الكتاب : التمييز
المؤلف : مسلم بن الحجاج
المتوفى : 261 هـ
المحقق : أبو عمر محمد بن علي الأزهري
الناشر : الفاروق الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة
الطبعة : الأولى ، 2009 م
عدد الأجزاء : 1
ملاحظات :
1- الكتاب موافق لطبعة الأزهري.
2- الكتاب مقابل على خمس طبعات ، طبعة الأعظمي ، وصبحي حلاق ، والأزهري ، وعبد القادر المحمدي ، وصالح ديان.
3- في آخر الكتاب ملحق بأقوال مسلم التي استدركت من كتب المتأخرين.(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
قرىء على أبي حاتم مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج القشيرى يقول :
بالله نستعين ، وبحوله نجيب ونرغب اليه فى التوفيق للرشد والصواب ، ولا قوة الا بالله.
أما بعد :
فإنك يرحمك الله ، ذكرت أن قبلك قومًا ينكرون قول القائل من أهل العلم إذا قال : هذا حديث خطأ ، وهذا حديث صحيح ، وفلان يخطىء في روايته حديث كذا ، والصواب ما روى فلان بخلافه ، وذكرت أنهم استعظموا ذلك من قول من قاله ، ونسبوه إلى اغتياب الصالحين من السلف الماضين ، وحتى قالوا : إن من ادعى تمييز خطأ روايتهم من صوابها ، متخرص بما لا علم له به ، ومدع علم غيب لا يوصل اليه .
واعلم وفقنا الله وإياك ؛ أن لولا كثرة جهلة العوام مستنكرى الحق ، وراديه (1) بالجهالة ، لما بان فضل عالم على جاهل ، ولا تبين علم من جهل ، ولكن الجاهل ينكر العلم لتركيب الجهل فيه ، وضد العلم هو الجهل ، فكل ضد ناف لضده ، دافع له لا محالة ، فلا يهولنك استنكار الجهال ، وكثرة الرعاع لما خص به قوم وحرموه ، فإن تعداد العلم دائر إلى معدنه ، والجهل واقف على أهله.
وسألت أن أذكر لك في كتأبي رواية أحاديث مما وهم قوم في روايتها ، فصارت تلك الأحاديث عند أهل العلم في عداد الغلط والخطأ ببيان شاف أبينها لك ولغيرك (2) ، حتى يتضح لك ذلك ولغيرك ممن سبيله طلب الصواب سبيلك ، غلط من غلط وصواب من أصاب منهم فيها. وسأذكر لك إن شاء الله من ذلك ما يرشدك الله ، وتهجم على أكثر مما أذكره لك في كتأبي ، وبالله التوفيق.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وفي غيرها : " وراميه " .
(2) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي ، وفي الأصل ، والطبعات الثلاث الأخرى بدون قوله : " ولغيرك " .(1/37)
وبعد:
فإن الناس متباينون في حفظهم لما يحفظون , وفي نقلهم لما ينقلون :
فمنهم الحافظ المتقن الحفظ المتوقي لما يلزم توقيه فيه .
ومنهم المتساهل المشيب حفظه بتوهم يتوهمه ، أو تلقين يلقنه من غيره فيخلطه بحفظه ، ثم لا يميزه عند أدائه إلى غيره .
ومنهم من همته حفظ متون الأحاديث دون أسانيدها ، يتهاون بحفظ الاثر ، يتخرصها من بعد ، فيحيلها بالتوهم على قوم غير الذين أدي إليه عنهم .
وكل ما قلنا من هذا في رواة الحديث ، ونُقَّال الأخبار فهو موجود مستفيض ، ومع ما ذكرت لك من منازلهم في الحفظ ومراتبهم ، فيه فليس من ناقل خبر ، وحامل أثر من السلف الماضين إلى زماننا إن كان من أحفظ الناس وأشدهم توقيا واتقانا لما يحفظ وينقل إلا الغلط ، والسهو ممكن في حفظه ونقله ، فكيف بمن وصفت لك ممن طريقه الغفلة والسهولة (1) في ذلك.
ثم أول ما أذكر لك بعد ما وصفت ما يجب عليك معرفته قبل ذكري لك ما سألت من الأحاديث السمة (2) التي تعرف بها خطأ المخطىء في الحديث وصواب غيره إذا أصاب فيه . فاعلم أرشدك الله ، أن الذي يدور به معرفة الخطأ في رواية ناقل الحديث إذا هم اختلفوا فيه من جهتين :
إحداهما : أن ينقل الناقل خبرا بإسناد فينسب رجلا مشهورا بنسبته في إسناد خبره خلاف نسبته التي هي نسبته ، أو يسميه باسم سوى اسمه فيكون خطأ ذلك غير خفي على أهل العلم حين يرد عليهم .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وفي غيرها : " والسهو له " .
(2) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي ، وفي الأصل والطبعات الثلاث الأخرى : " اليتيمة " .(1/38)
1- [كمعمر](1) بن راشد ، حيث حدث عن الزهري فقال : عن أبي الطفيل عمرو بن واثلة ومعلوم عند عوام أهل العلم أن اسم أبي الطفيل عامر لا عمرو .
2- وكما حدَّث مالك بن أنس ، عن الزهري ، فقال : عن عباد وهو من ولد المغيرة ابن شعبة ، وإنما هو عباد بن زياد بن أبي سفيان معروف النسب عند أهل النسب وليس من المغيرة بسبيل .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي ، وفي الأصل والطبعات الثلاث الأخرى : " كنعمان " ، والمثبت هو الصواب ، فإن معمرا هو الذي تصحف عليه "عامر" إلى "عمرو" ، والأدلة على ذلك كما يلي :
1- روى عبد الرزاق في مصنفه (11/20944) : عن معمر عن الزهري قال : أخبرني عمرو بن واثلة.
2- قال البخاري في التاريخ الأوسط (3/103) : اسم أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي المكي وقال معمر عَمْرو.
3- قال ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (2/780) : حدث به عن الزهري معمر فقال : عن عمرو بن واثلة.
4- قال ابن عبد البر في الاستيعاب (4/10696) : أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني ، وقيل عمرو بن واثلة ، قاله معمر ، والأول أكثر وأشهر.(1/39)
3- وكرواية معمر حين قال : عن عمر بن محمد بن عمرو بن مطعم ، وإنما هو عمر بن محمد بن جبير بن مطعم , خطأ لا شك عند نساب قريش وغيرهم ممن عرف أنسابهم ، ولم يكن لجبير أخ يعرف بعمرو . وكنحو ما وصفت من هذه الجهة من خطأ الأسانيد فموجود في متون الأحاديث مما يعرف خطأه السامع الفهم حين يرد على سمعه .
4- وكذلك نحو رواية بعضهم حيث صحف فقال : " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن [التحبير](1) " . أراد : النجش .
5- وكما روى آخر فقال : " إنَّ أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرفة وكذا وكذا " . أراد : " ملحدا في الحرم " .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي ، وقال في حاشيته : أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (13/347) فقال : [ورواه أبو يعقوب إسماعيل بن مُحَمد قاضي المدائن ، قَال : أَنبَأنا يحيى بن موسى البلخي ، قَال : أَنبَأنا عبد الله بن نافع ، قال : حَدَّثني مالك بن أنس ، عَن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نهى عن التحبير ، والتحبير أن يمدح الرجل سلعته بما ليس فيها ، هكذا قال التحبير ، وفسره ، ولم يتابع على هذا اللفظ ، وإنما المعروف النجش].(1/40)
6- وكرواية الآخر إذ قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتخذ الروح عرضا " .
أراد : " الروح غرضا " .(1/41)
فهذه الجهة التي وصفنا من خطأ الإسناد ، ومتن الحديث هي أظهر الجهتين خطأ ، وعارفوه في الناس أكثر .
والجهة الاخرى : أن يروي نفر من حفاظ الناس حديثًا عن مثل الزهري ، أو غيره من الائمة بإسناد واحد ، ومتن واحد ، مجتمعون على روايته في الإسناد والمتن ، لا يختلفون فيه في معنى ، فيرويه آخر سواهم عمن حدث عنه النفر الذين وصفناهم بعينه ، فيخالفهم في الإسناد ، أو يقلب المتن فيجعله بخلاف ما حكى من وصفنا من الحفاظ ، فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ دون الواحد المنفرد وان كان حافظا .
على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث مثل شعبة ، وسفيان بن عيينه ، ويحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وغيرهم من أئمة أهل العلم ، وسنذكر من مذاهبهم وأقوالهم في حفظ الحفاظ وخطأ المحدثين في الروايات ما يستدل به على تحقيق ما فسرت لك إن شاء الله .
غير أن أول ما نبدأ بذكره في هذا المعنى : الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريضه الناس على حفظ الحديث وتبليغ من سمعه إلى غيره كما سمعه ودعائه بالخير لمن فعل ذلك .
1- حدثنا محمد بن أبي عمر ، حَدَّثَنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " . وساقه .(1/42)
2- حدثني زهير بن حرب ، حَدَّثَنا الوليد بن مسلم ، حَدَّثَنا الاوزاعي ، حدثني حسان بن عطية ، حدثنى أبو كبشة : أن عبد الله بن عمرو حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج " .
3- حدثنا هداب بن خالد ، حَدَّثَنا همام ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء ، عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حدثوا عني ولا حرج ، وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج " .(1/43)
باب ما جاء في التوقي في حمل الحديث وأدائه والتحفظ من الزيادة فيه والنقصان
4- حدثنا ابن نمير ، حَدَّثَنا أبو خالد الاحمر ، عن أبي مالك ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الإسلام على خمسة على أن يوحد الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج فقال رجل الحج وصيام رمضان فقال لا صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5- حدثنا محمد بن رافع ، حَدَّثَنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عثمان بن يزدويه عن يعفر بن روذي قال : سمعت عبيد بن عمير وهو يقص يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل المنافق كمثل الشاة الربضة بين الغنمين ". فقال ابن عمر : ويلكم لا تكذبوا على رسول الله , إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين " .(1/45)
6- حدثنا الحلواني ، حَدَّثَنا محمد بن بشر ، حَدَّثَنا خالد بن سعيد قيل لمحمد من ذكرت يا أبا عبد الله قال الثقة الصدوق المأمون خالد بن سعيد أخو إسحاق بن سعيد عن أبيه قال ما رأيت أحدا كان أشد اتقاء للحديث من ابن عمر .
7- حدثنا يحيى بن حبيب قال ، حَدَّثَنا بشر بن المفضل ، حَدَّثَنا ابن عون عن مسلم أبي عبد الله عن إبراهيم بن يزيد عن أبيه عن عمرو بن ميمون قال ما أخطأني خميس إلا آتي فيه عبد الله بن مسعود وما سمعته لشيء قط يقول [قال] (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان عشية فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم نكس ، فرفع بصره أو قال : رأسه وإني لانظر اليه ... فذكر الحديث .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.(1/46)
8- حدثنا يحيى بن يحيى ، حَدَّثَنا سليم بن أخضر عن ابن عون عن محمد أن أنس بن مالك كان إذا حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا كان يقول أو كما قال .
9- حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأنا الفضل بن موسى ، حَدَّثَنا الحسين بن واقد ، عن الرديني بن أبي مجلز ، عن أبيه ، عن قيس بن عباد ، قال : سمعت عمر يقول من سمع حديثا [فأداه](1) كما سمع فقد سلم .
10- حَدَّثَنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، حَدَّثَنا مروان الدمشقي ، عن الليث بن سعد ، حدثني بكير بن الأشج ، قال : قال لنا بسر بن سعيد : اتقوا الله وتحفظوا من الحديث ، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثنا عن كعب ، ثم يقوم ، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب ، وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
11- حدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن رافع وعبد بن حميد ، قالوا : حَدَّثَنا عبد الرزاق ، حَدَّثَنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : فلما ارتقى عمر المنبر ، أخذ المؤذن في أذانه ، فلما فرغ من أذانه قام عمر فحمد الله ، وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن وعاها وعقلها وعلمها وحفظها فليحدث بها حيث ينتهي به ومن خشي أن لا يعيها فإني لا أحل لأحد أن يكذب علي .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وقال في حاشيته :[والمثبت من جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1919) فقد نقل عن المصنف هذا الأثر].(1/47)
12- حدثنا أبو بكر بن نافع ، حَدَّثَنا عمر بن علي ، عن هشام ، عن أبيه عن عبد الله بن عمرو ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .
ثم لقيت عبد الله بن عمرو على رأس الحول ، فسألته ، فرد علي الحديث كما حدث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله ، جل وعز ، لا ينتزع العلم " .(1/48)
13- حدثنا إسحاق ، أخبرنا مروان ، يعني ابن معاوية ، حَدَّثَنا الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، قال إن كان أبو معمر عبد الله بن سخبرة ليلحق أبا برزة أن يسمع منه .
14- حدثنا عمرو الناقد ، حَدَّثَنا سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن أميه ، قال : كنا نرد نافعا عن اللحن فيأبي إلا الذي سمع .
15- حدثنا الحلواني ، حَدَّثَنا سليمان بن حرب ، وعارم قالا ، حَدَّثَنا حماد بن زيد ، عن أشعث ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن مجاهد ، قال : صلى بنا مسلمة بن مخلد صلاة الصبح ، فقرأ بالبقرة ، فما أسقط منها ألفا ولا واوا ، وأنا يومئذ غلام يافع .(1/49)
16- قلت لمحمد بن مهران الرازي : أحدثكم حاتم بن اسماعيل ، حَدَّثَنا أسامة ابن زيد ، عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد قال : قلت لسالم بن عبد الله : في أي الشق كان ابن عمر يشعر بدنته ؟ قال : في الشق الأيمن ، فأتيت نافعا ، فقلت : في أي الشق كان ابن عمر يشعر بدنته ؟ قال : في الشق الأيسر ، فقلت إن سالما أخبرني ، أنه كان يشعر في الشق الأيمن ؟ فقال نافع : [وهم](1) سالم ، إنما أتى ببدنتين مقرونتين صغيرتين ففرق أن يدخل بينهما فأشعر هذه في الأيمن وهذه في الأيسر . فرجعت إلى سالم فأخبرته بقول نافع فقال : صدق نافع ، عليكم بنافع فإنه أحفظ لحديث عبد الله .
فأقر به محمد بن مهران .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي ، وفي غيرها : " وهل " .(1/50)
17- حَدَّثَنا محمد بن أبي عمر ، حَدَّثَنا سفيان عن ابن شبرمة ، قال : قال الشعبي : ما جالست أحدا [مذ](1) عشرين سنة حدث بحديث إلا وأنا أعلم به منه ، ولقد نسيت من العلم ما لو قد حفظه أحد من الناس كان به عالما .
18- حدثنا ابن أبي عمر ، حَدَّثَنا سفيان عن ابن شبرمة قال : قال الشعبي لشباك : أرد عليك ما قلت لأحد قط : رد علي .
19- حدثنا عبد بن حميد ، حَدَّثَنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال قال قتادة لسعيد أحفظ عليّ المصحف قال فافتتح سورة البقرة فقرأها حتى ختمها ثم قال هل أسقطت شيئا؟ قال سعيد : لا . فقال : أنا لصحيفة جابر أحفظ مني لسورة البقرة وما [قرئت](2) علي إلا مرة .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعتي صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/51)
20- حدثنا حجاج بن الشاعر ، حَدَّثَنا عفان بن مسلم ، حَدَّثَنا بشر بن المفضل ، حَدَّثَنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزهري ، قال : ما استعدت حديثا قط ولا شككت في حديث قط إلا حديثا واحدا فسألت صاحبي ، فإذا هو كما حفظت .
21- حدثنا محمد بن عباد ، حَدَّثَنا سفيان عن عمرو ، قال : ما رأيت أحدا أبصر بالحديث من الزهري.
22- حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد ، حدثني أبي ، حدثنا شعبة ، قال : حدثني رجلان صادقان من لباب الحديث ، عمران بن حدير ، وسليمان التيمي.(1/52)
23- حدثنا الحلواني ، حَدَّثَنا شبابة ، حَدَّثَنا شعبة ، قال : شك ابن عون أصدق عندي من حديث آخر عندكم صدوق صدوق .
24- حدثنا الوليد بن شجاع قال : سمعت علي بن مسهر يذكر عن سفيان قال : حفاظ الناس أربعة يحيى بن سعيد الانصاري ، واسماعيل بن أبي خالد ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وعاصم الاحول.(1/53)
25- حدثنا محمود بن غيلان ، حَدَّثَنا وكيع قال سمعت شعبة يقول سفيان الثوري أحفظ مني وما حدثني عن شيخ الا وإذا سألت الشيخ حدثني على ما قال سفيان
26- حدثنا الوليد بن شجاع ، حدثنا الأشجعي ، قال : ذهبت مع سفيان إلى هشام بن عروة ، فجعل سفيان يسأل هشاما وهشام يحدثه حتى إذا فرغ قال له سفيان أعيدها عليك فأعادها عليه ثم قام سفيان وأذن لأصحاب الحديث فدخلت معهم فجعل إذا حدث أرادوا الاملاء فقال لهم هشام : احفظوا كما حفظ صاحبكم . قالوا : لا نقدر أن نحفظ كما حفظ .
27- حدثنا الحلواني ، حَدَّثَنا سليمان بن حرب ، حَدَّثَنا حماد بن زيد قال : كان ابن عون يسألني كيف قال أيوب كذا فأخبره ، فإن كان خالفه ترك ابن عون ذاك الحديث فأقول له : لم تتركه فيقول : إن أيوب كان أعلمنا بالحديث.(1/54)
28- حدثنا حجاج بن الشاعر ، سمعت أبا أسامة يقول : اختلف الأعمش ، وطلحة في حديث ، فقال الأعمش : أرأيت لو أنك سمعته سبعا ، وسمعته مرة أينا كان أحفظ ؟ قال : أنت.
29- قال ابن عيينة : ما رأيت قط أثبت من عبد الكريم .
قال عبد الرحمن قتادة أحفظ من خمسين مثله . قال دخلت على أبي موسى وهو يحتجم ليلا وساقه .
وهارون الأعور ، كان صدوقا حافظا وذكر حفظ شعبة وزهير بن معاوية .
30- حدثنا الحلواني قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : أدركت البصرة ، وإذا اختلفوا في حديث نطقوا بكتاب عبد الوارث .
31- قال قتادة : لا تقل فلان أحفظ الناس ، والله أعلم ، ولكن قل : هو أثبت وأعلم وأحفظ ، وذكر عن الزهري .(1/55)
32- حدثنا عمرو بن علي ، حَدَّثَنا عفان قال : كنا عند اسماعيل بن علية جلوسا قال : فحدث رجل عن رجل فقلت : إن هذا ليس بثبت فقال الرجل : اغتبته ، قال إسماعيل : ما اغتابه ، ولكنه حكم أنه ليس بثبت .
33- حدثنا حجاج بن الشاعر قال ، حَدَّثَنا شبابة قال شعبة : قد لقيت شهرا فلم أعتد به .
34- حدثنا حجاج ، حَدَّثَنا سليمان بن حرب ، حَدَّثَنا حماد بن زيد قال : قال أيوب : إن لي جارا ، ثم ذكر من فضله ، ولو شهد على تمرتين ما رأيت شهادته جائزة .(1/56)
35- حدثني محمد بن المثنى ، قال : قال لي عبد الرحمن بن مهدي : يا أبا موسى ؛ أهل الكوفة يحدثون عن كل أحد . قلت : يا أبا سعيد ؛ هم يقولون إنك تحدث عن كل أحد . قال : عمن أحدث فذكرت له محمد بن راشد المكحولي . فقال لي : احفظ عني ، الناس ثلاثة : رجل حافظ متقن ، فهذا لا يختلف فيه .
وآخر يهم والغالب على حديثه الصحة ، فهو لا يترك ، ولو ترك حديث مثل هذا لذهب حديث الناس .
وآخر الغالب على حديثه الوهم ، فهذا يترك حديثه .(1/57)
سمعت أبا الحسين مسلم بن الحجاج يقول :
وقد ذكرنا من مذاهب أهل العلم وأقاويلهم في درجات الحفاظ من وعاة العلم ونقال الأخبار والسنن والآثار ما يستدل به ذو اللب على تفاوت أحوالهم ومنازلهم في الحفظ وبأسبابه.
فيعلم أن منهم المتوقي المتقن لما [حمل](1) من علم وما أدى منه إلى غيره . وأن منهم من هو دونه في رداءة الحفظ والتساهل فيه . وأن منهم المتوهم فيه غير المتقن فهذا كما يجب حاملا حين يحمل أو حاكيا حين يحكي .
وقد اشترط النبي صلى الله عليه وسلم على سامع حديثه ومبلغه حين دعا له أن يعيه ويحفظه ثم يؤديه كما سمعه فالمؤدي لذلك بالتوهم غير [التيقن](2) مؤد على خلاف ما شرط النبي صلى الله عليه وسلم ، وغير داخل في جزيل ما يرجى من إجابة دعوته عليه ، والله أعلم .
فإن كان المؤدي جاء بخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالتوهم قد أزال معنى الخبر بتوهمه عن الجهة التي قاله بنقصان فيه أو زيادة حتى يصير قائلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم [ما](3) لا يعلم لم يؤمن عليه الدخول فيما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله :" من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعتي عبد القادر المحمدي ، وصالح ديان.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان.
(3) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/58)
لأن عليه أن يعلم أن عمد التوهم في نقل خبر النبي صلى الله عليه وسلم محرم ، فإذا علم ذلك ثم لم يتحاش من فعله فقد دخل في باب تعمد الكذب ، فإن كان لم يعلم تحريم ذلك فهو جاهل لما يجب عليه ، والواجب عليه تعلم تحريمه والانزجار عن فعله .
وسنذكر الآن ان شاء الله الأحاديث المنقولة الموسومة عند أهل العلم بالاغاليط فيها ، في أسانيدها ومتونها حديثا حديثا ، ونخبر فيها بالعلل التي من أجلها صارت أخبار أغاليط بشرح وجوهنا به وأشباهها لمن أراد معرفتها ان وفق الله لجمعها ، وبالله توفيقنا واليه مرجعنا .(1/59)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر الأخبار التي نقلت على الغلط في متونها.
36- حدثنا محمد بن بشار ، حَدَّثَنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا : حَدَّثَنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت حجرا أبا العنبس يقول حدثني علقمة بن وائل ، عن وائل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وحدثنا إسحاق ، أخبرنا أبو عامر ، حَدَّثَنا شعبة ، عن سلمة ، سمعت حجرا أبا العنبس يحدث ، عن وائل بن حجر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ، كلهم عن شعبة عن سلمة عن حجر عن علقمة عن وائل الا إسحاق عن أبي عامر فإنه لم يذكر علقمة ، وذكر الباقون كلهم علقمة .
سمعت مُسْلِمًا قال : أخطأ شعبة في هذه الرواية حين قال : " وأخفى صوته " وسنذكر ان شاء الله رواية من [جاء بخلاف](1) حديث شعبة فيها فأصاب .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وقال في حاشيته : ما بين المعقوفتين زيادة من عندي ، لا يستقيم الكلام إلا بها.(1/60)
37- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ، وإسحاق بن إبراهيم قالوا ، حَدَّثَنا وكيع ، حَدَّثَنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن حجر بن عنبس ، عن وائل قال : " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ولا الضالين قال آمين يمد بها صوته " .
38- حدثنا أبو كريب ، حَدَّثَنا أسود بن عامر ، حَدَّثَنا شريك ، عن سماك ، عن علقمة ، عن أبيه ، قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بآمين " .(1/61)
سمعت مُسْلِمًا يقول:
قد تواترت الروايات كلها أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بآمين ، وقد روي عن وائل ما يدل على ذلك .
39- حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن سعيد ، وأبي سلمة أنهما أخبراه ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له " .(1/62)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر الأحاديث التي نقلت على الغلط في متونها.
40- حدثنا أحمد بن يونس ، حَدَّثَنا زهير ، حَدَّثَنا أبو إسحاق ، قال : سألت الأسود بن يزيد عما حدثت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان ينام أول الليل ، ويحيى آخره ، وإن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ولم يمس ماء حتى ينام .
سمعت مُسْلِمًا يقول : فهذه الرواية عن أبي إسحاق خاطئة وذلك أن النخعي ، وعبد الرحمن بن الأسود جاءا بخلاف ما روى أبو إسحاق.(1/64)
41- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حَدَّثَنا ابن علية ، ووكيع ، وغندر ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه " .
42- حدثنا ابن نمير ، حَدَّثَنا أبي ، حَدَّثَنا حجاج ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجنب ، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم ينام حتى يصبح " .
43- حدثنا يحيى بن يحيى ، وابن رمح ، وقتيبة ، عن الليث ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن عائشة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام " .(1/65)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ومن الأخبار المنقولة على الوهم في المتن دون الإسناد.
44- حدثنا الحسن الحلواني ، حَدَّثَنا يعقوب بن إبراهيم ، حَدَّثَنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره ، أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين ثم سلم ، فقال ذو الشمالين بن عبد عمرو : يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم تقصر الصلاة ، ولم أنس " ، قال ذو الشمالين قد كان ذلك يا رسول الله ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس ، فقال : " أصدق ذو اليدين " ؟ قالوا : نعم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتم ما بقي من الصلاة ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان إذا شك الرجل في صلاته حين لقاه الناس .(1/66)
45- قال ابن شهاب وأخبرني ابن المسيب ، عن أبي هريرة ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله .(1/67)
سمعت مُسْلِمًا يقول:
وخبر ابن شهاب هذا في قصة ذي اليدين وهم غير محفوظ [لتظاهر](1) الأخبار الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا .
46- حَدَّثَنا عمرو الناقد ، حَدَّثَنا سفيان ، حَدَّثَنا أيوب سمعت ابن سيرين يقول : سمعت أبا هريرة وساقه في هذا .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعتي صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي ، وفي غيرهما : " لتضافر " .(1/68)
47- حدثنا أبو كريب ، حَدَّثَنا أبو أسامة ، حَدَّثَنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر .
48- حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ، حَدَّثَنا اسماعيل بن إبراهيم ، عن خالد الحذاء عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب ، عن عمران ، كل هؤلاء ذكروا في حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سها في صلاته يوم ذي اليدين ، سجد سجدتين بعد أن أتم الصلاة .(1/69)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
فقد صح بهذه الروايات المشهورة المستفيضة في سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي اليدين ، أن الزهري واهم في روايته [إذ نفى](1) ذلك في خبره من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعتي صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/70)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
الخبر المنقول على الوهم في متنه.
49- حدثني الحسن الحلواني وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قالا ، حَدَّثَنا عبيد الله بن عبد المجيد ، حَدَّثَنا كثير بن زيد حدثني يزيد بن أبي زياد ، عن كريب عن ابن عباس قال : بت عند خالتي ميمونة فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول الوسادة واضطجعت في عرضها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ ونحن نيام ثم قام فصلى فقمت عن يمينه فأخذني فجعلني عن يساره فلما صلى قلت يا رسول الله وساقه .
سمعت مُسْلِمًا يقول : وهذا خبر غلط غير محفوظ لتتابع الأخبار الصحاح برواية الثقات على خلاف ذلك أن ابن عباس إنما قام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فحوله حتى أقامه عن يمينه وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سائر الأخبار عن ابن عباس أن الواحد مع الإمام يقوم عن يمين الإمام لا عن يساره
سمعت مُسْلِمًا يقول :
وسنذكر ان شاء الله رواية أصحاب كريب عن كريب عن ابن عباس [بخلاف ما روى يزيد بن أبي زياد](1) , ثم نذكر بعد ذلك رواية سائر أصحاب ابن عباس عن ابن عباس بموافقتهم كريبا.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي ، وقال في حاشيته : في الأصل غير واضحة ، ولعل الصواب ما أثبتناه.(1/71)
50- حدثنا ابن أبي عمر ، حَدَّثَنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن كريب ، عن ابن عباس : " أنه بات ليلة عند ميمونة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فتوضأ ، قال ابن عباس : فقمت فصنعت مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جئت فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه " .
ومخرمة بن سليمان ، عن كريب .
[وسلمة بن كهيل ، عن كريب .
ورشدين عن كريب](1) .
__________
(1) هكذا في طبعة الأزهري ، بينما في الأصل وجميع الطبعات الأخرى : " وسلمة بن كهيل عن أبي رشدين ، وسلمة عن كريب " ، وفي هذا الكلام اضطراب ، قال الأزهري في حاشية طبعته : ولعله سبق نظر للناسخ ، فإن أبا رشدين هو كريب ، فيكون في الكلام تكرارا ، مرة سلمة عن أبي رشدين ، ومرة سلمة عن كريب ، والصواب ما أثبته ، فإن سلمة بن كهيل رواه عن كريب ، ورواه أيضا عنه ابنه رشدين.(1/72)
وسالم بن أبي الجعد ، عن كريب .
وهشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس .
وأيوب ، عن عبد الله ، عن أبيه .
والحكم ، عن سعيد بن جبير .
وابن جريج ، عن عطاء .(1/73)
وقيس بن سعد ، عن عطاء .
وأبي نضرة ، عن ابن عباس .
والشعبي عن ابن عباس .
و[ابن](1) طاووس ، عن عكرمة عن ابن عباس .
سمعت أبا الحسين يقول :
فقد صح بما ذكرنا من الأخبار الصحاح عن كريب وسائر أصحاب ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامه عن يساره ، وهم وخطأ غير ذي شك .
51- وكالذي صح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامه عن يمينه ، رواية جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة أبي حزرة ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، أتينا جابرا فقال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم جئت فقمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ، ثم جاء جبار بن صخر فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه .
وكذلك روى محمد بن المنكدر عن جابر .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وذكر في حاشيته أنه سقط من الأصل ، واستدركه من مصادر الحديث ، وبين أن هذا الحديث يرويه طاووس وابنه ، لكن ابنه يرويه عن عكرمة عن ابن عباس ، كما عند عبد الرزاق (3868) ، وأحمد (3459) ، وعبد بن حميد (692) ، وأبو داود (1365) ، والنسائي الكبرى (399) ، وأبو يعلى (2465) ، بينما أبوه يرويه عن ابن عباس مباشرة ، كما عند أبي عوانة (2289) و (2290).(1/74)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ومن الأخبار التي يهم فيها بعض ناقليها.
52- حَدَّثَنا يحيى بن يحيى وأبو كريب ومحمد بن حاتم ، قالوا : حَدَّثَنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة.
سمعت مُسْلِمًا يقول : وهذا الخبر وهم من أبي معاوية لا من غيره وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح في حجته يوم النحر بالمزدلفة وتلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يأمر أم سلمة أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة وهو حينئذ يصلي بالمزدلفة .
سمعت مُسْلِمًا يقول : هذا خبر محال ولكن الصحيح من روى هذا الخبر [غير](1) أبي معاوية وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة وكان يومها فأحب أن توافي وإنما أفسد أبومعاوية معنى الحديث حين قال توافي معه .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/76)
سمعت مُسْلِمًا يقول : وسنذكر ان شاء الله رواية أصحاب هشام عن هشام هذا الحديث ليتبين [من صواب مصيبهم فيه ، خطأ مخطئهم](1).
53- حدثنا ابن أبي عمر ، حَدَّثَنا سفيان ، حَدَّثَنا هشام عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تصلي الصبح يوم النحر بمكة وكان يومها فأحب أن توافقه .
وروى هذا الحديث عبدة عن هشام .
ويحيى عن هشام .
فالرواية الصحيحة من هذا الخبر ما رواه الثوري عن هشام.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/77)
وقد روى وكيع أيضا فوهم فيه كنحو ما وهم فيه أبو معاوية.
54- حَدَّثَنا أبو بكر ، حَدَّثَنا وكيع ، عن هشام ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أمر أم سلمة أن توافيه صلاة الصبح بمنى " .
سمعت مُسْلِمًا يقول : وسبيل وكيع كسبيل أبي معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح يوم النحر بالمزدلفة دون غيرها من الاماكن لا محالة .(1/78)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ومن فاحش الوهم لابن لَهِيعة.
55- حَدَّثَنا زهير بن حرب ، حَدَّثَنا إسحاق بن عيسى ، حَدَّثَنا ابن لَهِيعة ، قال : كَتَب إليَّ موسى بن عقبة ، يقول : حدثني بُسْر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد.
قلتُ لابن لَهِيعة : مسجد في بيته ؟ قال : مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
سمعتُ مُسلِمًا يقول : وهذه روايةٌ فاسدةٌ من كل جهة ، فاحشٌ خطؤها في المتن والإسناد جميعًا ، وابنُ لَهِيعة الْمُصَحِّفُ في متنه ، الْمُغفل في إسناده.(1/79)
وإنما الحديث ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم احَتَجر في المسجد بخُوصة ، أو حصيرٍ ، يُصلي فيها ، وسنذكر صحة الرواية في ذلك إن شاء الله.
56- حَدَّثَنا محمد بن حاتم ، حَدَّثَنا بهز بن أسد ، حَدَّثَنا وهيب حدثني موسى بن عقبة ، قال سمعت أبا النضر يحدث ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت : " أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتى اجتمع اليه [ ناس ] (1) ثم فقدوا صوته ليلة وظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح بأن يخرج اليهم ... " ، وساقه .
57- حدثنا محمد بن المثنى ، حَدَّثَنا محمد بن جعفر ، حَدَّثَنا عبد الله بن سعيد ، حَدَّثَنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت قال : " احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصفة أوحصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعتي صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/80)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
الرواية الصحيحة في هذا الحديث ما ذكرنا عن وهيب ، وذكرنا عن عبد الله بن سعيد عن أبي النضر ، وابن لهيعة ، إنما وقع في الخطأ [ في ] (1) هذه الرواية أنه أخذ الحديث من كتاب موسى بن عقبة اليه فيما ذكر وهي الآفة التي نخشى على من أخذ الحديث من الكتب من غير سماع من المحدث أو عرض عليه فإذا كان أحد هذين السماع أو العرض فخليق أن لا يأتي صاحبه التصحيف القبيح وما أشبه ذلك من الخطأ الفاحش ان شاء الله .
وأما الخطأ في إسناد رواية ابن لهيعة فقوله كتب إلى موسى بن عقبة يقول : حدثني بسر بن سعيد ، وموسى إنما سمع هذا الحديث من أبي النضر يرويه عن بسر بن سعيد.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/81)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ومن الأخبار المنقولة على الوهم في الإسناد والمتن جميعا.
58- حدثنا أبو بكر ، حَدَّثَنا أبو خالد ، عن أيمن ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : " بسم الله وبالله والتحيات لله " .(1/82)
قال أبو الحسين :
هذه الرواية من [ التشهد ] (1) غير ثابت الإسناد والمتن جميعا ، والثابت ما رواه الليث وعبد الرحمن بن حميد فتابع فيه في بعضه فيما :
59- حَدَّثَنا قتيبة ، حَدَّثَنا الليث وحَدَّثَنا أبو بكر ، حَدَّثَنا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنا عبد الرحمن بن حميد ، حدثني أبو الزبير ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن " .
سمعت مُسْلِمًا يقول :
فقد اتفق الليث ، وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ، عن أبي الزبير ، عن طاووس .
وروى الليث فقال : عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وكل واحد من هذين عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/83)
ولم يذكر الليث في روايته حين وصف التشهد : " بسم الله ، وبالله " ، فلما بان الوهم في حفظ أيمن لإسناد الحديث بخلاف الليث ، وعبد الرحمن إياه دخل الوهم أيضا في زيادته في المتن ، فلا يثبت ما زاد فيه.
وقد روي التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة صحاح فلم يذكر في شيء منه بما روى أيمن في روايته قوله بسم الله وبالله ولا ما زاد في آخره من قوله : " أسأل الله الجنة وأعوذ [ بالله ] (1) من النار " .
والزيادة في الأخبار لا [ تلزم ] (2) إلا عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في حفظهم.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعتي صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(2) هكذا في طبعتي صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/84)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ومن الأخبار التي رويت على الغلط والتصحيف.
60- حَدَّثَنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حَدَّثَنا قبيصة ، حَدَّثَنا سفيان ، عن زيد بن أسلم ، عن عياض ، عن أبي سعيد ، قال : كنا نورثه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني الجد.
سمعت ابا الحسين يقول : هذا خبر صحف فيه قبيصة وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض قال كنا نؤديه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني [في](1) الطعام وغيره في زكاة الفطر. فلم [يقم](2) قراءته فقلب قوله إلى أن قال : نورثه ثم قلب له معنى فقال : يعني الجد.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعتي صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/85)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ومن الحديث الذي في متنه وهم.
61- حَدَّثَنا ابن نمير ، حَدَّثَنا أبي ، حَدَّثَنا حجاج ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أعتق نصيبا له في عبد ضمن لأصحابه في ماله ، إن كان موسرا وان لم يكن له مال بذل العبد " .
وروى هذا الخبر غير واحد هذه الرواية عن نافع في استسعاء العبد فاعتق .
والدليل على خطئه اتفاق الحفاظ من أصحاب نافع على ذكرهم في الحديث المعنى الذي هو ضد السعاية وخلاف الحفاظ المتقنين لحفظهم يبين ضعف الحديث من غيره وسنذكر ان شاء الله ما روى الحفاظ من أصحاب نافع بخلاف من قدمنا روايته في هذا الخبر .
62- حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اعتق شركا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد قوم عليه قيمة العدل فأعطى شركاه حصصهم و[عتق](1) عليه العبد وإلا فقد عتق منه ما عتق " .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعتي صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/87)
وروى عبيد الله عن نافع بهذا .
وأيوب .
ويحيى بن سعيد .
وجرير بن حازم .
والليث .
و[جويرية](1).
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وقال في حاشيته : وقع في الأصل والمطبوع : "ابن جريج" وهو تصحيف ، فإن ابن جريج لا يرويه عن نافع مباشرة ، وإنما يروي هذا الحديث عن نافع بواسطة إسماعيل بن أمية.(1/88)
ومعمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر .
وسفيان بن عيينة ، عن عمرو عن سالم .
وحبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عمر .
وعبد العزيز عن أهل مكة عن ابن عمر .
قد ذكرنا جملة من رواة هذا الخبر عن ابن عمر وليس في حديث واحد منهم ذكر السعاية الا الذي قدمنا حديثهم من قبل.
وفيما ذكر مالك وعبيد الله وأيوب وجرير بن حازم في حديثهم " فإن لم يكن له مال عتق منه " ، بيان أن السعاية ساقطة عن العبد.(1/89)
وليس حجاج وأشعث والدالاني عن الصائغ بشىء يعتبر بهم مع الرواية بين هؤلاء إذا خالفوه فكيف بهم جميعا وقد أطبقوا على الخلاف لهم .
فأما ابن أبي ذئب فلم يذكر ابن أبي فديك السعاية عنه في خبره وهو سماع الحجازيين فلعل ابن أبي بكير حين ذكر عنه السعاية كان قد لقن اللفظ لأن سماعه من ابن أبي ذئب بالعراق فيما نرى .
وفي حديث العراقيين عنه [وهم](1) كثير [ولعله كان يلقن فيتلقن](1).
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، واستدراكها المحقق من شرح علل الترمذي لابن رجب "2/619" ، فقد نقل عبارة المصنف هذه.(1/90)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ومن الحديث الذي نقل على الوهم في متنه ولم يحفظ.
63- حدثنا ابن نمير ، حَدَّثَنا أبي ، حَدَّثَنا سعيد بن عبيد ، حَدَّثَنا بشير بن يسار الانصاري عن سهل بن أبي حثمة : أنه أخبره أن نفرا منهم انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا فقالوا للذين وجدوه عندهم قتلتم صاحبنا قالوا ما قتلنا ولا علمنا فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أتينا خيبر فتفرقنا فيها فوجدنا أحدنا قتيلا فقلنا للذين وجدناه عندهم قتلتم صاحبنا قالوا ما قتلنا ولا علمنا قال تجيئون بالبينة على الذين تدعون عليهم قالوا ما لنا بينه قال فيحلفون لكم قالوا لا نقبل أيمان يهود فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن [يبطل](1) دمه فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من إبل الصدقة .
[ورُوِىَ عن سعيد بن عبيد كذا من رواية أبي نعيم](2) .
قال أبو الحسين : هذا خبر لم يحفظه سعيد بن عبيد على صحته ودخله الوهم حتى أغفل موضع حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهته وذلك أن في الخبر حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالقسامة أن يحلف المدعون خمسين يمينا ويستحقون قاتلهم فأبوا أن يحلفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبرئكم يهود بخمسين يمينا فلم يقبلوا أيمانهم فعند ذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عقله .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/91)
وسنذكر هذا الخبر بخلاف ما روى سعيد .
64- حدثنا قتيبة ، حَدَّثَنا الليث عن يحيى عن بشير بن يسار .
وحماد بن زيد ، عن يحيى .
وبشر بن المفضل ، عن يحيى .(1/92)
وعبد الوهاب ، عن يحيى .
وسفيان بن عيينه ، عن يحيى .
وسليمان بن بلال ، عن يحيى .
وهشيم ، عن يحيى .
وعن ابن إسحاق حدثنى بشير بن يسار .
وابن شهاب ، أخبرني أبو سلمة , وسليمان بن يسار ، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية " .(1/93)
وروى هذا يونس ، عن ابن شهاب .
65- حَدَّثَنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حَدَّثَنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن حويصة ومحيصة [ابنا](1) مسعود وعبد الله وعبد الرحمن [ابنا](1) فلان خرجوا . وساقه .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/94)
66- حدثنا محمد بن رافع ، حَدَّثَنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني الفضل عن الحسن أنه أخبره : أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بيهود فأبوا أن يحلفوا فرد القسامة على الأنصار فأبوا أن يحلفوا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العقل على يهود .
قال أبو الحسين : فقد ذكرنا جملة من أخبار أهل القسامة في الدم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلها مذكور فيها سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إياهم قسامة خمسين يمينا وليس في شيء من أخبارهم أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم البينه إلا ما ذكر سعيد بن عبيد في خبره وترك سعيد القسامة في الخبر فلم يذكره .
وتواطؤ هذه الأخبار التي ذكرناها بخلاف رواية سعيد يقضي على سعيد بالغلط والوهم في خبر القسامة وغير مشكل على من عقل التمييز من الحفاظ من نقلة الأخبار ومن ليس كمثلهم أن يحيى بن سعيد أحفظ من سعيد بن عبيد وأرفع منه شأنا في طريق العلم وأسبابه فلو لم يكن إلا خلاف يحيى إياه حين اجتمعا في الرواية عن بشير بن يسار لكان الأمر واضحا في أن أولاهما بالحفظ يحيى بن سعيد , ودافع لما خالفه .(1/95)
غير أن الرواة قد اختلفوا في موضعين من هذا الخبر سوى الموضع الذي خالف فيه سعيد.
وهو أن بعضهم ذكر في روايته أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ المدعين بالقسامة وتلك رواية بشير بن يسار ومن وافقه عليه وهي أصح الروايتين .
وقال الآخرون : بل بدأ بالمدعي عليهم لسؤال ذلك .
والموضع الآخر : أن النبي صلى الله عليه وسلم وداه من عنده وهو ما قال بشير في خبره ومن تابعه .
وقال فريق [آخرون](1) : بل أغرم النبي صلى الله عليه وسلم يهود الدية . وحديث بشير يعني ابن يسار في القسامة أقوى الأحاديث فيها وأصحها.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعتي صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/96)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر خبر واه يدفعه الأخبار الصحاح.
67- حدثنا مسلم ، حَدَّثَنا عبد الله بن مسلمة ، أخبرنا سلمة بن وردان ، عن أنس : " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا من أصحابه فقال يا فلان هل تزوجت قال لا " ... وساقه .(1/97)
قال مسلم : هذا الخبر الذي ذكرناه عن سلمة عن أنس أنه خبر يخالف الخبر الثابت المشهور .
فنقل عوام أهل العدالة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الشائع من قوله : " قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن " .
فقال ابن وردان في روايته انها " ربع القرآن " .
ثم ذكر في خبره من القرآن خمس سور يقول في كل [واحدة](1) منها ربع القرآن وهو مستنكر غير مفهوم صحة معناه .
ولو أن هذا الكتاب قصدنا فيه الإخبار عن سنن الأخبار بما يصح وبما يستقيم لما استجزنا ذكر هذا الخبر عن سلمة [بلفظه باللسان](2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن روايته وكذلك ما أخرجه من الأخبار المنكرة ولكننا سوغنا روايته لعزمنا على إخبارنا فيه من العلة التي وصفنا .
وسنذكر ان شاء الله ما [صح](3) من الأخبار عن رسول الله [في](4) سورة {قل هو الله أحد} أنها تعدل ثلث القرآن .
68- ورواه مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد عن قتادة بن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(3) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(4) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/98)
69- ورواه يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سالم ، عن معدان ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بهذا .
70- وجرير بن حازم ، عن قتادة عن أنس .
71- والزهري ، عن حميد ، عن أمه أم كلثوم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
72- وسويد بن سعيد ، حَدَّثَنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن هلال ، عن ربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن أبي ليلى عن امرأة من الانصار ، عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا .(1/99)
73- وعن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
74- وزكريا , عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم .(1/100)
75- وعمرو بن عثمان ، أخبرني موسى بن طلحة ، قال : سمعت أبا أيوب .(1/101)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر رواية أخرى نقلها الكوفيون على الغلط.
76- عن عطاء ، وأبي الزبير ، عن جابر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببيع المدبر في دين الذي دبره " .
77- وهشيم ، عن عبد الملك ، عن أبي جعفر محمد بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) : إنما باع خدمة المدبر .
78- محمد بن فضيل عن عبد الملك عن عطاء [عن جابر](2) عن النبي صلى الله عليه وسلم : أمر ببيع خدمة المدبر إذا احتاج .
79- حدثنا مسلم ، حَدَّثَنا أبو غسان ، حَدَّثَنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن مطر ، عن عطاء بن أبي رباح ، وأبي الزبير ، وعمرو ، أن جابرا حدثهم : " أن رجلاً من الأنصار أعتق مملوكه إن حدث به [حدث](3) فمات فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فباعه من نعيم بن عبد الله أخي بني عدي " .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي ، بحذف [قال].
(2) هكذا في طبعة صالح ديان ، وقال في حاشيته : " ما بين المعقوفتين سقط من الأصل والمطبوع ، واستدركناه من مصادر الحديث " ، وانظر شرح مشكل الآثار للطحاوي (4934) ، وسنن الدارقطني (4261) ، وسنن البيهقي الكبرى (21551).
(3) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/102)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
قد ذكرنا رواية أهل الكوفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيع المدبر ، وقد [تابع](1) بعضهم بعضا في أن النبي صلى الله عليه وسلم باعه في دين كان على سيده.
وذكر عبد الملك في رواية أن الذي باعه النبي صلى الله عليه وسلم باعه بعد موت السيد .
وما ذكرنا من زيادتهم في الخبر غير البيع فخطأ لم يحفظ
وسنذكر ان شاء الله رواية من حفظ هذا الخبر وأداه على جهته وصحته .
80- قال الليث ، عن أبي الزبير ، عن جابر أنه قال : أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألك مال غيره قال لا قال من يشتريه مني فاشتراه نعيم بن عبد الله بثمان مئة درهم .
وأيوب ، عن أبي الزبير ، عن جابر .(1/103)
ومعمر ، عن أيوب .
وسفيان ، عن أبي الزبير .
وحماد عن ، عمرو بن دينار ، عن جابر : " أن رجلا من الأنصار " .
وسفيان ، عن عمرو .
وأيوب ، عن عمرو .
وابن جريج ، عن عمرو .
وعبد المجيد بن سهيل ، عن عطاء ، عن جابر .
وأبو عمرو بن العلاء ، عن عطاء ، عن جابر .
وابن المنكدر ، عن جابر .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.(1/104)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
قد ذكرنا عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في بيع المدبر من وجوهه ونتبين سبيله ان شاء الله ، [وهمهم](1) وتمييزهم إذ اتضح بما ذكرنا من روايتهم لهذا الخبر أن الذي رواه الكوفيون فيه وهم حين ألحقوا من الخبر ذكر الدين على الذي دبره وإلحاقهم فيه البيع بعد موت السيد .
وكذلك ذكر من ذكر منهم بيع الخدمة وأن الصحيح من ذلك ما روى غيرهم وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم باع المدبر ودفع الثمن إلى سيده ، [من](2) غير ذلك دين كان عليه . فقد اتفق على ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب عمرو ابن دينار مثل أيوب السختياني وابن جريج وحماد وشعبة وابن عيينه .
وكذلك عن أبي الزبير عن جابر والليث بن سعد وابن أبي ذئب عن ابن المنكدر.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/105)
ومن ذكرنا روايتهم لا اختلاف بينهم في معنى الخبر.
فأما رواية ابن فضيل ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، فوهم كله برمته ، الإسناد والمتن . وذلك أن عبد الملك إنما روى هذا الحديث عن أبي جعفر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
فأما ذكر الخدمة فغلط لا شك فيه إن شاء الله.(1/106)
ومن الخبر الذي لم ينقل على الصحة وأخطأ ناقله في الإسناد والمتن.
81- أبو سنان ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبن بريدة قال : " جئت أنا ويحيى بن يعمر .
وأبو عوانة عن عطاء بن السائب ، حَدَّثَنا محارب بن دثار وعلقمة وحسين بن الحسن أن ابن بريدة.
وسفيان عن علقمة .
وشريك ، عن الحسين بن الحسن الكندي ، عن ابن بريدة ...... وساقه .
وقد ذكرنا رواية الكوفيين حديث ابن عمر في سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام .
وقد أوهموا جميعا في إسناده [إذ](1) انتهوا بالحديث إلى ابن عمر ، حكي ذلك من حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عليه السلام .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/107)
وإنما روى ابن عمر عن عمر بن الخطاب أنه هو الذي حضر ذلك دون أن يحضره ابن عمر .
ولو كان ابن عمر عاين ذلك وشاهده لم يجز أن يحكيه عن عمر.
وسنذكر ان شاء الله رواية من أسند هذا الحديث إلى ابن عمر يرويه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال جبريل عليه السلام إياه ثم نذكر مواضع العلل في متنه ونبينها ان شاء الله .
وذكر حديث كهمس ومطر الوراق وعثمان بن غياث [عن عبد الله بن بريدة عن يحيى](1) ، وسليمان التيمي عن يحيى ، عن ابن عمر ، عن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وقال في حاشيته : زيادة من عندي لا بد منها ، لأن هؤلاء يروونه عن عبد الله بن بريدة عن يحيى ، أما سليمان فيرويه عن يحيى بن يعمر مباشرة ، وقد وصل في المطبوع عثمان بسليمان فأوهم أنهم كلهم يروونه عن يحيى.(1/108)
فهذه رواية البصريين لهذا الحديث وهم في روايته أثبت وله أحفظ من أهل الكوفة إذ هم الزائدون في الإسناد عمر بن الخطاب ولم يحفظ الكوفيون فيه عمر .
والحديث للزائد والحافظ لانه في معنى الشاهد الذي قد حفظ في شهادته ما لم يحفظ صاحبه والحفظ غالب على النسيان وقاض عليه لا محالة
فأما رواية أبي سنان ، عن علقمة ، في متن هذا الحديث إذ قال فيه : " إن جبريل عليه السلام قال جئت أسألك عن شرائع الإسلام " .
فهذه زيادة [مختلقة](1) ليست من الحروف بسبيل ، وإنما أدخل هذا الحرف في رواية هذا الحديث شرذمة ، زيادة في الحرف ، مثل [ضرب](2) النعمان بن ثابت ، وسعيد بن سنان ، ومن نحى في الإرجاء نحوهما .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/109)
وإنما أرادوا بذلك تصويبا في قوله ، في الإيمان وتعقيد الارجاء ذلك ما لم يزد قولهم الا وهنا وعن الحق الا بعدا إذ زادوا في رواية الأخبار ما كفى بأهل العلم .
والدليل على ما قلنا من ادخالهم الزيادة في هذا الخبر : أن عطاء بن السائب ، وسفيان ، روياه عن علقمة ، فقالا : قال يا رسول الله ما الإسلام ؟
وعلى ذلك رواية الناس بعد مثل : سليمان ، ومطر ، وكهمس ، ومحارب ، وعثمان ، وحسين بن حسن ، وغيرهم من الحفاظ كلهم يحكي في روايته أن جبريل عليه السلام قال يا محمد ما الإسلام ؟ ولم يقل ما شرائع الإسلام ، كما روت المرجئة .(1/110)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر رواية فاسدة بلا عاضد لها في شيء من الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفق العلماء على القول بخلافها.
82- حدثنا مسلم ، حَدَّثَنا حجاج بن الشاعر أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، حَدَّثَنا أبي عن ابن إسحاق حدثني [سعيد](1) بن أبي هند عن رجل من [العرب](2) من أهل البادية وقليل من أهل البادية من يكذب في مثل هذا الحديث أن أباه حدثه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا نبي الله أرأيت من فاتته [الدفعة](3) من عرفات فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان وقفت عليها قبل الفجر فقد أدركت فقلت يا نبي الله أرأيت إن أدركتني الفجر فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن وقفت عليها قبل أن تطلع الشمس فقد أدركت .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(3) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/111)
ذكر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف هذه الرواية ثم عن الصحابة والتابعين من بعد.
83- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حَدَّثَنا وكيع عن سفيان عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة وأتاه أناس من أهل [نجد](1) فقالوا يا رسول الله كيف الحج قال الحج عرفة فمن جاء قبل طلوع الفجر ليلة جمع فقد تم حجه . أيام منى ثلاثة أيام فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ثم أردف رجلا ينادي بهن .
84- حدثنا [عبيد الله](2) بن معإذ ، حَدَّثَنا أبي ، حَدَّثَنا شعبة عن بكير بن عطاء بهذا .
85- حدثنا ابن أبي شيبة ، حَدَّثَنا أبو خالد الاحمر عن حجاج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس وابن الزبير قالا : من نزل عرفة بليل فقد أدرك الحج وذكر حديث جابر بن عبد الله وابن الزبير وابن عمر أنه كان [يلزم](3) من لم يقف بعرفة من ليلة المزدلفة [أن يحل بعمرة وعليه الحج من قابل](3).
فقد تواطأت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الامصار أن إدراك الحج هو أن يطأ المرء عرفات مع الناس أو بعد ذلك إلى قرب الصبح من ليلة [النحر](4).
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.
(2) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.
(3) هكذا في طبعة صالح ديان.
(4) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/112)
فان أدركه الصبح ولما يدخل عرفات قبل ذلك فقد فاته الحج لا اختلاف بين أهل العلم في ذلك .
ودل بما ذكرنا من تواطؤ الأخبار واتفاق العلماء على ما وصفنا أن رواية ابن إسحاق التي رواها فجعل إدراك الحج فيها إلى بعد الصبح من قبل طلوع الشمس رواية ساقطة وحديث مطرح إذ لو كان محفوظا وقولا مقولا بمثل سائر الموجبات لم يذهب عن جميعهم .(1/113)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر خبر ليس بمحفوظ المتن.
86- حدثنا يحيى بن يحيى ، حَدَّثَنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين .(1/114)
87- حدثنا أبو بكر ، حَدَّثَنا أبو معاوية عن الاعمش عن مسلم عن مسروق عن المغيرة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وساقه .
والأسود بن هلال ، عن المغيرة .
وعلي بن ربيعة : خطبنا المغيرة .
وإياد بن لقيط ، عن قبيصة بن برمة عن المغيرة بن شعبة .
وعن حمزة بن المغيرة ، عن أبيه .
وعروة بن المغيرة ، عن أبيه .(1/115)
والزهري ، عن عباد ، عن عروة .
وبكر بن عبد الله ، عن ابن المغيرة ، عن المغيرة .
وسليمان التيمي ، عن بكر ، عن الحسن ، عن ابن المغيرة بن شعبة ، عن أبيه .
وشريك ، عن أبي السائب ، عن المغيرة .
ومحمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن المغيرة .(1/116)
وعروة بن المغيرة ، عن أبيه .
وعامر ، وسعد بن عبيدة ، قالا : سمعنا المغيرة .
وأبو العالية ، عن فضالة ، عن المغيرة .
وعمرو بن وهب ، عن المغيرة .
وابن عون ، عن عامر ، عن عروة ، عن المغيرة .
وابن سيرين ، عن عمرو ، عن المغيرة .(1/117)
وقتادة ، عن الحسن .
وزرارة بن أوفى ، عن المغيرة .
وجبير بن حية الثقفي ، عن المغيرة .
سمعت مُسْلِمًا يقول :
قد بينا من ذكر أسانيد المغيرة في المسح بخلاف ما روى أبو قيس عن هزيل عن المغيرة ما قد اقتصصناه وهم من التابعين وأجلتهم مثل : مسروق وذكر من قد تقدم ذكرهم .(1/118)
فكل هؤلاء قد اتفقوا على خلاف رواية أبي قيس عن هزيل ومن خالف خلاف بعض هؤلاء بين لأهل الفهم من الحفظ في نقل هذا الخبر وتحمل ذلك والحمل فيه على أبي قيس أشبه وبه أولى منه بهزيل لأن أبا قيس قد استنكر أهل العلم من روايته أخبارا غير هذا الخبر سنذكرها في مواضعها , إن شاء الله .
فأما في خبر المغيرة في المسح : حدثنا مسلم قال فأخبرني محمد بن عبد الله بن قهزاد عن علي بن الحسن بن شقيق قال قال عبد الله بن المبارك عرضت هذا الحديث يعني حديث المغيرة من رواية أبي قيس على الثوري فقال لم يجىء به غيره فعسى أن يكون وهما .(1/119)
ذكر خبر خطأ متنه تدفعه الأخبار الصحاح ، غير أنا نبدأ بذكر الرواية الصحيحة ثم نتبعها الفاسدة.
88- حدثني زهير بن حرب ، حَدَّثَنا مروان ، حَدَّثَنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : " أعتم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجد الصبية قد ناموا فأتاه أهله بطعامه فحلف لا يأكل من أجل صبيته ثم بدا له فأكل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأتها وليكفر ، عن يمينه " .
ومالك عن سهيل ، عن أبيه .
وسليمان بن بلال ، عن سهيل ، عن أبيه .
وحماد بن زيد ، عن غيلان بن جرير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى .
وحماد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة .(1/120)
وعن القاسم بن عاصم ، عن زهدم .
وتركت طرق زهدم .(1/121)
وأبو بردة ، عن أبي موسى.
وحميد ، عن أنس أن أبا موسى .
وبسر بن عبيد الله ، عن [ابن](1) عائذ عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله فقال أبو موسى الاشعري يا رسول الله ثم قال في آخره فإذا حلفت على يمين.
وتميم بن طرفة ، عن عدي .
والاعمش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن تميم .
والشيباني ، عن عبد العزيز .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/122)
وشعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن عمرو , مولى الحسن بن علي ، عن عدي بن حاتم .
وأبو الزعراء ، عن أبي الأحوص عوف بن مالك ، عن أبيه : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم " .
وقد ذكرنا الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في [أمره](1) الحالف على الشىء يرى غير ما حلف عليه أن يكفر عن يمينه ويأتي الذي هو خير .
لأن الكفارة قبل الحنث غير واجبة على الحالف و هي بعد الحنث واجبة باتفاق من الجميع .
فلا يجوز أن يكون المقطوع بأداء كفارة ينويها مؤديها مؤديا لغرض يجب في وقت ثان .
سمعت مُسْلِمًا يقول : وسنذكر الرواية التي تخالف هذه الأخبار الثابتة التي قدمناها.
89- حَدَّثَنا يحيى بن يحيى ، حَدَّثَنا هشيم عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين رأى غيرها خيرا منها فأتى الذي هو خير فهو كفارته .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/123)
فلو لم يكن مما تبين [به](1) فساد هذه الرواية إلا ما ذكرنا قبل من رواية سهيل عن أبيه عن أبي هريرة , ويزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " فليأتها وليكفر عن يمينه " لكفى ذلك فكيف ومعه حديث أبي موسى , وعدي بن حاتم ,وأبي الدرداء , وغيرهم بمثل هذه الرواية وأشباهها ترك أهل الحديث حديث يحيى بن عبيد الله لا يعتدون به .
وأما حديث ابن خياط عن عمرو بن شعيب فلا معنى في التشاغل به.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/124)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر رواية لا يتابع [رواتها](1) في متنها ولا في إسنادها.
90- حَدَّثَنا محمد بن المثنى ، حَدَّثَنا معدي بن سليمان [أبو سليمان](2) صاحب الطعام قال سمعت محمد بن عجلان يذكر عن أبيه عن أبي هريرة قال : " من أتى جنازة فانصرف عليها إلى أهلها كان له قيراط فإذا شيعها كان له قيراط فإذا صلى عليها كان له قيراط فإذا جلس حتى يقضى قضاؤها كان له قيراط " .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والقيراط مثل جبل أحد ، [أو](3) أعظم من جبل أحد " .
فهذه الرواية , المتقنون من أهل الحفظ على خلافها وأنهم لم يذكروا في الحديث إلا قيراطين ، قيراط لمن صلى عليها ثم يرجع ، ولمن انتظر دفنها قيراطان.
كذلك روى أصحاب أبي هريرة ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ويروى عن غير أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجوه ذوات عدد ، سنذكرها ان شاء الله .
فأما حديث معدي بن سليمان في روايته من ذكر أربعة قراريط فلم يواطأ عليه من وجه من الوجوه المعروفة , وخولف في إسناده عن ابن عجلان .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.
(2) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.
(3) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/125)
91- حدثنى محمد بن حاتم ، حَدَّثَنا يحيى عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث .
وأبو عاصم ، عن ابن عجلان ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأبو مزاحم ، عن أبي هريرة .(1/126)
والسائب بن يزيد ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه معاوية بن سلام .
والوليد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة .
والمسيب بن رافع ، عن البراء مثل ذلك .
وسليمان بن بلال ، عن عمرو بن يحيى ، عن ابن يوسف بن سلام ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك .(1/127)
ذكر الأخبار التي في متنها غلط من بعض ناقليها.
92- حَدَّثَنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حَدَّثَنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر ب {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد}.
وإبراهيم [بن المهاجر](1) ، عن مجاهد ، عن ابن عمر بهذا .
وهذا الخبر وهم ، عن ابن عمر .
والدليل على ذلك الروايات الثابتة عن ابن عمر أنه ذكر ما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تطوع صلاته بالليل والنهار فذكر عشر ركعات ثم قال وركعتي الفجر ، أخبرتني حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى ركعتين خفيفتين إذا طلع الفجر وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
فكيف سمع منه أكثر من عشرين مرة قراءته فيها وهو يخبر أنه حفظ الركعتين ، عن حفصة ، عن النبى صلى الله عليه وسلم.
وسنذكر ان شاء الله ما ثبت عن ابن عمر في الرواية في ذلك .
93- يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل الظهر ركعتين " ، وساقه .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/128)
وأيوب ، عن نافع .
ومالك ، عن نافع .
والزهري ، عن سالم ، عن أبيه .
فقد ثبت [بما](1) ذكرنا من رواية سالم ، ونافع ، عن ابن عمر ، أن حفصة أخبرته ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتي الفجر , أن رواية أبي إسحاق ، وغيره [لما](2) ذكر ، عن ابن عمر ، أنه حفظ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهم غير محفوظ .
وفيها خبر آخر غير محفوظ الإسناد.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.
(2) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.(1/129)
94- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حَدَّثَنا زيد بن الحباب ، حَدَّثَنا عمر ابن عبد الله ابن أبي خثعم ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : " أن رجلا قال : يا رسول الله ما الطهور بالخفين ؟ قال : للمقيم يوم وليلة ، وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن " .
هذه الرواية في المسح عن أبي هريرة ليست بمحفوظة ، وذلك أن أبا هريرة لم يحفظ المسح عن النبي صلى الله عليه وسلم لثبوت الرواية عنه بإنكاره المسح على الخفين .
وسنذكر ذلك عنه ان شاء الله :
95- حدثنا محمد بن المثنى ، حَدَّثَنا محمد ، حَدَّثَنا شعبة عن يزيد بن زاذان ، قال : سمعت أبا زرعة قال : سألت أبا هريرة عن المسح على الخفين ؟ قال : فدخل أبو هريرة دار مروان بن الحكم ، فبال ، ثم دعا بماء فتوضأ وخلع خفيه وقال : " ما أمرنا الله أن نمسح على جلود البقر والغنم " .(1/131)
فقد صح برواية أبي زرعة ، وأبي رزين ، عن أبي هريرة إنكاره المسح على الخفين .
ولو كان قد حفظ المسح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان أجدر الناس وأولاهم للزومه والتدين به ، فلما أنكره الذي في الخبر من قوله : " ما أمرنا الله أن نمسح على جلود البقر والغنم " ، والقول الآخر : " ما أبالى على ظهر حمار مسحت ، أو على خفي " ، بان ذلك أنه غير حافظ المسح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن من أسند ذلك عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم واهي الرواية ، أخطأ فيه إما سهوا ، أو تعمدا .
فبجمع هذه الروايات ، ومقابلة بعضها ببعض ، تتميز صحيحها من سقيمها ، وتتبين رواة ضعاف الأخبار من أضدادهم من الحفاظ.
ولذلك ضعف أهل المعرفة بالحديث عمر بن عبد الله بن أبي خثعم ، وأشباهم من نقلة الأخبار لروايتهم الأحاديث المستنكرة ، التي تخالف روايات الثقات المعروفين من الحفاظ .(1/132)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر خبر مستنكر عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد أطبق الحفاظ على ضد روايته ، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
96- الحسن بن صالح ، عن فراس ، عن عطية ، عن ابن عمر ، قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر ، فصلى الظهر في الحضر أربعا وبعدها ركعتين ، والعصر أربعا وليس بعدها شيء ، والمغرب ثلاثا وبعدها ركعتين ، والعشاء أربعا وبعدها ركعتين ... ، وساقه .
ورواه ابن أبي ليلى ، عن عطية ، [ونافع](1) عن ابن عمر بهذا .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وقال في حاشيته : " ما بين المعقوفتين سقط من الأصل والمطبوع ، فاستدركناه من مصادر الرواية " ، وانظر الترمذي (552) ، وابن خزيمة (1254) ، وقال الأخير بعد حديث رقم (1259) : " وابن أبي ليلى واهم في جمعه بين نافع وعطية في خبر ابن عمر في التطوع في السفر ".(1/133)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر الأسانيد الصحاح الثابتة التي تخالف رواية عطية.
97- حَدَّثَنا مسلم ، حَدَّثَنا عبد الله بن مسلمة ، حدثني عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، عن أبيه ، قال : " صحبت ابن عمر في طريق مكة ، قال فصلى لنا الظهر ركعتين " , وساق الحديث .(1/134)
قال مسلم : فهذه أسانيد صحاح كل واحدة منها ثابت على انفراده ، وهم جماعة منهم :
حفص بن عاصم بن عمر .
وعيسى بن طلحة بن عبيد الله .
وعثمان بن عبد الله بن سراقة .
ووبرة بن عبد الرحمن .
حكوا ذلك عن ابن عمر ترك النبي صلى الله عليه وسلم السبحة في السفر قبل المكتوبة وبعدها.
ونافع حكى ترك ابن عمر ذلك .(1/135)
ذكر رواية فاسدة بين خطؤها بخلاف الجماعة من الحفاظ.
98- حدثني القاسم بن زكريا بن دينار ، حَدَّثَنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : " كان الناس يخرجون صدقة الفطر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاع شعير أو تمر أو سلت أو زبيب فلما كان عمر وكثرت الحنطة جعل عمر نصف صاع حنطة مكان صاع من تلك الاشياء " .(1/136)
وسنذكر ان شاء الله من رواية أصحاب نافع بخلاف ما روى عبد العزيز .
99- حَدَّثَنا عبد الله بن مسلمة وقتيبة قالا ، حَدَّثَنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير " . وساقه .
وعبيد الله عن نافع عن ابن عمر .
وأيوب عن نافع .
والليث عن نافع .
والضحاك عن نافع .
وابن جريج ، أخبرني أيوب بن موسى ، عن نافع .(1/137)
ومحمد بن إسحاق ، عن نافع .
واسماعيل بن علية ، ويزيد بن زريع ، عن أيوب عن نافع .
والضحاك بن عثمان ، ومحمد بن إسحاق .
فهؤلاء الأجلة من أصحاب نافع قد [أطبقوا](1) على خلاف رواية ابن أبي رواد في حديثه صدقة الفطر وهم سبعة نفر لم يذكر أحد منهم في الحديث السلت ولا الزبيب ولم يذكروا في الحديث (2) أنه جعل مكان تلك الأشياء نصف صاع حنطة .
إنما قال أيوب السختياني ، وأيوب بن موسى ، والليث ، في حديثهم فعدل الناس به بعد نصف صاع من بر .
فقد عرف من عقل الحديث وأسباب الروايات حين [تتابع](3) هؤلاء من أصحاب نافع على خلاف ما روى ابن أبي رواد فلم يذكروا جميعا في الحديث إلا الشعير والتمر.
والسلت والزبيب يحكى عن ابن عمر على غير صحة إذ كان ابن عمر لا يعطي في دهره بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا التمر إلا مرة أعوزه التمر فأعطى الشعير .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي ، بدون لفظة "غير".
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.(1/138)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر حديث منقول على الخطأ في الإسناد والمتن.
100- حَدَّثَنا مسلم ، حَدَّثَنا إسحاق ، أنبأنا عبد الرزاق ، قال : سمعت مالكا يقول : " وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل العراق قرنا " .
فقلت : من حدثك هذا يا أبا عبد الله ؟ قال : أخبرنيه نافع ، عن ابن عمر . فحدثت به معمر ، فقال : قد رأيت أيوب دار مرة إلى قرن ، فأحرم منها .
قال عبد الرزاق : وأخبرني بعض أهل المدينة ، أن مالكا بأخرة محاه من كتابه .(1/139)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر الروايات التي فيها بيان خطأ هذه الرواية عن عبد الرزاق.
101- حَدَّثَنا مسلم ، حدثنا(1) يحيى بن يحيى ، قال قرأت على مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ، وأهل الشام من الجحفة ، وأهل نجد من قرن " .
قال عبد الله : " وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويهل أهل اليمن من يلملم " .
وعبيد الله ، عن نافع .
والليث ، عن نافع .
ويحيى بن سعيد ، عن نافع .
وحجاج .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/140)
وابن عون .
والضحاك .
وابن جريج ، عن نافع .
وعبد الله بن دينار ، عن ابن عمر .
والزهري ، عن سالم .
وصدقة ، عن ابن عمر .
وعمرو بن دينار ، عن طاووس ، عن ابن عباس .(1/141)
وابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس .
وأبو الزبير ، عن جابر .
وعطاء ، عن جابر .
والحجاج بن أرطاة ، عن عطاء ، عن جابر .
وابن جريج ، عن عطاء : أن النبي صلى الله عليه وسلم .(1/142)
والقاسم ، عن عائشة .
ومحمد بن علي ، عن ابن عباس .
وميمون بن مهران ، عن ابن عمر .
فالثابت الصحيح من توقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرام المحرم ما في حديث ابن عمر ، وابن عباس [ذكر](1) كل ذلك في روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم [وزاد](1) " فهي لهن ولمن أتى عليهن " بما في الحديث .
فالظاهر من هذا الكلام كله أنه مسترق في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد يمكن أن تكون هذه الزيادة من قول ابن عباس ليس منقولا في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.(1/143)
وذكر كلاما كثيرا يدل على أن عبد الرزاق لم يحفظ ، وإن كان حفظ فلعل لسان مالك سبق لسانه مع كلام كثير.
قال : والصحيح المحفوظ من توقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون ذلك ما حفظ ، عَن نافع ، عَن ابن عُمَر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقت قرنا لأهل [نجد](1) هذا ما لا يحتمل التوهم على مالك.
وقد روى عبيد الله كما ذكرنا من قبل ، عَن نافع ، عَن ابن عُمَر حد لاهل العراق ذات عرق.
وذكر ألفاظ كل رجل من هؤلاء المسلمين بعد أن [بين أن](2) رواية عبد الزراق عن مالك خطأ غير محفوظ.
فأما الأحاديث التي ذكرناها من قبل أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقت لاهل العراق ذات عرق فليس منها واحد يثبت.
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان.
(2) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/144)
وذلك أن ابن جريج قال في حديث أبي الزبير عن جابر .
فأما رواية المعافي بن عمران عن أفلح ، عن القاسم ، عن عائشة ، فليس بمستفيض ، عن المعافى إنما روى هشام بن بهرام ، وهو شيخ من الشيوخ ، ولا يقر الحديث بمثله إذا تفرد .
وأما حديث يزيد بن أبي زياد ، عن محمد بن علي ، عن ابن عباس ، فيزيد هو ممن قد اتقى حديثه الناس والاحتجاج بخبره إذا تفرد ، للذين اعتبروا عليه من سوء الحفظ [ في متون رواياته](1) التى يرويها .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.(1/145)
ومحمد بن علي ، لا يعلم له سماع من ابن عباس ، ولا أنه لقيه أو رآه .
وأما رواية جعفر ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عمر فلم يحكم حفظه لأن فيه لأهل الطائف قرنا .
وفي رواية سالم ، ونافع ، وابن دينار ولأهل نجد قرنا ، وميزوا في رواياتهم لأهل اليمن أن ابن عمر لم يسمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية ميمون جعل لأهل المشرق ذات عرق .
وسالم ونافع وابن دينار كل واحد منهم أولى [بالصحيح](1) عن ابن عمر من ميمون الذي لم يسمعه من ابن عمر .
102- حَدَّثَنا مسلم حدثني محمد بن علي بن شقيق قال سمعت أبي ، أنبأنا عبد الله بن المبارك ، حَدَّثَنا يحيى بن [بشر](2) عن عكرمة قال : " وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة وغيرهم إذا أراد أن يحج أو يعتمر ألا يجاوز ذا الحليفة إلا حراما ووقت لأهل الشام الجحفة ، ومن مر بها من غيرهم أن لا يجاوزها إلا حراما إلا أن يحرم " , وساقه .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(2) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.(1/146)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر حديث منقول على الخطأ في الإسناد.
103- حدثني محمد بن سهل بن عسكر ، [حدثنا](1) ابن أبي مريم ، حَدَّثَنا يحيى ابن أيوب ، عن إسماعيل بن عقبة (2) ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة : " أنه أهدي لها ولحفصة طعام وهما صائمتان ، فأفطرتا عليه فسألت حفصة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت بنت عمر فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصوم يوما مكانه " .
104- حدثنا مسلم ، حَدَّثَنا محمد بن سهل ، حَدَّثَنا ابن أبي مريم قال حَدَّثَنا العمري ، حدثني ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة قالت : " أصبحت أنا وحفصة ....." .
105- حَدَّثَنا مسلم ، حَدَّثَنا محمد بن سهل ، حَدَّثَنا ابن أبي مريم ، حَدَّثَنا يحيى بن أيوب ، عن إسماعيل بن أمية ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بمثله .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.
(2) نسب إلى جده ، فهو إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، وانظر سنن النسائي الكبرى "3281" ، وتهذيب الكمال "3/17".(1/147)
106- وابن وهب ، عن حيوة ، عن ابن الهاد ، عن زميل مولى عروة ، عن عروة ، عن عائشة ، بمثله .
107- وابن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشة .(1/149)
أما حديث الزهري فقد أخطأ كل من قال : عن عروة ، عن عائشة .
وبيان ذلك في رواية ابن جريج .
108- حَدَّثَنا مسلم حدثني محمد بن حاتم ، حَدَّثَنا محمد بن بكر ، حَدَّثَنا ابن جريج قال قلت للزهري أخبرك عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أفطر في تطوع فليقضه " ؟ فقال : لم أسمع من عروة في ذلك شيئا ولكن حدثني في خلافة سليمان بن عبد الملك ناس [عن](1) بعض من كان سأل عائشة أنها قالت : " أصبحت أنا وحفصة .... " , فذكر الحديث .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي ، ومصادر التخريج.(1/150)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
فقد شفى ابن جريج في رواية الزهري هذا الحديث عن التصحيح ، فلا حاجة بأحد إلى التنقير عن حديث الزهري ، إلى أكثر مما أبان عنه ابن جريج من النقر والتنقير في جمع الحديث إلى مجهولين عن مجهول .
وذلك أنه [قد](1) قال له : حدثني ناس عن بعض من كان سأل عائشة ففسد الحديث لفساد الإسناد .
وأما حديث زميل مولى عروة فزميل لا يعرف له ذكر في شيء ، إلا في هذا الحديث فقط وذكره بالجرح والجهالة .
وأما حديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة فلم يسنده عن يحيى الا جرير بن حازم . وجرير لم يعن في الرواية عن يحيى إنما روى من حديثه نذرا ولا يكاد يأتي بها على التقويم والاستقامة .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة صالح ديان ، وعبد القادر المحمدي.(1/151)
[ فصل ](1)
وقد يكون من ثقات المحدثين من [تضعف](2) روايته عن بعض رجاله الذين حمل عنهم للتثبيت ، يكون له في وقت ، وذكر قصة .
والدليل على ما بينا من هذا اجتماع أهل الحديث ومن علمائهم على ، أن أثبت الناس في ثابت البناني ، حماد بن سلمة .
وكذلك قال يحيى القطان ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهم من أهل المعرفة .
_حاشية_____
(1) ما بين حاصرتين من العناوين المضافة على الأصل.
(2) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.(1/152)
وحماد يعد عندهم إذا حدث عن غير ثابت ، كحديثه عن قتادة ، وأيوب ، ويونس ، وداود بن أبي هند ، والجريري ، ويحيى بن سعيد ، وعمرو بن دينار ، وأشباههم ، فإنه يخطىء في حديثهم كثيرا .
وغير حماد في هؤلاء أثبت عندهم ، كحماد بن زيد ، وعبد الوارث ، ويزيد بن زريع ، وابن علية.
وعلى هذا المقال الذي وصفنا عن حماد في حسن حديثه وضبطه ، عن ثابت ، حتى صار أثبتهم فيه جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، ويزيد بن الأصم ، فهو أغلب الناس عليه ، والعلم بهما وبحديثهما .
ولو ذهبتَ تزن جعفرا في غير ميمون ، وابن الأصم ، وتعتبر حديثه عن غيرهما ، كالزهري ، وعمرو بن دينار ، وسائر الرجال لوجدته ضعيف الذكاء , رديء الضبط والرواية عنهم.(1/153)
واعلم رحمك الله أن صناعة الحديث ، ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم ، إنما هي لأهل الحديث خاصة ، لأنهم الحفاظ لروايات الناس ، العارفين بها دون غيرهم ، إذ الأصل الذي يعتمدون لأديانهم السنن والآثار المنقولة من عصر إلى عصر ، من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى عصرنا هذا ، فلا سبيل لمن نابذهم من الناس ، وخالفهم في المذهب إلى معرفة الحديث ، ومعرفة الرجال من علماء الأمصار فيما مضى من الأعصار من نقل الأخبار وحمال الآثار .
وأهل الحديث هم الذين يعرفونهم ويميزونهم ، حتى ينزلوهم منازلهم في التعديل والتجريح ، وإنما اقتصصنا هذا الكلام لكي نثبته [لمن](1) جهل مذهب أهل الحديث ممن يريد التعلم والتنبه على تثبيت الرجال وتضعيفهم.
فيعرف ما الشواهد عندهم والدلائل التي بها ثبتوا الناقل للخبر من نقله أو سقطوا من أسقطوا منهم .
والكلام في تفسير ذلك يكثر وقد شرحناه في مواضع غير هذا وبالله التوفيق في كل ما نؤم ونقصد .
_حاشية_____
(1) هكذا في طبعة عبد القادر المحمدي.(1/154)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر حديث آخر وهم مالك في إسناده.
109- حَدَّثَنا مسلم ، حَدَّثَنا يحيى بن يحيى ، قال قرأت على مالك ، عن ابن شهاب ، عن عباد بن زياد ، وهو من ولد المغيرة بن شعبة ، عن المغيرة : " أنه ذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته ... " ، وساقه .(1/155)
110- حَدَّثَنا مسلم ، حَدَّثَنا أحمد بن جعفر المعقري ، حَدَّثَنا النضر بن محمد ، حَدَّثَنا أبو أويس ، أخبرني ابن شهاب ، أن عباد بن زياد بن أبي سفيان أخبره ، أن المغيرة قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " .
ويونس ، عن ابن شهاب : حدثنى عباد بن زياد.
والليث ، وعقيل ، قال ابن شهاب : أخبرني عباد بن زياد ، عن عروة.
وعبد الرزاق ، أنبأنا ابن جريج ، عن ابن شهاب ، عن عباد .(1/156)
قال : فالوهم من مالك في قوله : " عباد بن زياد من ولد المغيرة " ، وإنما هو عباد بن زياد بن أبي سفيان ، كما فسره أبو أويس في روايته .
والمحفوظ عندنا من رواية الزهري , رواية ابن جريج ، لاقتصاصه الحديث عن الزهري ، عن عباد بن زياد ، عن عروة بن المغيرة ، عن أبيه .
ثم فصل في آخر الحديث زيادة الزهري عن حمزة بن المغيرة .(1/157)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
ذكر حديث وهم مالك بن أنس في إسناده.
111- حَدَّثَنا مسلم ، حَدَّثَنا قتيبة ، حَدَّثَنا مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، أنه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول : " صلينا وراء عمر بن الخطاب الصبح ، فقرأ سورة يوسف ، وسورة الحج ، قراءة بطيئة ، فقلت : إذا والله كان يقوم حين يطلع الفجر ، قال : أجل " .(1/158)
سمعت مُسْلِمًا يقول :
فخالف أصحاب هشام - هلم جرا - مالكا في هذا الإسناد في هذا الحديث.
112- أبو أسامة ، عن هشام ، قال : أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة ، قال : " صليت خلف عمر ، فقرأ سورة الحج ، وسورة يوسف ، قراءة بطيئة " .
وكيع ، عن هشام ، أخبرني عبد الله بن عامر .
وحاتم ، عن هشام ، عن عبدالله بن عامر ، قال : " صلى بنا عمر .... " .
سمعت مُسْلِمًا يقول :
فهؤلاء عدة من أصحاب هشام كلهم قد أجمعوا في هذا الإسناد على خلاف مالك . والصواب ما قالوا دون ما قال مالك يتلوه مالك بإسناده .
انتهى ما عثر عليه من مخطوطة هذا الكتاب ، وفيما يلي ملحق بأقوال مسلم التي استدركت من كتب المتأخرين.(1/159)
ملحق بأقوال مسلم التي استدركت من كتب المتأخرين.
1- روى مالك في الموطأ "1/169" عن هشام بن عروة عن أبيه عن رجل من المهاجرين لم ير به بأسا أنه سأل عَبْد الله بن عمرو بن العاص أأصلي في عطن الإبل فقال عَبْد الله لا ولكن صل في مراح الغنم .
وفي فتح الباري لابن رجب "3/222" : ورواه عبدة ووكيع ، عن هشام : حدثني رجل من المهاجرين - فذكره ، ولم يذكر في الإسناد : "عروة".
قال مسلم في التمييز : وهو الصواب.(1/1)
2- روى مالك في الموطأ "1/326" عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تلبس الثياب المعصفرات المشبعات وهي محرمة ليس فيها زغفران .
قال البيهقي في السنن الكبرى "5/59" هكذا رواه مالك وخالفه أبو أسامة وحاتم بن إسماعيل وابن نمير فرووه عن هشام عن فاطمة عن أسماء قاله مسلم بن الحجاج.(1/2)
3- وروى مالك في الموطأ "2/776" عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم قلت يا رسول الله إن لي جارية كانت ترعى الغنم ... وساق الحديث .
وفي أطراف الموطأ لأبي العباس الداني "2/306" قال مسلم في التمييز : ومعاوية بن الحكم مشهور برواية هذا الحديث في قصة الجارية والكهان والطيرة قال لا نعلم أحدا سماه عمر إلا مالكا حتى وهم فيه.(1/3)
4- وروى مالك عن الزهري عن علي بن الحسين عن عمر بن عثمان عن أسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم.
قال ابن الصلاح في المقدمة "ص81": وذكر مسلم صاحب الصحيح في كتاب التمييز أن كل من رواه من أصحاب الزهري قال فيه عمرو بن عثمان يعني بفتح العين وذكر أن مالكا كان يشير بيده إلى دار ابن عثمان كأنه علم أنهم يخالفونه وعمرو وعمر جميعا ولد عثمان غير أن هذا الحديث إنما هو عن عمرو بفتح العين وحكم مسلم وغيره على مالك بالوهم فيه والله أعلم.
ونقل كلام الإمام مسلم أيضا العراقي في شرح الألفية "1/200" والسخاوي في فتح المغيث "1/237" والسيوطي في تدريب الراوي "1/239" والزرقاني في شرح الموطأ "2/165" وأبو العباس الداني في أطراف الموطأ "2/18".(1/4)
ذكر حديث وهم مالك في متنه
5- وروى مالك في الموطأ "1/120" عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة فإذا فرغ اضطجع على شقه الإيمن.
وفي أطراف الموطأ "4/49" وقال مسلم في التمييز : وهم مالك في ذلك وخولف فيه عن الزهري وساقه عن جماعة من أصحاب الزهري ذكروا الاضطجاع بعد ركعتي الفجر.
وقال ابن رجب في الفتح "9/129" : وهذا مما عده الحفاظ من أوهام مالك منهم مسلم في كتاب التمييز.(1/5)
6- روى ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها تمشون عليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا.
ورواه أصحاب الزهري بلفظ فأتموا قال الإمام مسلم : أخطأ ابن عيينة في هذه اللفظة ولا أعلم رواه عن الزهري غيره "السنن الكبرى" للبيهقي "2 / 297" ونصب الراية "2/200" , والدراية لابن حجر "1/216" وفي فتح الباري لابن حجر "1/118" وحكم مسلم في التمييز عليه بالوهم في هذه اللفظة مع أنه أخرج إسناده في صحيحه لكن لم يسق لفظه.(1/6)
7- من أوهام معمر بالبصرة
حدث معمر بالبصرة عن الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
اختر أربعا وفارق سائرهن.
وحدث به في اليمن فأرسله وكذلك رواه سائر أصحاب الزهري عن الزهري قال الحاكم في المستدرك "2/192" وقد حكم مسلم بن الحجاج أن هذا الحديث مما وهم فيه معمر بالبصرة فإن رواه عنه ثقة خارج البصرة حكمنا له بالصحة .
وذكر البيهقي "7/182" عن أحمد بن سلمة قال : سمعت مسلم بن الحجاج ، يقول : أهل اليمن أعرف بحديث معمر من غيرهم ، فإنه حدث بهذا الحديث عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه بالبصرة ، وقد تفرد بروايته عنه البصريون ، فإن حدث به ثقة من غير أهل البصرة صار الحديث حديثا ، وإلا فالإرسال أولى.
وعزا ابن دقيق العيد في الإلمام "2/645" وابن حجر في التلخيص "3/192" وإتحاف المهرة "8/410" كلام الإمام مسلم لكتاب التمييز وفي الإصابة لابن حجر "3/191" وقد كشف مسلم في كتاب التمييز عن علته وبينها بيانا شافيا فقال أنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان أحدهما مرفوع والآخر موقوف قال فأدرج معمر المرفوع على إسناده الموقوف فأما المرفوع فرواه عُقَيل ، عَن الزُّهْرِيّ قال بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة الحديث , وأما الموقوف فرواه الزهري عن سالم ، عَن أبيه أن غيلان طلق نساءه في عهد عمر وقسم ميراثه بين بنيه , الحديث.(1/7)
8- ومن أوهام معمر ما رواه عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال رأيت أسامة بن زيد رضي الله عنه جالسا في المسجد رافعا إحدى رجليه على الأخرى رافعا عقيرته قال حسبت أنه يتغنى النصب وخالفه شعيب ويونس وابن جريج فرووه عن الزهري أخبرني عمر بن عبد العزيز أن محمد بن عبد الله بن نوفل أخبره أنه رأى أسامة بن زيد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا رافعا إحدى رجليه على الأخرى يتغنى النصب .
وفي سنن البيهقي "10/225" قال مسلم بن الحجاج والحديث كما قال القوم غير معمر.(1/8)
9- روى عطاء بن السائب عن أبي وائل عن ابن مسعود قال جدب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء .
قال ابن رجب في فتح الباري "5/158" : وهذا الحديث وهم عطاء بن السائب في إسناده فقد رواه الأعمش ومنصور وأبو حصين ، عن أبي وائل ، عن سليمان بن ربيعة ، قال : جدب لنا عمر السمر.
وخالفهم عطاء بن السائب وعاصم ، فقالا : عن أبي وائل ، عن ابن مسعود ، ثم اختلفا ، فرفعه عطاء ، ووقفه عاصم ، ووهما في ذلك.
والصحيح : قول منصور والأعمش : قاله أبو بكر الأثرم.
وذكر مسلم نحوه في كتاب التمييز ، وزاد : أن المغيرة رواه عن أبي وائل ، عن حذيفة من قوله.
قال : ولم يرفعه إلا عطاء بن السائب.
وأشار إلى أن رواية الأعمش وحبيب بن أبي ثابت وأبي حصين ، عن أبي وائل ، عن سليمان ، عن عمر هي الصحيحة لأنهم أحفظ وأولى بحسن الضبط للحديث.(1/9)
10- قال ابن حجر في الفتح "7/474" : وحكى مسلم رحمه الله : أن الحلواني حدثهم بهذا الحديث عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا بلال قم فأذن في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ... الحديث
قال الحلواني : قلنا ليعقوب من عبد الرحمن بن المسيب قال كان لسعيد بن المسيب أخ يقال له عبد الرحمن وكان رجل من بني كنانة يقال له عبد الرحمن ابن المسيب أيضا فأظن أن هذا هو الكناني قال مسلم وهذا الذي قاله يعقوب ليس بشيء وإنما هذا إسناد سقطت منه لفظة واحدة وهي الواو ففحش خطؤه والصواب عن الزهري أخبرني عبد الرحمن ، وابن المسيب فعبد الرحمن ، هو ابن عبد الله بن كعب بن مالك ، وابن المسيب هو سعيد قال وكذلك رواه موسى بن عقبة ، وابن أخي الزهري عن الزهري والوهم فيه ممن دون صالح بن كيسان.(1/10)
11- روى مالك ويونس وغيرهما عن الزهري عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم.
وفي كتاب الإيماء إلى أطراف الموطأ "3/15 - 16" وقد روي عن ابن عيينة عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو وعن الزهري أيضا عن إسماعيل بن محمد عن أنس ورواه غيره عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن عبد الله بن عمرو .
قال مسلم في التمييز :والمحفوظ عندنا من هذا : مالك ويونس ومن تابعهما عن الزهري عن عبد الله بن عمرو يعني من غير واسطة مقطوعا يريد أنه لا يحفظ للزهري متصلا.(1/11)
12- روى عقيل بن خالد عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ... الحديث.
وورواه مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب وفي الإيماء إلى أطراف الموطأ "3/146" سمعه عطاء من أبي أيوب في غزوة يزيد بن معاوية قاله مسلم في التمييز وذكر أن عقيلا وهم فيه عن الزهري فقال عطاء عن أبي بن كعب . وأبعد ذلك لأن أبيا مات أول خلافة عثمان ولم يدركه عطاء(1/12)
13- روى مالك عن أبي النضر عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبي جهيم يسأله مإذا سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي فقال أبو جهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو يعلم المار بين يدي المصلي مإذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له .
وفي أطراف الموطأ "3/159": وخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عن الثوري عن سالم أبي النضر وقال في أبي جهيم "عبد الله بن جهيم" على ما حكاه مسلم في التمييز.(1/13)
14- روى عبد الوهاب الثقفي عن جعفر عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وخالفه مالك فرواه عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا وفي الإيماء وقال مسلم في التمييز : وهم فيه عبد الوهاب , يعني حيث أسنده إلى جابر وذكر روايته عن جعفر عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال وأما نفس الخبر في الحكم باليمين والشاهد في الحقوق والأموال فهو عندنا صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بنقل أهل المدينة ذلك عنه ولا اختلاف بينهم أنه صلى الله عليه وسلم قضى بذلك , وذكر روايته عن ابن عباس وأبي هريرة وسعد بن عبادة.(1/14)
15- روى سعيد بن أبي عروبة وجرير بن حازم وغيرهما عن قتادة قال حدثني النضر بن أنس بن مالك عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعتق نصيبا أو شقيصا في مملوك فخلاصه عليه في ماله إن كان له مال وإلا قوم عليه فاستسعى به غير مشقوق عليه.
قال أبو العباس الداني في أطراف الموطأ "2/427" وروى هذا الحديث عن أبي هريرة وفيه ذكر الاستسعاء مختلف في رفعه أيضا انظره في الصحيحين وفي التمييز لمسلم ولأبي داود في السنن والتفرد وللدارقطني في السنن والاستدراكات(1/15)
16- روى رويم بن يزيد عن الليث عن عقيل عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل وتابعه قبيصة بن عقبة عن الليث قال أحمد بن سلمة ذاكرت به مسلم بن الحجاج فقال : أخرج إلي عبد الملك بن شعيب بن الليث كتاب جده فرأيت في كتاب الليث على ما رواه قتيبة .
قال أبو الفضل أحمد بن سلمة حدثنا قتيبة عن الليث عن عقيل عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالدلجة .... الحديث
علل الحديث لابن أبي حاتم "2256".(1/16)
17- قال أبو بكر بن نقطة في كتاب التقييد "2/252" : أخبرنا زاهر بن أبي طاهر قال أنبأ زاهر بن طاهر قال أنبأ عثمان البحيري قال أنبأ أبو سعيد بن حمدون قال سمعت أحمد بن سلمة يقول قلت لمسلم بن الحجاج إن أبا كريب حَدَّثَنا عن ابن المبارك عن شعبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود السباع فقال مسلم هكذا رواه أبو كريب فاستر عليه.
قلت - القائل ابن نقطة - : قول مسلم هكذا رواه أبو كريب فاستر عليه لأنه رواه عن ابن المبارك عن شعبة وإنما رواه ابن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة.(1/17)
18- قال أبو عبد الله الحاكم في معرفة علوم الحديث "ص78" : أخبرني الحسين بن محمد الدارمي حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني مسلم بن الحجاج قال : ... فأما حديث الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب : "الماء من الماء كانت رخصة من النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمرنا بالاغتسال" فإن الزهري لم يسمعه من سهل بن سعد وإنما قال حدثني بعض من أرضى عن سهل بن سعد ولعله سمعه من أبي حازم فإن مبشر بن إسماعيل قد رواه عن أبي غسان محمد بن مطرف وهو ثقة عن أبي حازم حدثنيه محمد بن مهران الرازي ، قَال : حَدَّثَنا مبشر الحلبي عن محمد أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد , وحدثناه هارون بن سعيد ، قَال : حَدَّثَنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث قال قال ابن شهاب وحدثني من أرضى عن سهل بن سعد الساعدي أن أبي بن كعب حدثه.(1/18)
19- روى عبد الواحد بن زياد عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء.
قال البيهقي في السنن "3/209" : أخبرنا أبو صالح ، أنبأنا جدي قال : قال أبو الفضل يعني أحمد بن سلمة : سمعت مسلم بن الحجاج يقول : لم يرو هذا الحديث عن عاصم ، عن كليب إلا عبد الواحد بن زياد ، فقلت له : حدثنا أبو هشام الرفاعي ، حدثنا ابن فضيل ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء.
فقال مسلم : إنما تكلم يحيى بن معين في أبي هشام بهذا الذي رواه عن ابن فضيل.(1/19)
20- روى موسى بن أبي عائشة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال هذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وتعدى وظلم .
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي : قد ذكر مسلم الإجماع على خلافه .
وفي فتح الباري لابن حجر "1/233" وتغليق التعليق له "2/97" أن مُسْلِمًا عده في جملة ما أنكر على عمرو بن شعيب لأن النقص عن الثلاثة لا يوجب ظلما ولا إساءة.(1/20)
21- روى الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ابتاع نخلا بعد أن تؤبر فثمرتها للذي باعها إلا أن يشترط المبتاع ومن ابتاع عبدا فماله للذي باعه إلا ان يشترط المبتاع.
ورواه نافع عن ابن عمر وجعل قصة النخل عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم , وقصة العبد عن ابن عمر عن عمر موقوفا عليه.
قال البيهقي في السنن الكبرى "5/324" : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ , قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ , يقول : سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن الحسين , يقول : سألت مسلم بن الحجاج رحمه الله عن اختلاف, نافع وسالم في قصة العبد , قال : القول ما قال نافع وإن كان سالم أحفظ منه.(1/21)
22- روى الزهري عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى.
قال ابن رجب في فتح الباري "2/573" : هذا الحديث رواه أكابر أصحاب الزهري عنه عن عباد عن عمه وخالفهم عبد العزيز الماجشون فرواه عن الزهري حدثني محمود بن لبيد عن عباد.
فزاد في إسناده : محمود بن لبيد وهو وهم , قاله مسلم بن الحجاج وأبو بكر الخطيب وغيرهما.(1/22)
23- الإصابة "5/334" قال الإمام مسلم رحمه الله : أنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان أحدهما مرفوع والآخر موقوف قال فادرج معمر المرفوع على إسناد الموقوف فاما المرفوع فرواه عُقَيل ، عَن الزُّهْرِيّ قال : بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة الحديث وأما الموقوف فرواه الزهري عن سالم ، عَن أبيه أن غيلان طلق نساءه في عهد عمر وقسم ميراثه بين بنيه ...الحديث.(1/23)
24- حديث الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا.
جاء في تقريب الإسانيد للعراقي "ص26" وفتح الباري لابن حجر "2/118" قال مسلم رحمه الله : لا أعلم روى هذه اللفظة عن الزهري غير ابن عيينة : واقضوا ما فاتكم قال مسلم وأخطأ ابن عيينة.(1/24)