يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)
66 سورة التحريم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة التحريم (66) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)
1- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ:
لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ لم تمنع نفسك عما أحل الله لك.
تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ تريد إرضاء زوجاتك.
2- قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ:
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ قد شرع الله لكم.
تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ تحليل أيمانكم بالتكفير عنها.
وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ والله سيدكم ومتولى أموركم.
3- وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ:
وَإِذْ واذكر حين.
إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حديثا.
فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ فلما أخبرت به.
وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ وأطلع الله نبيه على إفشائه.
عَرَّفَ بَعْضَهُ أعلم بها بعضه.
وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ وأعرض تكرما عن بعض.
فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ فلما أعلمها به.
مَنْ أَنْبَأَكَ هذا من أعلمك هذا.(11/341)
إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)
[سورة التحريم (66) : الآيات 4 الى 6]
إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (5) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (6)
4- إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ:
إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ إن ترجعا إلى الله نادمتين فقد فعلتما ما يوجب التوبة.
فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما لأنه قد مالت قلوبكما عما يحبه رسول الله صلّى الله عليه وسلم من حفظ سره.
وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ وإن تتعاونا عليه بما يسوءه.
فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ هو ناصره.
ظَهِيرٌ مظاهرون له ومعينون.
5- عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً:
أَنْ يُبْدِلَهُ أن يزوجه بدلا منكن.
أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ زوجات خاضعات لله بالطاعة.
مُؤْمِناتٍ مصدقات بقلوبهن.
قانِتاتٍ خاشعات لله.
تائِباتٍ راجعات إلى الله.
عابِداتٍ متعبدات متذللات له.
سائِحاتٍ ذاهبات فى طاعة الله كل مذهب.
6- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ:
قُوا احفظوا.
عَلَيْها يقوم على أمرها وتعذيب أهلها.
غِلاظٌ قساة فى معاملتهم.(11/342)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)
شِدادٌ أقوياء.
لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ يتقبلون أوامر الله.
وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ وينفذون ما يؤمرون به غير متوانين.
[سورة التحريم (66) : الآيات 7 الى 9]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)
7- يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
لا تَعْتَذِرُوا لا تلتمسوا المعاذير.
8- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ارجعوا إلى الله عن ذنوبكم.
تَوْبَةً نَصُوحاً رجعة بالغة فى الإخلاص.
أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ أن يمحو عنكم سيئاتكم.
يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ يوم يرفع الله شأن النبي صلّى الله عليه وسلم.
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أمامهم.
9- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ:
وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ واشتد عليهم.
وَمَأْواهُمْ ومستقرهم.
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وبئس المآل مآلهم.
[سورة التحريم (66) : آية 10]
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)
10- ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ:
تَحْتَ عَبْدَيْنِ تحت عصمة عبدين.(11/343)
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)
فَخانَتاهُما بالتآمر وإفشاء سرهما إلى قومهما.
فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً فلم يدفع هذان العبدان الصالحان عن زوجتيهما من عذاب الله شيئا.
ادْخُلَا الخطاب للزوجتين.
[سورة التحريم (66) : الآيات 11 الى 12]
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (12)
11- وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ:
عِنْدَكَ قريبا من رحمتك.
وَعَمَلِهِ المسرف فى الظلم.
12- وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ:
الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها التي حفظت فرجها.
فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا فحملت بعيسى.
وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وهى أوامره ونواهيه.
وَكُتُبِهِ المنزلة.
مِنَ الْقانِتِينَ من عداد المواظبين على الطاعة.(11/344)
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
67 سورة الملك
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الملك (67) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
1- تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:
تَبارَكَ تعالى وازدادت بركاته.
الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ من يملك وحده التصرف فى جميع المخلوقات.
2- الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ:
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لغاية أرادها.
لِيَبْلُوَكُمْ وهى أن يختبركم.
وَهُوَ الْعَزِيزُ الذي لا يعجزه شىء.
الْغَفُورُ العفو عن المقصرين.
3- الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ:
طِباقاً متواقفة على سنة واحدة من الإتقان.
مِنْ تَفاوُتٍ أي تفاوت.
فَارْجِعِ الْبَصَرَ فأعد بصرك.
هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ هل تجد أي خلل.
4- ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ:
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ ثم أعد البصر.
كَرَّتَيْنِ مرة بعد مرة.
يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ يرجع إليك البصر.(11/345)
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
خاسِئاً خاشعا صاغرا متباعدا عن أن يرى شيئا من عيب.
وَهُوَ حَسِيرٌ قد بلغ الغاية فى الإعياء.
[سورة الملك (67) : الآيات 5 الى 8]
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (5) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
5- وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ:
الدُّنْيا القريبة التي تراها العيون.
بِمَصابِيحَ يعنى النجوم.
وَجَعَلْناها أي السماء.
رُجُوماً مصادر رجم، أي شهب، يرجم بها الشياطين.
وَأَعْتَدْنا وأعددنا.
عَذابَ السَّعِيرِ عذاب النار الموقدة.
6- وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ:
كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ لم يؤمنوا به.
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وساءت عاقبة لهم هذه العاقبة.
7- إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ:
إِذا أُلْقُوا إذا طرحوا.
فِيها أي فى النار.
شَهِيقاً صوتا منكرا.
وَهِيَ تَفُورُ وهى تغلى غليانا شديدا.
8- تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ:
تَكادُ تَمَيَّزُ تكاد تنقطع وتتفرق.
مِنَ الْغَيْظِ من شدة الغضب عليهم.
كُلَّما أُلْقِيَ فِيها كلما طرح فيها.(11/346)
قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)
فَوْجٌ جماعة منهم.
سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها سألهم الموكلون بها.
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ رسول يحذركم لقاء يومكم هذا.
[سورة الملك (67) : آية 9]
قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9)
9- قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ:
قالُوا أي أهل النار.
بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ أي قد جاء نذير.
فَكَذَّبْنا أي فكذبناه.
ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ عليك ولا غيرك من الرسل.
إِنْ أَنْتُمْ أيها الرسل.
إِلَّا فِي ضَلالٍ فى انحراف عن الحق.
كَبِيرٍ بين.
[سورة الملك (67) : الآيات 10 الى 12]
وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)
10- وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ:
نَسْمَعُ سماع من يطلب الحق.
أَوْ نَعْقِلُ أو نفكر فيما ندعى إليه.
فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ فى عداد أصحاب السعير.
11- فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ:
بِذَنْبِهِمْ بتكذيبهم وكفرهم.
فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ فبعدا لأصحاب السعير عن رحمة الله.
12- إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ:
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ إن الذين يخافون ربهم.
بِالْغَيْبِ وهم لا يرونه.
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم.(11/347)
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)
وَأَجْرٌ كَبِيرٌ وثواب عظيم على حسناتهم.
[سورة الملك (67) : الآيات 13 الى 17]
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (13) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)
13- وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ:
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ وأخفوا قولكم.
أَوِ اجْهَرُوا بِهِ أو أعلنوه.
إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ إنه عليم بخفايا الصدور، فيستوى إسراركم وجهركم.
14- أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ:
أَلا يَعْلَمُ الخالق لجميع الأشياء.
مَنْ خَلَقَ خلقه.
وَهُوَ اللَّطِيفُ العالم بدقائق الأشياء.
الْخَبِيرُ بحقائقها.
15- هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ:
ذَلُولًا طيعة ميسرة.
فَامْشُوا فِي مَناكِبِها فى حوافيها.
وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ الذي يخرجه لكم منها.
وَإِلَيْهِ النُّشُورُ وإليه وحده البعث للجزاء.
16- أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ:
أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ أن يقطع بكم الأرض.
فَإِذا هِيَ تَمُورُ تضطرب اضطرابا شديدا.
17- أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ:
حاصِباً ريحا ترجمكم بالحصباء.(11/348)
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)
فَسَتَعْلَمُونَ حينئذ.
كَيْفَ نَذِيرِ هول وعيدي لكم.
[سورة الملك (67) : الآيات 18 الى 21]
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)
18- وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ:
مِنْ قَبْلِهِمْ من قبل قومك رسلهم.
فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ فعلى أي حال من الشدة كان إنكارى عليهم بإهلاكهم وأخذهم.
19- أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ:
صافَّاتٍ باسطات أجنحتهن.
وَيَقْبِضْنَ ويقبضهن حينا بعد حين.
ما يُمْسِكُهُنَّ أن يقعن.
20- أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ:
أَمَّنْ هذَا الَّذِي بل من هذا الذي.
هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ هو قوة لكم.
يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ يدفع عنكم العذاب سوى الرحمن.
إِنِ الْكافِرُونَ ما الكافرون.
إِلَّا فِي غُرُورٍ بما يتوهمون.
21- أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ:
أَمَّنْ هذَا الَّذِي بل من هذا الذي.
يَرْزُقُكُمْ بما تكون به حياتكم.
إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ إن حبس الله رزقه عنكم.
بَلْ لَجُّوا بل تمادى الكافرون.(11/349)
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)
فِي عُتُوٍّ فى استكبارهم.
وَنُفُورٍ وشرودهم عن الحق.
[سورة الملك (67) : الآيات 22 الى 26]
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)
22- أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ:
مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ متعثرا ساقطا على وجهه.
أَهْدى فى سيره وقصده.
سَوِيًّا مستوى القامة.
عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ على طريق لا اعوجاج فيه.
23- قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ:
أَنْشَأَكُمْ أوجدكم من العدم.
قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ ما تؤدون هذه النعم لواهبها.
24- قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ:
ذَرَأَكُمْ بثكم.
وَإِلَيْهِ وحده.
تُحْشَرُونَ تجمعون لحسابكم وجزائكم.
25- وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ:
وَيَقُولُونَ يعنى المنكرين للبعث.
مَتى هذَا الْوَعْدُ متى يتحقق هذا الوعد بالنشور.
إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ نبئونا بزمانه إن كنتم صادقين.
26- قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ:
إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ هذا علم اختص الله به.
وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ بين الإنذار.(11/350)
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)
[سورة الملك (67) : الآيات 27 الى 29]
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29)
27- فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ:
فَلَمَّا رَأَوْهُ فلما تبينوا الموعود به.
زُلْفَةً قريبا منهم.
سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا علت وجوه الذين كفروا الكآبة والذلة.
وَقِيلَ توبيخا وإيلاما لهم.
هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أي هذا الذي كنتم تطلبون تعجيله.
28- قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ:
أَرَأَيْتُمْ أخبرونى.
إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ إن أماتنى الله.
وَمَنْ مَعِيَ من المؤمنين كما تتمنون.
أَوْ رَحِمَنا فأخر آجالنا وعافانا من عذابه، فقد أنجانا فى الحالين.
فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ فمن يمنع الكافرين.
مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ استحقوه بكفرهم وغرورهم بآلهتهم.
29- قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ:
آمَنَّا بِهِ صدقنا به.
وَعَلَيْهِ وحده.
تَوَكَّلْنا اعتمدنا.
فَسَتَعْلَمُونَ إذا نزل العذاب.(11/351)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)
مَنْ هُوَ أي الفريقين هو.
فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فى انحراف بعيد عن الحق.
[سورة الملك (67) : آية 30]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (30)
30- قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ:
أَرَأَيْتُمْ أخبرونى.
غَوْراً ذاهبا فى الأرض لا تصلون إليه بأى سبب.
فَمَنْ يَأْتِيكُمْ فمن غير الله يأتيكم.
بِماءٍ مَعِينٍ طاهر متدفق يصل إليه كل من أراده.(11/352)
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)
68 سورة القلم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة القلم (68) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (1) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)
1- ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ:
ن حرف من حروف المعجم الذي كان منها هذا القرآن المعجز.
وَالْقَلَمِ مقسم به، أي والقلم الذي كتب به الذكر.
وَما يَسْطُرُونَ وما يكتبون، أي وما يكتبه الملائكة من أعمال بنى آدم.
2- ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ:
ما أَنْتَ وقد أنعم الله عليك بالنبوة.
بِمَجْنُونٍ بضعيف العقل ولا سفيه الرأى.
3- وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ:
وَإِنَّ لَكَ على ما تلقاه فى تبليغ الرسالة.
لَأَجْراً لثوابا.
غَيْرَ مَمْنُونٍ غير مقطوع.
4- وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ:
لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ أي متمسك بمحاسن الصفات والأفعال التي فطرك الله عليها.
5- فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ:
فَسَتُبْصِرُ يا محمد صلّى الله عليه وسلم عن قريب.(11/353)
بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)
وَيُبْصِرُونَ أي الكافرون.
[سورة القلم (68) : الآيات 6 الى 9]
بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)
6- بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ:
أي بأيكم المجنون.
7- إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ:
بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ بمن حاد عن سبيله.
بِالْمُهْتَدِينَ إليه.
8- فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ:
أي فلا تترك ما أنت عليه من مخالفة للمكذبين.
9- وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ:
وَدُّوا تمنوا.
لَوْ تُدْهِنُ لو تلين لهم بعض الشيء.
فَيُدْهِنُونَ فيلينون لك طمعا فى تجاوبك معهم.
[سورة القلم (68) : الآيات 10 الى 12]
وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)
10- وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ:
حَلَّافٍ كثير الحلف.
مَهِينٍ حقير.
11- هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ:
هَمَّازٍ عياب.
مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مغتاب، نقال للحديث بين الناس على وجه الإفساد بينهم.
12- مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ:
مَنَّاعٍ شديد الصد عن الخير.
أَثِيمٍ كثير الآثام.(11/354)
عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18)
[سورة القلم (68) : الآيات 13 الى 18]
عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (14) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ (17)
وَلا يَسْتَثْنُونَ (18)
13- عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ:
عُتُلٍّ غليظ القلب جاف الطبع.
بَعْدَ ذلِكَ فوق ما له من تلك الصفات الذميمة.
زَنِيمٍ لئيم معروف بالشر.
14- أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ:
أَنْ كانَ لأنه كان.
ذا مالٍ وَبَنِينَ صاحب مال وبنين.
15- إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ:
إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا إذا يتلى عليه القرآن.
أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قصص الأولين وخرافاتهم.
16- سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ:
أي سنجعل على أنفه علامة لازمة ليكون مفتضحا بين الناس.
17- إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ:
إِنَّا بَلَوْناهُمْ إنا اختبرناهم، يعنى أهل مكة بالإنعام عليهم فكفروا.
كَما بَلَوْنا كما اختبرنا.
أَصْحابَ الْجَنَّةِ يعنى أصحاب جنة من جنان الأرض، كانت بأرض اليمن.
إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ إذ حلفوا ليقطعن ثمار جنتهم مبكرين.
18- وَلا يَسْتَثْنُونَ:
أي ولم يذكروا الله فيعلقوا الأمر بمشيئته.(11/355)
فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)
[سورة القلم (68) : الآيات 19 الى 25]
فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (23)
أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ (25)
19- فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ:
فَطافَ عَلَيْها فنزل بها.
طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ بلاء شديد من ربك.
وَهُمْ نائِمُونَ ليلا.
20- فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ:
فَأَصْبَحَتْ أي الجنة.
كَالصَّرِيمِ كالليل المظلم مما أصابها.
21- فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ:
فَتَنادَوْا فنادى بعضهم بعضا.
مُصْبِحِينَ عند الصباح.
22- أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ:
أَنِ اغْدُوا أن بكروا.
عَلى حَرْثِكُمْ مقبلين على حرثكم.
إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ إن كنتم مصرين على قطع الثمار.
23- فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ:
فَانْطَلَقُوا فاندفعوا.
وَهُمْ يَتَخافَتُونَ وهم يتسارون.
24- أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ:
أي ألا يمكنن أحد منكم اليوم مسكينا من دخولها عليكم.
25- وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ:
وَغَدَوْا وساروا أول النهار إلى جنتهم.
عَلى حَرْدٍ على قصدهم السيء.
قادِرِينَ فى غاية القدرة على تنفيذه فى زعمهم.(11/356)
فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)
[سورة القلم (68) : الآيات 26 الى 32]
فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (28) قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30)
قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (31) عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ (32)
26- فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ:
فَلَمَّا رَأَوْها سوادا محترقة.
قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ أي قد أخطأنا السبيل فما هذه جنتنا.
27- بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ:
أي بل هى جنتنا ونحن محرومون.
28- قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ:
قالَ أَوْسَطُهُمْ أعد لهم وأخبرهم.
أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ حين تواصيتم بحرمان المساكين.
لَوْلا هلا.
تُسَبِّحُونَ تذكرون الله فتعدلوا عن نيتكم.
29- قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ:
سُبْحانَ رَبِّنا تنزه ربنا أن يكون قد ظلمنا بما أصابنا.
إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ بسوء قصدنا.
30- فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ:
يَتَلاوَمُونَ يلوم كل منهم الآخر.
31- قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ:
يا وَيْلَنا يا هلاكنا.
طاغِينَ مسرفين فى ظلمنا.
32- عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ:
أَنْ يُبْدِلَنا أن يعوضنا.
خَيْراً مِنْها من جنتنا.
إِنَّا إِلى رَبِّنا وحده.
راغِبُونَ فى عفوه وتعويضه.(11/357)
كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39)
[سورة القلم (68) : الآيات 33 الى 39]
كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (33) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37)
إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (39)
33- كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ:
كَذلِكَ مثل ذلك الذي أصاب الجنة.
الْعَذابُ يكون عذابى الذي أنزله فى الدنيا بمن يستحقه.
34- إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ:
النَّعِيمِ الخالص.
35- أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ:
أي أنظلم فى حكمنا فنجعل المسلمين كالكافرين.
36- ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ:
ما لَكُمْ ماذا أصابكم.
كَيْفَ تَحْكُمُونَ مثل هذا الحكم الجائر.
37- أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ:
أَمْ لَكُمْ بل ألكم.
كِتابٌ من الله.
فِيهِ تَدْرُسُونَ فيه تقرءون.
38- إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ:
لَما تَخَيَّرُونَ للذى تتخيرونه.
39- أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ:
أَمْ لَكُمْ بل ألكم.
أَيْمانٌ عهود.
عَلَيْنا بالِغَةٌ علينا مؤكدة.
إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ باقية إلى يوم القيامة.
إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ إن لكم للذى تحكمون به.(11/358)
سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44)
[سورة القلم (68) : الآيات 40 الى 44]
سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ (43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44)
40- سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ:
سَلْهُمْ أي سل المشركين.
أَيُّهُمْ بِذلِكَ الحكم.
زَعِيمٌ كفيل.
41- أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ:
أَمْ لَهُمْ بل ألهم.
شُرَكاءُ من يشاركهم ويذهب مذهبهم فى هذا القول.
إِنْ كانُوا صادِقِينَ فى دعواهم.
42- يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ:
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ يوم يشتد الأمر ويصعب.
وَيُدْعَوْنَ أي الكفار.
إِلَى السُّجُودِ تعجيز لهم وتوبيخا.
43- خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ:
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ منكسرة أبصارهم.
تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ تغشاهم ذلة مرهقة.
وَقَدْ كانُوا فى الدنيا.
وَهُمْ سالِمُونَ وهم قادرون.
44- فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ:
فَذَرْنِي فدعنى يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ بهذا القرآن.
«سنستدرجهم» سندنيهم من العذاب درجة درجة.(11/359)
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49)
مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ من الجهة التي لا يعلمون أن العذاب يأتى منها.
[سورة القلم (68) : الآيات 45 الى 49]
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49)
45- وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ:
وَأُمْلِي لَهُمْ وأمهلهم بتأخير العذاب.
إِنَّ كَيْدِي إن تدبيرى.
مَتِينٌ لا يفلت منه أحد.
46- أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ:
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً بل أتسألهم أجرا على تبليغ الرسالة.
فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ فهم من غرامة كلفتهم إياها مثقلون.
47- أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ:
أَمْ عِنْدَهُمُ بل أعندهم.
الْغَيْبُ علم الغيب.
فَهُمْ يَكْتُبُونَ عنه ما يحكمون به.
48- فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ:
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فاصبر لإمهالهم وتأخير نصرك عليهم.
وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ هو يونس، فى العجلة والغضب على قومه.
إِذْ نادى حين نادى ربه.
وَهُوَ مَكْظُومٌ وهو مملوء غيظا وغضبا، طالبا تعجيل عذابهم.
49- لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ:
نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ بقبول توبته.
لَنُبِذَ لطرح.(11/360)
فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)
بِالْعَراءِ من بطن الحوت بالفضاء.
وَهُوَ مَذْمُومٌ وهو معاقب بزلته.
[سورة القلم (68) : الآيات 50 الى 52]
فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (52)
50- فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ:
فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فاصطفاه ربه بقبول توبته.
51- وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ:
لَيُزْلِقُونَكَ ليزيلونك عن مكانك.
بِأَبْصارِهِمْ بنظرهم إليك عداوة وبغضا.
لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ حين سمعوا القرآن.
52- وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ:
وَما هُوَ وما القرآن.
إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ إلا موعظة وحكمة للعالمين.(11/361)
الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)
69 سورة الحاقة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الحاقة (69) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (4)
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (6) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (7)
1- الْحَاقَّةُ:
أي: القيامة الواقعة حقا.
2- مَا الْحَاقَّةُ:
أي: ما القيامة الواقعة حقا.
3- وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ:
أي: وأي شىء أدراك حقيقتها، وصور لك هولها وشدتها.
4- كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ:
بِالْقارِعَةِ بالقيامة التي تقرع العالمين بأهوالها وشدائدها.
5- فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ:
بِالطَّاغِيَةِ بالواقعة التي جاوزت الحد فى الشدة.
6- وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ:
بِرِيحٍ صَرْصَرٍ بريح باردة.
عاتِيَةٍ عنيفة متمردة.
7- سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ:
سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سلطها عليهم.
حُسُوماً متتابعة لا تنقطع.
فِيها فى مهب الريح.(11/362)
فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)
صَرْعى موتى.
كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ كأنهم أصول نخل خاوية.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 8 الى 9]
فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (8) وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (9)
8- فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ:
مِنْ باقِيَةٍ من نفس باقية دون هلاك.
9- وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ:
وَمَنْ قَبْلَهُ من الأمم التي كفرت.
وَالْمُؤْتَفِكاتُ والجماعة المنصرفة عن الحق والفطرة السليمة.
بِالْخاطِئَةِ بالأفعال ذات الخطأ العظيم الفاحش.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 10 الى 12]
فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12)
10- فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً:
فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فعصت كل أمة من هؤلاء رسول ربهم.
فَأَخَذَهُمْ بعقابه.
أَخْذَةً رابِيَةً زائدة فى الشدة.
11- إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ:
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ إنا لما جاوز الماء حده وعلا فوق الجبال فى حادث الطوفان.
حَمَلْناكُمْ أي أوصلكم.
فِي الْجارِيَةِ فى السفينة الجارية.
12- لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ
:
لِنَجْعَلَها
لنجعل الواقعة التي كان فيها نجاة المؤمنين وإغراق الكافرين.
لَكُمْ تَذْكِرَةً
عبرة لكم وعظة.
وَتَعِيَها
وتحفظها.
أُذُنٌ واعِيَةٌ
كل أذن حافظة لما تسمع.(11/363)
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22)
[سورة الحاقة (69) : الآيات 13 الى 22]
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (17)
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (22)
13- فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ:
نَفْخَةٌ واحِدَةٌ هى النفخة الأولى لقيام الساعة.
14- وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً:
وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ ورفعت الأرض والجبال عن موضعها.
15- فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ:
وَقَعَتِ الْواقِعَةُ نزلت النازلة.
16- وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ:
واهِيَةٌ ضعيفة بعد أن كانت محكمة.
17- وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ:
عَلى أَرْجائِها على جوانبها.
18- يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ:
تُعْرَضُونَ للحساب.
خافِيَةٌ أي سر كنتم تكتمونه.
19- فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ:
فَيَقُولُ معلنا عن سروره لمن حوله.
هاؤُمُ اقْرَؤُا خذوا اقرءوا.
20- إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ:
إِنِّي ظَنَنْتُ إنى أيقنت فى الدنيا.
21- فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ:
راضِيَةٍ يعمها الرضا.
22- فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ:
أي رفيعة المكان والدرجات.(11/364)
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29)
[سورة الحاقة (69) : الآيات 23 الى 29]
قُطُوفُها دانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (26) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (27)
ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (29)
23- قُطُوفُها دانِيَةٌ:
قُطُوفُها ثمارها.
دانِيَةٌ قريبة التناول.
24- كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ:
هَنِيئاً لا مكروه فيها ولا أذى منها.
بِما أَسْلَفْتُمْ بما قدمتم من الأعمال الصالحة.
فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ فى أيام الدنيا الماضية.
25- وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ:
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ وأما من أعطى.
فَيَقُولُ ندما وحسرة.
لَمْ أُوتَ لم أعط.
26- وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ:
وَلَمْ أَدْرِ ولم أعلم.
ما حِسابِيَهْ ما حسابى.
27- يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ:
يا لَيْتَها يا ليت الموتة التي متها.
كانَتِ الْقاضِيَةَ كانت الفاصلة فى أمرى فلم أبعث بعدها.
28- ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ:
ما أَغْنى عَنِّي ما نفعنى.
مالِيَهْ شىء ملكته فى الدنيا.
29- هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ:
هَلَكَ عَنِّي ذهب عنى.
سُلْطانِيَهْ ما كان لى من قوة.(11/365)
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37) فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)
[سورة الحاقة (69) : الآيات 30 الى 39]
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (34)
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (37) فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (38) وَما لا تُبْصِرُونَ (39)
30- خُذُوهُ فَغُلُّوهُ:
خُذُوهُ الخطاب لخزنة جهنم.
فَغُلُّوهُ فاجمعوا يديه إلى عنقه.
31- ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ:
ثم لا تدخلوه إلا نار الجحيم.
32- ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ:
ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً أي بالغة الطول.
فَاسْلُكُوهُ فجروه بها.
33- إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ:
لا يُؤْمِنُ لا يصدق.
34- وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ:
وَلا يَحُضُّ ولا يحث.
35- فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ:
هاهُنا فى الجحيم.
حَمِيمٌ قريب يدفع عنه.
36- وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ:
إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ إلا من غسالة أهل النار.
37- لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ:
الْخاطِؤُنَ المذنبون المتعمدون المصرون.
38- فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ:
بِما تُبْصِرُونَ من المرئيات.
39- وَما لا تُبْصِرُونَ:(11/366)
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)
من عالم الغيب.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 40 الى 47]
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (44)
لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47)
40- إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ:
إِنَّهُ أي القرآن.
لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ لمن الله على لسان رسول رفيع المكانة.
41- وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ:
وَما هُوَ وما القرآن.
بِقَوْلِ شاعِرٍ كما تزعمون.
قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ قليلا ما يكون منكم إيمان بأن القرآن من عند الله.
42- وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ:
وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ وما القرآن بسجع كسجع الكهان الذي تعهدون.
قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ قليلا ما يكون منكم تذكر وتأمل للفرق بينهما.
43- تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ:
تَنْزِيلٌ هو تنزيل.
مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ممن تعهد العالمين بالخلق.
44- وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ:
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا ولو ادعى علينا.
بَعْضَ الْأَقاوِيلِ شيئا لم نقله.
45- لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ:
أي لأخذنا منه كما يأخذ الآخذ بيمين من جهز عليه للحال.
46- ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ:
الْوَتِينَ نياط قلبه.
47- فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ:(11/367)
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مهما بلغت قوته.
عَنْهُ حاجِزِينَ نحجز عقابنا عنه.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 48 الى 52]
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
48- وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ:
وَإِنَّهُ وإن القرآن.
لَتَذْكِرَةٌ لعظة.
لِلْمُتَّقِينَ الذين يمتثلون أوامر الله ويجتنبون نواهيه.
49- وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ:
مُكَذِّبِينَ بالقرآن.
50- وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ:
وَإِنَّهُ أي القرآن.
لَحَسْرَةٌ لسبب ندامة شديدة.
عَلَى الْكافِرِينَ على الجاحدين به.
51- وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ:
وَإِنَّهُ أي القرآن.
لَحَقُّ الْيَقِينِ ثابت لا ريب فيه.
52- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ:
أي فنزه باسم ربك العظيم.(11/368)
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)
70 سورة المعارج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المعارج (70) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6)
1- سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ:
سَأَلَ سائِلٌ دعا داع استعجالا على سبيل الاستهزاء.
بِعَذابٍ واقِعٍ من الله.
2- لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ:
لِلْكافِرينَ من الله.
لَيْسَ لَهُ دافِعٌ أي ليس لهذا العذاب راد يصرفه عنهم.
3- مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ:
ذِي الْمَعارِجِ ذى العظمة والعلاء، وقيل: السموات.
4- تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ:
تَعْرُجُ تصعد.
وَالرُّوحُ جبريل.
إِلَيْهِ إلى مهبط أمره.
سَنَةٍ من سنى الدنيا.
5- فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا:
فَاصْبِرْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم على استهزائهم واستعجالهم بالعذاب.
صَبْراً جَمِيلًا لا جزع فيه.
6- إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً:
إِنَّهُمْ أي الكافرين.(11/369)
وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)
يَرَوْنَهُ أي يوم القيامة.
بَعِيداً مستحيلا لا يقع.
[سورة المعارج (70) : الآيات 7 الى 9]
وَنَراهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (9)
7- وَنَراهُ قَرِيباً:
قَرِيباً أي هينا فى قدرتنا غير متعذر علينا.
8- يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ:
كَالْمُهْلِ كالفضة المذابة.
9- وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ:
كَالْعِهْنِ كالصوف المصبوغ المنفوش.
[سورة المعارج (70) : الآيات 10 الى 13]
وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)
10- وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً:
أي: ولا يسأل قريب قريبا عن أمره، إذ كل منهما مشغول بشأنه.
11- يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ:
يُبَصَّرُونَهُمْ يتعارفون بينهم حتى يعرف بعضهم بعضا، وهو مع ذلك لا يسأله.
يَوَدُّ الْمُجْرِمُ يود الكافر.
لَوْ يَفْتَدِي لو يفدى نفسه.
مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ من عذاب يوم القيامة.
12- وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ:
وَصاحِبَتِهِ وزوجته.
13- وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ:
وَفَصِيلَتِهِ وعشيرته.
الَّتِي تُؤْوِيهِ التي تضمه وينتمى إليها.(11/370)
وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20)
[سورة المعارج (70) : الآيات 14 الى 20]
وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلاَّ إِنَّها لَظى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعى (18)
إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20)
14- وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ:
ثُمَّ يُنْجِيهِ هذا الفداء.
15- كَلَّا إِنَّها لَظى:
كَلَّا ردع.
إِنَّها أي النار.
لَظى لهب خالص.
16- نَزَّاعَةً لِلشَّوى:
نَزَّاعَةً شديدة النزع.
لِلشَّوى لليدين والرجلين وسائر الأطراف.
17- تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى:
تَدْعُوا تنادى.
مَنْ أَدْبَرَ من أعرض عن الحق.
وَتَوَلَّى وترك الطاعة.
18- وَجَمَعَ فَأَوْعى:
وَجَمَعَ المال.
فَأَوْعى وجعله فى وعائه- خزائنه- ومنع حق الله تعالى.
19- إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً:
خُلِقَ طبع.
هَلُوعاً شديد الهلع والفزع.
20- إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً:
الشَّرُّ المكروه والعسر.
جَزُوعاً شديد الجزع.(11/371)
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)
[سورة المعارج (70) : الآيات 21 الى 30]
وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)
21- وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً:
الْخَيْرُ اليسر.
مَنُوعاً شديد المنع.
22- إِلَّا الْمُصَلِّينَ:
أي المقيمين للصلاة.
23- الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ:
دائِمُونَ لا يتركونها فى وقت من الأوقات.
24- وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ:
حَقٌّ مَعْلُومٌ معين مشروع.
25- لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ:
لِلسَّائِلِ لمن يسألهم المعونة.
وَالْمَحْرُومِ لمن يتعفف عن سؤالهم.
26- وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ:
بِيَوْمِ الدِّينِ بيوم الجزاء فيتزودون له.
27- وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ:
مُشْفِقُونَ خائفون فيتقونه لا يقعون فى أسبابه.
28- إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ:
غَيْرُ مَأْمُونٍ لأحد أن يقع فيه.
29- وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ:
لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ فلا تغلبهم شهواتها.
30- إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ:
أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ يعنى إماءهم.(11/372)
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)
غَيْرُ مَلُومِينَ فى تركها على طبيعتها.
[سورة المعارج (70) : الآيات 31 الى 37]
فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (34) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)
فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (37)
31- فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ:
فَمَنِ ابْتَغى فمن طلب متاعا.
وَراءَ ذلِكَ وراء الزوجات والإماء.
العادُونَ المتجاوزون الحلال إلى الحرام.
32- وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ:
لِأَماناتِهِمْ أمانات الشرع وأمانات العبادات وما التزموه لله والناس.
راعُونَ حافظون غير خائنين ولا ناقضين.
33- وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ:
قائِمُونَ بالحق غير كاتمين لما يعلمون.
34- وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ:
يُحافِظُونَ يؤدونها على أكمل وجه.
35- أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ:
أُولئِكَ أصحاب هذه الصفات.
مُكْرَمُونَ من الله تعالى.
36- فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ:
فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا أي فما بال الذين كفروا.
قِبَلَكَ إلى جهتك.
مُهْطِعِينَ مسرعين.
37- عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ:
عَنِ الْيَمِينِ عن يمينك.(11/373)
أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)
وَعَنِ الشِّمالِ وعن شمالك.
عِزِينَ جماعات.
[سورة المعارج (70) : الآيات 38 الى 43]
أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)
يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)
38- أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ:
أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ وقد سمع وعد الله ورسوله للمؤمنين بالجنة.
أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ أن يدخله الله جنة نعيم.
39- كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ:
كَلَّا للردع، أي فليرتدعوا.
مِمَّا يَعْلَمُونَ من ماء مهين.
40- فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ:
إِنَّا لَقادِرُونَ غير عاجزين.
41- عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ:
عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ على أن نأتى بمن هم أطوع منهم لله.
بِمَسْبُوقِينَ أي لا يفوتنا شىء ولا يعجزنا أمر نريده.
42- فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ:
فَذَرْهُمْ فاتركهم.
يَخُوضُوا فى باطلهم.
وَيَلْعَبُوا بدنياهم.
يُوعَدُونَ فيه العذاب.
43- يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ:
مِنَ الْأَجْداثِ من القبور.
سِراعاً إلى الداعي.(11/374)
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)
إِلى نُصُبٍ إلى ما كانوا قد نصبوه وعبدوه فى الدنيا من دون الله.
يُوفِضُونَ يسرعون.
[سورة المعارج (70) : آية 44]
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (44)
44- خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ:
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ ذليلة أبصارهم لا يستطيعون رفعها.
تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ تغشاهم الحقارة والمهانة.
ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ به فى الدنيا وهم يكذبون.(11/375)
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)
71 سورة نوح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة نوح (71) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (1) قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)
قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً (5)
1- إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ:
أَلِيمٌ شديد الإيلام.
2- قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ:
مُبِينٌ أبين لكم رسالة ربى بلغة تعرفونها.
3- أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ:
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ أن أطيعوا الله واخضعوا له فى أداء الواجبات.
وَاتَّقُوهُ وخافوه بترك المحظورات.
وَأَطِيعُونِ فيما أنصح لكم به.
4- يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ:
وَيُؤَخِّرْكُمْ ويمد فى أعماركم.
إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى جعله غاية الطول فى العمر.
إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ أي الموت.
لا يُؤَخَّرُ أبدا.
لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ما يحل بكم من الندامة عند انقضاء أجلكم لآمنتم.
5- قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهاراً:
دَعَوْتُ قَوْمِي إلى الإيمان.
لَيْلًا وَنَهاراً بلا فتور.(11/376)
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)
[سورة نوح (71) : الآيات 6 الى 9]
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً (6) وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً (9)
6- فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً:
دُعائِي لهم.
إِلَّا فِراراً إلا هروبا من طاعتك.
7- وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً:
وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ إلى الإيمان بك لتغفر لهم.
جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ حتى لا يسمعوا.
وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وتغطوا بثيابهم حتى لا يروا وجهى.
وَأَصَرُّوا وأقاموا على كفرهم.
وَاسْتَكْبَرُوا وتعظموا عن إجابتى.
اسْتِكْباراً تعظما بالغا.
8- ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً:
ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ إليك.
جِهاراً بصوت مرفوع.
9- ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً:
ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ ثم إنى جهرت بالدعوة فى حال.
وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً وأخفيتها إخفاء فى حال أخرى، حتى أجرب كل خطة.
[سورة نوح (71) : الآيات 10 الى 11]
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (11)
10- فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً:
فَقُلْتُ لقومى.
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ اطلبوا مغفرة الكفر والعصيان من ربكم.
إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً إنه لم يزل غفارا لذنوب من يرجع إليه.
11- يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً:
مِدْراراً غزيرة الدر بالمطر.(11/377)
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)
[سورة نوح (71) : الآيات 12 الى 18]
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (12) ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (16)
وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (18)
12- وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً:
وَيُمْدِدْكُمْ ويمدكم.
بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وهما زينة الحياة الدنيا.
وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ويجعل لكم بساتين تنعمون بجمالها وثمارها.
وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً تشربون منها وتسقون منها زرعكم.
13- ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً:
أي ما لكم لا تخافون لله عظمة وقدرة على أخذكم بالعقوبة، أي:
أي عذر لكم فى ترك الخوف من الله.
14- وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً:
أَطْواراً كرات متدرجة، نطفا، ثم علقا، ثم مضغا، ثم عظاما ولحما.
15- أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً:
أَلَمْ تَرَوْا ألم تنظروا.
طِباقاً بعضها فوق بعض.
16- وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً:
فِيهِنَّ فى هذه السموات.
نُوراً ينبعث منها.
سِراجاً مصباحا يبصر أهل الدنيا فى ضوئه.
17- وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً:
أَنْبَتَكُمْ أنشأكم.
نَباتاً فنبتم نباتا عجيبا.
18- ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً:
فِيها فى الأرض بعد الموت.(11/378)
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)
وَيُخْرِجُكُمْ منها.
إِخْراجاً محققا لا محالة.
[سورة نوح (71) : الآيات 19 الى 23]
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (19) لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (20) قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَساراً (21) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23)
19- وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً:
بِساطاً مبسوطة.
20- لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً:
لِتَسْلُكُوا لتذهبوا.
مِنْها فيها.
سُبُلًا طرقا.
فِجاجاً واسعة.
21- قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً:
إِنَّهُمْ عَصَوْنِي فيما أمرتهم به من الإيمان والاستغفار.
وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ يعنى كبراءهم وأغنياءهم الذين لم يزدهم كفرهم وأموالهم وأولادهم.
إِلَّا خَساراً إلا ضلالا فى الدنيا وهلاكا فى الآخرة.
22- وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً:
وَمَكَرُوا أي أصحاب الأموال والأولاد بتابعيهم.
مَكْراً كُبَّاراً بالغ النهاية فى العظم.
23- وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً:
وَقالُوا لهم.
لا تَذَرُنَّ لا تتركن.
آلِهَتَكُمْ عبادة آلهتكم.
وَلا تَذَرُنَّ ولا تتركن.(11/379)
وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً وكانت أصناما منحوتة على أشكال مختلفة اتخذوها آلهة يعبدونها.
[سورة نوح (71) : الآيات 24 الى 28]
وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (24) مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً (25) وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً (28)
24- وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا:
قَدْ أَضَلُّوا أي هؤلاء المبتدعون.
كَثِيراً من الناس.
وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ لأنفسهم بالكفر والعناد.
إِلَّا ضَلالًا إلا بعدا عن الحق.
25- مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً:
مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ بسبب ذنوبهم.
أُغْرِقُوا بالطوفان.
فَأُدْخِلُوا عقب إهلاكهم.
أَنْصاراً يدفعون عنهم العذاب.
26- وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً:
لا تَذَرْ لا تترك.
مِنَ الْكافِرِينَ بك.
دَيَّاراً أحد يدور فى الأرض ويدب عليها.
27- إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً:
إِنْ تَذَرْهُمْ إن تتركهم دون هلاك واستئصال.
يُضِلُّوا عِبادَكَ يوقعوا عبادك فى الضلال.
إِلَّا فاجِراً إلا ماثلا عن الحق.
كَفَّاراً شديد الكفر بك والعصيان لك.
28- رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً:(11/380)
اغْفِرْ لِي اعف عنى.
وَلِوالِدَيَّ وعن والدي اللذين كانا سببا فى وجودى.
وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وعمن دخل بيتي مؤمنا بك.
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وعن المؤمنين والمؤمنات.
وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ ولا تزد الكافرين.
إِلَّا تَباراً إلا هلاكا.(11/381)
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)
72 سورة الجن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الجن (72) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4)
1- قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً:
قُلْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم لأمتك.
أُوحِيَ إِلَيَّ أوحى الله إلى.
أَنَّهُ اسْتَمَعَ إلى قراءتى.
نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ جماعة من الجن.
فَقالُوا لقومهم.
قُرْآناً عَجَباً بديعا لم نسمع مثله من قبل.
2- يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً:
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ إلى الهدى والصواب.
فَآمَنَّا بِهِ بالقرآن الذي سمعناه.
وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا مع ربنا الذي خلقنا.
أَحَداً فى عبادته.
3- وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً:
جَدُّ رَبِّنا قدر ربنا وعظمته.
مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً زوجة.
4- وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً:
سَفِيهُنا جاهلنا.
شَطَطاً قولا بعيدا عن الحق والصواب.(11/382)
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)
[سورة الجن (72) : الآيات 5 الى 9]
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (9)
5- وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً:
أَنْ لَنْ تَقُولَ أن لن تنسب.
عَلَى اللَّهِ كَذِباً إلى الله ما لم يكن ويصفوه بما لا يليق به.
6- وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً:
يَعُوذُونَ يستجيرون.
فَزادُوهُمْ فزاد رجال الإنس رجال الجن.
رَهَقاً طغيانا وسفها وجرأة.
7- وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً:
وَأَنَّهُمْ وأن الجن.
ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ يا معشر الإنس.
أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً بعد الموت.
8- وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً:
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ وأنا طلبنا بلوغ السماء.
حَرَساً شَدِيداً قويا من الملائكة.
وَشُهُباً محرقة من جهتها.
9- وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً:
وَأَنَّا كُنَّا قبل اليوم.
نَقْعُدُ مِنْها من السماء.
مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ مقاعد لاستراق أخبار السماء.
فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ فمن يرد الاستماع الآن.
رَصَداً مترصدا ينقض عليه فيهلكه.(11/383)
وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)
[سورة الجن (72) : الآيات 10 الى 14]
وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14)
10- وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً:
وَأَنَّا لا نَدْرِي وأنا لا نعلم.
أَشَرٌّ أعذاب.
بِمَنْ فِي الْأَرْضِ من حراسة السماء لمنع الاستماع.
رَشَداً خيرا وهدى.
11- وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً:
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ الأبرار المتقون.
وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ مقتصدون فى الصلاح.
كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً كنا مذاهب متفرقة.
12- وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً:
وَأَنَّا ظَنَنَّا وأنا أيقنا.
أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ أينما كنا فى الأرض.
وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً هاربين من قضائه نحو السماء.
13- وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً:
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى القرآن.
فَلا يَخافُ بَخْساً نقصا من حسنة.
وَلا رَهَقاً ولا ظلما يلحقه بزيادة فى سيئاته.
14- وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً:
وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ المقرون بالحق.
وَمِنَّا الْقاسِطُونَ الحائدون عن طريق الهدى.
فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً قصدوا سبيل الحق مجتهدين فى اختياره.(11/384)
وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)
[سورة الجن (72) : الآيات 15 الى 20]
وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (17) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19)
قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20)
15- أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
:
أَمَّا الْقاسِطُونَ
وأما الجائرون عن طريق الإسلام.
انُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
وقودا.
16- وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً:
وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ وأنه لو سار الإنس والجن على طريقة الإسلام ولم يحيدوا عنها.
لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ماء كثيرا يعم أوقات الحاجة.
17- لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً:
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ لنختبرهم فيه كيف يشكرون لله نعمه.
وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ ومن يعرض عن عبادة ربه.
يَسْلُكْهُ يدخله.
عَذاباً صَعَداً عذابا شاقا لا يطيقه.
18- وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً:
وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ وأوحى إلى أن المساجد لله وحده.
فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً فلا تعبدوا مع الله أحدا.
19- وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً:
وَأَنَّهُ وأوحى إلى أنه.
لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ محمد صلّى الله عليه وسلم فى صلاته.
يَدْعُوهُ بعبد الله.
كادُوا أي الجن.
يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً جماعات ملتفة تعجبا مما رأوه وسمعوه.
20- قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً:
إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي أعبد ربى وحده.
وَلا أُشْرِكُ بِهِ فى العبادة.(11/385)
قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)
[سورة الجن (72) : الآيات 21 الى 26]
قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً (23) حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25)
عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (26)
21- قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً:
ضَرًّا دفع ضر.
وَلا رَشَداً ولا تحصيل هداية ونفع.
22- قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً:
لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ لن يدفع عنى عذاب الله أحد إن عصيته.
وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ولن أجد من دونه ملجأ أفر إليه من عذابه.
23- إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً:
إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ لكن أملك تبليغا عن الله.
وَرِسالاتِهِ التي يعتنى بها.
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فأعرض عن دين الله.
24- حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً:
حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ حتى إذا أبصروا ما يوعدونه من العذاب.
فَسَيَعْلَمُونَ عند حلوله بهم.
25- قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً:
قُلْ إِنْ أَدْرِي قل ما أدرى أيها الكافرون.
أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ من العذاب.
أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً غاية بعيدة.
26- عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً:
عالِمُ الْغَيْبِ هو عالم الغيب.
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً فلا يطلع على غيبه أحدا من خلقه.(11/386)
إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)
[سورة الجن (72) : الآيات 27 الى 28]
إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28)
27- إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً:
إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ إلا رسولا ارتضاه ليعلم بعض الغيب.
فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ فإنه يدخل من بين يدى الرسول ومن خلفه.
رَصَداً حفظة من الملائكة تحول بينه وبين الوساوس.
28- لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً:
لِيَعْلَمَ الله ذلك واقعا موافقا لما قدره.
أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ أن الأنبياء قد أبلغوا رسالات ربهم.
وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وقد علم تفصيلا بما عندهم.
وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً وعلم هذه الموجودات كلها لا يغيب عنه شىء منها.(11/387)
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)
73 سورة المزمل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المزمل (73) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6)
1- يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ:
يا أَيُّهَا الخطاب للنبى صلّى الله عليه وسلم.
الْمُزَّمِّلُ الملتف بثيابه.
2- قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا:
قُمِ اللَّيْلَ مصليا.
3- نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا:
نِصْفَهُ قم نصف الليل.
مِنْهُ من النصف.
قَلِيلًا حتى تصل إلى الثلث.
4- أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا:
أَوْ زِدْ عَلَيْهِ على النصف حتى تصل إلى الثلثين.
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا واقرأ القرآن متمهلا مبينا الحروف والوقوف قراءة سالمة من أي نقصان.
5- إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا:
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ أيها الرسول صلّى الله عليه وسلم.
قَوْلًا قرآنا.
ثَقِيلًا متمثلا فى الأوامر والنواهي والتكاليف الشاقة.
6- إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا:
إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ إن العبادة التي تحدث بالليل.(11/388)
إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13)
هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً أشد رسوخا فى القلب.
وَأَقْوَمُ قِيلًا وأبين قولا، وأصوب قراءة من عبادة النهار.
[سورة المزمل (73) : الآيات 7 الى 9]
إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (9)
7- إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا:
سَبْحاً طَوِيلًا تقلبا فى مصالحك واشتغالا بأمور الرسالة، ففرغ نفسك ليلا لعبادة ربك.
8- وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا:
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وأجر على لسانك ذكر ربك.
وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ وانقطع لعبادته من كل شىء.
تَبْتِيلًا انقطاعا تاما.
9- رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا:
وَكِيلًا كافيا لأمورك، كفيلا بما وعدك.
[سورة المزمل (73) : الآيات 10 الى 13]
وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (12) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (13)
10- وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا:
عَلى ما يَقُولُونَ من الأباطيل.
هَجْراً جَمِيلًا مع الإغضاء عنهم وترك الانتقام منهم.
11- وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا:
وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ واتركني والمكذبين.
أُولِي النَّعْمَةِ أصحاب النعيم.
وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا وأمهلهم إمهالا قصير الأمد.
12- إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً:
إِنَّ لَدَيْنا للمكذبين فى الآخرة.
أَنْكالًا قيودا ثقالا.
وَجَحِيماً ونارا محرقة.
13- وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً:
ذا غُصَّةٍ ينشب فى الحلق لا يستساغ.(11/389)
يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)
[سورة المزمل (73) : الآيات 14 الى 19]
يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (14) إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (17) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18)
إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (19)
14- يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا:
يَوْمَ تَرْجُفُ يوم تتحرك حركة شديدة.
وَكانَتِ وصارت.
كَثِيباً رملا مجتمعا.
مَهِيلًا متناثرا.
15- إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا:
إِلَيْكُمْ يا أهل مكة.
رَسُولًا هو محمد صلّى الله عليه وسلم.
شاهِداً عَلَيْكُمْ يشهد عليكم يوم القيامة.
16- فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا:
وَبِيلًا ثقيلا شديدا.
17- فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً:
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ تدفعون عنكم.
الْوِلْدانَ الشبان.
شِيباً شيوخا ضعافا لهوله.
18- السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا:
مُنْفَطِرٌ بِهِ منشق فى ذلك اليوم لشدته وهوله.
كانَ وَعْدُهُ كان وعد الله.
مَفْعُولًا واقعا لا محالة.
19- إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا:
إِنَّ هذِهِ الآيات الناطقة بالوعد.
تَذْكِرَةٌ موعظة.(11/390)
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
فَمَنْ شاءَ الانتفاع بها.
اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا بالتقوى والخشية.
[سورة المزمل (73) : آية 20]
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
20- إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ:
يَعْلَمُ أَنَّكَ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ أحيانا.
وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وتقوم نصفه وثلثه مرة أخرى.
وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ويقوم طائفة من أصحابك كما تقوم.
وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ ولا يقدر على تقدير الليل والنهار وضبط ساعاتهما إلا الله.
عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ علم أنه لا يمكنكم إحصاء كل جزء من أجزاء الليل والنهار.
فَتابَ عَلَيْكُمْ فخفف عليكم.
مَرْضى يشق عليهم قيام الليل.
وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ وآخرون ينتقلون فى الأرض للتجارة والعمل.
يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ يطلبون رزق الله.
وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً بإعطاء الفقراء نافلة فوق ما وجب لهم.(11/391)
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
74 سورة المدثر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المدثر (74) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (4)
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
1- يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ:
يا أَيُّهَا الخطاب للنبى صلّى الله عليه وسلم.
الْمُدَّثِّرُ المتلفف بثيابه.
2- قُمْ فَأَنْذِرْ:
قُمْ من مضجعك.
فَأَنْذِرْ فحذر الناس من عذاب الله إن لم يؤمنوا.
3- وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ:
فَكَبِّرْ أي خص ربك بالتعظيم.
4- وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ:
فَطَهِّرْ أي طهرها بالماء من النجاسة.
5- وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ:
وَالرُّجْزَ والعذاب.
فَاهْجُرْ فاترك، أي دم على هجر ما يوصل إلى العذاب.
6- وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ:
أي ولا تعط أحدا مستكثرا لما تعطيه إياه.
7- وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ:
أي ولمرضاة ربك فاصبر على الأوامر والنواهي، وكل ما فيه جهد ومشقة.(11/392)
فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16)
[سورة المدثر (74) : الآيات 8 الى 9]
فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9)
8- فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ:
فَإِذا نُقِرَ فإذا نفخ.
فِي النَّاقُورِ فى الصور.
9- فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ:
فَذلِكَ الوقت يومئذ.
يَوْمٌ عَسِيرٌ شديد.
[سورة المدثر (74) : الآيات 10 الى 16]
عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14)
ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (16)
10- عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ:
غَيْرُ يَسِيرٍ غير سهل مما هم فيه من مناقشة الحساب وغيرها من الأهوال.
11- ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً:
أي اتركني وحدي مع من خلقته فإنى أكفيك أمره.
12- وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً:
مَمْدُوداً مبسوطا واسعا غير منقطع.
13- وَبَنِينَ شُهُوداً:
شُهُوداً حضورا معه.
14- وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً:
وَمَهَّدْتُ لَهُ وبسطت له الجاه والرياسة.
تَمْهِيداً بسطة تامة.
15- ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ:
أَنْ أَزِيدَ أن أزيده فى ماله وبنيه وجاهه بدون شكر.
16- كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً:
كَلَّا ردعا له عن طمعه.
لِآياتِنا للقرآن.(11/393)
سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)
عَنِيداً معاندا مكذبا.
[سورة المدثر (74) : الآيات 17 الى 24]
سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21)
ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)
17- سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً:
سَأُرْهِقُهُ سأغشيه.
صَعُوداً عقبة شاقة لا يستطيع اقتحامها.
18- إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ:
إِنَّهُ فَكَّرَ فى نفسه.
وَقَدَّرَ وهيأ ما يقوله فى القرآن من الطعن.
19- فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ:
فَقُتِلَ فاستحق بذلك الهلاك.
كَيْفَ قَدَّرَ كيف هيأ هذا الطعن.
20- ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ:
ثُمَّ قُتِلَ ثم استحق الهلاك.
كَيْفَ قَدَّرَ كيف أعد فى نفسه هذا الطعن.
21- ثُمَّ نَظَرَ:
ثُمَّ نَظَرَ فى وجوه الناس.
22- ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ:
ثُمَّ عَبَسَ ثم قطب وجهه.
وَبَسَرَ وزاد فى كلوحه.
23- ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ:
وَاسْتَكْبَرَ وتعاظم أن يعترف به.
24- فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ:
إِنْ هذا ما هذا.
يُؤْثَرُ عن الأولين.(11/394)
إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)
[سورة المدثر (74) : الآيات 25 الى 31]
إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29)
عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ (31)
25- إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ:
إِنْ هذا ما هذا.
إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ إلا قول الخلق تعلمه محمد صلّى الله عليه وسلم وادعى أنه من عند الله.
26- سَأُصْلِيهِ سَقَرَ:
سَأُصْلِيهِ سأجعله يصلى ويحترق.
سَقَرَ جهنم.
27- وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ:
ما سَقَرُ ما جهنم.
28- لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ:
لا تُبْقِي لحما إلا أحرقته.
وَلا تَذَرُ عظما إلا أحرقته.
29- لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ:
لَوَّاحَةٌ مسودة.
لِلْبَشَرِ لأعالى الجلد.
30- عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ:
تِسْعَةَ عَشَرَ يلون أمرها.
31- وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ:
أَصْحابَ النَّارِ خزنتها.
وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ تسعة عشر.(11/395)
كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)
إِلَّا فِتْنَةً إلا اختبارا.
لِيَسْتَيْقِنَ وليحصل اليقين.
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بأن ما يقوله القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى حيث وافق ذلك كتبهم.
وَلا يَرْتابَ ولا يشك فى ذلك.
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ نفاق.
بِهذا مَثَلًا العدد المستغرب استغراب المثل.
كَذلِكَ يمثل ذلك المذكور من الإضلال والهدى.
وَما هِيَ وما سقر.
إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ إلا تذكرة للبشر وتخويف لهم.
[سورة المدثر (74) : الآيات 32 الى 36]
كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ (34) إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36)
32- كَلَّا وَالْقَمَرِ:
كَلَّا ردعا لمن ينذر بها ولم يخف.
وَالْقَمَرِ مقسم به.
33- وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ:
وَاللَّيْلِ أي وبالليل، مقسم به.
إِذْ أَدْبَرَ إذا ذهب.
34- وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ:
وَالصُّبْحِ وبالصبح، مقسم به.
إِذا أَسْفَرَ إذا أضاء وانكشف.
35- إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ:
إِنَّها أي سقر.
لَإِحْدَى الْكُبَرِ لأعظم الدواهي الكبرى.
36- نَذِيراً لِلْبَشَرِ:(11/396)
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)
نَذِيراً إنذارا وتخويفا.
لِلْبَشَرِ للخلق.
[سورة المدثر (74) : الآيات 37 الى 45]
لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41)
ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (45)
37- لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ:
أَنْ يَتَقَدَّمَ إلى الخير.
أَوْ يَتَأَخَّرَ عنه.
38- كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ:
بِما كَسَبَتْ بما عملت.
رَهِينَةٌ مأخوذة.
39- إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ:
أي إلا المسلمين الذين فكوا رقابهم بالطاعة.
40- فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ:
يَتَساءَلُونَ يسأل بعضهم بعضا.
41- عَنِ الْمُجْرِمِينَ:
أي عن الكافرين وقد سألوهم عن حالهم.
42- ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ:
أي ما أدخلكم فى جهنم.
43- قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ:
لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ كما يصلى المسلمون.
44- وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ:
كما كان يطعم المسلمون.
45- وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ:
وَكُنَّا نَخُوضُ نندفع وننغمس فى الباطل.
مَعَ الْخائِضِينَ فيه.(11/397)
وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)
[سورة المدثر (74) : الآيات 46 الى 54]
وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (47) فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50)
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (52) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (53) كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)
46- وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ:
بِيَوْمِ الدِّينِ بيوم الحساب والجزاء.
47- حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ:
الْيَقِينُ أي الموت.
48- فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ:
فَما تَنْفَعُهُمْ فما تغنيهم.
شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ من الملائكة والنبيين والصالحين.
49- فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ:
عَنِ التَّذْكِرَةِ عن العظة بالقرآن.
مُعْرِضِينَ منصرفين.
50- كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ:
مُسْتَنْفِرَةٌ شديدة النفار.
51- فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ:
مِنْ قَسْوَرَةٍ من مطارديها.
52- بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً:
صُحُفاً من السماء.
مُنَشَّرَةً واضحة مكشوفة تثبت صدق الرسول صلّى الله عليه وسلم.
53- كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ:
كَلَّا ردعا عما أرادوا.
بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ فأعرضوا عن التذكرة وتفننوا فى طلب الآيات.
54- كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ:
كَلَّا حقا.(11/398)
فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)
إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ إن القرآن تذكرة بليغة كافية.
[سورة المدثر (74) : الآيات 55 الى 56]
فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (55) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)
55- فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ:
أي فمن شاء أن يذكره ولا ينساه فعل.
56- وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ:
هُوَ أَهْلُ التَّقْوى هو أهل لأن يتقى.
وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وأهل لأن يغفر لمن يشاء.(11/399)
لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)
75 سورة القيامة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة القيامة (75) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (3) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (4)
بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (5) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (6)
1- لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ:
أي أقسم وأؤكد القسم بيوم القيامة، وهو الحق الثابت.
وإدخال (لا) النافية على فعل القسم مستفيض فى كلامهم وأشعارهم. وفائدتها توكيد القسم.
2- وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ:
اللَّوَّامَةِ التي تلوم صاحبها على الذنب والتقصير.
3- أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ:
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ بعد أن خلقناه من عدم.
أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ أن لن نجمع ما بلى من عظامه.
4- بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ:
بَلى نجمعها.
قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ما دق من عظام أصابعه، فكيف بما كبر من عظام جسمه.
5- بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ:
بَلْ أينكر الإنسان البعث.
يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ يريد أن يبقى على الفجور فيما يستقبل من أيام عمره كلها.
6- يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ:
يَسْئَلُ مستبعدا قيام الساعة.
أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ متى يكون يوم القيامة.(11/400)
فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)
[سورة القيامة (75) : الآيات 7 الى 9]
فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)
7- فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ:
أي فإذا تحير البصر فزعا ودهشا.
8- وَخَسَفَ الْقَمَرُ:
أي وذهب ضوء القمر.
9- وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ:
أي وقرن الشمس والقمر فى الطلوع من المغرب.
[سورة القيامة (75) : الآيات 10 الى 15]
يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)
وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (15)
10- يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ:
أَيْنَ الْمَفَرُّ أي الفرار من العذاب.
11- كَلَّا لا وَزَرَ:
كَلَّا ردعا لك أيها الإنسان عن طلب المفر.
لا وَزَرَ لا ملجأ لك.
12- إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ
:
الْمُسْتَقَرُّ
المنتهى.
13- يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
:
يُنَبَّؤُا
يخبر.
بِما قَدَّمَ
بما قدمه من عمل.
وَأَخَّرَ
وما أخره.
14- بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
:
بَصِيرَةٌ
حجة واضحة تلزمه بما فعل أو ترك.
15- وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ
:
وَلَوْ أَلْقى
ولو طرح.
مَعاذِيرَهُ
أعذاره.
أي ولو أدلى بعذر أو حجة لم ينفعه ذلك.(11/401)
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)
[سورة القيامة (75) : الآيات 16 الى 23]
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (19) كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20)
وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23)
16- لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
:
بِهِ
بالقرآن، أي لا تحرك بالقرآن لسانك حين الوحى.
لِتَعْجَلَ بِهِ
أي لتعجل بقراءته وحفظه.
17- إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
:
جَمْعَهُ
فى صدرك.
وَقُرْآنَهُ
وإثبات قراءته فى لسانك.
18- فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
:
فَإِذا قَرَأْناهُ
أي فإذا قرأه عليك رسولنا.
فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
فاتبع قراءته منصتا له.
19- ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ:
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بعد ذلك.
بَيانَهُ إذا أشكل عليك شىء منه.
20- كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ:
كَلَّا ردعا لكم عن إنكار البعث وهو الحق.
بَلْ أنتم.
تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ الدنيا ومتاعها.
21- وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ:
أي وتتركون الآخرة ونعيمها.
22- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ:
ناضِرَةٌ حسنة ناعمة.
23- إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ:
ناظِرَةٌ بدون تحديد بصفة أو وجهة أو مسافة.(11/402)
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)
[سورة القيامة (75) : الآيات 24 الى 32]
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25) كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28)
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)
24- وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ:
باسِرَةٌ كالحة شديدة العبوس.
25- تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ:
تَظُنُّ تتوقع.
فاقِرَةٌ داهية تقصم فقرات الظهر.
26- كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ:
كَلَّا ردعا لكم عن حب الدنيا التي تفارقونها.
إِذا بَلَغَتِ أي الروح.
التَّراقِيَ عظام النحر.
27- وَقِيلَ مَنْ راقٍ
:
وَقِيلَ
أي وقال الحاضرون بعضهم لبعض.
مَنْ راقٍ
هل من راق يرقيه مما به.
28- وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ:
وَظَنَّ أي المحتضر.
أَنَّهُ الْفِراقُ أن الذي نزل به هو فراق الدنيا.
29- وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ:
أي والتوت إحدى الساقين على الأخرى عند نزع الروح.
30- إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ:
الْمَساقُ مساق العباد إما إلى جنة وإما إلى نار.
31- فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى:
فَلا صَدَّقَ بالرسول والقرآن.
وَلا صَلَّى ولا أدى لله فرائض الصلوات.
32- وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى:(11/403)
ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)
وَلكِنْ كَذَّبَ بالقرآن.
وَتَوَلَّى وأعرض عن الإيمان.
[سورة القيامة (75) : الآيات 33 الى 38]
ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37)
ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)
33- ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى:
يَتَمَطَّى يمد ظهره متبخترا.
34- أَوْلى لَكَ فَأَوْلى:
أَوْلى لَكَ هلاك لك أيها المكذب.
فَأَوْلى فهلاك.
35- ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى:
ثُمَّ أَوْلى لَكَ ثم هلاك دائم لك.
فَأَوْلى فهلاك.
36- أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً:
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ المنكر للبعث.
أَنْ يُتْرَكَ سُدىً مهملا يرتع فى حياته ثم يموت فلا يبعث ويحاسب على عمله.
37- أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى:
أَلَمْ يَكُ الإنسان.
نُطْفَةً ماء قليلا.
مِنْ مَنِيٍّ من قطرة ماء.
يُمْنى يراق فى الرحم.
38- ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى:
عَلَقَةً قطعة دم جامد.
فَخَلَقَ فخلقه الله.(11/404)
فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)
فَسَوَّى فسواه فى أحسن تقويم.
[سورة القيامة (75) : الآيات 39 الى 40]
فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)
39- فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى:
الزَّوْجَيْنِ الصنفين.
40- أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى:
أَلَيْسَ ذلِكَ المبدع الفعال لهذه الأشياء.(11/405)
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4)
76 سورة الإنسان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الإنسان (76) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3) إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (4)
1- هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً:
هَلْ بمعنى: قد.
أَتى عَلَى الْإِنْسانِ مضى على الإنسان.
حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ حين من الزمان قبل أن ينفخ فيه الروح.
لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً لم يكن شيئا يذكر باسمه.
2- إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً:
أَمْشاجٍ ذات عناصر شتى.
نَبْتَلِيهِ مختبرين له بالتكاليف فيما بعد.
سَمِيعاً ذا سمع يسمع الآيات.
بَصِيراً ذا بصر ليرى الدلائل.
3- إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً:
إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ بينا له طريق الهدى.
إِمَّا شاكِراً إما مؤمنا.
وَإِمَّا كَفُوراً وإما كافرا.
4- إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً:
إِنَّا أَعْتَدْنا إنا أعددنا.
سَلاسِلَ لأرجلهم.
وَأَغْلالًا لأعناقهم.(11/406)
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)
وَسَعِيراً ونارا موقدة.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 5 الى 9]
إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً (9)
5- إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً:
إِنَّ الْأَبْرارَ إن الصادقين فى إيمانهم.
مِنْ كَأْسٍ من خمر.
كانَ مِزاجُها كافُوراً كان ما تمزج به ماء كافور.
6- عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً:
يَشْرَبُ بِها يشرب منها.
يُفَجِّرُونَها يجرونها حيث شاءوا.
تَفْجِيراً إجراء سهلا.
7- يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً:
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ يوفون بما أوجبوا على أنفسهم.
كانَ شَرُّهُ كان ضرره.
مُسْتَطِيراً فاشيا منتشرا كل الانتشار.
8- وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً:
عَلى حُبِّهِ مع حبهم له وحاجتهم إليه.
مِسْكِيناً فقيرا عاجزا عن الكسب.
وَيَتِيماً وصغيرا فقد أباه.
وَأَسِيراً ومأسورا لا يملك شيئا.
9- إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً:
إِنَّما نُطْعِمُكُمْ قائلين فى أنفسكم إنما نطعمكم.
لِوَجْهِ اللَّهِ لطلب ثواب الله.
جَزاءً عوضا.
وَلا شُكُوراً ولا ثناء.(11/407)
إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15)
[سورة الإنسان (76) : الآيات 10 الى 15]
إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (14)
وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (15)
10- إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً:
عَبُوساً اشتد عبوس من فيه.
قَمْطَرِيراً قد قطبوا وجوههم وجباههم.
11- فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً:
فَوَقاهُمُ اللَّهُ فصانهم الله.
شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ من شدائد ذلك اليوم.
وَلَقَّاهُمْ وأعطاهم بدل عبوس الفجار.
نَضْرَةً حسنا فى وجوههم.
وَسُرُوراً وبهجة وفرحا فى قلوبهم.
12- وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً:
بِما صَبَرُوا بصبرهم.
جَنَّةً ملكها هنىء.
وَحَرِيراً وملبسها حرير ناعم الملمس.
13- مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً:
فِيها فى الجنة.
عَلَى الْأَرائِكِ على السرر.
لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً لا يجدون فيها حرا لشمس.
وَلا زَمْهَرِيراً ولا شدة برد.
14- وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا:
وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها ووارفة عليهم ظلال أشجارها.
وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا وسهل لهم أخذ ثمارها تسهيلا.
15- وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا:
بِآنِيَةٍ بأوعية.(11/408)
قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)
كانَتْ قَوارِيرَا أي فى صفاء القوارير.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 16 الى 20]
قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (19) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20)
16- قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً:
قَدَّرُوها قدرها الساقون على وفاق ما يشتهى الشاربون.
17- وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا:
وَيُسْقَوْنَ أي الأبرار.
فِيها أي فى الجنة.
كَأْساً خمرا.
كانَ مِزاجُها كان ما تمزج به.
زَنْجَبِيلًا ما يشبه الزنجبيل فى الطعم.
18- عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا:
فِيها أي فى الجنة.
سَلْسَبِيلًا لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطعمه.
19- وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً:
وِلْدانٌ غلمان.
مُخَلَّدُونَ دائمون على حالهم.
لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً لحسنهم وصفاء ألوانهم.
20- وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً:
وَإِذا رَأَيْتَ وإذا أبصرت.
ثَمَّ فى أي مكان فى الجنة.
رَأَيْتَ أبصرت.
نَعِيماً عظيما.
وَمُلْكاً واسعا.(11/409)
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)
[سورة الإنسان (76) : الآيات 21 الى 25]
عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (21) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25)
21- عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً:
ثِيابُ سُندُسٍ ثياب من حرير رقيق.
وَإِسْتَبْرَقٌ وثياب من حرير غليظ.
وَحُلُّوا وجعلت حليهم التي فى أيديهم.
طَهُوراً لا رجس فيه ولا دنس.
22- إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً:
إِنَّ هذا النعيم.
كانَ لَكُمْ أعد لكم.
جَزاءً لأعمالكم.
وَكانَ سَعْيُكُمْ فى الدنيا.
مَشْكُوراً محمودا عند الله مرضيا ومقبولا.
23- إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا:
أي ما افتريته ولا جئت به من عندك ولا من تلقاء نفسك.
24- فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً:
لِحُكْمِ رَبِّكَ بتأخير نصرتك على أعدائك وابتلائك بأذاهم.
وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ أي من المشركين.
آثِماً من هو ذا إثم.
أَوْ كَفُوراً أو مستغرقا فى الكفر.
25- وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا:
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ ودم على ذكر ربك.
بُكْرَةً فصل الفجر بكرة.
وَأَصِيلًا والظهر والعصر أصيلا.(11/410)
وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)
[سورة الإنسان (76) : الآيات 26 الى 31]
وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26) إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27) نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (28) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (30)
يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (31)
26- وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا:
وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ ومن الليل فصل له المغرب والعشاء.
وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا وتهجد زمنا طويلا من الليل.
27- إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلًا:
إِنَّ هؤُلاءِ الكفرة.
يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ الدنيا ويؤثرونها على الآخرة.
وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ ويتركون خلف ظهورهم.
يَوْماً ثَقِيلًا شديدا هوله، فلم يعلموا ما ينجيهم منه.
28- نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلًا:
وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وأحكمنا خلقهم.
بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ ممن يطيع الله.
29- إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا:
إِنَّ هذِهِ السورة.
تَذْكِرَةٌ عظة للعالمين.
اتَّخَذَ بالإيمان والتقوى.
سَبِيلًا طريقا يوصله إلى مغفرته وجنته.
30- وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً:
عَلِيماً بأحوالكم.
حَكِيماً فيما يشاء ويختار.
31- يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً:
فِي رَحْمَتِهِ فى جنته، فدخولها بفضله ورحمته.(11/411)
وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)
77 سورة المرسلات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المرسلات (77) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (3) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (4)
فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (5) عُذْراً أَوْ نُذْراً (6)
1- وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً:
وَالْمُرْسَلاتِ مقسم بها، والمرسلات: الآيات على لسان جبريل إلى محمد صلّى الله عليه وسلم.
عُرْفاً للعرف والخبر.
2- فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً:
فَالْعاصِفاتِ فالآيات القاهرات لسائر الأديان الباطلة.
عَصْفاً تنسفها نسفا.
3- وَالنَّاشِراتِ نَشْراً:
وَالنَّاشِراتِ وبالآيات الناشرات للحكمة والهداية فى قلوب العالمين.
نَشْراً عظيما.
4- فَالْفارِقاتِ فَرْقاً:
فَالْفارِقاتِ بين الحق والباطل.
فَرْقاً واضحا.
5- فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً:
فَالْمُلْقِياتِ على الناس.
ذِكْراً تذكرة تنفعهم.
6- عُذْراً أَوْ نُذْراً:
أي إعذارا لهم وإنذارا فلا تكون لهم حجة.(11/412)
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16)
[سورة المرسلات (77) : الآيات 7 الى 9]
إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (9)
7- إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ:
إِنَّما تُوعَدُونَ إن الذي توعدونه من مجىء يوم القيامة.
لَواقِعٌ لنازل لا ريب فيه.
8- فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ:
طُمِسَتْ محقت ذواتها.
9- وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ:
فُرِجَتْ شقت.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 10 الى 16]
وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ (14)
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16)
10- وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ:
نُسِفَتْ فتقت ونسفتها الريح نسفا.
11- وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ:
أُقِّتَتْ عين لهم الوقت الذي يحضرون فيه للشهادة على الأمم.
12- لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ:
أي لأى يوم أخرت هذه الأمور العظيمة.
13- لِيَوْمِ الْفَصْلِ:
أي ليوم يكون فيه الفصل بين الخلائق.
14- وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ:
وَما أَدْراكَ وما أعلمك.
ما يَوْمُ الْفَصْلِ ما شأن يوم الفصل؟.
15- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بما أوعدهم به الرسل.
16- أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ:
الْأَوَّلِينَ من الأمم المكذبة.(11/413)
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24)
[سورة المرسلات (77) : الآيات 17 الى 24]
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ (21)
إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24)
17- ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ:
أي ثم نتبع الأولين الآخرين فى الهلاك.
18- كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ:
كَذلِكَ مثل ذلك الفعل.
نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ بكل من أجرم وكفر بالله.
19- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بما أوعدناهم.
20- أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ:
مَهِينٍ حقير، وهو النطفة.
21- فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ:
فَجَعَلْناهُ أي هذا الماء.
فِي قَرارٍ فى مقر.
مَكِينٍ يتمكن فيه.
22- إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ:
أي إلى وقت قد علمه الله يتم خلقه وتصويره.
23- فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ:
فَقَدَرْنا على خلقه وتصويره وإخراجه.
فَنِعْمَ الْقادِرُونَ فنعم المقدرون الخالقون له.
24- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بنعمة الخلق والتقدير.(11/414)
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31)
[سورة المرسلات (77) : الآيات 25 الى 31]
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (25) أَحْياءً وَأَمْواتاً (26) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29)
انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31)
25- أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً:
كِفاتاً ضامة.
26- أَحْياءً وَأَمْواتاً:
أَحْياءً على ظهرها لا يعدون.
وَأَمْواتاً فى بطنها لا يحصرون.
27- وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً:
رَواسِيَ جبالا ثابتة.
شامِخاتٍ عاليات.
فُراتاً عذبا.
28- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بهذه النعمة.
29- انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ:
انْطَلِقُوا سيروا، والخطاب للكافرين يوم الفصل.
إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ إلى النار التي كنتم بها تكذبون.
30- انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ:
انْطَلِقُوا سيروا.
إِلى ظِلٍّ إلى دخان من جهنم.
ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ يتشعب لعظمه ثلاث شعب.
31- لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ:
لا ظَلِيلٍ لا مظل من حر ذلك اليوم.
وَلا يُغْنِي ذلك الظل.
مِنَ اللَّهَبِ من حر اللهب شيئا.(11/415)
إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)
[سورة المرسلات (77) : الآيات 32 الى 38]
إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36)
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)
32- إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ:
إِنَّها أي النار.
تَرْمِي بما تطاير من شرر.
كَالْقَصْرِ فى العظم.
33- كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ:
كَأَنَّهُ أي الشرر.
جِمالَتٌ جمال.
صُفْرٌ سود تضرب إلى الصفرة.
34- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بأن هذه صفتها.
35- هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ:
هذا الذي قص عليكم أنه واقع.
يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ بشىء ينفعهم.
36- وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ:
وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ ولا يكون لهم إذن فى النطق.
فَيَعْتَذِرُونَ ولا يصدر منهم اعتذار لأنه لا عذر لهم.
37- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بهذا اليوم.
38- هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ:
يَوْمُ الْفَصْلِ بين المحق والمبطل بجزاء كل بما يستحقه.
جَمَعْناكُمْ يا مكذبى محمد صلّى الله عليه وسلم.
وَالْأَوَّلِينَ المكذبين مثلكم.(11/416)
فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46)
[سورة المرسلات (77) : الآيات 39 الى 46]
فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)
إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46)
39- فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ:
كَيْدٌ حيلة فى دفع هذا العذاب عنكم.
فَكِيدُونِ فاحتالوا.
40- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بوعيد الله.
41- إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ:
إِنَّ الْمُتَّقِينَ من عذاب الله.
فِي ظِلالٍ عظيمة.
وَعُيُونٍ جارية.
42- وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ:
مِمَّا يَشْتَهُونَ مما يستلذون ويستطيبون.
43- كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً أي كلوا واشربوا أكلا وشربا هنيئا.
بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فى الدنيا من الصالحات.
44- إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ:
إِنَّا كَذلِكَ إنا مثل ذلك الجزاء العظيم.
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ الذين أحسنوا عملا.
45- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بالجنة.
46- كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ:
كُلُوا الخطاب للكافرين.(11/417)
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)
وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا متاعا ليس له بقاء.
إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ بإشراككم بالله.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 47 الى 50]
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)
47- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بالنعمة.
48- وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ:
ارْكَعُوا صلوا لله واخشعوا إليه.
لا يَرْكَعُونَ لا يخشعون ولا يصلون بل يصرون على استكبارهم.
49- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُكَذِّبِينَ بأوامر الله ونواهيه.
50- فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ:
بَعْدَهُ بعد القرآن.
يُؤْمِنُونَ إن لم يؤمنوا بالقرآن، مع أنه معجزة من السماء.(11/418)
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)
78 سورة النبأ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة النبإ (78) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4)
ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (7) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8)
1- عَمَّ يَتَساءَلُونَ:
عَمَّ عن أي شىء؟
يَتَساءَلُونَ يسأل هؤلاء الجاحدون بعضهم بعضا.
2- عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ:
عَنِ النَّبَإِ عن الخبر، خبر البعث.
3- الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ:
مُخْتَلِفُونَ موغلون فى الاختلاف فيه، بين منكر له وشاك فيه.
4- كَلَّا سَيَعْلَمُونَ:
كَلَّا زجرا لهم عن هذا التساؤل.
سَيَعْلَمُونَ حقيقة الحال حين يرون البعث حقيقة واقعة.
5- ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ:
ثُمَّ كَلَّا ثم زجرا لهم.
سَيَعْلَمُونَ ذلك عند ما يحل بهم النكال.
6- أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً:
مِهاداً ممهدة للاستقرار عليها والتقلب فى أنحائها.
7- وَالْجِبالَ أَوْتاداً:
أَوْتاداً للأرض تثبتها.
8- وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً:
أَزْواجاً مزدوجين ذكورا وإناثا.(11/419)
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)
[سورة النبإ (78) : آية 9]
وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (9)
9- وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً:
سُباتاً راحة لكم من عناء العمل.
[سورة النبإ (78) : الآيات 10 الى 17]
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (10) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (11) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (12) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14)
لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17)
10- وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً:
لِباساً ساترا لكم بظلمته.
11- وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً:
مَعاشاً وقت سعى لكم لتحصيل ما به تعيشون.
12- وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً:
سَبْعاً أي سماوات.
شِداداً قويات محكمات.
13- وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً:
وَجَعَلْنا وأنشأنا.
سِراجاً مضيئا يعنى الشمس.
وَهَّاجاً متوقدة.
14- وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً:
الْمُعْصِراتِ السحب التي حان إمطارها.
ثَجَّاجاً قوى الانصباب.
15- لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً:
بِهِ بهذا الماء.
16- وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً:
وَجَنَّاتٍ وبساتين.
أَلْفافاً ذات أشجار ملتفة متشابكة الأغصان.
17- إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً:
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ بين الخلائق.(11/420)
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)
كانَ مِيقاتاً ميعادا مقدما للبعث.
[سورة النبإ (78) : الآيات 18 الى 24]
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22)
لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24)
18- يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً:
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ للبعث.
فَتَأْتُونَ إلى المحشر.
أَفْواجاً جماعات جماعات.
19- وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً:
وَفُتِحَتِ السَّماءُ وشقت السماء من كل جانب.
فَكانَتْ أَبْواباً فصارت أبوابا.
20- وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً:
وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ بعد تحركها من مقارها وتفتتها.
فَكانَتْ سَراباً فصارت وهى غبار متكاثف يملأ الأفق كالسراب يبدو جبالا وهى ليست كذلك.
21- إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً:
مِرْصاداً موضع رصد يترقب منه الخزنة من سيردونها.
22- لِلطَّاغِينَ مَآباً:
لِلطَّاغِينَ للمعتدين حدود الله.
مَآباً مرجعا ونزلا.
23- لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً:
لابِثِينَ ماكثين.
فِيها أي فى جهنم.
أَحْقاباً دهورا متتابعة.
24- لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً:
بَرْداً نسيما يخفف عنهم حرها.(11/421)
إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32)
وَلا شَراباً يطفىء ظمأهم.
[سورة النبإ (78) : الآيات 25 الى 32]
إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) جَزاءً وِفاقاً (26) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29)
فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَأَعْناباً (32)
25- إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً:
إِلَّا حَمِيماً لكن يذوقون ماءا بالغا الغاية من الحرارة.
وَغَسَّاقاً وصديدا يسيل من جلود أهلها.
26- جَزاءً وِفاقاً:
وِفاقاً موافقا لأعمالهم السيئة.
27- إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً:
لا يَرْجُونَ حِساباً لا يتوقعون الحساب فيعملوا للنجاة منه.
28- وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً:
بِآياتِنا الدالة على البعث.
كِذَّاباً تكذيبا شديدا.
29- وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً:
أَحْصَيْناهُ ضبطناه.
كِتاباً كتابة.
30- فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً:
فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً فلن يكون لكم منا إلا مزيد من عذاب.
31- إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً:
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ الذين يتقون ربهم.
مَفازاً نجاة من العذاب وظفرا بالجنة.
32- حَدائِقَ وَأَعْناباً:
حَدائِقَ مثمرة.
وَأَعْناباً طيبة.(11/422)
وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)
[سورة النبإ (78) : الآيات 33 الى 38]
وَكَواعِبَ أَتْراباً (33) وَكَأْساً دِهاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35) جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (36) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37)
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (38)
33- وَكَواعِبَ أَتْراباً:
وَكَواعِبَ وعذارى نواهد.
أَتْراباً متماثلات فى السن.
34- وَكَأْساً دِهاقاً:
دِهاقاً ممتلئة صافية.
35- لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً:
فِيها أي فى الجنة.
لَغْواً من القول.
وَلا كِذَّاباً ولا كذبا.
36- جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً:
عَطاءً تفضلا منه.
حِساباً كافيا كثيرا.
37- رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً:
الرَّحْمنِ الذي وسعت رحمته كل شىء.
لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً لا يملك أحد حق مخاطبته.
38- يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً:
الرُّوحُ جبريل.
صَفًّا مصطفين خاشعين.
لا يَتَكَلَّمُونَ لا يتكلم أحد منهم.
إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ بالكلام.
وَقالَ صَواباً ونطق بالصواب.(11/423)
ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)
[سورة النبإ (78) : الآيات 39 الى 40]
ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (39) إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (40)
39- ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً:
الْحَقُّ الذي لا شك فيه.
مَآباً مرجعا كريما بالإيمان والعمل الصالح.
40-نَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
:
َّا أَنْذَرْناكُمْ
إنا حذرناكم.
إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ
إنا حذرناكم. عَذاباً قَرِيباً وقوعه.
قَدَّمَتْ يَداهُ
من عمل.
يَقُولُ الْكافِرُ
متمنيا الخلاص.
ْتُ تُراباً
بقيت ترابا بعد الموت فلم أبعث ولم أحاسب.(11/424)
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)
79 سورة النازعات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة النازعات (79) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (4)
فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)
1- وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً:
وَالنَّازِعاتِ كل ما أودعت فيه القوة على نزع الأشياء من مقارها، مقسم به.
غَرْقاً أي إغراقا وإمعانا فى الفزع.
2- وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً:
وَالنَّاشِطاتِ كل ما أودعت فيه القوة على إخراج الأشياء من مخارجها فى خفة ولطف.
3- وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً:
وَالسَّابِحاتِ كل ما أودعت فيه السرعة فى أداء وظيفته فى سهولة ويسر.
4- فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً:
فَالسَّابِقاتِ التي أودعت فيها القدرة على السبق فلا تلحق.
5- فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً:
أي التي أودعت القدرة على تدبير الأمور وتصريفها.
6- يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ:
يَوْمَ تَرْجُفُ يوم تزلزل.
الرَّاجِفَةُ النفخة الأولى التي منها فناء الكون.
7- تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ:
الرَّادِفَةُ النفخة الثانية التي منها البعث.(11/425)
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)
[سورة النازعات (79) : الآيات 8 الى 9]
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (8) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (9)
8- قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ:
يَوْمَئِذٍ فى ذلك اليوم.
واجِفَةٌ فزعة خائفة.
9- أَبْصارُها خاشِعَةٌ:
أَبْصارُها أبصار أصحابها.
خاشِعَةٌ ذليلة.
[سورة النازعات (79) : الآيات 10 الى 14]
يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (10) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (11) قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (12) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (13) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)
10- يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ:
يَقُولُونَ منكرين للبعث.
أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ أنرد بعد الموت إلى الخلقة الأولى كما كنا.
11- أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً:
أَإِذا كُنَّا أي أإذا صرنا.
عِظاماً نَخِرَةً بالية، نرد ونبعث من جديد.
12- قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ:
قالُوا منكرين مستهزئين.
تِلْكَ الرجعة إن وقعت.
كَرَّةٌ خاسِرَةٌ رجعة خاسرة، ولسنا أهل خسران.
13- فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ:
أي لا تحسبوا الرجعة عسيرة، فإنما هى صيحة واحدة.
14- فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ:
فَإِذا هُمْ فإذا الموتى.
بِالسَّاهِرَةِ حضور بأرض المحشر.(11/426)
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22)
[سورة النازعات (79) : الآيات 15 الى 22]
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (15) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (16) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (19)
فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (20) فَكَذَّبَ وَعَصى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (22)
15- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى:
هَلْ أَتاكَ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
16- إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً:
إِذْ ناداهُ حين ناداه.
بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ بالوادي المطهر.
طُوىً المسمى: طوى.
17- اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى:
طَغى جاوز الحد فى الظلم.
18- فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى:
هَلْ لَكَ ميل.
إِلى أَنْ تَزَكَّى إلى أن تتطهر.
19- وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى:
وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ وأرشدك إلى معرفة ربك.
فَتَخْشى فتخشاه.
20- فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى:
فَأَراهُ فأرى موسى فرعون.
الْآيَةَ الْكُبْرى المعجزة الكبرى.
21- فَكَذَّبَ وَعَصى:
فَكَذَّبَ فرعون موسى فيما جاءه.
وَعَصى وعصاه فيما دعاه إليه.
22- ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى:
ثُمَّ أَدْبَرَ ثم تولى عنه.
يَسْعى يجتهد فى معارضته.(11/427)
فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)
[سورة النازعات (79) : الآيات 23 الى 30]
فَحَشَرَ فَنادى (23) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (25) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (27)
رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (30)
23- فَحَشَرَ فَنادى:
فَحَشَرَ فجمع السحرة ودعا الناس.
فَنادى فصاح فيهم معلنا.
24- فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى:
أي لا رب لكم فوقى.
25- فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى:
فَأَخَذَهُ اللَّهُ فعذبه الله.
نَكالَ الْآخِرَةِ عذاب المقالة الآخرة، وهى أنا ربكم الأعلى.
وَالْأُولى وعذاب المقالة الأولى وهى تكذيبه لموسى عليه السلام.
26- إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى:
إِنَّ فِي ذلِكَ الحديث.
لَعِبْرَةً لعظة.
لِمَنْ يَخْشى لمن يخاف الله.
27- أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها:
أي أخلقكم أيها المنكرون للبعث أشق أم خلق السماء.
28- رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها:
رَفَعَ سَمْكَها رفع جرمها فوقنا.
فَسَوَّاها فجعلها مستوية لا تفاوت فيها ولا خلل.
29- وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها:
وَأَغْطَشَ لَيْلَها وأظلم ليلها.
وَأَخْرَجَ ضُحاها وأظهر نهارها.
30- وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها:
دَحاها بسطها ومهدها لسكنى أهلها.(11/428)
أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)
[سورة النازعات (79) : الآيات 31 الى 40]
أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (31) وَالْجِبالَ أَرْساها (32) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (33) فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (35)
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغى (37) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (39) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (40)
31- أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها:
أَخْرَجَ مِنْها ماءَها بتفجير عيونها وإجراء أنهارها.
وَمَرْعاها ونباتها.
32- وَالْجِبالَ أَرْساها:
أَرْساها ثبتها.
33- مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ:
مَتاعاً لَكُمْ منفعة لكم.
وَلِأَنْعامِكُمْ من الإبل والبقر والغنم.
34- فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى:
الطَّامَّةُ الْكُبْرى القيامة التي تعم أهوالها.
35- يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى:
ما سَعى ما عمله من خير أو شر.
36- وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى:
وَبُرِّزَتِ وأظهرت إظهارا بينا.
لِمَنْ يَرى يراها كل ذى بصر وقع الجزاء.
37- فَأَمَّا مَنْ طَغى:
أي من تجاوز الحد بعصيانه.
38- وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا:
واختار لنفسه الحياة الفانية.
39- فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى:
الْمَأْوى أي المنزل لا غيرها.
40- وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى:
مَقامَ رَبِّهِ عظمة ربه وجلاله.(11/429)
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)
وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى وكف نفسه عن الشهوات.
[سورة النازعات (79) : الآيات 41 الى 46]
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (41) يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (43) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (44) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (45)
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (46)
41- فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى:
الْمَأْوى المنزل لا غيرها.
42- يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها:
السَّاعَةِ القيامة.
أَيَّانَ مُرْساها متى وقوعها.
43- فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها:
أي: ليس علمها إليك حتى تذكرها لهم.
44- إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها:
مُنْتَهاها أي منتهى علمها.
45- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها:
مَنْ يَخْشاها من يخافها.
46- كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها:
يَوْمَ يَرَوْنَها يوم يشاهدونها.
لَمْ يَلْبَثُوا فى الدنيا.
إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها إلا مقدار عشية أو ضحاها.(11/430)
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)
80 سورة عبس
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة عبس (80) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (2) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (4)
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7)
1- عَبَسَ وَتَوَلَّى:
عَبَسَ تغير وجهه كارها.
وَتَوَلَّى وأعرض.
والضمير فيهما للنبى صلى الله عليه وسلم.
2- أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى:
أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى لأن جاءه الأعمى يسأله عن أمر دينه.
3- وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى:
لَعَلَّهُ لعل هذا الأعمى.
يَزَّكَّى يتطهر بما يتلقاه عنك.
4- أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى:
أَوْ يَذَّكَّرُ أو يتعظ.
الذِّكْرى العظة.
5- أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى:
اسْتَغْنى بثروته وقوته.
6- فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى:
تَصَدَّى تقبل عليه وتهتم بتبليغه دعوتك.
7- وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى:
وَما عَلَيْكَ وأي شىء عليك.
أَلَّا يَزَّكَّى إذا لم يتطهر بالإيمان.(11/431)
وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)
[سورة عبس (80) : الآيات 8 الى 9]
وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (8) وَهُوَ يَخْشى (9)
8- وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى:
يَسْعى يسرع لطلب العلم والهداية.
9- وَهُوَ يَخْشى:
أي وهو يخاف الله.
[سورة عبس (80) : الآيات 10 الى 16]
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14)
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرامٍ بَرَرَةٍ (16)
10- فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى:
تَلَهَّى تتشاغل.
11- كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ:
كَلَّا حقا.
إِنَّها إن هذه الآيات.
تَذْكِرَةٌ عظة.
12- فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ:
ذَكَرَهُ أي القرآن واتعظ به.
13- فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ:
فِي صُحُفٍ هو فى صحف.
مُكَرَّمَةٍ عند الله.
14- مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ:
مُطَهَّرَةٍ منزهة عن كل نقص.
15- بِأَيْدِي سَفَرَةٍ:
سَفَرَةٍ ملائكة جعلهم الله سفراء بينه وبين رسله.
16- كِرامٍ بَرَرَةٍ:
كِرامٍ أخيار.
بَرَرَةٍ محسنين.(11/432)
قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)
[سورة عبس (80) : الآيات 17 الى 24]
قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)
ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (24)
17- قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ:
قُتِلَ الْإِنْسانُ هلاكا للإنسان.
ما أَكْفَرَهُ مع إحسان الله إليه.
18- مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ:
أي: أما يذكر من أي شىء خلقه؟
19- مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ:
مِنْ نُطْفَةٍ من ماء.
خَلَقَهُ بدأ خلقه.
فَقَدَّرَهُ أطواره.
20- ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ:
ثُمَّ السَّبِيلَ ثم الطريق إلى الإيمان.
يَسَّرَهُ له وأعلمه به.
21- ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ:
فَأَقْبَرَهُ فأكرمه بأن يقبر.
22- ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ:
أَنْشَرَهُ أحياه بعد الموت.
23- كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ:
كَلَّا حقا.
لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ الله به من الإيمان والطاعة.
24- فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ:
فَلْيَنْظُرِ فليتأمل.
إِلى طَعامِهِ شأن طعامه كيف دبرناه ويسرناه.(11/433)
أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34)
[سورة عبس (80) : الآيات 25 الى 34]
أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29)
وَحَدائِقَ غُلْباً (30) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (32) فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34)
25- أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا:
أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ أنا أنزلنا الغيث من السماء.
صَبًّا إنزالا.
26- ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا:
ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ بالنبات.
27- فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا:
فِيها فى الأرض.
حَبًّا يقتات به الناس.
28- وَعِنَباً وَقَضْباً:
قَضْباً ونباتا يؤكل رطبا.
29- وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا:
وَزَيْتُوناً طيبا.
وَنَخْلًا مثمرا.
30- وَحَدائِقَ غُلْباً:
غُلْباً ملتفة الأغصان.
31- وَفاكِهَةً وَأَبًّا:
وَفاكِهَةً وثمارا يتفكه بها.
وَأَبًّا وعشبا تأكله البهائم.
32- مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ:
أي أنبتنا ذلك متاعا لكم ولأنعامكم.
33- فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ:
الصَّاخَّةُ صيحة القيامة التي تصم الآذان.
34- يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ:(11/434)
وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)
يَفِرُّ يهرب.
[سورة عبس (80) : الآيات 35 الى 42]
وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (41) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)
35- وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ:
وهما أولى الناس بالوفاء لهما.
36- وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ:
وَصاحِبَتِهِ وزوجته.
37- لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ:
مِنْهُمْ من هؤلاء.
يَوْمَئِذٍ فى هذا اليوم.
شَأْنٌ يُغْنِيهِ شأن يشغله.
38- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ:
مُسْفِرَةٌ مضيئة.
39- ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ:
ضاحِكَةٌ مشرقة.
مُسْتَبْشِرَةٌ مسرورة بنعيم الله.
40- وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ:
غَبَرَةٌ غبار وكدرة.
41- تَرْهَقُها قَتَرَةٌ:
تَرْهَقُها تغشاها.
قَتَرَةٌ ظلمة وسواد.
42- أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ:
الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ الذين لا يبالون ما ارتكبوا من المعاصي.(11/435)
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)
81 سورة التكوير
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة التكوير (81) : الآيات 1 الى 9]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (4)
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)
1- إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ:
كُوِّرَتْ لفت ومحى ضوؤها.
2- وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ:
انْكَدَرَتْ انطمس نورها، وتساقطت.
3- وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ:
سُيِّرَتْ حركت من أماكنها.
4- وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ:
الْعِشارُ ما من شأنه أن يحمل.
عُطِّلَتْ فقد خاصته.
5- وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ:
حُشِرَتْ جمعت فى أوكارها وأجحارها ذاهلة من شدة الفزع.
6- وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ:
سُجِّرَتْ تأججت نارا.
7- وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ:
النُّفُوسُ الأزواج.
زُوِّجَتْ قرنت بأجسادها.
8- وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ:
الْمَوْؤُدَةُ التي دفنت حية.
سُئِلَتْ ترضية لها وسخطا على من وأدها.
9- بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ:(11/436)
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17)
بِأَيِّ ذَنْبٍ بأى جريرة.
[سورة التكوير (81) : الآيات 10 الى 17]
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (14)
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17)
10- وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ:
الصُّحُفُ التي كتبت فيها أعمال أصحابها.
نُشِرَتْ بسطت عند الحساب.
11- وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ:
كُشِطَتْ أزيلت من مكانها.
12- وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ:
الْجَحِيمُ النار.
سُعِّرَتْ أوقدت إيقادا شديدا.
13- وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ:
أُزْلِفَتْ أدنيت وقربت.
14- عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ:
عَلِمَتْ نَفْسٌ علمت كل نفس.
ما أَحْضَرَتْ ما قدمته من خير أو شر.
15- فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ:
فَلا أُقْسِمُ أي أقسم، ولا، زائدة.
بِالْخُنَّسِ بالنجوم التي تنقبض عند طلوعها فيكون ضوءها خافتا.
16- الْجَوارِ الْكُنَّسِ:
الْجَوارِ الجارية.
الْكُنَّسِ التي تستتر وقت غروبها كما تستتر الظباء فى مغاراتها.
17- وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ:
وَاللَّيْلِ أي وبالليل.
عَسْعَسَ خف ظلامه عند إدباره.(11/437)
وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)
[سورة التكوير (81) : الآيات 18 الى 24]
وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)
18- وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ:
وَالصُّبْحِ وبالصبح.
تَنَفَّسَ بدأ ضوءه وهب نسيمه.
19- إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ:
إِنَّهُ أي القرآن.
رَسُولٍ من الله، يعنى جبريل عليه السلام.
كَرِيمٍ عليه.
20- ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ:
ذِي قُوَّةٍ صاحب قوة فى أداء مهمته.
عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ عند الله ذى العرش.
مَكِينٍ صاحب مكانة ومنزلة، يعنى الرسول صلّى الله عليه وسلم.
21- مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ:
ثَمَّ أي فى السموات.
أَمِينٍ على الوحى هناك فى الملأ الأعلى.
22- وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ:
وَما صاحِبُكُمْ وما رسولكم الذي صاحبتموه وعرفتم رجاحة عقله.
23- وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ:
وَلَقَدْ وأقسم لقد.
رَآهُ رأى محمد صلّى الله عليه وسلم جبريل.
بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ المظهر لما يرى فيه.
24- وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ:
وَما هُوَ وما محمد صلّى الله عليه وسلم.
عَلَى الْغَيْبِ على الوحى.(11/438)
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)
بِضَنِينٍ ببخيل يقصر فى تبليغه وتعليمه.
[سورة التكوير (81) : الآيات 25 الى 29]
وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (27) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (29)
25- وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ:
وَما هُوَ وما الوحى المنزل عليه.
رَجِيمٍ مطرود من رحمة الله.
26- فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ:
أي: فأى طريق أهدى من هذا الطريق تسلكون؟
27- إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ:
إِنْ هُوَ ما القرآن.
إِلَّا ذِكْرٌ إلا تذكير وموعظة.
28- لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ:
أي لمن أراد منكم الاستقامة لتحرى الحق والصواب.
29- وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ:
وَما تَشاؤُنَ شيئا.
إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ذلك.(11/439)
إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)
82 سورة الإنفطار
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الانفطار (82) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)
عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (8)
1- إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ:
انْفَطَرَتْ انشقت.
2- وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ:
انْتَثَرَتْ تساقطت متبعثرة.
3- وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ:
فُجِّرَتْ فتح بعضها على بعض بزوال الحواجز.
4- وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ:
بُعْثِرَتْ قلبت وأخرج من فيها من الموتى.
5- عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ:
ما قَدَّمَتْ ما أسلفت من خير أو شر.
وَأَخَّرَتْ من ذلك.
6- يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ:
ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ أي شىء خدعك بربك الكريم حتى تجرأت على معصيته.
7- الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ:
خَلَقَكَ أوجدك من العدم.
فَسَوَّاكَ فخلق لك أعضاء تنتفع بها.
فَعَدَلَكَ بجعلك معتدلا تناسب الخلق.
8- فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ:
فِي أَيِّ صُورَةٍ من الصور.(11/440)
كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)
ما شاءَ شاءها.
رَكَّبَكَ أوجدك عليها.
[سورة الانفطار (82) : آية 9]
كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)
9- كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ:
كَلَّا ردعا لكم.
بِالدِّينِ بالجزاء يوم القيامة.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 10 الى 16]
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (10) كِراماً كاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)
يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (15) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (16)
10- وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ:
لَحافِظِينَ لملائكة حافظين.
11- كِراماً كاتِبِينَ:
كِراماً لدينا.
كاتِبِينَ مسجلين عليكم أعمالكم.
12- يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ:
يَعْلَمُونَ الذي تفعلونه من خير وشر.
13- إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ:
إِنَّ الْأَبْرارَ إن الصادقين فى إيمانهم.
لَفِي نَعِيمٍ عظيم.
14- وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ:
وَإِنَّ الْفُجَّارَ الذين انشقوا عن أمر الله.
لَفِي جَحِيمٍ لفى نيران محرقة.
15- يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ:
يَصْلَوْنَها يدخلونها.
يَوْمَ الدِّينِ يوم الجزاء.
16- وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ:(11/441)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)
وَما هُمْ عَنْها وما هم عن جهنم.
بِغائِبِينَ بمخرجين.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 17 الى 19]
وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)
17- وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ:
وَما أَدْراكَ وأي شىء أعلمك.
ما يَوْمُ الدِّينِ ما يوم الجزاء وهو خارج عن درايتك وتصورك.
18- ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ:
ثُمَّ ما أَدْراكَ ثم أي شىء أعلمك.
ما يَوْمُ الدِّينِ ما يوم الجزاء فى الهلاك والشدة.
19- يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ:
شَيْئاً من النفع أو الضرر.
لِلَّهِ وحده.(11/442)
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)
83 سورة المطففين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المطففين (83) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (6) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)
1- وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
لِلْمُطَفِّفِينَ الذين يحيفون فى الكيل والوزن.
2- الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ:
أي الذين إذا أخذوا لأنفسهم الكيل من الناس يأخذونه وافيا زائدا.
3- وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ:
أي إذا كالوا للناس أو وزنوا لهم ينقصونهم الوزن الواجب لهم وهو اعتداء عليهم.
4- أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ:
أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ ألا يخطر ببال هؤلاء المطففين.
أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ أنهم سيبعثون.
5- لِيَوْمٍ عَظِيمٍ:
عَظِيمٍ هوله.
6- يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ:
لِرَبِّ الْعالَمِينَ لأمر رب العالمين وقضائه.
7- كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ:
كَلَّا ارتدعوا عن التطفيف والغفلة عن البعث.
إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ إن ما كتب على الفجار من عملهم.(11/443)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)
[سورة المطففين (83) : الآيات 8 الى 9]
وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (8) كِتابٌ مَرْقُومٌ (9)
8- وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ:
وَما أَدْراكَ وما أعلمك.
9- كِتابٌ مَرْقُومٌ:
مَرْقُومٌ مسطور بين الكتابة.
[سورة المطففين (83) : الآيات 10 الى 15]
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (14)
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)
10- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:
وَيْلٌ هلاك.
يَوْمَئِذٍ يوم إذ يكون البعث والجزاء.
11- الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ:
بِيَوْمِ الدِّينِ بيوم الجزاء.
12- وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ:
بِهِ بيوم الجزاء.
مُعْتَدٍ متجاوز الحد.
أَثِيمٍ كبير الذنب.
13- إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ:
آياتُنا الناطقة بحصول الجزاء.
أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أباطيل السابقين.
14- كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ:
كَلَّا أي ارتدع أيها المعتدى عن هذا القول الباطل.
بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ بل غطى على قلوب المعتدين.
ما كانُوا يَكْسِبُونَ ما اكتسبوه من الكفر والمعاصي.
15- كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ:
كَلَّا حقا.(11/444)
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23)
إِنَّهُمْ إن المكذبين.
عَنْ رَبِّهِمْ عن رحمة ربهم.
لَمَحْجُوبُونَ بسبب ما اكتسبوه من المعاصي.
[سورة المطففين (83) : الآيات 16 الى 23]
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (19) كِتابٌ مَرْقُومٌ (20)
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (23)
16- ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ:
لَصالُوا الْجَحِيمِ لمحترقون بنارها.
17- ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ:
ثُمَّ يُقالُ تبكيتا لهم.
هذَا العذاب النازل بكم.
الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ فى الدنيا.
18- كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ:
كَلَّا حقا.
إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ إن ما يكتب من أعمال المحسنين.
19- وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ:
وَما أَدْراكَ وما أعلمك.
20- كِتابٌ مَرْقُومٌ:
مَرْقُومٌ مسطور بين الكتابة.
21- يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ:
يَشْهَدُهُ يحضره ويحفظه.
الْمُقَرَّبُونَ من الملائكة.
22- إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ:
إِنَّ الْأَبْرارَ إن المحسنين أعمالا.
لَفِي نَعِيمٍ الجنة.
23- عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ:(11/445)
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30)
يَنْظُرُونَ إلى ما أولاهم الله من النعمة والكرامة.
[سورة المطففين (83) : الآيات 24 الى 30]
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (26) وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (30)
24- تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ:
نَضْرَةَ النَّعِيمِ بهجته ونضارته.
25- يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ:
رَحِيقٍ شراب خالص.
مَخْتُومٍ مصون.
26- خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ:
خِتامُهُ مِسْكٌ لا تزيده الصيانة إلا طيبا.
وَفِي ذلِكَ وفى نيل ذلك.
فَلْيَتَنافَسِ فليتسابق.
الْمُتَنافِسُونَ المتسابقون.
27- وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ:
وَمِزاجُهُ ومزاج الرحيق.
مِنْ تَسْنِيمٍ من ماء تسنيم فى الجنة.
28- عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ:
عَيْناً نصب على المدح.
يَشْرَبُ بِهَا يشرب منها.
الْمُقَرَّبُونَ دون غيرهم من أهل الجنة.
29- إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ:
أَجْرَمُوا ارتكبوا الجرم فى حق الدين.
يَضْحَكُونَ فى الدنيا استهزاء من الذين آمنوا.
30- وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ
:
وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ
وإذا مر المؤمنون بهم.(11/446)
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)
يَتَغامَزُونَ
يغمز بعضهم بعضا استهزاء.
[سورة المطففين (83) : الآيات 31 الى 36]
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (32) وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (35)
هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (36)
31- وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ:
وَإِذَا انْقَلَبُوا وإذا رجع المجرمون.
إِلى أَهْلِهِمُ رجعوا إلى أهلهم.
فَكِهِينَ متلذذين باستخفافهم بالمؤمنين.
32- وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ:
وَإِذا رَأَوْهُمْ وإذا رأوا المؤمنين.
لَضالُّونَ لإيمانهم بمحمد صلّى الله عليه وسلم.
33- وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ:
وَما أُرْسِلُوا وما أرسل المجرمون.
عَلَيْهِمْ حافِظِينَ حاكمين على المؤمنين بالرشد والضلال حافظين لأعمالهم.
34- فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ:
فَالْيَوْمَ يوم الجزاء.
35- عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ:
يَنْظُرُونَ ما أولاهم الله من النعيم.
36- هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ:
هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ هل جوزى الكفار فى الآخرة.
ما كانُوا يَفْعَلُونَ فى الدنيا.(11/447)
إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7)
84 سورة الإنشقاق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (4)
وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (5) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (7)
1- إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ:
انْشَقَّتْ انصدعت.
2- وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ:
وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وسمعت لربها وأطاعت.
وَحُقَّتْ وجدير بها أن تسمع وتطيع.
3- وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ:
مُدَّتْ أي بسطت ودكت جبالها.
4- وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ:
وَأَلْقَتْ ما فِيها ورمت ما بجوفها.
وَتَخَلَّتْ أي خلا جوفها.
5- وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ:
وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وسمعت لربها وأطاعت.
وَحُقَّتْ وجدير بها أن تسمع وتطيع.
6- يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ:
إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً إنك مجد فى عملك جدا يوصلك إلى غايتك.
فَمُلاقِيهِ فملاق ربك بعملك فيجازيك عليه.
7- فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ:
أي فأما من أعطى كتاب عمله بيمينه.(11/448)
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16)
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 8 الى 9]
فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (8) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9)
8- فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً:
يَسِيراً لا يشق عليه.
9- وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً:
وَيَنْقَلِبُ ويرجع.
إِلى أَهْلِهِ إلى عشيرته من المؤمنين.
مَسْرُوراً مبتهجا.
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 10 الى 16]
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (11) وَيَصْلى سَعِيراً (12) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14)
بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (15) فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16)
10- وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ:
وَراءَ ظَهْرِهِ أي بشماله من وراء ظهره، تحقيرا لأمره.
11- فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً:
أي يقول: يا ويلاه.
12- وَيَصْلى سَعِيراً:
أي ويدخل النار حتى يحترق بها.
13- إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً:
مَسْرُوراً بما أوتيه لاهيا عن العمل لعاقبته.
14- إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ:
أَنْ لَنْ يَحُورَ أي أن لا يرجع إلى الله فيحاسبه.
15- بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً:
بَلى سيرجع ويحاسب.
إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً إن ربه كان به وبأعماله بصيرا.
16- فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ:
فَلا أُقْسِمُ أي فأقسم.
بِالشَّفَقِ بحمرة الأفق بعد الغروب.(11/449)
وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 17 الى 25]
وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (21)
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (24) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)
17- وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ:
وَما وَسَقَ وما جمع ولف فى ظلمته.
18- وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ:
إِذَا اتَّسَقَ إذا تكامل وتم نوره.
19- لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ:
لَتَرْكَبُنَّ لتلاقن.
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ حالا بعد حال بعضها أشد من بعض، من الموت والبعث وأهوال القيامة.
20- فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ:
أي فأى شىء لهؤلاء الجاحدين يمنعهم من الإيمان بالله والبعث بعد وضوح الدلائل على وجوبه.
21- وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ:
لا يَسْجُدُونَ لا يخضعون.
22- بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ:
أي بل هؤلاء بكفرهم يكذبون عنادا وتعاليا عن الحق.
23- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ:
بِما يُوعُونَ بما يضمرون فى قلوبهم.
24- فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ:
فَبَشِّرْهُمْ أي اجعل ذلك بمنزلة البشارة لهم.
أَلِيمٍ موجع فى جهنم على تكذيبهم.
25- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ:
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا لكن الذين آمنوا.
غَيْرُ مَمْنُونٍ غير مقطوع عنهم.(11/450)
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)
85 سورة البروج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة البروج (85) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (4)
النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)
1- وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ:
وَالسَّماءِ أي أقسم بالسماء.
ذاتِ الْبُرُوجِ ذات المنازل التي تنزلها الكواكب أثناء سيرها.
2- وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ:
وَالْيَوْمِ أي وباليوم.
الْمَوْعُودِ للحساب والجزاء.
3- وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ:
وَشاهِدٍ وبحاضر من الخلائق فى هذا اليوم.
وَمَشْهُودٍ وبما يحضر فيه من الأهوال والعجائب.
4- قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ:
قُتِلَ لعن.
الْأُخْدُودِ الشق المستطيل فى الأرض.
5- النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ:
النَّارِ أي أصحاب النار.
ذاتِ الْوَقُودِ التي أضرموها لعذاب المؤمنين.
6- إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ:
عَلَيْها على حافتها.
قُعُودٌ يشهدون عذاب المؤمنين.
7- وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ:(11/451)
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
عَلى ما يَفْعَلُونَ على الذي يفعلون.
بِالْمُؤْمِنِينَ من تعذيبهم.
شُهُودٌ حضور.
[سورة البروج (85) : الآيات 8 الى 9]
وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
8- وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ:
وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ وما أنكروا من المؤمنين.
إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا إلا إيمانهم.
الْعَزِيزِ الذي يخشى عقابه.
الْحَمِيدِ الذي يرجى ثوابه.
9- الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ:
عَلى كُلِّ شَيْءٍ مما يفعله المؤمنون والكافرون.
شَهِيدٌ يشهد ذلك ويجزى عليه.
[سورة البروج (85) : الآيات 10 الى 11]
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
10- إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ:
فَتَنُوا امتحنوا.
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ فى دينهم بالأذى والتعذيب بالنار.
ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا ثم لم يرجعوا عن ذلك.
عَذابُ جَهَنَّمَ بكفرهم.
عَذابُ الْحَرِيقِ بإحراقهم المؤمنين.
11- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إن الذين جمعوا إلى الإيمان بالله بالعمل الصالح.(11/452)
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)
[سورة البروج (85) : الآيات 12 الى 19]
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (16)
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)
12- إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ:
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ إن أخذ ربك للجبابرة والظلمة.
لَشَدِيدٌ بالغ الغاية فى الشدة.
13- إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ:
إِنَّهُ وحده.
يُبْدِئُ وَيُعِيدُ يبدأ الخلق ويعيدهم.
14- وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ:
الْغَفُورُ الكثير المغفرة لمن تاب وأناب.
الْوَدُودُ الكثير المحبة لمن أحبه وأطاعه.
15- ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ:
ذُو الْعَرْشِ صاحب العرش ومالكه.
الْمَجِيدُ العظيم فى ذاته وصفاته.
16- فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ:
أي لا يتخلف عن قدرته مراد.
17- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ:
هَلْ أَتاكَ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
حَدِيثُ الْجُنُودِ حديث الجموع الطاغية من الأمم الخالية.
18- فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ:
أي قوم فرعون وثمود وما حل بهم من جزاء على تماديهم فى الباطل.
19- بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ:
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا من قومك.(11/453)
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
فِي تَكْذِيبٍ أشد فى تكذيبهم لك من تكذيب هؤلاء لرسلهم.
[سورة البروج (85) : الآيات 20 الى 22]
وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
20- وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ:
أي متمكن منهم عالم بهم.
21- بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ:
أي بل ما جئتهم به قرآن عظيم بين الدلالة على صدقك.
22- فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ:
مَحْفُوظٍ لا ترقى إليه قوة بتحريف أو تبديل.(11/454)
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)
86 سورة الطارق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الطارق (86) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (4)
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (7) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (8)
1- وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ:
وَالسَّماءِ أي أقسم بالسماء.
وَالطَّارِقِ وبالطارق، أي بالنجم الذي يظهر ليلا.
2- وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ:
أي وأي شىء أعلمك ما حقيقة هذا النجم.
3- النَّجْمُ الثَّاقِبُ:
أي هو الذي ينفذ ضوءه فى الظلام.
4- إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ:
إِنْ كُلُّ ما كل.
حافِظٌ يرقبها ويحصى عليها أعمالها.
5- فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ:
مِمَّ من أي شىء.
6- خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ:
دافِقٍ متدفق.
7- يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ:
وَالتَّرائِبِ عظام الصدر.
8- إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ:
عَلى رَجْعِهِ على رجع الإنسان وإعادة خلقه بعد موته.(11/455)
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15)
[سورة الطارق (86) : آية 9]
يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9)
9- يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ:
يَوْمَ تُبْلَى يوم تمتحن.
السَّرائِرُ الضمائر، ويميز بين ما طاب منها وما خبث.
[سورة الطارق (86) : الآيات 10 الى 15]
فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (10) وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (14)
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15)
10- فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ:
فَما لَهُ فما للإنسان فى ذلك الوقت.
مِنْ قُوَّةٍ بنفسه يمتنع بها من العذاب.
وَلا ناصِرٍ ينتصر به.
11- وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ:
وَالسَّماءِ وأقسم بالسماء.
ذاتِ الرَّجْعِ ذات المطر الذي يعود ويتكرر.
12- وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ:
وَالْأَرْضِ وبالأرض.
ذاتِ الصَّدْعِ ذات الانشقاق عن النبات الذي يخرج منها.
13- إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ:
إِنَّهُ أي القرآن.
لَقَوْلٌ فَصْلٌ فاصل بين الحق والباطل.
14- وَما هُوَ بِالْهَزْلِ:
أي وليست فيه شائبة اللعب والباطل.
15- إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً:
إِنَّهُمْ أي المكذبين.(11/456)
وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)
يَكِيدُونَ يمكرون فى إبطال أمره.
كَيْداً مكرا بالغ الغاية.
[سورة الطارق (86) : الآيات 16 الى 17]
وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)
16- وَأَكِيدُ كَيْداً:
أي وأقابل كيدهم بكيد متين لا يدفعونه.
17- فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً:
فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ فأنظرهم.
أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً أمهلهم إمهالا قريبا حتى آمرك فيهم بأمر حاسم.(11/457)
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)
87 سورة الأعلى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الأعلى (87) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (4)
فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (7)
1- سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى:
نزه اسم ربك الأعظم عما لا يليق به.
2- الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى:
الَّذِي خَلَقَ كل شىء.
فَسَوَّى فجعله مستوى الخلق.
3- وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى:
وَالَّذِي قَدَّرَ لكل شىء ما يصلحه.
فَهَدى فهداه إليه.
4- وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى:
أي الذي أخرج من الأرض ما ترعاه الدواب من صنوف النبات.
5- فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى:
فَجَعَلَهُ فصيره بعد الخضرة.
غُثاءً يابسا.
أَحْوى مسودا.
6- سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى:
سَنُقْرِئُكَ أي سنجعلك يا محمد صلّى الله عليه وسلم قارئا بإلهام منا.
فَلا تَنْسى ما تحفظ.
7- إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى:
إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ أن تنساه.(11/458)
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)
إِنَّهُ تعالى.
يَعْلَمُ الْجَهْرَ ما يجهر به عباده.
وَما يَخْفى وما يخفونه من الأقوال والأفعال.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 8 الى 9]
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (9)
8- وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى:
وَنُيَسِّرُكَ ونوفقك.
لِلْيُسْرى للطريقة البالغة اليسر فى كل أحوالك.
9- فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى:
فَذَكِّرْ الناس.
إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى فشأنها أن تنفع.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 10 الى 14]
سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)
10- سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى:
سَيَذَّكَّرُ سينتفع بتذكيرك.
مَنْ يَخْشى من يخاف الله.
11- يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى
:
يَتَجَنَّبُهَا
ويتجنب الذكرى.
َشْقَى
المصر على العناد والكفر.
12- الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى:
الَّذِي يَصْلَى الذي يدخل.
النَّارَ الْكُبْرى المعدة للجزاء.
13- ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى:
ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها فيستريح بالموت.
وَلا يَحْيى حياة يهنأ بها.
14- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى:
قَدْ أَفْلَحَ قد فاز.(11/459)
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)
مَنْ تَزَكَّى من تطهر من الكفر والمعاصي.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 15 الى 19]
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (17) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (18) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (19)
15- وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى:
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ بقلبه ولسانه.
فَصَلَّى خاشعا ممتثلا.
16- بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا:
بَلْ تُؤْثِرُونَ بل تفضلون.
الْحَياةَ الدُّنْيا على الآخرة.
17- وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى:
خَيْرٌ من الدنيا بصفاء نعيمها.
وَأَبْقى بدوام هذا النعيم.
18- إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى:
إِنَّ هذا المذكور فى هذه السورة.
لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى الثابت فى الصحف الأولى.
19- صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى:
فهو مما توافقت فيه الأديان وسجلته الكتب السماوية.(11/460)
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)
88 سورة الغاشية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الغاشية (88) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (2) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3) تَصْلى ناراً حامِيَةً (4)
تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)
1- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ:
هَلْ أَتاكَ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
حَدِيثُ الْغاشِيَةِ حديث القيامة التي تغشى الناس بأهوالها.
2- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ:
يَوْمَئِذٍ يوم القيامة.
خاشِعَةٌ ذليلة.
3- عامِلَةٌ ناصِبَةٌ:
أي دائبة العمل فيما يتعبها ويشقيها فى النار.
4- تَصْلى ناراً حامِيَةً:
تَصْلى تدخل.
ناراً حامِيَةً شديدة الحرارة.
5- تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ:
آنِيَةٍ تناهى حرها.
6- لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ:
ضَرِيعٍ نوع من أخبث الأطعمة وأشنعها لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه.
7- لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ:
لا يُسْمِنُ لا يؤثر سمنا.
وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ولا يدفع شيئا من جوع.(11/461)
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)
[سورة الغاشية (88) : الآيات 8 الى 9]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (9)
8- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ:
يَوْمَئِذٍ يوم القيامة.
ناعِمَةٌ ذات نضارة.
9- لِسَعْيِها راضِيَةٌ:
لِسَعْيِها لعملها الذي عملته فى الدنيا.
راضِيَةٌ فى الآخرة حين أعطيت الجنة بعملها.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 10 الى 17]
فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (11) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (12) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (14)
وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)
10- فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ:
عالِيَةٍ قدرا ومكانة.
11- لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً:
لاغِيَةً كلمة ذات لغو.
12- فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ:
جارِيَةٌ الماء لا ينقطع.
13- فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ:
مَرْفُوعَةٌ قدرا ومكانة.
14- وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ:
مَوْضُوعَةٌ حاضرة بين أيديهم.
15- وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ:
وَنَمارِقُ ووسائد.
مَصْفُوفَةٌ صف بعضها إلى جانب بعض.
16- وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ:
وَزَرابِيُّ وبسط.
مَبْثُوثَةٌ متفرقة.
17- أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ:(11/462)
وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)
كَيْفَ خُلِقَتْ أي كيف أوتيت هذا الصبر والاحتمال على السير فى الصحراء.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 18 الى 26]
وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)
إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (26)
18- وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ:
كَيْفَ رُفِعَتْ بغير عمد.
19- وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ:
كَيْفَ نُصِبَتْ كيف قامت شامخة.
20- وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ:
كَيْفَ سُطِحَتْ كيف بسطت ومهدت.
21- فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ:
فَذَكِّرْ بدعوتك.
إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ إن مهمتك التبليغ.
22- لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ:
بِمُصَيْطِرٍ بمتسلط.
23- إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ:
إِلَّا مَنْ تَوَلَّى لكن من أعرض منهم.
وَكَفَرَ وجحد بما جئتهم به.
24- فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ:
الْأَكْبَرَ الذي لا عذاب فوقه.
25- إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ:
إِيابَهُمْ رجوعهم بالموت والبعث.
26- ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ:
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا وحدنا.
حِسابَهُمْ جزاءهم.(11/463)
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)
89 سورة الفجر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الفجر (89) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4)
هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (6) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (7)
1- وَالْفَجْرِ:
أي أقسم بضوء الصبح عند مطاردته الليل.
2- وَلَيالٍ عَشْرٍ:
وبليال عشر مفضلة عند الله.
3- وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ:
وبالزوج والفرد من كل شىء.
4- وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ:
وَاللَّيْلِ وبالليل.
إِذا يَسْرِ إذا ينقضى بحركة الكون العجيبة.
5- هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ:
هَلْ فِي ذلِكَ هل فيما ذكر من الأشياء.
قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ أي لذى عقل. يعنى فيما ذكر من الأشياء ما يراه العاقل قسما مقنعا.
6- أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ:
أَلَمْ تَرَ ألم تعلم.
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ كيف أنزل ربك عقابه بعاد قوم هود.
7- إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ:
إِرَمَ أهل إرم.
ذاتِ الْعِمادِ ذات البناء الرفيع.(11/464)
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)
[سورة الفجر (89) : الآيات 8 الى 9]
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (9)
8- الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ:
متانة وضخامة بناء.
9- وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ:
جابُوا قطعوا.
الصَّخْرَ من الجبال.
بِالْوادِ يبنون به القصور بالوادي.
[سورة الفجر (89) : الآيات 10 الى 15]
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (14)
فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)
10- وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ:
ذِي الْأَوْتادِ أي ذى الجنود الذين يشدون ملكه كما تشد الأوتاد الخيام.
11- الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ:
طَغَوْا تجاوزا الحدود.
12- فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ:
بالكفر والظلم.
13- فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ:
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ فأنزل عليهم.
سَوْطَ عَذابٍ ألوانا ملهبة من العذاب.
14- إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ:
لَبِالْمِرْصادِ يرقب عمل الناس ويحصيه عليهم ويجازيهم به.
15- فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ:
إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ إذا ما اختبره.
فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ بالمال والجاه والقوة.(11/465)
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)
فَيَقُولُ مغترا بذلك.
رَبِّي أَكْرَمَنِ ربى فضلنى لاستحقاقى هذا.
[سورة الفجر (89) : الآيات 16 الى 22]
وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (16) كَلاَّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (20)
كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)
16- وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ:
إِذا مَا ابْتَلاهُ إذا ما اختبره ربه.
فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فضيقه.
فَيَقُولُ غافلا عن الحكمة فى ذلك.
17- كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ:
كَلَّا ارتدعوا، فليس الأمر كما تقولون.
بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ بل أنتم لا تكرمون اليتيم.
18- وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ:
وَلا تَحَاضُّونَ ولا يحث بعضكم بعضا.
عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ على إطعام المسكين.
19- وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا:
التُّراثَ المال الموروث.
أَكْلًا لَمًّا لا تميزون فيه بين ما يحمد وما يذم.
20- وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا:
جَمًّا كثيرا يدفعكم إلى الحرص على جمعه والبخل بانفاقه.
21- كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا:
كَلَّا ارتدعوا عن تلك الأفعال لما ينتظركم من الوعيد.
إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ إذا سويت الأرض.
دَكًّا دَكًّا تسوية بعد تسوية.
22- وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا:
وَالْمَلَكُ والملائكة.(11/466)
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
[سورة الفجر (89) : الآيات 23 الى 30]
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى (23) يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ (26) يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)
ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
23- وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى:
يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما فرط منه.
وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى ومن أين له الذكرى.
24- يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي:
يَقُولُ نادما.
قَدَّمْتُ فى الدنيا أعمالا صالحة.
لِحَياتِي تنفعنى لحياتى الآخرة.
25- فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ:
فَيَوْمَئِذٍ فيوم إذ تكون هذه الأحوال.
لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ لا يعذب أحد كعذاب الله.
26- وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ:
ولا يقيد أحد كقيده.
27- يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ:
الْمُطْمَئِنَّةُ بالحق.
28- ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً:
إِلى رَبِّكِ إلى رضوان ربك.
راضِيَةً بما أوتيت من النعم.
مَرْضِيَّةً بما قدمت من عمل.
29- فَادْخُلِي فِي عِبادِي:
فِي عِبادِي الصالحين.
30- وَادْخُلِي جَنَّتِي:
أي دار النعيم المقيم.(11/467)
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)
90 سورة البلد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة البلد (90) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4)
أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)
1- لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ:
لا أُقْسِمُ أي أقسم، ولا، زائدة.
بِهذَا الْبَلَدِ بمكة البلد الحرام.
2- وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ:
وَأَنْتَ حِلٌّ وأنت مقيم.
بِهذَا الْبَلَدِ تزيده شرفا وقدرا.
3- وَوالِدٍ وَما وَلَدَ:
وَوالِدٍ وبوالد.
وَما وَلَدَ وبما ولد، إذ بهما حفظ النوع.
4- لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ:
فِي كَبَدٍ فى مشقة وتعب منذ نشأته إلى منتهى أمره.
5- أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ:
أَيَحْسَبُ أيظن الإنسان المخلوق فى هذه المشقة.
عَلَيْهِ على إخضاعه.
6- يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً:
أَهْلَكْتُ أنفقت فى عداوة محمد صلّى الله عليه وسلم وصده عن دعوته.
مالًا لُبَداً مالا كثيرا تجمع بعضه إلى بعض.
7- أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ:
أي: أيظن أن أمره قد خفى فلم يطلع عليه أحد.(11/468)
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)
[سورة البلد (90) : الآيات 8 الى 9]
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (9)
8- أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ:
عَيْنَيْنِ ينظر بهما.
9- وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ:
ليتمكن من النطق والإبانة.
[سورة البلد (90) : الآيات 10 الى 17]
وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)
يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)
10- وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ:
وَهَدَيْناهُ وبينا له.
النَّجْدَيْنِ طريقى الخير والشر وهيأناه للاختيار.
11- فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ:
فَلَا اقْتَحَمَ فلا تخطى.
الْعَقَبَةَ التي تحول بينه وبين النجاة إذ لم ينتفع بما هيأناه له.
12- وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ:
وأي شىء أعلمك ما اقتحام العقبة.
13- فَكُّ رَقَبَةٍ:
عتق النفس وتحريرها من العبودية.
14- أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ:
ذِي مَسْغَبَةٍ ذى مجاعة.
15- يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ:
ذا مَقْرَبَةٍ ذا قرابة.
16- أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ:
ذا مَتْرَبَةٍ ذا حاجة وافتقار.
17- ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ:
ثُمَّ كانَ مع ذلك.(11/469)
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)
مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا من أهل الإيمان.
وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ الذين يتواصون فيما بينهم بالصبر والرحمة.
[سورة البلد (90) : الآيات 18 الى 20]
أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)
18- أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ:
أُولئِكَ الموصوفون بهذه الصفات.
أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ هم السعداء أصحاب اليمين.
19- وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ:
بِآياتِنا الدالة على الحق من كتاب وحجة.
هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ هم الأشقياء أهل الشؤم والعذاب.
20- عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ:
مُؤْصَدَةٌ مطبقة ومغلقة أبوابها.(11/470)
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)
91 سورة الشمس
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الشمس (91) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالشَّمْسِ وَضُحاها (1) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (2) وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (4)
وَالسَّماءِ وَما بَناها (5) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (6) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (7)
1- وَالشَّمْسِ وَضُحاها:
وَالشَّمْسِ أقسم بالشمس.
وَضُحاها وبضوئها وإشراقها وحرارتها.
2- وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها:
وَالْقَمَرِ وبالقمر.
إِذا تَلاها إذا تبعها وخلفها فى الإضاءة بعد غروبها.
3- وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها:
وَالنَّهارِ وبالنهار.
إِذا جَلَّاها إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة.
4- وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها:
وَاللَّيْلِ وبالليل.
إِذا يَغْشاها إذا يغشى الشمس فيغطى ضوءها.
5- وَالسَّماءِ وَما بَناها:
وَالسَّماءِ وبالسماء.
وَما بَناها وبالقادر العظيم الذي رفعها وأحكم بناءها.
6- وَالْأَرْضِ وَما طَحاها:
وَالْأَرْضِ وبالأرض.
وَما طَحاها وبالقادر العظيم الذي بسطها وهيأها للاستقرار.
7- وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها:(11/471)
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)
وَنَفْسٍ وبنفس.
وَما سَوَّاها ومن أنشأها وعدلها.
[سورة الشمس (91) : الآيات 8 الى 9]
فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9)
8- فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها:
فَأَلْهَمَها فعرفها ومنحها القدرة على فعل ما تريد.
فُجُورَها القبيح من الأفعال.
وَتَقْواها الحسن من الأفعال.
9- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها:
قَدْ أَفْلَحَ قد فاز.
مَنْ زَكَّاها من طهر نفسه بالطاعات وعمل الخير.
[سورة الشمس (91) : الآيات 10 الى 14]
وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14)
10- وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها:
وَقَدْ خابَ وقد خسر.
مَنْ دَسَّاها من أخفى فضائلها وأمات استعدادها للخير.
11- كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها:
كَذَّبَتْ نبيها صالحا عليه السلام.
بِطَغْواها بطغيانها وبغيها.
12- إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها:
إِذِ انْبَعَثَ حين نهض مريدا قتل الناقة.
أَشْقاها أشقى من فيهم.
13- فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها:
فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صالح عليه السلام.
ناقَةَ اللَّهِ اتركوا ناقة الله تأكل فى أرض الله.
وَسُقْياها واحذروا منعها الشرب فى يومها.
14- فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها:
فَكَذَّبُوهُ فى وعيده.(11/472)
وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)
فَعَقَرُوها فقتلوها.
فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ فدمر عليهم ربهم ديارهم.
بِذَنْبِهِمْ بما أذنبوا.
فَسَوَّاها فسوى الديار بالأرض.
[سورة الشمس (91) : آية 15]
وَلا يَخافُ عُقْباها (15)
15- وَلا يَخافُ عُقْباها:
عُقْباها أي عقبى الفعلة.
أي فعل الله بهم ذلك غير خائف أن تلحقه تبعة الدمدمة من أحد لأنها الجزاء العادل لما صنعوا.(11/473)
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)
92 سورة الليل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الليل (92) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (1) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (2) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)
فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (7)
1- وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى:
وَاللَّيْلِ وأقسم بالليل.
إِذا يَغْشى حين يعم ظلامه.
2- وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى:
وَالنَّهارِ وبالنهار.
إِذا تَجَلَّى إذا سطع ضوءه.
3- وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى:
وَما خَلَقَ وبالذي خلق.
الذَّكَرَ وَالْأُنْثى من كل ما يتوالد.
4- إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى:
لَشَتَّى لمختلف.
5- فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى:
فَأَمَّا مَنْ أَعْطى أي أنفق فى سبيل الله.
وَاتَّقى وخاف ربه.
6- وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى:
وَصَدَّقَ وأيقن.
بِالْحُسْنى بالفضيلة الحسنى، وهى الإيمان بالله عن علم.
7- فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى:(11/474)
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15)
فَسَنُيَسِّرُهُ فسنهيئه.
لِلْيُسْرى للخصلة التي تؤدى إلى اليسر.
[سورة الليل (92) : الآيات 8 الى 9]
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (9)
8- وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى:
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ بماله فلم يؤد حق الله فيه.
وَاسْتَغْنى به عما عند الله.
9- وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى:
بِالْحُسْنى بالخصلة الحسنى.
[سورة الليل (92) : الآيات 10 الى 15]
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (10) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (12) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (14)
لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (15)
10- فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى:
فَسَنُيَسِّرُهُ فسنهيئه.
لِلْعُسْرى إلى العسر والشقاء.
11- وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى:
وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ وما يدفع عنه ماله الذي بخل به شيئا من العذاب.
إِذا تَرَدَّى إذا هلك ثم لقى ربه بعد البعث.
12- إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى:
أي إن علينا بمقتضى حكمتنا أن نبين للخلق طريق الهدى.
13- وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى:
وَإِنَّ لَنا وحدنا.
لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى أمر التصرف فى الدارين.
14- فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى:
فَأَنْذَرْتُكُمْ فخوفتكم.
ناراً تَلَظَّى تتوقد وتتلهب.
15- لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى:(11/475)
الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)
لا يَصْلاها لا يدخلها على جهة الدوام.
إِلَّا الْأَشْقَى إلا الكافر.
[سورة الليل (92) : الآيات 16 الى 21]
الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (19) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (20)
وَلَسَوْفَ يَرْضى (21)
16- الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى:
الَّذِي كَذَّبَ بالحق.
وَتَوَلَّى وأعرض عن آيات ربه.
17- وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى:
وَسَيُجَنَّبُهَا وسيبعد عنها.
الْأَتْقَى المبالغ فى اتقاء الكفر والمعاصي.
18- الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى:
الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ الذي يعطى ماله فى وجوه البر.
يَتَزَكَّى يتطهر من رجس البخل ودنس الإمساك.
19- وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى:
وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ وليس لأحد عند هذا المنفق.
مِنْ نِعْمَةٍ من يد.
تُجْزى يكافأ بها.
20- إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى:
أي لكن يعطى ماله ابتغاء وجه ربه الأعلى.
21- وَلَسَوْفَ يَرْضى:
أي ولسوف ينال من ربه ما يبتغيه على أكمل وجه حتى يتحقق له الرضا.(11/476)
وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6)
93 سورة الضحى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الضحى (93) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (4)
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6)
1- وَالضُّحى:
وأقسم بالضحى، أي وقت ارتفاع الشمس.
2- وَاللَّيْلِ إِذا سَجى:
وَاللَّيْلِ وبالليل.
إِذا سَجى إذا سكن وامتد ظلامه.
3- ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى:
ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ ما تركك يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
وَما قَلى وما كرهك.
4- وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى:
وَلَلْآخِرَةُ ولعاقبة أمرك ونهايته.
خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى خير من بدايته.
5- وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى:
وَلَسَوْفَ وأقسم لسوف.
يُعْطِيكَ رَبُّكَ من خير الدنيا والآخرة.
فَتَرْضى حتى ترضى.
6- أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى:
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً تحتاج إلى من يرعاك.
فَآوى فآواك بضمك إلى من يحسن القيام بأمرك.(11/477)
وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
[سورة الضحى (93) : الآيات 7 الى 9]
وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9)
7- وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى:
وَوَجَدَكَ ضَالًّا حائرا لا تنفعك المعتقدات حولك.
فَهَدى فهداك إلى منهج الحق.
8- وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى:
وَوَجَدَكَ عائِلًا ووجدك فقيرا من المال.
فَأَغْنى فأغناك بما أعطاك من رزق.
9- فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ:
فَلا تَقْهَرْ فلا تذله.
[سورة الضحى (93) : الآيات 10 الى 11]
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
10- وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ:
فَلا تَنْهَرْ فلا ترده بقسوة.
11- وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ:
فَحَدِّثْ شكرا لله وإظهارا للنعمة.(11/478)
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
94 سورة الشرح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الشرح (94) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4)
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
1- أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ:
أي قد شرحنا لك صدرك، بما أودعنا فيه من الهدى والإيمان.
2- وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ:
وَوَضَعْنا عَنْكَ وخففنا عنك.
وِزْرَكَ عبء الدعوة بمساندتك وتيسير أمرك.
3- الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ:
أَنْقَضَ أثقل.
4- وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ:
أي ونوهنا باسمك فجعلناه مذكورا على لسان كل مؤمن مقرونا باسمنا.
5- فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً:
يُسْراً كثيرا كذلك.
6- إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً:
يُسْراً كثيرا لذلك.
7- فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ:
فَإِذا فَرَغْتَ من أمر الدعوة ومقتضيات الجهاد.
فَانْصَبْ فاجتهد فى العبادة وأتعب نفسك فيها.
8- وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ:
وَإِلى رَبِّكَ وحده.
فَارْغَبْ فاتجه بمسألتك وحاجتك.(11/479)
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)
95 سورة التين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة التين (95) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)
ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (8)
1- وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ:
وَالتِّينِ أقسم بالتين.
وَالزَّيْتُونِ وبالزيتون. أقسم بهما لبركتهما وعظيم منفعتهما.
2- وَطُورِ سِينِينَ:
وبطور سينين وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى.
3- وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ:
وبهذا البلد الأمين وهو مكة المعظمة.
4- لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ:
فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ فى أحسن ما يكون من التعديل.
5- ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ:
ثم أنزلنا درجته إلى أسفل سافلين لعدم قيامه بموجب ما خلقناه عليه.
6- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ:
غَيْرُ مَمْنُونٍ غير مقطوع عنهم ولا ممنون به عليهم.
7- فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ:
فأى شىء يحملك على التكذيب بالبعث والجزاء.
8- أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ:
أي أليس الله الذي فعل ما أنبأناك به بأحكم الحاكمين صنعا وتدبيرا.(11/480)
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)
96 سورة العلق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة العلق (96) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)
عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (7)
1- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ:
اقْرَأْ ما يوحى إليك.
بِاسْمِ رَبِّكَ مفتتحا باسم ربك.
الَّذِي خَلَقَ الذي له وحده القدرة على الخلق.
2- خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ:
مِنْ عَلَقٍ من دم.
3- اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ:
اقْرَأْ امض فى القراءة.
وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ يقدرك ولا يخذلك.
4- الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ:
الذي علم بالقلم الإنسان الكتابة بالقلم ولم يكن يعلمها.
5- عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ:
ما لَمْ يَعْلَمْ ما لم يكن يخطر بباله.
6- كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى:
كَلَّا حقا.
لَيَطْغى ليجاوز الحد ويستكبر على ربه.
7- أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى:
أَنْ رَآهُ من أجل أن رأى نفسه.(11/481)
إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)
اسْتَغْنى ذا غنى وثراء.
[سورة العلق (96) : الآيات 8 الى 9]
إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9)
8- إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى
:
الرُّجْعى
الرجوع بالبعث والجزاء.
9- أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى:
أَرَأَيْتَ أأبصرت.
الَّذِي يَنْهى الذي يكف ويزجر.
[سورة العلق (96) : الآيات 10 الى 16]
عَبْداً إِذا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (14)
كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (16)
10- عَبْداً إِذا صَلَّى:
إذا رآه يصلى.
11- أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى:
أَرَأَيْتَ هذا الناهي.
إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى فى نهيه.
12- أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى:
أو أمر بالتقوى فيما أمر.
13- أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى:
إِنْ كَذَّبَ بما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلم.
وَتَوَلَّى وأعرض عن الإيمان والعمل الطيب.
14- أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى:
بِأَنَّ اللَّهَ يَرى يطلع على أحواله فيجازيه بها.
15- كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ:
كَلَّا ردعا لهذا الناهي.
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لئن لم ينزجر عما هو عليه.
لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ لنأخذن بناصيته إلى النار بشدة.
16- ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ:(11/482)
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)
ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ يعلو وجه صاحبها الكذب.
خاطِئَةٍ وآثار الخطيئة.
[سورة العلق (96) : الآيات 17 الى 19]
فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (18) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)
17- فَلْيَدْعُ نادِيَهُ:
فَلْيَدْعُ فليطلب.
نادِيَهُ عشيرته وأهل مجلسه ليكونوا نصراء فى الدنيا وفى الآخرة.
18- سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ:
سندعو جنودنا لينصروا محمدا صلّى الله عليه وسلم ومن معه وليدفعوا هذا الناهي وأعوانه إلى جهنم.
19- كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ:
كَلَّا ردعا لهذا الناهي.
لا تُطِعْهُ فيما نهاك عنه.
وَاسْجُدْ ودم على صلاتك وواظب على سجودك.
وَاقْتَرِبْ وتقرب بذلك إلى ربك.(11/483)
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
97 سورة القدر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة القدر (97) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
1- إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ:
إِنَّا أَنْزَلْناهُ أي القرآن الكريم، يعنى ابتدئنا إنزاله.
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ليلة تقدير الأمور وقضائها.
من قوله تعالى: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (الدخان: 4) .
وقيل سميت بذلك لخطرها وشرفها على سائر الليالى، من قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ (الدخان: 3) .
2- وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ:
ولم تبلغ درايتك غاية فضلها ومنتهى علو قدرها.
3- لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ:
خَيْرٌ أي إنها خير.
مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ أي من الدهر كله، لأن العرب تذكر الألف فى غاية الأشياء، كما قال تعالى: يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ، يعنى جميع الدهر، يعنى أن العمل فيها خير من العمل فى ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
4- تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ:
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ إلى السماء الدنيا، وقيل: الى الأرض.
وَالرُّوحُ جبريل.(11/484)
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ عن أمر ربهم.
مِنْ كُلِّ أَمْرٍ من أجل كل أمر قضاه الله تعالى.
[سورة القدر (97) : آية 5]
سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
5- سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ:
سَلامٌ هِيَ أي ما هى إلا سلامة، يعنى لا يقدر الله فيها إلا السلامة والخير.
حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ:
أي هى كذلك حتى مطلع الفجر.(11/485)
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)
98 سورة البينة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة البينة (98) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (2) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)
وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)
1- لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ:
مُنْفَكِّينَ منصرفين عن غفلتهم وجهلهم بالحق.
الْبَيِّنَةُ الحجة القاطعة.
2- رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً:
مُطَهَّرَةً منزهة عن الباطل.
3- فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ:
فِيها كُتُبٌ فيها أحكام مستقيمة.
قَيِّمَةٌ ناطقة بالحق والصواب.
4- وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ:
الْبَيِّنَةُ الحجة الواضحة الدالة على أن محمدا هو رسول الله الموعود به فى كتبهم.
5- وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ:
حُنَفاءَ مائلين عن الباطل.
دِينُ الْقَيِّمَةِ دين الملة المستقيمة.
6- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ:
شَرُّ الْبَرِيَّةِ شر الخليقة عقيدة وعملا.(11/486)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)
[سورة البينة (98) : الآيات 7 الى 8]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)
7- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ:
خَيْرُ الْبَرِيَّةِ خير الخليقة عقيدة وعملا.
8- جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ:
عِنْدَ رَبِّهِمْ فى الآخرة.
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قبل الله أعمالهم.
وَرَضُوا عَنْهُ وشكروا إحسانه إليهم.
ذلِكَ الجزاء.
لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ لمن خاف عقاب ربه فآمن وعمل صالحا.(11/487)
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)
99 سورة الزلزلة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الزلزلة (99) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (2) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4)
بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6)
1- إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها:
إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ إذا حركت الأرض واضطربت.
زِلْزالَها أقوى ما يكون التحريك والاضطراب.
2- وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها:
أَثْقالَها ما فى بطنها.
3- وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها:
وَقالَ الْإِنْسانُ فى دهشة وفزع.
ما لَها ما للأرض تزلزلت وتخرج أثقالها.
4- يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها:
تُحَدِّثُ تحدث الأرض الإنسان.
أَخْبارَها التي أفزعته.
5- بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها:
أَوْحى لَها أن تزلزل وتضطرب.
6- يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ:
يَصْدُرُ النَّاسُ من قبورهم سراعا.
أَشْتاتاً متفرقين.(11/488)
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)
لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ ليتبينوا حسابهم وجزاءهم.
[سورة الزلزلة (99) : الآيات 7 الى 8]
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)
7- فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ:
مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً زنة ذرة من تراب خيرا.
يَرَهُ فى صحيفته ويلق جزاءه عليه.
8- وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ:
مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا زنة ذرة من تراب شرا.
يَرَهُ فى صحيفته ويلق جزاءه عليه.(11/489)
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)
100 سورة العاديات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة العاديات (100) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4)
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (7)
1- وَالْعادِياتِ ضَبْحاً:
وَالْعادِياتِ أقسم بالعاديات وهى خيل الجهاد المسرعات.
ضَبْحاً ما يسمع لأنفاسها من صوت.
2- فَالْمُورِياتِ قَدْحاً:
فَالْمُورِياتِ فالخيل التي تخرج شرر النار من سرعتها فى الأرض.
قَدْحاً تقدحه قدحا بوقع حوافرها.
3- فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً:
فَالْمُغِيراتِ فالخيل التي تغير على العدو.
صُبْحاً قبل طلوع الشمس.
4- فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً:
فَأَثَرْنَ فهيجن.
بِهِ بمواقع العدو.
نَقْعاً غبارا كثيفا لا يشق.
5- فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً:
فجعلن الغبار يتوسط جمع العدو حتى يصيبه الرعب والفزع.
6- إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ:
لِرَبِّهِ لنعم ربه.
لَكَنُودٌ لشديد الكفران.
7- وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ:
وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ فى الآخرة.(11/490)
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
لَشَهِيدٌ لشاهد على نفسه معترف بذنوبه.
[سورة العاديات (100) : الآيات 8 الى 9]
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (9)
8- وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ:
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ وإنه لحبه المال وحرصه عليه.
لَشَدِيدٌ لبخيل به لا يؤدى ما وجب فيه.
9- أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ:
إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ إذا نشر ما فى القبور من أجساد.
[سورة العاديات (100) : الآيات 10 الى 11]
وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
10- وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ:
وجمع ما فى الصدور وقد سجل فى صحفهم.
11- إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ:
بِهِمْ بأعمالهم وجزائهم يوم البعث.(11/491)
الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)
101 سورة القارعة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة القارعة (101) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْقارِعَةُ (1) مَا الْقارِعَةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (4)
وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (8)
1- الْقارِعَةُ:
القيامة التي تبدأ بالنفخة الأولى.
2- مَا الْقارِعَةُ:
أي شىء عجيب هى فى خطرها.
3- وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ:
أي شىء أعلمك ما شأن القارعة فى هولها.
4- يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ:
الْمَبْثُوثِ كثرة وتدافعا يمينا وشمالا.
5- وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ:
كَالْعِهْنِ كالصوف.
الْمَنْفُوشِ فى تفرق أجزائها وتطايرها.
6- فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ:
فرجحت حسناته على سيئاته.
7- فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ:
راضِيَةٍ يرضاها صاحبها.
8- وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ:(11/492)
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)
فرجحت سيئاته على حسناته.
[سورة القارعة (101) : آية 9]
فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9)
9- فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ:
فمأواه جهنم، وسميت أما لأنه يأوى إليها.
[سورة القارعة (101) : الآيات 10 الى 11]
وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (10) نارٌ حامِيَةٌ (11)
10- وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ:
وما أعلمك ما الهاوية.
11- نارٌ حامِيَةٌ:
حامِيَةٌ لا تبلغ حرارتها أية نار.(11/493)
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)
102 سورة التكاثر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة التكاثر (102) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)
كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)
1- أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ:
أَلْهاكُمُ شغلكم.
التَّكاثُرُ تباهيكم بالأولاد والأنصار وتفاخركم بالأموال والأحساب.
2- حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ:
حتى أصابكم الموت.
3- كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ:
كَلَّا حقا.
سَوْفَ تَعْلَمُونَ عاقبة سفهكم وتفريطكم.
4- ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ:
ثُمَّ كَلَّا ثم حقا.
سَوْفَ تَعْلَمُونَ حتما تلك العاقبة.
5- كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ:
حقا لو تعلمون يقينا سوء مصيركم لفزعتم من تكاثركم وتزودتم لآخرتكم.
6- لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ:
لَتَرَوُنَّ على القسم، أي أقسم لكم أنكم ستشاهدون.(11/494)
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
الْجَحِيمَ النار.
[سورة التكاثر (102) : الآيات 7 الى 8]
ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
7- ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ:
عَيْنَ الْيَقِينِ عيانا ويقينا.
8- ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ:
ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ ثم لتحاسبن.
عَنِ النَّعِيمِ عن ألوان النعيم الذي أسرفتم فيه واستمتعتم به.(11/495)
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
103 سورة العصر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة العصر (103) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
1- وَالْعَصْرِ:
وبالعصر، أي الزمان، مقسم به، لما ينطوى عليه من أحداث وعظات.
2- إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ:
خُسْرٍ خسران، لما يغلب على الإنسان من أهواء.
3- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ:
وَتَواصَوْا وأوصى بعضهم بعضا.
بِالْحَقِّ بالتمسك بالحق اعتقادا وقولا وعملا.
بِالصَّبْرِ على المشاق التي تعترض من يعتصم بالدين.(11/496)
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)
104 سورة الهمزة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الهمزة (104) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)
وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)
1- وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ:
وَيْلٌ عذاب شديد وهلاك.
هُمَزَةٍ يغتاب غيره فى وجهه.
لُمَزَةٍ يغتاب غيره إذا غاب.
2- الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ:
وَعَدَّدَهُ تفاخر بعدده وكثرته.
3- يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ:
أَخْلَدَهُ يبقيه فى الدنيا.
4- كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ:
كَلَّا ردعا عن هذا الظن.
لَيُنْبَذَنَّ ليطرحن.
فِي الْحُطَمَةِ فى النار التي تحطم كل ما يلقى فيها.
5- وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ:
وَما أَدْراكَ وأي شىء أعلمك؟
مَا الْحُطَمَةُ ما حقيقة الحطمة؟
6- نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ:
الْمُوقَدَةُ المستعرة.
7- الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ:(11/497)
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
التي تصل القلوب وتحيط بها.
[سورة الهمزة (104) : الآيات 8 الى 9]
إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
8- إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ:
مُؤْصَدَةٌ مغلقة الأبواب.
9- فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ:
فِي عَمَدٍ وهم مشدودون إلى عمد.
مُمَدَّدَةٍ ممدودة، فلا حركة لهم فيها ولا خلاص.(11/498)
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
105 سورة الفيل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الفيل (105) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4)
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
1- أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ:
أَلَمْ تَرَ ألم تعلم، واللفظ استفهام، والمعنى تقرير.
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ فعل ربك.
بِأَصْحابِ الْفِيلِ الذين قصدوا البيت الحرام للاعتداء عليه.
2- أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ:
أَلَمْ يَجْعَلْ أي قد جعل.
كَيْدَهُمْ سعيهم لتخريب الكعبة.
فِي تَضْلِيلٍ فى تضييع وإبطال فخيب مسعاهم ولم ينالوا قصدهم.
3- وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ:
أَبابِيلَ جماعات متتابعة من الطيور.
4- تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ:
مِنْ سِجِّيلٍ من جهنم.
5- فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ:
كَعَصْفٍ كورق زرع.
مَأْكُولٍ أصابته آفة فأتلفته.(11/499)
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
106 سورة قريش
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة قريش (106) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
1- لِإِيلافِ قُرَيْشٍ:
أي: اعجبوا لالتزام قريش.
2- إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ:
رِحْلَةَ الشِّتاءِ إلى اليمن.
وَالصَّيْفِ ورحلة الصيف إلى الشام.
فى اطمئنان وأمن للاتجار وابتغاء الرزق.
3-لْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ
:
ْيَعْبُدُوا
فليخلصوا العبادة.
4- الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ:
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وهم بواد غير ذى زرع.
وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ والناس يتخطفون من حولهم.(11/500)
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
107 سورة الماعون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الماعون (107) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)
1- أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ:
أَرَأَيْتَ أعرفت.
بِالدِّينِ بالجزاء والحساب فى الآخرة.
2- فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ:
يَدُعُّ الْيَتِيمَ يدفعه دفعا عنيفا ويقهره ويظلمه.
3- وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ:
وَلا يَحُضُّ ولا يحث.
عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ على إطعام المسكين.
4- فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ:
فَوَيْلٌ فهلاك.
5- الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ:
ساهُونَ غافلون غير منتفعين بها.
6- الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ:
يُراؤُنَ يظهرون للناس أعمالهم لينالوا المنزلة فى قلوبهم والثناء عليهم.
7- وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ:
ويمنعون معروفهم ومعونتهم عن الناس.(11/501)
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
108 سورة الكوثر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الكوثر (108) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
1- إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ:
الْكَوْثَرَ الخير الكثير الدائم فى الدنيا والآخرة.
2- فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ:
فَصَلِّ فدم على الصلاة لربك خالصة له.
وَانْحَرْ ذبائحك شكرا له على ما أولاك من كرامة وخصك من خير.
3- إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ:
إِنَّ شانِئَكَ مبغضك.
هُوَ الْأَبْتَرُ المنقطع عن كل خير.(11/502)
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
109 سورة الكافرون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الكافرون (109) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (3) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (4)
وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
1- قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ:
قُلْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ المصرون على كفرهم.
2- لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ:
ما تَعْبُدُونَ الذي تعبدون من دون الله.
3- وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ:
ما أَعْبُدُ الذي أعبد، وهو الله وحده.
4- وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ:
ما عَبَدْتُّمْ مثل عبادتكم، لأنكم مشركون.
5- وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ:
ما أَعْبُدُ مثل عبادتى لأنها التوحيد.
6- لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ:
لَكُمْ دِينُكُمْ الذي اعتقدتموه.
وَلِيَ دِينِ الذي ارتضاه الله لى.(11/503)
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
110 سورة النصر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة النصر (110) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (3)
1- إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ:
إذا تحقق نصر الله والفتح لك وللمؤمنين.
2- وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً:
أَفْواجاً جماعات جماعات.
3- فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً:
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ فاشكر ربك.
وَاسْتَغْفِرْهُ واطلب مغفرته.
إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً كثير القبول لتوبة عباده.(11/504)
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
111 سورة المسد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المسد (111) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (2) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
1- تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ:
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ هلكت يداه اللتان كان يؤذى بهما المسلمين.
وَتَبَّ وهلك هو معهما.
2- ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ:
ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ ما دفع عنه ماله عذاب الله.
وَما كَسَبَ ولا جاهه الذي كسبه.
3- سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ:
سَيَصْلى ناراً سيدخل نارا.
ذاتَ لَهَبٍ ذات اشتعال يحرق بها.
4- وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ:
وَامْرَأَتُهُ وستدخل امرأته.
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ حمالة النميمة بين الناس، النار كما دخلها.
5- فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ:
فِي جِيدِها فى عنقها.
مِنْ مَسَدٍ من ليف للتنكيل بها.(11/505)
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
112 سورة الإخلاص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الإخلاص (112) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
1- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ:
أَحَدٌ لا سواه ولا شريك له.
2- اللَّهُ الصَّمَدُ:
الصَّمَدُ المقصود وحده فى الحوائج.
3- لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ:
لَمْ يَلِدْ لم يتخذ ولدا.
وَلَمْ يُولَدْ من أب أو أم.
4- وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ:
كُفُواً شبيها أو نظيرا، ليس كمثله شىء.(11/506)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
113 سورة الفلق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الفلق (113) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (5)
1- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ:
قُلْ أَعُوذُ قل أعتصم.
بِرَبِّ الْفَلَقِ برب الصبح الذي ينجلى الليل عنه.
2- مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ:
من شر كل ذى شر من المخلوقات التي لا يدفع شرها إلا مالك أمرها.
3- وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ:
وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ ومن شر ليل.
إِذا وَقَبَ إذا اشتد ظلامه.
4- وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ:
ومن شر الساحرات اللاتي ينفخن فى عقد الخيط حين يرقين بها.
5- وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ:
ومن شر حاسد يتمنى زوال النعمة عن غيره.(11/507)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
114 سورة الناس
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الناس (114) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4)
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
1- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ:
قل أعتصم برب الناس ومدبر شئونهم.
2- مَلِكِ النَّاسِ:
مالك الناس ملكا تاما حاكمين ومحكومين.
3- إِلهِ النَّاسِ:
القادر على التصرف الكامل فيهم.
4- مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ:
الْوَسْواسِ الشيطان الموسوس للناس.
الْخَنَّاسِ الذي يمتنع إذا استعنت عليه بالله.
5- الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ:
الذي يلقى فى خفية فى صدور الناس ما يصرفها عن سبيل الرشاد.
6- مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ:
مِنَ الْجِنَّةِ من الجن.(11/508)