وفي قول أبي عمر: روى عنه المسور حديثًا واحدًا نظر؛ لأن حديث " أخذ الجزية من مجوس هجر " رواه الطبراني في " الأوسط " وغيره، وحديث " بعث أبا عبيدة إلى البحرين " خرجاه في صحيحيهما.
وفي قول ابن سعد: وكان ابن إسحاق يقول فيه: عمرو. وكأنه يشير إلى تفرده بهذا القول نظر؛ من حيث إن الطبراني ذكر أن عروة بن الزبير سماه: عمرًا، وكأنه سلف ابن إسحاق. والله أعلم.
4159 - (ع) عمرو بن عون بن أوس بن الجعد السلمي مولاهم أبو عثمان الواسطي البزاز سكن البصرة.
قال البخاري: مات سنة خمس وعشرين ومائتين أو نحوهما. كذا ذكره المزي، والذي في " تاريخه الكبير " بخط جماعة من الحفاظ: مات سنة خمس وعشرين ومائتين، وقال في " الأوسط ": وعمرو بن عون أبو عثمان الواسطي وفروة بن أبي المغراء سنة خمس وعشرين ومائتين، وأما " التاريخ الصغير " فحرصت على أن أجده ذكره فيه فلم أجده.
وقال القراب: في سنة خمس وعشرين، وعن البخاري بإسناد الزهيري: مات حفص بن عمر، وسعيد بن سليمان في ذي الحجة وعمرو بن عون أبو عثمان الواسطي وفروة بن أبي المغراء سنة خمس وعشرين ومائتين. فينظر في أي موضع ذكر البخاري ما نقله عنه الشيخ، ومن نقله عن البخاري غير الكلاباذي فإن كلامه غير مخلص والتي خلص فالإيراد يتوجه عليه أيضًا.
وقال ابن قانع: عمرو بن عون في شعبان، أخبرني أبو عبد الله بن أبي أمية وهو ابن ابنه بهذا.(10/242)
وفي كتاب " الزهرة ": مات سنة خمس وعشرين.
روى [ق 251/ب] عنه البخاري أحد عشر حديثًا، ثم روى عن عبد الله بن محمد عنه.
وعرفه أبو أحمد بن عدي بصاحب هشيم.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثقة.
وفي قول المزي: قال أبو داود: مات – أراه – سنة خمس وعشرين ومائتين نظر؛ لأن الكلاباذي قال: ذكر أبو داود عن أحمد بن عبيد مثله – يعني مثل البخاري -.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: قال يزيد بن هارون: عليكم بعمرو بن عون.
وفي كتاب الصريفيني عنه: قل من رأيت أثبت منه. وكذا قاله أبو زرعة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب الصريفيني: مات بواسط. قاله الجوهري.
وفي كتاب ابن عساكر: مات سنة أربع وعشرين، ويقال: خمس.
4160 - (م مد تم ق) عمرو بن عيسى بن سويد بن هبيرة أبو نعامة العدوي البصري ابن أخي إسحاق بن سويد العدوي.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة.
قال: كان ضعيفًا.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك الدارمي وابن الجارود والحاكم.(10/243)
وذكره ابن شاهين وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي قول المزي: قال ابن معين والنسائي: ثقة نظر، لما ذكره النسائي – رحمه الله تعالى – في كتاب " الكنى " من أنه إنما أخذ توثيقه عن ابن معين رواية.
قال: أبو نعامة عمرو بن عيسى بن سويد العدوي بصري.
أنبا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين أنه قال: أبو نعامة عمرو بن عيسى بصري ثقة. ولئن قلنا: إنه ذكره في موضع آخر استقلالًا علم أنه إنما أخذه منه؛ فالقولان على هذا واحد. والله تعالى أعلم.
وفي كتاب الدولابي: عن أحمد بن حنبل: أبو نعامة العدوي هو أقدم سنًّا من أبي نعامة السعدي، أبو نعامة العدوي كبير السن جدًّا.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
4161 - (خ س) عمرو بن عيسى الضبعي أبو عثمان البصري الأدمي.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث.
وقال أبو الوليد الباجي في كتاب " الجرح والتعديل ": أخرج البخاري في " الأدب " و " استعانة اليد في الصلاة " عنه عن محمد بن سواء وعبد العزيز بن عبد الصمد. وهو عندي مجهول الحال.
وقد ذكره أبو أحمد الجرجاني، والدارقطني في أشياخه وتبعهما جماعة.
4162 - (ت س) عمرو بن غالب الهمداني الكوفي.
خرج الحاكم حديثه في " صحيحه "، وأبو علي الطوسي في " أحكامه "، وأبو محمد الدارمي.(10/244)
وزعم المزي أنه روى عن عائشة [ق 252/أ].
وفي عدة نسخ من " تاريخ " البخاري: عمرو بن غالب الهمداني عن عديسة.
وفي " الوحدان " لمسلم بن الحجاج: تفرد عنه أبو إسحاق بالرواية.
وقال البرقي: كوفي مجهول، احتملت روايته لرواية أبي إسحاق عنه.
وقال الصدفي: قال النسائي: ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
4163 - (عس) عمرو بن غزي بن أبي علباء ابن أخي علباء.
قال البخاري في " تاريخه ": عمرو بن غزي البكري [يختلفون في غزي].
وخرج أحمد بن حنبل والدارمي حديثه في " مسنديهما ".
4164 - (ق) عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي. عداده في أهل الشام، مختلف في صحبته.
ذكره العسكري في " جملة الصحابة " من غير تردد وقال: ولي البصرة وهو من ساكني الطائف، وكذلك أبو القاسم البغوي.
قال ابن عبد البر: حديثه عند أهل الشام وليس بالقوي، ويكنى أبا عبد الله، وأبو القاسم الطبراني وابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان في " تاريخه الكبير ".(10/245)
وزعم أبو حاتم والبخاري أنه هو أمير البصرة.
وفي قول المزي: وابنه عبد الله بن عمرو كان أميرًا لمعاوية على البصرة بعد موت زياد نظر؛ لأن عمر بن شبة قال في كتابه " تاريخ البصرة ": مات زياد وعلى البصرة سمرة بن جندب خليفة له فأقر معاوية سمرة على البصرة ثمانية عشر شهرًا، ثم عزل معاوية سمرة بن جندب فولى عبد الله بن عمرو بن غيلان، فأقر ستة أشهر.
حدثني الحجاج بن نصير، ثنا قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، عن عبد الله بن عمرو بن غيلان أنه كان يصلي على الميت فذكر قصة دعائه.
ثنا الحجاج بن نصير، ثنا قرة بن خالد، عن عبد الله الداناج أن رجلًا من قومه حصب عبد الله بن عمرو بن غيلان وهو أمير على البصرة.
قال: فأمر به فقطعت يده ورجله فقيل فيه:
السمع والطاعة والتسليم ... خير وإعفاء لبني تميم
فبلغ معاوية فعزله بعد ستة أشهر وولى عبيد الله بن زياد.
وكذا ذكره خليفة في " تاريخه ".
4165 - [ق 252/ب] (د) عمرو بن الفغواء ويقال: ابن أبي الفغواء بن عبيد بن عمرو بن مازن الخزاعي أخو علقمة ووالد عبد الله.
قال البغوي في كتابه " معرفة الصحابة ": الفغواء أمه.
وفي كتاب " الصحابة " لابن حبان – بخط أحمد بن يونس بن بركة الأريلي مجودًا -: أبو علقمة يقال: إن له صحبة.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة طبقة الخندقيين.(10/246)
4166 - (س) عمرو بن قتادة حجازي.
قال ابن أبي خيثمة في " تاريخه ": سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن قتادة اليماني ثقة مأمون، روى عنه القدماء.
وذكره الأونبي في كتاب الثقات.
4167 - عمرو بن قتادة عن طاوس.
ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " وقال: قال يحيى بن معين: عمرو بن قتادة اليماني ثقة مأمون، روى عنه القدماء.
4168 - (بخ د) عمرو بن أبي قرة سلمة بن معاوية بن وهب الكندي.
قال محمد بن إسماعيل البخاري: حدثني إسحاق، عن أبي أسامة، عن إسحاق بن سليمان الشيباني، عن أبيه، ثنا عمرو بن أبي قرة الكندي قال: جاءنا كتاب عمر.
قال أبو إسحاق: فقمت إلى يسير بن عمرو فقلت: حدثني عمرو بن أبي قرة. فقال: صدق، جاءنا كتاب عمر.
وقال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: أبو قرة الكندي، وكان قاضيًا بالكوفة واسمه فلان بن سلمة، وابنه عمرو بن أبي قرة قال: جاءنا كتاب عمر أن ناسًا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا في سبيل الله ثم يخالفون فلا يجاهدون.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة.(10/247)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
4169 - (س) عمرو بن قتيبة شامي.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": لا بأس به. روى عنه النسائي بحمص. وفي موضع آخر: صوري توفي بالشام.
4170 - (4) عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة الكندي السكوني أبو ثور الشامي.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
ولما ذكره خليفة في الطبقة الرابعة من أهل الشام، قال: مات قبل الأربعين ومائة.
وقال ابن قانع: صحيح الحديث.
وخرج البستي، والنيسابوري، والطوسي، والدارمي حديثه في " صحاحهم ".
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
4171 - (بخ م 4) عمرو بن قيس الملائي أبو عبد الله الكوفي.
قال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة، توفي سنة ست وأربعين ومائة.
قال الصريفيني – ومن خطه -: وكانت وفاته بالكوفة. وقيل: بسجستان.
وقيل: بالشام [ق 253/أ] وقيل: ببغداد.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذا ابن خزيمة، وأبو عبد الله الحاكم.
وفي " تاريخ بغداد ": أنبا القطان، أنبا ابن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان،(10/248)
ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عمرو بن قيس الملائي: كوفي ثقة. ثم قال: وثنا عبد الرزاق، أنبا سفيان بن سعيد وكان إذا ذكر عمرًا [أثنى عليه وأثنى عليه].
وقال أبو زكريا: يقال: إنه كان من الأبدال.
وقال أبو خالد: لما مات عمرو رأوا الصحراء مملوءة رجالًا عليهم ثياب بيض، فلما دفن لم ير في الصحراء أحد، فبلغ ذلك أبا جعفر؛ فقال لابن شبرمة وابن أبي ليلى: ما منعكما أن تذكرا هذا الرجل لي؟ قالا: كان يسألنا أن لا نذكره لك.
وقال ابن محرز: قال ابن معين: ابن عون خير من عمرو بن قيس، وعمرو بن قيس رجل صالح، مات هنا ببغداد، زعموا أنه كان راجعًا من الجبل.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان زاهدًا. وثقه ابن نمير، وأحمد بن صالح، والترمذي، وابن خراش، زاد الترمذي: حافظ وكان سفيان يقول: بالكوفة خمسة يزدادون كل سنة خيرًا عمرو بن قيس أحدهم.
وقال عمرو يومًا لرقبة بن مصقلة: إيش أنا عندك؟ فقال له رقبة: والله ما أنت من القريتين بعظيم ولا مكانك من الحاكة بمهجور. فضحك.
4172 - (خت 4) عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق كوفي نزل الري
قال البزار في كتاب " السنن " تأليفه: ثقة مستقيم الحديث، روى عنه جماعة من أهل العلم.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: قال ابن معين: ثقة.(10/249)
وخرج الحاكم، وأبو علي الطوسي حديثه في " صحيحيهما ".
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال عثمان بن أبي شيبة: لا بأس به، كان يهم في الحديث قليلًا، روى عنه أولئك الرازيون.
4173 - (بخ 4) عمرو بن مالك الهمداني المرادي أبو علي الجنبي المصري
كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إن همدان واسمه: أوسلة بن مالك بن زيد أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان لا يجتمع مع مراد – واسمه: يخابر بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان – إلا في زيد بن كهلان. على ذلك عامة النسابين فيما أعلم. والله – تعالى – أعلم. والأولى أنه كان يقول كما قال ابن خلفون لما ذكره في كتاب " الثقات ": أبو علي الجنبي. وقيل: الهمداني. وقيل: المرادي. وقال ابن صالح: ثقة.
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان: روى عن عقبة بن عامر. روى عنه حميد بن هانئ وأهل مصر.
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه واهب بن عبد الله وأبو ثفال ثمامة بن حصين المزي. قال: ويقال في عمرو بن مالك أيضًا: ليثي.
وخرج ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والطوسي، و الدامي حديثه في " صحاحهم ".
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وفي " سؤالات البرقاني " للدارقطني: وسمعته يقول: عمرو بن مالك الجنبي مصري لا بأس به. ثم قال: ثقة.(10/250)
4174 - (عخ 4) عمرو بن مالك النكري أبو يحيى ويقال: أبو مالك البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مات سنة تسع وعشرين ومائة. كذا ذكره المزي [ق 141/أ] وكأنه لم ير كتاب " الثقات " حالة التصنيف لإغفاله منه ما لا ينبغي إغفاله، قال: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، يخطئ ويغرب.
وزعم الصريفيني أنه خرج حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي، وأبو محمد بن الجارود.
وفي كتاب " التاريخ " للبخاري: النكري من عبد القيس، ويقال: من النمر انتهى.
هذا إنما يجيء على قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في كتاب " المثالب ": أن نكرة أصلهم من عذرة، وأنهم ملصقون في عبد القيس.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقول المزي: ومن الأوهام: ما وقع في رواية أبي الحسن ابن العبد، عن أبي داود، عن محمد بن سلمة، عن ابن وهب، عن حيوة و:-
4175 - عمرو بن مالك، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عمير مولى آبي اللحم.
وفي رواية ابن داسة واللؤلؤي وغير واحد: عن أبي داود، عن محمد بن سلمة، عن ابن وهب، عن حيوة وعمر بن مالك، عن ابن الهاد.
وهو الصواب، فيه نظر؛ لأن الذي في نسختي من رواية ابن العبد: عن حيوة وعمر بن مالك كما عند اللؤلؤي وغيره، وهي نسخة قديمة جدًّا قرأها جماعة من الأئمة. والله - تعالى - أعلم.(10/251)
4176 - (خ م د) عمرو بن محمد بن سابور الناقد أبو عثمان البغدادي سكن الرقة
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه ".
وقال البخاري في " تاريخه ": مات بعد ما وضعت هذا الكتاب.
وفي " الأوسط ": مات لأربع أو لست خلون من ذي الحجة سنة ثنتين وثلاثين ومائتين.
وفي كتاب القراب: توفي بالكرخ، وفيه دفن لأربع خلون من ذي الحجة.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري عشرة أحاديث، ومسلم ثلاثمائة حديث واثنين وعشرين حديثًا.
وقال ابن قانع: مات في ذي الحجة. وقيل: في رمضان، وهو ثقة. وقال عبد الله بن المديني: قلت لأبي: شيء رواه عمرو الناقد عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي [ق 254/أ] معمر، عن عبد الله أن ثقفيًّا وقرشيًّا وأنصاريًّا عند أستار الكعبة "؛ فقال: هذا كذب، لم يرو هذا ابن عيينة. وأنكره من حديث ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح.
وذكر المزي عن أبي بكر الشافعي، عن عبد الله بن أحمد: سمعت حجاج بن الشاعر سئل عن عمرو بن محمد؛ فقال: كان يتحرى الصدق. انتهى.
قال الخطيب لما ذكرها: كذا رواها الشافعي عن عبد الله. وأنبا الحسن بن علي، أنبا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، سمعت حجاجًا يسأل أبي(10/252)
فقال: كان عمرو يتحرى الصدق. قال الخطيب: وهذه الرواية أصح.
وفي قول المزي: وقال محمد بن عبد الله الحضرمي والنسائي والبغوي والسراج فيما حكاه عن حاتم بن الليث وابن حبان: مات سنة اثنتين وثلاثين. زاد حاتم: ببغداد في ذي الحجة نظر في موضعين:-
الأول: النسائي لم يذكر وفاته إلا رواية عن غيره؛ فنسبتها إليه بلفظة: " قال " لا يجوز.
قال النسائي في كتاب " الكنى ": أنبا عبد الله بن أحمد، عن محمد بن إسماعيل: مات عمرو بن محمد أبو عثمان الناقد سنة ثنتين وثلاثين ومائتين، سكن بغداد.
الثاني: ذكره كلام البغوي وأن حاتمًا زاد: في ذي الحجة. والذي في كتاب " الوفيات " لأبي القاسم البغوي – الذي لم يره المزي -: مات عمرو بن محمد الناقد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ليومين مضيا من ذي الحجة، وقد كتبت عنه.
وكذا نقله أيضًا الخطيب في " تاريخه "، وابن الأخضر في " مشيخته ".
4177 - (ت) عمرو بن محمد بن أبي رزين الخزاعي مولاهم أبو عثمان البصري.
قال أبو عبد الله الحاكم لما خرج حديثه في " مستدركه ": صدوق.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك الدارمي، والطوسي.
وفي كتاب " التاريخ " لعبد الباقي بن قانع: بصري صالح، توفي سنة مائتين.(10/253)
انتهى.
هذا يرد قول المزي: سمع منه [ق 254/ب]: إبراهيم بن المستمر سنة ست ومائتين.
أول لعله تصحف على الكاتب، رأى سنة مائتين فاعتقدها ستًّا فزاد قبلها: سنة. والله – تعالى – أعلم.
وذكره علي ابن المديني ومسلم بن الحجاج في الطبقة التاسعة من الرواة عن شعبة.
وابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: ليس به بأس.
4178 - (خت م4) عمرو بن محمد العنقزي القرشي مولاهم أبو سعيد المكي.
والعنقز هو المرزنجوش.
كذا ذكره المزي.
وفي كتاب السمعاني: وقيل: هو الريحان، وهو الشاه اسفرم. مات عمرو بن محمد سنة تسع وتسعين ومائة، وكان ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وفي قول المزي – فيما ضبطه عنه المهندس وقرأته -: قال البخاري: قال أحمد بن نصر: مات سنة تسع وتسعين ومائة. نظر؛ لأن الذي في تاريخ البخاري في غير ما نسخة صحيحة: إسحاق بن نصر، وهو الصواب. والله – تعالى – أعلم.
وقال أبو حنيفة الدينوري: عنقز وعنقز.
قال أبو نصر: أصاجل بردي أو(10/254)
قصيعاء وعلوج يخرج أبيض فهو عنقز. وقال الأصمعي: كل أصل أبيض وطيب فهو عنقر.
وفي " المحكم ": وقيل العنقر جردان الحمار، والعنقر أصل القصب الغض، وهو بالراء أعلى. وكذلك حكى كراع بالراء أيضًا. والعنقز أبناء الدهاقين.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " عرفه بالأحمر، وقال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال العجلي: ثقة جائز الحديث.
4179 - (ع) عمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي الشامي.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". وقال ابن سميع: أبو أسماء الرحبي عمرو بن أسماء، كذا ذكره وفيه نظر من حيث إن ابن حبان ذكر هذا في كتابه فكان الأولى أن يذكره من عنده أو ينص على تواردهما.
وفي قوله أيضًا: عن ابن زبر: هو من رحبة دمشق ولم يتتبعه عليه. نظر؛ لأن السمعاني ذكر أن بني رحبة بطن من حمير. وقال: مات أيام عبد الملك بن مروان.
وكذا نسبه الحازمي وغيره.
وقال أبو داود: اسمه عبد الله بن إسكار.
وقال أبو عمر في " الاستغناء ": تابعي ثقة. وروى عنه أبو الأشعث، وهو أكثر حديثًا منه. والله – تعالى – أعلم.(10/255)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
تنبيه: إلى هنا تنتهي هذه النسخة بترجمة عمرو بن مرثد والنسخة التالية تبدأ بترجمة محمد بن عبد الملك بن زنجويه وما بينهما مفقود يسر الله سبحانه وتعالى لنا العثور عليه.(10/256)
باب الميم
من اسمه محمد
4180 - (4) محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي أبو بكر الغزال.
قال مسلمة في كتابه " الصلة ": ثقة، وكان من ساكني بغداد، وبها كانت وفاته سنة ثمان وخمسين في قول محمد بن جرير وابن بهزاد وهو كثير الخطأ، والله تعالى المستعان.
وفي كتاب " النبل " لابن عساكر: مات لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان، وقيل: مات في شهر رمضان سنة سبع وخمسين.
وذكر المزي تقليدًا لصاحب " الكمال " – فيما أرى – قال محمد بن مخلد [الدوري]: مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين. ولو رأى كتاب محمد بن مخلد – الذي أوهم النقل منه – لوجد أنه قال: مات يوم الأربعاء لخمس بقين من جمادى الآخرة، وكذا نقله عنه أيضًا أبو بكر الخطيب وغيره، وقال الخطيب أيضًا: أبنا السمسار، أبنا الصفار، ثنا ابن قانع أن محمد بن عبد الملك بن زنجويه مات في شهر رمضان سنة سبع وخمسين، والأول أصح.(10/257)
وقال القراب: أبنا محمد بن عبد الله بن حكيم البزار، أبنا عبد الله بن عروة قال: نعي إلينا أبو بكر بن زنجويه في سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقال ابن الأخضر: ثقة صدوق.
4181 - (م د س ق) محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب بن محمد، وقيل: ابن أبي الشوارب واسمه: محمد بن عبد الله بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية أبو عبد الله البصري.
قال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": بصري ثقة.
وفي " الزهرة ": روى عنه مسلم عشرة أحاديث.
وفي قول المزي: قال البغوي وابن قانع: مات بالبصرة سنة أربع وأربعين في جمادى الأولى، زاد ابن قانع: لعشر بقين منه.
نظر؛ لقول الحافظ أبي محمد بن الأخضر وغيره عن البغوي: توفي سنة أربع وأربعين ومائتين بالبصرة آخر يوم من جمادى الأولى، قال ابن الأخضر: وهو شيخ جليل صدوق.
ونسبه السمعاني: شواربيًّا. نسبة إلى جده.
وفي " تاريخ الخطيب ": كان قاضي فارس أشخصه المتوكل مع جملة الفقهاء والمحدثين إلى " سر من رأى " سنة أربع وثلاثين ليحدثوا الناس [ق 1/أ].
وفي كتاب القراب عن موسى بن هارون: مات يوم الجمعة أول يوم دخلت البصرة في المرة الثانية سنة أربع وأربعين في شهر [].(10/258)
وقال النسائي: ثقة، ولما ذكره ابن شاهين في " الثقات " قال: قال عثمان بن أبي شيبة: هو شيخ صدوق لا بأس به.
4182 - (د) محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده.
قال عبد الحق: لا يحتج بهذا الإسناد. وقال ابن القطان: محمد مجهول الحال، لا نعرف روى عنه إلا الحارث بن عبيد.
4183 - (د ق) محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الواسطي أبو جعفر الدقيقي أخو يوسف.
قال مسلمة بن القاسم: ثقة توفي سنة ثلاث وستين ومائتين.
ولما ذكره بحشل في القرن الرابع من أهل واسط روى عنه قال: ثنا وعلى ابن عبد الرحمن.
وقال أبو محمد بن الأخضر: مات يوم الثلاثاء بعد العصر لسبع بقين من شوال سنة ست وستين وهو صدوق، روى عنه البغوي.
وفي كتاب " السمعاني " كان ثقة وسماه: محمد بن عبد الملك بن ثوران، كذا هو في عدة أصول، وقال: توفي وله إحدى وثمانون سنة.
ولهم شيخ آخر اسمه:-
4184 - محمد بن عبد الملك بن مروان
روى عمن سمع معاوية.
[ذكره] البخاري روى عنه حرمله بن عمران. ذكرناه للتمييز.(10/259)
4185 - (س) محمد بن عبد الواحد بن أبي حزم القطعي البصري ابن أخي حزم بن أبي حزم، وسهيل بن أبي حزم، وابن عم محمد بن يحيى بن أبي حزم، واسم أبي حزم: مهران. ويقال عبد الله
ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وذكر عن يحيى أنه قال: كان صاحب سنة، وكان حماد بن زيد يقدمه.
4186 - (س) محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي أبو أحمد الفراء النيسابوري ابن عم بشر بن الحكم بن حبيب.
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": عن محمد بن عبد الوهاب قال: قال لي الحسن بن الحسين بن منصور: حدثت عنك بجرجان فقالوا لي: من محمد بن عبد الوهاب؟ فقلت: قد كتبت عن أناس كثير من المحدثين هو أحب إلي منهم.
وعن مسلم بن الحجاج: ما أعلم أني كتبت حديث فضيل بن مرزوق عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة: " كنت ردفًا لعلي؛ فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله ". الحديث. إلا عن أبي أحمد الفراء، حدثني به عن سليمان الواسطي عن فضيل.
وقرأت بخط أبي عمرو المستملي: سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول: كتب عني محمد بن يحيى منذ أكثر من خمسين سنة كتبت عن بشر بن الحكم ما لا(10/260)
أحصي وكان يقبل رأسي وأنا أحدثه.
وقرأت بخط أبي عمرو المستملي: رأيت مسلم بن الحجاج يسأل أبا أحمد الفراء، وأبو أحمد يحدثه بكل حديث يسأله عنه، قال مسلم: ومحمد ابن عبد الوهاب ثقة صدوق، وكان أبوه من أفاضل شيوخنا.
ومن قول محمد في حساده: -[ق 1/ب].
ولكن بفضل الله أدرك قسمه ... وأسرج أعدائي قديمًا وألجم
وقال أحمد بن عاصم: قال لي يحيى بن يحيى: من تعلم ها هنا يقوم هذا الكتاب يعني كتاب أبي عبيد؟ قلت: ما أعلم أحدًا محضه محض محمد بن عبد الوهاب، لكنه يريد الخروج إلى استوا فسكت عني.
وقال محمد: أول شهادة شهدتها في الإسلام عند سهل بن صاعد فعدلني أبي والمثنى بن الفراء، وكنت غلامًا ما أظنني احتلمت.
وسئل مسلم بن الحجاج عن حديث عكرمة بن عمار عن قيس بن طلق عن أبيه؛ فقال: من يحدث به غير سهل بن عمارة؟ فقلت: حدثنا به محمد بن عبد الوهاب عن الحسين بن الوليد فقال: الآن صح الحديث.
وعن محمد بن عبد الوهاب قال: خرجت يومًا في جمارة القيظ فإذا أخ لنا من طوس كان نيسًا بنا في العلم؛ فقلت له: مرحبًا بك يا أبا عمرو، ما جاء بك في هذا الوقت؟ فقال: قال لي مسلم: سمعت من العبدي حديث عكرمة بن عمار حدث قيس بن طلق عن أبيه؟ فقلت: لا. فقال: اذهب الساعة حتى تسمعه منه فجئت حذارًا أن تموت أو أموت فلم أسمعه منك.
وقال علي بن الحسن الداربجردي: محمد العبدي صدوق.
روى عن: نافع القارئ، وسليمان الواسطي، وعثمان بن سعيد الدمشقي، وحسان بن حسان، وإبراهيم بن عيسى الطالقاني، وزهير بن حرب أبي خيثمة، وأبي نعيم عبد الرحمن بن هاني الصفار، وإبراهيم بن جعفر بن الوليد، وأبي خالد السقا، وإسماعيل بن أبان، والحسين بن منصور.
روى عنه: أبو الطيب محمد بن أحمد بن الحسن الجندي، والعباس بن(10/261)
محمد، ومكي بن عبدان، وأبو علي الحسن بن علي المقرئ، ومحمد بن أحمد بن أبي الحسن.
وفي " تاريخ القراب ": ذكر [بيان بن المشرقي] قال: مات أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء في سنة ثمان وستين ومائتين.
4187 - (ت س ق) محمد بن عبد الوهاب القناد السكري أبو يحيى الكوفي أخو فضيل مولى بني قيس بن ثعلبة أصبهاني الأصل.
قال العجلي: محمد بن عبد الوهاب السكري من أفاضل أهل الكوفة وكان عسرًا في الحديث.
وذكر المنتجالي عن أخيه فضيل بن عبد الوهاب أنه سمع أبا أسامة حماد بن أسامة يحلف مجتهدًا أنه ما رأى قط أورع من محمد بن عبد الوهاب.
قال فضيل: ورأيت أبا أسامة إذا قدم مكة - شرفها الله تعالى - بدأ بأخي محمد قبل أن يدخل منزله.
وقال [ق 2/أ] زميل بن أبي أسامة: لما بلغنا القادسية سمعت أبا أسامة يقول: واغماه واكرباه، قال: فقلت له: مالك؟ قال: شوقًا إلى أخي محمد بن عبد الوهاب، وكان أبو أسامة يبعث إلى محمد ببعض الرمانة وببعض السفرجلة فيقول: يا أخي أكلت منها فوجدتها طيبة؛ فوالله ما وجدتها تهنيني حتى تأكل منها.
وقال أخوه: جئتك يا محمد من عند فضيل بن عياض وما أراني رأيت مثله. فقال محمد: وبأي شيء صار أحق بذا منا؟ ما أرانا إلا أكثر ذنوبًا منه.
وقال هارون: سألني وكيع عن محمد بن عبد الوهاب؛ فقلت: إنه في عافية. فقال: ذاك رجل قد ولهه الورع.
وقال البخاري: حدثني هارون بن عبد الوهاب من أهل أصبهان: نزل الكوفة(10/262)
مولى ثعلبة بن قيس مات سنة ثنتي عشرة ومائتين. وقال أحمد: ابن عبد الوهاب ثقة، وذكره ابن شاهين في " الثقات ".
4188 - (ق) محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم أخو عبد الله وعون، ووالد معمر بن محمد.
ذكره الساجي، والبلخي، والعقيلي، وابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: وسئل عن حديث حسان عن محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع عن أبيه عن جده، قال البرقاني: فقال لي: لا تخرجه هذا محمد بن عبيد الله متروك متروك، وله معضلات، هو من أهل الكوفة.
4189 - (خ م د ت س) محمد بن عبيد الله بن سعيد أبو عون الثقفي الكوفي الأعور
قال ابن سعد: توفي في ولاية خالد بن عبد الله. كذا ذكره المزي تابعًا صاحب " الكمال "، ولو قال قائل: إنه ما نظر في كتاب ابن سعد حالة التصنيف لكان قولًا جيدًا؛ وذلك أن ابن سعد قال في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: أبو عون الثقفي، واسمه محمد بن عبيد الله توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري، وكان ثقة وله أحاديث.
وذكره خليفة في الطبقة الرابعة، ومسلم بن الحجاج في الثالثة، وابن شاهين(10/263)
في كتاب " الثقات "، وقال: قال أحمد: وهو عبد الملك بن عمير.
وقال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، ولم يذكر وفاته من عنده وذكرها من عند ابن سعد كما قدمناه، ولو نظر في كتاب " الثقات " أو نقل من أصل لوجده قد قال: مات في ولاية خالد على العراق. كما قاله ابن سعد. بل أبين لأن خالدًا ولي غير العراق فلو ادعى مدع أن المراد بذلك غير ولايته على العراق لكان لقوله وجه وإن كان الأظهر، والمراد هو العراق والله تعالى أعلم.
وذكر ابن قانع وفاته في سنة ست عشرة ومائة، وكذلك القراب، وقال الهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة: توفي زمن خالد بن عبد الله.
وفي " المراسيل ": قال أبو زرعة: هو عن سعد مرسل.
وقال الداني: أخذ القراءة عرضًا عن أبي عبد الرحمن السلمي. [ق 2/ب].
4190 - (ت ق) محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي الفزاري أبو عبد الرحمن الكوفي ابن أخي عبد الملك بن أبي سليمان ميسرة
قال عمرو بن علي الفلاس، وأبو عبد الرحمن النسائي، وعلي بن الجنيد، والأزدي: متروك الحديث.
وقال النسائي في " الكنى ": ليس بثقة ولا يكتب حديثه.
وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه. وقال مرة أخرى: ضعيف الحديث. وكذلك قاله أبو الحسن الدارقطني، وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ، وذهبت كتبه فجعل يحدثه من حفظه فيهم فكثرت المناكير في روايته تركه ابن(10/264)
المبارك ويحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي وابن معين وقد حدث عنه شعبة وسفيان.
وقال الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: لا يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: روى عنه شعبة وسفيان على التعجب، وهو ضعيف الحديث جدًّا، وقال ابن أبي حاتم: ترك أبو زرعة قراءة حديثه علينا.
وقال الحاكم أبو عبد الله في " المدخل ": متروك الحديث لا خلاف أعرفه بين أئمة النقل.
وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم.
وقال الساجي: صدوق منكر الحديث، أجمع أهل النقل على ترك حديثه، عنده مناكير سمعت ابن المثنى يقول: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عنه شيئًا قط.
وذكره العقيلي، والمنتجيلي، والفسوي، وأبو بشر الدولابي، وابن شاهين، ويعقوب بن شيبة، وأبو العرب، وابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
وقال أحمد بن صالح العجلي: ضعيف. وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة: سمع سماعًا كثيرًا ودفن كتبه؛ فلما كان بعد ذلك حدث وقد ذهبت كتبه فضعف الناس حديثه لهذا وتوفي في آخر خلافة أبي جعفر.(10/265)
وكذا قاله الهيثم في الطبقة الخامسة أيضًا.
وفي " تاريخ البخاري ": وروى شريك فقال: محمد بن سليمان العرزمي، وحدث شريك مرة أخرى فقال: ابن أبي سليمان.
وفي قول المزي عن وكيع: إنما عرزم مولى للنخع أسود. لا فائدة فيه إلا بإتمامه من عند من نقله من عنده؛ وهو: مولى للنخع فتنسب جبانة عرزم إليه، وقال السمعاني: مات وله ثمان وسبعون سنة.
4191 - (س) محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم الكريزي القرشي أبو عبد الله [ق 3/أ] قاضي ديار مضر.
ذكر القراب، وأبو عروبة في الطبقة السابعة من أهل حران: أنه مات في آخر ذي القعدة سنة ستين ومائتين، وكذا ذكره أبو القاسم بن عساكر أيضًا.
4192 - (خ سي) ومحمد بن عبيد الله بن زيد بن أبي زيد أبو ثابت المدني.
روى عنه البخاري ثلاثة عشر حديثًا قاله في " الزهرة ".
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة حافظ. ومن خط ابن سيد الناس: صحب ابن القاسم وأتى بعلمه إلى العراق فأخذه عنه إسماعيل القاضي.
4193 - (س) محمد بن عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم الشيباني مولاهم أبو جعفر قاضي حران المعروف بالقردواني.
كذا هو مضبوط بخط المهندس وتصحيحه على الشيخ بضم القاف والذي(10/266)
في كتاب السمعاني: بفتح القاف وسكون الراء وضم الدال المهملة وفتح الواو.
وذكره أبو عروبة في الطبقة الثامنة من أهل حران.
4194 - (ع) محمد بن عبيد بن أبي أمية، ويقال: ابن أبي مية عبد الرحمن وقيل: إسماعيل الطنافسي أبو عبد الله الكوفي الأحدب مولى إياد، وقيل: مولى حنيف.
قال محمد بن سعد فيما ذكره الكلاباذي: مات يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من شوال سنة خمس ومائتين.
وفي " تاريخ البخاري ": مات سنة ثلاث ومائتين قاله لي موسى بن عبد الرحمن المسروقي، وقال غيره سنة خمس، وقال في موضع آخر: وخمس أصح، وذكر أبو داود أنه مات سنة أربع ومائتين.
وسماه الكلاباذي، والباجي، وغيرهما: محمد بن عبيد الله.
وفي كتاب الباجي عن صالح بن أحمد: سألت أبي عن يعلى ومحمد ابني عبيد؛ فقال: كان محمد يخطئ ولا يرجع عن خطئه، وكان يظهر السنة. وفي رواية حرب الكرماني عن أحمد: كان محمد رجلًا صدوقًا، وكان يعلى أثبت منه. توفي سنة خمس ذكره ابن أبي عاصم وغيره.(10/267)
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة التاسعة من أهل الكوفة، وابن سعد في السابعة.
وفي كتاب المنتجالي: كان يسكن قرية تجاور غزة بالشام، وعن يحيى بن معين قال: كنا أتينا محمد بن عبيد ببغداد أول ما أتيناه وليس يأتيه كبير أحد فكنا نلمس له كتابه حتى يقرأه فلما كتب الناس عنه وكثروا عليه أتيته، فقال: يا أبا زكريا:
خلفتني حتى إذا ... علفت أبيض كالشظن
أنشأت تطلب وصلنا ... في الصيف ضيعت اللبن
ومد اللبن بصوته.
4195 - (م د س) محمد بن عبيد بن حساب الغبري البصري.
قال مسلمة في كتاب " الصلة "، وأبو علي الجياني الحافظ: بصري ثقة زاد مسلمة: توفي سنة ثمان وثلاثين.
وفي " النبل " لابن عساكر: يكنى أبا عبد الله مات سنة ثمان. ويقال: سبع وثلاثين ومائتين.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه مسلم عشرين حديثًا. وفي " التاريخ " ابن قانع: مات بالبصرة سنة ثمان، وكذا ذكره القراب عن موسى بن هارون.
4196 - (د) محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي سكن بيت المقدس.
قال البخاري في [ق 3/ب] " تاريخه الكبير ": ثنا إسحاق عن بقية عن أبي عثمان الأزدي قال: حدثني أبو عامر محمد بن عبيد – يعني ابن أبي صالح المكي – أن عمر رضي الله عنه أتي بشربة.(10/268)
4197 - (ق) محمد بن عبيد بن عتبة بن عبد الرحمن بن كثير بن الفلتان الكندي أبو جعفر الكوفي.
قال مسلمة بن قاسم: ثقة أبنا عنه ابن الأعرابي.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة صدوق.
4198 - (د ت س) محمد بن عبيد بن محمد بن واقد المحاربي أبو جعفر النحاس الكوفي.
قال مسلمة في كتاب الصلة: كوفي، روى عنه بقي بن مخلد، لا بأس به.
وقال أبو علي الجياني: مات بالكوفة سنة خمس وأربعين ومائتين.
وينبغي أن يتثبت في قول المزي: قال ابن أبي عاصم: مات سنة إحدى وخمسين؛ فإني نظرت في نسختين جيدتين فلم أجده مذكورًا في تاريخه البتة فينظر.
4199 - (مد ت) محمد بن عبيد أخو سعيد بن عبيد.
قال أبو الحسن ابن القطان في كتاب " الوهم والإيهام ": مجهول.
4200 - (ص ق) محمد بن عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان الأموي أبو مروان.
مدني سكن مكة.
قال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": ولي القضاء، وقال أبو القاسم في " النبل ": مات في شعبان سنة إحدى وأربعين وقال ابن قانع: مات بالمدينة.
وفي كتاب القراب عن البخاري: مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين وسئل عنه فقال: صدوق.(10/269)
وقال البخاري: سكن مكة، مات سنة إحدى وأربعين.
4201 - (ق) محمد بن عثمان بن صفوان بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي.
في كتاب " الجرح والتعديل " عن أبي الحسن الدارقطني: ليس بالقوي تفرد بحديث عن هشام بن عروة في " الزكاة ".
وفي " تاريخ " البخاري: وقال ابن حنبل: ثنا محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي.
4202 - (بخ) محمد بن عثمان بن سيار، ويقال: ابن سنان القرشي البصري الميسري سكن واسط.
في كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: مجهول.
4203 - (د) محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع القرشي المخزومي المدني أخو عمر.
ذكره ابن سعد في " الطبقات "، وقال: كان قليل الحديث.
4204 - (د س) محمد بن عثمان بن أبي صفوان بن مروان بن عثمان بن أبي العاص الثقفي أبو عبد الله [ق 4/أ] وقيل: أبو صفوان البصري.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي يكنى أبا الجماهر دمشقي روى عنه أبو داود لا بأس به، وقال محمد بن عثمان: يكنى أبا الجماهر روى عن سعيد بن بشير روى عنه أبو داود انتهى، وكأنه غير جيد والله تعالى أعلم لما يأتي بعد.(10/270)
4205 - (خ د ت ق) محمد بن عثمان بن كرامة العجلي مولاهم أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله الكوفي وراق عبيد الله بن موسى يسكن بغداد.
قال مسلمة بن قاسم: بغدادي ثقة، مات سنة ست وخمسين ومائتين لعشر بقين من رجب وفي " الزهرة ": روى عنه – يعني البخاري - أربعة أحاديث.
4206 - (خت م4) محمد بن عجلان القرشي مولاهم أبو عبد الله المدني.
في تاريخ المنتجيلي: كان له فضل وقدر بالمدينة، وكان ممن خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن فأراد جعفر بن سليمان قطع يده فسمع ضجة أهل المدينة فسأل فقالوا: أهل المدينة يدعون لابن عجلان؛ فلو أن الأمير عفى عنه فإن له عند أهل المدينة قدرًا، وإنما غر وأخطأ وظن أنه المهدي فعفى عنه وأطلقه.
وذكر الوليد بن مسلم أن مالك بن أنس قال: كانت امرأة محمد بن عجلان ولدت ثلاثة أبطن كل بطن في أربع سنين.
وقال ابن عيينة: رجلان صالحان يستسقى بهما محمد بن عجلان، ويزيد بن يزيد بن جابر.
وقال البخاري: ثنا ابن أبي الوزير عن مالك أنه ذكر ابن عجلان فذكر خيرًا. وقال يحيى بن القطان: لا أعلم إلا أني سمعت ابن عجلان يقول: كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة وعن رجل عن أبي هريرة فاختلطت علي فجعلتها عن أبي هريرة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: قد سمع سعيد المقبري من أبي هريرة وسمع من أبيه عن أبي هريرة فلما اختلط على ابن عجلان صحيفته، ولم يميز بينهما جعلها كلها عن أبي هريرة وليس هذا يوهن الإنسان به الصحيفة كلها في نفسها صحيحة؛ فربما قال ابن عجلان: عن سعيد عن أبيه عن أبي(10/271)
هريرة فذاك مما حمل عنه قديمًا قبل اختلاط صحيفته عليه، وما قال: عن سعيد عن أبي هريرة؛ فبعضها متصل صحيح وبعضها منقطع لأنه أسقط أباه منها فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إلا بما يروي عنه الثقات المتقنون عن سعيد [ق 4/ب] عن أبيه عن أبي هريرة، وإنما كان يوهن أمره ويضعف لو قال في الكل: سعيد عن أبي هريرة فإنه لو قال ذلك لكان كاذبًا في البعض؛ لأن الكل لم يسمعه سعيد من أبي هريرة فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطًا على حسب ما ذكرناه، وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
رأيت في بعض التواريخ ولا أذكر الآن اسم مؤلفه: أن أمه ماتت وهو يضطرب في بطنها فشق بطنها وأخرج حيا وقد طلعت أسنانه.
وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: كان عابدًا ناسكًا فقيهًا وكانت له حلقة في المسجد، وكان يفتي وكان داود بن قيس الفراء يجلس إليه، وعن محمد بن عمر: لما أمر جعفر بقطع يده بعد أن بكته وكلمه كلامًا شديدًا، وأمر بقطع يده ومحمد ساكت لم يتكلم إلا أنه يحرك شفتيه بشيء ما يدرى ما هو، يظن أنه يدعو فقام من حضر من فقهاء أهل المدينة وأشرافهم؛ فقالوا: أصلح الله الأمير ابن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدها، وإنما شبه عليه فظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية ولم يزالوا يطلبون إليه حتى تركه فولي ابن عجلان لم يتكلم حتى أتى منزله.
وذكره خليفة في الطبقة السادسة.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني وغيره: عن يحيى بن سعيد قال: قدمت الكوفة في سنة أربع وأربعين ومائة وبها ابن عجلان وبها من يطلب الحديث: فليح بن وكيع، وحفص بن غياص وعبد الله بن إدريس، ويوسف بن خالد السمتي قلنا: نأتي ابن عجلان، فقال يوسف: نقلب على هذا الشيخ حديثه ننظر أيفهمه؟ قال: فقلبوا فجعلوا ما كان عن سعيد عن أبيه، وما كان عن(10/272)
أبيه عن سعيد، ثم جئنا إليه لكن عبد الله بن إدريس تورع فجلس بالباب؛ فقال: لا أستحل، وجلست معه ودخل حفص ويوسف وفليح فسألوه فمر فيها فلما كان عند آخر الكتاب انتبه الشيخ وقال: أعد العرض فعرض عليه فقال: ما سألتموني عن أبي فقد حدثني سعيد به، وما سألتموني عن سعيد فقد حدثني أبي به، ثم أقبل على يوسف فقال: إن كنت أردت شيني وعيبي فسلبك الله الإسلام، وأقبل على حفص فقال: ابتلاك الله تعالى في دينك ودنياك، وأقبل على فليح فقال: لا نفعك الله تعالى بعلمك. قال يحيى: فمات فليح ولم ينتفع بعلمه، وابتلي حفص في بدنه بالفالج وبالقضاء في دينه، ولم يمت يوسف حتى اتهم [ق 5/أ] بالزيدية.
وقال العجلي: مدني ثقة.
وفي كتاب الساجي عن محمد بن مثنى: محمد بن عجلان له قدر وفضل.
قال الساجي: هو الصدق لم يحدث عنه مالك إلا يسيرًا كأنه استصغره إنما عابوه باختلاط حديث سعيد عليه.
وقيل لأحمد في داود بن قيس وابن عجلان قال: هو عندي أقوى منه. وقال ابن عيينة: كان ثقة مأمونًا عالمًا بالحديث. قال: وقد أسند عنه مالك حديثًا، وإنما ذمه مالك في أحاديث رواها؛ منها حديث: " لا تقبحوا الوجه ". سئل عنه مالك فقال: دعه فإن ابن عجلان يرويه، وكان ابن عجلان لا يعرف هذه الأشياء.(10/273)
قال الساجي: وقد روى عنه ابنه عبد الله بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث لا يتابع عليها.
وذكره ابن مردويه في " أولاد المحدثين ".
وفي كتاب العقيلي: مضطرب في حديث نافع.
قيل لمالك: إن ناسًا من أهل العلم يحدثون؛ فقال: من هم؟ فقيل له: محمد بن عجلان منهم. فقال: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء ولم يكن عالمًا.
قال ابن القطان: لا عيب فيه وهو أحد الثقات إلا أنه سوى أحاديث المقبري.
4207 - (خ م د) محمد بن عرعرة بن البرند السامي أبو عبد الله، ويقال: أبو إبراهيم، ويقال: أبو عمرو البصري والد إبراهيم.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري عشرين حديثًا، قال المزي: ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين وله خمس وسبعون سنة، وكذلك قال محمد بن سعيد ومحمد بن عبد الله الحضرمي في تاريخ وفاته انتهى كلامه، وكأنه قلد في ذلك صاحب " الكمال " وفيه نظر من حيث إن ابن سعد لما ذكره في الطبقة السابعة من أهل البصرة، قال: كانت عنده أحاديث عن شعبة وغيره، وتوفي في شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين وهو يومئذ ابن ست وسبعين سنة؛ فلو نقل المزي من أصل لما أغفل ما ذكرناه عنه مما عري كتابه عنه جملة. زاد ابن عساكر: بالبصرة.
وفي " تاريخ " القراب: ثنا زاهر أبنا الحسين بن محمد بن مصعب عن يحيى(10/274)
ابن حكيم قال: مات محمد بن عرعرة في شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وفي كتاب ابن ماكولا: وهو أخو إسماعيل وسليمان وعمر وإبراهيم وموسى بن محمد بن عرعرة.
وفي سنة ثلاث عشرة ذكر وفاته جماعة منهم: ابن مردويه في " أولاد المحدثين "، وابن أبي عاصم، وابن قانع، زاد: في شوال وله ست وسبعون سنة ثقة.
وقال النسائي في " الكنى ": ليس به بأس، وقال مسعود عن الحاكم: بصري ثقة.
4208 - (قد ت) محمد بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي المدني أخو هشام.
ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقة الرابعة من أهل المدينة قال: وولد أم يحيى، وأمها حفصة بنت عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ.
وزعم المزي أن خليفة ذكره في الطبقة السادسة وذكر أمه، ثم ذكر خبرًا من عند الزبير موهمًا رده هذين الكتابين وليس كذلك؛ لأن من المعلوم أنه إنما نقل عنهما بوساطة، بيانه: أن الزبير أيضًا نص على اسم أمه كما ذكر خليفة، ومن عادة المزي تعداد القائلين إذا ظفر بشيء ذكره، وزاد الزبير: أنشدني عمي مصعب ومصعب بن عثمان لإسماعيل بن يسار النساء يرثي محمد بن عروة؛ فذكر أبياتًا منها:
وتناست مصيبة بدمشق ... أشخصت مهجتي فويق التراقي
يوم يدعى إلى ابن عروة نعشًا ... بين أيدي الرجال والأعناق
[ق 5/ب] ...(10/275)
فاستمروا به سراعًا إلى القبر
وما إن يحثهم من سباق ... كدت أقضي الحياة إذ غيبوه
في ضريح مراصف الأطباق
فتوليت موجعا قد شجاني ... قرب عهد به وبعد تلاقي
عارف للمرء فإن أعلم أني ... لابس حلة بعيش رماق
ولعمري لقد أصبت بفزع ... ثاقب الزند ماجد الأعراق
ولقد كنت للحتوف عليه ... مشفقًا لو أعاذه إشفاقي
وغينا كابني نويرة إذا ... عاشا جميعًا بغبطة واتفاق
وأنشدني مصعب بن عثمان لإسماعيل يرثيه أيضًا من أبيات:
صلى الإله على امرئ غادرته ... بالشام جدث الضريح الملحد
بوأته بيدي دار مقامة ... نائي المحلة عن مزار العود
أعني ابن عروة إنه قد هدني ... فقد ابن عروة هدة لم تقصد
متبلج للخير يشرق وجهه ... كالبدر ليلته بسعد الأسعد
وأرى لفقدك كل أرض جبتها ... وحشا وإن أهلت لمن لم يحمد
كأن الذي يدرا العدو بدفعه ... فيرد نخوة ذي المراح الأصيد
وأنشد المرزباني لمحمد بن عروة في " معجمه " قوله في مجاج – مال لعروة بالحجاز:
لعن الله بطن لقف مسيلًا ... ومجاجًا فلا أحب مجاحا
لقيت ناقتي به وتلقف ... بلدًا مجلبًا وأرضا سحاحا وذكره ابن مردويه في " أولاد المحدثين ".(10/276)
4209 - (س ق) محمد بن عزيز بن عبد الله بن زياد بن خالد بن عقيل بن خالد الأيلي أبو عبد الله مولى بني أمية ابن عم عقيل بن خالد وسلامة بن روح.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثقة وهو ابن أخت سلامة بن روح، توفي بأيلة سنة سبع وستين، وقد ذكرنا أيضًا فيما مضى من خالفه في كثير من القول وقد قيل إنه مات سنة سبع وخمسين ومائتين.
وفي كتاب ابن قانع: توفي سنة ست وستين.
ولما ذكره ابن شاهين في " جملة الضعفاء ": قال: كان أحمد بن صالح سيئ الرأي فيه.
4210 - (د) محمد بن عطية بن عروة السعدي البلقاوي والد عروة بن محمد [ق 6/أ].
ذكره أبو القاسم البغوي في كتاب " الصحابة "، وقال: اختلف الوليد بن مسلم وأبو المغيرة على الأوزاعي في سند حديثه؛ فقال الوليد: عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد السعدي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه أبو المغيرة عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن محمد بن عروة السعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب عندي رواية الوليد عن الأوزاعي وهو محمد بن عروة بن عطية السعدي، وقد روى عطية عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحسب لمحمد صحبه.
وذكره أبو نعيم الأصبهاني، وابن منده في " جملة الصحابة "، وكذلك ابن فتحون، وأبو الحسين بن قانع.(10/277)
وقال ابن حبان والعسكري: عداده في أهل اليمن.
4211 - (خ) محمد بن عقبة بن المغيرة، ويقال: ابن كثير الشيباني أبو عبد الله، ويقال: أبو جعفر الكوفي أخو الوليد الطحان.
قال البخاري في " تاريخه ": معروف الحديث. وقال أبو أحمد بن عدي: من الثقات، وذكره ابن شاهين في " الثقات "، وقال المطين: ثقة.
4212 - (م س ق) محمد بن عقبة بن أبي عياش القرشي الأسدي مولاهم المطرقي أخو موسى وإبراهيم المدني.
قال محمد بن سعد: روى عنه كإخوته وكان ثقة.
ولما ذكره ابن ماكولا مع إخوته قال: كانت لهم هيئة وعلم ورواية كثيرة.
4213 - (ق) محمد بن عقبة بن أبي مالك القرظي ابن أخي ثعلبة بن مالك وهو جد زكريا بن منظور لأمه.
روى عن عمه ثعلبة كذا جمع بينهما المزي، وأما البخاري ففرق بينهما فقال: محمد بن عقبة، حدثني إسحاق عن زكريا قال: حدثني جدي أبو أمي، ثم قال محمد بن عقبة بن أبي مالك ابن أخي ثعلبة بن أبي مالك القرظي المدني سمع عمه.(10/278)
4214 - (خد س ق) محمد بن عقيل بن خويلد بن معاوية بن سعيد بن أسد ابن يزيد أبو عبد الله الخزاعي النيسابوري.
ذكر الحاكم أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور ": أنه روى عنه عبد الله بن سعد وأبو علي محمد بن علي المزكى ومحمد بن سليمان بن فارس ومحمد بن علي بن عمر وقطن بن إبراهيم.
4215 - (ق) محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي.
ذكر المزي أنه انقرض ولد عقيل إلا من محمد، وقد رد ذلك محمد بن أسعد الجواني على ما له يكفي وشفاء.
فقال: هذا خطأ. وذلك أن عقب عقيل في اثنين: مسلم ومحمد ابن عقيل، وقد ذكر ذلك النسابون وذكروا عقبهما بلا شك في ذلك والله تعالى أعلم، وفي قول المزي أيضًا قال الزبير: وقد انقرض [ق 6/ب] ولد عقيل إلا من محمد وكانت عنده زينب فولدت له عبد الله بن محمد روى عنه الثوري وغيره، وعبد الرحمن كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم.
انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن عبد الرحمن لا ذكر له في هذا ولا ذكره الزبير أيضًا ولا سبق له ذكر جملة، والله تعالى أعلم ولا أعلم من هو عبد الرحمن هذا؟ وكأنه أراد عبد الله فوهم الناسخ على أنه المهندس.
4216 - (ت س) محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن دينار وقيل: ابن محمد بن دينار بن شعيب العبدي مولاهم أبو عبد الله بن أبي عبد الرحمن المروزي الشقيقي المطوعي قدم بغداد.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": مروزي ثقة، وقال الحافظ أبو محمد بن الأخضر: المحدث ابن المحدث أخو إسماعيل وإبراهيم كتب الناس عنهم إلا إسماعيل فإنه مات قبل حاجة الناس إليه، روى عن محمد عن أبيه وابن معاذ(10/279)
النحوي الفضل بن خالد وأحمد بن حنبل، وله عنه مسائل روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وذكره الفراء في كتاب " طبقات الرواة عن أحمد بن حنبل ".
وفي " تاريخ المراوزة " لأبي علي: كان مولى الجارود العبدي وكان شقيق – جده – بصريا قدم خراسان، ويقال: ولد ليلة قتل أبي مسلم بالمدائن.
وقال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": روى عنه البخاري ومسلم وأما سماع مشايخنا منه بنيسابور فأكثر من أن يمكن ذكرهم.
انتهى.
قد ذكر هو وابن الأخضر رواية الشيخين عنه ولم أره لغيرهما فينظر، والله تعالى أعلم.
4217 - (ع) محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر.
قال محمد بن سعد: توفي وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، سنة ثماني عشرة ومائة، وقال غيره: مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة. كذا ذكره المزي، والذي في كتاب ابن سعد: أبنا عبد الرحمن بن يونس عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد قال: سمعت محمد بن علي يذاكر فاطمة بنت حسين شيئًا من صدقة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه توفي لي ثمان وخمسين سنة ومات لها قال محمد بن عمر: وأما في روايتنا فإنه مات سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين. قال ابن سعد: وقال غيره يعني الهيثم بن عدي: توفي سنة ثماني عشرة. وقال أبو نعيم: توفي بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة.
فهذا كما ترى ابن سعد لم يقل ثلاثًا وسبعين [ق 7/أ] إنما قالها الواقدي، وقد نص على ثمان وخمسين في كتابه، والمزي ذكرهما عن غيره وذكر أربع عشرة وسبع عشرة بلفظ وقيل: ولو رآهما عند ابن سعد: لما قال ذلك ولعلم أن(10/280)
أربع عشرة هي الأولى والأصح. وقال عن ابن سعد: توفي سنة ثماني عشرة وهو لم يقل ذاك إنما نقله عن غير شيخه، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: مات سنة أربع عشرة.
وقال البخاري: ثنا عبد الله بن محمد عن ابن عيينة عن جعفر الصادق قال: مات أبي سنة أربع عشرة، وكذا نقله الكلاباذي عن عمرو بن علي الفلاس. وقال: هو الصحيح، وابن أبي شيبة عبد الله بن محمد في " تاريخه ".
وفي " تاريخ الطالبيين " للجعابي: حدثنا محمد بن حسين بن جعفر، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي بن حسين وكان عالمًا بأنساب بني هاشم قال: ولد أبو جعفر سنة سبع وخمسين، ومات سنة أربع عشرة ومائة.
وقال الزبير: حدثني عمي مصعب قال: توفي أبو جعفر بالمدينة سنة أربع عشرة.
وفي كتاب القراب: أبنا الحساني أبنا ابن عروة قال: توفي أبو جعفر سنة أربع عشرة.
وقال ابن قانع: مات سنة أربع عشرة وله ثمان وخمسون سنة. أخبرني بذلك حسن بن طاهر عن أبيه عن جده عن عبد الجبار عن سفيان عن جعفر ابنه.
وجزم يعقوب بن سفيان الفسوي به ولم يذكر غيره وتبعه على ذلك جماعة.
وفي كتاب الزبير عن محمد بن الحسن بن زبالة: توفي زمن هشام بن عبد الملك سنة أربع وعشرين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وكذا ذكره عنه أيضًا أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر النسابة الحسيني في كتابه في(10/281)
النسب قال الزبير: وكان يقال لمحمد: باقر العلم وله يقول القرظي:
يا باقر العلم لأهل التقى ... وخير من أبى على الأجبل
وله يقول مالك بن أعين الجهني:
إذا طلب الناس علم القرآن ... كانت قريش عليه عيالا
فإن قيل أين ابن بنت الرسول؟ ... نلت بذلك فرعًا طوالا
نجوم تهلل للمدلجين ... جبال نورث علمًا جبالا [ق 7/ب]
وفي " كتاب أبي الحسين النسابة ": عن قيس بن الربيع قال: سألت أبا إسحاق السبيعي عن المسح؛ فقال: أدركت الناس يمسحون حتى لقيت رجلًا من بني هاشم لم أر قط مثله محمد بن علي بن حسين فسألته عن المسح فنهاني عنه وقال: لم يكن علي يمسح. وقال علي: سبق الكتاب الخفين. قال أبو إسحاق: فما مسحت مذ نهاني.
قال قيس: وما مسحت مذ سمعت أبا إسحاق.
وعن محمد بن المنكدر قال: ما كنت أرى خلقًا يفضل علي بن حسين حتى رأيت ابنه محمد ابن علي، أردت يومًا أن أعظه فوعظني. وعن سليمان بن قرم: كان أبو جعفر يجيز بالخمسمائة إلى الستمائة إلى الألف، وكان لا يمل من مجالسة إخوانه. وعنه أنه كان يقول: يزيدني قدومي مكة حبا لقاء عمرو بن دينار وعبد الله بن عبيد بن عمير. قال سفيان: وكان يحمل إليهما الصلة والنفقة والكسوة. ويقول: هيأناها لكم من أول السنة.
وعن عمار الدهني عن أبي جعفر في قوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر} قال: نحن أهل الذكر.
وسئل أبو زرعة الرازي: من أهل الذكر؟ فقال: قال محمد بن علي بن حسين: نحن أهل البيت، ولعمري إن أبا جعفر لمن العلماء الكبار، وكان محمد ابن علي وزيد بن الحسن يليان صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما توفي أبو جعفر وليها زيد بن الحسن وحده.
وفي " تاريخ الجعابي " عن الحكم بن عتيبة في قوله عز وجل: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين}(10/282)
قال: متوسين، وكان – والله – محمد بن علي منهم.
وقال الواحدي: سمي باقرًا لأنه بقر العلم وعرف أصله؛ أي: شقه وفتحه.
وذكر الإسفرائيني أنه من الخشبية طائفة يعرفون بالباقرة ويدعون إليه فيما يزعمون، وذكر المزي روايته عن عائشة وأم سلمة الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي " المراسيل " لعبد الرحمن: قال أحمد بن حنبل: ابنه لم يسمع منها. وقال أبو حاتم: لم يلق أم سلمة. وقال أبو زرعة: لم يدرك هو ولا أبوه عليًّا رضي الله عنهم.
4218 - (س) محمد بن علي بن حمزة المروزي أبو علي، وقيل: أبو عبد الله الحافظ.
قال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": مروزي وبها توفي سنة إحدى وستين ومائتين، وكان ثقة وفي " تاريخ نيسابور ": له رحلة كبيرة إلى الشام، وقد أكثر ابن خزيمة عنه، وسأله عن العلل وأحوال الشيوخ.
4219 - محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي ابن أبي طالب أبو عبد الله البغدادي.
قال مسلمة بن قاسم: توفي سنة سبع وثمانين ومائتين.
4220 - (ع) محمد بن علي بن أبي طالب أبو القاسم، ويقال: أبو عبد الله المدني عرف بابن الحنفية.
قال البخاري: ثنا موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة عن أبي حمزة قال: قضينا نسكنا حين قتل ابن الزبير، ثم رجعنا إلى المدينة مع محمد فمكث ثلاثة(10/283)
أيام ثم [ق 8/أ] توفي وقد دخل على عمر بن الخطاب وهو غلام.
وفي " تاريخ الطالبيين " للجعابي: حدثنا محمد بن القاسم، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا عمرو بن ثابت عن يزيد بن أبي زياد قال: قالوا لمحمد بن الحنفية: ابسط يدك حتى نبايعك على أنك المهدي. قال: فبسط يده وقال: كل مؤمن مهدي. وفي رواية فطر: إن المهدي هو المؤمن.
قال يزيد: وقلت له: متى ولدت؟ قال: لثلاث سنين بقيت من خلافة عمر بن الخطاب.
وعن منذر الثوري قال محمد: الحسن والحسين خير مني وأنا أعلم بحديث أبي وكان يخليني، ولقد علما أني صاحب البغلة الشهباء.
وفيه يقول كثير لما حبسه في سجن عارم بن الزبير:
من ير هذا الشيخ بالخيف من منى ... من الناس يعلم أنه غير ظالم
سمي النبي المصطفى وابن عمه ... وفكاك أغلال ويناع غارم
أبي فهو لا يشري هدى بضلالة ... ولا يتقي في الله لومة لائم
ونجي يحمد الله يتلو كتابه ... حلولًا بهذا الخيف خيف المحارم
تخيث الحمام آمنات سواكن ... وتلقى العدو كالصديق المسالم
فما ورق الدنا يناق لأهله ... ولا شدة البلوى بضر به لازم
تحدث من لاقيت أنك عائذ ... بل العائذ المظلوم في سجن عارم
وقال كثير فيه أيضًا لما أرادوه على البيعة:
لعن الله من يسب عليا ... وحسينا من سوقة وإمام
أيسب المطيبين جدودًا ... الكرام الأخوال والأعمام
يأمن الظبي والحمام ولا ... يأمن ابن الرسول عند المقام
فرحمة الله والسلام عليهم ... كلما قام قائم بسلام
طبت نفسًا وطاب أهلك أهلًا ... أهل بنت النبي والإسلام(10/284)
أنتم زين من يخلي بنجد ... وجمال الذين بالإحرام
[ق 8/ب] وفي " تاريخ الطبري ": كانت الشيعة تسميه إمام الهدي والنجيب المرتضى وابن خير من مشى حاشى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وفي " الأنساب " للبلاذري و" الطبقات " لمحمد بن سعد: ولد له الحسن بن محمد، وعبد الله، وجعفر الأكبر، وحمزة، وعلي، وجعفر الأصغر، وعون، والقاسم، وعبد الرحمن، وإبراهيم، ومحمد الأكبر، ومحمد الأصغر، وعن قيس بن الربيع أن الشيعة كانت تزعم أن ابن الحنفية هو الإمام بعد علي، وكان معاوية يقول: ما في قريش كلها أرجح حلما ولا أفضل علما ولا أسكن طائرًا ولا أبعد من كل كبر وطيش ودنس من ابن الحنفية؛ فقال له مروان يومًا: والله ما نعرفه إلا بخير؛ فأما كل ما تذكر فإن في مشيخة قريش من هو أولى بهذا منه. فقال معاوية: لا يجعل من يتخلق خلقًا وينتحل الفضل انتحالا كمن جبله الله تعالى على الخير وأجراه على السداد.
ولما أخرجه ابن الزبير إلى الشام كان كثير أمامه؛ وهو يقول:
هديت يا مهديا يا ابن المهتدي ... أنت الذي نرضى ونرتضي
أنت ابن خير الناس من بعد النبي ... أنت إمام الحق لسنا نمتري
يابن علي سر ومن منك علي
وتوفي بالمدينة وصلى عليه أبان بن عثمان، وقيل: إنه أبو هاشم بن محمد. وفي كتاب ابن سعد كاتب الواقدي: عن أسماء قالت: رأيت أم محمد سندية سوداء أمة لبني حنيفة ولم تكن منهم، وإنما صالحهم خالد على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم، وعن عبد الأعلى قال: كان محمد كثير العلم ورعًا، حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عوانة عن أبي جمرة قال: كانوا يسلمون على محمد بن علي: سلام عليك يا مهدي. فقال: أجل أنا مهدي(10/285)
أهدى إلى الرشد والخير؛ إذا سلم أحدكم فليقل: السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أبا القاسم. وسئل ابنه أبو هاشم: متى مات أبوك؟ قال: في المحرم سنة الجحاف، سنة إحدى وثمانين في أولها لم يستكمل خمسًا وستين سنة.
وفي كتاب " أخبار النساء المهبرات ": وكانت لعلي جارية سوداء مشرطة حسكة الشعر، اشتراها بذي المجاز مقدمه من اليمن، ولدت له محمدًا وهي الحنفية.
وقال ابن حبان: كان من [ق 10/أ] أفاضل أهل بيته، مات برضوى سنة ثلاث وسبعين وله خمس وستون ودفن بالبقيع.
وفي كتاب الكلاباذي: مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين. قاله الواقدي.
وفي " تاريخ المنتجيلي ": مات بالطائف. وقال المدائني: مات سنة ثلاث وثمانين وإبراهيم بن هشام على المدينة، وزعم المسعودي أن الكيسانية من الرافضة هم القائلون بإمامة ابن الحنفية؛ وهم فرقتان: فرقة تزعم أنه لم يمت وأنه حي بجبال رضوى، وفرقة تزعم أنه مات.
ومنهم من يقول: هو المهدي الذي يملؤها عدلًا كما ملئت جورًا.
وذكر الإمام أبو المظفر طاهر بن محمد الإسفرائيني في كتابه " التبصير " أن البيانية أتباع بيان بن سمعان التميمي كان يقول بإمامة محمد بن الحنفية.
ومن المنتسبين إليه أيضًا الخشبية وهم الذين خلصوه من السجن مع أبي عبد الله الجدلي، وكانوا أربعة آلاف رجل جاءوا وفي أيديهم الخشب لئلا يشهروا السلاح في الحرم. وقيل: إنهم أخذوا الخشب الذي كان مع الحراس عليه.
وفي كتاب " الكمال " شيء لم ينبه عليه المزي وهو: قال عمرو بن علي: مات سنة أربع عشرة ومائة. وكذلك قال أبو نعيم في أكثر الروايات عنه، وقال(10/286)
البخاري: وقال أبو نعيم مات سنة ثمانين. انتهى.
وهذا وهم من غير شك ولم ينبه عليه المزي بل أثبته، وكأنه أحال عليه بقوله: وقد قيل غير ذلك في تاريخ وفاته ومبلغ سنة يعني ما ذكره؛ وفيه أمران: الأول: لم أر أحدًا نقل هذا عن أبي نعيم ولا عمرو والذي في تاريخهما ونقله عنهما الأثبات: توفي سنة ثمانين. وفي أكثر نسخ كتاب الفلاس (إحدى وثمانين) وهو الذي في الكلاباذي وغيره.
الثاني قوله: وقد قيل في مبلغ سنه غير ما ذكرناه فيه نظر؛ لأني لم أر أحدًا ممن صنف تاريخًا فيما أعلم ذكر سنه حين وفاته غير ما ذكره المزي وهو: خمس وستون سنة.
4221 - (م4) محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب أبو عبد الله المدني وأبو الخلائف.
قال المنتجالي: كان من أجمل الناس وأعظمهم قدرًا وكان بينه وبين أبيه أربع عشرة سنة، وكان علي يخضب بالسواد ومحمد [ق 10/ب] بالحمرة فيظن من لا يعرفه أن محمدًا هو علي، ومات محمد سنة اثنتين وعشرين ومائة، وقال مصعب: كان محمد ثقة ثبتًا مشهورًا.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: روى عن عبد الله بن عباس، مات سنة ثلاث عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
انتهى. هذا يرد قول المزي: روى عن جده عبد الله يقال: مرسل لأنه لولا صحة روايته عنه لما ساغ لابن حبان ذكره في " التابعين ".
وذكره ابن مردويه في " أولاد المحدثين " وذكر وفاته كما ذكرها ابن حبان.(10/287)
4222 - (س) محمد بن علي بن ميمون الرقي أبو العباس العطار.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": كان ورعًا.
ولما ذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الثانية من أهل حران قال: مات بالرقة في ذي الحجة وكان يخضب، وكذا هو في كتاب القراب وغيره.
وقال مسعود: وسألته يعني الحاكم عنه فقال: إمام أهل الجزيرة في عصره ثقة مأمون.
4223 - (س ق) محمد بن علي الأسدي أبو هاشم بن أبي خداش الموصلي عم عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش.
قال أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في " تاريخ الموصل ": حدثنا صالح بن العلاء، قال: كان أبو هاشم كثير الصلاة مواظبًا عليها؛ فأتاه في بعض الأوقات التي كان يتطوع فيه قوم من أصحاب الحديث، فقالوا: نحن قوم غرباء على سفر. فخرج إليهم فأجلسهم وقام قائمًا يملي عليهم، قال: فظننا أنه أقام ذلك مقام التطوع واحتسب قيامه أو كما قال صالح.
حدثنا حامد بن عبد الله قال: سمعت إدريس بن سليم قال: كنا عند غسان بن الربيع، أو معلى بن مهدي فجاء نعي أبي هاشم فقال قائل: مات شيخ الموصل؟ فقال: نعم وشيخ الجزيرة وشيخ الشام وشيخ مصر. وذكر بعد ذلك أمصارًا كثيرة.
[قال أبو زكريا: وهو راوية المعافى، والقاسم بن يزيد، وعفيف بن سالم]، وزيد بن أبي الزرقاء.
روى عنه: صالح بن العلاء، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن صالح بن عبد الصمد، وإسماعيل بن حماد التمار، وحميد بن زنجويه، روى عن أبي عكرمة الغساني وأبي الربيع قاضي شمشاط. وزعم بعض الشيوخ أن إبراهيم النخعي كان دله وهديه يشبه علقمة وعلقمة بعبد الله وعبد الله بمحمد صلى الله عليه وسلم(10/288)
ومنصور يشبه بإبراهيم، والثوري بمنصور، والمعافى بالثوري [ق 11/أ] وأبو هاشم بالمعافى.
وقال العجلي: كل شيء روى عن أبي هاشم: حديثان حديث أبي هريرة في " الصلاة الوسطى " وحديث " دخل على معاوية يعوده ".
4224 - (د) محمد بن عمار بن ياسر.
قتله عبد الله بن رياس قال الطبري: وهو الذي قال فيه الشاعر:
قتيل ابن رياس ... لا صاب قذا له
وفي " تاريخ " الواقدي: ضربه عمرو بن الزبير لما ولي شرطة عمرو بن سعيد بن. . . لهواه في عبد الله بن الزبير. . . من الأربعين إلى الخمسين. وذكر البخاري قتله فيما بين سنة ستين وسبعين.
4225 - (4) محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله المدني.
قال أبو الحسن ابن القطان في كتابه " الوهم والإيهام ": حاله مجهولة وقد يظنه من لا يعلم محمد بن عمر بن علي المقدمي وليس به فاعلمه والله تعالى أعلم.
وذكر السيد أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر النسابة في كتابه: وولد عمر ابن علي بن أبي طالب، محمد بن عمر وفيه البقية.
وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة فولد محمد: عمر وعبد الله وعبيد الله روى عنهما الحديث وجعفرًا.
وذكره ابن حبان في كتاب " التابعين " ووصفه بالرواية عن علي والمزي قال: روى عنه مرسلًا.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من المدنيين.
ولما ذكره ابن مردويه في " أولاد المحدثين " قال: له ابن يقال له عبد الله بن محمد.(10/289)
4226 - (4) محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي أبو عبد الله البصري ابن عم محمد بن أبي بكر.
قال مسلمة في كتاب " الصلة " وأبو علي الجياني: مولى ثقيف، زاد مسلمة: ثقة.
4227 - (ق) محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم أبو عبد الله المدني قاضي بغداد.
قال النسائي: الكذابون الوضاعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة. فذكر منهم الواقدي كذا هو، وفي " الطبقات " المتميز: ليس ثقة لا يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث. كذا قاله ابن الجوزي وكأنه غير جيد.
وقال الدارقطني: فيه ضعف مختلف فيه بين على حديثه.
وقال أبو أحمد الجرجاني: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
وفي " الأفراد والغرائب " لأبي الحسن علي بن عمر: كان يعرف بابن أبي شملة.
وسأل الحربي سليمان بن إسحاق بن الخليل فقال: أي مسائل مالك أقرأ ابن وهب أو ابن القاسم؟ فقال: مسائل الواقدي: قال أبو إسحاق: ومن زعم أن(10/290)
مسائل مالك وابن أبي ذئب توجد عند من هو أوثق من الواقدي فلا تصدقه.
وقال محمد بن أسد – فيما ذكره أبو أحمد الحاكم إملاء على محمد الأسلمي: وأصحابنا يرون الإمساك عن حديثه.
[ق 11/ب].
وقال علي ابن المديني: عنده عشرون ألف حديث لم يسمع بها وفي موضع آخر: ليس هو بموضع للرواية لضعفه، وإبراهيم بن أبي يحيى كذاب وهو عندي أحسن حالًا من الواقدي.
وقال الشافعي: كتبه كذب وصل حديثين لا يوصلان، وقال بندار: ما رأيت أكذب منه، وقال أبو زرعة: متروك الحديث، وقال أبو داود: ولا أكتب حديثه ولا أحدث عنه ما أشك أنه كان ينقل الحديث ليس ينظر للواقدي في كتاب إلا بين [فيه] أمره، وروى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديث الزهري وكان أحمد لا يذكر عنه كلمة وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي ينظر في كتبه كثيرًا ولم يكن ينكر عليه سوى جمعه الأسانيد ومجيئه بالمتن واحدًا، قال الحربي: وليس هذا بعيب قد فعله الزهري وابن إسحاق ولم يزل أحمد يوجه في كل جمعة حنبل بن إسحاق إلى محمد بن سعد فيأخذ له جزين جزءين من حديث محمد بن عمر ينظر فيهما ثم يردهما ويأخذ غيرهما.
وفي رواية محمد بن علي بن عبد الله بن المديني عن أحمد: الواقدي يركب الأسانيد.
وفي السير لأبي القاسم المغربي [. . .] والتي ذكر كنية سعيد بن العاص(10/291)
رفع بها الواقدي وذلك أن الرشيد بعث حجابه وأذن للناس [. .] بالمدن؛ فدخل محمد بن عمر فجلس متأخرًا فلما استوثق المجلس قال الحاجب: إن أمير المؤمنين سائلكم ما كنية سعيد بن العاص فأمسكوا جميعًا، فقال الواقدي: عن أيها يسأل أمير المؤمنين عن الكبير أم عن الصغير؟ فقال: عنهما جميعًا. فقال: الكبير: أبو أحيحة والصغير: أبو عمرو، فرفعه الرشيد إلى صدر المجلس ووصله صلة كبيرة [] على أبو يوسف القاضي ويحيى بن خالد إلى العراق أن يعد فتولى القضاء.
وقال إسحاق بن راهويه: هو عندي ممن يضع، وقال الجوزجاني: لم يكن مقنعًا.
وفي " التاريخ الصغير " للبخاري: ما عندي عنه حرف وما عرفت من حديثه فلا أقنع به وهو ذاهب، وفي موضع آخر: سكتوا عنه.
وفي كتاب " الفهرست " لابن إسحاق: كان يتشيع وهو حسن المذهب يلزم التقية وهو الذي روى أن عليًا كان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب أبي العرب عن الشافعي: كان بالمدينة سبع رجال يضعون الأسانيد الواقدي أحدهم.
وقال أبو بشر الدولابي: هو متروك الحديث، وفي كتاب ابن الجارود: تركوه.
وقال أبو حاتم الرازي: وجدنا حديثه عن المدنيين عن شيوخ مجهولين مناكير قلنا: يحتمل أن تكون تلك الأحاديث المناكير منه ويحتمل أن تكون منهم ثم نظرنا [ق 12/أ] إلى حديثه عن ابن أبي ذئب ومعمر فإنه يضبط حديثهم فوجدناه قد حدث عنهما بالمناكير فعلمنا أنه منه فتركنا حديثه.
وفي كتاب العقيلي: منكر الحديث متروك.(10/292)
وقال الساجي: في حديثه نظر واختلاف سمعت العباس العنبري يحدث عن الواقدي ويطريه، ثنا بدر بن مجاهد، ثنا الشاذكوني قال: كان الواقدي يدخل البادية فيسأل الأعراب ومعه خيط فيعقده ولا يكتب، وكان ربما سقط منه في طريقه فتجده الأعراب فتقول: هذا خيط ابن واقد فيأتونه به في المدينة.
ثنا أحمد بن محمد، ثنا عمرو الناقد قال قلت: فالواقدي يحفظ عن الثوري عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور؟ فقال: نعم حدثناه سفيان فقلت: أمله علي.
فقال: ثنا سفيان عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان عن عبد الرحمن بن ثابت.
فقلت: الحمد لله الذي أوقعك أنت تعرف أنساب الجن ومثل هذا يخفى عليك؟ قال أبو يحيى: والحديث حديث قبيصة عن سفيان وكان أحمد بن حنبل لا يشتغل بذكر الواقدي انتهى.
المزي ذكر عن الساجي أن الواقدي متهم فينظر.
وفي تاريخ البخاري: مات سنة سبع ومائتين أو بعدها بقليل.
وفي " التعريف بصحيح التاريخ ": صلى عليه محمد بن سماعة وكان قد أوصى إلى المأمون فقبل وصيته.
وسئل عنه يحيى بن معين فقال: روى المغازي وأخبار الناس وتفنن فيها وجلب فأكثر فاتهم لذلك، وقيل لأحمد بن حنبل: من أثبت في معمر الواقدي أو عبد الرزاق؟ قال: زعم الواقدي أن عنده عشرة آلاف حديث لمعمر ليست لغيره فنظرنا إلى من هو أقدم مجالسة لمعمر منه فلم يوجد عنده هذا فمن ها هنا أومئ إليه في الإكثار.
وفي " التاريخ الصغير " لمحمد بن إسماعيل: ما عندي للواقدي حرف وما عرفت من حديثه فلا أقنع به.(10/293)
4228 - (ت ق) محمد بن عمر بن الوليد الكندي أبو جعفر الكوفي.
زعم ابن عساكر، وبعده صاحب " الكمال " والصيريفيني وغيرهما أن النسائي روى عنه وهو مذكور أيضًا في كتابه " أسماء شيوخه " تخريجه فينظر لم لم ينبه المزي على ذلك وأبدل النسائي بالترمذي.
[ق 12/ب].
4229 - (سي) محمد بن عمر الطائي المحري أبو خالد الحمصي.
كذا ضبطه وجوده المهندس فيما صححه عن الشيخ وحرره وزعم مسلم بن الحجاج القشيري في كتاب " الكنى " – ومن خط الدارقطني فيما يقال نقلت: محمد بن عمرو الحربي أبو خالد الحمصي وكذا نقله عنه أبو الوليد الوقشي في كتابه " قلب الزينة " بواو بعد الراء وبياء موحدة قبل الياء، والله تعالى أعلم.
4230 - (س) محمد بن عمر بن أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد.
روى عن أبيه عند النسائي في " الليلة " وفي [] " قم يا عمر زوج أمك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ". لم ينبه عليه المزي ولا صاحب " الكمال " فينظر.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، قال روى عنه أبو بكر بن محمد بن(10/294)
عمر ولعمر صحبة.
انتهى، يؤكد أن الابن هو محمد قول ابن سعد: ولد عمر: محمدًا وسلمة، لم يذكر له ولدًا غيرها، وسلمة ليس مذكورًا في شيء من الكتب.
فينبغي أن يكون محمدًا وقد أوضح ذلك الواقدي، فقال: ثنا مجمع عن أبي بكر بن محمد بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم: خطب أم سلمة إلى ابنها عمر، فزوجها منه وهو يومئذ غلام صغير.
4231 - (م د ق) محمد بن عمرو بن بكر بن سالم وقيل: بكر بن مالك بن الحباب العدوي، عدي تميم أبو غسان الرازي الطلاس، عرف بزنيج صاحب الطيالسة.
زعم صاحب " الزهرة " أن مسلمًا روى عنه تسعة عشر حديثًا، ونسبه مسمعيا، وقال أبو علي الغساني الجياني: ثقة، وفي تاريخ القراب عن أبي سعد الزاهد قال: كتبت عن زنيج رواية جرير، وكان صدوقًا، مات سنة أربعين آخرها، أو أول سنة إحدى وأربعين.
4232 - (مد س) محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوزان الأنصاري النجاري أبو القاسم ويقال: أبو عبد الملك ويقال: أبو سليمان.
ذكر محمد بن سعد في " الطبقات " أن أمه اسمها عمرة بنت عبد الله بن الحارث الخزرجية، ومن ولده: عثمان وأبو بكر الفقيه وعبد الملك وعبد الله وعبد الرحمن.
أبنا محمد بن عمر، حدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر قال: كان محمد بن عمرو قد أكثر أيام الحرة في أهل الشام القتل، وكان يحمل على الكردوس منهم فيفض جماعتهم، وكان فارسًا قال: فقال قائل من أهل الشام: قد أحرقنا هذا ونحن نخشى أن ينجو على فرسه فاحملوا عليه حملة واحدة، فإنا نرى رجلًا ذا بصيرة وشجاعة، قال: فحملوا عليه حتى نظموه في الرماح، فلقد مال ميتًا، ورجل من أهل الشام كان قد(10/295)
اعتنقه، حتى وقعا جميعًا، فلما قتل محمد بن عمرو انهزم الناس في كل وجه حتى دخلوا المدينة فجالت خيلهم فيها يقتلون وينهبون.
أبنا محمد، ثنا عبد الجبار عن محمد بن أبي بكر قال: صلى محمد يوم الحرة وإن جراحه لتنبعث دمًا، وما قتل إلا نظمًا بالرمح.
أبنا محمد بن عمر، حدثني إسماعيل بن مصعب عن ثابت عن إبراهيم ابن يحيى بن يزيد بن ثابت أن محمدًا كان [ق 13/أ] يحمل على الكتيبة فيفضها أبنا ابن عمر، حدثني عتبة بن جبيرة عن عبد الله بن أبي سفيان مولى أبي أحمد عن أبيه، قال: جعل الفاسق مسرف بن عقبة يطوف على فرس له في القتل ومعه مروان بن الحكم فمر علي محمد بن عمر بن عمرو بن حزم، وجبهته على الأرض، فقال: والله لئن كنت على جبهتك بعد الممات، لطالما افترشتها حيا، فقال مسرف: والله ما أرى هؤلاء إلا أهل الجنة لا يسمع منك أهل الشام فتكركرهم عن الطاعة، فقال مروان: ألا إنهم بدلوا وغيروا.
قال: محمد بن عمر كانت وقعة الحرة بالمدينة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية.
انتهى.
المزي ذكر عن ابن سعد مقلدًا صاحب " الكمال " وأرى أنه قال قتل يوم الحرة بالمدينة في خلافة يزيد بن معاوية سنة ثلاث وستين. وقد أسلفنا أنه إنما ذكر هذا في " الطبقات " عن شيخه بأبين مما ذكر، والله تعالى أعلم.
وذكر عن ابن حبان أن الأنصار ولته أمرها يوم الحرة، وذكر وفاته من عند غيره وفيه نظر في موضعين: الأول: ابن حبان إنما قال: ولته الخزرج أمرها.
والخزرج وإن كانوا من الأنصار فليسوا كل الأنصار، وكلامه يغطي جميع الأنصار.
الثاني: ابن حبان ذكر وفاته، كما ذكرها المزي من عند غيره، فكان ينبغي له على عادته أن يقول قال فلان وفلان.
توفي في سنة كذا وكذا، وقال ابن(10/296)
حبان ولته الخزرج أمرها يوم الحرة ومات في ذلك اليوم سنة ثلاث وستين.
وفي " تاريخ البخاري ": ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده محمد بن عمرو قال: كنت أتكنى بأبي القاسم، فجئت أخوالي بني ساعدة فسمعوني، فنهوني، وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي " فحولت كنيتي بأبي عبد الملك.
وفي " الاستيعاب ": وقيل: ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، ولا تكاد تجد في آل عمرو بن حزم مولودًا يسمى محمدًا إلا وكنيته أبو عبد الملك، وكان محمد هذا فقيهًا، أخذ عنه جماعة من أهل المدينة، قتل وله ثلاث وخمسون سنة [ق 13/ب] وقتل معه ثلاثة عشر رجلًا من أهل بيته وكان من أشد الناس على عثمان رضي الله عنه.
وذكره أبو أحمد العسكري في فصل من ولد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو عنه شيئًا.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي نعيم كان محمد بن عمرو فاضلًا فقيهًا من صالحي المسلمين.
روى المدائني أن بعض أهل الشام رأى في منامه أنه يقتل رجلًا اسمه محمد، فيدخل بقتله النار، فلما سير زيد الجيش إلى المدينة، كتب ذلك الرجل في(10/297)
ذلك الجيش فسار معهم، ولم يقاتل خوفًا مما رأى، فلما انقضت الحرب مشى بين القتلى، فرأى محمد بن عمرو جريحًا، فتعرض له فسبه محمد فقتله الشامي، ثم ذكر الرؤيا فأخذ معه رجلًا من أهل المدينة، وأراه إياه، فلما رآه المدني قال: " إنا لله وإنا إليه راجعون " والله لا يدخل قاتل هذا الجنة أبدًا، قال الشامي: ومن هو هذا؟ قال: محمد بن عمرو بن حزم، فكاد الشامي يموت غما.
4233 - (خ م د س) محمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وفي " تاريخ الطالبيين " للجعابي: أمه آمنة بنت عقيل بن أبي طالب.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة قال: ولد حسن بن محمد ورقية وعمرًا وعبد الله وعبيد الله ومحمدًا أو جعفرًا وداود، وقد انقرض ولد عمرو بن حسن بن علي، فلم يبق منهم أحد.
4234 - (خ م د س) محمد بن عمرو بن حلحلة الدئلي المدني.
في " تاريخ البخاري ": وقال ابن إسحاق الدؤلي قال البخاري: الديل من حنيفة والدول من مناة.
قال ابن حبان: كان ذا هيئة ملازمًا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة كان ديليا من أنفسهم وكان هيبًا مريا لزومًا للمسجد وله أحاديث.(10/298)
4235 - (م) محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي داود العتكي مولاهم أبو جعفر البصري.
كذا ذكره المزي، وفي " الصلة " لمسلمة بن قاسم: ومحمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد الرازي يكنى أبا غسان، ومحمد بن عمرو بن جبلة - أيضًا - بصري روى عن محمد بن أبي مقاتل روى عنه علي ابن المديني.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين ": روى عنه مسلم ستة وعشرين حديثًا.
4236 - محمد بن عمرو بن الحجاج الغزي.
قال المزي: لم يخرج له أحد منهم فلم أكتبه [ق 14/أ] كذا قال وقد زعم الحافظ أبو علي الجياني: أن أبا داود سليمان بن الأشعث حدث عنه عن أبي مسهر في كتاب الجهاد من " سننه " قال: وحدث عنه من أهل بلدنا ابن وضاح، وهو فاضل ثقة، يكنى أبا عبد الله.
وقال مسلمة في " الصلة ": قال ابن وضاح كان رجلًا فاضلًا كثير الحديث، ولما دخلت غزة لقيني جندي - أراه قال: سكرن - فلما رأى معي المحبرة، قال لي: الحديث تريد؟ عليك بمحمد بن عمرو فإنه يصوم أربعين يومًا.
قال ابن وضاح: فأتيته وكتبت عنه، ولما أردت توديعه قلت: بلغني أنك تصوم أربعين يومًا فشق عليه ما سألته عنه، فقلت: إني غريب وأنا خارج غدًا، ولست أحدث بهذا أحدًا من أهل بلدك، فلم أزل أطلب إليه حتى قال: أما أربعين فلا، ولكني كنت في حداثتي أصوم أربعة وعشرين وخمسة وعشرين يومًا، وأما اليوم فإني أصوم أربعة عشر يومًا وخمسة عشر يومًا، لا آكل بينهما شيئًا إلا حسوة ما، كراهية الوصال.
قيل لابن وضاح: ابن كم كان في ذلك الوقت؟ قال: أكثر من سبعين سنة.
قيل له: كيف كانت نظرته؟ قال: كمن يأكل ويشرب.(10/299)
4237 - (ع) محمد بن عمرو بن عطاء بن عياش بن علقمة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي أبو عبد الله المدني، وقيل: إنه مولى بني عامر.
قال ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: أمه أم كلثوم بنت عبد الله بن غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب من ثقيف.
وفي كتاب الكلاباذي عنه قال الهيثم بن عدي: توفي في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وقال الواقدي: كانوا يتحدثون عندنا بالمدينة أن الخلافة تفضي إليه لهيئته ومروءته.
انتهى.
المزي ذكر هذا جميعه من قول ابن سعد مع إغفاله ذكر أمه، وقد رأيت أنه إنما نقله عن شيخه، والله تعالى أعلم، وزعم المزي أن ابن حبان ذكر وفاته، وأغفل منه شيئًا عرى كتابه منه جملة.
وهو: توفي وله ثلاث وثمانون سنة، وكان ذا هيئة في القرشيين، وأمه أم كلثوم بنت عبد الله ابن غيلان بن سلمة من ثقيف.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال خليفة في [ق 14/ب] الطبقة الرابعة والهيثم بن عدي في الثالثة: من بني عامر بن لؤي مات في خلافة الوليد بن يزيد.
وفي ضبط المهندس، وتصحيحه عن الشيخ: عياشا بالشين المعجمة نظر؛ لأن أحدًا ممن ألف في المختلف والمؤتلف لم أره مذكورًا عنده ورأيته بخط أبي ذر الهروي، وابن الأبار في " تاريخ البخاري " عباسًا بغير إعجام السين وبنقطة تحت الباء، وكذا هو بخط العرقوي في كتاب الزبير وتصحيح محمد بن أسعد الحراني عليه، فينظر.(10/300)
وفي قوله أيضًا وقيل: إنه مولى عامر بن لؤي نظر؛ لأني لم أره، والذي رأيت في كتب الأنساب: للكلبي، والبلاذري والزبير فمن بعدهم يذكرونه من أنفسهم، ويسوقون نسبه. كما ذكره ابن سعد وغيره، واللّه تعالى أعلم.
وقال ابن القطان: جملة أمره أنه من أهل الصدق، وقد ضعفه يحيى في رواية، ووثقه في أخرى وكان الثوري يحمل عليه من أجل القدر، وزعموا أنه خرج مع محمد بن عبد اللّه بن الحسن، وروايته عن أبي قتادة مرسلة، وقاله أيضًا الطحاوي. انتهى. هذا يرد قول الحافظ المزي: روى عن أبي قتادة.
4238 - (ع) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي أبو عبد اللّه وقيل: أبو الحسن مدني.
قال الحاكم النيسابوري: قال ابن المبارك: رأيت محمد بن عمرو بن علقمة ولم يكن به بأس.
وقال يعقوب في "مسنده الفحل": هو وسط وإلى الضعف ما هو.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" قال: مات سنة أربع أو خمس وأربعين ومائة والمزي زعم أن ابن حبان وثقه، ولم يذكر هذا من عنده وهو يأتي في كتابه من غير فصل.
وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: محمد بن عمرو بن علقمة الليثي من أنفسهم، توفي بالمدينة سنة أربع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور، وكان كثير الحديث يُستضعف وذكره في موضع آخر فقال: قال محمد بن عمر. توفي سنة أربع وأربعين، وهذا هو الذي نقله المزي عن محمد بن عمر، وأورده بوساطة الكلاباذي.
في كتاب العقيلي عن يحيى بن معين: ابن عجلان أوثق من محمد بن عمرو ابن علقمة، ولم يكونوا يكتبون حديث محمد بن عمرو، حتى اشتهاه(10/301)
أصحاب الإسناد، فكتبوه وهو أحب إلي من ابن إسحاق.
وقال أبو العرب في كتابه "الجرح والتعديل": فأما محمد بن عمرو بن علقمة فهو ثقة، كذا قالوا.
وذكره ابن شاهين في جملة "الثقات" وابن [ق 15/ 1]، الجارود في جملة "الضعفاء".
وقال الخليلي: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم.
وقال الهيثم بن عدي: توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة بالكوفة في منزل عدي، قاله في الطبقة الثالثة من أهل المدينة.
وذكره ابن مردويه في "أولاد المحدثين لا.
4239 - (خ ت) محمد بن عمرو السواق، ويقال: السويقي أبو عبد الله البلخي.
قال صاحب "زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين": روى عنه -يعني البخاري- ثلاثة أحاديث وذكره في أشياخ البخاري أيضًا جماعة منهم: أبو عبد اللّه بن منده، وأبو إسحاق الحبال.
4240 - (د) محمد بن عمرو شيخ من أهل المدينة من الأنصار.
قال أبو الحسن ابن القطان في كتابه "الوهم والإيهام": هو محمد بن عمرو اليافعي فإن كان كذلك فهو ضعيف هالك، وفي موضع آخر: لا يساوي شيئًا.(10/302)
4241 - (بخ ت) محمد بن عمران بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبو عبد الرحمن الكوفي.
قال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": ثقة روى عنه من أهل بلدنا بقي بن مخلد.
4242 - (س) محمد بن أبي عميرة أخو عبد الرحمن شامي.
روى عنه جبير بن نفير حديث: " ما في الناس من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم ". فقال: عن ابن أبي عميرة ولم يسمه وقد روى عنه جبير حديثًا آخر سماه فيه محمد كذا ذكره المزي.
وفي كتاب ابن قانع والبغوي هذا الحديث: " ما في الناس من نفس مسلمة. . . .
" عن جبير وسماه فيه محمدًا، ونسبه ابن قانع حمصيًا.
وفي " معجم " أبي القاسم الطبراني: عن جبير بن نفير، حدثني محمد بن أبي عميرة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عمر روى عنه جبير، وجبير يروي عن كبار الصحابة.
وزعم أبو الفتح الأزدي أن جبيرًا تفرد عنه بالرواية [ق 15/ب].(10/303)
4243 - (د عس) محمد بن عوف بن سفيان الطائي أبو جعفر، ويقال: أبو عبد الله الحمصي الحافظ.
قال مسلمة في " الصلة ": محمد بن عوف بن سفيان بن مسلم الطائي شامي ثقة، أخبرنا عنه غير واحد نزل بغداد، وتوفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وقال أبو علي الجياني الحافظ: ثقة توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين وزعم المزي أن أبا الحسين بن المنادي قال: إنه توفي بحمص سنة اثنتين وسبعين ومائتين. وكأنه لم ير كتابه إذ لو رآه لوجده قد قال: ومات محمد بن عوف وأبو داود وسليمان بن نشيط الحداني، وعلي بن المغيرة كلهم وفي وسط هذه السنة - يعني سنة اثنتين وسبعين - لم يذكر في " تاريخه " حمص بوجه من الوجوه، وكذا نقله عنه أيضًا القراب في " تاريخه " لا يغادر حرفًا.
وقال الفراء في كتابه " الطبقات " عن الخلال: هو إمام حافظ في زمانه، معروف بالتقدم في العلم والمعرفة على أصحابه، وكان أحمد يعرف له ذلك ويقبل منه، وسأله عن رجال من أهل بلده وسمع منه أحمد بن حنبل، وله عن أبي عبد الله من مسائل صالحة يغرب فيها عنه بأشياء لم يجئ بها غيره.
4244 - (ق) محمد بن عون أبو عبد الله الخراساني.
قال الساجي: عن يحيى ابن معين: ضعيف ليس بشيء.
وذكره أبو محمد بن الجارود، وأبو جعفر العقيلي، وأبو العرب القيرواني، وأبو حفص ابن شاهين في " جملة الضعفاء ".
وذكره البخاري في فصل من مات في الأربعين إلى الخمسين ومائة.(10/304)
وقال يعقوب بن سفيان: منكر الحديث.
4245 - (ع) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبو كريب الكوفي.
قال مسلمة بن قاسم: كوفي ثقة. وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري خمسة وسبعين حديثًا، ومسلم خمسمائة وستة وستين حديثًا.
وذكره عمران بن محمد بن عمران في الطبقة التاسعة من الهمدانيين النازلين بالكوفة ولم [] وقال كان ينزل [المذين] بالكوفة قرب منزل أبي [] بالجفر.
4246 - محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي أبو عيسى الترمذي الأكمه الحافظ.
قال الخليلي في " الإرشاد ": ثقة متفق عليه.
وفي كتاب الفرائض من كتاب " الإيصال " لأبي محمد بن حزم: ومحمد بن عيسى بن سورة مجهول.
وفي " الأنساب " للسمعاني: أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة البوغي؛ نسبة إلى قرية من قرى ترمذ، إمام عصره بلا مدافعة، توفي بهذه القرية سنة خمس وسبعين ومائتين.
وزعم ابن دحية في الكتاب [ق 17/ أ] المسمى " بالمستوفى في أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم " أنه يعرف بابن الدهان.(10/305)
4247 - (كن) محمد بن عيسى بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي أبو علي البصري البزاز ابن أخي يعقوب بن شيبة نزل مصر.
روى النسائي في " الكنى " عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن سعيد والدوري، وغيرهما، وأراه هو هذا، والله أعلم، كذا ذكره المزي.
وقد قال مسلمة في " الصلة ": محمد بن عيسى بن شيبة أبو علي البغدادي توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة، أبنا عنه ابن بهزاد.
4248 - ومحمد بن عيسى آخر روى عنه إبراهيم بن سعيد.
كذا فرق بينهما، والله أعلم.
4249 - (د س ق) محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي مولى بني أمية أبو سفيان الدمشقي.
روى عن زيد بن واقد، وعن ابن أبي ذئب.
كذا جمع بينهما المزي، والبخاري فرق بين القرشي الراوي عن زيد بن واقد، وبين الراوي عن ابن أبي ذئب، وإن كان الرازيان قد ردا ذلك عليه، فيعلم ذلك؛ لأنهما لم يبينا وجه الرد ليرجع إليه.
وذكره العقيلي، وابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
4250 - (خت د تم س ق) محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي أبو جعفر ابن الطباع أخو إسحاق ويوسف سكن أذنة.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري ستة أحاديث، يعني في صحيحه.
وذكره في أشياخه: أبو أحمد بن عدي وأبو إسحاق الحبال وأبو الحسن(10/306)
الدارقطني وأبو عبد اللّه بن البيع من غير تردد.
وقال أبو عبد اللّه بن منده الحافظ: محمد بن عيسى غير منسوب ذكر عنه غير سماع، واللّه تعالى أعلم، كأنه يريد قول البخاري في كتاب "الأدب": وقال محمد بن عيسى عن هشيم عن حميد عن أنس: كانت إماء أهل المدينة تأخذ إحداهن بيده - صلى الله عليه وسلم - فتنطلق به حيث شاءت.
وقال أبو حازم الرازي: محمد بن عيسى بن الطباع ثقة مبرز، وقال عبد الرحمن سمعت أبي يقول: قلت لأحمد بن حنبل: عمن ترى أكتب المصنفات؟ فقال عن محمد بن عيسى بن الطباع، وأبي بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن موسى.
وقال مسلمة: أبنا عنه ابن الأعرابي، وفي "تاريخ المطين"، وكتاب ابن عساكر: مات سنة ست وعشرين ومائة.
وفي كتاب السمعاني: الطباع الذي يطبع السيوف.
وفي "تاريخ بغداد" عن أبي خيثمة، وذكر محمدًا فقال: خرج من عندنا قبل أن يطلب الإسناد، وقال أبو داود سمعت محمد بن داود يقول: قلت لابن الطباع، كيف عرفت أحمد بن حنبل؟ فقال: لم يكن يقعد في حلقتنا أصغر منه.(10/307)
4251 - (خ د) محمد بن أبي غالب القومسي أبو عبد اللّه الطيالسي نزيل بغداد [ق 17/ب].
قال صاحب "الزهرة": محمد بن أبي غالب القومسي أبو بكر، وقيل: أبو عبد اللّه توفي ببغداد بعد الخمسين ومائتين، روى عنه يعني البخاري حديثين.
وقال أبو علي الجياني الحافظ: محمد بن أبي غالب أبو بكر من الحفاظ حدث عن سعيد بن سليمان، حدث عنه أبو داود آخر في كتاب الديات.
4252 - (خ) محمد بن غُرير بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن المدني، عرف بالغُريري.
قال السمعاني وأبو محمد الرشاطي: اسم غُرير هذا عبد الرحمن.
وزعم صاحب "الزهرة" أن البخاري روى عنه خمسة أحاديث.
ونسبه أبو علي الغساني في "تقييد المهمل" فرغانيًا.
4253 - (ق) محمد بن الفرات التميمي ويقال: الجرمي أبو علي الكوفي قدم بغداد.
قال الدارقطي: ليس بالقوي، وقال الساجي: منكر الحديث.(10/308)
وذكره العقيلي والدولابي، وأبو العرب، وابن شاهين في " جملة الضعفاء ".
ونسبه أبو داود بصريًا، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بشيء وكذا هو في كتاب " الضعفاء " لابن الجارود.
وقال ابن حزم: ضعيف باتفاق مطرح.
4254 - (د ت ق) محمد بن فضاء بن خالد الأزدي الجهضمي أبو بحر البصري المعبر أخو خالد.
قال أبو الفرج ابن الجوزي: روى عن علقمة بن عبد الله المزني.
وقال الساجي: منكر الحديث. وقال العقيلي: لا يتابع.
وفي كتاب أبي محمد ابن الجارود: ليس بشيء، وذكره أبو العرب في " جملة الضعفاء ".
4255 - محمد بن الفرخان الرافقي.
قال الخطيب: حدث عن أبيه وأبي خليفة وغيرهما بأحاديث منكرة وذكر له حديثًا، وقال إثره: هذا الحديث منكر جدا، عجيب الإسناد، لم أكتبه إلا من هذا الوجه، وما أبعد أن يكون من وضعه، وقد ذكر لي بعض أصحابنا: أنه رأى لابن الفرخان أحاديث كثيرة منكرة بأسانيد واضحة عن شيوخ ثقات.(10/309)
وقال السمعاني: أحاديثه منكرة، كنيته أبو الطيب، وهو محمد بن الفرخان بن روزبة الدوري الفرخاني.
وقال مسلمة في كتابه " الصلة ": رافضي ثقة. [ق 18/أ].
4256 - (ت ق) محمد بن الفضل بن عطية بن عمر بن خالد العبسي مولاهم أبو عبد الله الكوفي.
ويقال: المروزي سكن بخارى.
قال البخاري في " التاريخ الكبير ": محمد بن الفضل بن عطية المخزومي سكن بخارى، سكتوا عنه، رماه ابن أبي شيبة.
وفي كتاب أبي الفرج: كان ابن أبي شيبة شديد الحمل عليه، وقال النسائي: متروك الحديث.
وذكره العقيلي وأبو العرب، والبلخي، والفسوي، وابن شاهين في جملة الضعفاء والبرقي في جملة الكذابين والقدرية.
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: قال الإمام: ومحمد هذا ممن لا يرتاب في تركه، وقال أبو سعيد النقاش: روى عن زيد بن أسلم ومنصور الموضوعات.
وقال أبو عبد الله الحاكم: روى عن أبي إسحاق وداود بن أبي هند أحاديث موضوعة، كتب عنه بالعراق وخراسان.(10/310)
وقال ابن سعد: متروك الحديث.
وذكره ابن مردويه في " أولاد المحدثين ".
4257 - (ع) محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري المعروف بعارم.
ذكر الشيرازي في كتاب " الألقاب " عن محمد بن يحيى الذهلي قال: ثنا محمد بن الفضل عارم، وكان بعيدًا من العرامة، صحيح الكتاب أراه قال: وكان ثقة، قال عارم: سماني الأسود بن شيبان لما ولدت عارمًا، وولد لأبي ولد آخر فسماه شغبًا.
انتهى.
كأن الأسود أراد اشتداده.
قال ابن سيده في " المحكم ": عرم يعرم عَرامة وعُرامة: اشتد، وقيل: بطر، وقيل: مرح.
زاد القزاز في " الجامع ": رضع أمه، وقيل بلغ منزلة.
انتهى، وهذا يرد قول القائل: كان بعيدًا من العرامة يعني الفساد.
وقال أحمد بن علي بن ثابت في كتابه " الجامع ": إن عارمًا اسمه، وليس لقبًا، وقال أبو داود سمعت عارمًا يقول: سماني أبي عارمًا وسميت نفسي محمدًا واسم أخي شغب، والمشهور أن اسم أخي عارم بسطام، فلعل أباه أيضًا سماه شغبًا، وسمي هو نفسه بسطام.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة رجل صالح ليس يعرف إلا بعارم.
قال أبو داود: أدرك شعبة وفي " زهرة المتعلمين ": روى عنه البخاري زهاء مائة حديث.(10/311)
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة تغير بآخرة، وما ظهر بعد اختلاطه عنه حديث منكر.
وقال محمد بن إسماعيل الصائغ: جاء رجل إلى عفان؛ فقال: يا أبا عثمان، حدثني بحديث [ق 18/ب] حماد بن سلمة عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: " اتقوا النار ولو بشق تمرة ".
فقال له عفان: إن أردت ذلك فاكتري زورقًا إلى عارم، يقول لك: ثنا حماد عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما أنا فحدثني حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
وقال عمر بن شبة في كتاب " أخبار المدينة " – على ساكنها أفضل صلاة وسلام -: ثنا عارم محمد بن الفضل بن يعقوب بن الفضل فذكر عنه حديثًا.
وقال ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل البصرة: توفي في شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين، وكذا ذكره ابن قانع زاد مولى بني سدوس.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الحادية عشر، وقال: توفي سنة أربع وعشرين. وكذا قاله ابن أبي عاصم وغيره.
4258 - (ع) محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي.
قال محمد بن سعد وأبو داود: توفي سنة أربع وتسعين ومائة، زاد أبو داود: في أولها، وقال البخاري، ومحمد بن الحجاج الضبي، وابن حبان: مات سنة خمس وتسعين ومائة.
قال: وكان فيه – يعني في الكمال – قال محمد بن سعد وأبو داود: مات سنة تسع وتسعين.
وهو خطأ والصواب – يعني ما ذكره – كذا قاله المزي، وفيه نظر في مواضع: الأول: ابن سعد لم يقل إلا سنة خمس وتسعين لم يذكر أربعًا ألبتة فإن قوله(10/312)
في الطبقة السابعة من أهل الكوفة: أخبرني محمد بن سليم العبدي قال: سمعت محمد بن فضيل بن غزوان يقول: شهد جدي غزوان القادسية مع مولاه رجل من بني ضبة، قلت: وما كان غزوان؟ قال: كان روميًا. قال: وتوفي محمد بن الفضيل بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة، وشهد جنازته وكيع بن الجراح، وكذا نقله عنه أبو نصر الكلاباذي – الذي كتابه في يد صغار الطلبة – فقال: مات سنة خمس وتسعين ومائة، قاله كاتب الواقدي، وذكر أبو داود مثل كاتب الواقدي، وزاد في أولها: وقال أبو عيسى سنة أربع وتسعين، وقال ابن نمير مثل أبي عيسى انتهى كلام أبي داود الذي نقلناه من عند أبي نصر، يرد قول المزي: سنة أربع، وهو النظر الثاني، وقال ابن أبي خيثمة عنه: [ق 19/أ] إنه مات سنة خمس وتسعين في أولها.
الثالث: إخلاله ما ذكره ابن سعد وهو قوله: وكان ثقة صدوقًا كثير الحديث متشيعًا، وبعضهم لا يحتج به.
الرابع: قوله: وقال ابن حبان: خمس مقتصرًا عليها، ولم يذكر قوله: ويقال أربع، مع الذين عدد المزي قولهم بالأربع، فإنه لما ذكره في كتاب " الثقات " قال: مات سنة خمس، ويقال: سنة أربع وتسعين ومائة، وفي سنة خمس ذكره: الفلاس، والقراب، وخليفة بن خياط، وابن أبي عاصم، وابن قانع في آخرين.
الخامس: البخاري لم يقل هذا استبدادًا، إنما ذكره رواية عن شيخه محمود بن غيلان، كذا هو في " تاريخه الصغير " و " الأوسط " والله تعالى أعلم.(10/313)
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة، وكان يتشيع وأبوه كوفي ثقة وكان عثمانيا.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " لأبي الوليد: قال أحمد بن علي بن مسلم، ثنا أبو هشام قال: سمعت ابن فضيل يقول: رحم الله تعالى عثمان بن عفان ولا رحم الله من لا يترحم عليه، قال: وسمعته يحلف بالله تعالى: إنه لصاحب سنة وجماعة، قال أبو هشام: ورأيت على خفه أثر المسح، وصليت خلفه ما لا يحصى فلم أسمعه يجهر.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال علي ابن المديني: كان محمد بن فضيل ثقة، ثبتا في الحديث، وما أقل سقط حديثه.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: كان ثبتًا في الحديث إلا أنه كان منحرفًا عن عثمان بن عفان، بلغني أن أباه ضربه من أول الليل إلى آخره، ليترحم على عثمان فلم يقبل – رحم الله عثمان ورضي عنه -.
وقال ابن القطان: صدوق من أهل العلم. وقال يعقوب بن سفيان: ثقة شيعي.
وقال ابن حزم: لم يسمع من عطاء بن السائب إلا بعد اختلاطه.
4259 - (خ س ق) محمد بن فليح بن سليمان الأسلمي ويقال: الخزاعي أبو عبد الله المكي.
كذا ذكره المزي، وقد نبهنا على وهمه في ترجمة فليح، وبينا أن أسلم بن أفصى بطن من خزاعة، والله تعالى أعلم.(10/314)
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: محمد بن فليح بن سليمان ثقة.
وفي " تاريخ البخاري ": يقال مولى أسلم، مدني.
ولما ذكره الحافظ أحمد بن مردويه في كتابه " أولاد المحدثين " قال: مدني مات سنة سبع وتسعين ومائة. وكذا ذكره في المدنيين الكلاباذي، وأبو الوليد وغيرهما ولم أر من نسبه مكيا، والله أعلم فينظر.
وفي قول المزي – ومن خط المهندس وتصحيحه وضبطه -: قال البخاري عن عبيد الله بن هارون الفروي: مات سنة سبع وتسعين نظر، والذي في تاريخه [ق 19/ب] الأوسط ونقله عنه أبو الوليد، والقراب، وغيرهما: هارون بن عبد الله الفروي ولم أر من قال: عبيد الله بن هارون، وكأنه انقلب على الناسخ على أنه المهندس، والله تعالى أعلم.
4260 - (ت) محمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي الكوفي قيل: لقبه كاو.
قال النسائي: ليس بثقة، كذبه أحمد، مات لإحدى عشرة خلت من ربيع الآخر سنة سبع ومائتين. كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إن النسائي إنما ذكر وفاته وتكذيب أحمد له رواية عن البخاري لم يذكرهما استقلالًا من نفسه وأيضًا لم يقل: إحدى عشرة إنما ذكر أربع عشرة بيانه قوله في كتاب " الكنى ": أبو إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي ليس بثقة، أبنا عبد الله بن أحمد عن محمد – يعني ابن إسماعيل – قال: مات محمد بن(10/315)
القاسم أبو إبراهيم الأسدي سنة سبع ومائتين لأربع عشرة خلت من ربيع الآخر، كذبه أحمد وكذا هو ثابت في تاريخ البخاري لا يغادر حرفًا.
وفي قوله – أيضًا -: قيل: لقبه كاو، نظر من حيث إن كل من ذكر كتابًا في الألقاب ينص عليه – الشيرازي فمن بعده – فلا يحسن به أن يقول: وقيل ممرضًا، والله تعالى أعلم.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به، وفي كتاب ابن الجوزي عن أحمد: يكذب، أحاديثه موضوعة، ليس بشيء رمينا حديثه.
وفي كتاب المروذي قال أحمد: ما يستأهل أن يحدث عنه بشيء، روى أحاديث مناكير.
وفي كتاب الساجي عنه: لا يكتب حديثه. وفي كتاب العقيلي: تركه أحمد. وقال أحاديثه أحاديث سوء. قال أبو جعفر: تعرف وتنكر.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كان حديثه كثيرًا، وكان شيخًا صدوقًا عثمانيا، وكان يبيع الشاء الحلابة، وكان من العرب، وقال أبو بشر الدولابي عن البخاري: متروك الحديث.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وفي كتاب " الضعفاء ".(10/316)
وذكره في " جملة الضعفاء ": أبو العرب القيرواني، وفي كتاب الساجي: لم يرضه يحيى بن معين، قال عباس بن محمد: ليس من طريق الكذب لم يرضه، أحسبه لغفلته.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث، وقال الدارقطني: يكذب [ق 20/أ].
4261 - (د س) محمد بن قدامة بن أعين بن المسور القرشي مولاهم أبو عبد الله المصيصي.
قال مسلمة بن قاسم: محمد بن قدامة بن أعين الأرميني، ثقة صدوق، روى عنه ابن وضاح، لقيه بمكة والبيت المقدس.
وقال أبو علي الجياني: محمد بن قدامة بن أعين المصيصي ثقة، كتب عنه ابن وضاح.
وقال ابن الأخضر: مات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
4262 - (م مد ت س) محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبي، حجازي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
قال ابن حبان: هو أخو عبد الرحمن بن قيس بن مخرمة، روى عنه عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، ويقال: ابن محيصة، يقوله سفيان بن عيينة.
ولما ذكر أبو أحمد العسكري قيس بن مخرمة في كتابه في الصحابة قال: وقد(10/317)
لحق ابناه محمد وعبد الله ابنا قيس بن مخرمة، وهما صغيران، حدثنا محمد بن أحمد الفسوي، ثنا الحسن بن حميد، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا الثوري عن عبد الله بن مؤمل عن محمد بن يمان عن محمد بن قيس بن مخرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات في واحد من الحرمين بعثه الله تعالى يوم القيامة آمنا ".
وذكر أبو القاسم البغوي أن أبا بكر بن أبي داود الحافظ ذكره في " الصحابة "، وذكره فيهم أيضًا ابن منده وأبو نعيم، وابن فتحون، مستدركًا على أبي عمر.
وفي كتاب ابن سعد: أمه درة بنت عتيبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وولد محمد: يحيى الأكبر، وعمر الأكبر، والحسن، والحسين، والحكم، وقيسا الأكبر، وقيسًا الأصغر، ومحمدًا الأصغر، وعمر الأصغر، ويحيى الأصغر.
4263 - (بخ م د س) محمد بن قيس الأسدي الوالبي من أنفسهم أبو نصر، ويقال: أبو قدامة، ويقال: أبو الحكم الكوفي.
ذكر البخاري في تاريخه روايته عن بكار بن سلام العنزي، روى عنه يحيى ابن يمان.
وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة: كان ثقة إن شاء الله(10/318)
تعالى، وقال العجلي – في بعض نسخ كتابه -: كوفي ثقة.
4264 - (عس) محمد بن قيس الهمداني ثم المرهبي الكوفي.
ذكر المزي أن البخاري [ق 20/ب] فرق بين محمد بن قيس المرهبي، ومحمد بن قيس الهمداني، وأنهما واحد، ولو كان ممن ينظر في كلام البخاري لعلم صواب ذلك من [خطائه]، وإن لم يفرق بينهما، بيانه قوله – في غير ما نسخة قديمة -: محمد بن قيس الهمداني الكوفي، حدثني عمرو بن عباس، ثنا ابن مهدي عن سفيان عن محمد بن قيس قال: قلت لابن عمر: أسلم وأرتهن؟ قال: ذلك الشف المضمون.
وزاد وكيع: المرهبي، وسمع إبراهيم والشعبي وروى عنه شريك؛ فهذا كما ترى لم يفرق بينهما كما ذكر، وهي النسبة إلى حي من همدان، وكأن المزي اعتمد المغايرة بين النسبتين ظنه تفرقة؛ بل الذي فرق بينهما هو أبو داود فيما ذكره عنه الآجري.
وقال يعقوب بن سفيان: لين الحديث، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة، وكذلك عمران بن محمد بن عمران الهمداني في كتاب " الطبقات ".
4265 - (م ت س ق) محمد بن قيس المدني أبو إبراهيم ويقال: أبو أيوب ويقال: أبو عثمان، مولى يعقوب القبطي، ويقال: مولى آل أبي سفيان بن حرب، وهو قاص عمر بن عبد العزيز.
ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال خليفة: توفي في أيام الوليد بن يزيد،(10/319)
كذا ذكره المزي، ولو نظر في كتاب " الثقات " لوجده قد ذكر وفاته كما ذكرها من عند خليفة، بل أبين منها.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": روى عن زيد بن ثابت مات في فتنة الوليد بن يزيد بالمدينة.
وفي قوله – أيضًا -: ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وكان كثير الحديث عالمًا.
إخلال بذكر وفاته – إن كان ينقل من أصل وما أخاله نقله إلا بوساطة ابن عساكر -؛ لأنه لو رأى الوفاة عنده لنص عليها كعادته في تعداد ذاكرين الوفاة، إذا ظفر بذلك، قال ابن سعد – في المكان الذي أشار إليه -: مولى معاوية بن أبي سفيان بن حرب، توفي بالمدينة في فتنة الوليد بن يزيد، وفي هذه الطبقة ذكره خليفة.
وقال يعقوب بن سفيان في " تاريخه ": ثقة متقن.
وزعم المزي أن صاحب " الكمال " خلط هذه الترجمة، بترجمة محمد بن قيس الزيات، الراوي عنه أبو عامر العقدي وعثمان بن عمر بن فارس، وروى عن سعيد بن المسيب، وبين محمد بن قيس اليشكري، الراوي عن جابر وأم هانئ، وعنه حماد بن سلمة وحميد الطويل، قال: والصواب التفرقة، كذا قال، ولا أدري من أي أمريه أعجب؛ أمن توهيم صاحب " الكمال " – وهو قد تبع البخاري – أو من رده ذلك بغير بيان وجه الصواب؟! قال البخاري في " تاريخه " [ق 21/أ]: محمد بن قيس الزيات، روى عنه أبو عامر وعثمان بن(10/320)
عمر: ثنا علي قال: لقينا ابنه يحيى بن محمد بن قيس، سمع سعيد بن المسيب قوله، روى عنه ابنه يحيى هو المدني وقال غيره: قاص عمر بن عبد العزيز، عن أبي صرمة، وعمر بن عبد العزيز، روى عنه: الليث بن سعد وعبد العزيز بن عياش وابن قيس ومحمد بن إسحاق، ثنا موسى، ثنا حماد بن سلمة، ثنا محمد بن قيس القاص قاص عمر بن العزيز، وكان شيخًا كبيرًا عن أم هانئ، وقال ابن أبي شيبة: عن ابن أبي عدي عن رجل يقال له: محمد بن قيس. قال: دخلت على جابر بن عبد الله، ثنا المقدمي، ثنا معمر قال: سمعت حميدًا عن محمد بن قيس عن جابر، وقال أبو معشر عن محمد بن قيس قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: يا أبا عثمان.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة متقن.
4266 - (د ت س) محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي مولاهم أبو يوسف الصنعاني نزيل المصيصة.
قال النسائي: ليس بالقوي كثير الخطأ، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقال أبو عبد الله الحاكم: ليس بشيء، وقال الساجي: صدوق كثير الغلط وقال يحيى بن معين: قد روى غير حديث منكر.
وفي كتاب العقيلي عن أحمد: قد حدث عن معمر بمناكير لا يتابع على شيء منها.(10/321)
وقال العجلي: ضعيف الحديث، وذكره ابن الجارود والدولابي وأبو العرب والفسوي والبلخي في جملة الضعفاء.
وقال ابن القطان: ضعيف، وأضعف ما هو في الأوزاعي.
4267 - (ع) محمد بن كثير العبدي أبو عبد الله البصري أخو سليمان ولكن سليمان أكبر منه بخمسين سنة.
قال مسلمة بن القاسم في " الصلة ": لا بأس به.
وقال صاحب " زهرة المتعلمين ": روى مسلم عن عبد الله الدارمي عنه، وروى عنه البخاري ثلاثة وستين حديثًا، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وكذا ذكر وفاته الجياني وابن أبي عاصم، وابن قانع زاد: في جمادى الأولى بصري ضعيف.
وزعم المزي أن البخاري قال: مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين، والقراب ينقل عن البخاري بسنده: مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين في جمادى الأولى.
ولما ذكره ابن أبي خيثمة في أهل البصرة [ق 21/ب] قال: ثنا عثمان عن محمد بن كثير الواسطي ثم قال: كذا قال عفان الواسطي، قال ابن الجنيد: محمد بن كثير العبدي يقال: لم يكن يستأهل أن يكتب عنه.
وفي تاريخ المنتجيلي سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: ثقة لقد مات على سنة وقال محمد بن كثير:(10/322)
بني كثير كثير الذنوب ... ففي الحل والبل من كان سبه
بني كثير تعلم علمًا ... لقد أعوز الصوف من جز كلبه
بني كثير أكول نؤوم ... وما ذاك فعل من خاف [ربه]
بني كثير دهنه اثنتان ... رياء وعجب يخالطن قلبه
وفي الرواة شيخ آخر اسمه:-
4268 - محمد بن كثير البصري وهو أكبر من هذا.
يروي عن يونس بن عبيد وابن طاوس روى عنه نعيم بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة، ضعفه غير واحد من العلماء.
4269 - ومحمد بن كثير قرشي كوفي.
يروي عن ليث بن أبي سليم وعمرو بن قيس وغيرهما، روى عنه قتيبة بن سعيد، وكان ابن معين يحسن القول فيه.
4270 - ومحمد بن كثير.
روى عن مالك بن دينار وعبد الواحد بن زيد، روى عنه إسماعيل بن نصر، وهو مجهول عندهم.
4271 - ومحمد بن كثير بن مروان.
يروي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال علي ابن الحسين بن [الجنيد لما روى عنه: منكر الحديث.
ذكرناهم للتمييز.(10/323)
4272 - (ق) محمد بن كريب بن أبي مسلم أخو رشدين مولى ابن عباس.
قال ابن حبان: لا يحتج به، وقال النسائي والدارقطني: ضعيف.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عنه: متروك.
وذكره أبو محمد بن الجارود والساجي والعقيلي وابن شاهين في " جملة الضعفاء ".
ولما ذكره البخاري في " التاريخ الأوسط " في فصل من مات من بين [] إلى [] قال: في حديثه نظر، والله تعالى أعلم.
4273 - (ع) محمد بن كعب بن سليم، وقال ابن سعد: كعب بن حيان من سليم بن أسد القرظي أبو حمزة، وقيل: أبو عبد الله المدني من حلفاء الأوس.
قال ابن سعد: مات سنة عشرين، وقال الواقدي: سنة سبع عشرة كذا ذكره المزي، والذي في كتاب " الطبقات " عن أبي معشر وأبي نعيم مات سنة ثمان ومائة قال وأما محمد بن عمر، وغيره من أهل العلم فخالفوهما، وقالوا: مات سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة.(10/324)
وقال في موضع آخر: قال الهيثم بن عدي: توفي سنة عشرين ومائة، وكذا ذكره الهيثم في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
وفي " تاريخ البخاري ": ويعقوب، وابن أبي عاصم، والقراب، وابن قانع، وغيرهم [ق 22/أ]: مات سنة ثمان ومائة وإنما ذكرت هذا اقتداء بالمزي؛ ولأن جماعة كثيرة قالوا: توفي سنة ثمان.
وفي " تاريخ المنتجالي ": مدني ثقة رجل صالح، عالم بالقرآن. ذكر سعد أبو عاصم قال: حج هشام بن عبد الملك بن مروان، وهو خليفة سنة ست ومائة، وصار في المحرم سنة سبع بالمدينة، ومعه غيلان يفتي الناس، ويحدثهم، وكان محمد بن كعب يجيء كل جمعة من قريته على ميلين من المدينة، فلا يكلم أحدًا من الناس حتى يصلي العصر، فإذا صلى غدا الناس إليه فحدثهم، وقص عليهم فقالوا له: يا أبا حمزة جاءنا رجل شككنا في ديننا، فنأتيك به؟ قال: لا حاجة لي به، فلم يزالوا به حتى أتوه به، فقال محمد: لا يكون كلام حتى يكون تشهد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أتشهد أنه حق من قلبك لا يخالف قلبك لسانك؟ قال: نعم، قال: حسبي منك قال غيلان: إن القرآن ينسخ بعضه بعضًا.
قال محمد: لا حاجة لي في كلامك، إما أن تقوم عني وإما أن أقوم عنك. فقال غيلان: أبيت إلا صمتًا، فقال محمد – بعدما ما قام عنه -: كنت أعرف رجالًا بالقرآن، بلغني أنهم تحولوا عن حالهم التي كانوا عليها، فإن أنكرتموني فلا تجالسوني لئلا تضلوا كما ضللت.
وقال رجل لمحمد: ما بك بأس لولا أنك تلحن.
قال: أليس أفهمك إذا كلمتك؟ قال: بلى.
قال: فلا بأس.
قال عون بن عبد الله: ما رأيت أحدًا أعلم بتأويل القرآن من محمد بن كعب ولما مات دفن بالبقيع، وكان يقول: لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه.(10/325)
ورأى القاسم وسالم فأما آل محمد فالتقوا عند أسطوانة، فجعلوا يبكون كأنه ذكرهم.
وعن حفص بن عمر قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى محمد بن كعب يسأله القدوم عليه، فكتب إليه: إني لست أرضى لك نفسي إني لأصلي بين الرجلين، أحدهما غني والآخر فقير، فأتجافى عن الغني، وأتحامل على الفقير، وقال محمد يومًا: في السماء ما تشتهون، فقال بعضهم: طبخًا قال: ادعوا الله تعالى، فإذا مثل رأس الثور العظيم خلف أحدهم وقال بعضهم: أشتهي صاعًا من رطب، قال ادعوا الله تعالى. فدعوا، فإذا صاع من رطب، وقال بعضهم عكة عسل وعكة [ق 22/ب] زبد، قال: ادعوا الله تعالى، فدعوا، فإذا عكة من عسل وعكة من زبد، فقال محمد لهم: كلوا فقد عجلت لكم دعوتكم، وعن الأصمعي: انتسب محمد إلى قريظة، فقيل له: أو الأنصاري، فقال: أكره أن أمن على الله تعالى ما لا أفعل، وكان أبو خيثمة زهير بن حرب يقول فيه: إنه من ولد هارون بن عمران صلى الله عليه وسلم.
وذكره الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى الطليطلي في كتابه " معرفة الصحابة " رضي الله عنهم أجمعين، وكذلك ابن فتحون.
وقال الترمذي: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4274 - (م ق) محمد بن كعب بن مالك بن أبي القين الأنصاري السلمي المدني، وهو الأصغر وأما محمد الأكبر فإنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
كذا ذكره المزي، ولم أره في ذكر لكعب، ولا من أصحاب النسب: الكلبي، والبلاذري، وابن جرير، وابن إسماعيل البخاري، وابن حبان، وابن أبي خيثمة، ويعقوب ابن سفيان، وابن سعد، وأبي عبيد بن سلام، في آخرين، اسمه محمد، إنما يذكرون معبدًا، وهو ممكن أن يصحف محمدًا(10/326)
حاشا أبا القاسم البغوي، لما ذكره في " الصحابة ": سماه محمدًا، ولم ينص على كبير ولا على صغير، وما أدري من أين للمزي هذا التفصيل، وقال: ثنا وهب بن بقية، ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة، حدثني طارق بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الله بن كعب بن مالك قال: حدثني أبو أمامة قال: كنت أنا وأبوك ونحن نذكر الرجل يحلف على مال لآخر كاذبًا، فيقتطعه بيمينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما رجل حلف على مال رجل كاذبًا فاقتطعه بيمينه فقد برئت منه الجنة ".
فقال أخوك محمد بن كعب: يا رسول الله، وإن كان قليلًا فقال: " وإن كان سواك أراك ".
وذكره فيهم أيضًا: أبو إسحاق الطليطلي ولم يفصل، وكذلك ابن فتحون وابن منده، وأبو نعيم الأصبهاني.
وفي قول المزي: كعب بن مالك بن أبي القين نظر؛ لما ذكره هو وغيره من النسابين: كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين، والله تعالى أعلم.
4275 - (ع) محمد بن المبارك بن يعلى القرشي أبو عبد الله الصوري القلانسي سكن دمشق.
ذكره البخاري في من مات ما بين سنة إحدى عشرة إلى خمس عشرة ومائتين، وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".(10/327)
وقال الخليلي في " الإرشاد ": يروي عن مالك، وهو ثقة.
4276 - (د) محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله بن أبي السري، العسقلاني أخو الحسين.
قال ابن القطان: كان ثقة حافظًا، ولكثرة محفوظه أحصيت عليه أوهام لم يعد بها كثير الوهم، وإنما هي معاتب عدت على مليء، وسقطات أحصيت على فاضل، وسماه محمد بن أبي المتوكل، وكناه أبا السري ورد ذلك عليه.
وقال أبو علي الجياني: [ق 23/أ]: توفي في شوال سنة ثمان وثلاثين، وكان كثير الحفظ وكثير الغلط.
وقال مسلمة بن قاسم: كان يكلف الحفظ، وكان كثير الوهم، أبنا عنه ابن حجر بحديث واحد وإنه توفي في شوال سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وكان لا بأس به.
قال ابن وضاح: محمد بن أبي السري كثير الحفظ كثير الوهم، قال ابن وضاح: أخبرني ابن أبي السري قال: مر بنا ابن عبد الحكم وهو يريد بيت المقدس فنزل هنا – يعني بعسقلان – فأتيته مسلمًا قال فأراه عرف بي، فقال لي: أنت ابن أبي السري؟ قلت: نعم.
قال: على من نعتمد؟ أعلى أهل المدينة؟ قلت: لا.
قال فأهل العراق؟ قلت: لا.
قال: فأين تذهب تكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يضيق بك، إذا أنزل إلى الصحابة؟ قال: يضيق بك.
قلت: أنزل إلى التابعين؟ قال يضيق بك.
قلت: لا، وسل عما شئت، فقال: ما تقول في مسألة كذا؟ فقلت: حدثني فلان عن فلان فيها بكذا وكذا، فقال: فما تقول في مسألة كذا؟ فقلت: حدثني فلان عن فلان فيها بكذا وكذا، قال: فما تقول في أخرى؟ فقلت إني لم آت لهذا إنما جئت مسلمًا، قال ابن أبي السري: لقد حدثته بشيء ما كنت أقول به، ولكني أردت أن أعرفه ما عندي، قال مسلمة: سمعت ابن حجر يقول: كان ابن أبي السري يبصر النجوم بصرًا فائقًا، فخرج ليلة من جامع عسقلان بعد ما صلى العشاء(10/328)
الآخرة، فرفع بصره إلى السماء، فقال: الله أكبر أنا والله ميت، فمضى إلى منزله صحيحًا، فكتب وصيته، وودع أهله من ساعته، فأصبح ميتًا من ليلته رحمه الله تعالى.
وقال ابن السمعاني: كان من الحفاظ.
4277 - (ع) محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي، أبو موسى البصري الحافظ المعروف بالزمن.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: وسألته – يعني الدارقطني – عن أبي موسى محمد بن المثنى، فقال: أحد المحدثين الثقات، وسألته: من يقدم أبو موسى أو بندار؟ قال: أبو موسى؛ لأنه أسن وأسند. قال: وسئل عمرو بن علي عنهما، فقال: ثقتان، يقبل منهما كل شيء إلا ما تكلم به أحدهما في صاحبه، قال: وكان أبو موسى فيه سلامة، وكان يقول: لنا شرف قيل له: أي شرف؟ فقال: نحن من عنزة النبي صلى الله عليه وسلم إلينا يعني به صلاة النبي صلى الله عليه وسلم آل عنزة.
وفي " تاريخ الخطيب ": سأل رجل أبا [ق 23/ب] موسى عمن آخذ العلم؟ قال: عني، ثم سأله عمن أخذ العلم؟ قال: عني. حتى سأله مرارًا، وابن المثنى يجيبه كذلك، حتى سأله بآخرة، فقال: إن كان من أحد، فعشرة أحاديث من هذا الحائك – يعني به بندارًا -.
وقال صالح بن محمد: كان شيخ بالبصرة يقال له: أبو موسى في عقله شيء، فكان يقول: ثنا عبد الوهاب – أعني ابن عبد المجيد –، ثنا أيوب – يعني السختياني – فدخل يومًا أبو زرعة، فسأله عن حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنزل القرآن على ثلاثة أحرف " فقال: ثنا حجاج فقلت: تعني ابن المنهال،(10/329)
فقال أبو زرعة: أيش؟ تعذب المسكين.
فقلت له: الآن ترى عجبًا، فقال: ثنا حجاج فقلت: تعني ابن المنهال فقال: نعم، فقال: ثنا حماد.
فقلت: تعني ابن سلمة.
فقال: نعم، عن قتادة فقلت: تعني ابن دعامة، فقال: نعم، عن الحسن فقلت: تعني ابن يسار. فقال: نعم عن سمرة. فقلت: تعني ابن جندب. فقال: نعم. قال الخطيب: كان صالح معروفًا بالمجون.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري مائة حديث وثلاثة أحاديث، ومسلم سبعمائة حديث، واثنين وسبعين حديثًا.
وفي " تاريخ نيسابور ": سئل عنه محمد – يعني ابن علي – فقال: حجة.
وفي " تاريخ المنتجيلي " قال أبو موسى: مرضت مرضتي – يعني التي أصابته الزمانة فيها – نحوا من سبع سنين، فسئل عما تداوى به حتى رزق العافية، قال: الدعاء.
وقال مسلمة بن قاسم: ثقة مشهور من الحفاظ، توفي بالبصرة.
وذكره ابن شاهين في " الثقات ".
4278 - (د س ق) محمد بن محبب بن إسحاق القرشي أبو همام الدلال البصري صاحب الرقيق.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثقة معروف.
وقال الحاكم النيسابوري: شيخ ثقة، من البصريين روى عنه البخاري في صحيحه محتجا به.
انتهى، ينظر في علامة المزي عليه: (د س ق).(10/330)
ولهم شيخ آخر اسمه.
4279 - محمد بن مجبب – بجيم مكسورة – مازني بصري.
قال ابن ماكولا: حدث عن أبيه، قال: لما قدم سليمان بن علي البصرة.
ذكرناه للتمييز.
4280 - (خ د س) محمد بن محبوب البناني أبو عبد الله البصري.
قال البخاري: مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين، كذا ذكره المزي تابعًا صاحب " الكمال " – فيما أرى – يجزم به نظر؛ لأن البخاري لم يجزم بسنة ثلاث، إنما قال: قريبًا منها، بيانه قوله في " تاريخه ": مات موسى بن إسماعيل وأبو سلمة المقرئ، ومحمد بن كثير، وأحمد بن عثمان بن المروزي سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ومات أبو بكر بن أصرم وابن أبي الأسود، ومحمد بن محبوب أبو عبد الله البصري، وحرمي بن حفص قريبًا منهم، وكذا ذكره عنه القراب لم يجزم بسنة ثلاث، والذي جزم بسنة ثلاث ابن أبي عاصم، وابن قانع [] والله أعلم.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه [ق 24/أ] البخاري سبعة أحاديث.
4281 - (ق) محمد بن محصن العكاشي، هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي، نسب إلى جده الأعلى.
قال أبو أحمد ابن عدي: روى عن الأوزاعي أحاديث مناكير موضوعة،(10/331)
وقال ابن حبان: يروي المقلوبات، لا يكتب حديثه إلا للاعتبار.
وقال ابن أبي حاتم: رأى أبي معي أحاديث من حديثه، فقال: هذه الأحاديث كذب موضوعة.
وذكره العقيلي، والبلخي في " جملة الضعفاء "، وكذا ابن الجارود.
4282 - (تم) محمد بن محمد بن الأسود القرشي الزهري المدني، ابن بنت سعد بن أبي وقاص.
ذكره ابن حبان في " الثقات "، كذا ذكره المزي، والذي في كتاب " الثقات ": وأمه من ولد سعد بن أبي وقاص.
وقال البخاري في " تاريخه ": محمد بن محمد بن الأسود، من بني زهرة وأمه من ولد سعد، ويقال: إن عمر بن إبراهيم بن محمد ابن أخيه، ويقال: ابن الأسود بن عوف، أخو عبد الرحمن.
4283 - (د) محمد بن محمد بن خلاد الباهلي، أبو عمر البصري ابن أخي أبي بكر بن خلاد.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": بصري ثقة، يكنى أبا عمرو، أنبا عنه أبو روق الهزاني.(10/332)
4284 - (خد ق) محمد بن مروان بن قدامة العقيلي، أبو بكر البصري المعروف بالعجلي.
ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
والعقيلي في كتاب " الجرح والتعديل "، وذكر عن يحيى بن معين أنه قال: ليس به بأس.
قيل له: إنه يروي عن هشام عن الحسن: " يجزئ من الصرم السلاح " فكأنه استضعفه.
4285 - محمد بن مروان السدي الصغير كوفي مولى عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب.
كناه أبو الفرج ابن الجوزي أبا عبد الرحمن وقال الجوزجاني: ذاهب، وفي موضع آخر: كذاب، شتام.
وقال الأزدي: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه – إلا اعتبارًا – ولا الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال أبو جعفر الطبري في كتاب " التهذيب ": والسدي ممن لا يحتج بحديثه.
وقال الفسوي: ضعيف غير ثقة.(10/333)
وقال البخاري في " تاريخه ": سكتوا عنه لا يكتب حديثه ألبتة.
ولما ذكره ابن [ق 24/ب] شاهين في جملة الضعفاء قال: قال عبد الله بن نمير: كان السدي كذابًا، قال: وقال لي يحيى بن سليمان: كان السدي جارًا لعبد الله، وعز عليه أن يتكلم بهذا ولا سمعته قال في أحد: كذاب إلا هذا.
ولما ذكره العقيلي في " جملة الضعفاء " ذكر له حديثًا وقال: لا أصل له، وليس بمحفوظ.
وقال الساجي: لا يكتب حديثه، روى عنه الثقات، وقال السمعاني: كان ضعيفًا منكر الحديث، وقال الجوزقاني: مجروح.
وفي كتاب المنتجيلي عن أبي حفص الأبار قال: ناولت السدي من يدي إلى يده نبيذًا.
[] فشرب منه.
4286 - (ت) محمد بن مزاحم أبو وهب المروزي مولى بني عامر وأخو سهل.
قال ابن سعد: كان خيرًا فاضلًا، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.
4287 - (د) محمد بن مسعود بن يوسف النيسابوري، أبو جعفر بن العجمي المصيصي، نزيل طرسوس.
قال مسلمة بن قاسم في كتابه " الصلة ": كان عالمًا بالحديث، وزعم المزي(10/334)
أن أحمد بن علي الجزري سمع منه سنة سبع وأربعين ومائتين، وهو غير جيد، الذي سمع منه في سنة سبع وأربعين ومائتين: يحيى بن محمد بن صاعد قاله الخطيب، وغيره فينظر.
وفي كتاب الجياني: قال ابن وضاح: كان عالمًا بالحديث.
4288 - (خ م د س) محمد بن مسكين بن نميلة اليمامي أبو الحسن نزيل بغداد.
وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة.
وقال مسلمة: لا بأس به، ونسبه أبو الوليد في " الجرح والتعديل " وغيره: حرانيا.
وقال صاحب " الزهرة " روى عنه البخاري أربعة أحاديث ومسلم حديثًا واحدًا، وذكره الحاكم أبو عبد الله، ولم يذكر غيره في عداد شيوخ مسلم، توفي ببغداد سنة تسع وثمانين ومائتين.
وقال أبو أحمد الجرجاني: يروي نسخة الأوزاعي.
وزعم الحبال – ومن خطه -: أنه من أفراد البخاري، وقاله قبله أبو الحسن الدارقطني، وغيره فينظر.(10/335)
4289 - (ع) محمد بن مسلم بن تدرس مولى حكيم بن حزام الأسدي أبو الزبير المكي.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل مكة، كذا قاله المزي لم يزد من عند ابن سعد شيئًا، وما أدري، أي فائدة فيما قاله إلا الإعلام بكثرة الاطلاع؟ وليته كان جيدًا، كيف يمكن أن ابن سعد يذكره في الطبقة الرابعة، وهي عنده طبقة من لم يرو عن الصحابة – رضي الله عنهم – شيئًا؟ إنما ذكره في الطبقة الثانية، وقال: أخبرت عن هشيم عن حجاج، وابن أبي ليلى عن عطاء قال: كنا نكون عند جابر [ق 25/أ] ابن عبد الله، فإذا خرجنا من عنده تذاكرنا حديثه، قال: وكان أبو الزبير أحفظنا للحديث، أبنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان قال: كان أبو الزبير لا يخضب، وكان ثقة كثير الحديث، إلا أن شعبة تركه لشيء زعم أنه رآه فعله في معاملة، وقد روى عنه الناس.
وقال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وذكر وفاته من عند غيره وهي ثابتة عنده كما ذكرها، قال: مات قبل عمرو بن دينار، ومات عمرو سنة ست وعشرين ومائة، وكان من الحفاظ.
وفي قوله – أيضًا -: قال البخاري عن ابن المديني: مات قبل عمرو بن دينار لم يزد شيئًا، نظر؛ لأن الذي في " تاريخه " قبل عمرو بسنة.
وفي " تاريخ القراب " عن أبي حسان الزيادي: مات سنة ثمان وعشرين، وهو ابن أربع وثمانين سنة.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة قال: مات في ولاية مروان بن(10/336)
محمد، وكذا ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثانية من أهل مكة.
وفي كتاب أبي الفرج البغدادي: كان ابن جريج يضعفه.
وقال أبو عوانة: كنا عند عمرو بن دينار ومعنا أيوب، فحدثنا أبو الزبير بحديث، فقلت لأيوب: ما هذا؟ فقال: هو لا يدري ما حدث أدري أنا. وقال ابن جريج: ما كنت أرى أن أعيش حتى أرى حديث أبي الزبير يروى، وقال معمر: كان أيوب إذا قعد عنده يقنع رأسه.
وقال الساجي: صدوق حجة في الأحكام، قد روى عنه أهل النقل، وقبلوه واحتجوا بحديثه، مات سنة ثمان وعشرين، لم يرو عنه شعبة إلا حديثين أو ثلاثة، ثنا أحمد بن سنان سمعت ابن مهدي، سمعت شعبة يقول: عندي عن أبي الزبير مائة حديث إلا حديث ما أحدث منها بحديث، قال أبو يحيى: بلغني عن يحيى بن معين أنه قال: استحلف شعبة أبا الزبير بين الركن والمقام: آللهم إنك سمعت هذه الأحاديث من جابر؟ فقال: آلله إني سمعتها من جابر. يقوله ثلاث مرار يرددها عليه، ثم لم يحمل عنه وحمل عن جابر الجعفي.
وقال أحمد بن حنبل: أبو الزبير مكانه في القلب أكبر من أبي سفيان، وذكر أن شعبة عتب على أبي الزبير في غير الحديث، وكان [ق 25/ب] أيوب يقول: ثنا أبو الزبير، ثنا أبو الزبير، ثنا أبو الزبير، ثنا أبو الزبير خمس مرات.
قال ابن عيينة: كان أبو الزبير عندنا بمنزلة خبز الشعير إذا لم نجد عمرو بن دينار ذهبنا إليه، قال أبو يحيى: وقد روى عنه أيوب وأسند غير حديث، وكذلك الأعمش.
وقال ابن عبد البر في كتابه " الاستغناء ": تكلم فيه جماعة ممن روى عنه، ولم(10/337)
يأت واحد منهم بحجة توجب جرحه، وقد شهدوا له بالحفظ، وهو عندي من ثقات المحدثين، وقد كان عطاء بن أبي رباح يشهد له بالحفظ، وقد أثنى عليه سليمان بن موسى، وقول الشافعي فيه يحتاج إلى دعامة، فإنه ذهب في تضعيفه مذهب ابن عيينة، بلا حجة، وقول أيوب: ثنا أبو الزبير وأبو الزبير. أبو الزبير اختلفوا فيه فقالوا: أراد بذلك تضعيفه، وقالوا: بل أراد الثناء عليه والترفيع، والتأويل الأول أشبه بمذهب أيوب فيه دون غيره، وقول شعبة لا يحسن يصلي فهو تحامل وغيبة وقد حدث عنه، وقول ابن جريج: ما كنت أظن أن أعيش حتى أراه يحدث، فإنهم احتقروه – فيما قيل – لفقره، وقد حدث عنه ابن جريج بعدة أحاديث، وقول معمر: كان أيوب إذا جاءه قنع رأسه فليس بشيء لما كان يأتيه.
وذكر المزي روايته المشعرة عنده بالاتصال عن: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعائشة أم المؤمنين. وقد ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عيينة قال: يقولون: إنه لم يسمع من ابن عباس قال: وقال أبي رآه رؤية، ولم يسمع من عائشة شيئًا، وهو عن ابن عمرو مرسل، لم يلق أبو الزبير عبد الله بن عمرو، وعن ابن معين: لم يسمع من ابن عمرو.
وقال ابن القطان: كل ما لم يصرح فيه بسماعه من جابر، أو لم يكن من رواية الليثي عنه فهو منقطع. وقال: ابن الزبير مدلس ولا سيما في جابر، فهذا أقر على نفسه بالتدليس.
4290 - (خت م4) محمد بن مسلم بن سوسن ويقال: ابن سوس ويقال: ابن سس ويقال: ابن سنين، ويقال: ابن شولنير الطائفي.
ذكره ابن سعد في أهل الطائف، وقال: سكن مكة ومات بها. كذا ذكره المزي، ولفظة: مات بها، لم أره فيما رأيته من كتاب الطبقات فينظر وكأنه زل(10/338)
بصره من سطر إلى سطر؛ لأن ابن سعد [ق 26/أ] ذكر هذه الترجمة في سطر، ثم ذكر بلصقها ترجمة يحيى بن سليم الطائفي، وقال: نزل مكة إلى أن مات بها، فيحتمل أن بصر الذي قلده الشيخ زل من سطر إلى سطر، والله تعالى أعلم.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وقول المزي: ذكره ابن حبان في " الثقات " فيه إخلال، وهو قوله: كان يخطئ، وزعم ابن مهدي أن كتبه صحاح.
وقال أحمد بن صالح العجلي ثقة.
قال أبو عبد الله الحاكم في " المدخل ": لم يخرج له مسلم إلا استشهادًا، ولم يحتج به.
وفي " الطبقات " للبرقي عن ابن معين: صالح، وفي " رواية عباس " عنه: يرمى بالقدر.
وقال عبد الرزاق: ما كان أعجبه إلى سفيان بن سعيد، وقال أبو داود: ثقة ليس به بأس، والمزي نقل عنه: ليس به بأس فقط.
وقال الساجي: صدوق يهم في الحديث، روى عنه عمرو بن دينار حديثًا يحتج به القدرية، ولم يروه غيره، فأحسبه اتهم بالقدر لروايته، وقال أحمد بن حنبل: إذا حدث من غير كتاب أخطأ.
قال أبو يحيى: سمعت محمد بن مثنى يقول: مات محمد بن مسلم سنة سبعين ومائة.(10/339)
وذكره العقيلي في جملة الضعفاء، وأبو العرب زاد: قال أحمد بن حنبل: ما أضعف حديثه! وضعفه جدًّا.
ولما ذكر ابن قانع قول أبي موسى في وفاته: سنة سبعين، قال: أخطأ ولم يبين وجه ذلك.
وزعم المزي أنه قيل: إنه مات سنة سبع وسبعين ومائة. وكأنه غير جيد؛ لأني لم أر قائلًا به. والمتوفى سنة سبع وسبعين هو محمد بن مسلم بن حماد المدني ذكره ابن سعد والقراب وابن قانع في آخرين، لا هذا، والله تعالى أعلم.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في " تاريخه الكبير ": وإن كان سفيان بن عيينة أثبت منه؛ فهو أيضًا ثقة لا بأس به.
وفي الرواة: -
4291 - محمد بن مسلم الطائفي.
حدث عن فرج بن فضالة وروى عنه عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال أبو الفرج لم: يطعن فيه.
ذكرناه للتمييز.
4292 - (سي) محمد بن مسلم بن عائذ المدني.
ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال البخاري: قال لي عبد الرحمن بن شيبة: قتل سنة إحدى وثلاثين ومائة، كذا ذكره المزي، ولو كان ممن ينظر في الأصول لوجد ابن حبان قد ذكر وفاته، كما ذكر من عند البخاري، لا يغادر(10/340)
حرفًا من غير فصل، وزاد: روى عنه أهل العراق.
وقال العجلي: مدني ثقة.
[ق 26/ب].
4293 - (ع) محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة، أبو بكر المدني، سكن الشام.
قال السهيلي: كان عبد الله بن شهاب اسمه عبد الجان، فسماه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وفي كتاب ابن عبد البر: ابن الحارث وهو الأكبر، وقيل: ابن عبد الله بن شهاب الأصغر، وهو جد محمد لأمه.
وذكر المزي روايته المشعرة عنده بالاتصال عن أبان بن عثمان، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك، وعبد الرحمن بن أزهر، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وحصين بن محمد السالمي، وقد قال ابن أبي حاتم: قال أبي: لم أختلف أنا وأبو زرعة، وجماعة من أصحابنا أن الزهري لم يسمع من أبان بن عثمان شيئًا، وكيف يسمع من أبان، وهو يقول: بلغني عن أبان؟!
قيل له: فإن محمد بن يحيى النيسابوري كان يقول: قد سمع. فقال: محمد بن يحيى كان بابه السلامة. قال أبي: الزهري لم يسمع من أبان شيئًا لا أنه لم يدركه، قد أدركه، وأدرك من هو أكبر منه، ولكن لا يثبت له السماع منه، كما أن حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له سماع من عروة، وهو قد سمع ممن هو أكبر منه، غير أن أهل الحديث قد اتفقوا على ذلك، واتفاق أهل الحديث على شيء يكون حجة.
قال عبد الرحمن: أبنا علي بن طاهر – فيما كتب إلي – ثنا أحمد بن محمد الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله – يعني أحمد بن حنبل -: الزهري سمع من أبان بن عثمان؟ قال: ما أراه سمع منه، وما أدري – أو نحو هذا – إلا أنه قد(10/341)
أدخل بينه وبين أبان: عبد الله بن أبي بكر.
وفي " تاريخ دمشق " لأبي زرعة: قال أبو زرعة: أنكر بعض أهل العلم أن يكون ابن شهاب سمع من أبان، وذكر كلام عبد الرحمن بن أبي حاتم، ذكره بالمعنى.
وعن أبي عبد الله أحمد – وقيل له: الزهري سمع من عبد الرحمن بن أزهر؟ - قال: ما أراه سمع من عبد الرحمن بن أزهر، ثم قال: إنما يقول الزهري: كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث كذا، فيقول معمر وأبو أسامة سمعت عبد الرحمن بن أزهر، ولم يصنعا شيئًا عندي، وقد أدخل بينه وبينه: طلحة بن عبد الله بن عوف.
وذكر أبو عمر ابن عبد البر في " التمهيد " أنه أدركه.
قال ابن أبي حاتم: ثنا علي بن الحسين قال: قال أحمد بن صالح: لم يسمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب بن مالك لصلبه شيئًا، والذي يروي عنه هو عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك.
وفي " التمهيد ": قال عمرو بن دينار [ق 27/أ] – وذكر عنده الزهري – فقال: وأي شيء عنده؟ أنا لقيت جابرًا ولم يلقه، ولقيت ابن عمر ولم يلقه، ولقيت ابن عباس ولم يلقه.(10/342)
وذكر المنذري عن أحمد [؟] يسمع الزهري من عبد الله بن عمر [. .].
وذكر أبو سعيد هاشم بن مرثد في " تاريخه ": سمعت يحيى بن معين يقول: ليس للزهري عن ابن عمر رواية، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه: الزهري لا يصح سماعه من ابن عمرو [ولا رآه] ولم يسمع منه، ورأى عبد الله بن جعفر، ولم يسمع منه وفي كتاب " الجرح والتعديل " لعبد الرحمن عن أبيه: الزهري عن حصين بن محمد السلمي مرسل وحدث عن مسعود بن الحكم ورآه، وله صحبة – فيما ذكره – أبو نعيم الأصبهاني في كتابه " الحلية ".
وفي " تاريخ نيسابور " لأبي عبد الله: عن محمد بن يحيى الذهلي: لم يسمع منه.
قال أبو نعيم: وحدث عن ابن سندر الصحابي، ورآه، ورجل من بلي له صحبة، وقد قيل: إنه رأى عبد الله بن الزبير، والحسن، والحسين، وسمع منهم رضي الله عنهم أجمعين.
وذكر في " الدلائل " قال ابن شهاب: حدثني أسقف النصارى أدركته في زمن عبد الملك بن مروان، وذكر أنه أدرك ذلك من أمر النبي صلى الله عليه وسلم أيام هرقل وعقله، قال: لما قدم على هرقل كتابه صلى الله عليه وسلم مع دحية، أخذه هرقل فجعله بين فخذيه، وذكر الحديث.(10/343)
وأما قول الحاكم في " الإكليل ": كان من كبار التابعين، فكأنه يريد في العلم لا في السن، والله أعلم.
وفي كتاب " السنن " للدارقطني من حديث الوليد بن محمد الموقري: ثنا الزهري قال حدثتني أم عبد الله الدوسية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الجمعة واجبة على أهل كل قرية ".
قال أبو الحسن: لم يصح سماع الزهري من أم عبد الله.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه ابن إسحاق، قال: ذكر الزهري عن عطاء بن أبي ميمونة فقال: الزهري لا يروي عن عطاء بن أبي ميمونة، وإنما يروي هذا الحديث شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة، ولو ذكر ابن إسحاق في هذا الحديث خبرًا، لترك حديث ابن إسحاق.
وفي " العلل الكبير " لعلي ابن المديني: حديثه عن أبي رهم عندي غير متصل.
وذكر النسائي في كتابه " أشياخ الزهري " – ومن خط الحافظ رشيد الدين الصفار وضبطه وتصحيحه أنقل – أنه روى عن: مروان بن الحكم، وتمام بن العباس بن عبد المطلب، وعبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، وعبيد الله بن خليفة، وعبد الله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري، وعبد الله بن عبد الرحمن بن [ق 27/ب] مكمل – وفي كتاب ابن سعد: عبد الرحمن بن عبد الله بن يكمل – وعبد الله بن عروة، وعبد الله بن شراحيل بن حسنة، وعبد الرحمن بن سعد المقعد، وعبد الملك بن مروان بن الحكم، وعبد الملك بن المغيرة بن نوفل، وعثمان بن عبد الله بن سراقة، وعياض بن صيري صيفي الكلبي ابن عم أسامة بن زيد وختنه، وعمرو بن الشريد، وعكرمة بن محمد الدؤلي، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله، وأيوب بن بشير بن النعمان بن بشير، ورجاء بن حيوة، وزبيد بن الصلت، وهزيل بن شرحيل الأودي الأعمى، ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ومحمد بن عمرو بن عطاء،(10/344)
ومعاذ بن عبد الرحمن، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلمة بن عبد الملك بن مروان، ومسافع بن عبد الرحمن المحجي، ومنصور بن عبد الرحمن بن الأحوص، وصفوان بن عبد الله بن صفوان، وطارق بن سعد، وكثير بن أفلح مولى أبي أيوب، وكريب مولى ابن عباس، وحرام بن محيصة، والحارث بن عبد الله، وخالد بن عبد الله بن رباح، وخلاد وسليمان بن عبد الملك بن مروان، وسعيد بن جبير، ونافع بن مالك، ونصر الأنصاري، والخام رجل من بني مالك بن كنانة ممن سمع الفقه، ويزيد بن عبد الملك، وأبي عبد الله الأغر، وأبي عبد الله من بني مالك بن كنانة، وأبي عبد الرحمن عن ثابت، وأبي حسن مولى عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب وكان من قدماء قريش، وأهل العلم منهم والصلحاء، وابن أكيمه، وابن أبي عطاء مولى بني زيد، وابن أبي طلحة.
زاد مسلم بن الحجاج في كتابه " شيوخ الزهري ": عبيد الله بن عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبان ومحمد بن جبير مولى آل عباس بن عبد المطلب وسلمة بن عمر بن أبي سلمة، وعبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وسهل بن محمد بن بكر بن قيس، [. .] وسعيد بن يحيى بن كعب بن عجرة [. . . .] ويحيى بن عمارة بن أبي حسين، وحسين بن أبي سفيان، ومسعود بن الحكم الأنصاري، وعباد بن خليفة الخزاعي، وعمر بن أسيد بن خالد [. .] ومعاذ بن زياد وأنس بن أبي أنس عم مالك بن أنس مولى بن تميم، وعبد الله ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن أبان بن عثمان، وعبد الله ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وعاصم بن عبد الله [. .] وعمر ابن عبد الله بن عروة، وبلال بن يحيى بن طلحة بن عبد الله، وسعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وداود بن علي بن سعد، ونبيل بن هشام ابن سعيد بن زيد، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن، وعمرو بن عثمان ابن سعيد بن يربوع، وعمرو بن [. .] وجبير بن(10/345)
محمد بن جبير وعروة بن محمد بن عطية بن عروة، ومحمد بن معن بن نضلة الغفاري، وإسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله المخزومي، وعبد الحميد بن صيفي بن محب، وإسماعيل بن إياس بن عبد المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، وزيد بن سهيل الأنصاري، ومحمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، وسعيد بن عمرو بن شرحبيل، وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت.
وزعم المزي أنه روى عن عبادة بن الصامت مرسلًا وكأنه انقلب عليه بهذا [. . . . . . . .]، وعبد الحميد بن قيس بن ثابت بن شماس، وإسماعيل بن محمد بن كثير بن شماس، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، ومحمد بن محمد بن عمران بن حصين، وشهر بن حكيم بن معاوية، وبحر بن مروان بن أبي بكرة، وموسى ابن زياد بن خريم، وغالب بن حجير، وشعيب بن عمير بن ثابت وزرارة السهمي، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وسعيد بن أبي بردة بن أبي موسى، وعباية بن رفاعة وطلحة بن مصرف وبريد بن عبد الله بن أبي موسى، وعبد الله بن عيسى بن أبي علي، ومخلد بن عقبة.
وقال أبو نعيم الحافظ في كتاب " من روى عن الزهري من التابعين ": كان الزهري قد رفع الله تعالى شأنه في حفظ الآثار والرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمده بعونه، فدار عليه الكثير الغمم من الآثار المستفيضة في الحرمين مكة والمدينة – شرفهما الله تعالى – عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، وكانت الرواحل تشد إليه، لما أولاه الله تعالى من العلم، وزينه به من السخاء والكرم، وقد عني بجمع حديثه المتقدمون: محمد بن يحيى، وأحمد بن أبي عاصم، ومن بعدهما ودونت الخلفاء عنه في خزائنهم: سليمان [ق 28/أ] بن عبد الملك وهشام وغيرهما ما كان يحمل على البغال، لكثرة نقاوة فهمه، ووفور عقله، وجودة حفظه، فممن روى عنه من التابعين: محمد بن عجلان أبو عبد الله مولى فاطمة، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن(10/346)
عمرو بن علقمة الليثي، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن السائب بن يزيد، وعمارة بن غزيه، وعمرو بن أبي عمرو المدني مولى المطلب، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظفري، وعبد الملك بن عمير اللخمي أبو عمر، وأبو محمد الحكم بن عتيبة مولى كندة، وسليمان بن مهران الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد – على ما قيل -، وعمرو بن مرة أبو عبد الله الجملي، وحبيب بن أبي ثابت، وذر بن عبد الله الهمداني، وزرارة بن أعين ابن سنيسن، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت الإمام، وسعيد بن المرزبان أبو سعد البقال، وإسماعيل بن سميع، وزياد بن المنذر أبو الجارود، وأبو داود – سمع أبا الطفيل -، وأشعث بن سوار صاحب التوابيت، وأبو المعتمر سليمان بن طرخان، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، ويونس بن عبيد أبو عبد الله، وداود بن أبي هند، وأبو رجاء مطر بن طهمان، ويحيى بن أبي كثير وهارون ابن رئاب – وقيل: ابن زياد – إن صح أبو بكر، فإن كان ابن رئاب قد سمع أنس بن مالك، ومنصور بن زاذان وعبد الرحمن بن عمرو الأصم مدائني الأصل، وعبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية، ومكحول الأزدي البصري وسعيد بن إياس الجريري ويزيد بن أبان الرقاشي، وعطاء الخراساني أبو عثمان مولى المهلب بن أبي صفرة، ومكحول الشامي مولى هذيل، وصفوان بن عمرو أبو عمرو الدمشقي، وسليمان بن حبيب الدمشقي، ويزيد بن أبي مريم سكن دمشق، وثور بن يزيد أبو خالد الرحبي، وعبد الكريم بن مالك الجزري، وخصيف بن عبد الرحمن أبو عون الجزري مولى بني أمية.
[ق 28/ب] زاد النسائي – في كتاب من روى عنه روى عنه أيضًا -: إسماعيل بن مسلم، وأبو بكر الهذلي سلمى بن عبد الله، ومثنى بن الصباح، وأبو بكر بن أبي سبرة، ويحيى بن أبي أنيسه، وعبد الرزاق بن عمر، وعبد العزيز بن حصين وعمر بن قيس المكي، وناسير بن معاذ، وعبد الله بن محرز، ويزيد بن عياض، ويزيد بن أبي زياد الشامي، وأبو العطوف الجراح بن منهال، وروح(10/347)
ابن غطيف، ومحمد بن سعيد الأردني، والحكم بن عبد الله بن خطاف الأردني، ومبشر بن عبيد، ومحمد بن عبد الملك، وبحر بن كنيز السقاء، وأبو جرير سهل، وأبو عصمة نوح بن أبي مريم، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وعبد الله بن كثير، وعبد الرحمن السراج، وعبد الواحد بن أبي عون، وعبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، وعبد ربه بن سعيد، وعبد الحميد بن جعفر، وعبد الوهاب بن رفيع، وعباس بن عبد الله الجريري، وعباس بن الحسن، وعثمان بن حفص بن عمر بن خلدة، وعيسى بن المطلب، وعيسى بن سبرة بن حيان مولى عمر بن عبد العزيز، وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وعون بن العباس، وعون مولى أم حكيم، وعزرة بن ثابت، وإسماعيل بن عقبة، وإسحاق بن أبي بكير، وإبراهيم بن أفلح، وإبراهيم بن بديل، والزبير، ودرست بن زياد، والوليد بن كثير، والقاسم بن مسلم، وطلحة بن يحيى بن طلحة، وصالح بن جبير، وصفوان بن عمرو، وضحاك بن فائد، وضحاك بن عثمان، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل، ومنصور بن دينار، ومنصور بن زاذان، ومبشر، وهوذة بن حفص، ونافع القارئ، ويعقوب بن زيد، ويحيى بن جرجة، وسليمان بن هشام، وسعيد بن عثمان، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن محمد بن المسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وجعفر بن ربيعة عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رفعه: " إذا اشتكى المؤمن ".
الحديث [ق 29/أ] وزعم المزي أنه روى عنه كتابة فينظر، والحسن بن عمرو أبو المليح، وأبو المؤمل.
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان: القاسم بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ومحمد بن الأشعث بن قيس روى عنهما الزهري، وكذا عثمان بن سليمان بن أبي حثمة.
وذكر الخطيب وغيره روايته عن مالك بن أنس الأصبحي، وحنظلة بن قيس روى عنه الزهري في كتاب النسائي.(10/348)
وفي " الطبقات " لابن سعد: ولاه يزيد بن عبد الملك القضاء وولى معه سليمان بن حبيب المحاربي المعروف بابن جنة.
ولما حج هشام بن عبد الملك سنة ست صيره مع ولده، يعلمهم ويفقههم ويحدثهم ويحج معهم، فلم يفارقهم حتى مات.
أنبا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد عن معمر قال: أول ما عرف الزهري أنه كان في مجلس عبد الملك فسألهم عبد الملك؛ فقال: من منكم يعلم ما صنعت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين؟ قال: فلم يكن عند أحد منهم من ذلك علم، فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب منها يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط، قال: فعرف يومئذ.
وعن مالك قال: ما أدركت بالمدينة فقيهًا محدثًا غير واحد.
قيل: من هو؟ قال: ابن شهاب.
وعن عمرو بن دينار أنه قال: ما رأيت أحدًا أبصر بحديث من الزهري، وعن شيخ من بني الديل قال: أخدم الزهري خمس عشرة امرأة في ليلة كل خادم ثلاثين دينارًا ثلاثين دينارًا [تقين] كل عشرة بخمسة عشر دينارًا.
وعن محمد بن المنكدر قال: رأيت بين عيني الزهري أثر السجود ليس على أنفه منه شيء، وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه أن هشام بن عبد الملك قضى دين ابن شهاب ثمانين ألف درهم.
أبنا محمد بن عمر أبنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري قال: كان عمي قد اتفق هو وابن هشام بن عبد الملك إن مات هشام أن يلحقا بجبل الدخان – يعني لما كان الزهري يؤلب به في حق الوليد بن يزيد ويجتهد في خلعه –؛ فمات الزهري قبل هشام بأشهر، وكان الوليد يتلهف لو قبض عليه.
قال محمد بن عمر: قدم الزهري إلى أمواله بثلية بشغب، وبدا فمرض هناك، فمات فأوصى أن يدفن على قارعة الطريق، لليلة سبع عشرة من رمضان، سنة أربع وعشرين، وهو ابن خمس وسبعين سنة.(10/349)
وفي " التاريخ " للواقدي: وله سبعون سنة.
والمزي نقل عن الواقدي: مات وله اثنتان وسبعون سنة تقليدًا، فينظر.
وفي قوله – أيضًا – عن خليفة بن خياط [ق 29/ب]: ولد سنة إحدى وخمسين، ومات سنة أربع وعشرين، وقاله إبراهيم بن سعد، وابن أخي الزهري، والواقدي، وابن المديني، وأبو نعيم، وابن بكير، وأبو موسى، وعمرو بن علي، ومحمد بن سعد، وغيرهم، قال: وكذا قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة، زاد الواقدي وغيره: لسبع عشرة من رمضان، نظر في مواضع.
الأول: خليفة قد نص على اليوم الذي توفي فيه والشهر، فتخصيص الواقدي بالذكر غير جيد، قال خليفة في " التاريخ ": مات ابن شهاب ليلة الثلاثاء، لسبع عشرة خلت من شهر رمضان.
الثاني: ابن سعد لم يذكر وفاته في كتابه، إلا نقلًا عن شيخه الواقدي، كما ذكرناه قبل فتخصيصه بالذكر – أيضًا – لا يحسن.
الثالث: ابن المديني لم يذكر وفاته، إلا نقلًا عن ابن عيينة، قال البخاري: ثنا علي، ثنا ابن عيينة قال: مات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة.
وقال القراب: حدثني جدي، أبنا أبو جعفر البغدادي، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا علي ابن المديني، سمعت سفيان يقول: قدم علينا ابن شهاب – يعني الكوفة – سنة ثلاث وعشرين في ذي القعدة، فأقام ذي القعدة وذي الحجة إلى هلال المحرم، ثم خرج من عندنا، فمات في موضع، قال علي: لا أحفظ الموضع في أول سنة أربع وعشرين ومائة، قال: وسمعت الحسين بن أحمد الصفار يقول: مررت بقبر محمد، بين شغب وبدا، فرأيت على قبره مكتوبًا: هذا قبر أبي بكر محمد بن مسلم بن شهاب بن زهرة، توفي(10/350)
سنة أربع وعشرين ومائة، وروى الذهلي عن ابن شهاب قال: وفدت على مروان بن الحكم وأنا محتلم قال: ومروان مات سنة خمس وستين.
وقال أبو عمر: عن أحمد بن صالح قال: أدرك ابن شهاب الحرة وهو بالغ وعقلها. أظنه قال: وشهدها وكانت الحرة أول خلافة يزيد سنة إحدى وستين، وقال عبد الرزاق: قلت لمعمر: ورأى ابن شهاب ابن عمر؟ قال: نعم وسمع منه حديثين فتسألني عنهما أخبرتك بهما.
الرابع: يحيى بن بكير ذكر مثل ما ذكر الواقدي: مات يوم سبعة عشر من رمضان سنة أربع وعشرين ومائة.
وفي سنة أربع، ذكر وفاته: أبو حسان الزيادي، وعلي بن عبد الله التميمي، وعثمان بن سعيد الدارمي، والمرزباني، وابن حبان، والبلاذري، وأبو عبيد، والزبير، وابن أبي حاتم في " التعريف بصحيح التاريخ " في آخرين، زاد الزيادي والبستي: ليلة الثلاثاء، واتفقوا مع البلاذري لسبع عشرة خلت من رمضان، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، قال أبو حسان: ويقال: سنة ثلاث وعشرين. زاد ابن أبي حاتم: وله ثلاث وسبعون سنة.
الخامس: الذي في " تاريخ " أبي موسى الزمن: مات الزهري سنة أربع وعشرين سلخها.
وقال المرزباني: هو القائل لعبد الله بن عبد الملك بن مروان:
أقول لعبد الله لما لقيته ... يسير بأعلى الرقتين مشرقا
تبغ خبايا الأرض وارج مليكها ... لعلك يوما أن تجاب فترزقا
لعل الذي أعطى الضرير بقدرة ... وذا خشب أعطى وقد كان دودقا(10/351)
سيؤتيك مالًا واسعًا ذا متانة ... إذا ما مياه الأرض غارت تدفقا
وزعم الزمخشري في " ربيع الأبرار ": أن الصحيح هذا الشعر لعمر بن أبي الحديد وفي [] قال: [] كأن العرب كانت تتمثل بهذا: تبغ خبايا الأرض - البيت.
وقال ابن حبان في " الثقات ": كان من أحفظ أهل زمانه سياقًا لمتون الأخبار، وكان فاضلًا فقيهًا، روى عنه الناس.
وفي كتاب الزبير بن بكار: أنشدني بهلول [ق 30/أ] ابن سليمان بن قرضاب البلوي، لقائد بن أقرم يمدح ابن شهاب الزهري في أبيات:
ذر ذا وأثن على الكريم محمد ... واذكر فواضله على الأصحاب
وإذا يقال: من الجواد بماله؟ ... قيل: الجواد محمد بن شهاب
أهل المدائن يعرفون مكانه ... وربيع باديه على الأعراب
وفيه يقول - أيضًا - وقد مضى في قضية مشكلة:
ومهمة أعيا القضاة قضاؤها ... تدع الفقيه يشك شك الجاهلي
يدع مغيبة هديت لرتقها ... وضربت محرذها لحكم فاصل
بميمون وإنك يا متحال من فتى ... وافي الذمار عن الذمار مصاول
أنت أدركت بني غفار بعدما ... رأوا بأعينهم مكان القاتل
فرجعت في حر الوجوه بياضها ... ورددت خصمهم بأفوق فاصل
وسوالف الخصمين عيد قد حبت ... حبو الجمال بأذرع وكلاكل
فتغشيت حقك والذين تذيموا ... بك غير مختشع ولا متضائل
قال: وأنشدني بهلول لأبي الحنيس مغيث بن منير بن جابر البلوي:(10/352)
ومغيبة عيا القضاة عياؤها ... كما عيت المرء الأخيذ المراوم
دنيت لها من بئر زمزم والصفا ... بعبراء أمر صدعها متفاقم
ورثت أمورًا بالميمون وقد بدا ... لمن راشها بالشؤم أنك عالم
وقلت لآباء القتيل وكلهم على ... الشبه القصوى من الغيظ آدم
خذوا الحق ما عن سنة الله معدل ... ومن يعدها يرجع لها وهو راغم
[ق 30/ب] قال الزبير: حدثني يعقوب قال: لما أخذ ابن شهاب عند عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة انقطع عنه؛ فقال عبيد الله فيه:
إذا شئت أن تلقى خليلًا مصافيا ... وجدت وإخوان الصفا قليل
وعن حماد بن زيد قال: كان الزهري يحدث، ثم يقول: هاتوا من أشعاركم، هاتوا من أحاديثكم؛ فإن الأذن مجاجة، وإن للنفس حمضة.
وعن موسى بن عبد العزيز قال: كان ابن شهاب إذا أبى أحد من أصحاب الحديث أن يأكل يعني طعامه حلف ألا يحدثه عشرة أيام.
وعن الدراوردي قال: أول من دون العلم وكتبه ابن شهاب.
وعن مالك عن الزهري قال: كنت أخدم عبيد الله بن عبد الله حتى كنت أستقي له الماء المالح، وكان يقول لجاريته: من بالباب؟ فتقول: غلامك الأعمش.
وفي كتاب البلاذري، كان الزهري سخيًا لا يبقي شيئًا فاحتاج في بعض أيامه حاجة شديدة حتى لزم بيته؛ فجمع مولى له دراهم وأتاه بها وأشار عليه أن يشخص بها إلى الشام ويصرفها في نفقته؛ ففعل وأصاب مالًا عظيمًا من الخليفة ولوده؛ فلما قدم المدينة جعل يفرق ذلك المال في قرابته وأخوته وجيرانه(10/353)
فقال له مولاه: يا أبا بكر أذكر ما كنت فيه وأنه لم يكن أحد يلتفت إليك، وقد جربت حال العدم فقال: يا هذا أمسك عني فإني لم أر كريمًا تحنكه التجارب في ماله ونحن بالله وله.
وعن أبي الزناد قال: كان الزهري حين جلس لا يشك في أنه لا يسأل عن شيء إلا وجد عنده منه؛ فسئل عن أيسر الأشياء فلم يعلمه.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا أحمد بن سنان قال: كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئًا. ويقول: هو بمنزلة الريح، ويقول: هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه.
وفي " تاريخ البخاري الصغير ": ثنا جنادة، ثنا مخلد بن حسين عن الأوزاعي عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما قال الزهري مما رواه فاشدد يديك، وما أتاك عن رأيه فانبذ به.
وفي " طبقات العلماء " [ق 32/أ] لمحمد بن جرير الطبري: قال قتادة: ما بقي على ظهرها إلا رجلان الزهري وآخر؛ فظن أنه يريد نفسه.
وفي " تاريخ المنتجالي ": عن الليث: كان ابن شهاب من أسخى من رأيت، كان يعطي كل من سأله حتى إذا لم يبق معه شيء تسلف من أصحابه فلا يزالون يعطونه حتى إذا لم يبق شيء تسلف من عبيده ولا يرى بذلك بأسًا، وربما جاءه إنسان فلا يجد ما يعطيه فيتغير لذلك وجهه، ويقول: أبشر فسوف يأتي الله تعالى بخير. فقال: فيقيض الله تعالى لابن شهاب أيما رجل يهدي له أو يقرضه أو يبيعه وينظره، قال: وكان يطعم الناس الثريد في الخصب وغيره ويسقيهم العسل.
قال: وكان يسمر على العسل كما يسمر أصحاب الشراب على شرابهم ويقول: اسقونا وحدثونا. فإذا رأى أحدًا من أصحابه قد نعس قال له: ما أنت من سمار قريش الذين قال تعالى فيهم: {سامرًا تهجرون} قال: وسمعته يبكي العلم ويقول: يذهب العلم وقليل من يعمل به.(10/354)
وقال معمر: كان محمدًا قصيرًا، وكان أول داخل وآخر خارج على عمر بن عبد العزيز، وكان أراد أن يستعمله على العراق فبلغه أنه يقول: إن عمرًا يتعلم مني. فقال: قد تعلمنا منه علمًا كثيرًا. ثم جفاه بعد.
وقيل ليحيى بن معين: من كان أحفظ الزهري أو قتادة؟ فقال ابن معين: حكى عن الزهري أنه قال: إني لأمر بالمغنية وهي تغني فأسد سمعي. قيل له: ولم؟ قال: لأنه ما وصل إلى قلبي شيء قط ثم خرج منه.
وقال أحمد بن حنبل: سألت يحيى بن سعيد من كان أحفظ الزهري أو قتادة؟ فقال: ما فيهما إلا حافظ، ثم قال يحيى: الحفظ نحلة من الله تعالى. وكان قتادة منحولًا، وأما الزهري فإنه حكى عنه أنه قال: رأيت في المنام أشرب ماء زمزم؛ فإنه لما شرب له فقمت فأسبغت الوضوء، وصليت أربع ركعات ثم شربته للحفظ فحفظت فما سمعت شيئًا فأنسيته.
وقال ابن معين: الحفاظ المعروفون بالحفظ: الزهري بالمدينة، وقتادة بالبصرة، وسليمان بن مهران بالكوفة، وكل واحد منهم إمام في نفسه ضابط لما هو فيه من الحفظ ومعرفة تصريف الأخبار.
وقال معمر: ما سمعت متفوهًا بالحديث أحسن تفوهًا من الزهري.
وقيل ليحيى: من أول من ألف الحديث بالمدينة؟ قال: [ق 32/ب] الزهري محدث بلده في عصره. قيل له: أرأيت ما حكي من طريق إيتائه السلطان؟ فقال يحيى: لسنا ننظر إلى هذا إنما ننظر إلى مخرج الحديث والصدق في القول.
وعن يعقوب بن عبد الرحمن أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن شهاب ليقدم عليه فأبطأ عنه؛ فلما قدم قال: يا ابن شهاب أما لو كان غيرنا ما أبطأت عنه لقد قلبتك ظهرًا لبطن فوجدتك بني دنيا.
وعن ابن أخيه قال: إن كنت لأجد ريح المسك من سوط دابة الزهري، وقيل له: تركت المدينة ولزمت شغبًا وإداما وتركت العلماء بالمدينة نيامي؟ فقال: أفسدها علينا العبدان ربيعة وأبو الزناد.(10/355)
وعن محمد بن المنكدر قال: جاء رجل إلى سعيد بن المسيب؛ فقال: يا أبا محمد إني رأيت فيما يرى النائم ابن شهاب؛ فرأيته مدفونًا ورأيت رأسه بادية ورأيت يديه خضيض. فقال سعيد: والله إن ابن شهاب لرجل صالح، ولئن صدقت رؤياك ليصيبن سلطانًا وليصيبن دنيا. فأمره عمر بن عبد العزيز على الصدقات وكان معه رجل فاتهمه في مال كان عنده بضربه فمات.
زاد غيره: فحلف لا يأتي النساء ولا يظله سقف. فقال له علي بن الحسين: يا زهري لك أشد من ذنبك. فقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته. وتوفي في ماله بشغب ودفن في ماله بأدا من ضيعته على ثماني ليال من المدينة.
وذكره يعقوب بن سفيان في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
وفي " جامع بيان العلم " لابن عبد البر: عن خالد بن [].
وفي كتاب " التعديل والتجريح " لأبي الوليد عن معن عن مالك قال: كنت أكتب الحديث فإذا انضلخ في قلبي منه شيء عرضته على الزهري؛ فما أمرني فيه قبلته وما أثبته فهو الثبت عندي، وكنت أؤمر علمه على علم غيره لتقدمه في هذا الأمر وعلمه بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": ثنا موسى بن إسماعيل: شهدت وهيبًا وبشر بن كثير وبشر بن المفضل في آخرين وذكر الزهري فقال: بمن تقيسونه؟ فلم يجدوا أحدًا يقيسونه به إلا الشعبي، وفي " الثقات " لأبي حفص بن شاهين عن يحيى بن سعيد: ما أعلم أحدًا بقي عنده من العلم ما بقي عند ابن شهاب، وعن الجمحي قال: ما رأيت أحدًا أقرب شبهًا بابن شهاب من يحيى بن سعيد، ولولا ابن شهاب لذهبت كثير من السنن، وله يقول بعضهم:
بارا من وفيهم الزهري(10/356)
سيدًا عالمًا زكيًا نقيا
وأخبار [ق 33/أ] الزهري كثرة اقتصرنا منها على هذه النبذة، والله تعالى الموفق.
4294 - (س) محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله الرازي أبو عبد الله بن وارة الحافظ
قال مسلمة بن قاسم: كان ثقة من الحفاظ ومن أئمة المسلمين صاحب سنة.
وقال ابن عساكر: وقيل أن البخاري روى عنه عن يحيى بن صالح، وقال النسائي: لا بأس به. وقال ابن نقطة: كان حافظًا، وذكره الفراء في جملة من روى عن أحمد بن حنبل، وابن شاهين في " الثقات ".
وقال الحاكم: أحد أئمة الحديث. وعن أبي العباس: قدم ابن وارة إلى ابن أبي كريب ودق عليه الباب؛ فقال ابن كريب: من هذا؟ فقال [ابن] وارة: أبو والحديث وأمه.
وقال السمعاني: يعرف بالواري.
4295 - (خت م4) محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المثنى القضاعي أبو سعيد المؤدب الجزري.
ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وذكر أن شعبة يروي عن أبيه مسلم(10/357)
وإسماعيل بن أبي خالد يروي عن أبي المثنى أيضًا، وقال أحمد بن صالح:- يعني المري - محمد بن مسلم بن أبي وضاح ثقة ثقة. قالها مرتين.
4296 - محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخرزج الأنصاري الحارثي أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو سعيد المدني شهد بدرًا.
كذا ذكره المزي وهو موهم أنه من بني الخزرج وليس كذلك، إنما هو: الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس.
وقال ابن حبان: مات بالمدينة في صفر سنة ثلاث وأربعين.
وقال أبو أحمد العسكري: هو أخو محمود بن مسلمة المستشهد بخيبر.
وفي " الاستيعاب " يقال: إنه الذي قتل مرحبا اليهودي بخيبر.
وقال ابن سعد، وخليفة: أمه أم سهم واسمها خليلة بنت أبي عبيد بن وهب الخزرجية.
زاد ابن سعد - الذي أوهم []- ومن ولده: عبد الرحمن(10/358)
وبه كان يكنى وأم عيسى، وأم الحارث، وعبد الله وأم أحمد وسعد وجعفر زيد، وعمر، وأنس، وعميرة، وقيس، وزيد، ومحمد، ومحمود، وحفصة، وكان محمد ابن مسلمة ممن ثبت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه صلى الله عليه وسلم إلى القرطاء في ثلاثين راكبًا فسلم وغنم، وبعثه أيضًا إلى ذي القصة في عشرة رجال، وفي عمرة القضية استعمله صلى الله عليه وسلم على الخيل وهي مائة فرس، وكان رجلًا أسود طويلًا عظيمًا فيما ذكره عباية بن رفاعة، زاد الواقدي كان معتدلًا أصلع، وعن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى محمد بن مسلمة سيفًا، وقال: " قاتل به المشركين ما قوتلوا؛ فإذا رأيت المسلمين قد أقبل به بعضهم على بعض فائت به أحدًا فاضرب به حتى تقطعه ثم اجلس في بيتك ".
وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: وكان محمد يقال له: فارس نبي الله [ق 33/ب] صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب البرقي: ويذكر في بعض الحديث أنه كان آدم طوالًا معتدلًا أصلع.
وفي كتاب أبي نعيم: كان عمر إذا اشتكى إليه عامل أرسل ابن مسلمة يكشف حاله وأرسله أيضًا لمشاطرة العمال لثقته به.
روى عنه - فيما ذكره أبو القاسم الطبراني -: محمود بن بشر وجعفر بن محمود بن مسلمة، وعبيد الله بن أبي رافع، ويوسف بن مهران، ومعاوية بن قرة، ويونس بن أبي خلدة، والحسن بن أبي الحسن، ورجل لم يسم عن محمد بن مسلمة.
وفي كتاب أبي القاسم البغوي - عن إبراهيم بن سعد عن سليمان بن محمد الأنصاري عن الضحاك -: وكان عالمًا يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين سعد بن أبي وقاص وبين محمد بن مسلمة، وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعثه ساعيًا على الصدقات وعن عباية، قال: كان يقال: من أنهك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني محمد بن مسلمة وبعثه صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثًا.(10/359)
4297 - (ت ق) محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني أبو عبد الله وقيل: أبو الحسن نزيل بغداد.
قال ابن قانع: ثقة، وقال ابن حبان: ساء حفظه فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به.
وفي " العلل " لعبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه، فقال: ليس بقوي.
وقال أبو أحمد ابن عدي: له أحاديث عن الأوزاعي وغيره صالحة، وهو عندي ليس برواياته بأس.
وقال أبو أحمد الحاكم: روى عن الأوزاعي أحاديث منكرة وليس بالقوي عندهم. وقال عبد الله بن علي عن أبيه: لا بأس به، وقال الإسماعيلي: سألت عبد الله بن محمد بن سيار: من أوثق أصحاب الأوزاعي؟ فقال: محمد بن عبد الواحد لا بأس به، ومحمد بن مصعب من الضعفاء، وابن أبي العشرين ليس بقوي.
وفي " تاريخ نيسابور " عن صالح بن محمد: عامة أحاديث عن الأوزاعي مقلوبة، وقد روى عن الأوزاعي غير حديث كلها مناكير ليس لها أصول.
وقال أبو زرعة الرازي - فيما رواه عنه البرذعي -: يخطئ كثيرًا.
وقال السمعاني: كان حافظًا [ق 34/أ] إلا أنه كثير الغلط فضعف لذلك.
وذكره الساجي، وابن شاهين، وابن الجارود، والعقيلي، والبلخي،(10/360)
والدولابي، وأبو العرب في " جملة الضعفاء ".
4298 - (د س ق) محمد بن مصفى بن بهلول القرشي أبو عبد الله الحمصي.
قال مسلمة بن قاسم وأبو علي الجياني الحافظ: ثقة مشهور. وزاد أبو علي: مات نحو الأربعين ومائتين. حدث عنه ابن وضاح.
وقال ابن قانع: مات سنة ست وأربعين ومائتين.
وقال النسائي في " مشيخته ": صدوق. وكذا نقله عنه أبو القاسم، وقال هو وصاحب " الزهرة ": توفي بمكة حرسها الله تعالى سنة ست وأربعين.
وقاله قبلهم محمد بن إسماعيل البخاري زاد: في الموسم.
وقال أبو جعفر العقيلي: أنكر عليه أحمد بن حنبل حديثًا.
وذكره الفراء فيمن روى عن أحمد بن حنبل.
4299 - (س) محمد بن معدان بن عيسى بن معدان أبو عبد الله الحراني.
قال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": ثقة، وذكره أبو عروبة في الطبقة السابعة من أهل حران.
4300 - (سي) محمد بن معاوية بن عبد الرحمن الزنادي البصري يلقب عصيدة.
قال مسلمة بن قاسم: ثقة صدوق روى عنه البياني.(10/361)
4301 - (س) محمد بن معاوية بن يزيد الأنماطي المعروف بمالج أبو جعفر البغدادي.
قال مسلمة في كتابه " الصلة ": لا بأس به.
4302 - (تمييز) - محمد بن معاوية بن أعين أبو علي النيسابوري.
قال مسلم بن الحجاج في " الكنى ": متروك الحديث.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: ليس بشيء، وقال أبو داود: ليس بشيء كتبت عنه.
وذكره العقيلي في " جملة الضعفاء "، ولما ذكره فيهم أبو العرب قال: قال أبو الطاهر: هو كذاب يضع الحديث.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: متروك يضع الحديث، وفي موضع آخر يكذب ويضع.
وفي كتاب الأثرم عن أحمد: رأيت أحاديثه موضوعة.
وفي " تاريخ الحاكم ": قال صالح بن محمد - وسئل عنه -[ق 34/ب]: تركوا حديثه وكان رجلًا صالحًا وكل حديثه مناكير، قال: وسئل عنه مرة أخرى فقال: رحم الله أمواتنا ابن عيينة ثقة، وقال سلمة بن شبيب: أتيت الإمام أحمد لأسأله عنه فبدأني؛ فقال: ما أحاديث تبلغني عن محمد بن معاوية يحدث بها مناكير عن أقوام ثقات؟ فكفاني.(10/362)
وقال الخليلي: ضعيف جدا.
وقال أبو أحمد الحاكم: حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وقال أبو بكر محمد بن إدريس: ما كتبت عن ابن معاوية إلا من أصله وكان معروفا بالطلب وكان يحدث حفظًا؛ فلعله يغلط فلا يحفظ.
وقال ابن قانع: ضعيف متروك الحديث، وقال ابن عدي: يسرق الحديث، وفي كتاب أبي الفرج قال أحمد بن حنبل: كذاب.
وفي " تاريخ نيسابور ": محمد بن معاوية بن أعين الهلالي أبو عبد الله. ويقال: أبو علي، وقال أبو علي الحافظ: كان محمد بن معاوية كما بلغني صاحب حفظ وإتقان؛ فلما انتقل منها إلى مكة حدث بمثل هذه المناكير فتكلم فيه يحيى بن معين وغيره، روى عن: خارجة بن مصعب، والهياج بن بسطام، وعبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم، وخلف بن خليفة الأشجعي، ومحمد بن جابر، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وعبد الوارث بن سعيد، وسلام بن أبي الصهباء، والقاسم بن عبد الرحمن، وإبراهيم بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، والمفضل بن فضالة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وبقية بن الوليد، وإسماعيل بن عياش.
روى عنه: أبو بكر بن أبي شيبة، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وهما له قريبان، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأيوب بن الحسن الفقيه، وعلي بن الحسن الهلالي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي، ويحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، وعبد المجيد بن إبراهيم القاضي، ويعقوب بن أبي يعقوب الأصبهاني، ومحمد بن أيوب،(10/363)
ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخوارزمي، وأحمد بن الحسين الساماني، وموسى بن إسحاق القاضي.
أخبرني عبد الله بن إبراهيم الجرجاني، ثنا أبو بشر أحمد بن محمد قال: توفي أبو علي محمد بن معاوية النيسابوري بمكة سنة سبع وعشرين ومائتين.
وقال الخطيب: له روايات منكرة عن الليث وغيره [ق 35/أ].
4303 - (ت) محمد بن المعلى بن عبد الكريم الهمداني اليامي الكوفي ابن أخي أبي زبيد بن الحارث سكن بعض قرى الري.
قال البخاري: يقال: كان ثبتا سمع محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي قال: " إذا شرب الخمر فاجلدوه " قال محمد: هذا حديث لم يتابع عليه.
4304 - (ع) محمد بن معمر بن ربعي القيسي أبو عبد الله البصري المعروف بالبحراني.
قال مسلمة في " الصلة ": زاهد لا بأس به.
4305 - (خ د ت ق) محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة.
ذكر يعني صاحب " الكمال " في أشياخه: طلحة بن أبي حدرد والذي في البخاري وغير واحد: يروي عن عمه. كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن هذا الرجل لم أره مذكورًا في كتاب " الكمال " فيما رأيت من النسخ القديمة، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " وفي كتاب " الجرح(10/364)
والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
4306 - (خ) محمد بن مقاتل المروزي أبو الحسن الكسائي رخ.
قال صاحب " تاريخ المراوزة " قال يحيى بن عمر: محمد بن مقاتل ويقال: مقاتل مردانشاه قال: وكان كثير الحديث وكان منزله على طرف سكة نويك، مات بطريق مكة روى عنه يحيى بن عبيد روى عن إسماعيل بن إبراهيم، ومطلب بن زياد، ويحيى بن زكريا، وعبد الله بن جعفر المدني.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري سبعين حديثًا.
4307 - (ع) محمد بن المنتشر بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي ابن أخي مسروق بن الأجدع.
ذكره عمران بن محمد بن عمران الهمداني، ومسلم بن الحجاج القشيري، وابن سعد في " الطبقة الثانية من أهل الكوفة " زاد ابن سعد: كان ثقة، وله أحاديث قليلة، أبنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا المثنى بن سعيد كان محمد بن المنتشر خليفة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب على واسط.
وقال البخاري: ثنا ابن بشار، ثنا عبد الصمد، ثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد عن أبيه أنه أوصى إلى ابنه المنتشر فلم يترك إلا سيفًا حليته فضة وخاتم حديد، وقال البرقي: مجهول.
ولهم شيخ آخر اسمه:-
4308 - محمد بن المنتشر يكنى أبا سعد صاغاني مكفوف.
قال ابن سعد: كان ثقة، ذكرناه للتمييز.(10/365)
4309 - (س) محمد بن منصور بن ثابت بن خالد الخزاعي أبو عبد الله الجواز مكي.
قال مسلمة بن قاسم: ثقة أبنا عنه غير واحد.
وقال أبو الفرج في كتابه " عجالة المنتظر في شرح حال الخضر عليه الصلاة والسلام ": مجهول.
4310 - (د س) محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم الطوسي أبو جعفر العابد نزيل بغداد.
قال مسلمة في " الصلة ": ثقة، وقال أبو علي الجياني: ثقة توفي سنة أربع وخمسين ومائتين، وكناه صاحب كتاب " الزهرة ": أبا عبد الله وقال الخلال: كان [يحاس] بصلاحه معروفًا الكرخي.
4311 - (ع) محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر ابن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر المدني أخو أبي بكر [ق 35/ب] وعمر.
روى عن أبي هريرة، وجابر كذا ذكره المزي وهو عنده مشعر بالاتصال من غير بيان خلاف وهو غير جيد.
قال البخاري في " الأوسط ": ثنا علي قال: قلت لسفيان إن أبا علقمة الفروي قال عن ابن المنكدر عن جابر أكل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ.
فقال سفيان: أحسبني سمعت ابن المنكدر قال: أخبرني من سمع جابرًا، وقال بعضهم عن ابن المنكدر سمعت جابرًا ولا يصح، فإن أراد أنه لم يسمع غير هذا الحديث(10/366)
فهو عذر للمزي، وإن أراد أنه لم يسمع منه مطلقًا فغير جيد؛ لأن البخاري نفسه خرج حديثه عنه " صحيحه "، والله أعلم.
وقال البزار في " مسنده ": محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة.
وقال عبد الرحمن: قرئ على العباس بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة وسمعت أبا زرعة يقول: محمد بن المنكدر لم يلق أبا هريرة.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال اللالكائي: شكى المنكدر إلى عائشة الحاجة؛ فقالت: [إن لي شيئًا يأتيني أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف فبعثت بها إليه فاشترى جارية من العشرة آلاف فولدت له محمدًا وأبا بكر وعمر].
وقال ابن عيينة: بلغ نيفًا وسبعين سنة.
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وقال الواقدي وكاتبه، وغير واحد: مات سنة ثلاثين ومائة.
وقال البخاري عن هارون الفروي: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. كذا ذكره وهو كلام رجل يشعر أنه لم ير كتاب " الطبقات " ولا كتاب ابن حبان إذ لو رآهما لوجد ابن سعد قد قال: أمه أم ولد وولد عمر وعبد الملك والمنكدر ويوسف وإبراهيم، وداود، أبنا أحمد بن أبي إسحاق، ثنا الحجاج بن محمد عن أبي معشر قال: دخل المنكدر على عائشة؛ فقال: إني قد أصابتني حاجة فأعينيني؛ فقالت: ما عندي شيء ولو كان عندي عشرة آلاف لبعثت بها إليك؛ فلما خرج من عنده جاءتها عشرة آلاف من عند خالد بن أسيد؛ فقالت: ما أوشك ما ابتليت ثم أرسلت في أثره فدفعتها إليه؛ فاشترى جارية بألفي درهم فولدت له ثلاثة فكانوا عباد أهل المدينة: محمدًا وأبا بكر وعمر بن المنكدر،(10/367)
وعن سفيان: تعبد محمد وهو غلام، وكانوا أهل بيت عبادة وكانت أمه تقول له: لا تمزح مع الصبيان فتهون عليهم.
أبنا محمد بن عمر، ثنا ابن أبي الزناد، قال: كان محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، وأبو حازم، وسليمان بن سحيم، ويزيد بن خصيفة أهل عبادة وصلاة وكانوا يجتمعون بعد العصر، وبعد العشاء فلا يفترقون حتى يدعو كل رجل بدعوات وذكر شيئًا كثيرًا.
قال محمد بن عمر: سمع محمد جابرًا وأميمة وذكر جماعة، قال: وكان ثقة ورعًا [ق 36/أ] عابدًا قليل الحديث يكثر الإسناد عن جابر، ومات محمد بن المنكدر بالمدينة سنة ثلاثين ومائة أو في إحدى وثلاثين ومائة.
وقال ابن حبان: مات في ولاية مروان بن محمد سنة ثلاثين ومائة، وقد نيف على السبعين. انتهى.
فهذا كما ترى الذي نقله عن اللالكائي موجود عند ابن سعد، والذي نقله عن ابن سعد ليس في كتابه إنما هو فيه: راو عن شيخه، والذي نقله أيضًا عن غيره موجود في كتابه عن شيخه فلو كان المزي رأى ذلك لعدده كما من عادته تعداد المؤرخين وإن كانوا متواردين على معنى واحد.
وقال عمرو بن علي: مات في ولاية مروان بن محمد، وكذا قاله الهيثم بن عدي في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
وفي " تاريخ المنتجالي ": في آل منكدر صلاح وعلم وعبادة، وكان محمد يجلس مع أصحابه فيصيبه الصمات؛ فيقوم كما هو فيضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع فعوتب في ذلك فقال: إنه يصيبني خطرة فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال مالك: ربما رأيت محمدًا في موردتين وكان سيد القراء لا تكاد تسأله عن حديث إلا بكى، وكنت إذا وجدت من قلبي قسوة أتيته فأتعظ به وانتفع(10/368)
بنفسي أيامًا، وكان كثير الصلاة بالليل وعن ابن زيد قال: أغمي على امرأة فجعلت تتكلم وهي مغمى عليها؛ فقيل لها: قولي إن زيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر وأبا حازم وزمعة من أهل الجنة وهم متجاورون فيها بلغيهم، وعن مالك: ضربه وضرب أصحابه ابن حيان المري لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقال لهم تتكلمون في هذا دوني؟ وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.
4312 - (خ م د س) محمد بن المنهال التميمي المجاشعي أبو جعفر، ويقال: أبو عبد الله الضرير البصري الحافظ.
قال أحمد بن صالح العجلي: كان ضرير البصر ثقة، ولم يكن له كتاب. قلت له: لك كتاب؟ قال: كتابي صدري.
وقال ابن الجنيد عن يحيى بن معين: محمد بن منهال صاحب يزيد بن زريع ثقة ولم أسمع منه شيئًا.
وذكر المزي عن البخاري أنه قال: بصري ثقة، ولم يكن له كتاب.
قلت له: لك كتاب؟ قال: كتابي صدري.
انتهى، وفيه نظر؛ لأن البخاري لم يذكر هذا إنما ذكره العجلي كما بيناه، والله تعالى أعلم.
في كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري ستة أحاديث ومسلم ثلاثة عشر [ق 36/ب] حديثًا.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: كان ثقة حافظًا. وقال ابن قانع: ثقة.(10/369)
4313 - (بخ م4) محمد بن مهاجر بن أبي مسلم من بني الأشهل مولاهم الشامي أخو عمر.
قال أحمد بن صالح العجلي: شامي ثقة، وأخوه عمرو شامي ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
4314 - (سي) محمد بن مهاجر القرشي الكوفي.
قال البخاري: محمد بن مهاجر القرشي، قال: كان ابن عمر استقبل الحجر قال: " إيمانًا بك ": لا يتابع عليه. حدثنيه مخلد عن ابن مغراء ويروي عن ابن مرزوق عن علي في " الكأس يدور بينهم ".
وذكره العقيلي في " جملة الضعفاء ".
4315 - (م) محمد بن المهاجر الحمصي.
روى عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، روى عنه الوليد بن مسلم، روى له مسلم. قاله الصريفيني وغيره لم ينبه عليه المزي.
4316 - (خ م) محمد بن مهران الجمال أبو جعفر الرازي.
قال أبو القاسم ابن بنت منيع: بلغني أنه مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وفيها أيضًا ذكره ابن قانع وغيره.
وقال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": ثقة.
وقال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن محمد بن مهران الجمال؛ فقال: أبو جعفر ليس به بأس.(10/370)
وقال أبو علي الجياني: ثقة، مات سنة تسع وثلاثين أو قريبًا من ذلك.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري أربعة أحاديث، ومسلم عشرين حديثًا.
وذكر ابن قانع وفاته في سنة ثمان وثلاثين.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
4317 - (خ س) محمد بن موسى بن أعين الجزري أبو يحيى الحراني.
ذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الخامسة من أهل حران، وقال: حدثني محمد بن يحيى أنه مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين. وفي موضع آخر: حدثني أحمد بن بكار، حدثني أبي قال: قلبت الدواوين بالباب والأبواب فأصبنا أعين مولى مرسان رجل من بني عامر بن لؤي، قال أبي: فقلت ذلك لمحمد بن موسى فما أنكره.
ثنا أحمد بن بكار أن محمد بن مروان أخرج المحرمة فكان منهم؛ فكانوا يقولون: نحن نرجع بالولاء إلى محمد بن مروان.
4318 - (م4) محمد بن موسى بن أبي عبد الله أبو عبد الله الفطري مولاهم المدني.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وقال: قال أحمد بن صالح: هذا شيخ ثقة من الفطريين حسن الحديث قليل الحديث.
4319 - (ت س) محمد بن موسى بن نفيع الحرشي أبو عبد الله البصري.
قال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": بصري صالح.(10/371)
4320 - (ق) محمد بن موسى بن أبي نعيم الواسطي الهذلي.
ذكره أسلم بن سهل بحشل في القرن الرابع من تاريخ واسط وكناه أبا عبد الله. قال: وموسى يكنى أبا نعيم، وروى عنه وقال: توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وكذا ذكر وفاته البخاري وغيره [ق 37/أ].
4321 - (ت) محمد بن ميسر الجعفي أبو سعد الصاغاني البلخي الضرير نزيل بغداد وهو ابن أبي زكريا.
قال أبو حاتم بن حبان البستي: لا يحتج به.
وهو أيضًا محمد بن أبي ميسر السيناني – فيما ذكره الخطيب.
وذكره العقيلي وأبو العرب القيرواني وأبو محمد ابن الجارود وابن شاهين في " جملة الضعفاء ".
4322 - (ت س ق) محمد بن ميمون الخياط أبو عبد الله البزاز المكي.
قال مسلمة في كتابه " الصلة ": لا بأس به.
4323 - (د) محمود بن ميمون أبو النضر الزعفراني الكوفي المفلوج.
قال ابن حبان: منكر الحديث جدًا لا يحل الاحتجاج به.(10/372)
وذكره العقيلي، وأبو العرب، وابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
وابن شاهين في كتاب " الثقات ".
4324 - (ع) محمد بن ميمون أبو حمزة المروزي السكري.
قال الخطيب: كان من أهل الفضل والفهم، وعن العباس بن مصعب قال: كان أبو حمزة مستجاب الدعوة فدخل عليه الحسين بن واقد وكان قاضيًا؛ فأخبره بقضية قد قضى بها فقال له: أخطأت قضيت بالجور إذ لا تعرف القضاء فلم دخلت فيه؟ لو لحست الدبر لكان خيرا لك من الحكم؛ فغضب الحسين وبكى وقال: اللهم ابتل أبا حمزة مثل ما ابتليتني به. فقال أبو حمزة: اللهم إن ابتليتني بما ابتليته به فأعم بصري، قال: فما مضت الأيام والليالي حتى استقضى فذهب بصره. قال: فكنا نقول: قد استجيب لهما جميعًا.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وذكر وفاته من عند غيره نظر.
لو نظر في كتاب " الثقات " لوجده قد قال: مات سنة سبع أو ثمان وستين ومائة، وإن كان مقصوده تعداد القائلين بالوفاة لكان ينبغي أن يذكره من عند البخاري، والقراب، ويعقوب بن شيبة السدوسي، والسمعاني، وابن قانع في آخرين.
وقال محمد بن سعد: كان قديمًا.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال ابن القطان: ثقة مشهور.(10/373)
4325 - (ت) محمد بن نجيح بن عبد الرحمن السندي أبو عبد الملك بن أبي معشر [ق 37/ب].
قال الخطيب: أشخصه المهدي من المدينة إلى بغداد فسكنها وأعقب بها.
وقال ابن عساكر في " النبل ": ولد سنة ثمان وأربعين ومائة.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: مات وله مائة وثلاث وعشرون سنة.
وقال الخليلي: يتفرد بأحاديث، وأمسك الشافعي عن الرواية عنه.
4326 - (بخ) محمد بن نشر الهمداني الكوفي مؤذن محمد ابن الحنفية.
في كتاب " الجرح والتعديل ": روى عن عمر بن شراحيل الشعبي، وروى عنه مقاتل بن حيان وكذا في كتاب ابن أبي حاتم.
وفي كتاب ابن ماكولا: مقاتل بن سليمان زاد: وروى عنه أيضًا أبو حزور.
ولما ذكره عمران بن محمد الهمداني في الطبقة الثانية من رجال همدان الكوفيين قال: محمد بن نشر الهمداني، روى عن علي بن أبي طالب: " لأن أخرج إلى سوقكم فأبتاع طعامًا بدرهم فأطعمه إخواني أحب إلي من أن أعتق(10/374)
رقبة ".
كذا قال عن علي، والبخاري ذكره عن ابن الحنفية عن علي فينظر.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال أبو الفرج البغدادي: متروك الحديث مجهول. كذلك قاله أبو الفتح الأزدي.
4327 - (س) محمد بن النضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد العامري أبو بكر الجارودي النيسابوري الحافظ.
ذكر الحاكم: كان أبوه وجده وجد أبيه صاحب أبي حنيفة؛ كلهم رأييون، وكان أبو بكر محكم مذهبه ومنزله بالقرب من مسجد محمد بن يحيى فنشأ معه وفي صحبته، وكان من المتعصبين والذابين عن أهل نحلته وله في ذلك أخبار مدونة عندنا، وعن أبي حامد بن الشرقي قال: حدث محمد بن يحيى بحديث في مجلس الإملاء فرده عليه الجارودي فزبره محمد بن يحيى؛ فلما كان المجلس الثاني قال محمد بن يحيى: أها هنا الجارودي؟ فقالوا: نعم.
قال: الصواب ما قلته؛ فإني رجعت إلى كتابي فوجدته على ما قلت. قال أبو حامد: وكان الجارودي ثبتًا عند محمد بن يحيى، وكان محمد بن يحيى يستعين بعرينته في مصنفاته، سمعت محمد بن يعقوب يقول: لما قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني أبا زكريا خنكان هم بقتل الجارودي؛ فلبس الجارودي عباءة وخرج مع الجمالين إلى أصبهان فلم يخرج حتى انكشفت الفتنة وزالت.(10/375)
روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ومحمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن يونس بن إبراهيم المقرئ، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن إبراهيم بن الفضل، [ق 38/أ] وأبو أحمد علي بن محمد المروزي، وأبو بكر محمد بن داود بن سليمان، وأحمد بن الخضر الشافعي وروى عن يعقوب بن حميد بن كاسب.
4328 - (د س) محمد بن النضر بن مساور بن مهران المروزي.
قال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": ثقة لا بأس به، وقال أبو علي الجياني: لا بأس به.
وزعم أبو إسحاق الحبال ومن خطه: روى عنه البخاري، ويقال: إنه محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري، وقال أبو عبد الله ابن منده: محمد بن النضر حدث عنه – يعني البخاري – عن عبيد الله بن معاذ: مجهول.
وقال صاحب " تقييد المهمل ": لا أعلم لابن مساور في الجامع – يعني البخاري – حديثًا إلا أن يكون هذا؛ يعني حديثه في تفسير سورة الأنفال.
وفي " الزهرة ": محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري أخو أحمد؛ روى عنه – يعني البخاري – ثلاثة أحاديث، ثم قال: محمد بن النضر بن أبي النضر هاشم بن القاسم. روى عنه مسلم خمسة عشر حديثًا.
وفي كتاب الحاكم: محمد بن النضر بن عبد الوهاب تفرد به البخاري، ثم ذكر بعد أسماء محمد بن النضر بن مساور أخرج البخاري في تفسير سورة الأنفال(10/376)
عنه عن عبيد الله بن معاذ.
4329 - (خ م ت س ق) محمد بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري أبو سعيد المدني.
قال ابن حبان في " الثقات ": انتقل إلى الشام وسكن دمشق.
وذكره مسلم بن الحجاج القشيري في الطبقة الأولى من أهل المدينة، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقة الثانية، وقال: أمه أم عبد الله بنت عمرو بن جروة من بني الحارث ابن الخزرج؛ فولد محمد النعمان ورواحة وعبد الكريم وعبد الحميد لأمهات أولاد شتى.
4330 - (فق) محمد بن هارون بن إبراهيم الربعي أبو جعفر البغدادي البزار عرف بأبي نشيط.
قال محمد بن مخلد الدوري: مات في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين، كذا ذكره المزي وفيه نظر فإني نظرت في نسختين صحيحتين من كتاب " الوفيات " لابن مخلد لم يذكر في وفاته شوالًا، إنما قال: وفيها يعني سنة ثمان وخمسين [ق 38/ب] مات محمد بن هارون أبو نشيط الكوفي وقال بعده: وفيها مات علي بن محمد بن معاوية النيسابوري أبو الحسن في شوال؛ فكأنه نظر الذي قلده المزي زل من سطر إلى سطر فتداخلت عليه الترجمتان والله تعالى أعلم.
وقال أبو محمد ابن الأخضر الحافظ: كان صدوقًا، مات في شوال سنة ثمان وخمسين.
وفي " الألقاب " للشيرازي: بلخي الأصل سكن بغداد، روى عنه أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن المغلس وأبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار، وروى عن عمران بن هارون الرملي.(10/377)
4331 - (س) محمد بن هاشم بن سعيد القرشي أبو عبد الله البعلبكي.
قال أبو إسحاق الصريفيني: ويقال: عبد الرحمن بن هاشم، وقال مسلمة بن قاسم: مشهور.
4332 - (د س) محمد بن هاشم بن شبيب بن أبي خيرة السدوسي أبو عبد الله البصري نزيل مصر.
قال مسلمة بن قاسم: ثقة بصري أبنا عنه غير واحد.
4333 - (خ د س) محمد بن هشام بن عيسى بن سليمان بن عبد الرحمن الطالقاني أبو عبد الله المروروذي القصير سكن بغداد جوار أحمد بن حنبل
ذكر ابن قانع وفاته في سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وقال صاحب " زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين ": روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث.
4334 - (خ د س ق) محمد بن هلال بن أبي هلال المدني مولى بني كعب المذحجي حليف بني جمح.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: مات بالمدينة سنة اثنتين وستين ومائة.
4335 - محمد بن همام الحلبي أبو بكر الخفاف.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": نزيل حلب، صالح.
4336 - (ق) محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي مولاهم أبو عبد الله ابن أبي القاسم البغدادي القنطري قاضي عكبرا عرف بأبي الأحوص.
قال مسلمة بن قاسم: توفي في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ثقة.(10/378)
سكن بغداد، روى عنه من أهل الأندلس: البياني.
وقال أبو الحسن ابن القطان: أبو الأحوص لقب رحل في طلب العلم والحديث إلى الكوفة والبصرة ومصر والشام؛ روى عنه: قاسم بن أصبغ وغيره.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: كان فاضلًا حافظًا ثقة، رحل في طلب الحديث فأكثر.
4337 - (عخ) محمد بن هدية الصدفي أبو يحيى المصري.
قال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.
وفي " تاريخ البخاري ": روى عنه شراحيل بن يزيد، وقال بعضهم: شراحبيل بن يزيد المعافري ولا يصح، وذكره يعقوب بن سفيان في جملة " الثقات ".
4338 - (م د ت س) محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس بن عائذ بن خارجة بن شمس من ولد [ق 39/أ] عمرو بن نصر بن الأزد أبو بكر، ويقال: أبو عبد الله البصري العابد.
كذا ذكره المزي تابعًا صاحب " الكمال " وفيه نظر.
من جهة أن عمرًا هذا ليس هو ابن نصر بن الأزد إنما هو: عمرو بن غنم بن غالب بن غيمات بن نصر بن الأزد، وليس لقائل أن يقول: لعله أراد أن عمر من ولد نصر بن الأزد؛ لأنه لو أراد ذلك لما قال: ابن شمس من ولد عمرو بن نصر، ولكان يقول: شمس من الأزد، ولكنه اعتقد أنه ابن نصر لصلبه فلهذا ذكره، والله تعالى أعلم وزعم أن في " الكمال ": عبد الله بن عبد الجبار في الرواة عنه قال: وهو خطأ والصواب عبد الله بن المختار انتهى الذي رأيت في نسخ " الكمال " القديم: عبد الله ابن المختار والله أعلم.(10/379)
وذكر أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد في " تاريخ هراة " تأليفه محمد بن واسع يقال: إنه هروي الأصل.
حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد، ثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، ثنا زياد بن الربيع قال: رأيت محمد بن واسع بهراة يماكس بقالًا. فقيل له: تماكس بقالًا. فقال: ترك المكاس غبن، ومن رضي بالغبن فقد ضيع ماله.
سمعت موسى بن هارون يقول: محمد بن واسع كان ناسكًا تقيا ورعًا عابدًا رفيعًا جليلًا ثقة عالمًا جمع الخير.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان من العباد المتقشفة والزهاد المتجردين للعبادة، وكان قد خرج إلى خراسان غازيًا، وكان في فتح ما وراء النهر مع قتيبة بن مسلم، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. وقيل: سنة سبع. وقيل: سنة عشرين. وقد خرج الخلق في جنازته.
وقال ابن قتيبة: كان مع قتيبة بخراسان في جنده، وكان لا يقدم عليه أحد في زهده وعبادته.
ونسبه السمعاني: شمسيا.
وفي " تاريخ المنتجالي ": آذى ابن لابن واسع رجلًا؛ فقال له: أتؤذيه وأنا أبوك؟ إنما اشتريت أمك بمائة درهم، وقال له بلال بن أبي بردة يومًا: ما تقول في القضاء والقدر؟ فقال: أيها الأمير إن الله عز وجل لا يسأل عباده يوم القيامة عن قضائه وقدره إنما يسألهم عن أعمالهم. وقال المعتمر: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحدًا أتمنى أن أكون في مسلاخه إلا ابن واسع.
وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت قسوة في قلبي أتيت ابن واسع فنظرت في [ق 39/ب] وجهه، وكنت إذا رأيته حسبت وجهه وجه ثكلى، وكان مع يزيد بن المهلب بخراسان غازيًا واستأذنه للحج فأذن له، وقال: نأمر لك بعطائك؟ قال: تأمر للجيش كلهم؟ قال: لا. قال: لا حاجة لي به.
وفي " تاريخ " خليفة بن خياط: مات بالبصرة.(10/380)
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل البصرة.
وذكر الحاكم في " تاريخ نيسابور " من الرواة عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري والحسين بن واقد والربيع اليحمدي ومحمد بن مهزم الشعاب.
وفي " تاريخ الطبري ": لما التقى قتيبة بن مسلم مع العدو وكان في عدد عظيم والمسلمون في قلة؛ فخرج قتيبة يعني أصحابه؛ فقال: انظروا لي محمد بن واسع. فقالوا: هو في أخريات الجيش قائمًا يشير بأصبعه نحو السماء؛ فقال: هذه الأصبع أحب إلي من مائة ألف فارس مددًا.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": مر محمد بعثمان البتي؛ فقال: أما إن هذا من منذ أربعين سنة تقول أهل البصرة إنه خيرهم، وما وقر في قلبه من ذلك شيء، وذكر عند مالك بن دينار أنه سمع مناد ينادي: الرجل الرجل. قال: فما رأيت أحدًا قام غير ابن واسع فبكى مالك حتى سقط.
وفي " الكنى " للحاكم قال محمد بن عوف: هو صاحب حديث.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": مات قبل ثابت.
وذكره الداني في جملة القراء، وقال مالك بن دينار [].
4339 - (ت) محمد بن الوزير بن قيس العبدي أبو عبد الله الواسطي.
قال مسلمة بن قاسم: توفي بواسط سنة سبع وخمسين ومائتين، روى عنه أبو داود، وأبنا عنه علان.
وفي " النبل " لأبي القاسم: مات في آخر ذي الحجة سنة سبع ومائتين أو في المحرم سنة ثمان.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: صدوق.(10/381)
4340 - (ع) محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي أبو الهزيل الحمصي قاضيها.
ذكر الشيرازي في ترجمة عبدوس من كتاب " الألقاب " عن الإمام أحمد بن حنبل: كان محمد بن الوليد الزبيدي لا يأخذ إلا عن الثقات.
وقال ابن حبان في " الثقات ": كان من الفقهاء في الدين.
وقال الخليلي: قد روى عنه الكبار، وهو حجة إذ كان من روى عنه ثقة؛ فإذا كان غير قوي مثل بقية وأقرانه فلا يتفق عليه.
وفي " التاريخ " لأبي زرعة الدمشقي: قال أبو بكر بن عيسى: من أجل أصحاب الزهري وأفقههم محمد بن الوليد الزبيدي. ويقال: توفي سنة ست وأربعين ومائة.
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الخامسة، وخليفة بن خياط في الطبقة الرابعة.
وذكره النسائي في الطبقة الأولى من أصحاب الزهري.
وابن شاهين في كتاب " الثقات ".
4341 - (خ م س ق) محمد بن الوليد بن عبد الحميد البسري من ولد بسر ابن أبي أرطأة أبو عبد الله البصري.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري سبعة أحاديث [ق 40/أ] ومسلم خمسة عشر حديثًا.
وقال النسائي: ثقة لا بأس به.(10/382)
وقال مسلمة بن قاسم: ثقة.
4342 - (س) محمد بن الوليد بن أبي الوليد الفحام البغدادي أخو أحمد.
قال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": لا بأس به. وكناه أبو بكر الخطيب وأبو القاسم بن عساكر أبا جعفر، وكذا أبو محمد بن الأخضر.
4343 - (د) محمد بن الوليد بن هبيرة الهاشمي أبو هبيرة الدمشقي القلانسي.
قال مسلمة بن قاسم: لا بأس به وحديثه مستقيم.
وقال أبو علي الجياني الحافظ: محمد بن الوليد بن يزيد بن هبيرة أبو هبيرة الدمشقي، حدث عنه أبو داود في " المراسيل "؛ فقال: ثنا أبو هبيرة، قال: قرأت في أصل يحيى بن حمزة.
4344 - (خ ق) محمد بن وهب بن عطية، ويقال: محمد بن وهب بن سعيد بن عطية بن معبد السلمي أبو عبد الله الدمشقي.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري حديثين، كذا قال روى عنه ولم أره لغيره فينظر، والذي رأيته: روى له، والله تعالى أعلم.
4345 - (س) محمد بن وهب بن عمر بن أبي كريمة أبو المعافى الحراني.
قال مسلمة بن قاسم: صدوق.
وقال ابن عساكر: ويقال: ابن وهب بن عبد الله بن سماك بن أبي كريمة، وقال النسائي: صالح.(10/383)
وذكره أبو عروبة في الطبقة السادسة من أهل حران، وقال: مات " بكفرجديا " قرية إلى جانب حران، وكان لا يخضب.
4346 - (ت س) محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم الثقفي أبو يحيى القصوي المروزي المعلم.
قال مسلمة في " الصلة ": محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم المروزي، يكنى أبا عبد الله، ثقة حافظ فيما أخبرني بعض أصحاب الحديث من أهل خراسان.
4347 - (ع) محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ بن عمرو بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار أبو عبد الله المدني.
ذكره ابن سعد، وخليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل المدينة، ومسلم بن الحجاج في الثانية. زاد ابن سعد: أمه أم العلاء بنت عباد بن سلكان بن سلامة بن وقش، ولد له: سكينة وفاطمة وبريكة.
وقال الزبير في كتاب " الفكاهة ": عن مالك عن يحيى بن سعيد قال: محمد بن يحيى: لزوجته أنا وإياك على قضاء عمر بن الخطاب. فقالت: وما هو؟ قال: إذا أقام الرجل للمرأة ظهرها كفاها. فقالت: أنا أول من رد هذا القضاء.
[ق 40/ب].
4348 - (م د ت س) محمد بن يحيى بن أبي حزم مهران، ويقال: عبد الله أبو عبد الله القطيعي البصري.
قال مسلمة في " الصلة ": بصري ثقة.
وقال صاحب " زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين ": روى عنه مسلم عشرة أحاديث؛ وهو من اليمن من زبير.(10/384)
4349 - (خت مق ل) محمد بن يحيى بن سعيد بن فروخ القطان أبو صالح البصري والد أحمد وصالح
روى عنه أبو يعلى، والحسن بن سفيان ومات سنة ثلاث وعشرين، وقيل: ست وعشرين. انتهى كلام المزي وفيه نظر؛ لأن الحسن وأبا يعلى إنما دخلا البصرة بعد موت أبي الوليد الطيالسي في حدود الثلاثين ومائتين؛ فيما ذكره عمر بن شبة والذي يشبه أن الصحيح في وفاته ما ذكره أحمد بن مردويه في كتابه " أولاد المحدثين ": توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين بالبصرة، وفي " تاريخ القراب ": بالرابية.
وفي قول المزي: ذكر - يعني صاحب " الكمال " - في الرواة عنه محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني، وفي ذلك نظر فإنه لم يدركه.
نظر؛ لأن هذا الرجل لم أره في نسخ " الكمال " القديم، والله تعالى أعلم.
4350 - محمد بن يحيى بن سليمان بن زيد بن زياد المروزي الوراق نزيل بغداد أبو بكر.
قال مسلمة في " الصلة ": كان وراقًا لعمرو بن بحر الجاحظ، وكان كثير الحديث، توفي سنة سبع وتسعين ومائتين.
4351 - (خ4) محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي أبو عبد الله النيسابوري الإمام.
قال محمد بن موسى الباشاني ويعقوب الصيدلاني: مات سنة ثمان وخمسين. كذا ذكره المزي. والذي في " تاريخ الحاكم " النيسابوري عن الباشاني: مات محمد بن يحيى يوم الثلاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين، وقال يعقوب بن محمد الصيدلاني: مات محمد بن يحيى يوم الإثنين لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان.
وفي قوله أيضًا: قال الخطيب: وبلغني أن وفاته في أحد الربيعين من السنة(10/385)
وبلغ ستا وثمانين سنة. تصريح بأن الخطيب والمزي لم يريا كتاب الحاكم؛ إذ لو رأياه لما أغفلا ما ذكرناه، وقول أبي عمرو المستملي: توفي وهو ابن ست وثمانين سنة.
قال الحاكم: محمد بن يحيى إمام أهل الحديث في عصره بلا [ق 41/أ] مدافعة، وقد كان سمع من الحفصين وترك الرواية عنهما. قرأت بخط أبي عمرو المستملي في مواضع كثيرة: ثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي ختن رزين؛ فسألت أبا أحمد الحافظ عن رزين؛ فقال: رزين ابن فلان وكان أثرى أهل نيسابور، وإنما استفاد محمد بن يحيى الأموال من جهته.
وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن يحيى. وقال أبو بكر الجاردوي: بلغني أن محمد بن يحيى كان يكتب في مجلس يحيى بن يحيى؛ فنظر علي بن سلمة اللبقي إلى حسن خطه وتقييده ما يكتبه؛ فقال: يا بني ألا أنصحك؟! إن أبا زكريا يحدثك عن ابن عيينة وهو حي بمكة، ويحدثك عن وكيع وهو حي بالكوفة، ويحدثك عن يحيى بن سعيد وجماعة من شيوخ البصرة وهم أحياء، ويحدثك عن ابن مهدي وهو حي بأصبهان؛ فاخرج في طلب العلم ولا تضيع. فعلم أنه له ناصح فخرج إلى هذه البلاد فبارك الله تعالى في علمه، حتى صار إمام عصره في الحديث.
وعن أبي عمرو المستملي قال: دفنت من كتب محمد بن يحيى عند وفاته ألفي جزء، قرأت بخط أبي عمرو: سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول: محمد بن يحيى عندنا إمام ثقة مبرز.
وقرأت بخط أبي عمرو: سمعت أحمد بن قطن يقول: أقمت بالمدينة سنة اثنتين وعشرين ومائتين أشهرًا؛ فكنت أشتهي أن يسألوني عن يحيى ابن يحيى فلا يسألوني عنه إنما يسألوني عن الزهري؛ يعنون محمد بن يحيى وأنا لا أدري عمن يسألوني إلى أن قالوا محمد بن يحيى ألا(10/386)
تعرفه؟
وقال محمد بن سعيد بن منصور: كان أبي يحدث عن محمد بن يحيى فيقول: حدثني محمد بن يحيى المعروف بالزهري، سمعت أبا علي الحافظ وسأله أبو عمر الأصبهاني عن محمد بن يحيى وعباس بن عبد العظيم العنبري أيهما أحفظ؟ فقال أبو علي: عباس حافظ إلا أن محمدًا أجل، حدثوني عن فضلك الرازي أنه قال: حدثني من لم يخطئ في حديث قط محمد بن يحيى.
وقال علي بن عبد الله المديني: كفانا محمد بن يحيى جمع حديث الزهري.
وعن مكي بن عبدان قال: دخلت مع مسلم بن الحجاج على محمد بن يحيى ومعه شيء ينظر فيه [ق 41/ب] فوضعه وأجلس مسلمًا، فقال مسلم: بلغني أن أبا زكريا اشتكى وأردت عيادته فبدأت بزيارتك، وعن ابن وارة قال: سمعت إبراهيم بن موسى الفراء يقول: من أراد الزهري لم يستغن عن محمد بن يحيى وعن مكي قال: مات محمد ومسلم غائب؛ فلما قدم استقبله أبو زكريا فعزاه بشيخه؛ فقال أبو زكريا: يا سبحان الله! وعن مثل هذا يعزى على ظهر الطريق.
وقال محمد بن طاهر الأمير: ورد علي نعي الذهلي في جوف الليل فما نمت تلك الليلة بعد، وقال لأبي زكريا بعد ما صلى عليه: إن كنت أصبت به فما خصصت به دوننا، نحن المخصوصون بوفاته. ثم أخذ يدعو الله له، وقال أحمد بن سيار – وذكر مشايخ نيسابور فقال -: ومحمد بن يحيى الذهلي رأيته وهو لا يخضب وكان ثقة، وقد كتب الكثير وجالس الناس ودون الكتب وجمع حديث الزهري، وقد رأيت ابنه يحيى وهو حسن النحو محدث. وقال أبو حامد: ما رأيت في المحدثين مثل الذهلي وعثمان بن سعيد ويعقوب بن سفيان.
روى عن: روح بن عبادة، وعبد الله بن بكر السهمي، وحماد بن مسعدة، وإبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وشبابة بن سوار، ويحيى بن أبي الحجاج المقرئ، وهارون بن إسماعيل الخزاز، ومحمد بن كناسة، وعبد الملك الأصمعي، ومحمد بن الهثيم بن خالد بن الربيع.(10/387)
روى عنه: عمر بن خالد الحراني، وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري نيفًا وأربعين حديثًا، ويعقوب الأخزم، وأحمد بن محمد بن الحسن، وعبد الله بن محمد بن الحسن، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو بكر محمد بن يحيى المطرز، ومحمد بن علي بن عمر المذكر، وعلي بن سالم الأصبهاني، ومحمد بن علي بن الحسن، وعلي بن حمدون بن هشام، وأحمد بن محمد ابن عمر الجرشي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش الحافظ، وعلي بن الحسين بن سلم، وأبو العباس أحمد بن محمد السجزي، وأبو سعيد يحيى ابن مسعود الهروي، والفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي، وأحمد بن حمدون الأعمشي.
قال الحاكم: وسمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن عيسى، سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمد، سمعت عبد الرحمن بن خراش [ق 42/أ] يقول: وهم محمد بن يحيى في حديثين: حديث عن حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن عبد الله بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "، وإنما هو عن حماد عن عبد الله وسهيل عن أبي صالح.
وحديثه عن يزيد بن أبي حكيم العبدي عن الثوري عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن النذر لا يرد من القدر شيئًا ".
وصوابه عن الثوري عن منصور عن عبد الله بن خيرة عن ابن عمر.
قال ابن خراش: ثناه أبو الأزهر النيسابوري والرمادي وغيرهما عن يزيد العدني.
قال الحاكم: قد قدمنا القول عن جماعة من أئمة الحديث أن محمد بن يحيى لم يتهم في حديث قط وابن خراش رحمه الله تعالى في حفظه وتقدمه وكثرة ملازمته لمحمد بن يحيى لم يجد عليه إلا حديثين، وقد ذكر حديث حماد عن عبد الله عن سهيل من حديث إبراهيم بن فهد عن حجاج بن منهال كما ذكره محمد بن يحيى.(10/388)
وعن عبد الرحمن بن أبي حاتم، سمعت أبي يقول: حدثنا محمد بن يحيى بحديث كان أن يهلك روى عن عارم عن ابن المبارك عن أسامة بن زيد عن أبيه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أخذ من العسل العشر ".
قال أبي: وهذا خطأ فاحش؛ ثناه عارم وموسى بن أيوب قال: ثنا ابن المبارك عن أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . "، قال أبي: فلعل سقط من كتابه: عمرو بن شعيب وبقي أبوه فظن أنه أسامة بن زيد عن أبيه، وليس هذا أسامة بن زيد بن أسلم إنما هو أسامة بن زيد الليثي.
قال أبي: فذاكرني أبو زرعة بهذا الحديث فأخبرته أني سمعته من عارم هكذا.
قال عبد الرحمن: قد سمعت أنا من أبي زرعة يذكر رواية محمد بن يحيى هذا الحديث وينكر هذا الحديث، ويقول نحو ما ذكره أبي رحمهما الله تعالى.
وقال مسلمة بن قاسم: محمد بن يحيى نيسابوري ثقة.
وقال مسعود السجزي: وسألته – يعني أبا عبد الله الحاكم – أتقدم محمد بن يحيى الذهلي على محمد بن إسماعيل البخاري؟ فقال: نعم؛ هو شيخه قد روى عنه نيفًا وأربعين حديثًا في الصحيح [ق 42/ب].
وقال صاحب " الزهرة ": كان صدوقًا عدلا؛ روى عنه - يعني البخاري - أربعة وثلاثين حديثًا.
وقال أبو علي الجياني: كان أحد الأئمة في الحديث.
وقال القراب: سمعت أبا بكر الشيباني، سمعت مكي بن عبدان يقول: مات محمد بن يحيى سنة ثمان وخمسين، وأبنا محمد بن عبد الله بن حكيم، أبنا عبد الله بن عروة قال: نعي إلينا محمد بن يحيى سنة ثمان وخمسين.(10/389)
4352 - (خ م س) محمد بن يحيى بن عبد العزيز اليشكري أبو علي المروزي الصائغ.
قال صاحب كتاب " زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين ": روى عنه – يعني البخاري – أربعة أحاديث، وقال مسلمة بن قاسم: مروزي سكن مصر، روى عنه بعض أصحابنا ووثقه.
4353 - (قد ت ق) محمد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع الأزدي أبو عبد الله بن أبي حاتم بصري نزيل بغداد.
قال مسلمة بن قاسم: ثقة.
وقال أبو علي الجياني: حدث عنه – يعني أبا داود – في كتاب " الزهد " من كتاب " السنن "؛ فينظر في قول المزي: لم يرو عنه إلا في " القدر ".
4354 - (خ) محمد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد بن عبيد بن غسان بن يسار الكناني أبو غسان المدني.
في كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
4355 - (م د س ق) محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني أبو عبد الله نزيل مكة شرفها الله تعالى، وقد ينسب إلى جده، وقيل: إن أبا عمر كنية أبيه يحيى.
قال مسلمة بن قاسم في " الصلة ": لا بأس به. وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه مسلم مائتي حديث وستة عشر حديثًا، وقال السمعاني: كان ثقة.
وقال أبو القاسم ابن عساكر: مات بمكة بعد الصدر سنة ثلاث، ويقال: سنة(10/390)
أربع وأربعين ومائتين.
روى في " مسنده " عن سليمان بن عبد الرحمن، والحسن بن علي الحلواني، وحكم بن القاسم، وعبد الرحمن بن خالد، ومحمد بن جعفر غندر، وحفص بن غياث، عمر بن هارون البلخي، وعمر بن خالد القرشي، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وعلي بن ظبيان، وعبد الله بن وهب المصري، [ق 43/أ] وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وأبي العباس المهلب بن راشد، وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ونصر بن ثابت، وحكام بن سلم الرازي، ويوسف بن خالد، وأيوب بن النجار اليمامي، وعثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سالم الجمحي، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وإبراهيم بن سليمان، وعبد الله بن علي ابن المديني، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن حرب بن سليمان، وثمامة بن عبيدة بن العبدي.
4356 - (د ت) محمد بن يحيى بن قيس المأربي أبو عمر اليماني.
قال أبو أحمد الجرجاني: منكر الحديث، وأحاديثه مظلمة منكرة.
4357 - (س) محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الكلبي أبو عبد الله الحراني لقبه: لؤلؤ.
قال مسلمة بن قاسم: ثقة.
وفي قول المزي: قال أبو عروبة كان كيسا من أهل الصناعة، مات في صفر سنة سبع وستين ومائتين بحران. نظر؛ وذلك أن الذي رأيت في " الطبقة السابعة من أهل حران " تأليف أبي عروبة – نسخة الأصل -: محمد بن يحيى بن كثير أبو عبد الله لا يخضب، مات بحران في صفر يوم الأحد سنة سبع وستين ومائتين.(10/391)
4358 - (د تم س ق) محمد بن أبي يحيى سمعان أبو عبد الله الأسلمي أخو أنيس، ووالد إبراهيم وعبد الله.
قال أبو نعيم الحافظ في " تاريخ أصبهان ": يكني أبا إبراهيم، حكى الحسين بن حفص عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال: نحن من رستاق براءان. روى عنه: عبد العزيز بن محمد الدرارودي، وروى عن: خالد بن عبد الله بن حسين.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: محمد بن أبي يحيى مولى لعمر بن عبد نهم؛ من بين سهم بطن من أسلم، توفي بالمدينة سنة أربع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور، وكان ثقة كثير الحديث.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة السادسة: توفي سنة خمس وأربعين ومائة.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة، وكذا قاله الخليلي.
محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أمه عن أم بلال في الأضحية.
قال ابن حزم: روى عنه يحيى بن سعيد القطان قال: ولا ندري محمد هذا من هو؟(10/392)
4359 - (د ت ق) محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي الفلسطيني ويقال: الكوفي نزيل مصر صاحب حديث " الصور "
روى حديث أبي بن عمارة في " عدم توقيت المسح على الخفين " قال الخلال في " العلل ": سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث؛ فقال: رجاله لا يعرفون [ق 43/ب]، وفي " تاريخ " أبي زرعة الدمشقي عنه: ليس بمعروف الإسناد.
وقال ابن حبان: لست أعتمد على إسناد خبره. وقال أبو الفتح الأزدي: ليس بالقائم، في إسناده نظر. وقال أبو الحسن الدارقطني: إسناد لا يثبت، وعبد الرحمن، ومحمد بن يزيد، وأيوب بن قطن كلهم مجهولون.
وقال ابن حزم: خبر ساقط فيه يحيى ومحمد وهما مجهولان. وقال الجوزجاني: حديث باطل. وقال ابن القطان: محمد بن يزيد مجهول.
وفي كتاب العسكري: ثنا علي بن سعدان، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو معن، ثنا عمرو بن الربيع، أنبا يحيى بن أيوب، ثنا ابن زرين عن محمد بن يزيد أو زيد فذكره.
وقال البخاري: روى عنه إسماعيل بن رافع حديث " الصور " مرسلًا ولم يصح.
ولما خرج الحاكم حديث " المسح " قال: إنه صحيح ولم يخرجها، وهو إسناد مصري، ولم ينسب واحد من رواته إلى جرح. انتهى.
استوفينا الكلام على هذا الحديث في كتابنا المسمى " بالإعلام بسنته عليه أفضل(10/393)
الصلاة والسلام ".
4360 - " عس فق " محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد التميمي أبو عبد الله بن أبي فروة الرهاوي مولى بني طهية ووالد أبي فروة الأصغر.
ذكره أبو عروة الحراني في الطبقة الخامسة من أهل الجزيرة، وقال: حدثني أبو فروة أن مولده سنة ثنتين وثلاثين ومائة، وأنه مات سنة عشرين ومائتين. هذا أسند من ذكر المزي وفاته من عند ابن حبان.
وقال الحاكم فيما ذكره مسعود: ثقة مأمون. وفي موضع آخر: حافظ.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال مسلمة في " الصلة ": ثقة.
4361 - (م ت ق) محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة بن سماعة العجلي أبو هشام الرفاعي الكوفي قاضي بغداد
قال الدارقطني في كتاب " الجرح والتعديل ": يتكلمون فيه، وإنما يتكلم فيه أهل بلده.
وصحح الترمذي وأبو علي الطوسي، وأبو عبد الله الحاكم، وابن خزيمة، وابن حبان حديثه في صحاحهم.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، تركه النسائي.
وقال مسلمة: لا بأس به، مات سنة تسع وأربعين وهو على قضاء الجانب الشرقي من بغداد.(10/394)
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه مسلم ثلاثة أحاديث.
وقال ابن عدي: البخاري استشهد بحديثه فقط.
والمزي زعم أن ابن عدي قال: روى عنه. وما ذكرناه عنه غير الذي ذكره هو، وأما أبو محمد [ابن الأخضر فجزم بأن الشيخين رويا عنه قال: وكان عالمًا] [].
4362 - (د ت س) محمد بن يزيد الكلاعي أبو سعيد، ويقال: أبو يزيد ويقال: أبو إسحاق الخولاني مولاهم الواسطي شامي الأصل.
ذكر بحشل في " تاريخ بلده " أنه روى عن: حميد بن يزيد، وعتبة بن عبد الواحد، وهشيم الحذاء، ودلهم بن دهثم، ونصر بن حاجب، وأبي الحسن، وأبي خالد الأحمر، وإبراهيم بن عبد الملك الواسطيين [ق 44/أ]: أخبرني تميم أنه توفي سنة تسعين، قال: وكان يقال: إنه مستجاب الدعوة. وقال عمرو بن عثمان: كان يشبه القراء. وذكر كلامًا، وقال محمد بن حسان: كنا عند محمد بن يزيد في المسجد وأراد أن يبصق؛ فخرج إلى الحذائين فبصق ثم رجع.
4363 - (خ) محمد بن يزيد الحزامي الكوفي البزار.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه – يعني البخاري – ثلاثة أحاديث.
وفي قول المزي: زعم بعض من ذكر شيوخ البخاري أنه أبو هشام الرفاعي؛ وذلك غلط لا شك فيه. نظر.
ذكره أبو الوليد في كتابه " الجرح والتعديل ": محمد بن يزيد الكوفي أخرج(10/395)
عنه في " فضائل أبي بكر "، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد، عن عروة، عن عبد الله بن عمر، قال أبو حاتم: هو مجهول. وذكر الكلاباذي محمد بن يزيد الكوفي البزار. وقال: ليس بالرفاعي. وذكر الحديث الذي ذكرناه ولم يذكر ابن عدي البزار وذكر الرفاعي.
وذكر البخاري في " تاريخه " الرفاعي ولم يذكر غيره وجعلهما الرازي رجلين، والذي عندي أنه رجل واحد ولذلك لم يعرفه أبو حاتم، والبخاري الذي يروي عنه لم يذكر غير واحد، والكلاباذي أشكل أمره عليه فلم يجد موضع البزار الكوفي في " الصحيح "، والذي أصاب في ذلك هو ابن عدي فليس عند " خ " محمد بن يزيد غير الرفاعي ولم أجد لمحمد بن يزيد ذكرًا في الكتاب كله غير هذا الحديث الذي قال فيه: ثنا محمد بن يزيد الكوفي، عن الوليد بن مسلم، وسبب الإشكال في ذلك أن ابن واصل روى في كتاب " الأدب " له: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، أبنا محمد بن يزيد البزار، ثنا يونس بن بكير؛ فأوهم بقوله البزار أنه غير الرفاعي وزاد في الإشكال أن " خ " ضعفه في " تاريخه " وخرج عنه في " صحيحه "، وقال أبو عبد الله فيمن أخرج عنه " خ " وحده: محمد بن يزيد بن حارثة، ثم قال: ومحمد بن يزيد الكوفي عن الوليد بن مسلم وليس بأبي هشام؛ فعاد الأمر كله إلى محمد بن يزيد الكوفي إنما يشيرون به إلى الذي روى الحديث المذكور؛ فمرة يقول: إنه الرفاعي لأنه هو الذي روى الحديث المذكور عن الوليد بن مسلم، ومرة يقولون: هو غيره. ولم يذكر أبو الحسن محمد بن يزيد فيمن أخرج له " خ " ولا " م ".
وفي طبقته شيخ آخر يقال له:-(10/396)
4364 - محمد بن يزيد أبو بكر الحربي العطار.
توفي بمصر سنة ثمان وتسعين ومائتين، قال مسلمة: كان ينزل بزقاق القناديل، ذكره أبو طالب.
4365 - ومحمد بن يزيد بن طيفور ثقة، حدثنا عنه ابن الأعرابي وأبي هشيم بن مشمر في العام الذي مات فيه هشيم، ولم يسمع منه شيئًا.
4366 - ومحمد بن يزيد المبرد الإمام العلامة توفي سنة خمس وثمانين ومائتين.
4367 - ومحمد بن يزيد بن يوسف بن يزيد الفارسي توفي بمصر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4368 - ومحمد بن يزيد أخو كرخويه
قال مسلمة: أبنا عنه ابن المحاملي، وقال البغوي: مات سنة ثمان وأربعين ومائتين.
4369 - ومحمد بن يزيد بن يحيى الزعفراني حكى عن بشر بن الحارث، ذكرناهم للتمييز.
4370 - (س) محمد بن يزيد الآدمي الخراز، أبو جعفر البغدادي المقابري، الأحمر العابد.
وقيل: إنهما اثنان، وليس بشيء.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": محمد بن يزيد الآدمي ثقة.
وقال الخطيب: كان عابدًا.
وقال أبو محمد بن الأخضر: كان من خيار المسلمين.(10/397)
4371 - (بخ س) محمد بن يسار أبو عبد الله الخراساني مروزي الأصل أخو سلمة وعبد الله.
قال البخاري في " التاريخ ": حديثه مشهور.
4372 - (ت ق) محمد بن يعلى السلمي أبو علي الكوفي لقبه زنبور قدم بغداد وحدث بها.
قال البخاري: يتكلم فيه وهو ذاهب الحديث، كذا ذكره المزي مقلدًا الخطيب في " تاريخه "، والذي رأيت في كتاب " الضعفاء " و" التواريخ الثلاث " لمحمد بن إسماعيل [ق 44/ب] إسماعيل البخاري، ونقله أيضًا عنه أبو محمد بن الجارود وغيره: يتكلمون فيه لم يزد شيئًا. فينظر. وذكره في " الأوسط " في فصل من مات ما بين المائتين إلى عشر ومائتين.
وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به فيما خالف الثقات.
وقال الخطيب: ضعيف. وقال العجلي: كان يقال: إنه جهني صاحب كلام، كتبت عنه وترك الناس حديثه، وذكره أبو العرب في " جملة الضعفاء " وكذلك العقيلي.(10/398)
وقال الساجي: منكر الحديث يتكلمون فيه ويضعفونه.
4373 - (ت) محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام.
قال المزي: كان فيه – يعني " الكمال " – روى عنه الضحاك بن عثمان قال: وكذلك هو في كتاب ابن أبي حاتم وهو خطأ، والصواب عثمان بن الضحاك. انتهى.
ابن حبان لما ذكره في " الثقات " الذي نقله المزي قال كذلك؛ فكان ينبغي أن يذكره كما ذكر ابن أبي حاتم، وكأنه غفل عنه على العادة، ولما ذكر البخاري عن الحزامي، ثنا محمد بن صدقة سمع عثمان بن الضحاك بن عثمان، أخبرني محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده: " ليدفنن عيسى مع محمد صلى الله عليه وسلم ".
قال محمد: هذا لا يصح عندي، ولا يتابع عليه. وذكر أيضًا له رواية عن جده عبد الله بن سلام.
وذكر المزي روايته المشعرة عنده بالاتصال عن عبد الله بن الزبير، والبخاري قال: قال يحيى عن ابن عجلان: حدثني محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه أنه سمع عبد الله بن الزبير قوله في " الصلاة "، فهذان إمامان ذكرا رواية الضحاك عنه والآخر وهى قول من قال: عثمان بن الضحاك.
هذا هو ظاهر كلامه فينظر من الذي ضعف هذه الأقوال ورجح غيرها وبم كان ذلك ولم، والله تعالى أعلم.
وذكره مسلم في الأولى من أهل المدينة.
4374 - محمد بن يوسف بن عبد الله بن يزيد الكندي المدني الأعرج ابن بنت السائب بن يزيد، وقيل: ابن ابنه، وقيل: ابن أخيه.
روى عنه ابن جريج وفرق بينه وبين مولى عثمان الراوي عن أبيه يوسف(10/399)
وقد قال ابن أبي خيثمة في " تاريخه الكبير ": قال ابن معين: هو مولى عمرو بن عثمان [وهو أعرج].
ولما ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال أحمد بن صالح – يعني المصري -: محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان [الأعرج] الذي روى عنه ابن جريج ثبت له شأن، وكان أحمد بن صالح معجبًا به [ق 45/أ]؛ فينظر كيف وجه الجمع بينهما، ومن هو الذي جمع بينهما؟
4375 - (ع) محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم أبو عبد الله الفريابي سكن قيسارية من ساحل الشام.
قال البخاري، ويعقوب بن سفيان، وأبو سعيد بن يونس، وغير واحد: مات سنة اثنتي عشرة ومائتين. زاد البخاري وابن يونس: في ربيع الأول، كذا ذكره المزي وفيه نظر في مواضع:
الأول: نظرت في تاريخي ابن يونس " الكبير " و" الغرباء " فلم أر للفريابي ذكرًا فيهما؛ فلعله تصحيف من غيره.
والثاني: لو نظر في " تاريخ يعقوب " ولم ينقل بوساطة لوجده قد قال: توفي سنة ثنتي عشرة ومائتين في أول السنة، وهو مولى لبني تميم.
الثالث: قوله: وغير واحد ولم يذكر منهم إلا الذين استنثاهما، ولو كان عنده غيرهما لصاح به كعادته، والذي رأيت – على كثرة تتبعي لذلك – ما نقله(10/400)
القراب عن أبي بكر البرقي مثل ما قاله محمد بن إسماعيل البخاري؛ فلعل هذا هو الذي في " التاريخ الكبير ".
وفي " الزهرة ": روى مسلم عن رجل عنه، وروى البخاري عنه في عدة مواضع من " جامعه "، ثم روى في كتاب " الصلاة " عن إسحاق غير منسوب عنه، وروى عنه ستة وعشرين حديثًا.
4376 - (خ) محمد بن يوسف البخاري أبو أحمد البيكندي
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري اثنين وستين حديثًا.
4377 - (د) محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم القرشي السلمي الكديمي أبو العباس البصري ابن امرأة روح بن عبادة
قال أبو أحمد ابن عدي: اتهم الكديمي بوضع الحديث وسرقته، وادعى رؤية قوم لم يرهم، وامتنع عامة مشايخنا من الرواية عنه، ومن حدث عنه نسبه إلى جده لئلا يعرف.
وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات لعله قد وضع أكثر من ألف حديث.
وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كذاب. ثم كتب عنه وقال: إنما قلت ذلك لئلا يشاركنا الضعفاء في الإسناد.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب [ق 45/ب]:(10/401)
في هذه الحكاية نظر؛ فإن عبد الله أتقى الله من أن يكذب من هو عنده صادق. وقال أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ: الكديمي ذاهب الحديث تركه يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، وسمع منه: عبد الله، وابن خزيمة، وقد حفظ في الكديمي سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث، وقال الخطيب: قد قيل إن موسى بن هارون رجع عن الكلام فيه.
وفي الجرح والتعديل عن الدارقطني: من حسن فيه القول لم يختبر حاله.
وقال السمعاني: كان يضع الحديث على الثقات، وقيل: كان حسن الحديث.
وقال الخليلي في الإرشاد: ليس الكديمي بذاك القوي، ومنهم من يقويه. وسئل جعفر بن عثمان الطيالسي عنه فقال: دخلت البصرة سنة عشر ومائتين، وكان جماعة قد أكثروا كتب الحديث منهم الكديمي.
وقال مسلمة بن قاسم: مات ببغداد يوم الخميس ودفن يوم الجمعة لأربع(10/402)
عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة، وهو ابن مائة وثلاث وستين. وقال أبو الحسين بن المنادي: مات يوم الخميس لست عشرة خلت من جمادى الآخرة.
وفي " التعريف بصحيح التاريخ ": توفي في نصف جمادى الآخرة وله مائة وست وستون بالكوفة، وكان عالي الإسناد.
وقال الحسين بن خالويه في كتاب: " ليس ": وكديم تصغير الكدم وهو الشجاع، ومنه محمد بن يونس الكديمي استملى على المحول؛ فقال: أيها الشيخ إني رأيت أن تملي علينا من تلك السحريات الحسان؛ يريد ما يكذب فيه ويضعها في في وقت السحر فقال: اكتب، حدثنا روح عن عبادة سمعت ابن عيينة يقول: [لاسفل. . إلا سفله].(10/403)
من اسمه ماضي ومالك
4378 - (ق) الماضي بن محمد بن مسعود الغافقي التيمي، أبو مسعود المصري الوراق.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وقال: كان ثقة.
وقال عبد الغني بن سعيد المصري: سمعت أبا الحسن أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم، سمعت أبا بشر سعيد بن علي يقول: رأيت «الموطأ» رواية الماضي بن محمد عن مالك.
وفي قول المزي عن ابن يونس: وكان يضعف، نظر، فإني نظرت في «تاريخ» أبي سعيد ابن يونس النسخة التي كان عبد الكريم المنبجي رحمه الله تعالى يقول: إنها أكمل النسخ وأتمها، فلم أجد هذه اللفظة فيها، ولما نقل عبد الغني وابن ماكولا كلامه لم يذكر هذه اللفظة أيضا، وتبعهما على ذلك الحازمي والرشاطي، وغيرهما، فينظر.
4379 - مالك بن إسماعيل المنقري.
ذكره أبو عبد الله ابن منده في عداد شيوخه - يعني البخاري - ولم أجده في النسختين اللتين طالعتهما. قاله صاحب «الزهرة»، ولم ينبه عليه المزي.
4380 - مالك بن إسماعيل بن درهم، ويقال: ابن زياد بن درهم، أبو غسان النهدي مولاهم، الكوفي، ابن بنت إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان.
قال محمد بن سعد والبخاري والنسائي: مات سنة تسع عشرة ومائتين(11/5)
زاد ابن سعد: في غرة ربيع الآخر. كذا ذكره المزدي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: النسائي لم يذكره استقلالا، إنما ذكره رواية عن البخاري. بيانه قوله في «الكنى»: أبنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين: أبو غسان ثقة، وأهو أكيس من أحمد بن يونس. أبنا عبد الله بن أحمد، عن محمد بن إسماعيل قال: مات أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي سنة تسعة عشرة ومائتين.
الثاني: إغفاله من عند ابن سعد ما لا يجب إغفاله إن كان رأى الأصل وما إخاله، قال ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: مالك بن إسماعيل بن زياد بن درهم، مولى كلب بن عامر النهدي، أحد بني خزيمة، وكان أبو غسان ثقة صدوقا، متشيعا شديد التشيع.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال عثمان بن أبي شيبة: أبو غسان مالك بن إسماعيل صدوق ثبت متقن، إمام من الأئمة، ولولا كلمته لما كان يفوقه بالكوفة أحد.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة العاشرة من أهل الكوفة قال: مات سنة ثماني عشرة ومائتين. وقال في «التاريخ»: توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه - يعني البخاري - سبعة وعشرين حديثا، وقال العجلي: ثقة، وكان متعبدا، وكان صحيح الكتاب.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: كان أبو غسان شديد التشيع، وقال: عجبت لأقوام قدموا سفيان على الحسن بن صالح، وكان من أصحاب الحسن بن صالح.(11/6)
وللمصريين شيخ اسمه:
4381 - مالك بن يحيى، يكنى أبا غسان النهدي.
قال مسلمة: كان يملي بجامع ابن طولون، وتوفي بمصر سنة أربع وتسعين ومائتين. ذكرناه للتمييز.
4382 - (ع) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح الحميري، أبو عبد الله المدني، إمام دار الهجرة.
روى عنه - فيما ذكره أبو بكر الخطيب البغدادي ومن خط الحافظ أبي شهاب العطر أنقل مجودا -: أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة المكي الأزرقي، وأحمد بن نصر بن مالك الخزاعي الشهيد، وأحمد بن منصور بن إسماعيل التلي، وأحمد بن حاتم بن مخشى أبو عبد الله، وأحمد بن حاتم بن يزيد أبو جعفر الطويل، وأحمد بن أبي طيبة الجرجاني، وأحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي، وأحمد بن سعيد بن أبي علقمة، وأحمد بن الفرح الطائي، وأحمد بن يزيد أبو العوام الرياحي، وأحمد بن عصام الموصلي، وأحمد بن دهثم الأسدي، وأحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي، وقيل: اسمه محمد، وأحمد بن يزيد أبو الحسن الحراني، وأحمد بن زرارة المدني، قال الخطيب: إن لم يكن أبا مصعب فلا أعرفه. وأحمد بن الحكم أبو علي العبدي، وأحمد بن إبراهيم بن موسى، وأحمد بن علي ابن أخت عبد القدوس، وقيل: محمد، وأحمد بن موسى رجل مجهول، وأحمد بن بكر بن خالد السلمي، وأحمد بن عبد الصمد أبو أيوب الأنصاري الزرقي، وأحمد بن خالد الهاشمي، وأحمد بن خالد الكرماني، قال الخطيب: وصوابه أحمد بن خليد، وأحمد بن أبي أحمد القيسي، وأحمد بن محمد صاحب بيت الحكمة، وأحمد بن سليمان الحراني، وأحمد بن مهران الهمداني ولقبه حمديل، وأحمد بن عمار بن نصير الشامي، قال الدارقطني: هو أخو هشام(11/7)
ابن عمار متروك الحديث، وأحمد بن الجنيد أبو محمد الحنظلي بخاري، وأحمد ابن سليمان بن حميد الحفياني القرشي الأسدي، وأحمد بن نصر بن زرارة، وأحمد بن محمد، وقيل: أبو محمد الرقي، وأحمد بن سليمان الأرميني، وأحمد ابن أبي مقاتل، وقيل: محمد، وأحمد بن يحيى بن المنذر بن عبد الرحمن الأحول الكوفي، وإبراهيم بن المختار الرازي، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وإبراهيم بن حماد بن أبي حازم الزهري، وإبراهيم بن رستم خراساني، وإبراهيم بن زيد التفليسي، وإبراهيم بن إسحاق الصيني كوفي، وإبراهيم بن هراسة أبو إسحاق الشيباني، وإبراهيم بن علي التميمي المغرب، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وإبراهيم بن يوسف أخو عصام بن يوسف البلخي، وإبراهيم بن محمد بن علي السلمي الكوفي، وإبراهيم بن بشر المكي، وإبراهيم بن حيان الأنصاري، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وإبراهيم بن رجاء أبو موسى، وإبراهيم بن سليمان أبو إسحاق الزيات البلخي، وإبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وإبراهيم بن طلحة ابن عمر التميمي، وإبراهيم بن زكريا من أهل عبدسي، وإبراهيم الإمام بالمصيصة، وإبراهيم بن عيسى بن سبلان، وإبراهيم بن القاسم أخو بشر بن القاسم النيسابوري، وإبراهيم بن أدهم الزاهد، وإبراهيم بن عبد الله شيخ مجهول، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وإبراهيم الحجري المصري، وإبراهيم بن نوح، وإبراهيم بن عبد السلام المخزومي، وإبراهيم بن عيسى الخزاعي، وإبراهيم بن محمد أبو أسلم، وإبراهيم بن زيد الأسلمي، وإبراهيم بن خالد، وإبراهيم بن هارون بن محمد بن موسى بن إياس بن البكير، وإبراهيم بن صالح الخراز، وإبراهيم بن إسحاق قاضي مصر، وإسماعيل بن جعفر المقري المدني، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن عمر أبو المنذر الواسطي، وإسماعيل بن داود المخراقي، وإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وإسماعيل بن جرير بن عبد الحميد، وإسماعيل بن مسلمة بن قعنب، وإسماعيل بن رجاء الحصني، وإسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي(11/8)
والد البخاري الإمام، وإسماعيل بن سليمان بن أبي المجالد المصيصي، وإسماعيل بن يحيى بن عيد الله التميمي، وإسماعيل بن إبراهيم أبو سعيد الأقرع البغدادي، وإسماعيل بن القاسم أبو العتاهية الشاعر، وإسماعيل بن داود الجزري البغدادي، وإسماعيل بن أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان بن رزين المؤدب، وإسماعيل بن رشيد الطبري سكن الرملة، وإسماعيل بن زياد الدولابي بغدادي، وإسماعيل بن إبراهيم أبو إبراهيم الترجماني، وإسماعيل بن جعفر الخفاف المدني، وإسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السوى، وإسماعيل بن إبراهيم أبو النصر العجلي، وإسماعيل بن يوسف الثقفي، وإسماعيل بن يعقوب التيمي مدني، وإسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الحنيني، وإسحاق بن محمد بن عبد الله المسيبي صاحب نافع بن عبد الرحمن القارئ، وإسحاق بن يوسف الأزرق الواسطي، وإسحاق بن عيسى ابن بنت داود بن أبي هند بصري، وإسحاق بن عبد الله الجزري، وإسحاق بن يوسف الفراء، وقيل: إنه إسحاق بن يونس أخو مسلم المستملي، وإسحاق بن الفرات بن الجعد التجيبي قاضي مصر، وإسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وإسحاق بن بشر أبو حذيفة القرشي، وإسحاق بن محمد البيروتي، وإسحاق بن أبي يحيى الكعبي، وإسحاق بن عبد الواحد القرشي الموصلي، وإسحاق بن منصور بن حيان أبو يعقوب الأسدي، وإسحاق بن إبراهيم التميمي الموصلي صاحب الأغاني، وإسحاق بن إبراهيم الطبري، وإسحاق بن بشر الكاهلي، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب المدني، وإسحاق بن الصلت، وإسحاق بن موسى الموصلي مولى بني مخزوم، وإسحاق بن معبد بن شداد العبدي، وأيوب بن سويد الرملي، وأيوب بن سليمان الأعور سكن مصر، وأيوب ابن موسى قاضي مرو، وأيوب بن صالح بن سلمة مدني، وأيوب بن عمارة الأنصاري مدني، وأيوب بن هاني الجعفي، وأسد بن موسى بن إبراهيم أسد السنة، وأسد بن عمرو القاضي الكوفي، وأسد بن الفرات صاحب المسائل، وأصرم بن حوشب،(11/9)
وأنس بن عياض الليثي، وأمية بن خالد أخو هدبة، وأزهر بن بسطام خادم مالك بن أنس، وأشعث بن غطاف، وآدم بن أبي إياس، وأزداد بن حميل، وإسرائيل بن روح الساحلي، وأسامة بن زيد الليثي، وبشر بن المفضل البصري، وبشر بن الوليد الكندي، وبشر بن السري الأفوه، وبشر بن يزيد الإفريقي، وبشر بن الحارث الزاهد، وبشر بن القاسم الخراساني، وبشر بن بكر التنيسي، وبهلول بن حسان الأنباري، وبهلول بن عبيد التاهرتي، وبهلول بن صالح أو الحسن التجيبي، وبهلول بن عمرو الكوفي عرف بالمجنون، وبكر بن عبد الله بن الشرود، وبكر بن سليمان الصواف، وقيل: ابن سليم، وبكر بن صدقة أو صدقة الجدي، وبقية بن الوليد الحمصي، وبشار بن قيراط النيسابوري، وبحار الترمذي، وبسطام بن جعفر الموصلي الأزدي، وبريد المغني، وثابت بن محمد الزاهد الكوفي، وجعفر بن عون العمري الكوفي، وجعفر بن محمد السماعي، وجرير بن عبد الحميد الضبي، وجارود بن يزيد النيسابوري، وجابر بن مرزوق الجدي، وجميل بن يزيد، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وحماد بن خالد أبو عبد الله الخياط، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وحفص بن ميسرة الصنعاني، وحفص بن عمر العدني الفرخ، وحفص بن عمر الأبلي، وحفص بن يحيى السرخسي، وحفص بن عمر الحوضي، وحفص بن سلم أبو مقاتل السمرقندي، والحكم بن عبد الله أبو مطيع البلخي، والحكم بن عبد الله أبو معاذ البلخي، والحكم بن المبارك أبو صالح، والحكم بن عتيبة، والحكم بن نافع أبو اليمان الحمصي، والحكم بن عبيدة أبو محمد، والحسن بن سوار البغوي، والحسن بن زياد اللؤلؤي، والحسن بن عمرو بن يوسف البصري، والحسن بن الحسين بن عطية الصوفي، والحسن بن المهلب الشيباني الكوفي، والحسن بن يحيى أبو عبد الله الملك الخشني، والحسن بن يعقوب البخاري، والحسن بن سعيد الرهاوي، والحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، والحسين بن الوليد النيسابوري، والحسين بن الحسن بن عطية العوفي،(11/10)
والحسين بن عروة الضبي، والحسين بن عبد الله العجلي، والحسين بن مصعب، والحسين أبو علي الهاشمي، والحسين بن علوان، والحسين بن دحمان الأطروشي، وحجاج بن المنهال الأنماطي، وحجاج بن محمد الأعور، وحجاج بن سليمان الرعيني مصري، وحجاج بن الخيار المدني، وحمزة بن زياد الطوسي، وحمزة بن يزيد الهروي، وحمزة بن يزيد، وحاتم بن سالم القراب، وحاتم السقطي البلخي، وحاتم بن عثمان المعافري، والحارث بن منصور الواسطي، والحارث بن النعمان أبو النضر البغدادي، وحسان بن غالب بن نجيح المصري، وحسان شيخ روى عنه يعقوب بن سفيان، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وحميد بن الأسود، وحبيب بن إبراهيم المصري، وحجين بن المثنى أبو عمر البغدادي، وحباب بن جبلة، وحرب بن محمد الطائي أبو علي الموصلي، وحكام بن أسلم الرازي، وحيون بن صالح المصري، وحرملة بن عبد العزيز بن الربيع أبو سبرة، وخالد بن نزار الأيلي، وخالد بن خلاس المهلبي، وخالد بن عثمان العثماني، وخالد بن القاسم المدائني، وخالد بن إسماعيل الأنصاري، وخالد بن إسماعيل المخزومي، وخالد بن يزيد العمري المكي، وخالد العبيد بصري، وخالد بن حميد المهري، وخالد بن سليمان البلخي، وخالد بن نجيح المصري، وخالد بن سالم من أهل الشام، وخالد بن عبد الله الطائي، وخالف بن أيوب البلخي، وخلف بن موسى، وخلف بن خليفة الأشجعي، وخلف بن محمد المدني سكن مصر، وخلف بن عمر، وخلاد بن يحيى، وخلا بن زيد الأرقط، وخليد بن دعلج، وخصيب بن ناصح مصري، وخداش بن الدحداح، وخارجة بن مصعب السرخسي، وخليل بن كريز، وداود بن إبراهيم القزويني، وداود بن مهران البغدادي، وداود بن سلميا بن فليح بن سليمان مدني، وداود بن الزبرقان، وداود بن سعيد الزنبري، وداود بن منصور قاضي المصيصة، وداود بن عبد الجبار، ودعبل بن علي الشاعر، وذو النون المصري، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وربيعة بن عبد الله بن يعقوب،(11/11)
وربيعة بن عبد الله بن موسى مدني، وروح بن القاسم بصري، والربيع بن الركين بن عميلة الفزاري، ورواد بن الجراح أبو عصام العسقلاني، وزيد بن أبي أنيسة الجزري، وزيد بن الحسن مصري، وزياد بن يونس المصري، وزياد بن سعد المكي، وزياد بن الهيثم، وزياد بن عبد الله البكائي، وزكريا بن يحيى بن الحارث النسائي، وزكريا بن يحيى أبو يحيى الكناني، وزكريا بن نافع الأرسوفي، وزكريا بن دويد الكندي، وزهير بن عباد الرؤاسي، وزهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفي، وزهير بن محمد التميمي الخراساني، والزبير بن حبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، وزين بن شعب المصري، وسفيان بن يزيد بن غالب الأسدي سكن مصر، وسفيان بن مسكين بن سفيان المخزومي، وسعيد بن عبد الجبار الكرابيسي بصري، وسعيد بن عيسى ابن تليد الرعيني، وسعيد بن الجهم المصري، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسعيد بن سالم القداح المكي، وسعيد بن سالم العطار، وسعيد بن بشير بن ذكوان الدمشقي، وسعيد بن بشير المصري، وسعيد بن هاشم بن صالح القيومي، وسعيد بن موسى الأزدي، وسعيد بن الصباح النيسابوري، وسعيد بن معن بن عيسى الأشجعي، وسعيد بن معن المدني، وسعيد بن عثمان المعافري، وسعيد بن عبد الله الدهان البصري، وسعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي، وسليمان بن بلال، وسليمان بن داود الطيالسي أبو داود، وسليمان ابن داود أبو الربيع الزهراني، وسليمان بن مهير الكلابي، وسليمان بن داود أبو الحسن العسفاني، وسليمان بن بزيغ الإسكندراني، وسليمان بن عيسى السجزي، وسليمان بن يزيد أبو المثنى المدني، وسليمان بن أبي مطر النيسابوري، وسهل بن صالح، وسهل بن قدامة الحاطي، وسهل بن زياد الرازي، وسهيل بن صقير الخلاطي، وسهل بن المغيرة البغدادي، وسلم بن سالم البلخي، وسلم بن المغيرة أبو حنيفة الأزدي، وسلم الخواص، وسعد بن عبد الحميد الأنصاري، وسعد عن عبد الله المعافري، وسلمة بن الفضل الأبرش، وسويد بن عبد العزيز(11/12)
الدمشقي، وسوادة بن عبد الله الأنصاري، وسوادة بن إبراهيم الأنصاري، وسلمى بن عبد الله أبو بكر الهذلي، وسوار بن عمارة اللخمي الرملي، وسارية بن موسى، وسكين بن عبد الرحمن الكوفي، وسليم بن مسلمة المكي، وسلام بن واقد، وشغب بن الحجاج العتكي، وشريك بن عبد الله النخعي القاضي، وشعيب بن إسحاق الدمشقي، وشعيب بن يحيى التجيبي، وشعيب بن الليث بن سعد المصري، وشبابة بن سوار المدائني، وشجرة بن عيسى، وقيل: شجرة بن عبد الله قاضي القيروان، وشبل بن عباد، وشجاع بن الوليد أبو بدر، وصالح بن مالك الخوارزمي، وصالح بن نيار السيرافي، وصالح بن عبد الله الترمذي، وصالح ابن عبد الله القيرواني، وصالح بن بهلول الإفريقي، وصباح بن عبد الله البصري، وصباح بن محارب، وصدقة بن عبد الله السمين، وصخر بن محمد ابن حاجب أبو حاجب، وصلت بن محمد الخاركي، وصفوان بن سليم العماني، والضحاك بن عثمان الحزامي، وضمرة بن ربيعة الرملي، وطاهر بن مدرار الكوفي، وطاهر بن حماد بن عمر النصيبي، وطلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي، وطلق بن غنام الكوفي، وعبد الله بن عون بن أرطبان، وعبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، وعبد الله بن عمر بن أبي الوزير، وعبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري، وعبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد، وعبد الله بن عثمان المعافري، وعبد الله بن عباد أبو عباد البصري، وعبد الله بن عنبسة من ولد عثمان بن عفان، وعبد الله بن عبد الرحمن بن حماد الجزري، وعبد الله بن الربيع، وعبد الله بن نافع الجمحي، وعبد الله بن إدريس الجعفري، وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن أبي أمية البصري، وعبد الله بن عبد الله أبو أويس المدني، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن مالك بن زيد بن أسامة الأسامي سكن بخارى، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، وعبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي، وعبد الله بن علي بن مهران أبو أيوب الإفريقي، وعبد الله بن الزبير(11/13)
شيخ مجهول، وعبد الله بن الحارث المخزومي حجازي، وعبد الله بن خالد بن حازم الرملي، وعبد الله بن عمر بن القاسم العمري المدني، وعبد الله بن عمر الواقعي البصري، وعبد الله بن سليمان الرملي، وعبد الله بن رافع المدني، وعبد الله بن داود الخريبي الكوفي، وعبد الله بن داود التمار الواسطي، وعبد الله بن نمير الخارقي الكوفي، وعبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وعبد الله بن واصل بن سليم، وعبد الله بن الوليد العدني، وعبد الله بن محمد بن عبد الله أبو علقمة الفروي، وعبد الله بن محمد بن داود بن حسن بن حسن الهاشمي، وعبد الله بن سلمة بن أسلم أبو سلمة المدني، وعبد الله بن مسلمة بن رشيد أبو محمد الهاشمي الدمشقي، وعبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، وعبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح، وعبد الله بن لهيعة المصري، وعبد الله بن عون الخراز بغدادي، وعبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود أبو بكر البصري، وعبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد، وعبد الله بن كامل أبو خالد اللخمي يلقب طليبا، وعبد الله بن أيوب بن أبي علاج، وعبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن لا يعرف من نسبه غير وأظنه من أهل حران، وعبد الله بن سوار بن عبد الله العنبري البصري، وعبد الله بن محمد أبو محمد القيرواني، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وعبد الرحمن بن عمرو أبو عثمان الحراني، وعبد الرحمن بن زياد الرصاجي، وعبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد الرحمن بن عبد الله أبو سعيد مولى بني هاشم، وعبد الرحمن ابن يحيى بن سعيد العدوي، وعبد الرحمن بن غزوان أبو نوح عرف بقراد، وعبد الرحمن بن أشرس، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني، وعبد الرحمن بن واقد أبو مسلم الواقدي، وعبد الرحمن بن مالك بن شيبة أبو بكر الجزامي، وعبد الرحمن بن مقاتل أبو سهل خال القعنبي، وعبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي، وعبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، وعبد الرحمن أبو محمد التميمي(11/14)
وقيل: اليحمدي، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي، وعبد الرحمن بن إسحاق مولى بني هاشم، وعبد الله بن بحير بن عبد الله بن ريسان، وعبد الرحمن بن يونس الأفطس، وعبد الرحمن بن عمير، وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن شافع بن شيبة الحجبي، وعبد الرحمن بن عبد الله أبو سفيان اليشكري، وعبد الرحمن بن إبراهيم أبو علي الراسبي، وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، وعبيد الله بن محمد بن حفص بن عائشة، وعبيد الله بن سفيان بن رواحة الفزاري، وعبيد الله بن النضر، وعبيد الله بن عمرو الآمدي، وعبيد بن حيان، وعبيد بن حساب، وعبيد بن هشام الحلبي، وعبيد بن أبي فروة البغدادي، وعبيد بن عبد الرحمن أبو سهل ابن أخي أيوب بن عتبة اليمامي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعبد العزيز بن عمران الزهري، وعبد العزيز بن يحيى بن عبد الله أبو محمد المدني، وعبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الهاشمي، وعبد العزيز بن حصين بن الترجمان الخراساني، وعبد العزيز بن خالد، وعبد العزيز بن أبي رجاء، وعبد العزيز بن القاسم، وعبد العزيز بن أبان القرشي، وعبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار، وعبد الملك بن يزيد أبو هشام الجزري، وعبد الملك بن زياد النصيبي، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبد الملك بن حبيب، وعبد الملك ابن صالح، وعبد الملك بن سلمة القرشي حجازي سكن مصر، وعبد الملك بن الحكم، وعبد الحميد بن سليمان أخو فليح، وعبد الحميد بن أبي أويس أخو إسماعيل، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الحراني، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن فروة العجلي، وعبد السلام بن عمر البصري أبو بكر، وعبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، وعبد السلام بن سلمة بن يزداد المدني، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف البصري، وعبد الوهاب بن نافع السلمي، وعبد الوهاب بن موسى أبو العباس الزهري، وعبد الوهاب بن حبيب بن مهران النيسابوري، وعبد الكريم بن روح بن عبسة، وعبد الكريم بن هارون، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي، وعبد الرحيم بن خالد،(11/15)
وعبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الجبار بن سعيد المساحقي، وعبد المنعم بن بشير المصري، وعبد الصمد بن حسان المروروذي، وعبد العظيم بن رغبان الحمصي، وعبد الأحد بن أبي زرارة الليث بن عاصم القتباني المصري، وعبد الحكم بن أعين أبو عثمان المصري، وعبد الحكم بن ميسرة أبو يحيى المروزي، وعبد المتعال بن صالح، وعباد بن كثير، وعباد بن صهيب البصري، وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعمر بن عصام المدني، وعمر بن هارون البلخي، وعمر بن راشد مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، وعمر بن عبد الوهاب الرياحي البصري، وعمر بن إبراهيم بن خالد الكردي، وعمر بن عبد الواحد الدمشقي، وعمر بن زياد الباهلي، وعمر بن أيوب الموصلي، وعمر بن محمد بن فليح المدني، وعمر بن خبيب البصري، وعمر بن أبي بكر الموصلي، وعمر بن يحيى بن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعمر بن سعيد أبو داود الحفري، وعمر بن حماد بن أبي حنيفة الكوفي، وعمر بن أيوب المدني، وعمر بن نعيم بن ميسرة الرازي، وعمر بن عبد العزيز العمري، وعمر بن سهل المازني، وعثمان بن عمر الليثي، وعثمان بن خالد العثماني المدني، وعثمان بن عمرو بن ساج أبو ساج الحراني، وعثمان بن سعيد بن كثير الحمصي، وعثمان بن عبد الله بن عمر العثماني، وعثمان بن عبد الرحمن الظريفي الحراني، وعثمان بن الحكم الجذامي، وعثمان بن عمارة، وعثمان بن عبد الله الشامي، وعثمان بن محمد ابن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي، وعثمان بن عبد الله أبو عمرو النصيبي، وعلي بن قتيبة الرفاعي، وعلي بن زياد أبو الحسن المحتسب، وعلي بن عبد الحميد أبو الحسن المعنى، وعلي بن يونس البلخي، وعلي بن الحكم الأنصاري، وعلي بن الحسين السامي المصري، وعلي بن عبد الله الجعفري، وعلي بن الحسن كراع، وعلي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني، وعلي بن أبي بكر الأسفدني، وعلي بن ثابت الجرادي، وعلي بن عبد الله بن(11/16)
محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وعلي بن الربيع بن الركين بن الربيع بن عميلة، وعلي بن يوسف البصري، وعلي بن قرينه بن بيهث، وعلي بن سالم الجمحي، وعلي بن مهران أحسبه من أهل بلخ، وعلي بن جرير الأبيوردي، وعلي بن معبد بن شداد سكن مصر، وعلي بن سعيد الترمذي، وعلي بن سعيد المؤذن سكن بغداد، وعلي بن الجارود بن يزيد النيسابوري، وعلي بن عيسى الغساني، وعلي بن هارون الرعيني، وعلي بن إسحاق الحنظلي، وعلي بن يونس المدني، وعيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وعيسى بن موسى بن حميد بن أبي الجهم العذري، وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعيسى بن ميمون المكي، وعيسى بن مينا قالون، وعيسى بن موسى التميمي غنجار، وعيسى بن مسلم الصفار، وعيسى بن واقد، وعيسى بن خالد اليمامي، وعيسى بن أبي فاطمة الرازي، وعيسى بن الحارث بن يعقوب المدني سكن مصر، وعمرو بن الهيثم أبو قطن البغدادي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وعمرو بن خالد الحراني، وعمرو بن عبد الرحمن، وعمرو بن الأزهر، وعمرو بن مرزوق الباهلي، وعمر بن عثمان بن أبي فاختة الزهري، وعمر بن الربيع بن طارق الهلالي، وعباس بن أبي سلمة بن راشد المدني، وعباس بن الوليد النرسي، وعباس بن محمد المرادي، وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي، وعاصم بن مهجع أبو الربيع البصري، وعاصم بن عبد العزيز الأشجعي، وعاصم بن أبي بكر الزهري، وعتبة بن حماد أبو خالد القاري، وعقبة بن علقمة البيروتي، وعقبة بن حسان الهجري، وعقبة بن مسلم الحضرمي، وعدي بن الفضل أبو حاتم البصري، وعمارة بن عبد الله السهمي، وعامر بن صالح أبو الحارث الزبيري المدني، وعمران بن أبان الواسطي، وعمير بن عمار بن عمير الهمداني الكوفي، وعتيق بن يعقوب الزبيري، وعفيف بن سالم الموصلي، وعنبسة بن خارجة أبو خارجة الإفريقي، وغسان بن عبيد الأزدي الموصلي، والفضل بن غانم أبو علي البغدادي، والفضل بن عباس والفضل بن يحيى(11/17)
ابن المروح الأنباري، والفضل بن المختار بن الفضل البصري، والفضل بن منصور، وفضيل بن عياض، وفضيل بن صالح أبو الوليد المعافري، وفرات بن زهر الجزري، وفرات بن خالد الرازي، وفليح بن سليمان المدني، وفهد بن حيان الأغضف، وفيض بن إسحاق الرقي، وفطر بن حماد بن واقد، وفتنان بن أبي السمح المصري، والقاسم بن مبرور الأيلي، والقاسم بن يحيى أبو محمد، وقيس بن الربيع أبو محمد الأسدي، وكثير بن الوليد، وكادح بن رحمة الزاهد، وليث بن سليمان، ولهب بن بكر أبو بكر الرملي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ومحمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري، ومحمد بن النعمان بن شبيل، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، ومحمد بن سليمان بن معاذ القريشي، ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان، ومحمد بن سليمان بن حبيب لوين، ومحمد بن الحارث بن محمد الفهري، ومحمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، ومحمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي، ومحمد بن عبد الرحمن الصنعاني، ومحمد بن قطن المهري، ومحمد بن صالح، ومحمد بن عبد الله بن سعيد العثماني، ومحمد بن عاصم المصري، ومحمد بن خالد الخراساني، ومحمد بن خالد الكرماني، ومحمد بن خالد الجزري، ومحمد بن طلحة الطويل، ومحمد بن صدقة الفدكي، ومحمد بن صالح بن فيروز بن كعب التميمي المروزي، ومحمد بن تميم أبو عبد الله، ومحمد بن بشر أحد المجهولين، ومحمد بن عبد الملك القنعسي الشاعر، ومحمد بن عبد الله الجوباري، ومحمد بن الحسن الشيباني، ومحمد بن الحسن بن زبالة المدني، ومحمد بن عبد الله بن سنان الحارثي، ومحمد بن بزيغ المدني، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، ومحمد بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي، ومحمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي، ومحمد بن عمر بن وليد بن لاحق التيمي، ومحمد بن إبراهيم بن دينار مندل، ومحمد بن أيوب البرقي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ومحمد بن عسان أبو(11/18)
الوليد السرخسي، ومحمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري، ومحمد بن زهير، ومحمد بن خازم أبو معاوية، ومحمد بن أبي الأسود البصري، ومحمد بن عبد الله الغاني، ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن جعفر الورقاني، ومحمد بن الحسن الأزدي البصري، ومحمد بن جهضم البصري، ومحمد بن مجير بن علي الرعيني، ومحمد بن أسامة المدني، ومحمد بن عامر، ومحمد بن عمر الواقدي، ومحمد بن مسلمة بن محمد بن هشام بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة المخزومي، ومحمد بن عيسى المروزي، ومحمد بن مروان السدي، ومحمد بن الأشعر اللخمي، ومحمد بن أسماء بن عبيد أخو جويرية، ومحمد بن إسحاق اللؤلؤي، ومحمد بن شجاع بن نبهان، ومحمد بن موسى أبو غرقة الأنصاري، ومحمد بن النضر البكري، ومحمد بن مقاتل العباداني، ومحمد بن عبد الوهاب الحازمي، ومحمد بن الحجاج بن المظفر، ومحمد بن مصعب القرقساني، ومحمد بن زنبور المكي، ومحمد بن المستام الحراني، ومحمد بن المبارك الصوري، ومحمد بن معاوية أبو علي النيسابوري، ومحمد بن زياد الأسدي، ومحمد بن سليمان بن فليح، ومحمد بن معاوية أبو سليمان الأطرابلسي، ومحمد بن سعيد مولى سفينة، ومحمد بن كثير بن أبي عطاء المصيصي، ومحمد بن سكين بن أبي الرجال الكوفي، ومحمد بن الحسين بن علي بن عبد الحميد أبو غسان المدني، ومحمد بن بلال التميمي البغدادي، ومحمد بن رمح بن المهاجر التجيبي، ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد المدني، ومحمد بن غرير الزهري، ومحمد بن منادر البصري، ومحمد بن عبيد القرشي، ومحمد بن أبي الخصب الأنطاكي، ومحمد بن المغيرة المخزومي أخو يحيى، ومحمد بن بكير الحضرمي، ومحمد بن فضيل بن عياض الزاهد، ومحمد بن مالك ابن أنس، ومحمد بن عثمان القرشي، ومحمد بن عبد الله بن المستنير الجزري، ومحمد ابن عدي بن أبي بكر الزهري، ومحمد بن عمر بن الوليد السكري،(11/19)
ومحمد ابن عيسى بن الطباع، ومحمد بن حيان أبو الأحوص البغدادي، ومحمد بن عثمان بن محمد بن ربيعة الرأي، ومحمد بن يحيى الإسكندراني، ومحمد ابن حرب بن سليم، ومحمد بن حرب بن قطن بن قبيصة الهلالي، ومحمد ابن علي بن أبي خداش الموصلي، ومحمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن عليم، ومحمد بن خالد بن حرملة العبدي، ومحمد بن عطاء القرشي، ومحمد بن حميد أبو سفيان المعمري، ومحمد بن إسحاق بن يسار صاحب السير، ومحمد بن عبيد الله المصيصي، ومحمد بن مخلد الرعيني، ومحمد ابن سهم الحجازي، ومحمد بن مخلد العبدي، وموسى بن طارق أبو قرة، وموسى بن سليمان أبو سليمان الجوزجاني، وموسى بن سلمة خال سعيد بن أبي مريم، وموسى بن محمد الأنصاري، وموسى بن عقبة المدني، وموسى ابن إبراهيم أبو عمران المروزي، وموسى بن إبراهيم الخراساني، وهو غير الذي قبله، وموسى بن إبراهيم البخاري، وموسى بن داود الضبي، وموسى بن أبي علقمة عبد الله بن محمد بن أبي فروة، وموسى بن أبي بكر التيمي وقيل: موسى بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ومنصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي، ومنصور بن يعقوب بن أبي نويرة الكوفي، ومنصور بن إسماعيل التلي والد أحمد، ومنصور بن عبد الرحمن وقيل: ابن عبد الرحيم، ومالك بن إبراهيم النخعي، ومالك بن سلام، ومالك بن سعير بن الخمس، ومعافى بن عمران الموصلي، ومعافى بن عمران الظهري الحمصي، ومعافى بن محمد أبو معدان الأزدي الموصلي، ومخلد بن يزيد الحراني، ومخلد بن أبان البنا، ومخلد بن خداش أبو خداش، ومروان بن محمد المطاطري، ومروان بن محمد البخاري، ومروان ابن محمد الموصلي، ومغيرة بن الحسن الهاشمي، ومغيرة بن عبد الرحمن أبو هاشم المخزومي، ومغيرة بن صقلاب الحراني، ومقاتل بن إبراهيم البلخي، ومقاتل بن سليمان بن ميمون الخراساني، ومهدي بن إبراهيم البلقاوي، ومهدي بن هلال الراسبي، ومصعب بن إبراهيم القرشي الواسطي،(11/20)
ومبارك ابن مجاهد أبو الأزهر، ومبارك بن عبد الله أبو أمية المختط، ومسعدة بن اليسع ابن قيس، ومسعدة بن صدقة، ومفضل بن صدقة أبو حماد الحنفي، ومفضل ابن فضالة المصري، ومحرز بن عون، ومحرز بن سلمة العدني، ومعلى بن الفضل البصري، ومسلمة بن ثابت، ومنبه بن عثمان الدمشقي، ومندل بن علي العنزي، ومسكين بن بكير، ومعمر بن راشد أبو عروة، ومعمر بن مخلد السروجي، ومسلم بن خالد الزنجي، ومجاعة بن الزبير أبو عبيدة، ومسيب بن سعيد الشقري التميمي، ومعاوية بن يسار أبو عبد الله الوزير، ومعاوية بن عبد الله الأسواني، ومرداس بن محمد أبو بلال الأشعري، ومهران أبو عمر الرازي، ومبشر بن إسماعيل البلخي، ومنجاب بن الحارث الكوفي، ومثنى بن سعيد القصير، ومنيع بن ماجد أبو مطر الصنعاني، ومرزوق بن محمد، وماضي بن محمد، والنعمان بن ثابت أبو حنيفة الإمام، ونوح بن أبي مريم أبو عصمة الجامع، ونوح بن يزيد المؤدب، ونوح بن ميمون، ونصر ابن عبيد الله أبو غالب الأزدي، والنضر بن شميل، والنضر بن طاهر أبو الحجاج البصري، ونصر بن ثابت أبو سهل الخراساني، ونصر بن زيد المجدر، ونصر بن عيسى، ونصر بن سلامة المدني، ونوفل بن الفرات، ونبيه بن سعيد اللخمي، ونعيم بن حماد المروزي، ووثيمة بن موسى بن الفرات المصري، والهيثم بن عدي الطائي، والهيثم بن جميل، والهيثم بن خارجة، والهيثم بن خالد الكوفي الخشاب، والهيثم بن حبيب بن غزوان سكن مصر، والهيثم بن يمان أبو بشر الرزاي، وهشام بن بهرام أبو محمد المدائني، وهشام ابن سليمان المكي، وهشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي، وهارون بن عبد الله الزهري، وهارون بن سعيد المصيصي، وهارون بن علي بن عبد الله الحضرمي، وهارون الرشيد أمير المؤمنين، وهاشم بن القاسم أبو النصر، وهشيم بن بشير الواسطي، وهياج بن بسطام الهروي، وهلال بن خالد، ويحيى بن سليم الطائفي، ويحيى بن نصر بن حاجب القرشي، ويحيى بن مالك بن أنس، ويحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلي،(11/21)
ويحيى بن عبد الصمد بن معتل بن منبه الصنعاني، ويحيى بن ثابت العبدي، ويحيى بن المبارك الصنعاني صنعاء دمشق، ويحيى بن صالح الوحاظي، ويحيى بن سلام البصري، ويحيى بن السكن، ويحيى بن غيلان أبو الفضل، ويحيى بن عبد الملك الهديري، ويحيى بن أبي بكير قاضي كرمان، ويحيى بن محمد الجاري، ويحيى بن عنبسة البغدادي، ويحيى بن حسان التنيسي، ويحيى بن خلف الطرسوسي، ويحيى بن يوسف الزمي، ويحيى بن مسلمة بن قعنب، ويحيى ابن راشد، ويحيى بن عباد أبو عباد البصري، ويحيى بن الضريس الرازي، ويحيى بن محمد بن عباد السجزي، ويحيى بن سليمان بن خراش بن سليمان بن نضلة الخزاعي، ويحيى بن الحسين العلوي، ويحيى بن صالح الجريري، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، ويحيى بن الزبير بن عباد بن عبد الله بن الزبير، ويحيى بن بشر أبو الهياج المارني، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن عبد الله خاقان، ويحيى بن سليمان أبو سعيد الجعفي، ويحيى بن سابق، ويوسف بن الحسن أبو الحسن، ويوسف بن أبي يوسف القاضي، ويوسف بن يونس الأفطس، ويوسف بن عمرو بن يزيد المصري، ويوسف بن عدي أخو زكريا، ويعقوب بن الوليد المدني، ويعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، ويعقوب بن عبد الوهاب الزبيري، ويعقوب بن عبد العزيز بن المغيرة، ويعقوب بن إسحاق القلزمتي، ويزيد بن أبي حكيم العدني، ويزيد بن هارون، ويزيد بن سعيد الإسكندراني، ويزيد بن مروان الخلال، ويزيد بن مفلس الباهلي، ويزيد بن مخلد الهروي، ويونس بن هارون الأزدي الشامي، ويونس بن عبد الله بن سالم الخياط، ويعيش بن هشام القصار، وأبو بكر بن شعيب، وأبو الهيثم العبدي، وأبو بكر بن مقاتل الفقيه، وأبو بكر شيخ محمد بن عائذ الدمشقي، وأبو بكر العمري، وأبو أسلم الحمصي، وأبو معاذ، وأبو عروة الزبيري، وأبو بكر بن أبي زيد الزبيري، وأبو قرة الأخميمي، وأبو جعفر الأزهري، وأبو الخطاب المغربي،(11/22)
وأبو عثمان الأموي، وأبو عثمان السروحي، وأبو سليمان التميمي، وابن أشرس إن لم يكن عبد الرحمن فلا أدري، والعمري قاضي طرسوس، وابنة مالك عن أمها زوج إسماعيل بن أبي أويس.
زاد الحافظ أبو القاسم بن الطحان في كتابه «الرواة عن مالك بن أنس»:
إبراهيم بن مسلمة بن قعنب أخو إسماعيل وعبد الله ويحيى، وإبراهيم بن المهدي أمير المؤمنين عرف بابن شكلة، وإبراهيم بن محمد التيمي، وإبراهيم المقرئ، وإبراهيم بن خالد، وأحمد بن يحيى المسعودي، وأحمد بن حسين المهلبي، وإدريس بن يحيى الخلولاني، وآدم بن عيينة أخو سفيان، وأمية بن فروخ أبو عبد الله المدني، وترفل بن داود الأزدي المروزي، وثابت بن يعقوب بن هرمز، وثابت بن مالك، وجعفر بن يحيى الكندي، وجبير بن خالد المدني، والحكم بن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، والحكم بن سليمان المخزومي، والحكم بن عتبة الزهري، والحسن بن هانئ أبو نواس الشاعر، والحسن بن قتيبة الخزاعي، والحارث بن مسكين القاضي، وحمزة بن حبيب الزيات، وحاتم بن زكريا، وخلف بن محرز، وداود بن جعفر بن أبي معمر الأندلسي، وزيد بن شابور، وزيد بن عبد الله الخزاعي، وزيد بن المغلس، وزيد بن بشر الحضرمي أبو اليسر، وسعيد بن عبد الله المعافري، وسليمان بن برد بن نجيح، وسيف بن هارون، وشابور البربري الشاعر، وصالح بن نصر، وصدقة بن إسحاق، وطلق بن غنام، وعبد الله بن عتيق المدني، وعبد الله بن فروخ الإفريقي، وعبد الله بن عبد الحميد، وعبد الله بن عبد الرحمن الجزري، وعبد الله بن مالك بن أبي عامر القرشي، وعبد الله بن سيف الأزدي، وعبد الله بن الربيع، وعبد الرحمن بن أحمد بن عقبة أبو سليمان الداراني، وعبد الرحمن بن أبي الغمر، وعبد الرحمن بن عبد ربه بن تيم اليشكري، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعبد العزيز بن منصور اليحصبي، وعبد السلام بن محمد بن بكر المرادي، وعبد الحميد بن الضحاك الخولاني، وعبد الحميد(11/23)
ابن الحسن، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني، وعبد الجبار بن عمر، وعمر بن حفص، وعمر بن داو، وعمر بن عثمان الزهري، وعثمان بن مكتل، وعثمان بن العباس لم ينسب بأكثر من هذا، وعلي بن أبي الزعزاع، وعلي بن وثاب، وعلي بن عبد الرحمن المعنى، وعباس بن عنقود الأيلي، وعباس بن محمد المرادي، وعمرو بن عامر، وعيسى بن كنانة كاتب مالك بن أنس، وعيسى بن المبارك، وعيسى بن المغيرة، وعامر بن أبي جعفر كان بقرطبة معلما، قال: أبو عمر: روى عنه أبان بن عيسى إن لم يكن ابن أبي جعفر فلا أدري من هو، وعامر بن عبد الله الغافقي أبو وهب، وعامر بن سيار، وعون بن حكيم، والعلاء بن عبد الجبار، وعفان بن مسلم، والغاز بن قيس الأندلسي - يعني أحد رواة «الموطأ» -، والفضل بن موسى السيناني، والفضل بن عبيد، والفضل بن عياش، والفضل بن بكر، وفطر بن محمد الكواري، والقاسم بن عيسى، وقرعوس بن العباس، وليث بن الحارث، ومحمد بن الحسن بن اتش الصنعاني، ومحمد بن صفوان، ومحمد بن عمر الخزاعي، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى القاضي، ومحمد بن عبد الله المطماطي، ومعلى بن الوليد، ومالك بن سعيد بن مساحق، ومالك بن سلام المديني، ومسدد بن مسرهد، ومزيد ومنتصر بن عبد الله الخولاني، ونصر بن إبراهيم، ونصير بن إبراهيم بن سنان الواسطي، ونبيه بن مرة الكلابي، ونافع بن يزيد، ووهب بن وهب أبو البختري، والهيثم بن مروان، وهشام بن إسحاق العامري، وهاشم ابن محمد الربعي، ويحيى بن يزيد عبد الملك الثوقلي، ويحيى بن مضر الأندلسي الشقندي، ويحيى بن العريان الهروي، ويونس بن تيم المرادي، ويعيش بن الوليد الحابوري، ويعلى بن عبيد، وأبو القاسم الزواوي، وأبو صالح القيسي، وأبو صالح بن عبد القدوس، وأبو الوليد، وأبو عفان، وأبو خليد، وأبو عثمان المري، وأبو عثمان ابن بنت عقيل بن خالد، وأبو سعيد الأنماطي، وابن عباد بن هانئ السجزي، وأبو حسان القاضي، ورجل من آل عمر بن الخطاب، ورجل من بني يربوع، وأخت(11/24)
مالك بن أنس، وأمة العزيز امرأة أيوب بن صالح، ورائطة، وحمادة أم بدر الأسيدية.
زاد أبو العباس أحمد بن الحسين بن جعفر العطار المصري النحالي في كتاب «من روى عن مالك بن أنس الإمام»: وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم، وإبراهيم بن سلمة بن زريق بن مليان الزهري، وإبراهيم بن حبيب وصي مالك، وإبراهيم بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن عباس.
زاد أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان في كتابه «الرواة عن مالك»: ورياح بن يزيد اليمني، ويحيى بن ثابت الجندي، وإسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، وعبد الله بن معاذ الصنعاني، ومرحوم بن عبد العزيز العطار.
وزاد ابن بشكوال في كتاب «من روى الموطأ عن مالك»: ثابت بن يعقوب، وخلف بن جبير بن فضالة الأنصاري، وعبد الله بن عمر بن غانم قاضي إفريقية، وعيسى بن ناصح الأندلسي.
وفي «تاريخ ابن الفرضي»: وعبد الرحمن بن عبد الله الأشبوني الأندلسي، وسعيد بن أبي هند وكان مالك يسميه حكيم الأندلس، وذكر في حرف العين أيضا: عبد الرحمن بن أبي هند وقال: سمع من مالك، وكان مالك يسميه حكيم الأندلس، ثم ذكر كلاما، وقال: وقد مر مثل هذه الحكاية لسعيد بن أبي هند فلا أدري أهما رجلان أم رجل واحد اختلف في اسمه؟ وقد قيل فيه: عبد الوهاب بن أبي هند الذي كان يسميه مالك حكيم الأندلس، وشبطون بن عبد الله الطليطلي واسمه زياد، وحفص بن عبد السلام السرقسطي،(11/25)
وأخوه حسان بن عبد السلام.
وزاد أبو سعيد ابن يونس: عباس بن الوليد، ويحيى بن يزيد بن حماد بن إسماعيل المرادي، وإسماعيل بن سالم والد محمد بن إسماعيل الصائغ، ذكره البرداني في «كتاب الرؤيا»، وموسى بن إبراهيم الدمياطي، ذكره ابن عساكر في الثامن من «الغرائب»، وعبد الله بن دينار الحمصي، وذكره أبو الحسن بن فهر الحافظ.
وممن روى عنهم مالك من تصنيف مسلم بن الحجاج القشيري: محمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ومحمد بن أبي حرملة المديني، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن يوسف الأعرج، ومحمد بن عمرو بن طلحة، ومحمد بن عبد الله بن أبي مريم، ومحمد بن عجلان، وعاصم بن عبيد الله بن عصام، وعبد الله بن طاوس، وعبد الله بن إدريس الأودي، وعبد الملك بن قرير أخو عبد العزيز، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعبد الرحمن بن عبد الله المجبر، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وعبد الوهاب بن بخت، وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وأيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، ويحيى بن محمد بن طحلاء، وعمرو بن عبيد الله الأنصاري، وعمرو بن الحارث المصري، وعمر بن عبد الرحمن بن دلاف، وعمر بن حسين مولى عائشة، وعمر بن مسلم بن أكيمة، وعمر بن محمد بن زيد العسقلاني، وعمارة بن غزية، وعمارة بن عبيد الله بن معاذ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن عمر بن سليم، وسلمة بن صفوان، وناخ عم أنس بن مالك، ويزيد بن القعقاع أبو جعفر القارئ، ويزيد بن أبي زياد، ويوسف بن يونس بن حماس، والحسين بن زيد والي المدينة، وعروة بن أذينة الليثي، والصلت بن زبيد بن الصلت، [] بن(11/26)
طلحة أبي عرفة التميمي، وعفيف بن عمرو السهمي، وقال عنه مالك: عفيف بن عمرو بن المسيب، وعثمان بن حفص بن عمر بن جنادة، والجرير بن عبد الله، وأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، روى عنه مالك حديثا ولا نعلم أهو مسموع أم لا؟ والضحاك بن عثمان الحزامي، وزفر بن عاصم، وحارثة بن يسار الجزري، وزريق بن حكيم الأيلي.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا مصعب بن عبد الله، ثنا أبي، عن أبيه مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال: ذكر لعامر بن عبد الله بن الزبير مالك بن أنس وأعمامه وأهل بيته، فقال: أما إنهم من اليمن من العرب ذو قرابة بالنضر، وثنا إبراهيم بن المنذر، سمعت سفيان بن عيينة يقول: أخذ مالك ومعمر عن الزهري عرضا وأخذت سماعا، قال يحيى بن معين: [] ثقة، قال: وسمعت يحيى يقول: هو في نافع أثبت من عبيد الله بن عمر وأيوب.
وعن الشافعي: قيل لمالك: عند ابن عيينة أحاديث ليست عندك عن الزهري. قال: وأنا أحدث عن الزهري بكل ما سمعت.
وعن ابن وهب قال: حججت سنة ثمان [] صالح. . . الناس إلا مالك بن أنس وابن أبي سلمة.
قال البخاري عن إبراهيم بن المنذر: ثنا أبو بكر، ثنا سليمان، عن الربيع بن مالك بن أبي علي، عن أبيه قال لي عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد هو ابن أخي طلحة بن عبيد الله التيمي - ونحن بطريق مكة -: يا مالك، هل لك إلى ما دعانا إليه غيرك فأبينا أن يكون ديننا دينك وهدينا هديك [] مائل نحو صوته [] قال: فأجبته إلى ذلك.
وعن شعبة قال: قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة فرأيت مالكا له حلقة، قال:(11/27)
علي: وقال غيره: كانت الحلقة لغيره، وكان مالك يجلس فيها، وقال ابن عيينة: كان مالك إماما.
وقال يحيى بن سعيد: كان مالك إماما في الحديث.
وفي كتاب «الإحكام» لابن حزم: لا خلاف بين أحد من أهل العلم بالأخبار أن مالكا ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة. انتهى كلامه، وفيه نظر لما نذكره بعد.
وقال ابن الحلط يمدح مالكا من أبيات:
يأبى الجواب لما يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان
هدى الوقار وعز السلطان انتقى ... فهو المهيب ولمن ذا السلطان
وله أيضا: []
وفي «أدب الخواص» للوزير أبي القاسم المغربي: وذا أصبح بن الحارث بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن مازن بن مالك بن سهل بن عوف بن قيس ينسب إليه مالك، وقيل في نسبه غير ذلك، وهذا أصح وأثبت من قول الكلبي.
وعند التاريخي عن مصعب: لم يخرج مالك من المدينة إلا إلى مكة.
وحدثني الحسن، ثني محمد بن عبد الله بن حسن [] فإنه خرج إلى السوق وكان أيام الحسين المثول [] محقا في بيته بالمدينة.
وعن أبي هارون قال: اصطلح إلى أبي طالب في آخر عمر ملك علي أنه من أصيب منهم بمصيبة جاء إلى مالك في منزله حتى يعزيه.
ووجد في صندوق مالك بعد وفاته كتاب من المهدي، وكتاب من موسى، وكتاب من هارون، وكلهم يدعوه أن يصير إليه فيرفع من قدره ومن فضله(11/28)
ويبايعه ويفعل دينك ويعرض على دنياه فلم يدر متى وصلت هذه الكتب ولا ما كان من جواب مالك فيها.
وفي «تاريخ القراب» عن يحيى بن بكير: مات لعشر مضت من ربيع الأول.
وقال التاريخي ومن خطه: أبنا عبد الله بن شبيب قال: أنشدني أبو عبد الله لبعض الشعراء في مالك بن أنس. انتهى. عزاه المزرباني لسالم بن أيوب المديني:
ألا قل لقوم سرهم فقد مالك ... الآن فقدنا العلم إذا مات مالك
ومالي لا أبكي على فقد مالك ... إذا عز مفقود من الناس هالك
ومالي لا أبكي عليه وقد بكت ... عليه الثريا والنجوم الشوابك
حلفت بما أهدت قريش وجللت ... صبيحة عشر حيث تقضى المناسك
لنعلم وعاء العلم والفقه مالك ... إذا اشتبهت أعجاز أمر وجاءوك
وثنا ابن شبيب، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا هشام بن عبد الله بن عكرمة قال: دخلت على هارون في سنة حجها بالمدينة، ومعنا مالك، فلما ودعناه قام كل من هناك من آل أبي طالب وقريش والأنصار وغيرهم، فقبلوا يد هارون وودعوه، ومالك لم يرم يقول: أودع الله فيك يا أمير المؤمنين وصحبك وخرج ولم يقبل يده.
وقال ابن حبان: مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إلا ما صح، ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك، وبه تخرج الشافعي، ولما ضربه سليمان سبعين سوطا مسح مالك ظهره من الدم ودخل المسجد وصلى، وقال لما ضرب ابن المسيب: فعل مثل هذا، وأمه العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية.(11/29)
وفي «تاريخ المنتجالي»: أقام بضعا وأربعين سنة قل ما يصلي الصبح إلا بوضوء العشاء، وقيل لسفيان بن عيينة: أيما أثبت في الزهري؛ أنت أو مالك؟ فقال: واعجبا ممن تسألني عن هذا! والله ما مثلي ومثل مالك إلا كما قال جرير بن الخطفي:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس
وقال سفيان: إنما كنا نتبع آثاره وننظر إلى الشيخ لو كان كتب عنه ثقة وإلا تركناه.
وقال نعيم بن حماد: لو اختلف مالك والثوري في حديث كان مالك عندنا أثبت، وعن نصر بن مرزوق: كان المواشط بالمدينة إذا أهدين العرائس قلن لهن: رزقكن الله حظوة مالك، وفيه يقول محمد بن مناذر:
فمن يبغ الوصاة فإن عندي ... وصاة للكهول وللشباب
خذوا عن مالك وعن ابن عون ... ولا ترووا أحاديث ابن ذاب
وعن ابن وضاح: دخل ابن كنانة على مالك بجائزة ألف دينار من عند الخليفة وهو يتغدى، فلم يقل له: ادن فكل، ولا أعطاه منها درهما، فغضب ابن كنانة، فبلغت مالكا، فقال: إن في لغير هذا لمستمعا، ومن هو الذي لا يكون فيه ما يعاب به؟ قال ابن وضاح: وكان لمالك كل يوم بدرهم لحم. وفي رواية ابن أبي أويس: بدرهمين.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: مالك حافظ متثبت، وقال النسائي: ما عندي بعد التابعين أنبل من مالك ولا أجل منه، ولا أوثق ولا آمن على الحديث منه، ولا أقل رواية عن الضعفاء.
ما علمناه حدث عن متروك إلا عبد الكريم، ولما نعي لحماد بن زيد بكى فأكثر البكاء، ثم قال: رحمك الله أبا عبد الله، لقد كنت من الإسلام بمكان.
وقال أبو داود: ولد مالك سنة اثنتين وتسعين، وقال أبو نعيم: ما رأيت أحدا أكثر قولا من: لا أدري، من مالك. وقال له الزهري وقد حدثه ببضعة عشر(11/30)
حديثا: ما ينفعك أني أحدثك ولا تكتب؟ قلت: إن شئت رددتها عليك، قال: ردها. فرددتها عليه، فقال: نعم مستودع العلم أنت، وقالت ابنته: كان يحيى ليلة الجمعة.
وفي «التعريف بصحيح التاريخ»: توفي ودفن بالبقيع لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، ومات وهو ابن سبع وثمانين سنة.
حدثني أبو بكر بن محمد اللباد، ثنا يحيى بن عمر، عن ابن بكير قال: ولد مالك بذي المروة، وكان أخوه النضر يبيع البز، وكان مالك مع أخيه بزازا، ثم طلب العلم، فكان يقال: مالك أخو النضر، فما مضت الأيام والليالي حتى قيل: النضر أخو مالك. قال: وسمعت أحمد بن علي البجلي يقول: روينا أن مالكا قال لابن هرمز: رأيت في منامي كأني أنظر في مرآة فقال له ابن هرمز: من رأى هذه الرؤيا فهو رجل ينظر في أمر دينه، ثم قال له: يا مالك، أنت اليوم مويلك، ولكن، اتق الله في هذه الأمة إذا صرت مالكا.
وعن بهلول بن راشد أنه قال: ما رأيت أحدا ممن جالسته من العلماء أنزع بآية من كتاب الله تعالى من مالك، وسئل أبو حنيفة حين رجع من الحج: كيف رأيت المدينة؟ قال: رأيت بها علما مبثوثا، فإن يكن أحد يجمعه فالفتى الأبيض؛ يعني مالكا.
وحدثني أبو بكر بن محمد، عن يحيى بن عمر قال: سمعت سحنونا يقول: قيل لابن هرمز: إن نسألك فلا تجيبنا، وإن مالكا وعبد العزيز يسألانك فتجيبهما؟ فقال: إنه قد دخل على يدي ضعف، ولا أخشى أن يكون دخل على عقلي مثل ذلك، وإنكم إذا سألتموني عن شيء فأجبتكم فيه قبلتموه مني، وإن عبد العزيز ومالكا إذا سألاني فأجبتهما نظرا في ذلك، فإن كان صوابا قبلاه، وإن كان غير ذلك تركاه.
وقال أبو داود: مالك يضطرب في حديث الحيض اضطرابا شديدا، بابان ليس عند مالك منهما كبير شيء؛ الماء لا ينجسه شيء، والحيض.
وقال أحمد بن صالح: مالك صحيح النسب في ذي أصبح، وقال الزهري:(11/31)
أنس بن مالك عداده في بني تيم، قال أبو دواد: ولما ضربه سليمان قال الأصمعي: مشيت بينهما حتى جعله في حل.
وذكره النسائي في الطبقة الأولى في فقهاء المدنيين، والهيثم بن عدي في الطبقة الرابعة، وخليفة بن خياط في الطبقة الثامنة.
وقال الرشاطي: كان إماما في الحديث، حسن السمت، كثير الصمت، مهيبا، متوقيا في الفتيا، متبعا لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، شديدا في أخذ الحديث، لا يأخذه إلا عمن شهر بالعدالة والحفظ والإتقان، وفي «الأوائل» للعسكري: كانوا في المدينة بيت مشهور مهيب.
وقال ابن شاهين: ثنا أحمد بن مسعود، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا أيوب بن سويد قال: حدثني الصدوق مالك بن أنس.
وقال محمد بن جرير الطبري في كتابه «الطبقات»: كان ثقة في الحديث، صدوقا، عالما، مقدما في بلده بالفقه، وكان إن شاء الله تعالى كما ثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت عمرو البصري قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت رجلا أعقل من مالك بن أنس. حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا الحسن بن علي بن زياد، عن أبيه قال: كان ربيعة يلقي علينا الأصل من الأصول فنحفظه، ويبقى مالك فلا يحفظه إلا بعد جهد، فما نلبث إلا يسيرا حتى ننساه، فترجع إلى مالك فنستثبته منه. وثنا العباس بن الوليد القيرواني، ثنا إبرلهيم بن حماد قال: سمعت مالكا يقول: قال لي المهدي الخليفة: ضع كتابا أحمل الأمة عليه، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، أما هذا القطر ـ وأشار إلى المغرب ـ فقد كفيتكه، وأما الشام ففيهم الرجل الذي علمته؛ يعني الأوزاعي، وأما أهل العراق فهم أهل العراق. قال أبو جعفر: ويقال: إن المنصور هو الذي قال له شبيها بهذا القول.
وزعم الشيرازي أنه ولد سنة خمس وتسعين، وقال بكر بن عبد الله الصنعاني:(11/32)
أتينا مالكا فجعل يحدثنا عن ربيعة، فكنا نستزيد من حديث ربيعة، فقال لنا ذات يوم: ما تقنعون بربيعة، وهو نائم في ذاك الطاق، قال: فأتينا به ربيعة فأنبهناه، وقلنا: أنت ربيعة الذي يحدث عنك مالك؟ قال: نعم. فقلنا: كيف حظي بك مالك ولم تحظ أنت بنفسك؟ قال: أما علمتم أن مثقالا من روكه خيرا من حمل علم.
وفي «تاريخ القراب» عن الهقل بن زياد ويحيى بن حكيم: مات مالك سنة ثمان وسبعين، وفي «الوشاح» لابن دريد: ذو أصبح أبرهة بن الصباح، ينسب إليه النساء الأصبحية، ومن ولده مالك بن أنس الفقيه. انتهى، وكأنه غير جيد؛ لعدم سلف ومتابع فيما أرى والله أعلم، وكذا نسبه الحازمي له في كهلان، وإنما هو من حمير، وكهلان غير جيد.
4383 - (ع) مالك بن أوس بن الحدثان بن سعد بن يربوع من بني هوازن ابن منصور، أبو سعيد المدني، مختلف في صحبته.
كذا ذكره المزي، وفي كتاب أبي عمر بن عبد البر: زعم أحمد بن صالح ـ وكان من جلة أهل هذا الشأن ـ أنه له صحبة، وقال سلمة بن وردان: رأيت جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرهم، وذكر فيهم مالك بن أوس بن الحدثان النصري، وذكر الواقدي أنه ركب الخيل في الجاهلية، وذكر ذلك غير الواقدي.
وروى أنس بن عياض، عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «وجبت، وجبت. . .» الحديث، قال أحمد بن راشد: فسألت أحمد بن صالح عن هذا الحديث فقال: صحيح، فقلت: له صحبة؟ قال: نعم.(11/33)
وفي «تاريخ البخاري»: قال لي عبد الرحمن بن شيبة: حدثني يونس بن يحيى، عن سلمة بن ودران قال: رأيت أنس بن مالك ومالك بن أوس بن الحدثان وسلمة بن الأكوع، وكلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يغيرون الشيب. قال أبو عمر: وروى عن العشرة رضي الله عنهم.
وقال أبو القاسم البغوي: يقال: إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرني رجل كان حافظا من أصحاب الحديث أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرني أحمد بن أبي خيثمة، عن مصعب أو غيره قال: ركب مالك بن أوس في الجاهلية الخيل. قال أبو القاسم: وكان عريف قومه من إمرة عمر بن الخطاب.
وذكره البرقي في كتابه «رجال الموطأ» في «فصل من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم تثبت له عنه رواية».
وفي «تاريخ» القراب، قال عثمان بن سعيد الدارمي: ركب مالك بن أوس بن الحدثان الخيل في الجاهلية.
ولما ذكره أبو نعيم الحافظ في جملة الصحابة قال: ذكره ابن خزيمة في جملة الصحابة.
وقال أبو سليمان بن زبر: وقيل: يكنى أبا محمد، وتوفي وله أربع وتسعون سنة. وذكره جماعة في جملة الصحابة منهم أبو منصور الباوردي وابن السكن وابن منده.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في «الثقات»، وذكر وفاته من عند جماعة غيره، وأغفل منه شيئا عرى كتابه منه جملة وهو كان على قضاء المغرب، مات سنة اثنتين أو أربع وتسعين، وفي نسخة: كان من فصحاء العرب.(11/34)
وذكره مسلم بن الحجاج في فصل من ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب ابن الأثير: يكنى أبا سعيد، وقيل: أبو سعد.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة النسخة التي كتبت عن أبي عمران عنه: كنيته أبو سعيد، كذا مجودا، فالله أعلم أهو تصحيف من سعد أم لا؟
4384 - (س) مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي الأشتر الكوفي.
قال مهنا: وسألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن مالك الأشتر يروى عنه الحديث؟ قال: لا.
وذكره ابن سعد في فصل من لم يرو عن علي بن أبي طالب وعمر بن عبد الله شيئا، فيظر قول المزي: روى عن علي وعمر، وصحبة الشخص لا تلزم صحة الرواية عنه، وذكر الكندي في كتابه «أمراء مصر» أن الأشتر لما نزل جسر القلزم صلى حين نزل عن راحلته، ودعى الله تعالى إن كان في دخوله مصر خير أن يدخله إليها، وإلا لم يقض له بدخولها، فشرب عسلا فمات.
وعن علقمة بن قيس قال: دخلت على علي في نفر من النخع حين هلك الأشتر، فلما رآنا قال: لله مالك! لوكان من جبل كان قيدا، ولو كان من حجر كان صلدا، على مثل مالك فلتبك البواكي، وهل موجود كمالك؟
فوالله ما زال متلهفا عليه ومتأسفا حتى رأينا أنه المصاب به دوننا.(11/35)
وقالت سلمى أم الأسود ترثيه:
نبا بي مضجي ونبا وسادي ... وعيني ما تهم إلى رقادي
كأن الليل أوثق جانباه ... وأوسطه بأمراس شداد
أبعد الأشتر النخعي نرجو ... مكاثرة ونقطع بطن وادي
ونصحب مذحجا بإخاء صدق ... وإن ينسب فنحن ذوي أيادي
نصفت عمنا وإخوته وإخوتنا ... [. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .]
أكر إذا الفوارس محجمات ... وأفرث حين يختلف الصوادي
وقال المثنى يرثيه:
ألا ما لضوء الصبح أسود حالك ... وما للرواسي زعزعتها الدكادك
وما لهموم النفس شتى شئونها ... تظل تناجيها النجوم الشوابك
على مالك فليبك ذو اللب معولا ... إذا ذكرت في الفيلقين المعارك
إذا ابتدرت يوما قبائل مذحج ... ونودي بها ابن المظفر مالك
فلهفى عليه حين تختلف القنا ... ويرعش للموت الرجال الصعالك
ولهفي عليه حين دب الردى ... رديف له سمر من الموت حانك
فلو بارزوه حين يبغون هلكه ... لكانوا - بإذن الله - ميت هالك
ولو مارسوه مارسوا ليث غابة ... له كالي لا يرقد الليل فاتك(11/36)
وقال أبو عبيد الله المرزباني: ضربه رجل من إياد يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قيحا إلى عينه فشترته، وهو القائل وهو من شريف الأيمان:
بقيت وفري وانحرفت عن العلى ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس
إن لم أشن على ابن هند غارة ... لم تحل يوما من نهاب نفوس
خيلا كأمثال الثعالي شزبا ... تعدو ببيض في الكريهة شوس
حمى الحديد عليهم فكأنه ... لمعان برق أو شعاع شموس
وفي قول المزي عن خليفة: مات الأشتر بعد سنة سبع وثلاثين، نظر؛ وذلك أن الذي في «الطبقات»: سنة سبع وثلاثين.
وفي «التاريخ» لم يذكر له وفاة البتة، والله تعالى أعلم، وذكر البكري في «المنتقى» أنه سم في زبد وعسل قدم بين يده.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: كان على أصبهان أيام علي.
وقال الجاحظ: كان أعور.
4385 - (خ م د س) مالك بن الحارث السلمي الرقي، ويقال: الكوفي.
قال ابن سعد: كان ثقة، وله أحاديث صالحة.
وذكر المزي توثيقه من عند ابن حبان، وكأنه على العادة ينقل من غير أصل لإغفاله شيئا عري كتابه منه البتة، وهو قوله: مات في آخر ولاية الحجاج سنة خمس وتسعين، يكنى أبا موسى وروى عن علي بن أبي طالب، روى عنه محمد بن قيس.(11/37)
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه». انتهى. فيجوز لعالم يصنف كتابا في عشرين سفرا يترك من كتاب قال إنه نقل منه يعني وكفى المؤنة في النظر فيه لغيره يترك منه وفاة وكنية ويذكر ذلك الشخص ولا يكنيه، ويذكر وفاته في سنة أربع وهي عند ابن حبان كما ذكرناه سنة خمس؟
ويذكر مجلدات قال علوت في سند ماجدا ... هذا مالا يسوغ في عقل أحد
وفي كتاب الصريفيني: روى عن أبي مسعود عقبة بن عمرو.
وفي نسبته الرقي نظر؛ لما أسلفناه من عند ابن سعد وابن حبان من أنه كوفي، وقاله أيضا البخاري وغيره لم يترددوا فينظر، ويزيده وضوحا عدم ذكره أيضا في «تاريخ الرقة»، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثانية من أهل الكوفة قال: مات في زمن الحجاج في آخره.
وفي قول المزي بعد فراغه من هذه الترجمة:
4386 - مالك ابن الحارث الهمداني، أبو موسى الكوفي.
روى عن علي، روى عنه محمد بن قيس، ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: مات في آخر ولاية الحجاج، من حيث أن ابن حبان ليس في كتابه(11/38)
وكتاب البخاري من اسمه مالك واسم أبيه الحارث إلا الأشتر، والمذكور أولا ولم يذكرا في نسبته همدانيا، إنما قال ابن حبان: مالك بن الحارث الكوفي السلمي أبو موسى، يروي عن علي وابن عباس، روى عنه محمد بن قيس وأهل الكوفة، مات في آخر ولاية الحجاج سنة خمس وتسعين، على ذلك تضافرت نسخ كتاب «الثقات» الصحاح، ولقد كان يلزم المزي إن كان غير الأول أن يذكر السنة التي مات فيها كما قال ابن حبان، ويذكر روايته أيضا عن ابن عباس ورواية أهل الكوفة عنه.
وفي كتاب المنتجالي: كان له أخ اسمه عبد الرحمن بن الحارث يصحب علقمة والأسود في الحج وينفق عليهم.
4387 - (د ق) مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه عن جده.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، انتهى. ابن حبان ذكره في ثقات التابعين، وزعم أنه روى عن أبي أسيد جده، وكذا ذكره الطبراني في «المعجم الكبير»، فلذلك ساغ لابن حبان ذكره في التابعين، والمزي أغفل هذا وذكر روايته عن التابعين فقط.(11/39)
وفي قوله: قال البخاري في حديث عبد الله بن عثمان عن مالك بن حمزة، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا العباس، وفيه: " فقال: أسكفة الباب والجدار: آمين ". لا يتابع عليه نظر؛ لاحتمال أن يكون البخاري إنما قال هذا في عبد الله، وهو الظاهر؛ لأنه لم يذكر لمالك في كتابه ترجمة أو يكون على بعد أراد قوله: عن أبيه عن جده، يعني: أبا أبي أسيد؛ لأن إسلامه لا يعرف، أو يريد المعنى، فلهذا لا يتمحص ذكره في ترجمته جملة إلا بدليل واضح، اللهم إلا لو ذكر قول البخاري الذي نقله أبو العرب، قال البخاري: مالك بن حمزة بن أبي أسيد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: دعا، فقالت الأسكفة والجدار: آمين. لا يتابع عليه، فهذا واضح لا غبار عليه، والله تعالى أعلم.
4388 - (ع) مالك بن الحويرث بن حشيش بن عوف بن جندع بن ليث، أبو سليمان الليثي.
كذا ضبطه المهندس عن الشيخ وصحح عليه مقتصرا على ذلك، والأمير أبو نصر ابن ماكولا ضبطه بخاء معجمة مضمومة، زاد ابن الأثير: ويقال: بجيم في أوله.
وقال ابن عبد البر: يختلفون في نسبه إلى ليث، ولم يختلفوا أنه من بني ليث بن بكر، ويقال: مالك بن الحارث، وقال شعبة: مالك بن جويرية، والأول أصح. سكن البصرة، ومات بها سنة أربع وتسعين، روى عنه ابنه عبد الله بن مالك.(11/40)
وقال أبو أحمد العسكري: نزل الشام ثم تحول إلى البصرة، وكان جار أبي الأسود، وله معه فيه شعر.
وفي كتاب البغوي أبي القاسم: روى عنه ابنه الحسن بن مالك بن الحويرث.
وفي «المعجم الكبير» للطبراني - كذلك - زاد: وروى عنه أبو عطية مولى منا، قاله بديل بن ميسرة وأبو مالك.
4389 - (س) مالك بن الخليل الأزدي اليحمدي، أبو غسان البصري.
قال مسلمة بن القاسم: لا بأس به، وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
4390 - (خت م4) مالك بن دينار السامي مولاهم، أبو يحيى البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب «المصاحف»، كذا هو بخط المهندس مجودا، وهو غير جيد، إنما هو «الثقات»، وذكر المزي وفاته من عند جماعة غير ابن حبان، وهو قد ذكر وفاته على أقوال وصحح منها قولا، فلو كان المزي ينقل من أصل كتاب لذكر ما قاله.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مات سنة ثلاث وعشرين، ويقال: سنة ثلاثين ومائة، ويقال: سنة إحدى وثلاثين ومائة، والصحيح أنه مات قبل الطاعون، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة من أهل البصرة، وابن سعد في(11/41)
الطبقة الرابعة، وقال: كان ثقة قليل الحديث، وكان يكتب المصاحف، ومات قبل الطاعون بيسير، وكذا ذكر ابن قتيبة في وفاته ومسلم بن الحجاج في الطبقة الثالثة.
وقال أبو العباس ابن مطر صاحب أحمد بن حنبل: حدثني نصر بن منصور قال: سمعت بشر بن الحارث قال: دخل مالك بن دينار على القاسم بن محمد ابن عم الحجاج بن يوسف فغلظ له في الكلام. فقال له القاسم: تعلم لم أمسكت عنك؟ قال: لأنك لم تر تأسيا، فذلك الذي جرأك علي. قال: فأفادني علما كثيرا.
وفي كتاب الصريفيني: مات سنة تسع، وقيل: سنة سبع وعشرين.
وفي كتاب المنتجالي عن يحيى بن معين: توفي سنة تسع وعشرين، وذكر بعضهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم هل بالعراق من بدلاء أمتك أحد؟ قال: محمد بن واسع، وحسان بن أبي سنان، ومالك بن دينار يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة لا يكاد يحدث عنه ثقة.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: روى عن طاوس بن كيسان، ومحمد بن عباد، وأخيه، وجابر بن زيد، وأبي المتوكل الناجي علي بن داود.
4391 - (ع) مالك بن ربيعة بن البدن بن عمرو، ويقال: عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة.
كذا ذكره المزي، وابن حبان يزعم أن البدن اسمه: عامر بن عوف بن حارثة، وقال ابن سعد: أمه عمرة بنت الحارث الساعدية، وله من الولد: أسيد الأكبر، والمنذر، وغليظ، وأسيد الأصغر، وحمزة، وكانت مع أبي(11/42)
أسيد يوم الفتح راية بني ساعدة.
وذكر المزي أن الواقدي وخليفة قالا: توفي سنة ثلاثين، انتهى. الذي رأيت في «تاريخ» الواقدي ونقله
أيضا عنه محمد بن سعد: سنة ستين، لكنه قال: عام الجماعة وكأنه غير جيد؛ لأن الجماعة سنة أربعين أو إحدى وأربعين، ولكن على بعد أن يكون سنة ستين، وكذا نقله عنه أيضا محمد بن جرير الطبري، قال الطبري: وقال بعضهم: في خلافة عثمان سنة ثلاثين، وأبو عمر ابن عبد البر عمدته في كتاب «الصحابة» هو هذا الكتاب، كتابه «الاستيعاب» في ما نقله غير واحد من العلماء، وهذه النسخة عليها طرز بخط أبي عمر، فلو كان الواقدي ذكر سنة ثلاثين ما قال الطبريى وقال بعضهم: وفاته سنة ثلاثين، ويقصد ببعضهم يحيى بن بكير، فإنه ذكره كذلك وكذلك [. . .]، والله تعالى أعلم.
وقال أبو زكريا ابن منده: هو آخر من مات من الصحابة البدريين من الأنصار.
وأما خليفة فلم يذكره إلا في سنة أربعين، فينظر. وقال البغوي: أبو أسيد، ويقال: أبو أسيد سكن المدينة.
وفي كتاب العسكري: وهو قاتل السائب بن أبي السائب المخزومي يوم بدر، وكان أمير رسول الله صلى الله عليه وسلم على نشابة، وتوفي سنة خمس وستين بالمدينة.
وقال أبو القاسم: قيل: قتل أبو أسيد باليمامة، وقال ابن أبي خيثمة: قتل يوم اليمامة، وقال الكلبي: استشهد يوم اليمامة.(11/43)
وفي «الاستغناء» لابن عبد البر: يقال: اسمه هلال بن ربيعة، وهو من كبار الصحابة البدريين.
روى عنه - فيما ذكره الطبراني -: سهل بن سعد، وغزية أبو عمارة، ومالك بن حمزة بن أبي أسيد، وعراك بن مالك، وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس، وعطاء الشامي وليس بابن أبي رباح.
وفي «تاريخ البخاري الصغير» عن أبي أسيد: كنت أصغر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم منه سماعا، وقال ابنه المنذر: كان أبي أصغر من شهد بدرا.
وفي كتاب «الخزرج» للحافظ الدمياطي: أمه نسيبة بنت قيس بن الأسود بن مري من بني سلمة.
وفي كتاب الصيريفيني: وقيل توفي عام الرمادة.
وفي كتاب ابن قانع: مالك بن زرارة بن ربيعة بن البدن.
4392 - (س) مالك بن ربيعة، أبو مريم السلولي، سكن الكوفة.
وفي كتاب ابن حبان: سكن البصرة.
وفي كتاب الكلبي: هو أحد الشهود على أن زيادا ولد أبي سفيان بن حرب.
وقال البغوي: سكن الكوفة والبصرة، وقال علي بن المديني: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو عشرة أحاديث.
وفي ثقات التابعين لابن حبان.(11/44)
- أبو مريم السلولي، مالك بن ربيعة.
يروي عن جماعة من الصحابة، ذكرناه للتمييز.
4393 - (س) مالك بن سعد بن عبادة القيسي، ويقال: مالك بن سعد بن عمرو.
قال مسلمة بن قاسم: شيخ ضعيف. وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» وكناه.
4394 - (خ مد ت س ق) مالك بن سعير بن الخمس التميمي، أبو محمد، ويقال: أبو الأحوص الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي من غير أن يذكر له وفاة جملة، ولو كان ممن ينظر في الأصول لوجد ابن حبان قد ذكر وفاته حين ذكره في كتاب «الثقات». قال: مات سنة مائتين، أو قبلها بقليل، أو بعدها بقليل.
وفي قول المزي: روى له محمد بن إسماعيل في المتابعات، نظر؛ لقوله في كتاب «الصحيح» في تفسير سورة المائدة: أبنا علي، أبنا مالك بن سعير، عن هشام ابن عروة، فذكر الحد يث.
ولما خرج الحاكم حديثه في «المستدرك» قال: قد احتجا جميعا بمالك بن(11/45)
سعير، وكذا ذكره أبو إسحاق الحبال والكلاباذي وأبو الوليد في آخرين ممن تبعهم.
وأما الدارقطني فذكره في أفراد البخاري الذين احتج بهم.
وفي كتاب الصيريفيني: وقيل: يكنى أيضا أبا مالك.
وفي «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: صدوق، وقال في «المختلف والمؤتلف»: لا أعلم أخاه فطر بن سعير أسند شيئا، إنما له حكايات في الزهد.
4395 - (خ م ت س) مالك بن صعصعة الأنصاري، قيل: إنه من رهط أنس بن مالك.
وقال أبو عمر: من بني مازن بن النجار.
قال ابن سعد وذكره في «الطبقات»: مالك بن صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وهو أخو قيس بن صعصعة وزفر بن صعصعة، وأم مالك وقيس النجود بنت الحارث بن عدي، وكذا ذكر نسبه أبو أحمد العسكري وغيره.
وفي كتاب البغوي: مازني، وقال الكلاباذي: بصري.
وزعم الخطيب في «المبهمات» أن مالكا هذا هو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أكل تمر خيبر هكذا؟» قال: لا، قال: «فبع تمرك بفضة ثم اشتر به جديدا».(11/46)
4396 - (ع) مالك بن أبي عامر، أبو أنس الأصبحي، ويقال: أبو محمد، جد مالك بن أنس.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال: فرض له عثمان كذا، قاله المزي وفيه نظر؛ وذلك أن من يفرض له عثمان كيف يذكره ابن سعد في الطبقة الثانية، طبقة الذين رووا عن ابن عمر وجابر وأنظارهما؟ هذا لا يسوغ عند ابن سعد، والذي رأيته ذكره في الطبقة الأولى، وهي طبقة من روى عن عمر وأنظاره، وعلى تقدير أن يكون وهما من الناسخ على أنه المهندس أراد كتابة الأولى فكتب الثانية، كان ينبغي له أن يذكر ما ذكره ابن سعد في هذه الترجمة: وكان ثقة، وله أحاديث صالحة.
وزعم المزي أن صاحب «الكمال» قال عن ابن سعد عن الواقدي: توفي سنة ثنتي عشرة ومائة وهو ابن سبعين أو اثنتين وسبعين سنة، قال المزي: وهو خطأ لا شك فيه، فإنه قد سمع من عمر، انتهى. صاحب «الكمال» تبع الكلاباذي حذو القذة بالقذة، فكان ينبغي للمزي أن ينظر من أين أتي ويرده بعد ذلك، فإن هذا ليس في كتاب ابن سعد، إنما رواه عن الواقدي رجل مجهول لا يدرى من هو، ولا رأيت أحدا ذكره في الرواة عن الواقدي اسمه: عامر بن صبيح في «التاريخ الصغير»، ثم قال الراوي من عنده: وعمره سبعون أو اثنتان وسبعون سنة، فيحتمل أن يكون هذا شبهة الكلاباذي ومن تبعه، والله أعلم.
وفي قول المزي عن ابن سعد: فرض له عثمان، نظر، من حيث أن يعقوب بن شيبة قال في «مسنده»: سأل مالك بن أبي عامر عثمان بن عفان الفريضة، فقال له عثمان رضي الله عنه: انته عني يا ابن أخي، فإني غير فارض لك، فإنك لم تبلغ ذلك بعد. ولعل قائل يقول: سأله فلم يفعل، ثم فعل، فنجيبه(11/47)
بأن هذا الذي قلته سائغ لو صرح به أحمد من الأئمة، والله تعالى أعلم.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة.
وقال أبو بكر السمعاني: من ثقات التابعين.
وقال ابن عبد البر: توفي سنة مائة.
وذكره البخاري في فصل من مات ما بين السبعين إلى الثمانين.
4397 - (م د) مالك بن عبد الواحد، أبو غسان المسمعي البصري.
قال ابن قانع: توفي سنة ثلاثين في شوال أو في ذي القعدة بالبصرة، ثقة ثبت. وكذا ذكر وفاته ابن عساكر.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه ـ يعني مسلما ـ ستة وأربعين حديثا.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة.
4398 - (د س ق) مالك بن عميرة، ويقال: ابن عمير، أبو صفوان، يروي حديث السراويل، روى عنه سماك.
قال ابن قانع: مالك بن عمرو، أبو صفوان العبدي، وقالوا: مالك بن عمير.
وقال ابن عبد البر: ابن عميرة أكثر.
وفي كتاب أبي نعيم: قيل: إنه أسدي، وقيل: من عبد القيس.(11/48)
وقال البغوي: رواه الثوري وغيره عن سماك، عن سويد بن قيس قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «زن وأرجح».
ورواه أيوب عن جابر، عن سماك، عن مخرفة أو مخرمة العبدي.
ولما ذكر الترمذي مالكا هذا نسبه حجازيا.
4399 - (د س) مالك بن عمير الحنفي، كوفي، أدرك الجاهلية.
في كتاب أبي إسحاق الصريفيني: مالك بن عمر الحنفي، كوفي أدرك الجاهلية، روى عنه عصام بن قدامة الجدلي.
وقال أبو الحسن الدارقطني: مالك بن عمير الخزاعي عن أبيه، ما يحدث عن أبيه إلا هو، يعتبر به، ولا بأس بأبيه، انتهى. ولا أدري كيف هو هذا؟ فينظر. وزعم المزي أنه روى عن علي بن أبي طالب الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد زعم ابن أبي حاتم في «المراسيل» أن أبا زرعة قال: هو عن علي مرسل.
وذكره الفسوي في جملة الصحابة، ومالك وغيره.
وذكر المزي في ترجمة
4400 - مالك بن مسروح الشامي.
أن صاحب «الكمال» قال: روى عنه عبد الله بن خلاد، ونمير بن أوس. قال المزي: قوله: عن عبد الله بن خلاد، خطأ من وجهين؛ أحدهما: أنه عبد الله بن خلاد وقد تقدم، الآخر: أنه يروي عن نمير لا يروي عنه نفسه.(11/49)
انتهى كلامه، ولا أدري أيش معناه، إذ قال: إنه أخطأ من قال: عبد الله بن خلاد، ثم قال: هو عبد الله بن خلاد، وقوله: وقد تقدم. ما أدري في أي موضع تقدم، فإني طلبته في مظانه فلم أجده، والله تعالى أعلم.
4401 - (ع) مالك بن مغول بن عاصم بن غزية بن حرثة بن جريج بن بجيلة بن الحارث بن صهيبة بن أنمار، وبجيلة هي أم صهيبة وإخوته، وهي بنت صعب بن سعد العشيرة، أبو عبد الله الكوفي، وقيل: مغول بن عاصم بن مالك بن غزية بن حرثة بن خديج بن جابر بن عوذ بن الحارث بن صهيبة.
انتهى كلام المزي، وفيه نظر في مواضع.
الأول: ضبطه حرثة بحاء مضموة وثاء مثلثة بعد الراء، ثم لما ذكر النسب الثاني ضبطه المهندس عنه هكذا بصورة ذلك، ولم يضبط ما بعدها، بل تركها غفلا، حتى كأنها غير الأولى، وهي هي بغير شك.
الثاني: قوله: الحارث بن صهيبه. والذي عليه الناسبون؛ ابن الكلبي، والبلاذري، وأبو عبيد، وغيرهم ممن لا يحصى كثرة: أن صهيبة من أنمار ولد حطاما، وولد حطام أتيدا، فولد أتيد الحارث.
الثالث: قوله: بجيلة بن الحارث بن صهيبة، وبجيلة هي أم صهيبة وإخوته.
كلام لا أدري معناه، فمن فهمه منقولا فليفدنا، إذا جعل بجيلة بن الحارث كيف يجعله امرأة ويجعلها جدة له؟
وذكر المزي أيضا تبعا لصاحب «الكمال» - فيما أرى -: قال ابن سعد: سنة ثمان وخمسين - يعني موته - انتهى كلامه. وفيه نظر في موضعين:(11/50)
الأول: ابن سعد لم يقله إلا نقلا عن غيره، قال في الطبقة الخامسة: توفي بالكوفة في آخر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، في الشهر الذي مات فيه أبو جعفر أمير المؤمنين، أخبرني بذلك كله الصقر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول، وكان ثقة مأمونا، كثير الحديث، فاضلا خيرا، وهذا هو النظر الثاني، وكذلك الشهر الذي لم يذكره المزي في كتابه جملة، وقد نص عليه محمد بن عبد الله الحضرمي في «تاريخه» فقال: توفي في آخر ذي الحجة سنة ثمان.
وفي قوله أيضا: وقال أبو نعيم وأبو بكر بن أبي شيبة: سنة تسع وخمسين ومائة، نظر؛ لأنهما ذكرا في «تاريخيهما»: توفي سنة تسع وخمسين في أولها، وكذا نقله عن أبي نعيم البخاري، وعن أبي بكر الكلاباذي وغيره.
وفي قوله أيضا: وقال عمرو بن علي: مات سنة سبع وخمسين، نظر، وذلك أن الذي في «تاريخ» الفلاس: سنة تسع، كذا مجودا.
يزيده وضوحا قول الكلاباذي: وقال الذهلي: وفيما كتب إلي أبو نعيم مثله - يعني تسعا وخمسين - قال: ولم يقل في أولها، وقال عمرو ابن علي مثل قول الذهلي، وقال أبو عيسى: مات سنة سبع وخمسين.
وقال البخاري: وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول في حديث ذكره: وإذا رأيت الكوفي يذكر مالك بن مغول فاطمئن إليه.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان من عباد أهل الكوفة(11/51)
ومتقنيهم، مات سنة تسع وخمسين في أولها أو في آخر ذي الحجة سنة ثمان، وذكره فيهم أيضا ابن شاهين، وذكره خليفة بن خياط في الطبقة السابعة من أهل الكوفة.
وفي كتاب المنتجالي: كان ثقة، متعبدا، ثبتا، مبرزا في الفضل، من خيار الناس وعبادهم، وكان صاحب سنة، وكان قليل الحديث، وقال السمعاني: كان ثقة، ثبتا في الحديث، ونسبه صهيبيا.
وعند التاريخي: قيل لشريك: هل في أخ لك تعوده؛ مالك بن مغول؟ فقال: من عاب عليا وعمارا يعاد؟!
4402 - (د س ق) مالك بن نمير الخزاعي البصري.
خرج ابن حبان حديثه في التشهد عن أبيه في «صحيحه»، وقال المديني في كتاب «الصحابة»: أورده أبو بكر بن أبي علي عن المقرئ، عن أبي يعلى الموصلي، عن أبي الربيع، عن محمد بن عبد الله، عن عصام، عن مالك بن نمير: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة " الحديث. قال: كذا أورده ابن أبي علي، قال: ولا يعلم روى عنه غير عصام، ورواه إبراهيم بن منصور عن ابن المقرئ بسنده عن مالك بن نمير، عن أبيه.
4403 - (د ت ق) مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم، ويقال: ابن سلم السكوني، ويقال: الكندي، أبو سعيد، عداده في أهل مصر.
كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين النسبتين، وليس جيدا؛ لأن السكون هو: ابن أشرس بن ثور، وهو كندة.(11/52)
وفي ضبط المهندس عن الشيخ وتصحيحه بفتح السين من السكون نظر، ويفهم منه عدم جواز غيره، وليس كذلك؛ فإن المبرد حكى عن أبي عبيدة بضم السين وفتحها كالسدوسي، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب «الصحابة» لابن حبان: مات ببيت رأس قرية من قرى الشام.
وفي كتاب الأزدي وأبي صالح المؤذن وقبلهما مسلم بن الحجاج: تفرد عنه بالرواية أبو الخير.
وفي كتاب «الصحابة» للقاضي أبي القاسم عبد الصمد الحمصي: لم يعقب، أخبرني أبو أيوب البهراني بذلك، وقال محمد بن عوف: قال معاوية بن أبي سفيان: ما أصبح عندي في العرب أوثق في نفسي نصحا لجماعة المسلمين وعامتهم من مالك بن هبيرة. قال البهراني: له صحبة، وقال محمد بن عوف: ما أعلم له صحبة.
وجزم أبو عبد الله الجيزي في كتاب «الصحابة» بأنه شهد فتح مصر.
وقال أبو سعيد ابن يونس: وقد قيل إنه قدم مع مروان بن الحكم حين قدم إلى مصر لحرب أهلها.
وقال أبو عمر: كان أميرا لمعاوية على الجيوش.
وفي كتاب أبي نعيم: رواه إبراهيم بن سعد - يعني حديثه عن ابن إسحاق - فأدخل بين مرثد ومالك الحارث بن مخلد الأنصاري.
وقال البخاري: روى عنه شرحبيل بن شفعة ومرثد عن الحارث بن مخلد، عن(11/53)
مالك بن هبيرة.
ولما ذكره خليفة في «الطبقات» قال: من ساكني مصر.
4404 - مالك بن مرثد بن عبد الله الزماني، ويقال: الذماري.
قال العجلي: ثقة، وقال البخاري: مالك بن مرثد، ويقال: مرثد بن أبي مرثد. وقال مسدد: ثنا يحيى، عن عكرمة، سمع سماكا، سمع مالك بن مرثد، وقال أحمد بن صالح: مالك بن مرثد ثقة.
4405 - مالك بن يخامر، ويقال: أخامر، السكسكي الألهاني الحمصي، يقال: له صحبة.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حديث أن السكاسك بن أشرس بن كندة لا يجتمع مع ألهان أخي همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بحال حقيقي، ولو اقتدى بأقوال الأئمة لرأى ابن سعد قال: الألهاني، ويقال: السكسي، وكان ثقة إن شاء الله، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان.
وفي قوله: أيضا ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته من عند غيره، نظر؛ لأن ابن حبان نص عليها فقال: في ولاية عبد الملك بن مروان حين سار إلى مصعب بن الزبير، يعني سنة اثنتين وأربعين.
وأما الخليفة فإنه لما ذكره في الطبقة الأولى من أهل الشام جزم بالألهاني،(11/54)
وقال: مات سنة سبعين.
وقال الهيثم: وفي زمن عبد الملك سنة اثنتين وسبعين عمل عليه بحمص، حيث صار إلى مصعب، وقال ابن منده: توفي سنة تسع وستين.
وفي «تاريخ» البخاري: قال محمد بن يحيى: هو مالك بن أخيمر، وقال عبد الرحمن بن شيبة: أخبرني ابن أبي فديك قال: قال محمد بن موسى بن يعقوب: عن أبي زرين الباهلي أخبره عن مالك بن أخامر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول، فذكر حديثا.
وقول المزي: وقال غيره - يعني غير ابن أبي عاصم -: مات سنة ثنتين وسبعين، كأنه يريد صاحب «الكمال»؛ لأنه ذكر ذلك ولم يعزه، فأحال المزي عليه بقوله: وقال بعضهم، ولو عزاه لذكر قائله مصرحا به كما ذكرناه، والله تعالى أعلم.
وزعم ابن حبان في كتاب «الصحابة» أن من قال في مالك بن أخامر: أخيمر، وهم.
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.
4406 - (د) مالك بن يسار السكوني، ثم العوفي.
كذا ذكره المزي وكأنه - غفر له الله تعالى - لا يعرف من علم النسب شيئا البتة، أيخفى على من له أدنى معرفة بهذا العلم أن العوفة ليست من السكون بحال؟ على ذلك أصفى علماء النسب قاطبة ليس في السكون عوفة ولا(11/55)
عوفة منها، السكون في كندة يمنى، والعوفي في عبد القيس فزاري، فأنى يجتمعان! ولكنه تبع في ذلك صاحب «الكمال» في قوله: السكوني العوفي فيما أرى، والله تعالى أعلم.
4407 - (ق) مالك أبو خشب بن مالك الطائي.
روى عن عبد الله بن مسعود: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا. قال ابن ماجة: ثنا أبو كريب، ثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن زيد بن جبير، عن خشب به، كذا هو في عدة أصول من كتاب ابن ماجة، وكذا هو في كتب الأطراف، ولم ينبه عليه المزي تبعا لما في «الكمال».(11/56)
من اسمه مبارك ومبشر
4408 - (بح ق) مبارك بن حسان، أبو يونس السلمي، ويقال: أبو عبد الله البصري، ثم المكي.
قال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره أبو الفرج: متروك الحديث، لا يحتج به، يرمى بالكذب.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وصحح الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال الآجري: سألت أبا داود عن مبارك بن حسان، فقال: منكر الحديث.
4409 - (ق) مبارك بن سحيم، ويقال: ابن عبد الله، أبو سحيم البناني البصري.
قال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستغناء»: أجمعوا على أنه ضعيف متروك، وقال الساجي: منكر الحديث، له نسخة عن عبد العزيز بن صهيب، وثنا بندار عنه.
ولما ذكره أبو عبد الله الحاكم في «المستدرك» قال: ومبارك لا يمشي في مثل هذا الكتاب، ولكنني ذكرته اضطرارا.
وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، وفي قول المزي: قال أبو بشر الدولابي: متروك الحديث، نظر في موضعين:(11/57)
الأول: الدولابي إنما ذكر هذا رواية عن محمد بن إسماعيل، ولم يذكره اختيارا من عند نفسه، والله تعالى أعلم، نقل ذلك في «تاريخه الكبير»، ونقله عنه أبو العرب وغيره.
الثاني: إنما قال: منكر الحديث، لم يقل: متروك الحديث، والله أعلم.
4410 - (د ت سي) مبارك بن سعيد بن مسروق، أبو عبد الرحمن الثوري، كوفي نزل بغداد، أعمى، وأخو سفيان.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، انتهى. ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات» قال: ربما أخطأ، ومثل هذا القول لا ينبغي إغفاله ولا عدم بيانه، وقال أبو بكر السمعاني: مات بالكوفة في أول سنة ثمانين ومائة، وكذا قاله ابن سعد لما ذكره في السادسة من أهل الكوفة، زاد: وكانت عنده أحاديث.
وفي كتاب «الكمال» عن ابن سعد: مات سنة ثلاثين ومائة بالكوفة، وهو غير جيد لما ذكرناه، ولم ينبه عليه المزي، فينظر.
4411 - (خت د ت ق) مبارك بن فضالة بن أبي أمية القرشي العدوي مولاهم، أبو فضالة النصري.
قال الساجي: مولى عمر بن الخطاب، فيه ضعف، لم يكن بالحافظ، وكان صدوقا مسلما خيارا، وكان من النساك. قال عمرو بن علي: لم يحدث عنه يحيى ولا عبد الرحمن، وقد حدث عنه قوم أجلة مثل يزيد بن زريع، والمعمر، ويزيد بن هارون، وابن المبارك، وعفان، وثنا أحمد بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مبارك قدري.
قال ابن المديني: سمعت أبا الوليد الطيالسي، سمعت هشيما يقول: مبارك بن فضالة ثقة، وروى عنه.(11/58)
وحدثني أحمد بن محمد، ثنا عفان، ثنا همام، ثنا قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعاطى السيف مسلولا. وكان آفة هذا الحديث إنسان، فقال له بسام لما فرغ من الحديث: والله ما حدثكم هذا همام، ولا حدث قتادة بهذا هماما، ففكر عفان ساعة ثم علم أنه قد أخطأ، وكان الحديث حديث مبارك بن فضالة؛ ثنا بندار، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن عبد الملك بن أبي أمية قال: قال فضالة بن أبي أمية: كاتبني عمر بن الخطاب فاستقرض لي من حفصة مائتي درهم، قال: فقلت: ألا تجعلها في آخر مكاتبتي؟ فقال: إني لا أدري أدرك ذلك أم لا.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل البصرة.
وفي قول المزي: قال خليفة بن خياط: مبارك بن فضالة بن أبي أمية بن كنانة مولى زيد بن الخطاب، وقال ابن سعد: مولى عمر، نظر، والذي في كتاب «الطبقات» لخليفة في الطبقة الثامنة: مولى عمر بن الخطاب، كما ذكره ابن سعد والبخاري وغيره.
وفي قوله أيضا: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، نظر؛ لإغفاله من الكتاب المذكور لما ذكره: كان يخطئ، وتوفي سنة أربع وستين ومائة.
ولما خرج الحاكم حديثه في «المستدرك» قال: والمبارك بن فضالة ثقة، وقال مسعود عنه: لم يخرجاه في «الصحيحين» لسوء حفظه.
وقال النسائي: ضعيف الحديث، وقال الجوزجاني: يضعف.(11/59)
وقال أبو زرعة: يدلس كثيرا، فإذا قال: حدثنا، فهو ثقة.
وقال أبو الحسن العجلي: يكتب حديثه، جائز الحديث، ولم يسمع من أنس بن مالك؛ يرسل عنه.
وقال ابن القطان: مختلف فيه.
وفي سؤالات المروذي: سألت أبا عبد الله عن مبارك وأبي هلال، فقال: هما متقاربان، ليس هما بذاك، وقد كنت على ألا أخرج عن مبارك شيئا بعد، وما روى عن الحسن يحتج به.
وفي خط المهندس وتصحيحه على الشيخ عن ابن أبي حاتم: وأولاهما أن يكون مقبولا محفوظا عن يحيى ما أوفق أحمد وسائر نظرائه، وهو غلط، والصواب: ما وافق، كذا هو في كتاب أبي محمد، والمعنى عليه، والذي ذكره لا معنى له، وليس موجودا أيضا في الموضع الذي عزاه له.
وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد: مبارك أحب إلي من الربيع بن صبيح.
وقال الدارمي: هو فوق الربيع فيما سمع من الحسن إلا أنه يدلس، وسمعت نعيما، سمعت ابن مهدي يقول: ما يتبع من حديث المبارك ما يقول فيه: ثنا الحسن.(11/60)
وذكره العقيلي وابن الجارود والبلخي وأبو العرب والبرقي في «جملة الضعفاء»، زاد البرقي: ثنا سعيد بن منصور قال: قيل لشعبة: أيما أحب إليك؛ الربيع أو مبارك؟ فقال: إن كان لا بد فالمبارك.
وقال البرقاني عن الدارقطني: لين، كثير الخطأ، يعتبر به.
وقال أبو نعيم الحافظ في «تاريخ أصبهان»: مبارك بن فضالة بن أبي أمية ابن كنانة، مولى عمر بن الخطاب، مات سنة أربع وستين ومائة، روى عنه إبراهيم ابن أيوب الأصبهاني.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وفي كتاب «القراب»: مات سنة ستين، وقيل: ست وستين ومائة.
4412 - (ع) مبشر بن إسماعيل الحلبي، أبو إسماعيل الكلبي مولاهم.
قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت ابن معين عن مبشر بن إسماعيل الحلبي، فقال: ثقة.
وكذا قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل، وقال ابن قانع: ضعيف.
4413 - (س) مبشر بن عبد الله بن رزين بن محمد بن برد السلمي، أبو بكر النيسابوري القهندزي.
قال الحاكم في «التاريخ» الذي زعم المزي أنه نقل منه لفظه في هذه(11/61)
الترجمة وأخل منه قوله: أبنا أبو الفضل المزكي، ثنا الحسن بن محمد بن زياد، ثنا محمد ابن إسماعيل قال: مات مبشر بن عبد الله بن رزين سنة تسع وثمانين ومائة.
وأبنا أبو أحمد محمد بن هارون المعدل، ثنا علي بن الحسين الصفار، ثنا علي بن الحسين الأفطس قال: مات مبشر بن عبد الله بنيسابور سنة ست وثمانين ومائة.
وفي «تاريخ» البخاري: مات سنة ثمان أو تسع وثمانين ومائة، وقال مسلمة بن قاسم: ثقة.
4414 - (ق) مبشر بن عبيد، أبو حفص القرشي الحمصي، كوفي الأصل.
قال ابن حبان: روى عن الثقات الموضوعات، لا يحل كتب حديثه إلا تعجبا، وقال الدارقطني: متروك الحديث، يضع الأحاديث ويكذب.
وفي «تاريخ القدس»: يكنى أيضا أبا بشر.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال الجوزقاني: متروك الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
وذكره الساجي وأبو جعفر العقيلي والدولابي وأبو العرب وابن(11/62)
شاهين في «جملة الضعفاء».
وقال أبو جعفر محمد بن عوف الحمصي: سمعت يحيى بن معين يقول: مبشر بن عبيد ضعيف.(11/63)
من اسمه المثنى
4415 - (د) المثنى بن دينار القطان الأحمر، بصري.
قال أبو جعفر العقيلي: في حديثه نظر.
4416 - المثنى بن سعيد، ويقال: ابن سعد الطائي، أبو غفار البصري.
قال البزار في «السنن»: ثقة. وقال محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني الحافظ فيما ذكره الصريفيني: المثنى بن سعيد اثنان من أهل البصرة نظيران في الرواية.
الأول: القصير الضبعي، رويا له.
والثاني: يكنى أبا غفار، ليس في الكتابين، وهو ثقة.
وذكره ابن شاهين وابن حبان في كتاب «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
4417 - (ع) المثنى بن سعيد، أبو سعيد الضبعي؛ لنزوله فيهم، البصري القسام الزراع القصير. يقال: إنه أخو ريحان.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».(11/64)
وقال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات»، ولم يذكر قوله: يخطئ، ولا ينبغي تركها في صنعة الحديث.
4418 - المثنى بن الصباح اليماني الأبناوي، أبو عبد الله، ويقال: أبو يحيى، نزل مكة شرفها الله تعالى.
ذكر المزي تضعيفه من عند ابن سعد، وأغفل منه شيئا عرى كتابه منه جملة، وكأنه لم ير الكتاب حالة النقل، قال ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل مكة: قال محمد بن عمر: توفي سنة تسع وأربعين ومائة، قال: وقال غيره: توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
وفي كتاب أبي الفرج: قال أبوحاتم: لا يساوي شيئا، وهو مضطرب الحديث. وقال ابن معين: ضعيف، ليس بشيء، يكتب حديثه ولا يترك.
وقال ابن عمار: ضعيف.
وفي كتاب أبي علي الطوسي: يضعف في الحديث.
وقال الساجي: ضعيف الحديث جدا، حدث بمناكير، حدث عنه الثوري وكناه أبا عبد الله.
وقال أحمد بن حنبل: أسند مناكير. قال أبو يحيى: وكان عابدا يهم في الحديث، وسمعت ابن مثنى يقول: مات مثنى بن الصباح سنة أربعين ومائة، وحكى عبد الرزاق عن أبيه قال: ما عرفت للمثنى فراشا منذ أربعين سنة، قال عبد الرزاق: أدركته شيخا كبيرا بين اثنين يطوف الليل أجمع، وكانوا يقولون:(11/65)
عند المثنى مال كثير، فلما مات لم يكن عنده شيء. قال أبو يحيى: أسند مناكير، ثنا أبو عتبة الحمصي، ثنا أيوب بن سويد، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن ابن المسيب، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا ترقبوا ولا تعمروا». قال أبو يحيى: وله مناكير يطول ذكرها.
وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، زاد: قال محمد بن سحنون عن أبيه: مثنى بن الصباح ضعيف الحديث، وقال الجوزقاني: ضعيف، ليس بحجة. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: يكنى أبا حفص أيضا، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
4419 - (د س) المثنى بن عبد الرحمن، أبو عبد الله الخزاعي.
صحح أبو عبد الله حديثه في «المستدرك».
4420 - (تم) المثنى بن معاذ بن معاذ، أبو الحسن العنبري.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.(11/66)
من اسمه مجاشع ومجاعة
ومجالد ومجاهد
4421 - مجاشع بن مسعود بن ثعلبة السلمي، أخو مجالد.
قال العسكري في كتاب «الصحابة»: يكنى أبا معبد، وله أخ آخر اسمه معبد، وله صحبة أيضا، قتل مجاشع يوم الجمل الأصغر وهو يوم الزابوقة، وكان مع عائشة، أصابه سهم، وكان أحد الأجواد، وهو الذي قال له عمرو بن معدي كرب لما نزل عليه.
وعن مجاشع قال: كنت آخر من بايع على الهجرة.
وفي «الاستيعاب»: فتح توج أيام عمر وكان أميرا.
وقال خليفة بن خياط: أخبرني أبو حفص المدني أن أمه وأم مجالد خولة بنت زرعة، قتل مجاشع يوم الجمل الأصغر يوم الزابوقة سنة ست وثلاثين، ودفن في داره في بني سدوس بالبصرة، وله بالبصرة غير دار، منها دار حضرة المسجد الجامع، وقال في «التاريخ»: قتل بالزابوقة، وهي مدينة الرزق، سنة ست وثلاثين.
والمزي ذكر عن خليفة أنه قتل قبل الاجتماع الأكبر، ثم قال: وقال غيره: قتل يوم الجمل، وهو معدود في قتلى يوم الجمل، وقال غيرهم: قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين، ودفن في داره في بني سدوس بالبصرة، انتهى كلامه، وفيه(11/67)
ما لا معنى له، والذي له معنى ذكرناه عن خليفة جميعه، فلا حاجة إلى تكراره إن كان رآه وما إخاله، إنما قلد فيه أبا عمر، وكلام أبي عمر لا بأس به، قد ذكره خليفة، وزاد المزي أشياء لا معنى لها، فينظر.
وفي كتاب «أخبار البصرة» لعمر بن شبة: ارتث مع ابن الزبير مجاشع بن مسعود، فحمل إلى داره في بني سكر فمات، فدفن فيها، قال: ولما كتب عمر إلى المغيرة أن امدد سعدا، فخرج إليه واستخلف على البصرة مجاشع بن مسعود، فحدثني علي بن محمد، عن جويرية بن أسماء قال: بلغ عمر أن امرأة مجاشع نجدت بيوتها، فكتب إليه: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى مجاشع بن مسعود، سلام عليك، أما بعد، فإن الخصيراء نجدت بيوتها، فإذا أتاك كتابي هذا فعزمت عليك أن لا تضعه من يدك حتى تهتك ستورها. ففعل.
وعن محمد بن سالم قال: سير عمر نصر بن الحجاج السلمي من المدينة إلى البصرة، فأنزله مجاشع، فبينا هو عنده يوما تناول عودا، فكتب به لامرأة مجاشع، ثم ناولها العود فكتبت تحت كتابته، فوثب مجاشع إلى جفنة فكبها على الكتابتين، وأرسل إلى كتابه فقرأهما، فكان كتاب نصر: أنا والله أحبك حبا لو كان تحتك لأقلك أو فوقك لأظلك. وكان كتابها: وأنا والله كذلك. فكتب مجاشع بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن اغزه.
وحدثني علي بن محمد قال: قدم عمرو بن معدي كرب البصرة، فأتى مجاشعا فسأله، فأعطاه اثنى عشر ألفا، وسيفا قلصا ودرعا حصيفة وفرسا من بنات الغبراء، وجارية وغلاما، فلما خرج قال له أهل المجلس: كيف رأيت صاحبك يا أبا ثور؟ قال: لله بنو سليم! ما أشد في الهيجاء لقاءها، وأكرم في اللزيات عطاءها، وأثبت في المكرمات بناءها، لقد قاتلتها دهرا فما حبيتها، وهاجيتها فما أفحمتها، وسالمتها فما نحلتها. قال ابن شبه: ويقال إن عمرا قال ولا يعرفه أبو الحسن:(11/68)
لله مسئول نوالا وباذل ... وفارس هيجا يوم هيجا مجاشع
ولم يزل مجاشع على البصرة حتى رجع المغيرة من القادسية فكان على البصرة، ولما مضى عبد الله بن عامر إلى خراسان في خلافة عثمان استخلف على كرمان مجاشعا السلمي رحمه الله تعالى.
وقال البرقي: قتل في صفر.
وفي «أدب الخواص» للوزير أبي القاسم: امرأته اسمها شميلة بنت أبي حناءة بن أبي أرزى، تزوجها بعده عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
4422 - مجاعة بن مرارة بن سلمى، ويقال: ابن سليم الحنفي.
قال ابن حبان في كتاب «الصحابة»: استقطع النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعه الفوره وعرانة من العرنة والجبل بناحية اليمن، حديثه عند أولاده، زاد ابن قانع: ثم أتيت أبا بكر فأقطعني، ثم عمر فأقطعني، ثم أتيت عثمان فأقطعني.
وفي كتاب العسكري: ولاه أبو بكر رضي الله عنه اليمامة، وله أخ أكبر منه يقال له: مجاعة، ولما طلب دية أخيه من النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كنت جاعلا لمشرك دية جعلتها لأخيك، ولكن سأعطيك منه عقبى». فكتب له مائة من الإبل من أول خمس عشر يخرج من بني ذهل.
وفي كتاب أبي نعيم: وفد هو وأبوه على النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب المرزباني: أدرك معاوية، وله يقول:
تعذرت لما لم تجد لك علمه ... معاوي إن الاعتذار من النحل
ولا سببا إن كان من غير عسرة ... ولا بغضة كانت علي ولا وحل
وذكر وثيمة بن موسى في كتاب «الردة»: كان مجاعة سيد أهل اليمامة بعد(11/69)
محكم بن طفيل، وكان أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ودعا قومه للإسلام فأسلموا حتى ردهم مسيلمة، وكان من أعقل أهل اليمامة وأخطب العرب، وكان أعز القوم، فلما ارتد قومه قام فيهم خطيبا يرغبهم في الإسلام ويعلمهم أن مسيلمة رجل كذاب، ثم قال:
مسيلمة الجاني عليا الدمار ... دع القوم عنك الزهار المساسا
تناولت أمرا لم يكن لنا له ... مستلم حتى يصبح البحر باسا
فما حال من أهل اليمامة والله لكننا ... بالجنب قوما معابسا
وكانوا أفراشا طار في نار موقد ... يفتح مروسا هناك وراسا
جرت على أهل اليمامة سنة وعارا ... لم كلا ترك الرتاكسا
فيا ويلهم لو قد رأوا في ديارهم ... فواس فيحا الرياح داعسا
وذكر أبياتا طويلة، فلما سمعها مسيلمة قال: يا بني حنيفة، ما لكم عد نفر هذا، فقالوا: الدماء ولسنا نخاف يده، ثم إلى مجاعة في طلب نفر من بني تميم قاصدة حل حاله مثل أصحابه إلا هو وسارية، فقال سارية: يا خالد، إن كنت بأهل الرب شر مجاهد وإن قيل.
ذكر المزي خبره مع خالد أنه كان قاعدا معه، فقال خالد: قل بربك. انتهى كلامه، وفيه نظر.
4423 - (م 4) مجالد بن سعيد الهمداني، أبو عمرو، ويقال: أبو عمير، ويقال: أبو سعيد الكوفي، والد إسماعيل.
قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل.(11/70)
وقال يحيى بن معين: صالح.
وذكر المروذي أنه سأل أبا عبد الله: كيف مجالد؟ فقال: روى عنه يحيى، قلت: يحتج به؟ فتكلم بكلام لين.
وقال أحمد بن صالح العجلي: جائز الحديث، حسن الحديث، إلا أن ابن مهدي كان يقول: أشعث بن سوار أقوى منه، والناس لا يتابعونه على هذا، فإن مجالدا أرفع من أشعث، وكان يحيى بن سعيد يقول: كان مجالد يلقن في الحديث إذا لقن، وقد رآه وسمع منه.
وذكر ابن بنت منيع عن يحيى بن معين: هو أحب إلي من ليث وحجاج.
وحسن أبو علي الطوسي حديثه لما خرجه.
وقال البخاري في «التاريخ الصغير»: مجالد صدوق.
وقال الجوزقاني: ضعيف، منكر الحديث، يسرق الحديث.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه «المثالب»: كان مجالد أحفظ الخلق لعلم الشعبي، ويقال: إن جده عميرا «ذا مرن» يجولان، فنزل بصعدة، فأتى امرأة يقال لها: جم، فجاء الإسلام ومعها ثلاثة غلمة؛ سعيد، والزبير، وذكر آخر، فنسبت سعيد إلى حمير في ذي مران، والزبير إلى رجل من حضرموت، فقال المذبوب الهمداني لنجالد:
لا تفخرن فإن جما لم تدع ... لك يا مجالد في العشيرة مفخرا
أنت إليها وأبوك بيضة بلدة ... فاصبر على الحسب الميتم مغيرا
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: مجالد وليث وحجاج سواء، لا يحتج بهم.(11/71)
وقال يعقوب بن سفيان: تكلم الناس فيه، خاصة يحيى بن سعيد، وهو ثقة.
وعن أحمد: أحاديث مجالد كانت حلما.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ليس بثقة، يزيد بن أبي زياد أرجح منه، ومجالد لا يعتبر به.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للساجي: ما أتاك عن مجالد وعن الجلد بن أيوب فلا عليك ألا تتعب بالنظر فيه، وإن كان مجالد كثير الرواية، فإن بعضهم يحتمل حديثه لصدقه، وقال سفيان بن سعيد: أشعث أثبت من مجالد، وعن مجالد قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جدي عمير بن ذي مران كتابا. . . الحديث. روى يحيى بن سعيد عنه أحاديث، ثنا بها بندار، فيها نحو من عشرين مسندا.
وقال عبد الله: سألت أبي عن مجالد، فقال: كذا وكذا، وحرك يده، ولكنه يزيد في الإسناد.
وعن ابن مثنى: مات سنة أربع وأربعين ومائة، وكان عبد الرحمن يحدث عن سفيان عن مجالد، وقيل لخالد بن عبد الله الواسطي: دخلت الكوفة فلم تكتب عن مجالد؟ فقال: لأنه كان طويل اللحية. وعن أبي الوليد: كان أسوء حالا من الأجلح، يعني الكندي.
وقال ابن مثنى: يحتمل حديثه لصدقه.
وفي كتاب «الطبقات» لعمران بن محمد بن عمران الهمداني: عمير ذو مران الناعطي بطن من همدان، وهو جد مجالد، كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كتب إلى الملوك، وهاجر، ونزل الكوفة.(11/72)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للعقيلي: قال أحمد: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف، فذكر له أشياء عن مجالد، فقال: كم من أعجوبة لمجالد. وقال عبد الله بن إدريس: رأيت ثلاثة من المحدثين لا أروي عنهم شيئا، منهم مجالد، رأيته يعرض قصص الناس على السلطان، فيقول: اجلدوا هذا سبعين، وهذا كذا، وهذا كذا.
وفي كتاب الأثرم: ضعف أبو عبد الله أمره في أمانة الإسناد.
وذكره أبو العرب، وابن طاهر، والبيهقي، والبلخي، والدولابي، والبرقي وقال: كان يحيى بن سعيد يوثقه، والحربي، والفسوي، وابن شاهين في «جملة الضعفاء».
وفي قول المزي: قال البخاري: مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين ومائة، نظر في موضعين:
الأول: البخاري لم يذكره إلا رواية، لم يقله استقلالا، بيانه قوله في «تاريخيه الأكبر والأوسط»: حدثني أحمد بن سليمان، عن إسماعيل بن مجالد قال: مات مجالد سنة أربع وأربعين ومائة.
الثاني: ذكر ذي الحجة لم أجده في «تواريخ» البخاري الثلاثة، فينظر، وكذا نقله أيضا عن البخاري غير واحد من غير ذكر الشهر.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة قال: توفي سنة أربع وأربعين، وكان ضعيفا في الحديث. قال يحيى بن سعيد القطان: ما كنت(11/73)
أشاء أن يقول لي مجالد في حديث من رأى الشعبي عن مسروق إلا فعل، قال ابن سعد: وروى عنه مع هذا.
وقال الهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة: توفي سنة أربع وأربعين ومائة
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: قال محمد بن بشر: رأيت مع إسماعيل بن أبي خالد خشبة معففة الرأس غليظة من هذا الخيزران، قلت: من أين لك هذه؟ قال: أعطانيها مجالد، قال: وكان مجالد يصنع الطعام ويدعو إسماعيل يتغدى عنده، قال: فصنع يوما طعاما، وطلب إسماعيل فلم يجئ حتى فرغوا، فلما جاء إسماعيل قال: هاتوا نصيبي، قال: قد رفعناه لك، فأتي به. قال أبو بكر: وسمعت يحيى بن معين يقول: مجالد بن سعيد ثقة، وهو يرد ما ذكر المزي، حيث ذكر صاحب «الكمال» عن عباس وعبد العظيم عن يحيى: مجالد ثقة، هذا وهم؛ لأن مجالدا هذا القصاب، هذا القول في مجالد القصاب، لا هذا، لمتابعة ابن أبي خيثمة عباسا على هذا، والله أعلم.
وفي «تاريخ» يعقوب: وأما مجالد والأجلح فقد تكلم الناس فيهما، ومجالد على حال أمثل من الأجلح.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة السادسة: مات سنة أربع، وقيل: سنة ثلاث وأربعين.(11/74)
وفي كتاب الصيريفيني: يكنى أبا عمر، وقيل: أبو عمرو.
4424 - (خ م) مجالد بن مسعود السلمي، أخو مجاشع، يكنى أبا معبد، لهما صحبة.
قال ابن حبان: قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين، كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ فقوله: له صحبة، وذكر وفاته من كتاب «ثقات التابعين» لابن حبان، ولو ذكرها من كتاب ابن أبي حاتم لكان أولى، أو من «تاريخ» البخاري.
وقال ابن بنت منيع: ثنا صالح بن حاتم، ثنا بشر بن المفضل، ثنا يونس بن عبيد، عن الحسن قال: أول من قبر هاهنا الأسود بن سريع، يعني المتوفى بعد الأربعين، وقيل: مات بعد يوم الجمل، قال: فارتفعت أصواتهم، فجاء مجالد بن مسعود السلمي فقال: أوسعوا لأبي عبد الله. . . الحديث.
وقال أبو عمر: أما مجاشع أخوه فقتل يوم الجمل بلا شك، وأما مجالد فلا أعلم له رواية، وكان إسلامه بعد إسلام أخيه بعد الفتح.
وفي كتاب أبي نعيم: قبره بالبصرة.
وقال عمرو بن علي: لا أعلم له رواية - يعني: لم يتفرد برواية حديث - إنما(11/75)
صدق أخاه مجاشعا في روايته، وذكر أبو عثمان أنه كان أكبر من مجاشع.
4425 - (ع) مجاهد بن جبر، ويقال: جبير، والأول أصح. أبو الحجاج المكي المخزومي مولاهم.
ذكر المزي روايته المتصلة عنده من غير تردد عن أبي عياش الزرقي، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، ورافع بن خديج، وأم هانئ، وأيمن بن أم أيمن، وسراقة، وقد قال البرديجي في كتابه «المتصل والمرسل»: روى مجاهد عن أبي هريرة، وفيه اختلاف؛ فقال بعضهم: قد سمع منه، وقال بعضهم: لم يسمع منه، يدخل بينه وبين أبي هريرة عبد الرحمن بن أبي ذباب.
وفي «صحيح البخاري»: ويذكر عن أبي هريرة مرسلا أنه يطعم في قضاء رمضان، انتهى. أراد أن مجاهدا لم يسمع منه؛ لأن الحديث يدور على مرفوعه وموقوفه، قال: ومجاهد عن عبد الله بن عمرو سمع منه فيما قالوا، وقيل: لم يسمع منه؛ لأنه أدخل بينهما جنادة بن أبي أمية، ومجاهد يروي عن أبي سعيد وليس بصحيح، ويروي عن جابر بن عبد الله وليست لأحاديثهما ضوء، إنما هي من أحاديث محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح،(11/76)
عن مجاهد. قال: ولم يسمع من رافع بن خديج، وحديثه عن أبي رافع فيه اضطراب.
وفي «العلل» لعبد الله بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال: وقد روى شريك عن مجاهد عن أيمن بن أم أيمن أخي أسامة لأمه. قلنا: لا علم لك بأصحابنا، أيمن أخو أسامة قتل مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين قبل أن يولد مجاهد، ولم يبق بعد النبي صلى الله عليه وسلم فيحدث عنه.
وفي «الطبقات»: كانوا يرون أن مجاهدا يحدث عن صحيفة جابر بن عبد الله.
وفي «السنن» للبيهقي: بعض أهل العلم يشك في سماع مجاهد من أبي عياش، وإن كان قد وقع لنا في سند جيد تصريحه بسماعه منه.
وفي «تاريخ» أبي حاتم الرازي رواية الكناني: قلت: مجاهد سمع من أبي هريرة؟ فقال: يروي عن أبي هريرة، وربما أدخل بينه وبين أبي هريرة رجل.
وقال الترمذي في «العلل»: قلت لمحمد: مجاهد سمع من أم هانئ؟ فقال: روى عن أم هاني، ولا أعرف له سماعا منها.
وفي قول المزي: قال أبو حاتم وابن معين: لم يسمع من عائشة، مقتصرا على ذلك، قصور كثير؛ وذلك أن هذا قد قاله جماعة؛ البرديجي، وشعبة بن(11/77)
الحجاج، ويحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل في آخرين، وأبى ذلك آخرون، منهم: محمد بن إسماعيل البخاري، فإنه ذكر عنه حديثي عائشة، فذكر حديثا، وفي موضع آخر: سمعنا استنان عائشة رضي الله عنها، فذكر لها قول ابن عمر في العمرة.
وقال الكلاباذي: سمع عائشة.
وقال علي بن المديني في «العلل الكبير»: لا أنكر أن يكون مجاهد لقي جماعة من الصحابة وروى عن طائفة منهم، وقد سمع من عائشة.
وفي «التمييز» للنسائي - بسند صحيح -: ثنا محمد بن عبيد، ثنا يحيى بن زكريا، عن موسى بن عبد الله الجهني قال: أتي مجاهد بقدح حزرته ثمانية أرطال. فقال: حدثتني عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يغتسل من مثل هذا».
وقال ابن حبان: ماتت عائشة سنة سبع وخمسين، وولد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، فيدلك هذا على أن من زعم أن مجاهدا لم يسمع من عائشة كان واهما في ذلك.
وزعم المزي أن ابن سعد ذكره في الطبقة الثانية من أهل مكة، فكان ماذا؟ لم يذكر من عنده لفظه تصريحا، قال ابن سعد: أبنا الفضل بن دكين، ثنا فطر قال: رأيت مجاهدا أبيض الرأس واللحية، وعن الأعمش قال: كنت إذا رأيت مجاهدا ظننت أنه خربندج أضل حماره فهو مهتم، أبنا أبو بكر بن عياش، قلت للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل(11/78)
الكتاب، ثنا الفضل بن دكين قال: توفي مجاهد سنة ثلاث ومائة وهو ساجد، وقال يحيى بن سعيد: مات سنة أربع ومائة، وكان ثقة، فقيها عالما، كثير الحديث.
وفي سنة ثلاث ذكر وفاته أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله التميمي، والفلاس، والترمذي، وخليفة بن خياط، وقال: ويقال: سنة أربع، والقراب في آخرين.
وفي «طبقات» الهيثم بن عدي: مجاهد بن جبر بن نوف، وقال في «التاريخ الكبير» الذي على السنين: توفي سنة اثنتين ومائة، وهو غير ما نقله المزي عنه سنة مائة، وليس لقائل أن يقول: لعله سقط من الناسخ الذي كتبه عن المزي؛ لأنه لو نقل من أصل لما أغفل نوفا جده الذي ليس هو في كتابه جملة عنه ولا عن غيره، وعن أبي نعيم: سنة ثنتين ومائة أيضا.
وذكر المزي عن يحيى بن بكير: مات سنة إحدى ومائة، وأغفل من التاريخ المذكور إن كان رآه: ويقال سنة ثلاث ومائة.
وقال ابن حبان الذي زعم المزي أنه نقل كلامه وأغفل منه شيئا لم يكن في كتاب المزي جملة وهو: وقيل: يكنى أيضا أبا محمد، وكان فقيها عابدا ورعا متقنا، إذا رئي كأنه خربندج أضل حماره لما فيه من الوله للعبادة.
وفي «تاريخ» المنتجيلي: مات سنة ست ومائة.
وفي «تاريخ» أبي بشر هارون بن حاتم التميمي: ثنا محمد بن كثير، عن ليث بن أبي سليم قال: مات مجاهد سنة سبع ومائة، وفي سنة ثنتين ومائة ذكر وفاته أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عاصم في «تاريخيهما».
وذكره ابن حزم في الطبقة الأولى من القراء المكيين، وقال: قرأ على ابن عباس نحو تسع وعشرين ختمة.(11/79)
وفي «الطبقات» لمحمد بن جرير الطبري: كان قارئا عالما، وعنه أخذ أهل مكة شرفها الله تعالى قراءتهم، وقال العجلي: مكي ثقة، سكن الكوفة بأخرة.
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم عن علي بن المديني قال: مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب، قال علي: وسمعت يحيى يقول: مرسلات سعيد بن جبير أحب إلي من مرسلات عطاء، قلت: مرسلات مجاهد أحب إليك أو مرسلات طاوس؟ قال: ما أقربهما. قرئ علي العباس بن محمد: قيل ليحيى بن معين: يروي عن مجاهد أنه قال: خرج علينا علي رضي الله عنه، قال: ليس هذا بشيء، وقال أبو زرعة: مجاهد عن علي مرسل، قال أبي: ومجاهد أدرك عليا، ولا يذكر رؤية ولا سماعا.
وقال الحاكم أبو عبد الله: لم يسمع مجاهد من علي.
وقال الضياء بن عبد الواحد: مجاهد قد أدرك عليا، وقد اتفقت رواية أيوب ووهيب عنه: خرج علينا علي، والمثبت أولى من النافي؛ وذلك أن البخاري ومسلما لما ثبتت رواية مجاهد عن عائشة لم يلتفتا إلى قول من نفى سماعه منها.
وقال البزار: ولا يعلم مجاهد سمع من أبي ذر، وقال عبد الرحمن: ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عمرو بن علي، سمعت أبا داود يقول: كنا عند شعبة، فجاء الحسن بن دينار، فقال شعبة: يا أبا سعيد، هاهنا، فجلس، فقال: ثنا حميد بن هلال، عن مجاهد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول، فجعل شعبة يقول: مجاهد سمع عمر، فقام الحسن فذهب. سمعت أبا زرعة يقول: مجاهد عن(11/80)
ابن مسعود مرسل. سمعت أبي يقول: مجاهد لم يدرك سعدا، إنما يروي عن مصعب بن سعد عن سعد. سمعت أبي يقول: مجاهد عن أبي ذر مرسل، وعن معاوية مرسل، بينه وبين معاوية رجل، ليس بمتصل، قال أبي: ومجاهد لم يدرك كعب بن عجرة.
وقال ابن عبد البر: مجاهد لم يسمع من ابن مسعود.
وفي «تاريخ» البخاري: قال عبد الرزاق عن معمر: سمعت أيوب يقول لليث بن أبي سليم: انظر ما سمعت من هذين الرجلين فاشدد بهما يدك، يعني طاوس ومجاهدا، وقال محمد بن سعيد: ثنا عبد السلام بن حرب، عن خصيف قال: كان أعلمهم بالتفسير مجاهد.
وفي «أعيان الموالي بمصر» للكندي: مجاهد بن جبر مولى أخت غزوان أخت عتبة شهد فتح مصر، واختط دار صالح صاحب السوق التي في النخاسين، ولما وفد عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب في بعض وفاداته وقد استخلف على الجند بمصر زكريا بن جهم وعلى الخراج مجاهد بن جبر، فسأله عمر: من استخلفت؟ قال: مجاهد بن جبر، قال: مولى لبني غزوان؟ قال: نعم، إنه كاتب، فقال عمر: إن العلم ليرفع بصاحبه، وكان عبد الله بن سعد بن أبي السرح ولى مجاهد بن جبر القصص، وكان من ولده بالبلد قوم لهم شرف وذكر.
وفي «فتوح مصر» لابن عبد الحكم: هو جد معاذ بن موسى، وذكرناه للتمييز، فيكتب آخر ترجمة مجاهد على العادة.(11/81)
4426 - (م ع) مجاهد بن موسى بن فروخ الخوارزمي، أبو علي، نزيل بغداد.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» عن أبي يعلى عنه، والحاكم عن أبي علي الحافظ عن علي بن عبد الحميد الغضائري عنه، وأبو عوانة الإسفرائيني.
وقال ابن حبان في «الثقات»: كان عسر الحفظ، وهو الذي يقال له: الختلي، كان أصله من ختل خراسان.
وقال السراج: مات يوم الجمعة لتسع بقين من شهر ربيع الأول من سنة أربع وأربعين ومائة.
وقال ابن عساكر: ولد سنة ثمان وخمسين ومائة، وتوفي ببغداد.
وقال مسلمة بن القاسم وأبو علي الجياني: كان ثقة.
وفي «الزهرة»: روى عنه مسلم أربعة أحاديث، وقال أبو محمد بن الأخضر: سأل أحمد بن حنبل مسائل، وحكى المروذي قال: دخل مجاهد بن موسى على أبي عبد الله يعوده، فقال: أوصني، فأشار أبو عبد الله إلى لسانه، قال المروذي: وكان أبو عبد الله أصغر منه بست سنين.
وفي «معجم» أبي بكر الإسماعيلي: ثنا عنه المنيعي.
وقال السمعاني: كان عسرا في الحديث، توفي يوم الجمعة لسبع بقين من رمضان سنة أربع وأربعين.(11/82)
4427 - (ع) مجاهد بن وردان المدني.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وأما الحافظ أبو علي الطوسي في «أحكامه» فحسنه.(11/83)
من اسمه مجمع ومحارب ومحاضر ومحبوب ومحجن.
4428 - (د ت ق) مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع، ويقال: مجمع بن يزيد بن جارية الأوسي المدني، أخو عبد الرحمن بن يزيد، له صحبة، ويقال: إنهما اثنان.
قال الكلبي: زيد ويزيد ومجمع بنو جارية، وأما مجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية فهو مجمع الأصغر، ومجمع الأكبر هو مجمع بن يزيد بن جارية.
وفي كتاب «الصحابة» لابن حبان: مجمع بن جارية بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن يزيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف، ومجمع بن يزيد بن جارية له صحبة.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: يحيى بن يزيد بن جارية هو ابن مجمع بن يحيى الأصغر، وذلك أن بعضهم قال: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، وزيد بن جارية غير هؤلاء، وأمرهم مشكل جدا، وقد شرحت منه ما وجدته في كتب الأنساب وسمعته من أهل المعرفة، وجملته أن الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة؛ يزيد وزيد ابنا جارية، ومجمع بن زيد بن جارية، وذكر بعضهم أن جارية بن مجمع بن جارية لحق النبي صلى الله عليه وسلم وجمع القرآن، والله تعالى أعلم.
ومجمع بن يزيد بن جارية ذكر ابن أبي خيثمة عن مجمع بن جارية: هو أحد من حفظ القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط.
وقال ابن إسحاق: مجمع بن جارية بن العطاف كان غلاما حدثا قد(11/84)
جمع القرآن. وأبوه جارية ممن اتخذ مسجد الضرار، فكان مجمع يصلي بهم فيه، ثم إنه أضرب، ولما كان في زمن عمر كلم في مجمع ليصلي بهم، فقال: أوليس إمام المنافقين. فقال مجمع: والله ما علمت بشيء من أمرهم، فزعموا أن عمر تركه أن يصلي.
وقال محمد بن سعد: كان مجمع إمام مسجد بني عمرو بن عوف بعد سعد بن عبيد القارئ، صيره عمر بن الخطاب إمامهم، ومات مجمع بالمدينة في خلافة معاوية، وليس له عقب.
وفرق البغوي بين مجمع بن جارية الذي شهد الحديبية وبين مجمع بن يزيد الأنصاري المدني راوي حديث: «لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره»، وكذا فعله أبو عمر، زاد: وقد قيل: إن حديثه هذا مرسل، وقال في الأول: توفي في آخر خلافة معاوية، وكان جارية يعرف بحمار الدار.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في ترجمة مجمع بن يزيد: أفرده بعض المتأخرين ـ يعني ابن منده ـ عن الأول ـ يعني: مجمع بن جارية ـ وهما واحد، وكأنه تبع في ذلك البخاري، فإنه لم يذكر إلا مجمع بن يزيد أخا عبد الرحمن بن يزيد.
وقال البرقي: مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع، أبنا بنسبه ابن هشام عن ابن إسحاق، أمه امرأة من بني عبس اسمها أميمة بنت الجنيد، وكان مجمع قارئا للقرآن، ذكر أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق، عن أصحاب عبد الله بن مسعود، عن عبد الله أنه أخذ نصف القرآن العظيم من مجمع.
وذكره ابن المنذر في الطبقة الثالثة من الصحابة.(11/85)
4429 - (م س) مجمع بن يحيى بن زيد، ويقال: يزيد بن جارية، الأنصاري الكوفي.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والدارمي، وابن الجارود، وقد تقدم كلام الكلبي فيه.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة قال: أصله مدني نزل الكوفة، وله أحاديث.
4430 - (د س) مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد بن جارية، أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن، مدني قبائي.
ذكره ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل المدينة، وقال: ولد عبد الرحمن وأم إسحاق، ومات بالمدينة سنة ستين ومائة في أول خلافة المهدي، وكان ثقة قليل الحديث.
وكذا ذكر وفاته خليفة بن خياط لما ذكره في الطبقة السابعة، وكذا ذكر وفاته ابن قانع وغيره، فاستبعاد المزي وفاته في هذه السنة، قال: لأن قتيبة رحل بعد سنة سبعين ومائة ليس بشيء؛ لأن قتيبة على هذا تكون روايته عنه مرسلة أو كتابة كتب إليه إذا لم يقل: حدثني مجمع، وعلى تقدير(11/86)
قوله: حدثني، يكون من مذهبه أن يقول في الإجازة أو الكتابة: حدثني، وهو قول قد قيل عن جماعة من القدماء، والله أعلم، وإن كان المزي عنده شيء غير رحلة قتيبة، فكان ينبغي أن يذكره، وأما ما أبداه فليس بشيء، اللهم إلا لو قال: لم يكتب إليه ولا أجازه ولا أذن له في الرواية عنه على ضروبها قبل رحلته، لكان توهيم من قال في وفاته سائغا، على أنه لا يلزم، إذ المثبت مقدم على النافي، والله تعالى أعلم.
4431 - (ع) محارب بن دثار بن كردوس، أبو دثار السدوسي، وقيل: إنه ذهلي، ويقال: أبو مطرف، ويقال: أبو النضر، ويقال: أبو كردوس، قاضي الكوفة.
كذا ذكره المزي، وكأنه لم يعلم أن السدوسي والذهلي واحد؛ فإن سدوس بن شيبان هو ابن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن سعد وأبو حاتم ـ يعني الرازي ـ: مات في ولاية خالد، وقال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومائة، نظر في مواضع:
الأول: ابن حبان ذكر وفاته، فكان ينبغي له أن يذكرها إن كان رآها، قال ابن حبان: كان من أفرس الناس، ومات بالكوفة في ولاية خالد على العراق سنة ثمان ومائة، وكان طويل اللحية.
الثاني: ابن سعد لما ذكره في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة قال: روى عنه ابنه، قال: لما وليت القضاء بكيت وبكى عيالي، فلما عزلت بكيت وبكى عيالي، قال محمد بن سعد: وله أحاديث، ولا يحتجون به، وكان من المرجئة الأول الذي كانوا يرجئون عليا وعثمان ولا يشهدون بإيمان ولا كفر.(11/87)
الثالث: نظرت في عدة نسخ من كتاب «الوفيات» لابن قانع فلم أره ذكره فيها، والله تعالى أعلم، والذي رأيته ذكر وفاته في سنة ست عشرة، القراب.
ولما ذكره ابن عدي في الطبقة الثالثة قال: توفي في ولاية خالد، وكان فاضلا. وكذا ذكر وفاته خليفة لما ذكره في الطبقة الرابع، والمنتجالي في «تاريخه».
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وكان على القضاء بالكوفة، فبعث إلى الحكم وحماد فأجلسهما معه، فكان إذا أشكل عليه الشيء سألهما عنه.
وقال المرزباني: قضى على الكوفة لعمر بن عبد العزيز، ولما مات رثاه في أبيات منها:
سلام الله والصلوات منه على ... عمر ويرحمن ويغمدنا
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وفي «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة، وكذا قال يعقوب في «تاريخه».
وذكر التاريخي عن سعيد بن سماك بن حرب، عن أبيه: كان أهل الجاهلية يسودون الرجل إذا اجتمعت فيه خلال؛ الموضع في قومه، والسماحة، والشجاعة، والصدق، والعفاف، ولا يصلحن في الإسلام إلا بالتقوى، ولا(11/88)
أعلمهن إلا وقد اجتمعن في محارب بن دثار.
4432 - (خت م د س) محاضر بن المورع الهمداني اليامي، ويقال: السلولي، ويقال: السكوني، أبو المورع الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن سعد: مات سنة ست ومائتين، كذا قاله المزي، وفيه نظر من وجهين:
الأول: ابن حبان لما ذكره في الكتاب المشار إليه ذكر وفاته، فلو نقلها المزي من أصل لرأى وفاته ثابتة عنده، وهي قوله: مات بعد المائتين.
الثاني: ابن سعد لما ذكره في الطبقة السابعة من أهل الكوفة قال: محاضر بن المورع الهمداني من أنفسهم، كان يسكن جبانة كندة، وكان ثقة صدوقا، ممتنعا بالحديث، ثم حدث بعد ذلك، وتوفي بالكوفة في شوال سنة ست ومائتين في خلافة المأمون، فلو كان المزي نقل من أصل لما أغفل ما ذكرناه لشدة احتياجه إليه، ولكنه يشبه أن يكون قلد الكلاباذي في ذلك، والله تعالى أعلم، والعجب من المزي، ينقل كلام أبي حاتم الرازي ولم يذكر وفاته من عنده، وهو قد ذكره في سنة ست ومائتين، فكان ينبغي له على عادته أن يعدد ذاكري وفاته إذا ظفر بهم أو رآهم.
ورأيت بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي: نظر الأعمش إلى محاضر بن المورع وأبي بدر شجاع بن الوليد فقال:(11/89)
من يقادر ويتقاد بشجاع أو محاضر.
وقال ابن قانع: كوفي ثقة.
وقال مسلمة: ثقة مشهور، وكان يقول بتحليل النبيذ.
4433 - (د س) محبوب بن موسى، أبو صالح الأنطاكي الفراء.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» عن أبي الحسن عن عثمان بن سعيد الدارمي.
وقال أبو حاتم الرازي: كان سير أبي إسحاق الفزاري عند ثلاثة أنفس؛ معاوية بن عمرو، ومحبوب بن موسى، ومسيب بن واضح.
وقال مسلمة بن قاسم: كان مولى لبني ربيعة، توفي سنة إحدى وثلاثين وهو ابن تسع وسبعين سنة، حدث قاسم بن أصبغ عن عبيد بن عبد الواحد بن شريك البغدادي عنه عن أبي إسحاق الفزاري «بالسير»، وذكره ابن أبي عاصم سنة ثلاثين وفي سنة تسع وعشرين ومائتين.
4434 - (بخ ت) محبوب بن محرز التميمي القواريري العطار، أبو محرز الكوفي.
قال الدارقطني: ضعيف.
4435 - (بخ د س) محجن بن الأذرع الأسلمي.
قال البغوي: سكن البصرة، ومات بالمدينة، سمعت هارون بن عبد الله يقول: مات محجن بن الأذرع في خلافة معاوية، وكذا ذكره أبو عروبة(11/90)
في الطبقة الثانية.
وقال أبو أحمد العسكري: وبعضهم يثبته في بني سليم، ويزعم أنه من رهط عتبة بن غزوان، وأنه اختط المسجد الجامع بالبصرة عن أمر عتبة.
وفي «أخبار البصرة» لعمر بن شبة: وقد قيل: اختطه نافع بن أيوب بن خلدة الثقفي، وقيل: الأسود بن سريع.
وقال أبو الحسن المديني: لا أشك أن محجن البهزي هو الذي اختطه.
وروى ابن إسحاق، عن سفيان بن فروة الأسلمي، عن أشياخ قومه من الصحابة قالوا: مر بنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتناضل، نفر من أسلم وفينا محجن بن الأذرع الأسلمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا».
والخلاف في هذا وفي محجن بن الأذرع، الذي اختط مسجد البصرة، فأما محجن الديلي فهو غير هذين.
وذكره ابن سعد في طبقة الخندقيين، وذكره خليفة بن خياط في المضريين الذين لا يحفظ نسبهم، وقال: غزا مع عتبة بن غزوان وله بالبصرة دار.
وقال الزهري: أخبرني السلمي.
4436 - (س) محجن بن أبي محجن الديلي، والد بسر.
روى عنه شهر بن حوشب فيما ذكره ابن قانع.
4437 - (ق) محدوج الذهلي.
روى عن جسرة بنت دجاجة، روى عنه أبو الخطاب الهجري، لم يزد المزي شيئا إلا حديثا قال: إنه وقع له بعلو، انتهى.(11/91)
قال أبو موسى المديني لما ذكره في «جملة الصحابة»، قال: قال فيه أبو نعيم: محدوج بن زيد مختلف في صحبته، وذكر عنه حديثا من رواية عطية عنه.
وفي «تاريخ» البخاري: الهذلي.(11/92)
من اسمه محرر ومحرز ومحصن ومحفوظ
4438 - (ت) محرر بن هارون بن عبد الله بن محرر بن الهدير التيمي المدني، أخو هارون بن هارون.
قال أبو الحسن الدارقطني: ضعيف.
وفي «تاريخ» الحاكم: ثنا أبو يحيى الكرابسي، أبنا أبو عبد الله محمد بن نصر، ثنا محمد بن يحيى بن عمرو الجرشي، ثنا ابن المبارك، عن سفيان، عن محرر بن هارون، عن يزيد الرقاشي، عن أنس يرفعه: «إن الله تعالى ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة سوء». قال محمد بن نصر: فسألت محمد بن يحيى عن محرر هذا، فقال: بصري ليس به بأس.
وقال الساجي: منكر الحديث، وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
4439 - (س ق) محرر بن أبي هريرة الدوسي المدني.
ذكره ابن سعد في الثانية من أهل المدينة، وقال: توفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز، كذا ذكره المزي، والذي في الطبقة المذكورة من كتاب ابن سعد: توفي آخر خلافة عمر بن عبد العزيز.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة الثانية: توفي سنة مائة أو إحدى ومائة.(11/93)
وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ الغرباء»: محرر بن بلال بن أبي هريرة من أهل فلسطين، قال عافية بن أيوب: لقيت المحرر بن بلال بن أبي هريرة بابنا سنة ست وأربعين ومائة، وأخبرني عن أبي هريرة، قال أبو سعيد: ولم نعلم صحة دخوله مصر، روى عنه عبد الملك بن أبي العوام.
وقال ابن يونس في موضع آخر: محرر بن أبي هريرة، وكان قدم مصر من الشام، وولي الهدى دار كانت بين مصر والشام، وكان يكون بالشام ومصر، روى عنه عبد الملك بن أبي العوام، وخرج ابن حبان والحاكم حديثه في «صحيحيهما».
4440 - (ق) محرز بن سلمة بن يزداد المكي، عرف بالعدني.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» مصححا له، عن محمد بن أحمد بن بطة عن عبد الله بن محمد بن زكريا عنه.
4441 - محرز بن عبد الله، أبو رجاء الجزري، مولى هشام بن عبد الملك.
قال أبو داود سليمان بن الأشعث فيما حكاه عنه الآجري: ثقة.
4442 - (م) محرز بن عون بن أبي عون، عبد الملك الهلالي، أبو الفضل البغدادي، أخو عبد الله الخراز.
قال أبو محمد ابن الأخضر: كان ثقة لا بأس به.
وقال ابن قانع: بغدادي ثقة.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه مسلم حديثين.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان.
وقال ابن عساكر: مات يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من رجب سنة إحدى وثلاثين.(11/94)
وفي قول المزي عن هارون: مات يوم الثلاثاء لثلاث بقين من رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وقال البغوي: مات في رجب لثلاث بقين منه سنة إحدى وثلاثين، نظر، لا أدري أيش معناه! كلاهما ذكرا شيئا واحدا، لم يزد أحدهما على الآخر في أمر الوفاة شيئا، فكان ينبغي له على عادته أن يقول: قال فلان وفلان: مات في كذا وكذا، والله تعالى أعلم.
وقال ابن سعد: حدث، وكتب عنه الناس كثيرا، وكان ثقة ثبتا.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4443 - (د ت س) محرش الكعبي الخزاعي، ويقال بالخاء المعجمة.
قال ابن عبد البر عن المدائني: زعموا أن مخرشا الصواب، يعني بالخاء المعجمة.
وقال البغوي: محرش، ويقال: محرش، ويقال: مخرش.
وقال ابن قانع والبرقي: هو محرش بن سويد بن عبد الله بن مرة بن جعونة بن عبيد بن خسر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة.
ولما ذكره أبو عروبة في الطبقة الثانية قال: أبو محمد الزهري، محرش أو محرش.
4444 - (د س) محصن بن علي الفهري المدني.
خرج الحاكم حديثه مصححا له.(11/95)
وقال البخاري: هو مولى بني ليث.
وقال ابن القطان: لا يعرف إلا به، يعني حديث: «من خرج فوجد الناس قد صلوا»، وهو مجهول.
4445 - (د عس ق) محفوظ بن علقمة الحضرمي، أبو جنادة الحمصي، أخو نصر.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك الدارمي وابن حبان(11/96)
من اسمه محل ومحمود ومحيصة
4446 - (خ د س ق) محل بن خليفة، طائي كوفي.
قال أبو عمر ابن عبد البر: لا يقوم بحديثه حجة، ضعيف.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
4447 - (بخ) محل بن محرز الضبي، الكوفي الأعور.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة: يكنى أبا يحيى، وكان مكفوفا، وكان ضعيفا في الحديث، وابن خياط في السابعة.(11/97)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
4448 - محمود بن آدم، أبو أحمد، ويقال: أبو عبد الرحمن المروزي.
روى عنه البخاري فيما ذكره أبو أحمد ابن عدي وحده، كذا ذكره المزي مقلدا صاحب «الكمال» أو «النبل» وكأنه رحمه الله تعالى لم ير كتاب أبي عبد الله بن محمد بن إسحاق ابن مندة، فإنه ذكره في أسماء رجال البخاري، وكذا صاحب «الزهرة».
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» فقال: ثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني عنه.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
4449 - (د س ق) محمود بن خالد بن أبي خالد، يزيد السلمي، أبو علي الدمشقي.
قال المزي: كان فيه - يعني «الكمال» - محمد بن المعلى، وهو خطأ، والصواب: محمد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي. انتهى، الذي رأيت في كتاب «الكمال» بخط الحافظ أحمد المقدسي وغيره من القدماء: محمد بن المعافى على الصواب. والله تعالى أعلم.
وقال مسلمة بن قاسم في «الصلة»: روى عنه ابن وضاح، لقيه بدمشق، وقال: كان غاية في الفضل، كان النظر إليه عبادة.
وعند أبي علي الجياني: محمود بن خالد بن أبي خالد، يزيد السلمي، ثم قال: محمود بن خالد، أبو علي الدمشقي، كذا فرق بينهما، وقال ابن وضاح يعني في الدمشقي لما روى عنه: وصف بالفضل والعبادة.(11/98)
4450 - (ت عس ق) محمود بن خداش الطالقاني، أبو محمد، نزيل بغداد.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته في سنة خمسين ومائتين من عند غيره، وابن حبان قد قام بهذه الوظيفة، فكان ينبغي له أن يذكرها من عنده إن رأها كعادته في تعداد مؤرخي الوفيات، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو علي الطوسي.
وذكر أبو القاسم البغوي في كتاب «الوفيات» تأليفه: إنه توفي في شعبان سنة ستين ومائتين، قال الخطيب: هذا خطأ، والصحيح خمسين.
وفي «تاريخ» البخاري: مات في شعبان سنة خمسين ومائتين.
وفي «تاريخ» ابن قانع: ببغداد.
وذكر أحمد بن محمد بن محرز أنه سأل يحيى بن معين عن حديث محمود بن خداش، عن الخفاف، عن التيمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي في «الصلاة الوسطى» فقال: ليس بشيء، أخطأ فيه محمود، ثناه الخفاف، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفا.
وقال الحافظ أبو عبد الله الحاكم في «تاريخ نيسابور» وبعده أبو محمد بن الأخضر: روى عنه البخاري ومسلم في «الصحيحين».
وقال مسلمة: ثقة، أبنا عنه ابن المحاملي.
4451 - (ع) محمود بن الربيع الأنصاري الخزرجي، أبو نعيم، ويقال: أبو محمد المدني.
قال ابن حبان في «معرفة الصحابة»: مات سنة تسع وتسعين وهو ابن(11/99)
أربع وتسعين سنة، وأكثر ما روى ما سمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال المزي: قال الواقدي وابن المنذر: مات سنة تسع وتسعين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. انتهى، الذي رأيت في الطبقة الخامسة من كتاب «الطبقات» عن الواقدي: مات سنة تسع وتسعين، لم يذكر مدة عمره، وكذا ذكره عنه محمد بن جرير الطبري في «المذيل»، وهو معرفة الصحابة، وإن كان الذي ذكره لا أستبعده أيضا فينظر، وأما ابن المنذر فذكر ذلك.
وزعم يحيى بن بكير أنه توفي سنة تسع وسبعين، وسنة ثلاث وسبعون، كذا ضبطه عنه جماعة وكأنه تصحيف من الناسخ.
وفي «الاستيعاب»: توفي سنة ست وتسعين.
وقال البزار في كتاب «السنن»: ومحمود بن الربيع قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن أبي خيثمة: نزل الشام.
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم: محمود بن الربيع، ويقال: ابن ربيعة الخزرجي، قال أبي: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وليس له صحبة، له رؤية.
وقال ابن سعد: أمه جميلة بنت أبي صعصعة بن زيد النجارية، وولد إبراهيم ومحمدا، وذكره في موضع آخر من الطبقة السابعة ممن حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصغار.
وقال العجلي: ثقة، من كبار التابعين.(11/100)
4452 - (خ م ت س ق) محمود بن غيلان، أبو أحمد العدوي مولاهم، مروزي نزل بغداد.
قال البغوي والبخاري والنسائي وابن قانع: مات سنة تسع وثلاثين ومائتين، زاد البخاري والنسائي: في شهر رمضان، كذا ذكره المزي وهو غير جيد؛ لأن النسائي لم يقله إلا نقلا عن البخاري، فهما إذا قول واحد، بيانه قول النسائي في كتاب «الكنى» تأليفه: أبو أحمد محمود بن غيلان، مروزي ثقة، أبنا عبد الله بن أحمد، عن محمد بن إسماعيل قال: مات محمود بن غيلان أبو أحمد المروزي في رمضان سنة تسع وثلاثين ومائتين
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال السراج: رأيت ابن راهوية واقفا ومحمود يحدثنا، ثم ذكر وفاته من عند غيرهما، نظر؛ لأن السراج قال: توفي في شهر رمضان أو شوال سنة تسع وثلاثين، وقال ابن حبان: توفي سنة خمسين ومائتين. انتهى.
يرجح هذا قول صاحب «تاريخ المراوزة»: توفي سنة تسع وأربعين في ذي القعدة، ويزيده وضوحا قول الحاكم في «تاريخ نيسابور»: قرأت بخط أبي عمرو المستملي: ثنا محمود بن غيلان المروزي في ميدان الحسين، قبل خروجه إلى العراق سنة ست وأربعين ومائتين، فذكر حديثا، قال الحاكم: روى عنه سائر مشايخنا
وقال مسلمة بن قاسم: مروزي ثقة، والله تعالى أعلم.(11/101)
4453 - (بخ م 4) محمود بن لبيد بن عقبة الأشهلي الأنصاري، أبو نعيم المدني.
قال المزي: لا تصح له رؤية ولا سماع، كأنه لم ير قول البخاري: قال أبو نعيم، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد: «أسرع النبي صلى الله عليه وسلم حتى تقطعت نعالنا يوم مات سعد بن معاذ».
وذكره أحمد بن حنبل في «مسنده» في جملة الصحابة، وكذلك العسكري والبغوي، وذكرا وفاته سنة ست وسبعين.
وأبو عمر ابن عبد البر قال: روى: «إن الشمس كسفت، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وخرجنا حتى أمنا في المسجد فأطال القيام» الحديث. قال أبو عمر: وقول البخاري أولى - يعني يعني كون ذكره في الصحابة - وقد ذكرنا من الأحاديث ما يشهد له، وهو أولى بأن يذكر في الصحابة من محمود بن الربيع؛ فإنه أسن منه، وذكره مسلم في التابعين في الطبقة الثانية منهم، فلم يصنع شيئا، ولا علم منه ما علم غيره، وكان محمود بن لبيد أحد العلماء.
وأبو حاتم ابن حبان في كتاب «الصحابة» زاد: له صحبة، ومات سنة ثلاث وتسعين.
والترمذي وذكره في كتاب «الصحابة»، وقال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام صغير.
وأبو نعيم الأصبهاني، وابن مندة، والباوردي، وابن زبر، وابن أبي(11/102)
خيثمة، وأبو يعلى الموصلي، ويعقوب بن شيبة، وأبو القاسم ابن عساكر وقال: له رؤية.
وزعم أبو محمد ابن حزم أنه محمود بن الربيع بن لبيد، وكأنه غير جيد، والله تعالى أعلم، ولعله من النسخة، وقال في كتاب «الطلاق»: حديثه مرسل.
وقال الفسوي: ثقة.
4454 - (د) محمود بن الوليد.
روي أبو داود في الفتن من " سننه "، عن عبد الرحمن بن عمرو، وعن ابن المبارك، عن صدقة بن خالد أو غيره: ويقال: محمود بن الوليد عن خالد بن دهقان، قال: سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: " اعتبط بقتله " هكذا وقع في رواية ابن العبد عن أبي داود، ولم نجده في رواية غيره ولا وقفنا عليه في شيء من التواريخ التي عندنا، كذا ذكره المزي، ومن خط المهندس وضبطه، وهو غير منتظم المعنى.
والذي رأيت في رواية ابن العبد: قال هاني بن كلثوم: سمعت محمود بن الربيع يحدث عن عبادة، سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل مؤمنا فاعتبط بقتله " الحديث، وقال لنا خالد: ثم ثنا ابن أبي زكريا، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال يرفعه: " لا يزال المؤمن معتقا صالحا ما لم يصب دما حراما "، وحدث هاني بن كلثوم، عن عمرو بن الوليد، عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله سواء، ويقال: محمود بن الوليد موضع عمرو بن الوليد. وثنا عبد الرحمن بن عروة، عن محمد بن المبارك، أبنا صدقة بن خالد أو غيره، قال: قال خالد بن دهقان: سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: اعتبط بقتله، وكذا هو أيضا في رواية اللؤلؤي، والله تعالى أعلم.(11/103)
4455 - (4) محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة، أبو سعد الخزرجي المزني، أخو حويصة.
قال ابن عبد البر: على يده أسلم حويصة أخوه، وكان حويصة أكبر، وكان محيصة أنجب وأفضل، ولما قتل محيصة ابن سفينة اليهودي كان حويصة لم يسلم لام أخاه، فقال له محيصة: أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لفعلت، قال: آلله لو أمرك بقتلي لقتلتني؟ قال: نعم، قال: والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب، فأسلم، فقال في ذلك محيصة:
يلوم ابن أمي لو أمرت بقتله ... لطبقت ذفراه بأبيض قاضب
حسام كلون الملح أخلص صقله ... متى أصوبه فليس بكاذب
وما سرني أني قتلتك طائعا ... وأن لنا ما بين بصرى ومأرب
وقال ابن سعد: أمه إدام بنت الجموح بن زيد بن حرام، من بني سلمة، فولد مكنفا وثعلبة وعبد الرحمن وحراما ودحية والربيع وشعيبا. قال ابن سعد: وكان من السفراء بخيبر، وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم محيصة بخيبر ثلاثين وسقا، وله عقب.(11/104)
من اسمه مخارق ومختار
ومخرمة ومخلد
4456 - (خ قد ت س) مخارق بن خليفة، ويقال: ابن عبد الله بن جابر، ويقال: ابن عبد الرحمن بن جابر الأحمسي، أبو سعيد الكوفي.
قال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة.
4457 - مخارق بن سليم الشيباني، والد قابوس وعبد الله ابني مخارق، له صحبة، وكنيته: أبو قابوس فيما ذكره النسائي.
وروى عن علي وعمار، وعنه ابناه، كذا قاله المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: وما أدري لم خصص النسائي بالذكر دون غيره، حتى يتوهم الناظر في كتابه تفرده بذلك، وليس جيدا، قال البخاري: مخارق أبو قابوس، روى عنه ابنه قابوس، وهو ابن سليم، قاله ابن طهمان، ثم قال: مخارق بن سليم الشيباني، يعد في الكوفيين، سمع عمارا يوم الجمل يقول فذكر حديثا، قال صدقة عن عقبة بن المغيرة: حدثني إسحاق بن أبي إسحاق الشيباني، عن أبيه، عن المخارق، وتبعه على تكنيته بذلك مسلم والحاكم في آخرين.
الثاني: جمعه بينهما، والبخاري كما ترى فرق بينهما.
الثالث: شهادته له بالصحبة، وهذا البخاري لم يثبتها، وكذلك ابن حبان بذكره إياه في «ثقات التابعين» ووصفه بالرواية عن علي وعمار، ورواية عبد الله بن مخارق عنه، وكذا الذين ذكروا كنيته لم يذكروه إلا في التابعين.(11/105)
وأما أبو عمر فقال في «الأفراد»: مخارق بن عبد الله والد عبد الله، يعد في الكوفيين، وفيه اختلاف؛ لأن من أهل الحديث طائفة يروون حديثه عن قابوس بن مخارق، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن أم الفضل جاءت بالحسين "، ومنهم من يروي هذا الخبر عن قابوس عن أم الفضل لا يذكر فيه مخارقا، ورواه عن قابوس سماك، واختلف فيه على سماك اختلافا كثيرا لا يثبت معه، وله أحاديث بهذا الإسناد مضطربة.
وفي كتاب العسكري: مخارق بن عبد الله الشيباني، لم يرو عنه غير ابنه قابوس، قال في فصل «من لا ينسب»: مخارق بن سليم له صحبة، روى عنه ابنه قابوس.
وقال البغوي: مخارق أبو قابوس، لم يذكر له أبا، سكن الكوفة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا، ولم أر أحدا شهد له بالصحبة ولا ذكر الذي ذكره المزي، فينظر، والله تعالى أعلم.
4458 - (م د ت س) مختار بن فلفل المخزومي مولاهم، الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، والذي في كتاب «الثقات»: يخطئ كثيرا، انتهى. من يقال فيه هذه اللفظة، لا يجوز الإغضاء عنها، ولابد من بيانها.
وقال البزار: صالح الحديث، وقد احتملوا حديثه.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني وأبو عبد الله النيسابوري وأبو محمد الدارمي.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.(11/106)
4459 - (ت) مختار بن نافع التيمي، ويقال: العكلي، أبو إسحاق التمار، الكوفي.
قال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة، وذكره أبو العرب وأبو بشر الدولابي والعقيلي والبلخي ويعقوب بن سفيان وابن الجارود، والمنتجالي في «جملة الضعفاء».
وقال ابن عبد البر في «الاستغناء»: ضعيف الحديث.
وقال الساجي: منكر الحديث.
وصحح الحاكم سند حديثه في «المستدرك».
وفي قول المزي: التيمي، ويقال: العكلي، معتقدا المغايرة بين النسبتين، نظر؛ لما قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى: ثور وعدي وعكل ومزينة وتيم بنو عبد مناة بن أد، يقال لهم: تيم الرباب، لأنهم تريبوا، أي: تحالفوا على بني سعد بن زيد مناة، وتبعه على هذا غير واحد من النسابين، فعلى هذا التيمي والعكلي واحد، والله تعالى أعلم.
4460 - (بخ م د س) مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج المخزومي مولاهم، أبو المسور المدني.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وأغفل منه - إن كان نقله من أصل -: يحتج بروايته من غير روايته عن أبيه، لأنه لم يسمع من أبيه ما روى عنه، قال أحمد بن حنبل عن حماد بن خالد الخياط قال: أخرج إلي مخرمة كتابا، فقال: هذه كتب أبي، لم أسمع من أبي شيئا.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة قال: مولى المسور بن(11/107)
مخرمة الزهري، وكان ثقة كثير الحديث، وتوفي في أول خلافة المهدي بالمدينة.
وذكر خليفة بن خياط وفاته وولاءه في الطبقة السابعة كذلك.
وذكرها ابن قانع في سنة ثمان وخمسين ومائة، وكذلك القراب.
وأما ابن مردويه في كتابه «أولاد المحدثين» فذكرها في سنة تسع.
وأما ما ذكره المزي من أن ابن حبان ذكر وفاته سنة تسع وخمسين في آخر خلافة المهدي، ففيه نظر في موضعين:
الأول: رأيت نسخة من كتاب ابن حبان جيدة، فيها أول خلافة المهدي، وهذا هو اللائق بحفظ ابن حبان.
الثاني: على تقدير أن يكون المزي وجدها كذلك في نسخة مصحفة، أما كان حفظه وعلمه يرشده إلى أن هذا من غلط الناسخ، وأن المنصور توفي إجماعا في شهر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة؟ فكيف يتصور أن يكون في آخر خلافة المهدي القائم في الخلافة أكثر من عشر سنين سنة تسع وخمسين؟! والله تعالى أعلم.
وفي «الجرح التعديل» عن الدارقطني: حدثني الوزير أبو الفضل، عن محمد بن موسى، عن النسائي قال: الذي في «الموطأ» أنه عن القاسم وسالم وابن شهاب، يشبه أحاديث مخرمة بن بكير، والذي يقول في كتابه: الثقة عن بكير يشبه أن يكون عمرو بن الحارث، والله أعلم. ولو كان مخرمة ضعيفا لم يرضه مالك أن يأخذ عنه شيئا.(11/108)
وقال يحيى بن معين فيما رواه عباس: حديثه عن أبيه كتاب، وهو ضعيف، وفي رواية: ليس بشيء.
وقال الساجي: صدوق وكان يدلس، وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو القاسم البلخي، وأبو العرب في النسخة الكبرى من كتاب "الضعفاء".
وفي قول المزي: كان فيه -يعني "الكمال"-: عرض عليه ربيعة سبعة أشياء وهو غير جيد، والصواب: عرض عليه ربيعة أشياء، وسبعة زيادة لا معنى له، وفيه نظر؛ لأن الذي رأيت في كتاب "الكمال" بخط أحمد المقدسي الحافظ: عرض عليه أشياء لم يذكر سبعة، واللّه أعلم.
وقال يعقوب بن سفيان: مخرمة بن بكير يحسن الثناء عليه.
وعند البيهقي في كتاب "المعرفة": عرض عليه ربيعة أشياء من رأي سليمان بن يسار، واعتمده مالك فيما أرسل في "الموطأ" عن أبيه بكير وإنما أخذه عن مخرمة قال: ويحتمل أن يكون مراد من حكى عنه من إنكاره سماع البعض دون الكل.
4461 - (ع) مخرمة بن سُليمان الأسدي الوالبي المدني.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وقال: كان قليل الحديث.
4462 - (س) مخلد بن الحسن بن أبي زُميل أبو محمد الحراني، ويقال: أبو أحمد نزيل بغداد.
قال مسلمة في الصلة: كان ثقة.(11/109)
وخرج ابن حبان حديثه في "صحيحه" عن أبي يعلى عنه.
4463 - مخلد بن الحُسين الأزدي المهلبي أبو محمد البصري نزيل المصيصة.
قال ابن سعد لما ذكره في أهل الثغور: وكان راوية عن هشام بن حسان وكان ثقة فاضلاً مات بالمصيصة سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون، وكذا ذكر وفاته ابن حبان في الثقات الذين زعم المزي أنه ذكره فيهم وذكر وفاته من عند غيره ولو رآها عنده لضمها إلى من ذكرها من عنده كعادته، واللّه تعالى أعلم. قال ابن حبان أيضًا: كان من العباد الخُشن من لا يأكل إلا الحلال المحض، [ق 81/ 1] وخرج حديثه في "صحيحه"، وكذا أبو عوانة الإسفرائيني.
وزعم المزي أن غيره -يعني غير ابن أبي عاصم- قال: توفي سنة ست وتسعين ومائة يُريد بذلك صاحب "الكمال" فإنه ذكر هذه السنة ولم يعزها ورأها المزي غير معزوة فأنف من أن ينقلها عن صاحب "الكمال" فذكرها مرسلة ولو كانت معزوة في "الكمال" لذكر من عزاها إليه وألغى ذكره كعادته في مثل هذا، وما علم أن البخاري الذي هو لا ينظر في شيء من "تواريخه" قال في "تاريخه الكبير": مولى المهالبة، يقال: أصله بصري مات سنة ست وتسعين ومائة، وكذا ذكر وفاته في "الأوسط".(11/110)
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: ثنا محمد بن محمد، ثنا جعفر بن عبد الواحد، عن محمد بن عيسى، عن ابن المبارك أنه قال: لو لم يؤت مخلد ابن حسين إلا ليتعلم منه الأدب، لكان ينبغي أن يؤتى.
وزعم أن ابن عساكر وهم في قوله: روى عنه مسلم في الحكايات، وليس ابن عساكر بأبي عزرة هذا القول، قد قاله قبله أبو الحسن الدارقطني، وابن عساكر تبعه، وكفى بالدارقطني قدوة وسلفا، والله تعالى أعلم.
4464 - (م د) مخلد بن خالد بن يزيد الشعيري، أبو محمد العسقلاني، نزيل طرسوس.
قال أبو علي الجياني: كان نيسابوريا.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه - يعني مسلم بن الحجاج - حديثين، وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو محمد الدارمي.
4465 - مخلد بن خفاف بن أيماء بن رخصة الغفاري، أخو الحارث.
روى عن عروة، وعنه ابن أبي ذئب وحده، قاله أبو حاتم، وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، انتهى كلام المزي. وفيه نظر في موضعين:
الأول: ابن حبان ليس عنده في طبقة أتباع التابعين من اسمه مخلد، وفي التابعين عنده رجل واحد سماه مخلدا الغفاري، يروي عن عمر بن الخطاب، روى عنه الحسن بن محمد، فإن كان المزي أراد هذا فكان يلزمه أن يذكر(11/111)
في أشياخه عمر، وفي الآخذين عنه الحسن، ويسلم بذلك من تفرد ابن أبي ذئب عنه، وإن كان أراد غيره فليس موجودا في كتاب «الثقات»، وهذا الشخص بعينه ذكره البخاري بما ذكره به ابن حبان من الرواية عن عمر ورواية الحسن عنه، وليس عنده غفاري غيره، زاد: قاله ابن عيينة، عن عمرو - يعني ابن دينار - عن الحسن، قال عمرو: وقد رأيت مخلدا.
وفي كتاب العقيلي عنه: فيه نظر.
الثاني: خفاف، أبوه مات في زمن عمر، فكيف يتصور أنه لم يسمع من الصحابة، ويتجه على هذا قول من قال: مات في أول أيام عمر بن الخطاب.
وقال ابن عبد البر عن البخاري: له صحبة، وقال أبو حاتم: لا صحبة له.
وذكره في الصحابة أيضا أبو نعيم، وأبو موسى زاد: أورده ابن أبي عاصم في الصحابة.
وقال أبو أحمد العسكري في كتاب «الصحابة»: مخلد الغفاري، ويقال: مخلد، والصحيح: مخلد، وذكره غير واحد في الصحابة من غير أن يسمي أباه.
ولما ذكر أبو حاتم حديث «الخراج بالضمان» قال: أنا أقول به؛ لأنه أصلح من أراء الرجال.(11/112)
وخرجه ابن حبان في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، والطوسي، وابن القطان، والترمذي.
وقال البخاري فيما ذكره الترمذي في «العلل الكبير»: حديثه منكر.
وقال ابن حزم: فاسد.
وقال المنتجيلي: ثقة.
4466 - مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، أبو الضحاك البصري، والد أبي عاصم.
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، كذا ذكره المزي، ولم أجده في نسختي من كتاب العقيلي، فينظر، وأعرف هذا القول بعينه عند الساجي، والله تعالى أعلم.
4467 - (خ) مخلد بن مالك بن جابر، أبو جعفر الجمال الرازي، نزيل نيسابور.
وقال المزي ردا على الحاكم: روى عنه البخاري ومسلم في «الصحيح».
لم نجد لمسلم عنه رواية في الصحيح، ولا ذكره المصنفون في رجاله، انتهى.
قال صاحب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث، ومسلم حديثين، وذكره فيهم أيضا الحافظ أبو إسحاق الحبال وأبو إسحاق الصيريفيني.
4468 - (عس) مخلد بن مالك بن شيبان القرشي، وقيل: السكسكي، أبو محمد الحراني السلمسيني.
قال ابن حبان: مولى قريش، مات بحران في جمادى الأولى، كذا رأيته في(11/113)
بعض نسخ كتابه، والذي في كتاب أبي عروبة وغيره: جمادى الآخرة، فينظر، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم النيسابوري عن محمد بن علي الفقيه الشاشي، عن أبي عروبة الحراني، وعن أحمد بن سلمان النجاد، عن محمد بن إسماعيل الترمذي، كلاهما عنه.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: ويقال في نسبه أيضا: الدشتكي.
4469 - (خ م د س ق) مخلد بن يزيد القرشي، أبو يحيى، ويقال: أبو خداش، ويقال: أبو الجيش، ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو خالد الحراني.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال أبو عروبة الحراني في الطبقة الرابعة: سمعت محمد بن الحارث يقول: كان أبيض الرأس واللحية.
وقال الساجي: كان يهم، وقدم أحمد بن حنبل عليه مسكين بن بكير.
قال ابن سعد: ثنا عباد بن عمر الواشحي، ثنا مخلد بن يزيد، وقال: لقيته منذ خمسين سنة، وكان نازلا في بني عنبر، وكان فاضلا خيرا كبير السن، فذكر حديثا في ترجمة عمر بن عبد العزيز.(11/114)
من اسمه مخمر ومخنف ومُخوَّل ومُدْرك [ق 82/أ]
4470 - (ق) مخمر بن معاوية، ويقال: حكيم بن معاوية النميري.
راوي حديث "لا شؤم" قال أبو عمر ابن عبد البر: مخمر بن معاوية البهزي عم معاوية بن حكيم.
وقال أبو أحمد العسكري: مخمر بن حَيدة القشيري أخو مالك بن حيدة روى عنه ابن أخيه حكيم بن معاوية قال سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا شؤم"، وكذا أسماه الحاكم لما خرج حديثه في "مستدركه" ونسبه كذلك. وقال أبو نعيم الحافظ: الصواب: حكيم بن معاوية.
4471 - (ع) محنف بن سُليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر ابن ذُهل بن مازن بن ذيبان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد واسمه: عمرو الغامدي.
قال أبو القاسم البغوي: حدثني جدي ثنا يزيد بن هارون أبنا سليمان التيمي عن رجل عن أبي رملة عن مخنف بن سُليم أو سُليم بن مخنف -(11/115)
فذكر حديث "العتيرة" قال: والرجل الذي لم يسم هو عندي ابن عون.
ثنا الحسن ابن أبي الربيع ثنا قريش بن أنس عن ابن عون عن أبي رملة عن مخنف بن سُليم أو سُليم بن مخنف- فذكر نحوه قال: ورواه ابن جريج عن عبد الكريم -يعني أبا أمية- عن حبيب بن مخنف قال: انتهيت إلى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة وهو يقول: "هل تعرفونها"؟ فلا أدري ما رجعوا إليه فقال - صلى الله عليه وسلم -: "على كل أهل بيت أن يذبحوا شاة كل رجب وفي كل أضحى شاة".
وقال ابن عبد البر: الغامدي، ويقال: العبدي وليس بشيء إلا أن يكون حليفًا عده بعضهم في البصريين وله أخوان: عبد اللّه والصَقْعَب روى عنه أبو رُمْلة، ويقال: أبو زُمَيْلة وكانت راية الأزد معه بصفين.
وقال ابن سنعد -وذكره في طبقة الفتحيين-: هو بيت الأزد بالكوفة وله إخوة ثلاثة: عبد شمس قتل يوم النخيلة، والصقعب قتل يوم الجمل، وعبد اللّه قتل يوم الجمل.
وقال أبو أحمد العسكري: كان نقيب الأزد بالكوفة ولا أعلمه روى عنه إلا حديث "العتيرة".
وقال ابن حبان: مخنف بن سُليم الضمري، وقيل: الغامدي.
وفي كتاب "الغلمان والجواري" للجاحظ: مخنف بن سليم من أزد السراة.
4472 - (ع) مخول بن راشد النهدي مولاهم أبو راشد بن أبي المجالد الحناط الكوفي [ق 82/ب] أخو مجاهد، وجد مخول بن إبراهيم بن مخول.
ذكر ابن حبان في كتاب "الثقات"، وقال ابن سعد: توفي في خلافة أبي جعفر كذا ذكره المزي وليس جيدً فإن ابن سعد لما ذكره في الطبقة الرابعة من(11/116)
أهل الكوفة قال: مخول بن راشد بن أبي راشد، توفي في أول خلافة أبي جعفر، وكان ثقة إن شاء الله تعالى، وكذا نقل الكلاباذي الذي كتابه بيد صغار الطلبة وفاته عن ابن سعد وغيره.
وأما ابن حبان فإنه لو نقل من كتاب «الثقات» لوجده قد ذكر وفاته كما ذكرنا عن ابن سعد، وما أدري كيف ينقل هذه النقول؟! تجاوز الله تعالى عنا وعنه. قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: وهو الذي يقال له: مخول بن أبي المجالد، وهو مخول بن أبي راشد، مات في أول ولاية أبي جعفر.
وفي «تاريخ» البخاري: قال عيسى بن يونس: كان جارنا وكان مولانا.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: مجاهد بن راشد ومخول بن راشد، وهما ثقتان.
وفي «سؤالات الآجري»: مخول، سمعت أبا داود يقول: كان حربيا يستحل ثياب الناس، وكان لا يحدث حديث السقيفة بغضا منه لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.(11/117)
ولما ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» قال: قال محمد بن عمار: كوفي ثقة.
4473 - (د) مدرك بن سعد، ويقال: ابن أبي سعد، أبو سعد الفزاري الدمشقي.
قال أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه الكبير»: قلت له - يعني أبا مسهر -: فما تقول في مدرك بن سعد؟ قال: صالح.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
وفي «تاريخ» البخاري: أبو سعيد، فينظر.(11/118)
من اسمه مرثد ومرجي ومرحب
4474 - مرثد بن عبد الله الزماني، ويقال: الزماري، والد مالك بن مرثد.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وخرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «صحيحه».
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.
4475 - (ع) مرثد بن عبد الله اليزني، أبو الخير المصري.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن عفير: توفي سنة تسعين، كذا ذكره المزي، وابن حبان قد قام بهذه الوظيفة لما ذكره في «الثقات» بقوله: مات سنة تسعين، فلو رآه المزي لذكره كما عادته، يعدد المؤرخين إذا ظفر بهم، وإخاله ما نقله من أصل.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل مصر قال: كان ثقة له فضل وعبادة، مات سنة تسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل مصر.
وقال العجلي: مصري، تابعي ثقة.(11/119)
وذكره ابن شاهين في «الثقات» وقال: قال يحيى: مرثد بن عبد الله، رجل صدوق، وكان عند أهل مصر مثل علقمة عند أهل الكوفة.
وذكره يعقوب الفسوي في «جملة الثقات».
4476 - (د ت س) مرثد بن أبي مرثد، كناز بن الحصين الغنوي.
قال أبو نصر ابن ماكولا: ويقال: ابن حصن.
وفي «الطبقات»: قتل يوم الرجيع شهيدا أميرا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة، وقال ابن إسحاق: آخر سنة ثلاث، وزعم ابن شهاب أن الأمير كان عاصم بن ثابت بن أبي الأثلج، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بين مرثد وبين أوس بن الصامت.
وفي كتاب العسكري: كان زميل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر هو وعلي بن أبي طالب، ليس لهم إلا بعير واحد، وقد روى أنه قتل يوم حنين، وأنه وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، فقتله مالك بن عوف النصري، وهو وهم، وله أخ اسمه أنس، ويقال: أنيس.
وفي كتاب أبي القاسم البغوي: سكن الشام، وهو وهم صريح.
4477 - (د) مرثد بن وداعة العنى، وقيل: المعنى، وقيل: الجعفي، وقيل: الشرعبي، أبو قتيلة الحمصي، مختلف في صحبته.
كذا ذكره المزي العنى، ومن ضبط المهندس في موضع آخر، يقال: وتصحيحه على الشيخ نون مشددة بعد العين المهملة، ولم أرها مذكورة عند أحد من النسابين فيما رأيت، فينظر، وأظنه تصحيف من العمي بالميم، وأما العنى بالنون فما أظنه موجودا، والله تعالى أعلم.(11/120)
وفي قوله: روى عنه جريز، وقال البخاري: له صحبة، نظر في موضعين:
الأول: جريز إنما روى عنه بواسطة.
الثاني: البخاري لم يقل له صحبة، إنما قالها نقلا، بيانه قوله: مرثد بن وداعة، أبو قتيلة الجعفي الحمصي عن عبد الله بن حوالة، روى عنه خالد بن معدان، قال عبد الله الجعفي: ثنا شبابة، ثنا جريز سمع خمير بن يزيد الرحبي قال: رأيت أبا قتيلة مرثد بن وداعة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فربما رأى على ساقه أو ثوبه البرغوث، فيمر عليه يده هكذا، وأمر به على صدره فيقتله. فهذا كما ترى البخاري لم يذكر صحبته إلا حكاية عن التابعي الذي شهد له بالصحبة، ليس للبخاري فيه إيراد ولا صدر، وأكد ذلك قوله في «الصغير»: أبو قتيلة الحمصي، يروي عن عبد الله بن حوالة، وأن جريزا إنما روى عن خمير عنه.
وفي قوله: ذكره ابن حبان في كتاب «التابعين»، نظر من حيث أن ابن حبان لما ذكره فيهم لم يذكر روايته عن أحد من الصحابة، إنما قال: يروي المراسيل، وهذه عادته في المختلف في صحبتهم عنده، على أنه ذكره في كتاب «الصحابة» أيضا.
وذكره فيهم أيضا: العسكري، والبغوي، وأبو نعيم، والباوردي، وابن مندة، وأبو عمر، في آخرين وقبلهم أبو عبد الله أحمد بن حنبل،(11/121)
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن البخاري وحده ذكره في الصحابة، ولم يتابعه أحد، وفيما ذكرناه رد عليه، ولله تعالى الحمد والمنة.
4478 - (خت) مرجي بن رجاء اليشكري، ويقال: العدوي، أبو رجاء البصري، خال أبي عمر الضرير، ويقال: خال أبي عمر الحوضي.
كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين النسبتين، وليس جيدا؛ فإن يشكر بن عمرو فخذ من بني عدي بطن من الأزد، وهو: يشكر بن عمرو بن عمران بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن، من الأزد، ذكره ابن حبيب وغيره. وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال يحيى بن معين: صالح الحديث، ولما ذكره الساجي في «جملة الضعفاء» قال: قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء، وفي «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
وذكره ابن الجارود، والعقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، وكذلك ابن شاهين، وذكره أيضا في «الثقات».
4479 - مرحب، أو أبو مرحب، أو ابن أبي مرحب، واسم أبي مرحب: سويد بن قيس الأنصاري.
قال ابن عبد البر: يعد في الكوفيين، وليس يوجد أن عبد الرحمن بن عوف كان مع الذين دخلوا قبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، وأما ابن شهاب فروى عن ابن المسيب أنه قال: إنما دفنه الذين غسلوه، وكانوا أربعة؛ علي،(11/122)
والفضل، والعباس، وصالح. وقد قيل: خؤلى بن أوس نزل معهم.
وفي جزم المزي بأن اسم أبي مرحب سويد بن قيس نظر، وذلك أن ابن عساكر هو الذي قال وحده: ويقال اسمه سويد بن قيس، ولم أر من سماه غيره، فينظر، حتى قال ابن عبد البر في كتابه «الاستغناء»: لا أعرف له نسبا ولا اسما ولا خبرا.
وذكره أبو أحمد العسكري في بني عدي بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر، أخوه الأوس والخزرج.(11/123)
من اسمه مرحوم ومرداس
4480 - (ع) مرحوم بن عبد العزيز بن مهران القرشي مولاهم، أبو محمد العطار، ويقال: أبو عبد الله البصري، جد بشر بن عبيس بن مرحوم.
في كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: قال أبو نعيم: ثقة.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وذكر وفاته من عند غيره ومولده من عند آخر نظر، وذلك أن ابن حبان ذكر ذلك في كتاب «الثقات» الذي كان المزي ينقل من غيره، وزاد فيه كنية زائدة، وهي: أبو بشر، قال: وكان مولده سنة ثلاث ومائة. ومات سنة ثمان وثمانين ومائة.
وزعم جماعة من العلماء أنه اسم فرد، وليس كذلك لوجداننا في البغداديين: مرحوم بن عبد الواهب، طبقته قريبة من طبقة هذا.
قال فيه البزار: مشهور ثقة، كان أحد العباد.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.(11/124)
4481 - (خ) مرداس بن مالك الأسلمي.
قال ابن حبان: سكن الكوفة، وقال ابن عبد البر: روي عنه حديث واحد ليس له غيره.
وكناه ابن قانع: أبا عبد الرحمن، وفي نسخة سماه: ابن عبد الرحمن، وذكره له حديث «يذهب الصالحون».
وقال مسلم بن الحجاج وأبو الفتح الأزدي وأبو صالح المؤذن في آخرين: تفرد عنه بالرواية قيس ابن أبي حازم، فينظر في قول المزي: روى عنه أيضا زياد بن علاقة.(11/125)
من اسمه مرزوق ومرقع ومرة
4482 - (ص ق) مرزوق بن أبي الهذيل، أبو بكر الثقفي الدمشقي.
ذكره أبو جعفر العقيلي، وابن الجارود في «جملة الضعفاء».
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: كان بالبصرة. وكره الجواب فيه.
وقال ابن حبان: يتفرد عن الزهري بالمناكير التي لا أصول لها من حديث الزهري، فكثر وهمه، فسقط الاحتجاج بما انفرد به، والله تعالى أعلم.
4483 - (ت) مرزوق، أبو بكر الباهلي البصري، مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وأغفل منه - إن كان نقله من أصل -: يخطئ.
وزعم المزي أنه روى عن: ابن المنكدر، وإبراهيم مولى أبي هريرة، وعاصم الأحول، وأبي الزبير، وزيد بن أسلم. وعنه: أبو نعيم، وعبد السلام بن سليمان، والبخاري فرق بين مولى طلحة المكنى أبا بكر الراوي عن ابن المنكدر، وعاصم، وأبي الزبير، وزيد. وعنه: أبو نعيم، وبين مرزوق أبي بكر الراوي،(11/126)
عن إبراهيم مولى أبي هريرة، وروى عنه عبد السلام بن سليمان، فينظر.
ومرزوق مؤذن التيم، ذكره ابن شاهين في «الثقات».
4484 - (د س ق) مرقع بن صيفي، ويقال: مرقع بن عبد الله الصيفي الأسيدي الكوفي.
خرج ابن حبان في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله، وأبو محمد الدارمي.
4485 - (ع) مرة بن شراحبيل الهمداني البكيلي، أبو إسماعيل الكوفي المعروف بمرة الخير ومرة الطيب لعبادته.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: مات سنة ست وسبعين، وكان يصلي كل يوم ستمائة ركعة، وكان مسجده مثل مبرك البعير.
وذكر المزي روايته عن أبي بكر الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وكذا عمر، وقد قال البزار في «مسنده»: لم يدرك مرة الطيب أبا بكر، وقال أبو حاتم: لم يدرك عمر، وقال مرة أخرى: مرة عن عمر مرسل، وكذا قاله أبو زرعة.
وفي الكلاباذي عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت مرة بن شراحبيل يصلي على لبد، وكان يصلي كل يوم ألف ركعة، فلما كبر ذهب شطرها، فكان له وتد يعتمد عليه.(11/127)
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى الذين رووا عن عمر وعلي بن أبي طالب وابن مسعود.
وذكره فيها مسلم بن الحجاج، وعمران بن محمد الهمداني، والهيثم بن عدي، وقال: مات زمن الحجاج بعد الجماجم.
وقال القراب: أخبرني أبو يحيى، أبنا محمد بن الطيب، ثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا جرير، عن جمزة، عن عمرو بن قيس الماصر قال: كنا في الجماجم، ومرة الهمداني يقص يقول: إذا إخوانكم الذين أمنوا، قال: وشهد الجماجم.
وقال خليفة في الطبقة الأولى: مات سنة ست أو سبع وسبعين.
وفي كتاب الصريفيني: قال ابن منده في «تاريخه»: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، قال الصريفيني: ويكنى أيضا أبا شرحبيل.
وقال العجلي: كوفي، تابعي ثقة، كان يصلي في اليوم والليلة خمسمائة ركعة، فقيل له حين كبر: ما بقي من صلاته؟ فقال: الشطر؛ خمسون ومائتا ركعة، وكانت غفلة من الشيخ.
4486 - (ق) مرة بن وهب بن جابر الثقفي، والد يعلى بن مرة، إن كان محفوظا.
كذا ذكره المزي، واستدل بقول البخاري: وقال وكيع: مرة عن يعلى، عن أبيه بحديث «الأشاءتين» وهو وهم، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: البخاري إنما وهم من قال: يعلى عن أبيه في هذا الحديث، لا أن أباه ليس صحابيا؛ لأن جماعة رووه عن يعلى نفسه من غير واسطة، وتابع وكيعا(11/128)
على ذكر أبيه في هذا الحديث عن الأعمش محاضر بن المورع - فيما ذكره البغوي ابن بنت منيع - رواه عن هارون بن عبد الله عنه، ويونس بن بكير عن الأعمش، ويحيى بن عيسى عنه فيما ذكره أبو نعيم الحافظ، قال البغوي: وثنا هارون، ثنا عبد الله بن موسى، ثنا عبيد الله بن أبي زياد، عن أم يحيى بنت يعلى، عن أبيها قال: جئت بأبي يوم فتح مكة فقلت: يا رسول الله، هذا أبي، بايعه على الهجرة، قال: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية».
الثاني: كونه نسبه ثقفيا، وأبو عمر ابن عبد البر وأبو القاسم البغوي نسباه عامريا، وكذلك العسكري وابن أبي خيثمة والطبراني في آخرين، قال البغوي: سكن الكوفة، وسما أباه أبو عمر وأبو نعيم وغيره وهيبا، والله أعلم.
4487 - (بخ) مرة الفهري، روت عنه ابنته أم سعيد.
كذا ذكره المزي من غير زيادة، وفيه نظر، قال أبو حاتم ابن حبان، وأبو(11/129)
عيسى الترمذي في كتابيهما «معرفة الصحابة»: مرة بن عمرو الفهري، زاد ابن حبان: ويقال: الجمحي، أحد بني الحارث بن فهر، وهو أبو أم سعيد بنت مرة.
وقال ابن عبد البر في كتابه الذي هو بيد صغار الطلبة: مرة بن عمرو بن حبيب الفهري، يعد في أهل المدينة.
وقال أبو موسى المدني وأبو القاسم الطبراني والبرقي والعسكري وابن قانع: مرة بن عمرو بن حبيب بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب ابن فهر من مسلمة الفتح.
وقال الطبراني والعسكري والبرقي: أسلم يوم الفتح، زاد العسكري: وهذا يشكل بمرة البهزي.(11/130)
من اسمه مروان
4488 - (د ق) مروان بن جناح الأموي مولاهم، الدمشقي، أخو روح.
قال ابن حبان: ثقة، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
4489 - (خ 4) مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، أبو عبد الملك، ويقال: أبو القاسم، ويقال: أبو الحكم المدني.
قال خليفة بن خياط: قرئ على يحيى بن بكير وأنا أسمع، عن الليث بن سعد أن مروان توفي مستهل شهر رمضان سنة خمس وستين، قال خليفة: مات مروان بدمشق لثلاث خلون من شهر رمضان.
وفي طبقات ابن سعد: توفي وله أربع وستون سنة، وكانت خلافته ستة أشهر.
وفي كتاب المسعودي: كان قصيرا، وله عشرون أخا وثمان أخوات، ومن الولد اثنا عشر ذكرا، وثلاث إناث، ومات مطعونا، وقيل: إن فاختة بنت هاشم بن عتبة، وهي أم خالد بن يزيد - وضعت على وجهه وسادة، وقيل: سقته لبنا مسموما، فأمسك لسانه، وحضر بنوه عنده، فجعل يشير إليها؛ يخبر أنها قتلته، فقالت أم خالد: بأبي أنت، حتى عند النزع توصي لي.
وفي «ربيع الأبرار»: أسلم يهودي اسمه يوسف، وكان قد قرأ الكتب، فمر بدار مروان فقال: ويل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من هذه الدار، ثلاثا أو أكثر. وقال ابن(11/131)
شهيد في كتابه ما تو بن عطا.
وكان مروان من فرسان العرب المشهورين.
وفي «المعجم» للمرزباني: قال مروان للفرزدق لما شخص إلى سعيد بن العاصي:
قل للفرزدق والسفاهة كاسمها ... إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
ودع المدينة إنها مرهونة ... واقصد لمكة أو لبيت المقدس
وذكر أن عبد الرحمن بن الحكم كان يلقبه: خيط باطل، وفيه يقول من أبيات:
لحى الله قوما أمرو خيط باطل ... على الناس يعطي من يشاء ويمنع
وفي كتاب الصريفيني: توفي سنة ست وستين.
وفي «الاستيعاب»: ولد عام الخندق، وقال مالك: يوم أحد، وقال غيره: بمكة، ويقال: بالطائف، وفيه يقول مالك بن الريب:
لعمرك ما مروان يقضي أمورنا ... ولكنما تقضي لنا بنت جعفر
فياليتها كانت علينا أميرة ... وليتك يا مروان أمسيت ذاخر
ومات وله ثمان وستون سنة، وقال عروة بن الزبير: كان مروان لا يتهم في الحديث.
وفي «تاريخ القراب»: دفن بين باب الخريبية وباب الصغير، وقيل: مات بالعريش من أرض مصر، وعن الهيثم: وله أربع وسبعون سنة، وكانت خلافته سنة وشهرين.(11/132)
4490 - مروان بن رؤبة التغلبي، أبو الحصين، ويقال: أبو الحصن الحمصي.
كناه محمد بن إسماعيل البخاري في «تاريخه الكبير» - ومن خط ابن الأبار الحافظ -: أبا الحسين، وكذا ذكره أيضا أبو إسحاق الصريفيني، ومن خطه: وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
4491 - (ق) مروان بن سالم الغفاري، أبو عبد الله الشامي، مولى بني أمية، سكن قرقيسيا من الجزيرة.
كذا هو مضبوط عن الشيخ بخط المهندس، ولم أر من ذكر هذه النسبة، لا أصحاب الأنساب ولا أصحاب البلدان، فينظر.
وفي قوله: قال أبو جعفر العقيلي: ليس بثقة، نظر؛ لأن أبا جعفر إنما ذكر هذه اللفظة نقلا عن أحمد بن حنبل.
وقال ابن حبان: كان يروي المناكير من المشاهير، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره.
وقال الدارقطني: متروك، وقال الساجي: كذاب، يضع الحديث.
وقال العقيلي: أحاديثه مناكير.(11/133)
وذكره أبو بشر الدولابي وابن الجارود وأبو العرب في جملة الضعفاء، وكذلك أبو القاسم البلخي ويعقوب بن سفيان، زاد: منكر الحديث، لا يحتج بروايته، ولا يكتب أهل العلم حديثه إلا للمعرفة.
4492 - (خ د ت ق) مروان بن شجاع الحراني، أبو عبد الله القرشي مولاهم، نزل بغداد، ويقال له: الخصيفي لكثرة روايته عن خصيف.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي؛ أيا أحب إليك في خصيف، عتاب بن بشير أو مروان بن شجاع؟ فقال: عتاب أحاديثه مناكير، ومروان حدث عنه الناس. قال عبد الله: وحدثني أبي عنه، وحدثني عن وكيع عنه.
وفي رواية حرب الكرماني عن أحمد: جزري لا بأس به.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال السمعاني: ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، وكذلك أبو علي الطوسي.
وقال ابن حبان: منكر الحديث، يروي المقلوبات عن الثقات.
وفي قول المزي: مولى محمد بن مروان، يكنى أبا عبد الله، وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقا، ومات سنة أربع وثمانين ومائة، قدم بغداد مؤدبا مع موسى أمير المؤمنين سنة أربع وثمانين، نظر، يدلك على أنه ما نقل من أصل ابن سعد؛ إذ لو كان كذلك لوجده قد قال: يكنى أبا عمرو، وقال: مولى مروان بن محمد، قدم بغداد، وكان مؤدبا لولد موسى أمير المؤمنين.
ولما ذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الرابعة من «تاريخ حران» قال: يكنى(11/134)
أبا عمرو، مولى بني أمية، وكان يعلم ولد المهدي ببغداد، وبها حديثه، وكذا كناه شيخ المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري في «تاريخه»، وغيره ممن تبعه، فلا أدري من أين وقع له تكنيته بأبي عبد الله، فينظر.
وفي «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
4493 - (بخ س) مروان بن عثمان بن أبي سعيد المعلى الأنصاري الزرقي، أبو عثمان المدني.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم النيسابوري.
4494 - مروان بن عيسى، أبو نعامة.
قال الصريفيني: روى عن خالد بن عمير، عن ابن ماجة، لم يذكره المزي ولم ينبه عليه.
4495 - (م 4) مروان بن محمد بن حسان الأسدي الطاطري، أبو بكر، ويقال: أبو حفص، ويقال: أبو عبد الرحمن الدمشقي.
قال أبو القاسم الطبراني: كل من يبيع الكرابيس - يعني الخلع من الثياب - بدمشق يسمى الطاطري.
وقال السمعاني: يقال لمن يبيع الثياب البيض بدمشق ومصر، وقال الرشاطي: نسبة إلى الخلقان.(11/135)
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: ولد سنة سبع وأربعين ومائة، وروى عن مروان بن محمد قال: ولدت سنة سبع وأربعين عام الكواكب، وقال البخاري: مات سنة عشر ومائتين، نظر؛ لأن ابن حبان ذكر وفاته أيضا في سنة عشر ومائتين، فكان ينبغي أن يذكر وفاته من عنده، كما أنه ذكر مولده من عنده، ثم ذكر من عند غيره.
وفي كتاب الصريفيني: قال الدارقطني: ثقة، وقال ابن قانع: ضعيف.
4496 - (ع) مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن الفزاري، أبو عبد الله الكوفي، ابن عم أبي إسحاق، سكن مكة.
قال المزي عن العجلي: ثقة ثبت، ما حدث عن المعروفين فصحيح، كذا قال، وفيه نظر، والذي في نسختي من كتاب العجلي وهي قديمة: لا بأس به، مروان بن معاوية ثقة، من بيت فزارة، من ولد عيينة الصحابي، ولم يرو عن عيينة شيئا، ما حدث عن المعروفين فصحيح. الكلام إلى آخره، فينظر.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: مروان بن معاوية يقلب الأسماء، يقول: حدثني إبراهيم بن حصن، يعني أبا إسحاق الفزاري، وحدثني أبو بكر بن فلان عن أبي صالح، يعني أبا بكر بن عياش.
وقال ابن سعد: كان ثقة، وله يوم مات إحدى وثمانون سنة.(11/136)
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى يقول: كان مروان يغم الأسماء، يعمي على الناس، كان يحدثنا عن الحكم بن أبي خالد، وإنما هو الحكم بن ظهير.
وقال عثمان بن سعيد عن يحيى: ثقة ثقة.
4497 - مروان بن المقفع.
رأيت ابن عمر يقبض على لحيته ويقطع ما زاد على الكف، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ. . .» رواه الحاكم في الصيام من حديث الحسين بن واقد، ثنا مروان به، وقال: صحيح على شرط البخاري، فقد احتج بالحسين بن واقد ومروان بن المقفع. انتهى، ورأيت بهامشه بخط الحافظ أبي الفتح القشيري قبالة مروان بن المقفع: مذكور في رجال أبي داود وحده، ولم أره في رجال الشيخين، فينظر، انتهى.
والمزي لم يذكر هذا الرجل جملة، لا في رجال البخاري ولا في رجال أبي داود، تبعا لصاحب «الكمال».
4498 - (ت س) مروان، أبو لبابة الوراق، مولى عائشة.
ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».(11/137)
4499 - (خ م د ت) مروان الأصفر، أبو خلف البصري، يقال: مروان بن خاقان، وقيل: إنهما اثنان.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: وهو الذي يقال له: الأحمر.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل البصرة، ثم من قيس عيلان بن مضر.
4500 - (ع) مري بن قطري الكوفي.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان.(11/138)
من اسمه مزاحم ومزيدة
4501 - (خت م س) مزاحم بن زفر بن الحارث الضبي، وقيل: الثوري، وقيل: الكلابي الجعري العامري الكوفي، وهو مزاحم بن أبي مزاح.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، ولم يذكر المزي وفاته في كتابه، لا من عنده ولا من عند غيره، وقد قال ابن حبان في الكتاب المشار إليه: مزاحم بن زفر بن الحارث العامري من أهل الكوفة، يروي عن مجاهد، وكان كخير الرجال، مات بوراء النهر غازيا مع قتيبة بن مسلم، وكان أقام بسمرقند مدة، انتهى. قتيبة ولي خراسان سنة خمس وثمانين، ومات سنة ست أو خمس وتسعين، وفي قوله: وهو مزاحم بن أبي مزاحم، نظر؛ وذلك أن البخاري وأبا حاتم وابن حبان فرقوا بين مزاحم بن زفر بن الحارث هذا وبين مزاحم بن أبي مزاحم الراوي عنه إسماعيل بن أمية وابن جريج، فينظر من هو الجامع بينهما ليستفاد، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».(11/139)
4502 - (بخ ت) مزيدة بن جابر العبدي ثم العصري، روى حديثه هود بن عبد الله بن سعد عن جده مزيدة.
كذا ذكره المزي، لم يزد شيئا، وهو غير جيد؛ لأن هودا هو ابن عبد الله بن مزيدة لا ابن سعد، يوضح ذلك قول المزي: روى عن جده، وأي جد له هذا غير مزيدة؟ وفي تسميته ابن جابر نظر؛ وذلك أن الذي في تاريخ البخاري: مزيدة العبدي له صحبة، ثم قال: مزيدة بن جابر عن أبيه، عن علي، روى عنه الحكم بن عتيبة وابن ميسرة، فرق بينهما.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: مزيدة بن مالك العبدي، وهو الذي روى حديث وفد عبد القيس، وكان على مقدمة هرم بن حيان العبدي حين واقعوا سهرك الفارسي، ومن ولده هود بن عبد الله بن مزيدة.
وقال الكلبي: هو مزيدة بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن حطمة ابن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس.
وقال البغوي: مزيدة العبدي سكن البصرة.
وقال ابن حبان: مزيدة العبدي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل يده.(11/140)
وأما ما ذكره أبو نعيم من أنه امرأة فغير جيد، وأما قول أبي زرعة الرازي: مزيدة بن جابر العصري ليس بشيء، فكأنه - والله أعلم - يريد مزيدة بن جابر الهجري المذكور في «ثقات» ابن حبان، وتصحف الهجري بالعصري أو بالعكس، على أن ابن الكلبي لم ينسبه عصريا، كما أسلفنا من عنده.
ولما ذكر أبو عمر حديث مزيدة العبدي قال: إسناده ليس بالقوي.(11/141)
من اسمه مسافع ومساور
ومستلم ومستمر ومستور
4503 - (م د ت) مسافع بن عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري، أبو سليمان المكي، ابن أخي صفية بنت شيبة.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل مكة، وقال: أمه أم ولد، ومن ولده عبد الرحمن وعبد الله ومصعب.
وقال ابن حبان: أمه سلمى بنت قطن، من بكر بن وائل، قتل يوم الجمل، انتهى.
المزي قال: وثقه ابن حبان، ولم يذكر وفاته من عنده ولا من عند غيره، فينظر.
4504 - (م 4) مساور الوراق، الكوفي، يقال: إنه أخو سيار أبي الحكم لأمه.
قال المرزباني: مولى همدان، ويقال: مولى جديلة قيس، يكنى أبا القاسم، قال يمدح أبا حنيفة:
إذا ما أهل مصر قايسونا ... بآبدة من الغيث طريفه
أتيناهم بمقياس صحيح ... مصيب من طراز أبي حنيفه(11/142)
إذا سمع الفقيه به وعاه ... وأثبته بحبر في صحيفه
وجزم أسلم بن سهل بأنه أخو سيار لأمه، لما ذكره في «تاريخ واسط» في القرن الثاني منهم، وكذا أبو داود وغيره، فعلى هذا لا يحسن قول المزي: يقال. والله أعلم.
وفي «تاريخ» الأصبهاني: هو مساور بن سوار بن عبد الحميد مولى قيس غيلان بن مضر، وقيل: إنه مولى جديلة بن غزوان، كوفي، قليل الشعر، من أصحاب الحديث، روى عن صدر من التابعين، روى عنه وجوه أصحاب الحديث، وله هجاء في أصحاب أبي حنيفة:
كنا من الدين نقبل اليوم في سعة ... حتى بلينا بأصحاب المقاييس
قوم إذا اجتمعوا ضجوا كأنهم ... ثعالب ضجت بين النووايس
ثم مدح أبا حنيفة، فكان أبو حنيفة بعد إذا رآه يوسع له إلى جانبه، ويقول: إن هذا من أهل الأدب والفهم، ووضع له إنسان رغيفا قال له: كل يا أبا القاسم، فما أكلت خبزا أطيب منه، فقال:
ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة ... حتى رأيتك يا وجه الطيرزين
كأن لحيته في وجهه ذنب ... أو شعره فوق بظر غير مختون
وأنشد له الأصبهاني يوصي ابنه:
فشمر ثيابك واستعد لقابل ... واحكك حينك المعهود بثوم
إن العهود صفت لكل مشمر ... دير الجنان مصفر موسوم
واصحب ولازم كل فار ناسك ... حسن التعاهد للصلاة
من ضرب حماد هناك ومسعر ... وسماك القيسي وابن حكيم
وعليك بالبغوي فاجلس عنده ... حتى تصيب وديعة لميم(11/143)
يغنيك عن طلب البيوع نشيه ... ويكف عنك لسان كل غريم
وإذا دخلت على الربيع مسلما ... فاخصص سيابه منك بالتسليم
زاد أبو هلال العسكري في «أخطاء المحدثين»: فلم يزل أراه يختلف بين ابن أبي ليلى وابن شبرمة، وكان عيسى بن يونس [] أو أحدهما، فأبيت عليه، فولاه عملا، فعمل، ثم حوسب، فخرج عليه فضل، فأمر به عيسى فرفع إلى بطين صاحب العذاب، فبلغ ذلك مساورا، فقال:
رأيت نواهض الفعال أهنا ... بين العرني والجدي السمين
وخيرا في العواقب حين تدعى ... إذا كان المرد إلى بطين
وفي «تاريخ يعقوب»: قال سفيان: كان مساور رجلا صالحا لا بأس به، وكان له رأي في أبي حنيفة، فقال فيه أبياتا وليته لم يقلها، وكان يتزهد، وكان في لبسه شيء، فدعي إلى دعوة، فرده الذين على الباب، ازدروه، قال: فأتى منزله فلبس ثوبين نظيفين، ثم جاء فلم يمنع، فلما دخل أوسعوا له وأكرموه، فلما وضع الطعام أخذ بطرف ثيابه، فقال: كل، فقالوا: ما هذا؟ فأخبرهم، وأبى أن يأكل، وبارك عليهم، قال سفيان: أراد أن يعلمهم بذلك لئلا يرد أحد يزدرى، وهو أخو سيار لأمه.
4505 - (4) مستلم بن سعيد الثقفي الواسطي، ابن أخت منصور بن زاذان.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو علي الطوسي وأبو محمد الدارمي وأبو عبد الله الحاكم.
وقال أسلم بن سهل في «تاريخ واسط»: يكنى أبا سعيد، وعن سليمان بن(11/144)
منصور قال: كان سعيد أبو مستلم يبيع الأسماء من أهل الشام، يجيئه الرجل وقد ولد له، فيقول: نريد اسم العرب أو اسم الموالي، فيخرج إليه بصحيفة فيها أسماء، فيختار منها اسما، فيكتبه له ويعطيه درهمين، وكان لمستلم أخ يقال له: أبو عتاقة، وكان يشرب النبيذ ويسكر، فقال له أبوه: لو شربت السويق، فترك النبيذ وشرب السويق، فسمن عليه أقبح السمن، وعن يزيد بن هارون ذكروا أنه لم يضع جنبه منذ أربعين عاما، فظننت أنه يعني بالليل، فقيل لي: ولا بالنهار. وعن أصبغ بن يزيد قال: قال لي مستلم: لي اليوم سبعون يوما لم أشرب ماء، وذلك في أيام التيرماه، ولما مات قال أصبغ: لو كان هذا في بني إسرائيل لاتخذوه حبرا، روى عنه من أهل واسط: حفص بن عمر، وسيار بن دينار، وأبو الحكم، ويقال: سيار بن وردان العنبري.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
4506 - (م د ت س) المستمر بن الريان الإيادي الزهراني، أبو عبد الله البصري.
كذا ذكره المزي، وزهران ليس من إياد؛ لأن إيادا الذي في الأزد هو إياد بن سود بن الحجر بن عمران بن عمرو مزيقيا، وزهران اثنان، الأول بعيد من سود بن الحجر، الثاني زهران بن الحجر بن عمران، فعلى هذا زهران عم إياد، فأنى النسبة إليه بهذا!
وقال الحاكم: خالد بن جعفر والمستمر بن الريان عداهما في الثقات، ولم يخرجا عنهما.
وقال البزار: والمستمر رجل مشهور، وخرج أبو عوانة الإسفرائيني وأبو علي(11/145)
الطوسي والحاكم وابن خزيمة وابن حبان حديثه في صحاحهم.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4507 - (س) مستور بن عباد الهنائي، أبو همام البصري.
قال البخاري في «تاريخه الكبير»: روى عنه عبد الله بن المبارك.(11/146)
من اسمه المستورد والمسحاج والمسدد
4508 - (م 4) المستورد بن الأحنف الكوفي.
قال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: المستورد بن الأحنف الفهري، كان ثقة، وله أحاديث.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان.
وقال العجلي: كوفي، تابعي ثقة.
4509 - (خت م 4) المستورد بن شداد بن عمرو القرشي الفهري، سكن الكوفة.
قال المزي: نسبه أبو القاسم الطبراني في ترجمة أبيه شداد بن عمرو، انتهى. الطبراني في نسخة الأصل نسبه في ترجمته هو زاد إن كان رآه: وأمه دعد بنت جابر بن حسل بن الأجب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، يقال: مات المستورد بمصر.
وكذا ذكره العسكري، زاد الصريفيني: في خلافة معاوية. روى عنه خديج ابن عمرو، وأبو إسحاق السبيعي، وعامر الشعبي، وربعي بن خراش، وفي ذكره نسبه من عند الطبراني قصوركبير، أين هو من الكلبي ومن بعده من النسابين؟! فكلهم ذكر ما قاله الطبراني.
وفي كتاب «الصحابة» للجيزي: شهد فتح مصر واختط بها، ولم يرو عنه(11/147)
- فيما أعلم - إلا أهل مصر وأهل الكوفة.
وقال أبو سعيد ابن يونس: يقال: توفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين.
لما ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من الصحابة قال: قال محمد بن عمر: وكان المستورد غلاما يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال غيره: قد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم سماعا أتقنه وأداه.
4510 - (د) مسحاج بن موسى، أبو موسى الضبي، الكوفي، أخو سماك.
قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
وقال أبو الفرج: روى عن أنس حديثا منكرا في تقديم صلاة الظهر قبل الوقت للمسافر.
وقال ابن طاهر: كان مسحاج جمالا للحجاج، روى عنه مغيرة بن مقسم حديثا واحدا منكرا في تقديم صلاة الظهر.
وقال عبد الله بن المبارك في كتاب «العلل»: من مسحاج حتى أقبل منه هذا الحديث؟
وذكره أبو عبد الله الحاكم في كتابه «علوم الحديث»، فقال: سحاج، يعني بغير ميم، ومسلم بن الحجاج في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة.
ولما ذكر المرزباني في معجمه مسحاج بن سباع الشاعر قال: ويقال: المسحاج؛ بتقديم الحاء على الجيم.(11/148)
وزعم أبو داود أن جريرا روى عن أخيه.
4511 - (خ د ت س) مسدد بن مسرهد بن مسربل الأسدي، أبو الحسن البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: مات سنة ثمان وعشرين في شهر رمضان.
وفي كتاب أبي القاسم بن عساكر: مات في الثالث عشر من شهر رمضان.
وفي قول المزي: قال ابن سعد: توفي في سنة ثمان وعشرين، نظر؛ لإغفاله من كتابه: شهر رمضان؛ لأن ابن سعد لما ذكره في الطبقة الثانية من أهل البصرة قال: توفي في شهر رمضان.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية عشرة.
وقال أبو أحمد ابن عدي: يقال: إنه أول من صنف المسند بالبصرة.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه - يعني البخاري - ثلاثمائة وثمانية وخمسين حديثا.
وقال ابن قانع: مات أول شهر رمضان، وكان ثقة.
وفي «تاريخ القراب»: مات القاسم بن سلام أبو عبيد ومسدد في يوم واحد عاشر رمضان.
روى في «مسنده الكبير»: رواية معاذ بن المثنى العنبري عنه، عن حفص بن(11/149)
غياث، وصفوان بن عيسى، وعطاف بن خالد المخزومي، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وشريك بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مسهر، ومعاذ بن هشام، ومسلم بن خالد الزنجي، وسهيل بن [] مولى عبد الله البكري، وشبث بن غرقدة - إن كان محفوظا، وعبد الله بن جعفر المدائني، وعوف بن موسى، ومحمد بن عيينة، ويحيى بن عبيد الله، وإبراهيم بن عيينة، وعبيد الله بن عمر، ومحمد ابن أبي بكر المقدمي، وداود بن رشيد، ويونس بن عبيد، ووهب بن جرير، وحفص بن سليمان، والحسن بن أبي شعيب أبي مسلم الحراني، وقزعة بن سويد، وعمر بن علي، ويحيى بن عمر أبي يعقوب التوأم، ومحمد بن عبد الرحمن أبي غرارة.
وزعم أبو علي الجياني أنه منسوب إلى شريك بن مالك بن عمرو بن مالك بن تميم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك، من الأزد، قال: هو ثقة ثبت.
وقال ابن حنبل: صدوق، ما كتبت عنه فلا تعده علي.
وفي كتاب ابن الأثير: مسدد بن مجرهد بالجيم، وقال الحازمي: يقال في نسبه: الأسدي أيضا بسكون السين، والأزدي، وزعم الخالدي - وليس ممن يعتمد عليه - أنه مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرغبل بن أرندل بن سرندل بن غرندل بن ماسك بن المستور بن أسد بن شريك.
قال الحازمي: وهو ابن أخي حنان، صاحب الرقيق الذي روى عنه حجاج الصواف.
وأما البخاري ومسلم فقالا: مسدد بن مسربل بن مغربل.(11/150)
وقال ابن سعد: مسربل بن شريك.
وفي كتاب ابن ماكولا عن المستغفري: مسرهد بن مسروق بن شريك.
وقال الشريف النسابة: مسربل بن ماسك بن حزم بن يزيد بن شبيب بن الصلت بن أسد بن شريك.
وزعم الحافظ أبو [] أن اسم مسدد عبد الملك بن عبد العزيز.
وفي كتاب المنتجالي: قال أحمد بن حنبل: كان من أهل الحديث، وكان يحيى بن سعيد يعظمه، وأثنى عليه يحيى بن معين ووصف خيره.
وفي «الاشتقاق الكبير» لابن دريد: مسربل بن ماسك بن جرو بن يزيد بن شيت بن الصلت بن مالك بن أسد بن شريك.
وفي الكلاباذي عن البوشنجي: مات لأيام خلت من شهر رمضان.
وفي «الطبقات» للفراء: لما أشكل على مسدد أمر الفتنة وما وقع الناس فيه من الاختلاف في القدر وغيره، كتب إلى أحمد بن حنبل: اكتب لي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ كتابه بكى، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! يزعم هذا البصري أنه أنفق على العلم مالا عظيما وهو لا يهتدي للسنة، ثم كتب إليه بما أراد.(11/151)
من اسمه مسرة ومسروح ومسروق
4512 - (د) مسرة بن معبد اللخمي، من بني أبي الحرام الفلسطيني.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وأغفل منه قوله: كان ممن يخطئ. ومثل هذا لا ينبغي الإغضاء عنه، لاسيما أن ابن حبان ذكره أيضا في كتاب «الضعفاء»، فقال: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، يروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات.
4513 - (د) مسروح، ويقال: مسعود، مولى عمر بن الخطاب ومؤذنه، روى عن مولاه، روى عنه نافع.
كذا ذكره المزي، لم يزد شيئا، وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: مسروح بن سبرة النهشلي، يروي عن عمر بن الخطاب، روى عنه الأزور بن غالب، وقال في باب مسعود: مسعود بن يزيد، روى عن عمر بن الخطاب، روى عنه محمد بن الفضل.
4514 - (ع) مسروق بن الأجدع، أبو عائشة الهمداني الوادعي، ذكر في نسبه وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد.
كذا هو مضبوط مصحح بقراءة المهندس وضبطه عن الشيخ، وهو غير(11/152)
جيد، إنما هو ناشح بالحاء، من النشح، وهو الشرب دون الري؛ قال الشاعر:
شرابه النشح لا للري يطلبه ... وأكله لقوام النفس لا السمن
ودافع من الدفع عن النفس أو الحريم وغيره، ذكره ابن دريد وغيره.
وقال ابن دريد: وفد الأجدع على عمر بن الخطاب، وسماه عبد الرحمن.
قال الكلبي: ومن بني وادعة: الأجدع الشاعر، وقد رأس ووفد على عمر، وهلك في خلافته، وسمى ولده مسروقا؛ لأنه سرق وهو صغير.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: كان من عباد أهل الكوفة، ولاه زياد على السلسلة، ومات بها سنة ثنتين أو ثلاث وستين.
وقال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاث وستين.
وفي «تاريخ البخاري» عن الشعبي أن رجلا كان يجلس إلى مسروق يعرف بوجهه ولا يسمى، فجاء يشيعه، فقال: إنك قريع القراء وسيدهم، وإن زينك لهم زين، ولا تحدثن نفسك بفقر ولا طول عمر، وقال ابن سرين: كان أصحاب ابن مسعود خمسة الذين يؤخذ عنهم، أدركت منهم أربعة وفاتني الحارث ولم أره، قال: وكان يفضل عليهم، وكان شريح أخسهم، ويختلف في هؤلاء الثلاثة؛ أيهم أفضل: علقمة، ومسروق، وعبيدة.
وفي كتاب ابن سعد عن أبي الضحى: أن مسروقا كان يكنى أبا أمية، قال محمد بن سعد: وهذا غلط، أحسبه أراد سويد بن غفلة، وعن أبي الضحى قال: كان مسروق رجلا مأموما - يعني كانت به ضربة في رأسه - فقال: ما يسرني أنه ليس في.
وعن الكلبي: شهد مسروق القادسية هو وثلاثة أخوة له؛ عبد الله، وأبو بكر، والمنتشر، فقتلوا يومئذ وجرح مسروق، فشلت يده وأصابته آمة، وعن المنتشر(11/153)
أبي محمد قال: أرسل خالد بن أسيد إلى مسروق ثلاثين ألفا، فأبى أن يقبلها.
أبنا محمد بن عبد الله الأسدي، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي قال: كان مسروق قاضيا، وعن القاسم قال: كان لا يأخذ على القضاء رزقا، وفي لفظ: أجرا، وقال شقيق: كان مسروق على السلسلة سنتين، فكان يصلي ركعتين ركعتين، يرى بذلك السنة، قال: وقلت له: ما حملك على هذا العمل؟ قال: لم يدعني ثلاثة؛ زياد، وشريح، والشيطان - حتى أوقعوني فيه.
ومات بواسط بالسلسلة، وقال غير شقيق: مات مسروق سنة ثلاث وستين، انتهى. المزي ذكر أن ابن سعد قال: توفي سنة ثلاث وستين، وهو كما ترى لم يذكره إلا نقلا، والله تعالى أعلم، وقال أبو وائل: أقمت مع مسروق بسلسلة واسط سنتين فما رأيت أعف منه، ما كان يصيب إلا ماء دجلة، وقال إسماعيل بن أبي خالد: بعثه زياد على السلسلة، فجاء بعشرين ألفا، فقال: هي لك، فلم يقبلها.
وفي «تاريخ المنتجالي»: رحل مسروق في آية إلى البصرة، فسأل عن الذي يقيم هذا، فأخبر أنه بالشام، فخرج إليه حتى سأل عنها، وقال مسروق: ما عملت عملا أخوف من أن يدخلني فيه النار من عملكم هذا - يعني العشور - وما بي أن أكون ظلمت مسلما ولا معاهدا دينارا ولا درهما.
وفي «لطائف المعارف» لأبي يوسف: كان مسروق مفلوجا، أحدب، أشل. وقال المرزباني: مالك بن خريم بن مالك الهمداني شاعر فحل جاهلي، هو جد مسروق، يقول من أبيات:
تدارك فضلي الأنعمي ولم يكن ... بذي نعمة عندي ولا بفضول
بذلك أوصاني خريم بن مالك ... بأن قليل الذم غير قليل(11/154)
وأنشد له ابن دريد في الاشتقاق:
وكنت إذا قوم رموني رميتهم ... فهل أنا في ذانيك في همدان ظالم؟
متى يخضع القلب الزكي رضا ... وإنما حميها تجتهد لك المحارم
وفي «طبقات الهيثم بن عدي»: توفي في ولاية عبيد الله بن زياد.
وقال علي بن عبد الله التميمي في «تاريخه» - ومن خط ابن أبي هشام مجودا أنقل -: يكنى أبا هاشم، مات سنة ثلاث وستين، وكذا ذكر وفاته ابن حزم في «الطبقات» تأليفه.
وفي كتاب القراب: وفيها - يعني سنة ثلاث وستين - مات مسروق بن الأجدع، يكنى أبا عائشة وأبا يزيد، هكذا قال عمرو بن علي وعبد الله بن عروة وأبو بكر بن أبي شيبة، والمدائني في موت مسروق، وكذا قاله ابن نمير.
وقال عمران بن محمد بن عمران الهمداني: هاجر هو وأبوه ونزلا الكوفة، وكان أبوه لما وفد على عمر أعجب به.
وفي «مراسيل ابن أبي حاتم» عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان ينكر أن يكون مسروق صلى خلف أبي بكر الصديق، وقال: لم يقل هذا إلا هشام.
وفي «المدلسين» للكرابيسي: ومسروق يحدث عن عائشة أشياء منكرة، وسؤاله أمها أم رومان، فذكرت قصة الإفك، وروى علي بن زيد عن القاسم: ماتت أم رومان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. قال البخاري: وفيه نظر، وحديث مسروق أسند.
وفي كتاب الصريفيني: مات بصريفين واسط، قاله أبو وائل شقيق بن سلمة.
وفي «معرفة الصحابة» لأبي موسى: أدرك الجاهلية. وقال الحربي: مات وله ثمان وسبعون سنة، وصحح سماعه من أم رومان.
وقال أبو نعيم الحافظ: بقيت أم رومان بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا. واعترض الخطيب على هذا بأشياء ذكرناها في كتابنا «التلويح إلى شرح الجامع الصحيح».(11/155)
4515 - (د س ق) مسروق بن أوس التميمي اليربوعي الحنظلي، وقيل: أوس بن مسروق، وقيل: مسروق بن أوس بن مسروق
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة.
4516 - (ق) مسروق بن المرزبان بن مسروق، أبو سعيد الكندي بن أبي النعمان، الكوفي، ابن عمر علي بن سعيد.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وأبو محمد الدارمي والضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي.
وفي كتاب الصريفيني: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، أو قبلها، أو بعدها بقليل.
وفي «تاريخ نيسابور»: قال صالح بن محمد: مسروق بن المرزبان صدوق.(11/156)
من اسمه مسعر ومسعود ومسكين
4517 - (د) مسعر بن حبيب الجرمي، أبو الحارث البصري.
ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال أحمد بن حنبل: كان ثقة.
4518 - (ع) مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة بن الحارث بن هلال ابن عامر بن صعصعة، الهلالي، أبو سلمة الكوفي.
كذا ذكره المزي تابعا صاحب «الكمال»، وفي الطبقة الخامسة من كتاب ابن سعد: مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيد الله بن الحارث بن عبد الله بن عمرو ابن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وكذا نسبه الكلبي فمن بعده، قال ابن سعد: قال محمد بن عبد الله الأسدي: توفي مسعر بالكوفة سنة اثنتين وخمسين ومائة، وكذا ذكره المطين عن أبي أحمد الزبيري.
قال ابن سعد: وأخبرني من سمع ابن عيينة قال: ربما رأيت مسعرا يجيئه الرجل، فيحدثه بالشيء وهو أعلم به منه، فيستمع له وينصت.
وقال الهيثم: لم يسمع مسعر حديثا قط إلا في المسجد الجامع، وكانت له أم عابدة، وكان يحمل معها لبدا، فيمشي معها حتى يدخلا المسجد، فيبسط لها اللبد، فتقوم وتصلي، ويتقدم هو إلى مقدم المسجد فيصلي، ثم يقعد فيجتمع إليه من يريد فيحدثهم، ثم ينصرف إلى أمه فيحمل لبدها وينصرف معها، ولم يكن له مأوى إلا منزله والمسجد، وكان مرجئا، فلما مات لم يشهده الثوري والحسن ابن صالح بن حي.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان مرجئا، ثبتا في الحديث،(11/157)
سمعت ابن قحطبة، سمعت نصر بن علي، سمعت عبد الله بن داود يقول: كان مسعر يسمى المصحف لقلة خطئه وحفظه.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن مسعر إذا خالفه الثوري، قال: الحكم لمسعر؛ فإنه المصحف.
وأنشد له المرزباني في معجمه:
وعش يا ابن آدم ما استطعت ... فلست من حتف بآيل
كم من أمير قد رأيت ... وسوقه رحب المنازل
أضحت منازله خلاء ... بعد سمار وآهل
قال: وله يوصي ابنه - وقد رويت لجده ظهير يوصي ابنه كدام بن ظهير:
إني منحتك يا كدام نصيحتي ... فاحفظ ابن عتيك شفيق
أما المزاحة والمراء فدعهما ... خلقان لا أرضاهما لصديق
إني تكونهما فلم أحمدهما ... لمجاور حازم ولا لرفيق
زاد المنتجالي في «تاريخه»:
والجميل يذري بالفتى في قومه ... وعروقة في الناس إلى عروق
قال المنتجالي: كان ثقة ثبتا في الحديث، وكان كثير الشك، وكان يتوهم عليه شيء من الإرجاء، ولم يكن يتكلم فيه ولا يظهره، ولم يحضر سفيان جنازته، فما أدري عمدا تركها أو شغله عنها شاغل، وقد روى عنه سفيان بن سعيد، وقال هشام بن عروة: ليس أحد أعجب إلي من ذاك المصدق الرأس - يعني مسعر -، وعن محمد بن كناسة قال: أثنى رجل على مسعر، فقال له: تثني علي وأنا أفتي بالأجر وأقبل جوائز السلطان!
وقال معن بن عبد الرحمن: ما رأيت مسعرا في يوم إلا قلت: هو اليوم أفضل(11/158)
من قبل ذلك، وقال أبو نعيم: لقيت الثوري يوم مات مسعر، فأخذت بيده فقلت: يا أبا عبد الله، ألا تحضر جنازة مسعر! فنثر يده من يدي، ومضى ولم يشهد الجنازة، قال أبو نعيم: سمعت مسعرا يقول: دخلت على أبي جعفر المنصور فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا خالك. قال: وأي أخوالي أنت؟ قلت: أنا رجل من بني هلال، قال: ما من أمهاتي أم أحب إلي من الأم التي منكم، قلت: يا أمير المؤمنين، ألم تنظر ما قال الشاعر فينا وفيكم:
وشاركنا قريشا في نقائها ... وفي أنسابها شرك العنان
بما ولدت نساء بني هلال ... وبما ولدت نساء بني أبان
فقلت: يا أمير المؤمنين، إن أهلي يبعثوني بالدرهم أشتري به الشيء فيردونه علي، قال: بئس ما صنع بك أهلك، خذ هذه العشرة آلاف فاقسمها. قال أبو نعيم: أراد أن يضع نفسه عنده لئلا يستعين به.
وفي «تاريخ ابن خيثمة»: قال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحدا أهون عليه من أن يدفع له الشيء لم يسمعه من مسعر، وقال شريك: سمعت مسعر يقرأ على عاصم فيلحن، فقال له عاصم: أرغلت يا أبا سلمة؟ وقال هشام بن عروة: ما رأيت بالكوفة مثل ذاك الرؤاسي، يعني مسعرا وكان رأسه طويلا، ولما قدم أبو مسلم للحج ودخل مسجد الكوفة خرج الناس هربا منه، وبقى مسعر، فأرسل إليه رجلا على رأسه يسأله من هو؟ فقال: قل له: مسعر بن كدام، فلما قال لأبي مسلم ذاك، قال: نعم، فإذا هو يعرفه، وقال يحيى بن سعيد: ما رأيت مثله، كان من أثبت الناس، سمعت أحمد بن حنبل يقول: مات مسعر وزكريا بن أبي زائدة فيما بين السبعة والأربعين إلى الخمسين، وقال مرة أخرى: مسعر مات سنة خمس وخمسين ومائة.
وفي «الصحاح للجوهري»: جعله أهله حديث مسعرا بالفتح للتفاؤل، انتهى، الذي [. . .] التفاؤل هو كسر الميم لا بفتحها، وذلك [. . .] فيما ذكره [. . .].(11/159)
وفي «المواهب» لابن البياني: مساعر العير أباطه وأرفاعه، وأحدها مسعر بفتح الميم.
وقال سفيان: كنت آتي مسعرا أغنم دعاءه، فإذا أمسى قلت: لو دعوت، فيقول: لو سكت عني كان أحب إلي، أكره أن تأمرني أذكر الله فلا أفعل، كأنه يريد أن يخفي ذلك من قبله، وقال أبو جعفر بن عون: سمعت مسعرا يقول:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة ... وليلك نوم والردى لك لازم
وتشغل فيما سوف تكره غبه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم
وكان مسعر يقول: من أبغضني فجعله الله محدثا.
وقال الهيثم في الطبقة الخامسة: توفي قبل موت أبي جعفر بثلاث سنين.
وفي «تاريخ العجلي»: قال عبد الله بن المبارك: ألا اقتديتم بسفيان ومسعركم وبابن مغول، إذ يجهدهم الورع؟ وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
وقال أبو داود: قال شعبة: كل قد أخذ عليه غير مسعر. قال أبو داود: ومسعر قد خولف في أشياء.(11/160)
وذكر محمد بن المظفر في غرائب أحاديث مسعرا أن كداما ابنه روى عن الأعمش علما، وحفظ عنه، فكان يقول: حدث [. . .] واجلس مكانه، فقال الأعمش لما بلغه ذلك: كم من حب قد اخضر ألوانا كثيرة [] قل الأعمش.
4519 - (ق) مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، المعروف بابن العجماء، وهو أخو مطيع بن الأسود.
قال ابن حبان في «معرفة الصحابة»: له صحبة، سكن مصر.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: ذكر بعضهم أنه أخو مطيع بن الأسود، وقال ابن الكلبي: أخته يقال لها: العجماء، فإن كان هكذا فليس هو أخا مطيع؛ لأن العجماء أم مطيع، وسماه ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد ابن ركانة، عن أمه عائشة بنت مسعود بن الأعجم، عن أبيها قالت: «سرقت امرأة. . .» الحديث.
وذكره ابن منده فقال: مسعود بن الأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عمرو المخزومي، وكأنه غير جيد.
وقال ابن سعد: اسم العجماء أنيسة بنت عامر.
وقال الترمذي في كتاب «الصحابة»: مسعود بن العجماء، أو يقال: ابن الأعجم، ويقال: ابن الأسود.
وجزم البزار: مسعود بن العجماء.(11/161)
4520 - (د) مسعود بن جويرية بن داود المخزومي، أبو سعيد الموصلي.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مستقيم الحديث.
وقال مسلمة بن قاسم في «الصلة»: لا بأس به.
وذكره أبو زكريا في الطبقة السادسة من أهل الموصل.
4521 - (م 4) مسعود بن الحكم بن الربيع بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق، أبو هارون، المدني الزرقي.
ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال: من ولده إبراهيم، وعيسى، وأبو بكر، وسليمان، وموسى، وإسماعيل، وداود، ويعقوب، وعمران، وأيوب الأكبر، وأيوب الأصغر. قال: وقال محمد بن عمر: ولد مسعود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سريا مريا ثقة.
وذكره أبو أحمد العسكري في «فصل المولودين في أيام النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرووا عنه شيئا».
وقال ابن أبي خيثمة: بلغني أن مسعودا ولد في أيامه صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب الصريفيني: قال ابن عساكر: له صحبة.
4522 - (قد س) مسعود بن سعد، أبو سعد الجعفي، ويقال: أبو سعيد الكوفي، أخو الربيع بن سعد.
قال البزار: صالح الحديث.
وفي «تاريخ البخاري»: قال يحيى بن آدم: كان من خيار عباد الله(11/162)
تعالى، انتهى. المزي ذكر هذه اللفظة عن يحيى بن معين، فينظر.
وذكره ابن شاهين في الثقات.
4523 - (م 4) مسعود بن مالك، أبو رزين الأسدي أسد خزيمة، مولى أبي وائل الكوفي.
قال أبو حاتم: يقال: إنه شهد صفين، وقال غيره: كان أكبر من أبي وائل، وكان عالما فهما، كذا ذكره المزي، وهو غير جيد، وصوابه ما ذكره البخاري في «تاريخه»: قال يحيى بن سعيد القطان: ثنا أبو بكر السراج: كان أبو رزين أكبر من أبي وائل. قال يحيى: وكان عالما بهما، يعني: بأبي وائل وأبي رزين، فاختلط على المزي أو رآه عند صاحب «الكمال» غير معزو فعبر عنه - على عادته - بقوله: وقال غيره، ولو كان معزوا في «الكمال» لترقى المزي إليه على عادته، ولكن المزي لا أقول: قليل النظر في «تاريخ» البخاري، بل عديم النظر فيه، والله أعلم، وقد بينا ذلك في غير موضع من هذه العجالة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة قال: له أحاديث.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة: مات بعد الجماجم.
وقال العجلي: مسعود أبو رزين الأسدي، كوفي ثقة.
وقال ابن قانع: مات سنة خمس وثمانين.(11/163)
وذكر المزي روايته عن ابن مسعود الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وفي «المراسيل»: كان شعبة بن الحجاج ينكر أن يكون سمع أبو رزين مسعود بن مالك من عبد الله بن مسعود شيئا.
4524 - (س) مسعود بن هبيرة، مولى فروة الأسلمي، له صحبة، روى عنه بريدة بن سفيان بن فروة.
لم يزد المزي شيئا إلا حديثا، قال: إنه علا فيه متنه. قال لي أبو بكر: «يا مسعود، ائت أبا تميم، فقل له يبعث معنا دليلا وبعيرا وزادا» الحديث، قال ابن حبان ومن خط بعض الحفاظ: مسعود بن هنيدة الأسلمي.
وفي «طبقات ابن سعد» نسخة الحافظ الدمياطي طبقة الخندقيين: مسعود ابن هنيدة مولى أوس بن حجر أبي تميم الأسلمي، أبنا محمد بن عمر، ثنا أفلح ابن سعيد، عن بريدة بن سفيان، عن مسعود بن هنيدة قال: وحدثني هاشم بن عاصم الأسلمي، عن أبيه، عن مسعو بن هنيدة قال: إني بالجذوات نصف النهار إذ أتاني أبو بكر معه آخر، فسلمت عليه، وكان ذا خلة بأبي تميم، فقال لي: اذهب إلى أبي تميم، فذكر الحديث. وفيه فقال لي: سر معه حتى يستغني عنك. فقال مسعود: فلا أعلم أحدا من بني أسلم أسلم أول مني غير بريدة بن الحصيب.
أبنا محمد بن عمر، حدثني عبد الله بن يزيد، عن المنذر بن جهم، عن مسعود بن هنيدة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء خمس صلوات، ثم جئت أودعه، فقال لأبي بكر: أعطه شيئا. فأعطاني عشرين درهما، وكساني ثوبا، ثم انصرفت إلى مولاي، فقلت: إني سمعت كلاما لم أسمع أحسن منه، ثم أسلم مولاي بعد.
أبنا محمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي سبرة، عن الحارث بن فضيل قال: حدثني(11/164)
ابن مسعود بن هنيدة، عن أبيه أنه شهد المريسيع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أعتقه مولاه، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرا من الإبل.
فرق بينه وبين سعد الأسلمي.
وقال أبو أحمد العسكري: مسعود مولى فروة الأسلمي، وهذا هو سعد العرجي، وقال بعضهم: مسعود.
وقال ابن هشام في «السير»: اسم الذي حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أوس بن حجر، وبعث معه غلاما له يقال له: مسعود بن هنيدة إلى المدينة، وكذا سمى أباه البغوي وغيره، فينظر من الذي سماه هبيرة؟ والله أعلم.
4525 - (ت ق) مسعود بن واصل العقدي البصري الأزرق، صاحب السابري.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وهو على العادة ما ينقل من أصل، إذ لو كان كذلك لكان يذكر ما ذكره ابن حبان، وهو يكنى أبا مسلم، وربما أغرب.
وقال أبو الفرج: ضعفه أبو داود الطيالسي.
4526 - (خ م د س) مسكين بن بكير الحراني، أبو عبد الرحمن الحذاء.
ذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الرابعة من أهل حران، وقال: سمعت محمد بن الحارث يقول: كان أبيض الرأس واللحية، ثنا محمد بن يحيى، عن أبي جعفر بن نفيل: مات مسكين بن بكير سنة ثمان وتسعين ومائة، ونصر بن شبيب محاصر أهل حران، وكذا ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» الذي(11/165)
زعم المزي أنه وثقه، وأغفل هذه اللفظة - أعني المحاصرة.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال ابن عمار: يقولون: إنه ثقة، ولم أسمع منه.
4527 - (ع) مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي مولاهم، أبو عمرو البصري.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة السابعة من أهل البصرة، وقال: كان يعرف بالشمام، وكان ثقة كثير الحديث، ومات بالبصرة في صفر سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين، نظر؛ لأن البخاري قال في «تاريخه الكبير»: مسلم بن إبراهيم مولى فراهيد القصاب مات سنة إحدى أو ثنتين وعشرين ومائتين، وكذا ذكره الكلاباذي عن الترمذي.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان من المتقنين، ومات سنة ثنتين وعشرين، وفي هذه السنة ذكر وفاته فيها غير واحد من المؤرخين.
وفي قول المزي: كان فيه - يعني «الكمال» -: قال أبو زرعة: ثقة صدوق، وإنما هو قول أبي حاتم، نظر؛ لأن الذي رأيت في «الكمال» النسخ القديم: قال أبو حاتم على الصواب، وفي ضبط المهندس عن الشيخ قول أبي داود: هؤلاء أصحاب شيوخ مسلم وعبد الصمد وإسحاق بن إدريس، نظر، والصواب(11/166)
والذي تضافرت عليه النسخ «سؤالات الآجري»: وإسحاق وابن إدريس، والله تعالى أعلم.
وقال أبو عبد الله ابن منده: توفي سنة ثنتين عشرة ومائتين.
وفي «زهرة المتعلمين»: مات سنة إحدى وعشرين، وروى عنه البخاري ثلاثة وثمانين حديثا، وقال ابن قانع: بصري صالح.
وفي كتاب ابن عساكر: ولد سنة ثلاث وثلاثين ومائة، ومات لعشر بقين من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4528 - (م د ت س) مسلم بن أبي بكرة، نفيع بن الحارث الثقفي.
قال العجلي: بصري، تابعي ثقة.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الطوسي والحاكم وابن حبان.
ولما ذكره خليفة في الطبقة الثانية قال: مات بعد الثمانين من الهجرة، وقال في «التاريخ»: مات بعد الثمانين وقبل التسعين.
4529 - (د س) مسلم بن ثفنة، ويقال: ابن شعبة البكري، ويقال: اليشكري، حجازي.
كذا ذكره المزي، وكأنه لم يعلم أن يشكر هو ابن بكر بن وائل، فكل(11/167)
يشكري بكري، والله أعلم.
وقال البخاري: قال وكيع: ابن ثفنة، ولا يصح. ذكره ابن إسحاق، وكذا قاله الدارقطني وغيره.
4530 - (عخ ت) مسلم بن جندب، أبو عبد الله الهذلي المدني القاضي، والد عبد الله بن مسلم.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال: مات بالمدينة في خلافة هشام، وكان عمر بن عبد العزيز رزقه دينارين، وكان قبل يقضي بغير رزق، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: ابن سعد إنما ذكره في الطبقة الثالثة.
الثاني: قوله: قال ابن سعد: وكان عمر، إلى آخره، ليس من كلام ابن سعد، إنما ذكره نقلا عن مالك بن أنس، بيانه: قوله: مسلم بن جندب كان كبيرا، أبنا معن بن عيسى، ثنا مالك أن عمر بن عبد العزيز، فذكره.
ولما خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» قال: لا أدري أسمع من الزبير أم لا؟ وخرجه أيضا الحاكم النيسابوري.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة، وقال: مات في خلافة هشام سنة ست ومائة، ومسلم في الطبقة الأولى.
وقال العجلي: تابعي ثقة.(11/168)
4531 - (د ت) مسلم بن حاتم، أبو حاتم الأنصاري.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، والذي في كتاب «الثقات» لما ذكره ابن حبان: ربما أخطأ.
4532 - (د) مسلم بن الحارث، ويقال: الحارث بن مسلم، التميمي.
قال أبو حاتم بن حبان في «معرفة الصحابة» وكذلك ابن أبي خيثمة: كنيته أبو الحارث، وسماه البخاري والترمذي في كتاب «الصحابة» مسلما وابن قانع.
وقال أبو أحمد العسكري والبغوي وابن سعد: مسلم بن الحارث له صحبة، نزل الشام، زاد العسكري: وقد قال بعضهم: مسلم بن بدل، وفي نسخة: مسلم بن الحارث بن بدل، وسماه الطبراني: مسلم بن بدل.
4533 - (ت) مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، أبو الحسين النيسابوري، صاحب الصحيح.
ذكر الحاكم في «تاريخ نيسابور» أنه كان مسكن مسلم أعلى الزمجار، ومتجره خان محمش، ومعاشه من ضياعه باستواء، وقد رأيت من أعقابه من جهة البنات، وكان تام القامة أبيض الرأس واللحية، يرخي طرف عمامته بين كتفيه.
وقال أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب: كان مسلم من علماء الناس وأوعية(11/169)
العلم، ما علمته إلا خيرا، وكان بزازا، وكان أبوه الحجاج من المشيخة.
وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ: إنما أخرجت مدينتنا هذه من رجال الحديث ثلاثة؛ محمد بن يحيى، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب.
وسئل أبو العباس ابن عقدة عن محمد بن إسماعيل ومسلم؛ أيهما أعلم؟ فقال: كان محمد بن إسماعيل عالما، ومسلم عالما، فكررت عليه مرارا وهو يجيبني بهذا. ثم قال: قد يقع لمحمد بن إسماعيل الغلط في أهل الشام، وذاك أنه أخذ كتبهم فنظر فيها، فربما ذكر الواحد منهم بكنيته، ويذكره في موضع آخر باسمه، ويتوهم أنهما اثنان، فأما مسلم فقل ما يقع له الغلط في العلل؛ لأنه كتب المسانيد، ولم يكتب المقاطيع والمراسيل.
وقال أبو بكر الجارودي: ثنا مسلم بن الحجاج، وكان من أوعية العلم.
وقال مسلمة بن قاسم: جليل القدر، ثقة، من أئمة المحدثين.
وفي كتاب الصيريفيني: مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ.
وقال القراب: سمعت محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الحافظ، سمعت مكي بن عبدان يقول: مات مسلم بن الحجاج سنة تسع وخمسين ومائتين.(11/170)
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالري، وكان ثقة من الحفاظ، له معرفة بالحديث، وسئل عنه فقال: صدوق.
وقال محمد بن بشار: حفاظ الدنيا أربعة؛ أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، ومحمد بن إسماعيل ببخارى، والدارمي بسمرقند.
وقال أبو علي الحافظ: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم.
4534 - (سي) مسلم بن أبي حرة المدني.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «مستدركه» مصححا له.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة، وقال: كان قليل الحديث.
4535 - (د ق) مسلم بن خالد بن قرقرة، ويقال: ابن سعيد بن جرجة، المخزومي مولاهم، المكي، المعروف بالزنجي، أبو خالد.
ذكر المزي عن ابن سعد أنه قال: داود العطار أروج في الحديث منه، وليس جيدا؛ إنما هو أرفع منه، على ذلك تضافرت نسخ «الطبقات»، زاد: وهو مولى موالاة لا عتاقة.
وقال يعقوب: سمعت مشايخ مكة شرفها الله تعالى يقولون: كانت له حلقة أيام ابن جريج، وكان يطلب ويسمع، ولا يكتب، ويجعل سماعه سفتجة، فلما احتيج إليه وحدث كان يأخذ سماعه الذي قد غاب عنه.(11/171)
وقال الساجي: صدوق، كثير الغلط، صاحب رأي وفقه. حدثني أحمد بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان مسلم بن خالد ثقة صالح الحديث، وكان يرى القدر، قال أبو يحيى: قد روى عنه ما ينفي القدر، ثنا بدر بن مجاهد، ثنا سليمان بن داود قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول: أتيته - يعني مسلما - لأكتب عنه، فسمعت من منزله صوت غناء، وكان معي جالسا على بابه، فصاح عليه، فكف، ثم عاد إلى الغناء، فصاح عليه، ثم قام فدخل، فخرج أسود، فقال: هو الله إذا ذهبتم يقترح علينا الأصوات.
قال أبو يحيى: ثنا أبو داود وأحمد ابن مدرك، سمعنا قتيبة قال: رأيت الشافعي ومحمد بن الحسن في حلقة الزنجي.
وفي كتاب «الوهم والإيهام» عن الدارقطني: مسلم بن خالد ثقة.
وقال عثمان ابن سعيد الدارمي: يقال في الزنجي: ليس بذاك في الحديث.
وذكره أبو العرب والبلخي والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وأبو حفص ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال ابن السمعاني: اختلف فيه.
وذكره البرقي في باب «من نسب إلى الضعف في الرواية ممن يكتب حديثه».
وفي كتاب []: يكنى أبا عبد الله أيضا.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وجزم ابن أبي عاصم وابن قانع في آخرين بوفاته سنة تسع وتسعين.
وقال الأشبيلي: لا يحتج به.(11/172)
4536 - (بخ د ت سي) مسلم بن زياد الشامي، مولى ميمونة، وقيل: أم حبيبة.
قال البخاري: قال إسحاق: ثنا بقية، ثنا مسلم بن زياد قال: رأيت على أنس خفين أبيضين، قلت لبقية: إن ابن المبارك رواه عنك عن محمد بن زياد، فجعل يعجب، وقال: إنما هو مسلم بن زياد.
وقال ابن حبان: ومن زعم أنه محمد بن زياد فقد وهم.
وفي الشاميين شيخ آخر اسمه:
4537 - مسلم بن زياد السلولي، سمع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.
قال البخاري: روى عنه أبو إسحاق، ذكرناه للتمييز.
4538 - (خ م د س ق) مسلم بن سالم، أبو فروة الجهني - لنزوله فيهم - الأصغر.
في «تاريخ» ابن أبي خيثمة: قال أبو فروة: أنا غسلت عبد الله بن عكيم، وقال أبو الحسن ابن المديني: كان إمام مسجد جهينة، لم يرو عنه جرير بن عبد الحميد شيئا فيما سمعنا منه، ولا عن أبي فروة عروة بن الحارث الهمداني، وأبو فروة الذي روى عنه جرير بن حازم اسمه مقدام.
وفي «الجرح والتعديل»: مسلم بن سالم النهدي، كوفي، لا بأس به.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».(11/173)
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
4539 - مسلم بن سلام، مولى بني هاشم.
كان ثقة، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، قاله محمد بن عبد الله الحضرمي المطين.
4540 - (ع) مسلم بن صبيح، أبو الضحى الهمداني مولاهم، الكوفي العطار.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». وقال ابن سعد: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، كذا ذكره المزي مقلدا - فيما أرى - صاحب «الكمال»، وفيه نظر في موضعين:
الأول: ابن حبان لما ذكره في «الثقات» ذكر وفاته أوضح مما ذكرها ابن سعد، فلو نقل الشيخ من أصل لما عدل عنها إلى غيرها، قال: مات سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز.
الثاني: ابن سعد لما ذكر وفاته أثنى عليه بما لا يجوز لمن رآه أن يتركه، قال في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: كان ثقة كثير الحديث.
وفي ولاية عمر ذكر وفاته يحيى بن معين - فيما ذكره ابن أبي خيثمة - زاد وقال: المدائني توفي سنة اثنتين وثمانين، وخليفة بن خياط لما ذكره في الطبقة الثالثة، والهيثم لما ذكره في «الثقات»، ومحمد بن جرير الطبري في آخرين، وفي «الكنى» للنسائي: كوفي ثقة. أبنا محمد بن العلاء، ثنا أبو بكر، ثنا أبو حصين قال: رأيت الشعبي وإلى جنبه مسلم بن صبيح، فإذا جاءه شيء قال: ما ترى يا ابن صبيح؟(11/174)
وفي التابعين:
4541 - مسلم بن صبيح.
حدث عن أنس بن مالك، روى عنه إبراهيم بن سعد.
4542 - ومسلم بن صبيح.
أبو عثمان البصري، حدث عن حماد بن سلمة وحزم ابن عمران، قال ابن ماكولا: روى عنه عثمان بن خرزاد الأنطاكي، ذكرناهما للتمييز.
4543 - (د) مسلم بن عبد الله بن خبيب الجهني، أخو معاذ.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» مصححا له.
4544 - (ت س ق) مسلم بن عمرو بن مسلم بن وهب الحذاء، أبو عمرو المديني.
روى عنه أبو بكر بن خزيمة في «صحيحه» غير حديث.
وقال مسلمة بن قاسم في «الصلة»: مدني صدوق.
4545 - (ع) مسلم بن عمران، ويقال: ابن أبي عمران، ويقال: ابن أبي عبد الله البطين، أبو عبد الله الكوفي.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة، وقال: أبنا الفضل بن دكين، ثنا قيس، عن حجاج قال: رأيت لمسلم البطين سمنجون ثعالب يصلي وهو عليه.
وأنشد له المرزباني في رواية سفيان عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف التميمي:(11/175)
أنى تعاتب لا إياك عصيت ... علقوا الضراء وبروا من الصديق
وبروا سفاها من وزير محمد ... تالين تبرءا من الفاروق
أبى علي: ذر العداة لقائل ... إنا برين الصادق المصدوق
4546 - (م) مسلم بن قرظة الأشجعي الشامي، ابن عم عوف بن مالك.
قال المزي: ذكر - يعني صاحب «الكمال» - في الرواة عنه يزيد بن يزيد بن جابر، وإنما يروي عن زريق بن جابر عنه، كذا قاله، وهو غير جيد؛ لما ذكره البخاري في «التاريخ الكبير»: مسلم بن قرظة الأشجعي ابن عم عوف بن مالك الشامي، روى عنه زريق ويزيد بن يزيد بن جابر، وقال أبو صالح: حدثني معاوية أن ابن ربيعة بن يزيد حدثه عن مسلم بن قرظة، وكذا ذكره أيضا يعقوب بن سفيان في «تاريخه الكبير»، والبزار في كتاب «السنن»، وقال: مسلم هذا مشهور.
وقال ابن حبان في «الثقات»: روى عنه يزيد بن يزيد بن جابر، وربيعة بن يزيد، وزريق بن حيان، وقال: وروى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن رزيق عنه.(11/176)
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الشام، وكذا مسلم بن الحجاج.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان.
وفي كتاب الصريفيني: وقيل: ابن أخي عوف بن مالك.
وذكره يعقوب بن سفيان في الطبقة العليا من أهل الشام.
4547 - (ت ق) مسلم بن كيسان الضبي الملائي البراد الأعور، أبو عبد الله الكوفي.
كناه أبو عبد الله البخاري أيضا: أبا حمزة.
وقال ابن حبان: تركه أحمد ويحيى.
وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: اختلط فيما ذكره جرير بن عبد الحميد.
وفي كتاب العقيلي عن يحيى: ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه. وقال علي بن عبد الله: ضعيف الحديث، ذكر لي يحيى أنه كان يرسل الحديث؛ يقول: زعموا، وقالوا.
وقال أبو الحسن العجلي: ضعيف، وفي كتاب الدولابي: ضعيف الحديث، متروك الحديث.(11/177)
وذكره البلخي ويعقوب بن شيبة وأبو العرب والمنتجالي وابن شاهين والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: متروك، وفي موضع آخر: ليس يستحق الترك. وقال محمد بن عمار الموصلي: مسلم الملائي ضعيف.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقال الساجي: منكر الحديث، وكان يقدم عليا على عثمان رضي الله عنهما.
وقال عبد الله: سألت أبي عن مسلم الأعور، فقال: لا يكتب حديثه، ثنا أحمد بن محمد، ثنا خالد المخزومي، ثنا يحيى بن سعيد، حدثني حفص بن غياث قال: قلت لمسلم الملائي - وسألته عن حديث: ممن سمعته؟ قال: من إبراهيم. قلت: إبراهيم عمن؟ قال: عن علقمة. قلت: علقمة عمن؟ قال: عن عبد الله. قلت: عبد الله عمن؟ قال: عن عائشة.
وخرج الحاكم حديثه في الاستشهاد.
وذكره مسلم في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة.
4548 - (د ت س) مسلم بن المثنى، ويقال: ابن مهران بن المثنى، ويقال: اسمه مهران، أبو المثنى المؤذن، القرشي الكوفي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، روى عنه شعبة حديثا واحدا، وقال: ما أحفظ غير هذا الحديث الواحد عن مسلم.
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه غيره.(11/178)
4549 - (م د س) مسلم بن مخراق العبدي القري مولاهم، أبو الأسود البصري القطان، والد سوادة، ويقال: مولى بني ضبة بن قرة، ويقال: مولى بن فزارة من عبد القيس، ويقال: المازني العرياني، ويقال: إنهما اثنان.
كذا ذكره المزي، ومن ضبط المهندس وتصحيحه عليه أنقل، وفيه نظر في مواضع:
الأول: فزارة ليست من عبد القيس، وليس في العرب فزارة ينسب إليه غير ابن ذبيان بن بغيض بن ديب بن غطفان بن سعد بن قيس غيلان بن مضر ابن نزار، وقد سبقنا بالرد على من قال هذا القول أبو محمد الرشاطي وغيره. وأما قرارة بالقاف والرائين فيمكن أن يتصحف عليه فليس من ربيعة، وإنما هي من اليمن، كذا ذكره ابن ماكولا وغيره.
الثاني: قوله: ضبة بن قرة، وهو شيء لم أجده عند أحد من النسابين، فمن وجده فليفدناه، والله تعالى أعلم.
الثالث: قوله: المازني العرياني، لم أجده أيضا في كتب الأنساب، والله تعالى الموفق للصواب.
وكناه الحاكم أبو أحمد أبا الأسود وأبا سوادة.
وقال محمد بن عبد الواحد الدقاق: مسلم بن مخراق اثنان، روى لهما مسلم بن الحجاج.
الأول: مولى بني قرة، يعرف بالقرى سمع ابن عباس.
والثاني: المازني، أبو الأسود، والد سوادة بن أبي الأسود، يروي عن معقل بن يسار، روى عنه ابنه سوادة في كتاب «الإمارة» من «صحيح مسلم».
وفرق ابن حبان بين مسلم بن مخراق مولى بني قرة، وبين مسلم بن مخراق(11/179)
الذي كنيته أبو الأسود.
وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال أبو عبيد عن أبي داود: كان أبوه يجهز إليه القطن من الري.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
4550 - (د س ق) سلم بن مخشي المدلجي، أبو معاوية المصري.
قال أبو الحسن القطان في «الوهم والإيهام»: لا أعلم روى عنه غير بكر بن سوادة.
4551 - (خ م د س ق) مسلم بن أبي مريم، يسار، مدني أنصاري مولاهم، وقيل: مولى بني سليم، وقيل: مولى بني أمية.
ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة، وقال هو وابن حبان في كتاب «الثقات»: مات في ولاية أبي جعفر، كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لإغفاله من كتاب ابن سعد: كان شديدا على القدرية، وكان ثقة قليل الحديث. أبنا محمد بن عمر، أبنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: كان مسلم بن أبي مريم شديدا على القدرية عائبا لهم ولكلامهم، فانكسرت رجله فتركها، لم يجبرها، فكلم في ذلك، فقال: يكسرها هو وأجبرها أنا؟! لقد عاندته إذا.(11/180)
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة من أهل المدينة.
4552 - (د س ق) مسلم بن مشكم، أبو عبد الله، الخزاعي الدمشقي، كاتب أبي الدرداء.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الشام، وكذلك خليفة بن خياط ومسلم بن الحجاج القشيري في الطبقة الأولى، وكذا أبو زرعة الدمشقي النصري.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وأغفل منه: روى عن معاذ بن جبل وزيد بن أرقم.
وذكر أن يعقوب بن سفيان وثقه، وأغفل منه لما ذكره في الطبقة العليا من أهل الشام: صاحب معاذ بن جبل.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وقال أبو محمد بن حزم في «الطبقات»: وعن الفراء: مسلم الخزاعي صاحب أبي الدرداء.
وذكره الآجري فقال: سألت أبا داود عن مسلم بن مشكم، فقال: هذا أبو عبيد الله كاتب أبي الدرداء.
وقال العجلي: ثقة، من كبار التابعين، كذا عن غير ما نسخة صحيحة من(11/181)
«الثقات»، والذي نقله المزي عنه: خيار بالخاء، فينظر.
4553 - مسلم بن نذير، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن نذير بن يزيد بن شبل ابن حيان السعدي، أبو نذير، ويقال: أبو يزيد، ويقال: أبو عياض الكوفي.
قال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: سعدي من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان قليل الحديث، ويذكرون أنه كان يؤمن بالرجعة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وأبو علي الطوسي والدارمي.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
4554 - (د س ق) مسلم بن يسار البصري، ويقال: المكي، أبو عبد الله الفقيه، مولى بني أمية، وقيل: مولى عثمان، وقيل: مولى طلحة بن عبيد الله، وقيل: مولى طلحة الطلحات، وقيل: مولى مزينة، ويقال له: مسلم سكرة، والمصبح، كان يسرج مصابيح المسجد.
كذا ذكره المزي، والبخاري قد قال في «تاريخه الكبير»: مسلم بن يسار، أبو عبد الله البصري، مولى بني أمية، ثم قال بعد ترجمة أخرى: مسلم بن يسار(11/182)
ابن سنكرة، وقال بعضهم: مسلم بن سنكرة، وقال الحميدي عن ابن عيينة: هو مسلم بن يسار بن سكرة، وقال في حرف الميم في أسماء الآباء: مسلم المصبح المكي، وكان مصبح ابن الزبير، قال ابن عيينة: وكان رجلا صالحا، وبنحوه ذكره في «التاريخ الصغير».
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مسلم بن يسار، أبو عبد الله، مولى لبني أمية، عداده في أهل البصرة، وكان من عبادها وزهادها، أدرك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وأكثر روايته عن أبي الأشعث وأبي قلابة، وشهد الجماجم، ولم يرم فيها بسهم ولا طعن برمح، مات سنة مائة، وقد قيل: إنه مولى طلحة ابن عبيد الله. ثم قال: مسلم بن يسار بن سكرة المكي. ثم قال: مسلم المصبح الكوفي، كان رجلا صالحا.
كذا جعلاهما ثلاثة أشخاص، وبنحوه ذكره يعقوب بن شيبة في «مسنده».
وفي «الطبقات» لمحمد بن سعد: قال أيوب عن أبي قلابة: إن مسلم بن يسار صحبته إلى مكة، قال: فقال لي: - وذكر الفتنة - إني أحمد الله إليك أني لم أرم فيها بسهم ولم أطعن فيها برمح ولم أضرب فيها بسيف. قال: قلت له: يا أبا عبد الله، فكيف من رآك واقفا في الصف؟ فقال: هذا مسلم بن يسار، والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق، فتقدم فقاتل حتى قتل. قال: فبكى بكاء شديدا حتى تمنيت أني لم أكن قلت له شيئا. قال محمد بن سعد: قالوا: وكان مسلم بن يسار ثقة فاضلا عابدا ورعا، أرفع عندهم من الحسن حتى خرج(11/183)
مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، فوضعه ذلك عند الناس، وارتفع الحسن عنه، والذي ذكره المزي عنه تابعا صاحب «الكمال» فيه قصور وإهمال، والله تعالى أعلم.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل البصرة، وقال: يكنى أبا عبد الله، مولى لقريش، ويقال: لمزينة، مات سنة مائة.
وقال في «التاريخ» الذي هو على السنين: سنة مائة، مسلم بن يسار بالبصرة.
والذي ذكره عنه المزي تابعا صاحب «الكمال»: كان يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة. لم أره في هذين الكتابين، ولا أعلم له كتابا غيرهما، فينظر، وأعرف هذا الكلام ذكر عن قتادة.
قال ابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير» عن ابنه عبد الله قال: والله ما رأيت من الناس رجلا أوقر في صلاته من مسلم بن يسار، وعن علي بن أبي حملة قال: قدم علينا أبو عبد الله مسلم بن يسار دمشق، وعن الربيع بن صبيح، ثنا مكحول قال: رأيت سيدا منه ساداتكم دخل الكعبة، قلت: من هو؟ قال: مسلم بن يسار.
ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا سليم بن أخضر، عن ابن عون قال: كان مسلم بن يسار إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: أنا مولى ابن عفان، يعني عثمان، وأبنا ابن سلام قال: كان مسلم بن يسار مفتي أهل البصرة قبل الحسن، له فضل وعبادة، وقتل مع ابن الأشعث، وكان جليلا عند الفقهاء، حمل عنه ابن سيرين، وأبو قلابة، وكلثوم بن جبر، وثابت، وابن واسع، وهؤلاء قد حملوا عن أصحاب(11/184)
رسول الله صلى الله عليه وسلم. وزوى كلامه، ثنا سليمان بن أيوب صاحب البصرى، ثنا معاذ ابن هشام الدستوائي، ثنا أبي، عن قتادة قال: كان مسلم بن يسار خامس خمسة؛ يعني بالبصرة.
وثنا عبد الرحمن بن يونس قال: قال سفيان: قال الحسن لما مات مسلم بن يسار: وامعلماه.
وعن ثابت البناني قال: سقطت ناحية المسجد الجامع ومسلم بن يسار يصلي، فلم يعلم بها، وضاعت بغلته فلم يطلبها، فقيل له: مالك لم تطلبها؟ قال: ما كان فيكم أطلب لها مني.
ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا عبد العزيز بن المختار قال: قلت لعبد الله الداباج: الخضاب فريضة هو؟ قال: والله لقد رأيت مسلم بن يسار لا يخضب.
ولما ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثانية من أهل البصرة قال: مولى قريش، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة.
وفي «تاريخ» يعقوب بن سفيان الفسوي عن ابن عون: كان مسلم بن يسار لا يفضل عليه أحد في ذلك الزمان، حتى فعل تلك الفعلة، فلقيه أبو قلابة فقال: والله لا أعود أبدا. فقال أبو قلابة: إن شاء الله تعالى، وعن حميد ابن هلال: كان مسلم بن يسار إذا قام يصلي كأنه ثوب ملقى، وعن ابن عون قال: أدركت هذا المسجد وما فيه حلقة يذكر فيها الفقه إلا حلقة مسلم بن يسار، وإن في الحلقة من هو أسن منه غير أنها كانت تنسب إليه.
وعن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج مسلم بن يسار معك، قال: فأخرجه مكرها، حدثناه سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن أيوب، وعن علي بن أبي حملة قال: لما قدم علينا مسلم بن يسار قلنا له: يا أبا عبد الله، لو علم الله عز وجل أن بالعراق من هو خير منك لجاءنا به. قال: فكيف لو رأيتم أبا قلابة الجرمي؟
وقال ابن أبي إدريس الخولاني لأبيه: يا أبه، أما يعجبك طول صمت أبي(11/185)
عبد الله مسلم بن يسار؟ قال: أي بني، تكلم بالحق خير من سكوت عنه. قال: فأخبرت بذلك مسلما فقال: أي بني، سكوت عن باطل خير من تكلم به. وعن قتادة قال: كان مسلم بن يسار يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة.
وفي «الزهد» لأحمد بن حنبل عن عبد الله بن مسلم قال: لم أسمع أبي لعن شيئا قط، غير أنه لم جيء برأس قطري، قيل له: هذا رأس قطري، قال: عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وعن المعتمر قال: بلغني أن مسلما كان يقول لأهله: إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي، وعن ابن عون قال: كان مسلم إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة، وإذا صلى كأنه وتد لا يحرك شيئا منه، ينظر إلى موضع سجوده، ولا يراوح بين رجليه. ثنا أزهر بن سعد قال: في سنة ست وثمانين ثنا ابن عون قال: كان مسلم لا يفضل عليه في ذلك الزمان أحد حتى فعل تلك الفعلة.
وقال الرازيان: لم يسمع من عمر.
4555 - (بخ د ت ق) مسلم بن يسار المصري، أبو عثمان الطنبذي، ويقال: الإفريقي، مولى الأنصار، رضيع عبد الملك بن مروان، وطنبذة قرية من قرى مصر.
كذا ضبطه المهندس عن الشيخ، والذي في كتاب الرشاطي: طنبذ بغير شيء بعد الذال، وقاله غير واحد من المتأخرين.
وفي كتاب السمعاني: بعد الذال ياء.(11/186)
قال المزي: روى عنه بكر بن عمرو المعافري، وفي «سنن» أبي داود رواية بكر بن عمر، وعن ابن أبي نعيمة عن مسلم هذا، فينظر.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا يعتبر به.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من أهل مصر.
ورأيت بخط بعض مدعي العلم من المغاربة أن طنبذ بناحية إفريقية بلا شك، وهذا قول أبي علي الجياني: طنبذ قرية من قرى مصر، فيما بلغني ذلك.
ذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل مصر، قال: ويقال له: الأصبحي، هذا قاله ابن السمعاني، زاد: روى له مسلم في «صحيحه» حديثا واحدا في صدر كتابه.
4556 - (د ت س) مسلم بن يسار الجهني.
قال أحمد بن صالح العجلي: بصري، تابعي ثقة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
4557 - (م س) مسلم بن يناق الخزاعي، أبو الحسن المكي، والد الحسن ابن مسلم، مولى نافع بن عبد الحارث الخزاعي.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل مكة شرفها الله تعالى وقال: كان قليل الحديث.(11/187)
وخرج الدارمي وأبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحيهما».
وفي كتاب الصريفيني: ويقال: مسلم بن يسار فياق.
وذكره مسلم في الطبقة الثانية من المكيين.(11/188)
من اسمه مسلمة ومسهر
4558 - (د) مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو سعيد، وأبو الأصبغ، أخو يزيد وسليمان ابني عبد الملك.
انتهى كلام المزي، وما أدري لم خصص هذين الخليفتين دون بقية الإخوة؟ ومن المعلوم أن عبد الملك تولى من ولده الخلافة غير هذين؛ الوليد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك. فإن قال قائل: لعله أراد أنهما أشقاء، قيل له: ليس كذلك؛ لأن الأمويين ما كان يتولى عندهم من ابن أمة، فلما كانت أم مسلمة أم ولد قعدت به عن ولاية الخلافة؛ لأنه لم يكن بدون إخوته.
وقال المرزباني: اسمه عروة فيما يقال، وزعم المزي أنه لم يقل شعرا قط إلا بيتا أنشده، وهو:
ولو بعض الكفاف ذهلت عنه ... لأغناك الكفاف عن الفضول
وليس بشيء؛ لأن المرزباني أنشد له، وكتب بها إلى الوليد بن عبد الملك من القسطنطينية:
أرقت وصحراء الطوانة بيننا ... لبرق تلأتلأ نحو غمرة يلمح
أزارك أمرا لم يكن لتطيقه ... من القوم إلا اللوذعي الصمحمح
وأنشد له في كتاب «المنحرفين» أشعارا أيضا.
وذكر المزي أن خليفة قال: توفي في المحرم سنة عشرين، وقد أغفل من كتابه(11/189)
إن كان رآه: يوم الأربعاء بالشام.
وفي كتاب الصريفيني: مات بموضع يقال له: الحانوت بالشام، لسبع ليال من المحرم سنة إحدى وعشرين ومائة، ولأبي بجيلة فيه مدح أنكره أبو جعفر المنصور وهو غلام، ذكره ابن ظفر، وهو:
أسلم يا أسيمح يا ابن كل خليفة ... ويا واحد الدنيا ويا جبل الأرض
شكرتك إن الشكر جبل من التقى ... وما كل من أوليته نعمة يقضي
فلما سمعه أبو جعفر وأخوه السفاح قال أبو جعفر: أوه! أما خاف قائل هذا الشعر أن تدول دولة لبني هاشم فينتقم منه. [] فجبل الأرض إنما يقال [] للخليفة؟ فقال له السفاح: صه يا أخي، فإن بني مروان سره ضاع أمره.
وفي «تاريخ» أبي مروان بن حيان قال [] ابن محمد الرازي: كان لمسلمة نظر في علم الحدثان، فأخذه من خالد بن يزيد وأخذه خالد عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
4559 - (م مد س ت ق) مسلمة بن علقمة المازني، أبو محمد البصري، إمام مسجد داود بن أبي هند.
قال الساجي: يحدث عن أبي داود بن هند مناكير، وكان قدريا، سمعت ابن المثنى يقول: ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه بشيء، أراه لبدعته، وقال الأثرم عن أحمد بن حنبل: يروي مناكير عن داود بن أبي هند، وقد تساهلوا في الرواية عنه.
وفي كتاب العقيلي: لم يكن يحيى بن سعيد بالراضي عنه.(11/190)
وذكره أبو العرب وابن شاهين في «جملة الضعفاء»، ثم أعاد ذكره في كتاب «الثقات».
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم والدارمي.
4560 - (ق) مسلمة بن علي بن خلف الخشني، البلاطي؛ قرية بدمشق.
كذا ضبطه المهندس عن الشيخ، وصححه بفتح باء البلاطي، وفيه نظر، وذلك أن طالوت لما ذكر البلاط مفردا خمسة مواضع قال: يفتح أوله ويكسر. وأما النسبة فذكر ابن السمعاني أنها بكسر الباء لم يتردد، ونسب مسلمة كذلك، وقال: لم يكن عندهم بذاك في الحديث.
وفي «تاريخ ابن يونس»: داره عند مسجد العبثم بمصر.
وفي كتاب أبي الفرج عن أبي الفتح الأزدي: متروك، وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث.
وفي كتاب «التحقيق» قال ابن المنادي: حديثه كلا شيء.
وقال الجوزقاني: ضعيف الحديث، وقال نعيم بن حماد: صحبته من دمشق فلم أسمعه يحدث بحديث يوافق حديث الناس، وقال ابن عبد الحكم: كنا في مجلس الليث بن سعد، ونحن نقابل كتاب «البيوع» لمالك بن أنس، ومسلمة حاضر، فقال: ليس عندكم في هذا شيء إلا عن مالك؟ قلنا: نعم. قال: أنا أروي هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم.(11/191)
وذكره العقيلي وأبو العرب والبلخي والمنتجيلي ويعقوب بن شيبة وابن الجارود وابن شاهين في «جملة الضعفاء».
وقال أبو عبد الله الحاكم وأبو سعيد النقاش: روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات.
وقال الساجي: ضعيف جدا، وقال ابن معين: صالح، ولم يجعله حجة.
وقال الآجري عن أبي داود: غير ثقة ولا مأمون.
وقال ابن ماكولا: كان يكره تصغير اسم أبيه، والله تعالى أعلم.
4561 - (د) مسلمة بن مخلد الأنصاري، الزرقي.
قال ابن عبد الحكم: كان مسلمة من جملة الأربعة الذين أمد بهم عمر بن الخطاب عمرو بن العاص، وقال: كل واحد منهم معدود بألف رجل، وهم: المقداد، والزبير، وعبادة بن الصامت، ومسلمة، وقال آخرون: خارجة بن حذافة مكان مسلمة. قال ابن عبد الحكم: وكان مسلمة لا يقام لسبيله على كثرة لحمه، وكان على الطواحين؛ طواحين بلقيس.
وقال ابن حبان: مات بمصر في ذي الحجة سنة اثنتين وستين، وكان واليا عليها.
وقال أبو عمر الكندي في كتابه «ولاة مصر»: مات وهو وال على مصر لخمس بقين من رجب سنة اثنتين وستين، وكانت ولايته على مصر خمسة عشر سنة وأربعة أشهر.(11/192)
وفي «تاريخ البخاري» و «معرفة الصحابة» للجيزي: قال مسلمة: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أربع سنين، وتوفي وأنا ابن أربع عشرة سنة، زاد الجيزي: شهد فتحها، واختط بها، وهو أول من جمعت له مصر والمغرب، يكنى: أبا سعيد. قال البخاري: وقال الحازمي عن معن، عن موسى، عن أبيه، عن سلمة: أسلمت وأنا ابن أربع سنين، وتوفي وأنا ابن أربع عشرة، وكذا ذكره ابن سعد وابن أبي خيثمة.
وقال الطبراني: هو الصواب عندي، وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من التابعين من أهل مصر.
وفي كتاب «الاستيعاب» - الذي هو بيد صغار الطلبة: يكنى أبا معن، وقيل: أبو مسعود، وقيل: أبو معاوية، وقيل: أبو معمر، وهو أول من جعل بمصر بنيان المنار في المساجد في سنة ثلاث وخمسين، وكانت ولايته على مصر وإفريقية ست عشرة سنة، ولم يعقب، وكان يغزي معاوية بن خديج إلى المغرب والثغور، مات بمصر، ويقال: بالمدينة، وعن مجاهد: كنت أرى أني أحفظ الناس للقرآن حتى صليت خلف مسلمة الصبح فقرأ سورة البقرة، فما أخطأ فيها ألفا ولا واوا.
وقال ابن الكلبي وأبو عبيد بن سلام والبلاذري وابن سعد وأبو عمر الكندي وخليفة والبرقي [] مسلمة بن مخلد بن الصامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة ابن كعب(11/193)
ابن الخزرع، قال ابن سعد: يكنى أبا معن، وأمه مندوس بنت عمرو بن خنبش بن لوذان بن عبد ود الساعدين، فولد مسلمة منوس، تزوجها عبد الله بن يزيد بن معاوية، وحمادة تزوجها يحيى بن سعيد بن سعد بن عبادة، وأم سهل تزوجها سليمان بن خالد بن أبي دجانة، وأم جميل تزوجها عبد الله بن خالد بن أبي دجانة، وأم حسن و أمهم أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو، وقد انقرض ولد نيار بن لوذان، وزعم بعض الناس أن لهم بقية بالمغرب، قال محمد بن عمر: وكان له في أهل خربتا ذكر ونباهة، ثم صار إلى المدينة فمات بها في خلافة معاوية بن أبي سفيان، فينظر، وفي قول المزي: مسلمة بن مخلد الزرقي مقتصرا على ذلك، والله تعالى أعلم.
وقال أبو القاسم البغوي: سكن الشام، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وله تسع سنين.
وقال أبو أحمد العسكري: مسلمة بن مخلد، يكنى: أبا معن بن صامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، له رؤية وليست له صحبة، قال البخاري: له صحبة، وقال أبو حاتم: ليست له صحبة، وذكر أن موسى بن علي روى عن أبيه، عن مسلمة قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولي أربع سنين، وكذا قال. وثنا الجوهري، ثنا ابن أبي سعد، ثنا الحزامي، فذكر الذي ذكره عنه البخاري. قال: وذكر الحميري أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وله أربع عشرة سنة، نزل مصر، وكان له فيها ذكر ونباهة، ثم رجع إلى المدينة فمات بها أيام(11/194)
معاوية، وكان منقطعا إلى معاوية بهواه ورأيه، وفيه يقول حسان بن ثابت:
ها إن ذا خالي أباهي به ... فليرني كل امرئ خاله
وفي قول المزي: قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وستين، وله ستون سنة، نظر، والذي في «تاريخ» ابن يونس، ونسبه في بني ساعدة كما تقدم: توفي بالإسكندرية سنة اثنتين وستين في ذي القعدة، لم يذكر مدة عمره فيما رأيت من نسخ «تاريخه»، والله أعلم، زاد: روى عنه أبو قتيل، كنيته أبو معن، وقيل: أبو سعيد. انتهى، هذا يدلك على أن المزي ما ينقل من أصل؛ إذ لو كان من أصل لما أغفل كنيته جملة، ولما ذكره زرقيا، والأمر في هذا أوضع من أن ينبه عليه، وأيضا إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم على ما ذكره المزي - مات وله عشر سنين فكيف يتصور أن يكون سنه لما مات في سنة اثنتين وستين ستين سنة؟! هذا ما لا يعقل.
وفي كتاب خليفة: مات آخر خلافة معاوية.
وفي «المراسيل»: ثنا محمد بن حموية بن الحسن قال: سمعت أبا طالب يعني أحمد بن حميد قال: قال أحمد بن حنبل: مسلمة بن مخلد ليست له صحبة.
وفي «تاريخ» ابن عساكر: روى عنه أبو أيوب الأنصاري، وهو أكبر منه، ومحمود بن لبيد على ما قيل، وهلال بن عبد الرحمن بن مجمع الغافقي، ومحمد بن سيرين، وأبو سفيان الكلاعي المصري، شهد مع معاوية صفين، وكان فيها أميرا على أهل فلسطين، وقيل: إنه لم يشهد صفين، ولم يفد على معاوية إلا بعد أن أخذ مصر.
وقال ابن ماكولا: روى عنه علي بن قادم.(11/195)
4562 - (ص) مسهر بن عبد الملك بن سلع، أبو محمد الكوفي.
قال المزي: روى له النسائي في خصائص علي، وفي «مسنده». انتهى كلامه، وفيه نظر، من حيث أن النسائي روى حديثه في كتاب «السنن» فقال في «الطهارة»: ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع، حدثني أبي، عن عبد خير قال: صلينا مع علي بن أبي طالب، فلما سلم قام وقمنا، فجاء يمشي حتى انتهى إلى الرحبة، فجلس فأسند ظهره، ثم دعا بماء فتوضأ، وقال في آخره: هذه وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحببت أن أريكموه.(11/196)
من اسمه المسور والمسيب
4563 - (س) المسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، أخو سعد وصالح.
ذكر أبو إسحاق الصريفيني أنه مات سنة سبع ومائة، وكذا ذكره غيره، وإنما قول المزي في ترجمة المسور بن رفاعة: إن ابن حبان وثقه، ثم قال: وقال غيره: مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، فكأنه لم يره منقولا، ولم يعلم أن ابن قانع ذكره، والله تعالى أعلم.
4564 - (ع) المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، أبو عبد الرحمن الزهري.
قال ابن سعد: أمه عاتكة بنت عوف بن عبد عوف، أخت عبد الرحمن، وكانت من المهاجرات المبايعات، ومن ولده عبد الرحمن، وصيفي، وعبد الله، وهشام، ومحمد، والحصين، وعمرو، وحمزة، وجعفر، وعوف، لا بقية لهم، وقال محمد بن عمر: توفي بمكة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى مكة، لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين، وهو يومئذ ابن اثنتين وستين سنة. وفي «التاريخ» عنه: يوم الساعدية. انتهى. وهو يدلك أن المزي ما ينقل من أصل؛ لأنه - أعني ابن سعد - ذكر عن الواقدي: مات سنة أربع وستين، وصلى عليه ابن الزبير بالحجون، وفي «صحيح مسلم»: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأنا محتلم، فخطب الناس على هذا المنبر»، وهو مشكل؛ لأن الناس ذكروا مولده بعد الهجرة بسنتين إن أراد الاحتلام الشرعي، وإن أراد اللغوي وهو [] فلا إشكال، وفي كتاب ابن الحذاء: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وله ثمان سنين.(11/197)
قال: وكان ابن معين يقول: توفي له أربع وسبعين، وهو غلط، وقيل: إنه كان له يوم مات مائة وخمس عشرة سنة. انتهى كلامه وفيه نظر وكأنه.
وقال أبو أحمد العسكري: له رؤية، وأمه عاتكة بنت عوف، وتوفي وله اثنتان وستون سنة، وقيل: سبعون سنة.
وقال الكلبي: كان من علماء قريش، ومات يوم جاء نعي يزيد إلى ابن الزبير.
وفي «الاستيعاب»: كان فقيها من أهل الفضل والدين، مات في حصار الحصين لابن نمير بمكة مستهل ربيع الأول لسنة أربع وستين، وهو معدود في المكيين، وكان لفضله ودينه وحسن رأيه يغشاه الخوارج وتعظمه وتنتحل رأيه، وقد برأه الله تعالى منهم.
وقال خليفة بن خياط: أمه امرأة من بني زهرة.
وقال ابن حبان: قدم به المدينة في النصف من ذي الحجة سنة ثمان عام الفتح، وقيل: مات سنة اثنتين وسبعين، وله ثمان وستون سنة وقد قيل أقل من هذا.
وفي كتاب ابن عساكر: يكنى أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عثمان، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة.
وقال الهيثم بن عدي: مات سنة سبعين، كذا ذكره في «تاريخه الصغير»، وقال في «الكبير»: سنة أربع وستين، وفي «الطبقات» ذكره في الطبقة الأولى التي(11/198)
بعد الصحابة، وقال: قتل مع ابن الزبير.
وقال مصعب: أمه عاتكة، وأمها الشفاء؛ هاجرتا. وقال الزبير: كان ممن يلزم عمر بن الخطاب، وكان من أهل الفضل والدين، وكانت الخوارج تنتحل رأيه ويعظمونه، [. . .]
وذكر البلاذري في كتابه «الأنساب» أنه توفي في شهر ربيع الأول، وكذا ذكره يحيى بن بكير بنحوه، زاد البلاذري: وكان عالما بأمور قريش، قال الشاعر:
ومسورا وابن عوف مصعبا صرعت ... هذا الشجاع وهذا الناسك الفهم
وقال البرقي والطبري: أمه رملة بنت عوف، وكان تحته جويرية بنت عبد الرحمن بن عوف، قال البرقي: ويقال: أم المسور زينب بنت خالد بن عبيد بن سويد بن جابر بن تيم الكنانية، ويقال: عاتكة بنت عوف بن عبد عوف، والأولى أشهر، وعده مسلم في أهل المدينة.
وفي «تاريخ المنتجالي»: كان يعدل بالصحابة وليس منهم، وكان قال: إن يزيد بن معاوية يشرب الخمر، فبلغه ذلك، فكتب يزيد إلى أمير المدينة، فجلده الحد، فقال المسور:
أيشربها صرما يفض ختامها ... أبو خالد ويجلد الحد مسور
وقيل: مات سنة أربع وستين، وقيل: أربع وسبعين.
وفي الكلاباذي عن أبي عيسى الترمذي: مات سنة إحدى وسبعين.
وفي كتاب القراب عنه: اثنتين وسبعين، قال القراب: والأصح أربع وستين.
وزعم المزي أن الفلاس قال: مات في ربيع الآخر سنة أربع وستين، أصابه الحجر وهو يصلي في الحجر، فمكث خمسة أيام، والذي في «تاريخه» - ونقله عنه الباجي وغيره أيضا: أصابه المنجنيق وهو يصلي، فمكث خمسة(11/199)
أيام، ثم مات في ربيع الأول.
وفي «تاريخ القراب» عن أبي حسان الزيادي قال: مات سنة أربع وستين في ربيع الأول، يكنى أبا عبد الله، روى عنه فيما ذكره الطبراني محمد بن قيس وقيس بن عبد الملك بن مخرمة.
وفي «تاريخ واسط»: والعباس بن عبد الرحمن بن ميناء الواسطي.
4565 - (د) المسور بن يزيد الكاهلي الأسدي المالكي، من بني أسد بن خزيمة بن مدركة.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: هذا الرجل ليس من الأولين في شيء، لأن أولئك بكسر الميم وسكون السين وتخفيف الواو، وهذا بضم الميم وفتح السين وتشديد الواو، كذا نص عليه ابن ماكولا وغيره.
الثاني: مالك بن ثعلبة بن داود بن أسد بن مخرمة، لا يجتمع مع كاهل ابن أسد بن خزيمة؛ فإنه أخو دودان، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب ابن ماكولا عن البخاري: له حديث واحد في الصلاة لا يعرف.
وزعم أبو أحمد العسكري وابن عبد البر أنه كوفي، وفيهم ذكره ابن سعد وغيره.(11/200)
4566 - (خ م د س) المسيب بن حزن بن أبي زهير بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، أبو سعيد المخزومي.
قال ابن عبد البر: كان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، هاجر مع أبيه حزن.
وقال مصعب: الذي لا يختلف أصحابنا فيه أن المسيب وأباه من مسلمة الفتح.
وقال أبو أحمد العسكري وذكر هذا القول: أحسبه وهم؛ لأنه حضر بيعة الرضوان.
وقال ابن سعد: أمه أم الحارث بنت شعبة بن عبد الله بن أبي قيس، وأمها أم حبيب بنت العاصي بن أمية، فولد المسيب سعيدا الفقيه وعبد الرحمن درج وعمرا، وأبا بكر، ومحمدا، والسائب، وأمهم أم سعيد ابنة عثمان بن حكيم، أبنا محمد بن عمر، ثنا قيس بن الربيع، عن طارق، عن سعيد، عن أبيه قال: كنا في الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم حين صده المشركون، فأنشأناها يعني قضيناها، قال محمد بن عمرو: ولا يعرف هذا عندنا، وإنما أسلم المسيب مع أبيه يوم فتح مكة شرفها الله تعالى، وكذا أخوه حكيم بن حزن المقتول باليمامة.
وزعم البرقي أن له أخا يسمى السائب، وآخر اسمه عبد الرحمن، وآخر اسمه أبو شداد.
ومن الغريب أن ابن حبان ذكره في «ثقات التابعين».(11/201)
وقال ابن يونس: قدم مصر لغزو إفريقية سنة تسع وعشرين.
4567 - (ع) المسيب بن رافع الكاهلي، أبو العلاء الكوفي الأعمى، والد العلاء.
قال البخاري: قال علي بن أبي نعيم وجرير عن المغيرة، قالا: إن مسيب بن رافع هو تغلبي، نسبه ابن أبي أويس عن ابن إسحاق.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن أبي عاصم وغيره: مات سنة خمس ومائة، نظر؛ لأن ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات» قال: مات سنة خمس ومائة، لو رآه لما عدل عنه إلى غيره، وكان ذكره معددا له كما من شأنه تعداده المؤرخين، إذا ظفر بهم مسمين، وكما ذكره ابن حبان قاله الفلاس.
ومحمد بن سعد لما ذكره في الطبقة الثانية من أهل الكوفة قال: أبنا معن، حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن المسيب بن رافع أن عمر بن هبيرة دعاه ليوليه القضاء، فقال: ما يسرني أني وليت القضاء، وأن لي سواري مسجدكم هذا ذهبا، وخليفة بن خياط والهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة.
وقال العجلي: كوفي، تابعي ثقة.
4568 - (س) المسيب بن نجبة، كوفي.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات»، ونسبه فزاريا، وقال: قتله عبيد الله بن زياد يوم المختار في شهر رمضان سنة سبع وستين.(11/202)
وقال ابن عساكر في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رياح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة بن ذبيان شهد القادسية، وشهد مع علي بن أبي طالب مشاهده، وقتل يوم عين الوردة مع التوابين، فبعث الحصين بن نمير برأسه مع آدم بن محرز الباهلي إلى عبيد الله بن زياد، وبعث به ابن زياد إلى مروان بن الحكم فنصبه بدمشق.
وفي كتاب ابن ماكولا: روى عن الحسن بن علي بن أبي طالب، روى عنه سلمة بن كهيل، وفي هذه الطبقة ذكره مسلم.
ولما ذكره أبو أحمد العسكري في كتابه «معرفة الصحابة» قال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ليست له صحبة.
وفي كتاب الحاكم لما خرج حديثه: روى عنه كثير النواء، وعتيبة بن أبي عتيبة.
وفي «تاريخ الطبري» عن عبد الله بن عوف الأزدي: كان المسيب بن نجبة الفزاري من أصحاب علي وخيارهم، وهو الذي أشار بتولية سليمان بن صرد، ولما سئل عنه زفر بن الحارث الكلابي قال: هذا فارس مضركم، وفارس مضر الحمراء كلها، وإذا عد من أشرافها عشرة كان أحدهم، ومع ذلك فهو رجل ناسك له دين، وقال سليمان بن صرد للتوابين: إن قتلت فأمير الناس المسيب بن نجبة، فلما قتل سليمان وأخذ الراية المسيب قال:
قد علمت ميالة الذوائب ... واضحة اللبات والترائب
أني غداة الروع والثغالب ... أشجع من ذي لبد موائب
قصاع أقران مخوف الجانب
قال أبو جعفر: وذلك في شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين، وكذا ذكره أبو حسان الزيادي وغيره.(11/203)
وقال المرزباني في «معجم الشعراء»: كان من قدماء التابعين وكبارهم، ومن أصحاب علي رضي الله عنه، وهو القائل من أبيات:
شهدت رسول الله بالحق قائما ... يبشر بالجنات والنار ينذر(11/204)
من اسمه مشاش ومشرح ومشمعل
4569 - (س) مشاش، أبو ساسان، ويقال: أبو الأزهر السليمي البصري، ويقال: المروزي، ويقال: إنهما اثنان.
وذكر المزي عن ابن أبي حاتم، عن أبيه أن البخاري جعلهما اثنين، وقال أبو حاتم: هو واحد، ولم يتبع ذلك عليه.
والذي في «تاريخ البخاري» - في غير ما نسخة قديمة بخط الأئمة، أحدها بخط أبي ذر الهروي، وأخرى كتبت في حدود الثلاثمائة - مشاش واحد، ذكره في باب الأفراد فقال: مشاش أبو ساسان الواسطي، سمع الضحاك وعطاء، روى عنه شعبة وهشيم، نسبه هشيم.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» الذي نقل المزي توثيقه من عنده، نسبه واسطيا، وقال: أصله من خراسان، ونسبه سلميا، والله أعلم.
4570 - (عخ د ت ق) مشرح بن هاعان المعافري، أبو المصعب المصري.
قال العجلي: مصري، تابعي ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: يخطئ ويخالف.
وقال في كتاب «الضعفاء»: انقلبت عليه صحائفه، فكان يحدث ما سمع من هذا عن ذاك وهو لا يعلم، فكل ما روى عن عقبة هو ما سمعه من الحسن بن(11/205)
عمارة، فبطل الاحتجاج به.
وذكر العقيلي عن موسى بن داود قال: بلغني أن مشرحا كان ممن جاء مع الحجاج بن يوسف، ونصب المنجنيق على الكعبة المشرفة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقات قال: له أحاديث.
وحكى ابن الأنباري وأبو حاتم في «لحن العامة» عن الأصمعي: فتح الميم من مشرح والراء وسكون الشين المعجمة، وأما ابن ماكولا وغيره فبكسر ومبهمة، والله أعلم.
وقال ابن يونس في «تاريخه» - الذي نقل المزي عنه وفاته بوساطة صاحب «الكمال» فيما أرى: رأيته في ديوان المعافر بمصر في الأخمور، وله ولد يقال له: مصعب بن مشرح، وكان مشرح على المنجنيق الذي رمى به الحجاج بن يوسف الكعبة المشرفة لقتال ابن الزبير، وقال بعضهم: كان هاعان يعرف بلحي.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل مصر.
وزعم الصريفيني أن ابن حبان خرج حديثه، وكذلك الحاكم، وحسنه أبو علي الطوسي، وذكره الفارسي في جملة الثقات.(11/206)
4571 - (ق) مشمعل بن إياس، ويقال: ابن عمرو بن إياس، المزني البصري.
عاب المزي على صاحب «الكمال» ذكره في شيوخه عمرو بن سليم الزرقي، وقال: الصواب عمرو بن سليم المزني. انتهى، الذي ذكره صاحب «الكمال» ذكره جماعة، منهم أبو حاتم بن حبان البستي.
ولما خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» قال: ومشمعل بن إياس قليل الحديث.
ونسبه ابن حبان في كتاب «الثقات» أسديا.
وقال ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال يحيى: مشمعل بن إياس بصري ثقة، ومشمعل بن ملحان صالح الحديث، إلا أن المشمعل بن إياس أوثق منه كثيرا، وفي رواية ابن أبي خيثمة: المشمعل الذي روى عنه يحيى بن سعيد القطان ثقة.
وفي الرواة شيخ آخر اسمه:
4572 - مشمعل بن فاتك الغطفي.
قال الصريفيني: أدرك الإسلام، فأسلم وحسن إسلامه. ذكرناه للتمييز بينهما.(11/207)
من اسمه مصدع ومصرف
ومصعب ومصفح
4573 - (م 4) مصدع، أبو يحيى الأعرج المعرقب، مولى معاذ بن عفراء، ويقال: مولى عمرو بن العاص.
قال عمار الدهني: كان مصدع أبو يحيى عالما بابن عباس. كذا ذكره المزي، وهو غير جيد، إنما قائل هذا مسلم البطين، رواه عنه عمار الدهني.
قال النسائي في «الكنى»: أبنا إبراهيم بن يعقوب، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمار الدهني، عن مسلم البطين قال: رأيت أبا يحيى الأعرج، وكان عالما بحديث ابن عباس، اجتمع هو وسعيد بن جبير فتذاكرا حديث ابن عباس، وثنا إبراهيم بن يعقوب، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمرو قال: سمعت أبا يحيى مصدعا الأعرج، وكان صديقا لي، زاد اللالكائي: أبنا عبيد الله بن محمد، أبنا حمزة بن محمد بن الفضل، ثنا إسماعيل ابن علية، أبنا سفيان قال: قال عمرو: سمعت أبا يحيى مولى معاذ بن عفراء، وكان عالما بحديث ابن عباس يقول.
وزعم المزي أن صاحب الكمال قال: ويقال: اسمه زياد، قال المزي: وذلك آخر يروي عن ابن عباس، روى عنه عطاء بن السائب. انتهى. صاحب الكمال ليس بأبي عذرة هذا القول، قد قاله قبله اللالكائي، وكأنه من غمده نقله، واللالكائي تبع في ذلك أبا أحمد الحاكم في كتابه «الكنى»، فإنه قال: أبو يحيى مصدع، ويقال: زياد الأنصاري، مولى معاذ بن عفراء المعرقب الأعرج، زوج نضرة ابنة أبي نضرة عن علي بن أبي طالب، روى عنه سعيد بن أوس وسعيد بن أبي الحسن.
أبنا أبو بكر الإسفرائيني، ثنا صالح يعني ابن أحمد، ثنا علي يعني ابن عبد الله، سمعت سفيان قال: قال عمرو: اسم أبي يحيى الأعرج مصدع.(11/208)
سمعت محمد بن يعقوب، سمعت العباس، سمعت يحيى يقول: اسم أبي يحيى الأعرج زياد.
ولما ذكر أبو أحمد أبا يحيى مولى مستمر بن مخرمة سماه زيادا.
ولما ذكر أبو عمر في «الاستغناء» قول ابن أبي خيثمة: سألت يحيى عن أبي يحيى الأعرج فقال: اسمه زياد، وهو مكي، ثقة ليس به بأس. قال: هذا يدل من قول يحيى أن أبا يحيى الأعرج مصدع هو هذا عنده، واسمه زياد، وعلى هذا يكون مصدع لقبا، وقد ذهب أبو زرعة في ذلك إلى نحو قول يحيى بن معين، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي، وقيل له أن أبا زرعة قال: أبو يحيى زياد مولى ابن عفراء ثقة. فقال: يروى عنه. قال: أبو عمر أكثر أهل العلم بالحديث يجعلوهما رجلين يرويا عن ابن عباس؛ الأول مصدع، والآخر اسمه زياد، وقال علي بن المديني: أبو يحيى الذي روى عنه ابن السائب عن ابن عباس يقال له: زياد الأنصاري، وقال في موضع آخر: أبو يحيى زياد مولى مخرمة، روى عنه ابن السائب وحصين بن عبد الرحمن، وليس هو أبو يحيى الأعرج، أبو يحيى الأعرج اسمه مصدع، وهو أيضا مولى الأنصار، وهو المعرقب، عرقبه بشر بن مروان. قلت لسفيان: في أي شيء؟ قال: في التشيع.
قال علي: روى مصدع عن كعب بن عجرة، وهو الذي مر به علي بن أبي طالب فقال له: تعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت. روى عنه شمر ابن عطية، ومسلم البطين، وأبو سليمان مولى يحيى بن يعمر،(11/209)
والمنهال بن عمرو.
وزعم المزي أن سعدا أو سعيد بن أوس زوج نضرة بنت أبي نضرة، وقد تقدم من عند الحاكم - أن زوجها إنما هو أبو يحيى نفسه.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
وفي تاريخ البخاري «الأوسط» عن سعد بن أوس: حدثني مصدع أبو يحيى الأنصاري زوج نضرة ابنة أبي نضرة، وكان أدرك عمر، يروي عن ابن عباس وعائشة، وهو المعرقب. وقال عبدان: عن أبي جمرة، عن عطاء، عن أبي يحيى الأنصاري، عن ابن عباس: اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال علي: هو مولاه. ثنا ابن معين، ثنا عبيدة بن حميد، عن حصين، عن زياد أبي يحيى هو المكي.
وقال الحربي في كتاب «العلل»: مصدع لم يلق عمر بن الخطاب.
وقال ابن حبان: كان يخالف الأثبات في الروايات، وينفرد عن الثقات بألفاظ منكرات، وقال العقيلي: عرقب في التشيع، وقال العجلي: عرقبه بشر لحبه لعلي.
وفي كتاب الحازمي عنه قال: مر بي علي بن أبي طالب وأنا أقص بالكوفة، فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا أبو يحيى. قال: لست بأبي يحيى، فلعلك تقول: اعرفوني، اعرفوني. ثم قال: هل علمت الناسخ من المنسوخ؟ قلت: لا. قال: هلكت وأهلكت. فما عدت بعد أن أقص على أحد.(11/210)
4574 - (د) مصرف بن عمرو بن السري بن مصرف اليامي، أبو القاسم الهمداني، ويقال: أبو عمرو الكوفي، والد أحمد، وابن أخي طلحة، ويقال: إنه من ولد طلحة بن مصرف.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات» - الذي نقل المزي توثيقه من عنده: يكنى أبا بكر. كذا هو في غير ما نسخة صحيحة.
وقال ابن عساكر: مات في شوال سنة أربعين ومائتين.
4575 - (د س ق) مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، جد مصعب بن عبد الله المدني.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، انتهى. إن كان رآه في أصل فقد أغفل منه تكنيته بأبي عبد الله، وأغفل منه قوله أيضا: قد أدخلته في الضعفاء، وهو ممن أستخير الله تعالى فيه. ولما ذكره في جملة الضعفاء قال: انفرد بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه.
وقال الجوزجاني: لم أر الناس يحدثون عنه، وفي نسخة: يحمدون حديثه، وقال الرازي فيما ذكره أبو الفرج: لا يحتج به.
وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ليس بالقوي.(11/211)
وذكره أبو العرب والعقيلي في «جملة الضعفاء»، وقال الساجي: صدوق.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة كناه أبا عبد الله، وقال: أمه أم ولد، ومن ولده عبد الله، وتوفي بالمدينة سنة سبع وخمسين ومائة، وكان كثير الحديث، يستضعف.
وفي كتاب الزبير بن أبي بكر: كانت أم مصعب بن ثابت مولدة عند سكينة ابنة الحسين، بعث بها خالها الكلبي تبيعها وتشتري له بثمنها إبلا، وكان عمرو بن حسن بن علي أراد شراءها، فكرهته، فغضبت عليها سكينة، وقالت: تكرهين ابن عمي، وامتهنتها بالخدمة، فلقيها يوما ثابت بن عبد الله وفي يدها رأس كبش تحمله يسيل دمه على ذراعها، تذهب به إلى بعض أهلها، وكان ثابت بدويا يتفائل، فوقع في نفسه أنها ستلد رجلا يكون رأسا، فدخل على سكينة فسألها عنها، فأخبرته خبرها، وقالت له: أنت صاحب إبل، فاشترها مني بإبل، فقال: قد أخذتها بمائة ناقة، فباعته إياها، فوطئها، فحملت بمصعب بن ثابت، وكان من أعبد أهل زمانه، صام هو ونافع بن ثابت من عمرهما خمسين سنة. وعن يحيى بن مسكين قال: ما رأيت أحدا أكثر ركوعا وسجودا من مصعب؛ كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، ويصوم الدهر، وحدثني مصعب بن عثمان وخالد بن وضاح، قالا: كان مصعب يصلي في يومه وليلته ألف ركعة، ويصوم الدهر، وكان حسن الوجه من رجل، قد قسم جلده على عظمه من العبادة، وكان من أبلغ أهل زمانه.
حدثني مصعب بن عثمان قال: ما سمعت مصعب بن ثابت قط يتكلم إلا قلت: لو سمعته يتكلم من وراء جدار لقلت: يهذه من كتاب.
وحدثني خالد بن اللجلاج قال: كان مصعب ربما ينزل من قصره بالعقيق، فربما صلى في قراراته بالعقيق ثم عرضت له الدعوة بعد ما ينصرف، فيرفع يديه يدعو فيذهب الذاهب إلى المدينة فيقضي حاجته ويرجع وهو في دعائه، ولما(11/212)
أراد محمد بن عمران حبسه قال: سلطانك يا ابن عمران يحبسنا، ثم أنشد:
فما بعقوبة السلطان بأس ... إذا لم يجنها يوم فجور
وتوفي مصعب وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: وقيل له: هل روى حديث هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا «أرهقوا القبلة» غير مصعب بن ثابت؟ فقال: لا. فقلت: ثابت بن من؟ قال: ابن عبد الله بن الزبير، ليس بالقوي.
ولهم شيخ اسمه:
4576 - مصعب بن ثابت بن أبي قتادة.
قال البخاري: روى عنه يزيد بن أبي حبيب والجعيد، ذكرناه للتمييز.
4577 - (ع) مصعب بن سعد بن أبي وقاص، أبو زرارة الزهري، المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال الواقدي وعمرو بن علي وابن نمير وأبو حاتم: مات سنة ثلاث ومائة، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب ابن حبان؛ إذ لو رآه لذكره كما ذكر من أسلفنا، فإنه أيضا قال في كتاب الثقات: مات سنة ثلاث ومائة.
وفي قول المزي: وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، نظر؛ لأن من يروي عند ابن سعد عن طلحة بن عبيد الله وعلي بن أبي طالب لا يحسن ذكره عنده في الطبقة الثانية، والذي في كتابه ذكره في الطبقة الأولى من الطبقات الكبير، وقال: أمه خولة ابنة عمرو بن أوس بن سلامة الوائلية، ومن(11/213)
ولده زرارة ويعقوب وعقبة.
وفي الأولى أيضا ذكره مسلم.
وقال الحاكم النيسابوري: كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من كبار التابعين.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
ومن عادة المزي أن يذكر في بعض الأسماء من الوفيات من عند ابن أبي عاصم وعلي بن عبد الله التميمي، وهنا لم يذكره، وهما قد نصا عليها، ولكن كأن الشيخ استروح إلى النقل من كتاب الكلاباذي، فإنه ذكر وفاته من عند الفلاس والواقدي وابن نمير، كما سلف من عند المزي، وكذلك ابن قانع وابن المديني في آخرين.
وفي تاريخ البخاري «الصغير»: لم يسمع مصعب من عكرمة بن أبي جهل.
4578 - (م د تم س) مصعب بن سليم القرشي مولاهم، الكوفي، عريف بني زهرة.
قال البخاري: مصعب بن سليم الزهري، قاله مروان بن معاوية، هو مولى الزبير، سمع أنسا، روى عنه وكيع وأبو نعيم، وقال ابن عيينة: مصعب بن المثنى العبدي، المثنى بن بلال هو عريف بني زهرة.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
4579 - (ت) مصعب بن سلام التميمي، كوفي، نزيل بغداد.
قال الآجري: سألت أبا داود عن مصعب بن سلام، فقال: ضعفوه(11/214)
بأحاديث، انقلبت عليه أحاديث ابن شبرمة.
وقال البزار: ضعيف جدا، عنده أحاديث مناكير. وقال الساجي: ضعيف، منكر الحديث.
وذكره أبو جعفر العقيلي وأبو العرب القيرواني وأبو محمد ابن الجارود في جملة الضعفاء.
وابن شاهين في الثقات.
4580 - (م 4) مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، الحجبي المكي.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي ولا الحافظ.
وقال أبو أحمد ابن عدي: تكلموا في حفظه.
ولما ذكره أبو نعيم الحافظ وأبو موسى المديني في «معرفة الصحابة» قالا: قد اختلف في صحبته، وكذا ذكره في «نقعة الصديان».
وقال العجلي: مدني ثقة.
4581 - (ق) مصعب بن عبد الله بن أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم.
قال ابن حبان في كتاب الثقات والزبير بن بكار والكلبي وغيرهم:(11/215)
مصعب بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي أمية، زاد الزبير: وهو أخو محمد وقريبة، وأمهم زينب بنت مصعب بن عمير، وموسى بن عبد الله بن عبد الله بن أبي المغيرة.
وخرج الحاكم حديثه في مناقب عكرمة بن أبي جهل.
وقال العجلي: مدني، تابعي ثقة.
وذكره مسلم في الأولى من المدنيين.
4582 - (س ق) مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو عبد الله، مدني، سكن بغداد.
وقال الزبير: أمه أمة الجبار بنت إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير، وأمها فاختة، من ولد الأسود بن أبي البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد.
وفي ذلك يقول مفتخرا بطرفيه:
إني امرؤ خلطت قريش مولدي ... فحللت من سماكها والفرقد
ضمت علي لها قرابة بيننا ... حسن الثناء عليهم في المشهد
تدعا قريش قبل كل قبيلة ... في بيت مرحمة وملك آيد
بيت تقدمه النبي ورهطه ... متعطفون على النبي محمد
فإذا تنازعت القبائل مجدها ... وتطاول الأنساب بعد المحتد
وتواشجوا نسبا إلى آبائهم ... قبض الأصابع راحتاها باليد
نسجت على سداءها ولحامها ... أسد وقال زعيمها لا تبعد
وحللت حيث أحب من أنسابهم ... بين الزبير وبين آل الأسود(11/216)
وقال ابن أبي صبح يمدحه لما أراده أن يقدم عليه اليمن لما وليها أبوه من أبيات:
تقول ابنة الزيدي: أصبحت ... وافدا على ملك أي الملوك تريد
فقلت لها: مستورد حوض مصعب ... فقالت: وأنى والمسير بعيد
فقلت لها: لو كنت في سجن عارم ... بدماط قد شدت علي قيود
لسارت إليه مدحه مزينة ... يلذ بها في المنشدين نشيد
إذا مصعب أبدى لك الباب وجهه ... جلا وجهه عنك الظلام فأنجما
وفيه يقول خماش بن الأبرش من أبيات:
فيا مصعب بن المصعبين كلاهما ... ومن يلدا يفخر على الناس مفخرا
وجدتك أنت الفرع من آل غالب ... إذا خيرت كنت الفتى المتخيرا
وقال المرزباني: كان شاعرا راوية، يمدح الرشيد وهو حديث السن، ودخل إليه مع أبيه، ومن شعره ينهى عن الجدال في الدين:
أأقعد بعد ما رجفت عظامي ... وصار الموت أقرب ما يليني
أجادل كل معترض خصيم ... وأجعل دينه غرضا لديني
وكان الحق ليس به خفاء ... أغر كغرة الفلق المبين
وما عوض لنا منهاج جهم ... بمنهاج ابن هاشم الأمين
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه بعد ذكره إياه في كتاب الثقات.
وكذلك الحاكم أبو عبد الله النيسابوري.
وقال مسلمة بن قاسم: ثقة.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: كان عالما بالنسب، عارفا بأنساب العرب.(11/217)
وقال العباس بن مصعب - فيما ذكره الخطيب: أدركته ببغداد، وهو أفقه قرشي في النسب.
وقال ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين»: مدني ثقة، مات ببغداد.
4583 - (مد) مصعب بن ماهان، المروزي ثم العسقلاني.
في كتاب العقيلي ذكره أبو عبد الله أحمد بن حنبل فأثنى عليه خيرا، وقال: كان جاءني إنسان مرة بكتاب عنه، فإذا هو كثير الخطأ، فأرى ذاك من الذي كتب عنه، فلما نظرت بقايا حديث فإذا هي متقاربة، وفيها شيء من الخطأ.
وفي كتاب المنتجالي: قال ابن وضاح: آدم بن أبي إياس، ومصعب بن ماهان، ومحمد بن يوسف الفريابي؛ نظراء ثقات. قال المنتجالي: وكان رجلا صالحا، لا يرى إلا في بيته أو المسجد، ولا يحمل أحدا حاجته حتى مات رحمه الله تعالى.
وفي قول المزي: قال أبو بكر بن أبي عاصم: مات سنة ثمانين ومائة، وقال أحمد بن حنبل ويعقوب بن سفيان: مات سنة إحدى وثمانين، نظر؛ لأن الذي في تاريخ ابن أبي عاصم نسختين جيدتين سنة ثمانين ومائة: عبد الوارث، وعبيد الله، وصدقة بن خالد، ثم قال: سنة إحدى وثمانين ومائة مصعب بن ماهان وإسماعيل بن عياش، وذكر آخرين، وأما ما ذكره عن أحمد فيشبه أن يكون أحمد فيه راويا لا مستقلا، وذلك أنه ذكر في تاريخه رواية عثمان بن خرزاذ: بلغني أن مصعب بن ماهان مات سنة إحدى وثمانين، والمزي رحمه الله تعالى هو في هذا كله مقلدا لما في تاريخ ابن عساكر، وأبو القاسم ذكر في تاريخه عن أبي عاصم كما ذكرناه، فيحتمل أن النسخة التي نقل منها الشيخ كانت مغلوطة، والله تعالى أعلم.(11/218)
4584 - (د س ق) مصعب بن محمد بن شرحبيل العبدري المكي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عبد الله الحاكم.
وفي «تاريخ» البخاري: كان واليا بمكة، روى عنه ابن عيينة، وقال: كان رجلا صالحا.
وقال الفسوي في «تاريخه»: ثنا سعيد، عن سفيان، عن مصعب بن محمد بن شرحيل أحد بني عبد الدار، حسن الحديث.
4585 - (م ت س ق) مصعب بن المقدام، أبو عبد الله الخثعمي مولاهم، الكوفي.
ذكره ابن شاهين في كتاب الثقات، وقال: قال يحيى بن معين: مصعب بن المقدام صالح، لا بأس به.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان وأبو علي الطوسي والحاكم، وقال ابن قانع: كوفي صالح.
وقال العجلي: كوفي متعبد.
وقال الساجي: ضعيف الحديث، وكان من العباد أصحاب داود الطائي، وقال أحمد بن حنبل: كان رجلا صالحا، فرأيت كتابا له فإذا هو كثير الخطأ، ثم نظرت بعد في حديث، فإذا أحاديثه متقاربة عن الثوري.
وقال الخطيب: وصفه بالثقة يحيى بن معين وغيره من الأئمة.(11/219)
4586 - (عس) مصفح العامري.
كذا ذكره المزي، وزعم أن ابن حبان ذكره في كتاب الثقات، والذي تظافرت عليه نسخ كتاب الثقات مصبح بالباء.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: مصفح، ويقال: مصبح.
قال ابن حبان: شيخ، شهد مع علي بن أبي طالب النهروان.(11/220)
من اسمه مضارب ومطر
4587 - (ق) مضارب بن حزن، ويقال: بشير التميمي المجاشعي، ويقال: العجلي، أبو عبد الله البصري، ويقال أنهما اثنان، ويقال أنهم ثلاثة.
كذا ذكره المزي، وما أدري من هو الذي جمع بينهم. هذا ابن أبي حاتم عن أبيه ذكرهم ثلاثة، فقال: مضارب بن حزن التميمي، ثم قال: مضارب العجلي من بكر بن وائل، ثم قال: مضارب بن بشير التميمي، وكذا فعله البخاري، وأما ابن حبان فذكر في كتابه واحدا هو ابن حزن المازني، ومضارب العجلي، وقال: إن لم يكن ابن حزن فلا أدري من هو.
وذكر أبو موسى [].
وابن سعد فذكر ابن حزن في الموضع الذي أشار المزي له، فينظر. والله تعالى أعلم.
4588 - (خت م 4) مطر بن طهمان الوراق، أبو رجاء الخراساني، مولى علباء السلمي، سكن البصرة.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، كذا ذكره المزي، وابن حبان لما ذكره فيهم(11/221)
قال: ربما أخطأ، وكان معجبا برأيه، ولقد ثنا محمد بن أحمد المسندي، ثنا محمد بن نصر الفراء، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا حجاج قال: سمعت شعبة يقول: قال مطر الوراق: هؤلاء لا يحسنون يحدثون.
حدثنا أبو التياح، عن الفداك، قال أحمد: أراد أبا الوداك فقال الفداك، ولما احتضر أوصى إلى فرقد السبخي، وكان قتادة قد أوصى إلى مطر، وقال ابن شوذب: سأل رجل مطرا عن حديث فحدثه، فسأله عن تفسيره فقال: إنما أنا زاملة. فقال: جزاك الله من زاملة خيرا، فإن عليك من كل حلو وحامض.
وفي «نوادر ابن أبي داود»: قال مطر: غضبت على أبي يوما []، فغضب يوما، فلم أزل أعرف ذلك في عملي إلى اليوم.
وقال البزار: ليس به بأس، رأى أنسا وحدث عنه بغير حديث، ولا نعلم سمع منه شيئا، ولا نعلم أحدا ترك حديثه.
وقال البخاري: مات قبل الطاعون.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة قال: كان فيه ضعف في الحديث.
وقال العجلي: بصري، لا بأس به. وفي نسخة: ثقة، قيل له: تابعي هو؟ قال: لا.
وقال أبو عبيد: سمعت أبا داود، وذكر مطر بن طهمان، فقال: ليس هو عندي(11/222)
بحجة، ومطر لا يقطع به في حديث إذا اختلف.
وقال الساجي: صدوق يهم، وقد روى عنه شعبة بن الحجاج.
وذكره أبو جعفر العقيلي وأبو العرب القيرواني في جملة الضعفاء.
وزعم الحاكم وغيره أن مسلما إنما روى له في الشواهد.
وفي «ربيع الأبرار» للزمخشري قولا غريبا، وهو: خرج مطر مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن، فأتى به المنصور، فقال له: يا ابن الزانية. قال: إنك تعلم إنها خير من سلام، قال: يا أحمق! قال: ذاك من باع دينه بدنياه، فرمى به من سطح، فمات.
وقال ابن القطان: ومطر صالح الحديث، يشبه في سوء حفظه بابن أبي ليلى حزم.
4589 - (خ د) مطر بن عبد الرحمن العنزي الأعنق، أبو عبد الرحمن البصري.
قال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»: يروي المقاطيع.
وذكره أبو.
4590 - (مد ت) مطر بن عكامس السلمي، يعد الكوفيين، له صحبة.
قال أبو أحمد العسكري: يقوله بعضهم بالسين، وبعضهم بالشين.
وذكره ابن أبي خيثمة بالشين المنقوطة، وقال بعضهم: ليست له صحبة، وأكثرهم يدخله في المسند.(11/223)
وقال البغوي ويحيى بن معين والنسائي وابن عبد البر في آخرين: لم يرو عنه إلا أبو إسحاق السبيعي.
ولما خرج الحاكم أبو عبد الله حديثه قال: صحيح على شرط الشيخين.
وفي كتاب الصريفيني: ويقال في نسبه أيضا: العبدي.
وقال أبو القاسم الطبراني: عكامس، ويقال: عكابس، وقد اختلف في صحبته.
وذكره أبو الفضائل العربي في المختلف في صحبتهم.
وقال ابن حبان: له صحبة.
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم: عن يحيى بن معين، وسئل: له صحبة؟ قال: لا، وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن مطر بن عكامس، هل له صحبة؟ قال: لا يعرفه له صحبة، قلت: رأى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أدري، لم يرو إلا هذا الحديث.
وفي كتاب «المراسيل» للبرديجي: مطر لم يرو عنه غير السبيعي، ولا تصح له صحبة، فينظر في جزم المزي بصحبته من غير تردد.
4591 - (خ) مطر بن الفضل المروزي.
قال صاحب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: مات بفربر، ودفن هناك، روى عنه - يعني البخاري - خمسة أحاديث.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ثقة.(11/224)
وقال ابن عدي: عنده أصناف زائدة يحدث بها.
4592 - (ق) مطر بن ميمون المحاربي الإسكاف، أبو خالد الكوفي.
قال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره أبو الفرج: متروك.
وقال الساجي: منكر الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وفي كتاب ابن الجارود: عنده مناكير.
وقال أبو سعيد النقاش وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري: روى عن أنس الموضوعات.
وذكره العقيلي والقيرواني في جملة الضعفاء.
وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف.(11/225)
من اسمه مطرح ومطرف
4593 - (ق) مطرح بن يزيد الأسدي الكناني، أبو المهلب الكوفي، عداده في الشاميين.
قال ابن حبان: لا يروي إلا عن علي بن يزيد وابن زحر، وكلاهما ضعيف، فكيف يتهيأ الجرح لمن لا يروي إلا عن الضعفاء، ولكنه لا يحتج به؛ لأنه يروي عن الضعفاء.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وليس بثقة، ضعيف.
وقال البخاري: منكر الحديث، وذكره ابن الجارود والعقيلي والبلخي وأبو العرب والدولابي والساجي وابن شاهين ويعقوب بن سفيان في جملة الضعفاء.
وقال العجلي: ضعيف الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.(11/226)
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب الثقات قال: قال ابن عمار: روى عن الناس، وما سمعت إلا خيرا.
وذكر المزي أن أبا حاتم قال: لا أعرف مطرحا غير ابن يزيد، ولم يتبع ذاك عليه، وليس جيدا؛ لأن الحافظ أبا موسى المديني ذكر مطرح بن جندلة السلمي في «جملة الصحابة» رضي الله عنهم، ومطرح بن حوالة، قال أبو سعيد النقاش: سماه النبي صلى الله عليه وسلم لما أسلم مطرح بن الإسلام. ومطرح، قال عبد الرزاق: أبنا سفيان، عن مطرح، عن الحسن قال: قال عمر: روع اللص، وقال بعضهم: مطرف ذكره البخاري بعد مطرح الأسدي وابن يزيد.
وأما ابن حبان فذكر ابن يزيد في الضعفاء كما تقدم، وذكر الأسدي الراوي عنه ابن نمير في ثقات أتباع التابعين.
4594 - (ع) مطرف بن طريف الحارثي، ويقال: الخارفي، أبو بكر، ويقال: أبو عبد الرحمن، الكوفي.
قال ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: قال سفيان بن عيينة: لقيني مطرف، فقال: ما بالك لا تأتينا؟ وهو على حمار، فقلت: وليت شيئا من الصدقة، فبكى، وقال: أتغفلوني؟ وكان كأنه يثني عليه، قال سفيان: وكان مطرف يقول: والله لأنتم أحب إلي من أهلي. قالوا: وتوفي مطرف في خلافة أبي جعفر، وقال في موضع آخر: أول خلافة أبي جعفر.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة: مطرف بن طريف، مولى بني الحارث بن كعب، مات سنة إحدى وأربعين ومائة.(11/227)
وقال الهيثم في الطبقة الرابعة: مولى الحارث بن كعب، مات أول ما قام أبو جعفر.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مطرف بن طريف الأشجعي، كان من أصحاب الشعبي، صالح الكتاب، ثقة، ثبت في الحديث، ما يذكر عنه إلا خير في المذهب.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب الثقات قال: قال عثمان - يعني ابن أبي شيبة: هو ثقة صدوق، وليس بثبت.
وقال يعقوب بن شيبة في مسنده: مطرف بن طريف ثقة ثبت.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
4595 - (ع) مطرف بن عبد الله بن الشخير، الحرشي العامري، أبو عبد الله البصري، أخو يزيد وهاني.
قال محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقة الثانية من أهل البصرة: مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر، قال قتادة: كان مطرف إذا كانت - يعني الفتنة - نهى عنها وهرب، وكان الحسن ينهى عنها ولا يبرح. وعن ثابت، عن مطرف قال: لبثت في فتنة ابن الزبير تسعا أو سبعا ما أخبرت فيها بخبر وما استخبرت فيها عن خبر، ولما دعي ليخرج مع ابن الأشعث فأبى، وكذلك لما دعته الحرورية إلى رأيها، وعن أبي طلحة: تزوج امرأة على ثلاثين ألفا وبغلة وقطيفة وقينة، يعني ماشطة ورحالة، ومات مطرف في ولاية الحجاج بن يوسف على العراق بعد الطاعون الجارف، وكان الطاعون سنة سبع وثمانين في خلافة الوليد بن عبد الملك.(11/228)
وقال خليفة في الطبقة الأولى: عمر حتى مات بعد ابن الأشعث سنة ست وتسعين.
وفي تاريخ المنتجالي: ثقة، رجل صالح، قال الحسن: لقد تكلم مطرف على هذه الأعواد بكلام ما قيل قبله، ولا يقال بعده، وكان ينزل ماء على ثلاث ليال من البصرة، ويأتي البصرة يوم الجمعة، فيقال أنه كان ينور له في سوطه. وله عقب بالبصرة.
قال ابن قتيبة: مات في خلافة عبد الملك بعد سنة سبع وثمانين.
وعن مطرف قال: لقيت عليا حين دخل البصرة، فلصقت به، فقال: حب عثمان مطا بك عنا! قال: فاعتذرت إليه، فقال: أما إنه كان خيرنا وأفضلنا. وعن حفص ابن عمر، قال مطرف: لا يراني الله تعالى آكلا بنهار ولا نائما بليل، ومات عمر بن الخطاب ومطرف ابن عشرين سنة، انتهى. فعلى هذا يكون مولده بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، وأنه أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم سبعا أو أكثر، ولهذا - والله أعلم - ذكره ابن فتحون في كتاب الصحابة، وإن ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات» قال: ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم، مات عمر وله عشرون سنة، ومات بعد الطاعون الجارف، وكان الطاعون سنة سبع وثمانين.
وكذا قاله يحيى بن سعيد فيما ذكره البخاري.
وذكره الهيثم في الطبقة الأولى، وكذا مسلم، زاد الهيثم: توفي في أول مقدم الحجاج.
وقال العجلي: بصري، تابعي ثقة، من كبار التابعين، رجل صالح، وأبوه له صحبة، وأخواه يزيد وهاني ثقتان.(11/229)
وأنشد له أبو بكر الطرطوسي في كتابه «سراج الملوك»:
وإذا السؤال مع النوال وزنته ... رجح السؤال وخف كل نوال
وإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا ... فابذله للمتكرم المفضال
وزعم المرزباني أن امرأة من بني قشير قالت:
عضت بنو وقدان أير أبيهم ... وعمرو بن وقدان الذي بالمناقب
فرد عليها مطرف بن عبد الله بقوله:
ألم تجدي مفاخرة لفضل سوى ... ذكر الدبور لك الأليل
فإذا عضضتنا سفها فعضي ... بأير أبيك أبيض ذي حجول
قال المرزباني: وكان أبوها أبرص.
وسئل أبو داود عن مطرف وابن أبي السفر، فقال: ابن أبي السفر لا بأس به، ومطرف فوقه.
4596 - (خ ت ق) مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار اليساري، الهلالي مولاهم، أبو مصعب المدني.
قال صاحب زهرة المتعلمين: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين، روى عنه - يعني البخاري - ثلاثة أحاديث.
وقال ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل المدينة: كان يسار مكاتبا لرجل من أسلم، فأدى عنه عبد الله بن أبي فروة، فهو في دعوتهم، وكان مطرف من(11/230)
أصحاب مالك، وكان ثقة، به صمم، ومات بالمدينة في أول سنة عشرين ومائتين.
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.
وزعم الشيرازي وابن عدي وغيرهما أن مطرفا لقب، ولم يذكروا له اسما غيره.
وزعم ابن ماكولا وغيره أنه قطرب؛ بالقاف والباء الموحدة.
وفي الجرح والتعديل عن الدارقطني: مطرف بن عبد الله بن مطرف ثقة.(11/231)
من اسمه مطعم ومطلب
4597 - (د س) مطعم بن المقدام بن غنيم الصنعاني الشامي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: متقن، وخرج حديثه في «صحيحه».
وزعم أبو حاتم الرازي أن البخاري فرق بين مطعم الراوي عن عطاء، روى عنه الثوري، وبين مطعم بن المقدام الراوي عن صالح العنسي، روى عنه الأوزاعي، قال أبو حاتم: هما جميعا واحد.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4598 - (ع) مطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل له: عبد المطلب.
كذا ذكره المزي، ولم ينبه على ذلك عند ذكره في حرف العين، والله أعلم.
4599 - (بخ ص ق) المطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي، ويقال: القرشي مولاهم، الكوفي، ويقال: إنه مولى جابر بن سمرة.
قال محمد بن سعد في الطبقة السابعة من أهل الكوفة: يكنى أبا محمد.(11/232)
وكان نازلا في ثقيف، وكان ضعيفا في الحديث جدا، وتوفي بالكوفة سنة خمس وثلاثين ومائة في خلافة هارون.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال العجلي: كوفي ثقة، وهو فوق وكيع في السنة.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال أحمد: ثقة.
4600 - (م ع) المطلب بن عبد الله بن حنطب، ويقال: المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم المدني.
وقيل: المطلب بن عبد الله بن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قاله أبو حاتم، وقيل: إنهما اثنان.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: أمه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص، وقد قيل: إن أمه [سلمى] بنت الحكم بن أبي العاصي، وفد إلى هشام بن عبد الملك، فأدى عنه سبعة عشر ألفا دينار، وهو ختن سعيد بن المسيب على ابنته، زوجه إياها على مهر درهمين.(11/233)
وقيل: ختنه المطلب بن السائب بن أبي وداعة، فيما ذكره ابن سعد.
وقال ابن أبي داود فيما ذكره في الحلية: هو [. . . .] المطلب بن أبي وداعة.
وقال ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: ولد المطلب الحكم، وسليمان، وعبد العزيز، والفضل، والحارث، وعليا، وأم المطلب أم أبان بنت الحكم بن أبي العاصي.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه عن عبادة بن الصامت مرفوعا: «اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة»، وكذا حديثه عن عائشة: «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فصلى الضحى ثمان ركعات».
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم عن أبيه: روى عن ابن عباس وابن عمر، ولا يدرى سمع منهما أم لا، لا يذكر الخبر، وروى الأوزاعي عن المطلب قال: فحدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمه أيضا، وقال أيضا: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن فتعجبت منه، قد أدرك الصحابة فإذا هو يروي عن التابعين عن أبي سلمة، وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه، وقال أبو زرعة: هو عن أبي بكر الصديق وسعد مرسل، وقال أبو حاتم: لم يدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا سهل بن سعد وأنس بن مالك وسلمة بن الأكوع، أو من كان قريبا منهم، ولم يسمع من جابر، ولا من زيد بن ثابت، ولا من عمران بن حصين.
وفي كتاب «الجرح والتعديل»: قال أبو حاتم: هو عن ابن عباس وابن عمر مرسل.(11/234)
وفي «أطراف أبي القاسم»: والمطلب قيل: لم يسمع من ابن عمر.
وفي كتاب الزبير: ولد الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم حنطبا، فولد حنطب المطلب، فولد المطلب عبد الله، من ولده المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب، كان من وجوه قريش، وروي عنه الحديث.
وفي «تاريخ البخاري»: مطلب بن عبد الله بن حنطب، وقال بعضهم: عبد الله بن المطلب، سمع عمر، قال إسحاق: ثنا يحيى بن بكير: هو أبو الحكم.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
4601 - (م 4) مطلب بن أبي وداعة، الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي، أبو عبد الله السهمي.
في كتاب «الصحابة» للعسكري: أسلم يوم فتح مكة شرفها الله تعالى، وولي بعد ذلك المدينة، وله بها دار، وبقي دهرا، وتوفي بالمدينة، وكان أبوه أسر يوم بدر، فقدم ابنه المطلب في فداء أبيه بعد بدر، ثم انصرف، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تمسكوا به فإن له ابنا كيسا». وفي موضع آخر: «تاجرا ذا مال»، وكان كبار قريش قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا في فداء أسراكم، فخرج المطلب سرا حتى أتى أباه، ففداه بأربعة آلاف درهم، فكان أول أسير فدي، وقال أبو اليقظان: أمه بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم.
وقال أبو حاتم: المطلب بن وداعة، هو وهم، نزل مكة، وله بمنى دار، وهو أخو(11/235)
السائب بن وداعة.
من ولده فيما ذكره ابن سعد في طبقة الفتحيين: الحارث وهو أبو شيخ، وإبراهيم وهو حوشب، وجعفر، وعبد الله، وحمزة، والمطلب، وعبد الرحمن، وكثير، وعياض، وقال محمد بن عمر: نزل المدينة، وله بها دار، وقد كان بقي دهرا، ثم توفي بالمدينة.
وفي كتاب أبي نعيم: نزل الكوفة، ثم تحول إلى المدينة.
وفي قول ابن منجويه: له رؤية، نظر لما أسلفناه.
وقال البرقي: ولد سبعة عشر رجلا، وله ثلاثة أحاديث.
وفي معجم الطبراني ذكر له أربعة أحاديث، وذكره الجيزي وابن يونس في الصحابة الذين قدموا مصر.
زاد ابن يونس: لم يصح لأهل مصر عنه رواية.(11/236)
من اسمه مطهر ومطير ومطيع
4602 - (ق) مطهر بن الهيثم بن الحجاج الطائي البصري، أخو عمرو بن الهيثم.
قال أبو سعيد بن يونس: متروك الحديث. كذا ذكره المزي تابعا لابن الجوزي فيما أرى، وكأنه غير جيد؛ لأن ابن يونس ذكر في «تاريخه الكبير» اسما مفردا، وهو مطهر بن الصلت الرعيني، ممن كان جده فتح مصر، وقال في «تاريخ الغرباء»: مطهر بن أحمد بن الوليد بن هشام الغساني، دمشقي، قدم مصر، روى عنه سعيد بن عفير، ولا يعلم له كتابا في التاريخ غير هذين، فمن عرف شيئا فليفدناه، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب العقيلي: بصري، لا يصح حديثه.
4603 - مطهر بن الحكم البيع، أبو عبد الله الأنقلقاني.
قال ابن السمعاني: بفتح الألف، وسكون النون واللام بين القافين المضمومة والمفتوحة، وفي آخرها نون، نسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها: أنكلكان، روى عنه مسلم بن الحجاج.(11/237)
وقال ابن ماكولا: مروزي، روى عن علي بن الحسين بن واقد وعلي بن الحسن بن شقيق، وغيرهما، روى عنه أبو داود وابنه أبو بكر بن أبي داود، لم ينبه عليه المزي، فينظر.
4604 - (4) مطوس، والد أبي المطوس، يزيد.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات».
4605 - (د) مطير بن سليم الوادي، والد سليم وشعيب ومحمد بني مطير.
روى عن ذي الزوائد، وقيل: عن رجل عن ذي الزوائد، وهو الصواب، وعن ذي اليدين، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: البخاري فرق بين مطير أبي شعيث سمع ذا اليدين، وبين مطير من أهل الوادي سمع ذا الزوائد، روى عنه ابنه سليم، والمزي كأنه تبع أبا حاتم، فإن فعل فقد أخل من كتابه: روى عنه عس العذري.
الثاني: ضبط المهندس وتصحيحه وقراءته عن الشيخ: شعيبا بالباء الموحدة في الموضعين، غير جيد، إنما هو شعيث بالثاء المثلثة، كذا هو في كتاب ابن ماكولا وغيره.(11/238)
الثالث: قوله: وقيل: عن رجل عن ذي الزوائد وهو الصواب، غير صواب، لما أسلفناه من أن البخاري صرح بسماعه منه.
وقال أبو داود السجستاني في السنن: ثنا هشام بن عمار، عن سليم بن مطير من أهل وادي القرى، عن أبيه أنه حدثه قال: سمعت رجلا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: من هذا؟ قالوا: هذا ذو الزوائد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن حبان: مطير، شيخ من أهل وادي القرى، يروي عن ذي الزوائد، عنه ابنه سليم.
وذكره العقيلي وابن الجارود في «جملة الضعفاء».
الرابع: ذو الزوائد هو ذو اليدين، نص على ذلك أبو أحمد العسكري وغيره.
الخامس: نسبه أبو أحمد العسكري مطير بن سالم، والله تعالى أعلم.
4606 - (بخ م) مطيع بن الأسود بن حارثة العدوي، أخو مسعود وابن عمر مسعود بن سويد بن حارثة.
قال أبو أحمد العسكري: مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن حربان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، وأمه يقال لها: العجماء بنت عامر الخزاعية، وهم يعرفون بها، مات بمكة.
وقال مصعب: مات بالمدينة في خلافة عثمان رضي الله عنه، وابنه عبد الله بن(11/239)
مطيع أخرجه بعضهم في المسند.
ولما ذكره ابن سعد في طبقة الفتحيين قال: أسلم يوم فتح مكة، وأمه العجماء، وهي أنيسة بنت عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية من خزاعة، فولد هشاما، وسليمان، وعبد الله، وعبد الرحمن، ومسلما، والزبير، ومات بالمدينة في خلافة عثمان، ومنازل آل مطيع بودان، ولهم بها أموال.
وفي «الاستيعاب»: وسبب تسميته مطيعا أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس يوما على المنبر وقال للناس: اجلسوا، فدخل العاصي فسمع قول: اجلسوا، فجلس حين سمع الكلام، فلما نزل النبي صلى الله عليه وسلم جاء العاصي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما لي لم أرك في الصلاة؟ فذكر له ما فعل، فقال: لست بالعاصي، ولكنك مطيع. فسمي من يومئذ مطيعا.
قالوا: ولم يدرك من عصاة قريش الإسلام أحد غيره، وهو من المؤلفة قلوبهم، وأوصى إلى الزبير، ومات في خلافة عثمان.
وقال العدوي: هو أحد السبعين الذي هاجروا من بني عدي بن كعب.
وكناه ابن حبان أبا عبد الله.
وقال البرقي: كان من المؤلفة قلوبهم فيما أنبأ ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق، قال البرقي: ذكر بعض أهل الحديث أنه قتل يوم الجمل وله ثلاثة أحاديث.
ولما نسبه الزبير أسقط جربان بين نضلة وعوف، وقال: أوصى إلى الزبير بتركته، وأن يتزوج زوجته الحلال ابنة قيس الأسدية، وأن تقطع رجله، وكانت سيفت، فأبى الزبير أن يقبل وصيته، وقال: في قومك سعيد بن زيد وعبد الله بن عمر، فقال: يا أبا عبد الله، اقبلها؛ فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: لو كنت تاركا ضياعا لأوصيت إلى الزبير، فإنه ركن من أركان(11/240)
الإسلام، فقبل وصيته وقطع رجله وتزوج زوجته، فولدت له خديجة الصغرى بنت الزبير.
وفي كتاب الصريفيني: حارثة، وقيل: خارجة.
4607 - (س) مطيع بن عبد الله الغزال، أبو الحسن، وقيل: أبو عبد الله القرشي، الكوفي.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، كذا قال، والذي في «الثقات»: مطيع الغزال، أبو الحسن، يروي عن أبيه، عن جده: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر أقبلنا بوجوهنا إليه»، روى عنه محمد بن القاسم وأهل الكوفة، لست أعرف أباه ولا جده، والخبر ليس بصحيح من طريق أحد فيعتبر به.
4608 - (د) مطيع بن راشد البصري.
قال أبو داود: أثنى عليه شعبة.(11/241)
من اسمه مظاهر ومظفر.
4609 - (د ت ق) مظاهر بن أسلم، ويقال: ابن محمد بن أسلم، المخزومي المدني.
ذكره البخاري وابن الجارود وأبو العرب والمنتجالي في جملة الضعفاء.
وقال الساجي: روى حديثا عن القاسم تفرد به.
4610 - (ق س) مظفر بن مدرك، أبو كامل الخراساني، الحافظ، سكن بغداد.
قال المزي: ذكره ابن عدي في أشياخ البخاري، وذلك وهم، انتهى. ابن عدي لم يتفرد بهذا القول كما يفهم من كلامه، قد قاله أيضا أبو عبد الله ابن منده وصاحب الزهرة، ثم قال: لم أجده في النسختين اللتين طالعتهما.
وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: كان للعباس بن عبد العظيم مجلس على أبي كامل، فسمع منه حديث فضيل بن سليمان لا يدخل عليه أحد غيره، وقال يحيى بن معين: كنت آخذ عنه هذه الصنعة، يعني صنعة الحديث ومعرفة الرجال.
وقال أبو عمر: هو عندهم صدوق ثقة، ذكره في «الاستغناء».(11/242)
من اسمه معاذ
4611 - (خ د) معاذ بن أسد بن أبي شجرة، أبو عبد الله، الغنوي المروزي، كاتب ابن المبارك، نزل البصرة.
قال صاحب الزهرة: روى عنه البخاري أربعة أحاديث، ومات بالبصرة.
وقال ابن قانع: بصري ثقة.
وقال أبو عبد الله الحاكم: كتب عنه أحمد ببغداد، وهو راوية ابن المبارك.
وفي كتاب الغساني عن أبي حاتم: ثقة صدوق.
4612 - (بخ د ت ق) معاذ بن أنس الجهني الأنصاري، عداده في أهل مصر، والد سهل.
كذا قاله المزي، وجهينة لا تجتمع مع الأنصار بحال، على ذلك عامة النسابين، ولكان ينبغي أن يقول كما قال العسكري: قيل: إنه جهني، وقيل: أنصاري.
وفي كتاب البغوي: ثنا داود بن عمرو، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني أسد بن عبد الرحمن، عن فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ الجهني قال: «غزوت مع أبي الصائفة زمن عبد الملك بن مروان وعلينا عبد الله بن عبد الملك، فنزلنا على حض. . .» الحديث.
وقال أبو موسى المديني: له نسخة كبيرة عند ابنة سهل، أورد منها الأئمة في كتبهم.
وقال ابن يونس: كان بمصر والشام.(11/243)
وفي كتاب الصحابة لأبي عبيد الله الجيزي: شهد فتح مصر، قال: أخبرني بذلك يحيى بن عثمان بن صالح، ولأهل مصر عنه شبيه بأربعين حديثا.
وقال البرقي: جاء عنه نحو من خمسين حديثا من طريق أهل مصر، كلها غير حديث واحد رواه أهل الشام عنه.
وذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات.
4613 - (ع) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، أبو عبد الرحمن، الخزرجي المدني.
روى عنه فيما ذكره الطبراني: أبو عبيدة بن الجراح، وكعب بن مالك الأنصاري، وأبو واقد الليثي، وبريدة بن الحصيب الأسلمي، وأبو ليلى الأنصاري، وأبو أمامة الباهلي، وعبد الله بن حزيم وقيل: حريث، ومعدي كرب، وشرحبيل بن السمط، ويزيد بن قطيب، ويزيد بن مزيد، والحسن بن جابر القرشي، وأبو شيبة، والحجاج بن عثمان السككي، وشهر بن حوشب، ويزيد بن حصين، وسليم بن عامر الخبائري، وشراحيل بن معشر العنسي، وأبو منيب الجرشي، وأبو العوام سادن بيت المقدس، وعلي بن الحكم، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن الحبلي، وأبو عياش، وأبو عمر الشيباني، وعبد الله بن مسلم الحضرمي، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص، وأبو رفاعة، وعبد خير بن يزيد الخيواني، وموسى بن طلحة، وسالم بن أبي الجعد، وأبو خالد الوالبي، وسعيد بن المسيب، ومحمود بن لبيد الأنصاري، وأبو صالح السمان، وأبو عبد الله القراظ، وعبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري، وسلمان بن الأغر، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، ومحمد بن صبيح، ومحمد بن زيد، وعبد الله بن الصامت، وأبو المليح بن أسامة، والعلاء بن زياد بن مطر، والسلولي.
من روى مرسلا عن معاذ: الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة،(11/244)
ويحيى بن الحكم، وعبد الله بن رافع، والحسن بن أبي الحسن، وشداد أبو عمار، ومكحول، وأبو رزين، وأبو ظبيان، وعبد الرحمن بن سابط.
وقال ابن حبان: ومنهم من قال: سنه ثمان وعشرون سنة ـ يعني لما مات ـ وهو غريب، وما أحسبه محفوظ، ثم ذكره عن يحيى بن سعيد.
وفي الطبراني قاله أيضا مالك بن أنس.
وفي كتاب العسكري: ولاه النبي صلى الله عليه وسلم اليمن، وكان يعني على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن عمرو يقول: حدثونا عن العاملين، فقيل: من العاملين؟! قال: معاذ وأبو الدرداء، وعن المدائني: كان معاذ من أجمل الرجال.
وقال ابن سعد: أمه هند بنت سهل من جهينة، وأخوه لأمه عبد الله بن الجد بن قيس، وكان لمعاذ من الولد أم عبد الله وهي من المبايعات، وابنان؛ أحدهما عبد الرحمن، ولم يسم لنا الآخر، وزعم محمد بن إسحاق وحده أنه صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين جعفر، قال ابن عمر: وكيف يكون هذا وإنما المؤاخاة بعد قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة وقبل بدر؟! فلما كان يوم بدر نزلت آية المواريث وانقطعت المؤاخاة، وكان جعفر بالحبشة، وإنما قدم المدينة بعد ذلك بسبع سنين، هذا وهم من ابن إسحاق، انتهى. قد ذكر غير واحد أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين من قبل الهجرة، فلما هاجر آخى بين الأنصار وبينهم، فلا وهم على ابن إسحاق رجع، وعن ابن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع معاذا من ماله لغرمائه حين اشتدوا عليه، وبعثه إلى اليمن، وقال: لعل الله تعالى أن يجبرك، قال ابن عمر: وذلك في شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة.(11/245)
وعن ابن أبي نجيح: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن كتابا حين أرسل معاذا: «إني قد بعثت إليكم من خير أهلي، والي علمهم، والي دينهم». وقال بشير بن يسار: كان أعرج.
وفي قول المزي عن الواقدي: عن أيوب، عن النعمان، عن أبيه، عن قومه، فذكر صفة معاذ، نظر؛ لأن الواقدي لما ذكر هذا السند أتبعه من غير أن يذكر شيئا، وثنا إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده: كان معاذ بن جبل، فذكره. وعن شهر بن حوشب قال: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته فسألني عنه ربي لقلت: يا رب، سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: إن العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بين أيديهم قذفة بحجر.
وفي «الاستيعاب»: بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا، وجعل إلي قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال؛ خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن أبيه على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجند، وأبو موسى على زبيد وعدن والساحل، وكان أول من تجر في مال الله تعالى هو، واستعمله عمر على الشام لما مات أبو عبيدة، انتهى.
ذكر القراب في «تاريخه» عن الحارث بن عميرة: طعن معاذ وأبو عبيدة وشرحبيل وأبو مالك جميعا في يوم واحد، وهذا غير ما تقدم، والله أعلم.
وفي «تاريخ أبي القاسم»: قال صلى الله عليه وسلم: معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، وإن الله ليباهي به الملائكة.
وفي كتاب الصريفيني: قبره بقصر خالدة.
وفي كتاب «الصحابة الحمصيين»: ولاه أبو عبيدة حمص، فكان يسفر بصلاة الفجر ويثوب، وكان طويلا حسنا جميلا.(11/246)
4614 - (س) معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، الأنصاري، عرف بابن عفراء.
قال ابن حبان: هو معاذ بن الحارث بن نوفل بن رفاعة، قتل بالحرة سنة ثلاث وستين، وقد قيل: إنه قتل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وفي طبقات ابن سعد: له من الولد عبيد الله، والحارث، وعوف، وإبراهيم، وقال محمد بن عمر: ويروى أن معاذ بن الحارث ورافع بن مالك أول من أسلم من الأنصار بمكة، ولمعاذ عقب اليوم.
وفي كتاب العسكري: بقي إلى خلافة علي، ومات في أيامه، وقيل: في أيام عثمان، روى عنه ابن عباس أنه قال: ضربت أبا جهل، فضربني ابنه عكرمة فقطع يدي، فتمطيت عليها فقطعتها. انتهى، وقد رويت هذه القصة لغيره، والله أعلم.
وقال البغوي: سكن المدينة، وقال خليفة: مات أيام علي بن أبي طالب قبل الأربعين.
وفي «تاريخ ابن قانع»: مات سنة أربعين.
وفي الصريفيني: مات بصفين سنة سبع وثلاثين وفي ربيع الأول.
4615 - (ل) معاذ بن الحارث الأنصاري النجاري، أبو حليمة، ويقال: أبو الحارث المدني المعروف بالقاري.
ذكر المزي شيئا من حاله من عند ابن عبد البر، وذكر وفاته في الحرة من عند رجلين غيره، فكان ينبغي أن يجعله لو نقل من أصل ثالثا.(11/247)
وفي كتاب ابن مندة: توفي قبل زيد بن ثابت.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وقال ابن سعد في طبقة الخندقيين: معاذ بن الحارث بن الحباب بن الأرقم بن عوف بن وهب بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار، وأمه أم ولد، وهو معاذ القارئ، فولد الحارث، وعمر، وعبد الله، وعثمان، ومحمدا، وحميدا، وقتل معاذ يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية، وقد حفظ عن أبي بكر وعمر وعثمان.
وقال البيهقي: قيل: له صحبة، وقال أبو موسى: كان قارئ الأنصار وإمامهم، وزعم ابن قانع أنه من القارة، أخوه هذيل بن مدركة بن إلياس، قال: وكان جليس عبد الله بن مسعود، وكأنه غير جيد، والله تعالى أعلم.
وذكر المزي ومن ضبط المهندس وتصحيحه على الشيخ في ترجمة:
4616 - معاذ بن خالد.
روى عنه محمد بن روح القتيري، قال: وقتيبرة من تجيبة، وفيه نظر في موضعين:
الأول: تجيبه بالهاء ليست موجودة في كتب الأنساب، إنما هي تجيب بباء موحدة ليس بعدها هاء.
الثاني: ضبطه قتيرة بفتح القاف وكسر الياء غير جيد، لما ذكره الرشاطي القتيري في تجيب، ينسب إلى قتيرة. قال ابن زيد: قتيرة تصغير قترة، وابن قترة ضرب من الحيات، ويقتر الذرع مسمايرها، وقتر الشيب أول ما يبدو، وقال الشاعر:
من بعد ما ينح بك القتير(11/248)
4617 - (خ د ت س) معاذ بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري.
في كتاب «المعجم الكبير» للطبراني: معاذ بن رفاعة بن رافع بن خديج، وكأنه غير جيد.
وفي كتاب الصريفيني: أبو عبيدة؛ يعني كنيته، وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال: أمه أم عبد الله سلمى بنت معاذ بن الحارث النجارية، ومن ولده الحارث وسعد، ومحمد، وموسى، وأمية، أمهم عمرة بنت النعمان بن عجلان الزرقية.
وذكر ابن فتحون في جملة الصحابة.
4618 - (د) معاذ بن زهرة، ويقال: معاذ أبو زهرة، الضبي.
قال أبو موسى المديني في كتابه «المستفاد بالنظر والكتابة في معرفة الصحابة»: أورده يحيى بن يونس في الصحابة رضي الله عنهم، وقال جعفر: هو من التابعين، ومن قال أن له صحبة فقد غلط.
4619 - (خ) معاذ بن سعد، أو سعد بن معاذ، أحد المجهولين.
كذا قاله المزي، وما علم أن الحافظ أبا نعيم الأصبهاني ذكره في جملة الصحابة، وكذلك ابن مندة وابن فتحون، ونسبه أنصاريا.
4620 - (بخ 4) معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني المدني.
قال ابن سعد: مات قديما، وكان قليل الحديث، ذكره في الطبقة الثالثة من المدنيين.(11/249)
وفي كتاب ابن ماكولا: وهو أخو عبد الله بن عبد الله ومسلم بن عبد الله.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ليس بذاك.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
4621 - (خ م س) معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، كذا ذكره، فإن كان نقل من أصل فقد أغفل من نسبه مالكا بين عثمان وعبيد الله، وإن كنا لا نصحح ذلك، ولكن كان ينبغي أن ينبه على وقوعه هكذا عنده وينبه عليه، وأغفل منه: يروي عن سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، روى عنه سعد بن إبراهيم، ثم ذكره في جملة الصحابة، وقال: يقال أن له صحبة.
وقال ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة: أمه أم ولد، وولد(11/250)
عبد الرحمن، وأويسا، وأسماء.
وقال الزبير: لا عقب لمعاذ.
4622 - (خ) معاذ بن فضالة الزهراني، ويقال: الطفاوي، ويقال: القرشي مولاهم، أبو زيد البصري.
ذكر بعض المصنفين من المتأخرين أنه توفي سنة بضع عشرة ومائتين.
4623 - (ق) معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب، وقيل: معاذ بن معاذ ابن محمد بن أبي، وقيل: معاذ بن محمد بن محمد بن أبي ابن كعب الأنصاري المدني.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله النيسابوري وأبو محمد السمرقندي.
4624 - (ع) معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان، أبو المثنى العنبري، قاضي البصرة، ووالد عبيد ومثنى.
ذكر أبو زيد عمر بن شبة في كتابه «أخبار البصرة» أن معاذا قال: أنا لمن غلب علي، وعزل معاذ عن القضاء سنة إحدى وتسعين، وكان أصحابه قد استذموا الناس، فهجاه الشعراء، وأظهر الناس الشماتة بعزله حتى غسلوا موضعه، وولي محمد بن عبد الله الأنصاري فتحايل عليه، وتوارى معاذ فحظر عليه ماله، وخرج معاذ إلى بغداد، وولي الأنصاري نحوا، سنة، ثم عزل، وولي عبد الله ابن سوار في سنة ثنتين وسبعين، وقدم معاذ فظهر.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب الثقات قال: كان فقيها عاقلا متقنا.
وفي تاريخ البخاري: قال يحيى بن سعيد: كنت أذهب أنا وخالد ومعاذ إلى(11/251)
ابن عون، فيقعد خالد ومعاذ، وأرجع أنا إلى البيت فأكتبها.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة العاشرة قال: مات سنة خمس وتسعين ومائة.
وفي كتاب الكلاباذي عن ابن سعد: مات سنة خمس وتسعين، وعن أحمد بن حنبل: ولد سنة سبع عشرة، وعن عمرو بن علي: سنة تسع عشرة.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة» عن المدائني: مات معاذ بن نصر أبو معاذ بن معاذ تسع عشرة، ومعاذ مولود لسنة أو سنتين، واسمه البسي، فسمي معاذ بن معاذ، قال المدائني: مات معاذ لليلة بقيت من ربيع الآخر سنة ست وتسعين، وهو ابن ثمان أو سبع وسبعين.
وزعم ابن أبي خيثمة في كتابه «أخبار البصرة» أنه ولي قضاءها مرتين، قال: وذلك أن المهدي أمير المؤمنين أرسل إلى محمد بن سليمان رجلا يوليه القضاء، فاستقضى معاذ بن معاذ العنبري، ثم عزله، وولي محمد بن سليمان عبد الرحمن المخزومي، فلم يلبث أن وجه هارون عمر بن حبيب، وحج عمر فاستخلف عثمان بن عثمان ابن أخي البتي، ثم عزله وولى هارون معاذ بن معاذ أيضا، ثم عزله.
4625 - (خ 4) معاذ بن هاني القيسي، ويقال: العيشي، ويقال: البهراني، ويقال: اليشكري، أبو هانئ البصري.
كذا ذكره المزي، وما علم أن القيسي واليشكري واحد، لأنه يشكر بن(11/252)
الحارث، وهو مروان بن عمرو بن قيس غيلان بن مضر، ذكره أبو محمد الرشاطي وغيره.
وقال ابن قانع: بصري صالح.
4626 - (ع) معاذ بن هشام بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي البصري.
قال ابن حبان: كان من المتقنين.
وقال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن معاذ بن هشام فقال: ليس بذاك القوي.
وقال عبد الرحمن: ثنا يعقوب الهروي، أبنا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى: معاذ بن هشام أثبت في شعبة أو غندر؟ فقال: ثقة وثقة.
وقال البخاري: كان بالبصرة سنة مائتين.
وقال ابن قانع: ثقة مأمون.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.(11/253)
من اسمه معارك ومعافى ومعان
4627 - معارك بن عباد، ويقال: ابن عبد الله، العبدي القيسي، بصري.
ضعف أبو عيسى الترمذي حديثه في الجمعة، وكذلك أبو علي الطوسي.
وقال العقيلي: لا يصح.
وذكره أبو محمد ابن الجارود في «جملة الضعفاء».
4628 - (ح د س) المعافى بن عمران الأزدي الفهمي، أبو مسعود الموصلي.
كذا ذكره المزي، وفهم لا تجتمع مع الأزد بحال حقيقي؛ لأن فهما في بني غيلان وفي تجيب وفي لخم، وليس الأزد، فينظر.
وذكر أبو زكريا الأزدي في «طبقات أهل الموصل» عن بشر بن الحارث: إني لأذكر المعافى اليوم فأنتفع بذكره، وأذكر رؤيته فأنتفع، وقد ذهب هؤلاء الذين كان لا يسقط كل منهم إن كتب ولاحديثهم، وعن الهيثم بن خارجة قال: «كان معافى دينا من الرجال»، وعن وكيع، ثنا المعافى: وكان من الثقات، وقال الأوزاعي وقد اجتمع عنده المعافى وابن المبارك وموسى بن أعين: هؤلاء أئمة الناس، ولكن لا أقدم على الموصلي أحدا.
وعن يونس قال: امتحنوا أهل الموصل بالمعافى، فإن ذكره يعني بخير، قلت: هؤلاء أصحاب سنة وجماعة، ومن عابه قلت: هؤلاء أصحاب بدع.
وقال بشر بن الحارث: من ابتلي في زوجة أو مال أو ولد فتلك المنزلة الشريفة، ثم قال: لقد رأيت المعافى أصيب بماله، وكان يذكر، فقال: لا تذكروه(11/254)
لي، وقتل ابنه فصبر واحتسب، وما رؤي جزعا قط، فهذا ممن سمع العلم فانتفع به، والحديث فأخذ به.
وقال إبراهيم بن الجنيد: قلت ليحيى بن معين: أيما أحب إليك أكتب جامع سفيان عن فلان أو فلان؟ وعددت جماعة من أصحاب سفيان، أو عن رجل آخر عن المعافى؟ فقال: عن رجل عن رجل، حتى عد خمسة أو ستة، عن المعافى أحب إلي.
وقال بشر: وكان المعافى يحفظ المسائل، وعن رباح بن الجراح العبدي: ربما أتى المعافى بقصعة فيها أرد هالج، فيأكل هو وأصحابه حين خف ماله، أفناه الكرم والحقوق.
وعن محمد بن نعيم قال: كان المعافى موسرا، فكان إذا جاءه طعامه أرسل إلى أصحابه ما يكفيهم سنة، وكانوا خمسة وثلاثين، أو أربعة وثلاثين رجلا.
وقال بشر: قتلت الخوارج ولدين للمعافى، ذبحتهما، فما تبين عليه بشيء، وأطعم أصحابه، ثم قال: آجركم الله في فلان وفلان، عزاهم، هكذا يكون الصبر.
وذكر أبا إسحاق الفزاري وغيره، فقدم المعافى عليهم، وقال: خرج من الدنيا، وكان صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة، قال أبو زكريا: والمعافى رجل جليل القدر والخطر في العلم وعند أهل الحديث والفهم به من أهل الأمصار، وكان من العلماء الحكماء الذين يخشون الله تعالى إن شاء الله تعالى، رحل في طلب العلم إلى الأمصار، فكتب عمن أدرك من علماء الحجاز، وأهل البصرة، وأهل الكوفة، وأهل الشام، ومصر، والجزيرة، والموصل، وكان كثير الكتاب، كثير الشيوخ جدا أخبرت عن ابن أبي نافع، أخبرني أبي وأبو عبد الله الأغر أن المعافى قال: لقيت ثمانمائة شيخ.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان من العباد المتقشفين في الزهد(11/255)
توفي في ولاية هارون سنة خمس وثمانين ومائة.
ونسبه ابن السمعاني ظهريا، بكسر الظاء وسكون الهاء ثم راء، إلى ظهر بطن من حميد، وقال: كان أحد الزهاد، انتهى.
قال ابن ماكولا: من قاله بكسر الظاء فقد أخطأ.
وفي طبقات ابن سعد: كان أهل الموصل يفتخر به.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة عن أحمد بن يونس: المعافى بن عمران صدوق اللهجة، وسمعت رباح بن الجراح يقول: مات المعافى بن عمران سنة تسع وخمسين أو ست وستين ومائة، كذا ذكره المنتجالي في تاريخه، فينظر، والله أعلم. والذي نقله المزي عن ابن أبي خيثمة قال أحمد بن حنبل: كان صدوق اللهجة، لم أره، ولم أر إلا ما نقلته، وكأنه نقله عنه بوساطة، يدل على ذلك عدم نقله ما ذكرناه من ذكر وفاته التي ذكرناها من عنده، على أن النسخة التي أنقل عنها قديمة جدا، وقرأها غير واحد من الحفاظ المتقدمين والمتأخرين، ويؤكد ذلك ذكر ابن شاهين له في كتاب الأقران عن ابن أبي خيثمة والمنتجالي.
4629 - (كن) المعافى بن عمران الظهري الحميري، أبو عمران الحمصي.
كذا ضبطه عن الشيخ وصححه المهندس، بكسر الظاء وسكون الهاء.(11/256)
والسمعاني نسبه ظفريا، بفتح الظاء والفاء وفي آخرها راء، قال: وهي نسبة إلى ظفر؛ بطن من حمير، وهو ظفر بن معاوية.
وقال ابن يونس في «تاريخ الغرباء»: كتب عنه إدريس قديما بمصر.
4630 - (ق) معان بن رفاعة السلامي، أبو محمد الدمشقي.
قال الأزدي فيما ذكره أبو الفرج: لا يحتج بحديثه ولا يكتب.
وذكره الدولابي وأبو العرب والساجي والعقيلي والمنتجيلي والبلخي وابن شاهين في «جملة الضعفاء».
وقال ابن السكن: قول أبي حاتم حمصي، وهم؛ إنما هو دمشقي سكن حمص.(11/257)
من اسمه معاوية
4631 - (خ مد س ق) معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي.
قال ابن سعد: كان ثقة، ذكره في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة.
وقال أحمد بن صالح العجلي في تاريخه: كان ثقة.
وذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب الثقات.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
4632 - (س ق) معاوية بن جاهمة السلمي، له صحبة.
قال أبو أحمد العسكري: روى معاوية بن جاهمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسبه مرسلا، والحديث إنما هو عن أبيه جاهمة.
ولما ذكر البغوي حديث يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستأذنه في الغزو»، قال: هذا الحديث وهم الأموي في إسناده عندي؛ فقد ثناه هارون بن عبد الله والوليد بن شجاع وغيرهما، قال: أبنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: حدثني به قال: أخبرني محمد بن طلحة، عن أبيه طلحة، عن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا رسول الله، أردت الغزو. . .» الحديث.
وفي تاريخ البخاري: يعد في أهل الحجاز.(11/258)
ونسبه أبو حاتم محاربيا سلميا، وكأنه غير جيد، والله تعالى أعلم.
4633 - (بخ د س ق) معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس التجيبي، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو نعيم الكندي الخولاني المصري، له صحبة. وقيل: لا صحبة له، والصحيح الأول، وخولان هم ولد عفير بن عدي ابن الحارث، وعمرو بن مالك بن الحارث، أمهم تجيب بنت ثوبان بن سليم بن زهاء بن مذحج، نسبوا إليها.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: قوله: التجيبي، ويقال: الكندي، غير جيد؛ لأن كل تجيبي ولايته من كندى، لأن تجيب هي أم عدي وسعد بن أشرس بن شمس بن السكون بن أشرس بن ثور، وهو كندة.
الثاني: قوله: الخولاني، غير جيد، وقد تولى الرشاطي رد هذا القول على أبي عمر ابن عبد البر، وقال: هذا وهم منه؛ لأن خولان ليس من هذه بحال، والله أعلم.
الثالث: قوله: خولان هم ولد عفير بن عدي بن الحارث وعمرو بن مالك ابن الحارث، أمهم تجيب بنت ثوبان بن سليم بن زهاء بن مذجح، غير جيد؛ لأن خولان اسمه عكل بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة، كذا ذكره ابن حبيب والكلبي فيمن بعدهما.
وزعم الهمداني في كتاب «الإكليل» أن خولان هو ابن عمرو بن الحافي بن قضاعة، ولما ذكر قول ابن قتيبة في «المعارف»: خولان ابن سعد من مذحج، رده أقبح رد.(11/259)
الرابع: قوله: أمهم تجيب بنت ثوبان بن سليم بن زهاء بن مذجح، غير جيد؛ لأن جميع من رأيته يذكر تجيب هذه بنت ثوبان يقول: هي أم عدي وسعد، كما أسلفنا.
الخامس: زعم أبو محمد الرشاطي أن أبا عمر ابن عبد البر قال في نسب معاوية هذا: حفنة بالحاء المهملة والفاء، وقنبر بالنون والباء، قال الرشاطي: وذلك تصحيف، والصواب: جفنة بن قتيرة، وهذا ليس بلازم للمزي؛ لأنه ذكره على الصواب، لكن كان ينبغي على كبير كتابه وطوله التنبيه عليه لئلا يغتر به.
السادس: ضبط المهندس عن الشيخ وتصحيحه تاء تجيب بالضم، وكذلك في النسبة، وقد ذكر الرشاطي أنه الهمداني، وغيره قالوا: هي بفتح التاء، قال الهمداني: والناس يقولون على الوهم: تجيب، يعني بالضم.
السابع: قوله: الصحيح أنه له صحبة، فيه نظر؛ لما ذكره أبو محمد في «المراسيل»: أبنا حرب بن إسماعيل فيما أنبأني قال: سئل أحمد بن حنبل عن معاوية بن حديج سمع من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فسكت، أبنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلي، ثنا أحمد بن محمد بن الأثرم قال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ليست لمعاوية بن حديج صحبة.
وقال ابن عبد الحكم: قال آخرون: ليست لمعاوية بن حديج صحبة، واحتجوا بما أبنا يوسف بن عدي، عن ابن المبارك، عن عبد الله، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح قال: سمعت معاوية بن حديج يقول: هاجرنا على عهد أبي بكر الصديق، فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر فقال:. . . الحديث.
وقال صاحب «تثقيف اللسان»: رافع بن حديج صاحب، ومعاوية بن حديج تابعي، ولي مصر أيام معاوية بن أبي سفيان.
وقال أبو القاسم البغوي: كان عامل معاوية على مصر.
وفي قول المزي: وقال ابن حبان في التابعين من كتاب الثقات: معاوية ابن(11/260)
حديج روى عن عمر، نظر؛ لأن ابن حبان لما ذكره في كتاب الصحابة قال: معاوية بن حديج سكن مصر، له صحبة.
قال أبو عبيد الله الجيزي: لم يرو عنه غير أهل مصر.
وذكر الكلبي في كتاب «الوافدين»: حدثني عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع قال: ولى معاوية الكوفة ابن أخته ابن الحكم، فشكاه أشرافهم، فنزعه واستعمله على مصر، فبلع ذلك معاوية بن حديج سيد تجيب ورأس اليمانية بمصر، فأمهل حتى إذا دنا مصر خرج إليه، فقال له: انصرف، فقد بلغتنا سيرتك في أهل الكوفة، فانصرف، ثم إن معاوية بن حديج وفد إلى معاوية، وكان إذا وفد على معاوية قلست له الطريق، والتقليس أن يضرب عليها قباب الريحان، فأقبل حتى دخل على معاوية، وأم الحكم في ناحية تسمع كلامهما، فقالت: يا أمير المؤمنين، من هذا؟ قال: بخ، هذا معاوية بن حديج. فقالت: لا حيا الله ولا قرب، أنت الفاعل بابني ما فعلت؟! قال: على رسلك يا أم الحكم، أما والله لقد تزوجت فما استكرمت، وولدت فما أنجبت، أردت أن يلينا ابنك هذا الفاسق، فيسير فينا كسيرته في إخواننا من أهل الكوفة، ما كان الله ليرى ذلك ولا يرى أمير المؤمنين ذلك منا، ولو أراد لضربناه ضربا يضاضي منه وإن كره ذلك أمير المؤمنين. فقال معاوية: عزمت عليك لما سكت.
وفي كتاب «أمراء مصر» لأبي عمر الكندي: لما قتل عثمان رضي الله عنه اجتمعت شيعته وعقدوا لمعاوية بن حديج عليهم، ولما غزا عبد الله بن سعد بن أبي السرح إفريقية كان ابن حديج معه، وولاه القتال لضعف أصابه، فقتل معاوية ملكهم جرجير، وكتب قيس بن سعد إلى علي لما أمر بقتال أهل خربتا: هؤلاء أسود العرب، منهم معاوية، وبسر، وابن مخلد، وقالت أم هند الحضرمية: رأيت نائلة امرأة عثمان تقبل رجل معاوية بن حديج وتقول: بك أدركت ثأري من ابن الخثعمية، يعني محمد بن أبي بكر. وعن عبد الكريم بن الحارث لما أراد معاوية قتل محمد بن أبي بكر قال: احفظوني في أبي بكر، فقال معاوية:(11/261)
قتلت من قومي ثمانين رجلا في عثمان، وأتركك وأنت صاحبه! فقتله.
وفي «طبقات أهل القيروان» لأبي بكر المالكي: لما ولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة عزل عبد الله بن سعد بن أبي السرح عن مصر وإفريقية، وولى عليها معاوية بن حديج الكندي، وذلك في سنة أربعين، فخرج من مصر غازيا سنة خمس وأربعين ومعه عبد الله بن عمر وابن الزبير وجماعة من الصحابة، فتح فيها فتوحات وحفر أبارا، وله بها آثار، ثم عزله وولى مسلمة ابن مخلد، وعن أبي العرب أن معاوية بن حديج غزا إفريقية سنة خمسين فافتتحها.
وذكره البخاري في فصل من مات بين الستين إلى السبعين، ويعقوب ابن سفيان في جملة الثقات من تابعي أهل مصر.
4634 - (م د س) معاوية بن الحكم السلمي، وقيل: عمر بن الحكم، وهو وهم.
قال العسكري والبرقي وخليفة بن خياط وابن قانع والطبري في آخرين: معاوية بن الحكم بن خالد بن صخر الشريد بن رياح بن نقطة بن عصية بن حقان بن أبزى القيسي بن بهسة بن سليم.
وفي كتاب الصحابة للبغوي: روى مالك حديثه فسماه عمر بن الحكم، خالف الناس، وكذا ذكره أبو الحسن الدارقطني وغيره.
وفي كتاب بقي بن مخلد: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر حديثا.
وفي كتاب الصريفيني: هو أخو علي بن الحكم.(11/262)
4635 - (خت 4) معاوية بن حيدة بن معاوية القشيري.
قال أبو أحمد العسكري: قال أبو اليقظان: الذي وفد من بني قشير حيدة بن معاوية.
وفي كتاب ابن سعد: هو أخو مالك بن حيدة.
وقال أبو عبد الله الحاكم: تفرد عنه بالرواية ابنه حكيم، ورد ذلك عليه أبو صالح المؤذن وغيره.
وسئل يحيى بن معين عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده فقال: إسناد صحيح إذا كان فوق بهز ثقة.
4636 - (بخ) معاوية بن سبرة بن حصين السوائي العامري، أبو العبيدين، الأعمى الكوفي.
قال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: كان ابن مسعود يدنيه ويقربه، وكان من أصحابه، وعن يحيى بن الجزار: كان أبو العبيدين من نمير، وقال إسماعيل بن إبراهيم: نمير بن عامر هم إخوة سوآة بن عامر، وكان قليل الحديث.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: أبو العبيدين اسمه معاوية بن سبرة بن حصين، وقد قيل: معاوية بن حصين بن سبرة.
ولما ذكره خليفة في الطبقة الأولى قال: من نمير بن عامر بن صعصعة.
وقال مسلم في هذه الطبقة: النميري.
وفي «الاستغناء» لابن عبد البر: نميري، وقيل: سوائي.(11/263)
وذكره أبو حفص في الثقات.
4637 - (ق) معاوية بن سعيد بن شريح بن عزرة التجيبي المصري، مولى بني فهم بن أداة بن عدي بن تجيب.
نسبه أبو محمد الرشاطي تجوبيا، وكذلك ابن ماكولا.
4638 - (ع) معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أبو عبد الرحمن، القرشي الأموي.
قال ابن حبان: مات يوم الخميس النصف من رجب سنة ستين وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وصلى عليه الضحاك، وقدم بموته المدينة في شعبان، فكانت ولايته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر واثنتين وعشرين ليلة.
وفي كتاب العسكري: كان ملكه عشرين سنة إلا شهرا.
وفي كتاب البغوي: كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمه، فعثر، فقالت له: قم، لا رفعك الله، وأعرابي يسمع، فقال: لم تقولين هذا؟! والله إني لأظنه سيسود قومه، فقالت: لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه.
وعن عطاء: أسلم معاوية وهو ابن ثماني عشرة سنة.
وقال مصعب: قال معاوية: أسلمت عام القضية، ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت إسلامي عنده، وقبله مني. وعن أبي السائب القرشي قال: لما ولى عمر(11/264)
معاوية قالوا: ولى حدثا! فقال: يلوموني، أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم اجعله هاديا مهديا فاهديه»، وفي بعض الأخبار عن عوف بن مالك: اسمه معاوية الرجال.
وأنشد له المرزباني يعاتب قوما من قريش من أبيات:
إذا أنا أعطيت القليل جحدتم ... وإن أنا أعطيت الكثير فلا شكر
إذا العذر لم يقبل ولم ينفع الأسى ... وضاقت قلوب منكم حشوها الغمر
فكيف أداوي دائكم ودوائكم ... يزيدكم داء لقد عظم الأمر
وفي طبقات ابن سعد: ولد يزيد، وعبد الله، وعبد الرحمن، وعثمان، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنين، وأعطاه من غنائمها مائة من الإبل وأربعين أوقية، وزنها له بلال، وعن الزهري: إنما ولاه عمر بن الخطاب عمل يزيد، ولم تفرد له الشام، حتى كان عثمان فأفرد له الشام، قال محمد بن عمر: وهذا هو الأمر المجمع عليه عندنا، لا اختلاف فيه، وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوما.(11/265)
وفي «تاريخ دمشق»: قال سعد بن إبراهيم: توفي هلال رجب سنة ستين على رأس أربع وعشرين سنة وستة أشهر واثنين وعشرين يوما من مقتل عثمان، من ذلك: الفتنة أربع سنين وشهران واثنا عشر يوما، وخلافته عشرون سنة و أربعة أشهر.
وقال يحيى بن بكير عن الليث فيما ذكره الطبري: مات لأربع ليال خلون من رجب سنة ستين، قال يحيى: وسنه بضع وسبعون إلى الثمانين، وكذلك ذكره الفسوي عنه، عن يحيى، عن الليث بن سعد.
والذي في كتاب المزي عنه: لأربع ليال بقين، ولم يذكر سنه، فيشبه أنه لم ينقل من أصل معتمد.
وعن خالد بن معدان: كان معاوية طويلا، أبيض أجلح، روى عنه النعمان بن بشير، وأبو عامر الأشعري، وعبد الله بن الزبير، ووائل بن حجر، وأسيد بن حضير، وعبد الرحمن بن شبل الأنصاري، وسبرة بن معبد الجهني، وزيد ابن حارثة الأنصاري، ونودن بن الحكم بن أبي العاص، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وسالم بن عبد الله بن عمر، والقاسم بن محمد، وعباد، وعبد الله بن الزبير، والنعمان بن مرة الزرقي، ومحمد بن عقبة مولى الزبير، وأيوب بن بشير الأنصاري، وزيد بن أبي العتاب، ومحمود بن علي القرظي، وفضل المدني، وسعيد ابن أبي سعيد المقبري، ومسلم بن هرمز، وابن يساف، ومحمد بن يوسف مولى عثمان، وإبراهيم بن(11/266)
عبد الله بن قارظ، ومجاهد بن جبر، ويوسف بن ماهك، وعبد الله بن علي، ومحارب أبو مسلمة، وأبو ميمونة، وأبو بردة بن أبي موسى، وأبو عبد الله الجدلي معبد بن عبد، وقيل: عبد بن معبد، وقيل: عبد الرحمن بن عبد، وعبد الله بن أبي الهذيل، وعمر بن يحيى القرشي، وأبو إسحاق الهمداني، وعبد الملك بن عميرة، ومعن بن علي، وعبد الله بن بريدة، وأبو أمية الثقفي، وأبو أسماء الرحبي، وعبادة بن نسي، وعبدة بن المهاجر أبو عبد رب، وابن هبيرة، وعطية بن قيس الكلابي، وكيسان أبو حزم مولى معاوية، وابن ذي الكلاع الشامي، والقاسم بن محمد الثقفي، ويزيد بن مالك، وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم، وعبيد بن سعد بن أبي مريم، ومالك بن يخامر، وعمير بن الحارث السكوني، وعبد الله بن موهب، وأيوب بن ميسرة بن حلبس، وأبو هند الجملي من مراد، وزعم المزي أنه بجلي، وكأنه غير جيد، وشريح بن عبيد، ورجاء بن حيوة، وعطية بن أبي جميلة، وأبو الزاهرية حدير بن كرب، ونمير بن أوس، ويزيد بن سفيان، وعمرو بن قيس السكوني، وأبو البيض، ومكحول، قال: سمعت معاوية، وراشد بن أبي سكينة المصري، وأبو قتيل حي ابن هانئ، وعقبة المقرئ، ونهشل التميمي.
وقال الزبير بن بكار: هو أول من اتخذ ديوان الحاكم، وأمر بهدايا الفيروز والمرجان، واتخذ المقاصر في الجوامع، وأول من أقام على رأسه حرسا، وأول من ضربت بين يديه الخبائب، وأول من اتخذ الخصيان في الإسلام، وأول من بلغ [. . .] خمس عشرة [. . .] وكان يقول أنا أول [. . .].
وذكره أبو زكريا ابن مندة في «الأرداف» وقال: كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي لا يرون رأيا ولا يقطعون أمرا إلا بمشورته، وذكر عن نفسه أن له من النبي صلى الله عليه وسلم عشرين فضيلة بمحضر من أبي بكر وعمر، وأنهما صدقاه على ذلك.(11/267)
4639 - (ق) معاوية بن سلمة بن سليمان النصري، أبو سلمة، كوفي، سكن دمشق.
قال أبو حاتم الرازي فيما ذكره عنه ابنه، ومن غير نسخة أيضا: ثقة، مستقيم الحديث.
4640 - (ع 4) معاوية بن سويد بن مقرن، أبو سويد المزني، ابن أخي النعمان.
ذكره أبو أحمد العسكري في «جملة الصحابة»، وقال: ليس يصححون سماعه، وقد روى مرسلا.
ولما ذكره أبو القاسم البغوي في «جملة الصحابة» لم يتردد، وذكر له حديثين مرفوعين.
ولما ذكره أبو موسى المديني في جملة الصحابة لم يتردد، وقال: أورده الحسن بن سفيان والمنيعي في الصحابة، وكذا فعله أبو نعيم الحافظ وابن فتحون.
وقال العجلي: كوفي، تابعي ثقة.
4641 - (ع) معاوية بن سلام بن أبي سلام، ممطور الحبشي، ويقال: الألهاني، أبو سلام الدمشقي.
ذكر بعض المصنفين من المتأخرين أنه توفي بعد السبعين ومائة.
وقال العجلي: قدم معاوية بن سلام على يحيى بن أبي كثير فأعطاه كتابا، فيه(11/268)
أحاديث زيد بن أبي سلام، ولم يقرأه ولم يسمعه منه.
4642 - (م 4) معاوية بن صالح بن حدير بن سعيد بن سعد، وقيل: ابن معاوية بن صالح بن عثمان بن سعيد بن سعد بن فهر الحضرمي، أبو عمرو، وقيل: أبو عبد الرحمن، الحمصي، قاضي الأندلس.
قال ابن حبان في كتاب الثقات: كتب عنه عبد الله بن صالح سنة سبع ومائة، قدم عليهم حاجا من الأندلس، وقال العجلي: حمصي ثقة.
وقال البزار: ليس به بأس، وقال في كتاب «السنن»: ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي: استقضى وهو ابن نيف وثلاثين.
وفي قول المزي: وقال البخاري وأبو حاتم عن علي بن المديني: كان ابن مهدي يوثقه، نظر؛ فإن أبا حاتم لم يذكره عن علي، إنما قال ابنه في عدة نسخ: سمعت أبي يقول: كان عبد الرحمن بن مهدي يوثقه.
وقال أبو الفتح الأزدي: ضعيف.
وفي قول المزي، ومن خط المهندس وضبطه عن موسى بن سلمة: فرأيت أراه قال: الملاهي، نظر، إنما هو: فرأيت أداة الملاهي، كذا ذكره العقيلي وغيره.(11/269)
ومما يبين أن هذا من الشيخ مجيئه بلفظ قال، يحقق قول: أراه.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن النسائي: ليس به بأس.
وقال الساجي: ليس بالقوي، قال: وقال يحيى بن معين: ليس بالقوي، ولا جاء بمنكر.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وكذلك الفسوي والبرقي، زاد أبو العرب: حدثني يوسف بن المعافى أن كتب معاوية بن صالح بالأندلس مخبئة.
وقال ابن القطان: مختلف فيه، ومن ضعفه ضعفه بسوء حفظه.
وابن شاهين في كتاب «الثقات».
وذكر أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر في كتابه «تاريخ الفقهاء بقرطبة» أن معاوية بن صالح دخل الأندلس قبل دخول عبد الرحمن بن معاوية، فلما دخل عبد الرحمن استقضاه، وكان إماما في الحديث، راوية عن كبار الشاميين مقتديا بسيرتهم، أخذ في نفسه بزيهم وسمتهم، ومذهبه مذهبهم، وقضاؤه على قضائهم، فكان عبد الرحمن يستقضيه عاما ويستقضي عبد الرحمن بن طريف مولاه عاما، موت يحيى. . . وكان يحرم، فكان ربما يقضي العام لأحدهما، فيعمل عبد الرحمن، فيرفع الثاني، يذكره بذلك، وكان واحد منهما إذا اشتغل عن القضاء يوما لم يأخذ لذلك اليوم أجرا تورعا، وكانت الفتيا تدور إذ ذاك على رأي الأوزاعي، وكتب ابن مهدي عن معاوية قدر ثلاثمائة حديث، وحديث معاوية الصحيح عنه نحو من ستمائة حديث فيما روى عنه الثقات؛ مثل عبد الله بن وهب والليث، وحديثه في المشرق عزيز جدا يتهادى لقدم دخوله الأندلس.
وأخبرني محمد بن عبد الملك قال: قال لي محمد بن أحمد بن أبي خيثمة: لوددت أن أدخل الأندلس حتى أفتش عن أصول كتب معاوية بن صالح، فلما(11/270)
قدمت طلبت ذلك، فوجدته كتبه قد ذهبت بسقوط همم أهله، وكان معاوية يغرب بحديث أهل الشام جدا، وكان أغرب حديثه روايته عن أبي الزاهرية حدير بن كريب، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو طريق غريب ثابت من حديث الشاميين، لا يوجد إلا عند معاوية بن صالح، ورحل زيد بن الحباب العكلي من العراق إلى الأندلس، وأخذ عن معاوية، واجتمع معاوية مع زياد بن عبد الرحمن شبطون - وكان ختنه - عند مالك بن أنس، فسأل معاوية مالكا عن نحو مائتين مسألة، فأجابه، وكشف زياد مالكا، فقال: يا أبا عبد الله، كيف رأيت معاوية؟ فقال مالك: ما سألني قط أحد مثل معاوية بن صالح، وكان عبد الرحمن قد وجهه إلى الشام إلى أخته شقيقته أم الأصبغ، يذكر لها ملكه وأن تقدم عليه، فأبت من ذلك، وحج معاوية ذلك العام، ثم إن عبد الرحمن عتب على معاوية بن صالح في بعض الأمور، وجفاه حتى ساءت حاله، وتكلم فيه عند عبد الرحمن ابنه سعيد إلى أن رضي عنه، وعاد إلى معاوية من حسن رأي عبد الرحمن بعض ما كان يعرف، وتوفي معاوية في آخر أيام الأمير عبد الرحمن، وتوفي عبد الرحمن سنة اثنين وسبعين ومائة في ربيع الآخر.
وذكر أبو مروان ابن حيان في «المقتبس من أخبار الأندلس» أن عبد الرحمن أرسله ليحمل أختيه شقيقتيه؛ أم الأصبغ أمة الله، وأم المغيرة أمة العزيز، وقال محمد بن الحارث: وهو معاوية بن صالح بن عثمان المعروف بحدير، وقيل: حريز بن سعيد، والمزي قال: حدير، وقيل: عثمان، وهو غير جيد، لهذا قال: وكان من جلة أهل العلم وكبار رواة الحديث، وروى عنه جلة أهل العلم، وذكر أن مالك بن أنس روى عنه حديثا واحدا، وقال محمد بن وضاح: قال لي يحيى بن معين: هل جمعتم حديث معاوية؟ قلت: لا. قال: أضعتم والله علما عظيما، وعن يحيى بن يحيى: أول من دخل الأندلس بالحديث معاوية بن صالح، وكان راوية لحديث أهل الشام، وطال عمره حتى انفرد في زمانه. قال محمد بن حارث: ولما رجع معاوية من الشام من(11/271)
عند أختي الأمير ولاه عبد الرحمن القضاء والصلاة، وكان يغزو معه في مغازيه على الرسم السالف، وقال ابن الحارث: ولمعاوية عقب معرفون إلى الآن، وله أخ بالشام يسمى محمد بن صالح، وله بالشام عقب كثير، وذكر عبد الأعلى عن بعض شيوخه أن معاوية كان مكينا، حسن العقل والعلم، وكان سأل مالكا عن مسائل، فكان يقضي بها هنا بفتوى مالك فيما سأله عنه من تلك المسائل بأعيانها إعظاما لمالك، وقال: فكان معاوية يستعين بعلمه وفهمه عن مشاورة غيره، لكنه كان يعتمد مشورة شبطون صهره على ابنته حميدة بنت معاوية، وصعصعة بن سلام راوية الأوزاعي، وكان يعاتب عنه، ومن ابن طريف مولاه إلى أن عتب في آخر أيامه على معاوية، فعزله عن القضاء، وأقضى ابن طريف، فكان قاضيه إلى أن توفي الأمير عبد الرحمن، ولما مات معاوية شهد جنازته هشام ابن الأمير عبد الرحمن، ومشى فيها.
قال أبو مروان: ومن غريب الاختلاف في وفاته ما وجدته في كتاب القاضي أبي بكر بن كامل المعروف «بابن القواس» صاحب أبي جعفر الطبري، من أن معاوية بن صالح مات بالمشرق، وذلك في قوله في ذلك الكتاب: وفي سنة اثنين وخمسين ومائة توفي أبو عمرو معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي الحمصي، قاضي الأندلس بمصر، وكان قد انصرف من الحج، وذكر ابن أيمن وغيره أن الذي كان يناوب معاوية معه على القضاء بقرطبة عمرو بن شراحيل المعافري، وقال الحسن بن محمد بن مفرح القبسي: لما مات يحيى أول ولاية عبد الرحمن استقضى معاوية بن صالح، فلم يزل قاضيا لعبد الرحمن إلى أن هلك عبد الرحمن سنة اثنين وسبعين ومائة، وولي ابنه هشام بن عبد الرحمن، فأمر معاوية فقضى له قريبا من عام إلى أن توفي معاوية - رحمه الله تعالى.
وذكر يحيى بن يحيى أن معاوية مات هاهنا، ودفن في الربض.
وقال ابن الحارث: توفي سنة ثمان وستين ومائة، فدفن في الربض، وصلى عليه الأمير هشام.(11/272)
4643 - (س) معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعري مولاهم، أبو عبيد الله، الدمشقي الحافظ.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: توفي بدمشق سنة ثلاث وستين ومائتين، وأرجو أن يكون صدوقا.
وفي «النبل» لابن عساكر، ومن خط ابن سيد الناس مجودا: يكنى أبا عبد الرحمن.
4644 - (خت س ق) معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب المدني.
قال المرزباني: ولد سنة خمس وأربعين، وعبد الله بن جعفر عند معاوية بن أبي سفيان بالشام، فسأله معاوية أن يسميه باسمه، ورفع إليه خمسمائة ألف درهم، وقال: اشتر لسميي ضيعة، وكان معاوية بن عبد الله صديقا ليزيد بن معاوية، ومدحه بأبيات، منها:
إذا مزق الإخوان بالغيب ودهم ... فسيد إخوان الصفاء يزيد
وفي كتاب «النسب» لأبي الحسين يحيى بن الحسين بن جعفر الحسيني: ولد معاوية بن عبد الله عبد الله ومحمدا؛ وأمهما أم عون الهاشمية، وعليا، وحسنا، وصالحا، ويزيد، وسليمان.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة.
4645 - (خت) معاوية بن عبد الكريم، أبو عبد الرحمن، الثقفي مولاهم، البصري، عرف بالضال.
قال الساجي: صدوق، وولاؤه لأبي بكرة، وكان يخلف القضاة بالبصرة،(11/273)
عندي نسخة كتبتها عن محمد بن عبيد بن حباب ومحمد بن موسى عنه عن عطاء والحسن، وما فيها شيء مسند، وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به، سمعت محمد بن المثنى يقول: مات سنة ثمانين ومائة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن النسائي: لا بأس به.
وفي كتاب المزي عنه: ليس به بأس، فينظر.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
وقال السمعاني: كان ثقة.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا فضيل بن عبد الوهاب، ثنا معاوية الضال مولى البكرات ثقة.
وفي «الضعفاء» لمحمد بن إسماعيل البخاري، قال: حامد بن عمر، ما أعلم أني رأيت رجلا أعقل منه.
وفي قول المزي: قال عبد الباقي بن قانع وغيره: مات سنة ثمانين ومائة، نظر؛ لأن ابن قانع لما ذكره في سنة ثمانين قال: يقال: سنة تسع وسبعين.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل البصرة.
وقال الحاكم في «تاريخ نيسابور» في ترجمة يحيى بن يحيى: ذكر شيخنا أبو أحمد الحافظ معاوية بن عبد الكريم عداده في التابعين.
4646 - (عخ م ل س) معاوية بن عمار بن أبي أمية الدهني البجلي الكوفي، دهن حي من بجيلة، وهو بسكون الهاء على المشهور، وقيل بفتحها.
كذا ذكره المزي، والذي رأيت في كتب الأنساب واللغة بسكون الهاء، فينظر.(11/274)
وذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
4647 - (م د س) معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب النصري البصري، من بني نصر بن معاوية، جد المفضل بن غسان الغلابي، وغلاب أم خالد ابن الحارث بن إياس.
قال ابن السمعاني: الغلابي بتشديد اللام ألف نسبة إلى غلاب، وهو والد خالد بن غلاب البصري.
وقال أبو بكر ابن مردويه في «تاريخ أصبهان»: خالد بن غلاب القرشي له صحبة، وهو جد الغلابيين الذين بالبصرة، وغلاب أمه، وهو خالد بن الحارث، وأما أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان بن الفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد فنسب إلى امرأة.
وزعم ابن الأثير أن غلاب بالتخفيف اسم امرأة، تبنى على الكسر مثل قطام.
وفي كتاب الرشاطي: غلاب ابنة الفهمي أم الحارث بن أوس.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذا أبو محمد الدارمي.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».(11/275)
4648 - (ع) معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو بن شيب الأزدي المعنى، أبو عمرو البغدادي، أخو الكرماني.
في كتاب الحافظ الصريفيني: كنيته أبو عمر، وقال ابن حبان: عمرو.
وفي كتاب «القراب»: أبنا أحمد بن محمد بن شاذان، أبنا يعقوب بن إسحاق، أبنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت حمدان بن علي الوراق يقول: مات معاوية بن عمرو في أول يوم من جمادى الأولى سنة أربع عشرة ومائتين.
4649 - (ع) معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب المدني، أبو إياس البصري، والد إياس بن معاوية.
قال ابن حبان: كان من عقلاء الناس.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة، وخليفة بن خياط في «الطبقة الثالثة»، وكذلك مسلم بن الحجاج.
وذكر المزي روايته عن علي وابن عمر الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد قال ابن أبي حاتم في «المراسيل»: قال أبو زرعة: معاوية بن قرة عن علي بن أبي طالب مرسل.
وقال في كتاب «العلل»: فسأل أباه عن حديثه، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام على الوضوء: معاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر.(11/276)
وبنحوه ذكره الحاكم في «المستدرك».
وينبغي أن ينظر في قول المزي: قال خليفة: مات سنة ثلاث عشرة ومائة؛ فإني نظرت كتابي خليفة «التاريخ» و «الطبقات» فلم أجد وفاته فيهما، ولا أعلم له كتابا ثالثا، والله أعلم، فمن عرف شيئا فليفدناه.
4650 - (بخ م 4) معاوية بن هشام القصار، أبو الحسن الكوفي، مولى بني أسد.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة.
وقال: توفي بها، وكان صدوقا كثير الحديث.
وقال الساجي: صدوق يهم، وقال أحمد بن حنبل: هو كثير الخطأ، حدثني الحسن بن معاوية بن هشام قال: سمعت قبيصة بن عقبة وذكر له أبي، فقال: أين أقع منه؟! وكان عند قبيصة سبعة آلاف عن الثوري، وعند أبي ثلاثة عشر ألفا عن الثوري.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال عثمان يعني ابن أبي شيبة: معاوية بن هشام رجل صدق، وليس بحجة.
وقال أبو الفرج البغدادي قولا لم أر له فيه سلفا، فينظر، وهو: معاوية بن هشام القصار، وقيل: هو معاوية بن أبي العباس، روى ما ليس بسماعه فتركوه، انتهى.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذا ابن حبان والحاكم.
4651 - (ت ق) معاوية بن يحيى الصدفي، أبو روح الشامي، كان على بيت المال بالري للمهدي.
قال ابن حبان: كان يشتري الكتب ويحدث بها، ثم تغير حفظه في آخر(11/277)
عمره، فكان يحدث بالوهم.
وقال الدارقطني: ضعيف، وذكره في موضع آخر في «جملة المتروكين».
ولما ذكره أبو الفرج البغدادي كناه أبا يحيى.
وقال السمعاني: منكر الحديث.
وقال الساجي: ضعيف الحديث جدا، وكان اشترى كتابا للزهري من السوق، فروى عن الزهري.
وقال العجلي: لا بأس به.
وفي كتاب «الكنى» للنسائي: قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن حماد: لا أحتج بمعاوية بن يحيى صاحب الزهري، وقال أبو علي الحافظ: ضعيف.
ولما ذكره أبو محمد ابن الجارود في جملة الضعفاء قال: قال أحمد بن حنبل: تركناه، وذكره الدولابي وأبو العرب والمنتجالي وابن شاهين في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب الصريفيني: اصطحب معاوية الصدفي مع محمد بن إسحاق من العراق إلى الشام، فسمع منه حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك».
4652 - (س ق) معاوية بن يحيى، أبو مطيع الشامي، الأطرابلسي.
قال أبو الحسن الدارقطني: هو أكثر مناكير من الصدفي، وقد خلط أبو(11/278)
حاتم ابن حبان فجعلهما واحدا، فغلط، وذكر هذا بهذا، والتحقيق أنهما اثنان، والله تعالى أعلم.
وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من الصدفي.
وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس، وفي كتاب المزي عنه: لا بأس به، فينظر.
وقال العجلي: لا بأس بحديثه.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وكذلك ابن شاهين.
وفي كتاب ابن عساكر: أبنا ابن السمرقندي، أبنا ابن النقور، أبنا عيسى بن علي، أبنا عبد الله بن محمد، وذكر حديثا، ثم قال: لم يروه غير أبي مطيع، وهو ضعيف الحديث.
وقال البرقاني: هذا ما واقفت الدارقطني عليه من المتروكين، فذكر فيهم معاوية بن يحيى الطرابلسي.
وقال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: ليس بشيء في الحديث.(11/279)
من اسمه معبد
4653 - (ع) معبد بن خالد الجدلي القيسي، أبو القاسم، الكوفي القاص.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: كان صابرا على التهجد، يصلي الغداة والعشاء بوضوء واحد. كذا ذكره المزي، وذكر وفاته من عند طلق، وفيه نظر من حيث أن ابن حبان ذكر وفاته كما ذكرها من عند غيره لا يغادر حرفا، قال: توفي في ولاية خالد على العراق، وولي خالد سنة ست وعزل سنة عشرين ومائة.
وفي تاريخ البخاري: سمع حذيفة بن أسيد قال سليمان بن حرب عن شعبة، عن الحكم: كان معبد يقرأ كل ليلة سبع القرآن، وقال لي معبد: ما نمت ليلة إلا صليت حتى أصبح.
وزعم المزي أن ابن سعد ذكره في الكبير في الطبقة الثالثة، وقال: قالوا: كان ثقة إن شاء الله، قليل الحديث، وفيه نظر من حيث أني نظرت في ثلاث نسخ من كتاب ابن سعد الكبير، إحداهم نسخة الحافظ الدمياطي، وأصله ليس فيها إلا معبد بن خالد الجدلي، أبنا طلب بن غنام، حدثني محمد بن عمر الأسدي قال: مات معبد بن خالد الجدلي في سلطان خالد بن عبد الله القسري سنة ثمان عشرة. لم يزد شيئا، والله تعالى أعلم. وكأن هذا هو الموقع لصاحب الكمال الذي تبعه المزي، فإنه ذكر عن الواقدي أنه توفي سنة ثمان عشرة ومائة، أعتقد أن محمد بن عمر هو الواقدي، وليس كذلك، فإن هذا أسدي والواقدي أسلمي، والذي قلناه ذكره القراب في تاريخه وغيره من القدماء. والله أعلم.(11/280)
ولو لم يقولوه لقلناه، والحمد لله تعالى.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة، ومسلم في الثالثة، وابن شاهين في كتاب «الثقات».
4654 - (خ م د س) معبد بن سيرين الأنصاري مولاهم، البصري، أخو محمد، وكان أكبر.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي وأغفل من كتاب ابن حبان: كان أقدم بني سيرين موتا.
وقال العجلي: بصري، تابعي ثقة.
وقال ابن أبي خيثمة: أبنا محمد بن سلام قال: قد سمع معبد بن سيرين من أنس بن مالك.
وقال ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة: أمه أم ولد، وهو شقيق أنس، وعمرة، وسودة، وكان ثقة، وقد روى أحاديث.
4655 - (د) معبد بن هرمز عن ابن المسيب.
قال ابن القطان: ما روى عنه غير يعلى بن عطاء، ولا يعرف أيضا حاله، وكذا ذكر عبد الحق.(11/281)
4656 - (ق) معبد الجهني البصري، يقال أنه عبد الله بن عكيم، ويقال: ابن عبد الله بن عويمر، ويقال: ابن خالد، والصحيح أنه لا ينسب.
قال البخاري: في «تاريخه الصغير» و «الأوسط»: ثنا موسى، ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن معبد بن خالد الجهني سأل عبد الله بن عمر وابن صفوان وعبد الله بن الزبير، وقال بعضهم: معبد بن عبد الرحمن بن عويمر بصري، أول من تكلم في القدر بالبصرة.
وفي قول المزي: قال البخاري في «التاريخ الصغير»: ثنا موسى بن إسماعيل، عن جعفر يعني ابن سليمان، ثنا مالك بن دينار قال: لقيت معبد. . . الحديث، نظر من حيث أنه أراد أن يغرب بالتاريخ الصغير، وهو ثابت في «تاريخه الكبير» و «الأوسط» لا يغادر حرفا، وإن كان رأى التاريخ الصغير وما أخاله، فقد ترك منه ما نقلناه آنفا مما عري كتابه منه جملة.
وقال أبو أحمد العسكري في كتابه «معرفة الصحابة»: معبد بن خالد الجهني، يكنى أبا زغوة، له صحبة، وروى عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، مات سنة اثنين وسبعين وهو ابن ثمانين سنة.
وفي «الاستيعاب»: معبد بن خالد الجهني، يكنى أبا زغوة، وفي نسخة: أبو روعة، أسلم قديما، وهو أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم الفتح، مات سنة اثنتين وثمانين، وقيل: وهو ابن بضع وثمانين، وقال ابن أبي حاتم: هو غير معبد الجهني الذي أول من تكلم بالقدر، وقال غيره: هو نفسه.
وقال أبو الحسن الدارقطني: لا صحبة له، ويقال أنه أول من تكلم في القدر، وكذا ذكره أبو موسى المديني وغيره.(11/282)
وقال العجلي والمنتجالي: تابعي ثقة، وكان لا يتهم بالكذب.
وقال النسائي في «التمييز»: معبد بن خالد ثقة.
وقال الجوزجاني: كان رأس القدرية.
وفي «المحكم» لابن سيده: قالت أم معبد الجهنية للحسن البصري: أشعرت ابني في الناس، أي جعلته علامة فيهم؛ لأنه عابه بالقدر.(11/283)
من اسمه معتمر ومعدان ومعدي
4657 - (ع) معتمر بن سليمان بن طرخان، أبو محمد التيمي لنزوله فيهم، البصري، قيل: إنه كان يلقب الطفيل، وكان مولى لبني مرة.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: كان مولده سنة ست أو سبع ومائة، ومات في المحرم سنة سبع أو ثمان وثمانين ومائة.
وفي قول المزي - تابعا صاحب الكمال: قال ابن سعد: ولد سنة ست ومائة، ومات سنة سبع وثمانين ومائة بالبصرة في خلافة هارون، نظر؛ لأن ابن سعد لم يذكر هذا إلا نقلا ورواية لا استقلالا، بيانه قوله في الطبقة السادسة من أهل البصرة: أبنا أحمد بن إبراهيم العبدي، حدثني العباس ابن الوليد، حدثني الأصمعي، حدثني المعتمر بن سليمان قال: قال أبي: عد لنفسك من سنة ست ومائة، يعني ولدت فيها، قالوا: وتوفي المعتمر بن سليمان سنة سبع وثمانين ومائة بالبصرة في خلافة هارون.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة التاسعة: مات أول سنة سبع وثمانين، وعلى ذلك تظافرت نسخ كتابه.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت المثنى بن معاذ يقول: مات معتمر قبل بشر ابن المفضل بأشهر، ومات بشر سنة سبع، انتهى.
القراب وغيره ذكروا وفات بشر في صفر، فينظر. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى يقول: مات معتمر قبل قتل يحيى بن جعفر سنة سبع وثمانين.(11/284)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: معتمر أبكر من ابن عيينة سنة، وقال يحيى بن سعيد: إذا حدثكم المعتمر بن سليمان بشيء فأعرضوه؛ فإنه سيئ الحفظ. وقال العجلي: بصري ثقة.
وقال أبو داود: قال سفيان بن حبيب: معتمر يتورع أن يحدث عن حذيفة، وقال: وسمعت أحمد بن حنبل قال: ما كان أحفظ معتمر! قل ما كنا نسأله عن شيء إلا عنده فيه شيء، وقال أبو داود: دخل معتمر على سفيان، فجعل يسأله عن حديث ليث وترك حديث حبيب بن أبي ثابت وسلمة بن كهيل، وكان معتمر أروى عن ليث من سفيان، قال: وقال قرة بن خالد: معتمر أفضل من أبيه، قال: وسمعت يحيى بن عربي يقول: سمعت المعتمر بن سليمان يقول: من زعم أن الكلام يعني كلام الناس ليس مخلوقا كمن زعم أن السماء ليست مخلوقة وأن الأرض ليست مخلوقة.
وقال المبرد: حدثني بعض أصحابنا عن الأصمعي، عن المعتمر بن سليمان، عن أبي مخزوم، عن أبي شفقل راوية الفرزدق قال: قال لي الفرزدق يوما: امض بنا إلى حلقة الحسن، فإني أريد أن أطلق النوار، فقلت: إني أخاف أن تتبعها نفسك ويشهد عليك الحسن وأصحابه، فقال: امض بنا، فجئنا حتى وقفنا على الحسن، فقال: كيف أصبحت يا أبا سعيد؟ قال: بخير، كيف أصبحت يا أبا فراس؟ قال: تعلمن أن النوار مني طالق ثلاث، قال الحسن وأصحابه: قد سمعنا، قال: فانطلقنا، فقال الفرزدق: يا هذا، إن في قلبي من النوار شيئا، فقلت: قد حذرتك، فقال:
ندمت ندامة الكسعي ... لما غدت مني مطلقة نوار
وكانت جنتي فخرجت منها ... كآدم حين أخرجه الضرار(11/285)
ولو أني ملكت يدي ونفسي ... لكان علي للقدر الخيار
قال الأصمعي: ما روى معتمر هذا الشعر إلا من أهل هذا البيت، قال أبو محمد بن السيد البطليوسي في كتابه «شرح الكامل»: أراد الأصمعي أن المعتمر كان قدريا يقول بالاستطاعة، وقيل: ظاهر البيت أن المعتمر كان ورعا لا يروي الأشعار، فحمله على رواية هذا الشعر، لأن الفرزدق كان يؤمن بالقدر.
وفي «تاريخ المطين»: توفي في جمادى سنة سبع وثمانين، وأغضى عما في الكمال في قوله: الفضل بن أبان الرقاشي كان صهر المعتمر، ولم يتتبعه عليه، وهو وهم صراح.
ذكر الجاحظ في «البيان والتبيان»: سليمان بن طرخان، تزوج بنقوادة بنت الدينار فولدت المعتمر، فالمفضل على هذا خاله، والله أعلم. قال: ولما ماتت قدم ابنها المعقل وزوجها سليمان أباها الفضل، فصلى عليها.
4658 - (م4) معدان بن أبي طلحة، ويقال: ابن طلحة، اليعمري الكناني الشامي.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذلك ابن خزيمة والحاكم وابن حبان وأبو محمد بن الجارود والدارمي.
ونسبه البخاري بكريا، وهو صحيح.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام، وكذلك خليفة بن خياط ومسلم بن الحجاج القشيري.
4659 - (ت ق) معدي بن سليمان، أبو سليمان، صاحب الطعام.
قال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات، والملزقات عن الأثبات، لا(11/286)
يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني ومن خطه: وقال []: معدي بن سليمان الصفدي ثقة.
وخرج إمام الأئمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.(11/287)
من اسمه معرف ومعرور ومعروف
4660 - (م د) معرف بن واصل السعدي، أبو بدل، ويقال: أبو يزيد، الكوفي.
روى عنه أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: كان أفضل شيخ في الدنيا.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة الإسفرائيني.
4661 - (ع) المعرور بن سويد الأسدي، أبو أمية الكوفي.
ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من أهل الكوفة، ومسلم بن الحجاج القشيري ومحمد بن سعد في الطبقة الأولى، زاد: وقال أبو نعيم: بلغ المعرور بن سويد عشرين ومائة سنة، وقال عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة، عن واصل قال: كان المعرور يقول لنا: يا بني أخي، تعلموا مني. وكان كثير الحديث.
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة، من أصحاب عبد الله.
4662 - (خ م د ق) معروف بن خربوذ المكي، مولى عثمان، ويقال: عن ابن عيينة أن معروف بن مشكان، وذلك وهم.
قال ابن حبان في كتاب «الضعفاء»: كان يشتري الكتب ويحدث بها، ثم تغير حفظه، فكان يحدث بالتوهم.(11/288)
وقال الساجي: صدوق، ما أدري كيف حديثه. وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ما أدري كيف حديث.
وذكره أبو جعفر العقيلي وأبو القاسم البلخي في «جملة الضعفاء».
4663 - (ق) معروف بن عبد الله الخياط، أبو الخطاب الدمشقي، مولى واثلة، ويقال: مولى عبيد الأعور، مولى بني أمية.
نقلت من خط الحافظ أبي إسحاق الصريفيني: ومعروف الخياط صدوق.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
وذكر المزي عن ابن يونس أنه قال عن:
4664 - [د س] معروف بن سويد الجذامي.
أنه مات قبل الخمسين ومائة، وأغفل منه: بيسير.(11/289)
من اسمه معقل
4665 - (4) معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر ابن أشجع، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو يزيد، ويقال: أبو عيسى، ويقال: أبو سفيان.
قتله مسلم بن عقبة، وذكر ابن إسحاق أن نوفل بن مساحق هو الذي قتل معقلا، كذا ذكره المزي تابعا فيما أظن صاحب الكمال، وما علم أن القولين واحد؛ وذلك أن مسلم بن عقبة كان أميرا فقتله أمرا لا مباشرة، والمباشر هو نوف، بين ذلك محمد بن سعد في طبقة الخندقيين، قال: إن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان كان على المدينة، فبعث معقلا ببيعة يزيد إلى الشام في وفد من أهل المدينة، فاجتمع معقل ومسرف وقد أنس به، فذكر معقل يزيد وعابه بشرب الخمر وغيره، فقال مسرف: لله علي أن لا تمكنني يداي منك ولي عليك مقدرة إلا ضربت الذي فيه عيناك، فلما قدم مسرف المدينة أيام الحرة كان معقل يومئذ صاحب المهاجرين، فأتى به مسرف مأسورا، فقال: يا معقل بن سنان، أعطشت؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير. فقال: خوضوا له شربة بلوز، فشرب، فقال: والله لا تستهنئ بها يا مفرج، قم فاضرب عنقه، ثم قال: اجلس، وقال لنوفل بن مساحق: قم فاضرب عنقه، فقام إليه فضرب عنقه، فقال مسرف: والله ما كنت لأدعك بعد كلام سمعته منك تطعن فيه على إمامك.
وفي كتاب الصحابة لابن حبان: قتل يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
وفي كتاب العسكري: نزل الكوفة، وكان موصوفا بالجمال، روى عنه الشعبي، وليس يصح له عنه رواية.(11/290)
وروى سليمان بن أبي شيخ، قال: قال أبو سعيد الداني: ما خلق الله تعالى معقل بن سنان قط، ولا كانت أيضا بروع بنت واشق.
وفي كتاب ابن أبي خيثمة عن ابن أبي شيخ: كان أبو سعيد المرادي: تالله تعالى ما كانت بروع بنت واشق في الدنيا ولم يقدم معقل بن سنان الكوفة، فقال ابن أبي خيثمة: روى حديث بروع ابن مهدي عن سفيان، عن مزاحم، عن الشعبي، عن مسروق، ورويت أحاديث مسلمة عن داود ابن أبي هند، عن الشعبي، عنه.
وفي «الاستيعاب»: يكنى أبا عبد الرحمن، وكان فاضلا تقيا شابا غضا طريا، وبأبي عبد الرحمن كناه أيضا أبو زكريا ابن معين وغيره.
وفي الصحابة:
4666 - معقل بن سنان بن نبيشة.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره الكلبي وغيره، ذكرناه للتمييز.
4667 - (م د س) معقل بن عبيد الله الجزري، أبو عبيد الله، العنسي مولاهم، الحراني المدبيري، والمدبير من حران والرها.
ذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الثالثة من أهل حران، وقال: كان ينزل قرية من قرى المدبير. وقال أبو جعفر بن نفيل: كان معقل أبيض الرأس.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: كان يخطئ ولم يفحش خطؤه فيستحق الترك. وقال أبو جعفر النفيلي: مات سنة ست وستين ومائة، نظر في موضعين:
الأول: ابن حبان ذكر وفاته في سنة ست وستين ومائة كما ذكرها النفيلي، فكان ينبغي له أن يذكرها من عنده، أو يذكره معددا له كعادته.(11/291)
الثاني: إغفاله من كتاب «الثقات» بعد قوله: فيستحق الترك: وإنما كان ذلك على حسب ما لا ينفك منه البشر، ولو ترك حديث من أخطأ من غير أن يفحش ذلك منه لوجب ترك حديث كل محدث في الدنيا؛ لأنهم كانوا يخطئون ولم يكونوا معصومين.
وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة والحاكم والدارقطني.
وفي كتاب «الكنى» للنسائي: ثنا محمد بن معدان، سمعت أبا جعفر النفيلي يقول: معقل بن عبيد الله ضعيف.
وفي «سؤالات حرب»: سئل أحمد بن حنبل عن النضر بن عربي، فقال: ما علمت إلا خيرا، وكذلك معقل بن عبيد الله، ونسبه ابن قانع عقيليا.
4668 - (د ت) معقل بن مالك، أبو شريك، الباهلي البصري.
خرج أبو عبد الله النيسابوري حديثه في صحيحه، وحسنه أبو علي الطوسي في أحكامه.
4669 - (د س ق) معقل بن أبي معقل الهيثم، الأسدي حليفهم، عداده في أهل المدينة.
قال أبو أحمد العسكري: مات معقل بن أبي معقل في أيام النبي صلى الله عليه وسلم بالطاعون، وروى حديث أمه أم معقل في الحج.
وقال البغوي: وهو معقل ابن أم معقل.
وقال ابن سعد في طبقة الخندقيين: أبو معقل الأسدي، صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى، وابنه معقل بن أبي معقل صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أبو الهيثم الأسدي. أنبأ الأزرقي، ثنا مسلم بن خالد، حدثني عبد الرحيم بن عمرو، عن عمرو بن يحيى، عن أبي زيد، عن معقل بن أبي الهيثم الأسدي(11/292)
حليف لهم، له صحبة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تستقبل القبلة بغائط أو بول»، قال مسلم: ثم لقيت عمرو بن يحيى فحدثني بهذا الحديث عن معقل، عن أبي الهيثم. انتهى، أبو داود وغيره ردوا هذا الحديث عن معقل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرد كلام المزي أيضا في «الكنى».
4670 - (ع) معقل بن يسار المزني، أبو علي، ويقال: أبو يسار، ويقال: أبو عبد الله، بصري، له صحبة.
قال العجلي: لا نعلم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكنى أبا علي غيره، كذا ذكره عنه المزي ولم يتعقبه عليه، وهو غير جيد، وإن كان قد ذكره أيضا عمرو بن علي وغيره؛ لما ذكره أبو أحمد الحاكم الذي كتابه في الشهرة كقفا نبك، والنسائي في «الكنى» أيضا، فقالا: أبو علي قيس بن عاصم المنقري له صحبة، وأبو علي طلق بن علي الحنفي له صحبة، زاد أبو عمر بن عبد البر في «الاستغناء»: أبو علي عبد الله بن الحارث القرشي كان من مسلمة الفتح، وقتل يوم اليمامة شهيدا.
وقال ابن حبان: معقل بن يسار مات في ولاية عبيد الله بن زياد، في آخر سني معاوية.
وذكره البخاري في فصل من مات ما بين الستين إلى السبعين، وأبو عروبة الحراني في الطبقة الثانية.
وفي كتاب البغوي عن يونس: ما كان ها هنا أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهيل من معقل بن يسار.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: معقل بن يسار بن عبد الله بن معبد، وقال(11/293)
ابن الكلبي: معروق، ومات في إمرة عبيد الله بن زياد بعد الستين، وهو الذي فجر نهر معقل بالبصرة، وذلك أن زيادا لما حفره وأراد أن يفجره قال: من بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنتبرك به؟ فقيل: معقل بن يسار. فأمره أن يفجره، فنسب إلى معقل وسقط عنه اسم زياد، وإليه أيضا ينسب التمر المعقلي بالبصرة، وله ابن يقال له: عبد الرحمن بن معقل، روى عن أبيه.
روى عنه فيما ذكره أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير: محمد بن سيرين، وعبيد الله بن معقل بن يسار، وابن عم فضيل بن يسار، وهند بنت معقل بن يسار، وأبو الرئاب ملى معقل بن يسار، وأبو عبد الله الجسري، وحميد بن بشير، وأبو طليق، ونفيع بن الحارث، وأبو داود، ورجل لم يسم.
وفي «طبقات ابن سعد»: وهو صاحب نهر معقل، أمره عمر بن الخطاب فحفره، وبنى بالبصرة دارا.
وفي «كتاب البرقي» عن ابن عفير: حسان بدل حراق.
وفي «تاريخ ابن قانع»: مات سنة اثنتين وستين.(11/294)
من اسمه معلى
4671 - (خ م مد ت س ق) معلى بن أسد، أبو الهيثم، العمي البصري، أخو بهز، وكان الأصغر.
قال ابن حبان: كان معلما.
وقال أبو القاسم بن عساكر: مات لتسع عشرة من شوال سنة ثماني عشرة.
وفي شوال ذكر وفاته ابن قانع، وفي «تاريخ القراب» عن يحيى بن معين: توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
وذكره ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل البصرة، وخليفة بن خياط في الطبقة الثانية عشر، وقال: مات سنة تسع عشرة.
وقال «صاحب الزهرة»: روى عنه البخاري ثلاثة وثلاثين حديثا، وروى مسلم عن رجل عنه، وذكره بعض الناس في شيوخ مسلم فلم أجده فيهم.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ثقة.
وفي «الأوسط» للبخاري: ذكر وفاته ما بين خمس عشر إلى عشرين ومائتين.
وكان يتمذهب مذهب أبي حنيفة، وله عنه رواية، ذكره الإمام أبو مسعود عن(11/295)
الحاكم: ثقة مأمون.
4672 - (خت م 4) معلى بن زياد القردوسي، أبو الحسن البصري.
قال البزار في «مسنده»: هو ثقة.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة الإسفرائيني وأبو محمد الدارمي وأبو علي الطوسي.
4673 - معلى بن عبد الرحمن الواسطي.
قال أبو الحسن أسلم بن سهل الواسطي في تاريخ بلده: معلى بن أبي محمد عبد الرحمن بن حكيم. روى عنه محمد بن عبد الله بن سعيد، وتوفي أبوه أبو محمد سنة إحدى وستين ومائة، وكان يروي عن حجاج بن أرطاة، ذكره في القرن الثالث من أهل واسط.
وذكره الساجي في «جملة الضعفاء».
ولهم شيخ آخر يسمى:
4674 - معلى بن عبد الرحمن.
قال أبو الحسن: []، ذكرناه للتمييز.
4675 - (ع) معلى بن منصور الرازي، أبو يعلى، نزيل بغداد، والد يحيى.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: مات سنة إحدى أو عشر ومائتين.(11/296)
وقال في «التاريخ الأوسط»: في ربيع الأول سنة إحدى عشرة، وقال في «الصغير»: دخلنا عليه سنة عشر.
وفي قول المزي: قال خليفة بن خياط: مات سنة إحدى عشرة، وقال في موضع آخر: سنة إحدى أو اثنتي عشر، نظر من حيث أني نظرت في كتاب «الطبقات» وفي «التاريخ» تصنيف خليفة بن خياط فلم أجد فيهما إلا سنة إحدى عشرة فقط، فينظر.
وفي قوله: عن ابن أبي خيثمة: مات سنة إحدى عشرة ومائتين، نظر؛ لأن أحمد بن زهير لم يذكر هذا إلا نقلا عن شيخه يحيى بن معين، والله تعالى أعلم. ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان ممن جمع وصنف.
وقال أبو سليمان الخطابي: ليس بذاك في الحفظ.
4676 - (ق) معلى بن هلال بن سويد الحضرمي، ويقال: الجعفي، أبو عبد الله، الكوفي الطحان.
قال أبو داود فيما ذكره الآجري: روى أربعين حديثا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس؛ كلها مختلقة.
وقال أبو الفرج عن الموصلي أبي الفتح: متروك. وقال عبد الله بن المبارك: كان يضع الحديث. وقال السعدي: كذاب. وقال العجلي: كذاب، وكان متعبدا. وقال ابن الجنيد: يرمى بالكذب. وقال الدارقطني: متروك.
وفي كتاب «الجرح والتعديل»: يضع الحديث، وقال السمعاني: كان يروي(11/297)
الموضوعات عن الثقات، وكان أميا.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن أقوام أثبات، لا تحل الرواية عنه بحال.
وقال أبو أسامة: سجرت بكتابه التنور.
وفي طبقات البرقي: عن يحيى بن معين: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه، ولما ذكره في باب من رمي بالكذب قال: كان قدريا.
وفي تاريخ ابن المبارك: لا بأس به ما لم يجئ بالحديث، زاد يعقوب بن سفيان في روايته عنه: فإنه يكذب في الحديث، رجع إلى التاريخ، فقال رجل من الصوفية: يا أبا عبد الرحمن، تغتاب الصالحين! فغضب، وقال: اسكت؛ إذا لم نبين الحق فمن يبين؟!
وذكره ابن أبي مريم في طبقة المعروفين بالكذب ووضع الحديث، وقال: قال لي يحيى بن معين: اجتمع الناس على طرح هؤلاء النفر، ليس يذاكر حديثهم ولا يعتد به؛ يعني المسيب بن شريك، ومعلى بن هلال، ومهدي بن هلال، وذكر آخرين.
وقال ابن المواق في كتاب «المآخذ على كتاب الوهم والإيهام»: وشهرته في الضعف لا تحتاج إلى مزيد تعريف.
وقال الحاكم أبو عبد الله وأبو سعيد النقاش: يروي عن يونس بن عبيد المناكير.(11/298)
وذكره المنتجالي والبلخي والدولابي والحربي ويعقوب بن شيبة وابن سفيان وابن الجارود وابن شاهين والعقيلي وأبو العرب في جملة الضعفاء.(11/299)
من اسمه معمر
4677 - (ع) معمر بن راشد الأزدي الحداني مولاهم، أبو عروة بن أبي عمرو البصري، سكن اليمن.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهلها، وقال: كان راشد يكنى أبا عمرو، ولما خرج معمر من البصرة شيعه أيوب، وجعل له سفرة، وكان معمر رجلا له حلم ومروءة ونبل في نفسه. أخبرنا عبد الرحمن بن يونس، سمعت سفيان بن عيينة يسأل عبد الرزاق فقال: أخبرني عما تقول الناس في معمر أنه فقد ما عندكم فيه، فقال عبد الرزاق: مات معمر عندنا، وحضرنا موته، وخلف على امرأته قاضينا مطرف بن مازن، وفي هذا وأشباهه يرد ما في كتاب المزي من أنه فقد، وقال الذهلي: سمعت أبا عبد الرزاق يقول: أكثر ظني أن معمر مات وله ثمان وخمسون سنة.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة.
وفي قول المزي: وقال أبو نعيم وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وابن المديني: مات سنة أربع وخمسين ومائة، زاد أحمد: وله ثمان وخمسون سنة، نظر؛ لما ذكره ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يقولان: مات معمر سنة أربع وخمسين وله ثمان وخمسون سنة، وقال أبو بكر: سمعت يحيى يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه، إلا من الزهري وابن طاوس؛ فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا، وما عمل في حديثه الأعمش شيئا.
وقال معمر: جلست إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ عنه إلا الأسانيد، قال(11/300)
يحيى: وحديث معمر عن ثابت، وعاصم بن أبي النجود، وهشام بن عروة، ومن هذا الضرب مضطرب كثير الأوهام.
وعن أبي سفيان المعمري: ذكر معمر وسفيان سنهما، فإذا معمر أكبر من سفيان بسنة. وقال عبد الرزاق: ذكر معمر عند مالك، فقال مالك: أي رجل! لولا أنه يروي تفسير قتادة.
وفي تاريخ المنتجالي: عن أحمد: خرج من البصرة وهو ابن ثلاثين سنة، وعن حليمة امرأة معمر قالت: بعث إليه معن بن زائدة خمسمائة دينار يسترفق بها، فردها، وقال: نحن عنها في غنى. وعن عبد الرزاق: ما نعلم أحدا أعف عن هذا المال إلا الثوري ومعمر بن راشد، وقال يحيى بن معين: كان زوج أخت معمر معن بن زائدة، فأرسلت أخت امرأته إلى امرأة معمر خوخا، فأكل به معمر ولم يشعر، فلما علم قام إليه فتقيأه.
وفي كتاب الآجري: قال أبو داود: ومعمر رحل إلى صنعاء في طلب العلم، قال معمر: كنت في منزل سعيد بن أبي عروبة سنتين.
وفي كتاب «الطب» من «جامع الأصول»: قال معمر: احتجمت من غير سم في يافوخي فذهب حسن الحفظ مني، حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في الصلاة، قال هذا عند روايته أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على هامته من الشاة المسمومة.
وذكر المزي ومن خط المهندس مجودا: قال ابن جريج: إن معمرا شرب العلم بأنقع، هكذا بفتح القاف، والذي في كتاب الميداني والزمخشري وأبي عبيد البكري وغيرهم ضم القاف، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب القراب عن صالح بن محمد: كان معمر يخرج إلى صنعاء في تجارة، فبقي ثمة.
وفي قول المزي عن أبي عبيد القاسم بن سلام: مات سنة ثلاث وخمسين، نظر؛ لما في كتاب ابن عساكر وغيره عن أبي عبيد هذا: توفي معمر سنة خمس(11/301)
وخمسين ومائة، وعن زيد بن المبارك الصنعاني: مات في شهر رمضان سنة اثنين وخمسين.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا أعلم أحدا أنبل رجالا من معمر.
وذكره النسائي في الطبقة الأولى من أصحاب الزهري.
وقال الخليلي: عالم كبير، بصري، مات بصنعاء قديما في حد الكهولة، أثنى عليه الشافعي، أدرك الحسن وفاته نافع.
4678 - (د) معمر بن عبد الله بن حنظلة، حجازي.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، فقال: أبنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خولة بنت ثعلبة قالت: «في والله وفي أوس بن صامت أنزل الله عز وجل صدر سورة المجادلة. . .»، فذكرت الحديث.
وأخرجه أيضا ابن الجارود في المنتقى.
4679 - (م د ت ق) معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، وهو معمر بن أبي معمر العدوي، وقيل غير ذلك في نسبه.
قال ابن حبان: هو معمر بن أبي معمر المازني.(11/302)
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في السفينتين، وذكر بعضهم أن هذا هو الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنه عمرو بن يحيى.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من الصحابة ممن لم يشهد بدرا ولهم إسلام قديم وشهد أحدا وما بعدها، وقال: أمه أشعرية، وهاجر إلى الحبشة، في روايتهم جميعا، ثم قدم مكة فأقام بها، وتأخرت هجرته إلى المدينة، ثم هاجر بعد ذلك، ويقولون أنه لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية، يختلفون فيه وفي خراش الكعبي، وهو الذي كان يرجل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
أبنا محمد بن عمر، أبنا عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن يحيى بن حبان أن الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية معمر العدوي.
وفي كتاب الزبير: أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم داره التي بالسوق، وهي التي يجلس إليها عامل السوق.
4680 - (د) معمر بن المثنى، أبو عبيد التيمي مولاهم، البصري النحوي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: كان الغالب عليه معرفة الأدب والشعر، ومات سنة عشر ومائتين، وقد قارب المائة.
وفي كتاب الخطيب: تفي سنة ثلاث عشر ومائتين بالبصرة وله ثمان وتسعون سنة.
وفي «مراتب النحويين» للبغوي: وكان في هذا العصر ثلاثة هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب، لم ير مثلهم كلهم، ولا يرو هم معهم أحد من الناس حل ما في أيديهم من هذا العلم بل كله؛ وهم: أبو زيد، وأبو عبيدة،(11/303)
والأصمعي، وكلهم أخذوا عن أبي عمرو اللغة والنحو والشعر، وكلهم أخذوا بعده عن يحيى بن يحيى وأبي الخطاب ويونس بن حبيب، وعن جماعة من الأبواب، وسالهم مثل أبي مهدية وأبي طعيدة وأبي خيرة وعمرو، وكان أبو عبيدة []، وكان أعلم الثلاثة بكلام العرب وأجمعهم لعلومهم وأجل القوم، ومع ذلك [] ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا، وقال يزيد بن مرة: ما كان يسئل عن علم إلا كان من سأله عنه يظن أنه لا يحسن غيره، وقال: ما التقى []، وكان يميل إلى مذهب الإباضية، وقال أبو حاتم: كان []، وكان يظنني من خوارج سجستان، وكان []، وتوفي سنة إحدى.
وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: أبو عبيدة معمر بن المثنى بهت الناس.
وفي كتاب أبي سعيد السيرافي: وممن اختص بالأخذ عنه حتى نسب إليه التوزي وزياد أبو غسان.
وفي كتاب «أدب الخواص» للوزير أبي القاسم، وزعم أنه رآه بخط يعقوب السكيني: سبخت لقب أبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة تسع ومائتين.
وفي كتاب أبي الفرج الأموي: لقب بذلك أبو عبيدة تعريضا بأن جده كان يهوديا، وسبخت اسم من أسماء اليهود، قال محمد بن معاذ في هجائه محمد بن عبد الوهاب الثقفي أخي عبد المجيد من أبيات يعرض فيها:
ألم يبلغنك لذي العلامة المرتب ... وما ينبغي لكم يا قوم من المنكر يجيء
فقال الشيخ: ما []، فخذ من ورق الدقل، وخذ من ورق القتب، وخذ من طين العير، وخذ من عصب []، وخذ من بعر كيسان، ومن أظفار سبخت []، وأسقط بذا في دابة أفنى.(11/304)
قال أبو الفرج: وكان أبو عبيدة وسخا، طويل الأظفار والشعر أيضا، وكان يغضب من هذا اللقب، ولما كتب على السارية التي يجلس إليها أبو عبيدة:
صلى الإله على لوط وشيعته ... أبا عبيدة، قل بالله: آمينا
فقال لأبي حاتم السجستاني: اصعد على كتفي فامحه. قال: فمحوته إلا الطاء، فقال له أبو عبيدة: لا تتركها؛ فهي شر حروفها. قال أبو حاتم: وكان يميل إلي لكوني من خوارج سجستان.
وفي «تاريخ المنتجالي»: كان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامها، وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره، ويخطى إذا قرأ القرآن نظرا، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتبا، وكان يرى رأي الخوارج، وتوفي سنة عشر أو إحدى عشرة ومائتين وقد قارب المائة. زاد المنتجالي، قال: رفعت إلى جعفر بن يحيى أمثالا في رقاع، قيل له: كم كانت؟ قال: أربعة عشر ألف مثل من أمثال العرب، وكان يرمى بالقدر.
وحكى أبو حاتم أنه خرج إلى بغداد، فدخل على جعفر بن يحيى، فقال له: مثلك لا يدخل على الخلفاء. فقال: لم؟ قال: لأن فيك توضيعا واضحا، فلا تدخل على أمير المؤمنين، قال: فأرجع خائبا؟ قال: لا، أنا أعطيك.
وخرج أبو عبيدة إلى إسحاق بن عبد الرحمن الهلالي بفارس، فقال لغلمانه: احذروه؛ فإن كلامه كالدنق. فدخل عليه يوما فأتى بعض الغلمان بالطعام، ولا يعرفه، فأكب منه على طرف ثوبه، فقال له الهلالي: يا أبا عبيدة، قد أصاب ثوبك المرق وسوف أكسوك عشرة أثواب بدله، فقال: لا أبالي، لأنظر مرقتكم ليس لها ردك. قال: فهم مسبون به إلى اليوم.
وقال أبو عمر في «الاستغناء»: سئل عنه يحيى بن معين، فقال: ليس به بأس. وقال أبو عمر ابن عبد البر: كان شعوبيا، يبغض العرب، يذهب مذهب الخوارج فيما قيل.(11/305)
وفي «الكنى» للحاكم: روى عن رؤبة بن الحجاج، والأصمعي، والأمغر بن لبطة بن الفرزدق، وغيلان بن محمد اليافعي.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ»: وفيها - يعني سنة عشر - مات أبو عبيدة، وكان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامها، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتابا، وكان يرى رأي الخوارج، ومات وهو ابن مائة سنة.
وذكر الصولي أن إسحاق بن إبراهيم هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة، سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه، فقدم في سنة ثمان وثمانين ومائة، فقال أبو عبيدة: أرسل إلي الفضل بن الربيع في الخروج إليه، فقدمت عليه، وكنت أخبر عن خبره، فدخلت عليه وهو في مجلس طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، فسلمت، فضحك إلي، واشتد يأتي، حتى جلست معه، فدخل رجل له هيئة فأجلسه إلى جانبي، ثم قال: أتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا أبو عبيدة، علامة أهل البصرة، استقدمناه لنستفيد منه.
وفي «تاريخ بغداد» عن سلمة قال: سمعت الفراء يقول لرجل: لو حمل إلي أبو عبيدة لضربته عشرين سوطا لتصنيفه كتاب «المجاز». وعن التنوري قال: بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يعب عليه تأليفه كتاب «المجاز» وأنه يفسر القرآن الغريب، فدخل عليه، فقال: يا أبا سعيد، ما تقول في الخبز؟ أيش هو؟ قال: هو الذي نأكله ونخبزه، فقال: يا أبا سعيد، قد فسرت القرآن برأيك؛ فإن الله تعالى قال: «أحمل فوق رأسي خبزا». فقال الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته، ولم أفسره برأي. فقال أبو عبيدة: وكذا أنا؛ بان شيء فقلته، ولم أفسره برأي، ثم قام
وانصرف. وقال إسحاق الموصلي للفضل بن
الربيع يهجو الأصمعي:
عليك أبا عبيدة فاصطنعه ... فإن العلم عند أبي عبيده
فقدمه وآثره عليه ... ودع عنك القريد بن القريده
وعن أبي عثمان المازني قال: سمعت أبا عبيدة يقول: أدخلت على الرشيد، فقال لي: يا معمر، بلغني أن عندك كتابا حسنا في صفة الخيل وأحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما نصنع بالكتب؟ نحضر فرسا ونضع أيدينا على(11/306)
عضو عضو، ونسميه ونذكر ما فيه. فلما جيء بالفرس قام الأصمعي فوضع يده على أعضائه، ويقول: هذا قال فيه الشاعر كذا وكذا، حتى انقضى قوله، فقال لي الرشيد: ما تقول في الذي قال يا معمر؟ فقلت: أصاب في بعض وأخطأ في بعض، فالذي أصاب فيه فمتى تعلمه؟ والذي أخطأ فيه ما أدري من أين أتى به، وقال أبو غسان: تكلم يوما أبو عبيدة في باب من العلم ورجل يكسر عينه حياء له، يوهمه أنه يعلم ما يقول، فقال أبو عبيدة:
يكلمني ويخلج حاجبيه ... لأحسب عنده علما دفينا
وما يدري فتيلا من دبير ... إذا قسم الذي يدري الظنونا
قال زياد: فكنت أرى أن البيتين لأبي عبيدة، وكان لا يقر بالشعر، قال المرزباني: كان يقول شعرا ضعيفا، ومنه ما يروي له، فذكر هذين البيتين، وقال: توفي سنة تسع ومائتين. وعن الخليل بن راشد قال: أطعم محمد بن القاسم بن سهل النوشجاني أبا عبيدة موزا، فكان سبب موته، ثم أتاه بعد ذلك أبو العتاهية فقدم له موزا، فقال: ما هذا يا أبا جعفر؟ قال: موز. فقال: قتلت أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلني به! لقد استحليت قتل العلماء.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا بأس به، إلا أنه كان يتهم بشيء من رأي الخوارج، ويتهم أيضا بالأحداث.
وقال أبو عبد الله الحاكم فيما ذكره مسعود: من أئمة الأدب المتفق على إتقانهم، أولهم الخليل بن أحمد، ثم أبو عبيدة، ثم أبو عبيد القاسم بن سلام.(11/307)
وقال أبو منصور الأزهري في «المهذب»: كان أبو عبيدة يوثقه ويكثر الرواية عنه، وهو تيمي من تيم قريش مولاهم، وكان مخلا بالنحو، كثير الخطأ في مقاييس الإعراب، متهما في رأيه، مغري بنشر مثالب العرب، جامعا لكل غث وسمين، فهو مذموم من هذه الجهة، موثوق به فيما يروي عن العرب من الغريب.
4681 - (س) معمر بن مخلد السروجي الجزري، أبو عبد الرحمن، ويقال: معمر بالتشديد.
وذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة السادسة من أهل حران، وقال: ثنا عنه زكريا بن الحكم وأحمد بن سليمان، وكان يحدث عن عبد الوارث، ومات سنة إحدى وثلاثين ومائتين بملطية، حدثني بذلك بعض الملطيين.
4682 - (خ) معمر بن يحيى بن سام بن موسى، الضبي الكوفي، قد ينسب إلى جده، ويقال: معمر بالتشديد.
كذا ذكره المزي، والذي ينبغي أنه كان يذكره في باب معمر بالتشديد، ويقول: ويقال: معمر؛ لأن ابن ماكولا وغيره قالوا: قاله غير واحد بالتشديد، وقاله البخاري بفتح الميم، وقال أبو نصر: وله أخ اسمه أبان ابن يحيى.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن معمر بن يحيى بن سام، فقال: بلغني أنه لا بأس به. وكأنه لم يرضه، ثم قال: حدث عنه الأعمش وفطر.(11/308)
من اسمه معمر
4683 - (ت س) معمر بن سليمان، أبو عبد الله، النخعي الرقي.
ذكره أبو عروبة في الطبقة الرابعة من أهل حران، وقال: سمعت محمد بن الحارث يقول: كان أبيض الرأس واللحية.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، ثم ذكر وفاته من عند الرازي والحراني ولم يذكرها من عنده، وهي ثابتة عنده كما ذكراها، قال: توفي في شعبان سنة إحدى وتسعين ومائة، وكان أبيض الرأس واللحية، فكان ينبغي له أن يجعلهما ثلاثة، والله تعالى أعلم.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن معمر الرقي، فقال: ثقة. وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
4684 - (ق) معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، الهاشمي مولاهم، المدني.
قال ابن حبان: ينفرد عن أبيه بنسخة أكثرها مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال أبو جعفر العقيلي: أسند حديثا واحدا لا غير، ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به.
وذكره الدولابي وأبو العرب والبلخي ويعقوب بن سفيان وابن شيبة في(11/309)
«جملة الضعفاء»، وابن مردويه في «أولاد المحدثين».
4685 - (س) معمر بن يعمر الليثي، أبو عامر الدمشقي.
قال أبو الحسن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»: حاله مجهول.
وخرج أبو حاتم ابن حبان البستي حديثه في صحيحه.(11/310)
من اسمه معن ومعيقيب
4686 - (قد) معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي، أخو القاسم، ووالد القاسم وأبي عبيدة.
قال محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: كان أصغر سنا من القاسم، وكان ثقة قليل الحديث.
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وقال يعقوب: كان قاضيا على الكوفة، ثقة.
4687 - (خ م) معن بن عبد الرحمن بن سعوة المهري.
قال المزي: روى عن أبيه عن جده، وقال أبو حاتم: روى عن جده، مستبعدا لذلك، وهو غير جيد؛ لأن البخاري لما ذكره في تاريخه الكبير قال: معن بن عبد الرحمن بن مسعود المهري سمع جده سمع ابن عمر، وروى موسى بن إسماعيل عن مطر بن حمران عن عبد الرحمن بن سعوة، وكذا ذكره ابن حبان الذي نقل المزي توثيقه من عنده، والله تعالى أعلم.(11/311)
4688 - (ع) معن بن عيسى بن يحيى بن دينار، الأشجعي مولاهم، القزاز، أبو يحيى المدني.
قال ابن الجنيد: قلت ليحيى: كان عند معن عن مالك شيء غير الموطأ؟ قال: شيء قليل، قال يحيى: وإنما قصدنا إليه في حديث مالك، قلت له: كيف هو في الحديث عن مالك؟ قال: ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان هو الذي يتولى القراءة على مالك.
وذكره ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل المدينة، وخليفة في التاسعة، وقال هو والبخاري: مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
وفي تاريخ أبي موسى الزمن: أو أول سنة تسع.
4689 - (خ ت س ق) معن بن محمد بن معن بن فضلة بن عمرو الغفاري، حجازي، والد محمد بن معن.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الطوسي والدارمي والحاكم وابن حبان رضي الله عنهم أجمعين.(11/312)
4690 - (خ س) معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب بن حرة.
كذا هو بخط المهندس وبتصحيح الشيخ آخره، وأثبت قراءته وقرأه عليه وضبطه مجودا، وتحت الحاء علامة الإهمال، وهو غير جيد، لأن أبا نصر ابن ماكولا قال في كتابه «الإكمال»: هو بجيم مضمومة بعدها راء، فينظر. ورأيته بحاء كما ضبطه المهندس بخط المزي مجودا في الأصل [].
وزعم ابن فتحون في «التنبيه» أن عند ابن عبد البر حبيب، ويقال: خباب بخاء معجمة، والذي يقوله غيره بحاء مهملة.
وفي الصحابة رضي الله عنهم آخر، اسمه:
4691 - معن بن يزيد الخفاجي.
ذكره أبو نعيم الحافظ وغيره، ذكرناه للتمييز.
4692 - (ع) معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، حليف بني عبد شمس، شهد بدرا.
كذا ذكره المزي، وابن سعد لما ذكره في الطبقة الثانية طبقة الأحديين قال: أسلم قديما بمكة، وهو من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، قال محمد بن عمر: وخرج معيقيب من مكة بعد أن أسلم، فبعضهم يقول: هاجر إلى أرض الحبشة، وبعضهم يقول: رجع إلى بلاد قومه، ثم قدم مع أبي موسى الأشعري حين قدم الأشعري ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فشهد خيبر، وبقي إلى خلافة عثمان، ولم يذكره ابن إسحاق [] وموسى بن عقبة في البدريين.(11/313)
وقال ابن حبان: مات سنة أربعين بعد علي بن أبي طالب.
وقال البخاري: معيقيب، ويقال: معيقب.
وفي كتاب ابن السكن: لا يعرف في الصحابة من به داء الأسد غيره، وهو الذي أكل معه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب أبي نعيم: هذا الذي سقط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يده في بئر أريس أيام عثمان فلم يوجد، ومنذ سقط الخاتم اختلفت الكلمة.
وسماه عمر بن شبة في فتوح البصرة: معيقيب بن صقر.
وفي الصحابة آخر، اسمه:
4693 - معيقيب بن معرض، أبو عبد الله اليمامي.
ذكره أبو عبد الله بن منده وغيره، ذكرناه للتمييز.(11/314)
من اسمه مغراء ومغيث ومغيرة
4694 - (بخ د) مغراء العبدي، أبو المخارق الكوفي، ويقال: العيذي، من بني عائذ.
كذا ذكره المزي، ومن خط المهندس مجودا نقلت، وإنما هو أبو عيذ الله على ما ذكره أبو الحسن الدارقطني وغيره، أو عائذ الله على ما ذكره الكلبي، نص على ذلك الرشاطي وغيره، وعرفه أبو حاتم بالنساج.
وفي كتاب «الثقات»: الكندي، وفي كتاب أبي العرب عن أحمد بن صالح الكوفي: لا بأس به.
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد، وقال ابن القطان: مغراء بن المخارق العبدي، لم يعرف فيه ما يترك حديثه، وروى عنه جماعة.
4695 - (ق) مغيث بن سمي الأوزراعي، أبو أيوب الشامي.
روى عنه ليث بن أبي سليم فيما ذكره الطبراني في «المعجم الأوسط».
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات المصريين.
4696 - (4) المغيرة بن أبي بردة، ويقال: ابن عبد الله بن أبي بردة، من بني عبد الدار، حجازي، ويقال: عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مولى بني عبد الدار، ومن أدخل بينه(11/315)
وبين أبي هريرة أباه فقد وهم.
وقال أبو داود: من آل أبي الأرزق.
وفي «تاريخ مصر» لابن عبد الحكم: لما قتل يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج بإفريقية، يعني سنة اثنين ومائة، اجتمع الناس، فنظروا في رجل يقوم بأمرهم إلى أن يأتي أمر يزيد بن عبد الملك، فرضوا بالمغيرة بن أبي بردة أحد بني عبد الدار، فقال له عبد الله بن []: أيها الشيخ، إن يزيد قتل بحضرتك، فإن قمت بهذا الأمر بعده لم آمن عليك الخليفة، فقبل ذلك المغيرة، فاجتمعوا على محمد بن أوس، فلما بلغ ذلك الخليفة على يد خالد بن أبي عمران، قال: ما كان بإفريقية من قريش أحد؟ قلت: بلى؛ المغيرة بن أبي بردة، قال: قد عرفته، فماله لم يقم؟ قلت: أبى ذلك وأحب العزلة، فسكت.
وفي «طبقات علماء القيروان» لأبي بكر المالكي: يماني، حليف بني عبد الدار، من أهل الفضل. وقال عبد الله بن أبي صالح: كنت مع المغيرة بن أبي بردة في غزوة القسطنطينية، وكان كثير الصدقة لا يرد سائلا سأله، فجاءه خازنه المؤتمن على أمواله، فقال له: أنفق أصلحك الله تعالى، فوالذي يحلف به ما أنا أفرغه إلا وجدته قد ملئ.
ولما ذكره أبو العرب في كتابه «طبقات إفريقية» قال: كان ممن دخلها من أجلة التابعين فأوطنها، وكان وجها من وجوه من بها، وغزا القسطنطينية، وكان على جيش أهل إفريقية، فكان يغشى ويسأل، ونسبه مالك بن أنس كنانيا، وهو عندنا عبدري، لا شك فيه، وأحسب يحيى بن سعيد إنما لقيه بإفريقية لما دخلها، أو اسما وافق اسم، أو كان له حلف في كنانة فنسبه إلى حلفه، والمغيرة هذا هو جد عمرو بن زرارة القرشي، وأبو عبد الله قاضي إفريقية.(11/316)
وفي كتاب المزي، ومن خط المهندس مجودا عن ابن يونس: ولي غزو البحر لسليمان سنة ثمان وتسعين، والطالعة بالبعث من مصر لعمر سنة مائة، وفيه نظر؛ لأن الذي في تاريخ ابن يونس: ولي غزو البحر لسليمان سنة ثمان وتسعين، ورابطة الغزو والبعث من مصر لعمر بن عبد العزيز سنة مائة.
وقال ابن عبد البر: المغيرة مجهول الحال، غير معروف بحمل العلم.
وقال ابن مندة والحاكم في صحيحيهما: واتفاق يحيى وسعيد على المغيرة مما يوجب شهرته، وقال البيهقي: حديثه هذا حديث صحيح، وإنما لم يخرج البخاري حديثه لاختلاف وقع في اسمه.
ولما سئل الترمذي والبخاري عن حديثه قالا: صحيح.
وخرجه ابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود في صحيحهم، وثبته أبو بكر بن المنذر.
وفي «مسند السراج»: المغيرة حليف بني عبد الدار. وعند البيهقي: المغيرة بن أبي برزة. قال: وهو وهم، وفي رواية: المغيرة بن عبد الله بن عبد، وفي رواية: عبد الله بن المغيرة الكندي، وقيل: عبد الله بن المغيرة عن أبيه، وقيل: المغيرة بن عبد الله عن أمه. وقد تابع المغيرة على رواية حديث البحر أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو هند في كتاب الدارقطني، وسعيد بن المسيب في صحيح ابن حبان، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ذكره ابن منده.
وفي «التعريف بصحيح التاريخ»: كان موسى بن نصير يأمر المغيرة بن أبي بردة على الجيش وفتح فتوحات بالمغرب.
وفي «تاريخ البخاري»: قال محمد بن سلمة: عن ابن إسحاق، عن يزيد بن(11/317)
أبي حبيب، عن اللجلاج، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4697 - (سي ق) مغيرة بن أبي الحر، الكندي.
ذكره أبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء»، وكذلك أبو العرب القيرواني وأبو محمد ابن الجارود.
4698 - (خت م ت س) المغيرة بن حكيم الصنعاني.
قال البخاري: قال ضمرة: هو من أبناء فارس. كذا ذكره المزي، وهو غير جيد؛ لأن البخاري إنما قال: قال العمري عن ضمرة: من أبناء فارس.
4699 - (4) المغيرة بن زياد البجلي، أبو هشام، ويقال: أبو هاشم، الموصلي.
قال أبو زكريا: يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي في كتابه «طبقات المحدثين من أهل الموصل» - الذي ما نقل منه المزي إلا بوساطة الخطيب، ولما لم يذكره الخطيب لم يذكر منه شيئا ولا ألم به جملة: قال أبو زكريا: المغيرة بن زياد بن المخارق بن عبد الله البجلي أبو هاشم، أخبرني المغيرة بن الخضر بن زياد، عن أبيه، عن أشياخه أنهم قدموا من الكوفة إلى الموصل مع من قدم الموصل من بجيلة، وأن المخارق بن عبد الله جد المغيرة شهد مع جرير بن عبد الله فتح ذي الخلصة، فقلت للمغيرة: أنتم من أنفس بجيلة، قال: كذلك سمعنا أشياخنا يقولون، ثنا أحمد بن علي السعدي، أبنا أبو ثابت الخطاب، ثنا وكيع، ثنا المغيرة بن زياد، وكان عبدا صالحا، ومات المغيرة بن زياد سنة ثنتين وخمسين ومائة، وعني بطلب العلم ورحل فيه وجالس التابعين، ورأى أنس بن مالك، وقال: سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له». وروى عنه عمرو بن قيس الملائي، وحماد بن سلمة، وقيس بن الربيع، والوضاح أبو عوانة، وأبو عاصم النبيل.(11/318)
وذكره ابن شاهين في كتابه «الثقات».
وفي كتاب أبي الفرج: وثقه أبو الفتح الأزدي، وقال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث جدا، وكل حديث رفعه فهو منكر، وفي رواية ابنه صالح بن أحمد: ثقة، ولما سأله أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي عنه لين أمره.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وفي رواية البرقاني: يعتبر به.
وفي كتاب ابن حبان والجوزقاني: كان يتفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فوجب مجانبة ما انفرد به من الروايات، وترك الاحتجاج بما خالف الأثبات، والاعتبار بما يوافق الثقات في الروايات.
وقال يحيى بن سعيد: يقولون أنه ثقة، ولكن هذا يعني حديثه التيمم منكر.
وفي كتاب البرذعي فيما نسخه من كتاب أبي زرعة في «أسامي الضعفاء» ومن تكلم فيهم من المحدثين: مغيرة بن زياد في حديثه اضطراب.
وفي «سؤالات مسعود الحاكم»: حدث عن عطاء بن أبي رباح وأبي الزبير بجملة من المناكير.(11/319)
ولما ذكر ابن عدي كلام الحاكم قال: في كلامه هذا تجازف، وفي أحاديث المغيرة لمن تدبره جملة من المناكير.
ولما ذكره الساجي في الضعفاء قال: ذكروا عن وكيع بن الجراح أنه قال: في حديثه اضطراب، وذكره فيهم أيضا العقيلي وابن الجارود وأبو العرب وابن شاهين.
وفي قول المزي: لعله اشتبه عليه - يعني الحاكم - في قوله: أبو هشام بأصرم بن حوشب؛ فإنه يكنى أبا هشام، نظر؛ لبعد ما بينهما في التسمية، والذي لعله اشتبه عليه بأبي هشام المكفوف الموافق للمتقدم في الكنية والعاهة والاسم والطبقة، وهو المغيرة بن مقسم، والله تعالى أعلم.
وفي قول المزي: قال البخاري: قال وكيع: كان ثقة، وقال غيره: في حديثه اضطراب، نظر؛ لأن الذي في «تاريخ البخاري» في عدة نسخ: وقال عمرو: في حديثه اضطراب.
وتكنية المزي بأبي هشام نظر؛ فإن البخاري لما ذكر ذلك رد عليه الرازيان، وقال: إنما هو أبو هاشم، وقد تقدم تكنيته بذلك كما في طبقات الموصل، وقال ابن حزم: منكر الحديث.(11/320)
4700 - (ت س ق) المغيرة بن سبيع العجلي.
ذكر ابن أبي حاتم أن البخاري سمى أباه سعدا، وقال أبو حاتم: هو غيره، وقد نظرت في تواريخ البخاري فلم أجد هذا فيها، والله تعالى أعلم.
وقال البزار: لا نعلم روى عنه إلا أبو التياح، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وحسنه أبو علي الطوسي.
وقال العجلي: تابعي ثقة. وأما:
4701 - (ت) المغيرة بن سعد بن الأخرم.
فخرج ابن حبن حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وقال العجلي: كوفي ثقة.
4702 - (خت م د س ق) المغيرة بن سلمة القرشي، أبو هشام، المخزومي البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: مات سنة مائتين.
وقال البخاري في آخر الرقاق: ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن المغيرة بن سلمة المخزومي، ثنا وهب بن خالد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام».(11/321)
انتهى، ينظر، فيقول المزي: استشهد البخاري به في الصحيح.
وقال ابن قانع: ثقة مأمون.
4703 - (4) المغيرة بن شبيل بن عون، الأحمسي الكوفي، ويقال: شبل.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم والطوسي وابن خزيمة، ولما ذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الثانية من أهل الكوفة كناه أبا الطفيل.
4704 - (ع) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف أبو عيسى، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله.
قال ابن حبان: مات بالكوفة وهو وال عليها في شعبان سنة خمسين، وهو أول من سلم عليه بالإمرة.
وفي كتاب العسكري: ولي البصرة لعمر بن الخطاب سنتين، وافتتح ميسان، وولي الكوفة لمعاوية عشر سنين، ومات سنة ست وخمسين، وقيل: سنة خمسين، أو نحوها.
وفي كتاب البغوي: كان يلزم النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره ومقامه بالمدينة، ويحمل وضوءه معه، وشهد دفن النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد اليمامة، وفتح الشام، وفتح ميسان ودسيب ميسان، وأبرقبان، وسوق الأهواز، وغزا نهر تيري، وبنادر الكبرى، وفتح همذان، وشهد نهاوند وكان على ميسرة النعمان بن مقرن، وكان أول من وضع ديوان البصرة، ويخضب بالصفرة، وكان أول من رشي في الإسلام، قال: أعطيت بيرنا عمامة فكان يدخلني، فأجس من وراء باب عمر، فأي من(11/322)
رآني وقد خرجت قال: إنه كان داخلا عند عمر، وأنا آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر.
وفي «الطبقات» أن المغيرة لما ألقى خاتمه وأراد أخذه قال له علي: لا تحدث الناس أنك نزلت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل فأعطانيه. وعن قتادة: أحصن المغيرة مائة امرأة من بين قرشية وثقفية. وعن معبد: أول من خضب بالسواد المغيرة.
وفي كتاب الرشاطي: أحصن ألف امرأة.
وفي قول المزي عن ابن سعد: مات سنة خمسين، بعد ذكره أن الواقدي ذكرها في سنة خمسين في شعبان، نظر، لم يذكر ابن سعد وفاته إلا التي ذكرها الواقدي.
وفي قوله أيضا أن زيادا وقف على قبره وقال: إن تحت الأحجار حزما وعزما وخصيما ألدا ذا معلاق، نظر؛ لأن ابن عبد البر ذكر الواقف، وأنشد هذا الشعر مصقلة بن هبيرة الشيباني.
وذكر عمر بن شبة وأبو الفرج وعمرو بن بحر الجاحظ في آخرين أن مصقلة كان بينه وبين المغيرة كلام، فافترى على المغيرة، فجلده شريح الحد، فحلف لا يسكن بلدا فيه المغيرة، فلما توفي المغيرة دخل الكوفة وسأل عن قبر المغيرة، فاعتقد أصحابه أنه يريد شرا، فلما وقف عليه أنشد هذا الشعر، وهو المهلهل بقوله في أخيه كليب، ثم قال: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت شديد الأخوة لمن آخيت، في كلام طويل، وإنما بدأت بكتاب أبي عمر لأنه عند المحدثين كالعكازة، والله تعالى أعلم.
وفي «تاريخ البخاري»: قال أبو نعيم عن زكريا، عن الشعبي: انكسفت الشمس(11/323)
في إمارة المغيرة بن شعبة يوم الأربعاء في رجب سنة تسع وخمسين، فقام المغيرة وأنا شاهد.
وفي قول المزي: وقال علي بن عبد الله التميمي: مات سنة خمسين، نظر، والذي في تاريخ علي بن عبد الله هذا، من غير تردد من نسخة في غاية الجودة: المغيرة بن شعبة، يكنى أبا عبد الله، مات بالمدائن سنة ست وثلاثين، وجاءه نعي عثمان رضي الله عنه.
وفي قوله أيضا: ذكر الواقدي وفاته في شعبان سنة خمسين وله سبعون سنة، وقال علي بن عبد الله والهيثم ومحمد ابن سعد وأبو حسان الزيادي في آخرين: مات سنة خمسين، نظر؛ لأن أبا حسان ذكر وفاته في شعبان، وسنه أيضا، كما ذكره الواقدي، لا يغادر حرفا، وزاد أيضا شيئا لم يذكره الواقدي ولا المزي، بين ذلك القراب قال في تاريخه: أبنا الحسين ابن أحمد الصفار، أبنا أبو الحسن المخلدي، حدثني الفضل بن عبد الجبار الباهلي بمرو سنة ثمان وستين ومائتين، حدثني مسرور مولى أحمد، ثنا الحسين ويكنى أبا حسان الزيادي، قال: سنة خمسين، وفيها مات المغيرة بن شعبة بالكوفة في شعبان، ويقال: مات سنة اثنتين وخمسين، له سبعون سنة. قال القراب: أبنا محمد بن محمد بن خالد، أبنا محمد بن إبراهيم، ثنا ابن أبي الدنيا قال: قال أبو الحسن يعني المدائني: كان بالكوفة طاعون، الذي مات فيه المغيرة وهو واليها سنة خمسين، فخرج منها، فلما خف الطاعون قيل له: لو رجعت! فرجع، فلما كان في خصاص ابن عوف طعن، فمات، رحمه الله تعالى وغفر له، وكذا ذكره في «التعريف بصحيح التاريخ».
وفي كتاب ابن شبة: وفد عتبة بن غزوان على عمر ووجه مجاشع بن مسعود إلى الفرات، وقال للمغيرة: صل بالناس، فإذا قدم مجاشع فهو الأمير، فجمع الفيلكان عظيم من عظماء ابن قناذ، فخرج إليه المغيرة فقتله بالمرغاب، وكتب إلى عمر بالفتح، فقال عمر لعتبة: من استعملت على أهل البصرة؟ قال: مجاشع بن مسعود، قال: استعملت رجلا من أهل الوبر على أهل المدر؟!(11/324)
فرجع عتبة، فلما توفي كتب عمر إلى المغيرة بولايته على البصرة، فأقام واليا عليها سنة خمس عشرة وست عشرة وسبع عشرة.
وفي المعجم للمرزباني: فقئت عينه يوم القادسية، وكانت له قبل ذلك نكتة في عينه، ولمعاوية بن أبي سفيان يقول - وجرت بينهما مراجعة:
إن الذي يرجو إسقاطك ... والذي سمك السماء مكانها لمضلل
أجعلت ما ألقى إليك خديعة ... حاشى الإله وترك ظنك أجمل
وكان صاحب معاوية في سائر حروبه ومواطنه، وهو أول من أشار عليه بولاية العهد ليزيد، وأول من أجهد نفسه في ذلك بالكوفة عند تقلده إياها لمعاوية.
وزعموا أن في «شرح التنبيه» لابن الرفعة أن المغيرة كان يرى نكاح السر، وأنه تزوج أم جميلة بنت عمرو سرا خوفا من عمر بن الخطاب، فرآه أبو بكرة يتردد إليها، فاتهمه، وزعم أن الشريف [. . .] بمصر.
وفي كتاب المسعودي: وفي سنة تسع وأربعين كان الطاعون بالكوفة، فخرج عنه المغيرة، ثم عاد، فطعن فمات.
وفي كتاب أبي الفرج الأموي: لما ولي الكوفة ركب إلى هند ابنة النعمان، وكانت قد عميت، وترهبت في دير لها بظاهر الكوفة، فخطبها إلى نفسها، فقالت: أما والصليب لو كان في شيء مما يرغب فيه لأجبتك، ولكنك أردت أن تتشرف بي في المحافل؛ فتقول ملكت مكان النعمان ونكحت ابنته، فقال: والله ذلك أردت، ثم قال:
أدركت ما منيت نفسي خاليها ... لله درك ابنة النعمان
إني بحلفك بالتصليب مصدق ... والصلب أفضل حلفة الرهبان
فلقد رددت على المغيرة عقله ... إن الملوك نقية الأذهان(11/325)
يا هند حسبك قد صدقت فأمسكي ... والصدق خير مقالة الإنسان
قال أبو الفرج: كان المغيرة من دهاة العرب وحذقتها، وذوي الرأي فيها والحيل الثاقبة، وكان يقال له في الجاهلية: مغيرة الرأي، وفتح وهو أمير البصرة عمان.
وعن أبي اليقظان: كان المغيرة مطلاقا، فربما اجتمع عنده أربع نسوة، فيقول: إنكن لطويلات الأعناق، كريمات الأعراق، حسنات الأخلاق، ولكني رجل مطلاق، فاعتددن.
وفي ربيع الأبرار: قال عبد السلام بن أبي سليمان النكاح:
تزوجت القائم طلقت مثله ... فلم أترك مالا ولم أترك وفرا
فأنت اقلتيها فإن عدت بعدها ... وألفيت لي عذراء فلا تبتلي العذرا
وقال الجاحظ: كان الجمال بالكوفة ينتهي إلى أربعة، فبدأ بالمغيرة، وقد اختلف في ثقيف، فمن أغرب ما قيل فيه أنه كان عبدا لأبي غالب، وكان أصله من قوم نحوا من ثمود، وهو قول علي بن أبي طالب، وروى عنه أن ثقيفا كان عبدا لصالح صلى الله عليه وسلم، فهرب منه واستوطن الحرم، وعن ابن عباس كان عبدا للهجمانة امرأة صالح، فوهبته لصالح.
قال الهمداني في «الإكليل»: ليس هو صالح النبي؛ إنما هو ابن الهميسع بن ذي مازن بن حدان. وفي ذلك يقول حسان:
غازي الأشاجع من ثقيف أصله ... عبد ويزعم أنه من يقدم
وقال الضحاك بن المنذر الحميري، وذكرهم: أولئك صغار الخدود، لئام الجدود، بقية أعبد ثمود.
وزعم المبرد أن ثقيفا أخو النخع.
وفي «معجم الطبراني»: لما نزع عمر عمارا عن الكوفة استعمل المغيرة، فمكث سنة، ثم قتل عمر، فلما ولي عثمان بعث سعيدا، وأقام أيام معاوية على الكوفة(11/326)
تسع سنين، روى عنه: أبو أمامة الباهلي، وقرة بن إياس المزني، وأبو فراس الأسلمي، وابن أبي مرحب وله صحبة، والمغيرة ابن بنت المغيرة بن شعبة، والأسود بن أبي عاصم الثقفي، وسالم بن أبي الجعد، وأبو سفيان طلحة بن نافع، وبشر بن قحيف، وسعد بن عبيدة، وعبد الله بن بريدة الأسلمي، وقبيصة بن جابر الأسدي، وسعيد القطاعي، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو السائب مولى هشام بن زهرة، وأبو مصعب المكي، وعمرو بن أوس الثقفي.
وقال الطبري في تاريخه: أولاد المغيرة نبلاء فضلاء أمراء؛ منهم عروة، استعمله الحجاج على الكوفة، ومطرف على المدائن، وحمزة على همدان.
4705 - (م د تم س) المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل اليشكري الكوفي.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذلك الطوسي وابن حبان والحاكم.
وقال العجلي: كوفي ثقة.
4706 - _ (خ د س ق) المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، أبو هاشم. ويقال: أبو هشام، المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب الثقات حال تصنيفه لإغفاله منه شيئا عرى كتابه منه البتة، وشيئا لا بد من التنبيه عليه، وهو: وكان راويا لابن عجلان، ربما أخطأ، مولده سنة أربع وعشرين ومائة، ومات يوم الأربعاء لتسع خلون من صفر سنة خمس أو ست وثمانين ومائة.
وفي كتاب الزبير: حدثني عياش بن المغيرة، عن أبيه قال: جاء الدراوردي فذكر حديثا، وقال عياش: قال أبي: ما كانت لنا جرمة إلا عاد له اللسان.(11/327)
وفي قول المزي: روى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وروى عنه أبو مصعب. بيان ذلك في كتاب البخاري وابن أبي حاتم، نظر؛ لأن البخاري لم يذكر أبا مصعب في الرواة عنه، والله تعالى أعلم.
4707 - المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، أبو هاشم، ويقال: أبو هشام، أخو أبي بكر وإخوته.
قال البلاذري: كان المغيرة مطعاما للطعام، جوادا، ولما قدم من الكوفة كان يطعم طعاما كثيرا، خاصا وعاما، وكان يأمر فيتخذ له حبيسة تجعل على الأنطاع يأكل منها الراكب، فقال الأقتر في ذلك يذكر الذين كانوا يبارونه:
إليك البحر طم على قريش مغيري ... فقد راع ابن بشر
وراع الجدي جدي التيم ما رأى ... المعروف منه غير مزر
ومن أولاد عقبة قد شغاني ... ورهط الحاطبي ورهط مجر
وابتاع منزل أبي أيوب الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزله من أفلح مولى أبي أيوب بألف دينار، وتحول منه أفلح، فكان المغيرة يمر به فيقول: (فريق في الجنة وفريق في السعير)، فيقول أفلح: فتنتني بالدنانير يا أبا هشام، ثم تصدق المغيرة بها، ودخل داره أعرابي وهو يطعم الناس الثريد على العراق، فلما رآه أعور قال: الدجال والله، وخرج من الدار مبادرا ولم يطعم شيئا، وكان عينه ذهبت بأرض الروم، ولما شخص عن الكوفة قال الشاعر:
ألا يا معشر الأعراب سيروا ... فما بعد المغيرة من مقام
وقال رجل لغلام للمغيرة: على أي شيء نصبتم ثريدكم هذا على العمد؟(11/328)
قال: بل على أعقاد الإبل، فأعتق المغيرة الغلام وأعطاه دنانير، وأمر المغيرة أن يدفن بأحد مع الشهداء، وأن يطعم على قبره بألف دينار.
وفي «البيان والتبيين» للجاحظ: كان سليمان بن عبد الملك يقول: المغيرة بن عبد الرحمن يفحم اللحن كما يفحم نافع بن جبير الإعراب.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»: وذكر وفاته من عند غيره، نظر، وإشعار أنه ما ينظر في الأصول، وابن حبان ذكرها كما ذكر من عند غيره بزيادة: قال في كتاب «الثقات»: مات بالمدينة، وقيل: بالشام، في ولاية يزيد أو هشام بن عبد الملك، وقيل: دفن بالبقيع.
وفي كتاب ابن سعد: من ولده الحارث، ومعاوية، وعيينة، وإبراهيم، واليسع، ويحيى، وسلمة، وعبد الرحمن، وهشام، وأبو بكر، وعثمان، وصدقة، ومحمد.
وقال الحاكم أبو أحمد: أبو هاشم ثبت.
وفي قول المزي: قال ابن أبي حاتم: قرئ على الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: مغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ثقة، هكذا ذكره ابن أبي حاتم في هذه الترجمة، وتبعه على ذلك أبو القاسم، ووهما في ذلك، أما الذي وثقه عباس عن يحيى: المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وذكر المزي في ترجمته: وقال الآجري: عن أبي داود: ضعيف، قال: فقلت له: إن عباسا حكى عن يحيى أنه ضعف الحزامي ووثق المخزومي، فقال: غلط عباس، قال المزي: ويزيد ذلك قول معاوية بن صالح: المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام لم يعرفه ابن معين، نظر؛ وذلك أن عباسا حكى عن يحيى توثيق المخزومي، وكلاهما مخزومي، وحكى ضعف الحزامي، وهذان الأمران مشهوران عن ابن معين، حكاهما عنه(11/329)
أيضا المفضل بن غسان الغلابي وأبو بكر ابن أبي خيثمة، وفهم ابن أبي حاتم ومن تابعه يعضد ذلك، ولا يصرف إلى أحد الرجلين إلا بدليل واضح، وهو النص عليه من قائله، وقول أبي داود لم يعضده بدليل، إنما أحاله على التفرد، ولو رأى من تابع عباسا لتوقف عن ذلك، وقول معاوية: لم يعرفه يحيى، ليس دليلا واضحا؛ لأن الشخص لا يعرف الآخر ثم يسأل عنه أو يبحث عن أمره فيعرفه، وليحيى من هذا الكثير، والله تعالى أعلم.
4708 - (ع) المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد، وقيل أنه من ولد حكيم بن حزام.
قال الخطيب: كان علامة بالنسب، يسمى قصيا، كذا ذكره المزي، وفيه نظر(11/330)
من حيث أن الأنساب لا يقال فيها: وقيل، هذا الكلبي وابن حزم والبلاذري وابن سعد وأبو عبيد والزبير وغيرهم نصوا على أنه من ولد خالد بن حزام ابن خويلد، ومعظمهم يعرفونه بقصي، زاد الزبير: وكان علامة مسندا. زاد ابن حزم: وكان محدثا، انتهى. فعدول المزي عن كلام هؤلاء الأئمة القدماء إلى كلام الخطيب دليل على عدم نظره في الأصول واشتغاله بما لا إلمام له بهذا الكتاب، وهو كثرة الأسانيد التي لم أر من صنف تاريخا على رجال الكتب فعل فعله.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
والساجي والبلخي وأبو العرب وابن شاهين وابن الجارود في جملة الضعفاء.
وقال أبو علي الجياني: كان من فقهاء المدينة.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن ابن أبي الزناد وورقاء والمغيرة ابن عبد الرحمن وشعيب بن أبي حمزة المديني، كلهم عن أبي الزناد؛ أيهم أحب إليك؟ قال: ورقاء أحب إلي من كلهم، قلت: بعده، من أحب إليك؟ قال: المغيرة أحب إلي من ابن أبي الزناد وشعيب، قلت: فابن أبي الزناد وشعيب؟ قال: شعيب.(11/331)
4709 - (س) المغيرة بن عبد الرحمن بن عون بن حبيب بن الريان، الأسدي مولاهم.
قال مسلمة في كتاب «الصلة»: برقي، نزل بعض قرى حران، وهو ثقة، ووثقه بقي بن مخلد بروايته عنه فيما ذكره ابن عبد البر في تاريخ قرطبة.
4710 - (د) المغيرة بن فروة، أبو الأزهر، الثقفي الدمشقي، ويقال: فروة بن المغيرة، ويقال: المغيرة بن حكيم، ويقال أنهما اثنان.
قال البخاري في تاريخه: مغيرة بن فروة أبو الأزهر، ثنا إسحاق، سمع محمد بن المبارك، وحدثني صدقة، حدثني ابن الحارث، عن مغيرة بن فروة.
وقال أبو بشر الدولابي: أبو الأزهر المغيرة بن فروة، حدثني أبو القاسم يزيد بن عبد الصمد قال: ثنا محمد بن بكار، ثنا سعيد بن عبد العزيز أن أبا الأزهر المغيرة بن فروة أوصى عند موته أن تطلا عانته، فبلغ ذلك مكحولا، فقال: هذه من كنوز أبي الأزهر، ثنا محمد بن عوف، ثنا أبو المغيرة، ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: حدثني المغيرة بن فروة أبو الأزهر.
وقال أبو أحمد الحاكم: أنبا أبو الحسن أحمد بن عمر الشامي، أبنا إبراهيم بن يعقوب يعني الجوزجاني، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا الوليد يعني ابن مسلم، ثنا عبد الله بن العلاء، عن أبي الأزهر المغيرة بن فروة.
وكذا سماه أبو داود وغيره.
وفي كتاب الصيريفيني: يكنى أيضا أبا الحارث.(11/332)
4711 - (قد ت) المغيرة بن أبي قرة السدوسي البصري، واسم أبي قرة عبيد، قاله النسائي.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث أن النسائي لم يقله إلا نقلا، بيانه قوله في كتاب «الكنى»: سألت عبد الملك بن أحمد بن المغيرة بن حماد بن المغيرة بن أبي قرة السدوسي عن اسم أبي قرة، فقال: عبيد بن قيس.
وكذا ذكره أبو بشر الدولابي عن النسائي، والله أعلم.
4712 - (ع) المغيرة بن مقسم، الضبي مولاهم، أبو هشام، الكوفي الأعمى.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة، وقال: توفي في سنة ست وثلاثين ومائة، وكان ثقة كثير الحديث، وكذا ذكر وفاته أبو بكر بن أبي شيبة في تاريخه.
وقال القراب: أبنا ابن خميرويه، أبنا ابن عروة قال: مغيرة بن مقسم مولى لبني السيد، من بني ضبة، مات سنة ست وثلاثين.
وقال الهيثم بن عدي في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: [] ما استخلف أبو جعفر، يعني سنة ست وثلاثين، ذكره ابن أبي عاصم النبيل وغيره.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة.
وفي قول المزي: قال أبو نعيم: مات بعد منصور سنة اثنين وثلاثين، ثم رتب الأقوال، فذكر بعده قول من قال: مات سنة ثلاث وأربع وست وثلاثين، نظر لما ذكره البخاري: قال أبو نعيم: مات منصور بن المعتمر بعدما قدم السودان بسنة، ومات المغيرة بعده بأربع سنين، وكذا هو في تاريخه، لا(11/333)
يغادر حرفا، ومنصور وفاته سنة ثنتين وثلاثين، فتكون وفاة المغيرة على هذا سنة ست وثلاثين، وهو عند المزي آخر الأقوال، وكأنه غير جيد لما أسلفناه من كثرة القائلين به، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: كان مدلسا.
وقال العجلي: كان عثمانيا، ومن فقهاء أصحاب إبراهيم، وقيل لإبراهيم النخعي: إن الأعمى لا يكون له حياء. فقال إبراهيم: لو رأيت الفتية الضبيين لم تقل ذاك، يعني مغيرة وشباك والقعقاع، وكانوا أضراء.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال أبو داود: ثنا حمزة بن نصير المروزي قال: سمعت أبا بكر بن عياش قال: قلت لمغيرة بن مقسم: يا كذاب، إنما سمعت من إبراهيم مائة وثمانين حديثا.
4713 - (بخ ت س ق) المغيرة بن مسلم القسملي، أبو سلمة السراج، أخو عبد العزيز، ولد بمرو، وسكن المدائن.
ذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.(11/334)
4714 - (خ م د ت س) المغيرة بن النعمان النخعي، الكوفي.
ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
ومحمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة.
وقال العجلي ويعقوب بن سفيان: كوفي ثقة.(11/335)
من اسمه مفضل
4715 - (ت) المفضل بن صالح الأسدي، أبو جميلة، ويقال: أبو علي، النخاس الكوفي.
قال أبو علي الطوسي: يقال: إنه ليس عند أهل الحديث بذاك الحافظ.
وذكره أبو محمد بن الجاود وأبو العرب القيرواني وأبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء، وخرج الحاكم حديثه في الشواهد.
4716 - (م ت ق) المفضل بن فضالة بن أبي أمية القرشي مولاهم، أخو مبارك، وأبو مالك البصري.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه وقال: هو أخو الفرج بن فضالة.
4717 - (ع) المفضل بن فضالة بن عبيد بن ثمامة بن مزيد بن نوف بن النعمان ابن مسروق بن ذي أمر بن نوف بن مسروق بن شراحيل بن يرعش بن قتبان الرعيني ثم القتباني، أبو معاوية قاضي مصر.
كذا ذكره المزي ومن خط المهندس وضبطه وقراءته، والذي رأيت بخط كراع في كتابه «المنضد»: يرعش كذا مضبوطا مجودا، ضم الياء وتسكين الراء وكسر العين المهملة.
وفي «تاريخ مصر»: مرثد بن نوف، وأما مزيد بالياء ابن نوف فلم أجده عند نساب ولا مؤرخ، وأما قوله: الرعيني ثم القتباني، فغير جيد، وإن كان غيره قد قاله، لأن من ينسب قتبان يقول: هو ابن ردمان بن وائل بن الغوث بن فطر بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير، فأين رعيني في هذا النسب؟ قال الرشاطي: اللهم إلا أن يكون في رعين قتبان آخر، يعني لم يره(11/336)
وأما هذا فلا، وأما الهمداني فقال: قنيان، بقاف مضمومة بعدها نون، ولم يذكر قتبان بوجه من الوجوه، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل مصر قال: كان منكر الحديث.
وذكره ابن حبان وابن شاهين في كتاب الثقات.
وفي كتاب أبي محمد ابن الجارود: ليس بذاك.
وذكره البلخي وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، زاد أبو العرب: وكان رجلا صالحا، ولقد حدثني يحيى بن عون بن يوسف عن أبيه قال: كان المفضل يخرج علينا آدم شديد الآدمة، أحمر الرأس شديد الحمرة، أبيض الثياب شديد البياض، مصبوغ الرداء بزعفران، مع إسلام ودين.
وذكر المرزباني في معجمه أن [. . .] إسحاق بن معاذ المصري قال: خف الله حقا [. . .] أبي مفضل فإنك عن فصل القضاء [. . .]، وقد قال أقوام: عجبت [] أقاض له بشعر طويل [].
وفي قول المزي عن عباس، عن يحيى: كان رجل صدق، وكان إذا جاءه رجل قد انكسرت يده أو رجله جبرها، وكان يصنع الأرجية، نظر؛ لأن الذي وصفه يحيى بهذا نسبه عباس بن محمد عن يحيى بن معين بصريا، روى عنه يونس بن محمد وحجاج، فالمزي قد رد على صاحب «الكمال»، كذا ذكره في الرواة(11/337)
عن القاضي يونس بن محمد، وقال: إنما روى عن المفضل بن فضالة البصري، فكان ينبغي له أن ينظر في تاريخ عباس بن محمد الكبير يجد ما أنكره قد وقع فيه، يزيد ذلك وضوحا ذكر أبي العرب هذا في ترجمة المفضل ابن فضالة البصري.
وفي قول المزي: قال يحيى بن بكير: مات سنة إحدى أو اثنين وثمانين، وقال البخاري: يقال: مات في شوال سنة إحدى وثمانين، نظر من حيث أن البخاري لم يذكر الشهر الذي مات فيه، وابن بكير هو الذي ذكر الشهر. بيان ذلك قول القراب: أنبا محمد بن أحمد بن زهير، ثنا البخاري قال: يقال مات المفضل بن فضالة سنة إحدى وثمانين، وقال ابن بكير: في شوال، وكذا هو في تاريخ محمد بن إسماعيل، لا يغادر حرفا.
وذكره خليفة في الطبقة الرابعة، وابن شاهين في كتاب الثقات.
وروينا في كتاب «أحاديث المفضل بن فضالة» لمحمد بن الحسن بن قتيبة(11/338)
العسقلاني، روى عن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام ويحيى بن أيوب، وفي كتاب المزي: روى عن هشام بن سعد، فينظر.
4718 - (د س) المفضل بن المهلب بن أبي صفرة، ظالم بن سارق، أبو غسان الأزدي، ويقال: أبو حسان.
أنشد له المبرد يرثي أهله الذين أصيبوا بالعقر، وكذا أنشده السلابي وغيره:
هل الجود إلا أن نجود بأنفس ... على كل ماض السفر من قضيب
وما خير عيش بعد قتل محمد ... وبعد يزيد والحزون حبيب
وما هي إلا رقدة تورث العلى ... لرهطك ما حنت روائم نيب
ومن هز أطراف القنا خشية الردى ... فليس لمجد صالح بكسوب
وزعم المرزباني أنه المفضل أخي المهلب بن أبي صفرة.
وفي «أخبار ولاة خراسان» للسلامي: وكان المفضل بن المهلب على خراسان من قبل الحجاج، فعزله الحجاج عنها وولى قتيبة [. . .].
المفضل، وكان المفضل رجلا عالما بالناس، فلما قدم على الحجاج يزيد وكلمه، قال: كان الشيخ أعرف بنيه.
4719 - (م س ق) المفضل بن مهلهل السعدي، أبو عبد الرحمن الكوفي، أخو الفضل.
قال المنتجالي: المفضل بن مهلهل، ضبي ثقة، صاحب سنة وفقه.
وقال مفضل: خرجت أنا وسفيان في مضاربة إلى اليمن، وكنا ننفق من رأس المال. قال يحيى راوي الحديث: فكان أهل اليمن يقولون: صاحبه أفضل منه، يعنون مفضلا. وسئل عبد الرزاق عن مفضل، فقال: ذاك الراهب. وقال حسن بن الربيع: كان فضيل بن عياض إذا أتى مفضل كأن عندهم جنازة.(11/339)
ولما نعي لعبد الله بن المبارك قال:
نعى لي رجال والمفضل منهم ... وكيف تقر العين بعد المفضل
وزعم المزي أن ابن المبارك قال هذا في المفضل بن يونس، وهو في هذا أقرب من ذاك، لأن هذا وقد وصف بالدين المتين، وابن يونس لم يوصف كما وصف، وسئل عنه ابن أبي الزناد فقال: ثقة، وفوق الثقة.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن منجويه: مات سنة سبع وستين ومائة، نظر؛ لأن ابن حبان قد قام بهذه الوظيفة التي تجشمها المزي من عند صاحب الكمال من غير نقص، وزاد: لست أحفظ له عن تابعي سماعا، ولست أنكر أن يكون قد سمع من أبي خالد والأعمش.
وقال أبو بكر البزار في المسند: والمفضل بن مهلهل ثقة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل الكوفة قال: كان ثقة.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: قال علي بن المديني: ثقة.
4720 - المفضل بن لاحق، أبو بشر، الرقاشي مولاهم، البصري، والد بشر.
ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4721 - (د) المفضل بن يونس الجعفي، أبو يونس الكوفي.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة السادسة من أهل الكوفة، وقال: مات سنة ثمان وسبعين ومائة في خلافة هارون أمير المؤمنين، وكان ثقة.(11/340)
ولما ذكره ابن حبان في كتاب الثقات قال: ربما أخطأ، مات سنة ثمان وسبعين، كذا في نسخة من كتابه، وكذا ذكر وفاته ابن قانع وابن الأثير.
وقال القراب: أنبا أسد بن رستم، أنبا بشر بن عبد الله الدمشقي، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد القدوس، ثنا ابن نمير قال: مات مفضل بن يونس فيها، يعني سنة ثمان وسبعين.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».(11/341)
من اسمه مقاتل
4722 - (م 4) مقاتل بن حيان النبطي، أبو بسطام، البلخي الخراز، مولى بكر بن وائل.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وأغفل منه إن كان نقله من أصل: مولى لبكر بن وائل، وقيل: مولى تيم الله، ويقال: مولى بني شيبان، وكان صدوقا فيما يروي إذا كان دونه ثبت، هرب من أبي مسلم فمات بكابل.
وقال ابن سعد: مقاتل بن حسان، أبو معاذ البلخي، وقد روى عنه.
وقال البخاري: صدوق.
وقال مهنا: وسألته - يعني أحمد بن حنبل - سمع مقاتل بن حيان من الحسن بن أبي الحسن؟ فقال: لا أدري.
4723 - (ل) مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني، أبو الحسن البلخي، المفسر.
قال الخليلي في «الإرشاد»: محله عند أهل التفسير والعلماء محل كبير، وهو واسع العلم، لكن الحفاظ ضعفوه في الرواية، وهو قديم معمر، وقد روى عنه الضعفاء أحاديث مناكير، والحمل فيها عليهم، وروى عنه جماعة من أهل(11/342)
العراق أحاديث مشهورة، وفي موضع آخر ضعفوه، وقد أدرك الكبار من التابعين، والشافعي أشار إلى أن تفسيره صالح.
وقال أبو القاسم البلخي في تاريخه: قال محمد بن السائب الكلبي: كذب علي مقاتل في التفسير.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال الخطيب: ليس هو في الحديث بذاك، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به.
وقال البرقاني: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن - يعني الدارقطني - من المتروكين: مقاتل بن سليمان يكذب، وفي موضع آخر: ضعيف.
وقال العجلي: متروك الحديث، وفي موضع آخر: ضعيف الحديث.
وفي «تاريخ نيسابور»: ولد ببلخ، ونشأ بخراسان، وسكن البصرة، وسكن على كبر السن خراسان. قال ابن عيينة: كتب أبيه سليمان، وعن أبي عمرو قال: كما عند مقاتل بالهاجرة، فذكر كلاما فظيعا.
وقال أبو حنيفة: يا أبا يوسف، احذر صنفين من خراسان؛ الجهمية والمقاتلية. وقال عبد الله بن محمد: تزوج مقاتل بمرو بأم أبي عصمة، وكان يقص في جامع مرو.
وذكره يعقوب في «باب من يرغب عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم».
وفي «المغرب» للمطرزي: «المقاتلية»؛ من قال بقول مقاتل بن سليمان البلخي.(11/343)
من اسمه مقداد ومقدام ومقدم ومقسم
4724 - (ع) المقداد بن عمر بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة البهراني الكندي، أبو الأسود. ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو معبد، المعروف بالمقداد بن الأسود.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث أن بهر بن عمرو بن الحافي بن قضاعة لا تجتمع مع كندة، واسمه ثور بن عفير بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن شميث بن عريب بن كهلان بأمر حقيقي بحال، فينظر.
وقال ابن حبان: كان له يوم مات نحو من سبعين سنة، وأوصى إلى عثمان، وكذلك ذكره الجيزي عن يحيى بن بكير، والقاضي أبو القاسم في «تاريخ حمص»، وأبو القاسم الطبراني.
وقال أبو أحمد العسكري: هو أول من قاتل على فرس في سبيل الله تعالى، وفي قريش: المقداد بن الأسود بن العوام ابن أخي الزبير بن العوام، وليس من هذا في شيء.
وفي كتاب أبي عمر: ولا يصح فيه قول من قال أنه كان عبدا، والصحيح أنه بهراني، أسلم قديما، ولم يقدم على الهجرة ظاهرا، فأتى مع المشركين من قريش هو وعتبة بن غزوان ليتوصلا بالمسلمين، فانحاز إليهم، وذلك في السرية التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث إلى ثنية المروة، فهرب عتبة والمقداد(11/344)
إلى المسلمين يومئذ، قال: وكان المقداد من الفضلاء الكبار والنجباء الخيار، وعن أنس: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ، فقال: أواب، وآخر يقرأ، فقال: مرائي، فنظروا فإذا الأواب مقداد.
وفي «الطبقات» لابن سعد: كان من الرماة المذكورين. وقال أبو راشد: رأيته بحمص جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة، قد فضل عن التابوت من عظمه يريد الغزو.
وفي «طبقات القيروان» لأبي العرب: شق بطنه فاستخرج.
وفي كتاب أبي نعيم: شق بطنه، فأخرج منه الشحم من سمنه.
روى عنه: المستورد بن شداد الفهري - فيما ذكره الطبراني في المعجم الكبير - وعبد الله البهي مولى مصعب بن الزبير، وأبو المعارك المصري، وشريح بن عبيد الحضرمي، وعمرو بن الأسود، وعبد الرحمن بن ميسرة.
وفي قول المزي عن عمرو بن علي: مات سنة ثلاث وثلاثين، نظر؛ لأن الذي في تاريخ عمرو ونقله عنه الأئمة؛ الكلاباذي وغيره: مات في خلافة عثمان، لم يذكروا سنة، والله تعالى أعلم.
وأنشد له الكلبي في كتاب «الشورى» تأليفه في علي أبياتا، منها:(11/345)
كبير القدر علي وما ... على دور العيب وما كبروا
4725 - (خ 4) المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن معدي كرب بن سلمة الكندي، أبو كريمة، ويقال: أبو يحيى، سكن حمص.
قال له النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكره ابن قانع: «أفلحت يا قديد»، وفي كتاب العسكري: قديم - إن مت ولم تكن أميرا ولا عريفا ولا كاتبا.
وفي كتاب أبي القاسم الحمصي عن ابن عون: منزله بحمص. وقال أحمد بن محمد: كان ينزل قرية من قرى حمص يقال لها: الموعة. قال أبو القاسم: وبذلك أخبرني غير واحد من أهل حمص.
وفي كتاب العسكري: قال الكلبي: وفد المقدام بن معدي كرب الكندي على النبي صلى الله عليه وسلم وأقام أربعين يوما بالمدينة، ثم هلك، قال الجيزي: الذي أظن أن المقدام وفد هو وأبوه معدي كرب، فهلك أبوه؛ لأن المقدام بقي إلى أيام معاوية، ويكنى المقدام أبا يحيى، وهو المقدام بن أبي كريمة.
وقال ابن أبي خيثمة: مقدام بن معدي كرب أبي كريمة بن عمرو بن يزيد بن معدي كرب، سكن الشام، يكنى أبا يحيى، والمقدام أبو كريمة غير هذا.
وفي كتاب «الاستيعاب»: يكنى أبا صالح.
وفي تاريخ البخاري عن حميد بن ربيعة قال: رأيت المقدام خارجا من عند الوليد بن عبد الملك في ولايته.
وزعم المزي أن علي بن عبيد الله التميمي ذكر وفاته في سنة ثمان وثمانين، ولو حلف حالف أنه ما ينقل من أصل التميمي لكان بارا؛ لأمرين:
الأول: أنه ما يذكر من عنده كلمة إلا إذا كانت الترجمة شامية أو بغدادية، وإذا كانت من غير هذين البلدين لا يذكر منه كلمة واحدة، بينا ذلك في غير(11/346)
موضع من هذا الكتاب.
الثاني: لو كان رآه لما أغفل منه: يكنى أبا بشر، التي ليست في كتاب المزي من عنده ولا من عند غيره، وهي ثابتة في تاريخ علي المذكور من غير فصل بين الوفاة وبينها.
4726 - (بخ م 4) المقدام بن شريح بن هانئ بن يزيد، والد يزيد، حارثي كوفي.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي، وابن حبان، والدارمي، والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما لما اتفقا على حديث حذيفة «بال قائما» ووجدا حديث عائشة هذا، يعني الذي رواه المقدام عن أبيه عنها: «ما بال قائما» معارضا له، فتركاه.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
4727 - (خ) مقدم بن محمد بن يحيى بن عطاء بن مقدم بن مطيع الهلالي المقدمي الواسطي.
ذكره بحشل في القرن الثالث من أهل واسط.(11/347)
وقال صاحب «زهر المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: روى عنه - يعني البخاري - أربعة أحاديث.
وقال أبو أحمد ابن عدي: واسطي معروف.
وقال ابن السمعاني: هو مولى ثقيف، وقاله قبله أبو أحمد الحاكم وغيره، فينظر في نسبته الهلالي.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
4728 - (خ 4) مقسم بن بجرة، ويقال: بجرة، ويقال: نجدة، أبو القاسم، ويقال: أبو العباس، مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له: مولى ابن عباس؛ للزومه له.
قال ابن حزم: ليس بالقوي، سقط الاحتجاج به.
وقال ابن سعد: أجمعوا أنه توفي سنة إحدى ومائة، كذا ذكره المزي، ولو نظر في كتاب ابن سعد لوجده قد ذكره في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال في موضع آخر: وكان كثير الحديث ضعيفا، وأيضا لم يتعقب على ابن سعد في قوله: أجمعوا، وأي إجماع مع مخالفة أبي موسى محمد بن المثنى العنزي؟! فإنه ذكر وفاته في سنة ثمانين، وكذا ذكره أيضا الساجي، زاد: تكلم الناس في بعض روايته.
وينظر في قول المزي: بجرة، على مثال شجرة، وكأنه غير جيد، وأظنه تابع الأمير؛ فإنه ذكر مقسم بن بجرة في كتابه، فظن الشيخ أنه أراد هذا المذكور، وليس به؛ لأن ذاك مقسم بن بجرة بن حارثة بن قتيرة التجيبي(11/348)
أخو عقبة بن بجرة، روى عن كعب الأحبار، حدث عنه سالم بن عبد الله بن عمر، ليس في كتابه غيره ولا في كتاب من مثله من المؤلفين غيره، وذكر روايته عن عائشة وعن أم سلمة الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد قال البخاري في «تاريخه الصغير»: لا يعرف لمقسم سماع من أم سلمة ولا ميمونة ولا عائشة.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب الثقات قال: قال أحمد بن صالح - يعني المصري: مقسم ثقة ثبت، لا شك فيه. []، في الكوفيين.
وقال ابن حزم: ليس بالقوي.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.(11/349)
من اسمه مكحول ومكي
وممطور ومنبوذ
4729 - (م 4) مكحول الشامي، أبو عبد الله، ويقال: أبو أيوب، ويقال: أبو مسلم، والمحفوظ الأول.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: كان هنديا من فقهاء أهل الشام، وربما دلس.
وذكر المزي روايته عن واثلة بن الأسقع، وكريب، وعنبسة بن أبي سفيان، وأبي أمامة صدي بن عجلان، وعبادة، وأنس، وأبي هريرة، الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد ذكر أبو محمد بن أبي حاتم في كتاب «المراسيل»: ثنا أبي قال: سألت أبا مسهر قلت: سمع - يعني مكحولا - من واثلة؟ فأنكره.
ثنا أبي، سمعت هشام بن عمار يقول: لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان، وكذا ذكره أبو عمر ابن عبد البر في «التمهيد» وأبو زرعة الرازي. وقال أبو حاتم: لم يسمع من واثلة، دخل عليه، وقال أبو حاتم أيضا: لم ير أبا أمامة.
وقال الحاكم في «علوم الحديث»: عامة حديث مكحول عن الصحابة حواله.
وقال البزار في «المسند»: روى مكحول عن جماعة من الصحابة عن: عبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وحذيفة، وأبي هريرة، وجابر، ولم يسمع منهم(11/350)
ولم يدركهم، وإنما أرسل عنهم، ولم يقل في واحد منهم: حدثنا فلان، وقد روى عن أبي أمامة، وليس ببعيد أن يكون سمع منه لتأخر موت أبي أمامة، وروى عن أنس، وأدخل بينه وبين أنس موسى بن أنس، ولم يبين فيما رواه عن أنس سمعت أنسا، فتوقفنا أن نذكر أنه سمع أنسا، ومن أبي أمامة لما وصفنا، والله تعالى أعلم.
وقال أبو محمد الأشبيلي: لم يصح سماعه من عبادة.
وقال أحمد بن حنبل: لم يسمع من زيد، إنما هو شيء بلغه. وقال أبو حاتم: لم يسمع من معاوية بن أبي سفيان، وقال أبو زرعة: مكحول عن أبي بكر الصديق مرسل، وعن سعيد مرسل، وعن أبي عبيدة بن الجراح مرسل، وعن عمر مرسل، وعن عثمان مرسل، وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبي ذر، ولم يدرك شريحا.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت هارون بن معروف يقول: مكحول لم يسمع من كريب مولى ابن عباس.
وقال الجوزجاني: يتوهم عليه القدر، وهو ينتفي.
وذكر المزي عن الترمذي أنه قال: سمع من واثلة وأنس وأبي هند، وهو ليس من كلام الترمذي، إنما نقله عن أستاذه البخاري، بين ذلك في كتابه، كذا هو ثابت أيضا في تاريخي البخاري «الأوسط» و «الصغير».
وفي «سؤالات مسعود للحاكم»: مكحول لم يسمع من عقبة بن عامر ولم يره.(11/351)
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: ما كان يستطيع أن يقول: قل، كان يقول: كل.
قال عثمان بن عطاء: فما قاله بالشام قبل منه. وقال مكحول: لأن أقدم فيضرب عنقي أحب إلي من أن ألي القضاء. حدثنا هارون، ثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: وكان ربيعة بن يزيد ممن شهد على مكحول، قال: وكان مكحول يقول: ربما أردت أن أدعو عليه، فأذكر تهجيره إلى المسجد فأكف.
حدثني الوليد بن شجاع، ثنا عبد الله بن وهب قال: سمعت معاوية بن صالح يحدث عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة. الحديث، ذكره المزي من حديث أبي صالح كاتب الليث، وهو ضعيف، وهذه الطريق صحيحة.
وقال يحيى بن معين: كان مكحول قدريا ثم رجع.
ولما سأل عبد الملك بن مروان عن فقيه أهل الشام قيل له: مكحول.
وعن إسماعيل بن أمية قال: قال لي مكحول: كل ما حدثت أو جميع ما حدثت فهو عن الشعبي وسعيد بن المسيب.
وعن عبد الرحمن بن يزيد، عن مكحول: ما رأيت أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
وعن إسماعيل قال: سمعت مكحولا يقول: لو خيرت بين بيت المال والقضاء لاخترت القضاء، ولو خيرت بين القضاء وبين ضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي. وعن رجاء: سئل مكحول - يعني عن شيء - وهو مع رجاء بن حيوة وعدي ابن عدي الكندي، فقال: سل شيخي هذين، فقالا له: أفت الرجل، فأفتاه.
ودعا يوما أبو شيبة: اللهم ارزقنا طيبا. فقال مكحول: إن الله لا يرزق إلا طيبا، ورجاء وعدي يسمعان ومكحول لا يعلم، فقال رجاء لعدي: أسمعتها من مكحول؟ فلما أخبر مكحول شق عليه، فقال له عبد الله بن زيد: أنا أكفيك(11/352)
رجاء، فأتاه فذكر مكحولا، فقال: دع عنك مكحولا، أليس هو صاحب الكلمة؟ قلت: ما تقول رحمك الله في رجل قتل يهوديا وأخذ ماله، فكان يأكله حتى مات؟ أرزق رزقه الله إياه؟ فقال رجاء: كل من عند الله تبارك وتعالى. وكان مكحول يقول: ما زلت مستقلا بمن باغاني حتى أعانهم على رجاء، وذاك أنه كان رجل أهل الشام في أنفسهم.
وقال أحمد بن حنبل: روى عنه أبو هشام المغيرة بن زياد، وأبو حرب فضالة ابن ذبيان.
وقال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز: ما أدركنا أحدا أحسن سمتا في العبادة من مكحول وربيعة بن يزيد، قال: ولا يثبت أن مكحولا سمع من أبي إدريس، وقد رواه بعضهم ولا أراه شيئا، ولم ير شريحا، وحديث تميم بن عطية غلط، إنما أراد الشعبي فغلط بشريح، ولم يكن مكحول ولا الزهري يأخذان عن نافع، وكانا يأخذان عن سالم، قال أبو مسهر: ولا أراه سمع من أبي أمامة ولا من واثلة شيئا، انتهى.
هذا يعارض ما ذكره المزي عن أبي مسهر أنه سمع من واثلة.
وعن سعيد قال: كان الأغلب على مكحول علم علي بن أبي طالب، وكان إذا ذكر عليا لا يسميه، ويقول: قال أبو زينب.
رأيت في كتاب علي: قلت ليحيى بن سعيد: تروي عن راشد بن سعد؟ قال: هو أحب إلي من مكحول.
وذكر المزي أن ابن سعد قال: مات سنة ست عشرة، وعن عمر بن سعيد: سنة ثمان عشرة. انتهى، ابن سعد ذكر أشياء لم يذكرها على العادة من نقله بالوساطة، قال في الطبقة الثانية من أهل الشام: أنبا محمد بن مصعب، ثنا معقل بن عبد الأعلى القرشي من بني أبي معيط، قال: سمعت مكحولا يقول لرجل: ما فعلت بك الهاجة؟ وقال غيره من أهل العلم: كان مكحول من أهل كابل، وكانت به لكنة، وكان يقول بالقدر، وكان ضعيفا في حديثه(11/353)
ورأيه. أبنا عمر بن سعيد قال: مات مكحول سنة ثماني عشرة ومائة، وقال غيره: مات سنة ثلاث عشرة ومائة.
وقال الحريش بن القاسم: أخبرني خالد ابن يزيد بن أبي مالك قال: أردفني أبي لموت مكحول سنة اثنتي عشرة ومائة.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية قال: يقال كان من الأبناء، لم يملك، مات سنة ثلاث عشرة، ويقال: أربع عشرة، وذكره في الطبقة الثانية مسلم بن الحجاج.
وقال أبو داود: وسألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل؛ هل أنكر أهل النظر على مكحول شيئا؟ قال: أنكروا عليه مجالسة غيلان، ورموه به، فبرأ نفسه بأن نحاه، وسألت يحيى بن معين؛ هل سمع مكحول من أبي هريرة؟ قال: لا.
وفي «تاريخ المنتجالي» عن الأوزاعي قال: دخلنا على مكحول نعاتبه في العزلة، فقال: إن يكن الفضل في الجماعة فالسلامة في العزلة. وقال أبو حاتم: كان مكحول يطعم جلسائه يوم الفطرة سكره.
وعن نافع بن أبي نعيم قال: رأيت مكحولا، وكان جميلا عظيم اللحية.
وعن سعيد: كان مكحول إذا سئل قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأي، والرأي يخطئ ويصيب.
وقال أبو سعيد بن يونس: وقد حكي عنه أنه تكلم في القدر.
وفي «التعريف بصحيح التاريخ»: كان سنديا لا يفصح.
ولما ذكره القاضي عبد الجبار في الطبقة الرابعة من المعتزلة قال: له من الرسائل إلى ما يدخل في مجلدات يشمل على ذكر التوحيد والعدل، وفي(11/354)
الوعيد والدعاء إلى ذلك، والتزهيد في الدنيا.
وقال أبو إسحاق الحداد في كتابه «تاريخ هراة»: سمعت محمد بن المنذر يقول: إن مكحولا أصله من هراة، وهو فقيه أهل الشام، كان جده شاذل من هراة.
وقال السعدي: يتوهم عليه القدر، وهو ينتفي منه.
وقال أبو مسهر: كان سعيد بن عبد العزيز يبرئ مكحولا ويرفعه عن القول بالقدر.
4730 - (بخ) مكحول الأزدي العتكي، أبو عبد الله البصري.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات، وقال: كان من فصحاء أهل البصرة.
وقال الآجري عن أبي داود: مكحول الأزدي الذي يحدث عن ابن عمر ضعيف.
4731 - (ع) مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد، ويقال: فرقد بن بشير البرجمي التميمي، أبو السكن البلخي.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، كذا ذكره المزي، وذكر وفاته من عند جماعة كثيرة، ولم يذكرها من عند ابن حبان، فكان الأولى أن يذكرها من عنده(11/355)
لأنه ذكرها من عند أناس لا كتاب لهم، إنما هم رواة نقل عنهم بالتقليد موهما رؤية تصانيفهم، قال ابن حبان: مولده سنة ست وعشرين ومائة، ومات ليلة الأربعاء للنصف من شعبان سنة أربع عشرة أو خمس عشرة ومائتين.
وفي قول المزي عن ابن سعد: توفي في نصف شعبان، نظر؛ لأني لم أره في نسختي من «الطبقات الكبير»، ولا نقله عنه أحد فيما رأيت، والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب الباجي»: هو أخو إسماعيل، ووالد الحسن ويعقوب.
وقال ابن سعد: كتبوا عنه.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.
وفي كتاب «الزهرة»: مكي بن إبراهيم الصدوق، روى عنه - يعني البخاري - خمسة وثلاثين حديثا.
وفي كتاب الصيريفيني: كان أحد الرحالين في طلب الحديث.
وقال الخليلي: ثقة، متفق عليه، وأخطأ في حديثه عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا، وصوابه مالك عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة.
4732 - (بخ م 4) ممطور، أبو سلام، الحبشي الأسود، ويقال: النوبي، ويقال: الباهلي، الأعرج الدمشقي.
ذكر المزي روايته عن ثوبان، والنعمان بن بشير، وأبي أمامة(11/356)
وعمرو بن عبسة، وأبي مالك الأشعري، وكعب الحبر، الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد ذكر ابن أبي حاتم في كتاب «المراسيل»: عن يحيى بن معين، وقيل له: هل سمع أبو إسلام من ثوبان؟ قال: لا، وقال أحمد بن حنبل: ما أراه سمع، وقال علي بن المديني: لم يسمع، وسمعت أبي يقول: يروي ممطور عن ثوبان، والنعمان بن بشير، وأبي أمامة، وعمرو بن عنبسة - مرسل، وسألت أبي؛ هل سمع أبو سلام من ثوبان؟ قال: روى عنه، فلا أدري سمع منه أم لا.
وفي كتاب «التتبع» للدارقطني: أبو سلام بينه وبين أبي مالك الأشعري عبد الرحمن بن غنم.
وفي تاريخ أبي زرعة الدمشقي الكبير: أخبرني أبي عن مروان قال: قلت لمعاوية بن سلام: سمع جدك من كعب؟ قال: لا أدري.
وزعم الحاكم أبو عبد الله أن البخاري إنما لم يخرج له لأنه فيما قيل رواياته مرسلة.
وقال ابن عبد البر في «الاستغناء»: تابعي ثقة.
وزعم السمعاني أن نسبته بضم الحاء وسكون الباء الموحدة، وفي آخرها شين معجمة، قاله ابن معين، وقيل: بفتحها، وقال بعضهم: يقال: حبش، حبش، كما يقال: عجم، وعجم، وعلى الحقيقة فلا تؤخذ هذه الأشياء بالقياس، وإنما تؤخذ نقلا.(11/357)
وقال أبو الفضل ابن طاهر المقدسي في «الأنساب»: أبو سلام الحبشي، يقال: لا اسم له.
4733 - (س) منبوذ بن أبي سليمان، ويقال: ابن سليمان، المكي، يقال: اسمه سليمان، ومنبوذ لقب.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة، وقال: كان قليل الحديث.(11/358)
من اسمه مندل ومنذر
4734 - (د ق) مندل بن علي العنزي، أبو عبد الله الكوفي، أخو حبان، يقال: اسمه عمرو، ومندل لقب.
قال حبان أخوه يبكيه فيما أنشده المرزباني:
عجبا يا عمرو من غفلتنا ... والمنايا مسرعات عنقا
قاصدات نحونا مسرعة ... يتخللن إلينا الطرقا
وإذا أذكر فقدان أخي ... أنقلب في فراشي أرقا
وأخي أي أخ مثل أخي ... قد جرى في كل خير سبقا
وفي قول المزي: كان فيه - يعني الكمال: روي عن عبيد الله بن أبي رافع وهو خطأ، والصواب محمد بن عبيد الله، نظر؛ لأن الذي في نسخ الكمال القديم: محمد بن عبيد الله على الصواب، فينظر.
وفي قوله أيضا: وقال يعقوب بن شيبة: توفي بالكوفة سنة سبع أو ثمان وستين ومائة في خلافة المهدي، وقال ابن سعد نحوه، نظر في موضعين:
الأول: الوفيات لا يقال فيها: نحو قول فلان، إنما يقال إذا تواردا على شيء واحد مثله، وأما نحوه فلم أرها في الوفيات مستعملة، فمن علم من ذلك شيئا فليفدناه.
الثاني: أيش الفائدة في تعدد الوفيات إلا لزيادة أمر أو كلام أو ما في معناهما؟ ولو شئنا أن نذكر في غالب ما يذكره من الوفيات أقوال جماعة متواردين على شيء واحد لذكرنا من ذلك الكثير، ولكنه إذ ذكر كلام ابن سعد الذي ما نقله(11/359)
من أصل، إذ لو نظر في أصل لوجده قد قال في الطبقة السادسة من أهل الكوفة: مندل بن علي العنزي من أنفسهم، وكان أنبه وأذكر من أخيه حبان، وكان أصغر منه، وتوفي بالكوفة سنة سبع أو ثمان وستين ومائة قبل أخيه حبان، وفيه ضعف، ومنهم من يشتهي حديثه ويوثقه، وكان خيرا فاضلا من أهل السنة، رحمه الله تعالى.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة السابعة.
وذكر لشريك حديث من حديثه، فقال: كذب.
وفي كتاب ابن الجنيد: سئل يحيى - وأنا أسمع - عن مندل، فقال: ليس بذاك القوي الشديد، قيل: ابن فضيل مثله؟ قال: لو كان ابن فضيل مثله كان قد هلك مثله. قيل: فمندل دونه؟ قال: نعم، ودون جيرانه أولئك البقالين.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن مثنى: ما سمعت عبد الرحمن يحدث عنه، وقال الساجي: ليس بثقة، روى مناكير.
وذكره العقيلي والمنتجالي والبلخي وابن الجارود وابن شاهين والفسوي في «جملة الضعفاء».
وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف.(11/360)
وقال ابن حبان: كان يرفع المراسيل ويسند الموقوفات من سوء حفظه، فاستحق الترك.
وقال ابن قانع: ضعيف.
وقال الطحاوي في «المشكل»: ليس من أهل التثبت في الرواية ولا ممن يحتج به فيها.
4735 - (خ ق) المنذر بن أبي أسيد الساعدي الأنصاري، والد الزبير، وأخو حمزة.
ذكره أبو نعيم وابن منده في «جملة الصحابة»، وكذلك ابن الأثير وابن فتحون وأبو أحمد العسكري.
وقال البخاري: ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن طريف، حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد، فوضعه على فخذه، فقال: ما اسمه؟ قال: فلان. قال: لكن اسمه المنذر، سماه من يومئذ المنذر.
4736 - (د س ق) المنذر بن ثعلبة بن حرب العبدي القطعي، ويقال: الطائي، أبو النضر البصري، يقال أنه أخو الوليد بن ثعلبة.
ذكر المزي روايته عن ابن بريدة وأشباهه من التابعين، ثم قال: ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وابن حبان ليس عنده في طبقة من يروي عن التابعين من اسمه المنذر بن ثعلبة، وإنما ذكر المنذر بن ثعلبة في طبقة من يروي عن الصحابة رضي الله عنهم، وهو المنذر بن ثعلبة القطعي، يروي عن علي بن(11/361)
أبي طالب، قال: وهو عندي من أهل البصرة، كنيته أبو النضر، روى عنه [. . .]، فإن كان إياه أراد المزي وما أخاله أراد غيره، فكان ينبغي له أن يذكر علي بن أبي طالب في أشياخه.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال أحمد بن حنبل: كان خيرا.
وقال العجلي: بصري، لا بأس به.
4737 - (م د س ق) المنذر بن جرير بن عبد الله، البجلي الكوفي.
خرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان والحاكم.
4738 - (بخ س) المنذر بن عائذ بن المنذر بن الحارث بن النعمان بن زياد بن عصر العماني الأشج.
قال أبو أحمد العسكري: وقيل: اسمه عائذ بن عمرو، وقال الكلبي: المنذر بن عائذ بن الحارث بن عمرو بن زياد عصر، وقال أبو عبيدة: المنذر بن عائذ ابن الحارث بن النعمان بن زياد بن عصر، سمي الأشج لأن حمارة(11/362)
أصابته وهو فطيم، وقيل: سماه النبي صلى الله عليه وسلم الأشج لأثر كان بوجهه، وهو خال منقذ بن حبان وعمرو بن قيس الذي بعثه الأشج إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم أمره، ونزل الأشج البصرة مدة.
وقال ابن سعد: اختلف علينا في اسمه؛ فقال محمد بن عمر عن أشياخه: عبد الله بن عوف الأشج، وعن الحسن: عائذ بن المنذر.
قال ابن سعد: لما أسلم رجع إلى البحرين مع قومه، ثم نزل البصرة بعد ذلك.
وفي كتاب خليفة: عائذ بن الحارث.
وفي كتاب الصيريفيني: المنذر عائذ، ويقال: ابن عبد.
4739 - (خت م 4) المنذر بن مالك بن قطعة، أبو نضرة، العبدي ثم العوقي، البصري.
قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وليس كل أحد يحتج به، قيل: مات قبل الحسن بقليل. كذا ذكره المزي، ولو نظر كتاب ابن سعد الذي قلد فيه صاحب الكمال لوجده كما ذكره في الطبقة الثانية، قال: أنبا عفان ومسلم بن إبراهيم، قالا: ثنا مهدي بن ميمون قال: شهدت الحسن حين مات أبو نضرة صلى بنا على الجنازة، ثم حضرت الظهر فصلى بنا أيضا في الجبانة كما هو، ليس بين يديه ستر، والقبور عن يمينه وعن شماله.
قال ابن سعد: وتوفي أبو نضرة في إمارة عمرو بن هبيرة، انتهى.(11/363)
ولاية ابن هبيرة، كانت ولايته من سنة ثلاث إلى سنة خمس.
وقال خليفة في الطبقة الثالثة: مات سنة ثمان ومائة.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات، وقال: قال أحمد بن حنبل: ثقة.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: كان أبو نضرة عريفا، وكان يقول: إن العرافة أجوز في السنة من الشرطة؛ إن الشرطة محدثة. قال أحمد: وسمعت أحمد بن حنبل يقول: مات أبو نضرة قبل الحسن بقليل، وأبنا المدائني قال: أبو نضرة، يقال: من الحوقة، ويقال: من شن، وقال الحازمي: عوقي عصري عبدي، وقال الرشاطي: وثقه أحمد بن حنبل.
وقال البخاري: مات قبل الحسن بقليل، قاله يحيى بن سعيد القطان.
وقال الهيثم في الطبقة الثالثة: أبو نضرة، وهو المنذر بن عبد الملك، توفي في ولاية عمر بن هبيرة. كذا هو في نسختي، وهي غاية في الجودة والصحة.
وقال عمرو بن علي الفلاس: مات سنة تسع ومائة. انتهى، كأن هذا شبهة من يقول فيما سمعته من غير واحد من الأشياخ عن الحافظ المنذري رحمه الله تعالى: المنذر بن مالك بن قطعة مات عام مائة وتسعة.(11/364)
4740 - (ع) المنذر بن يعلى، أبو يعلى، الثوري الكوفي.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: روى عن أم سلمة رضي الله عنها إن كان سمع منها.
وقال ابن سعد كاتب الواقدي في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: كان ثقة، قليل الحديث.(11/365)
من اسمه منصور
4741 - (د ت س) منصور بن أبي الأسود، واسمه فيما قيل: حازم الليثي، الكوفي.
قال ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل الكوفة: منصور بن أبي الأسود، مولى لبني ليث، وكان تاجرا، وكان كثير الحديث.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، وكذلك أبو علي الطوسي.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
4742 - (تم د س) منصور بن حيان بن حصين بن الأسدي، والد إسحاق بن منصور بن أبي الهياج.
ذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
وخرج أبو عوانة والحاكم أبو عبد الله النيسابوري حديثه في صحيحهما.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
4743 - (ع) منصور بن زاذان الواسطي، أبو المغيرة، الثقفي مولاهم.
قال ابن سعد: كان ثقة ثبتا، سريع القراءة، وكان يريد يترسل فلا يستطيع، وكان يختم في الضحى، وكان يعرف ذلك منه بسجود القرآن، وقال ابن أبي عاصم: مات سنة ثمان وعشرين ومائة، وقال غيره: مات سنة تسع، وقال(11/366)
ابن هارون: مات في الطاعون سنة الوباء سنة إحدى وثلاثين ومائة، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: ابن سعد لما ذكره في الواسطيين ما ذكره عنه المزي ذكر وفاته عن يزيد بن هارون كما ذكرها المزي، فإن كان المزي رآها ونقلها عن يزيد بحذف ابن سعد فلا يجوز، لأنه تدليس وإيهام أنه رأى كلام يزيد، وهو غير جيد، لأن ابن هارون ليس له كتاب في الوفيات، إنما يؤخذ عنه رواية، وإن كان لم ير كتاب ابن سعد، إنما قلد فيه صاحب الكمال كعادته، وهو الظن به، فقد أخل فيه بما ذكرناه، وكأنه غره أن صاحب الكمال لما ذكر كلام ابن سعد في قراءته وسمته، قال: وقال يزيد، فكأن الشيخ اعتقد أن يزيد غير مذكور في كتاب ابن سعد، ولو رآه لما أغفله، وقال ابن سعد أيضا في موضع آخر: مات سنة تسع وعشرين ومائة، والله تعالى أعلم.
الثاني: ابن أبي عاصم لما ذكر وفاته سنة تسع ذكرها بعد ذلك في سنة ثلاثين أيضا، فكان ينبغي له إن كان نقل من كتاب ابن أبي عاصم ذكر ذلك، لا سيما وليس هو مذكورا في كتابه التهذيب البتة.
الثالث: قوله: وقال غيره: مات سنة تسع وعشرين ومائة، نظر من حيث أنه لم يعرف القائل، وهو كثيرا ما ينقل كلام ابن حبان، وابن حبان قد قال في كتاب الثقات: كان يختم القرآن بين الأولى والعصر، وبين المغرب والعشاء، وكان من المتقشفين المتجردين للدين، مات في سنة تسع وعشرين ومائة، وخرج في جنازته اليهود والنصارى والمجوس يبكون عليه، وهو مولى عبد الرحمن بن أبي عقيل.
وفي سنة تسع ذكر وفاته ابن قانع وأبو حسان الزيادي فيما ذكره القراب(11/367)
ويحيى بن بكير والبخاري وخليفة بن خياط في آخرين.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: مات منصور بن زاذان سنة سبع وعشرين ومائة، قبل الطاعون بأربع سنين، وهي السنة التي مات فيها أبو إسحاق، وعن أبي عوانة قال: لو أن رجلا كلف عبادة أشد ما يكون فيها لم يزد على ما كان عليه منصور، وعن أبي يزيد قال: أول ما كان يبلى من ثياب منصور ركبتاه؛ لكثرة صلاته، وعن صالح بن سليمان: عاد منصور أخي عروة، فجعل أهل الدار ينظرون إليه وإلى جودة ثيابه وبياضها، ويقولون: هذا رجل عابد يلبس مثل هذه الثياب!
وفي «تاريخ واسط» لبحشل، وذكره في القرن الثاني: قال هشيم: مكث منصور قبل موته عشرين سنة يصلي العشاء والفجر بوضوء واحد، وعن عبد الحميد بن بيان عن أبيه قال: شهدت جنازة منصور فما أمكنهم أن يدفنوه، حتى جاء الشرط فحالوا بينه وبين الناس، وكان معنا رجل من قريش، فقال: هذا والله الشرف لا ما نحن فيه، وكان لا يختضب، روى عنه من أهل واسط: العوام بن حوشب، وأيوب بن أبي مسكين، وأصبغ بن يزيد، والحكم بن الفضيل، والعلاء بن خالد، وسليمان بن خالد أخو العلاء، ومبارك بن سوار، وعبد الرحمن بن عبد الملك القرشي، وعلي بن عاصم، وعبد الحكيم بن منصور الخزاعي، وسويد بن عبد العزيز، ومغيرة الأزرق أخو منصور.
وفي «تاريخ المنتجالي» عن أحمد بن حنبل: منصور من أعبد الناس.
وعن هشام بن حسان قال: ختم منصور القرآن مرة، وبلغ في الثانية النحل في رمضان بعدما صلى المغرب والعشاء، قال: وكان إذا جاء رمضان ختم القرآن(11/368)
العظيم فيما بين المغرب والعشاء، وكان يجيء يوم الجمعة فيختم قبل أن يروح الإمام، وكان لا يفطر في حضر ولا سفر.
وعن أبي بكر محمد بن حميد قال: مر رجل بمنصور وهو قاعد في الشمس، فقال: مالي أراك قاعدا في الشمس؟ فكأنه أنبهه من رقدة، فقال: وإني لفي الشمس؟ ما خلتني فيها، إنما قعدت في ظل فشغلني التفكر في برده وطيبه وما في ذلك من نعمة الله تعالى، فزال عني وما انتبهت له، قال ابن أبي حميد: وكان منصور من خير البصريين.
وفي «سؤالات حرب»: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: لم يكن أحد اسمه منصور أفضل من منصور بن زاذان.
وقال أبو داود: لم يسمع من الشعبي.
4744 - (خ س) منصور بن سعد البصري، صاحب اللؤلؤ.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب الثقات.
وفي «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: هو مثله، يعني ميمون بن سياه، كان محتج به في الصحيح.
4745 - (خ م مد س) منصور بن سلمة بن عبد العزيز بن صالح، أبو سلمة، الخزاعي البغدادي.
ذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
وذكر المزي وفاته من عند الجماعة الذين ذكرهم الخطيب، وأغفل ذكرها من عند ابن حبان - الذي ذكر توثيقه من عنده - في سنة تسع ومائتين.(11/369)
وزعم المزي أن البخاري قال: مات سنة تسع أو سبع، وكأنه على العادة ينقل من غير أصل؛ إذ لو كان كذلك لوجده قد قال: في «التاريخ الصغير»: مات سنة سبع أو تسع، ثم قال بعد أسطر: مات أبو سلمة الخزاعي سنة عشر ومائتين.
وفي تاريخ الفسوي: قال أحمد بن حنبل: لم يكن ببغداد من أصحاب الحديث الذين لا يحملون عن كل إنسان ولهم بصر بالحديث والرجال، ولم يكونوا يكتبون إلا عن الثقات ولا يكتبون إلا عمن يرضونه، إلا أبو سلمة الخزاعي، وكان من أبصر الناس بأيام الناس، لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته، وكان يتفقه، وأبو كامل، والهيثم بن جميل.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: هو أحد الأئمة الحفاظ، كان أحمد بن حنبل يأخذ عنه ويقول: سألت أبا سلمة.
4746 - (ق) منصور بن صقير، ويقال: سقير، أيضا. أبو النضر البغدادي.
قال ابن حبان: يروي المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال أبو جعفر العقيلي: في حديثه بعض الوهم.(11/370)
وذكره الحاكم فيمن عيب على مسلم تخريج حديثه، وكأنه غير جيد لعدم سلف في المانع.
4747 - (خ م د س ق) منصور بن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار العبدري المكي، أخو محمد، وأمه صفية بنت شيبة.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، قيل: مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: ابن حبان نسبه في كتاب الثقات: منصور بن عبد الرحمن بن وهب بن عثمان الحجبي، وقال: كان تقيا نقيا.
الثاني: إذا قلت أنه أغفل نسبته من عند ابن حبان فيذكر وفاته تخرصا، وهي ثابتة عنده في سنة سبع وعشرين ومائة.
الثالث: إذا قلنا أنه أغفل هذا من كتاب ابن حبان، فكان ينبغي أن يذكر من كتاب خليفة بن خياط الذي هو في بعض الأحايين يذكر كلامه موهما أنه رآه، فلئن كان كذلك، فهنا لم يذكره، وذلك أن هذه الترجمة ليست شامية ولا بغدادية، فهذا عذره، قال خليفة في الطبقة الثالثة من المكيين: مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة.
وفي كتاب البخاري الكبير: قال عبد الله بن محمد عن ابن عقبة: حدثنا(11/371)
منصور الثقفي. وقال سليمان: عن منصور بن عبد الرحمن، عن الحجبي.
4748 - (م د) منصور بن عبد الرحمن الغداني البصري الأشل.
قال أحمد بن صالح العجلي: بصري، جائز الحديث.
وفي تاريخ البخاري: روى علي عن عبيد الله بن سهيل الغداني، سمع منصور بن عبد الرحمن الكلبي. انتهى، وكأنه - والله أعلم - غير جيد، ولعله كليبا؛ لأن كلبا من اليمن وكليبا من تميم، قال: وروى عبد الله أبو محمد عن وهب بن جرير، عن شعبة، عن منصور بن الأشل حديثين.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
4749 - (م د س) منصور بن أبي مزاحم بشير، أبو نصر، التركي البغدادي، مولى الأزد، الكاتب.
قال أبو القاسم ابن عساكر: مات يوم الاثنين لست ليال بقين من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه - يعني مسلما - أربعة عشر حديثا، وقال ابن قانع: ثقة.(11/372)
وقال البخاري في «التاريخ الأوسط»: مات يوم الاثنين لست بقين من ذي الحجة، وكذا ذكر عنه القراب وغيره.
وقال أبو عمر في «الإنصاف»: هو من أهل الصدق عندهم.
4750 - (ع) منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة، ويقال: المعتمر بن عتاب بن عبد الله بن ربيعة، ويقال: عتاب بن فرقد السلمي، أبو عتاب الكوفي.
قال محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة وخليفة وابن أبي شيبة في آخرين: مات سنة اثنين وثلاثين ومائة. كذا ذكره المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: ابن سعد إنما ذكره في الطبقة الرابعة من الطبقات الكبير.
الثاني: ابن سعد لم يذكر وفاته إلا نقلا، وهو قوله: قالوا: وتوفي منصور في آخر سنة اثنين وثلاثين ومائة، وقوله: «آخر»، هو النظر الثالث.
الرابع: إغفاله من الطبقات - إن كان رآه: وكان ثقة مأمونا، كثير الحديث، رفيعا عالما، وعن سفيان بن عيينة: زعموا أنه صام ستين سنة وقامها، وقال أبو نعيم: سمعت حماد بن زيد قال: رأيت منصورا بمكة، قال: أظنه من هذه الخشبية، قال: وما أظنه كان يكذب.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: كان من العباد، صام ستين سنة وقامها، وكان يتشيع، وكان قد عمش من البكاء، ومات بعد المسودة بسنة، وجاءت المسودة إلى الكوفة سنة إحدى وثلاثين ومائة.(11/373)
وفي تاريخ البخاري: قال يحيى بن سعيد: مات بعد السودان بقليل، وجاء السودان سنة إحدى وثلاثين، وكان من أثبت الناس.
الخامس: خليفة لم يجزم بسنة اثنتين وثلاثين، وذلك أنه قال في الطبقة الخامسة أيضا: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: قال رجل ليحيى بن معين: ذكر أبو عمرو أن منصور بن المعتمر يكنى أبا بكر، وحكاه عنك، فقال: قد قال فيه الشاعر:
لعمري وما عمري علي بهين ... لقد شان طلاب الحديث أبو عمرو
وقدر ما بين الرصافة مجلسا ... ودرب أبي أيوب بالنوك والهتر
وشارك في الفتوى زهيرا منطق ... غبي يعض الظاء نوكا وما يدري
وقال على يحيى مقال سفاهة ... بأن أبا عتاب يكنى أبا بكر
وفي تاريخ المنتجالي: قال الثوري: لو رأيت منصورا يصلي لقلت أنه يموت الساعة، ولم يكن في زمانه بالكوفة أثبت منه، وولي قضاء الكوفة شهرين، أكره عليه، فكان إذا جلس الخصمان بين يديه قال: يا هذان، إنكما تختصمان إلي في شيء لا علم لي به، انصرفا. فأعفي من القضاء. وكان حديثه واحدا كالقدح لا تختلف عنه الرواية، وكان عابدا فاضلا مجتهدا، وقال سفيان: ربما رأيته يصلي وأضلاعه تختلف من البكاء، وقال محمد بن الحسين: قلت ليحيى: من المقدم من أهل الكوفة في عصر الثوري إذ كان يكتب الحديث؟ فقال: حكي عن الثوري أنه لما قدم حاجا قيل له: من خلفت بالكوفة؟ فقال: ما خلفت أحدا آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منصور بن المعتمر. قال يحيى: وإنما هذا من سفيان على ما تبينه من منصور وشاهده من فعله وحسن(11/374)
نقله وتوقيه، وقد كان بالكوفة قوم ثقات كتب عنهم الثوري.
وقال أبو حفص بن شاهين في كتاب الثقات: ثنا عبد الكريم بن أحمد الرؤاسي قال: ثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثني علي بن عاصم قال: خرجت إلى منصور بن المعتمر، فدخلت الكوفة يوم مات، فقعدت أبكي، فقال لي شيخ قاعد: يا فتى، مالك تبكي؟ قلت: خرجت من واسط إلى هذا الشيخ فوجدته قد مات، فقال: ألا أدلك على من شهد عرس أمه؟ قلت: بلى، قال: أنا، فإذا هو حصين بن عبد الرحمن، فكتب عنه.
حدثنا محمد بن مخلد، ثنا العباس بن محمد، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود، سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة؛ منصور، وأبو حصين، وسلمة بن كهيل، وعمرو بن مرة، وكان منصور أثبتهم.(11/375)
من اسمه منظور ومنقذ
والمنكدر والمنهال
4751 - (د) منظور بن سيار الفزاري، ويقال: سيار بن منظور.
وقال ابن حبان: منظور بن سيار بن منظور، عن أبيه، عن ابن سلام. كذا ذكره المزي، والذي في تاريخ البخاري: منظور بن سيار، روى عنه كهمس. وقال يزيد بن هارون: سيار بن منظور، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام.
وقال ابن حبان: يروي عنه أهل المدينة، وذكره أبو [].
4752 - (بخ) منقذ بن قيس المصري، والد سفيان، والد عبد الله بن سراقة العدوي، وقيل: مولى عثمان بن عفان، وقيل: مولى عبد الله بن عمر.
روى عن ابن عمر وعثمان، روى عنه ابن المغيرة، وابنه سفيان، وبكر بن سوادة. كذا جمع المزي بينهما، وابن يونس في تاريخه فرق بينهما، فقال: منقذ بن قيس، مولى عبد الله بن سراقة بن قيس العدوي، يروي عن عثمان رضي الله عنه، روى عنه عبيد الله بن المغيرة وبكر بن سوادة، ثم قال: منقذ مولى عبد الله بن عمر، يروي عن ابن عمر، روى عنه ابن سفيان وبكر بن سوادة، وكذا فعله البخاري ومن وافقه، وابن حبان الذي ذكر المزي توثيقه من عنده، فقال: منقذ شيخ يروي عن ابن عمر، روى عنه بكر وابنه سفيان.(11/376)
ثم قال: منقذ مولى عبد الله بن سراقة، يروي عن عثمان، روى عنه عبيد الله بن المغيرة وأبو حاتم الرازي، فلا أدري من سلف المزي في الجمع بينهما. فلا بد مع كلام هؤلاء الأئمة إلى سلف صالح يبين وجه غلطهم وصواب قوله، وأما من غير بيان الاطلاع على قولهم وبيان زيفه فلا يقبل ذلك من له أدنى مسكة من عقل، والله تعالى أعلم.
4753 - (بخ ت) المنكدر بن محمد بن المنكدر التيمي المدني.
قال أحمد بن حنبل: كان كثير الخطأ.
وقال ابن أبي شيبة: سئل علي بن المديني عن المنكدر بن محمد، فقال: هو عندنا صالح، وليس بالقوي في الحديث. وكذا قاله يحيى بن معين فيما ذكره ابن الجنيد عنه.
وقال الخليلي: ليس هو في الحديث بذاك القوي، لم يرضوا حفظه.
وفي كتاب الساجي عن ابن عيينة: قلت للمنكدر بن محمد وأنا أريد أن أختبره: كيف تحفظ عن أبيك أن أبا بكر رضي الله عنه وقف على قزح؟(11/377)
قال ابن عيينة: فقال: حدثني أبي أنه سمع جابرا يقول: «رأيت أبا بكر واقفا على قزح». فقلت له: ليس هكذا حدثني أبوك، وإنما حدثني أنه سمع سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن جبير بن الحارث قال: رأيت أبا بكر واقفا على قزح، زاد أبو جعفر العقيلي: فكرهت أن أقول له شيئا، واستحييت. ثم قال: نحن أحفظ له منه. وقوله: حدثني أبي عن جابر، عرفت أنها طريق سهلة، فلم أكتب عنه.
وقال العجلي: ضعيف، وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وكذلك ابن شاهين.
وذكره البرقي في باب من كان الغالب عليه الضعف في حديثه، وقد ترك بعض أهل العلم بالحديث الرواية مقتصرا عنه على ذلك.
وفي قول المزي: قال البخاري: قال ابن عيينة: لم يكن بالحافظ، نظر؛ لأن البخاري لما ذكر هذا عن ابن عيينة أتبعه: وهو يحتمل.
4754 - (د ت ق) المنهال بن خليفة، أبو قدامة العجلي، الكوفي.
قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات، وقال: قال يحيى: صويلح.
وذكره العقيلي وابن الجارود وأبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء».
ويعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم.(11/378)
وفي قول المزي: قال البخاري: فيه نظر، نظر؛ لأن البخاري لما ذكره في تاريخه قال: قال محمد بن سابق: ثنا المنهال بن خليفة: فيه نظر. انتهى، فهذا يحتمل أن يكون كلام ابن سابق وهو السابق إلى القلب، أو يكون من كلام البخاري، فلا يتمحص تعينه من كلام البخاري إلا بدليل واضح، فمن عرفه فليفده.
4755 - (خ 4) المنهال بن عمرو الأسدي - أسد خزيمة - مولاهم، الكوفي.
قال أبو محمد بن حزم: لم تثبت له شهادة في الإسلام، قاله المغيرة. وفي موضع آخر: كان لا يقبل في تافه نقل، ورد من رواياته حديث البراء بن عازب في أن روح الميت تعاد إلى جسده عند المسألة في القبر.
وذكره أبو العرب وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء»، وزاد عن شعبة: أتيت المنهال، فسمعت عنده صوت طنبور، فرجعت ولم أسأله. قيل: فهلا سألته! فعسى كان لا يعلم.
وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: قد احتجا جميعا بالمنهال بن عمرو.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
ولهم شيخ آخر اسمه:
4756 - المنهال بن عمرو.
روى عن شعبة بن الحجاج، ذكرناه للتمييز.(11/379)
من اسمه مهاجر
4757 - (د ت س) مهاجر بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، أخو محمد، حجازي.
قال أبو سليمان الخطابي: ضعف سفيان بن سعيد وعبد الله بن المبارك وأحمد وإسحاق حديث مهاجر بن عكرمة في رفع اليدين عند رؤية البيت؛ لأن مهاجرا عندهم مجهول، وقال أبو الحسن ابن القطان: لا يعرف حاله، وأما مهاجر المكي المعروف بابن القبطية يروي عن أم سلمة، وهو ثقة، وليس بهذا.
4758 - (د س ق) مهاجر بن عمرو النبال، شامي، روى عن عبد الله بن عمر.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث أن ابن حبان ذكر في الثقات روايته عن عمر بن الخطاب، وأغفلها المزي فلم يذكرها من عنده ولا من عند غيره، وقال أبو محمد عبد الحق: ومهاجر الشامي ليس بمشهور.
4759 - (د س ق) مهاجر بن قنفذ، واسمه خلف بن عمير بن جدعان بن عمرو بن كعب بن تيم بن مرة، جد محمد بن زيد.
قال أبو أحمد العسكري: اسمه عمرو، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما أفلت من قومه لما منعوه الهجرة: «هذا المهاجر حقا». وأمه هند بنت الحارث الكنانية، واستعمله عثمان على شرطته، وفرض له أربعة آلاف، روى عنه الحسن بن أبي الحسن مرسلا، يدخل بينه وبينه حصين بن المنذر، ونحوه ذكره محمد بن سعد(11/380)
الذي زعم المزي أنه نقل كلامه، زاد: فولد محمدا، وزيدا، وعمر، لا بقية له، وحمزة وزينب، وأمهم زبينة بنت بعاج بن الحجاج بن زياد.
وفي «الاستيعاب» الذي هو بيد صغار الطلبة: يقال أن اسم المهاجر هذا عمرو، وأن اسم منقذ خلف، وأن مهاجرا وقنفذا لقبان؛ فهو عمرو بن خلف، سكن البصرة ومات بها.
وقال البرقي: له حديثان.
4760 - (ت س ق) مهاجر بن مخلد، أبو مخلد، ويقال: أبو خالد، مولى البكرات، ويقال: مولى أبي بكرة.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو علي الطوسي.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: ويقال: مولى ثقيف.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4761 - (م ت ص) مهاجر بن مسمار، الزهري مولاهم، المدني، أخو بكير بن مسمار.
قال البزار في مسنده: مشهور، صالح الحديث، روى عنه حاتم بن إسماعيل وغيره.
وقال محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: مات بعد خروج محمد بن عبد الله بن حسن، وقيل: مات سنة خمسين ومائة، وله أحاديث، وليس بذاك، وهو صالح الحديث.(11/381)
وقال خليفة بن خياط في الطبقة السادسة: مات بعد الهزيمة.
4762 - (خ م د ت س) مهاجر، أبو الحسن، التيمي مولاهم، الكوفي.
قال أحمد بن صالح العجلي: كوفي، تابعي ثقة.
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة.(11/382)
من اسمه مهدي ومهران ومهلب
4763 - (د) مهدي بن حفص البغدادي، كنيته: أبو أحمد.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ثقة.
وفي قول المزي: قال البخاري: كان ببغداد، نظر؛ هذا إنما ذكره عنه الخطيب ليستدل على كونه بغداديا، وإلا فأي فائدة لذكر ذلك من عنده؟ المزي يعد نقله كلام الخطيب بأنه بغدادي، والله تعالى أعلم.
وفي ذكر المزي بعده مهدي بن جعفر الرملي تمييزا نظر؛ لأنه لا جامع بينهما، هذا ابن جعفر وذاك ابن حفص، وكان ينبغي له أن ينبه على أن صاحب الكمال ذكره ولم يرو له أحد منهم، فيقول: لم أذكره لذلك، كعادته، ولا أعرف لذكره تمييزا به وجها إلا أن يكون وهما، وكان، والله تعالى أعلم.
4764 - (ع) مهدي بن ميمون الأزدي، المعولي مولاهم، أبو يحيى البصري.
قال محمد بن سعد عن عبد الله بن عائشة: كان ميمون كرديا، وكان ثقة.
كذا ذكره المزي، وذكر وفاته من عند ابن أبي حاتم، فهي ثابتة في كتاب ابن سعد، لو نقل من أصل لوجدها، قال ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل البصرة عن عبد الله بن محمد بن عائشة: هو مولى يزيد بن المهلب، وتوفي في خلافة المهدي.
وكذا ذكر الهيثم بن عدي وفاته لما ذكره في الطبقة الخامسة، وقال خليفة بن خياط في الطبقة الثامنة: مات سنة إحدى وسبعين ومائة.(11/383)
4765 - (مد ق) مهران بن أبي عمر، أبو عبد الله العطار الرازي.
قال الخليلي في «الإرشاد»: منهم من يقويه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا بأس به.
وقال أبو جعفر العقيلي: روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها.
وقال الساجي: في حديثه اضطراب، وهو من أكثر أصحاب الثوري عنه رواية.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»: قال ابن حميد: مات قبل جرير، في حديثه اضطراب. وقال في كتاب الضعفاء: في حديثه اضطراب. وكذا نقله عنه غير واحد.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
4766 - (د) مهران، أبو صفوان.
قال الحاكم في كتاب «الحج» لما صحح سند حديثه «من أراد الحج فليتعجل»: كان مولى لقريش، ولا يعرف بجرح، ولما رواه عبد الرحمن المحاربي عن الحسن بن عمرو الفقيمي سماه صفوان الحمال، ورد ذلك أحمد فيما حكاه المروزي، فقال أبو معاوية: []، يعني حيث سماه مهران.(11/384)
4767 - (ت) مهران، جد محمد بن مسلم.
قال ابن حبان في صحيحه: ثنا. . .
4768 - (د س) المهلب بن أبي حبيبة البصري.
قال أبو أحمد ابن عدي الجرجاني: لم أر له حديثا منكرا.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
4769 - (د ق) المهلب بن حجر البهراني.
قال ابن القطان في «الوهم والإيهام»: مجهول.
4770 - (د ت س) المهلب بن أبي صفرة، أبو سعيد، الأزدي العتكي البصري.
ذكره أبو عبد الله الحاكم في جملة الصحابة الواردين نيسابور، وأورد له حديثا روته ابنته هند زوج الحجاج، وهو قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهونكن صداقا أعظمكن أجرا».
ولما ذكره ابن حبان في ثقات التابعين قال: عداده في أهل البصرة، أقام واليا على خراسان من قبل الحجاج تسع سنين، وتوفي سنة اثنين وثمانين، وفي موضع آخر: سنة سبع وسبعين.(11/385)
وفي كتاب الكامل للمبرد: كان أعور، وكان فقيها، وكان ربما صنع الحديث ليشد به من أمر المسلمين ويضعف من أمر الخوارج، وذلك أنه سمع قوله صلى الله عليه وسلم: «كل كذب يكتب إلا ثلاثة؛ كذب الرجل في الحرب. . .» الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم: «الحرب خدعة»، وكان حي من الأزد إذا رأوا المهلب رائحا إليهم قالوا: راح ليكذب. وفيه يقول رجل منهم - قال المرزباني: هو أبو حنظلة، ويقال: أبو رملة:
أنت الفتى كل الفتى ... لو كنت تصدق ما تقول
إن المهلب راح يكذب ... بعدما جنح الأصيل
وقال آخر من بني تميم:
تبعنا الأعور الكذاب ... طوعا يزجي كل أربعة حمارا
فيا ندمي على تركي عطائي ... معاينة وأطلبه ضمارا
إذا الرحمن يسر لي قفولا ... فحرق في قرى سؤلان نارا
وفيه يقول بعض الأزد:
إن العراق وأهله لم يخبروا ... مثل المهلب في الحروب فسلموا
أمضى وأيمن في اللقاء نقيبا ... وأقل تهليلا إذا ما أحجموا
وقال أبو حرملة العبدي:
عدمتك يا مهلب من أمير ... أما تندي يمينك للفقير
بدولاب أضعت دماء قومي ... وطرت على مواشكة درور
فقال له المهلب: ويحك! والله إني لأقيكم بنفسي وولدي.
قال: جعلني الله فداك، فهذا الذي أنكره منك، ما كلنا يحب الموت. قال: ويحك!(11/386)
وهل عنه محيص؟ قال: لا، ولكنا نكره التعجيل، وأنت تقدم عليه إقادما. ثم قال يمدحه:
يرى حتما عليه أبو سعيد ... جلاد القوم في أولى النفير
إذا طوى الشرواة أبا سعيد ... مشى في رفل محكمة القتير
وكانت الركب من الخشب، فلما أمر بها المهلب، فضربت من الحديد، وكان أول من فعل ذلك، قال عمران بن عصام العنزي:
ضربوا الدراهم في إمارتهم ... وضربت للحدثان والحرب
حلقا ترى منها مرافقهم ... كمناكب الجمالة الجرب
وقدم المهلب مرة على الحجاج بعد وقعة كانت مع الخوارج عظيمة، فأظهر إكرامه وبره، وأجلسه إلى جانبه، وقال: يا أهل العراق، أنتم عبيد المهلب. ثم قال: كنت والله كما قال لقيط الإيادي:
وقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا يطعم النوم إلا ريث يبعثه ... هم يكاد حشاه يقصم الضلعا
لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عض مكروه به خشعا
ما زال يحلب هذا الدهر أشطره ... يكون متبعا طورا ومتبعا
حتى استمرت على شرز مريرته ... مستحكم الرأي لا قمحا ولا ضرعا
فقام إليه رجل فقال: أصلح الله الأمير، والله لكأني أسمع الساعة قطري ابن الفجاءة وهو يقول لأصحابه: المهلب كما قال لقيط الأيادي، ثم أنشد هذا الشعر، فسر الحجاج حتى امتلأ سرورا، وقال النعتيب - بالنون - حين قدم(11/387)
المهلب خراسان واليا بعد أمية ابن عبد الله بن خالد بن أسيد:
تزولت المنابر من قريش ... مزونا بفقحته الصليب
فأصبح قافلا كرم وجود ... وأصبح ماذنا كذب وحوب
فلا تعجب لكل زمان سوء ... رحال والنوائب قد تنوب
وقال حبيب بن عوف يمدحه:
أبا سعيد جزاك الله صالحة ... فقد كفيت ولم تعنف على أحد
داويت بالحكم أهل الجهل فانقمعوا ... وكنت كالوالد الحاني على الولد
وقال فيه المغيرة بن حبناء الحنظلي من أبيات:
إن المهلب إن أشتق لرؤيته ... أو أمتدحه فإن الناس قد علموا
إن الأريب الذي ترجى نوافله ... والمستعان الذي تجلى به الظلم
القائل الفاعل الميمون طائره ... أبو سعيد إذا ما عدت النعم
أزمان أزمان إذا عض الحديد بهم ... وإذا تمنى رجال أنهم هزموا
وفي قول المزي: ذكره ابن سعيد في الطبقة الأولى من أهل البصرة، نظر، والذي ذكره ابن سعد في هذه الطبقة إنما هو أبوه أبو صفرة، فينظر، والله تعالى أعلم.
وفي «تاريخ دمشق» عن جرير بن حازم ومحمد بن أبي عيينة: توفي بمر الروذ في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وله اثنتان وسبعون سنة.
وزعم أبو عبيد معمر بن المثنى أن أبا صفرة كان علجا فارسيا من أهل فارس، وكانوا يعلمون في البحر، فنزلوا هجاب والعامرة من قراها، فانتسبوا إلى العبيدل(11/388)
من الأزد، وكان اسمه مهبون. قال الفرزدق يهجو المهلب:
جاءك لم يقد فرسا ولكن ... يقود السفين بالجرش الغار
وكان اسم أبي صفرة أبو سفرة، وكان ابن أبي المهلب حين قطع إلى فارس، فقيل لعثمان []، وامرأته عناق بنت حاضر أم المهلب لم تخفض، فأمر بهما فخفضا بعد كرها، قال زياد الأعجم:
هل تسمع الأزد ما يقال لهم ... في باحة السوق أم بهم صمم
أختن القوم بعدما هرموا ... واستعربوا بعد إذ هم عجم
ويقال: إن المهلب سرق شيئا، فأمر به زياد أن يقطع، فكلمه في ذلك الربيع بن زياد الحارثي، قال: وزعم الكلبي أن المهلب من نسله، فقال أبو عبيدة: وهذا كذب صراح.
وفي «المراسيل»: ثنا عمر بن شبة قال: سمعت شيخا من آل المهلب قال: قيل لشعبة: للمهلب بن أبي صفرة صحبة؟ قال: لو كانت للمهلب صحبة زاد في ذراعي. قال عمر بن شبة: كان شعبة مولى عتيك مولى المهلب.
وفي قول المزي: لم يقل المهلب شعرا قط إلا هذين البيتين:
أنا إذا أنشأت يوما لنا نعم ... قالت لنا أنفس أزدية: عودوا
لا يوجد الجود إلا عند ذي كرم ... والمال عند لئام الناس موجود
نظر؛ لما ذكره أحمد بن الحسين السلامي في كتاب «ولاة خراسان» تأليفه: ولما أصيبت عين المهلب بما وراء النهر مع سعيد بن عثمان بن عفان قال:
لئن ذهبت عيني لقد بقيت نفسي ... وفيها بحمد الله عن تلك ما ينسي(11/389)
إذا جاء أمر الله أعيا حويلنا ... ولا بد أن تعمى العيون كذا الرسي
وكانت ولايته على خراسان ثلاث سنين، وفيه يقول زياد بن توسعة:
ألا ذهب الغزو المقرب للعناء ... ومات الندى والجود بعد المهلب
أقاما بمرو الروذ رهني ضريحه ... وقد قبضا عن كل شرق ومغرب
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة عن ابن عون: كان المهلب يمر بنا ونحن غلمان في الكتاب، وهو رجل جميل. وقال ابن قتيبة: كان أشجع الناس، وحمى البصرة من الشراة بعد أن جلا عنها من أهلها من كانت به قوة، فهي تسمى بصرة المهلب، ولم يكن يعاب إلا بالكذب، وولي خراسان خمس سنين، ويقال أنه وقع إلى الأرض من صلبه ثلاثمائة ولد.
وفي «تاريخ الطبري»: مات بالشومة، ويقال: بالشوكة.
وقال ابن عبد البر: له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، وهو ثقة، ليس به بأس، فأما من عابه بالكذب فلا وجه له؛ لأن صاحب الحرب يحتاج إلى المعاريض والحيل، فمن لم يعرفها عدها كذبا.
ولما وفد على عبد الله بن الزبير خلا به، فقال له عبد الله بن صفوان: من هذا الذي خلا بك يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيد أهل العراق. قال: ينبغي أن يكون المهلب، قال: هو هو.
وفي كتاب أبي الفرج: كانت الخوارج تسميه الساحر، لأنهم كانوا إذا دبروا أمرا يجدونه قد سبقهم إليه.(11/390)
من اسمه مؤثر ومورق وموسى
4771 - (ق) مؤثر بن غفارة الشيباني، ويقال: العبدي، أبو المثنى الكوفي.
قال الحاكم أبو عبد الله لما خرج حديثه مصححا له: ليس بمجهول، قد روى عن ابن مسعود والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من التابعين.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة.
وقال العجلي: من أصحاب عبد الله، ثقة.
4772 - (ع) مورق بن المشمرج، ويقال: ابن عبد الله، أبو المعتمر البصري، ويقال: الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال ابن سعد: قالوا: توفي في ولاية عمر بن هبيرة على العراق. كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ وذلك أن ابن حبان ذكر وفاته محررة، بخلاف ما قاله ابن سعد، وكأن المزي لم ينقل من أصل؛ إذ لو كان من أصل لوجده قد قال: كان من العباد الخشن، مات في ولاية ابن هبيرة في سنة خمس ومائة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة قال: حبسه الحجاج [ق156/ب] بن يوسف، فدعا مطرف وأمن الجماعة، فلما كان العشي خرج الحجاج فجلس، وأذن للناس فدخلوا عليه، فقال لحرسي: اذهب بذاك الشيخ(12/5)
إلى السجن، وادفع إليه ابنه.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل البصرة قال: مات سنة ثمان ومائة، ويقال: زمن ابن هبيرة.
وفي سنة ثمان ذكر وفاته ابن قانع.
وفي كتاب المنتجالي، وتاريخ العجلي: مؤرق بصري، تابعي، ثقة.
وقال الهيثم في الطبقة الثالثة: توفي زمن ابن هبيرة سنة ثلاث ومائة، وكذا ذكره عنه القراب وغيره.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: ويقال: مؤرق بن فلان بن مشمرخ. انتهى، فينظر من نسبه من القدماء كوفيا غير صاحب الكمال.
4773 - (د س) موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ربيعة المخزومي. وقيل: موسى بن محمد بن إبراهيم.
كذا نسبه المزي، وزعم أن ابن حبان ذكره في كتاب الثقات، والذي رأيت فيه موسى بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة، وقال في صحيحه: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، ثنا ابن أبي عمر العدني، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن إبراهيم بن [عبد الله] بن أبي ربيعة، عن سلمة بن الأكوع: " قلت: يا رسول الله، إني أصيد، أفأصلي في القميص ... " الحديث،(12/6)
وكذا ذكره أبو حاتم، والبخاري، وغيرهم.
ولما ذكر البخاري هذا الحديث قال: في إسناد هذا الحديث نظر.
وقال ابن خزيمة في صحيحه: ثنا نصر بن علي، عن عبد العزيز، عن موسى بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة قال: سمعت سلمة – فذكره.
4774 - (ت سي ق) موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الأنصاري الحرامي المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات. كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب الثقات حالة التصنيف؛ إذ لو كان كذلك لوجده قد ذكر شيئا لا يجوز تركه، وهو: كان ممن يخطئ، ثم خرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وأما أبو علي الطوسي فحسنه، وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.(12/7)
4775 - (ع) موسى بن إسماعيل المنقري مولاهم، أبو سلمة التبوذكي البصري.
قال المزي فيه – يعني الكمال –: روى عنه الفضل بن العباس الأسفاطي، وهو خطأ، إنما هو العباس بن الفضل. انتهى. الذي رأيت في كتاب الكمال النسخ القديم: العباس بن الفضل على الصواب، فينظر.
وزعم الحافظ السلفي أن التبوذكي - بالذال المعجمة - هو الذي يبيع بالبصرة السماد - يعني السرخن -، وقال ابن ناصر السلامي الحافظ: هو الذي يبيع ما في بطون الدجاج، كالقلب والكبد وشبهه.
وقال أبو محمد الرشاطي: التبوذكي نسبة إلى بلد وموضع.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين - نظر، والذي في تاريخه سنة ثلاث وعشرين أو نحوها [ق157/أ].
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه عن أبي خليفة الفضل بن حباب عنه، والحاكم أبو عبد الله عن أبي سعيد الأحمسي، عن الحسين بن حميد بن الربيع، عنه. وقال أبو جعفر محمد بن محمد: سمعت أبا سلمة يقول: كتبت عن نحو ألف شيخ.
وفي كتاب ابن عساكر: وقال: توفي سنة ست وعشرين ومائتين.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه البخاري مائتي حديث وأحد عشر حديثا.
وقال أبو علي الغساني: كان ثقة.(12/8)
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الحادية عشرة من أهل البصرة.
وقال العجلي: بصري ثقة.
4776 - (خ م د س ق) موسى بن أعين الجزري الحراني، أبو سعيد، مولى بني عامر بن لؤي، وهو والد محمد، وعم الحسن بن محمد بن أعين.
ذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الرابعة من أهل حران، وقال: حدثني أحمد بن بكار، ثنا أبي، قال: قلبت الدواوين بالباب والأبواب قاضينا أعين مولى مرسان رجل من بني عامر بن لؤي، قال أبي: فقلت ذاك لمحمد بن موسى، فما أنكره. ثنا أحمد بن بكار أن محمد بن مروان أخرج المحرقة كان منهم يعني أعين، فيقولون: نحن نرجع بالولاء إلى محمد بن مروان.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال النفيلي، وابن يونس: مات سنة سبع وسبعين ومائة، وقال غيرهما: مات سنة خمس وسبعين - نظر، من حيث إن ابن حبان ذكر وفاته في كتاب الثقات الذي زعم المزي أنه ذكره فيهم، وكأنه قلد في نقله؛ إذا لو نقل من أصل لما احتاج المزي أن يقول: وقال غيرهما: مات سنة خمس، ولكان ذكر وفاته في سنة سبع أيضا من عنده كما ذكرها من عند النفيلي وابن يونس، قال ابن حبان: مات سنة سبع وسبعين، وقيل: سنة خمس وسبعين ومائة.
وقال الأوزاعي: إني لأعرف رجلا من الأبدال. فقيل: من هو؟ قال: موسى بن أعين الجزري.
وقال أبو داود: حدثني مصعب بن سعيد أبو خيثمة قال: مات موسى بن أعين بعد زهير بسنتين، قال أبو داود: ومات زهير سنة ثلاث وسبعين ومائة.(12/9)
وقال ابن سعد: مولى بني أمية، توفي بحران سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون، وكان صدوقا.
وقال نصر بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن أعين ثقة [ق157/ب] صالح.
وقال البرقي: موسى بن أعين ممن احتملت روايته.
وفي تاريخ المنتجالي: عن ابن وضاح: سمعت أبا خيثمة يقول: سمعت موسى بن أعين يقول: المسجد اليوم غابة السباع، ما قنت فيه في رمضان منذ أربعين سنة، وقال ابن وضاح: مات سنة سبع وسبعين، وقيل: سنة إحدى وثمانين ومائة.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ثقة.
4777 - (ع) موسى بن أنس بن مالك الأنصاري، قاضي البصرة.
قال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.
وقول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» - وقال غيره: مات بعد أخيه النضر بن أنس بن مالك - يدلك أنه ما ينقل من أصل؛ إذ لو كان كذلك لوجد في كتاب الثقات من غير فصل: موسى بن أنس بن مالك، قاضي البصرة، أخو عمر وأبي بكر والنضر بن أنس، مات بعد أخيه النضر بن أنس بن مالك، على ذلك تواردت نسخ كتابه – والله تعالى أعلم -.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل البصرة.
وفي «أخبار البصرة» لابن أبي خيثمة: لما قدم الحجاج رد، فحمل القضاء(12/10)
هشاما، قال ابن علية: ثم كان بعد هشام بن هبيرة - النضر بن أنس، وكان بعده أخوه موسى، ذكروا فيه صلاحا، ولم يكن له ذلك العلم.
وقال سليمان بن أبي شيخ: ثم تولى بعد هشام موسى بن أنس، ولما ولي يزيد بن المهلب العراق لسليمان بن عبد الملك؛ ولى القضاء موسى بن أنس، فلما ولي عدي بن أرطاة من قبل عمر بن عبد العزيز؛ ولى إياس بن معاوية.
وزعم ابن شبة في كتاب «أخبار البصرة» أن القاضي في عمل الحجاج على البصرة هشام بن هبيرة إلا يسيرا من الزمان، فإنه عزل هشاما وولى ابن أذينة، فكانا القاضيين في سلطانه إلا أيام ابن الأشعث، فإن الحسن ولي القضاء تلك الأيام.
4778 - (د عس ق) موسى بن أيوب بن عامر الغافقي، ثم المناري المصري، ابن أخي إياس بن عامر.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، والدارمي.
وقال الساجي، ويحيى بن معين – فيما ذكره العقيلي -: منكر الحديث.
[ابن حزم كتاب منه].(12/11)
4779 - (د) موسى بن باذان، حجازي، أراه جد عثمان بن الأسود بن موسى بن باذان.
أخطأ البخاري فذكره في مسلم، وقال الرازيان: إنما هو موسى بن باذان، كذا ذكره [ق158/أ] المزي عنهما. ولو كان ممن ينظر في كتاب البخاري لعلم براءته، ولوجده قد قال في سائر أصول تاريخه التي رأيت: مسلم بن باذان، قال أبو عاصم: عن جعفر بن يحيى بن ثوبان، حدثني عمي عمارة بن ثوبان، عن مسلم بن باذان، سمع يعلى، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: " احتكار الطعام بمكة إلحاد ". هكذا وقع عندي، وقال [العقدي]: موسى بن باذان انتهى. فهذا - كما ترى - البخاري تبرأ من عهدته بقوله: هكذا وقع عندي، وذكر أن اسمه مختلف فيه: فقائل سماه مسلما، وآخر سماه موسى، فكيف يخطأ في شيء بين الخلاف فيه ومن قائله، والرزايان يعذران في هذا، وأما المتأخر فلا عذر له – والله تعالى أعلم، ويحمل قول الرزايان على بيان الصواب من القولين.
4780 - (بخ) موسى بن بحر المروزي، عراقي، سكن مرو، يكنى أبا عمران.
قال البخاري في تاريخه: سكن مرو، مات بها سنة ثلاثين ومائتين.
4781 - (د ق) موسى بن جبير الأنصاري، مولاهم المدني الحذاء.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»: كذا ذكره، وترك منه ما لا ينبغي تركه، وهو كان يخطئ ويخالف، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وقال ابن يونس: كتب عنه بمصر.(12/12)
4782 - (ت ق) موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين، أبو الحسن المدني الكاظم.
ذكر أبو الحجاج المزي روايته عن عبد الله بن دينار الرواية المشعرة عنده بالاتصال، مع ذكره مولد موسى سنة ثمان وعشرين ومائة، وعبد الله بن دينار توفي سنة سبع وعشرين ومائة، فأنى يلتئم هذا! – والله تعالى أعلم -.
وذكر الزبير بن بكار لموسى بن جعفر أربعين ولدا.
4783 - (م د س) موسى بن ثروان، ويقال: سروان، ويقال: فروان العجلي البصري المعلم.
في كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: وقيل له: موسى بن ثروان؟ فقال: ويقال: ابن سروان، عن طلحة بن عبيد الله، عن عائشة؟ فقال: إسناد مجهول، حمله الناس.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال بعضهم: وهو أبو الحسين ثروان وأخطأ في ذلك، ويقال: موسى النجدي، كذا ذكره حرب في «سؤالاته». [ق158/ب].
4784 - (خت د س) موسى بن خلف، أبو خلف العمي البصري، والد خلف.
في كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: بصري، ليس بالقوي، يعتبر به، حدث عنه عفان.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».(12/13)
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وقال العجلي: ثقة.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
4785 - (م د س) موسى بن داود الضبي، أبو عبد الله الطرسوسي الخلقاني، كوفي الأصل.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن سعد: مات سنة سبع عشرة ومائتين، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: ابن حبان قال في كتاب الثقات الذي ذكر المزي توثيقه منه: أصله من المصيصة.
الثاني: ابن حبان نفسه نص على وفاته سنة سبع عشرة، فكان ينبغي له إن كان رآه أن يذكره كما ذكر ابن سعد؛ لأن المزي لم يذكر ابن سعد إلا مرجحا لما ذكره المطين. والله أعلم.
وفي تاريخ القراب: توفي آخر سنة سبع عشرة.
ولما خرج الحاكم حديثه مصححا له قال: أحد الثقات.
4786 - (سي) موسى بن [دهقان] البصري، مدني الأصل.
ذكره البرقي في باب من كان الغالب عليه الضعف في حديثه، وقد ترك بعض أهل العلم بالحديث الرواية عنه.
وقال المروزي عن أبي عبد الله: هو لين الأمر.(12/14)
وذكره البخاري، وابن شاهين، والساجي، وأبو جعفر العقيلي، وأبو القاسم البلخي، والدولابي، وأبو العرب، وابن الجارود في جملة الضعفاء، زاد العقيلي: قال يحيى: ضعيف الحديث.
4787 - (ع) موسى بن سالم، أبو جهضم، مولى آل العباس بن عبد المطلب.
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والحاكم، والدارمي، والطوسي، وروى عنه قرة في «الكنى» للنسائي، والليث بن سعد في «الاستغناء» لأبي عمر: زاد: ولم يختلفوا في أنه ثقة، وفي موضع آخر: بصري، ثقة عندهم.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل البصرة.
4788 - (د س) موسى بن السائب، أبو سعدة البصري، ويقال: الواسطي.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: موسى بن المسيب الثقفي، ويقال: موسى بن السائب. كذا ذكره المزي؛ مفهما أن ابن أبي حاتم تفرد بهذا القول، وما علم أن البخاري قال في تاريخه: موسى بن المسيب أبو جعفر الثقفي، يعد في الكوفيين عن سالم بن أبي الجعد، روى عنه محمد بن فضيل [ق159/أ] بن غزوان، وقال مروان عن موسى بن السائب: سمع شهرا وهو موسى بن المسيب.(12/15)
وموسى بن المسيب ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وخرج حديثه في «صحيحه».
ولما ذكره الصريفيني في ابن المسيب، قال: قال أحمد بن حنبل: لا أعلم إلا خيرا، وقال ابن معين: صالح، روى عن إبراهيم التيمي.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وسيعيد المزي ذكره في موسى ابن المسيب – والله تعالى أعلم.
وفي قول المزي: بصري، ويقال: الواسطي؛ نظر، من حيث إن أسلم بن سهل - مؤرخ واسط - نص على أنه من أهل واسط، وقال: حدث عنه أبو العلاء القصاب، واسمه: أيوب بن أبي مسكين.
4789 - (ت سي ق) موسى بن سرجس، حجازي.
كذا ذكره المزي، ورأيت بخط عمر بن سرجا الحلبي في «الشمائل»: الرواية سرجس، والصواب سرجي.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
4790 - (م د ق) موسى بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني.
ذكر البخاري في «تاريخه الكبير»: موسى بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري، عن زيد بن ثابت، وأبيه سعد، روى عنه عمرو بن الحارث – يعني المصري -، ومحمد بن معن.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة الإسفرائيني.
وفي كتاب الصيريفيني: أمه أم ولد.(12/16)
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب الثقات، فلئن كان رآه في الأصل فكان ينبغي أن يذكر في أشياخه جده زيد بن ثابت كما ذكره البخاري، ولولا ذلك لما ساغ لابن حبان ذكره إياه في «ثقات التابعين».
وذكر المزي محمد بن معن الغفاري، يروي عن موسى بن سعد المدني مولى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، والبخاري قد أسلفنا أنه ذكره في الآخذين عن ابن زيد، فينظر.
4791 - موسى بن سلم بن رومان.
روى عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا: " من أعطى في صداق امرأة ملء كفيه سويقا أو تمرا ". روى عنه يزيد في كتاب أبي داود.
وقال ابن القطان: موسى هذا لا يعرف، ولم أجد له ذكرا، وقال أبو محمد الإشبيلي: لا يعول عليه. لم يذكره المزي.
4792 - (م د س) موسى بن سلمة بن المحبق الهذلي البصري، أخو سنان.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، كذا ذكره المزي، وكأنه نقله من غير أصل؛ إذ [ق159/ب] لو كان كذلك لوجد فيه روايته عن أبيه سلمة الذي أغفله المزي في هذه الترجمة الضيقة.(12/17)
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة والحاكم وابن حبان، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
4793 - (س) موسى بن سعيد بن النعمان بن بسام الثغري، أبو بكر الطرسوسي، المعروف بالدنداني.
قال السمعاني: اختلف في اسمه، فقيل: موسى بن سعيد بن النعمان بن حبان أبو بكر، وقيل: محمد بن سعيد بن بسام، وفي محمد بن سعيد بن النعمان ذكره.
4794 - (س) موسى بن سلمة بن أبي مريم البصري، مولى بني جمح، خال سعيد بن الحكم.
ذكر أبو سعيد بن يونس أنه سأل عبد الله بن يزيد بن هرمز أن يحدثه، فقال: ليس ذاك عندي، ولكن إذا أردت الحديث فعليك بمحمد بن عمرو، وأنه أتى سفيان بن سعيد الثوري فسأله عن الحديث، فقال: من أين أنت؟ فقلت: من مصر. فقال: ما لأهل مصر والحديث؟!.
وفي «الموالي» للكندي: موسى بن سلمة بن أبي مريم، مولى أبي فطيمة، مولى بني جمح، كان من أكتب الناس لعلم في زمانه، توفي قبل أن يبلغ الخمسين، سنة ثلاث وستين.
4795 - (س) موسى بن سلمان بن إسماعيل بن القاسم المنبجي.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: مستقيم الحديث إذا روى عن بقية، كذا ذكره المزي، ومن خط المهندس وضبطه وتصحيحه وقراءته، والصواب،(12/18)
والذي في الثقات: إذا روى عن غير بقية.
4796 - (مد) موسى بن سليمان بن موسى القرشي الأموي، أبو عمرو الدمشقي.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في صحيحه.
4797 - (د س) موسى بن سهل بن قادم، ويقال: ابن موسى، أبو عمران الرملي، وأخو علي بن سهل.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك ابن خزيمة.
وقال مسلمة بن قاسم في «الصلة»: أبنا عنه علان، توفي بالرملة سنة إحدى وستين ومائتين.
وفي قول المزي: ويقال: أبو موسى - نظر، لا أعلم معناه. والله تعالى أعلم.
وفي هذه الطبقة شيخ، اسمه: -
4798 - موسى بن سهل بن كثير بن سيار الحرقي، أبو عمران الوشاء البغدادي.
روى عن ابن علية وغيره، وتوفي سنة ثمان وسبعين ومائتين.
4799 - وموسى بن سهل الجوني، أبو عمران.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة، ذكرناهما للتمييز [ق160/أ].(12/19)
4800 - (مد) موسى بن شيبة، ويقال: ابن أبي شيبة.
قال البخاري في تاريخه الكبير: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم – مرسلا.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وذكره الساجي والعقيلي في جملة الضعفاء.
4801 - (س) موسى بن طارق اليماني، أبو قرة الزبيدي.
في كتاب «السنن» تأليفه: هو السكسكي، روى عن: أبي عبد الله مالك بن أنس، وعبد المجيد بن أبي راود، والمثنى بن الصباح، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وسفيان بن عيينة، وأبي حنيفة الإمام النعمان بن ثابت، وحنظلة بن أبي سفيان، وموسى بن عبيدة الربذي، وعثمان بن الأسود، ومعمر بن راشد، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، وهشام بن حسان، وإسماعيل بن عبد الله، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، ومحمد بن علي بن []، وإبراهيم بن عبد الله، وأبي الحكم تلميذ ابن المبارك، واسمه []، وسماك ابن يزيد الجيشاني، وعبد الحميد، وعلي بن صالح، والأزهر بن صالح، وشهاب.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وقال حمزة الأصبهاني: سألت الدارقطني فقلت: أبو فروة لا يقول: أبنا أبدا، يقول: ذكر فلان. أيش العلة فيه؟ فقال: هو سماع كله، وكانت أصابت كتبه آفة، فتورع فيه، وكان يقول: ذكر فلان.(12/20)
وقال الحاكم – فيما ذكره مسعود: ثقة مأمون.
ومن خط الرضى الشاطبي: كان قاضي بزبيد.
وقال الخليلي: ثقة قديم.
4802 - (ع) موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، أبو محمد، ويقال: أبو عيسى، مدني، نزل الكوفة.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: مات بالكوفة سنة أربع ومائة.
ولما ذكره [قال] خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من أهل المدينة: جزم بموته في سنة ثلاث ومائة بالكوفة، ولما ذكر وفاته في تاريخه الذي على السنين عن عمار بن موهب ذكرها آخر سنة ثلاث أو أول سنة أربع، ثم قال: قال أبو نعيم: مات سنة أربع.
وذكر المزي - مقلدا لابن عساكر فيما أرى – حديث الذين هربوا من المختار، عن خالد بن سمير، ولم يذكره في الرواة عنه، ولا ينبغي ذلك، وأن موسى قال: الهرج، فقيل: وما الهرج؟ قال: الذي كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يحدثونا: القتل حتى تقوم الساعة. كذا قال حتى تقوم، والصواب: بين يدي الساعة، كذا ذكره عنه ابن سعد وغيره [ق160/ب]، ولم يذكر منه ما يكمل به فائدة، وهو: لا يستقر الناس على إمام حتى تقوم الساعة عليهم [وهم كذلك]، وأيم الله(12/21)
لئن كان كذلك لوددت أني على رأس جبل لا أسمع لكم صوتا، ولا أرى لكم داعيا، حتى يأتيني داعي ربي، قال: ثم سكت، ثم قال: يرحم الله أبا عبد الرحمن ابن عمر، والله إني لأحسبه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – الذي عهد إليه، لم يفتن بعده ولم يتغير، والله ما استفزته قريش في فتنتها الأولى، [قال الراوي]: فقلت في نفسي: إن هذا ليزري على أبيه.
وذكر هذا البخاري في «الأوسط»، في فصل: ما بين الستين إلى السبعين.
وفي قوله عن ابن سعد: صلى عليه عبد الله بن الصقر المزني؛ نظر، إنما هو الصقر بن عبد الله. على ذلك تواترت نسخ الطبقات.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وابن أبي عاصم: مات سنة ست ومائة، وكذا ذكره القراب عن ابن عرفة، زاد شيئا غريبا: وكان عاملا على الكوفة.
وفي قول المزي: ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة - نظر؛ لأنه إنما ذكره في الطبقة الأولى، ومن يكون أيضا من عنده طلحة وأبو ذر وعثمان لا يحسن ذكره في الطبقة الثانية عند ابن سعد، وأما مسلم فذكره في الأولى.
وقال يعقوب بن شيبة في مسنده: لموسى بن طلحة سبعة عشر حديثا، قال: وأراد موسى بن المغيرة أن يأخذ من أرض موسى بن طلحة الخضر، فقال له ابن طلحة: ليس في الخضر شيء، ورواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: فكتبوا بذلك إلى الحجاج بن يوسف، فقال الحجاج: إن موسى بن طلحة أعلم من موسى بن المغيرة.(12/22)
4803 - (د) موسى بن عامر بن عمارة، أبو عامر بن أبي الهيذام المري الخريمي.
قال مسلمة في كتاب «الصلة»: موسى بن عامر أبو عامر المري، من أهل الشام، روى عنه أبو داود، وتوفي سنة ثمانين ومائتين، وكذا ذكر وفاته الحافظ أبو علي الغساني، وغيره.
وخرج أبو حاتم ابن حبان حديثه في صحيحه.
وقال صاحب الزهرة: مروزي، ويقال: مري.
4804 - (ع) موسى بن أبي عائشة الهمداني، أبو الحسن الكوفي، مولى آل جعدة بن هبيرة [ق161/أ]، المخزومي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وأغفل منه إن كان نقله من أصل، يكنى: أبا بكر، قال: ورأى عمرو بن حريث وغيره من الصحابة.
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة، ثنا الحميدي، ثنا سفيان قال: أتيت موسى، وكنت إذا رأيته كما قال الزهري: لو رأيت طاوس لعلمت أنه لا يكذب، وذكره سفيان، فأحسن الثناء عليه، وكان من المتهجدين. قال عمرو بن قيس - وكان جاره -: ما رفعت رأسي قط إلا رأيت موسى بن أبي عائشة قائما يصلي.
وفي تاريخ المنتجيلي: قال سفيان بن سعيد: أتيت موسى بن أبي عائشة بين الظهر والعصر، فخرج إلي وقال: تأتيني هذه الساعة، وقال سفيان: وكان من المصلين، قال سفيان: وكان حين أتيته شيخا كبيرا ابن ثمانين سنة.
وفي قول المزي: روى عن عمرو بن حريث، يقال: مرسل - نظر؛ لقول البخاري(12/23)
في تاريخه الكبير: رأى عمرو بن حريث، ولقول ابن حبان الذي أسلفناه.
وفي كتاب الكلاباذي - الذي هو بيد صغار الطلبة -: يكنى: أبا بكر.
وذكره ابن سعد، وعمران بن محمد بن عمران الهمداني في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة، وخليفة بن خياط في الطبقة الرابعة.
وقال الباجي: اضطرب في حديثه المرض اضطرابا شديدا.
4805 - (م ت س ق) موسى بن عبد الله، ويقال: ابن عبد الرحمن الجهني، أبو سلمة، ويقال: أبو عبد الله الكوفي.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، ولو حلف حالف أنه ما ينقل من أصل لكان غير آثم. أيجوز لمن يقول ذكره ابن حبان في الثقات، ويترك منه وفاته التي لم يذكرها في كتابه البتة؟! هذا ما لا يسوغ في عقل أحد، قال ابن حبان في كتاب الثقات: مات سنة أربع وأربعين ومائة، وقال يعلى بن عبيد: كان بالكوفة أربعة من رؤساء الناس ونبلائهم لم يجاوز علمهم مائتي حديثه، فذكر منهم: موسى الجهني.(12/24)
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة قال: كان ثقة، قليل الحديث.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة: مات سنة أربع وأربعين ومائة.
وتبعه على ذلك ابن قانع، وغيره.
وفي كتاب العقيلي: تكلم فيه يحيى بن سعيد القطان، قيل لأحمد بن حنبل: إن يحيى بن سعيد قد طعن فيه، فقال: كيف وهو يروي عنه، ويُقدمه على طارق بن عبد الرحمن؟
وفي تاريخ المنتجالي: عن مسعر قال: ما رأيت موسى الجهني إلا وهو في اليوم الحالي خير منه في اليوم الماضي، وقال سفيان: دخلنا على موسى الجهني نعوده، فرأيت مصلاه مثل مبرك البعير، وكان [ق161/ب] رجلا صالحا خيارا، وقال جعفر بن عون: كان موسى الجهني من العُباد؛ إنما كان له خُص من قصب، فإن مات إنسان شهد جنازته، وإن مرض إنسان عاده، وإلا قام يصلي. وأثنى عليه خيرا.
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة، وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة الطوسي.(12/25)
4806 - (م د تم ق) موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطيمي الكوفي.
روى عنه أبو صخرة جامع بن شداد في المصنف لابن أبي شيبة، قال: رأيت سليمان بن صرد تكلم في أذانه.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
4807 - (د س) موسى بن عبد الرحمن بن زياد الحلبي الأنطاكي، أبو سعيد القلاء.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، كذا ذكره المزي، وأغفل من كتاب الثقات - إن كان رآه - ما لا ينبغي تركه وهو: من أهل أنطاكية، يغرب.
وقال مسلمة - في نسخة من كتاب الصلة -: ثقة.
وفي كتاب الجياني: روى عنه أبو حاتم بأنطاكية.
4808 - (ت س ق) موسى بن عبد الرحمن بن سعيد بن مسروق بن معدان بن المرزبان الكندي المسروقي، أبو عيسى الكوفي.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، والحاكم، وأبو علي الطوسي.
وروى عنه في كتاب ابن حبان: محمد بن المسيب بن إسحاق.
وقال مسلمة بن قاسم: مات بالكوفة سنة ثمان وخمسين ومائتين.
4809 - (ر د ق) موسى بن عبد العزيز اليماني العدني، أبو شعيب القنباري، - والقنبار: شيء يخرز به السفن -.
كذا ذكره المزي، والذي ذكره الرشاطي وغيره: أنه ليف أنمار حبل، وهو جوز(12/26)
الهند، يداس، ويعمل حبالا ينفعه البحر الملح، ويضره الماء العذب.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صلاة التسابيح في «صحيحه»، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب الثقات، ولم يذكر له وفاة البتة، وهي ثابتة في كتاب الثقات: سنة خمس وسبعين ومائة.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات، وقال: قال عبد الله بن أبي داود: أصح حديث في التسبيح حديث العباس – يعني الذي رواه موسى بن عبد العزيز -.
4810 - (ت ق) موسى بن عبيدة بن نشيط بن عمرو بن الحارث الربذي، أبو عبد العزيز [ق162/أ] المدني، أخو عبد الله، ومحمد، ينسبون إلى اليمن، والناس ينسبونهم إلى الولاء.
قال أبو بكر البزار: موسى بن عبيدة، رجل متعبد حسن العبادة، ليس بالحافظ، وأحسب إنما قصر به عن حفظ الحديث فضل العبادة.
وفي «معرفة الصحابة» لابن حبان: ضعيف.
وفي كتاب ابن شاهين، عن أحمد بن حنبل: لا بأس به.
وذكر المزي عن أحمد أنه قال: لم أخرج عن موسى شيئا، ولم يتبعه - هو غير جيد؛ لأنا رأينا في تفسير أبي عبد الله أحمد بن حنبل ثابتا: ثنا روح بن عبادة، ثنا موسى بن عبيدة الربذي، أخبرني مولى ابن سباع، سمعت ابن عمر، يحدث عن أبي بكر رضي الله عنهم قال: " كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم – فأنزلت عليه(12/27)
هذه الآية: " من يعمل سوءا يجز به ".
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال العجلي: ثقة، وفي موضع آخر: جائز الحديث.
وفي كتاب ابن الجارود عن محمد بن يحيى: لا يحتج بحديثه.
وفي كتاب العقيلي: عن ابن المديني: ضعيف، يحدث بأحاديث مناكير.
وقال الساجي: منكر الحديث، وقال وكيع بن الجرح: ثنا موسى بن عبيدة، وكان ثقة.
قال الساجي: كان يحيى القطان لا يحدث عنه، وكان الثوري يقول: ثنا أبو عبد العزيز الربذي، وكان رجلا صالحا، قال: وحدثت عن محمد بن عمر قال: ثنا موسى بن عبيدة، وهو رجل من العرب من ذي يمن.
قال أبو يحيى: حدث عن عبد الله بن دينار أحاديث لم يتابع عليها، وقد روى عن أبيه عن ابن عمر مناكير، وبلغني عن ابن معين أنه قال: محمد بن إسحاق أحب إلي من موسى بن عبيدة، وقيل ليحيى: إن موسى يحدث عن الزهري أحاديث قال: إنها مناولة، قيل: إنه يحدث عن أبي حازم عن أبي هريرة بحديث صالح قال: لم يسمع من أبي حازم شيئا، هي من كتاب صار إليه، ومات موسى سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وذكره البرقي في: باب من كان الضعف غالبا عليه في حديثه، وقد ترك بعض أهل العلم بالحديث الرواية عنه.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة، وخليفة بن خياط في الطبقة السابعة.(12/28)
وفي قول المزي: قال الهيثم بن عدي: موسى بن عبيدة [ق162/ب] مولى عمر بن الخطاب، وكان يقال له: حميري، توفي سنة ثنتين وخمسين ومائة - نظر، والذي في كتاب الهيثم: وكان يقال: إنه حميري، والمعنى عليه.
وقال ابن قانع: فيه ضعف.
4811 - (خت د س ق) موسى بن أبي عثمان التبان المدني، وقيل: الكوفي، واسم أبيه عمران، وقيل: سعد، وقيل: إنهما اثنان.
لما خرج إمام الأئمة حديثه في صحيحه قال: لم يسمع من أبي هريرة، وأبوه أبو عثمان التبان روى عن أبي هريرة أخبارا سمعها منه، وخرج حديثه أيضا ابن حبان في صحيحه، وقال: موسى بن أبي عثمان، واسم أبيه: عمران، روى عن أبي يحيى عن أبي هريرة مرفوعا: " المؤذن يغفر له مد صوته ". وكان موسى من سادات أهل الكوفة وعبادهم. والحاكم.
4812 - (ع) موسى بن عقبة بن أبي عياش القرشي الأسدي، مولاهم أبو محمد [المطرقي] المدني. أخو إبراهيم ومحمد.
ذكره ابن حبان، وابن شاهين في كتاب «الثقات» زاد ابن حبان: مات سنة إحدى وأربعين، وقد قيل: سنة خمس وثلاثين ومائة.
وقال إبراهيم بن طهمان: ثنا موسى بن عقبة وهو من الثقات.(12/29)
وفي كتاب ابن أبي خيثمة قال موسى لم يسمع أحدا يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم – إلا أم خالد، وأم موسى بن عقبة بنت أبي حبيبة، وأبو حبيبة مولى الزبير ابن العوام وصاحبه ورسوله إلى عثمان – وهو محصور فيما ذكره مصعب - قال: وثنا الوليد بن شجاع، ثنا مخلد بن حسين قال: سمعت موسى بن عقبة وقيل له: رأيت أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: حججت وابن عمر بمكة عام حج نجدة الحروري، ورأيت سهل بن سعد يتخطى، حتى توكأ على المنبر فسار الإمام بشيء.
وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتا، قليل الحديث، توفي قبل سنة خمس وأربعين ومائة.
وذكره الهيثم بن عدي، ومسلم بن الحجاج في الطبقة الثالثة من أهل المدينة، وقال الواقدي: توفي قبل خروج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن، وخرج محمد في سنة خمس وأربعين ومائة.
وقال السمعاني: كان ثقة.
وقال أبو حاتم: هو أوثق الإخوة، وعن أحمد بن صالح: أحاديث موسى بن عقبة ما لم توجد في كتاب موسى: حدثني فلان، فهو من كلام موسى.
وذكره أبو عبد الرحمن النسائي في الطبقة الثالثة من أصحاب نافع.
وفي قول المزي: المطرقي [ق163/أ]، كذا قيده بعضهم – يعني: بكسر الميم -(12/30)
نظر؛ لأن ابن السمعاني وغيره ضبطوه نطقا، ولم يخالفهم أحد - فيما أعلم -، وقول المزي يقتضي خلافا في ضبطه، فينظر من الذي ضبطه بغير هذا ليستفاد، وفي كتاب الرشاطي: أحسبه موضعا باليمن. والله تعالى أعلم.
وفي «الاستيعاب» قال أبو عمر: وليس موسى بن عقبة في ابن شهاب حجة إذا خالفه غيره.
وقال مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة: وأبو حبيبة جد موسى بن عقبة.
4813 - (بخ م 4) موسى بن عُلي بن رباح اللخمي، أبو عبد الرحمن أمير مصر لأبي جعفر.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: كان مولده بالمغرب سنة تسع وثمانين، وقال ابن يونس: ولد بإفريقية سنة تسعين ومائة بالإسكندرية سنة ثلاث وستين ومائة، كذا قال خليفة وابن بكير وأبو عبيد وغير واحد في تاريخ وفاته، كذا ذكره المزي، وأغفل وفاته من عند ابن حبان فإنه ذكرها في سنة ثلاث وستين أيضا، زاد: من قال لأبي عُليا فليس مني في حل.
وفي قوله: قال ابن يونس: مات سنة ثلاث وستين بالإسكندرية، وكذا قاله يحيى بن بكير. نظر؛ لأن ابن يونس لم يذكر وفاته إلا نقلا عن ابن بكير، فقال: ثنا محمد بن أبي عدي، ثنا الربيع بن سليمان الجيزي، ثنا يحيى بن بكير قال: مات موسى بن عُلي سنة ثلاث وستين ومائة، قال ابن يونس: توفي بالإسكندرية، وكانت أمه ابنة ملك البربر، وقال عبد الله بن لهيعة: قدم علينا موسى بن عُلي سنة عشر ومائة وافدا إلى هشام بن عبد الملك، قال أبو سعيد:(12/31)
روى عنه جماعة يكثر ذكرهم، وكان يخضب بالسواد.
وفي قول المزي: وليها لأبي جعفر المنصور ست سنين وشهرين - نظر؛ لأن محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حُديج توفي نصف شوال سنة خمس وخمسين ومائة، وكان واليا على مصر، فاستخلف موسى بن علي، فأقره أبو جعفر على صلاتها وتوفي أبو جعفر يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين، وتولى المهدي فأقر موسى عليها إلى يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائة فولاها غيره، كذا ذكره أبو عمر الكندي في كتابه «أمراء مصر»، فتكون ولايته لأبي جعفر على هذا ثلاث سنين وخمسين يوما، فلو قال: ولي مصر ست سنين وشهرين، ولم يقيده بالمنصور - كان صوابا، قال أبو عمر: وفي ولايته خرج القبط [مكمين] في سنة ست وخمسين، وكان موسى يروح إلى المسجد [ق163/ب] ماشيا وأبو الصهباء صاحب شرطته بين يديه يحتمل حربته. حدثنا أسامة، ثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم، سمعت الفضل بن دكين يقول: أتينا موسى بن علي بمنى، فقلت له: بلغني أنك وليت لأبي جعفر، قال: نعم، ووالله ما رأيت أبا جعفر قط ولا فرقت أحدا فرقي منه، وإن لله علي أن لا ألي ولاية أبدا.
وفي قول المزي: ذكره غير واحد وفاته سنة ثلاث وستين ومائة، وقال ابن سعد: مات في خلافة المهدي - نظر؛ وذلك أن ابن سعد ليس له في هذه ناقة ولا جمل، إنما هو راو، قال في كتاب الطبقات: قال محمد بن عمر: مات موسى بن علي سنة ثلاث وستين ومائة في خلافة المهدي، فهذا كما ترى لم يذكر وفاته إلا رواية شيخه، قد ذكرها في سنة ثلاث وستين كما ذكرها غيره، فكان ينبغي للمزي إن كان رآه أن يقول: قال ابن سعد: عن الواقدي كالجماعة زاد: في خلافة المهدي، ومن المعلوم أن سنة ثلاث وستين في خلافة المهدي، فلو لم يذكرها الواقدي لكانت معلومة. والله تعالى أعلم.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل مصر.(12/32)
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال أحمد بن حنبل فيه: ثقة ثقة.
وقال الساجي: صدوق، وكان قاضيا بمصر، ومات بالإسكندرية سنة أربع وستين ومائة، وقال يحيى بن معين: روى عن ابن شهاب، ولم يكن في الحديث بالقوي، وليس هو يكذب. قال أبو يحيى: رأيت داره بمصر عليه [طابع من حديد مكتوب عليه: أخت القاضي موسى بن علي].
4814 - موسى بن عمير أبو هارون الكوفي الأعمى، مولى آل جعدة ابن هبيرة، سكن بغداد.
قال العجلي، والدولابي: ثقة، وقال العقيلي: منكر الحديث.
وقال يعقوب بن سفيان - فيما حكاه الخطيب في «المتفق والمفترق» -: ضعيف.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
4815 - (ت ق) موسى بن فلان بن أنس.
وقال البرقاني: موسى بن أنس.(12/33)
4816 - (م) موسى بن قريش بن نافع التميمي البخاري.
ذكر اللالكائي أنه توفي سنة ثنتين وخمسين ومائتين، زاد القراب عن الساجي: في جمادى.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه - يعني مسلم - أربعة أحاديث.
4817 - (د) موسى بن قيس الحضرمي، أبو محمد الكوفي الفراء، عصفور الجنة.
قال العقيلي: يحدث بأحاديث رديئة مناكير - وفي نسخة: بواطيل -، يروي عن قيس [ق164/أ] بن رمانة، روى عنه أبو بلال الأشعري.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال: قال ابن نمير: كان ثقة، روى عنه الناس.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة قال: توفي في خلافة أبي جعفر، وكان قليل الحديث.
4818 - (بخ س) موسى بن أبي كثير الصباح الأنصاري مولاهم، ويقال: الهمداني، أبو الصباح الكوفي، ويقال: الواسطي، عرف بالكبير.
قال أبو حاتم ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير، فبطل الاحتجاج به.(12/34)
وقال الساجي: قذف بالقدر والإرجاء.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وأبو محمد ابن الجارود، وأبو جعفر العقيلي: في «جملة الضعفاء».
وقال يحيى بن سعيد: لم يكن به بأس.
وقال يعقوب بن سفيان: مرجئ، وكان أحد من آل [وفد] عمر بن عبد العزيز مع ذر وغيره.
4819 - (ت ق) موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، أبو محمد المدني.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة وقال: أمه أم عيسى بنت عمران بن أبي يحيى، ومات سنة إحدى وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وهو ابن سبعين سنة، وكان كثير الحديث، وله أحاديث منكرة.
ولما ذكره ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين» قال: مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث.(12/35)
وفي كتاب العقيلي: قال البخاري: منكر الحديث، وفي كتاب أبي الفرج: عن البخاري: عنده مناكير.
وفي كتاب الساجي: عن يحيى بن معين: فيه ضعف، ومات موسى سنة إحدى وعشرين ومائة، وفي هذه السنة قال: مات محمد بن يحيى بن حبان، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وعاصم بن عبيد الله.
وذكره الدولابي، وأبو العرب، وابن السكن، وابن الجارود، وابن شاهين، والبلخي، ويعقوب بن سفيان في «جملة الضعفاء».
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك.
وذكره البخاري في فصل من مات من خمسين إلى الستين.
4820 - (د س ق) موسى بن مروان البغدادي، أبو عمران التمار، سكن الرقة.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال أبو علي الحراني: مات سنة وأربعين، وقال غيره: مات سنة أربعين ومائتين، كذا ذكره المزي وكأنه لم ير كتاب الثقات جملة؛ لأن قوله قال غيره يريد بذلك فيما يظهر صاحب الكمال؛ لأن صاحب الكمال عزى سنة ست لأبي علي، فحذف المزي الواسطة على(12/36)
عادته، ثم قال صاحب الكمال: ويقال: مات سنة أربعين، فغير المزي عنه على عادته بغيره وما يدري أن حبان لما ذكره [ق164/ب] في كتاب الثقات قال: توفي سنة أربعين ومائتين في صفر، وخرج حديثه في صحيحه، وعلى تقدير أن المزي لم ير كتاب الثقات أفما هو ينقل في بعض الأوقات إذا كانت الترجمة في كتاب الخطيب من كتاب ابن قانع فلم لم يذكرها هنا وهو قد نص على سنة أربعين، ولكن الخطيب لم يذكر عن ابن قانع في ترجمته شيئا، فبان بذلك عذر المزي، وفي سنة أربعين ذكره موسى بن هارون فيما ذكره القراب عنه في تاريخه ومعهما غير واحد من المتأخرين.
4821 - (خ د ت ق) موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال البخاري: مات سنة عشرين ومائتين، كذا ذكره المزي وهو على عادته في النقل، قال ابن حبان: توفي سنة عشرين ومائتين في جمادى الآخرة، وكذا ذكر وفاته ابن قانع لم يغادر حرفا، زاد: مولى بني نهد، فيه ضعف.
وقال ابن عساكر: مات ليلة الجمعة لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة عشرين، ويقال: سنة ست وعشرين ومائتين.
وفي سنة ست وعشرين ومائتين ذكر وفاته أبو عبد الله ابن منده.
وذكر المزي أن ابن حبان لما ذكره في «الثقات» قال: يخطئ، والذي رأيت في عدة من نسخ الثقات: ربما أخطأ. فينظر، فبين القولين فرقان.
وقال عبد الله الحاكم النيسابوري: موسى بن مسعود كثير الوهم، سيئ الحفظ، غمزه عمرو بن علي وغيره.(12/37)
ولما ذكره ابن ابن سعد في الطبقة السابعة قال: كثير الحديث ثقة إن شاء الله تعالى. وكان حسن الرواية عن عكرمة بن عمار، وزهير بن محمد، وسفيان الثوري، وتوفي بالبصرة سنة عشرين ومائتين في جمادى الآخرة.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه – يعني البخاري - أحد عشر حديثا، وقال ابن عدي: هو من متأخري أصحاب الثوري.
وقال الساجي: كان يصحف، وهو لين عندهم، وكان بندار لا يحدث عنه، وكان ابن المثنى يحدث عنه، وكان وكيلا لعمر بن عبد الوهاب الثقفي، فكان سماعه من عمر من الثوري، والنسخة كانت لعمر بن عبد الوهاب فيما أظن.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء»، وفي كتاب «الجرح والتعديل» [ق165/أ] عن الدارقطني: قد خرجه البخاري، وهو كثير الوهم، تكلموا فيه وهو صاحب الثوري.
4822 - (ت ق) موسى بن أبي موسى الأشعري الكوفي.
ذكره أبو نعيم الأصبهاني الحافظ في «جملة من ورد أصبهان من الصحابة» رضوان [الله] عليهم أجمعين. فقال: والمستشهد بأصبهان موسى بن أبي موسى، قُبِر بقرية قدجاورسان، قال مرداس بن نمير عن أبيه: كنت مع حرس عبد الله بن قيس حين قدم أصبهان، فكان على شرف الحصن علج، فرمى ابنه يعني موسى سهم، فغرز السهم في عجزه فاستشهد وهو ساجد، فجزع عليه أبوه جزعا شديدا حتى أغمي عليه، فأفاق وظفرنا بالعلج فقتلناه، ثم نزع عن ابنه الخف ودفنه بكلمه وثيابه، وسوى قبره ووكل به جماعة يحفظون قبره حتى(12/38)
يأتيهم أمره، قال أبو نعيم: وأمه أم كلثوم بنت الفضل بن عباس بن عبد المطلب، وكان قدم مع أبيه لما قدم أصبهان مددا لعبد الله بن عثمان.
4823 - (د تم ق) موسى بن مسلم الحزامي، ويقال: الشيباني، أبو عيسى الكوفي الطحان الصغير.
ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» وقال: قال ابن عمار: ما سمعت أحدا يقول عنه إلا خيرا.
4824 - (بخ س ق) موسى بن المسيب، أبو جعفر الثقفي الكوفي البزاز، ويقال: ابن السائب.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
ولما ذكر البخاري قول من قال: ابن السائب، قال: وهو ابن المسيب.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
4825 - (بخ د) موسى بن ميسرة أبو عروة الديلي، مولاهم المدني خال ثور بن زيد.
وقال ابن سعد لما ذكره في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: توفي في آخر سُلطان بني أمية، وكان ثقة، وله أحاديث.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم النيسابوري، وأبو محمد الدارمي.(12/39)
4826 - (خ م س) موسى بن نافع الأسدي، ويقال: الهذلي، أبو شهاب الحناط الأكبر، كوفي، ويقال: بصري.
وفي تاريخ البخاري الكبير: قال عثمان بن أبي شيبة: هو أسدي، وأثنى عليه خيرا.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
والعقيلي، وأبو العرب، والساجي في «جملة الضعفاء»، زاد الساجي: ضعيف.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة قال: مولى بني أسد، وكان ثقة. [ق165/ب] قليل الحديث.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال ابن عمار: هو ثقة.
وعاب المزي على صاحب الكمال قوله: مجمع على ثقته، وهو لعمري معيب إذا لم يعزه إلى إمام ليخرج من العهدة، وكان العيب يلزم ذلك القائل، وقد رأيت من قال ذلك غير صاحب الكمال وهو ابن عبد البر في «الاستغناء»، فإنه لما ذكره قال: أجمعوا على أنه ثقة ثبت.
ولما ذكر البخاري حديثه في الحج من جامعه قال: ليس له مسند سوى هذا.
4827 - (د س) موسى بن هارون بن بشير القيسي، أبو عمر، ويقال: أبو محمد الكوفي البردي، المعروف بالبني.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي وأغفل منه ما لا بد(12/40)
من ذكره وهو: ربما أخطأ.
وصحح الحاكم حديثه في المستدرك.
4828 - (بخ د ت سي ق) موسى بن وردان القرشي العامري، أبو عمر المصري القاضي، مولى ابن أبي السرح، مدني الأصل.
قال البزار: مدني صالح الحديث، وإنما روى عنه محمد بن أبي حميد أحاديث منكرة، وأما هو فلا بأس به، وذكره الفسوي في جملة الثقات.
وفي قول المزي: روى عن سعد بن أبي وقاص، يقال: مرسل؛ نظر، لما ذكره أبو سعيد ابن يونس: سمع من سعد بن أبي وقاص، ثنا محمد بن هارون بن حسان البرقي، ثنا وهب الله بن رزق، ثنا عبد الله بن حيوة، عن سعيد بن موسى بن وردان قال: أخبرني أبي قال: أتيت عند سعد بن أبي وقاص.
قال أبو سيعد: كان بقرى مصر، وكان عقبة بن مسلم التجيبي واليا على القصص، فاستخلف موسى بن وردان على القصص، وكان عمر بن عبد العزيز صديقا له. قال موسى: كنت أدخل على عمر، فكنت عنده بمنزلة أدخل إذا شئت وأخرج إذا شئت، زاد صاحب الكمال عن ابن يونس شيئا لم أره في كتابه ولم ينبه عليه المزي وهو: قلت: أكتب لي إلى حبان بن شريح في عشرين ألف دينار يدفعها إلي، فقال: من أين؟ قلت: كنت أتاجر، فقال: " التاجر فاجر، والفاجر في النار " ولم أدخل عليه [ق166/أ] بعدها، وأمر حاجبه ألا يدخلني عليه.
وفي قول المزي: ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة؛ نظر، والذي رأيت إنما ذكره في الطبقة الثالثة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».(12/41)
وقال ابن حبان: كثر خطؤه حتى كان يروي عن المشاهير المناكير.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
4829 - (خت م د س ق) موسى بن يسار المطلبي المدني، مولى قيس بن مخرمة عم محمد بن إسحاق.
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والحاكم، وأبو عوانة الإسفرائيني، وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، انتهى.
لم يذكر المزي أن الترمذي خرج حديثه، وهو غير جيد؛ لثبوته في كتاب الزكاة في باب زكاة العسل. عن نافع عن ابن عمر، وقال: حديث ابن عمر في إسناده مقال، ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في هذا الباب كبير شيء.
4830 - (بخ 4) موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي الزمعي، أبو محمد المدني.
نسبه البخاري وأبو حاتم زهريا، ورد ذلك عليهما الرشاطي، وصوب الأسدي، وقال: وهو ثقة.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
ولما ذكره الساجي في كتاب الجرح والتعديل قال: اختلف أحمد بن حنبل(12/42)
ويحيى فيه، قال أحمد: لا يعجبني حديثه، وقال يحيى: ثقة. قال الساجي: وقد روى عن عمه أبي عبيدة حديثا منكرا ليس عليه العمل عن أبيه عن أمه زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت: " لما كان مساء يوم النحر دخل وهب بن زمعة ومعه رجال مقمصين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لوهب: هل أفضت؟ قال: لا، قال: فانزع القميص. فنزع، ثم قال: ولم؟ قال: إن هذا يوم رخص لكم إذا رميتم الجمر أن تحلوا من كل شيء حرم إلا النساء ... " الحديث، رواه عنه محمد ابن إسحاق.
وفي «سؤالات الأثرم» قلت لأبي عبد الله: كيف هو؟ فكأنه لم يعجبه.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذا ابن حبان، والحاكم، والطوسي.
تنبيه: سقط من الأصل هنا الجزء الثالث عشر بعد المائة، والموجود منه الورقة الأخيرة التي اختلطت بآخر ورقة من الجزء التالي.(12/43)
باب النون
من اسمه النضر ونضلة
4831 - (ع) النضر بن شميل المازني، أبو الحسن النحوي البصري، نزيل مرو.
روى عنه: مخلد بن مالك، وصالح بن مسمار، وسعيد بن مسعود، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن حبيب، وصالح بن عمرو الكشي، والفضل بن عبد الجبار، ومحمد بن الوجيه النيسابوري، وسيف بن قيس بن ريحان.
وقال السيرافي: يقال: إنه نجم من أصحاب الخليل أربعة: سيبويه، والنضر بن شميل، ومؤرج، وعلي بن نصر، وكان أبرعهم في النحو سيبويه، وغلب على النضر اللغة.
وقال محمد بن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى، صاحب حديث ورواية للشعر ومعرفة بالنحو وبأيام الناس، وتوفي بخرسان سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون، وذلك قبل خروج المأمون من خراسان.
ووقع في كتاب الصريفيني: مات سنة أربع وثمانين ومائة، فكأنه غير جيد، وكذا قوله: مات آخر يوم من ذي الحجة سنة اثنتين ومائتين، ودفن أول يوم من المحرم، والله تعالى أعلم.(12/45)
وقال ابن قانع: ثقة.
وقال ابن قتيبة: كان صاحب عربية وشعر ونحو وحديث وفقه ومعرفة بأيام الناس، وقال الأزهري: أقام بالبصرة []، يدخل كل يوم المربد، ويقلى الأعراب، ويستمع منهم، وهو إمام في الرواية وحفظ الأدب.
4832 - (ت) النضر بن عبد الرحمن، أبو عمر الخزاز، حديثه في الكوفيين.
قال أبو حاتم: حدث عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم – أمر رجلا صلى خلف الصف وحده أن يعيد. حدث بمثل هذا.
وقال البخاري: لم يصح حديثه، وفي التاريخ الكبير: منكر الحديث؛ الذي قاله المزي – تابعا ابن الجوزي فيما أظن - ضعيف، ذاهب الحديث، ينبغي يتثبت فيه، فإني لم أره.
وقال الساجي: منكر الحديث.
وذكره العقيلي والدولابي وأبو العرب، والفسوي، وابن السكن، وابن الجارود، والمنتجالي في جملة الضعفاء.
وفي كتاب []، ويقال: النضر بن عمر، أبو عمر.
وقال ابن حزم: منكر الحديث.(12/46)
4833 - (د ت) النضر بن عربي، أبو روح الباهلي، مولاهم، وقيل: أبو عمر، وقيل: أبو عمرو، جزري، نزل حران.
قال الخلال في كتاب «العلل»: أخبرني حرب، قال: سئل أبو عبد الله عن النضر بن عربي، فقال: ما علمت إلا خيرا، وكذلك معقل بن عبيد الله.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، قال: وقد قيل: إنه أدرك أبا الطفيل، كذا قال. والمزي قَالَ: رأى أبا الطفيل، وبين اللفظين فرقان.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4834 - (د س) النضر بن كثير السعدي. ويقال: الأزدي، ويقال: الضبي، أبو سهل البصري، العابد.
قال ابن الجنيد: ضعيف الحديث.
وذكره أبو العرب في كتاب «الضعفاء»، وقال: قال عبد الرحمن بن عبيد: سمعت أبا حفص الفلاس يقول: كان النضر بن كثير يتصدق حتى تصدق بثوبه.
وقال الدولابي: روى عن ابن طاوس في رفع اليدين، عنده مناكير.
وذكره العقيلي، وابن الجارود في كتاب «الضعفاء».
وصحح ابن القطان حديثه في الرفع عند تكبيرة الإحرام.
4835 - (خ م د ت ق) النضر بن محمد بن موسى الجرشي، أبو محمد اليمامي، مولى بني أمية.
ذكره ابن حبان في «الثقات». كذا ذكره المزي، وأغفل منه: روى عن(12/47)
الهرماس بن زياد الصحابي.
4836 - (ل س) النضر بن محمد القرشي، مولاهم أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد المروذي.
قال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره أبو الفرج: ضعيف.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال الساجي: صاحب رأي، وفيه ضعف.
وقال البخاري: فيه ضعف، وقال ابن أبي خيثمة: صاحب رأي.
وفي كتاب القراب: ولد سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة أيام الجند، وقال عبد العزيز بن أبي [نصر: ثقة].
4837 - (ت) النضر بن منصور الباهلي، ويقال: العنزي، ويقال: الغنوي، ويقال: الفزاري، أبو عبد الرحمن الكوفي.
قال الساجي عن ابن معين: منكر الحديث.
وذكره العقيلي وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وقال ابن حبان: لا يحتج به، ولا يعتبر بحديثه.(12/48)
4838 - (ع) نضلة بن عبيد، أبو برزة الأسلمي، ويقال: نضلة بن عمرو، ويقال: نضلة بن عبد الله، ويقال: عبد الله بن نضلة بن الحارث.
قال ابن حبان: وقد قيل: إنه بقي إلى ولاية عبد الملك بن مروان.
وقال عباس بن محمد: سمعت ابن أبي الأسود يقول: أبو برزة نضلة بن عائذ.
قال أبو أحمد العسكري: قال بعض ولده: اسمه خالد بن نضلة.
وفي كتاب ابن عبد البر: وقيل: اسمه سلمة بن عبيد، والصحيح ما قدمناه، يعني نضلة بن عبيد.
قال خليفة بن خياط: مات سنة أربع وستين بعدما أخرج ابن زياد من البصرة.
وفي كتاب الصريفيني: شهد أحدا وخيبر وفتح مكة، وتوفي بقرية من قرى مرو تسمى سانجرد.
وقال أبو أحمد الحاكم: مات سنة أربع وستين.
وفي «الطبقات»: كانت لأبي برزة جفنة من ثريد غدوة، وجفنة غشية للأرامل والمساكين، وكان أبيض الرأس واللحية.
وقال الحاكم أبو عبد الله: وقيل: اسمه نضلة بن نيار، قال محمد بن مالك بن(12/49)
سليمان الأسلمي: اسم نضلة، فقال النبي - عليه السلام -: نيار شيطان، فسماه النبي عبيد [].
وفي البخاري: أنه شهد قتال الحرورية بالأهواز، وذكر المبرد أن قتالهم كان بها في سنة خمس وستين. وفي الإسماعيلي: حضرها مع المهلب بن أبي صفرة.
روى عنه فيما ذكره الطبراني: الحسن بن أبي الحسن، والمساور بن عبيد، وسعيد بن جمهان، وسلامة اليراحي، وعبد الله بن بريدة، والقاسم بن عوف الشيباني، ونافع بن الحارث، و [] بن الحارث.
وذكره البخاري فيمن توفي ما بين الستين إلى السبعين.(12/50)
من اسمه النعمان
4839 - (ع) النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجلاس، ويقال: خلاش أبو عبد الله المدني، الأنصاري الخزرجي.
في كتاب العسكري: ولاه معاوية اليمن، فأقره يزيد بن معاوية عليها، وروي أن مروان كتب إليه يخطب ابنته على ابنه عبد الملك، فرده النعمان وكتب إليه أبياتا فيها:
فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت ... لها حفد بما يعد كثير
ولكنها نفس علي كريمة ... عيوف لأصهار اللئام قذور
لنا في بني العنقاء وابن محرق ... مصاهرة يسنى بها – []
وفي الكلاباذي عن محمد بن عمر: ولد في جمادى الأولى في السنة التي هاجر فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي الصريفيني: [في جمادى] الأولى سنة اثنين من الهجرة، وكان له يوم توفي النبي - صلى الله عليه وسلم – ثمان سنين وتسعة أشهر واثنا عشر يوما، ولما هجا الأخطل الأنصار بقوله:
ذهبت قريش بالمفاخر والعلى ... واللؤم تحت عمائم الأنصار
دخل على معاوية فقال: أترى لؤما؟ فقال: بل أرى كرما، فأنشد:
معاوي ألا تعطينا الحق تعرف ... لحي الأزد مسند ولا عليها العمائم
أسميتنا عبد الأراقم ضلة ... فماذا الذي تجدي عليك الأراقم(12/51)
فما لي ثأر دون قطع لسانه ... فدونك من ترضه عنك الدراهم
ألم تنذركم يوم بدر سيوفنا ... وطارت أكف منكم وجماجم
وأحلف بالله الذي أنا أعبده ... لتصطعقن يوما عليك المأثم
قال أبو الفرج الأصبهاني: قدم وفد الأنصار على معاوية، وعليهم النعمان، فقالوا لحاجبه: استأذن للأنصار، فلما استأذن لهم قال عمرو: ما هذا اللقب الجديد؟ اخرج فقل: من كان هنا من أولاد عمرو بن عامر فليدخل، فدخل ناس، ولم يدخل الأنصار، فقال: من كان هنا من أولاد قتلة فليلج، فلم يدخل أحد، فقال: من كان هنا من الأوس والخزرج فليلج، فلم يدخل أحد، فقال معاوية: هذا عملك، اخرج فأذن للأنصار، فدخلوا يقدمهم النعمان، وهو يقول:
يا عمرو لا تعد الدعاء فما لنا ... نسب نجيب به سوى الأنصار [ق168/ب]
نسب تخيره الإله لصحبنا ... أثقل به نسبا على الكفار
إن الذين فروا ببدر منكم ... يوم القليب هم وقود النار
وكان جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – ورجل آخر ليشهدا غزوة له فيما قيل، فاستصغرهما فردهما، وكان النعمان عثمانيا، وشهد مع معاوية صفين، ولم يكن معه من الأنصار غيره. وكان كريما عليه، مرضيا، أثيرا، مقدما، مكينا عنده، وعند يزيد بعده، ولما أمر معاوية لأهل الكوفة بزيادة عشرة دنانير لكل واحد، وكان النعمان عليها؛ لم ينفذ لهم ذلك، لرأيهم في علي، فكانوا يسألونه، فيأبى، ويقول لهم على المنبر: لا ترون على منبركم بعدي من يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، فقال عبد الله بن همام السلولي من أبيات:
زيادتنا نعمان لا تحبسنها ... خف الله فينا والكتاب الذي تتلو
وقد نلت سلطانا عظيما فلا تكن ... لغيرك جمات الندى ذلك البخل
وأنت امرؤ حلو اللسان بليغه ... فما باله عند الزيادة لا يحلو
فقال: والله لا أجيزها أبدا، وعن خالد بن كلثوم: خرج النعمان في ركب(12/52)
من قومه، وهو يومئذ حديث السن، فنزلوا الأردن، فتذاكروا الشعر، فقال بعضهم: يا نعمان، هل قلت شعرا؟ قال: لا والله. فقال شيخ من بني الحارث بن الخزرج - يقال له: ثابت بن سماك -: أقسم بالله لتربطن إلى ثنية السرحة، فلا تفارقها حتى يرتحل القوم أو تقول شعرا، فقال عند ذلك - وهو أول شعر قاله -:
يا خليلي ودعا دار ليلى ... ليس مثل تحل دار الهوان
إن قتيبة تحل محلا ... بحضير فخيلتني ترفلان
لا تؤاتيك في الغيب إذا ما ... حال من دونها فروع قنان
وكان النعمان من المغرقين في الشعر سلفا وخلفا، جده شاعر، وأبوه وعمه شاعران، وهو وأولاده وأولاد أولاده شعراء، وابنته حميدة كانت شاعرة ذات لسان وعلم وشعر، وكانت تهجو أزواجه، وكذا هند ابنته.
وفي «حلى العلي» للقيرواني: كانوا ينسبون الأوس والخزرج، حتى سماهم النبي - صلى الله عليه وسلم – الأنصار.
وفي تاريخ أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب: قتل النعمان سنة ستين من الهجرة، وقال أبو سليمان بن زبر: توفي سنة ست وستين.
وفي «الطبقات» لابن سعد: أن عمرة أتت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم – [ق169/أ] يوم سابعه وعليه شعر البطن، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أن يترك عليه، وقال: احلقوا عنه شعر البطن، فحلقوا رأسه، ثم برك عليه وقال: عقوا عنه بشاة. وذلك في شهر ربيع الآخر.
وذكر المزي قول ابن معين: ليس يروى عن النعمان حديث فيه: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم –، إلا في حديث الشعبي عنه: " إن في الجسد مضغة "، والباقي من حديث النعمان إنما هو عن النبي - صلى الله عليه وسلم – ليس فيه سمعت، ولم يتابعه عليه، وقد وجدنا له أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمعه فيها، منها:
قوله في كتاب ابن سعد: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: " أفضل الدعاء العبادة ".
وحديث: " من لا يشكر القليل لا يشكر الكثير: عند العسكري.(12/53)
وقوله في كتاب الطبراني: سمعت خليلي - صلى الله عليه وسلم -: إذا كتب أحدكم إلي فليبدأ بنفسه.
وحديث: ذهب بي أبي بشير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما. الحديث.
وحديث: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: مثل المداهن في حدود الله تعالى مثل قوما ركبوا سفينة "، الحديث.
وحديث: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: ينبغي للمؤمنين أن يكونوا فيما بينهم كمنزلة رجل واحد، إذا اشتكى عضوا من جسده تداعى سائر جسده.
وحديث: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: أيها الناس، إن من العنب خمرا، وإن من التمر خمرا.
وحديث: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: خذوا على أيدي سفهائكم.
وحديث: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: لتسون صفوفكم في صلاتكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم ".
وحديث: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: مثل الأمراء ومثل الناس: الحديث.
وحديث: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: استقيموا لقريش ما استقاموا لكم ... الحديث.
وحديث: " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يظل اليوم ما يجد طعاما يملأ بطنه ".
وحديث: " كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم – في سمر، فخفق رجل على راحلته، فأخذ رجل سهما من كنانة: الحديث.
وحديث: [ق169/ب] سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: " إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة ... " الحديث.
وحديث: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: " إن ثلاثة نفر كانوا في جبل، فوقع الجبل عليهم " الحديث.(12/54)
وحديث: " قمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ليلة سابعة وعشرين حتى خفنا أن يفوتنا الفلاح "، الحديث.
وحديث: " أهدي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – عنب من الطائف، فأعطاني عنقودا، فقال: اذهب به إلى أمك، فأكلته في الطريق، فقال: ما فعل العنقود؟ فقلت: أكلته، فسماني غدر ".
وحديث: " كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال رجل: لا أبالي ألا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج "، الحديث.
روى عنه: ابنه بشير بن النعمان بن بشير، وطارق بن شهاب، ويزيد بن النعمان بن بشير، وإبراهيم ابن بنت النعمان بن بشير، ومجاهد بن جبر المكي، وعبد الله بن بريدة، والوليد بن عثمان خال مسعر، ووهب بن منبه، وطاوس بن كيسان، ونعيم بن زياد أبو طلحة الأنصاري، ويقال: الأنماري، وسنان أبو سعيد، وكريب اليحصبي.
وزعم المزي: أنه حكم بدينارين من كل رجل لأعشى همدان، فأعجل له عنهم أربعين ألف دينار.
والذي في كتاب أبي عمر وغيره: أنهم قالوا: يعطيه كل واحد منا دينارا، فقال النعمان: لا، إلا من كل اثنين دينارا، فجعل له النعمان في إعطائهم عشرة آلاف دينار، وكانوا عشرين ألف رجل.
وفي أبي داود: ثنا عثمان، عن وكيع، عن زكرياء بن أبي زائدة، عن أبي القاسم - يعني الحسين بن الحارث -، عن النعمان، قال: " أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – علينا بوجهه، فقال: (أقيموا صفوفكم) ".
وقال أبو القاسم البغوي: وقد روى من أهل الكوفة غير واحد عن النعمان سماعا من النبي - صلى الله عليه وسلم -.(12/55)
4840 - (ت) النعمان بن ثابت التيمي، أبو حنيفة الكوفي، مولى تيم الله بن ثعلبة، فقيه أهل العراق، وإمام أهل الرأي.
قال أبو هلال العسكري في كتاب «البقايا»: أبنا أبو بكر المحتسب، ثنا أبي: ثنا أبو عوانة محمد بن الحسن: ثنا محمد بن سهل، عن الأصمعي المثنى بن عمر: قال أتيت الكوفة، فإذا برجل سأل أبا حنيفة، فأجابه، فلحن في كلامه، فقلت: الرجل ليس بذاك، يلحن في الكلام، فسبق بإصلاح ما كان منه، ثم أضافني فجئته، فلما طعمنا جعل يتبع إلى الأرض من الفتات، فيفته في فيه، ويخرج بالخلال ما بين أسنانه فيلفظه، ثم قال: كان يقال: كل أبو عم، واتق العظم، فاستحسنت أموره، وحدثت أصحابنا بها.
ذكر ابن عبد البر في كتاب «الاكتفاء»: كان شعبة بن الحجاج حسن الرأي فيه، قال أحمد بن عطية: سئل يحيى بن معين عن أبي حنيفة، فقال: كان ثقة، صدوقا في الحديث والفقه، مأمونا على دين الله تعالى.
وفي رواية محمد بن سعد العوفي عن يحيى: كان ثقة، لا يحدث من الحديث إلا بما يحفظه [ق170/أ]، ولا يحدث بما لا يحفظ.
وفي رواية عبد الله بن أحمد الدورقي: عن يحيى: ثقة ثقة، ما سمعت أحدا ضعفه. هذا شعبة يكتب إليه أن يحدثه، وشعبة شعبة، قال الحسن بن صالح بن حي: كان فهما عالما متثبتا في علمه، إذا صح عنده حديث لم يعده إلى غيره.
وقال إسماعيل بن داود: كان عبد الله بن المبارك يثني عليه، ويزكيه ويقرظه.
وقد أثنى عليه وزكاه الجماء الغفير من الأئمة والعلماء المتأخرين، منهم:(12/56)
الحماني، ومعمر بن راشد، وإسرائيل بن قيس، ويحيى بن آدم، وخارجة بن مصعب، والحسن بن عمارة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، والحكم بن هشام، ويزيد بن زريع، وزكريا بن أبي زائدة، ومالك بن مغول، وأبو خالد الأحمر، وخلف بن أيوب، وابن عيينة، وأبو بكر بن عياش، والقاسم بن معن المسعودي، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، والأوزاعي، وأستاذه حماد بن أبي سليمان، وفضيل بن عياض، وأيوب بن أبي تميمة، وسليمان بن مهران الأعمش، وسفيان بن سعيد الثوري، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله، وأبو عاصم النبيل، ويزيد بن هارون، وخالد الطحان، وعبد الله بن داود الخريبي، وعبد الله بن زيد المقرئ، ومكي بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد القطان، والحكم بن هشام الثقفي، والحسن بن محمد الليثي.
وقال أبو أحمد ابن عدي: له أحاديث صالحة.
وذكره الحاكم فيمن وثق وعدل، وكذلك ابن شاهين.
وقال أبو عمر: كان مذهبه في أخبار الآحاد العدول أن لا يقبل منهم ما خالف الأصول المجمع عليها، فأنكر ذلك أهل [المدينة]، وذموه، فأفرطوا، وحسده من أهل وقته من بغى عليه واستحل الغيبة فيه، وعظمه آخرون،(12/57)
ورفعوا من ذكره [وزادوا] في مدحه، وألف الناس في فضائله [كثيرا]، وقال في «الاستغناء»: قيل: إنه رأى أنس بن مالك، وسمع من عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، فيعد بذلك من التابعين [ق170/ب].
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: قال رجل للحكم بن هشام المقفى: أخبرني عن أبي حنيفة، فقال: كان من أعظم الناس أمانة، أراده السلطان على أن يتولى مفاتيح خزانة أو يضرب ظهره، فاختار عذابهم على عذاب الله تعالى، وقال بعضهم - يمدحه وأصحابه، ويهجو أبا سعيد الرأي ولقبه شرشر -:
عندي مسائل لا شرشر يحسنها ... إن سئل عنها ولا أصحاب شرشر
وليس يعرف هذا الدين بعلمه ... إلا حنيفية كوفية الدور
قال ابن سعد: أجمعوا أنه توفي في رجب ببغداد، أو شعبان سنة خمسين ومائة.
وفي تاريخ المنتجالي: عن ابن معين: كانت له كتابه، وسئل وكان موقفه عند حماد، فقال: الموقف المحمود وهو من عليه أصحابه، وقيل له: لم تركت(12/58)
الرواية عن نافع؟ فقال: حكي عنه أنه سئل عن ذاك، فقال: رأيه – يعني بإتيان النساء في أدبارهن -. قيل ليحيى: فلم لم يأخذ عن الشعبي؟ قال: سئل عن هذا، فقال: لأني سألته عن مسألة فقال: [] يعني للموالي، فتركته.
وكان أبو حنيفة شيخا فقيها، من نبلاء أصحاب حماد، وقال سليمان بن مهران: كان أبو حنيفة ورعا حكيما سخيا، وقال أبو يعقوب: كان ذا ورع وفقه وحسن نظر.
4841 - (خت م 4) النعمان بن راشد الجزري، أبو إسحاق الرقي، مولى بني أمية.
قال ابن الجنيد عن يحيى بن معين: النعمان بن راشد ضعيف الحديث، قلت: ضعيف فيما روى عن الزهري وحده؟ قال: في الزهري وغيره هو ضعيف الحديث.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال الساجي: صدوق، فيه ضعف، وقال يحيى بن معين: مضطرب الحديث، ليس بشيء، وقال مرة أخرى: ثقة، قال أبو يحيى: روى عنه زهير بن جرير عن الزهري مناكير.
وفي كتاب العقيلي: ليس بقوي، يعرف فيه الضعف.
وفي كتاب الدولابي: كثير الغلط.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء، وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء، ضعيف الحديث.(12/59)
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه الزهري حديثا واحدا، فقال: من حدثك؟ قال: أنت حدثتني.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، والطوسي، والحاكم، والدارمي، وابن الجارود.
4842 - (م 4) النعمان بن سالم الطائفي.
قال المزي: قال اللالكائي: جعل البخاري الذي روى عن ابن عمر غير الذي روى عن عمرو بن أوس، كذا ذكره.
والذي في تاريخ البخاري اثنان اسم أبيهما سالم:
الأول: قال فيه: روى عن ابن عمر، روى عنه شعبة.
والثاني: روى عن عنبسة بن أبي سفيان، روى عنه: داود بن هند حديث أم حبيبة: " من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة، بنى الله له بيتا في الجنة ".
وكذا فعله ابن حبان، ذكر الأول في ثقات التابعين، والثاني في أتباع الأتباع.
وخرج أبو [ق171/أ] عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان والطوسي، والحاكم.
4843 - (د) النعمان بن أبي شيبة عبيد الصنعاني الجندي.
ذكر أبو عبد الله الحاكم في «تاريخ نيسابور»: قال الذهلي: النعمان بن أبي شيبة الجندي، من ثقات أهل اليمن.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال: قال يحيى بن معين: روى عنه(12/60)
عبد الرزاق ومعمر أحاديث يسيرة.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
4844 - (س) النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط بن عقبة بن خيثم، وقيل: جشم بن وائل بن مهانة بن تيم الله بن ثعلبة، أبو المنذر الأصبهاني.
قال أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ بلده: أحد العباد والزهاد والفقهاء، زهد في ضياع أبيه لملابسته السلطان، وكان ينتحل السنة.
ولما خرج الحاكم حديثه في المستدرك، قال: والنعمان بن عبد السلام ثقة مأمون.
4845 - (صد) النعمان بن مرة الأنصاري الزرقي المدني.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، انتهى. وفيه نظر في موضعين:
الأول: ابن حبان لما ذكره في طبقة من روى عن التابعين لم يذكر له صحابيا، ولو قال قائل: إنه ليس المذكور عند المزي، لما كان للراد عليه حجة؛ لأنه عرفه بروايته عن علي بن أبي طالب وأنظاره.
الثاني: إن كان إياه فكان يلزمه أن يذكر سعيد بن المسيب الذي عرفه ابن حبان بالرواية عنه.(12/61)
ومما يؤكد قول من يقول: إنه ليس بالمذكور عند ابن حبان قول أبي حاتم الرازي: يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، وقال في «المراسيل»: هو تابعي.
وتخريج أبي نعيم وابن منده اسمه في جملة الصحابة، وقالا: أخرج في الصحابة وهو تابعي.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
4846 - (خ م ت س ق) النعمان بن أبي عياش الزرقي.
حكى المزي عن ابن منجويه أنه قال: كان أبوه فارس النبي - صلى الله عليه وسلم –، انتهى.
الذي ذكر ابن سعد وغيره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – شهد له بغير ذلك، وذلك أنه مر به - صلى الله عليه وسلم – يوم ذي قرد على فرس له، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا عياش، لو أعطيت هذه الفرس [ق171/ب] من هو أفرس منك، وتلحق أنت بالناس، قال: فقلت: يا رسول الله، أنا أفرس الناس، ثم ركضت، فوالله ما جرى بي خمسين ذراعا حتى طرحني، فلما سقط أبو عياش أعطى فرسه معاذ بن ناعض. قال ابن سعد: وكان أبو عياش يعرف بفارس جلوة، والنعمان أخو سليمان، وبشير ومعاوية أولاد أبي عياش.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وكأن ابن منجويه رأى في تاريخ البخاري الصغير عن ابن عجلان: قال: حدثني النعمان بن أبي عياش، وكان شيخا كبيرا من أبناء الصحابة، وكان أبوه فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان النعمان أدرك أباه وأكثر الصحابة. فاعتمده،(12/62)
ولعمري إنها لشبهة، لكن بيان سببها يتعين [عرف] ذلك.
4847 - (ع) النعمان بن مقرن، وقيل: ابن عمرو بن مقرن بن عائذ، أبو عمرو، وقيل: أبو حكيم المزي.
قال العسكري: مقرن بن عائذ بن ميجا بن هجير بن نصر بن حبشية بن كعب بن عبد ثور بن هزمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد.
ذكر بعضهم أنه روى مرسلا، ولم يلحق النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: وهذا وهم، وأكثرهم خرجه في المسند. والذي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم – مرسلا ولم يلحق هو ابنه عمرو بن النعمان بن مقرن.
وقال مصعب: هاجر النعمان، وسبقه أخوة له، وكان لهم كرم وسؤدد في قومهم، وولاه عمر بن الخطاب جوقى قبل نهاوند.
ولما ذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الثانية قال: وذكروا أنه شهد الخندق.
وقال ابن سعد: كان هو وستة أخوة له شهدوا الخندق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، وحمل النعمان أحد ألوية مزينة الثلاثة يوم الفتح، وعن مجاهد: البكاؤون بنو مقرن، وهم سبعة.
وقال أبو محمد في «المراسيل»: النعمان بن عمرو بن مقرن المزني، سمعت أبي يقول: هو مرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، روى عنه الوالبي، وكذا ذكره في كتابه «الجرح والتعديل»، ولما ذكر النعمان بن مقرن في كتاب «الجرح والتعديل»(12/63)
شهد له بالصحبة. فهو عنده غير ابن عمرو، وإلى هذا نحا أبو القاسم البغوي في كتاب «الصحابة»؛ فإنه ذكر النعمان بن مقرن، وأن أبا خالد الوالبي روى عنه، ولم يشهد له بصحبة، وقال في النعمان بن مقرن: سمعت أبا موسى هارون بن عبد الله يقول: النعمان بن مقرن يكنى أبا عمرو، أو أبا عمرة. روى عنه: سالم بن أبي الجعد أن عمر بن الخطاب استعمله على كسكر فكتب إليه: أنشدك الله لما نزعتني عن كسكر وتعينني في جيش من المسلمين، فكتب إليه عمر: سر، فأنت على الناس - يعني إلى نهاوند -.
وفي معجم أبي القاسم: عن أبي الصلت قال: لما لقينا العدو قال النعمان: ابتهلوا - وذلك يوم الجمعة - حتى يصعد أمير المؤمنين المنبر، وسننصر. وفي حديث معقل: لما قتل اجتمعوا إلى الأشعث بن قيس، قال: وأتينا أم ولده، فقلنا: هل عهد إليك عهدا؟ [ق172/أ] قال: لا، إلا سقط فيه كتاب قرأته، فإذا فيه: إن قتل فلان ففلان، وإن قتل فلان ففلان، وإن قتل فلان ففلان.
وفي كتاب الصريفيني: قيل: إنه قتل في السنة الخامسة عشرة. والله تعالى أعلم.
4848 - (د س) النعمان بن المنذر الغساني، ويقال: اللخمي، أبو الوزير الدمشقي.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: مات سنة اثنين وثلاثين ومائة، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أستاذه أبو بكر ابن خزيمة، والدارمي.
وفي «الفتن» لنعيم بن حماد، روى عن: إسحاق بن أبي فروة.
وذكره أبو زرعة الرازي في أصحاب مكحول من أهل الشام.(12/64)
من اسمه نعيم
4849 - (ي د ص) نعيم بن حكيم المدائني. أخو عبد الملك بن حكيم.
قال الأزدي فيما ذكره أبو الفرج: أحاديثه مناكير.
وقال الساجي: ضعيف، قال: وكذا قاله يحيى بن معين.
وقال ابن سعد: لم يكن بذاك في الحديث، وفي كتاب المزي: ليس بذاك.
وقال ابن خراش: صادق، لا بأس به. وفي كتاب المزي: صدوق، فينظر.
وقال الخطيب: سمع قيسا، وأبا مريم، وقال علي بن عبد الله بن المديني: قد روى عن نعيم – يعني ابن حكيم -: يحيى بن سعيد، وأبو عوانة، ومحمد بن بشر العبدي، وعبيد الله بن موسى.
وفي قول المزي: كان فيه – يعني الكمال -: يروي عن أبي مريم الحنفي، وهو غلط، والصواب: الثقفي - نظر؛ لأن الذي رأيت في نسخ الكمال: أبا مريم - غير منسوب -. والله تعالى أعلم.
4850 - (خ مق د ت ق) نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي، أبو عبد الله المروزي، الفارض الأعور، سكن مصر.
قال الحاكم لما خرج حديثه، وفي «المدخل»: احتج محمد بنعيم بن حماد، وقد ضعفه أبو عبد الرحمن وغيره.(12/65)
وقال صاحب الزهرة: روى عنه - يعني البخاري - حديثين.
روى في كتاب «الملاحم والفتن» تأليفه عن: الحكم بن نافع أبي اليمان البهواني، ومحمد بن عبد الله النميري - وفي نسخة: الفهري -، وعثمان بن كثير بن دينار، ومحمد بن يزيد الواسطي، وإسحاق بن سليمان الرازي، وأبي هارون الكوفي، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر غندر، ويحيى بن أبي غنية، وحسين بن حسان - وفي نسخة: ابن حسن -، وعبد العزيز بن أبان، وأبي أسامة حماد بن سلمة، ومروان بن معاوية الفزاري، [ق172/ب] وضمام بن إسماعيل، ومحمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن خمير، وأبي عمر الصفار، ويحيى بن اليمان، وإبراهيم بن محمد الفزاري، ويحيى بن سعيد القطان، وأبي عمرو البصري، ومحمد بن الحارث الحارثي، وجنادة بن عيسى الأزدي، ومخلد بن حسين، وأبي خالد الأحمر: سليمان بن حيان الكوفي، ويحيى بن بكير، ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث، ومحمد بن عبد الله الميتهدني، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومحمد بن ثور، وسهل بن يوسف، والمعافى بن عمران، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وأبي عبد الصمد، وصدقة بن المثنى، وعتاب بن بشير، والمطلب بن زياد، ومحمد بن منيب، وغسان بن مضر، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن نمير، وعبد القدوس بن أبي المغيرة، وعبد الملك بن عبد الرحمن أبي هشام الذماري، وعثمان بن عبد الحميد، وعبد الله بن مروان - أبو سفيان -، وأبي عامر الطائي الحمصي، وأيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، وأبي أيوب سليمان بن داود الشامي، وجنادة بن عيسى الأزدي، ويحيى بن اليمان، وأبي هارون - شيخ من البصريين - عن شعبة، والوليد بن إسماعيل بن رافع، وعمرو بن الحارث، وعبيد بن واقد القيسي، وتوبة بن علوان، وعبد العزيز بن أبي حازم، والمغيرة بن سليمان، وأبي عثمان سعيد، وأبي إسحاق الأقرع، وأبي يوسف المقدسي، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، والقاسم بن مالك المزني، وشريح بن سراج الجرمي، ومحمد بن(12/66)
مروان العجلي، وأبي حيوة شريح بن يزيد الحضرمي، وسلمة بن علي، وسهل بن يوسف الأنماطي، وعبيد الله بن موسى، وعبد الملك بن الصباح، وروح بن عطية، وعلي بن عاصم، وسويد بن عبد العزيز، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وإبراهيم بن أبي حية، وعبد الوارث، وحرمي بن عمارة، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وحسين الجعفي.
وقال أحمد بن صالح [ق173/أ] العجلي: مروزي ثقة، قال لي: وضعت ثلاثة كتب على الجهمية، أكتبها؟ قلت: لا، قال: لم؟ قلت: أخاف أن يقع بقلبي منها شيء، قال: تركها والله خير لك، قلت: فلم تدعوني إلى شيء تركه خير لي، فأبيت أن أكتبها. وسألته قلت: يسرك أنك شهدت صفين؟ قال: لا، قالوا لك: لا بد أن تكون مع أحد الفريقين، قال: إن كان ولا بد، فمع علي. وسألت نعيما قلت: جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه لم يشبع من خبز مرتين في يوم، وجاء عنه أنه كان يعد لأهله قوت سنة، فكيف هذا؟ قال: كان يعد لأهله قوت سنة، فتنزل النازلة، فيقسمه، فيبقى النبي - صلى الله عليه وسلم – بلا شيء.
وعرفه الكلاباذي: بالرفاء.
وذكر المزي حاله من عند أبي حاتم الرازي: وفاته من عند جماعة في سنة ثمان وعشرين، فأغفلها من عنده، وهي ثابتة في كتاب ابنه.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: كان صدوقا، أدخله العقيلي في الصحيح، وهو كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها، وله مذهب سوء في القرآن: كان يجعل القرآن قرائن، فالذي في اللوح المحفوظ كلام الله(12/67)
تعالى، والذي بأيدي الناس مخلوق.
وقال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره أبو الفرج: قالوا: كان يضع الحديث في تقوية السنة، وحكايات مزورة في ثلب أبي حنيفة. كلها كذب.
وقال الدارقطني: إمام في السنة، كثير الوهم.
وقال أحمد بن حنبل: أول من رأينا يتبع المسند نعيم بن حماد، وقال: حدث عن روح بن القاسم، عن مالك بن سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وعبد الله، والأوزاعي، وابن أبي ذئب، وابن عيينة، وما جمع عن هؤلاء المشايخ أحد غيره، قال يحيى بن معين: شبه له، فيروي ما ليس له أصل.
وقال السجزي في كتابه «المختلف والمؤتلف»: معروف.
وذكره أبو العرب، وأبو القاسم البلخي في جملة الضعفاء.
وقال أبو أحمد الحاكم: ربما يخالف في بعض حديثه، وقال أبو علي صالح بن محمد: كان يحدث من حفظه، وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها.
وقال ابن السمعاني: كان يهم ويخطئ، ومن ينجو من ذلك، ثبت في المحنة.
وقال أبو بشر الدولابي: نعيم بن حماد ضعيف، قاله النسائي. وقال غيره: كان يضع الحديث في تقوية السنة.
4851 - (بخ د) نعيم بن حنظلة الكوفي، ويقال: النعمان بن حنظلة، ويقال: النعمان بن ميسرة [ق173/ب]، ويقال: النعمان بن قبيصة أو قبيصة بن النعمان [بلا شك].
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وقال.(12/68)
4852 - (س) نعيم بن دجاجة الأسدي الكوفي.
قال ابن حبيب في «المحبر» وبعده الزمخشري وغيره: دجاجة في أسماء الناس بكسر الدال، وفي الطير بفتح الدال وكسرها.
وقال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: كان قليل الحديث، وفيها ذكره مسلم بن الحجاج.
وصحح الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات» الذي نقل المزي توثيقه من عنده، وأغفل منه اشتغالا بحديثه الذي رفع له بدرجتين: نعيم بن دجاجة بن شداد بن حذيفة بن بكر بن [قعين] بن منقذ بن طريف بن عمرو بن الحارث بن ثعلبة بن أسد بن دودان، وكذا ساق خليفة نسبه في الطبقة الأولى، وفي هذه الطبقة أيضا ذكره مسلم بن الحجاج.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: نعيم بن دجاجة قديم، لم يقع في التواريخ.
4853 - (د س) نعيم بن زياد.
روى عنه: معاوية بن صالح، ومكحول، وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، ولم يعلم – رحمه الله تعالى – أن ابن حبان ذكر عنه راويا آخر، وهو سليم بن عامر، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري.(12/69)
وقال العجلي: شامي تابعي، ثقة.
وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثالثة من أهل الشام.
4854 - (ع) نعيم بن عبد الله المجمر أبو عبد الله المدني، مولى آل عمر. سمي المجمر؛ لأنه كان يجمر المسجد.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». كذا ذكره المزي، ولو نظر في كتاب الثقات حق النظر لوجده قد قال: وقد قيل: اسم أبيه: محمد، وإنما قيل له: المجمر؛ لأن أباه كان يأخذ المجمرة قدام عمر إذا خرج إلى الصلاة في شهر رمضان.
وقال ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة: مولى عمر بن الخطاب، وكان ثقة، وله أحاديث. وقال البخاري: مولى عمر.
وفي «تاريخ أربل»: المجمر، هو عبد الله والد نعيم، إلا أن نعيما شهر به، وكان عبد الله يجمر المسجد عند جلوس عمر بن الخطاب على المنبر.
قال الكلاباذي: نعيم المجمر، ويقال: ابن المجمر.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل الكوفة.
4855 - (د) نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن هلال بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع أبو سلمة الغطفاني، ثم الأشجعي، سكن المدينة.
قال البخاري عن الحكم، وأبو حاتم الرازي، وابن حبان: كان في حجر(12/70)
عمر بن الخطاب.
وفي «الطبقات»: قال محمد بن عمر: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما أراد الخروج إلى تبوك إلى قومه ليستنفرهم إلى غزو عدوهم، وفعل كذلك في غزو مكة [ق174/أ]، وأنبأ خلف بن خليفة، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – نزع الأخلة بفيه عن نعيم بن مسعود حين مات، قال ابن عمر: وهذا الحديث وهل؛ لم يمت نعيم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وبقي إلى زمان عثمان بن عفان.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري، وابن أبي حاتم الرازي، روى عنه مجاهد بن جبر، زاد العسكري: ابنته زينب بنت نعيم بن مسعود، وأم أبي إبراهيم هاني الأشجعي، قال أبو أحمد: ألقي إليه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – يريد أن يشخص القتال، فذهب فأفشاه.
وقال أبو القاسم البغوي: سكن الكوفة، وكذا قال خليفة بن خياط.
وقال البرقي: ثنا ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق: توفي زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال أبو حاتم الرازي: مات آخر خلافة عثمان.
4856 - (ت فق) نعيم بن ميسرة أبو عمرو - وقيل: أبو عمر - النحوي الكوفي، سكن الري.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وأغفل منه: يعتبر حديثه من غير رواية محمد بن حميد عنه.(12/71)
وفي كتاب ابن الأثير: مات سنة ست وسبعين ومائة.
4857 - (د س) نعيم بن هزال الأسلمي، من بني مالك ابن أفصى، أخوه أسلم بن أفصى، مدني، مختلف في صحبته.
قال ابن حبان البستي في كتاب «الصحابة» تأليفه: نعيم بن هزال الأسلمي، له صحبة.
وذكره فيهم من غير تردد أبو منصور الباوردي، وابن زبر، وابن قانع، وأبو نعيم الحافظ، وأبو القاسم البغوي، وأبو أحمد العسكري، وخليفة بن خياط في آخرين، فينظر في قول المزي: ذكره ابن حبان في الثقات؛ فإني لم أره مذكورا عنده إلا في كتاب الصحابة كما قدمناه. والله تعالى أعلم.
4858 - (د س) نعيم بن همار - ويقال: هبار، ويقال: هدار، ويقال: خمار، ويقال: حمار - الغطفاني الشامي.
قال الدارقطني: قال لنا ابن أبي داود: يقال: ابن الهدار، وابن همار، وهو الصواب.
وكذا ذكره أبو القاسم البغوي، وابن حبان وغيره.
وفي «الاستيعاب»: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم – حديثا واحدا: " يا ابن آدم، صلِّ أربع ركعات أول النهار "، وقد اختلف فيه اختلافا كبيرا، ومنهم من يجعله عن(12/72)
نعيم، عن عقبة، وحديث مكحول عن نعيم، ولم يسمع منه بينهما كثير ابن مرة، وقيس الجذامي.
وقال الغلابي: عن يحيى بن معين: أهل الشام [ق174/ب] يقولون: ابن همار، وهم أعلم به، انتهى.
المزي ذكر رواية مكحول عنه، وقد وجدنا عن نعيم هذا - أيضا - غير هذا الحديث الذي ذكره ابن عبد البر: وهو قول البخاري في «التاريخ»: وقال خطاب: ثنا إسماعيل، عن [يحيى]، عن خالد، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قيل له: أي الشهداء أفضل؟ قال: " الذين لا يلفتون وجوههم في الصف، حتى يقتلوا، أولئك في الغرف العلى ".
وآخر رواه الطبراني عن ابن نجدة: ثنا أبو المغيرة، ثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب: ثنا بكر بن عبيد الله، عن أبي إدريس عنه يرفعه: " ما من امرئ إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن".
وآخر ذكره أبو أحمد العسكري، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تعس العبد عبد تجبر واعتدى، ونسي الجبار الأعلى ". رواه عن عبد الله بن أحمد: ثنا إبراهيم بن ماهان: ثنا يحيى بن زياد، عن طلحة بن يزيد، عن ثور بن يزيد، عن يزيد بن شريح، عن نعيم، وذكره في عطفان بن سعد بن قيس غيلان بن مضر.
وفي جملة الصحابة ذكره أيضا البرقي، ويعقوب بن سفيان، وغيرهما، زاد البرقي: له ثلاثة أحاديث.(12/73)
ووقع في كتاب العجلي: نعيم بن هبار الغطفاني، شامي، تابعي، ثقة. انتهى، لم أره في تابعيته متابعا.
وذكره أبو محمد الجوهري أنه روى أيضا عن المقدام بن معد يكرب، وفي «جامع الترمذي»: قال بعضهم: ابن همام، والصحيح: ابن همار، وأبو نعيم وهم فيه، فقال: ابن حمار وأخطأ.
وروى عنه فيما ذكره أبو القاسم في الكبير: علي أبو دينار الهذلي.
4859 - (خت مد ت س ق) نعيم بن أبي هند النعمان بن أشيم الأشجعي الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال عمرو بن علي: مات سنة عشر ومائة، كذا ذكره المزي، ولو نظر كتاب ابن حبان حق النظر لوجده قد ذكر وفاته كما ذكرها الفلاس، فكان ينبغي للشيخ أن يذكر وفاته من عنده أو يعدد قائليها كعادته.
وقال محمد بن سعد في الطبقة الثانية: توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري، وكان ثقة، وله أحاديث، وذكره مسلم، وخليفة بن خياط، والهيثم بن عدي في الثالثة، قالا: توفي في ولاية خالد، زاد خليفة: واسم أبيه: رافع، ويقال: النعمان بن الأشيم، مولى أشجع.
وزعم المزي أن صاحب الكمال أخطأ كونه جعل نعيما هذا ابن عمر سالم بن أبي الجعد، قال: لأن سالما من موالي أشجع، لا من أنفسهم - يعني وأن هذا من أنفسهم - فلا يلتئم، ولو رأى قول خليفة لما خطأه، اللهم إلا أن يستدل عليه بأمر آخر. والله تعالى أعلم.(12/74)
وقد قال أبو حاتم الرازي من قبل صاحب الكمال أنه ابن عمه، ولو كان المزي ممن ينظر في الأصول لكان تخطئة أبي حاتم على رأيه أولى من تخطئة صاحب الكمال.
وقال أحمد بن صالح [ق175/أ] العجلي: كوفي ثقة.
وفي تاريخ البخاري: سمع أبا ليلى، وأبا عبد الله البجلي.(12/75)
من اسمه نفيع ونقادة
4860 - (ع) نفيع بن الحارث بن كلدة، أبو بكرة الثقفي، وقيل: اسمه مسروح، وقيل: نفيع بن مسروح.
قال خليفة بن خياط: داره حضرة المسجد الجامع، وله دار في سكة إصطفانوس.
وقال البرقي: له أحاديث في «المحبر» لابن حبيب: أربعة من أهل البصرة لم يمت منهم أحد حتى رأى ولده وولد ولده مائة إنسان: أنس بن مالك، وأبو بكرة، وعبد الله بن عمير الليثي، وخليفة بن بو السعدي.
وقال ابن حبان: مات سنة تسع وخمسين، وقد قيل: ثلاث وخمسين، وكان له يوم مات ثلاثٌ وستون سنة، وكان قد أسلم وله ثمان عشرة سنة.
وفي كتاب أبي القاسم البغوي عن علي بن المديني: قال أبو بكرة: اسمه: نافع بن الحارث، ويقال: نفيع، وهو تصغيره، وعن خالد بن سمير: لما أرادت ثقيف ادعاءه قال: أنا مسروح، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وروي أنه قال لابنته حين حضرته الوفاة: أندبيني بنت مسروح الحبشي، وعن أبي سلمة التبوذكي قال: لم يسكن البصرة قط بعد عمران بن حصين أفضل من أبي بكرة، وكان أبو بكرة أقول بالحق من عمران.
وفي «الطبقات» عن عامر أن ثقيفا سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أن يرد إليهم أبا بكرة عبدا، فقال: لا، هو طليق الله وطليق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن سعد: مات أبو بكرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالبصرة، في ولاية زياد.(12/76)
في «المثالب» لأبي عبيدة: قال أبو بكرة: كنت أمشي مع أمي سمية، فمر بي رجل، فمسح رأسي وأعطاني درهما، فقلت: من هذا؟ قالت: هذا أبوك صفوان بن عتبة، قال أبو بكرة: لو كنت مدعيا إلى أحد من الدور لادعيت إلى صفوان.
وفي «المدخل» لأبي بكر الإسماعيلي: لم يمتنع أحد من التابعين فمن بعدهم من رواية حديث أبي بكرة والاحتجاج بها، ولم يتوقف أحد من الرواة عنه، ولا طعن أحد على روايته من جهة شهادته على المغيرة، هذا مع إجماعهم أن لا شهادة لمحدود في قذف غير تائب فيه، فصار قبول خبره جاريا مجرى الإجماع، فما كان رد شهادته قبل الفرية جاريا مجرى الإجماع.
روى عنه فيما ذكره الطبراني: حفيده عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة، وعقبة بن جهان، وشيبان أبو الأسود، ويحيى بن مرار فيما قيل، وعاصم الجحدري، ونصر بن عاصم الليثي، وقطن القطيعي، وسعد مولى أبي بكرة، وطلحة بن عبد الله بن عوف، وعبد الله بن الهجنع، وأخوه عمر بن الهجنع، وبلال بن بقطر.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: خرج إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – من الطائف ثالث ثلاثة وعشرين - وقيل: ثامن ثمانية وعشرين - على أقدامهم.
وزعم المزي - ومن خط المهندس [175/ب] وضبطه مجودا -: أن ابنته كيسة روت عنه، كذا ضبطه: فتح الكاف وسكون الياء وعلى السين علامة الإهمال.
والذي في كتاب ابن ماكولا وغيره: فتح الكاف بعدها ياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها وسين مهملة، قاله الأمير وغيره؛ تصحيف. والله أعلم.(12/77)
4861 - (ت ق) نفيع بن الحارث، أبو داود الأعمى الدارمي، ويقال: الهمداني السبيعي الكوفي العاص، ويقال: اسمه نافع.
قال البخاري في «تاريخه الصغير»: نفيع بن الحارث، قاص، يتكلمون فيه، وعن قتادة: كان أبو داود إذا قدم البصرة حدثهم عن زيد بن أرقم والبراء، وإذا قدم الكوفة حدثهم عن بريدة وعمران بن حصين، وقال في «الأوسط» في فصل من مات بين [المائة إلى] عشر ومائة: قال هشيم: نفيع بن الحارث يتكلمون فيه، وقال شريك: جلست إليه فجعل يقول: ثنا ابن عمر، وسمعت ابن عباس، وأنسا وأبا سعيد، وجلست إليه مجلسا آخر، فجعل حديث ذا لذا، وحديث ذا لذا، ولو شئت أن يقول: حدثنا ابن مسعود لقاله.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال ابن عبد البر في «الاستغناء»: اتفق أهل العلم بالحديث على نكارة حديثه وضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه وليس هو عندهم بشيء.
وقال الساجي: كان منكر الحديث، يكذب، ثنا أحمد بن عبد الجبار: ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي داود، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من ذي غنى إلا سيود أنه كان أوتي في الدنيا قوتا ".
قال أبو يحيى: وهذا الحديث يصحح قول قتادة فيه: إنه كان سائلا؛ لأن هذا الحديث حديث السؤال.(12/78)
وقال الجوزجاني: كان يتناول قوما من الصحابة، فرشق.
وقال أبو بشر الدولابي: متروك الحديث، وذكره أبو العرب، وابن الجارود، وابن شاهين، والبلخي، ويعقوب بن شيبة، وابن سفيان، والبرقي في جملة الضعفاء.
وقال أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد النقاش: يروي عن بريدة أنس أحاديث موضوعة.
وقال أبو علي الطوسي، وأبو داود: يضعف في الحديث.
4862 - (ع) نفيع، أبو رافع الصائغ المدني، نزل البصرة، مولى ابنة عمر بن الخطاب.
روى عن: ابن مسعود. كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لما ذكره الدارقطني في كتاب السنن: أبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود.
وفي تاريخ المنتجالي: عن أبي رافع قال: مر بي عمر وأنا أقرأ القرآن يسمع، فقال: أبو رافع خير من أدى حق الله تعالى وحق مواليه.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»، وخليفة في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وفي الثانية من أهل [ق176/أ] البصرة، وقال: اسمه نافع، ويقال: نفيع.
وقال العجلي: من خيار التابعين، وكان عبدا فأعتق، وكان رجلا صالحا ثقة بصريا.(12/79)
وفي «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: قيل: اسمه نفيع، ولا يصح، وهو بصري ثقة، وفيه رد لما ذكره المزي من غير تردد.
وفي «طبقات ابن سعد»: عن أبي رافع: صليت مع عمر بن الخطاب سنتين، فقنت بهم بعد الركعة، روى عنه محمد بن أبي بكر أبو غاضرة العنبري، وكان أبو رافع ثقة.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: كان صائغا على عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، قال: فأتاني أمير المؤمنين عمر بورق، فقال لي: أريد أن تصوغ لي من هذا سوارين؟.
وذكره أبو عمر وغيره في جملة الصحابة، قال أبو عمر: لا أعرف لمن ولاؤه، ولا أقف على نسبه، وهو مشهور من علماء التابعين، أدرك الجاهلية.
وقال في «الاستغناء»: من كبار التابعين.
4863 - (ق) نقادة بن عبد الله بن خلف الأسدي، له صحبة، عداده في أهل الحجاز.
قال ابن حبان في كتاب «الصحابة»: نقادة بن مالك الأسدي، بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى رجل يستمنحه ناقة. عداده في أهل البصرة.
وقال أبو أحمد العسكري: يكنى أبا يهية، نزل البصرة، وروى عيينة بن عاصم بن السعد بن نقادة عن أبيه وعميه عن نقادة.
وفي كتاب البغوي: هو أول أسدي أدى زكاته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، وفرق بين(12/80)
الراوي عنه البراء من الراوي عنه أسامة.
وفي كتاب «الاستيعاب» الذي بيد صغار الطلبة: نقادة الأسدي، يقال: ابن عبد الله، وقيل: نقادة بن خلف، وقيل: ابن سعد، وقيل: ابن مالك.
قال ابن الأثير: قوله سعد غلط، إنما هو سعر بالراء.
والمزي ذكر ابنه فسماه سعد بالدال، وإنما هو سعر بالراء كاسم أبيه، كذا ضبط ابن ماكولا وغيره.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: روى عنه أبان بن صالح.
وفي كتاب «الأفراد» للأزدي: نقادة الأسدي.
روى عنه: البراء السليطي، ثم قال: نقاد بن عبد الله يروي عنه ابن ابنه، إن لم يكن الأول فلا أردي.(12/81)
من اسمه نمر ونمران ونملة ونمير
4864 - (د س) نمر بن تولب العكلي - ويقال: الذهلي - الشاعر، له صحبة.
كذا رأيته في موضعين بخط المهندس، ويصححه على الشيخ بكسر الميم.
وأبو حاتم السجستاني ذكر في كتابه «لحن العامة»: أن ذلك خطأ، وأن الأصمعي كان يقول: هو النمر - يعني بفتح النون وسكون الميم -؛ قال: لنفرق بين اسم الحيوان واسم ابن آدم.
وقال المرزباني: هو النمر بن تولب بن أقيش بن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث بن وائل بن قيس بن عون بن عبد مناة بن [ق176/ب] أد بن طانجة بن إلياس بن مضر، وقيل: النمر بن تولب بن أقيش بن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث بن عدي بن عبد مناة بن أد، وعكل: أمة لهم، حضنت ولد عوف بن عبد مناة فنسبوا إليها. يكنى النمر: أبا ربيعة، ويقال: أبو قيس، وكان شاعرا فصيحا، كان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيس؛ لكيسه في شعره وكثرة أمثاله، وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم، ونزل البصرة بعد ذلك، وكان جوادا لا يلتق شيئا، وعمر عمرا طويلا - يقال: مائتي سنة - حتى أنكر عقله، ومن قوله:
تدارك ما قبل الشباب وبعده ... حوادث أيام تمر وأغفل
يحب الفتى طول السلامة والبقى ... فكيف ترى طول السلامة يفعل
يرد الفتى بعد اعتدال وصحة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: كنت مع مطرف في سوق الإبل، فجاء أعرابي بقطعة آدم ..... الحديث.
وأنشد له أبو الفرج الأصبهاني لما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم – مسلما يمدحه:(12/82)
إنا أتيناك وقد طال السفر ... نطعمها اللحم إذا عز الشجر
يا قوم إني رجل عندي خبر ... لله من آياته هذا القمر
والشمس والشعرى وآيات أخر
وكان شاعر الرباب في الجاهلية، ولم يمدح أحدا ولا هجاه، وأدرك الإسلام وهو كبير، وقال محمد بن سلام: كان جوادا لا يكاد يمسك شيئا، وكان فصيحا جريئا على المنطق.
وقال الأصمعي: كان النمر مخضرما، أدرك الجاهلية والإسلام.
وقال الكلبي: وأقيش بن كعب بن عبد هو بنت عكل، منهم النمر الشاعر، جاهلي، وكان شاعرا فحلا، وقال حماد الرواية: كان كثير البيت السائر والبيت المتمثل به، وسأله يوما سائل فقال: كيف أصبحت يا أبا ربيعة؟ فقال:
أصبحت لا يحمل بعضي بعضا ... أشكو العروق والأنصاب نبضا
كما تشكي الأرجى القرضا ... كأنما كان شبابي قرضا
وقال ابن قتيبة في كتاب «طبقات الشعراء» تأليفه: النمر عكلي شاعر جواد، وعاش [ق177/أ] إلى أن خرف واهتز، وألقي على لسانه:
أصبحوا الراكب انحروا له إزاره
وكان له ابن يقال له ربيعة، هاجر إلى الكوفة.
وقال ابن عبد البر: ينسبونه النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد بن عوف بن عبد مناة، زاد ثم قال: وعوف هو عكل.
قال أبو محمد الرشاطي: وهذا النسب فيه أوهام:
منها: ذكر زهير فيه، ولم يذكره ابن الكلبي ولا أبو عبيد القاسم بن سلام، وكذلك رأيته فيما حكاه الأصمعي عن ابن الكلبي في روايته لشعر النمر بن تولب، وساق نسبه كما قدمناه دون ذكر زهير.
ومنها: أنه قال: عبد بن عوف، وصوابه: عبد بن كعب بن عوف، ومنها قوله: عوف بن عبد مناة، وصوابه: عوف بن الحارث بن عوف(12/83)
ابن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة، فأسقط خمسة آباء.
ومنها: أنه قال: وعوف هو عكل - يريد عوف بن عبد مناة -، وليس كما ذكر، إنما عكل عوف بن وائل بن قيس. انتهى. لم أر أحدا نسبه هذليا؛ فينظر.
4865 - (ق) نمران بن جارية بن ظفر الحنفي.
قال ابن أبي حاتم: سئل [أبي] عنه، فقال: محله محل الأعراب.
وقال ابن القطان: حاله مجهول.
4866 - (د) نمران بن عتبة الذماري.
ذكر ابن منده أنه دمشقي، روى عن: أم الدرداء. روى عنه: ابن أخيه رباح، ذكره ابن حبان في «الثقات»، لم يزد المزي شيئا، ولو نظر كتاب ابن حبان لوجده ذكر عنه راويا آخر هو حريز بن عثمان، وخرج حديثه في صحيحه.
4867 - (د) نملة بن أبي نملة الأنصاري المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال في صحيحه: ثنا ابن قتيبة: ثنا حرملة، ثنا ابن وهب، أبنا يونس، عن ابن شهاب أن نملة بن أبي نملة حدثه أن أبا نملة أخبره ... ، فذكر حديث الجنازة.
وزعم أبو الحسن ابن القطان في كتابه «الوهم والإيهام»: أنه لم يرو عنه غير الزهري، واسم أبيه: عمار بن معاذ.(12/84)
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة قال: اسم أبي نملة عمرو، وأم نملة: كبشة بنت حاطب بن قيس الأوسية، وكان له ولد فانقرضوا.
4868 - (بخ ت) نمير بن أوس الأشعري، قاضي دمشق.
قال محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الشام: كان قليل الحديث.
وفي هذه الطبقة ذكره أبو زرعة الدمشقي.
وفي قول المزي: قال ابن حبان: مات سنة خمس عشرة، وقال ابن سعد: مات سنة اثنين وعشرين ومائة - نظر؛ لأن ابن حبان ذكر هذين القولين في كتابه في موضع واحد، فكان ينبغي له - على عادته - أن يذكره معددا لمن ذكر وفاته إذا ظفر بهم.
قال ابن حبان: مات سنة خمس عشرة، وقد قيل: إنه مات سنة ثنتين وعشرين ومائة.
ولما ذكره خليفة في الطبقة الثانية نسبه [ق177/ب] حمصيا.
وفي سنة اثنتين وعشرين، ذكر وفاته علي بن عبد الله التميمي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو حسان الزيادي فيما ذكره القراب وابن أبي شيبة في آخرين.
وقال الهيثم في الطبقة الثانية: مات زمن هشام بن عبد الملك.
وذكره أبو موسى المديني في جملة الصحابة، وأورد له حديث: «الدعاء جند من أجناد الله تعالى».(12/85)
وقال أبو عمر في كتاب «الاستيعاب»: نمير بن أوس الأشجعي، ويقال: الأشعري، ذكره في الصحابة من لم ينعم الروية، ولا يصح له عندي صحبة، وإنما روايته عن أم الدرداء وأبي الدرداء، وكان قاضي دمشق.
4869 - (ت) نمير بن عريب الهمداني، كوفي.
قال أبو موسى المديني في كتاب الصحابة: أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة وقال: له صحبة، وأورد حديث أبي إسحاق عنه في الصوم في الشتاء، قال أبو موسى: هذا الحديث يرويه نمير هذا عن عامر بن مسعود.
وذكره في الصحابة أيضا ابن فتحون.
ولما ذكره فيهم أبو القاسم البغوي قال: يشك في صحبته.
4870 - (فق) نمير بن يزيد القيني، شامي.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: روى عنه بقية وأهل الشام.
4871 - (د س ق) نمير الخزاعي، والد مالك بن نمير، له صحبة.
قال أبو نعيم الدكيني، وأبو أحمد العسكري: سكن البصرة، وكذا قاله أبو القاسم البغوي، زاد: ولا أعلم له حديثا مسندا غير حديث: «واضعا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى يدعو» الذي قاله البرقي وغيره.
وقال أبو عمر: نمير بن أبي نمير الخزاعي، ويقال: الأزدي: يكنى أبا مالك - بابنه مالك - سكن البصرة، لم يرو حديثه غير عصام بن قدامة عن مالك بن نمير، عن أبيه.
وخرجه ابن حبان في صحيحه.
وقال ابن القطان: لا يعرف له إلا هذا الحديث، ولا عرفت صحبته من قول غيره.(12/86)
من اسمه نهار ونهاس ونهشل ونهيك
4872 - (ق) نهار بن عبد الله القيسي المدني، كان ينزل في بني النجار.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وأغفل منه قول أبي حاتم: يخطئ.
وذكره أبو موسى المديني في جملة الصحابة.
4873 - (بخ د ت ق) النهاس بن قهم القيسي، أبو خطاب البصري.
ذكره العقيلي عن يحيى بن سعيد أنه قال: لست أحدث عنه بشيء.
وذكره الساجي، وأبو العرب، وابن شاهين، والبلخي في جملة الضعفاء.
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: ليس بشيء.
وذكره أيضا ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4874 - (ق) نهشل بن سعيد بن وردان القرشي الورداني، أبو سعيد، ويقال: أبو عبد الله الخراساني النيسابوري. ويقال: الترمذي، بصري الأصل.
قال الحافظ [ق178/أ] أبو عبد الله الحاكم في تاريخه: كان إسحاق بن إبراهيم يسيء القول فيه. وقال أحمد بن سيار: كان بنيسابور من أهل العلم:(12/87)
نهشل بن سعيد وبها مات، روى عنه: الوليد بن عبد الخالق البصري، ومبشر بن عبد الله.
وقال الحاكم في موضع آخر: روى عنه الضحاك المعضلات، وروى عن داود بن أبي هند حديثا منكرا.
وقال أبو سعيد النقاش: روى عن الضحاك الموضوعات.
وفي سؤالات البرقاني للدارقطني: لا شيء.
وقال البخاري: روى عنه معاوية النصري أحاديث مناكير.
وذكره الساجي فقال: روى عنه معاوية أحاديث مناكير.
وذكره أبو العرب، وابن شاهين، وابن الجارود في جملة الضعفاء.
4875 - (سي) نهشل بن مجمع الضبي الكوفي.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي، لا بأس به.
4876 - (ق) نهيك بن يريم الأوزاعي الشامي.
خرج أبو حاتم ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الدارمي، وقال الأوزاعي لما روى عنه: هو رجل منا.(12/88)
من اسمه نواس ونوح
4877 - (بخ م 4) النواس بن سمعان الكلابي، ويقال: الأنصاري.
قال ابن حبان: سكن الشام.
وقال أبو أحمد العسكري، وأبو حاتم الرازي: سكن الشام، روى عنه رجاء بن حيوة والزبرقان.
زاد أبو عمر في «الاستيعاب»: وبشر بن عبيد الله.
زاد البخاري: ويحيى بن جابر.
وفي معجم أبي القاسم الكبير: ومكحول الشامي.
واكتفى المزي بقول أبي عمر بأن أخته هي الكلابية المتعوذة.
وقد ذكر الإمام ابن سعد أن الكلابية التي استعاذت منه - صلى الله عليه وسلم – فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية.
وذكر أحمد بن محمد النقيت البكري في كتابه «أنفس كتاب في أشرف الأنساب» أنها آمنة، وقيل: أسماء بنت النعمان الكلابية.(12/89)
وقال الرشاطي: عمرة بنت يزيد، من بني رداس بن كلاب.
وزعم أبو الفرج أنها ملية بنت كعب.
4878 - (س) نوح بن أبي بلال الخيبري، المدني، مولى معاوية بن أبي سفيان.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير قوله: روى عن عكرمة، يعتبر حديثه من غير رواية سعيد بن عبد الحميد عنه، وذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
4879 - (د س) نوح بن حبيب، أبو محمد القومسي البذشي، من قرية من قرى بسطام.
قال السمعاني: الإمام أبو محمد نوح، ينسب إلى قرية من قرى قومس [ق178/ب]، وكذا ذكره الرشاطي وغيره.
وفي قول المزي: قال أحمد بن سيار: مات في رجب سنة اثنين وأربعين، وكذلك قال ابن حبان.
وقال البغوي، وموسى بن هارون: مات سنة اثنين وأربعين، زاد البغوي: بقومس، وزاد موسى: في شعبان - نظر في مواضع:(12/90)
الأول: ابن حبان ذكر وفاته بقومس، فلا حاجة إلى قوله: زاد البغوي: بقومس.
الثاني: أغفل من كتاب ابن حبان قوله: مات في رجب قبل الرجفة بأربعة عشر يوما.
الثالث: قوله: وزاد موسى: في شعبان؛ وذلك أن المزي إنما نقل هذه الترجمة جميعها من كتاب الخطيب، والخطيب لما ذكر قول البغوي قال: قلت: ذكر موسى بن هارون أنه مات في شعبان. انتهى.
لقائل أن يقول: إيش الدليل على أن موسى ذكر وفاته في هذه السنة؟ فإن الخطيب لم يذكر إلا الشهر، لم يذكر السنة، وأما الذي جزم بوفاته سنة اثنين وأربعين في شعبان فابن قانع، وتبعه غير واحد.
وذكر الحافظ أبو محمد ابن الأخضر عن نوح بن حبيب أنه قال: رأيت أحمد بن حنبل في مسجد الخيف سنة ثمان وسبعين - يعني ومائة - وابن عيينة حي، وهو يفتي فتيا واسعة، قال ابن الأخضر: وكان ثقة.
وفي تاريخ القراب عن يحيى بن بدر الشامي: توفي سنة اثنين وأربعين ببذش.
وقال ابن عساكر: زرت قبره رحمه الله تعالى.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.
4880 - نوح بن دارج النخعي، مولاهم أبو محمد الكوفي القاضي.
ذكر أبو عبد الله البخاري وغيره أنه طائي.
وقال أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد النقاش: حدث عن الثقات بالموضوعات.(12/91)
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: عن [البخاري]: هو كذاب خبيث، ليس بشيء، قضى سنتين وهو أعمى.
وقال الساجي: صاحب رأي، يحدث عن ابن إسحاق أحاديث لم يتابع عليها، ليس هو عندهم بشيء، وكان أخذ الفقه عن أبي حنيفة.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، قال: قال يحيى بن معين: ليس به بأس.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: لما مات القاسم بن معن القاضي ولى الرشيد نوحا، ثم عزله وولى حفص بن غياث بعده.
وذكره أبو العرب، والمنتجالي، ويعقوب بن سفيان، وأبو القاسم البلخي في جملة الضعفاء، زاد المنتجالي عن أحمد بن صالح: عمي بأخرة فلم يعلمهم، فقضى فيهم سنة حتى فطن له، فعزل.
وقال يعقوب بن سفيان: لا يكتب حديثه.
وأنشد المبرد في كامله في نوح لما ولي القضاء:
يا أيها الناس، قد قامت قيامتك ... مذ صار قاضيكم نوح بن دراج
لو كان حيا له الحجاج ما سلمت ... كفانه ناجية من نفس حجاج
4881 - (ق) نوح بن ذكوان البصري.
قال الساجي: يحدث بأحاديث بواطيل.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا. يجب التنكب عن حديثه وحديث أخيه، وفي موضع آخر: يحدث بالمناكير، ويخالف الأثبات.(12/92)
وقال الحاكم أبو عبد الله: يروي عن الحسن كل معضلة، وله منها صحيفة عن الحسن، عن أنس.
وقال أبو سعيد النقاش: يروي عن الحسن مناكير.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقوي. [ق179/أ].
4882 - (د س ق) نوح بن ربيعة، أبو مكين الأنصاري، مولاهم البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: ابن حبان ذكر وفاته في سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكذا ذكر وفاته خليفة في الطبقات، والمزي لم يذكر وفاته في كتابه جملة.
الثاني: قال فيه ابن حبان: كان يخطئ، وهذا القول لا ينبغي إغفاله، ولا الإغضاء عنه، قال أبو حاتم: وقد قيل: نوح بن جعونة.
وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به.
وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب «الثقات».
وذكر المزي أن وكيعا وهم فيه فقال: ثنا أبو مكين نوح بن أبان أخو الحكم بن أبان، وإنما هو نوح بن ربيعة. انتهى.
الذي رأيت أن وكيعا لما روى عنه لم يسمه، بيان ذلك: قول مسلم بن الحجاج: نوح بن ربيعة أبو مكين الأنصاري، سمع نافعا وعكرمة، وروى(12/93)
عنه: أبو أسامة، وأبو داود، وأبو عتاب، ثم قال: أبو مكين بن أبان سمع عكرمة، روى عنه وكيع.
وقال الدولابي: سمعت العباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو مكين بصري، جار حماد بن سلمة، واسمه نوح بن ربيعة، وقال وكيع: وأبو مكين بن أبان أخو الحكم بن أبان.
وقال أبو أحمد الحاكم: أبو مكين: نوح بن ربيعة مولى الأنصار، ثم قال: من أعرف منهم بكنيته ولا أقف على اسمه: أبو مكين بن أبان، سمع عكرمة، روى عنه وكيع.
وقال ابن عبد البر في «الاستغناء»: أبو مكين نوح بن ربيعة الأنصاري، مولى لهم بصري، وهو عند جميعهم ثقة، ثم ذكر في فصل من لم يعرف اسمه: أبو مكين بن أبان، روى عنه: وكيع.
وقال عمرو بن علي: سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن أبي مكين.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4883 - (د) نوح بن صعصعة.
قال ابن القطان: حاله مجهولة، ولا يعرف روى عنه غير سعيد بن السائب.(12/94)
4884 - (م 4) نوح بن قيس بن رباح الأزدي الحداني، ويقال: الطاحي، أبو روح البصري، أخو خالد بن قيس، وكان الأصغر.
كذا ذكره المزي، ومن عادته – رحمه الله تعالى – أنه يذكر ما في كتاب ابن سعد، فهنا ما له لم ينقل عنه شيئا؟ إذ لو رآه لما ذكر خلافا في نسبه، ولعلم أنه حداني لا طاحي نسبا. إنما نزل سويقة طاحنة [ق179/ب] فنسب إليها، ذكره ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل البصرة.
وقال السمعاني في كتابه - الذي صار مختصره عند طلبة الحديث أشهر من قفا نبك -: وبالبصرة محلة تعرف بطاحية، ينسب إليها جماعة، منهم: نوح بن قيس بن رباح الحداني الطاحي، وكان ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وزعم أن يحيى قال فيه: شويخ، صالح الحديث.
وقال العجلي: بصري ثقة.
4885 - (ت فق) نوح بن أبي مريم ماينة، وقيل: ماقنة، وقيل: يزيد بن جعونة المروزي، أبو عصمة القرشي مولاهم قاضي مرو، ويعرف بالجامع.
ذكر أبو رجاء محمد بن حمدويه السبخي في «تاريخ مرو»: كان أبوه مجوسيا من أهل هرمز، وكان مولى بني تميم، غلب عليه الإرجاء وكلام أهل الرأي، ولم يكن بمحمود الرواية، مات سنة ثلاث وسبعين ومائة. حدثنا عنه محمد بن عبد ربه، والرقاد بن إبراهيم، وروى عن أبي إسحاق، يعني السبيعي.(12/95)
وفي تاريخ نيسابور للحاكم أبي عبد الله. روى عن: أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس، وعمرو بن دينار، وكثير بن شظير، وحصين بن []، وزياد بن ميمون، ومحمد بن عجلان، وهشام بن عروة.
روى عنه: سليمان بن طرخان التيمي، وأبو حنيفة أستاذه، وبشر بن القاسم، ومخلد بن خال التيمي، وحماد بن قيراط، ومحمد بن عبد الوهاب بن حبيب، والجارود بن يزيد، وبشر بن أبي الأزهر القاضي، النيسابوريون.
وعن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يقول: كان أبو عصمة صحيح الكتاب إلا أنه ابتلي بالقضاء، ولما قال وكيع للعباس بن مصعب: لم يرو عنه ابن المبارك، قال له: حدثني عبد العزيز بن النضر، ثنا ابن المبارك، عن أبي عصمة، عن حماد، عن إبراهيم في الصيد إذا قطع بنصفين، قال: يؤكل كله، فقال وكيع: طولت. قال: فقلت له: بل جودت، وعن سفيان بن عيينة، قال: كنت أختلف أنا وأبو عصمة إلى الزهري.
وقال الحاكم: أبو عصمة متقدم في هذه العلوم على ما ذكره أهل بلده، إلا أنه ذاهب الحديث بمرة، وقد أفحش أئمة الحديث القول فيه لبراهين ظاهرة يطول ذكرها في هذا الموضع [ق180/أ].
وفي موضع آخر: لقد كان جامعا ذا سنة، رزق كل شيء إلا الصدق، فإنه حرمه!! نعوذ بالله تعالى من الخذلان.
وقال ابن السمعاني: يقلب الأسانيد، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال الخليل في «الإرشاد»: ادعى عن الزهري، وهو ضعيف أجمعوا على ضعفه، وقصته مشهورة، وروى عن حميد أحاديث لا يتابع عليها، منها:(12/96)
حميد عن أنس في عدة الحيض - مرفوعا. فعرض هذا على ابن عيينة، فجمع الناس، فقال: سمعنا من حميد، ومن هو أكبر سنا منا مالك بن أنس، والثوري فلم نسمع بهذا؛ قد صح عندنا لما قالوا: إنه كذاب.
وقال أبو علي النيسابوري: كان كذابا، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال أبو سعيد النقاش: روى الموضوعات.
وقال ابن عبد البر في «الاستغناء»: هو عندهم متروك الحديث، روى حديث: «الشمس والقمر» حديث منكر.
وذكره البرقي في المتروكين، وأبو العرب، وابن السكن، والعقيلي، والبلخي، وابن الجارود، والمنتجالي في جملة الضعفاء.
وقال الساجي: متروك الحديث، عنده أحاديث بواطيل.
4886 - (ل) نوح بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال، أبو سعيد العجلي البغدادي، ويقال: المروزي، المعروف بالمضروب، وهو والد محمد بن نوح.
قال أبو سعد السمعاني: مات سنة ثمان عشرة ومائتين.(12/97)
من اسمه نوف ونوفل ونيار
4887 - (له ذكر في الصحيحين) نوف بن فضالة الحميري البكالي، أبو يزيد، وقيل: أبو الرشيد، ويقال: أبو رشدين، ويقال: أبو عمرو الشامي، ابن امرأة كعب الأحبار.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»، وكناه أبا رشيد، ووصفه برواية القصص.
وزعم بعض العلماء أنه بكيلي، وكأنه غير جيد.
وفي تاريخ البخاري الصغير في أول فصل ما بين السبعين إلى الثمانين: عن صفوان بن عمرو، قال: حدثني أبي بن أبي عتبة الكندي، قال: كنا نختلف إلى نوف، فخرجت البعوث مع محمد بن مروان على الصائفة، فقتل. وكذا ذكره في الأوسط لم يغادر حرفا، زاد: يكنى أبا شبل، فالله أعلم بصحة هذه الكنية؛ فإني [ق180/ب] لم أرها في غيره، فينظر.
وذكر خليفة أن هذه البعوث كانت سنة خمس وسبعين.
وقال أبو حاتم الرازي: يقال: كان أحد الحكماء، وقال نسير بن ذعلوق: سمعت نوف بالكوفة في إمارة مصعب.(12/98)
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الشام، ومسلم بن الحجاج في الأولى.
وفي تاريخ المنتجالي [] وفي كتاب «ليس» لابن خالويه: النوف [] سمى الرجل، وسمي بذلك لارتفاعه [].
وفي تاريخ البخاري، عن جبير: أرسلتني أم الدرداء، فقالت: يا جبير، اذهب إلى أنيف وفلان لم يسمه - قاصين كانا بحمص -، فقل لهما يجعلان من موعظتهما للناس في أنفسهما، وقال أبو [] في شرح البخاري [] له: كان حاجبا لعلي بن أبي طالب.
وقال أبو العباس القرطبي: كان ابن أخي كعب، قال: ونسبه الحسين وأبو بكر بكالي - بفتح الباء وتشديد الكاف -، وقيل: هو بطن من حمير، وقيل: من همدان.
وقال []: وكسر الباء صواب، وضم بعضهم نون نوف ولا يصح.
4888 - (تم) نوفل بن إياس الهذلي المدني.
قال محمد بن جرير الطبري في كتابه «تهذيب الآثار»: ونوفل بن إياس هذا غير معروف عندهم في نقلة العلم والآثار، وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
4889 - (د) نوفل بن مساحق بن عبد الله الأكبر بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، أبو سعد، ويقال: أبو سعيد، ويقال: أبو مساحق المدني، والد عبد الملك.
قال المزي: ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال: ولي قضاء المدينة، انتهى.(12/99)
الذي رأيت في هذه الطبقة المذكورة: نوفل بن مساحق، أمه مريم بنت مطيع ابن الأسود، من بني عدي بن كعب، فولد سعد بن نوفل ومعقلا وعبد الملك ومروان وسليمان، ولنوفل أحاديث يسيرة. – والله تعالى أعلم-.
لكن الذي ذكر أنه ولي قضاء المدينة ابن أبي حاتم، فكأن المزي ذهب من ابن أبي حاتم إلى ابن سعد، وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وفي قول المزي: قال ابن حبان: مات سنة أربع وسبعين في إمارة عبد الملك قال: وفيما قاله نظر - نظر؛ وذلك أن ابن حبان لم يقل هذا، إنما قال في كتاب الصحابة لما ذكره فيهم: مات في أول إمرة عبد الملك، وكذا قاله أيضا في كتاب «الثقات»، ثم إن ابن حبان لم ينفرد بهذا القول، ولا ذكر المزي شيئا خالفه صريحا حتى يرجحه عليه، وأكثر ما ذكر قوله: إنه كانت له ناحية من الوليد، وأنه دخل عليه فكلامه بكلام غضب منه الوليد، وسيره إلى المدينة. انتهى.
يحمل هذا على أن الوليد فعل ذلك في ولاية أبيه، قال البخاري في تاريخه الكبير والصغير والأوسط: قال عبد الجبار بن سعيد: مات نوفل في ولاية عبد الملك في أولها، وكذا ذكره أبو حاتم الرازي، وأبو موسى المديني لما ذكره في جملة الصحابة، ولا أعلم لمن ذكرت مخالفا، والله تعالى أعلم.
4890 - (خ م س) نوفل بن معاوية بن عروة، وقيل: ابن عمرو بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل، أبو معاوية الديلي.
كذا ساق المزي نسبه []، له من بني صخر بن يعمر [] الرشاطي، وذكر أن معاوية كان على بني ديل يوم الفجار.(12/100)
قال أبو أحمد العسكري: كان معاوية أبو نوفل بن علي بن الديل بن بكر يوم الفجار، وله يقول الشاعر – يعني: تأبط شرا -:
ملاذا بها ما نزلنا بعامر ... ولا عامر ولا النفاثي نوفل
[ق181/أ] وكان ابنه سلمى بن نوفل من أجود العرب، وفيه يقول الشاعر:
يُسَوَّدُ أقوام وليسوا بسادة ... بل السيد المذكور سلمى بن نوفل
وهم بيت بني الديل، ومات بالمدينة زمن يزيد بن معاوية، وكذا قاله ابن حبان في وفاته. زاد: وهو دؤلي، وهو غير الديل.
وأبو حاتم الرازي، وابن عبد البر، وغيره.
وفي قول المزي، عن الواقدي: مات بالمدينة في خلافة معاوية، وقال غيره: في خلافة يزيد بن معاوية - نظر في موضعين:
الأول: الواقدي الذي قاله عنه ابن سعد في كتاب الطبقات: وأبو نصر الكلاباذي، وأبو الوليد، والقراب، في آخرين، مات زمن يزيد بن معاوية.
الثاني: قوله: وقال غيره – يعني: تحقيقا لوفاته -: زمن معاوية، من غير ذكر قائل ذلك، وقد نبهنا على أن جماعة قالوا، ولا أعلم لهم مخالفا إلا قول خليفة: مات في فتنة ابن الزبير، وهو في التحقيق يرجع إلى الأول.
وفي مسند الشافعي: أسلم نوفل بن معاوية وتحته خمس نسوة، فأمره - صلى الله عليه وسلم – بإمساك أربع، وقال البرقي: كان من المؤلفة، جاء عنه حديثان، وعرفه بالنفاثي.(12/101)
4891 - (د ت س) نوفل الأشجعي، والد فروة بن نوفل.
روى عنه: فروة وعبد الرحمن ابناه، كذا ذكره المزي.
وفي «الاستيعاب» لأبي عمر: نوفل بن فروة الأشجعي، لم يرو عنه غير بنيه: فروة، وعبد الرحمن، وسحيم بنو نوفل حديثه في " قل يا أيها الكافرون "، مضطرب الإسناد لا يثبت.
وقال ابن قانع: نوفل أبو فروة الأشجعي.
وقال أبو القاسم البغوي: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثين، وهو رد لقول البرقي وأبي عمر: له حديث يعنيان واحدا.
وفي كتاب الصريفيني وغيره: يكنى أبا فروة.
وقال أبو حاتم: روى عنه بنوه سجيم، وعبد الرحمن، وفروة.
وخرج الحاكم حديثه المذكور في «المستدرك».
4892 - (ت) نيار بن مكرم الأسلمي، له صحبة.
أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان، وهم: جبير بن مطعم، وحويطب بن عبد العزى، وعبد الله بن الزبير، ونيار بن مكرم، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: الذين دفنوه رضي الله عنه كانوا خمسة، فيهم أبو جهم أبو حذيفة، وقال مالك بن أنس الإمام: إن جده مالك بن أبي عامر كان منهم أيضا. وقال أبو القاسم البغوي: سكن المدينة.
الثاني: زعم خليفة أنه تابعي، فذكره في الطبقة الأولى من أهل المدينة.(12/102)
وكذا ذكره أيضا ابن سعد، وقال: قد سمع من أبي [ق181/ب] بكر، وكان ثقة، قليل الحديث.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: روى عن عثمان بعد أن ذكره في الصحابة، وقال: له صحبة.(12/103)
باب الهاء
من اسمه هارون
4893 - (س) هارون بن إبراهيم الأهوازي البصري، أبو محمد.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وقد حرصت على وجدانه في كتاب «الثقات» في غير ما نسخة فلم أجد في هذه الطبقة عنده إلا هارون بن أبي إبراهيم. والله تعالى أعلم، فينظر.
4894 - (ر ت س ق) هارون بن إسحاق بن محمد بن مالك بن زبيد الهمداني، أبو القاسم الكوفي.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: نزل بغداد، توفي بها في رجب.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: روى عنه أبو القاسم البغوي، وهو صدوق. وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ثقة.(12/105)
وقال ابن خزيمة في صحيحه: ثنا هارون بن إسحاق، ثنا ابن فضيل، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه ذكر أنهم يقظوا في النوم على التأذين.
4895 - (خ) هارون بن الأشعث، أبو عمران الهمداني البخاري، ابن عم هارون بن إسحاق، كوفي الأصل.
قال صاحب زهرة المتعلمين: روى عنه - يعني البخاري - حديثين، وقال.
4896 - (م د س) هارون بن رئاب التميمي، ثم الأسيدي، أبو بكر، ويقال: أبو الحسن البصري. أخو علي واليمان.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: لم يسمع من أنس شيئا، كذا ذكره عنه المزي، وما علم أن ابن حبان تناقض كلامه في هذا الرجل، فذكره في طبقتين، طبقة الأتباع، وأتباع الأتباع، فرأى المزي كلامه في أتباع الأتباع، وما رآه في طبقة الأتباع؛ قال في طبقة الأتباع: هارون بن رئاب الأسيدي، بصري، سمع أنس بن مالك وكنانة بن نعيم.
وفي تاريخ البخاري روايته عن أنس من غير تعرض لانقطاع بينهما، وعن ابن عيينة: كان يخفي الزهد.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة في أهل البصرة، وقال: كان ثقة، قليل الحديث.(12/106)
وذكره خليفة في الطبقة الرابعة.
وابن شاهين في كتاب «الثقات».
وفي تاريخ المنتجيلي: قال الحميدي: سمعت سفيان وذكر هارون، فقال: رحمه الله تعالى، إن كان - ما علمت - ليخفي الزهد، وما كان له [ق182/أ] منزل إلا المسجد إذا قدم حتى يخرج، وعن حماد بن زيد قال: قدم هارون مكة، فدخل عليه أيوب - وكان لهارون فرش خيش حشوها ريحان يابس، يعني المرسين، قد خللها بنمط - فرفع أيوب النمط حتى رأى الفرش، فلما خرجنا قال أيوب: ألا تخفون زهدكم كما يخفيه هارون بن رئاب؟.
وفي كتاب الصريفيني: سمع بالبحرين من سنان بن سلمة.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
4897 - (د س) هارون بن زيد بن أبي الزرقاء: يزيد التغلبي، أبو موسى الموصلي، نزيل الرملة.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». كذا ذكره المزي، وهو غير جيد؛ لأن ابن حبان لما ذكره فيهم قال: مات بعد سنة خمسين ومائتين، فلو كان الشيخ رأى كتاب الثقات لما أغفل وفاته التي لم يذكره في كتابه جملة.
وذكره أبو زكريا الأزدي في الطبقة السادسة من أهل الموصل.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.
وقال أبو علي الجياني الغساني: هلك في نحو السبعين ومائتين.(12/107)
وذكره ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين».
4898 - (م) هارون بن سعد العجلي، ويقال: الجعفي، الكوفي الأعور.
قال ابن حبان: كان غاليا في الرفض، لا تحل الرواية عنه بحال.
وقال الساجي: كان ممن يغلو في الرفض.
وقال ابن معين: كان من المغلية في التشيع، وكان من الخربية.
وفي كتاب أبي العرب: ذكر ابن قتيبة هارون بن سعد، وروى له شعرا يطعن فيه على الرافضة:
ألم تر أن الرافضين تفرقوا ... وكلهمُ في جعفر قال منكرا
فطائفة قالوا: إمام، ومنهمُ ... طوائف سمته النبي المطهرا
ومن عجب لم أقضه جلد جفرهم ... تبرأت إلى الرحمن ممن تجفرا
برئت إلى الرحمن من كل رافض ... يصير بباب الكفر في الدين أعورا
إذا كف أهل الحق عن بدعة يمضي ... عليها، وإن يمضوا على الحق قصرا
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وذكر أن أحمد بن حنبل قال: أظنه يتشيع.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة.
وفي كتاب المنتجالي: والخريبية يقولون: إذا مات الناس يزور بعضهم بعضا.
وذكر المزي عن أبي حاتم أنه قال: جعل البخاري هذا الاسم – يعني هارون(12/108)
ابن سعد [182/ب] مولى قريش، وفي موضع قال: هارون مولى قريش، ولم ينسبه، قال أبو حاتم: هما واحد. انتهى.
البخاري لا يرد عليه هذا، ولا شيء منه؛ لأنه لما ذكره ثانيا قال: أراه ابن سعد، فخلص من أن يورد عليه، ولكن هذا كله آفته التقليد، وعدم النظر في الأصل، وكم مر لنا من هذا في هذه العجالة، والحمد لله تعالى.
4899 - (م د س ق) هارون بن سعيد بن الهيثم بن محمد بن الهيثم بن فيروز السعدي مولاهم، أبو جفر الأيلي.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: توفي بمصر يوم الأحد لست خلون من شهر ربيع سنة ثلاث وخمسين: أنبانا عنه غير واحد، وقاله أبو جعفر محمد بن عبد الله بن فضالة، وقال أبو طالب: ربيع الأول، وكان مقدما في الحديث فاضلا، قال ابن فضال: سمعته يقول: رحلت بابني عبد الرحمن إلى آدم بن أبي إياس بعسقلان، فأقمت عنده شهر رجب وشعبان ورمضان، فكتبنا كتب شعبة وابن أبي ذئب وحماد بن سلمة وحديث مشائخه، وكان آدم شيخ قصير القامة يلبس رقاعا ويقرأ عليه، وكان يصلي بهم، فلما قدمت عليه قدمني فلم أزل أصلي بهم حتى خرجنا، وقيل له يوما: يا أبا جعفر، أين سمعت من خالد بن نزار؟ فقال: كان جارا لنا هاهنا بمصر، وكان وكيلا لبعض هؤلاء الملوك، وكان عنده علم كثير، وقد أكثرت عنه.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ»: توفي بمصر سنة ثلاث وخمسين وقد جاوز التسعين.
وقال صاحب زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين: روى عنه – يعني مسلما - مائة حديث وخمسة عشر حديثا.
وخرج حديثه ابن حبان في صحيحه، وكذلك الحاكم، وابن عوانة، وأبو محمد الدارمي.(12/109)
4900 - (م 4) هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى البزاز الحافظ، عرف بالحمال، والد موسى بن هارون.
في كتاب عبد الغني بن سعيد: سمي بذلك لأنه كان بزازا، فتزهد، فصار يحمل الأشياء بالأجرة ويأكل منها.
وفي كتاب السمعاني: سمي بذلك لكثرة ما حمل من العلم.
وقال أبو محمد ابن الأخضر الحافظ: كان حافظا ثقة عارفا، سأل أحمد بن حنبل [ق183/أ] مسائل في الفقه، وحكي عنه أنه قال: جاءني أحمد بن حنبل بالليل، فدق الباب علي، فقلت: من هذا؟ قال: أحمد، فبادرت إليه، وقلت: حاجة يا أبا عبد الله؟ قال: نعم، شغلت اليوم قلبي. قلت: بماذا؟ قال: جزت عليك اليوم وأنت تحدث الناس، وأنت في الفيء والناس بأيديهم الأقلام والدفاتر في الشمس، لا تفعل هذا مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد مع الناس.
وفي «طبقات القراء»: قال الأثرم: حدثني عن أحمد الثقة هارون بن عبد الله البزاز – رحمه الله تعالى –، فقد كان من الإسلام بمكان.
وقال الخلال: هارون الحمال رجل كبير في السنة، قديم في السماع، كان أبو عبد الله يكرمه، ويعرف حقه وقدمه وجلالته، وله أخبار كثيرة يطول شرحها، وهي متفرقة في الكتب، وكان عنده عن أبي عبد الله جزء كبير مسائل حسان جدا.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه - يعني مسلما - ثمانين حديثا.
وقال أبو علي الجياني الحافظ: روى عنه البخاري ومسلم، وهو ثقة، توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين، كذا قال البخاري، ولعله روى عنه خارج الصحيح لعدم من قاله غيره.
وفي وفيات أبي القاسم البغوي: جاوز التسعين.(12/110)
وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة حافظا عارفا.
وخرج ابن حبان وأبو عوانة والحاكم حديثه في صحيحهم.
وذكر البخاري في آخرين وفاته يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة ثلاث وأربعين.
وقال ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين»: صنف المسند.
4901 - (د س ق) هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني، أبو عبد الرحمن بن أبي وكيع الكوفي، والد عبد الملك بن هارون.
قال ابن حبان البستي: لا يجوز الاحتجاج به، يروي المناكير الكثيرة، حتى يسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لها، وفي موضع آخر: وهارون بن عنترة، والله المستعان على أسبابه، قاله في ترجمة أبيه عنترة.
وفي تاريخ عباس بن محمد، عن يحيى: أبو عمرو هارون بن عنترة: كذاب.(12/111)
وقال أحمد بن صالح العجلي: ومحمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: ثقة، وقال أبو أحمد الحاكم: أبو عمرو هارون بن عنترة ليس بالمتين عندهم.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» وقال: قال أحمد بن حنبل: يكنى أبا عمرو.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء، وكناه أبا عمرو.
وقال النسائي: أبو عمرو هارون بن عنترة: أبنا بركة بن نشيط، قال: قال أبو الحسن – وهو علي بن المديني -: أخبرني يحيى بن سعيد، قال: رأيت ابن عنترة شيخا أصلع أعور يكنى بأبي عمرو: أبنا محمد بن عيسى، سمعت عباسا، سمعت يحيى يقول: هارون بن عنترة، كنيته أبو عمرو، وقال مسلم بن الحجاج: أبو عمرو هارون بن عنترة، وقال أبو بشر الدولابي: وأبو عمرو هارون بن عنترة، وكذا قاله ابن السكن، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين» في آخرين؛ فينظر من كناه أبا عبد الرحمن غير صاحب الكمال، والله تعالى أعلم.
4902 - (س) هارون بن أبي عيسى الشامي، كاتب محمد بن إسحاق.
لما ذكر [] في الأطراف حديث عائشة []: " كان الناس يأتون الجمعة من العوالي "، قال: رواه (م) عن هارون بن عيسى – كذا قال – ولم أر أحدا ذكر في شيوخ «م» هارون بن عيسى فينظر.(12/112)
4903 - (د س) هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وخرج حديثه في صحيحه.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: لا بأس به.
وقال أبو علي الجياني الحافظ: هلك في نحو السبعين ومائتين، وكان أبوه محمد بن بكار قاضي دمشق.
وذكره ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين».
4904 - (ق) هارون بن مسلم البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
ولما روى البزار حديثه عن قتادة في النهي عن الصف بين السواري قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة إلا هارون، ولا نعلم أسند قتادة عن أبيه غير هذا الحديث. ولما خرجه الحاكم قال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
4905 - (خ م د) هارون بن معروف المروزي، أبو علي الخزاز، الضرير، نزيل بغداد.
قال الآجري: سألت أبا داود عن هارون الخزاز؟ فقال: لا بأس به. قال أبو داود: وسمعت الحسن بن علي يقول: هارون الخزاز شيخ ثقة.
وقال صاحب الزهرة: مات ببغداد سنة [ق185/أ] ثلاث وأربعين، وقيل: سنة إحدى وثلاثين وهو ابن أربع وسبعين سنة، روى عنه - يعني مسلما - إحدى(12/113)
وثلاثين حديثا، وروى عنه البخاري في مصنفاته وفي الجامع، عن محمد بن عبد الرحيم، عنه.
وقال الجياني: كان أسن من أحمد بن حنبل بخمس سنين أو ست.
وذكر المزي وفاته من عند جماعة، كلهم من ينبوع واحد وهو البخاري، قال: مات ببغداد لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وفي قول المزي: قال هارون: رأيت في المنام: قيل لي: من آثر الحديث على القرآن عذب، قال: فظننت أن ذهاب بصري من ذلك - نظر؛ لما ذكره الخطيب عنه قال: رأيت في المنام قبل أن يذهب بصري بسنة كأن قائلا يقول: فذكره.
وقال أبو محمد ابن الخضر: كان ثقة.
وقال ابن قانع: ثقة ثبت.
4906 - (د ت) هارون بن المغيرة بن حكيم البجلي، أبو حمزة الرازي.
ذكر المزي أنه روى عنه يحيى بن معين خمسة أحاديث، والذي في تاريخ المنتجالي: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت يحيى بن معين عنه؟ فقال: شيخ صدوق ثقة، مررنا به في بستان له بالري، فكتبنا عنه نحوا من خمسة أحاديث.
ولما ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات»، قال: قال يحيى بن معين: كتبنا عنه نحوا من خمسة أحاديث ببستان بالري.
وخرج حديثه في الصحيح الحاكم وأبو علي الطوسي الحافظان.(12/114)
4907 - (ت سي) هارون بن موسى بن أبي علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة العدوي، أبو موسى المدني، مولى آل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قال ابن منده: ولد سنة أربع وسبعين ومائة، وطلب العلم سنة تسع وثمانين.
وقال مسلمة بن قاسم: توفي سنة ثلاث وخمسين، ثقة.
ولما ذكره ابن الأخضر نسبه: هارون بن موسى بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي فروة، كما ذكره في الكمال.
وكذا ذكره الصريفيني، قال ابن الأخضر: روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل في صحيحه، كذا قال، لم أر له متابعا، فينظر.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: هارون بن موسى الفروي ثقة، وأبوه ثقة.
4908 - (خ م د ت س) هارون بن موسى الأزدي العتكي مولاهم أبو عبد الله، ويقال: أبو موسى الأعور النحوي البصري، صاحب القراءة.
ذكره السخاوي في «جمال القراء»، قال أبو حاتم السجستاني: أول من تتبع بالبصرة وجوه القرآن وألفها، وتبع الشاذ منها، وبحث عن أستاذه هارون الأعور، وكان من القراء، فكره الناس ذلك، وقالوا: قد أساء حين ألفها.
وقال الأصمعي: كان هارون ثقة مأمونا، وكنت أشتهي أن يضرب لما كان تأليفه الحروف، قال: وكان الأصمعي لا يذكر أحد بسوء إلا من عرفه ببدعة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
ولما روى البزار في كتاب السنن عن موسى بن إسماعيل عنه عن حبيب المعلم(12/115)
حديثا، قال: ليس به بأس.
وقال العجلي: هارون بن إبراهيم الأعور ضعيف الحديث، وكان يقرئ، صاحب قراءات.
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وأبو العرب في الضعفاء.
4909 - (ق) هارون بن هارون بن عبد الله بن محرز بن الهدير القرشي التيمي، أبو محرز، ويقال: أبو عبد الله المدني، أخو محرز بن هارون.
قال الساجي: ليس بذاك.
وخرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في صحيحه.
وذكره العقيلي، وأبو محمد بن الجارود في جملة الضعفاء، وكذا أبو العرب.(12/116)
4910 - هارون أبو محمد البربري، وهو ابن إبراهيم، وقيل: ابن أبي إبراهيم: ميمون بن أيمن مولى عقار بن المغيرة.
قال محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة: كانت عنده أحاديث صالحة.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: كان ممن يخطئ.
وفي قول المزي: وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هارون البربري ثقة ثقة، وقال أيضا: سئل أبي عنه، فقال: هو من الثقات؛ نظر، يبين ذلك سياق كلام ابن أبي حاتم: أبنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: سمعت أبي يقول: هارون البربري ثقة ثقة، قال ابن أبي حاتم: وسئل أبي عنه؟ فقال: هو من الثقات، فهذا كما ترى القائل فيه: ثقة ثقة هو أحمد بن حنبل لا أبو حاتم، وقول أبي حاتم: هو من الثقات، فكأن الشيخ اعتمد أن قول عبد الله: سمعت أبي هو عبد الرحمن بن أبي حاتم، والله تعالى أعلم.
ويزيد ذلك وضوحا قول ابن شاهين لما ذكره في كتاب «الثقات»، قال: قال أحمد بن حنبل: هارون البربري ثقة ثقة.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفين: في اسم أبيه قولان: أحدهما محمد، والثاني ميمون.
4911 - (س) هارون بن ابن أم هانئ، وقيل: ابن أم هانئ، وقيل: ابن بنتها. وهو وهم، فإنه لا يعرف لها بنت.
قال أبو الحسن بن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»: هارون هذا لا يعرف أصلا. والله تعالى أعلم.(12/117)
من اسمه هاشم
4912 - (د س ق) هاشم بن البريد، أبو علي الكوفي، والد علي بن هاشم.
خرج الحاكم حديثه في صحيحه.
وقال ابن الأثير: مات سنة إحدى وثمانين ومائة، انتهى كلامه، وكأنه غير جيد، والمعروف بالوفاة في هذه السنة إنما هو ابنه علي بن هاشم، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال [ق186/أ] قال: قال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسا.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة مأمون، وابنه علي بن هاشم كذاب.
ونسبه ابن حبان في كتاب «الثقات» زبيديا.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة، وكان يتشيع.
وقال الجوزجاني: هاشم بن البريد وابنه علي بن هاشم غاليان في سوء مذهبهما.
ولما ذكره أبو العرب في جملة الضعفاء قال: قال أحمد بن حنبل: هاشم بن البريد ثقة، وفيه تشيع قليل.(12/118)
4913 - (د سي ق) هاشم بن بلال، ويقال: ابن سلام، أبو عقيل الدمشقي، قاضي واسط، ووالد سهل البيروتي، ويقال: إنه من ولد أبي سلام الحبشي.
وفي كتاب الصريفيني: هاشم بن بلال، ويقال: ابن سلال، ويقال: ابن سلام بن أبي سلام، قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: هو من ولد أبي سلام الحبشي.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي: هاشم بن سلام، ويقال: سلال، وكان ثقة إن شاء الله تعالى، يقال: وكان من الشام، فقدم واسط فكان قاضيا بها.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» عرفه بالأسود.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل واسط.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
4914 - (ت) هاشم بن سعيد، أبو إسحاق الكوفي، نزيل البصرة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل: سألت أبي عن هاشم بن سعيد، فقال: ضعيف الحديث.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وذكره الساجي، وابن الجارود في «جملة الضعفاء».(12/119)
4915 - (ق) هاشم بن القاسم بن شيبة بن إسماعيل بن شيبة القرشي مولاهم، أبو محمد الحراني.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
وذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة السادسة من أهل حران.
وفي تاريخ ابن قانع في سنة تسع وخمسين ومائتين: هاشم بن قاسم السمسار - يعني: مات -، فالله أعلم أهو المذكور هنا، أم غيره.
4916 - (ع) هاشم بن القاسم، أبو النضر الليثي، من أنفسهم، ويقال: التميمي. خراساني الأصل، لقبه قيصر بغدادي.
قال ابن سعد: ثقة، وقال ابن حبان: مات في ذي القعدة سنة خمس، وقيل: سبع، وقال الحارث بن أبي أسامة ومحمد بن عبد الله الحضرمي: مات سنة سبع، وذكر محمد بن جرير الطبري أنه دفن في مقابر عبد الله بن مالك، كذا [ق186/ب] ذكره المزي، وهو كلام رجل يقتضي أنه لم ير كتاب ابن سعد، وأنى يكون رآه وجميع ما قاله من عند غيره هو قاله؟ فلو كان نقل من أصله كما يفهم من كلامه لأتى بجميع ما فيه ورشحه بكلام غيره.
قال ابن سعد: أبو النضر هاشم بن القاسم الكناني، من بني ليث من أنفسهم، وهو من أهل خراسان، نزل بغداد، وتوفي بها لغرة ذي القعدة سنة سبع ومائتين في خلافة المأمون، ودفن في مقابر عبد الله بن مالك.
وقال في موضع آخر: مات ببغداد يوم الأربعاء في ذي القعدة.
وفي قوله أيضا عن الحارث: توفي سنة سبع. وقال ابن حبان: في ذي القعدة - نظر؛ لما ذكره القراب: أنبأ العباس بن محمد القرشي: أنبا محمد بن قريش بن سليمان، عن الحارث بن أسامة، قال: مات أبو النضر ببغداد لغرة ذي القعدة سنة سبع ومائتين.(12/120)
وقال البخاري في «الأوسط»: حدثني الفضل بن يعقوب: قال: مات أبو النضر سنة خمس، وقال غيره: مات ببغداد سنة سبع، في شوال أو في ذي القعدة.
وقال في «الكبير»: مات سنة سبع أو قريبا منها.
وفي قوله أيضا عن ابن حبان: في ذي القعدة؛ نظر. والذي في نسختي: رجب، واستظهرت بنسخة أخرى بخط بعض الأئمة.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: أول ما كتبنا عن أبي النضر قال: إن عندي كتابا لشعبة، نحوا من ثمان ومائة حديث، سألت عنها شعبة، فحدثنا بها، وعندي غير هذه، لست أجترئ عليها، ثم حضرناه من بعد ذلك يقول في تلك الأحاديث الباقية: حدثنا شعبة، والحديث فتنة، وكان حديثه نحوا من أربعة آلاف حديث، كذا قال يحيى.
وفي تاريخ بغداد: قال أبو نعيم: أما يتقي الله قيصر يحدث عن الأشجعي بكتاب سفيان.
وقال ابن قانع: ثقة.
وفي «الاستغناء» لابن عبد البر: أثنى عليه علي وأحمد، واتفقوا على أنه صدوق ثقة.
وذكره علي بن المديني في طبقة الغرباء الثقات الآخذين عن شعبة بن الحجاج ومسلم بن الحجاج في الطبقة الثالثة من الغرباء الثقات.(12/121)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: لا بأس به.
وفي سؤالات مسعود عن الحاكم: حافظ ثبت في الحديث.
4917 - (ع) هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المدني، ويقال: هاشم بن هاشم بن هاشم.
روى عن عامر بن سعد، روى عنه أبو ضمرة وابن نمير.
قال البزار في كتاب المسند: ليس به بأس.
وقال العجلي: مدني ثقة.
وقال ابن [ق187/أ] سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: هاشم بن هشام بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب، أمه أم ولد، فولد هاشم بن هاشم: هاشما، وأمه: أم عمرو بنت سعد بن أبي وقاص، وقد روى هاشم عن عامر بن سعد وغيره، وروى عنه: أبو ضمرة، وعبد الله بن نمير، وغيرهما. انتهى.
فقول المزي على هذا: هشام بن هشام بن هاشم - غير جيد.(12/122)
من اسمه هانئ
4918 - (س) هانئ بن أيوب الحنفي الكوفي، والد أيوب بن هانئ.
قال محمد بن سعد في الطبقة السادسة من أهل الكوفة: كانت عنده أحاديث، وفيه ضعف.
4919 - (س) هانئ بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش العامري الحرشي البصري.
روى عن أبيه، وقيل: عن رجل من بلحريش، وهو وهم، روى عنه: أبو بشر، ذكره ابن حبان في «الثقات»، هذا جميع ما ذكره المزي.
والذي في كتاب «الثقات»: روايته عن رجل من بلحريش.
وكذا في «التاريخ الكبير» للبخاري، وكتاب ابن أبي حاتم الرازي، وتاريخ ابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان، فما أدري إيش الملجئ له إلى إنكاره. والله تعالى أعلم.
4920 - (د ت) هانئ بن عثمان الجهني، أبو عثمان الكوفي.
صحح ابن حبان حديثه، وكذلك الحاكم والطوسي أبو علي.(12/123)
4921 - (د) هانئ بن كلثوم بن عبد الله بن شريك بن ضمضم الكناني، ويقال: الكندي الشامي.
روى عن: عمر بن الخطاب، كذا ذكره المزي.
وابن أبي حاتم، حكى عن أبيه في كتاب «الجرح والتعديل» روى عن: عمر، ولا أظنه أدرك عمر.
ونسبه أبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل، وابن حبان: هانئ بن كلثوم بن شريك، لم يذكروا عبد الله بينهما، فينظر – والله تعالى أعلم.
وذكر المزي وفاته من عند رجاء بن أبي سلمة، وأغفلها من عند ابن حبان، وهي ثابتة في كتاب، فكان ينبغي له على عادته أن يعدد في الذاكرين للوفاة [ق187/ب].
4922 - (بخ د ت ص ق) هاني بن هاني الكوفي الهمداني.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عبد الله الحاكم، وأبو محمد الدارمي.
وقال محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: كان يتشيع، وكان منكر الحديث.
وذكره في هذه الطبقة أيضا عمران بن محمد بن عمران الهمداني.(12/124)
4923 - (بخ د س) هاني بن يزيد بن نهيك بن دريد، ويقال: رويد بن سفيان ابن ضباب، وهو سلمة بن الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد، أبو شريح الحارثي الضبابي. وقيل: المذحجي، وقيل غير ذلك في نسبه.
كذا ذكره المزي، وهو من خط المهندس وضبطه وتصحيحه مجودا، وهو غير جيد؛ لأن قوله: وعلة صوابه: عله - بعين مضمومة، ولام مفتوحة مخففة -، وقوله: خالد غير جيد أيضا، إنما هو جلد بجيم مفتوحة، ولام ساكنة، نص على ما ذكرناه ابن حبيب، وابن ماكولا، وغيرهما.
وقال أبو القاسم البغوي: سكن الكوفة، وفي أهل الكوفة ذكره محمد بن سعد وغيره.
4924 - (د ت ق) هاني أبو سعيد البربري، مولى عثمان بن عفان، كانت له دار بدمشق.
كان في الأصل يعني الكمال. روى عنه: عبد الله بن بحير بن ريسان وأبو وائل القاص، قال المزي: هما واحد – يعني أن أبا وائل اسمه عبد الله -، كذا ذكره تابعا - فيما أرى - ابن ماكولا، والذي رأيته في كتاب مسلم بن الحجاج القشيري، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عمر ابن عبد البر: أبو وائل القاص عن هاني مولى عثمان، لا يعرف اسمه.(12/125)
يزيد ذلك وضوحا: عدم ذكره في كنى النسائي، والدولابي؛ لأنهما ما يذكران إلا من عرف اسمه، وأيضا في كتاب ابن أبي حاتم كما في الكمال، فينظر، والله تعالى أعلم.
4925 - (عس) هاني مولى علي بن أبي طالب.
رأيت في كتاب أبي إسحاق الصريفيني: خرج حديثه أبو عبد الله الحاكم في الشواهد، وقتل سنة ستين من الهجرة.(12/126)
من اسمه هبيرة، وهدبة
وهدية، وهذيل، وهذيم
4926 - (4) هبيرة بن يريم الشيباني، ويقال: الخارقي، أبو الحارث الكوفي، وأبوه يريم أبو العلاء هو يريم بن عبد ود، ويقال: ابن عبد، ويقال: ابن أسعد.
كذا ذكره [ق188/أ] المزي تبعا لصاحب الكمال، وهو غير جيد؛ لأن هبيرة من [اليمن] إجماعا، وأنى يجتمع شيبان مع خارق من همدان، والصواب الشبامي - بشين مكسورة بعدها باء موحدة وبعد الألف ميم -، ذكره ابن سعد، وخليفة بن خياط، ومسلم بن الحجاج، وعمران بن محمد بن عمران في الطبقة الأولى من أهل الكوفة.
أما ابن سعد فقال: هبيرة بن يريم الشبامي من همدان، وشبام هو عبد الله بن أسعد بن جشم بن حاشد، يعني ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، سمي شباما بجبل لهم، روى هبيرة عن علي وعبد الله وعمار، وقد كانت منه هنة يوم المختار، وكان معروفا، وليس بذاك.
وقال خليفة: ومن همدان، وهو: أوسلة بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيارة هبيرة بن يريم، قتل يوم الخازر مع المختار سنة ست وستين، ويقال: هو عبدي - يعني عبد همدان -.
وقال عمران: وهبيرة بن يريم الشبامي، وشبام بطن من همدان.
وفي كتاب الرشاطي: شبام هو سعيد بن عبد الله بن أسعد، وقال بعض(12/127)
النساب: شبام بالفتح، وليس يعرف ذلك، قاله الهمداني.
وقول ابن السمعاني: شبام مدينة باليمن، نسب إليها الشبامي - غير جيد، وفي شبام ذكره: الكلبي، وأبو عبيد، والبلاذري، وغيرهم.
وفي تاريخ البخاري الصغير: قال أبو إسحاق: قتل إلى جانبي يوم الخازر، وفي الكبير: قال أبو نعيم: كان يجيز على الجرحى مع المختار.
ولما ذكره الساجي في جملة الضعفاء قال: قال يحيى بن معين: هو مجهول.
وذكره البرقي في شيوخ أبي إسحاق المجاهيل.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: أرجو أن لا يكون به بأس، ويحيى وعبد الرحمن لم يتركا حديثه، وقد روى غير حديث منكر.
وذكره أبو محمد ابن الجارود، وأبو بشر الدولابي، وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وفي تاريخ أحمد بن حنبل – رواية ابن بكير -: كان أبو يريم يؤمهم، فيقرأ بمائة من البقرة ومن آخر آل عمران، وكان يريم قد قرأ التوراة، والزبور، والإنجيل، والقرآن.
وقال أبو حاتم الرازي: وسأله ابنه: يحتج بحديثه؟ قال: لا، هو شبيه بالمجهول.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الترمذي، والطوسي، والحاكم.
وذكره أحمد بن صالح العجلي في أصحاب ابن مسعود، يعني الثقات.(12/128)
وقال أبو داود: قال وكيع بن الجراح: كانت من هبيرة بن يريم يوم الجازر. فقال: فلان رأيته يوم جازر يجيز على الجرحى، فقلت له قال: إنهم محلون.
وفي تاريخ يعقوب بن سفيان: روى عن أبيه: أبو إسحاق وأبو ميسرة، ورأى قيس بن سعد مسح على الخفين، وآمهم وهم عشرة آلاف [ق188/ب].
4927 - (خ م د) هدبة بن خالد بن الأسود بن هدبة القيسي الثوباني، أبو خالد البصري، من بني قيس بن ثوبان، ويقال له: هداب.
قال أبو أحمد ابن عدي: سمعت أبا يعلى يقول: كان هدبة ثقة.
وفي الزهرة: روى عنه البخاري خمسة عشر حديثا، ومسلم مائة حديث وثلاثين حديثا.
وقال مسلمة بن قاسم: بصري ثقة.
وفي كتاب أبي القاسم ابن عساكر: كنيته أبو خالد، ويقال: أبو عبد الله.
وزعم الرشاطي وغيره: أنه منسوب إلى ثوبان بن شهميل بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف ابن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
وقال ابن قانع: صالح، مات أول سنة ست وثلاثين، وكذا ذكر وفاته موسى بن هارون فيما ذكره القراب.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن هدبة وشيبان، فقال: هدبة أعلى عندنا، قيل(12/129)
له في سماعه مع أخيه من الشيوخ، قال: لا ينكر السماع، وقال علي بن نصر: [لا] يرى يوما مع أخيه.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4928 - (ق) هذيل بن الحكم الأزدي، ويقال: المسعودي، أبو المنذر البصري.
قال يحيى بن معين – فيما ذكره الصريفيني -: الهذيل بن الحكم، قد رأيته بالبصرة، وكتبت عنه ولم يكن به بأس، وهذا الحديث - يعني حديث: " موت غربة شهادة " - منكر ليس بشيء، وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
4929 - (د ق) الحرماس بن حبيب العنبري.
عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم –، قال ابن حبان في كتاب «الصحابة»: الهرماس بن حبيب العنبري، له صحبة.
4930 - (د س) الهرماس بن زياد الباهلي، أبو حدير البصري، له صحبة.
قال ابن حبان: عداده في أهل اليمامة.
وقال البغوي: سكن اليمامة، وقال أبو أحمد العسكري: هرماس بن زياد بن بكر عمرو بن عامر، وقيل: هرماس بن زياد بن مالك بن عبد العزى بن عامر بن ثعلبة بن عثمان بن قتيبة، يعني ابن مالك بن عصر بن سعد بن قيس علان بن مضر، وفد مع أبيه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبايعه، وهو وأبوه من ساكني اليمامة، وذكره بعضهم أنه خرج يريد النبي - صلى الله عليه وسلم –، فبلغه وفاته قبل أن يرد.(12/130)
وفي كتاب أبي نعيم: وقيل: اسمه شريح، وقال أبو عمر: طال عمره.
وقال المرزباني هو أحد بني سهم بن عمرو، من رهط أبي أمامة الباهلي، وذكر له شعرا في معجمه.
وزعم مسلم في الوحدان أن عكرمة بن عمار تفرد بالرواية عنه.
وقاله أيضا أبو صالح المؤذن، وأبو الفتح الأزدي زاد: وقد روى عنه بعض ولده شيئا.
وفي كتاب أبي زكريا بن منده: هو آخر من مات من الصحابة باليمامة، وقال عكرمة بن عمار: كتبت عنه سنة [] ومائة.
4931 - (س ق) هرمي بن عبد الله، وقيل: ابن عمرو، وقيل: ابن عبد الله بن [ق189/أ] هرمي الأنصاري الواقفي، ويقال: الحطمي، مدني مختلف في صحبته.
له حديث واحد في النهي عن إتيان النساء في أدبارهن. في إسناده اضطراب، كذا كلام المزي؛ وفي تاريخ البخاري: قال عبد الله بن صالح عن الليث، عن عمر مولى غفرة، عن عبد الله بن السائب، عن ابن حصين، عن عبد الله بن هرمي الخطمي، ولا يصح عبد الله.(12/131)
وسماه أبو عمر ابن عبد البر: هرم بن عبد الله.
وقال أبو نصر ابن ماكولا: وأما هرمي - بفتح الهاء، وبعد الميم ياء - فهو هرمي بن عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن مجدعة بن كعب بن سالم، وهو واقف شهد الخندق، ثم ذكر ما ذكره عنه المزي، وأغفل منه - إن كان نقله من أصله -: وهرمي بن عبد الله حدث عن خزيمة بن ثابت، روى عنه عبد الملك بن عمرو الخطمي، وعمرو بن شعيب، وقيل فيه: هرم.
وقال أبو موسى المديني في كتاب الصحابة: هرمي بن عبد الله الواقفي. أنبا إسماعيل بن الفضل: أنبا أحمد بن علي بن خلف؛ أنبأ أبو طاهر، أنبا أبو حامد بن بلال، ثنا أبو الأزهر، ثنا يعقوب بن الأحمر، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني ثمامة بن قيس بن رفاعة الواقفي، عن هرمز بن عبد الله - رجل من قومه، كان ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرين - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع الأذان بالجمعة ثم لم يأتها كان في التي بعدها أطول .... » الحديث مطولا. قال: ورواه أبو زهير عن ابن إسحاق مختصرا.(12/132)
من اسمه هرير، وهريم، وهزال، وهزيل
4932 - (د) هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج الأنصاري المدني.
ذكره أبو الحسن الدارقطني، قال: لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، ولم يدركها.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، وعاب المزي على صاحب الكمال قوله: وروى عنه عبد الحميد بن أبي عيسى، قال: وهو خطأ، إنما هو عبد المجيد بن أبي عبس، انتهى. أما رده عليه في عيسى وأنه عبس - فصحيح لا شك فيه، وأما عبد الحميد فهو في كتاب ابن أبي حاتم، وابن حبان، والبخاري، فصاحب الكمال مع هؤلاء، وكفى بهؤلاء قدوة.
وفي كتاب ابن ماكولا: روى عنه: إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب.
4933 - (ع) هريم بن سفيان، أبو محمد البجلي الكوفي.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال: قال أبو عبد الله(12/133)
أحمد بن حنبل: صالح الحديث، وقال عثمان: يعني ابن شيبة: هو ثقة صدوق ثبت.
وقال الحاكم أبو عبد الله لما خرج حديثه: اتفقا جميعا على الاحتجاج بهريم بن سفيان.
وقال البزار: صالح الحديث، ليس بالقوي.
وقال ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل الكوفة: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
وزعم المزي أن صاحب الكمال قال: روى عنه إسحاق بن منصور الكوسج، والصواب: السلولي، انتهى. الذي رأيت في غير ما نسخة قديمة من كتاب الكمال: السلولي على الصواب، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: صدوق.
4934 - (م) هريم بن عبد الأعلى بن الفرات الأسدي، أبو حمزة البصري.
خرج أبو عوانة الأسدي حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب الصلة: لا أعرفه.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه - يعني مسلما - أربعة أحاديث.
4935 - (س) هزال بن يزيد بن ذباب بن كليب الأسلمي.
قال أبو عمر: هزال بن ذباب بن يزيد بن كليب، روى عنه: ابنه، ومحمد بن المنكدر حديثا واحدا ما أظن له غيره: " لو سترته بردائك "،(12/134)
وبعضهم يقول: إن بين هزال وابن المنكدر: نعيمَ بن هزال.
وقال البغوي: سكن المدينة، وذكره العسكري في بني أسلم، من أفصى، وابن سعد في بني مالك بن أقصى، أخوه أسلم، ذكره في طبقة الخندقيين.
4936 - (خ 4) هزيل بن شرحبيل الأودي الكوفي الأعمى، أخو الأرقم.
قال محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: الهزيل بن شرحبيل الأودي، من مذجح، وكان ثقة.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في «الثقات»، ولم يذكر المزي له وفاة البتة، وهي ثابتة في كتاب الثقات، قال ابن حبان: مات بعد الجماجم، وكذا قاله خليفة بن خياط – الذي إذا كانت الترجمة شامية نقله كلامه – في الطبقة الأولى.
وقال الهيثم في هذه الطبقة: توفي زمن بشر بن مروان.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
وقال العجلي: روى عنه: الزهري، وكان ثقة من أصحاب عبد الله [ق190/أ] ابن مسعود، وكان أعمى.
ولما ذكره أبو موسى في جملة الصحابة، قال: قيل: إنه أدرك الجاهلية، وهو من تابعي أهل الكوفة.(12/135)
من اسمه هشام
4937 - هشام بن إبراهيم.
قال ابن عساكر: روى عنه أبو داود فيما ذكره ابن خلفون، لم ينبه عليه المزي.
4938 - (4) هشام بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة، أبو عبد الرحمن المدني. أخو عبد الرحمن.
قال البخاري: يقال: السهمي، كذا ذكره المزي، والذي في تاريخ البخاري: هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة القرشي، وكذا ذكره أبو حاتم الرازي، وأما الذي زعم أنه سهمي فابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات»، قال: هشام بن إسحاق بن الحارث بن كنانة السهمي القرشي، وقد قيل: هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، وخرج حديثه في صحيحه، وكذا أبو علي الطوسي، وأبو محمد الدارمي، وأبو عبد الله الحاكم.
4939 - (د ت س) هشام بن إسماعيل بن يحيى بن سليمان بن عبد الرحمن الحنفي، وقيل: الخزاعي، أبو عبد الملك الدمشقي العطار.
فرق أبو حاتم الرازي بين هشام بن إسماعيل الحنفي، وبين هشام بن إسماعيل العطار، أبي عبد الملك الدمشقي، فينظر.
وقال العجلي: هشام بن إسماعيل العطار، دمشقي، ثقة، رجل صالح، لم(12/136)
يكن بدمشق في زمانه أحد أفضل منه.
4940 - (د س) هشام بن بهرام، أبو محمد المدائني.
في كتاب أبي إسحاق الصريفيني: هو الصيدلاني.
قال ابن حبان: مستقيم الحديث.
وفي كتاب «الزهرة»: عرفه بالدلال، وعاب المزي على صاحب الكمال ذكره في شيوخ أفلح بن حميد، مستندا – فيما أظن – إلى ما ذكر في «تاريخ بغداد» من روايته عن شيخ عنه، فإن كان هذا مستنده فغير جيد؛ لأن الإنسان قد يروي عن شيخ، ويروي عن آخر عنه، وعن آخرين عنه، وإن كان مستنده غير هذا فكان الأولى [ذكره]، ثم إنا نظرنا في متابع لواحد منهما على قوله، فوجدنا سلف صاحب الكمال الحافظ أبا علي الغساني، وأبا حاتم الرازي، وقال: أدركته - يعني هشاما – ولم أكتب عنه، وكفى بهذين سلفا وقدوة، والله تعالى أعلم، اللهم إلا إذا صرح إمام حافظ بعدم سماعه منه، فيكون العيب لازما لهذين دونه.
4941 - (خ م س) هشام بن حجير المكي.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة شرفها الله تعالى، وقال: كان ثقة، وله أحاديث.
وفي رواية صالح بن أحمد، عن ابن المديني، قال: قرأت على يحيى حديثا فيه هشام بن حجير، فتكلم فيه بشيء، قلت: أضرب على حديثه؟ قال: نعم، وفي موضع آخر: إن شئت ضربت عليه [ق190/ب].(12/137)
وقال الساجي: صدوق، وروى عنه ابن عيينة فأكثر، وقيل لأحمد بن حنبل: عمرو بن مسلم الجندي الذي روى عنه ابن عيينة ومعمر - هو أضعف من هشام بن حجير؟ فقال: هو ضعيف، وقال ابن عيينة: قال ابن شبرمة: ليس بمكة أفقه من هشام بن حجير.
وفي كتاب العقيلي: قال ابن عيينة: لم نأخذ منه إلا ما لا نجد عند غيره.
وقال أبو أحمد ابن عدي: له نحو خمسة عشر حديثا.
وذكره خليفة في الطبقة الثالثة من أهل اليمن.
4942 - (ع) هشام بن حسان الأزدي القردوسي، أبو عبد الله البصري، والقراديس ولد قردوس بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
كذا هو بخط المهندس وضبطه وتصحيحه – عن الشيخ. والصواب، والذي ذكره النسابون - الكلبي فمن بعده -: زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
وذكر المزي – ومن خط المهندس وضبطه وتصحيحه – عن أبي أحمد: والقرداس والحراميز والعفاة ولقيط وعرمان إخوة، انتهى. الذي رأيت بخط أبي العباس ابن الأعرابي أخي أبي عبد الله ابن الأعرابي، وعن أبي سحبل عبد الوهاب بن خراش صاحب النوادر، وبخط أبي محمد الرشاطي، ومحمد بن يوسف المنعوت بالرضى الشاطبي، وأبي محمد الدمياطي مجودا: العقاة وعرمان.(12/138)
وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة: كان بينه وبين قتادة في السن سبع سنين، وعن سعيد بن أبي قرة: أن محمدا قال: هشام منا أهل البيت. وكان ثقة – إن شاء الله تعالى –، كثير الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: مات أول يوم من صفر سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة، وكان من العباد الخشن البكائين بالليل.
وفي كتاب المنتجالي: أراد هشام الحج، فجاءت الإبل فأبركت على الباب، وخبزت سفرته، فخرج لبعض حاجته، فرجع وأمه مدثرة، فجاء فقال: ما لك يا أمه، فقال له بعض أهل البيت: ليس بها مرض ولكن من أجلك. فقال: يا أمه، قد كنت أريد الحج، وقد بدا لي فيه، فأمضى الكراء للجمالين، وجلس فما حج ولا اعتمر، حتى ماتت أمه، فكان لا يفوته حج ولا عمرة. وكان يديم الصوم، فغشي عليه يوم جمعة، فسقط، فقالت له أمه: لا تصم يوم الجمعة، فما صام يوم الجمعة حتى ماتت، ثم جعل يشدد [ق191/أ] الصوم ولا يفطر، وقال حماد بن سلمة: كانت رؤية هشام تبكي، وقال عمرو بن علي: كان من البكائين.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال عثمان – يعني ابن أبي شيبة -: كان ثقة.
وذكره خليفة في الطبقة السادسة من أهل البصرة، والهيثم بن عدي في الطبقة الرابعة، وقال: مولى الأزد، توفي في وسط خلافة أبي جعفر بعد قتل إبراهيم بن ميسرة.(12/139)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: صلى عليه سعيد بن أبي عروبة.
وقال أبو داود: إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء؛ لأنه كان يرسل، وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب.
4943 - (م د س) هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد الأسدي.
قال أبو نعيم الحافظ: استشهد بأجنادين من أرض الشام، كذا ذكره المزي، ولم يتبعه عليه، وهو غير جيد؛ لأن أبا نعيم نفسه ذكر بسنده أن هشام بن حكيم وجد عياض بن غنم - وهو على حمص - قد شمس أناسا من النبط في أداء الجزية، فقال له هشام: يا عياض، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: " إن الله عز وجل يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ".
وحمص إنما فتحت بعد أجنادين بمدة طويلة، والذي يذكر أصحاب التاريخ أنه قتل بأجنادين سنة ثلاث عشرة هشام بن العاص.
وقال أبو أحمد العسكري: كان هشام بن حكيم صليبا مهيبا، له نظر وصلاح رضي الله عنه، وقال أبو القاسم عبد الصمد في تاريخه: كان واليا بحمص، بذاك أخبرني أحمد بن عمير، عن ابن سميع، وقال في موضع آخر: له بالشام حديث، وأخباره تدل على أنه حمصي.
4944 - (د ق) هشام بن خالد بن زيد - ويقال: ابن يزيد - بن مروان، أبو مروان الأزرق السلامي، ويقال: مولى بني أمية الشامي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وقال عمرو، وجعفر بن أحمد، وابن زبر: مات سنة تسع وأربعين، زاد عمرو:(12/140)
يوم الأربعاء لسبع ليال يعني: جمادى الأولى. ومولده سنة أربع وخمسين، وقال غيره: سنة ثلاث وخمسين، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: إغفاله وفاته من كتاب ابن حبان سنة تسع وأربعين ومائتين في آخرها.
الثاني: هو إنما نقل هذه الترجمة من كتاب ابن عساكر، فقوله: وقال غيره - لا يصلح؛ لأن أبا القاسم ذكر مولده في سنة ثلاث وخمسين، عن جعفر بن أحمد بن الرواس عنه، وقال في النبل: مات يوم الأربعاء لست ليال بقين من جمادى الأولى.
وقال مسلمة في كتاب الصلة: ثقة، مولى هشام بن عبد الملك.
وقال الجياني: ثقة، توفي سنة أربعين ومائتين [ق191/ب].
4945 - (ت ق) هشام بن زياد بن أبي يزيد الأموي مولاهم، أبو المقدام بن أبي هشام البصري، أخو الوليد بن أبي هشام.
قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وقال الدارقطني: ضعيف.
وترك ابن المبارك حديثه، وقال في موضع آخر: ارم به.
ولما روى أبو علي الطوسي حديثه في فضائل القرآن عن الحسن، قال: يضعف في الحديث.(12/141)
وقال ابن سعد في الطبقات الكبير من أهل البصرة: كان ضعيفا في الحديث.
وفي تاريخ البخاري: ضعيف، وحدث عنه عبد الرحمن بن مهدي ثم تركه.
وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه.
وقال أبو أحمد الجرجاني: وأحاديثه يشبه بعضها بعضا، والضعف بين على رواياته.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ضعيف، وفي موضع آخر: متروك الحديث.
ولما ذكره العقيلي في جملة الضعفاء، قال: قال أحمد بن حنبل: ليس حديثه بشيء.
وذكره الساجي، وأبو العرب، وابن شاهين، وابن الجارود في جملة الضعفاء، والبرقي فيمن ترك حديثه.
وفي قول المزي: قال النسائي: ضعيف، وفي موضع آخر: ليس بثقة، وفي موضع آخر: ليس بشيء - نظر؛ لأن النسائي قال في كتاب «التمييز» في موضع واحد: ليس بشيء، مدني، سكن البصرة، ضعيف.(12/142)
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد، وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف لا يفرح بحديثه.
4946 - (ع) هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري.
ذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في كتاب «الثقات»، ومسلم في الطبقة الثالثة من أهل البصرة.
4947 - (خت م 4) هشام بن سعد المدني، أبو عباد، ويقال: أبو سعيد القرشي مولاهم. يقال له: تميم زيد بن أسلم، ويقال: مولى بني مخزوم، كوفي.
كذا ذكره المزي، ولم أر له فيه معتمدا قديما، فينظر، وذكره محمد بن سعد في الطبقة السادسة من أهل المدينة، وقال: كان متشيعا لآل أبي طالب وكان صاحب محامل، ومات بالمدينة في خلافة المهدي، وكان كثير الحديث يستضعف، وكذا ذكر وفاته خليفة بن خياط في الطبقة السابعة.
وأما ابن قانع فذكر وفاته في سنة تسع وخمسين ومائة.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت عليا يعني ابن المديني، فقال: صالح، ولم يكن بالقوي.
ولما خرج الحاكم حديثه مصححا له قال: قد احتج به مسلم.
وقال الساجي: هشام بن سعد صاحب المحامل صدوق، كان يحيى بن سعيد لا [ق192/أ] يحدث عنه، وأما ابن مهدي فحدث.(12/143)
وذكره البرقي في باب: من نسب إلى الضعف في الرواة ممن يكتب حديثه، وقال: قال لي يحيى بن معين: ضعيف، حديثه مختلط.
وذكره العقيلي، وأبو العرب، وابن الجارود، والمنتجالي، وابن السكن، والفسوي، وأبو بشر الدولابي، والبلخي في جملة الضعفاء.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: قالوا: إنه واهي الحديث، يروي قصة المواقع في رمضان، وهذا أنكره الحفاظ قاطبة من حديث الزهري مقطوعا عن أبي هريرة، قال أبو زرعة الرازي: أراد وكيع الستر على هشام بن سعد بإسقاط أبي سلمة.
وقال أبو أحمد: ضعيف.
4948 - (بخ م 4) هشام بن عامر بن أمية بن الخشخاش البخاري، ابن مالك ابن عامر بن مالك النجار.
كذا ضبطه المهندس عن الشيخ، والصواب: الحسحاس - بحائين وسينين مهملات - ذكره غير واحد. يقول حسان بن ثابت:
[ديار من بني الحسحاس قفر ... فيها الروامس والسماء]
وقال البخاري: ابن عم أنس بن مالك، وقال ابن حبان: عمه.
وقال أبو أحمد العسكري، وابن سعد: ومن بني عدي بن النجار: هشام بن عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن غنم بن عامر بن(12/144)
عدي بن النجار، زاد أبو أحمد: وهو ابن عم أنس.
روى حميد بن هلال: كان رجال من الحي يتخطون هشام بن عامر إلى عمران بن حصين وغيره من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، فقال: إنكم لتتخطوني إلى رجال ما كانوا أخص لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني، ولا أوعى لحديثه مني، ولما كان زمن ابن زياد، كان الناس بالبصرة يأخذون الدراهم بالدنانير نسيئة، فروى لهم في ذلك هشام حديثا وأنه ربا، زاد ابن سعد: وأمه من بهراء، وتوفي بالبصرة، وله بها عقب.
وذكر المزي في الرواة عنه: حميد بن هلال. وأبو حاتم بين في كتابه أن روايته عن مرسله.
4949 - (ع) هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، أبو بكر البصري الربعي، من بكر بن وائل. وقيل: الجحدري، والد معاذ.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: مات سنة ثلاث، أو أربع وخمسين ومائة. وقال البزار: هشام أحفظ من أبي هلال.
وفي تاريخ البخاري، قال شعبة: كان هشام أحفظ مني وأقدم، وقال محمد بن محبوب: مات سنة ثلاث وخمسين.
وفي قول المزي: الربعي، وقيل: الجحدري [ق192/ب]- نظر؛ لأن جحدرا هو: ربيعة، فالربعي والجحدري على هذا واحد، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» ذكر عن يحيى بن معين قال: كان يحيى بن سعيد: إذا سمع حديث الدستوائي لا يبالي ألا يسمعه من غيره.(12/145)
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة السابعة من أهل البصرة، قال: مولى بني قيس بن ثعلبة، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وقال محمد بن سعد في الطبقة الخامسة: يرمى بالقدر.
وقال الغلابي: ثنا أحمد بن حنبل: ثنا يحيى بن سعيد قال: مات هشام سنة نيف وخمسين، وقال الهيثم في الطبقة الرابعة: مات زمن أبي جعفر، وقال ابن قانع: مولى ساوس.
وفي «البيان والتبيين» لعمرو بن بحر: وكما يقولون: هشام الدستوائي، وإنما قيل له ذلك؛ لأن الإباضية كانت تبعث إليه ثياب من صدقاتها دستوائية، فكان يكسوها الأعراب الذين يكونون بالجناب، فأجابوه إلى قول الإباضية، وكانوا قبل ذلك لا يزوجون الهجناء، فأجابوه إلى السوية وزوجوا هجينا، فقال حاجب الدستوائي في ذلك:
إنا وجدنا الدستوائينا ... الصائمين المتعبدينا
أفضل منكمْ حسبا ودينا ... أفيكمُ من ينكح الهجينا
وفي «العلل» لعبد الله بن أحمد عن أبيه: لم يسمع من يحيى بن أبي كثير، إنما قال: كتب إلى يحيى.
ولما ذكره الجوزجاني فيمن تكلم في القدر قال: وكان من أثبت الناس.
4950 - (د س ق) هشام بن عبد الملك بن عمران اليزني، أبو تقى الحمصي.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: لا بأس به، توفي بحمص سنة(12/146)
إحدى وخمسين، وهو مولى بني أمية، وكذا ذكر وفاته وولاءه أبو علي الجياني.
وقال أبو محمد بن الأخضر: ثقة متقن.
4951 - (ع) هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم، أبو الوليد الطيالسي البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: كان من عقلاء الناس: حدثنا عنه أبو خليفة، مات سنة سبع وعشرين.
وفي قول المزي: قال ابن سعد، والبخاري، وغير واحد: مات سنة سبع وعشرين ومائتين، قال بعضهم: في صفر، وقال البخاري: في ربيع الآخر، وقال بعضهم: يوم الجمعة؛ نظر في مواضع:
الأول: ابن سعد لما ذكره في الطبقة السابعة من أهل البصرة، قال: كان ثقة حجة ثبتا، توفي بالبصرة في غرة شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وهو يومئذ ابن أربع وتسعين سنة.
الثاني: قوله: قال البخاري: في ربيع [ق193/أ] الآخر، والذي رأيت في «التاريخ الكبير»: سنة سبع وعشرين. وفي «الأوسط»: مات أبو الوليد هشام بن عبد الملك، وأحمد بن عبد الله بن يونس، في ربيع الأول سنة سبع وعشرين، وهذا يحتمل أن يكون عن ابن يونس، أو عنهما، وقد استظهرت نسخة أخرى، والله أعلم، وفي شهر ربيع الأول ذكر وفاته الفراء في «الطبقات» وغيره.(12/147)
الثالث: أغفل من تاريخ البخاري الكبير: ويقال: مات سنة ست وعشرين ومائتين.
الرابع: قوله: وقال البخاري في ربيع الآخر، وقال بعضهم: يوم الجمعة؛ ذكر الكلاباذي، وصاحب كتاب «الزهرة»، أن البخاري قال: مات يوم الجمعة سنة سبع وعشرين. زاد في الزهرة: روى عنه البخاري مائة حديث وسبعة أحاديث، ونسبه برتيا، يعني القرية التي بنواحي بغداد.
الخامس: قوله: قال بعضهم: في صفر، الذي رأيت ذكر وفاته في صفر من القدماء أبي داود، لكنه قال: مات سنة ست وعشرين ومائتين.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: كان ثقة متقنا، وقال ابن قانع: ثقة مأمون ثبت، وزعم بعضهم أنه كان يلقب الكبش، قال بعضهم:
شيبان والكبش حدثاني ... شيخان بالله عالمان
قال: إذا كنت فاطميا ... فاصبر على وحشة الزمان
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الحادية عشر من أهل البصرة، وابن شاهين في كتاب «الثقات».
وفي الطبقات للفراء: وقيل: مات سنة تسع وعشرين - وليس بمحفوظ - وله أربع وتسعون سنة، وكان مولده سنة ثلاث وثلاثين ومائة. روى عن أحمد بن حنبل.
4952 - (ع) هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، أبو المنذر، وقيل: أبو عبد الله المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: يكنى أبا المنذر، وقد قيل: أبا(12/148)
بكر، وكان مولده سنة ستين أو إحدى وستين، مات بعد الهزيمة سنة خمس أو ست وأربعين، وقد قيل: إنه مات سنة أربع وأربعين ومائة، وكان حافظا متقنا، ورعا فاضلا.
وفي «المراسيل»: سمعت أبي يقول: لا يثبت لهشام بن عروة لقي [عبد الرحمن بن] كعب بن مالك يدخل بينهما ابن سعد.
وفي تاريخ البخاري: سمع ابن عمر، وابن الزبير، وقال فروة: ثنا علي بن مسهر عن هشام: صعدت إلى ابن عمر فقبلني، وأنا ابن عشر سنين، أو نحوه.
وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: أم هشام، أم ولد، وولدت له فاطمة بنت المنذر: محمدا والزبير وعروة، ومات ببغداد، ودفن في مقابر الخيزران سنة ست وأربعين. المزي ذكر عن ابن سعد توثيقه، ولما عدد ذاكري وفاته لم يذكره، فينظر.
وذكره خليفة في الطبقة السادسة، والهيثم بن عدي في الثالثة.
وفي قول المزي: قال الهيثم، وعبدة، وخليفة، والزبير: مات سنة ست وأربعين، قال الهيثم: ببغداد، وقال الزبير: بمدينة السلام - نظر؛ فإن خليفة لما ذكره في تاريخه، قال: مات ببغداد سنة ست وأربعين ومائة، وكذا ذكره عنه أيضا الكلاباذي، وغيره.(12/149)
ولما ذكره [ق193/ب] ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال يحيى بن سعيد: وذكر له حديث هشام بن عروة عن عبد الرحمن بن القاسم، فقال: ملي، عن ملي.
وفي تاريخ المنتجيلي: عن مالك: كان شعر هشام إلى المنكبين، وكانت له شعرة حسنا جدا بيضاء، وكان يلبس ثوبين ممصرين، وأنشد له المرزباني - يرثي أباه -:
عروة الخير قد أصيب فأمسى ... تحت رمس وجندل منضود
شهدوا موته وغيب عنهم ... لهف نفسي عليه من مفقود
كان بالجار والضعيف رحيما ... وثمالا للجائع المجهود
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: أبو المنذر، ويقال: أبو بكر، أمه خراسانية اسمها: صافية.
وقال الآجري عن أبي داود: لما حدث هشام بن عروة بحديث أم زرع، هجره أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن، وقال: لم يحدث عروة بهذا، إنما كان يحدثنا بهذا يقطع السفر.
وقال حنبل بن إسحاق عن أبي عبد الله: مات هشام هاهنا - يعني ببغداد، أو بالكوفة -.
وفي كتاب الزبير: قال هشام: وضع عندي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وصيته، ولما قدم أبو جعفر المنصور المدينة جاءت بنو أسد إلى هشام، فقالوا: قد بلغنا رأي أمير المؤمنين فيك، ونحن نحب أن تكلمه فينا وتستقرض لنا. فقال هشام: حياكم الله، ما من أحد أحب إلي من قومي، ثم الأقرب، فالأقرب. فإن اتسع لي ما عند أمير المؤمنين أفعل، وإن يضق علي فسأقتصر بذلك على أدنى الناس مني، قال: فأعطاه الخليفة فرائض، فاقتصر(12/150)
بها على ولده وولد بنيه، فوالله ما استطاع أحد أن يتعلق عليه منع ولا خلاف.
وفي كتاب العقيلي: قال ابن لهيعة: كان أبو الأسود نقم من حديث هشام عن أبيه، وربما مكث سنة لا يكلمه.
وقال أبو الأسود: لم يكن أحد يرفع حديث أم زرع غير هشام بن عروة، قال: وأبو الأسود يتيم عروة [] هشام.
وقال العجلي: لم يكن يحسن يقرأ كتبه، كتبت عنه ثلاث مجالس، ولم يسمع من محمد بن سيرين شيئا، إنما كان يرسل عنه.
4953 - (خ 4) هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي، ويقال: الظفري، أبو الوليد الدمشقي، خطيب المسجد الجامع بها.
كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين النسبتين، وهو غير جيد؛ لأن الكلبي وغيره قالوا: ظفر بن الحارث بن بهثة بن سليم بطن من سليم.
ولما ذكر الكلاباذي هشاما هذا قال - كما قال المزي -: السلمي، ويقال: الظفري؛ رد ذلك عليه أبو الوليد الوقشي، فقال: ظفر هذا من سليم، وأرى أبا نصر - لجهله بالنسب - عد ذلك خلافا. والله تعالى أعلم.
وقال السخاوي: في «جمال القراء» تأليفه: هشام ثقة أمين عند أئمة الحديث.
وقال الخليلي: روى عنه حديث: إن الله تعالى لا يقبض العلم نحوا آمن ستمائة رجل.(12/151)
قال البزار: آفته أنه ربما لقن أحاديث فذكرها، وقد روى عنه أبو عبيد، وغيره.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: مات سنة خمس وأربعين ومائتين، آخر المحرم.
وقال ابن سعد: راوية الوليد بن مسلم.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: تكلم فيه، وهو جائز الحديث صدوق.
وفي كتاب أبي أحمد ابن عدي: سمعت عبدان [ق194/أ] يقول: ما كان في الدنيا مثل هشام بن عمار في إسناده في زمانه، سمعت محمد بن العباس بن الوليد الدمشقي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدثت في بلد فيه مثل أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، فيجب للحيتي أن تحلق، قال أحمد بن أبي الحواري: وأنا إذا حدثت في بلد فيه مثل أبي الوليد هشام بن عمار، فيجب للحيتي أن تحلق.
سمعت عبدان يقول: قرأ بعض أصحاب الحديث يوما على هشام بن عمار حديثا ليس من حديثه، فقال: يا أهل الحديث. لا تفعلوا؛ فإن كتبي قد نظر فيها يحيى بن معين، وأبو عبيد القاسم بن سلام، قال هشام: ونظر يحيى بن معين في حديثي كله، إلا حديث سويد بن سعيد، فإنه قال: سويد ضعيف.
وسمعت عبدان يقول: خطب هشام يوما، فقلت: يا أبا الوليد، خطبتك هذه لا تشبه سائر خطبك في سائر الأيام، تلك كانت أبلغ، فقال لي: اسكت يا صبي، ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة.(12/152)
وفي كتاب الزهرة: هشام بن عمار بن نصير بن أيوب، روى عنه - يعني البخاري - أربعة أحاديث.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات بدمشق آخر المحرم سنة خمس وأربعين - نظر، والذي في تاريخه ونقله عنه الأئمة: مات أراه بدمشق آخر يوم من المحرم.
4954 - (4) هشام بن عمرو الفزاري.
ذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب «الثقات».
4955 - (خت 4) هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي، أبو عبد الله، ويقال: أبو العباس، شامي، نزل بغداد.
قال ابن حبان: من أهل صيداء، ولربيعة بن عمرو صحبة.
وزعم المزي، أن ابن سعد ذكره في الطبقة الخامسة، وخليفة بن خياط في الطبقة الرابعة، من أهل الشامات، لم يذكر عنهما شيئا فكان ماذا، وذلك أنه نقل هذه الترجمة من كتاب ابن عساكر، وابن عساكر ذكر هذا الكلام ليستدل على أن هشام بن الغاز من أهل الشام، فأراد المزي أن لا يخلي هذه الترجمة من شيء من الأشياء، وما علم - غفر الله تعالى لنا وله - أن ابن سعد لما ذكره في المكان المذكور قال: قد رووا عنه.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الطوسي، والحاكم، والدارمي،(12/153)
وابن الجارود، وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» [ق194/ب].
4956 - (ق) هشام بن يحيى بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ابن عم عكرمة بن خالد.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وقال البخاري: يعد في أهل الحجاز.
4957 - (خ 4) هشام بن يوسف، أبو عبد الرحمن الصنعاني الأبناوي، من أبناء الفرس، قاضي صنعاء.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال أحمد بن حنبل، وابن سعد: مات سنة سبع وتسعين ومائة، وقال الحضرمي: أخبرت أنه مات في سنة سبع وتسعين ومائة، كذا ذكره المزي، وما أدري من أي أمريه أعجب: أمن ترشيحه كلام أحمد وابن سعد بما هو ممرض عند المطين، أو من إغفاله وفاته من كتاب الثقات بزيادة ليست عند هؤلاء؟!
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مات سنة سبع وتسعين ومائة، وهو على القضاء بصنعاء.
وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل اليمن: وروى عن معمر رواية كثيرة.
وقال خليفة في الخامسة: مات سنة تسع وتسعين.
وفي سؤالات مسعود قال الحاكم: ثقة مأمون.(12/154)
وقال يحيى بن منصور المخضوب: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: عبد الرزاق أوسع علما من هشام بن هشام، وهشام أنصف منه.
وفي تاريخ البخاري: قال إبراهيم بن موسى: قال لنا عبد الرزاق ثم رجل – يعني بصنعاء –: إن حدثكم فلا عليكم أن تسمعوا من غيره – يعني هشام بن يوسف -، قال أبو عبد الله: ولم يكن من القدماء.
وقال أبو داود: سوى هشام بن يوسف على سفيان ثوبه، فقال: ما أخلقك للسلطان! فولى القضاء لحماد البربري.
وزعم المزي أنه روى عن أبي بكر بن أبي مريم الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد قال عبد الله بن المديني: قلت لأبي: إن الشاذكوني حدث عن هشام بن يوسف عن أبي بكر بن أبي مريم، فأنكره أبي أشد الإنكار، وقال: لم يسمع هشام من أبي بكر بن أبي مريم شيئا.
وقال الخليلي: ثقة متفق عليه، روى عنه الأئمة كلهم. قال ابن معين: قصدته فقال لي: يكفيك عبد الرزاق، فعدت الثاني والثالث. فقال: أو تعود؟ فقلت: والله لو احتجت أن أقيم دهرا هنا ووجدت إلى الخير سبيلا ما فارقتك، فقال: يا بني، إنما جربتك وحرصك على العلم، فأخرج إلي كتبه وأملى علي من حفظه.
4958 - (سي) هشام بن يوسف السلمي الحمصي، نزيل واسط.
قال أسلم بن سهل في «تاريخ واسط»: ثنا أبو مروان عبد الملك بن مشكام، ثنا عبد الغفار بن الحكم: ثنا هشيم، قال: حدثني هشام بن يوسف - قاضي كان علينا بواسط -.
4959 - (ت) هشام بن يونس بن وابل اللؤلؤي، أبو القاسم الكوفي.
قال الحضرمي: كان صدوقا، كذا ذكره المزي تبعا لصاحب الكمال، والذي رأيت في غير ما نسخة من تاريخ محمد بن عبد الله الحضرمي: ثقة.(12/155)
من اسمه هشيم، وهصان، وهقل، وهلب
4960 - (ع) هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار، أبو معاوية السلمي بن أبي خازم، وقيل: أبو معاوية بن أبي بشر بن أبي خازم الواسطي. قيل: إنه بخاري الأصل.
قال أبو العباس في كتابه المسمى «بالمفجعين»: قال إسحاق بن أبي إسرائيل: ازدحم أصحاب الحديث على هشيم، فطرحوه عن حماره، فكان ذلك سبب موته.
وفي قول المزي: قال أحمد ومحمد بن سعد [ق195/أ] وغير واحد: مات سنة ثلاث وثمانين، زاد ابن سعد: في شعبان - نظر؛ لإغفاله من عند ابن سعد: يوم الثلاثاء في خلافة هارون، وهو مولى لبني سليم، وهو يومئذ ابن تسع وسبعين، ودفن في مقابر الخيرزان.
وقال الخليل: حافظ متقن، تأخر موته، أقل الرواية عن الزهري، ضاعت صحيفته، وقيل: إنه ذاكره شعبة، فكان يسرد عن الزهري، ولم يكن شعبة أدرك الزهري، فتناول صحيفة، فألقاها في دجلة، فكان هشيم يروي عن الزهري من حفظه، وكان يدلس.
وفي تاريخ المنتجلي: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: كان هشام كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، ويمد بها صوته، وكتب إليه وكيع: إن الله تعالى قد أغناك بما سمعت من العلم عن التدليس، فكتب إليه(12/156)
إليه هشيم: سبقني إلى التدليس معلماك الأعمش وسفيان، ولما حدث مصعب الزبيري بحديث قال: كنا نراه غير هذا، ولكنْ هشيم أعلم.
روى عن: أبي العلاء العبدي هلال بن خباب – فيما ذكره أسلم بن سهل في «تاريخ واسط» -، والهيثم بن عبيد الله بن المختار المرادي، وهارون بن زاذي الواسطي، ويزيد بن زاذي، وأبي رحمة مصعب بن زاذان بن جواب بن عبد الله الباهلي، وعروة بن عبد الله البزار الهمداني أبي عبد الله، والفضل بن عطية، والفضل بن دلهم، وأبي الجودي الحارث بن عمير، والأصبغ بن زيد، والحكم بن عتيبة اليشكري - ينسب إلى الواسطيين -، وخلف بن خليفة، وليث أبي المشرفي، وأبي الجهم، وعتبة المعلم، ويزيد أبي خالد.
روى عنه: زكريا بن يحيى، وعلي بن درست، وسعيد بن إدريس، وزكريا بن يحيى، وداود بن عمر، وخالد الطحان الأحول، وموسى بن داود، وأبو زيد عمرو بن عقبة الواسطي، والقاسم بن عيسى، وعمرو بن عثمان، وحميد بن الربيع، وعبد الله بن هارون الرشيد.
وقال ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات»: هشيم بن بشير بن القاسم بن هانئ المعلم، مولى بني سليم، كان مدلسا، مات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وفي تاريخ البخاري: قال: علي مات سنة ثلاثة وثمانين.
وذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب [ق195 ب] «الثقات».
وقال أحمد بن صالح العجلي: يعد من حفاظ الحديث.(12/157)
وقال أبو داود: قيل ليحيى بن معين في تساهل هشيم، فقال: ما أدراه ما يخرج من رأسه؟.
وقيل لأبي داود: أيما أحفظ هشيم، أو سفيان؟ فقال: حدثني الثقة عن محمد بن عيسى، قال: قال لي ابن مهدي: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان، قال: وقال: كان هشيم يقدر من الحديث على شيء لا يقدر عليه سفيان، قال أبو داود: كان هشيم يقيس الحديث، وكان ابن أبي زائدة يقيس الحديث، وكان هشيم إذا أخذ في المسند لا يقيمه، وسمعت أحمد يقول: كان لا يضبط - أراه المسند -، قال أبو داود: وبلغني عن أحمد قال: كان إسماعيل ابن علية أعلم بالفقه من هشيم، قال أبو داود: وما أقر هشيم أن له كتابا، وقال يزيد بن هارون: عند هشيم عن أبي بشر كتاب فيه مائتان وثمانون حديثا، قال أبو داود: ثنا أحمد الدورقي، قال: قال عبد الرحمن بن مهدي: سماعي من هشيم أضعف من سماعي من إسماعيل، وكان هشيم يقدر من الحديث على ما لا يقدر عليه سفيان.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: كان جده القاسم: ينزل واسط للتجارة، وأصله من بلخ.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة عن إبراهيم بن عبد الله: مات هشيم يوم الأربعاء، لعشر بقين من شعبان، سنة ثلاث وثمانين، ومات ابن علية بعده بعشر سنين وأشهر، ولم يسمع من الزهري إلا أربعة أحاديث.
وقال يحيى بن معين: لم يلق أبا إسحاق السبيعي، وإنما يدلس عن أبي إسحاق الكوفي، وهو أبو عبد الجليل عبد الله بن ميسرة، وكان يكنيه تكنية أخرى لم يحفظها يحيى، ولم يسمع هشيم من القاسم بن أبي أيوب، وقال: رأيت إياس بن معاوية، ولم يكن يخضب، قال هشيم: وسمعت حديث السقيفة من الزهري، ولكني لم أحفظه، وقال إبراهيم بن عبد الله: لم يسمع(12/158)
هشيم من بيان بن بشر شيئا قط، ولم يسمع من زاذان أبي منصور: ولا رآه قط، ولم يسمع من القاسم أبي أيوب حرفا.
وفي «المراسيل»: لم يسمع من عاصم بن كليب، ولا من الحسن بن عبيد الله شيئا، ولم يسمع من القاسم الأعرج، ولا من خليد بن جعفر شيئا، ولا من زاذان والد منصور، ولا من أبي سفيان ضرار بن مرة، ولا من علي بن زيد إلا حديث المداراة، ولم يسمع من بيان شيئا قط.
وفي «العلل» لأبي الفرج: عن أحمد: لم يسمع من يعلى بن عطاء حديث أوس بن أبي أوس.
وفي «الناسخ» لابن شاهين ما يدل على أنه سمعه منه.
وقال عبد الله بن أحمد: حدثني هشيما عن أبي خلدة، ولم يسمع منه، ثم سئل عنه فأنكره.
وفي كتاب «رجال مالك» لابن الطحان: أنكر الدارقطني أن يكون هشيما روى عن مالك، وذهب على أبي الحسن أن هشيما روى عن رجل عن مالك.
وعن الميموني: قال أحمد: لم يصح لهشام عن الزهري إلا أربعة أحاديث.
وعن أبي عوانة: كان إسماعيل بن سالم ينزل السماد، فقدم قدمة، فكنت أقرأ على حديثه أري هشيما، فقال: من هذا؟ قلت: إسماعيل بن سالم، فأخذ كتابي فانتسخه، وخرج إسماعيل إلى السماد. وقال نعيم بن حماد: سمعت هشيما يقول: سمعت من أبي الزبير، قال: فأخذه شعبة فمزقه، قال أحمد: ولم يسمع من سيار، وكل شيء حدث عن جابر يدلسه، إلا حديث ابن عباس: مر(12/159)
بقدر فأخذه عرقا، وحديث أبي سفرة.
قال ابن أبي خيثمة: سمعت محمد بن محبوب، قال: مات هشيم في شعبان سنة إحدى وثمانين ومائة، خالف يحيى بن معين وإبراهيم بن عبد الله في قولهما: سنة ثلاث وثمانين [ق196/أ]، ولما ذكره خليفة في الطبقة الثالثة قال: مولى بني سليم، مات سنة ثلاث وثمانين.
وفي كتاب البخاري عن الغداني: مات سهيل بن ضمرة العجلي سنة إحدى وثمانين بعد هشيم، وكان هشيم يدلس عنه.
وفي تاريخ القراب: عن وهب بن بقية: مات هشيم ببغداد سنة ثلاث وثمانين لأربع بقين من شعبان، وهو ابن ثمانين سنة.
وفي قول المزي عن ابن سعد: ولد سنة خمس - نظر؛ لما ذكره الكلاباذي وغيره عنه: أول سنة خمس، وفي قوله أيضا عن زياد بن [سعد]: توفي سنة ثلاث وثمانين - نظر؛ إذ أغفل منه – فيما ذكره عنه الكلاباذي وغيره -: حم يوم السبت إلى يوم الثلاثاء، ومات يوم الأربعاء.
وقال الحاكم: حافظ معروف بالحفظ.
وفي «الألقاب» للشيرازي: كان لحانا، وفي كتاب ابن الأثير: كان مصحفا.
وقال الخطيب: وقد دلس هشيم عن جابر الجعفي، وغيره من مشايخه.
وفي «العلل» لأحمد رواية ابنه عبد الله عنه: سمعت أبي يقول: لم يسمع(12/160)
هشيم من ليث بن أبي المشرفي شيئا، ولم يسمع من موسى الجهني شيئا، ولم يسمع من محمد بن جحادة شيئا إلا حديثا واحدا عن إبراهيم أنه كان لا يرى للمريض أن يعمد بشيء للصلاة.
4961 - (س ق) هصان بن كاهن، ويقال: ابن كاهل العدوي.
قال ابن حبان: عداده في أهل البصرة.
وقال أبو عبد الله الحاكم - لما خرج حديثه مصححا له عن معاذ وقال: رواته ثقات -: والذي عندي إنما أعلاه لهصان؛ فإن المعروف عنه حميد فقط.
وقال ابن أبي حاتم: روى عنه أيضا قرة بن خالد، وفي تاريخ البخاري: وقال مسدد: عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن هصان بن كاهل، أو كاهل بن هصان، ويقال: كاهن، وكاهل أصح.
وفي كتاب الصريفيني: قال حميد بن هلال: حدثني هصان بن كامل، وكان ممن قد أخذ الدرهمين على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، عن معاذ: " ما على الأرض نفس تموت فتشهد أني رسول الله ..... " الحديث.
4962 - (م 4) هقل بن زياد بن عبيد الله، ويقال: ابن عبيد، أبو عبد الله السكسكي، مولاهم الدمشقي، كاتب الأوزاعي. وهقل لقب غلب عليه، واسمه محمد، وقيل: عبد الله.
ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» وقال: قال يحيى بن معين: ليس(12/161)
في أصحاب الأوزاعي أحب إلي من هقل.
وقال ابن قانع: له مذهب، وهو ثبت عن الأوزاعي، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
4963 - (د ت ق) هلب الطائي، والد قبيصة.
قد تقدم في ترجمة ابنه الخلاف في اسمه، وفي ضبطه، بما أغنى عن إعادته هنا.
وذكره ابن سعد في طبقة الفتحيين، والبخاري في فصل من مات ما بين السبعين إلى الثمانين.(12/162)
من اسمه همام
وهناد، وهند، وهنيدة
4964 - (ع) همام بن الحارث النخعي الكوفي.
ذكره المدائني في العباد، وابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: مات في إمارة عبد الله بن يزيد الخطمي سنة خمس وستين، وقال ابن سعد: مات في ولاية الحجاج، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: ابن حبان لما ذكره في الثقات نسبه فقال: همام بن الحارث بن قيس بن عمرو بن ربيعة بن حارثة.
الثاني: قال ابن حبان: كان من العباد، وكان لا ينام إلا قاعدا، ويقول: اللهم اشفني من النوم بيسير، وارزقني سهرا في طاعتك.
الثالث: قال ابن حبان: مات في إمارة يزيد بن معاوية، سنة ثلاث وستين، وقد قيل: إنه مات في إمارة عبد الله بن يزيد الخطمي سنة خمس وستين.
وقال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام: روى عن أبي الدرداء، أنبأ محمد بن الفضل: ثنا حصين، عن إبراهيم، عن همام أنه كان يقول: اللهم اشفني من نومي يسيرا، واجعل سهري في طاعتك، قال: وكان لا ينام إلا هنيهة، وهو قاعد.(12/163)
وفي تاريخ ابن قانع، وكتاب خليفة: مات سنة إحدى وستين.
وقال الهيثم في الطبقة الأولى: توفي أول سلطان الحجاج.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: عن إبراهيم قال: أصبح إبراهيم مترجلا، فقال بعض القوم: إن [جبهة] همام لتخبركم أنه لم يتوسدها الليلة.
4965 - (ع) همام بن منبه بن كامل بن سبيج اليماني، أبو عقبة الصنعاني الأبناوي، أخو وهب، ومعقل، وغيلان.
توفي سنة ثنتين وثلاثين. قال ابن سعد: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، كذا ذكره المزي مقلدا – فيما أظن – صاحب الكمال، وصاحب الكمال الكلاباذي؛ وذلك أن الكلاباذي قال: قال ابن المديني عن رجل لقي هماما: إنه توفي سنة ثنتين وثلاثين.
وقال ابن سعد: سنة إحدى وثلاثين، فلما رأى صاحب الكمال قول الكلاباذي: مات سنة اثنتين، وقال ابن سعد: سنة إحدى؛ ظن أنهما قولين، فقال: قال ابن سعد: توفي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنين، ولو نظر كلام ابن سعد ما احتاج إلى هذا، وذلك أن الذي ذكر ابن سعد في الطبقة الثانية من اليمنيين: في سنة إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثين قبل وهب.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات» وأغفل منه إن كان رآه: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة [مات سنة ثنتين وثلاثين] كما ذكره(12/164)
ابن سعد سواء، وكذا ذكر وفاته خليفة بن خياط في الطبقة الثانية، وقال العجلي: يماني تابعي ثقة.
4966 - همام بن نافع الحميري، مولاهم اليماني، والد عبد الرزاق.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في صحيحه، وحسنه أبو علي الطوسي.
وقال أبو جعفر العقيلي: حديثه غير محفوظ.
وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل اليمن: ولهمام بن نافع رواية عن سالم بن عبد الله بن عمر وغيره.
4967 - (ع) همام بن يحيى بن دينار، أبو عبد الله، وقيل: أبو بكر البصري، العوذي مولاهم، المحلمي، وعوذ بن سود بن الحجر بن عمرو بن عمران، أخو طاحية وزهران من الأزد.
كذا ذكره المزي تابعا لصاحب الكمال، وفيه نظر في مواضع:
الأول: عوذ المذكور عنده لا يجتمع مع محلم بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن واسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
الثاني: زهران ليس بأخ لعوذ، إنما هو ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد.
الثالث: قوله عوذ بن سود، زعم أبو الحسن ابن سيده في كتاب «المحكم» و «المخصص»: أنه عوذة، قال: وهو بطن من الأزد.(12/165)
الرابع: قوله عمرو غير جيد، إنما هو عامر بن حارثة، ليس اسم أبي عمرو []، فينظر، والله تعالى أعلم.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل، وقيل له: اختلف أيوب أبو العلاء وهمام في حديث: «من فاتته الجمعة فليتصدق» قال أحمد: همام عندي أحفظ.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل البصرة.
وقال خليفة في الطبقة السابعة: مات سنة ثلاث وستين ومائة.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال علي بن المديني: ليس بعد سعيد، وهشام، وشعبة أحد من أصحاب قتادة أحب إلي من همام، وهمام أسندهم للحديث.
وزعم المزي أن ابن حبان قال: مات في رمضان سنة أربع وستين، وليس جيدا؛ وذلك أن الذي في كتاب «الثقات»: مات سنة ثلاث، أو أربع وستين ومائة في شهر رمضان.
وقال أحمد بن هارون البرديجي: همام عندي صدوق، يكتب حديثه ولا يحتج به، قال: وأبان العطار أمثل منه.
وقال العجلي: بصري ثقة.(12/166)
وفي تاريخ البخاري قال موسى: قال همام: لا تخف؛ فإني لا أدلس.
وعن أبي الوليد وغيره: أن هماما كان يقول: إني لأستحي من الله تعالى أن أنظر في الكتاب وأحفظ الحديث لكي أحدث الناس.
وقال أحمد بن زهير: قال ابن مهدي: ظلم يحيى بن سعيد همام بن يحيى، لم يكن له به علم، ولم يجالسه فنال منه.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ثقة حافظ.
وفي كتاب العقيلي، قال يزيد بن زريع: كتابه صالح، وحفظه لا يساوي شيئا، وقال عبد الرحمن بن مهدي: إذا حدث من كتاب فهو صحيح، وكان يحيى بن سعيد لا يرضى كتابه ولا حفظه، وقال عفان: كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه، وكان [ق197/ب] يخالف فلا يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه، وكان يكره ذلك، ثم رجع بعد فنظر في كتابه، فقال: يا عفان كنا نخطئ كثيرا فنستغفر الله تعالى منه.
وقال الساجي: صدوق، سيئ الحفظ، ما حدث من كتاب فهو صالح، وما حدث من حفظه فليس بشيء، سمعت ابن مثنى يقول: مات سنة ثلاث وستين ومائة. ثنا ابن المثنى: ثنا عبد الرحمن: ثنا همام، عن قتادة، عن النضر بن أنس قال: نحلني أنس نصف داره، فقال أبو بردة: إن سرك أن يجوز لك فاقبضه؛ فإن عمر بن الخطاب قضى في الأنحال أن ما قبض منها فهو جائز، وما لم يقبض فهو ميراث، قال: فدعوت يزيد الرشك فقسمها، قال ابن المثنى: قلت لعبد الرحمن: سعيد بن أبي عروبة يقوله عن قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي موسى، عن محمد، فقال: إن هماما كتبها إملاء، وجاء به بعلامة، قال: فدعوت الرشك، فقسمها، كأنه كان حديث همام أثبت عنده من حديث سعيد، قال ابن المثنى: ثم قدم علينا معاذ بن هشام بعد ذلك، فحدثنا عن أبيه، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبي بردة: أن عمر .... الحديث.(12/167)
قال الساجي: وحدثني أحمد بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: همام قدري، وقال غيره: قال يحيى بن معين: عباد بن عباد أحب إلي من همام، وحدثت عن عبد الله بن أحمد قال: قال أبي: كان يحيى ينكر على همام أنه يزيد في الإسناد، قال: وزعم عفان قال: كان يحيى يسألني عن همام: كيف قال حين قدم معاذ بن هشام؟ - وذلك أنه وافق معاذا في أحاديث -، قال أبي: وكان يحيى يرى أنه ليس مثل سعيد، قال أحمد: وسمعت عبد الرحمن يقول: هو عندي في الصدق مثل ابن أبي عروبة. قال أحمد: ومن سمع من همام بآخره فهو أجود؛ لأن همام أصابه في آخر عمره زمانة، فكان يقرب عهده بالكتاب فكان قل ما يخطئ.
وقال أحمد بن علي – فيما ذكره أبو الوليد في كتاب الجرح والتعديل -: ثنا أبو قدامة قال: كان يحيى بن سعيد يقول: همام ليس بوسط، إما يكون فوق الناس، وإما أن يكون دون الناس.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: همام في قتادة أحب إلي من أبي عوانة، وقال ابن خيثمة: [هما واحد].
4968 - (بخ م 4) هناد بن السري بن مصعب بن أبي بكر بن شبر بن صعفوق بن عمرو [ق198/أ] بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم الدارمي، أبو السري الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال السراج: مات يوم الأربعاء آخر يوم من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين. كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأنه لو نظر في كتاب ابن حبان نظرا جيدا لوجده قد ذكر وفاته في كتابه كما ذكره السراج، وكان ينبغي له على عادته أن يعدد ذاكري الوفاة إذا ظفر بذلك.
قال مسلمة قاسم في كتاب «الصلة»: ثقة.(12/168)
وقال أبو علي الجياني: هو الوراق، وكان يستملي لوكيع.
وفي كتاب «زهرة المتعلمين»: روى عنه - يعني مسلما - ثمانية وعشرين حديثا.
وقال أبو القاسم البغوي، وابن قانع في آخرين: مات بالكوفة.
وفي تاريخ القراب: قال ابن سعد: سألت محمد بن عبد الله بن نمير: عمن أكتب؟ فأول من بدأ به هناد بن السري، وقال: هو صاحب تصنيف كثير وفضل، وهو راوية الكوفيين، ومات وله إحدى وتسعون سنة.
وفي كتاب ابن عساكر، وتاريخ المطين: مات يوم الثلاثاء ليومين بقيا من ربيع الآخر، وزاد ابن عساكر: ويقال: ليلة الأربعاء غرة جمادى الأولى.
وخرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، والحاكم، وأبو علي الطوسي، وأبو محمد الدارمي، وابن الجارود.
4969 - (تم) هند بن أبي هالة النباش بن زرارة، ويقال: زرارة بن النباش التميمي الأسيدي.
قال أبو حاتم ابن حبان في كتاب الصحابة: يقال: إن له صحبة.
وقال ابن الكلبي: أبو هالة هو هند بن النباش بن زرارة بن وقدان.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: عن قتادة: أبو هالة: هند بن زرارة تزوج خديجة رضي الله عنها قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فولدت له هند بن هند.
ترجمه ابن أبي خيثمة في حرف النون نباش بن زرارة، وحكاه عن مصعب، وقال: حليف بني عبد الدار بن قصي، وقال جعفر: عن جميع، قال:(12/169)
حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي. [ق199/ب] عن الحسن بن علي أنه شهد بدرا والمشاهد، وشهد مع علي الجمل، وصفين والنهروان، سكن البصرة، وكان يقول: أنا أكرم الناس أبا وأما وأخا وأختا، أبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمي خديجة، وأختي فاطمة، وأخي القاسم، وأنا خال الحسن والحسين. وتوفي بالبصرة، فلما مات ما صليت العصر في الجامع بالبصرة شغلا بموته، ودفن في جبانة بني تميم.
قال ابن الكلبي: وابن ابنه هند بن هند بن هند قتل مع ابن الزبير، ثم انقرضوا فلم يبق منهم أحد.
وقال أبو حاتم: روى عنه قوم مجهولون، فما ذنب هند حتى أدخله البخاري في كتاب الضعفاء؟! قال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: يحول من هناك.
وفي كتاب الصحابة للبغوي: مر بالبصرة مجتازا فهلك بها، فلم يقم سوق يومئذ، روى عنه مالك بن دينار.
وقال البخاري: يتكلم في حديث.(12/170)
4970 - (د س) هنيدة بن خالد الخزاعي، ويقال: النخعي.
ذكره ابن حبان في كتاب الصحابة، وقال: له صحبة.
وكذا قاله ابن عبد البر في «الاستيعاب» الذي هو بيد صغار الطلبة، وذكره غيرهما في جملة الصحابة.(12/171)
من اسمه هود وهوذة
4971 - (بخ ت) هود بن عبد الله بن سعد العبدي العصري.
ذكره ابن قانع في جملة الصحابة، وابن حبان في ثقات التابعين.
وفي كتاب الصريفيني: ويقال: هوذة، وخرج الحاكم حديثه مصححا له.
4972 - (ق) هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي البكراوي، أبو الأشهب البصري الأصم. أخو عمرو ووالد عبد الملك، سكن بغداد.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا قاله المزي، وذكر وفاته عن جماعة كثيرة، ولم يذكرها من عنده، وهي ثابتة عنده بأكثر مما ذكرها من عند غيره، قال ابن حبان: ذهبت كتبه إلا اليسير منها، ومات ببغداد في شهر رمضان أو شوال سنة خمس عشرة وله ثنتان وتسعون سنة.
وذكر المزي عن ابن سعد أنه يخضب الحناء، والذي رأيت في كتابه: يخضب بالصفرة.
وخرج ابن حبان والحاكم حديثه في صحيحيهما [ق201/أ].
وفي قول المزي: قال أبو حاتم: مات ببغداد سنة ست عشرة ومائتين وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وكذلك قال البخاري - نظر، يدل أنه ما رأى كتاب البخاري حالة التصنيف جملة بيانه، قال البخاري: مات سنة ست عشرة ومائتين في شوال، أو في رمضان أو نحوه.(12/172)
من اسمه هلال
4973 - (ر د س) هلال بن بشر بن محبوب بن هلال بن ذكوان المزني، أبو الحسن البصري الأحدب، إمام مسجد يونس بن عبيد.
خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، والحاكم، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث.
4974 - (خ م د ت س) هلال بن أبي حميد، ويقال: ابن حميد، ويقال: ابن عبد الله، ويقال: ابن عبد الرحمن، ويقال: ابن مقلاص الجهني مولاهم الكوفي، أبو عمرو، ويقال: أبو أمية، ويقال: أبو الجهم الصيرفي الجهبذ الوزان.
قال أبو داود: حدث عنه سفيان، وشعبة، وزائدة، قال ابن عيينة: رأيت هلالا الوزان يملي على زائدة حديثا ومعه سفيان، زائدة يكتب، وسفيان لا يكتب.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: واسم أبي حميد: عبيد، وفرق بين هلال الصيرفي، وهلال بن عبد الرحمن الوزان، وهلال بن خباب، وهلال بن مقلاص الصيرفي.
وفي تاريخ البخاري: قال وكيع مرة: هلال بن حميد، ومرة: هلال بن عبد الله، ولا يصح.(12/173)
وفي «إيضاح الإشكال» لعبد الغني بن سعيد حافظ مصر: ابن أبي حميد، روى عنه قتادة فقال: حدثني هلال الأنصاري.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وخليفة في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة، وابن سعد في الثالثة وقال: قال هلال: كناني عروة بن الزبير قبل أن يولد لي.
4975 - (ع) هلال بن خباب العبدي ابن العلاء البصري، مولى زيد بن صوحان، سكن المدائن.
قال ابن حبان: اختلط في آخر عمره فكان يحدث بالشيء على التوهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال أبو أحمد الحاكم: تغير بأخرة، وقال عفان بن مسلم: كوفي ثقة.
وقال الساجي: في حديثه وهم، تغير بأخرة.
وذكر ابن الجارود في جملة الضعفاء، وابن شاهين في كتاب «الثقات»، وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في صحيحيهما.
وقال الآجري: قلت لأبي داود هلال بن خباب أخو يونس؟ فقال: ما جعل الله بينهما قرابة.
وذكره البخاري في فصل من مات من الأربعين ومائة إلى الخمسين.(12/174)
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة إلا أنه تغير، عمل فيه السن.
4976 - (ق) هلال بن زيد بن يسار بن بولا البصري، أبو عقال، مولى النبي - صلى الله عليه وسلم –، ويقال: مولى أنس بن مالك، سكن عسقلان.
قال ابن حبان: روى عن أنس بن مالك أشياء موضوعة ما حدث بها أنس قط، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وقال البخاري إثر حديث له: لا يتابع عليه.
وقال ابن عساكر: حدث بعسقلان بمناكير.
وقال الساجي: في حديثه مناكير.
وذكره أبو جعفر العقيلي، والدولابي، وأبو العرب، وابن الجارود في جملة الضعفاء.
وقال النسائي [ق200/ب]: أبو عقال هلال بن يزيد بن يسار، ويقال: ابن زيد، أنبأ إبراهيم بن يعقوب، حدثني محمد بن أبي السري: ثنا الوليد بن مسلم: ثنا عمر بن محمد بن يزيد، وعبد الله بن واقد، وأبو صدقة صخر بن صدقة، قالوا: سمعنا أبا عقال هلال بن يزيد.
وقال أبو عبيد الآجري: قلت له - يعني أبا داود -: يحدث عن أبي عقال؟ فقال: أحد يكتب عن أبي عقال؟!.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالمستقيم.
وفي قول المزي: خلط صاحب الكمال هذه الترجمة في الأصل بترجمة بلال بن يسار بن زيد، وهو خطأ وتصحيف - نظر، والصواب بترجمة هلال،(12/175)
ليس لبلال معنى هنا، على أنه بخط المهندس وضبطه وتصحيحه وقراءته على الشيخ، وإنما شححته في مثل هذا؛ لأنه يشاحح صاحب الكمال بمثل ذلك أو أقل منه:
وأول راض سيرة من يسيرها
4977 - (ق) هلال بن أبي زينب، فيروز، مولى قريش، بصري.
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: تركوه، وهو ضعيف.
وقال الساجي: قال ابن عون: تركوه، رموه بشيء، وهو ضعيف.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4978 - (مد) هلال بن سليمان، أبو محلم الهمداني، الكوفي.
ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وذكر أن يحيى بن معين قال فيه: ليس به بأس، ثقة.
4979 - (د س) هلال بن عامر بن عمرو المزني، الكوفي.
روى عن رافع بن عمرو المزني، له صحبة، وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إن ابن حبان لم يذكر في هذه الطبقة – أعني طبقة التابعين- من اسمه هلال واسم أبيه عامر إلا شخصا واحدا، وهو: هلال بن عامر بن سحيم المازني، يروي عن: رافع بن عمرو، وله صحبة، روى عنه: القاسم بن مالك المزني.
فإن كان إياه - وما أخاله غيره - فكان ينبغي له أن يذكر القاسم في الآخذين عنه، وأن يسمي جده سحيما كما هو ثابت في ما رأيت من نسخ الثقات.(12/176)
وأما البخاري، وأبو حاتم فلم يسميا جده، وتبعهما على ذلك غيرهما، ويحتمل أن نسخة الشيخ من كتاب «الثقات» كانت سقيمة فتصحفت سحيم بعمرو، فتبقى نسبته مازنيا، والقاسم الآخذ عنه لم يذكرهما، وهما يلزمانه، والله تعالى أعلم، على أني في تهيب من نسبته إلى مازن؛ لتمالي البخاري وأبي حاتم على المزني.
4980 - (د) هلال بن عامر، وقيل: ابن عمرو، بصري.
عن قبيصة بن مخارق، كذا ذكره المزي، والذي رأيت في كتاب يعقوب، وأبي داود والبخاري، وأبي حاتم، فمن بعدهم: عامرا، لا يذكر [ق201/أ] أحد منهم عمرا.
ثم إن الشيخ استدل على كونه عمرا بحديث ساقه عن أبي القاسم الطبراني: ثنا عبدان، ثنا معاوية بن عمران الجرمي: ثنا أنيس بن سواد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عمرو، عن قبيصة أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث. وهذه الطريق في أصلنا من معجم أبي القاسم - التي هي الأم - إنما فيها: هند بن عمرو، عن قبيصة، وكذا هو في أم أخرى من المعجم لا بأس بها. فينظر، والله تعالى أعلم.
4981 - (ت) هلال بن عبد الله أبو هاشم الباهلي البصري، مولى ربيعة بن عمرو الباهلي.
قال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه.(12/177)
ولما ذكره النسائي، والحاكم أبو أحمد، وأبو بشر الدولابي، وابن صاعد، لم يذكروا له أبا، إنما قالوا: أبو هاشم هلال، مولى ربيعة، فينظر.
4982 - (ع) هلال بن علي بن أسامة، ويقال: هلال بن أبي ميمونة، وهلال بن أبي هلال من بني عامر بن لؤي، مدني.
قال المزي: ذكر في الرواة عنه - يعني صاحب الكمال -: محمد بن حمران، وهو خطأ؛ فإنه لم يدركه، إنما ذلك هلال من أبي زينب المتقدم، انتهى.
أيها الشيخ، غفر الله تعالى لك، أنت ذكرت في هلال بن أبي زينب: أن أبا عون تفرد عنه بالرواية، وهنا تقول: إن محمدا روى عنه، وما بالعهد من قدم حتى نسيته الكل ورقة واحدة، ثم إن صاحب الكمال تبع أبا حاتم الرازي، حيث ذكر محمد بن حمران في الرواة عن هلال بن علي، وكفى به قدوة، فإن كان رد فعلى الأول.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال الواقدي: مات في آخر خلافة هشام بن عبد الملك - نظر، من حيث إن ابن حبان قام بهذه الوظيفة، فكان ينبغي له أن يذكره معه - كما عادته في تعداد من يذكر الوفاة - ولكنه ما رآه، وأغفل منه أيضا: الفهري، وكان راويا لعطاء بن يسار، وهو الذي يروي عنه فليح، ويقول: هلال بن علي، انتهى.
ذكر عبد الغني بن سعيد المصري في كتابه «الإيضاح» روايتين عن فليح: هلال بن علي، وهلال بن أسامة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: هلال بن علي ثقة يحتج به، وقال مسلمة في كتاب الصلة: ثقة قديم [ق201/].(12/178)
4983 - (س) هلال بن العلاء بن هلال بن عمر بن هلال بن أبي عطية، أبو عمر الرقي الباهلي.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: روى عن أبيه أحاديث منكرة، أنبأ عنه محمد بن أيوب الصموت، وتوفي بالرقة سنة ثمانين.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه، عن عبد الرحمن الجلاب، عنه.
4984 - (د ق) هلال بن ميمون الجهني، ويقال: الهذلي، أبو علي، ويقال: أبو المغيرة، وقال: أبو معبد الرملي.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وخلط بينه وبين ابن أبي ميمونة المتقدم، وكأنه غير جيد، والصواب التفرقة.
4985 - (خت ت) هلال بن أبي هلال، ويقال: ابن أبي مالك ميمون، ويقال: سويد، ويقال: يزيد، ويقال: زيد، أبو ظلال القسملي البصري الأعمى.
قال أبو حاتم ابن حبان: كان شيخنا مغفلا يروي عن: أنس ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به بحال.(12/179)
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في الثقات، وكأنه غير جيد؛ لأن الذي ذكره في كتاب «الثقات» لم يذكر له أبا ولا كنية، إنما قال: هلال بن أبي هلال، يروي عن أنس، روى عنه يحيى بن المتوكل، فظنه المزي إياه، وليس به؛ لأمرين:
الأول: ما ذكرناه.
الثاني: قوله في كتاب الضعفاء: لا يجوز الاحتجاج به بحال. فكيف يسوغ له مع هذا القول أن يذكره في جملة الثقات؟.
وقال أبو الفتح الأزدي – فيما ذكره أبو الفرج -: ضعيف.
وفي قول المزي: هلال بن أبي هلال ... إلى آخره - نظر، ما أدري من سلفه من القدماء فيه. هذا البخاري، ويعقوب، وابن أبي خيثمة، والترمذي، وأبو حاتم الرازي في آخرين لم يذكروا إلا هلال بن أبي مالك، وبعضهم يقول: ابن زيد، أبو ظلال الأعمى، فينظر.
وقال أبو أحمد الحاكم: هلال بن أبي مالك ليس بالقوي عندهم.
وقال أبو عمر في «الاستغناء»: ليس بالقوي عندهم، يضعفونه.
وأما الدولابي، فإنه قال في الكنى: أبو ظلال هلال بن ميمون، قال: وسأل عباس بن محمد يحيى: هلال ابن من؟ قال: لا أدري، وكذا ذكره مسلم والنسائي، وقال: ثنا إسحاق بن إبراهيم: ثنا مروان: ثنا أبو ظلال هلال القسملي: وليس بشيء.(12/180)
وفي كتاب «العقيلي»: في حديثه مناكير.
وفي كتاب أبي محمد ابن الجارود: هلال أبو ظلال القسملي: ضعيف.
وقال الساجي: هلال أبو ظلال القسملي.
وفي ضبط المهندس عن الشيخ وتصحيحه: قاف القسملي بالكسر - نظر، بينا ذلك فيما تقدم، وأن الصواب فتح القاف، كذا ضبطه [ق202/أ] السمعاني، وغيره من العلماء.
وذكره المرادي في جملة الأضراء. وقال يعقوب الفسوي: لين الحديث.
4986 - (بخ د س ق) هلال بن أبي هلال المدني، والد محمد، مولى بني كعب المذجحي، ويقال: حليف بني مذجح.
كذا ذكره المزي، ومن خط المهندس وتصحيحه، والذي في تاريخ البخاري الكبير، وكتاب الثقات لأبي حاتم بن حبان: حليف بني جمح، زاد البخاري بيانا يدفع قول المزي جملة: ابن عمرو، يعني ابن نقصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر؛ لأن مذجحا هو ابن مالك.
4987 - (خت م 4) هلال بن يساف، ويقال: ابن إساف الأشجعي مولاهم أبو الحسن الكوفي.
قال المزي: روى عن وابصة، وأبي مسعود الأنصاري، يعني الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وفي كتاب ابن أبي حاتم، عن أبيه: منهم من يدخل(12/181)
بين هلال، ووابصة عمرو بن راشد.
وقال الشافعي: سمعت بعض أهل العلم بالحديث يذكر أن بعض المحدثين، يدخل بين هلال ووابصة رجلا، ومنهم من يرويه عن هلال عن وابصة سمعه منه، وسمعت بعض أهل العلم منهم كأنه يوهنه لما وصفت، قال الشافعي: ولو ثبت الحديث لقلت به.
ولما ذكر ابن حبان حديث وابصة في صحيحه قال: سمع هذا الخير هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة، وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة، فالطريقان جميعا محفوظان.
وقال في «المراسيل»: قال يحيى بن سعيد القطان: أنكر أن يكون هلال سمع من أبي مسعود، قال يحيى: مات أبو مسعود أيام علي رضي الله عنه.
قال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: هلال بن يساف، عن عمر مرسل، لم يلقه، وقال أبو زرعة: لم يلق حذيفة – يعني ابن اليمان -.
وقال محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: كان ثقة كثير الحديث.
وذكره خليفة في الطبقة الثالثة، ومسلم في الثانية.(12/182)
من اسمه هياج، وهيثم
4988 - (ق) هياج بن بسطام البرجمي، أبو خالد الخراساني الهروي.
قال الخطيب في تاريخ بغداد: كنيته أبو بسطام، وقيل: أبو خالد، وقيل: أبو يحيى.
وقال أبو إسحاق: أحمد بن محمد بن ياسين الحداد في «تاريخ هراة»: يقال: إن كنيته أبو بسطام، ويقال: أبو خالد، ويقال: أبو يحيى، سمعت أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشي يقول: سمعت محمد بن سعيد بن هناد يقول: سمعت أبي يقول: ما رأيت محدثا أصح لسانا من الهياج بن بسطام، ولقد حدث بالعراق فاجتمع نحو من مائة ألف يتعجبون من فصاحته ويكتبون عنه، قال أبي: فكنت عند جرير بن عبد الحميد - وكنت مقدما عنده - وذكرت الهياج، فقلت: أكنت تراه عند المحدثين؟ قال: كنت أراه عند ليث بن أبي سليم، وكان نبيل الطيلسان ما علمته.
سمعت الفضل بن عبد الله يقول: سمعت مالك بن سليم يقول: كنا نكتب عن الهياج بن بسطام، فكلما فرغنا من [ق202/ب] الحديث دعا بالوضوء والخوان، فلم يدع أحدا منا حتى يأكل شاء أو أبى.
أنبا الفضل: ثنا الحسين بن عمير الأعمش، قال: كان الهياج لا يمكن أحدا من حديثه حتى يطعم من طعامه، كانت له مائدة منصوبة في داره لأصحاب الحديث، كل من يأتيه لا يحدث إلا من يأكل من طعامه، قال الفضل: وكان مالك بن جولص يفعل ذلك، وقال: أخذت هذا عن الهياج، والهياج أخذه عن أخيه وأبيه، وأهل بيته.(12/183)
وعن محمد بن عصيم عن أبيه قال: وكان شديد على الجهمية والمرجئة جدا، وكان يضع حيث يشاء.
سمعت محمد بن عصيم: سمعت أبي يحكيه عن أبي، قال: حج الهياج معنا، فلما أن قدمنا بغداد حدث، فاجتمع عليه من الخلائق ما لا يحصون، فلما أراد الخروج مع الناس، قال أصحاب الحديث: فني ما في جراب الخراساني فهو ذا يهرب، فلما بلغه هذا فاسخ الكراء، وأقام فيهم شهرا يحدثهم.
أخبرني جمعة بن حامد قال: سمعت محمد بن علي، قال: سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول: أخبرني الهياج بن بسطام قال: استعنت بخزيمة بن خازم على الأعمش، فركب خزيمة بسلامة صدر في الطبول والأعلام إلى الأعمش، فقال: هذا ابن عمي، أحب أن تحدثه ويقرأ عليك القرآن، فغدوت على الأعمش، فقال: تستعين بذاك الطاغي؟ فركب في الطبول والأعلام، فتفزع النساء والصبيان، والله لا أحدثك بحديث أبدا، ولا أحدث قوما أنت فيهم وأنا أعلم، ولا أدعك تقرأ علي حرفا من كتاب الله تعالى.
سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول: بلغني أن الهياج كان أكولا، فكان يوما على مائدة خزيمة بن خازم، فكان إذا أكل واستوفى يلف على المائدة، قال: ففطن له خزيمة، فقال: أراك مؤنسا موحشا.
سمعت الفضل بن عبد الله يقول: سمعت مالك بن سليمان يقول: كان الهياج أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس، وأكمل الناس، وأرحم الناس، وأشد الناس في دين الله تعالى.
سمعت يوسف بن إدريس يحكي عن أحمد بن جرير يقول: سمعت ابن المكي بن إبراهيم يقول: قال المكي بن إبراهيم: ما علمنا الهياج إلا ثقة [ق203/أ] صادقا عالما، فكانت فتيا بغداد عليه ما كان بها، ومحدثهم لم يجتمع ببغداد على أحد ما اجتمع عليه، وكان أكبرهم وأفصحهم لسانا.(12/184)
وقال أحمد بن حنبل في رواية ابنه: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: يروي المعضلات عن الثقات.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وفي تاريخ نيسابور لأبي عبد الله ابن البيع: هياج أكثر المقام بنيسابور، ودخل العراق غير مرة، سمع القاسم، والأعمش. روى عنه: حسان بن إبراهيم، وحماد بن أسامة، وأكثر عنه مشايخنا يحيى بن يحيى، ونصر بن زياد القاضي.
وعن أبي غانم محمد بن سعيد بن هناد عن أبيه، قال: ما رأيت محدثا أفصح عن هياج بن بسطام، ولقد حدث بالعراق، فاجتمع عليه نحو من مائة ألف وتعجب أهل العلم من فصاحته، قال أبو غانم: سألت محمد بن يحيى النيسابوري عن الهياج، فقال: الهياج عندنا ثقة، قلت: فيحيى بن معين تكلم فيه؟ فقال: هو ثقة، ولم يكترث بقوله.
سمعت أبا بكر محمد بن داود، سمعت يحيى بن أحمد بن زياد الهروي يقول: كل ما أنكر على الهياج فهو من جهة ابنه خالد؛ فإن الهياج في نفسه ثقة.
قال أبو عبد الله: أما أفراد خالد بن الهياج عن أبيه، فإنها أكثر من أن يمكن ذكرها في هذا الموضع، وقال صالح بن محمد جزرة: هياج بن بسطام منكر الحديث، ليس فيه مغنى، ولا يكتب من حديثه إلا حديثين ثلاثة للاعتبار، ولم أعلم أنه بكل ذلك منكر الحديث، فلما قدمت هراة رأيت عند الهرويين أحاديث كثيرة مناكير له، قال الحاكم: الأحاديث التي رآها صالح بن محمد بهراة من حديث الهياج الذنب فيها لابنه خالد، والحمل عليه فيها.
وفي كتاب الخطيب: قال صالح بن محمد: تركوا حديثه.(12/185)
وقال عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه: ضعيف.
وقال يعقوب بن سفيان - باب من يرغب عن الرواية عنهم -: وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، فذكر جماعة منهم الهياج بن بسطام.
وذكره الساجي، والعقيلي، وأبو العرب، وابن شاهين، وأبو بشر الدولابي في جملة الضعفاء.
وقال المكي فيما ذكره أحمد بن علي بن ثابت: كان فقيها أديب النفس.
4989 - (د) هياج بن عمران بن الفصيل التميمي البرجمي البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب [ق203/ب] «الثقات»، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب الثقات حالة التصنيف؛ إذ لو رآه لما أغفل في هذه الترجمة الضيقة، قال ابن حبان: كنيته أبو الهياج.
وقال أبو إسحاق الحداد: هو جد المذكور قبل وهو الفصيل بن عائذ، وعن الهياج أن عمران وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم – في قومه فأكرمه النبي - صلى الله عليه وسلم – ولزم النبي - صلى الله عليه وسلم – حتى مات، فصلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم – ودفنه بيده.
وفي «تاريخ الخطيب»: هياج بن عمران بن الفصيل بن عائذ بن قتيرة بن عجر بن شمس بن غالب بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة.
4990 - (بخ) الهيثم بن الأسود النخعي المذجحي، أبو العريان الكوفي.
قال المرزباني في «معجم الشعراء»: كان عثمانيا وهو أحد الشهود على(12/186)
حجر بن عدي، وبقي حتى علت سنه.
وفي كتاب «المنحرفين»: لما مات شبث رثاه وقال:
إنني اليوم وإن أمكنني ... لقليل المكث من بعد شبث
عاش تسعين خريفا همه ... جمع ما يكسب من غير خبث
ولقد زل هواه زلة ... يوم صفين فأخطا وخنث
ولعل الله أن يرحمه ... بقيام الليل والصوم اللهث
ولما عوتب على شهادته على حجر بن عدي قال من أبيات:
وهل لي ذنب أن زيادا أراده ... وأصحابه يوما بعاقرة الظهر
وفي «الطبقات» لدعبل بن علي الخزاعي: ومن شعراء الكوفين الهيثم بن الأسود النخعي، قال: وأبوه الأسود بن قيس شاعرا أيضا، وللهيثم بن الحجاج خبر في كميل بن زياد، وكان تمتاما، وله مع عبد الملك خبر في تولية الحجاج الحجاج الحجاز، قال له: يا أمير المؤمنين، مر هذا الغلام الثقفي بالكعبة ألا تهتك ستارها، ولا تقطع أحجارها، ولا ينفر أطيارها، وليأخذ على ابن الزبير بشعابها وثنايها حتى يموت فيها جوعا أو يخرج منها مخلوعا.
وقد قدم على عتاب بن ورقاء أصبهان ومدحه، فأعطاه مائة ألف درهم [ق204/أ].
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: روى عنه: الزهري، وبكير بن الأشجع، وروى عن: أبي هريرة، وفي «الأوسط»: ذكره في فصل من مات بين الثمانين إلى التسعين – وذكره مسلم في الأولى من الكوفيين.
وقال ابن سعد: الهيثم بن الأسود بن أقيش بن معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو بن جشم بن عوف النخع.(12/187)
وفي قول المزي: قال العجلي: كوفي تابعي من خيار التابعين - نظر، والذي تظافرت عيه نسخ كتابه، واللائق بحاله: «كبار»، والله تعالى.
4991 - (بخ قد عس ق) الهيثم بن جميل، أبو سهل البغدادي، الحافظ، نزيل أنطاكية.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن قانع: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين، كذا ذكره المزي، وكأنه على العادة في النقل من غير أصل؛ وذلك أن ابن حبان ذكر وفاته بما ذكرها ابن قانع بزيادة ليست في كتاب المزي. قال ابن حبان: مات سنة أربع عشرة ومائتين لثلاث عشر مضت من ذي القعدة.
وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أستاذه إمام الأئمة، والحاكم أبو عبد الله، وأيضا فقد أغفل من كتاب ابن قانع إن كان نقله من أصل وما أخاله أخذه إلا من كتاب «الخطيب»، قال ابن قانع: الهيثم بن جميل: صالح.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وزعم أحمد بن حنبل أنه كان لا يكتب إلا عن ثقة يرضاه مع حفظ.
4992 - الهيثم بن حبيب، وهو الهيثم بن أبي الهيثم الصيرفي الكوفي: أخو عبد الخالق.
قال أبو عبيد الآجري: قلت يعني لأبي داود: الهيثم بن حبيب يتقدم عبد الملك بن حبيب؟ قال: نعم، وقد روى شعبة عنهما.
4993 - (4) الهيثم بن حميد أبو أحمد، ويقال: أبو الحارث الغساني مولاهم الدمشقي.
قال الحاكم أبو عبد الله لما خرج حديثه: كان من أعيان أهل الشام إلا أن(12/188)
الشيخين لم يخرجاه، وخرج أبو بكر بن خزيمة، وابن حبان، والطوسي حديثه في صحيحهم.
[وقال أبو حاتم الرازي: أنطاكي سكن الشام، قال عبد الرحمن: أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: قال لي: الهيثم بن جميل ثقة] وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
4994 - (خ س ق) الهيثم بن خارجة الخراساني المروزي، أبو أحمد، ويقال: أبو يحيى، نزيل بغداد.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال ابن سعد، والبخاري، وموسى بن هارون، وابن أبي خيثمة، والحضرمي، وابن أبي أسامة، وأبو يعلى، والبغوي: مات سنة سبع وعشرين ومائتين، زاد البخاري، وأبو يعلى: لسبع بقين من ذي الحجة، زاد البخاري: يوم الاثنين ببغداد، وقال ابن سعد، والحارث: يوم الاثنين لثمان بقين من ذي الحجة، وقال موسى: بعد الأضحى، وكان يخضب، كذا ذكره المزي وفيه نظر في مواضع:
الأول: الذي كتاب الوفيات لأبي القاسم البغوي: مات الهيثم بن خارجة في ذي الحجة سنة سبع وعشرين، وكان لا يخضب، رأيته وما كتبت عنه.
الثاني: أبو بكر بن أبي [ق204/ب] خيثمة قال في تواريخه: توفي في آخر ذي الحجة سنة سبع وعشرين.
الثالث: الحارث بن أبي أسامة، إنما ذكره نقلا عن ابن سعد بين ذلك القراب وغيره.
الرابع: ابن حبان لما ذكره في الثقات ذكر وفاته كما ذكرها من عند البخاري: يوم الاثنين لسبع بقين من ذي الحجة.(12/189)
وقد عدد المزي جماعة كثيرة ذكروا وفاته، فكان ينبغي له - لو نقله من أصل - لشفعهم به، ولكنه تبع في ذلك الخطيب في تاريخه، وقلده كعادته في النقل.
وقال ابن قانع: ثقة، وفي كتاب الصريفيني: قال يحيى بن بدر السامي: دفن بالخريبة، ورأيت في جنازته أحمد بن حنبل.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه - يعني محمد بن إسماعيل - ثلاثة أحاديث.
وفي الطبقات للفراء: قال هشام بن عمار وذكر الهيثم بن خارجة فقال: كنا نسميه شعبة الصغير، قال الفراء: وروى عن أبي عبد الله مسائل سأله عنها.
وقال الخليلي: ثقة، متفق عليه.
4995 - (د) الهيثم بن خالد الجهني، أبو الحسن الكوفي.
في كتاب «الجرح والتعديل» عن أبي الحسن للدارقطني: الهيثم بن خالد أبو صالح، وراق أبي نعيم.
وزعم المزي أن في كتاب الجياني: الهيثم بن خالد البجلي، توفي بالكوفة سنة ثمان وخمسين ومائتين. وضبب على البجلي، وعلى الثمان والخمسين، انتهى. هكذا هو ثابت في غير ما نسخة صحيحة، وكذا ذكره مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة» الذي هو الأصل الذي يرجع إليه الجياني في الوفاة والتوثيق غالبا.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه عن علي بن محمد بن عقبة: ثنا أبو الحسن الهيثم بن خالد الجهني.
وقال أحمد بن صالح: الهيثم بن خالد بصري ثقة.(12/190)
4996 - (د س ق) الهيثم بن شفي الرعيني، أبو الحصين الحجري المصري.
قال محمد بن إسماعيل في تاريخه الكبير: الحميري، ويقال أيضا: الأسدي، روى عنه يزيد بن أبي حبيب الشامي أو المصري.
وذكره يعقوب بن سفيان في الثقات.
4997 - (ق) الهيثم بن رافع الحنفي، ويقال: الباهلي، أبو الحكم، ويقال: أبو الحارث، ويقال: أبو يحيى البصري الطاطري، ويقال: إنهم ثلاثة.
ذكره ابن خلفون في كتاب الثقات.(12/191)
باب الواو
من اسمه وابصة، وواثلة، وواسع
4998 - [ق205/أ] (د ت ق) وابصة بن معبد بن عتبة بن قيس، ويقال: بشير بن كعب بن سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان ابن أسد الأسدي، أبو سالم، ويقال: أبو الشعثاء، ويقال: أبو سعيد.
قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه الكبير - ومن خط أبي الوليد بن الفرضي -: حدثني عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي: أنه وابصة بن عبيدة، ويقال: ابن معبد، ويقال: ابن عبدة.
وقال أبو أحمد العسكري: وابصة بن معبد بن عبيد بن قيس بن كعب بن بهد بن سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان، وابن الكلبي يقول: وابصة بن عنبسة بن قيس بن كعب بن بهد، وذكره في بني بهد أيضا خليفة بن خياط، وضبطه بباء موحدة.
وقال ابن أبي خيثمة: وابصة بن عبيدة، وزعم جعفر بن برقان أنه ابن عبيد، نزل الكوفة، وتحول إلى الجزيرة ومات بها، ويقال: إنه نزل الرقة.
وقال ابن عبد البر: وابصة بن معبد بن مالك بن عبيد. يكنى أبا شداد، ويقال: أبو فرصافة.(12/193)
وقال أبو حاتم الرازي: قال لي رجل من ولد وابصة: هو وابصة بن عبيدة، ومعبد لقب.
وفي «تاريخ الرقة» لأبي علي القشيري: ولد وابصة أربعة: عَمْرًا، وعقبة، وسالما، وعبد الرحمن. وسمعت أبا عمرو هلال بن العلاء يقول: قبر وابصة رضي الله عنه عند منارة جامع الرافقة.
ثنا محمد بن إبراهيم: ثنا بشر بن موسى الخفاف: ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، حدثني أبو عبد الله، وكان من أعوان عمر بن عبد العزيز قال: دفع إلي عمر بن عبد العزيز مالا أقسمه بالرقة، وكتب إلى وابصة كتابا يبعث معي شرطا ليكفون الناس عني، وقال: لا تقسمه إلا على نهر جار، فإني أخاف أن يعطشوا، قال أبو علي محمد بن سعيد: ولا أظن هذا إلا خطأ؛ لأن وابصة لم يتأخر موته إلى خلافة عمر بن عبد العزيز، ولعله يكون إلى ابن وابصة، فإن سالما ابنه ذكروا أنه ولي الرقة بعد أبيه، قال البرقي: جاءت عنه خمسة أحاديث.
روى عنه – فيما ذكره الطبراني -: أبو عبد الله محمد الأسدي.
ولما خرج الحاكم حديثه في صحيحه، قال: صحيح على شرط الشيخين، غير أنهما لم يخرجا عن وابصة شيئا؛ لفساد الطريق إليه.
وقال ابن المنذر: حديث وابصة - يعني في الصلاة خلف الصف - ثبته أحمد وإسحاق، وخرجه ابن حبان في صحيحه، وقال أبو عمر: فيه اضطراب، ولا يثبته جماعة، وصححه أيضا ابن حزم وغيره.(12/194)
4999 - (ع) واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة، ويقال: الأسقع بن عبيد الله، ويقال: ابن عبد العزى عن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر، أبو الأسقع، ويقال: أبو قرصافة، ويقال: [ق205/ب] أبو محمد، ويقال: أبو الخطاب، ويقال: أبو شداد الليثي.
قال أبو القاسم البغوي في كتابه «معرفة الصحابة»: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب: ثنا حرب، ثنا الحسن بن بشر: ثنا المعافى، عن المغيرة بن زياد، عن مكحول، قال: واثلة هو واثلة بن عبد الله بن الأسقع.
وقال ابن أبي خيثمة: يكنى أبا عبيد، وقال أبو أحمد العسكري: قال ابن الكلبي: الأصقع بالصاد، مات وله تسع وتسعون سنة، وقالوا: مائة سنة، وكان يشهد المغازي بين قسرين وحمص، وكان يسكن البلاط على ثلاثة فراسخ من دمشق.
وفي طبقات ابن سعد: لما أسلم رجع إلى أهله فقال له أبوه: قد فعلتها؟ قال: نعم، قال: والله لا أكلمك أبدا، فأتى عمه فلامه لامة أيسر من لائمة أبيه، وقال: لم يكن لك أن تسبقنا بأمر، فسمعت أخت واثلة، فخرجت إليه، وحيَّتْه بتحية الإسلام، وأسلمت، فقال: جهزي أخاك؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – على جناح سفر - يعني إلى تبوك - فأعطته مدا من دقيق وتمرا، فجاء إلى المدينة، فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قد تحمل إلى تبوك وبقي غبرات من الناس، فجعل ينادي بسوق عكاظ: من يحملني وله سهمي؟ قال: فدعاني كعب بن عجرة، فقال: أنا أحملك عقبة بالليل وعقبة بالنهار، ويدك إسوة يدي وسهمك لي، قال واثلة: نعم، قال: فلما خرج خالد إلى أكيدر حصل لي ست قلائص، فدفعتها إلى كعب، فقال: بارك الله لك، والله ما حملتك وأنا أريد أن آخذ منك شيئا.
وزعم المزي أن ابن سعد ذكره في الطبقة الثالثة، وكان من أهل الصفة، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم – خرج إلى الشام، كذا ذكره، وقد أغفل من كتاب ابن سعد(12/195)
في الطبقة المذكورة ما قلناه، ثمة وجدنا أشياء غيرها، ثم قال: ثنا بهذا كله محمد بن عمر، فتبين لك أن ابن سعد لم يقله، إنما نقله، والله تعالى أعلم.
ولما ذكر أبو عمر بن عبد البر: واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل، قال: وقيل: الأسقع بن كعب بن عامر، والأول أصح. والمزي بدأ بالمرجوح على هذا القول الراجح، قال أبو عمر: قيل: إنه خدم النبي - صلى الله عليه وسلم – ثلاث سنين، توفي بدمشق آخر خلافة [ق206/أ] عبد الملك بن مروان سنة خمس أو ست وثمانين.
وفي كتاب أبي نعيم: عمي.
وقال البخاري: وقال بعضهم: كنيته أبو قرصافة، وهو وهم، إنما اسم أبي قرصافة: جندرة بن خيشنة. وقال سعد بن خالد: توفي سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وخمسين سنة. وقال في موضع آخر: أبو قرصافة لا يصح، قال: وقال محمد بن يزيد: ثنا الوليد بن مسلم: ثنا أبو عمرو هو الأوزاعي، حدثني أبو عمار، سمع واثلة بن الأسقع يقول: نزلت " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت " قال: وأنا من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي. قال واثلة: فهذا من أرجى ما أرتجي.
وذكر المزي كلام أبي حاتم الرازي، وذكر سنة من عند غيره وهي ثابتة عنده، قال أبو حاتم: توفي وهو ابن مائة سنة، ويقال: ابن ثمان وتسعين سنة.
وقال البرقي وابن قانع: توفي بحمص، وفي قول المزي: قال الواقدي، وعلي بن عبد الله التميمي، وأبو مسهر، ويحيى بن بكير، وخليفة: مات سنة(12/196)
خمس وثمانين، زاد الواقدي وأبو مسهر: وهو ابن ثمان وتسعين - نظر في موضعين:
الأول: ابن بكير ذكر في تاريخه: وهو ابن ثمان وتسعين، وكذا نقله أيضا عنه الكلاباذي وغيره، وكذا ذكر أيضا سنة علي بن عبد الله التميمي في تاريخه.
الثاني: الواقدي إنما ذكره نقلا لا استقلالا، بيانه: قوله في تاريخه: ثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، أن واثلة توفي سنة خمس وثمانين وله ثمان وتسعون سنة، وكذا نقله أيضا عنه القراب وغيره.
وزعم أحمد بن هارون البرديجي أن واثلة اسم فرد في طبقة الصحابة رضي الله عنهم وليس جيدا؛ لما ذكره أبو نعيم الحافظ وغيره وغيره من أن في الصحابة أيضا واثلة بن الخطاب العدوي من رهط عمر بن الخطاب.
وروى عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه – فيما ذكره الطبراني -: أبو الفيض، وعمر الأنصاري أبو حبيب، وربيعة بن يزيد، ويزيد بن ربيعة الرحبي، وأبو بكر بن بشير، وعون بن عبد الله عتبة، وعبد الله بن يزيد بن آدم، وجناح أبو مروان مولى الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن حيان العذري، وحيان أبو النضر، وبشر بن حيان، وأبو سباع، وعبد الأعلى بن هلال الحمصي، ويحيى بن الحارث الذماري، وعامر بن سنان أبو سنان، والقاسم أبو عبد الرحمن، وأبو الأسود، وأبو الأزهر، ومحمد بن سلم الزهري، وسنان بن أبي منصور مولى واثلة.(12/197)
وفي تاريخ البخاري: روى عنه واصل بن عبد الله [ق206/ب].
5000 - (ع) واسع بن حبان بن منفذ بن عمرو البخاري الأنصاري المدني، والد حبان، وعم محمد بن يحيى بن حبان.
قال الزبير بن بكار: أمه وأم أخيه يحيى بن حبان: أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مدني تابعي ثقة.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: أمه هند بنت ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب.
وفي «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: له أخوان يحيى وسعد.
ولما ذكره البغوي في كتاب الصحابة قال: في صحبته مقال.
وذكره أبو موسى المدائني في جملة الصحابة.
وقال العدوي: شهد بيعة الرضوان مع أخيه سعد بن حبان والمشاهد بعدها، وقتل يوم الحرة، قاله ابن الدباغ.
وذكره أيضا في جملة الصحابة ابن فتحون.(12/198)
من اسمه واصل
5001 - (ع) واصل بن حيان الأحدب الأسدي الكوفي: بياع السابورى، مولى أبي بكر عياش من فوق.
قال العجلي: واصل بن حيان، بصري، وفي موضع آخر: كوفي ثقة.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وأغفل منه إن كان نقله من أصل، مات سنة تسع وعشرين ومائة.
وذكر ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة عن أبي نعيم: أنه مات بالكوفة.
وقال البزار، ويعقوب بن سفيان في تاريخه: ثقة.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة قال: مات في ولاية مروان بن محمد.
وذكره البخاري في فصل من مات من الخمسين ومائة إلى الستين.
5002 - (ت ق) واصل بن السائب، أبو يحيى الرقاشي البصري.
قال البزار: طرأ عليهم إلى الكوفة، وحدث عن عطاء وأبي سورة(12/199)
بأحاديث لم يتابع عليها، وهو لين.
وفي كتاب ابن شاهين: ليس بثقة.
وقال الساجي: كوفي، منكر الحديث، وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو محمد ابن الجارود، وأبو بشر الدولابي، وأبو العرب القيرواني، والفسوي في جملة الضعفاء.
وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث، وقال أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو الحسن الدارقطني: ضعيف.
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد، وقال أبو علي الطوسي – وذكر حديثه -: إسناده ليس بالقوي، وقال ابن حبان: رقاشي ضعيف.
وقال يعقوب بن سفيان: منكر الحديث ضعيف.
5003 - (م 4) واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأسدي، أبو القاسم، ويقال: أبو محمد الكوفي، والد عبد الأعلى بن واصل.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: أزدي كوفي.
وفي كتاب القراب عن موسى بن هارون: مات بالكوفة.
5004 - (م قد سي) واصل بن عبد الرحمن، أبو حرة البصري، أخو سعيد، وليس بالرقاشي.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».(12/200)
وفي كتاب الساجي: قال أحمد بن [ق207/أ] حنبل: قال لي أبو عبيدة الحداد: لم يقف أبو حرة على شيء مما سمع من الحسن إلا على ثلاثة أحاديث.
وفي كتاب «العلل» لعبد الله بن أحمد عن معين قال: حدثني غندر قال: وقفت أبا حرة على حديث الحسن، فقال: لم أسمعها من الحسن، قال غندر: فلم يقف على شيء منها أنه سمعه من الحسن إلا حديثا أو حديثين.
وفي كتاب العقيلي: قال البخاري: تكلموا في روايته عن الحسن، وضعفه يحيى بن معين، وقال البخاري في تاريخه: سمع الحسن.
وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة: كان فيه ضعف، وقد روى عنه أيضا الحديث.
وفي «الاستغناء» لأبي عمر بن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة.
وفي الكنى للنسائي: أنبا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت يحيى عن أبي حرة، قال: صالح، وحديثه عن الحسن ضعيف، يقولون: لما يسمعها من الحسن.
وقال أبو داود: أخوه سعيد أثبت منه.(12/201)
5005 - (بخ م د س ق) واصل مولى أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي البصري.
قال محمد بن سعد: له أحاديث.
وقال العجلي: بصري ثقة، وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
في تاريخ البخاري: وهو أبو عمير.
وقال البزار: ليس بالقوي وقد احتمل حديثه.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك أبو حاتم البستي.(12/202)
من اسمه واقد، وواهب، ووائل
5006 - (خ م د س) واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة، وقال: أمه شعثاء، وولد: إبراهيم، وعثمان، وزيدا، ومحمدا، وعبيد الله، وأبا بكر. وأمهم: رملة بنت موسى بن عبد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وقد روي عنه.
وقال الزبير: أمه أم ولد، وولد واقد باليمن.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وكذلك ابن شاهين، زاد: وقال يحيى بن معين: ليس به بأس.
5007 - (س) واقد أبو عبد الله، مولى زيد بن خليدة، كوفي.
لما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». عرفه بالخياط.
5008 - (بخ مد) واهب بن عبد الله المعافري، ثم الكعبي، أبو عبد الله المصري.
قال أحمد بن صالح العجلي: تابعي مصري ثقة.(12/203)
وفي كتاب الصريفيني: روى عن أبي الدرداء، وخرج الحاكم حديثه مصححا له.
وذكر له ابن يونس في تاريخه خبرا مطولا عجيبا مع ملك الروم، فيه أشياء من علامات النبوة.
وذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات المصريين.
5009 - (ر م 4) وائل بن حجر، أبو هنيدة الحضرمي، ويقال: أبو هنيد الكندي.
كذا ذكره المزي [ق207/ب]، وأنى يجتمع حضرموت بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير، وكندة واسمه: ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب، اللهم إلا أن يريد أنه كندي النسب حضرمي الدار، فكان ينبغي بيانه لئلا يلتبس.
وفي كتاب الصحابة لابن حبان: كان ملكا عظيما بحضرموت، وبشر به النبي - صلى الله عليه وسلم – قبل قدومه بثلاثة أيام، فلما قدم قال - صلى الله عليه وسلم -: " هو بقية أولاد الملوك، اللهم بارك في وائل، وفي ولده، وأقطعه أرضا، وبعث معاوية معه يسلمها له، فخرج وائل ومعاوية معه في الهاجرة يمشي، وهو على راحلته، فاشتدت الرمضاء، فقال له معاوية: أردفني، فقال: ما بي [ظن] بهذه الناقة، ولكن لست من أرداف الملوك، قال: فألف لي حذاءك، قال: لست [أظن] بالجلدتين، ولكن لست ممن يلبس لباس الملوك، ولكن أنتعل ظل الناقة، وكفاك به شرفا، فلما ولى معاوية قصده وائل، فتلقاه وأقعده على سريره مكانه، وذكره الحديث، فقال وائل: وددت أني حملته ذلك اليوم بين يدي، قال أبو حاتم: ومات في(12/204)
ولاية معاوية بن أبي سفيان.
وقال أبو القاسم البغوي: ثنا هارون بن عبد الله، وأحمد بن إبراهيم العبدي: ثنا حجاج بن محمد: أخبرني شعبة عن سماك، عن علقمة بن وائل عن أبيه يخبر الأرض التي أقطعها مطولا، وزعم أنه سكن الكوفة، وكذلك البخاري، وأبو حاتم، وخليفة في آخرين.
وقال أبو عمر: كان قيلا من أقيال حضرموت، وكان أبوه من ملوكهم، ولما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم – بسط له رداءه واستعمله على الأقيال من حضرموت، ولما وفد على معاوية أجازه فأبى من قبول الجائزة وأراد أن يرزقه فأبى، وقال: يأخذه من هو أولى به مني، وأنا عنه في غنى. وكن زاجرا حسن الزجر، خرج يوما من عند زياد بالكوفة وأميرها المغيرة، فرأى غرابا ينعق، فرجع إلى زياد، وقال: يا أبا المغيرة، هذا غراب يرحلك من هنا إلى خير، فقدم من رسول معاوية إلى زياد من يومه: أن ضم لك البصرة واليا.
وفي تاريخ البخاري: قال محمد بن حجر: ثنا سعيد بن عبد الجبار بن وائل عن أبيه، عن أمه أم يحيى، عن وائل: " قال بلغني ظهور النبي - صلى الله عليه وسلم – فتركت ملكا عظيما [ق208/أ] وطاعة عظيمة، فلما قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم – أصعدني معه على المنبر فقمت دونه، فحمد الله، وأثنى عليه، وصلى على النبيين صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وقال: هذا وائل بن حجر أتاكم من أرض بعيدة طائعا غير مكره، راغبا في الله تعالى وفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي دينه، بقية أبناء الملوك، اللهم بارك لنا في وائل وفي ولده وولد ولده، ثم أنزلني معه، وكتب لي كتابا خالصا يفضلني فيه على قومي، وكتابا لي ولأهل بيتي بما لنا، وكتابا لي ولقومي.
وفي معجم الطبراني: أن معاوية لما أمر بسر بن أبي أرطأة بقتل من أبى(12/205)
بيعته، قال له فيما قال: فإن وجدت وائل بن حجر حيا فأتني به، فلما قدم بسر أمر معاوية أن يتلقى، وأجلسه على سريره، وقال: أسريرنا هذا أفضل، أم ظهر ناقتك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كنت حديث عهد بجاهلية وكفر، وكانت تلك سيرتهم، فقال له معاوية: ما منعك من نصرنا وقد اتخذك عثمان رضي الله عنه ثقة وصهرا؟ قال: بلغت أنك قاتلت رجلا هو أحق بعثمان منك، قال: كيف وأنا أقرب إلى عثمان في النسب؟ قال: قلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – آخى بين عثمان وعلي، فالأخ أولى من ابن العم، ولست أقاتل المهاجرين، قال: أولسنا مهاجرين؟ قلت: أو ليس قد اعتزلناكما جميعا؟ وأيضا حضرت النبي - صلى الله عليه وسلم – وهو يذكر الفتن، فقلت له من بين القوم: يا رسول الله، وما الفتن؟ فقال: يا وائل، إذا اختلف سيفان في الإسلام فاعتزلهما "، فقال له معاوية: أصبحت شيعيا؟ فقلت: لا، ولكني أصبحت ناصحا للمسلمين، فقال معاوية: لو سمعت ذا وعلمته ما أقدمتك، فاختر أي البلاد شئت، فإنك لست براجع إلى حضرموت، فقلت: عشيرتي بالشام وأهل بيتي بالكوفة، فقال: قد وليتك الكوفة، فقلت: ما ألي بعد النبي - صلى الله عليه وسلم – لأحد، أما رأيت أبا بكر أرادني فأبيت، وأرادني عمر وعثمان فأبيت؟ فدعا عبد الرحمن بن أم الحكم، فقال: سر، فقد وليتك الكوفة، وسر بوائل فأكرمه، وأقضي حوائجه فقال: يا أمير المؤمنين، أسأت في الظن، تأمرني بإكرام رجل قد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكرمه، وأبا بكر وعمر وعثمان وأنت! فسر معاوية بذلك منه. رواه من حديث عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عنه [ق208/ب].
وفي كتاب «البشر بخير البشر» لابن ظفر: أن وائل بن حجر كان له صنم من العقيق الأحمر يعبده ولم يكن يتكلم، ولكن كان يرجو ذلك منه، فبينما هو نائم في نحر الظهيرة أيقظه صوت منكر من المخدع الذي فيه الصنم، فقام إليه وسجد، فإذا قائل يقول:
يا عجبا لوائل بن حجر ... يخال يدري وهو ليس يدري
ماذا يرجّي من نحت صخر ... ليس بذي عرف ولا ذي نكر(12/206)
لو كان ذا حجر أطاع أمري
قال وائل: فقلت: لقد أسمعت أيها الناصح، فبماذا تأمرني؟ فقال:
ارحل إلى يثرب ذات النخل ... وسر إليها سيرة مشمعل
قبل تقضي العمر المولي ... تدين دين الصائم المصلي
محمد المرسل خير الرسل
قال وائل: ثم خر الصنم لوجهه، فانكسر أنفه واندقت عنقه، فقمت إليه فجعلته رفاتا، ثم سرت حتى أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -.
5010 - (بخ 4) وائل بن داود التيمي، أبو بكر الكوفي، والد بكر بن وائل.
قال البزار في كتاب السنن: صالح الحديث.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله، وأما أبو علي الطوسي فحسنه.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال الخليلي: ثقة غير مخرج في الصحاح.
5011 - (س) وائل بن مهانة التيمي الكوفي. من تيم الرباب.
قال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: وائل بن مهانة الحضرمي، روى عن عبد الله وكان قليل الحديث.(12/207)
وفي «تاريخ البخاري»: عن شعبة: كان من أصحاب عبد الله.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، وذكره مسلم بن الحجاج أيضا في الطبقة الأولى من أهل الكوفة.(12/208)
من اسمه وبر ووبرة ووحشي
5012 - (د س ق) وبر بن أبي دليلة مسلم الطائفي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وفي قول المزي: قال الطبراني في حديث له رواه النعمان عن سفيان، فقال: وبر بن أبي دليلة بنصب الدال، والصواب بضم الدال - نظر، من حيث إنه أبعد النجعة بذكر الطبراني، والبخاري رحمه الله قد قال في تاريخه: وهو أقرب تناولا من حديث يرويه الطبراني في أحد معاجمه، وبر بن أبي دليلة، ويقال: دليلة، روى عنه الثوري وابن المبارك، ووكيع [ق209/ أ]، وأبو عاصم. قال وكيع: وأبو عاصم: دليلة، وقال ابن المبارك: دليلة، وتابعه بشر بن السري، وذكره مع وبر بن مشهر وكذا فعله أبو حاتم.
وزعم ابن ماكولا أن ابن مشهر مفتوح الباء، وابن دليلة مسكن الباء – والله تعالى أعلم.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن وبر بن أبي دليلة فقال: روى عنه سفيان وابن المبارك، ووكيع.(12/209)
5013 - (خ م د س) وبرة بن عبد الرحمن المسلي، أبو خزيمة، ويقال: أبو العباس الكوفي. من بني مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد، ويقال: إنه حارثي.
كذا ذكره المزي، وقد زعم الكلبي أن مسلية بطن مع بني الحارث بن كعب. قال الرشاطي: منهم وبرة بن عبد الرحمن، فقوله على هذا: ويقال: إنه حارثي - غير جيد.
وقال العجلي: وبرة بن عبد الرحمن كوفي تابعي ثقة.
وذكر المزي كلام أبي حاتم الرازي وابن حبان، ثم ذكر وفاته من عند ابن سعد في ولاية خالد بن عبد الله القسري، وهما قد قاما بهذه الوظيفة، فكان ينبغي له أن يذكرهما - إن كان رآهما - كما من عادته تعداد مؤرخي الوفاة وإن تواردوا على قول واحد.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة، والهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة: توفي زمن خالد بن عبد الله، وفي سنة ست عشرة ومائة، وذكر القراب قول الهيثم هذا، فينظر.
5014 - (د ق) وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب الحبشي الحمصي، مولى جبير بن مطعم.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في الشواهد.(12/210)
وينبغي أن يتثبت في قول المزي تبعا لصاحب الكمال: قال العجلي: لا بأس به؛ فإني نظرت في نسختين جيدتين من كتاب العجلي، فلم أر له فيهما ذكرا، والله تعالى أعلم.
5015 - (خ د ق) وحشي بن حرب الحبشي، أبو دسمة، ويقال: أبو حرب، مولى جبير بن مطعم، ويقال: مولى طعيمة بن عدي.
قال ابن حبان في كتاب الصحابة: وحشي بن حرب بن وحشي الحبشي، سكن الشام، حديثه عند أولاده.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: أسلم يوم الفتح، قدم مع وفد الطائف على النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقتل يوم الخندق الطفيل بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه، وقال ابن شهاب [ق209/ب]: مات غرقا في الخمر زعموا.
ولما ذكر البغوي وحشي بن حرب الساكن بدمشق راوي حديث: " إنا نأكل ولا نشبع "، قال: يقال: إن وحشيا هذا ليس هو قاتل حمزة، وتبع البغوي في التفرقة بينهما محمد بن الحسين الأزدي الموصلي بقوله: الذي يروي عنه ولده وحشي بن حرب بن وحشي، غير أبي دسمة قاتل حمزة، وإن ذلك كان يسكن دمشق، وهذا الذي روى عنه ولده سكن حمص.
قال أبو عمر: ليس كما قال الأزدي: والذي سكن حمص هو قاتل حمزة، ولا يصح، وحشي بن حرب يعني في الصحابة غيره، يدل عليه حديث عبد الله بن عدي، وأنه سمع منه بحمص وهو الذي يحدث ولده، وهو إسناد ضعيف لا يحتج به، وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم ترو بغير ذلك الإسناد.(12/211)
من اسمه وراد
وورد، وورقاء، ووزير
5016 - (ع) وراد الثقفي، أبو سعيدة، ويقال: أبو الورد الكوفي، كاتب المغيرة بن شعبة ومولاه.
ذكر أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد - رحمه الله تعالى - في تاريخ هراة: وراد ابن عيسى كاتب المغيرة بن شعبة، يقال: إنه هروي، سمعت أحمد بن محمود بن مقاتل يقول: إن ورادا كاتب المغيرة من هراة من دهاقين رستاق العليا، من أجلة الدماقين، فألجأه الزمان إلى الخروج، حتى بلغ كاتبا للمغيرة، وكان ممن طلب العلم، وله رواية عن عمار بن ياسر ومعاوية وغيرهما، وقد رأيت أنا في جمع أخبار هراة المتقدمين أن لوراد رواية عن ابن مسعود، قال أبو إسحاق: وليس ببعيد، له رواية ابن مسعود، غير أنا لا نعلم له رواية عن ابن مسعود إلا ما رأيته في أخبار هراة القديم.
5017 - (عس) ورد بن عبد الله التميمي، أبو محمد الطبري، نزيل بغداد، والد محمد ويحيى.
خرج الحاكم حديثه مصححا سنده، وخرجه أيضا أبو محمد الدارمي، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي.
5018 - (ع) ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري، ويقال: الشيباني، أبو بشر [ق210/أ]، كوفي، نزل المدائن.
ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال: قال وكيع بن الجراح لما روى عنه: ثقة، وابن الجارود في جملة الضعفاء.(12/212)
وفي تاريخ الخطيب: لما احتضر جعل يكبر ويهلل، وجعل الناس يدخلون عليه أرسالا، فيسلمون فيرد عليهم، فلما أكثروا التفت إلى ابنه، فقال: يا بني اكفني رد السلام على هؤلاء؛ لئلا يشغلوني عن ربي عز وجل.
5019 - (ق) وزير بن صبيح الثقفي، أبو روح الشامي.
ذكر ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وأغفل منه قول ابن حبان: ربما أخطأ، ومع ذلك فقد خرج حديثه في صحيحه فيما ذكره الصريفيني.(12/213)
من اسمه وضاح، ووضين، ووعلة
5020 - (ع) الوضاح بن عبد الله اليشكري، أبو عوانة الواسطي البزار، مولى يزيد بن عطاء اليشكري، ويقال: الكندي، كان من سبي جرجان.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة، ومات في شهر ربيع الأول يوم السبت سنة ست وسبعين، وكان يزيد بن عطاء حج ومعه أبو عوانة، فلما نزلوا منى أتى سائل يضرب يزيد، فسأله فلم يعطه شيئا، فلما ولى لحقه أبو عوانة فأعطاه دينارا، فقال السائل: والله لأنفعنك، فلما أصبحوا وأرادوا الدفع من المزدلفة، وقف السائل على طريق الناس، وكلما رأى رفقة من أهل العراق، نادى: يا أيها الناس، اشكروا يزيد بن عطاء الليثي؛ فإنه يتقرب إلى الله تعالى اليوم بعتق أبي عوانة، فجعل الناس يمرون فوجا فوجا إلى يزيد يشكرون له ذلك، وهو منكر. فلما كثروا عليه قال: ومن يقدر على رد هؤلاء، اذهب فأنت حر، وكان أبو عوانة يقيم بواسط، ثم انتقل إلى البصرة وسكنها إلى أن مات بها.
وقال محمد بن سعد في الطبقة السادسة من أهل البصرة: كان ثقة صدوقا، ووهيب بن خالد أحفظ منه، وقال مهدي بن ميمون: رأيته زمن خالد وهو غلام يقرأ بالأصوات.
وكان الجريري إذا حدث قال: من أحسن لي الواسطي، يعني الوضاح.
وعن أبي عبيدة الحداد: قال لي أبو عوانة: ما يقول الناس في؟ قلت: يقولون: كل شيء تحدث من كتاب فهو محفوظ، وما لم تجئ به من كتاب فليس بمحفوظ، قال: لا يدعوني.(12/214)
وذكره أسلم بن سهل في القرن الثالث من أهل واسط، وقال: ثنا أحمد بن محمد بن أبان، قال: سمعت أبي يقول: اشترى عطاء أبا عوانة؛ ليكون مع ابنه يزيد مكان يحمل معه كتبه والمحبرة، وكان لأبي عوانة صديق قاص، كان أبو عوانة يحسن إليه، فقال القاص: ما أدري بأي شيء أكافئه، فكان لا يجلس مجلسا [إلا] قال لمن حضره: ادعوا الله تعالى لعطاء البزار؛ فإنه أعتق أبا عوانة. قال أسلم: قال زكريا بن يحيى: مات سنة ست وسبعين، وقال غيره: سنة خمس.
وفي قول المزي: قال محمد بن محبوب: مات في ربيع الأول سنة [ق210/ب] ست وسبعين - نظر؛ لإغفاله منه - إن كان رآه في أصل -: قال البخاري: قال عبد الله بن الأسود: مات سنة ست وسبعين، وقال محمد بن محبوب: في ربيع يوم السبت – وفي تاريخ القراب، و «الجرح والتعديل» للباجي: ربيع الآخر – قال البخاري: وقال عبد الله بن عثمان: أنبأ يزيد ابن زريع، قال: أنبا أبو عوانة، قال: رأيت محمد بن سيرين في أصحاب السكر، فكلما رآه قوم ذكروا الله تعالى، وقال موسى بن إسماعيل: قال لي أبو عوانة: كل شيء حدثتك فقد سمعته.
وقال العجلي: بصري ثقة، ويزيد مولاه جائز الحديث، وأبو عوانة أرفع منه.
وقال أحمد بن علي: ثنا الحسين بن الحسن المروزي، سمعت ابن مهدي يقول: كنت عند أبي عوانة فحدث بحديث عن الأعمش، فقلت: ليس هذا من حديثك، قال: بلى، قلت: لا، قال: بلى، فقال: يا سلامة هات الدرج(12/215)
فأخرجه ينظر فيه، فإذا الحديث ليس فيه، فقال: صدقت يا أبا سعيد، صدقت يا أبا سعيد، فمن أين أوتيت؟ قلت: ذوكرت به وأنت شاب فظننت أنك سمعته.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: أنبا محمد بن سلام: ثنا أبو عوانة، قال: رأيت الحسن يوم الجمعة محتبيا والإمام يخطب، فقام سائل يتكلم، فحصبه وأومأ إليه أن اجلس.
رأيت في كتاب علي: ذكرت ليحيى حديث أبي عوانة عن الأعمش عن عبد الرحمن بن القاسم، قال: كانت عائشة تحفظ الصلاة كخاتمها، فقال: كان سفيان يتغيظ منه وينكره، سمعت عبد الله بن عمر يقول: مات أبو عوانة سنة ست وسبعين أولها.
ولما ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال يحيى بن معين: ثقة، وقال شعبة بن الحجاج: إن حدثكم أبو عوانة عن أبي هريرة فصدقوه.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل البصرة.
وفي قول المزي: عن عفان بن مسلم: وأبو عوانة في جميع حاله أصح حديثا عندنا من شعبة - نظر، وذلك أن الذي في كتاب ابن أبي حاتم الذي نقله من عنده أصح حديثا عندنا من هشيم، على ذلك تظافرت نسخ كتابه، وكذا نقله عنه أيضا جماعة من العلماء.
وقال ابن عبد البر في الاستغناء: أجمعوا على أنه ثقة ثبت حجة فيما حدث من كتابه، وكان إذا حدث من حفظه ربما غلط.
وفي كتاب «الكنى» لأبي بشر الدولابي – من نسخة في غاية الجودة والقدم: أبو عوانة وضاح [ق211/أ] بن عبد الله البصري: ثنا أبو الربيع خالد بن(12/216)
يوسف: ثنا أبو عوانة وضاح بن عبد الله: وثنا إسحاق بن سيار النصيبي: ثنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال أبو عوانة من سبي جرجان.
حدثني محمد بن يعقوب: ثنا أبو الربيع الزهراني: ثنا أبو عوانة واسمه وضاح بن [الصلاح]، وكان مولى لبني المقرن، وكان من سبي المهلب.
وقال أبو أحمد: أبو عوانة وضاح، ويقال: وصاح بن عبد الله: والأول أثبت.
وقال النسائي: أبو عوانة وضاح بن عبد الله، ويقال: وضاح بن الملاح، أنبا محمد بن عيسى: سمعت عباسا، سمعت يحيى يقول: إذا اختلف أبو عوانة وشريك فالقول قول أبي عوانة، أنبا معاوية بن صالح عن يحيى أنه قال: أبو عوانة صحيح الكتاب، ثقة، مقنع. أنبا عبيد الله بن سعيد، عن عبد الرحمن، قال أبو عوانة وهشيم لسعيد وهمام: إذا كان الكتاب، فكتاب أبي عوانة، وإذا كان الحفظ، فحفظ هشيم، وإذا كان الكتاب فكتاب همام، والحفظ حفظ سعيد.
وفي تاريخ ابن قانع: صلى عليه سليمان بن جعفر بن سليمان في إمارة جعفر بن سليمان أبيه.
وفي تاريخ أحمد بن علي بن ثابت: عن محمد بن غالب بن حرب عن يحيى بن معين، قال: كان أبو عوانة يقرأ ولا يكتب، وعن الدوري قال: سمعت يحيى يقول: كان أبو عوانة أميا يستعين بإنسان يكتب له، وكان أبو عوانة يقرأ الحديث، وقال يحيى بن سعيد القطان: كان أبو عوانة مأمونا.
وقال المبارك بن فضالة: قال لي شعبة: الزم أبا عوانة.(12/217)
وقال أبو جعفر محمد بن عيسى: ما رأيت أبا عوانة يضحك، قال: وترك ابن علية الضحك وقبل موته بتسع سنين.
وقال جعفر بن أبي عثمان: سمعت قاسما المديني يسأل يحيى بن معين على باب عفان فقال: من لأهل البصرة مثل سفيان؟ قال: شعبة، قال: من لهم مثل زهير؟ قال: وضاح.
وقال [أبو] أيوب الطيالسي: سمعت ابن معين، وسأله رجل: أيما أثبت: زائدة أو أبو عوانة؟ قال: كلاهما صدوق، فأعاد عليه، فأعاد مثل هذا، ثم رأيته كأنه مال إلى أبي عوانة.
وقال عرفة بن الهيثم: سمعت يحيى وابن أبي خيثمة يسألان عفان عن شعبة وأبي عوانة، فقال: كان شعبة يحذف الأحاديث، وكان أبو عوانة يكتبها بأصولها.
وقال محمد بن [ق211/ب] الحسن المخزومي، قال يحيى بن سعيد: أبو عوانة من كتابه أحب إلي من شعبة من حفظه.
وقال عباس بن محمد: سمعت يحيى وذكر زهير بن معاوية، فقدم عليه أبا عوانة، وقال: إذا اختلف أبو عوانة وشريك فالقول قول أبي عوانة.
وقال إسحاق بن أحمد بن خلف الأزدي: سمعت محمد بن إسماعيل سئل عن أبي عوانة، فقال: كان صاحب كتاب.
وعن الفضل بن زياد، سئل أحمد بن حنبل عن جرير وأبي عوانة: أيهما أحب إليك؟ قال: أبو عوانة من كتاب فهو أثبت، وإذا حدث من غير كتابه ربما وهم.
وقال عفان: [إلا أنه بأخرة] كان يقرأ من كتاب الناس فيقرأ الخطأ، فأما إذا(12/218)
كان من كتابه فهو ثبت.
وقال ابن الجنيد عن يحيى: أروى عن مغيرة من جرير.
وعن علي بن المديني: كان أبو عوانة في قتادة ضعيفا؛ لأنه كان ذهب كتابه، وكان [أحفظ من سعيد]، وقد أغرب [في] أحاديث.
وعن محمد بن أحمد بن يعقوب: ثنا جدي: كان يحيى بن معين يقول: أثبتهم في مغيرة أبو عوانة، وهو في قتادة ليس بذاك.
وعن عبيد الله بن عائشة، قال: قال شعبة لأبي عوانة: كتابك صالح، وحفظك لا يسوي شيئا، ومع من طلبت الحديث؟ قال: مع منذر الصيرفي، قال: منذر صنع بك هذا.
وقال يعقوب بن شيبة: أبو عوانة ثبت صحيح الكتاب، وحفظه صالح، وكان [نصيبيا]، وقال له خالد بن خراش: ابن من؟ قال: ابن لا أحد.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: أبو عوانة صدوق في الحديث.
وقال علي بن المديني، وأبو غالب [أحمد بن محمد] بن النضر: مات أبو عوانة سنة خمس وسبعين ومائة.
5021 - (د عس ق) الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد الله بن مصدع الخزاعي، أبو كنانة، ويقال: أبو عبد الله الدمشقي.
ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل دمشق، كذا ذكره المزي، والذي(12/219)
رأيت ذكره في الطبقة الخامسة وقال: كان ضعيفا في الحديث.
وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب «الثقات».
وفي كتاب أبي جعفر العقيلي: قال الوليد بن مسلم: كان صاحب خطب، ولم يكن في حديثه بذاك.
وقال الساجي: عنده حديث واحد منكر عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ [ق212/أ] عن علي بن أبي طالب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: " العينان وكاء السه ". قال أبو يحيى: ورأيت أبا داود أدخل هذا الحديث في كتاب السنن، ولا أراه وضعه فيه إلا وهو عنده صحيح.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، ثم ذكر وفاته من عند تسعة، وأغفلها من عنده سنة تسع وأربعين في عشر ذي الحجة، وأغفل أيضا منه: وهو مولى خزاعة، وكان روايا لمحفوظ بن علقمة.
5022 - (بخ د) وعلة بن عبد الرحمن بن وثاب اليماني.
روى عنه عمر بن جابر الحنفي اليمامي، ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، والذي في كتاب «الثقات»: روى عنه محمد بن جابر اليمامي،(12/220)
كذا رأيته في ثلاث نسخ، منها واحدة بخط أبي إسحاق الصريفيني.
وفي تاريخ البخاري: قال محمد بن بشار: ثنا سالم بن نوح: ثنا [محمد] بن جابر الحنفي، عن ابن وثاب: " من بات على ظهر بيت .... " الحديث.(12/221)
من اسمه وفاء
ووقاء، ووقاص، ووقذان
5023 - (د) وفاء بن شريح الصدقي الحضرمي المصري.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه: ثنا ابن قتيبة: ثنا يزيد بن موهب: ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن وفاء بن شريح، عن سهل بن سعد: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يوما ونحن نقتري، فقال: " الحمد لله، كتاب الله واحد .... " الحديث.
وذكر أبو سعيد بن يونس هذا الحديث في ترجمة وفاء بن شراحيل، فقال: ثنا علي بن الحسن بن قديد: ثنا عبد الرحمن بن عبد الله: ثنا أسود بن بلال، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن وفاء بن شراحيل الخولاني، عن أنس بن مالك، قال: " خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنتم في خير تقرءون كتابه الله .. " الحديث.
وفي الصريفيني: ويقال في اسمه أيضا: وقاء بن شراحيل.
5024 - (قد سي) وقاء بن إياس الأسدي الوالبي، أبو يزيد الكوفي، وقال مروان بن معاوية: الجنبي.
قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» [ق212/ب] وقال الساجي: عنده مناكير، وروى عنه أسباط بن محمد ووهب بن إسماعيل الأسدي مناكير.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.(12/222)
وقال الفراء: نحن نقول: وقاء، والفقهاء: يقولون: وقاء، قال محمد بن الجهم ومحمد بن سهل راوية الكتب: هذا هو المعروف.
5025 - (بخ د) وقاص بن ربيعة العنسي، أبو رشدين الشامي.
وذكره البرديجي في الطبقة الثانية من الأسماء المفردة، كذا ذكره عنه المزي، ولم يتتبعه عليه، وهو غير جيد، لا سيما والمزي نقل عن ابن حبان توثيقه، وهو قد ذكر في هذه الطبقة - أعني طبقة التابعين - شيخا آخر اسمه: -
5026 - وقاص: يروي عن أبي موسى، روت عنه ابنته منيعة، وذكره أيضا أبو حاتم الرازي وغيره.
5027 - (ع) وقدان أبو يعفور العبدي الكوفي الكبير، والد يونس، ويقال: اسمه واقد، والأول أشهر.
كذا ذكره المزي، والذي قاله النسائي: أبو يعفور واقد، ويقال: وقدان، وقال عباس: حدثني أحمد بن محمد بن حنبل قال: سألت محمد بن بشر العبدي: ما اسم أبي يعفور العبدي؟ قال: واقد، ويقال: وقدان، وفي رواية محمد بن عبد الله بن برعشة: سألت شيخا يخبرني من اسمه، فقال: واقد، وقيل: وقدان.
وفي «الكنى» للدولابي: عن يحيى بن معين: اسمه واقد، ويقال: وقدان.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» سماه واقدا.
في كتاب «الثقات» لابن حبان: وهو وقدان بن وقدان.(12/223)
وقد أضح ذلك مسلم في كتاب «الطبقات» لما ذكره في الثالثة من الكوفيين بقوله: أبو يعفور العبدي، واسمه: واقد، ولقبه: وقدان.
وقال في صحيحه في الركعتين قبل الفجر: ثنا يحيى بن يحيى، ثنا ابن عيينة، عن أبي يعفور واسمه واقد، ولقبه وقدان.
وزعم المزي أنه توفي سنة عشرين ومائة، أو بعدها، ورد ذلك عليه تلميذه الذهبي بقوله: هذا وهم؛ لأن ابن عيينة روى عنه، وإنما سمع ابن عيينة بعد العشرين ومائة، قال: ولعله اشتبه عليه بتاريخ واقد بن عمرو المذكور قبل، والله تعالى أعلم.
وأما ما وقع في كتاب الصريفيني: لقبه وقدان واسمه يعفور، فكأنه غير جيد.(12/224)
من اسمه وكيع
5028 - (ع) وكيع بن الجراح بن مليح الرواسي، أبو سفيان الكوفي الأعور.
ذكر المزي وفاته سنة سبع وتسعين من عند جماعة، ثم قال: زاد ابن سعد: بفيد منصرفا من الحج. انتهى، أغفل من كتاب ابن سعد - إن كان رآه - وذكره في الطبقة السابعة: كانت وفاته في المحرم في خلافة محمد بن هارون.
وزعم أيضا أن ابن فضيل، وأبا حسان، وأبا زرعة، وخليفة قالوا: مات سنة ست [ق213/أ] وتسعين ومائة، وأن خليفة قال: ولد سنة ثمان وعشرين ومائة، انتهى كلامه. وهو غير جيد؛ لأن الذي ذكره خليفة بن خياط في الطبقة التاسعة من كتاب الطبقات، وكتاب التاريخ الذي على السنين: مات وكيع بن الجراح سنة سبع، لم يذكر شيئا فيهما، ولا تاريخ مولده، فينظر.
وفي قوله: عن الأثرم عن أحمد بن حنبل: حج وكيع سنة ست وتسعين، ومات في الطريق، وكذلك قال الغلابي عن أبيه – نظر؛ إذ يفهم منه أن الغلابي قال كقول أحمد، وليس كذلك، إنما رواه عن أحمد بن حنبل كما رواه الأثرم، بين ذلك: الكلاباذي، وغيره.
وفي رواية مسلم عن أحمد: مات في أول سنة سبع أو في آخر سنة ثمان.
وفي رواية الأثرم أيضا: وله ست وستون سنة.(12/225)
وذكر مولده من عند أبي نعيم، ولم يذكر وفاته من عنده لما عدد ذاكري وفاته، وهي ثابتة في تاريخه، ورواها أيضا عنه الأئمة سنة ست وتسعين.
وذكر المزي من عند العجلي لفظا، وأغفل منه: وكيع، وأبو نعيم، والأشجعي، والقطان، وابن مهدي، والحفري: أثبت في حديث سفيان من الفريابي وأصحابه.
وفي قوله: قال ابن سعد، وأبو هشام، وابن المديني، وابن نمير: مات سنة سبع وتسعين، زاد ابن سعد: بفيد، وزاد أبو هشام: يوم عاشوراء - نظر؛ لأن أبا هشام الرفاعي نص على فيد كما ذكره ابن سعد، قال أبو هشام – فيما ذكره أبو الوليد في كتاب الجرح والتعديل وغيره – وسأله أحمد بن علي: متى مات وكيع؟ قال: سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء، ودفن بفيد، ومات ابن عيينة بعده.
وقال الهيثم بن عدي في الطبقة السادسة: توفي زمن هارون أمير المؤمنين.
وقال ابن حبان في الثقات: أمه: بنت عمارة بن شداد بن ثور الرؤاسية، وكان حافظا متقنا، سمعت محمد بن أحمد بن أبي عون يقول: سمعت فياض بن زهير يقول: ما رأينا بيد وكيع كتابا قط، كان يقرأ كتبه من حفظه.(12/226)
وفي «سؤالات الآجري»: سألت أبا داود: أيما أثبت: وكيع، أو ابن أبي زائدة؟ قال: وكيع أثبت، وسألته عن سماع وكيع فقال: بعد الهزيمة، وسمعت صالحا الخندقي، قال: سمعت وكيعا قال: كنا ندخل على سعيد فنسمع، فما كان من صحيح حديثه أخذناه، وما لم يكن صحيحا طرحناه، وسمعت أبا داود يقول: قال ابن جريج: لوكيع باكرت العلم، وكان لوكيع ثمان عشرة سنة، وسمع من ابن جريج بالكوفة.
وسئل أبو داود: أيما أحفظ وكيع أو عبد الرحمن؟ فقال: وكيع، وعبد الرحمن أقل وهما، وكان أتقن، قال أبو داود: التقى وكيع وعبد الرحمن في المسجد الحرام، فتوافقا حتى جاء أذان الصبح.
وقال علي لوكيع بعبادان: منصور عن إبراهيم في الخمرة للمضطر؟ فقال: اجعل مكان منصور بردا، ومكان إبراهيم مكحولا، لم نخرف بعد.
وقال أبو داود: ما رئي لوكيع قط كتاب، ولا لهشيم، ولا لحماد ولا لمعمر.
قال أبو داود: كان ابن المبارك نافر وكيعا قبل أن يموت بعشرين سنة، فكان لا يكلمه، قلت: حدث عنه؟ قال: لا.
وقال أبو أحمد بن حنبل: ما كتبت عن أحد ما كتبت عن وكيع.
قلت لأبي داود: كان وكيع يقول في حديث بريرة: حجرا، ثم قال: حجيرا.
قال أبو داود: وسمعت أحمد بن حنبل يقول هذا.
قال أبو داود: ما رئي لوكيع كتاب قط، وأملى عليهم حديث سفيان عن الشيوخ، ثم قال: لا عدت إلى هذا المجلس أبدا.
وأظن حدثني الحسن بن عيسى قال: قال لي وكيع: ما صنفت حديثا قط.(12/227)
قال أبو داود: وكان وكيع لا يحدث عن هشيم؛ لأنه كان يخالط السلطان، ولا يحدث عن إبراهيم بن سعد، وضرب على حديث [ابن أبي عبلة].
قال أبو داود: قال عبد الرزاق: شكا إلي سفيان بن عيينة، وقال: ترك حديثي، قال أبو داود: وكان أبوه على بيت المال، فكان إذا روى عنه قال: حدثنا أبي وسفيان، أبي وإسرائيل، وما أقل ما أفرده!.
وفي «تاريخ بغداد»: قال وكيع: جئت إلى الأعمش، فقال لي: ما اسمك؟ قلت: وكيع، قال [ق215/أ]: اسم نبيل، ما أحسب إلا يكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس، قال: أين من منزل الجراح بن مليح، قال: قلت: ذاك أبي، وكان أبي على بيت المال، فقال: اذهب فجئني بعطائي وأحدثك بخمسة أحاديث، فكان كل شهر أجيء له بعطائه ويحدثني خمسة أحاديث، وجاء رجل إلى وكيع مرة فقال: إني أمت إليك بحرمة، فقال: وما هي؟ قال: كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش، فوثب وكيع وجاءه بصرة فيها دنانير، وقال: اعذرني فإني لا أملك غيرها.
وقال يحيى بن معين: رأيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ: فلان رافضي، وفلان كذا، وفلان كذا، ووكيع رافضي، قال يحيى: فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني؟ قلت: نعم، قال: فما قال لي شيئا. ولو قال شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه.
وقال يحيى بن أكثم: صحبت وكيعا في السفر والحضر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة، وقال ابنه سفيان: كان أبي يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم يقيل إلى صلاة الظهر، فإذا صلى الظهر قصد طريق المشرعة التي يصعد منها أصحاب الروايا يريحون(12/228)
نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده فيصلي، ثم يجلس فيدرس القرآن، ويذكر الله عز وجل إلى آخر النهار، ثم يدخل منزله فيقدم له إفطاره، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال طعام، ثم يقدم له برادة فيها نحو عشرة أرطال نبيذ فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه ويقوم فيصلي ورده، وكلما صلى ركعتين أو أكثر من شفع أو وتر شرب منها حتى ينفذها ثم ينام.
وقال نعيم بن حماد: تعشينا - أو قال تغدينا - عند وكيع، فقال: إيش تريدون أجيئكم: نبيذ الشيوخ، أو نبيذ الفتيان؟ قال: فقلت له: أنت تتكلم بهذا؟! فقال: هو عندي أحل من ماء الفرات، فقلت له: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا.
وقال يحيى: أخذ وكيع يقرأ كتاب [ق215/ب] الزهد، فلما بلغ حديثا منه ترك الكتاب، ثم قام فلم يحدث، فلما كان الغد فعل كذلك ثلاثة أيام، قيل ليحيى: أي حديث هو؟ قال: قوله - صلى الله عليه وسلم -: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "، قال يحيى: رأيت ستة أو سبعة يحدثون ديانة، منهم وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
ولما ذكره ابن راهويه وحفْظَه، قال: كان حفظه طبيعيا، وحفظنا تكلف.
وقال ابن المديني: جاء رجل إلى ابن مهدي فجعل يعرض بوكيع، وكان بين عبد الرحمن وبين وكيع ما يكون من الناس، فقال ابن مهدي للرجل: قم عنا، بلغ من الأمر أنك تعرض بشيخنا، وكيع شيخنا وكبيرنا ومن حملنا عنه العلم.
وذكر المزي عن أبي موسى وحده وفاته سنة ثمان، وقد قاله أيضا أبو إسحاق الحربي، قال: أخذه البطن، فما زال به إلى فيد فكان ينزل في كل منزل مرارا، مات بفيد، ودفن في الجبل آخر القبور، سنة ثمان وتسعين ومائة في آخرها، وثم قبر عبد الرحمن بن إسحاق القاضي.(12/229)
وفي كتاب المزي – بخط المهندس وضبطه -: قالوا لحماد: يا أبا إسماعيل، هذا رواية سفيان، وهو غير جيد، والصواب الذي ذكره الخطيب الذي نقله فيما أرى من عنده: راوية سفيان.
وفي كتاب «الكفاية» لأبي بكر الخطيب عن علي بن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حدثت عنه بألفاظه لكان عجبا، كان يقول: ثنا مسعر عن عيشه.
وفي «ربيع الأبرار»: كان وكيع يقول: ما خطوت للدنيا منذ أربعين سنة، ولا سمعت حديثا قط فنسيته، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أسمع شيئا إلا عملت به.
وفي «تاريخ المنتجيلي»: كوفي ثقة، قال عبد الله بن صالح: كان يحفظ نيفا وعشرين ألف حديث، وكان متعبدا، له فقه وأدب، وكان إذا اشتهى الشيء لم يقل: اشتروا لي، يقول لابنه أحمد: كيف يباع العنب اليوم؟ كيف تباع الرطب؟ فيشترونه له، وكان إذا أراد الجماع لم يدع أهله، بل يلبس ثياب الجماع فتأتيه زوجه، وكان إذا أراد الوضوء لبس ثياب الوضوء، فيضعون له وضوءه، قال يزيد بن هارون: إنما أعانه على ذلك [ق216/أ] اليسار، ولو كان مقلا وقال: اشتروا لي كذا وكذا لما فعلوا.
وعن وكيع: طلبت العلم في معدنه أربعين سنة ولي ألف رجل.
وكان أحمد بن حنبل يفضله، وكانت أخلاقه حسنة، وكان ناسكا أديبا صاحب سنة، وكان لا يرفع طرفه إلى السماء، وعن وكيع قال: بعث إلي هارون بن محمد، فأرادني على تولية القضاء، قال: فقلت: إنما عيني هذه الضريرة، فأمير المؤمنين مبصر ضررها، وأما هذه وأشرت بأنملتي إليها أيضا فوالله ما أبصر بها شيئا.
وقال عبد الله بن صالح: كان وكيع يستحفظ كل يوم ثلاثة أحاديث، ولما جاء نعيه إلى يحيى بن آدم، قال: ما أرى وكيعا أخذ من الناس إلا لأمر قد قرب منهم، وقال حسين أخو زيد: إن كنت مع وكيع حتى مات، فقال لي: أنا في(12/230)
السوق، ولكني أقطع بنفسي مخافة أن يغتم ابني أحمد، ثم قال: يا أحمد، بقي علينا من السنة باب لم ندخل فيه، أخضبني.
وقال ابن معين: كان وكيع لا يجلس ولا يحدث إلا ووجهه إلى القبلة، وكان يقول: من لم يدرك التكبيرة الأولى لا يرج خيره، وأجازه هارون بألف مثقال فأبى أن يقبلها، وكان له أربعة من الولد: مليح: وكان رجلا صالحا، وأحمد: وهو أفضل ولده، وسفيان، وعبيد: رجل صالح، ولم يرو شيئا.
وقال وكيع: أدركت الأعمش، وذكر جماعة يشربون النبيذ، ولا يحرمه إلا صاحب هوى شيعي.
وفي «علل» عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: وكيع لم يسمع من ابن المسيب، ولا من عبيد الله بن عمر شيئا، زاد عبد الله: ولم يدركه، قال أبي: ولم يسمع من عثمان بن الأسود شيئا.
وقال يعقوب بن سفيان: كان خيرا فاضلا حافظا.
5029 - (4) وكيع بن عدس، وقيل: ابن حدس، بضم الدال، وقيل بفتحها، أبو مصعب العقيلي الطائفي.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات» - الذي قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وأغفل منه: قال حماد بن سلمة، وأبو عوانة، عن يعلى: وكيع بن حدس، وكان أحمد بن حنبل يحكي أنه أصاب في كتاب الأشجعي عن سفيان: وكيع بن حدس، قال أبو حاتم: وأرجو أن يكون الصواب بالحاء، سمعت عبدان الجواليقي يقول: الصواب: حدس، وإنما قال شعبة: عدس، فتابعه الناس.(12/231)
وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، والطوسي، فعلى هذا: تقديم عدس غير جيد.
وقول المزي: بضم الدال وقيل بفتحها، يعطي أنه يريد عدسا وحدسا، وليس كذلك؛ لأن الذي بالعين مضموم الدال فقط [ق216/ب]، كذا ذكره ابن ماكولا وغيره.
وفي كتاب أبي أحمد الحاكم: حديث أبي عوانة عن يعلى عن وكيع بن حدس، وكذا حكاه ابن سعد، وابن أبي خيثمة، وغيرهما عن أبي عوانة.
وفي كتاب الصريفيني: كنيته أبو مصعب، ويقال: أبو مصلت، وأشار إلى أنه كذلك وقع في مسند أحمد.(12/232)
من اسمه وليد
5030 - (ق) الوليد بن بكير الطهوي، أبو خباب الكوفي.
كذا ذكره المزي، وفي تاريخ البخاري: أبو الحباب، فينظر.
5031 - (بخ ت ق) الوليد بن جميل بن قيس القرشي، ويقال: الكندي، ويقال: الكناني، أبو الحجاج الفلسطيني، يمامي الأصل.
كذا ذكره المزي، وكأنه لم يعلم أن كل قرشي من كنانة، ولا ينخلس إلا على قول شاذ بأن كل كناني قرشي.
وفي تاريخ البخاري: من أهل فلسطين اليمامي أو الشامي.
وعاب المزي على صاحب الكمال ذكره في شيوخه محمد بن عبد الأعلى، وقال: الصواب محمود بن غيلان، وليس من شيوخه ابن عبد الأعلى، ولا من أصحابه، بل من أصحاب أصحابه، روى ابن عدي في أول ابن حميد: حدثنا من رواية محمود بن غيلان، عن أبي النضر عنه، والله أعلم، كذا ذكره، ولا أعلم معنى ما قاله، كيف يشتبه على من له أدنى عقل محمود بن غيلان بمحمد بن عبد الأعلى، وكونه استدل على أن محمودا روى عن أبي النضر عنه، فكان ماذا؟.(12/233)
وفي خط المهندس وضبطه عن الشيخ: روى عن ابن عدي في أول ابن حميد: حدثنا - غير جيد، وكأنه أراد والله تعالى أعلم: في أول ترجمة ابن جميل.
وفي قوله أيضا: قال ابن عدي: هو راو له عن القاسم أبي عبد الرحمن، كذا هو بخط المهندس وضبطه - نظر، لا أعلم معناه.
5032 - (م) الوليد بن حرب الأشعري، من ولد أبي موسى، لقبه ولاد.
ذكره المزي روايته عن سلمة بن كهيل وحده، وابن حبان قد قال في كتاب «الثقات»: روى عن سلمة بن كهيل والكوفيين.
5033 - (م د ت ق) الوليد بن رباح الدوسي المدني. مولى ابن أبي ذباب.
روى عن أبي هريرة، ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وابن حبان لم يذكر في ثقات التابعين من اسمه الوليد بن رباح غير واحد، وهو: الوليد بن رباح بن عاصم بن عدي، كنيته: أبو البداح، يروي عن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس، عداده في أهل المدينة، روى عنه أهلها. ولد سنة ثلاث وثلاثين، ومات سنة سبع [ق217/أ] عشرة ومائة، وكذا فهمه أبو إسحاق الصريفيني لما ترجم الوليد بن رباح المخرج له في (د ت ق) – وأتبعه كلام ابن حبان الذي سقناه، وزعم أن ابن خزيمة والحاكم خرجا حديثه في صحيحيهما.
ويزيد هذا وضوحا: أن ابن أبي حاتم وابن أبي خيثمة ليس عندهما من اسمه(12/234)
الوليد، واسم أبيه رباح غير شخص واحد، وهو الراوي عن أبي هريرة.
وأما البخاري فلم يذكره البتة، وكذا يعقوب، والله تعالى أعلم.
5034 - (د) الوليد بن زروان السلمي الرقي.
روى عن أنس حديث: " هكذا أمرني ربي ".
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك في تاريخه: جاء: " كذا أمرني ربي ". يعني: في تخليل اللحية، ولم نجد له ذاك القوة.
وقال أبو محمد ابن حزم، وبعده أبو الحسن بن القطان: الوليد بن زروان مجهول الحال، ولا يعرف بغير هذا الحديث.
وفي «تاريخ الرقة»: هو من بني سليم، يعني من أنفسهم.
وفي تاريخ البخاري: سمع عبد الوهاب المدني، مرسل.
5035 - (م س) الوليد بن سريع الكوفي، مولى آل عمرو بن حريث.
في كتاب الصريفيني: المخزومي، وفي كتاب ابن عساكر: وفد على سليمان بن عبد الملك بن مروان. وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
5036 - (م د ت ق) الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني الكندي، أبو همام بن أبي بدر الكوفي، نزيل بغداد.
كذا ذكره المزي، ومن المعلوم أن كل سكوني من كندة، فلا حاجة إلى تعيين ذلك، وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وفي قول المزي: قال البخاري، والنسائي، وأبو غالب: علي بن أحمد بن(12/235)
النضر، والسراج أبو العباس، وأبو القاسم البغوي، وأبو سعيد بن يونس، وابن حبان، والمطين – في أصح الروايتين عنه - وآخرون، مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين. زاد البخاري، والسراج، وابن يونس: في ربيع الأول، وزاد النسائي: يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من ربيع الأول، وزاد ابن حبان: ببغداد - نظر في مواضع:
الأول: قوله: قال البخاري والنسائي؛ وذلك أن النسائي لم يقل شيئا استقلالا من عنده، إنما نقله عن البخاري رواية، فهما جميعا واحد، يبين ذلك لك سياق كلاميهما، قال النسائي في كتاب «الكنى»: أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس [ق 217/ب] أنبأ عبد الله بن أحمد، عن محمد بن إسماعيل، قال: توفي أبو همام السكوني الوليد بن شجاع البغدادي يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وقال البخاري في تاريخه: توفي أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد - هو ابن أبي بدر البغدادي - يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائتين، وكذا نقله عنه القراب وغيره – وهو النظر الثاني.
الثالث: قوله: وزاد ابن حبان: ببغداد، بعد ذكره البغوي وابن يونس، وهما قد نصا أيضا على أنه توفي ببغداد، قال أبو سعيد في «تاريخ الغرباء»: رجع أبو همام إلى بغداد، وكانت وفاته بها، وقال البغوي في «الوفيات»: مات الوليد بن شجاع ببغداد سنة ثلاث وأربعين.
الرابع: قوله عن السراج: في ربيع الأول فقط - نظر؛ لأنه قال: مات في شهر ربيع الأول لاثنتي عشرة بقيت منه.
الخامس: إغفاله من كلام أبي غالب علي بن أحمد بن النضر: سلم من المحنة.
وقال صاحب الزهرة: روى عنه مسلم سبعة أحاديث.(12/236)
وقال مسلمة بن قاسم، والعجلي، وأبو علي الجياني: لا بأس به، زاد العجلي: كوفي.
وفي «تاريخ بغداد»: زعم الوكيعي عن أبيه: أن أبا همام ليس من الكوفة، ولكنه شامي نزل الكوفة، قال الفرائضي: ولا أعرف وجه هذا الكلام.
وفي «الاستغناء» لابن عبد البر: عن أبي حاتم الرازي: شيخ صدوق، يكتب حديثه، ولا يحتج به إذا خولف.
5037 - (خ م) الوليد بن صالح النخاس الضبي، أبو محمد الجزري، بياع الرقيق، نزل بغداد، ويقال: أصله من فلسطين.
قال الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»: له عند البخاري حديث واحد: في مناقب أبي بكر رضي الله عنه، لا أعرف له في الكتاب حديثا غيره.
وقال صاحب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: روى عنه البخاري - يعني في صحيحه - ثلاثة أحاديث.
وقال أبو أحمد ابن عدي: هو من أهل الأبلة.
5038 - (خ م ت س ق) الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري، أبو عبادة المدني، أخو يحيى، ووالد عبادة، ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن سعد: توفي في خلافة عبد الملك بالشام، وكان ثقة قليل الحديث [ق118/أ]، كذا ذكره المزي، ولو كان(12/237)
ممن ينظر في الأصول لأراح نفسه ومن بعده، قال ابن حبان في الثقات المشار إليه من غير فصل: الوليد بن عبادة، ولد في آخر زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتوفي في ولاية عبد الملك بالشام، وأمه جميلة بنت أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول بن مازن بن النجار.
وفي قوله عن ابن سعد: قليل الحديث - نظر، والذي في كتابه في غير ما نسخة: كثير الحديث، قال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة: الوليد بن عبادة، أمه جميلة بنت أبي صعصعة، ولد في آخر عهد النبي - صلى الله عليه وسلم –، وتوفي في خلافة عبد الملك بالشام، وكان ثقة كثير الحديث، ومن ولده: محمد، وخالد، وعبادة، والحارث، وعبد الله، ومصعب، ومسلمة، وصالح، وهشام.
وفي كتاب الكلاباذي: قال أبو عيسى: يقال: إنه ولد في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال الواقدي: ولد في آخر زمنه - صلى الله عليه وسلم –، وقال الهيثم بن عدي: توفي بالشام في خلافة عبد الملك، وكذا قاله خليفة في الطبقة الأولى.
وفي كتاب ابن الأثير: عن الهيثم: توفي آخر خلافة عبد الملك، وقال ابن عبد البر: له صحبة، قاله هشام بن عمار عن حنظلة، عن أبي جزرة يعقوب بن مجاهد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: كنت أخرج مع أبي، وكانت له صحبة، فذكر حديثا، وقد روى الوليد بن عبادة عن أبي اليسر كعب بن عمرو.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين: أنه توفي سنة اثنين وثمانين.(12/238)
وقال أحمد بن صالح العجلي: شامي تابعي.
5039 - (بخ د ت ق) الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني المرهبي الكوفي، وقد ينسب إلى جده.
في كتاب العقيلي: عن ابن معين: يحدث عن سماك بمناكير لا يتابع عليها.
وذكره الساجي في جملة الضعفاء، وكذلك أبو العرب، وابن شاهين، وأبو محمد ابن الجارود، وزاد: ليس بشيء.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه مصححا له.
وقال البخاري: بصري، سكن الكوفة.
5040 - (بخ م د ت س) الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري الكوفي، والد ثابت بن الوليد، وقد ينسب إلى جده.
ذكره ابن سعد في الطبقة [الرابعة] من أهل الكوفة، ونسبه خزاعيا، وقال: كان ثقة، وله أحاديث.
وقال البزار: قد حدث عنه جماعة، واحتملوا حديثه، وكان فيه تشيع، وفي موضع آخر: شيعية شديدة، وقد احتمل أهل العلم خبره وحديثه.
وخرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في صحيحه، وكذلك ابن خزيمة، والحاكم، وأبو علي [ق118/ب] الطوسي.
وفي كتاب الساجي: حدث عنه يحيى بن سعيد قبل موته بستة أحاديث.(12/239)
وفي كتاب العقيلي: في حديثه اضطراب.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
والعجب من ابن القطان، كيف قال: حاله لا تعرف؟.
5041 - (د ق) الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، مولى بني عبد الدار، حجازي.
قال محمد بن سعد في الطبقة [الثالثة] من أهل مكة: كان قليل الحديث.
5042 - (خ) الوليد بن عبد الرحمن بن حبيب بن الجارود العبدي الجارودي البصري، والد المنذر.
في كتاب «الجرح والتعديل» عن أبي الحسن الدارقطني: ثقة.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وذكره وفاته في سنة ثنتين ومائتين من عند غيره، ولو نظر في الأصل لوجده قد ذكر ما ذكره في عند غيره سواء، بل زاد، وهو قوله: مات في جمادى الآخرة سنة ثنتين ومائتين.
فكان ينبغي له أن يذكره على عادته في تعداد ذاكري الوفاة، ثم إنه لم يأخذ وفاته من ابنه المنذر إلا بوساطة لم يعين قائلها، والظاهر أنه صاحب الكمال، والبخاري قد قال في تاريخه الأوسط: إن ابنه لما ذكر له وفاته التي ذكرها المزي كناه أبا العباس.(12/240)
والمزي لم يذكر له كنية البتة، فلو رآه في أصل لوجد ابنه قد كناه، وكذا ذكر كنيته عن ابنه القراب وغيره، حتى أن الكلاباذي - الذي كتابه بيد صغار الطلبة - كناه أبا العباس، وكذلك أبو الوليد الباجي في آخرين.
وزعم أبو عبد الله الحاكم أنهما اتفقا عليه، فينظر.
5043 - (ت س) الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك هانئ، أبو العباس الهمداني الدمشقي، أخو زيد، وقد ينسب إلى جده.
ذكره ابن سعد في الرابعة، وقال: له أحاديث.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: روى عن جماعة من الصحابة، ومات سنة ست وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، والمزي لم يذكر له رواية عن صحابي واحد ولا أكثر، تبعا لابن عساكر.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
5044 - (بخ م 4) الوليد بن عبد الرحمن الجرشي الحمصي. كان على خراج الغوطة في أيام هشام بن عبد الملك.
ذكر المزي أن ابن عساكر عاب على البخاري كونه قال فيه: مولى لآل أبي سفيان الأنصاري، ورضي بقوله، ولم يتتبعه عليه، وما أعلم أن أبا حاتم الرازي، وابن حبان، ويعقوب الفسوي قالوا ذلك، فلم ينفرد(12/241)
البخاري دون هؤلاء بالوهم، ويقال لمن وهم هؤلاء: أنت الواهم، إلا أن تأتي بحجة ظاهرة، وأيضا وإن كان عربيا كما قلت، فيحتمل أنه مولى حلف، أو ما أشبهه، فدفع قول هؤلاء الأئمة بالتصدر غير صواب، والله تعالى أعلم.
5045 - (د) الوليد بن عبدة، والد عمرو بن الوليد بن عبدة. مصري، مولى عمرو بن العاص، وكان ممن شهد فتح مصر.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال أبو حاتم: الوليد بن عبيد، وقال ابن يونس: وليد بن عبدة، روى عنه يزيد، والحديث معلول، ويقال: عمرو بن الوليد بن عبدة، قال العداس: توفي الوليد بن عبدة سنة مائة، هذا تلخيص ما ذكره ابن المزي رحمه الله تعالى، وغفر له.
وأما البخاري فقال في تاريخه في حرف العين، ولم يعد ذكره في الواو: عمرو بن الوليد بن عبدة، عن عبد الله بن عمرو، روى عنه: يزيد بن أبي حبيب [يختلفون فيه، ويقولون أيضا: الوليد بن عبدة]، فكأنهما عنده شخص واحد، كما قال: اختلف في اسمه.
وأما ابن يونس فقال في العين: عمرو بن الوليد بن عبدة، مولى بني سهم، ثم للعاصي بن وائل، يروي عن عبد الله بن عمرو، وقيس بن سعيد، روى عنه يزيد، وكان من أهل الفضل والفقه، قال سعيد بن عفير: توفي سنة ثلاث ومائة.
وذكر ابن حبان عمرا في حرف العين، ولم يتردد، وكذا فعل في الوليد، وقال أبو حاتم في حرف العين: عمرو بن الوليد بن عبدة، مصري، روى عن:(12/242)
ابن عمرو، روى عنه يزيد: وقال في الوليد: الوليد بن عبيد، مولى عمرو بن العاص، روى عن، روي عنه، قال ابنه: سمعت أبي يقول: مجهول.
ولقائل أن يقول: إن هذا ليس بابن عبدة، وليس لمن يرد قوله دليل واضح.
وقال الدارقطني: اختلف على يزيد في اسمه، فقيل: عمرو بن الوليد، وقيل: الوليد بن عبدة، وكذا قاله ابن ماكولا وغيره، وقد تقدم طرف من هذا في حرف العين.
ولما ذكره أبو عبيد الله الجيزي سماه عمرا، وذكر رواية ابن لهيعة وعبد الحميد بن جعفر عن يزيد كذلك، وذكر رواية ابن هبيرة الكحلاني عن مولى عبد الله بن عمرو - غير مسمى - عن ابن عمرو، فذكر حديث: " إن الله حرم(12/243)
الكوبة " ....
. الحديث الذي ذكره المزي في ترجمته , والله تعالى أعلم.
وأما ابن سعد فقال في الطبقة الثالثة من أهل مصر: الوليد بن أبي عبدة، مولى عمرو بن العاص، له أحاديث.
وذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات في المصريين.
5046 - (د) الوليد بن عتبة الأشجعي، أبو العباس الدمشقي المقري.
قال أبو علي الجياني: مات في جمادى الآخرة سنة أربعين ومائتين.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري [ق219/ب].
5047 - (د) الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو وهب الأموي، أخو خالد، وعمارة، وأم كلثوم.
قال أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري في كتابه «تاريخ الرقة»: له رؤية، وقبره بالبلخ.
وقال المرزباني: كان يظهر العداوة لعلي بن أبي طالب.
ومن ولده فيما ذكره محمد بن سعد: عثمان، وعمرو، وخالد، وعثمان الأصغر، وأبان، وعاصم، ومحمد، ويعلى، وعمر، وخالد الأصغر، والحارث الشاعر.
وذكر أبو الفرج الأموي في تاريخه: أنه أرسل إلي لبيد بن ربيعة الجعفري بأبيات: -(12/244)
أرى الجزار يشحذ شفرته ... إذا هبت رياح أبي عقيل
أغر الوجه أروع جعفري ... أشم الأنف ذي الباع الطويل
وفي ابن الجعفري [تحلمتنيه] ... على الغلاب والدهر الطويل
وأجابته ابنة لبيد: -
إذا هبت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبتها الوليدا
أغر الوجه أروع عبشميا ... أعان على مروءته لبيدا
أبا وهب جزاك الله خيرا ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
فعد إن الكريم له معاد ... وظني يا ابن أروى أن تعودا
5048 - (خ م ت س) الوليد بن العيزار بن حريث العبدي، الكوفي.
قال ابن حبان: سقاه أنس طلاء، زاد البخاري: من دن مقير، فقلت: ما هذا؟ قال: أمن الحرورية أنت؟ روى عنه: سعيد، أو شعبة.
وقال أحمد بن صالح المصري: كوفي ثقة.
وفي كتاب الصريفيني: الوليد ابن العيزار بن حوشب، ويقال: حريث.
5049 - (ت سي ق) الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني: ثم الخبذعي.
قال أبو محمد الرشاطي: خبذع بن مالك بن ذي بارق، وهو معاوية بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
وقال ابن دريد: خنذع من قولهم: خذعه بالسيف: إذا ضربه فقطعه، والنون فيه زائدة. وهذا منه وهم عظيم، إنما هو بالباء، كذا ذكره الكلبي، والهمداني وأبو عبيد وغيرهم.(12/245)
وقال الهمداني: الوليد بن القاسم بن الوليد بن مسلمة بن جارح بن كريب بن أيفع بن زيد بن المنذر بن مالك بن زيد بن المنذر بن زيد بن مالك بن زيد بن الجندع بن مالك جعونة ذي بارق، وقال أبو محمد: كذا جعل الهمداني أن اسم ذي بارق: جعونة، وفي كتاب الكلبي: معاوية، وأحدهما تصحيف من الآخر لا محالة، وهذا من قبل الناسخين.
وقال ابن حبان: انفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فخرج عن حد الاحتجاج بأفراده، يروي عن إسرائيل.
وذكره ابن شاهين في جملة الضعفاء، وذكره عمران بن محمد بن عمران في الطبقة السابعة من رجال همدان الكوفيين، وقال ابن قانع: كوفي صالح.
5050 - (ق س) الوليد بن قيس بن الأخرم التجيبي المصري، والد عبد الله بن الوليد.
قال أحمد بن صالح العجلي: مصري، تابعي، ثقة.
وقال أبو سعيد بن يونس [ق220/أ]: وليد بن قيس بن الأخرم، مولى أبي عمارة بن سعد، من تجيب، كان أبوه ممن حضر فتح مصر. وكان الوليد قديما، يقال: مات سنة مائة أو إحدى ومائة في خلافة عمر بن عبد العزيز.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وحسنه أبو علي الطوسي.
5051 - (س) الوليد بن قيس السكوني الكندي الكوفي، جد أبي همام الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وليس جيدا لأمرين:(12/246)
الأول: لابد له من رؤية كتاب أبي حاتم، ولئن سلمنا أنه لم يره – وكذلك هو؛ لما نذكره بعد – فقد نص على رؤية كتاب الثقات، وهما قد ذكرا له كنية، فكيف لم يذكرها من يدعي رؤيتهما والنقل عنهما، لاسيما في هذه الترجمة الضيقة؟ قال أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات»: الوليد بن قيس أبو همام السكوني، يروي المقاطيع، روى عنه: الترمذي، وزهير بن معاوية.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: الوليد بن قيس: أبو همام السكوني، والد شجاع بن الوليد أبي بدر، وجد أبي همام، يروي عن: سويد بن غفلة، وكذا ذكر كنيته أيضا البخاري في التاريخ الكبير، وأبو أحمد الحاكم، ومسلم بن الحجاج، وأبو بشر الدولابي، وأبو عبد الرحمن النسائي، ورويا عن ابن بشار: ثنا يحيى، وعبد الرحمن: قالا: ثنا سفيان عن الوليد بن قيس أبي همام السكوني، قال النسائي: أنبأ محمد بن حاتم بن نعيم: أنبا سويد: أنبا عبد الله، عن زهير بن معاوية، حدثني الوليد بن قيس أبو همام السكوني - وأثنى عليه - عن الضحاك السكوني، وابن علية، وكذا كناه أبو بكر ابن أبي شيبة، ويحيى بن صاعد في مصنفه الكبير، وابن أبي خيثمة في آخرين، وإنما ذكرت هؤلاء تتمة للفائدة، وإلا فمن المعلوم، أنه لم ير هؤلاء، بدليل أنه لم ينقل عنهم شيئا إلا بوساطة، والوساطة هنا لم نجدها، لا شامية، ولا بغدادية، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
5052 - (د) الوليد بن كامل بن معاذ بن محمد بن أبي أمية البجلي مولاهم، أبو عبيدة بن الوليد الشامي.
قال أبو الفتح الأزدي – فيما ذكره أبو الفرج -: ضعيف لا(12/247)
[ق220/ب] يحتج بحديثه.
وقال ابن القطان: هو من الشيوخ الذين لم تثبت عدالتهم، ولا لهم من الرواية كبير شيء.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: يروي المراسيل والمقاطيع.
وذكره ابن الجارود في جملة الضعفاء.
5053 - (بخ) الوليد بن كثير المخزومي، مولاهم أبو محمد، مدني، سكن الكوفة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال الساجي: كان إباضيا، وقال ابن معين: ثقة ثقة، لا بأس به، قال أبو يحيى: صدوق ثبت، يحتج بحديثه، لم يضعفه أحد، إنما عابوا عليه الرأي.
وفي كتاب أبي جعفر العقيلي: قال سفيان: كان إباضيا، ولكنه كان صدوقا.
وقال يعقوب الفسوي: ثنا أحمد بن الخليل: ثنا إسحاق بن إبراهيم: ثنا عيسى بن يونس، قال: ثنا الوليد بن كثير، وكان متثبتا في الحديث.
5054 - (س) الوليد بن كثير بن سنان، أبو سعيد المزني الرازاني الكوفي.
رأيت بخط بعض الحفاظ: الوليد هذا يعرف بشرشير.(12/248)
5055 - (ت ق) الوليد بن محمد الموقري، أبو بشر البلقاوي، مولى يزيد بن عبد الملك، والموقر: حصن بالبلقاء.
قال السمعاني: كان ضعيفا، وقال ابن حبان: كان يقرأ ما دفع له، وقال أبو عبد الله الحاكم: لم يحتجا به.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: ضعفوه، وقالوا: ليس بالقوي، وينفرد بأحاديث أنكروها.
وقال علي بن حجر: كثير الغلط.
وقال أبو داود: ضعيف، وقال لي محمد بن يحيى: شيخان تجيء عنهما أحاديث من أحاديث الزهري صحاح، وأحاديث مناكير: الموقري، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم.
وقال البخاري: في حديثه مناكير، قال علي بن حجر: كان لا يقرأ من كتابه، فإذا دفع إليه كتابه قرأه.
وذكره النسائي، والعقيلي، والدولابي، والمنتجالي، والبلخي، والفسوي، ويعقوب بن شيبة، وأبو العرب، وابن شاهين، وابن الجارود في جملة الضعفاء، زاد ابن الجارود: ليس بشيء.
وقال الجوزجاني: غير ثقة، يروي عن الزهري عدة أحاديث ليس لها أصول.(12/249)
5056 - (د س) الوليد بن مزيد العذري، أبو العباس الهروي، والد العباس.
قال الدارقطني: من ثقات أصحاب الأوزاعي.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وقال أبو يحيى القطان في كتابه «الوهم والإيهام»: ثقة من أكابر أصحاب الأوزاعي.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.
والحاكم في سؤالات مسعود: ثقة مأمون.
5057 - (ر م د س) الوليد بن مسلم بن شهاب العنبري، أبو بشر البصري.
خرج أبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان حديثه في صحيحهم، وكذلك أبو محمد الدارمي، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي [ق221/أ].
5058 - (ع) الوليد بن مسلم القرشي، مولى بني أمية، وقيل: مولى العباس بن محمد العباسي، أبو العباس بن الدمشقي.
كذا ذكره المزي بعد ذكره توثيقه ووفاته من عند ابن سعد، مقلدا لابن عساكر فيما يظهر، وكأنه لم يعلم أن ابن سعد قال في كتابه: إن أبا عبد الله الشامي قال: كان الوليد من الأخماس، فصار لآل مسلمة بن عبد الملك فلما قدم بنو هاشم في دولتهم وصاروا إلى الشام قبضوا رقيقهم من الأخماس وغيرهم، فصار الوليد وأهل بيته لصالح بن علي، فوهبهم لابنه الفضل بن صالح، فأعتقهم الفضل، فركب الوليد بن مسلم إلى آل مسلمة بن عبد الملك(12/250)
فاشترى نفسه منهم. قال: وأخبرني سعيد بن مسلمة بن عبد الملك قال: جاءني الوليد بن مسلم فأقر لي بالرق فأعتقته، وكان للوليد أخ يقال له: جبلة، له قدر وجاه بالشام، وكان الوليد ثقة، كثير الحديث والعلم.
وقال المطين: وأخبرت أن الوليد بن مسلم مات فيها – يعني سنة خمس - في المحرم، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: كان ممن جمع وصنف، إلا أنه ربما قلب الأسامي وغير الكنى، ولد سنة تسع عشرة ومائة، ومات بذي المروة منصرفه من الحج، سنة خمس وتسعين، وله ثلاث وسبعون سنة.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: مقدم على جميع أهل الشام متفق عليه، ويتفرد بحديث: " رأى امرأة مقتولة "، وقد تابعه عليه إسحاق بن سليمان الرازي.
وقال أبو داود: الوليد أفسد حديث الأوزاعي، وقال له ابن أبي الحواري: تعرف ما عرضت مما سمعت، قال: لا.
وقال أبو الفرج البغدادي: قال علماء النقل: يروي عن الأوزاعي أحاديث، هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي، مثل: نافع والزهري، فيسقط أسماء الضعفاء، ويجعلها عن الأوزاعي عنهم.
وسمى ابن القطان هذا في «الوهم والإيهام»: التسوية.
وفي سنة أربع وتسعين قال ابن قانع: الوليد بن مسلم القرشي مولاهم أبو الوليد بذي المروة، وهو راجع من مكة شرفها الله تعالى، ويقال: أول سنة خمس، وهو الصحيح.(12/251)
وفي «العلل» لعلي بن عبد الله: يحيى بن حسان حمل على الوليد بن مسلم، وقال: إنه لم يسمع من الوضين بن عطاء حديث سالم بن عبد الله في الزلزلة، فلما قدم الوليد قلنا له ذلك، فقال: سمعت من الوضين، عن سالم.
5059 - (عخ مد) الوليد بن المغيرة بن سليمان المعافري، أبو العباس المقبري، الأشجعي، مولى غفيرة الأشجعية.
وقال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ومائة، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب [ق21/ب] ابن يونس؛ إذ لو رآه لوجده قد قال: نسبته في موالي أشجع، وهو مولى غفيرة الأشجعية، وقال زيد بن حباب في حديثه: الوليد بن المغيرة المعافري، ولعله سمع منه بالمعافر، فنسبه إلى المعافر.
وفي كتاب «الموالي» للكندي: مولى امرأة من أشجع بن هريم من بني دهان، يقال لها: غفيرة، وهو والد أبي زيد كبد، وكان الوليد يلي العملات، فكسر خراجا للبيلكان، فطيفه فيه.
وكان إباضيا، فلما توفي وكفن أدخل ابنه جماعة من أهل مذهبه، فصلوا عليه في مقرأته قبل أن يخرج، ثم أخرج فقدم أبو زيد الليث بن سعد، فكبر عليه خمسا، فقيل له: لم كبرت خمسا؟ قال: من هوان الميت علي لم أدر كم كبرت عليها، فلما بلغ ابنه قال: أما أنا فإخوان أبي الذي يرجو أمرهم فإنهم من صليا عليه، واعترفوا بتقدمه عليه.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
5060 - (م 4) الوليد بن هشام بن معاوية بن هشام بن عقبة بن أبي معيط، أبو يعيش المعيطي، والد يعيش.
خرج ابن حبان، وأبو عوانة، والطوسي، وأبو عيسى حديثه في صحيحهم.(12/252)
وذكره ابن.
5061 - (م 4) الوليد بن أبي هشام بن زياد القرشي الأموي مولاهم، أخو أبي المقدام هشام.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وخرج أبو عوانة الإسفرايني حديثه في صحيحه، وكذا أبو عبد الله الحاكم، وأبو عيسى الترمذي، وفي نسخة أخرى حسنه، وكذا فعله الطوسي.
5062 - (بخ م 4) الوليد بن أبي الوليد عثمان، أبو عثمان المدني، مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل: مولى عثمان، وقال بعضهم: الوليد بن الوليد، وهو وهم.
قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: والوليد بن أبي الوليد العدوي شيخ من أهل الشام، لم يحتج به الشيخان، كذا قاله، ولم أر له فيه متابعا، فينظر.
وفي تاريخ البخاري: قال الليث: حدثني الوليد بن أبي الوليد، وكان فاضلا من أهل الحديث.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وقال: ربما خالف على قلة روايته، وهو غير جيد؛ لأن ابن حبان ذكر في طبقة التابعين: الوليد أبي الوليد، أبو عثمان المدني، مولى عبد الله بن عمر، يروي عن ابن عمر، وقد رأى ابن عمرو، روى عنه الليث بن سعد، وحيوة بن شريح.
وقال في طبقة أتباع التابعين: الوليد بن أبي الوليد، أبو عثمان المدني، روى(12/253)
عن: عبد الله بن دينار، ربما خالف على قلة روايته، انتهى، فهذا كما ترى، هما عنه شخصان مختلفان في الطبقة والكلام، والله أعلم.
وفي قول المزي: وقال بعضهم: الوليد بن الوليد، وهو وهم - نظر؛ لأن قائل ذلك يعقوب الفارسي، وأبو الحسن الدارقطني، وابن شاهين لما ذكره في كتاب «الثقات»، وحكاه عن ابن معين.
وزعم أبو حاتم أن البخاري جعلهما اسمين، يعني: مولى ابن عمر، ومولى آل عثمان، قال: وهما واحد.
وفي قول المزي: مولى عثمان نظر، لما في كتاب [ق222/أ] البخاري وأبي حاتم وغيره: مولى آل عثمان رضي الله عنه.
5063 - (د) الوليد بن يزيد أبي طلحة الربعي الرملي العطار.
قال المزي: حكي في الأصل - يعني الكمال - أن أحمد بن مروان روى عنه، وقال: الثقة الرضى، وهو وهم، إنما قائله ابن خزيمة، انتهى الذي رأيت في عدة من نسخ كتاب الكمال الجياد العتيق، روى عنه: محمد بن خزيمة، وقال: الثقة الرضى، والله تعالى أعلم.(12/254)
من اسمه وهب
5064 - (د س) وهب بن الأجدع الهمداني الخارقي، الكوفي.
قال أحمد بن صالح العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره عمران بن محمد بن عمران، ومسلم بن الحجاج القشيري في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
5065 - (بخ ق) وهب بن إسماعيل بن محمد بن قيس الأسدي الكوفي.
قال الساجي: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: أرجو أن يكون صالح الحديث، وما أدري، ثم قال: روى عن وقاء بن إياس أحاديث بواطيل.
وذكره أبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء.
وفي كتاب أبي العرب القيرواني، قال أبو بشر: حدثني عبد الله بن أحمد، قال: سألت أبي عن وهب بن إسماعيل الأسدي، فقال: كتبنا عنه أحاديث، فقلت له: ترجو أن يكون صالح الحديث؟ قال: ما أدري، ثم راجعته، فقال: روى بعدنا أحاديث مناكير عن وقاء بن إياس.(12/255)
5066 - (م د س) وهب بن بقية بن عثمان بن سابور بن عبيد بن آدم بن زياد الواسطي، أبو محمد، عرف بوهبان، وجده زياد، رضيع قيس بن عبادة.
ذكره أسلم بن سهل في القرن الرابع من أهل واسط، وقال: كان يخضب بالحناء، وذكر له رواية عن أخيه سلمان بن بقية.
وفي قول المزي: قال بحشل: ولد سنة خمس وخمسين ومائة، ومات سنة تسع وثلاثين ومائتين، وكذلك قال محمد بن عبد الله الحضرمي، والبغوي، وأحمد بن كامل في تاريخ وفاته، زاد ابن كامل: وقيل: ولد سنة خمس وخمسين، وكان يخضب بالحناء - نظر في موضعين:
الأول: قد أسلفنا من كتاب بحشل: أنه كان يخضب بالحناء.
الثاني: البغوي لما ذكر وفاته قال: توفي سنة تسع وثلاثين في ربيع الآخر، فلو نظر المزي في كتابيهما لما أغفلهما، على أنه - فيما أظن - إنما أخذ هذه الترجمة من كتاب الخطيب، والخطيب قد ذكر الشهر عن البغوي كما ذكرناه.
وفي ضبط المهندس عن الشيخ في موضعين: سابور - يعني: بسين مهملة - تبعا لصاحب الكمال - نظر؛ لأني رأيته في كتاب بحشل والخطيب مجودا بشين معجمة، فينظر، وخرج أبو عوانة وابن حبان والحاكم حديثه في صحيحهم.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه - يعني: مسلما - ثلاثة أحاديث.
وقال مسلمة في كتاب الصلة: واسطي ثقة.(12/256)
5067 - (د س) وهب بن بيان بن حيان الواسطي، أبو عبد الله، نزيل مصر.
قال مسلمة [ق222/ب] في كتاب الصلة: واسطي، سكن مصر، ثقة رجل صالح، روى عن ابن عيينة.
وقال أبو داود: وأهل مصر يقولون: إنه بديل من الأبدال.
وزعم المزي أنه وهب بن بيان، كذا ضبطه عنه المهندس وجوده، وفي ذلك نظر؛ لأن أسلم بن سهل لما ذكره في القرن الرابع، وروى عنه في موضعين، سمى أباه: بنانا بنونين، وكذا مسلمة بن قاسم، وذكر ابن ماكولا في كتابه: الوليد بن بنان اثنين: الأول: سمى جده مسلمة، والآخر: لم يسم جده، ولعله هو، وكذا هو في «تاريخ الغرباء» لابن يونس.
5068 - (ع) وهب بن جرير بن حازم الأزدي، أبو العباس المصري.
قال ابن سعد: مات سنة ست ومائتين، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: ابن سعد لما ذكره في الطبقة السابعة من البصرة، قال: وهب بن جرير بن حازم الجهضمي، كان ثقة، وكان عفان يتكلم فيه، مات بالمنجشانية على ستة أميال من البصرة منصرفا من الحج، فحمل فدفن بالبصرة. لم يزد على هذا شيئا، ولا ذكر سنة وفاته، ولا رأيت أحدا ذكر عنه وفاته إلا صاحب الكمال الذي تبعه المزي، وكأنه وهم من ابن المثنى أو البخاري، فقال: ابن سعد. فينظر.
الثاني: ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات» قال: كان يخطئ.
وقال أحمد بن منصور الرمادي: اجتمعت ليلة مع محمد بن مسلم بن واره، فذكرنا أصحاب شعبة، فقلت أنا: أبو النضر أثبت من وهب بن جرير، وقال(12/257)
هو: وهب بن جرير أثبت. ومات بالمنجاشنية على ستة أميال من البصرة، وهو منصرف من الحج سنة سبع أو ست ومائتين، ودفن بالبصرة.
وفي كتاب أبي جعفر العقيلي: وهب بن جرير بن حازم، أبو الحسن الأزدي، قال أحمد بن حنبل: قال عبد الرحمن بن مهدي: هاهنا قوم يحدثون عن شعبة، ما رأيناهم عند شعبة، قيل لأحمد: من يعني بهذا؟ قال: وهب بن جرير، قال أحمد بن حنبل: ما رئي وهب بن جرير عند شعبة قط، ولكن وهب كان صاحب سنة، حدث – زعموا - عن شعبة بنحو أربعة آلاف حديث، قال عفان بن مسلم: هذه أحاديث عبد الرحمن الرصافي، وكان قد سمع من شعبة حديثا كثيرا، ثم وقع إلى مصر، وقال وهب بن جرير: كتب لي أبي إلى شعبة، فكنت أجيء فأسأله.
وقال أبو داود: ثنا هارون بن عبد الله قال: مات وهب [ق223/أ] أول سنة سبع ومائتين في المحرم.
وفي كتاب الكلاباذي: عن هارون بن حميد قال: مات سنة سبع ومائتين، وكذا ذكره القراب عن محمد بن يونس، وابن قانع وقال: ثقة، وخليفة بن خياط في الطبقة الحادية عشر من أهل البصرة، والمطين عن جابر بن كردي.
5069 - (ت) وهب بن حذيفة الغفاري، وقال: المزي: له صحبة، عداده في أهل الحجاز.
قال أبو حاتم ابن حبان: وهب بن حذيفة المازني الليثي، جد عمرو بن يحيى المازني، له صحبة، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: " كل إنسان أحق بمجلسه ".(12/258)
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة - طبقة الخندقيين - في بني عفان، ونسبه ابن أبي عاصم في ثقيف، والله تعالى أعلم، وابن قانع نسبه في الأنصار.
وزعم أبو الفتح الأزدي أن واسعا تفرد عنه بالرواية.
5070 - (د ت ق) وهب بن خالد الحميري، أبو خالد الحمصي عن: ابن الديلمي، وأم حبيبة بنت العرباض.
قال أبو بكر الخطيب في كتاب الموضح: فرق البخاري بين: الراوي عن ابن الديلمي، والراوي عن بنت العرباض، وهما واحد. وقال المفضل بن غسان الغلابي: سألت يحيى بن معين، قلت: إن أبا سنان الرازي حدث عن وهب بن خالد، فعرفه وقال: قد سمع منه أبو عاصم.
أنبا أبو الفتح الزهري: أنا علي بن أحمد: أنبا أحمد بن يحيى بن الجارود، قال: قال علي بن المديني: وهب بن خالد الحنفي يكنى أبا خالد، روى عنه أبو سنان، لقيه أبو عاصم النبيل، وإسحاق الرازي، قال أبو بكر: وفي موضعين من هذا الكلام وهم، ولا أظنه إلا من الراوي عن علي:
أحدهما: تصحيف الحمصي بالحنفي.
والثاني: جعل إسحاق راويا عن وهب، وإنما يروي عن أبي سنان عنه. انتهى كلام أبي بكر.
وكما ذكره البخاري ذكره أبو حاتم الرازي وأبو حاتم ابن حبان، لكن البخاري قال في الراوي عن أم حبيبة: ابن أبي خالد، وكذا ذكره أيضا الترمذي في جامعه؛ فكان يلزم المزي أن ينبه على هذا، ويبين وجه الجمع،(12/259)
أو التفرقة، والله تعالى أعلم.
وقال أحمد بن صالح العجلي: وهب بن خالد حمصي ثقة، وخرج أبو عبد الله الحاكم وأبو علي الطوسي حديثه في صحيحيهما [ق223/ب].
5071 - (س ق) وهب بن خنبش الطائي الكوفي.
قال أبو عيسى الترمذي في كتاب الصحابة: وهب بن خنبش، ويقال: هرم، ووهب أصح، وفي موضع آخر: تصحيف من داود الأودي، وتبعه على هذا: أبو عمر، وابن ماكولا.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: روى عن آخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقال له: عبد الرحمن بن خنبش، ولست أدري أهو أخوه أم لا.
وقال أبو زرعة: من قال فيه: عبد الله يخطئ.
وزعم أبو الحسين مسلم بن الحجاج، وأبو صالح المؤذن، وأبو الفتح الأزدي: أن الشعبي تفرد عنه بالرواية، زاد الأزدي: ورواية الأودي عن الشعبي، فقال: هرم بن خنبش، ولا يصح هذا.
5072 - (م ت) وهب بن ربيعة الكوفي.
روى عن ابن مسعود: " إني لمستتر بأستار الكعبة، إذ جاء ثلاثة نفر .... "، قال البخاري: قاله قبيصة، عن سفيان، وقال أبو نعيم: عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال قبيصة: قيل للأعمش: إن سفيان يقول: إنما هذا عن وهب بن ربيعة، فجعل الأعمش يهمهم في نفسه، كأنه يعد حديث عمارة، ثم قال: صدق سفيان.
وزعم أبو إسحاق الصريفيني أنه لم يسند غيره.
وخرجه أبو عوانة الإسفرايني في صحيحه، وكذا أبو حاتم ابن حبان.(12/260)
5073 - (عس) وهب بن عبد الله بن أبي دبي الكوفي، وقد ينسب إلى جده، ويقال: وهب بن عبد الله بن كعب بن سور الأزدي، الهنائي.
روى عنه: عبيد بن عيينة، كذا ذكره المزي، وأبو نصر بن ماكولا. قال في وهب بن عبيد الله بن كعب بن سور الأزدي: إنه روى عن سلمان الفارسي، روى عنه: عبيد بن عيينة.
وقال العجلي: وهب بن أبي دبي الهنائي، بصري ثقة.
5074 - (ع) وهب بن عبد الله، ويقال: وهب بن وهب، أبو جحيفة، يقال له: وهب الخير، من بني حرثان بن سواءة، نزل الكوفة.
قال ابن حبان: مات زمن بشر بن مروان على العراق، سنة أربع وسبعين.
وقال العسكري: وهب الله الخير، ويقال: وهب الخير، ويقال: إن عليا سماه: وهب الخير - وقيل: وهب الله - من حبه له. مات في ولاية بشر بن مروان للبصرة سنة اثنتين وسبعين، ولعمه ولأبيه صحبة، وكذا ذكر وفاته [ابن الأثير].
وقال ابن عبد البر [ق224/أ]: لم يختلفوا في اسمه، واختلفوا في اسم أبيه: فقال بعضهم: وهب بن عبد الله بن مسلم بن جنادة بن جندب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، وقيل: وهب بن جابر.(12/261)
وفي كتاب أبي نعيم: كان على شرطة علي بن أبي طالب، وكان يقوم تحت منبره، واستعمله على خمس المتاع الذي كان في حربه.
وفي تاريخ البخاري، عن أبي إسحاق، قال أبو جحيفة: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم – وهذا منه أبيض، قيل لأبي جحيفة: مثل من أنت؟ قال: كنت أبري النبل وأريشها.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: عن أبي سليمان بن زبر: قتل بالجماجم سنة ثلاث وثمانين.
روى عنه – فيما ذكره الطبراني في الكبير -: أبو خالد الوالبي، وأبو رجاء، وصالح بن مسعود، وكثير شيخ روى عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة.
وفي «الكنى» للدولابي: روى عن: عبد الله بن مسعود.
5075 - (خت) وهب بن عثمان القرشي المخزومي المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». كذا ذكره المزي، وقد أغفل من الكتاب المذكور: وهب بن عثمان بن بشر بن المحتفز.
5076 - (د) وهب بن عقبة العامري البكائي، والد عقبة.
وقال ابن حبان: وهب بن عقبة بن وهب البكائي العجلي، من أهل الكوفة، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: عجلي ليس من البكاء بسبب.
الثاني: ابن حبان لم يقل هذا، ولو قاله لتبعناه عليه، إنما قال البكائي، وقيل:(12/262)
العجلي، وقد سبقه إلى هذا: شيخ الصنعة محمد بن إسماعيل بقوله: وهب بن عقبة بن وهب البكائي، وقال عبد الواحد بن زياد: هو العجلي، قال سفيان: قال وهب: ولدت لسنتين من إمارة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وصليت مع معاوية.
وقال ابن أبي حاتم: وهب بن عقبة البكائي يروي عن: يزيد بن مذكور، روى عنه: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبو نعيم، سمعت أبي يقول ذلك، أنبا عبد الله بن أحمد – فيما كتب إلي - قال: سمعت أبي يقول: وهب بن عقبة البكائي، كوفي صالح الحديث، ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، أنه قال: وهب بن عقبة العجلي: ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» [ق224/ب].
5077 - (ع) وهب بن كيسان، أبو نعيم القرشي، مولاهم المعلم المدني.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة.
قال خليفة: توفي سنة سبع وعشرين ومائة، وكذا قاله ابن أبي عاصم، وأبو حسان الزيادي فيما ذكره القراب، وابن قانع في آخرين.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته في سنة سبع وعشرين ومائة من عند ابن سعد، وابن حبان قد قام بهذه الوظيفة بزيادة: بالمدينة.(12/263)
وقال ابن الجنيد: سألت أبا زكريا يحيى بن معين، عن وهب بن كيسان، فقال: ثقة. وكذا ذكره إسحاق بن منصور.
وقال ابن أبي حاتم: أنبا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: سمعت أبي يقول: وهب بن كيسان ثقة.
وذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات».
5078 - (د س) وهب بن مانوس، ويقال: ماهنوس، ويقال: ميناس العدني، ويقال: البصري.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وأغفل منه في هذه الترجمة الضيقة: كان أصله من البصرة، وحبسه الحجاج باليمن، فبقي بها مدة.
وفي سنن أبي داود: قال أحمد بن صالح: قلت لعبد الله: مانوس، أو مابوس؟ فقال: أما حفظي فمانوس، وأما عبد الرزاق فحفظه مابوس.
وفي «علل الخلال»: وقال يحيى: عبد الرزاق يقول: مابنوس، وأما ابن [يحيى] فقال: ماموس.
وقال ابن القطان: روى عنه جماعة، ومع ذلك فهو مجهول الحال.
5079 - (خ م د ت س فق) وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار، وهو الأسوار اليماني الصنعاني، أبو عبد الله الذماري الأبناوي. أخو همام، ومعقل، وغيلان.
قال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: يقال: إن أصله من خراسان، وإنه(12/264)
رجع إلى بلاده، على كبر السن.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته من عند جماعة غيره سنة ثلاث، أو أربع عشرة، وهما ثابتان عنده، وفيه زيادة على ذلك ليست في كتاب المزي جملة، قال أبو حاتم في كتاب «الثقات»: وهب بن منه بن كامل بن سيج سيسحان، كان فاضلا عابدا، قرأ الكتب، وهم خمسة أهوه: وهب، وهمام، وغيلان، وعقيل، ومعقل، مات وهب في المحرم سنة ثلاث أو أربع ومائة، وهو ابن ثمانين سنة، وقد قيل: إنه مات سنة عشرين ومائة.
وذكر العجلي: أنه قيل لوهب: يا أبا عبد الله، كنت ترى الرؤيا فتحدثنا بها، فلا نلبث أن نراها كما رأيت، فقال: هيهات، ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء.
وذكر خليفة بن خياط في «الطبقات» لهم أخا آخر، وهو عمرو بن منبه.
وفي قول المزي: وقال الواقدي، وعبد المنعم، وابن سعد، وخليفة: مات سنة عشر ومائة - نظر؛ لأن ابن سعد لم يقل شيئا [ق225/أ] من عنده، إنما قال: أنبأ محمد بن عمر، وعبد المنعم بن إدريس قالا: مات وهب، فذكره.
وفي كتاب المنتجالي: يماني تابعي ثقة، قال أحمد بن حنبل: مات في محرم سنة أربع عشرة، وعن رباح بن زيد، قال: لقي عمرو بن دينار وهبا، فقال: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة، قال: ينبغي لمن سار منذ ستين سنة أن يكون قد أناخ.
وقال عبد الرزاق: قال أبي: ولي وهب القضاء فلم يحمد، وكان يوسف بن(12/265)
عمر الثقفي أمير صنعاء حبارا، وهو الذي ضرب وهبا خمسين سوطا في شهر رمضان، فأفطر.
وقال عمرو بن علي: كان ضعيفا.
وقال الجوزجاني: كان كتب كتابا في العذر ثم حديث أنه ندم عليه.(12/266)
من اسمه وهيب
5080 - (ع) وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري، صاحب الكرابيس.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وعن البخاري: مات سنة خمس وستين ومائة، كذا قاله، وكأنه لم ينظر في الثقات حالة التصنيف. بيانه: قال أبو حاتم في كتاب «الثقات»: مات سنة خمس وستين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وكان متقنا، وقد قيل: إنه مات سنة تسع وستين ومائة.
وفي سنة تسع ذكره الواقدي، وابن قانع زاد: بالبصرة، وخليفة بن خياط في تاريخه.
وفي قوله أيضا: قال أبو داود: مات وله ثمان وخمسون سنة، نظر؛ لإغفاله من كتاب أبي داود شيئا ليس في كتابه، قال الآجري: سمعت أبا داود يقول: تغير وهيب بن خالد، وهو ثقة.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: قلت لحماد بن سلمة: إن وهيب بن خالد زعم أن علي بن زيد بن جدعان كان لا يحفظ الحديث، فقال: وهيب كان لا يقدر أن يجالس عليا، إنما كان يجالس عليا(12/267)
وجوه الناس، رأيت في كتاب علي قال يحيى بن سعيد: إسماعيل - يعني: ابن علية - أثبت من وهيب، ويزيد بن زريع أثبت من وهيب، قلت ليحيى بن سعيد: فبشر؟ قال: لم يكن بشر مثل هؤلاء، ثم قال يحيى: الله أعلم، ما كان بشر - يعني: ابن المفضل - ووهيب يعملان عند شعبة في السماع.
حدثنا أحمد بن حنبل، قال: يقال: إن وهيبا مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
وقال ابن منجويه: كان متقنا.
5081 - (م د ت س) وهيب بن الورد بن أبي الورد القرشي المخزومي مولاهم. أبو عثمان، ويقال: أبو أمية المكي، أخو عبد الجبار، واسمه عبد الوهاب، ووهيب: لقب غلب عليه، وقيل: وهيب وعبد الوهاب [ق225/ب] أخوان، والأول أشهر.
قال ابن حبان: ليس له كثير حديث يرجع إليه، وقال أحمد بن صالح العجلي: مكي ثقة عابد، كان سفيان بن سعيد يقول: اذهبوا بنا إلى هذا الرجل الصالح نسلم عليه.
وفي كتاب المنتجالي: قال زهير: كان الفضيل وابن المبارك ووهيب الورع جلوسا بمكة، فذكروا الرطب، فقال وهيب: أوجاء الرطب؟ فقال ابن المبارك: يرحمك الله، هذا آخره ولم تأكله؟ قال: لا. قال: ولم؟ قال: بلغني أن عامة أجنة مكة - شرفها الله تعالى - من الصوافي والقطائع، فكرهتها. فقال ابن المبارك: يرحمك الله تعالى، أوليس قد أرخص في الشراء من السوق إذا لم تعرف الصوافي والقطائع منه، وإلا ضاق على الناس خبزهم؟(12/268)
أوليس عامة ما يأتي من قمح مصر إلى مكة إنما هو من الصوافي والقطائع؟ ولا أحسبك تستغني عن القمح، فسهل على نفسك، قال: فصعق وهيب لغفلته عما فطنه به، فقال فضيل: ما صنعت بالرجل؟ فقال عبد الله: ما علمت أن كل هذا الحزن قد أعطيه، فلما أفاق قال: يا ابن المبارك دعني من ترخيصكم، لا جرم لا أكلت من القمح بمكة – شرفها الله تعالى – إلا كما يأكل المضطر من الميتة، فيقال: إنه فعل، فنحل جسمه حتى مات هزالا، رحمه الله تعالى.
وقال ابن معين: كان رجلا متخليا، وعن سفيان بن عيينة قال: قلت لوهيب: ما الذي بلغ بك هذا الأمر؟ قال: إني كنت امرءا تاجرا أبيع في السوق وأشتري، فبينما أنا ذات يوم قائم في السوق؛ إذ أتاني آت من خلفي، فوضع يده على منكبي وقال: يا هذا، استح من الله تعالى في قربه منك، وخف الله تعالى في قدرته عليك، فالتفت فلم أر شيئا.
وقال ابن وضاح عن بعضهم: كان وهيب حيثما رأيته فإنما يداه ورجلاه تعملان، يسبح، ويعتد بيديه، ويميط الأذى برجليه، كان هذا دأبه.
وكان الثوري إذا اغتنم يجيء حتى يرمي بنفسه إلى وهيب يستريح إليه، وكان يقول: كان وهيب لا يأكل شيئا من الثمار ولا النخيل ولا البقل، إلا من أرض قد علم صحتها.
وفي كتاب ابن الأثير: مات سنة أربع وخمسين ومائة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان: مكي ثقة، ويقول أهل مكة: كان وهيب من الأبدال، ثقة، متثبتا، متفقدا لمطعمه، يجتنب أكل طعام صوافي مكة – شرفها الله(12/269)
تعالى – قال: وسمعت ابن نمير يقول: إن عباد بن كثير قال لوهيب: عندي أحاديث في الرغائب ليس يكتب عني أصحاب الحديث، ولا يسمعون مني، فخذها أنت وحدثهم؛ ليعملوا بها وتؤجر. قال له: قد فعلت بنفسك ما فعلت وتريد أن تفضحني.(12/270)
باب الألف واللام
من اسمه لاحق
5082 - (ع) لاحق بن حميد بن سعيد، ويقال: شعبة بن خالد بن كثير بن حبيش بن عبد الله بن سدوس السدوسي، ابن مجلز البصري الأعور.
قال المزي: ذكره الهيثم عن عبد الله بن عياش في الطبقة الثالثة، ثم قال بعد ذلك: وقال الهيثم: مات في ولاية عمر بن عبد العزيز. انتهى كلامه، ولا أعرف معناه؛ لأن الهيثم في كتاب الطبقات لم يذكره رواية، إنما ذكره استبدادا.
الثاني: لم يذكره إلا في الطبقة الثانية لا الثالثة.
الثالث: ذكره إياه وفاته في موضع واحد من كتاب الطبقات لا فُرقان بينهما، كما يفهم من كلام المزي – والله تعالى أعلم.
وفي قول المزي - تابعا صاحب «الكمال» فيما أرى -: قال خليفة: مات ستة ست ومائة في ولاية ابن هبيرة. نظر، وذلك أن خليفة لما ذكره في الطبقة الثالثة من أهل البصرة لم يزد على ذكر نسبه إلى سودسي، وذكر في الطبقة الرابعة ابنيه: المهاجر، والرديني. والتاريخ الذي على السنين، لم أره مذكورا عنده في السنة المذكورة، وهاتان النسختان مع طبقات الهيثم قد تقدم التعريف بهما، والله تعالى أعلم.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: سئل يحيى بن معين عن حديث التيمي عن أبي مجلز: أن ابن عباس، والحسن بن علي مرت بهما جنازة ". فقال: مرسل.(12/271)
رأيت في كتاب علي: سمعت يحيى يقول: أول ما كتبت الحديث وقع في يدي كتاب فيه مرسلات عن أبي مجلز، فجعلت لا أشتهيها، وأنا يومئذ غلام.
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: قدم على قتيبة بن مسلم بنيسابور، فولاه المظالم بمرو، قال أبو عبد الله: وروده بنيسابور مشهور مذكور، وكذلك قضاياه بمرو، وعن أبي علي محمد بن حمزة: لما قتل قتيبة بن مسلم فبلغ أهل مرو الخبر، مشى الناس إلى أبي مجلز، فولوه أمرهم حتى قدم وكيع بن أبي سود.
قال الحاكم: مات بعد المائة، وأردك عمر بن عبد العزيز ودخل عليه، وكان عمر قال: ابغوني رجلا عالما بخرسان فإن أمرها لي منهم، فقالوا: لاحق بن حميد، قال: فبعث إليه، قال أبو مجلز: فقدمت عليه فسألني عن أمرها، وعن أبي المبارك قال: كان أبو مجلز يركب مع قتيبة في موكبه فيسبح الله عز وجل عشرة آلاف تسبيحة.
وفي «الاستغناء» لابن عبد البر: قال أبو زرعة: هو ثقة، وكذلك هو عند جميعهم.
وذكره أبو العرب القيرواني في كتاب «الثقات».
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وفي «الأوسط» للبخاري: مات قبل الحسن بن أبي الحسن بقليل.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته [ق226/ب] في خلافة عمر بن عبد العزيز من عند جماعة غيره، فكان ينبغي أن يشفعهم: قال ابن حبان: مات بالكوفة قبل الحسن بقليل، وقد قيل: إنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وعن عمران بن حدير أن أبا مجلز كان يؤم الحي في(12/272)
رمضان، فكان يختم في كل سبع.
وفي كتاب الصريفيني: مات بسرخسن.
وفي كتاب «لحن العامة» لأبي حاتم السجستاني قال الأصمعي: يقال: ابن مجلز – بكسر الميم – ولم يعرف ما قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أبو مجلز.
وقال ابن سعد: نزل مرو وابتنى بها دارا، وولي بيت المال بها.
وذكره ابن حزم في الطبقة الثالثة سرقراء أهل البصرة.(12/273)
باب الياء
من اسمه ياسين
ويحنس ويحيى
5083 - (س) ياسين بن عبد الأحد بن أبي زرارة الليث بن عاصم بن كليب القتباني، أبو اليمن المصري.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: توفي بمصر في شهر جمادى الآخرة سنة تسع وستين ومائتين، وله ثمانون سنة، مصري صدوق، وكان جارا للربيع بن سليمان: أنبا عنه علان.
5084 - (م س) يحنس بن أبي موسى، ويقال: ابن عبد الله، أبو موسى المدني الأسدي، مولى مصعب بن الزبير.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، والذي في كتاب «الثقات»: مولى مصعب، وقيل: مولى ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، وكان رافضيا.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة فقال: يحنس أبو موسى، مولى الزبير بن العوام.
5085 - (د) يحيى بن إبراهيم البركي، نسبة إلى البرك، وهي سكة معروفة بالبصرة، نزلها فعرف بها.
قال ابن باطيس في كتاب «الأنساب»: روى عنه: أبو داود وغيره، وقاله(12/275)
أيضا أبو سعد السمعاني وغيره. لم ينبه عليه المزي فينظر.
5086 - (ع) يحيى بن آدم بن بن سليمان الأموي مولاهم أبو زكريا الكوفي.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة، وقال: كان ثقة، والمزي ذكر وفاته من عند ابن سعد وأخل بتوثيقه، وزعم المزي أنه مولى خالد بن خالد بن عقبة بن أبي معيط، والذي في كتاب ابن سعد: خالد بن خالد بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط.
وفي كتاب «الكلاباذي»: عن ابن سعد: مات في النصف من شهر ربيع الآخر، وذكره خليفة بن خياط في الطبقة العاشرة.
وقال العجلي: مولى خالد بن سعيد بن العاص: وكان ثقة جامعا [ق227/أ] للعلم، عاقلا، ثبتا في الحديث، وأبوه ثقة، روى عنه سفيان بن سعيد الثوري.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: كان متقنا يتفقه، مات في شهر ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين.
روى في كتاب «الخراج» تأليفه عن: عثمان بن مقسم، وزياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي، وعباد بن العوام، وحميد بن []، وحسين زيد، والمبارك بن فضالة، وعمرو بن أبي المقدام، والصلت بن عبد الرحمن(12/276)
الزبيدي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الرحيم بن الرازي، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن الزبرقان التيمي، وسنان البرجمي، وعبدة بن []، وإبراهيم بن أبي يحيى، وجعفر الأحمر، ومندل بن علي العنزي، وسعيد بن عبد الجبار الشامي، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، ومحمد بن عمر بن واقد المدني، وعلي بن هاشم بن البريد، ومسعود الجعفي، وعتاب بن شد الجزري، وعمر بن هارون الخراساني.
وفي قول المزي: قال ابن سعد، والبخاري، وأبو حاتم: مات سنة ثلاث ومائتين، زاد ابن سعد، والبخاري، وأبو حاتم: مات سنة ثلاث ومائتين، زاد ابن سعد: بفم الصلح. نظر؛ لأن أبا حاتم الرازي قال في كتاب أبيه: مات بفم الصلح سنة ثلاث ومائتين.
وقوله عن البخاري: مات سنة ثلاث ومائتين غير جيد؛ لأن البخاري إنما ذكره رواية عن أحمد بن أبي رجاء، كذا ذكره في التاريخ الكبير، والأوسط.
وفي كتاب «الطبقات» للفراء: روى عن أحمد بن حنبل فيما ذكره الدارقطني، والخلال، ويقال: مات سنة عشر ومائتين، وعن إسحاق بن إبراهيم، سمعت يحيى بن آدم يقول: أحمد بن حنبل إمامنا.
وفي قول المزي: قال يحيى بن معين: ثقة فيما رواه عثمان بن سعيد الدارمي عنه – نظر؛ لما ذكره ابن أبي حاتم: كتب إلي يعقوب: ثنا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى: ما حال يحيى بن آدم في سفيان؟ فقال: ثقة انتهى. فهذا كما ترى عثمان إنما روى عن يحيى توثيقه في سفيان، لا توثيقه مطلقا، والله تعالى أعلم.
وفي قوله: كان فيه - يعني الكمال - روى عن سعيد بن سالم بن أبي الهيفاء، وهو خطأ إنما هو سعيد بن سالم القداح كما كتبناه، وأما ابن أبي الهيفاء فهو(12/277)
سعيد بن سلام العطار نظر؛ لأن يحيى ذكر في كتاب «الخراج» - نسخة الحافظ السلفي، وقد قرئت عليه وعلى غيره من الأئمة – في باب من قال فيما أخرجت الأرض من قليل أو كثير الصدقة: ثنا سعيد بن سالم بن أبي الهيفاء، عن الصلت بن دينار، عن أبي رجاء العطاردي، قال: كان ابن عباس [ق227/ب]- رضي الله عنه – بالبصرة يأخذ صدقاتها: خبز، وسابخ الكراث، ولم يذكر في الكتاب المذكور له رواية عن القداح، وليس فيه عن ابن أبي الهيفاء غير هذا الأثر الذي ذكرناه، وكذا ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه، فينظر.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال [سعيد بن سالم بن أبي الهيفاء]: قال عثمان بن أبي شيبة: يحيى بن آدم ثقة، صدوق، ثبت، حجة، ما لم يخالفه من هو فوقه مثل: جرير، ووكيع بن الجراح.
وذكره ابن مردويه في «أولاد المحدثين».
وفي «المراسيل» لأبي محمد: عن يحيى بن معين لم يسمع يحيى بن آدم من أبيه شيئا، وكذا ذكره الآجري عن أبي داود.
5087 - (د) يحيى بن أزهر المصري مولى قريش.
قال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره أبو الفرج: لا يكتب حديثه.
5088 - (م ع) يحيى بن إسحاق البجلي، أبو زكريا، ويقال: أبو بكر السيلحيني، ويقال: السيلحوني، والسالحيني أيضا.
قال البخاري في تاريخه الكبير: يقال: إنه يدعى أنه من بجيلة، وقال في(12/278)
الأوسط: مات سنة عشر ومائتين في شعبان ببغداد.
وقال ابن سعد: ذكر أنه من أنفسهم، وقد كتب الناس عنه، وذكر المزي وفاته من عند جماعة، ونقل كلام أبي حاتم الرازي: وهي ثابتة عنده في سنة عشر كما نقلها من عند غيره.
وقال السمعاني: ثقة، وخرج أبو عوانة، وابن حبان، والحاكم، وأبو عيسى، وأبو علي حديثه في صحيحهم.
5089 - (د) يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري المدني.
قال أحمد بن صالح العجلي: مدني ثقة.
وفي «المراسيل» لأبي محمد قال: لم يدرك يحيى ولا أبوه إسحاق البراء بن عازب، وحديثه عنه: " استطالة الرجل في عرض أخيه " – مرسل.
5090 - (ع) يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي مولاهم، البصري، أخو عبد الله النحوي، ويقال: هم من سبي أذربيجان.
قال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن يحيى بن أبي إسحاق فقال: لا بأس به صالح.
وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة.(12/279)
وسمى خليفة وغيره أباه زيد بن الحارث.
وفي كتاب أبي جعفر العقيلي، قال: أحمد بن حنبل: في حديثه نكرة.
وقال يحيى: في حديثه بعض الضعف.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
5091 - (ق) يحيى بن أبي أمامة أسعد بن زرارة الأنصاري، مختلف في صحبته.
كذا قاله المزي، وقال ابن حبان في كتاب الصحابة تأليفه: له صحبة.
وذكره فيهم من غير تردد: أبو القاسم البغوي وابن فتخون، وأبو منصور الباوردي في آخرين، وإذا كان أبوه أسعد على ما ذكره المزي كيف يكون غير صحابي؛ لأن أباه توفي والنبي - صلى الله عليه وسلم – يبني المسجد أول ما هاجر، على ذلك جماعة المؤرخين، وإن كان على ما ذكره البخاري يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن سعد من من زرارة قال: وبعضهم يقول: أسعد بن زرارة، وهو وهم. فهو صحابي أيضا؛ لأن سعد بن زرارة [ق228/أ] قال فيه أبو عمر(12/280)
ابن عبد البر: أخشى أن لا يكون أدرك الإسلام، فكذلك أيضا [لا] يكون صحابيا على هذا – والله تعالى أعلم، وإن كان ابن الأثير قال: في كلا الاسمين يكون صحابيا، وغفل عن كونه حفيدا لهما.
5092 - (د) يحيى بن إسماعيل الواسطي، أبو زكريا.
ذكر المزي أن أبا داود روى عنه، وزعم أبو علي الجياني الحافظ: أن أبا داود روى عنه مقرونا بمحمد بن أحمد بن أبي خلف في كتاب الأدب فينظر.
5093 - (تمييز) يحيى بن إسماعيل بن زكريا، أبو زكريا الخواص، ويقال: أبو العباس الكوفي.
قال أبو الحسن الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: كوفي لا يحتج به.
5094 - (ت) يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان بن مشنج بن عبد عمرو بن عبد العزى بن أكثم، أبو محمد الأسيدي. مروزي، نزل بغداد.
قال صاحب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: قضى عشرين سنة، ووزر مرتين، ومات سنة اثنتين - ويقال: سنة إحدى - وأربعين ومائتين.
وفي «تاريخ المنتجالي»: لما عزل من القضاء كتب إليه المتولي بعده في شيء، فكتب إليه يحيى: " إنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك " ".(12/281)
وقال أحمد بن صالح – وسئل عن سليمان الشاذكوني - فقال: لم أرو عنه إلا حرفا واحدا، وكان عالما بالحديث، إلا أنه كان ماجنا، وكذلك كان يحيى بن أكثم القاضي، وقال مضر أبو محمد: سأل أبو سيار يحيى بن معين عن يحيى بن أكثم، فقال: عافاه الله، خير كريم، فقال: يا أبا زكريا، إنما أسألك عنه في الحديث، فقال: يا أحمق، يبعث إلينا الدنس بالحراد، والتمر بالقواصر، وقال الخطيب: كان عالما بالفقه، بصيرا بالأحكام، سليما من البدعة، ينتحل مذهب أهل السنة.
وفي كتاب «الترغيب والترهيب» لأبي موسى المديني: قال المأمون لبشر بن الوليد القاضي: ما لك لا تنفذ أحكام يحيى بن أكثم؟ فقال: يا أمير المؤمنين، سألت عنه بخراسان، فلم يحمد في بلده، ولا في جواره.
وذكره أبو محمد ابن الجارود، وأبو حفص ابن شاهين في جملة الضعفاء، وفي «تاريخ مرو» لأبي رجاء محمد بن حمدويه بن أحمد بن موسى السبخي: كان يحيى صاحب علم وفقه، وأبوه سمع من موسى بن عبيدة، ومحمد بن كعب، ويكنى أبا يحيى.
وفي «تاريخ الخطيب»: قال له رجل: يا أبا زكريا، فقال: قست فأخطأت.
ودخل عليه رجل فقال: أتأذن؟ فقال: نعم، فأنشد: -
ماذا تقول كلاك الله في رجل ... يهوى عجوزا أراها بنت تسعين(12/282)
فرفع رأسه إليه وقال: -
يبكى عليه وقد حق البكاء له ... إن العجوز لها حين من الحين
وكان على صدقات الأضراء، فطالبوه فلم يعطهم شيئا، فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد، فحبسهم، فبلغ المأمون خبرهم، فقال: حبستهم على أن كنوك؟ قال: إنما حبستهم على التعريض، قالوا لي: يا أبا سعيد، يعرضون بشيخ لائط في الخريبة.
ودخل عليه يوما ابنا مسعدة، وكانا أعلى نهاية الجمال، فلما رآهما يمشيان في الصحن أنشأ يقول: -
يا زائرين من الخيام ... حياكما الله بالسلام
يحزنني إذ وفقتماني ... وليس عندي سوى كلام
لم تأتياني وبي نهوض ... إلى حلال ولا حرام
قال أبو بكر: وبلغني أن يحيى عزل بسبب هذه الأبيات، انتهى.
هذه الأبيات أنشدها غير واحد لمنصور النمري في هارون الرشيد، وهي:
يا زائرينا من الخيام ... حياكما الله بالسلام
يحزنني أن أطعتماني ... ولم تنالا سوى الكلام
بورك هارون من إمام ... بطاعة الله ذي اعتصام
له إلى ذي الجلال قربى ... ليس لعدل ولا إمام
رجع إلى التاريخ، وقال أبو صخرة في يحيى من أبيات: -
لا أفلحت أمة وحق بطول نكس وطول إنعاس ... ترضى بيحيى يكون سائسها وليس يحيى لها بسواس
قاض يرى الحد في الزنا ولا يرى على من يلوط من باس ... يحكم للأمرد الغرير على مثل جرير ومثل عباس(12/283)
فالحمد لله كيف قد ذهب العدل وقل هذا الوفاء في الناس ... أميرنا يرتشي وحاكمنا يلوط والرأس شر ما راس
لو صلح الدين واستقام لقد قام على على الناس كل مقياس ... لا أحسب الجور ينقضي وعلى الأمة وال من آل عباس
قال الخطيب: ليست هذه الأبيات لأبي صخر الرياشي، إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.
وقال يوما المأمون: يا يحيى، من الذي يقول – وهو يعرض به: -
قاض يرى الحد في الزنا ولا يرى على من يلوط من باس
قال: وما يعرفه أمير المؤمنين؟ قال: لا، قال: يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم وبعده:
لا أحسب الجور ينقضي وعلى الأمة وال من آل عباس
فخجل المأمون، وقال: ينبغي أن ينفى أحمد بن أبي نعيم إلى السند.
ولما ولي المتوكل صير يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد، وخلع عليه خمس خلع، وولاه، ولما عزل وجعل في مرتبته جعفر بن عبد الواحد الهاشمي جاء كاتبه فقال: سلم الديوان، فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين: أنه أمرني بذلك، فأخذ منه الديوان قهرا، وغضب عليه المتوكل فأمر بقبض أملاكه، ثم أدخل مدينة السلام، وألزم بيته.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: رواه عنه الترمذي في أول أبواب الزكاة وفي أبواب البر والصلة، قرن معه في الموضعين: علي بن خشرم، والجارود بن معاذ، وأبا كريب، وخرج عنه في أبواب الحدود عن عبد الله بن إدريس رضي الله عنه، قرن معه أبا كريب، وفي أبواب السير، في باب أمان المرأة والعبد: عن عبد العزيز بن أبي حازم منفردا.(12/284)
وفي كتاب المرزباني: وفيه يقول يحيى بن أبي نعيم الثقفي من أرجوزة:
أصبح هذا الدين رثا رمحه ... أوطنه الجور ويحيى معلمه
مذ ولي الحكم أبيح حرمه ... واضطربت أركانه ودعمه
يا ليت يحيى لم يلده أكثمه ... ولم تطأ أرض العراق قدمه
ملعونة أخلاقه وشيمه ... لا خلفه عفا ولا مقدمه
أي دواة لم يلقها قلمه ... وأي خشف لم يبت يستطعمه
وقال الحاكم النيسابوري: دخل يحيى نيسابور وهو قاضي القضاة - على كبر السن - مع عبد الله بن طاهر سنة خمس عشرة ومائتين. ولما قال لسفيان بن عيينة ما قال، قال له سفيان: أراك تولي شيئا من أمور المسلمين، فإذا وليت فاعدل، ولما وصف المأمون عماله لبشر بن الوليد [ق230/ب]، قال: وأما يحيى بن أكثم فأعف خلق الله تعالى عن الصفراء والبيضاء، إنه - ما علمت - حملت إليه من أموال الحشرية أربعمائة ألف دينار فما قبلها، وأي نفس تسمو لهذا.
وفي تاريخ ابن قانع: مات سنة ثمان وأربعين، وأخبرني به ابن ابنه.
5095 - (ت) يحيى بن أبي أنيسة زيد، ويقال: أسامة الغنوي مولاهم أبو زيد الجزري وأخو زيد.
قال أبو الفرج: ويقال: اسم أبيه ثواب.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: ليس بثقة.(12/285)
وقال الساجي: متروك الحديث ضعيف جدا، كان صدوقا ولم يكن بالحافظ.
وقال العجلي: ليس بشيء، وفي رواية عثمان بن سعيد عن يحيى بن معين: ثقة، وفي كتاب المزي عن عثمان عن يحيى: ليس بشيء. فينظر.
وذكره العقيلي، وأبو العرب، والدولابي، وابن الجارود في جملة الضعفاء.
وقال الحاكم - فيما ذكره مسعود –: هو ممن لا يحتج بروايته.
ولما ذكره يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم قال: متروك الحديث.
5096 - (س) يحيى بن أيوب بن بادي الخولاني مولاهم، أبو زكريا المصري العلاف.
قال النسائي: لا بأس به.
وفي «النبل» لأبي القاسم ابن عساكر: مات يوم الثلاثاء لست - يعني من المحرم - سنة تسع وثمانين ومائتين.
وفي كتاب الصريفيني: قال ابن منده: توفي سنة خمس وثمانين ومائتين، وخرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في صحيحه.
وقال مسلمة بن قاسم في «الصلة»: توفي ليلة الثلاثاء لإحدى وعشرين ليلة(12/286)
خلت من المحرم سنة تسع وثمانين ومائتين ودفن بمصر: أنبأ عنه غير واحد.
5097 - (خت د ت) يحيى بن أيوب بن أبي زرعة بن عمرو بن جرير البجلي الجريري الكوفي.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: هم أخوة ثلاثة: يحيى، وجرير، وعمرو بنو أيوب، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أبو محمد الدارمي، والحاكم.
وقال البزار في كتاب «السنن»: يحيى بن أيوب بن أبي زرعة ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
والعقيلي في الضعفاء وقال: قال يحيى بن معين: ضعيف، ليس بشيء.
وفي كتاب «البرقي»: عن يحيى بن معين: ضعيف لا يكتب حديثه، وقال أيضا: يحيى بن أيوب: صالح، وجرير بن أيوب أخوه، هو أضعف من أخيه.
وقال يعقوب بن سفيان: ليس به بأس.
5098 - (ع) يحيى بن أيوب الغافقي، أبو العباس المصري، مولى عمر بن مروان بن الحكم.
ذكر الصريفيني: أنه مولى الأنصار.
وفي «العلل الكبير» للترمذي: قال محمد بن إسماعيل: يحيى بن أيوب ثقة.(12/287)
وقال أبو محمد الأشبيلي، وأبو الحسن القطان: لا يحتج به، زاد ابن القطان: لسوء حفظه.
وقال أبو بكر الإسماعيلي لما استخرج حديث البخاري، عن أبي عاصم: ثنا ابن جريج، عن يحيى بن أيوب، عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: نذرت أختي ... ": يحيى بن أيوب ليس من شرط أبي عبد الله في هذا الكتاب.
ولما ذكر حديث البخاري عن ابن أبي مريم: ثنا يحيى بن أيوب، ثنا أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الإسماعيلي: لا يحتج بيحيى بن أيوب، والحديث موقوف كما سلف قبل – يعني حديث: سأل ميمون بن سياه أنسا: ما يحرز دم المسلم.
وزعم أبو عبد الله الحاكم، وأبو الوليد الباجي، وأبو نصر أن (خ) خرج له استشهادا، فينظر في قول المزي: روى له، يعني أصلا.
وزعم أبو الحجاج: أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته من عند ابن يونس سنة ثمان وستين ومائة، وترك من عند ابن حبان: مولى الأنصار، مات قبل الليث بن سعد سنة ثلاث وستين ومائة، وقد قيل: سنة ثمان وستين، وكان أبوه طبيبا، سكن تجبيب بمصر، فقيل له التجيبي.
وفي كتاب الكلاباذي: عن سعيد بن عفان، مات سنة [ق231 أ] ثلاث وستين ومائة.
وقال البخاري في التاريخ الكبير: مات قبل الليث بن سعد.
وفي تاريخ ابن قانع: مات سنة ثلاث وستين، ويقال: سنة سبع وستين،(12/288)
ويقال: قبل ذلك، وقالوا: سنة ثمان وستين.
وفي تاريخ المنتجيلي: له اجتماع بسعدويه العابد ومحاورة.
وفي رواية الدارمي: قيل ليحيى: أيما أحب إليك: يحيى بن أيوب، أو الليث؟ فقال: الليث أحب إلي.
وفي «تاريخ دمشق» لأبي زرعة المصري: أخبرني أحمد بن صالح، قال: كان يحيى من وجوه أهل مصر، وربما زل في حفظه.
وقال أبو إسحاق الحربي في «العلل»: ثقة.
وقال ابن أبي مريم فيما ذكره العقيلي: حدثت مالكا بحديث حدثناه يحيى بن أيوب عن مالك، فقال: كذب، وحدثته بآخر عنه فقال: كذب.
وقال أحمد بن حنبل: كان سيئ الحفظ، وكان يحدث من حفظه، وكان لا بأس به، وكأنه ذكر الوهم في حفظه.
ولهذا إن أبا العرب القيرواني لما ذكره في جملة الضعفاء قال: إنما ضعف من أجل حفظه فقط.
ولما ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال أحمد بن صالح المصري: له أشياء يخالف فيها.
وقال الساجي: صدوق يهم، كان أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن أيوب يخطئ خطأ كثيرا، وحيوة بن شريح أعلى من يحيى بن أيوب ومن سعيد بن أيوب، كان يحيى بن أيوب يجلس إلى الليث، وكان سيئ الحفظ، وهو دون هؤلاء.
وفي كتاب الحاكم الكرابيسي عنه: إنما عرف عند الليث بن سعد، وما حدث من كتاب فليس به بأس، وكان إذا حدث من حفظه يخطئ.(12/289)
قال الساجي: وقال يحيى بن معين: يحيى بن أيوب ثقة ثقة عابد.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم.
وذكره ابن سعد وخليفة في الطبقة الرابعة من أهل مصر، زاد ابن سعد: وكان منكر الحديث.
وقال يعقوب بن سفيان: كان ثقة حافظا للحديث.
وقال ابن حزم: كان ضعيفا، ورد به حديثا في العمرة.
5099 - (عخ م د عس) يحيى بن أيوب المقابري، أبو زكريا البغدادي العابد.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته من عند جماعة وأغفلها من عنده، وهي ثابتة في كتابه في سنة أربع وثلاثين ومائتين لإحدى عشرة مضت من شهر ربيع الأول.
وزعم ابن السمعاني أنه قيل له: المقابري لكثرة زيارته للمقابر.
وأخرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وابن حبان.
وقال ابن قانع: ثقة مأمون.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه - يعني مسلما - مائة حديث وأربعة عشر حديثا.
وفي «الطبقات» للفراء: روى عن أحمد بن حنبل.
5100 - (م) يحيى بن بشر بن كثير الحريري الأسدي، أبو زكريا الكوفي.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة وقال: منزله قرب مسجد سماك، وكان تاجرا، قدم دمشق.(12/290)
ونسبه أبو محمد ابن الأخضر في مشيخة البغوي: مرثديا.
وخرج أبو محمد الدارمي، وأبو عوانة الإسفراييني حديثه في صحيحيهما.
وفي قول المزي: قال الحضرمي: كتب عنه وكان ثقة لا يخضب – نظر، من حيث إن الذي في تاريخه مجودا: كتب عنه ابن نمير - وكان لا يخضب - في جمادى الأولى [ق231/ب].
5101 - (خ) يحيى بن بشر بن زكريا البلخي الفلاس الزاهد.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال - هو والبخاري وأبو حاتم -: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، زاد البخاري: لخمس مضين من المحرم، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب «الثقات»؛ إذ لو رآه لوجده قد قال كما قاله البخاري سواء، لم يغادر حرفا، فليس لإبراز البخاري بالذكر على هذا فائدة – والله تعالى أعلم.
وزعم أبو نصر الكلاباذي، وأبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»، وأبو عبد الله ابن منده، وصاحب كتاب «زهرة المتعلمين»: أنه هو والحريري المذكور قبل واحد، زاد صاحب الزهرة: روى عنه البخاري سبعة أحاديث، قال: وفرق الحاكم بينهما، وأكبر ظني أنهما واحد.
وذكر أبو أحمد ابن عدي في أشياخ البخاري: يحيى بن بشر المروزي، صاحب عبد الله بن المبارك.(12/291)
5102 - (د) يحيى بن بشير بن خلاد.
قال ابن قطان في كتاب «الوهم والإيهام»: حاله مجهولة.
5103 - (ع) يحيى بن أبي بكير نسر، ويقال: بشر، ويقال: بشير بن أسيد العبدي العنبسي، أبو زكريا الكرماني قاضيها، كوفي الأصل سكن بغداد.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب الثقات؛ إذ لو رآه لوجده قد قال: واسم أبي بكير قيس، وكذا ذكره يحيى بن معين فيما ذكره أبو الوليد وغيره.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: قال أبي: قال علي بن المديني: يحيى بن أبي بكير ثقة، وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
5104 - (بخ م 4) يحيى بن جابر الطائي، أبو عمرو الحمصي قاضيها، وهي يحيى بن جابر بن حسان بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن ملاة بن عون بن أسد بن ربيعة بن سعد بن خنيس بن جديلة بن أدد بن زيد بن كهلان.
ذكره ذكره المزي، وهو غير جيد لأمرين:
الأول: بينما كان طائيا فصار جدليا، وأين جديلة من طيئ.
الثاني: زيد أبو أدد، ليس هو ابن كهلان، إنما هو من يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان، فسقط له من زيد إلى زيد، والله تعالى أعلم.
وزعم المزي أن ابن سعد ذكره في الطبقة الثالثة من أهل الشام، لم يزد شيئا، وذكر وفاته من عند جماعة غيره في سنة ست وعشرين ومائة وهي ثابتة عنده(12/292)
كما ذكرها من عند غيره، قال ابن سعد: له أحاديث، مات في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة ست وعشرين ومائة، وفي موضع آخر: أنبا بذلك محمد بن عمر.
وفي قوله أيضا: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته من عند غيره كما أسلفناه سنة ست وعشرين وهي ثابتة عنده [ق232/أ] كما ذكرها من عندهم، وذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثانية من أهل الشام.
5105 - (م 4) يحيى بن الجزار العرني الكوفي، مولى بجيلة، لقبه زبان، وقيل: ابن زبان.
قال محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: كان يغلو في التشيع، وكان ثقة وله أحاديث.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وأغفل منه إن كان رآه، روايته عن عبد الله بن مسعود.
وخرج أبو عوانة الإسفرايني حديثه في صحيحه، وكذلك ابن البيع النيسابوري، وأبو علي الطوسي، وابن حبان.
وقال العجلي: كوفي ثقة، وكان يتشيع.
وفي كتاب العقيلي: قال الحكم – يعني ابن عتيبة: كان يغلو في التشيع، وكان يحدث عن علي، ولم يسمع منه إلا ثلاثة أشياء.
وفي كتاب المنتجالي: عن يحيى بن سعيد: كان يفرط يعني في التشيع.
وفي كتاب المراسيل لأبي محمد: عن حرب سئل أبو عبد الله: يحيى الجزار(12/293)
سمع من علي؟ قال: لا.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: لم يسمع من ابن عباس.
وقال ابن القطان: بينهما أبو الصهباء، وكذا ذكره أبو القاسم في «الجعديات». وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل الكوفة.
5106 - (د ت س ق) يحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ عمران بن مخزوم.
ذكر المزي روايته عن ابن مسعود وعلي، الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وفي ذلك نظر؛ لما ذكره الحربي في كتاب «العلل»: يحيى بن جعدة لم يدرك ابن مسعود؛ لأن ابن مسعود توفي سنة ثنتين وثلاثين.
وأما حديثه عن أم هانئ فلعله لقيها؛ لأنها جدته أم أبيه؛ لأن أبا يحيى بن جعدة ابن أخت علي، وهو الذي ولاه خراسان.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم وابن حبان، وفي «علل ابن المديني»: لم يسمع يحيى بن جعدة من أبي بكر شيئا.
وقال أبو زرعة: مرسل، وقال أبو حاتم: لم يلق ابن مسعود، والمزي ذكر روايته عنه المشعرة بالاتصال.
5107 - (خ) يحيى بن جعفر بن أعين الأزدي البارقي، أبو زكريا البخاري البيكندي.
قال صاحب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: روى عنه – يعني محمد بن إسماعيل البخاري – اثني عشر حديثا.
ونسبه السمعاني نكبونيا، لقرية ببخارى اسمها نكبون، وقال: وله كتاب تصنيفه.(12/294)
5108 - (ع) يحيى بن الحارث الذماري الغساني، أبو عمرو، ويقال: أبو عمر الشامي القارئ.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته من عند جماعة، وهي ثابتة عنده كما ذكروها في سنة خمس وأربعين ومائة؛ فكان ينبغي لما عدد ذاكري وفاته تبعا لأبي القاسم ذكره أيضا، لاسيما وقد نقل توثيقه من عنده، والذي يشبه أن النسخة التي وقعت للشيخ من كتاب «الثقات» مختصرة، والله أعلم.
وقال ابن سعد: كان عالما بالفتوى والقضاء.
وخرج ابن حبان وابن خزيمة، وأبو علي الطوسي، وأبو محمد الدارمي حديثه في صحيحهم، وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
5109 - (ق) يحيى بن الحارث الشيرازي.
قال أحمد بن صالح العجلي في تاريخه: يحيى بن الحارث الطائي، فارسي، من أهل شيراز، ثقة، صاحب سنة.
ولما خرج الحاكم في كتاب الصلاة حديثه مصححا له، قال: كان ثقة، وكان عبد الله بن داود يثني عليه.
وفي كتاب أبي جعفر العقيلي: يحدث عن أخيه زهدم بن الحارث الطائي.
5110 - (م 4) يحيى بن حبيب بن عربي الحارثي، وقيل: الشيباني، أبو زكريا البصري [ق232/ب].
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال هو والسراج: مات(12/295)
بالبصرة سنة ثمان وأربعين ومائتين، كذا ذكره، وفيه نظر؛ من حيث إن ابن حبان ذكر سنة ثمان وقال: وقد قيل: توفي سنة بضع وخمسين ومائتين.
ولما خرج حديثه في صحيحه عن أحمد بن يحيى بن زهير بتستر عنه، قال: كان عابدا ورعا.
وخرج ابن خزيمة أيضا حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة والطوسي، والدارمي، والحاكم.
وفي «الزهرة»: روى عنه - يعني: مسلما - خمسة وثمانين حديثا.
وفي قول المزي – تبعا لصاحب الكمال: الحارثي، وقيل: الشيباني - نظر؛ لأنه اعتقد المغايرة بين النسبتين، وليس كذلك؛ لأن شيبان بن العاتك بن معاوية الأكبر من بني الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية، فالشيباني على هذا بطن من بني الحارث، وشيبان هذا بطن من كندة، ذكر ذلك الرشاطي وغيره.
وقال مسلمة بن قاسم: ثقة مأمون.
5111 - (ت س) يحيى بن أبي الحجاج الأهتمي، المنقري، أبو أيوب الخاقاني البصري، وهو جد يحيى بن عبد الله بن الأهتم.
قال أبو أحمد ابن عدي الجرجاني: لا أرى بأحاديثه بأسا.
5112 - (خ م د ت س) يحيى بن حسان بن حيان التنيسي البكري، أبو زكريا البصري.
قال أبو القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم في كتابه «تاريخ تنيس»:(12/296)
فمن أهل هذه المدينة من الطبقة الأولى ابن سعيد يحيى بن حسان، روى عنه جماعة من أئمة المسلمين، منهم: الشافعي، والأوزاعي، والقعنبي، وعبد الله بن عبد الحكم، ومحمد بن عبد الحكم، وعبد الله بن وهب رشدين بن سعد.
أنبأ أبو علي الحسيني بن أحمد بن الأبح: ثنا أبو القاسم عمر بن إبراهيم النحاس: ثنا محمد بن الحسين بن يزيد، قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: كان يحيى بن حسان يسمى طاوس العلماء.
وأنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحصري: ثنا محمد بن عبد الله بن جابر: ثنا عبد الواحد بن أبي الخصيب: ثنا علي بن جعفر بن سافر عن سعد بن أبي الربيع عن صالح بن محمد، عن الحسن بن عبد العزيز الجزري أن أبا عبد الله الشافعي نزل تنيس على يحيى بن حسان وكان ضيفا له، وأصل يحيى من الكوفة [ق233/أ]، وروي أيضا أن الليث بن سعد دخل تنيس ونزل على يحيى بن حسان.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات في ثمان ومائتين - نظر، والذي في تاريخه ثمان ومائتين أو نحوها.
وقال البزار في «المسند»: يحيى بن حسان التنيسي: صاحب حديث ثقة.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: أنبا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال: سمعت أبي يقول: يحيى بن حسان التنيسي ثقة ثقة رجل صالح، كذا رأيته في نسختين من كتاب الجرح والتعديل.
وقال ابن يونس: بصري، قدم مصر قديما وكتب بها.
وفي كتاب المنتجالي: ثقة، وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».(12/297)
ولما ذكر وفاته ابن قانع في سنة ثمان كناه أبا سعيد.
وفي تاريخ المطين: مات يحيى بن حسان بن سهيل أبو زكريا لعشر بقين من المحرم سنة ثمان ومائتين.
5113 - (بخ س) يحيى بن حسان البكري الفلسطيني، ويقال: المقدسي.
قال أبو حاتم الرازي: من قرية سناجية – يعني من قرى عسقلان.
وقال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»: روى عنه زيد بن أسلم.
وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري.
5114 - (م د س ق) يحيى بن الحصين الأحمسي البجلي.
خرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن خزيمة، وابن حبان.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: نسبه كوفي.
ولما ذكره الحاكم النيسابوري قال: يحيى بن أم الحصين، وعاب ذلك عليه عبد الغني بن سعيد وقال: سقوط الأم هو الصواب.
5115 - (د س ق) يحيى بن حبيب المقوم، ويقال: المقومي، أبو سعيد البصري الحافظ.
قال الصريفيني: كان ضريرا، وخرج محمد بن إسحاق بن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان وأبو عبد الله النيسابوري.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة» تأليفه: بصري ثقة.
وقال صاحب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: مات يحيى بن حكيم الأزدي - شيخ أبي داود - سنة ثمان وأربعين ومائتين.
وفي كتاب المزي: روى عن: يحيى بن حماد المذكور بعد، وأخل به في أشياخه هنا - نظر.(12/298)
5116 - (خ م خد ت س ق) يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني مولاهم أبو بكر، ويقال: أبو محمد، بصري، ختن أبي عوانة.
ذكر المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب «الثقات»، وذكر وفاته سنة خمس عشرة ومائتين من عند غيره، وهي ثابتة في كتابه كما ذكرها من عند غيره، فكان ينبغي أن يجعلهما اثنين كما من عادته أن يذكر سبعة وثمانية أو أكثر من ذلك إذا وجدهم نصوا على وفاته وإن تواردوا على قول واحد.
ولما خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه قال: كاتب [ق233/ب] عبد الله بن طاهر ثقة، وزاد في تاريخ بلده: وكان من عقلاء الرجال والمذكورين بالعلم والأدب والفضل، وله بنيسابور آثار ظاهرة وأعقاب كثيرة، وأوقاف مذكورة، ولو ذكرت أخباره طال به الكتاب.
وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، [روى] عن أبي عوانة.
وقال العجلي: بصري ثقة، وكان من أروى الناس عن أبي عوانة.
5117 - (ع) يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي، أبو عبد الرحمن الدمشقي الشهير القاضي، من أهل بيت لهيا.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: يحيى بن حمزة بن واقد الغساني، قاضي دمشق، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وزعم المزي أن خليفة بن خياط ذكره في الطبقة السادسة من أهل الشام، وفيه نظر في موضعين:
الأول: لم يذكره إلا في الخامسة، وأنى له ذكره في السادسة وهي عنده طبقة من مات في المائتين أو بعدها؟.(12/299)
الثاني: إغفاله من كتابه المذكور وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة، وليس لعليل أن يقول: اكتفى بذكر ذلك من عنده غيره؛ لأني عدد قائلي ذلك خمسة، فلو رآه لجعله سادسا، على أنني أكلفه في هذا شططا؛ لأني أتحقق عدم رؤيته ذلك، ولولا أن الترجمة شامية لما كان لخليفة هنا ذكر، والله تعالى أعلم.
وفي قول المزي: وقال أبو مسهر، وابن سعد، وسليمان بن عبد الرحمن، وهشام بن عمار، وهشام بن خالد – مقلدا القاسم بن عساكر -: مات سنة وثمانين نظر؛ لأن سليمان بن عبد الرحمن ذكر قولين سنة ثلاث وسنة خمس. بيان ذلك قول القراب: أنبا ابن حمزة، أنبا شكر، ثنا أبو زرعة، حدثني سليمان بن عبد الرحمن: أن يحيى بن حمزة مات سنة خمس وثمانين ومائة.
وفي تاريخ دمشق: وقيل: إن وفاته كانت سنة ست وتسعين ومائة.
وينبغي أن يتثبت في قوله عن البخاري: قال ابن يوسف: مات سنة ثمانين ومائة؛ فإني لم أره في تواريخه الثلاث فينظر، والله تعالى أعلم.
وقال أبو محمد ابن قتيبة: يحيى بن حمزة الذماري، وذمار بخلاف من مخاليف اليمن، كان عالما بالقراءة، يقرأ عليه، وكان قد قرأ على عبد الله بن عامر، وكان قليل الحديث.
وفي «تاريخ المنتجالي»: يحيى بن حمزة أبو عبد الرحمن، شامي، قاضي دمشق، ذماري.
وقال أبو حاتم الرازي: الحضرمي الحميري، السكسكي، مات وهو ابن ثمانين سنة في سنة ثلاث وثمانين. انتهى.
السكسكي ليس من حمير بحال، فينظر.(12/300)
وذكره العقيلي، والساجي [ق234/أ] في جملة الضعفاء.
وذكر المزي عن عباس، عن يحيى: كان صدقة أحب إليهم من يحيى بن حمزة. انتهى. الذي رأيت في كتاب عباس أحب إلي من يحيى بن حمزة، وكذا ذكره أيضا عن يحيى الساجي وغيره.
5118 - (د ت ق) يحيى بن أبي حية، أبو جناب الكلبي، واسم أبي حية: حي الكوفي.
قال أبو عيسى الترمذي: اسم أبي حية حبيب.
وقال أبو عمر في «الاستغناء»: لا يوقف لأبيه أبي حية على اسم على صحة، وأجمعوا على أنه كان مدلسا، وقد ضعفه بعضهم لكثرة تدليسه، وأسرف أبو حفص الفلاس فقال: أبو جناب متروك.
وزعم المزي: أن النسائي قال فيه: ليس بثقة، يدلس. انتهى، وفيه نظر من حيث إن النسائي لما قال فيه ليس بثقة قال: أنبا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: سمعت أبا نعيم يقول: كان أبو جناب يدلس.
وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف كان يدلس.
وفي «طبقات أهل الموصل» لأبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي: قال يزيد بن هارون: تدرون لم تركت حديث أبي جناب؟ أتيته فأعطاني كتابا، فنسخته، ثم أتيته فقرأه علي، فمر حديث بسرة بنت صفوان، فقال: بشرة بن صفوان، فقلت: بسرة، فقال: اجعله كما تريد، كان عندي قوم بالغداة، فقلت لهم: بسرة، فقالوا: بشرة، فقلت: اجعلوا كما تريدون، وأنت الساعة تقول: بسرة، اجعله كما تريد، قلت: كما أريد أنا؟ أنت كيف سمعته؟ قال: أو هذا شيء سمعته؟ ما(12/301)
سمعته، إنما قال رجل في المسجد: عندي كتاب حسن، قال: فأخذت الكتاب فنسخته، قال يزيد: فقدمت ألا أكون سمعت منه ما كان يحفظ ولم أرد الكتاب.
وقال ابن عمار الموصلي: ضعيف.
وذكره ابن الجارود، وابن شاهين، والبرقي، والبلخي، والمنتجالي في جملة الضعفاء.
وقال الساجي: كوفي صدوق، منكر الحديث، قال أبو نعيم: عنده مناكير.
وفي رواية حرب عن أحمد: أحاديثه مناكير.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال السعدي: يضعف حديثه بالتدليس، كان يحدث بما لم [ق 234/ب] يسمع.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن معين، وابن سعد، ومحمد بن عبد الله الحضرمي: توفي سنة سبع وأربعين ومائة، دليل واضح أنه ما نقل من أصل؛ إذ كان كذلك لوجد ابن حبان قد قال في الكتاب المشار إليه: مات سنة سبع وأربعين ومائة كما ذكر هؤلاء.
وفي كتاب ابن سعد: مات بالكوفة.
وقال ابن حبان: كان يدلس على الثقات ما سمع من الضعفاء، فالتزقت به المناكير التي يرويها عن المشاهير، وحمل عليه أحمد بن حنبل حملا شديدا.(12/302)
وفي المراسيل: سمعت أبي يقول: أبو جناب لم يلق بالعالية.
5119 - (ق) يحيى بن خذام بن منصور بن مهران الغبيري، أبو زكريا السفطي البصري.
قال المزي: ذكره ابن ماكولا وغيره في باب خذام، انتهى. أما ابن ماكولا فإني لم أره مذكورا عنده فيما رأيت من نسخ كتابه، وأما غيره فهو مذكور عنده في الباب المشار إليه، فينظر.
5120 - (د ت ق) يحيى بن خلف، أبو سلمة الباهلي البصري، عرف بالجوباري.
قال موسى بن هارون: بلغنا موته بالبصرة سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وقال أبو القاسم: مات بالبصرة سنة اثنتين وأربعين، هكذا ذكره المزي، ولا أعرف معناه، فمن عرفه فليعرفناه إن كان قد توارد على شيء واحد، فكان ينبغي على عادته أن يقول: قال فلان وفلان: كذا وكذا، وإن تخالفا كان يلتئم الذي قاله، ولا أراهما إلا توافقا.
وزعم صاحب «الزهرة» أن مسلما روى عنه أربعة أحاديث في صحيحه.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الطوسي، وأبو محمد الدارمي، وفي كتاب الصريفيني: الجوباري لقب لقب به.
5121 - (خ 4) يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي المدني.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، وروى عنه ابنه علي، وابن ابنه يحيى بن علي- إن كان محفوظا - كذا ذكره المزي وزعم أن ابن أبي عاصم قال: مات سنة ثمان وعشرين، وقال الواقدي: تسع وعشرين ومائة، وفيه نظر في مواضع:(12/303)
الأول: ابن حبان لما ذكره في ثقات التابعين، قال: روى عنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وابناه عامر بن يحيى بن عامر، وعلي بن يحيى.
الثاني: ابن أبي عاصم، لم يذكر المتوفى في سنة ثمان وعشرين من تاريخه إلا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد.
الثالث: الواقدي: لم يذكر المتوفى في سنة تسع وعشرين إلا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد، كذا هو في الطبقات، وكذا نقله غير واحد من الأئمة، زاد ابن سعد: وأم يحيى بن خلاد وأم رافع بنت عثمان الزرقية، وليحيى من الولد مالك وعلي، وقد انقرض عقبه.
وذكر ابن حبان في ثقات أتباع التابعين يحيى بن علي هذا، وذكر وفاته في سنة تسع [ق235/أ] وعشرين ومائة.
5122 - (ت س ق) يحيى بن درست بن زياد الهاشمي، ويقال: البكراوي، أبو زكريا البصري.
ذكره النسائي في أسماء شيوخه وقال: بصري ثقة.
5123 - (د) يحيى بن راشد بن مسلم، ويقال: ابن كنانة الليثي، أبو هشام الطويل الدمشقي أخو عمارة.
روى عن: ابن عمر وابن الزبير، وعنه: عمارة بن غزية وضمرة بن(12/304)
ربيعة أبو حاتم البستي ليثيا فلسطينيا.
وفي تاريخ المتجيلي: يحيى بن راشد أبو هشام الطويل المازني قال أحمد بن خالد: سمعت أبا الحسن يقول: يحيى بن راشد المازني ثقة، ثنا قاسم عند أحمد بن زهير، عن هارون بن معروف، عن ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال: لما قفل الناس من القسطنطينية لقيت يحيى بن راشد فقال لي: يا علي، وجدت الدين الخبز.
وفرق البخاري بين يحيى بن راشد الدمشقي، سمع ابن عمر، روى عنه عمارة بن غزية، وبين يحيى بن راشد عن ابن الزبير، وعنه ضمرة بن ربيعة، وكذا فعله ابن حبان وغيره، فينظر فيمن جمع بينهما، والله تعالى أعلم.
5124 - (ق) يحيى بن راشد البصري المازني، أبو سعيد البراء.
روى عن يونس بن عبيد، وعنه نعيم بن حماد، قال البخاري في تاريخه(12/305)
الكبير: سمع معلى بن حاجب، ويونس بن عبيد، وهو ثقة، روى عنه: نعيم بن حماد.
وزعم المزي أن مستملي أبي عاصم يحيى بن راشد المذكور تمييزا ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وذكر عن البخاري وفاته سنة إحدى عشرة ومائتين قبل أبي عاصم أو نحوه، ومات أبوه راشد بعده بسنة، انتهى. وهذا كله مذكور عند ابن حبان أيضا بزيادة: يخطئ.
وخرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في صحيحه - أعني البراء - وكذلك الضياء المقدسي، وقال صالح بن محمد: لا شيء.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: ضعيف.
وقال الدارقطني: صويلح يعتبر به.
وقال العجلي: بصري ثقة، صاحب حديث، وأبوه فارسي ثقة، كتب عنه.
وذكره الساجي، والعقيلي، وأبو العرب، وابن شاهين، وابن الجارود في جملة الضعفاء.(12/306)
وقال ابن يونس: يحدث عن عبد الله بن عون، حدث عنه يحيى بن عثمان بن صالح، ما أعرفه، يعني هذا.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن يحيى بن راشد: هل سمع من الحسن؟ قال: لا، إنما يروي عن يونس عن الحسن، قال أبي: ولم يدرك الحسن.
5125 - (ع) يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ميمون بن فيروز الهمداني الوادعي، مولى امراة منهم، وقيل: مولى محمد بن المنتشر، أبو سعيد الكوفي.
قال أسلم بن سهل الواسطي: اسم أبي زائدة: هبيرة.
وفي كتاب الكلاباذي، والباجي: خالد.
وفي قول المزي: قال يحيى بن [ق235/ب] معين: مات وهو ابن ثلاث وستين – نظر، كما في كتاب الكلاباذي الذي هو بيد صغار الطلبة، قال الغلابي: عن أحمد بن حنبل: بلغ ثلاثا وستين سنة، قال الغلابي: وخالفه يحيى بن معين فقال: ثمان وخمسين سنة.
وفي قوله أيضا: قال هارون بن حاتم وابن سعد والمطين: مات بالمدائن سنة ثلاث وثمانين، زاد ابن سعد: وهو قاض بها، وقال يعقوب بن شيبة: قضى بها لهارون - نظر في موضعين:
الأول: إغفاله من كتاب ابن سعد لما ذكره في الطبقة السابعة من أهل الكوفة: وكان ثقة إن شاء الله تعالى.(12/307)
الثاني: ما ذكره من عند يعقوب هو في كتاب ابن سعد أيضا، قال ابن سعد: وكان استقضاه هارون أمير المؤمنين.
وذكر خليفة في الطبقة التاسعة، والهيثم في السابعة.
وفي «تاريخ بغداد» قيل: إنه وادعي من أنفسهم، وقال زياد بن أيوب: لم يحدث ببغداد غير هذا المجلس في سنة اثنتين وثمانين، وخرج إلى [البصرة] على القضاء، فمات في الطريق، وعن ابن معين: ميمون إسلامي، وفيروز جاهلي، وهم موالي عمرو بن عبد الله الوادعي.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال ابن معين: وقيل له: إن زكريا بن عدي لم يحدث عنه، فقال: هو خير من زكريا ومن أبيه ومن أهل قريته.
وذكره ابن مردويه في «أولاد المحدثين».
5126 - يحيى بن زكريا بن يحيى، ولقبه: حيويه النيسابوري، أبو زكريا الأعرج الحافظ، عم أبي الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه.
قال مسلمة في كناب «الصلة»: توفي في ذي القعدة سنة سبع وثلاثمائة، وكان شافعي المذهب مقدما فيه.
وزعم المزي أنه لم يقف على رواية النسائي عنه إلا في كتاب «الأخوة»، انتهى. النسائي ذكره في أسماء شيوخه الذين روى عنهم، ولا يعلم أنه روى عنهم إلا في كتاب «السنن» استقراء، وأيضا كتاب الأخوة لا أعلمه للنسائي إلا لأبي داود، ولا سمعت به، ولا رأيت أحدا نص عليه، ولا نقل منه. فلعل(12/308)
الكاتب أراد أبا داود فكتب النسائي على أنه المهندس، فينظر.
5127 - (خ) يحيى بن أبي زكريا أبي مروان الغساني، واسطي، أصله من الشام.
قال أبو علي الجياني: صحف فيه أبو الحسن القابسي، فقال: العشاني - بضم العين المهملة وشين معجمة - وفي موضع آخر قال: العثماني، وهو وهم، والصواب: الغساني بالغين المعجمة.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، وفي تاريخ البخاري الكبير: روى عنه: عبد الوهاب، وقال: قدم علينا من الشام فأقام عندنا أربعين سنة.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات سنة ثمان وثمانين، وقال محمد بن الوزير الواسطي: سنة تسعين ومائة - نظر: والذي في تاريخ البخاري الأوسط: حدثني محمد بن أبي بكر، قال: مات عمر بن علي سنة تسعين، قال محمد: ويقال: مات سنة اثنتين وتسعين، وقال محمد بن وزير: فيها مات محمد بن زيد الواسطي، قال غيره: سنة ثمان وثمانين ومائة، ويقال: مات عتاب بن بشير الحراني سنة تسعين، وحدثني محمد بن حرب، قال: مات أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني [ق236/أ] الواسطي بعد محمد بن يزيد، انتهى.
فهذا كما ترى لم يذكر وفاته محررة في سنة معينة، إنما ذكرها بعد سنة ثنتين وتسعين، أو بعد سنة ثمان وثمانين، ولم يذكرها أيضا إلا نقلا عن محمد بن حرب، وذكره أسلم بن سهل في القرن الثالث من أهل واسط مقرونا بمن(12/309)
توفي بعد التسعين ومائة.
5128 - (ق) يحيى بن زياد بن أبي داود الأسدي مولاهم، أبو محمد الرقي، ولقبه: فهير.
ذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الرابعة من أهل حران وقال: هو مولى بني الصيدا، مات بعد المائتين، سمعته من هلال بن العلاء.
وللرقيين في هذه الطبقة شيخ آخر، اسمه: -
- فهير بن بشير، يكنى أبا أحمد، من أهل دامان، مولى بني سليم
قال أبو علي محمد بن سعيد الحراني في «تاريخ الرقة»: مات بعد المائتين - ذكرناه للتمييز.
5129 - (ت س) يحيى بن سام بن موسى الضبي، والد معمر وأبان.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الدارمي، وأما الطوسي فحسنه.
وقال البخاري: روى عنه الأعمش وفطر، كما ذكره المزي من عند ابن حبان.
5130 - (ت س) يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاصي بن أمية، أبو أيوب الكوفي، نزيل بغداد، أخو عبد الله وعبيد وعنبسة ومحمد، ووالد سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، ولقبه جمل.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وذكر وفاته من عند [البخاري] تقليدا للخطيب - فيما أرى - سنة أربع وتسعين ومائة في نصف(12/310)
شعبان، وقد بلغ ثمانين سنة، وهي عنده كما ذكرها من عنده، كما أنه كررها من عند أبي حسان بمثله إلا مبلغ سنه، والله تعالى أعلم.
وفي قوله: قال محمد بن سعد: نزل بغداد ومات بها، لم يزد شيئا يعلمك أنه ما نظر في كتاب ابن سعد البتة حالة التصنيف، وإنما نقل هذه الترجمة من كتاب الخطيب، والخطيب له غرض في ذكره هذه اللفظة ليصح له كونه بغداديا، وأما المزي فلا منفعة له في ذكر هذه، اللهم إلا إذا شوحح: هل هذا الراوي من أهل بغداد أم لا؟ ومما يوضح [ق236/ب] لك هذا: قول ابن سعد الذي حاجه المزي إليه ضرورية لو رآه: يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، يكنى أبا أيوب، وكان من أهل الكوفة، فقدم بغداد ونزلها، وكان ثقة كثير الحديث، روى عن عبد الملك بن أبي سليمان. وذكر آخرين؛ وقال: كان ينزل في عسكر المهدي على المسيب، وتوفي بها سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون، وبلغ من السن ثمانين سنة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال: قال يحيى: هو من أهل الصدق، ليس به بأس.
5131 - (ع) يحيى بن سعيد بن حيان، أبو حيان التيمي الكوفي، من تيم الرباب.
قال العجلي: كان خيارا ثقة، وأبوه ثقة.
وقال عمرو بن علي الفلاس: هو من الثقات.
وقال المنتجالي: ثقة، وقال علي بن عبد الله: سمعت يحيى بن سعيد يقول:(12/311)
قال أبو حيان التيمي: كان يختلف إلى عبد الله منا ستون شيخا.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: أبو حيان التيمي ثقة ثبت.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات» - الذي نقل المزي منه شيئا - وأغفل منه إن كان رآه: وقد قيل: إنه يحيى بن سعيد بن سحيم، والأول أصح – يعني يحيى بن سعيد بن حيان – وكان من المتهجدين بالليل الطويل.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة، قال: كان ثقة، وله أحاديث صالحة.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة السادسة: مات قبل الهزيمة، ويقال: سنة ثلاث وأربعين ومائة.
وذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وقال يعقوب بن سفيان: روى عنه أئمة الكوفة وهو ثقة مأمون، روى عنه: أيوب بن كيساني.
وقال ابن عبد البر في «الاستغناء»: ثقة عند جميعهم.
وفي «المراسيل» قال: لم يسمع أبو حيان من عطاء ولم يرو عنه.
5132 - (بخ م) يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، أبو أيوب، وقيل: أبو الحارث المدني، أخو عمرو بن سعيد الأشدق.
قال ابن حبان: أمه العالية بنت سلمة بن يزيد، وخرج حديثه في(12/312)
صحيحه، وكذا أبو عوانة الإسفراييني، وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
5133 - (4) يحيى بن سعيد بن فروخ القطان التميمي، أبو سعيد البصري الأحول الحافظ، مولى بني تميم. ويقال: ليس لأحد عليه ولاء.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مات يوم الأحد الثاني عشر من صفر سنة ثمان وتسعين ومائة، وصلى عليه إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو أمير البصرة، وكان إذا قيل له في علته: يعافيك الله، قال: أحبه إلي أحبه لله عز وجل، وكان من سادات أهل زمانه حفظا وورعا وعقلا وفهما وفضلا ودينا وعلما، وهو الذي مهد لأهل العراق [ق237/أ] رسم الحديث، وأمعن في البحث عن النقل، وترك الضعفاء، ومنه تعلم أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وسائر شيوخنا.
وقال عمرو بن علي: كان يختم القرآن العظيم في كل يوم وليلة ويدعو لذلك إنسانا، ثم يخرج بعد العصر يحدث الناس.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة التاسعة من أهل البصرة، ومحمد بن سعد في السادسة، وابن شاهين في «الثقات».
وقال الخليل: أجل أصحاب مالك بالبصرة يحيى بن سعيد، وهو إمام بلا مدافعة، أستاذ أحمد بن حنبل، وابن معين، وابن المديني، وأبي خيثمة، وعمرو بن علي، وبندار، وأبي موسى، والشاذكوني، قال أحمد: سمع من مالك ومالك شاب، وكان الثوري يتعجب من حفظه، واحتج به الأئمة(12/313)
كلهم، وقالوا: من تركه يحيى ولم يرو عنه نتركه بلا شك.
وفي صحيح ابن خزيمة عن بندار: قال: اختلفت إليه عشرين سنة أو نحوها ما أظنه ذكر غير الله عز وجل، وقال مرة أخرى: ما أظنه عصى الله تعالى.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى يقول: حدث يحيى بن سعيد عن عوف عن أبي رجاء، قال: رأيت طلحة غشيه الناس فصحف، فأتيت غندرا فقال لي: أخطأ أستاذك اليوم، أنا سمعت عوفا يحدث عن أبي رجاء قال: رأيت طلحة وقد غشيه الناس.
وسمعت يحيى يقول: قال القطان مرة: عائذ بن بطة، وإنما هو عائذ بن نضلة، وسمعت يحيى يقول: سمع يحيى بن سعيد من مالك مائة وكسر، يعني في شباب مالك.
ثنا عبيد الله بن عمر: ثنا يحيى بن سعيد قال: كنت أهدي إلى شعبة وكنت موسرا، ولم يكن عنده شيء، فكان يتكلف لي يكافئني، فلما رأيت ذلك قلت: ما لي أتعبه، فتركت ذلك.
وزعم المزي أن ابن أبي الأسود، والفلاس، وابن المديني، وأبا موسى، وابن سعد في آخرين قالوا: مات سنة ثمان وتسعين ومائة، قال علي ومحمد بن سعد: في صفر، وقال ابن أبي الأسود: قبل ابن مهدي بأربعة أشهر، انتهى كلامه. وفيه نظر من حيث إن ابن أبي خيثمة ذكر عن علي بن المديني أنه مات سنة ثمان وتسعين في النصف من صفر، ومات ابن مهدي في هذه السنة لسبع بقين من جمادى، كان بينهما أربعة أشهر، وكذا ذكره عن ابن المديني المنتجالي سواء، وقال: كان رقيق القلب، فكان قل ما ذكر كلمة فيها أذى إلا بكى.
وعن ابن معين: كان إذا قرئ عليه القرآن سقط حتى يصيب وجهه الأرض، وكان له جار، فجعل يشتمه ويقع فيه ويقول: هذا الخوزي، ويحيى في المسجد،(12/314)
فجعل يحيى يبكي ويقول: صدق، من أنا؟ وما أنا؟ وجعل يذم نفسه، وقال يحيى: ما دخلت كنيفا قط إلا ومعي امرأة، وكان يروي عن قوم لا يساوون عنده شيئا، وقال: لو لم أرو [ق237/ب] إلا عمن أرضى ما حدثتكم إلا عن خمسة، وقال عبد الله بن مسلم بن قتيبة: توفي يحيى بن سعيد بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة، وقال يحيى: كان معاذ ينهاني عن الرواية عن عمرو بن عبيد، وأنا لو تركت الرواية عن عمرو لتركتها عن نظرائه: ابن أبي نجيح وغيره، وقال عمرو بن علي: كان يحيى عالما بالفرائض فقيها حسن الفقه، وكان هجيراه إذا سكت ثم تكلم: " إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير "، وكان لا يعجبه القنوت في صلاة الصبح، وكان إذا ذكر النار بكى، وإذا ذكر الجنة بكى، وإذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بكى، وإذا ذكر الموت أصابه ألم شديد.
وقال أبو داود: قرئ على يحيى بن سعيد: " إذا زلزلت "، فلما بلغ: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " شهق فأغمي عليه، فأدخل بيته، فلم ير حتى خرجت جنازته.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: كان أسن من ابن مهدي بنحو عشرين سنة.
وقال العجلي عن أحمد بن حنبل: رواية يحيى بن سعيد عن ابن أبي عروبة بعض في الصحة، وبعض في الاختلاط.
وفي «سؤلات المروزي»: قلت لأبي عبد الله: سمع يحيى من عمر بن عامر شيئا؟ قال: لا أعلم أنه حدث عنه بشيء.
5134 - يحيى بن سعيد العطار، أبو زكريا الأنصاري الشامي.
قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال الساجي: عنده مناكير.(12/315)
وفي كتاب العقيلي: منكر الحديث، وقال مسلمة بن قاسم: شامي، ضعيف الحديث.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ضعيف.
وذكره أبو العرب، والمنتجالي، والبلخي في جملة الضعفاء.
وفي كتاب المزي عن محمد بن عوف: سمعت يحيى بن معين يضعف يحيى بن سعيد العطار، وذكر أنه أخرج كتبه، وأنه روى أحاديث منكرة، انتهى. الذي رأيت في كتاب ابن عساكر عن محمد بن عون عن يحيى، وذكر أن كتبه احترقت، وأنه روى أحاديث منكرة، والله تعالى أعلم.
5135 - (ع) يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة، ويقال: يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد - قال البخاري: ولا يصح – النجاري الأنصاري، أبو سعيد المدني، قاضيها.
كذا ذكره عنه المزي ولم يتبعه عليه، وقد بينا في حرف القاف أن قهدا لقب عمرو، وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد، وقد قيل: قيس بن عمرو، واسم قهد: عمرو بن سهل بن ثعلبة، كان ضعيف الحال، فاستقضاه أبو جعفر، فارتفع شأنه، فلم يغير حاله، فقيل له في ذلك، فقال: من كانت نفسه واحدة [ق238/أ] لم يغيره المال، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومائة بالعراق، وقد قيل: سنة ست وأربعين ومائة.
وفي تاريخ العجلي: يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد، لجده قيس بن قهد صحبة.
وفي تاريخ ابن أبي حاتم عن أبيه: وقهد لقب أحد بني مالك بن النجار.(12/316)
وقال الخليلي: من أئمة الفقهاء، روى عن شيوخه وعن أقرانه وعن أصحابه الذين أخذوا عنه، كمالك وابن جريج، فما رواه الثقات من حديثه كمال والثوري، وشعبة فهو صحيح متفق عليه بلا مدافعة، وقد انفرد عن محمد بن إبراهيم بحديث: " الأعمال بالنية "، وهكذا كل حديث يصح عنه وإن انفرد به فهو صحيح متفق عليه، وما روته الضعفاء عنه كإبراهيم بن أبي يحيى وأمثاله فلا يحتج به من أجلهم.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: عن هشام بن عروة: حدثني الأمين المأمون على ما يغيب عليه يحيى بن سعيد.
روى عن: القاسم أبي عبد الرحمن – إن صح فيما ذكره الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في جمعة لحديث يحيى بن سعيد الأنصاري – ومحمد بن كعب القرظي، ومحمد بن محمود، ومحمد بن سيرين، ومحمد بن جعفر – وقد أدخل ناس بينهما: عبد الرحمن بن القاسم، ومحمد بن إسحاق بن يسار المطلبي، ومحمد بن عمارة، ومحمد بن عبد الرحمن الأنصاري، وهو غير ابن أخي عمرة إن صح، وإسحاق بن سعد بن كعب بن عجرة، وإبراهيم بن المغيرة - أو أبي المغيرة - وإسماعيل بن عقبة أو يعقوب بن خالد، ويقال: هو إسماعيل بن إبراهيم السلمي، وأيوب، قال الإسماعيلي: كذا وقع، وهوخطأ وتصحيف، إنما هو أبو بكر، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وثابت الأعرج، وجميع بن عمير التيمي، وحميد دبن قيس، وحسين بن عبد الله بن عبيد الله، والحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، والحارث بن يزيد الحضرمي، وخالد بن معدان، وداود بن أبي هند، وزيد بن أسلم، وأبي زرعة بن عمرو بن جرير، وسالم أبي النضر، وسالم أبي مريم، وشرحبيل بن سعد، والشريد الصرفي وعداده في ثقيف، وصالح بن كيسان، والضحاك بن عثمان، وطاوس اليماني، وعبد الله بن عبيد الله عن أبي مليكة، وعبد الله بن أبي طلحة، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة(12/317)
الأنصاري، وعبد الله بن خباب، وعبد الله بن ذكوان أبي الزناد، وعبد الله بن كعب الحميري مولى عثمان بن عفان وقيل عبيد الله، وعبد الله بن هبيرة، وعبيد الله بن جبير، وعبيد الله بن حفص بن أنس وقد قيل: حفص بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن أبي حسين، وعبد الرحمن بن البيلماني وقيل: بينهما رجل عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وعبد الوهاب، وعبيد بن فيروز، وعمر بن الحكم، وعمر بن عبد العزيز، وعمرو بن دينار، وعمران بن أبي أنس، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وعاصم بن عبيد الله، وعطاء [ق238/ب] بن يسار، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وعياض بن مسلم، وعباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، وعون بن عبد الله بن أبي رافع، وكثير بن عبد الله المزني، وكثير بن أفلح، ومقسم مولى ابن عباس، ومجاهد بن جبر، والمغيرة بن عبد الله بن أبي بردة، وموسى بن عبد الله بن سويد، ومعاوية بن أبي مزرد، والمرقع الأسدي، ومالك بن أنس الإمام، والنعمان بن مرة الأنصاري الزرقي - وهو فيما أحسب: ابن أبي عياش، فينظر في كلام المزي إذ فصل بينهما، انتهى - ونعيم بن سلامة، ويعقوب بن خالد، ويحيى بن صبيح، ويحنس - وقيل: يزيد بن يحنس - ويحيى بن أبي كثير، وأبي الحارث، وأبي سهلة مولى عائشة، وأمه أم يحيى بن سعيد، وعن أم حكم، وأخت عمرة.
روى عنه: عبد الأعلى بن محمد – إن صح، وروى إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد، وليس هو بابن قهد، كذا ذكره الإسماعيلي: يحيى بن سعيد – وفي الحاشية: وهو يحيى بن سعيد - المزي ذكر أنه روى عنه، فينظر. ثم إني وجدت في كتاب الإسماعيلي في مواضع عن إسماعيل بن عياش: ثنا يحيى بن سعيد، فلا أدري: قوله هذا مطلق، أو في موضع مخصوص؟ والله أعلم. وأنس بن عياض، وقتيبة بن سعيد، وإبراهيم بن محمد بن جناح شيخ من أهل اليمامة ثقة، وعباد بن العوام، وسويد بن عبد العزيز، وعبيد الله بن عمرو.
وعبد الرحمن بن اليمان، ويحيى بن العلاء، وإسماعيل بن جعفر، وأبو(12/318)
الأحوص سلام بن سليم، وحكيم بن مانع، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، وعباد بن كثير، ونعيم بن يحيى السعيدي، والحسن الجفري، وإسماعيل بن زكريا، وبحير بن عبد الله، ويحيى بن العلاء الأسلمي، وزمعة بن صالح المكي، وعبد الله بن عبد العزيز، وعصمة بن محمد الأنصاري، وهمام بن يحيى بن دينار، وعكرمة بن إبراهيم الأزدي، وعبد الرحمن بن يحيى أبو زيد، ومحمد بن عبيد الله، وعبد العزيز بن حصين، وحبان بن علي العنزي، وعمرو بن هاشم، وحفص بن غياث، وعقيل بن خالد، وعلي بن عاصم، ومعمر بن راشد، ومندل بن علي، وإبراهيم بن إسماعيل بن المجمع [ق239/أ].
وفي قول المزي: ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة، وقال: كان ثقة كثير الحديث حجة ثبتا، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة - نظر؛ لأن ابن سعد لم يقل هذا إلا نقلا عن محمد بن عمر. بيانه قوله: قال محمد بن عمر: قدم يحيى بن سعيد على أبي جعفر الكوفة وهو بالهاشمية، فاستقضاه على قضائه بالهاشمية، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان ثقة كثير الحديث حجة ثبتا، وذكره خليفة بن خياط في الطبقة السادسة من أهل المدينة، والهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة.
وقال العجلي: كان قاضيا على الحيرة، استقضاه بعض بني أمية، وكان يحيى رجلا صالحا، فقيل له: كم تحفظ؟ قال: ستمائة، سبعمائة.
وقال ابن يونس: قدم مصر وكيلا لولد أبي دجانة الأنصاري في طلب ميراثهم من ابن سلمة بن مخلد، وصار من مصر إلى إفريقية، وتوفي بالعراق. قال أبو سعيد: وولي قضاء القضاة من قبل أبي العباس وأبي جعفر(12/319)
جميعا، وقال عبيد الله بن عمرو: رأيت يحيى مقدمة المدينة عليه منطقة يسير، أنزلها يحاش، ثم رأيته حين ولي القضاء في فتنة، وعليه قميص قومي مكفوف، وعن يحيى بن أيوب: كان يحدث بالحديث كأنه يقير على اللؤلؤ.
وفي «العلل الكبير»: عن ابن المديني: لا أعلم سمع من صحابي غير أنس.
وقال البرديجي في «المراسيل»: وأحاديث يحيى الأنصاري عن أنس صحاح، وهي ثلاثة أحاديث، منها حديث فيه اضطراب، وسائر حديث يحيى عن أنس فيه نظر، ولا يصح له عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – إلا من حديث ابن أبي أوس، وسائر ذلك مراسيل. وكلها قوم ليسوا بأقوياء، وكان ابن المديني يزعم أنه لا يصح له عن ابن المسيب عن أبي هريرة حديث مسند.
وفي تاريخ البخاري: عن ابن عيينة: كان محدثوا الحجاز: ابن شهاب، وابن جريج، ويحيى بن سعيد، يجيئون بالحديث على وجهه، وقال أبو أسامة: حدثني يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد الأنصاري، وكان جده بدريا.
وفي تاريخ المنتجالي: عن سليمان بن بلال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وركبه الدين، فبينما هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العباس يستقضيه، فوكلني بأهله، وخرج إلى العراق، وثنا أحمد بن خالد: ثنا ابن وضاح عن أبي جعفر السبتي قال: يحيى بن سعيد قاضي القضاة ببغداد، وكان أبو جعفر ولاه، وكان ابن أبي ليلى تحت يديه بالكوفة وسوار بالبصرة.
وقال البرقي: رأى سهل بن سعد الساعدي.
وفي تاريخ علي بن عبد الله التميمي: مات بالهاشمية سنة أربع وأربعين ومائة.
وفي تاريخ ابن قانع: وقيل: كنيته أبو عثمان، ولي قضاء المدينة، وقدم على المنصور فولاه شيئا من أعماله ببغداد، وكذا كناه القراب في تاريخه عن علي بن عبد الله.
وفي «تاريخ بغداد»: عن إسماعيل بن علي الحطبي، قال: قضاة المنصور(12/320)
ببغداد في خلافته أولهم يحيى بن سعيد الأنصاري، وكان قاضي أبي العباس بالأنبار، فأقره أبو جعفر، وقدم بغداد وهو معه على القضاء، والحسن بن عمارة على المظالم، وكذا ذكره طلحة بن محمد بن جعفر، وعن يعقوب بن شيبة: لما ولى الوليد بن عبد الملك يوسف بن عمر على المدينة استقضى يوسف يحيى بن سعيد؛ لأن ولاة الأمصار كانوا يستقضون القضاة دون الخلفاء، حتى استخلف أبو جعفر المنصور [ق239/ب] وقال وهيب: قدمت المدينة، فما رأيت أحدا إلا تعرف وتنكر إلا يحيى بن سعيد، ومالك بن أنس.
وذكر الخطيب في [] غير هؤلاء المذكورين هنا عشرة يسمون يحيى بن سعيد، وزدنا عليه اثني عشر رجلا، ذكرناهم في كتابنا الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء، فكلهم ثمانية وعشرون رجلا، ولله تعالى المنة.
5136 - (د ق) يحيى بن أبي سفيان الأخنس المدني.
خرج أبو حاتم ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك أبو محمد الدرامي.
5137 - (ت) يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي، أبو جعفر الكوفي، وأخو محمد.
قال ابن حبان في كتاب الضعفاء: منكر الحديث جدا، لا يحتج [به]، وقال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الضعفاء: متروك الحديث، وقال ابن نمير: ليس ممن يكتب حديثه، وقال أبو الحسن الدارقطني: ضعيف.(12/321)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عنه: متروك، وابنه إسماعيل كذلك.
وقال أبو الحسن العجلي: واهي الحديث، شديد التشيع، غال فيه، وفي موضع آخر: حديثه ليس بشيء، وفي موضع آخر: ضعيف الحديث، وكان يغلو في التشيع.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل الكوفة، قال: كان ضعيفا جدا، توفي في خلافة موسى أمير المؤمنين.
وقال البخاري في تاريخه الأوسط، والصغير: منكر الحديث.
وقال أبو علي الطوسي: يضعف في الحديث.
ولما ذكره الحاكم في المستدرك قال: هو كثير الوهم عن أبيه، وفي موضع آخر: وترك حديث يحيى بن سلمة عن أبيه من المحالات التي يردها العقل؛ فإنه لا خلاف أنه من أهل الصنعة فلا ينكر لأبيه أن يخصه بأحاديث ينفرد بها.
وقال ابن المبارك في تاريخه: ارم به.
وذكره يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، وقال الساجي: ضعيف، في حديثه مناكير.
وذكره العقيلي، وأبو العرب، والبلخي، والمنتجالي، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وفي كتاب «الضعفاء» لأبي محمد ابن الجارود: روى عن أبيه مناكير.(12/322)
وقال الآجري عن أبي داود: ليس بشيء.
وفي كتاب الصريفيني عن الأمير: توفي سنة ثمان وستين ومائة.
وفي كتاب «أولاد المحدثين» لابن مردويه: مات سنة تسع وستين ومائة.
5138 - (د) يحيى بن سليم بن زيد، مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
في كتاب الصريفيني: ذكره ابن حبان في الثقات، وخرج حديثه في صححيه، وكذا أبو عبد الله الحاكم، روى عنه أيضا الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي.
5139 - (ع) يحيى بن سليم القرشي الطائفي. أبو محمد، ويقال: أبو زكريا الحذاء الخراز [ق240/أ].
قال الدارقطني: كان سيئ الحفظ، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم، وقال الساجي: صدوق يهم في الحديث، أخطأ في أحاديث رواها عن عبيد الله بن عمر، ولم يحمده أحمد.
وفي كتاب العقيلي: قال أحمد: أتيته فكتبت عنه شيئا، فرأيته يخلط في الأحاديث فتركته، [وفيه شيء، قال أبو جعفر: ولين أمره].
وقال العجلي: ثقة، وفي كتاب «الثقات» لابن شاهين: جائز الحديث، وكان رجلا صالحا.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن سعد: كان يعالج الأدم، وهو طائفي، نزل مكة وتوفي بها.(12/323)
ولما ذكره يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم قال: سني، رجل صالح، وكتابه لا بأس به، وإذا حدث من كتابه فحديثه حسن، وإذا حدث حفظا فتعرف وتنكر، وكان شهد هو والقداح على سليم الخشاب مولى الشيبيين، ونزل بسليم مكروه وشدة، فقال: أما يحيى فرجل سليم، لم يدر ما قلت ولا ما شهد به، فهو في حل، وأما القداح فشهد على باطل على علم، فالله بيني وبينه.
5140 - (خ ت) يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد بن مسلم بن عبيد بن مسلم الجعفي، أبو سعيد الكوفي المقرئ. سكن مصر.
قال ابن يونس: توفي بمصر سنة سبع، وقال في موضع آخر: سنة ثمان وثلاثين ومائتين، كذا ذكره المزي وهو يعلمك أنه ما نظر في كتاب ابن يونس حالة التصنيف؛ وذلك أن أبا سعيد بن يونس قال في «كتابه تاريخ الغرباء»: يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد بن مسلم بن عبيد الجعفي، يكنى أبا سعيد، كوفي، قدم مصر، وحدث بها، وكانت وفاته بمصر سنة سبع، وقال أبو سعيد مرة أخرى: سنة ثمان وثلاثين ومائتين، هذا جميع ما ذكره به في موضع واحد، والله تعالى أعلم.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله النيسابوري.
وقال صاحب الزهرة: روى عنه - يعني البخاري – ثلاثة وأربعين حديثا.
وفي كتاب ابن عساكر - ومن خط ابن سيد الناس -: توفي سنة ثمان - ويقال: سنة تسع - وثلاثين ومائتين.
وقال مسلمة في «الصلة»: لا بأس به، وكان عند العقيلي ثقة، وله أحاديث مناكير رواها.(12/324)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
5141 - (بخ د ت س) يحيى بن أبي سليمان، أبو صالح المدني، قدم البصرة.
قال الحاكم لما خرج حديثه: هو من الثقات المصريين، وفي موضع آخر: شيخ من أهل المدينة، سكن مصر، كذا ذكره فينظر.
وخرج أبو علي الطوسي حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، وابن خزيمة وقال: في القلب من هذا الإسناد، فإن كنت لا أعرف يحيى بن أبي سليمان هذا بعدل ولا جرح، [وإنما خرجت خبره، يعني: " إذا جئتم ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ..... "؛ لأنه لم يختلف العلماء فيها قديما، ولا حديثا أن المدرك سجود الإمام إذا فاته الركوع لم يحتسب تلك السجدة التي أدركها].
5142 - (عس) يحيى بن سيرين الأنصاري، أبو عمرو البصري، أخو محمد وإخوته.
في كتاب البخاري: عن حفصة: قال لي أنس بن مالك لما مات يحيى بن أبي عمرة – يعني أخاها [240/ب]- قلت: بالطاعون، قال أنس: هو شهادة لكل مسلم.
وقال في «الأوسط»: ثنا علي بن نصر، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حرب، ثنا(12/325)
حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق: سمعت يحيى بن سيرين ومحمد بن سيرين يتذاكران الساعة التي في الجمعة. وإنما أراد علي أنه مات بعد أنس وأن حديث حفصة خطأ.
وفي كتاب المنتجالي: كان يحيى يقدم على أخيه محمد.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة، قال: أنبأ بكار بن محمد قال: بلغني أن سيرين بعث بنيه إلى أبي هريرة رضي الله عنه، فلما قدموا كان يحيى ابنه أحفظهم، فكناه أبا هريرة لحفظه، وكان ثقة قليل الحديث. ومات بجرجرايا قبل محمد، فقبره هناك.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: روي عن هشام بن حسان قال: كان يحيى يفضل على محمد وأخته حفصة - نظر، والذي في كتاب ابن حبان: يحيى بن سيرين أخو محمد بن سيرين مولى أنس بن مالك، روى عنه: أخوه محمد بن سيرين: حدثنا الحسن بن محمد الأصطخري، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور: ثنا سعيد بن عامر: ثنا هشام بن حسان، قال: كان يحيى بن سيرين يفضل على محمد، ومات يحيى قبل محمد، ومات محمد سنة عشر ومائة.
وقال أحمد بن صالح العجلي: محمد بن سيرين بصري تابعي ثقة.
5143 - (خ م د ت ق) يحيى بن صالح الوحاظي، أبو زكريا، ويقال: أبو صالح الشامي.
قال المزي - تبعا لصاحب الكمال: ذكره أبو أحمد ابن عدي في جماعة(12/326)
من ثقات أهل الشام انتهى. أبو أحمد ليس له تصنيف في الطبقات، وإنما قائل هذا أبو زرعة الدمشقي، ولعله وهم من الناسخ على أنه المهندس وتصحيحه وضبطه على الشيخ.
وقال الخليلي: ثقة، روى عنه الأئمة، وروى حديثا عن مالك لا يتابع عليه، وهو: كان أبو بكر والنبي - صلى الله عليه وسلم – وعمر يمشون أمام الجنازة، وهذا منكر من حديث مالك، والمحفوظ من حديث ابن عيينة عن الزهري: وقيل: إن سفيان أخطأ فيه، وله علة ذكرناها في غير هذا الموضوع. وفي كتاب الساجي: قال عبد الله بن أحمد، قال أبي: لم أكتب عنه؛ لأني رأيته في مسجد الجامع يسيء الصلاة، قال أبو يحيى: وهو عندهم من أهل الصدق والأمانة.
وفي قول المزي: قال أبو زرعة الدمشقي وعمرو بن دحيم، وابن زبر، وابن حبان، ويعقوب بن سفيان: مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين، زاد يعقوب وابن حبان: مولده سنة سبع وأربعين ومائة، زاد ابن زبر: وله خمس وثمانون سنة، فيكون مولده على قول ابن زبر سنة سبع وثلاثين – نظر. وذلك أن أبا زعة ذكر في تاريخه الكبير أن يحيى أخبره أن مولده سنة سبع وثلاثين ومائة.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه – يعني البخاري – ثمانية أحاديث، وروى عن رجل عنه.
وفي كتاب ابن عدي بخط بعض الحفاظ: كنيته أبو عثمان.(12/327)
وفي طبقات القاضي أبي الحسين الحنبلي والفراء: حدث عن أحمد بن حنبل.
وفي كتاب السمعاني: وقيل روى البخاري عن إسحاق ومحمد، غير منسوبين عنه، وهو صدوق ثقة، وهو [بضم الواو وقيل: بكسرها] وذكر عياض وغيره أن [ ... ] يقوله بفتح الواو.
5144 - (د) يحيى بن صبيح الخراساني النيسابوري، أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو بكر المقري [ق 241/أ].
قال أبو عبد الله الحاكم في تاريخ بلده: روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، وقرأ عليه القرآن العظيم جماعة من المتقدمين، وله عندنا حرف مجرد بقراءته، وخرج حديثه في صحيحه وكذلك ابن حبان، والدارمي.
وفي تاريخ المنتجالي: ثنا ابن أيمن، ثنا علان: ثنا صالح: ثنا علي بن المديني، قال: سمعت سفيان يقول: ذهبت مع يحيى بن صبيح إلى يحيى بن سعيد هنا بمكة. فقال: إيش تريد حتى أسأل لك عنه؟ قال سفيان: وهذا منذ سبعين سنة، وأتيناه وهو يأكل خبزا وزيتا، وقال سفيان: وهو أول من رأيت من الناس يأكل خبزا وزيتا، فأملى علي حديث العقرب وحديث النعمان في اللباس.
5145 - (م ت) يحيى بن الضريس بن يسار البجلي مولاهم، أبو زكريا الرازي، قاضي الري.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وذكر وفاته في شهر ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين من عند غيره، وهي ثابتة عنده كما نقلها من عند(12/328)
غيره سواء، فينظر.
وقال ابن سعد، وأبو حاتم الرازي: مات بالري، وزعم المزي أن الكمال كان فيه تخليط، والصواب ما كتبناه، كذا قاله، وما أدري في أي موضع التخليط؛ فإنه ذكر ما ذكره المزي سواء، فينظر.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، والطوسي.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: كان عنده عن حماد بن سلمة عشرة آلاف، وعن الثوري عشرة آلاف أو نحوه.
وذكر المزي عن وكيع أنه خلط في حديثين وذكر حديث المنصور، انتهى الذي في كتاب ابن أبي حاتم: عن وكيع: وذكر حديثا لمنصور، انتهى، وهو جد أبي عبد الله محمد بن أيوب يحيى بن الضريس مؤلف فضائل القرآن العظيم.
5146 - (ت سي ق) يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي.
قال ابن سعد: من ولده طلحة، وإسحاق، ويحيى، وسلمة، وسالم، وبلال، ومهجع، ومسلمة.
وخرج ابن حبان، والطوسي، والحاكم حديثه في صحيحهم.
وفي «المراسيل»: قال أبو زرعة: يحيى بن طلحة عن عمر، مرسل.
وذكر مسلم في الأولى من أهل المدينة.(12/329)
5147 - (بخ م 4) يحيى بن عباد بن شيبان بن مالك الأنصاري السلمي، أبو هبيرة الكوفي، يقال: إنه ابن بنت البراء بن عازب، ويقال: ابن بنت خباب بن الأرت.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، كذا قاله المزي، وهو غير جيد؛ لأن هذه الترجمة ضيقة، لم يذكر فيها له وفاة البتة، ولو نظر في أصل كتاب الثقات بغير واسطة لوجده قد نص على وفاته، قال ابن حبان: مات في ولاية يوسف بن عمر على العراق، وهو أخو محمد بن عباد.
وقال ابن عبد البر في «الاستغناء»: هو عندهم أحد فضلاء الكوفة في زمانه، وكانوا يقولون: ثلاثة بالكوفة يفضلون: زبيد وطلحة ويحيى بن عباد.
وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه: [] يحيى بن عباد لا بأس به، وفي موضع آخر: كوفي ثقة.
وفي «الكنى» للنسائي [ق141/أ]: أنبأ أحمد بن علي بن سعيد: ثنا أحمد بن إبراهيم: ثنا عبد الله بن نمير. أنبأ عبد الملك بن أبي سليمان، قال: كان أبو هبيرة يحيى بن عباد بالروم في الصائفة، فقيل له: لو تمنيت؟ فقال: سبحان الله، وجعل يمتنع، فلما أبوا قال: رطب يمان، قال: فمشوا، فإذا رطبة، قال: ثم تباعدوا قليلا، فإذا قد ربع من رطب يمان.
ولما ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة، قال: توفي في ولاية يوسف بن عمر، وكان قليل الحديث.(12/330)
وكذا ذكر وفاته في الطبقة الثالثة الهيثم بن عدي، وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الطوسي، والحاكم، والدارمي، وابن الجارود.
5148 - (ر 4) يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام المدني، والد يعقوب وعبد الوهاب.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي في كتاب الأحكام.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: له يوم مات ست وثلاثون سنة، توفي في صغره، وأمه أم حكيم بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، روى عنه الزهري. كذا في نسختين من كتاب الثقات لا بأس بهما، فينظر.
وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: ولد يحيى: يعقوب، وإسحاق، وعبد الرحمن، وعبد الوهاب، وعبد الملك. أنبأ ابن عمر قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال: كانت ليحيى بن عباد مروءة، وما رأيت شابا أحسن في النعمة منه، ومات قديما، وهو ابن ست وثلاثين سنة، وكان ثقة كثير الحديث.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: سماع أبيه عباد بن عبد الله بن معاوية لا يصح، إلا أنه أدركه، ويحيى وأبوه عباد ثقتان.
وزعم المزي أن الزبير قال: هلك وهو ابن سبع وثلاثين أو ست وثلاثين، انتهى الذي في نسختي من كتاب الزبير، وهو بخط القرقوي وقد قابلها محمد(12/331)
ابن سعد الجواني، وقرأها: سبع وثلاثون. لم أره ذكر شيئا، فينظر.
5149 - (خ م ت س) يحيى بن عباد، أبو عباد الضبعي، بصري، نزل بغداد.
قال الساجي: ذكره أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر المديني في الطبقة السادسة من أصحاب شعبة، وهو عند علي صدوق، وذكره أيضا في السادسة من أصحاب شعبة مسلم بن الحجاج.
وذكر المزي وفاته من عند ابن قانع لكونه في كتاب الخطيب، وترك قول البخاري عن إسماعيل: مات أبو عباد يحيى بن عباد سنة ثمان وتسعين ومائة.
5150 - (تمييز) يحيى بن عباد السعدي.
قال أبو جعفر العقيلي: مجهول بالنقل، لا يقيم الحديث، وفي آخر روايته تدل على ضعفه وعلى الكذب، وفي موضع آخر: حديثه يدلك [ق242/أ] على الكذب، كذا ذكره أبو الفرج، وقال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره أيضا: منكر الحديث جدا.
5151 - (عس) يحيى بن عبد الله بن الأدرع، روى عن أبي الطفيل، وعنه جعفر بن ربيعة.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، والذي في كتاب «الثقات»: يحيى بن عبد الله بن الأدرع، يروي عن: أم الطفيل، ولها صحبة، روى عنه جعفر بن ربيعة.(12/332)
وقال العجلي: يحيى بن عبد الله بن الأدرع: ثقة.
5152 - (د) يحيى بن عبد الله بن بجير بن ريسان المرادي اليماني، وهو ابن أبي وائل القاص.
روى عن: فروة بن مسيك، وقيل: عن رجل عن فروة، كذا ذكره المزي، والذي في تاريخ البخاري، وتاريخ يعقوب بن سفيان، وكتاب ابن أبي حاتم، وابن أبي خيثمة، والدارقطني، وابن ماكولا، وابن حبان، وغيرهم: روى عن من سمع فروة، وكذا ذكره أبو داود في سننه، فقال: ثنا مخلد بن خالد، وعباس العنبري، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن عبد الله بن بجير، قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك، قال: قلت: يا رسول الله، أرض عندنا يقال لها: أرض أبين ..... الحديث ".
وقال ابن عساكر: روى عبد الله بن معاذ عن معمر، فقال يحيى: عن فروة، انتهى.
فأقل مراتبه ابتداؤه بما ذكره الجماعة، وترك قول من ضعيف، وربما اتهم بالكذب على تقدير وجوده إن كان حفظه، وقد يكون سقط من بينهما الذي حدثه، ولم يضبطه ويجعل قوله قولا ممرضا شاذا معللا، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن يونس في أهل مصر فقال: يحيى عبد الله بن بجير بن ريسان الكلاعي، روى عنه: عبد الله بن لهيعة.
5153 - (خ م د) يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم، أبو زكريا المصري، وقد ينسب إلى جده.
قال البخاري في تاريخه: الشامي، وقال في التاريخ الصغير: ما روى(12/333)
يحيى بن بكير عن أهل الحجاز في التاريخ فإني أتقيه، وفي موضع آخر: أهابه.
وفي قول المزي – تبعا لما في الكمال: قال أبو سعيد بن يونس: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين - نظر في موضعين:
الأول: ابن يونس إنما ذكره وجادة.
الثاني: إغفاله منه شيئا عرى كتابه منه جملة إن كان رآه، وما أخاله قال ابن يونس في تاريخه، ومن أصله والحمد لله أنقل: توفي يوم السبت لثمان عشرة خلت من صفر سنة إحدى وثلاثين ومائتين، قرأت وفاته هذه على ظهر كتاب بخط أبي قرة الريعيني، وثنا يحيى بن عبد الملك بن يحيى بن بكير، قال: الذي بلغ جدي يحيى بن عبد الله بن بكير من السن ثمانية وسبعين عاما.
وفي تاريخ المنتجالي: سئل أبو داود: من كان أثبت في الليث: يحيى بن بكير، أو أبو صالح؟ فقال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن بكير أحفظ، وأبو صالح أكثر كتبا.
وقال: أبو مسلم قال: أملى علي أبي قال: سمعت من يحيى بن بكير شيئا كثيرا، وكنت أجلس إليه، فكان يمر [ق242/ب] بنا عبد الله بن عبد الحكم فنسلم عليه، فيسيء الثناء عليه، وكنت أجلس إلى عبد الله بن عبد الحكم فيجوز يحيى فيسلم عليه، فيتبعه بالثناء ويقول: شيخ من شيوخنا، ومفتي بلدنا، ومحدثهم، فأقول في نفسي: أشهد بالله إنك خير منه، تتبعه بثناء حسن، ويتبعك بثناء سوء.
ثنا ابن عبد الأعلى: قال سمعت أبا إسماعيل الترمذي، قال: سمعت يحيى بن بكير يقول: رأيت في المنام كأن بيدي مكنسة أكنس بها المسجد، قال: فسألت معبرا فقال: يموت أقرانك وتبقى، وقال أحمد بن خالد بن بكير: هذا هو الذي عرض له مع بعض الخلفاء الحكاية التي حدثني بها أبو عثمان أنه امتحن: هل القرآن مخلوق؟ وأشار: هذه الأربعة مخلوقة: التوراة، والإنجيل،(12/334)
والزبور، والقرآن، قيل لأحمد: عمن تذكر هذه، قال: حدثني بذلك ابن وضاح وغيره، قيل: أراد بالأربعة أصابعه، وأنها مخلوقة.
وفي كتاب «الموالي» للكندي: هو مولى عمرة مولاة أم حجير بنت أبي ربيعة بن المغيرة المخزومية، وكان فقيه القضاء بمصر في زمانه، مولده سنة ثلاث وخمسين، وقال ابن وزير: ثلاثة بمصر أخبث الناس لسانا، لا يعرف لأحد منهم ولاء صحيح: ابن عفير، وأصبغ، وابن بكير. وتوفي ابن بكير سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ولما قدم البكري القاضي بمصر، وقضى قضية العمرة في أن أهل الحرس من العرب؛ أسقط كل من شهد لهم، وكان أصحاب العمرة القاضي وخاصته عبد العزيز بن مطرف، وسابق بن عيسى، وأبو داود النخاس، وهو كان أجل مكانة، وسعيد بن عفير، ويحيى بن بكير، فلم يسقط البكري منهم إلا ابن بكير، فإنه أقامه للناس، وربطه إلى العمود الذي يقابل باب إسرائيل.
وقال أبو أحمد ابن عدي: كان جار الليث بن سعد، وهو أثبت الناس في الليث، وعنده عن الليث ما ليس عند أحد.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: تكلم أهل الحديث في سماعه الموطأ من مالك بن أنس، سمعه بقراءة حبيب كاتب مالك. وهو ثبت في الليث.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري مائتي حديث وحديثين.
وفي كتاب ابن عساكر: ويقال: مات سنة اثنتين وثلاثين.
وقال ابن قانع: مصري ثقة.
وفي كتاب الساجي عن ابن معين: سمع الموطأ بعرض حبيب كاتب مالك،(12/335)
وكان شر عرض، وكان حبيب يقرأ على مالك خطوط الناس، ويصفح ورقتين وثلاثة، وسألني عنه أهل مصر فقلت: ليس بشيء، قال أبو يحيى: هو صدوق، روى عن الليث فأكثر.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: يتكلم فيه؛ لأن سماعه من مالك إنما كان بعرض حبيب، وعرض حبيب عندهم ضعيف، وتوفي يوم السبت لثمان عشرة ليلة خلت من صفر سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وقال ابن شاهين لما ذكره في جملة الضعفاء: ثنا إسماعيل علي، ثنا حسين بن فهم، قال: سئل يحيى بن معين فقال: لا صلى الله عليه، دخلت عليه مسجده، فلما رآني سجد وقال: ما أراك أنك تأتيني، قال الحسين بن فهم: وما حدث عنه يحيى بغير حديث واحد.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: كان ثقة، وتفرد عن مالك بأحاديث.
5154 - (د ت ق) يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر، ويقال: المجبر، يجبر الأعضاء، أيضا التيمي، أبو الحارث البكري الكوفي، إمام مسجد بني تيم الله.
ذكره أبو حفص بن شاهين في جملة الضعفاء.
وفي «المراسيل» لأبي محمد: سألت أبي عن حديث معاوية بن صالح عن يحيى الجابر عن المقدام بن معدي كرب: هل لقي الجابر المقدام؟ قال أبي: يحيى عن المقدام مرسل.(12/336)
وقال أبو داود: ثقة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: كوفي يعتبر به، ولا يتابع على أحاديثه، ولا يكاد يروي عن شيوخه غيره.
وقال العجلي: يكتب حديثه، وليس بالقوي.
5155 - (خ) يحيى بن عبد الله بن زياد بن شداد السلمي، أبو سهل، ويقال: أبو الليث المروزي، ويقال: البلخي. عرف بخاقان.
ذكر أبو عبد الله الحاكم في «المدخل»: يحيى بن عبد الله المروزي، ثم ذكر بعده يحيى بن عبد الله أبا سهل خاقان، جعله رجلين، وأما الدارقطني فقال: يحيى بن عبد الله السلمي المروزي عن ابن المبارك، وذكر بعده يحيى بن عبد الله بن الضحاك. لم يزد شيئا.
وقال ابن عدي: يحيى بن عبد الله السلمي يشبه أن يكون مروزيا، يحدث عن عبد الله، عن معمر، عن الزهري.
وفي كتاب الزهرة: يحيى بن عبد الله بن زياد خاقان، مروزي، أبو سهل، روى عنه – يعني البخاري- حديثين، ثم قال: يحيى بن عبد الله السلمي، روى عنه أربعة أحاديث، وروى مسلم عن محمد بن عبد الله، وعبد الله غير منسوب عنه.(12/337)
وفي كتاب الكلاباذي: يكنى أبا الليث، ولا يصح.
5156 - (م د س) يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الله المدني.
خرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وابن حبان.
وقال الساجي: غير صدوق، وقال أبو زكريا يحيى بن معين: هو ضعيف الحديث صدوق.
وفي «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: مدني ثقة، حديثه بمصر، قيل: فأبوه؟ قال: لا أعلم لأبيه حديثا.
5157 - (خت سي) يحيى بن عبد الله بن الضحاك بن بابلت البابلتي، أبو سعيد الحراني، مولى بني أمية، ابن امرأة الأوزاعي.
قال البخاري في تاريخه الكبير: سمع الأوزاعي، وصفوان بن عمرو.
وقال الخليلي في الإرشاد: شيخ مشهور أكثر عن الأوزاعي، وطعنوا في سماعه منه، منهم من يحسن القول فيه، ومنهم من يضعفه، قيل: إنه أنفذ إلى ابن معين حين دخل حران بدنانير، وقال: لا تكتب عني، ولا تتكلم في.
وزعم الرازيان أن البخاري كناه أبا سعد، قالا: إنما هو أبو سعيد.(12/338)
5158 - (م د) يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد، ويقال: ابن أسعد بن زرارة المدني الأنصاري البخاري.
كذا صدر المزي بسعد، وقد قال البخاري في التاريخ الكبير: يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، وقال بعضهم: سعد بن زرارة، وهو وهم.
وقال أبو حاتم: ابن أسعد، وقال بعضهم: ابن سعد، وأما ابن حبان فلم يذكر غير أسعد.
وزعم المزي، أن ابن أبي حاتم قال: جعلهما البخاري رجلين، أحدهما روى عن أبي هريرة، والآخر عن أم هشام، قال: وهما واحد - نظر من حيث إن المزي لم ينظر في تاريخ محمد [ق243/ب]، ولو نظر فيه لوجده لم يذكر إلا ترجمة واحدة، كذا رأيته في غير ما نسخة قديمة، منها ما كتب في الثلاثمائة، والله تعالى أعلم.
وقال العجلي: تابعي، مدني ثقة، وقد تقدم في أول يحيى.
5159 - (س) يحيى بن عبد الله بن مالك بن عياض، المعروف جده بمالك الدار، مولى عمر بن الخطاب.
روى عن: خبيب، وأبيه عبد الله بن مالك، روى عنه: سعيد بن أبي هلال وابن عجلان، وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي،(12/339)
والذي في كتاب «الثقات»: يحيى بن عبد الله بن مالك، روى عن: خبيب بن عبد الله، روى عنه: سعيد بن أبي هلال ثم قال - بعد نيف وعشرين - رحمه الله: يحيى بن عبد الله بن مالك الدار، يروي عن جده، قال: رأيت عمر مستلقيا في المسجد. روى عنه: ابن عجلان. انتهى، فإن كانا عند المزي واحدا لكان يلزمه أن يذكر مالكا جده في أشياخه وإن كانا اثنين فعليه أن يبين وجه الجمع بينهما، والصواب في ذلك، والله تعالى أعلم.
5160 - (4) يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي، ويقال: يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي، ويقال: يحيى بن عبد الله بن صيفي المكي، مولى بني مخزوم، ويقال: مولى عثمان.
قال البخاري: وروى ابن أبي مليكة، عن محمد بن عبد الله بن صيفي: سمع كعبا.
وقال ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة شرفها الله تعالى: يحيى بن عبد الله بن صيفي: كان ثقة، وله أحاديث.
وذكر أبو موسى المديني في الصحابة: عن يحيى بن يونس: يحيى بن صيفي، وقال يحيى بن يونس: لا أدري له صحبة أم لا، ولا أعرف له صحبة، وحديثه مرسل.
وفي ثقات ابن حبان: اختلف على ابن جريج فيه، فقال أبو عاصم: عن ابن جريج، عن يحيى بن محمد بن عبيد بن صيفي.(12/340)
5161 - يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون بن عبد الرحمن الحماني، أبو زكريا الكوفي، وجده عبد الرحمن يلقب بشمين.
قال الخليلي في «الإرشاد»: يحيى الحماني حافظ، رضيه يحيى، وضعفه غيره، وهو مخرج في الصحيحين، كذا ذكره، ولم أره لغيره، فينظر، وقال أبو العرب: حدثنا محمد بن بسطام: ثنا نصر بن عمار البغدادي: ثنا أبو طالب قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل قال: اعفني منه، قلت: كيف أعفيك وأنا أريد أن أعلم؟! قال: كان الحسن بن الربيع كتب إلي بشيء، قلت: قد قال لنا الحسن: إنه جاءني، فسألني عن حديثين من حديث ابن المبارك، فأمليتهما عليه، ثم جاءني قوم، فقالوا: إنه حدثهم عن ابن المبارك بالحديثين، قال: قد كتب إلي، ثم قلت له بعد ذلك، فذكر حديث دلويه. فقال: ليس يحيى بمأمون على الحديث.
وذكره العقيلي، وابن الجارود، والدولابي ويعقوب بن [ق244/أ] شيبة، وابن سفيان، والبلخي في جملة الضعفاء، وزعم أبو الفرج أنه: «عجلاني» وفي نسخة: «عجلي»، وهو غير جيد، نبهنا على ذلك في كتابنا «الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء».
وقال المطين: مات سنة ثمان وستين ومائتين في رمضان بالعسكر، وكان لا يخضب. وسألت محمد بن عبد الله بن نمير عنه، فقال: هو ثقة، وهو أكبر من هؤلاء كلهم، ما كتبت عنه، وسألت أحمد بن حنبل عنه قلت: أتعرفه؟ ألك به معرفة وعلم؟ فقال أحمد: كيف لا أعرفه؟! فقلت له: كان ثقة؟ فقال(12/341)
أحمد: أنتم أعرف بمشايخكم، وسألنا يحيى بن معين عنه فقال: ثقة ثقة.
وقال البيهقي في كتاب «النكاح»: كان ضعيفا جدا.
5162 - (م 4) يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي، أبو محمد، ويقال: أبو بكر المدني، حليف بني أسد بن عبد العزي، ويقال: إنه من مذجح.
ذكر ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، ثم ذكر وفاته من عند ستة غيره، وهي عند ابن حبان كما هي عند غيره، وفيه: أن مولده كان في خلافة عثمان. كما ذكرها من عند ابن سعد، وأبي حاتم، وزاد عليهم: وأخوه عبد الله بن عبد الرحمن، قتل يوم الحرة.
وكذا قاله ابن سعد أيضا، وزعم المزي أن ابن سعد ذكره في الطبقة الثانية من أهل المدينة ممن أدرك عثمان وعليا وزيد بن ثابت، وكتب في الحاشية: كان فيه عمر، وهو خطأ - نظر؛ وذلك أن ابن سعد لم يذكر في الطبقة الثانية أحدا ممن أدرك عثمان ولا عليا، ولا يسوغ له هذا؛ لأن هذا الكلام هو مقول عنده في أصحاب الطبقة الأولى، والذي قاله: الطبقة الثانية من التابعين ممن روى عن أسامة وابن عمر وجابر وأبي سعيد ورافع بن خديج وعبد الله بن عمرو وأبي هريرة وابن الأكوع وابن عباس وعائشة وأم سلمة وميمونة رضي الله عنهم أجمعين، ولو كان ذاكرا في الثانية أصحاب عثمان وعلي، لكان يذكر في الأولى أصحاب أبي بكر وعمر، ولم يفعل ذاك هو ولا غيره ممن صنف في الطبقات.
وفي قول المزي: وقال الهيثم بن عدي عن صالح بن حسان: كان المحدثون من أهل هذه الطبقة – يعني الثالثة من أهل المدينة: سليمان بن يسار، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسالم، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن حاطب - نظر في موضعين:
الأول: الهيثم لم يقل(12/342)
هذا في الطبقة الثالثة، ولا يسوغ له هذا؛ لأن الطبقة الثالثة ذكر الهيثم فيها المتوفيْن في سنة ثلاثين ومائة وشبه ذلك. وإنما ذكر هذا في الطبقة الأولى، لا شك في ذلك ولا ريب.
الثاني: على تقدير صحة ما قاله كان ينبغي له أن يذكر سنة وفاته؛ فإن الهيثم ذكرها في هذه الطبقة في سنة أربع ومائة كما ذكرها المزي من عند غيره، وكأن الشيخ رحمه الله تعالى رأى كلام الهيثم عن صالح منقولا عند ابن عساكر من غير تعيين طبقة، يفسره [ق244/أ] بعض من نسخ التاريخ بقوله: يعني الثالثة، والله تعالى أعلم.
وفي تاريخ القراب: عن ابن عروة: مات وله اثنتان وسبعون سنة، حليف قريش، ويقال: حليف بني أسد.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: روى عنه عروة، وهو أيضا حدث عن عروة بن الزبير.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
5163 - (ت س ق) يحيى بن عبد الرحمن بن مالك بن الحارث الأرحبي الكوفي.
خرج ابن حبان، وابن خزيمة، والطوسي، والدارمي، والحاكم حديثه في صحيحهم.
5164 - (بخ) يحيى بن عبد الرحمن العصري البصري، من عبد القيس.
ذكر في كتاب الصريفيني أن يونس بن محمد روى عنه أيضا.(12/343)
5165 - (خ م مد ت س ق) يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، أبو زكريا الخزاعي الكوفي، أصله أصبهاني.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال الواقدي: مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة، انتهى كلامه، وفيه نظر في موضعين:
الأول: ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات» ذكر وفاته من غير تردد في سنة سبع وثمانين ومائة، فلو رآه أبو الحجاج لما أغفل ذكره.
الثاني: الواقدي لما ذكر وفاته قال: كان ثقة صالح الحديث؛ وكأن المزي رآه في كتاب الكلاباذي أو اتبع صاحب الكمال.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: يكنى أبا موسى قال: ويقال: إنه وصي عبد الله بن المبارك.
وخرج الطوسي، والترمذي، وابن حبان، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والحاكم حديثه في صحيحهم.
ولما ذكر ابن ماكولا جده حميدا وابنه عبد الملك وابنه يحيى، قال: كلهم كوفيون ثقات.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة وأبوه ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
ولما ذكره هارون بن حاتم التيمي في تاريخه: عن ابن فضيل قال: كان يتولى لطلحة الطلحات، ومات سنة ثمان وثمانين ومائة.(12/344)
5166 - (ت ق) يحيى بن عبيد الله بن عبيد الله بن موهب القرشي التيمي المدني.
قال يحيى بن سعيد القطان: رأيته لا يقيم صلبه - يعني في الصلاة - فتركته، كذا هو في التاريخ الصغير لمحمد بن إسماعيل، وكذا هو أيضا في كتاب الساجي وابن الجارود وأبي العرب القيرواني، وغيرهم.
وقال الحاكم في سؤلات مسعود: يضع الحديث، وفي موضع آخر: ساقط بمرة.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به إذا روى عنه ثقة.
وقال مسلم: ساقط متروك، وكذا قاله غيره.
وقال الساجي: ليس هو بحجة في الأحكام، يجوز في الزهد والرقاق.
وذكر العقيلي، والدولابي، والقيرواني، وابن شاهين، وابن الجارود في جملة الضعفاء.
وقال السعدي: يحيى بن عبد الله كوفي، روى عنه ابن المبارك وعيسى بن يونس، وأبوه لا يعرف، أحاديثه مقاربة من حديث أهل الصدق.
وفي كتاب أبي العرب عن النسائي: منكر الحديث.
وقال أبو عبد الله الحاكم: روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة أكثرها مناكير،(12/345)
ويقال: [ق245/أ] إن يحيى كان من العباد، وقال أبو سعيد النقاش: روى عن أبيه عن أبي هريرة المناكير.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: سألني يحيى بن سعيد عن يحيى بن عبيد الله: كيف حديثه؟ أو: من روى عنه؟ فقلت: ابن المبارك روى عنه الزهد والرقائق.
5167 - (م د س ق) يحيى بن عبيد، أبو عمر البهراني الكوفي.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذا ابن حبان.
5168 - (د س) يحيى بن عبيد المكي، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عبد الله الحاكم.
5169 - (خت م د س) يحيى بن عتيق الطفاوي البصري.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: كان ورعا متقنا، مات قبل أيوب.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة قال: ثقة وله أحاديث.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة: كان باهليا.
وخرج ابن حبان، وأبو عوانة، وابن الجارود، والدارمي حديثه في الصحيح.(12/346)
وقال أبو داود: هو في عداد أيوب وابن عون.
وفي تاريخ البخاري الصغير: عن علي: يحيى بن عتيق لم يدرك أنس بن سيرين، وحديثه عن حفصة خطأ.
5170 - (د س ق) يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي، أبو سليمان، ويقال: أبو زكريا الحمصي العابد.
قال مسلمة بن قاسم في «الصلة»: توفي سنة سبع وخمسين ومائتين، وكان ثقة مأمونا، روى عنه بقي بن مخلد.
5171 - (ق) يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان، أبو زكريا المصري، مولى آل قيس بن أبي العاصي.
قال المزي: قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، كذا ذكره، وهو غير جيد، والذي في تاريخه: توفي يوم الإثنين لثمان خلون من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وكذا ذكر وفاته مسلمة بن قاسم في «الصلة»، وزاد: وصلى عليه أبو عبد الله القاضي، وكان يتشيع، وكان صاحب وراقة، يحدث من غير كتبه فطعن عليه.
وفي «الموالي» لأبي عمر الكندي: مولده سنة سبع وتسعين ومائة، وكان من أهل العلم بالأخبار.(12/347)
5172 - (مد ق) يحيى بن عثمان القرشي التيمي مولاهم، أبو سهل البصري، صاحب الدستوائي.
قال أبو الفرج البغدادي: يروي عن عبد الله بن أبي مليكة وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به.
وذكره أبو العرب، والدولابي، وابن الجارود، والبلخي في جملة الضعفاء.
وفي كتاب الساجي: ضعفه يحيى بن معين وقال: روى أحاديث مناكير.
وقال أبو جعفر العقيلي: يحدث عن يحيى بن عبد الله بن أبي مليكة، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به.
وفي قول المزي: ذكره – يعني صاحب الكمال – مختصرا جدا - نظر؛ لأني لم أره في كتاب الكمال فيما رأيته من نسخة، لا مختصرا ولا مطولا، فينظر.
5173 - (خ م د) يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام، أبو عروة المدني.
قال ابن سعد: كاتب الواقدي في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: كان قليل الحديث، وأمه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص.
وذكره خليفة في السادسة: وقال: أمه أم يحيى، وقال الزبير: أمه أم يحيى، كذا ذكره المزي، وما أدري لم كرر ذكر هؤلاء، وقال كعادته: قال فلان وفلان: أمه أم يحيى، وأغفل مع ذلك من عند ابن سعد: ومن ولده: عروة، ومروان الأكبر، ومحمد الأكبر، والزبير، والحكم، وعبد الملك، ومروان، ومحمد.(12/348)
5174 - (ص) يحيى بن عفيف الكندي، أخو إياس.
روى عنه: أسد بن عبد الله البجلي القسري أخو خالد، ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». انتهى، الذي رأيت في كتاب «الثقات» في ثلاث نسخ أحدها بخط الصريفيني: أسد بن عبدة. فينظر.
5175 - (بخ م د س ق) يحيى بن عقيل الخزاعي، بصري، نزل مرو.
خرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذا ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والدارمي.
وقال ابن حبان: أكثر روايته عن التابعين: مثل يحيى بن يعمر وأقرانه.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال الحاكم: ورد نيسابور في جيش يزيد بن المهلب. وقال محمد بن حمزة: ويحيى بن عقيل الخزاعي من التابعين الواردين خراسان في جيش يزيد، وأدرك الهاشمية.
وذكره أبو محمد ابن حزم في الطبقة الرابعة من قراء أهل البصرة وقال: أخذ القراءة عن يحيى بن يعمر، وأبي عبد الرحمن السلمي.
5176 - (د ت س) يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال ابن القطان: مجهول.(12/349)
5177 - (ت س) يحيى بن عمارة، وقيل: يحيى بن عباد، وقيل: عباد كوفي.
روى عنه الأعمش، ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». كذا ذكره المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: الذي قال فيه البخاري، وابن أبي خيثمة، ويعقوب بن شيبة، وأبو حاتم الرازي، وابن حبان: يحيى بن عمارة من غير تردد.
الثاني: قوله ذكره ابن حبان [ق247/أ] يقتضي أنه ذكر هؤلاء الثلاثة، وليس كذلك، إنما ذكر يحيى بن عمارة من غير تردد.
الثالث: إغفاله من كتاب أبي حاتم: روى عنه أيضا عطاء بن السائب.
ومن روايته عن عطاء، خرج الحاكم حديثه في مستدركه مصححا له، وسماه كما سماه الجماعة لم يتردد، وفي كتاب أبي عيسى عن بندار عن يحيى عن سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد .... الحديث، وقال: حسن، وقال النسائي: ثنا ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن سعيد. وعن إبراهيم بن محمد، عن يحيى، عن سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد به.
5178 - (ع) يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني الأنصاري المدني.
ذكره ابن خلفون، وابن شاهين في كتاب «الثقات».
5179 - (ت) يحيى بن عمرو بن مالك النكري البصري.
قال الساجي: منكر الحديث، وقال أحمد بن حنبل: ليس هذا بشيء.(12/350)
وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه.
وذكره أبو محمد بن الجارود، وأبو العرب في جملة الضعفاء.
5180 - (م) يحيى بن أبي عمر، والد محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ويقال: كنيته يحيى أبو عمر.
قال المزي: ذكره – يعني صاحب الكمال – ولم يذكر من روى له، وقد روى له مسلم حديثا واحدا مقرونا بغيره، كذا ذكره المزي، والذي رأيت في عدة نسخ من الكمال العتق بخطوط الحفاظ المتوفين في حدود الستمائة: روى له مسلم عن ابنه عنه مقرونا بمعن بن عيسى القزاز، زاد في نسخة: في كتاب «الذبائح» - والله تعالى أعلم.
5181 - (بخ د س ق) يحيى بن أبي عمرو زرعة السيباني، أبو زرعة الشامي، ابن عم الأوزاعي.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في المستدرك وقال: أحد الثقات يجمع حديثه؛ والمزي ذكر هذا الكلام عن أبي علي الحافظ النيسابوري، فينظر.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في «الثقات» وذكر وفاته ومبلغ سنه من عند غيره، وهما في كتابه ثابتان، قال ابن حبان: يحيى بن أبي عمرو السيباني من أهل الرملة، مات سنة ثمان وأربعين ومائة، وهو ابن خمس وثمانين سنة.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات». وقال أبو سعد السمعاني: ثقة.
وفي «المراسيل» لأبي محمد بن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: يحيى بن أبي عمرو لم يسمع من ذي مخبر بينهما عمرو بن عبد الله الحضرمي.(12/351)
5182 - (د ت) يحيى بن العلاء، أبو سلمة البجلي، ويقال: أبو عمرو الرازي، ابن أخي [ق247/ب] شعيب بن خالد، مدني الأصل، نزل بفورزاذ من الري.
في كتاب الصريفيني: خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره أبو الفرج: متروك الحديث.
وقال الساجي: فيه ضعف، وهو منكر الحديث.
وفي كتاب أبي بشر الدولابي: متروك الحديث.
وذكره ابن الجارود وأبو العرب، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال أبو الفضل ابن طاهر: تفرد عنه الثقات بأشياء يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى شديد [الحمل].
وقال الحربي في كتاب «العلل»: غيره أوثق منه.
وقال صالح بن محمد – فيما ذكره أبو عبد الله في تاريخ نيسابور: كتبت عنه بمكة وهو منكر الحديث.
وقال ابن حزم في كتاب الطلاق: ليس بالقوي.
وأما ضبط المهندس عن الشيخ وتصحيحه «فورزاذ» ففيه نظر؛ لما في كتاب(12/352)
السمعاني الفوراردي - بضم الفاء وسكون الواو وفتح الراء وسكون الألف وكسر الراء الثانية وفي آخرها دال مهملة - نسبة إلى فورارد وهي من قرى الري.
وذكره البخاري في فصل من مات من الخمسين إلى الستين.
وقال يعقوب بن سفيان: تعرف وتنكر.
5183 - (بخ م ق) يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن، ويقال: ابن محمد النهشلي، أبو زكريا الكوفي الجرار الفاخوري. سكن الرملة.
قال أبو الحسين ابن قانع: مات سنة إحدى ومائتين.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وخرج حديث في صحيحه، وكذا أبو عوانة الإسفرائيني والطوسي.
وقال مسلمة في «الصلة»: لا بأس به، وفيه ضعف.
وقال البخاري في التاريخ الصغير: حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى قال: مات أبو زكريا يحيى عيسى التميمي سنة إحدى ومائتين أو نحوها، كوفي الأصل، وإنما قيل الرملي؛ لأنه كان حدث بالرملة.
وكذا ذكره أيضا القراب في تاريخه عنه.
5184 - (م ت س) يحيى بن غيلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة الخزاعي ثم الأسلمي البغدادي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن سعد: نزل بغداد، ثم خرج(12/353)
إلى البصرة في حاجة له، فمات هناك سنة عشر ومائتين، وكذلك وقال أحمد بن عبد الله في تاريخ وفاته وقيل: مات ببغداد سنة ثلاث عشر ومائتين، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب «الثقات» الذي فيه: مات ببغداد سنة ثلاث عشرة ومائتين، وليس هذا بيحيى بن غيلان التستري، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة، والطوسي.
وقال ابن قانع: صالح.
5185 - (د ت) يحيى بن قيس الحميري السبائي اليماني، والد محمد بن يحيى المازني.
كذا ذكره المزي، وهو عي من الكلام؛ لأنه ليس في الأرض حميري إلا وهو سبائي، فتخصيصه إياه بالذكر ليس جيدا.
وفي كتاب السمعاني: يحيى بن قيس روى عن أبيض بن حمال.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وحسنه أبو علي الطوسي.
5186 - (ع) يحيى بن كثير بن درهم العنبري مولاهم، أبو غسان البصري، خراساني الأصل.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال البخاري: مات بعد المائتين. كذا ذكره المزي، وابن حبان قد ذكر وفاته كما ذكرها البخاري سواء، فكان ينبغي أن يقول على عادته: قال البخاري وابن حبان: مات بعد المائتين، وفي كتاب ابن حبان: يقال له أيضا: الشعيري، وفي موضع آخر: هو ثقة.
5187 - (د) يحيى بن كثير الكاهلي الأسدي الكوفي.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان.(12/354)
وفي كتاب «الثقات» لابن شاهين: يحيى بن كثير الكاهلي، روى عنه صالح بن إسحاق الجرمي، وقال: كان ثقة لا بأس به.
5188 - (ق) يحيى بن كثير أبو النضر صاحب البصري.
روى عن عاصم الأحول: قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: يحيى بن كثير، يروي عن طاوس وإياس بن معاوية. روى عنه خالد بن الحارث، وأحسبه الذي يقال له: أبو النضر البصري، الذي يروي عن عاصم الأحول.
وقال الدارقطني: متروك الحديث.
وقال الساجي: يعرف في التشيع، ضعيف الحديث جدا، متروك، يحدث عن الثقات بأحاديث بواطيل.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه.
5189 - (ع) يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم، أبو نصر اليمامي، واسم أبي كثير: صالح بن المتوكل، وقيل: يسار، وقيل: نشيط، وقيل: دينار.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال عمرو بن علي: مات سنة تسع وعشرين ومائة، وقال غيره: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. كذا ذكره المزي ولو نظر في كتاب «الثقات» حق النظر لوجده قد قال شيئا - لم يذكر المزي منه شيئا من عنده ولا من عند غيره - قال: كان يكتب على [ق248/ب] السماكين في البازجاه، مات سنة تسع وعشرين ومائة باليمامة، وقد قيل: سنة ثنتين(12/355)
وثلاثين، وكان يدلس، فكلما روى عن أنس فقد دلس عنه لم يسمع من أنس ولا صحابي شيئا.
وفي كتاب العجلي: قدم معاوية بن سلام على يحيى بن كثير، فأعطاه كتابا فيه أحاديث أبي سلام، فلم يقرأه ولم يسمعه منه، قال العجلي: وكان يحيى حسن العقل، ظريفا.
وفي كتاب الصريفيني: ويقال: اسم أبي كثير: يسير، وقيل: القاسم. ويقال: توفي سنة ثلاثين ومائة.
وفي تاريخ البخاري: قال علي: مات بعد أيوب بسنة، سنة ثنتين وثلاثين، وكذا قاله الترمذي.
وقال أبو حاتم الرازي: كنيته: أبو نصر، ويقال: أبو كثير.
وفي قول المزي: قال أبو حاتم: ثنا سليمان بن محمد: ثنا سهل بن عبد المؤمن بن يحيى بن أبي كثير عن يحيى بن شعبة قال: أقام يحيى بن أبي كثير بالمدينة عشر سنين - نظر، والصواب: يحيى عن شعبة، كذا هو في كتاب ابن أبي حاتم، وإن كان يجوز أن يكون هذا من الناسخ على أنه المهندس وضبطه وتصحيحه وقراءته، وقد قدمنا أنه شاحح صاحب الكمال في مثل هذا أو شبهه.
وفي كتاب محمد بن سعد: يكنى أبا أيوب، وقال إسماعيل ابن علية: شهدت أيوب يكتب إلى يحيى بن أبي كثير، وقال سفيان بن عيينة: كنا نتوقع(12/356)
قدومه علينا. وسمعت أبا نعيم يقول: مات يحيى في سنة تسع وعشرين ومائة.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: عن بشير بن صالح: سأل يحيى بن أبي كثير عطاء عن مسألة، فقال: أين تسكن؟ قال: اليمامة قال: فأين أنت عن يحيى بن أبي كثير؟ فما خرجت من نفسي، يعني العجب.
وقال أبو داود: خرج إلى اليمامة بعدما حدث، وسمع منه الأوزاعي بالبصرة واليمامة.
وفي كتاب المنتجالي: عن معمر قال: أريد يحيى بن أبي كثير على البيعة لبعض بني أمية، فأبى حتى ضرب وفعل به ما فعل بابن المسيب.
وذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة من أهل البصرة وقال: توفي في فتنة الوليد، وهو مولى من نبهان.
وفي «المراسيل» لأبي محمد الرازي: عن حسين المعلم لما قدم علينا يحيى بن أبي كثير وجه إلي مطر أن: احمل الدواة والقرطاس وتعال. قال: فأتيته، فأخرج إلينا صحيفة أبي سلام، فقلنا له: سمعت من أبي سلام؟ قال: لا. قلت: فمن رجل سمعه من أبي سلام؟ قال: لا.
وعن الأثرم قلت لأبي عبد الله: يحيى سمع من أنس؟ قال: قد رآه، فلا أدري [ق249/ب] سمع منه أم لا، قال: وسمعت أحمد بن حنبل يسئل: يحيى بن أبي كثير سمع من أبي قلابة؟ فقال: ما أدري أي شيء يدفع، أو نحو هذا. قلت: زعموا أن كتب أبي قلابة وقعت إليه، قال: لا.
ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: قلت: يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن الأعرج سمع منه قال: لم يسمع منه.(12/357)
سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من زيد بن سلام. قال أبي: قد سمع منه.
قال أبو حاتم: ثنا أبو توبة عن معاوية يعني ابن سلام قال: قال يحيى بن أبي كثير: قد كان أخوك يجيئنا فنسمع منه.
ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: قلت: يحيى بن أبي كثير سمع من عروة بن الزبير؟ قال: نعم.
ذكره أبي عن إسحاق عن يحيى قلت: يحيى سمع من أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام؟ قال: لا، لم يسمع منه. قلت: أسمع من نوف؟ قال: لا، لم يسمع منه.
وسمعت أبي يقول: يحيى لم يدرك أبا هريرة، وسمعت أبا زرعة يقول: يحيى لم يسمع من عروة، وقال أبي: ما أراه سمع منه يدخل بينه وبينه [رجلا أو رجلين]، ولا يذكر سماعا ولا رؤية ولا سؤاله عن مسألة، وسألته: هل سمع من عبد الرحمن الأعرج؟ قال: لا أراه سمع منه، قلت: أسمع من السائب بن يزيد؟ قال: لا، لم يسمع منه.
قيل لأبي زرعة: يحيى عن أنس: " أفطر عندك الصالحون " هو متصل؟ قال: رواه خالد بن الحارث عن هشام عن يحيى قال: بلغني عن أنس، وقد رأى يحيى أنسا ولم يسمع منه، قال أبو زرعة: يحيى بلغه عن أنس، وحديثه عنه مرسل أصح، وهذا وهم – يعني المرفوع " أفطر عندكم الصالحون ".
سمعت أبي يقول: يحيى لم يسمع من نوف البكالي، وسمعت أبي يقول: يحيى لم يدرك أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم – إلا أنسا، فإنه رآه رؤية، ولم يسمع منه.
وقال الحاكم في «العلوم": قد ثبت عندنا من غير وجه رؤية يحيى بن أبي كثير أنس بن مالك إلا أنه لم يسمع منه حديث: " أفطر عندكم الصالحون ".(12/358)
وخرج مسلم بن الحجاج في صحيحه من حديث شداد بن عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة حديث عمرو بن عبسة في أول البعثة.
5190 - (مق د) يحيى بن المتوكل العمري مولاهم، أبو عقيل المدني، ويقال: الكوفي الحذاء الضرير، صاحب بهية.
قال ابن حبان البستي: ضعيف، وكذلك قاله أبو [ق249/ب] سعيد الدارمي، وابن المبارك في تاريخه.
وقال ابن عبد البر في «الاستغناء»: هو عند جميعهم ليس بالقوي.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وأبو جعفر العقيلي، وابن الجارود، ويعقوب بن شيببة، والمنتجالي، والبلخي، وأبو محمد بن الجارود، وأبو العرب في جملة الضعفاء، وقال الساجي: منكر الحديث.
ولما خرج الحاكم حديثه عن ابن جريج عن الزهري عن أنس في ذكر الخاتم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، وقال البغوي في شرح السنة: هذا حديث غريب، وقال البيهقي: هذا شاهد ضعيف.
5191 - (خ د س) يحيى بن محمد بن السكن بن حبيب القرشي، أبو عبيد الله، ويقال: أبو عبيد الله البصري البزار، سكن بغداد.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك أبو حاتم ابن حبان، وأبو محمد الدارمي.(12/359)
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: بصري صدوق، كانت عنده عن ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود بن حصين، عن عكرمة أحاديث مناكير.
وفي كتاب «زهرة المتعلمين»: روى عنه – يعني البخاري - أربعة أحاديث، ومات سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وكناه أبا عبد الله.
وكذلك ابن عدي، وابن منده، والكلاباذي، وأبو الوليد الباجي، وأبو حاتم الرازي في آخرين، والله تعالى أعلم.
5192 - (د ت س) يحيى بن محمد بن عبد الله بن مهران الجاري، مولى بني نوفل بن أسد، حجازي.
خرج أبو عبد الله حديثه في مستدركه.
وذكره العقيلي، وأبو العرب، وأبو بشر الدولابي، وابن السكن في جملة الضعفاء.
5193 - (بخ م مد ت س ق) يحيى بن محمد قيس المحاربي أبو زكير البصري الضرير، مؤدب ولد جعفر بن سليمان الهاشمي، مدني الأصل، كنيته أبو محمد، وأبو زكير لقب.
قال مسلمة في كتاب الصلة: روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة.
وخرج ابن خزيمة حديثه في كتاب الجمعة من صحيحه عن محمد بن الوليد البسري عنه.
وزعم أبو الفرج البغدادي أن مسلما خرج عنه في الصحيح، وقد بينا في(12/360)
«الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء» أن هذا الكلام غير جيد، وتبعه على ذلك أبو عمرو ابن الصلاح، وقال: أبو زكير رجل صالح، غير أنه لم يبلغ مبلغ من يحتمل تفرده.
وقال الساجي: صدوق يهم، وفي حديثه لين.
ولما ذكر له العقيلي حديثه: " كلوا البلح بالتمر" قال: لا يعرف إلا به.
وقال الدارقطني: تفرد به أبو زكير. وقال ابن حبان لا أصل له.
وقال ابن الجوزي في «الموضوعات» [ق250/أ]: لعله يكون الزلل فيه من الراوي عنه، فإنه ضعيف.
5194 - يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي، أبو زكريا النيسابوري، ولقبه حيكان.
قال أبو عبد الله الحاكم في «تاريخ نيسابور»: إمام أهل نيسابور في الفتوى والرياسة، وابن إمامها، وأمير المطوعة بخراسان بلا مدافعة. سمع بنيسابور: يحيى بن يحيى، وأحمد بن عمرو الجرشي. وبالري: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي. وببغداد: علي بن الجعد الجوهري، والحكم بن موسى القنطري، وإبراهيم بن زياد سبلان، والقواريري. وبالبصرة: الربيع بن يحيى، ومحمد بن كثير العبدي رحمه الله تعالى، وعبيد الله بن معاذ. وبالكوفة: أحمد بن عبد الله بن يونس، وأحمد بن يحيى بن المنذر: وسعيد بن عمرو الأشعثي، وعبد الله بن الحكم، وسعيد بن منصور، وإبراهيم بن محمد الشافعي، ومحرز بن سلمة، وعلي بن المديني، وأبا الربيع الزهراني، ووالده محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وأحمد بن عمر بن واصل [-] الليثي، وعيسى بن إبراهيم التركي.(12/361)
روى عنه: الحسين بن محمد القباني، ومحمد بن يعقوب، ومحمد بن صالح بن هانئ، وإبراهيم بن إسماعيل القارئ، وأحمد بن محمد بن شعيب الفقيه، وأبو علي محمد بن أحمد بن زيد العدل، وزياد أبو محمد، وأبو زرعة الرازي، وأبو يحيى سليمان بن محمد بن سليمان، وخالد العبدي، وأحمد بن علي بن الحسين المقرئ، وأحمد بن محمد بن الحسن.
ولما جيء به إلى الخجستاني وقد لبس لبس الحمالين، وكان قد عرفه بعض أصحاب جعفر بن موسى، فقبض عليه، وجاء به إلى أحمد، فحبسه أياما يسيرة، ثم غيب شخصه، فمن قائل يقول: إنه أقيم في وسط جدار، وغيب فيه باللبن، وقائل يقول: إنه قتل ودفن من حيث لم يعلم به أحد، وقائل يقول: إنه حمل إلى رمال الشامات على البغال فغيب فيها – والله أعلم.
وكان أحمد بن عبد الله لما ورد نيسابور صادف يحيى بن محمد رئيسا بها ومفتيا، والغزاة يصدرون عن رأيه، وكانت الظاهرية قد رفعت من شأنه وصرته مطاعا في طبقات الناس قديما وحديثا، فلم يجسر أحمد بن عبد الله معه، وجهد كل الجهد أن يتمكن من إمارة نيسابور أو يستبد بشيء من الأشياء دون علم أبي زكريا فلم يقدر عليه. وأعداء أبي زكريا يصورون لأحمد أنه ما دام رئيس البلد لا يتمكن من هذا العمل.
سمعنا الإمام أبا بكر بن إسحاق: سمعت نوح بن أحمد يقول: سمعت أحمد بن عبد الله يقول: دخلت على حيكان في محبسه الذي كنت حبسته فيه على أن أضربه وأخلي سبيله، وما كنت عازما على قتله، فلما [ق250/ب] قربت منه مددت يدي إلى لحيته فقبضت عليها وقبض على خصيتي حتى لم أشك أنه قاتلي، فذكرت سيكنا في خفي فشققت بها بطنه.
وقال محمد بن عبد الوهاب: جزى الله حيكان عنا خيرا كما بذل نفسه، لا نستطيع أن نشكره ونحن ولا أعقابنا بما فعل، إن رجلا نحره جنة لنا، ونحن قادرون مطمئنون نعبد ربنا، وهو غرض لأعداء الله جل وعز، وأعداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين، فجزاه الله خير الجزاء.(12/362)
سمعت أبا حامد الفقيه قال: مقتل حيكان عندنا شبيها بمقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما؛ فإني خرجت يوما في الصيف إلى وادي حلاباد، فرأيت كلبا يلهث على شاطئ النهر وعلى رأسه رجل يمنعه عن الماء كلما ذهب ليشرب، فقلت للرجل: مالك ولهذا الكلب؟ فقال: هذا أحمد بن عبد الله الخجستاني قاتل حيكان، وكلني الله تعالى به، لأمنعنه من الماء.
سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: لما قتل حيكان ترك أبو عمرو المستملي لباس القطن، فكان يلبس في الشتاء فروا بلا قميص، وفي الصيف مسحا، فبينا هو في المسجد إذ سمع الناس يقول: أقبل الخجستاني، فخرج المستملي، فلما رآه تقدم إليه وعليه ذلك الفرو، فأخذ عنانه وقال: يا ظالم قتلت الإمام بن الإمام العالم بن العالم، فارتعد أحمد بن عبد الله، ونفرت دابته، فتقدم الرجالة لضربه، فصاح أحمد: دعوه، دعوه، فرجع المستملي ودخل المسجد. قال أبو جعفر: فبلغني عن أبي حاتم نوح أنه قال: قال لي أحمد بن عبد الله: والله ما فزعت قط من أحد فزعي من صاحب الفرو، ولقد ندمت لما نظرت إليه من إقدامي على قتل حيكان.
سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول: ذهب نور الحديث وبهاء العلم وأهله بعد يحيى بن محمد بنيسابور.
قرأت في كتاب أبي علي صالح بن محمد بن حبيب الحافظ إلى أبي حاتم محمد بن إدريس الحافظ: كتبت - أسعدك الله تعالى - تسألني عن أحوال أهل العلم ونقلة الأخبار بنيسابور، وما بقي لهم من الإسناد، ومن يعرف هذا الشأن ويعتني به ويتميزه ويحفظه. فاعلم - أبقاك الله تعالى - أن أخبار الدين وعلم الحديث دون سائر العلوم اليوم مجفو مطروح وحملته [ق251/أ] أهل العناية به في شغل بالفتن التي دهمتهم وتواترت عليهم عند مقتل أبي زكريا يحيى بن محمد بن يحيى، ولم يخلفه أحد على مثل منهاجه.
وعن أبي جعفر محمد بن صالح قال: لما قتل يحيى فضت مجالس الحديث، وجفت المحابر حتى لم يقدر أحد في البلد أن يمشي ومعه محبرة، ولا في كمه كراريس الحديث إلى سنة سبعين ومائتين.(12/363)
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد يقول: سمعت أحمد بن محمد بن الحسن يقول: سمعت محمد بن يحيى يذكر ابنه حيكان، فقال: أبو زكريا والد.
وفي رواية أبي حمد الحافظ: قال محمد بن يحيى لداود بن علي على روى الملأ: يا أبا سليمان، قد رأيت العلماء وأولاد العلماء، فلم أر فيهم مثل ابني، وقل ما ينجب النجيب.
قال الحاكم: حضر مجلس إملائه الحفاظ: صالح بن محمد، ونصر بن أحمد البغداديان، والجارودي، والقتباني، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إسحاق، وأبو زكريا الأعرج.
وقال ابن أبي حاتم: روى عن سهل بن بكار ويحيى بن يحيى النيسابوري، وسمعت منه بالري بمحضر أبي وأبي زرعة، أملى علينا من حفظه.
وخرح ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
5195 - (س) يحيى بن مخلد المقسمي، أبو زكريا البغدادي، المفتي، جار يوسف بن موسى القطان.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: بغدادي ثقة. انتهى. ينظر في نسبته المقسمي إلى أي شيء، ومن نسبه بذلك فإني لم أرها في مظانها – والله تعالى أعلم.
5196 - (ت ق) يحيى بن مسلم، ويقال: سليم، ويقال: سليمان، ويقال: ابن أبي خليد الأزدي مولاهم أبو سليم، ويقال: أبو السلم، ويقال: أبو مسلم، ويقال: أبو الحكم البصري البكاء.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل البصرة، وسمى أباه سلما.(12/364)
وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث، وقال علي بن الجنيد: مختلط، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المعضلات، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال ابن السمعاني: كان يروي المعضلات والمناكير.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وذكر المزي قبله: -
5197 - يحيى بن مسلم، بصري.
روى عن الحسن وعطاء، روى له الترمذي. انتهى. يشبه أن يكون هو البكاء – والله أعلم؛ لأن البكاء يروي عن الحسن وأشباهه، فينظر.
5198 - (ق) يحيى بن أبي المطاع القرشي الشامي.
قال المزي: ذكره أبو زرعة في الطبقة الرابعة انتهى. لم يذكره أبو زرعة إلا في الثالثة مجاورا يحيى بن يحيى الغساني الذي يقول فيه المزي بعد: ذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة، والشيخ في هذا معذور؛ لأنه لم ير كتاب الطبقات، إنما ينقل بوساطة.
وقال ابن القطان: يحيى بن أبي المطاع، لا يعرف بغير الحديث الذي اختاره البزار عن العرباض في الموعظة [ق251/ب].
5199 - (ع) يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن، وقيل: معين بن غياث بن زياد بن عون بن بسطام. وقيل: معين بن عون بن زياد بن نهار بن خيار بن نهار بن بسطام المري الغطفاني، أبو زكريا البغدادي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: أصله من سرخس، وكان من أهل(12/365)
الدين والفضل، وممن رفض الدنيا في جمع السنن، وكثرت عنايته بها وجمعه لها وحفظه إياها؛ حتى صار علما يقتدى به في الأخبار، وإماما يرجع إليه في الآثار، ولد سنة تسع وخمسين ومائة.
وقال العجلي: ما خلق الله تعالى أحدا كان أعرف بالحديث من يحيى بن معين، ولقد كان يجتمع مع أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ونظرائهم، فكان هو الذي ينتخب لهم الأحاديث لا يتقدمه منهم أحد، ولقد كان يؤتى بالأحاديث قد خلطت وقلبت، فيقول: هذا الحديث كذا، وهذا كذا، فيكون كما قال.
وفي تاريخ المنتجالي: لما مات غلقت الحوانيت، وحضر النساء والرجال.
وقال عباس: لما اشتد به وجعه قال: مثلي يموت بالمدينة، فلما دفن في جوار النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وسمعته ينشد:
ألا ليت شعري عن منيتي بعدما ... يمهد لي في قبلة الأرض مضجع
وعن وصل إخوان إني بالموت دونهم ... أيرعون ذاك الوصل أم ينقطع
وهل يصل الإخوان إلا محافظ ... من القوم مرعي الأمانة مقنع
وقال يحيى: ما رددت على يحيى بن سعيد شيئا قط إلا سكت عنه، ولا رددت على عبد الرحمن شيئا قط إلا ضرب عليه.
قال عباس: وأنشدنا أيضا لعبد الله بن إدريس:
ومالي من عبد ولا من وليدة ... وإني لفي فضل من الله واسع
بنعمة ربي ما أريد معيشة ... سوى قصد حال من معيشة قانع
ومن يجعل الرحمن في قلبه الرضا ... يعش في رضى من طيب العيش سمائع(12/366)
إذا كان ديني ليس فيه غميزة ... ولم أَنْشَرِهْ في بعض تلك المطامع
ولم أبتغ الدنيا بدين أبيعه ... وبائع دين الله من شر بائع
ولم تشملَنِّي مرديات من الهوى ... ولم أتخشع لامرئ ذي بضائع
جموع لشر المال من غير حله ... ضنين بقول الحق للزور راتع
وقال محمد بن الحسين لمحمد بن أبي السري: ما تقول في يحيى بن معين؟ فقال: ذاك لسانه الحديث.
ولقيه يحيى بن وضاح بمنى وببغداد. وأكثر من وصف فضله.
وقال النسائي: كان هؤلاء الأربعة في عصر واحد: أحمد، وإسحاق جمعا الحديث والفقه، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني يعرفان الحديث دون الفقه.
وفي تاريخ بغداد: كان يحيى من قرية نحو الأنبار يقال لها: نقيا، ويقال: إن فرعون كان من أهل نقيا، وكان معين يكنى أبا علي.
أنبا أبو نعيم، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن بنان قال: سمعت ابن مبشر الفقيه قال: لما كان آخر حجها يحيى خرج على المدينة، ورجع على المدينة فأقام بها يومين أو ثلاثة، ثم خرج حتى نزل المنزل مع رفقته، فناموا فسمع هاتفا: يا أبا زكريا، أترغب عن جواري، فلما أصبح رجع إلى المدينة، فأقام بها ثلاثا ثم مات. قال الخطيب: والصحيح أنه توفي قبل أن يحج.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: مات يحيى بن معين قبل ابنه بعشرة أشهر.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري حديثين في شأن الحسن والحسين، ثم روى في كتاب «التفسير» عن محمد بن عبد الله عنه، وفي إسلام أبي بكر عن(12/367)
عبد الله غير منسوب عنه، وروى مسلم عنه أربعة أحاديث، وكان أمينا صدوقا.
وفي طبقات أبي الحسين الفراء: روى عن أحمد بن حنبل، قال الفراء: وكان يحيى إماما صاحب الجرح والتعديل.
وقال أبو عبد الله ابن منده: مروذي، سكن بغداد.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ»: سمعت البجلي يذكر أن ابن معين رحل يكتب عشرة [] في تصحيح حديث واحد.
وقال جعفر بن أحمد: سمعت يحيى لما مات عتاب قد كتب [أومك]، ثم استرجع وقال: أستغفر الله من الشيطان، ثم مسح عينيه كهيئة الندم على كلمته.
5200 - (ت) يحيى بن المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المخزومي، أبو سلمة المدني.
خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه، وابن حبان، والحاكم في صحيحهم.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: مكي، ليس بالقوي، له مناكير الحديث حدث بها، أنبا عنه أبو يزيد المخزومي، وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
ولما روى عنه أبو القاسم البغوي قال: مات بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
5201 - (خ ت س) يحيى بن المهلب أبو كدينة البجلي الكوفي.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة السادسة من أهل الكوفة وقال: من بني الربعة من أنفسهم، وكان ثقة إن شاء الله تعالى.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».(12/368)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ضعيف يعتبر به.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
5202 - (د س ق) يحيى بن المقدام بن معد يكرب الكندي الحمصي، والد صالح.
ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثالثة من أهل الشام.
وابن شاهين في كتاب «الثقات» [ق252/ب].
5203 - (خ د ت س) يحيى بن موسى بن عبد ربه بن سالم الحداني، أبو زكريا البلخي السختياني، المعروف بخت، كوفي الأصل.
قال البخاري: مات سنة أربعين ومائتين. كذا قاله المزي، والذي في تاريخه ونقله عنه الكلاباذي وغيره: مات سنة أربعين أو نحوها، زاد: كتب إلي الشيباني أن محمد بن جعفر البلخي حدثهم قال: قال أبو الفضل الكرابيسي: مات بعد إبراهيم هو ابن يوسف بن ميمون بن قدامة، أبو إسحاق الباهلي البلخي، أخو عصام بمائة يوم.
وقال محمد بن جعفر: قال عبد الصمد بن الفضل: مات إبراهيم بن يوسف يوم الجمعة لأربع بقين من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين، وقال محمد بن جعفر أيضا: عن أبي طاهر قال: مات يحيى بن موسى [لاثنتي] عشرة(12/369)
خلت من شهر رمضان المعظم سنة تسع وثلاثين ومائتين، والمزي ذكر وفاته في رمضان سنة تسع وثلاثين غير معزوة، إنما ذكر كلام موسى بن هارون ثم قال: وقال غيره: مات في رمضان سنة تسع وثلاثين، وكأنه رأى ذلك في كتاب الكمال غير معزوة وأنف من أن يعزوه له، فقال: وقال غيره، وما نظر في كتاب الكلاباذي الذي هو بيد صغار الطلبة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد، وكتاب القراب، وأبي علي الجياني: مات لإحدى عشرة ليلة خلت من رمضان سنة تسع وثلاثين.
وفي كتاب «الألقاب» للشيرازي: توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين، حدثني بذلك أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البلخي قال: سمعت محمد بن إبراهيم بن الحارث يقول: سمعت أحيد بن حرب يقول ذلك. روى عنه أحمد بن أحيد بن نوح بن أيوب أبو نصر البزاز، وروى عن حماد بن خالد الخياط.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه - يعني البخاري - خمسة وعشرين حديثا.
وقال أبو عبد الله ابن منده: يحيى بن موسى الخت الزمي.
وقال أبو أحمد ابن عدي: هو جد أبي يحيى، وقال الجياني: خت: لقب لأبيه موسى، وفي كتاب مسلمة: ثقة.
وفي قول المزي: كان فيه – يعني الكمال – روى له: (د)، (ت)، (س)، وإنما رووا عنه بلا واسطة - نظر؛ لأن الذي رأيته في نسخ الكمال القديم كما هو الصواب: رووا عنه. والله تعالى أعلم.(12/370)
وقال ابن التين في شرح البخاري: هو شيء حدث على لسانه حتى [] كان إذا تكلم يقول [].
ولهم شيخ آخر مروزي، اسمه: -
5204 - يحيى بن موسى.
ذكره البستي في «تاريخ المراوزة»، وزعم أنه يروي عن عبد الله بن المبارك قال: وكان من العباد، يكنى أبا محمد، روى عنه أحمد بن حكيم، ونضر بن صاحب، وعمير بن أفلح.
5205 - ويحيى بن موسى بن أبي العلاء الباهلي، أبو موسى.
قال ابن حبان: روى عنه يحيى سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي.
5206 - ويحيى بن موسى بن إسحاق بن إبراهيم الأيلي، أبو وهب.
قال مسلمة بن قاسم: كتبت عنه بالأبلة، وكان شيخا عاليا ثقة مؤديا لروايته.
5207 - ويحيى بن موسى بن مارمي، ويقال: مارمية، أبو زكريا الوراق.
حدث عنه قبيصة بن عقبة، وعفان بن مسلم، وعبيد الله بن موسى، قال الخطيب: روى عنه محمد بن مخلد وإبراهيم بن عبد الله [ق253/أ] المخرمي. ذكرناهم للتمييز.
5208 - (د) يحيى بن ميمون بن عطاء بن زيد القرشي، أبو أيوب التمار، بصري، وقيل: بغدادي، وكان جليسا لمعتمر بن سليمان.
قال الفلاس: يحدث عن علي بن زيد أحاديث موضوعة.
وقال أحمد: خرقنا حديثه؛ وفي كتاب المزي بخط المهندس وتصحيحه: جربنا(12/371)
حديثه وهو غير جيد. والذي ذكرناه هو المذكور في علل ابنه عبد الله وكتاب العقيلي وغيرهما.
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه بحال.
وقال في كتاب «الثقات»: يحيى بن ميمون بن عطاء بصري، يروي عن علي بن زيد بن جدعان، روى عنه: عبد الأعلى بن حماد.
وقال الساجي: كان يكذب، يحدث عن علي بن زيد أحاديث بواطيل.
وسئل ابن عمار عنه فقال: لا أدري.
وقال ابن عبد البر في الاستغناء: هو عندهم كذاب، حدث بأحاديث موضوعة عن علي بن زيد، وعن عاصم بأحاديث منكرة.
وقال أبو أحمد الحاكم: سكتوا عنه، وذكره الدولابي والبخاري، وأبو العرب، وابن الجارود، والبلخي، ويعقوب بن سفيان في جملة الضعفاء.
وزعم بعض المصنفين عن المتأخرين أنه توفي سنة تسعين ومائة.
وفي «الكمال» عن الخطيب: متروك، ولم يتبعه عليه المزي، وفيه نظر؛ لأني لم أره في شيء من تصانيفه التي عندي وهي عشرة تصانيف. والله تعالى أعلم.
وذكره البخاري في فصل من مات من الثمانين ومائة إلى التسعين.
5209 - (د س) يحيى بن ميمون بن الحضرمي، أبو عمرة، قاضي مصر.
قال ابن يونس: ولي القضاء بمصر سنة اثنتين ومائة، وعزل سنة أربع(12/372)
عشرة، وقال خلف بن ربيعة: توفي سنة أربع عشرة ومائة، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب أبي سعيد لإغفاله منه: وكان غير محمود في قضائه، توفي في خلافة هشام بن عبد الملك.
حدثني قيس بن حملة، ثنا ياسين بن أبي زيادة، ثنا فضالة بن المفضل، عن أبيه قال: كان كُتَّاب يحيى بن ميمون لا يكتبون قضية إلا برشوة، فكلم يحيى في ذلك مرة بعد مرة، فلم يغيره ولم يعزل منهم أحدا عن كتابته، فكان الناس يعيبونه بذلك. وكناه ابن يونس: أبا عمرو ولم أره مكينا عند غيره بها، فينظر. والله تعالى أعلم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة قاضي مصر، سمع من سهل بن سعد حين دخل مصر.
5210 - (خت س ق) يحيى بن ميمون الضبي، أبو المعلى العطار الكوفي.
قال محمد بن سعد في أهل الكوفة: كان ثقة كثير الحديث.
وفي كتاب أبي الفرج [ق253/ب]: يحيى بن ميمون أبو المعلى العطار البصري، يروي عن سعيد بن جبير، قال عمرو بن علي الفلاس: كذاب، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».(12/373)
وذكر المزي أن لهم شيخا آخر يقال له: يحيى بن النضر، وأغفل: -
5211 - يحيى بن النضر.
يروي عن مجالد عند أبي حاتم الرازي، وقال فيه يعقوب بن سفيان: شيخ لا بأس به.
وأغفل في ترجمة: -
5212 - يحيى بن النضر السلمي الأنصاري.
قول ابن حبان عنه: وهو الذي يقال له: يحيى بن نصر الأنصاري.
5213 - (د ت س) يحيى بن هانئ بن عروة بن قعاص، ويقال: فضفاض أبو داود المرادي الكوفي.
خرج أبو علي الطوسي، وابن حبان، والدارمي، والحاكم أبو عبد الله حديثه في صحيحهم.
وقال يعقوب بن سفيان: شريف كوفي ثقة.
ولهم شيخ آخر يقال له: -
5214 - يحيى بن هانئ، أبو صفوان الرعيني.
روى عن هشام بن عروة وابن علاثة. روى عنه: أبو عثمان سعيد بن عبيد الله الخولاني وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله.
ذكر في كتاب الصريفيني. وذكرناه للتمييز.
5215 - (ع) يحيى بن واضح الأنصاري مولاهم أبو تميلة المروزي.
قال ابن رجاء محمد بن حمدويه السنجي في «تاريخ مرو»: قال أبو علي يحيى بن واضح، مولى حرملة، مولى الأنصار، ثقة في الحديث، روى عنه أهل العراق، وأهل خراسان، وكان محمود الرواية.(12/374)
وقال ابن سعد: يحدث عنه. وفي كتاب عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة.
وقال ابن خراش: ثقة صدوق. كذا ذكره عنه الخطيب وغيره؛ والذي في كتاب المزي: صدوق.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وخليفة بن خياط في الطبقة الخامسة.
5216 - (خ م ت س ق) يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم الكوفي المقرئ.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، كذا ذكره المزي، وذكر وفاته من عند المطين وغيره، ولو نظر في كتاب «الثقات» لوجده قد قال شيئا ليس في كتاب المزي، قال: كان على قضاء الكوفة، مات سنة ثلاث ومائة، وكان من العباد.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وكان مقرئ أهل الكوفة، قرأ على عبيد بن نضلة كل يوم آية، وأمر الحجاج بن يوسف بالكوفة ألا يؤم إلا عربي، فقال له قومه: قد أمر الحجاج ألا يؤم إلا عربي، قال: ليس عن مثلي نهى، إنا لأحق بالعرب. ثم إنه أتى [ق254/أ] الحجاج فقرأ، فقال الحجاج: من هذا؟ قالوا: يحيى بن وثاب، قال: ما باله؟ قالوا: أمرت أن لا يؤم إلا عربي فنحاه قومه، فقال الحجاج: ليس عن مثل هذا نهيت، ليصل بهم، فصلى بهم الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، فلما سلم قال: اطلبوا إماما غيري، لست أصلي بكم، إنما أردت أن لا تستبدلوني، فأما إذا صار الأمر إلي، فلست أصلي بكم.(12/375)
وفي كتاب المنتجلي: كان مقرئ أهل الكوفة في زمانه، وكان ثقة، وقال الأعمش: كان يحيى إذا قضى الصلاة مكث ما شاء الله، تعرف فيه كآبة الصلاة.
وقال ابن قتيبة: كان مولى لبني كاهل بن أسد.
وقال محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: كان ثقة، قليل الحديث، صاحب قرآن، وتوفي بالكوفة سنة ثلاث ومائة. وعن أبي بكر ابن عياش [عن عاصم] أنه قال: كان والله قارئا.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في «تاريخ بلده»: أصبهاني الأصل، ومولده بالحجاز، وكان وثاب من قاسان، سباه مجاشع، فاشتراه ابن عباس.
ولما ذكره محمد ابن حزم في الطبقة الثانية من قراء أهل الكوفة قال: مشهور بالقراءة والزهد، أخذت عنه قراءته حرفا حرفا، وحفظت أخذ القراءة عن علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيد بن نضيلة.
وذكره خليفة بن خياط، والهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة.
وزعم المزي أن الكمال كان فيه: توفي سنة ثلاث ومائتين، قال: وهو خطأ. انتهى. الذي رأيت في نسخ الكمال: ثلاث ومائة، وأيضا فهو لا يتصور في ذهن ذي لب.
5217 - (س) يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي المدني، أخو عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت.
روى عن جده عبادة، روى عنه جبلة بن عطية، ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، هذا جميع ما ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إن ابن حبان الذي ذكره(12/376)
قال في الكتاب المشار إليه: يحيى بن الوليد بن الصامت [ابن أخي عبادة بن الصامت]، يروي عن عبادة، روى عنه جبلة بن عطية.
وقال البخاري في تاريخه مثله سواء، فينظر.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عبد الله الحاكم.
5218 - (د س ق) يحيى بن الوليد بن المسير الطائي ثم السنبسي، أبو الزعراء الكوفي.
[ق254/ب] روى عنه الأعمش: ذكره البخاري في تاريخه.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه والحاكم في الشواهد.
5219 - (خ م ت س) يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن بن يحيى بن حماد التميمي الحنظلي، أبو زكريا النيسابوري، مولى بني حنظلة، وقيل: من أنفسهم، وقيل: مولى بني منقر.
قال أبو عبد الله الحاكم في تاريخ بلده: إمام عصره بلا مدافعة، ولد بنيسابور، وبها أسلافه وأعقابه وخطته المنسوبة إليه في باغ الدارين، ومسجده المعروف في أول السكة المنسوبة إلى العباس السراج، ووقعت له شبهة في قطعة منها فتركها، وقيمتها آلاف دنانير، وهو مدفون في مقبرة الحسين بن معاذ بن مسلم، ولأهل نيسابور في زيادة قبره آثار مشهورة. قال محمد بن عبد السلام يوما: حدثنا يحيى بن يحيى، فقيل له: ابن من؟ فقال: كان أهيب من أن يسئل عن هذا، وقال أبو [] هو صليبة من ولد قيس بن عاصم(12/377)
المنقري، وقال أبو بكر الجارودي: سألت حمدان السلمي فقال: مولى خرفاش التميمي الزاهد المروزي.
روى عن: زياد بن ميمون ثم قال: أستغفر الله، كان يضع الحديث، وامتنع عن التحديث عنه، وكنيز بن سطيم، وإبراهيم بن محمد بن ثابت القارئ سكن الحجاز، وعطاف بن خالد، ومنكدر بن محمد بن المنكدر، وعبد الجبار بن الورد، وعبد الله بن لهيعة، وربعي بن عبد الله، وغسان بن رزين، وعثمان بن مطر الشيباني، وحماد بن يحيى الأبح، ويوسف بن عطية، وروح بن المسيب الكلبي، وعامر بن أبي عامر الخوار، وخديج بن معاوية، وعبد السلام بن حرب، وشريك بن عبد الله النخعي، ومطلب بن زياد، وعثام بن علي العامري، وإسماعيل بن زكريا الكوفي، وعبد الرحيم بن سليمان المحاربي، وعقبة بن المغيرة الشيباني، وعمر بن عبيد الطنافسي، وخلف بن خليفة الأشجعي، وعبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة، ومحمد بن جابر الكوفي، ومحمد بن بشر العبدي، وعبد الله بن إدريس الأودي، وعبد الله بن دكين [ق255/أ]، وعبد الرحيم بن سليمان المحاربي، ومعاوية بن ميسرة الكندي، وأبي يعقوب الضبي محمد بن مروان، وأبي سفيان محمد بن حميد المعمري، ومحمد بن جابر اليمامي السحيمي، وعمر بن الرماح، ونعيم بن ميسرة، وهياج بن بسطام، وكنانة بن جبلة، والنضر ابن شميل، والفضل بن موسى السيناني، وعمر بن هارون البلخي، وسليمان بن عيسى أبي يحيى السجزي.
سمعت أبا سعيد بن أبي عثمان، سمعت أبا عثمان بن شاذان، سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه، وما رأى الناس مثله.
سمعت أبا عبد الله الشيباني يقول: سمعت يحيى بن محمد بن يحيى يقول: ما رأيت محدثا أورع من يحيى بن يحيى، ولا أحسن ثباتا منه.
وقال حاتم بن سعد: قلت لأحمد بن حنبل: أكان يحيى بن يحيى إماما؟ قال:(12/378)
كان عندي إماما، ولو كانت عندي نفقة لرحلت إليه.
سمعت أبا عبد الله بن محمد بن يعقوب، سمعت يحيى بن محمد بن يحيى يقول: كان أبي يرجع في كل المشكلات إلى يحيى بن يحيى ويقول: هو إمام فيما بيني وبين الله عز وجل.
وقال إسحاق بن إبراهيم: كتبت العلم عمن كتبت، فلم أكتب عن أحد أوثق في نفسي من يحيى بن يحيى والفضل بن موسى.
وقال عبد الله بن طاهر الأمير: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى، ولا رأى يحيى مثل نفسه.
وذكرت زوجه فاطمة: أن زوجها قام لورده وقعد يقرأ في المصحف؛ إذ سمع جلبة، فنظرنا فإذا العسكر والمشاعل، وهم يقولون: الأمير عبد الله بن طاهر يزور أبا زكريا، قالت: فعرفناه الخبر، فقال: إذا بلغ الباب فآذنوني، قالت: وكان أبو زكريا لا يحضره، وكان ابن طاهر يشتهي أن يراه، فلما دقوا الباب فتحنا، فدخل الأمير وحده، فلما قرب من أبي زكريا وسلم، قام إليه والمصحف في يده، ثم رجع إلى قراءته حتى ختم السورة التي كان افتتحها، ثم وضع المصحف واعتذر إليه وقال: لم أشتغل عنك تهاونا بحقك، وإنما كنت افتتحت سورة فأحببت ختمها، فقعد عبد الله ساعة، ثم قال: ارفع إلينا حوائجك، فقال يحيى: وهل يستغني [ق255/ب] عن السلطان إلا الله تعالى؟ وقد وقعت لي حاجة في الوقت، فإن قضاها شكرته، فقال: مقضية ما كانت، فقال يحيى: قد كنت أسمع بمحاسن وجه الأمير، ولم أعاينها إلا ساعتي هذه، وحاجتي إليك ألا تركب شيئا يخرق هذه المحاسن بالنار، فأخذ الأمير في البكاء حتى قام وهو يبكي.
قرأت بخط أبي عمرو المستملي: حدثني أبو الطيب طيفور يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: يحيى بن يحيى أحسن حديثا من عبد الله بن المبارك، ثم قال لي: قل: ولم؟ قلت: ولم؟ قال: لأن يحيى أخرج من علمه ما كان ينبغي له أن يخرجه، وأمسك عما كان ينبغي له أن يمسك عنه.(12/379)
وقال الحسين بن منصور: سمعت عبد الله بن طاهر يقول: شك يحيى بن يحيى عندنا يقين.
قال الحسين: ورد إسحاق بن إبراهيم بنيسابور وقد ركبته ديون، فادعوا عليه فحبس، فاجتمع أهل الحديث إلى يحيى، وسألوه أن يرسل للأمير في أمره، فأبى عليهم، فسألوه أن يأذن لأحمد بن يوسف السلمي في ذلك، فأذن له، فكتب السلمي رقعة من يحيى إلى الأمير، فلما وصلت الرقعة إليه قبلها ولم يزل يضعها على عينيه ويقول: يحيى بن يحيى لا يستحل أن يدخل علينا ولا يرانا، وقد سألنا حاجة، ثم وقع على ظهر القصة بأن يقضى عن إسحاق تلك الديون.
وعن الحسين بن منصور: قال هشيم: ما أخرجت كتابي إلا إلى يحيى بن يحيى.
وقال أبو الطيب: سمعت إسحاق الحنظلي يقول: أنبا يحيى بن يحيى وكان عاقلا.
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله ذكر يحيى بن يحيى فقال: بخ بخ بخ، ثم ذكر قتيبة وأثنى عليه، ثم قال: إلا أن يحيى شيء آخر، وقدمه عليه.
وقال أبو أحمد الفراء: سمعت يحيى بن يحيى، وكان إماما وقدوة ونورا وصنوا للإسلام.
سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت مشايخنا يقولون: لو عاش يحيى سنتين لذهب جميع حديثه؛ فإنه كان إذا شك في حديث أرسله، هذا في بدء أمره، ثم صار إذا شك في حديث تركه، ثم صار يضرب عليه في كتابه.
وقال محمد بن عبد الوهاب: قال أحمد بن حنبل: قراءة يحيى بن يحيى على مالك أحب إلي من سماع غيره.
وقال الحسن بن منصور: أراد يحيى بن يحيى الخروج [ق256/أ] إلى مكة – شرفها الله تعالى – فاستأذن الأمير عبد الله، فبعث إليه: الإذن لك مرسل(12/380)
ونصيحة، أنت من الإسلام بالعروة الوثقى التي نؤمن بها، فلا آمن أن تمتحن فتصير إلى المكروه، فهذا الإذن، وهذه النصيحة. فقعد يحيى.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: قرأ علينا إسحاق عن مشائخه أحاديث، ثم انتهى إلى حديث يحيى بن يحيى، فقال: ثنا يحيى بن يحيى وهو من أوثق من حدثتكم اليوم عنه.
وقال أبو أحمد الفراء: سمعت يحيى بن يحيى يقرأ كتاب الجهاد على إسحاق بن إبراهيم، فكان كلما تكلم بن يحيى يعلقه إسحاق على حاشية كتابه، قال يحيى: كذا وكذا. قال أبو أحمد: سمعت علية مشايخنا يقولون: لو أن رجلا جاء إلى يحيى بن يحيى عامدا ليتعلم شمائله كان ينبغي له أن يفعل.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: سمعت محمد بن يحيى الذهلي وذكر يحيى بن يحيى فقال: لو شئت لقلت: هو رأس المحدثين في الصدق، وكان متثبتا، قرأت بخط أبي عمرو: قال لي أبو أحمد: سأل رجل من أهل نيسابور سليمان بن حرب عن حديث، فقال: من أين أنت؟ قال: من أهل نيسابور، فقال: لا مرحبا ولا أهلا، ألستم الذين صنعتم بيحيى بن يحيى ما صنعتم؟ قال: فجاء الرجل باثنين شهدا له أنه ليس من أولئك.
وقال قتيبة بن سعيد: يحيى بن يحيى رجل صالح، إمام من أئمة المسلمين.
وذكر عند سعيد بن منصور فقال: ذاك رجل صالح، وقال يحيى بن عبد الحميد الحماني: كنا نعد فقهاء خراسان ثلاثة: ابن المبارك، ويحيى بن يحيى، وأبو أسد.
وقال يحيى بن محمد بن يحيى عن أبيه: ما رأيت أحدا أجل ولا أخوف لربه من يحيى بن يحيى.
وقيل لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله، يحيى بن يحيى عندك إمام؟ فقال: يرحم الله يحيى، هو عندي إمام.
وقال الحسين بن منصور: كنا عند أحمد فروى حديثا عن سفيان فقلت:(12/381)
خالفك يحيى بن يحيى، فقال: كيف قال يحيى؟ فأخبرته، فقال لإنسان، فكمل، فأجاز على الحديث، فقلت: يا أبا عبد الله، لعله يكون كما قلت، فقال: لا خير فيما يخالف فيه يحيى.
أخبرني أبو محمد بن زياد، ثنا عبد الله بن محمد بن سلم قال: كنت مع أبي عبد الله المروزي بمصر، فلما أراد الخروج من عند يونس بن عبد الأعلى قلت له: من أدركت من [ق256/ب] المشايخ على سنة محمد - صلى الله عليه وسلم –؟ فقال: ما أدركت أحدا إلا أن يكون يحيى بن يحيى، فقلت: هو كما قلت يا أبا عبد الله، إن يحيى بن يحيى كان يقال له: الشكاك. قال: ذاك من تثبته.
وقال إسحاق بن إبراهيم: ما رأيت بخراسان أفقه منه، وحدث بحديث عن أبي نعيم وزهير بن حرب، ثم قال: قدموا يحيى بن يحيى عليهما، فإن يحيى مقدم عليهما، وكتبت عمن كتبت، فما كتبت عن أحد أوثق في نفسي من يحيى بن يحيى والفضل بن موسى، ويحيى مقدم على الفضل؛ لأن ما ظهر للفضل من الحديث ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف، وظهر ليحيى نيف وعشرون ألف حديث.
قال الحاكم: جرى بحضرة الشيخ أبي بكر بن إسحاق ذكر عقل الثقفي وشمائله، فبلغني أنه قال: تلك شمائل الصحابة والتابعين، وذلك أن مالك بن أنس كان من أعقل أهل زمانه وأحسنهم سمتا، فلما خرج إليه يحيى بن يحيى وسمع ما أراد من حديثه، جالسه بعد ذلك سنة يأخذ من شمائله، فقيل له في ذلك، فقال: هذه شمائل الصحابة والتابعين، فلما انصرف إلى خراسان كان من أعقل الناس وأحسنهم سمتا، فرحل إليه أبو عبد الله محمد بن نصر ولازمه، ثم جالسه سنتين، فقيل له في ذلك، فقال: هذه شمائل الصحابة والتابعين أريد أن أقتبسها من يحيى بن يحيى، ثم انصرف إلى سمرقند، فخرج إليه أبو علي الثقفي، واقتبس من شمائله.
وقال يحيى: لم أخلع قميصي منذ ثلاثين سنة، وقال: لأن ألقى الله تعالى(12/382)
بكل ذنب أحب إلي من أخذ منهم – يعني السلاطين - وشرب يحيى مرة دواء، فقيل له: لو مشيت، فمشى قليلا، ثم رجع، فجلس متكئا، وقال: ما أعلم أني مشيت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أعلم أنها لي أو علي، إلا هذه الخطوات.
وقال بشر بن الحكم: حزرنا في جنازة يحيى بن يحيى مائة ألف رجل، ورأينا في جنازته المردة العتاة حضروها على رغم أنافهم.
قال الحاكم: وأصحاب يحيى بن يحيى من أهل نيسابور دون غيرهم على خمس طبقات:
الطبقة الأولى: أحمد بن حرب الزاهد، وأيوب بن الحسن الفقيه، وبشر بن الحكم العبدي، وأحمد بن نصر للمقرئ.
الثانية: محمد حيوة الإسفرائيني، وأحمد بن إبراهيم الكاتب، وعلي بن [ق257/أ] الحسن الهلالي، ومحمد بن عقيل بن خويلد الخزاعي.
الثالثة: محمد بن أحمد بن حفص الحيري، وأبو داود سليمان بن داود، ومحمد بن أحمد بن حفص، والحسن بن عبد الصمد القهندزي، ونعيم بن رزين السلمي، والحسن بن هارون التميمي، وإسماعيل بن أبي قتيبة السلمي، وإسحاق بن إبراهيم القفصي، وحامد بن محمود بن حرب المقرئ، وخذام بن الصدقة.
الرابعة: أبو يحيى زكريا بن داود الخفاف، وهارون بن عبد الصمد، ومحمد بن عمرو بن النضر الخرشي، ومحمد بن حجاج بن عيسى، وموسى بن محمد بن أبي خزيمة الذهلي، ومحمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي، والفضل بن الحكم العدل.
الخامسة: أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل، وأبو داود سليمان بن سلام، وأبو بكر محمد بن فور العامري، وأبو الحسن علي بن الحسن الصغار، وإسماعيل بن الحجاج المياني، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الوراق جد أبي الفضل من قبل أمه، وأبو العباس محمد بن أحمد بن(12/383)
بالويه، ويحيى بن عبد الله بن سليمان، وعبدان بن عبد الحكم البيهقي، والحسين بن معاذ المؤدب، ونعيم بن الفضل النضر آبادي.
قال أبو عبد الله: فأما رواية الأئمة عنه من سائر البلدان فأكثر من أن يحتمل هذا الموضع ذكرهم، فقد روى عنه: إمام عصره بسرخس وهو أبو إسحاق بن إسماعيل العنبري، وإمام عصره بسرخس وهو محمد بن مشكان السرخسي، وإمام عصره بمرو وهو أحمد بن سيار أبو الحسن الفقيه، وإمام عصره بهراة وهو عثمان بن سعيد الدارمي، وإمام عصره ببلخ وهو محمد بن الفضل البلخي، وإمام المسلمين في الدنيا في عصره وهو أبو عبد الله بن نصر المروزي، وإمام عصره بالشاش وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي عرانة الشاشي، وإمام عصره بإبيورد وهو محمد بن إسحاق الشافعي، وإمام عصره بنسا وهو حميد بن زنجويه؛ فليقس القياس المميز على من سيمتهم أصحاب يحيى بن يحيى رحمه الله تعالى.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: يحيى بن يحيى بن [ق257/ب] عبد الكريم بن بكر.
وفي الزهرة: روى عنه البخاري خمسة عشر حديثا، ومسلم بن الحجاج ألف حديث ومائة حديث وستين حديثا.
وقال أبو أحمد ابن عدي: كان من عباد الناس فاضلا، يقال: إن إسحاق بن راهويه ركبه دين، فكلم أصحاب الحديث يحيى في أن يكتب له إلى ابن طاهر أمير خراسان، فقال يحيى: ما كتب إليه قط، فلما ألحوا عليه كتب في رقعة إلى الأمير أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم رجل من أهل العلم والصلاح، فحمل الرقعة وقال للحاجب: معي رقعة يحيى بن يحيى إلى الأمير، فلما ناول عبد الله الرقعة أخذها وقبلها، وأقعد إسحاق بجنبه، وقضى عنه ثلاثين ألف درهم، وصيره من ندمائه، وكان يحيى بن يحيى لا يختلف إليه.(12/384)