كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147)
ولا يقبل الموعظة الرَّحِيمُ [مهربانست كه مؤمنانرا از ان مهلكه عقوبت بيرون آرد ونجات دهد] وهو تخويف لهذه الامة كيلا يسلكوا مسالكهم قيل خير ما اعطى الإنسان عقل يردعه فان لم يكن فحياء يمنعه فان لم يكن فخوف يقمعه فان لم يكن فمال يستره فان لم يكن فصاعقة تحرقه وتريح منه العباد والبلاد كالارض إذا استولى عليها الشوك فلا بد من نسفها وإحراقها بتسليط النار عليها حتى تعود بيضاء. فعلى العاقل ان يعتبر ويخاف من عقوبة الله تعالى ويترك العادات والشهوات ولا يصر على المخالفات والمنهيات
مكر كه عادت شوم از جنود إبليس است ... كه سد راه عبادت شده است عادت ما
وكل ما وقع فى العالم من آثار اللطف والقهر فهو علة لاولى الألباب مدة الدهر
عاقلانرا كوش بر آواز طبل رحلتست ... هر طلبيدن قاصدى باشد دل آگاه را
وقد أهلك الله تعالى قوم عاد مع شدة قوتهم وشوكتهم بأضعف الأشياء وهو الريح فانه إذا أراد يجعل الأضعف أقوى كالبعوضة ففى الريح ضعف للاولياء وقوة على الأعداء ولان للكمل معرفة تامة بشئون الله تعالى لم يزالوا مراقبين خائفين كما ان الجهلاء ما زالوا غافلين آمنين ولذا قامت عليهم الطامة فى كل زمان قوّانا الله وإياكم بحقائق اليقين وجعلنا من اهل المراقبة فى كل حين كَذَّبَتْ ثَمُودُ أنت باعتبار القبيلة وهو اسم جدهم الأعلى وهو ثمود ابن عبيد بن عوص بن عاد بن ارم بن سام بن نوح وقد ذكر غير هذا فى أول المجلس السابق فارجع الْمُرْسَلِينَ يعنى صالحا ومن قبله من المرسلين او إياه وحده والجمع باعتبار ان تكذيب واحد من الرسل فى حكم تكذيب الجميع لاتفاقهم على التوحيد واصول الشرائع ثم بين الوقت الممتد للتكذيب المستمر فقال إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ النسبي لا الديني فان الأنبياء محفوظون قبل النبوة معصومون بعدها وفائدة كونه منهم ان تعرف أمانته ولغته فيؤدى ذلك الى فهم ما جاء به وتصديقه صالِحٌ ابن عبيد بن آسف بن كاشح بن حاذر بن ثمود أَلا تَتَّقُونَ [آيا نمى ترسيد از عذاب خداى كه بدو شرك مى آريد] إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ فان شهرتى فيما بينكم بالامانة موجبة لتقوى الله وإطاعتي فيما أدعوكم اليه وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ اى على النصح والدعاء مِنْ أَجْرٍ فان ذلك تهمة لاهل العفة إِنْ أَجْرِيَ [نيست مكافات من] إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ فانه الذي أرسلني فالاجر عليه بل هو الآجر لعباده الخلص لقوله فى الحديث القدسي (من قتلته فاناديته) : وفى المثنوى
عاشقانرا شادمانى وغم اوست ... دست مزد واجرت خدمت هم اوست «1»
أَتُتْرَكُونَ الاستفهام للانكار والتوبيخ اى أتظنون انكم تتركون فِي ما هاهُنا اى فى النعيم الذي هو ثابت فى هذا المكان اى الدنيا وان لادار للمجازاة آمِنِينَ حال من فاعل تتركون: يعنى [در حالتى كه ايمن ز آفات وسالم از فوات] وفسر النعيم بقوله فِي جَنَّاتٍ بساتين وَعُيُونٍ انهار وقال بعضهم لم يكن لقوم صالح انهار جارية فالمراد بالعيون الآبار ويقال كانت لهم فى الشتاء آبار وفى الصيف انهار لانهم كانوا يخرجون
__________
(1) در أوائل دفتر پنجم در بيان آنكه ثواب عمل عاشق هم از حق است(6/297)
وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)
فى الصيف الى القصور والكروم والأنهار وَزُرُوعٍ [كشتزارها] وَنَخْلٍ [خرما بنان] وأفرد النخل مع دخولها فى أشجار الجنات لفضلها على سائر الأشجار وقد خلقت من فضلة طينة آدم عليه السلام طَلْعُها طلع النخل ما يطلع منها كنصل السيف فى جوفه شماريخ القنو تشبيها بالطلوع قبل طلع النخل كما فى المفردات. والشماريخ جمع شمراخ بالكسر وهو العثكال اى العذق وكل غصن من أغصانه شمراخ وهو الذي عليه البسر والقنو والعذق والكباسة بالكسر فى الكل من الثمر بمنزلة العنقود من الكرم هَضِيمٌ لطيف لين فى جسمه: وبالفارسية [خوشه آن خرما بنان وشكوفه او نازك ونرم آي] للطف الثمر فيكون الطلع مجازا عن الثمر. والهضم بفتحتين الرفة والهزال ومنه هضيم الكشح والحشى اى ضامر لطيف ومنه هضم الطعام إذا لطف واستحال الى مشاكلة البدن كما فى كشف الاسرار او لطيف لان النخل أنثى ويؤيده تأنيث الضمير وطلع إناث النخل لطيف وذكوره غليظ صلب قال ابن الشيخ طلع البرني الطف من طلع اللون والبرني أجود التمر وهو معرب أصله بر نيك اى الحمل الجيد واللون الدقل وهو أردى التمر واهل المدينة يسمون ما عدا البرني والعجوة الوانا ويوصف بهضيم ما دام فى كفراه لدخول بعضه فى بعض ولصوقه فاذا خرج منها فليس بهضيم والكفرى بضم الكاف والفاء وتشديد الراء كم النخل لانه يستر فى جوفه وقال الامام الراغب الهضم شدخ ما فيه رخاوة ونخل طلعها هضيم اى داخل بعضه فى بعض كانما شدخ انتهى او هضيم متدل متكسر من كثرة الحمل فالهضم بمعنى الكسر والتدلي التسفل والنزول من موضعه قال فى المختار الهاضوم الذي يقال له الجوارش لانه يهضم الطعام اى يكسره وطعام سريع الانهضام وبطيئ الانهضام وَتَنْحِتُونَ [ومى تراشيد براى مساكن خود] مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً [كفته اند كه در وادي حجر دو هزار بار هزار وهفصد سراى تراشيدند از سنك سخت در ميان كوهها رب العالمين ايشانرا در ان كار باستادى وتيز كارى وصف كرد وكفت] فارِهِينَ [در حالتى كه ماهريد در تراشيدن سنكها] كما قال الراغب اى حاذقين من الفراهة وهى النشاط فان الحاذق يعمل بنشاط وطيب قلب ومن قرأ فرهين جعله بمعنى مرحين أشرين بطرين فهو على الاول من فره بالضم وعلى الثاني من فره بالكسر واعلم ان ظاهر هذه الآيات يدل على ان الغالب على قوم هود هو اللذات الخيالية وهو طلب الاستعلاء والبقاء والتفرد والتجبر. والغالب على قوم صالح هو اللذات الحسية وهى طلب المأكول والمشروب والمساكن الطيبة وكل هذه اللذات من لذات اهل الدنيا الغافلين وفوقها لذات اهل العقبى المتيقظين وهى اللذات القلبية من المعارف والعلوم وما يوصل إليها من التواضع والوقار والتجرد والاصطبار فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ كان مقتضى الظاهر ولا تطيعوا المسرفين بلا اقحام امر فان الطاعة انما تكون للامر على صيغة الفاعل كما ان الامتثال انما يكون للامر على صيغة المصدر فشبه الامتثال بالطاعة من حيث ان كل واحد منهما يفضى الى الوجود والمأمور به فاطلق اسم المشبه به وهو الطاعة وأريد الامتثال اى لا تمتثلوا أمرهم الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ اى(6/298)
قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)
فى ارض الحجر بالكفر والظلم وهو وصف موضح لاسرافهم وَلا يُصْلِحُونَ بالايمان والعدل عطف على يفسدون لبيان خلو افسادهم عن محالطة الإصلاح [مراد تنى چندند كه قصد هلاك صالح كردند وقصه ايشان در سوره نمل مذكور خواهد شد] قالُوا [كفتند ثمود در جواب صالح] إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ اى من المسحورين مرة بعد اخرى حى اختل عقله واضطرب رأيه فبناء التفعيل لتكثير الفعل ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تأكل وتشرب ولست بملك قال الكاشفى [بصورت بشريت صالح عليه السلام از حقيقت حال وى محجوب شدند وندانستند كه انسان وراى صورت چيزى ديكرست]
چند صورت بينى اى صورت پرست ... جان بي معنيست كز صورت ترست
در كذر از صورت ومعنى نكر ... ز انكه مقصود از صدف باشد كهر
[و چون قوم ثمود وابسته صورت بودند وصالح را بصورت خود ديدند بهانه جويان كفتند تو مثل ما بشرى دعوى رسالت چرا ميكنى و چونكه ترك نميكيرى ودرين دعوى مصرى] فَأْتِ بِآيَةٍ [پس بيار نشانه از خوارق عادات] إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فى دعواك [صالح: فرمود كه شما چهـ مى طلبيد ايشان اقتراح كردند كه ازين سنك معين ناقه بدين هيأت بيرون آر و چون بدعاى صالح مدعاى ايشان حاصل شد] كما سبق تفصيله فى سورة الأعراف وسوره هود قالَ هذِهِ ناقَةٌ [اين ناقه ايست كه شما طلبيديد] لَها شِرْبٌ اى نصيب من الماء كالسقى والقيب للحط من السقي والقوت وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ: يعنى [يكروز آب از ان اوست ودو روز از ان شماست] فاقتصروا على شربكم ولا تزاحموها على شربها وفيه دليل على جواز قسمة المنافع بالمهايأة لان قوله لها شرب ولكم شرب يوم معلوم من المهاياة وهى لغة مفاعلة من الهيئة وهى الحالة الظاهرة للمتهيئ للشىء. والتهايؤ تفاعل منها وهى ان يتواضعوا على امر فيتراضوا به وحقيقته ان كلا منهم رضى بهيئة واحدة واختارها وشرعا قسمة المنافع على التعاقب والتناوب فلو قسم الشريكان منفعة دار مشتركة ووقعت المواضعة بينهما على ان يسكن أحدهما فى بعضها والآخر فى بعضها هذا فى علوها وهذا فى سفلها او على ان يسكن فيها هذا يوما او شهرا ويسكن هذا يوما او شهرا وتهايئا توافقا فى دارين على ان يسكن هذا فى هذه وهذا فى هذه او فى خدمة عبد واحد على ان يخدم هذا يوما ويخدم هذا يوما او خدمة عبدين على ان يخدم هذا هذا وهذا هذا صح التهايؤ فى الصور المذكورة بالإجماع استحسانا للحاجة اليه إذ يتعذر الاجتماع على الانتفاع فاشبه القسمة والقياس ان لا يصح لانها مبادلة المنفعة بجنسها ولكن ترك بالكتاب وهو الآية المذكورة والسنة وهو ما روى انه عليه السلام قسم بغزوة بدر كل بعير بين ثلاثة نفر وكانوا يتناوبون وعلى جوازها اجماع الامة قال فى فتح الرحمن واختلفوا فى حكم المهاياة فقال ابو حنيفة رحمه الله يجبر عليها الممتنع إذا لم يكن الطالب متعنتا وقال الثلاثة هى جائزة بالتراضي ولا إجبار فيها وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ ومس ميكند ويرا بيدي يعنى قصد زدن وكشتن وى ميكنيد كه اگر چنان كنيد] فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ عظم اليوم بالنسبة الى عظم ما حل فيه وهو هاهنا صيحة(6/299)
فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)
جبريل فَعَقَرُوها عقرت البعير نحرته واصل العقر ضرب الساق بالسيف كما فى كشف الاسرار [پس پى كردند ناقه را وبكشتند] اى يوم الأربعاء فماتت وأسند العقر الى كلهم لان عاقرها انما عقر برضاهم ولذلك أخذوا جميعا- روى- ان مسطعا الجأها الى مضيق فى شعب فرماها بسهم فسقطت ثم ضربها قدار فى عرقوبها. وعن ابى موسى الأشعري رضى الله عنه قال رأيت مبركها فاذا هو ستون ذراعا فى ستين ذراعا فقتلوا مثل هذه الآية العظيمة فَأَصْبَحُوا صاروا نادِمِينَ على عقرها خوفا من خلول العذاب لا توبة او عند معاينتهم العذاب ولذلك لم ينفعهم الندم وان كان بطريق التوبة كفرعون حين ألجمه الغرق والندم والندامة التحسر من تغير رأى فى امر فائت فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ الموعود وهو صيحة جبريل وذلك يوم السبت فهلكوا جميعا إِنَّ فِي ذلِكَ اى فى العذاب النازل بثمود لَآيَةً دالة على ان الكفر بعد ظهور الآيات المفتوحة موجب لنزول العذاب فليعتبر العقلاء لا سيما قريش وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ اكثر قوم ثمود او قريش مُؤْمِنِينَ [آورده اند كه از قبائل ثمود چهار هزار كس ايمان آوردند وبس] وكان صالح عليه السلام نزل عليه السلام نزل عليه الوحى بعد بلوغه وأرسل بعد هود بمائة سنة وعاش مائتين وعشرين سنة وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب على ما أراد من الانتقام من قوم ثمود بسبب تكذيبهم فاستأصلهم فليحذر المخالفون لامره حتى لا يقعوا فيما وقع فيه الأمم السالفة المكذبة الرَّحِيمُ [مهربان كه بى استحقاق عذاب نكند] وكانت الناقة علامة لنبوة صالح عليه السلام فلما أهلكوها ولم يعظموها صاروا نادمين حين لم ينفعهم الندم. والقرآن علامة لنبوة نبينا عليه السلام فمن رفضه ولم يعمل بما فيه ولم يعظمه يصير نادما غدا ويصيبه العذاب ومن جملة ما فيه الأمر بالاعتبار فعليك بالامتثال ما ساعدت العقول والابصار وإياك ومجرد القال فالفعل شاهد على حقيقة الحال: وفى المثنوى
حفظ لفظ اندر كواه قولى است ... حفظ عهد اندر كواه فعلى است «1»
كر كواه قول كژ كويد ردست ... ور كواه فعل كژ پويد بدست
قول وفعل بى تناقض بايدت ... تا قبول اندر زمان پيش آيدت
چون ترازوى تو كژ بود ودغا ... راست چون جويى ترازوى جزا «2»
چونكه پاى چپ بدى در غدر وكاست ... نامه چون آيد ترا در دست راست
چون جزا سايه است اى قد تو خم ... سايه تو كژ فتد در پيش هم
كافرانرا بيم كرد ايزد ز نار ... كافران كفتند نار اولى ز عار «3»
لا جرم افتند در نار ابد ... الامان يا رب از كردار بد «4»
فلا تكن من اهل العار حتى لا تكون من اهل النار ومن له آذان سامعة وقلوب واعية يصيخ الى آيات الله الداعية فيخاف من الله القهار ويصير مراقبا آناء الليل وأطراف النهار ويكثر ذكر الله فى السر والجهار- حكى- ان الشبلي قدس سره رأى فى سياحته فتى يكثر ذكر الله ويقول الله فقال الشبلي لا ينفعك قولك الله بدون العمل لان اليهود والنصارى
__________
(1) در أوائل پنجم در بيان نورى كه بى اختيار از سر عارف حقانى ظاهر شود
(2) در اواسط دفتر پنجم در بيان فيما يرجى من رحمة الله تعالى معطى النعم قبل استحقاقها إلخ
(3) در اواسط دفتر پنجم در بيان داستان آن كنزك كه با خر خاتون خود شهوت ميراند إلخ [.....]
(4) لم أجد(6/300)
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)
معك سواء لقوله تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) فقال الفتى الله عشر مرات حتى خر مغشيا عليه فمات على تلك الحالة فجاء الشبلي فرأى صدره قد انشق فاذا على كبده مكتوب الله فنادى مناد وقال يا شبلى هذا من المحبين وهم قليل والله تعالى خلق قلوب العارفين وزينها بالمعرفة واليقين وأدخلهم من طريق الذكر الحقانى فى نعيم روحانى كما أوقع للغافلين من طريق النسيان والإصرار فى عذاب روحانى وجسمانى فالاول من آثار رحمته والثاني من علامات عزته فلا يهتدى اليه الا المستأهلون لقربته ووصلته ولا يتأخر فى الطريق الا المستعدون لقهره ونقمته فنسأله وهو الكريم الرحيم ان يحفظنا من عذاب يوم عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ يعنى اهل سدوم وما يتبعها الْمُرْسَلِينَ يعنى لوطا وابراهيم ومن تقدمهما إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ قال الكاشفى [اينجا مراد اخوت شفقت است] انتهى وذلك لان لوطا ليس من نسبهم وكان أجنبيا منهم إذ روى انه هاجر مع عمه ابراهيم عليهما السلام الى ارض الشام فانزله ابراهيم الأردن فارسله الله الى اهل سدوم وهو لوط بن هاران وهاران أخو تارخ ابى ابراهيم أَلا تَتَّقُونَ ألا تخافون من عقاب الله تعالى على الشرك والمعاصي إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ مرسل من جانب الحق أَمِينٌ مشهور بالامانة ثقة عند كل أحد فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ فان قول المؤتمن معتمد وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ اى على التبليغ والتعليم مِنْ أَجْرٍ جعل ومكافأة دنيوية فان ذلك تهمة لمن يبلغ عن الله إِنْ أَجْرِيَ ما ثوابى إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ بل ليس متعلق الطلب الا إياه تعالى
خلاف طريقت بود كاوليا ... تمنا كنند از خدا جز خدا
أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ الاستفهام للانكار وعبر عن الفاحشة بالإتيان كما عبر عن الحلال فى قوله (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ) والذكران والذكور جمع الذكر ضد الأنثى وجعل الذكر كناية عن العضو المخصوص كما فى المفردات. ومن العالمين حال من فاعل تأتون والمراد به الناكحون من الحيوان فالمعنى أتأتون من بين من عداكم من العالمين الذكران وتجامعونهم وتعملون ما لا يشارككم فيه غيركم: وبالفارسية [آيا مى آييد بمردان] يعنى أنه منكر منكم ولا عذر لكم فيه ويجوز ان يكون من العالمين حالا من الذكران والمراد به الناس. فالمعنى أتأتون الذكران من أولاد آدم مع كثرة الإناث فيهم كأنهن قد اعوزنكم اى أفقرنكم وأعد منكم- روى- ان هذا العمل الخبيث علمهم إياه إبليس وَتَذَرُونَ تتركون يقال فلان يذر الشيء اى يقذفه لقلة اعداده به ولم يستعمل ماضيه ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ لاجل استمتاعكم مِنْ أَزْواجِكُمْ [از زنان شما] ومن لبيان ما ان أريد به جنس الإناث وللتبعيض ان أريد به العضو المباح منهن وهو القبل تعريضا بانهم كانوا يفعلون بنسائهم ايضا فتكون الآية دليلا على حرمة ادبار الزوجات والمملوكات وفى الحديث (من أتى امرأة فى دبرها فهو بريئ مما انزل على محمد ولا ينظر الله اليه) وقال بعض الصحابة قد كفر بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ متجاوزون الحد فى جميع المعاصي وهذا من جملتها واختلفوا(6/301)
قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)
فى اللوطي فقال ابو حنيفة يعزر ولا حد عليه خلافا لصاحبيه وقد سبق شرحه فى سورة هود وقال مالك يجب على الفاعل والمفعول به الرجم احصنا او لم يحصنا وعند الشافعي واحمد حكمه حكم الزنى قالُوا مهددين لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ اى عن تقبيح أمرنا وإنكارك علينا لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ من المعهودين بالنفي والإخراج من القرية على عنف وسوء حال قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ يعنى إتيان الرجال مِنَ الْقالِينَ من المبغضين أشد البغض كأنه يقلى الفؤاد والكبد لشدته اى ينضج لا اقف عن الإنكار عليه بالايعاد وهو اسم فاعل من القلى وهو البغض الشديد متعلق بمحذوف اى لقال من القالين ومبغض من المبغضين وذلك المحذوف وهو قال خبر ان ومن القالين صفته وقوله لعملكم متعلق بالخبر المحذوف ولو جعل من القالين خبر ان لعمل القالين فى لعملكم فيفضى الى تقديم الصلة على الموصول ولعله عليه السلام أراد اظهار الكراهة فى مساكنتهم والرغبة فى الخلاص من سوء جوارهم ولذلك اعرض عن محاورتهم وتوجه الى الله قائلا رَبِّ [اى پروردگار من] نَجِّنِي خلصنى وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ اى من شؤم عملهم الخبيث وعذابه فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ اى اهل بيته ومن اتبعهم فى الدنيا بإخراجهم من بينهم وقت مشارقة حلول العذاب بهم إِلَّا عَجُوزاً هى امرأة لوط اسمها والهة استثنيت من اهله فلا يضره كونها كافرة لان لها شركة فى الاهلية بحق الزوج قال الراغب العجوز سميت لعجزها عن كثير من الأمور فِي الْغابِرِينَ اى مقدرا كونها من الباقين فى العذاب لانها كانت مائلة الى القوم راضية بفعلهم وقد أصابها الحجر فى الطريق فاهلكها- وذكر- ان امرأة لوط حين سمعت الرجفة التفتت وحدها فمسخت حجرا وذلك الحجر فى رأس كل شهر يحيض كذا فى كتاب التعريف للامام السهيلي قال فى المفردات الغابر الماكث بعد مضى من معه قال تعالى (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) يعنى فيمن طال أعمارهم وقيل فيمن بقي ولم يسر مع لوط وقيل فيمن بقي فى العذاب ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ أهلكناهم أشد الإهلاك وأفظعه بقلب بلدتهم والتدمير إدخال الهلاك على الشيء والدمار الهلاك على وجه عجيب هائل وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ اى على الخارجين من بلادهم والكائنين مسافرين وقت الائتفاك والقلب مَطَراً اى مطرا غير معهود وهو الحجارة فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ بئس مطر من انذر فلم يؤمن لم يرد بالمنذرين قوما بأعيانهم فان شرط افعال المدح والذم ان يكون فاعلهما معرفا بلام الجنس او يكون مضافا الى المعرف به او مضمرا مميزا بنكرة والمخصوص بالذم محذوف وهو مطرهم إِنَّ فِي ذلِكَ الذي فعل بقوم لوط لَآيَةً لعبرة لمن بعدهم فليجتنبوا عن قبيح فعلهم كيلا ينزل بهم ما نزل بقوم لوط من العذاب وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ [كه جز دو دختر لوط ودو داماد وى نكرديده بودند] وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ بقهر الأعداء الرَّحِيمُ بنصرة الأولياء او لا يعذب قبل التنبيه والإرشاد وتعذيبه اهل العذاب من كمال رحمته على اهل الثواب ألا ترى ان قطع اليد المتأكلة سبب لسلامة البدن كله فالعالم بمنزلة الجسد واهل الفساد بمنزلة اليد المتأكلة وراحة اهل الصلاح فى ازالة اهل الفساد: وفى المثنوى(6/302)
كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)
چونكه دندان تو كرمش در فتاد ... نيست دندان بر كنش اى اوستاد «1»
باقى تن تا نكردد زار ازو ... كر چهـ بود آن تو شو بيزار ازو
ولو لم يكن فى العزة والقهر فائدة لما وضعت الحدود. وقد قيل اقامة الحدود خير من خصب الزمان قال إدريس عليه السلام من سكن موضعا ليس فيه سلطان قاهر وقاض عادل وطبيب عالم وسوق قائمة ونهر جار فقد ضيع نفسه واهله وماله وولده فعلى العاقل ان يحترز عن الشهوات ويهاجر العادات ويجاهد نفسه من طريق اللطف والقهر فى جميع الحالات كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ اى شعيبا ومن قبله عليهم السلام. والايكة الغيضة التي تنبت ناعم الشجر كالسدر والإدراك وهى غيضة بقرب مدين يسكنها طائفة فبعث الله إليهم شعيبا بعد بعثه الى مدين ولكن لما كان أخا مدين فى النسب قال تعالى (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) ولما كان أجنبيا من اصحاب الايكة قال إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ولم يقل أخوهم شعيب وهو شعيب بن تويب بن مدين بن ابراهيم او ابن ميكيك بن يشجر بن مدين ابن ابراهيم وأم ميكيك بنت لوط أَلا تَتَّقُونَ [آيا نمى ترسيد از عذاب حضرت پروردگار خود كه بدو شرك مى آريد] إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ بينكم وعلى الرسالة ايضا لا اطلب الإصلاح حالكم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ فيما آمركم به فان امرى امر عن الله وإطاعتي إطاعة له فى الحقيقة وَما أَسْئَلُكُمْ [ونمى خواهيم از شما] عَلَيْهِ اى على أداء الرسالة والتبليغ والتعليم المدلول عليه بقوله رسول مِنْ أَجْرٍ ومكافأة إِنْ ما أَجْرِيَ ثواب عملى واجرة خدمتى إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ فان الفيض وحسن التربية منه تعالى على الكل خصوصا على من كان مأمورا بامر من جانبه أَوْفُوا الْكَيْلَ اتموه: وبالفارسية [تمام پيماييد پيمانه را] وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ حقوق الناس بالتطفيف: وبالفارسية [ومباشيد از كاهندكان وزيان رسانندكان بحقوق مردمان] يقال خسرته واخسرته نقصته وَزِنُوا الموزونات: وبالفارسية [وى سنجيد] وهو اى زنوا امر من وزن يزن وزنا وزنة والوزن معرفة قدر الشيء بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ اى بالميزان السوي العدل قال فى القاموس القسطاس بالضم والكسر الميزان او أقوم الموازين او هو ميزان العدل أي ميزان كان كالقسطاس او رومى معرب وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ يقال بخس حقه إذا نقصه إياه وهو تعميم بعد تخصيص قال فى كشف الاسرار ذكر باعم الألفاظ يخاطب به القافلة والوزان والنخاس والمحصى والصيرفي انتهى اى ولا تنقصوا شيأ من حقوقهم أي حق كان كنقص العد والزرع ودفع الزيف مكان الجيد والغصب والسرقة والتصرف بغير اذن صاحبه ونحو ذلك وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ بالقتل والغارة وقطع الطريق. والعثى أشد الفساد فيما لا يدرك حسا وقوله مفسدين حال مقيدة اى لا تعتدوا حال افسادكم وانما قيده وان غلب العثى فى الفساد لانه قد يكون منه ما ليس بفساد كمقابلة الظالم المعتدى بفعله ومنه ما يتضمن صلاحا راجحا كقتل الخضر الغلام وخرقه السفينة وَاتَّقُوا الله الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ الجبلة الخلقة يقال جبل اى خلق
__________
(1) در أوائل دفتر سوم در بيان دعوت كردن عليه السلام پسر إلخ(6/303)
قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)
ولا يتعلق بها الخلق فلا بد من تقدير المضاف اى وخلق ذوى الجبلة الأولين يعنى من تقدمهم من الخلائق قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ من المسحورين مرة بعد اخرى [تا حدى كه اثر عقل از ايشان محو شد] وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا [ونيست تو مكر آدمي مانند ما در صفات بشريت پس بچهـ چيز بر ما تفضل ميكنى ودعوى رسالت از كجا آورده] إدخال الواو بين الجملتين للدلالة على ان كلا من التسحير والبشرية مناف للرسالة مبالغة فى التكذيب بخلاف قصة ثمود فانه ترك الواو هناك لانه لم يقصد الا معنى واحد هو التسحير وَإِنْ اى وان الشان نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ فى دعوى النبوة فَأَسْقِطْ عَلَيْنا [پس فرود آر بر ما وبيفكن يعنى خداى خود را بگو تا بيفكند] كِسَفاً مِنَ السَّماءِ [پاره از آسمان كه درو عذابى باشد] جمع كسفة بالكسر بمعنى القطعة. والسماء بمعنى السحاب او المظلة ولعله جواب لما أشعر به الأمر بالتقوى من التهديد إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [از راست كويان كه بر ما عذاب فرو خواهد آمد اين سخن بر سبيل استهزا كفتند وتكذيب] قالَ شعيب رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ من الكفر والمعاصي وبما تستحقون بسببه من العذاب فينزله فى وقته المقدر له لا محالة
مهلت ده روزه ظالم ببين ... فتنه ببين دم بدمش در كمين
أول حالش همه عيش است وناز ... آخر كارش همه سوز وكداز
[آورده اند كه چون قوم شعيب در انكار واستكبار از حد تجاوز كردند حق سبحانه وتعالى هفت شبانروز حرارتى سخت بر ايشان كماشت بمثابتى كه آب چاه وحشمه ايشان همه بجوش آمد ونفسهاى ايشان فرو كرفت بدرون خانه درآمدند حرارت زيادت شد روى به بيشه نهادند وهر يك در پاى درختى افتاده از كرما كريخته مى شدند كه نا كه ابر سياه در هوا پديد آمد ونسيم خنك ازو وزيدن كرفت اصحاب ايكه خوش دل شده يكديكر را آواز دادند بياييد كه در زير سايبان ابر آسايش كنيم همين كه مجموع ايشان در زير ابر مجتمع شدند آتشى از وى بيرون آمد وهمه را بسوخت چنانچهـ حق سبحانه وتعالى مى فرمايد] فَكَذَّبُوهُ اى أصروا على تكذيبه بعد وضوح الحجة وانتفاء الشبهة فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ حسبما اقترحوا اما ان أرادوا بالسماء السحاب فظاهر واما ان أرادوا الظلة فلان نزول العذاب من جهتها والظلة سحابة تظل قال الكاشفى [ظل در لغت سايبانست وآن ابر سياه بشكل سايبان بر زبر سر ايشان بوده] وفى اضافة العذاب الى يوم الظلة دون نفسها إيذان بان لهم يوما آخر غير هذا اليوم كالايام السبعة مع لياليها التي سلط الله فيها عليهم الحرارة الشديدة وكان ذلك من علامة انهم يؤخذون بجنس النار إِنَّهُ اى عذاب يوم الظلة كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ وعظمه لعظم العذاب الواقع فيه- روى- ان شعيبا أرسل الى أمتين اصحاب مدين ثم اصحاب الايكة فاهلكت مدين بالصيحة والرجفة واصحاب الايكة بعذاب يوم الظلة وعن ابن عباس رضى الله عنهما من حدث ما عذاب يوم الظلة فكذبه لعله أراد انه لم ينج منهم أحد فيخبر به كذا فى كشف الاسرار إِنَّ فِي ذلِكَ المذكور من قصة قوم شعيب لَآيَةً(6/304)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)
لعبرة للعقلاء وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ اى اكثر اصحاب الايكة بل كلهم إذ لم ينقل ايمان أحد منهم بخلاف اصحاب مدين فان جميعا منهم آمنوا وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب القادر على كل شىء ومن عزته نصر أنبيائه على أعدائه الرَّحِيمُ بالامهال وهذا آخر القصص السبع المذكورة تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتهديدا للمكذبين به من قريش [تا معلوم كنند كه هر أمتي كه تكذيب پيغمبر كردند معذب شدند وايشانرا نيز بر تكذيب حضرت پيغمبر عذابى خواهد رسيد] فان قلت لم لا يجوز ان يقال ان العذاب النازل بعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم لم يكن لكفرهم وعنادهم بل كان كذلك بسبب اقترانات الكواكب واتصالاتها على ما اتفق عليه اهل النجوم ومع قيام هذا الاحتمال لم يحصل الاعتبار بهذه القصص. وايضا ان الله تعالى قد ينزل العذاب محنة للمكلفين وابتلاء لهم وقد ابتلى المؤمنون بانواع البليات فلا يكون نزول العذاب على هؤلاء الأقوام دليلا على كونهم مبطلين مؤاخذين بذلك قلت اطراد نزول العذاب على تكذيب الأمم بعد إنذار الرسل به واقتراحهم له استهزاء وعدم مبالاة به يدفع ان يقال انه كان بسبب اتصالات فلكية او كان ابتلاء لهم لا مؤاخذة على تكذيبهم لان الابتلاء لا يطرد واعلم ان هذا المذكور هو العذاب الماضي ومن إشارته العذاب المستقبل. واما العذاب الحاضر فتعلق الخاطر بغير الله الناظر فكما لا بد من تخلية القلب عن الإنكار والعزم على العصيان وتحليته بالتصديق والايمان فكذا لا بد من قطع العلائق وشهود شؤن رب الخلائق فان ذلك سبب للخلاص من عذاب الفراق ومدار للنجاة من قهر الخلاق وانما يحصل ذلك من طريقه وهو العمل بالشريعة وأحكامها وقبول نصحها والتأدب بالطريقة وآدابها فمن وجد نفسه على هدى رسول الله وأصحابه والأئمة المجتهدين بعده واخلاقهم من الزهد والورع وقيام الليل على الدوام وفعل جميع المأمورات الشرعية وترك جميع المنهيات كذلك حتى صار يفرح بالبلايا والمحن وضيق العيش وينشرح لتحويل الدنيا ومناصبها وشهواتها عنه فليعلم ان الله تعالى يحبه ومن محبته ورحمته صب على قلبه تعظيم امره وربط جوارحه بالعمل مدة عمره والا فليحكم بان الله تعالى يبغضه والمبغض فى يد الاسم العزيز جعلنا الله تعالى وإياكم من اهل رحمته وعصمنا وإياكم من نقمته بدفع العلة ورفع الذلة ونعم ما قيل
محيط از چهره سيلاب كرد راه ميشويد ... چهـ انديشد كسى با عفو حق از كرد ذلتها
والله العفو الغفور ومنه فيض الاجر الموفور وَإِنَّهُ راجع الى القرآن وان لم يجر له ذكر للعلم به لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ صيغة التكثير تدل على ان نزوله كان بالدفعات فى مدة ثلاث وعشرين سنة وهو مصدر بمعنى المفعول سمى به مبالغة وفى وصفه تعالى بربوبية العالمين إيذان بان تنزيله من احكام تربيته تعالى ورأفته للكل. والمعنى ان القرآن الذي من جملته ما ذكر من القصص السبع لمنزل من جهته تعالى والا لما قدرت على الاخبار وثبت به صدقك فى دعوى الرسالة لان الاخبار من مثله لا يكون الا بطريق الوحى نَزَلَ بِهِ الباء للتعدية اى أنزله او للملابسة: يعنى [فرو آمده با قرآن] الرُّوحُ الْأَمِينُ اى جبريل فانه أمين على وحيه(6/305)
عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)
وموصله الى أنبيائه وسمى روحا لكونه سببا لحياة قلوب المكلفين بنور المعرفة والطاعة حيث ان الوحى الذي فيه الحياة من موت الجهالة يجرى على يده ويدل عليه قوله تعالى (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وفى كشف الاسرار سمى جبريل روحا لان جسمه روح لطيف روحانى وكذا الملائكة روحانيون خلقوا من الروح وهو الهواء يقول الفقير لا شك ان للملائكة أجساما لطيفة وللطافة نشأتهم غلب عليهم حكم الروح فسموا أرواحا ولجبريل مزيد اختصاص بهذا المعنى إذ هو من سائر الملائكة كالرسول عليه السلام من افراد أمته واعلم ان القرآن كلام الله وصفته القائمة به فكساه الألفاظ بالحروف العربية ونزله على جبريل وجعله أمينا عليه لئلا يتصرف فى حقائقه ثم نزل به جبريل كما هو على قلب محمد عليه السلام كما قال عَلى قَلْبِكَ اى تلاه عليك يا محمد حتى وعيته بقلبك فخص القلب بالذكر لانه محل الوعى والتثبيت ومعدن الوحى والإلهام وليس شىء فى وجود الإنسان يليق بالخطاب والفيض غيره وهو عليه السلام مختص بهذه الرتبة العلية والكرامة السنية من بين سائر الأنبياء فان كتبهم منزلة فى الألواح والصحائف جملة واحدة على صورتهم لا على قلوبهم كما فى التأويلات النجمية قال فى كشف الاسرار الوحى إذا نزل بالمصطفى عليه السلام نزل بقلبه اولا لشدة تعطشه الى الوحى ولاستغراقه به ثم انصرف من قلبه الى فهمه وسمعه وهذا تنزل من العلو الى السفل وهو رتبة الخواص فاما العوام فانهم يسمعون اولا فيتنزل الوحى على سمعهم اولا ثم على فهمهم ثم على قلبهم وهذا ترق من السفل الى العلو وهو شان المريدين واهل السلوك فشتان ما بينهما [جبرائيل چو پيغام كزاردى كاه كاه بصورت ملك بودى وكاه كاه بصورت بشرا كروحى و پيغام بيان احكام شرع بودى وذكر حلال وحرام بودى بصورت بشر آمدى كه (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ) وذكر قلب در ميان نبودى باز چون وحي پاك حديث عشق ومحبت بودى واسرار ورموز عارفان جبريل بصورت ملك آمدى روحانى ولطيف تا بدل رسول پيوستى واطلاع اغيار بر آن نبودى حق تعالى چنين فرمود] (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ) ثم إذا انقطع ذاك كان يقول فينفصم عنى وقد وعيته وفى الفتاوى الزينية سئل عن السيد جبريل كم نزل على النبي عليه السلام أجاب نزل عليه اربعة وعشرين الف مرة على المشهور انتهى وفى مشكاة الأنوار نزل عليه سبعة وعشرين الف مرة وعلى سائر الأنبياء لم ينزل اكثر من ثلاثة آلاف مرة لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ المخوفين مما يؤدى الى عذاب من فعل او ترك وهو متعلق بنزل به مبين لحكمة الانزال والمصلحة منه وهذا من جنس ما يذكر فيه أحد طرفى الشيء ويحذف الطرف الآخر لدلالة المذكور على المحذوف وذلك انه أنزله ليكون من المبشرين والمنذرين يقول الفقير الانذار اصل وقدم لانه من باب التخلية بالخاء المعجمة فاكتفى بذكره فى بعض المواضع من القرآن بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ متعلق ايضا بنزل وتأخيره للاغتناء بامر الانذار واللسان بمعنى اللغة لانه آلة التلفظ بها اى نزل به بلسان عربى ظاهر المعنى واضح المدلول لئلا يبقى لهم عذر ما اى لا يقولوا ما نصنع بما لا نفهمه فالآية صريحة فى ان القرآن انما انزل عليه عربيا لا كما زعمت الباطنية من انه تعالى أنزله على قلبه غير(6/306)
وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)
موصوف بلغة ولسان ثم انه عليه السلام اداه بلسانه العربي المبين من غير ان انزل كذلك وهذا فاسد مخالف للنص والإجماع ولو كان الأمر كما قالوا لم يبق الفرق بين القرآن وبين الحديث القدسي وفى الآية تشريف للغة العرب على غيرها حيث انزل القرآن بها لا بغيرها وقد سماها مبينا ولذلك اختار هذه اللغة لاهل الجنة واختار لغة العجم لاهل النار قال سفيان بلغنا ان الناس يتكلمون يوم القيامة قبل ان يدخلوا الجنة بالسريانية فاذا دخلوا الجنة تكلموا بالعربية فان قلت كيف يكون القرآن عربيا مبينا مع ما فيه من سائر اللغات ايضا على ما قالوا كالفارسية.
(وهو السجيل) بمعنى سنك وكل. والرومية وهو قوله تعالى (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) اى اقطعهن.
والارمنية وهو (فِي جِيدِها) والسريانية (وهو وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) بمعنى ليس حين فرار. والحبشية وهو (كِفْلَيْنِ) بمعنى ضعفين قلت لما كانت العرب يستعملون هذه اللغات ويعرفونها فيما بينهم صارت بمنزلة العربية قال الفقيه ابو الليث رحمه الله اعلم بان العربية لها فضل على سائر الالسنة فمن تعلمها او علم غيره فهو مأجور لان الله تعالى انزل القرآن بلغة العرب وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه من تعلم الفارسية خب ومن خب ذهبت عنه مروءته يعنى لو اقتصر على لسان الفارسية ولم يتعلم العربية فانه يكون أعجميا عند من يتكلم بالعربية فذهبت مروءته ولو تكلم بغير العربية فانه يجوز ولا اثم عليه فى ذلك وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه تكلم بالفارسية انتهى باجمال يقول الفقير الفارسية شعبة من لسان العجم المقابل للسان العرب ولها فضل على سائر لغات العجم وكذا ورد فى الحديث الصحيح (لسان اهل الجنة العربية والفارسية الدرية) بتشديد الراء كما فى الكرماني وغيره ذكره صاحب الكافي والقهستاني وابن الكمال وغيرهم وصححوه واما قوله عليه السلام (أحب العرب لثلاث لأنى عربى والقرآن عربى ولسان اهل الجنة فى الجنة عربى) فالتخصيص فيه لا ينافى ما عداه وكذا لا ينافى كون لسان العجم مطلقا لسان اهل النار كون الفارسية منه لسان اهل الجنة وقد تكلم بها فى الدنيا كثير من العارفين: وفى المثنوى
فارسى كو كرچهـ تازى خوشترست ... عشق را خود صد زبان ديكرست «1»
وهو ترغيب فى تحصيل الفارسية بعد تحصيل العربية ولهذا المقام مزيد تفصيل ذكرناه فى كتابنا الموسوم بتمام الفيض وَإِنَّهُ اى وان ذكر القرآن لا عينه لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ واحدها زبور بمعنى الكتاب مثل رسل ورسول اى لفى الكتب المتقدمة. يعنى ان الله تعالى اخبر فى كتبهم عن القرآن وانزاله على النبي المبعوث فى آخر الزمان أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ الهمزة لانكار النفي والواو للعطف على مقدر ولهم حال من آية والضمير راجع الى مشركى قريش وآية خبر للكون قدم على اسمه الذي هو قوله ان يعلمه إلخ للاعتناء بالمقدم والتنويه بالمؤخر اى اغفلوا عن ذلك ولم يكن لهم آية دالة على انه تنزيل رب العالمين وانه فى زبر الأولين ان يعلمه علماء بنى إسرائيل كعبد الله بن سلام ونحوه بنعوته المذكورة فى كتبهم ويعلموا من انزل عليه اى قد كان علمهم بذلك آية على صحة القرآن وحقية الرسول [وشهادت مردم دانا بر چيزى موجب تحقيق آنست]- روى- ان اهل
__________
(1) لم أجد بعينه(6/307)
وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)
مكة بعثوا الى يهود المدينة يسألونهم عن محمد وبعثته فقالوا ان هذا لزمانه وانا نجد فى التوراة نعته وصفته وَلَوْ نَزَّلْناهُ اى القرآن كما هو بنظمه المعجب المعجز عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ الذين لا يقدرون على التكلم بالعربية جمع أعجمي بالتخفيف ولذا جمع جمع السلامة ولو كان جمع أعجم لما جمع بالواو والنون لان مؤنث أعجم عجماء وافعل فعلاء لا يجمع جمع السلامة فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ قراءة صحيحة خارفة للعادات ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ مع انضمام اعجاز القراءة الى اعجاز المقروء لفرط عنادهم وشدة شكيمتهم فى المكابرة وفى التأويلات النجمية يشير الى كمال قدرته وحكمته بانه لو انزل هذا الكتاب بهذه اللغة على أعجمي لم يعرف هذه اللغة لكان قادرا على ان يعلمه لغة العرب ويفهمه معانى القرآن وحكمه فى لفظة كما علم آدم الأسماء كلها وكما علم العربية لمن قال «أمسيت كرديا وأصبحت عربيا» ومع هذا لما كان اهل الإنكار مؤمنين به بعد ظهور هذه المعجزة إظهارا لكمال الحكمة كَذلِكَ اى مثل ذلك السلك البديع وهو اشارة الى مصدر قوله سَلَكْناهُ اى أدخلنا القرآن فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ اى فى قلوب مشركى قريش فعرفوا معانيه واعجازه فقوله لا يُؤْمِنُونَ بِهِ استئناف لبيان عنادهم حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ الملجئ الى الايمان به حين لا ينفعهم الايمان فَيَأْتِيَهُمْ العذاب بَغْتَةً اى فجأة فى الدنيا والآخرة معطوف على قوله يروا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ بإتيانه: وبالفارسية [وايشان ندانند وقت آمدن آنرا] فَيَقُولُوا تحسرا على ما فات من الايمان وتمنيا للامهال لتلافى ما فرطوه وهو عطف على يأتيهم هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ الانظار التأخير والامهال اى مؤخرون لنؤمن ونصدق: وبالفارسية [آيا هستيم ما درنك داده شدكان يعنى آيا مهلت دهند تا بگرديم وتصديق كنيم] ولما أوعدهم النبي عليه السلام بالعذاب قالوا الى متى توعدنا بالعذاب ومتى هذا العذاب نزل قوله تعالى أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ [آيا بعذاب ما شتاب ميكنند] فيقولون تارة أمطر علينا حجارة من السماء واخرى فائتنا بما تعدنا وحالهم عند نزول العذاب النظرة والمهلة والفاء للعطف على مقدر اى يكون حالهم كما ذكر من الاستنظار عند نزول العذاب الأليم فيستعجلون بعذابنا وبينهما من التنافي ما لا يخفى على أحد وفى التأويلات النجمية اى استعجالهم فى طلب العذاب من نتائج عذابنا ولو لم يكونوا معذبين لما استعجلوا فى طلب العذاب أَفَرَأَيْتَ مرتب على قولهم هل نحن منظرون وما بينهما اعتراض للتوبيخ والخطاب لكل من يصلح له كائنا من كان ولما كانت الرؤية من أقوى اسباب الاخبار بالشيء وأشهرها شاع استعمال أرأيت فى معنى أخبرني فالمعنى أخبرني يا من يصلح للخطاب إِنْ مَتَّعْناهُمْ جعلنا مشركى قريش متمتعين منتفعين سِنِينَ كثيرة فى الدنيا مع طيب المعاش ولم نهلكهم وقال الكلبي يعنى مدة أعمارهم وقال عطاء يريد مذ خلق الله الدنيا الى ان تنقضى ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ من العذاب والإيعاد. والتخويف بالفارسية [بيم كردن] ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ اى لم يغن عنهم شيأ تمتعهم المتطاول فى رفع العذاب وتخفيفه فما فى ما اغنى نافية ومفعول اغنى محذوف وفاعله ما كانوا يمتعون او أي شىء اغنى عنهم كونهم ممتعين ذلك التمتيع(6/308)
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)
المؤبد على ان ما فى ما كانوا مصدرية او ما كانوا يمتعون به من متاع الحياة الدنيا على انها موصولة حذف عائدها فما فى ما اغنى مفعول مقدم لاغنى والاستفهام للنفى وما كانوا هو الفاعل وهذا المعنى اولى من الاول لكونه أوفق بصورة الاستخبار وادل على انتفاء الإغناء على ابلغ وجه وآكده كان كل من شانه الخطاب قد كلف بان يخبر بان تمتيعهم ما أفادهم وأي شىء اغنى عنهم فلم يقدر أحد ان يخبر بشىء من ذلك أصلا- روى- ان ميمون بن مهران لقى الحسن فى الطواف وكان يتمنى لقاءه فقال له عظنى فلم يزده على تلاوة هذه الآية فقال ميمون لقد وعظت فابلغت وروى ان عمر بن عبد العزيز كان يقرأ هذه الآية كل صباح إذا جلس على سريره تذكرا بها واتعاظا
جهان بى وفاييست مردم فريب ... كه از دل ربايد قد او شكيب
نكر تا بجاهش نكردى أسير ... نكردى پى مالش اندر زحير
كه آندم كه مردك اندر آيد ز راه ... نه مالت كند دستكيرى نه جاه
قال يحيى بن معاذ رحمه الله أشد الناس غفلة من اغتر بحياته الفانية والتذ بموداته الواهية وسكن الى مألوفاته كان الرشيد حبس رجلا فقال الرجل للموكل عليه قل لامير المؤمنين كل يوم مضى من نعمتك ينقص من محنتى والأمر قريب والموعد الصراط والحاكم الله فخر الرشيد مغشيا عليه ثم أفاق وامر باطلاقه وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ من القرى المهلكة إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ قد انذروا أهلها قال فى كشف الاسرار جمع منذرين لان المراد بهم النبي واتباعه المظاهرون له ذِكْرى اى لاجل التذكير والموعظة والزام الحجة فمحلها النصب على العلة وَما كُنَّا ظالِمِينَ فنهلك غير الظالمين والتعبير عن ذلك بنفي الظالمية مع ان إهلاكهم قبل الانذار ليس بظلم أصلا على ما تقرر من قاعدة اهل السنة لبيان كمال نزاهته عن ذلك بتصويره بصورة ما يستحيل صدوره عنه من الظلم وفى التأويلات النجمية (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ) اى من اهل قرية فالقرية الجسد الإنساني وأهلها النفس والقلب والروح وإهلاكهم بإفساد استعدادهم الفطري بترك المأمورات وإتيان المنهيات (إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ) بالإلهامات الربانية (ذِكْرى) اى تذكرة من ربهم كما قال تعالى (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها: وَما كُنَّا ظالِمِينَ) بان نضع العذاب فى غير موضعه او تضع الرحمة فى غير موضعها انتهى وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ يقال تنزل نزل فى مهلة والباء للتعدية. والمعنى بالفارسية [وهركز ديوان اين قرآن فرو نياوردند] او للملابسة. والمعنى [وفرو نيايند بقرآن ديوان. مقاتل كفت مشركان قريش كفتند محمد كاهن است وبا وى كسى است از جن كه اين قرآن كه دعوى ميكند كه كلام خداست آن كسى بر زبان وى مى افكند همچنانكه بر زبان كاهن افكند واين از آنجا كفتند كه در جاهلية پيش از مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم با هر كاهنى رئى بود از جن كه استراق سمع كردند بدر آسمان وخبرهاى دوزخ وراست بر زبان كاهن افكندند مشركان پنداشتند كه وحي قرآن هم از ان جنس است تا رب العالمين ايشانرا دروغ زن كرد كفت] (وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ) بل نزل به الروح الامين وَما يَنْبَغِي لَهُمْ اى وما يصح وما يستقيم لهم ان ينزلوا بالقرآن من السماء (وَما يَسْتَطِيعُونَ(6/309)
إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)
وما يقدرون على ذلك أصلا إِنَّهُمْ بعد مبعث الرسول عَنِ السَّمْعِ لكلام الملائكة لَمَعْزُولُونَ ممنوعون بعد ان كانوا يمكنون لانهم يرجمون بالشهب قال بعض اهل التفسير انهم عن السمع لكلام الملائكة لمعزولون لانتفاء المشاركة بينهم وبين الملائكة فى صفات الذات والاستعداد لقبول فيضان أنوار الحق والانتقاش بصور العلوم الربانية والمعارف النورانية كيف لا ونفوسهم خبيثة ظلمانية شريرة بالذات غير مستعدة الا لقبول ما لا خير فيه أصلا من فنون الشر والقرآن مشتمل على حقائق ومغيبات لا يمكن تلقيها الا من الملائكة وفى التأويلات النجمية يشير الى ان ليس للشياطين استعدادات تنزيل القرآن ولا قوة حمله ولا وسع فهمه لانهم خلقوا من النار والقرآن نور قديم فلا يكون للنار المخلوقة حمل النور القديم ألا ترى ان نار الجحيم كيف تستغيث عند ورود المؤمن عليها وتقول (جز يا مؤمن فقد اطفأ نورك لهبى) فاذا لم يكن لهم استطاعة لحمل القرآن وقوة سمعه كيف يمكن لهم تنزيله وان وجدوا السمع الذي هو الإدراك ولكن حرموا الفهم المؤدى للاستجابة لما دعوا اليه فلهذا استوجبوا العذاب انتهى قال بعض الكبار وصف الله تعالى اهل الحرمان ان أسماعهم وأبصارهم وعقولهم وقلوبهم فى غشاوة الغفلة عن سماع القرآن والسامع بالحقيقة هو الذي له سمع قلبى عقلى غيبى روحى يسمع كل لمحة من جميع الأصوات والحركات فى الاكون خطاب الحق سبحانه بحيث يهيج سره بنعت الشوق اليه فطوبى لمن فهم عن الله واستعد لحمل امانة الله شريعة وحقيقة فهو الموفق ومن سواه المعزول فيا ايها السامعون افهموا ويا ايها المدركون تحققوا فالعلم فى الصدر لا عند باب الحواس ولا بالتخمين والقياس فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إذا عرفت يا محمد حال الكفار فلا تعبد معه تعالى الها آخر فَتَكُونَ [پس باشى اگر پرستش ميكنى] مِنَ الْمُعَذَّبِينَ خوطب به النبي عليه السلام مع ظهور استحالة وقوع المنهي عنه لانه معصوم تهيجا لعزيمته وحثا على ازدياد الإخلاص ولطفا بسائر المكلفين ببيان ان الإشراك من القبيح والسوء بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره منه فكيف بمن عداه وان من كان أكرم الخلق عليه إذا عذب على تقدير اتخاذ اله آخر فغيره اولى وفى الخبر ان الله تعالى اوحى الى نبى من أنبياء بنى إسرائيل يقال له ارميا بان يخبر قومه بان يرجعوا عن المعصية فانهم ان لم يرجعوا أهلكتهم فقال ارميا يا رب انهم أولاد أنبيائك أولاد ابراهيم واسحق ويعقوب أفتهلكهم بذنوبهم قال الله تعالى انى انما أكرمت انبيائى لانهم أطاعوني ولو انهم عصونى لعذبتهم وان كان ابراهيم خليلى قال فى التأويلات النجمية يشير الى ان عبادة غير الله من الدنيا والآخرة وطلبه بتوجه القلب اليه عمارة عذاب الله وهو البعد من الله ومن يطلب يكن عذابه أشد فكل طالب شىء يكون قريبا اليه بعيدا عما سواه فطالب الدنيا قريب من الدنيا بعيد عن الآخرة وطالب الآخرة قريب من الآخرة بعيد عن الله ولذا قال ابو سعيد الخراز قدس سره حسنات الأبرار سيآت المقربين فالابرار اهل الجنة وحسناتهم طلب الجنة والمقربون اهل الله وحسناتهم طلب الله وحده لا شريك له وَأَنْذِرْ العذاب الذي يستتبعه الشرك والمعاصي عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ(6/310)
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)
العشيرة اهل الرجل الذي يتكثر بهم اى يصيرون له بمنزلة العدد الكامل وذلك ان العشرة هو العدد الكامل فصارت العشيرة اسما لكل جماعة من أقارب الرجل يتكثر بهم والعشير المعاشر قريبا كان او مقارنا كذا فى المفردات. والمراد بهم بنوا هاشم وبنوا عبد المطلب وانما امر بانذار الأقربين لان الاهتمام بشانهم أهم فالبداية بهم فى الانذار اولى كما ان البداية بهم فى البر والصلة وغيرهما اولى وهو نظير قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ) وكانوا مأمورين بقتال جميع الكفار ولكنهم لما كانوا اقرب إليهم أمروا بالبداية بهم فى القتال كذلك هاهنا وايضا إذا انذر الأقارب فالاجانب اولى بذلك- روى- انه لما نزلت صعد الصفا وناداهم فخذا فخذا حتى اجتمعوا اليه فقال لو أخبرتكم ان يسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقى قالوا نعم قال فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد- روى- انه قال (يا بنى عبد المطلب يا بنى هاشم يا بنى عبد مناف افتدوا أنفسكم من النار فانى لا اغنى عنكم شيأ. ثم قال يا عائشة بنت ابى بكر ويا حفصة بنت عمر. ويا فاطمة بنت محمد. ويا صفية عمة محمد اشترين انفسكن من النار فانى لا اغنى عنكن شيأ) [در خبرست كه عائشه صديقه رضى الله عنها بگريست وكفت يا رسول الله روز قيامت روزيست كه تو ما را بكار نيايى كفت بلى] عائشة فى ثلاثة مواطن يقول الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فعند ذلك لا املك لكم من الله شيأ وعند النور من شاء الله أتم له نوره ومن شاء الله كبه فى الظلمات فلا املك لكم من الله شيأ وعند الصراط من شاء الله سلمه واجاره ومن شاء كبه فى النار فينبغى للمؤمن ان لا يغتر بشرف الأنساب فان النسب لا ينفع بدون الايمان برب الأرباب فانظر الى حال كنعان ابن نوح والى حال آزر والد ابراهيم عليهما السلام فان فيها كفاية: قال الشيخ سعدى قدس سره
چوكنعانرا طبيعت بى هنر بود ... پيمبر زادگى قدرش نيفزود
هنر بنماى اگر دارى نه كوهر ... كل از خارست وابراهيم از آزر
وفى التأويلات النجمية يشير الى حقيقة قوله (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ) وقال عليه السلام (كل حسب ونسب ينقطع الا حسبى ونسبى) فحسبه الايمان والتقوى كما قال عليه السلام (آلى كل مؤمن تقى) ويشير الى أن من كان مصباح قلبه منورا بنور الايمان لا ينور مصباح عشيرته ولو كان والد اله حتى يكون مقتبسا هو لمصباحه من نور مصباحه المنور وهذا سر متابعة النبي عليه السلام والاقتداء بالولى وقوله عليه السلام لفاطمة رضى الله عنها (يا فاطمة بنت محمد انقذى نفسك من النار فانى لا اغنى عنك من الله شيأ) كان لهذا المعنى كما ان أكل المرء يشبعه ولا يشبع ولده حتى يأكل الطعام كما أكل والده وليعلم انه لا ينفعهم قرابته ولا تقبل فيهم شفاعته إذا لم يكن لهم اصل الايمان فان الايمان هو الأصل وما سواه تبع له ولهذا السر قال تعالى عقيب قوله (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قوله (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اى ألن جانبك لهم وقاربهم فى الصحبة واسحب ذيل التجاوز على ما يبدو منهم من التقصير واحتمل منهم سوء الأحوال وعاشرهم بجميل الأخلاق وتحمل عنهم(6/311)
فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)
كلهم فان حرموك فاعطهم وان ظلموك فتجاوز عنهم وان قصروا فى حقى فاعف عنهم واستغفر لهم: وبالفارسية [وبر خويش فرورد آر بفروتنى ومهربانى يعنى مهربانى ورز وإكرام كن] والخفض ضد الرفع والدعة والسير اللين: يعنى [نرم رفتن شتر] وهو حث على تليين الجانب والانقياد كما فى المفردات وجناح العسكر جانباه وهو مستعار من خفض الطائر جناحه إذا أراد ان ينحط فشبه التواضع ولين الأطراف والجوانب عند مصاحبة الأقارب والأجانب بخفض الطائر جناحه اى كسره عند ارادة الانحطاط واما الفاسق والمنافق فلا يخفض له الجناح الا فى بعض الأحوال إذ لكل من اللين والغلظة وقت دل عليه القرآن فلا بد من رعاية كل منهما فى وقته ومن للتبيين لان من اتبع أعم ممن اتبع لدين او لغيره او للتبعيض على ان المراد بالمؤمنين المشارفون للايمان والمصدقون باللسان وفى التأويلات النجمية والنكتة فيه انه قال (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) لان كل متابع مؤمن ولم يكن كل مؤمن متابعا لئلا يغتر المؤمن بدعوى الايمان وهو بمعزل عن حقيقته التي لا تحصل الا بالمتابعة انتهى فعلى العاقل ان يختار صحبة الأخيار ويتابعهم فى أعمالهم ويسعى فى تحصيل اخلاقهم وأحوالهم وبشرف القرين يدخل عشرة من الحيوانات الجنة منها كلب اصحاب اهل الكهف ولله در من قال
سك اصحاب كهف روزى چند ... پى نيكان كرفت مردم شد
حيث دخل الجنة معهم فى صورة الكبش فَإِنْ عَصَوْكَ قال فى كشف الاسرار [خويشان وقرابت رسول الله عليه السلام چون بعداوت رسول در بستند وزبان طعن دراز كردند آيت فرود آمد كه] (فَإِنْ عَصَوْكَ) اى فان خرجت عشيرتك عن الطاعة وخالفوك ولم يتبعوك فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ اى من عبادتكم لغير الله تعالى ولا تبرأ منهم وقل لهم قولا معروفا بالنصح والعظة لعلهم يرجعون الى طاعتك وقبول الدعوة منك يقول الفقير سمعت من حضرة شيخى وسندى روّح الله روحه يقول قطعت الوصلة بينى وبين خلفائى الا من الوصية فان الله تعالى يقول (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) فالوصية بالحق والصبر لا بد لى منها فى حق الكل خصوصا فى حقهم وَتَوَكَّلْ فى جميع حالاتك عَلَى الْعَزِيزِ الذي لا يذل من والاه ولا يعز من عاداه فهو يقدر على قهر أعدائه الرَّحِيمِ الذي يرحم من توكل عليه وفوض امره اليه بالظفر والنصرة فهو ينصر أولياءه ولا تتوكل على الغير فان الله تعالى هو الكافي لشر الأعداء لا الغير والتوكل على الله تعالى فى جميع الأمور والاعراض عما سواه ليس الا من خواص الكمل جعلنا الله وإياكم من الملحقين بهم ثم اتبع به قوله الَّذِي يَراكَ
إلخ لانه كالسبب لتلك الرحمة اى توكل على من يراك حِينَ تَقُومُ
اى الى التهجد فى جوف الليل فان المعروف من القيام فى العرف الشرعي احياء الليل بالصلاة فيه وفى الحديث (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) وعن عائشة رضى الله عنها ان النبي عليه السلام كان لا يدع قيام الليل وكان إذا مرض او كسل صلى قاعدا ومنها إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع او غيره صلى من النهار ثنتى عشرة ركعة رواه مسلم يقول الفقير هذا اى(6/312)
وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)
ما صلى عليه السلام فى النهار بدل ما فات منه فى الليل من ورد التهجد يدل على ان التهجد ليس كسائر النوافل بل له فضيلة على غيره ولذا يوصى بإتيان بدله إذا فات مع ان النوافل لا تقضى وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ التقلب [بركشتن] اى ويرى ترددك فى تصفح احوال المتهجدين لتطلع على حقيقة أمرهم كما روى انه لما نسخ فرض قيام الليل عليه وعلى أصحابه بناء على انه كان واجبا عليه وعلى أمته وهو الأصح وعن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان واجبا على الأنبياء قبله طاف عليه السلام تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون اى هل تركوا قيام الليل لكونه نسخ وجوبه بالصلوات الخمس ليلة المعراج حرصا على كثرة طاعاتهم فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع لها من دندنتهم بذكر الله وتلاوة القرآن إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ لما تقوله ولدعوات عباده ومناجاة الاسرار الْعَلِيمُ بما تنويه وبوجود مصالحهم وإرادات الضمائر وقال بعضهم (تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) اى تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود إذا أممتهم فقوله فى الساجدين معناه مع المصلين فى الجماعة فكأن اصل المعنى يراك حين تقوم وحدك للصلاة ويراك إذا صليت مع المصلين جماعة وفى التأويلات النجمية (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ)
اى يرى قصدك ونيتك وعزيمتك عند قيامك للامور كلها وقد اقتطعه بهذه الآية عن شهود الخلق فان من علم انه بمشهد الحق راعى دقائق حالاته وخفايا أحواله مع الحق وبقوله (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) هون عليه معاناة مشاق العبادات لاخباره برؤيته له ولا مشقة لمن يعلم انه بمرأى من مولاه ومحبوبه وان حمل الجبال الرواسي يهون لمن حملها على شعرة من جفن عينه على مشاهدة ربه ويقال كنت بمرأى منا حين تقلبك فى عالم الأرواح فى الساجدين بان خلقنا روح كل ساجد من روحك انه هو السميع فى الأزل مقالتك انا سيد ولد آدم ولا فخر لان أرواحهم خلقت من روحك العليم باستحقاقك لهذه الكرامة انتهى وعن ابن عباس رضى الله عنهما فى قوله (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) من نبى الى نبى حتى اخرجك نبيا اى فمعنى فى الساجدين فى أصلاب الأنبياء والمرسلين من آدم الى نوح والى ابراهيم والى من بعده الى ان ولدته امه وهذا لا ينافى وقوع من ليس نبيا فى آبائه فالمراد وقوع الأنبياء فى نسبه. واستدل الرافضة على ان آباء النبي عليه السلام كانوا مؤمنين اى لان الساجد لا يكون الا مؤمنا فقد عبر عن الايمان بالسجود وهو استدلال ظاهرى وقوله عليه السلام (لم ازل انقل من أصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات) لا يدل على الايمان بل على صحة انكحة الجاهلية كما قال عليه السلام فى حديث آخر (حتى أخرجني من بين أبوي لم يلتقيا على سفاح قط) وقد سبق نبذ من الكلام مما يتعلق بالمرام فى اواخر سورة ابراهيم وحق المسلم ان يمسك لسانه عما يخل بشرف نسب نبينا عليه السلام ويصونه عما يتبادر منه النقصان خصوصا الى وهم العامة فان قلت كيف نعتقد فى حق آباء النبي عليه السلام قلت هذه المسألة ليست من الاعتقاديات فلا حظ للقلب منها واما حظ اللسان فقد ذكرنا وذكر الحافظ السيوطي رحمه الله ان الذي للخلص ان أجداده عليه السلام من آدم الى مرة بن كعب مصرح بايمانهم اى فى الأحاديث واقوال السلف وبقي بين مرة وعبد المطلب اربعة(6/313)
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)
أجداد ولم اظفر فيهم بنقل وعبد المطلب الأشبه انه لم تبلغه الدعوة لانه مات وسنه عليه السلام ثمان سنين والأشهر انه كان على ملة ابراهيم عليه السلام اى لم يعبد الأصنام كما سبق فى سورة براءة هَلْ أُنَبِّئُكُمْ خطاب لكفار مكة وكانوا يقولون ان الشياطين تتنزل على محمد فرد الله عليهم ببيان استحالة تنزلهم عليه بعد بيان امتناع تنزلهم بالقرآن. والمعنى هل أخبركم ايها المشركون: وبالفارسية [آيا خبر دهم شما را] عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ اى تتنزل بحذف احدى التاءين وكلمة من تضمنت الاستفهام ودخل عليها حرف الجر وحق الاستفهام ان يصدر فى الكلام فيقال أعلى زيد مررت ولا يقال على أزيد مررت ولكن تضمنه ليس بمعنى انه اسم فيه معنى الحرف بل معناه ان الأصل أمن فحذف حرف الاستفهام واستعمل على بعد حذفه كما يقال فى هل أصله اهل ومعناه أقد فاذا ادخلت حرف الجر على من فقدر الهمزة قبل حرف الجر فى ضميرك كأنك تقول أعلى من تنزل تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ كثير الافك والكذب قال الراغب الافك كل مصروف عن وجهه الذي يحق ان يكون عليه أَثِيمٍ كثير الإثم وهو اسم للافعال المبطئة عن الثواب اى تتنزل على المتصفين بالإفك والإثم الكثير من الكهنة والمتنبئة كمسيلمة وطليحة لانهم من جنسهم وبينهم مناسبة بالكذب والافتراء والإضلال وحيث كانت ساحة رسول الله منزهة عن هذه الأوصاف استحال تنزلهم عليه يُلْقُونَ السَّمْعَ الجملة فى محل الجر على انها صفة كل أفاك اثيم لكونه فى معنى الجمع اى يلقى الأفاكون الاذن الى الشياطين فيتلقون منهم اوهاما وامارات لنقصان علمهم فيضمون إليها بحسب تخيلاتهم الباطلة خرافات لا يطابق أكثرها الواقع: وبالفارسية [فرو ميدارند كوش را بسخن شياطين وفرا ميكيرند از ايشان اخبار دروغ وديكر دروغها بآن اضافت ميكنند] وَأَكْثَرُهُمْ اى الأفاكين كاذِبُونَ فيما قالوه من الأقاويل وليس محمد كذلك فانه صادق فى جميع ما اخبر من المغيبات والأكثر بمعنى الكل: يعنى [همه ايشان بصفت كذب موصوفند] كلفظ البعض فى قوله (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) اى كله وذلك كما استعملت القلة فى معنى العدم فى كثير من المواضع وقال بعضهم ان الاكثرية باعتبار الأقوال لا باعتبار الذوات حتى يلزم من نسبة الكذب الى أكثرهم كون أقلهم صادقين وليس معنى الأفاك من لا ينطق الا بالإفك حتى يمتنع منه الصدق بل من يكثر الافك فلا ينافيه ان يصدق نادرا فى بعض الأحيان وقال فى كشف الاسرار استثنى منهم بذكر الأكثر سطيحا وشقا وسواد بن قارب الذين كانوا يلهجون بذكر رسول الله وتصديقه ويشهدون له بالنبوة ويدعون الناس اليه انتهى قال فى حياة الحيوان واما شق وسطيح الكاهنان فكان شق شق انسان له يد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة وكان سطيح ليس له عظم ولا بنان انما كان يطوى كالحصير لم يدرك ايام بعثة رسول الله عليه السلام وكان فى زمن الملك كسرى وهو ساسان وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ يعنى ليس القرآن بشعر ولا محمد بشاعر لان الشعراء يتبعهم الضالون والسفهاء واتباع محمد ليسوا كذلك بل هم الراشدون المراجيح الرزان وكان شعراء الكفار يهجون رسول الله وأصحابه ويعيبون الإسلام فيتبعهم سفهاء(6/314)
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)
العرب حيث كانوا يحفظون هجاءهم وينشدون فى المجالس ويضحكون. ومن لواحق هذا المعنى ما قال ابن الخطيب فى روضته ذهب جماعة من الشعراء الى خليفة وتبعهم طفيلى فلما دخلوا على الخليفة قرأوا قصائدهم واحدا بعد واحد وأخذوا العطاء فبقى الطفيلي متحيرا فقيل له اقرأ شعرك قال لست انا بشاعر وانما انا رجل ضال كما قال الله تعالى (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) فضحك الخليفة كثيرا فامر له بانعام وقال بعضهم معنى الآية ان الشعراء تسلك مسلكهم وتكون من جملتهم الضالون عن سنن الحق لا غيرهم من اهل الرشد وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الشعراء بحسب مقاماتهم ومطرح نظرهم ومنشأ قصدهم ونياتهم إذا سلكوا على أقدام التفكر مفاوز التذكر فى طلب المعاني ونظمها وترتيب عروضها وقوافيها وتدبير تجنيسها واساليبها تتبعهم الشياطين بالإغواء والإضلال ويوقعونهم فى الأباطيل والأكاذيب قال فى المفردات شعرت أصبت الشعر ومنه استعير شعرت كذا اى علمته فى الدقة كاصابة الشعر. قيل وسمى الشاعر شاعرا لفطنته ودقة معرفته فالشعر فى الأصل اسم للعلم الدقيق فى قولهم ليت شعرى وصار فى التعارف اسما للموزون المقفى من الكلام والشاعر المختص بصناعته وقوله تعالى (بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ) حمله كثير من المفسرين على انهم رموه بكونه آتيا بشعر منظوم مقفى حتى تأولوا ما جاء فى القرآن من كل لفظ يشبه الموزون من نحو وجفان كالجوابى وقدور راسيات وقال بعض المحصلين لم يقصدوا هذا المقصد فيما رموه به وذلك انه ظاهر من هذا الكلام انه ليس على أساليب الشعر ولا يخفى ذلك على الاغتام من العجم فضلا عن بلغاء العرب وانما رموه بالكذب فان الشعر يعبر به عن الكذب والشاعر الكاذب حتى سمى قوم الادلة الكاذبة شعرا ولهذا قال تعالى فى وصف عامة الشعراء (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) الى آخر السورة انتهى قال الامام المرزوقي شارح الحماسة تأخر الشعراء عن البلغاء لتأخر المنظوم عند العرب لان ملوكهم قبل الإسلام وبعده يتبجحون بالخطابة ويعدونها أكمل اسباب الرياسة ويعدون الشعر دناءة لان الشعر كان مكسبة وتجارة وفيه وصف اللئيم عند الطمع بصفة الكريم والكريم عند تأخر صلته بوصف اللئيم ومما يدل على شرف النثر ان الاعجاز وقع فى النثر دون النظم لان زمن النبي عليه السلام زمن الفصاحة أَلَمْ تَرَ يا من من شأنه الرؤية اى قد رأيت وعلمت أَنَّهُمْ اى الشعراء فِي كُلِّ وادٍ من المدح والذم والهجاء والكذب والفحش والشتم واللعن والافتراء والدعاوى والتكبر والمفاخر والتحاسد والعجب والاراءة واظهار الفضل والدباءة والخسة والطمع والتكدي والذلة والمهانة واصناف الأخلاق الرذيلة والطعن فى الأنساب والاعراض وغير ذلك من الآفات التي هى من توابع الشعر يَهِيمُونَ يقال هام على وجهه من باب باع هيمانا بفتحتين ذهب من العشق او غيره كما فى المختار اى يذهبون على وجوههم لا يهتدون الى سبيل معين بل يتحيرون فى اودية القيل والقال والوهم والخيال والغى والضلال قال الراغب اصل الوادي الموضع الذي يسيل فيه الماء ومنه سمى المنفرج بين الجبلين واديا ويستعار للطريقة(6/315)
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)
كالمذهب والأسلوب فيقال فلان فى واد غير واديك وقوله (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ) فانه يعنى أساليب الكلام من المدح والهجاء والجدل والغزل وغير ذلك من الأنواع اى فى كل نوع من الكلام يغلون قال فى الوسيط فالوادى مثل لفنون الكلام وهيمانهم فيه قولهم على الجهل بما يقولون من لغو وباطل وغلو فى مدح او ذم وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ فى أشعارهم عند التصلف والدعاوى ما لا يَفْعَلُونَ من الأفاعيل: يعنى [بفسق ناكرده بر خود كواهى ميدهند و پيغامهاى ناداده بكسى در سلك نظم ميكشند] ويرغبون فى الجود ويرغبون عنه وينفرون عن البخل ويصرون عليه ويقدحون فى الناس بأدنى شىء صدر عنهم ثم انهم لا يرتكبون الا الفواحش وذلك تمام الغواية والنبي عليه السلام منزه عن كل ذلك متصف بمحاسن الأوصاف ومكارم الأخلاق مستقر على المنهاج القويم مستمر على الصراط المستقيم إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ استثناء للشعراء المؤمنين الصالحين وَذَكَرُوا اللَّهَ ذكرا كَثِيراً بان كان اكثر أشعارهم فى التوحيد والثناء على الله والحث على طاعته والحكمة والموعظة والزهد فى الدنيا والترغيب فى الآخرة او بان لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله ولم يجعلوه همهم وعادتهم قال ابو يزيد قدس سره الذكر الكثير ليس بالعدد لكنه بالحضور وَانْتَصَرُوا [انتقام كشيدند از مشركان] قال فى تاج المصادر والانتصار [دادبستدن] مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا بالهجو لان الكفار بدأوهم بالهجاء يعنى لو وقع منهم فى بعض الأوقات هجو وقع بطريق الانتصار ممن هجاهم من المشركين كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وغيرهم فانهم كانوا يذبون عن عرض النبي عليه السلام وكان عليه السلام يضع لحسان منبرا فى المسجد فيقوم عليه يهجو من كان يهجو رسول الله: قال الكمال الاصفهانى
هجا كفتن ار چهـ پسنديده نيست ... مبادا كسى كالت آن ندارد
چوآن شاعرى كو هجا كو نباشد ... چوشيرى كه چنكال ودندان ندارد
وعن كعب بن مالك رضى الله عنه انه عليه السلام قال (اهجهم فو الذي نفسى بيده لهو أشد عليهم من النبل) وفى الحديث (جاهدوا المشركون باموالكم وأنفسكم وألسنتكم) اى اسموعهم ما يكرهونه ويشق عليهم سماعه من هجو وكلام غليظ ونحو ذلك قال الامام السهيلي رحمه الله فهم سبب الاستثناء فلو سماهم بأسمائهم الاعلام كان الاستثناء مقصورا عليهم والمدح مخصوصا بهم ولكن ذكرهم بهذه الصفة ليدخل معهم فى هذا الاستثناء كل من اقتدى بهم شاعرا كان او خطيبا او غير ذلك انتهى قال فى الكواشي لا شك ان الشعر كلام فحسنه كحسنه وقبيحه كقبيحه ولا بأس به إذا كان توحيدا او حثا على مكارم الأخلاق من جهاد وعبادة وحفظ فرج وغض بصر وصلة رحم وشبهه او مدحا للنبى عليه السلام والصالحين بما هو الحق انتهى وفى التأويلات النجمية لارباب القلوب فى الشعر سلوك على أقدام التفكر بنور الايمان وقوة العمل الصالح وتأييد الذكر الكثير ليصلوا الى أعلى درجات القرب وتؤيدهم الملائكة بدقائق المعاني بل يوفقهم الله لاستجلاب الحقائق ويلهمهم بألفاظ الدقائق فبالالهام يهيمون(6/316)
فى كل واد من المواعظ الحسنة والحكم البالغة وذم الدنيا وتركها وتزيين الآخرة وطلبها وتشويق العباد وتحبيبهم الى الله وتحبيب الله إليهم وشرح المعارف وبيان الموصل والحث على السير والتحذير عن الألفاظ القاطعة للسير وذكر الله وثنائه ومدح النبي عليه السلام والصحابة وهجاء الكفار انتصارا كما قال عليه السلام لحسان (اهج المشركين فان جبريل معك) انتهى. والجمهور على اباحة الشعر ثم المذموم منه ما فيه كذب وقبح وما لم يكن كذلك فان غلب على صاحبه بحيث يشغله عن الذكر وتلاوة القرآن فمذموم ولذا قال من قال
در قيامت نرسد شعر بفرياد كسى ... كه سراسر سخنش حكمت يونان كردد
وان لم يغلب كذلك فلا ذم فيه وفى الحديث (ان من الشعر لحكمة) اى كلاما نافعا يمنع عن الجهل والسفه وكان على رضى الله عنه أشعر الخلفاء وكانت عائشة رضى الله عنها ابلغ من الكل قال الكاشفى [حضرت حقائق پناهى در ديباجه ديوان أول آورده اند كه هر چند قادر حكيم جل ذكره در آيت كريمه (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) شعرا را كه سياحان بحر شعرند جمع ساخته وكمند دام استغراق در كردن انداخته كاه در غرقابه بى حد وغايت غوايت مى اندازد وكاه تشنه لب در وادئ حيرت وضلالت سركردان ميسازد واما بسيارى از ايشان بواسطه إصلاح عمل وصدق ايمان در زورق أمان (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) تشنه اند بوسيله بادبان (وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً) بساحل خلاص وناحيت نجات پيوسته ويكى از أفاضل كفته است]
شاعرانرا كر چهـ غاوى كفت در قرآن خداى ... هست ازيشان هم بقرآن ظاهر استثناى ما
ولما كان الشعر مما لا ينبغى للانبياء عليهم السلام لم يصدر من النبي عليه السلام بطريق الإنشاء دون الإنشاد الا ما كان بغير قصد منه وكان كل كمال بشرى تحت علمه الجامع فكان يجيب كل فصيح وبليغ وشاعر وأشعر وكل قبيلة بلغاتهم وعباراتهم وكان يعلم الكتاب علم الخط واهل الحرف حرفتهم ولذا كان رحمة للعالمين وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا) على أنفسهم بالشعر المنهي عنه وغيره فهو عام لكل ظالم والسين للتأكيد أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ أي منصوب بينقلبون على المصدر لا بقوله سيعلم لان أيا وسائر اسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها وقدم على عامله لتضمنه معنى الاستفهام وهو متعلق بسيعلم سادا مسد مفعوليه. والمنقلب بمعنى الانقلاب اى الرجوع. والمعنى ينقلبون أي الانقلاب ويرجعون اليه بعد مماتهم أي الرجوع اى ينقلبون انقلابا سوأ ويرجعون رجوعا شرا لان مصيرهم الى النار وقال الكاشفى [بكدام مكان خواهند كشت واو آنست كه منقلب ايشان آتش خواهد بود]- روى- انه لما ليس ابو بكر رضى الله عنه من حياته استكتب عثمان رضى الله عنه كتاب العهد وهو هذا ما عهد ابن ابى قحافة الى المؤمنين فى الحال التي يؤمن فيها الكافر ثم قال بعد ما غشى عليه وأفاق انى استخلفت عليكم عمر بن الخطاب رضى الله عنه فانه عدل فذلك ظنى فيه وان لم يعدل سيعلم الذين ظلموا أي منقلب
ينقلبون. والظلم هو الانحراف عن العدالة والعدول عن الحق الجاري مجرى النقطة من الدائرة. والظلمة ثلاثة. الظالم الأعظم وهو الذي لا يدخل تحت شريعة الله وإياه قصد تعالى بقوله (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) والأوسط هو الذي لا يلزم حكم(6/317)
طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)
السلطان. والأصغر هو الذي يتعطل عن المكاسب والأعمال فيأخذ منافع الناس ولا يعطيهم منفعته ومن فضيلة العدالة ان الجور الذي هو ضدها لا يستتب الا بها فلو ان لصوصا تشارطوا فيما بينهم شرطا فلم يراعوا العدالة فيه لم ينتظم أمرهم. فعلى العاقل ان يصيخ الى الوعيد والتهديد الأكيد فيرجع عن الظلم والجور وان كان عادلا فنعوذ بالله من الحور بعد الكور والله المعين لكل سالك والمنجى فى المسالك من المهالك تمت سورة الشعراء يوم الخميس وهو التاسع من ذى القعدة من سنة ثمان ومائة والف
تفسير سورة النمل
وهى مكية ثلاث او اربع وتسعون آية بسم الله الرحمن الرحيم
طس هذه طس اى هذه السورة مسماة به قال فى التأويلات النجمية يشير بطائه الى طاء طيب قلوب محبيه وبالسين الى سر بينه وبين قلوب محبيه لا يسعهم فيه ملك مقرب ولا نبى مرسل. وايضا يقسم بطاء طلب طالبيه وسين سلامة قلوبهم عن طلب ما سواه وفى كشف الاسرار الطاء اشارة الى طهارة قدسه والسين اشارة الى سناء عزه يقول تعالى بطهارة قدسى وسناء عزى لا أخيب امل من املّ لطفى انتهى وقال بعضهم الطاء طوله اى فضله والسين سناؤه اى علوه وقد سبق فى طسم ما يتعلق بهذا المقام فارجع اليه وقال عين القضاء الهمذاني قدس سره فى مقالاته لولا ما كان فى القرآن من الحروف المقطعات لما آمنت به يقول الفقير قد كفره فى قوله هذا كثير من علماء زمانه والأمر سهل على اهل الفهم ومراده بيان اطلاعه على بطون معانى الحروف التي هى دليل لارباب الحقائق وسبب مزيد ايمانهم العيانى تِلْكَ اى هذه السورة العظيمة الشان او آياتها آياتُ الْقُرْآنِ المعروف بعلو الشأن اى بعض منه لمترجم مستقل باسم خاص فهو عبارة عن جميع القرآن او عن جميع المنزل عند نزول السورة إذ هو المتسارع الى الفهم حينئذ عند الإطلاق وَكِتابٍ عظيم الشأن مُبِينٍ مظهر لما فى تضاعيفه من الحكم والاحكام واحوال الآخرة التي من جملتها الثواب والعقاب او ظاهر اعجازه وصحته على انه من ابان يعنى بان اى ظهر وعطفه على القرآن كعطف احدى الصفتين على الاخرى مثل غافر الذنب وقابل التوب اى آيات الكلام الجامع بين القرآنية والكتابية وكونه قرآنا بجهة انه يقرأ وكتابا بسبب انه يكتب وقدم الوصف الاول لتقدم القرآنية على حال الكتابية وأخره فى سورة الحج لما ان الاشارة الى امتيازه عن سائر الكتب بعد التنبيه على انطوائه على كمالات غيره من الكتب ادخل فى المدح فان وصفه بالكتابية مفصح عن اشتماله على صفة كمال الكتب الالهية فكأنه كلها وفى كشف الاسرار القرآن والكتاب اسمان علمان للمنزل على محمد ووصفان لانه يقرأ ويكتب فحيث جاء بلفظ التعريف فهو العلم وحيث جاء بلفظ النكرة فهو الوصف هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ اى حال كون تلك الآيات هادية لهم ومبشرة فاقيم المصدر مقام الفاعل للمبالغة كأنها نفس الهدى. والبشارة ومعنى هدايتها لهم وهم(6/318)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)
مهتدون انها تزيدهم هدى قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً) الآية واما معنى تبشيرها إياهم فظاهر لانها تبشرهم برحمة من الله ورضوان وخصهم بالذكر لانتفاعهم به الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ صفة مادحة للمؤمنين وتخصيصهما بالذكر لانهما قرينتا الايمان وقطرا العبادات البدنية والمالية مستتبعان لسائر الأعمال الصالحة. والمعنى يؤدون الصلاة بأركانها وشرائطها فى مواقيتها ويؤتون الصدقة المفروضة للمستحقين وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ من تتمه الصلة والواو للحال اى والحال انهم يصدقون بانها كائنة ويعلمونها علما يقينا: وبالفارسية [وحال آنكه ايشان بسراى ديكر بى گمان ميشوند تكرير ضمير اشارت باختصاص ايشانست در تصديق آخرت] او جملة اعتراضية كأنه قيل وهؤلاء الذين يؤمنون ويعملون الصالحات هم الموقنون بالآخرة حق الإيقان لا من عداهم فان تحمل مشاق العبادات انما يكون لخوف العاقبة والوقوف على المحاسبة إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لا يصدقون بالبعث بعد الموت زَيَّنَّا لَهُمْ [آراسته كرديم براى ايشان] أَعْمالَهُمْ القبيحة حيث جعلناها مشتهاة للطبع محبوبة للنفس كما ينبئ عنه قوله عليه السلام (حفت النار بالشهوات) اى جعلت محفوفة ومحاطة بالأمور المحبوبة المشتهاة واعلم ان كل مشيئة وتزيين وإضلال ونحو ذلك منسوبة الى الله تعالى بالاصالة والى غيره بالتبعية. ففى الآية حجة قاطعة على المعتزلة والقدرية فَهُمْ يَعْمَهُونَ يتحيرون ويترددون على التجدد والاستمرار فى الاشتغال بها والانهماك فيها من غير ملاحظة لما يتبعها من الضرر والعقوبة والفاء لترتيب المسبب على السبب: وبالفارسية [پس ايشان سركردان ميشوند در ضلالت خود] والعمه التردد فى الأمر من التحير أُوْلئِكَ الموصوفون بالكفر والعمه الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ اى فى الدنيا كالقتل والاسر يوم بدر. والسوء كل ما يسوء الإنسان ويغمه وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ أشد الناس خسرانا لاشترائهم الضلالة بالهدى فخسروا الجنة ونعيمها وحرموا النجاة من النار واعلم ان اهل الدنيا فى خسارة الآخرة واهل الآخرة فى خسارة المولى فمن لم يلتفت الى الكونين ريح المولى ولما وجد ابو يزيد البسطامي قدس سره فى البادية قحف رأس مكتوب عليه خسر الدنيا والآخرة بكى وقبله وقال هذا رأس صوفى فمن وجد المولى وجد الكل ومن وجد الكل بدون وجدان المولى لم يجد شيأ مفيد أوضاع وقته: وقال الحافظ
اوقات خوش آن بود كه با دوست بسر رفت ... باقى همه بى حاصل وبيخبرى بود
قال بعض العارفين كوشفت بأربعين حوراء رأيتهن يتساعين فى الهواء عليهن ثياب من فضة وذهب وجوهر فنظرت إليهن نظرة فعوقبت أربعين يوما ثم كوشفت بعد ذلك بثمانين حوراء فوقهن فى الحسن والجمال وقيل لى انظر إليهن فسجدت وغضضت عينى فى السجود وقلت أعوذ بك مما سواك لا حاجة لى بهذا ولم ازل أتضرع حتى صرفهن عنى فهذا حال العارفين حيث لا يلتفتون الى ما سوى الله تعالى ويكونون عميا عن عالم الملك والملكوت. واما الغافلون الجاهلون فبحبهم ما سواه تعالى عميت عيون قلوبهم وصمت آذانها فانه لا يكون(6/319)
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)
فى عالم المعنى الا ويكون أصم وابكم واليه الاشارة بقوله عليه السلام (حبك الشيء يعمى ويصم) بخلاف أعمى الصورة فان سمعه بحاله فى سماع الدعوة وقبولها. فعلى العاقل ان يجتنب عن الأعمال القبيحة المؤدية للرين والردى والأخلاق الرذيلة الموجبة للعمه والعمى بل يتسارع الى العمل بالقرآن الهادي الى وصول المولى والناهي عن الخسران مطلقا وعن الأعمال الصالحة والصلاة. وانما شرعت لمناجاة الحق بكلامه حال القيام دون غيره من احوال الصلاة للاشتراك فى القيومية ولهذا كان من ادب الملوك إذا كلمهم أحد من رعيتهم ان يقوم بين أيديهم ويكلمهم ولا يكلمهم جالسا فتبع الشرع فى ذلك العرف. ومن آداب العارف إذا قرأ فى صلاته المطلقة ان لا يقصد قراءة سورة معينة او آية معينة وذلك لانه لا يدرى اين يسلك به ربه من طريق مناجاته فالعارف بحسب ما يناجيه به من كلامه وبحسب ما يلقى الله الحق فى خاطره وكل صلاة لا يحصل منها حضور قلب فهى ميتة لا روح فيها وإذا لم يكن فيها روح فلا تأخذ بيد صاحبها يوم القيامة. ومن الأعمال الصالحة المذكورة الزكاة والصدقة وأفضلها ما يعطى حال الصحة دون مرض الموت وينبغى لمن قرب اجله وأراد ان يعطى شيأ ان يحضر فى نفسه انه مؤد امانة لصاحبها فيحشر مع الأمناء المؤدين أمانتهم لا مع المتصدقين لفوات محل الأفضل فهذه حيلة فى ربح التجارة فى باب الصدقة وفى الانفاق زيادة للمال وتكثير له واطالة لفروعه كالحبوب إذا زرعت وَإِنَّكَ يا محمد لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ لتعطاه بطريق التلقية والتلقين يقال تلقى الكلام من فلان ولقنه إذا اخذه من لفظه وفهمه قال فى تاج المصادر: التلقية [چيزى پيش كسى وآوردن] وقد سبق الفرق بين التلقي والتلقف والتلقن فى سورة النور مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ بواسطة جبريل لامن لدن نفسك ولا من تلقاء غيرك كما يزعم الكفار. ولدن بمعنى عند الا انه ابلغ منه وأخص وتنوين الاسمين للتعظيم اى حكيم أي حكيم وعليم أي عليم وفى تفخيمهما تفخيم لشأن القرآن وتنصيص على طبقته عليه السلام فى معرفته والإحاطة بما فيه من الجلائل والدقائق فان من تلقى الحكم والعلوم من مثل ذلك الحكيم العليم يكون علما فى رصانة العلم والحكمة وفى التأويلات النجمية يشير الى انك جاوزت حد كمال كل رسول فانهم كانوا يلقون الكتب بايديهم من يد جبريل والرسالات من لفظه وحيا وانك وان كنت تلقى القرآن بتنزيل جبريل على قلبك ولكنك تلقى حقائق القرآن من لدن حكيم تجلى لقلبك بحكمة القرآن وهى صفة القائمة بذاته فعلمك حقائق القرآن وجعلك بحكمته مستعدا لقبول فيض القرآن بلا واسطة وهو العلم اللدني وهو اعلم حيث يجعل رسالته. وفى الجمع بين الحكيم والعليم اشعار بان علوم القرآن منها ما هو حكمة كالعقائد والشرائع ومنها ما ليس كذلك كالقصص والاخبار الغيبية. ثم شرع فى بيان بعض تلك العلوم فقال إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ اهل الإنسان من يختص به اى اى اذكر لقومك يا محمد وقت قول موسى لزوجته ومن معها فى وادي الطور وذلك انه مكث بمدين عند شعيب عشر سنين ثم سار باهله بنت شعيب الى مصر: يعنى [بقصد آنكه تا مادر خويش ودو خواهر خويش يكى زن قارون ويكى زن يوشع بود از آنجا بيارد] فضل الطريق فى(6/320)
فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)
ليلة مظلمة شديدة البرد وقد أخذ امرأته الطلق فقدح فاصلد زنده فبداله من جانب الطور نار فقال لاهله اثبتوا مكانكم إِنِّي آنَسْتُ ناراً أبصرت قال فى التاج [الإيناس: ديدن] والباب يدل على ظهور الشيء وكل شىء خالف طريقة التوحش قال مقاتل النار هو النور وهو نور رب العزة رأه ليلة الجمعة عن يمين الجبل بالأرض المقدسة وقد سبق سر تجلى النور فى صورة النار فى سورة طه سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ اى عن حال الطريق اين هو والسين للدلالة على بعد المسافة او لتحقيق الوعد بالإتيان وان ابطأ فيكون للتأكيد: وبالفارسية [زور باشد كه بيارم از نزديك آن آتش خبرى يعنى از كسى كه بر سر آن آتش باشد خبر راه پرسم] أَوْ آتِيكُمْ [يا بيارم] بِشِهابٍ قَبَسٍ اى بشعلة نار مقبوسة اى مأخوذة من معظم النار ومن أصلها ان لم أجد عندها من يدلنى على الطريق فان عادة الله ان لا يجمع حرمانين على عبده يقال اقتبست منه نارا وعلما استفدته منه وفى المفردات الشهاب الشعلة الساطعة من النار المتوقدة والقبس المتناول من الشعلة والاقتباس طلب ذلك ثم استعير لطلب العلم والهداية انتهى فان قلت قال فى طه (لَعَلِّي آتِيكُمْ) ترجيا وهنا (سَآتِيكُمْ) اخبارا وتيقنا وبينهما تدافع قلت لا تدافع لان الراجي إذا قوى رجاؤه يقول سافعل كذا مع تجويزه خلاف ذلك لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ رجاء ان تدفعوا البرد بحرها. والصلاء النار العظيمة والاصطلاء [كرم شدن بآتش] قال بعضهم الاصطلاء بالنار يقسى القلب ولم يرو انه عليه السلام اصطلى بالنار فَلَمَّا جاءَها [پس آن هنكام كه آمد موسى نزديك آن آتش نورانى ديد بي إحراق از درختى بسزد كويند آتشى بود محرق چون سائر آتشها] وكانت الشجرة سمرة نُودِيَ جاءه النداء وهو الكلام المسموع من جانب الطور قال فى عرائس البيان كان موسى عليه السلام فى بداية حاله فى مقام العشق والمحبة وكان اكثر احوال مكاشفته فى مقام الالتباس فلما كان بدو كشفه جعل تعالى الشجرة والنار مرآة فعلية فتجلى بجلاله وجماله من ذاته لموسى وأوقعه فى رسوم الانسانية حتى لا يفزع ويدنو من النار والشجرة ثم ناداه فيها بعد ان كاشف له مشاهدة جلاله ولولا ذلك لفنى موسى فى أول سطوات عظمته وعزته أَنْ مفسرة لما فى النداء من معنى القول اى بُورِكَ او بان بورك على انها مصدرية حذف منها الجار جريا على القاعدة المستمرة وبورك مجهول بارك وهو خبر لادعاء اى جعل مباركا وهو ما فيه الخير والبركة والقائم مقام الفاعل قوله مَنْ فِي النَّارِ اى من فى مكان النار وهو البقعة المباركة المذكورة فى قوله تعالى (نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ) وَمَنْ حَوْلَها اى ومن حول مكانها والظاهر ان المبارك فيه عام فى كل من فى تلك البقعة وحواليها من ارض الشام الموسومة بالبركات لكونها مبعث الأنبياء وكفاتهم احياء وأمواتا وخصوصا تلك البقعة التي كلم الله فيها موسى وفى ابتداء خطاب الله موسى بذلك عند مجيئه بشارة بانه قد قضى له امر عظيم دينى تنتشر بركاته فى أقطار الأرض المقدسة وهو تكليمه تعالى إياه واستنباؤه له واظهار المعجزات على يده وكل موضع يظهر فيه مشاهدة الحق ومكالمته يكون ذا بركة ألا ترى الى قوله القائل(6/321)
يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)
إذا نزلت سلمى بواد فماؤه ... زلال وسلسال وجثجاثه ورد
ولم يزل يخضر مواطئ أقدام رجال الله فى الصحارى والجبال من بركات حالاتهم مع الله الملك المتعال. ثم ان بعض المفسرين حمل بورك على التحية كما قال الكاشفى [بركت داده باد] وبعضهم حمل من فى النار على الملائكة وذلك ان النور الذي بان قد بارك فيه وفى الملائكة الذين كانوا فى ذلك النور وقال بعض العارفين ان الله أراد بمن فى النار ذاته المقدسة وهو الذي أفاض بركة مشاهدته على موسى وله تعالى ان يتجلى بوصف النار والنور والشجرة والطور وغيرها مما يليق بحال العاشق مع تنزه ذاته وصفاته عن الجهة فى الحقيقة وفى الحديث (ان الله يرى هيئة ذاته كيف يشاء) وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ من تمام ما نودى به لئلا يتوهم من سماع كلامه تشبيها وللتعجيب من عظمة ذلك الأمر: وبالفارسية [پاكست خداى تعالى پروردگار عالميان ز تشبيه آورده اند كه چون موسى اين ندا شنيد كفت ندا كننده كيست باز ندا آمد كه] يا مُوسى إِنَّهُ اى الشان أَنَا اللَّهُ جملة مفسرة للشان الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ اى القوى القادر على ما يبعد من الأوهام الفاعل كل ما يفعله بحكمة وتدبير تام قال فى الاسئلة المقحمة قوله (إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ) سمعه من الشجرة فدل ذلك على حدوثه لان المسموع من الجهات علامة الحدوث والجواب نحن ننزه كلام الله تعالى عن الجهة والمكان كما نحن ننزه ذاته عن الجهة والمكان فكذلك ننزه كلامه عن الأصوات والحروف وانما كان سماع كلام الله لموسى حصل من جانب الشجرة فالشجرة ترجع الى سماع موسى لا الى الله تعالى فان قلت كيف سمع موسى كلام الله من غير صوت وحرف وجهة قلت ان كان هذا سؤالا عن كيفية الكلام فهذا لا يجوز فان سؤال الكيفية محال فى ذات الله وصفاته إذ لا يقال كيف ذاته من غير جسم وجوهر وعرض وكيف علمه من غير كسب وضرورة وكيف قدرته من غير صلابة وكيف إرادته من غير شهوة وامنية وكيف تكلمه من غير صوت وحرف وان كان سؤال الكيفية عن سماع موسى قلنا خلق الله لموسى علما ضروريا علم به ان الذي سمعه هو كلام الله القديم الأزلي من غير حرف ولا صوت ولا جهة وقد سمعه من الجوانب الستة فصار جميع جوارحه كسمعه اى صار الوجود كله سمعا ثم يصير فى الآخرة كذلك والكامل الواصل له حكم الآخرة فى الدنيا وَأَلْقِ عَصاكَ عطف على بورك اى نودى ان بورك من فى النار وان الق عصاك وفى التأويلات النجمية يشير الى ان من سمع نداء الحق وشاهد أنوار جماله يلقى من يد همته كل ما كان متوكأه غير الله فلا يتوكأ الأعلى فضل الله وكرمه
تكيه بر غير خدا كفريست از كفر طريق ... جز بفضل حق مكن تكيه درين ره اى رفيق
فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ الفاء فصيحة تفصح عن جملة محذوفة كأنه قيل فالقاها فانقلبت حية تسعى فلما أبصرها تتحرك بحركة شديدة وتذهب الى كل جانب حال كونها كَأَنَّها جَانٌّ حية خفيفة سريعة فشبه الحية العظيمة المسماة: بالفارسية [اژدها] بالجان فى سرعة الحركة والالتواء والجان ضرب من الحيات اى حية كحلاء العين لا تؤذى كثيرة فى الدور كما فى القاموس وقال ابو الليث الصحيح ان الثعبان كان عند فرعون والجان عند الطور وفيه اشارة الى ان كل متوكأ غير الله فى الصورة ثعبان له فى المعنى ولهذا جاء فى المثنوى(6/322)
إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)
هر خيالى كو كند در دل وطن ... روز محشر صورتى خواهد شدن «1»
وَلَّى رجع واعرض موسى: وبالفارسية [روى بگردانيد] مُدْبِراً [در حالتى كه كريزان بود از خوف] قال فى كشف الاسرار أدبر عنها وجعلها تلى ظهره وَلَمْ يُعَقِّبْ ولم يرجع على عقبه من عقب المقاتل إذا كرّ بعد الفرّ وانما اعتراه الرعب لظنه ان ذلك الأمر أريد به هلاك نفسه ويدل عليه قوله يا مُوسى اى قيل له يا موسى لا تَخَفْ اى من غيرى ثقة بي او مطلقا لقوله (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ عندى الْمُرْسَلُونَ فانه يدل على نفى الخوف عنهم مطلقا لكن لا فى جميع الأوقات بل حين يوحى إليهم بوقت الخطاب فانهم حينئذ مستغرقون فى مطالعة شؤون الله لا يخطر ببالهم خوف من أحد أصلا واما سائر الأحيان فهم أخوف الناس منه سبحانه او لا يكون لهم عند سوء عاقبة فيخافون منه وفى التأويلات النجمية يعنى من فر الى الله عما سواه يؤمنه الله مما سواه ويقول له لا تخف فانك لدى ولا يخاف لدى من غيرى القلوب المنورة الملهمة المرسلة إليها الهدايا والتحف من الطافي وفى عرائس البيان لا تخف من الثعبان فان ما ترى ظهور تجلى عظمتى ولا يخاف من مشاهدة عظمتى وجلالى فى مقام الالتباس المرسلون فانهم يعلمون اسرار ربوبيتى ولما علم ان موسى كان مستشعرا حقيقة من قتله القبطي قال تعريضا به إِلَّا مَنْ ظَلَمَ استثناء منقطع اى لكن من ظلم نفسه من المرسلين بذنب صدر منه كآدم ويونس وداود وموسى وتعبير الظلم لقول آدم ربنا ظلمنا أنفسنا وموسى رب انى ظلمت نفسى ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ [پس بدل كند وبجاى آرد نيكويى بعد از بدى يعنى توبه كند بعد از كناه] فَإِنِّي غَفُورٌ للتائبين رَحِيمٌ مشفق عليهم اختلفوا فى جواز الذنب على الأنبياء وعدمه قال الامام والمختار عندنا انه لم يصدر عنهم ذنب حال النبوة لا الصغير ولا الكبير وترك الاولى منهم كالصغيرة منا لان حسنات الأبرار سيآت المقربين وفى الفتوحات اعلم ان معاصى الخواص ليست كمعاصى غيرهم بحكم الشهوة الطبيعية وانما تكون معاصيهم بالخطأ فى التأويل وإيضاح ذلك ان الحق تعالى إذا أراد إيقاع المخالفة من العارف بالله زين له الوقوع فى ذلك العمل بتأويل لان معرفة العارف تمنعه من الوقوع فى المخالفة دون تأويل يشهد فيه وجه الحق فان العارف لا يقع فى انتهاك الحرمة ابدا ثم إذا وقع فى ذلك المقدور بالتزيين او التأويل يظهر له تعالى فساد ذلك التأويل الذي اداه الى ذلك الفعل كما وقع لآدم عليه السلام فانه عصى بالتأويل فعند ذلك يحكم العارف على نفسه بالعصيان كما حكم عليه بذلك لسان الشريعة وكان قبل الوقوع غير عاص لاجل شبهة التأويل كما ان المجتهد فى زمان فتواه بامر ما اعتقادا منه ان ذلك عين الحكم المشروع فى المسألة لا يوصف بخطأ ثم فى ثانى الحال إذا ظهر له بالدليل انه اخطأ حكم عليه لسان الظاهر انه اخطأ فى زمان ظهور الدليل لا قبل ذلك فعلم انه يمكن لعبد ان يعصى ربه على الكشف من غير تأويل او تزيين او غفلة او نسيان ابدا واما قول ابى يزيد قدس سره لما قيل له أيعصى العارف الذي هو من اهل الكشف فقال نعم وكان امر الله قدرا مقدورا فلا ينافى ذلك اى لان من ادب العارفين ان لا يحكموا عليه بتقييد كأنه يقول ان كان الحق تعالى قدر عليهم فى سابق علمه بشىء فلا بد
__________
(1) در اواسط دفتر پنجم در بيان فيما يرجى من رحمة الله تعالى معطى النعم إلخ(6/323)
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)
من وقوعه وإذا وقع فلا بد له من حجاب أدناه التأويل او التزيين فاعلم ذلك وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ [در آر دست خود را در كريبان پيرهن خود] ولم يقل فى كمك لانه كان عليه مدرعة من صوف لا كم لها ولا أزرار فكانت يده الكريمة مكشوفة فامر بإدخال يده فى مدرعته وهى جبة صغيرة يتدرع بها اى تلبس بدل الدرع وهو القميص تَخْرُجْ حال كونها بَيْضاءَ براقة لها شعاع كشعاع الشمس اى ان أدخلتها تخرج على هذه الصفة مِنْ غَيْرِ سُوءٍ اى آفة كبرص ونحوه فِي تِسْعِ آياتٍ خبر مبتدأ محذوف اى هما داخلتان فى جملتها فتكون الآيات تسعا بالعصا واليد وهنّ العصا واليد البيضاء والجدب فى البوادي ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم إِلى فِرْعَوْنَ اى حال كونك مبعوثا اليه وَقَوْمِهِ القبط إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ تعليل للبعث اى خارجين عن الحدود فى الكفران والعدوان فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا التسع بان جاءهم موسى بها وظهرت على يده حال كونها مُبْصِرَةً مستنيرة واضحة اسم فاعل اطلق على المفعول اشعارا بانها لفرط انارتها ووضوحها للابصار بحيث تكاد تبصر نفسها لو كانت مما يبصر قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ واضح سحريته: يعنى [همه كس داند كه اين سحر است] وَجَحَدُوا بِها كذبوا بألسنتهم كونها آيات الهية. والجحود انكار الشيء بعد المعرفة والإيقان تعنتا وأريد هنا التكذيب لئلا يلزم استدراك قوله وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ الواو للحال. والاستيقان [بى گمان شدن] اى وقد علمتها أنفسهم اى قلوبهم وضمائرهم علما يقينيا انها من عند الله وليست بسحر قال ابو الليث وانما استيقنتها قلوبهم لان كل آية رأوها استغاثوا بموسى وسألوا منه بان يكشف عنهم فكشف عنهم فظهر لهم بذلك انها من الله تعالى ظُلْماً نفسانيا علة لجحدوا وَعُلُوًّا اباء واستكبارا شيطانيا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ [پس بنكر يا محمد كه چكونه بود] عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ وهو الإغراق فى الدنيا والإحراق فى الآخرة: وبالفارسية [عاقبت كار تباه كاران كه در دنيا بآب غرقه شدند ودر عقبى بآتش خواهند سوخت]
هم حالت مفسدان خوش است ... سرانجام اهل فساد آتش است
وفى هذا تمثيل لكفار قريش إذ كانوا مفسدين مستعلين فمن قدر على إهلاك فرعون كان قادرا على إهلاك من هو على صفته وذلك الى يوم القيامة فان جلال الله تعالى دائم للاعداء كما ان جماله باق للاولياء مستمر فى كل عصر وزمان فعلى العاقل ان يتعظ بحال غيره ويترك الأسباب المؤدية الى الهلاك مثل الظلم والعلو الذي هو من صفات النفس الامارة ويصلح حاله بالعدل والتواضع وغير ذلك مما هو من ملكات القلب والاشارة فى الآية الى ان الذين أفسدوا استعداد الانسانية لقبول الفيض الإلهي بلا واسطة كان عاقبتهم انهم نزلوا منازل الحيوانات من الانعام والسباع وقرنوا مع الشياطين فى الدرك الأسفل من النار فانظر الى ان الارتقاء الى السودد صعب والانحطاط الى الدناءة سهل إذ النفس والطبيعة كالحجر المرمى الى الهواء تهوى الى الهاوية فاذا اجتهد المرء فى تلطيفها بالمجاهدات والرياضات تشرف(6/324)
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)
بالارتقاء فى الدرجات وتخلص من الانحطاط الى الدركات: قال الحافظ
بال بگشا وصفير از شجر طوبى زن ... حيف باشد چوتو مرغى كه أسير قفسى
فما أقبح المرء ان يكون حسن جسمه باعتبار قبح نفسه كجنة يعمرها يوم وصرمة يحرسها ذئب وان يكون اعتباره بكثرة ماله وحسن اثاثه كثور عليه حلى ففضل الإنسان بالهمم العالية والاتباع بالحق والأدب والعقل الذي يعقله عن الوقوع فى الورطات بارتكاب المنهيات نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من القابلين لارشاده والعاملين بكتابه المحفوظين عن عذابه المغبوطين بثوابه وَلَقَدْ اى وبالله قد آتَيْنا أعطينا داوُدَ وَسُلَيْمانَ اى كل واحد منهما قال فى مشكاة الأنوار قالت نملة لسليمان عليه السلام يا نبى الله أتدري لم صار اسم أبيك داود واسمك سليمان قال لا قالت لان أباك داوى قلبه عن جراحة الالتفات الى غير الله فودّ وأنت سليم تصغير سليم آن لك اى حان لك ان تلحق بأبيك عِلْماً اى طائفة من العلم لائقة به من علم الشرائع والاحكام وغير ذلك مما يختص بكل منهما كصنعة لبوس وتسبيح الجبال ومنطق الطير والدواب فان الله تعالى علم سبعة نفر سبعة أشياء. علم آدم اسماء الأشياء فكان سببا فى حصول السجود والتحية. وعلم الخضر علم الفراسة فكان سببا لان وجد تلميذا مثل موسى ويوشع. وعلم يوسف التعبير فكان سببا لوجدان الأهل والمملكة. وعلم داود صنعة الدروع فكان سببا لوجدان الرياسة والدرجة. وعلم سليمان منطق الطير فكان سببا لوجدان بلقيس. وعلم عيسى الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل فكان سببا لزوال التهمة عن الشر. وعلم محمدا صلى الله عليه وسلم الشرع والتوحيد فكان سببا لوجود الشفاعة وقال الماوردي المراد بقوله (عِلْماً) علم الكيمياء وذلك لانه من علوم الأنبياء والمرسلين والأولياء العارفين كما قال حضرة مولانا قدس سره الأعلى
از كرامات بلند أوليا ... اولا شعرست وآخر كيميا
والكيمياء فى الحقيقة القناعة بالموجود وترك التشوف الى المفقود
كيميايى ترا كنم تعليم ... كه در اكسير ودر صناعت نيست «1»
رو قناعت كزين كه در عالم ... كيميايى به از قناعت نيست
قال فى كشف الاسرار [داود از أنبياء بنى إسرائيل بود از فرزندان يهوذا بن يعقوب وروزكار وى بعد از روزكار موسى بود بصد هفتاد ونه سال وملك وى بعد از ملك طالوت بود وبنى إسرائيل همه بتبع وى شدند وملك بر وى مستقيم كشت اينست رب العالمين كفت (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ) هر شب سى وهزار مرد از بزركان بنى اسرائيلى او را حارس بودند وبا وى ملك علم بود ونبوت چنانكه كفت جل جلاله (آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً) وحكم كه راندند وعمل كه كردند از احكام توراة كردند كه كتاب وى زبور همه موعظت بود در ان احكام امر ونهى نبود] قال ابن عطاء قدس سره (عِلْماً) اى علما بربه وعلما بنفسه واثبت لهما علمهما بالله علم أنفسهما واثبت لهما علمهما بانفسهما حقيقة العلم بالله لذلك قال امير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنه «من عرف نفسه فقد عرف ربه»
__________
(1) لم أجد فليراجع(6/325)
بر وجود خداى عز وجل ... هست نفس تو حجت قاطع
چون بدانى تو نفس را دانى ... كوست مصنوع وايزدش صانع
واعلم ان العلم علمان علم البيان وهو ما يكون بالوسائط الشرعية وعلم العيان وهو ما يستفاد من الكشوفات الغيبية فالمراد بقوله عليه السلام (سائل العلماء وخالط الحكماء وجالس الكبراء) اى سائل العلماء بعلم البيان فقط عند الاحتياج الى الاستفتاء منهم وخالط العلماء بعلم العيان فقط وجالس الكبراء بعلم البيان والاحكام وعلم المكاشفة والاسرار فامر بمجالستهم لان فى تلك المجالسة منافع الدنيا والآخرة
تو خود بهترى جوى وفرصت شمار ... كه با چون خودى كم كنى روزكار
وَقالا اى كل واحد منهما شكرا لما أوتيه من العلم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا بما آتانا من العلم عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ على ان عبارة كل منهما فضلنى الا انه عبر عنهما عند الحكاية بصيغة المتكلم مع الغير ايجازا وبهذا ظهر حسن موقع العطف بالواو إذ المتبادر من العطف بالفاء ترتب حمد كل منهما على إيتاء ما اوتى كل منهما لا على إيتاء ما اوتى نفسه فقط وقال البيضاوي عطفه بالواو اشعارا بان ما قالاه بعض ما أتيا به فى مقابلة هذه النعمة كأنه قال ففعلا شكرا له ما فعلا وقالا الحمد لله إلخ انتهى والكثير المفضل عليه من لم يؤت مثل علمهما لا من لم يؤت علما أصلا فانه قد بين الكثير بالمؤمنين وخلوهم من العلم بالكلية مما لا يمكن وفى تخصيصهما الكثير بالذكر رمز الى ان البعض متفضلون عليهما وفيه أوضح دليل على فضل العلم وشرف اهله حيث شكرا على العلم وجعلاه أساس الفضل ولم يعتبرا دونه ما أوتيا من الملك الذي لم يؤته غيرهما وتحريض للعلماء على ان يحمدوا الله تعالى على ما آتاهم من فضلة ويتواضعوا ويعتقدوا انهم وان فضلوا على كثير فقد فضل عليهم كثير وفوق كل ذى علم عليم ونعم ما قال امير المؤمنين عمر رضى الله عنه كل الناس افقه من عمر وفى الآية اشارة الى داود الروح وسليمان القلب وعلمهما الإلهام الرباني وعلم الأسماء الذي علم الله آدم عليه السلام وحمدهما على ما فضلهما على الأعضاء والجوارح المستعملة فى العبودية فان شأن الأعضاء العبودية والعمل وشأن الروح والقلب العلم والمعرفة وهو اصل وسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فقال (العلم بالله والفقه فى دينه) وكررهما عليه فقال يا رسول الله اسألك عن العمل فتخبرنى عن العلم فقال (ان العلم ينفعك معه قليل العمل وان الجهل لا ينفعك معه كثير العمل) والمتعبد بغير علم كحمار الطاحونة يدور ولا يقطع المسافة قال فتح الموصلي قدس سره أليس المريض إذا منع عنه الطعام والشراب والدواء يموت فكذا القلب إذا منع عنه العلم والفكر والحكمة يموت ثم ان الامتلاء من الاغذية الظاهرة يمنع التغذي بالاغذية الباطنة كما قال الشيخ سعدى رحمه الله [عابدى حكايت كنند كه هر شب ده من طعام بخوردى وتا بسحر ختمى در نماز بگردى صاحب دلى بشنيد وكفت اگر نيم نان بخوردى وبخفتى بسيار ازين فاضلتر بودى](6/326)
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)
اندرون از طعام خالى دار ... تا درو نور ومعرفت بينى
نهى از حكمتى بعلت آن ... كه پرى از طعام تا بينى
وكذا العجب والكبر يمنع النور والصفاء كما قال فى البستان
ترا كى بود چون چراغ التهاب ... كه از خود پرى همچوقنديل از آب
فاذا أصلح المرء ظاهره بالشريعة وباطنه بالطريقة كان مستعدا لفيض العلم الذي أوتوه الأنبياء والأولياء وفضلوا بذلك على مؤمنى زمانهم وهذا التفضيل سبب لمزيد الحمد والشكر لله تعالى فان الثناء بقدر الموهبة والعطية نحمد الله تعالى على آلائه ونعمائه ونستزيد العلم وقطرانه من دأمائه ونسأله التوفيق فى طريق التحقيق والثبات على العمل الصالح بالعلم النافع الذي هو للهوى قامع وللشهوات دافع انه المفضل المنعم الكبير والوهاب الفياض الرحيم وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ اى صار اليه العلم والنبوة والملك بعد موت أبيه دون سائر أولاده فسمى ميراثا تجوزا لان حقيقة الميراث فى المال والأنبياء انما يرثون الكمالات النفسانية ولا قدر للمال عندهم قال عليه السلام لعلى رضى الله عنه (أنت أخي ووارثي) قال وما إرثك قال (ما ورث الأنبياء قبلى كتاب الله وسنتى) وسأل بعض الاقطاب ربه ان يعطى مقامه لولده فقال له الحق فى سره مقام الخلافة لا يكون بالوراثة انما ذلك فى العلوم او الأموال والمريد الصادق يرث من شيخه علوم الحقائق بعد كونه مستعدا لها فتصير تلك الحقائق مقاماته لذلك قال عليه السلام (العلماء ورثة الأنبياء) وفى التأويلات النجمية يشير الى ان سليمان القلب يرث داود الروح فان كل وارد والهام واشارة ووحي وفيض ربانى يصدر من الحضرة الالهية يكون عبوره على الروح ومن كمال لطافته يعبر عنه فيصل الى القلب لان القلب بصفاته يقبله وبكثافته وصلابته يحفظه فلهذا شرف القلب على الروح ولذلك قال سليمان أقضي من داود وقال عليه السلام (يا وابصة استفت قلبك) ولم يقل استفت روحك قال الكاشفى [كويند داود را نوزده پسر بودند هر يك داعيه ملك داشتند حق سبحانه وتعالى نامه مهر كرده از آسمان فرستاد ودر و چند مسئله ياد كرد وفرمود كه هر كه از أولاد تو اين مسائل را جواب دهد بعد از تو وارث ملك باشد داود فرزندانرا جمع كرد وأحبار واشراف را حاضر كردانيده ومسئلها بر فرزندان عرض كرد كه بگوييد كه.
نزديكترين چيزها كدامست. ودورترين اشيا چيست. وآنكه انس بدو بيشترست كدامست.
وآنكه وحشت افزايد چيست. وكدامند دو قائم. ودو مختلف. ودو دشمن. وكدام كارست كه آخر آن ستوده است. وكدام امرست كه عاقبت آن نكوهيده است أولاد حضرت داود از جواب آن عاجز آمدند سليمان فرمود كه اگر اجازت باشد من جواب دهم داود ويرا دستورى داد سليمان كفت. اقرب اشيا بآدمى موتست. وابعد اشيا آنچهـ ميكذرد از دنيا. وآنكه انس بدو بيشترست جسد انسانست با روح. وأوحش اشيا بدن خالى از روح. اما قائمان ارض وسمااند. ومختلفان ليل ونهار. ومتباغضان موت وحيات. وكاريكه آخرش محمود است حلم در وقت خشم. وكارى كه عاقبتش مذموم است حدت در وقت غضب و چون جواب مسائل موافق كتاب منزل بود أكابر(6/327)
بنى إسرائيل بفضل وكمال سليمان معترف شدند وداود ملك را بدو تسليم كرد وديكر روز وفات كرد وسليمان بر تخت نشست] وَقالَ تشهيرا لنعمة الله تعالى ودعاء للناس الى التصديق بذكر المعجزات الباهرة التي أوتيها اى لا فخرا وتكبرا قال البقلى ان سليمان عليه السلام اخبر الخلق بما وهبه الله لان المتمكن إذا بلغ درجة التمكين يجوز له ان يخبر الخلق بما عنده من موهبة الله لزيادة ايمان المؤمنين وللحجة على المنكرين قال تعالى (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ النون نون الواحد المطاع على عادة الملوك فانهم متكلمون مثل ذلك رعاية لقاعدة السياسة لا تكبرا وتجبرا وكذا فى أوتينا وقال بعضهم علمنا اى انا وابى وهذا ينافى اختصاص سليمان بفهم منطق الطير على ما هو المشهور والمنطق والنطق فى التعارف كل لفظ يعبر به عما فى الضمير مفردا او مركبا وقد يطلق على كل ما يصوّت به من المفرد والمؤلف المفيد وغير المفيد يقال نطقت الحمامة إذا صوتت قال الامام الراغب النطق فى التعارف الأصوات المقطعة التي يظهرها اللسان وتعيها الآذان ولا يكاد يقال الا للانسان ولا يقال لغيره الا على سبيل التبع نحو الناطق والصامت فيراد بالناطق ماله صوت وبالصامت ما لا صوت له ولا يقال للحيوانات ناطق الا مقيدا او على طريق التشبيه وسميت أصوات الطير منطقا اعتبارا بسليمان الذي كان يفهمه فمن فهم من شىء معنى فذلك الشيء بالاضافة اليه ناطق وان كان صامتا وبالاضافة الى من لا يفهم عنه صامت وان كان ناطقا والطير جمع طائر كركب وراكب وهو كل ذى جناح يسج فى الهواء ويجرى وكان سليمان يعرف نطق الحيوان غير الطير ايضا كما يجيئ من قصة النمل لكنه أدرج هذا فى قوله (وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) وخص منطق الطير لشرف الطير على سائر الحيوان. ومعنى الآية علمنا فهم ما يقوله كل طائر إذا صوت: وبالفارسية [اى مردمان آموخته شديم ما كفتار مرغانرا كه ايشان چهـ ميكويند] وكل صنف من اصناف الطير يتفاهم أصواته: يعنى [هر جماعتى را از طيور آوازيست كه جز نوع انسان از ان فهم معانى واغراض نكند] والذي علمه سليمان من منطق الطير هو ما يفهمه بعضه من بعض من أغراضه قال فى انسان العيون وهذا فى طائر لم يفصح العبارة والا فقد سمع من بعض الطيور الإفصاح بالعبارة فنوع من الغربان يفصح بقوله الله حق وعن بعضهم قال شاهدت غرابا يقرأ سورة السجدة وإذا وصل محل السجود سجد وقال سجد لك سوادى وآمن بك فؤادى. والدرة تنطق بالعبارة الفصيحة وقد وقع لى انى دخلت منزلا لبعض أصحابنا وفيه درة لم ارها فاذا هى تقول مرحبا بالشيخ البكري وتكرر ذلك وعجبت من فصاحة عبارتها انتهى- حكى- ان رجلا خرج من بغداد ومعه اربعمائة درهم لا يملك غيرها فوجد فى طريقه أفراخ زريات وهو ابو زريق فاشتراها بالمبلغ الذي كان معه ثم رجع الى بغداد فلما أصبح فتح دكانه وعلق الافراخ عليها فهبت ريح بارادة فماتت كلها الا فرخا واحدا كان أضعفها وأصغرها فايقن الرجل بالفقر فلم يزل يبتهل الى الله تعالى بالدعاء ليله كله يا غياث المستغيثين أغثني فلما أصبح زال البرد وجعل ذلك الفرخ ينفش ريشه ويصيح بصوت فصيح يا غياث المستغيثين أغثني فاجتمع الناس عليه يسمعون صوته(6/328)
فاجتازت امة لامير المؤمنين فشرته منه بألف درهم كذا فى حياة الحيوان قال الامام الدميري ابو زريق هو القنق وهو طائر على قدر اليمامة
واهل الشام يسمونه زريق وهو ألوف للناس فيه قبول للتعليم وسرعة ادراك لما تعلم- ويحكى- ان سليمان عليه السلام مر على بلبل فى شجرة يتصوت ويترقص اى يحرك رأسه ويميل ذنبه فقال لاصحابه أتدرون ما يقول فقالوا الله اعلم ونبيه قال يقول إذا أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء اى التراب والدروس وبالفارسية [خاك بر سر دنيا] ولعله كان صوت البلبل عن شبع وفراغ بال. وصاحت فاختة فاخير انها تقول ليت ذا الخلق لم يخلقوا ولعله كان صياحها عن مقاساة شدة وتألم قلب. وصاح طاوس فقال يقول كما تدين تدان. وصاح هدهد فقال يقول استغفروا الله يا مذنبون. وهكذا صاح الصرد فمن ثمة نهى رسول الله عن قتله وهو طائر فوق العصفور يصيد العصافير وغيرها لان له صفيرا مختلفا يصفر لكل طائر يريد صيده بلغته فيدعوه الى القرب منه فاذا قرب منه قصمه من ساعته وأكله. وفى بعض الروايات يقول الهدهد من لا يرحم لا يرحم وقد يجمع بينه وبين ما تقدم بانه يجوز ان يقول تارة هذا واخرى ما تقدم. وصاح طيطوى فقال يقول كل حى ميت وكل جديد بال ونسبه فى كشف الاسرار الى الطوطى. وصاح خطاف فقال يقول قدموا خيرا تجدوه وفى الكشف إذا صاح الخطاف قرأ الحمد لله رب العالمين ويمد الضالين كما يمدها القارئ وهو بضم الخاء المعجمة كرمان جمعه خطاطيف وسمى زوار الهند وهو من الطيور القواطع الى الناس يقطع البلاد البعيدة إليهم رغبة فى القرب منهم وهذا الطائر يعرف عند الناس بعصفور الجنة لانه زهد عما فى أيديهم من الأقوات فاحبوه لانه انما يتقوّت من البعوض والذباب. وصاح القمرىّ فقال يقول سبحان ربى الأعلى. وصاح رخمة او حمامة فاخبر انها تقول سبحان ربى الأعلى ملء سمائه وارضه والرخمة طائر أصم ابكم لا يسمع ولا يتكلم ولذلك قالوا ان أطول الطير أعمارا الرخم فالسلامة والبركة فى العمر فى حفظ اللسان. وقال الحدأة تقول كل شىء هالك الا الله وهو بالفارسية [زغن وغليواج] قال خسرو دهلوى
بهر اين مردار چندت كاه زارى كاه زو ... چون غليواجى كه شش مه ماده وشش مه نرست
. والقطاة تقول من سكت سلم وهى طائر معروف قدر اليمام ويشبهه سميت بحكاية صوتها لانها تقول قطاقطا قال ابن ظفر القطا طائر يترك فراخه ثم يطلب الماء من مسيرة عشرة ايام واكثر فيرده فيما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس ثم يرجع فلا يخطئ لا صادرا ولا واردا اى ذهابا وإيابا ولذا يضرب به المثل فيقال «اهدى من قطاة» . والببغا يقول ويل لمن كانت الدنيا همه والمراد به الطوطى وهو طائر اخضر قال الكاشفى [وباز ميكويد سبحان ربى العظيم وبحمده] قال فى حياة الحيوان البازي لا تكون الا أنثى وذكرها من نوع آخر الخدأة والشاهين ولهذا اختلف أشكالها وهو من أشد الحيوان تكبرا وأضيقها خلقها [وهزار دستان ميكويد] سبحان الخالق الدائم والديك يقول اذكروا الله يا غافلون
دلا برخيز وطاعت كن كه طاعت به ز هر كارست ... سعادت آن كسى دارد كه وقت صبح بيدارست
خروسان در سحر كويند قم يا ايها الغافل ... تو از مستى نمى دانى كسى داند كه هشيارست(6/329)
وكان له عليه السلام ديك ابيض وفى الحديث (الديك الأبيض صديقى وصديق صديقى وعدو عدوى) كما فى الوسيط وهو يصيح عند رؤية الملك كما ان الحمار ينهق عند رؤية الشيطان. والنسر يقول يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت وفى هذا مناسبة لما خص النسر به من طول العمر يقال انه يعمر الف سنة وهو أشد الطير طيرانا وأقواها جناحا حتى انه يطير ما بين المشرق والمغرب فى يوم واحد وليس فى سباع الطير اكبر جثة منه وهو عريف الطير كما فى حياة الحيوان. والعقاب يقول فى البعد عن الناس انس. والضفدع يقول سبحان ربى القدوس او سبحان المعبود فى لجج البحار- وحكى- ان نبى الله داود عليه السلام ظن فى نفسه ان أحدا لم يمدح خالقه بأفضل مما مدحه فانزل الله عليه ملكا وهو قاعد فى محرابه والبركة الى جنبه فقال يا داود افهم ما تصوت به الضفادع فأنصت إليها فاذا هى تقول سبحانك وبحمدك منتهى علمك فقال له الملك كيف ترى قال والذي جعلنى نبيا انى لم امدحه بهذا وعن انس رضى الله عنه لا تقتلوا الضفادع فانها مرت بنار ابراهيم عليه السلام فحملت فى أفواهها الماء وكانت ترشه على النار. ونهى النبي عليه السلام عن قتل خمسة النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد. ويقول الورشان لدوا للموت وابنوا للخراب وهذه لام العاقبة قيل الورشان طائر يتولد بين الفاختة والحمامة ويوصف بالحنو على أولاده حتى انه ربما قتل نفسه إذا وجدها فى يد القابض. ويقول الدراج الرحمن على العرش استوى. ويقول القنبر اللهم العن مبغضى محمد وآل محمد. ويقول الحمار اللهم العن العشار وأسند هذا الى الغراب فى بعض الروايات. ويقول الفرس إذا التقى الصفان سبوح قدوس رب الملائكة والروح. ويقول الزر زور اللهم انى اسألك قوت يوم بيوم يا رزاق وهو بضم الزاى طائر صغير من نوع العصفور سمى بذلك لزرزرته اى لصوته: وقال مولانا قدس سره فى بعض كلماته
شيخ مرغانست لك لك لك لكش دانى كه چيست ... الحمد لك والأمر لك والملك لك يا مستعان
قال سليمان عليه السلام ليس من الطيور انصح لبنى آدم واشفق عليهم من البومة تقول إذا وقعت عند حربة اين الذين كانوا يتنعمون فى الدنيا ويسعون فيها ويل لبنى آدم كيف ينامون وامامهم الشدائد تزودوا يا غافلون وتأهبوا لسفركم: قال الحافظ
دع التكاسل تغنم فقد جرى مثل ... كه زاد راهروان چستيست و چالاكى
قال مقاتل كان سليمان عليه السلام جالسا إذ مر به طير يصوت فقال لجلسائه هل تدرون ما يقول هذا الطائر الذي مر بنا قالوا أنت اعلم قال سليمان انه قال لى السلام عليك ايها الملك المسلط على بنى إسرائيل اعطاك الله الكرامة وأظهرك على عدوك انى منطلق الى فروخى ثم امرّ بك الثانية وانه سيرجع إلينا الثانية فانظروا الى رجوعه قال فنظر القوم إذ مرّ بهم فقال السلام عليك ايها الملك ان شئت ايذن لى كيما اكتسب على فروخى حتى أشبعها ثم آتيك فتفعل بي ما شئت فاخبرهم سليمان بما قال فاذن له وفى عرائس البيان اعلم ان أصوات الطيور والوحوش وحركات الأكوان جميعا هى خطاب من الله للانبياء والمرسلين والأولياء(6/330)
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)
العارفين يفهمونها من حيث أحوالهم ومقاماتهم فالانبياء والمرسلون يعرفون لغاتها ومعانيها بعينها واما الأولياء فانما يعرفونها بغير لغاتها يعنى يفهمون من أصواتها ما يتعلق بحالهم بما يقع فى قلوبهم من الهام الله تعالى لا بانهم يعرفون لغاتها بعينها والاشارة ان طيور الأرواح الناطقة فى الأشباح تنطق بالحق من الحق ونطقها تلفظ الرموز والاسرار بلغة الأنوار ولا يسمعها الا ذو فراسة صادقة قلبه وعقله شاهدان والطف الاشارة علمنا منطق اطار الصفات التي تعبر عن علوم الذات ومنطق أطيار أفعاله التي تخبر عن بطون حكم الازليات قال ابو عثمان المغربي قدس سره من صدق مع الله فى جميع أحواله فهم عنه كل شىء او فهم هو عن كل شىء وكما ان صوت الطبل مثلا دليل يعرفون بسماعه وقت الرحيل والنزول فالحق سبحانه يخص اهل الحضور بفنون التعريفات من سماع الأصوات وشهود احوال المرئيات مع اختلافها كما قيل
إذا المرء كان له فكرة ... ففى كل شىء له عبرة
وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أراد كثرة ما اوتى به كما يقال فلان يقصده كل أحد ويعلم كل شىء ويراد به كثرة قصاده وغزارة علمه وقال الكاشفى [وداده شديم يعنى ما را عطا كردند هر چيزى كه بدان محتاج بوديم] وفى كشف الاسرار يعنى الملك والنبوة والكتاب والرياح وتسخير الجن والشياطين ومنطق الطير والدواب ومحاريب وتماثيل وجفان كالجواب وعين القطر وعين الصفر وانواع الخير إِنَّ هذا المذكور من التعليم والإيتاء لَهُوَ الْفَضْلُ والإحسان من الله تعالى الْمُبِينُ الواضح الذي لا يخفى على أحد وفى الوسيط لهو الزيادة الظاهرة على ما اعطى غيرنا قاله على سبيل الشكر والحمد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (انا سيد ولد آدم ولا فخر) اى أقول هذا القول شكرا لا فخرا قيل اعطى سليمان ما اعطى داود وزيد له تسخير الجن والريح وفهم نطق الطير وفى زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي يتمنع بها الناس وملك سبعمائة سنة وستة أشهر ولما تولى الملك جاءه جميع الحيوانات يهنئونه الانملة واحدة فجاءت تعزيه فعاتبها النمل فى ذلك فقالت كيف اهنيه وقد علمت ان الله إذا أحب عبدا زوى عنه الدنيا وحبب اليه الآخرة وقد شغل سليمان بامر لا يدرى ما عاقبته فهو بالتعزية اولى من التهنئة ذكره السيوطي فى فتاواه قال عمر رمى الله عنه للنبى عليه السلام أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب وخضعت له الأجساد ما هو فقال (ظل الله فى الأرض فاذا احسن فله الاجر وعليكم الشكر وإذا أساء فعليه الإصر وعليكم الصبر) وسأل يزدچرد حكيما ما صلاح الملك قال الرفق بالرعية وأخذ الحق منها بغير عنف والتودد إليها بالعدل وأمن السبل وانصاف المظلوم: قال الشيخ سعدى
رعيت نشايد ببيداد كشت ... كه مر سلطنت را پناهند و پشت
مراعات دهقان كن از بهر خويش ... كه مزدور خوشدل كند كار بيش
وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ الحشر إخراج الجماعة من مقرهم وازعاجهم عنه الى الحرب وغيرها فلا يقال الحشر الا فى الجماعة كما فى المفردات. والحشر [كردكردن] كما فى التاج والجنود(6/331)
جمع الجند يقال للعسكر الجند اعتبارا بالغلظ من الجند للارض الغليظة التي فيها حجارة ثم يقال لكل مجتمع جند نحو الأرواح جنود مجندة قال فى كشف الاسرار الجند لا يجمع وانما قال جنوده لاختلاف أجناس عساكره مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فكل جنس من الخلق جند على حدة قال تعالى (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) فالبعوض لنمرود جند والأبابيل لاصحاب الفيل جند والهدهد لعسكر عوج جند والعنكبوت والحمامة لرسول الله عليه السلام جند وعلى هذا والمعنى اخرج لسليمان وجمع له عساكره فى مسير وسفر كان له من الشام الى طرف اليمن وفى فتح الرحمن من إصطخر الى اليمن وإصطخر بكسر الهمزة وفتح الطاء بلدة من بلاد فارس كانت دار السلطنة لسليمان عليه السلام من الجن والانس والطير بمباشرة الرؤساء من كل جنس لانه كان إذا أراد سفرا امر فجمع له طوائف من هؤلاء الجنود وتقديم الجن للمسارعة الى الإيذان بكمال قوة ملكه من أول امر لما ان الجن طائفة طاغية بعيدة من الحشر والتسخير فَهُمْ يُوزَعُونَ الوزع بمعنى الكف والمنع عن التفرق والانتشار والوازع الذي يكف الجيش عن التفرق والانتشار ويكف الرعية عن التظالم والفساد وجمعه وزعة. والمعنى يحبس اوائلهم على أواخرهم ليتلاحقوا ويجتمعوا ولا ينتشروا كما هو حال الجيش الكثير وكان لكل صنف من جنوده وزعة ومنعة ترد أولاهم على أخراهم صيانة من التفرق [ودرين اشارت هست كه ايشان با وجود كثرت عدد مهمل و پريشان نبودند بلكه ضبط وربط ايشان بمرتبه بود كه هيچكس از لشكريان از مقر مقرر خود پيش و پس نتوانستى رفت] ويجوز ان يكون ذلك لترتيب الصفوف كما هو المعتاد كما قال فى المختار الوازع الذي يتقدم الصف فيصلحه ويقدم ويؤخر وتخصيص حبس اوائلهم بالذكر دون سوق أواخرهم مع ان التلاحق يحصل بذلك ايضا لما ان أواخرهم غير قادرين على ما يقدر عليه اوائلهم من السير السريع وهو إذا لم يسيرهم بتسيير الريح فى الجو وفى كشف الاسرار (فَهُمْ يُوزَعُونَ) اى يكفون عن الخروج والطاعة ويحبسون عليها وهو قوله تعالى (وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) انتهى- روى- ان معسكره عليه السلام كان مائة فرسخ فى مائة خمسة وعشرون للانس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للطير وخمسة وعشرون للوحش وكان له الف بيت من القوارير مصنوعة على الخشب فيها ثلاثمائة منكوحة سبعمائة سرية وقد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا فى فرسخ وكان يوضع منبره فى وسطه وهو من ذهب فيقعد عليه وحوله ستمائة الف كرسى من ذهب وفضة فتقعد الأنبياء على كراسى الذهب والعلماء على كراسى الفضة وحولهم الناس وحول الناس الجن والشياطين وتظله الطير بأجنحتها حتى لا تقع عليه الشمس وترفع ريح الصبا البساط فتسير به مسيرة شهر- ويروى- انه كان يأمر الريح العاصف تحمله ويأمر الرخاء تسيره فاوحى الله تعالى اليه وهو يسير بين السماء والأرض انى قد زدت فى ملكك ان لا يتكلم بشىء الا ألقته الريح فى سمعك فيحكى انه مرّ بحراث فقال لقد اوتى آل داود ملكا عظيما فالتقه الريح فى اذنه فنزل ومشى الى الحراث وقال انما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر(6/332)
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)
عليه ثم قال لتسبيحة واحدة يقبلها الله تعالى خير مما اوتى آل داود ومرّ سليمان بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال هذه دار هجرة نبى فى آخر الزمان طوبى لمن آمن به وطوبى لمن اتبعه وطوبى لمن اقتدى به حَتَّى ابتدائية وغاية للسير المنبئ عنه قوله (فَهُمْ يُوزَعُونَ) كأنه قيل فساروا حتى إِذا أَتَوْا أشرفوا عَلى وادِ النَّمْلِ وأتوه من فوق وقال بعضهم تعدية الفعل بكلمة على لما ان المراد بالإتيان عليه قطعه من قولهم اتى على الشيء إذا أنفده وبلغ آخره ولعلهم أرادوا ان ينزلوا عند منتهى الوادي إذ حينئذ يخافهم ما فى الأرض لا عند مسيرهم فى الهواء كما فى الإرشاد وسيجيئ غير هذا. والوادي الموضع الذي يسيل فيه الماء. والنمل معروف الواحدة نملة: بالفارسية [مور] سميت نملة لتنملها وهى كثرة حركتها وقلة قوائمها ومعنى وادي النمل واد يكثر فيه النمل كما يقال بلاد الثلج يكثر فيه الثلج والمراد هنا واد بالشام او بالطائف كثير النمل والمشهور انه النمل الصغير وقيل كان نمل ذلك المكان كالذئاب والبخاتي ولذا قال بعضهم فى وادي النمل هو واد يسكنه الجن والنمل مراكبهم قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ جواب إذا كأنها لما رأتهم متوجهين الى الوادي فرت منهم فصاحت صيحة نبهت بها سائر النمل الحاضرة فتبعتها فى الفرار فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم ولذلك اجروا مجراهم حيث جعلت هى قائلة وما عداها من النمل مقولا لهم مع انه لا يمتنع ان يخلق الله فيها النطق وفيما عداها العقل والفهم. وكانت نملة عرجاء لها جناحان فى عظم الديك او النعجة او الذئب وكانت ملكة النمل: يعنى [مهتر مورچكان آن وادي بود] واسمها منذرة او طاخية او جرمى سميت بهذا الاسم فى التوراة او فى الإنجيل او فى بعض الصحف الالهية سماها الله تعالى بهذا الاسم وعرفها به الأنبياء قبل سليمان وخصت بالتسمية لنطقها والا فكيف يتصور ان يكون للنملة اسم علم والنمل لا يسمى بعضهم بعضا ولا يتميز للآدميين صورة بعضهم من بعض حتى يسمونهم ولا هم واقعون تحت ملك بنى آدم كالخيل والكلاب ونحوهما كما فى كتاب التعريف والاعلام للسهيلى رحمه الله. ونملة مؤنث حقيقى بدليل لحوق علامة التأنيث فعلها لان نملة تطلق على الذكر والأنثى فاذا أريد تمييزها احتيج الى مميز خارجى نحو نملة ذكر ونملة أنثى وكذلك لفظة حمامة ويمامة من المؤنثات اللفظية ذكر الامام ان قتادة دخل الكوفة فالتفت عليه الناس فقال سلوا عما شئتم وكان ابو حنيفة حاضرا وهو غلام حدث فقال سلوه عن نملة سليمان أكانت ذكرا أم أنثى فسألوه فافحم فقال ابو حنيفة كانت أنثى فقيل له من اين عرفت فقال من كتاب الله وهو قوله (قالَتْ نَمْلَةٌ) ولو كان ذكرا لقال قال نملة وذلك ان النملة مثل الحمامة والشاة فى وقوعها على الذكر والأنثى فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم حمامة ذكر وحمامة أنثى وهو وهى ولا يجوز ان يقال قامت طلحة ولا حمزة لا يَحْطِمَنَّكُمْ لا يكسرنكم فان الحطم هو الكسر وسمى حجر الكعبة الحطيم لانه كسر منها سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ الجملة استئناف او بدل من الأمر لا جواب له فان النون لا تدخله فى السعة وهو نهى لهم عن الحطم والمراد نهيها عن التوقف والتأخر فى دخول مساكنهم بحيث يحطمونها: يعنى [بحيثيتى كه عرضه تلف شوند] فان قلت(6/333)
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
بم عرفت النملة سليمان قلنا كانت مأمورة بطاعته فلا بد ان تعرف من أمرت بطاعته ولها من الفهم فوق هذا فان النمل تعرف كثيرا من منافعها من ذلك انها تكسر الحبة قطعتين لئلا تنبت الا الكزبرة فانها تكسرها اربع قطع لانها تنبت إذا كسرت قطعتين وإذا وصلت النداوة الى الحبة تخرجها الى الشمس من حجرها حتى تجف قال فى حياة الحيوان النمل لا يتلاحق ولا يتزاوج انما يسقط منه شىء حقير فى الأرض فينمو حتى يصير بيظا ثم يتكون منه والبيض كله بالضاد إلا بيظ النمل فانه بالظاء وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ حال من فاعل يحطمنكم اى والحال انهم لا يشعرون انهم يحطمونكم إذ لو شعروا لم يفعلوا اى ان من عدل سليمان وفضله وفضل جنوده انهم لا يحطمون نملة فما فوقها الا بان لا يشعروا كأنها شعرت عصمة الأنبياء من الظلم والأذى الأعلى سبيل السهو ونظير قول النملة فى حند سليمان وهم لا يشعرون قول الله تعالى فى جند محمد عليه السلام (فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ) التفاتا الى انهم لا يقصدون ضرر مؤمن الا ان المثنى على جند سليمان هو النملة بإذن الله والمثنى على جند محمد هو الله بنفسه لما لجند محمد من الفضل على جند غيره من الأنبياء كما كان لمحمد الفضل على جميع النبيين عليهم السلام [آورده اند كه باد اين سخن را از سه ميل راه بسمع سليمان رسانيد] فَتَبَسَّمَ التبسم أول الضحك وهو مالا صوت له اى تبسم حال كونه ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها شارعا فى الضحك من قولها وآخذا فيه أراد انه بالغ فى تبسمه حتى بلغ نهايته التي هى أول مراتب الضحك فهو حال مقدرة او مؤكدة على معنى تبسم متعجبا من حذرها وتحذيرها واهتدائها الى مصالحها ومصالح بنى نوعها فان ضحك الأنبياء التبسم والإنسان إذا رأى او سمع ما لا عهد له به يتعجب ويتبسم قال بعضهم ضحك سليمان كان ظاهره تعجبا من قول النملة وباطنه فرحا بما أعطاه الله من فهم كلام النملة وسرورا بشهرة حاله وحال جنوده فى باب التقوى والشفقة فيما بين اصناف المخلوقات فانه لا يسر نبى بامر دنيا وانما كان يسر بما كان من امر الدين- روى- انها احست بصوت الجنود ولم تعلم انهم فى الهواء او على الأرض ولذا خافت من الحطم فامر سليمان الريح فوقفت لئلا يذعرن حتى دخلن مساكنهن وقال فى الوسيط هذا اى قوله وهم لا يشعرون يدل على ان سليمان وجنوده كانوا ركبانا ومشاة على الأرض ولم تحملهم الريح لان الريح لو حملتهم بين السماء والأرض ما خافت النمل ان يطأوها بأرجلهم ولعل هذه القصة كانت قبل تسخير الله الريح لسليمان انتهى وروى ان سليمان لما سمع قول النملة قال ائتوني بها فاتوا بها [كفت اى مورچهـ ندانستى كه لشكر من ستم نكنند كفت دانستم اما مهتر اين قومم مرا از نصيحت ايشان چاره نيست كفت لشكر من بر هوا بودند چهـ كونه قوم ترا پايمال كردندى جواب داد كه غرض من آن نبود كه بر زمين شكسته شوند مراد من آن بود كه ناكاه نظر بر كبكبه ودبدبه تو كنند وبنظاره لشكر تو مشغول شده از ذكر خداى تعالى باز مانند ودر ميدان غفلت پايمال خذلان كردند مملكت تو بينند وآرزوى در دنيا در دل ايشان پديد آيد ودنيا مبغوضه حق است] فقال لها سليمان عظينى فقالت أعلمت لم سمى أبوك داود قال لا قالت لانه داوى جراحة قلبه وهل تدرى لم سميت سليمان قال لا قالت لانك سليم الصدر والقلب [در كشف الاسرار آورده كه سليمان از وى پرسيد كه(6/334)
لشكر تو چند است كفت من چهار هزار سرهنك دارم زير دست هر يكى چهل هزار نقيب است وزير دست هر نقيبى چهل هزار مور كفت چرا لشكر خود را بيرون نيارى جواب داد كه يا نبى الله ما را روى زمين ميدادند اختيار نكرديم ودر زير زمين جاى كرفتيم تا بجز خداى تعالى حال ما را نداند آنكه كفت اى پيغمبر خدا از عطاها كه خداى تعالى ترا داده يكى بگو كفت باد را مركب من ساخته اند (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) كفت دانى كه اين چهـ معنى دارد يعنى هر چهـ ترا دادم از مملكت دنيا همه چون با دست درآيد ونيايد «فمن اعتمد على الدنيا فكانما اعتمد على الريح» ودرين معنى شيخ سعدى كفته
نه بر باد رفتى سحركاه وشام ... سرير سليمان عليه السلام
بآخر نديدى كه بر باد رفت ... خنك آنكه با دانش وداد رفت
سليمان عليه السلام بعد از استماع اين كلام روى بمناجات ملك علام كرد وكفت] وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ همزة اوزع للتعدية. والوزع بمعنى الكف والمنع من التفرق والانتشار كما سبق. والمعنى اجعلنى أزع شكر نعمتك عندى واكفه واربطه لا ينفلت عنى بحيث لا انفك عن شكرك أصلا سأل عليه السلام ان يجعله الله وازعا لجيش شكره فتشبيه الشكر بالجماعة النافرة استعارة مكنية واثبات الوزع والربط تخييل وقرينة لذلك التشبيه وفى الحديث (النعمة وحشية قيدوها بالشكر) فانها إذا شكرت قرت وإذا كفرت فرت. ومن كلمات امير المؤمنين على كرم الله وجهه إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر اى من لم يشكر النعم الحاصلة لديه حرم النعم البعيدة عنه
چون بيابى تو نعمتى ور چند ... خرد باشد چونقطه موهوم
شكر آن يافته فرو مكذار ... كه ز نايافته شوى محروم
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ من العلم والنبوة والملك والعدل وفهم كلام الطير ونحوها وَعَلى والِدَيَّ اى على والدي داود بن ايشا بالنبوة وتسبيح الجبال والطير معه وصنعة اللبوس وإلانة الحديد وغيرها وعلى والدتي بتشايع بنت اليائن كانت امرأة أوريا التي امتحن بها داود وهى امرأة مسلمة زاكية طاهرة وهى التي قالت له يا بنى لا تكثرن النوم بالليل فانه يدع الرجل فقيرا يوم القيامة كذا فى كشف الاسرار وأدرج ذكر والديه فان الانعام عليهما انعام عليه مستوجب للشكر ضرورة ان انتساب الابن الى اب شريف نعمة من الله تعالى على ابن فيشكر بتلك النعمة والاشارة قال سليمان القلب أنعمت على وعلى والدي الروح بافاضة الفيض الرباني وعلى والدتي الجسد باستعماله فى اركان الشريعة وبهذين الامرين تكمل النعمة اللهم اجعلنا منعمين شاكرين وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ تماما للشكر واستدامة للنعمة. ومعنى ترضاه بالفارسية [پسندى آنرا] قال ابو الليث يعنى تقبله منى وَأَدْخِلْنِي الجنة بِرَحْمَتِكَ فانه لا يدخل الجنة أحد الا بالرحمة والفضل لا بالعمل فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ فى جملتهم وهم الأنبياء ومن تبعهم فى الصلاح مطلقا قال ابن الشيخ الصلاح الكامل هو ان لا يعصى الله تعالى ولا يهمّ بمعصية وهو درجة عالية يطلبها كل نبى وولى وإصلاح الله تعالى(6/335)
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)
الإنسان يكون تارة بخلقه إياه صالحا وتارة بازالة ما فيه من الفساد والاول أعز واندر ولذلك جاءت أوائل الأحوال لا كثر الرجال متكدرة مشوبة وبالحجب الكثيرة مصحوبة [در بحر الحقائق آورده كه تشبيه كند وادي نمل را بهواي نفس حريص بر دنيا ونمله منذره را بنفس لو امه وسليمان را بقلب ومساكن را بحواس خمسه] فعلى العاقل ان يكون عالى الهمة على مشرب سليمان كما يدل عليه سيره فى جو الهواء فانه بعد عن الأرض وما تحويه قرب من السماء ومعاليه وانما التفت الى النملة تواضعا كما قال الحافظ
نظر كردن بدرويشان منافئ بزركى نيست ... سليمان با چنين حشمت نظرها بود با مورش
ومن يكن من أطيار هواء العشق فانه يفهم ألسنة الطير ومن لم ير سليمان الوقت كيف أدرك معنى الصوت
چون نديدى دمى سليمانرا ... تو چهـ دانى زبان مرغانرا
والمراد بسليمان هو المرشد الكامل الذي بيده خاتم الحقيقة وبه يحفظ أقاليم القلوب ويطلع على اسرار الغيوب فالكل ينقاد له اما طوعا او كرها والذي ينقاد كرها هو كالشياطين فلا بد من معرفة امام الوقت والانقياد له طوعا كما قال عليه السلام (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) ثم ان سليمان عليه السلام دعا بالثبات على الشكر والصلاح وختمه بسؤال الجنة كما فعل آباؤه الأنبياء الكرام وهو لا ينافى عصمته وكونه مأمون الغائلة بالنسبة الى الخاتمة وفيه ارشاد للامة ان يكونوا على حالة حسنة من الشريعة ومرتبة مرضية من الطريقة ومنصب شريف من المعرفة ومقام عال من الحقيقة فان من لم ينضم الى معرفته الشريعة ومعاملة العبودية فهو مع الهالكين الفاسقين فى الدنيا والآخرة لا مع الاحياء الصالحين فى الأمور الباطنة والظاهرة نسأل الله سبحانه ان يوفقنا للاعمال المرضية والأحوال الحسنة ويحلينا بخلع الزهد والتقوى وغيرها من الأمور المستحسنة انه بالاجابة جدير وهو على كل شىء قدير وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ قال فى القاموس تفقده طلبه عن غيبة وفى كشف الاسرار التفقد طلب المفقود وانما قيل له التفقد لان طالب الشيء يدرك بعضه ويفقد بعضه وفى المفردات التفقد التعهد لكن حقيقة التفقد تعرف فقدان الشيء والتعهد تعرف العهد المقدم. والطير اسم جامع للجنس كما فى الوسيط والمعنى وتعرف سليمان احوال الطير ولم ير الهدهد فيما بينها وكان رئيس الهداهد واسمه يعفور فَقالَ ما لِيَ اى أي شىء حصل لى حال كونى لا أَرَى الْهُدْهُدَ لساتر ستره او لشىء آخر ثم بدا له ان كان غائبا فاضرب عنه فاخذ يقول أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ بل أهو غائب فام منقطعة مقدرة ببل والهمزة: وبالفارسية [چيست مرا كه در خيل طير نمى بينم هدهد را يا چشم من بر وى نمى افتد يا هست از غائب شدكان زين جمع] وفى الوسيط مالى لا ارى الهدهد اى ما للهدهد لا أراه تقول العرب مالى أراك كئيبا معناه مالك ولكنه من القلب الذي يوضحه المعنى وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الواجب على الملوك التيقظ فى مملكتهم وحسن قيامهم وتكفلهم بامور رعاياهم وتفقد أصغر رعيتهم كما يتفقدون أكبرها بحيث لم يخف عليهم غيبة الأصاغر والأكابر منهم كما ان سليمان عليه السلام تفقد حال أصغر(6/336)
لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)
طير من الطيور ولم يخف عليه غيبته ساعة ثم غاية شفقته على الرعية أحال النقص والتقصير الى نفسه فقال (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) وما قال ما للهدهد لم أره لرعاية مصالح الرعية وتأديبهم قال (أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) يعنى من الذين غابوا عنى بلا اذنى وفى حياة الحيوان الهدهد منتن الريح طبعا لانه يبنى افحوصه فى الزبل وهذا عام فى جنسه وان بخر المجنون بعرف الهدهد ابرأه ولحمه إذا بخر به معقود عن المرأة او مسحور ابرأه وفى الفتاوى الزينية سئل عن أكل الهدهد أيجوز أم لا أجاب نعم يجوز انتهى. ثم هدده ان لم يكن عذر لغيبته فقال لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً العذاب الايجاع الشديد وعذبه تعذيبا اكثر حبسه فى العذاب اى لاعذبنه تعذيبا شديدا كنتف ريشه والقائه فى الشمس او حيث النمل تأكله او جعله مع ضده فى قفص وقد قيل أضيق الشجون معاشرة الاضداد او بالتفريق بينه وبين الفه بالفارسية [جفت] وقيل لازوجنه بعجوز كما فى انسان العيون او لا لزمنه خدمة اقران [يا از خدمت خودش بر آنم] كما قال فى التأويلات لاعذبنه بالطرد عن الحضرة والاسقاط عن عينى الرضى والقبول وفى الاسئلة المقحمة ما معنى هذا الوعيد لمن لم يكن مكلفا بشىء والجواب هذا الوعيد بعذاب تأديب وغير المكلف يؤدب كالدابة والصبى وكان يلزمه طاعته فاستحق التأديب على تركها وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الطير فى زمانه كانت فى جملة التكليف ولها وللمسخرين لسليمان من الحيوان والجن والشياطين تكاليف تناسب أحوالهم ولهم فهم وادراك واحوال كاحوال الإنسان فى قبول الأوامر والنواهي معجزة لسليمان عليه السلام أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ لتعتبر به أبناء جنسه او حتى لا يكون له نسل وفى التأويلات او لاذبحنه فى شدة العذاب واصل الذبح شق حلق الإنسان أَوْ لَيَأْتِيَنِّي أصله ليأتيننى بثلاث نونات حذفت النون التي قبل ياء المتكلم بِسُلْطانٍ مُبِينٍ بحجة تبين عذره: وبالفارسية [يا بيايد بمن بحجتي روشن كه سبب غيبت او كردد] يشير الى ان حفظ المملكة يكون بكمال السياسة وكمال العدل فلا يتجاوز عن جرم المجرمين ويقبل منهم العذر الواضح بعد البحث عنه والحلف فى الحقيقة على أحد الأولين على عدم الثالث فكلمة او بين الأولين للتخيير وفى الثالث للترديد بينه وبينهما- حكى- انه لما أتم بناء بيت المقدس خرج للحج واقام بالحرم ما شاء وكان يتقرب كل يوم طول مقامه بخمسة آلاف ناقة وخمسة آلاف بقرة وعشرين الف شاة ثم عزم على المسير الى اليمن فخرج من مكة صباحا يؤم سهيلا فوافى صنعاء اليمن وقت الزوال وذلك مسيرة شهر فرأى أرضا حسناء أعجبته خضرتها فنزل يصل فلم يجد الماء وكان الهدهد دليل الماء حيث يراه تحت الأرض كما يرى الماء فى الزجاجة ويعرف قربه وبعده فيدل على موضعه بان ينقره بمنقاره فيجيىء الشياطين فيسلخون الأرض كما يسلخ الإهاب عن المذبوح ويستخرجون الماء فتفقده لذلك واما انه يوضع الفخ ويغطى بالتراب فلا يراه حتى يقع فيه فلان القدر إذا جاء يحول دون البصر وقد كان حين نزل سليمان ارتفع الهدهد الى الهواء لينظر الى عرصة الدنيا فرأى هدهد آخر اسمه عنفير واقفا فانحط اليه اى فى الهواء فوصف له ملك سليمان وما سخر له من كل شىء ووصف له صاحبه ملك بلقيس وان تحت يدها اثنى عشر(6/337)
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
الف قائد تحت يد كل قائد مائة الف فذهب معه لينظر فما رجع الا بعد العصر وذلك قوله تعالى فَمَكَثَ المكث ثبات مع انتظار غَيْرَ بَعِيدٍ اى زمانا غير مديد يشير الى ان الغيبة وان كانت موجبة للعذاب الشديد وهو الحرمان من سعادة الحضور ومنافعه ولكنه من امارات السعادة سرعة الرجوع وتدارك الفائت وذكر انه أصابه من موضع الهدهد شمس فنظر فاذا موضعه خال فدعا عريف الطير وهو النسر فسأله عنه فلم يجد علمه عنده ثم قال لسيد الطير وهو العقاب علىّ به فارتفعت فنظرت فاذا هو مقبل فقصدته فناشدها الله تعالى وقال بحق الذي قواك وأقدرك الا رحمتنى فتركته وقالت ثكلتك أمك ان نبى الله حلف ليعذبنك قال أو ما استثنى قالت بلى قال أو ليأتينى بعذر مبين فلما قرب من سليمان ارخى ذنبه وجناحيه يجرهما على الأرض تواضعا له فلما دنا منه أخذ عليه السلام برأسه فمده اليه فقال يا نبى الله اذكر وقوفك بين يدى الله فارتعد سليمان [وكفته اند كه با هدهد كفت چهـ كويى كه پر وبالت بكنم وترا بآفتاب گرم افكنم هدهد كفت دانم كه نكنى كه اين كار صيادانست نه كار پيغمبر آن سليمان كفت كلوت ببرم كفت دانم كه نكنى كه اين كار قصابانست نه كار پيغمبران كفت ترا با ناجنس در قفص كنم كفت اين هم نكنى كه اين كار نا جوانمردانست و پيغمبران نا جوانمرد نباشند سليمان كفت اكنون تو بكوى كه با تو چهـ كنم كفت عفو كنى ودر كذار كه عفو كار پيغمبران وكريمانست] فعفا عنه ثم سأله فَقالَ أَحَطْتُ الإحاطة العلم بالشيء من جميع جهاته بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ اى علما ومعرفة وحفظته من جميع جهاته وذلك لانه كان مما لم يشاهده سليمان ولم يسمع خبره من الجن والانس يشير الى سعة كرم الله ورحمته بان يختص طائرا بعلم لم يعلمه نبى مرسل وهذا لا يقدح فى حال النبي والرسول بان لا يعلم علما غير نافع فى النبوة فان النبي عليه السلام كان يستعيذ بالله منه فيقول (أعوذ بك من علم لا ينفع) والحاصل ان الذي أحاط به الهدهد كان من الأمور المحسوسة التي لا تعد الإحاطة بها فضيلة ولا الغفلة عنها نقيصة لعدم توقف إدراكها الا على مجرد احساس يستوى فيه العقلاء وغيرهم وفى الاسئلة المقحمة هذا سوء ادب فى المخاطبة فكيف واجهه بمثله وقد احتمله والجواب لانه عقبه بفائدة والخشونة المصاحبة لفائدة قد يحتملها الأكابر انتهى. ثم أشار الى انه بصدد اقامة خدمة مهمة له كما قال وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ [وآمدم بتو از شهر سبا كه مآرب كويند] بِنَبَإٍ يَقِينٍ بخبر خطير محقق لا شك فيه يشير الى ان من شرط المخبر ان لا يخبر عن شىء الا ان يكون متيقنا فيه سيما عند الملوك. وسبأ منصر على انه اسم لحى باليمن سموا باسم أبيهم الأكبر وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان قالوا اسمه عبد الشمس لقب به لكونه أول من سبى ثم سمى مدينة مأرب بسبأ وبينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة ايام وقيل ان سبأ أول من تتوج من ملوك اليمن وكان له عشرة من البنين تيامن منهم ستة وتشاءم منهم اربعة: يعنى [چهار از ايشان در شام مسكن داشتند لخم وجذام وعامله وغسان وشش در يمن كنده وأشعر وأزد ومذحج وانمار] قالوا يا رسول الله وما انمار قال (والد خثعم وبجيلة) وقال فى المفردات سبأ اسم مكان تفرق اهله ولهذا يقال ذهبوا أيادي سبأ اى تفرقوا(6/338)
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)
تفرق اهل ذلك المكان من كل جانب انتهى قال بعضهم انما خفى نبأ بلقيس على سليمان مع قربه منها لانه كان نازلا بصنعاء وهى بمأرب وبينهما مسيرة ثلاثة ايام كما سبق آنفا او ثلاثة فراسخ او ثلاثة أميال لمصلحة رآها الله تعالى كما خفى على يعقوب مكان يوسف
كهى بر طارم أعلى نشينم ... كهى بر پشت پاى خود نبينم
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ استئناف لبيان ما جاء به من النبأ وإيثار وجدت على رأيت لانه أراه عليه السلام كونه عند غيبته بصدد خدمته بإبراز نفسه فى معرض من يتفقد احوال تلك المرأة كأنها ضالة ليعرضها على سليمان والضمير فى تملكهم لسبأ على انه اسم للحى او لاهل المدلول عليهم بذكر مدينتهم على انه اسم لها. يعنى انها تملك الولاية والتصرف عليهم ولم يرد به ملك الرقبة والمراد بها بلقيس بنت شرحبيل بن مالك بن ريان من نسل يعرب ابن قحطان وكان أبوها ملك ارض اليمن كلها ورث الملك من أربعين أبا ولم يكن له ولد غيرها فغلبت بعده على الملك ودانت لها الامة وكانت هى وقومها يعبدون النار وكان يقول أبوها لملوك الأطراف ليس أحد منكم كفؤا وابى ان يتزوج منهم فزوجوه امرأة من الجن يقال لها قارعة او ريحانة بنت السكن فولدت له بلقيس وتسمى بلقة وبلقيس بالكسر كما فى القاموس وهذا يدل على إمكان العلوق بين الانسى والجنى وذلك فان الجن وان كانوا من النار لكنهم ليسوا بباقين على عنصرهم الناري كالانس ليسوا بباقين على عنصرهم الترابي فيمكن ان يحصل الازدواج بينهما على ما حقق فى آكام المرجان- روى- ان مروان الحمار امر بتخريب تدمر كتنصر بلد بالشام فوجدوا فيها بيتا فيه امرأة قائمة ميتة أمسكوها بالصبر احسن من الشمس قامتها سبعة اذرع وعنقها ذراع عندها لوح فيه انا بلقيس صاحبة سليمان بن داود خرب الله ملك من يخرب بيتي وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ اى من الأشياء التي يحتاج إليها الملوك من الخيل والحشم والعدد والسياسة والهيبة والحشمة والمال والنعيم قال بعض العارفين ما ذكر وصف جمالها وحسنها بالتصريح لانه علم ان ذلك من سوء الأدب وفى الحديث (ان احسن الحسن الوجه الحسن والصوت الحسن والخلق الحسن) قال ذو النون من استأنس بالله استأنس بكل شىء مليح وذلك لان حسن كل مستحسن صدر من معدن حسن الأزل واما من لم يستأنس بالله فاستئناسه بالمليح على وجه مجازى وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ اى بالنسبة الى حالها او الى عروش أمثالها من الملوك والعرش فى الأصل شىء مسقف ويراد به سرير كبير وكان عرش بلقيس ثمانين ذراعا فى ثمانين ذراعا وطوله فى الهواء ثمانين ذراعا مقدمه من ذهب مفصص بالياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر ومؤخره من فضة مكلل بانواع الجواهر له اربع قوائم قائمة من ياقوت احمر وقائمة من ياقوت اخضر وقائمة من زبرجد وقائمة من در وصفائح السرير من ذهب وعليه سبعة أبيات لكل بيت باب مغلق وكان عليه من الفرش ما يليق به وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ اى يعبدونها متجاوزين عبادة الله تعالى وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ اى حسن لهم أعمالهم القبيحة التي هى عبادة الشمس ونظائرها من اصناف الكفر(6/339)
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)
والمعاصي فَصَدَّهُمْ منعهم بسبب ذلك عَنِ السَّبِيلِ اى سبيل الحق والصواب والسبيل من الطريق ما هو معتاد السلوك فَهُمْ بسبب ذلك لا يَهْتَدُونَ اليه أَلَّا يَسْجُدُوا مفعول له للصد على حذف اللام منه اى فسدهم لئلا يسجدوا وهو ذم لهم على ترك السجود فلذا وجب السجود عند تمام هذه الآيات لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الخبأ يقال للمدخر المستور اى يظهر ما هو مخبوء ومخفى فيها كائنا ما كان كالثلج والمطر والنبات والماء ونحوها وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ فى القلوب وَما تُعْلِنُونَ بالالسنة والجوارح وذكر ما تعلنون لتوسيع دائرة العلم للتنبيه على تساويهما بالنسبة الى العلم الإلهي
برو علم يك ذره پوشيده نيست ... كه پنهان و پيدا بنزدش يكيست
اللَّهُ مبتدأ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الجملة خبره رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ خبر بعد خبر وسمى العرش عظيما لانه أعظم ما خلق الله من الاجرام فعظم عرش بلقيس بالنسبة الى عروش أمثالها من الملوك وعظم عرش الله بالنسبة الى السماء والأرض فبين العظمين تفاوت عظيم [چهـ نسبت است سها را بآفتاب درخشان] قال فى المفردات عرش الله تعالى مما لا يعلمه البشر الا بالاسم على الحقيقة واعلم ان ما حكى الله عن الهدهد من قوله (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ) الى هاهنا ليس داخلا تحت قوله (أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) وانما هو من العلوم والمعارف التي اقتبسها من سليمان أورده بيانا لما هو عليه وإظهارا لتصلبه فى الدين وكل ذلك لتوجيه قلبه عليه السلام نحو قبول كلامه وصرف عنان عزيمته الى غزوها وتسخير ولايتها وفى الحديث (انها كم عن قتل الهدهد فانه كان دليل سليمان على قرب الماء وبعده وأحب ان يعبد الله فى الأرض حيث يقول وجئتك من سبأ بنبإ يقين انى وجدت امرأة تملكهم) الآيات قيل ان أبا قلابة الحافظ الامام العالم عبد الملك بن محمد الرقاش رأت امه وهى حامل به كأنها ولدت هدهدا فقيل لها ان صدقت رؤياك تلدين ولدا كثير الصلاة فولدت فلما كبر كان يصلى كل يوم اربعمائة ركعة وحدث من حفظه بستين الف حديث مات سنة ست وسبعين ومأتين وهذا اى قوله (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) محل سجود بالاتفاق كما فى فتح الرحمن وقال الكاشفى [اين سجده هشتم است بقول امام أعظم رحمه الله ونهم بقول امام شافعى رحمه الله ودر فتوحات اين سجده را سجده خفى ميكويد وموضع سجود مختلف فيه است بعضى از قرائت وما تعلنون سجده ميكنند وبعضى پس از تلاوت رب العرش العظيم
سرت بسجده در آر ار هواى حق دارى ... كه سجده شد سبب قرب حضرت بارى
قالَ استئناف بيانى كأنه قيل فما فعل سليمان بعد فراغ الهدهد من كلامه فقيل قال سَنَنْظُرُ فيما اخبرتنا من النظر بمعنى التأمل والسين للتأكيد اى لنعرف بالتجربة البتة وقال الكاشفى [زود باشد كه در نكريم وتأمل كنيم درين كه] أَصَدَقْتَ فيما قلت أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ وفى هذا دلالة على ان خبر الواحد وهو الحديث الذي يرويه الواحد والاثنان فصاعدا ما لم يبلغ حد الشهرة والتواتر لا يوجب العلم فيجب التوقف فيه(6/340)
اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)
على حد التجويز وفيه دليل على ان لا يطرح بل يجب ان يتعرف هل هو صدق او كذب فان ظهرت امارات صدقه قبل والا لم يقبل قال بعضهم سليمان عليه السلام [ملك ومال وجمال بلقيس بشنيد ودر وى اثر نكرد وطمع در آن نيست باز چون حديث دين كرد كه (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) متغير كشت واز مهر دين اسلام در خشم شد كفت كاغد ودوات بياريد تا نامه نويسم واو را بدين اسلام دعوت كنم] فكتب اى فى المجلس او بعده كتابا الى بلقيس فقال فيه «من عبد الله سليمان بن داود الى ملكة سبأ بلقيس بسم الله الرحمن الرحيم السلام على من اتبع الهدى اما بعد فلا تعلوا علىّ وائتوني مسلمين» ثم طبعه بالمسك وختمه بخاتمه المنقوش على فصه اسم الله الأعظم ودفعه الى الهدهد فاخذه بمنقاره او علقه بخيط وجعل الخيط فى عنقه وقال اذْهَبْ بِكِتابِي هذا [ببر اين نوشته مرا] فتكون الباء للتعدية وتخصيصه بالرسالة دون سائر ما تحت ملكه من أبناء الجن الأقوياء على التصرف والتعرف لما عاين فيه من علامات العلم والحكمة وصحة الفراسة ولئلا يبقى لها عذر وفى التأويلات النجمية يشير الى انه لما صدق فيما اخبر وبذل النصح لملكه وراعى جانب الحق عوض عليه حتى اهل لرسالة رسول الحق على ضعف صورته ومعناه فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ اى اطرحه على بلقيس وقومها لانه ذكرهم معها فى قوله وجدتها وقومها وفى الإرشاد وجمع الضمير لما ان مضمون الكتاب الكريم دعوة الكل الى الإسلام. قوله القه بسكون الهاء تخفيفا لغة صحيحة او على نية الوقف يعنى ان أصله القه بكسر القاف والهاء على انه ضمير مفعول راجع الى الكتاب فجزم لما ذكر ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ اى اعرض عنهم بترك وليهم وقربهم وتبعد الى مكان تتوارى فيه وتسمع ما يجيبونه فَانْظُرْ تأمل وتعرف ماذا يَرْجِعُونَ اى ماذا يرجع بعضهم الى بعض من القول [وسخن را بر چهـ قرار ميدهند] قال ابن الشيخ ماذا اسم واحد استفهام منصوب بيرجعون او مبتدأ وذا بمعنى الذي ويرجعون صلتها والعائد محذوف اى أي شىء الذي يرجعونه- روى- ان الهدهد أخذ الكتاب واتى بلقيس فوجدها راقدة فى قصرها بمأرب وكانت إذا رقدت غلقت الأبواب ووضعت المفاتيح تحت رأسها فدخل من كوة والقى الكتاب على نحرها وهى مستلقية وتأخر يسيرا فانتبهت فزعة وكانت قارئة كاتبة عربية من نسل تبع الحميرى فلما رأيت الخاتم ارتعدت وخضعت لان ملك سليمان كان فى خاتمه وعرفت ان الذي أرسل الكتاب أعظم ملكا منها لطاعة الطير إياه وهيئة الخاتم فعند ذلك قالَتْ لاشراف قومها وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر او اثنا عشر الفا يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا [اى كروه اشراف] والملأ عظماء القوم الذين يملأون العيون مهابة والقلوب جلالة جمعه إملاء كنبأ وانباء إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ مكرم على معظم لدى لكونه مختوما بخاتم عجيب وأصلا على نهج غير معتاد كما قال فى الاسئلة المقحمة معجزة سليمان كانت فى خاتمه فختم الكتاب بالخاتم الذي فيه ملكه فاوقع الرعب فى قلبها حتى شهدت بكرم كتابه إظهارا لمعجزته انتهى. ويدل على ان الكريم هنا بمعنى المختوم قوله عليه السلام (كرم الكتاب ختمه) وعن ابن عباس بزيادة وهو قوله تعالى (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ)(6/341)
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)
كما فى المقاصد الحسنة للسخاوى. وكان عليه السلام يكتب الى العجم فقيل انهم لا يقبلون الا كتابا عليه خاتم فاتخذ لنفسه خاتما من فضة ونقش فيه محمد رسول الله وجعله فى خنصر يده اليسرى على ما رواه انس رضى الله عنه. ويقال كل كتاب لا يكون مختوما فهو مغلوب وفى تفسير الجلالين كريم اى حسن ما فيه انتهى كما قال ابن الشيخ فى أوائل سورة الشعراء كتاب كريم اى مرضى فى لفظه ومعانيه او كريم شريف لانه صدر بالبسملة كما قال بعضهم [چون مضمون نامه نام خداوند بوده پس آن نامه بزركترين وشريفترين همه نامها باشد]
اى نام تو بهترين سرآغاز ... بي نام تو نامه چون كنم باز
آرايش نامهاست نامت ... آسايش سينها كلامت
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الكتاب لما كان سببا لهدايتها وحصول إيمانها سمته كريما لانها بكرامته اهتدت الى حضرة الكريم قال بعضهم لاحترامها الكتاب رزقت الهداية حتى آمنت كالسحرة لما قدموا فى قولهم يا موسى اما ان تلقى وراعوا الأدب رزقوا الايمان ولما مزق كسرى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مزق الله ملكه وجازاه على كفره وعناده إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ كأنه قيل ممن هو وماذا مضمونه فقالت انه من سليمان وَإِنَّهُ اى مضمونه او المكتوب فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الباء بقاؤه والسين سناؤه والميم ملكه والالف أحديته واللامان جماله وجلاله والهاء هويته والرحمان اشارة الى رحمته لاهل العموم فى الدنيا والآخرة والرحيم اشارة الى رحمته لاهل الخصوص فى الآخرة قال بعض الكبار انها بسملة براءة فى الحقيقة ولكن لما وقع التبري من أهلها أعطيت للبهائم التي آمنت بسليمان واكتفى فى أول السورة بالباء إذ كل شىء فى الوجود الكونى لا يخلو من رحمة الله عامة او خاصة وهذه البسملة ليست بآية تامة مثل (بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها) بخلاف ما وقع فى أوائل السور فانها آية منفردة نزلت مائة واربع عشرة مرة عدد السور [هر حرفى ازين آيت ظرفى است شراب رحيق را وهر كلمتى صدفى است دره تحقيق را هر نقطه زو كوكبى است آسمان هدايترا ونجم رجمى است مر اصحاب غوايت را] : قال المولى الجامى فى حق البسملة
نوزده حرفست كه هـژده هزار ... عالم ازو يافته فيض عميم
ان فسرة اى أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ لا تتكبروا كما يفعل جبابرة الملوك: وبالفارسية [بر من بزركى مكنيد] وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ حال كونكم مؤمنين فان الايمان لا يستلزم الإسلام والانقياد دون العكس قال قتادة وكذلك كانت الأنبياء عليهم السلام تكتب جملا لا تطيل يعنى ان هذا القدر الذي ذكره الله تعالى كان كتاب سليمان وليس الأمر فيه بالإسلام قبل اقامة الحجة على رسالته حتى يتوهم كونه استدعاء للتقليد فان إلقاء الكتاب إليها على تلك الحالة معجزة باهرة دالة على رسالة مرسلها دلالة بينة يقول الفقير يكفى فى هذا الباب حصول العلم الضروري بصدق الرسول وإلا فهي لا تستبعد كون الإلقاء المذكور بتصرف من الجن وقد كان الجن يظهرون لها بعض الخوارق ومنها صنعة العرش العظيم لها لان أمها كانت(6/342)
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)
جنية فاعرف قالَتْ كررت حكاية قولها للايذان بغاية اعتنائها بما فى حيزه من قولها يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي اجيبونى فى الذي ذكرت لكم واذكروا ما تستصوبون فيه: وبالفارسية [فتوى دهيد مرا در كار من وآنچهـ صلاح وصواب باشد با من بگوييد] وعبرت عن الجواب بالفتوى الذي هو الجواب فى الحوادث المشكلة غالبا اشعارا بانهم قادرون على حل المشكلات النازلة قال بعضهم الفتوى من الفتى وهو الشاب القوى وسميت الفتوى لان المفتى اى المجيب الحاكم بما هو صواب يقوى السائل فى جواب الحادثة ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً فاصلة ومنفذة امرا من الأمور حَتَّى تَشْهَدُونِ تحضروني اى لا اقطع امرا الا بمحضركم وبموجب آرائكم: وبالفارسية [تا شما نزد من حاضر كرديد يعنى بى حضور ومشورت شما كارى نميكنيم] وهو استمالة لقلوبهم لئلا يخالفوها فى الرأى والتدبير وفيه اشارة الى ان المرء لا ينبغى ان يكون مستبدا برأيه ويكون مشاورا فى جميع ما سنح له من الأمور لا سيما الملوك يجب ان يكون لهم قوم من اهل الرأى والبصيرة فلا يقطعون امرا الا بمشاورتهم
مشورت رهبر صواب آمد ... در همه كار مشورت بايد
كار آنكس كه مشورت نكند ... غايتش غالبا خطا آيد
قالُوا كأنه قيل فماذا قالوا فى جوابها فقيل قالوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ ذووا قوة فى الآلات والأجساد والعدد وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ اى نجدة وشجاعة فى الحرب وهذا تعريض منهم بالقتال ان امرتهم بذلك وَالْأَمْرُ مفوض إِلَيْكِ فَانْظُرِي [پس در نكر وببين] ماذا تَأْمُرِينَ تشيرين علينا قال الكاشفى [تا چهـ ميفرمايى از مقاتله ومصالحه
اگر جنك خواهى بنزد آوريم ... دل دشمنانرا بدرد آوريم
وكر صلح جويى ترا بنده ايم ... بتسليم حكمت سر افكنده ايم
وفيه اشارة الى ان شرط أهلي المشاورة ان لا يحكموا على الرئيس المستشير بشىء بل يخيرونه فيما أراد من الرأى الصائب فلعله اعلم بصلاح حاله منهم
خلاف رأى سلطان رأى جستن ... بخون خويش باشد دست شستن
فلما احست بلقيس منهم الميل الى الحرب والعدول عن سنن الصواب بادعائهم القوى الذاتية والعرضية شرعت فى تزييف مقالتهم المنبئة عن الغفلة عن شأن سليمان قال الكاشفى [بلقيس كفت ما را مصلحت جنك نيست چهـ كار حرب در روى دارد اگر ايشان غالب آيند ديار واموال ما عرضه تلف شود] كما قال تعالى قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً من القرى ومدينة من المدن على منهاج المقاتلة والحرب أَفْسَدُوها بتخريب عمارتها وإتلاف ما فيها من الأموال وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها جمع عزيز بمعنى القاهر الغالب والشريف العظيم من العزة وهى حالة مانعة للانسان من ان يغلب أَذِلَّةً جميع ذليل: وبالفارسية [خوار وبيمقدار] اى بالقتل والاسر والاجلاء وغير ذلك من فنون الاهانة والاذلال وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ [وهمچنين ميكنند] وهو تأكيد لما قبله وتقرير بان ذلك من عادتهم المستمرة(6/343)
وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)
فيكون من تمام كلام بلقيس ويجوز ان يكون تصديقا لها من جهة الله تعالى اى وكما قالت هى تفعل الملوك وفيه اشارة الى ان العاقل مهما تيسر له دفع الخصوم بطريق صالح لا يوقع نفسه فى خطر الهلاك بالمحاربة والمقاتلة بالاختيار الا ان يكون مضطرا قال بعضهم من السؤدد الصلح وترك الافراط فى الغيرة وفيه اشارة اخرى وهى ان ملوك الصفات الربانية إذا دخلوا قرية الشخص الإنساني بالتجلى أفسدوها بإفساد الطبيعة الانسانية الحيوانية (وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها) وهم النفس الامارة وصفاتها (أَذِلَّةً) لذلوليتهم بسطوات التجلي (وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) مع الأنبياء والأولياء لانهم خلقوا لمرآتية هذه الصفات إظهارا للكنز المخفي فيكون قوله ان الملوك إلخ نعت العارف كما قال ابو يزيد البسطامي قدس سره وقال جعفر الصادق رضى الله عنه أشار الى قلوب المؤمنين فان المعرفة إذا دخلت القلوب زال عنها الأماني والمرادات اجمع فلا يكون القلب محل غير الله وقال ابن عطاء رحمه الله إذا ظهر سلطان الحق وتعظيمه فى القلب تلاشى الغفلات واستولت عليه الهيبة والإجلال ولا يبقى فيه تعظيم شىء سوى الحق فلا تشتغل جوارحه الا بطاعته ولسانه الا بذكره وقلبه الا بالإقبال عليه قال بعضهم من قوبل باسمه الملك رأى نفسه فى قبضته فسلم له فى مملكته وقام بحق حرمته على بساط خدمته وفى الفتوحات المكية للملك ان يعفو عن كل شىء الا عن ثلاثة أشياء وهى التعرض للحرم وافشاء سره والقدح فى الملك نسأل الله حسن الأدب فى طريق الطلب وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ الى سليمان وقومه رسلا بِهَدِيَّةٍ عظيمة وهى اسم للشىء المهدى بملاطفة ورفق قال فى المفردات الهدية مختصة باللطف الذي يهدى بعضنا الى بعض فَناظِرَةٌ قال فى كشف الاسرار الناظر هاهنا بمعنى المنتظر وقال الكاشفى [پس نكرنده ام كه از آنجا] بِمَ أصله بما على انه استفهام اى بأى شىء يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ بالجواب من عنده حتى اعمل بما يقتضيه الحال- روى- انها بعثت خمسمائة غلام عليهم ثياب الجواري وحليهن كالاساور والاطواق والقرطة مخضبى الأيدي راكبى خيل مغشاة بالديباج محلاة اللجم والسروج بالذهب المرصع بالجواهر وخمسمائة جارية على رماك فى زىّ الغلمان والف لبنة من ذهب وفضة وفى المثنوى
هديه بلقيس چهل اشتر بدست ... بار آنها جمله خشت زر بدست «1»
وتاجا مكللا بالدر والياقوت المرتفع قيمة والمسك والعنبر وحقة فيها درة ثمينة عذراء اى غير مثقوبة وخرزة جزعية معوجة الثقب وكتبت كتابا فيه نسخة الهدايا وبعثت بالدية رجلا بالإشراف قومها يقال له المنذر بن عمرو وضمت اليه رجالا من قومها ذوى رأى وعقل وقالت ان كان نبيا ميز بين الغلمان والجواري واخبر بما فى الحقة قبل فتحها وثقب الدرة ثقبا مستويا وسلك فى الخرزة خيطا ثم قالت للمنذر ان نظر إليك نظر غضبان فهو ملك فلا يهو لنك منظره وان رأيته هشا لطيفا فهو نبى فاقبل الهدهد نحو سليمان مسرعا فاخبره الخبر فأمر سليمان الجن فضربوا لبن الذهب والفضة وفرشوها فى ميدان بين يديه طوله ستة فراسخ وجعلوا حول الميدان حائطا شرفاته من الذهب والفضة [يعنى كرد ميدان ديوار برآوردند
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان قصه هديه فرستادن بلقيس از شهر سبا إلخ(6/344)
فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)
وبر سر ديوار شرف زرين وسيمين بستند] وامر بأحسن الدواب التي فى البر والبحر قال فى كشف الاسرار [چهار پايان بحرى بنقش پلنگ از رنكهاى مختلف آوردند] فربطوها عن يمين الميدان ويساره على اللبن وامر باولاد الجن وهم خلق كثير فاقيموا على اليمين واليسار ثم قعد على سريره والكراسي من جانبيه: يعنى [چهار هزار كرسىء زر از راست وى و چهار هزار از چپ وى نهاده] واصطفت الشياطين صفوفا فراسخ والانس صفوفا والوحش والسباع والهوام كذلك [ومرغان در روى هوا پرده بافتند با صد هزار ديده فلك در هزار قرن مجلس بدان تكلف وخوبى نديده بود] فلما دنا رسل بلقيس نظروا وبهتوا ورأوا الدواب تروث على اللبن: وفى المثنوى
چون بصحراى سليمانى رسيد ... فرش آنرا جمله زر پخته ديد «1»
بارها كفتند زر را وا بريم ... سوى مخزن ما بچهـ كار اندريم
عرصه كش خاك زر ده دهيست ... زر بهديه بردن آنجا ابلهيست
فكان حالهم كحال أعرابي اهدى الى خليفة بغداد جرة ماء فلما رأى دجلة خجل وصبه
باز كفتند ار كساد وار روا ... چيست بر ما بنده فرمانيم ما
كر زر وكر خاك ما را بردنيست ... امر فرمانده بجا آوردنيست
كر بفرمايند كه كين واپس بريد ... هم بفرمان تحفه را باز آوريد
وجعلوا يمرون بكراديس الجن والشياطين فيفزعون وكانت الشياطين يقولون جوزوا ولا تخافوا فلما وقفوا بين يدى سليمان نظر إليهم بوجه حسن طلق وقال ما وراءكم: يعنى [چهـ داريد وبچهـ آمديد] فاخبر المنذر الخبر واعطى كتاب بلقيس فنظر فيه فقال اين الحقة فجيىء بها فقال ان فيها درة ثمينة غير مثقوبة وخرزة جزعية معوجة الثقب وذلك بأخبار جبريل عليه السلام ويحتمل ان يكون بأخبار الهدهد على ما يدل عليه سوق القصة [سليمان جن وانس را حاضر كرد وعلم ثقب وسلك نزديك ايشان نبود شياطين را حاضر كرد واز ايشان پرسيد كفتند] ترسل الى الارضة فجاءت الارضة فاخذت شعرة فى فيها فدخلت فى الدرة وثقبتها حتى خرجت من الجانب الآخر فقال سليمان ما حاجتك فقالت تصير رزقى فى الشجر قال لك ذلك ثم قال من لهذه الخرزة يسلكها الخيط فقالت دودة بيضاء أنالها يا أمين الله فاخذت الخيط فى فيها ونفذت فى الخرزة حتى خرجت من الجانب الآخر فقال سليمان ما حاجتك قالت تجعل رزقى فى الفواكه قال لك ذلك اى جعل رزقها فيها فجمع سليمان بين طرفى الخيط وختمه ودفعها إليهم قال الكاشفى [سليمان آب طلبيد غلمان وجوارى را فرمود كه از غبار راه روى بشوييد] يعنى ميز بين الجواري والغلمان بان أمرهم بغسل وجوههم وأيديهم فكانت الجارية تأخذ الماء بإحدى يديها فتجعله فى الاخرى ثم تضرب به وجهها والغلام كان يأخذه من الآنية ويضرب به وجهه ثم رد الهدية وقد كانت بلقيس قالت ان كان ملكا أخذ الهدية وانصرف وان كان نبيا لم يأخذها ولم نأمنه على بلادنا وذلك قوله تعالى فَلَمَّا جاءَ اى الرسول المبعوث من قبل بلقيس سُلَيْمانَ بالهدية قالَ اى مخاطبا
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان قصه هديه فرستادن بلقيس از شهر سبا إلخ(6/345)
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)
للرسول والمرسل تغليبا للحاضر على الغائب اى قال بعد ما جرى بينه وبينهم من قصة الحقة وغيرها لا انه خاطبهم به أول ما جاؤه كما يفهم من ظاهر العبارة أَتُمِدُّونَنِ أصله أتمدونني فحذفت الياء اكتفاء بالكسرة الدالة عليها والهمزة الاستفهامية للانكار. والامداد [مدد كردن] ويعدى الى المفعول الثاني بالباء: والمعنى بالفارسية [آيا مدد ميدهيد مرا وزيادتى] بِمالٍ حقير وسمى مالا لكونه مائلا ابدا ونائلا ولذلك يسمى عرضا وعلى هذا دل من قال المال قحبة يكون يوما فى بيت عطار ويوما يكون فى بيت بيطار كما فى المفردات ثم علل هذا الإنكار بقوله فَما موصولة آتانِيَ اللَّهُ مما رأيتم آثاره من النبوة والملك الذي لا غاية وراءه خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ من المال ومتاع الدنيا فلا حاجة الى هديتكم ولا وقع لها عندى
آنكه پرواز كند جانب علوى چوهماى ... دينى اندر نظر همت او مردارست
وفى المثنوى
من سليمان مى نخواهم ملكتان ... بلكه من برهانم از هر هلكتان «1»
از شما كى كديه زر ميكنيم ... ما شما را كيميا كر ميكنيم
ترك اين كيريد كر ملك سباست ... كه برون از آب وكل بس ملكهاست
تخته بند است آنكه تختش خوانده ... صدر پندارى وبر درمانده
قال جعفر الصادق الدنيا أصغر قدرا عند الله وعند أنبيائه وأوليائه من ان يفرحوا بشىء منها او يحزنوا عليه فلا ينبغى لعالم ولا لعاقل ان يفرح بعرض الدنيا
مال دنيا دام مرغان ضعيف ... ملك عقبى دام مرغان شريف «2»
بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ المضاف اليه المهدى اليه. والمعنى بل أنتم بما يهدى إليكم تفرحون حبا لزيادة المال لما انكم لا تعلمون الا ظاهرا من الحياة الدنيا هذا هو المعنى المناسب لما سرد من القصة وفى الإرشاد إضراب عما ذكر من انكار الامداد بالمال الى التوبيخ بفرحهم بهديتهم التي اهدوها اليه افتخارا وامتنانا واعتدادا بها كما ينبئ عنه ما ذكر من حديث الحقة والجزعة وتغيير زى الغلمان والجواري وغير ذلك انتهى يقول الفقير فيه انهم لما رأوا ما أنعم الله به على سليمان من الملك الكبير استقلوا بما عندهم حتى هموا بطرح اللبنات الا انه منعتهم الامانة من ذلك فكيف امتنوا على سليمان بهديتهم وافتخروا على ان حديث الحقة ونحوه انما كان على وجه الامتحان لا بطريق الهدية كما عرف وفى التأويلات يشير الى ان الهدية موجبة لاستمالة القلوب ولكن اهل الدين لما عارضهم امر دينى فى مقابلة منافع كثيرة دنيوية رجحوا طرف الدين على طرف المنافع الكثيرة الدنيوية واستقلوا كثرتها لانها فانية واستكثروا قليلا من امور الدين لانها باقية كما فعل سليمان لما جاءه الرسول بالهدية استقل كثرتها وقال فما آتاني الله من كمالات الدين والقربات والدرجات الاخروية خير مما آتاكم من الدنيا وزخارفها بل أنتم اى أمثالكم من اهل الدنيا بمثل هديتكم الدنيوية الفانية تفرحون لخسة نفوسكم وجهلكم عن السعادات الاخروية الباقية ارْجِعْ ايها الرسول أفرد الضمير هاهنا بعد جمع الضمائر الخمسة فيما سبق لان الرجوع مختص بالرسول والامداد ونحوه عام
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان دلدارى كردن ونواختن سليمان عليه السلام إلخ
(2) در أوائل دفتر چهارم در بيان قصه عطارى كه سنك ترازوى او از كل سرشوى بود(6/346)
إِلَيْهِمْ الى بلقيس وقومها بهديتهم ليعلموا ان اهل الدين لا ينخدعون بحطام الدنيا وانما يريدون الإسلام فليأتوا مسلمين مؤمنين والا فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ من الجن والانس والتأييد الإلهي لا قِبَلَ لَهُمْ بِها لا طاقة لهم بمقاومتها ولا قدرة لهم على مقابلتها قال فى المختار رأه قبلا بفتحتين وقبلا بضمتين وقبلا بكسر بعده فتح اى مقابلة وعيانا قال تعالى (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا) ولى قبل فلان حق اى عنده ومالى به قبل اى طاقة انتهى والذي يفهم من المفردات انه فى الأصل بمعنى عند ثم يستعار للقوة والقدرة على المقابلة اى المجازاة فيقال لا قبل لى بكذا اى لا يمكننى ان أقابله ولا قبل لهم بها لا طاقة لهم على دفاعها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ عطف على جواب القسم مِنْها من سبأ ومن ارضها حال كونهم أَذِلَّةً [در حالتى كه بى حرمت وبى عزت باشند] بعد ما كانوا من اهل العز والتمكين وفى جمع القلة تأكيد لذلتهم والذل ذهاب العز والملك وَهُمْ صاغِرُونَ اى أسارى مهانون حال اخرى مفيدة لكون إخراجهم بطريق الاجلاء يقال صغر صغرا بالكسر فى ضد الكبر وصغارا بالفتح فى الذلة والصاغر الراضي بالمنزلة الدنيئة وكل من هذه الذلة والصغار مبنى على الإنكار والإصرار كما ان كلا من العز والشرف مبنى على التصديق والإقرار ولما كان الاعلام مقدما على الجزاء امر سليمان برجوع الرسول لاجل الأداء: وفى المثنوى
باز كرديد اى رسولان خجل ... زر شما را دل بمن آريد دل «1»
كه نظركاه خداوندست آن ... كز نظر انداز خورشيدست كان
كو نظركاه شعاع آفتاب ... كو نظركاه خداوند لباب
اى رسولان ميفرستمتان رسول ... رد من بهتر شما را از قبول «2»
پيش بلقيس آنچهـ ديديد از عجب ... باز كوييد از بيابان ذهب
تا بداند كه بزر طامع نه ايم ... ما زر از زر آفرين آورده ايم
هين بيا بلقيس ور نه بد شود ... لشكرت خصمت شود مرتد شود «3»
پرده دارت پرده ات را بر كند ... جان تو با تو بجان خصمى كند
ملك بر هم زن تو ادهم وار زود ... تا بيابى همچواو ملك خلود «4»
هين بيا كه من رسولم دعوتى ... چون أجل شهوت كشم من شهوتى «5»
ور بود شهوت امير شهوتم ... نى أسير شهوت وروى بتم
بت شكن بودست اصل اصل ما ... چون خليل حق وجمله انبيا
خيز بلقيسا بيا وملك بين ... بر لب درياى يزدان در بچين «6»
خواهرانت ساكن چرخ سنى ... تو بمردارى چهـ سلطانى كنى
خواهرانت راز بخششهاى داد ... هيچ ميدانى كه آن سلطان چهـ داد
تو ز شادى چون كرفتى طبل زن ... كه منم شاه ورئيس كولخن
آن سك در كو كدايى كور ديد ... حمله مى آورد ودلقش ميدريد «7»
كور كفتش آخر آن ياران تو ... بر كه اند اين دم شكارى صيد جو
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان باز كردانيدن سليمان إلخ
(2) در أوائل دفتر چهارم در بيان دلدارى كردن ونواختن سليمان إلخ
(3) در أوائل دفتر چهارم در بيان تهديد فرستادن سليمان إلخ
(4) در أوائل دفتر چهارم در بيان سبب هجرت ابراهيم أدهم إلخ
(5) در أوائل دفتر چهارم در بيان ظاهر كردانيدن سليمان كه مرا خالصا لامر الله إلخ [.....]
(6) در أوائل دفتر چهارم در بيان بقيه قصه دعوت سليمان بلقيس را بايمان
(7) در أوائل دفتر چهارم در بيان مثل قانع شدن آدمي بدنيا إلخ(6/347)
قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)
قوم تو در كوه ميكيرند كور ... در ميان كوى ميكيرى تو كور
ترك اين تزوير كو شيخ نفور ... آب شورى جمع كرده چند كور
كاين مريدان من ومن آب شور ... مى خورند از من همى كردند كور
آب خود شيرين كن از بحر لدن ... آب بد را دام اين كوران مكن
خيز شيران خدا بين كور كير ... تو چوسك چونى بزرقى كور كير
فعلى العاقل ان لا يقنع بيسير من القال والحال بل يتضرع الى الله الملك المتعال فى ان يوصله الى المقامات العالية والدرجات العلى انه الكريم المولى- يروى- انه لما رجع رسلها إليها بخبر سليمان قالت والله قد علمت انه ليس بملك ولا لنابه من طاقة وبعثت الى سليمان انى قادمة إليك بملوك قومى حتى انظر ما أمرك وما تدعو اليه من دينك [وتخت خود را در خانه مضبوط ساخت ونكهبانان برو كماشت در خانه قفل كرد ومفتاح را برداشت وبا لشكر متوجه پايه سرير سليمان شد] وكان لها اثنا عشر الف ملك كبير يقال له القيل بفتح القاف تحت كل ملك ألوف كثيرة وكان سليمان رجلا مهيبا لا يبدأ بشىء حتى يسأل عنه فجلس يوما على سريره فرأى جمعا جما على فرسخ عنه فقال ما هذا فقالوا بلقيس بملوكها وجنودها فاقبل سليمان حينئذ على اشراف قومه وقال او لما علم بمسيرها اليه قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا [اى اشراف قوم من] أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها [كدام شما مى آرد تخت بلقيس را] قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي حال كونهم مُسْلِمِينَ لانه قد اوحى الى سليمان انها تسلم لكن أراد ان يريها بعض ما خصه الله تعالى به من العجائب الدالة على عظم القدرة وصدقه فى دعوى النبوة فاستدعى إتيان سريرها الموصى بالحفظ قبل قدومها: وفى المثنوى
چونكه بلقيس از دل وجان عزم كرم ... بر زمان رفته هم أفسوس خورد «1»
ترك مال وملك كرد او آنچنان ... كه بترك نام وننك آن عاشقان
هيچ مال وهيچ مخزن هيچ رخت ... ميدريغش نامه الا جز كه تحت
پس سليمان از دلش آگاه شد ... كز دل او تا دل او راه شد
ديد از دورش كه آن تسليم كيش ... تلخش آمد فرقت آن تخت خويش
از بزركى تخت كز حد مى فزود ... نقل كردن تخت را إمكان نبود
خرده كارى بود وتفريقش خطر ... همچوأوصال بدن با يكديكر
پس سليمان كفت كر چهـ فى الأخير ... سرد خواهد شد برو تاج وسرير
ليك خود با اين همه بر نقد حال ... چيست بايد تخت او را انتقال
تا نكردد خسته هنكام لقا ... كودكانه حاجتش كردد روا
وفى التأويلات النجمية يشير الى سليمان عليه السلام كان واقفا على ان فى أمته من هو اهل الكرامة فاراد ان يظهر كرامته ليعلم ان فى امم الأنبياء من يكون اهل الكرامات فلا ينكر مؤمن كرامات الأولياء كما أنكرت المعتزلة فان ادنى مفسدة الإنكار حرمان المنكر من درجة الكرامة كحرمان اهل البدع والأهواء منها ولا يظنن جاهل
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان آزاد شدن بلقيس از ملك إلخ(6/348)
قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)
ان سليمان لم يكن قادرا على الإتيان بعرشها ولم يكن له ولاية هذه الكرامات فانه أمرهم بذلك لاظهار اهل الكرامات من أمته ولان كرامات الأولياء من جملة معجزات الأنبياء فانها دالة على صدق نبوتهم وحقيقة دينهم ايضا انتهى قال الشيخ داود القيصري رحمه الله خوارق العادات قلما تصدر من الاقطاب والخلفاء بل من وزرائهم وخلفائهم لقيامهم بالعبودية التامة واتصافهم بالفقر الكلى فلا يتصرفون لانفسهم فى شىء ومن جملة كمالات الاقطاب ومنن الله عليهم ان لا يبتليهم بصحبة الجهلاء بل يرزقهم صحبة العلماء والأمناء يحملون عنهم اثقالهم وينفذون أحكامهم وأقوالهم كآصف وسليمان وقال بعض العارفين لا يلزم لمن كان كامل زمانه ان يكون له التقدم فى كل شىء وفى كل مرتبة كما أشار اليه عليه السلام بقوله فى قصة تأبير النخل (أنتم اعلم بامور دنياكم) فذلك لا يقدح فى مقام الكامل لان التفرد بكل كمال لحضرة الالوهية والربوبية وما سواه وسيم بالعجز والنقص ولكل أحد اختصاص من وجه فى الكمال الخاص كموسى والخضر عليهما السلام وان كان الكليم أفضل زمانه كسليمان عليه السلام فانظر سر الاختصاص فى قوله (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ) مع الخليفة أبيه داود حين اختلف رجل وامرأة فى ولد لهما اسود فقالت المرأة هو ابن هذا الرجل وأنكر الرجل فقال سليمان هل جامعتها فى حال الحيض فقال نعم قال هو لك وانما سود الله وجهه عقوبة لكما فهذا من باب الاختصاص قالَ عِفْرِيتٌ مارد خبيث مِنَ الْجِنِّ بيان له إذ يقال للرجل الخبيث المنكر المعفر لاقرانه عفريت وفى المفردات العفريت من الجن هو الفاره الخبيث ويستعار ذلك للانسان استعارة الشيطان له انتهى مأخوذ من العفر محركة ويسكن وهو ظاهر التراب فكأنه يصرع قرنه عليه ويمرغه فيه وأصله عفر زيدت فيه التاء مبالغة كما فى الكواشي وكان اسم ذلك العفريت ذكوان وفى فتح الرحمن كوذى او إصطخر سيد الجن وكان قبل ذلك متمردا على سليمان وإصطخر فارس تنسب اليه وكان الجنى كالجبل العظيم يضع قدمه عند منتهى طرفه أَنَا آتِيكَ بِهِ اى بعرشها قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ اى من مجلسك للحكومة وكان يجلس الى نصف النهار وآتيك اما صيغة مضارع. فالمعنى بالفارسية [من بيارم آنرا بتو] او فاعل. والمعنى [من آرنده ام آنرا بتو] وهو الأنسب لمقام ادعاء الإتيان بلا محالة وأوفق بما عطف عليه من الجملة الاسمية اى انا آت به فى تلك المدة البتة وَإِنِّي عَلَيْهِ اى على الإتيان لَقَوِيٌّ لا يثقل علىّ حمله أَمِينٌ على ما فيه من الجواهر والنفائس ولا ابد له بغيره قالَ حين قال سليمان أريد اسرع من هذا يعنى [زودترا زين خواهم] الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ وهو آصف بن برخيا بن خالة سليمان وزيره وكاتبه ومؤدبه فى حال صغره وكان رجلا صديقا يقرأ الكتب الالهية ويعلم الاسم الأعظم الذي إذا دعى الله به أجاب وقد خلقه الله لنصرة سليمان ونفاذ امره فالمراد بالكتاب جنس الكتب المنزلة على موسى وابراهيم وغيرهما او اللوح وأسراره المكتومة وقال المعتزلة المراد به جبرائيل وذلك لانهم لا يرون كرامة الأولياء أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ الارتداد الرجوع والطرف تحريك الأجفان وفتحها للنظر(6/349)
الى شىء والارتداد انضمامها ولكونه امرا طبيعيا غير منوط بالتحريك اوثر الارتداد على الرد ويعبر بالطرف عن النظر إذا كان تحريك الجفن يلازمه النظر وهذا غاية فى الاسراع ومثل فيه لانه ليس بين تحريك الأجفان مدة ما قال الكاشفى [سليمان دستورى داود او بسجده در افتاد وكفت يا حى يا قيوم كه بعيري آهيا شراهيا باشد وبقول بعضى يا ذا الجلال والإكرام وبر هر تقدير چون دعا كرد تخت بلقيس در موضع خود بزمين فرو رفته وطرفة العيني را پيش تخت سليمان از زمين برآمد] وقال اهل المعاني لا ينكر من قدرة الله ان يعدمه من حيث كان ثم يوجده حيث كان سليمان بلا نقل بدعاء الذي عنده علم من الكتاب ويكون ذلك كرامة للولى ومعجزة للنبى انتهى يقول الفقير هذه مسألة الإيجاد والاعدام وإليها الاشارة بقوله عليه السلام (الدنيا ساعة وقل من يفهمها) لانها خارجة عن طور العقل وفى المثنوى
پس ترا هر لحظه موت ورجعتيست ... مصطفى فرمود دنيا ساعتيست «1»
هر نفس نو مى شود دنيا وما ... بى خبر از نو شدن اندر بقا
عمر همچون جوى نو نو مى رسد ... مستمرى مى نمايد در جسد
آن ز تيزى مستمر شكل آمدست ... چون شرر كش تيز جنبانى بدست
شاخ آتش را بجنبانى بساز ... در نظر آتش نمايد پس دراز
اين درازى مدت از تيزىء صنع ... مى نمايد سرعت انگيزى صنع
فَلَمَّا رَآهُ اى فاتاه بالعرش فرأه فلما رأه مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ حاضرا لديه تابتا بين يديه فى قدر ارتداد الطرف من غير خلل فيه ناشئ من النقل قالَ سليمان تلقيا للنعمة بالشكر هذا اى حصول مرادى وهو حضور العرش فى هذه المدة القصيرة مِنْ فَضْلِ رَبِّي علىّ وإحسانه من غير استحقاق منى لِيَبْلُوَنِي ليختبرنى: وبالفارسية [بيازمايد مرا باين] وفى المفردات يقال بلى الثوب بلى خلق وبلوته اختبرته كأنى اخلقته من كثرة اختبارى له وإذا قيل ابتلى فلان بكذا وبلاه يتضمن أمرين أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من امره والثاني ظهور جودته ورداءته وربما قصد به الأمران وربما يقصد به أحدهما فاذا قيل بلا الله كذا وابتلاه فليس المراد الا ظهور جودته ورداءته دون التعرف لحاله والوقوف على ما يجهل منه إذا كان تعالى علام الغيوب أَأَشْكُرُ بان أراه محض فضله تعالى من غير حول من جهتى ولا قوة وأقوم بحقه أَمْ أَكْفُرُ بان أجد لنفسى مدخلا فى البين واقصر فى اقامة مواجبه وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الجن وان كان له مع لطافة جسمه قوى ملكوتية يقدر على ذلك بمقدار زمان مجلس سليمان فان للانس ممن عنده علم من الكتاب مع كثافة جسمه وثقله وضعف انسانيته قوة ربانية قد حصلها من علم الكتاب بالعمل به وهو اقدر بها على ما يقدر عليه الجن من الجن ولما كان كرامة هذا الولي فى الإتيان بالعرش من معجزة سليمان (قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ) هذه النعمة التي تفضل بها علىّ برؤية العجز عن الشكر (أَمْ أَكْفُرُ) انتهى قال قتادة فلما رفع رأسه قال الحمد لله الذي
__________
(1) در اواسط دفتر يكم هم در بيان مكر خركوش إلخ(6/350)
جعل فى أهلي من يدعوه فيستجب له
كفت حمد الله برين صد چنين ... كه بدى ودستم ز رب العالمين
وَمَنْ [وهر كه] شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ لان الشكر قيد النعمة الموجودة وصيد النعمة المفقودة وَمَنْ كَفَرَ اى لم يشكر بان لم يعرف قدر النعمة ولم يؤد حقها فان مضرة كفره عليه فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ عن شكره كَرِيمٌ بإظهار الكرم عليه مع عدم الشكر ايضا وبترك تعجيل العقوبة قال فى المفردات المنحة والمحنة جميعا بلاء فالمحنة مقتضية للصبر والمنحة مقتضية للشكر والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر فصارت المنحة أعظم البلاءين وبهذا النظر قال عمر رضى الله عنه بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر ولهذا قال امير المؤمنين رضى الله عنه من وسع عليه دنياه فلم يعلم انه قد مكر به فهو مخدوع عن عقله قال الواسطي رحمه الله فى الشكر ابطال رؤية الفضل كيف يوازى شكر الشاكرين فضله وفضله قديم وشكرهم محدث (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) لانه غنى عنه وعن شكره وقال الشبلي رحمه الله الشكر هو الخمود تحت رؤية المنة قال فى الاسئلة المقحمة فى الآية دليل اثبات الكرامات من وجهين. أحدهما ان العفريت من الجن لما ادعى احضاره قبل ان يقوم سليمان من مقامه وسليمان لم ينكر عليه بل قال أريد اعجل من هذا فلما جاز ان يكون مقدورا لعفريت من الجن كيف لا يكون مقدورا لبعض اولياء الله تعالى. والثاني ان الذي عنده علم من الكتاب وهو آصف وزير سليمان لم يكن نبيا وقد أحضره قبل ان يرتد طرفه اليه كما نطق به القرآن دل على جواز اثبات الكرامات الخارقة للعادات للاولياء خلافا للقدرية حيث أنكروا ذلك انتهى. والكرامة ظهور امر خارق للعادة من قبل شخص غير مقارن لدعوى النبوة فما لا يكون مقرونا بالايمان والعمل الصالح يكون استدراجا وما يكون مقرونا بدعوى النبوة يكون معجزة قال بعضهم لا ريب عند اولى التحقيق ان كل كرامة نتيجة فضيلة من علم او عمل او خلق حسن فلا يعول على خرق العادة بغير علم صحيح او عمل صالح فطى الأرض انما هو نتيجة عن طى العبد ارض جسمه بالمجاهدات واصناف العبادات وإقامته على طول الليالى بالمناجاة والمشي على الماء انما هو لمن اطعم الطعام وكسا العراة اما من ماله او بالسعي عليهم او علم جاهلا او ارشد ضالا لان هاتين الصفتين سر الحياتين الحسية والعلمية وبينهما وبين الماء مناسبة بينة فمن أحكمها فقد حصل الماء تحت حكمه ان شاء مشى عليه وان شاء زهد فيه على حسب الوقت وترك الظهور بالكرامات الحسية والعلمية أليق للعارف لانه محل الآفات وللعارف استخدام الجن او الملك فى غذائه من طعامه وشرابه وفى لباسه قال فى كشف الاسرار قد تحصل الكرامة باختيار الولي ودعائه وقد تكون بغير اختياره وفى الحديث (كم من اشعث اغبر ذى طمرين لا يؤبه له لو اقسم على الله لأبره) [در آثار بيارند كه مصطفى عليه السلام از دنيا بيرون شد زمين بالله ناليد كه «بقيت لا يمشى على نبى الى يوم القيامة» الله كفت جل جلاله من ازين امت محمد مردانى پديد آرم كه دلهاى ايشان بدلهاى پيغمبران يكى باشد وايشان نيستند مكر اصحاب كرامات](6/351)
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)
وكرامات الأولياء ملحقة بمعجزات الأنبياء إذ لو لم يكن النبي صادقا فى معجزته ونبوته لم تكن الكرامة تظهر على من يصدقه ويكون من جملة أمته ولم ينكر كرامات الأولياء الا اهل الحرمان سواء أنكروها مطلقا او أنكروا كرامات اولياء زمانهم وصدقوا بكرامات الأولياء الذين ليسوا فى زمانهم كمعروف وسهل وجنيد وأشباههم كمن صدق بموسى وكذب بمحمد عليهما السلام وما هى الا خصلة اسرائيلية نسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة فى عافية لنا وللمسلمين أجمعين ونبتهل اليه فى انه يحشرنا مع اهل الكرامات آمين قالَ سليمان كرر الحكاية تنبيها على ما بين السابق واللاحق من المخالفة لما ان الاول من باب الشكر والثاني امر لخدمه نَكِّرُوا لَها عَرْشَها تنكير الشيء جعله بحيث لا يعرف كما ان تعريفه جعله بحيث يعرف كما قال فى تاج المصادر التنكير [ناشأ سا كردن] والمعنى غيروا هيئته وشكله بوجه من الوجوه بحيث ينكر فجعل الشياطين أسفله أعلاه وبنوا فوقه قبابا اخرى هى اعجب من تلك القباب وجعلوا موضع الجوهر الأحمر الأخضر وبالعكس نَنْظُرْ بالجزم على انه جواب الأمر [تا بنگريم] ماله بعد از سؤال ازو أَتَهْتَدِي الى معرفته فتظهر رجاحة عقلها أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ فتظهر سخافة عقلها وذلك ان الشياطين خافوا ان تفشى بلقيس أسرارهم الى سليمان لان أمها كانت جنية وان يتزوجها سليمان ويكون بينهما ولد جامع للجن والانس فيرث الملك ويخرجون من ملك سليمان الى ملك هو أشد وأفظع ولا ينفكون من التسخير ويبقون فى التعب والعمل ابدا فارادوا ان يبغضوها الى سليمان فقالوا ان فى عقلها خللا وقصورا وانها شعراء الساقين وان رجليها كحافر الحمار فاراد سليمان ان يختبرها فى عقلها فامر بتنكير العرش واتخذ الصرح كما يأتى ليتعرف ساقيها ورجليها فَلَمَّا جاءَتْ بلقيس سليمان والعرش بين يديه قِيلَ من جهة سليمان بالذات وبالواسطة امتحانا لعقلها أَهكَذا عَرْشُكِ [آيا اينچنين است تخت تو] لم يقل هذا عرشك لئلا يكون تلقينا لها فيفوت ما هو المقصود من الأمر بالتنكير وهو اختبار عقلها قالَتْ يعنى لم تقل لا ولا قالت نعم بل شبهوا عليها فشبهت عليهم مع علمها بحقيقة الحال كَأَنَّهُ هُوَ [كويا كه اين آنست] فلوّحت لما اعتراه بالتنكير من نوع مغايرة فى الصفات مع اتحاد الذات فاستدل بذلك على كمال عقلها وكأنها ظنت ان سليمان أراد بذلك اختبار عقلها واظهار معجزة لها فقالت وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها من قبل الآيات الدالة على ذلك وَكُنَّا مُسْلِمِينَ من ذلك الوقت وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ بيان من جهته تعالى لما كان يمنعها من اظهار ما ادعته من الإسلام الى الآن اى صدها ومنعها عن ذلك عبادتها القديمة للشمس متجاوزة عبادة الله تعالى إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ تعليل لسببية عبادتها المذكور للصد اى انها كانت من قوم راسخين فى الكفر ولذلك لم تكن قادرة على إسلامها وهى بين ظهرانيهم الى ان دخلت تحت ملك سليمان اى فصارت من قوم مؤمنين: وفى المثنوى
چون سليمان سوى مرغان سبا ... يك صفيرى كرد بست آن جمله را «1»
جز مكر مرغى كه بد بيجان و پر ... يا چوماهى كنك بد از اصل وكر
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان آزاد شدن بلقيس از ملك إلخ(6/352)
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)
وفى الآية دلالة على ان اشتغال المرء بالشيء يصده عن فعل ضده وكانت بلقيس تعبد الشمس فكانت عبادتها إياها تصرفها عن عبادة الله فلا ينبغى الإغراق فى شىء الا ان يكون عبادة الله تعالى ومحبته فان الرجل إذا غلب حب ما سوى الله على قلبه ولم يكن له رادع من عقل او دين أصمه حبه وأعماه كما قال عليه السلام (حبك الشيء يعمى ويصم) - روى- ان سليمان امر قبل قدومها فبنى له على طريقها قصر صحنه من زجاج ابيض واجرى من تحته الماء والقى فيه السمك ونحوه من دواب البحر [چنانكه صحن ان خانه همه آب مينمود] ووضع سريره فى وسطه فجلس عليه وعكف عليه الطير والجن والانس [چون بلقيس بدر كوشك رسيد] يلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ
الصرح القصر وكل بناء عال سمى بذلك اعتبارا بكونه صرحا من الشوب اى خالصا فان الصرح بالتحريك الخالص من كل شى ءلَمَّا رَأَتْهُ
[پس چون بديد قصر را در حالتى كه آفتاب بر آن تافته بود وآب صافى مينمود وماهيانرا ديد] سِبَتْهُ لُجَّةً
اللجة معظم الماء وفى المفردات لجة البحر تردد أمواجه وفى كشف الاسرار اللجة الضحضاح من الماء وهو الماء اليسير او الى الكعبين وانصاف السوق او ما لا غرق فيه كما فى القاموس. والمعنى ظنت انه ماء كثير بين يدى سرير سليمان: وبالفارسية [پنداشت كه آب ژرف است ندانست كه آب در زير آبگينه است] فارادت ان تدخل فى الماء كَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها
تثنية ساق وهى ما بين الكعبين كعب الركبة وكعب القدم اى تشمرت لئلا تبتل أذيالها فاذا هى احسن الناس ساقا وقدما خلا انها شعراءالَ
لها سليمان لا تكشفى عن ساقيك نَّهُ
اى ما توهمته ماءرْحٌ مُمَرَّدٌ
مملس مسوى: بالفارسية [همواره چون روى آبگينه وشمشير] ومنه الأمرد لتجرده عن الشعر وكونه أملس الخدين وشجرة مرداء إذا لم يكن عليها ورق نْ قَوارِيرَ
اى مصنوع من الزجاج الصافي وليس بماء جمع قارورة: بالفارسية [آبگينه] وفى القاموس القارورة ما قر فيه الشراب ونحوه او يخص بالزجاج الَتْ
حين عاينت تلك المعجزة ايضابِ
[اى پروردگار من] نِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
بعبادة الشمس أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
فيه التفات الى الاسم الجليل والوصف بالربوبية لاظهار معرفتها بالوهيته تعالى وتفرده باستحقاق العبودية وربوبيته لجميع الموجودات التي من جملتها ما كانت تعبده قبل ذلك من الشمس. والمعنى أخلصت له التوحيد تابعة لسليمان مقتدية به وقال القيصري أسلمت اسلام سليمان اى كما اسلم سليمان ومع فى هذا الموضع كمع فى قوله (يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) إذ لا شك ان زمان ايمان المؤمنين ما كان مقارنا لزمان ايمان الرسل وكذا اسلام بلقيس ما كان عند اسلام سليمان فالمراد كما انه آمن بالله آمنت بالله وكما انه اسلم أسلمت لله انتهى. ويجوز ان يكون مع هاهنا واقعا موقع بعد كما فى قوله (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) واختلف فى نكاح بلقيس فقيل انكحها سليمان فتى من أبناء ملوك اليمن وهو ذو تبع ملك همدان وتبع بلغة اليمن الملك المتبوع وذلك ان سليمان لما عرض عليها النكاح أبته وقالت مثلى لا ينكح الرجال فاعلمها سليمان ان النكاح من شريعة الإسلام فقالت ان كان ذلك فزوجنى من ذى(6/353)
تبع فزوجه إياها ثم ردها الى اليمن وسلط زوجها إذا تبع على اليمن ردعا زوبعة امير جن اليمن فامره ان يكون فى خدمة ذى تبع ويعمل له ما استعمله فيه فصنع له صنائع باليمن وبنى له حصونا مثل صرواح ومرواج وهندة وهنيدة وفلتوم [اين نام قلعهاست در زمين يمن كه شياطين آنرا بنا كرده اند از بهر ذى تبع وامروز از ان هيچ برپاى نيست همه خراب كشته ونيست شده] وانقضى ملك ذى تبع وملك بلقيس مع ملك سليمان ولما مات سليمان نادى زوبعة يا معشر الجن قدمات سليمان فارفعوا رؤسكم فرفعوها وتفرقوا. والجمهور على ان سليمان نكحها لنفسه قال فى التأويلات النجمية فى الآية دليل على ان سليمان أراد ان ينكحها وانما صنع الصرح لتكشف عن ساقيها فرآها ليعلم ما قالت الشياطين فى حقها أصدق أم كذب ولو لم يستنكحها لما جوز من نفسه النظر الى ساقيها انتهى قال فى فتح الرحمن أراد سليمان تزوجها فكره شعر ساقيها فسأل الانس
ما يذهب هذا قالوا الموسى فقال الموسى يخدش ساقها فسأل الجن فقالوا لا ندرى ثم سأل الشياطين فقالوا نحتال لك حتى تصير كالفضة البيضاء فاتخذوا النورة والحمام فكانت النورة والحمام من يومئذ. ويقال ان الحمام الذي يبيت المقدس بباب الأسباط انما بنى لها وانه أول حمام بنى على وجه الأرض وفى روضة الاخبار قال جنى لسليمان ابني لك دارا تكون فى بيوته الاربعة الفصول الاربعة من السنة فبنى الحمام فلما تزوجها سليمان أحبها حبا شديدا وأقرها على ملكها وامر الجن فبنوا لها بأرض اليمن ثلاثة حصون لم ير الناس مثلها ارتفاعا وحسنا وهى ملحين وغمدان وبينون [امروز از ان بناها وقصرها جز اسم وطلل آن بر جاى نيست بلكه همه خرابند] كما قال تعالى فى سورة هود وحصيد ثم كان يزروها فى كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة ايام وولدت له داود بن سليمان بن داود [وآن پسر در حيات پدر از دنيا برفت]- روى- ان سليمان ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فمدة ملكه أربعون سنة ووفاته فى اواخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة لوفاة موسى عليه السلام وبين وفاته والهجرة الشريفة الاسلامية الف وسبعمائة وثلاث وسبعون سنة ونقل ان قبره ببيت المقدس عند الجيسمانية وهو وأبوه داود فى قبر واحد. وبلقيس بعد [از سليمان بيك ماه از دنيا برفت] ولما كسروا جدار تدمر وجدوها قائمة عليها اثنتان وسبعون حلة قد أمسكها الصبر والمصطكى ذلك وان جمالها شىء عظيم إذا حركت تحركت مكتوب عندها انا بلقيس صاحبة سليمان بن داود خرب الله من يخرب بيتي وكان ذلك فى ملك مروان الحمار
همه تخت وملكى پذيرد زوال ... بجز ملك فرمانده لا يزال
جهان اى پسر ملك جاويد نيست ... ز دنيا وفادارى اميد نيست
مكن تكيه بر ملك وجاه وحشم ... كه پيش از تو بودست وبعد از تو هم
نه لايق بود عشق با دلبرى ... كه هر بامدادش بود شوهرى
دريغا كه بي ما بسى روزكار ... برويد كل وبشكفد نو بهار
مكن عمر ضايع بافسوس وحيف ... كه فرصت عزيزست والوقت سيف
عروسى بود نوبت ماتمت ... كرت نيك روزى بود خاتمت(6/354)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ وهى قبيلة من العرب كانوا يعبدون الأصنام أَخاهُمْ النسبي المعروف عندهم بالصدق والامانة صالِحاً قد سبق ترجمته أَنِ مصدرية اى بان اعْبُدُوا اللَّهَ الذي لا شريك له فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ الاختصام [با يكديكر خصومت وجدل كردن] وأصله ان يتعلق كل واحد بخصم الآخر بالضم اى جانبه. والمعنى فاجأوا التفرق والاختصام فآمن فريق وكفر فريق: وبالفارسية [پس آنگاه ايشان دو فريق شدند مؤمن وكافر وبجنگ وخصومت در آمدند با يكديكر] قال الكاشفى [ومخاصمه ايشان در سوره اعراف رقم ذكر يافته] وهو قوله تعالى (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) الآية قالَ صالح للفريق الكافر منهم يا قَوْمِ [اى كروه من] لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ بالعقوبة فتقولون ائتنا بما تعدنا. والاستعجال طلب الشيء قبل وقته واصل لم لما على انه استفهام قَبْلَ الْحَسَنَةِ قبل التوبة فتؤخرونها الى حين نزول العقاب فانهم كانوا من جهلهم وغوايتهم يقولون ان وقع إيعاده تبنا حينئذ والا فنحن على ما كنا عليه قال فى كشف الاسرار [معنى قبل اينجا نه تقدم زمانست بلكه تقدم رتبت واختبارست همچنانكه كسى كويد] صحة البدن قبل كثرة المال لَوْلا حرف تحضيض بمعنى هلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ [چرا استغفار نمى كنيد پيش از نزول عذاب وبايمان وتوبه از خدا آمرزش نميطلبيد] لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ بقبولها فلا تعذبون إذ لا إمكان للقبول عند النزول
تو پيش از عقوبت در عفو كوب ... كه سودى ندارد فغان زير چوب
قالُوا اطَّيَّرْنا [فال بد كرفتيم] وأصله تطيرنا والتطير التشاؤم وهو بالفارسية [شوم داشتن] عبر عنه بذلك لانهم كانوا إذا خرجوا مسافرين فمروا بطائر يزجرونه فان مر سانحا تيمنوا وان مر بارحا تشاءموا فلما نسبوا الخير والشر الى الطير استعير لما كان سببا لهما من قدر الله تعالى وقسمته او من عمل العبد قال فى فتح الرحمن والكواشي السانح هو الذي ولاه ميامنه فيتمكن من رميه فيتيمن به والبارح هو الذي ولاه مياسره فلا يتمكن من رميه فيتشاءم به ثم استعمل فى كل ما يتشاءم به وفى القاموس البارح من الصيد ما مر من ميامنك الى مياسرك وبرح الظبى بروحا ولاك مياسره ومرّ وسنح سنوحا ضد برح ومن لى بالسانح بعد البارح اى بالمبارك بعد المشئوم قال فى كشف الاسرار هذا كان اعتقاد العرب فى بعض الوحوش والطيور انها إذا صاحت فى جانب دون جانب دل على حدوث آفات وبلايا ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وقال (أقروا الطير على مكناتها) لانها أوهام لا حقيقة معها والمكنات بيض الضبة واحدتها مكنة قال عكرمة رضى الله عنه كنا عند ابن عباس رضى الله عنهما فمر طائر يصيح فقال رجل من القوم خير فقال ابن عباس رضى الله عنهما لا خير ولا شر
لا تنطقن بما كرهت فربما ... نطق اللسان بحادث فيكون
وفى الحديث (ان الله يحب الفال ويكره الطيرة) قال ابن الملك كان اهل الجاهلية إذا قصد واحد الى حاجة واتى من جانبه الا يسر طيرا وغيره يتشاءم به فيرجع هذا هو الطيرة ومعنى الآية تشاء منا(6/355)
وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)
بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ فى دينك حيث تتابعت علينا الشدائد [اين دعوت تو شوم آمد بر ما] وكانوا قحطوا فقالوا أصابنا هذا الشر من شؤمك وشؤم أصحابك وكذا قال قوم موسى لموسى واهل انطاكية لرسلهم قالَ طائِرُكُمْ سببكم الذي جاء منه شركم عِنْدَ اللَّهِ وهو قدره او عملكم المكتوب عنده. وسمى القدر طائرا لسرعة نزوله ولا شىء اسرع من قضاء محتوم كما فى فتح الرحمن: وبالفارسية [فال شما از خير وشر نزديك خداست يعنى سبب محنت شما مكتوبست نزديك خدا بحكم ازلى وبجهت من متبدل نكردد]
قلم به نيك وبد خلق در ازل رفتست ... بكوفت وكوى خلائق كر نخواهد شد
بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ تختبرون بتعاقب السراء والضراء اى الخير والشر والدولة والنكبة والسهولة والصعوبة او تعذبون والاضراب من بيان طائرهم الذي هو مبدأ ما يحيق بهم الى ذكر ما هو الداعي اليه يقال فتنت الذهب بالنار اى اختبرته لا نظر الى جودته واختبار الله تعالى انما هو لاظهار الجودة والرداءة ففى الأنبياء والأولياء والصلحاء تظهر الجودة ألا ترى ان أيوب عليه السلام امتحن فصبر فظهر للخلق درجته وقربه من الله تعالى وفى الكفار والمنافقين والفاسقين تظهر الرداءة- حكى- ان امرأة مرضت مرضا شديدا طويلا فاطالت على الله تعالى فى ذلك وكفرت ولذا قيل عند الامتحان يكرم الرجل او يهان
خوش بود كر محك تجربه آيد بميان ... تا سيه روى شود هر كه دروغش باشد
والابتلاء مطلقا اى سواء كان فى صورة المحبوب او فى صورة المكروه رحمة من الله تعالى فى الحقيقة لان مراده جذب عبده اليه فان لم ينجذب حكم عليه الغضب فى الدنيا والآخرة كما ترى فى الأمم السالفة ومن يليهم فى كل عصر الى آخر الزمان. ثم ان اهل الله تعالى يستوى عندهم المنحة والمحنة إذ يرون كلا منهما من الله تعالى فيصفون وقتهم فيتوكلون ولا يتطيرون ويحمدون ولا يجزعون ثم ان مصيبة المعصية أعظم من مصيبة غيرها وبلاء الباطن أشد من بلاء الظاهر قال ابن الفارض رحمه الله
وكل بلا أيوب بعض بليتى
مراده ان مرضى فى الروح ومرض أيوب عليه السلام فى الجسد مع انه مؤيد بقوة النبوة فبلائى أشد من بلائه نسأل الله التوفيق والعافية وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ اى الحجر بكسر الحاء المهملة وهى ديار ثمود وبلادهم فيما بين الحجاز والشام تِسْعَةُ رَهْطٍ اشخاص وبهذا الاعتبار وقع تمييزا للتسعة لا باعتبار لفظه فان مميز الثلاثة الى العشرة مخفوض مجموع. والفرق بينه وبين النفر انه من الثلاثة او من السبعة الى العشرة ليس فيهم امرأة والنفر من الثلاثة الى التسعة واسماؤهم حسبما نقل عن وهب هذيل بن عبد الرب وغنم بن غنم ويأب بن مهرج ومصدع بن مهرج وعمير بن كردية وعاصم بن مخزمة وسبيط بن صدقة وسمعان بن صفى وقدار بن سالف وفى كشف الاسرار اسماؤهم قدار بن سالف ومصدع بن دهر واسلم ورهمى ورهيم ودعمى ودعيم وقبال وصداف وهم الذين سعوا فى عقر الناقة وكانوا عتاة قوم صالح وكانوا من أبناء اشرافهم ثم وصف التسعة بقوله يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فى ارض الحجر بالمعاصي وفى الإرشاد فى الأرض لا فى المدينة فقط وهو بعيد لان العرض فى نظائر هذه القصة انما حملت على ارض(6/356)
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)
معهودة هى ارض كل قبيلة وقوم لا على الأرض مطلقا وَلا يُصْلِحُونَ اى لا يفعلون شيأ من الإصلاح ففائدة العطف بيان ان افسادهم لا يخالطه شىء ما من الإصلاح قالُوا استئناف لبيان بعض ما فعلوا من الفساد اى قال بعضهم لبعض فى أثناء المشاورة فى امر صالح وكان ذلك فيما انذرهم بالعذاب على قتلهم الناقة وبين لهم العلامة بتغيير ألوانهم كما قال (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) تَقاسَمُوا بِاللَّهِ) تحالفوا يقال اقسم اى حلف وأصله من القسامة وهى ايمان تقسم على المتهمين فى الدم ثم صار اسما لكل حلف وهو امر مقول لقالوا او ماض وقع حالا من الواو بإضمار قد اى والحال انهم تقاسموا بالله لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ لنأتين صالحا ليلا بغتة فلنقتلنه واهله: وبالفارسية [هر آيينه شبيخون ميكنيم بر صالح وبر كسان] او قال فى التاج [التبييت: شبيخون كردن] يعنى مباغتة العدو وقصده ليلا ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ اى لولى دم صالح: يعنى [اگر ما پرسند كه صالح را كه كشته است كوييم] ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ اى ما حضرنا هلاكهم فضلا عن ان نتولى إهلاكهم فيكون مصدرا او وقت هلاكهم فيكون زمانا او مكان هلاكهم فيكون اسم مكان: وبالفارسية [حاضر نبوديم كشتن صالح وكسان او را] وَإِنَّا لَصادِقُونَ فيما نقول فهو من تمام القول: وبالفارسية [وبدرستى كه ما راست كويانيم] وهذا كقولهم ليعقوب فى حق يوسف (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) وَمَكَرُوا مَكْراً) بهذه المواضعة. والمكر صرف الغير عما يقصده بحيلة وَمَكَرْنا مَكْراً) اى جعلنا هذه المواضعة سببا لاهلاكهم وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ بذلك
هر آنكه تخم بدى كشت و چشم نيكى داشت ... دماغ بيهده پخت وخيال باطل بست
فَانْظُرْ تفكر يا محمد فى انه كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ اى على أي حال وقع وحدث عاقبة مكرهم وهى أَنَّا دَمَّرْناهُمْ التدمير استئصال الشيء بالهلاك وَقَوْمَهُمْ الذين لم يكونوا معهم فى مباشرة التبييت أَجْمَعِينَ بحيث لم يشذ منهم شاذ- روى- انه كان لصالح مسجد فى الحجر فى شعب يصلى فيه ولما قال لهم بعد عقرهم الناقة انكم تهلكون الى ثلاثة ايام قالوا زعم صالح انه يفرغ منا الى ثلاث فنحن نفرغ منه ومن اهله قبل الثلاث فخرجوا الى الشعب وقالوا إذا جاء يصلى قتلناه ثم رجعنا الى اهله فقتلناهم فبعث الله صخرة خيالهم فبادروا فطبقت عليهم فى الشعب فهلكوا ثمة: وبالفارسية [ناكاه سنكى بر ايشان فرود آمد وهمه را در زير كرفت ودر غار پوشيده وايشان در آنجا هلاك شدند] فلم يدر قومهم اين هم وهلك الباقون فى أماكنهم بالصيحة يقول الفقير الوجه فى هلاكهم بالتطبيق انهم أرادوا ان يباغتوا صالحا فباغتهم الله وفى هلاك قومهم بالصيحة انهم كانوا يصيحون إليهم فيما يتعلق بالإفساد فجاء الجزاء لكل منهم من جنس العمل فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ حال كونها خاوِيَةً خالية عن الأهل والسكان من خوى البطن إذا خلا او ساقطة منهدمة من خوى النجم إذا سقط: وبالفارسية [پس آنست خانهاى ايشان در زمين حجر بنگريد آنرا در حالتى كه خالى وخرابست] بِما ظَلَمُوا اى بسبب ظلمهم المذكور وغيره كالشرك قال سهل رحمه الله الاشارة فى البيوت الى القلوب فمنها عامرة بالذكر ومنها خراب بالغفلة ومن ألهمه(6/357)
وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)
الله الذكر فقد خلص لله من الظلم إِنَّ فِي ذلِكَ المذكور من التدمير العجيب بظلمهم لَآيَةً لعبرة عظيمة لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ يتصفون بالعلم فيتعظون. يعنى اعلم يا محمد انى فاعل ذلك العذاب بكفار قومك فى الوقت الموقت لهم فليسوا خيرا منهم كما فى كشف الاسرار وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا صالحا ومن معه من المؤمنين وَكانُوا يَتَّقُونَ اى الكفر والمعاصي اتقاء مستمرا فلذلك خصوا بالنجاة وكانوا اربعة آلاف خرج بهم صالح الى حضر موت وهى مدينة من مدن اليمن وسميت حضر موت لان صالحا لما دخلها مات وفيه اشارة الى ان الهجرة من ارض الظلم الى ارض العدل لازمة خصوصا من ارض الظالمين المؤاخذين بانواع العقوبات إذ مكان الظلم ظلمة فلا نور للعبادة فيه وان الإنسان إذا ظلم فى ارض ثم تاب فالافضل له ان يهاجر منها الى مكان لم يعص الله تعالى فيه. ثم ان الظالم المفسد فى مدينة القالب الإنسان هى العناصر الاربعة والحواس الخمس وهى تسعة رهط يجتهدون فى غلبة صالح القلب لمخالفته لهم فان القلب يدعوهم الى العبودية وترك الشهوات وهم يدعونه الى النظر الى الدنيا والاعراض عن العقبى والتعطل عن خدمة المولى فاذا كان القلب مؤيدا بالإلهام الرباني لا يميل الى الحظوظ الظاهرة والباطنة ويغلب على القوى جميعا فيحصل له النجاة وتهلك الخواص التسع وآفاتها فيبقى القالب والأعضاء التي هى مساكن الخواص خالية عن الخواص والآفات الغالبة ثم لا يحيى ما مات ابدا ونعم ما قيل «الفاني لا يرد الى أوصافه» [پس أوليا را خوف ظهور طبيعت نيست زيرا كه طبيعت ونفس عدو است وعدو خالى نميشود از غدر ومكر پس چون عداوت بمحبت منقلب ميشود مكر زائل كردد وخوف نماند] نسأل الله سبحانه ان ينجينا من مكر النفس والشيطان ويخلصنا من مكاره الأعداء مطلقا فى كل زمان وَلُوطاً اى وأرسلنا لوطا بن هاران إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ ظرف للارسال على ان المراد به امر ممتد وقع فيه الإرسال وما جرى بينه وبين قومه من الافعال والأقوال وقال بعضهم انتصاب لوطا بإضمار اذكر وإذ بدل منه اى واذكر إذ قال لوط لقومه على وجه الإنكار عليهم أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ الفاحشة ما عظم قبحه من الافعال والأقوال والمراد به هاهنا اللواطة والإتيان فى الأدبار. والمعنى أتفعلون الفعلة المتناهية فى القبح: وبالفارسية [آيا مى آييد بعمل زشت] وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ من بصر القلب وهو العلم فانه يقال لقوة القلب المدركة بصيرة وبصر ولا يكاد يقال للجارحة بصيرة ويقال للضرير بصير على سبيل العكس او لماله قوة بصيرة القلب اى والحال انكم تعلمون فحشها علما يقينيا وتعاطى القبيح من العالم بقبحه أقبح من غيره ولذا قيل فساد كبير جاهل متنسك وعالم متهتك او من نظر العين اى وأنتم تبصرونها بعضكم من بعض لما انهم كانوا يعلنون بها ولا يستترون فيكون افحش أَإِنَّكُمْ [آيا شما] لَتَأْتُونَ الرِّجالَ بيان لاتيانهم الفاحشة وعلل الإتيان بقوله شَهْوَةً للدلالة على قبحه والتنبيه على ان الحكمة فى المواقعة طلب النسل لا قضاء الوطر واصل الشهوة نزوع النفس الى ما تريده مِنْ دُونِ النِّساءِ اى حال كونكم مجاوزين النساء اللاتي هن محال الشهوة بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ حيث لا تعملون بموجب علمكم فان من لا يجرى على مقتضى بصارته وعلمه ويفعل فعل الجاهل(6/358)
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)
فهو والجاهل سواء وتجهلون صفة لقوم والتاء فيه لكون الموصوف فى معنى المخاطب تم الجزء التاسع عشر بمنّ الله وكرمه الجزء العشرون من الاجزاء الثلاثين فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ نصب الجواب لانه خبر كان واسمه قوله إِلَّا أَنْ قالُوا اى قول بعضهم لبعض أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ اى لوطا ومن تبعه مِنْ قَرْيَتِكُمْ وهى سدوم إِنَّهُمْ أُناسٌ جمع انس والناس مخفف منه: والمعنى بالفارسية [بدرستى كه ايشان مردمانند كه] يَتَطَهَّرُونَ يتنزهون عن أفعالنا او عن الاقذار ويعدون أفعالنا قذرا وعن ابن عباس رضى الله عنهما انه على طريق الاستهزاء وهذا الجواب هو الذي صدر عنهم فى المرة الاخيرة من مرات المواعظ بالأمر والنهى لا انه لم يصدر عنهم كلام آخر غيره فَأَنْجَيْناهُ اى لوطا وَأَهْلَهُ اى بنيته ريشاء ورعواء بان امرناهم بالخروج من القرية إِلَّا امْرَأَتَهُ الكافرة المسماة بواهلة لم ننجها قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ اى قدرنا وقضينا كونها من الباقين فى العذاب فلذا لم يخرج من القرية مع لوط او خرجت ومسخت حجرا كما سبق يقال غبر غبورا إذا بقي وتمامه فى اواخر سورة الشعراء وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ بعد قلب قريتهم وجعل عاليها سافلها او على شذاذهم ومن كان منهم فى الاسفار مَطَراً غير معهود وهو حجارة السجيل فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ اى بئس مطر من انذر فلم يخف والمخصوص بالذم هو الحجارة قال ابن عطية وهذه الآية اصل لمن جعل من الفقهاء الرجم فى اللوطي لان الله تعالى عذبهم على معصيتهم به ومذهب مالك رجم الفاعل والمفعول به أحصنا او لم يحصنا ومذهب الشافعي واحمد حكمه كالزنى فيه الرجم مع الإحصان والجلد مع عدمه ومذهب ابى حنيفة انه يعزر ولاحد عليه خلافا لصاحبيه فانهما الحقاه بالزنى وفى شرح الأكمل ان ما ذهب اليه ابو حنيفة انما هو استعظام لذلك الفعل فانه ليس فى القبح بحيث انه يجازى بما يجازى به القتل والزنى وانما التعزير لتسكين الفتنة الناجزة كما انه يقول فى اليمين الغموس انه لا يجب فيه الكفارة لانه لعظمه لا يستتر بالكفارة يقول الفقير عذبوا بالرجم لانه أفظع العذاب كما ان اللواطة افحش المنهيات وبقلب المدينة لانهم قلبوا الأبدان عند الإتيان فافهم فجوزوا بما يناسب أعمالهم الخبيثة
نه هركز شنيديم در عمر خويش ... كه بد مرد را نيك آمد به پيش
والاشارة فى الفاحشة الى كل ما زلت به الاقدام عن الصراط المستقيم وامارتها فى الظاهر إتيان منهيات الشرع على وفق الطبع وهو النفس وعلاماتها فى الباطن حب الدنيا وشهواتها والاحتظاظ بها وفى الحديث (أنتم على بينة من ربكم ما لم تظهر منكم سكرتان سكرة الجهل(6/359)
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)
وسكرة حب الدنيا) قال بعض الكبار ثلاثة من علامات الصدق والوصول الى محل الأنبياء. الاول إسقاط قدر الدنيا والمال من قلبك حتى يصير الذهب والفضة عندك كالتراب. والثاني إسقاط رؤية الخلق عن قلبك بحيث لا تلتفت الى مدحهم وذمهم فكأنهم أموات وأنت وحيد على الأرض. والثالث احكام سياسة النفس حتى يكون فرحك من الجوع وترك الشهوات كفرح أبناء الدنيا بالشبع ونيل الشهوات ثم ان المرأة الصالحة الجميلة ليست من قبيل الشهوات بل من اسباب التصفية وموافقتها من سعادات الدنيا كما قال على رضى الله عنه من سعادة الرجل خمسة ان تكون زوجته موافقة وأولاده أبرارا وإخوانه اتقيا وجيرانه صالحين ورزقه فى بلده واما الغلام الأمرد فمن أعظم فتن الدنيا إذ لا إمكان لنكاحه كالمرأة. فعلى العاقل ان يجتنب عن زنى النظر ولواطته فضلا عن الوقوع فيهما فان الله تعالى إذا رأى عبده حيث ما نهى غار وقهر فالعياذ به من سطوته والالتجاء اليه من سخطه ونقمته قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ قل يا محمد الحمد لله على جميع نعمه التي من جملتها إهلاك اعداء الأنبياء والمرسلين واتباعهم الصديقين فانهم لما كانوا إخوانه عليه السلام كان النعمة عليهم نعمة عليه وَسَلامٌ وسلامة ونجاة عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى اى اصطفاهم الله وجعلهم صفوة خليقته فى الأزل وهداهم واجتباهم للنبوة والرسالة والولاية فى الابد فهم الأنبياء والمرسلون وخواصهم المقربون الذين سلموا من الآفات ونجوا من العقوبات مطلقا وفيه رمز الى هلاك أعدائه عليه السلام ولو بعد حين واشعار له ولاصحابه بحصول السلامة والنجاة من أيديهم وهكذا عادة الله تعالى مع الورثة الكمل وأعدائهم فى كل زمان هذا هو اللائح للبال فى هذا المقام وهو المناسب لسوابق الآيات العظام [وكفته اند اهل اسلام آنانند كه دل ايشان سالم است از لوث علائق وسر ايشان خاليست از فكر خلائق امروز سلام بواسطه شنوند فردا سلام بى واسطه خواهند شنيد] (سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)
هر بنده كه او كشت مشرف بسلامت ... البته شود خاص بتشريف سلامت
لطفى كن وبنواز دلم را بسلامت ... زيرا كه سلامت همه لطفست وكرامت
آللَّهُ بالمد بمقدار الألفين أصله أالله على ان الهمزة الاولى استفهام والثانية وصل فمدوا الاولى تخفيفا. والمعنى الله الذي ذكرت شؤنه العظيمة: وبالفارسية [آيا خداى بحق] خَيْرٌ انفع لعابديه وفى كشف الاسرار [بهست خدايى را] أَمَّا أم الذي فام متصلة وما موصولة يُشْرِكُونَ به من الأصنام اى أم الأصنام انفع لعابديها يعنى الله خير وكان عليه السلام إذا قرأ هذه الآية قال (بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم) فان قيل لفظ الخير يستعمل فى شيئين فيهما خير ولاحدهما مزية ولا خير فى الأصنام أصلا قلنا المراد الزام المشركين وتشديد لهم وتهكم بهم او هو على زعم ان فى الأصنام خيرا ثم هذا الاستفهام والاستفهامات الآتية تقرير وتوبيخ لا استرشاد ثم اضرب وانتقل من التثبيت تعريضا الى التصريح به خطابا لمزيد التشديد فقال ام منقطعة مقدرة ببل والهمزة أَمَّنْ موصولة مبتدأ خبره محذوف وكذا فى نظائرها الآتية. والمعنى بل أم من خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ(6/360)
أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64) قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)
التي هى اصول الكائنات ومبادى المنافع خير أم ما يشركون. يعنى ان الخالق للاجرام العلوية والسفلية خير لعابديه او للمعبودية كما هو الظاهر وَأَنْزَلَ لَكُمْ اى لاجل منفعتكم مِنَ السَّماءِ ماءً نوعا منه هو المطر ثم عدل عن الغيبة الى التكلم لتأكيد الاختصاص بذاته فقال فَأَنْبَتْنا بِهِ اى بسبب ذلك الماء حَدائِقَ بساتين محدقة ومحاطة بالحوائط: وبالفارسية [بوستانها ديوار بست] من الاحداق وهو الإحاطة وقال فى المفردات الحدائق جمع حديقة وهى قطعة من الأرض ذات ماء سميت بها تشبيها بحدقة العين فى الهيئة وحصول الماء فيها وحدقوا به واحدقوا احاطوا به تشبيها بادارة الحدقة انتهى ذاتَ بَهْجَةٍ البهجة حسن اللون وظهور السرور فيه اى صاحبة حسن ورونق يبتهج به النظار وكل موضع ذى أشجار مثمرة محاط عليه فهو حديقة وكل ما يسر منظره فهو بهجة ما كانَ لَكُمْ اى ما صح لكم وما أمكن أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها شجر الحدائق فضلا عن ثمرها أَإِلهٌ آخر كائن مَعَ اللَّهِ الذي ذكر بعض أفعاله التي لا يكاد يقدر عليها غيره حتى يتوهم جعله شريكا له فى العبادة: وبالفارسية [آيا هست خداى يعنى نيست معبودى با خداى بحق] بَلْ هُمْ بلكه مشركان قَوْمٌ يَعْدِلُونَ قوم عادتهم العدول والميل عن الحق الذي هو التوحيد والعكوف على الباطل الذي هو الإشراك او يعدلون يجعلون له عديلا ويثبتون له نظيرا قال فى المفردات قوله بل هم قوم يعدلون يصح ان يكون من قولهم عدل عن الحق إذا جار عدولا انتهى فهم جاروا وظلموا بوضع الكفر موضع الايمان والشرك محل التوحيد وهو إضراب وانتقال من تبكيتهم بطريق الخطاب الى بيان سوء حالهم وحكاية لغيرهم ثم اضرب وانتقل الى التبكيت بوجه آخر ادخل فى الإلزام فقال ام منقطعة أَمَّنْ موصولة كما سبق جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً يقال قر فى مكانه يقر قرارا إذا ثبت ثبوتا جامدا وأصله القر وهو البرد لاجل ان البرد يقتضى السكون والحر يقتضى الحركة والمراد بالقرار هنا المستقر. والمعنى بل أم من جعلها بحيث يستقر عليها الإنسان والدواب بإظهار بعضها من الماء بالارتفاع وتسويتها حسبما يدور عليه منافعهم خير من الذي يشركون به من الأصنام وذكر بعض الآيات بلفظ الماضي لان بعض أفعاله تقدم وحصل مفروغا منه وبعضها يفعلها حالا بعد حال وَجَعَلَ خِلالَها جمع خلل وهى الفرجة بين الشيئين نحو خلل الدار وخلل السحاب ونحوهما أوساطها: وبالفارسية [و پيدا كرد در ميانهاى زمين] أَنْهاراً جارية ينتفعون بها هو المفعول الاول للجعل قدم عليه الثاني لكونه ظرفا وعلى هذا المفاعيل للفعلين الآتيين وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ يقال رسا الشيء يرسو ثبت قال فى كشف الاسرار الرواسي جمع الجمع يقال جبل راس وجبال راسية ثم تجمع الراسية على الرواسي اى جبالا ثوابت تمنعها ان تميل باهلها وتضطرب ويتكون فيها المعادن وينبع فى حضيضها الينابيع ويتعلق بها من المصالح ما لا يخفى قال بعضهم جعل نفوس العابدين قرار طاعتهم وقلوب العارفين قرار معرفتهم وأرواح الواجدين قرار محبتهم واسرار الموحدين قرار مشاهدتهم وفى أسرارهم انهار الوصلة وعيون القربة بها يسكن ظمأ اشتياقهم وهيجان(6/361)
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)
احتراقهم وجعل لها رواسى من الخوف والرجاء والرغبة والرهبة وايضا جعل للارض رواسى من الابدال والأولياء والأوتاد بهم يديم إمساك الأرض وببركاتهم يدفع البلاء عن الخلق وكما لا تختص الرواسي الظاهرة بديار الإسلام كذلك الرواسي الباطنة لا تختص بها بل تعمها وديار الكفرة فان الوجود مطلقا لا بد له من سبب البقاء فسبحان المفيض على الأولياء والأعداء وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ اى العذب والمالح او خليجى فارس والروم حاجِزاً برزخا مانعا من الممازجة والمخالطة كما مر فى سورة الفرقان قال فى المفردات الحجز المنع بين الشيئين بفاصل بينهما وسمى الحجاز بذلك لكونه حاجزا بين الشام والبادية أَإِلهٌ آخر كائن مَعَ اللَّهِ فى الوجود او فى إبداع هذه البدائع: يعنى ليس معه غيره بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ اى شيأ من الأشياء ولذلك لا يفهمون بطلان ما هم عليه من الشرك مع كمال ظهوره أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ الضمير المنصوب راجع الى المبتدأ وهو من الموصولة التي أريد بها الله تعالى والمعنى أم من يستجيب الملجأ الى ضيق من الأمر إذا تضرع بالدعاء اليه وَيَكْشِفُ السُّوءَ
ويدفع عن الإنسان ما يسوءه ويحزنه خير أم الذي يشركون به من الأصنام والاضطرار افتعال من الضرورة وهى الحالة المحوجة الى اللجأ والمضطر الذي أحوجته شدة من الشدائد الى اللجأ والضراعة الى الله تعالى كالمرض والفقر والدين والغرق والحبس والجور والظلم وغيرها من نوازل الدهر فكشفها بالشفاء والإغناء والانجاء والإطلاق والتخليص [شيخ داود اليماني قدس سره بعيادت بيمارى رفته بود بيمار كفت اى شيخ دعا كن براى شفاى من شيخ كفت تو دعا كن كه مضطرى واجابت بدعاء مضطر باز بسته زيرا كه نياز او بيشتر باشد وحق سبحانه نياز بيچارگان دوست ميدارد]
اين نياز مريمى بودست ودرد ... كان چنان طفلى سخن آغاز كرد «1»
هر كجا دردى دوا آنجا بود ... هر كجا فقرى نوا آنجا رود «2»
هر كجا مشكل جواب آنجا رود ... هر كجا پستيست آب آنجا رود
پيش حق يك ناله از روى نياز ... به كه عمرى در سجود ودر نماز «3»
زور را بگذار زارى را بكير ... رحم سوى زارى آيد اى فقير «4»
قال بعضهم فصل بين الاجابة وكشف السوء فالاجابة بالقول والكشف بالطول والاجابة بالكلام والكشف بالانعام ودعاء المضطر لا حجاب له ودعاء المظلوم لا مرد له ولكل أجل كتاب قال اهل التفسير اللام فى المضطر للجنس لا للاستغراق حتى يلزم اجابة كل مضطر فان الله تعالى يحب اجابة المضطرين لكن يجيب لبعضهم بالقول ولبعضهم بالفعل على حسب الحكمة والمصلحة قال فى نفائس المجالس جاء فى الحديث (حبب الىّ من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة) فلما سمعه ابو بكر رضى الله عنه قال «يا رسول الله حبب الىّ من دنياكم ثلاث النظر إليك وانفاق مالى عليك والجلوس بين يديك» وقال عمر رضى الله عنه «حبب الىّ من دنياكم ثلاث النظر الى اولياء الله والقهر لاعداء الله والحفظ لحدود الله» وقال عثمان رضى الله عنه «يا سيدى حبب الىّ من دنياكم ثلاث افشاء السلام واطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام» وقال على رضى الله عنه «يا سيدى حبب الىّ من دنياكم ثلاث الضرب
__________
(1) در اواسط دفتر سوم در بيان حكايت ديدن خواجه غلام خود را سفيد رو إلخ
(2) در اواخر دفتر سوم در بيان آنكه حق تعالى هر چهـ داد وآفريد إلخ
(3) لم أجد
(4) در أوائل دفتر پنجم در بيان تفاوت عقول إلخ(6/362)
أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)
بالسيف والصوم بالصيف وإكرام الضيف» فجاء جبريل عليه السلام وقال «يا سيدى حبب الىّ من دنياكم ثلاث ارشاد الضالين واعانة المساكين ومؤانسة كلام رب العالمين» ثم غاب وجاء بعد ساعة فقال ان الله يقرئك السلام ويقول (أحب من دنياكم ثلاثا دمع العاصين وعذاب المذنبين الغير التائبين واجابة دعوة المضطرين) قال بعضهم العارف لا يزال مضطرا معناه ان العامة اضطرارهم بمنيرات الأسباب فاذا زالت زال اضطرارهم وذلك لغلبة الحس على شهودهم فلو شهدوا قبضة الله الشاملة المحيطة لعلموا ان اضطرارهم الى الله دائم ولدوام شرط الاضطرار ووصفه لا يزال دعاء العارفين مستجابا والأهم فى الدعاء تخليص النيات وتطهير الاعتقاد عن شوائب الشكوك والتوسل الى الله تعالى بالتوبة النصوح ثم تطهير الجوارح والأعضاء ليكون محلا للامداد من السماء ومنه الاستياك والتطيب ثم الوضوء واستقبال القبلة وتقديم الذكر والثناء والصلاة قبل الشروع فى عرض الحاجات والدعوات وكذا بسط يديه بالضراعة والابتهال ورفعها حذو منكبيه قال ابو يزيد البسطامي قدس سره دعوت الله ليلة فاخرجت احدى يدى من كمى دون الاخرى لشدة البرد فنعست فرأيت فى منامى ان يدى الظاهرة مملوءة نورا والاخرى فارغة فقلت ولم ذاك يا رب فنوديت اليد التي خرجت للطلب امتلأت والتي توارت حرمت قال بعضهم ان كان وقت برد او عذر فاشار بالمسبحة قام مقام كفيه كما فى القنية وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ خلفاء فيها بان ورثكم سكناها والتصرف فيها ممن كان قبلكم من الأمم يخلف كل قرن منكم القرن الذي قبله أَإِلهٌ آخر كائن مَعَ اللَّهِ الذي يفيض على كافة الأنام هذه النعم الجسام قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ اى تتذكرون آلاءه تذكرا قليلا وزمانا قليلا وما مزيدة لتأكيد معنى القلة التي أريد بها العدم او ما يجرى مجراه فى الحقارة وقلة الجدوى. وفيه اشارة الى ان مضمون الكلام مركوز فى ذهن كل ذكى وغبى وانه من الوضوح بحيث لا يتوقف الا على التوجه اليه وتذكره ام بل أَمَّنْ الذي يَهْدِيكُمْ يرشدكم الى مقاصدكم فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ اى فى ظلمات الليالى فيها بالنجوم وعلامات الأرض على ان الاضافة للملابسة او فى مشتبهات الطريق يقال طريقة ظلماء او عمياء للتى لا مناربها اى هو خير أم الأصنام وَمَنْ موصولة كما سبق يُرْسِلُ الرِّياحَ حال كونها بُشْراً مبشرة بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ يعنى المطر: وبالفارسية [وكسى كه مى فرستد بادها را مژده دهندكان پيش از رحمت كه بارانست] أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ يقدر على مثل ذلك تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ تعالى الخالق القادر عن مشاركة العاجز المخلوق أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ اى يوجده أول مرة ثُمَّ يُعِيدُهُ بعد الموت بالبعث اى يوجده بعد اماتته وأم ومن إعرابه كما تقدم وفى الكواشي وسألوا عن بدء خلقهم واعادتهم مع انكارهم البعث لتقدم البراهين الدالة على ذلك من إنزال الماء وإنبات النبات وجفافه ثم عوده مرة ثانية والعقل يحكم بامكان الاعادة بعد الإبلاء وهم يعلمون انهم وجدوا بعد ان لم يكونوا فايجادهم بعد ان كانوا أيسر وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ اى بأسباب سماوية وارضية أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ يفعل ذلك قُلْ هاتُوا قال الحريري تقول العرب للواحد المذكر هات بكسر التاء وللجمع هاتوا وللمؤنث هاتى ولجماعة الإناث هاتين(6/363)
قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)
وللاثنين من المذكر والمؤنث هانيا دون هاتا من غير ان فرقوا فى الأمر لهما كما لم يفرقوا بينهما فى ضمير المثنى فى مثل قولك غلامهما وضربهما ولا فى علامة التثنية التي فى قولك الزيدان والهندان وكان الأصل فى هات آت المأخوذ من آتى اى اعطى فقلبت الهمزة هاء كما قلبت فى ارقت الماء وفى إياك فقيل هرقت وهياك وفى ملح العرب ان رجلا قال لاعرابى هات فقال والله ما اهاتيك اى ما أعطيك: ومعنى هاتوا بالفارسية [بياريد] بُرْهانَكُمْ عقليا او نقليا يدل على ان معه تعالى الها آخر والبرهان أوكد الادلة وهو الذي يقتضى الصدق ابدا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ اى فى تلك الدعوى ثم بين تعالى تفرده بعلم الغيب تكميلا لما قبله من اختصاصه بالقدرة التامة وتمهيدا لما بعده من امر البعث فقال قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ من الملائكة وَالْأَرْضِ من الانس والجن الْغَيْبَ وهو ما غاب عن العباد كالساعة ونحوها وسيجيئ بيانه إِلَّا اللَّهُ اى لكن الله وحده يعلمه فالاستثناء منقطع والمستثنى مرفوع على انه بدل من كلمة من على اللغة التميمية واما الحجازيون فينصبونه وَما يَشْعُرُونَ يعنى البشر اى لا يعلمون أَيَّانَ يُبْعَثُونَ متى ينشرون من القبور فايان مركبة من أي وآن فأى للاستفهام وآن بمعنى الزمان فلما ركبا وجعلا اسما واحدا بنيا على الفتح كبعلبك وفى التأويلات النجمية يشير الى ان للغيب مراتب غيب هو غيب اهل الأرض فى الأرض وفى السماء وللانسان إمكان تحصيل علمه وهو على نوعين. أحدهما ما غاب عنك فى ارض الصورة وسمائها مثل غيبة شخص عنك او غيبة امر من الأمور ولك إمكان إحضار الشخص والاطلاع على الأمر الغائب وفى السماء مثل علم النجوم والهيئة ولك إمكان تحصيله بالتعلم وان كان غائبا عنك. وثانيهما ما غاب عنك فى ارض المعنى وهو ارض النفس فان فيها مخبئات من الأوصاف والأخلاق مما هو غائب عنك كيفية وكمية ولك إمكان الوقوف عليها بطريق المجاهدة والرياضة والذكر والفكر وسماء المعنى وهو سماء القلب فان فيها مخبئات من العلوم والحكم والمعاني مما هو غائب عنك ولك إمكان الوصول اليه بالسير عن مقامات النفس والسلوك فى مقامات القلب وغيب هو غيب اهل الأرض فى الأرض والسماء ايضا وليس للانسان إمكان الوصول اليه الا بارادة الحق تعالى كما قال (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) وغيب وهو غيب اهل السماء فى السماء والأرض ليس لهم إمكان الوصول اليه الا بتعليم الحق تعالى مثل الأسماء كما (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) ومن هنا تبين لك ان الله تعالى قد كرم آدم بكرامة لم يكرم بها الملائكة وهو اطلاعه على مغيبات لم يطلع عليها الملائكة وذلك بتعليمه علم الأسماء كلها وغيب هو مخصوص بالحضرة ولا سبيل لاهل السموات والأرض الى علمه الا لمن ارتضى له كما قال (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) وبهذا استدل على فضيلة الرسل على الملائكة لان الله استخصهم باظهارهم على غيبه دون الملائكة ولهذا أسجدهم لآدم لانه كان مخصوصا بإظهار الله إياه على غيبه ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (ان الله خلق آدم فتجلى فيه) وغيب استأثر الله بعلمه وهو(6/364)
بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)
علم قيام الساعة فلا يعلمه الا الله كما قال (وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) انتهى قالت عائشة رضى الله عنها من زعم ان محمدا يعلم ما فى غد فقد أعظم على الله الفرية يقول الفقير واما ما قيل من ان من قال ان نبى الله لا يعلم الغيب فقد اخطأ فيما أصاب فهو بالنسبة الى الاستثناء الوارد فى قوله تعالى (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) فان بعض الغيب قد أظهره الله على رسوله كما سبق من التأويلات قال فى كشف الاسرار [منجمى در پيش حجاج رفت حجاج سنك ريزه در دست كرد وخود بر شمرد آنكه منجم را كفت بگو تا در دست من سنك ريزه چندست منجم حسابى كه دانست بر كوفت وبكفت وصواب آمد حجاج آن بگذاشت ولختى ديكر سنك ريزه ناشمرده در دست كرفت كفت اين چندست منجم هر چند حساب ميكرد جواب همه خطا مى آمد منجم كفت «ايها الأمير أظنك لا تعرف ما فى يدك» چنان ظن مى برم كه توعد آن نميدانى حجاج كفت چنين است نميدانم عدد آن و چهـ فرقست ميان اين وآن منجم كفت أول بار تو بر شمردى واز حد غيب بدر آمد واكنون تو نميدانى وغيب است «ولا يعلم الغيب الا الله» وفى كتاب كلستان منجمى بخانه خود درآمد مرد بيكانه را ديد با زن او بهم نشسته دشنام داد وسقط كفت وفتنه وآشوب برخاست صاحب دلى برين حال واقف شد وكفت]
تو بر اوج فلك چهـ دانى چيست ... چوندانى كه در سراى تو كيست
بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ أصله تدارك فابدلت التاء دالا وأسكنت للادغام واجتلبت همزة الوصل للابتداء ومعناه تلاحق وتدارك قال فى القاموس جهلوا علمها ولا علم عندهم من أمرها انتهى وهو قول الحسن وحقيقته انتهى علمهم فى لحوق الآخرة فجهلوها كما فى المفردات وقال بعضهم تدارك وتتابع حتى انقطع من قولهم تدارك بنوا فلان إذا تتابعوا فى الهلاك فهو بيان لجهلهم بوقت البعث مع تعاضد اسباب المعرفة. والمعنى تتابع علمهم فى شأن الآخرة حتى انقطع ولم يبق لهم علم بشىء مما سيكون فيها قطعا لكن لا على انه كان لهم علم بذلك على الحقيقة ثم انتفى شيأ فشيأ بل على طريقة المجاز بتنزيل اسباب العلم ومباديه من الدلائل العقلية والسمعية منزلة نفسه واجراء ساقطها عن اعتبارهم كلما لاحظوها مجرى تتابعها الى الانقطاع وتنزيل اسباب العلم بمنزلة العلم سنن مسلوك ثم اضرب وانتقل من بيان علمهم بها الى بيان ما هو أسوأ منه وهو حيرتهم فى ذلك حيث قيل بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها من نفس الآخرة وتحققها كمن تحير فى امر لا يجد عليه دليلا فضلا عن الأمور التي ستقع فيها ثم اضرب عن ذلك الى بيان ان ما هم فيه أشد وأفظع من الشك حيث قيل بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ جاهلون بحيث لا يكادون يدركون دلائلها لاختلال بصائرهم بالكلية جمع عم وهو أعمى القلب قال فى المفردات العمى يقال فى افتقاد البصر وافتقاد البصيرة ويقال فى الاول أعمى والثاني عمى وعم وعمى القلب أشد ولا اعتبار لافتقاد البصر فى جنب افتقاد البصيرة إذ رب أعمى فى الظاهر بصير فى الباطن ورب بصير فى الصورة أعمى فى الحقيقة كحال الكفار والمنافقين والغافلين وعلاج هذا العمى انما يكون بضده وهو العلم الذي به يدرك الآخرة(6/365)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)
وما تحويه من الأمور قال سهل بن عبد الله التستري قدس سره ما عصى الله أحد بمعصية أشد من الجهل قيل يا أبا محمد هل تعرف شيأ أشد من الجهل قال نعم الجهل بالجهل فالجهل جهلان جهل بسيط هو سلب العلم وجهل مركب هو خلافه والاول ضعيف والثاني قوى لا يزول الا ان يتداركه الله تعالى: قيل
سقام الحرص ليس له شفاء ... وداء الجهل ليس له طبيب
وقيل
وفى الجهل قبل الموت موت لاهله ... وأجسامهم قبل القبور قبور
وان امرأ لم يحيى بالعلم ميت ... وليس له حين النشور نشور
اى كه دارى هنر ندارى مال ... مكن از كردكار خود كله
نعمت جهل را مخواه كه هست ... روضه در ميان مزبله
اللهم اجعلنا من العلماء ورثة الأنبياء وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا اى مشركوا مكة أَإِذا كُنَّا تُراباً [آيا چون كرديم ما خاك] وَآباؤُنا [و پدران ما نيز خاك شوند] وهو عطف على ضمير كنا بلا تأكيد لفصل ترابا بينهما أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ [آيا ما بيرون آورندگانيم از كورها زنده شده] والضمير فى أإنا لهم ولآبائهم لان كونهم ترابا يتناولهم وآباءهم والعامل فى إذا ما دل عليه أإنا لمخرجون وهو نخرج لا مخرجون لان كلا من الهمزة وان واللام مانعة من عمله فيما قبلها. والمعنى أنخرج من القبور إذا كنا ترابا اى هذا لا يكون وتكرير الهمزة للمبالغة فى الإنكار وتقييد الإنكار بوقت كونهم ترابا لتقويته بتوجيهه الى الإخراج فى حالة منافية له والافهم منكرون للاحياء بعد الموت مطلقا اى سواء كانوا ترابا اولا لَقَدْ وُعِدْنا هذا اى الإخراج: وبالفارسية [بدرستى وعده داده شده ايم اين حشر ونشر را] نَحْنُ وتقديم الموعود على نحن لانه المقصود بالذكر وحيث اخر كما فى سورة المؤمنين قصد به المبعوث وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ اى من قبل وعد محمد يعنى ان آباءنا وعدوا به فى الازمنة المتقدمة ثم لم يبعثوا ولن يبعثوا إِنْ هذا اى ما هذا الوعد إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أحاديثهم التي سطروها وكتبوها كذابا مثل حديث رستم وإسفنديار: وبالفارسية [مكر افسانها پيشينيان يعنى مانند افسانها كه مجرد سخنيست بى حقيقت] والأساطير الأحاديث التي ليس لها حقيقة ولا نظام جمع اسطار واسطير بالكسر واسطور بالضم وبالهاى فى الكل جمع سطر قُلْ يا محمد سِيرُوا ايها المنكرون المكذبون من السير وهو المضي فِي الْأَرْضِ فى ارض اهل التكذيب مثل الحجر والأحقاف والمؤتفكات ونحوها فَانْظُرُوا تفكروا واعتبروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ آخر امر المكذبين بسبب التكذيب حيث اهلكوا بانواع العذاب وفيه تهديد لهم على التكذيب وتخويف بان ينزل بهم مثل ما نزل بالمكذبين قبلهم واصل الجرم قطع الثمر عن الشجر والجرامة رديئ الثمر المجروم واستعير لكل اكتساب مكروه وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ على تكذيبهم وإصرارهم لانهم خلقوا لهذا وهو ليس بنهي عن تحصيل الحزن لان الحزن ليس يدخل تحت اختيار الإنسان ولكن النهى(6/366)
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)
فى الحقيقة انما هو عن تعاطى ما يورث الحزن واكتسابه. والحزن والحزن خشونة فى الأرض وخشونة فى النفس لما يحصل فيها من النعم ويضاده الفرح وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ [در تنكدلى] وهو ضد السعة ويستعمل فى الفقر والغم ونحوهما مِمَّا يَمْكُرُونَ من مكرهم وكيدهم وتدبيرهم الحيل فى اهلاكك ومنع الناس عن دينك فانه لا يحيق المكر السيئ الا باهله والله يعصمك من الناس ويظهر دينك
غم مخور زان رو كه غمخوارت منم ... وز همه بدها نكهدارت منم
از تو كر اغيار بر تابند رو ... اين جهان وآن جهان يارت منم
وَيَقُولُونَ [وميكويند كافران] مَتى [كجاست وكى خواهد بود] هذَا الْوَعْدُ اى العذاب العاجل الموعود إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فى اخباركم بإتيانه والجمع باعتبار شركة المؤمنين فى الاخبار بذلك قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ اى تبعكم ولحقكم وقرب منكم قرب الرديف من مردفه واللام زائدة للتأكيد: وبالفارسية [بكوشايد آنكه باشد كه بحكم الهى پيوندد بشما واز پى درآيد شما را] بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ من العذاب فحل بهم عذاب يوم بدر وسائر العذاب لهم مدخر ليوم البعث وقيل الموت بعض من القيامة وجزؤ منها وفى الخبر (من مات فقد قامت قيامته) وذلك لان زمان الموت آخر زمان من ازمنة الدنيا وأول زمان من ازمنة الآخرة فمن مات قبل القيامة فقد قامت قيامته من حيث اتصال زمان الموت بزمان القيامة كما ان ازمنة الدنيا يتصل بعضها ببعض. وعسى ولعل وسوف فى مواعيد الملوك بمنزلة الجزم بها وانما يطلقونها إظهارا للوقار واشعارا بان الرمز من أمثالهم كالتصريح ممن عداهم وعلى ذلك جرى وعد الله ووعيده وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ إفضال وانعام عَلَى النَّاسِ على كافة الناس ومن جملة انعاماته تأخير عقوبة هؤلاء على ما يرتكبونه من المعاصي التي من جملتها استعجال العذاب وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ لا يعرفون حق النعمة فلا يشكرون بل يستعجلون بجهلهم وقوع العذاب كدأب هؤلاء. وفيه اشارة الى ان استعجال منكرى البعث فى طلب العذاب الموعود لهم من غاية جهلهم بحقائق الأمور والا فقد ردفهم أنموذج من العذاب الأكبر وهو العذاب الأدنى من البليات والمحن (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) فيما يذيقهم العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون الى الحضرة بالخوف والخشية تاركين الدنيا وزينتها راغبين فى الآخرة ودرجاتها (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) لانهم لا يميزون بين محنهم ومنحهم وعزيز من يعرف الفرق بين ما هو نعمة من الله وفضل له او محنة ونقمة وإذا تقاصر علم العبد عما فيه صلاحه فعسى ان يحب شيأ ويظنه خيرا وبلاؤه فيه وعسى ان يكون شىء آخر بالضد ورب شىء يظنه العبد نعمة يشكره بها ويستديمه وهى محنة له يجب صبره عنها ويجب شكره لله تعالى على صرفه عنه وبعكس هذا كم من شىء يظنه الإنسان بخلاف ما هو كذا فى التأويلات النجمية وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ اى ما تخفيه من أكن إذا أخفى والأكنان جعل الشيء فى الكن وهو ما يحفظ فيه الشيء قال فى تاج المصادر [الأكنان: در دل نهان داشتن والكن پنهان داشتن] فى الكن(6/367)
وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)
والنفس كننت الشيء وأكننته فى الكن وفى النفس بمعنى وفرق قوم بينهما فقالوا كننت فى الكن وان لم يكن مستورا وأكننت فى النفس والباب يدل على ستر او جنون انتهى وَما يُعْلِنُونَ من الأقوال والافعال التي من جملتها ما حكى عنهم من استعجال العذاب وفيه إيذان بان لهم قبائح غير ما يظهرونه وانه تعالى يجازيهم على الكل [والإعلان: آشكارا كردن] قال الجنيد قدس سره ما تكن صدورهم من محبته وما يعلنون من خدمته وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ [وهيچ نيست پوشيده در آسمان وزمين مكر نوشته در كتابى روشن يعنى لوح محفوظ وباو علم حق محيط] والغائبة من الصفات التي تدل على الشدة والغلبة والتاء للمبالغة كأنه قال وما من شىء شديد الغيبوبة والخفاء الا وقد علمه الله تعالى وأحاط به فالغيب والشهادة بالنسبة الى علمه تعالى وشهوده على السواء كما قال فى بحر الحقائق هذا يدل على انه ما غاب عن علمه شىء من المغيبات الموجود منها والمعدوم واستوى فى علمه وجودها وعدمها على ما هى به بعد إيجادها فلا تغير فى علمه تعالى عند تغيرها بالإيجاد فيتغير المعلوم ولا يتغير العلم بجميع حالاته على ما هو به انتهى فعلى الإنسان ترك النسيان والعصيان فان الله تعالى مطلع عليه وعلى أفعاله وان اجتهد فى الإخفاء: قال الشيخ سعدى فى البستان
يكى متفق بود بر منكرى ... كذر كرد بر وى نكو محضرى
نشست از خجالت عرق كرده روى ... كه آيا خجيل كشتم از شيخ كوى
شنيد اين سخن شيخ روشن روان ... برو بر بشوريد وكفت اى جوان
نيايد همى شرمت از خويشتن ... كه حق حاضر وشرم دارى ز من
چنان شرم دار از خداوند خويش ... كه شرمت ز بيكانكانست وخويش
نياسايى از جانب هيچ كس ... برو جانب حق نكه دار وبس
بترس از كناهان خويش اين نفس ... كه روز قيامت نه ترسى ز كس
نريزد خدا آب روى كسى ... كه ريزد كناه آب چشمش بسى
ثم انه ينبغى للمؤمن ان يكون سليم الصدر ولا يكن فى نفسه حقدا وحسدا وعداوة لاحد وفى الحديث (ان أول من يدخل من هذا الباب رجل من اهل الجنة) فدخل عبد الله بن سلام رضى الله عنه فقام اليه ناس من اصحاب رسول الله فاخبروه بذلك وقالوا لو اخبرتنا باوثق عملك نرجو به فقال انى ضعيف وان أوثق ما أرجو به سلامة الصدر وترك ما لا يعنينى ففى هذا الخبر شيآن أحدهما اخباره عليه السلام عن الغيب ولكن بواسطة الوحى وتعليم الله تعالى فان علم الغيب بالذات مختص بالله تعالى والثاني ان سلامة الصدر من اسباب الجنة وفى الحديث (لا يبلغنى أحد من أصحابي عن أحد شيأ فانى أحب ان اخرج إليكم وانا سليم الصدر) وذلك ان المرء مادام لم يسمع عن أخيه الا مناقبه يكون سليم الصدر فى حقه فاذا سمع شيأ من مساويه واقعا او غير واقع يتغير له خاطره
بدى در قفا عيب من كرد وخفت ... بتر زو قرينى كه آورد وكفت(6/368)
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)
يكى تيرى افكند ودر ره فتاد ... وجودم نيازرد ورنجم نداد
تو برداشتى وآمدى سوى من ... همى در سپوزى به پهلوى من
والنصيحة فى هذا للعقلاء ان لا يصيخوا الى الواشي والنمام والغياب والعياب فان عرض المؤمن كدمه ولا ينبغى اساءة الظن فى حق المؤمن بأدنى سبب وقد ورود (الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها)
از ان همنشين تا توانى كريز ... كه مر فتنه خفته را كفت خيز
كسى را كه نام آمد اندر ميان ... به نيكوترين نام ونعتش بخوان
چوهمواره كويى كه مردم خرند ... مبر ظن كه نامد چومردم برند
كسى پيش من در جهان عاقلست ... كه مشغول خود در جهان غافلست
كسانى كه پيغام دشمن برند ... ز دشمن همانا كه دشمن ترند
كسى قول دشمن نيارد بدوست ... مكر آنگهى دشمن يار اوست
مريز آب روى برادر بكوى ... كه دهرت نريزد بشهر آب روى
ببد كفتن خلق چون دم زدى ... اگر راست كويى سخن هم بدى
نسأل الله العصمة إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ المنزل على محمد يَقُصُّ يبين عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ لجهالتهم يَخْتَلِفُونَ مثل اختلافهم فى شأن المسيح وعزير واحوال المعاد الجسماني والروحاني وصفات الجنة والنار واختلافهم فى التشبيه والتنزيه وتناكرهم فى أشياء كثيرة حتى لعن بعضهم بعضا فلو أنصفوا وأخذوا بالقرآن واسلموا لسلموا وَإِنَّهُ اى القرآن لَهُدىً [ره نمونيست] وَرَحْمَةٌ [وبخشايشى] لِلْمُؤْمِنِينَ مطلقا من بنى إسرائيل او من غيرهم وخصوا بالذكر لانهم المنتفعون به إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يفصل بين بنى إسرائيل المختلفين وذلك يوم القيامة بِحُكْمِهِ بما يحكم به وهو الحق والعدل سمى المحكوم به حكما على سبيل التجوز وَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب القاهر فلا يرد حكمه وقضاؤه الْعَلِيمُ بجميع الأشياء التي من جملتها ما يقضى فيه فاذا كان موصوفا بهذه الشؤون الجليلة فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ولا تبال بمعاداتهم والتوكل التبتل الى الله وتفويض الأمر اليه والاعراض عن التشبث بما سواه وايضا هو سكون القلب الى الله وطمأنينة الجوارح عند ظهور الهائل وعلل التوكل اولا بقوله إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ [يعنى راه تو راست وكار تو درست] وصاحب الحق حقيق بالوثوق بحفظ الله ونصره وثانيا بقوله إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى فان كونهم كالموتى موجب لقطع الطمع فى مشايعتهم ومعاضدتهم رأسا وداء الى تخصيص الاعتقاد به تعالى وهو المعنى بالتوكل عليه واطلاق الاسماع على المعقول لبيان عدم سماعهم لشىء من المسموعات وانما شبهوا بالموتى لعدم انتفاعهم بما يتلى عليه من الآيات والمراد المطبوعون على قلوبهم فلا يخرج ما فيها من الكفر ولا يدخل ما لم يكن فيها من الايمان فان قلت بعد تشبيه أنفسهم بالموتى لا يظهر لتشبيههم بالعمى والصم كما يأتى مزيد فائدة قلت المراد كما أشير اليه بقوله على قلوبهم تشبيه القلوب(6/369)
وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)
لا تشبيه النفوس فان الإنسان انما يكون فى حكم الموتى بممات قلبه بالكفر والنفاق وحب الدنيا ونحوها. فحاصل المعنى بالفارسية [مرده دلان كفر فهم سخن تو نمى توانند كرد] قال يحيى بن معاذ رحمه الله العارفون بالله احياء وما سواهم موتى وذلك لان حياة الروح انما هى بالمعرفة الحقيقية قال فى كشف الاسرار [زندكانى بحقيقت سه چيزست وهر دل كه از ان سه چيز خالى بود در شمار موتى است. زندكانى بيم با علم. وزندكانى اميد با علم. وزندكانى دوستى با علم. زندكانى بيم دامن مرد پاك دار دو چشم وى بيدار وراه وى راست. زندكانى اميد مركب وى تيز دارد وزاد تمام وراه نزديك. زندكانى دوستى قدر مردم بزرك دارد وسروى آزاد ودل شاد. بيم بى علم بيم خارجيانست. اميد بى علم اميد مرجيانست. دوستى بى علم أبا حيانست هر كرا اين سه خصلت با علم در هم پيوست بزندكى پاك رسيد واز مردكى بازرست] وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ اى الدعوة الى امر من الأمور جمع أصم والصمم فقدان حاسة السمع وبه شبه من لا يصغى الى الحق ولا يقبله كما شبه هاهنا وفى التأويلات النجمية ولا تسمع الصم الذين اصمهم الله بحب الشهوات فان حبك الشيء يعمى ويصم اى يعمى عن طريق الرشد ويصم عن استماع الحق إِذا وَلَّوْا ولى اعرض وترك قربه مُدْبِرِينَ اى إذا انصرفوا حال كونهم معرضين عن الحق تاركين ذلك وراء ظهرهم يقال أدبر اعرض وولى دبره وتقييد النفي بإذا لتكميل التشبيه وتأكيد النفي فان أسماعهم فى هذه الحالة ابعد اى ان الأصم لا يسمع الدعاء مع كون الداعي بمقابلة صماخه قريبا منه فكيف إذا كان خلفه بعيدا منه ثم شبههم بالعمى بقوله وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ هداية موصلة الى المطلوب فان الاهتداء لا يحصل الا بالبصر وعن متعلقة بالهداية باعتبار تضمنها لمعنى الصرف والعمى جمع أعمى والعمى افتقاد البصر فشبه من افتقد البصيرة بمن افتقد البصر فى عدم الهداية قال فى المفردات لم يعد تعالى افتقاد البصر فى جانب افتقاد البصيرة عمى حتى قال فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي فى الصدور إِنْ تُسْمِعُ اى ما تسمع سماعا نافعا للسامع إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا من هو فى علم الله كذلك اى من من شأنه الايمان بها ولما كان طريق الهداية هو اسماع الآيات التنزيلية قال ان تسمع دون ان تهدى مع قرب ذكر الهداية فَهُمْ مُسْلِمُونَ تعليل لايمانهم بها كأنه قيل منقادون للحق: وبالفارسية [پس ايشان كردن نهند كانند فرمانرا ومخلصان ومتخصصان عالم ايقانند]
كوش باطن نهاده بر قرآن ... ديده دل كشاده بر عرفان
زنده از نفحهاى كلشن قدس ... معتكف در قضاى عالم انس
برده اند از مضائق لا شىء ... به «قل الله ثم ذرهم» پى
فالاصل هو العناية الازلية وما سبق فى علم الله من السعادة الابدية- روى- ان النبي عليه السلام قام على منبره فقبض كفه اليمنى فقال (كتاب كتب الله فيه اهل الجنة بأسمائهم وأنسابهم مجمل عليهم لا يزاد فيه ولا ينقص منه) ثم قبض كفه اليسرى فقال (كتاب كتب الله فيه اهل النار بأسمائهم واسماء آبائهم مجمل عليهم لا يزاد فيه ولا ينقص منه وليعلمن اهل السعادة بعمل اهل الشقاء(6/370)
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)
حتى يقال كأنهم منهم بل هم هم ثم يستنقذهم الله قبل الموت ولو بفواق ناقة) وهو بضم الفاء وتخفيف الواو آخره قاف قال الجوهري وغيره هو ما بين الحلبتين من الوقت لان الناقة تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب انتهى (وليعملن اهل الشقاء بعمل اهل السعادة حتى يقال كأنهم منهم بل هم هم ثم ليخرجنهم الله قبل الموت ولو بفواق ناقة السعيد من سعد بقضاء الله والشقي من شقى بقضاء الله والأعمال بالخواتيم) [آورده اند كه رسول خدا صلى الله عليه وسلم حكايت كرد كه در بنى إسرائيل زاهدى بود دويست سال عبادت كرده در آرزوى آن بود كه وقتى إبليس را به بيند تا با وى كويد الحمد لله كه درين دويست سال ترا بر من راه نبود ونتوانستى مرا از راه حق بگردانيدن آخر روزى إبليس از محراب خويشتن را باو نمود واو را بشناخت وكفت اكنون بچهـ آمدى يا إبليس كفت دويست سالست تا ميكوشم كه ترا از راه ببرم وبكام خويش درآرم واز دستم برنخاست ومراد برنيامد واكنون تو درخواستى كه مرا بينى ديدار من ترا بچهـ كار آيد از عمر تو دويست سال ديكر مانده است اين سخن بكفت ونابديد كشت زاهد در وسواس افتاد وكفت از عمر من دويست سال مانده ومن چنين خويشتن را در زندان كرده ام از لذات وشهوات بازمانده ودويست سال ديكر هم برين صفت دشخوار بود تدبير من آنست كه صد سال در دنيا خوش زندكانى كنم لذات وشهوات بكار دارم آنكه توبه كنم وصد سال ديكر بعبادات بسر آرم كه الله غفور رحيم است آن روز از صومعه بيرون آمد سوى خرابات شد وبشراب ولذات باطل مشغول كشت وبصحبت مؤنسان تن در داد چون درآمد عمرش باخر رسيده بود ملك الموت درآمد وبر سر آن فسق وفجور جان وى برداشت آن طاعات وعبادات دويست ساله بباد بر داده حكم ازلى در وى رسيده وشقاوت دامن او كرفته] نعوذ بالله من درك الشقاء وسوء القضاء: قال الحافظ
در عمل تكيه مكن ز انكه در ان روز ازل ... تو چهـ دانى قلم صنع بنامت چهـ نوشت
وقال
زاهد ايمن مشو از بارئ غيرت زنهار ... كه ره از صومعه تا دير مغان اين همه نيست
وقال
حكم مستورى ومستى همه بر خاتمتست ... كس ندانست كه آخر بچهـ حالت برود
وقال الشيخ سعدى
كرت صورت حال بد يا نكوست ... نكاريده دست تقدير اوست
بكوشش نرويد كل از شاخ بيد ... نه زنكى بگرمابه گردد سفيد
اللهم اجعلنا من السعداء وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ المراد بالوقوع الدنو والاقتراب كما فى قوله تعالى (أَتى أَمْرُ اللَّهِ) وبالقول ما ينطق عن الساعة وما فيها من فنون الأهوال التي كان المشركون يستعجلونها. والمعنى إذا دنا واقترب وقوع القول وحصول ما تضمنه واكثر ما جاء فى القرآن من لفظ وقع جاء فى العذاب والشدائد اى إذا ظهر امارات القيامة التي(6/371)
تقدم القول فيها انتهى أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ واسمها الجساسة لتحسسها الاخبار للدجال لان الدجال كان موثقا فى دير فى جزيرة بحر الشام وكانت الجساسة فى تلك الجزيرة كما فى حديث المشارق فى الباب الثامن تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ اى تكلم تلك الدابة الكفرة باللسان العربي الفصيح او للعرب بالعربي وللعجم بالعجمي بانهم كانوا لا يؤمنون بآيات الله الناطقة بمجىء الساعة [يعنى: چون زوال دنيا نزديك باشد حق تعالى دابة الأرض بيرون آرد چنانچهـ ناقه صالح از سنك بيرون آورد] قيل انها جمعت خلق كل حيوان ولها وجه كوجه الآدميين مضيئة يبلغ رأسها السحاب فيراها اهل المشرق والمغرب وفى الحديث (طول الدابة ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب) وفى الخبر (بينما عيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض تحتهم وتتحرك تحرك القنديل وينشق جبل الصفا مما يلى المسعى فتخرج الدابة منه ولا يتم خروجها الا بعد ثلاثة ايام فقوم يقفون نظارا وقوم يفزعون الى الصلاة فتقول للمصلى طول ما طولت فو الله لا حطمنك فتخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليه السلام فتضرب المؤمن فى مسجده بالعصا فيظهر اثره كالنقطة ينبسط نوره على وجهه ويكتب على جبهته هو مؤمن وتختم الكافر فى انفه بالخاتم فتظهر نكتة فتفشو حتى يسودّ لها وجهه ويكتب بين عينيه هو كافر ثم تقول لهم أنت يا فلان من اهل الجنة وأنت يا فلان من اهل النار) [وكسى نماند در دنيا مكر سفيد روى ومردم يكدكر را بنام ولقب نخوانند بلكه سفيد روى را مى كويند اى بهشتى وسياه روى كه دوزخى وبر روى زمين همى رود وهر كجا نفس وى رسد همه نبات ودرختان خشك ميشود تا در زمين هيچ نبات ودرخت سبز نماند مكر درخت سپيد كه آن خشك نكردد از بهر آنكه بركت هفتاد پيغمبر باويست ودر حديث آمده كه خروج دابه وطلوع آفتاب از مغرب متقارب باشد هر كدام پيش بود آن ديكر بر عقبش ظاهر كردد واز كتب بعض ائمه چنان معلوم ميشود از اشراط ساعت أول آيات سماوى كه طلوع شود شمس از مغرب وأول آيات ارضى دابة الأرض] قال فى حياة الحيوان ظاهر الأحاديث ان طلوع الشمس آخر الاشراط انتهى كما ورد ان الدجال يخرج على رأس مائة وينزل عيسى عليه السلام فيقتله ثم يمكث فى الأرض أربعين سنة وان الناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة والحاصل ان بنى الأصفر وهم الافرنج على ما ذهب اليه المحدثون إذا خرجوا وظهروا الى الاعماق فى ست سنين يظهر المهدى فى السنة السابعة ثم يظهر الدجال ثم ينزل عيسى ثم تخرج الدابة ثم تطلع الشمس من المغرب ويدل عليه انهم قالوا إذا أخرجت الدابة حبست الحفظة ورفعت الأقلام وشهدت الأجساد على الأعمال وذلك لكمال تقارب الخروج والطلوع فانه لا يغلق باب التوبة الا بعد الطلوع والعلم عند الله تعالى قال بعض العارفين السر فى صورة الدابة وظهور جمعية الكون فيها انها صورة الاستعداد الكونى الشهادى الحيواني ومثال الطبع الكلى الحيواني وحامل جمعية الحقائق الدنيوية وهى ايضا سر البرزخ الكلى العنصري يظهر منها اسرار الحقائق المتضادة كالكفر والايمان والطاعة والعصيان(6/372)
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)
والانسانية والحيوانية وهى آية جامعة فيها معان واسرار لذوى الابصار كذا فى كشف الكنوز فعلى العاقل ان يصيخ الى آيات الله ويتعظ بوعدها ووعيدها ويؤمن بقدر الله تعالى ويتهيأ للبعث والموت قبل ان ينتهى العمر وينقطع الخير ويختل نظام الدنيا بترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وقد تقارب الزمان
يا رب از ابر هدايت برسان بارانى ... پيشتر ز انكه چوكردى ز ميان برخيزم
نسأل الله ان يوفقنا للخير وصالحات الأعمال قبل نفاد العمر ومجيىء الآجال وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً يوم منصوب با ذكر. والحشر الجمع والمراد به هنا هو الحشر للعذاب بعد الحشر الكلى الشامل لكافة الخلق والامة جماعة أرسل إليهم رسول كما فى القاموس والفوج الجماعة من الناس كالزمرة كما فى الوسيط والجماعة المارة المسرعة كما فى المفردات. والمعنى واذكر يا محمد لقومك وقت حشرنا اى جمعنا من كل امة من امم الأنبياء او من اهل كل قرن من القرون جماعة كثيرة فمن تبعيضية لان كل امة منقسمة الى مصدق ومكذب مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا بيان للفوج اى فوجا مكذبين بها لان كل امة وكل عصر لم يخل من كفرة بالله من لدن تفريق بنى آدم والمراد بالآيات بالنسبة الى هذه الامة الآيات القرآنية فَهُمْ يُوزَعُونَ فسر فى هذه السورة فى قصة سليمان اى يحبس أولهم على آخرهم حتى يتلاحقوا ويجتمعوا فى موقع التوبيخ والمناقشة وهو عبارة عن كثرة عددهم وتباعد أطرافهم او المراد بالفوج رؤساء الأمم المتبوعون فى الكفر والتكذيب فهم يحبسون حتى يلتحق بهم أسافلهم التابعون كما قال ابن عباس رضى الله عنهما ابو جهل والوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة يساقون بين يدى اهل مكة وهكذا يحشر قادة سائر الأمم بين أيديهم الى النار وفى الحديث (امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء الى النار) حَتَّى إِذا جاؤُ الى موقف السؤال والجواب والمناقشة والحساب: وبالفارسية [تا چون بيايند بحشرگاه] قالَ الله تعالى موبخا على التكذيب والالتفات لتربية المهابة أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً الواو للحال ونصب علما على التمييز اى أكذبتم بآياتى الناطقة بلقاء يومكم هذا بادى الرأى غير ناظرين فيها نظرا يؤدى الى العلم بكنهها وانها حقيقة بالتصديق حتما أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أم أي شىء تعملونه بعد ذلك: وبالفارسية [چهـ كار كرديد بعد از آنكه بخدا ورسول ايمان نياورديد] يعنى لم يكن لهم عمل غير الجهل والتكذيب والكفر والمعاصي كأنهم لم يخلقوا الا لها مع انهم ما خلقوا الا للعلم والتصديق والايمان والطاعة يخاطبون بذلك تبكيتا فلا يقدرون ان يقولوا فعلنا غير ذلك ثم يكبون فى النار وذلك قوله تعالى وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ اى حل بهم العذاب الذي هو مدلول القول الناطق بحلوله ونزوله بِما ظَلَمُوا بسبب ظلمهم الذي هو التكذيب بآيات الله فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ باعتذار لشغلهم بالعذاب او لختم أفواههم ثم وعظ كفار مكة واحتج عليهم فقال أَلَمْ يَرَوْا من رؤية القلب وهو العلم: والمعنى بالفارسية [آيا نديدند وندانستند منكران حشر] أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ بما فيه من الاظلام لِيَسْكُنُوا فِيهِ ليستريحوا فيه بالنوم والقرار وَالنَّهارَ مُبْصِراً اى ليبصروا بما فيه من الاضاءة(6/373)
طرق التقلب فى امور المعاش فبولغ فيه حيث جعل الابصار الذي هو حال الناس حالاله ووصفا من أوصافه التي جعل عليها بحيث لا ينفك عنها ولم يسلك فى الليل هذا المسلك لما ان تأثير ظلام الليل فى السكون ليس بمثابة تأثير ضوء النهار فى الابصار إِنَّ فِي ذلِكَ اى فى جعلهما كما وصفا لَآياتٍ عظيمة كثيرة لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ دالة على صحة البعث وصدق الآيات الناطقة به دلالة واضحة كيف لا وان من تأمل فى تعاقب الليل والنهار وشاهد فى الآفاق تبدل ظلمة الليل الحاكية الموت بضياء النهار المضاهي الحياة وعاين فى نفسه تبدل النوم الذي هو أخو الموت بالانتباه الذي هو مثل الحياة قضى بان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من فى القبور قضاء متقنا وجزم بانه قد جعل هذا أنموذجا له ودليلا يستدل به على تحققه وان الآيات الناطقة بكون حال الليل والنهار برهانا عليه وسائر الآيات كلها حق نازل من عند الله تعالى قال حكيم الدهر مقسوم بين حياة ووفاة فالحياة اليقظة والوفاة النوم وقد
أفلح من ادخل فى حياته من وفاته. وفيه اشارة الى ان النهار وامتداده أفضل من الليل وامتداده الا لمن جعل الليل للمناجاة- حكى- ان محمد بن النضر الحارثي ترك النوم قبل موته بستين الا القيلولة ثم ترك القيلولة قال الشيخ سعدى [طريق درويشان ذكر است وشكر وخدمت وطاعت وإيثار وقناعت وتوحيد وتوكل وتسليم وتحمل هر كه بدين صفتها موصوفست بحقيقت درويش است اگر چهـ در قباست نه در خرقه اما هرزه كوى وبى نماز وهوا پرست وهوس باز كه روزها بشب آرد در بند شهوت وشبها بروز كند در خواب غفلت بخورد هر چهـ در ميان آمد وبگويد هر چهـ بزبان آيد رندست اگر چهـ در عباست
اى درونت برهنه از تقوى ... وز برون جامه ريا دارى
پرده هفت رنك در بگذار ... تو كه در خانه بوريا دارى
قال الامام القشيري كان رجل له تلميذان اختلفا فيما بينهما فقال أحدهما النوم خير لان الإنسان لا يعصى فى تلك الحالة وقال الآخر اليقظة خير لانه يعرف الله فى تلك الحالة فتحاكما الى ذلك الشيخ فقال اما أنت الذي قلت بتفضيل النوم فالموت خير لك من الحياة واما أنت الذي قلت بتفضيل اليقظة فالحياة خير لك. وفيه اشارة الى ان طول الحياة واليقظة محبوبان لتحصيل معرفة الله تعالى وحسن القيام لطاعته فانه لا ثواب بعد الموت ولا ترقى الا لاهل الخير ولمن كان فى الطير. فعلى العاقل ان يجد فى طريق الوصول ليكون من اهل الوصال والحصول ويتخلص من العذاب مطلقا فان غاية العمر الموت ونهاية الموت الحشر ونتيجة الحشر اما السوق الى الجنة واما السوق الى النار والمسوق الى النار اما مؤمن عاص فعذابه التأديب والتطهير واما كافر مكذب فعذابه عذاب القطيعة والتحقير والمؤمنون يتفاوتون فى الدنيا فى عقوباتهم على مقادير جرائمهم فمنهم من يعذب ويطلق ومنهم من يعذب ويحبس مدة على قدر ذنبه ومنهم من يحد والحدود مختلفة فمنهم من يقتل وليس بعجب ان لا يسوى بين اهل النار الا من لا خير فيه وهم الكفار الذين ليسوا بموضع الرحمة لان الله تعالى رحمهم فى الدنيا بإرسال الرسل وإنزال الكتب فاختاروا الغضب بسلوك طريق التكذيب والعناد فهم على السوية فى عذاب الفرقة(6/374)
وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90) إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)
إذ ليس لهم وصلة أصلا لا فى الدنيا ولا فى العقبى لان من كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى نسأل الله ان يفتح عيون بصائرنا عن منام الغفلات ويجعلنا من المكاشفين المشاهدين المعاينين فى جميع الحالات انه قاضى الحاجات ومعطى المرادات وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ النفخ نفخ الريح فى الشيء ونفخ بفمه اخرج منه الريح. والصور هو القرن الذي ينفخ فيه اسرافيل عليه السلام للموت والحشر فكأن اصحاب الجيوش من ذلك أخذوا البوقات لحشر الجند وفى الحديث (لما فرغ الله من خلق السموات والأرض خلق الصور فاعطاه اسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص بصره الى العرش متى يؤمر) قال الراوي ابو هريرة رضى الله عنه قلت يا رسول الله ما الصور قال (القرن) قلت كيف هو قال (عظيم والذي نفسى بيده ان أعظم دارة فيه كعرض السماء والأرض فيؤمر بالنفخ فيه فينفخ نفخة لا يبقى عندها فى الحياة أحد الا من شاء الله وذلك قوله تعالى ونفخ فى الصور فصعق الى قوله الا من شاء الله ثم يؤمر بأخرى فينفخ نفخة لا يبقى معها ميت الا بعث وقام وذلك قوله تعالى ونفخ فيه اخرى الآية) وقد سبق بعض ما يتعلق بالمقام فى سورة الكهف والمراد بالنفخ هاهنا هى النفخة الثانية. والمعنى واذكر يا محمد لقومك يوم ينفخ فى الصور نفخة ثانية يعنى ينفخها اسرافيل يوم القيامة لرد الأرواح الى أجسادها فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ اى فيفزع ويخاف والتعبير بالماضي للدلالة على وقوعه لان المستقبل من فعل الله تعالى متيقن الوقوع كتيقن الماضي من غيره لان اخباره تعالى حق. والفزع انقباض ونفار يعترى الإنسان من الشيء المخوف ولا يقال فزعت من الله كما يقال خفت منه والمراد بالفزع هنا ما يعترى الكل مؤمنا وكافرا عند البعث والنشور بمشاهدة الأمور الهائلة الخارقة للعادات فى الأنفس والآفاق من الرعب والتهيب الضروريين الجبليين إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ اى ان لا يفزع بان يثبت قلبه وهم الأنبياء والأولياء والشهداء الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والملائكة الاربعة وحملة العرش والخزنة والحور ونحوهم وان أريد صعقه الفزع يسقط الكل الا من استثنى نحو إدريس عليه السلام كما فى التيسير وموسى عليه السلام لانه صعق فى الطور فلا يصعق مرة اخرى وَكُلٌّ اى جميع الخلائق أَتَوْهُ تعالى اى حضروا الموقف بين يدى رب العزة للسؤال والجواب والمناقشة والحساب داخِرِينَ أذلاء: وبالفارسية [خوار شدكان] يقال ادخرته فدخر اى ازللته فذل وَتَرَى الْجِبالَ عطف على ينفخ داخل معه فى حكم التذكير اى تراها يومئذ حال كونك تَحْسَبُها جامِدَةً تظنها ثابتة فى أماكنها من جمد الماء وكل سائل قام وثبت ضد ذاب وَهِيَ والحال ان تلك الجبال تَمُرُّ وتمضى مَرَّ السَّحابِ اى تراها رأى العين ساكنة والحال انها تمر مثل مر السحاب التي تسيرها الرياح سيرا سريعا وذلك لان كل شىء عظيم وكل جمع كثير يقصر عنه البصر ولا يحيط به لكثرته وعظمته فهو فى حسبان الناظر واقف وهو يسير وهذا ايضا مما يقع بعد النفخة الثانية عند حشر الخلق فان الله تعالى يبدل الأرض غير الأرض ويغير هيئتها ويسير الجبال عن مقارها على ما ذكر من الهيئة الهائلة ليشاهدها اهل المحشر وهى وان اندكت وتصدعت عند النفخة الاولى فتسييرها وتسوية الأرض(6/375)
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)
انما يكونان بعد النفخة الثانية كما نطق به قوله تعالى (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ) فان صيغة الماضي فى المعطوف مع كون المعطوف عليه مستقبلا للدلالة على تقدم الحشر على التسيير والرؤية كأنه قيل وحشرنا قبل ذلك قال جعفر الخلدى حضر الجنيد مجلس سماع مع أصحابه وإخوانه فانبسطوا وتحركوا وبقي الجنيد على حاله لم يؤثر فيه فقال له أصحابه ألا تنبسط كما انبسط اخوانك فقال الجنيد وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب قال بعضهم وكثير من الناس اليوم من اصحاب التمكين ساكنون بنفوسهم سائحون فى الملكوت باسرارهم [محققى فرموده كه أوليا نيز در ميان خلق بر حد رسوم واقفند وخلق آن حركات بواطن ايشان كه بيكدم هزار عالم طى ميكنند خبر ندارند]
تو مبين اين پايها را بر زمين ... ز آنكه بر دل ميرود عاشق يقين «1»
از ره ومنزل ز كوتاه ودراز ... دل چهـ داند كوست مست دلنواز
آن دراز وكوته أوصاف تنست ... رفتن أرواح ديكر رفتن است
دست نى و پاى نى سر تا قدم ... آنچنانكه تاخت جانها از قدم
قال ابن عطاء الايمان ثابت فى قلب العبد كالجبال الرواسي وأنواره تخرق الحجاب الأعلى وقال جعفر الصادق ترى الأنفس جامدة عند خروج الروح والروح تسرى فى القدس لتأوى الى مكانها من تحت العرش صُنْعَ اللَّهِ الصنع اجادة الفعل فكل صنع فعل وليس كل فعل صنعا ولا ينسب الى الحيوانات كما ينسب إليها الفعل كما فى المفردات وهو مصدر مؤكد لمضمون ما قبله اى صنع الله ذلك صنعا وفعله على انه عبارة عما ذكر من النفخ فى الصور وما ترتب عليه جميعا الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ قال فى المختار فى تقن صنع الله الذي أتقن إتقان الشيء أحكامه. والمعنى احكم خلقه وسواه على ما ينبغى: وبالفارسية [استوار كرد همه چيزها را وبيارست بر وجهى كه شايد] قال فى الإرشاد قصد به التنبيه على عظم شان تلك الا فاعل وتهويل أمرها والإيذان بانها ليست بطريق إخلال نظام العالم وإفساد احوال الكائنات بالكلية من غير ان تدعو إليها داعية ويكون لها عاقبة بل هى من قبيل بدائع صنع الله المبنية على أساس الحكمة المستتبعة للغايات الجميلة التي لاجلها رتبت مقدمات الخلق ومبادى الإبداع على الوجه المتين والمنهج الرصين إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ عالم بظواهر أفعالكم وبواطنها ايها المكلفون ولذا فعل ما فعل من النفخ والبعث ليجازيكم على أعمالكم كما قال مَنْ [هر كه از شما] جاءَ [بيايد] بِالْحَسَنَةِ بكلمة الشهادة والإخلاص فانها الحسنة المطلقة واحسن الحسنات فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها نفع وثواب حاصل من جهتها ولاجلها وهو الجنة فخير اسم من غير تفضيل إذ ليس شىء خيرا من قول لا اله الا الله ويجوز ان يكون صيغة تفضيل ان أريد بالحسنة غير هذه الكلمة من الطاعات فالمعنى إذا فعله من الجزاء ما هو خير منها إذا ثبت له الشريف بالخسيس والباقي بالفاني وعشرة بل سبعمائة بواحد وَهُمْ اى الذين جاؤا بالحسنات مِنْ فَزَعٍ اى عظيم هائل لا يقادر قدره وهو الفزع الحاصل من مشاهدة العذاب بعد تمام المحاسبة وظهور الحسنات والسيئات وهو الذي فى قوله تعالى (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ)
__________
(1) در اواسط دفتر سوم باز كشتن بقصة دقوقى عليه الرحمة(6/376)
وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90) إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91)
وعن الحسن حين يؤمر بالعبد الى النار وقال ابن جريج حين يذبح الموت وينادى يا اهل الجنة خلود بلا موت ويا اهل النار خلود بلا موت يَوْمَئِذٍ اى يوم ينفخ فى الصور آمِنُونَ لا يعتريهم ذلك الفزع الهائل ولا يلحقهم ضرره أصلا واما الفزع الذي يعترى كل من فى السموات ومن فى الأرض غير من استثناه الله فانما هو التهيب والرعب الحاصل فى ابتداء النفخة من معاينة فنون الدواهي والأهوال ولا يكاد يخلو منه أحد بحكم الجبلة وان كان آمنا من لحوق الضرر وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ اى الشرك الذي وهو أسوأ المساوى فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ الكب إسقاط الشيء على وجهه اى القوا وطرحوا فيها على وجوههم منكوسين ويجوز ان يراد بالوجوه أنفسهم كما اريدت بالأيدي فى قوله (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فان الوجه والرأس والرقبة واليد يعبر بها عن جميع البدن هَلْ تُجْزَوْنَ على الالتفات او على إضمار القول اى مقولا لهم ما تجزون إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ من الشرك وفى الحديث (إذا كان يوم القيامة جاء الايمان والشرك يجثوان بين يدى الرب تعالى فيقول الله تعالى للايمان انطلق أنت وأهلك الى الجنة ويقول للشرك انطلق أنت وأهلك الى النار) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) الى قوله (فِي النَّارِ) ويقال لا اله الا الله مفتاح الجنة ولا بد للمفتاح من أسنان حتى يفتح الباب ومن أسنانه لسان ذاكر طاهر من الكذب والغيبة وقلب خاشع طاهر من الحسد والخيانة وبطن طائر من الحرام والشبهة وجوارح مشغولة بالخدمة طاهرة من المعاصي وعن ابى عبد الله الجدلي قال دخلت على علىّ ابن ابى طالب رضى الله عنه فقال يا أبا عبد الله ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها ادخله الله الجنة والسيئة التي من جاء بها كبه الله فى النار ولم يقبل معها عملا قلت بلى قال الحسنة حبنا والسيئة بغضنا اعلم ان الله تعالى هدى الخلق الى طلب الحسنات بقوله (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) وهى استعمالهم فى احكام الشريعة على وفق آداب الطريقة بتربية ارباب الحقيقة وفى الآخرة حسنة وهى انتقاع من عالم الحقيقة انتفاعا ابديا سرمديا وهم لا يخزنهم الفزع الأكبر أصيبوا بفزع المحبة فى الدنيا فحوسبوا فى فزع العقبى به ومن جاء بحب الدنيا فكبت وجوههم فى نار القطيعة وقيل لهم (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) يعنى بطلب الدنيا فانها مبنية على وجه جهنم ودركاتها فمن ركب فى طلبها وقع فى النار
اگر خواهى خلاص از نار فرقت ... مده دلرا بجز عشق ومحبت
إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها العبادة غاية التذلل والبلد المكان المحدود المتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه ولاعتبار الأثر قيل بجلده بلدة اى اثر والمراد بالبلدة هنا مكة المعظمة وتخصيصها بالاضافة تشريف لها وتعظيم لشأنها مثل ناقة الله وبيت الله ورجب شهر الله قال فى التكملة خص البلدة بالذكر وهى مكة وان كان رب البلاد كلها ليعرف المشركون نعمته عليهم ان الذي ينبغى لهم ان يعبدوه هو الذي حرم بلدتهم انتهى قوله الذي نعت لرب والتحريم جعل الشيء حراما اى ممنوعا منه والتعرض لتحريمه تعالى إياها إجلال لها بعد إجلال ومعناه يحرمها من انتهاك حرمتها بقطع شوكها وشجرها(6/377)
وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92)
ونباتها وتنفير صيدها وارادة الإلحاد فيها بوجه من الوجوه وفى الحديث (ان مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس) اى كان تحريمها من الله بامر سماوى لا من الناس باجتهاد شرعى واما قوله عليه السلام (ان ابراهيم حرم مكة) فمعناه اظهر الحرمة الثابتة او دعا فحرمها الله حرمة دائمة. ومعنى الآية قل لقومك يا محمد أمرت من قبل الله ان اخصه وحده بالعبادة ولا اتخذ له شريكا فاعبدوه أنتم ففيه عزكم وشرفكم ولا تتخذوا له شريكا وقد ثبتت عليكم نعمته بتحريم بلدتكم قال بعضهم العبودية لباس الأنبياء والأولياء وَلَهُ اى ولرب هذه البلدة خاصة كُلُّ شَيْءٍ خلقا وملكا وتصرفا لا يشاركه فى شىء من ذلك أحد. وفيه تنبيه على ان افراد مكة بالاضافة للتفخيم مع عموم الربوبية لجميع الموجودات
صنعش كه همه جهان بياراست
وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ من الثابتين على ملة الإسلام والتوحيد او من الذين اسلموا وجوههم لله خاصة وفى التأويلات النجمية يشير الى ان المسلم الحقيقي من يكون إسلامه فى استعمال الشريعة مثل استعمال النبي عليه السلام الشريعة فى الظاهر وهذا كمال العناية فى حق المسلمين لانه لو قال وأمرت ان أكون من المؤمنين لما كان أحد يقدر على ان يكون إيمانه كايمان النبي عليه السلام نظيره قوله تعالى (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ولهذا قال عليه السلام (صلوا كما رأيتمونى أصلي) يعنى فى الظاهر ولو قال صلوا كما انا أصلي لما كان أحد يقدر على ذلك لانه كان يصلى ولصدره ازيز كازيز المرجل من البكاء وكان فى صلاته يرى من خلفه كما يرى من امامه وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ التلاوة قراءة القرآن متتابعة كالدراسة والأوراد الموظفة والقراءة أعم يقال تلاه تبعه متابعة ليس بينهما ما ليس منهما اى وأمرت بان أواظب على تلاوته لتكشف لى حقائقه فى تلاوته شيأ فشيأ فانه كلما تفكر التالي العالم تجلت له معان جديدة كانت فى حجب مخفية ولذا لا يشبع العلماء الحكماء من تلاوة القرآن وهو السر فى انه كان آخر وردهم لان المنكشف اولا للعارفين حقائق الآفاق ثم حقائق الأنفس ثم حقائق القرآن فعليك بتلاوة القرآن كل يوم ولا تهجره كما يفعل ذلك طلبة العلم وبعض المتصوفة زاعمين بانهم قد اشتغلوا بما هو أهم من ذلك وهو كذب فان القرآن مادة كل علم فى الدنيا ويستحب لقارئ القرآن فى المصحف ان يجهر بقراءته ويضع يده على الآية يتبعها فيأخذ اللسان حظه من الرفع ويأخذ البصر حظه من النظر واليد حظها من المس وسماع القرآن اشرف أرزاق الملائكة السياحين وأعلاها ومن لم تتيسر له تلاوة القرآن فليجلس لبث العلم لاجل الأرواح الذين غذاؤهم العلم لكن لا يتعدى علوم القرآن والطهارة الباطنة للاذنين تكون باستماع القول الحسن فانه ثم حسن واحسن فاعلاه حسنا ذكر الله بالقرآن فيجمع بين الحسنين فليس أعلا من سماع ذكر الله بالقرآن مثل كل آية لا يكون مدلولها الا ذكر الله فانه ما كل آية تتضمن ذكر الله فان فيه حكاية الاحكام المشروعة وفيه قصص الفراعنة وحكايات أقوالهم وكفرهم وان كان فى ذلك الاجر العظيم من حيث هو قرآن بالاصغاء الى القارئ إذا قرأ من نفسه او غيره فعلم ان ذكر الله إذا سمع فى القرآن أتم من(6/378)
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)
سماع قول الكافرين فى الله ما لا ينبغى كذا فى الفتوحات واعلم ان خلق النبي عليه السلام كان القرآن فانظر فى تلاوتك الى كل صفة مدح الله بها عباده فافعلها او اعزم على فعلها وكل صفة ذم الله بها عباده على فعلها فاتركها او اعزم على تركها فان الله تعالى ما ذكر لك ذلك وأنزله فى كتابه الا لتعمل به فاذا حفظت القرآن عن تضييع العمل به كما حفظته تلاوة فانت الرجل الكامل فَمَنِ اهْتَدى باتباعه إياي فيما ذكر من العبادة والإسلام وتلاوة القرآن فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ فان منافع اهتدائه عائدة اليه لا الى غيره وَمَنْ ضَلَّ بمخالفتى فيما ذكر فَقُلْ فى حقه إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ فقد خرجت من عهدة الانذار والتخويف من عذاب الله وسخطه فليس علىّ من وباله شىء وانما هو عليه فقط ويجوز ان يكون معنى وان اتلو القرآن وان أواظب على تلاوته للناس بطريق تكرير الدعوة فمعنى قوله فمن اهتدى حينئذ فمن اهتدى بالايمان والعمل بما فيه من الشرائع والاحكام ومن ضل بالكفر به والاعراض عن العمل بما فيه. وهذه الآية منسوخة بآية السيف وفى التأويلات النجمية فيه اشارة الى ان نور القرآن يربى جوهر الهداية والضلالة فى معدن قلب الإنسان السعيد والشقي كما يربى ضوء الشمس الذهب والحديد فى المعادن يدل عليه قوله تعالى (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) وقال عليه السلام (الناس كمعادن الذهب والفضة) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ اى على ما أفاض علىّ من نعمائه التي أجلها نعمة النبوة والقرآن سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها اى فتعرفون انها آيات الله حين لا تنفعكم المعرفة وقال مقاتل سيريكم آياته عن قريب الأيام فطوبى لمن رجع قبل وفاته والويل على من رجع بعد ذهاب الوقت: قال الشيخ سعدى قدس سره
كنون بايد اى خفته بيدار بود ... چومرك اندر آرد ز خوابت چهـ سود
تو غافل در انديشه سود ومال ... كه سرمايه عمر شد پايمال
كرت چشم عقلست وتدبير كور ... كنون كن كه چشمت نخوردست مور
كنون كوش كاب از كمر در كذشت ... نه وقتى كه سيلاب از سر كذشت
سكندر كه بر عالمى حكم داشت ... در ان دم كه بگذشت عالم كذشت
ميسر نبودش كزو عالمى ... ستانند ومهلت دهندش دمى
وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ كلام مسوق من جهته تعالى مقرر لما قبله من الوعد والوعيد كما ينبئ عنه اضافة الرب الى ضمير النبي عليه السلام وتخصيص الخطاب اولا به وتعميمه ثانيا للكفرة تغليبا اى وما ربك بغافل عما تعمل أنت من الحسنات وما تعملون أنتم ايها الكفرة من السيئات لان الغفلة التي هى سهو يعترى من قلة التحفظ والتيقظ لا يجوز عليه تعالى فيجازى كلا منكم بعمله وكيف يغفل عن أعمالكم وقد خلقكم وما تعملون كما خلق الشجرة وخلق فيها ثمرتها فلا يخفى عليه حال اهل السعادة والشقاوة وانما يمهل لحكمة لا لغفلة وانما الغفلة لمن لا يتنبه لهذا فيعصى الله بالشرك وسيآت الأعمال وأعظم الأمراض القلبية نسيان الله ولا ريب ان علاج امر انما هو بضده وهو ذكر الله- حكى- ان ابراهيم بن أدهم(6/379)
طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)
سر يوما بمملكته ونعمته ثم نام فرأى رجلا أعطاه كتابا فاذا فيه مكتوب لا تؤثر الفاني على الباقي ولا تغتر بملكك فان الذي أنت فيه جسيم لولا انه عديم فسارع الى امر الله فانه يقول (سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ) فانتبه فزعا وقال هذا تنبيه من الله وموعظة فتاب الى الله ورسوله بالقبول والعمل والمجانبة عن التأخر فى طريق الحق والاخذ بالبطالة والكسل
براحتى نرسيد آنكه زحمتى نكشيد
نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من المجدّين فى الدين الى ان يأتى اليقين والساعين فى طريقه للوصول الى خاص توفيقه تمت سورة النمل يوم الثلاثاء الرابع من شهر الله المحرم المنتظم فى سلك شهور سنة تسع ومائة والف من الهجرة
تفسير سورة القصص
وهى مكية وآيها ثمان وثمانون على ما فى التفاسير المعولة من المختصرة والمطولة بسم الله الرحمن الرحيم
طسم يشير الى القسم بطاء طوله تعالى وطاء طهارة قلب حبيبه عليه السلام عن محبة غيره وطاء طهارة اسرار موحديه عن شهود سواه وبسين سره مع محبيه وبميم مننه على كافة مخلوقاته بالقيام بكفاياتهم على قدر حاجاتهم كذا فى التأويلات النجمية [امام قشيرى آورده كه طا اشارت است بطهارت نفوس عابدان از عبادت اغيار وطهارت قلوب عارفان از تعظيم غير جبار وطهارت أرواح محبان از محبت ما سوى وطهارت اسرار موحدان از شهود غير خداى سلمى رحمه الله كويد سين رمزيست از اسرار الهى با عاصيان بنجات وبا مطيعان بدرجات ومحبان بدوام مناجات ومرامات امام يافعى رحمه الله فرموده كه حق سبحانه وتعالى اين حروف را سبب محافظت قرآن كردانيده از تطرق سمات زياده ونقصان وسر مشار اليه در آيت وانا لحافظون اين حروفست] كما فى تفسير الكاشفى وقد سبق غير هذا من الإشارات الخفية والمعاني اللطيفة فى أول سورة الشعراء فارجع اليه تغنم بما لا مزيد عليه تِلْكَ اى هذا السورة آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ آيات مخصوصة من القرآن الظاهر اعجازه نَتْلُوا عَلَيْكَ التلاوة الإتيان بالثاني بعد الاول فى القراءة اى نقرأ قراءة متتابعة بواسطة جبريل يعنى يقرأ عليك جبريل بامرنا مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ مفعول نتلو اى بعض خبرهما الذي له شأن بِالْحَقِّ حال من فاعل نتلو اى محققين وملتبسين بالحق والصدق الذي لا يجوز فيه الكذب لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ متعلق بنتلو وتخصيصهم بذلك مع عموم الدعوة والبيان للكل لانهم المنتفعون به كأن قائلا قال وكيف نبأهما فقال إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ فهو استئناف مبين لذلك البعض وتصديره بحرف التأكيد للاعتناء بتحقيق مضمون ما بعده والعلو الارتفاع: وبالفارسية [بلند شدن وكردن كشى كردن] اى تجبر وطغى فى ارض مصر وجاوز الحدود المعهودة فى الظلم والعدوان قال فى كشف الاسرار [از(6/380)
وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)
اندازه خويش شد] وقال الجنيد قدس سره ادعى ما ليس له وَجَعَلَ أَهْلَها [وكردانيد اهل مصر را از قبطيان وسبطيان] شِيَعاً جمع شيعة بالكسر وهو من يتقوى بهم الإنسان وينتشرون عنه لان الشياع الانتشار والتقوية يقال شاع الحديث اى كثر وقوى شاع القوم انتشروا وكثروا. والمعنى فرقا يشيعونه ويتبعونه فى كل ما يريد من الشر والفساد او أصنافا فى استخدامه يستعمل كل صنف فى عمل من بناء وحرث وحفر وغير ذلك من الأعمال الشاقة ومن لم يستعمله ضرب عليه الجزية قال فى كشف الاسرار كان القبط احدى الشيع وهم شيعة الكرامة يَسْتَضْعِفُ الاستضعاف [ضعيف وزبون يافتن وشمردن يعنى زبون كرفت ومقهور ساخت] طائِفَةً مِنْهُمْ [كروهى از ايشان] والجملة حال من فاعل جعل او استئناف كأنه قيل كيف جعلهم شيعا فقال يستضعف طائفة منهم اى من اهل مصر وتلك الطائفة بنوا إسرائيل ومعنى الاستضعاف انهم عجزوا وضعفوا عن دفع ما ابتلوا به عن أنفسهم يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ بدل من الجملة المذكورة واصل الذبح شق حلق الحيوان والتشديد للتكثير والاستحياء الاستبقاء. والمعنى يقتل بعضهم اثر بعض حتى قتل تسعين الفا من أبناء بنى إسرائيل صغارا ويترك البنات احياء لاجل الخدمة وذلك لان كاهنا قال له يولد فى بنى إسرائيل مولود يذهب ملكك على يده وذلك كان من غاية حمقه إذ لو صدق فما فائدة القتل وان كذب فما وجهه كما روى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد وقد قارب البلوغ فقال له رسول الله (أتشهداني رسول الله) فقال لا بل أتشهد انى رسول الله فقلت ذرنى يا رسول الله اقتله عن ظن انه الدجال فقال عليه السلام (ان يكنه فلن تسلط عليه) يعنى ان يكن ابن الصياد هو الدجال فلن تسلط على قتله لانه لا يقتله الا عيسى ابن مريم (وان لا يكنه فلا خير لك فى قتله) إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ اى الراسخين فى الإفساد ولذلك اجترأ على قتل خلق كثير من المعصومين وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ان نتفضل عليهم بانجائهم من بأسه ونريد حكاية حال ماضية معطوفة على ان فرعون علا لتناسبهما فى الوقوع تفسيرا للنبأ يقال منّ عليه منا إذا أعطاه شيأ والمنان فى وصفه تعالى المعطى ابتداء من غير ان يطلب عوضا وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً جمع امام وهو المؤتم به اى قدوة يقتدى بهم فى امور الدين بعد ان كانوا اتباعا مسخرين لآخرين وفى كشف الاسرار أنبياء وكان بين موسى وعيسى عليهما السلام الف نبى من نبى إسرائيل وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ كل ما كان فى ملك فرعون وقومه اخر الوارثة عن الامامة مع تقدمها عليها زمانا لانحطاط رتبتها عنها وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ اصل التمكين ان تجعل لشىء مكانا يتمكن فيه ثم استعير للتسليط اى نسلطهم على ارض مصر والشام يتصرفون فيها كيفما يشاؤن وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وهو وزير فرعون وَجُنُودَهُما وعساكرهما مِنْهُمْ اى من أولئك المستضعفين ما كانُوا يَحْذَرُونَ ويجتهدون فى دفعه من ذهاب ملكهم وهلكهم على يد مولود منهم والحذر احتراز عن مخيف كما فى المفردات قال الكاشفى [وديدن اين صورت را در وقتى كه در دريا علامت غرقه شدن مشاهده كردند(6/381)
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)
وبنى إسرائيل تفرج كنان بر ساحل دريا بنظر در آوردند ودانستند كه بسبب ظلم وتعدى مغلوب ومقهور شده مظلومان وبيچارگان بمراد رسيده غالب وسر إفراز شدند وسر «يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم» آشكارا شد]
اى ستمكار بر انديش از ان روز سياه ... كه ترا شومىء ظلم افكند از چاه بچاه
آنكه اكنون بحقارت نكرى جانب وى ... بشماتت كند آن روز بسوى تونكا
قال الشيخ سعدى قدس سره
خبر يافت كردن كشى در عراق ... كه ميكفت مسكينى از زير طاق
تو هم بر درى هستى اميدوار ... پس اميد بر درنشينان برآر
نخواهى كه باشد دلت دردمند ... دل دردمندان برآور ز بند
پريشانىء خاطر داد خواه ... بر اندازد از مملكت پادشاه
تحمل كن اى ناتوان از قوى ... كه روزى توانا ترازوى شوى
لب خشك مظلوم را كو بخند ... كه دندان ظالم بخواهند كند
يقال الظلم يجلب النقم ويسلب النعم قال بعض السلف دعوتان أرجو إحداهما كما أخشى الاخرى دعوة مظلوم أعنته ودعوة ضعيف ظلمته
نخفته است مظلوم از آهش بترس ... ز دود دل صبحكاهش بترس
نترسى كه پاك اندرونى شبى ... برآرد ز سوز جكر يا ربى
وفى الحديث (اسرع الخير ثوابا صلة الرحم واعجل الشر عقوبة البغي) ومن البغي استيلاء صفات النفس على صفات الروح فمن أعان النفس صار مقهورا ولو بعد حين ومن أعان الروح صار من اهل التمكين ومن الائمة فى الدين وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى اسمها يارخا وقيل أيارخت كما فى التعريف للسهيلى ونوحايذ بالنون ويوحانذ بالياء المثناة تحت فى الاول كما فى عين المعاني وكانت من أولاد لاوى بن يعقوب عليه السلام. واصل الوحى الاشارة السريعة ويقع على كل تنبيه خفى والإيحاء اعلام فى خفاء قال الامام الراغب يقال للكلمة الالهية التي تلقى الى أنبيائه وحي وذلك. اما برسول مشاهد يرى ذاته ويسمع كلامه كتبليغ جبريل للنبى عليه السلام فى صورة معينة. واما بسماع كلام من غير معاينة كسماع موسى عليه السلام كلام الله تعالى. واما بإلقاء فى الروع كما ذكر عليه السلام (ان روح القدس نفث فى روعى) واما بالهام نحو قوله (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) . واما بتسخير نحو قوله (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) او بمنام كقوله عليه السلام (انقطع الوحى وبقيت المبشرات رؤيا المؤمن) انتهى باجمال فالمراد وحي الإلهام كما ذكره الراغب. فالمعنى قذفنا فى قلبها وعلمناها وقال بعضهم كان وحي الرؤيا وعلم الهدى [فرموده كه شايد رسول فرستاده باشد از ملائكه] يعنى أتاها ملك كما اتى مريم من غير وحي نبوة حيث قال تعالى (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ) وذلك ان أم موسى حبلت بموسى فلم يظهر بها اثر الحبل من نتوء البطن وتغير اللون وظهور اللبن وذلك شىء ستره الله لما أراد ان يمن به على بنى إسرائيل حتى ولدت موسى ليلة لا رقيب(6/382)
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)
عليها ولا قابلة ولم يطلع عليها أحد من القوابل الموكلة من طرف فرعون بحبالى بنى إسرائيل ولا من غيرهن الا أخته مريم فاوحى الله إليها إِنَّ مفسرة بمعنى اى أَرْضِعِيهِ [شيرده موسى را و پرورد او را] ما أمكنك اخفاؤه وفى كشف الاسرار ما لم تخافي عليه الطلب فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ بان يحس به الجيران عند بكائه: وبالفارسية [پس چون ترسى برو وفهم كنى كه مردم دانسته وقصد او خواهند كرد] فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ فى البحر وهو النيل قال بعض الكبار فاذا خفت حفظه وعجزت عن تدبيره فسلميه إلينا ليكون فى حفظنا وتدبيرنا وَلا تَخافِي عليه ضيقة ولا شدة وَلا تَحْزَنِي بفراقه إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ عن قريب بوجه لطيف بحيث تأمنين عليه وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [يعنى: او را شرف نبوت ارزانى خواهيم داشت] فارضعته ثلاثة أشهر او اكثر ثم ألح فرعون فى طلب المواليد واجتهد العيون فى تفحصها فجعلته فى تابوت مطلى بالقار فقذفته فى النيل ليلا قال الكاشفى [نجارى را كه آشناى عمران بود فرمود كه صندوقى پنج شبر بتراشد وآن نجار خربيل ابن صبور بود اين عم فرعون چون صندوق تمام كرد وبمادر موسى داد ودر خاطرش كذشت كه كودكى دارد مى خواهد در صندوق كرده از مؤكلان بگريزاند نزد كماشته فرعون آمد وخواست كه صورت حال باز نمايد زبانش بسته شد بخانه خود آمد خواست كه نزد فرعون رود ونمامى كند چشمش نابينا شد دانست كه آن مولود كه كاهنان نشان داده اينست فى الحال ناديده بدو ايمان آورد ومؤمن آل فرعون اوست ومادر موسى صندوق را بقير اندوده موسى را در وى خوابانيد وسر صندوق هم بقير محكم بست ودر رود نيل افكند] وكان الله تعالى قادرا على حفظه بدون القائه فى البحر لكن أراد ان يربيه بيد عدوه ليعلم ان قضاء الله غالب وفرعون فى دعواه كاذب
جهد فرعون چوبى توفيق بود ... هر چهـ او ميدوخت آن تفتيق بود
وكان لفرعون يومئذ بنت لم يكن له ولد غيرها وكان من أكرم الناس عليه وكان بها علة البرص وعجزت الأطباء عن علاجها [اهل كهانت كفته بودند كه فلان روز در رود نيل انسانى خرد سال يافته شود واين علت بآب دهن او زائل كردد در ان روز معين فرعون وزن ودختر ومحرمان وى همه در كنار رود نيل انتظار انسان موعود مى بودند كه ناكاه صندوق بر روى آب نمودار شد فرعون بملازمان امر كرد كه آنرا بگيريد وبياريد] فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ الفاء فصيحة مفصحة عن عطفه على جملة محذوفة والالتقاط إصابة الشيء من غير طلب ومنه اللقطة وهو مال بلا حافظ ثم يعرف مالكه واللقيط هو طفل لم يعرف نسبه يطرح فى الطريق او غيره خوفا من الفقر او الزنى ويجب رفعه ان خيف هلاكه بان وجده فى الماء او بين يدى سبع وتفصيله فى الفقه وآل الرجل خاصته الذين يؤول اليه أمرهم للقرابة او الصحبة او الموافقة فى الدين. والمعنى فالقته فى اليم بعد ما جعلته فى التابوت حسبما أمرت به فالتقطه آل فرعون اى أخذوه أخذ اعتناء به وصيانة له عن الضياع لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً اللام لام العاقبة والصيرورة لا لام العلة والارادة لانهم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا(6/383)
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)
ولكن صار عاقبة أمرهم الى ذلك ابرز مدخولها فى معرض العلة لا لتقاطهم تشبيها له فى الترتب عليه بالغرض الحامل عليه وهو المحبة والتبني وتمامه فى فن البيان وجعل موسى نفس الحزن إيذانا لقوة سببيته لحزنهم قال الكاشفى (عَدُوًّا) [دشمنى مر مردانرا كه بسبب فرعون غرق شوند (وَحَزَناً) واندوهى بزرك مر زنانرا كه برده كيرند] إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ) فى كل ما يأتون وما يذرون فليس ببدع منهم ان قتلوا الوفا لاجله ثم أخذوه يربونه ليكبر ويفعل بهم ما كانوا يحذرون. والخطا مقصورا العدول عن الجهة والخاطئ من يأتى بالخطأ وهو يعلم انه خطأ وهو الخطأ التام المأخوذ به الإنسان يقال خطئ الرجل إذا ضل فى دينه وفعله والمخطئ من يأتى به وهو لا يعلم اى يريد ما يحسن فعله ولكن يقع منه بخلاف ما يريد يقال اخطأ الرجل فى كلامه وامره إذا زل وهفا- حكى- انهم لما فتحوا التابوت ورأوا موسى القى الله محبته فى قلوب القوم وعمدت ابنة فرعون الى ريقه فلطخت به برصها فبرئت من ساعتها
آمد طبيب درد بكلى علاج يافت
وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ هى آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد الذي كان فرعون مصر فى زمن يوسف الصديق عليه السلام وقيل كانت من بنى إسرائيل من سبط موسى وقيل كانت عمته حكاه الشبلي وكانت من خيار النساء اى قالت لفرعون حين اخرج من التابوت قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ اى هو قرة عين لنا لانهما لما رأياه احباه وقال الكاشفى [اين كودك روشنى چشم است مر او ترا كه بسبب او دختر ما شفا يافت] وقد سبق معنى القرة مرارا وفى الحديث (انه قال لك لالى ولو قال لى كما هو لك لهداه الله كما هداها) لا تَقْتُلُوهُ خاطبته بلفظ الجمع تعظيما ليساعدها فيما تريده عَسى أَنْ يَنْفَعَنا [شايد كه سود برساند ما را كه امارت يمن وعلامت بركت در جبين او لايح است] وذلك لما رأت من برء البرصاء بريقه وارتضاعه إبهامه لبنا ونور بين عينيه ولم يره غيرها قال بعض الكبار وجوه الأنبياء والأولياء مرائى أنوار الذات والصفات ينتفع بتلك الأنوار المؤمن والكافر لان معها لذة حالية نقدية وان لم يعرفوا حقائقها فينبغى للعاشق ان يرى بعين اليقين والايمان أنوار الحق فى وجوه أصفيائه كما رأت آسية وقد قيل فى حقهم «من رآهم ذكر الله» أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً اى نتبناه فانه اهل له ولم يكن له ولد ذكر وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ حال من آل فرعون والتقدير فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا وقالت امرأته كيت وكيت وهم لا يشعرون بانهم على خطأ عظيم فيما صنعوا من الالتقاط ورجاء النفع منه والتبني له وقوله ان فرعون الآية اعتراض وقع بين المعطوفين لتأكيد خطأهم قال ابن عباس رضى الله عنهما لو ان عدو الله قال فى موسى كما قالت آسية عسى ان ينفعنا لنفعه الله ولكنه ابى للشقاء الذي كتبه الله عليه- روى- انه قالت الغواة من قوم فرعون ان نظن الا ان هذا هو الذي يحذر منه رمى فى البحر خوفا منك فاقتله فهم فرعون بقتله فقالت آسية انه ليس من أولاد بنى إسرائيل فقيل لها وما يدريك فقالت ان نساء بنى إسرائيل يشفقن على أولادهن ويكتمنهم مخافة ان تقتلهم فكيف(6/384)
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)
يظن بالوالدة انها تلقى الولد بيدها فى البحر او قالت ان هذا كبير ومولود قبل هذه المدة التي أخبرت لك فاستوهبته لما رأت عليه من دلائل النجاة فتركه وسمته آسية موسى لان تابوته وجد بين الماء والشجر والماء فى لغتهم «مو» والشجر «شا» قال فى بحر الحقائق لما كان القرآن هاديا يهدى الى الرشد والرشد فى تصفية القلب وتوجهه الى الله تعالى وتزكية النفس ونهيها عن هواها وكانت قصة موسى عليه السلام وفرعون تلائم احوال القلب والنفس فان موسى القلب بعصا الذكر غلب على فرعون النفس وجنوده مع كثرتهم وانفراده كرر الحق تعالى فى القرآن قصتهما تفخيما للشأن وزيادة فى البيان لبلاغة القرآن ثم إفادة لزوائد من المذكور قبله فى موضع يكرره منه انتهى قال فى كشف الاسرار [تكرار قصه موسى وذكر فراوان در قرآن دليل است بر تعظيم كار او وبزرك داشتن قدر او وموسى با اين مرتبت ومنقبت جز بقدم تبعيت محمد عربى صلى الله عليه وسلم نرسيد] كما قال عليه السلام (لو كان موسى حيا لما وسعه الا اتباعى) [مصطفاى عربى از صدر دولت ومنزل كرامت اين كرامت كه عبارت از ان (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) است قصد صف نعال كرد تا ميكفت (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) وموسى كليم از مقام خود تجاوز نمود وقصد صدر دولت كرد كه ميكفت (أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) لا جرم موسا را جواب اين آمد (لَنْ تَرانِي) مصطفا را اين كفتند كه (الم تر الى ربك: لو لاك لما خلقت الافلاك) عادت ميان مرام چنان رفت كه چون بزركى در جايى رود ومتواضع وار در صف النعال بنشيند او را كويند اين نه جاى تست خيز ببالاتر نشين] فعلى العاقل ان يكون على تواضع تام ليستعد بذلك لرؤية جمال رب الأنام
فروتن بود هوشمند كزين ... نهد شاخ پر ميوه سر بر زمين
وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى أصبح بمعنى صار والفؤاد القلب لكن يقال له فؤاد إذا اعتبر فيه معنى التفؤد اى التحرق والتوقد كما فى المفردات والقاموس فالفؤاد من القلب كالقلب من الصدر يعنى الفؤاد وسط القلب وباطنه الذي يحترق بسبب المحبة ونحوها قال بعضهم الصدر معدن نور الإسلام والقلب معدن نور الإيقان والفؤاد معدن نور البرهان والنفس معدن القهر والامتحان والروح معدن الكشف والعيان والسر معدن لطائف البيان فارِغاً الفراغ خلاف الشغل اى صفرا من العقل وخاليا من الفهم لما غشيها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوع موسى فى يد فرعون دل عليه الربط الآتي فانه تعالى قال فى وقعة بدر (وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ) اشارة الى نحو قوله (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) فانه لم تكن افئدتهم هواء اى خالية فارغة عن العقل والفهم لفرط الحيرة إِنْ اى انها كادَتْ قاربت من ضعف البشرية وفرط الاضطراب لَتُبْدِي بِهِ لتظهر بموسى وانه ابنها وتفشى سرها وانها ألقته فى النيل يقال بدا الشيء بدوا وبدوّا ظهر ظهورا بينا وأبداه أظهره إظهارا بينا قال فى كشف الاسرار الباء زائدة اى تبديه او المفعول مقدر اى تبدى القول به اى بسبب موسى قال فى عرائس البيان وقع على أم موسى ما وقع على آسية من انها رأت أنوار الحق من وجه موسى فشفقت عليه ولم يبق فى فؤادها صبر(6/385)
وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12)
من الشوق الى وجه موسى وذلك الشوق من شوق لقاء الله تعالى فغلب عليها شوقه وكادت تبدى سرها لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها شددنا عليه بالصبر والثبات بتذكير ما سبق من الوعد وهو رده إليها وجعله من المرسلين والربط الشد وهو العقد القوى لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [واين لطف كرديم تا باشد آن زن از باور دارند كان مر وعده ما را] اى من المصدقين بما وعدها الله بقوله (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) ولم يقل من المؤمنات تغليبا للذكور. وفيه اشارة الى ان الايمان من مواهب الحق إذ المبنى على الموهبة وهو الوحى اولا ثم الربط بالتذكير ثانيا موهبة وَقالَتْ أم موسى لِأُخْتِهِ اى لاخت موسى لم يقل لبنتها للتصريح بمدار المحبة وهو الاخوة إذ به يحصل امتثال الأمر واسم أخته مريم بنت عمران وافق اسم مريم أم عيسى واسم زوجها غالب بن يوشا قال بعضهم والأصح ان اسمها كلثوم لا مريم لما روى الزبير بن بكار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة رضى الله عنها وهى مريضة فقال لها يا خديجة (أشعرت ان الله زوجنى معك فى الجنة مريم بنت عمران وكلثوم اخت موسى وهى التي علمت ابن عمها قارون الكيمياء وآسية امرأة فرعون) فقالت آلله أخبرك بهذا يا رسول الله فقال (نعم) فقالت بالرفاء والبنين واطعم رسول الله خديجة من عنب الجنة وقولها بالرفاء والبنين اى اعرست اى اتخذت العروس حال كونك ملتبسا بالالتئام والاتفاق وهو دعاء يدعى به فى الجاهلية عند التزويج والمراد منه الموافقة والملاءمة مأخوذ من قولهم رفأت الثوب ضممت بعضه الى بعض ولعل هذا انما كان قبل ورود النهى عن ذلك كذا فى انسان العيون. وفيه ايضا قد حمى الله هؤلاء النسوة عن ان يطأهن أحد فقد ذكر ان آسية لما ذكرت لفرعون أحب ان يتزوجها فتزوجها على كره منها ومن أبيها مع بذله لها الأموال الجليلة فلما زفت له وهم بها اخذه الله عنها وكان ذلك حاله معها وكان قد رضى منها بالنظر إليها واما مريم فقيل انها تزوجت بابن عمها يوسف النجار ولم يقربها وانما تزوجها لمرافقتها الى مصر لما أرادت الذهاب الى مصر بولدها عيسى عليهما السلام وأقاموا بها اثنتي عشرة سنة ثم عادت مريم وولدها الى الشام ونزلا الناصرة واخت موسى لم يذكر انها تزوجت انتهى قُصِّيهِ امر من قص اثره قصا وقصصا تتبعه اى اتبعى اثره وتتبعى خبره: وبالفارسية [بر پى برادر خود برو وازو خبر كبر] اى فاتبعته يعنى كلثوم [بدرگاه فرعون آمد] فَبَصُرَتْ بِهِ اى أبصرته: يعنى [پس برادر خود را بديد] عَنْ جُنُبٍ عن بعد تبصره ولا توهم انها تراه يقال جنبته واجنبته ذهبت عن ناحيته وجنبه ومنه الجنب لبعده من الصلاة ومس المصحف ونحوهما والجار الجنب اى البعيد ويقال الجار الجنب ايضا للقريب اللازق بك الى جنبك وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ انها تقصه وتتعرف حاله او انها أخته وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ التحريم بمعنى المنع كما فى قوله تعالى (فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) لانه لا معنى للتحريم على صبى غير مكلف اى منعنا موسى ان يرضع من المرضعات ويشرب لبن غير امه بان أحدثنا فيه كراهة ثدى النساء والنفار عنها من قبل قص أخته اثره او من قبل ان نرده على امه كما قال فى الجلالين او من قبل مجيىء امه كما قاله(6/386)
ابو الليث او فى القضاء السابق لانا أجرينا القضاء بان نرده الى امه كما فى كشف الاسرار والمراضع جمع مرضع وهى المرأة التي ترضع اى من شأنها الإرضاع وان لم تكن تباشر الإرضاع فى حال وصفها به فهى بدون التاء لانها من الصفات الثابتة والمرضعة هى التي فى حالة إرضاع الولد بنفسها ففى الحديث (ليس للصبى خير من لبن امه او ترضعه امرأة صالحة كريمة الأصل فان لبن المرأة الحمقاء يسرى واثر حمقها يظهر يوما) وفى الحديث (الرضاع يغير الطباع) ومن ثمة لما دخل الشيخ ابو محمد الجويني بيته ووجد ابنه الامام أبا المعالي يرتضع ثدى غير امه اختطفه منها ثم نكس رأسه ومسح بطنه وادخل إصبعه فى فيه ولم يزل يفعل ذلك حتى خرج ذلك اللبن فقال يسهل على موته ولا يفسد طبعه بشرب لبن غير
امه ثم لما كبر الامام كان إذا حصلت له كبوة فى المناظرة يقول هذه من بقايا تلك الرضعة قالوا العادة جارية ان من ارتضع امرأة فالغالب عليه أخلاقها من خير وشر كما فى المقاصد الحسنة للامام السخاوي فَقالَتْ اى أخته عند رؤيتها لعدم قبوله الثدي واعتناء فرعون بامره وطلبهم من يقبل ثديها هَلْ أَدُلُّكُمْ [آيا دلالت كنم شما را] عَلى أَهْلِ بَيْتٍ [بر اهل خانه] يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ الكفالة الضمان والعيالة يقال كفل به كفالة وهو كفيل إذا تقبل به وضمنه وكفله فهو كافل إذا عاله اى يربونه ويقومون بارضاعه لاجلكم وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ يبذلون النصح فى امره ولا يقصرون فى ارضاعه وتربيته. والنصح ضد الغش وهو تصفية العمل من شوائب الفساد وفى المفردات النصح تحرى فعل او قول فيه صلاح صاحبه انتهى- روى- انهم قالوا لها من يكفل قالت أمي قالوا ألأمك لبن قالت نعم لبن هارون وكان هارون ولد فى سنة لا يقتل فيها صبى فقالوا صدقت وفى فتح الرحمن قالت هى امرأة قد قتل ولدها فاحب شىء إليها ان تجد صغيرا ترضعه انتهى يقول الفقير ان الاول اقرب الى الصواب الا ان يتأول القتل بما فى حكمه من القائه فى النيل وغيبوبته عنها- وروى- ان هامان لما سمعها قال انها لتعرفه واهله خذوها حتى تخبر من له فقالت انما أردت وهم للملك ناصحون يعنى ارجعت الضمير الى الملك لا الى موسى تخلصا من يده فقال هامان دعوها لقد صدقت فامرها فرعون بان تأتى بمن يكفله فاتت بامه وموسى على يد فرعون يبكى وهو يعلله او فى يد آسية فدفعه إليها فلما وجد ريحها استأنس والتقم ثديها
بوى خوش تو هر كه ز باد صبا شنيد ... از يار آشنا سخن آشنا شنيد
فقال من أنت منه فقد ابى كل ثدى الا ثديك فقالت انى امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا اوتى بصبى الا قبلنى فدفعه إليها واجرى عليها أجرتها [وكفت در هفته يكروز پيش ما آور] فرجعت به الى بيتها من يومها مسرورة فكانوا يعطون الاجرة كل يوم دينارا وأخذتها لانها مال حربى لا انها اجرة حقيقة على ارضاعها ولدها كما فى فتح الرحمن يقول الفقير الإرضاع غير مستحق عليها من حيث ان موسى ابن فرعون ويجوز لها أخذ الاجرة نعم ان أم موسى تعينت للارضاع بان لم يأخذ موسى من لبن غيرها فكيف يجوز أخذ الاجرة اللهم الا ان تحمل على الصلة لا على الاجرة إذ لم تمتنع الا ان تعطى الاجرة ويحتمل ان يكون(6/387)
فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)
ذلك مما يختلف باختلاف الشرائع كما لا يخفى قال فى كشف الاسرار لم يكن بين القائها إياه فى البحر وبين رده إليها الا مقدار ما يصبر الولد فيه عن الوالدة انتهى وابعد من قال مكث ثمانى ليال لا يقبل ثديا فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ اى صرفنا موسى الى والدته كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها بوصول ولدها إليها: وبالفارسية [تا روشن شود چشم او] وَلا تَحْزَنَ بفراقه وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ اى جميع ما وعده من رده وجعله من المرسلين حَقٌّ لا خلف فيه بمشاهدة بعضه وقياس بعضه عليه وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ آل فرعون لا يَعْلَمُونَ ان وعد الله حق فمكث موسى عند امه الى ان فطمته وردته الى فرعون وآسية فنشأ موسى فى حجر فرعون وامرأته يربيانه بايديهما واتخذاه ولدا فبينا هو يلعب يوما بين يدى فرعون وبيده قضيب له يلعب به إذ رفع القضيب فضرب به رأس فرعون فغضب فرعون وتطير من ضربه حتى همّ بقتله فقالت آسية ايها الملك لا تغضب ولا يشقنّ عليك فانه صبى صغير لا يعقل ضربه ان شئت اجعل فى هذا الطست جمرا وذهبا فانظر على أيهما يقبض فامر فرعون بذلك فلما مد موسى يده ليقبض على الذهب قبض الملك المؤكل به على يده فردها الى الجمرة فقبض عليها موسى فالقاها فى فيه ثم قذفها حين وجد حرارتها فقالت آسية لفرعون ألم اقل لك انه لا يعقل شيأ فكف عنه وصدقها وكان امر بقتله ويقال ان العقدة التي كانت فى لسان موسى اى قبل النبوة اثر تلك الجمرة التي التقمها ثم زالت بعدها لانه عليه السلام دعا بقوله (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) وقد سبق فى طه: قال الشيخ العطار قدس سره همچوموسى اين زمان در طشت آتش مانده ايم طفل فرعونيم ما كام ودهان پر اخگرست وهو شكاية من زمانه وأهاليه فان لكل زمان فرعون يمتحن به من هو بمشرب موسى واستعداده ولكن كل محنة فهى مقدمة لراحة كما قال الصائب
هر محنتى مقدمه راحتى بود ... شد همزبان حق چوزبان كليم سوخت
فلا بد من الصبر فانه يصير الحامض حلوا اعلم ان موسى كان ضالة امه فرده الله إليها بحسن اعتمادها على الله تعالى وكذا القلب ضالة السالك فلا بد من طلبه وقص اثره فانه الموعود الشريف الباقي وهو الطفل الذي هو خيلفة الله فى الأرض ومن عرفه واحسن بفراقه وألمه هان عليه بذل النقد الخسيس الفاني نسأل الله الاستعداد لقبول الفيض وَلَمَّا بَلَغَ موسى أَشُدَّهُ اى قوته وهو ما بين ثمانى عشرة سنة الى ثلاثين واحد على بناء الجمع كما سبق فى سورة يوسف وَاسْتَوى الاستواء اعتدال الشيء فى ذاته اى اعتدل عقله وكمل بان بلغ أربعين سنة كقوله (وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) بعد قوله (حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ) وفى يوسف (بَلَغَ أَشُدَّهُ) فحسب لانه اوحى اليه فى صباه حين كونه فى البئر وموسى عليه السلام اوحى اليه بعد أربعين سنة كما قال آتَيْناهُ حُكْماً اى نبوة وَعِلْماً بالدين قال الكاشفى [ذكر انباى نبوت در اثناى اين قضيه] اى مع انه تعالى استنبأه بعد الهجرة فى المراجعة من مدين الى مصر [بيان صدق هرد ووعده است كه چنانچهـ او را بمادر رسانيديم ونبوت هم داديم](6/388)
والجمهور على ان نبينا عليه السلام بعث على رأس الأربعين وكذا كل نبى عند البعض وقال بعضهم اشتراط الأربعين فى حق الأنبياء ليس بشىء لان عيسى عليه السلام نبىء ورفع الى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين ونبىء يوسف عليه السلام وهو ابن ثمانى عشرة ويحيى عليه السلام نبىء وهو غير بالغ قيل كان ابن سنتين او ثلاث وكان ذبحه قبل عيسى بسنة ونصف وهكذا احوال بعض الأولياء فان سهل بن عبد الله التستري سلك وكوشف له وهو غير بالغ وفى الآية تنبيه على ان العطية الالهية تصل الى العبد وان طال العهد إذا جاء او انها فلطالب الحق ان ينتظر احسان الله تعالى ولا ييأس منه فان المحسن لا بد وان يجازى بالإحسان كما قال تعالى وَكَذلِكَ اى كما جزينا موسى وامه نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ على إحسانهم وفيه تنبيه على انهما كانا محسنين فى عملهما متقيين فى عنفوان عمرهما فمن ادخل نفسه فى زمرة اهل الإحسان جازاه الله بأحسن الجزاء- حكى- ان امرأة كانت تتعشى فسألها سائل
فقامت ووضعت فى فمه لقمة ثم وضعت ولدها فى موضع فاختلسه الذئب فقالت يا رب ولدي فاخذ آخذ عنق الذئب واستخرج الولد من فيه بغير أذى وقال لها هذه اللقمة بتلك اللقمة التي وضعتها فى فم السائل. والإحسان على مراتب فهو فى مرتبة الطبيعة بالشريعة وفى مرتبة النفس بالطريقة وإصلاح النفس وذلك بترك حظ النفس فانه حجاب عظيم وفى مرتبة الروح بالمعرفة وفى مرتبة السر بالحقيقة. فغاية الإحسان من العبد الفناء فى الله ومن المولى إعطاء الوجود الحقانى إياه ولا يتيسر ذلك الفناء الا لمن أيده الله بهدايته ونور قلبه بانوار التوحيد إذ التوحيد مفتاح السعادات فينبغى لطالب الحق ان يكون بين الخوف والرجاء فى مقام النفس ليزكيها بالوعد والوعيد ويصفى وينور الباطن فى مقام القلب بنور التوحيد ليتهيأ لتجليات الصفات ويطلب الهداية فى مقام الروح ليشاهد تجلى الذات ولا يكون فى اليأس والقنوط ألا ترى ان أم موسى كانت راجية واثقة بوعد الله حتى نالت ولدها موسى وتشرفت ايضا بنبوته فان من كانت صدف درة النبوة تشرفت بشرفها واعلم انه لا بد من الشكر على الإحسان فشكر الإله بطول الثناء وشكر الولاة بصدق الولاء وشكر النظير بحسن الجزاء وشكر من دونك ببذل العطاء
يكى كوش كودك بماليد سخت ... كه اى بو العجب رأى بركشته بخت
ترا تيشه دادم كه هيزم شكن ... نكفتم كه ديوار مسجد بكن
زبان آمد از بهر شكر وسپاس ... بغيبت نكر داندش حق شناس
كذركاه قرآن و پندست كوش ... به بهتان وباطل شنيدن مكوش
دو چشم از پى صنع بارى نكوست ... ز عيب برادر فروكير ودوست
برو شكر كن چون بنعمت درى ... كه محرومى آيد ز مستكبرى
كرا ز حق نه توفيق خيرى رسد ... كى از بنده خيرى بغيري رسد
ببخش اى پسر كادمى زاده صيد ... بإحسان توان كرد ووحشي بقيد
مكن بد كه بد بينى از يار نيك ... نيايد ز تخم بدى بار نيك(6/389)
وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)
اى لا تجيىء ثمرة الخير الا من شجرة الخير كما لا يحصل الحنظل الا من العلقمة فمن أراد الرطب فليبذر النخل- حكى- ان امرأة كانت لها شاة تتعيش بها وأولادها فجاءها يوما ضيف فلم تجد شيأ للاكل فذبحت الشاة ثم ان الله تعالى أعطاها بدلها شاة اخرى وكانت تحلب من ضرعها لبنا وعسلا حتى اشتهر ذلك بين الناس فجاء يوما زائرون لها فسألوا عن السبب فى ذلك فقالت انها كانت ترعى فى قلوب المريدين يعنى ان الله تعالى جازاها على إحسانها الى الضيف بالشاة الاخرى ثم لما كان بذلها عن طيب الخاطر وصفاء البال اظهر الله ثمرته فى ضرع الشاة بإجراء اللبن والعسل فليس جزاء الإحسان الا الإحسان الخاص من قبل الرحمن وليس للامساك والبخل ثمرة سوى الحرمان نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من الذين يحسنون لانفسهم فى الطلب والارادة وتحصيل السعادة واستجلاب الزيادة والسيارة وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ ودخل موسى مصرا آتيا من قصر فرعون: وبالفارسية [موسى از قصر فرعون برون آمد ودر ميان شهر شد] وذلك لان قصر فرعون كان على طرف من مصر كما سيأتى عند قوله تعالى (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ) قيل المراد مدينة منف من ارض مصر وهى مدينة فرعون موسى التي كان ينزلها وفيها كانت الأنهار تجرى تحت سريره وكانت فى غربى النيل على مسافة اثنى عشر ميلا من مدينة فسطاط مصر المعروفة يومئذ بمصر القديمة ومنف أول مدينة عمرت بأرض مصر بعد الطوفان وكانت دار الملك بمصر فى قديم الزمان عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها اى حال كونه فى وقت لا يعتاد دخولها قال ابن عباس رضى الله عنهما دخلها فى الظهيرة عند المقيل وقد خلت الطرق فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ الجملة صفة لرجلين: والاقتتال [كارزار كردن با يكديكر] هذا [آن يكى] مِنْ شِيعَتِهِ اى ممن شايعه وتابعه على دينه وهم بنو إسرائيل روى انه السامري كما فى فتح الرحمن والاشارة على الحكاية والا فهو والذي من عدوه ما كانا حاضرين حال الحكاية لرسول الله ولكنهما لما كانا حاضرين يشار إليهما وقت وجدان موسى إياهما حكى حالهما وقتئذ وَهذا [وآن يكى ديكر] مِنْ عَدُوِّهِ العدو يطلق على الواحد والجمع اى من مخالفيه دينا وهم القبط واسمه فاتون كما فى كشف الاسرار وكان خباز فرعون أراد ان يسخر الاسرائيلى ليحمل حطبا الى مطبخ فرعون فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ اى سأله ان يغيثه بالاعانة عليه ولذلك عدى بعلى يقال استغثت طلبت الغوث اى النصرة: وبالفارسية [پس فرياد خواست بموسى آنكسى كه از كروه او بود بر آنكسى كه از دشمنان او بود يعنى يارى طلبيد سبطى از موسى بر دفع قبطى] وكان موسى قد اعطى شدة وقوة [قبطى را كفت دست ازو بدار قبطى سخن موسى رد كرد] فَوَكَزَهُ مُوسى الوكز كالوعد الدفع والطعن والضرب بجمع الكف وهو بالضم والكسر حين يقبضها اى فضرب القبطي بجمع كفه: وبالفارسية [پس مشت زد او را موسى] فَقَضى عَلَيْهِ اى فقتله فندم فدفنه فى الرمل وكل شىء فرغت منه وأتممته فقد قضيت عليه قال فى المفردات يعبر عن الموت بالقضاء فيقال قضى نحبه لانه فصل امره المختص به من دنياه(6/390)
قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)
والقضاء فصل الأمر قالَ هذا القتل مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ [از عمل كسى است كه شيطان او را اغوا كند نه عمل أمثال من] فاضيف العمل الى الشيطان لانه كان باغوائه ووسوسته وانما كان من عمله لانه لم يؤمر بقتل الكفار او لانه كان مأمونا فيهم فلم يكن له اغتيالهم ولا يقدح ذلك فى عصمته لكونه خطأ وانما عده من عمل الشيطان وسماه ظلما واستغفر منه جريا على سنن المقربين فى استعظام ما فرط منهم ولو كان من محقرات الصغائر وكان هذا قبل النبوة إِنَّهُ اى الشيطان عَدُوٌّ لابن آدم مُضِلٌّ مُبِينٌ ظاهر العداوة والإضلال قالَ توسيط قال بين كلاميه لابانة ما بينهما من المخالفة من حيث انه مناجاة ودعاء بخلاف الاول رَبِّ [اى پروردگار من] إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي بقتل القبطي بغير امر فَاغْفِرْ لِي ذنبى فَغَفَرَ لَهُ ربه ذلك لاستغفاره أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ اى المبالغ فى مغفرة ذنوب العباد ورحمتهم قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ اما قسم محذوف الجواب اى اقسم عليك بانعامك علىّ بالمغفرة لأتوبن فَلَنْ أَكُونَ بعد هذا ابدا ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ معينا لهم يقال ظاهرته اى قويت ظهره بكونى معه واما استعطاف اى بحق إحسانك علىّ اعصمني فلن أكون معينا لمن تؤدى معاونته الى الجرم وهو فعل يوجب قطيعة فاعله وأصله القطع قال ابن عطاء العارف بنعم الله من لا يوافق من خالف ولى نعمته والعارف بالمنعم من لا يخالفه فى حال من الأحوال انتهى وعن ابن عباس رضى الله عنهما انه لم يستثن فابتلى به اى بالعون للمجرمين مرة اخرى كما سيأتى يقول الفقير المراد بالمجرم هاهنا الجاني الكاسب فعلا مذموما فلا يلزم ان يكون الاسرائيلى كافرا كما دل عليه هذا من شيعته وقوله بالذي هو عدو لهما على ان بنى إسرائيل كانوا على دين يعقوب قبل موسى ولذا استذلهم فرعون بالعبودية ونحوها واما قول ابن عباس رضى الله عنهما عند قوله ظهيرا للمجرمين اى عونا للكافرين فيدل على ان اطلاق المجرم المطلق على المؤمن الفاسق من قبل التغليظ والتشديد ثم ان هذا الدعاء وهو قوله رب بما أنعمت علىّ إلخ حسن إذا وقع بين الناس اختلاف وفرقة فى دين او ملك او غيرهما وانما قال موسى هذا عند اقتتال الرجلين ودعا به ابن عمر رضى الله عنهما عند قتال على ومعاوية كذا فى كشف الاسرار ثم ان فى الآية اشارة الى ان المجرمين هم الذين أجرموا بان جاهدوا كفار صفات النفس بالطبع والهوى لا بالشرع والمتابعة كالفلاسفة والبراهمة والرهابين وغيرهم فجهادهم يكون من عمل الشيطان فَأَصْبَحَ دخل موسى فى الصباح فِي الْمَدِينَةِ وفيه اشارة الى ان دخول المدينة والقتل كانا بين العشاءين حين اشتغل الناس بانفسهم كما ذهب اليه البعض خائِفاً اى حال كونه خائفا على نفسه من آل فرعون يَتَرَقَّبُ يترصد طلب القود او الاخبار وما يقال فى حقه وهل عرف قاتله. والترقب انتظار المكروه وفى المفردات ترقب احترز راقبا اى حافظ وذلك اما لمراعاة رقبة المحفوظ واما لرفعه رقبته فَإِذَا للمفاجأة [پس ناكاه] الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ اى الاسرائيلى الذي طلب من موسى النصرة قبل هذا اليوم على دفع القبطي المقتول يَسْتَصْرِخُهُ الاستصراخ [فرياد رسيدن ميخواستن](6/391)
فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)
اى يستغيث موسى برفع الصوت من الصراخ وهو الصوت او شديده كما فى القاموس: وبالفارسية [باز فرياد ميكند ويارى ميطلبد بر قبطىء ديكر] قالَ لَهُ مُوسى اى للاسرائيلى المستنصر بالأمس المستغيث على الفرعون الآخر إِنَّكَ لَغَوِيٌّ [مرد كمراهى] وهو فعيل بمعنى الغاوي مُبِينٌ بين الغواية والضلالة لانك تسببت لقتل رجل وتقاتل آخر يعنى انى وقعت بالأمس فيما وقعت فيه بسببك فالآن تريد ان توقعنى فى ورطة اخرى فَلَمَّا أَنْ أَرادَ موسى أَنْ يَبْطِشَ البطش تناول الشيء بشدة بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما اى يأخذ بيد القبطي الذي هو عدو لموسى والاسرائيلى إذ لم يكن على دينهما ولان القبط كانوا اعداء بنى إسرائيل على الإطلاق قالَ ذلك الاسرائيلى ظانا ان موسى يريد ان يبطش به بناء على انه خاطبه بقوله انك لغوى مبين ورأى غضبه عليه او قال القبطي وكأنه توهم من قولهم انه الذي قتل القبطي بالأمس لهذا الاسرائيلى يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ يعنى القبطي المقتول إِنْ تُرِيدُ اى ما تريد إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وهو الذي يفعل ما يريده من الضرب والقتل ولا ينظر فى العواقب وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ بين الناس بالقول والفعل فتدفع التخاصم ولما قال هذا انتشر الحديث وارتقى الى فرعون وملئه وظهر ان القتل الواقع أمس صدر من موسى حيث لم يطلع على ذلك الا ذلك الاسرائيلى فهموا بقتل موسى فخرج مؤمن من آل فرعون وهو ابن عمه ليخبر موسى كما قال وَجاءَ رَجُلٌ وهو خربيل مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ من آخرها او جاء من آخرها: وبالفارسية [از دورتر جايى از شهر يعنى از باركاه فرعون كه بر يك كناره شهر بود] يقال قصوت عنه واقصيت أبعدت والقصي البعيد يَسْعى صفة رجل اى يسرع فى مشيه حتى وصل الى موسى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ اشراف قوم فرعون يَأْتَمِرُونَ بِكَ يتشاورون بسببك وانما سمى التشاور ائتمارا لان كلا من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ من المدينة إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فى امرى إياك بالخروج: وبالفارسية [از نيك خواهان ومهربانم] واللام للبيان كأنه قيل لك أقول هذه النصيحة وليس صلة للناصحين لان معمول الصلة لا يتقدم الموصول وهو اللام فى الناصح فَخَرَجَ مِنْها [پس بيرون رفت در همان دم از ان شهر بى زاد وراحله ورفيق] خائِفاً حال كونه خائفا على نفسه يَتَرَقَّبُ لحوق الطالبين والتعرض له فى الطريق: وبالفارسية [انتظار ميبرد كه كسى از پى او درآيد] قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ خلصنى منهم واحفظني من لحوقهم: وبالفارسية [كفت اى پروردگار من نجات ده مرا وباز رهان از كروه ستمكاران يعنى فرعون وكسان او] فاستجاب الله دعاءه ونجاه كما سيأتى قال بعض العارفين ان الله تعالى إذا أراد بعبده ان يكون له فردا أوقعه فى واقعة شنيعة ليفر من دون الله الى الله فلما فر اليه خائفا من الامتحان وجد جمال الرحمن وعلم ان جميع ما جرى عليه واسطة الوصول الى المراد: وفى المثنوى
يك جوانى بر زنى مجنون بدست ... روز شب بى خواب وبى خور آمدست «1»
بيدل وشوريده ومجنون ومست ... مى ندادش روزكار وصل دست
__________
(1) در اواخر دفتر سوم در بيان حكايت آن عاشق دراز هجران بسيار امتحان(6/392)
وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)
پس شكنجه كرد عشقش بر زمين ... خود چرا دارد ز أول عشق كين
عشق از أول چرا خونى بود ... تا كريزد هر كه بيرونى بود
چون فرستادى رسولى پيش زن ... آن رسول از رشك كردى راه زن
ور صبا را پيك كردى در وفا ... از غبارى تيره كشتى آن صبا
راههاى چاره را غيرت ببست ... لشكر انديشه را رايت شكست
خوشهاى فكرتش بى گاه شد ... شب روانرا رهنما چون ماه شد
جست از بيم عسس وشب بباغ ... يار خود را يافت چون شمع و چراغ «1»
بود اندر باغ آن صاحب جمال ... كز غمش اين در عنا بد هشت سال «2»
سايه او را نبود إمكان ديد ... همچوعنقا وصف او را مى شنيد
جز يكى لقيه كه أول از قضا ... بر وى افتاد وشد او را دلربا
چون درآمد خوش در ان باغ آن جوان ... خود فرو شد يا بكنجش ناكهان
مر عسس را ساخته يزدان سبب ... تا ز بيم او دود در باغ شب
كفت سازنده سبب را آن نفس ... اى خدا تو رحمتى كن بر عسس «3»
بهر اين كردى سبب اين كار را ... تا ندارم خار من يك خار را
پس يد مطلق نباشد در جهان ... بد بنسبت باشد اين را هم بدان «4»
زهر ماران مار را باشد حيات ... نسبتش با آدمي باشد ممات
خلق آبى را بود دريا چوباغ ... خلق خاكى را بود آن مرك وداغ
هر چهـ مكرر هست چون شد او دليل ... سوى محبوبت حبيب است وخليل
در حقيقت هر عدو داروى تست ... كيمياى نافع ودلجوى تست «5»
كه ازو اندر كريزى در خلا ... استعانت جويى از لطف خدا
در حقيقت دوست دانت دشمن اند ... كه ز حضرت دور ومشغولت كنند
فاذا اقبل العاشق من طريق الامتحان الى الحق خاف وترقب ان يلحقه أحد من اهل الضلال فيمنعه من الوصول اليه فانه لا ينفك عن الخوف مادام فى الطريق نسأل الله الوصول وهو خير مسئول وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ التوجه [روى باخيرى كردن] والتلقاء تفعال من لقيت وهو مصدر اتسع فيه فاستعمل ظرفا يقال جلس تلقاءه اى حذاءه ومقابلته. ومدين قرية شعيب عليه السلام على بحر القلزم سميت باسم مدين بن ابراهيم عليه السلام من امرأته قنطورا كان اتخذها لنفسه مسكنا فنسبت اليه ولم يكن فى سلطان فرعون وكان بينهما وبين مصر مسيرة ثمانية ايام كما بين الكوفة والبصرة. والمعنى لما جعل موسى وجهه نحو مدين وصار متوجها الى جانبها قالَ [با خود كفت] توكلا على الله وحسن ظن به وكان لا يعرف الطرق عَسى رَبِّي [شايد كه پروردگار من] أَنْ يَهْدِيَنِي [راه نمايد مرا] سَواءَ السَّبِيلِ وسطه ومستقيمه والسبيل من الطرق ما هو معتاد السلوك فظهر له ثلاث طرق فاخذ الوسطى وجاء الطلاب عقبيه فقالوا ان الفار لا يأخذ الطريق الوسط
__________
(1) در اواخر دفتر سوم در بيان يافتن عاشق معشوق را إلخ
(2، 4) در أوائل دفتر چهارم در بيان تمامى حكايت آن عاشق كه از عسس بگريخت إلخ
(3) در اواخر دفتر سوم در بيان يافتن عاشق معشوق را إلخ [.....]
(5) در أوائل دفتر چهارم در بيان حكايت آن واعظ كه در آغاز تذكير دعاى ظالمان كردى(6/393)
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)
خوفا على نفسه بل الطرفين فشرعوا فى الآخرين فلم يجده [پس موسى هشت شبانروز ميرفت وبى زاد وبى طعام پاى برهنه وشكم كرسنه ودر ان هشت روز نمى خورد مكر برك درختان تا رسيد بمدين سلمى. فرموده كه روى مبارك بناحيه مدين داشت اما دلش متوجه بحضرت ذو المدين بود ومسالك پيداى مدين را بهمراهى غم شوق لقا مى پيمود]
غمت تا يار من شد روى در راه عدم كردم ... خوشست آوارگى آنرا كه همراهى چنين باشد
قال بعضهم مدين اشارة الى عالم الأزل والابد فوجد موسى نسيم الحقيقة من جانبها لانه كان بها شعيب عليه السلام فتوجه إليها للمشاهدة واللقاء كما قال عليه السلام (انى لاجد نفس الرحمن من قبل اليمن) مخبرا عن وجدان نسيم الحق من روضة قلب اويس القرني رضى الله عنه ففى ارض الأولياء نفحات وفى لقائهم بركات وقال بعضهم [چون خواستند كه موسى كليم را لباس نبوت پوشند وبحضرت رسالت ومكالمت برند نخست او را در خم چوكان بيت نهادند تا در ان بارها وفتنها پخته كشت چنانكه رب العزة كفت] (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) اى طبخناك بالبلاء طبخا حتى صرت صافيا نقيا [از مصر بدر آمد ترسان در الله زاريد رب العالمين دعاى وى اجابت كرد واو را از بيم دشمن ايمن كرد سكينه بدل وى فرو آمد وساكن كشت با سر وى كفتند مترس خداوند كه ترا در طفوليت حجر فرعون كه لطمه بر روى وى ميزدى در حفظ وحمايت خود بداشت ودشمن نداد امروز همچنان در حفظ خود بدارد وبدشمن ندهد آنكه روى نهاد بر بيابان پر فتوح نه بقصد مدين اما رب العزة او را بمدين افكند سرى را در ان بقية بود شعيب پيغمبر خداى بود ومسكن بمدين داشت سائق تقدير موسى را بخدمت شعيب راند تا يافت بخدمت وصحبت او آنچهـ يافت خليل عليه السلام چون همه راهها بسته ديد دانست كه حضرت يكيست آواز بر آورد كه (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) الآية مرد مردانه نه آنست كه بر شاهراه سوارى كند كه راه كشاده بود مرد آنست كه در شب تاريك بر راه بى دليلى بسر كوى دوست شود] كما وقع لاكثر الأنبياء والأولياء المهاجرين الذاهبين الى الله تعالى: قال الحافظ
شب تاريك وبيم موج وكردابى چنين هائل ... كجا دانند حال ما سبكباران ساحلها
يقول الفقير المراد بقوله «شب تاريك» جلال الذات لان الليل اشارة الى عالم الذات وظلمة جلاله الغالب وبقوله «بيم موج» خوف صفات القهر والجلال وبقوله «كردابى چنين هائل» الامتحانات التي كدور البحر فى الإهلاك فهذا المصراع صفة اهل البداية والتوسط من ارباب الأحوال فانهم بسبب ما وقعوا فى بحر العشق لا يزالون يمتحنوا بالبلايا الهائلة الى ان يخرجوا الى ساحل البقاء والمراد بقوله «سبكباران ساحلها» الذين لم يحملوا الاماتة الكبرى وهى العشق فبقوا فى بر البشرية وهم العباد والزهاد فهم لكونهم اهل البر والبشرية والحجاب لا يعرفون احوال اهل البحر والملكية والمشاهدة فان بين الظاهر والباطن طريقا بعيدا وبين الباب والصدر فرقا كثيرا وبين المبتدأ والمنزل سيرا طويلا نسأل الله العشق وحالاته والوصول الى معانيه وحقائقه من ألفاظه ومقالاته وَلَمَّا وَرَدَ الورود إتيان الماء وضده الصدر وهو(6/394)
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)
الرجوع عنه وفى المفردات الورود أصله قصد الماء ثم يستعمل فى غيره. والمعنى ولما وصل موسى وجاء ماءَ مَدْيَنَ وهو بئر على طرف المدينة على ثلاثة أميال منها او اقل كانوا يسقون منها قال ابن عباس رضى الله عنهما ورده وانه ليترا آي خضرة البقل فى بطنه من الهزال وَجَدَ عَلَيْهِ اى جانب البئر وفوق شفيرها أُمَّةً مِنَ النَّاسِ جماعة كثيرة منهم يَسْقُونَ مواشيهم وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ فى مكان أسفل منهم امْرَأَتَيْنِ صفورياء وليا ابنتا يثرون ويثرون هو شعيب قاله السهيلي فى كتاب التعريف تَذُودانِ الذود الكف والطرد والدفع اى تمنعان اغنامهما عن التقدم الى البئر قال الكاشفى [از آنجا كه شفقت ذاتى انبيا مى باشد فرا پيش رفت وبطريق تلطف] قالَ عليه السلام ما خَطْبُكُما الخطب الأمر العظيم الذي يكثر فيه التخاطب اى ما شأنكما فيما أنتما عليه من التأخر والذود ولم لا تباشران السقي كدأب هؤلاء قال بعضهم كيف استجاز موسى ان يكلم امرأتين اجنبيتين والجواب كان آمنا على نفسه معصوما من الفتنة فلاجل علمه بالعصمة كلمهما كما يقال كان للرسول التزوج بامرأة من غير الشهود لان الشهود لصيانة العقد عن التجاحد وقد عصم الرسول من ان يجحد نكاحا او يجحد نكاحه دون غيره من افراد أمته قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ لاصدار [باز كردانيدن] والرعاء بالكسر جمع راع كقيام جمع قائم والرعي فى الأصل حفظ الحيوان اما بغذائه الحافظ لحياته او بذب العدو عنه والرعي بالكسر ما يرعاء والمرعى موضع الرعي ويسمى كل سائس لنفسه او لغيره راعيا وفى الحديث (كلكم مسئول عن رعيته) قيل الرعاء هم الذين يرعون المواشي والرعاة هم الذين يرعون الناس وهم الولاة. والمعنى عادتنا ان لا نسقى مواشينا حتى يصرف الرعاء: وبالفارسية [باز كردانند شبانان] مواشيهم بعد ريها ويرجعوا عجزا عن مساجلتهم وحذرا من مخالطة الرجال فاذا انصرفوا سقينا من فضل مواشيهم وحذف مفعول السقي والذود والإصدار لما ان الغرض هو بيان تلك الافعال أنفسها إذ هى التي دعت موسى الى ما صنع فى حقهما من المعروف فانه عليه السلام انما رحمهما لكونهما على الذياد والعجز والعفة وكونهم على السقي غير مبالين بما وما رحمهما لكون مذودهما غنما ومستقيهم ابلا مثلا وَأَبُونا وهو شعيب شَيْخٌ [پيرى است] كَبِيرٌ كبير السن او القدر والشرف لا يستطيع ان يخرج فيرسلنا للرعى والسقي اضطرارا ومن قال من المعاصرين فيه عبرة ان مواشى النبي لم يلتفت إليها فقد اتى بالعبرة لان الراعي لا يعرف ما النبي كما ان القروي فى زماننا لا يعرف ما شريعة النبي وقد جرت العادة على ان اهل الايمان من كل امة اقل فَسَقى لَهُما ماشيتهما رحمة عليهما وطلبا لوجه الله تعالى- روى- ان الرجال كانوا يضعون على رأس البئر حجرا لا يرفعه إلا سبعة رجال او عشرة او أربعون فرفعه وحده مع ما كان به من الوصب والجوع وجراحة القدم [ازينجا كفته اند كه هر پيغمبرى را بجهل مرد نيروى بود پيغمبر ما را بچهل پيغمبر نيرو بود] ولعله زاحمهم فى السقي لهما فوضعوا الحجر على البئر لتعجيزه عن ذلك وهو الذي يقتضيه سوق النظم الكريم ثُمَّ بعد فراغه تَوَلَّى جعل ظهره يلى ما كان يليه وجهه اى اعرض(6/395)
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)
وانصرف إِلَى الظِّلِّ هو ما لم يقع عليه شعاع الشمس وكان ظل سمرة هنالك فجلس فى ظلها من شدة الحر وهو جائع فَقالَ يا رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ اى أي شىء أنزلته الى مِنْ خَيْرٍ قليل او كثير وحمله الأكثرون على الطعام بمعونة المقام فَقِيرٌ محتاج سائل ولذلك عدى باللام وفيه اشارة الى ان السالك إذا بلغ عالم الروحانية لا ينبغى ان يقنع بما وجد من معارف ذلك العالم بل يكون طالبا للفيض الإلهي بلا واسطة قال بعضهم هذا موسى كليم الله لما كان طفلا فى حجر تربية الحق ما تجاوز جده بل قال رب إلخ فلما بلغ مبلغ الرجال ما رضى بطعام الأطفال بل قال أرني انظر إليك فكان غاية طلبه فى بدايته الطعام والشراب وفى نهايته رفع الحجاب ومشاهدة الأحباب قال ابن عطاء نظر من العبودية الى الربوبية فخشع وخضع وتكلم بلسان الافتقار لما ورد على سره من أنوار الربوبية فافتقاره افتقار العبد الى مولاه فى جميع أحواله لا افتقار سؤال وطلب انتهى وسئل سهل عن الفقير الصادق فقال لا يسأل ولا يرد ولا يحبس قال فارس قلت لبعض الفقراء مرة ورأيت عليه اثر الجوع والضر لم لا تسأل فيطعموك فقال أخاف ان اسألهم فيمنعونى فلا يفلحون ولما كان موسى عليه السلام جائعا سأل من الله ما يأكل ولم يسأل من الناس ففطنت الجاريتان فلما رجعتا الى أبيهما قبل الناس واغنامهما قفلت قال لهما ما أعجلكما قالتا وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقى لنا ثم تولى الى الظل فقال رب إلخ فقال أبوهما هذا رجل جائع فقال لاحداهما اذهبي فادعيه لنا فَجاءَتْهُ إِحْداهُما عقيب ما رجعتا الى أبيهما وهى الكبرى واسمها صفورياء فان قلت كيف جاز لشعيب إرسال ابنته لطلب اجنبى قلت لانه لم يكن له من الرجال من يقوم بامره ولانه ثبت عنده صلاح موسى وعفته بقرينة الحال وبنور الوحى تَمْشِي حال من فاعل جاءته عَلَى اسْتِحْياءٍ ما هو عادة الابكار. والاستحياء [شرم داشتن] قال ابو بكر ابن طاهر لتمام إيمانها وشرف عنصرها وكريم نسبها أتته على استحياء وفى الحديث (الحياء من الايمان) اى شعبة منه قال أعرابي لا يزال الوجه كريما ما غلب حياؤه ولا يزال الغصن نضيرا ما بقي لحاؤه قالَتْ استئناف بيانى إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ ليكافئك أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا جزاء سقيك لنا [موسى بجهت زيارت شعيب وتقريب آشنايى با وى اجابت كردند نه براى طمع] ولانه كان بين الجبال خائفا مستوحشا فاجابها فانطلقا وهى امامه فالزقت الريح ثوبها بجسدها فوصفته او كشفته عن ساقيها فقال لها امشى خلفى وانعتى الىّ الطريق فتأخرت وكانت تقول عن يمينك وشمالك وقد أمك حتى أتيا دار شعيب فبادرت المرأة الى أبيها وأخبرته فاذن له فى الدخول وشعيب يومئذ شيخ كبير وقد كف بصره فسلم موسى فرد عليه السلام وعانقه ثم أجلسه بين يديه وقدم اليه طعاما فامتنع منه وقال أخاف ان يكون هذا عوضا لما سقيته وانا اهل بيت لا نبيع ديننا بالدنيا لانه كان من بيت النبوة من أولاد يعقوب فقال شعيب لا والله يا شاب ولكن هذه عادتنا مع كل من ينزل بنا فتناول هذا وان من فعل معروفا فاهدى اليه شىء لم يحرم اخذه فَلَمَّا جاءَهُ [پس آن هنكام آمد موسى نزديك شعيب] وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ أخبره بما جرى عليه من الخبر المقصوص فانه مصدر سمى به(6/396)
قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)
المفعول كالعلل قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ اى فرعون وقومه فانه لا سلطان له بأرضنا ولسنا فى مملكته وفيه اشارة الى ان القلب مهما يكون فى مقامه يخاف عليه ان يصيبه آفات النفس وظلم صفاتها فاذا وصل بالسر الى مقام الروح فقد نجا من ظلمات النفس وظلم صفاتها ألا ترى ان السلطان مادام فى دار الحرب فهو على خوف من الأعداء فاذا دخل حد الإسلام زال ذلك: وفيه اشارة الى ان من وقع فى الخوف يقال له لا تخف كما ان من وقع فى الامن يقال له خف: وفى المثنوى
لا تخافوا هست نزل خائفان ... هست در خور از براى خائف آن «1»
هر كه ترسد مرو را ايمن كنند ... مر دل ترسنده را ساكن كنند
آنكه خوفش نيست چون كويى مترس ... درس چهـ دهى نيست او محتاج درس
قال اويس القرني رضى الله عنه كن فى امر الله كأنك قتلت الناس كلهم يعنى خائفا مغموما قال شعيب بن حرب كنت إذا نظرت الى الثوري فكأنه رجل فى ارض مسبعة خائف الدهر كله وإذا نظرت الى عبد العزيز بن ابى داود فكأنه يطلع الى القيامة من الكوة. ثم ان موسى قد تربى عند فرعون بالنعمة الظاهرة ولما هاجر الى الله وقاسى مشاق السفر والغربة عوضه الله عند شعيب النعمة الظاهرة والباطنة: قيل
سافر تجد عوضا عمن تفارقه ... وانصب فان اكتساب المجد فى النصب
فالاسد لولا فراق الخيس ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب
وقيل
بلاد الله واسعة فضاء ... ورزق الله فى الدنيا فسيح
فقل للقاعدين على هوان ... إذا ضاقت بكم ارض فسيحوا
قال الشيخ سعدى قدس سره
سعديا حب وطن كر چهـ حديث است صحيح ... نتوان مرد بسختى كه من اينجا زادم
ألا ترى ان موسى عليه السلام ولد بمصر ولما ضاقت به هاجر الى ارض مدين فوجد السعة مطلقا فالكامل لا يكون زمانيا ولا مكانيا بل يسيح الى حيث امر الله تعالى من غير لىّ العنق الى ورائه ولو كان وطنه فان الله تعالى إذا كان مع المرء فالغربة له وطن والمضيق له وسيع: وفى المثنوى
هر كجا باشد شه ما را بساط ... هست صحرا كر بود سم الخياط «2»
هر كجا يوسف رضى باشد چوماه ... جنت است آن كر چهـ باشد قعر چاه
قالَتْ إِحْداهُما وهى الكبرى التي استدعته الى أبيها وهى التي زوجها موسى يا أَبَتِ [اى پدر من] اسْتَأْجِرْهُ اى اتخذ موسى أجير الرعي الغنم والقيام بامرها إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ اللام للجنس لا للعهد فيكون موسى مندرجا تحته. والقوى بالفارسية [توانا] . والامين [استوار تعريض است بآنكه موسى را قوت وامانت هست]- روى- ان شعيبا قال لها وما أعلمك بقوته وأمانته فذكرت له ما شاهدت منه من إقلال الحجر عن رأس البئر ونزع الدلو الكبير وانه خفض رأسه عند
__________
(1) در اواسط دفتر يكم در بيان يافتن رسول قيصر عمرا إلخ
(2) در اواخر دفتر رسوم در بيان پرسيدن معشوقى از عاشق إلخ(6/397)
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28) فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)
الدعوة ولم ينظر الى وجهها تورعا حتى بلغته رسالته وانه أمرها بالمشي خلفه فخصت هاتين الخصلتين بالذكر لانها كانت تحتاج إليهما من ذلك الوقت اما القوة فلسقى الماء واما الامانة فلحفظ البصر وصيانة النفس عنها كما قال يوسف عليه السلام (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) لان الحفظ والعلم كان محتاجا إليهما اما الحفظ فلاجل ما فى خزانة الملك واما العلم فلمعرفة ضبط الدخل والخرج وكان شريح لا يفسر شيأ من القرآن الا ثلاث آيات. الاولى (الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ) قال الزوج. والثانية (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) قال الحكمة الفقه والعلم وفصل الخطاب البينة والايمان. والثالثة (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) كما فسرت برفع الحجر وغض البصر قالَ شعيب لموسى عليه السلام بعد الاطلاع على قوته وأمانته إِنِّي أُرِيدُ [من ميخواهم] أَنْ أُنْكِحَكَ [آنكه زنى بتو دهم] إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ [يكى را ازين دو دختران] وهى صفورياء التي قال فيها (اذ قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا) عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي حال من المفعول فى أنكحك يقال أجرته إذا كنت له أجيرا كقولك أبوته إذا كنت له أبا كما فى الكشاف. والمعنى حال كونك مشروطا عليك او واجبا ان تكون لى أجيرا ثَمانِيَ حِجَجٍ فى هذه المدة فهو ظرف جمع حجة بالكسر بمعنى السنة وهذا شرط للاب وليس بصداق لقوله تأجرنى دون تأجرها ويجوز ان يكون النكاح جائزا فى تلك الشريعة بشرط ان يكون منعقد العمل فى المدة المعلومة لولى المرأة كما يجوز فى شريعتنا بشرط رعى غنمها فى مدة معلومة [ودر عين المعاني آورده كه در شرائع متقدمه مهر اختران مر پدر را بوده وايشان مى كرفته اند ودر شريعت ما منسوخ شده بدين حكم (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً) وآنكه جر منافع مهر تواند بود ممنوع است نزد امام أعظم بخلاف امام شافعى] واعلم ان المهر لا بد وان يكون مالا متقوما اى فى شريعتنا لقوله تعالى (أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ) وان يكون مسلما الى المرأة لقوله تعالى (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ) فلو تزوجها على تعليم القرآن او خدمته لها سنة يصح النكاح ولكن يصار الى مهر المثل لعدم تقوم التعليم والخدمة هذا ان كان الزوج حرا وان كان عبدا فلها الخدمة فان خدمة العبد ابتغاء بالمال لتضمنها تسليم رقبته ولا كذلك الحر فالآية سواء حملت على الصداق او على الشرط فناظرة الى شريعة شعيب فان الصداق فى شريعتنا للمرأة لا للاب والشرط وان جاز عند الشافعي لكنه لكونه جرا لمنفعة المهر ممنوع عند امامنا الأعظم رحمه الله وقال بعضهم ما حكى عنهما بيان لما عز ما عليه واتفقا على إيقاعه من غير تعرض لبيان موجب العقدين فى تلك الشريعة تفصيلا فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً اى عشر سنين فى الخدمة والعمل فَمِنْ عِنْدِكَ اى فاتمامها من عندك تفضلا لا من عندى إلزاما عليك وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ [ونمى خواهم آنكه رنج نهم بر تن تو بالزام تمام ده سال يا بمناقشه در مراعات اوقات واستيفاى اعمال يعنى ترا كارى فرمايم بر وجهى كه آسان باشد ودر رنج نيفتى] واشتقاق المشقة من الشق فان ما يصعب عليك يشق اعتقادك فى اطاقته ويوزع رأيك فى مزاولته قال بعض العرفاء رأى شعيب بنور النبوة انه يبلغ الى درجة الكمال فى ثمانى حجج ولا يحتاج الى التربية بعد ذلك ورأى ان(6/398)
قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)
كمال الكمال فى عشر حجج لانه رأى ان بعد العشر لا يبقى مقام الارادة ويكون بعد ذلك مقام الاستقلال والاستقامة ولا يحتمل مؤنة الارادة بعد ذلك لذلك قال انى أريد إلخ وما أريد إلخ يقول الفقير اقتضى هذا التأويل ان عمر موسى وقتئذ كان ثلاثين لانه لما أتم العشر عاد الى مصر فاستنبئ فى الطريق وقد سبق ان استنباءه كان فى بلوغ الأربعين وهذه سنة لاهل الفناء فى كل عصر وعند ما يمضى ثمان وثلاثون او أربعون من سن السلوك يكمل الفناء والبقاء وينفد الرزق فافهم سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ فى حسن المعاملة ولين الجانب والوفاء بالعهد ومراده بالاستثناء التبرك به وتفويض الأمر الى توفيقه لا تعليق صلاحه بمشيئته تعالى وفى الحديث (بكى شعيب النبي عليه السلام من حب الله حتى عمى فرد الله عليه بصره واوحى الله اليه يا شعيب ما هذا البكاء أشوقا الى الجنة أم خوفا من النار فقال الهى وسيدى أنت تعلم انى ما ابكى شوقا الى جنتك ولا خوفا من النار ولكن اعتقدت حبك بقلبي فاذا نظرت إليك فما أبالي ما الذي تصنع بي فاوحى الله اليه يا شعيب ان يكن ذلك حقا فهنيئا لك لقائى يا شعيب لذلك اخدمتك موسى بن عمران كليمى) اعلم ان فى فرار موسى من فرعون الى شعيب اشارة الى انه ينبغى لطالب الحق ان يسافر من مقام النفس الامارة الى عالم القلب ويفر من سوء قرين كفرعون الى خير قرين كشعيب ويخدم المرشد بالصدق والثبات- روى- ان ابراهيم بن أدهم كان يحمل الحطب سبع عشرة سنة وفى قوله (عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ) اشارة الى طريق الصوفية وان استخدامهم للمريدين من سنن الأنبياء عليهم السلام: قال الحافظ
شبان وادي ايمن كهى رسد بمراد ... كه چند سال بجان خدمت شعيب كند
قالَ موسى ذلِكَ الذي قلته وعاهدتنى فيه وشارطتنى عليه قائم وثابت بَيْنِي وَبَيْنَكَ جميعا لا انا اخرج عما شرطت علىّ ولا أنت تخرج عما شرطت على نفسك أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ اى شرطية منصوبة بقضيت وما زائدة مؤكدة لابهام اى فى شياعها والاجل مدة الشيء. والمعنى أكثرهما او اقصرهما وفيتك بأداء الخدمة فيه: وبالفارسية [هر كدام ازين دو مدت كه هشت ساله وده سالست بگذارم وبيابان رسانم] وجواب الشرطية قوله فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ لا تعدى ولا تجاوز بطلب الزيادة فكما لا أطالب بالزيادة على العشر لا أطالب بالزيادة على الثماني او أيما الأجلين قضيت فلا اثم علىّ يعنى كما لا اثم علىّ فى قضاء الأكثر كذا لا اثم علىّ فى قضاء الأقصر وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ من الشروط الجارية بيننا وَكِيلٌ شاهد وحفيظ فلا سبيل لاحد منا الى الخروج عنه أصلا. فجمع شعيب المؤمنين من اهل مدين وزوجه ابنته صفوريا ودخل موسى البيت واقام يرعى غنم شعيب عشر سنين كما فى فتح الرحمن- روى- انه لما أتم العقد قال شعيب لموسى ادخل ذلك البيت فخذ عصا من تلك العصىّ وكانت عنده عصى الأنبياء فاخذ عصا هبط بها آدم من الجنة ولم يزل الأنبياء يتوارثونها حتى وصلت الى شعيب فمسها وكان مكفوفا فلم يرضها له خوفا من ان لا يكون أهلا لها وقال غيرها فما وقع فى يده الاهى سبع مرات فعلم ان لموسى شأنا وحين خرج للرعى قال له شعيب إذا بلغت مفرق الطريق فلا تأخذ(6/399)
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)
عن يمينك فان الكلأ وان كان بها اكثر الا ان فيها تنينا أخشى منه عليك وعلى الغنم فاخذت الغنم ذات اليمين ولم يقدر على كفها ومشى على اثرها فاذا عشب وريف لم ير مثله فنام فاذا بالتنين قد اقبل فحاربته العصا حتى قتلته وعادت الى جنب موسى دامية فلما ابصر هادامية والتنين مقتولا سر ولما رجع الى شعيب أخبره بالشأن ففرح شعيب وعلم ان لموسى والعصا شأنا وقال انى وهبت لك من نتاج غنمى هذا العام كل ادرع ودرعاء والدرع بياض فى صدور الشاء ونحورها وسواد فى الفخذ وهى درعاء كما فى القاموس. فاوحى الله اليه فى المنام ان اضرب بعصاك الماء الذي هو فى مستقى الأغنام ففعل ثم سقى فما اخطأت واحدة الا وضعت ادرع ودرعاء فعلم شعيب ان ذلك رزق ساقه الله تعالى الى موسى وامرأته فوفى له بالشرط وسلم اليه الأغنام قال ابو الليث مثل هذا الشرط فى شريعتنا غير واجب الا ان الوعد من الأنبياء واجب فوفاه بوعده انتهى: وفى المثنوى
جرعه بر خاك وفا آنكس كه ريخت ... كى تواند صيد دولت زو كريخت «1»
پس پيمبر كفت بهر اين طريق ... باوفاتر از عمل نبود رفيق «2»
كر بود نيكو ابد يارت شود ... ور بود بد در لحد بارت شود
فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ الفاء فصيحة اى فعقد العقدين وباشر ما التزمه فلما أتم الاجل المشروط بينهما وفرغ منه روى انه قضى ابعد الأجلين وهى عشر سنين: يعنى [ده سال شبانى كرد پس او را آرزوى وطن خاست] فبكى شعيب وقال يا موسى كيف تخرج عنى وقد ضعفت وكبرت فقال له قد طالت غيبتى عن أمي وخالتى وهارون أخي وأختي فى مملكة فرعون فقام شعيب وبسط يديه وقال يا رب بحرمة ابراهيم الخليل وإسماعيل الصفي وإسحاق الذبيح ويعقوب الكظيم ويوسف الصديق رد قوتى وبصرى فامن موسى على دعائه فرد الله عليه بصره وقوته ثم أوصاه بابنته وَسارَ موسى بإذن شعيب نحو مصر والسير المضي فى الأرض بِأَهْلِهِ بامرأته صفوريا وولده فانها ولدت منه قبل السير كما فى كشف الاسرار وقال الكاشفى [وببرد كسان خود را] فالباء على هذا للتعدية قال ابن عطاء لما تم له أجل المحبة ودنت ايام القربة والزلفة واظهار أنوار النبوة عليه سار باهله ليشترك معه فى لطائف الصنع قال فى كشف الاسرار [نماز پيشين فراره بود همى رفت تا شب درآمد] وكان فى البرية والليلة مظلمة باردة فضرب خيمته على الوادي وادخل اهله فيها وهطلت السماء بالمطر والثلج [وأغنام از برف وباد ودمه متفرق شده يعنى أغنام كه او را شعيب داده بود] وقد كان ساقها معه وكانت امرأته حاملا فاخذها الطلق فاراد ان يقدح فلم يظهر له نار فاغتم لذلك فحينئذ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً اى ابصر من الجهة التي تلى الطور نارا يقال جانب الحائط للجهة التي تلى الجنب والطور اسم جبل مخصوص والنار يقال للهب الذي يبدو للحاسة وللحرارة المجردة ولنار جهنم قال بعضهم ابصر نارا دالة على الأنوار لانه رأى النور على هيئة النار لكون مطلبه النار والإنسان يميل الى الأشياء المعهودة المأنوسة ولا تخلو النار من الاستئناس خاصة فى الشتاء وكان شتاء تجلى الحق بالنور فى لباس النار على حسب
__________
(1) در أوائل دفتر پنجم در بيان تفسير آيه الا الذين آمنوا إلخ
(2) در أوائل دفتر پنجم در بيان معنى حديث شريف لا بد من قرين إلخ(6/400)
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)
ارادة موسى وهذه سنته تعالى ألا ترى الى جبريل انه علم ان النبي عليه السلام أحب دحية فكان اكثر مجيئه اليه على صورة دحية قالَ موسى لِأَهْلِهِ امْكُثُوا المكث ثبات مع انتظار اى قفوا مكانكم واثبتوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي [شايد كه من] آتِيكُمْ [بيارم از براى شما] مِنْها [از ان آتش] بِخَبَرٍ [پيامى يعنى از نزد كسانى كه بر سر آن آتش اند بيارم خبر طريق كه راه مصر از كدام طرفست] وقد كانوا ضلوه أَوْ جَذْوَةٍ عود غليظ سواء كانت فى رأسه نار اولا ولذلك بين بقوله مِنَ النَّارِ وفى المفردات الجذوة التي يبقى من الحطب بعد الالتهاب وفى التأويلات النجمية تشير الآية الى التجريد فى الظاهر والى التفريد فى الباطن فان السالك لا بد له فى السلوك من تجريد الظاهر عن الأهل والمال وخروجه عن الدنيا بالكلية فقد قيل المكاتب عبد ما بقي عليه درهم ثم من تفريد الباطن عن تعلقات الكونين فبقدر تفرده عن التعلقات يشاهد شواهد التوحيد فاول ما يبدو له فى صورة شعلة النار كما كان لموسى والكوكب كما كان لابراهيم عليهما السلام ومن جملتها اللوامع والطوالع والسواطع والشموس والأقمار الى ان يتجلى نور الربوبية عن مطلع الالوهية لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ الاصطلاء [كرم شدن بآتش] قال فى كشف الاسرار الاصطلاء التدفؤ بالصلاء وهو النار بفتح الصاد وكسرها فالفتح بالقصر والكسر بالمد وفى التأويلات النجمية يشير الى ان أوصاف الانسانية جامدة من برودة الطبيعة لا تتسخن الا بجذوة نار المحبة بل نار الجذبة الالهية: قال الكمال الخجندي
بچشم اهل نظر كم بود ز پروانه ... دلى كه سوخته آتش محبت نيست
فترك موسى اهله فى البرية وذهب فَلَمَّا أَتاها اى النار التي آنسها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ اى أتاه النداء من الشاطئ الايمن بالنسبة الى موسى فالايمن مجرور صفة لشاطئ والشاطئ الجانب والشط وهو شفير الوادي والوادي فى الأصل الموضع الذي يسيل فيه الماء ومنه سمى المفرج بين الجبلين واديا فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ متصل بالشاطئ او صلة لنودى والبقعة قطعة من الأرض لا شجر فيها وصفت بكونها مباركة لانه حصل فيها ابتداء الرسالة وتكليم الله إياه وهكذا محال تجليات الأولياء قدس الله أسرارهم مِنَ الشَّجَرَةِ بدل اشتمال من شاطئ لانها كانت ثابتة على الشاطئ وبقيت الى عهد هذه الامة كما فى كشف الاسرار وكانت عنابا او سمرة او سدرة او زيتونا او عوسجا والعوسج إذا عظم يقال له الغرقد بالغين المعجمة وفى الحديث (انها شجرة اليهود ولا تنطق) يعنى إذا نزل عيسى وقتل اليهود فلا يختفى منهم أحد تحت شجرة الا نطقت وقالت يا مسلم هذا يهودى فاقتله الا الغرقد فانه من شجرهم فلا ينطق كما فى التعريف والاعلام للامام السهيلي أَنْ مفسرة اى اى يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ اى انا الله الذي ناديتك ودعوتك باسمك وانا رب الخلائق أجمعين وهذا أول كلامه لموسى وهو وان خالف لفظا لما فى طه والنمل لكنه موافق له فى المعنى المقصود قال الكاشفى [موسى در درخت نكاه كرد آتشى سفيد بى دود(6/401)
ديد وبدل فرو نكريست شعله شوق لقاى حضرة معبود مشاهده نمود از شهود اين در آتش نزديك بود كه شمع وجودش بتمام سوخته كردد
هست در من آتش روشن نميدانم كه چيست ... اين قدر دانم كه همچون شمع مى كاهم دكر
موسى عليه السلام از نداى (أَنْ يا مُوسى) سوخته عشق وكداخته شوق شده در پيش درخت بايستاد وآن ندا در مضمون داشت كه (إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) قال فى كشف الاسرار موسى زير آن درخت متلاشى صفات وفانى ذات كشت وهمكى وى سمع شده وندا آمد پس خلعت قربت پوشيد شراب الفت نوشيد صدر وصلت ديد ريحان رحمت بوييد]
اى عاشق دلسوخته اندوه مدار ... روزى بمراد عاشقان كردد كار
قال بعضهم لما وصل موسى الى الشجرة ذهبت النار وبقي النور ونام موسى عن موسى فنودى من شجرة الذات بأصوات الصفات وصار الجبل من تأثير التجلي والكلام عقيقا وغشى عليه فارسل الله اليه الملائكة حتى روحوه بمراوح الانس وقالوا له يا موسى تعبت فاسترح يا موسى قد باخت فلا تبرح جئت على قدر يا موسى: يعنى [مقدر بود كه حق سبحانه با تو سخن كند] وكان هذا فى ابتداء الأمر والمبتدأ مرفوق به. وفى المرة الاخرى خر موسى
صعقا فكان يصعق والملائكة تقول له يا ابن النساء الحيض مثلك من يسأل الرؤية يا ليت لو تعلم الملائكة اين موسى هناك لم يعيروه فان موسى كان فى أول الحال مريدا طالبا وفى الآخر مرادا مطلوبا طلبه الحق واصطفاه لنفسه قيل شتان بين شجرة موسى وبين شجرة آدم عندها طهرت محنة وفتنة وعند شجرة موسى افتتحت نبوة ورسالة يا صاحبى لو يعلم قائل هذا القول حقيقة شجرة آدم لم يقل مثل هذا فى حق آدم فان شجرة آدم اشارة الى شجرة الربوبية ولذا قال (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) فان آدم إذ كان متصفا بصفات الحق أراد العيشة بحقيقتها فنهاه الحق عنها وقال هذا شىء لم يكن لك فان حقيقة الازلية ممتنعه من الاتحاد بالمحدثية هكذا قال ولكن اظهر أزليته من الشجرة وسكر آدم ولم يصبر عن تناولها فاكل منها حبة الربوبية فكبر حاله فى الحضرة ولم يطق فى الجنة حملها فاهبط منها الى معدن العشاق ومقر المشتاق فشجرة آدم شجرة الاسرار وشجرة موسى شجرة الأنوار فالانوار للابرار والاسرار للاخيار قال بعض الكبار إذا جاز ظهور التجلي من الشجرة وكذا الكلام من غير كيف ولا جهة فاولى ان يجوز ذلك من الشجرة الانسانية ولذا قسموا التوحيد الى ثلاث مراتب. مرتبة لا اله الا هو.
ومرتبة لا اله الا أنت. ومرتبة لا اله الا انا والمتكلم فى الحقيقة هو الحق تعالى بكلام قديم ازلى فان شئت الذوق فارجع الى الوجدان ان كنت من اهله والا فعليك بالايمان فان الكلام اما مع الوجدان او مع اهل الايمان فسلام على المصطفين الأخيار والمؤمنين الأبرار اللهم أرنا الأشياء كما هى وانما الكون خيال وهو الحق فى الحقيقة فلا موجود الا هو كما لا مشهود الا هو فاعرف يا مسكين تغنم: قال الشيخ سعدى عن لسان العاشق
مرا با وجود تو هستى نماند ... بياد توام خود پرستى نماند
كرم جرم بينى مكن عيب من ... تويى سر برآورده از جيب من(6/402)
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35)
وقال
سمندرنه كرد آتش مكرد ... كه مردانكى بايد آنكه نبرد
وهو اشارة الى من ليس حاله كحال موسى نسأل الله الوقوع فى نار العشق والوصول الى سر الفناء الكلى (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ) عطف على ان يا موسى وكلاهما مفسر لنودى اى ونودى ان الق واطرح من يدك عصاك فالقاها فصارت حية فاهتزت فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ اى تتحرك تحركا شديدا كَأَنَّها جَانٌّ فى سرعة الحركة او فى الهيئة والجثة فانها انما كانت ثعبانا عند فرعون والجان حية كحلاء العين لا تؤذى كثيرة فى الدور وَلَّى مُدْبِراً اعرض حال كونه منهزما من الخوف وَلَمْ يُعَقِّبْ اى لم يرجع قال الخليل عقب اى رجع على عقبه وهو مؤخر القدم فنودى يا مُوسى أَقْبِلْ [پيش آي] وَلا تَخَفْ [ومترس ازين مار] إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ من المخاوف فانه لا يخاف لدى المرسلون كما سبق فى النمل فان قلت ما الفائدة فى القائها قلت ان يألفها ولا يخافها عند فرعون إذا ناظره بقلب العصا وغيره من المعجزات كما فى الاسئلة المقحمة وفيه اشارة الى إلقاء كل متوكأ غير الله فمن اتكأ على الله أمن ومن اتكأ على غيره وقع فى الخوف قال فى كشف الاسرار [جاى ديكر كفت خذها ولا تخف يا موسى عصا مى دار ومهر عصا در دل مدار وآنرا پناه خود مكير از روى اشارت بدنيا دار ميكويد دنيا ميدار ومهر دنيا در دل مدار وآنرا پناه خود مساز] (حب الدنيا رأس كل خطيئة) ويقال شتان بين نبينا صلى الله عليه وسلم وبين موسى عليه السلام موسى رجع من سماع الخطاب واتى بثعبان سلطه على عدوه ونبينا عليه السلام اسرى به الى محل الدنو فاوحى اليه ما اوحى ورجع واتى لامته بالصلاة التي هى المناجاة فقيل له السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته فقال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ أدخلها فى مدرعتك وهى ثوب من صوف يلبس بدل القميص ولا يكون له كم بل ينتهى كمه عند المرفقين: وبالفارسية [در آر دست خود را در كريبان جامه خود] تَخْرُجْ بَيْضاءَ اى حال كونها مشرقة مضيئة لها شعاع كشعاع الشمس مِنْ غَيْرِ سُوءٍ عيب كالبرص: يعنى [سفيدىء او مكروه منفر نباشد چون بياض برص] وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ جناح الإنسان عضده ويقال اليد كلها جناح اى يديك المبسوطتين تتقى بهما الحية كالخائف الفزع بإدخال اليمنى تحت عضد اليسرى وبالعكس او بادخالهما فى الجيب فيكون تكريرا لاسلك يدك لغرض آخر وهو ان يكون ذلك فى وجه العدو اظهار جرأة ومبدأ لظهور معجزة ويجوز ان يكون المراد بالضم التجلد والثبات عند انقلاب العصا حية استعارة من حال الطائر فانه إذا خاف نشر جناحيه وإذا أمن واطمأن ضمهما اليه فعلى هذا يكون تتميما لمعنى انك من الآمنين لا تكريرا لا سلك يدك مِنَ الرَّهْبِ الرهب مخافة مع تحزن واضطراب اى من أجل الرهب اى إذا عراك الخوف فافعل ذلك تجلدا او ضبطا لنفسك فَذانِكَ اشارة الى العصا واليد بُرْهانانِ حجتان نيرتان ومعجزتان باهرتان وبرهان فعلان من قولهم ابره الرجل إذا جاء بالبرهان او من قولهم بره الرجل إذا(6/403)
قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35)
ابيض ويقال برهاء وبرهة للمرأة البيضاء ونظيره تسمية الحجة سلطانا من السليط وهو الزيت لانارتها وقيل هو فعلال لقولهم برهن مِنْ رَبِّكَ صفة لبرهانان اى كائنان منه تعالى واصلان إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ ومنتهيان إليهم إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ خارجين عن حدود الظلم والعدوان فكانوا أحقاء بان نرسلك إليهم بهاتين المعجزتين قالَ موسى رَبِّ [اى پروردگار من] إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ اى من القوم وهم القبط نَفْساً وهو فاتون خباز فرعون فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ بمقابلتها وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً اطلق لسانا بالبيان وكان فى لسان موسى عقدة من قبل الجمرة التي تناولها وأدخلها فاه تمنعه عن إعطاء البيان حقه ولذلك قال فرعون ولا يكاد يبين قال بعض العارفين مقام الفصاحة هو مقام الصحو والتمكين الذي يقدر صاحبه ان يخبر عن الحق وأسراره بعبارة لا تكون ثقيلة فى موازين العلم وهذا حال نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم حيث قال (انا افصح العرب: وبعثت بجوامع الكلم) وهذه قدرة قادرية اتصف بها العارف المتمكن الذي بلغ مشاهدة الخاص ومخاطبة الخواص وكان موسى عليه السلام فى محل السكر فى ذلك الوقت ولم يطق ان يعبر عن حاله كما كان لان كلامه لو خرج على وزان حال يكون على نعوت الشطح عظيما فى آذان الخلق وكلام السكران ربما يفتتن به الخلق ولذلك سأل مقام الصحو والتمكين بقوله (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) لان كلامه من بحر المكافحة فى المواجهة الخاصة التي كان مخصوصا بها دونه بخلاف هارون إذ لم يكن كليما فحاله مع الناس أسهل من حال موسى فَأَرْسِلْهُ الى فرعون وقومه مَعِي حال كونه رِدْءاً اى معينا وهو فى اصل اسم ما يعان به كالدفئ واستعمل هنا صفة بدليل كونه حالا يُصَدِّقُنِي بالرفع صفة ردئا اى مصدقا لى بتلخيص الحق وتقرير الحجة وتوضيحها وتزييف الشبهة وابطالها لا بان يقول له صدقت او للجماعة صدقوه يؤيد ذلك قوله (هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً) لان ذلك يقدر عليه الفصيح وغيره كما فى فتح الرحمن إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ اى يردوا كلامى ولا يقبلوا منى دعوتى ولسانى لا يطاوعنى عند المحاجة وفيه اشارة الى ان من خاصية نمرود وفرعون النفس تكذيب الناطق بالحق ومن خصوصية هارون العقل تصديق الناطق بالحق قالَ الله تعالى سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ العضد ما بين المرفق والكتف: وبالفارسية [بازو] اى سنقويك به لان الإنسان يقوى بأخيه كقوة اليد بعضدها: وبالفارسية [زود باشد كه سخت كنم بازوى ترا يعنى بيفزايم نيروى ترا برادر تو] وكان هارون يومئذ بمصر وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً اى تسلطا وغلبة قال جعفر هيبة فى قلوب الأعداء ومحبة فى قلوب الأولياء وقال ابن عطاء سياسية الخلافة مع اخلاق النبوة فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما باستيلاء او محاجة بِآياتِنا متعلق بمحذوف صرح به فى مواضع اخرى اى اذهبا بآياتنا او بنجعل اى نسلطكما بآياتنا وهى المعجزات او بمعنى لا يصلون اى تمتنعان منهم بآياتنا فلا يصلون اليكما بقتل ولا سوء كما فى فتح الرحمن أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ اى لكما ولأتباعكما الغلبة على فرعون وقومه [زيرا كه رايات آيات ما عالى است وامداد اعانت مر أوليا را] متواتر ومتوالى والله الغالب والمتعالي(6/404)
فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)
قال فى كشف الاسرار [چون اين مناجات تمام شد رب العالمين او را باز كردانيد. خلافست ميان علما كه موسى آنكه پيش عيال باز شد يا هم از آنجا بمصر رفت سوى فرعون. قومى كفتند هم از آنجا سوى مصر شد واهل وعيال را در ان بيابان بگذاشت سى روز در ان بيابان ميان مدين ومصر بماندند تنها دختر شعيب بود وفرزند موسى وآن كوسفندان آخر بعد از سى روز شبانى بايشان بگذشت دختر شعيب را ديد واو را بشناخت دل تنك واندوهگين نشسته ومى كريد آن شبان ايشانرا در پيش كاد وبا مدين برد پيش شعيب. وقومى كفتند موسى چون از مناجات فارغ شد همان شب بنزديك اهل وعيال باز رفت عيال وى او را كفت آتش آوردى موسى او را كفت من بطلب آتش شدم نور آوردم و پيغمبرى وكرامت خداوند جل جلاله آنكه برخاستند وروى بمصر نهادند چون بدر شهر مصر رسيدند وقت شبانكاه بود برادر وخواهر اما پدرش رفته بود از دنيا موسى بدر سراى رسيد نماز شام بود وايشان طعام در پيش نهاده بودند وميخوردند موسى آواز داد كه من يكى غريبم مرا امشب سپنج دهيد بقربت اندر مادر كفت مر هارونرا كه اين غريب را سپنج بايد داد تا مگ ر كسى بغربت اندر پسر را سپنج دهد موسى را بخانه اندر آوردند وطعام پيش وى نهادند واو را نمى شناختند چون موسى فرا سخن آمد مادر او را بشناخت واو را در كنار كرفت وبسيار بگريست پس موسى كفت مر هارونرا كه خداى عز وجل ما را پيغمبرى داد وهر دو را فرمود كه پيش فرعون رويم واو را بالله جل جلاله دعوت كنيم هارون كفت سمعا وطاعة لله عز وجل مادر كفت من ترسم كه او شما را هر دو بكشد كه او جبارى طاغيست ايشان كفتند الله تعالى ما را فرموده واو ما را خود نكه دارد وايمن كردد پس موسى وهارون ديكر روز رفتند بدر سراى فرعون كروهى كويند همان ساعت باز رفتند و پيغام كذاردند وكروهى كفتند تا يكسال باز نيافتند] يعنى لم يأذن لهما فرعون بالدخول سنة وفيه ان صح لطف لهما حيث يتقويان فى تلك المدة بما ورد عليهما من جنود امداد الله تعالى فتسهل الدعوة حينئذ وأياما كان فالدعوة حاصلة كما قال تعالى فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى حال كونه ملتبسا بِآياتِنا حال كونها بَيِّناتٍ واضحات الدلالة على صحة رسالته منه تعالى والمراد المعجزات حاضرة كانت كالعصا واليد او مترقبة كغيرها من الآيات التسع فان زمان المجيء وقت ممتد يسع الجميع قالُوا ما هذا اى الذي جئت به يا موسى إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً اى سحر مختلق لم يفعل قبل هذا مثله وذلك لان النفس خلقت من أسفل عالم الملكوت متنكسة والقلب خلق من وسط عالم الملكوت متوجها الى الحضرة فما كذب الفؤاد ما رأى وما صدقت النفس ما رأت فيرى القلب إذا كان سليما من الأمراض والعلل الحق حقا والباطل باطلا والنفس ترى الحق باطلا والباطل حقا ولهذا كان من دعائه عليه السلام (اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه) وكان عليه السلام مقصوده فى ذلك سلامة القلب من الأمراض والعلل وهلاك النفس وقمع هواها وكسر سلطانها كذا فى التأويلات النجمية وَما سَمِعْنا بِهذا السحر فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ واقعا فى ايامهم(6/405)
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)
وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ يريد به نفسه: يعنى [او مرا فرستاده وميداند كه من محقم وشما مبطليد] وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ اى عاقبة دار الدنيا وهى الجنة لانها خلقت ممرا الى الآخرة ومزرعة لها والمقصود منها بالذات هو الثواب واما العقاب فمن نتائج اعمال العصاة وسيآتهم فالعاقبة المطلقة الاصلية للدنيا هى العاقبة المحمودة دون المذمومة إِنَّهُ اى الشان لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ لانفسهم باهلاكها فى الكفر والتكذيب اى لا يفوزون بمطلوب ولا ينجون من محذور ومن المحذور العذاب الدنيوي ففيه اشارة الى نجاة المؤمن وهلاك الكافر والى ان الواجب على كل نفس السعى فى نجاتها ولو هلك غيرها لا يضرها وَقالَ فِرْعَوْنُ حين جمع السحرة وتصدى للمعارضة يا أَيُّهَا الْمَلَأُ [اى كروه بزركان] ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي قيل كان بين هذه الكلمة وبين قوله انا ربكم الأعلى أربعون سنة اى ليس لكم اله غيرى فى الأرض [وموسى ميكويد خداى ديكر هست كه آفريدگار آسمانهاست] كما قال (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فَأَوْقِدْ لِي الإيقاد [آتش افروختن] يا هامانُ هو وزير فرعون عَلَى الطِّينِ هو التراب والماء المختلط اى اصنع لى آجرا: وبالفارسية [پس برافروز آتشى از براى من اى هامان بر كل تا پخته شود ودر بنا او استحكامى بود] وأول من اتخذ الآجرّ فرعون ولذلك امر باتخاذه على وجه يتضمن تعليم الصنعة حيث لم يقل اطبخ لى الآجر فَاجْعَلْ لِي منه صَرْحاً قصرا رفيعا مشرفا كالميل والمنارة: وبالفارسية [كوشكى بلند كه مرو را پايها باشد چون نردبان تا بر سطح آن روم] لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى انظر اليه واقف عليه: يعنى [شايد كه برو مطلع كردم وببينم كه چنان هست كه موسى كويد] وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ اى موسى مِنَ الْكاذِبِينَ فى ادعائه ان له الها غيرى وانه رسوله قاله تلبيسا وتمويها على قومه لا تحقيقا لقوله تعالى (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) قال فى الاسئلة المقحمة ولا يظن بان فرعون كان شاكا فى عدم استحقاقه لدعوى الالهية فى نفسه إذ كان يعلم حال نفسه من كونها اهل الحاجات ومحل الآفات ولكن كان معاندا فى دعواه مجاحدا من غير اعتقاد له فى نفسه بالالهية وقال الكاشفى [فرعون تصور كرده بود كه حق سبحانه وتعالى جسم وجسمانيست بر آسمان مكانى دارد وترقى بسوى وى ممكن است وبدين معنى دانا نشده بود]
كه مكان آفرين مكان چهـ كند ... آسمان كر بر آسمان چهـ كند
نه مكان ره برد برو نه زمان ... نه بيان زو خبر دهد نه عيان
صاحب كشاف [آورده كه هامان ملعون پنجاه هزار استاد جمع كرد وراى مزدوران آن بطبخ آجر و پختن كج وآهك وتراشيدن چوب ورفع بنا امر نمود] واشتد ذلك على موسى وهارون لان بنى إسرائيل كانوا معذبين فى بنائه قال ابو الليث كان ملاط القصر خبث القوارير وكان الرجل لا يستطيع القيام عليه من طوله مخافة ان ينسفه الريح وكان طوله خمسة آلاف ذراع وعرضه ثلاثة آلاف ذراع [وآن بنايى شد رفيع ومحكم كه هيچكس پيش از ان بدان طريق صرحى نساخته بود ودر همه دنيا مانند آن هركز كس نديد ونشنيد](6/406)
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)
چنان بلند بنايى كه عقل نتوانست ... كمند فكر فكندن بگوشه بامش
وكتب بهلول على حائط من حيطان قصر عظيم بناه الخليفة هارون الرشيد يا هارون رفعت الطين ووضعت الدين رفعت الجص ووضعت النص ان كان من مالك فقد أسرفت ان الله لا يحب المسرفين وان كان من مال غيرك فقد ظلمت ان الله لا يحب الظالمين ودر زاده المسير [فرموده چون بنا بإتمام رسيد فرعون لعين ببالا برآمد وخيال او آن بود كه بفلك نزديك رسيده باشد چون در نكريست آسمان را از بالاى صرح چنان ديد كه در روى زمين ميديد منفعل كشته تير اندازى را بكفت تا بر هوا تير انداخت وآن تير باز آمد خون آلود فرعون كفت قد قتلت اله موسى بكشتم نعوذ بالله خداى موسى را حق سبحانه وتعالى جبرائيل را فرستاد تا پر خويش بدان صرح زد سه پاره ساخت. يك قطعه بلشگرگاه فرعون فرود آمد وهزاران هزار قبطى كشته شدند وقطعه ديكر در دريا افتاد وديكر بجانب مغرب وهيچكس ز استادان ومزدوران زنده نماندند] وفى فتح الرحمن ولم يبق أحد ممن عمل فيه الا هلك ممن كان على دين فرعون انتهى. وفرعون [با وجود اين حال متنبه نكشت وغرور او زيادت كشت] وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ تعظموا عن الايمان ولم ينقادوا للحق والاستكبار اظهار الكبر باطلا بخلاف التكبر فانه أعم والكبر ظن الإنسان انه اكبر من غيره فِي الْأَرْضِ اى ارض مصر وما يليها بِغَيْرِ الْحَقِّ بغير استحقاق وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ لا يردون بالبعث للجزاء من رجع رجعا اى رد وصرف فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ عقيب ما بلغوا من الكفر والعتو أقصى الغايات فَنَبَذْناهُمْ طرحناهم قال الراغب النبذ إلقاء الشيء وطرحه لقلة الاعتداد به فِي الْيَمِّ بحر القلزم اى عاقبناهم بالاغراق وفيه تعظيم شأن الآخذ وتحقير شأن المأخوذ حيث انهم مع كثرتهم كحصيات تؤخذ بالكف وتطرح فى البحر فَانْظُرْ يا محمد بعين قلبك كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وحذر قومك من مثلها وَجَعَلْناهُمْ اى صيرنا فرعون وقومه فى عهدهم أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ اى ما يؤدى إليها من الكفر والمعاصي اى قدوة يقتدى بهم اهل الضلال فيكون عليهم وزرهم ووزر من تبعهم وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ بدفع العذاب عنهم بوجه من الوجوه وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً طردا وابعادا من الرحمة او لعنا من اللاعنين لا تزال تلعنهم الملائكة والمؤمنون خلفا عن سلف: وبالفارسية [وبر پى ايشان پيوستيم درين جهان لعنت ونفرين] وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ يوم متعلق بالمقبوحين على ان اللام للتعريف لا بمعنى الذي اى من المطرودين المبعدين يقال قبح الله فلانا قبحا وقبحوحا اى أبعده من كل خير فهو مقبوح كما فى القاموس وغيره قال فى تاج المصادر القبح والقباحة والقبوحة [زشت شدن] انتهى وعليه بنى الراغب حيث قال فى المفردات من المقبوحين اى من الموسومين بحالة منكرة كسواد الوجوه وزرقة العيون وسحبهم بالاغلال والسلاسل وغيرها انتهى باختصار قال فى الوسيط فيكون بمعنى المقبحين انتهى وفى التأويلات النجمية لان قبحهم معاملاتهم القبيحة كما ان حسن وجوه المحسنين معاملاتهم الحسنة هل(6/407)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)
جزاء الإحسان الا الإحسان وجزاء سيئة سيئة مثلها انتهى ودلت الآية على ان الاستكبار من قبائحهم المؤدية الى هذه القباحة والطرد قال عليه السلام حكاية عن الله تعالى (الكبرياء ردائى والعظمة إزاري فمن نازعنى واحدا منهما ألقيته فى النار) وصف الحق سبحانه نفسه بالرداء والإزار دون القميص والسراويل لكونهما غير محيطين فبعدا عن التركيب الذي هو من أوصاف الجسمانيات واعلم ان الكبر يتولد من الاعجاب والاعجاب من الجهل بحقيقة المحاسن والجهل رأس الانسلاخ من الانسانية ومن الكبر الامتناع من قبول الحق ولذا عظم الله امره فقال (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) وأقبح كبر بين الناس ما كان معه بخل ولذلك قال عليه السلام (خصلتان لا تجتمعان فى مؤمن البخل والكبر) ومن تكبر لرياسة نالها دل على دناءة عنصره ومن تفكر فى تركيب ذاته فعرف مبدأه ومنتهاه وأوسطه عرف نقصه ورفض كبره ومن كان تكبره لغنية فليعلم ان ذلك ظل زائل وعارية مستردة وانما قال بغير الحق اشارة الى ان التكبر ربما يكون محمودا وهو التكبر والتبختر بين الصفين ولذا نظر رسول الله عليه السلام الى ابى دجانة يتبختر بين الصفين فقال (ان هذه مشية يبغضها الله الا فى هذا المكان) وكذا التكبر على الأغنياء فانه فى الحقيقة عز النفس وهو غير مذموم قال عليه السلام (لا ينبغى للمؤمن ان يذل نفسه) فعلى العاقل ان يعز نفسه بقبول الحق والتواضع لاهله ويرفع قدره بالانقياد لما وضعه الله تعالى من الاحكام ويكون من المنصورين فى الدنيا والآخرة ومن الذين يثنى عليهم بالثناء الحسن لحسن معاملاتهم الباطنة والظاهرة نسأل الله ذلك من نعمه المتوافرة: قال الشيخ سعدى قدس سره
بزركان نكردند در خود نكاه ... خدا بينى از خويشتن بين مخواه
بزركى بناموس وكفتار نيست ... بلندى بدعوى و پندار نيست
بلنديت بايد تواضع كزين ... كه آن بام را نيست سلم جز اين
برين آستان عجز ومسكينيت ... به از طاعات وخويشتن بينيت
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ اى التوراة مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى جمع قرن وهو القوم المقترنون فى زمان واحد اى من بعد ما أهلكنا فى الدنيا بالعذاب أقوام نوح وهود وصالح ولوط اى على حين حاجة إليها قال الراغب الهلاك بمعنى الموت لم يذكره الله حيث يفقد الذم الا فى قوله (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) وقوله (وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) وقوله (حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا) بَصائِرَ لِلنَّاسِ حال من الكتاب على انه نفس البصائر وكذا ما بعده. والبصائر جمع بصيرة وهى نور القلب الذي به يستبصر كما ان البصر نور العين الذي به تبصر. والمعنى حال كون ذلك الكتاب أنوار القلوب بنى إسرائيل تبصر بها الحقائق وتميز بين الحق والباطل حيث كانت عمياء عن الفهم والإدراك بالكلية وَهُدىً اى هداية الى الشرائع والاحكام التي هى سبيل الله قال فى انسان العيون التوراة أول كتاب اشتمل على الاحكام والشرائع بخلاف ما قبله من الكتب فانها لم تشتمل على ذلك وانما كانت مشتملة على الايمان بالله وحده وتوحيده ومن ثمة قيل لها صحف واطلاق الكتب عليها(6/408)
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)
مجاز وَرَحْمَةً حيث ينال من عمل به رحمة الله تعالى لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ليكونوا على حال يرجى منهم التذكر بما فيه من المواعظ: وبالفارسية [شايد كه ايشان پند پذيرند] وفى الحديث (ما أهلك الله قرنا ولا امة ولا اهل قرية بعذاب من السماء منذ انزل التوراة على وجه الأرض غير اهل القرية الذين مسخوا قردة ألم تر ان الله تعالى قال ولقد آتينا) الآية وَما كُنْتَ يا محمد بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ اى بجانب الجبل او المكان الغربي الذي وقع فيه الميقات وناجى موسى ربه على حذف الموصوف واقامة الصفة مقامه او الجانب الغربي على اضافة الموصوف كمسجد الجامع وعلى كلا التقديرين فجبل الطور غربى إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ اى عهدنا اليه وأحكمنا امر نبوته بالوحى وإيتاء التوراة وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ اى من جملة الشاهدين للوحى وهم السبعون المختارون للميقات حتى تشاهد ماجرى من امر موسى فى ميقاته وكتب التوراة له فى الألواح فتخبره للناس والمراد الدلالة على ان اخباره عن ذلك من قبل الاخبار عن المغيبات التي لا تعرف الا بالوحى ولذلك استدرك عنه بقوله وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً خلقنا بين زمانك وزمان موسى قرونا كثيرة: وبالفارسية [وليكن بيافريديم پس از موسى كروهى بعد از كروهى] فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ تطاول بمعنى طال: وبالفارسية [دراز شد] والعمر بالفتح والضم وبضمتين الحياة قال الراغب اسم لمدة عمارة البدن بالحياة اى طال عليهم الحياة وتمادى الأمد والمهلة فتغيرت الشرائع والاحكام وعميت عليهم الأنبياء لا سيما على آخرهم فاقتضى الحال التشريع الجديد فاوحينا إليك فحذف المستدرك اكتفاء بذكر ما يوجبه وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ نفى لاحتمال كون معرفته للقصة بالسماع ممن شاهد. والثواء هو الاقامة والاستقرار اى وما كنت مقيما فى اهل مدين اقامة موسى وشعيب حال كونك تَتْلُوا عَلَيْهِمْ اى تقرأ على اهل مدين بطريق التعلم منهم [چنانچهـ شاكردان بر استاذان خوانند] وهو حال من المستكن فى ثاويا او خبر ثان لكنت آياتِنا الناطقة بالقصة وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ إياك وموحين إليك تلك الآيات ونظائرها وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا اى وقت ندائنا موسى انى انا الله رب العالمين واستنبائنا إياه وارسالنا له الى فرعون والمراد جانب الطور الايمن كما قال (وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) ولم يذكر هنا احترازا عن إيهام الذم فانه عليه السلام لم يزل بالجانب الايمن من الأزل الى الابد ففيه إكرام له وادب فى العبارة معه وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ اى ولكن أرسلناك بالقرآن الناطق بما ذكر رحمة عظيمة كائنة منا لك وللناس لِتُنْذِرَ قَوْماً متعلق بالفعل المعلل بالرحمة ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ صفة قوما اى لم يأتهم نذير لوقوعهم فى فترة بينك وبين عيسى وهى خمسمائة وخمسون سنة او بينك وبين إسماعيل على ان دعوة موسى وعيسى مختصة ببني إسرائيل لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ يتعظون بانذارك وتغيير الترتيب الوقوعى بين قضاء الأمر والثواء فى اهل مدين والنداء للتنبيه على ان كلا من ذلك برهان مستقل على ان حكايته عليه السلام للقصة بطريق الوحى الإلهي ولو ذكر اولا نفى ثوائه عليه السلام فى اهل مدين ثم نفى حضوره عليه السلام عند قضاء(6/409)
وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)
الأمر كما هو الموافق للترتيب الوقوعى لربما توهم ان الكل دليل واحد كما فى الإرشاد ثم من التذكر تجديد العهد الأزلي وذلك بكلمة الشهادة وهى سبب النجاة فى الدارين وفى الحديث (كتب الله كتابا قبل ان يخلق الخلق بألفي عام فى ورقة آس ثم وضعها على العرش ثم نادى يا امة محمد ان رحمتى سبقت غضبى أعطيتكم قبل ان تسألونى وغفرت لكم قبل ان تستغفرونى من لقينى منكم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبدى ورسولى أدخلته الجنة وقد أخذ الله الميثاق من موسى ان يؤمن بانى رسول الله فى غيبتى) وفى الحديث (ان موسى كان يمشى ذات يوم بالطريق فناداه الجبار يا موسى فالتفت يمينا وشمالا ولم ير أحدا ثم نودى الثانية يا موسى فالتفت يمينا وشمالا ولم ير أحدا فارتعدت فرائصه ثم نودى الثالثة يا موسى بن عمران انى انا الله لا اله الا انا فقال لبيك فخر لله ساجدا فقال ارفع رأسك يا موسى بن عمران فرفع رأسه فقال يا موسى ان أحببت ان تسكن فى ظل عرشى يوم لا ظل الا ظلى فكن لليتيم كالاب الرحيم وكن للارملة كالزوج العطوف يا موسى ارحم ترحم يا موسى كما تدين تدان يا موسى انه من لقينى وهو جاحد بمحمد أدخلته النار ولو كان ابراهيم خليلى وموسى كليمى فقال الهى ومن محمد قال يا موسى وعزتى وجلالى ما خلقت خلقا أكرم علىّ منه كتبت اسمه مع اسمى فى العرش قبل ان اخلق السموات والأرض والشمس والقمر بألفي سنة وعزتى وجلالى ان الجنة محرمة على الناس حتى يدخلها محمد وأمته قال موسى ومن امة محمد قال أمته الحمادون يحمدون صعودا وهبوطا وعلى كل حال يشدون أوساطهم ويطهرون أبدانهم صائمون بالنهار ورهبان بالليل اقبل منهم اليسير وأدخلهم الجنة بشهادة لا اله الا الله قال الهى اجعلنى نبى تلك الامة قال نبيها منها قال اجعلنى من امة ذلك النبي قال استقدمت واستأخروا يا موسى ولكن ساجمع بينك وبينه فى دار الجلال) وعن وهب بن منبه قال لما قرب الله موسى نجيا قال رب انى أجد فى التوراة امة هى خير امة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم من أمتي قال يا موسى تلك امة احمد قال يا رب انى أجد فى التوراة انهم يأكلون صدقاتهم وتقبل ذلك منهم ويستجاب دعاؤهم فاجعلهم من أمتي قال تلك امة احمد فاشتاق الى لقائهم فقال تعالى انه ليس اليوم وقت ظهورهم فان شئت أسمعتك كلامهم قال بلى يا رب فقال الله تعالى يا امة محمد فاجابوه من أصلاب آبائهم ملبين اى قائلين لبيك اللهم لبيك [موسى سخن ايشان بشنيد آنكه خداى تعالى روا نداشت كه ايشانرا بي تحف باز كرداند كفت] أجبتكم قبل ان تدعونى وأعطيتكم قبل ان تسألونى وغفرت لكم قبل ان تستغفرونى ورحمتكم قبل ان تسترحمونى [زهى رتبت اين امت عالى همت كه با وجود اختصاص ايشان بحضرت رسالت وقرآن برين وجه يافته اند]
حق لطف كرده داد بما هر چهـ بهترست
وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ الضمير لاهل مكة والمصيبة العقوبة قال الراغب أصلها فى الرمية ثم اختص بالمعاقبة. والمعنى بالفارسية [واگر نه آن بودى كه بديشان رسيدى عقوبتى(6/410)
فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)
رسنده] بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ اى بما اقترفوا من الكفر والمعاصي وأسند التقديم الى الأيدي لانها أقوى ما يزال به الأعمال واكثر ما يستعان به فى الافعال فَيَقُولُوا عطف على تصيبهم داخل فى حيز لولا الامتناعية على ان مدار امتناع ما يجاب به هو امتناعه لا امتناع المعطوف عليه وانما ذكر فى حيزها للايذان بانه السبب الملجئ لهم الى قولهم رَبَّنا [اى پروردگار ما] لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا [چرا نفرستادى بسوى ما] فلولا تحضيضية بمعنى هلا رَسُولًا مؤيدا من عندك بالآيات فَنَتَّبِعَ آياتِكَ الظاهرة على يده وهو جواب لولا الثانية وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بها وجواب لولا الاولى محذوف ثقة بدلالة الحال عليه. والمعنى لولا قولهم هذا عند إصابة عقوبة جناياتهم التي قدموها ما أرسلناك لكن لما كان قولهم ذلك محققا لا محيد عنه أرسلناك قطعا لمعاذيرهم بالكلية وإلزاما للحجة عليهم فَلَمَّا جاءَهُمُ اى اهل مكة وكفار العرب الْحَقُّ اى القرآن لقوله فى سورة الرحمن (حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ) مِنْ عِنْدِنا اى بامرنا ووحينا كما فى كشف الاسرار وقال ابن عباس رضى الله عنهما فلما جاءهم محمد وفيه اشارة الى انه عليه السلام انما بعث بعد وصوله الى مقام العندية واستحقاقه ان يسميه الله الحق وهو اسمه تعالى وتقدس وفيه اشارة الى كمال فنائه عن انانيته وبقائه بهوية الحق تعالى وله مسلم ان يقول انا الحق وان صدرت هذه الكلمة عن بعض متابعيه فلا غرو ان يكون من كمال صفاء مرآة قلبه فى قبول انعكاس أنوار ولاية النبوة إذا كانت محاذية لمرآة قلبه عليه السلام وكان منبع ماء هذه الحقيقة قلب محمد عليه السلام ومظهره لسان هذا القائل بتبعيته لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة كذا فى التأويلات النجمية قالُوا تعنتا واقتراحا قال بعضهم قاله قريش بتعليم اليهود لَوْلا هلا أُوتِيَ محمد مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى من الكتاب جملة لا مفرقا قال بعض الكبار احتجبوا بكفرهم عن رؤية كماليته عليه السلام والا لقالوا لولا اوتى موسى مثل ما اوتى محمد من الكمالات أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ اى أو لم يكفروا من قبل هذا بما اوتى موسى من الكتاب كما كفروا بهذا الحق ثم بين كيفية كفرهم فقال قالُوا هما اى ما اوتى محمد وما اوتى موسى عليهما السلام سِحْرانِ تَظاهَرا اى تعاونا بتصديق كل واحد منهما الآخر وذلك ان قريشا بعثوا رهطا منهم الى رؤساء اليهود فى عيد لهم فسألوهم عن شأنه عليه السلام فقالوا انا نجده فى التوراة بنعته وصفته فلما رجع الرهط واخبروهم بما قالت اليهود قالوا ذلك وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ اى بكل واحد من الكتابين كافِرُونَ وقال بعضهم المعنى أو لم يكفر أبناء جنسهم فى الرأى والمذهب وهم القبط بما اوتى موسى من قبل القرآن قالوا ان موسى وهرون سحران اى ساحران تظاهرا وقالوا انا بكل كافرون يقول الفقير انه وان صح اسناد الكفر الى أبناء الجنس من حيث ان ملل الكفر واحدة فى الحقيقة فكفر ملة واحدة بشىء فى حكم كفر الملل الآخر به كما أسند افعال الآباء الى الأبناء من حيث رضاهم بما فعلوا لكن يلزم على هذا ان يخص ما اوتى موسى بما عدا(6/411)
قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)
الكتاب من الخوارق فان إيتاء الكتاب انما كان بعد إهلاك القبط على ان مقابلة القرآن بما عدا التوراة مع ان ما اوتى انما يدل باطلاقه على الكتاب مما لا وجه له فالمعنى الاول هو الذي يستدعيه جزالة النظم الكريم ويدل عليه صريحا قوله تعالى قُلْ يا محمد لهؤلاء الكفار الذين يقولون هذا القول فَأْتُوا [پس بياريد] بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى بطريق الحق: وبالفارسية [رياست تر راه نماينده تر] مِنْهُما اى مما اوتياه من التوراة والقرآن وسميتموهما بسحرين أَتَّبِعْهُ جواب للامر اى ان تأتوا به اتبعه ومثل هذا الشرط مما يأتى به من يدل وضوح حجته وسنوح محجته لان الإتيان بما هو اهدى من الكتابين امر بين الاستحالة فيوسع دائرة الكلام للتبكيت والافحام إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ اى فى انهما سحران مختلقان وفى إيراد كلمة ان مع امتناع صدقهم نوع تهكم بهم فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ دعاءك الى الإتيان بالكتاب الاهدى ولن يستجيبوا كقوله فان لم تفعلوا ولن تفعلوا وحذف المفعول وهو دعائك للعلم به ولان فعل الاستجابة يتعدى بنفسه الى الدعاء وباللام الى الداعي فاذا عدى اليه حذف الدعاء غالبا فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ الزائغة من غير ان يكون لهم متمسك أصلا إذ لو كان لهم ذلك لأتوابه وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ استفهام إنكاري بمعنى النفي اى لا أضل منه اى هو أضل من كل ضال. ومعنى أضل بالفارسية [كمراه تر] بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ اى بيان وحجة وتقييد اتباع الهوى بعدم الهدى من الله لزيادة التقرير والإشباع فى التشنيع والتضليل والا فمقارنته لهدايته تعالى بينة الاستحالة وقال بعضهم هوى النفس قد يوافق الحق فلذا قيد الهوى به فيكون فى موضع الحال منه إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لا يرشد الى دينه الذين ظلموا أنفسهم بالانهماك فى اتباع الهوى والاعراض عن الآيات الهادية الى الحق المبين وهاهنا إشارات منها ان الطريق طريقان طريق القراءة والدراسة والسماع والمطالعة وطريق الرياضة والمجاهدة والتزكية والتحلية وهى اهدى الى الحضرة الاحدية من الطريق الاولى كما قال تعالى (من تقرب الىّ شبرا) اى بحسب الانجذاب الروحاني (تقربت اليه ذراعا) اى بالفيض والفتح والإلهام والكشف فما لا يحصل بطريق الدراسة من الكتب يحصل بطريق السلوك والسماع فى طريق الدراسة من المخلوق فى طريق الوراثة من الخالق وشتان بين السماعين
فيضى كه جامى از دو سه پيمانه كه يافت ... مشكل كه شيخ شهر بيابد بصد چله
ومنها انه لو كان للطالب الصادق والمريد الحاذق شيخ يقتدى به وله شأن مع الله ثم استعد لخدمة شيخ كامل هو اهدى الى الله منه وجب عليه اتباعه والتمسك بذيل إرادته حتى يتم امره ولو تجدد له فى أثناء السلوك هذا الاستعداد لشيخ آخر أكمل من الاول والثاني وهلم جرا يجب عليه اتباعه الى ان يظفر بالمقصود الحقيقي وهو الوصول الى الحضرة بلا اتصال ولا انفصال ومنها ان اهل الحسبان والعزة يحسبون انهم لو جاهدوا أنفسهم على ما دلهم بالعقل بغير هدى من الله اى بغير متابعة الأنبياء انهم يهتدون الى الله ولا يعلمون ان من يجاهد نفسه فى عبودية الله بدلالة العقل دون متابعة الأنبياء هو متابع هواه ولا يتخلص(6/412)
وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)
أحد من اسر الهوى بمجرد العقل فلا تكون عبادته مقبولة إذ هى مشوبة بالهوى ولا يهتدى أحد الى الله بغير هدى من الله كما ان نبينا عليه السلام مع كمال قدره فى النبوة والرسالة احتاج فى الاهتداء الى متابعة الأنبياء كما قال (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ولهذا السر بعثت الأنبياء واحتاج المريد للشيخ المهتدى الى الله بهدى من الله وهو المتابعة ومنها ان الظالمين هم الذين وضعوا متابعة الهوى فى موضع متابعة الأنبياء وطلبوا الهداية من غير موضعها فاهل الهوى ظالمون قال بعضهم للانسان مع هواه ثلاث احوال. الاولى ان يغلبه الهوى فيتملكه كما قال تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) . والثانية ان يغالبه فيقهر هواه مرة ويقهره هواه اخرى وإياه قصد بمدح المجاهدين وعناه النبي عليه السلام بقوله عليه السلام (جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم) والثالثة ان يغلب هواه كالانبياء عليهم السلام وصفوة الأولياء قدس الله أسرارهم وهذا المعنى قصده تعالى بقوله (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) وقصده النبي عليه السلام بقوله (ما من أحد الا وله شيطان وان الله قد أعانني على شيطانى حتى ملكته) فان الشيطان يتسلط على الإنسان بحسب وجود الهوى فيه وينبغى للعاقل ان يكون من اهل الهدى لا من اهل الهوى وإذا عرض له أمران فلم يدر أيهما أصوب فعليه بما يكرهه لا بما يهواه ففى حمل النفس على ما تكرهه مجاهدة واكثر الخير فى الكراهية والعمل بما أشار اليه العقل السليم واللب الخالص: قال الشيخ سعدى قدس سره
هوا وهوس را نماند ستيز ... چوبيند سر پنجه عقل تيز
وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ التوصيل مبالغة الوصل وحقيقة الوصل رفع الحائل بين الشيئين اى أكثرنا لقريش القول موصولا بعضه ببعض بان أنزلنا عليهم القرآن آية بعد آية وسورة بعد سورة حسبما تقتضيه الحكمة اى ليتصل التذكير ويكون ادعى لهم لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فيؤمنون ويطيعون او تابعنا لهم المواعظ والزواجر وبينا لهم ما أهلكنا من القرون قرنا بعد قرن فاخبرناهم انا أهلكنا قوم نوح بكذا وقوم هود بكذا وقوم صالح بكذا لعلهم يتعظون فيخافون ان ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم وفى التأويلات النجمية يشير الى توصيل القول فى الظاهر بتفهيم المعنى فى الباطن اى فهمناهم معنى القرآن لعلهم يتذكرون عهد الميثاق إذ آمنوا بجواب قولهم بلى وأقروا بالتوحيد ويجددون الايمان عند سماع القرآن الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مبتدأ وهم مؤمنوا اهل الكتاب مِنْ قَبْلِهِ اى من قبل إيتاء القرآن هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ اى بالقرآن والجملة خبر المبتدأ ثم بين ما أوجب ايمانهم به بقوله وَإِذا يُتْلى اى القرآن عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ اى بانه كلام الله تعالى إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا اى الحق الذي كنا نعرف حقيقته: وبالفارسية [راست ودرست است فرود آمدن بنزديك آفريدگار ما] إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ اى من قبل نزوله مُسْلِمِينَ بيان لكون ايمانهم به ليس مما أحدثوه حينئذ وانما هو امر متقادم العهد لما شاهدوا ذكره فى الكتب المتقدمة وانهم على دين الإسلام قبل نزول القرآن أُولئِكَ الموصوفون بما ذكر من النعوت يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ ثوابهم فى الآخرة(6/413)
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)
مَرَّتَيْنِ مرة على ايمانهم بكتابهم ومرة على ايمانهم بالقرآن وقد سبق معنى المرة فى سورة طه عند قوله تعالى (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى) بِما صَبَرُوا اى بصبرهم وثباتهم على الايمانين والعمل بالشريعتين وفى التأويلات النجمية على مخالفة هواهم وموافقة أوامر الشرع ونواهيه وفى الحديث (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل كانت له جارية فعلمها فاحسن تعليمها وادبها فاحسن تأديبها ثم تزوجها فله اجره مرتين وعبد ادى حق الله وحق مواليه ورجل آمن بالكتاب الاول ثم آمن بالقرآن فله اجره مرتين) كما فى كشف الاسرار وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ اى يدفعون بالطاعة المعصية وبالقول الحسن القول القبيح وفى التأويلات النجمية اى بأداء الحسنة من الأعمال الصالحة يدفعون ظلمة السيئة وهى مخالفات الشريعة كما قال عليه السلام (اتبع السيئة الحسنة تمحها) وقال تعالى (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) وهذا لعوام المؤمنين ولخواصهم ان يدفعوا بحسنة ذكر لا اله الا الله عن مرآة القلوب سيئة صدأ حب الدنيا وشهواتها ولا خص خواصهم ان يدفعوا بحسنة نفى لا اله سيئة شرك وجود الموجودات بقطع تعلق القلب عنها وغض بصر البصيرة عن رؤية ما سوى الله بإثبات وجود الا الله كما كان الله ولم يكن معه شىء وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فى سبيل الخير وفيه اشارة الى انفاق الوجود المجازى فى طلب الوجود الحقيقي وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ من اللاغين وهو الساقط من الكلام: وبالفارسية [سخن بيهوده] أَعْرَضُوا عَنْهُ اى عن اللغو وذلك ان المشركين كانوا يسبون مؤمنى اهل الكتاب ويقولون تبا لكم تركتم دينكم القديم فيعرضون عنهم ولا يشتغلون بالمقابلة وَقالُوا للاغين لَنا أَعْمالُنا من الحلم والصفح ونحوهما وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ من اللغو والسفاهة وغيرهما فكل مطالب بعمله سَلامٌ عَلَيْكُمْ هذا السلام ليس بتسليم مواصل وتحية موافق بل هو براءة وسلام مودع مفارق: يعنى [ترك شما كرديم] لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) الابتغاء الطلب والجهل معرفة الشيء على خلاف ما هو عليه اى لا نطلب صحبتهم ولا نريد مخالطتهم ومخاطبتهم والتخلق بأخلاقهم [چهـ مصاحبت با اشرار موجب بدنامى دنيا است وسبب بد فرجامى عقبى است]
از بدان بگريز وبا نيكان نشين ... يار بد زهرى بود بى انگبين
وحكم الآية وان كان منسوخا بآية السيف الا ان فيه حثا على مكارم الأخلاق وفى الحديث (ثلاث من لم يكن فيه فلا يعتد بعلمه حلم يرد به جهل جاهل وورع يحجز عن معاصى الله
وحسن خلق يعيش به فى الناس ... قال الشيخ سعدى [جالينوس ابلهى را ديد كه دست
بگريبان دانشمندى زده وبى حرمتى كرده كفت اگر اين دانشمند دانا بودى كار او بنادان بدين جايكه نرسيدى]
دو عاقل را نباشد كين و پيكار ... نه دانايى ستيزد با سبكار
اگر نادان بوحشت سخت كويد ... خردمندش برحمت دل بجويد
دو صاحب دل نكه دارند مويى ... هميدون سركشى وآزرم جويى(6/414)
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)
اگر بر هر دو جانب جاهلانند ... اگر زنجير باشد بگسلانند
يكى را زشت خويى داد دشنام ... تحمل كرد وگفت اى نيك فرجام
بتر زانم كه خواهى گفتن آنى ... كه دانم عيب من چون من ندانى
[يكى بر سر راهى مست خفته بود وزمام اختيار از دست رفته عابدى بر سر او گذر كرد ودر حالت مستقبح او نظر جوان مست سر بر آورد وگفت] قوله تعالى (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)
إذا رأيت أثيما ... كن ساترا وحليما
يا من يقبح لغوى ... لم لا تمر كريما
متاب اى پارسا روى از كنهكار ... ببخشايندگى در وى نظر كن
اگر من ناجوانمردم بكردار ... تو بر من چون جوانمردان گذر كن
واعلم ان اللغو عند ارباب الحقيقة ما يشغلك عن العبادة وذكر الحق وكل كلام بغير خطاب الحال والواقعة وطلب ما سوى الله (وَإِذا سَمِعُوا) مثل هذا (اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا) فى بذل الوجود المجازى لنيل الوجود الحقيقي (وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) فى اكتساب مرادات الوجود المجازى واستجلاب مضرات الشهوات وترك الوجود الحقيقي والحرمان من سعادة الانتفاع بمنافعه (سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) الغافلين عن الله وطلب المحجوبين عن الله بما سواه فعلم من هذا ان طالب ما سوى الله تعالى جاهل عن الحقيقة ولو كان عارفا بمحاسنها لكان طالبا لها لا لغيرها فينبغى لطالبها من السلاك ان لا يبتغى صحبة الجهلاء فانه ليس بينهم وبينه مجانسه والمعاشرة بالاضداد أضيق السجون مع انه لا يأمن الضعيف ان تؤثر فيه صحبتهم ويتحول حاله ويتغير طبعه ويتوجه عليه المكر وينقلب من الإقبال الى الأدبار فيكون من المرتدين نعوذ بالله من الحور بعد الكور ونسأله الثبات والتوفيق والموت فى طريق التحقيق إِنَّكَ يا محمد لا تَهْدِي هداية موصلة الى المقصود لا محالة مَنْ أَحْبَبْتَ من الناس ولا تقدر ان تدخله فى الإسلام وان بذلت فيه غاية الطاقة وسعيت كل السعى وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ فيدخله فى الإسلام وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ بالمستعدين للهداية فلا يهدى الا المستعد لها
هدايت هر كرا داد از بدايت ... بدو همراه باشد تا نهايت
والجمهور على ان الآية نزلت فى ابى طالب بن عبد المطلب عم رسول الله عليه السلام فيكون هو المراد بمن أحببت- روى- انه لما احتضر جاءه رسول الله وكان حريصا على إيمانه وقال (اى عم قل لا اله الا الله كلمة أحاج لك بها عند الله) قال يا ابن أخي قد علمت انك لصادق ولكن اكره ان يقال خرع عند الموت وهو بالخاء المعجمة والراء المهملة كعلم بمعنى ضعف وجبن ولولا ان يكون عليك وعلى بنى أبيك غضاضة بعدي اى ذلة ومنقصة لقلتها ولا قررت بها عينك عند الفراق لما ارى من شدة وجدك ونصيحتك ولكنى سوف أموت على ملة أشياخي عبد المطلب وهاشم وعبد مناف- روى- ان أبا طالب لما ابى عن كلمة التوحيد قال له النبي(6/415)
وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)
صلى الله عليه وسلم (لاستغفرن لك ما لم انه عنك) فانزل الله تعالى (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) وقد جاء فى بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد من حجة الوداع احيى الله له أبويه وعمه فآمنوا به كما سبق فى سورة التوبة وفى التأويلات النجمية الهداية فى الحقيقة فتح باب العبودية الى عالم الربوبية وذلك من خصائص قدرة الحق سبحانه لان لقلب العبد با بين باب الى النفس والجسد وهو مفتوح ابدا وباب الى الروح والحضرة وهو مغلوق لا يفتحه الا الفتاح الذي بيده المفتاح كما قال لحبيبه عليه السلام (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) الى الحضرة كما هداه ليلة المعراج الى قرب قاب قوسين او ادنى وقال فى حق المغلوقين اى أبواب قلوبهم (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) وقال عليه السلام (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء) فان شاء اقامه وان شاء ازاغه فالنبى عليه السلام مع جلالة قدره لم يكن آمنا على قلبه وكان يقول (يا مقلب القلوب ثبت قلب عبدك على دينك وطاعتك) والهداية عبارة عن تقليب القلب من الباطل وهو ما سوى الله الى الحق وهو الحضرة فليس هذا من شأن غير الله انتهى وفى عرائس البيان الهداية مقرونة بارادة الأزل ولو كانت ارادة نبينا عليه السلام فى حق ابى طالب مقرونة بارادة الأزل لكان مهتديا ولكن كان محبته وإرادته فى حقه من جهة القرابة ألا ترى انه إذ قال (اللهم أعز الإسلام بعمر) كيف اجابه انتهى وفى كشف الاسرار (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) [ما آنرا كه خواهيم در مفازه تحير همى رانيم وآنرا كه خواهيم بسلسله قهر همى كشيم. ما در ازل أزال تاج سعادت بر سر اهل دولت نهاديم واين موكب فرو كفتيم كه «هؤلاء فى الجنة ولا أبالي» ورقم شقاوت بر ناصيه كروهى كشيديم واين مقرعه بر زديم كه «هؤلاء فى النار ولا أبالي» اى جوانمرد هيچ صفت در صفات خداى تعالى از صفت لا أبالي دردناك تر نيست آنچهـ صديق اكبر كفت «ليتنى كنت شجرة تعضد» از درد اين حديث بود نيكى سخن كه آن پير طريقت كفت كار نه آن داد كه كسى كسل آيد واز كسى عمل كار آن دارد كه تا شايسته كه آمد در ازل آن مهتر مهجوران كه او را إبليس كويند چندين سياه درگاه عمل بود مقراضى وديبا همى ديدند واز كاركاه ازل او را خود كليم سياه آمد كه] (وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) : قال الحافظ
باب زمزم وكوثر سفيد نتوان كرد ... كليم بخت كسى را كه بافتند سياه
قال الشيخ سعدى قدس سره
كرت صورت حال بد يا نكوست ... نكاريده دست تقدير اوست
قضا كشتى آنجا كه خواهد برد ... وكر ناخدا جامه بر تن درد
وقال الصائب
با اختيار حق نبود اختيار ما ... با نور آفتاب چهـ باشد شرار ما
وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا معنى اتباع الهدى معه الاقتداء به عليه(6/416)
السلام فى الدين والسلوك الى طريق الرشاد: وبالفارسية [وكفتند اگر ما قبول كنيم اين پيغام كه آوردى وباين راه نمونى تو پى بريم ودر دين تو آييم با تو] او التخطف الاختلاس بسرعة نزلت فى الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف حيث اتى النبي عليه السلام فقال نحن نعلم انك على الحق
قول تو حق وسخن راستست ... وآنچهـ ميفرمايى سبب دولت ماست
[در حيات ووسيله سعادت ما بعد از وفات] وما كذبت كذبة قط فنتهمك اليوم ولكنا نخاف ان اتبعناك وخالفنا العرب ان يتخطفونا اى يأخذونا ويسلبونا ويقتلونا ويخرجونا من مكة والحرم لاجماعهم على خلافنا وهم كثيرون ونحن أكلة رأس اى قليلون لا نستطيع مقاومتهم فرد الله عليهم بقوله أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً اى ألم نعصمهم ونجعل مكانهم حرما ذا أمن لحرمة البيت الذي فيه يتقاتل العرب حوله ويضير بعضهم بعضا وهم آمنون: يعنى [أمن آن حرم در همه طباع سرشته مرغ با مردم آشنا وازيشان ايمن وآهو از شبك ايمن وهر ترسنده كه در حرم باشد ايمن كشت چون عرب حرمت حرم دانند كجا درو قتل وغارت روا دارند] يُجْبى إِلَيْهِ يحمل الى ذلك الحرم ويجمع فيه من قولك جبيت الماء فى الحوض اى جمعته والحوض الجامع له جابية ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ اى ألوان الثمرات من جانب كمصر والشام واليمن والعراق لا ترى شرقى الفواكه ولا غربيها مجتمعة الا فى مكة لدعاء ابراهيم عليه السلام حيث قال (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ) وقال الكاشفى: يعنى [منافع از هر نوعى وغرايب از هر ناحيتى بانجا آورند] ومعنى الكلية الكثرة والجملة صفة اخرى لحرما دافعة لما عسى يتوهم من تضررهم بانقطاع الميرة وهو الطعام المجلوب من بلد الى بلد رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا من عندنا لا من عند المخلوقات فاذا كان حالهم هذا وهم عبدة الأصنام فكيف يخافون التخطف إذا ضموا الى حرمة البيت حرمة التوحيد: يقول الفقير
حرم خاص الهست توحيد ... جمله را جاى پناهست توحيد
باعث أمن وامانست ايمان ... كان دلراشه راهست توحيد
وانتصاب رزقا على انه مصدر مؤكد لمعنى يجبى لان فيه معنى يرزق اى يرزقون رزقا من لدنا وقال الكاشفى [وروزى داديم ايشانرا درين وادي غير ذى زرع وروزى دادنى از نزديك ما بي منت غيرى] وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ اى اكثر اهل مكة جهلة لا يتفطنون له ولا يتفكرون ليعلموا ذلك قال فى عرائس البيان حرمهم فى الحقيقة قلب محمد عليه السلام وهو كعبة القدس وحرم الانس يجبى اليه ثمرات جميع أشجار الذات والصفات من دخل ذلك الحرم بشرط المحبة والموافقة كان آمنا من آفات الكونين وكان منظور الحق فى العالمين وهكذا كل من دخل فى قلب ولى من اولياء الله: قال الحافظ
كليد كنج سعادت قبول اهل دلست ... مباد كس كه درين نكته شك وريب كند
وفى الآية اشارة الى خوف النفس من التخطف بجذبات الالوهية من ارض الانانية ولو كانت تابعة لحمد القلب لوجد فى حرم الهوية حقائق كل ثمرة روحانية وجسمانية ولذائذ كل شهوة(6/417)
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)
ولكنها لا تعلم كمالية ذوق الرزق اللدني كما لا يعلم اكثر العلماء لانهم لم يذوقوه ومن لم يذق لا يدرى: قال الكمال الخجندي
زاهد نه عجب كر كند از عشق تو پرهيز ... كين لذت اين باده چهـ داند كه نخوردست
ثم بين ان الأمر بالعكس يعنى انهم خافوا الناس وأمنوا من الله واللائق ان يخافوا من بأس الله على ما هم عليه ويأمنوا الناس فقال وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها البطر الطغيان فى النعمة قال بعضهم البطر والأشر واحد وهو دهش يعترى الإنسان من سوء احتمال النعمة وقلة القيام بحقها وصرفها الى غير وجهها ويقاربه الطرب وهو خفة اكثر ما يعترى من الفرح وانتصاب معيشتها بنزع الحافظ اى فى معيشتها كما فى الوسيط. والمعنى وكم من اهل قرية كانت حالهم كحال اهل مكة فى الامن وسعة العيش حتى أطغتهم النعمة وعاشوا فى الكفران فدمرنا عليهم وخربنا ديارهم فَتِلْكَ [پس آنست] مَساكِنُهُمْ خاوية بما ظلموا ترونها فى مجيئكم وذهابكم لَمْ تُسْكَنْ يعنى [ننشستند دران] مِنْ بَعْدِهِمْ من بعد تدميرهم إِلَّا قَلِيلًا الا زمانا قليلا إذ لا يسكنها الا المارة يوما او بعض يوم [وباز خالى بگذارند در خانه دنيا چهـ نشستى برخيز كين خانه بدان خوش است كه آيند وروند] ويحتمل ان شؤم معاصى المهلكين بقي اثره فى ديارهم فلم يبق من يسكنها من أعقابهم الا قليلا إذ لا بركة فى سكنى الأرض الشؤم وقال بعضهم سكنها الهام والبوم ولذا كان من تسبيحها سبحان الحي الذي لا يموت
پرده دارى ميكند در طاق كسرى عنكبوت ... يوم نوبت ميزند در قلعه افراسياب
وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ منهم لتلك المساكن إذ لم يخلفهم أحد يتصرف تصرفهم فى ديارهم وسائر متصرفاتهم يعنى ما بيم باقى از فناء همه وهذا وعيد للمخاطبين وَما كانَ رَبُّكَ وما كانت عادته فى زمان مُهْلِكَ الْقُرى قبل الانذار حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها اى فى أصلها وأعظمها التي تلك القرى سوادها واتباعها وخص الأصل والأعظم لكون أهلها أفطن واشرف والرسل انما بعثت غالبا الى الاشراف وهم غالبا يسكنون المدن والقصبات رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا الناطقة بالحق ويدعوهم اليه بالترغيب والترهيب وذلك لالزام الحجة وقطع المعذرة بان يقولوا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك وفى التكملة الأم هى مكة والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لان الأرض دحيت من تحتها فيكون المعنى وما كان ربك يا محمد مهلك البلدان التي هى حوالى مكة فى عصرك وزمانك حتى يبعث فى أمها اى أم القرى التي هى مكة رسولا هو أنت وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى بالعقوبة بعد بعثنا فى أمها رسولا يدعوهم الى الحق ويرشدهم اليه فى حال من الأحوال إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ اى حال كون أهلها ظالمين بتكذيب رسولنا والكفر بآياتنا فالبعث غاية لعدم صحة الإهلاك بموجب السنة الإلهية لا لعدم وقوعه حتى يلزم تحقق الإهلاك عقيب البعث دلت الآية على ان الظلم سبب الهلاك ولذا قيل الظلم قاطع(6/418)
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)
الحياة ومانع النبات وكذا الكفران يقال النعم محتاجة الى الأكفاء كما تحتاج إليها الكرائم من النساء واهل البطر ليسوا من اكفاء النعم كما ان الأرذال ليسوا اكفاء عقائل الحرم جمع عقيلة وعقيلة كل شىء أكرمه وحرم الرجل اهله فكما ان الكريمة من النساء ليست بكفؤ للرذيل من الرجال فيفرق بينهما للحوق العار فكذا النعمة تسلب من اهل البطر والكبر والغرور والكفران واما اهل الشكر فلا يضيع سعيهم بل يزداد حسن حالهم ولله تعالى رزق واسع فى البلاد ولا فرق فيه بين الشاكر والكفور من العباد كما قال الشيخ سعدى
أديم زمين سفره عام اوست ... برين خوان يغما چهـ دشمن چهـ دوست
قال الشيخ عبد الواحد وجدنا فى جزيرة شخصا يعبد الأصنام فقلنا له انها لا تضر ولا تنفع فاعبد الله فقال وما الله قلنا الذي فى السماء عرشه وفى الأرض بطشه قال ومن اين هذا الأمر العظيم قلنا أرسل إلينا رسولا كريما فلما ادى الرسالة قبضه الله اليه وترك عندنا كتاب الملك ثم تلونا سورة فلم يزل يبكى حتى اسلم فعلمناه شيأ من القرآن فلما صار الليل أخذنا مضاجعنا فكان لا ينام فلما قدمنا عبادان جمعنا له شيأ لينفقه فقال هو لم يضيعنى حين كنت اعبد الصنم فكيف يضيعنى وانا الآن قد عرفته اى والعارف محبوب لله فهو إذا لا يترك المحبوب فى يد العدو ومن العدو الفقر الغالب والألم الحاصل منه
محالست چون دوست دارد ترا ... كه در دست دشمن كذارد ترا
فعلى العاقل ان يعرف الله تعالى ويعرف قدر النعمة فيقيدها بالشكر ولا يضع الكفر موضع الشكر فانه ظلم صريح يحصل منه الهلاك مطلقا اما للقلب فبالاعراض عن الله ونسيان ان العطاء منه واما للقالب فبالبطش الشديد وكم رأينا فى الدهر من أمثاله من خرب قلبه ثم خرب داره ووجد آخر الأمر بواره ولكن الإنسان من النسيان لا يتذكر ولا يعتبر بل يمضى على حاله من الغفلة أيقظنا الله وإياكم من نوم الغفلة فى كل لحظة وشرفنا فى جميع الساعات باليقظة الكاملة المحضة وَما مبتدأ متضمنة لمعنى الشرط لدخول الفاء فى خبرها بخلاف الثانية: وبالفارسية [وهر چهـ] أُوتِيتُمْ أعطيتم والخطاب لكفار مكة كما فى الوسيط مِنْ شَيْءٍ من اسباب الدنيا فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها اى فهو شىء شأنه ان يتمتع ويتزين به أياما قلائل ثم أنتم وهو الى فناء وزوال سمى منافع الدنيا متاعا لانها تفنى ولا تبقى كمتاع البيت وَما موصولة اى الذي حصل عِنْدَ اللَّهِ وهو الثواب خَيْرٌ لكم فى نفسه من ذلك لانه لذة خالصة من شوائب الا لم وبهجة كاملة عارية من مسة الهمم وَأَبْقى لانه ابدىّ أَفَلا تَعْقِلُونَ اى ألا تتفكرون فلا تعقلون هذا الأمر الواضح فتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير وتؤثرون الشقاوة الحاصلة من الكفر والمعاصي على السعادة المتولدة من الايمان والطاعات: وبالفارسية [آيا در نمى يابيد وفهم نمى كنيد كه بدل ميكنيد باقى را بفانى ومرغوب را بمعيوب]
حيف باشد لعل وزر دادن ز چنك ... پس كرفتن در برابر خاك وسنك
أَفَمَنْ موصولة مبتدأ وَعَدْناهُ على إيمانه وطاعته وَعْداً حَسَناً هو الجنة(6/419)
وثوابها فان حسن الوعد بحسن الموعود وقال الكاشفى [آيا كسى كه وعده كرده ايم او را جنت در آخرت ونصرت در دنيا] فَهُوَ اى ذلك الموعود له لاقِيهِ اى مصيبه ذلك الوعد الحسن ومدركه لا محالة لاستحالة الخلف فى وعده تعالى كَمَنْ موصولة خبر للاولى مَتَّعْناهُ [برخوردارى داديم او را] مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا [او متاع زندكانى دنيا كه محبتش آميخته محنت است ودولتش مؤدى نكبت ومالش در صدد زوال وجاهش بر شرف انتقال وطعوم عسلش معقب بسموم حنظل] ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ للحساب او النار والعذاب. وثم للتراخى فى الزمان اى لتراخى حال الإحضار عن حال التمتيع او فى الرتبة ومعنى الفاء فى أفمن ترتيب انكار التشابه بين اهل الدنيا واهل الآخرة على ما قبلها من ظهور التفاوت بين متاع الحياة الدنيا وبين ما عند الله اى ابعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين الفريقين اى لا يسوى فليس من أكرم بالوعد الأعلى ووجدان المولى وهو المؤمن كمن اهين بالوعيد والوقوع فى الجحيم فى العقبى وهو الكافر وذلك بإزاء شهوة ساعة وجدها فى الدنيا.
ويقال رب شهوة ساعة أورثت صاحبها حزنا طويلا [وقتى زنبورى مورى را ديد كه بهزار حيله دانه بخانه ميكشيد ودر ان رنج بسيار مى ديد او را كفت اى مور اين چهـ رنجست كه بر خود نهاده واين چهـ بارست كه اختيار كرده بيا مطعم ومشرب من ببين كه هر طعام كه لطيف ولذيذترست تا از من زياده نيايد پادشاهان را نرسد هر آنجا كه خواهم نشينم وآنچهـ خواهم كزينم خورد ودرين سخن بود كه برپريد وبدكان قصابى بر مسلوخى نشست قصاب كارد كه در دست داشت بران زنبوره مغرور زد ودوپاره كرد وبر زمين انداخت ومور بيامد و پاى كشان او را ميبرد ومى كفت] رب شهوة إلخ وفى الحديث (من كانت الدنيا همته جعل الله فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له ومن كانت الآخرة همته جعل الله الغنى فى قلبه وأتته الدنيا وهى راغمة) - يحكى- ان بعض اهل الله كان يرى عنده فى طريق الحج كل يوم خبز طرى فقيل له فى ذلك فقال تأتينى به عجوز أراد بها الدنيا ومن كان له فى هذه الدنيا شدة وغم مع دين الله فهو خير ممن كان له سعة وسرور مع الشرك وفى الحديث (يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار يوم القيامة فيصبغ فى النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب) يعنى: شدة العذاب آنسته ما مضى عليه من نعم الدنيا (ويؤتى باشد الناس بؤسا فى الدنيا من اهل الجنة فيصبغ صبغة فى الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط) وفى الحديث (قد أفلح من اسلم ورزق كفافا) وهو ما يكون بقدر الحاجة ومنهم من قال هو شبع يوم وجوع يوم (وقنعه الله بما آتاه) بمد الهمزة اى أعطاه من الكفاف يعنى: من اتصف بالصفات المذكورة فاز بمطلوب الدنيا والآخرة ثم الوعد لعوام المؤمنين بالجنة ولخواصهم بالرؤية ولاخص خواصهم بالوصول والوجدان كما قال تعالى (ألا من طلبنى وجدنى) واوحى الله تعالى الى عيسى عليه السلام تجوّع ترنى تجرد تصل الىّ
جوع تنوير خانه دل تست ... أكل تعمير خانه كل تست(6/420)
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)
فلا بد للسالك من إصلاح الطبيعة والنفس بالرياضة والمجاهدة وكان يستمع من حجرة الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره الجوع الجوع وحقيقته الزموا الجوع لا ان نفسه الزكية كانت تشكو من الجوع نسأل الله الوصول الى النعمة والتشرف بالرؤية وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ يوم منصوب باذكر المقدر والمراد يوم القيامة والضمير للكفار اى واذكر يا محمد لقومك يوم يناديهم ربهم وهو عليهم غضبان فَيَقُولُ تفسير للنداء أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ اى الذين كنتم تزعمونهم شركائى وكنتم تعبدونهم كما تعبدوننى فحذف المفعولان معا ثقة بدلالة الكلام عليهما قال فى كشف الاسرار وسؤالهم عن ذلك ضرب من ضروب العذاب لانه لا جواب لهم الا ما فيه فضيحتهم واعترافهم بجهل أنفسهم قالَ استئناف مبنى على حكاية السؤال كأنه قيل فماذا صدر عنهم حينئذ فقيل قال الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فى الأزل بان يكونوا من اهل النار المردودين يدل عليه قوله تعالى (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) الآية كما فى التأويلات النجمية وقال بعض اهل التفسير معنى حق عليهم القول ثبت مقتضاه وتحقق مؤداه وهو قوله (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وغيره من آيات الوعيد والمراد بهم شركاؤهم من الشياطين او رؤساؤهم الذين اتخذوهم أربابا من دون الله بان أطاعوهم فى كل ما امروهم به ونهوهم عنه وتخصيصهم بهذا الحكم مع شموله للاتباع ايضا لاصالتهم فى الكفر واستحقاق العذاب ومسارعتهم الى الجواب مع كون السؤال للعبدة لتفطنهم ان السؤال عنهم لاستحقارهم وتوبيخهم بالإضلال وجزمهم بان العبدة سيقولون هؤلاء أضلونا رَبَّنا [اى پروردگار ما] هؤُلاءِ اى كفار بنى آدم او الاتباع هم الَّذِينَ أَغْوَيْنا فحذف الراجع الى الموصول ومرادهم بالاشارة بيان انهم يقولون ما يقولون بمحضر منهم وانهم غير قادرين على إنكاره ورده أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا هو الجواب فى الحقيقة وما قبله تمهيد له اى ما أكرهنا على الغى وانما أغوينا بما قضيت لنا ولهم الغواية والضلالة مساكين بنو آدم انهم من خصوصية ولقد كرمنا بنى آدم يحفظون الأدب مع الله فى أقصى البعد كما يتأدب الأولياء على بساط أقصى القرب ولا يقولون أغويناهم كما اغويتنا كما قال إبليس صريحا ولم يحفظ الأدب رب بما أغويتني لاقعدن لهم تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ منهم ومما اختاروه من الكفر والمعاصي هوى منهم وهو تقرير لما قبله ولذا لم يعطف عليه وكذا قوله تعالى ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ إيانا مفعول يعبدون اى ما كانوا يعبدوننا وانما كانوا يعبدون أهواءهم ويطيعون شهواتهم وَقِيلَ لمن عبد غير الله توبيخا وتهديدا والقائلون الخزنة ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ اى الأصنام ونحوها ليخلصوكم من العذاب أضافها إليهم لادعائهم انها شركاء الله فَدَعَوْهُمْ من فرط الحيرة فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ضرورة عدم قدرتهم على الاستجابة والنصرة وَرَأَوُا الْعَذابَ الموعود قد غشيهم لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ لوجه من وجوه الحيل يدفعون به العذاب او الى الحق فى الدنيا لما لقوا ما لقوا من العذاب وقال بعضهم لو للتمنى هنا اى تمنوا لو انهم كانوا مهتدين لا ضالين وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ اى واذكر يوم ينادى الله الكفار نداء تقريع وتوبيخ فَيَقُولُ ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [چهـ جواب داديد] المرسلين الذين أرسلتهم(6/421)
فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)
إليكم حين دعوكم الى توحيدى وعبادتى ونهوكم عن الشرك فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ [پس پوشيده باشد بر ايشان خبرها يعنى آنچهـ با پيغمبران كفته باشند وندانند كه چهـ كويند] قال اهل التفسير اى صارت كالعمى عنهم لا تهتدى إليهم وأصله فعموا عن الانباء اى الاخبار وقد عكس بان اثبت العمى الذي هو حالهم للانباء مبالغة وتعدية الفعل بعلى لتضمنه معنى الخفاء والاشتباه وإذا كانت الرسل يفوضون العلم فى ذلك المقام الهائل الى علام الغيوب مع نزاهتهم عن غائلة السؤال فما ظنك باهل الضلال من الأمم
بجايى كه دهشت برد انبيا ... تو عذر كنه را چهـ دارى بيا
فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ اى لا يسأل بعضهم بعضا عن الجواب لفرط الدهشة واستيلاء الحيرة او للعلم بان الكل سواء فى الجهل فَأَمَّا مَنْ تابَ من الشرك وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً اى جمع بين الايمان والعمل الصالح فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ اى الفائزين بالمطلوب عند الله تعالى الناجين من المهروب: وبالفارسية [پس شايد آنكه باشد از رستكاران ورستكارى باجابت حضرت رسالت عليه السلام باز بسته است]
مزن بي رضاىء محمد نفس ... ره رستكارى همين است وبس
خلاف پيغمبر كسى ره كزيد ... كه هركز بمنزل نخواهد رسيد
وعسى للتحقيق على عادة الكرام او للترجى من قبل التائب بمعنى فليتوقع الافلاح قال فى كشف الاسرار انما قال فعسى يعنى ان دام على التوبة والعمل الصالح فان المنقطع لا يجد الفلاح ونعوذ بالله من الحور بعد الكور فينبغى لاهل الآخرة ان يباشروا الأعمال الصالحة ويديموا على اورادهم وللاعمال تأثير عظيم فى تحصيل الدرجات وجلب المنافع والبركات ولها نفع لاهل السعادة فى الدنيا والآخرة ولاهل الشقاوة لكن فى الدنيا فقط فانهم يجلبون بها المقاصد الدنيوية من المناصب والأموال والنعم وقد عوض عن عبادة الشيطان قبل كفره طول عمره ورأى اثرها فى الدنيا فلا بد من السعى بالايمان والعمل الصالح- حكى- ان ابراهيم بن أدهم قدس سره لما منع من دخول الحمام بلا اجرة تأوه وقال إذا منع الإنسان من دخول بيت الشيطان بلا شىء فأنى يدخل بيت الرحمن بلا شىء وأفضل الأعمال التوحيد وذكر رب العرش المجيد ولو ان رجلا اقبل من المغرب الى المشرق ينفق الأموال والآخر من المشرق الى المغرب يضرب بالسيف فى سبيل الله كان الذاكر لله أعظم وفى الحديث (ذكر الله علم الايمان) اى لان المشرك إذا قال لا اله الا الله يحكم بإسلامه وبراءة من النفاق اى لان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا (وحرز من الشيطان وحصن من النار) كما جاء فى الكلمات القدسية (لا اله الا الله حصنى فمن دخل حصنى أمن من عذابى) وفى التأويلات النجمية (فَأَمَّا مَنْ تابَ) اى رجع الى الحضرة على قدمى المحبة وصدق الطلب (وَآمَنَ) بما جاء به النبي عليه السلام من الدعوة الى الله (وَعَمِلَ صالِحاً) بالتمسك بذيل متابعة دليل كامل واصل صاحب قوة وقدرة توصله الى الله تعالى (فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) الفائزين من اسر النفس المخلصين من حبس الانانية الى قضاء وسعة الهوية(6/422)
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)
انتهى وَرَبُّكَ [آورده اند كه صناديد عرب طعنه مى زدند كه خداى تعالى چرا محمد را براى نبوت اختيار كرد بايستى كه چنين منصب عالى بوليد بن مغيرة رسيدى كه بزرك مكه است يا بعروة بن مسعود ثقفى كه عظيم طائف] كما قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فرد الله عليهم بقوله (وَرَبُّكَ) [و پروردگار تو يا محمد] يَخْلُقُ ما يَشاءُ ان يخلقه وَيَخْتارُ مما يخلق ما يشاء اختياره واصطفاءه فكما ان الخلق اليه فكذا الاختيار فى جميع الأشياء ما نافية كانَ لَهُمُ اى المشركين الْخِيَرَةُ اى الاختيار عليه تعالى وهو نفى لاختيارهم الوليد وعروة وانشدوا
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر ... والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير اجمع فيما اختيار خالقنا ... وفى اختياره سواه اللوم والشوم
قال الجنيد قدس سره كيف يكون للعبد اختيار والله المختار له: وقال بعض العارفين إذا نظر اهل المعرفة الى الاحكام الجارية بجميل نظر الله لهم فيها وحسن اختياره فيما أجراه عليهم لم يكن عندهم شىء أفضل من الرضى والسكون: قال الحافظ
در دائره قسمت ما نقطه تسليم ... لطف آنچهـ تو انديشى حكم آنكه تو فرمايى
والخيرة بمعنى التخير بالفارسية [كزيدن] كالطيرة بمعنى التطير وفى المفردات الخيرة الحالة التي تحصل للمستخير والمختار نحو القعدة والجلسة لحال القاعد والجالس انتهى وفى الوسيط اسم من الاختيار يقام مقام المصدر وهو اسم للمختار ايضا يقال محمد خيرة الله من خلقه سُبْحانَ اللَّهِ اى تنزه بذاته تنزها خاصا به من ان ينازعه أحد ويزاحم اختياره اختياره وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ عن اشراكهم وفى التأويلات النجمية يشير الى مشيئته الازلية فى الخلق والاختيار وانه فاعل مختار يخلق ما يشاء كيف يشاء ممن يشاء ولما يشاء متى يشاء وله اختيار فى خلق الأشياء فيختار وجود بعض الأشياء فى العدم فيبقيه فانيا فى العدم ولا يوجده وله الخيرة فى انه يخلق بعض الأشياء جمادا وبعض الأشياء نباتا وبعض الأشياء حيوانا وبعض الأشياء إنسانا وان يخلق بعض الإنسان كافرا وبعض الإنسان مؤمنا وبعضهم وليا وبعضهم نبيا وبعضهم رسولا وان يخلق بعض الأشياء شيطانا وبعضها جنا وبعضها ملكا وبعض الملك كروبيا وبعضهم روحانيا وله ان يختار بعض الخلق مقبولا وبعضهم مردودا انتهى وفى الحديث (ان الله خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها واسكن سائر سماواته من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بنى آدم واختار من بنى آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بنى هاشم واختارني من بنى هاشم فانا خيار من خيار الى خيار فمن أحب العرب فبحبى أحبهم ومن ابغضهم فببغضى ابغضهم) وفى الحديث (ان الله اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لى من أصحابي اربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا فجعلهم خير أصحابي وفى كل أصحابي خير واختار أمتي على سائر الأمم واختار لى من أمتي اربعة قرون بعد أصحابي القرن الاول والثاني والثالث تترى والرابع فردا) [بدانكه آدمي را اختيار نيست اختيار كسى تواند كه او را ملك بود(6/423)
وآدمي بنده است وبنده را ملك نيست آن ملك كه شرع او را اثبات كرد آن ملك مجازينست عاريتى عن قريب ازو زائل كردد وملك حقيقى آنست كه آنرا زوال نيست وآن ملك الله است كه مالك پر كمال است ودر ملك ايمن از زوال ودر ذات ونعت متعال]
همه تخت وملكى پذيرد زوال ... بجز ملك فرمانده لا يزال
[عالم بيافريد وآنچهـ خواست از ان بركزيد. فرشتكانرا بيافريد ازيشان جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل را بركزيد. آدم وآدميان را بيافريد ازيشان پيغمبران بركزيد. از پيغمبران خليل وكليم وعيسى ومحمد بركزيد عليهم السلام. صحابه رسول را بيافريد ابو بكر تيمى وعمر غدوى وعثمان اموى وعلى هاشمى بركزيد. بسيط زمين را بيافريد از ان مكه بركزيد موضع ودلات ومدينه بركزيد هجرتكاه رسول وبيت المقدس بركزيد موضع مسراى رسول. روزها بيافريد از ان روز آذينه بركزيد «وهو يوم اجابة الدعوة» . روز عرفه بركزيد «وهو يوم المباهات» . روز عيد بركزيد «وهو يوم الجائزة» روز عاشوراء «بركزيد وهو يوم الخلعة» . شبها بيافريد واز ان شب برات بركزيد كه حق تعالى بخودىء خود نزول كند وبنده را همه شب نداى كرامت خواند. ونوازد شب قدر بركزيد كه فرشتكان آسمان بعدد سنك ريزه بزمين فرستد ونثار رحمت كنند بر بندگان. شب عيد بركزيد كه در رحمت ومغفرت كشايد وكناهكارانرا آمرزد. كوهها بيافريد واز ان طور كزيد كه موسى بر ان بمناجات حق رسيد. جودى بركزيد كه نوح در ان نجات يافت. حرا بركزيد كه مصطفى عربى در ان بعثت يافت. نفس آدمي بيافريد واز ان دل بركزيد وزبان دل محل نور معرفت وزبان موضع كلمه شهادت. كتابها از آسمان فرو فرستاد واز ان چهار بركزيد توراة
وإنجيل وزبور وقرآن واز كلمتها چهار «سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر» وفى الحديث (أحب الكلام الى الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر لا يضرك بايهن بدأت) الكل فى كشف الاسرار قال فى زهرة الرياض (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) اى ليس للكفار الاختيار بل الاختيار للواحد القهار كأنه قال الاختيار لى ليس لجبرائيل ولا لميكائيل ولا لاسرافيل ولا لعزرائيل ولا لآدم ولا لنوح ولا لابراهيم ولا ليعقوب ولا لموسى ولا لعيسى ولا لمحمد عليهم الصلاة والسلام. ولو كان لجبرائيل وميكائيل لاختارت الملائكة مثل هاروت وماروت. ولو كان لاسرافيل لاختار إبليس. ولو كان لعزرائيل لاختار شداد. ولو كان لآدم لاختار قابيل. ولو كان لنوح لاختار كنعان. ولو كان لابراهيم لاختار آزر. ولو كان ليعقوب لاختار العماليق. ولو كان لموسى لاختار فرعون. ولو كان لعيسى لاختار الحواريين. ولو كان لمحمد لاختار عمه أبا طالب ولكن الاختيار لى اخترتك فاشكر لى لان الله اعلم حيث يجعل رسالته ونبوته وولايته قال يحيى الرازي رحمه الله الهى علمك بعيوبي لم يمنعك عن اختياري فكيف يمنعك عن غفرانى ويقال ان يوسف عليه السلام اختار السجن فاورثه الوبال والله تعالى اختار للفتية الكهف فاورثهم الجمال ألا ترى ان رجلا لو تزوج امرأة فانه يستر عيوبها مخافة ان يقال له أنت اخترتها فالله تعالى اختارك فى الأزل فالرجاء ان يستر عيوبك ويقال اختار من ثمانية عشر الف عالم اربعة(6/424)
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)
الماء والتراب والنار والريح فجعل الماء طهورك والتراب مسجدك والنار طباخك والريح نسيمك. واختار من الملائكة اربعة جبرائيل صاحب وحيك وميكائيل خازن نعمتك واسرافيل صاحب لوحك وعزرائيل قابض روحك. واختار من الشرائع اربعة الصلاة عملك والوضوء أمانتك والصوم جنتك والزكاة طهارتك. ومن القبلة اربعة العرش موضع دعوتك والكرسي موضع رحمتك والبيت المعمور مصعد عملك والكعبة قبلتك. ومن الأوقات اربعة فوقت المغرب لطعامك ووقت العشاء لمنامك ووقت السحر لمناجاتك ووقت الصبح لقراءتك. ومن المياه الماء الذي تفجر من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه أفضل من زمزم والكوثر وغيرهما من انهار الدنيا والآخرة. ومن البقاع البقعة التي ضمت جسمه اللطيف عليه السلام فانها أفضل البقاع الارضية والسماوية. ومن الازمنة الزمان الذي ولد فيه عليه السلام ولذا كان شهر ربيع الاول من أفاضل الشهور كشعبان فانه مضاف الى نبينا عليه السلام ايضا. ومن الملوك الخواقين العثمانية لان دولتهم آخر الدول وتتصل بزمان المهدى المنتظر على ما ثبت وصح عن أكابر علماء هذه الامة. واختار من العلماء من تشرف بعلم الظاهر والباطن وكان ذا جناحين نسأل الله الثبات فى طريق التحقيق انه ولى التوفيق وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ اى تضمر قلوبهم وتخفى كعداوة الرسول وحقد المؤمنين يقال أكننت الشيء إذا أخفيته فى نفسك وكننته إذا سترته فى بيت او ثوب او غير ذلك من الأجسام وَما يُعْلِنُونَ بألسنتهم وجوارحهم كالطعن فى النبوة وتكذيب القرآن: والإعلان [آشكارا كردن] وَهُوَ اللَّهُ اى المستحق للعبادة: وبالفارسية [اوست خداى مستحق پرستش] لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا أحد يستحقها الا هو وفى التأويلات النجمية (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ) يصلح للالوهية (إِلَّا هُوَ) وهو المتوحد بعز إلهيته المتفرد بجلال ربوبيته لا شبيه يساويه ولا نظر يضاهيه لَهُ الْحَمْدُ) استحقاقا على عظمته والشكر استيجابا على نعمته فِي الْأُولى اى الدنيا وَالْآخِرَةِ لانه المولى للنعم كلها عاجلها وآجلها على الخلق كافة يحمده المؤمنون فى الآخرة كما حمدوه فى الدنيا بقولهم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) ابتهاجا بفضله والتذاذا بحمده اى بلا كلفة وَلَهُ الْحُكْمُ فيما يخلق ويختار ويعز ويذل ويحيى ويميت اى القضاء النافذ فى كل شىء من غير مشاركة فيه لغيره: وبالفارسية [او راست كار بركزاردن] قال فى كشف الاسرار وله الحكم النافذ فى الدنيا والآخرة ومصير الخلق كلهم فى عواقب أمورهم الى حكمه فى الآخرة قال ابن عباس رضى الله عنهما حكم لاهل طاعته بالمغفرة ولاهل معصيته بالشقاء والويل وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ بالبعث لا الى غيره وفى التأويلات النجمية (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بالاختيار او بالاضطرار فاما بالاختيار فهو الرجوع الى الحضرة بطريق السير والسلوك والمتابعة والوصول وهذا مخصوص بالإنسان دون غيره واما بالاضطرار فبقبض الروح وهو الحشر والنشر والحساب والجزاء بالثواب والعقاب يقال ثمانية أشياء تعم الخلق كلهم الموت والحشر وقراءة الكتاب والميزان والحساب والصراط والسؤال والجزاء(6/425)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72)
واوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام (يا موسى لا تسأل منى الغنى فانك لا تجده وكل خلق مفتقر الىّ وانا الغنى. ولا تسأل علم الغيب فانه لا يعلم الغيب غيرى. ولا تسألنى ان اكف لسان الخلق عنك فانى خلقتهم ورزقتهم وأميتهم واحييهم وهم يذكروننى بالسوء ولم اكف لسانهم عنى ولا اكف لسانهم عنك. ولا تسأل البقاء فانك لا تجده وانا الدائم الباقي) واوحى الله الى محمد عليه السلام فقال (يا محمد احبب من شئت فانك مفارقه واعمل ما شئت فانك ملاقيه غدا وعش ما شئت فانك ميت) فظهر ان الحكم النافذ بيد الله تعالى ولو كان شىء منه فى يد الخلق لمنعوا عن أنفسهم الموت ودفعوا ملاقاة الأعمال فى الحشر وطريق النجاة التسليم والرضى والرجوع الى الله تعالى بالاختيار فانه إذا رجع العبد الى الله بالاختيار لم يلق عنده شدة بخلاف ما إذا رجع بالاضطرار
تو پيش از عقوبت در عفو كوب ... كه سودى ندارد فغان زير چوب
ومن علامات الرجوع الى الله إصلاح السر والعلانية والحمد له على كل حال فان الجزع والاضطراب من الجهل بمبدأ الأمر ومبديه وليخفف ألم البلاء عنك علمك بان الله هو المبلى وقل فى الضراء والسراء لا اله الا هو والتوحيد أفضل الطاعات وخير الاذكار والحسنات وصورته منجية فكيف بمعناه وعن حذيفة رضى الله عنه سمعت رسول الله يقول (مات رجل من بنى إسرائيل من قوم موسى فاذا كان يوم القيامة يقول الله لملائكته انظروا هل تجدون لعبدى من حسنة يفوز بها اليوم فيقولون انا لا نجد سوى ان نقش خاتمه لا اله الا الله فيقول الله تعالى ادخلوا عبدى الجنة قد غفرت له) : قال المغربي
اگر چهـ آينه دارى از براى حسن ... ولى چهـ سود كه دارى هميشه آينه تار
بيا بصيقل توحيد ز آينه بزد اى ... غبار شرك كه پاك كردد از ژنكار
نسأل الله سبحانه ان يوصلنا الى حقيقة التوحيد ويخلصنا من ورطة التقليد ويجعلنا من المكاشفين لانوار صفاته واسرار ذاته قُلْ يا محمد لاهل مكة أَرَأَيْتُمْ اى أخبروني فان الرؤية سبب للاخبار إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً دائما لا نهار معه من السرد وهو المتابعة والاطراد والميم مزيدة وقدم ذكر الليل على ذكر النهار لان ذهاب الليل بطلوع الشمس اكثر فائدة من ذهاب النهار بدخول الليل كذا فى برهان القرآن إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ بإسكان الشمس تحت الأرض او تحريكها حول الأفق الغائر مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ صفة لاله: يعنى [كيست خداى بجز خداى بحق كه از روى كمال قدرت] يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ صفة له اخرى عليها يدور أمر التبكيت والإلزام قصد انتفاء الموصوف بانتفاء الصفة ولم يقل هل اله لا يراد الإلزام على زعمهم ان غيره آلهة والباء للتعدية: والمعنى بالفارسية [بيارد براى شما روشنى يعنى روز روشن كه در آن بطلب معاش اشتغال كنيد] أَفَلا تَسْمَعُونَ هذا الكلام الحق سماع تدبر واستبصار حتى تنقادوا له وتعملوا بموجبه فتوحدوا الله تعالى وختم الآية به بناء على الليل لا على الضياء وقال بعضهم قرن بالضياء السمع لان السمع يدرك ما لا يدركه البصر يعنى استفادة العقل من السمع اكثر من استفادته من البصر(6/426)
وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً متصلا لا ليل له إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ بإسكانها فى وسط السماء او تحريكها فوق الأرض مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ استراحة من متابعة الاسفار ولعل تجريد الضياء عن ذكر منافعه مثل تتصرفون فيه ونحوه لكونه مقصودا بذاته ظاهر الاستتباع لما نيط به من المنافع ولا كذلك الليل أَفَلا تُبْصِرُونَ هذه المنفعة الظاهرة التي لا تخفى على من له بصر وختم الآية به بناء على النهار فانه مبصر لا على الليل وقال بعضهم وقرن بسكون الليل البصر لان غيرك يبصر من منفعة الظلام ما لا تبصر أنت من السكون اعلم ان فلك الشمس يدور فى بعض المواضع رحويا لا غروب للشمس فيه فنهاره سرمدى فلا يعيش الحيوان فيه ولا ينبت النبات فيه من قوة حرارة الشمس فيه وكذلك يدور فلك الشمس فى بعض المواضع بعكس هذا تحت الأرض ليس للشمس فيه طلوع فليله سرمدى فلا يعيش الحيوان ايضا فيه ولا ينبت النبات ثمة فلهذا المعنى قال تعالى وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ [واز بخشايش خود بيافريد براى شما شب وروز را] لِتَسْكُنُوا فِيهِ اى فى الليل وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ اى فى النهار بانواع المكاسب وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ولكى تشكروا نعمته تعالى على ما فعل
چرخ را دور شبانروزى دهد ... شب برو روز آورد روزى دهد
خلوت شب بهر آن تا جان ريش ... راز دل كويد بر جانان خويش
روزها از بهر غوغاى عوام ... تا بدايشان كارتن كيرد نظام
قال امام الحرمين وغيره من الفضلاء لا خلاف ان الشمس تغرب عند قوم وتطلع عند قوم آخرين والليل يطول عند قوم ويقصر عند آخرين وعند خط الاستواء يكون الليل والنهار مستويا ابدا وسئل الشيخ ابو حامد عن بلاد بلغار كيف يصلون لان الشمس لا تغرب عندهم الا مقدار ما بين المغرب والعشاء ثم تطلع فقال يعتبر صومهم وصلاتهم بأقرب البلاد إليهم والأصح عند اكثر الفقهاء انهم يقدرون الليل والنهار ويعتبرون بحسب الساعات كما قال عليه الصلاة والسلام (يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة) فيقدر الصيام والصلاة فى زمنه كذا ورد عن سيد البشر قال فى القاموس بلغر كقرطق والعامة تقول بلغار مدينة الصقالبة ضاربة فى الشمال شديدة البرد انتهى والفجر يطلع فى تلك الديار قبل غيبوبة الشفق فى اقصر ليالى السنة فلا يجب على أهاليها العشاء والوتر لعدم سبب الوجوب وهو الوقت لانه كما انه شرط لاداء الصلاة فهو سبب لوجوبها فلا تجب بدونه على ما تقرر فى الأصول وكذلك لا تجبان على اهالى بلدة يطلع فيها الفجر لما تغرب الشمس فيسقط عنهم ما لا يجدون وقته كما ان رجلا إذا قطع يداه مع المرفقين او رجلاه مع الكعبين ففرائض وضوئه ثلاث لفوات محل الرابع كذا فى الفقه والاشارة فى الآية الى نهار التجلي وليل ستر البشرية فلو دام نهار التجلي لم يقدر المتجلى له على تحمل سطواته فستره الله تعالى بظل البشرية ليستريح من تعب السطوات واليه الاشارة بقوله عليه السلام لعائشة رضى الله عنها (كليمنى يا حميراء) وليس هذا الستر من قبيل الحجاب فان الستر يكون عقيب التجلي وهو حجاب الرحمة والمنحة لا حجاب(6/427)
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75) إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)
الزحمة والمحنة وذلك من جمله ما كان النبي عليه السلام محميا به إذ كان يقول (انه ليغان على قلبى وانى لاستغفر الله فى كل يوم سبعين مرة) وذلك غابة اللطف والرحمة والحجاب ما يكون محجوبا به عن الحق تعالى وذلك من غاية القهر والعز كما قال فى المقهورين (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) والجبل لم يستقر مكانه عند سطوة تجلى صفة الربوبية وجعله دكا وخر موسى مع قوة نبوته صعقا وذلك التجلي فى اقل مقدار طرفة عين فلو دام كيف يعيش الإنسان الضعيف وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ منصوب باذكر اى واذكر يا محمد يوم ينادى الله المشركين فَيَقُولُ توبيخا لهم أَيْنَ [كجااند] شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ انهم لى شركاء وهو تقريع بعد تقريع للاشعار بانه لا شىء اجلب لغضب الله من الإشراك كما لا شىء ادخل فى مرضاة الله من توحيده وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ نزع الشيء جذبه من مقره كنزع القوس من كبده وعطف على يناديهم وصيغة الماضي للدلالة على التحقيق ولا التفات لابراز كمال الاعتناء بشأن النزع اى أخرجنا من كل امة من الأمم شَهِيداً بالفارسية [كواه] وهو نبيهم يشهد عليهم بما كانوا عليه من الخير والشر وقال بعضهم يشهد عليهم وعلى من بعدهم كما جاء فى الحديث ان اعمال الامة تعرض على النبي عليه السلام ليلة الاثنين والخميس وقال بعضهم عنى بالشهيد العدول من كل امة وذلك انه سبحانه لم يخل عصرا من الاعصار عن عدول يرجع إليهم فى امر الدين ويكونون حجة على الناس يدعونهم الى الدين فيشهدون على الناس بما عملوا من العصيان فَقُلْنا لكل من الأمم هاتُوا [بياريد] وأصله آتوا وقد سبق بُرْهانَكُمْ على صحة ما كنتم تدعون من الشريك فَعَلِمُوا يومئذ أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ فى الالهية لا يشاركه فيها أحد وَضَلَّ عَنْهُمْ اى غاب غيبة الضائع وَما كانُوا يَفْتَرُونَ فى الدنيا من الباطل وهو الوهية الأصنام واعلم ان الشريك لا ينحصر فى عبادة الأصنام الظاهرة بل الانداد ظاهرة وباطنة. فمنهم من صنمه نفسه. ومنهم من صنمه زوجته حيث يحبها محبة الله ويطيعها إطاعة الله ومنهم من صنمه تجارته فيتكل عليها ويترك طاعة الله لاجلها فهذه كلها لا تنفع يوم القيامة- حكى- ان مالك بن دينار رحمه الله كان إذا قرأ فى الصلاة إياك نعبد وإياك نستعين غشى عليه فسئل فقال نقول إياك نعبد ونعبد أنفسنا اى نطيعها فى أمرها ونقول إياك نستعين ونرجع الى أبواب غيره- روى- ان زكريا عليه السلام لما هرب من اليهود بعد ان قتل يحيى عليه السلام وتوابعه تمثل له الشيطان فى صورة الراعي وأشار اليه بدخول الشجرة فقال زكريا للشجرة اكتمينى فانشقت فدخل فيها واخرج الشيطان هدب ردائه ثم اخبر به اليهود فشقوا الشجرة بالمنشار فهذا الشق انما وقع له لا لتجائه الى الشجرة والشرك أقبح جميع السيئات كما ان التوحيد احسن الحسنات وقد ورد ان الملائكة المقربين تنزل لشرف الذكر كما روى ان يوسف عليه السلام لما القى فى الجب ذكر الله تعالى بأسمائه الحسنى فسمعه جبريل فقال يا رب اسمع صوتا حسنا فى الجب فامهلنى ساعة فقال الله تعالى ألستم قلتم أتجعل فيها من يفسد فيها وكذلك إذا اجتمع المؤمنون على ذكر الله مراعين لآدابه الظاهرة والباطنة تقول الملائكة الهنا أمهلنا نستأنس بهم فيقول الله تعالى ألستم قلتم أتجعل فيها من يفسد فيها فالآن تتمنون الاستئناس(6/428)
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)
بهم وفى الحديث (لتدخلن الجنة كلكم الا من ابى) قيل يا رسول الله من الذي ابى قال (من لم يقل لا اله الا الله) فينبغى الاشتغال بكلمة التوحيد قبل الموت وهى عروة الوثقى وهى ثمن الجنة وهى التي يشهد بها جميع الأشياء
هست هر ذره بوحدت خويش ... پيش عارف كواه وحدت او
پاك كن جامه از غبار دويى ... لوح خاطر كه حق يكيست نه دو
والوصول الى هذا الشهود والتوحيد الحقيقي انما هو بخير الاذكار اى بالاشتغال به آناء الليل وأطراف النهار: قال الشيخ المغربي
نخست ديده طلب كن پس آنگهى ديدار ... از انكه يار كند جلوه بر أولوا الابصار
إِنَّ قارُونَ اسم أعجمي كهارون فلذلك لم ينصرف كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى كان ابن عمه يصهر بن قاهش بن لاوى بن يعقوب وموسى بن عمران ابن قاهش وكان ممن آمن به واقرأ بنى إسرائيل للتوراة وكان يسمى المنور لحسن صورته ثم تغير حاله بسبب الغنى فنافق كما نافق السامري فَبَغى عَلَيْهِمْ قال الراغب البغي طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه او لم يتجاوزه وبغى تكبر وذلك لتجاوزه منزلته الى ما ليس له. والمعنى فطلب الفضل عليهم وان يكونوا تحت امره وليس ببعيد فان كثرة المال المشار إليها بقوله (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ) الآية سبب للبغى وامارة بغيه الإباء والاستكبار والعجب والتمرد عن قبول النصيحة وكان يجر ثوبه كبرا وخيلاء وفى الحديث (لا ينظر الله يوم القيامة الى من جر ثوبه خيلاء) وكان يستخف بالفقراء ويمنع عنهم الحقوق وفى الحديث (اتخذوا الأيادي عند الفقراء قبل ان تجيىء دولتهم) اى فان لهم دولة عظمية يوم القيامة يصل اثرها الى من أطعمهم لقمة او سقاهم شربة او كساهم خرقة او نحو ذلك فيأخذون بايديهم ويدخلون الجنة بامر الله تعالى قال اهل العلم بالأخبار كان أول طغيانه وعصيانه ان الله تعالى اوحى الى موسى عليه السلام انه يأمر بنى إسرائيل ان يعلقوا فى أرديتهم خيوطا اربعة خضرا فى كل طرف خيط على لون السماء قال موسى يا رب ما الحكمة فيه قال يذكرون إذا رأوها ان كلامى نزل من السماء ولا يغفلون عنى وعن كلامى والعمل به قال موسى أفلا تأمرهم ان يجعلوا أرديتهم كلها خضرا فانهم يحقرون هذه الخيوط فقال يا موسى ان الصغير من امرى ليس بصغير فانهم ان لم يطيعونى فى الصغير لم يطيعونى فى الكبير فامرهم ففعلوا وامتنع قارون وقال انما يفعل هذا الأرباب بعبيدهم لكى يتميزوا من غيرهم فكان هذا ابتداء بغيه ولما عبروا البحر جعلت حبورة القربان وهى رياسة المذبح فى هارون قال فى كشف الاسرار [در رياست مذبح آن بود كه بنى إسرائيل قربان كه مى كردند بر طريق تعبد پيش هارون مى بردند وهارون بر مذبح مى نهاد تا آتش از اسمان فرود آمدى وبر كرفتى] فحسده قارون وقال يا موسى لك الرسالة ولهارون الحبورة ولست فى شىء وانا اقرأ بنى إسرائيل للتوراة ليس لى على هذا صبر فقال موسى ما انا جعلتها فى هارون بل الله جعلها من فضله قال قارون والله لا أصدقك فى ذلك حتى ترينى آية تدل عليه فامر موسى رؤساء بنى إسرائيل بوضع عصيهم فى القبة التي(6/429)
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
الله فيها وينزل الوحى عليه ففعلوا وباتوا يحرسونها وأصبحوا فاذا بعصا هارون مورقة خضراء اى صارت بحيث لها ورق اخضر وكانت من شجرة اللوز فلما رأها قارون على تلك الحالة العجيبة قال والله ما هذا بأعجب مما تصنع من السحر واعتزل موسى وتبعه طائفة من بنى إسرائيل وجعل موسى يداريه لما بينهما من القرابة وهو لا يلتفت اليه بل يؤذيه ولا يزيد إلا تجبرا وبغيا وَآتَيْناهُ اى قارون مِنَ الْكُنُوزِ اى الأموال المدخرة قال الراغب الكنز جمع المال بعضه فوق بعض وحفظه من كنزت التمر فى الوعاء انتهى. والفرق بين الركاز والمعدن والكنز ان الركاز هو المال المركوز فى الأرض مخلوقا كان او موضوعا والمعدن ما كان مخلوقا والكنز ما كان موضوعا ما موصولة اى الذي إِنَّ مَفاتِحَهُ جمع مفتح بالكسر ما يفتح به اى مفاتح صناديقه لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ خبر ان والجملة صلة ما وهو ثانى مفعولى آتينا. وناء به الحمل إذا أثقله حتى أماله فالباء للتعدية والعصبة والعصابة الجماعة الكثيرة وفى المفردات جماعة معصبة اى متعاضدة وعن ابن عباس رضى الله عنهما العصبة فى هذا الموضع أربعون رجلا وخزائنه كانت اربعمائة الف يحمل كل رجل منهم عشرة آلاف مفتاح. والمعنى لتثقلهم وتميل بهم إذا حملوها لثقلها: وبالفارسية [برداشتن آن مفاتح كران ميكند مردمان با نيروى را يعنى مردمان از كران بارى بجانبي ميل ميكنند] وقال بعضهم وجدت فى الإنجيل ان مفاتح خزائن قارون وقرستين بغلا ما يزيد منها مفتح على إصبع لكل مفتح كنز ويقال كان قارون أينما ذهب يحمل معه مفاتح كنوزه وكانت من حديد فلما ثقلت عليه جعلها من خشب فثقلت فجعلها من جلود البقر على طول الأصابع إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ منصوب بتنوء يعنى موسى وبنى إسرائيل وقيل قاله موسى وحده بطريق النصيحة لا تَفْرَحْ [شادى مكن بمال دنيا] والفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة واكثر ما يكون ذلك فى اللذات البدنية الدنيوية والفرح فى الدنيا مذموم مطلقا لانه نتيجة حبها والرضى بها والذهول عن ذهابها فان العلم بان ما فيها من اللذة مفارقة لا محالة يوجب الترح حتما ولذا قال تعالى (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) ولم يرخص فى الفرح الا فى قوله (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) وقوله (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ) وعلل النهى هاهنا بكونه مانعا من محبة الله تعالى كما قال إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ اى بزخارف الدنيا فان الدنيا مبغوضة عند الله تعالى
دنياى دنى چيست سراى ستمى ... افكنده هزار كشته در هر قدمى
كر دست دهد كداى شادى نكند ... ور فوت شود نيز نيرزد بغمى
وانما يحب من يفرح باقامة العبودية وطلب السعادة الاخروية وَابْتَغِ اى اطلب فِيما آتاكَ اللَّهُ من الغنى لم يقل بما آتاك الله لانه لم يرد بمالك وانما أراد وابتغ فى حال تملك وفى حال قدرتك بالمال والبدن كما فى كشف الاسرار الدَّارَ الْآخِرَةَ اى ثواب الله فيها بصرفه الى ما يكون وسيلة اليه من مواساة الفقراء وصلة الرحم وفك الأسير ونحوها من أبواب الخير(6/430)
قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)
بدنيا توانى كه عقبى خرى ... بخر جان من ور نه حسرت خورى
وَلا تَنْسَ اى لا تترك ترك المنسى ... قال فى المفردات النسيان ترك الإنسان ضبط
ما استودع اما لضعف قلبه واما عن غفلة او عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وهو ان تحصل بها آخرتك او تأخذ منها ما يكفيك وتخرج الباقي: وعن على رضى الله عنه لا تنس صحتك وقوتك وشبابك وغناك وفى ذلك ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك) وقال الكاشفى [وفراموش مكن بهره خود را از مال دنيا يعني نصيب تو در وقت رحلت ازين جهان كفنى خواهد بود و پس از ان حال بر انديش وبمال ومنال غره مشو]
كر ملك تو شام تا يمن خواهد بود ... وز سر حد روم تاختن خواهد بود
آن روز كزين جهان كنى عزم سفر ... همراه تو چند كز كفن خواهد بود
قال الشيخ سعدى قدس سره
اگر پهلوانى اگر تيغ زن ... نخواهى بدر بردن الا كفن
وقال بعض العارفين نصيب العارف من الدنيا ما أشار اليه عليه السلام بقوله (حبب الىّ من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة) ففى الطيب الرائحة الطيبة وفى النساء الوجه الحسن وفى الصلاة فرح القلب وقد سبق غير هذا وَأَحْسِنْ الى عباد الله كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ فيما أنعم به عليك: قال الشيخ سعدى قدس سره
توانكرى چودل دوست كامرانت هست ... بخور ببخش كه دنيا وآخرت بردى
وقال
اگر كنج قارون بچنك آورى ... نماند مكر آنكه بخشى برى
وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ نهى له عما كان عليه من الظلم والبغي وفى التأويلات النجمية (وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) فى ارض الروحانية بما آتاك الله من الاستعداد الإنساني باستعماله فى مخالفات الشريعة وموافقات الطبيعة فانه يفسد الاستعداد الروحاني والإنساني إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ لسوء أفعالهم بل يحب المصلحين لحسن أعمالهم وقد اختار من عباده الابدال فانهم يجعلون بدل الجهل العلم وبدل الشح الجود وبدل الشره العفة وبدل الظلم العدالة وبدل الطيش التؤدة وبدل الفساد الصلاح فالانسان إذا صار من الابدال فقد ارتقى الى درجة الأحباب قالَ قارون مجيبا للناصحين إِنَّما أُوتِيتُهُ اى هذا المال عَلى عِلْمٍ عِنْدِي حال من مرفوع أوتيته او متعلق باوتيته وعندى صفة له. والمعنى أوتيته حال كونى مستحقا لما فىّ من علم التوراة وكان أعلمهم بها ادعى استحقاق التفضيل على الناس واستيجاب التفوق بالمال والجاه بسبب العلم ولم ينظر الى منة الله تعالى وفضله ولذا هلك وهكذا كل من كان على طريقه فى الادعاء والافتخار والكفران فانه يهلك يوما بشؤم معصيته وصنيعه: قال الحافظ
مباش غره بعلم وعمل فقيه مدام ... كه هيچكس ز قضاى خداى جان نبرد
وقال الصائب(6/431)
بفكر نيستى هركز نمى فتند مغروران ... اگر چهـ صورت مقراض لا دارد كريبانها
وقال بعضهم المراد بعلم علم الكيمياء وكان موسى يعلمه تعلما من الله تعالى فعلم يوشع بن نون ثلث ذلك العلم وعلم كالب بن يوقنا ثلثه وعلم قارون ثلثه فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما الى علمه او تعلم قارون صنعة الكيمياء من كلثوم اخت موسى وكان تعرف ذلك فرزق مالا عظيما يضرب به المثل على طول الدهر وكان يأخذ الرصاص فيجعله فضة والنحاس فيجعله ذهبا قال الزجاج علم الكيمياء لا حقيقة له وفى الكواشي ومتعاطى هذا العلم الكثير كذبه فلا يلتفت اليه يقول الفقير وهو اولى من قول الزجاج فان فيه إقرارا بأصله فى الجملة وكذا بوجوده والكيمياء له حقيقة صحيحة وقد عمل به بعض الأنبياء وكمل الأولياء فانه لا شك فى الاستحالة والانقلاب بعد تصفية الأجساد وتطهيرها من الكدورات وقد بين فى موضعه ورأيت من وصل اليه بلا نكير والله العليم الخبير
ز كرامات بلند أوليا ... اولا شعرست وآخر كيميا
وقال بعضهم المراد بالعلم علم التجارة والدهقنة وسائر المكاسب [كفته اند قارون چهل سال بر كوه متعبد بود ودر عبادت وزهد بر همه بنى إسرائيل غلبه كرد وإبليس شياطين را مى فرستاد تا او را وسوسه كنند وبدنيا در كشند شياطين بر او دست نمى يافتند إبليس خود برخاست وبصورت پيرى زاهد متعبد بر ابروى نشست وخدايرا عبادت همى كرد تا عبادت إبليس بر عبادت وى بيفزود وقارون بتواضع وخدمت وى درآمد وهر چهـ ميكفت باشارت وى ميرفت ورضاى وى مى جست إبليس. روزى كفت ما از جمعه وجماعت باز مانده ايم واز زيارت نيك مردان وتشييع جنازهاى مؤمنان محروم اگر در ميان مردم باشيم وآن خصلتهاى نيكو بر دست كيريم مكر صوابتر باشد قارون را بدين سخن از كوه بزير آورد ودر بيعه شدند وتعبدكاه ايشان معين ساختند مردم چون از حال ايشان با خبر شدند رفقا از هر جانب روى بايشان نهاد وبا ايشان نيكو ميكردند وطعامها مى بردند. روزى إبليس كفت اگر ما بهفته يكروز بكسب مشغول باشيم واين بار وثقل از مردم فرو نهيم مكر بهتر باشد قارون همان صواب ديد وروز آذينه بكسب شدند وباقى هفته عبادت همى كردند روزى چند برآمد إبليس كفت
يكروز كسب كنيم ديكر روز عبادت تا از معاش وبغت چيزى بسر آيد وبصدقه ميدهيم ومردمانرا از ما منفعت بود همان كردند وبكسب مشغول شدند تا دوستىء كسب ودوستىء مال در سر قارون شد إبليس آنگاه از وى جدايى كرفت وكفت من كار خود كردم واو را در دام دنيا آوردم پس قارون بكسب مشغول كشت ودنيا بوى روى نهاد وطغيان بالا كرفت وادعاى استحقاق كرد بسبب علم مكاسب وطريق او] فقال تعالى أَوَلَمْ يَعْلَمْ [آيا ندانست قارون يعنى دانست] أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ الكافرة: يعنى [از اهل روز كارها] والقرن القوم المقترنون فى زمن واحد مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً بالعدد والعدد وَأَكْثَرُ جَمْعاً للمال كنمرود وغيره وقال بعضهم واكثر جمعا للعلم والطاعة مثل إبليس قال المفسرون هذا تعجيب(6/432)
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)
منه وتوبيخ له من جهته تعالى على اغتراره بقوته وكثرة ماله مع علمه بذلك الإهلاك قراءة فى التوراة وتلقينا من موسى وسماعا من حفاظ التواريخ فالمعنى ألم يقرأ التوراة ويعلم ما فعل الله باضرابه من اهل القرون السابقة حتى لا يغتر بما اغتر به
مكن تكيه بر ملك و چاه وحشم ... كه پيش از تو بودست وبعد از تو هم
بگير عبرت از ما سواى قرون ... خورد ضرب هر اسب كه باشد حرون
وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ عند إهلاكهم لئلا يشتغلوا بالاعتذار كما قال تعالى (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) كما فى التأويلات النجمية وقال الحسن لا يسألون يوم القيامة سؤال استعلام فانه تعالى مطلع عليها بل يسألون سؤال تقريع وتوبيخ وقال بعضهم لا يسألون بل يعاقبون بلا توقف ولا حساب او لا يسألون لانهم تعرفهم الملائكة بسيماهم فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ عطف على قال وما بينهما اعتراض وقوله فِي زِينَتِهِ اما متعلق بخرج او بمحذوف هو حال من فاعله اى كائنا فى زينته والمراد الزينة الدنيوية من المال والأثاث والجاه يقال زانه كذا وزينه إذا اظهر حسنه اما بالفعل او بالقول. قيل خرج قارون يوم السبت وكان آخر يوم من عمره على بغلة شهباء عليه الأرجوان يعنى قطيفة ارغوانى وعليها سرج من ذهب ومعه اربعة آلاف على زيه. وقال بعضهم ومعه تسعون الفا عليهم المعصفرات وهو أول يوم رؤى فيه اللباس المعصفر وهو المصبوغ بالعصفر وهو صبغ احمر معروف وقد نهى الرجال عن لبس المعصفر لانه من لباس الزينة واسباب الكبر ولان له رائحة لا تليق بالرجال واصل الزينة عند العارفين وجوه مسفرة عليها آثار دموع الشوق والمحبة ساجدة على باب الربوبية قال ابن عطاء ازين ما تزين به العبيد المعرفة ومن نزلت درجاته عن درجات العارفين فازين ما تزين به طاعة ربه ومن تزين بالدنيا فهو مغرور فى زينته: قال الحافظ
قلندران حقيقت به نيم چونخرند ... قباى اطلس آنكس كه از هنر عاريست
وفى المثنوى
افتخار از رنك وبو واز مكان ... هست شادى وفريب كودكان «1»
وقال الشيخ العطار رحمه الله
همچوطفلان منكر اندر سرخ وزرد ... چون زنان مغرور رنك وبو مكرد
وقال الشيخ السعدي
كرا جامه پاكست وسيرت پليد ... در دوزخش را نبايد كليد
وقال المولى الجامى
وصلش مجو در اطلس شاهى كه دوخت عشق ... اين جامه بر تنى كه نهان زير زنده بود
قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا من بنى إسرائيل جريا على سنن الجبلة البشرية من الرغبة فى السعة واليسار يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ [يا قوم كاشكى بودى ما را از مال همچنانكه قارونرا دادند] وقيل يا ليت يا متمناى تعالى فهذا او انك تمنوا مثله لا عينه حذرا من الحسد فدل على انهم كانوا مؤمنين إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ لذو نصيب وافر من الدنيا
__________
(1) در اواخر دفتر چهارم در بيان شرح كردن موسى عليه السلام وعده سيم(6/433)
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)
قال الراغب الحظ النصيب المقدر وهو تمنيهم وتأكيد له قال فى كشف الاسرار [فائده اين آيت آنست كه رب العالمين خبر ميدهد ما را كه مؤمن نبايد كه تمنى كند آنچهـ طغيان در آنست از كثرت مال وذلك قوله (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) بلكه از خداى عز وجل كفاف خواهد در دنيا وبلغه عيش چنانكه در خبرست] (اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا) وفى الحديث (اللهم من أحبني فارزقه العفاف والكفاف ومن ابغضنى فارزقه مالا وولدا) وفى الحديث (طوبى لمن هدى الى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به) : قال الحافظ
كنج زر كر نبود كنج قناعت باقيست ... آنكه آن داد بشاهان بگدايان اين داد
وقال
همايى چون تو عاليقدر حرص استخوان حيفست ... دريغا سايه همت كه برنا اهل افكندى
درين بازار اگر سوديست با درويش خرسندست ... الهى منعم كردان بدرويشى وخرسندى
وقال المولى الجامى
هر سفله پى بكنج قناعت كجا برد ... اين نقد در خزينه ارباب همتست
وقال الشيخ السعدي
نيرزد عسل جان من زخم نيش ... قناعت نكوتر بدوشاب خويش
وفى التأويلات النجمية انما وقع نظرهم على عظمة الدنيا وزينتها لا على دناءتها وخساستها وهو انها وقلة متاعها لانهم اغتذوا بغداء شبل حب الدنيا وزينتها المتولد من اسود ظلمات صفات النفس بعضها فوق بعض فهم ينظرون بنظر ظلمات صفات النفس بعد ان كانوا ينظرون بنظر نور صفات القلب يبصرون عزة الآخرة وعظمتها وخسة الدنيا وهوانها فان الرضاع يغير الطباع وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ بأحوال الآخرة وزهدوا فى الدنيا اى قالوا للمتمنين وَيْلَكُمْ [واى بر شما اى طالبان دنيا] وهو دعاء بالإهلاك. بمعنى ألزمكم الله ويلا اى عذابا وهلاكا ساغ استعماله فى الزجر عما لا يرتضى وقد سبق فى طه ثَوابُ اللَّهِ فى الآخرة خَيْرٌ مما تتمنون لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فلا يليق بكم ان تتمنوه غير مكتفين بثوابه ونعيمه وَلا يُلَقَّاها اى ولا يوفق لهذه الكرامة كما فى الجلالين والمراد بالكرامة الثواب والجنة ولا يعطى هذه الكلمة التي تكلم بها العلماء وهى ثواب الله خير قال الله تعالى (وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) اى أعطاهم ولقيته كذا إذا استقبلته به: وبالفارسية وتلقيه وتلقين [نخواهد كرد اين كلمه كه علما كفته اند يعنى در دل وزبان نخواهند دار] إِلَّا الصَّابِرُونَ على الطاعات وعن زينة الدنيا وشهواتها
اهل صبر از جمله عالم برترند ... صابران ازواج كردون بگذرند
هر كه كارد تخم صبر اندر جهان ... بدرود محصول عيش صابران
فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ يقال خسف المكان يخسف خسوفا ذهب فى الأرض كما فى القاموس وخسف القمر زال ضوءه وعين خاسفة إذا غابت حدتها والباء للتعدية(6/434)
والمعنى بالفارسية [پس فرو برديم قارون وسراى او را بزمين] قال ابن عباس رضى الله عنهما لما نزلت الزكاة على موسى صالحه على ان يعطيه عن كل الف دينار دينارا وعن كل الف درهم درهما وعن كل الف شاة شاة وذلك بالأمر الإلهي وكان الواجب عشر المال لاربعه فحسب قارون ماله فوجد الزكاة مبلغا عظيما فمنعه البخل والحرص عن دفعها فجمع جمعا من بنى إسرائيل فقال لهم انكم قد أطعتم موسى فى كل ما أمركم به وهو الآن يريد ان يأخذ أموالكم قالوا أنت كبيرنا مرنا بما شئت قال أريد ان افضحه بين بنى إسرائيل حتى لا يسمع بعد كلامه أحد فامرى ان تجلبوا فلانة البغي فنجعل لها جعلا حتى تقذف موسى بنفسها فاذا فعلت ذلك خرج عليه بنوا إسرائيل ورفضوه فدعوها فجعل لها قارون الف دينار وطشتا من ذهب على ان تفعل ما امر به من القذف إذا حضر بنوا إسرائيل من الغد وكان يوم عيد فلما كان الغد قام موسى خطيبا فقال من سرق قطعناه ومن زنى غير محصن جلدناه ومن زنى محصنا رجمناه فقال قارون وان كنت أنت قال وان كنت انا فقال ان بنى إسرائيل يزعمون انك فجرت بفلانة فاحضرت فناشدها موسى بالذي فلق البحر وانزل التوراة ان تصدق فتداركها الله بالتوفيق ووجدت فى نفسها هيبة آلهية من تأثير الكلام فقالت يا كليم الله جعل لى قارون جعلا على ان أقذفك بنفسي وافترى عليك [ومن با وجود كنهكاريها وبد كرداريهاى خود چهـ كنه پسندم كه بر تو تهمت كويم] فخر موسى ساجدا لله تعالى يبكى ويشكو من قارون ويقول اللهم ان كنت رسولك فاغضب لى فاوحى الله اليه انى أمرت الأرض ان تطيعك فمرها بما شئت فقال موسى يا بنى إسرائيل ان الله بعثني الى قارون كما بعثني الى فرعون فمن كان معه فليثبت مكانه ومن كان معى فليعتزل فاعتزلوا ولم يبق مع قارون الا رجلان ثم قال لقارون يا عدو الله تبعث الىّ امرأة تريد فضيحتى على رؤس بنى إسرائيل يا ارض خذيهم فاخذتهم الأرض الى الكعبين فاخذوا فى التضرع وطلب الامان ولم يلتفت موسى إليهم ثم قال خذيهم فاخذتهم الى الركب ثم الى الاوساط ثم الى الأعناق فلم يبق على وجه الأرض منهم شىء إلا رءوسهم وناشده قارون الله والرحم فلم يلتفت موسى لشدة غضبه ثم قال يا ارض خذيهم فانطبقت عليهم الأرض
آنرا كه زمين كشد چون قارون ... نى موسيش آورد برون نى هارون
فاسد شده را ز روزكار وارون ... لا يمكن ان يصلحه العطارون
قال الله تعالى يا موسى استغاث بك فلم تغثه فو عزتى وجلالى لو استغاث بي لاغثته قال يا رب غضبالك فعلت قال قتادة خسف به فهو يتجلجل فى الأرض كل يوم قامة رجل لا يبلغ قعرها الى يوم القيامة صاحب لباب [فرموده هر روز قارون بمقدار قامت خود بزمين ميرود] وعند نفخ الصور بأرض سفلى [خواهد رسيد] وفى كشف الاسرار [در قصه آورده اند كه هر روز يك قامت خويش بزمين فرو ميشد تا آن روز كه يونس در شكم ماهى در قعر بحر بدو رسيد قارون از حال موسى پرسيد چنانكه خويشانرا پرسند] فاوحى الله تعالى الى الأرض لا تزيدى فى خسفه بحرمة انه سأل عن ابن عمه ووصل به رحمه. ولما خسف به قال(6/435)
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)
سفهاء بنى إسرائيل ان موسى انما دعا على قارون ليستقل بداره وكنوزه وأمتعته ويتصرف فيها فدعا موسى فخسف بجميع أمواله وداره: قال الحافظ
كنج قارون كه فرو ميرود از قهر هنوز ... خوانده باشى كه هم از غيرت درويشانست
وقال
احوال كنج قارون كايام داد بر باد ... با غنچهـ باز كوييد تا زر نهان ندارد
وقال
توانكرا دل درويش خود بدست آور ... كه مخزون زر وكنج درم نخواهد ماند
قال بعضهم ان قارون نسى الفضل وادعى لنفسه فضلا فخسف الله به الأرض ظاهرا وكم خسف بالاسرار وصاحبها لا يشعر بذلك وخسف الاسرار هو منع العصمة والرد الى الحول والقوة واطلاق اللسان بالدعاوى الفرضية والعمى عن رؤية الفضل والقعود عن القيام بالشكر على ما اولى واعطى وحينئذ يكون وقت الزوال. وخرج قارون على قومه بالزينة فهلك وهكذا حال من يخرج على اولياء الله بالدعاوى الباطلة والكبر والرياسة لا محالة يسقطون من عيونهم وقلوبهم بعد سقوطهم من نظر الحق وتنخسف أنوار ايمانهم فى قلوبهم فلا يرى آثارها بعد ذلك نعوذ بالله سبحانه فَما كانَ لَهُ اى لقارون مِنْ فِئَةٍ جماعة قال الراغب الفئة الجماعة المتظاهرة التي يرجع بعضهم الى بعض فى التعاضد انتهى من فاء اى رجع يَنْصُرُونَهُ بدفع العذاب عنه وهو الخسف مِنْ دُونِ اللَّهِ اى حال كونهم متجاوزين نصرة الله تعالى وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ اى من الممتنعين عنه بوجه من الوجوه يقال نصره من عدوه فانتصر اى منعه فامتنع وَأَصْبَحَ اى صار الَّذِينَ تَمَنَّوْا التمني تقدير شىء فى النفس وتصويره فيها وأكثره تصور ما لا حقيقة له والامنية الصورة الحاصلة فى النفس من تمنى الشيء مَكانَهُ اى منزلته وجاهه بِالْأَمْسِ اى بالوقت القريب منه فانه يذكر الأمس ولا يراد به اليوم الذي قبل يومك ولكن الوقت المستقرب على طريق الاستعارة يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ اى يضيق يقال قدر على عياله بالتخفيف مثل قتر ضيق عليهم بالنفقة اى يفعل كل واحد من البسط والقدر اى التضييق بمحض مشيئته وحكمته لا لكرامة توجب البسط ولا لهوان يوجب القبض. وويكأن عند البصريين مركب من وى للتعجب [چنانست كه كسى از روى ترحم وتعجب با ديكرى كويد «وى لم فعلت ذلك» وى اين چيست كه تو كردى] كما قال الراغب وى كلمة تذكر للتحسر والتندم والتعجب تقول وى لعبد الله انتهى وكأن للتشبيه. والمعنى ما أشبه الأمر ان الله يبسط إلخ وعند الكوفين من ويك بمعنى ويلك وان واعلم مضمر وتقديره ويك اعلم ان الله إلخ: وبالفارسية [واى بر تو بدانكه خداى تعالى إلخ] وانما استعمل عند التنبيه على الخطأ والتندم. والمعنى انهم قد تنبهوا على خطأهم فى تمنيهم وتندموا على ذلك لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ أنعم عَلَيْنا فلم يعطنا ما تمنينا: وبالفارسية [اگر آن نبودى كه خداى تعالى منت نهادى بر ما ونداد بما آنچهـ تمناى ما بود از دنيا] لَخَسَفَ بِنا [ما را بزمين فرو برديد] كما خسف به لتوليد الاستغناء فينا مثل ما ولده فيه من الكبر والبغي ونحوهما من اسباب العذاب والهلاك وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ لنعمة الله اى لا ينجون من عذابه(6/436)
او المكذبون برسله وبما وعدوا به من ثواب الآخرة قال فى كشف الاسرار حب الدنيا حمل قارون على جمعها وجمعها حمله على البغي عليهم وصارت كثرة ماله سبب هلاكه وفى الخبر (حب الدنيا رأس كل خطيئة) [دوستى دنيا سر همه كناهها هست ومايه هر فتنه وبيخ هر فساد. وهر كه از خداى بازماند بمهر ودوستى دنيا بازماند دنيا پلى كذشتنى وبساطى در نوشتنى ومرتع لافكاه مدعيان ومجمع باركاه بى خطران سرمايه بى دولتان ومصطبه بدبختان معشوقه ناكسان وقبله خسيسان دوست بى وفا ودايه بى مهر جمالى با نقاب دارد ورفتارى ناصواب و چون تو دوست زير خاك صد هزاران هزار دارد بر طارم طرازى نشسته واز شبكه بيرون مى نكرد وبا تو ميكويد من چون تو هزار عاشق از غم كسستم نالود بخون هيچكس انكشتم مصطفى عليه السلام كفت] (ما من أحد يصيب فى الدنيا الا وهو بمنزلة الضيف وماله فى يده عارية فالضيف منطلق والعارية مردودة) وفى رواية اخرى (ان مثلكم فى الدنيا كمثل الضيف وان
ما فى ايديكم عارية) [ميكويد مثل شما درين دنياى غدار مثل مهمانى است كه بمهمان خانه فرو آيد هر آينه مهمان رفتنى بود نه بودنى هم چومرد كاروانى كه بمنزل فرو آيد لا بد از آنجا رخت بردارد در تمنا كند كه آنجا بيستد سخت نادان وبى سامان بود كه آن نه بمقصود رسد ونه بخانه باز آيد جهد آن كن اى جوانمرد كه پل بلوى بسلامت باز كذارى وآنرا دار القرار خود نسانى ودل درو بندى تا بر تو شيطان ظفر نيابد صد شير كرسنه در كله كوسفند چندان زيان بكند كه شيطان با تو كند] (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) [وصد شيطان آن نكند كه نفس اماره با تو كند (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) [يكى تأمل كن در كار قارون بدبخت نفس وشيطان هر دو دست در هم دادند تا او را ز دين بر آوردند از انكه آبش از سرچشمه خود تاريك بود يكچند او را با عمل عاريتى دادند لؤلؤ شاهوار همى نمود چون حكم ازلى وسابقه أصلي در رسيد خود شبه قير رنك بود زبان حالش همى كويد]
من پندارم كه هستم اندر كارى ... اى بر سر پندار چون من بسيارى
اكنون كه نماند با قوم بازارى ... در ديده پنداشت زدم مسمارى
واعلم ان تمنى الدنيا مذموم الا ما كان لغرض صحيح وهو صرفها الى وجوه البر كالصدقة ونحوها وعن كبشة الأنماري رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ثلاث اقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه. فاما التي اقسم عليهن فانه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها الا زاده الله به عزا ولا فتح عبد باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر. واما الذي أحدثكم فاحفظوه) فقال (انما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله علما ومالا فهو يتقى فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعمل لله فيه بحقه فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو ان لى مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته واجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو لا يتقى فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل لله فيه بحقه وعبد لم يرزقه الله علما ولا مالا فهو يقول لو ان لى مالا لعملت(6/437)
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)
فيه بعمل فلان فهو بنيته ووزرهما سواء) كما فى المصابيح تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ اشارة تعظيم كأنه قيل تلك الجنة التي سمعت خبرها وبلغك وصفها والدار صفة والخبر قوله نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ اى ارتفاعا وغلبة وتسلطا كما أراد فرعون حيث قال تعالى فى أول السورة (إِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ) وَلا فَساداً اى ظلما وعدوانا على الناس كما أراد قارون حيث قال تعالى فى حقه على لسان الناصح (وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) وفى تعليق الوعد بترك ارادتهما لا بترك أنفسهما مزيد تحذير منهما وَالْعاقِبَةُ الحميدة: وبالفارسية [سرانجام نيكو] لِلْمُتَّقِينَ اى للذين يتقون العلو والفساد وما لا يرضاه الله من الأقوال والافعال: وعن على رضى الله عنه ان الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها يعنى ان من تكبر بلباس يعجبه فهو ممن يريد علوا فى الأرض وعن على رضى الله عنه انه كان يمشى فى الأسواق وحده وهو وال يرشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ (تِلْكَ الدَّارُ) إلخ ويقول نزلت هذه الآية فى اهل العدل والتواضع من الولاة واهل المقدرة من سائر الناس وعن عمر بن عبد العزيز كان يردد هذه الآية حتى قبض وكان عليه السلام يحلب الشاة ويركب الحمار ويجيب دعوة المملوك ويجالس الفقراء والمساكين قال بعض الكبار احذر ان تريد فى الأرض علوا او فسادا والزم الذل والانكسار والخمول فان أعلى الله كلمتك فما أعلاها الا الحق وذلك ان يرزقك الرفعة فى قلوب الخلق وإيضاح ذلك ان الله ما انشأك الا من الأرض فلا ينبغى لك ان تعلو على أمك واحذر ان تتزهد او تتعبد او تتكرم وفى نفسك استجلاب ذلك لكونه يرفعك على اقرانك فان ذلك من ارادة العلو فى الأرض وما استكبر مخلوق على آخر إلا لحجابه عن معية مع الحق ذلك المخلوق الآخر ولو شهدها لذل وخضع قال فى كشف الاسرار [فردا در سراى عزت ساكنان مقعد صدق ومقربان حضرت جبروت قومى باشند كه در دنيا برترى ومهترى نجويند وخود را از همه كس كهتر وكمتر دانند وبچشم پسند هركز در خود ننكرد چنانكه آن جوانمرد طريقت كفت كه از موقف عرفات بازگشته بود او را كفتند] كيف رأيت اهل الموقف قال رأيت قوما لولا انى كنت فيهم لرجوت ان يغفر الله لهم: قال الشيخ سعدى
بزركى كه خود را ز خردان شمرد ... بدنيى وعقبى بزركى ببرد
تو آنكه شوى پيش مردم عزيز ... كه مر خويشتن را نكيرى بچيز
[يكى از بزركان دين إبليس را ديد كفت ما را پندى ده كفت مكو من تا نشوى چون من شيخ حيف كفت منى بيفكندن در شريعت زندقه است ومنى اثبات كردن در حقيقت شرك است چون در مقام شريعت باشى همى كوى كه او خود همه ازو شريعت تعاليست وحقيقت احوال أقوام افعال بتو ونظام احوال با او] قال بعضهم العلو النظر الى النفس والفساد النظر الى الدنيا والدنيا خمر إبليس من شرب منها شربة لا يفيق الا يوم القيامة ويقال العلو الخطرات فى القلب والفساد فى الأعضاء فمن كان فى قلبه حب الرياسة والجاه وحظوظ النفس(6/438)
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84) إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)
وفى اعماله الرياء والسمعة فهو لا يصل الى مقام القرب وكذا من كان فى قلبه سوء العقيدة وفى جوارحه عبادة غير الله والدعوة إليها وأخذ الأموال وكسر الاعراض واستحلال المعاصي فهو لا يصل الى الجنة ايضا وهو قرين الشيطان والشياطين فى النار مع قرنائهم واعلم ان العلو فى ارض البشرية علو الفراعنة والجبابرة والاكاسرة والعلو فى ارض الروحانية علو الأبالسة وبعض الأرواح الملكية مثل هاروت وماروت وكلاهما مذموم وكذا الفساد النظر الى غير الله فالله تعالى لا يجعل مملكة عالم الغيب والملكوت الا فى تصرف من خلص من طلب العلو والنظر الى الغير بنظر المحبة وسلم التصرف كله الى المالك الحقيقي وخرج من البين
هر چهـ خواخى بكن كه ملك تراست «1»
جعلنا الله وإياكم من الآخذين بذيل حقيقة التقوى وعصمنا من الاعتراض والانقباض والدعوى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ [هر كجا بيارد خصلت نيكو در روز قيامت] فَلَهُ بمقابلتها خَيْرٌ مِنْها ذاتا ووصفا وقدرا اما الخيرية ذاتا فظاهرة فى اجزية الأعمال البدنية لانها اعراض واجزيتها جواهر وكذا فى المالية إذ لا مناسبة بين زخارف الدنيا ونفائس الآخرة فى الحقيقة واما وصفا فلانها أبقى وأنقى من الآلام والاكدار واما قدرا فللمقابلة بعشر أمثالها لا اقل يعنى انه يجازى بالحسنة الواحدة عشرا فيكون الواحد ثوابا مستحقا والتسعة تفضلا وجودا والتسعة خير من الواحد من ذلك الجنس وقال بعضهم الحسنة المعرفة وما هو خير منها هو الرؤية. او الاعراض عما سوى الله وما هو خير منه هو مواهب الحق تعالى لان الاعراض مضاف الى الفاني ومتعلق بالمخلوق والمواهب مضافة الى الباقي ومتعلقة بالقديم وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ كالشرك والرياء والجهل ونحوها فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ وضع فيه الظاهر موضع الضمير لتهجين حالهم بتكرير اسناد السيئة إليهم وفائدة هذه الصورة انزجار العقلاء عن ارتكاب السيئات
هر چهـ در شرع وعقل بد باشد ... نكند هر كه با خرد باشد
إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ الا مثل ما كانوا يعملون فحذف المثل وأقيم مقامه ما كانوا يعملون مبالغة فى المماثلة اخبر تعالى ان السيئة لا يضاعف جزاؤها فضلا منه ورحمة ولكن يجزى عليها عدلا فليجتنب العبد عما نهت عنه الفتوى والتقوى إذ لكل نوع من السيئة نوع من الجزاء عاجلا وآجلا: وفى المثنوى
هر چهـ بر تو آيد از ظلمات وغم ... آن ز بى شرمى وكستاخيست هم
- حكى- عن ابراهيم بن أدهم رحمه الله انه كان بمكة فاشترى من رجل تمرا فاذا هو بتمرتين فى الأرض بين رجليه ظن انهما من الذي اشتراه فرفعهما وأكلهما وخرج الى بيت المقدس وفيه قبة تسمى الصخرة فدخلها وسكن فيها يوما وكان الرسم ان يخرج منها من كان فيها لتخلو للملائكة فاخرج بعد العصر من كان فيها فانحجب ابراهيم ولم يروه فبقى الليلة فيها ودخل الملائكة فقالوا هاهنا حس آدمي وريحه قال واحد منهم هو ابراهيم بن أدهم زاهد
__________
(1) در أوائل دفتر يكم در بيان خواستن توفيق رعايت ادب إلخ(6/439)
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)
خراسان وقال آخر الذي يصعد منه كل يوم الى السماء عمل متقبل قال نعم غير ان طاعته موقوفة منذ سنة ولم تستجب دعوته منذ سنة لمكان التمرتين عليه قال ثم نزلت الملائكة واشتغلوا بالعبادة حتى طلع الفجر ورجع الخادم وفتح القبة وخرج ابراهيم وتوجه الى مكة وجاء الى باب ذلك الحانوت فاذا هو بفتى يبيع التمر فسلم عليه وقال كان هاهنا شيخ فى العام الاول فاخبره انه كان والدي فارق الدنيا فقص ابراهيم قصة التمرتين فقال الفتى جعلتك فى حل من نصيبى وأنت اعلم فى نصيب أختي ووالدتي قال فاين أختك ووالدتك قال هما فى الدار فجاء ابراهيم الى الباب وقرعه فخرجت عجوز متكئة على عصاها فسلم ابراهيم عليها وأخبرها القصة قالت جعلتك فى حل من نصيبى وكذا ابنتها فخرج ابراهيم وتوجه الى بيت المقدس ودخل القبة فدخلت الملائكة وقالوا هو ابراهيم وكان لا تستجاب دعوته منذ سنة غير انه أسقط ما عليه من التمرتين فقبل الله ما كان موقوفا من طاعته واستجاب دعوته وإعادة الى درجته فبكى ابراهيم فرحا وكان بعد ذلك لا يفطر الا فى كل سبعة ايام بطعام يعلم انه حلال وفى التأويلات النجمية يشير الى ان جزاء السيئات على حسب ما يعملون من السيئات فان كانت السيئة الشرك بالله فجزاؤه النار الى الابد وان كانت المعاصي فجزاؤها العذاب بقدر المعاصي صغيرها وكبيرها وان كانت حب الدنيا وشهواتها فجزاؤه الحرمان من نعيم الآخرة بحسبها وان كانت طلب الجاه والرياسة والسلطنة الدنيوية فجزاؤه الذلة والصغار ونيل الدركات وان كانت طلب نعيم الآخرة ورفعة الدرجات فجزاؤه الحرمان من الكمالات وكشف شواهد الحق تعالى وان كانت التلذذ بفوائد العلوم واستحلاء المعاني المعقولة فجزاؤه الحرمان من كشوف العلوم والمعارف الربانية وان كانت ببقاء الوجود فجزاؤه الحرمان من الفناء فى الله والبقاء بالله بتجلى صفات الجمال والجلال انتهى كلامه قدس سره إِنَّ الَّذِي اى ان الله الذي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل به لَرادُّكَ اى بعد الموت والرد الصرف والإرجاع إِلى مَعادٍ اى مرجع عظيم يغبطك به الأولون والآخرون وهو المقام المحمود الموعود ثوابا على إحسانك فى العمل وتحمل هذه المشقات التي لا تحملها الجبال وقال الامام الراغب فى المفردات الصحيح ما أشار به امير المؤمنين وذكره ابن عباس رضى الله عنهما ان ذلك الجنة التي خلقه الله تعالى فيها بالقوة فى ظهر آدم وأظهره منه يقال عاد فلان الى كذا وان لم يكن فيه سابقا واكثر اهل التفسير على ان المراد بالمعاد مكة تقول العرب رد فلان الى معاده يعنى الى بلده لانه يتصرف فى الأرض ثم يعود الى بلده والآية نزلت بالجحفة بتقديم الجيم المضمومة على الحاء الساكنة موضع بين مكة والمدينة وهو ميقات اهل الشام وعليه المولى الفنارى فى تفسير الفاتحة. والمعنى لراجعك الى مكان هو لعظمته اهل لان يقصد العود اليه كل من خرج منه وهو مكة المشرفة وطنك الدنيوي- وروى- انه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار مهاجرا الى المدينة ومعه أبو بكر رضى الله عنه عدل عن الطريق مخافة الطلب فلما أمن رجع الى الطريق ونزل الجحفة وكانت قرية جامعة على اثنين وثمانين ميلا من مكة وكانت تسمى مهيعة فنزلها بنوا(6/440)
عبيد وهم اخوة عاد وكان أخرجهم العماليق من يثرب فجاءهم سيل فاجحفهم اى ذهب بهم فسميت جحفة فلما نزل اشتاق الى مكة لانها مولده وموطنه ومولد آبائه وبها عشيرته وحرم ابراهيم عليه السلام
مشتاب ساريان كه مرا پاى در كلست ... بيرون شدن ز منزل اصحاب مشكلست
چون عاقبت ز صحبت ياران بريدنست ... پيوند با كسى نكند هر كه عاقلست
وقال
فتنها در انجمن پيدا شود از شور من ... چون مرا در خاطر آيد مسكن ومأواى دوست
فنزل جبريل عليه السلام فقال له أتشتاق الى مكة قال نعم
ممكن نشد شرح دهم اشتياق را
فاوحاها اى الآية اليه وبشره بالغلبة والظهور اى لرادك الى مكة ظاهرا من غير خوف فلا تظن انه يسلك به سبيل أبويك ابراهيم فى هجرته من حران بلد الكفر الى الأرض المقدسة فلم يعد إليها وإسماعيل من الأرض المقدسة الى اقدس منها فلم يعد إليها: قال الحافظ
سروش عالم غيبم بشارتى خوش داد ... كه كس هميشه بگيتى دژم نخواهد ماند
قال ابن عطاء رحمه الله ان الذي يسر عليك القرآن قادر على ان يردك الى وطنك الذي ظهرت منه حتى تشاهد سرك على دوام أوقاتك كما قال فى تأويلات الكاشفى [معاد فنا فى الله است در احديت ذات وبقا بالله در مقام تحقق بجميع صفات وبرسالك متبصر اينجا سر منه بدا واليه يعود روشن ميگردد
چون او زبد اين وآنرا ابتدا ... هم بدو بايد كه باشد انتها
نورهايى را كه كرد از حق طلوع ... جمله را هم سوى او باشد رجوع
ثم قرر الوعد السابق فقال قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ يعلم مَنْ جاءَ بِالْهُدى وما يستحقه من الثواب فى المعاد والنصرة فى الدنيا وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ يريد به المشركين ودلت الآية على ان الله تعالى يفتح على المهتدى ويقهر الضال ولكل عسر يسر فسوف يراه من يصبر فلا ينبغى للعاقل ان ييأس من روح الله- روى- ان رجلا ركب البحر فانكسرت السفينة فوقع فى جزيرة فمكث ثلاثة ايام لا يرى أحدا ولم يذق شيأ فتمثل بقوله
إذا شاب الغراب أتيت أهلي ... وصار القير كاللبن الحليب
وصار البر مسكن كل حوت ... وصار البحر مرتع كل ذيب
فسمع هاتفا يهتف
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائف ويفك عان ... ويأتى اهله الرجل الغريب
قال فما لبث ساعة الا فرج الله عنه وفى تفسير الآية اشارة الى ان حب الوطن من الايمان وكان عليه السلام يقول كثيرا الوطن الوطن فحقق الله سؤله فحقق الله سؤله يقال الإبل نحن الى أوطانها وان كان عهدها بعيدا والطير الى وكره وان كان موضعه مجدبا والإنسان الى وطنه وان كان غيره اكثر له(6/441)
وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)
نفعا وقدم اصيل الغفاري على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل ان يضرب الحجاب فقالت له عائشة رضى الله عنها كيف تركت مكة قال اخضر نباتها وابيض بطحاؤها واغدق اذخرها واث سملها فقال عليه السلام (حسبك يا اصيل لا تحزنى) قال عمر رضى الله عنه لولا حب الوطن لخرب بلد السوء فبحب الأوطان عمرت البلدان واعلم ان الميل الى الأوطان وان كان لا ينقطع عن الجنان لكن يلزم للمرء ان يختار من البقاع أحسنها دينا حتى يتعاون بالاخوان قيل لعيسى عليه السلام من نجالس يا روح الله قال من يزيد فى علمكم منطقة ويذكركم الله رؤيته ويرغبكم فى الآخرة عمله: قال الشيخ سعدى قدس سره
سعديا حب وطن كر چهـ حديث است صحيح ... نتوان مرد بسختى كه من اينجا زادم
وقال الحافظ
ديار يار مرد مرا مقيد ميكند ور نه ... چهـ جاى فارس كين محنت جهان بكسر نمى ازرد
والعاقل يختار الفراق عن الأحباب والاوطاق ولا يجترئ على الفراق عن الملك الديان
لكل شىء إذا فارقته عوض ... وليس لله ان فارقت من عوض
فاقطع الالفة عما سوى الله اختيارا ... قبل الانقطاع اضطرارا
الفت مكير همچوالف هيچ با كسى ... تا بسته الم نشوى وقت انقطاع
ذو النون مصرى قدس سره [ميكويد روزى در اثناى سفر كه شهرى رسيدم خواستم كه در اندرون شهر روم بر در ان شهر كوشكى ديدم وجويى روان بنزديك جوى رفتم وطهارت كردم چون چشم بر بام كوشك افتاد كنيزكى را ديدم ايستاده در غايت حسن وجمال چون نظر او بمن افتاد كفت اى ذو النون من ترا از دور ديدم پنداشتم كه مجنونى و چون طهارت كردى تصور كردم عالمى و چون از طهارت فارغ شدى و پيش آمدى پنداشتم عارفى اكنون محقق شدم نه مجنونى نه عالمى ونه عارفى كفتم چرا كفت اگر ديوانه بودى طهارت نكردى واگر عالم بودى نظر بخانه بيكانه ونامحرم نكردى واگر عارف بودى دل تو بما سوى الله مايل نبودى] كذا فى جليس الخلوة وأنيس الوحدة وَما كُنْتَ يا محمد تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ اى يرسل وينزل كما تقول العجم خبر [بمن افكند] كما فى كشف الاسرار والمعنى سيردّك اى معادك كما القى إليك القرآن وما كنت ترجوه فهو تقرير للوعد السابق ايضا إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ولكن ألقاه إليك رحمة منه فاعمل به فالاستثناء منقطع وفى التأويلات النجمية (وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ) القرآن إلقاء الإكسير على النحاس لتعديل جوهر نحاس انانيتك بابريز هويته ما كان ذلك (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) اختصك بهذه الرحمة عن جميع الأنبياء لان كتبهم أنزلت فى الألواح والصحف على صورتهم وكتابك نزل به الروح الامين على قلبك إلقاء كالقاء الإكسير فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً [پشت ويار] لِلْكافِرِينَ على ما كانوا عليه بل كن ظهيرا ومعينا للمؤمنين وَلا يَصُدُّنَّكَ اى لا يصرفنك ويمنعنك الكافرون عَنْ آياتِ اللَّهِ اى عن قراءتها والعمل بها بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ تلك الآيات القرآنية إِلَيْكَ وقرئت عليك وذلك حين دعوه عليه السلام(6/442)
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)
الى دين آبائهم وتعظيم أوثانهم والموافقة الى أباطيلهم وَادْعُ الناس إِلى رَبِّكَ الى عبادته وتوحيده وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بمساعدتهم فى الأمور وفى التأويلات النجمية (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فى الدعوة بان تدعو طلاب الحق وعشاقه الى الجنة والنعيم فادعهم الى ربهم خالصا عن شرك الجنة وفى فتح الرحمن وجميع الآية يتضمن المهادنة والموادعة وهذا كله منسوخ بآية السيف انتهى وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ: قال الكاشفى [مخاطب درين آيات حضرت پيغمبر است ومراد امت اند وفائده خطاب بآن حضرت قطع طمع مشركانست از موافقت وى با ايشان] وفيه اظهار ان المنهي عنه فى القبح بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره عنه أصلا لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وحده كُلُّ شَيْءٍ من الإنسان والحيوان والجن والشيطان والملك والحور عين والجنة والنار والعرش والكرسي ونحوها هالِكٌ الهلاك هنا بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا اى فان وباطل ومعدوم ولو لحظة إِلَّا وَجْهَهُ إلا ذاته تعالى فانه واجب الوجود وكل ما عداه ممكن فى حد ذاته عرضة للهلاك والعدم والوجه يعبر به عن الذات وقال ابو العالية كل شىء فان الا ما أريد به وجهه من الأعمال وفى الأثر (يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها لله فيميز ما كان منها لله ثم يؤمر بسائرها فيلقى فى النار) وقال بعض أكابر العارفين الضمير راجع الى الشيء والمعنى كل شىء فان فى حد ذاته الا وجهه الذي يلى جهته تعالى وذلك لان الممكن له وجود ماهية عارضة على وجوده فماهيته امر اعتباري معدوم فى الخارج لا يقبل الوجود فيه من حيث هو هو ووجوده موجود لا يقبل العدم من حيث هو هو كما قال بعضهم الأعيان من حيث تعيناتها العدمية وهى الإمكان والحدوث راجعة الى العدم وان كانت باعتبار الحقيقة والتعينات الوجودية عين الوجود فاذا قرع سمعك من كلام العارفين ان عين المخلوق عدم والوجود كله لله فتلق بالقبول فانه يقول ذلك من هذه الجهة قال المغربي
غير تو نيست اما هستى همى نمايد ... چون پيش چشم تشنه در باديه سرابى
وقال المولى الجامى
شهود يار در اغيار مشرب جاميست ... كدام غير كه لا شىء فى الوجود سواه
لَهُ الْحُكْمُ اى القضاء النافذ فى الخلق وَإِلَيْهِ لا الى غيره تعالى تُرْجَعُونَ تردون عند البعث للجزاء بالحق والعدل فمن كان رجوعه بالاضطرار وجد الجبار القهار فوفاه حسابه ومن كان رجوعه بالاختيار وجد العفو الغفار فافرغ عليه ثوابه وذلك بالفناء قبل الفناء بازالة حجاب التعين واذابة انانيات الوجود قال الشيخ سعدى
اى برادر چوعاقبت خاكست ... خاك شو پيش از انكه خاك شوى
[در شرح عوارف مذكور است كه نكفت نهلك تا معلوم شود كه وجود همه اشيا در وجود او امروز هالك است وحواله مشاهده اين حال بفردا در حق محجوبانست] (يوم يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً)
با وجود تو ز من راست نيايد كه منم
قال الشيخ ابو الحسن البكري قدس سره استغفر الله مما سوى الله اى لان الباطل يستغفر من اثبات(6/443)
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)
وجوده لذاته والعارف لا ينظر الى الوجود الموهوم فيفنيه بحقائق التوحيد ويتحقق بسر الوحدة الذاتية والهوية الالهية قال فى كشف الاسرار [هو يك حرفست فرد اشارت فرا خداوند فرد نه مست ونه صفت اما اشارتست فرا خداوندى كه او را نامست وصفت وآن يك حرف هاست واو قراركاه نفس است نه بينى كه چون تثنيه كنى هما كويى نه هو ما تا بدانى كه آن خود يك حرفست تنها دليل بر خداوند يكتا همه أسامي وصفات كه كويى از سر زبان كويى مكر هو كه آن از ميان جان برآيد از صميم سينه وقعر دل رود زبان ولب را با وى كارى نيست مردان راه دين وخداوندان عين اليقين كه دلهاء صافى دارند وهمتهاء عالى وسينهاء خالى چون از قعر سينه نبود خود حقيقت هويت بر وى مكشوف ايشان اين كلمه سر بر زند مقصود ومفهوم ايشان جز حق جل جلاله نبود تا چنين جوانمردى نكردد آن عزيزى كه در راهى ميرفت درويشى پيش وى باز آمد وكفت از كجا مى آيى كفت هو كفت كجا ميروى كفت هو كفت مقصودت چيست كفت هو از هر چهـ سؤال ميكردى مى كفت هو اين
چنانست كه كفته اند]
از بس كه دو ديده در خيالت دارم ... در هر چهـ نكه كنم تويى پندارم
فلا معبود الا هو كما للعابدين ولا مقصود الا هو كما للعاشقين ولا موجود الا هو كما للمكاشفين الواجدين تمت سورة القصص بعون الله تعالى فى اواخر شهر ربيع الاول من سنة تسع ومائة والف
تفسير سورة العنكبوت
سبع وستون آية مكية بسم الله الرحمن الرحيم
الم قال الكاشفى [حروف مقطعه جهت تعجيز خلق است تا دانند كه كسى را بحقائق اين كتاب راه نيست وعقل هيچ كامل از كنه معرفت اين كلام آگاه نى
خرد عاجز وفهم در وى كم است
در حروف أول اين سوره كفته اند الف اشارتست باسم الله ولام بلطيف وميم بمجيد ميفرمايد كه الله منم روى بطاعت من آر لطيف منم اخلاص در عبادت فرو مكذار مجيد منم بزركى ديكران مسلم مدار] يقول الفقير من لطفه الابتلاء لانه لتخليص الجوهر من الكدورات الكونية وتصفية الباطن من العلائق الامكانية. ومن مجده وعظمته خضع له كل شىء فلا يقدر ان يخرج عن دائرة التسخير ويمتنع عن قبول الابتلاء. وفى الالف اشارة اخرى وهى استغناؤه عن كل شىء واحتياج كل شىء اليه كاستغناء الالف عن الاتصال بالحروف واحتياج الحروف الى الاتصال به أَحَسِبَ النَّاسُ الحسبان بالكسر الظن كما فى القاموس وقال فى المفردات الحسبان هو ان يحكم لاحد النقيضين أحدهما على الآخر نزلت فى قوم من المؤمنين كانوا بمكة وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الإسلام فكانت صدورهم تضيق لذلك ويجزعون فتداركهم الله بالتسلية بهذه الآية قال ابن عطية وهذه الآية وان كانت نزلت بهذه السبب فى هذه الجماعة فهى فى معناها باقية فى امة محمد موجود حكمها بقية الدهر(6/444)
والمعنى بالفارسية [آيا پنداشتند مردمان يعنى اين ظن منكر ومستبعد است] أَنْ يُتْرَكُوا اى يهملوا سادّ مسدّ مفعولى حسب لاشتماله على مسند ومسند اليه أَنْ اى لان يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ اى والحال انهم لا يُفْتَنُونَ لا يمتحنون فى دعواهم بما يظهرها ويثبتها اى أظنوا أنفسهم متروكين بلا فتنة وامتحان بمجرد ان يقولوا آمنا بالله يعنى ان الله يمتحنهم بمشاق التكاليف كالمهاجرة والمجاهدة ورفض الشهوات ووظائف الطاعات وانواع المصائب فى الأنفس والأموال ليتميز المخلص من المنافق والراسخ فى الدين من المضطرب فيه ولينالوا بالصبر عليها عوالى الدرجات فان مجرد الايمان وان كان عن خلوص لا يقتضى غير الخلاص من الخلود فى العذاب
عاشقانرا درد دل بسيار مى بايد كشيد ... جور يار وطعنه اغيار مى بايد كشيد
وفى التأويلات النجمية (أَحَسِبَ النَّاسُ) يعنى الناسين من اهل الغفلة والبطالة (أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا) بالتقليد والجهالة بمجرد الدعوى دون المطالبة بالبلوى (وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) بانواع البلاء لتخليص إبريز الولاء فان البلاء للولاء كاللهب للذهب وان المحبة والمحنة توأمان فلا مميز بينهما الا نقطة الباء وبه يشير الى ان اهل المحبة إذا أوقعوا أنفسهم كنقطة الباء تحتها تواضعا لله رفعهم الله كالنقطة فوق النون ومن تكبر وطلب الرفعة والعلو فى الدنيا كالنقطة فوق النون وضعه الله بالذلة كالنقطة تحت الباء. وقيل عند الامتحان يكرم الرجل او يهان فمن زاد قدر معناه زاد قدر بلواه كما قال عليه السلام (يبتلى الرجل على حسب دينه) وقال (البلاء موكل بالأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالامثل) فالعافية لمن لا يعرف قدرها كالداء والبلاء لمن يعرف قدره كالدواء فالبلاء على النفوس لاخراجها من أوطان الكسل وتصريفها فى احسن العمل والبلاء على القلوب لتصفيتها من شين الرين لقبول نقوش الغيوب والبلاء على الأرواح لتجردها بالبوائق عن العلائق والبلاء على الاسرار فى اعتكافها فى شاهد الكشف بالصبر على آثار التجلي الى ان يصير مستهلكا فيه باقيا به وان أشد الفتن حفظ وجود التوحيد لئلا يجرى عليه مكر فى اوقات غلبات شواهد الحق فيظن انه هو الحق ولا يدرى انه من الحق ولا يقال انه الحق وعزيز من يهتدى الى ذلك انتهى قال ابن عطاء ظن الخلق انهم يتركون مع دعاوى المحبة ولا يطالبون بحقائقها وحقائق المحبة هى صب البلاء على المحب وتلذذه بالبلاء فبلاء يلحق جسده وبلاء يلحق قلبه وبلاء يلحق سره وبلاء يلحق روحه وبلاء النفس فى الظاهر الأمراض والمحن وفى الحقيقة منعها عن القيام بخدمة القوى العزيز بعد مخاطبته إياها بقوله (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وبلاء القلب تراكم الشوق ومراعاة ما يرد عليه فى الوقت بعد الوقت من ربه والمحافظة على أقواله مع الحرمة والهيبة وبلاء السر هو المقام مع من لا مقام للخلق معه والرجوع الى من لا وصول للخلق اليه وبلاء الروح الحصول فى القبضة والابتلاء بالمشاهدة وهذا ما لا طاقة لاحد فيه
: وفى البستان فى حق العشاق
دمادم شراب الم در كشند ... وكر تلخ بينند دم در كشند
بلاي خمار است در عيش مل ... سلحدار خارست با شاه كل(6/445)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)
نه تلخست صبرى كه بر ياد اوست ... كه تلخى شكر باشد از دست دوست
اسيرش نخواهد رهايى ز بند ... شكارش نجويد خلاص از كمند
وَلَقَدْ فَتَنَّا [وبدرستى كه ما امتحان كرديم ودر فتنه انداختيم] الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ اى من قبل الناس وهم هذه الامة ومن قبلهم هم الأنبياء وأممهم الصالحون يعنى ان ذلك سنة قديمة الهية مبنية على الحكم والمصالح جارية فى الأمم كلها فلا ينبغى ان يتوقع خلافها وقد أصابهم من ضروب الفتن والمحن ما هو أشد مما أصاب هؤلاء فصبروا كما يعرب عنه قوله تعالى (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا) : يعنى [اين صورت در همه امم واقع بود ونقد دعوى هر يك را بر محك بلا آزموده اند] وفى الحديث (كان من قبلكم يؤخذ فيوضع المنشار على رأسه فينفرق فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بامشاط الحديد ما دون عظم ولحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه) فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ معنى علمه تعالى وهو عالم بذلك فيما لم يزل ان يعلمه موجودا عند وجوده كما علمه قبل وجوده انه يوجد. والمعنى فو الله ليتعلقن علمه تعالى بالامتحان تعلقا حاليا يتميز به الذين صدقوا فى الايمان بالله والذين هم كاذبون فيه مستمرون على الكذب ويرتب عليه اجزيتهم من الثواب والعقاب ولذلك قيل المعنى ليميزن او ليجازين يعنى ان بعضهم فسر العلم بالتمييز والمجازاة على طريق اطلاق السبب وارادة المسبب فان المراد بالعلم تعلقه الحالي الذي هو سبب لهما قال ابن عطاء تبين صدق العبد من كذبه فى اوقات الرخاء والبلاء فمن شكر فى ايام الرخاء وصبر فى ايام البلاء فهو من الصادقين ومن بطر فى ايام الرخاء وجزع فى ايام البلاء فهو من الكاذبين
در محبت هر كه او دعوى كند ... صد هزاران امتحان بر وى زنند
كر بود صادق كشد بار جفا ... ور بود كاذب كريزد از بلا
قيل
آن بود دل كه وقت پيچاپيچ ... اندر وجز خدا نيابى هيچ
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان صدق الصادقين وكذب الكاذبين الذي عجن فى تخمير طينتهم لا يظهر الا إذا طرح فى نار البلاء فاذا طرح فيها تصاعدت منها روائج الصبر وفوائح الشكر عن عود جوهر الصادقين او بضده يصعد من الضجر وكفران النعمة وشق جوهر الكاذبين وانهم فى البلاء على ضروب منهم من يصبر فى حال البلاء ويشكر فى حال النعماء وهذه صفة الصادقين ومنهم من يضجر ولا يصبر فى البلاء ولا يشكر فى النعماء فهو من الكاذبين ومنهم من يؤثر فى حال الرخاء ولا يستمتع بالعطاء ويستروح الى البلاء فيستعذب مقاساة الضر والعناء وهذا أحد الكبراء انتهى واعلم ان البلاء كالملح يصلح وجود الإنسان بإذن الله تعالى كما ان الملح يصلح الطعام وإذا أحب الله عبدا جعله للبلاء غرضا اى هدفا وكل محنة مقدمة لراحة ولكل شدة نتيجة شريفة [آورده اند كه امير نصر احمد سامانى را معلمى بود كه در ايام كودكى او را بسيار رنجانيدى وامير نصر با خود عهد كرده بود كه چون بزرك شود(6/446)
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)
وبپادشاهى رسد ازو انتقام خواهد چون بزرك شد وبپادشاهى رسيد روزى در اثناى فكر آن معلم را ياد آورد وخادمى را كفت برو او را حاضر كردان واز باغ چوبى چندان با خود بيار خادم برفت وبإحضار او فرمان برد ومعلم را دريافت وتا هر دو روانه شدند حاضر در راه چوب بود ببرداشت او تحريك داد وروى بمعلم نهاد وكفت جاى خود چون بينى معلم دست در آستين كرد وبهى بيرون آورد وكفت عمر امير دراز باد اين ميوه باين لطيفى وآبدارى از ان چوبست و چندين اخلاق حميده واستعداد پادشاهى كه حاصل فرموده است از خوردن آن چوب بوده است باقى فرمان امير راست امير نصر را اين سخن خوش آمد وتشريف ونواخت بسيار ارزانى فرمود] أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ اى الكفر والمعاصي فان العمل يعم افعال القلوب والجوارح أَنْ يَسْبِقُونا اصل السبق التقدم فى السير ثم تجور به فى غيره من التقدم اى يفوتونا ويعجزونا فلا نقدر على مجازاتهم على مساويهم وهو سادّ مسدّ مفعولى حسب لاشتماله على مسند ومسند اليه وأم منقطعة بمعنى بل والهمزة وبل ليس لابطال السابق لان انكار الحسبان الاول ليس بباطل بل للانتقال من التوبيخ بانكار حسبانهم متروكين غير مفتونين الى التوبيخ بانكار ما هو أبطل من الحسبان الاول وهو حسبانهم ان يجاوزوا بسيآتهم وهم وان لم يحسبوا انهم يفوتونه تعالى ولم يحدثوا نفوسهم بذلك لكنهم حيث أصروا على المعاصي ولم يتفكروا فى العاقبة نزلوا منزلة من يحسب ذلك كما فى قوله تعالى (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) ساءَ ما يَحْكُمُونَ اى بئس الحكم الذي يحكمونه حكمهم ذلك فحذف المخصوص بالذم قال الكاشفى [در فتوحات مذكور است كه آيا مى پندارند كنهكاران ما كه به سيآت خود بر مغفرت وشمول رحمت من سبقت كيرند اين حكم ناپسنديده است زيرا كه رحمت من سبقت كرفته است بر ذنوب ايشان كه موجب غضب باشد]
كر كناه تو از عدد پيش است ... سبقت رحمتم از ان پيش است
مَنْ [هر كه] كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ الرجاء ظن يقتضى حصول ما فيه مسرة وتفسيره بالخوف لان الرجاء والخوف متلازمان ولقاء الله عبارة عن القيامة وعن المصير اليه والمعنى يتوقع ملاقاة جزائه ثوابا او عقابا فليستعد لاجل الله باختياره من الأعمال ما يؤدى الى حسن الثواب واجتنابه عما يسوقه الى سوء العذاب فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ الاجل عبارة عن غاية زمان ممتد عينت لامر من الأمور وقد يطلق على كل ذلك الزمان والاول هو الأشهر فى الاستعمال اى فان الوقت الذي عينه تعالى لذلك لَآتٍ لا محالة وكائن البتة لان اجزاء الزمان على الانقضاء والانصرام دائما فلا بد من إتيان الوقت المعين وإتيانه موجب لاتيان اللقاء والجزاء وَهُوَ السَّمِيعُ لاقوال العباد الْعَلِيمُ بأحوالهم من الأعمال الظاهرة والباطنة فلا يفوته شىء ما فبادروا العمل قبل الفوت وفى التأويلات النجمية من امّل الثواب يفرّ من اعمال تورث العذاب ويعانق المجاهدات فانها تورث المشاهدات من مضى عمره فى رجاء لقائنا فسوف نبيح النظر الى جمالنا(6/447)
وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)
عظمت همة عين ... طمعت فى ان تراكا
أو ما يكفى لعين ... ان ترى من قد رآكا
(وَهُوَ السَّمِيعُ) لانين المشتاقين (الْعَلِيمُ) بحنين الوامقين الصادقين وَمَنْ [وهر كه] جاهَدَ نفسه بالصبر على طاعة الله وجاهد الكفار بالسيف وجاهد الشيطان بدفع وساوسه. والمجاهدة استفراغ الجهد بالضم اى الطاقة فى مدافعة العدو فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ لان منفعتها عائدة إليها إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ فلا حاجة به الى طاعتهم ومجاهدتهم وانما أمرهم بها رحمة عليهم لينالوا الثواب الجزيل كما قال (خلقت الخلق ليربحوا علىّ لا لاربح عليهم) فالعاملون هم الفقراء الى الله والمحتاجون اليه فى الدارين وهو مستغن عنهم
برى ذاتش از تهمت ضد وجنس ... غنى ملكش از طاعت جن وانس
مر او را سزد كبريا ومنى ... كه ملكش قديمست وذاتش غنى
نه مستغنى از طاعتش پشت كس ... نه بر حرف او جاى انكشت كس
قال ابو العباس المشتهر بزروق فى شرح الأسماء الحسنى الغنى هو الذي لا يحتاج الى شىء فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله إذ لا يلحقه نقض ولا يعتريه عارض ومن عرف انه الغنى استغنى به عن كل شىء ورجع اليه بكل شىء وكان له بالافتقار فى كل شىء وللتقرب بهذا الاسم تعلق بإظهار الفاقة والفقر اليه ابدا قيل لابى حفص بماذا يلقى الفقير مولاه فقال فهل يلقى الغنى الا بالفقر قلت يلقاه بفقره حتى من فقره والا فهو مستعد بفقره ولذلك قال ابن مشيش رحمه الله للشيخ ابى الحسن لئن لقيته بفقرك لتلقينه بالاسم الأعظم وبتمام فقره له يصح غناه عن غيره فيكون متخلقا بالغنى. وخاصية هذا الاسم وجود العافية فى كل شىء فمن ذكره على مرض او بلاء أذهبه الله عنه وفيه سر للغنى ومعنى الاسم الأعظم لمن استأهل به انتهى وفى الاحياء يستحب ان يقول بعد صلاة الجمعة «اللهم يا غنى يا حميد يا مبدئ يا معيد يا رحيم يا ودود أغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك» فيقال من داوم على هذا الدعاء أغناه الله تعالى عن خلقه ورزقه من حيث لا يحتسب وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ [هر آينه محو كنيم] عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ الكفر بالايمان والمعاصي بما يتبعها من الطاعات وتكفير الاسم ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل قال بعضهم التكفير اذهاب السيئة وابطالها بالحسنة وسترها وترك العقوبة عليها وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ اى احسن جزاء أعمالهم بان نعطى بواحد عشرا او اكثر لاجزاء احسن أعمالهم فقط
رسم باشد كز غنى چيزى رسد محتاج را
والعمل الصالح عندنا كل ما امره الله فانه صار صالحا بامره ولو نهى عنه لما كان صالحا فليس الصلاح والفساد من لوازم الفعل فى نفسه وقالت المعتزلة ذلك من صفات الفعل ويترتب عليه الأمر والنهى فالصدق عمل صالح فى نفسه يأمر الله تعالى به لذلك فعندنا الصلاح والفساد والحسن والقبح يترتب على الأمر والنهى وعندهم الأمر والنهى يترتب على الحسن والقبح(6/448)
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9)
واعلم ان كل ما يفعله الإنسان من الخير فالله تعالى يجازيه عليه ويجده عند الله حين يلقاء فمنفعة خيره تعود الى نفسه وان كان نفعه الى الغير بحسب الظاهر وفى صحيح مسلم عن ابى هريرة رضى الله عنه (يا ابن آدم مرضت فلم تعدنى قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال اما علمت ان عبدى فلانا مرض فلم تعده اما علمت لوعدته لوجدتنى عنده. يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمنى قال كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال اما علمت انه استطعمك فلان فلم تطعمه اما علمت انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى. يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقنى قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدى فلان فلم تسقه اما انك لو سقيته وجدت ذلك عندى) قال بعضهم كنت فى طريق الحج فاعترض ثعبان اسود امام القافلة فاتحا فاه ومنع القوم من المرور فاخذت قربة ماء وسللت سيفى وتقدمت ووضعت فم القربة فى فيه فشرب ثم غاب فلما حججت ورجعت الى هذا المكان مع القافلة أخذني النوم وذهبت القافلة وبقيت متحيرا فاذا بناقة مع ناقتى وقفت بين يدى فقالت لى قم واركب فركبت وأخذت ناقتى وقت السحر ولحقنا القافلة فاشارت الىّ بالنزول فقلت بالله الذي خلقك من أنت قالت انا الأسود المعترض امام القافلة فانت دفعت ضرورتى وانا دفعت ضرورتك الآن هل جزاء الإحسان الا الإحسان
بإحساني آسوده كردن دلى ... به از الف ركعت بهر منزلى
كر از حق نه توفيق خيرى رسد ... كى از بنده خيرى بغيري رسد
غم وشادمانى نماند وليك ... جزاى عمل ماند ونام نيك
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً اى بايتاء والديه وايلائهما فعلا ذا حسن اى أمرناه بان يفعل بهما ما يحسن من المعاملات فان وصى ويجرى مجرى امر معنى وتصرفا غير انه يستعمل فيما كان فى المأمور به نفع عائد الى المأمور وغيره يقال وصيت زيدا بعمرو أمرته بتعهده ومراعاته. والتوصية [وصيت كردن] قال الراغب الوصية التقدم الى الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ وَإِنْ جاهَداكَ اى وقلنا له ان جاهداك: يعنى [اگر كوشش نمايد والدين وجنك وجدل كنند بتو] وان كان معنى وصينا وقلنا له افعل بهما حسنا فلا يضمر القول هنا لِتُشْرِكَ بِي [تا شرك آورى بمن وانباز كيرى] ما لَيْسَ لَكَ بِهِ اى بإلهيته على حذف المضاف واقامة المضاف اليه مقامه عِلْمٌ عبر عن نفى الالهية بنفي العلم بها للايذان بان ما لا يعلم صحته لا يجوز اتباعه وان لم يعلم بطلانه فكيف بما علم بطلانه فَلا تُطِعْهُما فى ذلك فانه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق كما ورد فى الحديث ويدخل فيه الأستاذ والأمير إذا امرا بغير معروف وهو ما أنكره الشارع عليه إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ مرجع من آمن منكم ومن أشرك ومن بر بوالديه ومن عق فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ عبر عن إظهاره بالتنبئة لما بينهما من الملابسة فى انّهما سببان للعلم اى اظهر لكم على رؤس الاشهاد وأعلمكم أي شىء كنتم تفعلون فى الدنيا على الاستمرار وارتب عليه جزاءه اللائق به وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ اى فى زمرة الراسخين فى الصلاح(6/449)
ولنحشرنهم معهم وهم الأنبياء والأولياء وكل من صلحت سريرته مع الله والكمال فى الصلاح منتهى درجات المؤمنين وغاية مأمول الأنبياء والمرسلين- روى- ان سعد بن مالك وهو سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه من السابقين الأولين لما اسلم او حين هاجر كما فى التكملة قالت له امه حمنة بنت ابى سفيان بن امية يا سعد ما هذا الذي قد أحدثت لتدعن دينك اولا انتقل من الضح الى الظل ولا آكل ولا اشرب حتى أموت فتعير بي فيقال يا قاتل امه فلبثت ثلاثة ايام كذلك حتى جهدت اى وقعت فى الجهد والمشقة بسبب الجوع فقال سعد والله لو كان لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما كفرت فكلى وان شئت فلا تأكلى فلما رأت ذلك أكلت فامره الله تعالى ان يحسن إليها ويقوم بامرها ويسترضيها فيما ليس بشرك ومعصية ويعرض عنها ويخالف قولها فيما أنكره الشارع: قال الشيخ سعدى قدس سره
چون نبود خويش را ديانت وتقوى ... قطع رحم بهتر از مودت قربى
وفى هدية المهديين يجب على المرء نفقة الأبوين الكافرين وخدمتهما وزيارتهما وان خاف من ان يجلباه الى الكفر ترك زيارتهما ويقود بهما زوجته لو كان كل منهما فاقد البصر من البيعة الى البيت لا العكس لان الذهاب إليها معصية والى البيت لا ومنه يعلم ان الذمي إذا سأل مسلما عن طريق البيعة لا يدله عليه سئل ابراهيم بن أدهم رحمه الله عن طريق بيت السلطان فارشده الى المقابر فضربه الجندي وشجه ثم عرفه واستعفاه فقال كنت عفوت عنك فى أول ضربة وقلت اضرب رأسا ظالما عصى الله كذا فى البزازية قال الامام الغزالي رحمه الله اكثر العلماء على ان طاعة الوالدين واجبة فى الشبهات ولم تجب فى الحرام المحض لان ترك الشبهة ورع ورضى الوالدين حتم اى واجب. ويجيب إذا كان فى صلاة النافلة دعاء امه دون دعوة أبيه اى يقطع صلاته ويقول لبيك مثلا وقال الطحاوي مصلى النافلة إذا ناداه أحد أبويه ان علم انه فى الصلاة وناداه لا بأس بان لا يجيبه وان لم يعلم يجيبه واما مصلى الفريضة إذا دعاه أحد أبويه لا يجيبه ما لم يفرغ من صلاته الا ان يستغيثه لشىء لان قطع الصلاة لا يجوز الا لضرورة وكذلك الأجنبي إذا خاف ان يسقط من سطح او تحرقه النار او يغرق فى الماء وجب عليه ان يقطع الصلاة وان كان فى الفريضة وكذا لو قال له كافر اعرض علىّ الإسلام او سرق منه الدراهم او فارت قدرها او خافت على ولدها الفرض والنفل فيه سواء كما فى البزازية قال فى شرح التحفة لا يفطر فى النافلة بعد
الزوال الا إذا كان فى ترك الإفطار عقوق الوالدين ولا يتركهما لغزو او حج او طلب علم نفل فان خدمتهما أفضل من ذلك وفى الخبر (يسأل الولد عن الصلاة ثم عن حق الوالدين وتسأل المرأة عن الصلاة ثم عن حق الزوج ويسأل العبد عن الصلاة ثم عن حق المولى فان أجاب تجاوز عن موقفه الى موقف آخر من المواقف الخمسين والا عذب فى كل موقف الف سنة ودعاء الوالدين على الولد لا يردّ) وقوله عليه السلام (دعاء المرء على محبوبه خير بالنسبة الى غيرهما) كما فى المقاصد الحسنة سأل الزمخشري بعض العلماء عن سبب قطع رجله قال أمسكت عصفورا فى صباى وربطته بخيط فى رجله وأفلت من يدى ودخل فى خرق فجذبته فانقطعت رجله(6/450)
فتألمت والدتي وقالت قطع الله رجل الا بعد كما قطعت رجله فلما رحلت الى بخارى لطلب العلم سقطت من الدابة فانكسرت رجلى وقيل أصابه البرد فى الطريق فسقطت رجله وكان يمشى بخشب كذا فى روضة الاخبار ويجب على الأبوين ان لا يحملا الولد على العقوق بسبب الجفاء وسوء المعاملة ويعيناه على البر. فمن البر وهما حيان ان ينفق عليهما ويمتثل أمرهما فى الأمور المشروعة ويجامل فى معاملتهما. ومن البر بعد موتهما التصدق لهما وزيارة قبرهما فى كل جمعة والدعاء لهما فى ادبار الصلاة وتنفيذ عهودهما ووصاياهما ونحو ذلك وفى التأويلات (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً) يشير الى تعظيم الحق تعالى وعظم شأنه وعزة الأنبياء وإعزازهم وعرفان قدر المشايخ وإكرامهم لان الأمر برعاية حق الوالدين لمعنيين أحدهما انهما كانا سبب وجود الولد والثاني ان لهما حق التربية فكلا المعنيين فى انعام الحق تعالى على العباد حاصل بأعظم وجه وأجل حق منهما لان حقهما كان مشوبا بحظ نفسهما وحق الحق تعالى منزه عن الشوب وانهما وان كانا سبب وجود الولد لم يكونا مستقلين بالسببية بغير الحق تعالى وإرادته لانهما كانا فى السببية محتاجين الى مشيئته وإرادته بان يجعلهما سببا لوجود الولد فان الولد لا يحصل بمجرد تسببهما بالنكاح بل يحصل بموهبة الله تعالى كما قال تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) الآية فالسبب الحقيقي فى إيجاد الولد هو الله تعالى فان شاء يوجده بواسطة تسبب الوالدين وان شاء بغير تسببهما كايجاد آدم عليه السلام واما التربية فنسبتها الى الله تعالى حقيقية فانه رب كل شىء ومربيه والى الوالدين مجازية لان صورة التربية إليهما وحقيقة التربية الى الله تعالى كما ربى نطف الولد فى الرحم حتى جعله علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كساه اللحم ثم انشأه حلقا آخر فالله تبارك وتعالى أعظم قدرا فى رعاية حقوقه بالعبودية من رعاية حق الوالدين لاحسان وان الواجب على العبد ان يخرج من عهدة حق العبودية بالإخلاص اولا ثم يحسن بالوالدين كما قال تعالى (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) واما النبي والشيخ فكانا سبب الولادة الثانية بإلقاء نطفة النبوة والولاية فى رحم قلب الامة والمريد وتربيتها الى ان يولد الولد عن رحم القلب فى عالم الملكوت كما اخبر النبي عليه السلام رواية عن عيسى عليه السلام انه قال (لن يلج ملكوت السموات والأرض الا من يولد مرتين) وكانا سبب ولادته فى عالم الأرواح وأعلى عليين القرب والولدان كانا سبب ولادته فى عالم الأشباح وأسفل سافلين البعد ولهذا السر كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم (انما انا لكم كالوالد لولده) وقد كانت أزواجه أمهات للامة وقد قال عليه السلام (الشيخ فى قومه كالنبى فى أمته) ولما كان الله تعالى فى الإحسان العميم بالعبد والامتنان القديم الذي خصه به قبل وبعد أحق واولى برعاية حقوقه عن والديه قال تعالى (وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما) وفيه اشارة الى ان المريد الصادق والطالب العاشق إذا تمسك بذيل ارادة شيخ كامل ودليل واصل بصدق الارادة وعشق الطلب بعد خروجه عن الدنيا بتركها بالكلية عن جاهها ومالها وقد سعى بقدر الوسع فى قطع تعلقات تمنعه(6/451)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)
عن السير الى الله متوجها الى الحضرة بعزيمة كعزيمة الرجال فان كان له الولدان وهما بمعزل عما يهيجه من الصدق والمحبة فهما بجهلهما عن حال الولد يمنعان عن صحبة الشيخ وطلب الحق بالاعراض ويقبلان به الى الدنيا ويرغبانه فى طلب جاهها ومالها ويحثان على التزويج فى غير أوانه فالواجب على المريد ان لا يطيعهما فى شىء من ذلك فان ذلك بالكلية طاغوت وقته وعليه ان يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ليستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها وهما يجاهدانه على ان يشرك بالله لجهلهما بحاله وحال أنفسهما وانه يريد ان يخرج عن عهدة العبودية الخالصة لربه كما قضى ربه ان لا يعبد الا إياه ولا يعبد ما دونه من الدنيا والآخرة وما فيهما وما يعلمان انهما من عبدة الهوى وانهما يدعوانه الى عبادة غير الله فالواجب عليه ان لا يطيعهما فى ذلك ولكن عليه ان يردهما باللطف ولا يزجرهما بالعنف الى ان يخرج عن عهدة ما قضى ربه من العبودية بالإخلاص ثم الواجب عليه ان يحسن إليهما ويسمع كلامهما ويطيعهما فيما لا يقطعه عن الله على وفق امره ثم أوعد الجميع بالمرجع اليه فقال (إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ) ايها الولد والولدان (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من العبادة الخالصة لله ومن عبادة الهوى على لسان جزائكم ليقول لكم ان مرجع عبدة الهوى الهاوية (وَالَّذِينَ آمَنُوا) بمحبة الحق (وَ) طلبوه بان (عَمِلُوا الصَّالِحاتِ) اى أعمالا تصلح للسير الى الله والوصول الى حضرة جلاله (لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) اى نجعل مدخلهم مقام الأنبياء والأولياء بجذبات العناية تفهم ان شاء الله تعالى وتؤمن به وَمِنَ النَّاسِ مبتدأ باعتبار مضمونه اى وبعض الناس والخبر قوله مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ اى فى شأنه تعالى بان عذبهم الكفرة على الايمان وهو مجهول آذى يؤذى أذى واذية ولا تقل إيذاء كما فى القاموس والأذى ما يصل الى الإنسان من ضرر اما فى نفسه او فى جسمه او فى قنياته دنيويا كان اواخر ويا جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ اى ما يصيبه من اذيتهم والفتنة الامتحان والاختبار تقول فتنت الذهب إذا أدخلته النار لتظهر جودته من رداءته وأطلقت على المحنة لانها سبب نقادة القلب كَعَذابِ اللَّهِ فى الآخرة فى الشدة والهول ويستولى عليه خوف البشرية إذ من لم يكن فى حماية خوف الله وخشيته يفترسه خوف الحق فيساوى بين العذابين فيخاف العاجل الذي هو ساعة ويهمل الآجل الذي هو باق لا ينقطع فيرتد عن الدين ولو علم شدة عذاب الله وان لا قدر لعذاب الناس عند عذابه تعالى لما ارتد ولو قطع اربا اربا ولما خاف من الناس ومن عذابهم وفى الحديث [من خاف الله خوّف الله منه كل شىء ومن لم يخف الله يخوّفه من كل شىء] وقال بعضهم جعل فتنة الناس فى الصرف عن الايمان كعذاب الله فى الصرف عن الكفر: يعنى [ترك ايمان كند از خوف عذاب خلق چنانكه ترك كفرى بايد كرد از خوف خداى تعالى] وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ اى فتح وغنيمة للمؤمنين فالآية مدنية لَيَقُولُنَّ بضم اللام نظرا الى معنى من كما ان الافراد فيما سبق بالنظر الى لفظها إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ اى متابعين لكم فى الدين فاشركونا فى المغنم وهم ناس من ضعفة المسلمين كانوا إذا مسهم أذى من الكفار وافقوهم وكانوا يكتمونه(6/452)
وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)
من المسلمين فرد عليهم ذلك بقوله أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ اى با علم منهم بما فى صدورهم من الإخلاص والنفاق حتى يفعلوا ما يفعلون من الارتداد والإخفاء وادعاء كونهم منهم لنيل الغنيمة: وبالفارسية [آيا نيست خداى تعالى داناتر از همه دانايان بآنچهـ در سينه عالميانست از صفاى اخلاص وكدورت نفاق] وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بالإخلاص وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ سواء كان نفاقهم باذية الكفرة اولا اى ليجزينهم على الايمان والنفاق فان المراد تعلق علمه تعالى بالامتحان تعلقا حاليا يبتنى عليه الجزاء كما سبق فجوهر الايمان والنفاق المودع فى القلب انما يظهر بالصبر او بالتزلزل عند البلاء والمحنة كما ان عيار النقدين يظهر بالنار
بشكل وهيآت انسان ز ره مرو زنهار ... توان بصبر وتحمل شناخت جوهر مرد
اگر نه پاك بود از بلا نخواهد جست ... وكر در اصل بود پاك صبر خواهد كرد
وفى الآية تنبيه لكل مسلم ان يصبر على الأذى فى الله وحقيقة الايمان نور إذا دخل قلب المؤمن لا تخرجه اذية الخلق بل يزيد بالصبر على اذاهم والتوكل على الله فانه نور حقيقى أصلي ذاته لا يتكدر بالعوارض كنور الشمس والقمر فانهما إذا طلعا يزداد نورهما بالارتفاع ولا يقدر أحد ان يطفئ نورهما وكنور الحجر الشفاف المضيء بالليل فانه لا يقبل الانطفاء مثل الشمعة لان نوره أصلي ونور الشمعة عارضى ثم ان فى المحن والأذى تفاوتا فمن كانت محنته بموت قريب من الناس او فقد حبيب من الخلق او نحوه فحقير قدره وكثير من الناس مثله ومن كانت محنته لله وفى الله فعزيز قدره وقليل مثله وقد كان كفار مكة يؤذون النبي عليه الصلاة والسلام بانواع الأذى فيصبر وقد قال (ما أوذي نبى مثل ما أوذيت) اى ما صفى نبى مثل ما صفيت لان الأذى سبب لصفوة الباطن وبقدر الوقوف فى البلاء تظهر جواهر الرجال وتصفو من الكدر مرآئى قلوبهم ألا ترى الى أيوب عليه السلام حيث خلص له جوهر نعم العبدية عن معدن الانسانية مدة ايام البلاء والصبر عليه وكذا كانوا يؤذون الاصحاب رضى الله عنهم تؤذى كل قبيلة من اسلم منها وتعذبه وتفتنه عن دينه وذلك بالحبس والضرب والجوع والعطش وغير ذلك حتى ان الواحد منهم ما يقدر ان يستوى جالسا من شدة الضرب الذي به وكان ابو جهل ومن يتابعه يحرض على الأذى وكان إذا سمع بان رجلا اسلم له شرف ومنعة جاء اليه ووبخه وقال له ليغلبن رأيك وليضعفن شرفك وان كان تاجرا قال والله لتكسدن تجارتك ويهلك مالك وان كان ضعيفا حرّض على أذاه حتى ان بعض الضعفاء فتن عن دينه ورجع الى الشرك نعوذ بالله تعالى وكان بلال رضى الله عنه ممن يعذب فى الله ولا يقول الا أحد أحد اى الله لا شريك له وهكذا الأقوياء من اهل السعادة ثبتوا على دينهم واختاروا عذاب الدنيا وفضوحها على عذاب الآخرة وفضوحها فان عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا أضعافا كثيرة ويدل عليه النار فانها جزء من الاجزاء السبعين لنار الآخرة وهى بهذه الحرارة فى الدنيا مع ما غسلت فى بعض انهار الجنة قال الواسطي رحمه الله لا يؤذى فيها الا الأنبياء وخواص الأولياء وأكابر العباد فالصبر لازم فى موطن الأذى والملام: قال المولى الجامى(6/453)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)
عاشق ثابت قدم آنكس بود كز كوى دوست ... رو نكرداند اگر شمشير بارد بر سرش
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اللام للتبليغ اى قال كفار مكة مخاطبين للمؤمنين استمالة ليرتدوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا اى اسلكوا طريقتنا التي نسلكها فى الدين عبر عن ذلك بالاتباع الذي هو المثنى خلف ماش آخر تنزيلا للمسلك منزلة السالك فيه وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ اى ان كان لكم خطيئة تؤاخذون عليها وان كان بعث ومؤاخذة كما تقولون اى لا بعث ولا مؤاخذة وان وقع فرضا نحمل آثامكم عنكم وهى جمع خطيئة من الخطأ وهو العدول عن الجهة فرد الله عليهم بقوله وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ اى والحال انهم ليسوا بحاملين شيأ من خطاياهم التي التزموا ان يحملوها كلها على ان من الاولى للتبيين والثانية مزيدة للاستغراق إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فى دعوى الحمل بانهم قادرون على انجاز ما وعدوا وَلَيَحْمِلُنَّ اى هؤلاء القائلون أَثْقالَهُمْ اى ذنوبهم التي عملوها وذلك يوم القيامة جمع ثقل بالكسر وسكون القاف كحمل وأحمال والثقل والخفة متقابلان وكل ما يترجح على ما يوزن به او يقدر به يقال هو ثقيل وأصله فى الأجسام ثم يقال فى المعاني أثقله الغرم والوزر قال الراغب اثقالهم اى آثامهم التي تثقلهم وتثبطهم عن الثواب وَأَثْقالًا آخر مَعَ أَثْقالِهِمْ وهى أثقال الإضلال فيعذبون بضلال أنفسهم وإضلال غيرهم من ان ينقص من أثقال من اضلوه شىء ما أصلا فتكون أثقال المضلين زائدة على أثقال الضالين لان من دعا الى ضلالة فاتبع فعليه حمل أوزار الذين اتبعوه وكذا من سن سنة سيئة كما ورد فى الحديث: وفى المثنوى
هر كه بنهد سنت بد اى فتى ... تا در افتد بعد او خلق از عمى «1»
جمع كردد بر وى آن جمله بزه ... كو سرى بودست وايشان دم غزه
وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ سؤال تقريع وتبكيت لم فعلوه ولأى حجة ارتكبوه عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ اى يختلقونه فى الدنيا من الأكاذيب والأباطيل التي أضلوا بها ومن جملتها كذبهم هذا ويدخل فى هذا بعض الجهلة حيث يقول لمثله افعل هذا وإثمه فى عنقى ثم التعبير عن الخطايا بالأثقال للايذان بغاية ثقلها: قال الشيخ سعدى قدس سره
مرو زير بار كناه اى پسر ... كه حمال عاجز بود در سفر
يعنى ان الحمال يعجز عن حمل الثقيل خصوصا إذا كان المنزل بعيدا وفى الطريق عقبات. ثم ان الخطايا على تفاوت فى الثقل وفى الخبر (التهمة على البريء انقل من سبع سماوات وسبع ارضين وأثقل من جميع الموجودات) جبل الوجود والانانيات كما ورد (وجودك ذنب لا يقاس عليه ذنب آخر)
جمعست خيرها همه در خانه ونيست ... آن خانه را كليد بغير از فروتنى
شرها بدين قياس بيك خانه راست جمع ... وانرا كليد نيست بجز مائى ومنى
وكمال ان عذاب الإضلال والحمل على الكفر والمعاصي أشد فكذا عذاب إفساد استعداد الغير وحمله على الإنكار ومنعه عن سلوك طريق الحق ومثل هذا الإفساد أشد من الزنى
__________
(1) در اواسط دفتر پنجم در بيان معنىء قوله تعالى خلق الجان من مارج إلخ(6/454)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)
لان فى الزنى يهلك الولد الصوري لبقائه بلا والد وفى الإفساد يهلك الولد المعنوي لبقائه بلا فيض وفساد المعنى أشد من فساد الصورة ففى الآية اشارة الى حال ارباب الإلحاد والدعوى مع من يتبعهم ممن لا يفرق بين الفساد والصلاح والبقاء والهلاك اللهم اجعلنا من الثابتين على الطريق القويم وَلَقَدْ أَرْسَلْنا للدعوة الى التوحيد وطريق الحق من قبل ارسالنا إياك يا محمد نُوحاً واسمه عبد الغفار كما ذكره السهيلي رحمه الله فى كتاب التعريف والشاكر كما ذكره ابو الليث فى البستان. وسمى نوحا لكثرة نوحه وبكائه من خوف الله ولد بعد مضى الف وستمائة واثنتين وأربعين سنة من هبوط آدم عليه السلام وبعث عند الأربعين إِلى قَوْمِهِ وهم اهل الدنيا كلها. والفرق بين عموم رسالته وبين عموم رسالة نبينا عليه السلام ان نبينا عليه السلام مبعوث الى من فى زمانه والى من بعده الى يوم القيامة بخلاف نوح فانه مرسل الى جميع اهل الأرض فى زمانه لا بعده كما فى انسان العيون وهو أول نبى بعث الى عبدة الأصنام لان عبادة الأصنام أول ما حدثت فى قومه فارسله الله إليهم ينهاهم عن ذلك وايضا أول نبى بعث الى الأقارب والأجانب واما آدم فاول رسول الله الى أولاده بالايمان به وتعليم شرائعه وهو اى نوح عليه السلام أبونا الأصغر وقبره بكرك بالفتح من ارض الشام كما فى فتح الرحمن فَلَبِثَ فِيهِمْ بعد الإرسال ولبث بالمكان اقام به ملازما له أَلْفَ سَنَةٍ الالف العدد المخصوص سمى بذلك لكون الاعداد فيه مؤلفة فان الاعداد اربعة آحاد وعشرات ومئون وألوف فاذا بلغ الالف فقد ائتلف وما بعده ويكون مكررا قال بعضهم الالف من ذلك لانه مبدأ النظام والسنة أصلها سنهة لقولهم سانهت فلانا اى عاملته سنة فسنة وقيل أصلها من الواو لقولهم سنوات والهاء للوقف إِلَّا خَمْسِينَ عاماً العام كالسنة لكن كثيرا ما تستعمل السنة فى الحول الذي فيه الشدة والجدب ولهذا يعبر عن الجدب بالسنة والعام فيما فيه الرخاء وفى كون المستثنى منه بالسنة والمستثنى بالعام لطيفة وهى ان نوحا عاش بعد إغراق قومه ستين سنة فى طيب زمان وصفاء عيش وراحة بال وقيل سمى السنة عاما لعوم الشمس فى جميع بروجها والعوم السباحة ويدل على معنى العوم قوله تعالى (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) . ومعنى الآية فلبث بين أظهرهم تسعمائة وخمسين عاما يخوفهم من عذاب الله ولا يلتفتون اليه وانما ذكر الالف تخييلا لطول المدة الى السامع اى ليكون افخم فى اذنه ثم اخرج منها الخمسون إيضاحا لمجموع العدد فان المقصود من القصة تسلية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وتثبيته على ما يكابد من الكفرة: يعنى [إيراد قصه نوح بجهت تسليه سيد أنام است وتثبيت بر كشيدن أذى از قوم وتهديد يكزبان بذكر طوفان يعنى نوح نهصد و پنجاه سال جفاى قوم كشيد وهمچنان دعوت ميفرمود وكسى نمى كرويد] الا القليل الذين ذكرهم فى قوله (وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) فاذن له فى الدعاء فدعا عليهم بالهلاك فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ اى عقيب تمام المدة المذكورة فغرق من فى الدنيا كلها من الكفار. والطوفان يطلق على كل ما يطوف بالشيء ويحيط به على كثرة وشدة وغلبة من السيل والريح والظلام والقتل والموت والطاعون والجدري والحصبة والمجاعة وقد(6/455)
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)
غلب على طوفان الماء وقد طاف الماء ذلك اليوم بجميع الأرض وَهُمْ ظالِمُونَ اى والحال انهم مستمرون على الظلم والكفر لم يستمعوا الى داعى الحق هذه المدة المتمادية فَأَنْجَيْناهُ اى نوحا من الغرق والابتلاء بمشاق الكفرة وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ اى ومن ركب معه فيها من أولاده واتباعه وكانوا ثمانين ذكورا وإناثا قال الكاشفى يعنى [هر كه با وى بود از مؤمنان وهر چهـ در سفينه بود از انواع جانوران] والسفينة من سفنه يسفنه قشره ونحته كانها تسفن الماء اى تقشره فهى فعيلة بمعنى فاعلة وَجَعَلْناها اى السفينة او القصة آيَةً لِلْعالَمِينَ اى عبرة لمن بعدهم من الاهالى يتعظون بها او دلالة يستدلون بها على قدرة الله قال ابو الليث فى تفسيره وقد بقيت السفينة على الجودي الى قريب من وقت خروج النبي عليه السلام وبين الطوفان والهجرة الشريفة ثلاثة آلاف وتسعمائة واربع وسبعون سنة على ما فى فتح الرحمن وكان ذلك علامة وعبرة لمن رآها ولمن لم يرها لان الخبر قد بلغه وقال بعضهم سفينة نوح أول سفينة فى الدنيا فابقيت السفن آية وعبرة للخلائق وعلامة من سفينة نوح وهو قوله تعالى (وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً) - روى- ان نوحا بعث على رأس الأربعين ودعا قومه تسعمائة وخمسين عاما وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا وذلك من أولاده حام وسام ويافث لانهم لما خرجوا من السفينة ماتوا كلهم الا أولاد نوح كما فى البستان فيكون عمره الفا وخمسين عاما وهو أطول الأنبياء عمرا ومن ذلك قيل له كبير الأنبياء وشيخ المرسلين وهو أول من تنشق عنه الأرض بعد نبينا عليه السلام قال الكاشفى [ملك الموت بوقت قبض روح از وى پرسيد كه اى درازترين پيغمبران از جهت عمر دنيا را چون يافتى فرمود كه يافتم مانند خانه كه دو در داشته باشد از يكى درآيند واز ديكرى بيرون روند]
كر عمر تو عمر نوح ولقمان باشد ... آخر بر وى چنانكه فرمان باشد
در بودن دنيا وبرون رفتن ازو ... يكروز وهزار سال يكسان باشد
قيل
ألا انما الدنيا كظل سحابة ... أظلتك يوما ثم عنك اضمحلت
فلاتك فرحانا بها حين أقبلت ... ولا تك جزعانا بها حين ولت
قال الحسن أفضل الناس ثوابا يوم القيامة المؤمن المعمر وعن عبيد بن خالد رضى الله عنه ان النبي عليه السلام آخى بين الرجلين فقتل أحدهما فى سبيل الله ثم مات الآخر بعده بجمعة او نحوها فصلوا عليه فقال عليه السلام (ما قلتم) قالوا دعونا الله ان يغفر له ويرحمه ويلحقه بصاحبه فقال عليه السلام (فاين صلاته بعد صلاته وعمله بعد عمله) او قال (صيامه بعد صيامه لما بينهما ابعد مما بين السماء والأرض فطوبى لمن طال عمره وحسن عمله) والفيض الحاصل للامة المتقدمة فى المدة المتطاولة حاصل لهذه الامة فى المدة القصيرة لكمال الاستعداد الفطري فلا ينبغى للمرء ان يتمنى اعمال القرون الاولى فان السبعين عمر طويل والمائة أطول بل يتمنى كثرة المدد والخلاص من يد النفس الامارة فانه إذا لم تصلح النفس فلا يغنى طول العمر عن(6/456)
وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)
قهر الله شيأ وصلاحها باستعمال احكام الشريعة التي اشارت إليها السفينة فكما ان السفينة تنجى راكبها فكذا الشريعة تنجى عاملها وهى دلالة للناس الى يوم القيامة تدل بظاهرها الى طريق الجنة وبباطنها الى طريق القربة والوصلة فبعبارتها نور واشارتها سرور واهل الاشارة مقربون والمتقربون إليهم متخلصون: قال الحافظ
يار مردان خدا باش كه در كشتىء نوح ... هست خاكى كه بآبى نخرد طوفانرا
فليجدّ من وقع فى طوفان نفسه حتى يجد الخلاص واليه الملجأ والمناص وَإِبْراهِيمَ نصب بالعطف على نوحا اى ولقد أرسلنا ابراهيم ايضا من قبل ارسالنا إياك يا محمد إِذْ قالَ نصب با ذكر المقدر هكذا ألهمت اى اذكر لقومك وقت قوله لِقَوْمِهِ وهم اهل بابل ومنهم نمرود اعْبُدُوا اللَّهَ وحده وَاتَّقُوهُ ان تشركوا به شيأ ذلِكُمْ اى ما ذكر من العبادة والتقوى خَيْرٌ لَكُمْ مما أنتم عليه من الكفر ومعنى التفضيل مع انه لا خير فيه قطعا باعتبار زعمهم الباطل إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ اى الخير والشر وتميزون أحدهما عن الآخر إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً هى فى نفسها تماثيل مصنوعة لكم ليس فيها وصف غير ذلك جمع وثن قال بعضهم الصنم هو الذي يؤلف من شجر او ذهب او فضة فى صورة الإنسان والوثن هو الذي ليس كذلك بل كان تأليفه من حجارة وفى غير صورة الإنسان وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً قال الراغب الخلق لا يستعمل فى كافة الناس الأعلى وجهين أحدهما فى معنى التقدير والثاني فى الكذب انتهى يقال خلق واختلق اى افترى لسانا او يدا كنحت الأصنام كما فى كشف الاسرار. والافك أسوأ الكذب وسمى الافك كذبا لانه مأفوك اى مصروف عن وجهه. والمعنى وتكذبون كذبا حيث تسمونها آلهة وتدعون انها شفعاؤكم عند الله وهو استدلال على شرارة ما هم عليه من حيث انه زور وباطل ثم استدل على شرارة ذلك من حيث انه لا يجدى بطائل فقال إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً يقال ملكت الشيء إذا قدرت عليه ومنه قول موسى لا املك الا نفسى وأخي اى لا اقدر الا على نفسى وأخي ورزقا مصدر وتنكيره للتقليل. والمعنى لا يقدرون على ان يرزقوكم شيأ من الرزق فَابْتَغُوا فاطلبوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ كله فانه القادر على إيصال الرزق وَاعْبُدُوهُ وحده وَاشْكُرُوا لَهُ على نعمائه متوسلين الى مطالبكم بعبادته مقيدين للنعمة بالشكر ومستجلبين للمزيد قال ابن عطاء اطلبوا الرزق بالطاعة والإقبال على العبادة وقال سهل اطلبوا الرزق فى التوكل لا فى الكسب وهذا سبيل العوام إِلَيْهِ لا الى غيره تُرْجَعُونَ تردون بالموت ثم البعث فافعلوا ما أمرتكم به وَإِنْ تُكَذِّبُوا اى وان تكذبونى فيما أخبرتكم به من انكم اليه ترجعون فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ تعليل للجواب اى فلا تضروننى بتكذيبكم فان من قبلكم من الأمم قد كذبوا من قبلى من الرسل وهم شيت وإدريس ونوح فما ضرهم تكذيبهم شيأ وانما ضر أنفسهم حيث تسبب لما حل بهم من العذاب فكذا تكذيبكم وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ اى التبليغ الذي لا يبقى معه شك وما عليه ان يصدق ولا يكذب البتة وقد خرجت(6/457)
أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19)
عن عهدة التبليغ بما لا مزيد عليه فلا يضرنى تكذيبكم بعد ذلك أصلا وكل أحد بعد ذلك مأخوذ بعمله قال فى الاسئلة المقحمة معنى البلاغ هو إلقاء المعنى الى النفس على سبيل الافهام وان لم يفهم السامع فقد حصل منى ذلك الإبلاغ والاسماع والافهام من الله تعالى
پيش وحي حق اگر كر سر نهد ... كبريا از فضل خود سمعش دهد
جز مكر جانى كه شد بى نور وفر ... همچوماهى كنك بد از اصل كر
وفى الآية تسلية للرسول عليه السلام ودعاء له الى الصبر وزجر لمخالفيه فيما فعلوا من التكذيب والجحود فعلى المؤمن الطاعة والتقوى وقبول وصية الملك الأقوى فان التقوى خير الزاد يوم التلاق وسبب النجاة وجالبة الأرزاق وأعظم اسباب التقوى التوحيد وهو أساس الايمان ومفتاح الجنان ومغلاق النيران- روى- ان عمر رضى الله عنه مر بعثمان رضى الله عنه وسلم عليه فلم يرد سلامه فشكا الى ابى بكر رضى الله عنه فقال لعله لعذر ثم أرسل الى عثمان وسأل عن ذلك فقال لم اسمع كلامه فانى كنت فى امر وهو انا صاحبنا النبي زمانا فلم نسأل عما تفتح به الجنان وتغلق أبواب النيران فقال ابو بكر رضى الله عنه سألت عن ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم فقال هى الكلمة التي عرضتها على عمى ابى طالب فابى لا اله الا الله محمد رسول الله وذكر الله اكثر الأشياء تأثيرا فاذكروا الله ذكرا كثيرا قال السرى رحمه الله صحبت زنجيا فى البرية فرأيته كلما ذكر الله تغير لونه وابيض فقلت يا هذا أرى عجبا فقال يا أخى اما انك لو ذكرت الله تغيرت صفتك قال الحكيم الترمذي رحمه الله ذكر الله يرطب اللسان فاذا خلا عن الذكر أصابته حرارة النفس ونار الشهوة فتعس ويبس وامتنعت الأعضاء عن الطاعة كالشجرة اليابسة لا تصلح الا للقطع وتصير وقود النار وبالتوحيد تحصل الطهارة التامة عن لوث الشرك والسوي فالنفس تدعو مع الشيطان الى أسفل السافلين والله تعالى يدعو بلسان نبيه الى أعلى عليين وقد دعا الأنبياء كلهم فقبحوا الأوثان والشرك والدنيا وحسنوا عبادة الله والتوحيد والاخرى ورغبوا الى الشكر والطاعة فى الدنيا التي هى الساعة بل كلمح البصر لا يرى لها اثر ولا يسمع لها خبر فالعاقل يستمع الى الداعي الحق ولا يكذب الخبر الصدق فيصل بالتصديق والقبول والرضى الى الدرجات العلى والراحة العظمى
مده براحت فانى حيات باقى را ... بمحنت دو سه روز از غم ابد بگريز
أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ اعتراض بين طرفى قصة ابراهيم عليه السلام لتذكير اهل مكة وانكار تكذيبهم بالبعث مع وضوح دليله والهمزة لانكار عدم رؤيتهم الموجب لتقريرها والواو للعطف على مقدر وإبداء الخلق اظهارهم من العدم الى الوجود ثم من الوجود الغيبى الى الوجود العيني قال الامام الغزالي رحمه الله الإيجاد إذا لم يكن مسبوقا بمثله يسمى إبداء وان كان مسبوقا بمثله يسمى إعادة والله تعالى بدأ خلق الإنسان ثم هو يعيدهم اى يرجعهم ويردهم بعد العدم الى الوجود ويحشرهم والأشياء كلها منه بدت واليه تعود. ومعنى الآية ألم ينظروا اى اهل مكة وكفار قريش ولم يعلموا علما جاريا مجرى الرؤية فى الجلاء والظهور كيفية خلق الله ابتداء من مادة ومن غير مادة اى قد علموا ثُمَّ يُعِيدُهُ(6/458)
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)
اى يرده الى الوجود عطف على أو لم يروا لا على يبدأ لعدم وقوع الرؤية عليه فهو اخبار بانه تعالى يعيد الخلق قياسا على الإبداء وقد جوز العطف على يبدأ بتأويل الاعادة بانشائه تعالى كل سنة ما انشأه فى السنة السابقة من النبات والثمار وغيرهما فان ذلك مما يستدل به على صحة البعث ووقوعه من غير ريب: قال الشيخ سعدى قدس سره
بامرش وجود از عدم نقش بست ... كه داند جز او كردن از نيست هست
دكر ره بكتم عدم در برد ... واز آنجا بصحراى محشر برد
إِنَّ ذلِكَ اى ما ذكر من الاعادة عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ سهل لا نصب فيه: وبالفارسية [آسانست] إذ لا يفتقر فى فعله الى شىء من الأسباب قُلْ يا محمد لمنكرى البعث سِيرُوا فِي الْأَرْضِ سافروا فى أقطارها فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ خلقهم ابتداء على كثرتهم مع اختلاف الاشكال والافعال والأحوال ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ يقال نشأ نشأة حيى وربا وشب قال الراغب الإنشاء إيجاد الشيء وتربيته واكثر ما يقال ذلك فى الحيوان انتهى والنشأة مصدر مؤكد لينشئ بحذف الزوائد والأصل الانشاءة او بحذف العامل اى ينشئ فينشأون النشأة الآخرة كما فى قوله تعالى (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) اى فنبتت نباتا حسنا والنشأة الآخرة هى النشأة الثانية وهى نشأة القيام من القبور والجملة معطوفة على جملة سيروا فى الأرض داخلة معها فى حيز القول وعطف الاخبار على الإنشاء جائز فيما له محل من الاعراب وانما لم تعطف على قوله بدأ الخلق لان النظر غير واقع على إنشاء النشأة الاخرى فان الفكر يكون فى الدليل لا فى النتيجة. والمعنى ثم الله يوجد الإيجاد الآخر ويحيى الحياة الثانية اى بعد النشأة الاولى التي شاهدتموها وهى الإبداء فانه والاعادة نشأتان من حيث ان كلا اختراع وإخراج من العدم الى الوجود: وبالفارسية [پس الله باز فردا بآفرينش پسين خلق را زنده كند وظاهر كرداند آفريدن ديكر را ملخص سخن آنست كه چون بديديد وبدانستيد كه خالق همه در ابتدا الله است حجت لازم شود بر شما در أعادت وبضرورت دانيد آنكه مبدئ خلائق است ميتواند آنكه معيد ايشان باشد] إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لان قدرته لذاته ونسبة ذاته الى كل الممكنات على سواء فيقدر على النشأة الاخرى كما قدر على النشأة الاولى يُعَذِّبُ اى بعد النشأة الآخرة مَنْ يَشاءُ ان يعذبه وهم المنكرون لها وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ ان يرحمه وهم المصدقون بها وتقديم التعذيب لما ان الترهيب انسب بالمقام من الترغيب وَإِلَيْهِ تعالى لا الى غيره تُقْلَبُونَ تردون بالبعث فيفعل بكم ما يشاء من التعذيب والرحمة مجازاة على أعمالكم قال الكاشفى [در كشف الاسرار آورده كه عذابش از روى عدلست ورحمتش از راه فضل پس هر كرا خواهد با وى عدل كند از پيش براند وآنرا كه خواهد با وى فضل نمايد بلطف خويش بخواند]
اگر رانى ز راه عدل رانى ... وكر خوانى ز روى فضل خوانى
مرا با راندن وخواندن چهـ كارست ... اگر خوانى وكر رانى تو دانى
[در زاد المسير آورده كه عذاب بزشت خوييست ورحمت بخوش خلقى. ونزد بعضى عذاب(6/459)
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)
ورحمت بميل دنياست وترك آن يا بحرص وقناعت يا بمتابعت بدعت وملازمت سنت يا بتفرقه خاطر وجمعيت دل. امام قشيرى فرموده كه عذاب با آنست كه بنده را با او كذارد ورحمت آنكه بخود متولئ كار او شود]
تا تو نباشى يار ما رونق نيابد كار ما
وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [ونيستيد شما اى مردمان عاجز كنندكان پروردگار خود را] اى عن اجراء حكمه وقضائه عليكم وان هربتم فِي الْأَرْضِ الواسعة بالتواري فيها: يعنى [در زير زمين] وَلا فِي السَّماءِ ولا بالتحصن فى السماء التي هى أوسع منها لو استطعتم الترقي فيها. يعنى فى الأرض كنتم او فى السماء لا تقدرون ان تهربوا منه فهو يدرككم لا محالة ويجرى عليكم احكام تقديره وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ [دوست كار ساز] وَلا نَصِيرٍ يارى ومعين. يعنى ليس غيره تعالى يحرسكم مما يصيبكم من بلاء يظهر من الأرض او ينزل من السماء ويدفعه عنكم ان أراد بكم ذلك قال بعضهم الولي الذي يدفع المكروه عن الإنسان والنصير الذي يأمر بدفعه عنه والولي أخص من النصير إذ قد ينصر من ليس بولي وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ اى بدلائله التكوينية والتنزيلية الدالة على ذاته وصفاته وأفعاله فيدخل فيه النشأة الاولى الدالة على تحقق البعث والآيات الناطقة به دخولا أوليا قال فى كشف الاسرار الكفر بآيات الله ان لا يستدل بها عليه وتنسب الى غيره ويجحد موضع النعمة فيها وَلِقائِهِ الذي تنطق به تلك الآيات ومعنى الكفر بلقاء الله جحود الورود عليه وانكار البعث وقيام الساعة والحساب والجنة والنار أُولئِكَ الموصوفون بما ذكر من الكفر بآياته تعالى ولقائه يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي اليأس انتفاء الطمع كما فى المفردات: وبالفارسية [نوميد شدن] كما فى تاج المصادر اى ييأسون منها يوم القيامة وصيغة الماضي للدلالة على تحققه او يئسوا منها فى الدنيا لانكارهم البعث والجزاء وَأُولئِكَ الموصوفون بالكفر بالآيات واللقاء وباليأس من الرحمة الممتازون بذلك عن سائر الكفرة لَهُمْ بسبب تلك الأوصاف القبيحة عَذابٌ أَلِيمٌ لا يقادر قدره فى الشدة والإيلام قال فى كشف الاسرار [بدانكه تأثير رحمت الله در حق بندگان پيش از تأثير غضب است ودر قرآن ذكر صفات رحمت پيش از ذكر صفات غضب است ودر خبرست كه (سبقت رحمتى غضبى) اين رحمت وغضب هر دو صفت حق است وروا نباشد كه كويى يكى پيش است ويكى پس يا يكى پيش است ويكى كم زيرا كه اگر يكى پيش كويى ديكر را نقصان لازم آيد واگر يكى را پيش كويى ديكر را حدوث لازم آيد پس مراد ازين تأثير ورحمت است يعنى پيشى كرد تأثير رحمت من بر تأثير غضب من تأثير غضب اوست نوميدى كافران از رحمت او تا مى كويد جل جلاله (أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي) وتأثير رحمت اوست اميد مؤمنان بمغفرت او دل نهادن بر رحمت او تا ميكويد] عز وجل (أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ) فينبغى للمؤمن ان لا ييأس من رحمته وان لا يأمن من عذابه فان كلا من اليأس والا من كفر بل يكون راجيا خائفا واما الكافر فلا يخطر بباله رجاء ولا خوف وإذا ترقى العبد عن حالة الخوف والرجاء يعرض له حالتا القبض(6/460)
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)
والبسط فالقبض للعارف كالخوف للمستأنف والبسط له كالرجاء له. والفرق بينهما ان الخوف والرجاء يتعلقان بامر مستقبل مكروه او محبوب فالقبض والبسط بامر حاضر فى الوقت يغلب على قلب العارف من وارد غيبى فتارة يغلب القبض فيقول ذلى كذل اذلّ اليهود واليه الاشارة بالابداء فى الآية واخرى يغلب البسط فيقول اين السموات والأرضون حتى احملهما على شعرة جفن عينى واليه الاشارة بالاعادة فى الآية ومن هذا القبيل ما قال عليه السلام (ليت رب محمد لم يخلق محمدا) وما قال (انا سيد ولد آدم) وفى قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا) إلخ اشارة الى انه تعالى كما بدأ خلق الخلق بإخراجهم من العدم الى الوجود الى عالم الأرواح ثم اهبطهم من عالم الأرواح الى عالم الأشباح عابرين على الملكوت والنفوس السماوية والافلاك والأنجم وفلك الأثير والهواء والبحار وكرة الأرض ثم على المركبات والمعادن والنبات والحيوان الى ان بلغ أسفل سافلين الموجودات وهو القالب الإنساني كما قال (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) اى بتدبير النفخة الخاصة كما قال (وَنَفَخْتُ فِيهِ) فكذلك يعيده بجذبات العناية الى الحضرة راجعا من حيث هبط عابرا على المنازل والمقامات التي كانت على ممره بقطع تعلق نظره الى خواص هذه المنازل وترك الانتفاع بها فانه حالة العبور على هذه المنازل استعار خواصها وبعض اجزائها منها لاستكمال الوجود الإنساني روحانيا وجسمانيا فصار محجوبا مبعدا عن الحضرة فعند رجوعه الى الحضرة بجذبة ارجعي يرد فى كل منزل ما استعار منه فان العارية مردودة الى ان يعاد الى العدم بلا انانية بتصرف جذبة العناية وهو معنى الفناء فى الله: قال المولى الجامى
طى كن بساط كون كه اين كعبه مراد ... باشد وراى كون ومكان چند مرحله
وقال الشيخ المغربي
ز تنكناى جسد چون برون نهى قدمى ... بجز حظيره قدسئ پادشاه مپرش
وفى المثنوى
از جمادى مردم نامى شدم ... وز نما مردم بحيوان بر زدم «1»
مردم از حيوانى وآدم شدم ... پس چهـ ترسم كى ز مردن كم شدم
جمله ديكر بميرم از بشر ... تا بر آرم از ملائك پاوسر
وز ملك هم بايدم جستن ز جو ... كل شىء هالك الا وجهه
بار ديكر از ملك قربان شوم ... آنچهـ اندر وهم نايد آن شوم
پس عدم كردم عدم چون ارغنون ... كويدم كانا اليه راجعون
وفى قوله (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) إلخ اشارة الى الطائفة من ارباب الطلب واصحاب السلوك العابرين على بعض المقامات المشاهدين آثار شواهد الحق الذين كوشفوا ببعض الاسرار ثم أدركتهم العزة بحجاب الغيرة فابتلاهم الله للغيره بالالتفات الى الغير فحجبوا بعد ان كوشفوا وستروا بعد ان تجردوا واستدرجوا بعد ان رفعوا وبعدوا بعد ان قربوا وردوا بعد ان دعوا فحاروا بعد ان كاروا نعوذ بالله من الحور بعد الكور كذا فى التأويلات النجمية فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ اى قال ابراهيم عليه السلام اعبدوا الله واتقوه فما كان جواب قومه آخر الأمر
__________
(1) در اواخر دفتر سوم در بيان جواب كفتن عاشق عازلاترا إلخ(6/461)
وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)
وهو بالنصب على انه خبر كان واسمها قوله إِلَّا أَنْ قالُوا الا قول بعضهم لبعض اقْتُلُوهُ اصل القتل ازالة الروح عن الجسد كالموت لكن إذا اعتبر بفعل المتولى لذلك يقال قتل وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال موت أَوْ حَرِّقُوهُ التحريق [نيك سوزانيدن] والفرق بين التحريق والإحراق وبين الحرق ان الاول إيقاع ذات لهب فى الشيء ومنه استعير أحرقني بلومه إذا بالغ فى اذيته بلوم والثاني إيقاع حرارة فى الشيء من غير لهيب كحرق الثوب بالدق كما فى المفردات وفيه تسفيه لهم حيث أجابوا من احتج عليهم بان يقتل او يحرق وهكذا ديدن كل محجوج مغلوب فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ الفاء فصيحة اى فالقوه فى النار فانجاه الله من أذاها بان جعلها عليه بردا وسلاما روى انه لم ينتفع يومئذ بالنار فى موضع أصلا وذلك لذهاب حرها إِنَّ فِي ذلِكَ اى فى انجائه منها لَآياتٍ بينة عجيبة هى حفظه تعالى إياه من حرها وإخمادها مع عظمها فى زمان يسير يعنى عقيب احتراق الحبل الذي أوثقوه به لانه ما أحرقت منه النار الا وثاقه وانشئ روض فى مكانها يعنى كل وريحان لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ لانهم المنتفعون بالتفحص عنها والتأمل فيها واما الكافرون فمحرومون من الفوز بمغانم آثارها وفيه اشارة الى دعوة ابراهيم الروح نمرود النفس وصفاتها الى الله تعالى ونهيهم عن عبادة الهوى والدنيا وما سوى الله والى اجابتهم إياه من لؤم طبعهم وغاية سفههم لقولهم اقتلوه بسيف الكفر والشرك او اوقدوا عليه نار الشهوات والأخلاق الذميمة وحرقوه بها فخلص الله جوهر الروحية من حرقة النار الشهوات والأخلاق الذميمة ومتعه بالخصائص المودعة فيها مما لم يكن فى جبلة الروح مركوزا وكان به محتاجا فى سيره الى الله ولهذه الاستفادة بعث الى أسفل سافلين القالب وَقالَ ابراهيم مخاطبا لقومه إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً اى اتخذتموها آلهة لا لحجة قامت بذلك بل مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ اى لتتوادوا بينكم وتتلاطفوا لاجتماعكم على عبادتها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا يعنى مدة بقائكم فى الدنيا: وبالفارسية [ميخاهيد تا شما را در عبادت آن بتان اجتماعي باشد ودوستى با يكديكر تا يكديكر را اتباع ميكنيد وبر آن اتباع دوست يكديكر ميشويد همچنانكه مؤمنان در عبادت الله با يكديكر مهر دارند ودوستى وتا در دنيا باشيد آن دوستى باقيست] ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ بعد الخروج من الدنيا تنقلب الأمور ويتبدل التواد تباغضا والتلاطف تلاعنا حيث يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ وهم العبدة بِبَعْضٍ وهم الأوثان وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً اى يلعن ويشتم كل فريق منكم ومن الأوثان حيث ينطقها الله الفريق الآخر واللعن طرد وابعاد على سبيل السخط وهو من الإنسان دعاء على غيره وفى التأويلات النجمية تكفر النفس بشهوات الدنيا إذا شاهدت وبال استعمالها وخسران حرمانها من شهوات الجنة وتلعن على الدنيا لانها كانت سببا لشقاوتها وتلعن الدنيا عليها كما قال عليه السلام (ان أحدكم إذا لعن الدنيا قالت الدنيا لعن الله أعصانا لله) وَمَأْواكُمُ جميعا العابدون والمعبودون والتابعون والمتبعون النَّارُ اى هى منزلكم الذي تأوون اليه ولا ترجعون منه ابدا وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ يخلصونكم منها كما خلصنى ربى من النار التي القيتمونى(6/462)
فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)
فيها وجمع الناصر لوقوعه فى مقابلة الجمع اى وما لاحد منكم من ناصر أصلا
چون بت سنكين شما را قبله شد ... لعنت وكورى شما را ظاهر شد
نيست هركز از خدا نفرت شما ... شد محرم جنت ورحمت شما
فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ آمن له وآمن به متقارب فى المعنى ولوط ابن أخته: يعنى [خواهر زاده ابراهيم بود وبقولي برادر زاده او] والمعنى صدقه فى جميع مقالاته لا فى نبوته وما دعا اليه من التوحيد فقط فانه كان منزها عن الكفر وما قيل انه آمن له حين رأى النار لم تحرقه ينبغى ان يحمل على ما ذكرنا او على انه يراد بالايمان الرتبة العالية منه وهى التي لا يرتقى إليها الا همم الافراد وهو أول من آمن به وَقالَ اى ابراهيم للوط وسارة وهى ابنة عمه وكانت آمنت به وكانت تحت نكاحه إِنِّي مُهاجِرٌ اى تارك لقومى وذاهب إِلى رَبِّي اى حيث أمرني. والمهاجرة [از زمينى شدن واز كسى ببريدن] ومنه الحديث (لا يذكر الله الا مهاجرا) اى قلبه مهاجر للسانه غير مطابق له قال فى المفردات الهجر والهجران مفارقة الإنسان غيره اما بالبدن او باللسان او بالقلب قال بعض العارفين انى راجع من نفسى ومن الكون اليه فالرجوع اليه بالانفصال عما دونه ولا يصح لاحد الرجوع اليه وهو متعلق بشىء من الكون حتى ينفصل عن الأكوان اجمع ولا يتصل بها: قال الكمال الخجندي
وصل ميسر نشود جز بقطع ... قطع نخست از همه ببريدنست
إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الغالب على امره فيمنعنى من أعدائي الْحَكِيمُ الذي لا يفعل الا ما فيه حكمة ومصلحة فلا يأمرنى الا بما فيه صلاحى ومن لم يقدر فى بلدة على طاعة الله فليخرج الى بلدة اخرى وفى التأويلات النجمية (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ) اى ان الله أعز من ان يصل اليه أحد الا بعد مفارقته لغيره (الْحَكِيمُ) الذي لا يقبل بمقتضى حكمته إلا طيبا من لوث انانيته كما قال عليه السلام (ان الله طيب لا يقبل الا الطيب) انتهى- روى- ان ابراهيم عليه السلام أول من هاجر ولكل نبى هجرة ولابراهيم هجرتان فانه هاجر من كوتى وهى فرية من سواد الكوفة مع لوط وسارة وهاجر الى حران ثم منها الى الشام فنزل فلسطين ونزل لوط سدوم [صاحب كشاف آورده كه ابراهيم در وقت هجرت هفتاد و پنج ساله بود ودر همين سال خدا إسماعيل را بوى داد از هاجر كه كنيزك ساره خاتون بود و چون سن مبارك آن حضرت بصد وبيست رسيد حق تعالى ويرا از ساره فرزندى بخشيد چنانچهـ ميفرمايد] وَوَهَبْنا لَهُ من عجوز عاقر وهى سارة إِسْحاقَ ولدا لصلبه اى من بعد إسماعيل من هاجر وَيَعْقُوبَ نافلة وهى ولد الولد حين ايس من الولادة قال القاضي ولذلك لم يذكر إسماعيل يعنى ان المقام مقام الامتنان والامتنان لهما اكثر لما ذكر- روى- ان الله تعالى وهب له اربعة أولاد إسحاق من سارة وإسماعيل من هاجر ومدين ومداين من غيرهما وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ فى نسله يعنى فى بنى إسماعيل وبنى إسرائيل النُّبُوَّةَ فكثر منهم الأنبياء يقال اخرج من ذريته الف نبى وكان شجرة الأنبياء وَالْكِتابَ اى جنس الكتاب المتناول الكتب الاربعة يعنى التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ بمقابلة(6/463)
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33)
هجرته إلينا فِي الدُّنْيا بإعطاء الولد فى غير أوانه والمال والذرية الطيبة واستمرار النبوة فيهم وانتماء اهل الملل اليه والثناء والصلاة عليه الى آخر الدهر [ماوردى كويد مزد او در دنيا بقاء ضيافت اوست يعنى همچنانكه در حال حياة در مهمانخانه وى بساط دعوت انداخته حالا نيز هست وخاص وعام از ان مائده پر فائده بهره مندند
سفره اش مبسوط بر اهل جهان ... نعمتش مبذول شد بى امتنان
وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ لفى عداد الكاملين فى الصلاح وهم الأنبياء واتباعهم عليهم السلام قال ابن عطاء أعطيناه فى الدنيا المعرفة والتوكل وانه فى الآخرة لمن الراجعين الى مقام العارفين فالدنيا والآخرة حظ العارفين وذلك بمقاساتهم الشدائد ظاهرا وباطنا كالهجرة ونحوها اعلم ان الهجرة على قسمين صورية وقد انقطع حكمها بفتح مكة كما قال عليه السلام (لا هجرة بعد الفتح) ومعنوية وهى السير من موطن النفس الى الله تعالى بفتح كعبة القلب وتخليصها من أصنام الشرك والهوى فيجرى حكمها الى يوم القيامة وإذا سار الإنسان من موطن النفس الى مقام القلب فكل ما اراده يعطيه الله وهو الاجر الدنيوي كما قال ابو سعيد الخراز رحمه الله أقمنا بمكة ثلاثة ايام لم نأكل شيأ وكان بحذائنا فقير معه ركوة مغطاة بحشيش وربما أراه يأكل خبزا حوّارى فقلت له نحن ضيفك فقال نعم فلما كان وقت العشاء مسح يده على سارية فناولنى در همين فاشترينا خبزا فقلت بم وصلت الى ذلك فقال يا أبا سعيد بحرف واحد تخرج قدر الخلق من قلبك تصل الى حاجتك ثم اعلم بان الله تعالى منّ على ابراهيم عليه السلام بهبة الولد والولد الصالح الذي يدعو لوالديه من الأجور الباقية الغير المنقطعة كالاوقاف الجارية والمصاحف المتلوة والأشجار المنتفع بها ونحوها وكذلك منّ عليه بان جعل فى ذريته النبوة والاشارة فيه ان من السعادات ان يكون فى ذرية الرجل اهل الولاية الذين هم ورثة الأنبياء فان بهم تقوم الدنيا والدين وتظهر الترقيات الصورية والمعنوية للمسلمين وتسطع الأنوار الى جانب الأرواح المقربين وأعلى عليين فيحصل الفخر التام والشرف الشامل والانتفاع العام وهؤلاء ان كانوا من النسب الطيني فذاك وان كانوا من النسب الديني فالاولاد الطيبون والأحفاد الطاهرون مطلقا من نعم الله الجليلة
نعم الإله على العباد كثيرة ... وأجلهن نجابة الأولاد
ربنا هب لنا من أزواجنا إلخ وَلُوطاً اى ولقد أرسلنا لوطا من قبلك يا محمد اذكر لقومك إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ من اهل المؤتفكات إِنَّكُمْ [بدرستى كه شما] لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ اى الخصلة المتناهية فى القبح: وبالفارسية [بفاحشة مى آييد يعنى ميكنيد كارى كه بغايت زشت است] كأن قائلا قال لم كانت تلك الخصلة فاحشة فقيل ما سَبَقَكُمْ بِها اى بتلك الفاحشة مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ [هيچكس از جهانيان] اى لم يقدم أحد قبلكم عليها لافراط قبحها وكونها مما تنفر عنها النفوس والطباع وأنتم اقدمتم عليها لخباثة طبيعتكم قالوا لم ينز ذكر على ذكر قبل قوم لوط قط اى مع طول الزمان وكثرة القرون(6/464)
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)
أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ [آيا شما مى آييد ومى كراييد بمردان بطريق مباشرت وآن كار زشت ميكنيد] وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ السبيل من الطرق ما هو معتاد السلوك وفيه سهولة وقطع الطريق يقال على وجهين أحدهما يراد به السير والسلوك والثاني يراد به الغصب من المارة والسالكين للطريق لانه يؤدى الى انقطاع الناس عن الطريق فجعل قطعا للطريق. والمعنى تتعرضون لابناء السبيل بالفاحشة حتى انقطع الناس عن طريقكم- روى- انهم كانوا كثيرا ما يفعلونها بالغرباء ويجبرونهم عليها او تقطعونها بالقتل وأخذ المال وكانوا يفعلون ذلك لكيلا يدخلوا فى بلدهم ولا يتناولوا من ثمارهم او تقطعون سبيل النسل بالاعراض عن الحرث وإتيان ما ليس بحرث وَتَأْتُونَ تفعلون وتتعاطون من غير مبالاة فِي نادِيكُمُ فى مجلسكم ومتحدثكم الجامع لاصحابكم فانه لا يقال النادي والندى الا لما فيه اهله فاذا قاموا عنه لم يبق ناديا قال فى كشف الاسرار النادي مجمع القوم للسمر والانس وجمعه اندية الْمُنْكَرَ قال الراغب المنكر كل شىء تحكم العقول الصحيحة بقبحه او تتوقف فى استقباحه العقول وتحكم بقبحه الشريعة انتهى وهو هاهنا امور. منها الجماع واللواطة فى المجالس بالعلانية والضراط وهو بالفارسية [باد را رهايى كردن] زعمت الهند ان حبس الضراط داء وإرساله دواء ولا يحبسون فى مجالسهم ضرطة ولا يرون ذلك عيبا وأفلتت من معاوية ريح على المنبر فقال ايها الناس ان الله خلق أبدانا وجعل فيها ارياحا فمتى يتمالك الناس ان لا تخرج منهم فقال صعصعة بن صوحان فقال اما بعد فان خروج الأرياح فى المتوضاة سنة وعلى المنابر بدعة واستغفر الله لى ولكم. ومنها حل أزرار القباء وضرب الأوتار والمزامير والسخرية بمن يمر بهم وفى هذا اعلام انه لا ينبغى ان يتعاشر الناس على المناكير وان لا يجتمعوا على الهزؤ والمناهي- سئل- الجنيد رحمه الله عن هذه الآية فقال كل شىء يجتمع الناس عليه الا الذكر فهو منكر وعن ابن عباس رضى الله عنهما هو اى المنكر الحذف بالحصى: يعنى [بسر انكشت سبابه وناخن انكشت سترك سنك بمردم انداختن] وكانوا يجلسون على الطريق وعند كل واحد قصعة فيها حصى فمن مر بهم حذفوه فمن أصابه منهم فهو أحق به فيأخذ ما معه وينكحه ويغرّمه ثلاثة دراهم ولهم قاض يقضى بينهم بذلك. ومنه «هو أجور من قاضى سدوم» وفى الحديث (إياكم والحذف فانه لا ينكى عدوا ولا يقتل صيدا ولكن يفقأ العين ويكسر السن) وكان من اخلاق قوم لوط الرمي بالبنادق والجلاهق والصفير وتطريف الأصابع بالحناء والفرقعة اى مد الأصابع حتى تصوت ولذا كرهت فى الصلاة وخارجها لئلا يلزم التشبه بهم. ومن اخلاقهم مضغ العلك ولا يكره للمرأة ان لم تكن صائمة لقيامه مقام السواك فى حقهن لان سنها أضعف من سن الرجال كسائر اعضائها فيخاف من السواك سقوط سنها وهو ينقى الأسنان ويشد اللثة كالسواك ويكره للرجل إذا لم يكن من علة كالبخر لما فيه من تشبه النساء. ومن اخلاقهم السباب والفحش فى المزاح يقال المزاح يجلب صغيرة الشرك وكبيرة الحرب. ومن اخلاقهم اللعب بالحمام عن سفيان الثوري انه قال كان اللعب بالحمام من عمل قوم لوط وان من لعب بالحمام الطيارة لم يمت حتى(6/465)
قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33)
يذوق ألم الفقر كما فى حياة الحيوان فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ لما أنكر عليهم قبائحهم إِلَّا أَنْ قالُوا له استهزاء [ما ترك اين عملها نخواهيم كرد] ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ [بيار عذاب خدايرا بما] إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فيما تعدنا من نزول العذاب: وبالفارسية [از راست كويان در آنكه اين فعلها قبيح است وبسبب آن عذاب بشما نازل خواهد شد] قال فى الإرشاد فما كان جواب من جهتهم بشىء من الأشياء الا هذه الكلمة الشنيعة اى لم يصدر عنهم فى هذه المرة من مرات مواعظ لوط وقد كان أوعدهم فيها العذاب واما ما فى سورة الأعراف من قوله (فَما كانَ) إلخ وما فى سورة النمل من قوله (فَما كانَ) إلخ فهو الذي صدر عنهم بعد هذه المرة وهى المرة الاخيرة من مرات المقاولات الجارية بينهم وبينه عليه السلام قالَ لوط بطريق المناجاة لما ايس منهم رَبِّ [اى پروردگار من] انْصُرْنِي اى بانزال العذاب الموعود عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ بابتداع الفاحشة وسنها فيمن بعدهم والإصرار عليها فاستجاب الله دعاءه [وفرشتكان فرستاد تا قوم او را عذاب كنند وايشانرا فرموده كه نخست بإبراهيم بگذريد واو را بشارت دهيد] كما سيأتى وانما وصفهم بالإفساد ولم يقل عليهم او على قومى مبالغة فى استنزال العذاب عليهم واشعارا بانهم أحقاء بان يعجل لهم العذاب قال الطيبي الكافر إذا وصف بالفسق او الإفساد كان محمولا على غلوه فى الكفر وَلَمَّا جاءَتْ [آن هنكام كه آمدند] رُسُلُنا يعنى الملائكة وهم جبريل ومن معه إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى اى بالبشارة والولد النافلة قالُوا لابراهيم فى تضاعيف الكلام إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ اى قرية سدوم والاضافة لفظية لان المعنى على الاستقبال إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ بالكفر والتكذيب وانواع المنكرات قالَ ابراهيم للرسل إشفاقا على المؤمنين ومجادلة عنهم إِنَّ فِيها لُوطاً [لوط در ان شهرست] اى فكيف تهلكونها سمى بلوط لان حبه ليط بقلب عمه ابراهيم اى تعلق ولصق وكان ابراهيم يحبه حبا شديدا قالُوا اى الملائكة نَحْنُ أَعْلَمُ منك بِمَنْ فِيها ولسنا بغافلين عن حال لوط فلا تخف ان يقع حيف على مؤمن لَنُنَجِّيَنَّهُ اى لوطا وَأَهْلَهُ اتباعه المؤمنين وهم بناته إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ اى الباقين فى العذاب او القرية: يعنى [خواهيم كفت تا لوط از ميان قوم بيرون آيد باهل خود وهمه كسان وى بيرون روند مكر زن او كه در ميان قوم بماند وبا ايشان هلاك شود] وَلَمَّا أَنْ صلة لتأكيد الفعلين وما فيهما من الاتصال جاءَتْ رُسُلُنا المذكورون بعد مفارقة ابراهيم لُوطاً سِيءَ بِهِمْ اى اعتراه المساءة بسببهم مخافة ان يتعرض لهم قومه بسوء اى الفاحشة لانهم كانوا يتعرضون للغرباء ولم يعرف لوط انهم ملائكة وانما رأى شبانا مردا حسانا بثياب حسان وريح طيبة فظن انهم من الانس وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً اى ضاق بشأنهم وتدبير أمرهم ذرعه اى طاقته فلم يدر أيأمرهم بالخروج أم بالنزول كقولهم ضاقت يده وبإزائه رحب ذرعه بكذا إذا كان مطيقا به قادرا عليه وذلك ان طويل الذراع ينال ما لا يناله قصير الذراع وَقالُوا لما رأوا فيه اثر الضجرة: يعنى [فرشتكان اثر ملال بر جبين مبارك لوط مشاهده كرده(6/466)
إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)
او را تسلى دادند وكفتند] لا تَخَفْ من قومك علينا وَلا تَحْزَنْ على شىء إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ مما يصيب القوم من العذاب إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ يعنى سدوم وكانت مشتملة على سبعمائة الف رجل كما فى كشف الاسرار رِجْزاً مِنَ السَّماءِ عذابا منها يعنى الخسف والحصب والرجز العذاب الذي يقلق المعذب اى يزعجه من قولهم ارتجز إذا ارتعش واضطرب بِما كانُوا يَفْسُقُونَ بسبب فسقهم المستمر فانتسف جبريل المدينة وما فيها بأحد جناحيه فجعل عاليها سافلها وانصبت الحجارة على من كان غائبا اى بعد خروج لوط مع بناته منها [پس بحكم خداى لوط با اهالى خود خلاص يافت وكفار مؤتفكه هلاك شدند وشهر خراب شده ايشان عبرت عالميان كشت چنانچهـ ميفرمايد] وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها اى من القرية ومن للتبيين لا للتبعيض لان المتروك الباقي ليس بعض القرية بل كلها آيَةً بَيِّنَةً [نشانه روشن] وهى قصتها العجيبة وحكايتها السابقة او آثار ديارها الخربة او الحجارة الممطورة التي على كل واحد منها اسم صاحبها فانها كانت باقية بعدها وأدركها أوائل هذه الامة وقيل ظهور الماء الأسود على وجه الأرض حين خسف بهم وكان منتنا يتأذى الناس برائحته من مسافة بعيدة لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ يستعملون عقولهم فى الاعتبار وهو متعلق اما بتركنا او ببينة وفيه اشارة الى شرف العقل فانه هو الذي يعتبر ويردع الإنسان عن الذنب والوقوع فى الخطر: وفى المثنوى
عقل إيماني چوشحنه عادلست ... پاسبان وحاكم شهر دلست «1»
همچوكربه باشد او بيدار هوش ... دزد در سوراخ ماند همچوموش
در هر آنجا كه برآرد موش دست ... نيست كربه يا كه نقش كربه است
كربه چون شير شير افكن بود ... عقل إيماني كه اندر تن بود
غره او حاكم درندكان ... نعره او مانع چرندكان
شهر پر دزدست وبر جامه كنى ... خواه شحنه باش كو وخواه نى
وعن انس رضى الله عنه اثنى قوم على رجل عند رسول الله حتى بالغوا فى الثناء بخصال الخير فقال رسول الله (كيف عقل الرجل) فقالوا يا رسول الله نخبرك عنه باجتهاده فى العبادة واصناف الخير وتسألنا عن عقله فقال نبى الله عليه السلام (ان الأحمق بحمقه أعظم من فجور الفاجر وانما يرتفع العباد غدا فى الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم) قيل كل شىء إذا كثر رخص غير العقل فانه إذا كثر غلا قال أعرابي لو صور العقل لاظلمت معه الشمس ولو صور الحمق لاضاء معه الليل اى لكان الليل مضيئا بالنسبة اليه مع انه لا ضوء فيه من حيث انه ليل: وفى المثنوى
كفت پيغمبر كه أحمق هر كه هست ... او عدو ماست غول ورهزن است «2»
هر كه او عاقل بود از جان ماست ... روح او وريح او ريحان ماست
مائده عقلست نى نان وشوى ... نور عقلست اى پسر جان را غدى
__________
(1) در اواسط دفتر چهارم در بيان قصه شخصى كه با شخص مشورت ميكرد إلخ
(2) در اواسط دفتر چهارم در بيان ستودن پيغمبر عليه السلام عاقلان إلخ(6/467)
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)
نيست غير نور آدم را خورش ... از جز آن جان نبايد پرورش
زين خورشها اندك اندك باز بر ... زين غذاى خر بود نى آن حر
تا غداى اصل را قابل شوى ... لقمهاى نور را آكل شوى
ثم ان الآية تدل على كمال قدرته على الانجاء والانتقام من الأعداء والله غالب على امره ألا ان حزب الله هم المفلحون وهم الأنبياء والأولياء ومن يليهم وعلى ان المعتبر فى باب النجاة والحشر اهل الفلاح والرشاد وهو حبهم وحسن اتباعهم لان الاتصال المعنوي بذلك الاختلاط الصوري فقط ألا يرى الى امرأة لوط وامرأة نوح حيث قيل لهما ادخلا النار مع الداخلين لخيانتهما وعدم إطاعتهما وقد نجت بنتا لوط لايمانهما فسبحان من يخرج الحي من الميت وَإِلى مَدْيَنَ اى وأرسلنا الى اهل مدين أَخاهُمْ شُعَيْباً
لانه من نسبهم وقد سبق تفسير الآية على التفصيل مرارا فَقالَ شعيب بطريق الدعوة يا قَوْمِ [اى كروه من] اعْبُدُوا اللَّهَ وحده وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ المراد يوم القيامة لانه آخر الأيام اى توقعوه وما سيقع فيه من فنون الأحوال وافعلوا اليوم من الأعمال ما تنتفعون به فى العاقبة وتأمنون من عذاب الله ويقال وارجوا يوم الموت لانه آخر عمرهم وَلا تَعْثَوْا عثا أفسد من الباب الاول فِي الْأَرْضِ فى ارض مدين حال كونكم مُفْسِدِينَ بنقص الكيل والوزن اى لا تعتدوا حال افسادكم وانما قيده وان غلب فى الفساد لانه قد يكون فيه ما ليس بفساد كمقابلة الظالم المعتدى بفعله ومنه ما يتضمن صلاحا راجحا كقتل الخضر الغلام وخرقه السفينة فَكَذَّبُوهُ اى شعيبا ولم يمتنعوا من الفساد فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ اى الزلزلة الشديدة حتى تهدمت عليهم دورهم وفى سورة هود (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) اى صيحة جبريل فانها الموجبة للرجفة بسبب تمويجها للهواء وما يجاوره من الأرض فَأَصْبَحُوا اى صاروا فِي دارِهِمْ اى بلدهم او منازلهم ولم يجمع بان يقال فى ديارهم لامن اللبس جاثِمِينَ باركين على الركب ميتين مستقبلين بوجوههم الأرض وذلك بسبب عدم استماعهم الى داعى الحق وتزلزل باطنهم فالجزاء من جنس العمل وَعاداً منصوب بإضمار فعل دل عليه ما قبله اى وأهلكنا عادا قوم هود وَثَمُودَ قوم صالح وهو غير مصروف على تأويل القبيلة وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ اى وقد ظهر لكم يا اهل مكة إهلاكنا إياهم من جهة بقية منازلهم باليمن ديار عاد والحجر ديار ثمود بالنظر إليها عند مروركم بها فى اسفاركم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ من فنون الكفر والمعاصي وحسنها فى أعينهم فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ صرفهم عن السبيل الذي وجب عليهم سلوكه وهو السبيل السوي الموصل الى الحق على التوحيد وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ يقال استبصر فى امره إذا كان ذا بصيرة اى والحال انهم اى عادا وثمود قد كانوا ذوى بصيرة عقلاء متمكنين من النظر والاستدلال ولكنهم لم يفعلوا ذلك لمتابعتهم الشيطان فلم ينتفعوا بعقولهم فى تمييز الحق من الباطل فكانوا كالحيوان: وفى المثنوى
مهر حق بر چشم وبر كوش خرد ... كر فلاطونست حيوانش كند «1»
__________
(1) در اواسط دفتر چهارم در بيان كژ وزندن باد بر سليمان عليه السلام إلخ(6/468)
وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)
وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ معطوف على عادا وتقديم قارون لشرف نسبه كما سبق ففيه تنبيه لكفار قريش ان شرف نسبهم لا يخلصهم من العذاب كما لم يخلص قارون وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ بالدلالات الواضحة والمعجزات الباهرة فَاسْتَكْبَرُوا وتعظموا عن قبول الحق فِي الْأَرْضِ [در زمين مصر] وَما كانُوا سابِقِينَ مفلتين فائتين بل أدركهم امر الله فهلكوا من قولهم سبق طالبه إذا فاته ولم يدركه قال الراغب اصل السبق التقدم فى السير ثم تجوز به فى غيره من التقدم كما قال بعضهم ان الله تعالى طالب كل مكلف بجزاء عمله ان خيرا فخير وان شرا فشر فَكُلًّا تفسير لما ينبئ عنه عدم سبقهم بطريق الإبهام اى كل واحد من المذكورين أَخَذْنا بِذَنْبِهِ اى عاقبناه بجنايته لا بعضهم دون بعض كما يشعر به تقديم المفعول قال بعضهم الاخذ أصله باليد ثم يستعار فى مواضع فيكون بمعنى القبول كما فى قوله (وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي) اى قبلتم عهدى وبمعنى التعذيب فى هذا المقام قال فى المفردات الاخذ حوز الشيء وتحصيله وذلك تارة بالتناول نحو (مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ) وتارة بالقهر نحو (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) ويقال أخذته الحمى ويعبر عن الأسير بالمأخوذ والأخيذ قال فى الاسئلة المقحمة قوله (فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ) دليل على انه تعالى لا يعاقب أحدا الا بذنبه وانهم يقولون انه تعالى لو عاقب ابتداء جاز والجواب نحن لا ننكر انه تعالى يعاقب الكفار على كفرهم والمذنبين بذنبهم وانما الكلام فى انه لو عاقب ابتداء لا يكون ظالما لانه يفعل ما يشاء بحكم الملك المطلق فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً تفصيل للاخذ اى ريحا عاصفا فيه حصباء وهى الحصى الصغار وهم عاد او ملكا رماهم بها وهم قوم لوط وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ كمدين وثمود صاح بهم جبريل صيحة فانشقت قلوبهم وزهقت أرواحهم. وبالفارسية [بانك كرفت ايشانرا تا زهره ايشان ترقيد] وَمِنْهُمْ مَنْ [واز ايشان كسى بود كه] خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ [فرو برديم او را بزمين چون قارون واتباع او] فالباء للتعدية وهو الجزاء الوفاق لعمله لان المال الكثير يوضع غالبا تحت الأرض وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا كقوم نوح وفرعون وقومه والإغراق [غرقه كردن] كما فى التاج والغرق الرسوب فى الماء اى السفول والنزول فيه وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ بما فعل بهم بان يضع العقوبة فى غير موضعها فان ذلك محال من جهته تعالى لانه قد تبين بإرسال الرسل وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ بالاستمرار على ما يوجب العذاب من انواع الكفر والمعاصي
اى كه حكم شرع را رد ميكنى ... راه باطل ميروى بد ميكنى
چون تو بد كردى بدى يابى جزا ... پس بديها جمله با خود ميكنى
وفى المثنوى
پس ترا هر غم كه پيش آيد ز درد ... بر كسى تهمت منه بر خويش كرد «1»
قال وهب بن منبه قرأت فى بعض الكتب حلاوة الدنيا مرارة الآخرة ومرارة الدنيا حلاوة الآخرة وظمأ الدنيا رىّ الآخرة ورىّ الدنيا ظمأ الآخرة وفرح الدنيا حزن الآخرة
__________
(1) لم أجد فى المثنوى(6/469)
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)
وحزن الدنيا فرح الآخرة ومن قدم شيأ من خير او شر وجده والأمر بآخره ألا ترى ان هؤلاء المذكورين لما صار آخر أمرهم التكذيب اوخذوا عليه ولو صار التصديق لسومحوا فيما صدر عنهم اولا. والحاصل انهم لما عاشوا على الإصرار هلكوا على العذاب ويحشرون على ما ماتوا عليه ولذا يقولون عند القيام من قبورهم وا ويلاه فقط وعظ الله بهذه الآيات اهل مكة ومن جاء بعدهم الى يوم القيام ليعتبروا وينتفعوا بعقولهم ويجتنبوا عن الظلم والأذى والاستكبار والإفساد فان فيه الصلاح والنجاة والفوز بالمراد لكن التربية والإرشاد انما تؤثر فى المستعد من العباد: قال الشيخ سعدى قدس سره
چون بود اصل جوهرى قابل ... تربيت را درو اثر باشد
هيچ صيقل نكو نداند كرد ... آهنى را كه بد كهر باشد
والقرآن كالبحر وانما يتطهر به من كان من شأنه ذلك كالانسان واما الكلب فلا
سك بدرياى هفت كانه مشوى ... كه چوتر شد پليدتر باشد
خر عيسى اگر بمكة برند ... چون بيايد هنوز خر باشد
- حكى- ان بعض المتشيخين ادعى الفضل بسبب انه خدم فلانا العزيز أربعين سنة فقال واحد من العرفاء كان لذلك العزيز بغل قد ركبه أربعين سنة فلم يزل من ان يكون بغلا حتى هلك على حاله اى لم يؤثر فيه ركوب الإنسان الكامل لعدم استعداده لكونه إنسانا فافحم المدعى ولله دره نسأل الله الخروج من موطن النفس والاقامة فى حظيرة القدس مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ مثل الشيء بفتحتين صفته كما فى المختار والاتخاذ افتعال من الاخذ والمراد بالأولياء الآلهة اى الأصنام. والمعنى صفتهم العجيبة فيما اتخذوه معتمدا كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث والغالب فى الاستعمال التأنيث وتاؤه كتاء طاغوت اى زائدة لا للتأنيث اتَّخَذَتْ لنفسها بَيْتاً اى كمثلها فيما نسجته فى الوهن بل ذلك اوهن من هذا لان له حقيقة وانتفاعا فى الجملة فالآية من قبيل تشبيه الهيئة بالهيئة لتشبيه حال من اتخذ الأصنام اولياء وعبدها واعتمد عليها راجيا نفعها وشفاعتها بحال العنكبوت التي اتخذت بيتا فكما ان بيتها لا يدفع عنها حرا ولا بردا ولا مطرا ولا أذى وينتقض بأدنى ريح فكذلك الأصنام لا تملك لعابديها نفعا ولا ضرا ولا خيرا ولا شرا
پيش چوب و پيش سنك نقش كند ... كه بسا كولان سرها مى نهند
ومن تخيل السراب شرابا لم يلبث الا قليلا حتى يعلم انه كان تخييلا ومن اعتمد شيأ سوى الله فهو هباء لا حاصل له وهلاكه فى نفس ما اعتمد ومن اتخذ سواه ظهيرا قطع من نفسه سبيل العصمة ورد الى حوله وقوته وفى الآية اشارة الى ان الذين اتخذوا الله وليا وعبدوه واعتمدوا عليه وهم المؤمنون فمثلهم كمثل من بنى بيتا من حجر وجص له حائط يحول عن تطرق الشرور الى من فيه وسقف مظل يدفع عنه البرد والحر
دوستيهاى همه عالم بروب از دل كمال ... پاك بايد داشتن خلوت سراى دوست را
وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ اى أضعفها: وبالفارسية [سست ترين خانها] لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ(6/470)
إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)
لا بيت اوهن منه فيما تتخذه الهوام لانه بلا أساس ولا جدار ولا سقف لا يدفع الحر والبرد ولذا كان سريع الزوال وفيه اشارة الى انه لا اصل لموالاة ما سوى الله فانه لا أس لبنيانها يقول الفقير
تكيه كم كن صوفى بر ديوار غير ... غير او ديار نى خلاق دير
لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ اى شيأ من الأشياء لجزموا ان هذا مثلهم وابعدوا عن اعتقاد ما هذا مثله قال الكاشفى [صاحب بحر الحقائق آورده كه عنكبوت هر چند بر خود مى تند ژندان براى نفس خود ميسازد وقيدى بدست و پاى خود مى نهد پس خانه او محبس اوست آنها نيز كه بدون خداى تعالى أوليا كيرند يعنى پرستش هوا و پيروى دنيا ومتابعت شيطان ميكنند بسلاسل وأغلال ووزر وبال مقيد كشته روى خلاصى ندارند وعاقبت در مهلكه نيران ودركه بعد وحرمان افتاده معاقب ومعذب كردند وبعضى هواى نفس را در بى اعتبارى بتار عنكبوت تشبيه كرده اند] كما قيل
از هوا بگذر كه پس بى اعتبار افتاده است ... رشته دام هوا چون تار بيت عنكبوت
اللهم ارزقنا دنيا بلا هوى وخلصنا مما يطلق عليه السوي قال بعض العارفين [عاشقان در دمى دو عيد كنند عنكبوتان مكس قديد كنند. دو عيد عبارتست از نيستى وهستى كه هر لحظه در نظر عارف واقع است چهـ عيد در إصلاح ما يعود على القلب است. وجماعتى كه بدام تعينات كرفتارند كه عنكبوتان عبارت از ان جماعت است مكس قديد كنند يعنى وجودات موهومه عالم را متحقق مى شمارند واز حقيقت حال غافلند كه اشيا را وجود حقيقى نيست وموجوديت اشيا عبارت از نسبت وجود حقست با ايشان و چون آن نسبت قطع كرده ميشود اشيا معدومانند كه] التوحيد إسقاط الإضافات
جهانرا نيست هستى جز مجازى ... سراسر حال او لهو است وبازي
كذا قال بعض اهل التأويل يقول الفقير لعل العيدين اشارة الى النفس الداخل والخارج وللعارفين فى كل منهما عيد اكبر باعتبار كونهم مع الحق وشهوده والعناكيب اشارة الى العباد الذين يتقيدون بالعبادات الظاهرة من غير شهود الحق فاين من يأكل القديد ممن يأكل الحلاوى إِنَّ اللَّهَ على إضمار القول اى قل للكفرة تهديدا ان الله يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ يعبدون وما استفهامية منصوبة بيدعون ويعلم معلق عنها مِنْ دُونِهِ اى من دون الله مِنْ شَيْءٍ من للتبيين اى سواء كان ما يدعون صنما او نجما او ملكا او جنيا او غيره لا يخفى عليه ذلك فهو يجازيهم على كفرهم وَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب القادر على انتقام أعدائه الْحَكِيمُ ذو الحكمة فى ترك المعاجلة بالعقوبة ولما كان الجهلة والسفهاء من قريش يقولون ان رب محمد لا يستحيى ان يضرب مثلا بالذباب والبعوضة والعنكبوت ويضحكون من ذلك قال تعالى وَتِلْكَ الْأَمْثالُ اى هذا المثل وأمثاله والمثل كلام سائر يتضمن تشبيه الآخر بالأول اى تشبيه حال الثاني بالأول نَضْرِبُها لِلنَّاسِ نذكرها ونبينها لاهل مكة وغيرهم تقريبا لما بعد عن افهامهم قال فى المفردات ضرب المثل هو من ضرب الدرهم اعتبارا بضربه(6/471)
خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44)
بالمطرقة وهو ذكر شىء اثره يظهر فى غيره وَما يَعْقِلُها اى وما يفهم حسن تلك الأمثال وفائدتها إِلَّا الْعالِمُونَ اى الراسخون فى العلم المتدبرون فى الأشياء على ما ينبغى وهم الذين عقلوا عن الله اى ما صدر عنه فعملوا بطاعته واجتنبوا سخطه والعالم على الحقيقة من حجزه علمه عن المعاصي فالعاصى جاهل وان كان عالما صورة فان قيل لم لم يقل وما يعلمها الا العاقلون والعقل يسبق العلم قلنا لان العقل آلة تدرك بها معانى الأشياء بالتأمل فيها ولا يمكن التأمل فيها والوصول إليها بطريقها الا بالعلم ودلت الآية على فضل العلم على العقل ولا عالم منا الا وهو عاقل فاما العاقل فقد يكون غير عالم قال الامام الراغب فى المفردات العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة عقل ولهذا قال امير المؤمنين على رضى الله عنه أقول
العقل عقلان ... فمطبوع ومسموع
ولا ينفع مطبوع ... إذا لم يك مسموع
كما لا تنفع الشمس ... وضوء العين ممنوع
والى الاول أشار عليه السلام بقوله (ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل) والى الثاني أشار بقوله (ما كسب أحد شيأ أفضل من عقل يهديه الى هدى ويرده عن ردى) وهذا العقل هو المعنى بقوله (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) وكل موضع ذم فيه الكفار بعدم العقل فاشارة الى الثاني دون الاول وكل موضع رفع فيه التكليف عن العبد لعدم العقل فاشارة الى الاول انتهى: وفى المثنوى
عقل دو عقلست أول مكسبى ... كه در آموزى چودر مكتب صبى «1»
از كتاب واوستاد وفكر وذكر ... از علوم واز معانى خوب وبكر
عقل تو افزون شود بر ديكران ... ليك تو باشى ز حفظ آن كران
لوح حافظ باشى اندر دور وكشت ... لوح محفوظ اوست كو زين دركذشت
عقل ديكر بخشش يزدان بود ... چشمه آن در ميان جان بود
چون ز سينه آب دانش جوش كرد ... نى شود كنده نى ديرينه نى زرد
ور ره نبعش بود بسته چهـ غم ... كو همى جو شد ز خانه دمبدم
عقل تحصيلى مثال جويها ... كان رود در خانه از كويها
راه آبش بسته شد شد بى نوا ... از درون خويشتن چون چشمه را
جهد كن تا بير عقل ودين شوى ... تا چون عقل كل تو باطن بين شوى
خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ اى حال كونه محقا مراعيا للحكم والمصالح على انه حال من فاعل خلق او ملتبسة بالحق الذي لا محيد عنه مستتبعة للمنافع الدينية والدنيوية على على انه حال من مفعوله فانها مع اشتمالها على جميع ما يتعلق به معاشهم شواهد دالة على وحدانيته وعظم قدرته وسائر صفاته كما أشار اليه بقوله إِنَّ فِي ذلِكَ اى فى خلقهما لَآيَةً دالة على شؤونه لِلْمُؤْمِنِينَ تخصيص المؤمنين بالذكر مع عموم الهداية والإرشاد فى خلقهما
__________
(1) در اواسط دفتر چهارم در بيان رقعه ديكر نوشتن آن غلام پيش شاه إلخ [.....](6/472)
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)
للكل لانهم المنتفعون بذلك وفى التأويلات النجمية (خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ) لمرآتية صفات الحق تعالى ليكون مظهرها (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) اى فى السموات والأرض آية حق مودعة ولكن (لِلْمُؤْمِنِينَ) الذين ينظرون بنور الله فان النور لا يرى الا بالنور ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
جهان مرآت حسن شاهد ماست ... فشاهد وجهه فى كل ذرات
فعلى العاقل النظر الى آثار رحمة الله والتفكر فى عجائب صنعه وبدائع قدرته حتى يستخرج الدر من بحار معرفته- روى- ان داود عليه السلام دخل فى محرابه فرأى دودة صغيرة فتفكر فى خلقها وقال ما يعبأ الله بخلق هذه فانطقها الله تعالى فقالت يا داود أتعجبك نفسك وانا على ما انا والله اذكر الله واشكره اكثر منك على ما آتاك الله- وحكى- ان رجلا رأى خنفساء فقال ماذا يريد الله تعالى من خلق هذه أحسن شكلها أم طيب ريحها فابتلاه الله بقرحة عجز عنها الأطباء حتى ترك علاجها فسمع يوما صوت طبيب من الطرقيين ينادى فى الدرب فقال هاتوه حتى ينظر فى امرى فقالوا ما تصنع بطرقي وقد عجز عنك حذاق الأطباء فقال لا بد لى منه فلما احضروه ورأى القرحة استدعى الخنفساء فضحك الحاضرون فتذكر العليل القول الذي سبق منه فقال احضروا ما طلب فان الرجل على بصيرة فاحرقها ووضع رمادها على قرحته فبرئت بإذن الله تعالى فقال للحاضرين ان الله تعالى أراد أن يعرفنى ان اخس المخلوقات أعز الادوية كذا فى حياة الحيوان فظهر ان الله تعالى ما خلق شيأ باطلا بل خلق الكل حقا مشتملا على المصلحة سواء عرفها الإنسان او لم يعرفها واللائق بشأن المؤمن ان يسلك طريق التفكر ثم يترقى منه حتى يرى الأشياء على ما هى عليه كما هو شان ارباب البصيرة. وقد قالوا المشاهدة ثمرة المجاهدة فلا بد من استعمال العقل وسائر القوى وكذا الأعضاء فبالخدمة تزداد الحرمة ويحصل الانكشاف وتزول الحيرة ويجيىء الاطمئنان: قال المولى الجامى
بى طلب نتوان وصالت يافت آرى كى دهد ... دولت حج دست جز راه بيابان برده را
ومعنى الطلب ليس القصد القلبي والذكر اللساني فقط بل الاجتهاد بجميع الظاهر والباطن بقدر الإمكان وهو وظيفة الإنسان ثم الفتح بيد الله ان شاء أراه ملكوت السموات والأرض وجعله مكاشفا ومعاينا ومحققا واحدا وان شاء أوقفه فى مقامه واقل الأمر حصول التفكر بالعقل المودع ويلزم شكره فان الله تعالى أخرجه بذلك عن دائرة الغافلين المعرضين اللهم اجعلنا من المتفكرين المتيقظين والمدركين لحقائق الأمور فى كل شىء من خلق السموات والأرضين اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ التلاوة القراءة على سبيل التوالي والإيحاء اعلام فى الخفاء ويقال للكلمة الالهية التي تلقى الى الأنبياء والأولياء وحي. والمعنى اقرأ يا محمد ما انزل إليك من القرآن تقربا الى الله بقراءته وتحفظا لنظمه وتذكرا لمعانيه وحقائقه فان القارئ المتأمل ينكشف له فى كل مرة ما لم ينكشف قبل وتذكيرا للناس وحملالهم على العمل بما فيه من الاحكام ومحاسن الآداب ومكارم الأخلاق كما روى ان عمر رضى الله عنه اتى بسارق فامر بقطع يده فقال لم تقطع يدى وكان جاهلا بالاحكام فقال له عمر بما امر الله فى كتابه(6/473)
فقال اتل علىّ فقال (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم: والسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فقال السارق والله ما سمعتها ولو سمعتها ما سرقت فامر بقطع يده ولم يعذره. فسن التراويح بالجماعة ليسمع الناس القرآن وعن على رضى الله عنه من قرأ القرآن وهو قائم فى الصلاة كان له بكل حرف مائة حسنة ومن قرأ وهو جالس فى الصلاة فله بكل حرف خمسون حسنة ومن قرأ وهو فى غير الصلاة وهو على وضوء فخمس وعشرون حسنة ومن قرأ على غير وضوء فعشر حسنات وعن الحسن البصري رحمه الله قراءة القرآن فى غير الصلاة أفضل من صلاة لا يكون فيها كثير القراءة كما قال الفقهاء طول القيام أفضل من كثرة السجود لقوله عليه السلام (أفضل الصلاة طول القنوت) اى القيام وبكثرة الركوع والسجود يكثر التسبيح والقراءة أفضل منه. قالوا أفضل التلاوة على الوضوء والجلوس نحو القبلة وان يكون غير مربع ولا متكئ ولا جالس جلسة متكبر ولكن نحو
ما يجلس بين يدى من يهابه ويحتشم منه وقد سبق فى آخر سورة النمل بعض ما يتعلق بالتلاوة من الآداب والاسرار فارجع وَأَقِمِ الصَّلاةَ اى دوام على إقامتها وحيث كانت الصلاة منتظمة للصلوات المكتوبة المؤداة بالجماعة وكان امره عليه السلام بإقامتها متضمنا لامر الامة بها علل بقوله تعالى إِنَّ الصَّلاةَ المعروفة وهى المقرونة بشرائطها الظاهرة والباطنة تَنْهى اى من شأنها وخاصيتها ان تنهاهم وتمنعهم عَنِ الْفَحْشاءِ [از كارى كه نزد عقل زشت بود] وَالْمُنْكَرِ [واز عملى كه بحكم شرع منهى باشد] قال فى الوسيط المنكر لا يعرف فى شريعة ولا سنة اى سواء كان قولا او فعلا والمعروف ضده: يعنى [نماز سبب باز استادن مى باشد از معاصى چهـ مداومت برو موجب دوام ذكر ومورث كمال خشيت است وبخاصيت بنده را از كناه باز دارد]- كما روى- ان فتى من الأنصار كان يصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس ثم لا يدع شيأ من الفواحش الا ركبه فوصف لرسول الله فقال (ان صلاته ستنهاه) فلم يلبث ان تاب وحسن حاله وصار من زهاد الصحابة رضى الله عنه وعنهم يقول الفقير لا شك ان لكل عمل خيرا او شرا خاصية فخاصية الصلاة اثارة الخشية من الله والنهى عن المعاصي كما ان خاصية الكفر الذي قوبل به ترك الصلاة فى قوله عليه السلام (من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر) اثارة الخوف من الناس والإقبال على المناهي دل عليه قوله تعالى (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) وفى الحديث (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله الا بعدا) يعنى تكون صلاته وبالا عليه ويكون سبب القرب فى حقه سبب البعد لعل ذلك لعدم خروجه عن عهدة حقيقة الصلاة كما قال بعضهم حقيقة الصلاة حضور القلب بنعت الذكر والمراقبة بنعت الفكر فالذكر فى الصلاة يطرد الغفلة التي هى الفحشاء والفكر يطرد الخواطر المذمومة التي هى المنكر فهذه الصلاة كما تنهى صاحبها وهو فى الصلاة عما ذكر كذلك تنهاه وهو فى خارجها عن رؤية الأعمال وطلب الأعواض ومثل هذه الصلاة قرة عين العارفين لانها مبنية على المعاينة لا على المغايبة والصلاة فريضة كانت او نافلة أفضل الأعمال البدنية لان لها تأثيرا عظيما فى إصلاح النفس التي هى مبدأ جميع الفحشاء والمنكر(6/474)
وفى الخبر (قال عيسى عليه السلام يقول الله بالفرائض نجا منى عبدى وبالنوافل يتقرب الىّ) واعلم ان الصلاة على مراتب فصلاة البدن باقامة الأركان المعلومة. وصلاة النفس بالخشوع والطمأنينة بين الخوف والرجاء. وصلاة القلب بالحضور والمراقبة. وصلاة السر بالمناجات والمكالمة. وصلاة الروح بالمشاهدة والمعاينة. وصلاة الخفي بالمناغاة والملاطفة ولا صلاة فى المقام السابع لانه مقام الفناء والمحبة الصرفة فى عين الوحدة. فنهاية الصلاة الصورية بظهور الموت الذي هو صورة اليقين كما قال تعالى (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) اى الموت. ونهاية الصلاة الحقيقة بالفناء المطلق الذي هو حق اليقين فكل صلاة تنهى عن الفحشاء فى مرتبتها: يعنى [نماز تن ناهيست از معاصى وملاهى. ونماز نفس مانعست از رذائل وعلائق واخلاق رديه وهيآت مظلمه. ونماز دل باز دارد از ظهور فضول ووفور غفلت را. ونماز سر منع نمايد از التفات بما سواى حضرت را را. ونماز روح نهى كند از استقرار بملاحظه اغيار. ونماز خفى بگذارند سالك را از شهود اثنينيت وظهور انانيت يعنى برو ظاهر كردد كه از روى حقيقت]
جز يكى نيست نقد اين عالم ... باز بين وبعالمش مفروش
قال بعض ارباب الحقيقة رعاية الظاهر سبب للصحة مطلقا وأرى ان فوت ما فات من ترك الصلوات يقول الفقير هذا يحتمل معنيين. الاول انه على سبيل الفرض والتقدير يعنى لو فرض للمرء ما يكون سببا لبقائه فى الدنيا لكان ذلك اقامة الصلاة فكان وفاته انما جاءت من قبل ترك الصلاة كما ان الصدقة والصلة تزيدان فى الأعمار يعنى لو فرض للمرء ما يزيد به العمر لكان ذلك هو الصدقة وصلة الرحم ففيه بيان فضيلة رعاية الاحكام الظاهرة خصوصا من بينها الصلاة والصدقة والصلة. والثاني ان لكل شىء حيا او جمادا أجلا علق ذلك بانقطاعه عن الذكر لانه ما من شىء الا يسبح بحمده فالشجر لا يقطع وكذا الحيوان
لا يقتل ولا يموت الا عند انقطاعه عن الذكر وفى الحديث (ان لكل شىء أجلا فلا تضربوا اماءكم على كسر انائكم) فمعنى ترك الصلاة ترك التوجه الى الله بالذكر والحضور معه لان العمدة فيها هى اليقظة الكاملة فاذا وقعت النفس فى الغفلة انقطع عرق حياتها وفاتت بسببها وهذا بالنسبة الى الغافلين الذاكرين واما الذين هم على صلاتهم دائمون فالموت يطرأ على ظاهرهم لا على باطنهم فانهم لا يموتون بل ينقلون من دار الى دار كما ورد فى بعض الآثار هذا هو اللائح والله اعلم وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ اى والصلاة اكبر من سائر الطاعات وانما عبر عنها بالذكر كما فى قوله تعالى (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ) للايذان بان ما فيها من ذكره تعالى هو العمدة فى كونها مفضلة على الحسنات ناهية عن السيئات او ولذكر الله أفضل الطاعات لان ثواب الذكر هو الذكر كما قال تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) وقال عليه السلام (يقول الله تعالى انا عند ظن عبدى بي وانا معه حين يذكرنى فان ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وان ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ اكثر من الملأ الذي ذكرنى فيهم) فالمراد بهذا الذكر هو الذكر الخالص وهو أصفى واجلى من الذكر المشوب بالأعمال الظاهرة وهو خير من ضرب الأعناق وعتق الرقاب وإعطاء المال للاحباب وأول الذكر توحيد ثم تجريد ثم تفريد كما قال عليه السلام (سبق المفردون) قالوا يا رسول(6/475)
الله وما المفردون قال (الذاكرون الله كثيرا والذاكرات) : قال الشيخ العطار
اصل تجريدت وداع شهوتست ... بلكه كلى انقطاع لذتست
گر تو ببريدى ز موجودات اميد ... آنكه از تفريد كردى مستفيد
والذكر طرد الغفلة ولذا قالوا ليس فى الجنة ذكر اى لانه لا غفلة فيها بل حال اهل الجنة الحضور الدائم وفى التأويلات النجمية ما حاصله ان الفحشاء والمنكر من امارات مرض القلب ومرضه نسيان الله وذكر الله اكبر فى ازالة هذا المرض من تلاوة القرآن واقامة الصلاة لان العلاج انما هو بالضد فان قلت إذا كانت تلاوة القرآن واقامة الصلاة والذكر صادرة من قلب مريض معلول بالنسيان الطبيعي للانسان لا يكون كل منها سببا لازالة المرض المذكور قلت الذكر مختص بطرح اكسير ذكر الله للعبد كما قال (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) فابطل خاصية المعلولية وجعله إبريزا خاصا بخاصيته المذكورة فذكر العبد فنى فى ذكر الله فلذا كان اكبر وقال بعض الكبار ذكر اللذات فى مقام الفناء المحض وصلاة الحق عند التمكين فى مقام البقاء اكبر من جميع الاذكار وأعظم من جميع الصلوات قال ابن عطاء رحمه الله ذكر الله اكبر من ذكركم لان ذكره للفضل والكرم بلا علة وذكركم مشوب بالعلل والأماني والسؤال وقال بعضهم إذا قلت ذكر الله اكبر من ذكر العبد قابلت الحادث بالقديم وكيف يقال الله احسن من الخلق ولا يوازى قدمه إلا قدمه ولا ذكره الا ذكره ولا يبقى الكون فى سطوات المكون وقال بعضهم [ذكر خداى بزركتر است از همه چيزيرا كه ذكر او طاعتست وذكر غير او طاعت نيست] فويل لمن مر وقته بذكر الأغيار: قال الحافظ
اوقات خوش آن بود كه با دوست بسر رفت ... باقى همه بيحاصل وبيخبرى بود
وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ من الذكر وسائط الطاعات لا يخفى عليه شىء فيجازيكم بها احسن المجازاة وقال بعض الكبار والله يعلم ما تصنعون فى جميع المقامات والأحوال فمن تيقن ان الله يعلم ما يصنعه تجنب عن المعاصي والسيئات وتوجه الى عالم السر والخفيات بالطاعات والعبادات خصوصا الصلوات ولا بد من تفريغ القلب عن الشواغل فصلاة بالحضور أفضل من الف صلاة بدونه- حكى- ان واحدا كان يتضرع الى الله ان يوفقه لصلاة مقبولة فصلى مع حبيب العجمي فلم يعجبه ظاهرها من امر القراءة فاستأنف الصلاة فقيل له فى الرؤيا قد وفقك الله لصلاة مقبولة فلم تعرف قدرها فاصلاح الباطن أهم فان به يتفاضل الناس وتتفاوت الحسنات ويحصل الفلاح الحقيقي هو الخلاص من حبس الوجود بجود واجب الوجود ونظر العبد لا يدرك كمالية الجزاء المعدّ له بمباشرة اركان الشريعة وملازمة آداب الطريقة للوصول الى العالم الحقيقي ولكن الله يعلم ما تصنعون باستعمال مفتاح الشريعة وصناعة الطريقة بفتح أبواب طلسم الوجود المجازى والوصول الى الكنز المخفي من الوجود الحقيقي نسأل الله سبحانه ان يوفقنا للفعل الحسن والصنع الجميل ويسعدنا بالمقام الأرفع والاجر الجزيل(6/476)
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)
الجزء الحادي والعشرون من الاجزاء الثلاثين وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ المجادلة والجدال [پيكار سخت كردن با يكديكر] كما فى التاج قال الراغب الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة وأصله من جدلت الحبل اى أحكمت فتله فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه. والمعنى ولا تخاصموا اليهود والنصارى: وبالفارسية [و پيكار مكنيد وجدال منماييد با اهل كتاب] إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ اى بالخصلة التي هى احسن كمعاملة الخشونة باللين والغضب بالحلم والمشاغبة اى تحريك الشر واثارته بالنصح اى بتحريك الخير واثارته والعجلة بالتأنى والاحتياط على وجه لا يؤدى الى الضعف ولا الى إعظام الدنيا الدنية إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ بالإفراط فى الاعتداء والعناد فان الكافر إذا وصف بمثل الفسق والظلم حمل على المبالغة فيما هو فيه او بإثبات الولد وهم اهل نجران او بنبذ العهد ومنع الجزية ونحو ذلك فانه يجب حينئذ الموافقة بما يليق بحالهم من الغلظة باللسان وبالسيف والسنان وَقُولُوا آمَنَّا بالصدق والإخلاص بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا من القرآن وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ اى وبالذي انزل إليكم من التوراة والإنجيل وسمع النبي عليه السلام ان اهل الكتاب يقرأون التوراة ويفسرونها بالعربية لاهل الإسلام فقال (لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وبكتبه وبرسله فان قالوا باطلا لم تصدقوهم وان قالوا حقا لم تكذبوهم) قال ابن الملك انما نهى عن تصديقهم وتكذيبهم لانهم حرفوا كتابهم وما قالوه ان كان من جملة ما غيروه فتصديقهم يكون تصديقا بالباطل وان لم يكن كذلك يكون تكذيبهم تكذيبا لما هو حق وهذا اصل فى وجوب التوقف فيما يشكل من الأمور والعلوم فلا يقضى فيه بجوار ولا بطلان وعلى هذا كان السلف رحمهم الله وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ لا شريك له فى الالوهية وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ اى مطيعون له خاصة وفيه تعريض بحال الفريقين حيث اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وَكَذلِكَ اشارة الى مصدر الفعل الذي بعده اى ومثل ذلك الانزال البديع الموافق لانزال سائر الكتب أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ اى القرآن فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ من الطائفتين يُؤْمِنُونَ بِهِ أريد بهم عبد الله بن سلام واضرابه من اهل الكتاب خاصة كأن من عداهم لم يؤتوا الكتاب حيث لم يعملوا بما فيه او من تقدم عهد الرسول عليه السلام حيث كانوا مصدقين بنزوله حسبما شاهدوا فى كتابيها ومنهم قس بن ساعدة وبحيرا ونسطورا وورقة وغيرهم وتخصيصهم بايتاء الكتاب للايذان بان من بعدهم من معاصرى رسول الله قد نزع عنهم الكتاب بالنسخ فلم يؤتوه والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها فان ايمانهم به مترتب على انزاله على الوجه المذكور(6/477)
وَمِنْ هؤُلاءِ اى من العرب مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ اى بالقرآن وَما يَجْحَدُ الجحد نفى ما فى القلب إثباته او اثبات ما فى القلب نفيه بِآياتِنا اى بالكتاب المعظم بالاضافة إلينا عبر عنه بالآيات للتنبيه على ظهور دلالته على معانيه وعلى كونه من عند الله إِلَّا الْكافِرُونَ المتوغلون فى الكفر المصممون عليه فان ذلك يصدهم عن التأمل فيما يؤديهم الى معرفة حقيتها وفى الآية اشارة الى ان ارباب القلوب واصحاب العلوم الباطنة الذين علومهم من مواهب الحق يجب ان يجادلوا اهل علم الظاهر الذين علومهم من طريق الكسب والدراسة بالرفق واللين والسكون ونحوها لئلا تهيج الفتنة الا مارية ويزدادوا إنكارا فمن رحمه الله منهم صدق الدلائل الكشفية والبراهين الحقيقة فى دلالتها الى الحق واهتدى ومن حرمه الله استقبل بالإنكار وزاد بعدا من الوصول الى الله الغفار: وفى المثنوى
هر كرا مشك نصيحت سود نيست ... لا جرم با بوى بد خو كرد نيست «1»
مغز را خالى كن از انكار يار ... تا كه ريحان يابد از كلزار يار «2»
كاشكى چون طفل از حيل پاك آمدى ... تا چوطفلان چنك در مادر زدى «3»
يا بعلم ونقل كم بودى ملى ... علم وحي دل ربودى از ولى
با چنين نورى چو پيش آرى كتاب ... جان وحي آساى تو آرد عتاب
چون تيمم با وجود آب دان ... علم نقلى با دم قطب زمان
خويش ابله كن تبع مى روز پس ... رستكى زين ابلهى يا پى وبس
اكثر اهل الجنة البله اى پدر ... بهر اين كفتست سلطان البشر
زيركى چون كبر باد انگيز تست ... ابلهى شو تا بماند دل درست
ابلهى نى كو بمسخركى دو توست ... ابلهى كو واله وحيران هوست
ابلهانند آن زنان دست بر ... از كف ابله وزرخ يوسف نذر
واعلم ان المجادلة فى الدين تبطل ثواب الأعمال إذا كانت تعنتا وترويجا للباطل واما الجدال بالحق لاظهاره فمأمور به وقد جادل على رضى الله عنه شخصا قال انى املك حركاتى وسكناتى وطلاق زوجتى وأعتق أمتي فقال على رضى الله عنه أتملكها دون الله او مع الله فان قلت أملكها دون الله فقد اثبت دون الله مالكا وان قلت أملكها مع الله فقد اثبت له شريكا كذا فى شرح المواقف قال الشيخ سعدى [يكى در صورت درويشان در محفلى ديدم نشسته ودفتر شكايت باز كرده وذم توانكاران آغاز كفتم اى يار توانكران مقصد زائران وكهف مسافرانند عبادت إينان بمحل قبول نزديكترست كه جمعند وحاضر نه پراكنده خاطر ودر خبر است (الفقر سواد الوجه فى الدارين) كفت آن نشنيدى كه پيغمبر عليه السلام فرموده است [الفقر فخرى] كفتم خاموش كه اشارت سيد عالم بفقر طائفه ايست كه مردان ميدان رضااند وتسليم تير قضا درويش بى معرفت نياراميد تا فقرش بكفر انجاميد (كاد الفقر ان يكون كفرا)
با كرسنكى قوت و پرهيز نماند ... افلاس عنان از كف تقوى بستاند
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان معالجه كردن برادر دباغ دباغ را إلخ
(2) در أوائل دفتر چهارم در بيان تفسير اين حديث كه مثل اهل بيتي إلخ
(3) در اواسط دفتر چهارم در بيان قصه رستن ضروب در كوشه مسجد أقصى إلخ(6/478)
وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)
[كفت توانكران مشتى طائفه اند مغرور نظر نكنند بغير الا بكراهت سخن نكويند الا بسفاهت علما را بگدايى منسوب كنند وفقرا را به بي سر و پايى معيوب كردانند كفتم مذمت ايشان روا مدار كه خداوندان كرمند كفت خطا كفتى بنده درمند چهـ فائده اگر ابر آذرند بر كس نمى بارند كفتم بر بخل خداوندان وقوف نيافته الا بعلت كدايى ور نه هر كه طمع يكسو نهد كريم وبخيلش يكسان نمايند كفتا بتجربه آن ميكويم كه متعلقان بر در بدارند تا دست بر سينه صاحب تمييز نهند وكويند كه كسى اينجا نيست وراست كفته باشند زيرا
آنرا كه عقل وهمت وتدبير وراى نيست ... خوش كفت پرده دار كه كس در سراى نيست
كفتم اين حركت ازيشان بعد از آنست كه از دست سائلان بجان آمده اند ومحال عقلست كه اگر ريك بيابان در شود چشم كدايان پر نشود كفتا كه من بر حال ايشان رحمت مى برم «اى لان لهم مالا ولا يشترون ثوابا» كفتم نه كه بر مال ايشان حسرت مى خورى «اى لحرصك» ما درين كفتار وهر دو بهم كرفتار هر بيدقى براندى بدفع آن بكوشيدمى تا نقد كيسه همت همه در باخت عاقبة الأمر دليلش نماند ذليلش كردم دست تعدى دراز كرد وسنت جاهلانند كه چون بدليل فرو مانند سلسله خصومت بجنبانند دشنامم داد سقطش كفتم كريبانم دريد زنخدانش كرفتم مرافعه اين سخن پيش قاضى برديم قاضى چون هيئات ما ديد ومنطق ما شنيد بعد از تأمل بسيار كفت اى آنكه توانكرانرا ثنا كفتى بدانكه هر جا كلست خار هست وبر سر كنج مار همچنان در زمره توانكران شاكرانند وكفور ودر حلقه درويشان صابرانند وضجور واى كه كفتى توانكران مشتغل تباهي ومست ملاهى اند قومى از ايشان برين صفتند وطائفه ديكر طالب نبك نامند ومغفرت وصاحب دنيا وآخرت قاضى چون اين سخن بكفت بمقتضاى حكم قضا رضا داديم واز ما مضى در كذشتيم وبوسه بر سر وروى همدكر داديم وختم سخن بدين دو بيت بود]
مكن ز كردش كيتى شكايت اى درويش ... كه تيره بختي اگر هم برين نسق مردى
توانكرا چودل ودست كامرانت هست ... بخور ببخش كه دنيا وآخرت بردى
وهذه الحكاية طويلة قد اختصرناها وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ اى وما كانت عادتك يا محمد قبل انزالنا إليك القرآن ان تتلو شيأ مِنْ كِتابٍ من الكتب المنزلة وَلا تَخُطُّهُ ولا ان تكتب كتابا من الكتب والخط كالمد ويقال لماله طول ويعبر عن الكتابة بالخط بِيَمِينِكَ حسبما هو المعتاد يعنى ذكر اليمين لكون الكتابة غالبا باليمين لا انه لا يخط بيمينه ويخط بشماله فان الخط بالشمال من ابعد النوادر قال الشيعة انه عليه السلام كان يحسن الخط قبل الوحى ثم نهى عنه بالوحى وقالوا ان قوله ولا تخطه نهى فليس ينفى الخط قال فى كشف الاسرار قرئ ولا تخطه بالفتح على النهى وهو شاذ والصحيح انه لم يكن يكتب انتهى وفى الاسئلة المقحمة قول الشيعة مردود لان لا تخطه لو كان نهيا لكان بنصب الطاء او قال لا تخططه بطريق التضعيف إِذاً [آن هنكام] اى لو كنت ممن يعتاد التلاوة والخط لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ قال فى المختار الريب الشك قال الراغب الريب ان(6/479)
يتوهم بالشيء امرا ينكشف عما يتوهمه ولهذا قال تعالى (لا رَيْبَ فِيهِ) والارابة ان يتوهم فيه امرا فلا ينكشف عما يتوهمه والارتياب يجرى مجرى الارابة ونفى عن المؤمنين الارتياب كما قال (وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) والمبطل من يأتى بالباطل وهو نقيض المحق وهو من يأتى بالحق لما ان الباطل نقيض الحق قال فى المفردات الابطال يقال فى إفساد الشيء وإزالته حقا كان ذلك الشيء او باطلا قال تعالى (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) وقد يقال فيمن يقول شيأ لا حقيقة له. والمعنى لارتابوا وقالوا لعله تعلمه او التقطه من كتب الأوائل وحيث لم تكن كذلك لم يبق فى شأنك منشأ ريب أصلا قال الكاشفى [در شك افتادندى تباه كاران وكچروان يعنى مشركان عرب كفتندى كه چون مى خواند ومى نويسد پس قرآنرا از كتب پيشينيان التقاط كرده وبر ما مى خواند يا جهودان در شك افتادند كه در كتب خود خوانده ايم كه پيغمبر آخر زمان أمي باشد واين كس قارى وكاتب است] فان قلت لم سماهم المبطلين ولو لم يكن اميا وقالوا ليس بالذي نجده فى كتبنا لكانوا محقين ولكان اهل مكة ايضا على حق فى قولهم لعله تعلمه او كتبه فانه رجل قارئ كاتب قلت لانهم كفروا به وهو أمي بعيد من الريب فكأنه قال هؤلاء المبطلون فى كفرهم به لو لم يكن اميا لارتابوا أشد الريب فحيث انه ليس بقارئ ولا كاتب فلا وجه لارتيابهم قال فى الاسئلة المقحمة كيف منّ الله على نبيه بانه أمي ولا يعرف الخط والكتابة وهما من قبيل الكمال لا من قبيل النقص والجواب انما وصفه بعدم الخط والكتابة لان اهل الكتاب كانوا يجدون من نعته فى التوراة والإنجيل انه أمي لا يقرأ ولا يكتب فاراد تحقيق ما وعدهم به على نعته إياه ولان الكتابة من قبيل الصناعات فلا توصف بالمدح ولا بالذم ولان المقصود من الكتابة والخط هو الاحتراز عن الغفلة والنسيان وقد خصه الله تعالى بما فيه غنية عن ذلك كالعين بها غنية عن العصا والقائد انتهى وقال فى اسئلة الحكم كان عليه السلام يعلم الخطوط ويخبر عنها فلماذا لم يكتب والجواب انه لو كتب لقيل قرأ القرآن من صحف الأولين وقال النيسابورى انما لم يكتب لانه إذا كتب وعقد الخنصر يقع ظل قلمه وإصبعه على اسم الله تعالى وذكره فلما كان ذلك قال الله تعالى لا جرم يا حبيبى لما لم ترد ان يكون قلمك فوق اسمى ولم ترد ان يكون ظل القلم على اسمى أمرت الناس ان لا يرفعوا أصواتهم فوق صوتك تشريفا لك وتعظيما ولا ادع بسبب ذلك ظلك يقع على الأرض صيانة له ان يوطأ ظله بالاقدام قيل انه نور محض وليس للنور ظل وفيه اشارة الى انه أفنى الوجود الكونى الظلي وهو نور متجسد فى صورة البشر وكذلك الملك إذا تجسد بصورة البشر لا يكون له ظل وبذلك علم بعض العارفين تجسد الأرواح القدسية وإذا تجسدت الأرواح الخبيثة وقعت كثافة ظلها وظلمته على الأرض اكثر من سائر الاظلال الكونية فليحفظ ذلك قال الكاشفى [در تيسير آورده كه خط
وقرائت فضيلت بوده است مر غير پيغمبر ما را وعدم آن فضل معجزه آن حضرت بوده و چون معجزه ظاهر شده ودر أميت او شك وشبه نماند حق سبحانه در آخر عمر اين فضيلت نيز بوى ارزانى داشته تا معجزه ديكر باشد وابن ابى شيبه در مصنف خود از طريق عون بن عبد الله نقل ميكند كه «مامات رسول الله حتى كتب وقرأ» واين صورت منافئ قرآن نيست زيرا كه در آيت نفى كتابت مقرر ساخته بزمانى قبل از نزول قرآن ومذهب آنانكه ويرا أمي دانند از أول عمر تا آخر بصواب اقربست(6/480)
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)
بقلم كر نرسيد انكشتش ... بود لوح وقلم اندر مشتش
از سواد خط اگر ديده ببست ... بكمالش نرسد هيچ شكست
بود او نور خط تيره ظلم ... نشود نور وظلم جمع بهم
ولذا قال بعضهم من كان القلم الا على يخدمه واللوح المحفوظ مصحفه ومنظره لا يحتاج الى تصوير الرسوم وتمثيل العلوم بالآلات الجسمانية لان الخط صنعة ذهنية وقوة طبعية صدرت بآلاتها الجسمانية قال رجل من الأنصار للنبى عليه السلام انى لاسمع الحديث ولا احفظه فقال (استعن بيمينك) اى اكتبه قيل أول من كتب الكتاب العربي والفارسي والسرياني والعبراني وغيرها من بقية الاثني عشر وهى الحميرى واليوناني والرومي والقبطي والبربري والأندلسي والهندي والصيني آدم عليه السلام كتبها فى طين وطبخه فلما أصاب الأرض وانفرق وجد كل قوم كتابا فكتبوه فاصاب إسماعيل عليه السلام كتاب العربي واما ما جاء (أول من خط بالقلم إدريس عليه السلام) فالمراد به خط الرمل وفى التأويلات النجمية القلب إذا تجرد عن المعلومات والسر تقدس عن المرقومات والروح تنزه عن الموهومات كانوا اقرب الى الفطرة ولم يشتغلوا بقبول النفوس السفلية من الحسيات والخياليات والوهميات فكانوا لما صادفهم من المغيبات قابلين من غير ممازجة طبع ومشاركة كسب وتكلف بشرية ولما كان قلب النبي عليه السلام فى البداية مشروطا بعمل جبريل إذا خرج منه ما اخرج وقال هذا حظ الشيطان منك وفى النهاية لما كان محفوظا من النقوش التعليمية بالقراءة والكتابة كان قابلا للانزال عليه مختصا عن جميع الأنبياء كما قال (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ) ثم اثبت هذه بتبعيته لمتابعيه فقال بَلْ هُوَ اى القرآن آياتٌ بَيِّناتٌ واضحات ثابتات راسخات فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ من غير ان يلتقط من كتاب يحفظونه بحيث لا يقدر أحد على تحريفه قال الكاشفى [در سينه آنانكه داده شده اند علم را يعنى مؤمنان اهل كتاب يا صحابه كرام كه آنرا ياد ميكردند تا هيچ كس تحريف نتوان كرد واما خواندن قرآن از ظهر القلب خاصه امت مرحومه است چهـ كتب مقدمه را از أوراق مى خوانده اند] يعنى كونه محفوظا فى الصدور من خصائص القرآن لان من تقدم كانوا لا يقرأون كتبهم الا نظرا فاذا أطبقوها لم يعرفوا منها شيأ سوى الأنبياء وما نقل عن قارون من انه كان يقرأ التوراة عن ظهر القلب فغير ثابت [وازينجاست كه موسى عليه السلام در مناجاة حضرت كفت] يا رب انى أجد فى التوراة امة أناجيلهم فى صدورهم يقرأون ظاهرا لو لم يكن رسم الخطوط لكانوا يحفظون شرائعه عليه السلام بقلوبهم لكمال قوتهم وظهور استعداداتهم ولما اختل رسم التوراة اختلت شريعتهم وفى بعض الآثار ما حسدتكم اليهود والنصارى على شىء كحفظ القرآن قال ابو امامة ان الله لا يعذب بالنار قلبا وعى القرآن وقال عليه السلام (القلب الذي ليس فيه شىء من القرآن كالبيت الخراب) وفى الحديث (تعاهدوا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل من عقلها) اى من الإبل المعقلة إذا أطلقها صاحبها والتعاهد والتعهد التحفظ اى المحافظة وتجديد الأمر به والمراد هنا(6/481)
الأمر بالمواظبة على تلاوته والمداومة على تكراره فمن سنة القارئ ان يقرأ القرآن كل يوم وليلة كيلا ينساه وعن النبي عليه السلام (عرضت علىّ ذنوب أمتي فلم أر ذنبا اكبر من آية او سورة أوتيها الرجل ثم نسيها) والنسيان ان لا يمكنه القراءة من المصحف كذا فى القنية وكان ابن عيينة يذهب الى ان النسيان الذي يستحق صاحبه اللوم ويضاف اليه الإثم ترك العمل به والنسيان فى لسان العرب الترك قال تعالى (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) اى تركوا وقال تعالى (نَسُوا اللَّهَ) اى تركوا طاعته (فَنَسِيَهُمْ) اى فترك رحمتهم قال شارح الجزرية وقراءة القرآن من المصحف أفضل من قراءة القرآن من حفظه هذا هو المشهور عن السلف ولكن ليس هذا على إطلاقه بل ان كان القارئ من حفظه يحصل له التدبر والتفكر وجمع القلب والبصر اكثر مما يحصل له من المصحف فالقراءة من الحفظ أفضل وان تساويا فمن المصحف أفضل لان النظر فى المصحف عبادة واستماع القرآن من الغير فى بعض الأحيان من السنن
دل از شنيدن قرآن بگيردت همه وقت ... چوباطلان ز كلام حقت ملول چيست «1»
قال فى كشف الاسرار قلوب الخواص من العلماء بالله خزائن الغيب فيها براهين حقه وبينات سره ودلائل توحيده وشواهد ربوبيته فقانون الحقائق قلوبهم وكل شىء يطلب من موطنه ومحله [در شب افروز
از صدف جويند وآفتاب تابان از برج فلك وعسل مصفى از نحل ونور معرفت ووصف ذات احديت از دلهاى عارفان جويند كه دلهاى ايشان قانون معرفت است ومحل تجلىء صفات] بل يطلب حضرة جلاله عند حظائر قدس قلوب خواص عباده كما سأل الله موسى عليه السلام قال «الهى اين أطلبك قال انا عند المنكسرة قلوبهم من اجلى» : وفى المثنوى
از درون واهل دل آب حيات ... چند نوشيدى ووا شد چشمهات
پس غذاى سكر ووجد وبيخودى ... از در اهل دلان بر جان زدى
قال المولى الجامى
نكته عرفان مجو از خاطر آلودگان ... كوهر مقصود در دلهاى پاك آمد صدف
وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا مع كونها كما ذكر إِلَّا الظَّالِمُونَ اى المتجاوزون للحدود فى الشر والمكابرة والفساد- روى- ان المسيح بن مريم عليه السلام قال للحواريين «انا اذهب وسيأتيكم الفارّ قليط يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه ولكنه ما يسمع به يكلمكم ويسوسكم بالحق ويخبركم بالحوادث والغيوب وهو يشهدلى كما شهدت له فانى جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل ويفسر لكم كل شىء» قوله يخبركم بالحوادث. يعنى ما يحدث فى الازمنة المستقبلة مثل خروج الدجال وظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها وأشباه ذلك ويعنى بالغيوب امر القيامة من الحساب والجنة والنار مما لم يذكر فى التوراة والإنجيل والزبور وذكره نبينا صلى الله عليه وسلم كذا فى كشف الاسرار وفى الآية اشارة الى ان الحرمان من رؤية الآيات من خصوصية رين الجحد والإنكار إذا غلب على القلوب فتصدأ كما تصدأ المرآة فلا تظهر فيها نقوش الغيوب وتعمى عن رؤية الآيات: قال الكمال الخجندي
__________
(1) در أوائل دفتر سوم در بيان قصه اهل سبا وطاغى كردن إلخ(6/482)
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54)
له فى كل موجود علامات وآثار ... دو عالم پر ز معشوقست كويك عاشق صادق
قال الشيخ المغربي قدس سره
نخست ديده طلب كن پس آنگهى ديدار ... از انكه يار كند جلوه بر أولو الابصار
ترا كه چشم نباشد چهـ حاصل از شاهد ... ترا كه كوش نباشد چهـ سود از كفتار
اگر چهـ آينه دارى از براى رخش ... ولى چهـ سود كه دارى هميشه آينه تار
بيا بصيقل توحيد ز آينه بزداى ... غبار شرك كه تا پاك كردد از ژنكار
قال ابراهيم الخواص رحمه الله دواء القلب خمسة. قراءة القرآن بالتدبر. والخلاء. وقيام الليل. والتضرع الى الله عند السحر. ومجالسة الصالحين جعلنا الله وإياكم من اهل الصلاح والفلاح انه القادر الفتاح فالق الإصباح خالق المصباح وَقالُوا اى كفار قريش لَوْلا تحضيضية بمعنى هلا: وبالفارسية [چرا] أُنْزِلَ [فرو فرستاده نمى شود] عَلَيْهِ على محمد آياتٌ مِنْ رَبِّهِ مثل ناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى عليهم السلام قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ فى قدرته وحكمه ينزلها كما يشاء وليس بيدي شىء فآتيكم بما تقترحونه وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ليس من شأنى الا الانذار والتخويف من عذاب الله بما أعطيت من الآيات: يعنى [تخويف ميكنم بلغتي كه شما دريابيد] وهو معنى الظهور قال فى كشف الاسرار والحكمة فى ترك اجابة النبي عليه السلام الى الآيات المقترحة انه يؤدى الى ما لا يتناهى وان هؤلاء طلبوا آيات تضطرهم الى الايمان فلو أجابهم إليها لما استحقوا الثواب على ذلك انتهى ولو لم يؤمنوا لاستأصلوا وعذاب الاستئصال مرفوع عن هذه الامة ببركة النبي عليه السلام ثم قال تعالى بيانا لبطلان اقتراحهم أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ الهمزة للانكار والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام والكفاية ما فيه سد الخلة وبلوغ المراد فى الأمر اى اقصر ولم يكفهم آية مغنية عما اقترحوه أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ الناطق بالحق المصدق لما بين يديه من الكتب السماوية وأنت بمعزل من مدارستها وممارستها يُتْلى عَلَيْهِمْ بلغتهم فى كل زمان ومكان فلا يزال معهم آية ثابتة لا تزول ولا تضمحل كما تزول كل آية بعد كونها وتمكون فى مكان دون مكان وفيه اشارة الى عمى بصر قلوبهم حيث لم يروا الآية الواضحة التي هى القرآن حتى طلبوا الآيات والى ان تيسير قراءة مثل هذا القرآن فى غير كاتب وقارئ وانزاله عليه وحفظه لديه واحالة بيانه اليه آية واضحة إِنَّ فِي ذلِكَ الكتاب العظيم الشان الباقي على ممر الدهور والأزمان لَرَحْمَةً اى نعمة عظيمة وَذِكْرى اى نذكرة: وبالفارسية [پندى ونصيحتى] لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ اى لقوم هممهم الايمان لا التعنت كاولئك المقترحين: وفى المثنوى
پند كفتن با جهول خابناك ... تخم افكندن بود در شوره خاك «1»
قُلْ كَفى بِاللَّهِ اى كفى الله والباء صلة بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً بما صدر عنى وعنكم يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ اى من الأمور التي من جملتها شأنى وشأنكم وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ الذي لا يجوز الايمان به كالصنم والشيطان وغيرهما وفيه اشارة الى ان من
__________
(1) در اواسط دفتر چهارم در بيان قصه آن مرغ كه وصيت كرد إلخ(6/483)
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54)
ابصر بعين النفس لا يرى الا الباطل فيؤمن به وَكَفَرُوا بِاللَّهِ الذي يجب الايمان به مع تعاضد موجبات الايمان أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ المغبونون فى صفقتهم الاخروية حيث اشتروا الكفر بالايمان وضيعوا الفطرة الاصلية والادلة السمعية الموجبة للايمان
عمر تو كنج وهر نفس از وى بكل كهر ... كنجى چنين لطيف مكن رايكان تلف
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ الاستعجال طلب الشيء قبل وقته: يعنى [شتاب ميكنند كافران ترا بعذاب آوردن بايشان] اى يقول نضر بن الحارث وأمثاله بطريق الاستهزاء متى هذا الوعد وأمطر علينا حجارة من السماء وفيه اشارة الى ان من استعجل العذاب ولم يصبر على العافية لعجل خلق منه وهو مركوز فى جبلته كيف يصبر على البلاء والضراء لو لم يصبره الله كما قال لنبيه عليه السلام (وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ) نسأل الله العافية من كل بلية (وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى اى وقت معين لعذابهم وهو يوم القيامة كما قال (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ) وذلك ان الله تعالى وعد النبي عليه السلام انه لا يعذب قومه استئصالا بل يؤخر عذابهم الى يوم القيامة وقد سمت الارادة القديمة بالحكمة الازلية لكل مقدور كائن أجلا فلا تقدم له ولا تأخر عن المضروب المسمى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ عاجلا وفيه اشارة الى ان الاستعجال فى طلب العذاب فى غير وقته المقدر لا ينفع وهو مذموم فكيف ينفع الاستعجال فى طلب مرادات النفس وشهواتها فى غير أوانها [وكيف لم يكن مذموما وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ العذاب الذي عين لهم عند حلول الاجل: وبالفارسية [وبي شك خواهد آمد عذاب بديشان] بَغْتَةً [ناكاه] قال الراغب البغت مفاجأة الشيء من حيث لا يحتسب وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ بإتيانه: يعنى [وحال آنكه ايشان ندانند كه عذاب آيد بايشان وايشان ناآكاه] يقول الفقير ان قلت عذاب الآخرة ليس من قبيل المفاجأة فكيف يأتى بغتة قلت الموت يأتيهم بغتة اى فى وقت لا يظنون انهم يموتون فيه وزمانه متصل بزمان القيامة ولذا عد القبر أول منزل من منازل الآخرة ويدل عليه قوله عليه السلام (من مات فقد قامت قيامته) وفى البرزخ عذاب ولو كان نصفا من حيث انه حظ الروح فقط وقال بعضهم لعل المراد بإتيانه كذلك ان لا يأتيهم بطريق التعجيل عند استعجالهم والاجابة الى مسئولهم فان ذلك إتيان برأيهم وشعورهم وفى بعض الآثار من مات مصححا لامره مستعدا لموته ما كان موته بغتة وان قبض نائما ومن لم يكن مصححا لامره ولا مستعدا لموته فموته موت فجأة وان كان صاحب الفراش سنة قال فى لطائف المنن وقد تحاورت الكلام انا وبعض من يشتغل بالعلم فى انه ينبغى اخلاص النية فيه وان لا يشتغل به الا لله فقلت الذي يطلب العلم لله إذا قيل له غدا تموت لا يضع الكتاب من يده اى لكونه وفى الخقوق فلم ير أفضل مما هو فيه فيحب ان يأتيه الموت على ذلك
تو غافل در انديشه سود ومال ... كه سرمايه عمر شد پايمال
طريقى بدست آر وصلحى بجوى ... شفيعى بر انگيز وغدرى بكوى
كه يك لحظه صورت نبندد أمان ... چو پيمانه پر شد بدور زمان
يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ [تعجيل ميكنند ترا بعذاب آوردن] وَإِنَّ جَهَنَّمَ اى(6/484)
يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)
والحال ان محل العذاب الذي لا عذاب فوقه لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ اى ستحيط بهم عن قريب لان ما هو آت قريب قال فى الإرشاد وانما جيىء بالاسمية دلالة على تحقق الإحاطة واستمرارها وتنزيلا لحال السبب منزلة المسبب فان الكفر والمعاصي الموجبة لدخول جهنم محيطة بهم وقال بعضهم ان الكفر والمعاصي هى النار فى الحقيقة ظهرت فى هذه النشأة بهذه الصورة يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ ظرف لمضمر اى يوم يعلوهم ويسترهم العذاب الذي أشير اليه بإحاطة جهنم بهم يكون من الأحوال والأهوال ما لا يفى به المقال مِنْ فَوْقِهِمْ [اى از زبر سرهاى ايشان] وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [واز زير پايهاى ايشان] والمراد من جميع جهاتهم وَيَقُولُ الله او بعض الملائكة بامره ذُوقُوا [بچشيد] والذوق وجود الطعم بالفم وأصله مما يقل تناوله فاذا اكثر يقال له الاكل واختير فى القرآن لفظ الذوق فى العذاب لان ذلك وان كان فى التعارف للقليل فهو مستصلح للكثير فخصه بالذكر ليعلم الامرين كما فى المفردات ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اى جزاء ما كنتم تعملونه فى الدنيا على الاستمرار من السيئات التي من جملتها الاستعجال بالعذاب قال الكاشفى [دنيا دار عمل بود وعقبى دار جزاست هر جه آنجا كاشته ايد اينجا مى درويد]
تو تخمى بيفشان كه چون بد روى ... ز محصول خود شاد وخرم شوى
وفى التأويلات النجمية قوله (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) يشير الى ان استعجال العذاب لاهل العذاب وهو نفس الكافر لا حاجة اليه بالاستدعاء (وَإِنَّ جَهَنَّمَ) الحرص والشره والشهوة والكبر والحسد والغضب والحقد (لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) بالنفوس الكافرة الآن بنفاد الوقت (يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ) بإحاطة هذه الصفات (مِنْ فَوْقِهِمْ) الكبر والغضب والحسد والحقد (وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) الحرص والشره والشهوة ولكنهم بنوم الغفلة نائمون ليس لهم خبر عن ذوق العذاب كالنائم لا شعور له فى النوم بما يجرى على صورته لانه نائم الصورة فاذا انتبه يجد ذوق ما يجرى عليه من العذاب كما قال (وَيَقُولُ) يعنى يوم القيامة (ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) اى عذاب ما كنتم تعاملون الخلق والخالق به والذي يؤكد هذا التأويل قوله تعالى (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) يعنى فى الوقت ولا شعور لهم (يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ) الذي يكون فيه الصلى والدخول يوم القيامة (وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ) اليوم ولكن لا شعور لهم بها فمن تطلع له شمس الهداية والعناية من مشرق القلب فيخرج من ليل الدين الى يوم الدين وأشرقت ارض بشريته بنور ربها يرى نفسه محاطة جهنم أخلاقها فيجد ذوق المهاد بقصد الخروج والخلاص منها فان ارض الله واسعة كما يأتى نسأل الله الخلاس يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
خطاب تشريف لبعض المؤمنين الذين لا يتمكنون من اقامة امور الدين كما ينبغى لممانعة من جهة الكفر وارشاد لهم الى الطريق الأسلم قال الكاشفى [آورده اند كه جمعى از مؤمنان در مكه اقامت كرده از جهت قلت زاد وكمى استعداد پابسبب محبت أوطان يا صحبت اخوان هجرت نميكردند وبترس وهراس پرستش خدا نمودند] وربما يعذبون فى الدين فانزل الله هذه الآية وقال يا عبادى المؤمنين إذا لم تسهل لكم(6/485)
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)
العبادة فى بلد ولم يتسر لكم اظهار دينكم فهاجروا الى حيث يتمشى لكم ذلك إِنَّ أَرْضِي
الأرض الجرم المقابل للسماء اى بلاد المواضع التي خلقتها واسِعَةٌ
لا مضايقة لكم فيها فان لم تخلصوا العبادة لى فى ارضى فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ
اى فاخلصوها فى غيره فالفاء جواب شرط محذوف ثم حذف الشرط وعوض عنه تقديم المفعول مع إفادة تقديم معنى الاختصاص والإخلاص قال الكاشفى [واگر از دوستى اهل وولد پابسته بلده شده ايد روزى مفارقت ضرورت خواهد بود زيرا كه] كُلُّ نَفْسٍ من النفوس سواء كان نفس الإنسان او غيرها وهو مبتدأ وجاز الابتداء بالنكرة لما فيها من العموم ذائِقَةُ الْمَوْتِ اى واجدة مرارة الموت ومتجرعة غصص المفارقة كما يجد الذائق ذوق المذوق وهذا مبنى على ان الذوق يصلح للقليل والكثير كما ذهب اليه الراغب وقال بعضهم اصل الذوق بالفم فيما يقل تناوله فالمعنى إذا ان النفوس تزهق بملابسة البدن جزأ من الموت واعلم ان للانسان روحا وجسدا وبخارا لطيفا بينهما هو الروح الحيواني فمادام هذا البخار باقيا على الوجه الذي يصلح ان يكون علاقة بينهما فالحياة قائمة وعند انطفائه وخروجه عن الصلاحية تزول الحياة ويفارق الروح البدن مفارقة اضطرارية وهو الموت الصوري ولا يعرف كيفية ظهور الروح فى البدن ومفارقة له وقت الموت الا اهل الانسلاخ التام ثُمَّ إِلَيْنا اى الى حكمنا وجزائنا تُرْجَعُونَ من الرجع وهو الرد اى تردون فمن كانت هذه عاقبته ينبغى ان يجتهد فى التزود والاستعداد لها ويرى مهاجرة الوطن سهلة واحتمال الغربة هونا هذا إذا كان الوطن دار الشرك وكذا إذا كان ارض المعاصي والبدع وهو لا يقدر على تغييرها والمنع منها فيهاجر الى ارض المطيعين من ارض الله الواسعة
سفر كن چوجاى تو ناخوش بود ... كزين جاى رفتن بدان ننك نيست
وكر تنك كردد ترا جايكاه ... خداى جهانرا جهان تنك نيست
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ومن الصالحات الهجرة للدين لَنُبَوِّئَنَّهُمْ لننزلنهم: وبالفارسية [هر آينه فرود أديم ايشانرا] قال فى التاج النبوء [كسى را جايى فر آوردن] مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً مفعول ثان لنبوئنهم اى قصورا عالية من الدر والزبرجد والياقوت وانما قال ذلك لان الجنة فى جهة عالية والنار فى سافلة ولان النظر من الغرف الى المياه والحضر أشهى وألذ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ صفة لغرفا خالِدِينَ فِيها اى ماكثين فى تلك الغرف الى غاية نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ الأعمال الصالحة: يعنى [نيك مزديست مزد عمل كنندكان خير را كوشكهاى بهشت] الَّذِينَ صَبَرُوا صفة للعاملين او نصب على المدح اى صبروا على اذية المشركين وشدائد الهجرة للدين وغير ذلك من المحن والمشاق وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ اى لا يعتمدن فى أمورهم الا على الله تعالى وهذا التوكل من قوة الايمان فاذا قوى الايمان يخرج من الكفر ملاحظة الأوطان والأموال والأرزاق وغيرها وتصير الغربة والوطن سواء ويكفى ثواب الله بدلا من الكل وفى الحديث (من فرّ بدينه من ارض الى ارض ولو كان شبرا استوجب الجنة وكان رفيق ابراهيم ومحمد) عليهما السلام اما(6/486)
استيجابه الجنة والغرف فلتركه المسكن المألوف لاجل الدين وامتثال امر رب العالمين واما رفاقته لهما فلمتابعتهما فى باب الهجرة واحياء سنتهما فان ابراهيم عليه السلام هاجر الى الأرض المقدسة ونبينا عليه السلام هاجر الى ارض المدينة وفيه اشارة الى ان السالك ينبغى ان يهاجر من ارض الجاه وهو قبول الخلق الى ارض الخمول- حكايت كنند از ابو سعيد خراز قدس سره- كفت در شهرى بودم ونام من در آنجا مشهور شده در كار من عظيم برفتند چنانكه پوست خربزه كه از دست من بيفتاد برداشتند واز يكديكر بصد دينار مى خريدند وبر آن مى افزودند با خود كفتم اين نه جاى منست ولائق روزكار من پس از آنجا هجرت كردم بجاى افتادم كه مرا زنديق مى كفتند وهر روز دو يار بر من سنك باران همى كردند همان جاى مقام ساختم وآن رنج وبلا همى كشيدم وخوش همى بودم- واز ابراهيم أدهم قدس سره حكايت كنند- كه كفت در همه عمر خويش در دنيا سه شادى ديدم وبإذن الله تعالى شادى نفس خويش را قهر كردم. در شهر أنطاكية شدم برهنه پاى وبرهنه سر ميرفتم هر يكى طعنه بر من همى زد يكى كفت «هذا عبد آبق من مولاه» مرا اين سخن خوش آمد با نفس خويش كفتم اگر كريخته ورميده كاه آن نيامد كه بطريق صلح باز آيى. دوم شادى آن بود كه در كشتى نشسته بودم مسخره در ميان آن جمع بود وهيچ كس را از من حقيرتر وخوارتر نمى ديد هر ساعتى بيامدى ودست در قفاى من داشتى سوم. آن بود كه در شهر مطيه در مسجدى سر بزانوى حسرت نهاده بودم در وادي كم وكاست خود افتاده بى حرمتى بيامد وبند ميزر بگشاد وآب در من ريخت يعنى تبول كرد وكفت «خذ ماء الورد» ونفس من آن ساعت از آن حقارت خوش بكشت ودلم بدان شاد شد واين شادى از باركاه عزت در حق خود تحفه سعادت يافتم. پير طريقت كفت بسا مغرور در سير الله ومستدرج در نعمت الله ومفتون بثناى خلق] فعلى العاقل ان يموت عن نفسه ويذوق ألم الفناء المعنوي قبل الفناء الصوري فان الدنيا دار الفناء [هر نفسى چشنده مركست وهر كسى را راه كند بر مركست راهى رفتنى و پلى كذشتنى وشرابى آشاميدنى سيد صلوات الله عليه پيوسته امت را اين وصيت كردى (أكثروا ذكر هاذم اللذات) زينهار مرك را فراموش مكنيد واز آمدن او غافل مباشيد از ابراهيم بن أدهم قدس سره سؤال كردند كه اى قدوه اهل طريقت واى مقدمه زمره حقيقت آن چهـ معنى بود كه در سويداى دل وسينه تو پديدار آمد تا تاج شاهى از سر بنهادى ولباس سلطانى از تن بركشيدى ومرقع درويشى در پوشيدى ومحنت وبى نوايى اختيار كردى كفت آرى روزى بر تخت مملكت نشسته بودم وبر چهار بالش حشمت تكيه زده كه ناكاه آيينه در پيش روى من داشتند در آيينه نكه كردم منزل خود در خاك ديدم ومرا مونس
نه سفر دراز در پيش ومر از ادنه زندانى تافته ديدم ومرا طاقت نه قاضى عدل ديدم ومرا حجت نه اى مردى كه اگر بساط امل تو كوشه باز كشند از قاف تا قاف بگيرد بارى بنكر كه صاحب قاب قوسين چهـ ميكويد (والله ما رفعت قدما وظننت انى وضعتها وما أكلت لقمة وظننت انى ابتلعتها) كفت بدان خدايى كه مرا بخلق فرستاد كه هيچ قدمى از زمين(6/487)
وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63) وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)
بر نداشتم كه كمان بردم كه پيش از مرك من آنرا بزمين باز توانم نهاد وهيچ لقمه در دهان ننهادم كه چنان پنداشتم كه من آن لقمه را پيش از مرك توانم فرو برد او كه سيد أولين وآخرين ومقتداى اهل آسمان وزمين است چنين ميكويد وتو مغرور وغافل امل دراز در پيش نهاده وصد ساله كار وبار ساخته ودل بر آن نهاده خبر ندارى كه اين دنيا غدار سراى غرورست نه سرور وسراى فرارست نه سراى قرار]
تا كى از دار الغرورى ساختن دار السرور ... تا كى از دار الفرارى ساختن دار القرار
اى خداوندان مال الاعتبار الاعتبار ... وى خداوندان قال الاعتذار الاعتذار
پيش از ان كين جان عذر آرد فرو ماند ز نطق ... پيش از ان كين چشم عبرت بين فرو ماند ز كار
كذا فى كشف الاسرار وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا كأين للتكثير بمعنى كم الخبرية ركب كاف التشبيه مع أي فجرد عنها معناها الافرادى فصار المجموع كأنه اسم مبنى على السكون آخره نون ساكنة كما فى من لا تنوين تمكين ولهذا يكتب بعد الياء نون مع ان التنوين لا صورة له فى الخط وهو مبتدأ. وجملة قوله الله يرزقها خبره. ولا تحمل صفة دابة. والدابة كل حيوان يدب ويتحرك على الأرض مما يعقل ومما لا يعقل. والحمل بالفتح [برداشتن بسر وبه پشت] وبالكسر اسم للمحمول على الرأس وعلى الظهر. والرزق لغة ما ينتفع به واصطلاحا اسم لما يسوقه الله الى الحيوان فيأكله- روى- ان النبي صلى الله عليه وسلم لما امر المؤمنين الذين كانوا بمكة بالمهاجرة الى المدينة قالوا كيف نقدم بلدة ليس لنا فيها معيشة فنزلت والمعنى وكثير من دابة ذات حاجة الى الغذاء لا تطيق حمل رزقها لضعفها او لا تدخره وانما تصبح ولا معيشة عندها [وذخيره كننده از جانوران آدميست وموش ومور وكفته اند سياه كوش ذخيره نهد وفراموش كند. ودر كشاف از بعضى نقل ميكند كه بلبلى را ديدم خوردنى در زير بالهاى خود نهان ميكرد القصة جانوران بسيارند از دواب وطيور ووحوش وسباع وهوام وحيوانات آبى كه ذخيره ننهند وحامل رزق خود نشوند] اللَّهُ يَرْزُقُها يعطى رزقها يوما فيوما حيث توجهت وَيرزق إِيَّاكُمْ حيث كنتم اى ثم انها مع ضعفها وتوكلها وإياكم مع قوتكم واجتهادكم سواء فى انه لا يرزقها وإياكم الا الله لان رزق الكل بأسباب هو المسبب لها وحده فلا تخافوا الفقر بالمهاجرة والخروج الى دار الغربة
هست ز فيض كرم ذو الجلال ... مشرب أرزاق پر آب زلال
شاه وكدا روزى از ان ميخورند ... مور وملخ قسمت از او ميبرند
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ المبالغ فى السمع فيسمع قولكم هذا فى امر الرزق المبالغ فى العلم فيعلم ضمائركم وقال الكاشفى [دانا بآنكه شما را روزى از كجا دهد] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ اى اهل مكة مَنْ استفهام خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لمصالح العباد حيث يجريان على الدوام والتسخير جعل الشيء منقادا للآخر وسوقه الى الغرض المختص به قهرا لَيَقُولُنَّ خلقهن اللَّهُ إذ لا سبيل لهم الى الإنكار لما تقرر فى العقول من وجوب انتهاء الممكنات الى واحد واجب الوجود فَأَنَّى [پس كجا](6/488)
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63)
يُؤْفَكُونَ الأفك بالفتح الصرف والقلب وبالكسر كل مصروف عن وجهه الذي يحق ان يكون عليه اى فكيف يصرفون عن الإقرار بتفرده فى الالهية مع إقرارهم بتفرده فيما ذكر من الخلق والتسخير فهو انكار واستبعاد لتركهم العمل بموجب العلم وتوبيخ وتقريع عليه وتعجيب منه اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ ان يبسط له مِنْ عِبادِهِ مؤمنين او كافرين
أديم زمين سفره عام اوست ... برين خوان يغما چهـ دشمن چهـ دوست
وَيَقْدِرُ [تنك ميسازد] لَهُ اى لمن يشاء ان يقدر له منهم كائنا من كان على ان الضمير مبهم حسب إبهام مرجعه ويحتمل ان يكون الموسع له والمضيق عليه واحدا على ان البسط والقبض على التعاقب اى يقدر لمن يبسط له على التعاقب قال الحسن يبسط الرزق لعدوه مكرا به ويقدر على وليه نظرا له فطوبى لمن نظر الله اليه إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فيعلم من يليق ببسط الرزق فيبسط له ويعلم من يليق بقبضه فيقبض له او فيعلم ان كلا من البسط والقبض فى أي وقت يوافق الحكمة والمصلحة فيفعل كلا منهما فى وقته وفى الحديث القدسي (ان من عبادى من لا يصلح إيمانه الا الغنى ولو أفقرته لا فسده ذلك وان من عبادى من لا يصلح إيمانه الا الفقر ولو أغنيته لا فسده ذلك) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ اى مشركى العرب مَنْ [كه] نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا [پس زنده كرد وتازه ساخت] بِهِ [بسبب آن آب] الْأَرْضَ بإخراج الزرع والنبات والأشجار منها مِنْ بَعْدِ مَوْتِها يبسها وقحطها: وبالفارسية [پس از مردگى وافسردگى] ويقال للارض التي ليست بمنبتة ميتة لانه لا ينتفع بها كما لا ينتفع بالميتة لَيَقُولُنَّ نزل واحيي اللَّهُ اى يعترفون بانه الموجد للممكنات بأسرها أصولها وفروعها ثم انهم يشركون به بعض مخلوقاته الذي لا يكاد يتوهم منه القدرة على شىء ما أصلا قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ على ان جعل الحق بحيث لا يجترئ المبطلون على جحوده وان اظهر حجتك عليهم بَلْ أَكْثَرُهُمْ اى اكثر الكفار لا يَعْقِلُونَ اى شيأ من الأشياء فلذلك لا يعملون بمقتضى قولهم فيشركون به سبحانه اخس مخلوقاته وهو الصنم يقول الفقير أغناه الله القدير قد ذكر الله تعالى آية الرزق ثم آية التوحيد ثم كررهما فى صورتين أخريين تنبيها منه لعباده المؤمنين على انه سبحانه لا يقطع أرزاق الكفار مع وجود الكفر والمعاصي فكيف يقطع أرزاق المؤمنين مع وجود الايمان والطاعات
اى كريمى كه از خزانه غيب ... كبر وترسا وظيفه خوردارى
دوستانرا كجا كنى محروم ... تو كه با دشمنان نظر دارى
وانه سبحانه لا يسأل من العباد الا التوحيد والتقوى والتوكل فانما الرزق على الله الكريم وقد قدر مقادير الخلق قبل خلق السموات والأرض بخمسين الف سنة وما قدر فى الخلق والرزق والاجل لا يتبدل بقصد القاصدين ألا ترى الى الوحوش والطيور لا تدخر شيأ الى الغد تغدو خماصا وتروح بطانا اى ممتلئة البطون والحواصل لا تكالها على الله تعالى بما وصل الى قلوبها من نور معرفة خالقها فكيف يهتم الإنسان لاجل رزقه ويدخر شيأ لغده ولا يعرف(6/489)
وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)
حقيقة رزقه واجله فربما يأكل ذخيرته غيره ولا يصل الى غده ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيأ لغد إذ الأرزاق مجددة كالانفاس المجددة فى كل لمحة والرزق يطلب الرجل كما يطلبه اجله [خواجه عالم صلى الله عليه وسلم فرموده كه اى مردم رزق قسمت كرده شده است تجاوز نمى كند از مرد آنچهـ از براى وى نوشته شده است پس خوبى كنيد در طلب روزى يعنى بطاعت جوييد نه بمعصيت اى مردم در قناعت فراخى است ودر ميانه رفتن واندازه بكار داشتن پسندگى وكفايت است در زهد راحت است وخفت حساب وهر عملى را جزاييست وكل آت قريب] : قال المولى الجامى
درين خرابه مكش بهر كنج غصه ورنج ... چونقد وقت تو شد فقر خاك بر سر كنج
بقعر عشرت وايوان عيش شاهان بين ... كه زاغ نغمه سرا كشت وجفد قافيه سنج
وعن بعضهم قال كنت انا وصاحب لى نتعبد فى بعض الجبال وكان صاحبى بعيدا منى فجاءنى يوما وقال قد نزل بقرينا بدو فقم نمش إليهم لعله يحصل لنا منهم شىء من لبن غيره فامتنعت فلم يزل يلح علىّ حتى وافقته فذهبنا إليهم فاطعمونا من طعامهم ورجعنا وعاد كل واحد منا الى مكانه الذي كان فيه ثم انى انتظرت الظبية فى الوقت الذي كانت تأتينى فيه فلم تأتنى ثم انتظرتها بعد ذلك فلم تأتنى فانقطعت عنى فعرفت ان ذلك بشؤم ذنبى الذي أحدثته بعد ان كنت مستغنيا بلبنها وهذا الذنب الذي ذكر ثلاثة أشياء أحدها خروجه من التوكل الذي كان دخل فيه والثاني طمعه وعدم قناعته بالرزق الذي كان مستغنيا به والثالث أكله طعاما خبيثا فحرم رزقا حلالا طيبا محضا أخرجته القدرة الالهية من باب العدم وأدخلته فى باب الإيجاد بمحض الجود والكرم آتيا من طريق باب خرق العادة كرامة لولى من أوليائه اولى السعادة ذكره اليافعي فى الرياض وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا اشارة تحقير للدنيا وكيف لاوهى لا تزن عند الله جناح بعوضة: والمعنى بالفارسية [ونيست اين زندكانىء دنيا] قال الامام الراغب الحياة باعتبار الدنيا والآخرة ضربان الحياة الدنيا والحياة الآخرة فهى اشارة الى ان الحياة الدنيا بمعنى الحياة الاولى بقرينة المقابلة بالآخرة فانه قد يعبر بالأدنى عن الاول المقابل للآخر والمراد بالحياة الاولى ما قبل الموت لدنوه اى قربه وبالآخرة ما بعد الموت لتأخره إِلَّا لَهْوٌ وهو ما يلهى الإنسان ويشغله عما يعنيه ويهمه والملاهي آلات اللهو وَلَعِبٌ يقال لعب فلان إذا لم يقصد بفعله مقصدا صحيحا قال الكاشفى (إِلَّا لَهْوٌ) [مكر مشغولى وبيكارى ولعب وبازي يعنى در سرعت انقضا وزوال ببازى كودكان مى ماند كه يكجا جمع آيند وساعتى بدان متهيج كردند واندك زمانى را ملول ومانده كشته متفرق شوند و چهـ زيبا كفته است]
بازيچهـ ايست طفل قريب اين متاع دهر ... بى عقل مردمان كه بدين مبتلا شوند
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان هذه الحياة التي يعيش بها المرء فى الدنيا بالنسبة الى الحياة التي يعيش بها اهل الآخرة فى الآخرة وجوار الحق تعالى لهو ولعب
وانما شبهها باللهو واللعب لمعنيين ... أحدهما ان امر اللهو واللعب سريع الانقضاء
لا يداوم عليه فالمعنى ان الدنيا وزينتها وشهواتها لظل زائل لا يكون لها بقاء فلا تصلح(6/490)
لاطمئنان القلب بها والركون إليها والثاني ان اللهو واللعب من شأن الصبيان والسفهاء دون العقلاء وذوى الأحلام ولهذا كان النبي عليه السلام يقول (ما انا من دد ولا الدد منى) والدد اللهو واللعب فالعاقل يصون نفسه منه انتهى قال فى كشف الاسرار فان قيل لم سماها لهوا ولعبا وقد خلقها لحكمة ومصلحة قلنا انه سبحانه بنى الخطاب على الأعم الأغلب وذلك ان غرض اكثر الناس من الدنيا اللهو واللعب انتهى ورد فى الخبر النبوي حين سئل عن الدنيا فقال (دنياك ما يشغلك عن ربك) : وفى المثنوى
چيست دنيا از خدا غافل شدن ... نى قماش نقره فرزند وزن «1»
مال را كر بهر دين باشى حمول ... نعم مال صالح خواندش رسول
آب در كشتى هلاك كشتى است ... آب اندر زير كشتى پشتى است
چونكه مال وملك را از دل براند ... زان سليمان خويش جز مسكين نخواند
كوزه سر بسته اندر آب رفت ... از دل پر باد فوق آب رفت
باد درويشى چودر باطن بود ... بر سر آب جهان ساكن بود
كر چهـ جمله اين جهان ملك ويست ... ملك در چشم دل او لا شى است
قيل الشر كله فى بيت واحد ومفتاحه حب الدنيا وما احسن من شبهها بخيال الظل حيث قال
رأيت خيال الظل أعظم عبرة ... لمن كان فى علم الحقائق راقى
شخوص وأصوات يخالف بعضها ... لبعض وإشكال بغير وفاق
تمر وتقضى اوبة بعد اوبة ... وتفنى جميعا والمحرك باقى
ومن إشارات المثنوى ما قال
اى دريده پوستين يوسفان ... كرك برخيزى ازين خواب كران «2»
كشته كركان يك بيك خواهاى تو ... مى درانند از غضب اعضاى تو
خون نخسبد بعد مركت در قصاص ... تو مكو كه مردم ويابم خلاص
اين قصاص نقد حيلت سازيست ... پيش زخم آن قصاص اين بازيست
زين لعب خواندست دنيا را خدا ... كين جزا لعبست پيش آن جزا
اين جزا تسكين جنك وفتنه است ... آن چواخصا است واين چون ختنه است
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ اى وان الجنة لهى دار الحياة الحقيقية لامتناع طريان الموت والفناء عليها او هى فى ذاتها حياة للمبالغة. والحيوان مصدر حيى سمى به ذو الحياة وأصله حييان فقلبت الياء الثانية واوا لئلا يحذف احدى الألفات وهو ابلغ من الحياة لما فى بناء فعلان من الحركة والاضطراب اللازم للحيوان ولذلك اختير على الحياة فى هذا المقام المقتضى للمبالغة لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ لما آثروا عليها الدنيا التي أصلها عدم الحياة ثم ما يحدث فيها من الحياة عارضة سريعة الزوال وفى التأويلات النجمية يشير الى ان دار الدنيا لهى الموتان لانه تعالى سمى الكافر وان كان حيا بالميت بقوله (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) وقال (لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا) فثبت ان الدنيا وما فيها من الموتان الا من أحياه الله بنور الايمان فهو
__________
(1) در أوائل دفتر يكم در بيان ترجيح دادن شير جهد را از توكل
(2) در اواخر دفتر چهارم در بيان أطوار خلقت آدم در فطرت(6/491)
الحي والآخرة عبارة عن عالم الأرواح والملكوت فهى حياة كلها وانما سماها الحيوان والحيوان ما يكون حيا وله حياة فيكون جميع اجزائه حيا فالآخرة حيوان لان جميع اجزائها حى فقد ورد فى الحديث (ان الجنة بما فيها من الأشجار والثمار والغرف والحيطان والأنهار حتى ترابها وحصاها كلها حى) فالحياة الحقيقية التي لا تشينها الغصص والمحن والأمراض والعلل ولا يدكها الموت والفوت لهى حياة اهل الجنات والقربات لو كانوا يعلمون قدرها وغاية كماليتها وحقيقة عزتها لكانوا أشد حرصا فى تحصيلها هاهنا فمن فاتته لا يدركها فى الآخرة ألا ترى ان من صفة اهل النار ان لا يموت فيها ولا يحيى يعنى ولا يحيى بحياة حقيقية يستريح بها وانهم يتمنون الموت ولا يجدونه انتهى قال فى كشف الاسرار [غافل بي حاصل تاشند شربت مرادى آميزى وتا كى آرزوى پزى. كاه چون شير هر چت پيش آيد مى شكنى. كاه چون كرك هر چهـ بينى همى درى. كاه چون كبك در كوههاى مراد مى پرى كاه چون آهو در مرغزار آرزو همه جرى. خبر ندارى كه اين دنيا كه تو بدان همى نازى وترا همى فريبد ودر دام غرورى كشد لهو ولعبست سراى بي سرمايكان وسرمايه بى دولتان وبازيچهـ بى كاران وبند معشوقه فتاتست ورعناى بى سر وسامان دوستى بى وفا دايه بى مهر دشمنى پر كزند بو العجبى پر فند هر كرا بامداد بنوازد شبانكاه بگدازد وهر كرا يك دو ز دل بشادى بيفروزد وديكر وزش بانش هلاك مى سوزد]
أحلام نوم او كظل زائل ... ان اللبيب بمثلها لا يخدع
وفى المثنوى
صوفىء در باغ از بهرى كشاد ... صوفيانه روى بر زانو نهاد «1»
پس فرو رفت او بخود اندر نفول ... شد ملول از صورت خوابش فضول
كه چهـ خسبى آخر اندر رزنكر ... اين درختان بين وآثار خضر
امر حق بشنو كه كفتست انظروا ... سوى اين آثار رحمت آر رو
كفت آثارش دلست اى بو الهوس ... آن برون آثار آثارست وبس
باغها وسبزها بر عين جان ... بر برون عكسش چودر آب روان
آن خيال باغ باشد اندر آب ... كه كند از لطف آب آن اضطراب
باغها وميوها اندر دلست ... عكس لطف آن برين آب وكلست
كر نبودى عكس آن سر وسرور ... پس بخواندى ايزدش دار الغرور
اين غرور آنست يعنى اين خيال ... هست از عكس دل جان رجال
جمله مغروران برين عكس آمده ... بر كمانى كين بود جنت كده
مى كريزند از اصول باغها ... بر خيالى ميكنند آن لاغها
چونكه خواب غفلت آيدشان بسر ... راست بينند و چهـ سودست آن نظر
پس بگورستان غريو افتاد واه ... تا قيامت زين غلط وا حسرتاه
اى خنك آنرا كه پيش از مرك مرد ... جان او از اصل اين رز بويى برد
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان قصه صوفى كه در ميان كلستان سر بر زانوى مراقبت نهاده بود إلخ(6/492)
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
[اين حيات لعب ولهو در چشم كسى آيد كه از حياة طيبه وزندكانى مهر خبر ندارد مر او را دوستانند كه زندكانى ايشان امروز بذكر است وبمهر وفردا زندكانى ايشان بمشاهدت بود ومعاينت زندكانى ذكر را ثمره انس است وزندكانى مهر را ثمره فنا ايشانند كه يك طرف ازو محجوب نيند وهيچ محجوب مانند زنده نمانند]
غم كى خورد آنكه شادمانيش تويى ... يا كى ميرد آنكه زندكانيش تويى
فالعاقل لا يضيع العمر العزيز فى الهوى واشتغال الدنيا الدنية الرذيلة بل يسارع فى تحصيل الباقي قال الفضيل رحمه الله لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والآخرة من خزف يبقى لكان ينبغى لنا ان نختار خزفا يبقى على ذهب يفنى كما روى ان سليمان عليه السلام قال لتسبيحة فى صحيفة مؤمن خير مما اوتى ابن داود فانه يذهب والتسبيحة تبقى ولا يبقى مع العبد عند الموت الا ثلاث صفات صفاء القلب اى عن كدورات الدنيا وأنسه بذكر الله وحبه لله ولا يخفى ان صفاء القلب وطهارته عن ادناس الدنيا لا تكون الا مع المعرفة والمعرفة لا تكون الا بدوام الذكر والفكر وخير الاذكار التوحيد فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ متصل بما دل عليه شرح حالهم. والركوب هو الاستعلاء على الشيء المتحرك وهو متعد بنفسه كما فى قوله تعالى (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها) واستعماله هاهنا وفى أمثاله بكلمة فى للايذان بان المركوب فى نفسه من قبيل الامكنة وحركته قسرية غير ارادية. والمعنى ان الكفار على ما وصفوا من الإشراك فاذا ركبوا فى السفينة لتجاراتهم وتصرفاتهم وهاجت الرياح واضطربت الأمواج وخافوا الغرق: وبالفارسية [پس چون نشينند كافران در كشتى وبسبب موج در كرداب اضطراب افتند] دَعَوُا اللَّهَ حال كونهم مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ اى على صورة المخلصين لدينهم من المؤمنين حيث لا يدعون غير الله لعلمهم بانه لا يكشف الشدائد عنهم الا هو وقال فى الاسئلة المقحمة ما معنى الإخلاص فى حق الكافر والإخلاص دون الايمان لا يتصور وجوده والجواب ان المراد به التضرع فى الدعاء عند مسيس الضرورة والإخلاص فى العزم على الإسلام عند النجاة من الغرق ثم العود والرجوع الى الغفلة والإصرار على الكفر بعد كشف الضر ولم يرد الإخلاص الذي هو من ثمرات الايمان انتهى ويدل عليه ما قال عكرمة كان اهل الجاهلية إذا ركبوا البحر حملوا معهم الأصنام فاذا اشتدت بهم الريح القوا تلك الأصنام فى البحر وصاحوا «يا خداى يا خداى» كما فى الوسيط و «يا رب يا رب» كما فى كشف الاسرار فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ البر خلاف البحر وتصور منه التوسع فاشتق منه البر اى التوسع فى فعل الخير كما فى المفردات: والمعنى بالفارسية [پس آن هنكام كه نجات دهد خداى تعالى ايشانرا از بحر وغرق وبرون آرد بسلامت بسوى خشك ودشت] إِذا هُمْ [آنگاه ايشان] يُشْرِكُونَ اى فاجأوا المعاودة الى الشرك. يعنى [باز كردند بعادت خويش] لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ اللام فيه لام كى اى ليكونوا كافرين بشركهم بما آتيناهم من نعمة النجات التي حقها ان يشكروها وَلِيَتَمَتَّعُوا اى ولينتفعوا باجتماعهم على عبادة الأصنام وتوادّهم عليها ويجوز ان تكون لام الأمر(6/493)
فى كليهما ومعناه التهديد والوعيد كما فى اعملوا ما شئتم فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ اى عاقبة ذلك وغائلته حين يرون العذاب وفى التأويلات وبقوله (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ) يشير الى ان الإخلاص تفريغ القلب من كل ما سوى الله والثقة بان لا نفع ولا ضرر الا منه وهذا لا يحصل الا عند نزول البلاء والوقوع فى معرض التلف وورطة الهلاك ولهذا وكل بالأنبياء والأولياء لتخليص الجوهر الإنساني القابل للفيض الإلهي من قيد التعلقات بالكونين والرجوع الى حضرة المكوّن فان الرجوع إليها مركوز فى الجوهر الإنسان لوخلى وطبعه لقوله (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى)
فالفرق بين اخلاص المؤمن واخلاص الكافر بان يكون اخلاص المؤمن مؤيدا بالتأييد الإلهي وانه قد عبد الله مخلصا فى الرخاء قبل نزول البلاء فنال درجة الإخلاص المؤيد من الله بالسر الذي قال تعالى (الإخلاص سر بينى وبين عبدى لا يسعه فيه ملك مقرب ولا نبى مرسل) فلا يتغير فى الشدة والرخاء ولا فى السخط والرضى واخلاص الكافر اخلاص طبيعى قد حصل له عند نزول البلاء وخوف الهلاك بالرجوع الطبيعي غير مؤيد بالتأييد الإلهي
عند خمود التعلقات كراكبى الفلك (دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) دعاء اضطراريا فاجابهم من يجيب المضطر بالنجاة من ورطة الهلاك (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ) وزال الخوف والاضطرار عاد الميشوم الى طبعه (إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) اى ليكون حاصل أمرهم من شقاوتهم ان يكفروا بنعمة الله ليستوجبوا العذاب الشديد (وَلِيَتَمَتَّعُوا) أياما قلائل (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) ان عاقبة أمرهم دوام العقوبة الى الابد انتهى: قال الشيخ سعدى
ره راست بايد نه بالاى راست ... كه كافر هم از روى صورت چوماست
ترا آنكه چشم ودهان داد وكوش ... اگر عاقلى در خلافش مكوش
مكن كردن از شكر منعم مپيچ ... كه روز پسين سز برآرى بهيچ
قال الشيخ الشهير بزروق الفاسى فى شرح حزب البحر اما حكم ركوب البحر من حيث هو فلا خلاف اليوم فى جوازه وان اختلف فيه نظرا لمشقته فهو ممنوع فى احوال خمسة. أولها إذا ادى لترك الفرائض او نقصها فقد قال مالك للذى يميد فلا يصلى الراكب حيث لا يصلى ويل لمن ترك الصلاة. والثاني إذا كان مخوفا بارتجاجه من الغرق فيه فانه لا يجوز ركوبه لانه من الإلقاء الى التهلكة قالوا وذلك من دخول الشمس العقرب الى آخر الشتاء. والثالث إذا خيف فيه الاسر واستهلاك العدو فى النفس والمال لا يجوز ركوبه بخلاف ما إذا كان معه أمن والحكم للمسلمين لقوة يدهم وأخذ رهائنهم وما فى معنى ذلك. والرابع إذا ادى ركوبه الى الدخول تحت أحكامهم والتذلل لهم ومشاهدة منكرهم مع الامن على النفس والمال بالاستئمان منهم وهذه حالة المسلمين اليوم فى الركوب مع اهل الطرائد ونحوهم وقد أجراها بعض الشيوخ على مسألة التجارة لارض الحرب ومشهور المذهب فيها الكراهة وهى من قبيل الجائز وعليه يفهم ركوب ائمة العلماء والصلحاء معهم فى ذلك وكأنهم استخفوا الكراهة فى مقابلة تحصيل الواجب الذي هو الحج وما فى معناه. والخامس إذا خيف بركوبه عورة كركوب المرأة فى مركب صغير لا يقع لها فيه سترها فقد منع مالك(6/494)
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68)
ذلك حتى فى حجها الا ان يختص بموضع ومركب كبير على المشهور. ومن أوراد البحر «الحي القيوم» ويقول عند ركوب السفينة (بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ. وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) فانه أمان من الغرق (أَوَلَمْ يَرَوْا) اى ألم ينظر اهل مكة ولم يشاهدوا أَنَّا جَعَلْنا اى بلدهم حَرَماً محترما آمِناً مصونا من النهب والتعدي سالما اهله آمنا من كل سوء وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ التخطف بالفارسية [ربودن] وحول الشيء جانبه الذي يمكنه ان يتحول اليه اى والحال ان العرب يختلسون ويؤخذون من حولهم قتلا وسبيا إذ كانت العرب حوله فى تغاور وتناهب أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ اى أبعد ظهور الحق الذي لا ريب فيه بالباطل وهو الصنم او الشيطان يؤمنون دون الحق ونقديم الصلة لاظهار شناعة ما فعلوه وكذا فى قوله وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ المستوجبة للشكر يَكْفُرُونَ حيث يشركون به غيره وفى التأويلات النجمية (أَفَبِالْباطِلِ) وهو ما سوى الله من مشارب النفس (يُؤْمِنُونَ) اى يصرفون صدقهم (وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ)
وهى مشاهدة الحق (يَكْفُرُونَ) بان لا يطلبوها انتهى انما فسر الباطل بما سوى الله لان ما خلا الله باطل مجازى اما بطلانه فلكونه عدما فى نفسه واما مجازيته فلكونه مجلى ومرآة للوجود الإضافي واعلم ان الكفر بالله أشد من الكفر بنعمة الله لان الاول لا يفارق الثاني بخلاف العكس والكفار جمعوا بينهما فكانوا اذم وَمَنْ أَظْلَمُ [وكيست ستمكارتر] مِمَّنِ افْتَرى [پيدا كرد از نفس خويش] عَلَى اللَّهِ الأحد الصمد كَذِباً بان زعم ان له شريكا اى هو اظلم من كل ظالم أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ بالرسول او بالقرآن لَمَّا جاءَهُ من غير توقف عنادا ففى لما تسفيه لهم بان لم يتوقفوا ولم يتأملوا قط حين جاءهم بل سارعوا الى التكذيب أول ما سمعوه أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ تقرير لثوائهم فيها اى إقامتهم فان همزة الاستفهام الإنكاري إذا دخلت على النفي صار إيجابا اى لا يستوجبون الاقامة والخلود فى جهنم وقد فعلوا ما فعلوا من الافتراء والتكذيب بالحق الصريح مثل هذا التكذيب الشنيع او انكار واستبعاد لاجترائهم على الافتراء والتكذيب اى ألم يعلموا ان فى جهنم مثوى للكافرين حتى اجترءوا هذه الجراءة وفى التأويلات النجمية (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) بان يرى من نفسه بان له مع الله حالا او وقتا او كشفا او مشاهدة ولم يكن له من ذلك شىء وقالوا إذا فعلوا فاحشة وجدنا عليها آباءنا به يشير الى ان الأباحية واكثر مدعى زماننا هذا إذا صدر منهم شىء على خلاف السنة والشريعة يقولون انا وجدنا مشايخنا عليه والله أمرنا بهذا اى مسلم لنا من الله هذه الحركات لمكانة قربنا الى الله وقوة ولايتنا فانها لا تضر بل تنفعنا وتفيد (أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ) اى بالشريعة وطريقة المشايخ وسيرتهم لما جاءه (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ) النفس (مَثْوىً) محبس (لِلْكافِرِينَ) اى لكافرى نعمة الدين والإسلام والشريعة والطريقة بما يفترون وبما يدعون بلا معنى القيام به كذابين فى دعواهم انتهى: قال الحافظ
مدعى خواست كه آيد بتماشا كه راز ... دست غيب آمد وبر سينه نامحرم زد(6/495)
فالمدعى اجنبى عن الدخول فى حرم المعنى كما ان الأجنبي ممنوع عن الدخول فى حرم السلطان وقال الكمال الخجندي
مدعى نيست محروم دريار ... خادم كعبه بو لهب نبود
فالواجب الاجتناب عن الدعوى والكذب وغيرهما من صفات النفس واكتساب المعنى والصدق ونحوهما من أوصاف القلب: قال الحافظ
طريق صدق بياموز از آب صافى دل ... براستى طلب آزاد كى چوسرو چمن
- حكى- عن ابراهيم الخواص رحمه الله انه كان إذا أراد سفرا لم يعلم أحدا ولم يذكره وانما يأخذ ركوته ويمشى قال حامد الأسوار فبينما نحن معه فى مسجده تناول ركوته ومشى فاتبعته فلما وافينا القادسية قال لى يا حامد الى اين قلت يا سيدى خرجت لخروجك قال انا أريد مكة ان شاء الله تعالى قلت وانا أريد ان شاء الله مكة فلما كان بعد ايام إذا بشاب قد انضم إلينا فمشى معنا يوما وليلة لا يسجد لله تعالى سجدة فعرفت ابراهيم فقلت ان هذا الغلام لا يصلى فجلس وقال يا غلام مالك لا تصلى والصلاة أوجب عليك من الحج فقال يا شيخ
ما علىّ صلاة قال ألست مسلما قال لا قال فأى شىء أنت قال نصرانى ولكن اشارتى فى النصرانية الى التوكل وادعت نفسى انها قد أحكمت حال التوكل فلم أصدقها فيما ادعت حتى أخرجتها الى هذه الفلاة التي ليس فيها موجود غير المعبود اثير ساكنى وامتحن خاطرى فقام ابراهيم ومشى وقال دعه يكون معك فلم يزل يسايرنا حتى وافينا بطن مرو فقام ابراهيم ونزع خلقانه فطهرها بالماء ثم جلس وقال له ما اسمك قال عبد المسيح فقال يا عبد المسيح هذا دهليز مكة يعنى الحرم وقد حرم الله على امثالك الدخول اليه قال الله تعالى (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا) والذي أردت ان تستكشف من نفسك قد بان لك فاحذر ان تدخل مكة فان رأيناك بمكة أنكرنا عليك قال حامد فتركناه ودخلنا مكة وخرجنا الى الموقف فبينما نحن جلوس بعرفات إذا به قد اقبل عليه ثوبان وهو محرم يتصفح الوجوه حتى وقف علينا فاكب على ابراهيم يقبل رأسه فقال له ما الحال يا عبد المسيح فقال له هيهات انا اليوم عبد من المسيح عبده فقال له ابراهيم حدثنى حديثك قال جلست مكانى حتى أقبلت قافلة الحاج فقمت وتنكرت فى زى المسلمين كأنى محرم فساعة وقعت عينى على الكعبة اضمحل عندى كل دين سوى دين الإسلام فاسلمت واغتسلت وأحرمت فها انا أطلبك يومى فالتفت الى ابراهيم وقال يا حامد انظر الى بركة الصدق فى النصرانية كيف هداه الى الإسلام ثم صحبنا حتى مات بين الفقراء رحمه الله تعالى يقول الفقير أصلحه الله القدير فى هذه الحكاية إشارات. منها كما ان حرم الكعبة لا يدخله مشرك متلوث بلوث الشرك كذلك حرم القلب لا يدخله مدع متلوث بلوث الدعوى. ومنها ان النصراني المذكور صحب ابراهيم أياما فى طريق الصورة فلم يضيعه الله حيث هداه الى الصحبة به فى طريق المعنى. ومنها ان صدقه فى طريقه ادّاه الى ان آمن بالله وكفر بالباطل. ومنها ان من كان نظره صحيحا فاذا شاهد شيأ من شواهد الحق يستدل به على الحق ولا يكذب بآيات(6/496)
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
ربه كما وقع للنصرانى المذكور حين رأى الكعبة التي هى صورة سر الذات وكما وقع لعبد الله ابن سلام فانه حين رأى النبي عليه السلام آمن وقال عرفت انه ليس بوجه كذاب نسأل الله حقيقة الصدق والإخلاص والتمتع بثمرات اهل الاختصاص وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا الجهاد والمجاهدة استفراغ الوسع فى مدافعة العدو اى جدوا وبذلوا وسعهم فى شأننا وحقنا ولو جهنا خالصا. واطلق المجاهدة ليعم جهاد الأعداء الظاهرة والباطنة اما الاول فكجهاد الكفار المحاربين واما الثاني فكجهاد النفس والشيطان وفى الحديث (جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم) ويكون الجهاد باليد واللسان كما قال عليه السلام (جاهدوا الكفار بايديكم والسنتكم) اى بما يسوءهم من الكلام كالهجو ونحوه قال ابن عطاء المجاهدة صدق الافتقار الى الله بالانقطاع عن كل ما سواه وقال عبد الله بن المبارك المجاهدة علم ادب الخدمة فان ادب الخدمة أعز من الخدمة وفى الكواشي المجاهدة غض البصر وحفظ اللسان وخطرات القلب ويجمعها الخروج عن العادات البشرية انتهى فيدخل فيها الغرض والقصد لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا الهداية الدلالة الى ما يوصل الى المطلوب. والسبل جمع سبيل وهو من الطرق ما هو معتاد السلوك ويلزمه السهولة ولهذا قال الامام الراغب السبيل الطريق الذي فيه سهولة انتهى. وانما جمع لان الطريق الى الله بعدد أنفاس الخلائق والمعنى سبل السير إلينا والوصول الى جنابنا وقال ابن عباس رضى الله عنهما يريد المهاجرين والأنصار اى والذين جاهدوا المشركين وقاتلوهم فى نصرة ديننا لنهدينهم سبل الشهادة والمغفرة والرضوان وقال بعضهم معنى الهداية هاهنا التثبيت عليها والزيادة فيها فانه تعالى يزيد المجاهدين هداية كما يزيد الكافرين ضلالة فالمعنى لنزيدنهم هداية الى سبل الخير وتوفيقا لسلوكها كقوله تعالى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) وفى الحديث (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم) وفى الحديث (من أخلص لله أربعين صباحا انفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) وقال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله والذين جاهدوا فى اقامة السنة لنهدينهم سبيل الجنة ثم قيل مثل السنة فى الدنيا كمثل الجنة فى العقبى من دخل الجنة فى العقبى سلم كذلك من لزم السنة فى الدنيا سلم ويقال والذين جاهدوا بالتوبة لنهدينهم الى الإخلاص. والذين جاهدوا فى طلب العلم لنهدينهم الى طريق العمل به. والذين جاهدوا فى رضانا لنهدينهم الى الوصول الى محل الرضوان. والذين جاهدوا فى خدمتنا لنفتحن عليهم سبل المناجاة معنا والانس بنا والمشاهدة لنا. والذين اشغلوا ظواهرهم بالوظائف أوصلنا الى أسرارهم اللطائف والعجب ممن يعجز عن ظاهره ويطمع فى باطنه ومن لم يكن أوائل حاله المجاهدة كانت أوقاته موصولة بالأماني ويكون حظه البعد من حيث يأمل القرب والحاصل انه بقدر الجد تكتسب المعالي فمن جاهد بالشريعة وصل الى الجنة ومن جاهد بالطريقة وصل الى الهدى ومن جاهد بالمعرفة والانفصال عما سوى الله وصل الى العين واللقاء. ومن تقدمت مجاهدته على مشاهدته كما دلت الآية عليه صار مريدا مرادا وسالكا مجذوبا وهو أعلى درجة ممن تقدمت مشاهدته على مجاهدته وصار مرادا مريدا ومجذوبا سالكا لان سلوكه على وفق العادة الالهية ولانه متمكن(6/497)
هاضم بخلاف الثاني فانه متلون مغلوب وربما تكون مفاجاة الكشف من غير ان يكون المحل متهيئا له سببا للالحاد والجنون والعياذ بالله تعالى وفى التأويلات (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) اى سبيل وجداننا كما قال (ألا من طلبنى وجدنى ومن تقرب الىّ شبرا تقربت اليه ذراعا) قال الكاشفى در ترجمه بعضى از كلمات زبور آمده
انا المطلوب فاطلبنى تجدنى ... انا المقصود فاطلبنى تجدنى
اگر در جست وجوى من شتابد ... مراد خود بزودى باز يابد
وفى المثنوى
كر كران وكر شتابنده بود ... آنكه جوينده است يابنده بود «1»
در طلب زن دائما تو هر دو دست ... كه طلب در راه نيكو رهبرست
قالت المشايخ المجاهدات تورث المشاهدات ولو قال قائل للبراهمة والفلاسفة انهم يجاهدون النفس حق جهادها ولا تورث لهم المشاهدة قلنا لانهم قاموا بالمجاهدات فجاهدوا وتركوا الشرط الأعظم منها وهو قوله فينا اى خالصا لنا وهم جاهدوا فى الهوى والدنيا والخلق والرياء والسمعة والشهرة وطلب الرياسة والعلو فى الأرض والتكبر على خلق الله فاما من جاهد فى الله جاهد اولا بترك المحرمات ثم بترك الشبهات ثم بترك الفضلات ثم بقطع التعلقات تزكية للنفس ثم بالتنقى عن شواغل القلب على جميع الأوقات وتخليته عن الأوصاف المذمومات تصفية للقلب ثم بترك الالتفات الى الكونين وقطع الطمع عن الدارين تحلية للروح فالذين جاهدوا فى قطع النظر عن الأغيار بالانقطاع والانفصال لنهدينهم سبلنا بالوصول والوصال واعلم ان الهداية على نوعين هداية تتعلق بالمواهب وهداية تتعلق بالمكاسب فالتى تتعلق بالمواهب فمن هبة الله وهى سابقة والتي تتعلق بالمكاسب فمن كسب العبد وهى مسبوقة ففى قوله تعالى (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا) اشارة الى ان الهداية الموهبية سابقة على جهد العبد وجهده ثمرة ذلك البذر فلو لم يكن بذر الهداية الموهبية مزروعا بنظر العناية فى ارض طينة العبد لما نبتت فيها خضرة الجهد ولو لم يكن المزروع مربى جهد العبد لما اثمر بثمار الهداية المكتسبية: قال الحافظ
قومى بجد وجهد نهادند وصل دوست ... قومى دكر حواله بتقدير ميكنند
قال بعض الكبار النبوة والرسالة كالسلطنة اختصاص الهى لا مدخل لكسب العبد فيها واما الولاية كالوزارة فلكسب العبد مدخل فيها فكما تمكن الوزارة بالكسب كذلك تمكن الولاية بالكسب وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ بمعية النصرة والاعانة والعصمة فى الدنيا والثواب والمغفرة فى العقبى وفى التأويلات النجمية لمع المحسنين الذين يعبدون الله كأنهم يرونه وفى كشف الاسرار (جاهَدُوا) [درين موضع سه منزل است. يكى جهاد اندر باطن با هوا ونفس. ديگر جهاد بظاهر اعداى دين وكفار زمين. ديكر اجتهاد باقامت حجت وطلب حق وكشف شبهت باشد مر آنرا اجتهاد كويند وهر چهـ اندر باطن بود اندر رعايت عهد الهى مر آنرا جهد كويند اين (جاهَدُوا فِينا) بيان هر سه حالست او كه بظاهر جهاد كند
__________
(1) در أوائل دفتر سوم در بيان حكايت ماركيرى كه اژدهاى افسرده مرده پنداشت إلخ(6/498)
رحمت نصيب وى او كه باجتهاد بود عصمت بهره وى او كه اندر نعمت جهد بود كرامت وصل نصيب وى وشرط هر سه كس آنست كه آن جهد فى الله بود تا در هدايت خلعت وى بود آنكه كفت (وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) چون هدايت دادم من با وى باشم روى با من بود زبان حال بنده ميكويد الهى بعنايت هدايت دادى بمعونت زرع خدمت رويانيدى به پيغام آب قبول دادى بنظر خويش ميوه محبت ووفا رسانيدى اكنون سزد كه سموم مكر از ان باز دارى وبنايى كه خود افراشته بجرم ما خراب نكنى الهى تو ضعيفانرا پناهى قاصدانرا بر سر راهى واجدان را كواهى چهـ بود كه افزايى ونكاهى]
روضه روح من رضاى تو باد ... قبله كاهم در سراى تو باد
سرمه ديده جهان بينم ... تا بود كرد خاكپاى تو باد
كر همه راى تو فناى منست ... كار من بر مراد راى تو باد
شد دلم ذره وار در هوست ... دائم اين ذره در هواى تو باد
انتهى ما فى كشف الاسرار لحضرة الشيخ رشيد الدين اليزدي قدس سره هذا آخر ما أودعت فى المجلد الثاني من التفسير الموسوم به «روح البيان» من جواهر المعاني ونظمت فى سلكه من فوائد العبارة والاشارة والإلهام الرباني وسيحمده أولوا الألباب ان شاء الله الوهاب ووقع الإتمام بعون الملك الصمد وقت الضحوة الكبرى من يوم الأحد وهو العشر السابع من الثلث الثاني من السدس الخامس من النصف الاول من العشر التاسع من العشر الاول من العقد الثاني من الالف الثاني من الهجرة النبوية على صاحبها الف الف تحية وقلت بالفارسية
چوز هجرت كذشت بى كم وكاست ... نه وصد سال يعنى بعد هزار
آخر فصل خزان شد موسم ... كه نماند ورقى از كلزار
در جماداى نخستين آخر ... بلبل خامه دم كرفت از زار
به نهايت رسيد جلد دوم ... شد بتاريك روز اين بازار
جد وجهدى كه اوفتاده درين ... شد بنوك قلم حقىء زار
تمت الجلد السادس ويليه الجلد السابع ان شاء الله تعالى اوله سورة الروم(6/499)
الجزء السابع
من تفسير روح البيان بسم الله الرحمن الرحيم هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ الحمد لله الذي انزل القرآن تبيانا لكل شىء وهدى فانه لم يكن من شأنه ان يترك الإنسان سدى ونظمه فى عقد الحفظ تنويرا للصدور وتزيينا للنحور معجزة باقية على ممر الزمان والدهور والصلاة والسلام على من اوتى جوامع الكلم من بين الأنبياء والرسل وروعى بنفث الروع الذي هو ألذ النزل وعلى آله وأصحابه مجتلى ربيع القلوب الذي هو حضرة القرآن ومن تبعهم من العرب والعجم والروم وسائر اصناف الإنسان (وبعد) فان الملك القدير منّ على عبده الفقير الشيخ إسماعيل حقى نزيل بلدة بروسا صينت عن المكاره والبؤسى فضحك بمداد إمداده وجوه القراطيس وتبسم بأزهار فيضه جمال الكراريس حتى جاء المجلد الثاني محتاجا فى الوصول الى غاية الأمر الى برهة من الزمان وتنفس من العمر مع ما يكنفه من استجماع الشرائط وارتفاع الموانع لا سيما الامداد الملكوتي والفيض الجبروتى الجامع فاسأل الله تعالى عناق هذه الامنية قبل ادراك المنية وان يصرف عنى يد مصارعة الحوادث الملقية على التراب وكف مصادمة النوائب الداعية الى الهدم والحراب مع انى أقول متى أصبح وأمسى ويومى خير من امسى وقددنا من أم الدنيا الفطام والفصال وحان انقطاع الاعصاب والأوصال ولم يبق من عمر الإنسان من حيث اقتراب الزمان إلا صبابة كصبابة المساء وبقية الإناء لكن الله إذا أراد شيأ هيأ أسبابه وفتح بيد التسهيل بابه فهو المرجو فى كل دعاء ومنه حصول كل رجاء
يا رب از ابر هدايت برسان بارانى ... پيشتر زانكه چوكردى ز ميان برخيزم(7/2)
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
تفسير سورة الروم
مكية إلا قوله (فَسُبْحانَ اللَّهِ) وآيها ستون
بسم الله الرحمن الرحيم الم [ابو الجوزاء از ابن عباس رضى الله عنهما نقل كرده كه حروف مقطعه آيت ربانيه اند هر حرفى اشارت است بصفتى كه حق را بدان ثنا كويند چنانكه الف ازين كلمه كنايتست از الوهيت ولام از لطف وميم از ملك وكفته اند الف اشارت باسم الله است ولام بلام جبريل وميم باسم محمد. يعنى الله جل جلاله بواسطه جبرائيل عليه السلام وحي فرستاد بحضرت محمد صلى الله عليه وسلم] وفى التأويلات النجمية يشير بالألف الى الفة طبع المؤمنين بعضهم ببعض وباللام يشير الى لؤم طبع الكافرين وبالميم الى مغفرة رب العالمين فبالمجموع يشير الى ان الفة المؤمنين لما كانت من كرم الله وفضله بان الله الف بين قلوبهم انتهت الى غاية حصلت الفة ما بينهم وبين اهل الكتاب إذ كانوا يوما ما من اهل الايمان وان كانوا اليوم خالين عن ذلك وان لؤم الكافرين لما كان جبليا لهم غلب عليهم حتى انهم من لؤم طبعهم يعادى بعضهم بعضا كمعاداة اهل الروم واهل فارس مع جنسيتهم فى الكفر وكانوا مختلفين فى الالفة متفقين على العداوة وقتل بعضهم بعضا وان مغفرة رب العالمين لما كانت من كرمه العميم وإحسانه القديم انتهت الى غاية سلمت الفريقين ليتوب على العاتي من الحزبين ويعم للطائفتين خطاب ان الله يغفر الذنوب جميعا انتهى وفى كشف الاسرار الم الف بلايانا من عرف كبريانا ولزم بابنا من شهد جمالنا ومكن من قربتنا من اقام على خدمتنا [اى جوانمرد دل با توحيد او سپار وجان با عشق ومحبت او پر دار وبغير او التفات مكن هر كه بغير او باز نكرد تيغ غيرت دمار از جان او بر آرد وهر كه از بلاي او بنالد دعوى دوستى درست نيايد مردى بود در عهد پيشين مهترى از سلاطين دين او را عامر بن القيس ميكفتند چنين مى آيد كه در نماز نافله پايهاى او خون سياه بگرفت كفتند پايها ببر تا اين فساد زيادت نشود كفت پسر عبد القيس كه باشد كه او را بر اختيار حق اختياري بود پس چون در فرائض ونوافل وى خلل آمد روى سوى آسمان كرد كفت پادشاها كر چهـ طاقت بلا دارم طاقت باز ماندن از خدمت نمى آرم پاى مى برم تا از خدمت باز نمانم آنكه كفت كسى را بخوانيد تا آيتي از قرآن برخواند چون بينيد كه در وجد وسماع حال بر ما بگردد شما بر كار خود مشغول باشيد پايها از وى جدا كردند وداغ نهادند وآن مهتر در وجد وسماع آن چنان رفته بود كه از ان ألم خبر نداشت پس چون مقرى خاموش شد وشيخ بحال خود باز آمد كفت اين پاى بريده بطلا بشوييد وبمشك وكافور معطر كنيد كه بر دركاه خدمت هركز بر بى وفايى كامى ننهاده است] يقول الفقير الالف من الم اشارة الى عالم الأمر الذي هو المبدأ لجميع التعينات واللام اشارة الى عالم الأرواح الذي هو الوسط بين الوجوديات والميم اشارة الى عالم الملك الذي هو آخر التنزلات والاسترسالات. فكما ان فعل بالنسبة الى اهل النحو مشتمل على حروف المخارج الثلاثة التي هى الحلق والوسط والفم. فكذا الم بالاضافة الى اهل المحو محتو على حروف المراتب(7/3)
غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)
الثلاث التي هى الجبروت والملكوت والملك وفرق بين كلمتيها اللفظيتين كما بين كلمتيها المعنويتين إذ كلمة اهل المحو مستوية مرثية وكلمة اهل النحو منحية غير مرتبة ثم اسرار الحروف المقطعة والمتشابهات القرآنية مما ينكشف لاهل الله بعد الوصول الى غاية المراتب وان كان بعض لوازمها قد يحصل لاهل الوسط ايضا فلا يطمع فى حقائقها من توغل فى الرسوم واشتغل بالعلوم عن المعلوم نسأل الله تعالى ان ينجينا من ورطات العلاقات الوجودية المانعة عن الأمور الشهودية غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ الغلبة القهر كما فى المفردات والاستعلاء على القرن بما يبطل مقاومته فى الحرب كما فى كشف الاسرار. والروم تارة يقال للصنف المعروف وتارة لجمع رومى كفارسى وفرس وهم بنوا روم بن عيص بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام والروم الاول منهم بنوا روم بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام. والفرس بسكون الراء قوم معروفون نسبوا الى فارس بن سام بن نوح. وادنى الفه منقلبة عن واو لانه من دنا يدنو وهو يتصرف على وجوه فتارة يعبر به عن الأقل والأصغر فيقابل بالأكثر والأكبر وتارة عن الأحقر والأذل فيقابل بالأعلى والأفضل وتارة عن الاول فيقابل بالآخر وتارة عن الأقرب فيقابل بالابعد وهو المراد فى هذا المقام اى اقرب ارض العرب من الروم إذ هي الأرض المعهودة عندهم وهى أطراف الشام او فى اقرب ارض الروم من العرب على ان اللام عوض عن المضاف اليه وهى ارض جزيرة ما بين دجلة والفرات. والمعنى بالفارسية [مغلوب شدند روميان يعنى فارسيان بر ايشان غلب بردند در نزديكترين زمين كه عرب را باشد نسبت بزمين روم] وكان ملك الفرس يوم الغلبة أبرويز بن هرمز بن انو شروان بن قباذ صاحب شيرين وهو المعروف بخسرو وتفسير أبرويز بالعربية مظفر وتفسير انو شروان مجدد الملك وآخر ملوك الفرس الذي قتل فى زمن عثمان رضى الله عنه هو يزدجرد بن شهريار بن أبرويز المذكور وكان ملك الروم هرقل كسبحل وزبرج وهو أول من ضرب الدنانير وأول من أحدث البيعة قيل فارس والروم قريش العجم وفى الحديث (لو كان الايمان معلقا بالثريا لناله اصحاب فارس) - روى- ان النبي عليه السلام كتب الى قيصر ملك الروم يدعوه الى الإسلام فقرأ كتابه ووضعه على عينيه ورأسه وختمه بخاتمه ثم أوثقه على صدره ثم كتب جواب كتابه انا نشهد انك نبى ولكنا لا نستطيع ان نترك الدين القديم الذي اصطفاه الله لعيسى عليه السلام فعجب النبي عليه السلام فقال (لقد ثبت ملكهم الى يوم القيامة ابدا) وقال لفارس (نطحة او نطحتان ثم لا فارس بعدها) والروم ذات قرون كلما ذهب قرن خلف قرن هيهات الى آخر الابد كما فى كشف الاسرار واما قوله (إذا هلك قيصر لا قيصر بعده) فمعناه إذا زال ملكه عن الشام لا يخلفه فيه أحد وكان كذلك لم يبق الا ببلاد الروم كما فى انسان العيون وكتب الى كسرى ملك فارس وهو خسرو المذكور وكسرى معرب خسرو فمزق كتابه ورجع الرسول بعد ما أراد قتله فدعا عليه النبي عليه السلام ان يمزق كل ممزق فمزق الله ملكهم فلا ملك لهم ابدا وَهُمْ اى الروم مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ اى من بعد مغلوبيتهم على يد فارس فهو من اضافة المصدر الى المفعول والفاعل متروك والأصل بعد غلبة فارس إياهم(7/4)
فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
والغلب والغلبة كلاهما مصدر سَيَغْلِبُونَ سيغلبون فارس فِي بِضْعِ سِنِينَ البضع بالفتح قطع اللحم وبالكسر المنقطع عن العشرة ويقال ذلك لما بين الثلاث الى العشر وقيل بل هو فوق الخمس دون العشر وفى القاموس ما بين الثلاث الى التسع وفى كشف الاسرار البضع اسم للثلاث والخمس والسبع والتسع وفى تفسير المناسبات وذلك من ادنى العدد لانه فى المرتبة الاولى وهو مرتبة الآحاد وعبر بالبضع ولم يعين ابقاء للعباد فى ربقة نوع من الجهل تعجيز الهم انتهى [كفته اند كه ملك فارس يعنى خسرو پرويز شهريار وفرخان را كه دو امير وى بودند ودو برادر با لشكر كران فرستاد وملك روم يعنى هرقل چون خبر يافت از توجه عسكر فارس خنس نام اميرش مهتر كرد بر لشكر خويش وفرستاد هر دو لشكر بأزرعات بهم رسيدند] وهى ادنى الشام الى ارض العرب والعجم فغلب الفرس على الروم وأخذوا من أيديهم بعض بلادهم وبلغ الخبر مكة ففرح المشركون وشمتوا بالمسلمين وقالوا أنتم والنصارى اهل كتاب ونحن وفارس أميون لان فارس كانوا مجوسا وقد ظهر إخواننا على إخوانكم فلنظهرن عليكم فشق ذلك على المسلين واغتموا فانزل الله الآية واخبر ان الأمر يكون على غير ما زعموا فقال ابو بكر رضى الله عنه للمشركين لا يقرّنّ الله أعينكم فو الله ليظهرن الروم على فارس بعد بضع سنين فقال أبيّ بن خلف اللعين كذبت اجعل بيننا أجلا اناحبك عليه والمناحبة المخاطرة فناحبه على عشرة ناقة شابة من كل واحد منهما: يعنى [ضمان از يكديكر بستند هر آن يكى كه راست كوى بود آن ده شتر بستاند از ان ديكر] وجعلا الاجل ثلاث سنين فاخبر ابو بكر رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال البضع ما بين الثلاث الى التسع فزايده فى الخطر وماده فى الاجل فجعلاهما مائة ناقة الى تسع سنين فلما خشى ابى ان يخرج ابو بكر مهاجرا الى المدينة أتاه فلزمه فكفل له عبد الرحمن ابن ابى بكر رضى الله عنهما فلما أراد ابى ان يخرج الى أحد أتاه محمد بن ابى بكر رضى الله عنهما ولزمه فاعطاه كفيلا ثم خرج الى أحد ومات ابى من جرح برمح رسول الله بعد قفوله اى رجوعه من أحد وظهرت الروم على فارس عند رأس سبع سنين [وآن چنان بود كه چون شهريار وفرخان بر بعضى بلاد روم مستولى كشتند پرويز بغمازئ ارباب غرض بر دو برادر متغير كشت وخواستند كه يكى را بدست ديكر هلاك كند وهر دو بر صورت حال واقف شده كيفيت بقيصر روم عرضه كردند ودين ترسايى اختيار نمودند سپهدار لشكر روم شدند وفارسيانرا مغلوب ساخته بعضى از بلاد ايشان بگرفتند وشهرستان روميه آنكه بنا كردند] ووقع ذلك يوم الحديبية وفى الوسيط فجاءه جبريل بهزيمة فارس وظهور الروم عليهم ووافق ذلك يوم بدر انتهى وأخذ ابو بكر الخطر من ورثة ابى فجاء به رسول الله فقال تصدق به [ابو بكر رضى الله عنه آن همه بصدقه بداد بفرمان رسول] وكان ذلك قبل تحريم القمار بقوله تعالى (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ) والقمار ان يشترط أحد المتلاعبين فى اللعب أخذ شىء من صاحبه ان غلب عليه والتفصيل فى كراهية الفقه والآية من دلائل النبوة لانها اخبار عن الغيب ثم ان القراءة المذكورة(7/5)
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)
هى القراءة المشهورة ويجوز ان يكون غلبت على البناء للفاعل على ان الضمير لفارس والروم مفعوله اى غلبت فارس الروم وهم اى فارس من بعد غلبهم للروم سيغلبون على البناء للمفعول اى يكونون مغلوبين فى أيدي الروم ويجوز ان يكون الروم فاعل غلبت على البناء للفاعل اى غلبت الروم اهل فارس وهم اى الروم بعد غلبهم سيغلبون على المجهول اى يكونون مغلوبين فى أيدي المسلمين فكان ذلك فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه غلبهم على بلاد الشام واستخرج بيت المقدس لما فتح على يد عمر رضى الله عنه فى سنة خمس عشرة اوست عشرة من الهجرة واستمر بايدى المسلمين اربعمائة سنة وسبعا وسبعين سنة ثم تغلب عليه الفرنج واستولوا عليه فى شعبان سنة اثنتين وتسعين واربعمائة من الهجرة واستمر بايديهم احدى وتسعين سنة الى ان فتحه الله على يد الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب فى يوم الجمعة سابع عشر رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فامتدحه القاضي محيى الدين بن البركى قاضى دمشق بقصيدة منها
فتوحكم حلبا بالسيف فى صفر ... مبشر بفتوح القدس فى رجب
فكان كما قال وفتح القدس فى رجب كما تقدم فقيل له من اين لك هذا فقال أخذته من تفسير ابن مرجان فى قوله تعالى (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) وكان الامام ابو الحكم بن مرجان الأندلسي قد صنف تفسيره المذكور فى سنة عشرين وخمسمائة وبيت المقدس يومئذ بيد الافرنج لعنهم الله تعالى واستخرج الشيخ سعد الدين الحموي من قوله تعالى (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) مغلوبية الروم سنة ثمانمائة فغلب تيمور على الروم يقول الفقير لا يزال ظهور الغالبية او المغلوبية فى البضع سواء كان باعتبار المآت او باعتبار الآحاد وقد غلب اهل الإسلام مرة فى تسع وثمانين بعد الالف كما أشار اليه غالبون المفهوم من سيغلبون وغلبهم الكفار فى السابعة والتسعين بعد الالف على ما أشار اليه ادنى الأرض يقال ما من حادثة الا إليها اشارة فى كتاب الله بطريق علم الحروف ولا تنكشف الا لاهله قال على كرم الله وجهه
العلم بالحرف سر الله يدركه ... من كان بالكشف والتحقيق متصفا
لِلَّهِ وحده الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ اى فى أول الوقتين وفى آخرهما حين غلبوا وحين يغلبون كأنه قيل من قبل كونهم غالبين وهو وقت كونهم مغلوبين ومن بعد كونهم مغلوبين وهو وقت كونهم غالبين. والمعنى ان كلا من كونهم مغلوبين اولا وغالبين آخرا ليس الا بامر الله وقضائه وتلك الأيام نداولها بين الناس وَيَوْمَئِذٍ اى يوم إذ يغلب الروم على فارس ويحل ما وعده الله تعالى من غلبتهم يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ [شاد خواهند شدن مؤمنان] قال الراغب الفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة واكثر ما يكون ذلك فى اللذات البدنية الدنيوية ولم يرخص فى الفرح الا فى قوله فبذلك فليفر حوا وقوله ويومئذ يفرح المؤمنون بِنَصْرِ اللَّهِ اى بتغليب من له كتاب على من لا كتاب له وغيظ من شمت بهم من كفار مكة وكون ذلك من دلائل غلبة المؤمنين على الكفرة فالنصرة فى الحقيقة لكونها منصبا شريفا ليست الا للمؤمنين وقال بعضهم يفرح المؤمنون بقتل الكفار بعضهم(7/6)
وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)
بعضا لما فيه من كسر شوكتهم وتقليل عددهم لا بظهور الكفار كما يفرح بقتل الظالمين بعضهم بعضا وفى كشف الاسرار. اليوم ترح وغدا فرح. اليوم عبرة وغدا خبرة. اليوم أسف وغدا لطف. اليوم بكاء وغدا لقاء [هر چند كه دوستانرا امروز درين سراى بلا وعنا همه در دست واندوه همه حسرت وسوز اما آن اندوه وسوز را بجان ودل خريدار آيد وهر چهـ معلوم ايشانست فداى آن درد مى كنند. چنانكه آن جوانمرد كفته اكنون بارى بنقدى دردى دارم كه آن درد بصد هزار درمان ندهم داود پيغمبر عليه السلام چون آن زلت صغيره از وى برفت واز حق بدو عتاب آمد تا زنده بود سر بر آسمان نداشت ويكساعت از تضرع نياسود با اين همه ميكفت الهى خوش معجونى كه اينست وخوش دردى كه اينست الهى تخمى ازين كريه واندوه در سينه من إ تا هركز ازين درد خالى نباشم. اى مسكين تو هميشه بى درد بوده از سوز درد زدكان خبر ندارى از ان كريه پر شادى واز ان خنده پر اندوه نشانى نديده]
من كريه بخنده درهمى پيوندم ... پنهان كريم وبآشكارا خندم
اى دوست كمان مبر كه من خرسندم ... آگاه نه كه من نيازمندم
يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ ان ينصره من ضعيف وقوى من عباده استئناف مقرر لمضمون قوله تعالى (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) وَهُوَ الْعَزِيزُ المبالغ فى العزة والغلبة فلا يعجزه من يشاء ان ينصر عليه كائنا من كان الرَّحِيمُ المبالغ فى الرحمة فينصر من يشاء ان ينصره أي فريق كان او لا يعز من عادى ولا يذل من والى كما فى المناسبات وهو محمول على ان المراد بالنصر نصر المؤمنين على المشركين فى غزوة بدر كما أشير اليه من الوسيط وفى الإرشاد المراد من الرحمة هى الرحمة الدنيوية اما على القراءة المشهورة فظاهر لان كلا الفريقين لا يستحق الرحمة الدنيوية واما على القراءة الاخيرة فلان المسلمين وان كانوا مستحقين لها لكن المراد بها نصرهم الذي هو من آثار الرحمة الدنيوية وتقديم وصف العزة لتقدمه فى الاعتبار وَعْدَ اللَّهِ مصدر مؤكد لنفسه لان ما قبله وهو ويومئذ إلخ فى معنى الوعد إذ الوعد هو الاخبار بايقاع شىء نافع قبل وقوعه وقوله ويومئذ إلخ من هذا القبيل ومثل هذا المصدر يجب حذف عامله والتقدير وعد الله وعدا يعنى انظروا وعد الله ثم استأنف تقرير معنى المصدر فقال لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ لا هذا الذي فى امر الروم ولا غيره مما يتعلق بالدنيا والآخرة لاستحالة الكذب عليه سبحانه وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ وهم المشركون واهل الاضطراب لا يَعْلَمُونَ صحة وعده لجهلهم وعدم تفكرهم فى شئون الله تعالى يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وهو ما يشاهدونه من زخارفها وملاذها وسائر أحوالها الموافقة لشهواتهم الملائمة لاهوائهم المستدعية لانهما كهم فيها وعكوفهم عليها وتنكير ظاهرا للتحقير والتخسيس اى يعلمون ظاهرا حقيرا خسيسا من الدنيا قال الحسن كان الرجل منهم يأخذ درهما ويقول وزنه كذا ولا يخطىء وكذا يعرف رداءته بالنقد وقال الضحاك يعلمون بنيان قصورها وتشقيق أنهارها وغرس أشجارها ولا فرق بين(7/7)
عدم العلم وبين العلم المقصور على الدنيا وفى التيسير قوله (لا يَعْلَمُونَ) نفى للعلم بامور الدين وقوله (يَعْلَمُونَ) اثبات للعلم بامور الدنيا فلا تناقض لان الاول نفى الانتفاع بالعلم بما ينبغى والثاني صرف العلم الى ما لا ينبغى ومن العلم القاصر ان يهيىء الإنسان امور شتائه فى صيفه وامور صيفه فى شتائه وهو لا يتيقن بوصوله الى ذلك الوقت ويقصر فى الدنيا فى إصلاح امور معاده ولا بدله منها وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ التي هى الغاية القصوى والمطلب الأسنى هُمْ غافِلُونَ لا يخطرونها بالبال ولا يدركون من الدنيا ما يؤدى الى معرفتها من أحوالها ولا يتفكرون فيها. وهم الثانية تكرير للاولى للتأكيد يفيد انهم معدن الغفلة عن الآخرة او مبتدأ وغافلون خبره والجملة خبر للاولى وفى الآية تشبيه لاهل الغفلة بالبهائم المقصور إدراكاتها من الدنيا على الظواهر الحسية دون أحوالها التي هى من مبادى العلم بامور الآخرة وغفلة المؤمنين بترك الاستعداد لها وغفلة الكافرين بالجحود بها قال بعضهم من كان عن الآخرة غافلا كان عن الله اغفل ومن كان عن الله غافلا فقد سقط عن درجات المتعبدين [در خبر است كه فردا در انجمن رستاخيز وعرصه عظمى دنيا را بيارند بصورت پيره زنى آراسته كويد بار خدايا امروز مرا جزاى كمتر بنده كن از بندگان خود از دركاه عزت وجناب جبروت فرمان آيد كه اى ناچيز خسيس من راضى نباشم كه كمترين بنده از بندگان خود را با چون تو جزاى وى دهم آنكه كويد «كونى ترابا» يعنى خاك كرد ونيست شو چنان نيست شود كه هيچ جاى پديد نيايد. وكفته اند طالبان دنيا سه كروه اند. كروهى در دنيا از وجه حرام كرد كنند چون دست رسد بغصب وقهر بخود مى كشند واز سرانجام وعاقبت آن نينديشند كه ايشان اهل عقابند وسزاى عذاب مصطفى عليه السلام كفت كسى كه در دنيا حلال جمع كند از بهر تفاخر وتكاثر تا كردن كشد وبر مردم تطاول جوايد رب العزه از وى اعراض كند ودر قيامت با وى بخشم بود او كه در دنيا حلال جمع كرد بر نيت تفاخر حالش اينست پس او كه حرام طلب كند وحرام كيرد وخورد حالش خود چون بود. كروه دوم دنيا بدست آرند از وجه مباح چون كسب وتجارات و چون معاملات ايشان اهل
حسابند در مشيت حق در خبرست كه (من نوقش فى الحساب عذب) . كروه سوم از دنيا بسد جوعت وستر عورت قناعت كنند مصطفى عليه السلام (ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال بيت يكنه وثوب يوارى عورته وجرف الخبز والماء) يعنى از كسر الخبز ايشانرا نه حسابست ونه عتاب ايشانند كه چون سر از خاك بركنند رويهاى ايشان چون ماه چهارده بود] قال بعضهم الآية وصف المدعين الذين هم عارفون بالأمور الظاهرة والاحكام الدنيوية محجوبون عن معاملات الله غافلون عما فتح الله على قلوب أوليائه الذين غلب عليهم شوق الله واذهلهم حب الله عن تدابير عيش الدنيا ونظام أمورها ولذلك قال عليه السلام (أنتم اعلم بامور دنياكم وانا اعلم بامور آخرتكم) وفى التأويلات النجمية قوله (غلبت الروم) فيه اشارة الى ان حال اهل الطلب يتغير بحسب الأوقات ففى بعض الأحوال يغلب فارس النفس على روم القلب للطالب الصادق فينبغى ان لا يزل هذا قدمه عن صراط الطلب(7/8)
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)
ويكون له قدم صدق عند ربه بالثبات والبقاء (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) اى سيغلب روم القلب على فارس النفس بتأييد الله ونصرته (فِي بِضْعِ سِنِينَ) من ايام الطلب (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ) يعنى غلبة فارس النفس على روم القلب اولا كانت بحكم الله وتقديره وله فى ذلك حكمة بالغة فى صلاح الحال والمآل ألا يرى ان فارس نفس جميع الأنبياء والأولياء فى البداية غلبت على روم قلبهم ثم غلبت روم قلبهم على فارس نفسهم (وَمِنْ بَعْدُ) يعنى غلبة روم القلب على فارس النفس ايضا بحكم الله فانه يحكم لا معقب لحكمه (وَيَوْمَئِذٍ) يعنى يوم غلبت الروم (يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) يعنى الروح والسر والعقل (بِنَصْرِ اللَّهِ) القلب على النفس وبنصر الله المؤمنين على الكافرين (وَهُوَ الْعَزِيزُ) فبعزته يعز أولياءه ويذل أعداءه (الرَّحِيمُ) برحمته ينصر اهل محبته وهم ارباب القلوب (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) من ناسى الطافه (لا يَعْلَمُونَ) صدق وعده ووفاء عهده لانهم (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) يجدون ذوق حلاوة عسل شهوات الدنيا بالحواس الظاهرة (وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ) وكمالاتها ووجدان شوق شهواتها بالحواس الباطنة وانها موجبة للبقاء الابدى وان عسل شهوات الدنيا مسموم مهلك (هُمْ غافِلُونَ) لاستغراقهم فى بحر البشرية وتراكم امواج أوصافها الذميمة انتهى:
قال الكمال الخجندي جهان وجمله لذاتش بزنبور عسل ماند كه شيرينيش بسيارست وزان افزون شر وشورش عصمنا الله وإياكم من الانهماك فى لذات الدنيا أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ الواو للعطف على مقدر. والتفكر تصرف القلب فى معانى الأشياء لدرك المطلوب وهو قبل ان يتصفى اللب والتذكر بعده ولذا لم يذكر فى كتاب الله تعالى مع اللب الا التذكر قال بعض الأدباء الفكر مقلوب الفرك لكن يستعمل الفكر فى المعاني وهو فرك الأمور وبحثها طلبا للوصول الى حقيقتها قوله (فِي أَنْفُسِهِمْ) ظرف للتفكر وذكره فى ظهور استحالة كونه فى غيرها لتصوير حال المتفكر فهو من بسط القرآن نحو يقولون بأفواههم والمعنى اقصر كفار مكة نظرهم على ظاهر الحياة الدنيا ولم يحدثوا التفكر فى قلوبهم فيعلموا انه تعالى ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ الاجرام العلوية وكذ سموات الأرواح وَالْأَرْضَ الاجرام السفلية وكذا ارض الأجسام وَما بَيْنَهُما من المخلوقات والقوى ملتبسة بشىء من الأشياء إِلَّا ملتبسة بِالْحَقِّ والحكمة والمصلحة ليعتبروا بها ويستدلوا على وجود الصانع ووحدته ويعرفوا انها مجالى صفاته ومرائى قدرته وانما جعل متعلق الفكر والعلم هو الخلق دون الخالق لان الله تعالى منزه عن ان يوصف بصورة فى القلب ولهذا روى (تفكروا فى آلاء الله تعالى ولا تتفكروا فى ذات الله) : وفى المثنوى
عالم خلقست با سوى جهات ... بي جهت دان عالم امر وصفات «1»
بي تعلق نيست مخلوقى بدو ... آن تعلق هست بيچون اى عمو
اين تعلق را خرد چون پى برد ... بسته فصلست ووصلست اين خرد
زين وضيت كرد ما را مصطفى ... بحث كم جوييد در ذات خدا
__________
(1) در اواخر دفتر چهارم در بيان آنكه خلق دوزخ كرسنكان ونالانند إلخ(7/9)
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)
آنكه در ذاتش تفكر كردنيست ... در حقيقت آن نظر در ذات نيست
هست آن پندار او زيرا براه ... صد هزاران پرده آمد تا اله
هر يكى در پرده موصول جوست ... وهم او آنست كه آن عين هوست
پس پيمبر دفع كرد اين وهم ازو ... تا نباشد در غلط سودا پز او
در عجائبهاش فكر اندر رويد ... از عظيمى وز مهابت كم شويد
چونكه صنعش ريش وسبلت كم كند ... حد خود داند ز صانع تن زند
جز كه لا احصى نكويد او ز جان ... كز شمار وحد برونست آن بيان
ثم انه لما كان معنى الحق فى اسماء الله تعالى هو الثابت الوجود على وجه لا يقبل الزوال والعدم والتغير كان الجاري على ألسنة اهل الفناء من الصوفية فى اكثر الأحوال هو الاسم الحق لانهم يلاحظون الذات الحقيقية دون ما هو هالك فى نفسه وباطل فى ذاته وهو ما سوى الله تعالى وَأَجَلٍ مُسَمًّى عطف على الحق اى وبأجل معين قدره الله تعالى لبقائها لا بد لها من ان تنتهى اليه وهو وقت قيام الساعة وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ مع غفلتهم عن الآخرة واعراضهم عن التفكر فيما يرشدهم الى معرفتها بِلِقاءِ رَبِّهِمْ اى بلقاء حسابه وجزائه بالبعث والباء متعلق بقوله لَكافِرُونَ اى منكرون جاحدون يحسبون ان الدنيا ابدية وان الآخرة لا تكون بحلول الاجل المسمى أَوَلَمْ يَسِيرُوا اهل مكة والسير المضي فى الأرض فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا اى اقعدوا فى أماكنهم ولم يسيروا فينظروا اى قد ساروا وقت التجارات فى أقطار الأرض وشاهدوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ من الأمم المهلكة كعاد وثمود والعاقبة إذا أطلقت تستعمل فى الثواب كما فى قوله تعالى (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) وبالاضافة قد تستعمل فى العقوبة كما فى هذه الآية وهى آخر الأمر: وبالفارسية [سرانجام] ثم بين مبدأ احوال الأمم ومآلها فقال كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً يعنى انهم كانوا اقدر من اهل مكة على التمتع بالحياة الدنيا حيث كانوا أشد منهم قوة وَأَثارُوا الْأَرْضَ يقال ثار الغبار والسحاب انتشر ساطعا وقد اثرته فالاثارة تحريك الشيء حتى يرتفع غباره: وبالفارسية [برانگيختن كرد وشورانيدن زمين وميغ آوردن باد] كما فى تاج المصادر. والثور اسم البقر الذي يثار به الأرض فكأنه فى الأصل مصدر جعل فى موضع الفاعل والبقر من بقر إذا شق لانها تشق الأرض بالحراثة ومنه قيل لمحمد بن الحسين بن على الباقر لانه شق العلم ودخل فيه مدخلا بليغا. والمعنى وقلبوا الأرض للزراعة والحراثة واستنباط المياه واستخراج المعادن وَعَمَرُوها العمارة نقيض الخراب اى عمروا الأرض بفنون العمارات من الزراعة والغرس والبناء وغيرها مما يعد عمارة لها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها اى عمارة اكثر كما وكيفا وزمانا من عمارة هؤلاء المشركين. يعنى اهل مكة إياها كيف لا وهم اهل واد غير ذى زرع لا تنشط لهم فى غيره وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ بالمعجزات والآيات الواضحات فكذبوهم فاهلكهم الله تعالى فَما كانَ اللَّهُ بما فعل بهم من العذاب والإهلاك لِيَظْلِمَهُمْ من غير جرم(7/10)
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)
يستدعيه من جانبهم وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ بما اجتر أو أعلى اكتساب المعاصي الموجبة للهلاك ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا اى عملوا السيئات: وبالفارسية [بد كردند يعنى كافر شدند] السُّواى اى العقوبة التي هى أسوأ العقوبات وأفظعها وهى العقوبة بالنار فانها تأنيث الاسوأ كالحسنى تأنيث الأحسن او مصدر كالبشرى وصف به العقوبة مبالغة كأنها نفس السواى. وقيل السواى اسم لجهنم كما ان الحسنى اسم للجنة وانما سميت سواى لانها تسوء صاحبها قال الراغب السوء كل ما يعم الإنسان من الأمور الدنيوية والاخروية ومن الأحوال النفسية والبدنية والخارجة من فوات مال وفقد حميم وعبر بالسوأى عن كل ما يقبح ولذلك قوبل بالحسنى قال (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى) كما قال (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى) انتهى. والسوءى مرفوعة على انها اسم كان وخبرها عاقبة وقرىء على العكس وهو ادخل فى الجزالة كما فى الإرشاد أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ علة لما أشير اليه من تعذيبهم الدنيوي والأخروي اى لان كذبوا بآيات الله المنزلة على رسله ومعجزاته الظاهرة على أيديهم وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ عطف على كذبوا داخل معه فى حكم العلة وإيراد الاستهزاء بصيغة المضارع للدلالة على استمراره وتجدده وحاصل الآيات ان الأمم السالفة المكذبة عذبوا فى الدنيا والآخرة بسبب تكذيبهم واستهزائهم وسائر معاصيهم فلم ينفعهم قوتهم ولم يمنعهم أموالهم من العذاب والهلاك فما الظن باهل مكة وهم دونهم فى العدد والعدد وقوة الجسد واعلم ان طبع القلوب والموت على الكفر مجازاة على الاساءة كما قال ابن عيينة ان لهذه الذنوب عواقب سوء لا يزال الرجل يذنب فينكت على قلبه حتى يسوّد القلب كله فيصير كافرا والعياذ بالله: وفيه اشارة الى طلبة العلم الذين يشرعون فى علوم غير نافعة بل مضرة مثل الكلام والمنطق والمعقولات فيشوش عليهم عقيدتهم على مذهب اهل السنة والجماعة وان وقعوا فى ادنى شك وقعوا فى الكفر
علم بى دينان رها كن جهل را حكمت مخوان ... از خيالات وظنون اهل يونان دم مزن
فمن كان له نور الايمان الحقيقي بالسير والسلوك ينظر كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من حكماء الفلاسفة انهم كانوا أشد منهم قوة فى علم القال وأثاروا الأرض البشرية بالرياضة والمجاهدة وعمروها بتبديل الأخلاق والاستدلال بالدلائل العقلية والبراهين المنطقية اكثر مما عمروها المتأخرون لانهم كانوا أطول أعمارا منهم فوسوس لهم الشيطان وغرهم بعلومهم العقلية واستبدت نفوسهم بها وظنوا انهم غير محتاجين الى الشرائع ومتابعة الأنبياء وجاءتهم رسلهم بالمعجزات الظاهرة فنسبوها الى السحر والنيرنج واعتمدوا على مسولات أنفسهم من الشبهات بحسبان انها من البراهين القاطعة فاهلكهم الله فى اودية الشكوك والحسبان فما كان الله ليظلمهم بالابتلاء بهذه الآفات بان يكلهم الى وساوس الشيطان وهواجس نفوسهم ولا يرسل إليهم الرسل ولم ينزل معهم الكتب ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بتكذيب الأنبياء ومتابعة الشيطان وعبادة الهوى ثم كان عاقبة امر الفلاسفة لما أساؤوا بتكذيب الأنبياء السوءى بان صاروا ائمة الكفر وصنفوا الكتب فى الكفر وأوردوا فيها(7/11)
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)
الشبهات على بطلان ما جاء به الأنبياء من الشرائع والتوحيد وسموها الحكمة وسموا أنفسهم الحكماء فالآن بعض المتعلمين من الفقهاء اما لوفور حرصهم على العلم والحكمة واما لخباثة الجوهر ليتخلصوا من تكاليف الشرع يطالعون تلك الكتب ويتعلمونها وبتلك الشبهات التي دونوا بها كتبهم يهلكون فى اودية الشكوك ويقعون فى الكفر وهذه الآفة وقعت فى الإسلام من المتقدمين والمتأخرين منهم وكم من مؤمن عالم قد فسدت عقدتهم بهذه الآفة واخرجوا ربقة الإسلام من عنقهم فصاروا من جملتهم ودخلوا فى زمرتهم ولعل هذه الآفة تبقى فى هذه الامة الى قيام الساعة فان فى كل يوم يزداد تقل طلبة علوم الدين من التفسير والحديث والمذهب وتكثر طلبة علوم الفلسفة والزندقة ويسمونها الأصول والكلام
علم دين فقهست وتفسير وحديث ... هر كه خواند غير از ين كردد خبيث «1»
وقد قال الشافعي رحمه الله من تكلم تزندق ثم وبال هذه جملة الى قيام الساعة يكتب فى ديوان من سن هذه السنة السيئة ومن أوزار من عمل بها من غير ان ينقص من أوزارهم شىء على ان كذبوا بالقرآن وسموا الأنبياء عليهم السلام اصحاب النواميس وسموا الشرائع الناموس الأكبر عليهم لعنات الله تترى كذا فى تأويلات حضرة الشيخ نجم الدين قدس سره اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ يخلقهم اولا فى الدنيا وهو الإنسان المخلوق من النطفة ثُمَّ يُعِيدُهُ بعد الموت احياء كما كانوا اى يحييهم فى الآخرة ويبعثهم وتذكير الضمير باعتبار لفظ الخلق ثُمَّ إِلَيْهِ اى الى موقف حسابه تعالى وجزائه تُرْجَعُونَ تردون لا الى غيره والالتفات للمبالغة فى الترهيب. وقرئ بياء الغيبة والجمع باعتبار معنى الخلق وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ التي هى وقت إعادة الخلق ورجعهم اليه للجزاء. والساعة جزء من اجزاء الزمان عبر بها عن القيامة تشبيها لها بذلك لسرعة حسابها كما قال (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) او لما نبه عليه قوله (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ) يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ يسكنون سكوت من انقطع عن الحجة متحيرين آيسين من الاهتداء الى الحجة او من كل خير قال الراغب الإبلاس الحزن المعترض من شدة اليأس ومنه اشتق إبليس ولما كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت وينسى ما يعينه. قيل ابلس فلان إذا سكت وانقطعت حجته وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ أوثانهم التي عبدوها رجاء الشفاعة شُفَعاءُ يجيرونهم من عذاب الله ومجيئه بلفظ الماضي لتحققه فى علم الله وصيغة الجمع لوقوعها فى مقابلة الجمع اى لم يكن لكل واحد منهم شفيع أصلا وكتب فى المصحف شفعواء بواو قبل الالف كما كتب علمواء بنى إسرائيل فى الشعراء والسواى بالألف قبل الياء اثباتا للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ يكفرون بآلهتهم حيث يئسوا منهم. يعنى [چون از مطلوب نااميد كردند از ايشان بيزار شوند] وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أعيد لتهويله وتفظيع ما يقع فيه يَوْمَئِذٍ [آن هنكام] يَتَفَرَّقُونَ تهويل له اثر تهويل وفيه رمز الى ان التفرق يقع فى بعض منه وضمير يتفرقون لجميع الخلق المدلول عليهم بما تقدم من بدئهم واعادتهم
__________
(1) لم أجد فى المثنوى فليراجع(7/12)
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)
ورجوعهم لا المجرمين خاصة. والمعنى يتفرق المؤمنون والكافرون بعد الحساب الى الجنة والنار فلا يجتمعون ابدا قال الحسن رحمه الله لئن كانوا اجتمعوا فى الدنيا ليتفرقن يوم القيامة هؤلاء فى أعلى عليين وهؤلاء فى أسفل سافلين [يكى در درجه وصلت يكى در دركه فرقت آن بر سرير محبت واين بر حصير محنت آنرا انواع ثواب واين را اصناف عقاب جمعى از دولت تلاقى نازان وبرخى بر آتش فراق كدازان]
يكى خندان بصد عشرت ... يكى نالان بصد عسرت
يكى در راحت وصلت ... يكى در شدت هجرت
قال ابو بكر بن طاهر قدس سره يتفرق كل الى ما قدر له من محل السعادة ومنزل الشقاوة ومن كان تفرقته الى الجمع كان مجموع السر ثم لا يألف الخلق ابدا فينقلب الى محل السعداء ومن كان تفرقته الى الفرق كان متفرق السر ثم لا يألف الحق ابدا فيرجع الى محل اهل الشقاوة ثم فصل احوال الفريقين وكيفية تفرقهم فقال فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ عظيمة وهى كل ارض ذات نبات وماء ورونق ونضارة والمراد بها الجنة قال الراغب الروض مستنقع الماء والخضرة وفى روضة عبارة عن رياض الجنة وهى محاسنها وملاذها انتهى. وخص الروضة بالذكر لانه لم يكن عند العرب شىء احسن منظرا ولا أطيب نشرا من الرياض. ففيه تقريب المقصود من افهامهم. والمعنى بالفارسية [پس ايشان در مرغزارهاى مشتمل بر ازهار وانهار] يُحْبَرُونَ يسرون سرورا تهللت له وجوههم: يعنى [شادمان كردانيده باشند چنان شادمانى كه اثر آن بر صفحات وجنات ايشان ظاهر باشد] فالحبور السرور يقال حبره إذا سره سرورا تهلل له وجهه وفى المفردات يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعميهم اى اثره يقال حبر فلان بقي بجلده اثر من قرح. والحبر العالم لما يبقى من اثر علومه فى قلوب الناس ومن آثار أفعاله الحسنة المقتدى بها والى هذا المعنى أشار امير المؤمنين رضى الله عنه بقوله «العلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وآثارهم فى القلوب موجودة» ويقال التحبير التحسين الذي يسر به يقال للعالم حبر لانه يتخلق بالأخلاق الحسنة. وللمداد حبر لانه يحسن به الأوراق فيكون الحبرة كل نعمة حسنة قال فى الإرشاد واختلف فيه الأقاويل لاختلاف وجوه. فعن ابن عباس رضى الله عنهما ومجاهد يكرمون. وعن قتادة ينعمون. وعن ابن كيسان يحلون. وعن ابى بكر بن عياش يتوّجون [متوج سازندشان] . وعن وكيع يسرون بالسماع: يعنى [آواز خوش شنوانند ايشانرا وهيچ لذت برابر سماع نيست. در خبر است كه أبكار بهشت تغنى كنند باصواتى كه خلائق مثل آن نشنيده باشد واين أفضل نعيم بهشت بود از ابى درداء رضى الله عنه را پرسيدند كه مغنيات بهشت بچهـ چيز تغنى كنند فرموده كه با تسبيح. از يحيى بن معاذ رازى رضى الله عنه را پرسيدند كه از آوازها كدام دوستر دارى فرمود مزامير انس فى مقاصير قدس بألحان تحميد فى رياض تمجيد]- وروى- ان فى الجنة أشجارا عليها اجراس من فضة فاذا أراد اهل الجنة السماع يهب الله ريحا من تحت العرش فتقع فى تلك الأشجار فتحرك تلك الاجراس بأصوات لو سمعها اهل الدنيا لماتوا(7/13)
طربا وفى الحديث (الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين منها كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها سموا وأوسطها محلا ومنها يتفجر انهار الجنة وعليها يوضع العرش يوم القيامة) فقام اليه رجل فقال يا رسول الله انى رجل حبب الىّ الصوت فهل فى الجنة صوت حسن فقال (اى نعم والذي نفسى بيده ان الله سبحانه ليوحى الى شجرة فى الجنة ان اسمعي عبادى الذين اشتغلوا بعبادتي وذكرى عن عزف البرابط والمزامير فترفع صوتا لم يسمع الخلائق مثله قط من تسبيح الرب وتقديسه) [فردا دوستان خدا در روضات بهشت ميان رياحين انس بشادى وطرب سماع كنند فرمان آيد بداود عليه السلام كه يا داود بآن نغمه دلپذير وصوت شوق انگيز كه ترا داده ايم زبور بخوان. اى موسى تلاوت تورات كن. اى عيسى بتلاوت إنجيل مشغول شو. اى درخت طوبى آواز دل آراى بتسبيح ما بگشاى.
اى اسرافيل تو قرآن آغاز كن] قال الأوزاعي ليس أحد من خلق الله احسن صوتا من اسرافيل فاذا أخذ فى السماع قطع على اهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم [اى ماه رويان فردوس چهـ نشينيد خيزيد ودوستانرا اقبال كنيد. اى تلهاى مشك أذفر وكافور معنبر بر سر مشتاقان ما نثار شويد. اى درويشان كه در دنيا غم خورديد اندوه بسر آمد ودرخت شادى ببر آمد خيزيد وطرب كنيد در حظيره قدس وخلوتكاه انس بنازيد. اى مستان مجلس مشاهده. اى مخمور خمر عشق. اى عاشقان سوخته كه سحركاهان در ركوع وسجود چون خون از ديدها روان كرده ودلها باميد وصال ما تسكين داده كاه آن آمد كه در مشاهده ما بياساييد بار غم از خود فرو نهيد وبشادى دم زنيد. اى طالبان ساكن شويد كه نقد تزديكست. اى شب روان آرام كيريد كه صبح نزديكست. اى مشتاقان طرب كنيد كه ديدار نزديكست] فيكشف الحجاب ويتجلى لهم تبارك وتعالى فى روضة من رياض الجنة ويقول انا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتى فهذا محل كرامتى فسلونى
روزى كه سراپرده برون خواهى كرد ... دانم كه زمانه را زبون خواهى كرد
كر زيب وجمال ازين فزون خواهى كرد ... يا رب چهـ جكر هست كه خون خواهى كرد
[حاصل سخن آنكه شريفترين لذتى بعد از مشاهده أنوار تجلى در بهشت سماع خواهد بود واز ينجا كفته آن عزيز در شرح مثنوى كه سماع منادى است كه درماندكان بيابان محنت افزاى دنيا را از عشرت آباد بهشت نورانى ياد ميدهد]
مؤمنان كويند كاثار بهشت ... نغز كردانيد هر آواز زشت «1»
ما همه اجزاء آدم بوده ايم ... در بهشت آن لحن را بشنوده ايم
كر چهـ بر ما ريخت آب وكل شكى ... ياد ما آيد از انها اندكى
پس نى و چنك ورباب وسازها ... چيزكى ماند بدان آوازها «2»
عاشقان كين نغمها را بشنوند ... جزؤ بگذارند وسوى كل روند
قال بعض العارفين ان الله تعالى بجوده وجلاله يطيب اوقات عشاقه بكل لسان فى الدنيا وكل صوت حسن فى الآخرة ورب روضة فى الدنيا للعارف العاشق الصادق يرى الحق فيها
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان سبب هجرت ابراهيم أدهم إلخ
(2) لم أجد(7/14)
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25)
ويسمع منه بغير واسطة وربما كان بواسطة فيسمعه الحق من ألسنة كل ذرة من العرش الى الثرى أصواتا قدوسية وخطابات سبوحية قال جعفر فابدأ به فى صباحك وبه فاختم فى مسائك فمن كان به ابتداؤه واليه انتهاؤه لا يشقى فيما بينهما قال البقلى رحمه الله وصف الله اهل الحبور بالايمان والعمل الصالح فاما ايمانهم فشهود أرواحهم مشاهد الأزل فى أوائل ظهورها من العدم. واما أعمالهم الصالحة فالعشق والمحبة والشوق فآخر درجاتهم فى منازل الوصال الفرح بمشاهدة الله والسرور بقربه وطيب العيش لسماع كلامه يطربهم الحق بنفسه ابد الآبدين فى روح وصاله وكشف جماله وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا القرآنية التي من جملتها هذه الآيات الناطقة بما فصل وَلِقاءِ الْآخِرَةِ اى البعث بعد الموت صرح بذلك مع اندراجه فى تكذيب الآيات للاعتناء بامره فَأُولئِكَ الموصوفون بالكفر والتكذيب فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ مدخلون على الدوام لا يغيبون عنه ابدا قال بعضهم الإحضار انما يكون على اكراه فيجاء به على كراهة اى يحضرون العذاب فى الوقت الذي يحبر فيه المؤمنون فى روضات الجنان فيكونون على عذاب وويل وثبور كما يكون المؤمنون على ثواب وسماع وحبور. فعلى العاقل ان يجتنب عن القيل والقال ويكسب الوجد والحال من طريق صالحات الأعمال فان لكل عمل صالح اثرا ولكل ورع وتقوى ثمرة فمن حبس نفسه فى زاوية العبادة والطاعة وتخلى فى خلوة الذكر والفكر تفرج فى رياض الجنان بما قاسى بالأعضاء والجنان. ومن اغلق باب سمعه عن سماع الملاهي وصبر عنه فتح الله له باب سماع الأغاني فى الجنة والا فقد حرم من أمثل اللذات
به از روى زيباست آواز خوش ... كه آن حظ نفس است واين قوت روح
كما ان من شرب الخمر فى الدنيا لم يشربها فى الآخرة وأشار بالاحضار الى ان جهنم سجن الله تعالى فكما ان المجرم فى الدنيا يساق الى السجن وهو كاره له فكذا المجرم فى العقبى يساق ويجرّ الى النار بالسلاسل والاغلال فيذوق وبال كفره وتكذيبه وحضوره محاضر اهل الهوى من اهل الملاهي وربما يحضر فى العذاب من ليس بمكذب الحاقا له فى بعض الأوصاف وان كان غير مخلد فيه وربما تؤدى الجراءة على المعاصي والإصرار عليها الى الكفر والعياذ بالله تعالى. فيا اهل الشريعة عليكم بترك المحرمات الموجبة للعقوبات. ويا اهل الطريقة عليكم بترك الفضلات المؤدية الى التنزلات ولا يغرنكم احوال أبناء الزمان فان أكثرهم اباحيون غير مبالين ألا ترى الى مجامعهم المشحونة بالأحداث ومجالسهم المملوءة باهل الملاهي كأنهم المكذبون بلقاء الآخرة فلذا قصروا همتهم على الأمور الظاهرة يطلبون العشق والحال فى الأمر الزائل كالمتغنى والمزمّر ويعرضون عن الذكر والتوحيد الباقي لذته وصفوته مدى الدهر ولعمرى ان من عقل لا يستن بسنن الجهلاء واهل الارتكاب ولا يرفع الى مجالسهم قدما ولو خطوة خوفا من العذاب فانه تعالى قال (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) وأي نار أعظم من نار البعد والفراق إذ هي دائمة الإحراق نسأل الله سبحانه ان يوفقنا لسدّ خلل الدين والاعراض عن متسامحات الغافلين ويجعلنا ممن تعلق بحبل الشرع المبين وعروة الطريق القويم المتين ويحيينا بالحياة الطيبة الى آخر الأعمار ويعيدنا من الأجداث والوجوه أقمار(7/15)
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)
ولا يخيبنا فى رجاء شفاعات الأعالي انه الكريم المتعالي فَسُبْحانَ اللَّهِ الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها. والسبح المر السريع فى الماء او فى الهواء والتسبيح تنزيه الله وأصله المر السريع فى عبادة الله جعل عاما فى العبادات قولا كان او فعلا او نية والسبوح والقدوس من اسماء الله تعالى وليس فى كلامهم فعول سواهما. وسبحان هنا مصدر كغفران موضوع موضع الأمر مثل فضرب الرقاب والتسبيح محمول على حقيقته وظاهره الذي هو تنزيه الله عن السوء والثناء عليه بالخير. والمعنى إذا علمتم ايها العقلاء المميزون ان الثواب والنعيم للمؤمنين العاملين والعذاب والجحيم للكافرين المكذبين فسبحوا الله اى نزهوه عن كل ما لا يليق بشأنه تعالى حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ الحين بالكسر وقت مبهم يصلح لجميع الأزمان طال او قصر ويتخصص بالمضاف اليه كما فى هذا المقام. والإمساء الدخول فى المساء كما ان الإصباح الدخول فى الصباح والمساء والصباح ضدان قال بعضهم أول اليوم الفجر ثم الصباح ثم الغداة ثم البكرة ثم الضحى ثم الضحوة ثم الهجير ثم الظهر ثم الرواح ثم المساء ثم العصر ثم الأصيل ثم العشاء الاولى ثم العشاء الاخيرة عند مغيب الشفق. والمعنى سبحوه تعالى وقت دخولكم فى المساء وساعة دخولكم فى الصباح وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يحمده خاصة اهل السموات والأرض ويثنون عليه اى احمدوه على نعمه العظام فى الأوقات كلها فان الاخبار بثبوت الحمد له تعالى ووجوبه على اهل التمييز من خلق السموات والأرض فى معنى الأمر على ابلغ وجه. وتقديم التسبيح على التحميد لان التخلية بالمعجمة متقدمة على التحلية بالمهملة كشرب المسهل متقدم على شرب المصلح وكالاساس متقدم على الحيطان وما يبنى عليها من النقوش وَعَشِيًّا آخر النهار من عشى العين إذا نفص نورها ومنه الأعشى وهو معطوف على حين تمسون اى سبحوه وقت العشى وتقديمه على قوله وَحِينَ تُظْهِرُونَ اى تدخلون فى الظهيرة التي هى وسط النهار لمراعاة الفواصل وتغيير الأسلوب لانه لا يجىء منه الفعل بمعنى الدخول فى العشى كالمساء والصباح والظهيرة وتوسيط احمد بين اوقات التسبيح للاشعار بان حقها ان يجمع بينها كما ينبىء عنه قوله تعالى (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) وقوله عليه السلام (من قال حين يصبح وحين يمسى سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له خطاياه وان كانت مثل زبد البحر) وقوله عليه السلام (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) وتخصيص التسبيح والتحميد بتلك الأوقات للدلالة على ان ما يحدث فيها من آيات قدرته واحكام رحمته ونعمته شواهد ناطقة بتنزهه تعالى واستحقاقه الحمد موجبة لتسبيحه وتحميده حتما وفى الحديث (من سرّه ان يكال له بالقفيز الاوفى فليقل فسبحان الله حين تمسون) الآية وحمل بعضهم التسبيح والتحميد فى الآية على الصلاة لاشتمالها عليهما. والسبحة الصلاة ومنه سبحة الضحى وقد جاء فى القرآن اطلاق التسبيح بمعنى الصلاة فى قوله تعالى (فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) قال القرطبي وهو من اجلاء المفسرين اى من المصلين وعن ابن عباس رضى الله عنهما ان الآية جامعة للصلوات الخمس ومواقيتها. تمسون صلاة المغرب والعشاء(7/16)
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
وتصبحون صلاة الفجر. وعشيا صلاة العصر. وتظهرون صلاة الظهر فالمعنى فصلوا لله فى هذه الأوقات واتفق الائمة على ان الصلاة المفروضة فى اليوم والليلة خمس وعلى انها سبع عشرة ركعة. الظهر اربع. والعصر اربع. والمغرب ثلاث. والعشاء اربع. والفجر ركعتان قيل فرضت الصلوات الخمس فى المعراج أربعا الا المغرب ففرضت ثلاثا والا الصبح ففرضت ركعتين والا صلاة الجمعة ففرضت ركعتين ثم قصرت الأربع فى السفر وتجب الصلاة باول الوقت لغير معذور وعليه بآخره بالاتفاق. وعند ابى حنيفة إذا طلعت الشمس وهو فى صلاة الفجر بطلت صلاته وليس كذلك إذا خرج الوقت فى بقية الصلاة والزائد على قدر واجب فى الصلاة فى قيام ونحوه نفل بالاتفاق كما فى فتح الرحمن وفى الحديث (ما افترض الله على خلقه بعد التوحيد أحب اليه من الصلاة ولو كان شىء أحب اليه من الصلاة لتعبد به ملائكته فمنهم راكع وساجد وقائم وقاعد) وفى الحديث (من حافظ على الصلوات الخمس بإكمال طهورها ومواقيتها كانت له نورا وبرهانا يوم القيامة ومن ضيعها حشر مع فرعون وهامان) والجماعة سنة مؤكدة اى قوية تشبه الواجب فى القوة لقوله عليه السلام (الجماعة من سنن الهدى لا يتخلف عنها الا منافق) واكثر المشايخ على انها واجبة وتسميتها سنة لانها ثابتة بالسنة لكن ان فاتته جماعة لا يجب عليه الطلب فى مسجد آخر كذا فى الفقه قال ابو سليمان الداراني قدس سره أقمت عشرين سنة لم احتلم فدخلت مكة فاحدثت بها حدثا فما أصبحت الا احتلمت وكان الحدث فاتته صلاة العشاء بجماعة: وفى المثنوى
هر چهـ آيد بر تو از ظلمات غم ... آن ز بى شرمى وكستاخيست هم «1»
فلكل عمل اثر وجزاء واجر
دز انكه شاكر را زيادت وعده است ... آنچنانكه قرب مزد سجده است «2»
كفت واسجد واقترب يزدان ما ... قرب جان شد سجده ابدان ما
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ كالانسان من النطفة والطير من البيضة وايضا المؤمن من الكافر والمصلح من المفسد والعالم من الجاهل. وايضا القلب الحي بنور الله من النفس الميتة عن صفاتها وأخلاقها الذميمة إظهارا للطفه ورحمته وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ النطفة والبيضة من الحيوان. وايضا الكافر والمفسد والجاهل من المؤمن والمصلح والعالم. وايضا القلب الميت عن الأخلاق الحميدة الروحانية من النفس الحية بالصفات الحيوانية الشهوانية إظهارا لقهره وعزته وَيُحْيِ الْأَرْضَ بالمطر والنبات بَعْدَ مَوْتِها قحلها ويبسها وَكَذلِكَ مثل ذلك الإخراج تُخْرَجُونَ من القبور احياء الى موقف الحساب فانه ايضا يعقب الحياة الموت تلخيصه الإبداء والاعادة فى قدرته سواء قال مقاتل يرسل الله يوم القيامة ماء الحياة من السماء السابعة من البحر المسجور بين النفختين فينشر عظام الموتى وذلك قوله تعالى (وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) فكما ينبت النبات من الأرض بالمطر فكذا ينبت الناس من القبور بمطر البحر المسجور كالمنى ويحيون به والاشارة ان الله يحيى ارض القلوب بعد اماتته إياها وكذلك تخرجون من العدم الى الوجود بالقدرة وفى الحديث (من قال حين يصبح
__________
(1) در أوائل دفتر يكم در بيان خواستن توفيق ادب إلخ [.....]
(2) در ديباجه دفتر چهارم(7/17)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)
فسبحان الله حين تمسون الى قوله وكذلك تخرجون أدرك مافات من ليلته ومن قالها حين يمسى أدرك مافاته فى يومه) وفى كشف الاسرار عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) هذه الآيات الثلاث من سورة الروم وآخر سورة الصافات (دبر كل صلاة يصليها كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر المطر وعدد ورق الشجر وعدد تراب الأرض فاذا مات اجرى له بكل حسنة عشر حسنات فى قبره وكان ابراهيم خليل الله عليه السلام يقولها فى كل يوم وليلة ست مرات) يعنى مضمونها بلغة السريان إذ لم تكن العربية يومئذ وَمِنْ آياتِهِ اى ومن علامات الله الدالة على البعث وقال الكاشفى [واز نشانهاى قدرت خداى تعالى] أَنْ خَلَقَكُمْ يا بنى آدم فى ضمن خلق آدم لانه خلقه منطويا على خلق ذرياته انطواء اجماليا والخلق عبارة عن تركيب الاجزاء وتسوية الأجسام مِنْ تُرابٍ لم يشم رائحة الحياة قط ولا مناسبة بينه وبين ما أنتم عليه فى ذاتكم وصفاتكم وانما خلق الله الإنسان من التراب ليكون متواضعا ذلولا حمولا مثله والأرض وحقائقها دائمة فى الطمأنينة والإحسان بالوجود ولذلك لا تزال ساكنة وساكنة لفوزها بوجود مطلوبها فكانت أعلى مرتبة وتحققت فى مرتبة العلو فى عين السفل وقامت بالرضى ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ [پس اكنون شما] بَشَرٌ [مردمانيد آشكارا] اى آدميون من لحم ودم عقلاء ناطقون قال فى المفردات البشرة ظاهر الجلد وعبر عن الإنسان بالبشر اعتبارا بظهور جلده من الشعر بخلاف الحيوانات التي عليها الصوف او الشعر او الوبر. واستوى فى لفظ البشر الواحد والجمع وخص فى القرآن كل موضع اعتبر من الإنسان جثته وظاهره بلفظ البشر تَنْتَشِرُونَ الانتشار [پراكنده شدن] قال الراغب انتشار الناس تصرفهم فى الحاجات. والمعنى فاجأتم بعد ذلك وقت كونكم بشرا تنتشرون فى الأرض فدل بدء خلقكم على اعادتكم وهذا مجمل ما فصل فى قوله تعالى فى أوائل سورة الحج (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) اى ان كنتم فى شك من البعث بعد الموت فانظروا الى ابتداء خلقكم وقد خلقناكم بالاطوار لتظهر لكم قدرتنا على البعث فتؤمنوا به وانشد بعضهم
خلقت من التراب فصرت شخصا ... بصيرا بالسؤال وبالجواب
وعدت الى التراب فصرت فيه ... كأنى ما برحت من التراب
قال الشيخ سعدى قدس سره
بامرش وجود از عدم نقش بست ... كه داند جزا وكردن از نيست هست
دكر ره بكتم عدم در برد ... واز آنجا بصحراى محشر برد
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان التراب ابعد الموجودات الى الحضرة لانا إذا نظرنا الى الحقيقة وجدنا اقرب الموجودات الى الحضرة عالم الأرواح لانه أول ما خلق الله الأرواح ثم العرش لانه محل استواء الصفة الرحمانية ثم الكرسي ثم السماء السابعة ثم السموات كلها(7/18)
ثم فلك الأثير ثم فلك الزمهرير اعنى الهواء ثم الماء ثم التراب وهو جماد لا حس فيه ولا حركة وليس له قدرة على تغيير ذاته وصفاته فلما وجدنا ذاته متغيرة عن وصف الترابية صورة ومعنى متبدلة كتغير صورته بصورة البشر وتبدل صفته بصفة البشرية علم انه محتاج الى مغير ومبدل وهو الله سبحانه وأشار بقوله (ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) يعنى كنتم ترابا جمادا ميتا ابعد الموجودات عن الحضرة جعلتكم بشرا بنفخ الروح المشرف باضافة من روحى وهو اقرب الموجودات الى الحضرة فأى آية اظهر وأبين من الجمع بين ابعد الأبعدين واقرب الأقربين بكمال القدرة والحكمة ثم جعلتكم مسجود الملائكة المقربين وجعلتكم مرآة مظهرة لجميع صفات جمالى وجلالى ولهذا السر جعلتكم خلائق الأرض انتهى يقول الفقير والخليفة لا بد له من الانتقال من موطن الى موطن إعطاء لاحكام الإسلام فالموطن الدنيوي هو من آثار الاسم الظاهر والانتقال الى الموطن البرزخى من احكام الاسم الباطن فلما صار الغيب شهادة بالنسبة الى الموطن الاول فى ابتداء الظهور واوله فكذلك تصير الشهادة غيبا بالنسبة الى الموطن الثاني والموطن الحشرى فى انتهاء الظهور وثانيه. يعنى ان الدنيا تصير غيبا راجعا الى حكم الاسم الباطن عند ظهور البعث والحشر كما كانت شهادة قبله راجعة الى حكم الاسم الظاهر وان الاخرى تصير شهادة بعده كما كانت غيبا قبله فهى كالقلب الآن وسينقلب الأمر فيكون القلب قالبا والقالب قلبا نسأل الله الانتقال بالكمال التام والظهور فى النشأة الآخرة بالوجود المحيط العالم وَمِنْ آياتِهِ الدالة على البعث وما بعده من الجزاء أَنْ خَلَقَ لَكُمْ اى لاجلكم مِنْ أَنْفُسِكُمْ [از تن شما] أَزْواجاً [زنان وجفتان] فان خلق اصل أزواجكم حواء من ضلع آدم متضمن لخلقهن من أنفسكم والأزواج جمع زوج وهو الفرد المزاوج لصاحبه وكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى وزوجة لغة رديئة وجمعها زوجات كما فى المفردات ويجوز ان يكون معنى من أنفسكم من جنسكم لا من جنس آخر وهو الأوفق بقوله لِتَسْكُنُوا إِلَيْها اى لتميلوا الى تلك الأزواج وتألفوا بها فان المجانسة من دواعى التضام والتعارف كما ان المخالفة من اسباب التفرق والتنافر
بجنس خود كند هر جنس آهنك ... ندارد هيچكس از جنس خود ننك
بجنس خويش دارد ميل هر جنس ... فرشته با فرشته انس با انس
يقول الفقير ذهب العلماء من الفقهاء وغيرهم الى جواز المناكحة والعلوق بين الجن والانس فقد جعل الله أزواجا من غير الجنس والجواب ان ذلك من النوادر فلا يعتبر وليس السكون الى الجنية كالسكون الى الانسية وان كانت متمثلة فى صورة الانس وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ وبين أزواجكم من غير ان يكون بينكم سابقة معرفة او رابطة قرابة ورحم مَوَدَّةً محبة وَرَحْمَةً شفقة وعن الحسن البصري المودة كناية عن الجماع والرحمة عن الولد كما قال تعالى وَرَحْمَةً مِنَّا اى فى حق عيسى عليه السلام وقال ابن عباس رضى الله عنهما المودة للكبير والرحمة للصغير إِنَّ فِي ذلِكَ اى فيما ذكر من خلقهم من تراب وخلق أزواجهم من أنفسهم وإلقاء المودة والرحمة بينهم لَآياتٍ عظيمة لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ فى(7/19)
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)
صنعه وفعله فيعلمون ما فى ذلك من الحكم والمصالح قال فى برهان القرآن ختم الآية بقوله (يَتَفَكَّرُونَ) لان الفكر يؤدى الى الوقوف على المعاني المذكورة يقول الفقير لعل الوجه فى الختم به ان ادراك ما ذكر ليس مما يختص بخواص اهل التفكر وهم العلماء بل يدركه من له ادنى شىء من التفكر. والتفكر دون التذكر ولذا لم يذكر التذكر فى القرآن الا مع اولى الباب وفى الآية اشارة الى ازدواج الروح والنفس فانه تعالى خلق النفس من الروح وجعلها زوجه كما خلق حواء من آدم وجعلها زوجه لتسكن الأرواح الى النفوس كما سكن آدم الى حواء ولو لم تكن حواء لاستوحش آدم فى الجنة كذلك الروح لو لم تكن النفس خلقت منه ليسكن إليها استوحش من القالب ولم يسكن فيه وجعل بين الروح والنفس الفة واستئناسا ليسكنا فى القالب ان فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون بالكفر السليم فى الإنسان كيف أودع الله فيه سرا من المعرفة التي كل المخلوقات كانت فى الخلقية تبعا له كذا فى التأويلات النجمية وَمِنْ آياتِهِ الدالة على ما ذكر خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ على عظمتها وكثافتها وكثرة اجزائها بلا مادة فهو اظهر قدرة على إعادة ما كان حيا قبل ذلك فهذه من الآيات الآفاقية ثم أشار الى شىء من الآيات الانفسية فقال وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ اى لغاتكم من العربية والفارسية والهندية والتركية وغيرها بان جعل لكل صنف لغة قال الراغب اختلاف الالسنة اشارة الى اختلاف اللغات واختلاف النغمات فان لكل لسان نغمة يميزها السمع كما ان له صورة مخصوصة يميزها البصر انتهى فلا تكاد تسمع منطقين متساويين فى الكيفية من كل وجه: يعنى [در پست وبلند وفصاحت ولكنت وغير آن] قال وهب جميع الالسنة اثنان وسبعون لسانا منها فى ولد سام تسعة عشر لسانا وفى ولد حام سبعة عشر لسانا وفى ولد يافث ستة وثلاثون لسانا وَأَلْوانِكُمْ بالبياض والسواد والادمة والحمرة وغيرها قال الراغب فى الآية اشارة الى ان انواع الألوان من اختلاف الصور التي يختص كل انسان بهيئة غير هيئة صاحبه مع كثرة عددهم وذلك تنبيه على سعة قدرته يعنى ان اختلاف الألوان اشارة الى تخطيطات الأعضاء وهيآتها وحلاها ألا ترى ان التوأمين مع توافق موادهما وأسبابهما والأمور الملاقية لهما فى التخليق يختلفان فى شىء من ذلك لا محالة وان كانا فى غاية التشابه [اگر برين وجه نبودى امتياز بين الاشخاص مشكل بودى وبسيار از مهمات معطل ماندى] قال ابن عباس رضى الله عنهما كان آدم مؤلفا من انواع تراب الأرض ولذلك كان بنوه مختلفين منهم الأحمر والأسود والأبيض كل ظهر على لون ترابه وقابليته وتصور صورة كل رجل على صورة من أجداده الى آدم يحضر اشكالهم عند تصوير صورته فى الرحم كما أشار اليه بعض المفسرين فى قوله تعالى (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ)
إِنَّ فِي ذلِكَ اى فيما ذكر من خلق السموات والأرض واختلاف الالسنة والألوان لَآياتٍ عظيمة فى نفسها كثيرة فى عددها لِلْعالِمِينَ بكسر اللام اى المتصفين بالعلم كما فى قوله (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) وخص العلماء لانهم اهل النظر والاستدلال دون الجهال المشغولين بحطام الدنيا وزخارفها فلما كان الوصول الى معرفة ما سبق ذكره انما يمكن بالعلم ختم الآية بالعالمين. وقرىء بفتح اللام ففيه اشارة الى كمال وضوح الآيات وعدم خفائها(7/20)
وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)
على أحد من الخلق من ملك وانس وجن وغيرهم وفى الآية اشارة الى اختلاف ألسنة القلوب وألسنة النفوس فان لسان القلوب يتحرك بالميل الى العلويات وفى طلبها يتكلم ولسان النفوس يتحرك بالميل الى السفليات وفى طلبها يتكلم كما يشاهد فى مجالس اهل الدنيا ومحافل اهل الآخرة: ومن كلمات مولانا قدس سره
ما را چهـ از ين قصه كه كاو آمد وخر رفت ... اين وقت عزيزست ازين عربده باز آي
وايضا اشارة الى اختلاف الألوان اى الطبائع منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ومنكم من يريد الله ان فى ذلك لآيات للعارفين الذين عرفوا حقيقة أنفسهم وكماليتها فعرفوا الله ورأوا آياته بإراءته إياهم لقوله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) ثم ان الله تعالى خلق الآيات وأشار إليها مع وضوحها تنبيها للناظرين وتعليما للجاهلين وتكميلا للعالمين فمن له بصر رآها ومن له بصيرة عرفها يقال الأمم على اختلاف الأزمان والأديان متفقة على مدح اخلاق اربعة العلم والزهد والإحسان والامانة والمتعبد بغير علم كحمار الطاحونة يدور ولا يقطع المسافة ثم ان المعتبر هو العلم بالله الناظر الى عالم الملكوت وهذا العلم من الآيات الكبرى وصاحبه يشاهد الشواهد العظمى بالبصيرة الاجلى بل يعلم الكائنات قبل وجودها ويخبر بها قبل حصول أعيانها وفى زماننا قوم لا يحصى عددهم غلب عليهم الجهل بمقام العلم ولعبت بهم الأهواء حتى قالوا ان العلم حجاب ولقد صدقوا فى ذلك لو اعتقدوا اى والله حجاب عظيم يحجب القلب عن الغفلة والجهل قال سهل بن عبد الله التستري قدس سره السماء رحمة للارض وبطن الأرض رحمة لظهرها والآخرة رحمة للدنيا والعلماء رحمة للجهال والكبار رحمة للصغار والنبي عليه السلام رحمة للخلق والله تعالى رحيم بخلقه وأجناس العلوم كثيرة منها علم النظر وعلم الخبر وعلم النبات وعلم الحيوان وعلم الرصد الى غير ذلك من العلوم ولكل جنس من هذه العلوم وأمثالها فصول تقومها وفصول تقسمها فلننظر ما تحتاج اليه فى أنفسنا مما تقترن به سعادتنا فنأخذه ونشتغل به ونترك ما لا نحتاج اليه احتياجا ضروريا مخافة فوت الوقت حتى تكون الأوقات لنا ان شاء الله تعالى. والذي يحتاج من فصول هذه الأجناس فصلان فصل يدخل تحت جنس النظر وهو علم الكلام ونوع آخر يدخل تحت جنس الخبر وهو الشرع والعلوم الداخلة تحت هذين النوعين التي يحتاج إليها فى تحصيل السعادة ثمانية وهى الواجب والجائز والمستحيل والذات والصفات والافعال وعلم السعادة وعلم الشقاوة فهذه الثمانية واجب طلبها على كل طالب نجاة نفسه وعلم السعادة والشقاوة موقوف على معرفة الواجب والمحظور والمندوب والمكروه والمباح. واصول هذه الاحكام الخمسة ثلاثة الكتاب والسنة المتواترة والإجماع كذا فى مواقع النجوم للشيخ الأكبر قدس سره الأطهر وفقكم الله وإيانا لهذه العلوم النافعة وشرح ضدورنا بالفيوض والاسرار وجعلنا مستضيئين بين شمس وقمر الى نهاية الأعمار وفناء الدار وَمِنْ آياتِهِ اى ومن اعلام قدرته تعالى على مجازاة العباد فى الآخرة مَنامُكُمْ مفعل من النوم اى نومكم الذي هو راحة لابدانكم وقطع لاشغالكم ليدوم لكم به البقاء الى آجالكم بِاللَّيْلِ كما هو المعتاد(7/21)
وَالنَّهارِ ايضا على حسب الحاجة كالقيلولة وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ وطلب معاشكم فيهما فان كلا من المنام وطلب القوت يقع فى الليل والنهار وان كان الأغلب وقوع المنام فى الليل والطلب فى النهار وفيه اشارة الى الحياة بعد الممات فانها نظير الانتباه من المنام والانتشار للمعاش: وفى المثنوى
نوم ما چون شداخ الموت اى فلان ... زين برادر آن برادر را بدان
وقدم الليل على النهار لان الليل لخدمة المولى والنهار لخدمة الخلق ومعارج الأنبياء عليهم السلام كانت بالليل ولذا قال الامام النيسابورى الليل أفضل من النهار يقول الفقير الليل محل السكون وهو الأصل والنهار محل الحركة وهو الفرع كما أشار اليه تعالى فى قوله (كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق) إذ لخلق يقتضى حركة معنوية وكان ما قبل الخلق سكونا محضا يعنى عالم الذات البحت قال بعض الكبار لم يقل تعالى وبالنهار ليتحقق لنا ان يريد اننا فى منام فى حال يقظتنا
المعتادة اى أنتم فى منام مادمتم فى هذه الدار يقظة ومناما بالنسبة لما إمامكم فهذا سبب عدم ذكر الباء فى قوله والنهار والاكتفاء بباء الليل انتهى يعنى لو قيل وبالنهار كان لا يتعين فيه ذلك لجواز ان يكون الجار والمجرور معمولا لمحذوف معطوف على المبتدأ تقديره ويقظتكم بالنهار ثم حذف لدلالة معموله او مقابله عليه كقوله علفتها تبنا وماء باردا اى وسقيتها ماء باردا إِنَّ فِي ذلِكَ الأمر العظيم العلى المرتبة من إيجاد النوم بعد النشاط والنشاط بعد النوم الذي هو الموت الأصغر وإيجاد كل من الملوين بعد إعدامهما والجد فى الابتغاء مع المفاوتة فى التحصيل لَآياتٍ عديدة على القدرة والحكم لا سيما البعث لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ اى شأنهم ان يسمعوا الكلام من الناصحين سماع من انتبه من نومه فجسمه مستريح نشيط وقلبه فارغ عن مكدر للنصح مانع قبوله وفيه اشارة الى ان من لم يتأمل فى هذه الآيات فهو نائم لا مستيقظ فهو غير مستأهل لان يسمع: قال الشيخ سعدى قدس سره
كسى را كه پندار در سر بود ... مپندار هركز كه حق بشنود «1»
ز علمش ملال آيد از وعظ ننك ... شقايق بباران نرويد بسنك
كرت در درياى فضلست خيز ... بتذكير در پاى درويش ريز
نه بينى كه در پاى افتاده خار ... برويد گل وبشكفد نوبهار
وقال الحافظ
چهـ نسبت است برندى صلاح وتقوى را ... سماع وعظ كجا نغمه رباب كجا
قال فى برهان القرآن ختم الآية بقوله (يَسْمَعُونَ) فان من سمع ان النوم من صنع الله الحكيم لا يقدر أحد على احتلابه إذا امتنع ولا على دفعه إذا ورد تيقن ان له صانعا مدبرا قال الخطيب معنى يسمعون هاهنا يستجيبون لما يدعوهم اليه الكتاب واعلم ان النوم فضل من الله للعباد ولكن للعباد ان لا يناموا الا عند الضرورة وبقدر دفع الفتور المانع عن العبادة
سر آنكه ببالين نهد هوشمند ... كه خوابش بقهر آورد در كمند
وقد قيل فى ذم اهل البطالة
__________
(1) در اواخر دفتر چهارم در بيان آنكه روح حيوانى وعقل جزوى ووهم وخيال إلخ(7/22)
وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)
ز سنت نه بينى در ايشان اثر ... مكر خواب پيشين ونان سحر
ومن آداب النوم ان ينام على الوضوء قال عليه السلام (من بات طاهرا بات فى شعاره ملك لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فانه بات طاهرا) وإذا استطاع الإنسان ان يكون على الطهارة ابدا فليفعل لان الموت على الوضوء شهادة ويستحب ان يضطجع على يمينه مستقبلا للقبلة عند أول اضطجاعه فان بدا له ان ينقلب الى جانبه الآخر فعل ويقول حين يضطجع (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم) وكان عليه السلام يقول (باسمك ربى وضعت جنبى وبك ارفعه ان أمسكت نفسى فارحمها وان أرسلتها فاحفظها) ويقول عند ما قام من نومه (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا ورد إلينا أرواحنا واليه البعث والنشور) ثم اعلم ان حالة النوم وحالة الانتباه اشارة الى الغفلة ويقظة البصيرة فوقت الانتباه كوقت انتباه القلب فى أول الأمر. ثم الحركة الى الوضوء اشارة الى التوبة والانابة. ثم التكبيرة الاولى اشارة الى التوجه الإلهي فحاله من الانتباه الى هنا اشارة الى عبوره من عالم الملك وهو الناسوت ودخوله فى عالم الملكوت. ثم الانتقال الى الركوع اشارة الى تجاوزه الى الجبروت. ثم الانتقال الى السجدة اشارة الى وصوله الى عالم اللاهوت وهو مقام الفناء الكلى وعند ذلك يحصل الصعود الكلى الى وطنه الأصلي. ثم القيام من السجدة اشارة الى حالة البقاء فانه رجوع الى الورى ففى صورة النزول عروج كما ان فى صورة العروج نزولا والركوع مقام قاب قوسين وهو مقام الذات الواحدية والسجدة مقام او ادنى وهو مقام الذات الاحدية والحركات الست وهى الحركة من القيام الى الركوع ثم منه الى القومة ثم منها الى السجدة الاولى ثم منها الى الجلسة ثم منها الى السجدة الثانية ثم منها الى القيام اشارة الى خلق الله السموات والأرضين فى ستة ايام فالركعة الواحدة من الصلاة تحتوى على أول السلوك وآخره وغيره من الصور والحقائق الدنيوية والاخروية والعلمية والعينية والكونية والالهية ثم اعلم ان توارد الليل والنهار اشارة الى توارد السيئة والحسنة فكما ان الدنيا لا تبقى على الليل وحده او النهار وحده بل هما على التعاقب دائما فكذا العبد المؤمن لا يخلو من نور العمل الصالح وظلمة العمل الفاسد والفكر الكاسد فاذا كان يوم القيامة يلقى الله الليل فى جهنم والنهار فى الجنة فلا يكون فى الجنة ليل كما لا يكون فى النار نهار يعنى ان النهار فى الجنة هو نور ايمان المؤمن ونور عمله الصالح بحسب مرتبته والليل فى النار هو ظلمة كفر الكافر وظلمة عمله الفاسد فكما ان الكفر لا يكون ايمانا فكذا الليل لا يكون نهارا والنار لا تكون نورا فيبقى كل من اهل النور والنار على صفته الغالبة عليه واما القلب وحاله بحسب التجلي فهو على عكس حاله الغالب فان نهاره المعنوي لا يتعاقب عليه ليل وان كان يطرأ عليه استتار فى بعض الأوقات فهو استتار رحمة لا استتار رحمة كحال المحجوبين وكذا سمع اهل القلب لا يقصر على امر واحد بل يسمعون من شجرة الموجودات كما سمع موسى عليه السلام فهم القوم السامعون على الحقيقة وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ أصله ان يريكم فلما حذف ان لدلالة الكلام عليه سكن الياء كما فى برهان القرآن. وقيل غير ذلك كما فى التفاسير. والبرق لمعان السحاب(7/23)
: وبالفارسية [درخش] وفى اخوان الصفاء البرق نار وهواء خَوْفاً مفعول له بمعنى الاخافة كقوله فعلته رغما للشيطان اى إرغاما له. والمعنى يريكم ضوء السحاب اخافة من الصاعقة خصوصا لمن كان فى البرية من أبناء السبيل وغيرهم [وصاعقه آوازيست هائل كه با او آتشى باشد بي زبانه ودود كه بهر جا رسد بسوزد] وَطَمَعاً اى اطماعا فى الغيث لا سيما لمن كان مقيما فان قلت المقيم يطمع لضرورة سقى الزروع والكروم والبساتين ونحوها واما المسافر فلا قلت يطمع المسافر ايضا فى الأرض القفر وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ [از آسمان يا از ابر] ماءً [آبى را] قال فى اخوان الصفاء المطر هو الاجزاء المائية إذا التأم بعضها مع بعض وبردت وثقلت رجعت نحو الأرض فَيُحْيِي بِهِ اى بسبب ذلك الماء وهو المطر الْأَرْضَ بالنبات بَعْدَ مَوْتِها اى
يبسها فان قيل ما الأرض يقال جسم غليظ اغلظ ما يكون من الأجسام واقف فى مركز العالم مبين لكيفية الجهات الست فالمشرق حيث تطلع الشمس والمغرب حبث تغيب والشمال حيث مدار الجدى والجنوب حيث مدار سهيل والفوق مايلى المحيط والأسفل ما يلى مركز الأرض فان قيل ما النبات يقال ما الغالب عليه المائية ويقول الفرس إذا زخرت الاودية اى كثرت بالماء كثر الثمر وإذا اشتد الرياح كثر الحب واعلم ان الثمر والشجر من فيض المطر والكل آثار شؤونه تعالى فى الأرض. وغرس معاوية نخلا بمكة فى آخر خلافته فقال ما غرستها طمعا فى إدراكها ولكن ذكرت قول الأسدي
ليس الفتى بفتى لا يستضاء به ... ولا تكون له فى الأرض آثار
إِنَّ فِي ذلِكَ المذكور لَآياتٍ [علامتهاست بر قدرت الهى] لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ يفهمون عن الله حججه وأدلته قال الكاشفى [مر كروهى را كه تعقل كنند در تكون حادثات حق تا بر ايشان ظاهر كردد كمالات قدرت صانع در هر حادثه] فكما انه تعالى قادر على ان يحيى الأرض بعد موتها كذلك قادر على ان يحيى الموتى ويبعث من فى القبور قال فى برهان القرآن ختم بقوله (يَعْقِلُونَ) لان العقل ملاك الأمر فى هذه الأبواب وهو المؤدى الى العلم انتهى قال بعض العلماء العاقل من يرى باول رأيه آخر الأمور ويهتك عن مهماتها ظلم الستور ويستنبط دقائق القلوب ويستخرج ودائع الغيوب قال حكيم العقل والتجربة فى التعاون بمنزلة الماء والأرض لا يطيق أحدهما بدون الآخر إنباتا: وفى المثنوى
پس نكو كفت آن رسول خوش جواز ... ذره عقلت به از صوم ونماز «1»
ز انكه عقلت جوهرست اين دو عرض ... اين دو در تكميل آن شد مفترض
تا جلا باشد مران آيينه را ... كه صفا آيد ز طاعت سينه را
ليك كر آيينه از بن فاسدست ... صيقل او را دير باز آرد بدست
اين تفاوت عقلها را نيك دان ... در مراتب از زمين تا آسمان
هست عقلى همچوقرص آفتاب ... هست عقلى كمتر از زهره شهاب
هست عقلى چون چراغ سرخوشى ... هست عقلى چون ستاره آتشى
__________
(1) در أوائل دفتر پنجم در بيان آنكه لطف حق را همه كس دانند وهمه از قهر حق كريزانند إلخ(7/24)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25)
عقل جزوى عقل را بدنام كرد ... كام دنيا مرد را بى كام كرد
وفى التأويلات النجمية (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) اى برق شواهد الحق عند انحراق سحاب حجب البشرية وظهور تلألؤ أنوار الروحانية أولها البروق ثم اللوامع ثم الطوالع ثم الاشراق ثم التجلي فبنور البرق يرى شهوات الدنيا انها نيران فيخاف منها ويتركها ويرى مكروهات تكاليف الشرع على النفس انها جنان فيطمع فيها ويطلبها (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ) الروح (ماءً) الرحمة (فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ) القلوب (بَعْدَ مَوْتِها) بالمعاصي والذنوب واستغراقها فى بحر الدنيا وتموج شهواتها برياح الخذلان (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) لا يبيعون الآخرة بالأولى ولاقربات المولى بنعيم جنة المولى انتهى اللهم اجعلنا من المشتغلين بذكرك وحسن طاعتك واصرفنا عن الميل الى ما سوى حضرتك انك أنت محيى القلوب بفيوض الغيوب وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ اى قيامهما واستمرارهما على ماهما عليه من الهيآت الى الاجل المقدر لقيامهما وهو يوم القيامة بِأَمْرِهِ اى بإرادته تعالى والتعبير عن الارادة بالأمر للدلالة على كمال القدرة والغنى عن المبادي والأسباب. والأمر لفظ عام للافعال والأقوال كلها كما فى المفردات ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ متعلق بدعاكم إذ يكفى فى ذلك كون المدعو فيها يقال دعوته من أسفل الوادي فطلع الىّ. والمعنى ثم إذا دعاكم بعد انقضاء الاجل وأنتم فى قبوركم دعوة واحدة بان قال ايها الموتى اخرجوا [اى مرد كان بيرون آييد] والداعي فى الحقيقة هو اسرافيل عليه السلام فانه يدعو الخلق على صخرة بيت المقدس حين ينفخ فى الصور النفخة الاخيرة إِذا أَنْتُمْ [آنگاه شما] تَخْرُجُونَ إذا للمفاجأة ولذلك ناب مناب الفاء فى الجواب فانهما يشتركان فى إفادة التعقيب اى فاجأتم الخروج منها بلا توقف ولا اباء ولذلك قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ) وفى الآية اشارة الى سماء القلب وارض النفس وقيامهما بالروح فانه من عالم الأمر والى جذبة خطاب ارجعي فانه تعالى إذا دعا النفس والقلب والروح بتلك الجذبة فتخرج من قبور انانية الوجود الى عرصة الهوية والشهود وهو حشر أخص الخواص فان للحشر مراتب مرتبة العام وهى خروج الأجساد من القبور الى المحشر يوم النشور ومرتبة الخاص وهى خروج الأرواح الاخروية من قبور الأجسام الدنيوية بالسير والسلوك فى حال حياتهم الى عالم الروحانية لانهم ماتوا بالارادة عن صفات الحيوانية النفسانية قبل ان يموتوا بالموت عن صورة الحيوانية ومرتبة الأخص وهى الخروج من قبور الانانية الروحانية الى الهوية الربانية وهى مقام الحبيب فيبقى مع الله بلا هو: وفى المثنوى
هين كه اسرافيل وقتند أوليا ... مرده را زيشان حياتست ونما «1»
جان هر يك مرده اندر كورتن ... مى جهد ز آوازشان اندر كفن
كويد اين آواز ز آوازها جداست ... زنده كردن كار آواز خداست
ما بمرديم وبكلى كاستيم ... بانك حق آمد همه برخاستيم
__________
(1) در اواسط دفتر يكم در بيان داستان پير چنكلى كه در عهد عمر إلخ(7/25)
وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)
بانك حق اندر حجاب وبى حجيب ... آن دهد كو داد مريم را ز جيب
اى فناتان نيست كرده زير پوست ... باز كرديد از عدم ز آواز دوست
مطلق آن آواز خود از شه بود ... كرچهـ از حلقوم عبد الله بود
كفته او را من زبان و چشم تو ... من حواسى ومن رضا وخشم تو
وَلَهُ اى لله خاصة مَنْ فِي السَّماواتِ من الملائكة وَالْأَرْضِ من الانس والجن خلقا وملكا وتصرفا ليس لغيره شركة فى ذلك بوجه من الوجوه كُلٌّ اى كل من فيها لَهُ تعالى وهو متعلق بقوله قانِتُونَ القنوت الطاعة: يعنى [فرمان بردارى] والمراد طاعة الارادة لا طاعة العبادة اى منقادون لما يريده بهم من حياة وموت وبعث وصحة وسقم وعز وذل وغنى وفقير وغيرها لا يمتنعون عليه تعالى فى شأن من شئونه: يعنى [تمرد نمى توانند كرد] اى منقادون لما يريده بهم من حياة وموت وبعث وصحة وسقم فهم مسخرون تحت حكمه على كل حال وفيه اشارة الى ان من فى سموات الروحانية من ارباب القلوب وارض البشرية من اصحاب النفوس كل له مطيعون بان تكون الطائفة الاولى مظهر صفات اللطف والفرقة الثانية مظهر صفات القهر ولذلك خلقهم وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ بمعنى المخلوق اى ينشئهم فى الدنيا ابتداء فانه انشأ آدم وحواء وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ثم يميتهم عند انتهاء آجالهم ثُمَّ يُعِيدُهُ تذكير الضمير باعتبار لفظ الخلق اى ثم يعيدهم فى الآخرة بنفخ صور اسرافيل فيكونون احياء كما كانوا وَهُوَ اى الاعادة وتذكير الضمير لانها فى تأويل ان يعيدوا لقوله أَهْوَنُ عَلَيْهِ اى أسهل وأيسر عليه تعالى من البدء بالاضافة الى قدركم ايها الإنسان والقياس الى أصولكم والا فهما عليه تعالى سواء انما امره إذا أراد شيأ ان يقول له كن فيكون سواء هناك مادة أم لا يعنى ان ابتداء الشيء أشد عند الخلق من إعادته وإعادته أهون من ابتدائه فتكون الآية وارادة على ما يزعمون فيما بينهم ويعتقدون عندهم والا فما شق على الله ابتداء الخلق ليكون اعادتهم أهون عليه قال الكاشفى [إعادة باعتقاد شما آسانترست از إبداء پس چون إبداء اقرار داريد إعادة را چرا منكريد وإبداء وإعادة نزد قدرت او يكسانست]
چون قدرت او منزه از نقصانست ... آوردن خلق وبردنش يكسانست
نسبت بمن وتو هرچهـ دشوار بود ... در قدرت پر كمال او آسانست
قال بعضهم افعل هاهنا بمعنى فعيل اى أهون بمعنى هين مثل الله اكبر بمعنى كبير قال الفرزدق
ان الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول
اى عزيزة طويلة وفى التأويلات النجمية يعنى الاعادة أهون عليه من البداءة لان فى البداءة كان بنفسه مباشرا للخليقة وفى الاعادة كان المباشر اسرافيل بنفخته والمباشرة بنفس الغير فى العمل أهون من المباشرة بنفسه عند نظر الخلق وعنده سواء لان افعال الأغيار ايضا مخلوقة وفيه اشارة اخرى فى غاية الدقة واللطافة وهى ان الخلق أهون على الله عند الاعادة منهم عند البداءة لان فى البداءة لم يكونوا متلوثين بلوث الحدوث ولا متدنسين(7/26)
بدنس الشركة فى الوجود بان يكونوا شركاء فى الوجود مع الله فلعزتهم فى البداءة باشر بنفسيه وخلقهم وفى الاعادة لهوانهم باشر بنفسي غيره انتهى قال فى القاموس هان هونا بالضم وهوانا ومهانة ذل وهونا سهل فهو هين بالتشديد والتخفيف وأهون وَلَهُ اى لله تعالى الْمَثَلُ الْأَعْلى المثل بمعنى الصفة كما فى قوله (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي. مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ) اى الوصف الأعلى العجيب الشان من القدرة العامة والحكمة التامة وسائر صفات الكمال التي ليس لغيره ما يدانيها فضلا عما يساويها: وبالفارسية [ومرو راست صفت برتر وصنعت بزركتر چون قدرت كامله وحكمت شامله ووحدت ذات وعظمت صفات] ومن فسره بقوله لا اله الا الله أراد به الوصف بالوحدانية يعنى له الصفة العليا وهو انه لا اله الا هو ولا رب غيره فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ متعلق بمضمون الجملة المتقدمة على معنى انه تعالى قد وصف به وعرف فيهما على ألسنة الخلائق اى نطقا وألسنة الدلائل اى دلالة وَهُوَ الْعَزِيزُ اى القادر الذي لا يعجز عن بدء ممكن وإعادته الْحَكِيمُ الذي يجرى الافعال على سنن الحكمة والمصلحة يقول الفقير دلت الآية على ان السموات والأرض مشحونة بشواهد وحدته ودلائل قدرته تعالى
ز هر ذره بدو رويى وراهيست ... بر اثبات وجود او كواهيست
وذلك لاهل البصيرة قانهم هم المطالعون جمال أنواره والمكاشفون عن حقيقة أسراره والعجب منك انك إذا دخلت بيت غنى فتراه مزينا بانواع الزين فلا ينقطع تعجبك عنه ولا تزال تذكره وتصف حسنه طول عمرك وأنت تنظر ابدا الى الآفاق والأنفس وهى بيوت الله المزينة بأسمائه وصفاته وآثاره المتجلية بقدرته وعجيب آياته ثم أنت فيما شاهدته أعمى عن حقيقته لعمى باطنك وعدم دخولك فى بيت القلب الذي بالتفكر المودع فيه يستخرج الحقائق وبالتذكر الموضوع فيه يرجع الإنسان الى ما هو بالرجوع لائق وبالشهود الذي فيه يرى الآيات ويدرك البينات ولولا هداية الملك المتعال لبقى الخلق فى ظلمات الضلال وسرادقات الجلال قال بعض الكبار فى سبب توبته كنت مستلقيا على ظهرى فسمعت طيورا يسبحن فاعرضت عن الدنيا وأقبلت الى المولى وخرجت فى طلب المرشد فلقيت أبا العباس الخضر عليه السلام فقال لى اذهب الى الشيخ عبد القادر قدس سره فانى كنت فى مجلسه فقال ان الله تعالى جذب عبدا الى جنابه فارسله الىّ إذا لقيته قال فلما جئت اليه قال مرحبا بمن جذبه الرب اليه بألسنة الطير وجمع له كثيرا من الخير فجميع ما فى العالم حجج واضحة وادلة ساطعة ترشدك الى المقصود فعليك بتوحيد الله تعالى فى الليل والنهار فانه خير أوراد واذكار قال تعالى (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) وذكر الله سبب الحضور وموصل الى مشاهدة المذكور ولكن الكل بعناية الله الملك الغفور ومن لم يجعل له نورا فما له من نور
يا ذا الذي انس الفؤاد بذكره ... أنت الذي ما ان سواك أريد
تفنى الليالى والزمان باسره ... وهواك غض فى الفؤاد جديد(7/27)
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)
قال ذو النون المصري قدس سره رأيت فى جبل لكام فتى حسن الوجه حسن الصوت وقد احترق بالعشق والوله فسلمت عليه فرد علىّ السلام وبقي شاخصا يقول
أعميت عينى عن الدنيا وزينتها ... فانت والروح شىء غير مفترق
إذا ذكرتك وافى مقلتى ارق ... من أول الليل حتى مطلع الفلق
وما تطابقت الاحداق عن سنة ... الا رأيتك بين الجفن والحدق
قلت أخبرني ما الذي حبب إليك الانفراد وقطعك عن المؤانسين وهيمك فى الاودية والجبال فقال حبى له هيمنى وشوقى اليه هيجنى ووجدي به افردنى ثم قال يا ذا النون أعجبك كلام المجانين قلت اى والله وأشجاني ثم غاب عنى فلم أدر اين ذهب رضى الله عنه وجعل من حاله نصيبا لاهل الاعتقاد ومن طريقه سلوكا لاهل الرشاد انه العزيز الحكيم الجواد والرؤوف بالعباد الرحيم يوم التناد الموصل فى الدارين الى المراد ضَرَبَ لَكُمْ يا معشر من أشرك بالله مَثَلًا بين به بطلان الشرك مِنْ أَنْفُسِكُمْ من ابتدائية اى منتزعا من أحوالها التي هى اقرب الأمور إليكم واعرفها عندكم يقال ضرب الدرهم اعتبارا بضربه بالمطرقة وقيل له الطبع اعتبارا بتأثير السكة فيه وضرب المثل هو من ضرب الدرهم وهو ذكر شىء اثره يظهر فى غيره والمثل عبارة عن قول فى شىء يشبه قولا فى شىء آخر بينهما مشابهة لتبيين أحدهما بالآخر وتصويره قال ابو الليث نزلت فى كفار قريش كانوا يعبدون الآلهة ويقولون فى إحرامهم لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك ثم صور المثل فقال هَلْ لَكُمْ [آيا شما را هست اى آزادگان] مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ من العبيد والإماء ومن تبعيضية مِنْ شُرَكاءَ من مزيدة لتأكيد النفي المستفاد من الاستفهام فِي ما رَزَقْناكُمْ من الأموال والأسباب اى هل ترضون لانفسكم شركة فى ذلك ثم حقق معنى الشركة فقال فَأَنْتُمْ وهم اى مما ليككم فِيهِ اى فيما رزقناكم سَواءٌ متساوون يتصرفون فيه كتصرفكم من غير فرق بينكم وبينهم قال فى الكواشي محل الجملة نصب جواب الاستفهام تَخافُونَهُمْ خبر آخر لانتم داخل تحت الاستفهام الإنكاري كما فى الإرشاد اى تخافون مماليككم ان يستقلوا وينفردوا بالتصرف فيه كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ معنى أنفسكم هاهنا أمثالكم من الأحرار كقوله (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) اى بعضكم بعضا. والمعنى خيفة كائنة مثل خيفتكم من أمثالكم من الأحرار المشاركين لكم فيما ذكر والمراد نفى مضمون ما فصل من الجملة الاستفهامية اى لا ترضون بان يشارككم فيما بايديكم من الأموال المستعارة مماليككم وهم عندكم أمثالكم فى البشرية غير مخلوقين لكم بل لله تعالى فكيف تشركون به سبحانه فى المعبودية التي هى من خصائصه الذاتية مخلوقه بل مصنوع مخلوقه حيث تصنعونه بايديكم ثم تعبدونه وقال الكاشفى نقلا عن بعض التفاسير [چون حضرت مصطفى عليه السلام اين آيت بر صناديد قريش خواند كفتند «كلا والله لا يكون ذلك ابدا» آن حضرت فرمود كه شما بندگان خود را در مال خود شركت نمى دهيد پس چكونه آفريد كانرا كه بندگان خدااند در ملك او شريك مى سازيد](7/28)
بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29)
خلق چون بندگان سر در پيش ... مانده در بند حكم خالق خويش
جمله هم بنده اند وهم بندى ... نرسد بنده را خداوندى
وفى الآية دليل على ان العبد لا ملك له لانه اخبر ان لا مشاركة للعبيد فيما رزقنا الله من الأموال وفيه اشارة الى ان الإنسان إذا تجلى الله له بانوار جماله وجلاله حيث اضمحل به آثار ظلمات أوصافه لا يكون شريكا له تعالى فى كمالية ذاته وصفاته بل الكمال فى لحقيقة لله تعالى فلا يحسب أحد من اهل التجلي ان الله صار حالا فيه او صار هو بعضا منه تعالى او صار العبد حقا او الحق عبدا فمن كبريائه ان لا يكون جزأ لاحد او مثلا ومن عظمته ان لا يكون أحد جزأه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير كَذلِكَ اى مثل ذلك التفصيل الواضح نُفَصِّلُ الْآياتِ اى نبين ونوضح دلائل الوحدة لا تفصيلا ادنى منه فان التمثيل تصوير للمعانى المعقولة بصورة المحسوس فيكون فى غاية البيان والإيضاح لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ يستعملون عقولهم فى تدبر الأمور والأمثال [اما جاهلان وستمكاران از حقيقت اين سخنها بى خبرند] ثم اعرض عن مخاطبتهم وبين استحالة تبعيتهم للحق فقال بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا اى لم يعقلوا شيأ بل اتبعوا أَهْواءَهُمْ [آرزوهاى خود را] والهوى ميل النفس الى الشهوة ووضع الموصول موضع ضميرهم للتسجيل عليهم بانهم فى ذلك الاتباع ظالمون بِغَيْرِ عِلْمٍ اى حال كونهم جاهلين ما أتوا لا يكفهم عنه شىء فان العالم إذا اتبع هواه ربما ردعه علمه فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ اى خلق فيه الضلالة بصرف اختياره الى كسبها: وبالفارسية [پس كيست كه راه نمايد بسوى توحيد كمكرده الله را] اى لا يقدر على هدايته أحد وَما لَهُمْ اى لمن أضله الله تعالى والجمع باعتبار المعنى والمراد المشركون مِنْ ناصِرِينَ يخلصونهم من الضلال ويحفظونهم من آفاته اى ليس لاحد منهم ناصر واحد على ما هو قاعدة مقابلة الجمع بالجمع قال فى كشف الاسرار [درين آيت اثبات إضلال از خداوند است وبعض آيات اثبات ضلال از بنده است وذلك فى قوله تعالى (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ) قدريان منكراند مر إضلال را از خداوند جل جلاله وكويند همه از بنده است وجبريان منكراند مر ضلال را از بنده كه ايشان بنده را اختيار نكويند وكويند همه از الله است واهل سنت هر دو اثبات كنند إضلال از خداوند تعالى واختيار ضلال از بنده وهر چهـ در قرآن ذكر إضلال وضلالست هم برين قاعده است كه ياد كرديم وفى المثنوى
در هر آن كارى كه ميلستت بدان ... قدرت خود را همى بينى عيان «1»
در هر آن كارى كه ميلت نيست خواست ... اندر آن جبرى شدى كين از خداست
انبيا در كار دنيا جبريند ... كافران در كار عقبى جبريند
انبيا را كار عقبا اختيار ... جاهلانرا كار دنيا اختيار
وفى الآية اشارة الى ان العمل بمقتضى العقل السليم هدى والميل الى التقليد للجهلة هوى فكما ان اهل الهدى منصورون أبدا فكذا اهل الهوى مخذولون سرمدا والى ان الخذلان
__________
(1) در أوائل دفتر يكم در بيان اعتراض كردن مريدان از خلوت وزير إلخ(7/29)
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)
واتباع الهوى من عقوبات الله المعنوية فى الدنيا فلا بد من قرع باب العفو بالتوبة والسلوك الى طريق التحقيق والاعراض عن الهوى والبدعة فانهما شر رفيق: قال الشيخ سعدى قدس سره
غبار هوى چشم عقلت بدوخت ... سموم هوس كشت عمرت بسوخت
وجود تو شهريست پر نيك وبد ... تو سلطان دستور دانا خرد
هوا وهوس را نماند ستيز ... چوبينند سرپنچهـ عقل تيز
واعلم ان من الهوى ما هو، مذموم وهو الميل الى الدنيا وشهواتها والى ما سوى الله ومنه ما هو ممدوح وهو الميل الى العقبى ودرجاتها بل الى الله تعالى بتجريد القلب عما سواه قال بعضهم ناولت بعض الشبان من ارباب الأحوال دريهمات فابى ان يأخذ فالححت عليه فالقى كفا من الرمل فى ركوته فاستقى من ماء البحر وقال كل فنظرت فاذا هو سويق سكره كثير فقال من كان حاله معه مثل هذا يحتاج الى دراهمك ثم انشأ يقول
بحق الهوى يا اهل ودى تفهموا ... لسان وجود بالوجود غريب
حرام على قلب تعرض للهوى ... يكون لغير الحق فيه نصيب
فعلى السالك ان يسأل الله الهداية الى طريق الهوى والعشق والوصول الى منزل الذوق فى مقعد صدق فان كل ماسوى الله تعالى هو وبال وصورة وخيال فمن أراد المعنى فلينتقل اليه من المبنى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الاقامة [بر پاى كردن وراست كردن] كما فى تاج المصادر والوجه الجارحة المخصوصة وقد يعبر به عن الذات كما فى قوله (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ) والدين فى الأصل الطاعة والجزاء واستعير للشريعة. والفرق بينه وبين الملة اعتباري فان الشريعة من حيث انها يطاع لها وينقاد دين ومن حيث انها تملى وتكتب ملة. والإملال بمعنى الاملاء وهو ان يقول فيكتب آخر عنه واقامة الوجه للدين تمثيل لاقباله على الدين واستقامته واهتمامه بترتيب أسبابه فان من اهتم بشىء محسوس بالبصر عقد عليه طرفه ومد اليه نظره وقوّم له وجهه مقبلا عليه. والمعنى فاذا كان حال المشركين اتباع الهوى والاعراض عن الهدى فقوّم وجهك يا محمد للدين الحق الذي هو دين الإسلام وعدله غير ملتفت يمينا وشمالا: وبالفارسية [پس راست دار اى محمد روى خود دين را] حَنِيفاً اى حال كونك مائلا اليه عن سائر الأديان مستقيما عليه لا ترجع له عنه الى غيره ويجوز ان يكون حالا من الدين قال فى القاموس الحنيف الصحيح الميل الى الإسلام الثابت عليه وفى المفردات الحنف ميل عن الضلال الى الاستقامة وتحنف فلان تحرى طريق الاستقامة وسمت العرب كل من اختتن او حج حنيفا تنبيها على انه على دين ابراهيم عليه السلام ومن بلاغات الزمخشري الجود والحلم حاتمى واحنفى. والدين والعلم حنيفى وحنفى اى الجود منسوب الى حاتم الطائي والحلم الى أحنف بن قيس كما ان الدين منسوب الى ابراهيم الحنيف والعلم الى ابى حنيفة رحمه الله وقال بعضهم فى الآية الوجه ما يتوجه اليه وعمل الإنسان ودينه مما يتوجه الإنسان اليه لتسديده وإقامته. فالمعنى أخلص دينك وسدد عملك مائلا اليه عن جميع الأديان المحرفة المنسوخة فِطْرَتَ اللَّهِ الفطرة الخلقة وزنا ومعنى وقولهم صدقة الفطرة اى صدقة انسان(7/30)
مفطور اى مخلوق فيؤول الى قولهم زكاة الرأس والمراد بالفطرة هاهنا القابلية للتوحيد ودين الإسلام من غير اباء عنه وانكار له قال الراغب فطرة الله ما فطر اى أبدع وركز فى الناس من قوتهم على معرفة الايمان وهو المشار اليه بقوله تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) وانتصابها على الإغراء اى الزموا فطرة الله والخطاب للكل كما يفصح عنه قوله منيبين اليه والافراد فى أقم لما ان الرسول امام الامة فامره مستتبع لامرهم والمراد بلزومها الجريان على موجبها وعدم الإخلال به باتباع الهوى وتسويل الشيطان الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها صفة لفطرة الله مؤكدة لوجوب الامتثال بالأمر فان خلق الله الناس على فطرته التي هى عبارة عن قبولهم للحق وتمكنهم من إدراكه او عن ملة الإسلام من موجبات لزومها والتمسك بها قطعا فانهم لو خلوا وما خلقوا عليه ادى بهم إليها وما اختاروا عليها دينا آخر ومن غوى منهم فباغواء شياطين الانس والجن ومنه قوله عليه السلام حكاية عن رب العزة (كل عبادى خلقت حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وامروهم ان يشركوا بي غيرى) والاجتيال بالجيم الجول اى استخفتهم فجالوا معها يقال اجتال الرجل الشيء ذهب به وساقه كذا فى تاج المصادر: قال ابن الكمال فى كتابه المسمى بنگارستان
بر سلامت زايد از مادر پسر ... آن سقامت را پذيرد از پدر
صدق محض است اين كه كفتم شاهدش ... در خبر وارد شد از خير البشر
وهو قوله عليه السلام (ما من مولود الا وقد يولد على فطرة الإسلام ثم أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة هل تحسون فيها من جدعاء) يعنى [بينى بريده] (حتى تكونوا أنتم تجدعونها) اى تقطعون أنفها معناه كل مولود انما يولد فى مبدأ الخلقة واصل الجبلة على الفطرة السليمة والطبع المتهيئ لقبول الدين فلو ترك عليها استمر على لزومها ولم يفارقها الى غيرها لان هذا الدين حسنه موجود فى النفوس وانما يعدل عنه لآفة من الآفات البشرية والتقليد
با بدان يار كشت همسر لوط ... خاندان نبوتش كم شد
سك اصحاب كهف روزى چند ... پى نيكان كرفت ومردم شد
فان قلت ما معنى قوله عليه السلام (ان الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا) وقد قال (كل مولود يولد على الفطرة) قلت المراد بالفطرة استعداده لقبول الإسلام كما مر وذلك لا ينافى كونه شقيا فى جبليته او يراد بالفطرة قولهم بلى حين قال الله ألست بربكم قال النووي لما كان أبواه مؤمنين كان هو مؤمنا ايضا فيجب تأويله بان معناه والله اعلم ان ذلك الغلام لو بلغ لكان كافرا انتهى ثم لا عبرة بالايمان الفطري فى احكام الدنيا وانما يعتبر الايمان الشرعي المأمور به المكتسب بالارادة والفعل ألا يرى انه يقول فابواه يهودانه فهو مع وجود الايمان الفطري فيه محكوم له بحكم أبويه الكافرين كما فى كشف الاسرار قال بعض الكبار [هر آدمي كه باشد او را البته سه مذهب باشد. يكى مذهب پدر ومادر وعوام شهر بود اينست «ما من مولود» إلخ. دوم مذهب پادشاه ولايت بود كه اگر پادشاه عادل باشد بيشتر اهل ولايت عادل شوند(7/31)
واگر ظالم باشد ظالم شوند واگر زاهد باشد زاهد شوند واگر حكيم باشد حكيم شوند واگر حنفى مذهب باشد حنفى شوند واگر شافعى مذهب باشد شافعى شوند از جهت آنكه همه كس را قرب پادشاه مطلوب باشد وهمه كس طالب أرادت ومحبت پادشاه باشند اينست معنى «الناس على دين ملوكهم» سوم مذهب يار بود با كه صحبت دوستى مى ورزد هر آينه مذهب او كيرد ومعنى شرط صحبت مشابهت بيرون وموافقت اندرون اينست معنى «المرء على دين خليله» ]
عن المرء لاتسأل وابصر قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدى
ونعم ما قيل
نفس از همنفس بگيرد خوى ... بر حذر باش از لقاى خبيث
باد چون بر فضاى بد كذرد ... بوى بد كيرد از هواى خبيث
لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ تعليل للامر بلزوم فطرته تعالى لوجوب الامتثال به اى لا صحة ولا استقامة لتبديله بالإخلال بموجبه وعدم ترتيب مقتضاه عليه بقبول الهوى واتباع وسوسة الشيطان وفى التأويلات النجمية لا تحويل لما له خلقهم فطر الناس كلهم على التوحيد فاقام قلب من خلقه للتوحيد والسعادة وأزاغ قلب من خلقه للالحاد والشقاوة انتهى يقول الفقير عالم الشهادة مرآة اللوح المحفوظ فلصورها تغير وتبدل واما رحم الام فمرآة عالم الغيب ولا تبدل لصورها فى الحقيقة ولذا (السعيد سعيد فى بطن امه والشقي شقى فى بطن امه)
مشكل آيد خلق را تغيير خلق ... آنكه بالذات است كى زائل شود
اصل طبعست وهمه اخلاق فرع ... فرع لا بد اصل را مائل شود
جعلنا الله وإياكم من المداوين لمرض هذا القلب العليل لا ممن إذا صدمه الوعظ والتذكير قيل لا تبديل ذلِكَ الدين المأمور باقامة الوجه له او لزوم فطرة الله المستفاد من الإغراء او الفطرة ان فسرت بالملة والتذكير بتأويل المذكور او باعتبار الخبر الدِّينُ الْقَيِّمُ المستوي الذي لا عوج فيه وهو وصف بمعنى المستقيم المستوي وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ كفار مكة لا يَعْلَمُونَ استقامته فينحرفون عنه انحرافا وذلك لعدم تدبرهم وتفكرهم مُنِيبِينَ إِلَيْهِ حال من الضمير فى الناصب المقدر لفطرة الله او فى أقم لعمومه للامة وما بينهما اعتراض وهو من أناب إذا رجع مرة بعد اخرى. والمعنى الزموا على الفطرة او فاقيموا وجوهكم للدين حال كونكم راجعين اليه تعالى والى كل ما امر به مقبلين عليه بالطاعة [شيخ ابو سعيد خراز قدس سره فرموده كه انابت رجوع است از خلق بحق ومنيب او را كويند كه جز حق سبحانه مرجعى نباشد]
تو مرجعى همه را من رجوع با كه كنم ... كرم تو در نپذيرى كجا روم چهـ كنم
قال ابن عطاء قدس سره راجعين اليه من الكل خصوصا من ظلمات النفوس مقيمين معه على حد آداب العبودية لا يفارقون عرصته بحال ولا يخافون سواه قال ابراهيم بن أدهم قدس سره إذا صدق العبد فى توبته صار منيبا لان الانابة ثانى درجة التوبة وَاتَّقُوهُ اى من مخالفة امره وهو عطف على الزموا المقدر وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ أدوها فى أوقاتها(7/32)
مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)
على شرائطها وحقوقها قال الراغب اقامة الشيء توفية حقه ولم يأمر تعالى بالصلاة حيث امر ولا مدح بها حيثما مدح الا بلفظ الاقامة تنبيها على ان المقصود منها توفية شرائطها لا الإتيان بهيآتها وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ المبدلين لفطرة الله تبديلا وقال الكاشفى [ومباشيد از شرك آرندگان بترك نماز متعمدا خطاب با امّت است. در تيسير از شيخ محمد اسلم طوسى رحمه الله نقل ميكند كه حديثى بمن رسيده كه هر چهـ از من روايت كنند عرض كنيد بر كتاب خداى تعالى اگر موافق بود قبول كنيد من اين حديث را كه (من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر) خواستم كه بآيتى از قرآن موافقت كنم سى سال تأمل كردم تا اين آيه يافتم كه] (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ بدل من المشركين باعادة الجار. والمعنى بالفارسية [مباشيد از آنكه جدا كرده اند و پراكنده ساخته دين خود را] وتفريقهم لدينهم اختلافهم فيما يعبدون على اختلاف اهوائهم وفائدة الابدال التحذير عن الانتماء الى ضرب من إضراب المشركين ببيان ان الكل على الضلال المبين وَكانُوا شِيَعاً اى فرقا مختلفة يشايع كل منها اى يتابع امامها الذي هو اصل دينها كُلُّ حِزْبٍ [هر كروهى] قال فى القاموس الحزب جماعة الناس بِما لَدَيْهِمْ بما عندهم من الدين المعوج المؤسس على الزيغ والزعم الباطل فَرِحُونَ مسرورون ظنا منهم انه حق وأنى لهم ذلك
هر كسى را در خور مقدار خويش ... هست نوعى خوشدلى در كار خويش
ميكند اثبات خويش ونفى غير ... چهـ امام صومعه چهـ پير دير
اعلم ان الدين عند الله الإسلام من لدن آدم عليه السلام الى يومنا هذا وان اختلفت الشرائع والاحكام بالنسبة الى الأمم والاعصار وان الناس كانوا امة واحدة ثم صاروا فرقا مختلفة يهودا ونصارى ومجوسا وعابدى وثن وملك ونجم ونحو ذلك وقد روى ان امة ابراهيم عليه السلام صارت بعده سبعين فرقة كلهم فى النار الا فرقة واحدة وهم الذين كانوا على ما كان عليه ابراهيم فى الأصول والفروع. وان امة موسى عليه السلام صارت بعده احدى وسبعين فرقة كلهم فى النار الا واحدة كانت على اعتقاد موسى وعمله. وان امة عيسى عليه السلام صارت بعده ثنتين وسبعين فرقة كلهم فى النار الا من وافقه فى اعتقاده وعمله. وان امة محمد عليه السلام صارت بعده ثلاثا وسبعين فرقة كلهم فى النار الا فرقة واحدة وهم الذين كانوا على ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة السلام وأصحابه وهم الفرقة الناجية وهذه الفرق الضالة كليات والا فجزئيات المذاهب الزائغة كثيرة لا تحصى كما قال بعضهم [من در ولايت پارس صد مذهب يافتم كه آن صد مذهب باين هفتاد وسه مذهب هيچ تعلق ندارد وبهيچ وجه باين نماند پس وقتى كه در يك ولايت صد مذهب باشد جز آن هفتاد وسه مذهب نظر كن در عالم چند مذهب بود بدانكه اصل اين هفتاد ودو مذهب كه از اهل آتش اند شش مذهب است. تشبيه. وتعطيل. وجبر. وقدر. ورفض. ونصب اهل تشبيه خدايرا بصفات ناسزا وصف كردند وبمخلوقات مانند كردند. واهل تعطيل خدايرا منكر شدند ونفى صفات خدا كردند(7/33)
واهل جبر اختيار وفعل بندگانرا منكر شدند وبندگى خود را بخداوند اضافت كردند. واهل قدر خدايى خدايرا بخود اضافت كردند وخود را خالق افعال خود كفتند. واهل رفض در دوستى على رضى الله عنه غلو كردند ودر حق صديق وفاروق طعن كردند وكفتند كه هر كه بعد از محمد عليه السلام بلا فصل با على بيعت نكردند واو را خليفه وامام ندانستند از دائره ايمان بيرون رفتند. واهل نصب در دوستى صديق وفاروق رضى الله عنهما غلو كردند ودر حق على طعن كردند وكفتند هر كه بعد از محمد عليه السلام با صديق بيعت نكردند واو را خليفه وامام ندانستند از دائره ايمان بيرون رفتند وهر يك ازين فرقه شش كانه دوازده فرق شدند وهفتاد ودو فرقه آمدند. واين مذاهب حالا موجودست وجمله از قران وأحاديث ميكويند وهر يك اين چنين ميكويند كه از اوّل قرآن تا آخر قرآن بيان مذهب ماست اما مردم فهم نمى كنند. واصل خلاف از آنجا پيدا آمد كه مردمان شنيدند از انبيا عليهم السلام كه اين موجوداترا خداوندى هست هر كسى در خداوند وصفات خداوندى چيزى اعتقاد كردند و چنين كمان بردند كه اين جمله دلائل ايشان راست ودرست است وآن كمان ايشان خطا بود زيرا جمله را اتفاق هست كه «طريق العقل واحد» چون طريق عقل دو نمى شايد هفتاد وسه وبلكه زياده كى روا باشد واين سخن ترا بيك حكايه معلوم سود چنانكه هيچ شبهت نماند- وحكايت- آوردند كه شهرى بود كه اهل آن شهر جمله نا؟ ينا بود وحكايت پيل شنيده بودند ميخواستند كه پيل را مشاهد كنند ودرين آرزو مى بودند ناكاه روزى كاروانى رسيد وبر در آن شهر فرو آمد ودر آنكاروان پيلى بود اهل آن شهر شنيدند پيل آورده اند آنچهـ عاقلترين ايشان بودند كفتند كه بيرون رويم و پيل را مشاهده كنيم. جماعتى از ان شهر بيرون آمدند وبنزديك پيل آمدند. يكى دست دراز كرد كوش پيل بدست وى آمد چيزى ديد همچون سپرى اين كس اعتقاد كرد كه پيل همچون سپرست. ويكى ديكر دست دراز كرد وخرطوم پيل بدست او آمد چيزى ديدى همچون عمودى اين كس اعتقاد كرد كه پيل همچون عموديست. ويكى ديكر دست دراز كرد و پشت پيل بدست وى آمد چيزى ديد همچون تخت اين كس اعتقاد كرد كه پيل همچون تختيست. ويكى ديكر دست دراز كرد و پاى پيل بدست او آمد چيزى ديد همچون عمادى اين كس اعتقاد
كرد كه پيل همچون عماديست. جمله شادمان شدند وبازگشتند وبشهر درآمدند هر كسى محله خود رفتند. سؤال كردند كه پيل را ديديد كفتند كه ديديم كفتند چكونه ديديد و چهـ شكل بود. يكى در محله خود كفت پيل همچون سپر بود. وديكر در محله خود كفت پيل همچون عمود بود واهل هر محله چنانكه شنيدند اعتقاد كردند. چون جمله بيكديكر رسيدند همه خلاف يكديكر كفته بودند جمله يكديكر را منكر شدند ودليل كفتن آغاز كردند هر يك بإثبات اعتقاد خود ونفى اعتقاد ديكران كرد وآن دليل را دليل عقلى ونقلى نام نهادند. يكى كفت كه پيل را نقل كنند كه در روز جنك پيش لشكرى دارند بايد كه پيل همچون سپرى باشد. وديكر كفت كه نقل(7/34)
ميكنند كه پيل روز جنك خود را بر لشكر خصم مى زند ولشكر خصم بدين شكست ميشود پس بايد كه پيل همچون عمودى باشد. وديكر كفت كه نقل ميكنند كه پيل هزار من بار برميدارد وزحمتى بوى نمى رسد پس بايد كه پيل همچون عمادى باشد. وديكر كفت نقل ميكنند كه چندين كس بر پيل مينشيند پس بايد كه پيل همچون تختي باشد. اكنون تو با خود انديشه كن كه ايشان بدين دلائل هركز بمدلول كه پيل است كجا رسند وبترتيب اين مقدمات هركز نتيجه راست را كجا يابند جمله عاقلانرا دانند كه هر چندين ازين نوع دليل بيشتر كويند از معرفت پيل دور افتد وهركز بمدلول كه پيل است نرسند واين اختلاف از ميان ايشان برنخيزد وبلكه زياده شود. چون عنايت حق در رسد ويكى از ميان ايشان بينا شود و پيل را چنانكه پيل است بيند وبداند وبا ايشان كويد كه اين كه شما از پيل حكايت ميكنيد چيزى از پيل دانستيد وباقى ديكر ندانستيد مرا خداى تعالى بينا كردانيد كويند ترا خيالست ودماغ تو خلل يافته است وديوانكى ترا زحمت مى دهد واگر نه بينا ماييم كس سخن بينا را قبول نكند مكر اندك باقى بر همان جهل مركب اصرار نمايند واز ان رجوع نكنند. وآنكه در ميان ايشان سخن بينا را شنود وقبول كند وموافقت كند او را كافر نام نهند «وليس الخبر كالمعاينة» اكنون مذاهب مختلفه را همچون مى دان كه شنيدى اين موجوداترا خداوندى هست وهر يك در ذات وصفات خداوندى چيزى اعتقاد كردند چون با يكديكر حكايت كردند وقرآن وأحاديث را آنچهـ موافق اعتقاد ايشان نبود تأويل كردند وباعتقاد خود راست كردند. پس هر كه از سر انصاف تأمل كند وتقليد وتعصب را بگذارد بيقين داند كه اين جمله اعتقادات نه بدليل نقلى ونه بدليل عقلى درستست زيرا كه دلائل عقلى ونقلى مقتضىء يك اعتقاد بيش نباشد پس اعتقاد جمله بلا دليل است وجمله مقلدانند واز مقلد كى روا باشد كه ديكريرا كويد كه او كمراه وكافرست زيرا كه در نادانى با همه برابرند پس مذهب مستقيم آنست كه در وى تشبيه وتعطيل وجبر وقدر ورفض ونصب نباشد اسلامست ودر مذهب اهل سنت وجماعتست از جهت آنكه معنى سنت وجماعت آنست سنت رسول وعقيدة الصحابة. واعتقاد صحابه آنست كه خدا يكيست. وموصوفست بصفات سزا. ومنزه است از صفات ناسزا. وذات وصفات او قديمست ولا غيره كالواحد من العشرة. واو را ضدّ وند ومثل وشريك وزن وفرزند وحيز ومكان نيست وإمكان ندارد كه باشد. واو از چيزى نيست وبر چيزى نيست ودر چيزى نيست وبچيزى نيست بلكه همه چيز از وى است وقائم بوى است وباقى بوى است. واو ديدنى نيست بچشم سر وديدار او در دنيا جائز نيست ودر آخرت اهل بهشت را هر آينه خواهد بود. وكلام او قديمست. واو فاعل مختارست وخالق خير وشر وكفر وايمانست. وجز وى خالق ديكر نيست. خالق عباد وافعال عبادست. وعباد خالق افعال خود نيستند اما فاعل مختارند. وهيچ صفتى ز صفات مخلوقات بوى نماند. وهر چهـ در خاطر ووهم كسى آيد از خيال وأمثال كه وى آنست وى آن نيست وى آفريدگار آنست (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وفعل او از علت وغرض پاك ومنزه
. وهيچ چيزى بر وى واجب(7/35)
نيست. وفرستادن انبيا از وى فضل است. وانبيا معصومند وغير انبيا كسى معصوم نيست. ومحمد عليه السلام ختم انبياست وبهترين وداناترين آدميانست. وبعد از محمد عليه السلام ابو بكر خليفه وامام بحق بود. وبعد از ابو بكر عمر خليفه وامام بحق بود. وبعد ازو عثمان وامامت بعلى تمام شد. واجماع صحابه واجماع علما بعد از صحابه حجتست. واجتهاد وقياس از علما درست است. ودرين جمله كه كفته شد ابو حنيفه وشافعى را اتفاقست] واعلم ان الشيخين الكاملين من طائفة اهل الحق اسم أحدهما الشيخ ابو الحسن الأشعري من نسل الصحابي ابى موسى الأشعري رضى الله عنه ومن ذهب الى طريقه واعتقد موافقا لمذهبه يسمونه الاشعرية واسم الآخر الشيخ ابو منصور الماتريدى رحمه الله وكل من اعتقد موافقا لمذهب هذا الشيخ يسمونه الماتريدية. ومذهب ابى حنيفة موافق لمذهب الشيخ الثاني وان جاء الشيخ الثاني بعد ابى حنيفة بمدة. ومذهب الشافعي موافق لمذهب الشيخ الاول فى باب الاعتقاد وان جاء بعد الشافعي بمدة والماتريديون حنفيون فى باب الأعمال كما ان الاشاعرة شافعيون فى باب الأعمال والتزام مذهب من المذاهب الحقة لازم لقوله تعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) والاحتراز عن المذاهب الباطلة واجب لقوله تعالى (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقد نهى عليه السلام عن مجالسة اهل الأهواء والبدع وتبرأ منهم وفى الحديث (يجيىء قوم يميتون السنة ويدغلون فى الدين فعلى أولئك لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين) وقد تفرق اهل التصوف على ثنتى عشرة فرقة فواحدة منهم سنيون وهم الذين اثنى عليهم العلماء والبواقي بدعيون وهم الخلوتية والحالية والاوليائية والشمراخية والحبية والحورية والإباحية والمتكاسلة والمتجاهلة والواقفية والالهامية وكان الصحابة رضى الله عنهم من اهل الجذبة ببركة صحبة النبي عليه السلام ثم انتشرت تلك الجذبة فى مشايخ الطريقة وتشعبت الى سلاسل كثيرة حتى ضعفت وانقطعت عن كثير منهم فبقوا رسميين فى صورة الشيوخ بلا معنى ثم انتسب بعضهم الى قلندر وبعضهم الى حيدر وبعضهم الى أدهم الى غير ذلك وفى زماننا هذا اهل الإرشاد اقل من القليل. ويعلم اهله بشاهدين أحدهما ظاهر والآخر باطن فالظاهر استحكام الشريعة والباطن السلوك على البصيرة فيرى من يقتدى به وهو النبي عليه السلام ويجعله واسطة بينه وبين الله حتى لا يكون سلوكه على العمى قال بعض الكبار [هر كه در چنين وقت افتد كه اعتقادات بسيار واختلافات بى شمار باشد يا در ان شهر يا در ولايت دانايى نباشد مذهب مستقيم آنست كه دوازده چيز را حرفت خود سازد كه اين دوازده چيز حرفت دانايانست وسبب نور وهدايت. أول آنكه با نيكان صحبت دارد. دوم آنكه فرمان بردارىء ايشان كند. سوم آنكه از خداى راضى شود. چهارم آنكه با خلق خداى صلح كند. پنجم آنكه آزارى بخلق نرساند. ششم آنكه اگر تواند راحت رساند اين شش چيز است معنى «التعظيم لامر الله والشفقة على خلق الله» . هفتم متقى و پرهيزكار وحلال خور باشد. هشتم ترك طمع وحرص كند. نهم آنكه با هيچكس بد نكويد مكر ضرورت وهركز بخود كمان دانايى نبرد. دهم آنكه اخلاق نيك حاصل كند. يازدهم آنكه پيوسته برياضات ومجاهدات مشغول(7/36)
وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)
باشد. دوازدهم آنكه بى دعوى باشد وهميشه نيازمند بود كه اصل جمله سعادات وتخم جمله درجات اين دوازده چيزست در هر كه اين دوازده چيز هست مردى از مردان خدايست ورونده وسالك راه حق ودر هر كه اين دوازده چيز نيست اگر صورت عوام دارد ودر لباس خواصست ديو است وكمراه كننده مردم است] الخناس الذي يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس وفى التأويلات النجمية (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الملتفتين الى غير الله (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) الذي كانوا عليه فى الفطرة التي فطر الناس عليها من التجريد والتفريد والتوحيد والمراقبة فى مجلس الانس والملازمة للمكالمة مع الحق (وَكانُوا شِيَعاً) اى صاروا فرقا فريقا منهم مالوا الى نعيم الجنان وفريقا منهم رغبوا فى نعيم الدنيا بالخذلان وفريقا منهم وقعوا فى شبكة الشيطان فساقهم بتزيين حب الشهوات الى دركات النيران (كُلُّ حِزْبٍ) من هؤلاء الفرق (بِما لَدَيْهِمْ) من مشتهى نفوسهم ومقتضى طبائعهم (فَرِحُونَ) فجالوا فى ميادين الغفلات واستغرقوا فى بحار الشهوات وظنوا بالظنون الكاذبة ان جذبتهم الى ما فيه السعادة الجاذبة فاذا انكشف ضباب وقتهم وانقشع سحاب جهدهم انقلب فرحهم ترحا واستيقنوا انهم كانوا فى ضلالة ولم يعرجوا الا الى أوطان الجهالة كما قيل
سوف ترى إذا انجلى الغبار ... أفرس تحتك أم حمار
وَإِذا مَسَّ النَّاسَ [و چون برسد آدميان يعنى مشركان مكه را] ضُرٌّ سوء حال من الجوع والقحط واحتباس المطر والمرض والفقر وغير ذلك من انواع البلاء قال فى المفردات المس يقال فى كل ما ينال الإنسان من أذى دَعَوْا رَبَّهُمْ حال كونهم مُنِيبِينَ إِلَيْهِ راجعين اليه من دعاء غيره لعلمهم انه لا فرج عند الأصنام ولا يقدر على كشف ذلك عنهم غير الله ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ [پس چون بچشاند ايشانرا] مِنْهُ من عنده رَحْمَةً خلاصا وعافية من الضر النازل بهم وذلك بالسعة والغنى والصحة ونحوها إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ اى فاجأ فريق منهم بالعود الى الإشراك بربهم الذي عافاهم: وبالفارسية [آنگاه كروهى ازيشان بپروردگار خود شرك آرند يعنى در مقابله نجات از بلا چنين عمل كنند] وتخصيص هذا الفعل ببعضهم لما ان بعضهم ليسوا كذلك كما فى قوله تعالى (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) اى مقيم على الطريق القصد او متوسط فى الكفر لانزجاره فى الجملة لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ اللام فيه للعاقبة والمراد بالموصول نعمة الخلاص والعافية فَتَمَتَّعُوا اى بكفركم قليلا الى وقت آجالكم وهو التفات من الغيبة الى الخطاب وفى كشف الاسرار [كوى برخوريد وروزكار فرا سربريد] وقال الكاشفى: يعنى [اى كافران برخوريد دو سه روز از نعمتهاى دنيوى] فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ عاقبة تمتعكم فى الآخرة وهى العقوبة وفى التأويلات النجمية يشير الى طبيعة الإنسان انها ممزوجة من هداية الروح واطاعته ومن ضلالة النفس وعصيانها وتمردها فالناس إذا أظلتهم المحنة ونالتهم الفتنة ومستهم البلية انكسرت نفوسهم وسكنت دواعيها وتخلصت أرواحهم من اسر ظلمة شهواتها ورجعت على وفق طبعها المجبولة عليه الى الحضرة ورجعت النفوس ايضا بموافقة الأرواح على خلاف طباعها مضطرين فى دفع البلية الى الله(7/37)
أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)
مستغيثين بلطفه مستجيرين من محنهم مستكشفين للضر فاذا جاد عليهم بكشف مانالهم ونظر إليهم باللطف فيما أصابهم (إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ) وهم النفوس المتمردة يعودون الى عادتهم المذمومة وطبيعتهم الدنيئة وكفران النعمة (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) من النعمة والرحمة ثم هدّدهم بقوله (فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) جزاء ما تعملون على وفق طباعكم اتباعا لهواكم أَمْ أَنْزَلْنا [آيا فرستاده ايم] عَلَيْهِمْ سُلْطاناً اى حجة واضحة كالكتاب فَهُوَ يَتَكَلَّمُ تكلم دلالة كما فى قوله تعالى (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ) بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ اى باشراكهم به تعالى وصحته فتكون ما مصدرية او بالأمر الذي بسببه يشركون فى ألوهيته فتكون موصولة والمراد بالاستفهام النفي والإنكار اى لم ننزل عليهم ذلك وفيه اشارة الى ان اعمال العباد إذا كانت مقرونة بالحجة المنزلة تكون حجة لهم وان كانت من نتائج طباع نفوسهم الخبيثة تكون حجة عليهم فالعمل بالطبع هوى وبالحجة هدى فقد دخل فيه افعال العباد صالحاتها وفاسداتها وان كانوا لا يشعرون ذلك فيظنون بعض أعمالهم الخبيثة طيبة من غير سلطان يتكلم لهم بطيبها ونعوذ بالله من الخوض فى الباطل واعتقاد انه امر تحته طائل
ترسم نرسى بكعبه اى أعرابي ... كين ره كه تو ميروى بتركستانست
وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً اى نعمة وصحة وسعة فَرِحُوا بِها بطرا وأشرا لا حمدا وشكرا وغرتهم الحياة الدنيا واعرضوا عن عبودية المولى وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ اى شدة من بلاء وضيق بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ اى بشؤم معاصيهم إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ فاجأوا القنوط واليأس من رحمة الله تعالى: وبالفارسية [آنگاه ايشان نوميد وجزع ميكنند يعنى نه شكر ميكذارند در نعمت ونه صبر دارند بر محنت] وهذا وصف الغافلين المحجوبين واما اهل المحبة والارادة فسواء نالوا ما يلائم الطبع او فات عنهم ذلك فانهم لا يفرحون ولا يحزنون كما قال تعالى (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) فلما كان بهم من قوة الاعتماد على الله تعالى لا يقنطون من الرحمة الظاهرة والباطنة ويرون التنزلات من التلوينات فيرجعون الى الله بتصحيح الحالات بانواع الرياضات والمجاهدات ويصبرون الى ظهور التمكينات والترقيات
بصبر كوش دلا روز هجر فائده نيست ... طبيب سربت تلخ از براى فائده ساخت
أَوَلَمْ يَرَوْا اى ألم ينظروا ولم يشاهدوا أَنَّ اللَّهَ الرزاق يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ اى يوسعه لمن يرى صلاحه فى ذلك ويمتحنه بالشكر وَيَقْدِرُ اى يضيقه لمن يرى نظام حاله فى ذلك ويمتحنه بالصبر ليستخرج منهم بذلك معلومه من الشكر والكفران والصبر والجزع فما لهم لا يشكرون فى السراء ولا يتوقعون الثواب بالصبر فى الضراء كالمؤمنين قال شقيق رحمه الله كما لا تستطيع ان تزيد فى خلقك ولا فى حياتك كذلك لا تستطيح ان تزيد فى رزقك فلا تتعب نفسك فى طلب الرزق
رزق اگر بر آدمي عاشق نمى باشد چرا ... از زمين كندم كريبان چاك مى آيد چرا(7/38)
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38)
إِنَّ فِي ذلِكَ المذكور من القبض والبسط لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ فيستدلون بها على كمال القدرة والحكمة: قال ابو بكر محمد بن سابق
فكم قوى قوى فى تقلبه ... مهذب الرأى عنه الرزق ينحرف
وكم ضعيف ضعيف فى تقلبه ... كأنه من خليج البحر يغترف
هذا دليل على ان الإله له ... فى الخلق سر خفى ليس ينكشف
- وحكى- انه سئل بعض العلماء ما الدليل على ان للعالم صانعا واحدا قال ثلاثة أشياء. ذل اللبيب. وفقر الأديب. وسقم الطبيب قال فى التأويلات النجمية الاشارة فيه الى ان لا يعلق العباد قلوبهم الا بالله لان ما يسوءهم ليس زواله الا من الله وما يسرهم ليس وجوده الا من الله فالبسط الذي يسرهم ويؤنسهم منه وجوده والقبض الذي يسوءهم ويوحشهم منه حصوله فالواجب لزوم بابه بالاسرار وقطع الافكار عن الأغيار انتهى. إذ لا يفيد للعاجز طلب مراده من عاجز مثله فلا بد من الطلب من القادر المطلق الذي هو الحق قال ابراهيم بن أدهم قدس سره طلبنا الفقر فاستقبلنا الغنى وطلب الناس الغنى فاستقبلهم الفقر. فعلى العاقل تحصيل سكون القلب والفناء عن الإرادات فان الله تعالى يفعل ما يريد على وفق علمه وحكمته وفى الحديث (انما يخشى المؤمن الفقر مخافة الآفات على دينه) فالملحوظ فى كل حال تحقيق دين الله المتعال وتحقيقه انما يحصل بالامتثال الى امر صاحب الدين وقد امر بالتوكل واليقين فى باب الرزق فلا بد من الائتمار وإخراج الافكار من القلب فان من شك فى رازقه فقد شك فى خالقه- كما حكى- ان معروفا الكرخي قدس سره اقتدى بامام فسأله الامام بعد الصلاة وقال له من اين تأكل يا معروف فقال معروف اصبر يا امام حتى أقضي ما صليت خلفك ثم أجيب فان الشاك فى الرازق شاك فى الخالق ولا يجوز اقتداء المؤمن الموقن بالمتزلزل المتردد ولذا قال تعالى (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) فان غير المؤمن لا يعرف الآيات ولا يقدر على الاستدلال بالدلالات فيبقى فى الشك والتردد والظلمات قال هرم لاويس رضى الله عنه اين تأمرنى ان أكون فاومأ الى الشام فقال هرم كيف المعيشة بها قال اويس أف لهذه القلوب قد خالطها الشك فما تنفعها العظة اى لان العظة كالصقر لا يصيد الا الحي والقلب الذي خالطه الشك بمثابة الميت فلا يفيده التنبيه نسأل الله سبحان ان يوقظنا من سنة الغفلة ولا يجعلنا من المعذبين بعذاب الجهالة انه الكريم الرؤوف الرحيم فَآتِ أعط يا من بسط له الرزق ذَا الْقُرْبى صاحب القرابة حَقَّهُ من الصلة والصدقة وسائر المبرات يحتج ابو حنيفة رحمه الله بهذه الآية على وجوب النفقة لذوى الأرحام المحارم عند الاحتياج ويقيسهم الشافعي على ابن العم فلا يوجب النفقة الا على الولد والولدين لوجود الولاد وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ما يستحقانه من الصدقة والاعانة والضيافة فان ابن السبيل هو الضيف كما فى كشف الاسرار قال فى التأويلات النجمية يشير الى ان القرابة على قسمين قرابة النسب وقرابة الدين فقرابة الدين أمس وبالمراعاة أحق وهم الاخوان فى الله والأولاد من صلب الولاية من اهل الارادة الذين تمسكوا بأذيال الأكابر منقطعين الى الله مشتغلين بطلب الله متجردين عن الدنيا غير مستفزعين(7/39)
بطلب المعيشة فالواجب على الأغنياء بالله القيام بأداء حقوقهم فيما يكون لهم عونا على الاشتغال بمواجب الطلب بفراغ القلب والمسكين من يكون محروما من صدق الطلب وهو من اهل الطاعة والعبادة او طالب العلم فمعاونته بقدر الإمكان وحسب الحال واجب وابن السبيل وهو المسافر والضيف فحقه القيام بشأنه بحكم الوقت فمن يكون همته فى الطلب أعلى فهو من أقارب ذوى القربى وبايثار الوقت عليه اولى فحفه آكد وتفقده أوجب انتهى قال فى كشف الاسرار [قرابت دين سزاوارترست بمواساة از قرابت نسب مجرد زيرا كه قرابت نسب بريده كردد وقرابت دين روا نيست كه هركز بريده كردد اينست كه مصطفى عليه السلام كفت (كل نسب وسبب ينقطع إلا نسبي وسببى) قرابت دين است كه سيد عالم صلوات الله عليه وسلامه اضافت با خود كردد وديندارانرا نزديكان وخويشان خود شمرد بحكم اين آيت وهر كه روى بعبادة الله آرد وبر وظائف طاعات مواظبت نمايد ونعمت مراقب بر سر دارد ودر وقت ذكر الله نشيند چنانكه با كسب وتجارت نپردازد وطلب معيشت نكند كما قال تعالى (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) او را بر مسلمانان حق مواسات واجب شود او را مراعات كنند ودل وى از ضرورت قوت فارغ دارند چنانكه رسول خدا كرد باصحاب صفه وايشان بودند كه در صفه پيغمبر وطن داشتند وصفه پيغمبر جاييست بمدينه كه آنرا قبا خوانند از
مدينه تا آنجا دو فرسنك است رسول الله خدا روزى ماحضرى در پيش داشت وبعضى اهل بيت خويش را كفت (لا أعطيكم وادع اصحاب الصفة تطوى بطونهم من الجوع) اين اصحاب صفه چهل تن بودند از دنيا بيكباركى اعراض كرده واز طلب معيشت برخاسته وبا عبادت وذكر الله پرداخته وبر فتوح وتجريد روز بسر آورده وبيشترين ايشان برهنه بودند خويشتن را در ميان پنهان كرده چون وقت نماز بودى آن گروه كه جامه داشتند نماز كردندى آنكه جامه بر ديكران دادندى واصل مذهب تصوف از ايشان كرفته اند از دنيا اعراض كردن واز راه خصومت برخاستن وبر توكل زيستن وبيافته قناعت كردن وآز وحرص وشره بگذاشتن] قال الشيخ سعدى قدس سره
بر اوج فلك چون پرده چره باز ... كه بر شهپرش بسته سنك آز
ندارند تن پروران آگهى ... كه پر معده باشد ز حكمت تهى
ذلِكَ اى إيتاء الحق وإخراجه من المال خَيْرٌ من الإمساك لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ اى يقصدون بمعروفهم إياه تعالى خالصا فيكون الوجه بمعنى الذات او جهة التقرب اليه لا جهة اخرى من الأغراض والأعواض فيكون بمعنى الجهة قال فى كشف الاسرار المريد هو الذي يؤثر حق الله على نفسه. جنيد قدس الله روحه [مريديرا وصيت ميكرد وكفت چنان كن كه خلق را با رحمت باشى وخود را بلا كه مؤمنان ودوستان از الله بر خلق رحمت اند و چنان كن كه در سايه صفات خود نه نشينى تا ديكران در سايه تو بياسايند. ذو النون مصرى را پرسيدند كه مريد كيست ومراد كيست كفت «المريد يطلب والمراد يهرب» . مريد مى طلبد وازو صد هزار نياز. ومراد مى كريزد واو را صد هزار ناز مريد با دل سوزان. مراد با مقصود(7/40)
وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)
بر بساط خندان. مريد در خبر آويخته. مراد در عيان آميخته. پير را پرسيدند مريد به يا مراد از حقيقت تفريد جواب داد كه «لا مريد ولا مراد ولا خبر ولا استخبار ولا حد ولا رسم وهو الكل بالكل» اين چنانست كه كويند]
اين جاى نه عشقست نه شوق نه يار ... خود جمله تويى خصومت از ره بردار
وَأُولئِكَ [آن كروه منفقان] هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بالمطلوب فى الآخرة حيث حصلوا بما بسط لهم النعيم المقيم. والمعنى لهم فى الدنيا خير وهو البركة فى مالهم لان إخراج الزكاة يزيد فى المال
زكات مال بدر كن كه فضله رز را ... چوباغبان ببرد بيشتر دهد انگور
وفى الآخرة يصير لطاعة ربه فى إخراج الصدقة من الفائزين بالجنة
توانكرا چودل ودست كامرانت هست ... بخور ببخش كه دنيا وآخرت بردى
وعن على رضى الله عنه ان المال حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لا قوام. وكان لقمان إذا مر بالأغنياء يقول يا اهل النعيم لا تنسوا النعيم الأكبر وإذا مر بالفقراء يقول إياكم ان تغبنوا مرتين وعن على رضى الله عنه فرض فى اموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير الا بما منع غنى والله يسألهم عن ذلك قال بعضهم أول ما فرض الصوم على الأغنياء لاجل الفقراء فى زمن الملك طهمورث ثالث ملوك بنى آدم وقع القحط فى زمانه فامر الأغنياء بطعام واحد بعد غروب الشمس وبامساكهم بالنهار شفقة على الفقراء وإيثارا عليهم بطعام النهار وتعبدا وتواضعا لله تعالى
توانكرانرا وقفست وبذل ومهمانى ... زكاة وفطره واعتاق وهدى وقربانى
تو كى بدولت ايشان رسى كه نتوانى ... جز اين دو ركعت وآن هم بصد پريشانى
شرف نفس بجودست وكرامت بسجود ... هر كه اين هر دو ندارد عدمش به ز وجود
وَما [چيزى كه وآنچهـ] آتَيْتُمْ [مى دهيد] مِنْ رِباً كتب بالواو للتفخيم على لغة من يفخم فى أمثاله من الصلاة والزكوة او للتنبيه على أصله لانه من ربا يربو زاد وزيدت الالف تشبيها بواو الجمع وهى الزيادة فى المقدار بان يباع أحد مطعوم او نقد بنقد بأكثر منه من جنسه ويقال له ربا الفضل او فى الاجل بان يباع أحدهما الى أجل ويقال له ربا النساء وكلاهما محرم. والمعنى من زيادة خالية من العوض عند المعاملة لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ ليزيدو يزكو فى أموالهم: يعنى [تا زيادتى در مال سود خوران پديد آيد] فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ لا يزيد عنده ولا يبارك له فيه كما قال تعالى (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا) وقال بعضهم المراد بالربا فى الآية هوان يعطى الرجل العطية او يهدى الهدية ويثاب ما هو أفضل منها فهذا ربا حلال جائز ولكن لا يناب عليه فى القيامة لانه لم يرد به وجه الله وهذا كان حراما للنبى عليه السلام لقوله تعالى (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) اى لا تعط ولا تطلب اكثر مما أعطيت كذا فى كشف الاسرار يقول الفقير قوله تعالى (مِنْ رِباً) يشير الى انه لو قال المعطى للآخذ انا لا اعطى هذا المال إياك على انه ربا وجعله فى حل لا يكون حلالا ولا يخرج عن كونه ربا لان ما كان حراما بتحريم الله تعالى لا يكون حلالا بتحليل(7/41)
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)
غيره والى ان المعطى والآخذ سواء فى الوعيد الا إذا كانت الضرورة قوية فى جانب المعطى فلم يجد بدّا من الاخذ بطريق الرباء بان لا يقرضه أحد بغير معاوضة وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ مفروضة او صدقة سميت زكاة لانها تزكو وتنمو تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ تبتغون به وجهه خالصا اى ثوابه ورضاه لا ثواب غيره ورضاه بان يكون رياء وسمعة فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ اى ذووا الأضعاف من الثواب كما قال تعالى (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) ونظير المضعف المقوي لذوى القوة والموسر لذوى اليسار او الذين أضعفوا ثوابهم وأموالهم ببركة الزكاة وانما قال (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) فعدل عن الخطاب الى الاخبار ايماء الى انه لم يخص به المخاطبون بل هو عام فى جميع المكلفين الى قيام الساعة قال سهل رحمه الله وقع التضعيف لارادة وجه الله به لا بايتاء الزكاة وزكاة البدن فى تطهيره من المعاصي وزكاة المال فى تطهيره من الشبهات وفى التأويلات النجمية يشير الى ان فى انفاق المال فى سبيل الله تزكية النفس عن لوث حب الدنيا كما كان حال ابى بكر رضى الله عنه حيث تجرد عن ماله تزكية لنفسه كما اخبر الله تعالى عن حاله بقوله (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى) اى شوقا الى لقاء ربه (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) اى يعطون أضعاف ما يرجون ويتمنون لانهم بقدر هممهم وحسب نظرهم المحدث يرجون والله تعالى بحسب إحسانه وكرمه القديم يعطى عطاء غير منقطع انتهى واعلم ان المال عارية مستردة فى يد الإنسان ولا أحد أجهل ممن لا ينقذ نفسه من العذاب الدائم بما لا يبقى فى يده وقد تكفل الله باعواض المنفق: وفى المثنوى
كفت پيغمبر كه دائم بهر پند ... دو فرشته خوش منادى ميكند «1»
كاى خدايا منفقانرا سير دار ... هر درمشانرا عوض ده صد هزار
اى خدايا ممسكانرا در جهان ... تو مده الا زيان اندر زيان
كر نماند از جود در دست تو مال ... كى كند فضل الهت پايمال
هر كه كارد كردد انبارش تهى ... ليكش اندر مزرعه باشد بهى
وانكه در أنبار ماند وصرفه كرد ... اشپش وموش وحوادثهاش خورد
وفى البستان
پريشان كن امروز كنجينه چست ... كه فردا كليدش نه در دست تست
تو با خود ببر توشه خويشتن ... كه شفقت نيايد ز فرزند وزن
كنون بر كف ودست نه هر چهـ هست ... كه فردا بدندان كزى پشت دست
بحال دل خستكان در نكر ... كه روزى دلت خسته باشد مكر
فروماندكانرا درون شاد كن ... ز روز فروماندكى ياد كن
نه خواهنده بر در ديكران ... بشكرانه خواهنده از در مران
اللَّهُ وحده الَّذِي خَلَقَكُمْ أوجدكم من العدم ولم تكونوا شيأ ثُمَّ رَزَقَكُمْ أطعمكم ما عشتم ودمتم فى الدنيا قال فى كشف الاسرار [يكى را روزى وجود ارزاقست ويكى را شهود رزاق عامه خلق در بند روزى وتهى معده اند طعام وشراب ميخواهند واهل
__________
(1) در اواسط دفتر يكم در بيان تفسير دعاى دو فرشته كه هر روز بر سر بازار منادى كند إلخ(7/42)
خصوص روزىء دل خواهند توفيق طاعات واخلاص عبادات دون همت كسى باشد كه همت وى همه آن نان بود شربتى آب «من كانت همته ما يأكل فقيمته ما يخرج منه» نيكو سخنى كه آن جوانمرد كفت]
اى توانكر بكنج خرسندى ... زين بخيلان كناره كير وكنار
اين بخيلان عهد ما همه بار ... راح خوردند ومستراح أنبار
ثُمَّ يُمِيتُكُمْ وقت انقضاء آجالكم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ فى النفخة الاخيرة ليجازيكم بما عملتم فى الدنيا من الخير والشر فهو المختص بهذه الأشياء هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ اللاتي زعمتم انها شركاء الله مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ اى الخلق والرزق والاماتة والاحياء مِنْ شَيْءٍ اى لا يفعل أحد شيأ قط من تلك الافعال [چون از هيچكدام آن كار نيايدش بتان را شريك كرفتن نشايد] ومن الاولى والثانية تفيدان شيوع الحكم فى جنس الشركاء والافعال والثالثة مزيدة لتعميم المنفي وكل منهما مستعملة للتأكيد لتعجيز الشركاء سُبْحانَهُ تنزه تنزيها بليغا وَتَعالى تعاليا كبيرا عَمَّا يُشْرِكُونَ عن اشراك المشركين وفى التأويلات النجمية (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ) من العدم باخراجكم الى عالم الأرواح (ثُمَّ رَزَقَكُمْ) استماع كلامه بلا واسطة عند خطابه «ألست بربكم» وهو رزق آذانكم ورزق أبصاركم مشاهدة شواهد ربوبيته ورزق قلوبكم فهم خطابه ودرك مراده من خطابه ورزق ألسنتكم اجابة سؤاله والشهادة بتوحيده (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) بنور الايمان والإيقان والعرفان (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ) من الأصنام والأنام (مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى) منزه بذاته وصفاته (عَمَّا يُشْرِكُونَ) اعداؤه بطريق عبادة الأصنام وأولياؤه بطريق عبادة الهوى انتهى وفى الحديث القدسي (انا اغنى الشركاء عن الشرك) يعنى انا اكثر استغناء عن العمل الذي فيه شركة لغيرى فافعل للزيادة المطلقة من غير ان يكون فى المضاف اليه شىء مما يكون فى المضاف ويجوز ان يكون للزيادة على من أضيف اليه يعنى انا اكثر الشركاء استغناء وذلك لانهم قد يثبت لهم الاستغناء فى بعض الأوقات والاحتياج فى بعضها والله تعالى مستغن فى جميع الأوقات (من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه) بفتح الكاف اى مع شريكه والضمير فى تركته لمن يعنى ان المرائى فى طاعته آثم لا ثواب له فيها قيل الشرك على اقسام أعظمها اعتقاد شريك لله فى الذات ويليه اعتقاد شريك لله فى الفعل كقول من يقول العباد خالقون أفعالهم الاختيارية ويليه الشرك فى العبادة وهو الرياء وهذا هو المراد فى الحديث قال الشيخ ابو حامد رحمه الله إذا كان مع الرياء قصد الثواب راجحا فالذى نظنه والعلم عند الله ان لا يحبط اصل الثواب ولكن ينقص منه فيكون الحديث محمولا على ما إذا تساوى القصدان او يكون قصد الرياء أرجح قال الشيخ الكلاباذى رحمه الله العمل إذا صح فى اوله لم يضره فساد بعد ولا يحبطه شىء دون الشرك لان الرياء هو ما يفعل العبد من اوله ليرائى به الناس ويكون ذلك قصده ومراده عند اهل السنة والجماعة لقوله تعالى (خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) ولو كان الأمر على ما زعم(7/43)
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44)
المعتزلة من احباط الطاعات بالمعاصي لم يجز اختلاطها واجتماعها كذا فى شرح المشارق لابن الملك قال فى الأشباه نقلا عن التاتار خانية لو افتتح الصلاة خالصا لله تعالى ثم دخل فى قلبه الرياء فهو على ما افتتح والرياء انه لو خلا عن الناس لا يصلى ولو كان مع الناس يصلى فاما لو صلى مع الناس يحسنها ولو صلى وحده لا يحسن فله ثواب اصل الصلاة دون الإحسان ولا يدخل الرياء فى الصوم انتهى فعلى العاقل ان يجتهد فى طريق الكشف والعيان حتى يلاحظ الله تعالى فى كل فعل باشره من مأموراته ولا يلاحظ غيره من مخلوقاته ألا يرى ان الراعي إذا صلى عند الأغنام لا يلتفت إليها إذ وجودها وعدمها سواء فالرياء لها هواء والله تعالى خلق العبد وخلق القدرة على الحركة ورزقه القيام بامره فما معنى الشركة
اگر جز بحق ميرود جاده ات ... در آتش فشانند سجاده ات
نسأل الله سبحانه وتعالى الخلاص من الأغيار وإخراج الملاحظات والافكار من القلب الذي خلق للتوجه اليه والحضور لديه
ترا بگو هر دل كرده اند امانتدار ... ز دزد امانت حق را نكاه دار مخسب
ظَهَرَ الْفَسادُ شاع فِي الْبَرِّ كالجدب وقلة النبات والربح فى التجارات والريع فى الزراعات والدر والنسل فى الحيوانات ومحق البركات من كل شىء ووقوع الموتان بضم الميم كبطلان الموت الشائع فى الماشية وظهور الوباء والطاعون فى الناس وكثرة الحرق بفتحتين اسم من الإحراق وغلبة الأعداء ووجود الفتن والحرب ونحو ذلك من المضار وَالْبَحْرِ كالغرق بفتحتين اسم من الإغراق وعمى دواب البحر بانقطاع المطر فان المطر لها كالكحل للانسان واخفاق الغواصين اى خيبتهم من اللؤلؤ فانه يتكوّن من مطر نيسان فاذا انقطع لم ينعقد. وبيانه انه إذا اتى الربيع يكثر هبوب الرياح وترتفع الأمواج ويضطرب البحر فاذا كان الثامن عشر من نيسان خرجت الاصداف من قعور بحر الهند وفارس ولها أصوات وقعقعة وبوسط كل صدفة دويبة صغيرة وصفحتا الصدفة لها كالجناحين وكالسور تتحصن به من عدو مسلط عليها وهو سرطان البحر فربما تفتتح أجنحتها تشم الهواء فيدخل السرطان مقصيه بينهما ويأكلها وربما يتحيل السرطان فى أكلها بحيلة دقيقة وهو ان يحمل فى مقصيه حجرا مدورا كبندقة الطين ويراقب دابة الصدف حتى تشق عن جناحيها فيلقى السرطان الحجر بين صفحتى الصدفة فلا تنطبق فيأكلها ففى الثامن عشر من نيسان لا تبقى صدفة فى قعور البحار المعروفة بالدر الا صارت على وجه الماء وتفتحت على وجه يصير وجه الماء ابيض كاللؤلؤ وتأتى سحابة بمطر عظيم ثم تتقشع السحابة وقد وقع فى جوف كل صدقة ما قدر الله تعالى واختار من القطر اما قطرة واحدة واما اثنتان واما ثلاث وهلم جرا الى المائة والمائتين وفوق ذلك ثم تنطبق الاصداف وتلحم وتموت الدابة التي كانت فى جوف الصدفة فى الحال وترسب الاصداف الى قعر البحر حتى لا يحركها الماء فيفسد ما فى بطنها وتلحم صفحتا الصدفة الحاما بالغا حتى لا يدخل الى الدرة ماء البحر فيصفرها وأفضل الدر المتكوّن فى هذه الاصداف القطرة الواحدة ثم الاثنتان ثم الثلاث وكلما قل العدد كان اكبر جسما(7/44)
وأعظم قيمة وكلما كثر العدد كان أصغر جسما وأرخص قيمة والمتكون من قطرة واحدة هى الدرة اليتيمة التي لا قيمة لها والأخريان بعدها
ز بر افكند قطره سوى يم ... ز صلب او افكند نطفه در شكم
از ان قطره لؤلؤ لالا كند ... وزين صورتى سرو بالا كند
فالصدفة تنقلب الى ثلاثة أطوار فى الاول طور الحيوانية فاذا وقع القطر فيها ماتت الدويبة وصارت فى طور الحجرية ولذلك غاصت الى القرار وهذا طبع الحجر وهو الطور الثاني وفى الطور الثالث وهو الطور النباتي تشرس فى قرار البحر وتمد عروقها كالشجرة ذلك تقدير العزيز العليم ولمدة حملها وانعقادها وقت معلوم وموسم يجتمع فيه الغواصون والتجار لاستخراج ذلك هذا فى البحر. واما فى البر ففى الثامن عشر من نيسان تخرج فراخ الحيات التي ولدت فى تلك السنة وتصير من بطن الأرض الى وجهها كالاصداف فى البحر وتفتح أفواهها نحو السماء كما فتحت الاصداف فما نزل من قطر السماء فى فمها أطبقت فمها عليه ودخلت بطن الأرض فاذا تم حمل الصدف فى البحر وصار لؤلؤا شفافا صار ما دخل فى فم فراخ الحيات داء وسماء فالماء واحد والاوعية مختلفة والقدرة صالحة لكل شىء وقد قيل فى هذا المعنى
ارى الإحسان عند الحرّ دينا ... وعند الندل منقصة وذمّا
كقطر الماء فى الاصداف درّا ... وفى جوف الأفاعي صار سما
كذا فى خريدة العجائب وفريدة الغرائب للشيخ العلامة ابى حفص الوردي رحمه الله قال فى التأويلات النجمية يشير الى بر النفس وبحر القلب وفساد النفس بأكل الحرام وارتكاب المحظورات وتتبع الشهوات وفساد القلب بالعقائد السوء ولزوم الشبهات والتمسك بالأهواء والبدع والاتصاف بالأوصاف الذميمة وحب الدنيا وزينتها وطلب شهواتها ومنافعها ومن أعظم فساد القلب عقد الإصرار على المخالفات كما ان من أعظم الخيرات صحة العزم على التوجه الى الحق والاعراض عن الباطل انتهى. وايضا البر لسان علماء الظاهر وفساده بالتأويلات الفاسدة. والبحر لسان علماء الباطن وفساده بالدعاوى الباطلة ماه ناديده نشانها ميدهند بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ اى بسبب شؤم المعاصي التي كسبها الناس فى البر والبحر بمزاولة الأيدي غالبا ففيه اشارة الى ان الكسب من العبد والتقدير والخلق من الله تعالى فالطاعة كالشمس المنيرة تنتشر أنوارها فى الآفاق فكذا الطاعة تسرى بركاتها الى الأقطار فهى من تأثيرات لطفه تعالى والمعصية كالليلة المظلمة فكما ان الليلة تحيط ظلمتها بالجوانب فكذا المعصية تتفرق شامتها الى الأقارب والأجانب فهى من تأثيرات قهره تعالى وأول فساد ظهر فى البر قتل قابيل أخاه هابيل. وفى البحر أخذ الجلندى الملك كل سفينة غصبا وفى المثل اظلم من ابن الجلندى بزيادة ابن كما فى انسان العيون وكان من أجداد الحجاج بينه وبينه سبعون جدّا وكانت الأرض خضرة معجبة بنضارتها لا يأتى ابن آدم شجرة إلا وجد عليها ثمرة وكان ماء البحر عذبا وكان لا تقصد الأسود البقر فلما وقع قتل المذكور تغير ما على الأرض(7/45)
وشاكت الأشجار اى صارت ذات شوك وصار ماء البحر ملحا مرّا جدّا وقصد بعض الحيوان بعضا وتعلقت شوكة بنبي فلعنها فقالت لا تلعننى فانى ظهرت من شؤم ذنوب الآدميين يقول الفقير
چون عمل نيكو بود كلها دمد ... چونكه زشت آيد برويد خار زار
كر بد وكر نيك باشد كار تو ... هر چهـ كارى بد روى انجام كار
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا اللام للعلة والذوق وجود الطعم بالفم وكثر استعماله فى العذاب يعنى أفسد الله اسباب دنياهم بسوء صنيعهم ليذيقهم بعض جزاء ما عملوا من الذنوب والاعراض عن الحق ويعذبهم بالبأساء والضراء والمصائب وانما قال بعض لان تمام الجزاء فى الآخرة ويجوز ان يكون اللام للعاقبة اى كان عاقبة ظهور الشرور منهم ذلك نعوذ بالله من سوء العاقبة لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عما كانوا عليه من الشرك والمعاصي والغفلات وتتبع الشهوات وتضييع الأوقات الى التوحيد والطاعة وطلب الحق والجهد فى عبوديته وتعظيم الشرع والتأسف على مافات وهذا كقوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) اى يتعظون فلم يتعظوا ففيه تنبيه على ان الله تعالى انما يقضى بالجدوبة ونقص الثمرات والنبات لطفا من جنابه فى رجوع الخلق عن المعصية
بارها پوشد پى اظهار فضل ... باز كيرد از پى اظهار عدل «1»
تا پشيمان ميشوى از كار بد ... تا حيا دارى ز الله الصمد
اعلم ان الله تعالى غير بشؤم المعصية أشياء كثيرة. غير صورة إبليس واسمه وكان اسمه الحارث وعزازيل فسماه إبليس. وغير لون حام بن نوح بسبب انه نظر الى سوءة أبيه فضحك وكان أبوه نوح نائما فاخبر بذلك فدعا عليه فسوده الله تعالى فتولد منه الهند والحبشة. وغير الصورة على قوم موسى فصيرهم قردة وعلى قوم عيسى فصيرهم خنازير. وغير ماء القبط ومالهم فصيرهما دما وحجرا. وغير العلم على امية بن ابى الصلت وكان من بلغاء العرب حيث كان نائما فاتاه طائر وادخل منقاره فى فيه فلما استيقظ نسى جميع علومه. وغير اللسان على رجل بسبب العقوق حيث نادته والدته فلم يجب فصار اخرس. وغير الايمان على برصيصا بسبب شرب الخمر والزنى بعد ما عبد الله تعالى مائتين وعشرين سنة الى غير ذلك وقد قال كعب الأحبار لما اهبط الله تعالى آدم عليه السلام جاءه ميكائيل بشىء من حب الحنطة وقال هذا رزقك ورزق أولادك قم فاضرب الأرض وابذر البذر قال ولم يزل الحب من عهد آدم الى زمن إدريس عليهما السلام كبيضة النعام فلما كفر الناس نفص الى بيضة الدجاجة ثم الى بيضة الحمامة ثم الى قدر البندقة وكان فى زمن عزير عليه السلام على قدر الحمصة وقد ثبت فى الأحاديث الصحيحة ان ظهور الفاحشة فى قوم واعلانها سبب لفشوّ الطاعون والأوجاع ونقص الميزان والمكيال سبب للقحط وشدة المئونة وجور السلطان ومنع الزكاة سبب لانقطاع المطر ولولا البهائم لم يمطروا ونقض عهد الله وعهد رسوله سبب لتسلط العدو وأخذ الأموال من أيدي الناس وعدم حكم الائمة بكتاب الله سبب لوقوع السيف
__________
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان آنكه حق تعالى بنده را بگناه أول رسوا نكند(7/46)
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44)
والقتال بين الناس وأكل الربا سبب للزلزلة والخسف فضرر البعض يسرى الى الجميع ولذا يقال من أذنب ذنبا فجميع الخلق من الانس والدواب والوحوش والطيور والذر خصماؤه يوم القيامة فلا بد من الرجوع الى الله تعالى بالتوبة والطاعة والإصلاح فان فيه الفوز والفلاح قال ذو النون المصري قدس سره رأيت رجلا احدى رجليه خارجة من صومعته يسيل منها الصديد فسألته عن ذلك فقال زارتنى امرأة فنامت بجنب صومعتى فحملتنى نفسى على ان انزل عليها بالفجور فساعدتنى احدى رجلى دون الاخرى فخلفت ان لا تصحبنى ابدا وهذا حقيقة التوبة والندامة نسأل الله العفو والعافية والسلامة
توبه كردم حقيقت با خدا ... نشكنم تا جان شدن از تن جدا «1»
كذا فى المثنوى نقلا عن لسان نصوح قُلْ يا محمد سِيرُوا ايها المشركون وسافروا فِي الْأَرْضِ فى ارض الأمم المعذبة فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ اى آخر امر من كان قبلكم والنظر على وجهين يقال نظر اليه إذا نظر بعينه ونظر فيه إذا تفكر بقلبه وهاهنا قال فانظروا ولم يقل اليه او فيه ليدل على مشاهدة الآثار ومطالعة الأحوال كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ اى كان اكثر الذين من قبل مشركين فاهلكوا بشركهم وهو استئناف للدلالة على ان ما أصابهم لفشوّ الشرك فيما بينهم او كان الشرك فى أكثرهم وما دونه من المعاصي فى قليل منهم فاذا أصابهم العذاب بسبب شركهم ومعاصيهم فليحذر من كان على صفتهم من مشركى قريش وغيرهم ان أصروا على ذلك فَأَقِمْ عدل يا محمد وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ البليغ الاستقامة الذي ليس فيه عوج أصلا وهو دين الإسلام وقد سبق معنى اقامة الوجه للدين فى هذه السورة مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ يوم القيامة لا مَرَدَّ لَهُ لا يقدر أحد على رده ولا ينفع نفسا إيمانها حينئذ مِنَ اللَّهِ متعلق بيأتي او بمرد لانه مصدر على معنى لا يرده الله تعالى لتعلق إرادته القديمة بمجيئه وقد وعد ولا خلف فى وعده يَوْمَئِذٍ اى يوم القيامة بعد محاسبة الله اهل الموقف يَصَّدَّعُونَ أصله يتصدعون فادغمت التاء فى الصاد وشددت. والصدع الشق فى الأجسام الصلبة كالزجاج والحديد ونحوهما ومنه استعير صدع الأمر اى فصله والصداع وهو الانشقاق فى الرأس من الوجع ومنه الصديع للفجر لانه ينشق من الليل والمعنى يتفرقون فريق فى الجنة وفريق فى السعير كما قال مَنْ [هركه] كَفَرَ بالله فى الدنيا فَعَلَيْهِ لا على غيره كُفْرُهُ وبال كفره وجزاؤه وهو النار المؤبدة وَمَنْ [وهر كه] عَمِلَ صالِحاً وحده وعمل بالطاعة الخالصة بعد التوحيد: وبالفارسية [كار ستوده كند] فَلِأَنْفُسِهِمْ وحدها يَمْهَدُونَ اصل المهد إصلاح المضجع للصبى ثم استعير لغيره كما فى كشف الاسرار يسوّون منزلا فى الجنة ويفرشون ويهيئون: وبالفارسية [خويشتن را نشستكاه سازد در بهشت وبساط مى كستراند] ومن التمهيد تمهيد المضاجع فى القبور فان بالعمل الصالح يصلح منزل القبر ومأوى الجنة يروى ان بعض اهل القبور فى برزخ محمود مفروش فيه الريحان وموسد فيه السندس والإستبرق الى يوم القيامة وفى الحديث (ان عمل الإنسان يدفن
__________
(1) در اواسط دفتر پنجم در بيان باز خواندن شاه زاده نصوح را إلخ(7/47)
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)
معه فى قبره فان كان العمل كريما أكرم صاحبه وان كان لئيما أسلمه) اى ان كان عملا صالحا آنس صاحبه وبشره ووسع عليه قبره ونوره وحماه من الشدائد والأهوال وان كان عملا سيئا فزع صاحبه وروّعه واظلم عليه قبره وضيقه وعذبه وخلى بينه وبين الشدائد والأهوال والعذاب والوبال
برك عيشى بكور خويش فرست ... كس نيارد ز پس ز پيش فرست
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا به فى الدنيا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وهى ما أريد به وجه الله تعالى ورضاه مِنْ فَضْلِهِ [از بخشش خود] متعلق بيجزى وهو متعلق بيصدعون اى يتفرقون بتفريق الله تعالى فريقين ليجزى كلا منهما بحسب أعمالهم وحيث كان جزاء المؤمنين هو المقصود بالذات ابرز ذلك فى معرض الغاية وعبر عنه بالفضل لما ان الاثابة عند اهل السنة بطريق التفضل لا الوجوب كما عند المعتزلة وأشير الى جزاء الفريق الآخر بقوله إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ فان عدم محبته تعالى كناية عن بغضه الموجب لغضبه المستتبع للعقوبة لا محالة قال بعضهم [دوست نميدارد كافرانرا تا با مؤمنان جمع كند بلكه ايشانرا جدا ساخته بدوزخ فرستد]- روى- ان الله تعالى قال لموسى عليه السلام ما خلقت النار بخلا مني ولكن اكره ان اجمع أعدائي وأوليائي فى دار واحدة نسأل الله تعالى دار أوليائه ونستعيذ به من دار أعدائه وفى الآيات إشارات منها ان النظر بالعبرة من اسباب الترقي فى طريق الحق وذلك ان بعض السلاك استحلوا بعض الأحوال فسكنوا إليها وبعضهم استحسنوا بعض المقامات فركنوا إليها فاشركوا بالالتفات الى ما سوى الحق تعالى فمن نظر من اهل الاستعداد الكامل الى هذه المساكنات والركون الى الملائمات يسير على قدمى الشريعة والطريقة لكى يقطع المنازل والمقامات ويجتهد فى ان لا يقع فى ورطة الفترات والوقفات كما وقع بعض من كان قبله فحرم من الوصول الى دائرة التوحيد الحقانى
اى برادر بى نهايت دركهيست ... هر كچاكه ميرسى بالله مأيست
ومنها انه لا بد للطالب من الاستقامة وصدق التوجه وذلك بالموافقة بالاتباع دون الاستبداد برأيه على وجه الابتداع ومن لم يتأدب بشيخ كامل ولم يتلقف كلمة التوحيد ممن هو لسان وقته كان خسرانه أتم ونقصانه أعم من نفعه
زمن اى دوست اين يك پند بپذير ... برو فتراك صاحب دولتى كير
كه قطره تا صدف را درنيابد ... نكردد كوهر وروشن نتابد
ومنها ان من أنكر على اهل الحق فعليه جزاء إنكاره وهو الحرمان من حقائق الايمان والله تعالى لا يحب المنكرين إذ لو أحبهم لرزقهم الصدق والطلب ولما وقعوا بالخذلان فى الإنكار والكفران
مغز را خالى كن از انكار يار ... تا كه ريحان يابد از كلزار يار
وفى الحديث (الأصل لا يخطىء) وتأويله ان اهل الإقرار يرجع الى صفات اللطف واهل الإنكار الى صفات القهر لان اصل خلقة الاول من الاولى والثاني من الثانية(7/48)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)
شراب داد خدا مر مرا وسركه ترا ... چوقسمت است چهـ جنكست مر مرا وترا
نسأل الله العشق والاشتياق والسلوك الى طريقة العشاق ونعوذ بالله من الزيغ والضلال على كل حال وَمِنْ آياتِهِ علامات وحدته وقدرته أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ [فرو كشايد از هوا بادها] اى الشمال والجنوب والصبا فانها رياح الرحمة. واما الدبور فانها ريح العذاب ومنه قوله عليه السلام (اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا) قال فى القاموس الشمال بالفتح ويكسر مامهبه بين مطلع الشمس وبنات نعش او من مطلع الشمس الى مسقط النسر الطائر ولا تكاد تهب ليلا. والجنوب ريح تخالف الشمال مهبه من مطلع سهيل الى مطلع الثريا. والصبا ريح تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار ومقابلتها الدبور والصبا موصوفة بالطيب والروح لا نخفاضها عن برد الشمال وارتفاعها عن حر الجنوب وفى الحديث (الريح من روح الله تأتى بالرحمة وتأتى بالعذاب فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها) وكان للمتوكل بيت يسميه بيت مال الشمال فكلما هبت الريح شمالا تصدق بألف درهم- وذكر- فى سبب مد النيل ان الله تعالى يبعث عليه الريح الشمالي فينقلب عليه من البحر فتصير كالسكر له فيزيد حتى يعم البلاد فاذا بلغ حد الرىّ بعث الله عليه ريح الجنوب فاخرجته الى البحر وليس فى الدنيا نهر يضرب من الجنوب الى الشمال ويمد فى شدة الحر حين تنقص الأنهار كلها ويزيد بترتيب وينقص بترتيب غير النيل المبارك وهو احلى من العسل وازكى رائحة من المسك ولكنه يتغير بتغير المجاري قال وكيع لولا الريح والذباب لأنتنت الدنيا قيل الريح تموج الهواء بتأثير الكواكب وسيلانه الى احدى الجهات. والصحيح عند اهل الشرع ما ذكر فى الحديث من انها من روح الله والاشارة ان الله تعالى يرسل رياح الرجاء على قلوب العوام فتكنس قلوبهم من غبار المعاصي وغثاء اليأس ويبشر بدخول نور الايمان ثم يرسل رياح البسط على أرواح الخواص فيطهرها من وحشة القبض ودنس الملاحظات ويبشرها بدرك الوصال ويرسل رياح التوحيد فتهب على اسرار أخص الخواص ويطهرها من آثار الأغيار ويبشرها بدوام الوصال وذلك قوله تعالى مُبَشِّراتٍ اى حال كون تلك الرياح مبشرات للخلق بالمطر ونحوه: وبالفارسية [مژده دهندكان بباران تا بفرياد شما رسد] وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وهى المنافع التابعة لها والجملة معطوفة على مبشرات على المعنى كأنه قيل ليبشركم بها وليذيقكم وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فى البحر بسوق الرياح بِأَمْرِهِ فالسفن تجرى بالرياح والرياح بامر الله فهى فى الحقيقة جارية بامره وفى الاسرار المحمدية لا تعتمد على الريح فى استواء السفينة وسيرها وهذا شرك فى توحيد الافعال وجهل بحقائق الأمور ومن انكشف له امر العالم كما هو عليه علم ان الريح لا يتحرك بنفسه بل له محرك الى ان ينتهى الى المحرك الاول الذي لا محرك له ولا يتحرك هو فى نفسه ايضا بل هو منزه عن ذلك وعما يضاهيه سبحانه وتعالى وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ يعنى تجارة البحر وفيه جواز ركوب البحر للتجارة وقد سبق شرائطه فى آخر الجلد الثاني
سود دريا نيك بودى كر نبودى بيم موج ... صحبت كل خوش بدى كر نيستى تشويش حار
ومن الأبيات المشهورة للعطار قدس سره(7/49)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)
بدريا در منافع بى شمارست ... اگر خواهى سلامت در كنارست
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وتشكروا نعمة الله فيما ذكر من الغايات الجليلة فتوحدوه وتطيعوه
مكن كردن از شكر منعم مپيچ ... كه روز پسين سر بر آرى بهيچ
ثم حذر من اخل بموجب الشكر فقال لَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ
كما أرسلناك الى قومك جاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ
الباء تصلح للتعدية والملابسة اى جاء كل رسول قومه بما يخصه من الدلائل الواضحة على صدقه فى دعوى الرسالة كما جئت قومك بالبراهين النيرةانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
النقمة العقوبة ومنها الانتقام وهو بالفارسية [كينه كشيدن] والفاء فصيحة اى فكذبوهم فانتقمنا من الذين أجرموا من الجرم وهو تكذيب الأنبياء والإصرار عليه اى عاقبناهم وأهلكناهم وانما وضع الموصول موضع ضميرهم للتنبيه على مكان المحذوف وللاشعار بكونه علة للانتقام كانَ حَقًّا
[سزاوار] لَيْنا
قال بعضهم واجبا وجوب كرم لا وجوب الزام وفى الوسيط واجبا وجوبا هو أوجبه على نفسه وفى كشف الاسرار هذا كما يقال علىّ قصد هذا الأمر اى انا افعله وحقا خبر كان واسمه قوله صْرُ الْمُؤْمِنِينَ
وانجاؤهم من شر أعدائهم ومما أصابهم من العذاب نصر عزيز وإنجاء عظيم وفيه اشعار بان الانتقام للمؤمنين واظهار لكرامتهم حيث جعلوا مستحقين على الله ان ينصرهم وفى الحديث (ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه الا كان حقا على الله ان يرد عنه نار جهنم) ثم تلا قوله تعالىَ كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
- حكى- عن الشيخ ابى على الرودبارى قدس سره انه ورد عليه جماعة من الفقراء فاعتل واحد منهم وبقي فى علته أياما فمل أصحابه من خدمته وشكوا ذلك الى الشيخ ابى على ذات يوم فخالف الشيخ نفسه وحلف ان لا يتولى خدمته غيره فتولى خدمته بنفسه أياما ثم مات ذلك الفقير فغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه فلما أراد ان يفتح رأس كفنه عند إضجاعه فى القبر رآه وعيناه مفتوحتان اليه وقال له يا أبا على لانصرنك بجاهى يوم القيامة كما نصرتنى فى مخالفتك نفسك ففى القصة امور. الاول ان احباب الله احياء فى الحقيقة وان ماتوا وانما ينقلون من دار الى دار. والثاني ما أشار اليه النبي عليه السلام بقوله (اتخذوا الأيادي عند الفقراء قبل ان تجيىء دولتهم فاذا كان يوم القيامة يجمع الله الفقراء والمساكين فيقال تصفحوا الوجوه فكل من أطعمكم لقمة او سقاكم شربة او كساكم خرقة او دفع عنكم غيبة فخذوا بيده وأدخلوه الجنة) . والثالث ان الشفاعة من باب النصرة الالهية وفى الآية تبشير للنبى عليه السلام بالظفر فى العاقبة والنصر على من كذبه وتنبيه للمؤمنين على ان العاقبة لهم لانهم هم المتقون وقد قال تعالى (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
سروش عالم غيبم بشارتى خوش داد ... كه كس هميشه بگيتى دژم نخواهد ماند
وفى التأويلات النجمية قولهَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ)
يشير به الى المتقدمين من المشايخ المنصوبين لتربية قومهم من المريدين ودلالتهم بالتسليك الى حضرة رب العالمينَ جاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ)
على لسان التحقيق فى بيان الطريق لاهل التصديق فمن(7/50)
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)
قابلهم بالتصديق وصل الى خلاصة التحقيق ومن عارضهم بالإنكار والجحود ابتلاهم بعذاب الخلود فى الابعاد والجمود وذلك تحقيق قولهَ انْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا)
اى أنكرواَ كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
المتقربين إلينا بان ننصرهمم بتقربنا إليهم انتهى اللهم اجعلنا من المنصورين مطلقا ووجهنا الى نحو بابك صدقا وحقا انك أنت الناصر المعين ومحول القلوب الى جانب اليقين اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ رياح الرحمة كالصبا ونحوها فَتُثِيرُ سَحاباً يقال ثار الغبار والسحاب انتشر ساطعا وقد اثرته قال فى تاج المصادر: الانارة [برانگيختن كرد وشورانيدن زمين وميغ آوردن باد] والسحاب اسم جنس يصح إطلاقه على سحابه واحدة وما فوقها قال فى المفردات اصل السحب الجر ومنه السحاب اما لجر الريح له او لجره الماء. والمعنى فتنشره تلك الرياح وتزعجه وتخرجه من أماكنه: وبالفارسية [برانگيزد آن باد هان ابر را] وأضاف الاثارة الى الرياح وانما المثير هو الله تعالى لانها سببها والفعل قد ينسب الى سببه كما ينسب الى فاعله فَيَبْسُطُهُ [پس خداى تعالى بگستراند سحاب را] يعنى يجعله متصلا تارة فِي السَّماءِ فى سمتها كَيْفَ يَشاءُ سائرا وواقفا مسيرة يوم او يومين او اقل او اكثر من جانب الجنوب او ناحية الشمال او سمت الدبور او جهة الصبا الى غير ذلك وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً تارة اخرى اى قطعا: بالفارسية [پاره پاره هر قطعه در طرفى] جمع كسفة وهى قطعة من السحاب والقطن ونحو ذلك من الأجسام المتخلخلة كما فى المفردات فَتَرَى الْوَدْقَ اى المطر يا محمد ويا من من شأنه الرؤية. قيل الودق فى الأصل ما يكون خلال المطر كانه غبار وقد يعبر به عن المطر يَخْرُجُ بالأمر الإلهي مِنْ خِلالِهِ فرج السحاب وشقوقه فى التارتين: يعنى [در وقتى كه متصل است ودر وقتى كه متفرق] قال الراغب الخلل فرجة بين الشيئين وجمعه خلال نحو خلل الدار والسحاب وقيل السحاب كالغربال ولولا ذلك لا فسد المطر الأرض- روى- عن وهب بن منبه ان الأرض شكت الى الله عز وجل ايام الطوفان لان الله تعالى أرسل الماء بغير وزن ولا كيل فخرج الماء غضبا لله تعالى فخدش الأرض وخددها: يعنى [خراشيد روى زمين را وسوراخ كردش] فقالت يا رب ان الماء خددنى وخدشنى فقال الله تعالى فيما بلغني والله اعلم انى ساجعل للماء غربالا لا يخدّدك ولا يخدشك فجعل السحاب غربال المطر فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ الباء للتعدية والضمير للودق. والمعنى بالفارسية [پس چون برساند خداى تعالى باران را در أراضي وبلاد هر كه خواهد ز بندگان خود أَذاهُمْ [آنگاه ايشان] يَسْتَبْشِرُونَ [شادمان وخوشدل ميشوند] اى فاجأوا الاستبشار والفرح بمجىء الخصب وزوال القحط وَإِنْ اى وان الشأن كانُوا اى اهل المطر مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ المطر مِنْ قَبْلِهِ اى قبل التنزيل تكرير للتأكيد والدلالة على تطاول عهدهم بالمطر واستحكام يأسهم منه لَمُبْلِسِينَ اى آيسين من نزوله خبر كانوا واللام فارقة وقد سبق معنى الإبلاس فى أوائل السورة فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ الخطاب وان توجه نحو النبي عليه السلام فالمراد به جميع(7/51)
المكلفين والمراد برحمة الله المطر لانه أنزله برحمته على خلقه. والمعنى فانظروا الى آثار المطر من النبات والأشجار وانواع الثمار والازهار والفاء للدلالة على سرعة ترتب هذه الأشياء على تنزيل المطر كَيْفَ يُحْيِ اى الله تعالى الْأَرْضَ بالآثار بَعْدَ مَوْتِها اى يبسها قال فى الإرشاد كيف إلخ فى حيز النصب بنزع الخافض وكيف معلق لانظر اى فانظروا الى الاحياء البديع للارض بعد موتها والمراد بالنظر التنبيه على عظيم قدرته وسعة رحمته مع ما فيه من تمهيد امر البعث إِنَّ ذلِكَ العظيم الشأن الذي قدر على احياء الأرض بعد موتها لَمُحْيِ الْمَوْتى لقادر على احيائهم فى الآخرة فانه احداث لمثل ما كان فى مواد أبدانهم من القوى الحيوانية كما ان احياء الأرض احياء لمثل ما كان فيها من القوى النباتية وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اى مبالغ فى القدرة على جميع الأشياء التي من جملتها احياء قالب الإنسان بعد موته فى الحشر ومن احياء قلبه بعد موته فى الدنيا لان نسبة قدرته الى جميع الممكنات على سواء رجع كل شىء الى قدرته فلم يعظم عليه شىء فقدرة الله الكاملة بخلاف قدرة العبد فانها مستفادة من قدرة الله تعالى
تعالى الله زهى قيوم ودانا ... توانايى ده هر ناتوانا
وسيجيئ ان الإنسان خلق من ضعف فالله تعالى اقدره وقواه اعلم ان الله سبحانه زين الأرض بآثار قدرته وأنوار فعله وحكمته فانبت الخضرة وأضاء الزهر وتجلى فى صورها لاعين العارفين الذين شاهدوا الله تعالى بنعت الحسن ولذا قال الشيخ المغربي
مغربى زان ميكند ميلى بگلشن كاندر او ... هر چهـ را رنكى وبويى هست رنك وبوى اوست
وسأل بنوا إسرائيل موسى عليه السلام هل يصبغ ربك قال نعم يصبغ ألوان الثمار والرياحين الأحمر والأصفر والأبيض والصباغ يقدر بان يسود الأبيض ولا يقدر بان يبيض الأسود والله تعالى يبيض الشعر الأسود والقلب الأسود ومن احسن من الله صبغة خرج ابو حفص قدس سره الى البستان ائتمارا بقوله تعالى (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ) فاضافه مجوسى فى بستان له فلما علم ان قلوب أصحابه نظرت الى بستان المجوسي قال اقرأوا (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) الآية ولما أراد ان يخرج ابو حفص اسلم المجوسي وثمانية عشر من أولاده وأقربائه فقال ابو حفص إذا خرجتم لاجل التفرج فاخرجوا هكذا أشار قدس سره الى ان هذا الخروج ليس مع النفس والهوى والا لم يكن له اثر محمود ثم انه يلزم للانسان ان ينظر بعين ظاهره الى زهرة الدنيا وبعين قلبه الى فنائها ويعتبر ايام الربيع بانواع الاعتبار وفى الحديث (إذا رأيتم الربيع فاذكروا النشور) اى فان خروج الموتى من القبور كخروج النبات من الأرض فيلزم ان يذكره عند رؤية الربيع ويذكر شمس القيامة عند اشتداد الحر وفى الحديث (إذا كان اليوم حارا فاذا قال الرجل لا اله الا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم قال الله تعالى لجهنم ان عبدا من عبيدى استجار بي من حرك وانا أشهدك انى قد أجرته وإذا كان اليوم شديد البرد فاذا قال العبد لا اله الا الله ما أشد برد هذا اليوم اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله تعالى ان عبدا من عبيدى استجار بي من زمهريرك وانى(7/52)
أشهدك انى قد أجرته) قالوا وما زمهرير جهنم قال (بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده) اى يتفرق ويتفسخ. وينبغى ان يذكر بكاء العصاة على الصراط عند رؤية نزول المطر من السماء قالت رابعة القيسية ما سمعت الاذان إلا ذكرت منادى يوم القيامة وما رأيت الثلوج الا ذكرت تطاير الكتب وما رأيت الجراد الا ذكرت الحشر. وان يذكر حمرة وجوه المشتاقين عند رؤية الريحان الأحمر. وبياض وجه المؤمنين عند رؤية الأبيض. وصفرة وجوه العصاة عند رؤية الأصفر. وغبرة وجوه الشبان والنسوان الحسان فى القبر بعد سبعة ايام عند رؤية الريحان الأكهب وهو ماله لون غبرة وفى كشف الاسرار [كل زرد طبيبى است براى شفاى عالم واو خود بيمار. كل سرخ كويى مست است از ديدار او همه هشيار كشته واو در خمار. كل سپيد كويى ستم رسيده ايست از دست روزكار جوانى بباد داده وعمر رسيده بكنار در وقت اعتدال سال دو آفتاب برآيد از مطلع غيب يكى خورشيد جمال فلكى ويكى خورشيد جمال ملكى آن يكى بر كل تابد كل شكفته كردد اين يكى بر دل تابد دل افروخته كردد چون كل شكفته شد بلبل برو عاشق شود دل كه افروخته شد نظر خالق درو حاضر بود. كل باخر بريزد بلبل در هجر او ماتم كيرد. دل كر بماند حق تعالى او را در كنف الطاف وكرم كيرد: قلب المؤمن لا يموت ابدا]
چشمى كه ترا ديد شد از درد معاف ... جانى كه ترا يافت شد از مرك مسلم
وخرج ابن السماك قدس سره ايام الربيع فنظر الى الأنوار فصاح وقال يا منور الأشجار بانواع الأنوار نور قلوبنا بذكرك وحسن طاعتك وبعض الصالحين كانوا يبكون ايام الربيع شوقا الى الله تعالى ومنهم من يبكى خوفا من الفراق- حكى- ان الشيخ الشبلي قدس سره خرج يوما فوجده أصحابه تحت شجرة يبكى فقيل له فى ذلك قال مررت بهذه الشجرة فقطع منها غصن ووقع على الأرض وهو بعد اخضر لا خبر له بقطعه من أصله فقلت يا نفس ماذا أنت صانعة ان لو قطعت من الحق ولا علم لك بذلك فجلس أصحابه يبكون ويقال الربيع يدل على نعيم الجنة وراحتها والإنسان الكامل فى الربيع يظهر تأسفا وحسرة فلا يدرى سبب ذلك وذلك ان الأرواح كلها
كانت فى صلب آدم عليه السلام حين كان فى الجنة فلما تفرقت فى انفس أولاده فاذا رأت شبه الجنة او زهرة او طيبا ذكرت نعيم الجنة فاسفت على مفارقتها وجزعت على الخروج منها ونظر بعض العلماء الى الورد فبكى وقال ان الميت يبكى فى الأرض الا بياض عينيه فاذا جاء الربيع وانفتح الورد انشق بياض عينبه وإذا تزوجت امرأته انشق قلبه بنصفين ويقال فى الآية كيف يحيى الأرض يعنى نفس المؤمن بعد يبوستها من الطاعات- روى- فى الخبر (من احيى أرضا ميتة فهى له) فالله تعالى احيى نفس المؤمن وقلبه فهو له لا للشيطان كذلك التائب إذا احيى نفسه بالطاعة فهو للجنة لا للنار ويقال يحيى النفوس بعد فترتها بصدق الإرادات ويحيى القلوب بعد غفلتها بانوار المحاضرات ويحيى الأرواح بعد حجبتها بدوام المشاهدات
أموت إذا ذكرتك ثم احيى ... فكم احيى عليك وكم أموت(7/53)
وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)
والقلب بستان العارف وجنته وحياته بمعرفة الله تعالى فمن نظر الى أنواره استغنى عن العالم وأزهاره: وفى المثنوى
صوفىء در باغ از بهر كشاد ... صوفيانه روى بر زانو نهاد «1»
پس فرو رفت او بخود اندر نغول ... شد ملول از صورت خوابش فضول
كه چهـ خسبى آخر اندر رز ذمكر ... اين درختان بين وآثار خضر
امر حق بشنو كه كفت است انظروا ... سوى اين آثار رحمت آر رو
كفت آثارش دلست اى بوالهوس ... آن برون آثار آثارست و پس
باغها وميوها اندر دلت ... عكس لطف آن برين آب وكلست
چون حيات از حق بگيرى اى روى ... پس غنى كردى ز كل در دل روى «2»
نسأل الله تعالى ان يفتح بصائرنا لمشاهدة آثار رحمته ومطالعة أنوار صفاته ويأذن لنا فى دخول بستان اسرار ذاته والانتقال الى حرم هويته من حريم آياته وبيناته انه مفيض الخير والمراد ومحيى الفؤاد وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ اللام موطئة للقسم دخلت على حرف الشرط والريح ريح العذاب كالدبور ونحوها والفاء فصيحة والضمير المنصوب راجع الى اثر الرحمة المدلول عليه بالآثار دلالة الجمع على واحده او النبات المعبر عنه بالآثار فانه اسم جنس يعم القليل والكثير. والمعنى وبالله لئن أرسلنا ريحا مضرة حارة او باردة فافسدت زرع الكفار فرأوه مُصْفَرًّا من تأثير الريح اى قد اصفر بعد خضرته وقرب من الجفاف والهلاك. والاصفرار بالفارسية [زرد شدن] والصفرة لون من الألوان التي بين السواد والبياض وهو الى البياض اقرب لَظَلُّوا اللام لام جواب القسم الساد مسد الجوابين ولذلك فسر الماضي بالاستقبال اى يظلون وظل يظل بالفتح أصله العمل بالنهار ويستعمل فى موضع صار كما فى هذا المقام. والمعنى الفارسية [هر آينه باشند] مِنْ بَعْدِهِ اى بعد اصفرار الزرع والنبت يَكْفُرُونَ من غير توقف وتأخير يعنى ان الكفار لا اعتماد لهم على ربهم فان أصابهم خير وخصب لم يشكروا الله ولم يطيعوه وافرطوا فى الاستبشار وان نالهم ادنى شىء يكرهونه جزعوا ولم يصبروا وكفروا سالف النعم ولم يلتجئوا اليه بالاستغفار وليس كذلك حال المؤمن فانه يشكر عند النعمة ويصبر عند المحنة ولا ييأس من روح الله ويلتجىء اليه بالطاعة والاستغفار ليستجلب الرحمة فى الليل والنهار: وفى المثنوى
چون فرود آيد بلا بى دافعى ... چون نباشد از تضرع شافعى «3»
جز خضوع وبندگى واضطرار ... اندرين حضرت ندارد اعتبار «4»
چونكه غم بينى تو استغفار كن ... غم بامر خالق آمد كار كن «5»
وفى الآية اشارة الى ان ريح الشقاوة الازلية إذا هبت من مهب القهر والعزة على زروع معاملات الأشقياء وان كانت مخضرة اى على وفق الشرع تجعلها مصفرة يابسة تذروها الرياح كاعمال المنافق فيصيرون من بعد الايمان التقليدى بالنفاق يكفرون بالله وبنعمته وهذا الكفر أقبح من الكفر المتعلق بالنعمة فقط نعوذ بالله من درك الشقاء وسوء الحال وسيآت الأقوال
__________
(1) در اواسط دفتر چهارم در بيان قصه صوفى كه در ميان كلستان سر بر زانوى مراقبت نهاده بود إلخ
(2) در أوائل دفتر سوم در بيان اختلاف كردن در چكونكى شكل إلخ
(3) لم أجد
(4) در اواخر دفتر سوم در بيان دعوت كردن نوح عليه السلام إلخ
(5) در أوائل دفتر يكم در بيان عتاب كردن جهود إلخ(7/54)
فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)
والافعال فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى اى من كان من الكفار كما وصفنا فلا تطمع يا محمد فى فهمهم مقالتك وقبولهم دعوتك فانك لا تسمع الموتى. والكفار فى التشبيه كالموتى لانسداد مشاعرهم عن الحق وهم الذين علم الله قبل خلقهم انهم لا يؤمنون به ولا برسله وفى الآية دليل على ان الاحياء قد تسمون أمواتا إذا لم يكن لهم منفعة الحياة قال امير المؤمنين على كرم الله وجهه مات خزان الأموال وهم احياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أجسادهم مفقودة وآثارهم بين الورى موجودة واعلم ان الكفر موت القلب كما ان العصيان مرضه فمن مات قلبه بالكفر بطل سمعه بالكلية فلا ينفعه النصح أصلا ومن مرض قلبه بالعصيان فيسمع سمعا ضعيفا كالمريض فيحتاج الى المعالجة فى إزالته حتى يعود سمعه الى الحالة الاولى ثم أشار تعالى الى تشبيه آخر بقوله وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ جمع أصم والصمم فقدان حاسة السمع وبه شبه من لا يصغى الى الحق ولا يقبله كما فى المفردات الدُّعاءَ اى الدعوة: وبالفارسية [خواندن] إِذا وَلَّوْا اعرضوا عن الداعي حال كونهم مُدْبِرِينَ تاركين له وراء ظهورهم فارين منه وتقييد الحكم بإذا إلخ لبيان كمال سوء حال الكفرة والتنبيه على انهم جامعون لخصلتى السوء بنبو أسماعهم عن الحق واعراضهم عن الإصغاء اليه ولو كان فيهم إحداهما لكفتهم فكيف وقد جمعوهما فان الأصم المقبل الى التكلم ربما يتفطن منه بواسطة أوضاعه وحركات فمه وإشارات يده ورأسه شيأ من كلامه وان لم يسمعه أصلا واما إذا كان معرضا عنه يعنى: [كرى كه پشت بر متكلم دارد] فلا يكاد يفهم منه شيأ ثم أشار الى تشبيه آخر بقوله وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ جمع أعمى وهو فاقد البصر عَنْ ضَلالَتِهِمْ متعلق بالهداية باعتبار تضمنها معنى الصرف سماهم عميا اما لفقدهم المقصود الحقيقي من الابصار او لعمى قلوبهم كما فى الإرشاد: وبالفارسية [ونيستى تو راه نماينده كوردلان از كمراهىء ايشان يعنى قادر نيستى بر آنكه توفيق ايمان دهى مشركانرا] فانهم ميتون والميت لا يبصر شيأ كما لا يسمع شيأ فكيف يهتدى إِنْ ما تُسْمِعُ مواعظ القرآن ونصائحه إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فان ايمانهم يدعوهم الى التدبر فيها وتلقيها بالقبول. يعنى ان الايمان حياة القلب فاذا كان القلب حيا يكون له السمع والبصر واللسان ويجوز ان يراد بالمؤمن المشارف للايمان اى الامن يشارف الايمان بها ويقبل عليها إقبالا حقيقيا فَهُمْ مُسْلِمُونَ تعليل لايمانهم اى منقادون لما تأمرهم به من الحق وفى التأويلات النجمية مستسلمون لاحكام الشريعة وآداب الطريقة فى التوجه الى عالم الحقيقة انتهى فان الاحكام والآداب كالجناحين للسالك الطائر الى الله تعالى فالمؤمن مطلقا سواء كان سالكا الى طريق الجنان او الى طريق قرب الرحمان يعرض عن النفس والشيطان ويقبل على داعى الحق بالوجه والجنان: قال حضرة الشيخ العطار قدس سره فى الهى نامه
يكى مرغيست اندر كوه پايه ... كه در سالى نهد چل روز خايه
بحد شام باشد جاى او را ... بسوى بيضه نبود راى او را
چوبنهد بيضه در چل روز بسيار ... شود از چشم مردم نابديدار(7/55)
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)
يكى بيكانه مرغى آيد از راه ... نشيند بر سر آن بيضه آنگاه
چنان آن بيضه در زير پر آرد ... كه تا روزى ازو بچهـ بر آرد
چنانش پرورد آن دايه پيوست ... كه ندهد هيچ كس را آنچنان دست
چوجوقى بچهـ او پر برآرند ... بيكده روى در يكديكر آرند
درآيد زود مادرشان بپرواز ... نشيند بر سر كوهى سرافراز
كند بانكى عجب از دور ناكاه ... كه آن خيل بچهـ كردند آگاه
چوبنيوشند بانك مادر خويش ... شوند از مرغ بيكانه بر خويش
بسوى مادر خود باز كردند ... وزان مرغ دكر ممتاز كردند
اگر روزى دكر إبليس مغرور ... كرفته زير پر هستى تو معذور
كه چون كردد خطاب خود بديدار ... بسوى حق شود ز إبليس بيزار
فعلى العاقل ان يرجع الى أصله من صحبة الفروع ويجتهد فى ان يحصل له سمع الروع قبل ان تنسدّ الحواس وينهدم الأساس اللَّهُ مبتدأ خبره قوله الَّذِي خَلَقَكُمْ أوجدكم ايها الإنسان مِنْ ضَعْفٍ اى من اصل ضعيف هو النطفة او التراب على تأويل المصدر باسم الفاعل. والضعف بالفتح والضم خلاف القوة وفرقوا بان الفتح لغة تميم واختاره عاصم وحمزة فى المواضع الثلاثة والضم لغة قريش واختاره الباقون ولذا لما قرأه ابن عمر رضى الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح اقرأه بالضم ثُمَّ للتراخى فى الزمان جَعَلَ خلق لانه عدى لمفعول واحد مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ آخر وهو الضعف الموجود فى الجنين والطفل قُوَّةً هى القوة التي تجعل للطفل من التحرك واستدعائه اللبن ودفع الأذى عن نفسه بالبكاء قال بعض العلماء أول ما يوجد فى الباطن حول ثم ما يجربه فى الأعضاء قوة ثم ظهور العمل بصورة البطش والتناول قدرة ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ اخرى هى التي بعد البلوغ وهى قوة الشباب ضَعْفاً آخر هو ضعف الشيخوخة والكبر وَشَيْبَةً شيبة الهرم والشيب والمشيب بياض الشعر ويدل على ان كل واحد من قوله ضعف وقوة اشارة الى حالة غير الحالة الاولى ذكره منكرا والمنكر متى أعيد ذكره معرفا أريد به ما تقدم كقولك رأيت رجلا فقال لى الرجل كذا ومتى أعيد منكرا أريد به غير الاول ولذلك قال ابن عباس رضى الله عنهما فى قوله (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) لن يغلب عسر يسرين هكذا حققه الامام الراغب وتبعه اجلاء المفسرين وفى التأويلات النجمية (خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) فى البداية وهو ضعف العقل (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً) فى العقل بالبراهين والحجج (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً) فى الايمان لمن كان العقل عقيله فيعقله بعلاقة المعقولات فينظر فيها بداعية الهوى بنظر مشوب بآفة الوهم والخيال فيقع فى ظلمات الشبهات فتزل قدمه عن الصراط والدين القويم فيهلك كما هلك كثير ممن شرع فى تعلم المعقولات لاطفاء نور الشريعة وسعى فى ابطال الشريعة بظلمة الطبيعة يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. وايضا (خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) التردد والتحير فى الطلب (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ(7/56)
ضَعْفٍ قُوَّةً)
فى صدق الطلب (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) فى الطلب (ضَعْفاً) فى حمل القول الثقيل وهو حقيقة قول لا اله الا الله فانها توجب الفناء الحقيقي وتوجب الضعف الحقيقي فى الصورة بحمل المعاتبات والمعاشقات التي تجرى بين المحبين فانها تورث الضعف والشيبة كما قال صلى الله عليه وسلم (شيبتنى سورة هود وأخواتها) فان فيها اشارة من المعاشقات بقوله (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) يَخْلُقُ الله تعالى ما يَشاءُ من الأشياء التي من جملتها ما ركب من الضعف والقوة والشباب والشيبة. يعنى هذا ليس طبعا بل بمشيئة الله تعالى وفى التأويلات النجمية (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) من القوة والضعف فى السعيد والشقي فيخلق فى السعيد قوة الايمان وضعف البشرية وفى الشقي قوة البشرية لقبول الكفر وضعف الروحانية لقبول الايمان وَهُوَ الْعَلِيمُ بخلقه الْقَدِيرُ بتحويله من حال الى حال. وايضا العليم باهل السعادة والشقاوة التقدير بخلق اسباب السعادة والشقاء فيهم واعلم ان نفس الإنسان اقرب الى الاعتبار من نفس غيرهم ولذا اخبر عن خلق أنفسهم فى أطوار مختلفة ليتغيروا ويتقلبوا وينتقلوا من معرفة هذا التغير والتقلب الى معرفة الصانع الكامل بالعلم والقدرة المنزه عن الحدوث والإمكان ويصرفوا القوى الى طاعته قال بعضهم رحم الله امرأ كان قويا فاعمل قوته فى طاعة الله او كان ضعيفا فكف لضعفه عن معصية الله قيل إذا جاوز الرجل الستين وقع بين قوة العلل وعجز العمل وضعف الأمل ووثبة الاجل فلا بد للشبان من دفع الكسل وسد الخلل وقد اثنى عليهم رسول الله عليه السلام خيرا حيث قال (أوصيكم بالشبان خيرا ثلاثا فانهم ارق افئدة ألا وان الله أرسلني شاهدا ومبشرا ونذيرا فخالصنى الشبان وخالفنى الشيوخ) : يعنى [وصيت ميكنم شما را به جوانانكه بهتراند سه بار زيرا كه ايشان رحيم دل ترند آگاه باشيد خداى تعالى مرا فرستاد شاهد ومبشر ونذير دوستى كردند با من جوانان ومخالفت كردند
پيران] واثنى على الشيوخ ايضا حيث (قال من شاب شيبة فى الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ما لم يخضبها او ينتفها) والمراد الخضاب بالسواد فانه حرام لغير الغزاة وحلال لهم ليكونوا اهيب فى عين العدو واما الخضاب بالحمرة والصفرة فمستحب ودل قوله (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) على ان الله تعالى لو لم يخلق الشيب فى الإنسان ما شاب واما قول الشاعر
أشاب الصغير وأفنى الكبي ... ر كر الغداة ومر العشى
فمن قبيل الاسناد المجازى ونظر ابو يزيد قدس سره الى المرآة فقال ظهر الشيب ولم يذهب العيب ولا أدرى ما فى الغيب
يا عامر الدنيا على شيبه ... فيك أعاجيب لمن يعجب
ما عذر من يعمر بنيانه ... وجسمه مستهدم يخرب
قال الشيخ سعدى قدس سره
كنون بايد اى خفته بيدار بود ... چومرك اندر آرد ز خوابت چهـ سود
چوشيب اندر آمد بروى شباب ... شبت روز شد ديده بر كن ز خواب
من آن روز بركندم از عمر اميد ... كه افتادم اندر سياهى سپيد(7/57)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)
دريغا كه بگذشت عمر عزيز ... بخواهد كذشت اين دمى چند نيز
فرو رفت جم را يكى نازنين ... كفن كرد چون كرمش ابريشمين
بدخمه درآمد پس از چند روز ... كه بر وى بگريد بزارى وسوز
چو پوسيده ديدش حرير كفن ... بفكرت چنين كفت با خويشتن
من از كرم بركنده بودم بزور ... بكندند ازو باز كرمان كور
- روى- ان عثمان رضى الله عنه كان إذا وقف على قبر بكى حتى تبل لحيته فقيل تذكر الجنة والنار ولا تبكى وتبكى من هذا فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ان القبر أول منزل من منازل الآخرة فان نجامنه فما بعده أيسر منه وان لم ينج منه فما بعده أشد منه) - روى- ان الحسن البصري رحمه الله رأى بنتا على قبر تنوح وتقول يا أبت كنت افرش فراشك فمن فرشه الليلة يا أبت كنت أطعمك فمن أطعمك الليلة الى غير ذلك فقال الحسن لا تقولى كذلك بل قولى يا أبت وضعناك متوجها الى القبلة فهل بقيت او حولت عنها يا أبت هل كان القبر روضة لك من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران يا أبت هل أجبت الملكين على الحق اولا فقالت ما احسن قولك يا شيخ وقبلت نصيحته. فعلى العاقل ان يتذكر الموت ويتفكر فى بعد السفر ويتأهب بالايمان والأعمال مثل الصلاة والصيام والقيام ونحوها وأفضلها إصلاح النفس وكف الأذى عن الناس بترك الغيبة والكذب وتخليص العمل لله تعالى وذلك يحتاج الى قوة التوحيد بتكريره وتكريره بصفاء القلب آناء الليل وأطراف النهار وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ اى القيامة سميت بها لانها تقوم فى آخر ساعة من ساعات الدنيا او لانها تقع بغتة وبداهة وصارت علما لها بالغلبة كالنجم للثريا والكوكب للزهرة وفى فتح الرحمن ويوم تقوم الساعة التي فيها القيامة يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ يحلف الكافرون يقال اقسم اى حلف أصله من القسامة وهى ايمان تقسم على المتهمين فى الدم ثم صار اسما لكل حلف ما لَبِثُوا فى القبور وما نافية ولبث بالمكان اقام به ملازما له غَيْرَ ساعَةٍ اى الا ساعة واحدة وهى جزؤ من اجزاء الزمان استقلوا مدة لبثهم نسيانا او كذبا او تخمينا ويقال ما لبثوا فى الدنيا والاول هو الأظهر لان لبثهم مغيى بيوم البعث كما سيأتى وليس لبثهم فى الدنيا كذلك كَذلِكَ مثل ذلك الصرف: وبالفارسية [مثل اين بركشتن از راستى در آخرت] كانُوا فى الدنيا بانكار البعث والحلف على بطلانه كما اخبر سبحانه فى قوله (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ) من يموت يُؤْفَكُونَ يقال افك فلان إذا صرف عن الصدق والخير اى يصرفون عن الحق والصدق فيأخذون فى الباطل والافك والكذب يعنى كذبوا فى الآخرة كما كانوا يكذبون فى الدنيا: وبالفارسية [كار ايشان دروغ كفتن است در ين سرا ودر ان سرا] واعلم ان الله تعالى خلق الصدق فظهر من ظله الايمان والإخلاص وخلق الكذب فظهر من ظله الكفر والنفاق فانتج الايمان المتولد من الصدق ان يقول المؤمنون يوم القيامة الحمد لله الذي صدقنا وعده وهذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ونحوه وانتج الكفر المتولد من الكذب ان يقول الكافرون يومئذ والله ما كنا مشركين وما لبثوا غير ساعة ونحوه من الأكاذيب: قال الحافظ(7/58)
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)
بصدق كوش كه خورشيد زايد از نفست ... كه از دروغ سيه روى كشت صبح نخست
يعنى ان آخر الصدق النور كما ان آخر الصبح الصادق الشمس وآخر الكذب الظلمة كما ان آخر الصبح الكاذب كذلك وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ فى الدنيا من الملائكة والانس ردالهم وإنكارا لكذبهم لَقَدْ والله قد لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ وهو التقدير الأزلي فى أم الكتاب اى علمه وقضائه إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ [تا روز انگيختن] وهو مدة مديدة وغاية بعيدة لا ساعة حقيقة. وفى الحديث (ما بين فناء الدنيا والبعث أربعون) وهو محتمل للساعات والأيام والأعوام والظاهر أربعون سنة او أربعون الف سنة ثم أخبروا بوقوع البعث تبكيتا لهم لانهم كانوا ينكرونه فقالوا فَهذا الفاء جواب شرط محذوف اى ان كنتم منكرين البعث فهذا يَوْمِ الْبَعْثِ الذي أنكرتموه وكنتم توعدون فى الدنيا اى فقد تبين بطلان انكاركم وَلكِنَّكُمْ من فرط الجهل وتفريط النظر كُنْتُمْ فى الدنيا لا تَعْلَمُونَ انه حق سيكون فتستعجلون به استهزاء فَيَوْمَئِذٍ اى يوم القيامة لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا اى أشركوا مَعْذِرَتُهُمْ اى عذرهم وهو فاعل لا ينفع. والعذر تحرى الإنسان ما يمحو به ذنوبه بان يقول لم افعل او فعلت لاجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا او فعلت ولا أعود ونحو ذلك وهذا الثالث هو التوبة فكل توبة عذر وليس كل عذر توبة واصل الكلمة من العذرة وهى الشيء النجس تقول عذرت الصبى إذا طهرته وأزلت عذرته وكذا عذرت فلانا إذا أزلت نجاسة ذنبه بالعفو عنه كذا فى المفردات وقال فى كشف الاسرار أخذ من العذار وهو الستر وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ الاعتاب ازالة العتب اى الغضب والغلظة: وبالفارسية [خوشنود كردن] والاستعتاب طلب ذلك: يعنى [از كسى خواستن كه ترا خوشنود كند] من قولهم استعتبني فلان فاعتبته اى استرضانى فارضيته. والمعنى لا يدعون الى ما يقتضى اعتابهم اى ازالة عتبهم وغضبهم من التوبة والطاعة كما دعوا اليه فى الدنيا إذ لا يقبل حينئذ توبة ولا طاعة وكذا لا يصح رجوع الى الدنيا لادراك فائت من الايمان والعمل: قال الشيخ سعدى قدس سره
كنونت كه چشم است اشكى ببار ... زبان در دهانست عذرى بيار
كنون بايدت عذر تقصير كفت ... نه چون نفس ناطق ز كفتن بخفت
بشهر قيامت مرو تنكدست ... كه وجهى ندارد بحسرت نشست
وفى الآية اشارة الى ان القالب للانسان كالقبر للميت فهم يستقصرون يوم البعث ايامهم الدنيوية الفانية المتناهية وان طالت مدتهم بالنسبة الى صباح الحشر فانه يوم طويل قال عليه السلام (الدنيا ساعة فاجعلها طاعة) واحتضر عابد فقال ما تأسفى على دار الأحزان والغموم والخطايا والذنوب وانما تأسفى على ليلة نمتها ويوم افطرته وساعة غفلت فيها عن ذكر الله وعن ابن عباس رضى الله عنهما الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة وقد مضى ستة آلاف وليأتينّ عليها مئون من سنين ليس عليها موحد يعنى قرب القيامة فانه حينئذ ينقرض اهل الايمان لما أراد الله من فناء الدنيا ثم ينتهى دور السنبلة وينتقل الظهور الى(7/59)
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)
البطون ثم بعد تمام مدة البرزخ وينفخ فى الصور فيبعث اهل الايمان على ما ماتوا عليه من التوحيد ويبعث اهل الكفر على ما هلكوا عليه من الإشراك وتكون الدنيا ومدتها وما تحويه من الأمور والأحوال نسيا منسيا فيا طوبى لمن صام طول نهاره حتى يطعمه الله فى ذلك اليوم الطويل من نعم جناته ولمن قام طول ليلته فيقيمه الله فى ظل عرشه اراحة له من الكدر ولمن وقع فى نار محبته فيخلصه من نار ذلك اليوم ويحيطه بالنور فانه لا يجتمع شدة الدنيا وحدّة الآخرة للمؤمن المتقى: قال الشيخ العطار فى الهى نامه
مكر يكروز در بازار بغداد ... بغايت آتشى سوزنده افتاد
فغان برخاست از مردم بيكبار ... وزان آتش قيامت شد بديدار
بزه بر پيره زالى مبتلايى ... عصا در دست مى آمد ز جايى
يكى كفتا مكر ديوانه تو ... كه افتاد آتش اندر خانه تو
زنش كفتا تويى ديوانه من ... كه حق هركز نسوزد خانه من
بآخر چون بسوخت عالم جهانى ... نبود آن زال را ز آتش زيانى
بدو كفتند هان اى زال دمساز ... بگو كز چهـ بدانستى تو اين راز
چنين كفت آنگهى زال فروتن ... كه يا خانه بسوزد يا دل من
چوسوخت از غم دل ديوانه را ... نخواهد سوخت آخر خانه را
فعلى العاقل ان يكون على مراد الله فى أحكامه وأوامره حتى يكون الله تعالى على مراده فى انجائه من ناره والاسترضاء لا يكون الا فى الدنيا فانها دار تكليف فاذا جاء الموت يختم الفم والأعضاء وتنسد الحواس والقوى وطرق التدارك بالكلية فيبقى كل امرئ مرهونا بعمله وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ اى وبالله لقد بينا لهم كل حال ووصفنا لهم كل صفة كأنها فى غرابتها كالامثال وذلك كالتوحيد والحشر وصدق الرسل وسائر ما يحتاجون اليه من امر الدين والدنيا مما يهتدى به المتفكر ويعتبر به الناظر المتدبر وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ [اگر بيارى تو اى محمد عليه السلام بديشان يعنى بمنكران متعاندان] بِآيَةٍ من آيات القرآن الناطقة بامثال ذلك لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا من فرط عنادهم وقساوة قلوبهم مخاطبين للنبى عليه السلام والمؤمنين إِنْ ما أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ مزوّرون يقال أبطل الرجل إذا جاء بالباطل وأكذب إذا جاء بالكذب وفى المفردات الابطال يقال فى إفساد الشيء وإزالته حقا كان ذلك الشيء او باطلا قال تعالى (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) وقد يقال فيمن يقول شيأ لا حقيقة له قال تعالى (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) كَذلِكَ اى مثل ذلك الطبع الفظيع يَطْبَعُ اللَّهُ يختم بسبب اختيارهم الكفر: وبالفارسية [مهر مى نهد خداى تعالى] عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لا يطلبون العلم ويصرون على خرافات اعتقدوها وترهات ابتدعوها فان الجهل المركب يمنع ادراك الحق ويوجب تكذيب الحق واعلم ان الطبع ان يصور الشيء بصورة ما كطبع السكة وطبع الدراهم وهو أعم من الختم وأخص من النقش والطابع والخاتم ما يطبع به ويختم والطابع فاعل ذلك وبه اعتبر الطبع(7/60)
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)
والطبيعة التي هى السجية فان ذلك هو نقش النفس بصورة ما اما من حيث الخلقة او من حيث العادة وهو فيما ينقش به من جهة الخلقة اغلب وشبه احداث الله تعالى فى نفوس الكفار هيئة تمرنهم وتعودهم على استجاب الكفر والمعاصي واستقباح الايمان والطاعات بسبب اعراضهم عن النظر الصحيح بالختم والطبع على الأواني ونحوها فى انهما مانعان فان هذه الهيئة مانعة عن نفوذ الحق فى قلوبهم كما ان الختم على الأواني ونحوها مانع عن التصرف فيها ثم استعير الطبع لتلك الهيئة ثم اشتق منه يطبع فيكون استعارة تبعية فَاصْبِرْ يا محمد على اذاهم قولا وفعلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بنصرتك واظهار دينك حَقٌّ لا بد من إنجازه والوفاء به [نكه داريد وقت كارها را كه هر كارى بوقتى بايسته است] وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ اى لا يحملنك على الخفة والقلق جزعا قال فى المفردات لا يزعجنك ولا يزيلنك عن اعتقادك بما يوقعون من الشبه الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ الإيقان [بى گمان شدن] واليقين أخذ من اليقين وهو الماء الصافي كما فى كشف الاسرار اى لا يوقنون بالآيات بتكذيبهم إياها واذاهم بأباطيلهم التي من جملتها قولهم ان أنتم الا مبطلون فانهم شاكون ضالون ولا يستبدع منهم أمثال ذلك فظاهر النظم الكريم وان كان نهيا للكفرة عن استخفافه عليه السلام لكنه فى الحقيقة نهى له عن التأثر من استخفافهم على طريق الكناية- روى- انه لمامات ابو طالب عم النبي عليه السلام بالغ قريش فى الأذى حتى ان بعض سفهائهم نثر على رأسه الشريفة التراب فدخل عليه السلام بيته والتراب على رأسه فقام اليه بعض بناته وجعلت تزيله عن رأسه وتبكى ورسول الله عليه السلام يقول لها (لا تبكى يا بنية فان الله مانع أباك) وكذا او ذى الاصحاب كلهم فصبروا وظفروا بالمراد فكانت الدولة لهم دينا ودنيا وآخرة: قال الحافظ
دلا در عاشقى ثابت قدم باش ... كه در اين ره نباشد كار بى اجر
وفى التأويلات النجمية وبقوله (فَاصْبِرْ) يشير الى الطالب الصادق فاصبر على مقاساة شدائد فطام النفس عن مألوفاتها تزكية لها وعلى مراقبة القلب عن التدنس بصفات النفس تصفية له وعلى معاونة الروح على بذل الوجود لنيل الجود تحلية له (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) فيما قال (ألا من طلبنى وجدنى) (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) يشير به الى استخفاف اهل البطالة واستجهالهم اهل الحق وطلبه وهم ليسوا اهل الإيقان وان كانوا اهل الايمان التقليدى يعنى لا يقطعون عليك الطريق بطريق الاستهزاء والإنكار كما هو عادة اهل الزمان يستخفون طالبى الحق وينظرون إليهم بنظر الحقارة ويزرونهم وينكرون عليهم فيما يفعلون من ترك الدنيا وتجردهم عن الاهالى والأولاد والأقارب وذلك لانهم لا يوقنون بوجوب طلب الحق تعالى ويجب على طالبى الحق اولا التجريد لقوله تعالى (إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) وبعد تجريد الظاهر يجب عليهم التفريد وهو قطع تعلق القلب من سعادة الدارين وبهذين القدمين وصل من وصل الى مقام التوحيد كما قال بعضهم خطوتان وقد وصلت قال الشيخ العطار قدس سره
مكر سنك وكلوخى بود در راه ... بدريايى درافتادند ناكاه(7/61)
الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
بزارى سنك كفتا غرقه كشتم ... كنون با قعر كويم سركذشتم
وليكن آن كلوخ از خود فنا شد ... ندانم تا كجا رفت وكجا شد
كلوخى بى زبان آواز برداشت ... شنود آن راز او هر كو خبر داشت
كه از من در دو عالم تن نماندست ... وجودم يك سر سوزن نماندست
زمن نه جان ونه تن مى توان ديد ... همه درياست روشن مى توان ديد
اگر همرنك دريا كردى امروز ... شوى در وى تو هم در شب افروز
وليكن تا تو خواهى بود خود را ... نخواهى يافت جانرا وخرد را
وفى المثنوى
آن يكى نحوى بكشتى درنشست ... رو بكشتيبان نهاد آن خودپرست «1»
كفت هيچ از نحو خواندى كفت لا ... كفت نيم عمر تو شد در فنا
دل شكسته گشت كشتيبان ز تاب ... ليك آندم كرد خاموش از جواب
باد كشتى را بگردابى فكند ... گفت كشتيبان بآن نحوى بلند
هيچ دانى آشنا كردن بگو ... گفت نى از من تو سباحى مجو
گفت كل عمرت اى نحوى فناست ... زانكه كشتى غرق اين گردابهاست
محو مى بايد نه نحو اينجا بدان ... گر تو محوى بى خطر در آب ران
آب دريا مرده را بر سرنهد ... ور بود زنده ز دريا كى رهد
چون بمردى تو ز أوصاف بشر ... بحر اسرارت نهد بر فرق سر
تم تفسير سورة الروم وما يتعلق بها من العلوم بعون الله ذى الامداد على كافة العباد يوم السبت السادس من شهر الله رجب المنتظم فى شهور سنة تسع ومائة والف من الهجرة
تفسير سورة لقمان
اربع وثلاثون آية مكية بسم الله الرحمن الرحيم
الم اى هذه سورة الم قال بعضهم الحروف المقطعات مبادى السور ومفاتيح كنوز العبر. والاشارة هاهنا بهذه الحروف الثلاثة الى قوله انا الله ولى جميع صفات الكمال ومنى الغفران والإحسان وقال بعضهم الالف اشارة الى الفة العارفين واللام الى لطف صنعه مع المحسنين والميم الى معالم محبة قلوب المحبين وقال بعضهم يشير بالألف الى آلائه وباللام الى لطفه وعطائه وبالميم الى مجده وثنائه فبآلائه رفع الجحد من قلوب الأولياء وبلطف عطائه اثبت المحبة فى اسرار أصفيائه وبمجده وثنائه مستغن عن جميع خلقه بوصف كبريائه
مر او را رسد كبريا ومنى ... كه ملكش قديمست وذاتش غنى
تِلْكَ اى هذه السورة وآياتها آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ اى ذى الحكمة لاشتماله عليها او المحكم المحروس من التغيير والتبديل والممنوع من الفساد والبطلان فهو فعيل بمعنى المفعل وان كان قليلا كما قالوا اعقدت اللبن فهو عقيد اى معقد هُدىً من الضلالة
__________
(1) در اواسط دفتر يكم در بيان ماجراى مرد نحوى در كشتى با كشتيبان إلخ [.....](7/62)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
وهو بالنصب على الحالية من الآيات والعامل معنى الاشارة وَرَحْمَةً من العذاب وقال بعضهم سماه هدى لما فيه من الدواعي الى الفلاح والألطاف المؤدية الى الخيرات فهو هدى ورحمة للعابدين ودليل وحجة للعارفين وفى التأويلات النجمية هدى يهدى الى الحق ورحمة لمن اعتصم به يوصله بالجذبات المودعة فيه الى الله تعالى لِلْمُحْسِنِينَ اى العاملين للحسنات والمحسن لا يقع مطلقا الا مدحا للمؤمنين. وفى تخصيص كتابه بالهدى والرحمة للمحسنين دليل على انه ليس يهدى غيرهم وفى التأويلات المحسن من يعتصم بحبل القرآن متوجها الى الله ولذا فسر النبي عليه السلام الإحسان حين سأله جبريل ما الإحسان قال (ان تعبد الله كأنك تراه) فمن يكون بهذا الوصف يكون متوجها اليه حتى يراه ولا بد للمتوجه اليه ان يعتصم بحبله والا فهو منزه عن الجهات فلا يتوجه اليه لجهة من الجهات انتهى. ولذا قال موسى عليه السلام اين أجدك يا رب قال يا موسى إذا قصدت الىّ فقد وصلت الىّ اشارة الى انه ليس هناك شىء من الأين حتى يتوجه اليه
صوفى چهـ فغانست كه من اين الى اين ... اين نكته عيانست من العلم الى العين
جامى مكن انديشه ز نزديكى ودورى ... لا قرب ولا بعد ولا وصل ولا بين
ثم ان أريد بالحسنات مشاهيرها المعهودة فى الدين فقوله تعالى الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ إلخ صفة كاشفة للمحسنين وبيان لما عملوه من الحسنات فاللام فى للمحسنين لتعريف الجنس وان أريد بها جميع الحسنات الاعتقادية والعملية على ان يكون اللام للاستغراق فهو تخصيص لهذه الثلاث بالذكر من بين سائر شعبها لاظهار فضلها على غيرها ومعنى اقامة الصلاة أداؤها وانما عبر عن الأداء بالإقامة اشارة الى ان الصلاة عماد الدين وفى المفردات اقامة الشيء توفية حقه واقامة الصلاة توفية شرائطها لا الإتيان بهيئتها: يعنى [شرائط نماز دو قسم است قسمى را شرائط جواز كويند يعنى فرائض وحدود واوقات آن وقسمى را شرائط قبول كويند يعنى تقوى وخشوع واخلاص وتعظيم وحرمت آن قال تعالى (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) وتا هر دو قسم بجاى نيارد معنىء اقامت درست نشود ازينجاست كه رب العزه در قرآن هر جا كه بنده را نماز فرمايد ويا بناى مدح كند (أَقِيمُوا الصَّلاةَ: وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) كويد «صلوا ويصلون» نكويد] وفى التأويلات النجمية (يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) اى يديمونها بصدق التوجه وحضور القلب والاعراض عما سواه انتهى أشار الى معنى آخر لا قام وهو ادام كما قاله الجوهري وفى الحديث (ان بين يدى الخلق خمس عقبات لا يقطعها كل ضامر ومهزول) فقال ابو بكر رضى الله عنه ما هى يا رسول الله قال عليه السلام (. أولاها الموت وغصته. وثانيتها القبر ووحشته وضيقه. وثالثتها سؤال منكر ونكير وهيبتهما. ورابعتها الميزان وخفته. وخامستها الصراط ودقته) فلما سمع ابو بكر رضى الله عنه هذه المقالة بكى بكاء كثيرا حتى بكت السموات السبع والملائكة كلها فنزل جبريل وقال يا محمد قل لابى بكر حتى لا يبكى اما سمع من العرب كل داء له دواء الا الموت ثم قال (من صلى صلاة الفجر هان عليه الموت وغصته ومن صلى صلاة العشاء هان عليه الصراط ودقته ومن(7/63)
أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
صلى صلاة الظهر هان عليه القبر وضيقه ومن صلى صلاة العصر هان عليه سؤال منكر ونكير وهيبتهما ومن صلى صلاة المغرب هان عليه الميزان وخفته) ويقال من تهاون فى الصلاة منع الله منه عند الموت قول لا اله الا الله وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ اى يعطونها بشرائطها الى مستحقيها من اهل السنة فان المختار انه لا يجوز دفع الزكاة الى اهل البدع كما فى الأشباه يقال من منع الزكاة منع الله منه حفظ المال ومن منع الصدقة منع الله منه العافية كما قال عليه السلام (حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة ومن منع العشر منع الله منه بركة ارضه) وفى التأويلات النجمية (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) تزكية للنفس. فزكاة العوام من كل عشرين دينارا نصف دينار لتزكية نفوسهم من نجاسة البخل كما قال تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) فبايتاء الزكاة على وجه الشرع ورعاية حقوق الأركان الاخرى نجاة العوام من النار. وزكاة الخواص من المال كله لتصفية قلوبهم من صدأ محبة الدنيا. وزكاة أخص الخواص بذل الوجود ونيل المقصود من المعبود كما قال عليه السلام (من كان لله كان الله له) : وفى المثنوى
چون شدى من كان لله ازو له ... من ترا باشم كه كان الله له «1»
وَهُمْ بِالْآخِرَةِ اى بالدار الآخرة والجزاء على الأعمال سميت آخرة لتأخرها عن الدنيا هُمْ يُوقِنُونَ فلا يشكون فى البعث والحساب [والإيقان بي كمان شدن] : وبالفارسية [ايشان بسراى ديكر بى گمانانند يعنى بعث وجزا را تصديق ميكنند] وإعادة لفظة هم للتوكيد فى اليقين بالبعث والحساب ولما حيل بينه وبين خبره بقوله بالآخرة وفى التأويلات النجمية وهم بالآخرة هم يوقنون لخروجهم من الدنيا وتوجههم الى المولى. والآخرة هى المنزل الثاني لمن يسير الى الله بقدم الخروج من منزل الدنيا فمن خرج من الدنيا لا بد له ان يكون فى الآخرة فيكون موفنابها بعد ان كان مؤمنا بها انتهى يقول الفقير لا شك عند اهل الله ان الدنيا من الحجب الجسمانية الظلمانية وان الآخرة من الحجب الروحانية النورانية ولا بد للسالك من خرقها بان يتجاوز من سير الأكوان الى سير الأرواح ومنه الى سير عالم الحقيقة فانه فوق الأولين فاذا وصل الى الأرواح صار الايمان إيقانا والعلم عيانا وإذا وصل الى عالم الحقيقة صار العيان عينا والحمد لله تعالى أُولئِكَ المحسنون المتصفون بتلك الصفات الجليلة عَلى هُدىً كائن مِنْ رَبِّهِمْ اى على بيان منه تعالى بين لهم طريقهم ووفقهم لذلك قال فى كشف الاسرار [بر راست راهى اند وراهنمونى خداوند خويش (عَلى هُدىً) بيان عبوديت است و (مِنْ رَبِّهِمْ) بيان ربوبيت بعد از كزار ومعاملت وتحصيل عبادت ايشانرا بستود هم باعتقاد سنت همه بگزارد عبوديت هم بإقرار ربوبيت] وفى الآية دليل على ان العبد لا يهتدى بنفسه الا بهداية الله تعالى ألا ترى انه قال (عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) وهو رد على المعتزلة فانهم يقولون العبد يهتدى بنفسه قال شاه شجاع قدس سره ثلاثة من علامات الهدى. الاسترجاع عند المصيبة. والاستكانة عند النعمة. ونفى الامتنان عند العطية وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بكل مطلوب والناجون من كل مهروب لاستجماعهم العقيدة الحقة والعمل الصالح قال فى المفردات الفلاح الظفر
__________
(1) در اواسط دفتر يكم در بيان تفسير من كان لله كان الله له إلخ(7/64)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)
وادراك البغية وذلك ضربان دنيوى واخروى. فالدنيوى الظفر بالسعادات التي تطيب بها حياة الدنيا: والأخروي اربعة أشياء. بقاء بلا فناء. وغنى بلا فقر. وعز بلا ذل. وعلم بلا جهل ولذلك قيل لا عيش الا عيش الآخرة ألا ترى الى قوله عليه السلام (المؤمن لا يخلو عن قلة او علة او ذلة) يعنى مادام فى الدنيا فانها دار البلايا المصائب والأوجاع ودل قوله تعالى (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) على ان الإنسان عند أرذل العمر يعود الى حال الطفولية من الجهل والنسيان اى إذا كان علمه حصوليا اما إذا كان حضوريا كالعلوم الوهبية لخواص المؤمنين فانه لا يغيب ولا يزول عن قلبه ابدا لا فى الدنيا ولا فى برزخه ولا فى آخرته فان ذلك العلم الشريف الوهبي اللدني ليس بيد العقل الجزئى الذي من شأنه عروض النسيان له عند ضعف حال الشيخوخة ولذا لا يطرأ عليهم العته بالكبر بخلاف عوام المؤمنين والعلماء غالبا فعلى العاقل ان يجتهد حتى يدخل فى زمرة اهل الفلاح وذلك بتزكية النفس فى الدنيا والترقي الى مقامات المقربين فى العقبى وهى المقامات الواقعة فى جنات عدن والفردوس فالعاليات انما هى لاهل الهمة العالية نسأ الله تعالى ان يلحقنا بالابرار وَمِنَ النَّاسِ اى وبعض الناس فهذا مبتدأ خبره قوله مَنْ يَشْتَرِي الاشتراء دفع الثمن وأخذ المثمن والبيع دفع المثمن وأخذ الثمن وقد يتجوز بالشراء والاشتراء فى كل ما يحصل به شىء فالمعنى هاهنا يستبدل ويختار لَهْوَ الْحَدِيثِ وهو ما يلهى عما يعنى من المهمات كالاحاديث التي لا اصل لها. والأساطير التي لا اعتداد بها والاضاحيك وسائر ما لا خير فيه من الكلام. والحديث يستعمل فى قليل الكلام وكثيره لانه يحدث شيأ فشيأ قال ابو عثمان رحمه الله كل كلام سوى كتاب الله او سنة رسوله او سيرة الصالحين فهو لهو وفى عرائس البيان الاشارة فيه الى طلب علوم الفلسفة من علم الإكسير والسحر والنير نجات وأباطيل الزنادقة وترهاتهم لان هذه كلها سبب ضلالة الخلق وفى التأويلات النجمية ما يشغل عن الله ذكره ويحجب عن الله سماعه فهو لهو الحديث. والاضافة بمعنى من التبيينية ان أريد بالحديث المنكر لان اللهو يكون من الحديث ومن غيره فاضيف العام الى الخاص للبيان كأنه قيل من يشترى اللهو الذي هو الحديث وبمعنى من التبعيضية ان أريد به الأعم من ذلك كأنه قيل من يشترى بعض الحديث الذي هو اللهو منه. واكثر اهل التفسير على ان الآية نزلت فى النضر بن الحارث بن كلدة [مردى كافردل وكافركيش بود سخت خصومت با رسول خدا كرد] قتله رسول الله صبرا حين فرغ من وقعة بدر- روى- انه ذهب الى فارس تاجرا فاشترى كليلة ودمنة واخبار رستم وإسفنديار وأحاديث الاكاسرة فجعل يحدث بها قريشا فى أنديتهم ولعلها كانت مترجمة بالعربية ويقول ان محمدا يحدثكم بعاد وثمود وانا أحدثكم بحديث رستم وإسفنديار فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن فيكون الاشتراء على حقيقته بان يشترى بماله كتبا فيها لهو الحديث وباطل الكلام لِيُضِلَّ الناس ويصرفهم عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ اى دينه الحق الموصل اليه او ليضلهم ويمنعهم بتلك الكتب المزخرفة عن قراءة كتابه الهادي اليه وإذا أضل غيره فقد ضل هو ايضا بِغَيْرِ عِلْمٍ اى حال كونه جاهلا بحال ما يشتريه ويختاره او بالتجارة حيث استبدل اللهو بقراءة القرآن(7/65)
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
وَيَتَّخِذَها بالنصب عطفا على ليضل والضمير للسبيل فانه مما يذكر ويؤنث اى وليتخذها هُزُواً مهزوءا بها ومستهزأة أُولئِكَ الموصوفون بما ذكر من الاشتراء والإضلال لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ لاهانتهم الحق بايثار الباطل عليه وترغيب الناس فيه: وبالفارسية [عذابى خوار كننده كه سبى وقتل است در دنيا وعذاب خزى در عقبى] وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ اى على المشترى أفرد الضمير فيه وفيما بعده كالضمائر الثلاثة الاول باعتبار لفظ من وجمع فى أولئك باعتبار معناه قال فى كشف الاسرار هذا دليل على ان الآية السابقة نزلت فى النضر بن الحارث آياتُنا اى آيات كتابنا وَلَّى اعرض غير معتد بها مُسْتَكْبِراً مبالغا فى التكبر ودفع النفس عن الطاعة والإصغاء كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها حال من ضمير ولى او من ضمير مستكبرا والأصل كأنه فخذف ضمير الشان وخففت المثقلة اى مشابها حاله حال من لم يسمعها وهو سامع. وفيه رمز الى ان من سمعها لا يتصور منه التولية والاستكبار لما فيها من الأمور الموجبة للاقبال عليها والخضوع لها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً حال من ضمير لم يسمعها اى مشابها حاله حال من فى اذنيه ثقل مانع من السماع قال فى المفردات الوقر الثقل فى الاذن وفى فتح الرحمن الوقر الثقل الذي يغير ادراك المسموعات قال الشيخ سعدى [از آنرا كه كوش أرادت كران آفريده است چهـ كند كه بشنود وانرا كه بكند سعادت كشيده اند چون كند كه نرود] قال فى كشف الاسرار [آدميان دو كروهند آشنايان وبيكانكان آشنايان را قرآن سبب هدايت است بيكانكانرا سبب ضلالت كما قال تعالى (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) بيكانكان چون قرآن شنوند پشت بران كنند وكردن كشند كافروار چنانكه رب العزة كفت] إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى) إلخ
دل از شنيدن قرآن بگيردت همه وقت ... چوباطلان ز كلام حقت ملولى چيست
[آشنايان چون قرآن شنوند بنده وار بسجود درافتند وبا دل تازه وزنده دران زارند چنانكه الله تعالى كفت] (إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً)
ذوق سجده در دماغ آدمي ... ديو را تلخى دهد او از غمى
فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ اى فاعلمه بان العذاب المفرط فى الإيلام لا حق به لا محالة وذكر البشارة للتهكم ثم ذكر احوال أضدادهم بقوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بآياتنا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وعملوا بموجبها قال فى كشف الاسرار الايمان التصديق بالقلب وتحقيقه بالأعمال الصالحة ولذلك قرن الله بينهما وجعل الجنه مستحقة بهما قال تعالى (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) لَهُمْ بمقابلة ايمانهم وأعمالهم جَنَّاتُ النَّعِيمِ [بهشتهاى با نعمت ناز ويا نعمتهاى بهشت] كما قال البيضاوي اى نعيم جنات فعكس للمبالغة. وقيل جنات النعيم احدى الجنات الثمان وهى دار الجلال ودار السلام ودار القرار وجنة عدن وجنة المأوى وجنة الخلد وجنة الفردوس وجنة النعيم كذا روى وهب بن منبه عن ابن عباس رضى الله عنهما خالِدِينَ فِيها حال من الضمير فى لهم وَعْدَ اللَّهِ اى وعد الله جنات النعيم(7/66)
وعدا فهو مصدر مؤكد لنفسه لان معنى لهم جنات النعيم وعدهم بها حَقًّا اى حق ذلك الوعد حقا فهو تأكيد لقوله لهم جنات النعيم ايضا لكنه مصدر مؤكد لغيره لان قوله لهم جنات النعيم وعد وليس كل وعد حقا وَهُوَ الْعَزِيزُ الذي لا يغلبه شىء فيمنعه عن انجاز وعده او تحقيق وعيده الْحَكِيمُ الذي لا يفعل الا ما تقتضيه الحكمة والمصلحة
نه در وعده اوست نقض وخلاف ... نه در كار او هيچ لاف وكذاف
هذا وقد ذهب بعض المفسرين الى ان المراد بلهو الحديث فى الآية المتقدمة الغناء: يعنى [تغنى وسرور فاسقانست در مجلس فسق وآيت در ذم كسى فرود آمد كه بندگان مغنيان خرد يا كنيزكان مغنيات تا فاسقانرا مطربى كند] فيكون المعنى من يشترى ذا لهو الحديث او ذات لهو الحديث قال الامام مالك إذا اشترى جارية فوجدها مغنية فله ان يردها بهذا العيب قال فى الفقه ولا تقبل شهادة الرجل المغني للناس لاجتماع الناس فى ارتكاب ذنب يسببه لنفسه ومثل هذا لا يحترز عن الكذب واما من تغنى لنفسه لدفع الوحشة وازالة الحزن فتقبل شهادته إذ به لا تسقط العدالة إذا لم يسمع غيره فى الصحيح وكذا لا تقبل شهادة المغنية سواء تغنت للناس اولا إذ رفع صوتها حرام فبارتكابها محرما حيث نهى النبي عليه السلام عن صوت المغنية سقطت عن درجة العدالة
وفى الحديث (لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن ولا شراؤهن وثمنهن حرام) وقد نهى عليه السلام عن ثمن الكلب وكسب الزمارة: يعنى [از كسب ناى زدن] قالوا المال الذي يأخذه المغني والقوال والنائحة حكمه أخف من الرشوة لان صاحب المال أعطاه عن اختيار بغير عقد قال مكحول من اشترى جارية ضرابة ليمسكها لغنائها وضربها مقيما عليه حتى يموت لم اصل عليه ان الله يقول (وَمِنَ النَّاسِ) إلخ وفى الحديث (ان الله بعثني هدى ورحمة للعالمين وأمرني بمحو المعازف والمزامير والأوتار والصنج وامر الجاهلية وحلف ربى بعزته لا يشرب عبد من عبيدى جرعة من خمر متعمدا الا سقيته من الصديد مثلها يوم القيامة مغفور اله او معذبا ولا يتركها من مخافتى الا سقيته من حياض القدس يوم القيامة) وفى الحديث (بعثت لكسر المزامير وقتل الخنازير) قال ابن الكمال المراد بالمزامير آلات الغناء كلها تغليبا اى وان كانت فى الأصل اسماء لذوات النفخ كالبوق ونحوه مما ينفخ فيه والكسر ليس على حقيقته بدليل قرينه بل مبالغة فى النهى وفى الحديث (من ملأ مسامعه من غناء لم يؤذن له ان يسمع صوت الروحانيين يوم القيامة) قيل وما الروحانيون يا رسول الله قال (قراء اهل الجنة) اى من الملائكة والحور العين ونحوهم قال اهل المعاني يدخل فى الآية كل من اختار اللهو واللعب والمزامير والمعازف على القرآن وان كان اللفظ يذكر فى الاستبدال والاختيار كثيرا كما فى الوسيط قال فى النصاب ويمنع اهل الذمة عن اظهار بيع المزامير والطنابير واظهار الغناء وغير ذلك واما الأحاديث الناطقة برخصة الغناء ايام العيد فمتروكة غير معمول بها اليوم ولذا يلزم على المحتسب إحراق المعازف يوم العيد واعلم انه لما كان القرآن اصدق الأحاديث واملحها وسماعه والإصغاء اليه مما يستجلب الرحمة من الله استحب التغني به وهو تحسين الصوت وتطييبه لان ذلك سبب للرقة واثارة للخشية على ما ذهب اليه الامام(7/67)
الأعظم رحمه الله كما فى فتح القريب ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فان أفرط حتى زاد حرفا او أخفى حرفا فهو حرام كما فى أبكار الافكار. وعليه يحمل ما فى القنية من انه لوصلى خلف امام للحسن فى القراءة ينبغى ان يعيد. وما فى البزازية من ان من يقرأ بالالحان لا يستحق الاجر لانه ليس بقارئ فسماع القرآن بشرطه مما لا خلاف فيه وكذا لا خلاف فى حرمة سماع الأوتار والمزامير وسائر الآلات. لكن قال بعضهم حرمة الآلات المطربة ليست لعينها كحرمة الخمر والزنى بل لغيرها ولذا استثنى العلماء من ذلك الطبل فى الجهاد وطريق الحج فاذا استعملت باللهو واللعب كانت حراما وإذا خرجت عن اللهو زالت الحرمة قال فى العوارف واما الدف والشبابة وان كان فى مذهب الشافعي فيهما فسحة فالاولى تركهما والاخذ بالأحوط والخروج من الخلاف انتهى خصوصا إذا كان فى الدف الجلاجل ونحوها فانه مكروه بالاتفاق كما فى البستان. وانما الاختلاف فى سماع الاشعار بالالحان والنغمات فان كانت فى ذكر النساء وأوصاف أعضاء الإنسان من الخدود والقدود فلكونه مما يهيج النفس وشهوتها لا يليق باهل الديانات الاجتماع لمثل ذلك خصوصا إذا كان على طريقة اللهو والتغني بما يعتاده اهل الموسيقى «من بلالا» و «وتنادرتن» وخرافات يستعملونها فى مجالس اهل الشرب ومحافل اهل الفساد كما فى حواشى العوارف للشيخ زين الدين الحافى قدس سره وقد ادخل الموسيقى فى الأشباه فى العلوم المحرمة كالفلسفة والشعبذة والتنجيم والرمل وغيرها وان كانت القصائد فى ذكر الجنة والنار والتشويق الى دار القرار ووصف نعم الملك الجبار وذكر العبادات والترغيب فى الخيرات فلا سبيل الى الإنكار ومن ذلك قصائد الغزاة والحجاج ووصف الغزو والحج مما يثير العزم من الغازي وساكن الشوق من الحاج. وإذا كان القوال امرد تنجذب النفوس بالنظر اليه وكان للنساء اشراف على الجمع يكون السماع عين الفسق المجمع على تحريمه. واللوطية على ثلاثة اصناف صنف ينظرون وصنف يصافحون وصنف يعملون ذلك العمل الخبيث. وكما يمنع الشاب الصائم من القبلة لحليلته حيث جعلت حريم حرام الوقاع. ويمنع الأجنبي من الخلوة بالاجنبية يمنع السامع من سماع صوت الأمرد والمرأة لخوف الفتنة وربما
يتخذ للاجتماع طعام تطلب النفوس الاجتماع لذلك لا رغبة للقلوب فى السماع فيصير السماع معلولا تركن اليه النفوس طلبا للشهوات واستجلاء لمواطن اللهو والفضلات فينبغى ان يحذر السامع من ميل النفس لشىء من هواها وسئل بعضهم عن التكلف فى السماع فقال هو على ضربين تكلف فى المستمع بطلب جاه او منفعة دنيوية وذلك تلبيس وخيانة وتكلف فيه لطلب الحقيقة كمن يطلب الوجد بالتواجد وهو بمنزلة التباكي المندوب اليه فاذا فعل لغرض صحيح كان مما لا بأس به كالقيام للداخل لم يكن فى زمن النبي عليه السلام فمن فعله لتطييب قلب الداخل والمداراة ودفع الوحشة ان كان فى البلاد عادة يكون من قبيل العشرة وحسن الصحبة قالوا لو قعد واحد على ظهر بيته وقرىء عليه القرآن من اوله الى آخره فان رمى بنفسه فهو صادق والا فليحذر العاقل من دخول الشيطان فى جوفه وحمله عند السماع على نعرة او تصفيق او تحريق او رقص رياء وسمعة وفى سماع(7/68)
اهل الرياء ذنوب منها انه يكذب على الله وانه وهب له شيأ وما وهب له والكذب على الله من أقبح اللذات ومنها ان يغر بعض الحاضرين فيحسن به الظن والاغرار خيانة لقوله عليه السلام (من غشنا فليس منا) ومنها ان يحوج الحاضرين الى موافقته فى قيامه وقعوده فيكون متكلفا مكلفا للناس بباطله فيجتنب الحركة ما أمكن الا إذا صارت حركته كحركة المرتعش الذي لا يجد سبيلا الى الإمساك وكالعاطس الذي لا يقدر ان يرد العطسة والحاصل ان الميل عند السماع على انواع. منها ميل يتولد من مطالعة الطبيعة للصوت الحسن وهو شهوة وهو حرام لانه شيطانى
چهـ مرد سماعست شهوت پرست ... بآواز خوش خفته خيزد نه مست
. ومنها ميل يتولد من النفس ومطالعة النغمات والالحان وهو هوى وهو حرام ايضا لكونه شيطانيا حاصلا لذى القلب الميت والنفس الحية ومن علامات موت القلب نسيان الرب ونسيان الآخره والانكباب على أشغال الدنيا واتباع الهوى فكل قلب ملوث بحب الدنيا فسماعه سماع طبع وتكلف
اگر مردى بازي ولهوست ولاغ ... قوى تر بود ديوش اندر دماغ
. ومنها ميل يتولد من القلب بسبب مطالعة نور افعال الحق وهو عشق وهو حلال لانه رحمانى حاصل لذى قلب حى ونفس ميتة. ومنها ميل يتولد من الروح بسبب مطالعة نور صفاته وهو محبة وحضور وسكون وهو حلال ايضا. ومنها ما يتولد من السر بسبب مشاهدة نور ذاته تعالى وهو انس وهو حلال ايضا ولذا قال الشيخ سعدى قدس سره
نكويم سماع اى برادر كه چيست ... مكر مستمع را بدانم كه كيست
كر از برج معنى پرد طير او ... فرشته فروماند از سير او
فهو حال العاشق الصادق واصحاب الحال هم الذين اثرت فيهم أنوار الأعمال الصالحة فوهبهم الله تعالى على أعمالهم بالمجازاة حالا الوجد والذوق ومآلا الكشف والمشاهدة والمعاينة والمعرفة بشرط الاستقامة قال زين الدين الحافى قدس سره فمن يجد فى قلبه نورا يسلك به طريق من اباحه والا فرجوعه الى من كرهه من العلماء اسلم. ومعنى السماع استماع صوت طيب موزون محرك للقلب وقد يطلق على الحركة بطريق تسمية المسبب باسم السبب وجبلت النفوس حتى غير العاقل على الإصغاء الى ما يحب من سماع الصوت الحسن فقد كانت الطيور تقف على رأس داود عليه السلام لسماع صوته
به از روى خوبست آواز خوش ... كه اين حظ نفس است وآن قوت روح
وكان الأستاذ الامام ابو على البغدادي رحمه الله اوتى حظا عظيما وانه اسلم على يده جماعة من اليهود والنصارى من سماع قراءته وحسن صوته كما تغير حال بعضهم من سماع بعض الأصوات القبيحة ونقل عن الامام تقى الدين المصري انه كان استاذا فى التجويد وانه قرأ يوما فى صلاة الصبح (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) وكرر هذه الآية فنزل طائر على رأس الشيخ يسمع قراءته حتى أكملها فنظروا اليه فاذا هو هدهد قالوا الروح(7/69)
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)
إذا استمع الصوت الحسن والتذ بذلك تذكر مخاطبة الحق إياه بقوله (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) فحنّ الى العود بالحضرة الربوبية وطار من الأوكار البشرية الى الحضرة الصمدية
چهـ كونه جان نپرد سوى حضرت متعال ... نداء لطف الهى رسد كه عبدى تعال
قال حضرة الشيخ ابو طالب المكي فى قوت القلوب ان أنكرنا السماع مجملا مطلقا غير مقيد مفصل يكون إنكارنا على سبعين صديقا وان كنا نعلم ان الإنكار اقرب الى قلوب القراء والمتعبدين الا انا لا نفعل ذلك لانا نعلم ما لا يعلمون وسمعنا عن السلف من الاصحاب والتابعين ما لا يسمعون انتهى فقد جوز الشيخ قدس سره السماع اى سماع الصوت الحسن واستدل عليه بأخبار وآثار فى كتابه وقوله يعتبر كما فى العوارف لوفور علمه وكمال حاله وعلمه بأحوال السلف ومكان ورعه وتقواه وتحريه الأصوب والأعلى لكن من اباحه لم ير إعلانه فى المساجد والبقاء الشريفة فعليك بترك القيل والقال والاخذ بقوة الحال خَلَقَ الله تعالى وأوجد السَّماواتِ السبع وكذا الكرسي والعرش بِغَيْرِ عَمَدٍ بفتحتين جمع عماد كاهب وإهاب وهو ما يعمد به اى يسند يقال عمدت الحائط إذا ادعمته اى خلقها بغير دعائم وسوارى على ان الجمع لتعدد السموات: وبالفارسية [بيافريد آسمانها را بي ستون] تَرَوْنَها استئناف جيىء به للاستشهاد على ما ذكر من خلقه تعالى إياها غير معمودة بمشاهدتهم لها كذلك او صفة لعمد اى خلقها بغير عمد مرئية على ان التقييد للرمز على انه تعالى عمدها بعمد لا ترى هى عمد القدرة واعلم ان وقوف السموات وثبات الأرض على هذا النظام من غير اختلال انما هو بقدرة الله الملك المتعال ولله تعالى رجال خواص مظاهر القدرة هم العمد المعنوية للسموات والسبب الموجب لنظام العالم مطلقا وهم موجودون فى كل عصر فاذا كان قرب القيامة يحصل لهم الانقراض والانتقال من هذه النشأة بلا خلف فيبقى العالم كشبح بلا روح فتنحل اجزاؤه انحلال اجزاء الميت ويرجع الظهور الى البطون ولا ينكر هذه الحال الا مغلوب القال نعوذ بالله من الإنكار والإصرار وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ الإلقاء طرح الشيء حيث تلقاه وتراه ثم صار فى التعارف اسما لكل طرح. والرواسي جمع راسية من رسا الشيء يرسو اى ثبت والمراد الجبال الثوابت لانها ثبتت فى الأرض وثبتت بها الأرض شبه الجبال الرواسي استحقارا لها واستقلالا لعددها وان كانت خلقا عظيما بحصيات قبضهن قابض بيده فنبذهن فى الأرض وما هو إلا تصوير لعظمته وتمثيل لقدرته وان كل فعل عظيم يتحير فيه الأذهان فهو هين عليه والمراد قال لها كونى فكانت فاصبحت الأرض وقد أرسيت بالجبال بعد ان كانت تمور مورا اى تضطرب فلم يدرا حد مم خلقت أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ الميد اضطراب الشيء العظيم كاضطراب الأرض يقال ماد يميد ميدا وميدانا تحرك واضطراب: وبالفارسية [الميد: جنبيدن وخراميدن] والباء للتعدية. والمعنى كراهة ان تميل بكم فان بساطة اجزائها تقتضى تبدل أحيازها وأوضاعها لامتناع اختصاص كل منها لذاته او لشىء من لوازمه بحيز معين ووضع مخصوص: وبالفارسية [تا زمين شما را نه جنباند يعنى حركت ندهد ومضرب نسازد چهـ زمين بر روى آب متحرك بود چون كشتى وبجبال راسيات آرام يافت كما قال الشيخ سعدى قدس سره(7/70)
هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)
چومى كسترانيد فرش تراب ... چوسجاده نيك مردان بر آب
زمين از تب لرزه آمد ستوه ... فرو كفت بر دامنش ميخ كوه
[در موضح از ضحاك نقل ميكنند كه حق سبحانه نوزده كوه را ميخ زمين كرد تا بر چاى بايستاد از جمله كوه قاف وابو قبيس وجودى ولبنان وسينين وطور سينا وفيران] واعلم ان الجبال تزيد فى بعض الروايات على ما فيه الموضح كما سبق فى تفسير سورة الحجر قال بعضهم ان الجبال عظام الأرض وعروقها وهذا كقول من قال من اهل السلوك الشمس والقمر عينا هذا التعين والكواكب ليست مركوزة فيه وانما هى بانعكاس الأنوار فى بعض عروقه اللطيفة وهذا لا يطلع عليه الحكماء وانما يعرف بالكشف وَبَثَّ [و پراكنده كرد] فِيها [در زمين] مِنْ كُلِّ دابَّةٍ من كل نوع من أنواعها مع كثرتها واختلاف أجناسها. اصل البث اثارة الشيء وتفريقه كبث الريح التراب وبث النفس ما انطوت عليه من الغم والشر فبث كل دابة فى الأرض اشارة الى إيجاده تعالى ما لم يكن موجودا وإظهاره إياه والدب والدبيب مشى خفيف ويستعمل ذلك فى الحيوان وفى الحشرات اكثر وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ من السحاب لان السماء فى اللغة ما علاك واظلك ماءً هو المطر فَأَنْبَتْنا فِيها فى الأرض بسبب ذلك الماء والالتفات الى نون العظمة فى الفعلين لابراز مزيد الاعتناء بامرهما مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ من كل صنف كثير المنفعة قال فى المفردات وكل شىء يشرف فى بابه فانه يوصف بالكرم: وبالفارسية [از هر صنف كياهى نيكو وبسيار منفعت] وكل ما فى العالم فانه زوج من حيث ان له ضدا ما او مثلا ما او تركبا ما من جوهر وعرض ومادة وصورة. وفيه تنبيه على انه لا بد للمركب من مركب وهو الصانع الفرد واعلم وفقنا الله جميعا للتفكر فى عجائب صنعه وغرائب قدرته ان عقول العقلاء وإفهام الأذكياء قاصرة متحيرة فى امر النباتات والأشجار وعجائبها وخواصها وفوائدها ومضارها ومنافعها وكيف لا وأنت تشاهد اختلاف أشكالها وتباين ألوانها وعجائب صور أوراقها وروائح ازهارها وكل لون من ألوانها ينقسم الى اقسام كالحمرة مثلا كوردىّ وأرجواني وسوسنى وشقائقى وخمرى وعنابى وعقيقى ودموى ولكىّ وغير ذلك مع اشتراك الكل فى الحمرة ثم عجائب روائحها ومخالفة بعضها بعضا واشتراك الكل فى طيب الرائحة وعجائب إشكال أثمارها وحبوبها وأوراقها ولكل لون وريح وطعم وورق وثمر وزهر وحب وخاصية لا تشبه الاخرى ولا يعلم حقيقة الحكمة فيها الا الله والذي يعرف الإنسان من ذلك بالنسبة الى ما لا يعرفه كقطرة من بحر وقد اخرج الله تعالى آدم وحواء عليهما السلام من الجنة فبكيا على الفراق سنين كثيرة فنبت من دموعهما نباتات حارة كالزنجبيل ونحوه فلم يضيع دموعهما كما لم يضيع نطفته حيث خلق منها يأجوج ومأجوج إذ لا يلزم ان يكون نزول النطفة على وجه الشهوة حتى يرد انه لم يحتلم نبى قط وقد سبق البحث فيه هذا الذي ذكر من السموات والأرض والجبال والحيوان والنبات خَلْقُ اللَّهِ مخلوقه كضرب الأمير اى مضروبه فاقيم المصدر مقام المفعول توسعا فَأَرُونِي ايها المشركون: والاراءة بالفارسية [نمودن](7/71)
يقال أريته الشيء وأصله أرأيته ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ اى من دون الله تعالى مما اتخذتموهم شركاء له تعالى فى العبادة حتى استحقوا مشاركته فى العبودية وماذا بمنزلة اسم واحد بمعنى أي شىء نصب بخلق او ما مرتفع بالابتداء وخبره ذا وصلته وأرونى معلق عنه على التقديرين بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ إضراب عن تبكيتهم اى كفار قريش الى التسجيل عليهم بالضلال الذي لا يخفى على ناظر اى فى ذهاب عن الحق بين واضح وابان بمعنى بان ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على انهم ظالمون باشراكهم وفى فتح الرحمن بل هذا الذي قريش فيه ضلال مبين فذكرهم بالصفة التي تعم معهم أشباههم ممن فعل فعلهم من الأمم قال الكاشفى [بلكه مشركان در كمراهى آشكارانند كه عاجز را با قادر ومخلوق را با خالق در پرستش شركت مى دهند]
هر كه هست آفريده او بنده است ... بنده در بند آفريننده است
پس كجا بنده كه در بنده است ... لائق شركت خداوند است
واعلم ان التوحيد أفضل الفضائل كما ان الشرك اكبر الكبائر وللتوحيد نور كما ان للشرك نارا وان نور التوحيد احرق لسيئات الموحدين كما ان نار الشرك احرق لحسنات المشركين ولكون التوحيد أفضل العبادات وذكر الله اقرب القربات لم يقيد بالزمان والأوقات بخلاف سائر الأعمال من الصيام والصلوات فالخلاص من الضلالة انما هو بالهداية الى التوحيد واخلاص العبادة لله الحميد وفى الحديث (من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله) اى فى الآخرة فيما يخفيه من الإخلاص وغيره ثم علم المشرك بالشرك الجلى وكذا عمله وان كانا فى صورة الحسنة كلاهما مردود مبعود وكذا علم المشرك بالشرك الخفي وعمله فان عمل الرياء والسمعة يدور بين السماء والأرض ثم يضرب به على وجه صاحبه واما المخلص وعمله فكلاهما محبوب مقرب عند الله تعالى- روى- ان المنزل الاول من منازل الأعمال المتقبلة المشروعة هو سدرة المنتهى ويتعدى بعض الأعمال الى الجنة وبعضها الى العرش وكل عمل غلبت عليه الصفات الروحانية وقواها إذا اقترن به علم محقق او اعتقاد حاصل عن تصور صحيح مطابق للمتصور مع حضور وجمعية وصدق فانه يتجاوز العرش الى عالم المثال فيدخر فيه لصاحبه الى يوم الجمع وقد يتعدى من عالم المثال الى اللوح فيتعين صورته فيه ثم يرد الى صاحبه يوم الجمع ثم من تتعدى اعماله الى مقام القلم ثم الى العماد فانظر الى الأعمال الصالحة ومقاماتها العلوية واعرض عن الشرك والأعمال السفلية قال الشيخ سعدى قدس سره
ره راست رو تا بمنزل رسى ... تو برره نه زين قبل واپسى
چوكاوى كه عصار چشمش به بست ... دوان تا بشب شب هم آنجا كه هست
كسى كر بتابد ز محراب روى ... بكفرش كواهى دهند اهل كوى
تو هم پشت بر قبله كن در نماز ... كرت در خدا نيست روى نياز
فاذا كان ما سوى الله تعالى لا يقدر على خلق شىء وإعطاء ثواب فلا معنى للقصد اليه بالعبادة(7/72)
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)
ففروا الى الله ايها المؤمنون لعلكم تنزلون منازل أهلها آمنون وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ [آورده اند كه قصه لقمان حكيم ووصايا او نزد يهود شهرتى داشت عظيم وعرب در مهمى كه بديشان رجوع كردندى از حكمتها ولقمان براى ايشان مثل زدندى حق سبحانه وتعالى از حال وى خبر داد وفرمود: ولقد إلخ] وهو على ما قال محمد بن إسحاق صاحب المغازي لقمان بن باغور بن باحور بن تارخ وهو آزر ابو ابراهيم الخليل عليه السلام وعاش الف سنة حتى أدرك زمن داود عليه السلام وأخذ عنه العلم وكان يفتى قبل مبعثه فلما بعث ترك الفتيا فقيل له فى ذلك فقال ألا اكتفى إذا كفيت وقال بعضهم هو لقمان بن عنقا بن سرون كان عبدا نوبيا من اهل ايلة اسود اللون ولا ضير فان الله تعالى لا يصطفى عباده اصطفاء نبوة او ولاية وحكمة على الحسن والجمال وانما يصطفيهم على ما يعلم من غائب أمرهم ونعم ما قال المولى الجامى
چهـ غم ز منقصت صورت اهل معنى را ... چوجان ز روم بود كوتن از حبش مى باش
والجمهور على انه كان حكيما حكمة طب وحكمة حقيقة: يعنى [مردى حكيم بود از نيك مردان بنى إسرائيل خلق را پند دادى وسخن حكمت كفتى وليكن سبط او معلوم نيست ولم يكن نبيا اما هزار پيغمبر را شاكردى كرده بود وهزار پيغمبر او را شاكرد بودند در سخن حكمت] وفى بعض الكتب قال لقمان خدمت اربعة آلاف نبى واخترت من كلامهم ثمانى كلمات. ان كنت فى الصلاة فاحفظ قلبك. وان كنت فى الطعام فاحفظ حلقك. وان كنت فى بيت الغير فاحفظ عينيك. وان كنت بين الناس فاحفظ لسانك. واذكر اثنين. وانس اثنين اما اللذان تذكرهما فالله والموت واما اللذان تنساهما إحسانك فى حق الغير واساءة الغير فى حقك ويؤيد كونه حكيما لانبيا كونه اسود اللون لان الله تعالى لم يبعث نبيا الأحسن الشكل حسن الصوت. وما روى انه قيل ما أقبح وجهك يا لقمان فقال أتعيب بهذا على النقش أم على النقاش. وما قال عليه السلام حقا أقول لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فاحبه فمنّ عليه بالحكمة وهى إصابة الحق باللسان وإصابة الفكر بالجنان وإصابة الحركة بالأركان ان تكلم تكلم بحكمة وان تفكر تفكر بحكمة وان تحرك تحرك بحكمة كما قال الامام الراغب الحكمة إصابة الحق بالعلم والفعل. فالحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الاحكام. ومن الإنسان معرفة الموجودات على ما هى عليه وفعل الخيرات وهذا هو الذي وصف به لقمان فى هذه الآية قال الامام الغزالي رحمه الله من عرف جميع الأشياء ولم يعرف الله لم يستحق ان يسمى حكيما لانه لم يعرف أجل الأشياء وأفضلها والحكمة أجل العلوم وجلالة العلم بقدر جلالة المعلوم ولا أجل من الله ومن عرف الله فهو حكيم وان كان ضعيف المنة فى سائر العلوم الرسمية كليل اللسان قاصر البيان فيها ومن عرف الله كان كلامه مخالفا لكلام غيره فانه قلما يتعرف للجزئيات بل يكون كلامه جمليا ولا يتعرض لمصالح العاجلة بل يتعرض لما ينفع فى العاقبة ولما كانت الكلمات الكلية اظهر عند الناس من احوال الحكيم من معرفته بالله ربما اطلق الناس اسم الحكمة على مثل تلك(7/73)
الكلمات الكلية ويقال للناطق بها حكيم وذلك مثل قول سيد الأنبياء عليه السلام (رأس الحكمة مخافة الله. ما قل وكفى خير مما كثر وألهى. كن ورعا تكن اعبد الناس. وكن تقيا تكن اشكر الناس. البلاء موكل بالمنطق. السعيد من وعظ بغيره. القناعة مال لا ينفد. اليقين الايمان كله) فهذه الكلمات وأمثالها تسمى حكمة وصاحبها يسمى حكيما وفى التأويلات النجمية الحكمة عدل الوحى قال عليه السلام (أوتيت القرآن وما يعدله) وهو الحكمة بدليل قوله تعالى (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) فالحكمة موهبة للاولياء كما ان الوحى موهبة للانبياء وكما ان النبوة ليست كسبية بل هى فضل الله يؤتيه من يشاء فكذلك الحكمة ليست كسبية تحصل بمجرد كسب العبد دون تعليم الأنبياء إياه طريق تحصيلها بل بايتاء الله تعالى كما علمنا النبي عليه السلام طريق تحصيلها بقوله (من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) وكما
ان القلب مهبط الوحى من ايحاء الحق تعالى كذلك مهبط الحكمة بايتاء الحق تعالى كما قال تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ) وقال (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) فثبت ان الحكمة من المواهب لامن المكاسب لانها من الأقوال لا من المقامات والمعقولات التي سمتها الحكماء حكمة ليست بحكمة فانها من نتائج الفكر السليم من شوب آفة الوهم والخيال وذلك يكون للمؤمن والكافر وقلما يسلم من الشوائب ولهذا وقع الاختلاف فى أدلتهم وعقائدهم ومن يحفظ الحكمة التي أوتيت لبعض الحكماء الحقيقية لم تكن هى حكمة بالنسبة اليه لانه لم يؤت الحكمة ولم يكن هو حكيما انتهى قال فى عرائس البيان الحكمة ثلاث. حكمة القرآن وهى حقائقه. وحكمة الايمان وهى المعرفة. وحكمة البرهان وهى ادراك لطائف صنع الحق فى الافعال واصل الحكمة ادراك خطاب الحق بوصف الإلهام قال شاه شجاع ثلاث من علامات الحكمة. إنزال النفس من الناس منزلتها. وإنزال الناس من النفس منزلتهم. ووعظهم على قدر عقولهم فيقوم بنفع حاضر وقال الحسين بن منصور الحكمة سهام وقلوب المؤمنين اهدافها والرامي الله والخطأ معدوم وقيل الحكمة هو النور الفارق بين الإلهام والوسواس ويتولد هذا النور فى القلب من الفكر والعبرة وهما ميراث الحزن والجوع قال حكيم قوت الأجساد المشارب والمطاعم وقوت العقل الحكمة والعلم. وأفضل ما اوتى العبد فى الدنيا الحكمة وفى الآخرة الرحمة والحكمة للاخلاق كالطب للاجساد وعن على رضى الله عنه روّحوا هذه القلوب واطلبوا لها طرائف الحكمة فانها تمل كما تمل الأبدان وفى الحديث (ما زهد عبد فى الدنيا الا أنبت الله الحكمة فى قلبه وانطق بها لسانه وبصّره عيوب الدنيا وعيوب نفسه وإذا رأيتم أخاكم قد زهد فاقربوا اليه فاستمعوا منه فانه يلقى الحكمة) . والزهد فى اللغة ترك الميل الى الشيء وفى اصطلاح اهل الحقيقة هو بعض الدنيا والاعراض عنها وشرط الزاهد ان لا يحنّ الى ما زهد فيه وأدبه ان لا يذم المزهود فيه لكونه من جملة افعال الله تعالى وليشغل نفسه بمن زهد من اجله قال عيسى عليه السلام اين تنبت الحبة قالوا فى الأرض فقال كذلك الحكمة لا تنبت الا فى قلب مثل الأرض وهو موضع نبع الماء والتواضع سر من اسرار الله المخزونة عنده لا يهبه على الكمال الا لنبىّ او صديق فليس كل تواضع تواضعا(7/74)
وهو أعلى مقامات الطريق وآخر مقام ينتهى اليه رجال الله وحقيقة العلم بعبودية النفس ولا يصح من العبودية رياسة أصلا لانها ضد لها. ولهذا قال ابو مدين قدس سره آخر ما يخرج من قلوب الصديقين حب الرياسة ولا تظن ان هذا التواضع الظاهر على اكثر الناس وعلى بعض الصالحين تواضع وانما هو تملق بسبب غاب عنك وكل يتملق على قدر مطلوبه والمطلوب منه فالتواضع شريف لا يقدر عليه كل أحد فانه موقوف على صاحب التمكين فى العالم والتحقق فى التخلق كذا فى مواقع النجوم لحضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر- روى- ان لقمان كان نائما نصف النهار فنودى يا لقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة فى الأرض وتحكم بين الناس بالحق فاجاب الصوت فقال ان خيرنى ربى قبلت العافية ولم اقبل البلاء وان عزم علىّ اى جزم فسمعا وطاعة فانى اعلم ان فعل بي ذلك أعانني وعصمنى فقالت الملائكة بصوت لا يراهم لم يا لقمان قال لان الحاكم باشد المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كل مكان ان أصاب فبالحرى ان ينجو وان اخطأ اخطأ طريق الجنة ومن يكن فى الدنيا ذليلا خير من ان يكون شريفا ومن يختر الدنيا على الآخرة تفته الدنيا ولا يصيب الآخرة فعجبت الملائكة من حسن منطقه ثم نام نومة اخرى فاعطى الحكمة فانتبه وهو يتكلم بها قال الكاشفى [حق سبحانه وتعالى او را پسنديد وحكمت را برو إفاضه كرد بمثابه كه ده هزار كلمه حكمت ازو منقولست كه هر كلمه بعالمى ارزد] فانظر الى قابليته وحسن استعداده لحسن حاله مع الله واما امية بن ابى الصلت الذي كان يأمل ان يكون نبى آخر الزمان وكان من بلغاء العرب فانه نام يوما فاتاه طائر وادخل منقاره فى فيه فلما استيقظ نسى جميع علومه لسوء حاله مع الله تعالى ثم
نودى داود بعد لقمان فقبلها فلم يشترط ما اشترط لقمان فوقع منه بعض الزلات وكانت مغفورة له وكان لقمان يوازره بحكمته: يعنى [وزيرىء وى ميكند بحكمت] فقال له داود طوبى لك يا لقمان أعطيت الحكمة وصرفت عنك البلوى واعطى داود الخلافة وابتلى بالبلية والفتنة
در قصر عافيت چهـ نشينيم اى سليم ... ما را كه هست معركهاى بلا نصيب
وقال
دائم كه شاد بودن من نيست مصلحت ... جز غم نصيب جان ودل ناتوان مباد
ولما كانت الحكمة من انعام الله تعالى على لقمان ونعمة من نعمه طالبه بشكره بقوله أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ اى قلنا له اشكر لله على نعمة الحكمة إذ آتاك الله إياها وأنت نائم غافل عنها جاهل بها وَمَنْ [وهر كه] يَشْكُرْ له تعالى على نعمه فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ لان منفعته التي هى دوام النعمة واستحقاق مزيدها عائدة إليها مقصورة عليها ولان الكفران من الوصف اللازم للانسان فانه ظلوم كفار والشكر من صفة الحق تعالى فان الله شاكر عليم فمن شكر فانما يشكر لنفسه بازالة صفة الكفران عنها واتصافها بصفة ساكرية الحق تعالى وَمَنْ كَفَرَ نعمة ربه فعليه وبال كفره فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عنه وعن شكره حَمِيدٌ محمود فى ذاته وصفاته وأفعاله سواء حمده العباد وشكروه أم كفروه ولا يحصى عليه أحد ثناء كما يثنى هو على نفسه وعدم التعرض لكونه تعالى شكورا لما ان الحمد متضمن للشكر وهو رأسه(7/75)
كما قال عليه السلام (الحمد رأس الشكر لم يشكر الله عبد لم يحمده) فاثباته له تعالى اثبات للشكر قال فى كشف الاسرار رأس الحكمة الشكر لله ثم المخافة منه ثم القيام بطاعته ولا شك ان لقمان امتثل امر الله فى الشكر وقام بعبوديته [لقمان ادبى تمام داشت وعبادت فراوان وسينه آبادان ودلى پر نور وحكمت روشن بر مردمان مشفق ودر ميان خلق مصلح وهمواره ناصح خود را پوشيده داشتى وبر مرك فرزندان وهلاك مال غم نخوردى واز تعلم هيچ نياسودى حكيم بود وحليم ورحيم وكريم] فلقمان ذو الخير الكثير بشهادة الله له بذلك فانه قال (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) وأول ما روى من حكمته الطبية انه بينا هو مع مولاه إذ دخل المخرج فاطال الجلوس فناداه لقمان ان طول الجلوس على الحاجة يتجزع منه الكبد ويورث الناسور ويصعد الحرارة الى الرأس فاجلس هوينا وقم هوينا فخرج فكتب حكمته على باب الحش واوّل ما ظهرت حكمته العقلية انه كان راعيا لسيده فقال مولاه يوما امتحانا لعقله ومعرفته اذبح شاة وائتنى منها بأطيب مضغتين فاتاه باللسان والقلب وفى كشف الاسرار [آنچهـ از جانور بدتر است وخبيث تر بمن آر] فاتاه باللسان والقلب ايضا فسأله عن ذلك فقال لقمان ليس شىء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا [خواجه آن حكمت از وى بپسنديد واو را آزاد كرد] وفى بعض الكتب ان لقمان خير بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة فبينا هو يعظ الناس يوما وهم مجتمعون عليه لاستماع كلمة الحكمة إذ مر به عظيم من عظماء بنى إسرائيل فقال ما هذه الجماعة قيل له هذه جماعة اجتمعت على لقمان الحكيم فاقبل اليه فقال له ألست العبد الأسود الذي كنت ترعى بموضع كذا وكذا: وبالفارسية [تو آن بنده سياه نيستى كه شبانىء رمه فلان مى كردى] قال نعم فقال فما الذي بلغ بك ما ارى قال صدق الحديث وأداء الامانة وترك ما لا يعنى: يعنى [آنچهـ در دين بكار نيايد واز ان بسر نشود بگذاشتن] قال فى كشف الاسرار [لقمان سى سال با داود همى بود بيك جاى واز پس داود زنده بود تا بعهد يونس بن متى] وكان عند داود وهو يسرد دروعا لان الحديد صار له كالشمع بطريق المعجزة فجعل لقمان يتعجب مما يرى ويريد ان يسأله وتمنعه حكمته عن السؤال فلما أتمها لبسها وقال نعم درع الحرب هذه فقال لقمان ان من الحكمة الصمت وقليل فاعله اى من يستعمله كما قال الشيخ سعدى [هر آنچهـ دانى كه هر آينه معلوم تو خواهد شد بپرسيدن او تعجيل مكن كه حكمت را زيان كند]
چون لقمان ديد كاندر دست داود ... همى آهن بمعجز موم كردد
نپرسيدش چهـ مى سازى كه دانست ... كه بي پرسيدنش معلوم كردد
ومن حكمته ان داود عليه السلام قال له يوما كيف أصبحت فقال أصبحت بيد غيرى فتفكر داود فيه صعق صعقة: يعنى [نعره زد وبيهوش شد ومراد از يد غير قبضتين فضل وعدلست] كما فى تفسير الكاشفى قال لقمان ليس مال كصحة ولا نعيم كطيب نفس. وقال ضرب الوالد كالسبار للزرع [در تفسير ثعلبى از حكمت لقمان مى آرد كه روزى خواجه وى او را با غلامان ديكر بباغ فرستاد تا ميوه بيارد «وكان من أهون مملوك على سيده»(7/76)
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)
بود لقمان پيش خواجه خويشتن ... در ميان بندگانش خوارتن
بود لقمان در غلامان چون طفيل ... پر معانى تيره صورت همچوليل
غلامان ميوه را در راه بخورند وحواله خوردن آن بلقمان كردند خواجه برو خشم كرفت لقمان كفت ايشان ميوه خورده اند دروغ بمن بستند خواجه كفت حقيقت اين سخن بچهـ چيز معلوم توان كرد كفت آنكه ما را آب كرم بخورانى ودر صحرا پاره بدوانى تا قى كنيم از درون هر كه ميوه بيرون آيد خائن اوست]
كشت ساقى خواجه از آب حميم ... مر غلامانرا وخوردند آن ز بيم «1»
بعد از ان مى راندشان در دشتها ... ميدويدند آن نفر تحت وعلا
قى درافتادند ايشان از عنا ... آب مى آورد ز يشان ميوها
چونكه لقمان را درآمد قى ز ناف ... مى برآمد از درونش آب صاف
حكمت لقمان چوداند اين نمود ... پس چهـ باشد حكمت رب ودود
يوم تبلى والسرائر كلها ... بان منكم كامن لا يشتهى
چون سقوا ماء حميما قطعت ... جملة الأستار مما افضحت
هر چهـ پنهان باشد آن پيدا شود ... هر كه او خائن بود رسوا شود «2»
وعن عبد الله بن دينار ان لقمان قدم من سفر فلقى غلامه فى الطريق فقال ما فعل ابى قال مات قال الحمد لله ملكت امرى قال وما فعلت أمي قال قد ماتت قال ذهب همى قال ما فعلت امرأتى قال ماتت قال جدد فراشى قال ما فعلت أختي قال ماتت قال سترت عورتى قال ما فعل أخي قال مات قال انقطع ظهرى وانكسر جناحى ثم قال ما فعل ابني قال مات قال انصدع قلبى قال فى فتح الرحمان وقبر لقمان بقرية صرفند ظاهر مدينة الرملة من اعمال فلسطين بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين هى البلاد التي بين الشام وارض مصر منها الرملة وغزة وعسقلان وعلى قبره مشهد وهو مقصود بالزيارة وقال قتادة قبره بالرملة ما بين مسجدها وسوقها وهناك قبور سبعين نبيا ماتوا بعد لقمان جوعا فى يوم واحد أخرجهم بنوا إسرائيل من القدس فالجأوهم الى الرملة ثم احاطوهم هناك فتلك قبورهم
جهان جاى راحت نشد اى فتى ... شدند انبيا أوليا مبتلا
وَإِذْ قالَ لُقْمانُ واذكر يا محمد لقومك وقت قول لقمان لِابْنِهِ أنعم فهو ابو أنعم اى يكنى به كما قالوا وَهُوَ اى والحال ان لقمان يَعِظُهُ اى الابن والوعظ زجر يقترن بتخويف وقال الخليل هو التذكير بالخير فيما يرق له القلب والاسم العظة والموعظة: وبالفارسية [ولقمان پند مى داد او را وميكفت] يا بُنَيَّ بالتصغير والاضافة الى ياء المتكلم بالفتح والكسر وهو تصغير رحمة وعطوفة ولهذا أوصاه بما فيه سعادته إذا عمل بذلك: وبالفارسية [اى پسرك من] لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ لا تعدل بالله شيأ فى العبادة: وبالفارسية [انباز مكير بخداى] إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ لانه تسوية بين من لا نعمة إلا منه ومن لا نعمة منه وفى كشف الاسرار [بيدادى است بر خويشتن بزرك] وعظمه انه لا يغفر ابدا قال الشاعر
__________
(1) در اواخر دفتر يكم در بيان متهم كردن غلامان وخواجه تاشان مر لقمانرا إلخ
(2) لم أجد(7/77)
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)
الحمد لله لا شريك له ... ومن أباها فنفسه ظلما
وكان ابنه وامرأته كافرين فما زال بهما حتى أسلما بخلاف ابن نوح وامرأته فانهما لم يسلما وبخلاف ابنتي لوط وامرأته فان ابنتيه اسلمتا دون امرأته ولذا ما سلمت فكانت حجرا فى بعض الروايات كما سبق قيل وعظ لقمان ابنه فى ابتداء وعظه على مجانبة الشرك. والوعظ زجر النفس عن الاشتغال بما دون الله وهو التفريد للحق بالك نفسا وقلبا وروحا فلا تشتغل بالنفس الا بخدمته ولا تلاحظ بالقلب سواه ولا تشاهد بالروح غيره وهو مقام التفريد فى التوحيد
هر كه در درياى وحدت غرقه باشد جان او ... جوهر فرد حقيقت يافت از جانان او
اللهم اجعلنا من المفرّدين وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ الى آخره اعتراض فى أثناء وصية لقمان تأكيدا لما فيها من النهى عن الشرك يقال وصيت زيدا بعمرو أمرته بتعهده ومراعاته: والمعنى [وصيت كرديم مردم را به پدر ومادر ورعايت حقوق ايشان] ثم رجح الام ونبه على عظم حق والديه فقال حَمَلَتْهُ أُمُّهُ الى قوله عامين اعتراض بين المفسر والمفسر اى التوصية والشكر. والمعنى بالفارسية [برداشت مادر او را در شكم] وَهْناً حال من امه اى ذات وهن والوهن الضعف من حيث الخلق والخلق عَلى وَهْنٍ اى ضعفا كائنا على ضعف فانه كلما عظم ما فى بطنها زادها ضعفا الى ان تضع وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ الفصال التفريق بين الصبى والرضاع ومنه الفصيل وهو ولد الناقة إذا فصل عن امه. والعالم بالتخفيف السنة لكن كثيرا ما تستعمل السنة فى الحول الذي فيه الشدة والجدب ولذا يعبر عن الجدب بالسنة والعام فيما فيه الرخاء اى فطام الإنسان من اللبن يقع فى تمام عامين من وقت الولادة وهى مدة الرضاع عند الشافعي فلا يثبت حرمة الرضاع بعدها فالارضاع عنده واجب الى الاستغناء ويستحب الى الحولين وجائز الى حولين ونصف وهذا الخلاف بينهما فى حرمة الرضاع كما أشير اليه اما استحقاق الاجرة فمقدر بحولين فلا تجب نفقة الإرضاع على الأب بعد الحولين بالاتفاق وتمام الباب فى كتاب الرضاع فى الفقه قال فى الوسيط المعنى ذكر مشقة الوالدة بارضاع الولد بعد الوضع عامين أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ تفسير لوصيناه اى قلنا له اشكر لى او علة له اى لان يشكر لى وما بينهما اعتراض مؤكد للوصية فى حقها خاصة ولذلك قال عليه السلام لمن قال له من ابر (أمك ثم أمك ثم أمك) ثم قال بعد ذلك (ثم أباك) والمعنى اشكر لى حيث أوجدتك وهديتك بالإسلام واشكر لوالديك حيث ربياك صغيرا وشكر الحق بالتعظيم والتكبير وشكر الوالدين بالاشفاق والتوقير وفى شرح الحكم قرن شكرهما بشكره إذ هما اصل وجودك المجازى كما ان اصل وجودك الحقيقي فضله وكرمه فله حقيقة الشكر كما له حقيقة النعمة ولغيره مجازه كما لغيره مجازها وفى الحديث (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) فجعل شكر الناس شرطا فى صحة شكره تعالى او جعل ثواب الله على الشكر لا يتوجه الا لمن شكر عباده ثم حق المعلم فى الشكر فوق حق الوالدين سئل الإسكندر وقيل ما بالك تعظم مؤدّبك أشد من تعظيمك لابيك فقال ابى حطنى من السماء الى الأرض ومؤدبى رفعنى من الأرض الى السماء: قال الحافظ(7/78)
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)
من ملك بودم وفردوس برين جايم بود ... آدم آورد درين دير خراب آبادم
وقيل لبرزجمهر ما بالك تعظيمك لمعلمك أشد من تعظيمك لابيك قال لان ابى سبب حياتى الفانية ومعلمى سبب حياتى الباقية إِلَيَّ الْمَصِيرُ تعليل لوجوب الامتثال بالأمر اى الى الرجوع لا الى غيرى فاجازيك على شكرك وكفرك. ومعنى الرجوع الى الله الرجوع الىّ حيث لا حاكم ولا مالك سواه قال سفيان بن عيينة من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله ومن دعا لوالديه فى ادبار الصلوات الخمس فقد شكر والديه وفى الحديث (من أحب ان يصل أباه فى قبره فليصل اخوان أبيه من بعده ومن مات والداه وهو لهما غير بار وهو حى فليستغفر لهما ويتصدق لهما حتى يكتب بارا لوالديه ومن زار قبر أبويه او أحدهما فى كل جمعة كان بارا) وفى الحديث (من صلى ليلة الخميس ما بين المغرب والعشاء ركعتين يقرأ فى كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي خمس مرات وقل هو الله أحد خمس مرات والمعوذتين خمسا خمسا فاذا فرغ من صلاته استغفر الله خمس عشرة مرة وجعل ثوابه لوالديه فقد ادى حق والديه عليه وان كان عاقا لهما وأعطاه الله تعالى ما يعطى الصديقين والشهداء) كذا فى الاحياء وقوت القلوب وَإِنْ جاهَداكَ المجاهدة استفراغ الجهد اى الوسع فى مدافعة العدو: وبالفارسية [با كسى كارزار كردن در راه خداى] والمعنى وقلنا للانسان ان اجتهد أبواك وحملاك: وبالفارسية [واگر كشش وكوشش كنند پدر ومادر تو با تو] عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ اى بشركته تعالى فى استحقاق العبادة عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما فى الشرك يعنى ان خدمة الوالدين وان كانت عظيمة فلا يجوز للولد ان يطيعهما فى المعصية
چون نبود خويش را ديانت وتقوى ... قطع رحم بهتر از مودت قربى
وَصاحِبْهُما [ومصاحبت كن با ايشان ومعاشرت] فِي الدُّنْيا صحابا مَعْرُوفاً ومعاشرة جميلة يرتضيه الشرع ويقتضيه الكرم من الانفاق وغيره وفى الحديث (حسن المصاحبة ان يطعمهما إذا جاعا وان يكسوهما إذا عريا) فيجب على المسلم نفقة الوالدين ولو كانا كافرين وبرهما وخدمتهما وزيارتهما الا ان يخاف ان يجلباه الى الكفر وحينئذ يجوز ان لا يزورهما ولا يقودهما الى البيعة لانه معصية ويقودهما منها الى المنزل وقال بعضهم المعروف هاهنا ان يعرفهما مكان الخطأ والغلط فى الدين عند جهالتهما بالله قال فى المفردات المعروف اسم لكل فعل يعرف بالعقل والشرع حسنه والمنكر ما ينكر بهما ولهذا قيل للاقتصاد فى الجود معروف لما كان ذلك مستحسنا فى العقول بالشرع وَاتَّبِعْ فى الدين سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ رجع بالتوحيد والإخلاص فى الطاعة وهم المؤمنون الكاملون ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ مرجعك ومرجعهما فَأُنَبِّئُكُمْ عند رجوعكم بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بان أجازي كلا منكم بما صدر عنه من الخير والشر: وبالفارسية [پس آگاه كنم شما را بپاداش آن چيز كه مى كرديد] ونزل الآية فى سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه من العشرة المبشرة حين اسلم وحلفت امه ان لا تأكل ولا تشرب حتى يرجع عن دينه [آورده اند كه مادر سعد سه روز نان(7/79)
وآب نخورد تا دهن او بچوبى بشكافتند وآب دران ريختند وسعد ميكفت اگر او را هفتاد روح باشد ويك بيك اگر قبض كنند يعنى بفرض اگر هفتاد بار بميرد من از دين اسلام برنمى كردم] وقد سبقت قصته مع فوائد كثيرة فى أوائل سورة العنكبوت واعلم ان أهم الواجبات بعد التوحيد بر الوالدين- روى- ان رجلا قال يا رسول الله ان أمي هرمت فاطعمها بيدي وأسقيها وأوضيها واحملها على عاتقى فهل جازيتها حقها قال عليه السلام (لا ولا واحدا من مائة) قال ولم يا رسول الله قال (لانها خدمتك فى وقت ضعفك مريدة حياتك وأنت تخدمها مريدا مماتها ولكنك أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرا) : قال الشيخ سعدى
جوانى سر از راى مادر بتافت ... دل دردمندش بآزر بتافت
چوبيچاره شد پيشش آورد مهد ... كه اى سست مهر وفراموش عهد
نه كريان ودرمانده بودى وخرد ... كه شبها ز دست تو خوابم نبرد
نه در مهد نيروى حالت نبود ... مكس راندن از خود مجالت نبود
تو انى كه از يك مكس رنجه ... كه امروز سالار سر پنجه
بحالي شوى باز در قعر كور ... كه نتوانى از خويشتن دفع مور
دكر ديده چون بر فروزد چراغ ... چوكرم لحد خورد پيه دماغ
چو پوشيده چشمى نه بينى كه راه ... نداند همى وقت رفتن ز چاه
تو كر شكر كردى كه با ديده ... وكرنه تو هم چشم پوشيده
وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لولا انى أخاف عليكم تغير الأحوال عليكم بعدي لامرتكم ان تشهدوا لاربعة اصناف بالجنة. أولهم امرأة وهبت صداقها لزوجها لاجل الله وزوجها راض. والثاني ذو عيال كثير يجتهد فى المعيشة لاجلهم حتى يطعمهم الحلال. والثالث التائب من الذنب على ان لا يعود اليه ابدا كاللبن لا يعود الى الثدي. والرابع البار بوالديه) ثم قال عليه السلام (طوبى لمن بر بوالديه وويل لمن عقهما) وعن عطاء بن يسار ان قوما سافروا فنزلوا برية فسمعوا نهيق حمار حتى اسهرهم فلما أصبحوا نظروا فرأوا بيتا من شعر فيه عجوز فقالوا سمعنا نهيق حمار حتى اسهرهم فلما أصبحوا نظروا فرأوا بيتا من شعر فى عجوز فقالوا سمعنا نهيق حمار وليس عندك حمار فقالت ذاك ابني كان يقول لى يا حمارة فدعوت الله ان يصيره حمارا فذاك منذمات ينهق كل ليلة حتى الصباح وعن وهب لما خرج نوح عليه السلام من السفينة نام فانكشفت عورته وكان عنده حام ولده فضحك ولم يستره فسمع سام ويافث صنع حام فألقيا عليه ثوبا فلما سمعه نوح قال غير الله لونك فجعل السودان من نسل حام فصار الذل لاولاده الى يوم القيامة: قال الحافظ
دخترانرا همه جنكست وجدل با مادر ... پسران را همه بدخواه پدر مى بينم
ثم ان الآية قد تضمنت النهى عن صحبة الكفار والفساق والترغيب فى صحبة الصالحين فان المقارنة مؤثرة والطبع جذاب والأمراض سارية وفى الحديث (لا تساكنوا المشركين ولا بجامعوهم فمن ساكنهم او جامعهم فهو منهم وليس منا) اى لا تسكنوا مع المشركين فى المسكن(7/80)
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)
الواحد ولا تجتمعوا معهم فى المجلس الواحد حتى لا تسرى إليكم اخلاقهم الخبيثة وسيرهم القبيحة بحكم المقارنة
باد چون بر فضاى بد كذرد ... بوى بد كيرد از هواى خبيث
قال ابراهيم الخواص قدس سره دواء القلب خمسة. قراءة القرآن بالتدبر. واخلاء البطن. وقيام الليل. والتضرع الى الله تعالى عند السحر. ومجالسة الصالحين
پى نيك مردان ببايد شتافت ... كه هر كه اين سعادت طلب كرد يافت
وليكن تو دنبال ديو خسى ... ندانم كه در صالحان كى رسى
كذا فى البستان يا بُنَيَّ [كفت لقمان فرزند خود را كه أنعم نام بود] بضم العين [اى پسرك من] قال فى الإرشاد شروع فى حكاية بقية وصايا لقمان اثر تقرير ما فى مطلعها من النهى عن الشرك وتأكيده بالاعتراض إِنَّها اى الخصلة من الاساءة او الإحسان وقال مقاتل وذلك ان ابن لقمان قال لابيه يا أبتاه ان عملت الخطيئة حيث لا يرانى أحد كيف يعلمها الله فرد عليه لقمان فقال يا بنى انها اى الخطيئة إِنْ تَكُ أصله تكون حذفت الواو لاجتماع الساكنين الحاصل من سقوط حركة النون بان الشرطية وحذفت النون ايضا تشبيها بحرف العلة فى امتداد الصوت او بالواو فى الغنة او بالتنوين وقال بعضهم حذفت تخفيفا لكثرة الاستعمال فلا تحذف من مثل لم يصن ولم يخن فان وصلت بساكن ردت النون وتحرك نحو لم يكن الذين الآية مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ المثقال ما يوزن به وهو من الثقل وذلك اسم لكل صنج وفى كشف الاسرار يقال مثقال الشيء ما يساويه فى الوزن وكثر الكلام فصار عبارة عن مقدار الدنيا انتهى: والحبة بالفارسية [دانه] والخردل من الحبوب معروف. والمعنى مقدار ما هو أصغر المقادير التي توزن بها الأشياء من جنس الخردل الذي هو أصغر الحبوب المقتاتة فَتَكُنْ [پس باشد آن] اى مع كونها فى أقصى غايات الصغر فِي صَخْرَةٍ الصخر الحجر الصلب اى فى أخفى مكان واحرزه كجوف صخرة ما وقال المولى الجامى فى صخرة هى أصلب المركبات وأشدها منعا لاستخراج ما فيها انتهى والمراد بالصخرة أية صخرة كانت لانه قال بلفظ النكرة وعن ابن عباس رضى الله عنهما الأرض على الحوت والحوت فى الماء والماء على صفاة والصفاة على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة التي ذكر لقمان ليست فى السموات ولا فى الأرض كذا فى التكملة أَوْ فِي السَّماواتِ مع ما بعدها وفى بعض التفاسير فى العالم العلوي كمحدب السموات أَوْ فِي الْأَرْضِ مع طولها وعرضها وفى بعض التفاسير فى العالم السفلى كمقعر الأرض يَأْتِ بِهَا اللَّهُ اى يحضرها فيحاسب عليها لانه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره: وبالفارسية [بيارد خداى تعالى آنرا وحاضر كرداند وبر آن حساب كند] فالباء للتعدية قال المولى الجامى فى شرح الفصوص انها اى القصة ان تك مثقال حبة بالرفع كما هو قراءة نافع وحينئذ كان تامة وتأنيثها لاضافة المثقال الى الحبة وقوله يأت بها الله اى للاغتذاء بها إِنَّ اللَّهَ من قول لقمان لَطِيفٌ يصل علمه الى(7/81)
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)
كل خفى فان أحد معانى اللطيف هو العالم بخفيات الأمور ومن عرف انه العالم بالخفيات يحذر ان يطلع عليه فيما هو فيه ويثق به فى علم ما يجهله
برو علم يك ذره پوشيده نيست ... كه پيدا و پنهان بنزدش يكيست
خَبِيرٌ عالم بكنهه قال فى شرح حزب البحر الخبير هو العليم بدقائق الأمور التي لا يتوصل إليها غيره الا بالاختيار والاحتيال ومن عرف انه الخبير ترك الرياء والتصنع لغيره بالإخلاص له فالله تعالى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء ويحيط باسرار الضمائر وبطون الخواطر ويحاسب عليها سواء كانت فى صخرة النفوس او فى سماء الأرواح او فى ارض القلوب وفيه تنبيه لاهل المراقبة وتحذير من الملاحظات لاطلاع الحق على نوادر الخطرات وبطون الحركات وفى التأويلات النجمية (يا بُنَيَّ إِنَّها) يشير الى المقسومات الازلية من الأرزاق والاخلاصات الانسانية والمواهب الالهية (إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ) اى صخرة العدم (أَوْ فِي السَّماواتِ) فى الصورة والمعنى (أَوْ فِي الْأَرْضِ) فى الصورة والمبنى (يَأْتِ بِهَا اللَّهُ) لمن قدر له وقسم من اسباب السعادة والشقاوة ان شاء بطريق كسب العبد وان شاء يجعل له مخرجا فى حصولها من حيث لا يحتسب (إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ) بعباده (خَبِيرٌ) بإتيان ما قسم لهم بلطف ربوبيته فالواجب على العبد ان يتق بوعده ويتكل على كرمه فيما قدر له ويسعى الى القيام بعبوديته انتهى وفى بعض الكتب ان هذه الكلمة آخر كلمة تكلم بها لقمان فانشقت مرارته من هيبتها فمات انتهى يقول الفقير هذا الحضور فى مقام الهيبة من صفات المقربين. وكان ابراهيم عليه السلام إذا صلى يسمع غليان صدره وذلك من استيلاء الهيبة عليه وهذا الغليان يقال له برهان الصدر وقع لنبينا عليه السلام فى مرتبة الاكملية فواعجبا لامثالنا كيف لا ينجع فينا الوعظ ولا يأخذ بنا معانى اللفظ وليس الا من الغفلة والنسيان وكثرة العصيان
تا نيابى رتبه لقمانرا ... آتش هيبت نسوزد جانرا
جان عاشق همچو پروانه بود ... نزد شمع آيدا كر سوزان شود
ومن وصايا لقمان ما قال فى كشف الاسرار [لقمان پسر خويش را پند داد ووصيت كرد كه اى پسر بسورها مرو كه ترا رغبت در دنيا پديد آيد واخرى بر دل تو فراموش كردد وكفت كه اى پسر بسورها مرو كه ترا رغبت در دنيا پديد آيد واخرى بر دل تو فراموش كردد وكفت كه اى پسر كر سعادت آخرت ميخواهى وزهد در دنيا به تشييع جنازها بيرون شو ومرك را پيش چشم خويش دار ودر دنيا چنان مباش كه عيال ووبال مردم شوى از دنيا قوت ضرورى بردار وفضول بگذار واز ننك زنان تا توانى بر حذر باش وبر زنان بد فرياد خواه بالله كه ايشان دام شيطانند وسبب فتنه] يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ التي هى أكمل العبادات تكميلا لنفسك من حيث العمل بعد تكميلها من حيث العلم والاعتقادات لان النهى عن الشرك فيما سبق قد تضمن الأمر بالتوحيد الذي هو أول ما يجب على الإنسان وفى التأويلات النجمية ادمها وادامتها فى ان تنتهى عن الفحشاء والمنكر فان الله وصف الصلاة بانها تنهى عن الفحشاء والمنكر فمن كان منتهيا عنهما فانه فى الصلاة وان لم يكن على هيئتها ومن لم يكن منتهيا عنهما فليس فى الصلاة وان كان مؤديا هيئتها انتهى ومن وصايا لقمان ما قال فى كشف الاسرار(7/82)
[اى پسر روزه كه دارى چنان دار كه شهوت ببرد نه قوت ببرد وضعيف كند تا از نماز با زمانى كه بنزديك خدا نماز دوستر از روزه] وذلك لان الصوم والرياضات لاصلاح الطبيعة وتحسين الأخلاق واما الصلاة فلا صلاح النفس التي هى مأوى كل شر ومعدن كل هوى وما عبد اله ابغض الى الله من الهوى وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ بالمستحسن شرعا وعقلا وحقيقته ما يوصل العبد الى الله وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ اى عن المستقبح شرعا وعقلا تكميلا لغيرك وحقيقته ما يشغل العبد عن الله وَاصْبِرْ الصبر حبس النفس عما يقتضى الشرع او العقل الكف عنه عَلى ما أَصابَكَ من الشدائد والمحن كالامراض والفقر والهم والغم لا سيما عند التصدي للامر بالمعروف والنهى عن المنكر من أذى الذين تأمرهم بالمعروف وتبعثهم على الخير وتنهاهم عن المنكر وتزجرهم عن الشر إِنَّ ذلِكَ المذكور من الوصايا وهو الأمر والنهى والصبر مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ العزم والعزيمة عقد القلب على إمضاء الأمر وعزم الأمور ما لا يشوبه شبهة ولا يدافعه ريبة وفى الخبر (من صلى قبل العصر أربعا غفر الله له مغفرة عزما) اى هذا الوعد صادق عزيم وثيق وفى دعائه عليه السلام (اسألك عزائم مغفرتك) اى اسألك ان توفقنى للاعمال التي تغفر لصاحبها لا محالة واطلق المصدر اى العزم على المفعول اى المعزوم. والمعنى من معزومات الأمور ومقطوعاتها ومفروضاتها بمعنى مما عزمه الله اى قطعه قطع إيجاب وامر به العباد امرا حتما ويجوز ان يكون بمعنى الفاعل اى من عازمات الأمور وواجباتها ولازماتها من قوله فاذا عزم الأمر اى جد وفى هذا دليل على قدم هذه الطاعات والحث عليها فى شريعة من تقدمنا وبيان لهذه الامة ان من امر بالمعروف ونهى عن المنكر ينبغى ان يكون صابرا على ما يصيبه فى ذلك ان كان امره ونهيه لوجه الله لانه قد أصابه ذلك فى ذات الله وشانه واشارة الى ان البلاء والمحنة من لوازم المحبة فلابد للمريد الصادق ان يصبر على ما أصابه فى أثناء الطلب مما ابتلاه الله به من الخوف من الأعداء فى الظاهر والباطن والجزع من الجوع الظاهر عند قلة الغذاء للنفس ومن الباطن عند قلة الكشوف والمشاهدات التي هى غذاء للقلب ونقص من الأموال والأنفس من مفارقة الأولاد والاهالى والاخوان والأخدان والثمرات. يعنى ثمرات المجاهدات وبشر الصابرين على هذه الأحوال بان عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون الى الحضرة ومن وصايا لقمان على ما فى كشف الاسرار [اى پسر مبادا كه ترا كارى پيش آيد از محبوب ومكروه كه تو نيز در ضمير خود چنان دانى كه خير وصلاح تو در آنست پسر كفت اى پدر من اين عهد نتوانم داد تا آنكه بدانم
كه آنچهـ كفتى چنانست كه تو كفتى پدر كفت الله تعالى پيغمبر مى فرستاد است وعلم وبيان آنچهـ من كفتم باوى است تا هر دو نزديك وى شويم واز وى بپرسيم هر دو بيرون آمدند وبر مركوب نشستند وآنچهـ در بايست بود از توشه وزاد سفر برداشتند بيابانى در پيش بود مركوب همى راندند تا روز بنماز پيشين رسيد وكرما عظيم بود آب وتوشه سپرى كشت وهيچ نماند هر دو از مركوب فرود آمدند و پياده بشتاب همى رفتند ناكاه لقمان در پيش نكرست سياهى ديد ودود با دل خويش كفت آن(7/83)
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)
سياهى درخت است وآن دود نشان آبادانى ومردمانكه آنجا وطن كرفته اند همچنان رفتند بشتاب ناكاه پسر لقمان پاى بر استخوانى نهاد آن استخوان بزير قدم وى برآمد وبپشت پاى بيرون آمد پسر بيهوش كشت وبر جاى بيفتاد لقمان در وى آويخت واستخوان بدندان از پاى وى بيرون كرد وعمامه وى پاره كرد وبر پاى وى بست لقمان آن ساعت بگريست ويك قطره آب چشم بر روى پسر افتاد و پسر روى فرا پدر كرد وكفت اى باباى من بگريى بچيزى كه ميكويى كه بهتر من وصلاح من در آنست اى پدر چهـ بهتريست ما را درين حال وتوشه سپرى شد وما هر دو درين بيابان متحير مانده ايم اگر تو بروى ومرا درين حال بجاى مانى با غم وانديشه روى واگر با من اينجا مقام كنى برين حال هر دو بميريم درين چهـ بهترست و چهـ خيرست پدر كفت كريستن من اينجا آنست كه مرا دوست داشتيد كه بهر حظى كه مرا از دنياست من فداى تو كردمى كه من پدرم ومهربانى پدران بر فرزندان معلومست واما آنچهـ تو ميكويى كه درين چهـ خيرست تو چهـ دانى مكر آن بلا كه از تو صرف كرده اند خود بزركتر ازين بلاست كه بتو رسانيده اند وباشد كه اين بلا كه بتو رسانيده اند آسانتر از آنست كه از تو صرف كرده اند ايشان درين سخن بودند كه لقمان فرا پيش نكرست وهيچ چيز نديد از ان سواد ودخان با دل خويش كفت من اينجا چيزى ميديدم واكنون نمى بينم ندانم تا آن چهـ بود ناكاه شخصى را ديد كه مى آمد بر اسبى نشسته وجامه پوشيده آواز داد كه لقمان تويى كفت آرى كفت حكيم تويى كفت چنين ميكويند كفت آن پسر بى خرد چهـ كفت اگر آن نبودى كه اين بلا بوى رسيد شما را هر دو بزمين فرو بردندى چنانكه آن ديكر انرا فرو بردند لقمان روى با پسر كرد وكفت دريافتى وبدانستى كه هر چهـ بر بنده رسد از محبوب ومكروه خيرت وصلاحت در آنست پس هر دو برخاستند ورفتند. عمر خطاب رضى الله عنه از آنجا كفت من باك ندارم كه بامداد برخيزم بر هر حال باشم بر محبوب يا بر مكروه زيرا كه من ندانم خيرت من اندر چيست. موسى عليه السلام كفت بار خدايا از بندگان تو كيست بزرك كناهتر كفت آنكس كه مرا متهم دارد كفت آن كيست كفت استخارت كند واز من بهترىء خويش خواهد آنكه بحكم من رضا ندهد] قال الصائب
چون سرو در مقام رضا ايستاده ام ... آسوده خاطرم ز بهار وخزان خويش
وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ التصعر التواء وميل فى العنق من خلقة أوداء او من كبر فى الإنسان وفى الإبل. والتصعير امالته عن النظر كبرا كما قال فى تاج المصادر [التصعير: روى بگردانيدن از كبر] . وخد الإنسان ما اكتنف الانف عن اليمين والشمال او ما جاوز مؤخر العينين الى منتهى الشدق او من لدن المحجر الى اللحى كما فى القاموس. والمعنى اقبل على الناس بجملة وجهك عند السلام والكلام واللقاء تواضعا ولا تحول وجهك عنهم ولا تغط شق وجهك وصفحته كما يفعله المتكبرون استحقارا للناس خصوصا الفقراء وليكن الغنى والفقير عندك على السوية فى حسن المعاملة والاشارة لا تمل خدك تكبرا او تجبرا معجبا بما فتح الله عليك فتكون بهذا مفسدا فى لحظة ما أصلحته فى مدة: قال الحافظ(7/84)
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)
ببال و پر مرو از ره كه تير پرتابى ... هوا كرفت زمانى ولى بخاك نشست
وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً المرح أشد الفرح والخفة الحاصلة من النعمة كالاشر والبطر اى حال كونك ذا فرح شديد ونشاط وعجب وخفة اى مشيا كمشى المرح من الناس كما يرى من كثيرهم لا سيما إذا لم يتضمن مصلحة دينية او دنيوية: وبالفارسية [مخرام چون جاهلان ومانند دنياپرستان] إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ الاختيال والخيلاء التكبر عن تخيل فضيلة ومنه لفظ الخيل كما قيل انه لا يركب أحد فرسا إلا وجد فى نفسه نخوة اى لا يرضى عن المتكبر المتبختر فى مشيته بل يسخط عليه: وبالفارسية [هر خرامنده كه متكبرانه رود] وهو بمقابلة الماشي مرحا فَخُورٍ هو بمقابلة المصعر خده وتأخيره لرعاية الفواصل. والفخر المباهاة فى الأشياء الخارجة عن الإنسان كالمال والجاه والفخور الذي يعدد مناقبه تطاولا بها واحتقارا لمن عدم مثلها. والمعنى بالفارسية [نازش كننده كه بأسباب تنعم بر مردمان تطاول نمايد] وفى الحديث (خرج رجل يتبختر فى الجاهلية عليه حلة فامر الله الأرض فاخذته فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة)
چوصبيان مباز و چوصنوان مناز ... برو مرد حق شو ز روى نياز
قال بعض الحكماء ان افتخرت بفرسك فالحسن والفراهة له دونك. وان افتخرت بثيابك وآلاتك فالجمال لها دونك. وان افتخرت بآبائك فالفضل فيهم لا فيك ولو تكلمت هذه الأشياء لقالت هذه محاسننا فما لك من الحسن شىء. فان افتخرت فافتخر بمعنى فيك غير خارج عنك: قال الحافظ
قلندران حقيقت بنيم جو نخرند ... قباى اطلس آنكس كه از هنر عاريست
وإذا أعجبك من الدنيا شىء فاذكر فناءك وبقاءه او بقاءك وزواله او فناءكما جميعا فاذا راقك ما هو لك فانظر الى قرب خروجه من يدك وبعد رجوعه إليك وطول حسابه عليك ان كنت تؤمن بالله واليوم الآخر- حكى- انه حمل الى بعض الملوك قدح من فيروزج مرصع بالجوهر لم ير له نظير ففرح به الملك فرحا شديدا فقال لمن عنده من الحكماء كيف ترى هذا فقال أراه فقرا حاضرا ومصيبة عاجلة قال وكيف ذلك قال ان انكسر كانت مصيبة لا جبر لها وان سرق صرت فقيرا اليه وقد كنت قبل ان يحمل إليك فى أمن من المصيبة والفقر فاتفق انه انكسر القدح يوما فعظمت المصيبة على الملك وقال صدق الحكيم ليته لم يحمل إلينا
انما الدنيا كرؤيا فرّحت ... من رآها ساعة ثم انقضت
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ القصد ضد الافراط والتفريط. والمعنى واعدل فى المشي بعد الاجتناب عن المرح فيه: وبالفارسية [وميانه باش در رفتن خود] اى توسد بين الدبيب والاسراع فلا تمش كمشى الزهاد المظهرين الضعف فى المشي من كثرة العبادات والرياضات فكأنهم أموات وهم المراءون الذين ضل سعيهم ولا كمشى الشطار ووثوبهم وعليك بالسكينة والوقار وفى الحديث (سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن) وقول عائشة رضى الله عنها فى عمر رضى الله عنه كان إذا مشى اسرع فالمراد ما فوق دبيب المتماوت قال بعضهم ان للشيطان من ابن آدم(7/85)
نزغتين بايتهما ظفر قنع الافراط والتفريط وذلك فى كل شىء يتصور ذلك فيه وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ يقال غض صوته وغض بصره إذا خفض صوته وغمض بصره قال فى المفردات الغض النقص من الطرف والصوت: وبالفارسية [فرو خوابانيدن چشم وفرو داشتن او از] والصوت هو الهواء المنضغط عند قرع جسمين قال بعضهم الهواء الخارج من داخل الإنسان ان خرج بدفع الطبع يسمى نفسا بفتح الفاء وان خرج بالارادة وعرض له تموّج بتصادم جسمين يسمى صوتا وإذا عرض للصوت كيفيات مخصوصة بأسباب معلومة يسمى حروفا. والمعنى وانقص من صوتك واقصر واخفض فى محل الخطاب والكلام خصوصا عند الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعند الدعاء والمناجاة. وكذلك وصية الله فى الإنجيل لعيسى ابن مريم مر عبادى إذا دعونى يخفضوا أصواتهم فانى اسمع واعلم ما فى قلوبهم: وبالفارسية [فرو آور وكم كن آواز خويش يعنى فرياد كننده ونعره زننده ودراز زبان وسخت كوى مباش] واستثنى منه الجهر لارهاب العدو ونحوه وقال محمد بن طلحة فى العقد الفريد قد اختار الحكماء للسلطان جهارة الصوت فى كلامه ليكون اهيب لسامعيه وأوقع فى قلوبهم انتهى
وفى الخلاصة لا يجهر الامام فوق حاجة الناس والا فهو مسيئ كما فى الكشف. والفرق بين الكراهة والاساءة هو ان الكراهة افحش من الاساءة وفى انسان العيون لا بأس برفع المؤذنين أصواتهم لتبليغ التكبير لمن بعد عن الامام من المقتدين لما فيه من النفع بخلاف ما إذا بلغهم صوت الامام فان التبليغ حينئذ بدعة منكرة باتفاق الائمة الاربعة ومعنى منكرة مكروهة وفى أنوار المشارق المختار عند الأخيار ان المبالغة والاستقصاء فى رفع الصوت بالتكبير فى الصلاة ونحوه مكروه والحالة الوسطى بين الجهر والإخفاء مع التضرع والتذلل والاستكانة الخالية عن الرياء جائز غير مكروه باتفاق العلماء وقد جمع النووي بين الأحاديث الواردة فى استحباب الجهر بالذكر والواردة فى استحباب الاسرار به بان الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء او تأذى المصلون او النائمون والجهر أفضل فى غير ذلك لان العمل فيه اكثر ولان فائدته تتعدى الى السامعين ولانه يوقظ قلب الذاكر ويجمع همة الفكر ويشنف سمعه ويطرد النوم ويزيد فى النشاط وكان عليه السلام إذا سلم من صلاته قال بصوته الأعلى (لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير) ومن اللطائف ان الحجاج سأل بعض جلسائه عن ارق الصوت عندهم فقال أحدهم ما سمعت صوتا ارق من صوت قارئ حسن الصوت يقرأ كتاب الله فى جوف الليل قال ان ذلك لحسن. وقال آخر ما سمعت صوتا اعجب من ان اترك امرأتى ما خضا وأتوجه الى المسجد بكيرا فيأتينى آت فيبشرنى بغلام فقال وا حسناه. فقال شعبة بن علقمة التميمي لا والله ما سمعت قط اعجب الى من ان أكون جائعا فاسمع خفخفة الخوان فقال الحجاج أبيتم يا بنى تميم الأحب الزاد إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ أوحشها وأقبحها الذي ينكره العقل الصحيح ويحكم بقبحه وبالفارسية [زشت ترين آوازها] لَصَوْتُ الْحَمِيرِ جمع حمار قال بعضهم سمى حمارا لشدته من قولهم طعنة حمراء اى شديدة وحمارة القيظ شدته وافراد الصوت مع إضافته الى الجمع لما ان المراد ليس بيان حال صوت كل واحد من آحاد هذا الجنس حتى يجمع بل(7/86)
بيان حال صوت هذا الجنس من بين أصوات سائر الأجناس قال ابو الليث صوت الحمار كان هو المعروف عند العرب وسائر الناس بالقبح وان كان قد يكون ما سواه أقبح منه فى بعض الحيوان وانما ضرب الله المثل بما هو معروف عند الناس بالقبح لان اوله زفير وآخره شهيق كصوت اهل النار يتوحش من يسمعه ويتنفر منه كل التنفر. والمعنى ان أنكر أصوات الناس حين يصوتون ويتكلمون لصوت من يصوّت صوت الحمار اى يرفع صوته عند التصويت كما يرفع الحمار صوته. ففيه تشبيه الرافعين أصواتهم فوق الحاجة بالحمير وتمثيل أصواتهم بالنهاق ثم اخلاء الكلام عن لفظ التشبيه وإخراجه مخرج الاستعارة وجعلهم حميرا وأصواتهم نهاقا مبالغة شديدة فى الذم والزجر عن رفع الصوت فوق الحاجة وتنبيه على انه من المكاره عند الله لا من المحاب قال الكاشفى [يعنى در ارتفاع صوت فضيلتى نيست چوصوت حمار با وجود رفعت مكروهست طباع را وموجب وحشت اسماع است. در عين المعاني آورده كه مشركان عرب برفع أصوات تفاخر ميكردندى بدين آيت رد كرد بر ايشان فخر ايشان] يقول الفقير ان الرد ليس بمنحصر فى رفع الصوت بل كل ما فى وصايا لقمان من نهى الشرك وما يليه رد لهم لانهم كانوا متصفين بالشرك وسائر ما حكى من الأوصاف القبيحة آتين بالسيئات تاركين للصلاة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر جزعين عند المصيبات والحمار مثل فى الذم سيما نهاقه ولذلك كنى عنه فيقال طويل الأذنين قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى صوت كل شىء تسبيح إلا صوت الحمير فانها تصيح لرؤية الشيطان ولذلك سماه منكرا وفى الحديث (إذا سمعتم نهاق الحمير) وهو بالضم صوتها (فتعوّذوا بالله من الشيطان فانها رأت شيطانا وإذا سمعتم صياح الديكة) بفتح الياء جمع ديك (فاسألوا الله من فضله فانها رأت ملكا) وفى الحديث دلالة على نزول الرحمة عند حضور اهل الصلاح فيستحب الدعاء فى ذلك الوقت وعلى نزول الغضب عند اهل المعصية فيستحب التعوذ كما فى شرح المشارق لابن الملك يقول الفقير ومن هنا قال عليه السلام (يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب) اى يقطع كما لها وينقصها مرور هذه الأشياء بين يدى المصلى. اما المرأة
فلكونها أحب الشهوات الى الناس وأشد فسادا للحال من الوسواس. واما الكلب والمراد الكلب الأسود فلكونه شيطانا كما قال عليه السلام (الكلب الأسود شيطان) سمى شيطانا لكونه اعقر الكلاب واخبثها وأقلها نفعا وأكثرها نعاسا ومن هذا قال احمد بن حنبل لا يحل الصيد به. واما الحمار فلكون الشيطان قد تعلق بذنبه حين دخل سفينة نوح عليه السلام فهو غير مفارق عنه فى اكثر الأوقات وهو السر فى اختصاص الحمار برؤية الشيطان والله اعلم كما ان وجه اختصاص الديك برؤية الملك كون صياحه تابعا لصياح ديك العرش كما ثبت فى بعض الروايات الصحيحة فالملك غير مفارق عنه فى غالب الحالات وفى الحديث (ان الله يبغض ثلاثة أصواتها نهقة الحمير ونباح الكلب والداعية بالحرب) [ورد فيه ما فيه از حضرت مولوى قدس سره وجه انكريت صوت حمار چنين نقل كرده اند كه در غالب او براى كاه وجوست. ويا بجهت اجراء شهوت. يا جنك با درازگوش ديكر. وصدايى كه(7/87)
از غلبه صفات بهيمى زايد زشت ترين صداها باشد وازينجا معلوم ميشود كه ندايى كه از صاحب اخلاق روحانى وملكى آيد خوبترين نداها خواهد بود نغمهاى عاشقانه پس دلكش است استماع نغمه ايشان خوش وحضرت رسالت عليه السلام آواز نرم را دوست داشتى وجهر صوت را كاره بودى] ودخل فى الصوت المنكر العطسة المنكرة فلتدفع بقدر الاستطاعة وكذا الزفرات والشهقات الصادرة من اهل الطبيعة والنفس بدون غلبة الحال فانها ممزوجة بالحظوظ مخلوطة بالرياء فلا تكون صيحة حقيقة بل صيحة طبيعة ونفس نعوذ بالله من شهوات الطبيعة وهوى النفس ومخالطة اهل الدعوى قال بعضهم فى الآية اشارة الى الذي يتكلم فى لسان المعرفة من غير اذن من الحق وقبل أوانه ومن تصدر قبل أوانه تصدى لهوانه ثم من وصايا لقمان على ما فى كشف الاسرار قوله [اى پسر چون قدرت يابى بر ظلم بندگان قدرت خداى بر عقوبت خود ياد كن واز انتقام وى بينديش كه او جل جلاله منتقم است دادستان از كردن كشان وكين خواه از ستمكاران وبحقيقت دان كه ظلم تو از ان مظلوم فرا كذرد وعقوبة الله بر ان ظلم بر تو بماند و پاينده بود] : قال الشيخ سعدى قدس سره
شنيدم كه لقمان سيه فام بود ... نه تن پرور ونازك أندام بود
يكى بنده خويش پنداشتش ... ببغداد در كار كل داشتش
به سالى سرايى بپرداختش ... كس از بنده خواجه نشناختش
چو پيش آمدش بنده رفته باز ... ز لقمانش آمد نهيبى فراز
به پايش درافتاد و پوزش نمود ... بخنديد لقمان كه پوزش چهـ سود
بسالى ز جورت جكر خون كنم ... بيك ساعت از دل بدر چون كنم
وليكن ببخشايم اى نيك مرد ... كه سود تو ما را زيانى نكرد
تو آباد كردى شبستان خويش ... مرا حكمت ومعرفت كشت بيش
غلاميست در خيم اى نيك بخت ... كه فرمايمش وقتها كار سخت
دگر ره نيازارمش سخت دل ... چوياد آيدم سختىء كار كل
هر آنكس كه جور بزركان نبرد ... نسوزد دلش بر ضعيفان خرد
كه از حاكمان سخت آيد سخن ... تو بر زيردستان درشتى مكن
مها زورمندى مكن بر كهان ... كه بر يك نمط مى نماند جهان
[لقمانرا كفتند ادب از كه آموختى كفت از بى ادبان كه هر چهـ از ايشان در نظرم ناپسند آمد از ان فعل پرهيز كردم]
نكويند از سر بازيچهـ حرفى ... كزان پندى نكيرد صاحب هوش
وكر صد باب حكمت پيش نادان ... بخوانند آيدش بازيچهـ در كوش
وعن على رضى الله عنه الحكمة ضالة المؤمن فالتقفها ولو من أفواه المشركين: يعنى [مرد مؤمن هميشه طالب حكمت بود چنانكه طالب كم كرده خويش بود] قال عيسى عليه(7/88)
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)
السلام لا تقولوا العلم فى السماء من يصعد يأتى به ولا فى تخوم الأرض من ينزل يأتى به ولا من وراء البحر من يعبر يأتى به العلم مجعول فى قلوبكم تأدبوا بين يدى الله بآداب الروحانيين يظهر عليكم كما فى شرح منازل السائرين. ومن آداب الروحانيين ترك الأمور الطبيعية والقيام فى مقام الصمدية [عابدى را حكايت كنند كه هر شب ده من طعام بخوردى وتا بسحر ختمى در نماز بگردى صاحب دلى بشنيد وكفت اگر نيم من بخوردى وبخفتى بسيار ازين فاضلتر بودى
اندرون از طعام خالى دار ... تا درو نور معرفت بينى
تهى از حكمتى بعلت آن ... كه پرى از طعام تا بينى
واعلم ان الحكمة قد تكون متلفظا بها كالاحكام الشرعية المتعلقة بظواهر القرآن وقد تكون مسكوتا عنها كالاسرار الالهية المستورة عن غير أهلها المتعلقة ببواطن القرآن فمن لج فى الطلب من طريقه ولج فى المعرفة بفضل الله تعالى وتوفيقه أَلَمْ تَرَوْا ألم تعلموا يا بنى آدم أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ التسخير سياقة الشيء الى الغرض المختص به قهرا ما فِي السَّماواتِ من الكواكب السيارة مثل الشمس والقمر وغيرهما والملائكة المقربين بان جعلها أسبابا محصلة لمنافعكم ومراداتكم فتسخير الكواكب بان الله تعالى سيرها فى البروج على الافلاك التي دبر لكل واحد منها فلكا وقدر لها القرانات والاتصالات وجعلها مدبرات العالم السفلى من الزمانى مثل الشتاء والصيف والخريف والربيع ومن المكاني مثل المعدن والنبات والحيوان والإنسان وظهور الأحوال المختلفة بحسب سير الكواكب على الدوام لمصالح الإنسان ومنافعهم منها قال الكاشفى [رام ساخت براى نفع شما آنچهـ در آسمانهاست از آفتاب وماه وستاره تا از روشنىء ايشان بهره مند شويد]
ز مشرق بمغرب مه وآفتاب ... روان كرد وكسترد كيتى بر آب
[واز ستاركان تابد ايشان راه بريد] كما قال تعالى (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) وتسخير الملائكة بان الله تعالى من كمال قدرته وحكمته جعل كل صنف من الملائكة موكلين على نوع من المدبرات وعونا لها كالملائكة الموكلين على الشمس والقمر والنجوم وأفلاكها والموكلين على السحاب والمطر وقد جاء فى الخبر ان على كل قطرة من المطر موكلا من الملائكة لينزلها حيث أمروا الموكلين على البحور والفلوات والرياح والملائكة الكتاب للناس الموكلين عليهم ومنهم المعقبات من بين أيديهم ومن خلفهم يحفظونهم من امر الله حتى جعل على الأرحام ملائكة فاذا وقعت نطفة الرجل فى الرحم يأخذها الملك بيده اليمنى وإذا وقعت نطفة المرأة يأخذها الملك بيده اليسرى فاذا امر بمشجها يمشج النطفتين وذلك قوله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) والملائكة الموكلين على الجنة والنار كلهم مسخرون لمنافع الإنسان ومصالحهم حتى الجنة والنار مسخرتان لهم تطميعا وتخويفا لانهم يدعون ربهم خوفا وطمعا وكذا سخر ما فى سموات القلوب من الصدق والإخلاص والتوكل واليقين والصبر والشكر وسائر المقامات القلبية والروحانية والمواهب الربانية وتسخيرها بان يسر لمن يسر له العبور عليها بالسير والسلوك المتداركة بالجذبة والانتفاع(7/89)
بمنافعها والاجتناب عن مضارها وَما فِي الْأَرْضِ من الجبال والصحارى والبحار والأنهار والحيوانات والنباتات والمعادن بان مكنكم من الانتفاع بها بوسط او بغير وسط وكذا سخر ما فى ارض النفوس من الأوصاف الذميمة مثل الكبر والحسد والحقد والبخل والحرص والشره والشهوة وغيرها وتسخيرها بتبديلها بالأخلاق الحميدة والعبور عليها والتمتع بخواصها محترزا عن آفاتها وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ أتم وأكمل نِعَمَهُ جمع نعمة وهى فى الأصل الحالة الطيبة التي يستلذها الإنسان فاطلقت للامور اللذيذة الملائمة للطبع المؤدية الى تلك الحالة الطيبة ظاهِرَةً اى حال كون تلك النعم محسوسة مشاهدة مثل حسن الصورة وامتداد القامة وكمال الأعضاء
دهد نطفه را صورتى چون پرى ... كه كردست بر آب صورتكرى
والحواس الظاهرة من السمع والبصر والشم والذوق واللمس والنطق وذكر اللسان والرزق والمال والجاه والخدم والأولاد والصحة والعافية والامن ووضع الوزر ورفع الذكر والأدب الحسن ونفس بلا ذلة وقدم بلا ذلة والإقرار والإسلام من نطق الشهادة والصلاة والصوم والزكاة والحج والقرآن وحفظه ومتابعة الرسول والتواضع لاولياء الله والاعراض عن الدنيا ويبين آياته للناس وأنتم الأعلون يعنى النصرة والغلبة وغير ذلك مما يعرفه الإنسان وَباطِنَةً ومعقولة غير مشاهدة بالحس كنفخ الروح فى البدن واشراقه بالعقل والفهم والفكر والمعرفة وتزكية النفس عن الرذائل وتحلية القلب بالفضائل ولذا قال عليه السلام (اللهم كما حسنت خلقى فحسن خلقى) ومحبة الرسول وزينه فى قلوبكم والسعادة السابقة وأولئك المقربون وشرح الصدر وشهود المنعم وامداد الملائكة فى الجهاد ونحوه وصحة الدين والبصيرة وصفاء الأحوال
والولاية فانها باطنة بالنسبة الى النبوة والفطرة السليمة وطلب الحقيقة والاستعداد لقبول الفيض واتصال الذكر على الدوام والرضى والغفران وقلب بلا غفلة وتوجه بلا علة وفيض بلا قلة. وعن ابن عباس رضى الله عنهما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما هذه النعمة الظاهرة والباطنة قال (اما الظاهرة فالاسلام وما حسن من خلقك وما أفضل عليك من الرزق واما الباطنة فما ستر من سوء عملك ولم يفضحك به)
پس پرده بيند عملها بد ... هم او پرده پوشد بآلاى خود
(يا ابن عباس يقول الله تعالى انى جعلت للمؤمن ثلث صلاة المؤمنين عليه بعد انقطاع عمله اكفر به عنه خطاياه وجعلت له ثلث ماله ليكفر به عنه خطاياه وسترت عليه سوء عمله الذي لو قد أريته للناس لنبذه اهله فمن سواهم) وَمِنَ النَّاسِ اى وبعض الناس فهو مبتدأ خبره قوله مَنْ يُجادِلُ ويخاصم يقال جدلت الحبل إذا أحكمت فتله ومنه الجدال فكأن المتجادلين يفتل كل واحد منهما الآخر عن رأيه فِي اللَّهِ فى توحيده وصفاته ويميل الى الشرك حيث يزعم ان الملائكة بنات الله وقال الكاشفى (فِي اللَّهِ) [در كتاب خداى يعنى نضر بن الحارث كه ميكفت افسانه پيشينيانست. ودر عين المعاني آورده كه(7/90)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24)
يكى از يهود از حضرت رسالت پناه عليه السلام پرسيد كه خداى تو از تو چيزست فى الحال او را صاعقه كرفت واين آيت آمد كه كسى بود كه مجادله كند در ذات حق] بِغَيْرِ عِلْمٍ مستفاد من دليل وَلا هُدىً من جهة الرسول وَلا كِتابٍ أنزله الله تعالى مُنِيرٍ مضيىء له بالحجة بل يجادل بمجرد التقليد كما قال وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اى لمن يجادل والجمع باعتبار المعنى اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ على نبيه من القرآن الواضح والنور البين فآمنوا به قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا الماضين يريدون به عبادة الأصنام يقول الله تعالى فى جوابهم أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ الاستفهام للانكار والتعجب من التعلق بشبهة هى فى غاية البعد من مقتضى العقل والضمير عائد الى الآباء والجملة فى حيز النصب على الحالية. والمعنى أيتبعونهم ولو كان الشيطان يدعوهم بما هم عليه من الشرك إِلى عَذابِ السَّعِيرِ فهم مجيبون اليه حسبما يدعوهم والسعر التهاب النار وعذاب السعير اى الحميم كما فى المفردات وفى الآية منع صريح من التقليد فى الأصول اى التوحيد والصفات والتقليد لغة وضع الشيء فى العنق محيطا به ومنه القلادة ثم استعمل فى تفويض الأمر الى الغير كأنه ربطه بعنقه واصطلاحا قبول قول الغير بلا حجة فيخرج الاخذ بقوله عليه السلام لانه حجة فى نفسه وفى التعريفات التقليد عبارة عن اتباع الإنسان غيره فيما يقول او يفعل معتقدا للحقيقة فيه من غير نظر وتأمل فى الدليل كأن هذا المتبع جعل قول الغير او فعله قلادة فى عنقه انتهى. فالتقليد جائز فى الفروع والعمليات ولا يجوز فى اصول الدين والاعتقاديات بل لا بد من النظر والاستدلال لكن ايمان المقلد ظاهر عند الحنفية والظاهرية وهو الذي اعتقد جميع ما يجب عليه من حدوث العالم ووجود الصانع وصفاته وإرسال الرسل وما جاؤا به حقا من غير دليل لان النبي عليه السلام قبل ايمان الاعراب والصبيان والنسوان والعبيد والإماء من غير تعليم الدليل ولكنه يأثم بترك النظر والاستدلال لوجوبه عليه قال فى فصل الخطاب من نشأ فى بلاد المسلمين وسبح الله عند رؤية صنائعه فهو خارج عن حد التقليد يعنى ان مثل هذا المقلد لو ترك الاستدلال لا يأثم كمن فى شاهق جبل فان تسبيحه عند رؤية المصنوعات عين الاستدلال فكأنه يقول الله خالق هذا النمط البديع ولا يقدر أحد غيره على خلق مثل هذا فهو استدلال بالأثر على المؤثر واثبات للقدرة والارادة وغير ذلك فالاستدلال هو الانتقال من المصنوع الى الصانع لا ملاحظة الصغرى والكبرى وترتيب المقدمات للانتاج على قاعدة المعقول وعلى هذا فالمقلد فى هذا الزمان نادر وفى الآية اشارة الى ان من سلك طريق المعرفة بالعقل القاصر فهو مقلد لا يصح الاقتداء به
خواهى بصوب كعبه تحقيق ره برى ... پى بر پى مقلد كم كرده ره مرو
فلابد من الاقتداء بصاحب ولاية عالم ربانى واقف على اسرار الطريقة عارف بمنازل عالم الحقيقة مكاشف عن حقائق القرآن مطلع على معانى الفرقان فانه يخرج بإذن الله تعالى من الظلمات الانسانية الى النور الرباني ويخلص من عذاب النفس الامارة ويشرف بنعيم(7/91)
وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24)
القلب فان كان مطلبك ايها السالك هو المطلب الحقيقي فان طريقه بعيد وبرازخ منازله كثيرة لا يقدر اهل الجدل وارباب العقول المشوبة بالوهم والخيال والشبهات على دلالة تلك الطريق فأين الثريا من يد المتطاول فهم انما يصيدون الريح لا العنقاء إذا العنقاء فى قاف الوجود وحقائق الوجود لا يعرفها الا اهل المعرفة والشهود نسأل الله سبحانه ان يجعلنا وإياكم من العاملين باحكام القرآن العظيم والمتأدبين بآداب الكلام القديم والواصلين الى أنواره والمصاحبين بمن يتحقق باسراره وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ من شرطية معناها بالفارسية [هر كه ما] واسلم إذا عدى بالى يكون بمعنى سلم وإذا عدى باللام تضمن معنى الإخلاص والوجه بمعنى الذات. والمعنى ومن يسلم نفسه الى الله تسليم المتاع للعامل بان فوض امره اليه واقبل بكليته عليه وَهُوَ مُحْسِنٌ والحال انه محسن فى عمله آت به على الوجه اللائق الذي هو حسنه الوصفي المستلزم لحسنه الذاتي ولا يحصل ذلك غالبا الا عن مشاهدة ولذا فسر النبي عليه السلام الإحسان بان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى قال فى المفردات إمساك الشيء التعلق به وحفظه واستمسكت بالشيء إذا تحريت بالإمساك انتهى. والاستمساك بالفارسية [چنك در زدن] كما فى تاج المصادر. والعروة بالضم ما يعلق به الشيء من عروته بالكسر اى ناحيته والمراد مقبض نحو الدلو والكوز. والوثقى الموثقة المحكمة تأنيث الأوثق كالصغرى تأنيث الأصغر والشيء الوثيق ما يأمن صاحبه من السقوط. والمعنى فقد تعلق باوثق ما يتعلق به من الأسباب وأقواه: وبالفارسية [دست در زد استوارتر كوشه وبدست آويز محكم] وهو تمثيل لحال المتوكل المشتغل بالطاعة بحال من أراد ان يترقى الى شاهق جبل فتمسك باوثق عرى الحبل المتدلى منه بحيث لا يخاف انقطاعه وَإِلَى اللَّهِ لا الى أحد غيره عاقِبَةُ الْأُمُورِ عاقبة امر المتوكل وامر غيره فيجازيه احسن الجزاء: وبالفارسية [وبالله كردد سرانجام همه كار و چنان بود كه او خواهد] وَمَنْ كَفَرَ [وهر كه نكردد چنك در عروه وثقى نزند] فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ فانه لا يضرك فى الدنيا والآخرة يقال أحزنه من المزيد ويحزنه من الثلاثي واما حزن الثلاثي ويحزن المزيد فليس بشائع فى الاستعمال إِلَيْنا لا الى غيرنا مَرْجِعُهُمْ رجوعهم ومعنى الرجوع الى الله الرجوع الى حيث لا حاكم ولا مالك سواه فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا فى الدنيا من الكفر والمعاصي بالعذاب والعقاب وجمع الضمائر الثلاثة باعتبار معنى من كما ان الافراد فى الموضعين باعتبار لفظه إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ اى الضمائر والنيات المصاحبة بالصدر فيجازى عليها كما يجازى على الأعمال الظاهرة نُمَتِّعُهُمْ اى الكافرين بمنافع الدنيا قَلِيلًا تمتيعا قليلا او زمانا قليلا: وبالفارسية [برخوردارى دهم ايشانرا بنعمت وسرور زمانى اندك كه زود انقطاع يابد] فان ما يزول وان كان بعد أمد طويل بالنسبة الى ما يدوم قليل ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ الاضطرار حمل الإنسان على ما يضره وهو فى التعارف حمل على امر يكرهه اى نلجئهم ونردهم فى الآخرة قهرا: وبالفارسية [پس بياريم ايشانرا به بيچارگى(7/92)
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25) لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29)
يعنى ناچار بيايند] إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ يثقل عليهم ثقل الاجرام الغلاظ او نضم الى الإحراق الضغط والتضييق وفى التأويلات النجمية غلظة العذاب عبارة عن دوامه الى الابد انتهى. والغليظ ضد الرقيق وأصله ان يستعمل فى الأجسام لكن قد يستعار للمعانى كما فى المفردات وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ اى الكافرين مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ اى الاجرام العلوية والسفلية لَيَقُولُنَّ خلقهن اللَّهُ لغاية وضوح الأمر بحيث اضطروا الى الاعتراف به قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ على ان جعل دلائل التوحيد بحيث لا يكاد ينكرها المكابرون ايضا بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شيأ من الأشياء فلذلك لا يعملون بمقتضى اعترافهم بان يتركوا الشرك ويعبدوا الله وحده لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فلا يستحق العبادة فيهما غيره إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ بذاته وصفاته قبل خلق السموات والأرض وبعده لا حاجة به فى وجوده وكماله الذاتي الى شىء أصلا وكلمة هو للحصر اى هو الغنى وحده وليس معه غنى آخر دليله قوله (وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ) الْحَمِيدُ المحمود فى ذاته وصفاته وان لم يكن له حامد فهو الحامد لنفسه
اى غنى در ذات خود از ما سواى خويشتن ... خود تو ميكويى بحمد خود ثناى خويشتن
وفى الأربعين الادريسية يا حميد الفعال ذا المنّ على جميع خلقه بلطفه قال السهروردي رحمه الله من داوم على هذا الذكر يحصل له من الأموال ما لا يمكن ضبطه وفى الآيات امور منها ان التفويض والتوكل واخلاص القصد والاعراض عما سوى الله والإقبال على الله بالتوحيد والطاعة من موجبات حسن العاقبة وهى الجنة والقربة والوصلة كما ان الكفر والشرك والرياء والسمعة من اسباب سوء العاقبة وهى النار والعذاب الغليظ والفرقة والقطيعة: قال الشيخ العطار قدس سره
زر وسيم وقبول كار وبارت ... نيايد در دم آخر بكارت
اگر اخلاص باشد آن زمانت ... بكار آيد وكرنه واى جانت
وفى البستان
شنيدم كه نابالغى روزه داشت ... بصد محنت آورد روزى بچاشت
پدر ديده بوسيد ومادر سرش ... فشاندند بادام وزر بر سرش
چوبر وى كذر كرد يك نيم روز ... فتاد اندر روز آتش معده سوز
بدل كفت اگر لقمه چندى خورم ... چهـ داند پدر غيب يا مادرم
چوروى پسر در پدر بود وقوم ... نهان خورد و پيدا بسر برد صوم
پس اين پير از ان طفل نادانترست ... كه از بهر مردم بطاعت درست
فالتمسك باحكام الدين هى العروة الوثقى لاهل اليقين فانها لا تنفصم بخلاف سائر العرى ومنها ان ليس لعمر الدنيا بقاء بل هى ساعة من الساعات فعلى العاقل ان لا يغتر بالتمتع القليل بل يتأهب لليوم الطويل
دريغا كه بگذشت عمر عزيز ... بخواهد كذشت اين دمى چند نيز(7/93)
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)
كنون وقت تخمست اگر پرورى ... كر اميد دارى كه خرمن برى
ومنها ان الله تعالى قدر المقادير ودبر الأمور فالكل يجرى فى الافعال والأحوال على قضائه وقدره وليس على الناصح الا التبليغ دون الجبر والحزن على عدم القبول فان الحجر لا يصير مرآة بالصيقل
توان پاك كردن ز ژنك آينه ... وليكن نيايد ز سنك آينه
ومنها ان عدم الجريان بموجب العلم من الجهل فى الحقيقة
كر همه علم عالمت باشد ... بي عمل مدعى وكذابى
ومنها ان الله تعالى خلق الخلق ليربحوا عليه لا ليربح عليهم فمنفعة الطاعات والعبادات راجعة الى العباد لا الى. الله تعالى إذ هو غنى عن العالمين لا ينتفع بطاعاتهم ولا يتضرر بمعاصيهم فهو يمنّ عليهم ان هداهم للايمان والطاعات وليس لهم ان يمنوا عليه بإسلامهم جعلنا الله وإياكم من عباد المخلصين وحفظنا فى حصنه الحصين من عونه وتوفيقه الرصين وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ جواب لليهود حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم او أمروا وفد قريش ان يسألوه عن قوله (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) وقد انزل التوراة وفيها علم كل شىء يعنى ان علم التوراة وسائر ما اوتى الإنسان من الحكمة والمعرفة وان كان كثيرا بالنسبة إليهم لكنه قطرة من بحر علم الله وقال قتادة قال المشركون ان القرآن يوشك ان ينفد وينقطع فنزلت. وقوله من شجرة حال من الموصول وهى ماله ساق وتوحيدها لما ان المراد تفصيل الآحاد يعنى ان كل فرد من جنس الشجر بحيث لا يبقى منه شىء لوبرى قلما واصل القلم القص من الشيء الصلب كالظفر وخص ذلك بما يكتب به وفى كشف الاسرار سمى قلما لانه قط رأسه والإقليم القطعة من الأرض وتقليم الأظفار قطعها. والفرق بين القط والقدّ ان القط القطع عرضا والقدّ القطع طولا والقطع فصل الجسم بنفوذ جسم آخر فيه. والمعنى لو ثبت ان الأشجار أقلام وَالْبَحْرُ اى والحال ان البحر المحيط بسعته وهو البحر الأعظم الذي منه مادة جميع البحار المتصلة والمنقطعة وهو بحر لا يعرف له ساحل ولا يعلم عمقه الا الله تعالى والبحار التي على وجه الأرض خلجان منه وفى هذا البحر عرش إبليس لعنه الله وفيه مدائن تطفو على وجه الماء وأهلها من الجن فى مقابلة الربع الخراب من الأرض وفى هذا البحر ينبت شجر المرجان كسائر الأشجار فى الأرض وفيه من الجزائر المسكونة والخالية ما لا يعلمه الا الله تعالى وهو اى البحر مبتدأ خبره قوله يَمُدُّهُ اى يزيده وينصب فيه من مد الدواة جعلها ذات مداد وزاده فيها فلذا اغنى عن ذكر المداد مِنْ بَعْدِهِ اى من بعد نفاده وفنائه سَبْعَةُ أَبْحُرٍ نحو بحر الصين وبحر تبت كسكر على ما فى القاموس وبحر التهد وبحر السند وبحر فارس وبحر الشرق وبحر الغرب والله اعلم قال فى اسئلة الحكم ان الله زين الدنيا بسبعة أبحر وسبعة أقاليم انتهى ولم يتعرضوا لتعداد الأبحر فيما رأينا وقد استخرجناها من موضعها بطريق التقريب وأجرينا القلم فيها ويحتمل ان يكون المراد الأنهار السبعة من الفرات ودجلة وسيحان(7/94)
وسيحون وجيحان وجيحون والنيل لان البحر عند العرب هو الماء الكثير وقال الكاشفى (سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) [هفت درياى ديكر مانند او] انتهى فيكون ذكر العدد للتكثير كما لا يخفى وفى الإرشاد اسناد المد الى الأبحر السبعة دون البحر المحيط مع كونه أعظم منها وأطم لانها هى المجاورة للجبال ومنابع المياه الجارية وإليها تنصب الأنهار العظام اولا ومنها تنصب الى البحر المحيط ثانيا. والمعنى يمده الأبحر السبعة مدا لا ينقطع ابدا وكتبت بتلك الأقلام وبذلك المداد كلمات الله ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ اى ما فنيت متعلقات علمه وحكمته ونفدت تلك الأقلام والمداد وقد سبق تحقيقه فى اواخر سورة الكهف عند قوله تعالى (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً) الآية وإيثار جمع القلة فى الكلمات للايذان بان ما ذكر لا يفى بالقليل منها فكيف بالكثير وفى التأويلات النجمية اى لوان ما فى الأرض من الأشجار أقلام والبحر يصير مدادا وبمقدار ما يقابله ينفق القرطاس ويتكلف الكتاب حتى تنكسر الأقلام وتفنى البحار وتستوفى
القراطيس ويفنى عمر الكتاب ما نفدت معانى كلام الله تعالى لان هذه الأشياء وان كثرت فهى متناهية ومعانى كلامه لا تتناهى لانها قديمة والمحصور لا يفى بما لا حصر له انتهى وقد قصر من جعل الأرض قرطاسا وفى الآية اشارة ظاهرة الى قدم القرآن فان عدم التناهى من خاصية القديم. وجاء فى حق القرآن (ولا تنقضى عجائبه) اى لا ينتهى أحد الى كنه معانيه العجيبة وفوائده الكثيرة وفى الآية اشارة ايضا الى ان كلمات الحكماء الالهية وعلومهم لا تنقطع ابدا لانها من عيون الحكمة كما ان ماء العين لا ينقطع عن عينه وكيف ينقطع وحكمة الحكيم تلقين من رب العالمين وفيض من خزائنه وخزائنه لا تنفد كما دلت عليه الآية ولبعض العارفين تجلى برقىّ يعطى فى مقدار طرفة عين من العلوم ما لا نهاية له وإذا كان حاله هذا فى جزء يسير من الزمان فما ظنك بحاله فى مدة عمره إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ لا يعجزه شىء حَكِيمٌ لا يخرج عن علمه وحكمته امر فلا تنفد كلماته المؤسسة عليهما. وخاصية الاسم العزيز وجود الغنى والعز صورة ومعنى فمن ذكره أربعين يوما فى كل يوم أربعين مرة أغناه الله وأعزه فلم يحوجه الى أحد من خلقه والتقرب بهذا الاسم فى التمسك بمعناه وذلك برفع الهمة عن الخلائق وهو عزيز جدا. وخاصية الاسم الحكيم دفع الدواهي وفتح باب الحكمة من اكثر ذكره صرف عنه ما يخشاه من الدواهي وفتح له باب من الحكمة والتقرب بهذا الاسم تعلقا ان تراعى حكمته فى الأمور مقدما ما جاء شرعا ثم عادة فتسلم من معارض شرعى وتخلقا ان تكون حكيما والحكمة فى حقنا الاصابة فى القول والعمل وقد سبق فى أول قصة لقمان واعلم ان فى خلق البحار والأنهار والجزائر ونحوها حكما ومصالح تدل على عظم ملكه تعالى وسعة سلطانه وليس من بر ولا بحر إلا وفيه خلق من الخلائق يعبد الله تعالى على ان الإسكندر وصل الى جزيرة الحكماء وهى جزيرة عظيمة فرأى بها قوما لباسهم ورق الشجر وبيوتهم كهوف فى الصخر والحجر فسألهم مسائل فى الحكمة فاجابوا بأحسن جواب وألطف خطاب لما انهم من مظاهر الاسم الحكيم فقال لهم سلوا حوائجكم لتقضى فقالوا له نسألك(7/95)
مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29)
الخلد فى الدنيا فقال وانى به لنفسى ومن لا يقدر على نفس من أنفاسه كيف يبلغكم الخلد فقال كبيرهم نسألك صحة فى أبداننا ما بقينا فقال وهذا ايضا لا اقدر عليه قالوا فعرّفنا بقية أعمارنا فقال لا اعرف ذلك لروحى فكيف بكم فقالوا له فدعنا نطلب ذلك ممن يقدر على ذلك وأعظم من ذلك وجعل الناس ينظرون الى كثرة الجنود اى جنود الإسكندر وعظمة موكبه وبينهم شيخ صعلوك لا يرفع رأسه فقال الإسكندر مالك لا تنظر الى ما ينظر اليه الناس قال الشيخ ما أعجبني الملك الذي رأيت قبلك حتى انظر إليك والى ملكك فقال الإسكندر وما ذاك قال الشيخ كان عندنا ملك وآخر صعلوك فماتا فى يوم واحد فغبت عنهما مدة ثم جئت إليهما واجتهدت ان اعرف الملك من المسكين فلم أعرفه فتركهم وانصرف: قال الشيخ العطار قدس سره
چهـ ملكت اين وتو چهـ پادشاهى ... كه با شير أجل بر مى نيايى
اگر تو فى المثل بهرام زورى ... بروز واپسين بهرام كورى
چوملك اين جهان ملكى رونده است ... بملك آن جهان شد هر كه زنده است
اگر آن ملك خواهى اين فدا كن ... كه بإبراهيم أدهم اقتدا كن
رباط كهنه دنيا درانداخت ... جهاندارى بدرويشى فروباخت
اگر چهـ ملك دنيا پادشاييست ... ولى چون بنگرى اصلش كداييست
ما خَلْقُكُمْ قال مقاتل وقتادة ان كفار قريش قالوا ان الله خلقنا أطوارا نطفة علقة مضغة لحما فكيف يبعثنا خلقا جديدا فى ساعة واحدة فانزل الله هذه الآية وقال ما خلقكم ايها الإنسان مع كثرتكم وقال الكاشفى [نيست آفريدن شما اى اهل مكة] وَلا بَعْثُكُمْ احياؤكم وإخراجكم من القبور: وبالفارسية [ونه برانگيختن شما بعد از مرك] إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ الا كخلقها وبعثها فى سهولة الحصول إذ لا يشغله شأن عن شأن لانه يكفى لوجود الكل تعلق إرادته وقدرته قلوا او كثروا ويقول كن فيكون وقال الكاشفى: يعنى [حق سبحانه وتعالى در خلق اشيا بآلات وأدوات احتياج ندارد بلكه اسرافيل را كويد بگو بر خيزند از كورها بيك دعوت او همه خلائق از كور با بيرون آيند] ومثاله فى الدنيا ان السلطان يضرب النقارة عند الرحيل فيتهيأ الكل فى ساعة واحدة إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ يسمع كل مسموع فيدخل فيه ما قالوا فى امر الخلق والبعث مما يتعلق بالإنكار والاستبعاد بَصِيرٌ يبصر كل مبصر لا يشغله علم بعضها عن بعض فكذلك الخلق والبعث وقال بعضهم بصير بأحوال الاحياء والأموات پس بقدرت چنين كس عجز را راه نيست قدرت بي عجز ندادى بكس قدرت بي عجز تو دارى وبس أَلَمْ تَرَ ألم تعلم يا من يصلح للخطاب علما قويا جاريا مجرى الرؤية أَنَّ اللَّهَ بقدرته وحكمته يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ الولوج الدخول فى مضيق والإيلاج الإدخال اى يدخل(7/96)
الليل فى النهار ويضيفه اليه بان يزيد من ساعات الليل فى ساعات النهار صيفا بحسب مطالع الشمس ومغاربها: يعنى [از وقت نزول آفتاب بنقطه شتوى تا زمان حلول او بنقطه انقلاب صيفى از اجزاى شب مى كاهد ودر اجزاى روز مى افزايد تا روزى كه در أول جدى اقصر ايام سنه در أول سرطان أطول ايام سنه ميشود] يعنى يصير النهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات قال عبد الله بن سلام أخبرني يا محمد عن الليل لم سمى ليلا قال (لانه منال الرجال من النساء جعله الله الفة ومسكنا ولباسا) قال صدقت يا محمد ولم سمى النهار نهارا قال (لانه محل طلب الخلق لمعايشهم ووقت سعيهم واكتسابهم) قال صدقت وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ اى يدخله فيه ويضم بعض اجزائه اليه بان يزيد من ساعات النهار فى ساعات الليل شتاء بحسب المطالع والمغارب: يعنى [در باقى سنه از اجزاى روز كم مى كند واجزاى شب را بدان زياده مى زاد تا شبى كه در آخر جوزا اقصر ليالى بود در آخر قوس أطول ليالى ميشود] : يعنى يصير الليل خمس عشرة ساعة والنهار تسع ساعات ووجدت مملكة فى خط الاستواء لها ربيعان وصيفان وخريفان وشتا آن فى سنة واحدة وفى بعضها ستة أشهر ليل وستة أشهر نهار وبعضها حر وبعضها برد وممالك الأقاليم السبعة التي ضبط عددها فى زمن المأمون ثلاثمائة وثلاث وأربعون مملكة منها ثلاثة ايام وهى أضيقها وثلاثة أشهر وهى أوسعها والمملكة سلطان الملك وبقاعه التي يتملكها وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ [رام كرد آفتاب وماه را كه سبب منافع الخلق اند] قال عبد الله بن سلام أخبرني يا محمد عن الشمس والقمر أهما مؤمنان أم كافران قال عليه السلام (مؤمنان طائعان مسخران تحت قهر المشيئة) قال صدقت قال فما بال الشمس والقمر لا يستويان فى الضوء والنور قال (لان الله تعالى محا آية الليل وجعل آية النهار مبصرة نعمة منه وفضلا ولولا ذلك لما عرف الليل من النهار) والجملة عطف على يولج والاختلاف بينهما صيغة لما ان إيلاج أحد الملوين فى الآخر امر متجدد فى كل حين واما تسخير النيرين فامر لا تعدد فيه ولا تجدد وانما التعدد والتجدد فى آثاره وقد أشير الى ذلك حيث قيل كُلٌّ من الشمس والقمر يَجْرِي بحسب حركته الخاصة القسرية على المدارات اليومية المتخالفة المتعددة حسب تعدد الأيام جريا مستمرا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قدره الله تعالى لجريهما وهو يوم القيامة كما روى عن الحسن فانهما لا ينقطع جريهما الا حينئذ وذلك لانه تموت الملائكة الموكلون عليهما فيبقى كل منهما خاليا كبدن بلا روح ويطمس نورهما فيلقيان فى جهنم ليظهر لعبدة الشمس والقمر والنار انها ليست بآلهة
ولو كانت آلهة لدفعت عن أنفسها فالجملة اعتراض بين المعطوفين لبيان الواقع بطريق الاستطراد هذا وقد جعل جريانهما عبارة عن حركتها الخاصة بهما فى فلكهما والاجل المسمى عن منتهى دورتهما وجعل مدة الجريان للشمس سنة وللقمر شهرا فالجملة حينئذ بيان لحكم تسخيرهما وتنبيه على كيفية إيلاج أحد الملوين فى الآخر وكون ذلك بحسب انقلاب جريان الشمس والقمر على مداراتهما اليومية وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ عالم بكنهه عطف على ان الله يولج إلخ داخل معه فى حيز الرؤية فان من شاهد ذلك الصنع الرائق والتدبير اللائق لا يكاد يغفل عن كون(7/97)
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
صانعه محيطا بجلائل اعماله ودقائقها ذلِكَ المذكور من سعة العلم وشمول القدرة وعجائب الصنع واختصاص الباري بها بِأَنَّ اللَّهَ اى بسبب ان الله تعالى هُوَ الْحَقُّ إلهيته فقط وَأَنَّ ما يَدْعُونَ يعبدون مِنْ دُونِهِ تعالى من الأصنام الْباطِلُ إلهيته لا يقدر على شىء من ذلك فليس فى عبادته نفع أصلا والتصريح بذلك مع ان الدلالة على اختصاص حقية إلهيته به تعالى مستتبعة للدلالة على بطلان الهية ما عداه لابراز كمال الاعتناء بامر التوحيد وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ المرتفع عن كل شىء الْكَبِيرُ المتسلط عليه يحتقر كل فى جنب كبريائه قال فى شرح حزب البحر من علم انه العلى الذي ارتفع فوق كل شىء علوه مكانة وجلالا يرفع همته اليه ولا يختار سواه ويحب معالى الأمور ويكره سفسافها وعن على رضى الله عنه علو الهمة من الايمان: قال الحافظ
همايى چون تو عالى قدر حرص استخوان حيفست ... دريغا سايه همت كه برنا اهل افكندى
ومن عرف كبرياءه ونسى كبرياء نفسه تعلق بعروة التواضع والانصاف ولزم حفظ الحرمة وفى الأربعين الادريسية يا كبير أنت الذي لا تهتدى العقول لوصف عظمته قال السهروردي إذا اكثر منه المديان ادى دينه واتسع رزقه وان ذكره معزول عن رتبة سبعة ايام كل يوم الفا وهو صائم فانه يرجع الى مرتبته ولو كان ملكا ثم فى قوله (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ) اشارة الى ان كل ما يطلب من دونه تعالى هو الباطل فلابد من تركه بالاختيار قبل الفوت بالاضطرار ومن المبادرة الى طلب العلى الكبير قبل فوات الفرصة
مكن عمر ضايع بافسوس وحيف ... كه فرصت عزيز است والوقت سيف
نكه دار فرصت كه عالم دميست ... دمى پيش دانا به از عالميست
نسأل الله التدارك أَلَمْ تَرَ رؤية عيانية ايها الذي من شأنه الرؤية والمشاهدة أَنَّ الْفُلْكَ بالفارسية [كشتى] تَجْرِي [مى رود] قال فى المفردات الجري المر السريع وأصله لمر الماء ولما يجرى بجريه فِي الْبَحْرِ [در دريا] بِنِعْمَتِ اللَّهِ الباء للصلة اى متعلقة بتجرى او للحال اى متعلقة بمقدر هو حال من فاعله اى ملتبسة بنعمته تعالى وإحسانه فى تهيئة أسبابه وقال الكاشفى [بمنت واحسان او آنرا بر روى آب نكه ميدارد باد را براى رفتن او ميفرستد] وفى الاسئلة المفخمة برحمة الله حيث جعل الماء مركبا لكم لتقريب المزار لِيُرِيَكُمْ [تا بنمايد شما را] مِنْ آياتِهِ اى بعض دلائل وحدته وعلمه وقدرته وبعض عجائبه وهو فى الظاهر سلامتهم فى السفينة كما قيل لتاجر ما اعجب ما رأيته من عجائب البحر قال سلامتى منه وفى الحقيقة سلامة السالكين فى سفينة الشريعة بملاحية الطريقة فى بحر الحقيقة إِنَّ فِي ذلِكَ المذكور من امر الفلك والبحر لَآياتٍ عظيمة فى ذاتها كثيرة فى عددها لِكُلِّ صَبَّارٍ مبالغ فى الصبر على المشاق فيتعب نفسه فى التفكر فى الأنفس والآفاق شَكُورٍ مبالغ فى الشكر على نعمائه وهما صفتا المؤمن فكأنه قيل لكل مؤمن وانه وصفه بهما لان احسن خصاله الصبر والشكر والايمان نصفان نصف للصبر ونصف للشكر واعلم ان الصبر تحمل المشاق بقدر القوة البدنية وذلك فى الفعل كالمشى ورفع الحجر كما يحصل للجسوم(7/98)
وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)
الخشنة وفى الانفعال كالصبر على المرض واحتمال الضرب والقطع وكل ذلك ليس بفضيلة تامة بل الفضيلة فى الصبر عن تناول مشتهى لاصلاح الطبيعة والصبر على الطاعات لاصلاح النفس فالصبر كالدواء المر وفيه نفع طبيب شربت تلخ از براى فائده ساخت والشكر تصور النعمة بالقلب والثناء على المنعم باللسان والخدمة بالأركان وجعل الصبر مبدأ والشكر منتهى يدل على كون الشكر أفضل من الصبر فان من صبر فقد ترك اظهار الجزع ومن شكر فقد تجاوز الى اظهار السرور بما جزع له الصابر فكم من فرق بين حبس النفس على مقاساة البلاء وهو الصبر وبين عدم الالتفات الى البلاء بل يراه من النعماء وهو الشكر وفى وصف الأولياء
خوشا وقت شوريدكان غمش ... اگر زخم بينند اگر مرهمش
دمادم شراب الم در كشند ... وكر تلخ بينند دم دركشند
نه تلخ است صبرى كه بر ياد اوست ... كه تلخى شكر باشد از دست دوست
وَإِذا غَشِيَهُمْ غشيه ستره وعلاه والضمير لمن ركب البحر مطلقا او لاهل الكفر اى علاهم وأحاط بهم مَوْجٌ هو ما ارتفع من الماء كَالظُّلَلِ كما يظل من جبل او سحاب او غيرهما: وبالفارسية [موج دريا كه در بزركى مانند سايبانها يا مثل كوهها يا ابرها] جمع ظلة بالضم: وبالفارسية [سايبان] كما قال فى المفردات الظلة شىء كهيئة الصفة وعليه حمل قوله تعالى (مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) وذلك موج كقطع السحاب انتهى وفى كشف الاسرار كل ما اظلك من شىء فهو ظلة شبه بها الموج فى كثرتها وارتفاعها وجعل الموج وهو واحد كالظلل وهو جمع لان الموج يأتى منه شىء بعد شىء دَعَوُا اللَّهَ [خوانند خدايرا] حال كونهم مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ اى الدعاء والطاعة لا يذكرون معه سواه ولا يستغيثون بغيره لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم من الخوف الشديد والإخلاص افراد الشيء من الشوائب فَلَمَّا نَجَّاهُمْ الله تعالى إِلَى الْبَرِّ وجاد بتحقيق مناهم بسبب إخلاصهم فى الدعاء: وبالفارسية [پس آن هنكام كه برهاند ايشانرا وبرساند بسلامت بسوى صحرا وبيابان] فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ اى مقيم على الطريق القصد وهو التوحيد او متوسط فى الكفر لانزجاره فى الجملة قال بعضهم لما كان يوم فتح مكة امّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الا اربعة نفر وقال (اقتلوهم وان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن ابى جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن سبابة وعبد الله بن سعد بن ابى سرح) فاما عكرمة فهرب الى البحر فاصابتهم ريح عاصف فقال اهل السفينة أخلصوا فان آلهتكم لا تغنى عنكم شيأ هاهنا فقال عكرمة لئن لم ينجنى فى البحر الا الإخلاص فما ينجينى فى البر غيره اللهم ان لك على عهدا ان أنت عافيتنى مما انا فيه ان اتى محمدا حتى أضع يدى فى يده فلاجدن عفوّا كريما فسكنت الريح فرجع الى مكة فاسلم واحسن إسلامه
قضا كشتى آنجا كه خواهد برد ... وكرنا خدا جامه بر تن درد(7/99)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)
كرت بيخ اخلاص در بوم نيست ... ازين در كسى چون تو محروم نيست
سلامت در اخلاص اعمال هست ... شود زورق زرق كاران شكست
وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا [وانكار نكنند نشانهاى قدرت ما را] إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ غدار فانه نقض للعهد الفطري او رفض لما كان فى البحر. والختر أسوأ الغدر واقبحه قال فى المفردات الختر غدر يختر فيه الإنسان اى يضعف ويكسر لاجتهاده فيه كَفُورٍ مبالغ فى كفران نعم الله تعالى وانما يذكر هذا اللفظ لمن صار عادة له كما يقال ظلوم وانما وصف الكافر بهما لانهما أقبح خصال فيه. وقد عد النبي عليه السلام الغدر من علامات المنافق لكن قال على رضى الله عنه الوفاء لاهل الغدر غدر والغدر باهل الغدر وفاء عند الله تعالى كما ان التكبر على المتكبر صدقة فعلى العاقل الوفاء بالعهد وهو الخروج عن عهدة ما قيل عند الإقرار بالربوبية بقوله (بَلى) حيث قال الله تعالى (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) وهو للعامة العبادة رغبة فى الوعد ورهبة من الوعيد وللخاصة الوقوف مع الأمر لا لغرض وقد يعرض للانسان النسيان فينسى العهد فيصير مبتلى بحسب مقامه- حكى- ان الشيخ أبا الخير الأقطع سئل عن سبب قطع يده فقال كنت أتعيش من سقط مائدة الناس فخطرلى الترك والتوكل فعهدت ان لا آكل من طعام الناس ولا من حبوب الأراضي فلم يفتح الله لى شيأ من القوت قريبا من خمسين يوما حتى غلب الضعف على القوى ثم فتح قرصتين مع شىء من الادام ثم انى خرجت من بين الناس وسكنت فى مغارة فيوما من الأيام خرجت من المغارة فرأيت بعض الفواكه البرية فتناولت شيأ منها حتى إذا جعلته فى فمى تذكرت العهد وألقيته وعدت الى المغارة ففى أثناء ذلك أخذ بعض اللصوص وقطاع الطريق فقطع أيديهم وأرجلهم فى حضور امير البلدة فاخذونى ايضا وقالوا أنت منهم حتى إذا كنت عند الأمير قطع يدى فلما أرادوا قطع رجلى تضرعت الى الله تعالى وقلت يا رب ان يدى هذه جنت فقطعت فما جناية رجلى فعند ذلك جاء شخص الى الأمير كان يعرفنى فوصف له الحال حتى عفا بل اعتذر اعتذارا بليغا فهذه حال الرجال مع الله فالعبرة حفظ العهد ظاهرا وباطنا: قال الحافظ
از دم صبح ازل تا آخر شام ابد ... دوستى ومهر بر يك عهد ويك ميثاق بود
واما الكفران فسبب لزوال الايمان ألا ترى ان بلعم بن باعوراء لم يشكر يوما على توفيق الايمان وهداية الرحمن حتى سلب عنه والعياذ بالله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ نداء عام لكافة المكلفين وأصله لكفار مكة اتَّقُوا رَبَّكُمْ [بپرهيزيد از عذاب وخشم خداوند خويش] وذلك بالاجتناب عن الكفر والمعاصي وما سوى الله تعالى قال بعض العارفين مرة يخوّفهم بأفعاله فيقول (اتَّقُوا فِتْنَةً) ومرة بصفاته فيقول (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى) ومرة بذاته فيقول (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) وَاخْشَوْا الخشية خوف يشوبه تعظيم واكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى عليه يَوْماً قال فى التيسير يجوز ان يكون على ظاهره لان يوم القيامة مخوف لا يَجْزِي فيه والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ اى لا يقضى عنه شيأ من الحقوق ولا يحمل من سيآته ولا يعطيه من طاعاته يقال جزاه دينه إذا قضاه وفى المفردات الجزاء(7/100)
الغناء والكفاية كقوله تعالى (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) وبالفارسية [وبترسيد از روزى كه دفع نكند عذاب را وباز ندارد پدر از پسر خويش] والولد ولو كان يقع على القريب والبعيد اى ولد الولد لكن الاضافة تشير الى الصلبى القريب فاذا لم يدفع عما هو الصق به لم يقدر ان يدفع عن غيره بالطريق الاولى. ففيه قطع لاطماع اهل الغرور المفتخرين بالآباء والأجداد المعتمدين على شفاعتهم من غير ان يكون بينهم جهة جامعة من الايمان والعمل الصالح وَلا مَوْلُودٌ [ونه فرزندى] عطف على والد وهو مبتدأ خبره قوله هُوَ جازٍ قاد ومؤدّ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً ما من الحقوق وخص الولد والوالد بالذكر تنبيها على غيرهما والمولود خاص بالصلبي الأقرب فاذا لم يقبل شفاعته للاب الاول الذي ولدمنه لم يقبل لمن فوقه من الأجداد وتغيير النظم للدلالة على ان المولود اولى بان لا يجزى ولقطع طمع من توقع من المؤمنين ان ينفع أباه الكافر فى الآخرة ولذا قالوا ان هذا الخبر خاص بالكفار فان أولاد المؤمنين وآباءهم ينفع بعضهم بعضا قال تعالى (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) اى بشرط الايمان إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بالحشر
والجنة والنار والثواب والعقاب والوعد يكون فى الخير والشر يقال وعدته بنفع وضر وعدا وميعادا والوعيد فى الشر خاصة حَقٌّ كائن لا خلف فيه فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا يقال غره خدعه وأطعمه بالباطل فاغتر هو كما فى القاموس والمراد بالحياة الدنيا زينتها وزخارفها وآمالها: يعنى [بمتاعهاى دلفريب او فريفته مشويد] وفى التأويلات النجمية اى بسلامتكم فى الحال وعن قريب ستندمون فى المآل انتهى وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ قال فى المفردات الغرور كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان وقد فسر بالشيطان إذ هو أخبث الغارين اى ولا يخدعنكم الشيطان المبالغ فى الغرور والخدعة بان يرجيكم التوبة والمغفرة فيجسركم على المعاصي وينسيكم الرجوع الى القبور ويحملكم على الغفلة عن احوال القيامة وأهوالها وعذر فردارا عمر فردا بايد
كار امروز بفردا نكذارى زنهار ... روز چون يافته كار كن وعذر ميار
قال فى كشف الاسرار الغرة بالله حسن الظن به مع سوء العمل وفى الخبر (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله المغفرة) ونعم ما قيل ان السفينة لا تجرى على اليبس فلا بد من الأعمال الصالحة فان بها النجاة وبها يلتحق الأواخر بالاوائل ففى الآية حسم لمادة الطمع فى الانتفاع بالغير مع إهمال الإسلام او الطاعات اعتمادا على صلاح الغير فان يوم القيامة يوم عظيم لا ينفع فيه من له اتصال الولادة فما ظنك بما سواها ويشتغل كل أحد بنفسه الا من رحمه الله تعالى وعن كعب الأحبار تقول امرأة من هذه الامة لولدها يوم القيامة يا ولدي أما كان لك بطني وعاء وحجرى وطاء وثديى سقاء كما قال الشيخ سعدى قدس سره
نه طفلى زبان بسته بودى ز لاف ... همى روزى آمد بجوفت ز ناف
چونافت بريدند روزى گسست ... به پستان مادر درآويخت دست(7/101)
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
كنار وبر مادر دلپذير ... بهشت است و پستان ازو جوى شير
فاحمل عنى واحدا فقد أثقلني ذنوبى فيقول هيهات يا أماه كل نفس بما كسبت رهينة فاذا حملت عنك فمن يحمل عنى
من وتو دو محتاج يك مائده ... نه از من نه از تو بمن فائده
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (انه ليكون للوالدين على ولدهما دين فاذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول ان ولدكما فيودّ ان لو كان اكثر من ذلك) فلا يليق للمؤمن الإهمال فى العبادة والتوبة والندم اغترارا واعتمادا على مجرد الكرم- ذكر فى الاسرائيليات- ان الكليم عليه السلام مرض فذكر له دواء المرض فابى وقال يعافينى بغير دواء فطالت علته فاوحى الله تعالى اليه وقال وعزتى وجلالى لا ابرئك حتى تتداوى أتريد ان تبطل حكمتى. فاتضح بهذا ان الأعمال اسباب ووسائل للجنات والدرجات وان لم تكن عللا موجبة فكما ان اهل الدنيا يباشرون الأسباب فى تحصيل مرامهم فكذلك ينبغى لاهل الآخرة ان يباشروا الأعمال الصالحة فى تحصيل الدرجات العالية والمطالب الاخروية ومن هذا المقام ما حكى عن ابراهيم بن أدهم قدس سره انه لما منع من دخول الحمام بلا اجرة تأوّه وقال إذا منع من دخول بيت الشيطان بلا شىء فأنى يدخل بيت الرحمن بلا شىء قال بعض الكبار لا ينبغى للمؤمن ان يتطير ويعد نفسه من الأشقياء فيتكاسل فى العمل بل ينبغى ان يحسن الظن بالله تعالى ويجاهد فى طريقه فان للاعتقاد تأثيرا بليغا وقد وعد الله ووعد الشيطان ووعد الله تعالى صدق محض لانه هو الولي ووعد الشيطان كذب محض لانه هو العدو فالاصغاء لكلام الولي خير من استماع كلام العدو فلا تغتر بتغرير الشيطان والنفس ولا بالحياة الدنيا فان دولتها ذاهبة وزينتها زائلة وليس لها لاحد وفاء
بر مرد هشيار دنيا خس است ... كه هر مدتى جاى ديكر كسست
منه بر جهان دل كه بيكانه ايست ... چومطرب كه هر روز در خانه ايست
نه لائق بود عشق با دلبرى ... كه هر بامدادش بود شوهرى
مكن تكيه بر ملك وجاه وحشم ... كه پيش از تو بودست وبعد از تو هم
همه تخت وملكى پذيرد زوال ... بجز ملك فرمانده لا يزال
وغم وشادمانى نماند وليك ... جزاى عمل ماند ونام نيك
عروسى بود نوبت ماتمت ... كرت نيك روزى بود خاتمت
خدايا بحق بنى فاطمه ... كه بر قول ايمان كنم خاتمه
نسأل الله سبحانه ان يختمنا على أفضل الأعمال الذي هو التوحيد وذكر رب العرش المجيد ويجعلنا فى جنات تجرى من تحتها الأنهار ويشرفنا برؤية جماله المنير فى الليل والنهار آمين بجاه النبي الامين إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ الساعة جزء من اجزاء الجديدين سميت بها القيامة لانها تقوم فى آخره ساعة من ساعات الدنيا اى عنده علم وقت قيام القيامة وما يتبعه من الأحوال والأهوال وهو متفرد بعلمه فلا يدرى أحد من الناس فى أي سنة وفى أي(7/102)
شهر وفى أي ساعة من ساعات الليل والنهار تقوم القيامة- روى- ان الحارث بن عمرو من اهل البادية اتى النبي عليه السلام فسأله عن الساعة ووقتها وقال ان ارضنا أجدبت وانى ألقيت حباتى فى الأرض فمتى ينزل المطر وتركت امرأتى حبلى فحملها ذكر أم أنثى وانى اعلم ما عملت أمس فما اعمل غدا وقد عملت اين ولدت فبأى ارض أموت فنزلت: يعنى [اين پنج علم در خزانه مشيت حضرت آفريدگار است وكليد اطلاع بدان بدست اجتهاد هيچ آدمي نداده اند] وانما أخفى الله وقت الساعة ليكون الناس على حذر واهبة كما روى ان أعرابيا قال للنبى عليه السلام متى الساعة فقال عليه السلام (وما اعددت لها) قال لا شىء الا انى أحب الله ورسوله فقال (أنت مع من أحببت)
لى حبيب عربى مدنى قرشى ... كه بود در دو غمش مايه سودا وخوشى
ذره وارم بهوا درىء او رقص كنان ... تا شد او شهره آفاق بخورشيد وشى
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ عطف على ما يقتضى الظرف من الفعل تقديره ان الله يثبت عنده علم الساعة وينزل الغيث كما فى المدارك. وسمى المطر غيثا لانه غياث الخلق به رزقهم وعليه بقاؤهم فالغيث مخصوص بالمطر النافع اى وينزله فى زمانه الذي قدره من غير تقديم وتأخير الى محله الذي عينه فى علمه من غير خطأ وتبديل فهو متفرد بعلم زمانه ومكانه وعدد قطراته- روى- مرفوعا (ما من ساعة من ليل ولانهار الا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء) وفى الحديث (ما سنة بامطر من اخرى ولكن إذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك الى غيرهم فاذا اعصوا جميعا صرف الله ذلك الى الفيافي والبحار) فمن أراد استجلاب الرحمة فعليه بالتوبة والندامة والتضرع الى قاضى الحاجات باخلص المناجاة
تو از فشاندن تخم اميد دست مدار ... كه در كرم نكند ابر نوبهار إمساك
وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ الرحم بيت منبت الولد ووعاؤه اى يعلم ذاته أذكر أم أنثى حى أم ميت وصفاته أتام أم ناقص حسن أم قبيح سعيد أم شقى
بر احوال نابوده علمش بصير ... بر اسرار ناكفته لطفش خبير
قديمى نكوكار نيكو پسند ... بكلك قضا در رحم نقش بند
زبر افكند قطره سوى يم ... ز صلب آورد نطفه در شكم
از آن قطره لؤلؤى لالا كند ... وزين صورتى سرو بالا كند
وَما تَدْرِي نَفْسٌ من النفوس. والدراية المعرفة المدركة بضرب من الحيل ولذا لا يوصف الله بها ولا يقال الداري واما قول الشاعر لا هم لا أدرى وأنت تدرى فمن تصرف اجلاف العرب او بطريق المشاكلة كما فى قوله تعالى (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) اى ذاتك ماذا اى أي شىء تَكْسِبُ غَداً الكسب ما يتحراه الإنسان مما فيه اجتلاب نفع وتحصيل حظ مثل كسب المال وقد يستعمل فيما يظن الإنسان ان يجلب به منفعة به مضرة والغد اليوم الذي يلى يومك الذي أنت فيه كما ان أمس اليوم الذي قبل يومك بليلة اى يفعل ويحصل من خير وشر ووفاق وشقاق وربما تعزم على خير فتفعل الشر وبالعكس وإذا لم يكن(7/103)
للانسان طريق الى معرفة ما هو أخص به من كسبه وان اعمل حيله وانفذ فيها وسعه كان من معرفة ما عداه مما لم ينصب له دليل عليه ابعد وكذا إذا لم يعلم ما فى الغد مع قربه فما يكون بعده لا يعلمه بطريق الاولى
نداند كسى چون شود امر او ... چهـ حاصل كند در پس عمر او
بجز حق كه علمش محيط كلست ... برابر باو ماضى مستقبلست
وَما تَدْرِي نَفْسٌ وان أعملت حيلها بِأَيِّ أَرْضٍ مكان تَمُوتُ من بر وبحر وسهل وجبل كما لا تدرى فى أي وقت تموت وان كان يدرى انه يموت فى الأرض فى وقت من الأوقات- روى- ان ملك الموت مر على سليمان عليه السلام فجعل ينظر الى رجل من جلسائه فقال الرجل من هذا قال ملك الموت فقال كأنه يريدنى فمر الريح ان تحملني وتلقينى فى بلاد الهند ففعل فقال الملك كان دوام نظرى اليه تعجبا منه إذ أمرت ان اقبض روحه بالهند وهو عندك قال فى المقاصد الحسنة كان رجل يقول اللهم صل على ملك الشمس فيكثر ذلك فاستأذن ملك الشمس ربه ان ينزل الى الأرض فيزوره فنزل ثم اتى الرجل فقال انى سألت الله النزول من أجلك فما حاجتك فقال بلغني ان ملك الموت صديقك فاسأله ان ينسىء فى اجلى ويخفف عنى الموت فحمله معه وأقعده مقعده من الشمس واتى ملك الموت فاخبره فقال من هو فقال فلان ابن فلان فنظر ملك الموت فى اللوح معه فقال ان هذا لا يموت حتى يقعد مقعدك من الشمس قال فقد قعد مقعدى من الشمس فقال فقد توفته رسلنا وهم لا يفرّطون فرجع ملك الشمس الى الشمس فوجده قدمات وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف ببعض نواحى المدينة فاذا بقبر يحفر فاقبل حتى وقف عليه فقال لمن هذا قيل لرجل من الحبشة فقال (لا اله الا الله سيق من ارضه وسمائه حتى دفن فى الأرض التي خلق منها تقول الأرض يوم القيامة يا رب هذا ما استودعتني) وانشدوا
إذا ما حمام المرء كان ببلدة ... دعته إليها حاجة فيطير
وفائدة هذا تنبيه العبد على التيقظ للموت والاستعداد له بحسن الطاعة والخروج عن المظلمة وقضاء الدين واثبات الوصية بماله وعليه فى الحضر فضلا عن أوان الخروج عن وطنه الى سفر فانه لا يدرى اين كتبت منيته من بقاع الأرض وانشد بعضهم
مشينا فى خطى كتبت علينا ... ومن كتبت عليه خطى مشاها
وأرزاق لنا متفرقات ... فمن لم تأته منا أتاها
ومن كتبت منيته بأرض ... فليس يموت فى ارض سواها
كما فى عقد الدرر إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ يعلم الأشياء كلها خَبِيرٌ يعلم بواطنها كما يعلم ظواهرها وعنه عليه السلام (مفاتيح الغيب خمس وتلا هذه الآية فمن ادعى علم شىء من هذه المغيبات الخمس فهو كافر بالله تعالى) وانما عد هذه الخمس وكل المغيبات لا يعلمها الا الله لما ان السؤال ورد عنها كما سبق فى سبب النزول. وكان اهل الجاهلية يسألون المنجمين عنها زاعمين انهم يعلمونها وتصديق الكاهن بما يخبره عن الغيب كفر لقوله عليه السلام (من اتى كاهنا فصدقه(7/104)
الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)
فيما يقول فقد كفر بما انزل الله على محمد) والكاهن هو الذي يخبر عن الكوائن فى مستقبل الزمان ويدّعى معرفة الاسرار وكان فى العرب كهنة يدعون معرفة الأمور فمنهم من يزعم انه له رئيا من الجن يلقى اليه الاخبار قال ابو الحسن الآمدى فى مناقب الشافعي التي الفها سمعت الشافعي يقول من زعم من اهل العدالة انه يرى الجن أبطلنا شهادته لقوله تعالى (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) الا ان يكون الزاعم نبيا كذا فى حياة الحيوان. والمنجم إذا ادعى العلم بالحوادث الآتية فهو مثل الكاهن وفى الحديث (من سأل عرّافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) والعرّاف من يخبر عن المسروق ومكان الضالة والمراد من سأله على وجه التصديق لخبره وتعظيم المسئول يعنى إذا اعتقد انه ملهم من الله او ان الجن يلقون اليه مما يسمعون من الملائكة فصدقه فهو حرام وإذا اعتقد انه عالم بالغيب فهو كفر كما فى حديث الكاهن. واما إذا سأل ليمتحن حاله ويخبر باطن امره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهو جائز فعلم ان الغيب مختص بالله تعالى وما روى عن الأنبياء والأولياء من الاخبار عن الغيوب فبتعليم الله تعالى اما بطريق الوحى او بطريق الإلهام والكشف فلا ينافى ذلك الاختصاص علم الغيب مما لا يطلع عليه الا الأنبياء والأولياء والملائكة كما أشار اليه بقوله (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) ومنه ما استأثر لنفسه لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبى مرسل كما أشار اليه بقوله (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) ومنه علم الساعة فقد أخفى الله علم الساعة لكن اماراتها بانت من لسان صاحب الشرع كخروج الدجال ونزول عيسى وطلوع الشمس من مغربها وغيرها مما يظهر فى آخر الزمان من غلبة البدع والهوى وكذا اخبر بعض الأولياء عن نزول المطر واخبر عما فى الرحم من ذكر وأنثى فوقع كما اخبر لانه من قبيل الإلهام الصحيح الذي لا يتخلف وكذا مرض ابو العزم الاصفهانى فى شيراز فقال ان مت فى شيراز فلا تدفنونى الا فى مقابر اليهود فانى سألت الله ان أموت فى طرطوس فبرىء ومضى الى طرطوس ومات فيها يعنى اخبر انه لا يموت فى شيراز فكان كذلك يقول الفقير اخبر شيخى وسندى قدس سره فى بعض تحريراته عن وقت وفاته قبل عشرين سنة فوقع كما قال وذلك من امارات وراثته الصحيحة فان قيل إذا أمكن العلم بالغيب لخلص عباده تعالى بتعلميه إياهم فلم لم يعلم الله نبيه الغيوب المذكورة فى الآية فالجواب ان الله تعالى انما فعل ذلك اشعارا بان المهم للعبد ان يشتغل بالطاعة ويستعد لسعادة الآخرة ولا يسأل عما لا يهم ولا يشتغل بما لا يعنيه فافهم جدا واعمل لتكون عاقبتك خيرا تمت سورة لقمان يوم الأربعاء ثامن شعبان المبارك من شهور تسع ومائة والف
تفسير سورة السجدة
مكية وآيها ثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم
الم [مرتضى على كرم الله وجهه فرمود كه هر كتاب خدايرا خلاصه بوده وخلاصه قرآن(7/105)
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)
حروف مقطعه است. وكفته اند الف از اقصاى حلق آيد وآن أول مخارج است. ولام از طرف لسان كفته شود وآن اوسط مخارج است. وميم را از شفه كويند وآن آخر مخارج است واين سخن اشارتست بآن كه بنده بايد كه در مبادى واواسط واواخر اقوال وافعال خود بذكر حق سبحانه وتعالى مستأنس باشد] وقال البقلى رحمه الله الالف اشارة الى الاعلام واللام الى اللزوم والميم الى الملك اعلم من نفسه اهل الكون لزوم العبودية عليهم وملكهم قهرا وجبرا حتى عبدوه طوعا وكرها فمن علم وقع فى الاسم ومن عبد وقع فى الصفة ومن تسخر لمراده كما أراد وقع فى نور الذات وفى التأويلات النجمية يشير بالألف الى انه الف المحبون بقربتى فلا يصبرون عنى والف العارفون بتمجيدى فلا يستأنسون بغيري والاشارة فى اللام لانى لاحبائى مدخر لقائى فلا أبالي أقاموا على صفائى أم قصروا فى وفائى والاشارة فى الميم ترك أوليائي مرادهم لمرادى فلذلك آثرتهم على جميع عبادى وفى كشف الاسرار [كفته اند كه رب العزة جل جلاله چون نور فطرت مصطفى عليه السلام بيافريد انرا بحضرت عزت خود بداشت چنانكه خود خواست] فبقى بين يدى الله مائة الف عام وقيل الفى عام ينظر الله فى كل يوم سبعين الف نظرة يكسوه فى كل نظرة نورا جديدا وكرامة جديدة [ودر ان نظرها با سر فطرت او كفته بودند كه عزت قرآن مرتبت دار عصمت تو خواهد بود آن خبر در نظرت او راسخ كشته بود چون عين طينت او باسر فطرت او باين عالم آوردند واز دركاه عزت وحي منزل روى آورد او مى كفت ارجوك اين تحقيق آن وعد است كه مرا آن وقت دادند تسكين دل ويرا وتصديق انديشه او آيت فرستاد كه (الم) الف اشارتست بالله لام بجبرئيل ميم بمحمد. ميكويد بالهيت من وتقدس جبريل ومجد تو يا محمد اين وحي وآن قرآن آنست كه ترا وعده داده بوديم كه مرتبت دار نبوت ومعجز دولت تو خواهد بود] وقال اهل التفسير الم خبر لمبتدأ محذوف اى هذه السورة مسماة بالم تَنْزِيلُ الْكِتابِ فى هذا المقام وجوه من الاعراب الاوجه الأنسب بما بعده انه مبتدأ ومعناه بالفارسية [فرو فرستادن قرآن] لا رَيْبَ فِيهِ حال من الكتاب اى حال كونه لا شك فيه عند اهل الاعتبار مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ خبر المبتدأ فان كونه من رب العالمين حكم مقصود الافادة وانما كان منه لكونه معجزا فلما أنكر قريش كونه منزلا من رب العالمين قال أَمْ منقطعة اى بل أيَقُولُونَ افْتَراهُ اختلق محمد القرآن فهذا القول منهم منكر متعجب منه لغاية ظهور بطلانه وفى التأويلات النجمية إذا تعذر لقاء الأحباب فاعز الأشياء على الأحباب كتاب الأحباب
ذوقى رسد از نامه تو روز فراقم ... كر نامه طاعت نرسد روز قيامت
انزل رب العالمين الى العالمين كتابا فى الظاهر ليقرأ على اهل الظاهر فينذر به اهل الغفلة ويبشر به اهل الخدمة وكتابا فى الباطن على اهل الباطن ليتنور بانواره بواطنهم ويتزين باسراره سرائرهم فينذر به اهل القربة لئلا يلتفتوا الى غيره ولا يستأنسوا بغيره فتسقطهم الغيرة عن القربة ويبشر به اهل المحبة بالوفاء بوعد الرؤية وباللقاء على بساط الوصلة وبالبقاء(7/106)
بعد الفناء فى الوحدة فيتكلموا بالحق عن الحق للحق فاذا سمع اهل الباطن كلامهم فى الحقائق من ربهم أنكر عليهم اهل الغفلة انه من الله
زد شيخ شهر طعنه بر اسرار اهل دل ... المرء لا يزال عدوا لما جهل «1»
ثم اضرب عنه الى بيان حقيقة ما أنكروه فقال بَلْ [نه چنين است كافران ميكويند بلكه] هُوَ اى القرآن الْحَقُّ [سخن درست وراست است فرآمده] مِنْ رَبِّكَ [از پروردگار تو] ثم بين غايته فقال لِتُنْذِرَ [تا بيم كنى از عذاب الهى] قَوْماً هم العرب ما نافية أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مخوف مِنْ قَبْلِكَ اى من قبل إنذارك او من قبل زمانك إذ كان قريش اهل الفطرة وأضل الناس وأحوجهم الى الهداية لكونهم امة أمية وفى الحديث (ليس بينى وبينه نبى) اى ليس بينى وبين عيسى نبى من العرب اما إسماعيل عليه السلام فكان نبيا قبل عيسى مبعوثا الى قومه خاصة وانقطعت نبوته بموته واما خالد بن سنان فكان نبيا بعد عيسى ولكنه إضاعة قومه فلم يعش الى ان يبلغ دعوته وقد سبقت قصته على التفصيل فعلم من هذا ان اهل الفطرة ألزمتهم
الحجة العقلية لانهم كانوا عقلاء قادرين على الاستدلال لكنهم لم تلزمهم الحجة الرسالية لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ بانذارك إياهم والترجي معتبر من جهته عليه السلام اى لتنذرهم راجيا لاهتدائهم الى التوحيد والإخلاص فعلم منه ان المقصود من البعثة تعريف طريق الحق وكل يهتدى بقدر استعداده الا ان لا يكون له استعداد أصلا كالمصرين فانهم لم يقبلوا التربية والتعريف وكذا من كان على جبلتهم الى يوم القيام
توان پاك كردن ز ژنك آينه ... وليكن نيايد ز سنك آينه
واما قول المثنوى
كر تو سنك صخره ومرمر شوى ... چون بصاحب دل رسى كوهر شوى
فلذلك فى حق المستعد فى الحقيقة ألا ترى ان أبا جهل رأى النبي عليه السلام ووصل اليه لكن لما رآه بعين الاحتقار وانه يتيم ابى طالب لابعين التعظيم وانه رسول الله ووصل اليه وصول عناد وانكار لا وصول قبول واقرار لم يصر جوهرا وهكذا حال ورثته مع المقرين والمنكرين ثم ان الاهتداء اما اهتداء الى الجنة ودرجاتها وذلك بالايمان والإخلاص واما اهتداء الى القربة والوصلة وذلك بالمحبة والترك والفناء والاول حال اهل العموم والثاني حال اهل الخصوص وهو أكمل من الاول فعليك بقبول الإرشاد لتصل الى المراد وإياك ومتابعة اهل الهوى فانهم ليسوا من اهل الهدى والميت لا يقدر على تلقين الحي وانما يقدر الحي تلقين الميت- روى- ان الشيخ نجم الدين الاصفهانى قدس سره خرج مع جنازة بعض الصالحين بمكة فلما دفنوه وجلس الملقن يلقنه ضحك الشيخ نجم الدين وكان من عادته لا يضحك فسأله بعض أصحابه عن ضحكه فزجره فلما كان بعد ذلك قال ما ضحكت الا انه لما جلس على القبر يلقن سمعت صاحب القبر يقول ألا تعجبون من ميت يلقن حيا قال الصائب
__________
(1) در أوائل دفتر يكم در بيان منازعت كردن امرا با يكديكر را(7/107)
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)
ز بي دردان علاج درد خود جستن بدان ماند ... كه خار از پابرون آرد كسى با نيش عقربها
وقال المولى الجامى
بلاف ناخلفان زمانه غره مشو ... مرو چوسامرى از ره ببانگ كوساله
وقال الحافظ
در راه عشق وسوسه أهرمن بسست ... هش دار وكوش دل بپيام سروش كن
نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من المهتدين الى جنابه اللائقين بحسن خطابه ويصوننا من الضلالة والصحبة باربابها ويحفظنا من الغواية والاقتداء بأصحابها انه الهادي والمرشد اللَّهُ مبتدأ خبره قوله الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ اى الاجرام العلوية والسفلية وَما بَيْنَهُما من السحاب والرياح ونحوهما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ [در مقدار شش از ايام دنيا] وقال فى كشف الاسرار [در شش روز هر روزى از آن هزار سال] انتهى ولو شاء خلقها فى ساعة واحدة لفعل ولكنه خلقها فى ستة ايام ليدل على التأنى فى الأمور ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ [پس مستولى شد حكم او بر عرش كه أعظم مخلوقاتست] وقد سبق تحقيق الآية مرارا ويكفى لك إرشادا ما فى سورة الفرقان ان كنت من اهل الايمان فارجع الى تفسيرها وما فيها من الكلام الاكبرى قدس سره الخطير ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ اى ما لكم حال كونكم متجاوزين رضى الله تعالى أحد ينصركم ويشفع لكم ويجيركم من بأسه أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ [آيا پندپذير نمى شويد از مواعظ ربانى ونصائح قرآنى] قال فى الإرشاد اى ألا تسمعون هذه المواعظ فلا تتذكرون بها فالانكار متوجه الى عدم الاستماع وعدم التذكر او تسمعونها فلا تتذكرون بها فالانكار متوجه الى عدم التذكر مع تحقق ما يوجبه من السماع. والفرق بين التذكر والتفكر ان التفكر عند فقدان المطلوب لاحتجاب القلب بالصفات النفسانية واما التذكر فهو عند رفع الحجاب والرجوع الى الفطرة الاولى فيتذكر ما انطبع فى الأزل من التوحيد والمعارف يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ التدبير التفكر فى دبر الأمور والنظر فى عاقبتها: وبالفارسية [انديشه كردن در عاقبت كار] وهو بالنسبة اليه تعالى التقدير وتهيئة الأسباب وله تعالى مدبرات سماوية كما قال فالمدبرات امرا فجبريل موكل بالرياح والجنود وميكائيل بالقطر والنبات وملك الموت بقبض الأنفس واسرافيل ينزل عليهم بالأمور. والمعنى يدبر الله تعالى امر الدنيا بأسباب سماوية كالملائكة وغيرها نازلة آثارها الى الأرض وأضاف التدبير الى ذاته اشارة الى ان تدبير العباد عند تدبيره لا اثر له ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ العروج ذهاب فى صعود من عرج بفتح الراء يعرج بضمها صعد اى يصعد ذلك الأمر اليه تعالى ويثبت فى علمه موجودا بالفعل فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ [اندازه آن] أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ اى فى برهة من الزمان متطاولة والمراد بيان طول امتداد ما بين تدبير الحوادث وحدوثها من الزمان وقال بعضهم (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) [ميسازد كار دنيا يعنى حكم ميكند بدان وميفرستد ملكى را كه موكلست بدان (مِنَ السَّماءِ) از آسمان (إِلَى الْأَرْضِ) بسوى زمين پس ملك مى آيد وآن كار بجاى(7/108)
مى آرد پس عروج ميكند بسوى آسمان در روزى كه هست اندازه او هزار سال از آنچهـ شما شماره ميكنيد سالى دوازده ماه وماهى سى روز يعنى فرشته فرو مى آيد از آسمان وبالا ميرود در مدتى كه اگر آدمي رود آيد جز هزار سال ميسر نشود زيرا كه از زمين تا آسمان پانصد ساله راهست پس مقدار نزول وعروج هزار سال بود] واما قوله فى سورة المعارج (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) فاراد به مدة المسافة بين سدرة المنتهى والأرض ثم عوده الى السدرة فالملك يسيره فى قدر يوم واحد من ايام الدنيا فضمير اليه حينئذ راجع الى مكان الملك يعنى المكان الذي امره الله تعالى ان يعرج اليه وقال بعضهم يدبر الله امر الدنيا مدة ايام الدنيا فينزل القضاء والقدر من السماء الى الأرض ثم يعود الأمر والتدبير اليه حين ينقطع امر الأمراء وحكم الحكام وينفرد الله بالأمر فى يوم اى يوم القيامة كان مقداره الف سنة لان يوما من ايام الآخرة مثل الف سنة من ايام الدنيا كما قال تعالى (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ) فمعنى خمسين الف سنة على هذا ان يشتد على الكافرين حتى يكون كخمسين الف سنة فى الطول ويسهل على المؤمنين حتى يكون كقدر صلاة مكتوبة صلاها فى الدنيا فقيامة كل واحد على حسب ما يليق بمعاملته
ففى الحشر مواقف ومواطن بحسب الاشخاص من جهة الأعمال والأحوال والمقامات يقول الفقير قد اختلف العلماء فى تفسير هذه الآية على وجوه شتى وسكت بعضهم تفويضا لعلمها الى الله تعالى حيث ان كل ما ذكر فيها يقبل نوعا من الجرح ويشعر بشىء من القصور ولا شك عند العلماء بالله ان لليوم مراتب واحكاما فى الزمان فيوم كالآن وهو الجزء الغير المنقسم المشار اليه بقوله تعالى (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ثم ينفصل منه اليوم الذي هو كالف سنة وهو يوم الآخرة ويوم الرب ثم ينفصل منه اليوم الذي هو كخمسين ألف سنة وهو يوم القيامة فالله تعالى يمتحن عباده بما شاء فيتقدر لهم اليوم بحسبه ومنهم من يكون حاله اسرع من لمح البصر كما قال (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) وهو سر اليوم الشأنى المذكور. ثم ان للملائكة مقامات علوية معلومة فى عالم ملكوت فربما ينزل بعضهم من المصعد المعلوم الى مسقط الأمر فى اقل من ساعة بل فى لمحة كجبريل عليه السلام فانه كان ينزل من سدرة المنتهى التي إليها ينزل الاحكام ويصعد الأعمال الى النبي عليه السلام كذلك وربما ينزل فى اكثر منها وانما يتفاوت النزول والعروج باعتبار المبدأ فاذا اعتبر السماء الدنيا التي هى مهبط احكام السدرة قدر مدتهما بألف سنة وإذا اعتبر سدرة المنتهى التي هى مهبط احكام العرش قدرت بأكثر منها ولما كان القرآن يفسر بعضه بعضا دل قوله (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) الآية على ان فاعل يعرج فى آية سورة السجدة ايضا الملك وانما قال اليه اى الى الله مع انه لم يكن للحق مكان ومنتهى يمكن العروج اليه اشارة الى التقرب وشرف العندية المرتبية وحقيقته الى المقام العلوي المعين له هذا ما سنح لى والعلم عند الله الملك العلى وفى التأويلات النجمية هو الذي (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ) اى امركن طبق سماء الروح والقلب (إِلَى الْأَرْضِ) ارض النفس والبدن بتدبير الأمر (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) النفس المخاطبة بخطاب ارجعي الى ربك (فِي يَوْمٍ)(7/109)
ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)
طلعت فيه شمس القلب وأشرقت الأرض بنور جذبات الحق تعالى (كانَ مِقْدارُهُ) فى العروج بالجذبة (كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) من أيامكم فى السير من غير جذبة كما قال عليه السلام (جذبة من جذبات الحق توازى عمل الثقلين) انتهى وفى كشف الحقائق للشيخ النسفي قدس سره [بدانكه نفس جزؤى اوجى دارد حضيضى دارد اوج وى فلك نهم است كه فلك الافلاك محيط عالمست وحضيض وى خاكست كه مركز عالمست ونزولى دارد وعروجى دارد ونزول وى آمدنست بخاك (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) وعروج وى بازگشتن است بفلك الافلاك (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) ومدت آمدن ورفتن از هزار سال كم نيست واز پنجاه هزار سال زياده نيست] تعرج الملائكة والروح اليه فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة انتهى ذلِكَ الله العظيم الشان المتصف بالخلق والاستواء وانحصار الولاية والنصرة فيه وتدبير امر الكائنات عالِمُ الْغَيْبِ ما غاب عن الخلق وَالشَّهادَةِ ما حضر لهم ويدبر أمرهما حسبما يقتضيه وقال الكاشفى [داند امور دنيا وآخرت يا عالم بآنچهـ بوده باشد وخواهد بود] وقال بعض الكبار الغيب الروح والشهادة النفس والبدن الْعَزِيزُ الغالب على امره الرَّحِيمُ على عباده فى تدبيره. وفيه ايماء الى انه تعالى يراعى المصالح تفضلا وإحسانا لا إيجابا الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ خبر آخر لذلك قال الراغب الإحسان يقال على وجهين أحدهما الانعام على الغير يقال احسن الى فلان والثاني احسان من فعله وذلك إذا علم علما حسنا او عمل عملا حسنا وعلى هذا قول امير المؤمنين رضى الله عنه الناس على ما يحسنون اى منسوبون الى ما يعلمون من الافعال الحسنة انتهى اى جعل كل شىء خلقه على وجه حسن فى الصورة والمعنى على ما يقتضيه استعداده وتوجبه الحكمة والمصلحة: وبالفارسية [نيكو كرد هر چيزى را كه بيافريد يعنى بياراست بر وجه نيكو بمقتضاى حكمت]
كردن آنچهـ در جهان شايد ... كرده آنچنانكه مى بايد
از تو رونق كرفت كار همه ... كه تويى آفريدگار همه
نقش دنيا بلوح خاك از تست ... دل دانا وجان پاك از تست
طوّل رجل البهيمة والطائر وطوّل عنقهما لئلا يتعذر عليهما ما لا بد لهما منه من قوتهما ولو تفاوت ذلك لم يكن لهما معاش وكذلك كل شىء من أعضاء الإنسان مقدر لما يصلح به معاشه فجميع المخلوقات حسنة وان اختلفت أشكالها وافترقت الى حسن واحسن كما قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) قال ابن عباس رضى الله عنهما الإنسان فى خلقه حسن قال البقلى القبيح قبيح من جهة الامتحان وحسن من حيث صدر من امر الرحمن وقال الشيخ اليزدي ان الله تعالى خلق الحسن والقبيح لكن القبيح كان فى علمه ان يكون قبيحا فلما كان ينبغى تقبيحه كان الأحسن والأصوب فى خلقه تقبيحه على ما ينبغى فى علم الله لان المستحسنات انما حسنت فى مقابلة المستقبحات فلما احتاج الحسن الى قبيح يقابله ليظهر حسنه كان تقبيحه حسنا انتهى يقول الفقير لا شك ان الله تعالى خلق الحسن والقبح وان كان كل صنعه وفعله جميلا ومطلق الخلق قد مدح به ذاته كما قال (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ)(7/110)
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)
لكنه لا يقال فى مقام المدح انه تعالى خالق القردة والخنازير والحيات والعقارب ونحوها من الأجسام القبيحة والضارة بل يقال خالق كل شىء فالقبيح ليس خلقه وإيجاده بل ما خلقه وان كان قبح القبيح بالنسبة الى مقابلة الحسن لا فى ذاته وقد طلب عين الحمار بلسان الاستعداد صورته التي هو عليها وكذا الكلب ونحوه وصورتها مقتضى عينها الثابتة وكذا الحكم على الكلب بالنجاسة مقتضى ذاته وكل صورة وصفة فى الدنيا فهى صورة كمال وصفة كمال فى مرتبتها فى الحقيقة ولو لم يظهر كل موجود فى صورة التي هو عليها وفى صفته التي البسها الخلاق اليه بمقتضى استعداده لصار ناقصا قبيحا فاين القبح فى الأشياء وقد خلقها الله بالأسماء الحسنى وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ من بين جميع المخلوقات وهو آدم ابو البشر عليه السلام مِنْ طِينٍ الطين التراب والماء المختلط وقد سمى بذلك وان زال عنه قوة الماء قال الشيخ عبد العزيز النسفي رحمه الله [خداوند تعالى قالب آدم را ز خاك آفريد يعنى از عناصر اربعه اما خاك ظاهرتر بود خاكرا ذكر كردد وخاك آدم را ميان مكه وطائف مى پرورد وتربيت داد بروايتى چهل هزار سال وبروايتى چهل هزار سال اينست معنىء «خمرت طينة آدم بيدي أربعين صباحا» ] وفى كشف الاسرار [چهـ زيان دارد اين جوهر را كه نهاد وى از كل بوده چون كمال وى در دل نهاده قيمت او كه هست از روى تربت آن سر كه با آدميان بود نه با عرش ونه با كرسى نه با فلك نه با ملك زيرا كه همه بندگان مجرد بودند وآدميان همه بندگان بودند وهم دوستان] ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ ذريته سميت به لانها تنسل من الإنسان اى تنفصل كما قال فى المفردات النسل الانفصال من الشيء والنسل الولد لكونه ناسلا عن أبيه انتهى مِنْ سُلالَةٍ اى من نطفة مسلولة اى منزوعة من صلب الإنسان وقال الكاشفى [از خلاصه بيرون آورده از صلب] ثم أبدل منها قوله مِنْ ماءٍ مَهِينٍ حقير وضعيف كما فى القاموس: وبالفارسية [از آب ضعيف وخوار] وهو المنى ثُمَّ سَوَّاهُ اى قوم النسل بتكميل أعضائه فى الرحم وتصويرها على ما ينبغى وقال الكاشفى [پس راست كرد قالب آدم را] قال النسفي [مراد: از تسويه آدم برابرىء اركانست يعنى اجزاى هر چهار برابر باشد وتسويه قالب بمثابت نارست كه آهن را بتدبير بجايى رسانند كه شفاف وعكس پذير شود وقابل صورت كردد] وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ اضافه الى نفسه تشريفا وإظهارا بانه خلق عجيب ومخلوق شريف وان له شأنا له مناسبة الى حضرة الربوبية ولاجله من عرف نفسه فقد عرف ربه وفى الكواشي جعل فيه الشيء الذي اختص تعالى به ولذلك اضافه اليه فصار بذلك حيا حساسا بعد ان كان جمادا لا ان ثمة حقيقة نفخ قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام الروح ليس بجسم يحل فى البدن حلول الماء فى الإناء ولا هو عرض يحل القلب او الدماغ حلول السواد فى الأسود والعلم فى العالم بل هو جوهر لا يتجزأ باتفاق اهل البصائر فالتسوية عبارة عن فعل فى المحل القابل وهو الطين فى حق آدم عليه السلام والنطفة فى حق أولاده بالتصفية وتعديل المزاج حتى ينتهى فى الصفاء ومناسبة الاجزاء الى الغاية فيستعد لقبول الروح وإمساكها والنفخ عبارة عما(7/111)
اشتعل به نور الروح فى المحل القابل فالنفخ سبب الاشتعال وصورة النفخ فى حق الله محال والمسبب غير محال فعبر عن نتيجة النفخ بالنفخ وهو الاشعال والسبب الذي اشتعل به نور الروح هو صفة فى الفاعل وصفة فى المحل القابل اما صفة الفاعل فالجود الذي هو ينبوع الوجود وهو فياض بذاته على كل موجود حقيقة وجوده ويعبر عن تلك الصفة بالقدرة ومثالها فيضان نور الشمس على كل قابل بالاستنارة عند ارتفاع الحجاب بينهما والقابل هو الملونات دون الهواء الذي لا تلون له واما صفة المحل القابل فالاستواء والاعتدال الحاصل فى التسوية ومثال صفة القابل صقالة المرآة والروح منزهة عن الجهة والمكان وفى قوتها العلم بجميع الأشياء والاطلاع عليها وهذه مناسبة ومضاهاة ليست لغيرها من الجسمانية فلذلك اختصت بالاضافة الى الله تعالى انتهى كلامه باختصار قال الشيخ النسفي [انسان را چند روح است انسان
روح طبيعى دارد ومحل وى جكرست در پهلوى راست است وروح حيوانى دارد ومحل وى دلست در پهلوى چب است وروح نفسانى دارد ومحل وى دماغست وروح انسانى دارد ومحل آن روح نفسانيست وروح قدسى دارد ومحل وى روح انسانيست روح قدسى بمثابه نارست وروح انسانى بمثابه روغنست وروح نفسانى بمثابه فتيله است وروح حيوانى بمثابه زجاجه است وروح طبيعى بمثابه مشكاتست اينست] معنى (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) الآية والمنفوخ هو الروح الإنساني والإنسان يشارك الحيوان فى الروح الطبيعي والروح الحيواني والروح النفساني ويمتاز عنه بالروح الإنساني الذي هو من عالم الأمر وخواص الإنسان يشاركون عوامهم فى الأرواح الاربعة المذكورة ويمتازون عنهم بالروح القدسي الذي ينفخه الله عند الفناء التام جعلنا الله وإياكم ممن حى بهذا الروح وأوصلنا الى انواع الفتوح وَجَعَلَ وخلق لَكُمُ لمنافعكم يا بنى آدم السَّمْعَ لتسمعوا الآيات التنزيلية الناطقة بالبعث وبالتوحيد وَالْأَبْصارَ لتبصروا الآيات التكوينية المشاهدة فيهما وَالْأَفْئِدَةَ لتعقلوا وتستدلوا بها على حقيقة الآيتين جمع فؤاد بمعنى القلب لكن انما يقال فؤاد إذا اعتبر فى القلب معنى التفؤد اى التوقد قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ اى تشكرون رب هذه النعم شكرا قليلا على ان القلة بمعنى النفي والعدم فهو بيان لكفرهم بتلك النعم وربها وفيه اشارة الى ان قليلا من الإنسان يعرف نفسه بالمرءاتية ليعرف ربه بالمحسنية المتجلى فيها وقد خلقه الله تعالى لمعرفة ذاته وصفاته كما قال (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) اى ليعرفون وانما يصل الإنسان الى مرتبة المعرفة الحقيقية بدلالة الرسول ووراثته [حق سبحانه وتعالى همه عالم بيافريد فلك وملك وعرش وكرسى ولوح وقلم وبهشت ودوزخ وآسمان وزمين وباين آفريدها هيچ نظر مهر ومحبت نكرد رسول بايشان نفرستاد و پيغام بايشان نداد چون نوبت بخاكيان رسيد كه بر كشيدكان لطف بودند ونواختكان فضل ومعادن أنوار واسرار بلطف وكرم خويشتن ايشانرا محل نظر خود كرد پيغمبر بايشان فرستاد تا مهتدى شوند وفرشتكانرا رقيب ونكهبان ايشان كرد سوز مهر در سينهاى ايشان نهاد وآتش عشق در دلها افكند وخطوط ايمان بر صفحه دلهاى شان(7/112)
وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)
بنوشت ورقم محبت بر ضميرشان كشيد ونعيم دنيا وطيبات رزق كه آفريد از بهر مؤمنان آفريد چنانكه كفت (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) كافر كه در دنيا روزى ميخورد وبطفيل مؤمن ميخورد آنكه كفت (خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) روز قيامت خالص مر مؤمن را بود وكافر را يك شربت آب نبود] فعلى العاقل أن يعرف النعم والمنعم ويجتهد فى خدمة الشكر حتى لا يكون من اهل البطالة وإذا كان من اهل الشكر للنعم الداخلة والخارجة من القوى والأعضاء وغيرهما فالله تعالى يشكر له اى يقبل طاعته ويثنى عليه عند الملأ الأعلى ويجازيه بأحسن الجزاء وهو الجنان ودرجاتها ونعيمها الابدى لاهل العموم وقرباته ومواصلاته وتجليه السرمدي لاهل الخصوص نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من الذين مدحهم بالشكر والطاعة فى كل ساعة لا ممن ذمهم بتضييع الحقوق وإفساد الاستعداد والسعى فى الأرض بالفساد وَقالُوا اى كفار قريش كابى بن خلف ونحوه من المنكرين للبعث بعد الموت أَإِذا [آيا چون] ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ قال فى القاموس ضل صار ترابا وعظاما وخفى وغاب انتهى وأصله ضل الماء فى اللبن إذا غاب وهلك. والمعنى هلكنا وصرنا ترابا مخلوطا بتراب الأرض بحيث لا نتميز منه: يعنى [خاك اعضاى ما از خاك زمين متميز نباشد چنانكه آب در شير متميز نباشد] أو غبنا فيها بالدفن ذهبنا عن أعين الناس والعامل فيه نبعث او يجدد خلقنا كما دل عليه قوله أَإِنَّا [آيا ما] والهمزة لتأكيد الإنكار السابق وتذكيره لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ اى انبعث بعد موتنا وانعدامنا ونصير احياء كما كنا قبل موتنا يعنى هذا منكر عجب فانهم كانوا يقرون بالموت ويشاهدونه وانما ينكرون البعث فالاستفهام الإنكاري متوجه الى البعث دون الموت: وبالفارسية [در آفرينش نو خواهم بود يعنى چون خاك شويم آفريدن نو بما تعلق نخواهد كرفت] ثم اضرب وانتقل من بيان كفرهم بالبعث الى بيان ما هو ابلغ واشنع منه وهو كفرهم بالوصول الى العاقبة وما يلقونه فيها من الأهوال فقال بَلْ [نه چنانست كه ميكويند بلكه] هُمْ [ايشان] بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لقاء الله عبارة عن القيامة وعن المصير اليه: يعنى [بآخرت كه سراى بقاست] كافِرُونَ جاحدون فمن أنكره لقى الله وهو عليه غضبان ومن أقره لقى الله وهو عليه رحمن قُلْ بيانا للحق وردا على زعمهم الباطل يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ التوفى أخذ الشيء تاما وافيا واستيفاء العدد قال فى الصحاح توفاه الله قبض روحه والوفاة الموت. والملك جسم لطيف نورانى يتشكل باشكال مختلفة قال بعض المحققين المتولى من الملائكة شيأ من السياسة يقال له ملك بالفتح ومن البشر يقال له ملك بالكسر فكل ملك ملائكة وليس كل ملائكة ملكا بل الملك هم المشار إليهم بقوله فالمدبرات فالمقسمات والنازعات ونحو ذلك ومنه ملك الموت انتهى. والموت صفة وجودية خلقت ضدا للحياة. والمعنى يقبض عزرائيل أرواحكم بحيث لا يترك منها شيأ بل يستوفيها ويأخذها تماما على أشد ما يكون من الوجوه وأفظعها من ضرب وجوهكم وأدباركم او يقبض أرواحكم بحيث لا يترك منكم أحدا ولا يبقى شخصا من العدد الذي كتب عليهم الموت واما ملك الموت نفسه فيتوفاه الله تعالى- كما روى- انه إذا أمات(7/113)
الله الخلائق لم يبق شىء له روح يقول الله لملك الموت من بقي من خلقى وهو اعلم فيقول يا رب أنت اعلم بمن بقي لم يبق الا عبدك الضعيف ملك الموت فيقول الله يا ملك الموت قد اذقت انبيائى ورسلى وأوليائي وعبادى الموت وقد سبق فى علمى القديم وانا علام الغيوب ان كل شىء هالك الا وجهى وهذه نوبتك فيقول الهى ارحم عبد ملك الموت وألطف به فانه ضعيف فيقول سبحانه وتعالى ضع يمينك تحت خدك الايمن واضطجع بين الجنة والنار ومت فيموت بامر الله تعالى وفى الآية رد للكافرين حيث زعموا ان الموت من الأحوال الطبيعية العارضة للحيوان بموجب الجبلة الَّذِي وُكِّلَ التوكيل ان تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك: وبالفارسية [وكيل كردن كسى را بر چيزى كماشتن وكار با كسى كذاشتن] بِكُمْ اى بقبض أرواحكم وإحصاء آجالكم ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ تردون بالبعث للحساب والجزاء وهذا معنى لقاء الله واعلم ان الله تعالى اخبر هاهنا ملك
الموت هو المتوفى والقابض وفى موضع انه الرسل اى الملائكة وفى موضع انه هو تعالى فوجه الجمع بين الآي ان ملك الموت يقبض الأرواح والملائكة أعوان له يعالجون ويعملون بامره والله تعالى يزهق الروح فالفاعل لكل فعل حقيقة والقابض لارواح جميع الخلائق هو الله تعالى وان ملك الموت وأعوانه وسائط قال ابن عطية ان البهائم كلها يتوفى الله أرواحها دون ملك الموت كأنه يعدم حياتها وكذلك الأمر فى بنى آدم الا ان لهم نوع شرف بتصرف ملك الموت والملائكة معه فى قبض أرواحهم قالوا ان عزرائيل يقبض الأرواح من بنى آدم وهى فى مواضع مختلفة وهو فى مكان واحد فهو حالة مختصة به كما ان لوسوسة الشيطان فى قلوب جميع اهل الدنيا حالة مختصة به قال انس بن مالك رضى الله عنه لقى جبريل ملك الموت بنهر بفارس فقال يا ملك الموت كيف تستطيع قبض الأنفس عند الوباء هاهنا عشرة آلاف وهاهنا كذا وكذا فقال له ملك الموت تزوى لى الأرض حتى كأنها بين فخذىّ فالتقطهم بيدىّ- وروى- ان الدنيا لملك الموت كراحة اليد او كطست لديه يتناول منه ما يشاء من غير تعب قال ابن عباس رضى الله عنهما ان خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب. وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه ان لملك الموت حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب وهو يتصفح وجوه الناس فما من اهل بيت الا وملك الموت يتصفحهم فى اليوم مرتين فاذا رأى إنسانا قد انقضى اجله ضرب رأسه بتلك الحربة وقال الآن يزاد بك عسكر الموتى- وروى- ان ملك الموت على معراج بين السماء والأرض وله أعوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فينزع أعوانه روح الإنسان ويخرجونها من جسده فاذا بلغت ثغرة النحر نزعها هو- وروى- فى الخبر ان له وجوها اربعة فوجه من نار يقبض به أرواح الكافرين ووجه من ظلمة يقبض به أرواح المنافقين ووجه من رحمة يقبض به أرواح المؤمنين ووجه من نور يقبض به أرواح الأنبياء والصديقين فاذا قبض روح المؤمن دفعها الى ملائكة الرحمة وإذا قبض روح الكافر دفعها الى ملائكة العذاب. وكان ملك الموت يقبض الأرواح بغير وجع فاقبل الناس يسبونه ويلعنونه فشكا الى ربه فوضع الله الأمراض والأوجاع فقالوا مات فلان من وجع كذا وكذا. وفى الحديث (الأمراض والأوجاع(7/114)
وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14) إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)
كلها بريد الموت ورسل الموت فاذا جاء الاجل اتى ملك الموت بنفسه فقال ايها العبد كم خبر بعد خبر وكم رسول بعد رسول وكم بريد بعد بريد انا المخبر ليس بعدي خبر وانا الرسول ليس بعدي رسول أجب ربك طائعا او مكرها فاذا قبض روحه وتصارخوا عليه قال على من تصرخون وعلى من تبكون فو الله ما ظلمت له أجلا ولا أكلت له رزقا بل دعاه ربه فليبك الباكي على نفسه فان لى فيكم عودات وعودات حتى لا أبقى منكم أحدا) قال عليه السلام (لو رأوا مكانه وسمعوا كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم) قال الكاشفى [عجب از آدمي كه با وجود چنين حريفى در كمين چكونه لاف آسايش تواند زد]
آسودگى مجوى كه از صدمت أجل ... كس را نداده اند برات مسلمى
وفى البستان
بيا اى كه عمرت بهفتاد رفت ... مكر خفته بودى كه بر باد رفت
كه يك لحظه صورت نبندد أمان ... چو پيمانه پر شد بدور زمان
قال بعضهم لولا غفلة قلوب الناس ما أحال قبض أرواحهم على ملك الموت [خير نساج قدس سره بيمار بود ملك الموت خواست كه جان او برآرد مؤذن كفت وقت نماز شام كه الله اكبر الله اكبر خير نساج كفت يا ملك الموت باش تا فريضه نماز بگزارم كه اين فرمان بر من فوت ميشود وفرمان تو فوت نمى شود چون نماز بگزارد سر بسجود نهاد كفت الهى آن روز كه اين وديعت مى نهادى زحمت ملك الموت در ميان نبود چهـ باشد كه امروز بى زحمت او بردارى اين بكفت وجان بداد]
يا رب ار فانى كنى ما را بتيغ دوستى ... مر فرشته مرك را با ما نباشد هيچ كار
هر كه از جام تو روزى شربت شوق تو خورد ... چون نماند آن شراب او داند آن رنج خمار
قال بعض الكبار ملك الموت هو المحبة الإلهية فانها تقبض الأرواح عن الصفات الانسانية وتميتها عن محبوباتها لقطع تعلق الروح الإنساني عما سوى الحق تعالى فترجع الى الله بجذبة ارجعي الى ربك والموت باصطلاح اهل الحقيقة قمع هوى النفس فمن مات عن هواه حيى حياة حقيقية قال الامام جعفر بن محمد الصادق رضى الله عنه الموت هو التوبة قال تعالى (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) فمن تاب فقد قتل نفسه
مكن دامن از كرد زلت بشوى ... كه ناكه ز بالا به بندند چوى
وَلَوْ تَرى [واگر بينى اى بيننده] إِذِ الْمُجْرِمُونَ هم القائلون أئذا ضللنا إلخ قال فى الكواشي لو وإذ للماضى ودخلتا على المستقبل هنا لان المستقبل من فعله كالماضى لتحقق وقوعه ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ النكس قلب الشيء على رأسه: وبالفارسية [سر فرو افكندن ونكونسار كردن] اى مطرقوا رؤسهم ومطأطئوها فى موقف العرض على الله من الحياء والحزن والغم يقولون رَبَّنا [اى پروردگار ما] أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا اى صرنا ممن يبصر ويسمع وحصل لنا الاستعداد لادراك الآيات المبصرة والمسموعة وكنا من قبل عميا لاندرك شيأ فَارْجِعْنا فارددنا الى الدنيا من رجعه رجعا اى رده وصرفه نَعْمَلْ(7/115)
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)
عملا صالِحاً حسبما تقضيه تلك الآيات إِنَّا مُوقِنُونَ الآن: يعنى [بي كمانيم] قال فى الإرشاد ادعاء منهم لصحة الافئدة والاقتدار على فهم معانى الآيات والعمل بموجبها كما ان ما قبله ادعاء لصحة مشعرى البصر والسمع كأنهم قالوا أيقنا وكنا من قبل لا نعقل شيأ أصلا وجواب لو محذوف اى لرأيت امرا فظيعا فهذا الأمر مستقبل فى التحقيق ماض بحسب التأويل كأنه قيل قد انقضى الأمر ومضى لكنك ما رأيته ولو رأيته لرأيت امرا فظيعا وفى التأويلات النجمية يشير الى اهل الدنيا من المجرمين وكان جرمهم انهم نكسوا رؤسهم فى أسفل الدنيا وشهواتها بعد ان خلقوا رافعى رؤسهم عند ربهم يوم الميثاق عند استماع خطاب ألست بربكم حيث رفعوا رؤسهم وقالوا بلى فلما ابتلوا بالدنيا وشهواتها وتزيينها من الشيطان نكسوا رؤسهم بالطبع فيها فصاروا كالبهائم والانعام فى طلب شهوات الدنيا كما قال تعالى (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)
لان للانعام ضلالة طبيعية جبلية فى طلب شهوات الدنيا وما كانوا مأمورين بعبودية الله ولا منهيين عن الشهوات حتى يحصل لهم ضلالة مخالفة للامر والنهى وللانسان شركة مع الانعام فى الضلالة الطبيعية بميل النفس الى الدنيا وشهواتها وله اختصاص بضلالة المخالفة فلهذا صار أضل من الانعام فكما عاشوا ناكسى رؤسهم الى شهوات الدنيا ماتوا فيما عاشوا فيه ثم حشروا على ما ماتوا عليه ناكسى رؤسهم عند ربهم وقد ملكتهم الدهشة وغلبتهم الخجلة فاعتذروا حين لا عذر واعترفوا حين لا اعتراف
سر از جيب غفلت بر آور كنون ... كه فردا نماند بخجلت نكون
كنونت كه چشمست اشكى ببار ... زبان در دهانست عذرى بيار
نه پيوسته باشد روان در بدن ... نه همواره كردد زبان در دهن
وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها مقدر بقول معطوف على ما قدر قبل قوله ربنا أبصرنا اى ونقول لو شئنا اى لو تعلقت مشيئتنا تعلقا فعليا بان نعطى كل نفس من النفوس البرّة والفاجرة ما تهتدى به الى الايمان والعمل الصالح بالتوفيق لهما لا عطيناها إياه فى الدنيا التي هى دار الكسب وما أخرناه الى دار الجزاء وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي ثبت قضائى وسبق وعيدى وهو لَأَمْلَأَنَّ [ناچار پركنيم] جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ بالكسر جماعة الجن والمراد الشياطين وكفار الجن وَالنَّاسِ الذين اتبعوا إبليس فى الكفر والمعاصي أَجْمَعِينَ يستعمل لتأكيد الاجتماع على الأمر وقال بعضهم (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) اى سبقت كلمتى حيث قلت لابليس عند قوله (لَأُغْوِيَنَّهُمْ) الآية (لَأَمْلَأَنَّ) إلخ وفى التأويلات (وَلَوْ شِئْنا) فى الأزل هدايتكم وهداية اهل الضلالة (لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) باصابة رشاش النور على الأرواح (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) قبل وجود آدم وإبليس (لَأَمْلَأَنَّ) إلخ ولكن تعلقت المشيئة باغواء قوم كما تعلقت باهداء قوم وأردنا ان يكون للنار قطان كما أردنا ان يكون للجنة سكان إظهارا لصفات لطفنا وصفات قهرنا لان الجنة وأهلها مظهر لصفات لطفى والنار وأهلها مظهر لصفات قهرى وانى فعال لما أريد وفى عرائس البيان ان جهنم فم قهره انفتح ليأخذ نصيبه ممن له استعداد مباشرة القهر كما ان الجنة فم لطفه انفتح ليأخذ نصيبه ممن له(7/116)
فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14)
استعداد مباشرة لطفه فاللطيف يرجع الى اللطيف والكثيف يرجع الى الكثيف ولو شاء لجعل الناس كلهم عارفين به ولكن جرى القلم فى الأزل بالوعد والوعيد كما قال ابن عطاء قدس سره لو شئنا لوفقنا كل عبد لرضانا ولكن حق القول بالوعد والوعيد ليتم الاختيار وسئل الشبلي قدس سره عن هذه الآية فقال يا رب املأ نارك من الشبلي واعف عن عبيدك ليتروح الشبلي بتعذيبك كما يتروح جميع العباد بالعوافي وذلك ان من استوى عنده اللطف والقهر بالوصول الى الأصل رأى مقصوده فى كل واحد منهما كما رأى أيوب عليه السلام المبتلى فى بلائه فطاب وقته وحاله وصفا باله فى عين الكدر
ما بلا خواهيم وزاهد عافيت ... هر متاعى را خريدارى فتاد
وعن الحسن قال خطبنا ابو هريرة رضى الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله يقول (ليعتذرن الله الى آدم ثلاث معاذير يقول الله يا آدم لولا انى لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والخلف وأعذب عليه لرحمت اليوم ولدك أجمعين من شدة ما اعددت لهم من العذاب ولكن حق القول منى لئن كذب رسلى وعصى امرى لا ملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين. ويقول الله يا آدم اعلم انى لا ادخل من ذريتك النار أحدا ولا أعذب منهم بالنار أحدا الا من قد علمت بعلمي انى لو رددته الى الدنيا لعاد الى اشر مما كان فيه ولم يرجع ولم يتب ويقول الله قد جعلتك حكما بينى وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم انى لا ادخل منهم الا ظالما) واعلم ان الله تعالى يملأ جهنم من الأقوياء كما يملأ الجنة من الضعفاء بدليل قوله عليه السلام (إذا ملئت جهنم تقول الجنة ملأت جهنم من الجبابرة والملوك والفراعنة ولم تملأنى من ضعفاء خلقك فينشىء الله خلقا عند ذلك فيدخلهم الجنة فطوبى لهم من خلق لم يذوقوا موتا ولم يروا سوأ بأعينهم) رواه انس رضى الله عنه. وقوله عليه السلام (تحاجت الجنة والنار فقالت النار اوثرت) اى فضلت (بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة انى لا يدخلنى إلا ضعفاء الناس وسقطهم فقال الله للنار أنت عذابى أعذبك من أشاء من عبادى ولكل واحدة منكما ملؤها) رواه ابو هريرة رضى الله عنه كذا فى بحر العلوم فَذُوقُوا الفاء لترتيب الأمر بالذوق على ما يعرب عنه ما قبله من نفى الرجع الى الدنيا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا النسيان ترك الإنسان ضبط ما استودع اما لضعف قلب واما عن غفلة او قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره وكل نسيان من الإنسان ذمه الله به فهو ما كان أصله من تعمد كما فى هذه الآية وأشار بالباء الى انه وان سبق القول فى حق التعذيب لكنه كان بسبب موجب من جانبهم ايضا فان الله قد علم منهم سوء الاختيار وذلك السبب هو نسيانهم لقاء هذا اليوم الهائل وتركهم التفكر فيه والاستعداد له بالكلية بالاشتغال باللذات الدنيوية وشهواتها فان التوغل فيها يذهل الجن والانس عن تذكر الآخرة وما فيها من لقاء الله ولقاء جزائه ويسلط عليهم نسيانها واضافة اللقاء الى اليوم كاضافة المكر فى قوله (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) اى لقاء الله فى يومكم هذا وفى التأويلات النجمية يشير الى انكم كنتم فى الغفلة والنائم لا يذوق الم ما عليه من العذاب مادام نائما ولكنه إذا انتبه من نومه(7/117)
إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)
يذوق الم ما به من العذاب فالناس نيام ليس لهم ذوق ما عليهم من العذاب فاذا ماتوا انتبهوا فقيل لهم ذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ تركناكم فى العذاب ترك المنسى بالكلية استهانة بكم ومجازاة لما تركتم وفى التأويلات (إِنَّا نَسِيناكُمْ) من الرحمة كما نسيتمونا من الخدمة وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ اى العذاب المخلد فى جهنم فهو من اضافة الموصوف الى صفته مثل عذاب الحريق بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اى بالذي كنتم تعملونه من الكفر والمعاصي وهو تكرير للامر للتأكيد واظهار الغضب عليهم وتعيين المفعول المطوى للذوق والاشعار بان سببه ليس مجرد ما ذكر من النسيان بل له اسباب اخر من فنون الكفر والمعاصي التي كانوا مستمرين عليها فى الدنيا وعن كعب الأحبار قال إذا كان يوم القيامة تقوم الملائكة فيشفعون ثم تقوم الشهداء فيشفعون ثم تقوم المؤمنون فيشفعون حتى إذا انصرمت الشفاعة كلها خرجت الرحمة فتشفع حتى لا يبقى فى النار أحد يعبأ الله به ثم يعظم بكاء أهلها فيها ويؤمر بالباب فيقبض عليهم فلا يدخل فيها روح ولا يخرج منها غم ابدا
الهى ز دوزخ دو چشمم بدوز ... بنورت كه فردا بنارت مسوز
إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا اى انكم ايها المجرمون لا تؤمنون بآياتنا ولا تعملون بموجبها عملا صالحا ولو رجعناكم الى الدنيا كما تدعون حسبما ينطق به قوله تعالى (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) وانما يؤمن بها الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها وعظوا: وبالفارسية [پند داده شوند] خَرُّوا سُجَّداً قال فى المفردات خر سقط سقوطا سمع منه خرير والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك مما يسقط من العلو فاستعمال الخرور فى الآية تنبيه على اجتماع أمرين السقوط وحصول الصوت منهم بالتسبيح وقوله بعد (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) تنبيه على ان ذلك الخرير كان تسبيحا بحمد الله لا شيأ آخر انتهى اى سقطوا على وجوههم حال كونهم ساجدين خوفا من عذاب الله وَسَبَّحُوا نزهوه عن كل ما لا يليق به من الشرك والشبه والعجز عن البعث وغير ذلك بِحَمْدِ رَبِّهِمْ فى موضع الحال اى ملتبسين بحمده تعالى على نعمائه كتوفيق الايمان والعمل وغيرهما وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ الظاهر انه عطف على صلة الذين اى لا يتعظمون عن الايمان والطاعة كما يفعل من يصر مستكبرا كأن لم يسمعها وهذا محل سجود بالاتفاق قال الكاشفى [اين سجده نهم است بقول امام أعظم رحمه الله وبقول امام شافعى دهم حضرت شيخ اكبر قدس سره الأطهر اين را سجده تذكر كفته وساجد بايد كه متذكر كردد آن چيزى را كه از آن غافل شده وتصديق كند دلالات وجود واحد را كه آن دلالتها در همه اشيا موجودست]
همه ذرات از مه تا بماهى ... بوحدانينش داد كواهى
همه اجزاى كون از مغز تا پوست ... چووا بينى دليل وحدت اوست
وينبغى ان يدعو الساجد فى سجدته بما يليق بآيتها ففى هذه الآية يقول اللهم اجعلنى من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك وأعوذ بك من ان أكون من المستكبرين عن أمرك وكره مالك رحمه الله قراءة السجدة فى قراءة صلاة الفجر جهرا وسرا فان قرأ هل يسجد(7/118)
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)
فيه قولان كذا فى فتح الرحمن قال فى خلاصة الفتاوى رجل قرأ آية السجدة فى الصلاة ان كانت السجدة فى آخر السورة او قريبا من آخرها بعدها آية او آيتان الى آخر السورة فهو بالخيار ان شاء ركع بها ينوى التلاوة وان شاء سجد ثم يعود الى القيام فيختم السورة وان وصل بها سورة اخرى كان أفضل وان لم يسجد للتلاوة على الفور حتى ختم السورة ثم ركع وسجد لصلاته سقط عنه سجدة التلاوة وفى التأويلات (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن سجودك كما استكبر إبليس ان يسجد لك الى قبلة آدم ولو سجد لآدم بامرك لكان سجوده فى الحقيقة لك وكان آدم قبلة للسجود كما ان الكعبة قبلة لنا فى سجودنا لك انتهى قال بعض الكبار وليس الإنسان بمعصوم من إبليس فى صلاته الا فى سجوده لانه حينئذ يتذكر الشيطان معصيته فيحزن ويشتغل بنفسه ويعتزل عن المصلى فالعبد فى سجوده معصوم من الشيطان غير معصوم من النفس. فخواطر السجود كلها اما ربانية او ملكية او نفسية وليس للشيطان عليه من سبيل فاذا قام من سجوده غابت تلك الصفة عن إبليس فزال حزنه واشتغل بك فعلى العاقل ان يسارع الى الصلاة فريضة كانت او نافلة حتى يحصل الرغم للشيطان والرضى للرحمان ويتقرب الروح الى حضرة الملك المتعال ويجد لذة المناجاة وطعم الوصال
ذوق سجده زائد است از ذوق سكر نزد جان ... هر كرا اين ذوق نى بي مغز باشد در جهان
اللهم اجعلنا من اهل سجدة الفناء انك سميع الدعاء تَتَجافى جُنُوبُهُمْ استئناف لبيان بقية محاسن المؤمنين. والتجافي النبوّ والبعد أخذ من الجفاء فان من لم يوافقك فقد جافاك وتجنب وتنحى عنك والجنوب جمع جنب وهو شق الإنسان وغيره. والمعنى ترتفع وتنتحى اضلاعهم عَنِ الْمَضاجِعِ اى الفرش ومواضع النوم جمع مضجع كمقعد بمعنى موضع الضجوع اى وضع الجنب على الأرض: وبالفارسية [دور ميشود پهلوهاى ايشان از خوابكهها] وفى اسناد التجافي الى الجنوب دون ان يقال يجافون جنوبهم اشارة الى ان حال اهل اليقظة والكشف ليس كحال اهل الغفلة والحجاب فانهم لكمال حرصهم على المناجاة ترتفع جنوبهم عن المضاجع حين ناموا بغير اختيارهم كان الأرض ألقتهم من نفسها واما اهل الغفلة فيتلاصقون بالأرض لا يحركهم محرك يَدْعُونَ رَبَّهُمْ حال من ضمير جنوبهم اى داعين له تعالى على الاستمرار خَوْفاً من سخطه وعذابه وعدم قبول عبادته وَطَمَعاً فى رحمته قال عليه السلام فى تفسير الآية قيام العبد من الليل يعنى انها نزلت فى شأن المتهجدين فان أفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل قال الكاشفى [چون پرده شب فرو كذارند وجهانيان سر بر بالين غفلت بنهند ايشان پهلو از بستر كرم وفراش نرم تهى كرده بر قدم نياز بايستند ودر شب دراز با حضرت خداوند راز كويند. از سهيل يمنى يعنى اويس قرنى رضى الله عنه منقولست كه در شبى ميكفت «هذه ليلة الركوع» وبيك ركوع بسر مى برد ودر شبى ديكر ميفرمود كه «هذه ليلة السجود» وبيك سجده بصبح ميرسانيد كفتند اى اويس چون طاقت طاعت دارى سبب چيست كه شبها بدين درازى بر يك حال مى كذرانى كفت كجاست(7/119)
شب درازى كاشكى ازل وابد يكشب بودى تا بيك سجده بآخر بردمى دران سجده نالهاى زار وكريهاى بيشمار كردمى]
به نيم شب كه همه مست خواب خوش باشند ... من وخيال تو ونالهاى دردآلود
وفى الحديث (عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أحبته واهله الى صلاته فيقول الله تعالى لملائكته انظروا الى عبدى ثار عن فراشه ووطائه من بين أحبته واهله الى صلاته رغبة فيما عندى وإشفاقا مما عندى ورجل غزا فى سبيل الله فانهزم مع أصحابه فعلم ما عليه من الانهزام وماله فى الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقو الله لملائكته انظروا الى عبدى رجع رغبة فيما عندى وإشفاقا مما عندى حتى أهريق دمه) وفى الحديث (ان فى الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن ألان الكلام واطعم الطعام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام) قال ابن رواحة رضى الله عنه يمدح النبي عليه السلام
وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرنا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات ان ما قال واقع
يبيت يجافى جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
وفى الحديث (إذا جمع الله الأولين والآخرين جاء مناد بصوت يسمع الخلائق كلهم سيعلم اهل الجمع اليوم من اولى بالكرم ثم يرجع فينادى ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ثم يرجع فيقول ليقم الذين يحمدون الله فى السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيسرّحون جميعا الى الجنة ثم يحاسب سائر الناس) واعلم ان قيام الليل من علو الهمة وهو وهب من الله تعالى فمن وهب له هذا فيلقم ولا يترك ورد الليل بوجه من الوجوه قال ابو سليمان الداراني قدس سره نمت عن وردى فاذا انا بحوراء تقول يا أبا سليمان تنام وانا اربى لك فى الخيام منذ خمسمائة عام وعن الشيخ ابى بكر الضرير رضى الله عنه قال كان فى جوارى شاب حسن الوجه يصوم النهار ولا يفطر ويقوم الليل ولا ينام فجاءنى يوما وقال لى يا أستاذ انى نمت عن وردى الليلة فرأيت كأن محرابى قد انشق وكأنى بجوار قد خرجن من المحراب لم ار احسن وجها منهن وإذا فيهن واحدة شوهاء لم ار أقبح منها منظرا فقلت لمن أنتن ولمن هذه فقلن نحن لياليك التي مضين وهذه ليلة نومك فلومت فى ليلتك هذه لكانت هذه حظك ثم انشأت الشوهاء تقول
اسأل لمولاك وارددني الى حالى ... فانت قبحتنى من بين اشكالى
لا ترقدّن الليالى ما حييت فان ... نمت الليالى فهنّ الدهر أمثالي
فاجابتها جارية من الحسان تقول
ابشر بخير فقد نلت الغنى ابدا ... فى جنة الخلد فى روضات جنات
نحن الليالى اللواتى كنت تسهرها ... تتلو القرآن بترجيع ورنات
ابشر وقد نلت ما ترجوه من ملك ... بر يجود بإفضال وفرحات
غدا تراه تجلى غير محتجب ... تدنى اليه وتحظى بالتحيات(7/120)
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)
قال ثم شهق شهقة خرميتا رحمه الله تعالى وفى آكام المرجان ظهر إبليس ليحيى عليه السلام فقال له يحيى هل قدرت منى على شىء قال لا إلا مرة واحدة فانك قدّمت طعاما لتأكله فلم ازل اشهيه إليك حتى أكلت منه اكثر مما تريد فنمت تلك الليلة فلم تقم الى الصلاة كما كنت تقوم إليها فقال له يحيى لا جرم لا شبعت من طعام ابدا قال له الخبيث لا جرم لا نصحت آدميا بعدك
باندازه خور زاد اگر مردمى ... چنين پر شكم آدمي يا خمى
ندارند تن پروران آگهى ... كه پر معده باشد ز حكمت تهى
وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ أعطيناهم من المال يُنْفِقُونَ فى وجوه الخير والحسنات قال بعضهم هذا عام من الواجب والتطوع وذلك على ثلاثة اضرب زكاة من نصاب ومواساة من فضل وإيثار من قوت
بد ونيك را بذل كن سيم وزر ... كه آن كسب خير است وآن دفع شر
از آن كس كه خيرى بماند روان ... دمادم رسد رحمتش بر روان
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ من النفوس لا ملك مقرب ولا نبى مرسل فضلا عمن عداهم ما أُخْفِيَ لَهُمْ اى لاولئك الذين عددت نعوتهم الجليلة من التجافي والدعاء والانفاق ومحل الجملة نصب بلا تعلم سدت مسد المفعولين مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ مما تقربه أعينهم إذا رأوه وتسكن به أنفسهم وقال الكاشفى [از روشنىء چشمها يعنى چيزى كه بدان چشمها روشن كردد] وفى الحديث (يقول الله تعالى اعددت لعبادى الصالحين ما لاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بل ما اطلعتم عليه اقرأوا ان شئتم فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ اى جزوا جزاء بسبب ما كانوا يعملون فى الدنيا من اخلاص النية وصدق الطوية فى الأعمال الصالحة [بزركى فرموده كه چون عمل پنهان ميكردند جزا نيز پنهانست تا چنانچهـ كس را بر طاعت ايشان اطلاع نبود كسى را نيز بمكافات ايشان اطلاع نباشد]
روزى كه روم همره جانان بچمن ... نه لاله وگل بينم ونه سرو وسمن
زيرا كه ميان من واو كفته شود ... من دانم واو داند واو داند ومن
وفى التأويلات النجمية (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) عن مضاجع الدارين وتتباعد قلوبهم عن مضاجعات الأحوال فلا يساكنون أعمالهم ولا يلاحظون أحوالهم ويفارقون مآلفهم ويهجرون فى الله معارفهم يدعون ربهم بربهم لربهم خوفا من القطيعة والابعاد (وَطَمَعاً) فى القربات والمواصلات (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) من نعمة الوجود (يُنْفِقُونَ) ببذل المجهود فى طلب المفقود وليردّ إليهم بالجود ما أخفى لهم من النقود كما قال تعالى (فَلا تَعْلَمُ) إلخ. وفى الحقيقة ان ما أخفى لهم انما هو جمالهم فقد أخفى عنهم لعينهم فان العين حق فاعلم انه مادام ان تكون عينكم الفانية باقية يكون جمالكم الباقي مخفيا عنكم لئلا تصيبه عينكم فلو طلع صبح سعادة التلاقي وذهب بظلمة البين من البين وتبدلت العين بالعين فذهب الجفاء وظهر الخفاء ودام اللقاء(7/121)
أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19)
كما أقول
مذ جاء هواكم ذاهبا بالبين ... لم يبق سوى وصالكم فى البين
ما جاء بغير عينكم فى عينى ... والآن محت عينكمولى عينى
وبقوله (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) يشير الى ان عدم علم كل نفس بما أخفى لهم وحصول جهلهم به انما كان جزاء بما كانوا يعملون بالاعراض عن الحق لاقبالهم على طلب غير الله وعبادة ما سواه انتهى أَفَمَنْ [آيا آنكس كه] كانَ فى الدنيا مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً خارجا عن الايمان لانه قابل به المؤمن وايضا اخبر انه يخلد فى النار ولا يستحق التخليد فيها الا الكافر لا يَسْتَوُونَ فى الشرف والجزاء فى الآخرة والتصريح به مع إفادة الإنكار نفى المشابهة للتأكيد وبناء التفصيل الآتي عليه والجمع للحمل على معنى من قال الكاشفى [آورده اند كه وليد بن عقبه با شير بيشه مردى در مقام مفاخرت آمده كفت اى على سنان من از سنان تو سخترست وزبان من از زبان تو تيزتر على كفت خاموش باش اى فاسق ترا با من چهـ زهره مساوات و چهـ ياراى مجادلاتست حق سبحانه وتعالى براى تصديق على رضى الله عنه آيت فرستاد] فالمؤمن هو علىّ رضى الله عنه ودخل فيه من مثل حاله والكافر هو الوليد ودخل فيه من هو على صفته ولذلك أورد الجمع فى لا يستوون قال ابن عطاء من كان فى أنوار الطاعة والايمان لا يستوى مع من هو فى ظلمات الفسق والطغيان وفى كشف الاسرار أفمن كان فى حلة الوصال يجرّ أذياله كمن هو فى مذلة الفراق يقاسى وباله أفمن كان فى روح القربة ونسيم الزلفة كمن هو فى هول العقوبة يعانى مشقة الكلفة أفمن أيد بنور البرهان وطلعت عليه شموس العرفان كمن ربط بالخذلان ووسم بالحرمان لا يستويان ولا يلتقيان
ايها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان
هى شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استقل يمانى
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ استحقاقا جَنَّاتُ الْمَأْوى قال الراغب المأوى مصدر أوى الى كذا انضم اليه وجنة المأوى كقوله دار الخلود فى كون الدار مضافا الى المصدر وفى الإرشاد أضيفت الجنة الى المأوى لانها المأوى الحقيقي وانما الدنيا منزل مرتحل عنه لا محالة ولذلك سميت قنطرة لانها معبر للآخرة لا مقر: وبالفارسية [ايشانراست بوستانها وبهشتها كه مأواى حقيقى است] وعن ابن عباس رضى الله عنهما جنة المأوى كلها من الذهب وهى احدى الجنان الثمان التي هى دار الجلال ودار القرار ودار السلام وجنة عدن وجنة المأوى وجنة الخلد وجنة الفردوس وجنة النعيم نُزُلًا اى حال كون تلك الجنات ثوابا واجرا: وبالفارسية [در حالتى كه پيشكش باشد يعنى ماحضرى كه براى مهمانان آرند] وهو فى الأصل ما يعد للنازل والضيف من طعام وشراب وصلة ثم صار عاما فى العطاء بِما كانُوا يَعْمَلُونَ بسبب أعمالهم الحسنة التي عملوها فى الدنيا وفى التأويلات النجمية (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً) بطلب الحق تعالى (كَمَنْ كانَ فاسِقاً) بطلب ما سوى(7/122)
وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)
الحق (لا يَسْتَوُونَ) اى الطالبون لله والطالبون لغير الله ف (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بطلب الحق (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) بالإقبال على الله والاعراض عما سواه (فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا) يعنى ان جنات مأوى الأبرار ومنزلهم يكون نزلا للمقربين السائرين الى الله واما مأواهم ومنزلهم ففى مقعد صدق عند مليك مقتدر وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا خرجوا عن الايمان والطاعة بايثار الكفر والمعصية عليهما فَمَأْواهُمُ اسم مكان اى ملجأهم ومنزلهم النَّارُ مكان جنات المأوى للمؤمنين كُلَّما [هركاه كه] أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها عبارة عن الخلود فيها فانه لا خروج ولا إعادة فى الحقيقة كقوله (كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً) ونار جهنم لا تخبو يعنى كلما قال قائلهم قد خبت زيد فيها ويروى انه يضربهم لهيب النار فيرتفعون الى طبقاتها حتى إذا قربوا من بابها وأرادوا ان يخرجوا منها يضربهم لهيب النار او تتلقاهم الخزنة بمقامع: يعنى [بگرزهاى آتشين] فتضربهم فيهوون الى قعرها سبعين خريفا وهكذا يفعل بهم ابدا وكلمة فى للدلالة على انهم مستقرون فيها وانما الاعادة من بعض طبقاتها الى بعض وَقِيلَ لَهُمْ اهانة وتشديدا عليهم وزيادة فى غيظهم ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ اى بعذاب النار تُكَذِّبُونَ على الاستمرار فى الدنيا وتقولون لا جنة ولا نار قال فى برهان القرآن وفى سبأ (عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) لان النار فى هذه السورة وقعت موقع الكناية لتقدم ذكرها والكنايات لا توصف بوصف العذاب وفى سبأ لم يتقدم ذكر النار فحسن وصف النار وهذه لطيفة فاحفظها انتهى وفى التأويلات (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا) خرجوا عن سبيل الرشاد ووقعوا فى بئر البعد والابعاد (فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها) لانهم فى هذه الصفة عاشوا وفيها ماتوا فعليها حشروا وذلك ان دعاة الحق لما كانوا فى الدنيا ينصحون لهم ان يخرجوا من أسفل الطبيعة بحبل الشريعة برعاية آداب الطريقة حملهم الشوق الروحاني على التوجه الى الوطن الأصلي العلوي فلما عزموا على الخروج من الدركات الشهوانية أدركتهم الطبيعة النفسانية الحيوانية السفلية واعادتهم الى أسفل الطبيعة (وَقِيلَ لَهُمْ) يوم القيامة (ذُوقُوا) إلخ لانكم وان كنتم معذبين فى الدنيا ولكن ما كان لكم شعور بالعذاب الذي يجلل حواسكم الاخروية ولو كنتم تجدون ذوق العذاب لانتهيتم عن الأعمال الموجبة لعذاب النار كما انكم لماذقتم ألم عذاب النار فى الدنيا احترزتم عنها غاية الاحتراز انتهى. فالاحتراق وصف الكافر والفاسق واما المؤمن والمطيع فقد قال عليه السلام فى حقه (تقول جهنم للمؤمن جزيا مؤمن فقد اطفأ نورك لهبى) كما قال فى المثنوى
كويدش بگذر سبك اى محتشم ... ور نه ز آتشهاى تو مرد آتشم «1»
وذلك النور هو نور التوحيد وله تأثير جدا فى عدم الاحتراق- كما حكى- ان مجذوبا كان يصاحب الشيخ الحاجي بيرام قدس سره وكان يحبه فلما توفى الشيخ جاء المجذوب الى الشيخ الشهير بآق شمس الدين لكونه خليفة الشيخ الحاجي بيرام فقال له شمس الدين يوما يا أخي ما لبست كسوة الشيخ الحاجي بيرام فى حياته فكيف لو لبستها من يدنا فقبل ففرح شمس الدين مع مريديه فعملوا ضيافة وألبسوه كسوة فلما لبسها القى نفسه فى نار كانت فى ذلك المجلس فلبث
__________
(1) در اواخر دفتر ششم در بيان حديث جزيا مؤمن فان نورك اطفأ نارى(7/123)
وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)
فيها حتى احترقت الكسوة ولم يحترق المجذوب ثم خرج منها وقال يا ايها الشيخ لا خير فى كسوة تحرقها النار قال بعض العارفين لو كان المشتاقون دون جماله فى الجنة وا ويلاه ولو كانوا فى الجحيم معه ووا شوقاه فمن كان مع المحبوب فهو لا يحترق ألا ترى ان النبي عليه الصلاة والسلام نظر الى جهنم وما فيها ليلة المعراج ولم يحترق منه شعرة وكما ان النار تقول للمؤمن ذلك القول كذلك الجنة تقول له حين يذهب الى مقامه جز يا مومن الى مقامك فان نورك يذهب بزينتى ولطافتى كما قال فى المثنوى
كويدش جنت كذر كن همچوباد ... ور نه كردد هر چهـ من دارم كساد «1»
وذلك لان نور المؤمن نور التجلي والتجلي انما يكون للمؤمن لا للجنة فيغلب نوره على الجنة التي ليس لها نور التجلي ألا ترى ان من جلس للوعظ وفى المجلس من هو أعلى حالا منه فى العلم يحصل له الانقباض والكساد فلا يطلب الا قيام ذلك من المجلس فاذا كان هذا حال العالم مع من هو اعلم منه فى الظاهر فقس عليه حال العالم مع من هو اعلم منه فى الباطن فمن عرف مراتب اهل الله تعالى يسكت عند حضورهم لان لهم الغلبة فى كل شان ولهم المعرفة بكل مقام قدس الله أسرارهم وَلَنُذِيقَنَّهُمْ اى اهل مكة. والاذاقة بالفارسية [چشانيدن] مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى اى الأقرب وهو عذاب الدنيا وهو ما محنوا به من القحط سبع سنين بدعاء النبي عليه السلام حين بالغوا فى الاذية حتى أكلوا الجيف والجلود والعظام المحترقة والعلهز وهو الوبر والدم بان يخلط الدم باوبار الإبل وشوى على النار وصار الواحد منهم يرى ما بينه وبين السماء كالدخان وكذا ابتلوا بمصائب الدنيا وبلاياها مما فيه تعذيبهم حتى آل أمرهم الى القتل والاسر يوم بدر دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ اى قبل العذاب الأكبر الذي هو عذاب الآخرة فدون هنا بمعنى قبل وفى كشف الاسرار وتبعه الكاشفى فى تفسيره [فروتر از عذاب بزركتر كه خلودست در آتش] وذلك لانه فى الأصل ادنى مكان من الشيء فيقال هذا دون ذلك إذا كان أحط منه قليلا ثم استعير منه للتفاوت فى الأموال [والرتب در لباب از تفسير نقاش نقل كرده كه ادنى غلاى اسعارست واكبر خروج مهدى بشمشير آبدار وكفته اند خوارىء دنيا ونكو نسارىء عقبا يا افتادن در كناه ودور افتادن از دركاه قرب الله]
دور ماندن از وصال او عذاب اكبر است ... آتش سوز فراق از هر عذابى بدترست
وفى حقائق البقلى العذاب الأدنى حرمان المعرفة والعذاب الأكبر الاحتجاب عن مشاهدة المعروف وقال ابو الحسن الوراق الأدنى الحرص على الدنيا والأكبر العذاب عليه لَعَلَّهُمْ اى لعل من بقي منهم وشاهده ولعل فى مثله بمعنى كى يَرْجِعُونَ يتوبون عن الكفر والمعاصي وفى التأويلات النجمية يشير الى ارباب الطلب واصحاب السلوك إذا وقعت لاحدهم فى أثناء السلوك وقفة لعجب تداخله او لملالة وسآمة نفس او لحسبان وغرور قبول او وقعت له فترة بالتفاته الى شىء من الدنيا وزينتها وشهواتها فابتلاه الله اما ببلاء فى نفسه او ماله او بيته من أهاليه وأقربائه وأحبائه لعلهم بإذاقة عذاب البلاء والمحن انتبهوا من نوم الغفلة وتداركوا ايام العطلة قبل ان يذيقهم العذاب الأكبر بالخذلان والهجران وقسوة القلب كما قال تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ)
__________
(1) در اواخر دفتر ششم در بيان حديث جزيا مؤمن فان نورك اطفأ نارى(7/124)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23)
الآية لعلهم يرجعون الى صدق طلبهم وعلو محبتهم وَمَنْ أَظْلَمُ [وكيست ستمكارتر] مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ اى وعظ بالقرآن ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها فلم يتفكر فيها ولم يقبلها ولم يعمل بموجبها وثم لاستبعاد الاعراض عنها مع غاية وضوحها وإرشادها الى سعادة الدارين كقولك لصاحبك دخلت المسجد ثم لم تصل فيه استبعادا لتركه الصلاة فيه. والمعنى هو اظلم من كل ظالم وان كان سبك التركيب على نفى الأعظم من غير تعرض لنفى المساوى إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ اى من كل من اتصف بأجرام وان هانت جريمته مُنْتَقِمُونَ فكيف من كان اظلم من كل ظالم وأشد جرما من كل مجرم: وبالفارسية [انتقام كشيدكانيم هلاك وعذاب] يقال نقمت من الشيء ونقمته إذا أنكرته اما باللسان واما بالعقوبة والنقمة العقوبة والانتقام [كينه كشيدن] فاذا نبه العبد بانواع الزجر وحرك فى تركه حدود الوفاق بصنوف من التأديب ثم لم يرتدع عن فعله واغتر بطول سلامته وأمن هواجم مكر الله وخفايا امره اخذه بغتة بحيث لا يجد فرجة من أخذته كما قال (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) اى المصرين على جرمهم (مُنْتَقِمُونَ) بخسارة الدارين: قال الحافظ
كمين كهست وتو خوش تيز ميروى هش دار ... مكن كه كرد بر آيد ز شهره عدمت
وفى الحديث (ثلاثة من فعلهن فقد أجرم من عقد لواء فى غير حق ومن عق لوالديه ومن نصر ظالما) واعلم ان الظلم أقبح الأمور ولذلك حرمه الله على نفسه فينبغى للعاقل ان يتعظ بمواعظ الله ويتخلق بأخلاقه ويجتنب عن اذية الروح بموافقة النفس والطبيعة واذية عباد الله وعن ابن عباس رضى الله عنهما انه استند الى جدار الكعبة وقال يا كعبة ما أعظم حرمتك على الله لكنى لوهدمتك سبع مرات كان أحب الى من أوذي مسلما مرة واحدة وعن وهب بن منبه انه قال جمع عالم من علماء بنى إسرائيل سبعين صندوقا من كتب العلم كل صندوق سبعون ذراعا فاوحى الله تعالى الى نبى ذلك الزمان ان قل لهذا العالم لا تنفعك هذه العلوم وان جمعت أضعافا مضاعفة مادام معك ثلاث خصال حب الدنيا ومرافقة الشيطان وأذى مسلم فهذه الأسباب توقع الإنسان فى ورطة الانتقام وانتقام الله لا يشبه انتقام غيره ألا ترى انه وصف العذاب بالأكبر وفى الحديث (ان فى أهون باب منها سبعين الف جبل من نار وفى كل جبل سبعون الف واد من نار وفى كل واد سبعون الف شعب من نار وفى كل شعب سبعون الف مدينة من نار وفى كل مدينة سبعون الف دار من نار وفى كل دار سبعون الف قصر من نار وفى كل قصر سبعون الف صندوق من نار وفى كل صندوق سبعون الف نوع من العذاب ليس فيها عذاب يشاكل عذابا) فسمع عمر رضى الله عنه فقال يا ليتنى كنت كبشا فذبحونى وأكلوني ولم اسمع ذكر جهنم. وقال ابو بكر رضى الله عنه يا ليتنى كنت طيرا فى المفازة ولم اسمع ذكر النار. وقال على رضى الله عنه يا ليت أمي لم تلدنى ولم اسمع ذكر جهنم نسأل الله تعالى ان يحفظنا من الوقوع فى اسباب العذاب والوقوف فى مواقف المناقشة وسوء الحساب وهو الذي خلق فهدى الى طريق رضاه ومنه الثبات على دينه الموصل الى جنته وقربته ووصلته ولقاه وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ اى التوراة فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ اى شك(7/125)
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)
وفى المفردات المرية التردد فى الأمر وهو أخص من الشك مِنْ لِقائِهِ اللقاء [ديدن] يقال لقيه كرضيه رآه قال الراغب يقال ذلك فى الإدراك بالحس بالبصر وبالبصيرة وهو مضاف الى مفعوله. والمعنى من لقاء موسى الكتاب فانا ألقينا عليه التوراة يقول الفقير هذا هو الذي يستدعيه ترتيب الفاء على ما قبلها فان قلت ما معنى النهى وليس له عليه السلام فى ذلك شك أصلا قلت فيه تعريض للكفار بانهم فى شك من لقائه إذ لو لم يكن لهم فيه شك لآمنوا بالقرآن إذ فى التوراة وسائر الكتب الإلهية ما يصدق القرآن من الشواهد والآيات فايتاء الكتاب ليس ببدع حتى يرتابوا فيه فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين وفى التأويلات النجمية يشير الى ان موسى عليه السلام لما اوتى الكتاب وهو حظ سمعه فلا تشك يا محمد ان يحظى غدا حظ بصره بالرؤية ولكن بشفاعتك وبركة متابعتك واختصاصه فى دعائه بقوله اللهم اجعلنى من امة احمد فان الرؤية مخصوصة بك وبامتك بتبعيتك وَجَعَلْناهُ اى الكتاب الذي آتيناه موسى هُدىً من الضلالة: وبالفارسية [راه نماينده] لِبَنِي إِسْرائِيلَ لانه انزل إليهم وهم متعبدون به دون بنى إسماعيل وعليهم يحمل الناس فى قوله تعالى (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ اى من بنى إسرائيل أَئِمَّةً جمع امام بمعنى المؤتم والمقتدى به قولا وفعلا: وبالفارسية [پيشوا] يَهْدُونَ يرشدون الخلق الى الحق بما فى التوراة من الشرائع والاحكام والحكم بِأَمْرِنا إياهم بذلك او بتوفيقنا لهم لَمَّا صَبَرُوا على الحق فى جميع الأمور والأحوال وهى شرط لما فيها من معنى الجزاء نحو أحسنت إليك لما جئتنى والتقدير لما صبر الائمة اى العلماء من بنى إسرائيل على المشاق وطريق الحق جعلناهم ائمة او هى ظرف بمعنى الحين اى جعلناهم ائمة حين صبروا وَكانُوا بِآياتِنا التي فى تضاعيف الكتاب يُوقِنُونَ لا معانهم فيها النظر والإيقان [بى گمان شدن] ولا تشك انها من عندنا كما يشك الكفار من قومك فى حق القرآن وفيه اشارة الى انه كما ان الله تعالى جعل التوراة هدى لبنى إسرائيل فاهتدوا بها الى مصالح الدين والدنيا كذلك جعل القرآن هدى لهذه الامة المرحومة يهتدون به الى الشرائع والحقائق وكما انه جعل من بنى إسرائيل قادة ادلاء كذلك جعل من هذه الامة سادة اجلاء بل رجحهم على الكل بكل كمال فان الأفضل اولى بإحراز الفضائل كلها قال الشيخ العارف ابو الحسن الشاذلى قدس سره رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فى النوم باهى موسى وعيسى عليهما السلام بالإمام الغزالي قدس سره وقال أفي امتكما حبر كذا قالا لا ورضى الله عن جميع الأولياء والعلماء ونفعنا بهم فانظر ما اشرف علم هذه الامة وما أعز معرفتهم ولذا يشرفون يوم القيامة بكل حلية- كما قال بعض الأخيار- رأيت الشيخ أبا اسحق ابراهيم ابن على بن يوسف الشيرازي رحمه الله فى النوم بعد وفاته وعليه ثياب بيض وعلى رأسه تاج فقلت له ما هذا البياض فقال شرف الطاعة قلت والتاج قال عز العلم قال بعض الكبار من عدم الانصاف عدم ايمان الناس بما جاء به الأنبياء المعصومون وعدم الايمان بما اتى به الأولياء المحفوظون فان البحر واحد فمن آمن بما جاء به الأصل من الوحى يجب ان يؤمن بما جاء به(7/126)
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)
الفرع من الإلهام بجامع الموافقة وقد ثبت ان العلماء ورثة الأنبياء فعلومهم علومهم ففى الاتباع لهم فى أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم اجر كثير وثواب عظيم ونجاة من المهالك كما قال الحافظ
يار مردان خدا باش كه در كشتىء نوح ... هست خاكى كه بآبى نخرد طوفانرا
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ يقضى بَيْنَهُمْ بين الأنبياء وأممهم المكذبين او بين المؤمنين والمشركين يَوْمَ الْقِيامَةِ فيميز بين المحق والمبطل [وهر يك را مناسب او جزا دهد] وكلمة هو للتخصيص والتأكيد وان ذلك الفصل يوم القيامة ليس الا اليه وحده لا يقدر عليه أحد سواه ولا يفوّض الى من عداه فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من امور الدين هنا اى فى الدنيا قال بعض الكبار ان الله تبارك وتعالى يحكم بين عباده لوجوه. او لها لعزتهم لانهم عنده أعز من ان يجعل حكمهم الى أحد من المخلوقين بل هو بفضله وكرمه يكون حاكما عليهم.
وثانيها غيرة عليهم لئلا يطلع على أحوالهم أحد غيره. وثالثها رحمة وكرما فانه ستار لا يفشى عيوبهم ويستر عن الأغيار ذنوبهم. ورابعها لانه كريم ومن سنة الكرام انهم إذا مروا باللغو مروا كراما. وخامسها فضلا وعدلا لانه الخالق الحكيم الذي خلقهم وما يعملون على مقتضى حكمته ووفق مشيئته فان رأى منهم حسنا فذلك من نتائج إحسانه وفضله وان رأى منهم قبيحا فذلك من موجبات حكمته وعدله وانه (لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها) الآية. وسادسها عناية وشفقة فانه تعالى خلقهم ليربحوا عليه لا ليربح عليهم فلا يجوز من كرمه ان يخسروا عليه. وسابعها رحمة ومحبة فانه تعالى بالمحبة خلقهم لقوله (فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لاعرف) وللمحبة خلقهم لقوله (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) فينظر فى شأنهم بنظر المحبة والرضى وعين الرضى عن كل عيب كليلة. وثامنها لطفا وتكريما فانه نادى عليهم بقوله (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) فلا يهين من كرّمه.
وتاسعها عفوا وجودا فانه تعالى عفو يحب العفو فان رأى جريمة فى جريدة العبد يحب عفوها وانه جواد يحب ان يجود عليه بالمغفرة والرضوان. وعاشرها انه تعالى جعلهم خزائن أسراره فهو اعلم بحالهم واعرف بقدرهم فانه خمر طينتهم بيده أربعين صباحا وجعلهم مرآة يظهر بها جميع صفاته عليهم لا على غيرهم ولو كان الملائكة المقربين ألا ترى انه تعالى لما قال (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) فما عرفوهم حق معرفتهم حتى قال تعالى فيهم عزة وكرامة (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) اى من فضائلهم وشمائلهم فانهم خزائن أسراري ومرآة جمالى وجلالى فانتم تنظرون إليهم بنظر الغيرة وانا انظر إليهم بنظر المحبة والرحمة فلا ترون منهم الا كل قبيح ولا أرى منهم الا كل جميل فلا ارضى ان أجعلكم حاكما بينهم بل بفضلي وكرمى انا افصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فاحسن الى محسنهم وأتجاوز عن مسيئهم فلا يكبر علىّ اختلافهم لعلمى بحالهم انهم لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم فعلى العاقل ان يرفع الاختلاف من البين ولا يقع(7/127)
أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)
فى البين فان الله تعالى قد هدى بهداية القرآن الى طريق القربات ولكن ضل عن الاتفاق الأعضاء والقوى فى قطع العقبات اللهم ارحم انك أنت الجواد الأكرم أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ تخويف لكفار مكة اى اغفلوا ولم يبين لهم مآل أمرهم والفاعل ما دل عليه قوله كَمْ أَهْلَكْنا اى كثرة إهلاكنا لان كم لا يقع فاعلا فلا يقال جاءنى كم رجل مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ مثل عاد وثمود وقوم لوط. والقرن اسم لسكان الأرض عصرا والقرون سكانها على الأعاصير يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ الجملة حال من ضميرهم يعنى اهل مكة يمرون فى متاجرهم على ديار الهالكين وبلادهم ويشاهدون آثار هلاكهم وخراب منازلهم إِنَّ فِي ذلِكَ الإهلاك وما يتعلق به من الآثار لَآياتٍ حججا ومواعظ لكل مستبصر ومعتبر: وبالفارسية [عبرتهاست مر امم آتيه را] أَفَلا يَسْمَعُونَ آيات الله ومواعظه سماع تدبر واتعاظ فينتهوا عماهم عليه من الكفر والتكذيب
كسى را كه پندار در سر بود ... مپندار هركز كه حق بشنود
ز علمش ملال آيد از وعظ ننك ... شقايق بباران نرويد ز سنك
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ السوق [راندن] والمراد سوق السحاب الحامل للماء لانه هو الذي ينسب الى الله تعالى واما السقي بالأنهار فمنسوب الى العبد وان كان الإنبات من الله تعالى ولما كان هذا السوق وما بعده من الإخراج محسوسا حمل بعضهم الرؤية على البصرية ويدل عليه ايضا آخر الآية وهو أفلا يبصرون وقال فى بحر العلوم حملا على المقصود من النظر اى قد علموا انا نسوق الماء: وبالفارسية [آيا نمى بينند ونميدانند كه ما آب را در ابر ميرانيم] إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ اى التي حرز نباتها اى قطع وازيل بالكلية لعدم المطر او لغيره كالرعى لا التي لا تنبت لقوله فَنُخْرِجُ من تلك الأرض بِهِ اى بسبب ذلك الماء المسوق زَرْعاً [كشت زارها وغلات وأشجار] وهو فى الأصل مصدر عبر به عن المزروع تَأْكُلُ مِنْهُ اى من ذلك الزرع أَنْعامُهُمْ [چهارپايان ايشان] كالتبن والقصيل والورق وبعض الحبوب المخصوصة بها وَأَنْفُسُهُمْ كالحبوب التي يقتاتها الإنسان والثمار أَفَلا يُبْصِرُونَ اى ألا ينظرون فلا يبصرون ذلك فيستدلون به على وحدته وكمال قدرته وفضله تعالى وانه الحقيق بالعبادة وان لا يشرك به بعض خلقه من ملك وانسان فضلا عن جماد لا يضر ولا ينفع وايضا فيعلمون انا نقدر على اعادتهم واحيائهم قال ابن عطاء فى الآية نوصل بركات المواعظ الى القلوب القاسية المعرضة عن الحق فتتعظ بتلك المواعظ قال بعضهم يسوق مياه معرفته من بحار تجلى جلاله الى ارض القلوب الميتة فينبت نرجس الوصلة وياسمين المودة وريحان المؤانسة وبنفسج الحكمة وزهر الفطنة وورد المكاشفة وشقائق الحقيقة وقال بعضهم نسوق ماء الهداية الى القلوب الميتة فنسقى حدائق وصلهم بعد جفاف عودها وزوال المأنوس من معهودها فيعود عودها مورقا بعد ذبوله حاكيا لحالة حال حصوله فنخرج به زرعا من الواردات التي تصلح لزينة النفوس ومن المشاهدات التي تصلح لتغذية القلوب ولا يخفى ان الهداية على انواع فهداية الكافر(7/128)
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29)
الى الايمان وهداية المؤمن الفاسق الى الطاعات وهداية المؤمن المطيع الى الزهد والورع وهداية الزاهد المتورع الى المعرفة وهداية العارف الى الوصول وهداية الواصل الى الحصول فعند الحصول تنبت حبة القلب بفيض الإلهام الصريح نباتا لا جفاف لها بعده فمن هاهنا يأخذ الإنسان الكامل فى الحياة الباقية وينبغى لطالب الحق ان يجتهد فى طريق العبودية فان الفيض والنماء انما يحصل من طريق العبادات ولذا جعل الله الطاعات رحمة على العباد ألا ترى ان الإنسان إذا صلى صلاة الفجر يقع فى بحر المناجاة مع الله ولكن تنقطع هذه الحالة الى صلاة الظهر بالنسبة الى الإنسان الناقص إذ ربما يشتغل فى البين بما ينقطع به المدد فصلاة الظهر إذا تجدد له حالته وهكذا فتكرر الصلوات فى الليل والنهار كتكرر سقى الأرض والزرع صباحا ومساء وكذا الصوم فان شهر رمضان يفتح فيه باب القلب ويغلق باب الطبيعة فيحصل للصائم صفة الصمدية فيكون كالملائكة فى المحل ففى تكرر رمضان عليه امداد له لتكميل تلك الصفة الالهية وانما لا يظهر اثر الطاعات فى حق العوام لانهم لا يؤدونها من طريقها وبشرائطها فالله تعالى قادر على ان ينقذهم من شهواتهم ويخرجهم من دائرة غفلاتهم ومن استعجز القدرة الالهية فقد كفر قال فى شرح الحكم وان أردت الاستعانة على تقوية رجائك فانظر لحال من كان مثلك ثم أنقذه الله وخصه بعنايته كابراهيم بن أدهم وفضيل بن عياض وابن المبارك وذى النون ومالك بن دينار وغيرهم من محرومى البداية ومرزوقى النهاية: وفى المثنوى
سايه حق بر سر بنده بود ... عاقبت جوينده يابنده بود «1»
كفت پيغمبر كه چون كوبى درى ... عاقبت زان در برون آيد سرى
چون نشينى بر سر كوى كسى ... عاقبت بينى تو هم روى كسى
چون ز چاهى ميكنى هر روز خاك ... عاقبت اندر رسى در آب پاك
جمله دانند اين اگر تو نكروى ... هر چهـ ميكاريش روزى بد روى
وقال فى موضع آخر
چون صلاى وصل بشنيدن كرفت ... اندك اندك مرده جنبيدن كرفت «2»
نى كم از خاكست كز عشوه صبا ... سبز پوشد سر برآرد از قنا
كم ز آب نطفه نبود كز خطاب ... يوسفان زايند رخ چون آفتاب
كم ز بادى نيست شد از امركن ... در رحم طاوس ومرغ خوش سخن
كم ز كوه وسنك نبود كز ولاد ... ناقه كان ناقه ناقه زاد زاد
وَيَقُولُونَ وذلك ان المؤمنين كانوا يقولون لكفار مكة ان لنا يوما يفتح الله فيه بيننا اى يحكم ويقضى يريدون يوم القيامة او ان الله سيفتح لنا على المشركين ويفصل بيننا وبينهم وكان اهل مكة إذا سمعوه يقولون بطريق الاستعجال تكذيبا واستهزاء مَتى هذَا الْفَتْحُ اى فى أي وقت يكون الحكم والفصل او النصر والظفر إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فى انه كائن قُلْ تبكيتا لهم وتحقيقا للحق لا تستعجلوا ولا تستهزئوا فان يَوْمَ الْفَتْحِ يوم ازالة الشبهة باقامة القيامة فان أصله ازالة الاغلاق والاشكال او يوم الغلبة على الأعداء لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ
__________
(1) در اواخر دفتر سوم در بيان يافتن عاشق معشوق را إلخ
(2) در اواخر دفتر سوم در بيان نواختن معشوق عاشق بيهوش خود را إلخ(7/129)
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)
فاعل لا ينفع والموصول مفعوله وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ يمهلون ويؤخرون فان الانظار بالفارسية [زمان دادن] اما إذا كان المراد يوم القيامة فان الايمان يومئذ لا ينفع الكافر لفوات الوقت ولا يمهل ايضا فى ادراك العذاب ولا فى بيان العذر فانه لا عذر له واما إذا كان المراد يوم النصرة كيوم بدر فانه لا ينفع إيمانه حال القتل إذ هو ايمان يأس كايمان فرعون حين ألجمه الغرق ولا يتوقف فى قتله أصلا والعدول عن تطبيق الجواب على ظاهر سؤالهم للتنبيه على انه ليس مما ينبغى ان يسأل عنه لكونه امرا بينا غنيا عن الاخبار وكذا ايمانهم واستنظارهم يومئذ وانما المحتاج الى البيان عدم نفع ذلك الايمان وعدم الانظار فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ اى لا تبال بتكذيبهم: وبالفارسية [پس روى بگردان بطريق اهانت از ايشان تا مدت معلوم يعنى تا نزول آية السيف] وَانْتَظِرْ النصرة عليهم وهلاكهم لصدق وعدى إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ الغلبة عليك وحوادث الزمان من موت او قتل فيستريحوا منك او إهلاكهم كما فى قوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ) الآية ويقرب منه ما قيل وانتظر عذابنا فانهم منتظرون فان استعجالهم المذكور وعكوفهم على ما هم عليه من الكفر والمعاصي فى حكم انتظارهم العذاب المترتب عليه لا محالة وقد أنجز الله وعده فنصر عبده وفتح للمؤمنين وحصل أمانيهم أجمعين
شكر خدا كه هر چهـ طلب كردم از خدا ... بر منتهاى همت خود كامران شدم
قال بعضهم
هر كرا اقبال باشد رهنمون ... دشمنش كردد بزودى سرنكون
وفى الآية حث على الانتظار والصبر
قد يدرك المتأنى بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل
واشارة الى ان اهل الأهواء ينكرون على الأولياء ويستدعون منهم اظهار الكرامات وعرض الفتوحات ولكن إذا فتح الله على قلوب أوليائه لا ينفع الايمان بفتوحهم زمرة أعدائه إذ لم يقتدوا بهم ولم يهتدوا بهدايتهم فما لهم الا الحسرات والزفرات فانتظار المقر المقبل لفتوحات الألطاف وانتظار المنكر المدبر لهواجم المقت وخفايا المكر والقهر نعوذ بالله تعالى. وفى الحديث (من قرأ الم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك اعطى من الاجر كأنما احيى ليلة القدر) وفى الحديث (من قرأ الم تنزيل فى بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة ايام) كما فى الإرشاد وفى الحديث (تجيىء الم تنزيل السجدة يوم القيامة لها جناحان تطاير صاحبها وتقول لا سبيل عليك) كما فى بحر العلوم- وروى- عن جابر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الم السجدة وتبارك الذي بيده الملك ويقول (هما تفضلان كل سورة فى القرآن بسبعين حسنة فمن قرأهما كتب له سبعون حسنة ومحى عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة) وعن ابى هريرة رضى الله عنه كان النبي عليه السلام يقرأ فى الفجر يوم الجمعة الم تنزيل وهل اتى على الإنسان كما فى كشف الاسرار. ويسن عند الشافعي واحمد ان يقرأ فى فجر يوم الجمعة فى الركعة الاولى الم السجدة وفى الثانية هل اتى على الإنسان وكره احمد المداومة(7/130)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)
عليها لئلا يظن انها مفضلة بسجدة وعند ابى حنيفة ومالك لا يسن بل كره ابو حنيفة تعيين سورة غير الفاتحة لشىء من الصلوات لما فيه من هجران الباقي كما فى فتح الرحمن قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر ان من ادب العارف إذا قرأ فى صلاته المطلقة ان لا يقصد قراءة سورة معينة او آية معينة وذلك لانه لا يدرى اين يسلك به ربه من طريق مناجاته فالعارف يقرأ بحسب ما يناجيه به من كلامه وبحسب ما يلقى اليه الحق فى خاطره كما فى الكبريت الأحمر نسأل الله سبحانه ان يجعلنا ممن يقوم بكلامه آناء الليل وأطراف النهار ويتحقق بمعانيه ومناجاته فى السر والجهار تمت سورة السجدة بعون الله تعالى يوم الأحد الرابع من شهر رمضان المنتظم فى شهور سنة الف ومائة وتسع
تفسير سورة الأحزاب
مدنية وهى ثلاث وسبعون آية بسم الله الرحمن الرحيم
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ من النبأ وهو خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم او غلبة ظن وسمى نبيا لانه منبىء اى مخبر عن الله بما تسكن اليه العقول الزكية او من النبوة اى الرفعة لرفعة لرفعة محل النبي عن سائر الناس المدلول عليه بقوله (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) ناداه تعالى بالنبي لا باسمه اى لم يقل يا محمد كما قال يا آدم ويا نوح ويا موسى ويا عيسى ويا زكريا ويا يحيى تشريفا فهو من الألقاب المشرفة الدالة على علو جنابه عليه السلام. وله اسماء والقاب غير هذا وكثرة الأسماء والألقاب تدل على شرف المسمى واما تصريحه باسمه فى قوله (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) فلتعليم الناس انه رسول الله وليعتقدوه كذلك ويجعلوه من عقائدهم الحقة [در اسباب نزول مذكور است كه ابو سفيان وعكرمة وابو الأعور بعد از واقعه أحد از مكه بمدينه آمده در مركز نفاق يعنى وثاق ابن ابى نزول كردند وروزى ديكر از رسول خدا درخواستند تا ايشانرا أمان دهد وبا وى سخن كويند رسول خدا ايشانرا أمان داد با جمعى از منافقان برخاستند بحضرت مصطفى عليه السلام آمدند وكفتند «ارفض ذكر آلهتنا وقل انها تشفع يوم القيامة وتنفع لمن عبدها ونحن ندعك وربك» اين سخن بدان حضرت شاق آمد روى مبارك در هم كشيد عبد الله ابن أبيّ ومقت بن قشير وجد بن قيس از منافقان كفتند يا رسول الله سخن اشراف عرب را باور كن كه صلاح كلى در ضمن آنست فاروق رضى الله عنه حميت اسلام وصلابت دين دريافته قصد قتل كفره فرمود حضرت عليه السلام كفت اى عمر من ايشانرا بجان أمان داده ام تو نقض عهد مكن] فاخرجهم عمر رضى الله عنه من المسجد بل من المدينة وقال اخرجوا فى لعنة الله وغضبه فنزلت هذه الآية اتَّقِ اللَّهَ فى نقض العهد ونبذ الامان واثبت على التقوى وزد منها فانه ليس لدرجات التقوى نهاية وانما حملت على الدوام لان المشتغل بالشيء لا يؤمر به فلا يقال للجالس مثلا اجلس امره الله بالتقوى تعظيما لشأن التقوى فان تعظيم المنادى ذريعة الى تعظيم شان المنادى له قال فى كشف الاسرار يأتى فى القرآن الأمر بالتقوى كثيرا لتعظيم ما بعده من امر او نهى كقول (اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ)(7/131)
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)
وقول لوط (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي) قال فى الكبير لا يجوز حمله على غفلة النبي عليه السلام لان قوله النبي ينافى الغفلة لان النبي خبير فلا يكون غافلا قال ابن عطاء ايها المخبر عنى خبر صدق والعارف بي معرفة حقيقية اتق الله فى ان يكون لك الالتفات الى شىء سواى واعلم ان التقوى فى اللغة بمعنى الاتقاء وهو اتخاذ الوقاية وعند اهل الحقيقة هو الاحتراز بطاعة الله من عقوبته وصيانة النفس عما تستحق به العقوبة من فعل او ترك قال بعض الكبار المتقى اما ان يتقى بنفسه عن الحق تعالى واما بالحق عن نفسه والاول هو الاتقاء بإسناد النقائص الى نفسه عن إسنادها الى الحق سبحانه فيجعل نفسه وقاية له تعالى والثاني هو الاتقاء بإسناد الكمالات الى الحق سبحانه عن إسنادها الى نفسه فيجعل الحق وقاية لنفسه والعدم نقصان فهو مضاف الى العبد والوجود كمال فهو مضاف الى الله تعالى وفى كشف الاسرار [آشنا با تقوى كسانند كه بپناه طاعت شوند از هر چهـ معصيتست واز حرام بپرهيزند خادمان تقوى ايشانند كه بپناه احتياط شوند واز هر چهـ شبهتست بپرهيزند عاشقان تقوى ايشانند كه از حسنات وطاعات خويش از روى ناديدن چنان پرهيز كنند كه ديكران از معاصى]
ما سواى حق مثال كلخنست ... تقوى از وى چون حمام روشنست
هر كه در حمام شد سيماى او ... هست پيدا بر رخ زيباى او
وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ اى المجاهرين بالكفر وَالْمُنافِقِينَ اى المضمرين له اى دم على ما أنت عليه من انتفاء الطاعة لهم فيما يخالف شريعتك ويعود بوهن فى الدين وذلك ان رسول الله لم يكن مطيعا لهم حتى ينهى عن اطاعتهم لكنه أكد عليه ما كان عليه وثبت على التزامه والاطاعة الانقياد وهو لا يتصور إلا بعد الأمر. فالفرق بين الطاعة والعبادة ان الطاعة فعل يعمل بالأمر لا غير بخلاف العبادة إِنَّ اللَّهَ كانَ على الاستمرار والدوام لا فى جانب الماضي فقط عَلِيماً بالمصالح والمفاسد فلا يأمرك الا بما فيه مصلحة ولا ينهاك الا عما فيه مفسدة حَكِيماً لا يحكم الا بما تقتضيه الحكمة البالغة وَاتَّبِعْ فى كل ما تأتى وما تذر من امور الدين ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فى التقوى وترك طاعة الكافرين والمنافقين وغير ذلك اى فاعمل بالقرآن لا برأى الكافرين قال سهل قطعه بذلك عن اتباع أعدائه وامره بالاتباع فى كل أحواله ليعلم ان أصح الطريق شريعة الاتباع والاقتداء لا طريقة الابتداع والاستبداد
من بسر منزل عنقا نه بخود بردم راه ... قطع اين مرحله با مرغ سليمان كردم
إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ من الامتثال وتركه وهو خطاب للنبى عليه السلام والمؤمنين خَبِيراً [آگاه وخبردار] فيرتب على كل منهما جزاءه ثوابا او عقابا فهو ترغيب وترهيب وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ اى فوض جميع أمورك اليه وَكَفى بِاللَّهِ اى الله تعالى وَكِيلًا حافظا موكولا اليه كل الأمور: وبالفارسية [كار ساز ونكهبان وكفايت كننده مهمات]
چون ره لطف عنايت كند ... جمله مهمات كفايت كند
قال الشيخ الزورقي فى شرح الأسماء الحسنى الوكيل هو المتكفل بمصالح عباده والكافي لهم فى كل امر ومن عرف انه الوكيل اكتفى به فى كل امره فلم يدبر معه ولم يعتمد الا عليه.
وخاصيته نفى الحوائج والمصائب فمن خاف ريحا او صاعقة او نحوهما فليكثر منه فانه يصرف(7/132)
مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)
عنه ويفتح له أبواب الخير والرزق قال فى كشف الاسرار ابو يزيد بسطامى قدس سره [با كروه مريدان بر توكل نشسته بودند مدتى بگذشت كه ايشانرا فتوحى برنيامد واز هيچ كس رفقى نيافتند بى طاقت شدند كفتند اى شيخ اگر دستورى باشد بطلب رزقى رويم شيخ كفت اگر دانيد كه روزىء شما كجاست رويد وطلب كنيد كفتند تا الله را خوانيم ودعا كنيم]
ارباب حاجتيم وزبان سؤال نيست ... در حضرت كريم تمنا چهـ حاجتست
[كفتند اى شيخ پس بر توكل مى نشينيم وخاموش مى باشيم كفتا خدايرا آزمايش ميكنيد كفتند اى شيخ پس چاره وحيلت چيست شيخ كفت «الحيلة ترك الحيلة» يعنى حيلت آنست كه اختيار ومراد خود در باقى كنيد تا آنچهـ قضاست خود ميرود اى جوانمرد حقيقت توكل آنست كه مرد از راه اختيار خود برخيزد ديده تصرف را ميل دركشد خيمه رضا وتسليم بر سر كوى قضا وقدر بزند ديده مطالعت بر مطالع مجارىء احكام كذارد تا از پرده عزت چهـ آشكارا شود وبهر چهـ پيش آيد در نظاره محول باشد نه در نظاره حال چون مرد بدين مقام رسد كليد كنج مملكت در كنار وى نهند توانكر دل كردد] فعلى العاقل ان يجتهد فى ترك الالتفات الى غير الله ويركب المشاق فى طريق من يهواه فان الاخذ بالعزائم نعت الرجل الحازم وأولوا العزم من الرسل هم الذين لقوا الشدائد فى تمهيد السبل. ما جنح الى الرخص الا من يقع فى الغصص. من سلك هاهنا ما توعر تيسر له فى آخرته ما تعسر. فما أثقل ظهرك سوى وزرك. فهنا تحط الأثقال أثقال الأعمال والأقوال. فاحذر من الابتداع فى حال الاتباع واعلم ان النعم لا يمكن العبد تحصيلها بالاصالة فالله يحصلها له بالوكالة والعاقبة للتقوى وقال بعض الكبار من الأدب ان تسأل لانه تعالى ما أوجدك الا لتسأل فانك الفقير الاول فاسأل من كريم لا يبخل فانه ذو فضل عميم ومن اتبع هواه لم يبلغ مناه ومن قام بالخدمة مع طرح الحرمة والحشمة فقد خاب وما نجح وخسر وما ربح الخادم فى مقام الاذلال فما له وللدلال إذا دخل الخادم على مخدومه واعترض ففى قلبه مرض فبالحرمة والتسليم والتوكل تنال الرغائب فى جميع المناصب والله تعالى هو الخبير اى العليم بدقائق الأمور وخفاياها ومن عرف انه الخبير اكتفى بعلمه ورجع عن غيره ونسى ذكر غيره بذكره ويترك الدعوى والرياء والتصنع ويكون على اخلاص فى العمل فان الناقد بصير
بروى ريا حرقه سهلست دوخت ... كرش با غدا در توانى فروخت
نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من اهل التقوى والإخلاص ويلحقنا بأرباب الاختصاص ويفتح لنا باب الخيرات والفتوح ما مكث فى هذا البدن الروح ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ جعل بمعنى خلق والرجل مخصوص بالذكر من الإنسان والتنكير ومن الاستغراقية لافادة التعميم والقلب مضغة صغيرة فى هيئة الصنوبرة خلقها الله فى الجانب الأيسر من صدر الإنسان معلقة بعرف الوتين وجعلها محلا للعلم وجوف الإنسان بطنه كما فى اللغات وذكره لزيادة التقرير كما فى قوله تعالى (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) : والمعنى بالفارسية(7/133)
[الله تعالى هيچ مرد را دو دل نيافريد در اندرون وى زيرا كه قلب معدن روح حيوانى ومنبع قوتهاست پس يكى بيش نشايد زيرا كه روح حيوانى يكيست] وفيه طعن على المنافقين كما قاله القرطبي يعنى ان الله تعالى لم يخلق للانسان قلبين حتى يسع أحدهما الكفر والضلال والإصرار والانزعاج والآخر الايمان والهدى والانابة والطمأنينة فما بال هؤلاء المنافقين يظهرون ما لم يضمروه وبالعكس وعن ابن عباس رضى الله عنهما كان المنافقون يقولون ان لمحمد قلبين قلبا معنا وقلبا مع أصحابه فاكذبهم الله وقال بعضهم هذا رد ما كانت العرب تزعم من ان للعاقل المجرب للامور قلبين ولذلك قيل لابى معمر ذى القلبين وكان من احفظ العرب وادراهم واهدى الناس الى طريق البلدان وكان مبغضا للنبى عليه السلام وكان هو او جميل بن اسد يقول فى صدرى قلبان اعقل بهما أفضل مما يعقل محمد بقليه [كفت در سينه من دو دل نهاده اند تا دانش ودريافت من بيش از دريافت محمد باشد] وكان الناس يظنون انه صادق فى دعواه فلما هزم الله المشركين يوم بدر انهزم فيهم
وهو يعدو فى الرمضاء واحدي نعليه فى يده والاخرى فى رجله فلقيه ابو سفيان وهو يقول اين نعلى اين نعلى ولا يعقل انها فى يده فقال له احدى نعليك فى يدك والاخرى فى رجلك فعلموا يومئذ انه لو كان له قلبان ما نسى نعله فى يده ويقول الفقير اما ما يقال بين الناس لفلان قلبان فليس على حقيقته وانما يريدون بذلك وصفه بكمال القوة وتمام الشجاعة كأنه رجلان وله قلبان وفى الآية اشارة الى ان القلب خلق للمحبة فقط فالقلب واحد والمحبة واحدة فلا تصلح الا لمحبوب واحد لا شريك له كما أشار اليه من قال
دلم خانه مهر يارست و پس ... از ان مى نكنجد درو كين كس
فمن اشتغل بالدنيا قالبا وقلبا ثم ادعى حب الآخرة بل حب الله فهو كاذب فى دعواه
چمشيد جز حكايت جام از جهان نبرد ... زنهار دل مبند بر اسباب دنيوى
وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ نساءكم جمع زوج كما ان الزوجات جمع زوجة والزوج افصح وان كان الثاني أشهر: وبالفارسية [ونساخته زنان شما را] اللَّائِي جمع التي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَ
اى تقولون لهن أنتن علينا كظهور أمهاتنا اى فى التحريم فان معنى ظاهر من امرأته قال لها أنت علىّ كظهر أمي فهو مأخوذ من الظهر بحسب اللفظ كما يقال لبى المحرم إذا قال لبيك واقف الرجل إذا قال أف وتعديته بمن لتضمنه معنى التجنب وكان طلاقا فى الجاهلية وكانوا يجتنبون المطلقة: يعنى [طلاق جاهليت اين بود كه با زن خويش ميكفتند] أنت علىّ كظهر أمي اى أنت علىّ حرام كبطن أمي فكنوا عن البطن بالظهر لئلا يذكروا البطن الذي ذكره يقارب ذكر الفرج وانما جعلوا الكناية بالظهر عن البطن لانه عمود البطن وقوام البنية أُمَّهاتِكُمْ اى كامهاتكم جمع أم زيدت الهاء فيه كما زيدت فى إحراق من أراق وشدت زيادتها فى الواحدة بان يقال امه. والمعنى ما جمع الله الزوجية والامومة فى امرأة لان الام مخدومة لا يتصرف فيها والزوجة خادمة يتصرف فيها والمراد بذلك نفى ما كانت العرب تزعمه من ان الزوجة المظاهر منها كالام قال فى كشف الاسرار [چون(7/134)
اسلام آمد وشريعت راست رب العالمين براى اين كفارت وتحلت پديد كرد وشرع آنرا اظهار نام نهاد] وهو فى الإسلام يقتضى الطلاق والحرمة الى أداء الكفارة وهى عتق رقبة فان عجز صام شهرين متتابعين ليس فيهما رمضان ولا شىء من الأيام المنهية وهى يوما العيد وايام التشريق فان عجز اطعم ستين مسكينا كل مسكين كالفطرة او قيمة ذلك.
وقوله أنت على كظهر أمي لا يحتمل غير الظهار سواء نوى او لم ينو ولا يكون طلاقا او إيلاء لانه صريح فى الظهار. ولو قال أنت علىّ مثل أمي فان نوى الكرامة اى ان قال أردت انها مكرمة علىّ كامى صدق او الظهار فظهار او الطلاق فبائن وان لم ينو شيأ فليس شىء. ولو قال أنت علىّ حرام كامى ونوى ظهارا او طلاقا فكما نوى. ولو قال أنت علىّ حرام كظهر أمي ونوى طلاقا وإيلاء فهو ظهار وعندهما ما نوى ولا ظهار الا من الزوجة فلا ظهار من أمته لان الظهار منقول عن الطلاق لانه كان طلاقا فى الجاهلية ولا طلاق فى المملوك. ولو قال لنسائه أنتن علىّ كظهر أمي كان مظاهرا منهن وعليه لكل واحدة كفارة وان ظاهر من واحدة مرارا فى مجلس او مجالس فعليه لكل ظهار كفارة كما فى تكرار اليمين فكفارة الظهار واليمين لا تتداخل بخلاف كفارة شهر رمضان وسجدة التلاوة اى إذا تكررت التلاوة فى موضع لا يلزم الا سجدة واحدة وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ جمع دعى فعيل بمعنى مفعول وهو الذي يدعى ولدا ويتخذ ابنا اى المتبنى بتقديم الباء الموحدة على النون: وبالفارسية [كسى را به پسرى كرفتن] وقياسه ان يجمع على فعلى كجرحى بان يقال دعيا فان افعلاء مختص بفعيل بمعنى فاعل مثل تقى وأتقياء كأنه شبه فعيل بمعنى مفعول فى اللفظ بفعيل بمعنى فاعل فجمع جمعه أَبْناءَكُمْ حقيقة فى حكم الميراث والحرمة والنسب اى ما جعل الله الدعوة والبنوة فى رجل لان الدعوة عرض والنبوة اصل فى النسب ولا يجتمعان فى الشيء الواحد وهذا ايضا رد ما كانوا يزعمون من ان دعى الرجل ابنه فيجعلون له من الميراث مثل نصيب الذكر من أولادهم ويحرمون نكاح زوجته إذا طلقها ومات عنها ويجوز ان يكون نفى القلبين لتمهيد اصل يحمل عليه نفى الامومة عن المظاهر منها والنبوة عن المتبنى. والمعنى كما لم يجعل الله قلبين فى جوف واحد لادائه الى التناقض وهو ان يكون كل منهما أصلا لكل القوى وغير اصل كذلك لم يجعل الزوجة امّا والدعىّ ابنا لاحد يعنى كون المظاهر منها امّا وكون الدعىّ ابنا اى بمنزلة الام والابن فى الآثار والاحكام المعهودة بينهم فى الاستحالة بمنزلة اجتماع قلبين فى جوف واحد وفيه اشارة الى ان فى القرابة النسبية خواص لا توجد فى القرابة السببية فلا سبيل لاحد ان يضع فى الأزواج بالظهار ما وضع الله فى الأمهات ولا ان يضع فى الأجانب بالتبني ما وضع الله فى الأبناء فان الولد سر أبيه فما لم يجعل الله فليس فى مقدور أحد ان يجعله ذلِكُمْ [اين مظاهره را مطلقه ودعى را ابن خواندن] او هو اشارة الى الأخير فقط لانه المقصود من سياق الكلام اى دعاؤكم الدعي بقولكم هذا ابني قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ فقط لا حقيقة له فى الأعيان كقول الهار؟ فاذا هو بمعزل عن احكام النبوة كما زعمتم والأفواه جمع فم واصل فم فوه بالفتح مثل ثوب وأثواب(7/135)
ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)
وهو مذهب سيبويه والبصريين وفوه بالضم مثل سوق وأسواق وهو مذهب الفراء حذفت الهاء حذفا غير قياسى لخفائها ثم الواو لاعتلالها ثم أبدلت الواو المحذوفة ميما لتجانسهما لانهما من حروف الشفة فصار فم قال الراغب وكل موضع علق الله فيه حكم القول بالفم فاشارة الى الكذب وتنبيه على ان الاعتقاد لا يطابقه وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ اى الكلام المطابق للواقع لان الحق لا يصدر إلا من الحق وهو ان غير الابن لا يكون ابنا وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ اى سبيل الحق لا غيره فدعوا أقوالكم وخذوا بقوله هذا. والسبيل من الطرق ما هو معتاد السلوك وما فيه سهولة وفى التأويلات النجمية (وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ) فيما سمى كل شىء بإزاء معناه (وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) الى اسم كل شىء مناسب لمعناه كما هدى آدم عليه السلام بتعليم الأسماء كلها وخصصه بهذا العلم دون الملائكة المقربين قال بعض الكبار اعلم ان آداب الشريعة كلها ترجع الى ما نذكره وهو ان لا يتعدى العبد فى الحكم موضعه فى جوهر كان اوفى عرض او فى زمان او مكان او فى وضع او فى اضافة او فى حال او فى مقدار او عدد او فى مؤثر او فى مؤثر فيه. فاما أولاها فى الجوهر فهو ان يعلم العبد حكم الشرع فى ذلك فيجريه فيه بحسنه. واما ادب العبد فى الاعراض فهو ما يتعلق بافعال المكلفين من وجوب وحظر واباحة ومكروه وندب.
واما أدبه فى الزمان فلا يتعلق الا باوقات العبادات المرتبطة بالأوقات فكل وقت له حكم فى المكلف ومنه ما يضيق وقته ومنه ما يتسع. واما أدبه فى المكان كمواضع العبادات مثل بيوت الله فيرفعها عن البيوت المنسوبة الى الخلق ويذكر فيها اسمه. واما أدبه فى الوضع فلا يسمى الشيء بغير اسمه ليغير عليه حكم الشرع بتغيير اسمه فيحلل ما كان محرما ويحرم ما كان محللا كما فى حديث (سيأتى على أمتي زمان يظهر فيه أقوام يسمون الخمر بغير اسمها) اى فتحا لباب استحلالها بالاسم وقد تفطن لما ذكره الامام مالك رحمه الله فسئل عن خنزير البحر فقال هو حرام فقيل له انه من جملة سمك البحر فقال أنتم سميتوه خنزيرا فانسحب عليه حكم التحريم لاجل الاسم كما سموا الخمر نبيذا او إبريزا فاستحلوها بالاسم وقالوا انما حرم علينا ما كان اسمه خمرا. واما ادب الاضافة فهو مثل قول الخضر عليه السلام (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) وقوله (فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما) وذلك للاشتراك بين ما يحمد ويذم وقال (فَأَرادَ رَبُّكَ) لتخليص المحمدة فيه فان الشيء الواحد يكتسب ذما بالنسبة الى جهة ويكتسب حمدا بالاضافة الى جهة اخرى وهو هو بعينه وانما يغير الحكم بالنسبة. واما ادب الأحوال كحال السفر فى الطاعة وحال السفر فى المعصية فيختلف الحكم بالحال. واما الأدب فى الاعداد فهو ان لا يزيد فى افعال الطهارة على أعضاء الوضوء ولا ينقص وكذلك القول فى اعداد الصلوات والزكوات ونحوها وكذلك لا يزيد فى الغسل عن صاع والوضوء عن مد. واما أدبه فى المؤثر فهو ان يضيف القتل او الغصب مثلا الى فاعله ويقيم عليه الحدود. واما أدبه فى المؤثر فيه كالمقتول قودا فينظر هل قتل بصفة ما قتل به او بامر آخر وكالمغصوب إذا وجد بغير يد الذي باشر الغصب فهذه اقسام آداب الشريعة كلها فمن عرفها وأجراها كان من المهتدين الى السبيل الحق والمحفوظين عن الضلال المطلق فاعرف ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ يقال فلان يدعى لفلان اى ينسب اليه ووقوع اللام(7/136)
هاهنا للاستحقاق قال بعضهم [اين آيت براى زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي بود] سبى صغيرا وكانت العرب فى جاهليتها يغير بعضهم على بعض ويسبى فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له وطلبه أبوه وعمه فخير فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتقه ورباه كالاولاد وتبناه قبل الوحى وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب وكان يدعى زيد ابن محمد وكذا يدعى المقداد بن عمرو البهراني المقداد ابن الأسود وسالم مولى ابى حذيفة سالم ابن ابى حذيفة وغير هؤلاء ممن تبنى وانتسب لغير أبيه [ودر صحيح بخارى از ابن عمر منقولست كه نمى كفتيم الا زيد ابن محمد تا اين آيت آمد وما او را زيد بن حارثه كفتيم] فالمعنى انسبوا الأدعياء الى الذين ولدوهم فقولوا زيد بن حارثة وكذا غيره: وبالفارسية [مردانرا به پدران بازخوانيد] هُوَ اى الدعاء لآبائهم فالضمير لمصدر ادعوا كما فى قوله (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ القسط بالكسر العدل وبالفتح هو ان يأخذ قسط غيره وذلك غير انصاف ولذلك قيل قسط الرجل إذا جار واقسط إذا عدل- حكى- ان امرأة قالت للحجاج أنت القاسط فضربها وقال انما أردت القسط بالفتح واقسط افعل تفضيل قصد به الزيادة المطلقة والمعنى بالغ فى العدل والصدق: وبالفارسية [راسترست ودادتر] وفى كشف الاسرار هو اعدل واصدق من دعائهم إياهم لغير آبائهم فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا [پس اگر ندانيد ونشناسيد] آباءَهُمْ [پدران ايشانرا تا نسبت دهيد بآنها] قال بعضهم متى عرض ما يحيل معنى الشرط جعلت ان بمعنى إذ وإذ يكون للماضى فلا منافاة هاهنا بين حرفى الماضي والاستقبال قال البيضاوي فى قوله تعالى (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) ان تفعلوا جزم بلم فانها لما صيرته اى المضارع ماضيا صارت كالجزء منه وحرف الشرط كالداخل على المجموع وكأنه قال فان تركتم الفعل ولذلك ساغ اجتماعهما اى حرف الشرط ولم فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ اى فهم إخوانكم فى الدين يعنى من اسلم منهم وَمَوالِيكُمْ واولياؤكم فيه اى فادعوهم بالاخوة الدينية والمولوية وقولوا هذا أخي وهذا مولاى بمعنى الاخوة والولاية فى الدين فهو
من الموالاة والمحبة قال بعضهم [ايشانرا برادر مى خوانيد واگر شما را مولاست يعنى آزاد كرده مولى ميخوانيد] ويدل عليه ان أبا حذيفة أعتق عبدا يقال له سالم وتبناه وكانوا يسمونه سالم ابن ابى حذيفة كما سبق فلما نزلت هذه الآية سموه سالما مولى ابى حذيفة وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ اى اثم يقال جنحت السفينة اى مالت الى أحد جانبيها وسمى الإثم المائل بالإنسان على الحق جناحا ثم سمى كل اثم جناحا وقال بعضهم انه معرب كناه على ما هو عادة العرب فى الابدال ومثله الجوهر معرّب كوهر فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ بقطع الهمزة لان همزة باب الافعال مقطوعة اى فيما فعلتموه من ذلك مخطئين قبل النهى او بعده على سبق اللسان او النسيان وقال ابن عطية لا تتصف التسمية بالخطأ الا بعد النهى والخطأ العدول عن الجهة. وفرق بين الخاطئ والمخطئ فان من يأتى بالخطأ وهو يعلم انه خطأ فهو خاطئ فاذا لم يعلم فهو مخطئ يقال اخطأ الرجل فى كلامه وامره إذا زل وهفا وخطأ الرجل إذا ضل فى دينه وفعله ومنه (لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ)(7/137)
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6) وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)
والمعنى: بالفارسية [در ان چيزى كه خطا كرديد بآن] وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ اى ولكن الجناح فيما قصدت قلوبكم بعد النهى على ان ما فى محل الجر عطفا على ما اخطأتم او ما تعمدت قلوبكم فيه الجناح على ان محل ما الرفع على الابتداء محذوف الخبر وفى الحديث (من دعى الى غير أبيه وهو يعلم انه غير أبيه فالجنة عليه حرام) وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً بليغ المغفرة والرحمة يغفر لخطيئتى ويرحم. وسمع عمر رضى الله عنه رجلا يقول اللهم اغفر خطاياى فقال يا ابن آدم استغفر العمد واما الخطأ فقد تجاوز لك عنه يقول الفقير هذا لا يخالف الآية لان المخطئ إذا قصر ووقع فى اسباب ادّته الى الخطأ كأن مظنة المغفرة ومحل الرحمة ثم المتبنى بقوله هو ابني إذا كان مجهول النسب وأصغر سنا من المتبنى ثبت نسبه منه وان كان عبدا له عتق مع ثبوت النسب وان كان لا يولد لمثله لم يثبت النسب ولكنه يعتق عند ابى حنيفة خلافا لصاحبيه فانه لا يعتق عندهما لان كلامه محال فيلغو واما معروف النسب فلا يثبت نسبه بالتبني وان كان عبدا عتق واعلم ان من نفى نسب الدعي عنه لا يلزمه شىء إذ هو ليس بابن له حقيقة واما إذا نفى نسب ولده الثابت ولادته منه فيلزمه اللعان لانه قذف منكوحته بالزنى وان كذب نفسه يحد واللعان باب من الفقه فليطلب هناك ثم اعلم ان النسب الحقيقي ما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم فانه النسب الباقي كما قال (كل حسب ونسب ينقطع الا حسبى ونسبى) فحسبه الفقر ونسبه النبوة فينبغى ان لا يقطع الرحم عن النبوة بترك سننه وسيرته فان قطع الرحم الحقيقي فوق قطع الرحم المجازى فى الإثم إذ ربما يقطع الرحم المجازى إذا كان الوصل مؤديا الى الكفر او المعصية كما قال تعالى (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي) إلخ
چون نبود خويش را ديانت وتقوى ... قطع رحم بهتر از مودت قربى
واما قطع الرحم الحقيقي فلا مساغ له أصلا والأب الحقيقي هو الذي يقدر على التوليد من رحم القلب بالنشأة الثانية يعنى فى عالم الملكوت وهم الأنبياء والورثة من كمل الأنبياء فاعرف هذا وانتسب نسبة لا تنقطع فى الدنيا والآخرة قال عليه السلام (كل تقى نقى آلى) جعلنا الله وإياكم من هذا الآل النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ يقال فلان اولى بكذا اى أحرى وأليق: وبالفارسية [سزاوارتر]- روى- انه عليه السلام أراد غزوة تبوك فامر الناس بالخروج فقال ناس نشاور آباءنا وأمهاتنا فنزلت والمعنى النبي عليه السلام أحرى وأجدر بالمؤمنين من أنفسهم فى كل امر من امور الدين والدنيا كما يشهد به الإطلاق على معنى انه لو دعاهم الى شىء ودعتهم نفوسهم الى شىء آخر كان النبي اولى بالاجابة الى ما يدعوهم اليه من اجابة ما تدعوهم اليه نفوسهم لان النبي لا يدعوهم الا الى ما فيه نجاتهم وفوزهم واما نفوسهم فربما تدعوهم الى ما فيه هلاكهم وبوارهم كما قال تعالى حكاية عن يوسف الصديق عليه السلام (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) فيجب ان يكون عليه السلام أحب إليهم من أنفسهم وامره انفذ عليهم من أمرها وآثر لديهم من حقوقها وشفقتهم عليه اقدم من شفقتهم عليها وان يبذلوها دونه ويجعلوها فداءه فى الخطوب والحروب ويتبعوه فى كل ما دعاهم اليه: يعنى [بايد كه فرمان او را از همه فرمانها لازمتر شناسند] وفى الحديث (مثلى ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب) جمع جندب(7/138)
بضم الجيم وفتح الدال وضمها نوع من الجراد. والفراش جمع فراشة بفتح الفاء وهى دويبة تطير وتقع فى النار: وبالفارسية [پروانه] (يقعن فيها وهو يذب عنها) اى يدفع عن النار من الوقوع فيها (وانا آخذ بحجزكم) بضم الحاء وفتح الجيم جمع حجزة وهى معقد الإزار وحجزة السراويل موضع التكة (عن النار) اى ادفع عن نار جهنم (وأنتم تفلتون) بتشديد اللام اى تخلصون (من يدى) وتطلبون الوقوع فى النار بترك ما أمرته وارتكاب ما نهيته وفى الحديث (ما من مؤمن الا وانا اولى به فى الدنيا والآخرة) اى فى الشفقة (من أنفسهم ومن آبائهم) وفى الحديث (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه وولده
وماله والناس أجمعين) قال سهل قدس سره من لم ير نفسه فى ملك الرسول ولم ير ولايته عليه فى جميع أحواله لم يذق حلاوة سننه بحال
در دو عالم غيب وظاهر اوست دوست ... دوستىء ديكران بر بوى اوست
دوستىء اصل بايد كرد وبس ... فرع را بهر چهـ دارد دوست كس
اصل دارى فرع كوهر كز مباش ... تن بمان وجان بكير اى خواجه تاش
قال فى الاسئلة المقحمة والآية تشير الى ان اتباع الكتاب والسنة اولى من متابعة الآراء والاقيسة حسبما ذهب اليه اهل السنة والجماعة وَأَزْواجُهُ [وزنان او] أُمَّهاتُهُمْ اى منزلات منازلهن فى وجوب التعظيم والاحترام وتحريم النكاح كما قال تعالى (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) واما فيما عدا ذلك من النظر إليهن والخلوة بهن والمسافرة معهن والميراث فهن كالاجنبيات فلا يحل رؤيتهن كما قال تعالى (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) ولا الخلوة والمسافرة ولا يرثن المؤمنين ولا يرثونهن. وعن ابى حنيفة رحمه الله كان الناس لعائشة رضى الله عنها محرما فمع أيهم سافرت فقد سافرت مع محرم وليس غيرها من النساء كذلك انتهى وقد سبق وجهه فى سورة النور فى قصة الافك فبان ان معنى هذه الامومة تحريم نكاحهن فقط ولهذا قالت عائشة رضى الله عنها لسنا أمهات النساء اى بل أمهات الرجال وضعف ما قال بعض المفسرين من انهن أمهات المؤمنين والمؤمنات جميعا ولما ثبت التحريم خصوصا لم يتعد الى عشيرتهن فلا يقال لبناتهن أخوات المؤمنين ولا لاخوانهن وأخواتهن أخوال المؤمنين وخالاتهم ولهذا قال الشافعي تزوج الزبير اسماء بنت ابى بكر وهى اخت أم المؤمنين ولم يقل هى خالة المؤمنين ثم ان حرمة نكاحهن من احترام النبي عليه السلام واحترامه واجب وكذا احترام ورثته الكمل ولذا قال بعض الكبار لا ينكح المريد امرأة شيخه ان طلقها او مات عنها وقس عليه حال كل معلم مع تلميذه وهذا لانه ليس فى هذا النكاح يمن أصلا لا فى الدنيا ولا فى الآخرة وان كان رخصة فى الفتوى ولكن التقوى فوق امر الفتوى فاعرف هذا ورد مصحف أبيّ وقرأة ابن مسعود رضى الله عنهما [چنين بوده «وهو اب لهم وأزواجه أمهاتهم» مراد شفقت تمام ورحمت لاكلام است] وقال بعضهم اى النبي عليه السلام اب لهم فى الدين لان كل نبى اب لامته من حيث انه اصل فيما به الحياة الابدية ولذلك صار المؤمنون اخوة قال الامام الراغب(7/139)
الأب الوالد ويسمى كل من كان سببا الى إيجاد شىء او إصلاحه او ظهوره أبا ولذلك سمى النبي عليه السلام أبا للمؤمنين قال الله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) وفى بعض القراآت وهو «اب لهم» - وروى- انه قال عليه السلام لعلى رضى الله عنه (انا وأنت ابو هذه الامة) والى هذا أشار بقوله (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببى ونسبى) وَأُولُوا الْأَرْحامِ اى ذووا القرابات بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فى التوارث كان المسلمون فى صدر الإسلام يتوارثون بالموالاة فى الدين والمؤاخاة وبالهجرة لا بالقرابة كما كانت تؤلف قلوب قوم باسهام لهم فى الصدقات ثم نسخ ذلك لما قوى الإسلام وعز اهله وجعل التوارث بالقرابة فِي كِتابِ اللَّهِ اى فى اللوح المحفوظ او فى القرآن المنزل وهو هذه الآية او آية المواريث او فيما فرض الله كقوله كتاب الله عليكم وهو متعلق باولوا وافعل يعمل فى الجار والمجرور مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يعنى الأنصار وَالْمُهاجِرِينَ [واز مهاجران كه حضرت پيغمبر ايشانرا با يكديكر برادرى داد] وهو بيان لاولى الأرحام اى الأقرباء من هؤلاء بعضهم اولى ببعض بان يرث بعضهم بعضا من الأجانب أو صلة اولى اى أولوا الأرحام بحق القرابة اولى بالميراث من المؤمنين بحق الولاية فى الدين ومن المهاجرين بحق الهجرة وفى التأويلات النجمية (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) اى أحق بهم فى توليدهم من صلبه فالنبى بمنزلة أبيهم (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) يشير الى ان أمهاتهم قلوبهم وهن أزواجه يتصرف فى قلوبهم تصرف الذكور فى الإناث بشرط كمال التسليم ليأخذوا من صلب النبوة نطفة الولاية فى أرحام القلوب وإذا حملوا النطفة صانوها من الآفات لئلا تسقط بأدنى رائحة من روائح حب الدنيا وشهواتها فانها تسقط الجنين فيرتدوا على أعقابهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ثم قال (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) يعنى بعد اولوية النبي عليه السلام بالمؤمنين أولوا الأرحام فى الدين بعضهم اولى ببعض للتربية او بعد النبي عليه السلام أكابرهم من المؤمنين الكاملين اولى باصاغرهم من الطالبين (فِي كِتابِ اللَّهِ) اى فى سنة الله وتقديره للتوالد فى النشأة الثانية نيابة
عن النبي عليه السلام (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بالنشأة الاخرى (وَالْمُهاجِرِينَ) عما سوى الله انتهى إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً استثناء من أعم ما تقدر الاولوية فيه من النفع كقولك القريب اولى من الأجنبي الا فى الوصية تريد أحق منه فى كل نفع من ميراث وهبة وهدية وصدقة وغير ذلك الا فى الوصية فالمراد بالأولياء من يوالونهم ويواخونهم وبفعل المعروف التوصية بثلث المال او اقل منه لا بمازاد عليه اى انهم أحقاء فى كل نفع منهم الا فى الوصية لانه لا وصية لوارث ويجوز ان يكون الاستثناء منقطعا اى الأقارب أحق بالميراث من الأجانب لكن فعل التوصية اولى للاجانب من الأقارب لانه لا وصية لوارث كانَ ذلِكَ اى ما ذكر فى الآيتين من اولوية النبي عليه السلام وتوارث ذوى الأرحام فِي الْكِتابِ متعلق بقوله مَسْطُوراً يقال سطر فلان كذا اى كتب سطرا سطرا وهو الصف من الكتابة اى مثبتا محفوظا فى اللوح او مكتوبا فى القرآن اعلم انه لا توارث بين المسلم والكافر ولكن صحت الوصية بشىء من مال المسلم(7/140)
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7)
للذمى لانه كالمسلم فى المعاملات وصحت بعكسه اى من الذمي للمسلم ولذا ذهب بعضهم الى ان المراد بالأولياء هم الأقارب من غير المسلمين اى الا ان توصوا لذوى قرابتكم بشىء وان كانوا من غير اهل الايمان وذلك فان القريب الغير المسلم يكون كالاجنبى فتصح الوصية له مثله وندبت الوصية عند الجمهور فى وجوه الخير لتدارك التقاصير وفى الزاهدي انها مباحة كالوصية للاغنياء من الأجانب ومكروهة كالوصية لاهل المعصية ومستحبة كالوصية بالكفارات وفدية الصيامات والصلوات وفى الآية اشارة الى ان النفس إذا تزكت عن الأخلاق الذميمة وتبدلت عداوتها وصارت من الأولياء بعد ان كانت من الأعداء فيواسيها ويعمل معها معروفا برفق من الارفاق كان ذلك المعروف فى حق النفس مسطورا فى أم الكتاب واما قبل التزكى فلا يرفق بها لانها عدوة الله ولا بد للعدو من الغلظة وترك المواساة ولهذا لم تصح الوصية للحربى لانه ليس من اهل البر فالوصية لمثله كتربية الحية الضارة لتلدغه: وفى المثنوى
دست ظالم را ببر چهـ جاى آن ... كه بدست او نهى حكم وعنان «1»
تو بدان بزمانى اى مجهول داد ... كه نژاد كرك را او شير داد
نقش بى عهدست كان رو كشتنيست ... او دنى وقبله كاه او دنيست «2»
ومن الأمثال كمجير أم عامر وكان من حديثه ان قوما خرجوا الى الصيد فى يوم حار فبينماهم كذلك إذ عرضت لهم أم عامر وهى الضبع فطردوها حتى الجأوها الى خباء أعرابي فاقتحمت فخرج إليهم الاعرابى فقال ما شأنكم قالوا صيدنا وطريدتنا قال كلا والذي نفسى بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفى بيدي فرجعوا وتركوه فقام الى لقحة فحلبها وقرّب منها ذلك وقرب إليها ماء فاقبلت مرة تلغ من هذا ومرة من هذا حتى عاشت واستراحت فبينما الاعرابى قائم فى جوف بيته إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وتركته فجاء ابن عم له وإذا به على تلك الصورة فالتفت الى موضع الضبع فلم يرها فقام اثرها فقال صاحبتى والله وأخذ سيفه وكنانته واتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها وانشأ يقول
ومن يصنع المعروف مع غير اهله ... يلاق كما لاقى مجير أم عامر
ادام لها حين استجارت بقربه ... قراها بالبان اللقاح الغزائر
فقل لذوى المعروف هذا جزاء من ... غدا يصنع المعروف مع غير شاكر
كذا فى حياة الحيوان نسأل الله العناية والتوفيق وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ اى واذكر يا محمد لقومك او ليكن ذكر منك يعنى لا تنس وقت أخذنا من الأنبياء كافة عند تحميلهم الرسالة مِيثاقَهُمْ الميثاق عقد يؤكد بيمين اى عهودهم بتبليغ الرسالة والدعاء الى الدين الحق وَمِنْكَ اى وأخذنا منك يا حبيبى خاصة وقدم تعظيما واشعارا بانه أفضل الأنبياء وأولهم فى الخلق وان كان آخرهم فى البعث وفى الحديث (انا سيد ولد آدم ولا فخر) اى لا قول هذا بطريق الفخر وَمِنْ نُوحٍ شيخ الأنبياء وأول الرسل بعد الطوفان وَإِبْراهِيمَ الخليل وَمُوسى الكليم وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ روح الله خصهم بالذكر مع اندراجهم فى النبيين للايذان بمزيد فضلهم وكونهم من مشاهير ارباب الشرائع وأساطين اولى العزم من الرسل
__________
(1) در اواسط دفتر ششم در بيان طيره شدن قاضى از كستاخىء زان رنجور سبلى إلخ
(2]] لم أجد(7/141)
لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8)
وَأَخَذْنا مِنْهُمْ اى من النبيين مِيثاقاً غَلِيظاً اى عهدا وثيقا شديدا على الوفاء بما التزموا من تبليغ الرسالات وأداء الأمانات وهذا هو الميثاق الاول بعينه والتكرير لبيان هذا الوصف لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ متعلق بمضمر مستأنف مسوق لبيان ما هو داع الى ما ذكر من أخذ الميثاق وغاية له لا باخذنا فان المقصود تذكير نفس الميثاق ثم بيان الغرض منه بيانا قصديا كما ينبىء عنه تغيير الأسلوب بالالتفات الى الغيبة. والمعنى فعل الله ذلك ليسأل يوم القيامة الأنبياء الذين صدقوا عهودهم عما قالوا لقومهم: يعنى [از راستىء ايشان در سخن كه با قوم كفته اند]- روى- فى الخبر انه يسأل القلم يوم القيامة فيقول ما فعلت بامانتى فيقول يا رب سلمتها الى اللوح ثم يصير القلم يرتعد مخافة ان لا يصدقه اللوح فيسأل اللوح فيقر بان القلم قد ادى الامانة وانه قد سلمها الى اسرافيل فيقول لاسرافيل ما فعلت بامانتى التي سلمها إليك اللوح فيقول سلمتها الى جبريل فيقول لجبريل ما فعلت بامانتى فيقول سلمتها الى أنبيائك فيسأل الأنبياء فيقولون سلمناها الى خلقك فذلك قوله (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) قال القرطبي إذا كان الأنبياء يسألون فكيف من سواهم
دران روز كز فعل پرسند وقول ... أولوا العزم را تن بلرزد ز هول
بجايى كه دهشت خورد انبيا ... تو عذر كنه را چهـ دادى بيا
وفى مسألة الرسل والله يعلم انهم لصادقون التبكيت للذين كفروا بهم واثبات الحجة عليهم ويجوز ان يكون المعنى ليسأل المصدقين للانبياء عن تصديقهم لان مصدق الصادق صادق وفى الاسئلة المقحمة ما معنى السؤال عن الصدق فان حكم الصدق ان يثاب عليه لا ان يسأل عنه والجواب ان الصدق هاهنا هو كلمة الشهادتين وكل من تلفظ بهما وارتسم شعائرهما يسأل عن تحقيق احكامهما والإخلاص فى العمل والاعتقاد بهما كما قال الراغب ليسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله ففيه تنبيه على انه لا يكفى الاعتراف بالحق دون تحريه بالفعل
از عشق دم مزن چونكشتى شهيد عشق ... دعوىء اين مقام درست از شهادتست
: وفى المثنوى
وقت ذكر غز وشمشيرش دراز ... وقت كروفر تيغش چون پياز «1»
قال الجنيد قدس سره فى الآية ليسأل الصادقين عن صدقهم اى عنده لا عندهم انتهى وهذا الذي فسره معنى لطيف فان الصدق والإسلام عند الخلق سهل ولكن عند الحق صلب فنسأل الله ان يجعل صدقنا واسلامنا حقيقيا وَأَعَدَّ [وآماده كرد وساخت] لِلْكافِرِينَ المكذبين للرسل عَذاباً أَلِيماً [عذابى دردناك ودردنماى] وهو عطف على ما ذكر من المضمر وعلى ما دل عليه ليسأل إلخ كأنه قال فاثاب المؤمنين وأعد للكافرين عذابا أليما وفى التأويلات النجمية (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ) فى الأزل وهم فى كتم العدم مختفون (وَمِنْكَ) يا محمد اولا بالحبيبية (وَمِنْ نُوحٍ) بالدعوة (وَ) من (إِبْراهِيمَ) بالخلة (وَ) من (مُوسى) بالمكالمة (وَ) من (عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) بالعبدية (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) بالوفاء وبغلظة الميثاق يشير الى انا غلظنا ميثاقهم بالتأييد والتوفيق للوفاء به (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ) فى العهد والوفاء به (عَنْ صِدْقِهِمْ)
__________
(1) در اواخر دفتر سوم در بيان ملامت كردن اهل مسجد مهمان را إلخ(7/142)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9)
لما صدقوا إظهارا لصدقهم كما اثنى عليهم بقوله (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) فكان سؤال تشريف لا سؤال تعنيف وسؤال إيجاب لا سؤال عتاب. والصدق ان لا يكون فى أحوالك شوب ولا فى أعمالك عيب ولا فى اعتقادك ريب. ومن امارات الصدق فى المعاملة وجود الإخلاص من غير ملاحظة مخلوق. وفى الأحوال تصفيتها من غير مداخلة إعجاب. وفى القول السلامة من المعاريض. وفيما بينك وبين الناس التباعد من التلبيس والتدليس. وفيما بينك وبين الله ادامة التبري من الحول والقوة بل الخروج عن الوجود المجازى شوقا الى الوجود الحقيقي وأعد للكافرين المنكرين على هذه المقامات المعرضين عن هذه الكرامات عذابا أليما من الحسرات والغرامات انتهى قال البقلى ان الله تعالى أراد بذلك السؤال ان يعرّف الخلق شرف منازل الصادقين فرب قلب يذوب من الحسرة حيث ما عرفهم وما عرف قدرهم قال تعالى (ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) وصدقهم استقامة أسرارهم مع الحق فى مقام المحبة والإخلاص قال سهل يقول الله لهم لمن عملتم وماذا أردتم فيقولون لك عملنا وإياك أردنا فيقول صدقتم فوعزته لقوله لهم فى المشاهدة صدقتم ألذ عندهم من نعيم الجنة
لذت شيرينىء كفتار جانان لذتيست ... كز دماغ جان كى بيرون شود پر حالتست
قال فى كشف الاسرار [مصطفى را عليه السلام پرسيدند كه كمال در چيست جواب داد كه كفتار بحق وكردار بصدق. وكفته اند صدق را دو درجه است يكى ظاهر ويكى باطن اما ظاهر سه چيز است در دين صلابت ودر خدمت سنت ودر معاملت خشيت. وآنچهـ باطنست سه چيز است آنچهـ كويى كنى وبآنچهـ نمايى دارى وآنچهـ كه دارى دهى و پاشى] قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر اسوداد الوجوه من الحق المكروه كالغيبة والنميمة وافشاء السر فهو مذموم وان كان صدقا فلذلك قال تعالى (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) اى هل اذن لهم فى افشائه اولا فما كل صدق حق انتهى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- روى- ان النبي عليه السلام لما قدم المدينة صالح بنى قريظة وبنى النضير على ان لا يكونوا عليه بل معه فنقض بنوا النضير وهم حى من يهود خيبر عهودهم وذلك انهم كانوا يسكنون قرية يقال لها زهرة فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة ومعه الخلفاء فجلس الى جانب جدار من بيوتهم فطمعوا فيه حتى صعد بعضهم على البيت ليلقى عليه صخرة فيقتله فاتاه الخبر من السماء بما أراد القوم فقام مسرعا الى المدينة ولما نقضوا العهد أرسل إليهم رسول الله محمد بن مسلمة رضى الله عنه ان اخرجوا من بلدي يعنى المدينة لان قريتهم كانت من أعمالها فامتنعوا من الخروج بسبب عناد سيدهم حيى بن اخطب وكان حيى فى اليهود يشبه بابى جهل فى قريش فخرج عليه السلام مع أصحابه لمحاربتهم فحاصرهم ست ليال وحذف الله فى قلوبهم الرعب فسألوا رسول الله ان يجليهم ويكف عن دمائهم فمنهم من سار الى خيبر ومنهم من سار الى أذرعات من بلاد الشام ولما وقع اجلاؤهم من أماكنهم سار سيدهم حيى وجمع من كبرائهم الى قريش فى مكة يحرّضونهم على حرب رسول الله ويقولون انا سنكون معكم جملة واحدة ونستأصله فوافقهم قريش لشدة عداوتهم لرسول الله ثم جاؤا(7/143)
الى غطفان وهو محركة حى من قيس وحرضوهم ايضا على الحرب واعلموهم ان قريشا قد تابعوهم فى ذلك فتجهزت قريش ومن اتبعهم من قبائل شتى وعقد اللواء فى دار الندوة وكان مجموع الأحزاب من قريش وغطفان وبنى مرة وبنى أشجع وبنى سليم وبنى اسد ويهود قريظة والنضير قدر اثنى عشر الفا وقائد الكل ابو سفيان ولما تهيأت قريش للخروج اتى ركب من خزاعة فى اربع ليال حتى أخبروا رسول الله فجمع عليه السلام الناس وشاورهم فى امر العدو هل يبرزون من المدينة او يقيمون فيها فقال سلمان الفارسي رضى الله عنه يا رسول الله انا كنا إذا تخوفنا الخيل بأرض فارس خندقنا علينا وكان الخندق من مكايد الفرس وأول من فعله من ملوك الفرس ملك كان فى زمن موسى عليه السلام فاستحسن عليه السلام رأى سلمان فركب فرسا ومعه المهاجرون والأنصار وهم ثلاثة آلاف وامر بالذراري والنساء فرفعوا فى الآطام وسبكوا المدينة بالبنيان من كل ناحية فصارت كالحصن وطلب موضعا ينزله فجعل
سلعا وهو جبل فوق المدينة خلف ظهره يعنى ضرب معسكره بالفارسية [لشكركاه] فى أسفل ذلك الجبل على ان يكون الجبل خلف ظهره والخندق بينه وبين العدو وأمرهم بالجد فى عمل الخندق على ان يكون عرضه أربعين ذراعا وعمقه عشرا ووعدهم النصر ان صبروا فعمل فيه بنفسه مع المسلمين وحمل التراب على ظهره الشريف وكان فى زمن عسرة وعام مجاعة فى شوال من السنة الخامسة من الهجرة ولما رأى رسول الله ما بأصحابه من التعب قال
اللهم لا عيش الا عيش الآخره ... فارحم الأنصار والمهاجرة
[انس رضى الله عنه كفت مهاجر وأنصار بدست خويش تير ميزدند وكار ميكردند كه مزدوران و چاكران نداشتند وسرما سخت بود وبخوش دلى آن رنج دشوارى ميكشيدند رسول خدا كه ايشانرا چنان ديد وكفت]
لا همّ ان العيش عيش الآخره ... فاكرم الأنصار والمهاجرة
[ايشان جواب دادند كه]
نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا ابدا
وإذ اشتد على الصحابة فى حفر الخندق كدية اى محل صعب شكوا ذلك الى رسول الله فاخذ المعول وضرب فصار كثيبا مهيلا قال سلمان وضربت فى ناحية من الخندق فغلظت على وكان رجلا قويا يعمل عمل عشرة رجال حتى تنافس فيه المهاجرون والأنصار فقال المهاجرون سلمان منا وقال الأنصار سلمان منا فقال عليه السلام (سلمان منا اهل) ولذلك يشير بعضهم بقوله
لقد رقى سلمان بعد رقه ... منزلة شامخة البنيان
وكيف لا والمصطفى قد عده ... من اهل بيته العظيم الشان
قال سلمان فاخذ عليه السلام المعول من يدى وقال (بسم الله) وضرب ضربة فكسر ثلث الحجارة وبرق منها برقة فخرج نور من قبل اليمن كالمصباح فى جوف الليل المظلم فكبر رسول الله وقال (أعطيت مفاتيح اليمن والله انى لابصر أبواب صنعاء من مكانى الساعة كانها أنياب(7/144)
الكلاب) ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر وبرق منها برقة فخرج نور من قبل الروم فكبر رسول الله وقال (أعطيت مفاتيح الشام والله انى لا بصر قصورها) ثم ضرب الثالثة فقطع بقية الحجر وبرق منها برقة فخرج نور من قبل فارس فكبر رسول الله وقال (أعطيت مفاتيح فارس والله انى لا بصر قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب) وجعل يصف لسلمان أماكن فارس ويقول سلمان صدقت يا رسول الله هذه صفتها ثم قال رسول الله (هذه فتوح يفتحها الله بعدي يا سلمان) وعند ذلك قال جمع من المنافقين منهم معتب بن قشير ألا تعجبون من محمد يمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم انه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وانها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون ان تبرزوا اى تجاوزوا الرحل وتخرجوا الى الصحراء وتذهبوا الى البراري ما هذا الا وعد غرور ولما فرغ رسول الله من حفر الخندق على المدينة قال الكاشفى [بعد از شش روز كه مهم خندق سمت إتمام يافت] أقبلت قريش ومن معهم [خندق را ديدند كه كفتند اين عرب را نبودست] فنزلوا بمجمع الاسيال ونقض بنوا قريظة العهد بينه عليه السلام وبينهم باغواء حيى وأرادوا الاغارة على المدينة بمعاونة طائفة من قريش ولما جاء خبر النقض عظم البلاء وصار الخوف على الذراري أشد الخوف على اهل الخندق فبعث عليه السلام ثلاثمائة رجل يحرسون المدينة ويظهرون النكير تخوفا على الذراري من العدو اى بنى قريظة وكانوا من يهود المدينة ومكث عليه السلام فى الخندق قريبا من شهر وهو اثبت الأقاويل وكان اكثر الحال بينهم وبين العدو الرمي بالنبال والحصى واقبل نوفل بن عبد الله فضرب فرسه ليدخل الخندق فوقع فيه مع فرسه فنزل اليه على رضى الله عنه فضربه بالسيف فقطعه نصفين وكذا اقبل طائفة من مشاهير الشجعان واكرهوا خيولهم على اقتحام الخندق من مضيق به وفيهم عمرو بن ودّ وكان عمره إذ ذاك تسعين سنة فقال من يبارز فقام اليه على رضى الله عنه بعد الاستئذان من رسول الله فقال يا ابن أخي لا أحب ان أقتلك فقال على رضى الله عنه أحب ان أقتلك فحمى عمرو عند ذلك اى أخذته الحمية وكان غيورا مشهورا بالشجاعة ونزل عن فرسه وسل سيفه كأنه شعلة نار واقبل على على رضى الله عنه فاستقبله على بدرقته فضربه عمرو فيها فقدّها ونفذ منها السيف وأصاب رأسه فشجه فضربه على ضربة على موضع الرداء من العنق فسقط فكبر المسلمون فلما سمع رسول الله التكبير عرف ان عليا قتل عمرا لعنه الله وقال حينئذ (لا فتى الا على لا سيف الا ذو الفقار) فلما قتل انهزم من معه قال فى كشف الاسرار [سه تن از كافران كشته شدند واز صحابه رسول هيچ كس كشته نشد عبد الرحمن بن ابى بكر رضى الله عنه هنوز در اسلام نيامده بود بيرون آمد ومبارزت خواست ابو بكر فرا پيش آمد عبد الرحمن چون روى پدر ديد بركشت پس با ابو بكر كفتند اگر پسرت حرب كردى با تو چهـ خواستى كردن با وى ابو بكر كفت بآن خدايى كه يكانه ويكتاست كه بازنگشتمى تا ويرا بكشتمى يا او مرا بكشتى] وفات منه عليه السلام ومن أصحابه فى بعض ايام الخندق صلاة العصر ولذلك قال عليه السلام (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا) وهذا(7/145)
دعاء عليهم بعذاب الدارين من خراب بيوتهم فى الدنيا فتكون النار استعارة للفتنة ومن اشتعال النار فى قبورهم وقام عليه السلام فى الناس فقال (ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فان لقيتم العدو فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف) اى السبب الموصل الى الجنة عند الضرب بالسيف فى سبيل الله ثم دعا عليه السلام على الأحزاب فقال (اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم وزلزلهم
) ودعا ايضا بقوله (اللهم يا صريخ المكروبين يا مجيب المضطرين اكشف همى وغمى وكربى فانك ترى ما نزل بي وبأصحابي) وقال له المسلمون هل من شىء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر قال (نعم قولوا اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا) فاستجاب الله دعاءه يوم الأربعاء بين الظهر والعصر فاتاه جبريل فبشره ان الله يرسل عليهم ريحا وجنودا واعلم عليه السلام أصحابه بذلك وصار يرفع يديه قائلا شكرا شكرا وذلك قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ذكر النعمة شكرها اى اشكروا انعام الله عليكم بالنصرة إِذْ ظرف للنعمة. والمعنى بالفارسية [آنگاه كه] جاءَتْكُمْ [آمد بشما] جُنُودٌ لشكرها والمراد الأحزاب المذكورة من قريش وغطفان ونحوهما يقال للعسكر الجند اعتبارا بالغلظ من الجند وهى الأرض الغليظة التي فيها حجارة ثم يقال لكل مجتمع جند نحو الأرواح جنود مجندة فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ من جانب الاسم القهار ليلا عطف على جاءتكم رِيحاً اى ريح الصبا وهى تهب من جانب المشرق والدبور من قبل المغرب قال ابن عباس رضى الله عنهما قالت الصبا للدبور اى الريح الغربية اذهبي بنا ننصر رسول الله فقالت ان الحرائر لا تهيب بالليل فغضب الله عليها فجعلها عقيما وفى الحديث (نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور) وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وهم الملائكة وكانوا الفا- روى- ان الله تعالى بعث على المشركين ريحا صبا باردة فى ليلة ذات شتاء ولم تجاوز عسكرهم فاحصرتهم وسفت التراب فى وجوههم وأمرت الملائكة فقلعت الأوتاد وقطعت الاطناب واطفأت النيران واكفأت القدور ونفثت فى روعهم الرعب وكبرت فى جوانب معسكرهم حتى سمعوا التكبير وقعقعة السلاح واضطربت الخيول ونفرت فصار سيد كل حى يقول لقومه يا بنى فلان هلموا الىّ فاذا اجتمعوا قال النجاء النجاء اى الاسراع الاسراع وحملوا ما وقع على السحر فانهزموا من غير قتال وارتحلوا ليلا وتركوا ما استثقلوه من متاعهم وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ من حفر الخندق وترتيب الأسباب بَصِيراً رائيا ولذلك فعل ما فعل من نصركم عليهم وعصمتكم من شرهم فلا بد لكم من الشكر على هذه النعمة الجليلة باللسان والجنان والأركان [شكر زبان آنست كه پيوسته خدايرا ياد ميكند وزبان خود بذكر تر ميدارد و چون نعمتى تازه شود الحمد لله ميكويد. شكر دل آنست كه همه خلق را خير خواهد ودر نعمت هيچ كس حسد نبرد. وشكر تن آنست كه اعضاى خود در ما خلق له استعمال كند وهمه اعضا را حق تعالى براى آخرت آفريد]
عطايست هر موى ازو بر تنم ... چكونه بهر موى شكرى كنم
وفى التأويلات النجمية يشير الى نعمه الظاهرة والباطنة. أولها نعمة الإيجاد من كتم العدم(7/146)
إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)
وثانيها إذا أخرجكم من العدم جعلكم أرواحا مطهرة انسانية فى احسن تقويم لا حيوانا او نباتا او جمادا. وثالثها يوم الميثاق شرفكم بخطاب ألست بربكم ثم وفقكم لاستماع خطابه ثم دلكم على إصابة جوابه. ورابعها أنعم عليكم بالنفخة الخاصة عند بعثكم الى القالب الإنساني لئلا تنزلوا بمنزل من المنازل السماوية والكوكبية والجنية والشيطانية والنارية والهوائية والمائية والارضية والنباتية والحيوانية وغيرها الى ان أنزلكم فى مقام الانسانية. وخامسها عجن طينة قالبكم بيده أربعين صباحا ثم صوركم فى الأرحام وسواكم ثم نفخ فيكم من روحه. وسادسها شرف روحكم بتشريف إضافته الى نفسه بقوله «من روحى» وما اعطى هذا التشريف لروح من أرواح الملائكة المقربين. وسابعها أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيأ فبالهامات الربانية علمكم ما تحتاجون اليه من اسباب المعاش. وثامنها ألهمكم فجوركم وتقواكم لتهتدوا الى سبيل الرشاد للرجوع الى الميعاد. وتاسعها أرسل إليكم الأنبياء والرسل ليخرجوكم من الظلمات الخلقية الى نور الخالقية. وعاشرها أنعم عليكم بالايمان ثم بالإيقان ثم بالإحسان ثم بالعرفان ثم بالعيان ثم بالعين ثم آتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وذكر نعمته استعمالها فى عبوديته أداء شكر نعمته وشكر النعمة رؤية النعمة ورؤية النعمة ان تكون ترى نعم توفيقه لاداء شكره الى ان تعجز عن أداء شكره فان نعمته غير متناهية وشكرك متناه فرؤية العجز عن أداء الشكر حقيقة الشكر ومن الشكر ان تذكر ما سلف من الذي دفع عنك وأنت بصدده من انواع البلاء والمحن والمصائب والمكائد فمن جملة ذلك قوله (إِذْ جاءَتْكُمْ) إلخ يشير الى جنود الشياطين وجنود صفات النفس وجنود الدنيا وزينتها فارسلنا عليهم ريحا من نكباء قهرنا وجنودا لم تروها من حفظنا وعصمتنا وكان الله بما تعملون من الميل الى الدنيا وشهواتها بصيرا بدفعها وعلاجها كم من بلاء صرفه عن العبد ولم يشعر وكم شغل كان بصدده فصده عنه ولم يعلم وكم امر عوّقه والعبد يضج وهو يعلم ان فى تيسيره هلاكه فيمنعه منه رحمة عليه والعبد يهتم ويضيق به صدره
هر چهـ آمد ز آسمان قضا ... بقضا مى نكر بعين رضا
خوش دل شو ز ماجراى قلم ... زانكه حق از تو بحالت اعلم
إِذْ جاؤُكُمْ بدل من إذ جاءتكم مِنْ فَوْقِكُمْ من أعلى الوادي من جهة المشرق وهم بنوا غطفان ومن تابعهم من اهل نجد وقائدهم عيينة بن حصين الفزاري وعامر بن الطفيل ومعهم اليهود وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ اى من أسفل الوادي من قبل المغرب وهم قريش ومن تابعهم من الجماعات المتفرقة وقائدهم ابو سفيان والفوق اشارة الى الآفات السماوية والأسفل الى المتولدات البشرية والكل بلاء وقضاء وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ عطف على ما قبله داخل فى حكم التذكير. والزيغ الميل عن الاستقامة قال الراغب يصح ان يكون اشارة الى ما تداخلهم من الخوف حتى اظلمت أبصارهم ويصح ان يكون اشارة الى ما قال (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) انتهى والبصر الجارحة الناظرة والمعنى وحين مالت عن مستوى نظرها حيرة وشخوصا لكثرة ما رأت من العدد والعدد فانه كان مع قريش ثلاثمائة فرس والف وخمسائة بعير(7/147)
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15)
: وبالفارسية [وآنكه كه بكشت چشمها در چشم خانها از بيم او خيره شد] وقال بعضهم المراد أبصار المنافقين لانهم أشد خوفا ولا حاجة اليه لان من شأن ضعف الانسانية التغير عند تراكم البلاء وترادف النكبات وهو لا ينافى قوة اليقين وكمال الاعتماد على الرب المعين كما دل عليه ما بعد الآية ألا ترى الى قوله تعالى (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ) كما سبق فى سورة البقرة وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ جمع حنجرة وهى منتهى الحلقوم مدخل الطعام والشراب اى بلغت رأس الغلصمة من خارج رعبا وغما لان الرئة بالفارسية [شش] تنتفخ من شدة الفزع والغم فيرتفع القلب بارتفاعها الى رأس الحنجرة وهو مشاهد فى مرض الخفقان من غلبة السوداء قال قتادة شخصت عن أماكنها فلولا انه ضاق الحلقوم بها عن ان تخرج لخرجت وقال بعضهم كادت تبلغ فان القلب إذا بلغ الحنجرة مات الإنسان فعلى هذا يكون الكلام تمثيلا لاضطراب القلوب من شدة الخوف وان لم تبلغ الحناجر حقيقة واعلم انهم وقعوا فى الخوف من وجهين. الاول خافوا على أنفسهم من الأحزاب لان الأحزاب كانوا أضعافهم. والثاني خافوا على ذراريهم فى المدينة بسبب ان نقض بنوا قريظة العهد كما سبق وقد قاسوا شدائد البرد والجوع كما قال بعض الصحابة لبثنا ثلاثة ايام لا نذوق زادا وربط عليه السلام الحجر على بطنه من الجوع وهو لا ينافى قوله (انى لست مثلكم انى أبيت عند ربى يطعمنى ربى ويسقينى) فانه قد يحصل الابتلاء فى بعض الأحيان تعظيما للثواب. وأول بعض العارفين حديث ربط الحجر بان لم يكن من الجوع فى الحقيقة بل من كمال لطافته لئلا يصعد الى الملكوت ويستقر فى عالم الإرشاد فمن كانت الدنيا رشحة من فيض ديمه وقطرة من زواخر بحار نعمه لا يحتاج إليها ولكن الصبر عند الحاجة مع الوجدان من خواص من عصم بعصمة الرحمن
در بزم احتشام تو سياره هفت جام ... بر مطبخ نوال تو أفلاك نه طبق
وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ يا من يظهر الايمان على الإطلاق الظُّنُونَا انواع الظنون المختلفة حيث ظن المخلصون المثبتوا القلوب والاقدام ان الله تعالى ينجز وعده فى إعلاء دينه او يمتحنهم فخافوا الزلل وضعف الاحتمال كما فى وقعة أحد وظن الضعاف القلوب الذين هم على حرف والمنافقون ما حكى عنهم مما لا خير فيه. والجملة معطوفة على زاغت وصيغة المضارع لاستحضار الصورة والدلالة على الاستمرار. واثبت حفص فى الظنونا والسبيلا والرسولا هذه الألفات اتباعا لمصحف عثمان رضى الله عنه فانها وجدت فيه كذلك فبقيت على حكمها اليوم فهى بغير الالف فى الوصل وبالألف فى الوقف. وقرىء الظنون بحذف الالف على ترك الإشباع فى الوصل والوقف وهو الأصل والقياس وجه الاول ان الالف مزيدة فى أمثالها لمراعاة الفواصل تشبيها لها بالقوافي فان البلغاء من الشعراء يزيدونها فى القوافي اشباعا للفتحة هُنالِكَ هو فى الأصل للمكان البعيد لكن العرب تكنى بالمكان عن الزمان وبالزمان عن المكان فهو اما ظرف زمان او ظرف مكان لما بعده اى فى ذلك الزمان الهائل او فى ذلك المكان الدحض الذي تدحض فيه الاقدام ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ بالحصر والرعب اى عوملوا(7/148)
معاملة من يختبر فظهر المخلص من المنافق والراسخ من المتزلزل وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً الزلة فى الأصل استرسال الرجل من غير قصد يقال زلت رجله تزل والمزلة المكان الزلق وقيل للذنب من غير قصد زلة تشبيها بزلة الرجل والتزلزل الاضطراب وكذا الزلزلة شدة الحركة وتكرير حروف لفظه تنبيه على تكرر معنى الزلل. والمعنى حركوا تحريكا شديدا وازعجوا إزعاجا قويا وذلك ان الخائف يكون قلقا مضطربا لا يستقر على مكان قال فى كشف الاسرار [اين جايست كه عجم كويند فلان كس را از جاى ببردند از خشم يا از بيم يا از خجل قال الكاشفى يعنى از جاى برفتند بمثابه كه بددلان عزم سفر اين المفرّ نمودند وناشكيبان أوراق الفرار مما لا يطلق من سنن المرسلين تكرار مى فرمودند]
آرام زدل شد ودل از جاىء ... هوش از سر رفت وقوت از پاى
وقد صح ان من فى قلبه مرض فر الى المدينة وبقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل اليقين من المؤمنين وهذا وان كان بيانا للاضطراب فى الابتداء لكن الله تعالى هون عليهم الشدائد فى الانتهاء حتى تفرقت عن قلوبهم الغموم
وتفجرت ينابيع السكينة وهذا عادة الله مع المخلصين [مصطفى عليه السلام كفت در فراديس أعلى بسى درجات ومنازلست كه بنده هركز بجهت خود بدان نتواند رسيد رب العزه بنده را بآن بلاها كه در دنيا بر سر وى كمارد بدان رساند وكفته اند كه حق تعالى ذريت آدم را هزار قسم كردانيد وايشانرا بر بساط محبت اشراف داد همه را از روى محبت خاست آنكه دنيا را بياراست وبر ايشان عرضه كرد ايشان چون زخارف وزهرات ديدند مست وشيفته دنيا كشتند وبا دنيا بماندند مكر يك طائفه كه همچنان بر بساط محبت ايستاده وسر بگريبان دعوى فروبرده پس اين طائفه را هزار قسم كردانيد وعقبى بر ايشان عرض كرد و چون ايشان آن ناز ونعيم أبدى ديدند ظل ممدود وماء مسكوب وحور وقصور شيفته آن شدند وبآن بماندند مكر يك طائفه كه همچنان ايستاده بودند بر بساط محبت طالب كنوز معرفت خطاب آمد از جانب جبروت ودركاه عزت كه شما چهـ ميجوييد ودر چهـ مانده ايد ايشان كفتند «وانك تعلم ما نريد» خداوندا زبان بى زبانان تويى عالم الاسرار والخفيات تويى خود دانى كه مقصود ما چيست]
ما را ز جهانيان شمارى دكرست ... در سر بجز از باده خمارى دكرست
[رب العالمين ايشانرا بسر كوى بلا آورد ومفاوز ومهالك بلا بايشان نمود آن قسم هزار قسم كشتند همه روى از قبله بلا بگردانيدند اين نه كار ماست وما را طاقت اين بار بلا كشيدن نيست مكر يك طائفه كه روى نكردانيدند كفتند ما را خود آن دولت پس كه محمل اندوه تو كشتيم وغم وبلاي تو خوريم]
من كه باشم كه به تن رخت وفاى تو كشم ... ديده حمال كنم بار جفاى تو كشم
كر تو بر من به تن وجان ودلى حكم كنى ... هر سه را رقص كنان پيش هواى تو كشم
قال الله تعالى فى حقهم (أولئك عبادى حقا) [قدر درد او كسى داند كه او را شناسد او كه ويرا نشناسد قدر درد او چهـ داند](7/149)
وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)
جاميا دل بغم ودرد نه اندر ره عشق ... كه نشد مرد ره آنكس كه نه اين درد كشيد
- روى- انه أرسل ابو سفيان بعد الفرار كتابا لرسول الله فيه باسمك اللهم فانى احلف باللات والعزى واساف ونائلة وهبل لقد سرت إليك فى جمع وانا أريد ان لا أعود ابدا حتى استأصلكم فرأيتك قد كرهت لقاءنا واعتصمت بالخندق وفى لفظ قد اعتصمت بمكيدة ما كانت العرب تعرفها وانما تعرف ظل رماحها وسيوفها وما فعلت هذا إلا فرارا من سيوفنا ولقائنا ولك منى يوم كيوم أحد فارسل له عليه السلام جوابا فيه (اما بعد) اى بعد بسم الله الرحمن الرحيم (من محمد رسول الله الى صخر بن حرب فقد أتاني كتابك وقديما غرّك بالله الغرور أما ما ذكرت انك سرت إلينا وأنت لا تريد ان تعود حتى تستأصلنا فذلك امر يحول الله بينك وبينه ويجعل لنا العاقبة وليأتين عليك يوم اكثر فيه اللات والعزى واساف ونائلة وهبل حتى أذكرك يا سفيه بنى غالب) انتهى فاجتهدوا وقاسوا الشدائد فى طريق الحق الى ان فتح الله مكة واتسع الإسلام وبلاده وأهاليه وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ [وآنكه كه دورويان كفتندن] وهو عطف على إذ زاغت وصيغته للدلالة على استحضار القول واستحضار صورته وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ضعف اعتقاد فان قلت ما الفرق بين المنافق والمريض قلت المنافق من كذب الشيء تكذيبا لا يعتريه فيه شك والمريض من قال الله تعالى فى حقه (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) كذا فى الاسئلة المقحمة قال الراغب المرض الخروج عن الاعتدال الخاص بالإنسان وهو ضربان جسمى ونفسى كالجهل والجبن والنفاق ونحوها من الرذائل الخلقية وشبه النفاق والكفر ونحوهما من الرذائل بالمرض اما لكونها مانعة عن ادراك الفضائل كالمرض المانع عن التصرف الكامل واما لكونها مانعة عن تحصيل الحياة الاخروية المذكورة فى قوله (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ) واما لميل النفس بها الى الاعتقادات الرديئة ميل بدن المريض الى الأشياء المضرة ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ من الظفر وإعلاء الدين وهم لم يقولوا رسول الله وانما قالوه باسمه ولكن الله ذكره بهذا اللفظ إِلَّا غُرُوراً اى وعد غرور وهو بالضم [فريفتن] والقائل لذلك معتب بن قشير ومن تبعه وقد سبق وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ هم أوس بن قيظى ومن تبعه فى رأيه: وبالفارسية [وانرا نيز ياد كنيد كه كفتند كروهى از منافقان] يا أَهْلَ يَثْرِبَ [اى مردان مدينه] هو اسم للمدينة المنورة لا ينصرف للتعريف وزنة الفعل وفيه التأنيث وقد نهى النبي عليه السلام ان تسمى المدينة بيثرب وقال هى طيبة أو طابة والمدينة كانه كره هذا اللفط لان يثرب يفعل من التثريب وهو اللوم الذي لا يستعمل الا فيما يكره غالبا ولذلك نفاه يوسف الصديق عليه السلام حيث قال لاخوته (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) وكأن المنافقين ذكروها بهذا الاسم مخالفة له عليه السلام فحكى الله عنهم كما قالوا وقال الامام السهيلي سميت يثرب لان الذي نزلها من العماليق اسمه يثرب بن عبيل بن مهلاييل بن عوص بن عملاق ابن لاود بن ارم وعبيل هم الذين سكنوا الجحفة وهى ميقات الشاميين فاجحفت بهم السيول فيها اى ذهبت بهم فسميت الجحفة وقال بعضهم هى من الثرب بالتحريك وهو الفساد(7/150)
وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14)
وكان فى المدينة الفساد واللؤم بسبب عفونة الهواء وكثرة الحمى فلما هاجر رسول الله كره ذلك فسماها طيبة على وزن بصرة من الطيب وقد افتى الامام مالك رحمه الله فيمن قال تربة المدينة رديئة بضربه ثلاثين درة وبحبسه وقال ما أحوجه الى ضرب عنقه تربة دفن فيها رسول الله يزعم انها غير طيبة وفى الحديث (من سمى المدينة بيثرب فليستغفر الله فليستغفر الله هى طيبة هى طيبة) وقوله عليه السلام حين أشار الى دار الهجرة (لا أراها الا يثرب) ونحو ذلك من كل ما وقع فى كلامه عليه السلام من تسميتها بذلك كان قبل النهى عن ذلك. وانما سميت طيبة لطيب رائحة من مكث بها وتزايد روائح الطيب بها ولا يدخلها طاعون ولا دجال ولا يكون بها مجذوم لان ترابها يشفى الجذام وهو كغراب علة تحدث من انتشار السوداء فى البدن كله فيفسد مزاج الأعضاء وهيآتها وربما انتهى الى تأكل الأعضاء وسقوطها عن تقرّح لا مُقامَ لَكُمْ لا موضع اقامة لكم هاهنا لكثرة العدو وغلبة الأحزاب يريدون المعسكر بالفارسية [لشكركاه] فهو مصدر من اقام فَارْجِعُوا اى الى منازلكم بالمدينة ومرادهم الأمر بالفرار لكنهم عبروا عنه بالرجوع وترويجا لمقالهم وإيذانا بانه ليس من قبيل الفرار المذموم وقد ثبطوا الناس عن الجهاد والرباط لنفاقهم ومرضهم ولم يوافقهم الا أمثالهم فان المؤمن المخلص لا يختار الا الله ورسوله وفيه اشارة الى حال اهل الفساد والإفساد فى هذه الامة الى يوم القيام نسأل الله تعالى ان يقيمنا على نهج الصواب ويجعلنا من اهل التواصي بالحق والصبر دون التزلزل والاضطراب وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ [ودستورىء رجوع ميطلبند از پيغمبر كروهى از منافقان] يعنى بنى حارثة وبنى سلمة يَقُولُونَ بدل من يستأذن إِنَّ بُيُوتَنا فى المدينة عَوْرَةٌ بجزم الواو فى الأصل أطلقت على المختل مبالغة يقال عور المكان عورا إذا بدا فيه خلل يخاف منه العدو والسارق وفلان يحفظ عورته اى خلله والعورة ايضا سوءة الإنسان وذلك كناية وأصلها من العار وذلك لما يلحق فى ظهورها من العار اى المذمة ولذلك سمى النساء عورة ومن ذلك العوراء للكلمة القبيحة. والمعنى انها غير حصينة متخرّقة ممكنة لمن أرادها فأذن لنا حتى نحصنها ثم نرجع الى العسكر وكان عليه السلام يأذن لهم وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ اى والحال انها ليست كذلك بل هى حصينة محرزة إِنْ يُرِيدُونَ ما يريدون بالاستئذان إِلَّا فِراراً من القتال وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ أسند الدخول الى بيوتهم وأوقع عليهم لما ان المراد فرض دخولها وهم فيها لا فرض دخولها مطلقا كما هو المفهوم لو لم يذكر الجار والمجرور مِنْ أَقْطارِها جمع قطر بالضم بمعنى الجانب اى من جميع جوانبها لا من بعضها دون بعض فالمعنى لو كانت بيوتهم مختلة بالكلية ودخلها كل من أراد الخبث والفساد ثُمَّ سُئِلُوا من جهة طائفة اخرى عند تلك النازلة الْفِتْنَةَ اى الردة والرجعة الى الكفر مكان ما سئلوا من الايمان والطاعة لَآتَوْها لا عطوها السائلين اى أعطوهم مرادهم غير مبالين بما دهاهم من الداهية والغارة وَما تَلَبَّثُوا بِها [التلبث: درنك كردن كالتمكث يعنى درنك نكند باجابت فتنة] إِلَّا يَسِيراً قدر ما يسمع السؤال والجواب من الزمان(7/151)
وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15)
فضلا عن التعلل باختلال البيوت عند سلامتها كما فعلوا الآن وما ذلك الا لمقتهم الإسلام وشدة بغضهم لاهله وحبهم الكفر وتهالكهم على حزبه قال الامام الراغب اليسير السهل ومنه قوله تعالى (وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) ويقال فى الشيء القليل ومنه (وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً) وفى الآية اشارة الى مرض القلوب وصحة النفوس. وخاصيتهما إذا وكلتا الى حالتهما من فساد الاعتقاد وسوء الظن بالله ورسوله ونقض العهود والاغترار بتسويلات الشياطين والفرار من معادن الصدق والتمسك بالحيل والمكائد والكذب والتعلل بالاعذار الواهية وغلبات خوف البشرية والجبانة وقلة اليقين والصبر وكثرة الريب والجزع من احتمال خطر الاذية لو سئلوا الارتداد عن الإسلام والإشراك بعد الإقرار بالتوحيد لا جابوهم وجاؤا به وما تلبثوا بها يعنى فى الاحتراز عن الوقوع فى الفتنة الا يسيرا بل اسرعوا فى إجابتها لا ستيلاء أوصاف النفوس وغلباتها وتصدئ القلوب وهجوم غفلاتها ومن عرف طريقا الى الله فسلكه ثم رجع عنه عذبه الله بعذاب لم يعذب به أحدا من العالمين واعلم ان الله تعالى ذم المنافقين فى أقوالهم وأفعالهم فان للانسان اختيارا فى كل طريق سلكه فمن وجد شرا فلا يذم إلا نفسه ولم تجب الهداية على النبي عليه السلام فى حق الكفار والمنافقين فكيف على غيره من الورثة فى حق العاصين كما قال عليه السلام (انما انا رسول وليس الىّ من الهداية شىء ولو كانت الهداية الىّ لآمن كل من فى الأرض وانما إبليس مزين وليس اليه من الضالة شىء ولو كانت الضلالة اليه لا ضل كل من فى الأرض ولكن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء)
مؤمن وكافر درين دير فنا ... صورتى دارد ز نقش كبريا
نقش كر چهـ آمد از دست قضا ... ليك ميدان نقش را از مقتضا
فافهم جدا وَلَقَدْ كانُوا اى الفريق الذين استأذنوك للرجوع الى منازلهم فى المدينة وهم بنوا حارثة وبنوا سلمة عاهَدُوا اللَّهَ العهد حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال وسمى الموثق الذي يلزم مراعاته عهدا والمعاهدة المعاقدة كما فى تاج المصادر. والمعنى بالفارسية [عهد كردند با خداى تعالى] مِنْ قَبْلُ اى من قبل واقعة الخندق يعنى يوم أحد حين هموا بالانهزام ثم تابوا لما نزل فيهم ما نزل كما سبق فى آل عمران لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ جواب قسم لان عاهدوا بمعنى حلفوا كما فى الكواشي [والتولية: پشت بگردانيدن] ودبر الشيء خلاف القبل وولاه دبره انهزم. والمعنى لا يتركون العدو خلف ظهورهم ولا يفرون من القتال ولا ينهزمون ولا يعودون لمثل ما فى يوم أحد ثم وقع منهم هذا الاستئذان نقضا للعهد: وبالفارسية [پشتها بر نكردانند در كار زارها] وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا مطلوبا مقتضى حتى يوفى يقال سألت فلانا حقى اى طالبته به او مسئولا يوم القيامة يسأل عنه هل وفى المعهود به او نقضه فيجازى عليه وهذا وعيد: قال الحافظ
وفا وعهد نكو باشد ار بياموزى ... وكرنه هر كه تو بينى ستمكرى داند
وقال فى حق وفاء العشاق
از دم صبح ازل تا آخر شام ابد ... دوستى ومهر بر يك عهد ويك ميثاق بود(7/152)
قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
قُلْ يا محمد لهم لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ [سود نميدارد شما را كريختن] إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ [از مرك] أَوِ الْقَتْلِ [يا از كشتن] فانه لا بد لكل شخص من الفناء والهلاك سواء كان بحتف انف او بقتل سيف فى وقت معين سبق به القضاء وجرى عليه القلم ولا يتغير جدا والقتل فعل يحصل به زهوق الروح قال الراغب اصل القتل ازالة الروح عن الجسد كالموت لكن إذا اعتبر بفعل المتولى لذلك يقال قتل وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال موت انتهى. والحتف الهلاك قال على كرم الله وجهه ما سمعت كلمة عربية من العرب الا وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعته يقول (مات حتف انفه) وما سمعتها من عربى قبله وهو ان يموت الإنسان على فراشه لانه سقط لا نفه فمات وكانوا يتخيلون ان روح المريض تخرج من انفه فان جرح خرجت من جراحته وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا [التمتيع: برخوردارى دادن] اى وان نفعكم الفرار مثلا فمتعتم بالتأخير لم يكن ذلك التمتيع الا تمتيعا او زمانا قليلا: وبالفارسية [وآنگاه كه كريزد زنده نكذارند شما را مكر زمانى اندك چهـ آخر شربت فنا نوشيد نيست وخرقه فوات پوشيدنى]
كه مينهد قدم اندر سراى كون وفساد ... كه باز روى براه عدم نمى آرد]
الموت كأس وكل الناس شاربه ... والقبر باب وكل الناس داخله
وعمر الدنيا كله قليل فكيف مدة آجال أهلها وقد قال من عرف الحال مقدار عمرك فى جنب عيش الآخرة كنفس واحد وعن بعض المروانية انه مر بحائط مائل فاسرع فتليت له هذه الآية فقال ذلك القليل اطلب قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مذهب سيبويه على ان من الاستفهامية مبتدأ وذا خبره والذي صفة او بدل منه: والمعنى بالفارسية [آن كيست كه] نگاه دارد شما را] وذهب بعض النحاة الى كون من خبرا مقدما فالمعنى [كيست آنكه] والعصمة الإمساك والحفظ مِنَ اللَّهِ اى من قضائه إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً بالفارسية [بدى] وهو كل ما يسوء الإنسان ويغمه والمراد هنا القتل والهزيمة ونحوهما أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً من عافية ونصرة وغير هما مما هو من آثار الرحمة قرينة السوء فى العصمة ولا عصمة الا من السوء لان معناه او يصيبكم بسوء ان اراده بكم رحمة فاختصر الكلام كما فى قوله متقلدا سيفا ور محا اى ومعتقلا رمحا والاعتقال أخذ الرمح بين الركب والسرج وفى التاج] الاعتقال: نيز بميان ساق وركاب بر داشتن] وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ اى لا نفسهم مِنْ دُونِ اللَّهِ متجاوزين الله تعالى وَلِيًّا [دوستى كه نفع رساند] وَلا نَصِيراً يدفع الضرر عنهم: وبالفارسية [ونه يارى كه ضرر باز دارد] واعلم ان الآية دلت على امور. الاول ان الموت لا بد منه قال بعضهم [عمر اگر چهـ دراز بود چون مرك روى نمود از آن درازى چهـ سود نوح عليه السلام هزار سال در جهان بسر برده است امروز پنج هزار سالست كه مرده است]
دريغا كه بگذشت عمر عزيز ... بخواهد كذشت اين دمى چند نيز
قال بعضهم إذا بلغ الرجل أربعين سنة ناداه مناد من السماء دنا الرحيل فاعدّ زادا قال الثوري ينبغى(7/153)
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)
لمن كان له عقل إذا اتى عليه عمر النبي عليه السلام ان يهيىء كفنه قال حاتم الأصم ما من صباح الا ويقول الشيطان لى ما تأكل وما تلبس واين تسكن فاقول له آكل الموت والبس الكفن واسكن القبر. والثاني ان الفرار لا يزيد فى الآجال ومن أسوأ حالا ممن سعى لتبديل الآجال والأرزاق ورجا دفع ما قدر له انه لاق وانه لا يقيه منه ولاق قال على كرم الله وجهه ان أكرم الموت القتل والذي نفس ابن ابى طالب بيده لالف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش فلو لم يكن فى القتل الذي يفر منه الإنسان الا الراحة من سكرات الموت لكان فى ذلك ما يوهب الثبات وان لم ينظر الى ما بعده وهو الفوز العظيم وذلك ان شهيد البحر لا الم له أصلا واما شهيد البر فلا يجد من ألم الموت الا كمس قرصة قال بعضهم الفار مسلم لنفسه والمقاتل مدافع عنها وإذا انقضت مدة الاجل فالمنية لا بد منها
بروز أجل نيزه جوشن درد ... ز پيراهنى بى اجل نكذرد
كرت زند كانى نبشتست دير ... نه مارت كز آيد نه شمشير وتير
. اما تخشى ايها الفار. ان تدركك المنية فتكون من اصحاب النار. اما تخاف ان يأتيك سهم وأنت مول فيسكنك دار البوار. اما تخشى ان تؤسر فتفتن عن دينك او ينوّع عذابك ولا شك عند كل ذى لب ان استقبال الموت إذا كان وقته خير من استدباره وقد اشتاق اهل الله الى لقاء الله: قال المولى العارف فى المثنوى
پس رجال از نقل عالم شادمان ... وز بقااش شادمان اين كودكان «1»
چونكه آب خوش نديد آن مرغ كور ... پيش او كوثر نمايد آب شور
. والثالث ان من اتخذ الله وليا ونصيرا نال ما يتمناه قليلا وكثيرا ونصر أميرا وفقيرا وطاب له وقته مطلقا وأسيرا فثبت ثبات الجبال وعامل معاملة الرجال قال بعض العارفين فى الآية اشارة الى مدعيى الطلب فانهم يعاهدون الله من قبل الشروع فى الطلب انهم لا يولون ادبارهم عند المحاربة مع الشيطان وعند الجهاد مع النفس فلما شرعوا فى الحرب والجهاد مع احزاب النفس والشيطان وقد حمل كل حزب منهم أسلحتهم وأخذوا خدعات الحرب ومكايدها وهم الشجعان الأقوياء والابطال المجربون وعسا كر الطلاب المرضى القلوب وهم بعد أغمار غير مجربى القتال والحروب وان كان لهم الاسلحة ولكنهم بمعزل عن استعمالها لضعفهم وعدم العلم بكيفية الاستعمال فاذا قام الحرب ودام الضرب غلب الأقوياء على الضعفاء وانهزم المرضى على الأصحاء چالش است وخمره خوردن نيست اين فلم يساعدهم الصدق ولم يعاونهم العشق ولم يذكروا حقيقة قوله (وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا) ولم يتفكروا فى ان الفرار النافع انما هو الى الله لا من الله فمن فر من موت النفس وقتلها بالمجاهدة فلا يتمتع كالبهائم والانعام فى رياض الدنيا الا قليلا ولا يجد بركة عمره بل يكون الفرار سبب قصر العمر نسأل الله سبحانه ان يعصمنا من الفرار من نحو بابه والإقبال على الأدبار عن جنابه انه الولي النصير ذو الفضل الكثير قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ قد لتأكيد العلم بالتعويق
__________
(1) در اواخر دفتر چهارم معنء حديث من بشر بي بخروج الصفر إلخ(7/154)
أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)
ومرجع العلم الى توكيد الوعيد. والتعويق التثبيط بالفارسية [بازداشتن] يقال عاقه وعوقه إذا صرفه عن الوجه الذي يريده والعائق الصارف عما يراد منه خير ومنه عوائق الدهر والخطاب لمن اظهر الايمان مطلقا. والمعنى قد علم الله المثبطين للناس عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصارفين عن طريق الخير وهم المنافقون أيا من كان منهم وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ من منافقى المدينة فالمراد الاخوة فى الكفر والنفاق هَلُمَّ إِلَيْنا هلم صوت سمى به فعل متعد نحو احضر او اقرب ويستوى فيه الواحد والجمع على لغة اهل الحجاز واما بنوا تميم فيقولون هلم يا رجل وهلموا يا رجال وكلمة الى صلة التقريب الذي تضمنه هلم. والمعنى قربوا أنفسكم إلينا وهذا يدل على انهم عند هذا القول خارجون عن العسكر متوجهون نحو المدينة فرارا من العدو وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ اى الحرب والقتال وهو فى الأصل الشدة إِلَّا اتيانا قَلِيلًا فانهم يعتذرون ويتأخرون ما أمكن لهم او يخرجون مع المؤمنين يوهمونهم انهم معهم لا تراهم يبارزون ويقاتلون إلا شيئا قليلا إذا اضطروا اليه وهذا على تقدير عدم الفرار أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ حال من فاعل يأتون جمع شحيح وهو البخيل قال الراغب الشح بخل مع حرص وذلك فيما كان عادة يقال رجل شحيح وقوم اشحة اى حال كونهم بخلاء عليكم بالمعاونة او الانفاق فى سبيل الله على فقراء المسلمين [يا نمى خواهد كه ظفر وغنيمت شما را باشد] فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ خوف العدو رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ فى تلك الحالة تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ فى احداقهم يمينا وشمالا كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ اى دورانا كائنا كدوران عين المغشى عليه من معالجة سكرات الموت حذرا وخوفا والتجاء بك يقال غشى على فلان اذانا به ما غشى فهمه اى ستره فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ وجمعت الغنائم سَلَقُوكُمْ يقال سلقه بالكلام آذاه كما فى القاموس قال فى تاج المصادر [السلق: بزبان آزردن] ومنه سلقوكم بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ اى جهروا فيكم بالسوء من القول وآذوكم. والحداد جمع حديد يقال لسان حديد نحو لسان صارم وماض وذلك إذا كان يؤثر تأثير الحديد: يعنى [برنجانند شما را وسخنهاى سخت كويند بزبانهاى تيز يعنى تيززبانى كنند] وقالوا وفروا قسمنا فانا قد ساعدناكم وقاتلنا معكم وبمكاننا غلبتم عدوكم وبنا نصرتم عليه أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ نصب على الحال من فاعل سلقوكم: يعنى [در حالتى كه سخت حريصند بر غنيمت مشاحنه ومجادله ميكنند در وقت قسمت او بخيلند بر مال اين جهان نمى خواهند كه رساند بشما كرم وفضل خدا] فهم عند الغنيمة أشح الناس وأجبنهم عند البأس أُولئِكَ الموصوفون بما ذكر من صفات السوء لَمْ يُؤْمِنُوا بالإخلاص حيث ابطنوا خلاف ما أظهروا فصار أخبث الكفرة وابغضهم الى الله فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ اى اظهر بطلانها إذ لم يثبت لهم اعمال فتبطل لانهم منافقون وفى هذا دلالة على ان المعتبر عند الله هو العمل المبنى على التصديق والا فهو كبناء على غير أساس وَكانَ ذلِكَ الإحباط عَلَى اللَّهِ يَسِيراً
هينا: بالفارسية [آسان] لتعلق الارادة به وعدمها يمنعه عنه وفى التأويلات النجمية يشير الى مدعيى الطلب إذا ارتدوا عن الطلب فانهم لم يؤمنوا ايمانا حقيقيا فى صدق الطلب والا لم يرتدوا عن الطلب(7/155)
يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
فان المشايخ قد قالوا ان مرتد الطريقة شر من مرتد الشريعة ولهذا قال تعالى (فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ) لانها لم تكن بايمان حقيقى بل كانت بالتقليد والرياء والسمعة وكان ذلك الرد والابطال على الله يسيرا وقد قال بعض الكبار انى لست بقطب الوجود ولكن مؤمن به فقيل له ونحن مؤمنون به ايضا فقال بين ايمان وايمان فرق فمن ايمان لا يزول كاصل الشجرة الراسخة ومن ايمان يزول كاصل النباتات الواهية وذلك لان المحسن الموقن مأمون من الارتداد والريب بخلاف اهل الغفلة والمتعبد على حرف
لا يزيل الماء نقشا فى الحجر ... بل يزيل النقش فى وجه الورق
باش بر عشق خدا ثابت قدم ... رو نمى كردان ز وجه پاك حق
يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا اى هؤلاء المنافقون لجبنهم المفرط يظنون ان الأحزاب لم ينهزموا ففروا الى المدينة والأحزاب هم الذين تحزبوا على النبي عليه السلام يوم الخندق وهم قريش وغطفان وبنوا قريظة والنضير من اليهود [والتحزب: كروه كروه شدن] كما فى التاج وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ كرة ثانية الى المدينة: وبالفارسية [اگر بيايند اين لشكرها نوبتى ديكر] يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ تمنوا انهم خارجون من المدينة الى البدو وحاصلون بين الاعراب لئلا يقاتلوا. والود محبة الشيء وتمنى كونه وبدا يبدو بداوة إذا خرج الى البادية وهى مكان يبدو ما يعن فيه اى يعرض ويقال للمقيم بالبادية باد فالبادون خلاف الحاضرين والبدو خلاف الحضر يَسْئَلُونَ كل قادم من جانب المدينة عَنْ أَنْبائِكُمْ عن اخباركم وعما جرى عليكم: يعنى [از آنچهـ كذشته باشد ميان شما ودشمنان] وهو داخل تحت الود اى يودون انهم غائبون عنكم يسمعون اخباركم بسؤالهم عنها من غير مشاهدة وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ فى الخندق هذه الكرة الثانية ولم يرجعوا الى المدينة وكان قتال: وبالفارسية [واگر باشند در ميان يعنى در مدينه ومقاتله با أعداست دهد] ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا رياء وخوفا من التعيير من غير حسبة لَقَدْ كانَ لَكُمْ ايها المؤمنون كما فى تفسير الجلالين وهو الظاهر من قوله فيما بعد لمن كان يرجو الله إلخ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قال الراغب الاسوة والاسوة كالقدوة والقدوة الحالة التي يكون الإنسان عليها فى اتباع غيره ان حسنا وان قبيحا وان سارّا وان ضارا ويقال تأسيت به اى اقتديت. والمعنى لقد كان لكم فى محمد صلى الله عليه وسلم خصلة حسنة وسنة صالحة حقها ان يؤتسى بها اى يقتدى كالثبات فى الحرب ومقاساة الشدائد فانه قد شج فوق حاجبه وكسرت رباعيته وقتل عمه حمزة يوم أحد وأوذي بضروب الأذى فوقف ولم ينهزم وصبر فلم يجزع فاستسنوا بسنته وانصروه ولا تتخلفوا عنه وقال بعضهم كلمة فى تجريدية جرد من نفسه الزكية شىء وسمى قدوة وهى هو يعنى ان رسول الله فى نفسه أسوة وقدوة يحسن التأسى والاقتداء به كقولك فى البيضة عشرون منا حديدا اى هى نفسها هذا القدر من الحديد لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ اى يأمل ثواب الله ونعيم الآخرة او يخاف الله واليوم الآخر. فالرجاء يحتمل الأمل والخوف ولمن كان صلة الحسنة او صفة لها لا بدل من لكم فان الأكثر على ان ضمير المخاطب لا يبدل(7/156)