وفي " تاريخ المنتجالي " عن قتيبة قال: سمعت ابن لهيعة يقول كانت لي خريطة أضع فيها القراطيس والدواة والخبز وأدور على القبائل والمساجد أسأل رجلا رجلا ممن سمعت ومن لقيت وسأل يحيى بن معين: هل لقي ابن لهيعة الأعرج؟ فقال: نعم فقيل له: هل روى عن الزهري شيئا قال: لا كانت له ولليث قصة قال: وما هي؟ قال: حج الليث وابن لهيعة: وكان الزهري قد وصف لليث فلما أن لقياه عرفه الليث بالنعت ولم يعرفه ابن لهيعة فانسل الليث من ابن لهيعة وأتى الزهري فسمع منه فقال له ابن لهيعة أين كنت يا أبا الحارث؟ قال: لقيت شيخا من قريش وحاله حسنة فاشتغلت به عنك وكذلك فعل ابن لهيعة بالليث في الأعرج لما عرفه ابن لهيعة فظفر به وسمع منه ولم يظفر به الليث فقيل لابن لهيعة: كيف ظفرت بالأعرج يعني بالإسكندرية [ق316/أ] دون الليث؟ قال: كظفر الليث بالزهري.
وذكر ابن يونس رحمه الله تعالى قال ابن لهيعة: كنت إذا أتيت يزيد بن أبي حبيب يقول لي كأني بك قد قعدت على الوساد يعني وساد القضاء.
وفي كتاب " الطبقات " للهيثم بن عدي: توفي زمن هارون يعني الرشيد.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: يضعف حديثه وهو بالنسبة إلى جده أشهر.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ ": له يوم مات إحدى وثمانون سنة.
وفي تكنية المزي له بأبي النضر، نظر؛ لأن ابن عساكر لما ذكرها من عند نوح بن حبيب: قال لم يتابع نوح على تكنيته أبا النضر.
وذكر عبد الغني بن سعيد في كتابه " إيضاح الإشكال " أن ابن المبارك وإسحاق الطلاع نسباه إلى جده فقالا: ثنا عبد الله بن عقبة عن عمرو بن دينار.(8/148)
3151 - (م قد ت س ق) عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم أبو تميم الجيشاني الرعيني المصري. ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
كذا ذكره المزي، وقد قال ابن يونس في " تاريخه " - الذي زعم المزي أنه نقل وفاته من عنده: عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم بن عثمان بن حبال بن نمران بن الحارث بن جيشان بن مالك بن حجر بن ذي رعين كان عبد الله ممن أسلم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي وقرأ القرآن على معاذ بن جبل باليمن [حتى] بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل اليمن وشهد فتح مصر، وفي قوله: قال أبو سعيد ابن يونس توفي سنة سبع وسبعين، نظر؛ لأن ابن يونس لم يقل هذا إنما نقله عن سعيد بن كثير بن عفير، وإنما وأخذناه بهذا لأنه هو يقلده في غير ما موضع في رده على صاحب " الكمال " من ذلك في ترجمة عبد الله بن عمرو بن علقمة، قال أبو حاتم عن يحيى بن معين: ثقة قال المزي: هذا خطأ فاحش إنما قاله أبو حاتم الرازي عن إسحاق بن منصور الكوسج عن يحيى كذا في كتاب ابن أبي حاتم.
وذكره البخاري في فصل من مات ما بين السبعين إلى الثمانين وذكر عن يزيد أنه كان أعبد أهل مصر.
وذكره يعقوب بن سفيان في " جملة الثقات " من أهل مصر.
وذكره ابن فتحون في كتابه " معرفة الصحابة "، وقال العجلي: تابعي مصري ثقة.(8/149)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وذكره خليفة بن خياط في كتابه الطبقات في الطبقة الأولى من أهل مصر وقال: توفي سنة سبع أو ثمان وسبعين.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى منهم قال: كان ثقة ومات قديما سنة سبع أو ثمان وسبعين في خلافة عبد الملك بن مروان وكذا ذكره الواقدي في " تاريخه " والقراب وغيرهما.
وذكره أبو بشر الدولابي في كتاب " الكنى ": من الصحابة.
وقال ابن الجارود في كتاب " الصحابة ": سمعت يحيى بن عثمان بن صالح يقول: وممن دفن من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمصر من أدركه ولم يسمع منه أبو تميم الجيشاني واسمه عبد الله بن مالك.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين المصريين وذكره تلو مسلمة بن مخلد.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم.
3152 - (د ت) عبد الله بن مالك بن الحارث الهمداني، ويقال: الأسدي الكوفي.
قال [ق 316/ب] البخاري في " تاريخه ": عبد الله بن مالك أو بن خالد.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".(8/150)
3153 - (ع) عبد الله بن مالك بن القشب واسمه جندب بن فضل بن عبد الله بن عبد الله بن رافع بن محصن بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن نصر الأزد أبو محمد الأزدي حليف بني المطلب عرف بابن بحينة وهي أمه.
كذا نسبه المزي ومن خط المهندس مجودا تبعا لما في " الكمال " وهو غير جيد؛ لسقوط مالك بن عبد الله نص على هذا جماعة النسابين.
قال أبو أحمد العسكري: حليف لبني نوفل وهو عبد الله بن مالك بن سعد بن القشب من أزد شنؤة.
وفي كتاب " الصحابة " لابن حبان: [اسم] بحينة: عبدة. مات عبد الله في آخر ولاية معاوية.
وفي كتاب ابن سعد: وأخوه لأبيه وأمه جبير استشهد باليمامة.
وقال أبو نعيم الحافظ: عبد الله بن مالك بن سعد بن القشب.
وقيل بحينة أم أبيه قال أبو عمر: والأول يعني أنها أمه أصح.
وفي كتاب ابن الأثير له حديث كثير.(8/151)
وفي كتاب " الصحابة " للبغوي: كان خيرا فاضلا وأبوه حليف بني زهرة.
وقال الطبراني: عبد الله بن مالك بن سعد بن القشب روى عنه محمد بن عبد الرحمن ثوبان.
وذكر ابن زبر: أنه توفي سنة [ست] وخمسين.
وفي كتاب الكلاباذي: مات في ولاية يزيد بن معاوية ويشبه أن يكون وهما لعدم المتابعين له على ذلك فيما أعلم.
وفي " سنن النسائي ": قول من قال مالك بن بحينة خطأ والصواب: عبد الله بن مالك.
وقال ابن أبي أحد عشر: كان فاضلا ناسكا صائم الدهر.
3154 - (س) عبد الله بن مالك الأوسي الحجازي.
قال البخاري: قال لي عبد الله ثنا ليث عن عقيل عن ابن شهاب فقال شبل بن [حامد] عن مالك بن عبد الله الأوسي وكذا رواه يونس عن ابن شهاب.
وقال ابن عبد البر: اختلف فيه يعني في حديثه على الزهري اختلافا كثيرا.
3155 - (4) عبد الله بن مالك اليحصبي المصري.
روى عن. عقبة بن عامر، روى عنه: جعثل، ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " فرق أبو حاتم بينه وبين أبي تميم، وجعلهما ابن يونس واحدا وهو أولى بالصواب كذا ذكره المزي وكأنه لم ير كتاب " الثقات " جملة إذ لو رآه لوجد فيه: أبو سعيد الرعيني: اسمه عبد الله بن مالك اليحصبي يروي عن(8/152)
عقبة بن عامر عداده في أهل مصر روى عنه عبيد الله بن زحر، ذكره بعد ذكر أبي تميم الجيشاني بعدة تراجم.
ولما ذكره البخاري بعد ذكر الجيشاني قال: وقال سليمان بن بلال: هو أبو سعيد الرعيني مكان اليحصبي.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وهم فيه بعضهم فزعم أنه أبو تميم الجيشاني.
وفي قوله: جعلهما ابن يونس واحدا أيضا نظر؛ لأن ابن يونس ذكر ترجمة أبي تميم ولم يذكر لهذا ترجمة ولا نبه في الأولى على أنهما واحدة ولكن المزي لما لم يره ذكره ظن أنهما واحدا وليس بجيد إلا أن يصرح بذلك ابن يونس وقد عورض ما صححه بقول ابن حبان الذي نقل توثيقه من عنده وبقول البخاري وغيره، والله تعالى أعلم، وعاب على صاحب " الكمال " قوله: روى عنه ابن زحر وقد ذكرنا أن ابن حبان قاله قبل فلا عيب عليه إذا.
3156 - (ع) عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي.
قال [ق 317/أ] الحاكم أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور ": هو إمام عصره في الآفاق وأولاهم بذلك علما وزهدا وشجاعة وسخاء روى عن حصين بن عبد الرحمن، وأبي مسلم صاحب الدولة، وروى عنه: حماد بن زيد،(8/153)
وزياد بن زيد الصاغاني، وروى عن أبيه عن عطاء في البيوع.
وقال عثمان بن أبي شيبة: هو مولى لعبد شمس من تميم، وقال عبدان سمعت عبد الله بن المبارك يقول: ولدت سنة تسع عشرة، وقال أحمد بن حنبل: سألته قبل موته عن سنه فقال: أنا ابن ست وثلاثين سنة.
وقال الحسن بن الربيع: شهدت موته لعشر مضين من رمضان سحرا سنة إحدى وثمانين وأنا أغمضه فاشتد به النزع فجعل سفيان بن عبد الملك يقول: أبا عبد الرحمن قل لا إله إلا الله ويكثر عليه فقال: يا سفيان إذا لقيتني ولم ترني تحولت إلى غيرها فأنا عليها قال: وصلينا عليه ونحن أحد عشر واثنا عشر رجلا قال لنا: لا تعلموا أهل القرية، قال الحسن: قدمت بغداد فلما خرجت شيعني أهل الحديث فقيل لي: توقف فإن ابن حنبل يجيء فوقفت فلما جاء أخرج ألواحه وقال: يا أبا علي أمل علي وفاة ابن المبارك في أي سنة مات؟ فقلت سنة إحدى فقيل له: ما تريد بهذا؟ قال: أريد الكذابين.
وقال عبدان: مات لثلاث عشرة خلت من رمضان، وقال سلمة بن سليمان: إذا قيل بخراسان عبد الله فهو ابن المبارك.
وعن نعيم بن حماد عنه قال: قال: لي أبي: لئن وجدت كتبك لأحرقنها فقلت له: وما علي من ذلك وهما في صدري، وقال: حملت عن أربعة آلاف ورويت عن ألف شيخ، وكان أصحاب الحديث بالكوفة إذا شكوا في حديث قالوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله يعنون ابن المبارك.
وقال ابن مهدي: كان نسيج وحده وهو آدب عندنا من سفيان وكل حديث لم يجئ به عبد الله ففيه شيء، وقال وهب اتفق عليه علماء الشرق والغرب أنه يقتدى به.
وقال ابن مهدي: ما رأيت مثله ولا سفيان ولا شعبة كان عالما فقيها في علمه حافظا زاهدا عابدا غنيا حجاجا غزا نحويا شاعرا.
وقال عبد الله بن إدريس: كل حديث لا يعرفه عبد الله فنحن منه براء، وقال لداود بن عبد الرحمن قدم ابن المبارك فقال: قدم خير أهل المشرق.(8/154)
وسئل يحيى بن معين وهو متكئ: أيما أثبت ابن المبارك أو عبد الرزاق؟ فجلس وقال: كان عبد الله خيرا من عبد الرزاق ومن أهل قريته عبد الله سيد من سادات المسلمين.
وسئل المعتمر بعد موت الثوري: من فقيه العرب قال عبد الله.
وقال إبراهيم بن شماس: رأيت أحفظ الناس يريد عبد الله.
وقال ابن جريج: ما رأيت عراقيا أفصح منه.
وقال شعبة: ما قدم مثله علينا وهو أعلم أهل [الشرق] والغرب.
وقال أبو وهب: مر عبد الله برجل أعمى، فقال: أسألك أن تدعو لي، فدعا له فرد الله عليه بصره وأنا أنظر، وقال آخر: ذهب بصري فدعا لي فرد الله بصري، وقال الحسن بن عيسى: كان عبد الله مجاب الدعوة ما دعا على أحد إلا استجيبت دعوته فيه ورأى يوما الحسن بن عيسى راكبا لبعض حوائجه وهو نصراني فقال: اللهم ارزقه الإسلام فانصرف الحسن من طريقه ذاك وقعد بين يديه فأسلم، ولما مات أمر الرشيد بتنحية ما كان فيه وفرش له في موضع وأرم أن يعزي به، فقال له شيخ من أهل بيته: يا أمير المؤمنين [ق 317/ب] ما هذا رجل من الرعية وإن كان له فضل قال أليس هو القائل:
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل ... وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
وأول القصيدة: -
إني امرؤ ليس في ديني لغامزه ... لين ولست على الإسلام طعانا
وفي ذنوبي إذا فكرت لي شغل ... وفي معادي لئن لم ألق غفرانا
عن ذكر قوم مضوا كانوا لنا سلفا ... وللنبي على الإسلام أعوانا
والله كنت لهم مستغفرا أبدا ... كما أمرت به سرا وإعلانا
ولا أسب أبا بكر ولا عمرا ... ولا أسب معاذ الله عثمانا
ولا الزبير حواري النبي ولا ... أهدي لطلحة شتما عزا وهانا(8/155)
ولا أقول لأمير المؤمنين كما ... قال الغواة لها زورا وبهتانا
ولا أقول علي في السحاب لقد ... أقول فيه إذا جورا وعدوانا
لو كان في المزن ألقته وما حملت ... مزن السماء من الأحياء إنسانا
إني أحب عليا حب مقتصد ... ولا أرى دونه في الفضل عثمانا
قال الروافض قولا لست قائله ... إني لأحسبهم يحكون شيطانا
ما قال فرعون هذا في تجبره ... فرعون موسى ولا نمرود كنعانا
وقد أتتنا مواعظ بفضله ... نتلو بها من كتاب الله قرآنا
أنا على ملة الإسلام ليس لنا ... اسم سواه كذاك الله سمانا
مع السواد الذي نرجو النجاة بهم ... وبالأئمة ضم الله شتانا
والرافضي لنا حرب سريرته ... والكشر يظهر منه حين يلقانا
تلقاه للصلوات الخمس مجتنبا ... خلف الأئمة للماضين لعانا
والله يدفع بالسلطان معظمه ... عن ديننا نعمة منه ودنيانا
لولا الأئمة ما قامت لنا سبل ... وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
ولا أرى حرمة يوما لمبتدع ... وهنا يكون له مني وإن هانا
فصيرونا يهودا إذ نخالفهم ... في لعنة ابن أبي سفيان أحيانا
وقبلة البيت والتوحيد يجمعنا ... فيه وأكرم عند الله أتقانا
ولا أقول بقول الجهم إن له ... قولا يضاهي قول الشرك أزمانا
روى عنه من أهل نيسابور وغيرها: أبو عبد الله الحسن بن الوليد القرشي، وسيار، وحماد، وإسماعيل بنو قيراط، والجارود بن يزيد السلمي وعلي بن الجارود بن يزيد، وإسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى، والحكم، وعبد الوهاب ابنا حبيب العبديان، وبشر بن الحكم العبدي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة، وعبد الله بن محمد بن سنان التركي، وعبد الله، ووهب ابنا(8/156)
عبد الرحمن، وعامر بن خداش، ونصر بن عبد الكريم، ويحيى بن يحيى، وإسحاق بن [ق 318أ] إبراهيم الحنطلي، وبشر بن القاسم، وعبد الله بن عمر بن الرياح، وعبد الله بن محمد بن هانئ النحوي، ومحمد بن هانئ بن إبراهيم، وحفص بن عبد الله السلمي، ومبشر، وعمر، ومسعود بنو عبد الله بن رزين القهندزيون، وسعد بن يزيد الفراء، ويزيد بن صالح الفراء، وعبد الله بن مهدي العامري، وعبد الله بن عبد الرحمن السلمي أبو حفص، وأحمد بن عمرو الجرشي، والحسن بن عبد الله بن سنان التركي، والحسين بن منصور السلمي، ونصر بن زياد القاضي، وبشر بن الأزهر القاضي، وعبد الوهاب بن منصور، وعبد الوهاب والحسن ابنا الضحاك السلميان، وعبد الجبار بن أبان القرشي، وعمر بن عقبة، وعمر بن زرارة الكلابي، وعتيق بن محمد الجرشي، وفضالة بن أبي زيد، ومحمد بن رافع، ومسرور بن موسى، ومخلد بن مالك أبو عبد الله، ومحمود بن حرب، وجميل أبو إبراهيم بن جميل، وهارون بن معروف، وهشام بن عبد الله، وعبد العزيز بن أبان، وإبراهيم بن إسحاق البياني، والخليل بن إبراهيم، وصخر صديقه وكان معه في المكتب، عمر بن هارون البلخي، ومخلد بن الحسين، وحفص بن حميد، وعصمة بن هشام، وخلف بن تميم، ومعاذ بن مساور، وجرير بن عبد الحميد، ووهب خال ولده، ووكيع بن الجراح، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وزافر بن سليمان، وإبراهيم بن سعيد، ومنصور بن رافع، ومنصور بن خالد الدهقان، وأبو إسحاق إبراهيم بن الأشعث، وعبد الله بن عاصم الهروي، وحبيب الحلاب، وسند بن داود، ورواد بن إبراهيم، والحسن بن حماد بن حمدان العطار المروزي، ومحمد بن نصر المروزي، ورباح بن زيد، وأبو عبد الرحمن نجدة بن المبارك، وحاتم بن عبد الله العلاف، ومحمد بن كثير العبدي، وأبو كثير، وسالم الخواص، وإدريس الرملي أبو محمد، وكثير بن الأزهر، وعبد الله بن سنان الهروي، وحبان بن زياد الضبي، ومخلد بن خالد التميمي، و زكريا بن أبي خالد، ومحمود بن داود المروزي العابد، ومحمد بن أبي حلوان الصنعاني، وعبد الله(8/157)
ابن محمد بن ربيعة المصيصي، ومحمد بن الحسن البلخي، وعمر بن إبراهيم وعلي بن جرير.
ولما زار البحتري الشاعر قبره أنشد: -
مررت على قبر المبارك زائرا ... فأوسعني وعظا وليس بناطق
وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي ... غنيا وبالشيب الذي في مفارقي
ولكن أرى الذكرى تزيدك عبرة ... إذا هي جاءت من رجال الحقائق
ولما ذكره ابن حبان قال: كان رحمه الله تعالى فيه خصال لم تجتمع في أحد من [أهل] العلم في زمانه في الدنيا كلها كان فقيها ورعا عالما بالاختلاف حافظا يعرف السنن رحالا في جمع العلم شجاعا ينازل الأقران أدبيا يقول الشعر فيجيد سخيا بما ملك في الدنيا وكان إذا سافر تحمل سفرته على عجلة من كبرها فإذا نزل طرحها ثم يردها من احتاج إليها.
وقال البخاري في " تاريخه ": مات في نصف رمضان.
وقال ابن الجنيد: سعت يحيى وذكروا [ق 318/ب] ابن المبارك فقالوا: رجل زاهد إلا أنه لم يكن حافظا، فقال يحيى: كان عبد الله كيسا متثبتا ثقة وكان عالما صحيح الحديث وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا أو أحدا وعشرين ألفا.
وقال العجلي: ثقة ثبت رجل صالح، وكان يقول الشعر، وكان جامعا للعلم.
وفي كتاب المنتجيلي: عن المسيب بن واضح: مات ابن المبارك سنة اثنتين أو(8/158)
آخر سنة إحدى وثمانين ومات في السفينة في الفرات وأخرج منها فدفن بهيت.
وعن عبد الله بن جعفر البرقي قال: سمعت جماعة من أهل العلم يذكرون أنه اجتمع في عبد الله العلم والحديث والفتيا والمعرفة بالرجال والمعرفة بالإعراب والأدب والشعر والسخاء والعبادة والورع وكان يحج عاما ويغزو عاما فإذا أقبل حاجا لا يمر بمدينة من المدائن إلا قال لمشيختها من أهل العلم والفضل والإقلال: ليخرج معي من أراد الحج فمن خرج معه كفاه المؤنة وإذا أراد الغزو فعل مثل ذلك.
وعن يحيى بن يحيى قال: كنا في مجلس مالك فاستؤذن لابن المبارك فأذن فرأينا مالكا تزحزح له في مجلسه ثم أقعده بلصقه ولم أره تزحزح لأحد في مجلسه غيره فكان القارئ يقرأ على مالك فربما مر بشيء فيسأله مالك ما عندكم في هذا؟ فكان عبد الله يجاوب مالكا على الخفى ثم قام فخرج فأعجب مالك بأدبه ثم قال: لنا هذا ابن المبارك فقيه خراسان.
وقال أحمد بن شجاع المروزي: رأيت سفرته حملت على عجلتين.
وفي " تاريخ القراب ": مات في السفينة وبقي فيها يوما أو يوما وليلة حتى أخرج في رمضان ومات هو وأبو المليح الرقي في يوم واحد وصلى عليه الحسن بن الربيع.
وفي " الإرشاد " للخليلي: يقال: إنه من الأبدال وقال: كتبت عن ألف وستمائة شيخ.
وروى في كتاب " الرقائق " تأليفه، عن: معمر بن ثابت، وشبل بن عباد، وسالم المكي، وعمر بن بكار، وعبد الرحمن بن رزين، وزمعة بن صالح، وبقية بن الوليد، وعبد الوهاب بن الورد، وعمر بن عبد الرحمن بن مهذب، وصالح بن بشير المري، والربيع بن صبيح، وابنه محمد بن الربيع، وسعيد بن زيد البصري، والحسن بن صالح، وعباد المنقري، وعبد الرحمن بن(8/159)
فضالة، وعلي بن صالح، وجوهر، ومحمد بن مطرف، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل، ومحمد بن مسلم، وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، وشعيب بن سوار، ويزيد بن إبراهيم، وخالد بن حميد، وعقبة بن عبد الله الرفاعي، وفضيل بن مرزوق، ومحمد بن سليم أبي هلال، وعمارة بن زاذان، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والفضل بن موسى الشيباني، وداود بن نافذ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي، وعبد الله بن الوليد الوصافي، وعبيد الله بن زحر، وعيسى بن سبرة المديني، والسائب بن عمرو المخزومي، وعبيد الله بن أبي زياد، وبهز بن حكيم بن معاوية، وعبد المؤمن بن خالد الحنفي، وإسماعيل بن رافع، وعبد الله بن ميسرة، وأبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، ومسلم بن سعيد الواسطي، ومحمد بن أبي حميد المدني، وأبي معشر نجيح المدني، ورزين بن أُبي، وصاحب بن عمر، وهشيم بن بشير، والحكم بن أبي عمر بن أبي ليلى أحد بني عامر، وهشام بن محمد بن السائب الكلبي، والحسن بن حكيم الثقفي، وحبيب بن حجر القيسي، وبلال بن سعد، وعبد الله بن عامر [ق319/أ]، وسيف بن أبي سليمان، وعبد الملك بن الحسين، وجرير بن عثمان، وصخر بن جويرية، وأبي الحكم المكي، وعبد الله بن وهب، وعيسى بن أبي عيسى المديني، وسلام بن مسكين، وأيوب بن خوط، وأبي بكر الهذلي، ويحيى بن سلمة.
أتينا بهم كي يعلم الناس أننا إذا ما نشطنا جاء أمثال ما ذكر.
وفي " تاريخ المراوزة " لأبي رجاء محمد بن حمدويه البخي: مات بين هيت وعانات على رأس أحد عشر فرسخا فرد إلى هيت فدفن بها.
وفي " تاريخ " ابن قانع: توفي وهو يريد الغزو.
وفي " تاريخ بغداد ": نظر أبو حنيفة إلى المبارك أبي عبد الله وإلى ابنه عبد الله فقال: أدت أمه إليك الأمانة وكان أشبه الناس بعبد الله وعن أبي أحمد بن أبي عبد الله [قال: سمعت محمد بن موسى الباشاني يقول: سمعت عبدان بن(8/160)
عثمان] ولد ابن المبارك سنة تسع عشرة سمعته منه، وعن ابن المبارك قال: ذاكرني عبد الله بن إدريس السن فقلت: إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك ولكن أذكر أني لبست السواد وأنا صغير عندما خرج أبو مسلم، وسأل جماعة حماد بن زيد أن يحدثهم ابن المبارك فقال: حماد في ذلك فقال: أحدثهم وأنت حاضر فلما ألح عليه حدثهم عن حماد نفسه وقال للحسن بن عرفة عنه استعرت قلما بأرض الشام فذهبت على أن أرده إلى صاحبه فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه.
وقال أسود بن سالم: كان عبد الله إماما يقتدى به وكان من أثبت الناس في السنة وإذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام.
وقال أبو بكر الخطيب: كان أحد أئمة المسلمين ومن أعلام الدين.
وذكر ابن خلكان: أن أباه كان يعمل في بستان لمولاه وأقام فيه زمانا ثم إن مولاه جاء يوما فطلب منه رمانا حلوا فمضى المبارك وأحضر له حامضا فغضب سيده ثم طلب منه ثانيا وثالثا وهو يدخل كذلك فقال له: ويلك أنت لك كذا وكذا من السنين ما تعرف الحلو من الحامض؟ قال: لا. قال: ولم؟ قال: إنما يعرفه من يأكله قال: وأنت لم تأكل منه؟ قال: لا. قال: ولم؟ قال لأنك لم تأذن لي فيه فأعجب سيده وزوجه ابنته، فيقال: إن عبد الله رزقه من تلك الابنة نمت على عبد الله بركة أبيه.
وفي كتاب الحسن بن محمد البكري: كان عبد الله يلقب أمير المؤمنين في الحديث قال: وهو من حنظلة غطفان.
وذكر النقاش وغيره: أنه أخذ القراءة عن أبي عمرو بن العلاء.(8/161)
وقال الخليلي في " الإرشاد ": ابن المبارك المتفق عليه له من الكرامات ما لا يحصى.
ولهم شيخ آخر يقال له: -
3157 - عبد الله بن المبارك بغدادي.
حدث عن همام بن يحيى، وروى عنه عمر بن حفص السدوسي.
3158 - وآخر خراساني.
شيخ ليس بالمعروف حدث عن أبي عوانة روى عنه أحمد بن القاسم الجوهري.
- وآخر. روى عنه الأثرم عن إسماعيل ابن علية.
3159 - وآخر يكنى أبا عبد الرحمن بزاز بخاري.
روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، وروى عنه سهل بن شادويه البخاري.
3160 - وآخر كنيته أبو محمد الجوهري.
حدث عن أبي الوليد الطيالسي وروى عنه إسماعيل بن علي الخطبي.
ذكرهم أبو بكر الخطيب وذكرناهم للتمييز [ق 319/ب].
3161 - (خ ت ق) عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك، أبو المثنى الأنصاري البصري.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: عبد الله بن المثنى الأنصاري ثقة يحتج به.(8/162)
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم، والطوسي وقال: هو ثقة.
وقال الترمذي لما أخرج حديث ابنه ومحمد بن عبد الله الأنصاري: ثقة وأبوه ثقة.
وقال العجلي: بصري ثقة.
وقال ابن أبي خيثمة في " تاريخه ": سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن المثنى أبو محمد بن عبد الله الأنصاري ليس بشيء، قال أبو بكر: وسمعته مرة أخرى يقول: عبد الله بن المثنى ليس بثقة ثنا أبو ظفر ثنا محمد بن سليمان عن عبد الله بن المثنى قال: كان جدي من أكابر ولد أنس بن مالك قتل يوم الحرة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب أبي الفرج البغدادي قال أبو سلمة: كان ضعيفا في الحديث.
وقال الساجي: فيه ضعف لم يكن صاحب حديث روى مناكير وكان ابنه محمد صاحب حديث ورأي من أهل الصدق.
وفي كتاب العقيلي: لا يتابع على أكثر حديثه، وقال أبو سلمة: ضعيف منكر الحديث.
وفي " سنن البيهقي " قال بعض من يدعي معرفة الآثار: عبد الله بن مثنى أنتم لا تجعلونه حجة.
3162 - (خ د س ق) عبد الله بن أبي المجالد الكوفي مولى عبد الله بن أبي أوفى.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وذكر المزي عن أبي داود: أن شعبة يخطئ فيه فيقول: محمد، والصواب: عبد الله ولم يتتبع ذلك عليه(8/163)
ففيه نظر؛ لأن شعبة قال فيه أيضا: عبد الله بن أبي المجالد.
ذكره مسلم في " أسماء شيوخ شعبة " فقال: محمد بن أبي المجالد كوفي وسماه شعبة عبد الله وربما شك شعبة في اسمه فيقول أو محمد.
وقال في " الطبقات ": محمد بن أبي المجالد وقال شعبة: عبد الله بن أبي المجالد أخطأ فيه وهذا عكس ما ذكره أبو داود.
وقال البخاري قال شعبة مرة: عبد الله، ومرة محمد، ومرة: عبد الله أو محمد والصحيح محمد.
وقال النسائي في " سننه ": ثنا محمود بن غيلان عن أبي داود عن شعبة عن عبد الله بن أبي المجالد، وقال مرة: محمد ورواه أبو داود نفسه في " سننه " عن ابن بشار عن يحيى وابن مهدي عن شعبة عن عبد الله بن أبي المجالد انتهى. فهذا كما ترى شعبة لم يقل: محمدا وحده ولكنه رويت عنه روايتان في الواحدة جزم بعبد الله وفي الأخرى تردد ولم يجزم بمحمد وفي الأخرى جزم بمحمد، ثم إن أبا إسحاق الشيباني جزم باسمه محمد ولم يتردد فكان الأولى أن تعصب هذه اللفظة لا لشعبة قال أبو داود: ثنا محمد بن العلاء عن أبي معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن محمد بن أبي المجالد بحديث: " هل كنتم تخمسون الطعام على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
وجزم ابن أبي خيثمة في " تاريخه الكبير " بأن شعبة سماه في رواية عنه عبد الله.
3163 - (ق) عبد الله بن بن محرر العامري الجزري الحراني ويقال الرقي.
قال هلال بن العلاء: الرقي ولاه أبو جعفر قضاء الرقة وهو مولى بني عقيل كذا ذكره المزي، ولو حلف حالف أنه ما رأى هذا التاريخ الذي نقل منه هذه اللفظة لما كان آثما وذلك أن صاحب " تاريخ الرقة " أبو علي القشيري قال في كتابه: ذكروا أن أبا جعفر ولاه قضاء الرقة وذكروا أنه مات في خلافة(8/164)
[ق320/أ] أبي جعفر وهو منكر الحديث حدث عن الزهري، وقتادة، ويزيد بن الأصم بأحاديث مناكير انتهى أيجوز لمن رأى هذا اللفظ تركه وذكر لفظه غير مجدية لما هو بصدده لا سيما ذكر وفاته التي لم يذكرها جملة لا من هنا ولا من عنده غيره؟
وذكر أبو عروبة الحراني في كتابه " طبقات العلماء بحران ": عن هلال بن العلاء الولاية والوفاة كما أسلفناه، وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث لابن محرر عامتها غير محفوظة.
وقال يحيى بن معين في رواية عباس: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث قال عبد الرحمن: امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه علينا وضربنا عليه.
وقال ابن سعد: توفي في خلافة أبي جعفر وكان ضعيفا ليس بذاك.
وذكره أبو جعفر العقيلي وابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
وقال ابن المبارك في كتاب " التاريخ والعلل ": أكره حديثه.
وفي " سؤالات " الميموني: ابن محرر منكر الحديث.
وقال الساجي: منكر الحديث ليس بحجة ونسبه ابن ماكولا: خزاعيا.
وفي كتاب ابن الجوزي " مكي، وذكره البخاري في فصل من مات ما بين الخمسين إلى الستين ومائة.(8/165)
وقال يعقوب بن سفيان: جزري متروك ضعيف.
3164 - (بخ ت ق) عبد الله بن محصن الأنصاري الخطمي ويقال عبيد الله مختلف في صحبته.
كذا ذكره المزي وفيه، نظر؛ من حيث إني لم أره مذكورا في كتب العلماء إلا في كتاب عبيد الله مصغرا مجزوما بصحبته.
وقال ابن حبان في باب عبيد الله: له صحبة يكنى أبا سلمة.
وقال أبو نعيم الحافظ: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأدركه.
وقال ابن عبد البر: أكثرهم يصحح صحبته.
ولما ذكره البخاري، وأبو حاتم، والبغوي، والترمذي، في " تاريخ الصحابة " و " الجامع " وكذلك [ابن ماجه]، وأبو علي الطوسي، والبرقي، وقال: كذا في الحديث عبد الله والصواب عبيد الله، والفسوي، وابن قانع وأبو أحمد العسكري، وأبو القاسم الطبراني، ومحمد بن جرير الطبري، وابن زبر، والبارودي، وابن السكن، وابن منده فيهم لم يترددوا في الصحبة ولا في الاسم والله تعالى أعلم، فلا أدري من أين له أن اسمه المبدأ(8/166)
به عبد الله وأن عبيد الله هو المرجوح، وأن صحبته مختلف فيها.
3165 - (س) عبد الله بن محصن.
عن عمة له أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنه بشير بن يسار وقال مالك وغيره حصين بن محصن وهو المحفوظ و ذكره ابن حبان فيمن اسمه عبيد الله كذا ذكره المزي وهو غير جيد لأمرين:
الأول: هذا الرجل لم أره مذكورا في شيء من التواريخ التي بأيدينا إنما هو في كتاب النسائي في السند فمن أين يرجح قول غيره من الأقوال ومن الذي قاله فينظر.
الثاني: ابن حبان لم يذكر هذا الشخص البتة إنما قال: عبيد الله بن محصن يروي عن: أبيه وله صحبة روى عنه: عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، فهذا كما ترى ليس هو هذا الرجل بحال فإن كان إياه فيلزمه أن يذكر ما ذكر ابن حبان من شيخه وتلميذه.
3166 - (خ م د س ق) عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي مولاهم أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي.
قال أبو أحمد ابن عدي: كان من أهل واسط سمعت ابن عرفة سمعت بن خراش سمعت [ق 320/أ] أبا زرعة الرازي يقول: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة فقلت له: يا أبا زرعة فأصحابنا البغداديين؟ فقال: دع(8/167)
أصحابك أصحاب مخاريق ما رأيت أحفظ من أبي بكر وسمعت ابن عقدة سمعت المطين يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة.
وذكر صاحب " الزهرة " أن البخاري روى عنه: ثلاثين حديثا أو أحد وثلاثين حديثا ومسلم ألف حديث وخمسمائة حديث وأربعين حديثا وتوفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: كان متقنا حافظا دينا ممن كتب وجمع وصنف وذاكر وكان أحفظ أهل زمانه بالمقاطيع.
وقال المطين: توفي وقت عشاء الآخرة ليلة الخميس لثمان مضت من المحرم سنة خمس وثلاثين وكان لا يخضب وبنحوه ذكره البخاري.
وفي " كتاب " القراب: توفي بعد علي ابن المديني بأربعين يوما وكانت وفاة علي في ذي القعدة سنة أربع، ولأبي بكر ست وسبعون سنة.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: كان حافظا مكثرا صنف وجمع، مولده سنة تسع وخمسين ومائة.
وقال ابن قانع: توفي بالكوفة وهو ثقة ثبت.
وذكره ابن شاهين في " الثقات ".(8/168)
3167 - (د س) عبد الله بن بن محمد بن إسحاق أبو عبد الرحمن الأذرمي الموصلي.
قال الحافظ أبو علي الجياني في كتابه " شيوخ أبي داود ": ثقة وأذرم من قرى عين زربة.
وفي كتاب البغوي: أذرم مدينة محدثة بناها الحسن بن عمر التغلبي وحفر لها نهرا وعمرها ومنها إلى نصيبين.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": لا بأس به، وأذرم من قرى عين زربة، وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم، وقال النسائي: لا بأس به.
وفي كتاب الصريفيني: كان جميل الوجه تام القامة حسن الشيبة.
وفي كتاب " الزهرة " أزري أذرمي، وفي " ألقاب الشيرازي ": سمعت الجوهري أخبرني محمد بن الطيب سمعت إسحاق الغسيلي سمعت الحسين بن عيسى الدمشقي سمعت الفضل بن العباس بن سليمان العباسي عن أبيه سمعت أبا عمر لاحق بن الحسين سمعت عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي سمعت أبي يقول: كنت واقفا بين يدي المهتدي فذكر حديث الشيخ الذي دعى لمناظرة ابن أبي دؤاد بطوله، وقال الراوي في آخره: وهذا الشيخ أبو عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق الأذرمي انتهى.
المزي ذكر عن الخطيب أنه قال: يقال: إنه كان - يعني أبا عبد الرحمن الأذرمي وما ذكرناه أعلى وأولى لأن الراوي المشاهد والحاكي عن المشاهد سأله جزما لا تخرصا - والله تعالى أعلم.(8/169)
3168 - (خ م د س) عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد بن مخارق، ويقال: ابن مخراق أبو عبد الرحمن الضبعي البصري.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم النيسابوري، وأبو عوانة الإسفراييني، وابن خزيمة.
وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: قلت [لأبي أحمد بن] إبراهيم الدورقي لم أر بالبصرة أفضل من عبد الله بن محمد بن أسماء فقال لي أنت إنا لم نر بالبصرة أفضل منه.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين ": مات بالبصرة روى عنه البخاري اثنين وعشرين حديثا، ومسلم تسعة عشر حديثا وقال ابن قانع: ثقة.
وذكر المزي أن ابن حبان ذكره في " الثقات " وذكر وفاته من عند غيره ولو نظر كتاب " الثقات " لوجده ذكرها كما نقلها من عند غير في سنة [ق 321/أ] إحدى وثلاثين ومائتين تبعا لصاحب " الكمال ".
3169 - (خ د ت) عبد الله بن محمد بن أبي الأسود حميد بن الأسود أبو بكر الحافظ البصري.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه يعني البخاري عشرين حديثا.
وفي " تاريخ " الخطيب: ذهب علي ابن المديني إلى أن سماعه من أبي عوانة ضعيف.(8/170)
وقال ابن أبي خيثمة: كان يحيى سيئ الرأي في ابن الأسود.
وفي رواية أحمد بن القاسم بن محرز عنه: ما أرى به بأسا.
وفي " تاريخ " عبد الخالق بن منصور: لا بأس به لم يزد.
والمزي ذكر: ولكنه سمع من أبي عوانة. . . . إلى آخره في رواية عبد الخالق وليس جيدا، إنما هو في رواية ابن محرز وكذا نص عليه الحافظ الخطيب أيضا.
وذكر المزي وفاته من عند البخاري وغيره وزعم أن غيره قال في جمادى الآخرة وهي ثابتة عند البخاري كذا ذكره ابن عساكر وغيره، ووقع في الكمال شيء لم ينبه عليه المزي وهو قوله: وحميد ابن أخت مهدي ويشبه أن يكون وهما لأن حميدا قديم وأيضا فلم أر من قاله وكأنه من الناسخ والله أعلم.
3170 - (خ م س) عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق أخو القاسم بن محمد.
ذكر المزي: أن نافعا وسالما رويا عنه لم يزد شيئا وذكر أن ابن حبان وثقه، وفي كتاب ابن حبان رواية الزهري عنه.
وفي كتاب " الثقات " لابن خلفون لما ذكره فيهم: وأبو حزرة يعقوب بن مجاهد يعني روى عنه.(8/171)
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني.
وقال ابن سعد: أمه اسمها سودة وليس له عقب.
وفي المدنيين شيخ اسمه: -
3171 - عبد الله بن محمد بن أبي بكر ثقفي.
روى عنه ابن أبي فديك ذكره أبو حاتم الرازي ذكرناه للتمييز.
3172 - (س) عبد الله بن محمد بن تميم بن أبي عمر أبو حميد المصيصي مولى بني هاشم.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة ": لا بأس به.
3173 - (ق) عبد الله [بن محمد] بن رمح بن المهاجر التجيبي أبو سعيد المصري.
قال ابن يونس: توفي يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع الأول سنة خمسين ومائتين كذا ذكره المزي وأغفل منه أن كان نقله من أصل: عبد الله بن محمد بن رمح بن المهاجر بن محرز بن سالم وكذا هو أيضا في كتاب ابن عساكر وغيره.
3174 - (س) عبد الله بن محمد بن صيفي المخزومي.
روى عن حكيم روى عنه صفوان بن وهب، ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " لم يزد المزي شيئا وقد أغفل من كتاب ابن حبان إن كان نقله من أصل: روى عنه ابنه يحيى بن عبد الله.(8/172)
3175 - (خ ت) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان بن أخنس بن خنيس أبو جعفر الجعفي البخاري عرف بالمسندي لأنه كان يطلب المسندات ويرغب عن المراسيل.
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": إنما قيل له المسندي لأنه أول من جمع مسند الصحابة على التراجم بما وراء النهر وهو إمام أهل الحديث في عصره بما وراء النهر بلا مدافعة.
وفي " تاريخ بغداد ": أنبا هناد بن إبراهيم النسفي ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارى قال: توفي سنة [ست] وعشرين ذكر الخطيب هذا بعد ذكره من عند البخاري: ذي القعدة.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه - يعنى البخاري - أربعة وأربعين حديثا.
وقال الخليلي: الثقة المتفق عليه ارتحل إلى العراق والحجاز مات قبل العشرين والمائتين وسمي بالمسندي لأنه كان [يتحر] المسانيد من أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
3176 - (د) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الخزرجي المدني.
قال أبو الحسن ابن القطان في كتاب " الوهم والإيهام " وذكر الخلاف في اسمه: عبد الله أو محمد هو في كلا الحالين مجهول لا يعرف حاله.(8/173)
وقال البخاري: فيه نظر؛ لأنه لم يذكر سماعه بعضهم من بعض.
وذكره ابن الجارود، وابن عدي في " جملة الضعفاء ".
3177 - (بخ م د س) عبد الله بن بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولاهم أبو علقمة الفروي جد هارون بن موسى.
ذكره [ابن هارون] في كتاب " الثقات " وقال: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة بن خزيمة ثقة قاله علي بن عبد الله المديني، وابن عبد الرحيم وكذا نسبه أبو أحمد الحاكم.
وفي كتاب ابن سعد: يقول بعض ولد أبي فروة: إنه من بلى وأن اسمه الأسود بن عمرو، وعمر بن عبد الله حتى لقيناه سنة تسع وثمانين ومائة، ومات بعد ذلك، وكان ثقة قليل الحديث.
وفي كتاب " الكنى " للنسائي: سمعت أحمد بن عيسى سمعت عباسا سمعت يحيى يقول: أبو علقمة ثقة، واسمه محمد بن عبد الله بن أبي فروة، وفي موضع آخر: عبد الله بن محمد انتهى.
فجزم المزي عن عباس بن يحيى بأنه ثقة ولم يبين الخلاف في اسمه عليه فيه، نظر.
وفي كتاب " الاستغناء " لابن عبد البر: قال علي ابن المديني: كان ثقة ما أعلم أني رأيت بالمدينة أثبت منه وقد روى عنه أنه قال: رأيت السائب بن يزيد.(8/174)
وفي كتاب ابن قتيبة: كيسان أبو فروة مولى عثمان بن عفان وكان لولده قدر بالمدينة.
وفي " معجم " المرزباني: هو عم الربيع حاجب المنصور وقال - خرج في نزهة يتشوق:
ولما نزلنا منزلا ظلة الندى ... أنيقا وبستانا من الروض خاليا
أجد لنا طيب المكان وحسنه ... منى فتمنينا فكنت الأمانيا
قال: وابن عرفة نفطويه يرويهما لغيره وهذا أثبت.
3178 - (خ م س ق) عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي المعروف بابن أبي عتيق.
قال ابن سعد: ولد عبد الله: محمدا وأبا بكر وعثمان وعبد الرحمن وعمر وعاتكة وعائشة وزينب وأم كلثوم وآمنة.
وقال المزي: قال البلاذري إنما قيل له: ابن أبي عتيق لأنه كان يرمي ذات يوم فانتمى إلى ابن أبي قحافة فقال: أنا ابن أبي عتيق فغلب ذلك على اسم أبيه انتهى.
الذي رأيت في " أنساب " البلاذري: وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الذي يقال له ابن أبي عتيق رمى بسهم في نصال فقال: أصبت وأنا ابن أبي عتيق يعني أبا قحافة ويقال إن محمد بن عبد الرحمن كان يكنى أبا عتيق.
وقال أبو اليقظان: تناصل عدة من ولد أبي بكر فقال أحدهم: أنا ابن أبي بكر الصديق، وقال الآخر: أنا ابن صاحب الغار قال محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر أنا ابن أبي عتيق وكان عبد الله [ق 322/أ] بن محمد ظريفا كثير الملح.(8/175)
وقال ابن خيثمة: كان امرءا صالحا وفيه دعابة، وقال علي ابن المديني: كان عبد الله قاصا.
وذكر الزبير: أن عبد الله بن عروة قال اشتقت إلى ابن أبي عتيق فأرسلت إليه: إني أحب أن تزورني فقال للرسول: موعده الحوض فقال عبد الله بن عروة أي حوض؟ ارجع إليه فقال: يقول: لك حوض القيامة فضحك عبد الله وقال قل له: أتعدنا حوضا لا ترده.
وقال إبراهيم بن أبي يحيى: كنا نقرأ على ابن أبي عتيق فربما غمض عينيه فنسكت فيقول: ما لكم اقرأوا فنقول ظنناك نمت فيقول: لا ولكن مر رجل ثقيل فغمضت عيني.
وذكر الأصبهاني في " تاريخه ": أن ابن أبي عتيق سمع عمر بن أبي ربيعة ينشد: -
فمن كان محزونا بإهراق عبرة ... وهي غرتها فليأتنا نبكها غدا
فجاء إليه ابن أبي عتيق وقال جئتك لموعدك ولا أبرح أو تبكي وأبكي معك وسمع يوما عمر ينشد: -
أحن إذا رأيت جمالا يتعدى ... وأبكي إن سمعت لها حنينا
وقد أذرف المسير فقل للسعدي ... فديتك خبري ما تأمرينا
قال: فخرج ابن أبي عتيق حتى أتى الجباب من أرض غطفان فأتى أرض سعدي فاستأذن عليها وأنشدها البيتين ثم قال لها ما تأمرين قالت: آمره بتقوى الله تعالى وسمعه مرة أخرى ينشد قوله: -
من يرسو لي إلى الثريا فإني ... ضقت ذرعا بهجرها والكتاب
فتحمل من ساعته حتى أتاها وهي بمكة فبلغها قوله هذا.(8/176)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه " وأنشد له ابن عساكر في " تاريخه ": -
وإني لأستحيي من الله أن أرى ... إذا غبت عن ليلى أسر وأفرح
وإن ترتقي عيناي في وجه غيرها ... أبى ذاك وفي الحشا ليس يبرح
وذكر خليفة بن خياط في الطبقة السادسة من أهل المدينة وقرنه بمن توفي أيام الهزيمة.
3179 - (م 4) عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري البصري.
ذكر الصريفيني: أن ابن حبان ذكره في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك أستاذه ابن خزيمة، وأبو عوانة الإسفرائيني، والدرامي، والحاكم النيسابوري.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه: مسلم أربعة عشر حديثا.
وقال أبو علي الجياني في كتابه " رجال أبي داود ": لا بأس به.
وفي " معجم شيوخ النسائي ": ثقة، وقال في موضع آخر: لا بأس به.
3180 - (عس) عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي البصري جد أبي قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله.
خرج الدرامي حديثه في " مسنده " وكذلك الحاكم النيسابوري، والحافظ أحمد بن عبد الله الأصبهاني.(8/177)
3181 - (فق) عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي الأموي مولاهم أبو بكر بن أبي الدنيا البغدادي صاحب التصانيف.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": عبد الله بن محمد بن الكميت [ق 322/ب] بن أبي الدنيا توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين ومائتين وكان معلم عربية وصاحب رقائق وأوضاع كثيرة.
وفي كتاب الصريفيني: صنف في الزهد أكثر من مائة مصنف وكان ذا مروءة ثقة صدوقا بلغ من العمر سبعين سنة.
ولما ذكره الفراء في " طبقات أصحاب " أحمد قال: روى في عدة من تصانيفه عن رجل عن أحمد في " كتاب الخائفين " و " القناعة " و " إصلاح المال " و " البكاء " عن البرجلاني عن أحمد، وفي " مداراة الناس "، وفي " المنام " عن الحسن بن الصباح عن أحمد، وفي كتاب " الأضاحي " عن الأثرم عنه.
3182 - (بخ د ت ق) عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أبو محمد الهاشمي المدني.
قال الساجي: كان من أهل الصدق ولم يكن بمتقن في الحديث لم يحدث عنه مالك ولا يحيى بن سعيد.
وقال ابن عيينة: أربعة من قريش لا يعتمد على حديثهم منهم ابن عقيل.
وقال العقيلي: كان فاضلا خيرا موصوفا بالعبادة وكان في حفظه شيء.
ولما صحح الحاكم حديثه في " مستدركه " قال: كان أحمد وإسحاق يحتجان بحديثه ولكن ليس بالمتين المعتمد عندهم وهو من أشراف قريش وأكثرهم رواية غير أنهما لم يحتجا به، وفي موضع آخر: مستقيم الحديث متقدم في الشرف.(8/178)
وفي كتاب البيهقي عنه: قال أبو بكر محمد بن إسحاق: لا أحتج بابن عقيل لسوء حفظه.
وفي سؤالات مسعود السجزي عنه: عمر فساء حفظه فحدث على التخمين.
ولما ذكر الخطيب حديثا من روايته قال: الاضطراب فيه من ابن عقيل فإنه كان سيئ الحفظ.
وقال ابن شاهين في كتاب " الضعفاء ": ليس بذاك.
وقال البرقي: ذكر الطبقة الأولى ممن نسب إلى الضعف في الرواية ممن يكتب حديثه عبد الله بن محمد بن عقيل.
وذكره أبو القاسم البلخي في كتاب " الضعفاء " وقال ابن خراش: تكلم الناس فيه.
وفي رواية عبد الله بن أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث ليس حديثه حجة.
وفي رواية عباس بن محمد: ضعيف في كل أمره، وقال ابن منده: حديث حمنة " تحيضي في علم الله ستا أو سبعا " لا يصح عندهم من وجه من الوجوه؛ لأنه من رواية ابن عقيل وقد أجمعوا على ترك حديثه. انتهى كلامه وفيه نظر؛ لما تقدم.
وقال البيهقي: ابن عقيل مختلف في الاحتجاج به، وقال الخطابي: ليس بذاك.(8/179)
وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يحدث على التوهم فيجيئ بالخبر على غير سننه فوجب مجانبة أخباره.
وذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه " تهذيب الآثار ": عدة أحاديث من حديثه فقبلها وصححها وقال في هذا الحديث - أعني حديث حمنة - هو من أحسن الأحاديث المروية في هذا.
وصححه أيضا أبو محمد الأشبيلي، وقال الخطابي: قد ترك بعض العلماء القول بهذا الحديث؛ لأن ابن عقيل رواية ليس بذاك.
وذكر ابن السمعاني عن الأصمعي في كتابه " المذيل على تاريخ بغداد " قال: حججت مع المهدي فلما بلغنا واقصة استطاب المهدي موضعا فقال: نطعم طعامنا هنا، فوضع المائدة فإذا نحن بأعرابي يؤمنا من البادية يقود أمه سوداء فقال: المهدي سيفسد علينا هذا الأعرابي طعامنا، فلما دنا وسلم قلت له ادن وكل قال: [ق 323/أ] إني صائم فقلت له: في مثل هذا اليوم مع ما ترى من حره وشدة وعكه؟ فقال لي: يا ابن أخي كانت الدنيا ولم أكن وتكون لا أكون وإنما لي منها أيام قلائل فلا أتركها تذهب تغابنا ثم أنشأ يقول: -
وما هذه الأيام إلا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزود
فإنك لا تدري بأي بلدة تموت ... ولا ما يحدث الدهر في غد
يقول لا تبعد ومن يك فوقه ... ذراعا من ترب الحفيرة يبعد
ثم بكى وقال: أفيكم من يكتب؟ قلت: نعم فأخرج صحيفة بيضاء فناولنيها وقال: اكتب ولا تعد ما أملي عليك: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعتق عبد الله بن محمد بن عقيل أمته لؤلؤة السوداء خوفا من اقتحام العقبة ورجاء ثواب الله تعالى فهي حرة لوجه الله لا سبيل لي عليها، ولا لأحد من بعدي(8/180)
لا سبيل المنة والولاء لي وعليها واحدة ونحن في الحق سواء، وأخذ الكتاب ومضى، فقال لي المهدي: أحسن والله الذي لا إله إلا هو الشيخ ونشدتك الله إلا اشتريت لي ألف عبد وكتبت شرطهم مثل هذا الشرط.
انتهى إن صح هذا الخبر فهو يعكر على من قال: توفي ابن عقيل قبل سنة خمس وأربعين ومائة لأن المهدي توفي سنة ثمان وخمسين اللهم إلا أن يكون ولي عهد حينئذ فلا خلف.
وذكر أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي في " معجمه ": ثنا زكريا الساجي قال: ثنا الأصمعي قال: حدثني أبي قال: بينما نحن بمنهل من طريق مكة إذا نحن بأعرابي بيده جارية سوداء فقال: أفيكم أحد يكتب " قلنا: نعم. قال: اكتب هذا ما أعتق هلال بن عامر الكلابي جاريته لؤلؤة لوجه الله تعالى والجواز العقبة (ح) قال الأصمعي: فحدثت به يوما شبيب بن شيبة فشخص إلى المهدي أمير المؤمنين فأمره أن يشتري ألف رأس ويعتقهم ويكتب لهم بمثل ذلك فهذا يضعف ما ذكره السمعاني ويوهيه والله تعالى أعلم.
ومن ولده فيما ذكره ابن سعد: محمد وهرم وأم هاني ومسلم، وعقيل وقال عباد الله بن مسلم: كان فقيها يروى عنه وكان أحول.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ": قال كان رجلا صالحا موصوفا بالعبادة والفضل والصدق.
وذكر المزي روايته عن إبراهيم بن محمد بن طلحة القرشي الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد قال البخاري في كتاب " العلل الكبير " للترمذي: إبراهيم قديم ولا أدري سمع منه ابن عقيل أم لا.
وفي " تاريخ " المنتجالي: قال عبد السلام وعلي بن جميل: سمعنا أبا المليح(8/181)
الرقي يقول: قدم علينا ابن عقيل فمرض قال عبد السلام: فأنزلته عندي ومرضته فلما تماثل من علته وبرئ منها قال: إن لك عندي يدا لا بد أن أكافئك عليها فقلت له: إني حر من فزارة فقال لي: أنت أعلم، فلما خرج حرقت ما كتبت عنه.
وقال عبد الله بن جعفر: ثنا أبو المليح قال قال لي أبو عقيل: أحب أن يكثر ابني فلانة وفلانة هرويتين فتغيب بهما إليه فجاء ليودعني وأنا وأبي في الحانوت فقال جزاك الله خيرا أما والله لو قدمت البلاد لأخبرتهم أني لم أجد في موالينا أنفع لنا منك فلما ولي أقبل أهل البيت على أبي فقالوا: يا أبا حفص متى صرت مولى لبني [ق 323/ب] هاشم؟ قال: والله ما أدري.
وقال ابن قانع: توفي بالمدينة سنة اثنتين وأربعين ومائة.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة " عن مصعب: انقرض ولد عقيل كنت أختلف أنا وأبو جعفر محمد بن علي ومحمد بن الحنفية إلى جابر بن عبد الله فنكتب عنه.
ورأيت في بعض النسخ التواريخ ولا يحضرني الآن أنه كان شديد الأدمة.
3183 - (ع) عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب أبو هاشم الهاشمي المدني أخو الحسن بن محمد.
قال أبو عبيد والزيادي وغير واحد: مات سنة ثمان وتسعين، وقال الهيثم عن ابن عياش: سنة تسع - كذا ذكره المزي، ويفهم منه استغراب ما ذكره الهيثم وليس كذلك، فقد قاله خليفة بن خياط في كتاب " الطبقات "، وفي موضع آخر: مات آخر ولاية سليمان بن عبد الملك.(8/182)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: تكلم في مذهبه.
وذكر أبو المظفر الإسفرائيني في كتاب " التبصير " طائفة من الكيسانية المبتدعة قالوا بإمامة محمد بن علي ثم ابنه أبي هاشم وهو قول ابن الراوندي وأتباعه.
وقال الشهرستاني: اختلفت شيعة علي فرق: -
فرقة قالت أنه مات بأرض السراة وأوصى إلى محمد بن علي.
وفرقة قالوا: بل أوصى إلى عبد الله بن عمرو بن حرب الكندي بالإمامة.
وفرقة قالوا: بل أوصى إلى أخيه علي بن محمد بن أبي طالب.
وفرقة قالوا: بل أوصى لبيان بن سمعان النهدي، وفرقة قالت: الإمامة بعده لابن أخيه الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية.
وقال ابن عبد البر في كتاب " الاستغناء ": كان أبو هاشم عالما بكثير من المذاهب والمقالات وعالما بالحدثان وفنون من العلم ويقال: إنه أول من تكلم في الإرجاء، والله تعالى أعلم.
وفي " تاريخ ابن عساكر ": وفد أبو هاشم على سليمان بن عبد الملك في حوائج عرضت له فأكرمه سليمان ورفعه وسأله فأجاب بأحسن جواب أبلغ وأوجز فاستحسن سليمان كلامه وأدبه وقال: ما كلمني أحد يشبه هذا وما أظنه إلا الذي كنا نخبر عنه أنه سيكون منه كذا وكذا ثم قضى حوائجه وأحسن جائزته وصرفه، فتوجه من دمشق يريد فلسطين فبعث سليمان مولى له أديبا منكرا فسبق أبا هشام إلى بلاد لخم وجذام فواطأ قوما منهم فضربوا(8/183)
أبنية على الطريق كهيئة الحوانيت بين كل بنائين نحو الميل وأعدوا عندهم لبنا مسموما فلما مر بهم أبو هاشم وهو راكب بغلة جعلوا ينادون الشراب الشراب اللبن اللبن فشرب من اللبن فلما استقر في جوفه أحس بالأمر وعلم أنه قد اغتيل فقال لمن معه: أنا ميت فانظروا القوم الذين سقوني اللبن فعادوا إليهم فلم يجدوهم فقال أبو هاشم: ميلوا إلى ابن عمي محمد بن علي بالحميمة ومات أبو هاشم لما وصل إليه وأوصاه بما أراد من ساعته وذلك في سنة تسع وتسعين.
وذكر أبو أبو معشر أن الذي سم أبا هاشم: الوليد بن عبد الملك وعن عيسى بن علي: مات أبو هاشم بالحميمة في عسكر الوليد بدمشق.
وقال مصعب: مات بالحجر من بلاد ثمود وقد انقرض ولده إلا من قبل النساء.
3184 - (خ 4) عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل أبو جعفر النفيلي النهدي الحراني.
قال مسلمة [ق 324/أ] في كتاب " الصلة ": ثقة، وفي " الزهرة ": روى عنه وله - يعني محمد بن إسماعيل - مائة حديث وأربعة وأربعين حديثا كذا ذكره ولم أره مذكورا في شيوخ البخاري المخرج عنهم في " الصحيح" عند غيره فينظر.
وفي " مشايخ أبي داود " للغساني: كان أحمد يرفع به جدا ويقول صاحب حديث كيس ويكنيه إذا ذكره.
وقال السمعاني: كان حافظا متقنا مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.(8/184)
وقال ابن قانع: صالح ثقة.
وفي " تاريخ دمشق " قال صالح بن علي النوفلي: سألت النفيلي عن تفضيل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقلت: يا أبا جعفر أريد أن أجعلك حجة بيني وبين الله عز وجل قال: ومن أنا؟ قلت: لم أر مثلك قال: يا ابن أخي فأنا أقول أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي قلت فإن أحمد بن حنبل ويعقوب بن كعب يقولان: عثمان ويقفان على علي فقال أخطئا جميعا أدركت الناس أهل السنة والجماعة على هذا.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " وكذلك الطوسي، وابن خزيمة.
3185 - (د س) عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أو محمد المدني لقبه دافن.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب " الثقات " وذكر وفاته من عند غيره وكأنه على العادة لم ينقله من أصل إذ لو كان نقله من أصل لرأى في كتاب " الثقات " ما لا يجوز الإغضاء عنه وما عرى كتابه منه وهو: مات بالمدينة في ولاية أبي جعفر يخطئ ويخالف.
وخرج حديثه في " صحيحه " وليس ذلك مما يورد عليه لما شرط في كتابه من أنه يخرج عن مثل هؤلاء وخرجه أيضا الحاكم أبو عبد الله.
وقال البخاري: روى عنه غير واحد أبو أسامة والناس.
وفي قول المزي: قال الزبير بن بكار ولد محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: عمر وعبد الله، وأم كلثوم، أمهم خديجة بنت علي بن الحسين، نظر؛(8/185)
لإغفاله من ولده ما هو ثابت في كتاب الزبير: عبيد الله ولعله سقط من الناسخ على أنه المهندس وخط الشيخ عليه بالقراءة والتصحيح وكذا هو ثابت في كتب أهل النسب: الكلبي وغيره لا سيما في كتاب ابن عساكر الذي نقل ترجمته من عنده.
وأما ما وقع في نسخ " الثقات ": أمه صفية فيشبه أن يكون وهما لعدم المتابع ولعله من النساخ والله تعالى أعلم.
وقال يعقوب بن شيبة: روى عنه أهل المدينة والكوفة.
3186 - (د) عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي الشامي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وخرج حديثه في " صحيحه ".
3187 - (م د) عبد الله بن محمد بن معن المدني.
روى عن أم هشام، روى عنه حبيب، ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " لم يزد المزي على ذلك شيئا إلا حديثا على فيه.
والذي في كتاب " الثقات ": روى عنه المدنيين وهذا يعطي تعدد الشيوخ.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في " صحيحه ".
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3188 - (د س) عبد الله بن محمد بن يحيى الطرسوسي أبو محمد الضعيف.
قال المزي: قال النسائي: شيخ صالح ثقة، والضعيف لقب لكثرة عبادته انتهى. الذي رأيت في مشايخ [ق 324/ب] النسائي: عبد الله بن محمد(8/186)
الضعيف طرسوسي ثقة وكذا أيضا نقله عنه ابن عساكر ولم أره ذكره في غير هذا الكتاب فينظر.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": روى عنه النسائي بالثغر وهو ثقة لكنه يلقب بالضعيف.
3189 - (بخ د) عبد الله بن محمد بن أبي يحيى سمعان الأسلمي مولاهم المدني سحبل.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة وكذا ذكره وما أعلم أن ابن حبان ذكره في موضعين.
أحدهما قال ما ذكره المزي، ثم قال بعد ذلك بعدة أوراق: عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي أخو أنيس ومحمد بن أبي يحيى عداده في أهل المدينة، يروي عن سعيد بن أبي هند، روى عنه بن أبي فديك، كنيته أبو محمد، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. ويشبه أن يكون هذا هو الصواب؛ لأنه [قال] من قبله الواقدي وأبو يعقوب إسحاق القراب.
وفي كتاب ابن سعد: كان فاضلا عالما خيرا مات بالمدينة سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة المهدي وكان قليل الحديث وليس بذاك.
وكذا ذكره وفاته ابن قانع، وخليفة بن خياط في كتاب " الطبقات ".(8/187)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وكذلك ابن شاهين.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه "، وقال الخليلي في " الإرشاد ": ثقة.
وفي قول المزي لم يذكره الخطيب في " التاريخ " يعني موردا عليه ذلك غير جيد؛ لأن ابن حبان لم يحك أنه حدث ولا حدث بها والخطيب ملتزم هذين.
3190 - (ق) عبد الله بن محمد العدوي التميمي.
ذكر أبو أحمد ابن عدي أنه يكنى: أبا الحباب، وقال وكيع بن الجراح: يضع الحديث وقال البخاري: عنده مناكير، وفي " التاريخ ": منكر الحديث لا يتابع على حديثه.
وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره.
وقال الدارقطني: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو معروف بحديث الجمعة.
وذكره ابن الجارود، وأبو جعفر العقيلي في جملة " الضعفاء ".
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد.(8/188)
3191 - (م) عبد الله بن محمد، ويقال: ابن عمر أبو محمد اليمامي عرف بابن الرومي نزل بغداد.
قال مسلمة: روى عنه من أهل بلدنا بقي؛ وقد أسلفنا أنه لا يروي إلا عن ثقة عنده.
وفي كتاب اللالكائي عن الحسن بن سفيان وروى عنه: مات في رجب سنة ست وثلاثين.
وفي " كتاب الزهرة " روى عنه يعني مسلما خمسة أحاديث.
وقال ابن قانع: مات في رجب ثقة.
3192 - (ع) عبد الله بن محيريز بن جنادة أبو محيريز الجمحي المكي نزل الشام.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: كان من العباد وكان يشبه بعبد الله بن عمر ومات في ولاية الوليد بن عبد الملك.
وفي كتاب ابن سعد: أنبأ محمد بن عمر سمعت عبد الله بن جعفر يقول: لقي ابن محيريز قبيصة بن ذؤيب فقال يا أبا إسحاق عطلتم الثغور وأغزيتم الجيوش إلى الحرم وإلى مصعب بن الزبير فقال له قبيصة: أخزن من لسانك فوالله ما فعل فأرسل إليه عبد الملك فأتى به متقنعا فوقف بين يديه فقال: ما كلمة قلتها يغيض لها ما بين الفرات إلى العريش؟ يعني عريش مصر ثم لان له فقال: الزم الصمت فإن من رأى البقية [ق 325/أ] في قريش والحكم. قال فرأى ابن محيريز أنه قد غنم نفسه يومئذ.
وذكر الزبير: أن بني محيريز انقرضوا.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": رأى عبد الله، خالد بن يزيد بن معاوية وعليه(8/189)
جبة فنهاه عن لبسها فقال إنما يلبسها هؤلاء وأشار إلى عبد الملك، ولم يكن أحد بالشام لعن الحجاج علانية إلا ابن محيريز وأبو الأبيض وكان يختم في كل سبع وربما فرش له الفراش فيصبح على حاله لم ينم عليه.
وقال ابنه: مات أبي وهو غاز فأهمني من يحضره فغشيني جماعة من الناس كثيرة فصلى معي عليه صفوف، وعن ابنه قال: لما نقل أبي وهو يريد الصائفة فقلت: يا أبه لو أقمت، فقال: يا بني لا تدع أن تغدو بي وتروح في سبيل الله تعالى قال: فما زلت أغدو به وأروح حتى مات.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان رجلا صالحا فاضلا وثقه بن عبد الرحيم وذكره غيره، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كان من خيار الناس وثقات المسلمين.
وقال النسائي في كتاب " التمييز ": ثقة، وقال الأثرم قلت لأحمد: هو عبد الله بن محيريز أو عبد الرحمن بن محيريز؟ فقال: هو عبد الله بن محيريز وقد اختلفوا فيه فقال بعضهم عبد الله وهو عبد الله، وله ابن يقال: له عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز.
وذكر ابن سميع: أن أبا ابن محيريز وعمه لهما صحبة.
وذكر أبو نعيم: أن عبد الملك أرسل إليه جارية فتغيب عن بيته حتى أرسل أخذها.
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين: أنه توفي سنة تسع وتسعين.
وفي كتاب " الصحابة " لابن عبد البر: ابن محيريز ذكره العقيلي في الصحابة فقال: ثنا جدي ثنا فهد بن حيان ثنا شعبة ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن محيريز وكانت له صحبة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم " - كذا قاله العقيلي، وهذا الحديث قاله ابن علية وغيره وعن أيوب عن أبي قلابة: أن عبد الرحمن بن محيريز مثله سواء وعبد الله بن محيريز رجل مشهور من أشراف قريش له جلالة في العلم والدين، وأما أن تكون له(8/190)
صحبة فلا.
وقد قال الكلاباذي: عبد الرحمن أخو عبد الله والله أعلم.
3193 - (م د تم س ق) عبد الله بن المختار البصري.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، والحاكم، والدارمي، والضياء ومحمد بن عبد الواحد.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3194 - (د) عبد الله بن مخلد بن خالد بن عبد الله التميمي أبو محمد ويقال أبو بكر النيسابوري النحوي.
ذكر أبو عبد الله الحاكم في " تاريخ نيسابور ": أنه روى عن إسماعيل بن أبي أويس، وروى عنه أبو النضر بكر بن محمد بن إسحاق، وعبد الله بن محمد بن الحسن، ومكي بن عبدان، وخرج حديثه في " مستدركه ".
3195 - (ع) عبد الله بن مرة الهمداني الخارقي الكوفي.
ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال ابن سعد: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز كذا ذكره المزي وفيه، نظر؛ من حيث [ق 325/ب] أن ابن حبان لما ذكره قال: روى عن ابن مسعود وابن عمرو، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، ثم أعاد ذكره في موضع آخر فقال: ويروي عن عبد الله بن(8/191)
عمر روى عنه الأشعث وأبو إسحاق.
وأنكر أبو زرعة روايته عن ابن عمرو، قال إنما هو ابن عمر - ذكره عنه ابن أبي حاتم في كتابه: " الرد على البخاري ".
فترك منه المزي ذكر ابن مسعود وابن عمر فلم يذكرهما في أشياخه وترك منه رواية الأشعث عنه فلم يذكرها وترك منه أيضا ذكر الوفاة وذكرها من عند غيره إيهاما كثرة اطلاعه وليس كذلك لأمرين: الأول ما أسلفناه.
الثاني: لو كان نقله من أصل ابن سعد لرأى فيه: وكان ثقة وله أحاديث صالحة ولكنه تبع صاحب " الكمال " في هذا وفي قول الفلاس وصاحب " الكمال " تبع الكلاباذي فيما أرى والله تعالى أعلم.
وقال ابن زبر عن المدائني: مات سنة ثنتين وثمانين.
وفي كتاب أبي يعقوب إسحاق القراب عن يحيى بن معين: مات عمارة بن عمير وعبد الله بن مرة في ولاية عمر بن عبد العزيز سنة مائة أو إحدى ومائة.
وذكر ابن قانع: وفاته سنة تسع وتسعين.
وقال البرقي في كتاب " الطبقات ": ومن الطبقة الأولى يعني من أهل الكوفة ممن دونهم في السن ممن تكلم فيه أو كان مجهولا: عبد الله بن مرة.
وقال أحمد بن صالح: تابعي ثقة.(8/192)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو عوانة، والطوسي، وابن خزيمة، والحاكم، والدارمي.
3196 - (س) عبد الله بن مرة الزرقي الأنصاري المدني.
عن أبي سعد الزرقي في العزل، وعنه: أبو الفيض واختلف فيه على شعبة فقيل عن أبي سعد وقيل عن أبي سعيد كذا ذكره المزي لم يزد إلا حديثا قال: علوت فيه جدا، وقد قال ابن عساكر في كتاب " الأطراف ": كذا في كتابي عن أبي سعد الزرقي وفي رواية ابن حيويه جميعا: مصلح، والمحفوظ عن غندر يعني عن شعبة أبو سعيد وكذلك قال النضر بن شميل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو عامر العقدي، وأبو داود الطيالسي، وسليمان بن حرب عن شعبة.
وقال سفيان بن حبيب، وشبابة بن سوار عن شعبة: أبو سعد.
وقال البخاري في " التاريخ الكبير ": ثنا آدم ثنا شعبة ثنا أبو الفيض قال سمعت عبد الله يحدث عن أبي سعيد [الخدري] أن رجلا من أشجع سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العزل.
ولما ذكر ابن خلفون عبد الله بن مرة في كتاب " الثقات " قال: الصواب عندهم أبو سعد الزرقي.
وذكره الدولابي عن أبي بكر بن عبد الرحيم: أن أبا سعد هذا هو أبو سعد الخير.
3197 - (د ت ق) عبد الله بن أبي مرة ويقال الزوفي.
قال العسكري - فيما ذكره الصريفيني: ابن أبي مرة وهم والذي قاله(8/193)
يحيى ابن معين ابن مرة، وقاله أيضا ابن ماكولا، والدارقطني، وأبى ذلك الخطيب في كتابه " رافع الارتياب " فقال: ابن أبي مرة هو المشهور وكان بكر بن بكار يقول: ابن مرة انتهى. كأنه يشير إلى تفرده بذلك وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": يروي عن خارجه بن حاذفة إن كان سمع منه.
وقال المنتجالي: حدثني أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح قال: أملى علي أبي قال: وعبد الله الزوفي مصري تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " [ق 326/أ] وقال عبد الحق: ليس ممن يحتج به ولا يكاد.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال ابن عدي في " الكامل ": عبد الله عن خارجة لا يعرف له سماع منه.
وفي هذا والذي قبله رد لما ذكره المزي روح عن خارجة يعني بذلك الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي قول المزي: غوثان بن مراد تبعا لصاحب " الكمال " نظر، إنما هو غوثان ابن زاهر بن مراد على ذلك الكلبي، وأبو عبيد البلاذري، وغيرهم وقوله زوف هو ابن زاهر: غير جيد لأن الدارقطني وغيره قاله ليس هو من أزد مراد إنما هو من زوف حضرموت وهو حسان بن الأسود.
3198 - (ق) عبد الله بن أبي مريم مولى بني ساعدة حجازي.
رأي أبا أسيد، وأبا حميد، وروى عن أبي هريرة، وعنه بكر بن سوادة(8/194)
وجهم بن أوس كذا ذكره المزي، وفي كتاب " الثقات ": روى عن: أبي هريرة، وأبي حميد، وأبي أسيد، وعداده في أهل المدينة.
وذكر المزي: أن ابن حبان كناه أبا خليفة، وقد ذكر ابن أبي حاتم في كتاب " الرد على البخاري " عن أبيه: لم يصح عندي أنه أبو خليفة.
وفي " تاريخ " البخاري: عبد الله بن أبي مريم سمع أبا هريرة، روى عنه جهم بن أوس، ثم قال: وعن بكر سمع عبد الله بن أبي مريم مولى بني ساعدة رأى أبا حميد وأبا أسيد قال: وما أظن هذا ذاك.
وقال ابن القطان: حاله عندي غير معروفة.
ولهم شيخ اسمه: -
3199 - عبد الله بن أبي مريم غساني والد أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم.
روى عنه ابنه أبو بكر ذكره ابن أبي حاتم ذكرناه للتمييز.
3200 - (د س) عبد الله بن مسافع بن عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة المكي الحجبي.
روى عن: عقبة ويقال: عتبة بن محمد بن الحارث، وقيل عن ابن عمه مصعب بن عثمان بن شيبة عنه، وهو الصحيح كذا ذكره المزي، ويشبه أن يكون وهما وذلك أنه لم يذكر من ترجمته شيئا زائدا على ما في كتاب ابن(8/195)
عساكر وأراه نقلها من عنده، ولم يذكر هو ولا غيره ممن ترجم لهذا الرجل له رواية عن عقبة أو عتبة إلا بوساطة ابن عمه اللهم إلا ما في رواية عند النسائي على أنه رواه على الصواب بوساطة، كأبي داود، وكأنه رأى ما في كتاب ابن عساكر من قول محمد بن إسحاق بن خزيمة: كذا قاله محمد بن مثنى يعني عن روح عن ابن جريج عن أبيه مسافح أن مصعبا أخبره عن عقبة بن محمد بن الحارث وهذا الشيخ يختلف أصحاب ابن جريج في اسمه، فقال حجاج بن محمد وعبد الرزاق: عن عتبة بن محمد وهذا الصحيح [عامي]، وفي حديث حجاج: عقبة أيضا كما قال روح.
وذكر ابن عساكر أيضا أن سليمان بن عبد الملك بينا هو ذات عشية من يوم جمعة نظر على القل المعروف بقل سليمان قبرا فسأل عنه فلما أخبر قال: يا ويحه لقد أمسى قبره بدار غربة قال: فمرض يعني سليمان ومات ودفن إلى جنبه في الجمعة التي تليها أو الثانية رحمهما الله تعالى.
3201 - (بخ) عبد الله بن المساور.
قال البخاري في " التاريخ الكبير ": عبد الله بن مساور رأى ابن عباس يحدث ابن الزبير ثم قال: وحدثني نصر بن علي ثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير قال: سمعت عبد الله بن أبي المساور مثله.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " [ق 326/ب] وسماه ابن أبي المساور.
وفي " رافع الارتياب " للخطيب: عبد الله بن المساور، وهو: عبد الله بن أبي المساور، روى عنه عبد الملك بن أبي بشير، ثم قال: وقال عبد الله بن(8/196)
سليمان يعني ابن أبي داود: كذا قال الثوري، وسائر الناس يقولون عبد الله بن [المسور] ويكنى أبا جعفر وهو هاشمي ضعيف الحديث من ولد جعفر بن أبي طالب.
وفي " علل ابن أبي حاتم " الراوي عن أبي زرعة وسئل عن حديث رواه قبيصة وثابت بن محمد وأبو نعيم عن الثوري فاختلفوا فقال قبيصة: عن عبد الملك عن عبد الله بن أبي المساور، وقال ثابت: عن الثوري عن عبد الملك عن عبد الله بن المسور وقال [أبو نعيم]: عن الثوري عن عبد الملك عن: عبد الله بن مساور، وقال أبو زرعة: وهم ثابت فيما قال، وأبو نعيم أثبت في هذا الحديث من وكيع.
3202 - (ع) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم أبو عبد الرحمن الهذلي.
ذكر ابن سعد عن زر بن حبيش عنه قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يا غلام هل عندك من لبن "؟ فقلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " عندك جذعة لم ينز عليها الفحل " فأتيته بها فأعتقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح الضرع ودعا فحفل الضرع ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فيها فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وأنا ثم قال للضرع: " أقلص " فقلص ثم أتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول، قال: إنك غلام معلم " فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.
وعن يزيد بن رومان قال: أسلم عبد الله قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم.(8/197)
وعن القاسم: أول من أفشى القرآن بمكة من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود.
لم يذكره ابن إسحاق فيمن هاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة وآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين معاذ بن جبل، وكان يستر النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل ويوقظه إذا نام ويمشي معه بالعصا.
ومن حديث الحارث عن علي يرفعه " لو كنت مؤمرا أحد دون شورى المسلمين لأمرت ابن أم عبد ".
وقال علقمة: كان يشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - في هديه ودله وسمته، وقاله أيضا حذيفة.
وكان من أجود الناس ثوبا أبيض ويعرف بالليل بريح الطيب وكان شديد الأدمة خفيف اللحم قصيرا لا يغير شيبه وله شعر يبلغ ترقوته وأوصى أن يكفن في حلة بمائتي درهم ويدفن عند قبر عثمان بن مظعون وصلى عليه [عثمان] بن ياسر، وقيل عثمان بن عفان وهو الثبت وخلف تسعين ألف درهم وأوصى إلى الزبير وابنه عبد الله.
وفي كتاب " الصحابة " لابن حبان: صلى عليه الزبير بن العوام.
وقال أبو عمر: أسلم حين أسلم سعيد بن زيد وزوجه فاطمة وشهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة بسند حسن وآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين الزبير.
وعند السهيلي: كاهل بفتح الهاء قيده الوقشي وقال أبو عبيد: كاهل بمعنى أسد ورد هذا القول ابن الأعرابي وقال: إنما هو بالنون.
وقال العسكري: عبد الله بن مسعود بن عاقل كذا يرويه أهل النسب وقيل: كاهل.(8/198)
وقال الكلبي: غافل بالغين المعجمة والفاء بن شمخ بن فار هكذا يقول ابن الكلبي وغيره يقول: ثائر بن مخزوم، أسلم بعد اثنين وعشرين [ق 327 أ] إنسانا وله عشر خصال تعد.
وقال أبو نعيم الحافظ: هو من النجباء والرفقاء والنقباء كناه النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يولد له، سادس الإسلام سبقا وإيمانا: قال: " لقد رأيتي سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا "، وأول من جهر بالقرآن بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يرحل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر وكان أحمش الساقين عظيم البطن قصيفا روى عنه: أبو بكر وعمر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وابنته سارة وأزهر بن الأسود.
وذكر ابن عساكر في " تاريخه ": أنه توفي سنة ثمان وعشرين.
وقال البرقي: عن أبي معمر: له ضفيرتان عليه مسحة أهل البادية. قال البرقي: ولد عبد الرحمن وعتبة، وأبا عبيدة، قال: والذي حفظ له من الحديث مائتان ونحو من ثلاثين.
وفي " مسند " بقي بن مخلد - فيما ذكره ابن حزم: روى [ثمانين] حديثا وثمانية وأربعين حديثا.
وفي " تاريخ " أبي زرعة الدمشقي الكبير: قال عون بن عبد الله: نظرنا فيما روى عبد الله بن مسعود فوجدناه: خمسة وأربعين حديثا.
وفي الصحابة آخر يسمى: -
3203 - عبد الله بن مسعود الغفاري.
قال أبو موسى المديني: روي عنه حديث طويل في فضائل رمضان وأكثر ما يروى عنه لا يسمى إنما يذكر تكنيته - ذكرناه للتمييز.(8/199)
3204 - (ت) عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي المدني المقرئ.
ذكره ابن خلفون وابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقال أحمد بن صالح: مدني ثقة.
3205 - (خت م د ت س) عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة أبو محمد المدني.
قال محمد بن سعد: أمه بنت أهبان بن لقيط بن عروة بن صخر بن يعمر بن تفاثة بن عدي بن الديل بن عبد مناة بن كنانة فولد عبد الله، محمدا وإبراهيم وأم محمد، وكان ثقة قليل الحديث.
والذي في كتاب المزي عنه: كثير الحديث لم أره ولا يمكن وجوده لأن ابن سعد لا يصف مثله بكثرة الحديث.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وذكره وفاته من عند غيره نظر؛ لكونها موجودة في كتابه لا يغادر حرفا.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم وذكر غيره.
3206 - (بخ ق) عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي.
قال يحيى بن معين: كان يرفع أشياء لا ترفع.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للساجي عنه: ليس بشيء.
وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات فيجب تنكب روايته.(8/200)
وقال ابن عدي: له أحاديث ليست بالكثيرة ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه.
وذكره البرقي في باب من كان الأغلب عليه الضعف في حديثه، وقد ترك بعض أهل العلم بالحديث الرواية عنه، وخرج الحاكم حديثه في الشواهد.
وقال البخاري: أحسبه أخا يعلى.
ولما ذكره ابن خلفون في كتابه كناه: أبا العجفاء المكي، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: لم يصح عندي أنه أخو يعلى.
وقال يعقوب بن سفيان: مكي ضعيف.
3207 - (د ت س) عبد الله بن مسلم السلمي، ثم العامري أبو طيبة المروزي قاضي مرو.
ذكره [ق 327/ب] ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وفي " كتاب الصريفيني ": خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وحسنه أبو علي الطوسي في كتاب " الأحكام ".
وفي قول المزي: السلمي ثم العامري: نظر؛ لأن سليما هو ابن منصور بن عكرمة بن حصفة بن قيس غيلان بن مضر وفي الأزد سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، ولا ثالث لهما فيما ذكره الرشاطي وغيره؛ فعلى هذا أنى يجتمع سليم وعامر؟ والله أعلم.
والذي قاله أبو أحمد الحاكم وغيره: السلمي وقيل العامري وهو الصواب.(8/201)
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3208 - عبد الله بن مسلم بن يسار بصري.
روى عنه ابن عون.
3209 - وعبد الله بن مسلم بن كيسان الملائي الكوفي.
روى عنه إسماعيل بن أبان الوراق.
3210 - وعبد الله بن مسلم بن زياد الهمداني الكوفي.
حدث عن عمر بن ذر.
3211 - وعبد الله بن مسلم أبوه مسلم المكي.
روى عنه يموت بن المزرع.
3212 - وعبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد صاحب التصانيف.
روى عن ابن راهويه وغيره.
3213 - وعبد الله بن مسلم أبو يعلى الدباسي البغدادي.
روى عن المحاملي، وغيره ذكرهم الخطيب - وذكرناهم للتمييز.
3214 - (خ م د ت س) عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي أبو عبد الرحمن الحارثي مدني نزل البصرة.
قال ابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات ": كان من المتقشفة الخشن، وكان لا يحدث إلا بالليل، وربما خرج وعليه بارية قد اتشح بها وكان من المتقنين في الحديث، وكان يحيى بن معين لا يقدم عليه في مالك أحدا، ولو صح عندنا سماع سلمة بن وردان من أنس لأدخلنا القعنبي - يعني بروايته(8/202)
عنه - في أتباع التابعين، ولكنه لم يصح سماعه عندنا منه، مات بالبصرة في شهر صفر.
وفي " تاريخ أبو موسى ": مات بمكة يوم الخميس لست خلون من المحرم.
وفي كتاب ابن عساكر آخر سنة عشرين.
ذكر المزي أنه حارثي ولم يبين إلى أي قبيل هو، لكثرة الحارثيين في العرب، وقد ذكر البخاري في " تاريخه " أنه تميمي فلئن كان كذلك فقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه المثالب: في بني تميم فخذ يقال لهم: بنو حارثة بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم دخلوا في الأنصار.
وفي كتاب " الجرح والتعديل عن الدارقطني ": قال أحمد بن شعيب النسائي: القعنبي فوق عبد الله بن يوسف في الموطأ.
وفي كتاب المزي: كان يخرج وعليه كبل: - كذا هو بخط المهندس باللام وتسكين الباء، والذي رأيت في كتاب ابن أبي حاتم بخط ابن الخراز وغيره: كثر والله أعلم.
وكذا ذكره الرشاطي ثم أن الضبط غير جيد، وصوابه تحريك الباء كذا نص عليه الجوهري في " الصحاح " قال: يقال فرو كبل بالتحريك إذا كان قصيرا.
وقال الحاكم - فيما ذكره مسعود: إسماعيل وعبد الله ويحيى بنو مسلمة وقعنب كلهم زهاد ثقات.
قال الحاكم: وسئلت بعد السبعين وثلاثمائة عن أصحاب الموطأ ورواتها أيها(8/203)
أصح وأعلى؟ فقلت: رواية القعنبي العالم الزاهد.
وقد سئل ابن المديني فقال: لا أقدم من رواة الموطأ أحدا على القعنبي وقيل لأحمد بن حنبل عمن أكتب الموطأ؟ [ق 328/أ] فقال: عن القعنبي، وكذا قاله يحيى بن معين.
وقال ابن عدي: بصري مات بالبصرة.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري مائة حديث وثلاثة وعشرين حديثا ومسلم سبعين حديثا.
وقال ابن قانع والسمعاني: بصري ثقة.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ ": مات بالبصرة يعني سنة عشرين.
وقال أبو سبرة المدني: قلت للقعنبي حدث ولم يكن يحدث قال إني رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت، فصيح بأهل العلم: قوموا فقمت معهم فنودي بي: اجلس. فقلت: إلهي ألم أكن أطلب معهم؟ قال: بلى، ولكنهم نشروا وأخفيت. فحدث.
وقال عمرو بن علي: كان مجاب الدعوة، وقال محمد بن المنذر عن بعض أصحابه قال: كنت عند عبد الرزاق وبقيت على بقية، وأردت الخروج فقمت من المجلس، وقلت: يا أبا بكر إني أريد الخروج، وقد بقيت على بقية فأحب أن تقرأها علي فزبرني وانتهرني بين يدي أصحاب الحديث فانصرفت مغموما وصليت العشاء ونمت فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: مالي أراك مغموما؟ فذكرت له ذلك فقال: إن أردت أن تكتب العلم لله تعالى قال: فاكتبه عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، ومحمد بن رجاء الغداني ومحمد بن الفضل السدوسي ومحمد بن يوسف الفريابي فلما أصبحت قصصتها في المجلس قال: فبكى عبد الرزاق، وقال شكوتني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هات حتى أقرأ عليك(8/204)
فقلت: والله لا سمعت منك شيئا بعدما أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم لحقت بهم وكتبت عنهم، قال أبو موسى المديني: روى الحاكم أبو عبد الله هذه الحكاية عن أبي بكر العبدي عن علي بن عبد العزيز قال: حدثني شيخ من أفاضل المسلمين فذكر نحوه.
وقال أبو داود: كان أبوه له شأن وقدر، وكان ابن عون لا يركب حمارا بالبصرة إلا حمار مسلمة بن قعنب، وكانوا إخوة ثلاثة بني مسلمة: يحيى، وإسماعيل، وعبد الله، وقد سمع عبد الله من البهلول بن راشد المغربي.
وقال المطين: مات بطريق مكة - شرفها الله تعالى - سنة إحدى.
وذكر ابن الجوزي: أن القعنبي كان يشرب النبيذ ويصحب الأحداث بينا هو ينتظر يوما أصحابه، إذ مر شعبة والناس خلفه فسأل عنه فقالوا: محدث فقام إليه وعليه إزار أحمر، فقال له: حدثني فقال: ما أنت من أصحاب الحديث، فشهر سكينه وقال: تحدثني وإلا جرحتك، فقال: ثنا منصور سمعت ربعي عن أبي مسعود: " إذا لم تستحي فاصنع ما شئت "، وقال المطرقي: دخل على شعبة بفرادن وهو يقول: فقال: ما جاء بك؟ قال: الحديث قال: ثنا منصور، فذكره ثم لم يعد إليه حياء منه، وقيل إنه قال: والله لا حدثتك بغيره.
3215 - (م د) عبد الله بن المسيب بن أبي السائب صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
روى عنه محمد بن عباد بن جعفر قال المزي ذكره [ابن خلفون] في " الثقات " ولو حلف حالف أنه ما رأى كتاب " الثقات " لكان بارا، لأن ابن(8/205)
حبان ذكر وفاته في زمن عبد الله بن الزبير والمزي لم يذكر له وفاة جملة واحدة فلو رأى كتاب " الثقات " لذكرها منه زاد: وروى عنه عبد الله بن أبي جميلة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وفي كتاب الزبير بن أبي بكر: لما أربت عبد الله بن المسيب مع عثمان جاء به عمار بن ياسر يحمله على ظهره حتى رفعه إلى أمه التميمية: حبيبة بنت الحصين بن عبد الله بن أنس بن أمية بن زيد بن دارم. فقال لها: عمار أحسني أدبه [ق 328/ب] فقالت: قتلت سيدك أو قالت مولاك ثم جئت تحمله على ظهرك.
وقال أبو موسى المديني في كتاب " الصحابة ": ذكره العسكري في الصحابة فيما رواه أبو بكر بن أبي علي ثنا عمران ثنا علي بن سعيد ثنا علي بن عمرو بن هبيرة ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريح عن محمد بن عباد بن جعفر عن أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن المسيب وعبد الله بن عمرو قالوا: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح بمكة فاستفتح " سورة المؤمنين " قال أبو موسى كذا رواه، وهذا إسناد محفوظ عن هؤلاء الثلاثة عن عبد الله بن السائب.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذا أبو عوانة.
3216 - (د) عبد الله بن المسيب القرشي مولاهم أبو السوار المصري.
روى عنه: ابن وهب، كذا ذكره المزي لم يزد في الرواة عنه غيره، ولا في المعرفة بحاله غير ذكره في كتاب ابن حبان، ولا ذكر له وفاة ولا مولدا.
وفي " تاريخ مصر " الذي في يدي صغار الطلبة والذي نقل المزي منه الفينة بعد الفينة لكن بوساطة ابن عساكر، أو غيره وأما إذا لم تكن الترجمة في ابن عساكر فإنه لا يذكر منه، ولا من غيره شيئا إلا ما ندر، قال ابن يونس:(8/206)
عبد الله بن المسيب بن جابر الفارسي مولى عمرو بن العجلان مولى عمر بن الخطاب يكنى أبا السواد، وكان فقيها مقبولا عند القضاة، قال يحيى بن عثمان بن صالح: وولاء خالد بن نجيح كاتب العمري لعبد الله بن المسيب هذا روى عنه ابن وهب، ويحيى بن بكير، وتوفي سنة سبعين ومائة.
وفي كتاب " الموالي " للكندي ومن خطه: أبو المسور عبد الله بن المسيب بن الفارسي مولى عمر بن الخطاب كان فقيها وكان انقطاعه إلى القضاة إلى توبة وخير وغوث، وقد روى عنهم كثيرا من أصحابهم وكان مقبول الشهادة عندهم وإياه يتولى خالد بن نجيح كاتب العمري، وتوفي بعد السبعين ومائة.
3217 - (بخ) عبد الله بن مضارب.
روى عن: العريان، عن عبد الله بن عمرو، روى عنه: الأسود بن شيبان روى له البخاري في " الأدب " ولم يذكره في " التاريخ " بل ذكر فيه عبيد الله بن مضارب عن حصين بن المنذر، روى عنه أسود بن شيبان وروى القاسم بن أبي مرة عن عبيد الله بن مضارب عن ابن عباس، فلا أدري هو هذا أو أخ له. هذا جميع ما ذكره المزي، فيه نظر من حيث إن هذا الرجل لم يذكره أحد في باب عبد الله، وإنما وقع هذا للمزي في نسخة سقيمة من كتاب " الأدب " فبنى على هذا بناء غير مستقيم، على أن في بعض نسخ " الأدب " كما في " التاريخ " ولو نظر في التواريخ حق النظر لوجد صحة ما ذكرناه.
هذا ابن أبي حاتم لم يذكره عن أبيه إلا في باب عبيد الله، وكذلك يعقوب بن سفيان، وابن أبي خيثمة.
وابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات "، والحاكم لما خرج حديثه في " مستدركه " وغيرهم.(8/207)
3218 - (م د ت ق) عبد الله بن مطر أبو ريحانة البصري ويقال: اسمه زياد بن مطر والأول أشهر مولى بني سعد ويقال: مولى بني ثعلبة بن يربوع.
روى عن: سفينة - كذا ذكره المزي.
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان: يروي عن سفينة إن كان سمع منه.
ولما ذكر البخاري الخلف في اسمه قال: الأول - يعني عبد الله - أصح فلو رآه المزي لما قال أشهر، ولزعق بالصحة، والله تعالى أعلم [ق 329أ].
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان رجلا صالحا وكان قد كبر وتغير فمن روى عنه قديما فحديثه صالح.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب الثقات قال: روى عنه إسماعيل، وشعبة، وعلي بن عاصم وغيرهم، وهو معروف، وقال الإمام أحمد بن حنبل: ما أعلم إلا خيرا، وقال ابن عدي: عزيز الحديث.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو علي الطوسي.
وقال ابن سعد: له أحاديث.
وفي " صحيح مسلم " عن إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو ريحانة وقد كان كبر، وما كنت أثق بحديثه, وثم آخر اسمه: -(8/208)
3219 - عبد الله بن مطر الجعفي سمي مزلجا.
بقوله: -
نماشي بها يوم الصباح عدونا ... إذا أكرهت منها الأسنة تزلج
ذكره المرزباني في الإسلاميين.
3220 - (د س) عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشخير أبو جزء البصري كناه النسائي.
وقال البخاري: قال ابن أبي الأسود عن جعفر عن ثابت: مات قبل مطرف كذا ذكره المزي مستغربا تسميته بذلك، ولو كان ممن ينظر في الأصول لما استغربه، ولرأى أن البخاري الذي قال: إنه نقل كلامه موهما ترك شيئا يناسب الترجمة قاله بقوله، وقال ابن هلال: كنيته أبو جزء.
قاله قبله يحيى بن معين فيما حكاه المنتجيلي قال: ولما تعبد قال له أبوه: يا عبد الله العلم أفضل من العمل، وكان عبد الله يقول: إنك تلقى الرجلين أحدهما أكثر صوما وصلاة من الآخر، وهو أكرمهما على الله تعالى، قيل: كيف؟ قال: يكون ذاك أورعهما عن المحارم.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كنيته أبو جزء مات قبل أبيه.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان رجلا صالحا.
وقال ابن ماكولا: روى عنه قتادة بن دعامة السدوسي قال وهو بكسر الجيم يقول أصحاب الحديث، ذكره الدارقطني.
وقال الخطيب: بسكون الزاي. ولم يذكر حركة الجيم.
وقال عبد الغني بن سعيد: جزى بفتح الجيم وكسر الزاي: - والله تعالى أعلم.(8/209)
وفي " الصحابة " لابن قانع: -
3221 - عبد الله بن مطرف.
وفي كتاب الصريفيني آخر اسمه: -
3222 - عبد الله بن أبي مطرف الأزدي.
ذكرناهما للتمييز.
3223 - (بخ م) عبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي المدني. ذكر في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عن أبيه ولأبيه صحبة.
قال أبو نعيم الأصبهاني: هو من العبلات من بني عدي ثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن حدير ثنا أبو حذيفة ثنا عكرمة بن عمار عن إسحاق بن أبي طلحة ومرة بن أبي سليمان عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: كان عبد الله بن مطيع من العبلات من رهط ابن عمر رضي الله عنهم انتهى. العبلات ولد أمية الأصغر من عبد شمس، وليسوا من بني عدي بحال، فينظر.
وقال ابن حبان في كتاب " الصحابة ": له صحبة.
وقال العسكري: أخرجه بعضهم في " المسند ".
وقال ابن سعد: أمه أم هشام آمنة بنت أبي الخيار بن عبد ياليل بن عبد مناف بن عارم بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث ومن ولده إسحاق ويعقوب وبريهة وأم سلمة وأم هشام، ولعبد الله أموال وبئر فيما بين السقيا والأبواء، وكان الحسين مر به فمضمض ثم رد في البئر فعذب ماؤها وتوفي قبل قتل ابن الزبير [ق 329/ب] بيسير.(8/210)
وفي " تاريخ " محمد بن إسماعيل عن يحيى بن سعيد قال: أذكر أني رأيت ثلاثة أرؤس قدم بها المدينة: رأس ابن الزبير، وابن مطيع، وعبد الله بن صفوان قال لي علي: قتلوا في يوم واحد.
وفي كتاب الزبير: وقال صخر بن الجعد الحضري في بني عبد الله بن مطيع وفي منزلهم بودان: -
يا ليت كل حديقة ممنوعة ... تكن الفدا لقرية ابن مطيع
فيحاء يسكنها الكرام كأنها ... حلوان حين يفيض كل ربيع
كرمت منابتها رشيد قصرها ... في يافع وسط البلاد رفيع
في وسطه الزرجون وسط رياضه ... والنخل ذات مناكب وفروع
قدرت لأزهر من قريش ماجد ... يعطي ويرفع عنزه المصروع
وفي الكامل للثمالي: لما بلغ ابن مطيع الناس، قال: قضاعة الأسدي.
وفي معجم المرزباني: هو للمفضل بن قدامة الكوفي، وقيل: لفضالة بن شريك الأسدي: -
دعا ابن مطيع للبياع مجيئته ... إلى بيعة قلبي لها غير ألف
وناولني حسناء لما لمستها ... بكفي ليست مثل كف الخلائف
وفي كتاب الطبقات للهيثم بن عدي: توفي عبد الله بن مطيع العدوي سنة ست وسبعين أو سبع وسبعين.
وذكره في جملة الصحابة من غير تردد ابن قانع والباوردي.
وذكره الجعابي: في كتاب " من حدث هو وأبوه جميعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".(8/211)
3224 - (م سي) عبد الله بن مطيع بن راشد أبو محمد البكري النيسابوري نزيل بغداد.
قال صاحب " زهرة المتعلمين ": روى عنه مسلم حديثين أحدهما في آخر كتاب الجامع.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
3225 - (ت ق) عبد الله بن معاذ بن نشيط الصنعاني مولى خالد بن غلاب البصري.
قال أبو زرعة: قال يحيى بن معين: كان عبد الرزاق يكذبه، وقال هشام بن يوسف: هو صدوق، وقال ابن معين: هو ثقة، قال أبو زرعة أقول أنا: هو أوثق من عبد الرزاق - كذا ذكره المزي تابعا صاحب " الكمال " الذي قال إنه يهذبه وفي ذلك نظر؛ لأن قائل هذا أبو حاتم لا أبو زرعة، بيانه قول عبد الرحمن بن أبي حاتم: عبد الله بن معاذ بن نشيط مولى خالد بن غلاب البصري سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: قال هشام بن يوسف: هو صدوق وكان عبد الرزاق يكذبه، وقال يحيى بن معين: كان ثقة، وقال أبي أقول أنا: هو أوثق من عبد الرزاق فتبين مما سقناه أنه ليس لأبي زرعة في هذا قول ألبتة، ولم يذكره ابن أبي حاتم في هذه الترجمة جملة كذا هو ثابت في جملة ما رأيت من نسخ كتابه.
وفي كتاب ابن عدي عن البخاري: غمزه عبد الرزاق قال أبو أحمد: ولعبد الله بن معاذ أحاديث حسان غير ما ذكرت.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو محمد ابن الجارود في جملة " الضعفاء ".(8/212)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: أصله بصري مات سنة إحدى وثمانين ومائة، وقد غمزه بعضهم وهو عندي في الطبقة [ق 330/أ] الرابعة من المحدثين.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات " الذين رووا عن التابعين: هو من أهل البصرة، يروي عن: البصريين روى عنه: هشام بن يوسف قاضي صنعاء كأنه انتقل إليها انتهى.
المزي لم يذكر في شيوخه تابعيا ولا في تلامذته هشاما.
وفي " تاريخ " البخاري: هذا هو الذي يعرف باليماني.
3226 - (ق) عبد الله بن معانق الأشعري أبو معانق.
روى عن: أبي مالك الأشعري: - كذا ذكره المزي.
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان: يروي عن أبي مالك الأشعري وما أراه شافهه.
وقال العجلي: شامي ثقة.
وفي " تاريخ " البخاري: وقال الربيع بن روح ثنا ابن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى عن أبي سلام عن ابن معانق [الأسلمي] عن أبي مالك الأشعري.(8/213)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وذكره أبو أحمد الحاكم في كتاب " الكنى " فيمن لا يعرف اسمه وكذا فعله أبو عمر ابن عبد البر في كتاب " الاستغناء " والدولابي وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهم.
وفي كتاب الصريفيني: توفي في حدود سنة ست وتسعين.
3227 - (د ت ق) عبد الله بن معاوية بن موسى بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي أبو جعفر البصري.
روى عنه أبو القاسم الطبراني في " معجمه "، وأحمد بن حنبل في " مسنده ".
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو محمد الدارمي في " مسنده "، و أبو علي الطوسي.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثقة روى عنه: بقي بن مخلد وقد قدمنا أنه لا يروي إلا عن ثقة عنده.
3228 - (د) عبد الله بن معاوية الغاضري - غاضرة قيس - له صحبة.
ذكر أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد في كتاب معرفة " الصحابة الذين نزلوا حمص الشام ": عمرو بن معاوية الغاضري غاضرة قيس وذكر له حديثا: " يا رسول الله كيف ترى في رجل ليس له مال يتصدق به " الحديث، ثم ذكر بعده بعدة أوراق: عبد الله بن معاوية الغاضري هذا فلا أدري أهو أخوه؟ أم لا.
ونسبه البغوي: أسديا قال: وزعم إسحاق بن إبراهيم بن زريق: أنه من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - انتهى. هذا يعطي أنهما أخوان لأن في أسد بن خزيمة(8/214)
غاضرة فيصدق عليه أن يقال: الأسدي والقيسي.
3229 - (م د س ق) عبد الله بن معبد بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي.
قال ابن سعد: أمه أم جميل بنت السائب بن الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وكان ثقة وقد روى عنه.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني.
3230 - (م 4) عبد الله بن معبد الزماني.
روى عن أبي قتادة كذا ذكره المزي.
وقد قال البخاري في " تاريخه ": لا يعرف سماعه من أبي قتادة.
وقال العجلي: بصري تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، قال: وثقه البرقي وغيره.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو عوانة، والطوسي.
وفي قول المزي: زمان من الأزد يعطي أن معبدا من الأزد أو تعطي أن ليس في غير الأزد زمان، وليس كذلك لأن في قضاعة زمان بن جذيمة بن فهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة وهو أزد زمان بن عدي بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوزان [ق 330/ب] وفي ربيعة بن نزار زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل فيما ذكره الهجري والرشاطي.(8/215)
وزعم السمعاني أن ابن معبد في زمان بن وائل.
ولهم شيخ اسمه: -
3231 - عبد الله بن معبد الأسدي.
حدث عن علي بن أبي طالب.
3232 - وعبد الله بن معبد الجهني.
روى عنه حماد بن سلمة.
3233 - وعبد الله بن معبد البصري العابد.
روى عن محمد بن صدقة وغيره. ذكرهم الخطيب - وذكرناهم للتمييز.
3234 - (خ م مد ت س ق) عبد الله بن معقل بن مقرن أبو الوليد المزي الكوفي.
قال ابن سعد: أنبا محمد بن عبد الله الأسدي ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال: جعل عبد الله بن معقل بن مقرن في البعث الذي كنت فيه قال: فقال أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال: شهدت جنازة عبد الله بن معقل قال: فقال رجل: إن صاحب هذا القبر قد أوصى أن يسل فسلوه، وكان ثقة قليل الحديث، وهو أخو عبد الرحمن بن معقل.
ولما ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: مات سنة بضع وثمانين بالبصرة حدثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا أبي ثنا أبو إسحاق: أن عبد الله بن معقل صلى بالناس في شهر رمضان فلما كان(8/216)
يوم الفطر أرسل إليه عبيد الله بن زياد بحلة وخمسمائة درهم فردها عليه وقال: إنا لا نأخذ على القرآن أجرا.
وفي " تاريخ البخاري الكبير "، و " الأوسط ": وقال لي أحمد بن محمد أنبا عبد الله بن معقل في ذلك البعث ثم إن الحجاج أخرجهم مع عتبة بن أبي عقيل فيهم ابن معقل فمات ابن معقل بأنقرة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وذكر ابن قانع وفاته سنة ثلاث وثمانين.
وذكره ابن حزم في " طبقات القراء " تأليفه، وابن فتحون في جملة الصحابة.
3235 - (س) عبد الله بن معية السوائي من بين سواء بن عامر بن صعصعة، ويقال: عبيد الله ويقال: أدرك الجاهلية ويقال: ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
كذا ذكره المزي، والذي ذكره به العسكري: عبيد الله من غير تردد، وكذلك الإمام أحمد بن حنبل، وابن أبي حاتم عن أبيه والبرقي، وابن ماكولا وقال: أخرج حديثه بعض المشايخ في الصحابة، ومحمد بن إسماعيل البخاري ويعقوب بن سفيان الفسوي وغيرهم من المتأخرين.
وقد بين ابن عساكر سبب الخلاف فقال: رواه النسائي عن إسحاق بن وكيع عن سعيد بن السائب عن عبد الله قال: قلت: ورواه الحسن بن سفيان عن(8/217)
أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع فقال: عبيد الله، وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أبيه وعمه عن وكيع فقال: عبد الله، ورواه حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن سعيد كذلك فتبين أن عبيد الله هو الأكثر وعليه جماعة العلماء وأن عبد الله مرجوح لم يقله إلا بعضهم فكان الأولى تقديم المصغر على المكبر ولكنه أراد مخالفة صاحب " الكمال " لأنه ذكره في عبيد الله.
وأما تسميته بعبيد: فلم أر من ذكرها جملة ولا من أشار إليها فينظر.
وقال أبو نعيم الحافظ: عداده في الحجازيين.
وقال ابن عبد البر: زعم بعضهم أنه شهد فتح الطائف، وفي كتاب ابن منده: حصار الطائف.
وفي كتاب أبي الفتح الأزدي المعروف " بالمخزون ": تفرد عنه سعيد بن السائب وهو من بني عامر [ق 331/أ].
3236 - (ع) عبد الله بن مغفل من عبد فهم بن عفيف أبو سعيد المزني وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو زياد صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال البخاري قال: بعض ولده كان يكنى أبا زياد وأبا سعيد وله ثمانية أولاد.
وقال العسكري: أبو سعيد أصح وهو الذي كسر صنم مزينة ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -(8/218)
ثم كان على قبض مغانم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولما أسلم زوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة من الأزد، وولاه عمر بن الخطاب بعض الولايات، وقال الحسن: لم ينزل البصرة أشرف منه، ومات بالبصرة روى عنه: خزاعي بن زياد بن عبد الله بن مغفل، وأبو العالية الرياحي.
وفي كتاب ابن حبان: قيل أن عائذ بن عمرو صلى عليه وكان أمر ألا يصلي عليه عبيد الله بن زياد.
وفي كتاب ابن سعد: قلت له - يعني لابن معين - أن بعضهم يقول كان يكنى أبا محمد فقال: لم يصنع هذا شيئا كان لابن مغفل سبعة من الذكور ولم يكن أحد منهم اسمه محمد فأما الذي عندنا فكان يكنى أبا سعيد وكان من البكائين.
وعن الحسن قال: دخل عليه ابن زياد يعوده فقال: اعهد إلينا أبا زياد فإن الله كان ينفعنا بك وقال: وهل أنت فاعل؟ قال: نعم. قال: فإني أطلب إليك إذا مت لا تصلي علي قال: فركب ابن زياد في اليوم الذي مات فيه فإذا كل طريق قد ضاق بأهله فسأل فقالوا: ابن مغفل توفي فوقف على دابته حتى أخرج به ثم قال: لولا أنه طلب إلينا شيئا فأطلبناه لسرنا معه وصلينا عليه ذكره في طبقة الخندقيين وذكر معه أباه وعميه: خزاعيا وذا النجادين.
وقال أبو نعيم الحافظ: أمه العيلة بنت معاوية بن معاوية المزنية بايع تحت الشجرة بالحديبية.
وفي " معجم " الطبراني: روى عنه: يزيد بن عبد الله بن الشخير، والقاسم بن الربيع، وعبد الرحمن بن جوشم، و رزاح العجلي، ومحمد بن مغفل(8/219)
وهو رد على ما أسلفناه من عند ابن سعد عن يحيى: ليس له ولد اسمه محمد. وابن سحيم روى عن عبد الله بن مغفل وعبد الله بن كريز الكعبي أبو طلحة.
وفي كتاب " الطبقات " لخليفة: له دار بالبصرة بحضرة المسجد الجامع.
وذكر المزي وفاته عن مسدد: سنة سبع وسبعين كذا هو مجود بخط المهندس وقراءته ويشبه أن يكون وهما، والذي في " تاريخه " بخط جماعة من الحفاظ: تسع، وكذا ذكره مسدد أيضا القراب وغيره.
وفي كتاب الصريفيني: توفي قبل معاوية بيسير.
وذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الثانية من الصحابة [ق 331/ب].
تنبيه: إلى هنا تنتهي هذه النسخة ترجمة عبد الله بن مغفل وما بعدها مفقود إلى بداية النسخة التالية ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن سلام، يسر الله تعالى لنا العثور عليه.(8/220)
من اسمه عبد الرحمن
3237 - (د س) عبد الرحمن بن محمد سلام بن ناصح، أبو القاسم البغدادي، مولى بني هاشم، وقد ينسب إلى جده.
روى ابن حبان في " صحيحه " غير ما حديث عن مكحول البيروتي عنه.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": طرسوسي لا بأس به، وكان يقول له الرجل حدثني فيقول: ولا حرف. ثم يقال له: حدثكم فلان؟ فيقول: نعم، حدثنا فلان من ساعته.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين في ذكر مشاهير المحدثين ": بصري مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للدارقطني: عبد الرحمن بن سلام طرسوسي ثقة.
وفي " كتاب ابن قانع ": عبد الرحمن بن سلام جمحي صالح، مات بالبصرة - يعني - سنة إحدى وثلاثين ومائتين. فلا أدري أهو الطرسوسي أم لا.
ولما ذكر ابن القطان حديث " لا يزني الزاني " من روايته من عند النسائي صححه.(8/221)
3238 - عبد الرحمن بن محيريز.
قال ابن الأثير: أخرجه أبو عمر، وقال: هو عندي مرسل، ولا وجه لذكره في الصحابة إلا على ما شرطنا في من ولد على عهده - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ذكره فيهم العقيلي، وقيل اسمه عبد الله، وكان فاضلا.
3239 - (د س) عبد الرحمن بن مسلمة، ويقال: سلمة، ويقال: ابن المنهال بن مسلمة الخزاعي.
كذا ذكره المزي من غير أن يبين صواب ذلك من خطأه، وقد تولى بيان ذلك أبو علي ابن السكن فقال: ويقال عبد الرحمن بن سلمة وهو الصواب، ثم قال: ثنا أبو علي الحسن بن علي بن يحيى بن حسان الطبراني ثنا أحمد بن الوليد بن سلمة الطبراني ثنا روح بن عبادة ثنا ابن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي، عن عمه، الحديث.
قال: كذا رواه سعيد، ورواه شعبة عن قتادة عن عبد الرحمن بن المنهال بن مسلمة عن عمه.
ورواه أنس بن سيرين عن عبد الملك بن المنهال عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال: ويقال: إن شعبة أخطأ في اسمه، وأن الصواب حديث ابن أبي عروبة.
وقال أبو الحسن بن القطان: حال عبد الرحمن هذا مجهولة. وكذا قال البيهقي، زاد: ولا يدري من عمه.
وقال ابن حزم فيه، لما ذكر حديثه عن عمه في صوم عاشوراء " واقضوا " قال: لفظة اقضوا موضوعة بلا شك.(8/222)
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان: عبد الرحمن بن منهال [ق2/أ] ابن مسلمة الخزاعي أبو المنهال، يروي عن عمه، روى عنه قتادة [وفي تاريخ] البخاري: يقال المنهال بن سلمة.
3240 - (م) عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، أبو المسور، الزهري المدني، جد عبد الله بن جعفر وعبد الله بن محمد بن المسور.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات "، الذي زعم المزي أنه ذكره فيهم، وذكر وفاته من عنده غيره: مات سنة تسعين، أمه قسيمة بنت شرحبيل بن حسنة.
وفي " طبقات ابن سعد ": فولد عبد الرحمن: عبد الله وميمونة وأبا بكر بن عبد الرحمن - وكان شاعرا - وشرحبيل وربيعة وجعفر.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال ابن عبد الرحيم: عبد الرحمن بن المسور ثقة.
ولما ذكره خليفة في " الطبقة الثانية " قال: أمه أمة الله بنت شرحبيل بن حسنة.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن حبان.
وقال البلاذري في كتاب " الأنساب ": أمه ابنة شرحبيل، وكان فقيها، ومات بالمدينة سنة تسعين.(8/223)
وفي " تاريخ القراب ": عن أبي حسان الزيادي: مات سنة تسعين. وكذلك قاله: يعقوب بن سفيان، وابن قانع، وعلي بن عبد الله التميمي في " تاريخه " الذي رواه: أبو علي الجواني عن أبي محمد بن رفاعة عن الخلعي عن أبي العباس مثنى بن أحمد عن أبي حفص عمر بن محمد العيطار عن أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم العامري عن سليمان بن عبد الرحمن التميمي عنه.
وكذا ذكر وفاته غير واحد.
وذكره مسلم بن الحجاج في " الطبقة الأولى ".
وذكره ابن أبي عاصم فيمن توفي سنة تسع وثمانين. ويشبه أن يكون وهما لعدم متابعته، والله تعالى أعلم.
3241 - عبد الرحمن المسلي.
روى عن: الأشعث بن قيس. روى عنه: داود بن عبد الله الأودي.
روى عنه أبو داود وابن ماجه، ذكره الصريفيني وغيره. لم يذكره المزي ولم ينبه عليه.
3242 - عبد الرحمن بن مصعب بن يزيد، الأزدي المعني، ويقال: الشيباني، أبو يزيد القطان الكوفي، نزيل الري.
قال محمد بن سعد في كتاب " الطبقات ": ناسك عنده أحاديث.(8/224)
3242 - (ت) عبد الرحمن بن مطعم، أبو المنهال، البناني، بصري نزل مكة.
قال أبو حاتم الرازي: مكي ثقة.
وقال ابن خلفون [ق 2ب] في كتاب " الثقات ": وقيل فيه العنزي الكوفي، وقيل البصري، قال فيه يحيى بن معين وأحمد بن صالح وغيرهما: ثقة.
وفي " تاريخ البخاري ": و أثنى عليه ابن عيينة خيرا، قال عمرو بن دينار: وكان صديقا لي، وروى أبو التياح عن أبي المنهال العنزي قال: سألت ابن عباس. فلا أدري هذا هو ذاك أم لا؟
وفي " تاريخ القراب ": عن أبي حسان الرمادي، عن الحسين قال: سنة ست ومائة فيها مات أبو المنهال.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وفي كتاب " الرد على البخاري " لابن أبي حاتم: أنكر أبو زرعة عليه قوله الكوفي، قال: وإنما هو المكي.
وفي كتاب " الطبقات " لابن سعد: كان ثقة قليل الحديث.(8/225)
3244 - (خ م) عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي، أبو عبد الله العدوي، أخو عبد الله وغيره، أمهم أم كلثوم بنت معاوية بن عروة المدني.
قال أبو نعيم الحافظ في كتابه " معرفة الصحابة ": عبد الرحمن مطيع عداده في التابعين، وروايته عن نوفل بن معاوية، فوهم فيه بعض المتأخرين - يعني ابن منده - فقال: عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل بن معاوية.
ثنا مخلد بن جعفر ثنا الفريابي أبنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن بن مطيع عن نوفل بن معاوية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ومن الصلوات صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله "
ذكره بعض المتأخرين فقال: عن الزهري عن أبي بكر عن عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل. وجعله ترجمة، وهو وهم فاحش، إنما هو عبد الرحمن بن مطيع عن نوفل بن معاوية.
وقال ابن حبان في كتابه " معرفة الصحابة ": عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي، أخو عبد الله بن مطيع، له صحبة، كنيته أبو عبد الله، أمه كلثوم بنت معاوية بن عروة.
3245 - (د س) عبد الرحمن بن معاذ بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم، [ق3/أ] ابن عم طلحة بن عبيد الله.
يقال: إن له صحبة، كذا ذكره المزي، ولم أر له فيه سلفا، وإذا أراد ما قاله أبو حاتم الرازي: يقال إنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -. فنقله بغير لفظه ومعناه.(8/226)
ولما ذكره العسكري في كتاب " الصحابة "، قال: ثنا محمد بن هارون ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا خالد الواسطي ثنا حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن معاذ - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بالمناسك، وقال: " ارموا بمثل حصى الخذف ".
وقال البخاري في " تاريخه الكبير ": له صحبة. وكذا قاله ابن حبان وأبو نعيم الأصبهاني.
ولما ذكره ابن عبد البر فيهم قال: يقال فيه معاذ بن عبد الرحمن، ومعاذ بن عثمان.
وذكره ابن سعد في " الطبقة الرابعة " طبقة الفتحيين، وقال: ولد معاذا، أمه من بني جذيمة.
وذكره في " جملة الصحابة " من غير تردد: يعقوب بن سفيان الفسوي، وأبو عيسى الترمذي، وأبو القاسم البغوي، وأبو سليمان بن زبر، وأبو منصور الباوردي، وغيرهم.
ولم أر من أنكر صحبته، ولا ذكر ما قاله المزي، فينظر.(8/227)
3246 - (بخ) عبد الرحمن بن معاوية بن حديج التجيبي، أبو معاوية، قاضي مصر.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات "، وكذلك ابن خلفون قال: وقال أحمد بن صالح: ثقة، روى عنه الناس.
وفي " تاريخ ابن يونس ": أمه قبطية من قرية بمصر تسمى سلطين، ذكر ذلك هانئ بن المنذر، روى عنه يونس بن حبيب، ومن ولده عبد الواحد، جمع له بين القضاء والشرط، وعبد الله تولى إمرة مصر، ومحمد وقتيرة أبو بحرية.
3247 - عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري، أبو الحويرث، الزرقي المدني، حليف بني نوفل بن عبد مناف.
ذكره ابن [ق 3/ب] حبان في كتاب " الثقات "، وقال: هو الذي يروي عنه شعبة، ويقول: أبو الحويرث، كذا ذكره المزي، والذي في غير ما نسخة من كتاب " الثقات ": أبو الحويرثة. وكذا نقله عنه الصريفيني، ومن خطه.
وأيضا، فلا يمكن غير هذا، لأنه ذكر كنيته بأبي الحويرث أولا، فلابد من أن شعبة أتى بما لم يقله غيره.(8/228)
فمن ذاك قول البخاري: قال شعبة أبو الحويرثة، والصحيح أبو الحويرث.
وفي " تاريخ عباس ": سمعت يحيى يقول: أبو الحويرث روى عنه الثوري وابن عيينة وشعبة، وكان شعبة يقول: أبو الحويرثة، وكذا ذكره مسلم في " الكنى ".
وذكر المزي وفاته من عند غير ابن حبان، وهي مثبتة في " كتابه " سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وفي موضع آخر: سنة ثلاثين.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للعقيلي: وثقه ابن معين.
وذكره الساجي في " جملة الضعفاء "، وابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال أبو أحمد بن عدي: ليس له كبير حديث، ومالك أعلم به لأنه مدني ولم يرو عنه شيئا، وقال بشر بن عمرو: قال مالك: ليس بثقة فلا تأخذوا عنه شيئا.(8/229)
وقال أبو عمر ابن عبد البر في " الاستغناء ": ليس بالقوي عندهم.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وخرج ابن حبان، والحاكم حديثه في " صحيحيهما ".
3248 - (د) عبد الرحمن بن معقل بن مقرن، أبو عاصم، المزني الكوفي، أخو عبد الله.
قال ابن حاتم: سئل أبو زرعة عن عبد الرحمن بن معقل الذي يروي عن ابن عباس؟ فقال: كوفي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وذكره ابن سعد في " الطبقة الأولى من أهل الكوفة "، وقال: تكلموا في روايته عن أبيه، قالوا: كان صغيرا.
وذكره خليفة " في الطبقة الثانية "، وذكره ابن الأثير في كتاب " الصحابة "، وقال: ذكره الطبري في " تفسيره ".
3249 - (بخ 4) عبد الرحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب الدوسي، أبو زهير، الكوفي، سكن الري، وولي قضاء الأردن.
قال الساجي: من أهل الصدق فيه ضعف.(8/230)
وقال الخليلي في كتاب " الإرشاد ": ثقة.
وفي " كتاب ابن الجوزي ": عن يحيى بن معين: ليس بشيء.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب [ق4/أ] " الثقات "، قال: هو عندي في " الطبقة الرابعة من المحدثين "، وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " مصححا لإسناده.
3250 - (س) عبد الرحمن بن مغيث الأسلمي.
وجدت في " كتاب الصيريفيني " أبي إسحاق الحافظ: يكنى أبا مروان.(8/231)
وخرج الحاكم أبو عبد الله النيسابوري حديثه في " صحيحه ".
3251 - (خ د) عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي أبو القاسم المدني.
قال حمزة السهمي: وسألته - يعني الدارقطني - عن عبد الرحمن بن المغيرة فقال: صدوق.
3252 - (ع) عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن حذيمة، ويقال خزيمة، بن كعب بن رفاعة بن نهد بن زيد، أبو عثمان النهدي.
كذا ألفيته مجودا بخط المهندس وقراءته، وهو غير جيد.
وصوابه: حزيمة بحاء مهملة مفتوحة بعدها زاي مكسورة، كذا ضبطه ابن ماكولا وغيره، على أن نهدا لم يكن في ولده من اسمه رفاعة وإنما رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد.(8/232)
وقد ذكره أبو عمر ابن عبد البر على الصواب، فقال: حزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد، شهد فتح القادسية وجلولاء وتستر ونهاوند واليرموك وأذربيجان ومهران ورستم، ويقال إنه عاش في الجاهلية أزيد من ستين سنة، وفي الإسلام مثل ذلك، وهو ابن مل، ويقال: ابن ملي.
وقال أبو نعيم الحافظ: توفي سنة مائة.
وذكره ابن سعد في " الطبقة الأولى من البصريين "، فقال: ثنا أبو نعيم ثنا أبو طالوت عبد السلام بن شداد قال: رأيت أبا عثمان النهدي شرطيا يجيء فيأخذ من أصحاب الكمأة وتوفي في أول ولاية الحجاج العراق بالبصرة، وكان ثقة.(8/233)
وفي [ق4/ب] قول المزي عن خليفة: توفي بعد سنة خمس وتسعين، نظر؛ لأن الذي هو ثابت في كتاب " الطبقات " لخليفة من نسخة كتبت عن أبي عمران - عنه أنقل، وذكره في الطبقة الثانية من البصريين: مات بعد سنة مائة ويقال: خمس وتسعين.
وذكره مسلم في " الطبقة الأولى ".
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، قال: مات سنة مائة.
وفي كتاب ابن زبر: توفي سنة خمس وتسعين وهو ابن اثنتين وثلاثين ومائة سنة.
وذكر ابن مسكويه في " كتاب تجارب الأمم ": كان أبو عثمان النهدي في عصابة من أصحاب المختار تنادي يا لثأرات الحسين، وتسمي المختار أمين آل محمد، واستخلفه المختار بالسنخة على الثقل والضعفاء يوم خروج المختار.
وفي " كتاب البغوي ": عن عاصم الأحول قال: بلغني أن أبا عثمان كان يصلي فيما بين المغرب والعشاء مائة ركعة.
وفي " تاريخ القراب ": توفي أول قدوم الحجاج سنة خمس وتسعين.
وفي " الطبقات " للهيثم: توفي أول ما قدم الحجاج - يعني على العراق،(8/234)
وعاب على الفلاس قوله: توفي سنة خمس وتسعين. وقال: كذا قال، و غيره يقول: توفي أول قدوم الحجاج سنة خمس وسبعين.
وقال الآجري عن أبي داود: أكبر تابعي الكوفة أبو عثمان.
وقال ابن عياش: كان الفقهاء والمحدثون بعد الصحابة - يعني بالبصرة - في هؤلاء النفر المسمين، فذكرهم، فيهم أبو عثمان.
وفي تاريخ المنتجيلي: توفي أول ولاية الحجاج العراق.
3253 - (ع) عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري، وقيل الأزدي مولاهم، أبو سعيد البصري، اللؤلؤي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث وأبى الرواية إلا عن الثقات، وقد رأى جماعة رأوا الصحابة إلا أنه لم يتبين صحة سماعهم من الصحابة، وكان بين موت يحيى وعبد الرحمن ثمانون يوما، مات يحيى في صفر وعبد الرحمن في جمادى الآخرة.
ولما ذكره ابن سعد في " الطبقة السابعة "، قال: ولد سنة خمس وثلاثين ومائة.
وقال الساجي: حدثت عن علي ابن المديني قال: ما رأيت أعلم بالرجال من يحيى بن سعيد، ولا رأيت أحدا أعلم بصواب الحديث والخطأ فيه من ابن مهدي، فإذا اجتمع يحيى وعبد الرحمن على ترك حديث رجل تركت حديثه، وإذا حدث عنه أحدهما حدثت عنه.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال أحمد بن حنبل: وكيع أكبر في القلب، وابن مهدي إمام [ق5/أ].(8/235)
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " ذكر أن محمد بن صفوان قال: سمعت عبد الرحمن يقول: اختلفت إلى حماد بن زيد زمانا وما لي إليه حاجة. وقال أحمد بن حنبل: كان عبد الرحمن من معادن الصدق.
وفي " تاريخ البخاري ": ولد سنة ست وثلاثين في المحرم. وبين ابن عيينة وابن مهدي في الوفاة ثمانية أيام.
وفي كتاب " البقايا " لأبي هلال العسكري: قال عبد الرحمن بن مهدي: ما ندمت على شيء ندمي على أن لا أكون تعلمت العربية.
وقال الخليلي: هو تالي يحيى في الأخذ عن مالك وإن كان أصغر سنا منه، ولكنه إمام بلا مدافعة، وأخذ عنه كل من أخذ عن يحيى، ومات الثوري في داره، وقال الشافعي: لا أعرف له نظيرا في الدنيا. وقال عبد الرحمن: لزمت مالكا حتى ملني، فقلت يوما، أريد أن أستعطفه، قد غبت عن أهلي هذه الغيبة الطويلة فلا أدري ما حدث لهم بعدي؛ فقال يا بني وأنا بالقرب منهم ولا أدري ما حدث بهم منذ خرجت من عندهم.
وفي " تاريخ المنتجيلي ": جاء رجل إلى ابن مهدي، فقال: يا أبا سعيد يعظ الرجل من هو أعلم منه؟ قال: نعم. قال: فأحسن صلاتك. قال: وكان يسيء الصلاة.
وقال يحيى بن سعيد: ما بالبصرة رجل أحب إلي من عبد الرحمن، وإنه لتأتي علي السنة ما ألقاه ولا يلقاني.(8/236)
وفي الكلاباذي: توفي وهو ابن اثنتين أو ثلاث وستين سنة. وقال عمرو بن علي: ولد سنة أربع وثلاثين، وتوفي وقد دخل في أربع وستين.
وفي " تاريخ القراب ": مات يوم الجمعة، وصلى عليه إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس أمير البصرة.(8/237)
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3254 - عبد الرحمن بن مهدي بن هلال حدث عن فضيل بن عياض.
روى عنه أسلم بن سهل الواسطي بحشل، ذكره الخطيب، وذكرناه للتمييز.
3255 - (د ق) عبد الرحمن بن مهران، مولى بني هاشم.
قال أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي: مجهول. وفي موضع آخر: فيه وفي شيخه عبد الرحمن بن سعد نظر.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: ليس بحديثه عندي بأس.
ولما ذكره ابن سعد في " الطبقة الرابعة " قال: له أحاديث.
3256 - (م س) عبد الرحمن بن مهران أبو محمد المدني، مولى الأزد.
قال أبو الحسن الدارقطني، وسأله عنه البرقاني: شيخ مدني يعتبر به.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن حبان وابن خزيمة والحاكم، وقال: صحيح ورواته مدنيون، ويحيى بن سعيد هو الإمام في انتقاد الرجال، ولم يخرجاه إذ لم يرو بغير هذا الإسناد.
ولما ذكره مسلم بن الحجاج في " الطبقة الأولى " من أهل المدينة عرفه بمولى أبي هريرة.
3257 - (خ 4) عبد الرحمن بن أبي الموال زيد، وقيل عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموال، أبو محمد المدني، مولى علي بن أبي طالب.
قال المنتجيلي في " تاريخه ": ضربه أبو جعفر المنصور أربعمائة سوط على(8/238)
أن يخبره عن محمد بن عبد الله أين هو فلم يخبره، فحدره إلى العراق فلم يزل محبوسا عنده حتى ولي المهدي فأخرجه.
وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل: كان محبوسا في المطبق حين هزموا هؤلاء قال: وكان يروي حديثا منكرا: ابن المنكدر عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في " الاستخارة ". ليس أحد يرويه غيره، وأهل المدينة يقولون: إذا كان حديث غلط. قالوا: ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس يحيلون عليهما.
وقال ابن عدي: ولعبد الرحمن أحاديث غير ما ذكرت، وهو مستقيم الحديث، والحديث الذي أنكر عليه حديث " الاستخارة "، وقد روى حديث الاستخارة غير واحد من الصحابة كما رواه ابن أبي الموال.
وقال ابن قانع: ويقال مولى أبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
3258 - عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، أبو سلمة الشامي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وكناه أبا شريح. وقال: روى عنه حريز وأبو خالد.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال ابن القطان: مجهول الحال، لا يعرف روى عنه سوى حريز، وعاب على عبد الحق سكوته عن حديثه في " مسح الرأس ".
وقال أبو جعفر الطبري في كتابه " تهذيب الآثار ": إسناده صحيح.
وفي " الموالي " للكندي: أبو ميسرة عبد الرحمن بن ميسرة مولى الملامس بن جذيمة بن سليع من حضرموت ثم من الاشبا كان فقيها.(8/239)
وقال ابن بكير ثنا عبد الرحمن بن ميسرة أبو ميسرة الحضرمي، وكان فقيها عفيفا شريفا. وعن ابنه عبد العزيز بن عبد الرحمن: ولد أبي سنة عشرين ومائة وكان أول من أقرأ بمصر بحرف نافع قبل الخمسين ومائة، قال: وأبوه مولى لبني حديج وتوفي سنة ثمان وثمانين ومائة.
وقال ابن بكير: توفي في أيام العمري، وكان من شهود العمري العاصي ومن أهل الأمانات عنده.
3259 - (ق) عبد الرحمن بن ميمون البصري، مولى عبد الرحمن بن سمرة.
روى عن: عوف الأعرابي، وأبيه.
روى عنه: زيد بن حباب.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: عبد الرحمن بن ميمون بن موسى التميمي سمع عوفا الأعرابي وأباه، روى عنه زيد بن حباب ويعقوب بن إسحاق الحضرمي.
وفي " تاريخ البخاري ": عبد الرحمن بن ميمون بن موسى التميمي، وفي نسخة التيمي، سمع عوفا، روى عنه زيد بن حباب.(8/240)
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه "، وذكره ابن حبان في " الثقات " كما ذكره المزي، وحرصت على وجدانه في " الثقات " فلم أجده، ولا أستبعده، فينظر.
3260 - (ع) عبد الرحمن بن أبي نعم النجلي أبو الحكم الكوفي العابد.
ذكره ابن سعد في " الطبقة الثانية "، وقال: وهو الذي كان يحرم من السنة إلى السنة، وكان ثقة وله أحاديث.
وفي " كتاب الصيريفيني ": عن بكير بن عامر: كان ابن أنعم يواصل أربعة عشر يوما حتى نعوده.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم: ذكر أبي عبد الرحمن بن أبي نعم وذكر له فضلا وعبادة في كتاب " التمييز " للنسائي: ثقة.
وفي " تاريخ الفسوي ": قال ابن أبي نعم للحجاج لا تسرف في القتل إنه كان منصورا. فقال الحجاج: أمكنني الله من دمك. فقال: إن من في بطنها أكثر مما على ظهرها. وذكره مسلم.
3261 - (د) عبد الرحمن بن النعمان بن معبد هوذة الأنصاري، أبو النعمان المدني.
قدم الكوفة، ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".(8/241)
وقال ابن [ق6/أ] حبان في " صحيحه ": حدثنا إبراهيم بن خزيم ثنا عبد بن حميد ثنا عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري ثنا سليمان بن قتة قال: قال أبو سعيد: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية عليهم أبو سعيد، فذكر حديث " الرقية بفاتحة الكتاب ".
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: عبد الرحمن بن النعمان متروك.
وذكر المزي أنه روى عن محمد بن كليب، وابن حبان فرق بين عبد الرحمن بن النعمان الراوي عن محمد بن كليب وبين الراوي عن سليمان بن قتة وذكر في هذه الطبقة - أيضا - عبد الرحمن بن النعمان المدني، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه الأوزاعي. ذكرناه للتمييز.
3262 - (خ م د) عبد الرحمن بن نمر اليحصبي، أبو عمرو الدمشقي.
قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني: هو ضعيف في الزهري.
وقال أبو زرعة الدمشقي في " تسمية نفر يروون عن الزهري " فذكرهم، قال: وأما عبد الرحمن بن نمر فحديثه عن الزهري مستو.
وخرج له أبو نعيم الحافظ " مسندا " في جزء ضخم.
وقال أبو أحمد الحاكم: مستقيم الحديث.
وقال دحيم: ما أعلم أحدا روى عنه غير الوليد.
وفي " كتاب عباس " عن يحيى: الذي روى عن الزهري يقال له: ابن نمر، وهو ضعيف في روايته عن الزهري.(8/242)
والذي نقله عنه المزي ضعيف. يعني بغير تعيين فينظر.
وكما ذكرناه عن الدوري نقله عنه الساجي وغيره.
وذكره العقيلي في " جملة الضعفاء ".
وقال البرقي: شامي يروي عن الزهري ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: ذكر الذهلي أصحاب ابن شهاب فقال: وعبد الرحمن بن نمر اليحصبي وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر وهما ثبتان، قد ظهر لابن مسافر قطعة من حديث الزهري ولم يظهر لابن نمر إلا يسير وأظن لو فتش الناس عنه لوجدوا عنده علما من علم الزهري والدليل على ذلك أنك لا تكاد تجد [لابن نمر حديثا عن الزهري إلا ودون الحديث مثله يقول سألت الزهري عن كذا فحدثني] عن فلان وفلان، فيأتي بالحديث على وجهه.
قال: ومن الأوهام: -
3263 - عبد الرحمن بن نهشل.
عن الضحاك عن ابن عباس رفعه: " الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة في سنام البعير ". وعنه عبد الرحمن بن محمد المحاربي.
قال: هكذا وقع عنده - يعني ابن ماجه - في جميع الروايات عنه، وهو وهم(8/243)
فاحش وتخليط قبيح، والصواب عن المحاربي عبد الرحمن عن نهشل، ولا نعلم في رواة الحديث من اسمه عبد الرحمن بن نهشل. انتهى كلامه.
وهو غير جيد، لأن الذي ثبت في أصل سماعنا من ابن ماجه من نسخة كتبت من أصل أبي زرعة عن جبارة بن المغلس عن المحاربي عبد الرحمن بن نهشل [ق6/ب] بن سعيد، وهذا يوضح أن ليس في الأصل وهم لأنه هو منسوب فيه، وكذا هو في أصل بخط المرادي من غير كشط ولا تردد، وكذا ذكره الحافظ ابن عساكر في كتاب " الأطراف " نسختي التي هي بخط ابن هشام، وكتبها من خطه، وقابلها الحافظ الضياء المقدسي، رحمهم الله تعالى.
3264 - (د ق) عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد الكوفي، أبو نعيم النخعي الصغير، ابن بنت إبراهيم النخعي.
ذكره العقيلي في كتاب " الجرح والتعديل "، وقال: ضعفه أبو نعيم الفضل بن دكين.
وقال البخاري: فيه نظر، وهو صدوق في الأصل.
وقال أحمد بن صالح: كوفي ثقة ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: اختلفوا فيه وهو عندي في " الطبقة الرابعة من المحدثين ".
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان - الذي ذكر المزي أنه وثقه، ولو نقل من أصل لوجده فيه - قال: مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة ومائتين.(8/244)
وقال ابن عدي: وعامة ما له لا يتابعه الثقات عليه، وفي قول المزي: قال البخاري مات سنة إحدى عشرة ومائتين أو نحوها نظر، لأن البخاري إنما ذكره في " تاريخه الأوسط " فقال: مات الحسن بن عطية في سنة إحدى عشرة ومائتين أو نحوها، ومات عبد الرحمن بن هانئ أبو نعيم النخعي الكوفي قريبا منه.
وقال القراب في " تاريخه ": ثنا أحمد بن إسماعيل أنبا الزهيري ثنا البخاري: مات الحسن بن عطية. فذكره، لم يغادر حرفا.
وجزم ابن قانع بوفاته سنة إحدى عشرة.
3265 - (ع) عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبو داود المدني مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ويقال مولى محمد بن ربيعة.
ذكره خليفة ابن خياط في " الطبقة الثانية ".
وفي كتاب " الثقات " لابن خلفون: عبد الرحمن بن هرمز، وقيل: ابن حسان، وقيل: ابن كيسان، والأول أشهر، وهو من جلة التابعين، ومن الأثبات في أبي هريرة، وكان مقرئا للقرآن، وأروى الناس عنه أبو الزناد.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " فقال: كنيته أبو داود، وقد قيل: أبو حازم، وكان يكتب المصاحف.
وقال البخاري: مولى بني المطلب، مات قريبا من سنة سبع عشرة.(8/245)
[ق7/أ] وقال غندر: ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، ثنا عبد الرحمن بن كيسان الأعرج.
وفي " كتاب البلاذري ": أراد عبد الرحمن بن هرمز الشخوص إلى يزيد بن عبد الملك. وكان على ديوان أهل المدينة، فأرسلت إليه فاطمة ابنة الحسين بن علي وعرفته أن عبد الرحمن بن الضحاك الفهري خطبها، وسألته أن ينهي ذلك ليزيد.
وقال الحاكم أبو أحمد: عبد الرحمن بن هرمز ويقال: ابن كيسان.
وقال أبو عبد الله المقدمي: عبد الرحمن الأعرج يكنى أبا محمد، أحسبه مات بالإسكندرية.
وقال الحاكم أبو عبد الله: هرمز عبد.
وفي " تاريخ ابن عساكر ": قال عبد الرحمن: إني أريد أن آتي الإسكندرية فأرابط بها، فقيل له: وما نصنع بها وما عندك قتال، وما تكون في مكان إلا كنت كلا على المسلمين؟ قال: سبحان الله فأين التحضيض؟ قال: وكان شيخا كبيرا فخرج إليها.
وذكر المدائني أنه توفي سنة تسع عشرة وذكر صاحب " التعريف بصحيح التاريخ ": حدثني جماعة من مشايخ بلدنا عن أسد بن الفرات أنه كان يقول: أهل المدينة ثلاث طبقات:
الأولى: سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار فكان سليمان أفقه الرجلين والذكر لسعيد.
الثانية: ربيعة وعبد الرحمن الأعرج بن هرمز، فكان ابن هرمز أعلم الرجلين والذكر لربيعة ثم ذكر الثالثة.(8/246)
وذكر ابن سعد عن الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه توفي الأعرج سنة عشر ومائة. وكذا ذكره أبو حفص عمرو بن علي الفلاس في " تاريخه "، وتبعهما على ذلك غير واحد من المتأخرين منهم أبو الوليد الباجي، قدمه على سنة سبع عشرة. وغيره، فينظر في قول المزي: هذا وهم. تابعا صاحب " الكمال " وغيره، ولم يستدل على صحة ذلك ما يثلج به القلب، وكأنه نظر إلى الكثرة وهو - لعمري - جزم بذلك، أو يكون في وفاته قولان كغيره من الناس، فلا وهم إذا لكبر من قال ذلك وشهرته بالعلم في الوفيات، لا سيما وقد عزى ذلك إلى تلميذه أبي الزناد وهو من أعرف الناس به وأخصهم.
وفي كتاب أبي سعيد السيرافي في " أخبار النحويين "، و " كتاب أبي عمرو الداني ": روى عنه القراءة عرضا نافع بن أبي نعم.
وذكر ابن لهيعة عن أبي النضر: الأعرج أول من وضع العربية، وكان أعلم الناس بأنساب قريش.
وقال مصعب بن ثابت: رأيت الأعرج يبيع المصاحف.
وفي " تاريخ " علي بن عبد الله التميمي، الأخذ عن ابن عيينة وشبهه، ومن خط ابن أبي هشام مجودا أنقل: الأعرج مولى عامر بن ربيعة بن الحارث.
وذكره أبو [ق7/ب] محمد بن حزم في " الطبقة الأولى " من قراء أهل المدينة، وقال: هو مشهور.
وفي " صحيح البخاري " مولى بني عبد المطلب. قال النووي: كذا وقع في " الصحيحين ".(8/247)
والذي ذكره ابن سعد وغيره: أنه حليف بني المطلب بن عبد مناف وكان جده حالفه انتهى.
وهو غير جيد يحتاج إلى نظر، لأنا قد أسلفنا أن أباه كان عبدا فترى جده من هو.
3266 - (قد) عبد الرحمن بن هنيدة، ويقال: ابن أبي هنيدة، القرشي، مولى عمر بن الخطاب، ورضيع عبد الملك.
قال النسائي في " التمييز "، والعجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه ".
وفي " تاريخ البخاري ": عبد الرحمن بن هنيدة، وقيل: ابن أبي هنيدة، وقال ابن المبارك: عن معمر عن عبد الملك بن أبي هنيدة، وعن يونس، عن الزهري، عن ابن أبي هندية. والأول أصح.
وذكره مسلم في " الطبقة الأولى من المدنيين ".
3267 - (بخ م د س ق) عبد الرحمن بن هلال العبسي الكوفي.
قال العجلي: تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: وثقه ابن عبد الرحيم.
وفي " كتاب الصيريفيني ": خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
3268 - (ت ق) عبد الرحمن بن واقد بن مسلم، أبو مسلم، البغدادي الواقدي.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": بغدادي فيه ضعف.(8/248)
وخرج الحاكم النيسابوري حديثه في " مستدركه ".
وقال ابن عدي: حدث بالمناكير عن الثقات، ويسرق الحديث، وسمعت عبدان الأهوازي وذكر حديث " من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة " هذا حديث دحيم عن ابن أبي فديك وسرق الواقدي من دحيم فرواه عن ابن أبي فديك ثم ذكر أبو أحمد حديثا آخر وقال هذا الحديث تبين ضعفه وسرقته للحديث لا وهذا الحديث يعرف بضمرة عن إسماعيل بن عياش وادعاؤه هذا الحديث عن ابن عياش نفسه فهو في ذلك أبطل، وقال: الباطل.
3269 - عبد الرحمن بن وردان، أبو بكر الغفاري المكي، مؤذن محمد بن إبراهيم أمير مكة.
ذكر البخاري في تاريخه: وعن أبي بكر المكي: رأيت أنسا وابن المسيب، وقال سعيد بن سليمان: ثنا محمد بن سليمان الأصبهاني، ثنا عبد الرحمن بن وردان، كان من أهل وادي القرى قال: دخلنا على أنس بالبصرة؛ وقال أحمد بن منيع: ثنا مروان بن معاوية، عن عبد الرحمن به وردان سمع أنسا بمنى.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وابن خلفون، وقال: أرجو أن يكون من أهل " الطبقة الثالثة من المحدثين ".
3270 - (م 4) عبد الرحمن بن وعلة، ويقال: ابن أسميفع، ويقال ابن السميفع بن وعلة، السبائي مصري.
ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر. [ق8/أ].(8/249)
3271 - (ت ق) عبد الرحمن بن يربوع المخزومي.
قال أبو موسى المديني في كتابه " معرفة الصحابة ": أنبا محمد بن رجاء، أنبا أحمد بن أبي القاسم، أنبا أحمد بن موسى، ثنا أحمد بن محمد بن عاصم، ثنا محمد بن إبراهيم بن أبان، أنبا بكر بن بكار، ثنا علي بن المبارك، ثنا يحيى بن أبي كثير قال: كان المؤلفة قلوبهم ثلاثة عشر رجلا ثمانية من قريش فيهم أبو سفيان بن حرب والحارث بن هشام وعبد الرحمن بن يربوع من بني مخزوم. وذكر الباقين.
وقال البزار في " مسنده ": عبد الرحمن بن يربوع أدرك الجاهلية.
ولما ذكره البغوي في " الصحابة " قال: سكن المدينة، وبلغني أنه ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
3272 - (س ق) عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، السليمي الدمشقي، أخو عبد الله.
قال البزار في كتاب " السنن ": لين الحديث.
وفي كتاب " الضعفاء " لابن الجارود: ضعيف في الزهري وغيره.
وقال الساجي: ضعيف الحديث، يحدث عن مكحول أحاديث مناكير، وذكره العقيلي وأبو القاسم البلخي في " جملة الضعفاء ".
وفي كتاب ابن عدي عن أبي زرعة: قلت لدحيم: ما تقول في عبد الرحمن بن يزيد؟ فقال: له حديث بعيد.(8/250)
وقال الدارقطني: ضعيف. وفي " رواية البرقاني ": متروك.
وقال ابن حزم: ضعيف.
3273 - (ع) عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أبو عتبة، الأزدي الداراني الدمشقي.
قال البزار في " مسنده ": وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة.
قال المزي: وقال البخاري: يقال مات سنة ست وخمسين. انتهى.
وفي " التاريخ الكبير " لمحمد بن إسماعيل: وقال حماد بن مالك: مات سنة أربع وخمسين. زاد في موضع آخر: وقال غيره مات سنة ست. وقال يحيى بن بكير: مات سنة ثلاث وخمسين لم أر قوله يقال في " تواريخه " فينظر.
وكما ذكرناه نقله عنه القراب وغيره.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه الذهلي محمد بن يحيى وغيره.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وهو ابن بضع وثمانين سنة.
وفي " تاريخ المنتجالي ": كان يخضب بالحناء، وكان طويلا، وكان أكبر من ابنه عبد الله بثلاث عشرة أو أربع عشرة. وعن زُبيد [ق8/ب] الأيامي: كانوا يرون أن عبد الرحمن لا يعمل شيئا إلا وهو يريد به وجه الله تعالى.(8/251)
وذكره خليفة في " الطبقة الثالثة ".
وذكره هشام بن الغاز أن أبا جعفر المنصور كتب إليه وإلى عبد الرحمن بن يزيد فقدما عليه.
وفي " تاريخ ابن عساكر ": ولد عبد الرحمن ويزيد بالشام: وعن عبد الرحمن قال: كنت أرتدف خلف أبي أيام الوليد بن عبد الملك، فقدم علينا سليمان بن يسار. وقال ابن جابر: وكنت ألي المقاسم في أيام هشام، وصليت بسليمان بن موسى وكنت أسن منه.
وقال خالد بن اللجلاج لمكحول: سل هذا عما كان وعما لم يكن - يعني ابن جابر. وكان الوليد يثني عليه.
وقال دحيم: هو بعد زيد بن واقد في مكحول.
وقال ابن مهدي: إذا رأيت الشامي يذكر الأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد وسعيد بن عبد العزيز فاطمأن إليه.
وقال أبو حفص الفلاس: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ضعيف الحديث، حدث عن مكحول أحاديث مناكير، وهو عندهم من أهل الصدق، روى عنه أهل الكوفة أحاديث مناكير.
وذكره ابن شاهين في " الثقات ".(8/252)
3274 - (خ 4) عبد الرحمن بن يزيد بن جارية الأنصاري أبو محمد المدني أخو مجمع.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " فقال عبد الرحمن بن يزيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك [عوف] من بني عمرو بن عوف، كان مولده في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يقال: مات سنة ثلاث وتسعين، روى عنه أهل المدينة والأعرج.
وقال أبو نعيم الحافظ: ذكره محمد بن إسماعيل في " التابعين "، وسماه غيره في الصحابة.
وقال ابن سعد: ولد عبد الرحمن: عيسى – قتل يوم الحرة -، وإسحاق، وجميلة، وأم عبد الله، وأم أيوب، وأم عاصم، وجميلا وعبد الكريم، وعبد الرحمن.
وذكره مسلم في الطبقة التي تلي طبقة الذين ولدوا في أيامه - صلى الله عليه وسلم -.
وذكره خليفة في " الطبقة الأولى "، وقال: مات سنة [ق9/أ] ثمان وتسعين، وقد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال ابن خلفون لما ذكره في " الثقات ": ومات سنة ثلاث وقيل سنة ثمان وتسعين، وقال: وثقه أحمد بن صالح العجلي والبرقي، وهو أجل من أن يقال فيه: ثقة.(8/253)
وذكره أبو أحمد العسكري في " فصل: من ولد في أيام النبي - صلى الله عليه وسلم – " ولم يرو عنه شيئا.
وقال الحاكم قلت له - يعني الدارقطني -: عبد الرحمن بن يزيد بن جارية الأنصاري قال: ثقة.
وفي " كتاب ابن ماكولا ": اختلف في اسم أبيه فقيل زيد، رواه أحمد بن حنبل، عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن سعد بن إبراهيم، عن الحكم بن ميناء ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وخالفهما الحسن بن مكرم فرواه عن يزيد بن هارون فقال: يزيد. والله تعالى أعلم بالصواب.
وجزم القراب بوفاته سنة ثمان وتسعين. وكذا ذكره أبو سليمان بن زبر، وعبد الباقي بن قانع، وعلي بن عبد الله التميمي، والواقدي في " تاريخه "، ويعقوب بن سفيان الفسوي في آخرين.
3275 - (ع) عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي، أبو بكر الكوفي، أخو الأسود، وابن أخي علقمة، ووالد محمد.
ذكره ابن حبان في " كتاب الثقات " وقال: قتل في الجماجم سنة ثلاث وثمانين.
وزعم المزي أن ابن سعد قال: توفي قبل الجماجم في ولاية الحجاج. وكأنه لم ير كتاب " الطبقات " حالتئذ، ولو رآه لرأى أنه ذكره في " الطبقة الأولى " فقال: عبد الرحمن بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن(8/254)
سلامان بن كهيل بن بكر بن عوف بن النخع.
وعن الحسن بن عبيد الله قال: كان عبد الرحمن يصفر لحيته. وقال مسلم: رأيته يصلي وعليه عمامة غليظة الكور فرأيته يسجد على الكور وقد حالت بين جبهته وبين الأرض.
قال: وقالوا: توفي بالكوفة في ولاية الحجاج قبل الجماجم، وكان ثقة وله أحاديث انتهى.
فهذا كما ترى قد أخل بمقاصد كثيرة عرى كتابه منها.
الثاني: أن وفاته إنما ذكرها [ق9/ب] ابن سعد نقلا لا استبدادا، والله تعالى أعلم.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وقال عبد الرحمن السُّلمي: وسألته يعني الدارقطني عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس؟ فقال: هو أخو الأسود، وابن أخي علقمة، وكلهم ثقات.
وذكره خليفة في " الطبقة الأولى "، وكذلك مسلم بن الحجاج.
3276 - (س ق) عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، أخو خالد ومعاوية.
قال البخاري في " تاريخه الكبير ": ثنا موسى، ثنا إبراهيم، ثنا يزيد بن عبد الله، عن أبي طوالة قال: سمعت عمر بن عبد العزيز سأل عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية عن السقط فقال: بلغني.(8/255)
وقال ضمرة: عن رجاء بن أبي سلمة عن الوليد بن مسلم قال: قدم عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية على عمر بن عبد العزيز فرفع إليه دينا فوعده، أراه ابن أبي سفيان القرشي أخا خالد بن يزيد حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال [] عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية ثقة.
وقال ابن عساكر: كان ناسكا خيرا، وعن الوليد بن هشام كان عمر بن عبد العزيز يرق عليه لما هو عليه من النسك.
وقال الغلابي: كان يقال: أربعة كلهم عبد الرحمن وكلهم عابد وكلهم من قريش: عبد الرحمن بن زياد بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن يزيد بن معاوية ويقال: إنه أفضلهم.
وعن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كان عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية خلا لعبد الملك، فلما مات عبد الملك وتصدع الناس عن قبره، وقف عليه فقال: أنت عبد الملك الذي كنت تعدني فأرجوك، وتوعدني فأخافك أصبحت وليس معك من ملكك غير ثوبيك، ثم رجع إلى أهله فاجتهد في العبادة حتى صار كالشن البالي، فدخل عليه مسلمة بن عبد الملك فعاتبه في ذلك، فقال له: أخبرني [ق10/أ] عن حالك؟ فذكر الحكاية التي في " كتاب المزي ": أنه قال لبعض أصحاب أبا فلان: أخبرني عن حالك؟ فذكرها.
والعجب منه، إنما نقل ترجمته من كتاب ابن عساكر وأغفل ما أسلفناه في مثل هذه الترجمة الضيقة، والله أعلم.(8/256)
3277 - (ت) عبد الرحمن بن يزيد، أبو محمد، اليماني القاص، من أبناء الفرس.
خرج الحاكم حديثه في " مستدركه " وكذلك أبو محمد الدرامي.
3278 - (م 4) عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، مولاهم، المدني، والد العلاء.
قال أحمد بن صالح: مدني تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن حبان والحاكم.
ووقع في " تاريخ البخاري " قولة غريبة لم يقله أحد غيره، فيما أرى، حكاها عن ابن يعيش أنه قال: حرقة من همدان. وهو غير جيد، إنما هم من قضاعة على ذلك اتفق النسابون.
وذكره خليفة بن خياط وابن سعد في " الطبقة الثانية " من أهل المدينة، ومسلم في " الطبقة الأولى ".
3279 - عبد الرحمن بن يسار مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
له ذكر في " التيمم " عند مسلم في حديث الجهم، لم ينبه عليه المزي كعادته.(8/257)
3280 - عبد الرحمن بن يعمر الديلي له صحبة عداده في أهل الكوفة.
قال مسلم بن الحجاج في كتاب " الوحدان ": وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابوري، وأبو الفتح الأزدي، وابن عبد البر: لم يرو عنه غير بكير.
وقال ابن حبان: من أهل مكة شهد حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسكن الكوفة، ويقال: إنه مات بخراسان.
وقال العسكري: أتى خراسان. وذكر له هو والطبراني: حديث " الحج "، وحديث " النهي عن الخنتم والنقير ".
وقال البغوي والبرقي: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثين. فذكرهما.
وهو رد لقول أبي عمر: لم يرو غيره - يعني حديث الحج - والله تعالى أعلم.
3281 - (خ) عبد الرحمن بن يونس بن هاشم الرومي، أبو مسلم، المستملي لابن عيينة، البغدادي، مولى المنصور.
قال صاحب " زهرة المتعلمين ": مات سنة خمس وعشرين ومائتين، وروى عنه البخاري أربعة أحاديث.
وقال البخاري في " الأوسط ": جاءنا نعي [ق10/ب] هلال بن فياض وأبي مسلم المستملي وإسماعيل بن الخليل سنة خمس وعشرين.(8/258)
وفي " ثقات " ابن حبان: ولد سنة أربع وستين ومائة.
3282 - عبد الرحمن بن يونس بن محمد الرقي، أبو محمد، السراج.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثقة، أنبأ عنه ابن المحاملي وأبو صالح.
وذكره أبو عروبة الحراني في السادسة من أهل حران، وقال: كان لا يخضب، وكان حاجا في سنة ست وأربعين ومائتين، ومات بعد ذلك.
وزعم المزي أن هذه الترجمة مذكورة في كتاب " الكمال ". فينظر في قوله، فإني لم أرها، والله تعالى أعلم.(8/259)
من اسمه عبد الرحيم وعبد الرزاق
3283 - (ق) عبد الرحيم بن زيد بن الحواري، أبو زيد، العمي البصري.
قال الساجي: عنده مناكير، ولما ذكره أبو جعفر العقيلي في " جملة الضعفاء " قال: قال يحيى بن معين فيه: كذاب خبيث.
وفي كتاب " التمييز " للنسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وذكره ابن شاهين وأبو القاسم البلخي في " جملة الضعفاء ".
وقال عبد الله بن علي ابن المديني عن أبيه: ضعيف.
وفي " كتاب ابن الجارود ": ليس بشيء.
وقال ابن السمعاني: كان ضعيفا.
وفي كتاب النسائي: متروك الحديث.
وذكره البخاري في " فصل من مات بين الثمانين ومائة إلى التسعين ".(8/260)
3284 - (ع) عبد الرحيم بن سليمان الكناني، ويقال: الطائي، أبو علي المروزي الأشل، سكن الكوفة.
قال العجلي: ثقة، متعبد، كثير الحديث.
وقال ابن المديني: لا بأس به.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: الكناني أصح. وكذا قاله الكلاباذي وغيره.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مولى يحيى بن محمد الثقفي.
وقال أبو جعفر محمد بن عبد الكريم العبدي: راوي كتاب " الطبقات " عن الهيثم: عبد الرحيم لم يعرفه الهيثم بن عدي.
ولما ذكره ابن شاهين في " الثقات " قال: قال عثمان: هو ثقة صدوق ليس بحجة.
3285 - (خ ق) عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أبو زياد، المحاربي الكوفي.
قال المزي: قال ابن سعد والبخاري: مات سنة إحدى عشرة، [ق11/أ] ومائتين. زاد ابن سعد: في رمضان. كذا ذكره، ومن خط المهندس وتصحيح الشيخ عليه، وهو غير جيد؛ لأن الذي ذكره ابن سعد في " الطبقة الثانية ": توفي بالكوفة في شعبان سنة إحدى عشرة ومائتين في خلافة المأمون وكان ثقة صدوقا.(8/261)
وكذا نقله غير واحد عنه منهم: أبو نصر الكلاباذي، بقوله: وقال كاتب الواقدي: توفي في شعبان سنة إحدى عشرة ومائتين.
وابن خلفون لما ذكره في كتاب " الثقات "، لم أرهم ذكروا عنه رمضان، والله تعالى أعلم.
وقال ابن قانع: صالح.
وقال ابن عساكر: مات في شعبان ويقال: في رمضان.
وفي كتاب " الزهرة ": كنيته أبو زياد، وقيل: أبو زيد، روى عنه البخاري خمسة أحاديث.
وفي كتاب " أولاد المحدثين ": روى عنه [].
3286 - (د س) عبد الرحيم بن مطرف بن أنيس بن قدامة بن عبد الرحمن أبو سفيان، الرؤاسي الكوفي، ثم السروجي، ابن عم وكيع.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا [عنه] أحمد بن أبي الحواري وقال كان من خيار مشايخنا.
وقال أبو علي الجياني في " مشايخ أبي داود ": كان ينزل سروج قرية من قرى الجزيرة، ومات بالثغر سنة الفداء.
وفي كتاب " الصلة " لمسلمة: روى عنه أبو داود الطيالسي.(8/262)
3278 - (د ت سي ق) عبد الرحيم بن ميمون المدني، أبو مرحوم، المعافري، مولاهم، ويقال: مولى بني ليث، أصله من الروم، سكن مصر، وقيل: اسمه يحيى والأول أشهر.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان زاهدا فاضلا يعرف بالإجابة والفضل، وهو عندي في " الطبقة الرابعة من المحدثين ".
وقال ابن عبد الرحيم التبان: أبو مرحوم ليس به بأس.
وقال ابن يونس في " تاريخه ": كان زاهدا، وكان يعرف بالإجابة في الدعاء والفضل.
قال يحيى بن بكير: [ق11/ب] كان زوج أخت رشدين بن سعد، يقال: توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة.
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن حبان، وأبو علي الطوسي.
3288 - (ت) عبد الرحيم بن هارون الغساني، أبو هشام، واسطي سكن بغداد.
قال ابن أبي حاتم: وكتب لأبي إبراهيم بن أورمة بخطه، عن شيخ بسامراء يقال له: إبراهيم بن جابر المروزي عن عبد الرحيم بن هارون نحو ورقة، فلم يأته ولم يسمع منه.
وذكره أسلم بن سهل تلوا تلوا توفي نحو المائتين.(8/263)
3289 - عبد الرزاق بن عمر أبو بكر الثقفي الدمشقي الكبير.
قال ابن حبان البستي: يقلب الأخبار فاستحق الترك.
وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه، ضعيف الحديث، منكر الحديث. قال عبد الرحمن: ولم يقرأ علينا أبو زرعة حديثه. وقال: روى عن الزهري أحاديث مقلوبة، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال الساجي: ثنا أحمد بن محمد ثنا الهيثم بن حازم قال: كان عبد الرزاق بن عمر قد سمع من الزهري قديما، وأراد التحول إلى الرملة أو بيت المقدس فأخذ خرجين، فجعل كتبه في خرج جديد، وجعل نفقته وكسوته في آخر فجاء لص بالليل وهم نزول في منزل فسرق خرج الحديث، فاضطرب حفظه، كان لا يدري ما يقول.
وقال العقيلي: ذهبت كتبه فخلط واضطرب.
وقال البرقاني: سألت أبا الحسن عنه فقال: ضعيف. فقيل له: من أي شيء ضعفه؟ قال: قيل: إن كتابه عن الزهري ضاع، قيل له: هو في معنى صالح بن الأخضر؟ فقال: ذاك دون عبد الرزاق.
قال أبو بكر: وسألته عنه مرة أخرى، فقال: ضعيف يعتبر به.
وذكره البرقي في كتاب " الطبقات " في " باب من اتهم بالكذب في روايته عن الزهري ".
وقال الجوزجاني: [ق12/أ] سمعت من يوهن حديثه.
وذكره ابن الجارود في " جملة الضعفاء "، وقال: ليس هو بشيء.(8/264)
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال مسلم: ضعيف الحديث. وقال أبو بشر الدولابي ضعيف.
أبو زرعة الرازي: شهد له سعيد بن عبد العزيز بالسماع معه من الزهري إلا أنه ذكر أن كتابه ذهب. سمعت ذلك من أبي مسهر قال: ثم لقيني عبد الرزاق بعد فقال: قد جمعتها. من بعد ما أخبره أنها ذهبت قال أبو مسهر: فيترك حديثه عن الزهري، ويؤخذ عنه ما في سواه.
وقال سعيد بن عبد العزيز: ذهبت كتبه، وكان قد سمع من الزهري فأدخل عليه الأحداث شيئا فاضطرب. قال عبد الرزاق: لما ذهبت كتبه كان إذا سمع بعد ذلك حديثا من حديث الزهري قال: هذا مما سمعت.
وقال سعيد بن عبد العزيز: خلط واضطرب وفي رواية ابن أبي مريم عن يحيى: ليس بثقة، وفي رواية الغلابي: ضعيف.
وفي " رواية البرذعي " عن أبي زرعة وسأله عنه؟ فحرك رأسه، وقال: ضعيف الحديث يحدث عن الزهري أحاديث مقلوبة.
قال البرذعي: وأحاديثه عن غير الزهري ليس فيها تلك المناكير إنما المناكير(8/265)
في حديثه عن الزهري لقصة ثالثة. قال تتبعت أحاديثه بعد ما حدثنا أبو زرعة فوجدت حديثه عن إسماعيل بن عبيد الله مستقيما لا ينكر منه شيئا.
وذكره الفسوي في باب من يرغب عن الرواية عنهم قال وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.
3290 - (د) عبد الرزاق بن عمر بن مسلم الدمشقي العابد الصغير.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وذكر المزي في من اسمه عبد الرزاق بن عمر آخر، وأغفل عبد الرزاق بن عمر الأزدي يكنى أبا محمد حدث عن القاضي أبي بكر الميانجي.
وعبد الرزاق بن عمر بن بلاح بن علي بن إبراهيم أبو بكر الشاشي.
روى عن: أبي الحسن عبد الباقي بن فارس وأبي عبد الله الحسين بن عبد الله الأزموي المعروف بالشوع ذكرهما ابن عساكر، وذكرناهما للتمييز.
3291 - (ع) عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم، اليماني، أبو بكر الصنعاني.
قال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بآخره، كتبت عنه أحاديث مناكير.
وقال عباس بن عبد العظيم العنبري، لما قدم من صنعاء: والله لقد تجشمت إلى عبد الرزاق، وإنه لكذاب والواقدي أصدق منه.
وقال أبو حاتم الرازي: هو أحب إلي من أبي سفيان المعمري ومن مطرف بن مازن وعبد الرزاق يكتب حديثه.(8/266)
وفي " رواية الدوري " عن يحيى: هو في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف.
وقال أبو جعفر السويدي: جاءوا إلى عبد الرزاق بأحاديث كتبوها ليس هي من حديثه، فقالوا له: اقرأها علينا. قال: لا أعرفها. قالوا له: اقرأها علينا ولا تقول فيه حدثنا، فقرأها عليهم.
وقال أبو القاسم البلخي: ذكر السباك أنه سمع صدقة يقول: لم يكن عبد الرزاق صاحب حديث، أنا نظرت في كتابه فرأيت يحيى بن أبي كثير سمعت ابن عمر.
وذكر ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى وقيل له: إن أحمد بن حنبل قال: إن عبيد الله بن موسى ترك حديثه بالتشيع. فقال: كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه، وما به ضعف، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله.
وفي " سؤالات أبي زرعة النصري لأحمد " قلت له: رأيت أحسن حديثا من عبد الرزاق؟ قال: لا.
وفي " تاريخ نيسابور " للحاكم: قال أبو إبراهيم إسحاق بن عبد الله السلمي: حجاج بن محمد نائم أوثق من عبد الرزاق [ق 12/ب] يقظان.
وذكره خليفة بن خياط في " الطبقة الخامسة " من أهل اليمن.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه على تشيع فيه، وكان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر، مات بعد أن(8/267)
عمي سنة إحدى عشرة ومائتين، وكان مولده سنة ست وعشرين ومائة.
الآجري سئل أبو داود عن عبد الرزاق والفريابي فقال: الفريابي أحب إلينا منه، وعبد الرزاق ثقة.
وسئل –أيضا - أيما أثبت في معمر هشام بن يوسف أو عبد الرزاق قال: عبد الرزاق.
سمعت الحسن بن علي سمعت عبد الرزاق وسأله علي بن هاشم أتزعم أن عليا كان على الهدى في حروبه؟ قال: لاها الله إذا يزعم على أنها فتنة وأتقلدها له هدى.
وقال أبو داود: كان عبد الرزاق يعرض بمعاوية، أخذ التشيع من جعفر.
وقال العجلي: ثقة يتشيع.
ولما ذكره ابن سعد في " الطبقة الرابعة من اليمانيين " قال: مات باليمن، ولهمام بن نافع رواية، وقد روى عن سالم بن عبد الله وغيره.
وفي " تاريخ المنتجيلي ": لم يكن له سفرة قط.
وقال ابن معين: هو مولى لمولى قوم من العرب.
وسئل عبد الرزاق عن نسبه فقال: كان جدنا نافع وأخت له مملوكين لعبد الله بن عباس، فاشتراهما ابن مغيث فاتخذ الجارية لنفسه وأعتق جدنا نافعا، فنحن مواليه ولاء عتاقة.
وقال إسحاق الدبري: كان عبد الرزاق مواظبا على الخضاب، وأراه كان يجدد الخضاب كل جمعة، لأني لم أر في شعره بياضا، وكان منزلنا ومنزله واحدا في قرية واحدة. قيل له: فما كان حال الجماعة عنده؟ ثم قال: قليل،(8/268)
ما أعلم أني رأيت عنده عشرين رجلا. قيل له: وقد ذكر لي بعض من هنا كثرة ما يجتمع عليه، فقال: كان هذا إذا قدم صنعاء، وأما في منزله فلا، وقد سمع منه كثيرا إذ بعث فيه إسحاق بن العباس الهاشمي وإلى صنعاء ليحمله إلى [ق13/أ] المأمون فحينئذ سمع منه في تلك الأيام، وكان المأمون أمر بحمله مكرما ولو على أعناق الرجال، وأن يدفع إليه لإزاحة علله ألف دينار، فأتى فقال له والي صنعاء: ترد قول أمير المؤمنين؟ فقال: إن أردت حملي فأت بأبي ودع جسدي. قال الدبري: فعافاه الله من غلظة إسحاق بن العباس وشدته.
وفي " الكمال ": عن عبد الوهاب بن همام قال: كنت عند معمر وكان خاليا، فقال: يختلف إلينا في طلب العلم من أهل اليمن أربعة: رباح بن زيد، ومحمد بن ثور، وهشام بن يوسف، وعبد الرزاق. فذكر كلاما آخره: فأما عبد الرزاق فخليق أن تضرب إليه أكباد الإبل.
قال محمد بن أبي السري: فوالله لقد أتعبها.
وعن أبي صالح محمد بن إسماعيل الضراري قال: بلغني وأنا بصنعاء عند عبد الرزاق أن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه، فدخلنا من ذلك غم شديد وقلنا أنفقنا ورحلنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه، فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج، فوافقت أبا زكريا ابن معين، فقلت: يا أبا زكريا ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق؟ فقال: ما هو؟ قلت: بلغنا أنكم تركتم حديثه، ورغبتم عنه. فقال: أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه.
وروينا عنه أنه قال: قدمت مكة فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث، فتعلقت بالكعبة، وقلت: يا رب مالي أكذاب أمدلس أنا؟ فرجعت إلى البيت فجاءوني.(8/269)
وقال ابن خلفون في كتاب " الثقات ": تكلم في مذهبه، ونسب إلى التشيع، وهو عندنا ثقة مشهور حجة، وثقه أحمد بن صالح والبزار وغيرهما، وهو أحفظ أصحاب معمر وأثبتهم من أهل صنعاء، وذكر أبو عبد الله الذهلي أصحاب معمر من أهل [ق13/ب] صنعاء، فقال: كان محمد بن ثور له صلاح وفضل ولم يكن يحفظ، وكان هشام ابن يوسف صحيح الكتاب عن معمر ولم يكن يحفظ، وكان عبد الرزاق أيقظهم في الحديث وكان يحفظ.
وعن إبراهيم بن عباد: كان يحفظ نحوا من سبعة عشر ألف حديث.
وأنشد له ابن عساكر في " تاريخه ":
كن موسرا إن شئت أو معسرا ... لا بد في الدنيا من الهم
فكلما زادك من نعمة ... زاد الذي زادك من غم(8/270)
من اسمه عبد السلام وعبد الصمد
3292 - (ق) عبد السلام بن أبي الجنوب المدني.
قال أبو الحسن الدارقطني: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات.
وقال ابن أبي حاتم: لم يقرأ علينا أبو زرعة حديثه.
وقال البزار في " مسنده ": لين الحديث.
وذكره العقيلي في " جملة الضعفاء ".
3293 - (ع) عبد السلام بن حرب بن سلم النهدي، أبو بكر، الملائي الكوفي، أصله بصري.
ذكره ابن حبان، وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي قول المزي: وقال البخاري عن أبي نعيم: مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة، نظر، لأن البخاري لم يذكره في شيء من تواريخه إلا في " التاريخ الكبير "، فقال: عبد السلام بن حرب أبو بكر الملائي، سكن الكوفة، سمع أيوب ويونس وأبا خالد الدالاني سمع منه أبو نعيم الفضل بن(8/271)
دكين، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة.
هذا جميع ما ذكره، وليس لأبي نعيم في وفاته ذكر، وكذا ذكره غير واحد عنه منهم: أبو الوليد الباجي، وأبو نصر الكلاباذي يقول: البخاري مات سنة ست أو سبع وثمانين.
ثم إني نظرت " تاريخ " أبو نعيم " الكبير " و " الصغير " فلم أره ذكر له وفاة، والله تعالى أعلم.
وقال النسائي في كتاب " التمييز ": ليس به بأس.
وذكره الدارقطني في كتاب " الجرح والتعديل " فقال: ثقة حجة.
وقال العجلي: قدم الكوفة يوم مات أبو إسحاق السبيعي، وهو عند الكوفيين ثقة ثبت، والبغداديون يستنكرون بعض حديثه، والكوفيون أعلم به.
وفي " كتاب يعقوب بن شيبة ": هو ثقة.
ولما ذكره ابن سعد في " الطبقة السابعة " من أهل الكوفة [ق14/أ]، قال: توفي بالكوفة سنة سبع وثمانين ومائة، وكان به ضعف في الحديث وكان عسرا.
وذكره الساجي والعقيلي والبلخي في " جملة الضعفاء ".
وزعم المزي أن ابن منجويه لم يذكره في " رجال مسلم " قال: وذكره اللالكائي فيمن أخرجا له جميعا. انتهى.(8/272)
زعم جماعة أنه ليس فيهم منهم: الدارقطني، والحاكم ابن البيع، والحبال، ومن خطه نقلت.
3294 - (د ت س) عبد السلام بن حفص، ويقال ابن مصعب، السلمي، ويقال الليثي، ويقال القرشي مولاهم، أبو حفص، ويقال أبو مصعب المدني، ويقال الطائفي، ويقال إنهما اثنان.
قال البخاري: عبد السلام بن حفص أبو مصعب المدني عن يزيد بن الهاد، سمع منه عبد الملك بن عمرو، وقال خالد بن مخلد: ثنا عبد السلام بن حفص الليثي عن عبد الله بن دينار، وقال عبيد الله بن موسى ثنا عبد السلام بن مصعب عن أبي حازم، قال محمد: والأول أثبت.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو رجل معروف.
3295 - (ت) عبد السلام بن شعيب بن الحبحاب المعولي البصري.
روى عن: أبيه روى عنه: ابنا أخيه صالح ومحمد.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
هذا جميع ما ذكره المزي، ولو حلف حالف أنه لم ير كتاب " الثقات " حالتئذ، أو أنه ما ينقل منه إلا بواسطة، لم يكن حانثا، أيجوز لمن ينقل من الأصل أن يدع منه في مثل هذه الترجمة الضيقة ما ذكره ابن حبان من عنده لا يتعدى بذكره من غيره: روى عنه أيضا عبد القدوس بن عبد الكبير والبصريون مات سنة أربع وثمانين ومائة.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: مات سنة أربع وثمانين ومائة وهو(8/273)
أخو أبي كثير بن شعيب، روى عن عبد السلام: نصر بن علي، ووهب بن يحيى بن زمام.
3296 - (ق) عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة، أبو الصلت، القرشي الهروي مولى عبد الرحمن بن سمرة.
قال أبو حاتم ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال أبو جعفر العقيلي: رافضي خبيث وذكر عن عبد الله بن أحمد تلينه [أنه غير] مستقيم الأمر.
وقال محمد بن طاهر المقدسي: كذاب.
وقال العجلي ثقة.
وقال النقاش والحاكم: روى أحاديث مناكير.
وسأل الآجري أبا دواد عنه فقال: كان فيه نظر [ق14/ب].
تنبيه: من هنا وقع سقط في أصل المخطوط إلى ترجمة عبد العزيز بن مسلم القسملي فليتنبه.(8/274)
من اسمه عبد العزيز
3297 - [ق15/ب] عبد العزيز بن مسلم القسملي مولاهم، أبو زيد المروزي، ثم البصري. نزل القسامل ويقال: أصلهم من مرو، ويقال: نزلوا بمرو.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: أصله من مرو.
وقال ابن خراش: بصري صدوق.
وفي رواية حمدان بن علي عن أحمد بن حنبل: كان رجلا صالحا.
وفي " تاريخ ابن قانع ": مات بمكة في ذي الحجة.
وفي قول المزي: قال أحمد بن حنبل وعمرو بن علي: مات سنة سبع وستين ومائة. إخلال، وذلك أن أحمد نص على الشهر فيما رأيته في " تاريخه الكبير ".
وقال القراب أيضا ما يؤيده: ثنا محمد بن أحمد بن الفضل ثنا محمد بن عبد الله بن يوسف ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال. أبي: مات حماد بن سلمة وعبد العزيز بن مسلم القسملي في ذي الحجة سنة سبع وستين ومائة.
وفي " تاريخ " محمد بن إسماعيل: ثنا محمد بن محبوب: مات حماد بن سلمة في آخر السنة حين بقي منها أحد عشر يوما، ومات عبد العزيز قبل حماد.(8/275)
وفي " تاريخ الفلاس ": مات سنة سبع وستين في آخرها. وكذا ذكره أيضا عنه الكلاباذي وغيره.
وفي ضبط المهندس وتصحيحه عن الشيخ: القسملي. وكتب تحت القاف خفضة. نظر، لأن الذي ضبطه ابن السمعاني بفتح القاف وسكون السين وفتح الميم. وكذا ذكره أبو علي الجياني في " تقييد المهمل " وغيره.
وقال النسائي في كتاب " التمييز ": ليس به بأس.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال يحيى بن معين وابن عبد الرحيم: ليس به بأس.
وقال ابن نمير وغيره: ثقة.
وقيل ليحيى: هو أحب إليك أو أبو عوانة؟ فقال: كلاهما ثقة.
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت يحيى بن حسان يقول: عبد العزيز كان من أفاضل الناس.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": كان خراسانيا.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال الساجي: صدوق قذف بالقدر والذي يضعفه القدر فقط.
وفي كتاب العقيلي: في حديثه بعض النكرة.(8/276)
3298 - (خت م ت) عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب، وقيل المطلب بن عبد الله بن المطلب ابن عبد الله بن حنطب، وقيل: المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " كذا ذكره المزي، وما أظنه [ق16/أ] رأى كتاب " الثقات " جملة، وذلك أن في كتاب " الثقات " تكنيته وفيها وفاته.
والمزي لم يذكرهما جملة لا من عنده ولا من عند غيره، فلو كان رأى الكتاب لما أخل بهما، وغالب موضوع كتابه مبني على هذين.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات "، الذي هو بيد صغار الطلبة: عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب، كنيته أبو طالب، أمه أم الفضل من بني مخزوم، مات في ولاية أبي جعفر، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه أبو غسان محمد بن يحيى الكناني.
وهذان الشخصان لم يذكرهما أيضا المزي.
وفي " كتاب الصريفيني " كان على قضاء المدينة زمن أبي جعفر، ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " كناه أبا المطلب، وقال: غمزه بعضهم، وهو عندي في " الطبقة الثالثة من المحدثين ".
وقال البرقاني: وسألته - يعني الدارقطني - عن عبد العزيز بن المطلب؟ فقال: شيخ مدني يعتبر به، وأبوه المطلب ثقة، وأخوه الحكم بن المطلب يقاربه ويعتبر به. والله تعالى أعلم.
وقال المرزباني في " معجمه ": كان على قضاء المدينة أيام أبي جعفر والمهدي وهو القائل:
ذهبت وجوه عترتي فتخرموا ... وبقيت بعدهم بشر زمان(8/277)
أبغي الأنيس فما أرى من مؤنس ... لم يبق لي سكن من الأسكان
3299 - (ق) عبد العزيز بن المغيرة بن أمي ويقال: ابن أمية المنقري، أبو عبد الرحمن، الصفار، بصري نزل الري.
ذكره ابن خلفون الأونبي في كتاب " الثقات " وقال: هو أفضل من عبد الله بن عاصم وذكره الداني وغيره في القراء، وروى الحروف عن عبد الوارث عن أبي عمرو، وروى عنه الحروف محمد بن عيسى الأصبهاني.
3300 - (س ق) عبد العزيز بن منيب بن سلام بن الضريس القرشي.
ذكره ابن حبان فقال: سمعت محمد بن سليمان بن فارس قال سمعت أبا الدرداء عبد العزيز بن منيب يقول: قلت ليحيى بن أكثم إنك إن أعطيتني خبيصا وجدتني لأكله حريصا. فقال له يحيى: إنك إن أعطيتني مقراضا وجدتني للحيتك قراضا.
وذكر المزي أن أبا القاسم قال: مات قريبا من سنة سبع وستين. انتهى.
الذي في " كتاب أبي القاسم " بخط الدفوفي وبخط ابن سيد الناس: توفي بعد سنة سبع وستين ومائتين.
والذي ذكر وفاته في سنة سبع وستين جزما من غير تردد ابن حبان، الذي نقل المزي توثيقه من عنده، وأخل [ق16/ب] بذكر وفاته، وهي ثابتة في كتابه وتجشمها من عند غيره، وقد جزم بها - أيضا – القراب ولم يتردد، وتبعهما على ذلك غير واحد من المتأخرين.
3301 - (سي) عبد العزيز بن موسى بن روح اللاحوني، أبو روح البهراني الحمصي، ابن عم أبي اليمان الحكم.
قال ابن شاهين ثقة. كذا ذكره المزي، وما أدري من أين له كلام ابن شاهين، فإني لم أره نقل شيئا منه من أول كتابه إلى هنا، والذي في كتاب(8/278)
" الثقات "، لابن شاهين: عبد العزيز بن موسى اللاحوني قرية بحمص ثقة ثقة، روى عنه محمد بن عوف وأثنى عليه.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك "، ونص على هذه النسبة في كتاب " العلوم ".
ولم يذكرها ابن السمعاني ولا الرشاطي فمن بعدهما فيما أعلم، والله أعلم.
3302 - (د س) عبد العزيز بن يحيى بن يوسف البكائي مولاهم، أبو الأصبغ الحراني.
قال البخاري: عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ عن عيسى بن يونس عن بدر لا يتابع عليه.
قال أبو جعفر العقيلي: وهذا الحديث حدثناه علي بن الحسن الرازي قال: ثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ ثنا عيسى بن يونس عن بدر بن الخليل عن سلم بن عطية عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من حق جلال الله على العباد إكرام ذي الشيبة المسلم - الحديث ".
كذا ذكره المزي موهما أن ليس في كتاب البخاري غيره ما ذكر، وكأنه لم ير كتاب البخاري، إذ لو رآه لما احتاج أن يذكر الحديث من " كتاب العقيلي ".
قال البخاري في " التاريخ الكبير ": عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ الحراني، قال عبد العزيز بن يحيى: ثنا عيسى بن يونس عن بدر بن خليل الكوفي الأسدي عن سلم بن عطية الفقيمي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من إجلال الله تعالى على العباد(8/279)
[ق17/أ] إكرام ذي الشيبة المسلم، ورعاية القرآن لمن استرعاه الله إياه، وطاعة الإمام القاسط ". لا يتابع عليه.
وذكره ابن الجارود في كتاب " الضعفاء ".
وقال أبو عروبة: كان لا يخضب.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة "، وأبو علي الجياني في " رجال أبي داود ": من قرية من قرى حران تسمى با عبدي، روى عنه من أهل بلدنا بقي من مخلد.
وقد أسلفنا من " تاريخ قرطبة " أنه لا يروي إلا عن ثقة عنده.
وقال ابن عساكر: مات سنة ست، ويقال: سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وقال أبو عبد الله الحاكم: كان من أعلم أهل زمانه بالقرآن، وله كتب مصنفة في المعاني.
وفي كتاب " التهذيب ": مات بتل عيدي. والذي في " كتاب أبي عروبة ": با عبدي، فينظر.
3303 - (د) عبد العزيز، أخو حذيفة، ويقال: ابن أخي حذيفة.
كذا ذكره المزي مقدما الأخ على ابن الأخ، وقد قال أبو نعيم الأصبهاني الحافظ في كتابه " معرفة الصحابة ": عبد العزيز أخو حذيفة، ذكره بعض المتأخرين - يعني ابن منده، وهو وهم، والصواب عبد العزيز ابن أخي حذيفة.
وقال أبو إسحاق الطليطلي لما ذكره في كتابه في " الصحابة ": ذكره فيهم العثماني وذكره فيهم أيضا ابن فتحون في " مذيله ".(8/280)
من اسمه عبد الغفار وعبد الغني
3304 - (عس) عبد الغفار بن الحكم الأموي، مولاهم، أبو سعيد الحراني.
ذكر ابن حبان في كتاب " الثقات " أنه يكنى - أيضا - أبا خازم. فيما نقلته من خط أبي إسحاق الصريفيني.
3305 - (د س ق) عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد بن رداد، أبو صالح الحراني.
قال أبو عبد الله بن البيع: وسألته - يعني الدارقطني - عن: عبد الغفار بن داود الحراني؟ فقال: ثقة.
وقال ابن يونس في " تاريخ مصر ": كانت أمه من أهل البصرة بنت سعيد بن يزيد الأودي، كتب بالبصرة الحديث والفقه إلى أن رجع إلى مصر مع أبيه سنة إحدى وستين ومائة، وخرج إلى المغرب وكتب بها عن عبد الله بن فروخ وغيره وكان ثقة ثبتا حسن الحديث، وكان فقيها على مذهب أبي حنيفة، وكان أحد وجوه أهل مصر، ولما قدم المأمون إلى مصر كان يجالسه وله معه أخبار.
حدثني بذلك جماعة [ق17/ب] من شيوخنا، وكان لهم بحران نعم وقطيعة تعرف بهم، منهم: عبد العزيز بن داود وعبد الله بن داود الرادنيين.
وقال: دخلت الإسكندرية وموسى بن علي بن رباح بها يعيش، فرأيته وسلمت عليه، وأعجلني الخروج إلى المغرب فخرجت، ولم أسمع منه، ففاتني.(8/281)
توفي أبو صالح بمصر ليلة الجمعة في آخر الليل لثماني عشرة خلت من شهر شعبان سنة أربع وعشرين ومائتين. كذا قرأت على بلاطة قبره.
قال أبو سعيد: حدثني أبو خليفة الرعيني حدثني أبي: أن هذه كتب جدي محمد بن حميد، فوجدت فيها بخط أبي قرة محمد بن حميد: توفي أبو صالح عبد الغفار ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر شعبان سنة أربع وعشرين ومائتين.
وقال أبو أحمد بن عدي: كان عبد الغفار - يعني هذا - كاتب ابن لهيعة، وكان له ابن يقال له - داود وكان موسرا، وهو الذي كان المزني يكلمه بسبب الضعفاء، وكان لداود هذا ابن يقال له: أحمد، قد كتبت عنه.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه - يعني البخاري - ثلاثة أحاديث.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3306 - (د) عبد الغني بن رفاعة بن عبد الملك اللخمي، أبو جعفر بن أبي عقيل المصري. روى عن بكر والمفضل.
قال أبو سعيد بن يونس: مولده سنة ثلاث وستين ومائة، وتوفي في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين ومائتين. هذا جميع ما ذكره المزي من كلام ابن يونس موهما رؤيته " تاريخه "، وليس كذلك، فإنه إنما نقل ذلك من كتاب " الكمال "، ولو رأى " التاريخ " [لرأى] ابن يونس قال في " تاريخه ": عبد الغني ابن أبي عقيل رفاعة بن عبد الملك أبو جعفر، رأى الليث وحكى عنه، ورأى بكر بن مضر والمفصل بن فضاله، وكان فقيها فرضيا ثقة توفي يوم الجمعة لثمان وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان مولده في المحرم سنة ثلاث وستين ومائة.
وقال أبو علي الحياني: عبد الغني بن رفاعة صاحب الفرائض توفي بمصر لليلتين بقيتا من شهر [ق18/أ] ربيع الآخر سنة خمس وخمسين ومائتين،(8/282)
وكان مولده سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": عبد الغني بن أبي عقيل صاحب الفرائض، كان مولده سنة اثنتين وستين، وتوفي بمصر يوم الجمعة لثمان وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين.
قال ابن فضال: سمعته يقول: أدركت الليث بن سعد ورأيته يوما على برذون وغلامه رديفه، وقوم حول يقرؤون عليه.
وقال: رأيت المفضل بن فضالة يقضي بين الناس في المسجد وعليه وفرة قد فرقها، وكان حسن الجسم.
ورأيت بكر بن مضر وكان يجلس مع الليث في حلقته.
وقال ابن عساكر: مات يوم الجمعة لثمان وعشرين ليلة خلت من ربيع الآخر.
3307 - (س) عبد الغني بن عبد العزيز بن سلام القرشي، مولاهم المصري العسال.
قال ابن يونس: كان فقيها عاقلا. وقال علي بن أحمد علان: توفي سنة أربع وخمسين ومائتين.
كذا ذكره المزي موهما استيفاء ما في " كتاب ابن يونس "، وليس كذلك، إنما تبع صاحب " الكمال " حذو القذة بالقذة، فإن ابن يونس لما ذكر ولاءه في قريش قال: وقيل غير ذلك، قال: وحدثني علي بن أحمد بن سليمان علان قال: توفي عبد الغني يوم السبت لثلاث خلون من المحرم سنة أربع وخمسين ومائتين.
وحدثني عبد الغني بن محمد بن عبد الغني قال: توفي جدي في المحرم سنة أربع وخمسين ومائتين.(8/283)
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": مالكي المذهب، توفي بمصر في المحرم سنة أربع وخمسين ومائتين، يلبس الطويلة، وكان السلطان يرفع إليه أمور الناس فينظر فيها، روى عن أسد وغيره، روى عنه علان.
وقال ابن عساكر: مات يوم السبت لثلاث خلون من المحرم.
ولما ذكره ابن ماكولا عرفه بالفقيه.(8/284)
من اسمه عبد القاهر وعبد القدوس
3308 - (د ق) عبد القاهر بن السري السلمي، أبو رفاعة، ويقال: أبو بشر، البصري، من ولد قيس بن الهيثم.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " فقال: [ق81/ب] عبد القاهر بن السري بن شبيب بن قيس بن الهيثم أبو بشر الضرير.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، ويعقوب: " باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم "، وقال: كان منكر الحديث.
3309 - (د ت) عبد القاهر بن شعيب بن الحبحاب، أبو سعيد، المعولي البصري.
ذكره أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور ": سئل صالح بن محمد الحافظ عن عبد القاهر ابن شعيب؟ فقال: لا بأس به.
3310 - (ت ق) عبد القدوس بن بكر بن حنيس.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الترمذي وأبو علي الطوسي وأبو عبد الله الحاكم والدارمي.(8/285)
3311 - (ع) عبد القدوس بن الحجاج الخولاني أبو المغيرة الشامي.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": عبد القدوس بن الحجاج، يكنى أبا الحجاج، لا بأس به، روى عن الأوزاعي.
وفي كتاب " الزهرة ": روى مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن عنه، وروى عنه البخاري ثلاثة أحاديث، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. كذا هو مجود بخط مقروء معروف.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وذكره ابن سعد في " الطبقة السابعة من أهل الشام ". ذكرنا هذا اقتداء بالمزي في ذكره الشخص في الطبقة وإن لم يكن صاحب الكتاب ذكر فيه خيرا ولا شرا ولا شيئا ألبتة.
وفي " تاريخ محمد بن عبد الله الحضرمي ": توفي لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة ومائتين.
3312 - (خ ت س ق) عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب، أبو بكر، الحبحابي المعولي البصري العطار.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وروى في " صحيحه " عن علي بن نصر الجهضمي عنه.(8/286)
وخرجه - أيضا - الحاكم وأبو علي الطوسي.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": لا بأس به.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري أربعة أحاديث، وكان مقرئا.(8/287)
من اسمه
عبد الكبير وعبد الكريم وعبد المتعالي
3313 - (ع) عبد الكبير بن عبد المجيد، أبو بكر، الحنفي البصري، أخو أبي علي وشريك وعمير.
ذكره ابن سعد في " الطبقة السابعة ".
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: هم إخوة أربعة: أبو بكر، وأبو علي، وأبو المغيرة واسمه عمير وشريك - مات أبو بكر أولهم ثم مات بعده عمير بقليل ثم شريك بعدهم أبو علي، وخرج حديثه في " صحيحه ".
وقال أحمد بن صالح: مفتي أهل البصرة ثقة [ق19/أ].
وقال أبو علي الصدفي: سألت أبا جعفر العقيلي عنه فقال: ثقة، وأخوه عبد الحميد ثقة، والأخ الثالث ضعيف يعني عبد الله.
وفي " كتاب اللالكائي " قال أبو حاتم وأبو زرعة: هم ثلاثة إخوة وهم ثقات.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله بن شريك أبو بكر الحنفي مات سنة أربع ومائتين.(8/288)
وقال ابن قانع، وذكر وفاته في سنة أربع: ثقة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: هم أربعة إخوة لا يعتمد منهم إلا على أبي بكر وأبي علي.
وقال ابن القطان: أبو بكر ثقة بلا خلاف.
3314 - (م س) عبد الكريم بن الحارث بن يزيد الحضرمي، أبو الحارث، المصري العابد.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وفي " تاريخ البخاري ": كان أبوه يصغي إلى التشيع أو نحوه.
وقال النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": ثقة.
وفي " تاريخ ابن يونس ": روى عنه أبو يونس البرقي محمد بن عبد الله بن جريح.
وقال عمرو بن الحارث: وكان القاسم بن عبد الله عامل مصر أراد عبد الكريم بن الحارث على العمل فأبى، قال عمرو: فكلمته وخوفته القاسم فأبى، وقال: إن لي وليا أرجو ألا يسلمني.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان رجلا صالحا سنيا.
وقال الذهلي: كان فاضلا يصغي إلى الجماعة، وكان أبوه يصغي إلى علي فيما قيل.
وقال العجلي: ثقة.(8/289)
3315 - (س) عبد الكريم بن رشيد، ويقال: ابن راشد البصري.
نسبه ابن حبان - الذي نقل المزي توثيقه من عنده - قشيريا. وكذا ذكره البخاري في " تاريخه ".
وقال النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": ليس به بأس، ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال ابن نمير: عبد الكريم بن رشيد ثقة.
3316 - (ق) عبد الكريم بن روح بن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش البزار، أبو سعيد البصري، مولى عثمان بن عفان.
قال أبو حاتم: مجهول، ويقال: إنه متروك الحديث. كذا ذكره المزي، وهو غير جيد؛ لأن قائل ذلك غير أبي حاتم، اشتبه على المزي بقول ابنه آخره: سمعت أبي يقول ذلك. فظن أن ذلك كله من كلام أبي حاتم، وليس كذلك، يبين لك سياق كلامه: قال ابنه: عبد الكريم بن روح البصري روى عن الثوري. ورآه عمرو بن رافع وقال: دخلت عليه بالبصرة ولم أسمع منه. وهو مجهول، ويقال: إنه متروك الحديث فلم أسمع منه. سمعت أبي يقول ذلك.
فتبين لك أن قائل ذلك - أعني الجهالة - عمرو بن رافع لا أبو حاتم، والله تعالى أعلم.
وذكر القاضي عبد الجبار في " الطبقة السابعة من المعتزلة ": عبد الكريم بن روح البصري روى عن الثوري وغيره ونسبه غفاريا عسكريا، وقال: وكان من(8/290)
الحفظ للحديث والفقه بمكان أخذ الفقه عن الشمري وغيره [ق20/أ]، وكان يقول: أحفظ مائة ألف حديث، وجمع بينه وبين عبد الكريم بن هشام بعبادان، فكان ابن هشام إذا سئل عن شيء قال: سلوا الشيخ ابن روح.
قال عبد الجبار: وكان ابن هشام هذا قد جمع رواية أصحاب عطاء وأصحاب ابن المسيب، وهو في الفقه ليس بقاصر عن ابن روح. انتهى.
فلا أدري أهو هذا أو غيره، والأشبه أن يكون هو، والله تعالى أعلم.
وقال أبو الحسن علي بن عمر: ضعيف.
3317 - (سي) عبد الكريم بن سليط بن عقبة، ويقال: ابن عطية، ويقال: الهفاني، المروزي، نزيل البصرة.
كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين النسبتين، وهو كلام من لا ناقة له في النسب ولا جمل، أما درى أن هفان فخذ من حنيفة، وهو: هفان بن الحارث بن ذهل بن الدول بن حنيفة بن لجيم. كذا ذكره الكلبي وغيره، وكان ينبغي أن يقول: الحنفي ثم الهفاني.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
3318 - (ع) عبد الكريم بن مالك، أبو سعيد، الجزري الحراني، مولى عثمان ويقال مولى معاوية، وهو ابن عم خصيف.
قال أبو عيسى الترمذي وأبو علي الطوسي: ثقة.
ولما ذكره أبو عروبة في " الطبقة الثانية " من أهل حران قال: هو ثبت عند العارفين بالنقل، وحدثني محمد بن يحيى بن كثير ثنا عبد العزيز بن يحيى قال: قال لي سفيان بن عيينة: يا بكائي ما كان عندكم أثبت من عبد الكريم، ما كان علمه إلا سألت وسمعت.(8/291)
وقال البرقي والبزار وأبو عمر بن عبد البر: ثقة. زاد أبو عمر: مأمون محدث كثير الحديث.
وفي " تاريخ الصدفي ": سمعت محمد بن أحمد: قال: سمعت ابن وضاح يقول: كان الصبيان يقولون لعبد الكريم: بحق الله إلا ما دعوت الله تعالى أن يحبس علينا ذلك الظبي حتى نأخذه. قال [ق20/ب]: فيدعو الله فيوقفه لهم حتى يأخذه الصبيان.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان رجلا صالحا فاضلا ثقة، قال فيه ابن عيينة: كان ثقة رضيا حافظا، ووثقه أيضا ابن نمير وابن مسعود.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم.
وفي " كتاب الساجي " عن يحيى بن معين: ضعيف. ولم ينبه المزي على ما في كتاب " الكمال " من قوله: قال أبو عروبة: هو ثبت عند العارفين بالنقل، وهو خضرمي بالخاء المعجمة. وذلك أن قوله: بالخاء المعجمة. ليس في كتاب أبي عروبة، والذي فيه: هو حضرمي. قرية من قرى اليمامة، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
3319 - (خت م د ت س ق) عبد الكريم بن أبي المخارق قيس، ويقال:
طارق المعلم، أبو أمية البصري، نزيل مكة.
قال ابن حبان: كثير الوهم فاحش الخطأ. فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به.(8/292)
وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وزاد النسائي في موضع آخر: ليس بثقة ضعيف.
وفي " كتاب ابن الجوزي ": رماه أيوب بالكذب.
وقال السعدي: كان غير ثقة، فرحم الله مالكا وغفر له أظنه اغتر بكسائه.
وقال ابن الحذاء: توفي سنة سبع وعشرين ومائة.
وأما توهم ابن طاهر في " رجال الصحيحين " أن الشيخين رويا له فغير جيد إنما هو عبد الكريم الجزري، والذي لعبد الكريم أبي أمية في " الصحيح " غير ما ذكره في " صلاة الليل ": وزاد عبد الكريم أبو أمية ومسلم في المتابعات.
قال المنذري: وقول من قال روى له في المتابعات ليس كذلك، فإن مسلم صرح في ذلك الذي في المتابعات أنه الجزري، وليس له في مسلم إلا ما ذكر عن أيوب فيه في " مقدمة " كتابه بأنه غير ثقة. فينظر في قوله: روى له مسلم في المتابعات.
وفي كتاب " الضعفاء " لابن الجارود، وابن شاهين: ضعيف، وقال أيوب: لا يحمل عنه.
وقال الخليلي في " الإرشاد ": ضعيف روى عنه مالك وما روى عن ضعيف غيره.
وقال أبو حمد الحاكم. ليس بالقوي عندهم.(8/293)
وقال أبو إسحاق الحربي: يرى الإرجاء، غيره أوثق منه.
وقال الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه.
وقال أبو داود: لم يحدث مالك عن أحد أضعف من أبي أمية.
وذكره البرقي في " طبقة من نسب إلى الضعف ممن احتملت روايته.
وقال أبو زرعة: لين.
وقال أبو بسطام شعبة: اكتبوا عنه فإنه رجل شريف لا يكذب.
وقال الساجي: فيه ضعف وليس بحجة في الأحكام، حدث عنه شعبة ومالك، قال ابن عيينة: يسأله الإنسان عن شيء ممن أخذت ذا؟ فيقول: عن [ق21أ] معلمك إبراهيم النخعي، ويسند إلى ابن مسعود. وقيل لابن عيينة في حديث " من أتى امرأته وهي حائض ". ورواه ابن عيينة عن عبد الكريم مرفوعا، فأبى أن يرفعه، وقال: أنا أعلم به.
ورأى أبو قلابة رجلا مع عبد الكريم فقال: مالك ولهذا؟ المفر!! المفر!!
حدثنا عبد الجبار، قال: ثنا سفيان، قال: قال لي سفيان: قال لي عبد الكريم: قد حفظت تسعة عشر حديثا في الصلاة على الجنازة. وقال لي عبد الكريم، وحدثني بحديث فقال: حدثنيه نافع قبل أن يولد أبوك، وأنا وهو جالسين في ظل الزوراء دار عثمان بالمدينة.
وقال ابن عبد البر: بصري ضعيف متروك مجتمع على ضعفه. وفي موضع آخر: ضعيف لا يختلف العلماء بالحديث في ضعفه، إلا أن منهم من يقبله في غير الأحكام خاصة، ولا يحتج به على كل حال، ومن أجل من جرحه وطرحه أبو العالية وأيوب مع ورعه، ثم شعبة ويحيى بن سعيد وأحمد وعلي وابن معين، غر مالكا منه سمته، ولم يكن من أهل بلده، ولم(8/294)
يخرج عنه في موطئه حكما، إنما ذكر عنه ترغيبا وفضلا. انتهى كلامه.
ولقائل أن يقول: قد روى عنه: " وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة "، و " تعجيل الفطر والاستيناء بالسحور "، و " إذا لم تستح فاصنع ما شئت ". وهذه أحكام لا مرية فيها.
ولما سأل حرب الكرماني إسحاق بن راهويه بن عن التخليل قال: سنة وذكر له حديث عبد الكريم في معرض الاحتجاج.
وفي " سؤالات مسعود السجزي " عن الحاكم: لم يسمع أبو أمية المسور بن مخرمة.
وقال ابن خيثمة: ثنا عبد الرحمن بن يونس، حدثني سفيان بن حبيب، قال: أول من جالست من الناس عبد الكريم أبا أمية، جالسته وأنا ابن خمس عشرة سنة، ومات عبد الكريم سنة ست وعشرين.
3320 - (خ) عبد المتعالي بن طالب بن إبراهيم الظفري، أبو محمد الأنصاري بغدادي، قيل: أصله من بلغ.
قال الحاكم: وسألته - يعني الدارقطني - عنه فقال: ثقة.(8/295)
من اسمه عبد المجيد وعبد المطلب
3321 - عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو محمد، ويقال أبو وهب المدني.
قال أبو عمر ابن عبد البر: جل أصحاب مالك يقولون: عبد المجيد، وابن نافع يقول عنه: عبد الحميد بن سهيل، وعن يحيى بن يحيى الأندلسي، ويحيى بن بكير، وسفيان بن عيينة القولان جميعا. قال أبو عمر: وعبد المجيد أصح.
قال ابن عساكر: وفد على عمر بن عبد العزيز.
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات [ق21/ب]، ولما ذكره فيهم ابن خلفون قال: وقيل ابن سهيل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل أبو محمد، وقيل أبو وهب، وثقه ابن البرقي وغيره.
وفي " طبقات ابن سعد ": ولد سهيلا وسودة وأمة العزيز، وأمهم أم عمرو بنت عبد العزيز بن عبد الرحمن بن زمعة بن أبي قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذا أبو عوانة والحاكم، وقال في " سؤالات مسعود ": شيخ من ثقات المدنيين عزيز الحديث.(8/296)
ونسبه البخاري في " تاريخه " عبد المجيد بن عبد الرحمن ورد ذلك عليه الرازيان.
3322 - (م 4) عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي راود، أبو عبد الحميد الأزدي مولاهم، المكي، مروزي الأصل.
قال ابن حبان: يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك.
وقال المروذي، وسألته - يعني أبا عبد الله أحمد بن حنبل - عن عبد المجيد بن أبي داود، كيف هو؟ فقال: كان مرجئا، كتبت عنه، وكانوا يقولون: أفسد أباه، وكان منافرا لابن عيينة. قال المروذي: وكان أبو عبد الله يحدث عن المرجئ إذا لم يكن داعية أو مخاصما.
وفي " رواية أحمد بن أبي يحيى " عنه: ليس به بأس.
وقال العقيلي: ضعفه محمد بن يحيى يعني الذهلي.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذا ابن خزيمة عن عمر بن حفص الشيباني عنه، والحاكم والترمذي و الطوسي.(8/297)
وقال ابن سعد، وذكره في " الطبقة الخامسة من أهل مكة ": كان كثير الحديث ضعيفا مرجئا.
وقال الساجي: كان يرى الإرجاء، ويفتي بقول ابن جريج وعطاء، تكلم فيه الحميدي، أحسبه لقوله بالإرجاء، وروى عن مالك حديثا منكرا عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الأعمال بالنية "، وروى " عبد المجيد عن ابن جريج أحاديث لم يتابع عليها.
قال مهنا عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين: لم يسمع من عبيد الله بن عمر شيئا.
وفي " تاريخ البخاري ": في حديثه بعض الاختلاف، ولا أعرف له خمسة أحاديث صحاحا.
وفي " كتاب اللالكائي ": قال ابن أبي عمر العدني: ضعيف.
وقال يحيى بن معين - في رواية عبد الخالق بن منصور: ثقة إذا حدث عن ثقة.
وقال ابن عدي: سمعت بن أبي عصمة، سمعت هارون بن عبد الله يقول: ما رأيت أحدا أخشع لله تعالى من وكيع، [ق22أ] وكان عبد المجيد أخشع منه.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال أبو نعيم الحافظ في كتاب " من اسمه عبد المجيد ": يرى الإرجاء، مضطرب الحديث، توفي سنة سبع وسبعين ومائة، وكان متعبدا.(8/298)
وفي " سؤالات مسعود " قال الحاكم: هو ممن سكتوا عنه.
وقال يعقوب بن سفيان: كان مبتدعا معاندا داعية، سمعت حماد بن حفص سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: هو كذاب.
وقال الخليلي: ثقة، لكنه أخطأ في أحاديث.
3323 - (4) عبد المجيد بن أبي زيد وهب، أبو وهب، العقيلي العامري، ويقال: أبو عمرو البصري.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: يكنى - أيضا - أبو محمد.
وعرفه بصاحب العداء بن خالد.
3324 - (م د س) عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.
قال ابن حبان، وخليفة بن خياط، والهيثم بن عدي: مات في ولاية يزيد بن معاوية.
وقال العسكري: المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، هكذا نسبه النسابون، وأصحاب الحديث يختلفون في اسمه، فمرة يروون المطلب بن ربيعة، ومرة يروون عبد المطلب بن ربيعة.
قال أبو حاتم: عبد المطلب بن ربيعة. وقال في موضع آخر: مطلب بن ربيعة.(8/299)
قال مصعب: كان رجلا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن الحارث أن يزوجه ابنته ففعل.
حدثنا أبو جعفر بن زهير ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن يزيد عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن ربيعة قال: جاء العباس وهو مغضب، وذكر حديث " عم الرجل صنو أبيه ".
وثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا بندار قال ثنا غندر ثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وثنا ابن أخي أبي زرعة ثنا علي بن داود ثنا شعبة عن عبد ربه عن رجل من أهل مصر يقال له: أنس بن أنس عن عبد الله بن نافع عن عبد الله بن الحارث عن المطلب.
وثنا أحمد بن عبد الله بن نصر ثنا سليمان بني سيف ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عبد ربه عن رجل عن عبد الله بن نافع عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " الصلاة مثنى مثنى " الحديث.
وقال البغوي: عبد المطلب، ويقال المطلب، لا أعلمه روى غير ثلاثة أحاديث.
وقال الطبراني: [ق22/ب]: في " المعجم الكبير "، من حرف الميم: مطلب بن ربيعة بن الحارث عبد المطلب، ويقال: عبد المطلب، والصواب المطلب، توفي بدمشق سنة إحدى وستين.
وقال الجعابي: عبد المطلب، ويقال: المطلب، رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي كتاب " ابن الأثير " مثله.
وقال الحاكم: صرح عبد الله [] كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - غلاما.(8/300)
وقال أبو عيسى الترمذي في كتابه في " الصحابة ": عبد المطلب، ويقال: عبد الله بن ربيعة.
وقال البرقي في " كتابه في الصحابة ": ولد ربيعة ابن الحارث عبد الله وأبا حمزة وعونا وعباسا وجهضما وعياضا وعبد المطلب. وذكر بسنده إلى: يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني المطلب بن ربيعة بن الحارث حديثا، قال الصوري إثره: كذا في الأصل والصواب عبد المطلب، وهو محفوظ من جهة يزيد بن أبي زياد عن ابن الحارث وله عندنا طرف انتهى.
وهو كأنه اعتمد على رواية مسلم التي سماه فيها عبد المطلب ولم ير ما أسلفناه، والله تعالى أعلم.
وقال ابن أبي عاصم: أحسبه توفي سنة إحدى وستين.
وفي " كتاب الزبير ": ومن ولد ربيعة بن الحارث عبد المطلب بن ربيعة، وأمه أم الحكم ابنة الزبير بن عبد المطلب، كان رجلا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي أتى مع الفضل فسألاه أن يستعملهما على الصدقة، ولما هلك أوصى إلى يزيد بن معاوية في خلافته فقبل وصيته.
وفي " كتاب ابن الأثير ": قدم مصر لغزو إفريقية سنة تسع وعشرين.
وسيعيد المزي ذكره في المطلب، ويقول: وقيل: اسمه عبد المطلب. من غير أن ينبه على ذلك هنا والله تعالى أعلم.(8/301)
من اسمه عبد الملك
3325 - (خ د ت س) عبد الملك بن إبراهيم الجدي، أبو عبد الله الهاشمي المكي، مولى بني عبد الدار.
قال الكلاباذي: خرج له البخاري مقرونا بغيره.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وكذلك ابن خلفون، وخرج البستي حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم والطوسي.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وقال الساجي: يروي عن شعبة حديثا لم يتابع عليه.
3326 - (ع) عبد الملك بن أعين الكوفي، أخو بلال وحمران وزرارة وعبد الأعلى، مولى بني شيبان.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": عبد الملك بن أعين، ويقال: ابن عبد الرحمن بن عبد الملك الذماري اليماني، روى عن الثوري.
وغيره فرق بينهما وهو الأكثر.
قال الساجي في كتاب " الجرح والتعديل ": كان يتشيع ويحتمل في الحديث وقيل لابن عيينة غندر روى عن ابن أعين عن أبي جعفر كتابا؟ فقال: ما رأى أبا جعفر ولكنه حدثه.
وفي " كتاب العقيلي ": رافضي روى عنه الثوري ثم تركه، وقال ابن(8/302)
عيينه: شيعي رافضي صاحب رأي [ق23/أ]
وفي " كتاب ابن الجارود ": ليس بشيء.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، ثم أعاد ذكره في " الضعفاء ".
وقال أبوعلي الصدفي: ثنا ابن فطيس، سمعت أحمد بن صالح يقول: عبد الملك بن أعين كوفي ثقة. وفي موضع آخر: لا بأس به.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال البخاري: كان شيعيا.
وقال الكلاباذي، وذكره فيمن خرج له محمد: مقرونا: كان شيعيا.
3327 - (د) عبد الملك بن إياس الشيباني.
لما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، قال: ويقال التميمي.
3328 - (بخ د ت س) عبد الملك بن أبي بشير البصري سكن المدائن.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: كان يكون بالكوفة، وكان تاجرا، وثقه ابن نمير وابن عبد المكي وغيرهما.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".(8/303)
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة.
3329 - (ع) عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني، أخو الحارث وعمر.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات "، الذي نقل المزي توثيقه من عنده، وذكر وفاته وتقريظه من عند غيره مثل ما ذكره ابن حبان - وذكره في أتباع التابعين فقال: كان سخيا سريا، مات في أول ولاية هشام بن عبد الملك.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3330 - عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن عمرو بن حزم، أبو الطاهر.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: مات سنة سبع وسبعين ومائة.
وقال ابن سعد سنة ست.
وقال أبو حسان الزيادي سنة ثمان وسبعين وكذا ذكره المزي، ولو نظر في كتابه حق النظر لرآه قد قال: مات سنة سبع وسبعين ويقال: سنة ثمان وسبعين ومائة.(8/304)
3331 - (د ت) عبد الملك بن جابر بن عتيك الأنصاري المدني أخو عبد الرحمن.
ذكره ابن حبان البستي، وابن خلفون الأنبي في كتاب " الثقات "، ومسلم في " الطبقة الأولى من أهل المدينة "، وابن سعد في " الطبقة الثانية ".
3332 - (ت) عبد الملك بن جميلة.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم والطوسي.
3333 - (ع) عبد الملك بن حبيب الأزدي، ويقال الكندي، أبو عمران الجوني البصري.
وقال عمرو بن علي مات سنة ثمان وعشرين.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. كذا ذكره المزي، ولو نظر في كتاب " الثقات " حق النظر لوجد فيه: مات سنة ثلاث وعشرين ومائة، وقد قيل: مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
ولما ذكره ابن سعد في " الطبقة الثالثة " قال: كان ثقة [ق23/ب] وله أحاديث.
وقال الهيثم في " الطبقة الثالثة ": توفي في الفتنة، فتنة الوليد قتل الوليد سنة ست ومائة.
ونسبه ابن قانع تميميا.(8/305)
وفي " تاريخ القراب ": قال عمرو بن علي: مات أبو عمران الجوني عبد الملك بن حبيب سنة سبع وعشرين ومائة، وفي هذا رد لما ذكره المزي سماه عمرو بن علي، عبد الرحمن بن حبيب خالف الجمهور.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي قال: وسألت أبا عبد الله - يعني محمد بن نصر التميمي - عن أبي عمران الجوني؟ قال: قد روى عن الحسن، ولم يكن بالمتقن في الحديث، وأكثر روايته الرقائق.
قال ابن وضاح: سمعت ابن مسعود يقول: أبو عمران الجوني ثقة.
قال ابن خلفون: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وفي كتاب " الكنى " للنسائي: حدثنا أحمد بن سليمان حدثنا زيد بن حباب حدثني حماد بن زيد قال: قلت لأبي عمران من لقيت من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: عمران بن حصين، وعائذ بن عمرو، وجندب بن عبد الله البجلي، وأنس بن مالك.
وفي " المراسيل " عن يحيى بن معين: أبو عمران الجوني عن زهير بن عبد الله " من بات فوق إجار " قال: هو مرسل.
وذكر مسعود السجزي أنه سأل الحاكم: أبو عمران سمع عائشة؟ فقال: لم يسمع عن عائشة، وصح سماعه من أنس.
وذكر أبو عبيد بن سلام وغيره من النسابين أنه من جون بن عوف بن بكير فهم بن غنم بن دوس ابن عدنان بن عبد الله بن زهران ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد؛ فعلى هذا لا يصح قول المزي ويقال: الكندي والله أعلم، وزعم أن صاحب " الكمال " قال: روى عنه أبو عسيب. قال: هو وهم، إنما هو أبو عسيم.
كذا ذكره وليس جيدا؛ لأن جماعة نصوا على أنه بالميم قالوا: وقيل بالباء كذا(8/306)
ذكره ابن عبد البر، وغيره فلا يكون وهم إذا، والله تعالى أعلم. وفي " طبقات القراء ": أخذ القراءة عن عبادة بن الصامت وعبد الله ابن عباس وذكر بعض المصنفين من المتأخرين أنه مات سنة مائة، أيام عمر بن عبد العزيز كذا قول سافر، لم يتابع عليه، فينظر من قاله، والله أعلم.
3334 - (د) عبد الملك ابن حبيب المصيصي، أبو مروان البزار.
قال المزي: كان فيه يعني " الكمال ": البراد. وهو تصحيف. انتهى.
هذه اللفظة لم أرها مذكورة في كتاب " الكمال " فيما رأيت من النسخ القديمة التي بخطوط الحفاظ، والله أعلم.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": روى عن محمد بن يوسف الفريابي، وكان بالمصيصة.
3335 - (س) عبد الملك بن الحسن ابن أبي حكيم الجاري، ويقال: الحارثي، أبو مروان، المدني الأحول، مولى بني أمية.
قال ابن حبان: مولى مروان بن الحكم. كذا ذكره المزي، وفيه من العي ما تراه، أي فرق بين مولى أمية ومولى مروان، غايته أن ابن حبان [ق24/أ] ذكر نسبه خاصة والأولى عامة، وأغفل من كتابه أيضا - إن كان نقله من أصل -: يروي المقاطيع والمراسيل.
ثم إنا نطالبه من نسبه خلاف ما قاله ابن حبان، فإني لم أرها عند أحد فيما أعلم، ونطالبه بمن نسبه حارثيا فإني لم أرها عند أحد ممن ترجمه، إنما يعرفونه بالجاري، حتى قال: ابن السمعاني: عبد الملك بن الحسن الجاري الأحول، مولى مروان بن الحكم، يروي المراسيل، نسب إلى الجار بلدة على الساحل بقرب مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -.(8/307)
وأنى بجمع الحارثي مع ولاء بني أمية من لا يعرف نسبه إلا في التصحيف الخطي، والله أعلم.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: الجاري بالجيم، وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
3336 - (ع) عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الخزاعي الكوفي، والد يحيى، أصله أصبهاني.
قال أحمد بن صالح: ثقة مأمون.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وكذلك ابن شاهين، زاد: قال: أحمد: رجل شيخ ثقة له هيئة وما رأيت على قميصا مرقوعا.
ولما ذكر ابن ماكولا حميدا وابنه عبد الملك وابنه يحيى، قال: هؤلاء كلهم كوفيون ثقات.
وفي " كتاب الصريفيني ": خرج له مسلم مقرونا.
3337 - (م د ت ق) عبد الملك بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني، أخو عبد العزيز.
قال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن أحاديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده فقال: ضعاف.
ورأيت بخط الحافظ أبي الفتح القشيري، - رحمه الله تعالى - على كتاب " المستدرك ": قيل إن مسلما لم يخرج له محتجا به، والله تعالى أعلم.(8/308)
وفي " كتاب ابن الجوزي ": عبد الملك بن الربيع بن سبرة قال يحيى: ضعيف.
قال أحمد بن صالح عبد الملك بن الربيع بن سبرة بن معبد: ثقة.
وذكره ابن خلفون الأنبي في كتاب " الثقات ".
وقال ابن القطان: وإن كان مسلم قد أخرج لعبد الملك فغير محتج به وصحح حديثه في " تعليم الصبي الصلاة " أبو محمد ابن حزم والأشبيلي وأبو عوانة وأبو علي الطوسي.
فينظر في قول المزي: روى له مسلم: يعني محتجا به.
3338 - (د س) عبد الملك بن زيد بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي المدني.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " [ق24/ب].
3339 - (خت د ت) عبد الملك بن سعيد بن جبير الوالبي الأسدي، مولاهم، الكوفي، أخو عبد الله.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: عبد الملك بن سعيد بن جبير بن هشام.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه ".(8/309)
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للباجي: عبد الملك بن سعيد بن جبير بن هشام أخرج البخاري في " الوصايا ": عن محمد بن أبي القاسم عنه.
ويقال: إنه عاش مائة سنة. قال الحاكم خرج له محمد بن إسماعيل متفردا به.
وذكره –أيضا - وذكره في " رجال البخاري " جماعة منهم: الدارقطني، وأبو إسحاق الحبال. فينظر في قول المزي خرجه في الشواهد.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: عزيز الحديث ثقة.
وقال الحاكم - فيما ذكره مسعود: عزيز الحديث جدا لم يسند تمام العشرة.
3340 - (م د ت س) عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الهمداني، ويقال: الكناني الكوفي، والد عبد الرحمن.
ذكر المنتجيلي في " تاريخه ": كان سفيان بن سعيد الثوري يقول بالكوفة: خمسة يزدادون كل سنة خيرا: أبو حيان التميمي، وعمرو الملائي، وأبو سنان الشيباني، ومحمد بن سوقة، وعبد الملك بن أبجر، وكان من أطب الناس، وكان لا يأخذ عليه أجرا، يقول: خذ كذا وخذ كذا واستشف الله تعالى.
وقال أحمد بن صالح: لما حضرت سفيان بن سعيد الوفاة أمر بالصلاة عليه ابن أبجر، وكان من خيار أهل الكوفة.
وكان مسعر إذا ذكره أثنى عليه بخير، ويقول: لولا أنه يقطع العروف. كأنه(8/310)
كره ذلك من أمره.
قال أحمد بن صالح: كان ابن بجر الكندي من أنفسهم، وكان ثقة ثبتا في الحديث صاحب سنة، وكان من أطب الناس، وكان لا يأخذ عليه أجرا.
وعن جعفر الأحمر قال: كان أصحابنا البكاؤون أربعة: مطرف بن طريف، وابن أبجر، وابن سوقة، وأبو سنان ضرار بن مرة.
وكان ابن أبجراذ إذا استمع كلامه من لا يعرفه ظن به عيا، وما به من عي إلا شدة التوقي، ما يتكلم إلا بالمعاريض من شدة التوقي.
وكان له أخ فجاءه مرة فركضه برجله في صدره، فقال يا أخي الأرض كانت أحل لك من صدري.
قال الثوري: كانت به قرحة لو كانت بالبعير لما أطاقها [ق25/أ].
وكانوا إذا سألوه قال: ما أرضاني عن الله عز وجل.
وفي كتاب الصريفيني: كنيته أبو بكر.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان خيرا فاضلا، وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال صاعد في كتاب " الطبقات ": منهم ابن أبحر طبيب ماهر كان في أيام عمر بن عبد العزيز، وكان عمر يشكو إليه ما به إذا مرض.
ولما ذكره سليمان ابن حيان القرطبي في " تاريخ الأطباء " قال: طبيب عالم نحرير.
وفي: تاريخ ابن أبي خيثمة ": حدثنا الوليد ثنا أبي قال: أدركت بالكوفة أربعة(8/311)
لم أر مثلهم، ولم أكن أستطيع أن أفضل بعضهم على بعض لتقارب أمر بعضهم من بعض: ابن أبجر، والملائي، وضرار، ومحمد بن ميمون.
وقال ابن [] قال لي عامر شكوت إلى أبيك أو وجعا وحصا أجده في جوفي [] في دير اللمح.
وفي " تاريخ أخبار الأصمعي " للسكري: عن بعضهم قال: رآني ابن أبجر وقد خرجت من الجامع فقال: ذهبت ساعة من عمرك.
وقال يعقوب بن سفيان في " تاريخه ": كان من ثقات الكوفيين وخيارهم.
3341 - (م د س ق) عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري المدني.
قال العجلي: مدني تابعي ثقة.
وذكر الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه " الكفاية ": أنه روى عنه عمارة ابن غزية.
وعاب المزي على صاحب " الكمال " ذكره في الرواة عنه الدراوردي، وهو لعمري معيب، ولكن صاحب " الكمال " تبع في ذلك اللالكائي، ولم يمعن النظر ولا تثبت.
ولما ذكر ابن القطان رواية الدراوردي عنه، من عند اللالكائي، قال: وهذا لا أعرفه، ولعلي أجده بعد، وإنما الدراوردي عن ربيعة عنه حديث " دخول المسجد "، والله تعالى أعلم.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم وابن حبان.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي " الثقات " لابن حبان: روى عنه ابنه ربيعة بن عبد الملك.(8/312)
قال المزي: روى عن عباس بن سهل بن سعد، إن كان محفوظا. انتهى.
قال البخاري في " التاريخ الكبير ": قال لنا ابن مسلمة ونعيم: حدثنا عبد العزيز عن ربيعة عند عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي حميد أو أبي أسيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " إذا جاءكم الحديث عني ".
قال الجعفي: حدثنا أبو عامر سمع سليمان عن ربيعة عن عبد الملك عن أبي حميد وأبي أسيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنا عبد الله بن صالح حدثنا بكير عن عمرو عن بكير عن عبد الملك بن سعيد حدثه عن عباس بن سهل عن أبي: " إذا بلغكم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". وهذا أصح انتهى.
لم أر أحدا تردد في سماعه منه، ولا جزم بانقطاع ما بينهما، والله تعالى أعلم.
وقال ابن القطان: وثقه الناس، وثبتوا رواياته وعملوا بها.
ولما ذكر البزار حديث " إذا سمعتم الحديث تعرفه قلوبكم ". من روايته، قال: لا نعلمه روي من وجه أحسن من هذا الوجه.
3342 - (عس) عبد الملك بن سلع الهمداني الكوفي، والد مسهر وعمرو.
قال المزي روى له النسائي في " مسند علي " حديثين.
كذا ذكره، وليس جيدا، فإن النسائي قال في كتاب " الطهارة " من " سننه ": حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا مسهر بن [ق25/ب] عبد الملك بن سلع حدثني أبي عن عبد خير قال صلينا مع علي فقال: يا قنبر ائتني بالركوة والطست فأراهم وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد أغفل - أيضا - المزي ذكره في كتاب " الأطراف " تبعا لابن عساكر.
وليس جيدا منهما لثبوته في كتاب " السنن "، كما أسلفناه.(8/313)
3343 - (خت م 4) عبد الملك بن أبي سليمان ميسرة أبو محمد العرزمي، وقيل: أبو سليمان، وقيل: أبو عبد الله نزل جبانة عرزم.
وقيل عرزم: إنسان أسود، وهو عم محمد بن عبيد الله مولى فزارة، وقيل من أنفسهم.
ذكره ابن سعد في " الطبقة الرابعة " وقال: فزاري مولى لهم، اجتمعوا على أنه توفي في عشر ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر، وكان ثقة مأمونا ثبتا.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: ربما أخطأ، وكان من خيار أهل الكوفة وحفاظهم، والغالب على من يحفظ ويحدث أن يهم، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عدالته بأوهام يهم في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة لأنهم أهل حفظ وإتقان وكانوا يحدثون من حفظهم ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات، بل الاحتياط والأولى في مثل هذا قبول ما يروي الثبت من الروايات وترك ما صح أنه وهم فيها ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإن كان كذلك استحق الترك حينئذ، وتوفي عبد الملك سنة خمس وأربعين ومائة.
قال السمعاني: ثقة يخطئ في بعض الحديث.
وقال جرير بن عبد الحميد: كان المحدثون إذا وقع بينهم الاختلاف في الحديث سألوه، وكان حكمهم.
وذكر المزي روايته عن أنس بن مالك الرواية المشعرة عنده بالاتصال.(8/314)
وفي " المراسيل " لابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ابن أبي سليمان عن أنس بن مالك مرسل.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة فزاري من أنفسهم. وفي موضع آخر: ثقة متقن فقيه.
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه " عن أبي الزبير عن جابر: أمرنا أن نذكر اسم [] ولما أخرجه ابن [] قال: إسناده صحيح على شرط الجماعة إلا البخاري لأنه لم يخرج لأبي الزبير شيئا.
وفي " كتاب الساجي ": عن أحمد: ثقة ثقة من الحفاظ. وفي موضع آخر: كان ثقة، وكان سيئ الحفظ. وقال الساجي: صدوق، روى عنه يحيى بن سعيد القطان جزءا ضخما حدثناه بندار عنه، وكان شعبة يضعفه والثوري.
وفي قول ابن سعد: اجتمعوا على خمس وأربعين. نظر لما ذكره [ق26/أ] الخطيب عن ابن نمير: توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
وروى البخاري –تعليقا - في " كتاب الحج " في " باب إهلال علي "، لم يذكر في الباب غيره.
وقال الترمذي: ثقة مأمون، لا نعلم أحدا تكلم فيه غير شعبة. وفي موضع آخر: ذكر عن شعبة أنه ضعفه، ثم حدث عمن هو دونه في الحفظ(8/315)
والعدالة، وقد كان شعبة حدث عنه ثم تركه ويقال: إنما تركه لحديث الشفعة الذي تفرد به.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن نمير وابن مسعود وكان ألثغ.
ولهم شيخ آخر يقال له:
3344 - عبد الملك بن أبي سليمان الفهري.
يحدث عن ابن أبي أنيسة و:
3345 - عبد الملك بن أبي سليمان أبو عبد الرحمن الأنطاكي المعروف بالكندري حدث عن حسان بن إبراهيم الكرماني.
ذكرهما الخطيب، وذكرناهما للتمييز.
3346 - (م د س) عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، أبو عبد الله المصري.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم وأبو عوانة، فيما ذكره الصريفيني.
وذكر المزي عن ابن يونس وفاته، وكأنه لم ينقل من أصل لتركه قال أبو سعيد: كان فقيها وكان عسرا في الحديث ممتنعا. وكذا ذكره الكندي، زاد كان من أصحاب ابن وهب.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين " روى عنه مسلم خمسين حديثا.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: مات سنة تسع وأربعين ومائتين(8/316)
وروى عنه عبد الله بن أحمد بن موسى.
3347 - (خ م س ق) عبد الملك بن الصباح المسمعي، أبو محمد، الصنعاني البصري.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: هو عندي في " الطبقة الثالثة " من المحدثين.
وقال ابن قانع: ثقة.
وقال الخليلي: متهم بسرقة الأحاديث.
3348 - (قد) عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن سيرين البصري، عم بكار بن محمد.
ذكره ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين " فقال: روى عنه ابن معقل محمد بن إبراهيم ثنا بذلك محمد بن عبد الرحمن بن الحسن ثنا الفضل بن الحباب ثنا أبو معقل عنه. قال ابن عون: عن القدر.
3349 - (س) عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرقي، أبو الحسن الميموني.
قال أبو القاسم بن عساكر: مات في شهر ربيع الأول سنة [ق26/ب] أربع وسبعين ومائتين.
وقال النسائي: لا بأس به.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": مات بالرملة، روى عن محمد بن كثير أبنا عنه ابن الأعرابي وغيره.(8/317)
وفي " تاريخ القراب ": مات بالرقة في ربيع الأول.
قال أبو بكر الخلال لما ذكره في " أصحاب أحمد ": جليل القدر، كان سنة يوم مات دون المائة سنة، فقيه البدن، كان أحمد يكرمه ويفعل معه ما لا يفعله مع أحد غيره، قال لي: صحبت أبا عبد الله على الملازمة من سنة خمس ومائتين إلى سنة سبع وعشرين، قال: وكنت بعد ذلك أخرج وأقدم عليه الوقت بعد الوقت، وكان أبو عبد الله يقول لي: ما أصنع بأحد ما أصنع بك. وكان يسأله عن أخباره ومعاشه ويحثه على إصلاح معيشته ويعتني به عناية شديدة، وسمعته يقول: ولدت سنة إحدى وثمانين ومائة.
3350 - (د س) عبد الملك بن عبد الرحمن، ويقال: ابن هشام، أبو هشام الذماري، ويقال: أبو العباس، الأبناوي من الأبناء، وذمار قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء.
كذا ذكر المزي أنها قرية، والذي في كتاب " السير ": لمحمد بن إسحاق بن يسار: وجد حجر باليمن، وفي كتاب السهيلي: وجد مكتوبا على قبر هود - صلى الله عليه وسلم -، لما هدمت قريش الكعبة - شرفها الله تعالى - وجد في أساسها مكتوب بالمسند لمن ملك ذمار لحمير الأخيار، ولمن ملك ذمار للحبشة الأشرار، لمن ملك ذمار لفارس الأحرار، لمن ملك ذمار لقريش التجار.
وفي " كتاب " المسعودي والحازمي: ذمار صنعاء. وأنشد المسعودي:
حبي سندت ذمار قيل لمن أنت؟ ... فقالت لحمير الأخيار
ثم سئلت من بعد ذاك فقالت ... أنا للحبش أخبث الأشرار(8/318)
وقالوا من بعد ذلك لمن أنت؟ ... فقالت لفارس الأحرار
ثم سألت من بعد ذلك لمن أنت ... فقالت إلى قريش التجار
[ق27/أ] وقال أبو عبد ربه البكري: ذمار بفتح أوله وثانيه وراء مهملة مكسورة، اسم مبني مدينة باليمن، قال الهمداني: سميت بذمار بن يحصب بن دهمان بن مالك بن سدد بن عدي بن مالك بن سدد بن زرعة، وهو سبأ الأصغر، وفي كتاب ياقوت: زمار مدينة لها سور وأبواب باليمن.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للساجي: قال أحمد بن حنبل: كان يصحف ولا يحسن يقرأ كتابه.
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
3351 - (ع) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي، مولى عمر، أبو الوليد، وأبو خالد المكي، أخو محمد وأبو محمد بن عبد الملك.
ذكره محمد بن سعد في " الطبقة الرابعة في أهل مكة "، وقال: ولد سنة ثمانين عام الجحاف، سيل كان بمكة أبنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: قدم ابن جريج علينا البصرة في ولاية سفيان بن معاوية قبل خروج إبراهيم بن عبد الله بسنة.
أبنا محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي سبرة: قال: قال لي ابن جريج: اكتب لي أحاديث جيادا. قال فكتبت له ألف حديث ثم بعثت بها إليه ما قرأها علي ولا قرأتها عليه.
قال محمد بن عمر: فسمعت ابن جريج بعد ذلك يحدث يقول: حدثنا أبو بكر بن أبي سبرة في أحاديث كثيرة أبنا محمد بن عمر ثنا عبد الرحمن بن أبي(8/319)
الزناد قال: شهدت ابن جريج جاء إلى هشام بن عروة فقال: يا أبا المنذر الصحيفة التي أعطيتها فلانا هي من حديثك؟ قال: نعم. قال محمد بن عمر: فسمعت ابن جريج بعد ذلك يقول: حدثنا هشام بن عروة ما لا أحصي. قال محمد بن عمر: مات ابن جريج في أول عشر ذي الحجة سنة خمسين ومائة، وهو ابن سبعين سنة، وكان ثقة. كثير الحديث.
وكذا ذكر وفاته ومولده في ابن منده في الثقات وغيره.
وفي " علل الترمذي ": قال محمد بن إسماعيل: لم يسمع ابن جريج من عمرو بن شعيب، ولم يسمع من عمران بن أبي أنس، يقول: حدثت عن عمران.
وفي " مسند أحمد بن حنبل ": لم يسمع من غنيم بن كليب، إنما يقول: أخبرت عن غنيم.
وفي " المراسيل " لأبي محمد: سمعت أبي يقول: لم يسمع ابن جريج من أبي الزناد شيئا، وسمعت أبي يسأل عن ابن جريج، سمع من أبي سفيان طلحة بن نافع؟ قال: ما رآه رأيته في موضع بينه وبين أبي سفيان: أبا خالد شيخا له.
وفي كتاب " المراسيل " للبرديجي: لم يسمع ابن جريج من مجاهد إلا حرفا واحدا.
وفي " كتاب ابن أبي حاتم ": عن عبد الوهاب بن همام أخي عبد الرزاق(8/320)
قال: قال ابن جريج: كنت أتتبع الأشعار الغريبة والأنساب، فقيل لي: لو لزمت عطاء.
وعن سفيان: قال لي ابن جريج، وهو ابن أربعين سنة: اقرأ علي القرآن حتى أفسره لك.
وقال أبو حاتم صالح الحديث. وسئل عنه أبو زرعة، فقال: بخ من الأئمة.
وعن قريش بن أنس قال: سمعت ابن جريج قال: ما سمعت من الزهري شيئا إنما أعطاني الزهري جزءا فكتبته وأجازه لي.
وفي " تاريخ البخاري ": قال علي مات سنة تسع وأربعين وكان جاوز السبعين.
وفي " تاريخ بغداد ": سمع من طاوس مسألة واحدة، وجمع حديث ابن عباس، وقدم على أبي جعفر في دين لزمه فلم يعطه شيئا.
وقال ابن خراش: كان صدوقا.
وقال أحمد بن حنبل: كان من أوعية العلم.
وقال عبد الرزاق: كنت إذا رأيته علمت أنه يخشى الله تعالى، وما رأيت أحسن صلاة منه.
وقال العجلي: مكي ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: جاوز السبعين، ومات سنة(8/321)
تسع وأربعين ومائة، وكان من فقهاء أهل الحجاز وقرائهم ومتقنيهم، وكان يدلس، وقد قيل مات سنة خمسين، وله ابن يسمى عبد العزيز وله ابن يقال له: الوليد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن جريج.
وقال البزار: لم يسمع عبد الملك ابن جريج من حبيب ابن أبي ثابت، إنما سمع من عمرو بن خالد وهو متروك عن حبيب.
وقال يحيى بن معين: سمع من حبيب حديثين، حديث أم سلمة " ما أكذب الغراب " والثاني حديث " الراقي "، وما روى عنه سوى هذين فبلغه عنه.
وقال محمد بن مثنى: سمعت محمد بن عبد الله الأنصاري [ق28/أ] يقول: قال ابن جريج: لئن أكون سمعت من مجاهد فأقول: سمعت مجاهدا أحب إلي من أهلي ومالي.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني، وسئل عن تدليس ابن جريج فقال: يتجنب تدليسه، فإنه وحش التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعته من مجروح، مثل إبراهيم ابن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما، فأما ابن عيينة فكان يدلس عن الثقات.
وفي " تاريخ المنتجيلي ": عن أبي عاصم عن ابن جريج قال: ما ردني من اليمن إلا بيتان أرسلت بهما أم البنين هما هيجاني على الرجوع إلى مكة وهما: -
بالله قولي له في غير معتبة ... ماذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت صادفت دنيا أو لهوت بها ... فما أصبت بترك الحج من يمن
قال أبو عاصم: وكان ابن جريج من العباد، كان يصوم الدهر كله إلا ثلاثة أيام من الشهر " لحديث ابن عباس "، وكانت له امرأة يقال لها: أم خالد، وكانت عابدة.
قال أبو عاصم: قال غلام لابن جريج في حديث: سمعت هذا من عطاء؟(8/322)
قال: فأخذ بأذنه وقال ائتهم على عطاء. لقد أقمت على عطاء إحدى وعشرين حجة يخرج أبواي إلى الطائف يترددان بها، وأقيم أنا على عطاء خوفا أن يفجعني عطاء بنفسه.
وعن الشافعي قال: استمتع ابن جريج بسبعين امرأة، حتى إنه كان ليحتقن في الليلة بأوقية شيرج طلبا للجماع.
وعن عبد الرزاق: كان ابن جريج يخضب بالسواد و يتغلى بالغالية، وكان يصلي في مؤخر المسجد، فيأتي خادم له إليه بكانون فيه نار فيلقي عليه المبخر وهو قائم يصلي فيثور ذلك إليه، وكان من ملوك القراء.
قال: وخرجنا معه مرة إلى المسجد فلقيه سائل فأعطاه دينارا، ثم التفت إلينا فقال: أبنا عمرو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إذا أعطيتم فأغنوا.
وقال يحيى بن سعيد: هو [ق28/ب] فقيه أهل مكة.
وعن أبي هلال قال: كان عبد الملك بن جريج أحمر الخضاب.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا يحيى بن أيوب سمعت مسعدة بن اليسع يقول: سمعت ابن جريج يقول: لم يغلبني علي يسار عطاء عشرين سنة أحد. قيل له: ما منعك عن يمينه؟ قال: كانت قريش تغلبني عليه.
وثنا إبراهيم بن عرعرة عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: إذا قلت: قال عطاء فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعته.
قال أبو بكر: ورأيت في " كتاب علي ابن المديني ": سألت يحيى بن سعيد عن حديث ابن جرج عن عطاء الخراساني؟ قال: ضعيف. قلت ليحيى: إنه يقول أخبرني. قال: كله ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه.
وفي كتاب " الثقات " لابن خلفون: قال محمد بن يحيى الذهلي: وابن جريج إذا قال: حدثني وسمعت فهو يحتج بحديثه/ داخل في " الطبقة الأولى " من أصحاب الزهري.(8/323)
وذكره أبو عبد الرحمن النسائي في " الطبقة الثانية " من أصحاب الزهري.
وفي كتاب الصيريفيني قولة شاذة لم أر له فيها سلفا قديما: مات سنة ستين ومائة.
وفي قول المزي: وقال غيره - يعني غير ابن المديني: جاز المائة، نظر، لأن من يولد سنة ثمانين ويموت سنة خمسين أنى يجوز المائة، على أني لم أر للمزي فيها سلفا إلا صاحب " الكمال " الذي هو يهذبه، والله تعالى أعلم بالصواب.
3352 - (م س) عبد الملك بن عبد العزيز القشيري النسوي، أبو نصر التمار الدقيقي بن أخي بشر بن الحارث الحافي.
قال يحيى بن بندر الشامي، فيما رأيته في " كتاب الصريفيني ": صليت على أبي نصر التمار في الحربية، ودفن بها سنة سبع وعشرين، مائتين، وتوفي بعده الهيثم بن خارجة ودفن في الحربية أيضا، ورأيت في جنازتهما أحمد بن حنبل.
وقال ابن الأخضر: كان عابدا زاهدا يعد من الأبدال، وهو معدود فيمن امتحن فأجاب.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين ": وقيل: إنه مات سنة ثلاث وثلاثين، روى عنه مسلم [ق29/أ] أربعة أحاديث.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم وابن حبان.
وعن أبي زرعة الرازي: كان أحمد لا يرى الكتابة عن أبي نصر، ورأى بشر الحافي في النوم فقيل له: ما فعل أبو نصر؟ قال: ذاك فوق الناس بصبره على بلياته والفقر. ذكره الخطيب في " التاريخ ".(8/324)
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": مات سنة ثمان وعشرين في آخر ذي الحجة [] وجزم به اللالكائي.
3353 - (كد س ق) عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون التيمي، مولاهم، أبو مروان، المدني الفقيه، صاحب مالك.
قال البخاري في " تاريخه ": هو الضرير.
قال عبد الله بن محمد: كان ابن عيينة لا يقول أعمى ولا ضرير، ولكن كان يقول: محجوب البصر.
قال الساجي: ضعيف في الحديث، صاحب رأي، حدثني القاسم اليماني حدثنا الأثرم قال: قلت: لأحمد بن حنبل: إن عبد الملك بن الماجشون يقول في كذا كذا وكذا. فقال: من عبد الملك؟ عبد الملك من أهل العلم؟ من يأخذ عنه؟
وقال مصعب: كان يفتي بالمدينة في زمانه وكان ضعيفا في الحديث.
ثنا محمد بن عبد الرحمن العتابي سمعت إبراهيم الحزامي يقول: كان عبد الملك يتهم في الدين.
حدثنا محمد بن عبد الله بن بحر الساجي، قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن عمر الخطابي، قال: كان عبد الملك يقول: بعض القرآن مخلوق.
حدثنا بدر بن مجاهد حدثنا سليمان بن محمد بن عبد الله عن يحيى القطان قال: دخلت المدينة فأردت أن أكتب عن عبد الملك فأجمعوا أن فيه شيئا من الزندقة. يريدون قوله القرآن مخلوق.
قال الساجي: سمعت هارون بن موسى يذكر ذلك في عبد الملك، ويقول: سمعته يقول: لو أخذت بشرا المريسي ضربت عنقه.(8/325)
قال أبو يحيى: وكان عبد الملك ضعيفا في الحديث، وقد حدث عن مالك بمناكير، وحدثني محمد بن روح قال: سمعت أن مصعبا يقول: رأيت مالك بن أنس طرد عبد الملك، لأنه كان متهما برأي جهم.
قال أبو يحيى: وسألت عمرو بن محمد العثماني عنه، فجعل يذمه ويقع فيه، ويقول: قدم علينا أحمد بن المعذل فجالسه فازداد ضلالة إلى ضلاله.
وفي " كتاب أبي إسحاق الشيرازي ": تفقه بأبيه ومالك وابن أبي حازم وابن دينار وابن كنانة والمغيرة، وكان فصيحا، روى أنه [ق29/ب] كان إذا ذاكره الشافعي لم يعرف الناس كثيرا مما يقولان، لأن الشافعي تأدب بهذيل، وعبد الملك تأدب في خؤلة من كلب بالبادية.
وقال يحيى بن أكثم، عبد الملك بحر لا تكدره الدلاء.
وقال أحمد بن المعذل: كلما تذكرت أن التراب يأكل لسان عبد الملك صغرت الدنيا في عيني.
وسئل أحمد بن المعذل: أي لسان من لسان أستاذك عبد الملك؟ فقال: كان لسان عبد الملك إذا تعايا أفصح من لساني إذا تحايا.
ومات عبد الملك سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وفي " كتاب المنتجيلي ": قال يحيى بن معين: قدم علينا ابن الماجشون فكنا نسمع صوت معازفه.
وقال أحمد خالد: لما قدم عبد الملك من العراق وقيل له كيف رأيت العراق، فأنشد:
به ما شئت من رجل ثقيل ... ولكن الوفاء به قليل
يقول فلا يرى إلا جميلا ... ولكن لا يكون كما يقول
وعن عبد الملك قال: أتيت المنذر بن عبد الله الحزامي وأنا حديث السن، فلما(8/326)
تحدثت فهم بعض الفصاحة، فقال لي من أنت؟ فقلت: ابن الماجشون: فقال لي: أطلب العلم فإن معك حذاءك وسقاك.
وعن ابن وضاح عن سعيد بن منصور قال: سمعت عبد الملك يملي على ابنه عبد العزيز جواب " كتاب سحنون " في مسائل كتب بها إليها، وذكر سحنون في الكتاب: قد علمت انقطاعي إليك وحدثت أشياء من هذا الكلام في التشبيه والقرآن، فأجبني فيها فقد اختلف أهل بلدنا عندنا، فأملى عليه: من عبد الملك بن الماجشون إلى سحنون بن سعيد، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد.
فإنك سألتني عن مسائل ليست من شأن أهل العلم والعلم بها جهل، فيكفيك ما مضى من صدر هذه الأمة، فإنهم اتبعوا بإحسان ولم يخوضوا في شيء من هذا، وقد خلص الدين إلى العذراء في خدرها فما قيل لها كيف ولا أين، [ق 30/أ] فاتبع كما اتبعوا واعلم أنه العلم الأعظم، لا يشاء الرجل أن يتكلم في شيء من هذا فيكفر، فيهوي في نار جهنم.
وفي " معجم المرزباني ": قال الزبير بن بكار: كان يفاخرني بشعره وشعري.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ ": كان فقيها فصيحا، وكان يجلس بعدما ذهب بصره فيقول: سلوني معضلات المسائل.
3354 - (ع) عبد الملك بن عمرو القيسي، أبو عامر العقدي البصري، والعقد صنف من الأزد، وقال ابن منجويه: عبد الملك بن عمرو بن قيس.
ذكره ابن سعد في " الطبقة السابعة " وقال: هو مولى بني قيس بن ثعلبة، مات بالبصرة سنة أربع ومائتين، وكان ثقة.(8/327)
وخليفة في " الطبقة الحادية عشر " قال: مات سنة خمس ومائتين، وهو مولى بلحارث بن عباد من بني قيس بن ثعلبة بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
قال أبو عبد الله الحكم: عبد الملك عمرو بن قيس القيسي العقدي، نسب إلى العقد، وهو مولى الحارث بن عباد من بني قيس بن ثعلبة.
وقال أبو عمر بن عبد البر العقديون بطن من قيس.
وقال الرشاطي والجياني: ومما يقوي أنه من قيس ما رويناه عن أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا أبو عامر القيسي فذكر حديثا.
وذكر أبو داود أنه مات في جمادى الآخرة سنة خمس.
وفي " كتاب السمعاني ": العقدي نسبة إلى بطن من بجيلة، وقيل: من قيس.
وقال أبو أحمد الحاكم: عبد الملك بن عمرو بن قيس القيسي العقدي نسبة إلى عقد، وهو مولى الحارث بن عباد من بني قيس بن ثعلبة. انتهى.
لم أر أحدا نسبه في الأزد كما ذكره المزي.
وذكر وفاته من كتاب ابن سعد وأبي داود وأخل منهما ما ذكرناه، وكأنه إنما نقله من " كتاب الكلاباذي "، فإن كان كذلك فقد نص الكلاباذي على الشهر من عند أبي داود، وفيه رد لما استغربه المزي من عند ابن منجويه.(8/328)
وذكره ابن حبان، وابن خلفون، وابن شاهين في كتاب " الثقات "، زاد ابن شاهين: قال عثمان - يعني ابن أبي شيبة -: أبو عامر العقدي ثقة عامل.
وفي " طبقات القراء " روى الحروف عن أبي الأشهب العطاردي، وروى عنه الحروف أبو حاتم السجساني، وقال: كان صالح القيام على كتابه. قال: وكنت إذا قلت له على حرف: إنه على غير الصواب، خط عليه بالقلم وتركه.
3355 - (ع) عبد الملك بن عمير بن سويد بن جارية القرشي، ويقال: اللخمي، أبو عمرو، ويقال: أبو عمر، الكوفي، المعروف بالقبطي.
قال المنتجيلي: كوفي تابعي ثقة.
وقال جعفر بن عون: دخلت على عبد الملك بن عمير فرأيته صحيح [ق30/ب] العقل، ورأيت ابنه قد أخرف وروى عنه: أنه قال: رأيت في قصرنا هذا عجبا - يعني قصر الكوفة - رأيت رأس الحسين أتي به حتى وضع بين يدي ابن زياد، ورأيت رأس ابن زياد أتي به حتى وضع بين يدي المختار، ورأيت رأس المختار أتي به حتى وضع بين يدي مصعب، ثم أتي برأس مصعب حتى وضع بين يدي الحجاج.
وفي ضبط المهندس عن الشيخ: عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة بحاء مهملة صغيرة تحت الحاء، نظر، لأن صاحب " الكمال " قال: هو جارية بالجيم.
وقال ابن قتيبة: استقضى على الكوفة بعد الشعبي ثم استعفى الحجاج فأعفاه.
وقال الهيثم بن عدي: شهدت جنازته، وهو رجل من لخم، وله حلف في(8/329)
قريش، قال: وخاصمت كلثم بنت سريع أخاها الوليد بن سريع مولى عمرو بن حريث إلى عبد الملك بن عمير فقضى لها، فقال هذيل الأشجعي:
لقد عثر القبطي أو زل زلة ... وما كان مغزاه العثار ولا الزلل
أتاه وليد بالشهود يقودهم ... على ما ادعى من صامت المال والخدل
يقود إليه كلثما وكلاهما ... شفاء من الداء المخامر والخبل
فأدلى وليد عند ذاك بحقه ... وكان وليد ذا مراء وذا جدل
وكان لها دل وعين كحيلة ... فأدلت بحسن الدل منها وبالكحل
ففتنت القبطي حتى قضى لها ... بغير قضاء الله في السور الطول
فلو أن من في القصر تعلم علمه ... لما استعمل القبطي فينا على عمل
له حين يقضي للنساء تخاوص ... وكان وما منه التخاوص والحول
إذا ذلت ذل كلمته لحاجة ... فهم بأن يقضي وينحنح أو سعل
وبرق عينيه ولاك لسانه ... وراء كل شيء ما خلا سخطها جلل
فلما بلغ ذلك عبد الملك قال بعد ذلك لأصحابه: ما لهذيل أخزاه الله تعالى، والله لربما جاءتني النحنحة أو السعلة فأردها مخافة ما قال: وذكر أن [ق 31/أ] مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان وكان مدلسا.
وذكره ابن سعد في " الطبقة الثالثة " فقال: حليف بن عدي بن كعب من قريش. أبنا خلف بن تميم قال: سألت إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن مولد عبد الملك بن عمير فقال: قد سألته عما سألتني فأخبرني أنه ولد في ثلاث سنين بقيت من خلافة عثمان.(8/330)
وقال ابن عيينة: هما كبراء أهل الكوفة يومئذ هذا ابن مائة وهذا ابن مائة.
يعني عبد الملك وزياد بن علاقة، أبنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش قال: قال لنا أبو إسحاق: سلوا عبد الملك بن عمير.
وقالوا: وولي عبد الملك القضاء بالكوفة قبل الشعبي، وتوفي بالكوفة في ذي الحجة سنة ست وثلاثين.
وقال حفص بن غياث: رأيت عبد الملك شيخا كبيرا يجلس على كرسي ويدهن من قرنه إلى قدمه.
ولما ذكره خليفة في " الطبقة الرابعة " قال: مات سنة ست وثلاثين، وقد جاز المائة بسنتين.
وفي كتاب " الجمهرة الوسطى " للكلبي: الرجل الذي أجهز على مسلم بن عقيل بن أبي طالب - رضي الله عنه - كان أشبه الناس بعبد الملك بن عمير فظنوه إياه، وكان عبد الملك بن عمير بن سويد بن جارية بن الملاص بن شنيف بن عبد شمس بن سعد بن الوسيغ بن الحارث بن يثيع، الفقيه القبطي، والقبطي اسم أفضل فرس يتقلد لهم سيفا أو يعينهم.
وذكره - أيضا - في كتاب " اللباب ": في الجاهلية: القبطي في الوسيغ بن الحارث بن يثيع اللخمي، وكان يقال للوسيغ القبطي نسبة إلى فرسه.
وفي " تاريخ البخاري ": قال عبد الملك: كان لي شهد جلولاء وإن عندنا مما أصابت.
وقال عبد الملك: أنا أول من عبر نهر بلخ من ابن عثمان بن عفان وكان أفصح الناس وقال المطين في تاريخه: توفي سنة ثلاث وثلاثين ويقال سنة ست وثلاثين ومائة ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، قال: كان من الفصحاء البلغاء، وقال ابن نمير: كان ثقة [ق31/ب] متقنا للحديث، وقال(8/331)
أبو جعفر السبتي: كوفي ثقة، وقال ابن البرقي عن ابن معين: ثقة إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة " عن ابن مردانبه: كان الفصحاء بالكوفة أربعة: عبد الملك بن عمير، وموسى بن طلحة، وقبيصة بن جابر، وابن همام السلوني.
ونسبه أبو حاتم والفسوي: فرسيا، يعني نسبة إلى فرسه، وتبعهما على ذلك غير واحد.
والقرشي، قال ابن الأثير في كتابه " منال الطالب ": ومن لا يعرف يقول القرشي، وليس كذلك إنما هو فرسي منسوب إلى فرس.
وقال التاريخي - ومن خطه - ثنا خلف بن تميم ثنا بكر بن المختار عن عبد الملك أن أباه عميرا صعد به إلى علي بن أبي طالب وهو على المدينة فمسح يده على رأسه.
وفي " تاريخ عباس " عن يحيى، وقال له: سمع ابن عمير من عدي بن حاتم؟ قال: لا، هو مرسل.
وفي " المراسيل ": قال أبو زرعة: عبد الملك بن عمير عن أبي عبيدة بن(8/332)
الجراح مرسل. وسمعت أبي يقول: عبد الملك يدخل بينه وبين عمارة بن رويبه رجل.
وفي " تاريخ أبي حاتم " - في تاريخه رواية الكناني -: لا أعلمه سمع من ابن عباس شيئا. ولهم شيخ آخر نسب: -
3356 - عبد الملك بن عمير، لخمي، شامي.
حدث عن عروة بن رويم.
3357 - (ت) عبد الملك ابن علاق.
قال الأزدي - فيما ذكره ابن الجوزي - متروك الحديث.
3358 - (ت) عبد الملك بن عيسى بن عبد الرحمن بن العلاء بن جارية الثقفي حجازي.
قال البخاري في " التاريخ الكبير ": روى عنه سليمان بن بلال، وإسحاق بن خازم.
ولما خرج الحاكم حديثه: " تعلموا من أنسابكم " قال فيه: صحيح الإسناد.
ولما ذكره أبو محمد بن حزم الفارسي في كتاب " الجمهرة " ضعفه.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".(8/333)
3359 - (د س ق) عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي، يكنى أبا قدامة كذا ذكره بعض المصنفين من المتأخرين، وزعم المزي أنه يقال فيه: عبد الملك بن المنهال.
والذي في " تاريخ البخاري ": وقال شعبة: عبد الملك بن منهال. قال لنا أبو الوليد: شعبة وهم فيه. حديثه في البصريين، قال ابن حبان في " الثقات ": عداده في البصريين، وفرق بينه وبين ابن المنهال.
والمزي ذكر توثيقه من عند ابن حبان ولم ينبه على بلده جملة.
3360 - (ق) عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي المدني، أخو صالح.
قال ابن حبان: كان صدوقا إلا أنه فحش خطاؤه وكثر وهمه فلا يجوز الاحتجاج به.
وقال النسائي في كتاب " الضعفاء ": ليس بالقوي.
وقال السمعاني في كتاب " الأنساب " [ق32/أ]: كان صدوقا إلا أنه كثير الوهم.
وفي " كتاب الساجي ": تعرف وتنكر، وثقه ابن معين.
وقال أبو جعفر العقيلي: عنده عن عبد الله بن دينار مناكير.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".(8/334)
وقال أبو سعيد النقاش وأبو عبد الله ابن البيع: يروي عن ابن دينار مناكير.
وذكره ابن الجارود في " جملة الضعفاء " وقال البخاري - في غير نسخة من تاريخه -: ليس بالقوي.
وفي " تاريخ عباس " عن يحيى بن معين: ثقة، وقدامة بن موسى ثقة.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وذكره البخاري في " فضل من مات من الستين ومائة إلى السبعين ".
3361 - (مق د ت) عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد ابن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس غيلان بن مضر الباهلي أبو سعيد الأصمعي البصري صاحب اللغة.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: ليس فيما يروي عن الثقات تخليط إذا كان دونه ثقة، وقد روى عنه مالك بن أنس ويقول: حدثني عبد العزيز بن قرير لم يحفظ اسمه ولا اسم أبيه، وتوفي سنة خمس عشرة ومائتين.
ولما ذكر الكلبي جده عليا قال: كان شريفا، وقال محمد بن القاسم إنما سمي أصمعيا لصمع أذنيه.
وفي " حلى العلى " سئل أبو عبيدة عن قول الشاعر:
وأضحت رسوم الدار قفرا كأنها ... كتابا قرأه الباهلي بن أصمعا(8/335)
فقال: فقوله في جد الأصمعي: كان يقرأ الكتب على المنبر كما يقرأها الخراساء النوم. قال التوزي ما جرت فأخبرت بذلك الأصمعي فتغير وجهه وقال: هذا كتاب ورد من عثمان بن عفان على ابن عامر؟ فلم يوجد له من يقرأه إلا جدي.
قال: وقيل لأبي عبيدة إن الأصمعي يقول: [على فرس له فذكر كلاما]
فقال أبو عبيدة: سبحان الله إنه يتشبع بما لم يعط والله ما ملك أبو الأصمعي دابة قط إلا في [. . . . . .].
وقال الأزهري في " التهذيب ": عن أبي محمد سلمة بن عاصم: كان الأصمعي أذكى من أبي عبيدة وأحفظ للغريب منه، وكان أبو عبيدة أكثر رواية منه، وكان الرشيد استخلص الأصمعي، وكان يرفعه على أبي يوسف القاضي، وكان علمه على لسانه.
وعن الرياشي: كان صدوقا صاحب سنة، عمر نيفا وتسعين سنة، وله عقب وأبو عبيدة كثير الرواية عنه وهو قرينه.
وقال له خلف الأحمر أستاذه: وأنا ويكتب مطبوعان على شعره، وأبو عبيدة ليس له في الشعر طبع، وقال ثعلب: كان عنده غريب.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال ابن قتيبة: رأى أبوه الحسن وجالسه، وكان عبد الملك شديد التوقي لتفسير القرآن وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يعلم أنه كان يرفع الأحاديث، وكان صدوقا في غير ذلك من حديثه، صاحب سنة، وولد سنة ثلاث وعشرين ومائة وتوفي وله ثمان وتسعون سنة وله عقب.
وفي كتاب " أخبار النحويين " للسيرافي: قال محمد بن يزيد: كان الأصمعي أسد الشعر والغريب والمعاني، وكان أبو عبيدة كذلك، ويفضل على(8/336)
الأصمعي بعلم النسب، وكان الأصمعي أعلم منه بالنحو، واسم أبيه عاصم، ويكنى أبا بكر، وقيل أن الرشيد كان يسميه شيطان الشعر، وكان صدوقا في الحديث، وعنده القراءات عن أبي [ق32/ب] عمرو ونافع وغيرهما.
وفي " كتاب المنتجيلي ": عن الأصمعي قال: سمعت من الثوري ثلاثين ألف حديث، وجده أصمع أصيب بالأهواز وكان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان أبوه مظهر مسلما، دفن بكاظمة قرب البحرين.
وقال أبو حاتم: بلغ تسعين سنة.
وحكى عنه الرياشي قال: لم تتصل لحيتي حتى بلغت ستين سنة.
وفي كتاب " أدب الرواية " لحفيد القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن جعفر بن الفهم: كان الأصمعي متهما بالكذب في المسامرة، فوقع بينه وبين عطاء بن مصعب المعروف بالملط كلام، فدار على جماعة وجاء بهم إلى شيخ ملتف بكسائه، فقال له: ما اسمك؟ قال: قريب أبو عبد الملك. قال: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، إلا ما أصلي به، قال: أتروي شيئا من الشعر؟ قال: ما أشغلني عنه. قال: أتعرف حديثا أو فقها؟ قال: لا. فقال للجماعة: اشهدوا على صدق الشيخ، لئلا يقول الأصمعي غدا: حدثني أبي وأنشدني أبي.
وقال الدوري: قلت ليحيى: أريد الخروج إلى البصرة فعمن أكتب؟ فقال: عن الأصمعي، فهو ثقة صدوق.
ولما ذكره المرزباني في " معجمه " قال: وصله البرامكة بالرشيد، وخص بهم، وأعطوه مالا جزيلا، فلما نكبوا هجاهم لسوء عهده وغدره وقلة وفائه، ومات في سنة أربع عشرة ومائتين، وأكثر شعره ضعيف سخيف مضطرب.
وذكره في كتابه " الشعراء المنحرفين " عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وذكر له أشياء مقذعة تركنا ذكرها.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ ": توفي سنة تسع ومائتين، وكان صادقا في أحاديثه، وعمر نيفا وتسعين سنة، وكان أبو حاتم يقول: ما رأيت أورع(8/337)
منه، ورأيت بخط أبي اليسر سمعت نصر بن علي يقول: ما رأيت أحدا أشد تمسكا بالسنة من الأصمعي، وقد رفعه الله تعالى.
وذكر أبو محمد السيرافي في كتابه " أخبار الأصمعي " أنه روى عن: الصعق بن حزن الطفاوي، وخالد بن عبد الرحمن بن جبلة، ويونس بن حبيب النحوي، ويزيد بن أبي يزيد الكلابي، وقطن بن أبي المجالد الهراوي، وهشام بن الحكم الثقفي، وعبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، وخالد بن يزيد الهراوي، وعبد الله بن المبارك، وأيوب بن واقد، وسهل بن حصين، ومحمد بن فضيل، وعلي بن مسعدة الباهلي، وعبد الله بن عمر النميري، والحكم بن عطية وسعيد بن أبي عروبة، ومهدي بن ميمون، وعبد الله بن معاوية، وإسماعيل بن عبد الله، ويزيد بن إبراهيم، وأحمد بن الهيثم بن فراس، ومسرف بن سعيد الواسطي - في نسخة - وأبيه قريب بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله المزني، ومحمد بن الجهم السمري، [ق33/أ] ومحمد بن حرب الزيادي، وعيسى بن سليمان، وبشر بن منصور العبدي، وناهم بن سالم.
وفي " تاريخ البخاري ": روى مالك بن عبد الله بن قرير، وإنما هو قريب، قال الأصمعي: سمع مني مالك.
وقال أبو داود، وسئل عنه: صدوق.
وأنشد المرزباني لأبي محمد اليزيدي يهجوه:
أين لي دعي بني أصمع ... متى كنت في الأسرة الفاضلة
ومن أنت؟ هل أنت إلا امرؤ ... إذا صح أصلك من باهلة
وفي " مراتب النحويين " لعبد الواحد: كان يحفظ ثلث اللغة قاله ابن مناذر، لأنه كان يصلح ولا يجوز إلا أفصح اللغات، []، ويضحك ولا(8/338)
يجيب في القرآن ولا في الحديث، وكان أتقن القوم للغة وأعلمهم بالمشكل وأحضرهم حفظا وكان تعلم من خلف الأحمر، وكان خلف أعلم بالشعر.
قال عبد الواحد: لم ير الناس أصدق لهجة من الأصمعي، وأما ما يحكي العوام وسقاط الناس من نوادر الأعاريب، ويقولون هذا مما احتمله الأصمعي. ويحكون عن ابن أنه قال: عمي قاعد يكذب على الأعراب فباطل ما خلق الله منه شيئا و [] بالله من معره حمل [] أخيه هو، وهو لا يروي شيئا إلا عنه وأنى يكون الأصمعي كذلك وهو لا يفتي إلا فيما اجتمع عليه العلماء ويبعد عما يتفردون به، ولا يجيز إلا أفصح اللغات وكان يكتب [] المصاحف إلا أنه لمصحف عثمان [] الحجاج وإياه غني الشاعر بقوله:
وأضحت رسوم الدار قفرا كأنها ... كتابا قرأه الباهلي ابن أصمعا
وفيه يقول أبو محمد اليزيدي - فيما ذكره التاريخي: _
ألا هتكت كل من ينتمي إلى ... أصمع أمه الهابلة
3362 - (د) عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري، مولاهم، أبو يزيد المغربي.
ذكره أبو العرب القيرواني في " الطبقة الثانية " من علماء القيروان، فقال: كان ثقة خيارا، كان يقال: إنه كان مستجابا، وهو مولى لإسماعيل بن عبيد الله تاجر الله من أسفل، وكان عبد الملك كثير الرواية عن خالد بن أبي عمران، وحدثني جبلة الصدفي أنه سمع سحنونا يقول: كان بتونس علي بن زياد وابن أشرس وابن أبي كريمة، ولم يكن أبو كريمة في ناحيتهما، إنما كان رجلا ورعا صاحب أحاديث، قال: وحدثني عبد الرحمن بن يوسف، قال: حدثني عمك مسلمة بن تميم، قال: حدثني مشايخ من قرية مموسة أن ابن أبي كريمة كان يأتي راكبا على بغلة له إلى وادي بجرداء، فإن لم ير أحدا(8/339)
حملها على الماء، على غير المجاز، فمشيت به على ماء غريق، إن رأى الناس خاض بها الماء، وأخذ على المجاز.
وحدثني أبو عياش بن موسى أن ابن أبي كريمة كبر حتى كان يحمل، وصار لا يدفئه شيء بالليل، فقيل له لو اشتريت جارية خلاسية أو سمراء تدنو منك وتعانقك لاستدفئت، فأمر أصحابه فاشتروها له، فلما باتت عنده نشط إليها الشيوخ فوطئها، فغارت أم محمد فأمر ببيعها، فلما بات وجد البرد فأمر بردها.
وروى عنه من أهل المغرب البهلول بن راشد، وسحنون، وعوف، وداود بن يحيى، ولابن أبي كريمة كتاب في " الزهد " فيه رجال ما ينبغي أن يكون سمع منهم مثل: موسى بن عبيدة الربذي، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن زيد، وغيرهم.
ويقال: إن كتاب " الزهد " إنما رواه كله عن ميسرة بن عبد ربه البصري وغيرهم.
وقد سمع ابن أبي كريمة من سفيان بن سعيد الثوري، وكان ابن أبي كريمة يروي [ق33/ب] حديثا كثيرا، ومات سنة عشر ومائتين وقد جاوز التسعين.
وقرأت في كتاب أن ابن أبي كريمة: توفي سنة تسعين ومائة.
وهو عندي تخليط.
وذكر أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي في كتابه " تاريخ أفريقية " أنه سمع منه خلق من الناس، وله مناقب جليلة، وكان يحيي الليل فإذا أسحر نادى بصوت له محزون: إليك قطع العابدون دجى الليل، يستبقون إلى رحمتك، وفضل مغفرتك، فبك إلهي لا بغيرك أسألك أن ترفعني إليك في درجة المقربين، وتجعلني في زمرة السابقين، فلا يزال كذلك حتى ينادى بالفجر.
وعن عيسى بن مسكين، قال: خرج ابن أبي كريمة يوما وهو يحمل في محفة وهو كبير قد خرف، فمر على مجلسه الذي كان يجلس فيه مع أصحابه للعلم، فوقف عليه وأنشد يقول:(8/340)
لقد ذهب الحماة وأسلموني ... كفا حزنا لفرقتي الكماة
هم كانوا الثقات لكل أمر ... وهم زين المجالس في الحياة
تولوا للقبور وخلفوني ... فوا حزنا على فقد الحماة
وعن أبي زكريا يحيى بن عون قال: سمعت يحيى بن سليمان المقرئ يقول: قلت لابن أبي كريمة: مالي أراك لا تخرج إلى المسجد لصلاة الجماعة وقد عرفت فضلها؟ فقال: رأيت قلوبا لاهية، مجالسا ساهية، وألسنة لاغية، فخفت عليهم الداهية فانصرفت عنهم في عافية.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: مات سنة عشر ومائتين، وقد جاوز التسعين، روى عنه موسى بن معاوية الصمادحي.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ " لأبي جعفر أحمد بن أبي خالد المغربي: توفي هذه السنة، يعني سنة عشر ومائتين، مات أبو يزيد عبد الملك ابن أبي كريمة التونسي، وكان ثقة يقال: إنه مستجاب الدعوة.
وفي " تاريخ ابن يونس " - في غير نسخة جيدة إحداهما أصل سماعنا: قدم مصر سنة مائتين وفي كتاب المزي عنه ثمانين ومائة فينظر [ق34/أ].
3363 - (عخ د ت س) عبد الملك بن أبي محذورة الحجمي المكي.
قال ابن خزيمة في " صحيحه ": ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا يعقوب بن محمد - يعني ابن عيسى - أن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا محمد بن عبد الله الكناني عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يثني الأذان ويفرد الإقامة ". أبنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا الحميدي حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز فذكره.
وقال ابن حبان في " صحيحه ": أبنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد حدثنا الحارث بن عبيد عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده قال: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمني سنة الأذان. قال: فمسح مقدم رأسي(8/341)
وقال: " تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، ورفع بها صوته، ثم تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، واخفض بها صوتك "، الحديث.
وقال الطوسي في كتاب " الإحكام ": حدثني أحمد بن سيار حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أبنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة قال: أدركت أبي وجدي وهم يؤذنون هذا الأذان الذي أوذن، ويقيمون هذه الإقامة، ويقولون: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه أبا محذورة، فذكره. وقال: يقال: هذا حديث حسن صحيح.
3364 - (د) عبد الملك بن محمد بن أيمن.
قال ابن القطان: قد يغلط فيه من لا يعرف محمد بن عبد الملك الأندلسي، وليس به وعبد الملك هذا حاله مجهولة.
3365 - (س) عبد الملك بن محمد بن بشير الكوفي، ويقال: اسمه محمد.
قال البخاري: لم يتبين سماع بعضهم من بعض. كذا هو مضبوط مجود بخط المهندس، وقرأته وخط الشيخ آخره بتصحيحه، وهو غير مفهوم المعنى، من هم الذين لم يتبين سماع بعضهم من بعض؟
والذي في " تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري " بخط أبي العباس بن(8/342)
ياميت - رحمه الله - وغيره -:
عبد الملك بن بشير بن محمد بن عبد الرحمن بن علقمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يتبين سماع بعضهم من بعض.
قال كذا وقع في نسخة، وفي نسخة عبد الملك بن نسير، أسقط محمدا وذكره في باب النون.
وعبد الملك بن محمد بن نسير بالنون أثبت، وفي النسخة التي بخط العلامة أبي الحسن علي بن محمد بن إسماعيل شيخ أبي الفضل بن حنزابة الوزير: عبد الملك بن نسير عن عبد الرحمن بن علقمة. فذكره.
وذكره ابن ماكولا: فقال: عبد الملك بن محمد بن نسير [ق34/ب]- يعني بالنون - حدث عن عبد الرحمن بن علقمة روى عنه يحيى بن هانئ.
3366 - (ق) عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم، أبو قلابة الرقاشي الضرير الحافظ، يكنى أيضا أبا محمد.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": كان راوية للحديث متقنا ثقة، يحفظ حديث شعبة كما يحفظ السورة من القرآن، وسمعت ابن الأعرابي يقول: كان أبو قلابة يملي حديث شعبة على الأبواب من حفظه، ويأتي قوم آخرون فيملي عليهم حديث شعبة على الشيوخ، وما رأيت أحفظ منه وكان من الثقات، وكان قد حدث بسامراء وبغداد فما بدل من حديثه شيئا، وكان إذا قال أبنا أو حدثنا أو عن لم يحل عن ذلك.
وأنكر عليه بعض أصحاب الحديث حديثا حدثه عن أبي زيد الهروي عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " صلى حتى تورمت قدماه ". فقالوا: أخطأ فيه أو أخطأ أبو زيد فيه. قال أبو سعيد - يعني ابن الأعرابي -: فقدم علينا رجل من ولاء خالد بن أسيد من الشام يكنى أبا(8/343)
خالد واسمه عبد العزيز بن معاوية، فحدثنا به عن أبي زيد الهروي عن شعبة عن الأعمش كما حدث أبو قلابة. قال: فجاء معه على حديثه.
وقال ابن عساكر: أبو قلابة لقب.
وفي " سؤالات الحاكم " للدارقطني: قيل لنا: إنه كان مجاب الدعوة، صدوق كثير الخطأ في الأسانيد لا يحتج بما ينفرد به، بلغني عن شيخنا أبي القاسم ابن بنت منيع أنه قال: عندي عن أبي قلابة عشرة أجزاء ما منها حديث يسلم إما في الإسناد وإما في المتن، كان يحدث من حفظه فكثرت الأوهام فيه.
وخرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في " المستدرك " وصحح إسناده. وقال في " فضائل الشافعي " من فقهائهم.
3367 - (د س ق) عبد الملك بن محمد الحميري البرسمي، أبو الزرقاء، ويقال: أبو محمد [ق35/أ] الصنعاني من صنعاء دمشق.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: قال أبو الفتح الأزدي الموصلي: عبد الملك بن محمد الصنعاني ليس بالمرضي في حديثه. وظفر المزي بأن هذا الرجل ذكره ابن عساكر فعاب على صاحب " الكمال " اختصاره، وزعم أن خليفة ذكره في " الطبقة الخامسة "، وابن سعد في " الطبقة السادسة "، وترك من " كتاب خليفة " برسم من حمير ومن " كتاب ابن سعد " البرسمي من حمير.(8/344)
3368 - عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية الأموي، أبو الوليد، المدني ثم الدمشقي، أمير المؤمنين.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: كان من فقهاء أهل المدينة وقرائهم قبل أن يلي ما ولي وهو بغير الثقات أشبه.
وعند التاريخي: كان مروان سمى ابنه القاسم، فلما بلغه النهي عن ذلك سماه عبد الملك.
وذكر المزي شيئا من حاله من عند ابن سعد ووفاته من عند غيره.
وابن سعد قد تولى جميع ذلك، فقال: قال مسلم بن عقبة: وأي رجل عبد الملك؟! قل ما كلمت من رجال قريش رجلا به شبها.
أنبا محمد بن عمر بن واقد حدثني أبو معشر قال: مات عبد الملك بدمشق يوم الخميس في النصف من شوال سنة ست وثمانين، فكانت ولايته من يوم بويع إلى يوم مات إحدى وعشرين سنة وشهر ونصف، كان تسع سنين منها يقاتل ابن الزبير، وسلم عليه بالخلافة في الشام ثم بالعراق بعد قتل مصعب، وبقي بعد مقتل ابن الزبير واجتماع الناس عليه ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر إلا سبع ليال، وقد روى لنا أنه مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة، والأول أثبت وهو على مولده سواء.
وفي " حلى العلى " لعبد الدائم القيرواني: عن الشعبي: كان عبد الملك يدعى حمامة المسجد، وكان لا يخابر بين صبيان المكاتب تحرجا وتورعا فلما ولي الخلافة قال له ابن المسيب: بلغني أنك شربت الطلاء. قال: نعم والدماء.
وقال الطبري في " طبقات الفقهاء ": كان من مقدمي التابعين في العلم والفضل.(8/345)
وفي " الجمهرة ": عادة وهو خليفة حسان بن بحدل ومنظور بن زيد بن أفعى بالشام قال: ومالي في دمشق ولا [مر ما شئت أن عرضه ولا] ومالي بعد حسان ابن عمرو ومالي بعد منظور خليل وقال المبرد: كان عبد الملك من العلم والرأي بموضع ومن أكثر الناس علما وأبرعهم أدبا وأحسنهم في شبيبتة ديانة ولما قتل عمر [] المصحف في حجره فطرحه فقال: هذا فراق بيني وبينك [ق35/ب].
وفي تاريخ البخاري الصغير داخل عبد الملك بن مروان على عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فقبله، وزاد في " الكبير ": وقال لي: محمود عن وهب عن أبيه عن قتادة: ولي عبد الملك أربعة عشر سنة، وكانت فتنة ابن الزبير ثمان سنين.
وفي " تاريخ أبي الفرح ": قال الشعبي: دخلت على عبد الملك في علة أعوده فقلت: كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أصبحت كما قال عمرو بن قميئة:
كأني وقد جاوزت سبعين حجة ... خلفت بها عني عذار
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ... فما بال من يرمي وليس برام
فلو أنها نبل إذا لاتقيتها ... ولكنما أرمي بغير سهام
قلت: لست كذلك يا أمير المؤمنين ولكنك كما قال لبيد:(8/346)
ظنت شكى إلى النفس تجهشه ... وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
فإن تراوى ثلاثا تلقى أملا ... وفي الثلاث رفأ للثمانين
فعاش حتى بلغ تسعين فقال:
كأني وقد جاوزت تسعين حجة ... خلعت بها عن منكبي ردا يبا
فعاش حتى بلغ مائة وعشرا فقال:
أليس في مائة قد عاشها رجل ... وفي تبلغ عشر دونها عمر
فعاش حتى بلغ مائة وأربعين فقال:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا الناس كيف لبيد
وقال المرزباني: يلقب أبا الذبان لبخر كان فيه، وهو القائل من أبيات كتب فيها إلى الحجاج:
فإن بز مني غفلة فرشية ... فرئيتما قد غص شاربه
وإن بز مني وثبة أسوة ... فهذا وهذا حلة أنا راكبه
فلا يأمني والحوادث جمة ... فإنك تجزي ما أنت كاسبه
وإن أغض جفن العين يوما ... على القذى وأورد بالأمر الذي أنا طالبه
فذلكم للأمر العظيم كأنني أخو ... غفلة عنه وقد شال غاربه
فإن كف لم أعجل عليه وإن أنا ... وثبت عليه وثبة لا أراقبه
وذكره في كتاب " الشعراء المنحرفين " عن علي - رضي الله عنه.
وذكره الهيثم في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال: أنبأنا [] الأعمش عن أبي صالح قال: كان فقهاء أهل المدينة أربعة: سعيد بن المسيب،(8/347)
وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب وعبد الملك بن مروان وقال الهيثم: وكان من هذه الطبقة: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف؛ وهو دونهم في الفقه، ورواه الجاحظ في كتاب " فضل الكتاب " عن وكيع عن الأعمش عنه.
وقال الطبري في كتاب الطبقات: كان من مقدمي التابعين في العلم والفضل.
وقال أبو عوانة: - فيما ذكره التاريخي - أول مولود بحمص في الإسلام عندنا عبد الملك بن مروان وأخباره ووقائعه كثيرة، لو أردنا استقصائها لجاءت في عدة مجلدات.
3369 - (د) عبد الملك بن مروان بن قارظ ويقال: قراظ الأهوازي أبو مروان، وقيل: أبو الوليد البصري الحذاء.
روى عنه أبو داود.
قال الحافظ أبو علي الجياني في " رجال أبو داود ": عبد الملك بن مروان الأهوازي سكن الرقة، وهو والد أبي الحسين الرقي، يكنى أبا بشر. توفي في جمادى الأولى سنة ست وخمسين ومائتين.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": وعبد الملك بن مروان أبو نسر أهوازي سكن الرقة، والد أبي الحسين الرقي توفي في جمادى الأولى سنة ست وخمسين ومائتين. ولهم آخر اسمه:
3370 - عبد الملك بن مروان أبو يزيد الكوفي.
روى عنه بشر بن معاذ العقدي وأثنى عليه ذكره الخطيب.
وأبو بشر عبد الملك بن مروان الرقي.
روى عن معتمر بن سليمان وأبي إسحاق الفزاري وذكره أبو عمر في كتاب " الاستغناء "، وذكرناه للتمييز، ويشبه أن يكون هو هو صاحب الترجمة الأولى: - والله تعالى أعلم.(8/348)
3371 - (س) عبد الملك بن مروان بن أبي ذباب الدوسي المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: روى عنه ابن عبد الرحمن المدني.
3372 - (ت س) عبد الملك بن مسلم بن سلام الحنفي أبو سلام الكوفي.
ذكره [ق36أ] ابن خلفون في كتاب " الثقات "، ونسبه مدائنيا.
وفي " تاريخ الدوري " عن يحيى: أبو سلام الحنفي عبد الملك بن سلام وفي موضع آخر أبو سلام عبد الملك بن مسلم المدائني.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": سمع منه ابن المبارك.
وكذا ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
والمزي ذكر توثيقه عن ابن حبان، وأغفل هذا، إن كان نقله من أصله.
3373 - (م د س ق) عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود أبو عبيدة الهذلي المسعودي أخو القاسم، ووالد محمد.
قال أحمد بن صالح العجلي: أبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ثقة.
وذكره الأونبي في كتاب " الثقات ".
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك الدارمي.(8/349)
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3374 - عبد الملك بن معن النهشلي البصري.
روى عن جبر بن حبيب روى عنه أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد.
قال ابن معين في " رواية إسحاق بن منصور ": عبد الملك بن معن ثقة.
ذكرناه للتمييز.
3375 - (ز ق) عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو محمد الهاشمي المدني ووالد يزيد النوفلي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقال ابن سعد: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، وكان قليل الحديث، كذا ذكره المزي، ولو كان ممن ينظر في الأصول، لرأى أن ابن حبان قام بهذه الوظيفة التي تجشمها من عند غيره، وذلك أنه لما ذكره في كتاب " الثقات " قال: كنيته أبو محمد، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وأمه أم ولد.
ولعل بعض الأغبياء يقول: إنما ذكر وفاته من عند ابن سعد لما فيها من وصفه بقلة الحديث، وذلك غير جيد؛ لأنا عهدناه دائما يذكر الألفاظ المتواردة على معنى واحد، وإن لم يكن لها كبير جدوى، كما فعل في ترجمة البرسمي من أن خليفة ذكره في " الطبقة الخامسة "، وابن سعد وابن سميع في " السادسة " لم يزد شيئا غير هذا. فأي فائدة تظهر في أن فلانا ذكره في كتابه؟ على أنا قد بينا إخلاله في تلك الترجمة [ق36ب] كما سبق ذكره وأيضا فقد أخل بمقاصده هو يعني بها إذا وجدها في " كتاب ابن عساكر " من ذكر طبقته وأولاده، وذلك أن ابن سعد ذكره في " الطبقة الثانية "، وقال: ولد خديجا،(8/350)
وعبد الرحمن، ونوفلا، وإسحاق، ويزيد، وضريبة، وحبابة وأمهم أم عبد الله بنت سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
وذكره خليفة بن خياط في " الطبقة الثانية " من المدنيين، وقال: هلك في زمن عمر بن عبد العزيز.
ومسلم بن الحجاج القشيري في " الطبقة الأولى ".
وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وخرج حديثه الحاكم في " المستدرك "، وكذلك ابن الجارود.
3376 - (ع) عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري أبو زيد الكوفي الزراد.
ذكره ابن حبان في " الثقات "، كذا ذكره المزي، ويشبه أن يكون على العادة لم ينقله من أصله، إذ لو كان كذلك لكان ذكر وفاته من عنده، وما تجشمها من عند ابن سعد.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات في ولاية خالد على العراق، وكناه أبا يزيد كذا رأيته في عدة نسخ من كتابه.
وأيضا فقد أخل ما في كتاب ابن سعد لعدم نقله من الأصول، ولكنه لما رأى وفاته من عنده من كتاب " الكمال " قلده ونقلها عنه مرسلة، ولم يدر أن ابن سعد لما ذكره في " الطبقة الثالثة من الكوفيين " قال: عبد الملك بن ميسرة مولى بني هلال بن عامر. سمعت وكيع بن الجراح ذكر عبد الملك بن ميسرة، فقال: ذاك الزراد، وكان ثقة كثير الحديث. قال: وتوفي عبد الملك في ولاية خالد بن عبد الله القسري على العراق.(8/351)
فهذا كما ترى ذكر أنه مولى، ولم ينبه عليه المزي، بل ذكره كأنه صليبه وذكر توثيقا ووصفا لحديثه، ولم ينبه عليه المزي. والأمر الفظيع هل الوفاة ذكرها ابن سعد استبدادا أو وكيع بن الجراح؟ وهي إلى أنها من قول وكيع أقرب.
ولما ذكره خليفة في " الطبقة الرابعة " قال: مولى بني هلال، وذكر وفاته في ولاية خالد، وذكره مسلم في " الطبقة الثالثة " [ق37/أ].
وفي " الأوسط " للبخاري: قال أحمد بن بشير: ثنا مسعر، قال: سمعت عبد الملك بن ميسرة في جنازة عمرو بن مرة، يعني سنة ست عشرة ومائة، وقال العجلي: كوفي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كنيته أبو يزيد، وقيل: أبو زيد الهلالي، مولاهم: وهو ثقة، قاله ابن نمير وابن عبد الرحيم وغيرهما.
وفي " مسند البزار ": روى عنه الأئمة: الأعمش، وشعبة، ومسعر، وغيرهم.
3377 - (س) عبد الملك بن نافع الشيباني الكوفي ابن أخي القعقاع أبو ثور، ويقال: عبد الملك بن القعقاع، ويقال عبد الملك بن أبي القعقاع.
قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به.
وقال النسائي: لا يحتج بحديثه.(8/352)
وقال يحيى بن معين: يضعفونه.
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال أحمد بن صالح: لا يجوز أن يأتي إلى رجل مثل هذا، قد روى عنه الثقات، فنضعفه بلا حجة، إذ لم يضعفه بأحد.
وذكره ابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
وفي كتاب " الأشربة " للخلال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال سألت أبي عن حديث الشيباني عن عبد الملك بن القعقاع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في النبيذ فقال: عبد الملك مجهول، ويروي عن ابن عمر خلافه.
وأنبا عيسى بن محمد بن سعيد سمعت أبا بكر يعقوب بن يوسف المطوعي وقد حدث بحديث عبد الملك بن القعقاع عن ابن عمر في النبيذ فقال: قال يحيى بن معين. عبد الملك بن القعقاع كان خمارا بطيزناباذ.
وذكره مسلم في " الثانية " من الكوفيين.
ولما روى له الدارقطني حديثه سماه مالك بن القعقاع، وقال: كذا قال مالك، وغيره يقول: عبد الملك. وهو رجل مجهول ضعيف.
وقال ابن أبي عاصم في كتاب " الأشربة ": هو مجهول. وكذا قاله ابن حزم.
3378 - (خد ق) عبد الملك بن أبي نضرة العبدي البصري.
خرج الحاكم حديثه في " مستدركه "، وقال: وعبد الملك من أعز البصريين حديثا.(8/353)
ولما ذكره ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين " ذكر له حديث " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استجد يوما سماه باسمه "
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات.
وفي كتاب " الجرح [ق37/ب] والتعديل " عن الدارقطني: لا بأس به.
وقال ابن حبان: هو أخو البراء ابن أبي نضرة. روى عنه البصريون، وأهل مرو. حدثنا علي بن أحمد بن بسطام - بالبصرة - ثنا عمي إبراهيم بن بسطام ثنا سلم بن قتيبة ثنا عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه قال: كنت بالمدينة، فسب رجل عثمان - رضي الله عنه - فنهيناه، فلم ينته، فأرعدت - يعني السماء – ثم جاءت صاعقة فأحرقته.
وفي كتاب ابن ماكولا: وأخته نضرة بنت أبي نضرة روت عن أبيها حكايات.
3379 - (د ت س) عبد الملك بن نوفل بن مساحق القرشي العامري أبو نوفل المدني.
كناه البخاري، والنسائي، هكذا ذكره المزي موهما تفرد هذين بكنيته، وليس كذلك فإن ابن حبان كناه بذلك في كتاب " الثقات "، الذي نقل منه المزي ذكر توثيقه، ويحيى بن صاعد وابن شامة، ومسلم ابن الحجاج القشيري، وأبو أحمد الحاكم، وقال: روى عنه ابن عيينة وروى عن أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري إن كان ذلك محفوظا، وابن أبي خيثمة في " الأوسط " ويعقوب بن سفيان الفسوي في " الكبير "، والحاكم أبو عبد الله لما خرج حديثه في " المستدرك ".(8/354)
وذكره ابن خياط في الطبقة الثانية.
3380 - (ق) عبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي البصري وقد ينسب إلى جده.
قال أبو محمد ابن حزم: كوفي متروك الحديث، ساقط بلا خلاف وأبوه مجهول.
وذكره أبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء.
وذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد لا يحل الاحتجاج به.
وفي كتاب ابن الجوزي قال الأزدي: منكر الحديث.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3381 - (س) عبد الملك بن يسار الهلالي مولاهم المدني.
روى عنه أخوه سليمان بن يسار. ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة عشر ومائة كذا ذكره المزي، ولو كان ينقل من أصل كتاب الثقات لوجد فيه راويا آخر، وهو بكير بن عبد الله بن الأشج، ولوجد فيه: مات سنة عشر ومائة.
وكذا [ق38/أ] ذكره خليفة بن خياط لما ذكره في الطبقة الثانية.(8/355)
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى، قال: مات سنة عشر ومائة. وقد روى عنه، وكان قليل الحديث.
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات.
وفي تاريخ القراب عن أبي حسان الزيادي: فيها - يعني سنة عشر ومائة - مات عبد الملك بن يسار أخو عطاء، ويكنى: أبا سليمان.
وذكر ابن قانع وفاته سنة أربع ومائة.
3382 - (خت) عبد الملك بن يعلى الليثي قاضي البصرة.
قال ابن حبان: كان على قضاء البصرة قبل الحسن.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وذكر عن ابن الأعرابي ثنا عباس ثنا يحيى ثنا قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد قال كنت مع إياس يعني ابن معاوية بن قرة المزني على باب خالد - يعني القسري -، فجاءه رجل من أهل الشام حسن الهيئة فسأله عن شيء. فقال له إياس: إن أردت الفتيا فعليك بالحسن معلمي، ومعلم أبي، وإن أردت القضاء فعليك بعبد الملك بن يعلى، وهو يومئذ قاض على البصرة.
وذكر ابن أبي خيثمة في كتابه " أخبار البصرة ": لما وقع بين عدي بن أرطأة أيام عمر بن عبد العزيز، وإياس بن معاوية، عزل إياسا وولى الحسن بن أبي الحسن، فلما قدم ابن هبيرة على العراق استقصى عبد الملك بن يعلى. قال ابن علية: وكان رجلا تاجرا فأحبه الناس في ولايته. وكان - زعموا - يشاور قتادة. فلم يزل قاضيا حتى توفي، وذلك سنوات.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة قال: مات أول زمن خالد.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية وقال: كان قاضيا على البصرة قبل الحسن،(8/356)
ومات خلافة عمر بن عبد العزيز.
وذكره الهيثم في الثالثة، وقال: توفي في ولاية عمر.
3383 - (مد) عبد الملك بن أخي عمرو بن حريث المخزومي.
" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ق38/ب] ربما مس لحيته وهو يصلي ".
وذكر المزي الخلاف في اسمه ولم ينبه على صوابه من خطأه ولم يتعرض لحاله وهي معروفة، والصواب في اسمه أيضا معروف.
قال البخاري في " تاريخه الكبير ": عبد الملك بن عمرو بن حويرث. حدثت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح لحيته في الصلاة قاله هشيم سمع حصينا. وقال عباد ابن العوام: أخطأ هشيم هو [عن] عمرو بن عبد الملك بن الحويرث، وقال شعبة: عبد الملك بن أخي عمرو بن [الحويرث]، [ثنا] ابن كثير أنبا سليمان عن حصين عن عمرو بن عبد الملك بن حريث المخزومي ابن أخي عمرو " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضع يمينه على شماله "، حديثه في الكوفيين، ليس يعرف إلا بهذا.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عمرو بن عبد الملك بن حريث ابن أخي عمرو بن حريث المخزومي، يروي عن الكوفيين روى عنه حصين ابن عبد الرحمن.(8/357)
من اسمه
عبد المنعم وعبد المهيمن وعبد المؤمن
3384 - (ت) عبد المنعم بن نعيم الأسواري أبو سعيد البصري صاحب السقاء.
قال الترمذي، وأبو علي الطوسي لما خرجا حديثه: هذا الحديث إسناده مجهول. لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث عبد المنعم.
وقال البغوي: هذا حديث ضعيف الإسناد [وهو] في أدب الآذان حسن، وقال البيهقي: في إسناده نظر.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به.
وقال الساجي: ضعيف الحديث.
ولما روى الحاكم حديثه: قال - صلى الله عليه وسلم - لبلال: " إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحدر ". قال: هذا حديث ليس فيه مطعون فيه غير عمرو بن فائد، والباقون شيوخ البصرة. وهذه سنة غريبة، لا أعلم لها إسنادا غير هذا، ولم يخرجاه.
ذكره العقيلي، وابن الجارود في جملة الضعفاء.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: صالح.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: عبد المنعم بن نعيم أبو سعيد(8/358)
الرياحي من أهل خرسان متروك.
3385 - (ت ق) عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي المدني أخو أبي.
قال ابن حبان: لما فحش الوهم في روايته بطل الاحتجاج به.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد: ضعيف الحديث.
وقال النسائي في كتاب الضعفاء: متروك الحديث.
وقال أبو حاتم الرازي والساجي: منكر الحديث، زاد الساجي: عنده نسخة عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها مناكير.
قال أبو إسحاق الحربي في كتاب " التاريخ ": غيره أوثق منه.
وفي كتاب " الدوري " عن يحيى: عبد المهيمن وأبي أخوان، وأبي أقومهما [ق239أ].
ولما خرج الحاكم حديثه في كتاب الصلاة، قال: لم نخرجه على شرطهما؛ لأنهما لم يخرجا عن عبد المهيمن شيئا.
وذكره العقيلي في كتاب الضعفاء، وابن الجارود وقال: قال البخاري: صاحب مناكير.(8/359)
وذكره البرقي في كتاب الطبقات في باب " من كان الأغلب عليه الضعف في حديثه وقد ترك بعض أهل العلم بالحديث الرواية عنه ".
وفي كتاب الصلاة من " سنن الدارقطني "، وكتاب البيهقي: وعبد المهيمن ليس بالقوي في الحديث.
وذكره ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل المدينة، وقال: أمه أم ولد، فولد عمر وعمرا وظبية، وأمية، والبخاري في فصل من مات من الثمانين إلى التسعين ومائة وقال: صاحب مناكير.
3386 - (ت س) عبد المؤمن بن خالد أبو خالد الحنفي قاضي مرو.
خرج الحاكم حديثه في " المستدرك " وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3387 - (قد فق) عبد المؤمن بن عبيد الله أبو عبيدة السدوسي الشيباني.
ذكره ابن شاهين، وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال: يعقوب بن سفيان: ثقة.(8/360)
من اسمه عبد الواحد
3388 - (خ م س) عبد الواحد بن أيمن المخزومي أبو القاسم المكي مولى ابن أبي عمرو، ويقال: مولى ابن أبي عمره.
قال البزار: عبد الواحد بن أيمن رجل مشهور، ليس به بأس في الحديث. قد روى عنه أهل العلم.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: عبد الواحد بن أيمن الحبشي المكي ثقة.
وقال فيه ابن معين: ليس به بأس.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة قال: ثنا الفضل بن دكين ثنا عبد الواحد بن أيمن حدثني أبي. وكان لعبته بن أبي لهب فمات عتبة، فورثه بنوه، فاشتراه ابن أبي عمرو فأعتقه، واشترط بنو عتبة الولاء، فدخل على عائشة فذكر لها ذلك، فحدثته بحديث بريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
3389 - (مد ت) عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير أبو حمزة المدني.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وخرج أبو عوانة الأسفرايني حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان،(8/361)
والحاكم، وأبو علي الطوسي، وأبو محمد الدارمي.
وقال الزبير: وأما عبد الواحد بن حمزة فلم يبق من ولده أحد ينسب إليه في جذم النسبة، وكانت عند عبد الواحد ميمونة بنت الزبير بن الحارث بن العباس بن عبد [ق39ب] المطلب، وأمها أم العباس ابنة عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وأم ولد، ولدت له امرأة لم تعقب، يقال لها: أم العباس.
وكان عبد الواحد شرس الخلق، وكان يقول: لي رأيان: أحدهما إنسي والآخر وحشي، ولم أنتفع قط إلا بالوحشي. وكان عباد بن حمزة سيد بني حمزة وأكبرهم وكان كثيرا ما يأتي عبد الواحد، ويقول: إني حلفت ألا أتغدا اليوم إلا عندك فيسبه عبد الواحد. ويقول: أخذت أموالنا ثم جئت تفكه بي فعل الله بك وفعل. فيقول عباد: لنفسه ذوقي. فيقول عبد الواحد: قد علمت أنك لم تأتني صبابة بي إنما جئت تعاقب [بي] نفسك، بطرت نعمتها فجئت تؤدبها، أما والله لأشفينك منها ولأسمعنها ما يسوؤها، أما الطعام فلا نمنعك منه. قال عباد: فوالله ما أخرج من عنده حتى يصلح لي من نفسي ما فسد، وتقول لي: لا أعود.
3390 - (ع) عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم أبو بشر وقيل: أبو عبيدة البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: مات سنة ست وسبعين ومائة.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا لا خلاف بينهم في عبد الواحد بن زياد أنه ثقة ثبت.
وقال العجلي: بصري ثقة حسن الحديث.(8/362)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو ثقة، قاله ابن وضاح، وغيره.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة مأمون.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة السادسة قال: مات سنة سبع وسبعين ومائة.
والمزي ذكر توثيقه من عنده وأغفل ما كتبناه، والجميع في نحو من سطرين.
وذكره خليفة في الطبقة السابعة فقال: داره في ثقيف، مات سنة سبع وسبعين.
وفي " تاريخ القراب ": مات بعد أبي عوانة بعشرة أشهر، وذكر وفاة أبي عوانة سنة خمس وسبعين.
وقال البزار: كان متعبدا وأحسبه كان [ق40أ] يذهب إلى القدر، مع شدة عبادته، وليس بالقوي. وقال أبو داود: ثقة.
وذكره أبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء.
وفي كتاب ابن الجوزي عن ابن معين: ليس بشيء.(8/363)
وقال أبو داود: عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها كلها انتهى. فهذا وشبهه يخدش في قول أبي عمر: أجمعوا، فينظر.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: سمعت عبيد الله بن عمر يقول: مات عبد الواحد في آخر سنة ست وسبعين.
وقال ابن القطان: لم يعتل عليه بقادح.
3391 - (ت) عبد الواحد بن سليم المالكي البصري.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف.
3392 - (خ4) عبد الواحد بن عبد الله بن كعب بن عمير النصري أبو بشر الشامي: عرف أبوه بابن بسر.
ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل الشام.
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات، وقال: ولي المدينة سنة وثمانية أشهر آخرها في شهر جمادى الآخرة، سنة ست ومائة. وأرجو أن لا بأس به.
3393 - (فق) عبد الواحد بن صفوان بن أبي عياش الأموي مولاهم. مدني سكن البصرة.
قال النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": ليس به بأس، وقال في كتاب " الضعفاء ": ليس بثقة.(8/364)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " ذكر: أن ابن الأعرابي قال عن ابن معين: ليس بشيء.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
3394 - (خت ق) عبد الواحد بن أبي عون الدوسي الأويسي المدني.
ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة فقال: دوس من أنفسهم، وكان منقطعا إلى عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فاتهمه أبو جعفر في أمر محمد بن عبد الله بن حسن، أنه يعلم علمه وأين هو؛ فطلبه أبو جعفر فهرب منه إلى طرف القدوم، فتوارى عند محمد بن يعقوب بن عتبة، فمات عنده فجأة سنة أربع وأربعين ومائة. وله أحاديث.
وكذلك ذكره القراب في " تاريخه " عن الواقدي.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة قال: دوسي من أنفسهم، مات فجأة سنة أربع وأربعين ومائة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: روى عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وروى عنه أبو سلمة يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة، وسليمان بن بلال [ق40/ب] قال: تكلم بعضهم فيه.
وقال البزار: رجل مشهور ثقة.
3395 - (د) عبد الواحد بن غياث المربدي أبو بحر البصري الصيرفي.
قال أبو محمد ابن الأخضر في مشيخة البغوي: كان ثقة. وذكر عنه(8/365)
البغوي أنه قال: رأيت سفيان بن سعيد الثوري، بمكة فقالوا: هذا سفيان الثوري، فقمت على رأسه، ولم أسمع منه شيئا.
وقال أبو علي الجياني في كتابه " أسماء رجال أبي داود ": توفي بالبصرة، في شوال أو ذي القعدة سنة أربعين.
وفي كتاب أبي القاسم ابن عساكر: سنة تسع وثلاثين.
وفي تاريخ ابن قانع: في شوال سنة أربعين.
وفي " تاريخ القراب ": لعشر خلون من شوال سنة أربعين.
3396 - (ق) عبد الواحد بن قيس أبو حمزة السلمي الدمشقي الأفطس والد عمر، ويقال: إنه مولى عروة، ويقال: مولى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان.
قال يحيى بن معين فيما ذكره ابن الجوزي: ضعيف.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
ولما ذكره في كتاب " الثقات " قال: وهو الذي يروي عن أبي هريرة، ولم يره.
لا يعتبر بمقاطيعه، ولا بمراسيله، ولا برواية الضعفاء عنه.
وذكر الصريفيني أنه خرج حديثه متصلا في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وذكره أبو القاسم البلخي، وأبو جعفر العقيلي، وابن الجارود، والساجي في جملة الضعفاء.(8/366)
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات، وقال: هو عندي في الطبقة الرابعة، لا يعتبر حاله برواية الحسن بن ذكوان عنه، إنما يعتبر برواية الثقات عنه.
وقال ابن
3397 - (خ د ت س) عبد الواحد بن واصل السدوسي مولاهم أبو عبيدة الحداد البصري: سكن بغداد.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ":
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: أخشى أن يكون أبو عبيدة الحداد ضعيفا، وقال أبو الفتح الأزدي: ما أقرب ما قال أحمد بن حنبل؛ لأن له أحاديث غير مرضية عن شعبة، وغيره. إلا أنه في الجملة قد حمل الناس عنه، ويحتمل لصدقه.
قال الأنبي: أبو عبيدة هذا بكنيته مشهور وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال الدارقطني: ثقة.
وفي رواية الغلابي: كان يقود سعيد بن أبي عروبة، وعن يحيى: كانت كتبه تحت حضنه [ق41أ] مثل يحيى بن أيوب.
وقال الساجي: يحتمل لصدقه، وقد روى عنه الناس.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.(8/367)
من اسمه عبد الوارث
3398 - (س) عبد الوارث بن أبي حنيفة الكوفي. وهو عبد الأكرم، وقيل: أخوه.
قال أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري في كتابه " أسماء من روى عنهم شعبة بن الحجاج ": عبد الأكرم من أهل الكوفة، هكذا سماه عدة عن شعبة.
وقال محمد بن جعفر: عن شعبة عن عبد الوارث بن أبي حنيفة بعينة، وقال معاذ بن معاذ عن شعبة عن عبد الأكبر. وكل ذلك واحد إلا أنهم اختلفوا.
3399 - (ع) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم أبو عبيدة التنوري البصري والد عبد الصمد.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: مات سنة ثمانين ومائة، في المحرم، وله يوم مات ثمان وسبعون سنة وأشهر. وكان قدريا متقنا في الحديث، كان شعبة يقول: تعرف الإتقان في قفاه.
وذكره ابن سعد في الطبقة السادسة وخليفة في الطبقة التاسعة.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا الحسن بن الربيع قال: سألت عبد الله بن المبارك فقلت: كنا نأتي عبد الوارث ابن سعيد فإذا حضرت الصلاة تركناه، وخرجنا؟
فقال: ما أعجبني لما فعلت. وكان يُرمى بالقدر.(8/368)
وثنا عبيد الله بن عمر قال: قال لي إسماعيل ابن علية: إذا حدثك عبد الوارث بحديث أي خذه، وشد إسماعيل يده. قال عبيد الله: لولا الرأي لم يكن به بأس.
وثنا عبيد الله قال: ما رأيت يحيى بن سعيد روى عن أحد من مشائخنا قبل موته إلا عن عبد الوارث. وثنا عبيد الله قال: سمعت عبد الوارث يقول: لو أعلم أن كل شيء روي عن عمرو بن [ق41/ب] عبيد حق ما رويت عنه شيئا أبدا.
وسئل يحيى بن معين عن حديث عثمان بن شماس روى عنه الجلاس؟
فقال: شعبة قلبه، إنما صححه عبد الوارث. حدثناه أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا عقبة بن سيار أبو الجلاس. سمعت عبيد الله بن عمر يقول: مات عبد الوارث في سنة تسع وسبعين في آخر ذي الحجة.
وقال الساجي: مولى لسوار بن عبد الله، وكان قدريا صدوقا متقنا، ذم لبدعته، وكان شعبة يطريه.
وقال ابن معين: ثقة، إلا أنه كان يرى القدر، ويظهره. وكان يسمع قنوته أقصى المسجد، وكانت قراءته لا تسمع من الصف الأول إلا بجهد. حدثني علي بن أحمد: سمعت هدبة بن خالد قال: سمعت عبد الوارث يقول: ما رأيت الاعتزال قط.
وحدثت عن نصر بن علي عن حسين بن عروة قال: سمعت عبد الوارث يقول: عمرو بن عبيد خير من سالم بن عبد الله.
حدثت عن عبد الواحد بن غياث عن عدي بن الفضل قال: كلمت يونس بن عبيد في عبد الوارث فقال: رأيته على باب عمرو بن عبيد جالسا لا تذكره لي. وقد حكى عبد الوارث عن إسحاق بن سويد هجاء لعمرو بن عبيد، وواصل الغزال وهو:
برئت من الخوارج لست منهم ... من الغزال منهم وابن باب
قال الساجي: الذي وضع منه القدر فقط.(8/369)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب الثقات، قال: مات في أول المحرم. ثم قال: قال البرقي: قال سعيد بن منصور: أتيت عبد الوارث، لأسمع منه فكان أصحابه [تقا] لنا في القدر، وسمعنا منه، وكان متقنا للحديث، وما أحفظ عنه كبير شيء.
قال ابن خلفون: هو ثقة، قاله ابن نمير، وأحمد بن صالح العجلي، وابن عبد الرحيم زاد: ثبت.
وزعم ابن الأثير أنه توفي سنة ثمان وسبعين ومائة.
وذكره العقيلي في جملة " الضعفاء ".
وذكر ابن أبي عاصم وفاته في سنة تسع وسبعين.
وفي " تاريخ القراب ": مات سنة ثمانين في أيام مضت من المحرم.
وذكره ابن شاهين في " الثقات "، وأبو إسحاق الجوزجاني فيمن تكلم في القدر وقال: وكان من أثبت الناس وقال القاضي أبو يوسف في كتابه " لطائف المعارف " أنه: كان [].
3400 - (م ت س ق) عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد أبو عبيدة البصري: حفيد الذي قبله.
قال مسلمة في كتاب الصلة: بصري لا بأس به، يكنى أبا عبيد كذا ذكره بغير هاء، والنسخة: لا بأس بها.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه مسلم سبعة عشر [ق42/أ] حديثا.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، والطوسي.(8/370)
ولما ذكره ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين " ذكر أن أبا الأذان عمر بن إبراهيم روى عنه.
وذكر صاحب كتاب " زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين " في شيوخ أبي داود: عبد الوارث بن سعيد الدمشقي، المتوفى سنة ثمانين ومائة، ولم أره عند غيره فينظر، والله تعالى أعلم.
3401 - (ت) عبد الوارث بن عبيد الله العتكي المروزي.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": كان اسمه وارثا فسمى نفسه عبد الوارث.
وهو من قرية من قرى مرو، يقال لها: " استر غيز " وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وكناه صاحب " الزهرة ": أبا محمد.(8/371)
من اسمه عبد الوهاب
3402 - (د س ق) عبد الوهاب بن بخت الأموي مولاهم أبو عبيدة، ويقال: أبو بكر المكي سكن الشام ثم المدينة.
ذكره ابن خلفون في كتاب الثقات.
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك "، وصحح إسناده، ولما خرج حديثه عن زر بن حبيش قال: عبد الوهاب من ثقات المدنيين وأثباتهم ممن يجمع حديثه.
3403 - (د س) عبد الوهاب بن أبي بكر رفيع المدني وكيل الزهري بضيعته شغب وبدا.
كذا ذكره المهندس عن الشيخ، وصححه وجوده، وهو غير معقول، لأن شغبا ضيعة، وبدا ضيعة أخرى، والصواب، والذي قاله أبو حاتم وغيره:
بضيعة بشغب، وبدا يعني التي عند هذين، وفي ضبطه الدال بالتشديد غير جيد أيضا؛ لأنه لم يقله أحد فيما أعلم، والذي قاله البكري وغيره بتخفيف الدال وبالقصر. قال كثير في كتاب الحازمي جميل بن معمر:
وأنت التي حببت شغبا لي ... وبدا إن ولو هاتي بلاد سواهما
حللت بهذه حلة ثم حلة ... بهذي فطاب بوادك كلاهما
قال البكري: وقد ورد بداء في شعر زياد بن زيد ممدودا، فلا أدري مده ضرورة [ق42/ب] أم لا، وذكر بدا المشددة الدال، وقال: هو موضع بالبادية.(8/372)
وزعم السلمي أنه سمع الدارقطني يقول: عبد الوهاب بن أبي بكر هو ابن رفيع الذي يروي عن الزهري: والله إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن قال إنه عبد الوهاب بن بخت فقد أخطأ فيه.
وذكره ابن حبان، وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال ابن أبي حاتم: هو من ضيعة الزهري من بدا وشغب.
3404 - (ق) عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان السُّلمي أبو الحارث العُرضي سكن سلمية بنواحي حمص.
ذكره ابن حبان فقال: كان يسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال الدارقطني في كتاب " الضعفاء " تأليفه: له عن إسماعيل بن عياش، وغيره مقلوبات، وبواطيل.
وفي " سؤالات الآجري " عن أبي داود غير ثقة، ولا مأمون.
وفي كتاب " الضعفاء " لابن الجارود: عنده عجائب.
وقال السمعاني: كان ضعيفا لا يحتج به. وعرض ناحية بدمشق، وقال ابن الأثير: ليس كذلك إنما هي مدينة صغيرة في البر بين الفرات ودمشق، هي(8/373)
من أعمال حلب.
وقال أبو عبد الله الحاكم، والنقاش: يروي عن إسماعيل أحاديث موضوعة.
وقال الجوزقاني في كتابه " الموضوعات ": متروك الحديث.
وقال القاضي أبو أحمد في " تاريخه ": كان قاضي سلمية، وهو صاحب عجائب عن ابن عياش، لم يتابع عليها.
وقال أبو داود فيما ذكره عنه الآجري: كان غير ثقة ولا مأمون.
ولما ذكره مسلمة في كتاب " الصلة " نسبه ربعيا.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3405 - عبد الوهاب بن الضحاك يكنى أبا القاسم نيسابوري، وهو أخو الحسين، والقاسم بن الضحاك، وكان عبد الوهاب أصغرهم.
سمع محمد بن يوسف [الفريابي] وروح بن عبادة والحجاج بن محمد الأعور.
ذكره الخطيب. وذكرناه للتمييز.
3406 - (د ت س) عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع الوراق أبو الحسن البغدادي [ق43/أ] ويقال: ابن الحكم، نسائي الأصل.
قال أبو الحسين ابن الفراء في كتاب " الطبقات ": كان صالحا ورعا زاهدا، توفي سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وهو أثبت.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الحكم الوراق ثقة نبيل.(8/374)
3407 - (د) عبد الوهاب بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن محمد بن يزيد أبو عبد الله الأشجعي الدمشقي الجوبري.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": مجهول.
وفي كتاب " الزهرة ": الحداد الأشجعي.
3408 - (ع) عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص أبو محمد الثقفي البصري.
قال ابن أبي حاتم: عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص أبو محمد، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو مجهول، ثم ذكر بعد سبعة تراجم عبد الوهاب بن عبد المجيد، فذكر ترجمة طويلة كذا فرق بينهما، والصواب هما ترجمة واحدة.
وتبعه على التفرقة أبو الفرج ابن الجوزي، وقد استوفينا الكلام في ذلك في كتابنا " الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء "، والحمد لله وحده.
وقال أحمد بن صالح العجلي: عبد الوهاب بن عبد المجيد: بصري ثقة.
وقال أبو عيسى الترمذي: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: ما رأيت مثل هؤلاء الأشراف الأربعة: مالك بن أنس، والليث بن سعد، وعباد بن عباد المهبلي، وعبد الوهاب الثقفي.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه أبو جعفر السبتي وغيره.(8/375)
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: مات سنة أربع وثمانين ومائة.
وقيل: سنة أربع وتسعين.
وزعم المزي أن ابن سعد قال: مات سنة أربع وتسعين، وليس جيدا، لأن ابن سعد إنما ذكره نقلا لا استقلالا. وإنما ذكرنا هذا؛ لأن المزي من عادته مناقشة صاحب " الكمال " في مثل هذه الألفاظ، قال ابن سعد، وذكره في الطبقة الثالثة [ق 43 ب] قالوا: وتوفي عبد الوهاب بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون.
وقال عمرو بن علي: اختلط حتى كان لا يعقل وسمعته يقول وهو مختلط: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.
وقال أبو الفرج الأموي: كان عبد الوهاب محدثا جليلا وقد روى عنه وجوه المحدثين وكبراء الرواة.
وفي " تاريخ القراب " أنبا زاهر أنبا الحسن بن محمد بن مصعب، عن يحيى بن حكيم قال: مات عبد الوهاب بن عبد المجيد سنة أربع أو خمس وتسعين ومائة. قال القراب: وهاهنا أكثر يعني سنة أربع.
وفي كتاب ابن قتيبة: لما توفي عبد المجيد أبو عبد الوهاب أرسل عبد الوهاب رجاء بن المثنى وسلام بن راشد إلى أيوب بن أبي تميمة ليجيء فيغسله فأتياه فقالا له: عبد الوهاب حاله عندك حال جيدة، وقد توفي أبوه ويحب أن تغسله فتعلل عليهم أيوب، فقالا له: أنبأ بشر أمرك. فقال: إني عدته مرة فرأيت عنده عمرو بن عبيد، فأخاف أن يكون على مثل رأيه. قال: فقلنا: والله ما كان على رأيه وما عاده عمرو إلا بتجوار فجاء فغسله.(8/376)
وفي كتاب أبي الفرج الأصبهاني: كان له ابن يسمى عبد المجيد وكان محمد بن منادر مفتونا به، فلما سقط من سطوح داره ليلة عرسه فمات رثاه ابن منادر بمراث من أحسنها قوله وكان الرشيد الخليفة يقول فيها: أي شعر هذا لولا أنه في سوقه: -
كل حي لاقى الحمام فمودى ... ما لحي موئل من خلود
يفدح الدهر من شمارخ رضوى ... ويخط الصخور من هبود
يقول فيها:
إن عبد المجيد حين تولى ... هد ركنا ما كان بالمهدود
ما درى نعشه ولا حاملوه ... ما على النعش من عفاف وجود
فلما قال:
لأقيمن مأتما كنجوم الليل ... زهرا يلطمن حر الخدود
خرجت أمه بانة فعملت مأتمة، وقالت واه. واه، فهي أول من قاله.
وفي بانة هذه يقول ابن منادر لما توفيت وخرج إلى جنازتها:
اليوم يوم الثلاثاء ويوم ثالث بانة ... اليوم يكثر فيه الظباء في الجبانة
وكان له ابن يسمى أبا الصلت بن عبد الوهاب وكان محمد بن منادر مولعا بهجائه وفيه يقول [ق44/أ].
إذا أنت تعلقت بحبل من أبي الصلت ... تعلقت بحبل واهن القوة منبت
3409 - (م 4) عبد الوهاب بن عطاء أبو نصر الخفاف العجلي مولاهم البصري سكن بغداد.
قال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث مضطرب، وفي رواية عبد الله(8/377)
عنه: أما أنا فأحدث عنه، وقال ابن نمير: حدث عنه أصحابنا.
وقال أبو أحمد الحاكم: سمعت أبا الحسن الغازي سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: أبو نصر ليس بالقوي عندهم.
وفي رواية الحسن بن محمد الخلال عن الدارقطني: ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات وقال: قيل للبخاري: أيش حاله فقال: يكتب حديثه. قيل له: يحتج به قال: أرجو. إلا أنه كان يدلس عن ثور وأقوام أحاديث مناكير.
وفي رواية الميموني عن أحمد: ضعيف الحديث.
وقال ابن عدي: لا بأس به، قال محمد: أرجو أن يكون ابن عطاء هذا من أهل الطبقة الثالثة وهو ثقة قاله الحسن بن سفيان وغيره.
وقال الصدفي: حدثني محمد بن قاسم قال: سمعت النسائي يقول: ابن عطاء الخفاف ليس به بأس.
وقال يحيى بن سعيد: تكلم في مذهبه ونسب إلى التشيع.
وفي رواية عبد الخالق عن يحيى بن معين: صدوق ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مات ببغداد سنة أربع ومائتين لثلاث عشرة بقيت من المحرم.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال عثمان يعني ابن أبي شيبة:(8/378)
عبد الوهاب بن عطاء ليس بكذاب، ولكن ليس هو ممن يتكل عليه.
وروى عنه عبد بن حميد الكشي في تفسيره عدة أحاديث.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث معروفا صدوقا - إن شاء الله تعالى.
وهذه اللفظة سقطت على المزي فلم يذكرها وذكر غيرها من كلام ابن سعد مما ينتفع به الخطيب لكونه شهد له بسكنى بغداد وأغفل ما ليس له به حاجة.
فظن المزي أن الخطيب استوفى جميع ما ذكره ابن سعد مما تمس الحاجة إليه وليس كذلك، والله تعالى أعلم.
وذكره العقيلي في جملة " الضعفاء ".
وقال ابن أبي خيثمة: لم يدخل أبي عنه في " المسند " شيئا.
وفي قول المزي: قال خليفة ابن خياط: مات بعد المائتين نظر؛ وذلك أن خليفة لم يذكره في " تاريخه " الذي على السنين وإنما ذكره في كتاب " الطبقات " فقط ولفظه فيه: من نزل بغداد وأتاها من المحدثين فذكر جماعة آخرهم متوفى سنة أربع وستين ومائة ثم قال: وبعد هؤلاء فذكر جماعة آخرهم [ق44ب] متوفى سنة اثنتين ومائتين ثم قال: وبعد هؤلاء عبد الوهاب بن عطاء الخفاف مولى بني عجل يكنى أبا نصر وكثير بن هشام يكنى أبا سهل مات بفم الصلح سنة تسع ومائتين فذكر جماعة آخرين.
فهذا كما ترى لم يتعرض لوفاته جملة، وإن كانت بعد المائتين بلا شك، إنما تعرف بطبقته، والله تعالى أعلم.(8/379)
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3410 - عبد الوهاب بن عطاء بن واصل أبو سعيد الصوفي.
حدث عن يوسف بن الحسين الرازي ذكره الخطيب وذكرناه للتمييز.
3411 - (ق) عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي مولى عبد الله بن السائب المخزومي.
قال الأزدي فيما ذكره ابن الجوزي: لا تحل الرواية عنه. وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني: ليس بشيء ضعيف.
ولما ذكره ابن الجوزي في كتاب " الموضوعات " قال: مجمع على ترك حديثه.
وفي كتاب " الضعفاء " للساجي عن أحمد: ضعيف جدا.
وذكره فيهم العقيلي، والبلخي، والفسوي، وابن شاهين، ويعقوب في باب من يرغب في الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.
وقال أبو أحمد الحاكم والنقاش: أحاديثه موضوعة.
وفي كتاب ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث.
وقال ابن حزم: هالك.(8/380)
3412 - (د س) عبد الوهاب بن نجدة الحوطي أبو محمد الشامي الجبلي والد أحمد.
نسبه مسلمة في كتاب " الصلة " رقبيا توفي بجبلة.
وقال ابن قانع: ثقة.
3413 - (ت) عبد الوهاب بن الورد المكي قيل: إنه وهيب بن الورد وقيل: إنه أخ له.
كذا ذكره المزي، ممرضا بصيغة قيل والذي يظهر أنه وهيب ما ذكره المنتجيلي عن يحيى بن معين أنه قال: عبد الوهاب بن الورد هو وهيب بن الورد وهو ثقة. وهو أخو عبد الجبار بن الورد.
وقال الشيرازي في كتاب " الألقاب ": وهيب عبد الوهاب بن الورد بن أبي الورد مخزومي مولاهم مكي أبو أمية ويقال: أبو عثمان أخو عبد الجبار، أنبا أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن في كتاب " التاريخ " لأبي العباس السراج [ثنا أبو العباس السراج] محمد بن إسحاق الثقفي. قال: يقال: إن اسم وهيب عبد الوهب أنبا أبو [ق45/أ] عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن عليك ثنا أبو عبد الله محمد بن علي ثنا محمد بن حميد وأنبا أبو العباس المعداني ثنا العباس بن بن الفضل ثنا أبو عبد الله محمد بن حميد أنبا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الوهاب بن الورد بن أبي الورد عن الحسن بن كثير عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يؤذي المؤمن والله يكره إذاء المؤمن.
أخبرنا عبد الجبار بن محمد ثنا علي بن محمد الجهيني ثنا سيف بن قيس حدثني محمد بن المكي المروزي قال: أخبرني عبد الله بن المبارك أنبا وهيب بن الورد فذكر مثله.(8/381)
وفي تاريخ يعقوب بن سفيان: عبد الوهاب بن الورد هو وهيب بن الورد وقال العلامة أبو.
3414 - (ت) عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي المدني جد محمد بن يعقوب الزبيري.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب " الثقات " الذين رووا عن التابعين، فكأنه لم يصح عنده روايته عن جده عبد الله بن الزبير، الذي ذكر المزي أنه روى عنه بالصيغة المشعرة عنده بالاتصال.(8/382)
من اسمه عبد وعبده
3415 - (م ت) عبد بن حميد بن نصر الكسي أبو محمد المعروف بالكشي قيل: إن اسمه عبد الحميد.
كذا ذكره المزي، والذي في كتاب الرشاطي بالسين المهملة، بلد تقارب سمرقند وبعضهم يقول كسي بكسر الكاف ومن قاله بالشين المعجمة فقد أخطأ.
وفي كتاب السمعاني، وابن ماكولا وغيرهما: بكسر الكاف وتشديد السين [ق 56/ب] المهملة، زاد السمعاني: وذكرها الحفاظ في تواريخهم كذلك.
روى في " مسنده " عن: هشام بن سعد. وفي كتاب " التفسير " تأليفه عن: هوذة بن خليفة، وعمرو بن طلحة القناد، وجنيد أبي عبد الله الحجام، ويزيد بن حازم، والمؤمل بن إسماعيل، ونعيم بن حماد، ومحمد بن كناسة، وعبد الملك بن إبراهيم، وعلي بن الجعد الجوهري، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وعمار بن زفر، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبد الملك بن إبراهيم، وعمر بن سعد، ويعقوب بن عبد الله الأشعري إن كان صحيحا، وبشر بن عمر وحفص بن [] الإمام، وإسحاق بن عيسى.
وفي تاريخ ابن قانع: مات بكس سنة تسع وأربعين.(8/383)
وفي " تاريخ القراب ": وقال يحيى بن بدر: مات عبد بن حميد بكس يوم الأحد لعشر بقين من شهر رمضان سنة تسع وأربعين ومائتين.
وزعم المزي أن ابن عساكر قال في " النبل ": مات بدمشق. قال: ولم يذكره في " تاريخه ". وقد نظرنا في عدة نسخ من كتاب " النبل " منها بخط ابن سيد الناس ومنها بخط الرشيد المصري فلم أر فيها هذا ولا ما يقرب منه.
إنما ذكر وفاته في سنة تسع وأربعين لم يزد شيئا، فينظر، والله تعالى أعلم.
وفي " تاريخ بخارى " لغنجار: كان يحيى بن عبد الغفار مريضا فعاده عبد بن حميد. وقال: لا أبقاني الله تعالى يا أبا زكرياء بعدك فماتا جميعا، مات عبد الغفار، ومات عبد في اليوم الثاني فجأة من غير مرض، ورفعت جنازتهما في يوم واحد.
3416 - (ق) عبد والد يزيد بن عبد المزني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في العقيقة.
ذكر أبو أحمد العسكري في كتاب " الصحابة "، وقال: أراه مرسلا.
وفي كتاب أبي عمر قيل: هو مرسل.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي عيسى الترمذي: عبد المزني والد يزيد بن عبد حجازي.
وفي " تاريخ البخاري ": أراه مرسل في العقيقة.
وفي المراسيل لابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عبد المزني عن النبي مرسل.
قال المزي: ومن الأوهام: -(8/384)
3417 - عبدان بن حريث الكندي الكوفي.
هكذا كان فيه يعني كتاب " الكمال " فيما أرى وفيما هو عادة، وهو خطأ قبيح، وتصحيف فاحش، إنما هو عيزار بن حريث والد الوليد بن العيزار انتهى. هذه الترجمة لم أجدها في كتاب " الكمال " فيما رأيت من النسخ، فينظر من هو الواهم [ق46/أ].
3418 - (بخ س) عبدة بن حزن النصري ويقال: النهدي أبو الوليد الكوفي ويقال: عبيدة بن حزن ويقال:
نصر بن حزن أحد بني نصر بن معاوية مختلف في صحبته.
كذا ذكره من غير مزيد ولا بيان من قال ذلك.
والذي ذكر أبو نعيم الأصبهاني الحافظ في " معرفة الصحابة " وأبو الفتح الأزدي في كتابه " المخزون " أن أبا إسحاق السبيعي تفرد بالرواية عنه، قال الأزدي ويقال: نصر بن حزن والأول أصح.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي الفرج ابن الجوزي: قيل فيه: نصر وقيل: بشر.
وقال بعض العلماء: لا تصح له صحبة.
وقال أبو أحمد العسكري: قال بعضهم: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، وهو تابعي يروي عن ابن مسعود.
وقال البخاري: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال ابن عبد البر: مختلف في حديثه، منهم من يجعله مرسلا، لروايته عن ابن مسعود ورواية مسلم البطين والحسن بن سعد عنه.(8/385)
وفي تاريخ البخاري: وقال ابن أبي شيبة: ثنا ابن نمير عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الوليد عن عبدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. حدثني محمد بن حاتم ثنا شاذان عن شريك عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن. قال شريك: وله صحبة و يقال: عن أبي عوانة عن حصين قال: رأيت أبا الأحوص وعبدة أخا بني نصر بن معاوية في مسجد الأكبر يذكران، وكان عبدة أدرك عمر وكان من قرائهم.
وقال مسلم بن الحجاج في " الوحدان ": وممن روى عنه أبو إسحاق ممن لم يرو عنه غيره: عبدة بن حزن، قال شعبة: وقد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد عبدة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: يروي عن عمر بن الخطاب. وقد قيل: إن له صحبة ولم يصح ذلك عندي فأحكم به.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو تابعي.
وفي المراسيل: سئل أبي عن عبدة بن حزن فقال: ما أرى له صحبة. قال أبي: ذكر يحيى بن آدم من كان بالكوفة ممن له صحبة فلم يذكره فيمن ذكره. انتهى. يعارض هذا أبو نعيم الفضل بن دكين، فإنه ذكره فيمن سكن الكوفة من الصحابة.(8/386)
وقال البرقاني في كتاب الصحابة: لا [ق46/ب] تصح له صحبة وله في المسند حديثان. وقال ابن السكن: يقال: له صحبة ولم تصح له صحبة.
وذكر الترمذي في كتاب " العلل الكبير ": ثنا محمد بن بشار حدثنا ابن مهدي ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن قال: كان رجال يفعلون أشياء.
الحديث. وفيه: لو نهيت رجالا ألا يأتوا الحجون. وثنا سعيد بن يحيى ثنا أبي ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدا ذات يوم، فذكره، فسألت محمدا فقال: هذا خطأ والصحيح عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن. وقد روى هذا الحديث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدة. قال أبو عيسى: وسعيد بن يحيى يهم في الحديث.
وذكره في جملة الصحابة من غير تردد ابن ماكولا، والباوردي: وابن زيد، وابن قانع وغيرهم.
وزعم أبو الحسن ابن القطان في كتابه " الوهم والإيهام " أن اسمه مختلف في ضبطه فمنهم من يقوله بفتح الباء ومنهم من يسكنها.
وقال أبو أحمد الحاكم: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: يقال: إن له صحبة.
وقال أبو داود: قال شعبة: عن أبي إسحاق نصر بن حزن وهو عبدة بن حزن من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد قيل عبيدة.(8/387)
3419 - (ع) عبدة بن سليمان أبو محمد الكلابي الكوفي وقيل: اسمه عبد الرحمن وعبدة لقب وكلاب إخوة رؤاس من قيس عيلان.
كذا ذكره المزي معتقدا أنه جاء بفائدة غريبة، وما علم أنه قول لم يقله أحد من أهل النسب وإنما إجماعهم على أن رؤاسا اسمه الحارث بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، لا أعلم بينهم خلافا في أن رؤاسا ابن كلاب لا أخوة، ولا التفات إلى قول من قاله من المؤرخين إذ المرجع إلى قول أهل النسب: الكلبي، وأبي عبيدة، وأبي عبيد، وابن دريد، وابن إسحاق، والهيثم وغيرهم، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مستقيم الحديث جدا مات في رجب سنة سبع وثمانين [ق47/أ].
وقال العجلي: ثبت صاحب سنة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال بعضهم: روى عن هشام بن عروة ثلاثمائة حديث.
وفي كتاب الصريفيني عن محمد بن عبدة: مات أبي سنة ست وثمانين ومائة وهو ابن ست وستين سنة.
ولما ذكره خليفة في الطبقة التاسعة قال: توفي سنة ثمان وثمانين.(8/388)
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وقال عبد الرحمن: سئل أبي وأبو زرعة عن عبدة بن سليمان ويونس بن بكير وسلمة بن الفضل أيهم أحب إليكما في ابن إسحاق؟ فقالا: عبدة بن سليمان.
ولما ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة السابعة قال: هو خال محمد بن سعد الكلابي وتوفي في خلافة هارون.
وفي تاريخ المنتجيلي: كان ثبتا ثقة ورجلا صالحا صاحب سنة وقرآن وكان فقيرا صبورا على الفقر، وكان عليه فروة خلقة لا تساوي كبير شيء.
وسئل عن يحيى بن معين فقال: ثبت في الحديث.
وقال أحمد بن حنبل: كان عنده غلام يملي عليه الحديث في ألواحه فلما فرغ قال له: اقرأه فلم يحسنه فقال: امحه ثم أملى ثم محاه، فلم يزل كذلك حتى أحكم قراءته، قال أحمد وليس هذا إلا عن إفادة ونية وأثنى عليه خيرا، وقال يحيى بن معين: لم يحضر عبدة صلاة الجماعة يعني الجمعة قط من ضيق صدره كان ممرورا.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال عثمان يعني ابن أبي شيبة عبدة بن سليمان ثقة مسلم صدوق.
3420 - عبدة بن سليمان أبو محمد المروزي ويقال: أبو عمرو صاحب ابن المبارك.
قال البخاري: أحاديثه معروفة وكان بالشام.(8/389)
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه ".
وفي كتاب " الزهرة ": توفي سنة تسع ومائتين.
3421 - عبدة بن سليمان بن بكر البصري أبو سهل نزيل مصر.
قال ابن يونس: توفي بمصر سنة ثلاث وسبعين ومائتين. كذا ذكره المزي وهو يؤكد عندك أنه ما ينقل من أصل. وذلك أن ابن يونس قال: كان تاجرا قدم مصر وكتب عنه وتوفي بمصر في شوال سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: مصري صالح.
3422 - (خ 4) عبدة بن عبد الله بن عبدة الخزاعي الصفار أبو سهل البصري كوفي الأصل.
ذكر الحاكم أبو عبد الله أنه سأل الدارقطني عنه فقال: ثقة.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": سكن البصرة، وتوفي بها سنة سبع وخمسين ومائتين.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه - يعني البخاري - عشرة أحاديث.
ولما ذكره أبو علي الجياني في " رجال أبي داود " قال: توفي بالبصرة سنة سبع وخمسين.
وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي في [ق47/ب] الرحلة الثانية، وروى عنه.(8/390)
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مستقيم الحديث، وخرج حديثه في صحيحه، وكذا أستاذه والحاكم، وأبو علي الطوسي.
3423 - (بخ س) عبدة بن عبد الرحيم بن حسان المروزي أبو سعيد.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": مروزي ثقة، أنبا عنه ابن زبان.
3424 - (خ م ل ت س ق) عبدة بن أبي لبابة الأسدي الغاضري مولاهم ويقال: مولى قريش أبو القاسم البزاز الكوفي. نزيل دمشق، وخال الحسن بن الحر.
قال محمد بن سعد: في الطبقة الرابعة من فقهاء أهل الكوفة عبدة بن أبي لبابة مولى قريش. وقال عمر بن سعيد الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز: كان يكنى أبا القاسم، وكان مكحول يكنيه بها إذا لقيه، كذا ذكره المزي، والذي في الطبقات وذكره في الطبقة الثالثة: عبدة بن أبي لبابة مولى لقريش أنبا عمر بن سعيد أنبا سعيد بن عبد العزيز أن عبدة بن أبي لبابة كان يكنى أبا القاسم، وكان مكحول يكنيه بها إذا لقيه. لم يزد ابن سعد شيئا آخر، فينظر، والله تعالى أعلم.
وأما الذي ذكره في الطبقة الرابعة فخليفة بن خياط.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة.
وذكره ابن خلفون، وابن حبان في كتاب الثقات، زاد ابن حبان: جالسه ابن عيينة ثلاثا وعشرين سنة وفي تاريخ المنتجيلي عن عبدة قال: ذقت ماء(8/391)
البحر ليلة سبع وعشرين - يعني من رمضان - فوجدته عذبا.
وقال يعقوب بن سفيان: من ثقات أهل الكوفة.(8/392)
من اسمه عبيد الله
3425 - (ع) عبيد الله بن الأخنس أبو مالك النخعي الكوفي الحزاز، ويقال: مولى الأزد.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: يخطئ كثيرا.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو ثقة. وكذلك ابن شاهين.
3426 - (خ م د س) عبيد الله بن الأسود، ويقال: ابن الأسد الخولاني ربيب ميمونة زوج [ق 48 / أ] النبي - صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عداده في أهل المدينة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3427 - (بخ م د ت س) عبيد الله بن إياد بن لقيط أبو السليل السدوسي الكوفي.
قال البزار في كتاب السنن - تأليفه: عنده أحاديث لم يتابع عليها، وليس هو بالقوي.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب الثقات قال: وثقه أبو نعيم الملائي، وقال ابن عبد الرحيم: ليس به بأس.(9/5)
وفي كتاب الصريفيني: أبو السليم، وقال ابن منده: أبو السليل. وقال ابن قانع: كانت عنده أحاديث في صحيفة، ولم يكن عنده غيرها.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، قال: قال أبو نعيم: كان ابن إياد ثقة، وكان عريف قومه، وكانوا قد صيروا إليه حفر الخندق بالكوفة، فكان يجئ فيحفرون قدامه. وكانت له صحيفة فيها أحاديثه، فإذا جاءه إنسان رمى إليه بتلك الصحيفة فيكتب منها ما أراد، وقرأه عليه.
3428 - (ت س) عبيد الله بن بسر شامي من أهل حمص.
ذكره أبو موسى المديني في كتاب " معرفة الصحابة " فقال: عبيد الله بن بسر المازني من بني مازن بن وهو أخو عبد الله بن بسر. قال جعفر قاله أبو الفضل السليماني.
3429 - (ع) عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك الأنصاري أبو معاذ البصري.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات ".
3430 - (ق) عبيد الله بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي. أخو عبد الله بن جرير وأخوته.
قال البخاري: عبيد الله بن جرير بن عبد الله البجلي سمع أباه، سمع منه أبو إسحاق. وقال سلام عن أبي إسحاق عن عبد الله بن جرير، ولا يصح ها هنا عبيد الله، هو الكوفي.(9/6)
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه ".
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3431 - (ع) عبيد الله بن أبي جعفر المصري أبو بكر الفقيه مولى بني كنانة. ويقال: مولى بني أمية.
وقال ابن ماكولا: عبيد الله بن أبي جعفر، واسمه يسار [ق 48 / ب] مولى عروة بن شييم الليثي.
كذا ذكره المزي، وهو غير جيد لأمور:
الأول: ابن ماكولا لم يقله إلا نقلا عن ابن يونس.
الثاني: أنه قد بين أن عروة من بني كنانة، ولو لم ينبه لقلناه؛ لأن ليثا هو ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة، فقول المزي ويقال: من كنانة، ثم ذكر أنه مولى ليث إشعار بأنهما متغايران.
الثالث: إخلاله بما عند ابن ماكولا، إن كان نقله من أصله. وتوفي سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين دخول المسودة مصر.
وفي قول المزي: قال موسى بن زكريا التستري عن خليفة: مات سنة أربع وثلاثين ومائة، وقال أبو حفص الأهوازي عن خليفة: مات سنة خمس أو ست وثلاثين نظر. وذلك أن كتاب " الطبقات " - نسختي كتبت عن أبي عمران موسى بن زكريا بن يحيى التستري عن خليفة - وفيها: في الطبقة الثالثة من أهل مصر عبيد الله بن أبي جعفر مولى بني أمية سنة خمس أو ست وثلاثين ومائة.(9/7)
لم يزد شيئا، ولم يعد ذكره في كتاب " التاريخ "، ولم أر الأربع عند أحد فيما أعلم. والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن حبان في " الثقات " قال: توفي سنة ست وثلاثين ومائة.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير ": ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا ابن وهب، عن الليث بن سعد: أن عبيد الله بن أبي جعفر كتب لي كتبا، فحدثت بها عنه، ولم أعرضها عليه. ثنا قتيبة، ثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي خلدة - يعني خالد بن دينار - أنه قال: أدركت الناس وهم يعملون ولا يقولون، وهم اليوم يقولون ولا يعملون.
وقال العجلي: عبد الله بن أبي جعفر مصري ثقة، وأخوه عبيد الله لا بأس به.
قال أبو العرب إنما قيل فيه: لا بأس به في الحديث، وذلك أنه كان من أهل الفقه. وقد قال الليث بن سعد: حدثني عبيد الله بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب، وكانا ثقتي البلد – يعني مصر -.
وقال ابن يونس في تاريخه: كان فقيها.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان فقيها مشهورا من فقهاء أهل مصر.
وذكره ابن شاهين في [ق 49 / أ] كتاب " الثقات ".
وذكر المزي عن يحيى بن بكير أنه توفي بعد دخول المسودة – يعني سنة(9/8)
اثنين وثلاثين ومائة، والذي في تاريخ القراب وغيره عن يحيى بن بكير: مات سنة ست وثلاثين ومائة. فالله أعلم.
وقال ابن يونس: كان فقيها.
وزعم المزي: أنه – يعني صاحب " الكمال " – لما ذكر:
3432 - عبيد الله بن الجهم.
لم يزد على ما في " النبل " انتهى. هذه الترجمة لم أجدها مذكورة فيما رأيت من كتب " الكمال "، فينظر، والله تعالى أعلم.
3433 - عبيد الله بن الحسن بن حصين بن أبي الحر مالك بن الخشخاش بن حباب بن الحارث العنبري البصري القاضي.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " مات في ولاية هارون.
وفي قول المزي عن ابن سعد مقررا له: ولي بعد سوار، ثم قال عن ابن أبي خيثمة: ولي القضاء سنة سبع وخمسين، نظر؛ لأن سوارا توفي آخر سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين، فينظر، بقي شيء آخر يشكل على ما قاله، وهو قول ابن علية: استقضاه أبو جعفر نحوا. والله تعالى أعلم.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: كان عبيد الله بن الحسن قد اتهم بأمر عظيم، روي عنه كلام ردي.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان فقيها مشهورا ثقة، محمود السيرة، ويقال: إنه رجع عن المسألة التي ذكرت عنه. كأنه يريد(9/9)
قوله: " كل مجتهد مصيب " وكانت هي الملجئة للطرطوشي، حيث قال: كان ينسب إلى الزندقة.
وفي تاريخ المنتجلي: قال صالح صاحب المصلى: يا أهل البصرة، قد رأيت الملوك ورأيت من يدخل عليهم، وسمعت كلامهم، لا والله إن رأيت مثل قاضيكم قط – يعني عبيد الله بن الحسن – دخل على المهدي، والمهدي واجد عليه، وقد لقي على الباب عنتا، فسلم عليه فلم يرد عليه السلام، ثم أطرق فمكث قائما بين يديه، ثم قال: هيه يا عبيد الله أنت سميت صوافي أمير المؤمنين مظالم قال: يا أمير المؤمنين، أتاني كتابك: أن انظر في مظالم الناس، واسمع من بيانهم، وانظر في حججهم، ثم كتبت إليك ما استقر عندي مما أرى. قال كتبت يا عبيد الله. فسكت عنه، ثم قال: هيه [ق 49 / ب] ما تقول فيما سقت دجلة من أرض الخراج؟ فقال: يا أمير المؤمنين، خليج من البحر، شقه هذا عربي وشقه ذاك أعجمي، وإن بساطك هذا لعلي. قلت: الرمث والعكرش، وهو يومئذ دار محمد بن سليمان قال: كذبت يا عبيد الله.
هيه ما تقول في المرعى في معسكر المسلمين؟ قال: أين ما نزل المسلمون فهو معسكر، فإذا انتقلوا عنه فأهله أحق به، قال: كذبت. قال: يا أمير المؤمنين، البينة على من ادعى، لا يسأل أهله من أين هو لهم، لا أسأل عن ردائي، قال: كذبت ويحكم نكذبه مرات، ولا يرجع عن قوله ولا عن رأيه قال: وكان وجد عليه المهدي في هذا فعزله.
وقال الأصمعي: جئت عبيد الله وهو على قضاء البصرة، وعلى الصلاة، فقال في خطبته:(9/10)
أين الملوك التي عن خطها غفلت ... حتى ساقها بكأس الموت ساقيها
وفي تاريخ البصرة الكبير لعمر بن شبة: لما مات سوار كان سعيد بن أسعد يصلي بالناس حتى ولي عبيد الله بن الحسن الصلاة والقضاء، فيقال: إن ابن دعلج كان كتب فيه إلى أبي جعفر المنصور يرشحه ويثني عليه حتى ولي.
حدثنا أبو عاصم النبيل، أنبأ عمرو بن الزبير قال: كنا مع عبيد الله في دار الديون بعد ولايته إذ أتاه قائد لابن دعلج في نفر، فسأل عنه فقلت: يتوضأ، فلما رآه القائد دفع كتاب ابن دعلج يخبره أن أمير المؤمنين يأمر بحمل الأموال التي لا يعرف أربابها إلى بيت المال، فقال للقائد: قد فهمت الكتاب [ق 50 / أ] فانصرف، قال: لا بإنفاذ ما أمرت به. قال: أنا أكتب الجواب. قال: لا. قال: اذهب إلى صاحبك، فقل: لا والله ولا درهما واحدا. فقال: القائد خالع والله، والله لآتينه برأسك. قال: فجعلنا نخافه على عبيد الله أن يقع به، فلما خرج أسقط في يد عبيد الله، وخاف على نفسه، فأرسل إلى عثمان بن الحكم الثقفي فذكر ذلك له، فقال له: لو قاربت بعض المقاربة حتى تخلص، فقال له: أصلح الأمر الآن. قال: فأتى ابن دعلج كأنه لم يسمع بشيء، فوجده ينحرف على عبيد الله، وذكر له قصة، فقلت: والله لئن كتبت فيه لم يكن الذنب إلا لك؛ لأنك أثنيت عليه عند الخليفة، وأخبرت بفضله واستحقاقه حتى إذ ولاه مقتصرا على خبرك كتبت تذمه. قال: فما الرأي؟ قلت: تغيب عنه وتكتب تعذره ففعل، وكان ابن دعلج يرتشي ويبسط يده، وعبيد الله منعه من ذلك، فكان الأمر بينهما متباعدا.
وقال أبو صفية لما ولي عبيد الله:
يا ذا المنادي عبيد الله سيدها ... ما دام في الأفق منها كوكب جاري
وقال سلمة بن عياش:
حباك بأسناها الخليفة بعد ما ... تمنى رجال في الخلاء الأمانيا
ولم يزل عبيد الله على صلاة البصرة وأحداثها إلى ابن دعلج حتى توفي أبو(9/11)
جعفر، فلما ولي المهدي أمر عبيد الله على الصلاة بالبصرة وقضائها. وكان وفد على المهدي يعزيه ويهنئه بالخلافة، فقال له: كم رزقك. قال: مائتان. قال: ضعفوها له. قال محمد بن عبد الله بن حماد: فكثيرا ما سمعته [ق 50 / ب] ينادي به وهو في بيته يأخذ في كل يوم ثلاثة عشر درهما ودانقين ولا يجلس لنا، قال: وقدم عبيد الله على القضاء، وعبد الملك بن أيوب على الصلاة، والأحداث. ولم يزل عبيد الله على القضاء من لدن أن ولاه أبو جعفر، وذلك في سنة ست وخمسين ومائة في ذي الحجة، حتى قدم المهدي فعزله في سنة ست وستين، فقضى عشر سنين، وكان المهدي قد أصاف بالجزيرة وخرج في نهر الأيلة، ثم في دجلة، ونهر معقل فرأى أموالا عظاما، فقال: يا عبيد الله: أرأيت رجلا أقطعناه قطيعة فوجدنا في يده أكثر مما أقطعناه؟ قال: يا أمير المؤمنين، إنما هذا بمنزلة ثوبي، لا أسأل عنه من أين هو لي. قال: كذبت، وعزله عن البصرة، وكان محمودا في ولايته على مزاح كان فيه يعمله في مجلس الحكم كثيرا.
وفيه يقول سلمة بن عياش لما ولي يمدحه ويذكر سوارا.
وقد عوض الله الرعية واليا ... تقيا فأمسى للرعية راعيا
كفانا عبيد الله إذ بان فقده ... ولولا عبيد الله لم نلق كافيا
فقام بأمر الله فينا ولم يكن ... عن الحق لما ولي بالأمر وانيا
فأصلح وجه الحق نهجا تخاله ... لذي بصر ضوء من الصبح باديا
إذا جار قاض أو أمير وجدته ... بأمر سبيل الحق والعدل هاديا
تداركنا رب البرية رحمة به ... بعدما خفنا الأمور الدواهيا
إذا نسبت يوما تميم وحصلت ... وجدت له منها الذرى والنواصيا
فإن يك سوار مضى وهو سابق ... حميدا فقد برزت بالسبق بانيا
[ق 51 / أ] وحدثني محمد بن عبد الله بن حماد قال: لم يعزله المهدي حتى شخص إلى بغداد، ثم كتب إلى البصرة يأمره بحمل خالد بن طليق،(9/12)
وعبد الله بن أسيد الكلابي فحملا إليه، فولى خالدا وعزل عبيد الله. فقال محمد بن منادر:
أتى دهرنا والدهر ليس بمعتب ... بآبدة والدهر جم الأوابد
بعزل عبيد الله عنا فيا له ... خلانا واستعمال ذي النوك خان
كذا ذكره هنا، وفي " أخبار البصرة الصغير " تأليفه رواية السمسناني - وبخطه فيما يقال – نحوه. وهو يبين لك فساد ما ينقله المزي عن رجل غمر - يقال له: أبو سهل - من أنه كان شريك عمر بن عامر على قضاء البصرة، والصواب أن الذي كان شريك عمر بن عامر سوار لا عبيد الله ويوضح ذلك ذكره ابن أبي خيثمة في " كتابه أخبار البصرة "، فلما قدم سليمان على البصرة من قبل أبي العباس السفاح عزل الحجاج بن أرطأة، وأعاد عباد بن منصور، ثم عزله وولى عمر بن عامر السلمي. وقال ابن علية: ثم عزل سليمان بن علي عبادا عن القضاء، واستقضى سوارا وعمر بن عامر وحده، فلم يزل عمر بن عامر على القضاء حتى مات فجأة، ثم استقضى سوارا سليمان بعده: طلحة بن إياس، ثم عزله وأعاد عبادا، فلم يزل قاضيا حتى عزله أبو جعفر واستقضى أبو جعفر: عبيد الله بن الحسن.
أنبا ابن سلام قال: قال الوثيق بن يوسف: ما رأيت رجلا قط أعقل من عبيد الله.
وقال في " التاريخ الكبير ": أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: كان عبيد الله قد اتهم بأمر عظيم [ق 51 / ب] روي عنه كلام رديء.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل البصرة.
وفي تاريخ الخطيب: كتب المهدي إلى عبيد الله وهو قاض على البصرة(9/13)
كتابا، فقرأه ورده، فحمل عبيد الله إلى المهدي فعاتبه، وقال: رددت كتابي، فقال: يا أمير المؤمنين، إني لم أردده إلا أنه كان ملحونا، وكتاب أمير المؤمنين لا يكون ملحونا، فصدقه المهدي، وأجازه ورده إلى عمله. قال: وشتمه رجل يوما فقبض على لحيته، وقال: شيبتي تمنعني أن أرد عليك.
وفي كتاب ابن حبان: مات في ولاية هارون، يعني: بعد سنة سبعين ومائة – وفي موضع آخر ثمان وستين ومائة.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات "، قال: كان فقيها مشهورا ثقة محمود السيرة، يقال: إنه رجع عن المسألة التي ذكرت عنه لما عرف الصواب.
وذكره ابن شاهين أيضا في كتاب " الثقات ".
3434 - (ق) عبيد الله بن أبي حميد غالب أبو الخطاب البصري.
ذكر الترمذي في " العلل الكبير " عن محمد بن إسماعيل: عبيد الله بن أبي حميد ضعيف ذاهب الحديث، لا أروي عنه شيئا.
وفي كتاب الحاكم والنقاش: يروي عن أبي المليح وعطاء أحاديث مناكير.
وقال أبو أحمد الجرجاني: كوفي، وقيل: إنه بصري هذلي، وعامة روايته عن أبي المليح.
وذكره الساجي، وابن الجارود، وأبو القاسم البلخي، والعقيلي في جملة الضعفاء.(9/14)
وذكر الصريفيني – ومن خطه – أن الحاكم خرج حديثه في " مستدركه ". انتهى، لعله خرجه في الشواهد من غير روايته عن عطاء [ق 52 / أ] وأبي المليح كما أسلفناه عنه.
وقال يعقوب بن سفيان: هذلي ضعيف ضعيف.
3435 - (س ق) عبيد الله بن خليفة أبو الغريف الهمداني المرادي الكوفي.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر لعدم اجتماع همدان بن مالك بن زيد بن أوصيلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان مع مراد، واسمه يخابر بن أبي مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريف بن زيد بن كهلان بن سبأ، اللهم إلا لو أنه أتي بلفظة وقيل: كما فعله الحاكم أبو أحمد وغيره لكان صوابا من فعله. والله أعلم.
وفي قول المزي ذكره ابن حبان في " الثقات " نظر؛ لأن ابن حبان سماه عبيد الله، قال: ويقال أيضا: عبد الله بن خليفة. فلو نقله المزي من أصل لذكره.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من الكوفيين، قال: كان قليل الحديث.
ولما ذكره ابن ماكولا في كتابه قال: همداني يناعي.
زاد ابن خلفون في " الثقات " لما ذكره فيهم، وقيل: مرادي تكلم فيه بعضهم.(9/15)
وقال أحمد بن صالح: كوفي ثقة.
ولما ذكره عمران بن محمد عمران الهمداني في كتابه طبقات رجال همدان في الطبقة الأولى: نسبه خبذعيا، قال: والخبذعيون بطن من همدان.
وذكره في الطبقة الأولى أيضا مسلم بن الحجاج والبرقي في الطبقة الأولى ممن احتملت روايته، وقد تكلم فيه.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال ابن عبد البر: كان على شرطة علي، وهو مثل الحارث الأعور، والأصبغ بن نباته والحارث أشهرهم بحمل العلم.
3436 - (ع) عبيد الله بن أبي رافع المدني مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال: روى عن علي وكتب له. وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". كذا ذكره المزي، ولو نظر كتاب ابن حبان حق النظر لوجده قد قال: روى عن علي، وكان كاتبه، وكذلك لو نظر كتاب ابن سعد الذي أوهم روايته لوجده [ق 52 / ب] قد قال: كان ثقة كثير الحديث.
وفي الكامل لأبي العباس محمد بن يزيد. قال أبو العباس: وحديث عبيد الله بن أبي رافع عن علي من أثبت الحديث، وكان كالكاتب له وكان شريفا.
ولما ولي عمرو بن سعيد الأشدق لم يعمل شيئا، قبل إرساله إلى عبيد الله.
فقال له: مولى من أنت؟ قال: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك أن سعيد بن(9/16)
العاص أعتق أبا رافع إلا سهما واحدا من أسهم لم يسم عددها فاشترى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك السهم فأعتقه – فضربه الأشدق مائة سوط، ثم قال له: مولى من أنت؟ قال: مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - فضربه مائة أخرى. فلما رأى عبد الله بن أبي رافع أخاه غير راجع، وأن عمرا قد ألح في ضربه قام إلى عمرو، فقال: اذكر الملح - يعني: الرضاع - فأمسك عنه.
وقال: وروي أن عبيد الله بن أبي رافع أتى الحسن بن علي، فقال: أنا مولاك. فقال في ذلك مولى لتمار بن عباس بن عبد المطلب، [يعزله ويعيره]:
جحدت بني العباس حق أبيهم ... فما كنت في الدعوى كريم العواقب
متى كان أولاد البنات كوارث ... يحوز ويدعى والدا في المناسب
يريد أن العباس أولى بولاء موالي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن العم مدعو والدا.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان من جملة التابعين وهو ثقة، قاله يحيى وابن صالح وغيرهما.
وذكره أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه، ونسبه حجازيا.
وذكره خليفة في الطبقة الثانية من أهل المدينة، ومسلم في الطبقة الأولى.
وابن شاهين في الثقات.
3437 - (خ 4) عبيد الله بن زحر الضمري مولاهم الإفريقي.
قال المالكي في كتابه " طبقات أهل القيروان ": كان كاتبا رجلا صالحا فاضلا، روى عن جماعة من العلماء.(9/17)
وقال البخاري فيما ذكره عنه الترمذي في " العلل الكبير ": ثقة.
وفي " التاريخ الكبير " لابن إسماعيل: هو مقارب، ولكن الشأن في علي بن يزيد.
وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب " العلل ": غيره [ق 53 أ] أوثق منه.
وعن الآجري عن أبي داود: ثقة. وفي كتاب حرب بن إسماعيل: قلت لأحمد: ابن زحر تضعفه؟ فسكت انتهى. لكن فسكت أغفلها المزي.
وقال أبو مسهر: هو صاحب كل معضلة، وإن ذلك لبين على حديثه.
وقال البيهقي وأبو محمد الإشبيلي: ضعيف. وقال ابن القطان: بعضهم يقول: لا بأس به.
وذكره العقيلي، والساجي، والبلخي، وابن شاهين في " جملة الضعفاء ".(9/18)
وقال السلمي عن أبي الحسن الدارقطني: ضعيف.
وفي كتاب أبي الفرج: ليس بالقوي. وقال العجلي يكتب حديثه، وليس بالقوي، وفي موضع آخر: لا بأس به، صاحب سنة.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء، وقال السمعاني: منكر الحديث متروك.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، فإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أو عبد الرحمن لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم.
وقال أبو الفرج البغدادي: روى عن علي بن يزيد نسخة باطلة.
وفي كتاب الصريفيني: خرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
وقال الدارمي عن يحيى: كل حديثه عندي ضعيف، قلت: عن علي بن يزيد، وغيره؟ قال: نعم.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: كان رجلا صالحا، وهو عندي في المرتبة الرابعة من المحدثين.
وقال ابن عدي: يقال: المصري.(9/19)
وقال ابن يونس: كان رجلا صالحا، وقد دخل بالكوفة والبصرة، وروى عنه من أهل مصر جماعة، ومن الغرباء خلاد الصفار وجماعة آخرين.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3438 - عبيد الله بن زحر موصلي.
روى عن عبد المؤمن بن خالد الأسدي قال: قال أبي للحسن البصري: إنا ندخل الحمام، فنصيب فيه قوما عراة؟ فقال: احثوا في وجوههم التراب.
ذكره أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في طبقات الموصل.
3439 - (خت) عبيد الله بن أبي زياد الشامي الرصافي. جد حجاج بن أبي [ق 53 / ب] منيع.
خرج الحاكم حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان البستي.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " من تأليفه.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " عرفه مولى هشام بن عبد الملك.
ولما ذكره الخليلي في المدنيين قال: وكان كاتبا لبعض بني مروان، وهو صحيح الكتاب غير أن نسخته ليست بمشهورة.
3440 - (د ت س) عبيد الله بن أبي زياد القداح أبو الحصين المكي.
قال أبو حاتم بن حبان: لا يحتج به إذا انفرد.
وفي رواية ابن أبي مريم عن يحيى بن معين: ثقة. ولما خرج الحاكم(9/20)
حديثه في مستدركه قال: كان من الثقات.
وفي كتاب الثقات لابن شاهين، وذكره فيهم: صالح ليس به بأس.
وفي كتاب ابن الجارود: ضعيف.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين، وقال ابن عبد الرحيم: ليس به بأس. وقال أحمد بن صالح: مكي ثقة.
وذكره الساجي، والهيثم بن عدي في كتاب " الطبقات " والقراب، وابن سعد في الطبقة الرابعة، فقالوا: كان من موالي أهل مكة، توفي سنة خمسين. وقال ابن قانع: مات وله خمس وثمانين سنة.
3441 - (د) عبيد الله بن زيادة أبو زيادة.
ذكر المزي روايته عن أبي الدرداء المشعرة عنده بالاتصال وفي " المراسيل " لعبد الرحمن: سألت أبي عن: أبي زيادة عبيد الله بن زيادة، والذي روى عن أبي الدرداء فقال أبي: لم يدرك أبا الدرداء، هو مرسل.
وقال أبو الحسن بن القطان: لا تعرف له حال.
3442 - (خ د ت س) عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو الفضل البغدادي نزيل سامراء.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري ستة أحاديث، وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان والحاكم.
وذكر ابن قانع وفاته في: شعبان سنة ستين.(9/21)
وفي كتاب الداني: روى الحروف عنه محمد بن أحمد المقدمي، وعثمان بن جعفر [التبان] والحارث بن محمد بن [دلويه] ولد سنة خمس وثمانين ومائة.
وفي تاريخ أصبهان لأبي نعيم: قال عبد الله بن الحسن بن حفص ذهب لي في عزل عبيد الله بن سعد من مالي ألف درهم، وذلك أنه كان بالبلد يومئذ مائة من الشهود، فامتنعوا من إقامة الشهادة عند عبيد الله تقربا إلى عبد الله بن الحسن، فكانوا يجتمعون [ق 54 / أ] كل يوم، ستة أشهر في دار عبد الله بن الحسن، وكان ينفق عليهم، وعلى دوابهم وغلمانهم.
وقال الحافظ أبو محمد بن الأخضر في " مشيخة البغوي يكنى ": أبا القاسم، وقيل: أبو الفضل، وكان ثقة، وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": حدثنا عنه العباس بن العباس الجوهري وابن ميسرة وتوفي يوم الجمعة لليلة خلت من ذي الحجة سنة ستين.
وقال الدارقطني – فيما ذكره الحاكم: ثقة.
وزعم أبو إسحاق الحبال أن حديثه عند الشيخين.
وقال ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين " مات سنة اثنتين وستين ومائتين وهو ابن أخي يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
3443 - (خت) عبيد الله بن سعيد بن مسلم بن عبيد بن مسلم أبو مسلم الجعفي الكوفي قائد الأعمش.
قال أبو جعفر العقيلي: روى عنه جماعة من أئمة الحديث وحفاظه، وهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه.(9/22)
وقال أبو حاتم بن حبان: كثير الخطأ فاحش الوهم ينفرد عن الأعمش وغيره بما لا يتابع عليه.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3444 - (خ م س) عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد اليشكري مولاهم أبو قدامة السرخسي نزيل نيسابور.
قال الحاكم النيسابوري في تاريخ بلده: روى عن أبي معاذ خالد بن سليمان البلخي، ومعن بن عيسى القزاز، ويحيى بن عبد الرحمن البصري، وصدقة بن الفضل، ومالك بن مغول، وبشر بن عمر، ويحيى بن كثير، وسفيان بن حبيب، وخالد بن مخلد القطواني.
روى عنه: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، ومالك بن إسماعيل، وأبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، وأحمد بن سنان، ومحمد بن شاذان، وإسحاق بن الصباح، ومحمد بن نعيم، وأحمد بن سلمة، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، ومحمد بن أيوب، والفضل بن محمد الشعراني. قال أبو عبد الله: سكن نيسابور دار بشر بن الحكم العبدي، ثم دار عبد الرحمن بن بشر، وكان رافق بشرا في رحلته ثم سأله بشر [ق 57 ب] بعد ذلك أن يخرج ابنه عبد الرحمن إلى البصرة، ففعل فصارت مودة. تزيد على القرابة.
قال محمد بن شعيب: رأيت يحيى بن يحيى يسمع من أبي قدامة حديث ابن عباس " عندها جنة المأوى " وأنا حاضر. وعن محمد بن عبد السلام قال: رأيت إسحاق بن راهويه يسأل أبا قدامة عن أحاديث فيكتبها بيده. قرأت بخط المستملي، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا أبو قدامة وكان إماما خيرا فاضلا.
وقال أبو عمرو المستملي: ثنا الشيخ الصالح أبو قدامة يوم الجمعة لتسع عشرة خلت من شعبان سنة أربعين ومائتين. قال الحاكم: وقد كان محمد بن(9/23)
يحيى روى عن أبي قدامة، ثم ضرب على حديثه لا لجرح فيه، فإن أبا قدامة أحد أئمة الحديث متفق على إمامته، وحفظه، وإتقانه، لاستزادة وقعت بينهما، والأحرف التي ذكرتها من سماعه من أبي قدامة أظنها تملأ عندي في جزء منقطع من حديث البصريين، كتبه محمد بن يحيى عنه بالبصرة، ثم خط على أوله وأخره بغير الحبر المكتوب به، وكان سبب استزادته لأبي قدامة أني سمعت أبا عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر الجارودي يقول: ورد أبو قدامة نيسابور، فدخل عليه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم فقام له قياما، فما كان إلا بعد ساعة حتى دخل محمد بن يحيى فلم يقم له، فخرج محمد وهو متغير عليه، فأخبر أبو قدامة بذلك، فقال: إن عبد الرحمن أنا ربيته، وكان أبوه سلمه إلي فخرجت به إلى يحيى بن سعيد، فسألني يحيى أن أحج بابنه، فقلت: فما أصنع بوديعة بشر، قال: أما ترضاني له، فسلمته له وحججت بمحمد بن يحيى بن سعيد، فإنما قمت لعبد الرحمن [ق 58 / أ] لذلك. قال: فلم يرجع له محمد بن يحيى إلى ما كان عليه، ثم ضرب على حديثه، وقد كان حدث عنه.
وفي قول المزي: قال البخاري وغيره: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين زاد غيره: بفربر عي لا مزيد عليه؛ لأمرين:
الأول: كان ينبغي أن يقول: زاد غيرهم.
الثاني: الغير لم يذكره، ولا ذكر اسمه، ومثل هذا لا يقبل إلا بعد البيان، وكأنه رأى ذلك في كتاب " الكمال " فنقلها مرسلة، ولم يعزها كعادته، وكأن صاحب " الكمال " رأها عند صاحب " النبل " فأنف من عزوه إليه وما دريا – غفر الله لهما – أن الحاكم قال: سمعت أبا أحمد علي بن محمد الأذرقي يقول: سمعت محمد بن موسى الباشاني يقول: مات أبو قدامة بفربر، سنة إحدى وأربعين ومائتين.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثقة مأمون.(9/24)
وقال أبو أحمد بن عدي: سكن فارباب فاضل من أهل السنة.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري ثلاثة عشر حديثا، ومسلم ثمانية وأربعين حديثا.
قال ابن عبد البر: روى عنه أئمة أهل الحديث المتأخرون، وأجمعوا على ثقته.
3445 - (د) عبيد الله بن سعيد الثقفي الكوفي، والد أبي عون الثقفي.
روى عن المغيرة بن شعبة. روى عنه ابنه أبو عون محمد. قال أبو حاتم. مجهول. وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وروى له أبو داود حديثا واحدا وقع لنا عاليا جدا هذا جميع ما ذكره المزي. وفيه نظر من حيث أن هذا الرجل لم يعرفه أحد من المؤرخين بروايته عن المغيرة، وإنما وقعت روايته عنه في كتاب أبي داود من طريق ضعيفة لم يقل فيها: سمعت، ولا حدثنا، ولا رأيت، وكتاب أبي داود فيه المنقطع وغيره، فكان ينبغي للمزي التنبيه على هذا، لا سيما وقد نقل كلام ابن أبي [ق 58 ب] حاتم.
وكذلك ابن حبان إنما ذكره في ثقات أتباع التابعين، ووصفه برواية المقاطيع.
ورواية ابنه عنه لم يزد شيئا، فلو روى عن المغيرة لذكره في التابعين.
وكذا الرازي فإنه قال. روى عن [] روى عنه أبو عون، فلم يذكر شيخه.
وأما البخاري فقال: عبيد الله بن سعيد الثقفي روى عنه ابنه أبو عون لم يزد(9/25)
شيئا ولم أجده مذكورا بترجمة عند غيرهما، والله تعالى أعلم.
3446 - (خ) عبيد الله بن سلمان وهو ابن أبي عبد الله الأغر أخو عبد الله بن سلمان مولى جهينة.
قال ابن عبد البر: عبيد الله هذا أحد ثقات أهل المدينة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو ثقة، وثقه [ابن البرقي] وابن عبد الرحيم التبان وغيرهما.
وخرج البستي حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
3447 - عبيد الله بن سليمان العبدي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3448 - (ت) عبيد الله بن شميط عجلان الشيباني، ويقال: التيمي البصري.
كذا ذكره المزي لاتباعه صاحب " الكمال " – فيما أرى – معتقدا المغايرة بين تيم وشيبان، ولو كان – غفر الله له – ممن ينظر في شيء من كتب الأنساب لوجد تيم بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بطن من شيبان ينسب إليه جماعة من الرواة نص على ذلك الرشاطي. وغيره.
وذكر ابن الأثير الذي كتابه بيد صغار طلبة الحديث [] وقال: فيه الأخضر وشميط ابنا عجلان التيميان الشيبانيان.(9/26)
ولما ذكره ابن ماكولا في الإكمال قال: هو [ق 58 / أ] الشيباني، وهو التميمي، وهو القيسي.
وذكر البخاري شميطا في باب السين المعجمة، وهو الصحيح، وأخرجه في باب الشين المهملة، وهما واحد.
وذكره أبو حفص بن شاهين، وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
ولما ذكره البستي قال: كان متقشفا.
وفي كتاب الصريفيني: توفي سنة إحدى وثمانين مائة.
3449 - (د ق) عبدي الله بن طلحة بن عبيد بن كريز أبو المطرف الخزاعي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
ولما ذكره البخاري في " تاريخه " سماه: عبيد الله بن كريز الخزاعي.
ورد ذلك عليه الرازيان، فقالا: إنما هو عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز.(9/27)
3450 - (س) عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب أبو محمد المدني الهاشمي. شقيق قثم وعبد الله، ومعبد، أمهم أم الفضل.
كذا ذكره المزي، وأغفل من أشقائه الفضل، وعبد الرحمن، وفيهم يقول عبد الله بن يزيد الهلالي:
ما ولدت بحينة من فحل ... بجبل ثعلبة وسهل
كسنة من بطن أم الفضل ... أكرم بها من كهلة وكهل
وذكره ابن منده في " الأرداف ".
وقال ابن حبان: له صحبة، مات بالمدينة سنة ثمان وخمسين في ولاية معاوية.
وفي كتاب العسكري: عمي في آخر عمره، ومات بالمدينة، ولا عقب له. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصف عبد الله وعبيد الله، وكذا بني العباس، ويقول: " من سبق فله كذا، فيسبقون ويقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ".
وفي " المراسيل " لابن أبي حاتم قال أبي: عبيد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل.
ليس لعبيد الله صحبة.
وقال ابن عبد البر: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه، وحفظ عنه، وموته بالمدينة أصح من قول مصعب: مات باليمن [ق 59 / ب].
وفي كتاب " الصحابة " لأبي نعيم: كان إسلامه مع إسلام أبيه.
وفي كتاب المسعودي: وصله معاوية بخمسين ألف درهم ووجه من يعرف خبره، فأعلمه أنه صرفها في إخوانه وسماره بالسوق وبقي له كمثل نصيب(9/28)
أحدهم ودخل يوما على معاوية وعنده بسر بن أبي أرطاة – قاتل ولديه – فقال له: أيها الشيخ، أنت قاتل الصبيين؟ قال نعم. قال: وددت أن الأرض نبتتني عندك يومئذ، فقال بسر: نقتتل الساعة. فقال عبيد الله: ألا سيف. فقال بسر: هاك سيفي، فلما أهوى به إليه قبض معاوية على يديه وأقبل على بسر: وقال: أخزاك الله أذهب عقلك؟ أترفع إليه سيفك؟ أما والله لو تمكن منه لبدأ بي قبلك، فقال عبيد الله: ذاك والله أردت.
وذكره الجعابي في كتاب " الصحابة " تأليفه.
وفي كتاب ابن الأثير: خرج عبيد الله في سفر له ومعه غلام فرفع لهما بيت أعرابي فلما رآه الأعرابي أعظمه وقال لزوجه: لقد نزل بنا رجل شريف، ثم قال لها: هل من عشاء؟ فقالت: لا والله إلا هذه السويمة التي حياة ابنتك من لبنها. فقال: لابد من ذبحها. قالت: أفتقتل ابنتك؟ قال: وإن، ثم أنه أخذ الشاة والشفرة وجعل يقول:
يا جارتي لا توقظي البنية ... إن توقظيها تنتحب عليه
وتنزع الشفرة من يديه
ثم طبخها وقدمها له، فأكل وكان قد سمع محاورته مع زوجه، فلما أصبح قال لغلامه: ما معك؟ قال: خمس مائة دينار. قال: ادفعها إليه، فقال: سبحان الله، وإنما ذبح لنا شاة ثمنها خمسة دراهم، فقال: ويحك والله هو أسخى منا وأجود، إنما أعطيناه بعض ما نملك وهو قد جاد علينا وآثرنا على نفسه وولده، فبلغ ذلك معاوية فقال: لله در عبيد الله من أي بيضة خرج ومن أي عش درج.
وذكره العسكري في فصل من روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير، والبخاري في فصل من مات ما بين الستين والسبعين.(9/29)
3451 - (م د س ق) عبيد الله بن عبد الله بن الأصم العامري.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال ابن حبان: الأصم هو عبد عمرو بن عدس بن معاوية بن عبادة بن البكاء.
وكناه البخاري في " التاريخ الكبير ": أبا عبد الله.
وخرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وابن حبان البستي.
وذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الثالثة من أهل حران.
وفي " الإخوة " لأبي داود: هو أخو عبد الله بن عبد الله.
3452 - (ت س ق) عبيد الله بن عبد الله بن أقرم بن زيد خزاعي حجازي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: وثقه ابن عبد الرحيم.
وخرج الحاكم، وأبو علي الطوسي [ق 60 أ] حديثه وصححاه.
وذكره ابن فتحون في جملة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
3453 - (ت) عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري المدني. وقيل: عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة، وقيل غير ذلك.
خرج الحاكم حديثه ولما صححه قال: هو ابن ثعلبة بن صعير.
وصححه أيضا أبو علي الطوسي.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
ولما ذكره النسائي في كتابه " أشياخ ابن شهاب " سماه: عبد الله بن عبد الله.(9/30)
كذا هو مجود بخط الحافظ رشيد الدين العطار.
3454 - (ع) عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور القرشي المدني مولى بني نوفل.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي قول المزي: ذكره مسلم في الطبقة الثالثة من أهل المدينة نظر لأمرين:
الأول: مسلم لم يذكره إلا في الطبقة الأولى طبقة سعيد بن المسيب وأنظاره.
الثاني: مسلم لم يترجم في كتاب الطبقات لطبقة ثالثة في أهل المدينة إنما ترجم لطبقتين. كذا ألفيته في عدة نسخ أصول والله تعالى أعلم.
وذكر المزي عن صاحب " الكمال " قوله:
وهو من بني الغوث بن معبد بن نزار ... وهو لعمري جدير بالتشديد بالإنكار
ولكنه تبع في هذا البخاري، فإنه هكذا ثابت في ما رأيت من نسخ " التاريخ " بخط جماعة من الحفاظ.
3455 - عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أخو عبد الله.
روى عن أبيه، روى عنه: عاصم بن عبيد الله العمري – على خلاف فيه، ومحمد بن ثابت، ذكره ابن أبي حاتم في كتابه. روى النسائي في " اليوم والليلة " عن بندار عن ابن مهدي، عن سفيان، عن عاصم، عن ابن عبيد الله [ق 60 / أ] بن الحارث عن أبيه في القول إذا سمع المؤذن، ورواه ابن(9/31)
منجوف، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن عاصم، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، وكذلك قال وكيع عن سفيان، وقال عمرو الباهلي عن ابن مهدي، عن سفيان، عن عاصم بن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، وكذلك قال الفريابي عن سفيان والله أعلم. هذا جميع ما ذكره المزي.
قال النسائي في كتابه: ذكر من روى عنه الزهري: عبيد الله بن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، أنبا محمد بن سلمة، ثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، حدثني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن أباه عبد الله بن الحارث بن نوفل حدثه، أن أم هانئ بنت أبي طالب أخبرته، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بعدما ارتفع النهار يوم الفتح فركع ثماني ركعات. الحديث.
وقال في كتاب " الكنى ": أنبا إبراهيم بن يعقوب، ثنا عبد العزيز، ثنا محمد بن سلمة، عن ابن السائب، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين أبي ميمون الأنصاري.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب روى عن الزهري في سبحة الضحى، وخرج حديثه في " صحيحه "، هو وأستاذه إمام الأمة، والحاكم من حديث يونس عن ابن شهاب.
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه أيضا محمد بن جعفر بن الزبير، وروى عن عبد الله بن خباب.
وسماه عبيد الله جماعة منهم الطبراني في " الأوسط " من حديث ابن مهدي، عن سفيان، عن عاصم، ويعقوب الفسوي، وأبو أحمد العسكري من حديث الزهري عنه.(9/32)
3456 - (س) عبيد الله بن عبد الله بن الحصين بن محصن الأنصاري الوائلي الخطمي أبو ميمون المدني.
وقيل عبد الله بن عبد الله. وقال البخاري: ولا يصح. كذا ذكره المزي.
والذي في " تاريخ " البخاري: وقال بعضهم: عبيد الله بن الحصين. وقال بعضهم: عبد الله بن عبيد الله بن حصين ولا يصح، انتهى.
يحتمل أن يكون قوله: ولا يصح عائد على القولين، ويحتمل عوده على أحدهما، فتخصيص المزي أحد الاحتمالين يحتاج إلى أمر من خارج.
وقال أبو جعفر العقيلي [ق 61 / أ] قال البخاري: في حديثه نظر.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: ليس به بأس.
3457 - (ع) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني أحد الفقهاء السبعة وأخو عون.
ذكر المزي من عند ابن سعد عن الواقدي تبعا لصاحب الكمال وفاته سنة ثمان، ومن عند غيره: سنة تسع، وكلاهما ثابت في " الطبقات ". ولكن في عزوه ذلك للواقدي نظر؛ لأن ابن سعد لما ذكر كلام الواقدي الذي ذكره المزي قال: حدثنا معن، ثنا محمد بن هلال قال: رأيت عبيد الله بن عبد الله لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا: وتوفي سنة ثمان وتسعين، انتهى.
ظاهر هذا الكلام يقتضي أنه من كلام ابن هلال أو من كلام ابن سعد، لا مدخل للواقدي في شيء من ذلك؛ لأن معنا شيخ ابن سعد إجماعا. والله تعالى أعلم.(9/33)
وقال الطبري في " طبقات الفقهاء " تأليفه: كان مقدما في العلم والمعرفة بالأحكام والحلال والحرام وكان مع ذلك شاعرا مجيدا.
وفي تاريخ المفضل بن غسان الغلابي: قال الزهري: [كان الفقهاء] من قريش أربعة عور: سعيد بن المسيب، وعروة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة انتهى، وفيه نظر من حيث أن هذيلا [ليس من قريش].
وفي قول المزي: قال البخاري: مات قبل علي بن الحسين سنة أربع أو خمس وتسعين، نظر وذلك أن البخاري قال في " التاريخ الكبير ": مات عبيد الله قبل علي بن حسين. وقال أبو نعيم: مات على سنة ثنتين وتسعين.
وفي " الأوسط ": وقال أبو نعيم: مات علي سنة ثنتين وتسعين. وثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن الصلت، ثنا سفيان عن أبيه: مات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين، أنبا هارون، ثنا علي بن جعفر بن محمد، عن جعفر بن علي أن جده علي بن حسين مات سنة أربع وتسعين. ثنا يحيى بن بكير، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: رأيت علي بن حسين يحمل عمودي سرير عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأنبا هارون بن محمد قال سمعت بعض أصحابنا قال: [ق 58 / ب] مات سليمان بن يسار وسعيد بن المسيب، وعلي بن حسين، وأبو بكر بن عبد الرحمن سنة الفقهاء سنة أربع وتسعين، وقال في " التاريخ الصغير "، نحوه.
وفي " تاريخ " أبي نعيم الفضل كما ذكره عنه البخاري، وكذا نقله أيضا عنه(9/34)
جماعة منهم خليفة في كتاب " الطبقات "، ويعقوب بن سفيان، وكأن الشيخ رأى في كتاب الكلاباذي شيئا فاعتمده، وليس جيدا؛ لأن الكلاباذي قال: قال البخاري مات قبل علي بن حسين، مات سنة أربع أو خمس وتسعين، قاله يحيى بن بكير، قاله الذهلي عنه انتهى، فهذا الكلاباذي قد بين الفصل بين قول البخاري وابن بكير، وهو الصواب لما أسلفناه، فاعتقد الشيخ أن البخاري قال ذلك كله، ولم يمعن النظر. والله تعالى أعلم.
وفي قوله: قال: الهيثم وعلي بن المديني: مات سنة تسع وتسعين تبعا لمافي " الكمال " نظر، لما ذكره القراب في " تاريخه ": أنبا أبو أحمد بن حبيب أنبا المنذري، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، عن علي بن المديني قال: مات عبيد الله بن عبد الله بن عتبة سنة ثمان وتسعين، يكنى أبا عبد الله.
وكذا ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن ابن المديني، وذكر ابن أبي شيبة في " تاريخه "، وقال عنه أيضا القراب: توفي سنة ثنتين ومائة، وكذا ذكره ابن أبي عاصم في " تاريخه "، وابن عبد البر، وابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: من سادات التابعين مات سنة(9/35)
ثمان وتسعين، وقد قيل: أنه مات قبل علي بن حسين، وعلي مات سنة تسع وتسعين.
وقال أبو بكر السمعاني: توفي سنة اثنتين وتسعين.
وقال المرزباني: يكنى أبا العباس، وقيل: أبو عبد الله. وكان فقيها عالما، وهو أحد الفقهاء [الستة] الذين أخذ عنهم العلم بالمدينة، وهو أستاذ محمد بن شهاب في الفقه والعلم، وله يقول بعد أن انقطع عنه: [ق 59 / أ].
إذا شئت أن تلقى خليلا مصافيا ... لقيت وإخوان الصفاء قليل
ومن شعره:
وإني امرؤ من يلقني الود يلقني ... وإن برحت داره دائم الأصل
لعمري إني لا ينال مودتي من ... الناس إلا مسلم كامل العقل
وفي " تاريخ " علي بن عبيد الله التميمي: مات عبيد الله بن عبد الله بن عتبة سنة ثنتين وتسعين، وزعم أنه في حجة الوداع قد كان راهق الاحتلام، يكنى أبا عبد الله، انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث أن أباه قد اختلف في صحبته، فلا يجوز في ابنه هذا القول اللهم إلا إن كان يريد أباه فله وجهة والله تعالى أعلم.
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان عبيد الله أحد الفقهاء العشرة، ثم السبعة الذين كانت الفتوى تدور عليهم بالمدينة، وكان عالما فاضلا، مقدما في الفقه، شاعرا محسنا. لم يكن بعد الصحابة إلى يومنا هذا فيما علمت فقيه أشعر منه، ولا شاعر أفقه منه؛ ولا في الذين لا عمل لهم غير الشعر وصناعته من يكاد يتقدم عليه فيه. وللزبير بن بكار في أشعاره كتاب، وعن ابن أبي الزناد عن(9/36)
أبيه قال: قدمت امرأة من هذيل، وكانت جميلة، فخطبها جماعة من أشراف أهل المدينة فأبت أن تتزوج، وكان معها قين لها فبلغ عبيد الله امتناعها، فعرض للقوم فقال:
أحبك حبا لا يحبك مثله ... قريب ولا في العالمين بعيد
أحبك حبا لو شعرت ببعضه ... لجدت ولم يصعب عليك شديد
وحبك يا أم الصبي معذبي ... شهيدي أبو بكر فنعم شهيد
ويعلم وجدي قاسم بن محمد وعروة ... ما ألقى بكم وسعيد
ويعلم ما أخفي سليمان علمه ... وخارجة يبدي بنا ويعيد
متى تسألي عما أقول فتخبري ... فلله عندي طارف وتليد
[ق 55 / ب] فقال سعيد بن المسيب: أما أنت والله فلقد أمنت أن تسألنا، وما رجوت أن تسألنا أن نشهد لك بزور.
وله يتغزل بزوجته عثمة، وأظن أكثرها بعد طلاقه إياها:
غراب وظن أغضب القرب ناديا ... بصرم وصرد أن الحشى يصيح
لعمري لئن شطت بعثمة دارها ... لقد كدت من وشك الفراق أليح
أروح بهم ثم أغدو بمثله ... وتحسب أني في الثياب صحيح
وفيها يقول:
كتمت الهوى حتى أضربك الكتم ... ولأمك أقوام ولومهم ظلم
تجنيت إتيان الحبيب تأثما ... ألا إن هجران الحبيب هو الإثم
ونم عليك الكاشحون وقبلهم ... عليك الهوى قد نم ينفع النم
وزادك إغراء بها طول هجرها ... قديما وأبلى لحم أعظمك الهم(9/37)
فأصبحت كالهندي إذ مات حسرة ... على إثر هند أو كمن سقى السم
فذق هجرها قد كنت تحسب أنه ... رشاد ألا يا زاعما كذب الزعم
وفيها يقول:
تغلغل حب عثمة في فؤادي ... فباديه مع الخافي يسير
تغلغل حيث لم يبلغ سراب ... ولا حزن ولم يبلغ سرور
أكاد إذا ذكرت العهد منها ... أطير لو أن إنسانا يطير
قال رجل له: أتقول مثل هذا؟ فقال: في اللدود راحة المفؤد.
وهو القائل في قصة جرت بين عمر بن عبد العزيز وعروة بن الزبير:
وما الحق أن تهوى فتعسف في الذي ... هويت إذا ما كان ليس بأعدل
أبى الله والأحساب أن يحمل القذى ... جفون عيون بالقذى لم تؤكل
وقال أيضا:
إذا كان لي سر فحدثته العدى ... وضاق به صدري فللناس أعذر
[ق 56 / أ] هو السر ما استودعته وكتمته ... وليس بسر حين يفشو ويظهر
وفي تاريخ البخاري: قال عمر بن عبد العزيز: لو كان عبيد الله حيا ما صدرت إلا عن رأيه، ووددت أن لي مجلسا أو نحوه من عبيد الله بكذا، وقيل للزهري: أكان عبيد الله يقول الشعر؟ قال: وهل يستطيع الذي به الصدر إلا أن [يشعل] وما كان عبد الله بن مسعود بأقدم صحبة من أخيه(9/38)
عتبة، ولكن مات عتبة قبله.
وفي كتاب المنتجالي: قال عطاء بن السائب: قدمت المدينة، فقلت: أي أهلها أعلم؟ فكلهم أمرني بعبيد الله، وكان عبيد الله ضرير البصر. وقيل: كان أعمى. رجلا صالحا جامعا للعلم ثقة. وكان ابن شهاب، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر، وصالح بن كيسان يختلفون إلى عبيد الله بن عبد الله؛ فغضب عليهم فجمعهم في بيت واحد، فقال:
وليس من إخوان البقايا ابن مسلم ولا صالح ولا الطويل معاوية
وعن أبي الزناد قال: رأيت عمر بن عبد العزيز يأتي عبيد الله يسأله عن علم ابن عباس، وهو أمير، فربما أذن له وربما حجبه، وعن ابن شهاب قال: كنت أخدم عبيد الله حتى إن كنت لأستقي له الماء المالح وإن كان ليسأل جاريته من بالباب؟ فتقول: غلامك الأعمش، وقال علي بن زيد: تمنى عمر بن عبد العزيز مجلسا من عبيد الله بدية، وقال: لما أصبت منه من العلم أكثر مما أصبت من جميع الناس.
ولما ذكر ابن المديني في كتابه " العلل " أصحاب زيد بن ثابت الاثنى عشر الذين يذهبون مذهبه، ويفتون بفتواه ذكر فيهم عبيد الله، ثم قال: ولم يصح لهم منه سماع ولا رواية.
وقال العجلي: كان أحد علماء المدينة، وفقهائها في زمانه ثقة، رجل صالح جامع للعلم، وهو معلم عمر بن عبد العزيز.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة [ق 56 / ب].
3458 - (ع) عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو بكر العدوي المدني.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات قبل سالم بسنة.(9/39)
وفي كتاب ابن سعد: ولد أبا بكر وعمر وعبيد الله ومحمد والقاسم، وأبا عبيدة، وعثمان، وأبا سلمة، وزيدا، وعبد الرحمن وحمزة، وجعفر وإسماعيل. وقال خالد بن أبي بكر: رأيت على عبيد الله قلنسوة بيضاء، ورأيت عليه عمامة يسدل منها خلفه أكثر من شبر.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية، ومسلم في الأولى، وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال العجلي: تابعي ثقة.
3459 - (خ د ت عس ق) عبيد الله بن عبد الله بن موهب القرشي أبو يحيى التيمي المدني، والد يحيى.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " الذي ذكر المزي توثيقه من عنده، وأغفل منه إن كان رآه: روى عنه ابنه يحيى، ويحيى لا شيء، وأبوه ثقة، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قبل ابنه يحيى. وقد روى أبو بكر الحنفي عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن عمه عبيد الله بن موهب عن أبي هريرة فأسقط من نسبه عبد الله.
وفي كتاب أبي عيسى الترمذي، وأبي علي الطوسي: ضعيف، تكلم فيه شعبة.
3460 - (د س ق) عبيد الله بن عبد الله أبو المنيب العتكي المروزي السنجي.
قال أبو عبد الرحمن النسائي: ضعيف، وفي كتاب " الجرح والتعديل ": ثقة.(9/40)
وقال أبو أحمد بن عدي: روى عنه النضر بن شميل أحاديث مستقيمة.
وقال الآجري، عن أبي داود: ليس به بأس.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
ولما صحح الحاكم حديثه في الوتر قال: مروزي ثقة يجمع حديثه.
وقال البيهقي: لا يحتج بحديثه.
وقال الساجي: عنده مناكير، امتنع ابن المبارك أن يأتيه.
وقال يحيى بن معين: روى عنه علي بن الحسين بن واقد، وأبو تميلة [ق 57 / أ] نسخة.
وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات.
وفي قول المزي: كان فيه يعني " الكمال ": روى عنه ابن المبارك أحاديث في السن وهو خطأ والصواب: السنن نظر؛ لأن الذي في غير ما نسخة من كتاب " الكمال ": السنن بخط القدماء من غير إصلاح ولا ضرب.
وفي كتاب ابن عدي في غير ما نسخة: السير ولعله أشبه؛ لأنه قد نقل عنه تركه فروايته على هذا السنن بالنونين لا تصلح، والسير بالراء يتسامح فيها ما لا يتسامح في السنن، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين وهو مشهور بكنيته.
وذكره ابن الجارود في " جملة الضعفاء " وينبغي أن يتثبت في قول المزي: قال العقيلي: لا يتابع على حديثه فإني لن أره في نسختي ولا أستبعده.(9/41)
وقال ابن حزم في كتاب " الفرائض ": مجهول.
3461 - (د ت س) عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري العدوي وقيل: عبيد الله بن عبد الله بن رافع وقيل: عبد الله بن عبد الله بن رافع، وقيل: إنهما اثنان.
قال البخاري في " التاريخ الكبير ": وقال يونس بن بكير: عبد الله بن عبد الرحمن بن رافع. وقال محمد بن سلمة: عبد الرحمن بن رافع.
وفي قول المزي: قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، روى عن جابر، روى عنه هشام بن عروة. وقال في موضع آخر: عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج كنيته أبو الفضل مات سنة إحدى عشرة ومائة. روى عن أبيه، روى عنه سليط نظر، يبين لك سياق كلام ابن حبان، قال: عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج يروي عن أبيه وأبي رافع، وفي نسخة بدل أبي رافع أبو سعيد روى عنه سليط بن أيوب كنيته [ق 61 / أ] أبو الفضل، ثم قال: عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج روى عن جابر بن عبد الله روى عنه هشام بن عروة، ثم قال: عبيد الله بن رافع بن خديج يروي عن أبيه، روى عنه أهل المدينة، كنيته أبو الفضل، مات سنة إحدى عشرة ومائة، وهو ابن خمس وثمانين سنة.(9/42)
وفي كتاب ابن القطان: فيه خمسة أقوال. وكيفما كان فهو من لا تعرف له حال ولا عين.
وفي قول المزي إثر حديثه عن أبي سعيد في بئر بضاعة: قال الميموني عن أحمد: حديث " بئر بضاعة " صحيح. موهما أن تصحيحه إياه من هذه الطريق وليس كذلك؛ لأن أحمد إنما قاله في حديث بضاعة مطلقا، والذي يشبه أنه يريد حديث سهل بن سعد لا هذا، وذلك أن ابن القطان لما رد حديث أبي سعيد لما قدمناه، قال: لحديث بئر بضاعة طرق هذا – يعني حديث سهل – خيرها وأحسنها إسنادا.
3462 - (خ د س ق) عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب القرشي التيمي المدني، ويقال: عبد الله بن عبد الرحمن، وهو ابن عم يحيى عبيد الله.
ذكره أبو حاتم بن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في كتاب " الثقات " زاد ابن خلفون: يقال: إنه مات سنة أربع وخمسين ومائة وهو ابن ثمانين سنة. قال: وهو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين، زاد ابن شاهين: ليس به بأس صالح.
وقال أحمد بن صالح: ثقة، وقال النسائي: ليس بذاك القوي.
وقال ابن عدي: حسن الحديث يكتب حديثه.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من المدنيين قال: يكنى أبا محمد مات(9/43)
سنة أربع وخمسين ومائة وهو ابن ثمانين سنة وكان قليل الحديث.
وذكره العقيلي والساجي في " جملة الضعفاء " [ق 62 / أ].
وفي كتاب ابن الجارود: ضعيف.
وفي تاريخ القراب: يكنى أبا محمد ومات سنة أربع وخمسين ومائة وهو ابن ثمانين سنة.
وفي " تاريخ البخاري الأوسط ": كان ابن عيينة يضعفه.
3463 - (كن) عبيد الله بن عبد الرحمن، وقيل: عبد الله بن عبد الرحمن، وقيل: إنه ابن أبي ذباب، وقيل: ابن السائب بن عمر.
عن عبيد بن حنين وعنه مالك، كذا ذكره المزي لم يزد في أشياخه أحدا وكذا هو بخطه في الحاشية " عمر " والصواب " عمير " على ما رأيته بخط جماعة من الأئمة – منهم – الهروي وابن الأبار وابن الخراز وغيرهم.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب بن عمير القارئ من أهل المدينة يروي عن سعيد بن المسيب، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر، روى عنه ابن جريج، ونافع بن يزيد.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: عبيد الله بن عبد الرحمن روى عن عبيد بن حنين، روى عنه مالك ثم قال: عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب، روى عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر، روى عنه نافع بن يزيد، ثم قال: عبيد الله(9/44)
ابن عبد الرحمن عمير الأنصاري رأى سعيد بن المسيب سمع منه ابن إسحاق كذا فيه.
وكذا جعلهم البخاري ثلاثا.
وفي " الثقات " لابن خلفون: عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب بن عمير المدني شيخ مالك.
قال ابن عبد البر: هو ثقة.
3464 - (م ت س ق) عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ المخزومي مولاهم أبو زرعة الرازي.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه مسلم حديثين.
وقال ابن نقطة في كتاب " التقييد ": حديثا واحدا.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان أحد أئمة الدنيا في الحديث مع الدين والورع والمواظبة على الحفظ والمذاكرة وترك الدنيا وما فيه الناس.
توفي سنة ثمان وستين ومائتين.
وقال القراب: في وفاته اختلاف.
وقال ابن أبي حاتم: ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الرابعة أبو زرعة كتب إليه إسحاق بن إبراهيم وأحمد بن إبراهيم لا نزال في ذكرك بجميل(9/45)
حتى نكاد نفرط وإن لم يكن فيك بحمد الله إفراط وإني أسمع من إخواننا [ق 63 / أ] القادمين علينا لما أنت عليه من العلم والحفظ فأسر لذلك. وقال عمرو بن سهل: ما ولد من خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة.
وقال أبو زرعة: رأيت فيما يرى النائم كأني في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وكأني أمسح يدي على موضع المقعد من منبره - صلى الله عليه وسلم - الذي يليه ثم أمسكته، فعبره لي رجل من أهل سجستان فقال: أنت تعني بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين.
وذكر أبو عبد الله الطهراني وأبو زرعة عند أبي، فقال أبي: كان أبو زرعة أفهم من أبي عبد الله وأعلم منه بكل شيء بالفقه والحديث وغيره.
وقال يونس بن عبد الأعلى: أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان، ودعا لهما بخير وقال: بقاؤهما صلاح المسلمين.
وقال أبو زرعة: ذهب بي أبي إلى عبد الرحمن بن سعد الدشتكي فأقعدني على فخذه، وقال: أخرج يدك فنظر إلى شقوق فيها، فقال لأبي: إن ابنك هذا سيكون له شأن، ويحفظ القرآن والعلم، وذكر أشياء. وقال أبو زرعة: خرجت من الري المرة الثانية سنة تسع وعشرين، ورجعت سنة اثنتين وثلاثين في أولها، ثم خرجت إلى مصر فأقمت بها خمسة عشر شهرا. وقال: أقمت في خرجتي الثالثة بالشام والعراق ومصر أربع سنين وستة أشهر.
حدثنا الحسن بن أحمد ابن الليث، قال سمعت أحمد بن حنبل وسأله رجل فقال: بالري شاب يقال له أبو زرعة فغضب أحمد، وقال: تقول شاب؟
كالمنكر عليه، ثم رفع يديه وجعل يقول: اللهم انصر أبا زرعة على من بغى عليه، اللهم عافه، اللهم ادفع عنه البلاء – في دعاء كثير؛ فلما قدمت على أبي زرعة حكيت له ذلك وكتبت له الدعاء، فقال لي أبو زرعة: ما وقعت في بلية قط، فذكرت [ق 63 / أ] دعاء أحمد إلا ظننت أن البلية تفرج عني.
وكتب إليه عبد الرحمن بن عمر بن شبة من أصبهان: اعلم – رحمك الله –(9/46)
أني ما أكاد أنساك في الدعاء لك ليلي ونهاري أن يمتع المسلمون بطول بقائك، ولولاك لذهب العلم وصار الناس إلى الجهل فاحمد الله على ذلك.
وقال محمد بن مسلم: ما فاتني الدعاء لأبي زرعة في شيء من صلاة الفرائض منذ مات إلا أمس، فدعوت له بعد ما صليت. وسمعت أبا زرعة يقول: رأيت في المنام كأن علي ثوبا له خطوط دقاق. قال ابن أبي حاتم: وتفسيره أن يشهر فاشتهر بالعلم والخير. قال: وقال لي [بشر] بن معاذ لو [أمكني] أعطيت فيك وفي ابن مسلم مائة ألف لمنعكم من التحديث.
وكان أبو زرعة يقول: لو كان صحة بدن على ما أريد كنت أتصدق بمالي كله، وأخرج إلى طرسوس أو إلى ثغر من الثغور، وآكل من [البقول] وألزمها، ثم قال: وإني لألبس الثياب لكي إذا نظر الناس إلي لا يقولون ترك أبو زرعة الدنيا، ولبس الثياب الدون، وإني لآكل ما يقدم إلي من الطيبات والحلو لكي لا يقول الناس أن أبا زرعة لا يأكل الطيبات لزهده، وإني لآكل الشيء الطيب وما مجراه عندي ومجرى غيره من الآدم إلا واحد.
وقال ابن عبد البر: كان أحد الأئمة في علم الحديث، وأعلم الناس بحديث مالك وأحفظهم له، وكان أحمد بن حنبل وابن راهويه وهو تلميذ لهما يعظمانه ويثنيان عليه بالحفظ والفضل والقيام بالسنة.(9/47)
3465 - (ع) عبيد الله بن عبد المجيد بن عبيد الله بن شريك أبو علي الحنفي أخو بكر وعمير وشريك.
قال الصدفي: سألت أبا جعفر العقيلي عن عبيد الله بن عبد المجيد؟
فقال: ضعيف هو أضعف إخوته، وكلهم ثقات غيره، أخوه عبد الكبير ثقة، وأخوه عبد الحميد ثقة.
وقال أحمد بن صالح: عبيد الله بن عبد المجيد ثقة.
وكذلك قاله الدارقطني.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب ابن الجوزي عن يحيى: ليس بشيء.
وقال ابن عبد البر: ليس به بأس عندهم.
وقال ابن قانع: ثقة مات بالبصرة.
3466 - (خ م ت س ق) عبيد الله بن عبيد الرحمن، ويقال: عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الأشجعي الكوفي نزيل بغداد.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: كان راويا للثوري، روى عنه أهل الكوفة.(9/48)
وقال أحمد بن صالح: كان ثقة ثبتا متقنا، عالما بحديث الثوري، رجلا صالحا، أرفع من روى عن سفيان، وأصحاب سفيان: الفريابي، ويحيى بن آدم، وأبو أحمد الأسدي، وقبيصة، ومعاوية، وهم ثقات كلهم وهم في الرواية قريب بعضهم من بعض، وأبو نعيم ووكيع والأشجعي ويحيى وعبد الرحمن وأبو داود.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، قال: قال عثمان – يعني – ابن أبي شيبة: كان أثبت الناس في الثوري إذا أخرج كتابه.
وذكره ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل الكوفة، فقال: أشجعي من أنفسهم، وكان ثقة.
3467 - (د ق) عبيد الله بن عبيد أبو وهب الكلاعي الشامي الدمشقي.
قال ابن أبي حاتم: عبيد الله بن عبيد أبو وهب الكلاعي الجشمي، وكان من أصحاب مكحول. روى أحمد بن حنبل والفضل الأعرج عن هشام بن سعيد الطالقاني عن محمد بن مهاجر عقيل بن شبيب عن أبي [ق 64 / أ] وهب الجشمي، وكانت له صحبة، وهو وهم سمعت أبي يقول ذلك.
وفي " المراسيل ": سمعت أبي يقول أبو وهب الجشمي هذا ليست له صحبة، هو أبو وهب الذي يروي عن مكحول، واسمه عبيد الله بن عبيد الكلاعي الشامي، وروى هذا الحديث يعني الذي رواه أحمد مرفوعا - " تسموا بأسماء الأنبياء ". إسماعيل بن عياش عن أبي وهب عن مكحول قال: بلغنا أن النبي(9/49)
- صلى الله عليه وسلم - قال، وأدخل أبي هذا الحديث في " مسند الوحدان " وأخبرنا بعلته انتهى.
ذكر أبا وهب الجشمي غير واحد في الصحابة من غير تسمية، وجزم بعدم تسميته الحاكم أبو أحمد. فالله أعلم أهما اثنان أو واحد؟
وفي مسند يعقوب بن شيبة: عبيد الله بن عبيد الحميري مجهول، روى عن أمه قالت: حضرت عثمان.
ولما ذكره البخاري في " تاريخه " قال: عبيد الله بن وهب.
وقال الرازيان: هو ابن عبيد بن وهب.
3468 - (خ م د س) عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي النوفلي المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: روى عن عمر وعثمان. مات سنة خمس وتسعين، ثم أعاد ذكره في كتاب " الصحابة ".
وقال ابن سعد: ولد عبيد الله: الخيار وأمه أم ولد، وحميدة، وبنتا أخرى.
وفي قول المزي: قال خليفة بن خياط: مات في آخر ولاية الوليد بن عبد الملك، نظر، وذلك أن المزي ما ينقل كلام خليفة غالبا إلا بوساطة ابن عساكر، ويطرح الواسطة على عادته، بيان ذلك أن الترجمة إن لم يذكرها ابن عساكر وذكرها خليفة لا يذكرها المزي، وما يمر له ذكر خليفة إلا إذا كانت الترجمة دمشقية وهذه الترجمة نقلها ابن عساكر على الوهم، وذلك أن خليفة بن خياط قال في: سنة خمس وتسعين على عادته في ذكر الذين لا(9/50)
يعرف وقت وفاتهم بالتحديد، وفي ولاية الوليد بن عبد الملك. مات ربيعة بن عباد الدئلي، وعباس بن سهل بن سعد الساعدي، وعبد الله بن قتادة، وجعفر بن عمرو بن أمية الضمري آخر ولاية الوليد، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وأبو سعيد المقبري، وثابت بن أبي قتادة، انتهى. واعتقد ابن عساكر أو المزي أن قوله آخر ولاية الوليد تعود على وفاة عبيد الله، وليس جيدا إنما هي عائدة على جعفر من دون من ذكره قبله وبعده، ويوضحه قول خليفة أيضا في كتاب " الطبقات " في الطبقة الأولى من أهل المدينة: ومن بني [ق 64 / ب] نوفل بن عبد مناف بن قصي: عبيد الله بن عدي بن الخيار توفي زمن الوليد بن عبد الملك. ولما ذكر جعفرا في الطبقات قال: مات سنة خمس أو ست وتسعين. يعني: آخر إمرة الوليد.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي المدنيين.
3469 - (ت ق) عبيد الله بن عكراش بن ذؤيب بن حرقوص بن جعدة التيمي.
قال أبو جعفر العقيلي: قال البخاري: في إسناده نظر.
وقال الساجي: لا يكتب حديثه، وحدثني أبو زيد قال: سمعت العباس بن عبد العظيم يقول: وضع العلاء بن الفضل هذا الحديث: حديث " صدقات قومه "، الذي رواه عن عبيد الله بن عكراش عن أبيه. سمعت أبا صفوان يقول: ذهبت لأسأله عن هذا الحديث فسمعته يفتري على رجل، فلم أكتب عنه، قال أبو يحيى: كان هنا بالبصرة رجل لقيناه يقال له: النضر بن طاهر(9/51)
أبو الحجاج يحدث به عن عبيد الله بن عكراش، وكان []
إني لأرثي للكريم إذا غدا علي
[وأضع] عند اللئيم بطالته ... له كل يوم ترحة وعضاضة
إذا ما انزوى أنف البخيل وحاجته ... وارتجاه من يجلس عند بابه
كم تمنى للطرف والعلج راكبه
وقال ابن حبان لما ذكر عكراشا: له صحبة، غير أني لست بالمعتمد على إسناد خبره.
وفي قول المزي: قال البخاري: لا يثبت حديثه. نظر؛ لأن الذي في " تاريخه " بخط جماعة تقدم ذكرهم: روى عنه العلاء بن الفضل، ولا يثبت ولم يزد شيئا على هذا – والله تعالى أعلم.
وقال أبو الحسن ابن القطان في بيان " الوهم والإيهام ": مجهول لا يعرف بغير هذا.
3470 - (د ت ق) عبيد الله بن علي بن أبي رافع يقال له: عبادل، ويقال: علي بن عبيد الله.
روى عن جدته سلمى أم رافع، ويقال: عمته. كذا هو هو مجود بخط المهندس، وقرأته على الشيخ في مواضع. وفيه نظر؛ لأن سلمى جدته هي أم أبي رافع لا أم رافع وثبوت [أبي] هو الصواب. ذكر ذلك أبو الحسن ابن القطان، وأنكر أيضا هو وأبو محمد الإشبيلي أن تكون سلمى زوج أبي رافع أيضا عمة لأحد من ولد أبي رافع، بل هي إما أم لهم أو جدة. قال أبو الحسن: أبو رافع أمه سلمى مولاة صفية بنت عبد المطلب حديثها: بيت لا تمر فيه. وزوجه سلمى مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم -.(9/52)
وذكر ابن حبان في التابعيات له زوجة أخرى اسمها سلمى، فلا تكون أيضا عمة لأحد من ولده بحال، والله تعالى أعلم، وصرح ابن حبان في كتاب " الثقات " بروايته عن جدته سلمى بنت قيس مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولها صحبة.
وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه ". وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3471 - (ع) عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو عثمان العمري المدني أخو عبد الله، وأبي بكر، وعاصم.
ذكره ابن [ق 65 / أ] حبان في كتاب " الثقات "، وقال: كان من سادات أهل المدينة، وأشراف قريش فضلا، وعلما، وعبادة، وشرفا، وحفظا، وإتقانا. وأمه فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب. مات سنة أربع أو خمس وأربعين ومائة.
وزعم المزي أن ابن سعد ذكره في الطبقة الخامسة من أهل المدينة، لم يزد شيئا، والذي فيه – إن كان رآه -: أمه فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر، وولد رباحا، وحفصا، وبكارا، وإسماعيل. ولما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن على أبي جعفر المنصور لزم عبيد الله ضيعته، واعتزل فيها، ولم يخرج مع محمد، وخرج معه أخواه عبد الله، وأبو بكر. فلما قتل محمد دخل عبيد الله المدينة، فلم يزل بها إلى أن توفي سنة سبع وأربعين ومائة، في خلافة أبي جعفر المنصور، وكان ثقة كثير الحديث حجة.
وفي قول المزي: تابعا صاحب " الكمال " – فيما أرى – قال الهيثم بن عدي: مات سنة سبع وأربعين ومائة نظر؛ لأن الذي رأيت في كتاب " الطبقات " للهيثم، " والتاريخ " بخط الأئمة ومقرؤهم: توفي سنة خمس وأربعين ومائة.(9/53)
وفي كتاب القراب: توفي سنة ست وأربعين، قاله ابن المديني. وعن ابن عروة: سنة خمس وأربعين.
وكذا ذكره ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين، ولما ذكره خليفة في الطبقة السادسة قال: توفي سنة خمس وأربعين وعمر أخوه عبد الله وكان أكبر منه [سنا] بنحو ثلاث سنين، وفي مسند يعقوب بن شيبة سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يرو عبيد الله عن أخيه عبد الله شيئا، وقد روى عنه أخوه عبد الله.
وقال أحمد بن صالح: ثقة ثبت مأمون ليس أحد أثبت في حديث نافع منه.
وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أحمد بن حنبل يسأل، من أثبت الناس في نافع عبيد الله أو مالك أو أيوب؟ فقدم عبيد الله وفضله بلقاء سالم، والقاسم. قلت له: فمالك بعده؟ قال: إن مالكا لثبت. قلت: فإذا اختلف مالك وأيوب؟ فتوقف، وقال: من يجترئ على أيوب ثم عاد في ذكر [ق 65 / ب] عبيد الله ففضله.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن نمير، وابن عبد الرحيم، وأبو جعفر السبتي وذكر آخرين.
وفي كتاب " الثقات " لابن شاهين: عبيد الله بن عمر عن القاسم مشبك بالذهب.
ولما ذكر النسائي أصحاب الزهري الثقات على طبقات ست، فذكر الطبقة الأولى: مالك بن أنس، وزياد بن سعد، ومعمرا وابن عيينة، وعبد الله بن أبي بكر، وصالح بن كيسان، وعقيلا ويونس والزبيدي، وشعيب بن أبي حمزة، ثم قال: الطبقة الثانية: عبيد الله بن عمر بن حفص، وابن جريج، وذكر آخرين، ثم قال: سميت من روى عن الزهري الحديث والحديثين، ومنهم(9/54)
من روى عن الزهري الحديث والحديثين، ومنهم من روى أكثر من ذلك، ومنهم من هو أسن من الزهري: عبيد الله بن عمر بن حفص، فذكر له حديثا.
وذكر أبو نعيم الأصبهاني في كتاب من روى عن الزهري من التابعين والأئمة الأعلام جماعة من أهل المدينة، ثم قال: ومنهم عبيد الله بن عمر العمري رأى أنس بن مالك، وأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص.
حدثنا علي بن حميد، ثنا أسلم بن سهل، ثنا مقدم بن محمد، ثنا عمي القاسم، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري. وثنا محمد بن إسحاق القاضي، ثنا أبو عيسى السلمي، ثنا القعنبي، ثنا أبي وأبو ضمرة، عن عبيد الله، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، فذكر حديثا.
وفي " المراسيل " عن ابن معين: لم يسمع عبيد الله بن عمر من عمرة شيئا، وقال الحربي: لم يدرك عبيد الله عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ لأن عبد الرحمن قد نظر مسروق.
وفي كتاب " الرد على الكرابيسبي " لأبي جعفر الطحاوي: لم يسمع ابن عمر من نافع حديث " نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن القزع "، إنما سمعه من ابن نافع عنه.
وقال الخليلي: حافظ متقن متفق عليه، روى عنه الأئمة الكبار.
3472 - (خ م د س) عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي مولاهم أبو سعيد القواريري بصري نزل بغداد.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثقة.(9/55)
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري خمسة أحاديث، ومسلم أربعين حديثا [ق 66 / أ].
وقال ابن عساكر: ولد سنة خمسين ومائة، ومات يوم الخميس، لثنتي عشرة خلت من ذي الحجة.
وفي " تاريخ " مطين: مات في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.
وفي كتاب القراب: يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة.
وقال ابن قانع: ثقة ثبت.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: كان ثقة مأمونا.
وذكره بن خلفون في " الثقات ".
وقال السمعاني: كان ثقة حافظا.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة عن القواريري: كانت جدتي قد أتى عليها مائة سنة وست سنين، وكان يأتيها القراء، فكان فيمن يأتيها الحسن بن أبي جعفر الجفري، وقد قبلني قبلا كثيرة وأنا ابن ست سنين، وحججت مع أبي سنة تسع وخمسين بعد موت أبي جعفر، ومات أبو جعفر سنة ثمان وخمسين وأنا ابن سبع سنين، وقال في سنة أربع وثلاثين ومائتين: أنا في إحدى وثمانين سنة.
3473 - (ع) عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد أبو وهب الأسدي مولاهم الرقي.
قال أبو علي في " تاريخ الرقة ": قال عبيد الله بن عمرو: أتيت الأعمش فسلمت عليه، وانتسبت له فقلت: رجل من أصحابك من بني أسد فقرب ورحب وقال جميلا، قلت: أريد أن أسمع منك وآخذ بخطي. قال نعم:(9/56)
فحدثني بعشرة أحاديث، فقلت: يا أبا محمد، إني قد تقدمت في طلب العلم، ولقيت عطاء بن السائب، وعبد الملك بن عمير، وجماعة من أصحابك، فأحب أن تعرف لي تقدمي، قال: فما حالك عندنا غير ذا. قال: فقمت غضبان، وقلت: ما لي فقر إليك، فقيل للأعمش: إن هذا صاحب زيد بن أبي أنيسة، وقد كتب عنه، وهو له صديق. فقال: ردوه، ردوه. فقال: لله أبوك ألا ذكرت لنا زيدا. فقلت: قد تقربت إليك بما ظننت به أنفع لي عندك بالقرابة والعشيرة. فقال: إن زيدا لي أخ وصديق، فحدثني بنحو من خمسين حديثا، وما زلت أعرفها فيه حتى خرجت من الكوفة. وقال عبيد الله: كنا يوما عند عبد الملك بن صالح، فقال: يا عبيد الله، من آل محمد؟ قال: فقلت: كل من آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - قال أبو علي: سمعت أبا عمر هلالا يقول: سمعت أشياخنا يقولون: وله عبيد الله سنة إحدى ومائة، ومات سنة ثمانين ومائة.
وذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الرابعة من أهل [ق 66 ب] حران.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: كان راويا لزيد بن أبي أنيسة، روى عنه أهل الجزيرة مات سنة ثمانين، وهو ابن ست وسبعين سنة.
وخرج حديثه في " صحيحه ".
وقال العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن نمير، وابن وضاح، وابن عبد الرحيم، وذكر آخرين.
وفي " تاريخ القراب ": مات مدخل سنة ثمانين ومائة.
وقال المنتجيلي: كان ثقة عابدا وعن علي بن معبد قال: سألت أبا وهب، فقلت: يا أبا وهب، ما تقول في ديوانهم؟ فقال: إني لأرى كلامه يحرم، فكيف ديوانهم. وسمعته يقول: زمن الرشيد والله إن هارون علي لهين،(9/57)
وإني لأحب بقاءه، وما يسرني أن يسمع هذا مني كل أحد، فيقولون: صلى بنا إمام جائر؛ ولبقاء إمام جائر، خير من الفتنة، قال علي: ومررت على عبيد الله على كاتب لعبد الحميد، وهو قاعد يسبح على بابه؛ فقال له عبيد الله: ويلك لا تستح، فوالله ما رأيت التسبيح من في رجل أنقص منه في فيك، وقال علي بن معبد: والله ما رأيت فقيها أعقل منه – يعني: عبيد الله بن عمرو – ولقد سمعته يقول لهارون: يا أمير المؤمنين، عليك برأي ذوي الأحساب؛ فإن رأيهم موافق لرأي أهل الدين. ومات عبيد الله سنة ثمانين، وقيل سنة إحدى وثمانين ومائة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
3474 - (خ) عبيد الله بن عياض بن عمرو بن عبد القاري حجازي وهو أخو عروة فيما يقال.
قال أحمد بن صالح العجلي: مكي تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3475 - (س) عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي أبو قديد، وأخو أحمد.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، كذا ذكره المزي، ولو حلف حالف [ق 67 / أ] أنه غالب أحواله ينقل من غير أصل لما كان آثما. هذا الرجل لم يذكر وفاته من عند أحد، وذكر توثيقه من عند ابن حبان، ووفاته ثابتة عند ابن حبان، فدل ذلك على عدم نقله من الأصول، قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.(9/58)
وروى حديثه في صحيحه عن الحسن بن سفيان عنه.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": نسائي ثقة.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3476 - عبيد الله بن فضالة الليثي.
لا يعرف له مسند يصح، قتل يوم صفين، ذكره أبو موسى المديني.
وشيخ آخر اسمه: -
3477 - عبيد الله بن فضالة بن أبي أمية العدوي مولاهم.
روى عن بكر بن عبد الله المزني.
قال البزار: هو أخو المبارك، والمفضل أولاد فضالة، وكلهم قد حدث، ولا بأس بهم. ذكرناهم للتمييز.
3478 - (م د س) عبيد الله بن القبطية الكوفي.
قال العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه أبو جعفر السبتي، وابن عبد الرحيم، وذكر آخرين.
وفي " تاريخ البخاري ": عبيد الله بن القبطية سمع أم سلمة، روى عنه عبد العزيز بن رفيع في الخسف، وقال لنا علي: ثنا يحيى، ثنا أبو يونس، ثنا مهاجر بن القبطية، سمع أم سلمة نحوه، وقال لنا أبو نعيم وخلاد، ثنا مسعر، عن عبيد الله بن القبطية، عن جابر بن سمرة في التشهد. وقال عبد الله بن محمد، ثنا ابن عيينة، عن مسعر، عن مهاجر بن القبطية بهذا.
وقال ابن حبان لما ذكره في " الثقات ": هو من لخم، رهك عبد الملك بن(9/59)
عمير، وخرج حديثه في صحيحه. وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، والحاكم.
3479 - (خ م د س) عبيد الله بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي أبو فضالة المدني أخو عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، ومعبد بني كعب بن مالك.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " الذي نقل المزي توثيقه من عنده: سمع عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من [ق 67 / ب] من أهل المدينة قال: أمه عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد من بني سلمة، وولد أم أبيها، وخالدة، وأم عثمان، وأم بشر، وعميرة.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
ومسلم في الطبقة الأولى.
ولما ذكره البخاري في " التاريخ " قال: عبيد الله بن كعب بن مالك بن أبي القين.
ورد ذلك عليه الرازيان، وقالا: إنما هو ابن القين.
3480 - (خ) عبيد الله بن محرز.
قال البخاري: سمع منه أبو نعيم، قال: جئت بكتاب موسى بن أنس قاضي(9/60)
البصرة إلى الشعبي والقاسم.
وفي كتاب المزي جئت بكتاب موسى إلى القاسم لم يذكر الشعبي.
3481 - (د ت س) عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر القرشي التميمي أبو عبد الرحمن البصري المعروف بالعيشي، والعائشي، وبابن عائشة.
كذا ذكره المزي. وفي كتاب الفصيح الثاني يقال: عائشي، ولا يقال: العيشي.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات " الذي قال المزي أنه ذكره فيهم: عالما بأنساب العرب، حافظا مستقيم الحديث، مع ذلك توفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وقال الساجي – الذي نقل المزي بعض كلامه بوساطة الخطيب فيما أرى موهما نقل ذلك من الأصول: قال الأثرم: ذكر عند أحمد بن حنبل، فقال: إنه لرجل استنقل الحديث عنه، كان يرى أولئك القدرية وأهل البدعة. قال الساجي: سمعت ابن المثنى يحدث عنه، ولم يحدث عنه بندار، قال الساجي: الذي وضعه عندهم ترك المباينة، ولم يكن يتصنع لأهل الحديث، وكان أجل من أن يوضع في هذا الكتاب، وإنما وضعناه لئلا يغلط عليه فينسب إلى بدعة.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري، وأبو علي الطوسي.
وقال مسلمة: قرشي من أنفسهم يروي عنه من أهل بلدنا ابن وضاح.
وقال أبو علي الجياني: كان جوادا فصيحا أيدا جميلا شاعرا.(9/61)
وقال ابن الكلبي: عائشة التي ينسب إليها هي جدته أم أبيه محمد، وكان عنده رقائق وفصاحة، وحسن خلق وسخاء.
وقال: المرزباني: عبيد الله بن عائشة الراوية من شعره: [ق 68 / أ]
معارف لم نبل أخبارهم ... ولم يبلغوا أن يكونوا صديقا
بلونا كرائمهم ردهم فإما ... قريبا وإما سحيقا
وروى الغلابي أنهم دخلوا على ابن عائشة يعزونه عن بعض ولده، فقال:
يعزى المعزى ساعة ثم ينقضي ... ونفس المعزى في أحر من الجمر
لأن المعزى إلفه في مكانه وإلف ... المعزى في ضريح من القبر
وفي " أخبار البصرة " لابن أبي خيثمة: لما خرجت المبيضة توارى محمد بن عبيد الله الأنصاري فأنهوا إمارته واستقضوا عبيد الله بن عائشة، فأبى فأكرهوه، فقعد مرة أو مرتين، فلما انقضى أمر المبيضة ظهر الأنصاري فقعد في القضاء.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل البصرة قال: قد سمع أصناف حماد بن سلمة وتوفي بالبصرة في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: كان من أهل الصدق والأمانة.
وفي " المعارف " لابن قتيبة، ويقال لابنه أيضا: ابن عائشة وفي " النبل " لابن عساكر: ويقال: توفي سنة تسع وعشرين ومائتين.
وقال ابن قانع: ثقة.
وفي كتاب القراب: ثم مات في شهر رمضان من هذه السنة – يعني: سنة ثمان: ابن عائشة – ومسدد، والقاسم بن سلام ماتوا في رمضان كلهم وبين(9/62)
ابن عائشة ومسدد والقاسم ستة عشر يوما، مات القاسم ومسدد في – يوم واحد – عشر من هذا الشهر.
وقال الغلابي: ثنا سعيد بن واقد مستملي يزيد بن زريع في سنة سبع وعشرين ومائتين، ومات سنة ثمان مع ابن عائشة في يوم أو يومين.
وقال أبو محمد بن الأخضر: كان أديبا، فصيحا، سخيا حسن الخلق، غزير الأدب، عارفا بآثار الناس. صدوقا.
وقال البغوي: مات بعد أنصارفه من العشر. وكان يخضب رأسه ولحيته.
وذكره خليفة بن خياط في طبقة الاثنى عشر من أهل البصرة.
وفي " تاريخ الخطيب " قدم رجل البصرة فسأل عن أجود [ق 68 / ب] أهل البصرة، فقيل له: ابن عائشة. فسأل عنه فقيل: عليه دين، وقد حبس في داره. قال: فجاء الرجل فأعطى حاجبه رقعة يوصلها إليه فإذا بها مكتوب:
إذا كان الجواد له حجاب ... فما فضل الجواد على البخيل؟
فكتب ابن عائشة تحتها:
إذا كان الجواد عديم مال ... ولم يعذر تعلل بالحجاب
ولما عوتب على عطائه وخوف الفقر، قال: إني أريد أن أكون كما قال الشاعر:
وفتى خلا من ماله ... ومن المروءة غير خال
أعطاك قبل سؤاله ... وكفاك مكروه السؤال
وإذا رأى لك موعدا ... كان الفعال مع المقال
لله درك من فتى ... ما فيك من كرم الخصال(9/63)
3482 - (عس) عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: روى عنه الحجازيون وأهل العراق.
3483 - (ق) عبيد الله بن مسلم، ويقال: ابن أبي مسلم الحضرمي، ويقال: عبيد الله بن مسلم بن شعبة، ويقال: عبد الله.
وروى حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا أدري هو هذا أو غيره؟ كذا فرق النمري بينه وبين عبيد الله بن مسلم القرشي الذي يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صوم الدهر. قال: وقال أبو نعيم: عن هارون، عن مسلم بن عبيد الله وقال بعضهم: ابن عبد الله، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبو عمر بن عبد البر: عبيد الله بن مسلم القرشي، ويقال فيه: الحضرمي مذكور في الصحابة، لا أقف على نسبه في قريش وفيه نظر، روى عنه حصين، وقد قيل: إنه عبيد بن مسلم الذي روى عنه حصين، فإن كان إياه فهو أسدي أسد قريش.
وقال البغوي: عبيد بن مسلم، يقال: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى من جهة حصين عنه حديثين مرفوعين، ثم قال: قال [ق 69 / أ] أبو هشام - يعني: الرفاعي -: يقال: إن هذين الحديثين لم يكونا إلا عند ابن فضيل الذي رواهما عن حصين.
وقال أبو أحمد العسكري: مسلم بن عبيد الله القرشي لأبيه صحبة، روى عنه عبد الله بن مسلم، روى عنه هارون بن سلمان الفراء. حدثنا محمد بن(9/64)
الحسين، ثنا أبو نعيم، ثنا هارون، حدثني مسلم بن عبيد القرشي، أن أباه أخبره أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صوم الدهر.
وذكر الترمذي في كتاب " الصحابة " مسلم القرشي والد عبيد الله، وقال ابن حبان في كتاب " الصحابة ": مسلم القرشي والد عبيد الله له صحبة، وقال في كتاب أتباع التابعين: عبيد الله بن مسلم القرشي يروي عن أبيه [روى عنه] هارون بن سليمان عداده في أهل الكوفة، وقد قيل: مسلم بن عبيد الله.
وفي كتاب ابن منده فيما ذكره ابن الأثير: عبيد الله بن مسلم أبو مسلم، وقيل: مسلم بن عبيد الله.
وذكره أبو نعيم الحافظ في حرف العين.
وذكره في حرف العين أيضا ابن فتحون، وكذلك أبو القاسم الطبراني.
وقال أبو حاتم: عبيد الله بن مسلم الحضرمي كانت له صحبة.
3484 - (خ م د س) عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري أبو عمرو البصري أخو المثنى.
قال معاذ بن المثنى: مات عمي عبيد الله سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وكان عبيد الله أسن مني. ذكره الصريفيني.
وقال ابن حبان: مات بعد المثنى.(9/65)
وفي " تاريخ " البخاري: أبو عمرو، وأبو عمر. ومات المثنى قبله.
وقال مسلمة: بصري ثقة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للباجي: قال إبراهيم بن الجنيد: سمعت ابن معين يقول: ابن أبي سمينة، وشباب، وعبيد الله بن معاذ بن معاذ ليسوا أصحاب حديث، ليسوا بشيء، والمثنى بن معاذ لا بأس به.
وقال أبو داود: كتب أبو محمد بن عبد الملك أن عبيد الله مات في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين.
وفي كتاب القراب عن الحسين بن بسطام: مات عبيد الله بن معاذ يوم الجمعة لأيام من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين، وفي موضع آخر كان سمع من محمد بن معاذ [عدة أحاديث].
وفي كتاب " النبل " لابن عساكر: مات سنة سبع، ويقال: ثلاث وثلاثين ومائتين.
ولما ذكر ابن [ق 69 / ب] قانع وفاته في سنة ثمان قال: هو ثقة.
وفي كتاب الوفيات للبغوي: مات بالبصرة سنة ثمان وثلاثين.
وقال أبو محمد بن الأخضر: كنيته أبو عمرو. وقيل: أبو عمر.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وابن حبان.
وروى عنه أبو القاسم الطبراني فيما ذكره في كتاب الصريفيني.
وفي كتاب " الزهرة " روى عنه البخاري سبعة أحاديث، ثم روى في غيره عن أحمد بن محمد غير منسوب، وعن حماد بن أبي حميد عنه. وروى عنه مسلم مائة حديث وسبعة وستين حديثا.(9/66)
3485 - (ق) عبيد الله بن مغيرة بن أبي بردة الكناني الحجازي أخو عبد الله، وقد ينسب إلى جده.
روى عن ابن عباس، روى عنه أبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن الكندي، روى له ابن ماجه كذا ذكره المزي هنا، ولم يذكره في كتاب الأطراف، ولا ذكره أحد بترجمة مفردة – فيما علمت – من المشارقة، والمغاربة، وأظنه تصحيفا والله أعلم. فينظر.
3486 - (ت ق) عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب أبو المغيرة السبائي المصري.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: روى عنه الليث بن سعد.
قال: وجده معيقيب كان على بيت المال لعمر بن الخطاب عداده في أهل مصر.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: زعم بعضهم أنه من ولد معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي المدني، قال ابن خلفون: وهو عندهم ثقة، قاله ابن صالح وغيره.
وفي " تاريخ " البخاري: قال لي عباس عن عبد الأعلى، ثنا ابن إسحاق، عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، وكان يتفقه، وفي نسخة بخط بعض الأئمة وكان يفقه، ومعيقيب كان على بيت مال عمر.(9/67)
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وحسنه أبو علي الطوسي.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الثانية من أهل مصر ويعقوب بن سفيان في الثقات.
3487 - (خ م د س ق) عبيد الله بن مقسم المدني القرشي مولاهم.
ذكره ابن [ق 70 / أ] خلفون في كتاب الثقات، وقال: وثقه ابن عبد الرحيم، وغيره.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة.
ومسلم في الأولى.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
3488 - (ع) عبيد الله بن موسى بن أبي المختار باذام أبو محمد العبسي مولاهم الكوفي.
قال محمد بن سعد، وخليفة بن خياط، والبخاري: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. قال ابن سعد: في ذي القعدة: وقال غيره: في شوال كذا ذكره المزي موهما ناظر كتابه أنه كفاه النظر في كتاب ابن سعد، وأنه ليس فيه إلا ما ذكر، وليس كذلك، وليس عنده ذكر ذي القعدة الذي نقله عنه.
والذي في كتاب ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل الكوفة: قرأ على عيسى بن عمر، وعلي بن صالح بن حي، وكان يقرئ القرآن في مسجده، وكان من أروى أهل زمانه عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وتوفي بالكوفة(9/68)
في آخر شوال سنة ثلاث عشر ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة صدوقا إن شاء الله تعالى، كثير الحديث حسن الهيئة، وكان يتشيع ويروي أحاديث في التشيع منكرة، وضعف بذلك عند كثير من الناس، وكان صاحب قرآن.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: روى عنه أهل العراق، والغرباء، ومات سنة ثنتي عشرة ومائتين في ذي الحجة وكان يتشيع، وفي نسخة أخرى ثنتي عشرة أو ثلاث عشرة.
وقال يعقوب بن سفيان: شيعي وإن قال قائل: رافضي لم أنكر عليه، وهو منكر الحديث.
وقال الجوزجاني: وعبيد الله بن موسى أغلى وأسوأ مذهبا وأروى للأعاجيب التي تضل أحلام من تبحر في العلم.
ولما خرج الحاكم حديثه قال: سمعت قاسم بن قاسم السباري شيخ حران في عصره يقول: سمعت أبا مسلم البغدادي، وهو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران الحافظ يقول: عبيد الله بن موسى في المتروكين، تركه أبو عبد الله أحمد بن حنبل لتشيعه، وقد عوتب أحمد على روايته عن عبد الرزاق – يعني وتركه عبيد الله – فذكر أن عبد الرزاق رجع عن ذلك.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: تكلم في مذهبه ونسب إلى التشيع، وهو عندهم ثقة، وكان من أثبت الناس في [ق 70 ب] إسرائيل.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: قال عثمان بن أبي شيبة: صدوق ثقة،(9/69)
وكان يضطرب في حديث سفيان اضطرابا قبيحا.
وقال أبو أحمد بن عدي في كتابه " رجال البخاري ": عنده جامع سفيان الثوري، ويستصغر فيه.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري سبعة وعشرين حديثا، ثم روى في الاعتصام والديات عن جماعة منهم: أحمد بن إسحاق، وأحمد بن أبي سريج، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان عنه. وروى مسلم عنه حديثين، ثم روى عن حجاج الشاعر، وأبي بكر بن أبي شيبة، والحسن بن منصور، وإبراهيم بن دينار عنه.
وقال ابن قانع: كوفي صالح يتشيع.
وقال عثمان بن سعيد: قال يحيى بن معين: يحيى بن يمان أرجو أن يكون صدوقا، وحديثه ليس بالقوي، وعبيد بن موسى ثقة ما أقربه من ابن يمان.
وفي " تاريخ القراب ": ولد سنة ثمان وعشرين ومائة.
وقال الساجي: صدوق، كان يفرط في التشيع [] قال أحمد: روى مناكير، وقد رأيته بمكة فأعرضت عنه، لم يكن لأحمد فيه رأي، وقد سمعت منه قديما سنة خمس وثمانين، وبعد ذلك عتبوا عليه تركه الجمعة وإدمانه على الحج، أمر لا يشبه بعضه بعضا.
وذكر المزي أنه روى عن أبيه الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وقد ذكر الآجري عن أبي داود أنه لم يسمع من أبيه شيئا.(9/70)
وفي كتاب الداني: روى الحروف سماعا من غير عرض عن حمزة الزيات، وكان يقرئ بها، وروى عنه القراء عرضا، إبراهيم بن سليمان، وأيوب بن علي، ومحمد بن عبد الرحمن، وأحمد بن جبير، وسمع منه الحروف هارون بن حاتم وجماعة.
وفي كتاب العقيلي عن أحمد: رأيته فما عرضت له، لم يكن لي فيه رأي بلغني عنه غلو فلم آته.
وقال العجلي: كوفي صدوق، وكان يتشيع، وكان صاحب [قرآن] رأسا فيه شجي بالقراءة.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كل بلية تأتي من عبيد الله بن موسى.
وفي الرواه من اسمه: -
3489 - عبيد بن موسى وهو طبري.
روى عنه: محمد بن المسيب الإرغياني.
3490 - وعبيد الله بن موسى أبو تراب الروياني.
حدث عن: عبد العظيم العلوي.
3491 - وعبيد الله بن موسى أبو محمد الجزري.
روى عن: محمد بن كثير العبدي.
3492 - وعبيد الله بن موسى بن صالح الإصطخري.
روى عن: القعنبي(9/71)
3493 - وعبيد الله بن موسى.
روى عن: محمد بن علي بن سهيل بن الأبار.
3494 - وعبيد الله بن موسى بن إسحاق بن موسى أبو الأسود الأنصاري القاضي.
روى عن: إبراهيم بن عبد الله العبسي.
3495 - وعبيد الله بن موسى بن عبد الله بن أبي زفافة أبو أحمد الغنوي الكوفي.
روى عن: أبي جعفر أحمد بن موسى البزار الكوفي.
ذكرهم الخطيب، وذكرناهم للتمييز.
3496 - (د) عبيد الله بن النصر بن عبد الله بن مطر أبو النضر القيسي [ق 71 / أ] البصري، يقال: إنه من ولد قيس بن عباد.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وابن حبان في ثقات أتباع التابعين.
وفي قوله – أي المزي -: يقال: إنه من ولد قيس بن عباد نظر؛ لأن جماعة جزموا به، ولم يعلله أحد منهم.
3497 - (د) عبيد الله بن هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج الأنصاري الحارثي المدني.
ذكره أبو حاتم بن حبان البستي في كتاب " الثقات ".(9/72)
وفي كتاب ابن ماكولا: هو أخو رفاعة بن هرير.
وكذا ذكره البخاري. زاد: وحديثه – يعني عبيد الله – ليس بالمشهور.
3498 - (ت س) عبيد الله بن الوازع الكلابي البصري جد عمرو بن عاصم الكلابي.
خرج الحاكم حديثه مقرونا بحماد بن سلمة عن أبي قزعة الباهلي سويد بن حجير. وفي " مناقب أبي دجانة " مفردا محتجا به عن هشام بن عروة.
وقال ابن جرير: عبيد الله بن الوازع بن ثور الكلابي عندهم غير معروف في نقلة الآثار.
3499 - (بخ ت ق) عبيد الله بن الوليد أبو إسماعيل الوصافي الكوفي.
قال البخاري: هو من ولد الوصاف بن عامر، كذا ذكره المزي تابعا " صاحب الكمال " أو تخصيصه البخاري يفهم تفرده، وليس كذلك؛ لأن ابن معين، وأبا حاتم وغيرهما قالوه، فلا خصوصية إذا.
وفي قوله وقال غيره: ثم ساق نسبه، ويريد بالغير صاحب " الكمال " فيما أرى؛ لأنه غالبا إذا نقل كلامه الذي لم يره عند غيره يقول هذا وما درى – رحمه الله تعالى – أن ابن ماكولا وغيره ذكروا نسبه كذلك، غير أنهم كلهم يقولون: قيس بن سيار بالياء بعد السين، والذي في خط المهندس مضبوط عن المزي " يسار " الياء سابقة على السين. فينظر، والله تعالى أعلم.
ثم إن في " الكمال " لفظة أغضى عليها المزي ولم ينبه عليها، وهي: قوله:(9/73)
وقال البخاري في نسبه العوفي وهي لفظة تحتاج إلى تحقيق، فإن نسبه ليس فيه عوف، نبه على ذلك ابن ماكولا وغيره.
وقال حرب بن إسماعيل الكرماني: قلت لأحمد: عبيد الله بن الوليد كيف حاله؟ قال: ما أدري كيف هو؟ وقد ذكر أن وكيعا قد روى عنه شيئا، وابن المبارك [ق 71 / ب].
وذكر ابن عدي له أحاديث عن محارب ثم قال: وهذه الأحاديث للوصافي عن محارب عن ابن عمر هو الذي يرويها، ولا يتابع عليها. وقال في موضع آخر: وهو ضعيف جدا يتبين ضعفه على حديثه.
وقال الدارقطني: ضعيف الحديث.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، فاستحق الترك.
وقال الخليلي: هو جد حجاج بن بنت منيع الرقي من أمه، وكان كاتبا لبعض بني مروان، وهو صحيح الكتاب غير أن نسخته مشهورة.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال أبو سعد السمعاني: منكر الحديث.(9/74)
وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري والنقاش: روى عن محارب أحاديث موضوعة.
وفي كتاب ابن شاهين: هو ضعيف الحديث.
وقال الآجري عن أبي داود: ليس بشيء.
وقال الساجي: عنده مناكير، ضعيف الحديث جدا، روى عنه عبد الله بن إدريس، وأبو نعيم، وحدث عن داود بن إبراهيم.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة السادسة من أهل الكوفة.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3500 - عبيد الله بن الوليد ثقفي كوفي.
يروي عن شريح، روى عنه عطاء بن السائب.
قال ابن حبان في كتاب الثقات: وليس بالوصافي. ذكرناه للتمييز.
3501 - (س) عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم الحراني القردواني والد محمد.
قال أبو عروبة الحراني في " طبقات أهل حران ": لم ندرك أحدا بالبلد كتب عن عبيد الله بن يزيد ولا حدث عنه، وهو ينسب إلى ولاء بني شيبان.
3502 - (س) عبيد الله بن يزيد الطائفي.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " كذا ذكره.
وقد حرصت على وجدانه في كتاب " الثقات " – فيما رأيت من النسخ – فلم(9/75)
أجده مذكورا جملة لا في التابعين، ولا في أتباعهم، فينظر.
وقال البخاري: ويقال: عبيد.
3503 - (ع) عبيد الله بن أبي يزيد المكي مولى آل قارظ بن شيبة الكناني حلفاء بني زهرة.
وقال البخاري: مولى أهل مكة، ويقال: مولى رهم من بني كنانة، كذا ذكره المزي عن البخاري، وذكر وفاته سنة [ست من عند غيره، وكأنه لم ير تاريخ البخاري جملة؛ إذ لو رآه لما ذكر هذا عنه وأغفل أشياء؛ بيان ذلك أن البخاري قال: قال لي علي: مات سنة ست أو [ق 73 / أ] سبع وعشرين ومائة. وقال ابن بكير: مات سنة ست وعشرين ومائة، وسنه] ست وثمانون سنة. مولى قارظ بن شيبة، ويقال: مولى أهل مكة، ويقال: مولى آل قارظ حلفاء بني زهرة.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: مات سنة ست وعشرين، وله ست وثمانون سنة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة قال: قال سفيان بن عيينة: قلت لعبيد الله بن أبي يزيد: مع من كنت تدخل مع ابن عباس؟ قال: مع عطاء، والعامة، وكان طاوس يدخل مع الخاصة. قال: وكان ابن جريج قبل أن ألقاه يحدثنا عنه، فنسأله عنه؟ فيقول: هذا شيخ قديم، يوهمنا أنه قد مات، فبينا أنا ذات يوم على باب دار بمكة في حاجة إذ سمعت رجلا يقول:(9/76)
ادخل بنا على عبيد الله بن أبي يزيد، فقلت: من عبيد الله؟ قال: شيخ في هذه الدار لقي ابن عباس، ولكنه قد ضعف حتى لا يقدر على الخروج، فدخلت عليه فسمعت منه، ولم أزل أختلف إليه حتى مات.
أنبا محمد بن عمر قال: سألت ابن عيينة: متى مات؟ قال: سنة ست وعشرين ومائة، وكان ثقة كثير الحديث. وهذا يحتمل أن يكون توثيقه من قبل ابن سعد، ويحتمل أن يكون من الواقدي، وهو أقرب والمزي جزم به من كلام ابن سعد، فينظر.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة عشرين ومائة. كذا ذكره في سنة عشرين من غير تبين سابق، وتاريخه لا يحتمل التصحيف لكونه على السنين.(9/77)
من اسمه عبيد
3504 - عبيد بن الأبح.
عن امرأة من بني أسد: كنت يوما عند زينب امرأة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا ذكره صاحب الأطراف، وهو وهم.
قال المزي: والصواب: حريث بن الأبح. انتهى الذي في كتاب الأطراف بخط [ق 73 / ب] ابن أبي هشام مجودا، ونسخة أخرى لا بأس بها: زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال: (د) في اللباس عن محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، قال: ابن عوف، وقرأت في أصل إسماعيل، حدثني ضمضم، عن شريح بن عبيد، عن حبيب بن عبيد، عن حريث بن الأبح السليحي أن امرأة من بني أسد – به.
3505 - (س) عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني.
ذكر ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين " أن علي بن الأزهر الجرشي روى عنه.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في صحيحه. ثنا إسحاق بن إبراهيم وإسماعيل بن مبشر، قالا: ثنا عبيد بن آدم بن أبي إياس، ثنا أبي، فذكر حديث أبي هريرة: " دلك يده بالأرض ".
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل البستي.(9/78)
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": صادق، أنبا عنه ابن حجر.
وفي الرواة شيخ اسمه: -
3506 - عبيد بن آدم.
قال البخاري: روى عنه عيسى بن سنان. ذكرناه للتمييز.
3507 - (د ت ق) عبيد بن أسباط بن محمد عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة القرشي أبو محمد الكوفي.
ذكر ابن مردويه في كتابه " أولاد المحدثين ": أنه روى عنه أحمد بن حماد بن سفيان، والحسين بن محمد بن حاتم.
وفي كتاب " الزهرة ": توفي في ربيع الأول.
وكذا ذكره ابن عساكر في " النبل "، والقراب في تاريخه، زاد: يوم الخميس قبل عبيد بن إسماعيل الهباري.
وكذا ذكره البخاري في تاريخه.
3508 - (خ) عبيد بن إسماعيل القرشي الهباري أبو محمد الكوفي، ويقال: اسمه عبد الله، ويعرف بعبيد.
كذا ذكره المزي بلفظ: ويقال، تابعا صاحب " الكمال " وقد صرح الشيرازي وغيره بأن عبيدا لقب، واسمه: عبد الله.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات يوم الجمعة آخر ربيع الأول سنة خمسين نظر؛ لأن الذي في [ق 74 / أ] تاريخ البخاري: مات عبيد بن أسباط في شهر(9/79)
ربيع الأول سنة خمسين ومائتين، ومات بعده عبيد بن إسماعيل الهباري القرشي بيوم، يوم الجمعة سنة خمسين ومائتين.
وكذا نقله عنه القراب، والكلاباذي، والباجي زاد: هو هذلي، قاله أبو حاتم، فيحتمل أن يكون ابن أسباط توفي آخر الشهر، فلا تكون وفاة ابن إسماعيل في ربيع الأول ويحتاج إلى فصل.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
وفي كتاب الصريفيني، وقبله اللالكائي عن ابن ميسرة: مات بعد الخمسين ومائتين.
وفي كتاب المزي قبل الخمسين، فينظر.
وفي " سؤالات الحاكم الكبرى " للدارقطني: ثقة.
وزعم الأقليشي أن مسلما تفرد بحديثه عن البخاري.
ونسبه ابن خلفون رهما.
ولما ذكره ابن عدي عرفه بصاحب أبي أسامة.
وفي كتاب " الزهرة ": أبو محمد المنادي كان اسمه عبد الله [روى] عنه البخاري سبعة وأربعين حديثا.(9/80)
3509 - (بخ ت) عبيد بن أبي أمية الحنفي، وقيل: الإيادي مولاهم أبو الفضل اللحام الكوفي: والد محمد وإخوته الطنافسيين.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي تاريخ البخاري: روى عنه ابنه محمد.
وقال أبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ: وقيل: هو عبيد بن جبر الكوفي عن الشعبي.
وقد ذكره البخاري في باب عبيدة بالهاء، وهو عبيد بن أبي صالح، روى عنه الثوري. وذكر سعيد بن عثمان بن [السائب] أنه والد يعلى بن عبيد، وإخوته.
وفرق البخاري بين عبيد والد يعلى وبين عبيد بن جبر الذي يقال: هو أبو صالح.
3510 - (م د س ق) عبيد بن البراء بن عازب أخو الربيع ولوط ويزيد.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذلك الدارمي.
3511 - (د) عبيد بن تعلي الطائي الفلسطيني.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وزعم المزي أن أبا سريع روى عنه.
والذي في " تاريخ " البخاري في غير ما نسخة بخط جماعة من الأئمة، وكتاب ابن أبي حاتم: سريع من غير ذكر الأب.(9/81)
وقال ابن وهب: أنبا عمرو، عن بكير، عن عبيد بن تعلي، قال: غزونا مع عبد الرحمن بن خالد - رضي الله عنهما -.
3512 - (د) عبيد بن جبر الغفاري أبو جعفر المصري مولى أبي بصرة.
روى عن مولاه. روى عنه كليب بن ذهل الحضرمي. روى له أبو داود حديثا. وقع لنا حديثه عاليا عنه، ثم ذكر الحديث. هذا جميع ما ذكره المزي، والعجب منه يقول: إنه مصري و " تاريخ مصر " بيد صغار الطلبة، ما ينظر فيه وهو قد قال: عبيد بن جبر مولى غفار من موالي أبي بصرة الغفاري يكنى أبا جعفر [ق 74 / ب] ويقال: إن جبرا كان قبطيا، وكان ممن رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث به المقوقس مع مارية، والهدية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال سعيد بن عفير: القبط تفتخر أن رجلا منهم صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - يعنون جبرا، قال سعيد بن عفير: وغفار تزعم أن جبرا منهم، وينسبونه جبر بن أنس بن سعد بن عبد الله بن عبد ياليل بن حراق بن غفار، فالله تعالى أعلم.
قال أبو سعيد: توفي عبيد بن جبر فيما ذكر أحمد بن يحيى بن ورد سنة أربع و [تسعين] بالإسكندرية. قال أبو سعيد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا أحمد بن عيسى، ثنا المفضل بن فضالة، حدثني يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن كليب بن ذهل، عن عبيد بن جبر أو خير، شك أحمد بن عيسى، قال ابن يونس: والصواب جبر بالجيم، فذكر الحديث الذي تجشمه المزي.
وفي كتاب الصريفيني عن ابن منده: يقال أنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكره الفسوي في جملة " الثقات ".(9/82)
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3513 - عبيد بن جبير، وقيل. جبر.
روى عن الضحاك.
ذكره ابن حبان في " الثقات ". ذكرناه للتمييز.
3514 - (خ م د تم س ق) عبيد بن جريج التيمي مولاهم المدني.
قال البخاري في تاريخه، قال الوهبي: ثنا ابن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج مولى بني تميم. قال: كذا وقع عندنا.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مكي تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3515 - (سي) عبيد بن أبي الجعد الغطفاني أخو سالم وإخوته.
ذكر المزي روايته عن صحابيين.
وقد قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": يروي عن جماعة من الصحابة، روى عنه أهل الكوفة.
وذكره مسلم، وابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة، وقال: روي عنه، وكان قليل الحديث، وهو مولى غطفان.
وقال البخاري: يقال: هو مولاهم.(9/83)
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه [ق 75 / أ].
3516 - (م د ق) عبيد بن الحسن أبو الحسن المزني، وقيل: الثعلبي كوفي.
قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستغناء: أجمعوا على أنه ثقة حجة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم، وغيره.
وفي تاريخ البخاري: وقال لنا عبدان عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي حسن الثعلبي. وقال لنا موسى، ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا سليمان، عن أبي الحسن الثعلبي.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
3517 - (ع) عبيد بن حنين أبو عبد الله المدني مولى زيد بن الخطاب، وقيل: مولى بني زريق أخو محمد، وعبد الله، وقيل: من سبي عين التمر.
لما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة قال: هو عم أبي فليح(9/84)
ابن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين. أنبا محمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي سبرة، ثنا مسلم بن يسار، قال حدثني عبيد بن حنين، قال: قلت: لزيد بن ثابت مقتل عثمان - رضي الله عنه - اقرأ علي الأعراف، فقال: لست أحفظها، اقرأها أنت علي. قال: فقرأتها عليه فما أخذ علي ألفا ولا واوا. وقال محمد بن عمر وله خمس وتسعون سنة، كذا هو ثابت في نسختين إحداهما بضبط الحافظ ابن فهم.
وفي تاريخ البخاري: قال ابن عيينة: مولى آل العباس، ولا يصح قوله.
وفي " الثقات " لابن حبان: ويقال: مولى آل العباس، مات سنة خمس ومائة، وهو ابن خمس وتسعين سنة.
وفي كتاب الصريفيني: وقيل: يكنى أيضا أبا حنين.
وقال ابن أبي خيثمة: أخبرني مصعب قال: عبيد بن حنين مولى لبابة بنت أبي لبابة بن عبد المنذر أم عبد الرحمن بن زيد، يعني: ابن الخطاب – من سبي عين التمر، انتسبوا في العرب. سكن عبيد بن حنين الكوفة، وتزوج بها امرأة من بني معيص بن عامر بن لؤي من قرش. فأنكر ذلك مصعب بن الزبير، وهو أمير العراق يومئذ. قال: فطلبه، فتغيب منه، فهدم داره. [ق 75 / ب] فلحق عبيد بعبد الله بن الزبير وأنشده:
هذا مقام مطردا ... هدمت مساكنه ودوره
قرفت عليه وشاته ... ظلما فعاقبه أميره
ولقد قطعت الخرق بعد ... الخرق معتسفا أسيره(9/85)
حتى أتيت خليفة ... الرحمن محمودا سريره
حييته بتحية في ... مجلس حضرت سقوره
والخصم عند فنائه من غيظه تغلي قدوره
قال: فكتب له عبد الله إلى مصعب أن تبنى داره ويخلى بينه وبين أهله.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال ابن وضاح: سمعت أبا جعفر السبتي يقول: عبيد بن حنين ثقة مدني مولى آل العباس.
وفي كتاب القراب: أنبا الحساني، أنبا ابن عروة قال: عبيد بن حنين مولى العباس توفي فيها: يعني: سنة خمس ومائة.
وقال المنتجيلي: مدني ثقة مولى لآل العباس وقيل: مولى لبابة بنت أبي لبابة بن عبد المنذر.
3518 - (د س) عبيد بن بن خالد السلمي البهزي أبو عبد الله الكوفي.
له صحبة.
روى عنه تميم بن سلمة أو سعد بن عبيدة بالشك وعبد الله بن ربيعة.
روى له: (د) (س)، وذكر من حديثه العالي حديثين لم يزد.
وقد قال ابن حبان: قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لو رفعت الإزار كان أتقى، وأنقى ".(9/86)
وقال أبو عمر بن عبد البر: ويقال: عبدة بن خالد، وعبيدة بن خالد، وصوابه: عبيد، مهاجري سكن الكوفة، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -.
وفي تاريخ البخاري: له صحبة. قال عبيد الله، عن شيبان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، قال: حدثتني عمتي، عن عم أبي عبيد، عن خالد قال: قدمت المدينة وأنا شاب وقد أرخيت من إزاري من خلفي [ق 76 / أ] فإذا رجل قال: لو رفعت هذا الإزار لكان أتقى وأنقى، فإذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنا مسدد: ثنا أبو الأحوص، ثنا الأشعث، عن امرأة منهم، عن عبيد بن خالد، نحوه.
وقال أبو نعيم الحافظ: عبيد بن خالد الحارثي أخو الأسود كوفي، [روى] عنه رهم بنت الأسود بن خالد بنت أخيه، نسبه سليمان بن قرم فيما حكاه عنه بعض المتأخرين، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن رهم بنت الأسود بن خالد، عن عمها عبيد بن خالد: إن حفظ [وادع] له. هذا الحديث، ورواه أبو الأحوص، وسماه عبيد بن خالد، ثنا ابن خلاد، ثنا الحارث، ثنا سعيد بن عامر، ثنا شعبة، عن أشعث بن سليم عن عمته عن عمها قال: بينما أنا أمشي في سكة من سكك المدينة، إذ ناداني إنسان " ارفع إزارك " الحديث. ورواه عن شعبة أيضا موسى بن إسماعيل، وقيل: إنه لم يرو موسى عن شعبة غير هذا الحديث. ورواه الثوري وشيبان، وأبو عوانة، وأبو الأحوص عن أشعث، ورواه حسين بن محمد، عن سليمان بن قرم، عن أشعث، عن عمته، وهي(9/87)
رهم، عن عبيد بن خالد، نحوه.
وقال العسكري: عبيد بن خالد السلمي البهزي له صحبة، نزل الكوفة وبقي إلى أيام الحجاج.
ولما ذكره خليفة في كتاب " الطبقات " بني مازن بن منصور، وبهز قال: وممن لم يحفظ لنا نسبه ممن روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر جماعة، قال: وعبيد بن خالد من ساكني الكوفة يكنى أبا عبد الله أدرك الحجاج.
3519 - (س) عبيد بن الخشخاش بالمعجمتين، ويقال: بالمهملتين.
قال ابن حبان: روى عنه الكوفيون.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني الحافظ: يكنى أبا عمر، روى عنه: [ق 76 / ب] أبو عمر الشامي، وعبد الرحمن بن عبد الله.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
ولما ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " قال: لم يذكر سماعا من أبي ذر.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي موسى: عبدة بن الخشخاش هو الذي أسر قيس بن السائب يوم بدر: قال جعفر كذا قال الواقدي قال: وقال أبو حاتم بن(9/88)
حبان في تاريخه: عبيد بن الحسحاس [العنبري له صحبة].
وفي كتاب " الجرح والتعديل عن الدارقطني ": عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر متروك.
3520 - (بخ 4) عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الأنصاري الزرقي المدني. أخو معاذ، ووالد إبراهيم وإخوته. ويقال فيه أيضا: عبيد الله.
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا.
ذكره ابن فتحون، وابن الأمين في كتاب " الصحابة "، زاد: هو الذي أراد ذبح مروان يوم الدار. قال خلف: ذكره العدوي.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: قيل: إنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وولد في عهده، مختلف فيه.
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي أمية الأنصاري، عن عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقي قال: دخلت يوما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندهم قدر يفور بلحم، فأعجبتني شحمة، فأخذتها فازدردتها فاشتكيت عنها سنة، ثم إني ذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه كان فيها سبعة أناس، ثم مسح بطني، فألقيتها خضرا، فوالذي بعثه بالحق ما اشتكيت ببطني حتى الساعة: رواه أبو مسعود، عن عبد الله بن صالح، عن الليث بإسناده، عن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، مثله.(9/89)
وذكر ابن الأثير عن ابن منده نحوه.
وذكره خليفة بن خياط.
وابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة زاد: أمه أم ولد، فولد زيدا وسعيدا ورفاعة وإبراهيم، وإسماعيل و [أبا موسى]، وحميدة، وبريهة، وأم البنين الكبرى، وزيدة، وأم عمرو، وأم عبد الرحمن، وعبد الرحمن، وإسحاق، وأمة الله، ونسيبة، وأم البنين الصغرى، وعبيد بن عبيد.
ومسلم في الطبقة الأولى. وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال البغوي: يقال: إنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -[ق 77 / أ] وولد على عهده.
وذكره الطبراني في جملة الصحابة، ولم يتردد.
وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.
3521 - (ع) عبيد بن السباق الثقفي المدني والد سعيد.
ذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وخليفة بن خياط وابن سعد في الطبقة الثانية، زاد خليفة: كنيته: أبو سعيد.
وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.(9/90)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: أبو سعيد عبدري، وقيل: ثقفي.
3522 - (م س ق) عبيد بن سعيد بن أمان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية أبو محمد الكوفي. أخو يحيى بن سعيد وإخوته.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني، وابن حبان حديثه في صحيحيهما، زاد ابن حبان في كتاب " الثقات ": روى عن إسماعيل بن أبي خالد.
وقال ابن خلفون في كتاب الثقات: وثقه أحمد بن حنبل، وابن وضاح، وغيرهما.
وقال البخاري: قال لي يوسف بن يعقوب: مات سنة مائتين.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
3523 - (ق) عبيد بن سلمان الكلبي ثم الطابخي، والد البختري بن عبيد.
قال أبو حاتم: مجهول، كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأن هذه الترجمة لم أجدها في كتاب ابن أبي حاتم جملة، ولا ذكرها البخاري، ولا ابن حبان، ولا يعقوب بن سفيان، ولا ابن سعد، ولا خليفة، ولا مسلم، ولا الهيثم بن عدي، ولا ابن شاهين ولا الدارقطني، ولا ابن خلفون، ولا غيرهم ممن يذكر التراجم والطبقات.(9/91)
ولما ذكره الصريفيني قال: يحقق ولم يقل فيه شيئا والله تعالى أعلم.
وفي قوله: الكلبي ثم الطابخي تجوز؛ لأن طابخة هو عامر بن تغلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، وكلب هو ابن وبرة بن تغلب بن حلوان، لكنهم دخلوا في كلب، فصار عدادهم فيهم ذكره الكلبي [ق 77 / ب].
3524 - [د] عبيد بن سوية بن أبي سوية الأنصاري مولاهم أبو سوية، ويقال: أبو سويد المصري.
صحح الحاكم حديثه في " المستدرك ".
وفي قول المزي: روى عن سبيعة الأسلمية مرسل، نظر؛ لأن النسائي في كتاب " الكنى " صرح بسماعه منها، فقال: أنبا يحيى بن أيوب، ثنا سعيد، أنبا نافع، ثنا يحيى بن أبي أسيد، عن عبيد بن أبي سوية، أنه سمع سبيعة الأسلمية أنها قالت: دخلت على عائشة في نسوة من أهل الشام، فقالت: صواحب الحمامات؟ قلن: نعم. قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " الحمام حرام على نساء أمتي ".
وقال أبو بشر الدولابي في كتاب " الكنى ": أبو سوية سمع سبيعة قالت: دخلت على عائشة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " سماه: عبيد بن سويد، وقال: وقد وهم من قال: ابن سوية، وخرج حديثه في صحيحه، فقال: أنبا ابن سلم، ثنا حرملة، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا سوية حدثه، أنه سمع ابن حجيرة عبد الله بن عمرو، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قام بعشر آيات(9/92)
لم يكتب من الغافلين ". الحديث.
وفي قول المزي عن ابن يونس: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة من غير مزيد نظر؛ لأن ابن يونس ذكر له ترجمة، وأثنى عليه، قال: " كان رجلا صالحا، وكان يفسر القرآن العظيم ".
3525 - عبيد بن الطفيل أبو سيدان الغطفاني الكوفي.
نسبه ابن حبان عبسيا.
وقال أحمد بن صالح العجلي: لا بأس به.
وقال البرقي: أبو سيدان العبس ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال قاسم بن أصبغ: ثنا نصر بن محمد، سمعت ابن معين يقول: أبو سيدان العبسي ثقة.
وقال البزار: رجل من [ق 78 / أ] أهل الكوفة مشهور، حدث عنه جماعة.
3526 - (د) عبيد بن عبد الرحمن أبو عبيد المزني البصري الصيرفي، المعروف بعبيد الصيد، والد الهيثم بن عبيد.
قال أحمد بن صالح العجلي: لا بأس به.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال: أبو العرب القيرواني روى عنه يحيى بن سلام.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".(9/93)
3527 - (د ق) عبيد بن أبي عبيد مولى أبي رهم.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " الذي نقل المزي توثيقه من عنده: اسم أبي عبيد كثير.
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب " الوهم والإيهام ": عبيد مولى أبي رهم لا يعرف حاله، ولا يعرف له كبير شيء من الحديث، إنما هي ثلاثة أو نحوها عن أبي هريرة، وقد اختلفوا فيه، فمنهم من لا يسميه عن عاصم فيقول: عن مولى لأبي رهم، قاله ابن عيينة. وفي رواية ابن أبي شيبة عنه: مولى ابن أبي رهم. وربما قال بعضهم: عن عبيد بن أبي عبيد. ومنهم من يقول: عن علوان مولى أبي رهم. كذا قاله ابن إدريس عن ليث. وقال المحاربي عن كثير عن عبد الكريم مولى لأبي موسى عن أبي هريرة، وفيه غير هذا؛ والله تعالى أعلم.
وفي " تاريخ البخاري ". الذي أوهم المزي بنقل لفظه عنه – استيفاء كلامه: روى عنه فليح الشماس أو الشماسي، وعبد الرحمن بن الحارث بن عبيد، عن جده أبي الحارث المدني، فهذا كما ترى ذكر له كنية، والمزي لم يكنه من عنده، ولا من عند غيره. وذكر خلافا في نسبة فليح، لم يذكر المزي إلا الثانية المرجوحة عند البخاري، وذكر عن البخاري – فيما يظهر – لأنه ذكره إثر كلامه من غير فصل – يقال له: " أشياخ كوثا "، وهذه اللفظة لا وجود لها في تواريخ البخاري الثلاثة، والله تعالى أعلم.(9/94)
ولم يذكر المزي له بلدا، وهي مذكورة عند البخاري.
3528 - عبيد بن أبي عبيد الأنصاري.
شهد بدرا وأحدا، والخندق، ولا تعرف له رواية.
3529 - وعبيد بن أبي عبيد.
يروي عن جابر بن زيد. ذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين.
ذكرناهما للتمييز.
3530 - (د س) عبيد بن بن عقيل بن صالح الهلالي أبو عمرو المقرئ البصري الضرير المعلم. جد محمد بن عبد الله بن عبيد.
خرج ابن حبان، والحاكم حديثه في [ق 78 / ب] صحيحيهما.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " كناه: أبا عمرو. قال: وقيل: أبو عمرو.
وفي كتاب الداني: روى القراءة عن عيسى الثقفي، وغيره.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مات في شعبان سنة سبع ومائتين، وقال ابن قانع: مات سنة سبع ومائتين. عي لا فائدة فيه؛ لأن ذكره من عند ابن قانع لا يزيد على ما ذكره ابن حبان، إنما ينقص عنه، وإن كان يطلب شدا لما قاله ابن حبان وتأكيدا فعليه بتاريخ الأستاذ محمد بن إسماعيل، فإنه قال في الأوسط: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل قال:، ثنا جدي عبيد بن عقيل بن صبيح أبو عمرو الهلالي، ومات سنة سبع ومائتين في شعبان.(9/95)
وكذلك قاله محمد بن سعد، والقراب، ويعقوب الفسوي في تاريخه الكبير.
3531 - (ع) عبيد بن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث أبو عاصم المكي قاضي أهل مكة.
قال ابن منجويه: يكنى أبا عبد الله.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان من أفاضل أهل مكة، وكان قاضيا لابن الزبير مات قبل ابن عمر سنة ثمان وستين، يقارب موته موت ابن عباس.
وذكره خليفة بن خياط ومسلم بن الحجاج، ومحمد بن سعد في الطبقة الأولي من المكيين، زاد ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث. وعن ثابت: أول من قص: عبيد بن عمير على عهد عمر بن الخطاب. قال عبد الواحد بن أيمن: رأيت له جمة إلى قفاه ولحيته صفرا.
وذكر المزي روايته عن أبي ذر الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي تاريخ محمد بن إسماعيل: عبيد أدرك زمان أبي ذر، ولكن لم يذكر سماعا منه [ق 79 / أ].(9/96)
وقال أحمد بن صالح العجلي: مكي تابعي ثقة من كبار التابعين، وكان يقص، وكان بليغا فصيحا. وكان ابن عمر يجلس إليه، ويقول: لله در ابن قتادة ماذا يأتي به. قال: وكان بجوار امرأة جميلة، وكان لها زوج فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها: أترى يرى أحد هذا الوجه ولا يفتتن به؟ قال: نعم، عبيد بن عمير. قالت: ائذن لي فيه، تريد فتنته فأتته وعرضت نفسها له، وأظهرت أنها مفتونة به، فوعظها فانصرفت، وقد عمل فيها وعظه، وأقبلت على العبادة فكان زوجها يقول: ما لي ولعبيد كنت كل ليلة لي عروسا، فصير امرأتي الآن راهبة. حكيته بالمعنى اختصارا.
وفي كتاب الداني: كان موته قريبا من موت ابن عباس سنة ثمان وستين.
وفي كتاب ابن عبد البر: قال البخاري: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر مسلم أنه ولد على عهده، قال أبو عمر: وهو معدود في كبار التابعين انتهى، ينظر فيما نقله عن البخاري، فإني لم أره وما ذكرناه عن البخاري يرده يقينا.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي موسى المديني: يقال رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل: ولد في زمانه، قاله أبو أحمد الحافظ.
وكما ذكره، ذكره الحاكم في كتاب " الكنى "، وكأنه نقله منه.
وفي " الكنى " للنسائي: قال مجاهد بن جبر كنا نفخر على الناس بفقيهنا ابن عباس، ومؤذننا أبي محذورة، وقاضينا عبيد بن عمير، وفارسنا عبد الله بن السائب.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن وفاته سنة أربع وسبعين، وأظن ذلك من الظن والتخمين لا من النقل المستقين.
وقال الطبري في كتاب " طبقات الفقهاء " كان الغالب عليه القصص فلم ينتشر عنه من الفتيا في الأحكام ما انتشر عن غيره.(9/97)
3532 - (د) عبيد بن عمير مولى ابن عباس، ويقال: مولى أمه، أخو عبد الله وعمر.
وشرع المزي يحتج لصحة قول من فرق بين هذا وبين الليثي المذكور قبل، بأمور منها: قوله يؤيد قول أحمد بن صالح، ومن تبعه أنه غير الليثي قوله في الحديث يعني – حديث أبي داود -: قال ابن أبي ذئب: فحدثني عبيد أنه كان يقرؤها في المصحف. انتهى. هذا لم أجده في " السنن " رواية ابن داسة، واللؤلئي، وابن العبد، والذي فيها إثر رواية ابن أبي ذئب عن عطاء، عن عبيد بن عمير قال: فحدثني عبيد بن عمير أنه كان يقرؤها، فهذا كالتصريح بأن قائل ذلك هو عطاء بغير شك ولا مرية.
وقال ابن عساكر: المحفوظ رواية عطاء عن عبيد الليثي، فأما عبيد بن عمير مولى ابن عباس فغير مشهور، وفي هذا الحديث شيء لم ينبه عليه المزي؛ وذلك أن أبا القاسم زعم أن أبا داود خرجه في كتاب الزكاة، ولم يتتبعه عليه المزي في كتاب " الأطراف " والصواب: إنما ذكره في كتاب المناسك لا كتاب الزكاة. والله تعالى أعلم. [ق 79 / ب].
3533 - (عو 4) عبيد بن فيروز الشيباني مولاهم أبو الضحاك الكوفي، ويقال: جزري.
روى عنه القاسم أبو عبد الرحمن كذا ذكره المزي.
وفي تاريخ محمد بن إسماعيل: القاسم ما أدري هو فيه – يعني: في رواه(9/98)
عن عبيد حديث الضحية – محفوظ أم لا؟
وزعم المزي أن الصحيح: يزيد بن أبي حبيب عن سليمان بن عبد الرحمن عنه.
وقد صرح محمد بن إسماعيل برواية يزيد عنه، وكذلك ابن حبان، زادا: عمرو بن الحارث ولم يتتبعاه بعدم اتصال، لكن البخاري ذكر روايته عنه، ثم ذكر روايته عن سليمان عنه وليس ذلك بقادح؛ لأنهم أجمعوا على رواية سليمان عنه، والبخاري قد ذكر بينهما القاسم أبا عبد الرحمن على عادته في اختلاف الرواة. والله تعالى أعلم.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه. وصححه أيضا أبو علي الطوسي الحافظ.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو ثقة، قاله ابن عبد الرحيم.
وذكر آخرين.
وفي كتاب ابن أبي حاتم – بخط ابن الخراز وغيره: من أهل الخريبة، وهو متناسب للكوفة؛ لأنها محلة بها.
وأما قول المزي: الجزيرة فبعيد جدا، وأنى الكوفة والجزيرة؟ وكأنه تصحف على الكاتب على أني استظهرت بنسخة أخرى جيدة، فوجدتها كذلك، ولم أره مذكورا في تواريخ الجزيرة. فينظر، والله تعالى أعلم.(9/99)
وقال ابن يونس في تاريخ مصر: ذكر علي بن المديني أنه من أهل مصر.
3534 - (ق) عبيد بن القاسم الأسدي التميمي الكوفي. قرابة سفيان بن سعيد، يقال: ابن أخته، سكن بغداد.
كذا ذكره المزي، وضبطه عنه المهندس، وليس جيدا؛ لأن أسد لا تجتمع مع تميم، وصوابه الأسيدي بزيادة ياء آخر الحروف بعد السين، أو الأسبذي بالباء الموحدة بعد السين المهملة، والذال المعجمة، وكلاهما بطن من تميم بن مر. فسقط على المزي إما ياء، وإما باء، فاعتقده أسديا؛ لأنه أكثر على الألسنة، والله تعالى أعلم.
وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.
وقال أبو الحسن الدارقطني: ضعيف.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بثقة، وفي موضع آخر: كان كذابا.
وقال أبو بشر الدولابي: متروك الحديث.
وقال أبو [ق 80 / أ] عبد الله الحاكم، والنقاش. روى عن هشام بن عروة أحاديث موضوعة.
وذكره أبو القاسم البلخي، والساجي، والعقيلي. وأبو العرب، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وينبغي أن يتثبت في قول المزي: قال العقيلي: لا يكاد يقيم من الحديث شيئا. فإني لم أره في نسختي، فينظر.(9/100)
قال المزي: ومن الأوهام:
3535 - عبيد بن مقسم.
عن ابن عمر " يأخذ الجبار سماواته وأرضيه بيديه ". وعنه أبو حازم.
روى له النسائي، ذكره صاحب " الأطراف "، وقال: كذا فيه، والصواب: عبيد الله بن مقسم. انتهى كلام المزي.
الذي في كتاب " الأطراف ": عبيد الله بن مقسم القرشي المدني عن ابن عمر حديث: " يأخذ الجبار سماواته وأرضيه بيديه " الحديث (ن) في النعوت عن الحسين بن حريث، عن عبد الله بن نافع، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عبيد به. كذا فيه، وفيه وفي اليوم الليلة عن قتيبة عن يعقوب عن أبي حازم عن عبيد الله به عن عمرو بن منصور عن حجاج بن منهال، وعن أبي داود الحراني، عن عفان، جميعا عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبيد الله بن مقسم، نحوه. قرأ هذه الآية: {وما قدروا الله حق قدره} (ق) في السنة والزهد عن هشام بن عمار عن محمد بن الصباح عن عبد العزيز عن أبيه، عنه، به. انتهى. فلقائل أن يقول: لعل الأول سقطت الجلالة من خط الناسخ، ولا يصير وهما. فيقال له: قد نظرت في " السنن الكبرى " للنسائي فوجدته مذكورا على الصواب ولله الحمد والمنة.(9/101)
3536 - (سي) عبيد بن مهران أبو الأشعث الوزان البصري.
روى عن الحسن. روى عنه حرمي. ذكره ابن حبان في كتاب الثقات.
كذا ذكره المزي، وأغفل من كتاب الثقات إن كان نقله من أصل: روى عن ثابت البناني، روى عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي.
وفي قوله: الوزان فيه نظر يفصل لرد ذلك عليه الرازيان، فقالا: إنما هو الوراق: قال عبد الرحمن: وسمعت أبي يقول: هو بصري، وليس هو بالكوفي المكتب، ولا أعرف صناعته.
3537 - (م خد س) عبيد بن مهران المكتب الكوفي.
ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة، وقال: مولى بني ضبة، وكان ثقة قليل الحديث.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري وأبو محمد الدارمي.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه ثقة.(9/102)
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة في عداد الشيوخ.
3538 - (ق) عبيد بن ميمون أبو عباد التيمي [مولاهم] المقرئ.
قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". ذكره المزي. وقد حرصت على وجدان هذه الترجمة في كتاب ابن أبي حاتم، فلم أجدها، فينظر.
وقال ابن حبان: يروي المقاطيع.
وفي تاريخ البخاري: قال محمد ابنه: مات سنة أربع ومائتين.
وذكره الداني في " طبقات القراء "، وقال: سكن مصر وعرفه بالتبان.
3539 - (ق) عبيد بن نسطاس بن أبي صفية العامري الكوفي والد أبي يعفور عبد الرحمن.
قال ابن حبان: عامري بكائي يروي عن جابر بن عبد الله، وخرج حديثه في صحيحه.
وفي تاريخ البخاري: رأى المغيرة بن شعبة.(9/103)
وقال العجلي: ثقة. وذكره ابن شاهين، وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: نخعي وكذا قاله غيره ممن تبعه.
وفي كتاب " الضعفاء " لابن الجارود: روى عن أبي عبيدة مرسلا، وفيه رد لما ذكره المزي، يروي عن أبي عبيدة، يعني بذلك أيضا روايته عنه.
3540 - (م 4) عبيد بن نضيلة أبو معاوية الخزاعي الكوفي.
قال أبو [ق 81 / أ] عبد الله البخاري عن عاصم: كان عبيد والله قارئا للقرآن.
وقال ابن حبان: ويقال: ابن نضلة.
وذكره أبو أحمد العسكري في كتاب " الصحابة " ثم قال: وليس يصح سماعه، وأكبر ظني أنه مرسل.
وقال أبو نعيم الحافظ: مختلف في صحبته.
ولما ذكره أبو موسى المديني في كتاب " الصحابة " قال: أورده أبو بكر بن أبي شيبة، ثم ذكر له حديث " سعر لنا يا رسول الله "، وحديثه عن المغيرة قصة " المرأتين اللتين رمت أحداهما الأخرى بعمود فسطاط "، وقال فإن كان ذاك هذا فهو تابعي. انتهى. غالب الظن أنه هو؛ لأني لم أر في كتاب ابن أبي حاتم، والبخاري من سمي بهذا غيره، وتبعهما غيرهما.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة قال: روى عن علي في(9/104)
الفريضة، وقال يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح قال: قرأ يحيى بن وثاب على عبيد بن نضيلة، وقرأ عبيد على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله، فأي قراءة أصح من هذه؟ وقال غير يحيى: إن عبيدا قرأ على عبد الله بن مسعود، ثم قرأ على علقمة بعد ذلك، قالوا: وتوفي بالكوفة، وفي ولاية بشر بن مروان، وكان ثقة قليل الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ". قال: وثقه ابن عبد الرحيم، وذكر آخرين.
وذكره الصغاني في المختلف في صحبتهم.
ولما ذكره أبو محمد بن حزم في كتابه " طبقات القراء " في الطبقة الأولى من أهل الكوفة مع أبي عبد الرحمن، وتميم بن خذلم، وعمرو بن شرحبيل، وأبي عمرو الشيباني، والحارث بن قيس، وهزيل، وآخرين. قال: كل هؤلاء أخذ القراءة عن ابن مسعود، وأدركوا كلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أنهم لم يلقوه - صلى الله عليه وسلم -.
ولما ذكره خليفة في الطبقة الأولى قال: مات في ولاية بشر سنة ثلاث أو أربع وسبعين.
وفي " الكنى " للنسائي عن ابن سيرين قال: ذكرت لأبي معاوية عبيد بن نضيلة [ق 81 / ب].
3541 - (د) عبيد بن هشام أبو نعيم الحلبي القلانسي.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": روى عنه أهل بلدنا، ابن وضاح لقيه بحلب.
وذكر ابن عبد البر أن بقي بن مخلد روى عنه. وقد أسلفنا عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة عنده.(9/105)
وفي كتاب الصريفيني، ومن خطه ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في صحيحه.
وفي " تاريخ نيسابور ": سئل صالح بن محمد عن عبيد بن هشام الحلبي، فقال: صدوق، ولكنه ربما غلط.
وقال أبو العرب القيرواني: قال أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عثمان: عبيد بن هشام أبو نعيم القلانسي كان بمصر ضعيف حلبي.
وقال الخليلي: صالح.
3542 - (ت) عبيد بن واقد القيسي، ويقال: الليثي أبو عباد البصري، يقال: اسمه عباد، وعبيد لقب.
كذا ذكره المزي، ويحتمل على وجه بعيد أن يكون الليثي قيسيا؛ لأن في عبد القيس بطن يقال له: ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، فإن نسب إلى عبد القيس قيسي، كما ذكره بعض المتأخرين، وإلا فهما متغايران.
وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه.
3543 - (ق) عبيد بن [أبي الوسيم] الجمال البكري أبو الوسيم الكوفي ويقال: عبيد بن أبي وسيم.
ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وقال: وثقه أبو زكريا يحيى بن معين.(9/106)
وأما قول البخاري في تاريخه: " الكحال " فقد رده عليه الرازيان.
وذكر جماعة من أصحاب " الكنى " أنها كنيته، فرده.
وزعم الدولابي أن أبا الوسيم أيضا صبيح عن عقبة بن صهبان، وأبو الوسيم يروي عنه ابن عيينة، ومسعر.
3544 - (س) عبيد بن يحيى أبو سليم الأسدي الكوفي المقرئ مولى بني أسد نزيل الرقة.
قال هلال بن العلاء: كان يقرئ ومات بالرقة، كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب هلال بن العلاء حالة تضيفه، إذ لو رآه لوجد فيه: قال أحمد بن بزيغ كنت أقرأ عليه في مسجد بني وابصة بحرف عاصم قبل المائتين، ومات بالرقة.
وذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الخامسة من أهل حران.
3545 - (ي م س) عبيد بن يعيش المحاملي أبو محمد الكوفي العطار.
ذكره ابن سعد في الطبقة التاسعة من أهل الكوفة، وقال: مات بالكوفة في شهر [ق 82 / أ] رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، وكان ثقة.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": كوفي ثقة.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين ": روى عنه – يعني مسلما - أربعة أحاديث.
وقال عبد الباقي بن قانع: صالح.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.(9/107)
وفي " تاريخ المطين ": كان يصفر.
3546 - (ت) عبيد سنوطا، وقيل: ابن سنوطا أبو الوليد مدني مولى.
ذكر البخاري في تاريخه: أنه دخل مع أبي عبادة الزرقي على خولة بنت قيس.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وصححه أيضا الطوسي.
وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، ومسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وأما قول المزي ومن الأوهام: -
روى النسائي عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، أن رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له: عبيد قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن كثير من الإرفاه، قال: والصواب عبد الله بن بريدة عن فضالة، فهو كله كلام ابن عساكر لا مدخل للمزي في شيء منه، أغار عليه وترك من كلامه شيئا بين وجه الصواب فيه. والله تعالى أعلم.(9/108)
من اسمه عبيدة
3547 - (خ 4) عبيدة بن حميد بن صهيب التيمي، وقيل: الليثي، وقيل: الضبى أبو عبد الرحمن الكوفي. المعروف بالحذاء.
كذا ذكره المزي تابعا صاحب الكمال معتقدا المغايرة بين التيمي، والضبي، وليس كذلك، فإن تيم بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بطن من ضبة، ذكر ذلك الكلبي وغيره، فكان الأولى أن يقول: الضبي ثم التيمي، والله تعالى أعلم.
وقوله: الحذاء غير جيد؛ لما ذكره الخطيب عن أحمد: لم يكن حذاء إنما هو الطاعني، والحذاء ابن أبي رائطة.
وقال ابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات ": لم يكن حذاء، كان يجالس الحذائين، فنسب إليهم، مات سنة [ق 82 / ب] تسعين ومائة.
وفي " طبقات ابن سعد ": مات ببغداد.
وقال أحمد بن صالح العجلي: لا بأس به، وقال الحاكم: سألت الدارقطني عنه، فقال: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: حكى أبو حاتم البستي عن ابن معين أنه ضعفه، قال ابن خلفون: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وفي كتاب " الثقات " لابن شاهين: لم يكن به بأس، وإنما عابوه أنه كان يقعد(9/109)
عند أصحاب الكتب. وقال عثمان – يعني: ابن أبي شيبة -: عبيدة بن حميد ثقة صدوق.
وعرفه الكلاباذي وغيره بالنحوي.
وسئل عنه أبو داود، فقال: كوفي معلم.
3548 - (ت) عبيد بن أبي رائطة التميمي المجاشعي الكوفي الحذاء.
قال ابن حبان: قدم البصرة فحدثهم بها عن الكوفيين، وخرج حديثه في صحيحه. وأما الطوسي فحسنه. .
وفي رواية عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى: ليس به بأس.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وكذلك ابن شاهين.
3549 - (فق) عبيد بن ربيعة كوفي.
ذكره ابن أبي حاتم في باب عبيدة بالفتح. كذا ذكره المزي ويفهم منه تفرد ابن أبي حاتم بهذا. وقد ذكره كذلك ابن حبان الذي نقل توثيقه من عنده.
وأحمد بن صالح العجلي، وقال: تابعي ثقة.
وفي موضع آخر: سمع من عبد الله.(9/110)
و ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
والبخاري في تاريخه الكبير، ونسبه عن أبي أحمد الزبيري عبديا.
ويعقوب بن سفيان الفسوي.
وقال مسلم: في الطبقة الأولى من أهل الكوفة عبيد بن ربيعة.
3550 - (م 4) عبيدة بن سفيان بن الحارث بن الحضرمي. واسمه عبد الله بن عماد بن أكبر الحضرمي ابن أخي العلاء بن الحضرمي. من أهل المدينة.
قال ابن حبان: كان ينزل دار الحضرميين في جديلة: وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، والحاكم، والطوسي، وأبو محمد الدارمي وابن الجارود.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: [ق 83 / أ] هو ثقة، قاله ابن عبد الرحيم التبان، والبرقي وغيرهما.
وذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
ومسلم في الأولى، ووقع في الأصل من " الطبقات " ابن أبي سفيان، فينظر.
3551 - (ع) عبيدة بن عمرو، ويقال: بن قيس بن عمرو السلماني المرادي أبو عمرو الكوفي. وسلمان بسكون اللام، بطن من مراد، وهو ابن ناجية بن مراد.
كذا ذكره المزي تابعا صاحب " الكمال " حذو القذة بالقذة، وفيه نظر في موضعين.(9/111)
الأول: سلمان قال ابن السمعاني: المحدثين يفتحون اللام.
الثاني: سلمان المرادي بإجماع أهل النسب ابن يشكر بن ناجية، فأسقط المزي يشكرَ، ولابد منه.
وقال ابن ماكولا: يكنى أبا مسلم، أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى قبل وفاته بسنتين.
وقال البخاري: قال محمد بن عبد الله العنبري، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن أبي يزيد، عن ابن سيرين قال: جلست إلى شريح، فكان إذا أشكل عليه شيء أرسل، فقلت: إلى من يرسل؟ قيل: إلى عبيدة. قال: فأتيته فلم أجد أحدا أجرأ على ما يعلم ولا أجبن عما لا يعلم منه.
وثنا ابن بشار، ثنا ابن مهدي، ثنا شعبة، عن أبي حصين قال: أوصى عبيدة أن يصلي عليه الأسود، خشي أن يصلي عليه المختار، فبادر فصلى عليه. قال محمد: هو أبو مسلم كناه ابن عون.
وقال ابن حبان: السلماني الهمداني – يعني: سلمان بن عبد عمرو بن مالك بن عبد الله بن كبير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، كنيته أبو مسلم، ليست له صحبة، مات سنة أربع وسبعين في ولاية مصعب بن الزبير، وقد قيل: سنة ست سبعين. والأول أصح.
وقد قيل: إنه من مراد.(9/112)
وقال ابن عبد البر: أبو مسلم صاحب ابن مسعود من كبار التابعين، ومن كبار أصحاب ابن مسعود الفقهاء.
وذكره العسكري، وابن أبي خيثمة في " التاريخ الصغير " في تسمية من أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يلقه. زاد العسكري يقال: هو جاهلي.
وقال ابن سعد: أنبا عارم، ثنا حماد بن زيد، ثنا هشام، عن محمد، أن عبيدة صلى قبل أن يموت النبي [ق 83 / ب]- صلى الله عليه وسلم - بسنتين. قال محمد بن سعد: قال محمد بن عمر: هاجر عبيدة في زمن عمر.
وعن ابن سيرين: كان عبيدة عريف قومه.
وقال علي بن أبي طالب: يا أهل الكوفة، أتعجزون أن تكونوا مثل السلماني والهمداني – يعني: عبيدة والحارث بن الأزمع، إنهما شطر رجل. وكان عبيدة أعور.
وعن النعمان بن قيس قال: دعا عبيدة بكتبه عند موته فمحاها، وقال: أخشى أن يليها أحد بعدي فيضعونها في غير موضعها.
وعن النعمان قال: كن العجائز إذا أخذ المؤذن في الإقامة قلن: إنها صلاة عبيدة من السرعة. وعن محمد أن عبيدة أتاه غلامان بلوحهما يتخايران، فقال: إنه حكم وأبى. قال: وقال عبيدة: اختلف الناس علي في الأشربة، فما لي شراب منذ ثلاثين سنة إلا العسل، واللبن بالماء. قال: وقلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله شيئا من قبل أنس، فقال عبيدة: لأن يكون عندي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض.
أنبا سليمان أبو داود، أنبا شعبة، عن أبي حصين قال: أوصى عبيدة أن يصلي عليه الأسود بن يزيد، فقال الأسود: أعجلوا به قبل أن يجيء الكذاب – يعني: المختار – فصلى عليه قبل غروب الشمس.(9/113)
وقال أبو نعيم الحافظ: يكنى أبا مسلم، كان يوازي شريحا في علم القضاء مخصرم مات سنة اثنتين وستين، وقيل ثلاث وستين.
وفي كتاب ابن منده: كان فقيها جليلا.
وقال المنتجيلي: أبو مسلم كوفي ثقة، لم تعد له صحبة، كان يعرف له فضله. وقال ابن سيرين: قدمت الكوفة وعلماؤها خمسة: عبيدة، وعلقمة، ومسروق، وشريح، والحارث، وكان يقال: ليس بالكوفة أحد أعلم بفريضة من عبيدة والحارث. وكان عبيدة يقضي على باب داره. قال: وقلت له: اكتب ما أسمع منك؟ قال: لا.
وقال يحيى بن معين: كان عيسى بن يونس [ق 84 / أ] يقول السلماني مفتوحة، وهو أبو مسلم.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للباجي: قال علي بن المديني: عبيدة بن قيس أبو مسلم.
وذكره أبو محمد بن حزم في أول طبقات أهل الكوفة من القراء، وذكره مسلم أول الطبقة الأولى من أهل الكوفة وكناه أبو مسلم مقتصرا عليه.
وقال أبو أحمد الحاكم: أنبا أبو العباس الثقفي، ثنا أحمد بن حفص، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن المغيرة بن مقسم الضبي، عن عامر الشعبي، عن عبيدة أبي مسلم. قال أبو أحمد: مرادي، وقيل: همداني أسلم قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى معه.(9/114)
وكناه كذلك أبو بشر الدولابي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو بكر بن أبي شيبة، والهيثم بن عدي. زاد: ومات في ولاية مصعب.
ويعقوب بن سفيان الفسوي وغيرهم.
وقال ابن قانع: عبيدة السلماني – يعني: مات سنة ثلاث وستين – قال: كذا قال علي بن المديني. لعبيدة.
وفي كتاب القراب: ركب الخيل في الجاهلية. وقال علي بن المديني: فأما ابن مسعود وأصحابه الذين كانوا يقولون بقوله، ويذهبون مذهبه فهؤلاء الستة الذين سماهم إبراهيم النخعي: علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة، وعمرو بن شراحيل، والحارث بن قيس. ذكر إبراهيم أن هؤلاء الستة كانوا يفتون الناس بقول عبد الله، ويقرأون بقرآته.
وفي كتاب " الثقات " لابن خلفون: ذكر أبو جعفر البغدادي أنه قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الثبت في علي بن أبي طالب، فقال: عبيدة وأبو عبد الرحمن، وعباية الأسدي، وحارثة بن مضرب، وحبة العرني، وعبد خير.
وقال عثمان بن سعيد أنه سأل يحيى: علقمة أحب إليك عن عبد الله أو عبيدة؟ [ق 84 / ب] فلم يختر قال عثمان: كلاهما ثقتان، وعلقمة أعلم بعبد الله.
وفي رواية إسحاق: ثقة لا تسأل عنه.(9/115)
من اسمه عبيدة وعبيس
3552 - (خت د ت ق) عبيدة بن معتب الضبي أبو عبد الكريم الكوفي.
قال ابن حبان: اختلط بآخره، فبطل الاحتجاج به.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة السادسة من أهل الكوفة.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: كان عبيدة يسأله عن المعضلات – يعني: إبراهيم – وقال أبو زرعة الرازي: ليس بقوي.
وقال البخاري في الأضاحي: تابعه عبيدة عن الشعبي.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه استشهادا.
وقال أبو أحمد الحكم: تغير بآخره فتركوه.
وفي كتاب " الضعفاء " لأبي القاسم البلخي: أن أبا بكر قال: سألت ابن معين عن عبيدة صاحب إبراهيم؟ فقال: ضعيف ليس بشيء. قلت: فمن سمع منه قديما؟ قال: ليس بشيء حديثا وقديما. وقال حيان العامري: قلت لعبيدة: أكلما أسمعك تحدث عن إبراهيم سمعته منه؟ قال: أو قياس قوله. وقال ابن معين: قال لي جرير في حديث عبيدة: ما تصنع بهذا؟ يضعفه.
وقال الساجي: صدوق سيئ الحفظ، يضعف عندهم، نهى عنه ابن المبارك.
وقال البرقي: ليس به بأس.
وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه: حديثه لا يسوى شيئا. وكان الثوري إذا(9/116)
حدث عنه كناه: قال أبو عبد الكريم، وسفيان لا يكاد يكنى رجلا إلا وفيه ضعف، يكره أن يظهر اسمه فينفر الناس منه.
وذكره ابن الجارود، والعقيلي، وأبو العرب في جملة الضعفاء والحاكم في " الثقات ".
وسئل عنه أبو داود فقال: كان يحيى القطان لا يحدث عنه.
3553 - (ق) عبيس بن ميمون التيمي الرقاشي أبو عبيدة الخزاز البصري.
قال أبو إسحاق الحربي: عبيس رجل من أهل البصرة معروف، إلا أن غيره أوثق منه.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات توهما، لا تعمدا.
وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.
وقال أبو داود: كان يذهب إلى القدر.
وقال الساجي: ضعيف متروك، يحدث بمناكير.
وذكره أبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا عبد الله بن عمر، ثنا عبيس بن ميمون السلمي، عن بكر – يعني ابن عبد الله المزني – قيل: إنه من جذيل. قال بكر بن عبد الله نفسه [ق 85 / أ].(9/117)
من اسمه عتاب وعتبان وعتبة
3554 - (4) عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو محمد المكي أخو خالد.
أسلم يوم الفتح، واستعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مكة بعد الفتح، وسنه عشرون سنة، كذا ذكره المزي تابعا غيره، ولكنه هو يحب عدم العزو؛ فيجيء الإيراد عليه. ولو نقل لتخلص، وكان الإيراد على غيره، وذلك أن هذا القول فيه نظر لقول أبي طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصيدته التي ذكر فيها النفر الذين تمالؤوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بعثه الله تعالى:
لعمري لقد أجرى أسيد وبكرة ... إلى بغضنا وحزانا لا كل
قال ابن إسحاق بن يسار: أسيد بكرة: عتاب بن أسيد. انتهى. من يوصف بالتمالي. على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول الإسلام، وقيل: كتب الصحيفة، كيف يلي في الفتح، وسنه عشرون سنة؟ هذا ما لا يعقل؛ لا سيما على قول ابن حبان، وسنه ثماني عشرة سنة.
وفي كتاب ابن الأثير شيء يمكن أن يقترب على بعده أيضا وهو: كان عمره نيفا وعشرين سنة. قيل: كان أبو بكر أول أمير في الإسلام على الحج.
وقيل: عتاب، وكان رزقه درهمان كل يوم.
وفي كتاب الصريفيني: لم يزل على مكة حتى قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، فعزله عمر بن الخطاب، واستعمل عليها نافع بن عبد الحارث الخزاعي.
وقال ابن سعد: أمه أروى بنت أبي عمرو بن أمية. وقال – لعتاب – النبي صلى الله عليه وسلم: " أتدري على من استعملتك؟ قال الله ورسوله أعلم، قال: استعملتك(9/118)
على أهل الله ". وقال عتاب للناس الحج سنة ثمان من غير تأمير من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياه على الحج، ولكنه كان أمير مكة، وحج ناس من المسلمين والمشركين على مدتهم. وقد سمعت من يذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمله على الحج تلك السنة، فالله تعالى أعلم.
وذكره الطبري في كتاب الصحابة فيمن لا يعرف وفاته بحد محدود.
ولما ذكر الهيثم وفاته في سنة ثلاث قال الثبت أنه توفي ثنتي عشرة [ق 85 / ب].
3555 - (خ د ت س) عتاب بن بشير أبو الحسن، ويقال: أبو سهل الجزري مولى بني أمية.
قال الآجري: سألت أبا داود؟ - يعني عنه – فقال: سمعت أحمد يقول: تركه عبد الرحمن بن مهدي بآخره. قال أبو داود: ورأيت أحمد كف عن حديثه؛ وذلك أن الخطابي حدثه عنه بحديث، فقال لي أحمد: أبو جعفر – يعني النفيلي – يحدث عنه؟ قلت: نعم. قال: أبو جعفر أعلم به، يعني النفيلي.
وقال يحيى بن معين: ضعيف.
وقال الساجي: عنده مناكير، حدث عنه أحمد، وحدث أيضا عن وكيع عنه.
وذكره العقيلي، وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وقال ابن أبي حاتم فيما ذكره الصريفيني: ليس به بأس.(9/119)
وقال ابن سعد: كان رواية خصيف.
وقال الحاكم عن الدارقطني: ثقة.
وقال النسائي في كتاب الجرح والتعديل: ليس بالقوي، وكذا قاله ابن عبد الرحيم التبان.
وقال الدارمي عن ابن المديني: ضربنا على حديثه.
وفي رواية البرقي عن يحيى: يضعفونه.
وفي تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري: مات بحران سنة تسعين ومائة.
ولما ذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الرابعة قال: كان ينزل حران، سمعت محمد بن الحارث البزار يقول: كان يخضب رأسه بالحناء، وسمعت إسحاق بن زيد سمعت أبا جعفر النفيلي يقول: مات عتاب سنة ثمان وثمانين ومائة.
3556 - (ق) عتاب بن زياد الخراساني أبو عمرو المروزي.
ذكره ابن حبان البستي في كتاب الثقات، وخرج حديثه في صحيحه.
وقال ابن سعد: كان ثقة.
ولهم شيخ آخر اسمه:
3557 - عتاب بن زياد بن ورقاء.
سمع عكرمة والشعبي. روى عنه أبو محمد الزبيري.(9/120)
ذكره البخاري وابن حبان في كتاب الثقات. وذكرناه للتمييز. [ق 86 / أ].
3558 - (د) عتاب بن عبد العزيز الحماني البصري.
روى عن رحال القريعي، وجدته صفية. روى عنه أبو قتيبة، ويزيد بن هارون. ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " كذا ذكره المزي.
والذي في كتاب ابن حبان التفرقة بين الراوي عن جدته، والراوي عن الرحال يتبين لك ذلك بسياق كلامه قال: عتاب بن عبد العزيز يروي عن جدته صفية عن عائشة، روى عنه أبو قتيبة سلم بن قتيبة. ثم قال بعد: عتاب بن عبد العزيز الحماني يروي المقاطيع عن الرحال القريعي، روى عنه يزيد بن هارون.
3559 - (ق) عتاب مولى هرمز، ويقال: مولى ابن هرمز بصري.
كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير كتاب " الثقات "، ولا " تاريخ البخاري " فإنه فيهما كليهما عتاب بن هرمز.
3560 - (خ م كد س) عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان الخزرجي.
قال ابن حبان: جاءه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته فصلى فيه لسمنه، وبقي إلى أيام يزيد بن معاوية.
وقال ابن سعد: أمه من مزينة، وكان له من الوالد عبد الرحمن، وقد انقرض(9/121)
عقبة وآخا النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه، وبين عمر بن الخطاب.
وفي كتاب العسكري: مات بواسط في خلافة معاوية، روى عنه عبد الله بن أبي سلمة.
وفي معجم الطبراني الكبير: روى عنه محمود بن [عمير] بن سعد. وهو بكسر العين، وحكى النووي ضمها.
3561 - (ق) عتبة بن تميم أبو سبأ التنوخي الشامي.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ": كذا ذكره.
وقد حرصت على وجدانه في كتاب " الثقات "، فلم أجده. فينظر والله تعالى أعلم.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل الشام.
3562 - (بخ 4) عتبة بن أبي حكيم الهمداني، ثم الشعباني أبو العباس [ق 86 / ب] الأردني.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": يعتبر حديثه من غير رواية بقية بن الوليد عنه.
وفي كتاب الآجري عن أبي داود: سألت يحيى بن معين عنه؟ فقال: والله(9/122)
الذي لا إله إلا هو، إنه لمنكر الحديث.
وقال الجوزجاني: يروي عن أبي سفيان طلحة بن نافع حديث عن جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم نجد منها عند الأعمش ولا عند غيره مجموعة.
وفي " تاريخ البخاري ": أحمد يوهنه قليلا، ولا يستوجب كل ذلك – أعني – عتبة، في المصريين.
وقال أبو سعيد ابن يونس: من أهل فلسطين، قيل: قدم مصر، وفي قولهم ذلك نظر.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، والبستي، والطوسي، والدارمي.
3563 - (ق) عتبة بن حماد بن خليد الحكمي أبو خليد الدمشقي القارئ.
ذكر الداني في كتابه أنه أخذ القراءة عن نافع قال: وله عنه نسخة، وقال هشام: قال أبو خليد لأيوب القارئ: أنت واهم في قوله تعالى: " وما يشاءون " بالياء. قال: والله إني لأثبتها كما أثبت. أنك عتبة.
وخرج البستي حديثه في صحيحه.
3564 - (د ت ق) عتبة بن بن حميد الضبي أبو معاذ، ويقال: أبو معاوية البصري.
ذكر النسائي في كتاب " الكنى " أنه روى عن مكحول.(9/123)
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري وحسنه.
والطوسي.
3565 - (د) عتبة بن سعيد بن حيان بن الرخص، ويقال: ابن الرخس أبو سعيد السلمي الحمصي، يقال له: دجين.
قال البخاري في " تاريخه الكبير ": كان شيخا.
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بحمص في الرحلة الأولى، وسألته عنه، فقال: ثقة.
3566 - (ق) عتبة بن ضمرة بن حبيب بن صهيب الزبيدي الشامي الحمصي ابن أخي المهاجر بن حبيب.
قال البخاري في التاريخ: وهو مولى بني زبيد.
وقال أبو بكر بن عيسى في " تاريخ أهل حمص ": عتبة بن ضمرة بن حبيب أبو الوليد الحجري، رأى ثلاثة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -[ق 87 / أ].
3567 - (ع) عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود أبو العميس الهذلي الكوفي المسعودي أخو عبد الرحمن.
ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة، وقال: كان ثقة.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة " قال: أبو العميس: أدركت من النبأ العتيق في دار عبد الله – يعني ابن مسعود – طاقا.(9/124)
3568 - (س) عتبة بن عبد الله بن عتبة اليحمدي الأزدي، ويقال: الأسدي أبو عبد الله المروزي.
كذا ذكره، وقد أسلفنا قبل أن در بن الغوث يقال في النسبة إليه: الأزدي، والأسدي، والأصدي، فيما ذكره أبو القاسم المغربي في " آداب الخواص ".
وقال مسلمة: في كتاب " الصلة ": مروزي ثقة.
وخرج ابن خزيمة وابن حبان حديثه في صحيحيهما.
3569 - (ت) عتبة بن عبد الله، ويقال: ابن عبيد الله حجازي.
خرج الحاكم حديثه في مستدركه، وصحح إسناده، ونسبه تيميا.
وأما أبو علي الطوسي فاستغربه.
3570 - (د ق) عتبة بن عبد السلمي أبو الوليد عداده في أهل حمص. يقال: كان اسمه [عتكة].
قال ابن حبان: هو الذي يقال له: عتبة بن عبد الله.
وفي تاريخ البخاري: ويقال: ابن عبد الله، ولا يصح.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي القاسم: الحمصي له عقب.
وفي كتاب العسكري: روى عنه حميد بن هلال، وأبو نصر.
وقال أبو عمر: شهد خيبر.(9/125)
وقال الطبراني: توفي وهو ابن أربع وثمانين سنة.
وكذا ذكره القراب عن أبي حسان الزيادي، وابن زبر زاد الطبراني: روى عنه شريح بن عبيد، ونصر بن شفى.
وفي اقتصار المزي على فتح التاء من عتلة فيما ضبطه عنه المهندس وقرأه نظر، فإن هذا اختيار أبي محمد عبد الغني المصري.
وأما ابن ماكولا فسكن التاء، والله تعالى أعلم.
وفي قوله: قال خليفة بن خياط: مات في آخر خلافة عبد الملك، وقال الواقدي [ق 87 / ب] وابن نمير، وغير واحد: مات سنة سبع وثمانين، وهو ابن أربع وتسعين. وقال الهيثم: مات سنة إحدى أو اثنتين وتسعين. وقال غيره: مات سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين. نظر؛ لأن خليفة لما قال: مات في خلافة عبد الملك قال: وقال محمد بن عمر سنة سبع وثمانين، ويقال: سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين، ولكن المزي لما رأى في كتاب ابن عساكر قول خليفة وكلام الهيثم، ورأى الثلاث في كتاب الكمال غير معزوه قال كعادته: وقال غيره، ولو كان ممن ينقل كتاب خليفة لما احتاج إلى هذا كله أو كان يقول: كما قال: في سنة سبع وثمانين وغير واحد. والله أعلم.
وفي قوله أيضا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم قريظة والنضير: " من أدخل هذا الحصن سهما " قال عتبة: فأدخلته ثلاثة أسهم. نظر؛ لأن قريظة كان يومهم بعد الخندق سنة خمس، وأما النضير فكان إجلاؤهم سنة أربع: فكيف يجعلان يوما واحدا؟ اللهم إن كان يريد قال: في يوم هذا ويوم هذه، ويحتاج إلى إيضاح ذلك في الحديث، وليس فيه، فينظر.(9/126)
ولما ذكر ابن أبي عاصم وفاته كناه: أبا عبد الله، وتابعه على ذلك القراب.
3571 - عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري.
ذكره أبو نعيم في جملة الصحابة، وذكر أن ابن داود قال: شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، وشهد ما بعدهما.
وكذا ذكره ابن الأثير عن ابن منده.
وذكره ابن فتحون في كتاب الصحابة.
والعقيلي في جملة الضعفاء.
3572 - (م ت س ق) عتبة بن غزوان بن جابر المازني أبو عبد الله، ويقال: أبو غزوان حليف بن عبد شمس.
شهد بدرا، كذا ذكره المزي، وفيه نظر، إنما هو حليف بني نوفل، كذا قاله غير واحد يأتي ذكرهم.
قال ابن سعد: كان عمله على البصرة ستة أشهر، ومات بمعدن بني سليم، وكان قدم على عمر يستعفيه من إمرة سعد عليه، فلما لم يعفه قال: والله لا أرجع إليها، وأبى عمر إلا أن يرجع، فرجع فمات في الطريق.
وقال البخاري، وعمر بن شبة، وابن إسحاق وأبو عروبة الحراني في كتابه " طبقات الصحابة "، رضي الله عنهم وأبي موسى المديني: مات سنة أربع عشرة، و [قال] ابن عبد البر: حليف لبني نوفل بن عبد مناف بن قصي:(9/127)
وقال [ق 88 / أ] هاجر إلى الحبشة وهو ابن أربعين سنة، ولما استعفى عمر من ولاية البصرة وأبى أن يعفيه قال: اللهم لا تردني إليها، فسقط عن راحلته فمات. وأما قول من قال: مات بمرو فليس بشيء.
وقال العسكري: مات بالمدينة. وفي كتاب ابن منده: غزة.
وفي كتاب الصريفيني: وعمره يوم مات خمس وسبعون، وقيل: سبع وخمسين.
وفي " معجم الطبراني الكبير " عن أبي عبيدة: وله خمس وخمسون سنة، ودفن في بعض المياه، حليف بني نوفل بن عبد مناة.
وفي " مسند بقي بن مخلد " له أربعة أحاديث.
وفي كتاب " البصرة " لعمر بن شبة: قدم عتبة البصرة في شهر ربيع الأول سنة: أربع عشرة، فأقام بها لا يغزو ولا يقاتله أحد، فبعث عمر على عمله عبد الله أو عبد الرحمن بن []، فمات قبل أن ينتهي إلى البصرة.
فكتب عمر إلى العلاء بن الحضرمي، وهو بالبحرين أن سر إلى عتبة بن غزوان وقد وليتك عمله، واعلم أنك تقدم على رجل من المهاجرين الأولين من الذين سبقت لهم من الله الحسنى، وما أعزله أن لا يكون عفيفا صلب الدين شديد البأس، ولكني ظننت أنك أغنى عن المسلمين [] منه فاعرف له حقه، فلما وصل العلاء بنياس مات. ولما رجع عتبة بالفرع وقصته ناقته، وكانت ولايته نحو سنة، وكان عتبة بدريا.(9/128)
3573 - (س) عتبة بن فرقد بن يربوع بن حبيب السلمي أبو عبد الله نزل الكوفة.
قال العسكري: أمه بنت عباد بن علقمة بن المطلب، وقال أبو اليقطان: بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - وبه جرب فتفل عليه فذهب جربه.
وقال ابن الأعرابي: بعث عمر بن الخطاب إلى أمراء الآفاق أن يبعث إليه كل رجل منهم برجل بلده، فبعث إليه سعد بن أبي وقاص بعتبة بن فرقد، وبعث إليه عتبة بن غزوان مجاشع بن مسعود، وبعث إليه معاوية: أبا الأعور السلمي، وبعث إليه عمرو بن العاص بمعن بن يزيد، فعجب من ذلك، وكلهم من سليم.
وفي قوله عن ابن عبد البر ينسبونه عتبة بن يربوع بن حبيب بن مالك، وهو فرقد، نظر؛ لقول ابن سعد: عتبة بن يربوع وهو فرقد بن حبيب بن مالك، وولده بالكوفة يقال لهم: الفراقدة، ذكره في الطبقة الثالثة طبقة الخندقيين، وفي موضع آخر عن الشعبي كتب عمر بن الخطاب إلى عماله: لا تجدوا خاتما فيه نقش عربي إلا كسرتموه، فوجد خاتم عتبة فيه عتبة العامل، فكسر.
وعن أبي عثمان أن عمر رأى على عتبة قميصا طويل الكم فدعا بالشفرة ليقطعه من عند أطراف أصابعه، فقال عتبة: يا أمير المؤمنين، إني أستحيي أن تقطعه وأنا أقطعه فتركه.
وفي " طبقات الموصل " لأبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس: ولي عتبة بن فرقد لعمر بن الخطاب الموصل، وفي بعض الرواية أنه فتحها على ما ذكروا، واتخذ عتبة بالموصل دارا ومسجدا. وداره فيما ذكر لي هي الدار المعروفة بدار بني سلس الصيرفي مولى المهالبة، وبالموصل جماعة يذكرون أنهم من ولده، وآخرون يذكرون أنهم من مواليه وشهد [ق 88 / ب] عتبة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(9/129)
خيبر وقسم له منها، فجعل عتبة سهمة منها لبني عمه عاما ولأخواله عاما.
وعن عبد الله ابن الربيعة قال: قال عتبة لعبد الله بن الربيعة: يا عبد الله، ألا تعينني على ابن أخيك على ما أنا فيه من عملي، فقال له عبد الله: يا عمرو بن عتبة، أطع أباك. قال: فنظر إلى معضد وهو جالس معهم، قال: فقال معضد: لا تطعهم واسجد واقترب. فقال عمرو: يا أبه إنما عبد أفعل في نكال رقبتي.
قال: فبكى عتبة، ثم قال: يا بني، إني لأحبك حبين: حبا لله، وحب الوالد لولده، فقال عمرو: يا أبه، إنك كنت أتيتني مالا بلغ سبعين ألفا، فإن كنت سائلي عنه فهو ذا وإلا فدعني فأمضيه، فما بقي منه درهم.
وعن ابن سيرين أن عتبة عرض على ابنه عمرو التزويج فأبى، فشكاه إلى عثمان. فلم يفعل. وعن يزيد بن رومان قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعتبة بن فرقد: " هذا ما أعطى محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عتبة بن فرقد أعطى له موضع دار بمكة بينها مما يلي المروة لا يحاقه فيها أحد، فمن حاقه فلا حق له، وحقه حق، وكتب معاوية ".
وعن حاتم بن مسلم أن عمر بن الخطاب وجه عياض بن غنم فافتتح الموصل وخلف عتبة بن فرقد على أحد الحصنين، وافتتح الأرض كلها عنوة غير الحصن صالحه أهله، وذلك سنة ثماني عشرة، وعن سيف بن محمد، عن محمد، وطلحة، والمهلب قالوا: كان على حرب الموصل سنة سبع عشرة ربعي بن الأنكل وعلى الخراج عرفجة، وفي قول آخرين عتبة بن فرقد على الحرب والخراج، وكان قبل ذلك كله إلى عبد الله بن المعتمر.
وزعم ابن منده أنه سلمي من بني مازن.
وفي ذلك نظر؛ لأن مازنا أخو سليم، فلا يجتمعان إلا بوجه تجوز.
وقال ابن دريد في " الاشتقاق الكبير "، وذكره: ومن رجلهم: عتبة.(9/130)
3574 - (د س) عتبة بن محمد بن الحارث بن نوفل الهاشمي، ويقال: عتبة بن محمد.
قال البخاري في تاريخه: قال ابن عيينة: أدركته، لم يكن به بأس.
3575 - (خ م د س ق) عتبة بن مسلم التيمي مولاهم المدني، وهو ابن أبي عتبة.
قال أبو بكر [ق 89 / أ] الخطيب في كتابه " الموضح ": أن البخاري فرق بين عتبة بن مسلم مولى بني تيم، وبين عتبة بن أبي عتبة، وهما واحد، انتهى.
تبع البخاري ابن حبان البستي في كتاب الثقات الذي نقل المزي توثيقه من عنده.
وفي الواسطيين:
3576 - عتبة بن مسلم.
كان بواب الحجاج روى عنه هشيم. ذكرناه للتمييز.
3577 - (ق) عتبة بن الندر السلمي. يقال: إنه سكن دمشق.
ذكره ابن سعد فيمن لم يحفظ نسبه، كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأن ابن سعد ذكره فيمن نزل الشام، ونسبه سلميا، ولم يتعرض لنسب ولا لغير(9/131)
ذلك. إنما قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر جماعة ثم قال: عتبة بن الندر السلمي وكان ينزل دمشق، توفي سنة أربع وثمانين، هذا جميع ما ذكره به، والله تعالى أعلم.
لكن الذي ذكره فيمن لا يعرف نسبه، هو خليفة، وقال: مات في ولاية عبد الملك.
وقال ابن حبان، والعسكري: مات زمن عبد الملك.
وفي " معرفة الصحابة " لأبي عبيد الله الجيزي: شهد الفتح – يعني فتح مصر – ولأهل مصر عنه حديث واحد، وروى عنه من أهل الشام جابر الصدفي، ويقال: قيس الصدفي.
وقال ابن يونس: عتبة بن الندر ذكر في أهل مصر، والرواية عنه مصرية.
وما عرفنا وقت قدومه مصر.
وفي كتاب " الصحابة " للبرقي: له حديثان.
وفي كتاب القراب: توفي سنة أربع وثمانين.
3578 - (ق) عتبة بن يقظان الراسبي أبو عمرو، ويقال: أبو زحارة البصري.
قال النسائي في كتاب " الكنى ": أبو زحارة عتبة بن يقظان غير ثقة كذا ذكره المزي.
والذي في نسختي من كتاب " الكنى " للنسائي: وهي في غاية الجودة: أبو زحارة عتبة بن يقظان روى عنه أبو هلال، لم يزد شيئا في هذا، وقال في باب أبي عمرو: وأبو عمرو عتبة بن يقظان، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عامر بن(9/132)
مدرك، ثنا عتبة بن اليقظان أبو عمرو، ثنا حماد، عن إبراهيم إن كان عامر بن مدرك، فعتبة غير ثقة، والله أعلم، فينظر.
وفي كتاب " الكنى " لأبي بشر الدولابي من نسخة كتبت عنه، وقرأها جماعة من الحفاظ: سمعت العباس يقول: قال يحيى: قد روى أبو هلال عن عتبة بن يقظان أبو زخارة، هكذا قال سليمان بن حرب أبو زخارة.
وخرج الحاكم حديثه، وصحح إسناده.(9/133)
من اسمه عتي وعتيك وعثام
3579 - [ق 89 / ب] (بخ ت س ق) عتي بن ضمرة التميمي السعدي البصري.
قال علي بن المديني في كتاب " العلل الكبير "، وذكر حديث أبي بن كعب فيمن تعزى بعزاء الجاهلية: حديث بصري رواه الحسن عن رجل لم أسمع منه بحديث إلا من طريق الحسن، وهو مجهول. يقال له: عتي بن ضمرة السعدي، سمع من أبي بن كعب أحاديث رواها عنه. لا نحفظها إلا من طريق الحسن، لم يرو فيها شيئا مرفوعا إلا هذا الحديث. قال: وحديث هذا الشيخ عتي بن ضمرة يشبه حديث أهل الصدق، وإن كان لا يعرف. انتهى كلامه.
وفيه نظر من حيث أنا وجدنا له عنه حديثا مرفوعا غير ما تقدم، وهو ما رواه ابن حبان في صحيحه، ثنا الحسن بن سفيان، عن موسى بن الحسن، عن أبي حذيفة، ثنا سفيان، عن يونس، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن مطعم بن آدم قد ضرب للدنيا مثلا " الحديث.
وحديثا آخر رواه ابن خزيمة في صحيحه عن ابن بشار، ثنا أبو داود، ثنا خارجة بن مصعب، عن يونس، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " للوضوء شيطان يقال له: ولهان " الحديث.
وصححه أيضا شيخنا المنذري.
وذكره الحاكم في الشواهد ونبه على تفرده به.(9/134)
وكذا قال الترمذي: حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، ولا يعلم أحد أسنده غير خارجة. وكذا ذكره [الطبراني] فينظر؛ لأنا وجدنا له متابعا ذكرناه في كتابنا " منار الإسلام ".
وقال العجلي: بصري ثقة.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل البصرة.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عتي بن ضمرة مات سنة سبع وأربعين.
3580 - (عس) عتيبة الضرير عن بريد بن أصرم.
قال البخاري: إسناده مجهول، عتيبة وبريد مجهولان. كذا ذكره المزي والذي في " تاريخ البخاري الكبير ": عتيبة [عن] بريد بن أصرم سمع منه جعفر بن سليمان، في إسناده نظر، والله أعلم.
3581 - (د س) عتيك بن الحارث بن عتيك الأنصاري المدني.
زاد البخاري في تاريخه: بن قيس بن هيشة الأويني.
وخرج أبو حاتم بن حبان حديثه في صحيحه.
وقال ابن سعد: شهد أحدًا مع أبيه أيضا وعمه.(9/135)
3582 - (خ 4) عثام بن علي بن هجيز بن بجير بن زرعة الكلابي الوحيدي أبو علي الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". وقال محمد بن سعد، وأبو داود: مات سنة خمس وتسعين ومائة، كذا ذكره المزي، وهو يعلمك أنه ما ينقل من أصل، إذ لو نقله من أصل لوجد ابن حبان لما ذكره في " الثقات " قال: مات سنة خمس وتسعين ومائة.
ولوجد ابن سعد أيضا لما ذكره في الطبقة [ق 90 / أ] السابعة. قال: توفي بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة، في خلافة محمد بن هارون، وكان ثقة.
وفي تاريخ ابن قانع: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة، وقال: كذا قاله يحيى بن معين.
وفي " سؤالات الحاكم " للدارقطني: ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " وقال: قال عثمان: كان صدوقا.
أخرج البزار في مسنده حديث ابن عباس في السواك قال: لا نعلم أحدا روى عن الأعمش إلا عثام بن علي، وهو ثقة.(9/136)
من اسمه عثمان
3583 - (4) عثمان بن إسحاق بن خرشة القرشي العامري المدني.
قال ابن خلفون لما ذكره في كتاب " الثقات ": وقيل: هو رجل من العرب، ليس هو من قريش. وقال عباس بن محمد، عن يحيى بن معين: عثمان بن إسحاق بن خرشة ثقة.
وفي تاريخ البخاري: عثمان عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي بكر في الجدة مرسل. قال لنا عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عثمان: هو من بني عامر بن لؤي بن أخت أروى التي عميت، منقطع في أهل المدينة.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم والطوسي.
وقول المزي: عثمان بن إسحاق بن خرشة يرده ما قاله أبو عمر: خولف مالك في عثمان هذا؛ لأن مالكا قال: عثمان بن إسحاق بن خرشة. والذي قالته طائفة من أهل [التثبت] والرواية عثمان بن إسحاق بن أبي خرشة بن عمرو بن ربيعة. ولا أعلم روى عنه غير ابن شهاب، وهو معروف النسب، إلا أنه ليس مشتهرا بالرواية للعلم.(9/137)
3584 - (ع) عثمان بن الأسود بن موسى بن باذان المكي مولى بني جمح.
ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل مكة، وقال: توفي بمكة سنة خمسين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن نمير وغيره.
ولما خرج الحاكم حديثه في المناسك صححه، وقال ابن خزيمة: إن كان سمع عثمان من ابن عباس صح.
وفي قول المزي: قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات سنة تسع وأربعين ومائة، نظر، والذي في كتابه بخط الحافظ الصريفيني، وغيره: سبع السين مقدمة على الباء، يزيد ذلك وضوحا أني لم أر أحدا ذكره في سنة تسع، وما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل مكة، قال: مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة. ولما ذكره الهيثم بن عدي فيها قال: توفي زمن المنصور سنة ست وأربعين أو سبع وأربعين ومائة، وذكر ابن قانع، والقراب وفاته سنة ست وأربعين، زاد ابن قانع: [ق 90 / ب] سكن المدينة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".(9/138)
3585 - (خ م س) عثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكي الأزدي مولاهم المروزي.
ذكره ابن شاهين، وابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: مروزي، وقيل: بصري.
3586 - (ع) عثمان بن الحارث أبو الرواع عن ابن عمر وعنه الثوري.
كذا ذكره المزي لم يزد شيئا في تعريف حاله.
وقد ذكر ابن خلفون عثمان بن الحارث الكوفي أبو الرواع، فقال: إنه ابن بنت الشعبي، ويقال: ختن الشعبي. روى عن الشعبي، وأبي الوداك جبر بن نوف وأبي الوزاع جابر بن عمرو. روى عنه سفيان بن سعيد الثوري، ومروان بن معاوية الفزاري.
روى إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: عثمان أبو الرواع بن الحارث الذي يروي عنه الثوري هو ثقة.
ولما سماه البخاري عثمان بن الحارث رد ذلك الرازيان عليه، وقالا: إنما هو عثمان بن ثابت بن الحارث.(9/139)
3587 - (د ق) عثمان بن حام أبو حام الحميري، ويقال: الأزدي القاص.
ذكره ابن خلفون في كتاب الثقات.
3588 - (خت م 4) عثمان بنت الحكم الجذامي المصري.
قال أحمد بن صالح: مصري ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات، وقال: هو مشهور.
3589 - (خت م 4) عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري الأوسي الأحلافي أبو سهل المدني ثم الكوفي، أخو حكيم.
قال العجلي: مدني ثقة ثبت، رفيع سكن الكوفة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن نمير وغيره.
وفي " مسند يعقوب بن شيبة الفحل ": عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف ثقة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، قال: كان ثقة، وقد روى عنه الكوفيون.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: رفع به أحمد بن صالح، يعني: المصري -.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني، وقيل له: روى هشيم عن عثمان بن حكيم بن سهل بن حنيف؟ فقال: أخطأ في نسبه، إنما هو عثمان(9/140)
ابن حكيم بن عباد بن حنيف.
وذكر ابن قانع وفاته في سنة ثمان وثلاثين ومائة.
ولما ذكره خليفة في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة قال: مات قبل الأربعين ومائة [ق 91 / أ].
3590 - (س) عثمان بن حكيم بن ذبيان الأودي أبو عمرو الكوفي، أخو علي، وذبيان ووالد أحمد.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة، وقال: روى عن شريك وغيره، وكان ثقة.
وكذا قاله يعقوب بن سفيان.
3591 - (بخ ت س ق) عثمان بن حنيف بن واهب بن العكيم الأنصاري الأوسي أبو عمرو المدني.
قال ابن حبان: هو عامل عمر على العراق، ويكنى أبا عبد الله، بقي إلى زمان معاوية.
وقال أبو أحمد العسكري: هو الذي قال له عمر بن الخطاب: لعلك حملت الأرض ما لا تطيق. وشهد أحدا والمشاهد بعدها. واستعمله علي بن أبي طالب على البصرة قبل الجمل، فكان من أمره ما كان.(9/141)
وفي " تاريخ البخاري ": بقي إلى زمن معاوية.
وفي " الاستيعاب " – الذي هو بيد صغار الطلبة، الذي انتهى عنه المزي بحديث رواه من جهته في عدة أسطار – قال أبو عمر: يكنى أبا عمرو، وقيل: أبو عبد الله. ولاه علي البصرة، فأخرجه عنها طلحة والزبير، حين قدماها. ذكر العلماء بالأثر، والخبر أن عمر استشار الصحابة في رجل يوجهه إلى العراق، فأجمعوا جميعا على عثمان بن حنيف، وقالوا: لن تبعثه إلى أهم من ذلك، فإن له بصرا، وعقلا، وتجربة، ومعرفة، فأسرع عمر إليه فولاه مساحة أرض العراق. وسكن عثمان الكوفة وبقي إلى زمن معاوية.
وقال أبو نعيم الحافظ: عثمان بن حنيف بن واهب بن العكيم، وقيل: حكيم. عمر إلى أيام معاوية. روى عنه ابنه عبد الرحمن بن عثمان بن حنيف.
ولما ذكره خليفة سماه: حكيما من غير تردد.
وقال أبو عيسى الترمذي في كتابه " معرفة الصحابة ": عثمان بن حنيف الأنصاري المدني أخو سهل، شهد بدرا، كذا ذكره أبو عيسى، والنسخة غاية في الجودة، والصحة. ولم أر ذلك لغيره، والله تعالى أعلم.
وأنشد له المرزباني في معجمه لما أقبل أصحاب الجمل، وهو على البصرة فقاتلهم، وقال من أبيات، وتروى لغيره:
شهدت الحروب فشيبتني ... فلم أر يوما كيوم الجمل
وفي " أخبار البصرة " لعمر بن شبة: لما قدم الزبير البصرة خرج إليه عثمان وهو يقول:(9/142)
أيمن إليك إنها قريش ... ليردنها جهلها والطيش
[ق 91 / ب]
3592 - (ق) عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان أبو عفان المدني، والد أبي مروان.
قال البخاري: عنده مناكير، كذا ذكره المزي تابعا صاحب " الكمال "، وكأن صاحب " الكمال " تبع ابن الجوزي، وذلك وهم ممن ذكره، بينما ذلك في كتابنا المسمى " بالاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء "، وذلك أن البخاري لما ذكره في غير ما نسخة من تاريخه الكبير قال: منكر الحديث.
ونقله عنه أبو بشر الدولابي، فقال: أبو عفان، ويقال: أبو غفار المدني، " من قال: يثرب فليقل: المدينة عشر مرات "، منكر الحديث قاله البخاري.
وقال الساجي: عنده مناكير غير معروفة.
وقال الحاكم النيسابوري، والنقاش: حدث عن مالك وغيره بأحاديث موضوعة.
وذكره أبو العرب القيرواني، وأبو القاسم البلخي في جملة الضعفاء.
وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج بخبره.
وله شيخ آخر اسمه: -
3593 - عثمان بن خالد شامي.
روى عن أبي الأشعث الصغاني.(9/143)
3594 - وعثمان بن خالد بن الزبير.
روى عن محمد بن عمرو بن علقمة.
3595 - وعثمان بن خالد القرشي.
روى عن الحسن ونافع. ذكرهم ابن أبي حاتم والبخاري.
وذكرناهم للتمييز.
3596 - (ت) عثمان بن بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي.
قال البخاري: أرى أخا صالح وأرى والد ربيعة هو ابن عثمان.
وقال ابن حبان: يروي المراسيل.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3597 - عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
روى عن أبيه. قاله ابن مروديه.
وفي الصحابة: -
3598 - عثمان بن ربيعة بن أهبان.
قال ابن إسحاق: هاجر للحبشة – ذكرناه للتمييز.
3599 - (خ) عثمان بن أبي رواد الأزدي العتكي مولاهم أبو عبد الله البصري أخو عبد العزيز، وجبلة.
قال أبو زرعة الدمشقي في " التاريخ الكبير ": سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن عثمان بن أبي رواد أخي عبد العزيز؟ فقال: لا بأس به.(9/144)
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في كتاب " الثقات ".
ولما سأل الحاكم الدارقطني عنه قال: ثقة.
3600 - (م) عثمان بن زائدة أبو محمد المقرئ كوفي نزل الري.
قال ابن حبان: حدثنا محكول ببيروت، ثنا إسحاق بن الجراح الأزدي، ثنا أحمد بن شبويه، ثنا [ق 92 / أ] هاشم بن مخلد، عن عثمان بن زائدة قال: جلس إلي رجل عليه سواد، فأنا أخاف أن أدخل النار بتلك الجلسة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب الداني: أبي عمرو المقرئ أخذ القراءة عرضا عن حمزة بن حبيب الزيات وعنه ضبط التحقيق.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3601 - عثمان بن زائدة، ويقال: ابن أبي زائدة.
يروي عن عكرمة بن عمار. ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ذكرناه للتمييز.
3605 - (د) عثمان بن زفر الجهني الشامي.
كذا ذكره المزي تبعا لما في " الكمال " والبخاري في تاريخه يقول: هذا عثمان بن زفر الفزاري.(9/145)
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
3603 - (د س) عثمان بن السائب الجمحي مولى أبي محذورة.
خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الدارمي.
3604 - (د ت) عثمان بن سعد التميمي، ويقال: التيمي القرشي أبو بكر البصري المعلم.
قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
ولما خرج الحاكم حديثه في مستدركه قال: يجمع حديثه.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بذاك.
وذكره أبو العرب، والبلخي، والعقيلي والساجي، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وفي رواية معاوية بن صالح عن ابن معين: ضعيف.
وفي قول المزي عن النسائي أنه قال: ليس بثقة، نظر؛ لأن الذي في كتابه: ليس بالقوي: وكذا نقله عنه غير واحد.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الرابعة(9/146)
من المحدثين، وقال ابن وضاح: سمعت أبا جعفر السبتي يقول: عثمان بن سعيد الكاتب بصري ثقة، يروي عن أنس، قال ابن خلفون: هكذا قال ابن وضاح: سعيد.
3605 - (ق) عثمان بن الساج.
روى عن سعيد بن جبير، عن علي حديثا عند ابن ماجه.
وقال ابن أبي حاتم: روى عن خصيف، روى عنه معتمر بن سليمان، ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي.
وقال البخاري في تاريخه: أحسبه جزريا.
وقال العقيلي: لا يتابع.
وزعم بعض المتأخرين أنه عثمان بن عمرو بن ساج نسب إلى جده، ولم يفطن أن أبا حاتم فرق بينهما. فينظر.
لم ينبه عليه المزي، وقال: روى له النسائي وأغفل ما ذكرناه وهو ثابت في كتاب ابن ماجه في كتاب الطهارة " أفواهكم طرق القرآن ".(9/147)
3606 - (د س ق) عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي أبو عمرو الحمصي.
قال ابن أبي خيثمة: سمعت عبد الوهاب بن نجدة الحوطي يقول: عثمان بن سعيد بن كثير ريحانة الشام عندنا.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". وقال: توفي سنة تسع ومائتين، وخرج حديثه في صحيحه.
ولما خرجه الحاكم قال: عثمان بن سعيد بن كثير هذا ثقة.
ولما ذكر ابن قانع وفاته سنة تسع ومائتين قال: صالح. وفي هذا والذي قاله ابن حبان رد لما ذكره المزي، وذلك أنه لما ذكر وفاته من عند محمد بن عبد الله [ق 92 / ب] الحضرمي في سنة تسع ومائتين ضبب عليه، وقال: لعله سنة تسع عشرة.
3607 - (ز) عثمان بن سعيد، ويقال: ابن عمار الأزدي، ويقال: القرشي كوفي زيات أحول طبيب صائغ.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3608 - عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي أبو سعيد الهروي الدار السجزي الأصل.
روى عن علي بن المديني، وغيره. عند الحاكم في مستدركه.
قال ابن حبان: مات سنة إحدى وثمانين ومائتين.(9/148)
وفي الصحابة – رضي الله عنهم أجمعين: -
3609 - عثمان بن سعيد بن أحمد الأنصاري.
قال ابن حبان: له صحبة. ذكرناهما للتمييز.
3610 - (عخ) عثمان بن سليمان بن أبي حثمة العدوي القرشي المدني.
قال ابن حبان: يروي عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة قال: هو أخو أبي بكر، ولد عثمان عمر ومحمدا وأمهما أم ولد. وقد روى عن عثمان أيضا.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3611 - عثمان بن سليمان بن صبيح.
سمع أبا سعيد الخدري.
3612 - وعثمان بن سليمان الحارثي.
روى عن يزيد بن المهلب.
3613 - وعثمان بن سليمان بن مرجعة أبو مرجعة.
روى عن عكرمة. ذكرهم ابن أبي حاتم.
3614 - وعثمان بن سليمان بن جرموز.
يروي عن أنس.(9/149)
3615 - وعثمان بن سليمان الليثي.
يروي عن الحسن. يكنى أبا عمرو. ذكرهما ابن حبان في كتاب الثقات. ذكرناهم للتمييز.
3616 - (خت م د تم س ق) عثمان بن أبي سليمان بن حبير بن مطعم بن عدي بن نوفل النوفلي القرشي المكي.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه. وكذا أبو عوانة الإسفرائيني، والدارمي، والحاكم.
وقال العجلي: مكي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وزعم المزي أن ابن سعد وثقه، وكأنه إنما نقله من غير أصل، إذ لو كان من أصل [ق 93 / أ] لوجد فيه شيئا لم يذكره المزي جملة في كتابه، وهو: تسميته أبي سليمان، وذلك أنه قال في الطبقة الثالثة من أهل مكة عثمان بن أبي سليمان محمد بن جبير بن مطعم، كان ثقة، وله أحاديث.
وذكره خليفة في الطبقة الثالثة من أهل مكة.
وقال أبو مسلم المستملي في تاريخه: رواية الدوري عنه: عثمان بن أبي سليمان نوفلي روي لنا عنه، كان قاضيا على أهل مكة أخبرني بذلك عبد الله بن رجاء.
3617 - (بخ د ت ق) عثمان بن أبي سودة المقدسي أخو زياد.
قال المزي: ذكر – يعني: صاحب " الكمال " – في الرواة عنه حماد بن(9/150)
واقد وهو وهم، انتهى. حماد لم أجد له ذكرا في هذه الترجمة جملة، فينظر.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: قال عثمان: كانت أمي سودة.
وفي كتاب محمد بن إسماعيل: أمي أم سودة.
قال الحافظ أبو الحسن في كتابه: " الوهم والإيهام ": الثاني هو الصواب، وعثمان لا نعلم حاله فيجب التوقف عن روايته حتى يتثبت من أمره مما يغلب على الظن صدقه.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله وحسنه الطوسي.
وضعفه الإشبيلي. ووثقه يعقوب بن سفيان.
3618 - (س) عثمان بن شماس مولى عباس، ويقال: عثمان بن جحاش ابن أخي سمرة بن جندب.
روى عن أبيه، وأبي هريرة. روى عنه بكار بن سقير، والجلاس، ويقال: أبو الجلاس، وابنه موسى. قال يحيى وأحمد بن حنبل: حدث الجلاس عن ابن شماس هكذا قال شعبة، وعبد الوارث يقول: ابن جحاش، والقول قول عبد الوارث. هذا جميع ما ذكره المزي، فلا أدري من أين له الجمع بين ابن شماس وابن جحاش ولا من سلفه في ذلك؟ والذي حكاه لا يشعر بشيء من ذلك.
وقد فرق البخاري، وأبو حاتم الرازي، وابن حبان بين هذين الترجمتين.
أما البخاري فقال في حرف الجيم من أسماء آباء عثمان: عثمان بن جحاش ابن أخي سمرة بن جندب عن سمرة سمع منه عتبة بن سيار قاله(9/151)
عبد الوارث، وأما سمرة فهو من فزارة، ثم قال في حرف الشين من أسماء الآباء: عثمان بن شماس مولى عباس سمع أبا هريرة، روى عن محمد بن إسحاق، عن موسى بن عثمان، عن أبيه، وروى عن بكار بن سقير، عن [ق 93 / ب] عثمان بن شماس مولى عبد الله بن عباس سمع أباه.
وقال أبو حاتم الرازي: عثمان بن جحاش ابن أخي سمرة روى عنه أبو الجلاس عقبة بن سيار، روى عن []، ثم ذكر في فصل الشين عثمان بن شماس مولى ابن عباس سمع أبا هريرة، وروى عن أبيه، روى عنه بكار بن سقير وابنه موسى.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عثمان بن جحاش ابن أخي سمرة يروي عن سمرة. روى عنه عقبة بن سيار، ثم ذكر بعد تراجم عديدة: عثمان بن شماس مولى عبد الله بن عباس يروي عن أبي هريرة، روى عنه ابنه موسى بن عثمان.
ورأيت في كتاب الصريفيني: عثمان بن شماخ، وزعم أنه كذلك في " مسند أحمد بن حنبل ".
وذكر مسلم في الطبقة الثانية من أهل البصرة، فقال: عثمان بن جحاش ابن أخي سمرة بن جندب.
3619 - (خ س ق) عثمان بن صالح بن صفوان أبو يحيى السهمي المصري والد يحيى.
قال صاحب " زهرة المتعلمين في ذكر أسماء مشاهير المحدثين ": كان كاتبا(9/152)
لابن وهب، وقيل: كان كاتب ابن لهيعة. روى عنه – يعني: البخاري – حديثين. توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
وقال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة أربع وأربعين ومائة، وتوفي في المحرم سنة تسع عشرة ومائتين، حدثني بوفاته علي بن قديد عن يحيى بن عثمان بن صالح.
وكذا قال الكندي لما ذكر وفاته ومولده، أخبرني بذلك ابن قديد عن ابن عثمان، انتهى.
المزي ذكر وفاته فقال: قال ابن يونس، وهو كما ترى ابن يونس: إنما رواه رواية، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب ابن منده: توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
3620 - (ت) عثمان بن الضحاك بن عثمان حجازي، قيل: إنه الحزامي، وقيل: ليس بالحزامي.
قال البخاري: قال عثمان بن الضحاك: كنت بالشام فقال لي رجل: أريك قبر معاوية وعبد الملك؟ وقال قتيبة: ثنا أبو مودود، حدثني عثمان بن الضحاك، عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام: وذكره ابن حبان في كتاب الثقات. كذا ذكره المزي. موهما أن قول البخاري، وابن حبان: عثمان بن الضحاك بن عثمان، وليس كذلك.
والذي ذكره البخاري بهذا إنما هو في عثمان بن الضحاك الغير منسوب، وذلك أن البخاري قال: عثمان بن الضحاك بن عثمان القرشي الحزامي مدني، ثم قال: عثمان بن الضحاك [ق 94 / أ] قال: كنت بالشام فقال لي رجل، فذكره.(9/153)
وقال أبو حاتم الرازي: عثمان بن الضحاك بن عثمان القرشي، وذكر بعده: عثمان بن الضحاك روى عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، روى عنه أبو مودود.
وأما ابن حبان فلم يذكر في كتاب " الثقات " إلا المرادي عن ابن سلام جد هذا، فينظر.
3621 - (م د) عثمان بن طلحة بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى العبدري حاجب الكعبة شرفها الله تعالى.
قال ابن حبان: رجع إلى مكة بعد أن قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسكنها إلى أن مات.
وقال العسكري: أسلم في هدنة الحديبية. وقال قوم: إنه استشهد بأجنادين وذلك باطل. وقال مصعب: كانت سدانة البيت واللواء إلى عثمان، والسدانة مع الحجابة في الجاهلية ثم اتصل له في الإسلام.
وفي كتاب الاستيعاب: قتل أبوه وعمه عثمان يوم أحد كافرين، وقتل بها أيضا إخوته: مسافع، والجلاس، والحارث، وكلاب كفارا. ولما قدم هو وخالد وعمرو بن العاص على النبي - صلى الله عليه وسلم - مسلمين، قال: " رمتكم مكة بأفلاذ كبدها ". وشهد عثمان فتح مكة.(9/154)
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة طبقة الخندقيين، قال عن
شيخه: مات في أول ولاية معاوية بن أبي سفيان.
وقال أبو نعيم الحافظ: هو الذي بلغ بأم سلمة المدينة حيث هاجرت، فقالت: ما رأيت صاحبا أكرم من عثمان، وأسلم قبل الفتح. [ق 94 / ب].
3622 - (بخ د ق) عثمان بن أبي العاتكة سليمان الأزدي أبو حفص الدمشقي القاص.
ذكر في كتاب الصريفيني أنه توفي سنة تسع وأربعين ومائة.
وقال الساجي: سمعت محمد بن مثنى يحدث عن الوليد عنه بغير حديث.
وقال أحمد بن صالح العجلي: لا بأس به.
وذكره ابن شاهين وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مات سنة ثنتين وخمسين ومائة، وخرج حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بالقوي.(9/155)
وفي " تاريخ خليفة بن خياط " - بخط جماعة من الحفاظ -: سنة خمس وخمسين وقال: كان ثقة.
ولما ذكر ابن قانع وفاته في سنة خمس وخمسين قال: مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وفي كتاب القراب: وجدت بخط أبي معشر الخياط: سمعت عبد الله بن إبراهيم، سمعت محمد بن سعد، سمعت محمد بن عمر يقول " وعثمان بن أبي عاتكة يكنى أبا حفص مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، وكان ثقة في الحديث مات سنة خمس وخمسين ومائة، وفي هذا رد لما ذكره المزي من قول خليفة: توفي سنة خمس وخمسين، ضبب على الخمسين اعتقادا منه غلطها، وما أدري أيش ألجأه إلى ذلك؟ فإنه قدم أولا أنه مات في ولاية الفضل، قال: والفضل ولي تسع سنين وأول ولايته سنة تسع وأربعين ومائة.
وقال ابن القطان: مختلف فيه.
وذكره ابن خلفون في " الثقات ".
3623 - (ع) عثمان بن عاصم بن حصين، ويقال: عثمان بن عاصم بن زيد بن كثير بن زيد أبو حصين الأسدي الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " في الذين رووا عن التابعين كأنه لم يصحح روايته عن الصحابة الذين ذكرهم المزي وقال: مات سنة ثمان وعشرين وقد قيل سنة سبع وعشرين ومائة.
وقال ابن خلفون: كان رجلا صالحا فاضلا، وثقه ابن وضاح وابن عبد الرحيم.(9/156)
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة [ق 95 / أ] من أهل الكوفة.
وفي قول المزي: ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة نظر؛ لأنه إنما ذكره في الطبقة الثالثة بزيادة: قال مسعر عن أبي حصين قال: لقيني عبد الله بن مغفل، فقال: شغلتك التجارة، قال أبو حصين فقلت: وأنت شغلتك الإمارة وقال سفيان: استعمله فلان فبعث إليه بألفي درهم فردها. قال سفيان: فقلت: يا أبا حصين، لم رددتها؟ قال: الحياء والتكرم. وقال سفيان: قال ابن أبي إسحاق: مات عندنا – يعني أبا حصين – فقام رجل فقال: من هذا؟ فخبر فقال: لا والله ما أطاق صلاته أحد. قال محمد بن عمر: مات أبو حصين سنة ثمان وعشرين ومائة.
وفي قوله أيضا: قال ابن سعد: هو من بني جشم بن الحارث إلى آخره نظر؛ لأن ابن سعد إنما ذكره رواية عن ابن الكلبي لم يقله استقلالا.
وفي قوله أيضا كان ممن رد أبو حصين الصلة وهو عامل – يعني بالميم – والصواب عائل بالياء نظر في موضعين.
الأول: هذه الجملة ليست في كتاب " الكمال " جملة.
الثاني: الصواب عامل بالميم لما بيناه من عند ابن سعد أنه لما عمل أجيز، والله تعالى أعلم.
وقال ابن عبد البر في كتاب " الاستغناء ": أجمعوا على أنه ثقة حافظ.(9/157)
وذكره ابن حزم في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة، وقال: أسدي صليبة توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وذكره مسلم في الطبقة الثالثة.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة ثقة كوفي شريف.
وفي " الكنى " للنسائي عن يحيى بن آدم: سمعت أبا حصين يذكر أن بينه وبين عاصم بن أبي النجود من السن سنة.
3624 - (مد 4) عثمان بن أبي العاص أبو عبد الله الطائفي الثقفي أخو الحكم.
قال ابن حبان: هو عثمان بن العاص بن بشر بن عبد بن دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن سيار بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف أقام على الطائف أيام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأيام أبي بكر، وصدرا من أيام عمر ومات في ولاية معاوية بالبصرة، انتقل في آخر أمره إليها وله بها عقب أشراف وأمه فاطمة بنت عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف.
وفي كتاب " الصحابة " للبرقي: مات سنة خمسين أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - على الذين وفدوا معه من ثقيف، لما رأى من حرصه على الإسلام.
وفي سنة خمسين ذكره خليفة، ومصعب، وابن قانع وغيرهم، وقال الجاحظ في كتاب " من سقى ببطنه ": من الأشراف كان شاعرا بينا ورئيسا سيدا مطاعا وله فتوح كبار ومقامات شريفة.
وقال ابن سعد: قدم في وفد ثقيف فأسلموا وقاضاهم على القضية وكان عثمان أصغرهم فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قبلهم فأسلم وأقرأه قرآنا، ولزم أُبَي بن(9/158)
كعب، فكان يقرأ فلما أراد الوفد الانصراف قالوا: يا رسول الله، أمر [ق 95 / أ] علينا، فأمر عليهم عثمان وقال: " إنه كيس، وقد أخذ من القرآن صدرا "، فقالوا: لا نغير أميرا أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم معهم الطائف فكان يصلي بهم ويؤمهم، فلما كان زمن عمر وخط البصرة، أراد أن يستعمل عليها رجلا له عقل وقوام وكفاية فقيل له: عليك بعثمان بن أبي العاص فقال: ذاك أمير أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما كنت لأنزعه، فقالوا له: اكتب إليه يستخلف على الطائف، ويقبل إليك قال: أما هذا فنعم، وكتب إليه بذلك واستخلف أخاه الحكم على الطائف، وأقبل إلى عمر فوجهه إلى البصرة فابتنى بها دارا واستخرج منها شط عثمان، الذي ينسب إليه بحذاء الأبله وأرضها، وبقي ولده بها إلى اليوم وشرفوا، وكثرت غلاتهم وأموالهم ولهم عدد كثير وبقية حسنة.
وفي كتاب المرزباني: كان يقال له: فارس السرح، وكان قد شد على عمرو بن معديكرب في الجاهلية فهرب عمرو فقال عثمان:
لعمرك لولا الليل كانت مآثم ... حواسر تخمش الوجوه على عمر
وأفلت أفوت الأسنة بعدما ... رأى الموت والخطى أقرب من شبر
يحث برجليه سيرها كأنها ... عقاب دعاها جنح ليل إلى ولد
وقال أبو نعيم الحافظ: وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن سبع وعشرين سنة في أناس من ثقيف، فسأله مصحفا فأعطاه، وشكا وسواسا يعرض له في صلاته، فضرب صدره وتفل في فيه فلم يحس به بعد، وكان ذا مال، كثير الصدقة والصلة، يختار العزلة والخلوة، وإليه ينسب سوق عثمان بالبصرة وله بالبصرة غير دار.
وفي كتاب العسكري: لم يزل على الطائف إلى أن استعفى عمر فأعفاه ثم(9/159)
استعمله على عمان ومات سنة خمسين أو نحوها زمن معاوية، وعن ابن شهاب: أقبل وفد ثقيف بضعة عشر رجلا من أشراف ثقيف، منهم: عثمان وهو أصغر القوم فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدين واستقرأه القرآن حتى فقه وعلم فأعجب - صلى الله عليه وسلم - بعثمان وأحبه، وذلك قبل تبوك، وقال ابن إسحاق: سنة ثمان من الهجرة وقال أبو عمر أقام بالطائف سنين من خلافة عمر ثم عزله وولاه عمر بن الخطاب سنة خمس عشرة على عمان والبحرين، فسار إلى عمان ووجه أخاه الحكم إلى البحرين [ق 96 / أ] فصار هو إلى توج فافتتحها ومصرها وقيل: ملكها سهرك، وذلك سنة إحدى وعشرين وأمده بأبي موسى الأشعري فكان عثمان، يغزو سنوات في خلافة عمر وعثمان يغزو صيفا ثم يرجع، فنسبوا بتوج وعلى يديه كان فتح اصطخر الثانية سنة سبع وعشرين وأقطعه عثمان بن عفان اثني عشر ألف جريب وهو الذي أمسك ثقيفا عن الردة، وذلك أنه قال لهم: يا معشر ثقيف، كنتم آخر الناس إسلاما فلا تكونوا أول الناس ردة.
وفي كتاب الصريفيني: توفي وله سبع وتسعون سنة.
ولما ذكر المزي رواية الحسن عنه قال: وقيل: لم يسمع منه.
ولما ذكر رواية الحسن عنه في باب الحسن جزم بها، وهذا يناقض كلامه والظاهر سماعه منه، لما في " تاريخ البخاري ": قال ابن أبي الأسود: ثنا أبو داود، ثنا أبو عامر، عن الحسن قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص، وقد أخلى بيتا للحديث.
وقال ابن شاهين في كتاب " الثقات ": ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا حزم قال: سمعت الحسن يقول: وحدث بحديث، فقال له: عبد الله بن بريدة: من أخبرك بهذا يا أبا سعيد؟ قال: الثبت عثمان بن أبي العاص،، فقال عبد الله: ثبت والله.(9/160)
وفي " تاريخ البصرة " لابن أبي خيثمة: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا الحسن قال: دخلنا على عثمان بن أبي العاص، فقال له رجل: يا أبا عبد الله.
3625 - (د ق) عثمان بن عبد الله بن أوس بن أبي أوس حذيفة.
قال المزي: ذكر يعني صاحب " الكمال " في الرواة عنه: محمد بن مسلم الطائفي وأبا داود الطيالسي وأبا نعيم وذلك وهم؛ إنما يروون عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى عنه، ولم يدركه. انتهى، كلامه. وهو غفر الله له على عادته يدفع الأشياء بغير دليل.
ولو قيل: هاتوا حققوا لم يحققوا.
أيش الدليل على صحة هذا القيل؟ قال أستاذ هذه الصناعة: روى عنه – يعني عثمان بن عبد الله بن أوس – عبد الله بن عبد الرحمن ومحمد بن مسلم.
وقال أبو محمد بن أبي حاتم عن أبيه: روى عنه أبو داود الطيالسي، وأبو نعيم الفضل بن دكين.
وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه الكبير: روى عنه محمد بن مسلم الطائفي وأبو داود فلا يترك قول هؤلاء بلا دليل، والله تعالى أعلم.
وفي قوله: " ولم يدركه " نظر أيضا، إن أراد الجماعة لكان يقول: يدركوه، وإن أراد أن عبد الله بن عبد الرحمن أيضا لم يدركه، فقد ناقض كلامه [ق 96 / ب] لأنه نص على روايته المشعرة بالاتصال عنده عنه.(9/161)
3626 - (خ ق) عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنيس بن أذاة أبو عبد الله العدوي أمير مكة.
قال أبو الحسن الدارقطني – وسأله عنه حمزة -: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو عندهم ثقة، قاله ابن عبد الرحيم وغيره.
وذكره خليفة في الطبقة الثالثة من أهل المدينة وقال: توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة قال: ولد عمرا، وبه كان يكنى، وعبد الله وعمر وأبا بكر والزبير وعبد الرحمن وأمهم عبدة بنت الزبير بن المسيب بن أبي السائب وحفصة لأم ولد وفاطمة لأم ولد.
ولما خرج الحاكم حديثه قال: قد احتج البخاري بعثمان.
وخرج ابن حبان أيضا حديثه في صحيحه عن الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن محمد، ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن عمر بن الخطاب يرفعه: من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى بنى الله له بيتا في الجنة ".
3627 - (س) عثمان بن عبد الله بن خرزاذ أبو عمرو البصري بن أبي أحمد الحافظ نزيل أنطاكية أصله من طبرستان.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": أصله بغدادي توفي بأنطاكية سنة إحدى(9/162)
وثمانين ومائتين وكان ثقة حافظا.
ولما ذكره أبو عبد الرحمن النسائي في تسمية أشياخه قال: ثقة.
وفي سنة اثنتين. ذكر وفاته ابن قانع.
وقال ابن عساكر: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ.
3628 - (خ م ت س ق) عثمان بن عبد الله بن موهب أبو عبد الله التيمي مولاهم. ويقال: أبو عمرو المدني الأعرج كان يكون بالعرق.
قال العجلي: تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وهو عندهم ثقة، قاله ابن عبد الرحيم التبان وغيره.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مولى لآل الحكم بن أبي العاص مات سنة ستين ومائة.
وقال يعقوب بن شيبة في مسنده: عثمان بن عبد الله بن موهب قديم صلى خلف أبي هريرة وسمع منه، ودخل على أم سلمة فأخرجت له شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه حمرة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة قال: مولى لآل الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس كان يسكن زقاق اللبادين بالمدينة وكان أهيأ وأثبت [ق 97 / أ] من عبد الله بن عبد الرحمن ومات سنة ستين ومائة في خلافة المهدي، وكان قليل الحديث.(9/163)
ولما ذكره خليفة في الطبقة السابعة من أهل المدينة قال: مولى لآل الحكم بن أبي العاص مات سنة ستين ومائة.
وفي سنة ستين ذكر وفاته ابن قانع وقال: مولى آل الحكم بن أبي العاص، وكذلك صاحب " التعريف بصحيح التاريخ " في الوفاة والولاء.
وذكره مسلم في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة.
3629 - (خ د ت) عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي أخو معاذ وابن أخي طلحة بن عبيد الله.
ذكره ابن حبان وابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وذكر أبو عبد الله الحاكم أنه سأل أبا الحسن البغدادي، عنه فقال: ليس بالقوي.
وذكره مسلم في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
3630 - (ت) عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الوقاصي أبو عمرو المالكي.
قال المزي: روى له الترمذي حديثا واحدا، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: " سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن روقة، يعني ابن نوفل "، انتهى.
أغفل ما ذكره ابن ماجه - في غير ما نسخة من روايته – حديثا في اتخاذ الماشية، فيما ذكره الصريفيني.
وقال البزار في كتاب " السنن " تأليفه: لين الحديث.
وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به.(9/164)
وقال البخاري: ليس بشيء فيما ذكره ابن الجوزي.
وفي كتاب المزي عن البخاري: تركوه والذي رأيت في تواريخه: سكتوا عنه، وكذا نقله عنه أيضا غير واحد، منهم: ابن الجارود.
وقال الساجي: يحدث بأحاديث بواطيل.
وذكره البلخي، وأبو العرب القيرواني، وأبو جعفر العقيلي، وابن شاهين، في جملة الضعفاء.
وقال البرقي في كتاب " الطبقات ": ليس هو بثقة ولا يكتب حديثه.
وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.
ولما ذكره يعقوب في باب " من يرغب عن الرواية عنهم " قال: لا يكتب حديثه أهل العلم إلا للمعرفة ولا يحتج بروايته. [ق 97 / ب]
3631 - (د س ق) عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو هاشم المكتب عرف بالطرائفي.
قال البخاري: إنما سمي الطرائفي؛ لأنه كان يتتبع طرائف الحديث مثل بقية، يروي عن قوم ضعفاء.(9/165)
وفي كتاب الدولابي عنه، قال قتيبة: يروي عن قوم ضعاف، والمزي ذكر هذا الكلام عن البخاري وليس جيدا؛ لأنه إنما ذكره نقلا لا اجتهادا.
وقال أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب " الجهاد " تأليفه: وعثمان بن عبد الرحمن الحراني عندهم صدوق اللسان، وقال ابن نمير: كذاب. وقال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره ابن الجوزي: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن أقوام ضعاف أشياء يدلسها لا يجوز الاحتجاج به، وقال الساجي: عنده مناكير.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه، فقال: لا أخبره.
وفي كتاب " الثقات " لابن شاهين: ثقة. ثقة، إلا أنه يروي عن الأقوياء والضعاف، قال ابن عمار: كتبت عنه سنة أربع وثمانين ومائة، ثم كتبت عن النفيلي عنه سنة أربع عشرة ومائتين.
وذكره العقيلي وأبو العرب في جملة الضعفاء.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ": قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين، ويقال: إنه لم يسمع من عبيد الله بن عمر العمري، يعني الذي ذكر المزي روايته عن الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي قول المزي عن أبي عروبة في الطبقات، عن محمد بن كثير، أنه مات سنة ثلاث ومائتين وقال غيره: مات سنة ثنتين ومائتين نظر؛ لأن الذي في كتاب(9/166)
" الطبقات " – نسخة الأصل الذي قرأه محمد بن علي بن محمود الصابوني على ابن باسويه وغيره -: ثلاث وثلاثين ومائتين، وقال لي غيره من شيوخنا: إنه مات سنة ثلاثين ومائتين. واستظهرت بنسخة [ق 98 / أ] أخرى بخط الحافظ الصريفيني، فينظر والله أعلم.
3632 - (ت ق) عثمان بن عبد الرحمن الجمحي أبو عمرو، ويقال أبو عمر البصري.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال الساجي: صدوق يحدث عن محمد بن زياد بأحاديث لا يتابع عليها.
3633 - (تم ق) عثمان بن عبد الملك المكي مؤذن المسجد الحرام، يقال له: مستقيم.
قال البخاري: قال عمرو بن علي: هو الذي يقال له: مستقيم في أهل الحجاز، وقد روى محمد بن ربيعة عن مستقيم، رأى ابن عباس والحسن، والحسين، وسعيد بن المسيب، وعطاء، ولا أدري حفظ عمرو أم لا.
ولهذه العلة ذكره ابن حبان في أتباع التابعين إذ لو صح رؤيته لهؤلاء لعد من التابعين.
وأما أبو حاتم فلم يذكر له شيخا إلا سعيد بن المسيب، والمزي ذكر رؤيته(9/167)
لهؤلاء جزما من غير تردد، وأبدل ابن عباس بابن عمر، وهو غير جيد فيهما؛ لما أسلفناه.
ولما خرج الحاكم حديثه في مستدركه صحح سنده.
وقال الدارقطني: منكر الحديث فيما ذكره ابن الجوزي، ويشبه أن يكون وهما؛ فإني نظرت الأسئلة التي عن أبي الحسن كلها، فلم أجده مذكورا فيها، فينظر والله تعالى أعلم.
وفي " الألقاب " للشيرازي، عن أبي عاصم، عن مستقيم قال: رأيت ابن الزبير عقد لواء لرجل فولاه وهو في الكعبة.
3634 - (ت) عثمان بن عبيد أبو دوس اليحصبي.
شامي ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وحسن حديثه أبو علي الطوسي.
3635 - (م د س) عثمان بن عثمان الغطفاني ويقال: الكلابي أبو عمرو البصري قاضيها مولى قريش.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: كان رجلا صالحا وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
ولما خرج الحاكم حديثه في [ق 98 / أ] " المستدرك " قال: عثمان ليس من شرط كتابنا هذا، وقال الإمام أحمد: لم أسمع أحدا يحدث عن عمر بن نافع إلا هذا الشيخ.
قال الميموني: قال أبو عبد الله: وعثمان بن عثمان ثقة، وكان عسرا وإنما أخبرنا بشيء يسير، ولكن بالرقة حدثهم بشيء كثير قال: وكان بينه وبين أبي عبيدة أرى – قرابة يعني صاحب النحو والغريب.(9/168)
وفي كتاب " الجرح والتعديل عن الدارقطني ": عثمان بن عثمان أحد الثقات الصالحين وهو خال أبي عبيدة معمر بن المثنى.
وقال العقيلي: في حديثه نظر.
ونسبه أبو أحمد الحاكم وغيره كلبيا، وقال اللالكائي: أخرج له مسلم في المتابعة ويؤيده عدم ذكر الدارقطني له فيمن خرج له أبو الحسين القشيري والمزي ذكر أن مسلما، خرج حديثه، يعني أصلا فينظر.
ولهم شيخ اسمه: -
3636 - عثمان بن عثمان وهو بصري.
ويكنى أبا عمرو أيضا، قال: صلى أعرابي إلى جنب الحسن فوخم الأعرابي، فقال: وخلتها بحطم الحوايا قال: فتبسم الحسن ذكره النسائي في الكنى.
وفي الصحابة: -
3637 - عثمان بن عثمان الثقفي.
قال أبو حاتم: كان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
3638 - وعثمان بن عثمان بن الشريد عرف بشماس.
ذكره أبو عمر في " الصحابة " وغيره. ذكرناهم للتمييز.
3639 - (خ م د س ق) عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي المدني أخو هشام.
قال مصعب: أمه أم يحيى بنت الحكم، وقال محمد بن سعد: كان قليل(9/169)
الحديث مات قبل الأربعين ومائة، وقال الواقدي: توفي في أول ولاية أبي جعفر كذا ذكره المزي، ولو حلف حالف أنه ما نظر كتاب ابن سعد حالة تصنيفه لكان بارا، وذلك أن ابن سعد لما ذكره في الطبقة الرابعة قال: أمه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية، فولد عثمان عروة وأبا بكر وعبد الرحمن ويزيد ويحيى وعثمان وهشاما، وكان عثمان قليل الحديث، وتوفي في أول ولاية أبي جعفر، وقد روى عنه، فهذا كما ترى ابن سعد ذكر أمه التي تجشم المزي ذكرها من غيره، وذكر وفاته التي عزاها المزي للواقدي، وذكر وفاة من عند ابن سعد لم يجز لها ذكر عنده، والله تعالى أعلم.
نعم الذي ذكر وفاته قبل الأربعين خليفة بن خياط في تاريخه، ولما ذكره في الطبقة السادسة ذكره بعد أخيه هشام، ولم يعين وفاته.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " [ق 99 / أ] قال: مات في ولاية أبي جعفر، أمه فأختة بنت أبي الأسود بن أبي البختري.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": سمعت مصعب بن عبد الله يقول: كان سالم بن عبد الله إذا نظر إلى عثمان بن عروة قال: كان يقال: لو أن صائحا يصيح من السماء فقال: إن أميركم فلان، وإن صاح ذاك الصائح فهو – يعني الأمير – عثمان بن عروة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وهو عندهم ثقة، قاله ابن عبد الرحيم التبان وغيره.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: يكنى أبا بكر ومات سنة سبع(9/170)
وثلاثين ومائة وليس له عقب.
وأنشد له صاحب أشعار الزبير بن بكار.
إذا جاوزت حوازات من بطن عالج ... فقولا لها ليس الطريق هنا []
3640 - (خد ق) عثمان بن عطاء بن أبي مسلم عبد الله، وقيل: ميسرة الخراساني أبو مسعود المقدسي مولى آل المهلب بن أبي صفرة.
قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بروايته.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد: متروك. وقال الدارقطني: ضعيف الحديث جدا.
ولما رد به ابن الجوزي حديثا في الموضوعات قال: هو متروك عند المحدثين.
وفي تاريخ البخاري: ليس بذاك القوي، صاحب مراسيل.
وقال أبو سعيد النقاش، والحاكم النيسابوري: يروي عن أبيه أحاديث موضوعة.
وفي تاريخ ضمرة بن ربيعة: ليس بذاك، وقال الساجي: ضعيف جدا، وقال البرقي: ليس بثقة.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
وذكره العقيلي، وابن الجارود، وأبو العرب في جملة الضعفاء.(9/171)
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: سكن أبوه الشام ومصر، مولى المهلب.
وقال ابن يونس: من سكان فلسطين.
وفي كتاب الصريفيني عن ابن الأثير: توفي سنة أربع وخمسين ومائة.
3641 - (ع) عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عمرو، وقيل: أبو عبد الله، ويقال: أبو ليلى أمير المؤمنين ذو النورين - رضي الله عنه -.
قال ابن الحذاء: يكنى أيضا أبو محمد.
وذكر محمد بن يوسف بن عبد الله الشافعي في كتابه " بغية الطالبين ": قيل له: ذو النورين؛ لأنه لم يتزوج بنتي نبي غيره، وقيل: لأنه كان يختم القرآن في القيام، فكان القرآن نورا، وقيام الليل نورا، وقيل: لأنه كان له سخاءان، أحدهما في الإسلام والآخر في الجاهلية، وقيل: لأن له كنيتين، وقيل: لأنه إذا دخل الجنة برقت له بريقان وقال - صلى الله عليه وسلم -: " وددت أن لو كانت لي ألف بنتا كلما ماتت بنت عنده زوجته أخرى ".
وذكر العسكري عن الجهمي ولد لعثمان من رقية: عبد الله، فكناه به النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان عثمان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، وقتل آخر ذي الحجة [ق 99 / ب] وبعضهم يقول في أيام النحر ويستشهدون بقول الشاعر:
عثمان إذ قتلوه وانتهكوا دمه ... صبيحة ليلة النحر
وبويع عام الرعاف
وفي " الطبقات ": أسلم قديما قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، فلما أسلم أخذه عمه الحكم بن أبي العاص فأوثقه رباطا، فلما رأى صلابته على(9/172)
دينه تركه، وآخا النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، وقيل: بينه وبين أوس بن ثابت، ويقال: بين أبي عبادة سعد بن عثمان الزرقي، واستخلفه - صلى الله عليه وسلم - على المدينة، حين خرج إلى غزوة ذات الرقاع، واستخلفه عليها أيضا لما خرج إلى غطفان بذي أمر، وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الوجه رقيق البشرة كبير اللحية عظيمها، أسمر اللون عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس يصفر لحيته، وكان يتوضأ لكل صلاة لسلس أصابه، وكان أبيض الرأس واللحية، وقال ابن سيرين: كان أعلمهم بالمناسك، وكان تاجرا في الجاهلية والإسلام، وكان يدفع ماله قراضا، وعن عطاء بن أبي رباح أن عثمان صلى بالناس ثم قام خلف المقام، فجمع كتاب الله تعالى في ركعة، فكانت وتره، وعن مالك بن أبي عامر قال: كان الناس يتوقون أن يدفنوا موتاهم في حش كوكب، فكان عثمان يقول: يوشك أن يهلك رجل صالح فيدفن هناك، فيتأسى الناس به، فكان عثمان أول من دفن فيه.
وعن البهي أن عثمان صلى عليه ستة عشر رجلا بجبير سبعة عشر. ولما قتل قال ثمامة بن عدي القرشي - وله صحبة -: هذا حين أنزعت خلافة النبوة من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وصار ملكا، من غلب على شيء أكله، وقال أبو حميد الساعدي لما قتل: اللهم لك علي ألا أضحك حتى ألقاك. ولما بلغ قتله أبا هريرة انتحب بكاء، وكذلك زيد بن ثابت.
وقال حسان بن ثابت:
وكأن أصحاب النبي عشية ... بدن تنحر عند باب المسجد [ق 100 / أ]
أبكي أبا عمرو لحسن بلائه ... أمسى رهينا في بقيع الغرقد
وذكر الهزلي أنه جمع القرآن العظيم كله.
وقال الجيزي في كتاب " الصحابة " دخل مصر لتجارة وجاء إلى الإسكندرية - رضي الله عنه -.(9/173)
وذكره أبو زكريا بن منده في أرداف النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم من بدر.
وفي ربيع الأبرار: قال - صلى الله عليه وسلم – لعثمان: " لو كان لي أربعون بنتا لزوجتك واحدة بعد واحدة حتى لا يبقى منهم واحدة "، وقال عبد الله بن سلام يوم قتل: اليوم هلكت العرب.
وفي الروض لأبي زيد السهيلي: كان من أحسن الناس وجها، وكذلك رقية، وفي ذلك يقول بعضم:
أحسن زوجين رأى إنسان ... رقية وزوجها عثمان
وأنشد له المرزباني في معجمه:
غني النفس يغني النفس حتى يكفها ... وإن مسها حتى يضر بها الفقر
وما عسرة فاصبر لها إن لقيتها ... بكائنة إلا سيتبعها يسر
قال: وكان يقول: إذا جاءه الأذان في الصلاة:
مرحبا بالقائلين عدلا ... وبالصلاة مرحبا وأهلا
وزعم الصولي في كتابه " أشعار الخلفاء " أنه قتل صبيحة النحر قال الشاعر:
عثمان إذ قتلوه وانتهكوا دمه ... صبيحة ليلة النحر
قال: وهذا عندي أصح مما ذكره وكيع – إن شاء الله تعالى – قال: وروى ابن أبي خيثمة عن معاوية بن عبد الله بن سعيد المخزومي، قال: بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قال ثلاثة أبيات شعر فهو شاعر " فأبى عثمان ألا يقول ثلاثة أبيات، فكان أبرع الناس بثنتي وهو القائل:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء من مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار
وعن الأصمعي قال: عوتب عثمان في شدة حبه لابنه فقال:(9/174)
وأي شيء لا يحب ولده ... حتى الحبارى ترن عنده
وفي الرواة شيخ اسمه: -
3642 - عثمان بن عفان.
قال الخطيب: سجزي عن المعتمر بن سليمان وغيره.
3643 - (ع) عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط بن قيس أبو محمد العبدي، وقيل أبو [ق 100 / ب] عدي، وقيل: أبو عبد الله. بصري أصله من بخارى.
قال البخاري: قال لنا علي: احتج يحيى بن سعيد القطان بكتاب عثمان بن عمر [على] أسامة بن زيد عن عطاء عن جابر: " عرفة كلها موقف ".
وذكره ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل البصرة.
وفي قول المزي: قال خليفة: مات سنة سبع، وقال أبو أمية: سنة ثمان، وقال عمرو بن علي وغيره: سنة تسع، نظر، وهو كلام من لا رأى كتاب خليفة البتة؛ بيانه أن خليفة قال في تاريخه الذي على السنين: سنة تسع ومائتين فيها مات عثمان بن عمر بن فارس وبشر بن عمر والحسن الأشيب، ولم يذكره في سنة سبع البتة، وقال في كتاب " الطبقات " – وهي نسخة كتبت عن التستري عنه كما أسلفناه -: وعثمان بن عمر بن فارس مات سنة تسع ومائتين.(9/175)
وفي ذكره إياه من كتاب " الثقات " لابن حبان ونقل من عند غيره: وفاته سنة تسع وصلاة يحيى بن أكثم القاضي عليه، وكل هذا ثابت في كتاب ابن حبان.
وذكر جماعة قالوا: مات سنة تسع، وأغفل أبا موسى محمد بن مثنى الزمن، والقراب، وابن أبي عاصم، والكلاباذي، والباجي، وغيرهم، ولم يذكر سنة ثمان، الاعن شخص واحد، وقد قالها أيضا جزما ابن قانع في تاريخه، وقال: صالح.
وقال أبو بكر السمعاني في أماليه أنه توفي سنة ثمان، وهذا إنما ذكرته؛ لأني رأيته هنا عدد القائلين، ولم يقل كعادته " وغيرهم " فكأنه فهم ألا زيادة، والله تعالى أعلم.
وقال العجلي: رجل صالح سمع من يونس أربعمائة حديث.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، ومسلم في الطبقة الثالثة من أصحاب شعبة بن الحجاج.
3644 - (س) عثمان بن عمرو بن ساج أبو ساج الأموي مولاهم الجزري أخو الوليد/ وقد ينسب إلى جده.
قال الأزدي أبو الفتح فيما ذكره ابن الجوزي: يتكلمون في حديثه.
وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع.
وأما قول المزي: ذكره ابن حبان في الثقات فإني حرصت على موجده في(9/176)
عدة نسخ من كتاب " الثقات "، فلم أظفر به فينظر، ووجدت بخطي غير معزو: مات في حدود سنة ثمان وعشرين ومائة، ولا أدري عمن نقلت، والله تعالى أعلم.
وذكره الخطيب في " الرواة عن مالك بن أنس "، وقد سبق ذكره في عثمان بن ساج.
3645 - (د ت ق) عثمان بن عمير البجلي أبو اليقظان الكوفي الأعمى.
وقال البخاري: ابن قيس، ليث: ابن أبي حميد روى عن أنس بن مالك، كذا ذكره المزي وهو [ق 101 / أ] مشعر عنده بالاتصال.
وقد قال البخاري في " الأوسط ": كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عنه، وروى عن زاذان عن جرير مرفوعا: " اللحد لنا والشق لغيرنا "، ولا يتابع عليه، وروى عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المستحاضة، وعن أبيه، عن علي في المستحاضة ولا يصح.
وقال في " التاريخ الكبير " منكر الحديث ولم يسمع من أنس.
وقال أبو إسحاق السعدي الجوزجاني: سألت أحمد بن حنبل عنه، فقال: منكر الحديث، وفيه ذاك الداء. قال السعدي: وهو غالي المذهب، منكر الحديث.(9/177)
وفي " سؤالات البرقاني " للدارقطني: كوفي متروك، وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ليس بالقوي، وفي " سؤالات الحاكم الكبرى " له: زائغ لم يحتج به.
وفي كتاب الضعفاء لأبي القاسم البلخي: قيل لشعبة: لم لا تحدث عن ابن عمير؟ فقال: كيف أحدث عن رجل كنت جالسا معه، فسألته عن سنه فأخبرني بمولده، ثم حدث عن رجل قد مات قبل أن يولد.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس حديثه بشيء.
وفي كتاب أبي بشر الدولابي عن البخاري: مضطرب الحديث.
وفي " سؤالات الآجري " عن الإمام أحمد: روى أحاديث منكرة، وكان فيه تشيع.
وقال الساجي: ضعيف.
وذكره أبو العرب القيرواني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء.
ثم أعاد ابن شاهين ذكره في كتاب " الثقات ".
وقال ابن عبد البر في " الاستغناء ": ليس بالقوي عندهم وكلهم ضعفه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.(9/178)
وقال ابن حبان: اختلط حتى لا يدري ما يقول، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي: عثمان بن عمير هذا هو الذي يقال له: عثمان بن أبي حميد، ويقال: عثمان بن أبي زرعة، وعثمان بن عمير بن قيس، وأعشى ثقيف، وعثمان أبو اليقظان، وكلهم واحد.
وقال حرب [ق 101 / ب] الكرماني سألت أحمد عن عثمان أبي اليقظان قال: هو عثمان بن عمير، روى أحاديث منكرة وكان فيه تشيع.
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3646 - عثمان بن عمير.
روى عنه ابن أبي داود. ذكره الخطيب.
3647 - (خ م د س) عثمان بن غياث الراسبي، ويقال: الزهراني البصري.
ذكر أبو عبد الله ابن البيع في كتاب البيوع من " المستدرك " له حديثا، وقال: ولا أعرف لشعبة عن عثمان بن غياث حديثا مسندا غير هذا – يعني حديثه عن أبي عثمان، عن سلمان - " يرفع الرجل صحيفة يوم القيامة ".
وقال البخاري في كتاب الحج: وقال أبو كامل: ثنا أبو معشر، ثنا عثمان بن غياث، عن عكرمة، عن عن عبد الله بن عباس سئل عن المتعة في الحج.
وقال الإسماعيلي في صحيحه: ثنا المطرز، ثنا أحمد بن سيار، ثنا أبو كامل، ثنا أبو معشر، ثنا عثمان بن سعيد، عن عكرمة.(9/179)
وقال أبو نعيم: ثنا أبو أحمد، ثنا المنذر، ثنا أحمد بن سيار، ثنا أبو كامل، ثنا أبو معشر، ثنا عثمان بن سعيد، عن عكرمة، ذكره البخاري عن أبي كامل، وقال أبو كامل: عثمان بن غياث، وقال: المطرز عثمان بن سعيد.
ولما ذكره ابن خلفون قال: ويقال: كان باهليا، وقد تكلم في مذهبه ونسب إلى الإرجاء وهو ثقة، قاله ابن عبد الرحيم التبان وغيره.
وفي رواية عباس بن محمد عن أبي زكريا: كان يحيى بن سعيد يضعف حديثه في التفسير.
وقال أحمد بن حنبل: ليس به بأس، وفي موضع آخر: ثقة ثبت إلا أنه كان مرجئا.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " وأبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للنسائي: ثقة، ونسبه البخاري وغيره باهليا، فينظر من نسبه زهرانيا من المحدثين.
3648 - (ق) عثمان بن فائد أبو لبابة البصري.
قال ابن حبان: البستي: يأتي بالمعضلات لا يجوز الاحتجاج به.(9/180)
وقال الحاكم أبو عبد الله: روى عن جماعة من الثقات المعضلات.
وقال النقاش: روى عن جماعة من الثقات الموضوعات.
وذكره العقيلي في جملة الضعفاء.
3649 - (خ ت) عثمان بن فرقد أبو معاذ العطار، ويقال: أبو عبد الله البصري.
قال أبو حاتم: روى حديثا منكرا، عن جعفر، عن عبيد الله بن أبي رافع عن شقران " ألقى في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - قطيفة حمراء "، كذا ذكره المزي.
والذي في كتاب ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عثمان بن فرقد، فقال: شيخ بصري والحديث الذي رواه عن جعفر عن عبيد الله بن أبي رافع عن شقران أنه " ألقى في قبر النبي قطيفة " حديث منكر. انتهى كلامه وبينهما من الاختلاف ما ترى [ق 102 / أ].
وقال الحاكم: سألت الدارقطني، فقلت: عثمان بن فرقد. قال العطار: يخالفه الثقات.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: يخالف الثقات.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره ابن الجوزي: يتكلمون فيه.
3650 - (قد) عثمان بن قيس.
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون}.(9/181)
روى عنه الأعمش. ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، كذا ذكره المزي لم يزد في تعريفه شيئا آخر، وفيه نظر؛ وذلك أن ابن حبان لم يذكر في ثقات من روى عن الأتباع من اسمه عثمان واسم أبيه قيس، إلا عثمان بن قيس، يروي عن رجل عن ابن عباس، روى عنه الحجاج بن حسان، انتهى. فإن كان المزي اطلع على أن هذا الرجل هو سعيد بن جبير، فكان يلزمه أن يذكر حجاجا في الرواة عنه، وإن كان الرجل غير ابن جبير، فكان يلزمه أيضا أن يذكر في أشياخه شيخا مبهما، كما هو عادته، لاسيما في مثل هذه الترجمة الضيقة، وأظنه لما رأى رجلا عن ابن عباس، وسعيد بن جبير عن ابن عباس جاده ظنه إياه، وغفل عما بعده وقبله.
وقد بين ابن أبي حاتم هذا المذكور عند ابن حبان، وأنه ليس بالذي ذكره المزي، فقال: عثمان بن قيس روى عن قيس بن هشام، أنه سأل ابن عباس عن النبيذ، روى عنه حجاج بن حسان: سمعت أبي يقول ذلك.
وذكره البخاري كذلك وزاد: قاله ابن مهدي عن حجاج.
ولم يذكرا أحدا روى عن سعيد وعنه الأعمش ممن يسمى هو وأبوه بهذا الاسم.
وفي " مسند أحمد بن حنبل ": عثمان بن قيس عن أبي حرب الديلي روى عنه الأعمش، فلا أدري من هو من المذكورين.
ولما ذكره الحاكم في مستدركه نسبه بجليا.
3651 - (خ م د سي ق) عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي مولاهم [ق 102 / ب] أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي أخو أبي بكر والقاسم.
ذكر حمزة الأصبهاني في كتابه " حدوث التصحيف " عن إبراهيم بن(9/182)
أورمة أن عثمان قرأ: " وجعل السقاية في رجل أخيه ". وقرأ: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين " بكسر الباء. وقرأ: " وما علمتم من (الخوارج) مكلبين ".
وفي تاريخ ابن قانع: توفي بالكوفة.
وقال أبو علي الجياني وأبو نصر الكلاباذي وابن عساكر وقبلهم البخاري عن أبي الفضل: توفي يوم الأحد لسبع بقين من المحرم.
وفي كتاب زهرة المتعلمين: روى عنه البخاري ثلاثة وخمسين حديثا ومسلم مائة حديث وثلاثين حديثا.
وذكر السراج عن ابنه محمد بن عثمان قال: ولد أبي في سنة ست وخمسين ومائة، وهو أكبر من أبي بكر أخيه بثلاث سنين.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقال أبو محمد بن الأخضر هو ثقة صدوق.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الحادية عشر من أهل الكوفة.
وابن سعد في الطبقة التاسعة وقال: رحل إلى جرير بالري فسمع كتبه.
وفي تاريخ الخطيب قال: أقمت على جرير أحد عشر شهرا حتى نعوني بالكوفة، ولما جاء يحيى بن معين وأصحابه إلى جرير، كنت كتبت نصف(9/183)
الكتب فأخذوا معي من حيث بلغت، ثم رجعوا.
وذكره أبو جعفر العقيلي والساجي في جملة الضعفاء.
وذكر عبد الغني أنه صنف " المسند " و " التفسير " له ذكر عن أبي حاتم أن أخاه صنف المسند والتفسير له، ذكر عن أبي حاتم أن أخاه صنف، وأنه هو لم يصنف، ولم ينبه المزي على ذلك فينظر.
3652 - (4) عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي الأخنسي حجازي.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " الذي نقل منه المزي توثيقه وأغفل: يعتبر حديثه من غير رواية المخرمي عنه؛ لأن المخرمي ليس بشيء في الحديث، وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
وقال النسائي في سننه: ليس بذاك القوي.
وذكر الترمذي عن البخاري أنه قال: عثمان بن محمد الأخنسي ثقة، وفي موضع آخر: وحديثه في القبلة أقوى وأصح من حديث أبي معشر.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3653 - (م س) عثمان بن مرة البصري مولى قريش.
ذكر ابن أبي حاتم عن أبي زرعة أنه مكي.
وذكر الخلال في كتاب " الأطعمة " بسنده إلى عثمان بن مرة قال: جلبت(9/184)
[ق 103 / أ] الصيحاني من المدينة فغرسته بالبصرة فخرج برنيا، وجلبت العجوة فغرسته بالبصرة، فخرج شهربزا.
وخرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في صحيحه وكذلك الدارمي.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
ولما ذكره فيهم ابن خلفون قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
3654 - (ت عس) عثمان بن مسلم البتي أبو عمرو البصري ويقال:
عثمان بن مسلم بن جرموز، ويقال: عثمان بن سليمان بن جرموز.
ذكره ابن حبان وابن شاهين في كتاب " الثقات " وسماه ابن حبان: عثمان بن سليمان بن جرموز.
وفي كتاب القراب: أنبا ابن خميرويه، أنبا ابن عروة قال: عثمان البتي أبو عمرو مولى الأخنس بن شريق مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
وكذا ذكره أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب " الطبقات " تأليفه وسماه: عثمان بن سليمان بن جرموز.
وفي كتاب أبي سعد السمعاني: البتي بالتاء الثانية نسبة إلى البت وهو موضع، أظنه بنواحي البصرة منه عثمان البتي.
وفي " المعارف " لابن قتيبة: عثمان بن سليمان بن جرموز البتي مولى لبني زهرة.
وقال أبو بكر بن دريد في أماليه: غلط عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب(9/185)
" البيان والتبين "، وذلك أنه حكى عن محمد بن سلام: سمعت يونس يقول: ما جاء عن أحد من روائع الكلام ما جاءنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر كلاما. قال ابن دريد: وهذه القصة تجمع إلى التصحيف قلة فائدة، أما قلة الفائدة فلأن أحدا ممن أسلم أو عاند، لم يشك في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أفصح الخلق وأما التصحيف، فإن أبا حاتم حدثني عن الأصمعي عن يونس قال: ما جاءنا عن أحد من روائع الكلام ما جاءنا عن البتي المحدث.
وفي كتاب " الأوراق " لابن الجراح: لحق غلة أهل البت آفة في أيام محمد بن عبد الملك بن جراد، وكان على البصرة، وعطش فتظلم إليه جماعة منهم، فوجه بعض أصحابه ناظرا في أمرهم، وكان في بصره ضعف [ق 103 / ب] فكتب إليه محمد بن علي البتي الشاعر:
أتيت أمرا يا أبا جعفر لم ... يأته بر ولا فاجر
أغثت أهل البت إذا هلكوا ... بناظر ليس له ناظر
وزعم ياقوت أن البت قرية قرب باذان، والبت أيضا من قرى نوهرز قرب بغداد.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": كان له ابن يسمى عمرا، أنبأ المدائني قال: دخل عمرو بن عبيد على البتي، وحميد الطويل عند رأسه ومعه خرقة يمسح بها ما سال من فيه فجلس عمرو وبكى حتى سالت دموعه على خده، ثم قال: رحمك الله أما إن كنا لنأنس بك من الوحشة؛ سمعت يحيى بن معين يقول: مات البتي سنة ثلاث وأربعين ومائة.
وقال الحاكم: عثمان بن سليمان بن جرموز، ويقال: ابن سليمان بن هرمز الثقفي الليثي البصري البتي.
وزعم أبو محمد الرشاطي: أن جرموزا تصحفت من هرمزا والعكس، وما ذكره المزي عن معاوية من غير متعقب: ضعيف، وذلك النسائي فإنه لما ذكره في كتاب " الكنى " قال: عثمان بن سليمان البتي ثقة. أنبا معاوية بن صالح(9/186)
عن يحيى بن معين: عثمان ضعيف، هذا عندي خطأ، ولعله أراد البري.
وسماه الدولابي ويعقوب بن سفيان الفسوي: عثمان بن سليمان، فينظر في اسم أبيه مسلم وجده جرموز الذي اختاره المزي من هو سلفه فيه، والله تعالى أعلم.
فإني لم أر من سمى أباه مسلما إلا ما حكى عن الدارقطني وسمى جده هرمزا، فإن كان هو سلف المزي، فكان ينبغي أن يذكر هرمزا وإن كان غيره، فالله أعلم من هو، وأجدر به أن يكون غيره.
وفي كتاب " البقايا " لأبي هلال العسكري: قال البتي للحسن بن أبي الحسن: ما تقول في رجل رعف في صلاته؟ قال: ما رعف؟ ويحك لعلك تريد رعف، فنظر البتي بعد ذلك في العربية فصار فصيحا، فكان يقال له: العربي من فصاحته [ق 104 / أ].
وفي قول المزي عن ابن سعد: عثمان البتي هو ابن مسلم بن جرموز نظر؛ لأن الذي في غير ما نسخة من " الطبقات ": هو ابن سليمان بن جرموز لا ذكر لمسلم في ورد ولا صدر.(9/187)
3655 - (ق) عثمان بن مطر أبو الفضل الشيباني، ويقال: أبو علي البصري المطري.
قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به.
وسئل عنه أبو زرعة فقال: حماد بن سلمة أحب إلي منه.
وفي رواية البرقي عن علي بن المديني: ليس بذاك.
وقال أحمد بن صالح العجلي: لا بأس به.
وفي كتاب ابن الجارود: ضعيف.
وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث.
وذكره أبو القرب، وأبو القاسم البلخي والبرقي وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال الساجي: فيه ضعف، سمعت عمر بن موسى حدث عنه عن ثابت مناكير.
وقال البزار: ليس بالقوي.
وقال البخاري: عنده عجائب، وفي " التاريخ الكبير ": منكر الحديث.
وقال العقيلي فيما ذكره ابن الجوزي في الموضوعات: كان يحدث عن الثقات بالمناكير.(9/188)
وقال ابن عدي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: ضعيف.
3656 - (خ 4) عثمان بن المغيرة أبو المغيرة الثقفي مولاهم الكوفي، وهو عثمان بن أبي زرعة والأعشى.
كذا ذكره المزي، وقد أسلفنا قول أبي الفرج عند ذكر عثمان بن عمير.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للدارقطني: ليس بالقوي.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " نسبه [كنديا] قال: هو ثقة، قاله ابن نمير وغيره.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وذكره ابن حبان في موضعين من كتاب " الثقات "، قال في الأول: عثمان بن المغيرة، وفي الثاني: عثمان بن أبي زرع، فرقهما.(9/189)
وفي " تاريخ البخاري ": قال بعضهم: عثمان بن أبي المغيرة ولا يصح.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من الكوفيين.
وفي كتاب الصريفيني: قال ابن المديني: روى عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أحاديث مناكير، وقال شريك: كان ثقة.
وقال عبد الغني بن سعيد المصري – الذي زعم المزي أنه ينقل كلامه وأغفل منه إن كان ينقل من أصل -: وكان ثقة.
3657 - (بخ د) عثمان بن نهيك الأزدي الفراهيدي أبو نهيك البصري صاحب القراءات.
كان يختلف إلى خراسان روى عن ابن عباس وعمرو بن أخطب، وروى عنه زياد بن سعد، وعبد المؤمن بن خالد، كذا ذكره المزي مقلدا صاحب الكمال [] وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " [ق 104 / ب] وابن حبان في الكنى ذكر من لم يعرف أسماؤهم. وخرج حديثه في صحيحه.
وكذلك الحاكم.
وذكره ابن حزم في قراء أهل خراسان بكنيته.
وذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يقف على اسمه وكذا ذكره البخاري.
وقال أبو عمر في الاستغناء: أبو نهيك روى عن ابن عباس، روى عنه عبد المؤمن بن خالد، واسمه عبد الله بن يزيد هو مجهول. وعبد المؤمن معروف، ثم ذكر(9/190)
في الجماعة الذين لا تعرف أسماؤهم: أبو نهيك عن ابن عباس وعمرو بن أخطب روى عنه قتادة، وزياد بن سعد، والحسين بن واقد.
وقال الدوري: سمعت يحيى، قلت له: أبو نهيك الذي روى عنه قتادة من هو؟ قال: هو عندي الذي روى عنه الحسين بن واقد، فإن لم يكن ذاك فلا أدري من هو.
وذكره الدولابي أيضا ولم يسمه، وكذلك مسلم بن الحجاج القشيري.
وأما النسائي فإنه لم يذكره لكونه لا يذكر في كتابه إلا من عرف اسمه، والله تعالى أعلم.
لما تبع صاحب " الكمال " على هذا بل لو قال قائل: إن عدم تسميته هو الصواب لما كان مخطئا لكثرة القائلين به، وذاك أولى بل لا نعلم من سماه كما قال المزي: إلا ابن أبي حاتم في كتابه، ومن عادة المزي الترجيح بالكثرة فكان ينبغي له هنا أن يمشي على قاعدته، اللهم إلا أنه يعذر في عدم رؤيته لهذه الكتب التي ذكرناها؛ لأنا لم نره ينقل شيئا منها. والله أعلم.
3658 - (خ س) عثمان بن الهيثم بن جهم بن عيسى بن حسان بن المنذر، هو الأشج العصري العبدي أبو عمرو البصري مؤذن جامعها.
روى حديثه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه عن هلال بن بشر عنه.
وخرجه أيضا ابن حبان، والحاكم النيسابوري.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه البخاري في صحيحه أربعة عشر حديثا، ثم روى في كتاب اللباس، وفي الأيمان والنذور عن محمد عنه ولم ينسبه، وأكبر ظني أنه الذهلي.(9/191)
وقال ابن قانع: صالح.
وذكر القراب في تاريخه عن البخاري وفاته سنة عشرين.
وفي " تاريخ البخاري الأوسط ": مات سنة عشرين ومائتين، فقول المزي: قال البخاري: مات قريبا من سنة عشرين ومائتين على هذا فيه نظر، بل وهم صريح.
ولما ذكره خليفة في طبقة إحدى عشر من أهل البصرة قال: توفي سنة عشرين.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني قال: صدوق كثير الخطأ.
وقال الساجي: صدوق، ذكر عند أحمد بن حنبل، فأومأ إلى أنه ليس بثبت مات سنة عشرين ومائتين. هو من الأصاغر الذين رووا عن ابن جريج، وعوف ولم يحدث عنه بندار، وحدث عنه ابن المثنى.
وقال النسائي في " الكنى ": أنبأ عبد الملك بن عبد الحميد قال: مات عثمان بن الهيثم بن جهم المؤذن سنة عشرين ومائتين، وقال التاريخي: ومن خطه: هو ابن عثمان بن الهيثم، فذكرهم.
ولهم شيخ آخر اسمه:
3659 - عثمان بن الهيثم الغنوي.
ولاه المعتصم ديار مصر. ذكرناه للتمييز.
3660 - (د ت) عثمان بن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي مدني الأصل.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وكناه أبا الحصين.(9/192)
وفي رواية عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين: ليس به بأس.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: كوفي لا بأس به.
وقال ابن حزم: مجهول.
وخرج ابن حبان، وابن خزيمة، والطوسي حديثه في صحاحهم.
وقال الزبير في أنسابه: هو الذي يقول من أبيات، وأنشدها لي:
إذا افتخر الأقوام وانتسبوا يوما ... وجدت أبي قد بذهم قدما [ق 105 / أ]
ما أن لهم مثل جدي حين أذكره ... من شاء قال مر الحق أو كتما
جدي وصاحبه فازا بفضلهما ... على البرية لا جارا أو لا ظلما
هما ضجيعا رسول الله نافلة ... دون البرية مجدا عانق الكرما
قد أتعبا كل من قد كان بعدهما ... وأرغما باتباع الحق من رغما
3661 - (س) عثمان بن الوليد، ويقال: ابن أبي الوليد المدني مولى الأخنسيين.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " فقال: ابن أبي الوليد.
وأما البخاري، وأبو حاتم فقدما ابن أبي الوليد على الوليد، فترجيح المزي ابن الوليد على ابن أبي الوليد فيه نظر.
3662 - (س) عثمان الشحام أبو سلمة العدوي البصري، يقال: إنه ابن عبد الله، ويقال: عثمان بن ميمون.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، فقال: أبو سلمة الشحام عثمان بن(9/193)
مسلم عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وقال ابن عبد الرحيم: ليس به بأس.
وقال أبو أحمد الحاكم: عثمان بن مسلم أبو سلمة الشحام ليس بالمتين عندهم.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: بصري، يعتبر به.
وسماه أبو بشر الدولابي في كتاب " الكنى "، والنسائي، ويعقوب الفسوي: عثمان بن مسلم من غير تردد.(9/194)
من اسمه عثيم، وعجلان، وعجير، وعداء، وعدي، وعذافر
3663 - (د) عثيم بن كثير بن كليب الحضرمي، وقيل: الجهني، وقد ينسب إلى جده.
وقال البخاري: عثيم بن كليب عن أبيه عن جده، روى حديثه ابن جريج، كذا ذكره المزي.
والذي في " تاريخ البخاري ": عثيم بن كليب عن أبيه عن جده قال ابن جريج: أخبرت عن عثيم.
وكذا ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وابن ماكولا.
وقال ابن حبان: روى ابن جريج عن رجل، عنه.
وفي قوله أيضا: روى عنه إبراهيم بن أبي يحيى، وعبد الله بن منيب. نظر؛ وذلك أن ابن ماكولا قال: روى عنه إبراهيم وسماه عثيم بن كثير بن كلاب وروى عنه عبد الله بن منيب، ونسبه عثيم بن قيس بن كثير الجهني، رواه عن ابن منيب الواقدي. ورواه الجوسق فنسبه إلى جده كما قال ابن أبي يحيى. انتهى.(9/195)
وفي كتاب العسكري: رواية ابن المنيب عن عثيم كرواية بن أبي يحيى سواء.
3664 - (س) عجلان المدني مولى المشمعل، ويقال: مولى حكيم، ويقال: مولى حماس.
قال النسائي: عجلان والد محمد يروي عنه بكير، وعجلان والد المشمعل يروي عنه ابن أبي ذؤيب، وكلاهما يروي عن أبي هريرة، وقال في موضع آخر: عجلان مولى المشمعل [ق 105 / ب] ليس به بأس، كذا ذكره المزي.
والذي ذكره النسائي – في نحو سطرين من غير فصل -: عجلان مولى فاطمة روى عنه بكير بن الأشج لا بأس به، وابنه محمد ثقة – إلا في حديث سعيد المقبري، فإنه اختلط عليه جعلها عن أبي هريرة.
وعجلان مولى المشمعل ليس به بأس روى عنه ابن أبي ذئب. فهذا كما ترى لم يقل كما ذكره، ولم يفصل بين الكلامين بشيء.
وفي تاريخ البخاري: عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة قال: علي عن يحيى القطان: سألت ابن أبي ذئب: أهو أبو محمد؟ فقال: لا، وقال آدم: عن ابن ذئب، ثنا عجلان أبو محمد ما أدري كيف هذا.
وكذا ذكره أبو حاتم، وقال: وهم فيه آدم.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذا أبو عبد الله النيسابوري.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " الذي قال المزي: وثقه ابن حبان.
قال: كنيته أبو محمد، فلو كان المزي نقله من أصل لذكر كنيته التي لم يذكرها جملة لا من عنده، ولا من عند غيره.(9/196)
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: يعتبر به.
وذكر ابن سعد الاثنين في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
3665 - (د) عجير بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي أخو ركانة، ولهما صحبة.
قال ابن عبد البر: كان ممن بعثه عمر بن الخطاب فيمن أقام أعلام الحرم، وكان من مشايخ قريش وجلتهم.
وفي كتاب العسكري: عبيد بن عبد يزيد أخو ركانة، أمهما العجلة بنت عجلان من بني ليث، وكان يقال لعبد يزيد بن هاشم: المحض الذي لا قذى فيه.
وفي كتاب خليفة: أمه أم ولد، ويقال: من بني أفصى الخزاعية.
وذكر أبو عروبة الحراني في الطبقة الثالثة في من أسلم ما بين الحديبية وفتح مكة – شرفها الله تعالى -.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة ممن أسلم عند الفتح قال: وكان له من الولد: نافع، وأزهر، وعبد الله، وزينب، وأم كلثوم، وأم سعد، وأمهم أم أزهر زينب بنت عويمر الخزاعية.
وفي الصحابة:(9/197)
3666 - عجير بن يزيد بن عبد العزى مكي.
ذكره البخاري وذكرناه للتمييز.
3667 - (خت 4) العداء بن خالد بن هوذة بن خالد بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار.
كذا نسبه الأصمعي. وقال غيره: العداء بن خالد بن هوذة بن أنف الناقة من بني عامر بن صعصعة. كذا ذكره المزي وفيه نظر [ق 106 / أ] من حيث أن أنف الناقة إذا أطلق أرادوا به من بني تميم لا دخول له في بني عامر بوجه حقيقي، على ذلك النسابون لا أعلم بينهم في ذلك خلافا.
قال ابن الكلبي في كتاب " الألقاب " وغيره: إنما سمي جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طانجة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أنف الناقة؛ لأن قريعا نحر جزورا فقسمها في نسائه، فقالت أم جعفر: وهي الشموس من بني وائل بن سعد هذيم: انطلق إلى أبيك فانظر هل بقي عنده شيء؟ فأتاه فلم يجد عنده إلا رأس الجزور، فأخذ بأنفه يجره، فقيل: ما هذا؟ قال: أنف الناقة، فسمي بذلك، فكان ولده يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الحطيئة فقال:
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يساوي برأس الناقة الذنبا
فكانوا يفتخرون بذلك، زاد غيره: فكانوا إذا سئل أحدهم عن نسبه لم يبدأ(9/198)
إلا به، ونسبوا إليهم: الأنفي، أنشد ابن الأنباري في الزاهر عن الفراء:
ألم تسأل الأنفي يوم تستوفني ... وتزعم أني مبطل القول كاذبه
أحاول أعناقي بما قال أو رجا ... ليضحك مني أو ليضحك صاحبه
وليس في العرب أنف الناقة ينسب إليه غيره. كذا شار إليه الرشاطي، وغيره.
وأما قول أبي عمر: ربيعة هو أنف الناقة، وليس هو من بني أنف الناقة الذين مدحهم الحطيئة. يحتاج إلى سلف صالح يعضده، ولا أراه يوجد، وكأنه سبق ذهنه - رحمه الله تعالى - إلى أن ربيعة بن عامر له لقب. ولما وضع الكتاب أنسي ذلك اللقب، فكتب هذا توهما لا تعمدا، وذلك أن البرقي وغيره قالوا: إن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة يلقب البكاء، وإليه ينسب البكاءون. والله تعالى أعلم. وإنما طولنا في هذا اعتذارا منه؛ لأن بعض الأئمة صرح ببطلان قوله هو الشترني - رحمهما الله تعالى - ويزيد ذلك وضوحا أن أبا أحمد العسكري ذكره في البكائين، وقال: هو وأبوه، كانا سيدا قومهما نزل البادية في موضع يقال له: الرخيخ، وكان العداء حسن السبلة - يعني اللحية -.
وفي " طبقات " خليفة: ومن بني البكاء وهو ربيعة بن عامر: العداء بن خالد هوذة.
وتبعهما على ذلك غير واحد منهم أبو حاتم ابن حبان في كتاب " الصحابة ".
وفي النمر أيضا أنف الكلب في بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
وفي قوله: أيضا كذا نسبه الأصمعي: قصور كثير؛ لأن الأصمعي ليس(9/199)
نسابا، ولا له كتاب معلوم في النسب. أين هو عن الكلبي؟ فإنه نسبه هذا النسب، ومن قصد البحر استقل السواقيا. ولكنه في كل هذا تبع صاحب " الكمال "، وهو الغير المشار إليه بقوله: وقال غيره، فلو ترك عن نفسه الكبر وصرح بصاحب " الكمال " أو بمن قاله كعادة الناس لسلم من الإيراد، ولكنه تقلده فتمحض الإيراد عليه.
وقال ابن سعد: [ق 106 / ب] وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقطعه مياها كانت لبني عمرو بن عامر، يقال لها: الرخيخ. قال أبو عمر عبد المجيد: لما دخلنا عليه سألنا عن يزيد بن المهلب قلنا: هو ذلك يدعو الناس إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - يعني سنة مائة فقال: وفيما هو وذاك ثلاث مرار.
وفي الأوسط: إن تقعدوا تفلحوا [].
وذكر أبو محمد بن سعيد المصري ومن خطه: أنه أسلم هو وأبوه، وكانا سيدا قومهما.
وأما البغوي فقال: هو العداء بن خالد بن هوذة بن شماس بن لأبي بن أنف الناقة بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم سكن البادية.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الأوسط ": كان يخضب بالحناء، وقال ابن ماكولا: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أحاديث.
وفي كتاب ابن سعد: لما أسلم أبوه وعمه أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خزيمة يخبرهم بإسلامهما.(9/200)
3668 - عدي بن أرطأة الفزاري أخو زيد دمشقي.
ذكر عمر بن شبة في " أخبار البصرة " أن عديا لما ولي البصرة ولى إياس بن معاوية القضاء. قال سلم بن زرير: شهدت عديا يخطب على منبر البصرة، وهو يقول: ما أنا وهذه الشهادات ما أنا وهذه الخصومات فتحت لكم بابي وأجلست لكم إياسا ولا أراكم تزدادون إلا كثرة، لقد كنت أرى القاضي من قضاة المسلمين وما عنده أحد ولقد أتيت شريحا، فقلت: يا أبا أمية، أين أثبت قال: بينك وبين الحائط فقلت: إني تزوجت امرأة قال: [] قلت: فولدت لي غلاما. قال: ليهنك الفارس. قلت: وشرطت لها دارها ثم بدا لي أن أحولها إلى الشام؟ قال: أنت أحق بأهلك.
ثم وجد على إياس، فولى الحسن بن أبي الحسن البصري، وقال أبو هلال الراسبي: كان عدي يخطب إذا نعي فإذا خطب جلس في الخطبة الأولى حتى إذا فرغ قام في الخطبة الثانية فخطب حتى إذا فرغ منها مد يده يدعو، وهو الذي حفر النهر بالبصرة الذي يعرف بنهر عدي، ولما خرج الناس ينظرون إليه، فخرج عدي على حمار فنزل وطاف به، فرأى الحسن ماشيا، فنزل وحمل الحسن [ق 107 / أ] ثم مشى، وكان عمر بن عبد العزيز إذا استبطأه في شيء مما يكتب إليه كتب إليه: إنك عررتني بعمامتك السوداء.
وعن مولى لحاتم بن قبيصة قال: رأيت أبا المليح الهذلي حين جاء من عند عدي بن أرطأة فدخل على بني المهلب حتى انطلقوا معه إلى عدي.
وقال ابن حبان: يروي المراسيل.
3669 - (ع) عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي ابن بنت عبد الله بن يزيد الخطمي.
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه " تهذيب الآثار ": ويشكل الحديث يعني قوله بأن عدي بن ثابت يجب التثبت في نقله.(9/201)
وفي كتاب ابن الحذاء: توفي سنة خمس عشرة ومائة.
وذكره خليفة في الطبقة الرابعة، وابن سعد، ومسلم بن الحجاج في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي وسألته – يعني أبا الحسن الدارقطني – عن عدي بن ثابت؟ فقال: هو ثقة، إلا أنه كان رافضيا غاليا فيه.
وفي " سؤالات البرقاني ": قلت: فعدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يثبت ولا يعرف أبوه ولا جده، وعدي ثقة. زاد عبد الغني بن سعيد عن البرقاني، قلت لأبي الحسن: كيف هذا الإسناد: عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده؟ قال: ضعيف. قلت: من جهة من؟ قال: أبو اليقظان.
قلت: عدي بن ثابت ابن من؟ قال: قيل: ابن دينار، وقيل: إنه – يعني جده أبو أمه [عبد الله] بن يزيد ولا يصح من هذا كله شيء. قلت: فيصح أن جده أبا أمه هو ابن يزيد. قال كذا زعم ابن معين.
وقال يعقوب بن سفيان: عدي بن ثابت الأنصاري كوفي شيعي.
وقال ابن الجنيد: سمعت يحيى يقول: عدي بن ثابت بن دينار. قال ابن الجنيد: ويقال: عدي بن ثابت بن عازب.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال أحمد: ثقة، إلا أنه كان(9/202)
يتشيع، وقال يحيى: ليس به بأس إذا حدث عن الثقات.
وفي كتاب " الصحابة " للبرقي: وجد عدي بن ثابت لم نجد معرفة جده، وصحتها من أهل العلم بالحديث، وقد ذكر بعض أهل النسب أنه عدي بن ثابت بن قيس بن الخطيم الظفري.
وقال الترمذي: سألت محمدا، فقلت: جد عدي، ما اسمه؟ فلم يعرف محمد اسمه، فذكرت له قول يحيى بن معين: اسمه دينار فلم يعبأ به. ولم يعده شيئا.
وقال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه: عمرو بن أخطب هو جد عدي بن ثابت ومحمد بن ثابت، وعروة بن ثابت.
وفي كتاب الطوسي: جد عدي مجهول لا يعرف، ويقال: اسمه دينار ولم يصح.
ولما ترجمه أبو موسى المديني في كتاب " الصحابة " باسم ثابت قال: قال ابن الجنيد: ويقال: هو عدي بن ثابت بن عازب ابن أخي البراء بن عازب، فلم يصنع شيئا، لأنا لم نجد له متابعا، ولأن جماعة نسبوه في بني ظفر من بني قيس بن الخطيم الشاعر، فيما ذكره الكلبي وأبو عبيد وابن حزم، ومحمد بن جرير، وأبو عمر، والمبرد، وغيرهم.
وزعم الحافظ أبو محمد الدمياطي أن صوابه: عدي بن أبان بن ثابت، فلعمري كان جيدا لولا قول ابن سعد: أن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم درج ولا عقب له، وكذا ذكره الكلبي في " جمهرة الجمهرة ".
وخرج ابن ماجه حديثا في كتاب الطهارة عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده، وقال: أرجو أن يكون متصلا، ولهذا قال الحربي في كتاب " العلل ": ليس لجد عدي بن ثابت صحبة(9/203)
وزعم أبو نعيم الحافظ أن اسم جده قيس الخطيم، وهو على مخالفة الجماء الغفير أقرب إلى الصواب؛ لأنه مذكور في الصحابة ومعرف بجد عدي.
وقال أبو داود في كتاب الطهارة: عدي بن ثابت عن أبيه عن جده معلول.
3670 - (ع) عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الخزرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ بن أدد أبو طريف، ويقال: أبو وهب.
قال البرقي أبو بكر: يكنى أبا وهب، ويقال: أبو طريف، له نحو عشرين حديثا، وقال خليفة: مات بالكوفة زمن المختار، وهو ابن عشرين ومائة سنة، كذا ذكره المزي موهما رؤيته كتاب البرقي، وهو إنما قلد فيه ابن عساكر، ولو نظر في [ق 107 / ب] كتاب البرقي لوجده قد قال: أصيبت عينه يوم الجمل، ومات بالكوفة زمن المختار ويقال: إنه بلغ مائة وعشرين سنة.
ولو نظر في كتاب خليفة لوجده قد قال ابن الكلبي: مات عدي بن حاتم الطائي زمن المختار، فهذا كما ترى خليفة، لم يقله استقلالا، ومثل ذلك يدلك على أنه لا ينظر في الأصول غالبا، والحمد لله تعالى.
وقال ابن حبان: مات سنة سبع وستين بعد أن قتل المختار بالحجاز بثلاثة أيام، ولا عقب له، وقيل: إن له عقبا ينزلون نهر كربلاء.(9/204)
وفي " تاريخ البخاري ": قال أبو هشام عن أيوب بن النجار، عن بلال بن المنذر: مات في زمن المختار، وفي موضع آخر: قال عدي: أشهد أنه كذاب، يعني المختار ثم مات بعد ذلك بثلاثة أيام.
وقال البغوي: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث صالحة.
وفي قول المزي: وقال محمد بن سعد: مات زمن المختار سنة ثمان وستين، وهو ابن عشرين ومائة، نظر؛ لأن ابن سعد إنما ذكر هذا نقلا، لا استبدادا، وذلك أنه قال: وقال محمد بن عمر، وهشام بن محمد بن السائب الكلبي: شهد عدي القادسية، ويوم نهران، وقس الناطف، والنخيلة، ومعه اللواء، وشهد الجمل مع علي، وفقئت عينه يومئذ. وقتل ابنه، وشهد صفين والنهروان مع علي، ومات في زمن المختار بالكوفة، وهو ابن مائة وعشرين سنة.
وفي الاستيعاب: قال محمد بن عمر قدم في شعبان سنة عشر، ولما قال لعمر بن الخطاب: ما أظنك تعرفني؟ قال: كيف لا أعرفك؟ آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وأول صدقة بيضت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة طي.
وفي كتاب الصريفيني: يكنى أيضا أبا حاتم، وعن الكلبي: مات سنة تسع وستين.
وفي كتاب ابن الأثير: أرسل إليه الأشعث يستعير منه قدورا فملأها، وحملها الرجال إليه، فأرسل إليه الأشعث إنما أردناها فارغة، فقال عدي: إنا لا نعيرها فارغة. وكان عدي يفت الخبز للنمل، ويقول: أنهن جارات، ولهن حق.
وكان منحرفا عن عثمان - رضي الله عنهما - ومات سنة تسع وستين وموته(9/205)
بالكوفة أصح من قول من قال: مات بقرقيسياء.
وعند التاريخي: قيل لعدي وهو غلام صغير في [] بالباب فاحجب من لا يعرف. قال: لا يكون والله أول شيء استلقيته منع الناس من الطعام.
3671 - (د ر ق) عدي بن دينار المدني مولى أم قيس.
خرج ابن خزيمة حديثه في [ق 108 / أ] صحيحة، وكذلك ابن حبان.
3672 - (د) عدي بن زيد الجذامي.
يقال له صحبة. عداده في أهل الحجاز.
له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث واحد: أنه رمى بامرأته بحجر فقتلها، ولم يرد قتلها، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؟ روى له أبو داود، وقد وقع لنا حديثه بعلو، فذكر حديث حمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل ناحية من المدينة بريدا، لا يخبط شجرها، ولا يعضد إلا عصى يساق بها انتهى. كذا ذكره المزي، وهو نفسه رد على نفسه، بينا له حديث واحد ذكر له آخر.
وفي تسميته إياه نظر؛ لأن العسكري، والبخاري، والفسوي، وأبا حاتم الرازي، وابن عبد البر، وأبا القاسم البغوي، والباوردي، وابن زبر، ومحمد بن سعد، وهشام بن محمد بن السائب الكلبي، وأبا عبيد بن سلام، وأبا جعفر محمد بن جرير الطبري، وأبا القاسم الطبراني وفرق بينه وبين عدي بن زيد، وابن قانع وغيرهم، لم يسم أحد منهم أباه، إنما يقولون: عدي الجذامي.(9/206)
وسماه أبو نعيم الأصبهاني.
وزعم الطبراني أن ابن زيد رجل والجذامي رجل آخر، وكأنه عمدة من سماه، وليس بواضح الأمر.
وأما قوله: يقال: له صحبة، فغير جيد؛ لأن من أسلفنا ذكره من الأئمة لم يتردد أحد منهم في صحبته.
وذكر البغوي أن سؤاله النبي - صلى الله عليه وسلم -، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بتبوك والله تعالى أعلم [ق 108 / ب].
3673 - (م س ق) عدي بن عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم الكندي أبو فروة الجزري.
روى عن أبيه، روى عنه عمرو بن قيس، ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وذكره أبو عروبة في الطبقة الثانية من أهل حران، وقال: نزل حران، وبها عقبة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب الثقات قال: روى عن أبي الدرداء، وجماعة من الصحابة، مات سنة عشرين ومائة، وليس هذا بالأول، الأول – يعني: عدي بن أبي عدي الكندي: قال: واسم أبي عدي فروة الراوي عن أبيه له صحبة.(9/207)
روى عنه عيسى بن عاصم مات سنة ست وعشرين ومائة، كذا فرق ابن حبان بينهما.
وقال البخاري: سيد أهل الجزيرة.
وقال الحافظ أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي في كتابه " طبقات المحدثين من أهل الموصل ": أقام بالموصل، وكتبت عنه المواصلة وكان فقيها محدثا روى عنه عمرو بن قيس الملائي، قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل: رأيت أباك في القرم فقلت له: روى حماد بن سلمة عن عدي بن عدي شيئا؟ فقال: نعم، وقد ثني سفيان بن عيينة عن حماد عن عدي في العارية.
وذكره خليفة في " التاريخ " فقال: مات بالجزيرة وذكره في الطبقة الثانية من أهل الجزيرة، زاد ابن سعد: كان على قضاء الجزيرة أيام عمر بن عبد العزيز وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وقال ابن أبي عاصم وابن قانع والبخاري عن يحيى بن بكير: مات سنة عشرين.
وفي قول المزي عن الهيثم بن عدي: مات في آخر إمرة هشام نظر [] ابن سعد [] أبو سعيد لما ذكره [].
والذي في تاريخه: توفي في آخر [] وعشرين. وكذا نقله عنه القراب وغيره أيضا.
ولما ذكره أبو موسى المديني في جملة الصحابة قال: أورده ابن أبي(9/208)
عاصم والعسكري والطبراني وغيرهم في جملة الصحابة، أما أبوه فلا شك في صحبته، [].
3674 - (م مد ت س ق) عدي بن عميرة أبو زرارة الكندي والد الذي قبله وأخو العرس.
قال ابن حبان: أمه كبشة بنت كشيع بن يزيد بن الأرقم.
وقال أبو عروبة الحراني: نزل الكوفة ثم خرج عنها بعد قتل عثمان وعقبة بحران.
وفي " كتاب الصحابة " [ق 110 / أ] للترمذي عدي بن عميرة، ويقال: عرس بن عميرة، ويقال: عدي بن فروة، وهو والد عدي بن عدي الكندي، وفرق بينه وبين عدي بن عميرة، ويقال: الحضرمي.
وفي كتاب البرقي: عدي بن عميرة بن فروة بن زرعة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن الحارث، له رواية يسيرة.
وقال أبو أحمد العسكري: الكندي ويقال: الحضرمي بن زرارة بن الأرقم بن النعمان. وقال قوم: عدي بن فروة، ويقال: أبو فروة.
وفرق ابن أبي خيثمة بين عدي بن عميرة الحضرمي، وعدي بن فروة.
وقال ابن سعد: وكان عدي هرب من علي بن أبي طالب من الكوفة، فنزل الجزيرة.
وقال ابن عبد البر: عدي بن عميرة الحضرمي، وقيل: الكندي، ثم قال: عدي بن فروة، ويقال: هو عدي بن عميرة بن فروة. قيل: هو الأول، وهو عند الأكثيرين غير الأول، كذا قاله أبو حاتم، وغيره وهو والد عدي بن عدي(9/209)
الفقيه فيما قال البخاري، وخالفه غيره فجعله ابن الأول، وقال ابن أبي خيثمة: ليس هو من ولد هذا، وجعل أباه رجلا ثالثا. وقال الواقدي: توفي عدي بن عميرة بن زرارة بالكوفة سنة أربعين، أظنه غير الأول.
وقال أبو نعيم الحافظ: هو عندي المتقدم – يعني: عدي بن عميرة بن فروة، ولما ورد علي بن أبي طالب الكوفة رأى عدي من أهل الكوفة قولا في عثمان، فقالت بنو الأرقم – وهم بطن من كندة، رهط عدي: - لا نقيم في بلد يشتم فيه عثمان، فخرجوا إلى معاوية، وكان إذا قدم عليه أحد من أهل العراق أنزله الجزيرة، مخاوفة أن يفسدوا أهل الشام، فأنزلهم نصيبين، وأقطعهم قطائع، ثم كتب إليهم: إني أتخوف عليكم عقارب نصيبين، فأنزلهم الرها وأقطعهم بها قطائع، وشهدوا معه صفين، ومات عدي بالرها.
وذكره الكلي في أصحاب العاهات فيمن فقئت عينه.
وقال: الطبراني: وابنه عدي بن عدي له صحبة.
وذكره الجيزي في الصحابة الذين شهدوا فتح مصر.(9/210)
3675 - (ق) عدي الفضل التيمي مولاهم أبو حاتم البصري.
قال ابن أبي شيبة: سألت أبا الحسن علي بن المديني عن عدي بن الفضل؟ فقال: كان ضعيفا.
وقال ابن حبان: ظهرت [ق 110 / ب] المناكير في حديثه، فبطل الاحتجاج بروايته.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني متروك.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وقال العجلي: ضعيف الحديث.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء وقال: قال ابن عبد الرحيم التبان: ليس بثقة.
وقال الساجي: ضعيف كان يهم في الحديث، ولم يكن يكذب، وكان من العباد.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: لم يقبل الناس حديثه.
وذكره العقيلي وابن شاهين في جملة الضعفاء، وخرج الحاكم حديثه استشهادا.
وفي كتاب عبد الباقي بن قانع: مات سنة إحدى وسبعين ومائة، ويقال سنة اثنتين.(9/211)
3676 - عدي بن الفضل، ويقال: ابن الفضيل، ويقال: ابن الفصيل.
بالصاد المهملة.
يروي عن عمر بن عبد العزيز: كذا ذكره المزي.
وقد عاب الرازيان على البخاري كونه سمى أباه فضلا، قالا: إنما هو الفضيل - يعني: بالياء فتقديم المزي الفضل على الفضيل على هذا، غير جيد.
وأما الذي جعله المزي أولا فهو اختيار ابن معين، فيما حكاه ابن ماكولا.
3677 - (مد) عذافر البصري.
روى عن الحسن، روى عنه هشيم. كذا ذكره المزي، لم يزد شيئا.
وقد ذكره أبو حاتم بن حبان البستي في كتاب " الثقات "، وقال: روى عنه سعيد بن أبي عروبة.
وفي " تاريخ البخاري ": عذافر عن الحسن مرسل – يعني: روى عنه حديثا مرسلا – روى عنه ابن أبي عروبة في البصريين.(9/212)
من اسمه عراك، وعرباض، وعرس، وعرعرة، وعرفجة
3678 - (ع) عراك بن مالك الغفاري الكناني المدني.
روى عن عائشة. كذا ذكره المزي، وزعم أبو محمد بن أبي حاتم في " المراسيل " أنه قال: كتب إلى علي بن أبي طاهر، ثنا أحمد بن محمد بن هانئ، قال: سمعت أبا عبد الله، وذكر حديث خالد بن أبي الصلت عن عراك بن مالك، عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " حولوا مقعدتي إلى القبلة ". فقال: مرسل. فقلت: إن عراكا قال: سمعت عائشة، فأنكره، وقال: عراك بن مالك من أين سمع عائشة، ما له ولعائشة؟ إنما يروي عن عروة، هذا خطأ.
قال لي: من روى هذا؟ قلت: حماد بن سلمة عن خالد الحذاء. فقال غير واحد أيضا عن حماد بن سلمة ليس فيه " سمعت "، وقال غير واحد أيضا عن حماد بن سلمة: ليس فيه " سمعت ".
وفي المسند قال أحمد: أحسن ما روي في الرخصة حديث [ق 111 / أ] عراك وإن كان مرسلا، فإن مخرجه حسن.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". وقال: " مات في ولاية يزيد بن عبد الملك ".
وفي " تاريخ البخاري ": روى عنه عثمان بن أبي سليمان.(9/213)
وذكره ابن سعد وخليفة في الطبقة الثانية من أهل المدينة، ومسلم في الطبقة الأولى، والبخاري في " الأوسط "، وقال: " مات في عهد يزيد بن عبد الملك ".
3679 - (4) عرباض بن سارية السلمي أبو نجيح.
قال ابن حبان: فزاري، وقيل: سلمي، يكنى أبا الحارث.
وفي كتاب " الصحابة " للترمذي: فزاري، ويقال: سلمي.
قال المزي: قال خليفة: مات في فتنة ابن الزبير. وقال أبو مسهر، وأبو عبيد، وغير واحد: مات سنة خمس وسبعين. كذا ذكره وفيه نظر، وذلك أن خليفة لما ذكره في الصحابة الذين لا يحفظ نسبهم، أعاد ذكره في نازلي الشام، فقال: ومن قبائل مضر: عرباض من بني سليم بن منصور توفي في فتنة ابن الزبير، ويقال: مات سنة خمس وسبعين، فهذا كما ترى جميع ما نقله المزي ذكره خليفة، ولكنه لم ينقل من أصل، إذ لو نقل من أصل لوجده.
وذكره ابن سعد في طبقة الخندقيين.
وفي الاستيعاب: " وقيل: مات في فتنة ابن الزبير ".
وفي " المحكم ": العربض: الضخم، فأما أبو عبيد فقال: العربض كأنه من(9/214)
الضخم، والعربض والعرباض البعير القوي، والعربض الكلكل.
3680 - (س) عرس بن عميرة الكندي أخو عدي.
نسبه ابن حبان أرقميا.
وقال العسكري: عميرة أمه، وهو العرس بن قيس بن سعيد بن الأرقم بن نعمان بن عمرو بن وهب، له صحبة.
وفي كتاب ابن قانع: عرس بن قيس بن عميرة بن سعيد بن الأرقم، روى عنه ابنه.
ولما ذكر أبو عمر عرس بن قيس الكندي قال: لا أعرفه. وقيل: مات في فتنة ابن الزبير.
وفي كتاب " الصحابة " لابن الجوزي: عرس بن عميرة بن فروة، وقيل: عرس بن قيس.
وذكره ابن الربيع الجيزي في جملة الصحابة الذين شهدوا فتح مصر.
وفي " الجمهرة " للكلبي: آخر من خرج من الكوفة من أصحاب علي العرس بن قيس بن سعد بن الأرقم تولى ولايات إحداهن الجزيرة.
وقال أبو زكريا بن منده: هو آخر من مات من الصحابة بالجزيرة.
وفي الرواة: -(9/215)
3681 - عرس بن عميرة.
روى عن أنس بن مالك. قال الخطيب: روى عنه الخليل بن مرة من طريق فيه نظر.
وفي الصحابة: -
3682 - عرس بن عامر بن ربيعة بن هوذة.
قال ابن الدباغ: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب بن قانع: عرس بن هوذة البكائي، أخو عمرو، وكأنه هو المذكور عند ابن الدباغ. – ذكرناهما للتمييز.
3683 - (س) عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة الشامي الناجي أبو عمرو البصري ابن أخت عباد بن منصور، لقبه كذمان.
كذا ذكره المزي.
وفي كتاب ابن ماكولا: علجة بن الأقفع بن كزمان، قاله شبل: بالضم، ابن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي [ق 111 / ب] وقال في حرف الكاف: وأما كزمان بضم الكاف، وبالزاي، وآخره نون فهو عرعرة بن البرند بن النعمان بن عبد الله بن علجة بن الأقفع بن كزمان بن الحارث. فهذا كما ترى كزمان ليس لقبا لعرعرة، وإنما هو جد له، ولم أر من نص على أنه لقب لعرعرة من المعتمدين.(9/216)
وفي قوله أيضا: وجد إبراهيم بن محمد بن عرعرة وعمرو، إغفال لموسى بن محمد بن عرعرة المذكور في " الإكمال ".
ولما ذكر ابن سعد عرعرة في الطبقة السادسة من أهل البصرة كناه: أبا محمد، قال: وتوفي في جمادي الآخرة أو رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة في خلافة هارون، وكان ابن اثنتين وثمانين سنة.
وكناه أيضا البخاري والحاكم أبو أحمد تبعا له: أبا محمد.
وذكره أبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء.
وقال ابن قانع: مات بالبصرة.
3684 - (د ت س) عرفجة بن أسعد بن كرب، وقيل: ابن صفوان التميمي العطاردي.
قال ابن حبان: كرب بن صفوان بن حناب بن شجرة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد، عداده في أهل البصرة.
وفي " تاريخ البخاري ": قال لي علي، ثنا يزيد بن زريع، حدثني أبو الأشهب، قال: حدثني عبد الرحمن بن طرفة [عن] أسعد بن كرب عن عرفجة بن أسعد بن كرب.(9/217)
وفي كتاب العسكري: وكان كرب من ساداتهم.
3685 - (م د س) عرفجة بن شريح، ويقال: بن ضريح، ويقال: ابن شريك، ويقال: ابن شراحيل الأشجعي.
كان فيه – يعني الكمال – الأسلمي، وهو خطأ. كذا ذكره المزي وهو غير جيد؛ لما قاله أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب – الذي هو أشهر من فرس أبلق -: عرفجة بن شريح الكندي، ويقال: الأشجعي، ويقال: الأسلمي.
وقال أحمد بن زهير: الأشجعي هو غير الأسلمي، وليس هو عندي كما قال. وقد اختلف في اسم أبي عرفجة اختلافا كثيرا. فقيل: شريح، وقيل: صريح، وقيل: ذريح، وقيل: بالضاد، وقيل ابن شراحيل. وقال يزيد بن مردابنه: طريح، وفي كلام أحمد: شريح، وقيل: سريج له حديث واحد، لا أعلم له غيره، وهو: " تكون هنات وهنات " وهو حديث صحيح انتهى.
[ق 112 / أ] كلام أبي عمر. وفيه نظر، لما ذكره العسكري: عرفجة بن شريح نزل الكوفة، ومما روى: حدثنا ابن منيع، ثنا داود، ثنا حفص بن غياث عن مسعر عن محمد بن عبد الله بن عرفجة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - " رأى رجلا به زمانه فسجد ".
وثنا ابن شعبة، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا أبي قال: أعطانا ابن الأشجعي كتبا من كتب أبيه، عن سفيان، عن زياد بن علاقة عن عرفجة قال: " أقاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حجر أو قال: من خدش " قال: نراه في الفرائض.
وقال البغوي: حدثنا هارون وعلي بن شعيب قالا:، ثنا أبو النضر، ثنا عبد الأعلى عن زياد عن قطبة بن مالك عن عرفجة الأشجعي قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جلس فقال: " وزن أصحابنا الليلة، وزن أبو بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن، ثم وزن عثمان وهو صالح ".(9/218)
وقال الطبراني:، ثنا القاسم بن زكريا ومحمد بن يزداد، ثنا إبراهيم بن سعد الجوهري، ثنا ابن معاوية عن يزيد ابن نرد ابنة، عن زياد بن علاقة، عن عرفجة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يد الله تعالى على الجماعة والشيطان مع من خالف الجماعة يركض ".
وفي كتاب الصريفيني: ويقال: اسمه ضريح بن عرفجة.
وقال ابن حبان: عرفجة بن شريح الأسلمي، وقيل: ابن ضريح، وقيل: ابن شراحيل، والأول أصح.
وكذا نسبه الدارقطني، والأمير.
وفي تاريخ البخاري: ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو النضر، ثنا شيبان، عن زياد، عن عرفجة بن شريح الأسلمي. انتهى. فليت شعري من الواهم على هذا صاحب " الكمال " أو المزي.
3686 - (س) عرفجة بن عبد الله الثقفي، ويقال: السلمي الكوفي.
عن عتيبة بن فرقد. قال البخاري: عرفجة بن عبد الله الثقفي عن علي، وعبد الله، وعائشة وأم عبد الله نسبه منصور.
وقال أبو حمزة: عن عطاء عن عرفجة بن عبد الواحد الثقفي قال: [ق 112 / ب] كنا عند عتبة بن فرقد.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.(9/219)
من اسمه عروة
3687 - (ع) عروة بن أبي الجعد، ويقال: ابن الجعد، ويقال: ابن عياض بن أبي الجعد البارقي الأزدي، ويقال: الأسدي: سكن الكوفة.
وبارق جبل نزله سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء.
كذا ذكره المزي. وقد أسلفنا في غير ما موضع من هذا الكتاب أن قوله: الأزدي، ويقال: الأسدي وهم؛ لأن الأزدي، والأسدي، والأصدي واحد، والله تعالى أعلم.
وفي قوله أيضا: بارق جبل نزله سعد مقتصرا على ذلك نظر؛ لقول ابن هشام: سموا بارقا؛ لأنهم تبعوا البرق.
وقال أبو عمر بن عبد البر: بارق اسم ماء بالسراة، فمن نزله أيام سيل العرم كان بارقيا، نزله سعد بن عدي، وابنا أخيه مالك، وشبيب ابنا عمرو بن عدي.
وقال أبو بكر البرقي، وأبو العباس المبرد، وأبو عبيد بن سلام: بارق بن عوف بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء.
وقال المزي تبعا لصاحب " الكمال " لما ذكر قول البرقي: والقول الأول –(9/220)
يعني: أن بارقا اسم جبل – أشبه. وما أدري لم صار أشبه؟ أبدليل، أم بغير دليل؟ فإن كان دليلا سمعناه، وإلا تركناه، وهجرناه.
وفي قوله: أن عروة من بارق هذا نظر، لما ذكره أبو محمد الرشاطي عروة بن عياض بن أبي الجعد البارقي من بارق حمير وهو ذو بارق عريب بن شراحيل بن زيد بن نوف بن حجر بن يريم ذي رعين، وقد ينسب إلى جده فيقال: عروة بن أبي الجعد.
وقال أبو الحسن علي بن المديني: من قال فيه عروة بن الجعد يريد بإسقاط أبي – فقد أخطأ، وكان غندر يهم فيه فيقول: ابن الجعد:
وفي البخاري: ثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة عن حصين وابن أبي السفر عن الشعبي عن عروة بن الجعد قال: وقال سليمان: عن شعبة بن أبي الجعد، وتابعه مسدد عن هشيم عن حصين عن الشعبي عن عروة بن أبي الجعد.
ولي قضاء الكوفة لعمر بن الخطاب.
وقال ابن حبان: عروة بن الجعد بن أبي الجعد.
وقال ابن قانع: اسم أبي الجعد سعد.
وقال البغوي: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثين.
وقال العسكري: ابن أبي الجعد، ومنهم من يقول: ابن الجعد، وابن أبي الجعد أصح. سكن الكوفة وكان له بها ذكر، وكان صاحب خيل وتجارة.
وفي كتاب ابن سعد عن الشعبي قال: كان على قضاء الكوفة قبل شريح عروة بن أبي الجعد، وسلمان بن ربيعة: قال محمد بن سعد: [ق 113 / أ] وفي غير هذا الحديث وكان عروة مرابطا ببراز الروز، وكان له فيها فرس أخذه بعشرين ألف درهم.(9/221)
وفي كتاب ابن الأثير: هو من جملة من سير من أهل الكوفة إلى الشام في خلافة عثمان.
وقال البرقي: عروة بن أبي الجعد جاء عنه ثلاثة أحاديث، حديثان في الخيل، وحديث في الأضحية.
3688 - (خ م د س) عروة بن الحارث أبو فروة الأكبر الهمداني الكوفي.
قال الحاكم لما خرج حديثه: هو من أوثق التابعين.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " الذين رووا عن الصحابة قال: روى عن عبد الله بن [حكيم] ورجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - روى عنه أهل الكوفة.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة، والعلامة عمران بن محمد بن عمران الهمداني في الثالثة من الهمدانيين النازلين بالكوفة.
3689 - (د س ق) عروة بن رويم أبو القاسم اللخمي الشامي.
قال البخاري: عن الحسن بن واقع، عن ضمرة: مات سنة خمس وعشرين ومائة. وتابعه على هذا القول محمد بن عبد الله الحضرمي، وهو وهم: كذا ذكره المزي تابعا ابن عساكر فيما أرى، ولو نظر تواريخ البخاري لوجد فيها خلاف ما ذكر.
قال في " التاريخ الكبير ": وقال عبد الله بن حيوة عن ضمرة بن ربيعة قال(9/222)
مالك: عروة بن رويم سنة خمس وثلاثين ومائة، وقال في تاريخه الأوسط في فصل من بين عشر إلى أربعين: حدثني الحسن بن واقع، ثنا ضمرة، قال سمعت: ابن عطاء – يعني الخراساني – مات أبي سنة خمس وثلاثين ومائة.
وحدثني الحسن عن ضمرة قال: مات عروة بن رويم فيها.
وكذا ذكره عنه القراب في تاريخه، وصاحب التعريف بصحيح التاريخ لم يغادرا حرفا ولم ينقلا عنه خلافا، والله تعالى أعلم [ق 113 / ب].
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: يروي عن عبد الله بن قرط، مات سنة خمس وثلاثين ومائة بذي خشب، فحمل ودفن في المدينة، وكان يسكن قرية يقال لها: سرية من كور غزة، وقد قيل: إنه مات سنة ثنتين وثلاثين ومائة، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم والمزي نقل عن ابن حبان أنه ذكره في كتاب الثقات وأغفل منه شيئا عري كتابه منه جملة وهو اسم القرية.
وقال ابن قانع: يقال: أنه توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وذكره مسلم في الطبقة الثانية من أهل الشام.
وفي " المراسيل " لأبي محمد بن أبي حاتم قال أبي: وذكر عروه بن رويم ابن أخت النحاس فقال: لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال أبو زرعة: لم يسمع من ابن عمر شيئا، وهو شامي دمشقي.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: لا بأس به.(9/223)
وفي تاريخ أبي مسلم المستملي رواية الدوري عنه: مات سنة خمس وثلاثين ومائة.
3690 - (ع) عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبد الله المدني.
قال المرزباني: له شعر قليل، منه قوله بعد ما كف بصره: -
أن يمس عيناي في ضر أصابها ... ريب الزمان وأمر كان قد قدرا
فما بذلك من عار على أحد ... إذا أعفى الله واستودى بما أمرا
كم من بصير ورآه الناس ذا بصر ... أعمى عن الدين جاف قد قبرا
وقد أعرتها حتى دنا أجلى واستبدل ... العيش بعد الصفوة الكدرا
لم يمن لي الدهر إخوانا أسر بهم ... إلا قليلا وقد أبقى لي القدرا
من لا يكف عن المولى عفا ربه ... ولا يغير على المعروف إن حضرا
وفي قول المزي: ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال: كان ثقة كثير الحديث فقيها، عالما ثبتا، مأمونا نظر؛ لأن ابن سعد لم يقل هذا، إنما نقله ابن سعد عن شيخه الواقدي بيانه أنه لما ذكر أولاده عبد الله وعمر والأسود ومحمدا ويحيى وعثمان وهشاما وعبيد الله ومصعبا. قال: قال محمد بن عمر: وقد روى عروة عن أبيه، وذكر جماعة آخرهم جمهان مولى الأسلميين، وكان ثقة كثير الحديث إلى آخره.
وفي قوله أيضا: قال الهيثم، ومحمد بن سعد [ق 114 / أ] مات سنة أربع وتسعين، زاد محمد بن سعد: بأمر بالفرع، وكذلك قال الواقدي عن عبد الحكم بن عبد الله بن أبي فروة، نظر [وأصفال عقاب الدو النوم]، وذلك أن ابن سعد لم يقل هذا، إنما قال: أنبا محمد بن عمر، ثنا عبد الحكم بن عبد الله بن أبي فروة قال: مات عروة في أمواله بمجاج في ناحية الفرع،(9/224)
ودفن هناك يوم الجمعة سنة أربع وتسعين.
وأما ما ذكره عن الهيثم فغير جيد؛ لأن الذي في تاريخ الذي على السنين وكذا في " التاريخ الصغير ": في سنة خمس وتسعين مات عروة بن الزبير فينظر.
وقال ابن حبان البستي: كان من أفاضل أهل المدينة، وعقلائهم، يقرأ كل يوم ربع القرآن في المصحف نظرا، ويقوم به ليله، ما ترك حزبه ولا ليلة قطعت رجله، ولما نشرت رجله ما زاد على أن قال: الحمد لله.
وفي كتاب المنتجيلي: لما مات ابنه محمد قال: كانت منيته بركضة بغلة قدرا. فسيق لمكتب الكتاب. وكان عروة يخضب بالحناء، وطلب معاوية عبد الله بن الزبير يوما فلم يجده، فأرسل إلى عروة وهو يومئذ غلام حديث السن، وقد قيل له: إن له علما، وإن عنده رواية فأتاه فاستنشده وسأله، وقال: أتروي لجدتك صفية شيئا؟ قال: نعم، فأنشده بعض شعرها.
فقال: أتروي قولها.
عاجلت أباد الدهور عليكم ... وأسماء لم تشعر بذلك أيم
فلو كان زيد مشركا لعذرته ... ولكنه قد يرغم الناس مسلم
قال: نعم، وأروى قولها أيضا.
ألا أبلغ بني عمي رسولا ... ففيم الكيد فينا والإمار
فلم نبدأ بذي رحم عقوقا ... ولم توقد لنا بالغدر نار
فقال له معاوية: حسبك يا ابن أخي. فلما أخبر أخاه بذلك سر بجوابه، ثم اعتنقه.
وذكر المزي أنه روى عن علي بن أبي طالب وبشير أبي النعمان، وأبيه الزبير بن العوام الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وفي ذلك نظر، لما ذكره ابن أبي حاتم في المراسيل: سمعت أبي يقول: عروة عن علي مرسل، وعن بشير [ق 114 / ب] أبي النعمان مرسل.(9/225)
وفي " سؤالات حمزة للدارقطني ": عروة لم يسمع من أبيه شيئا، والرواية في الصحيح عنه إنما هي عن أخيه عبد الله عن أبيه؟ وكذا ذكره الحاكم لما سأله عنه مسعود، زاد: قال الزهري: قلت لعروة: ما تحفظ من أبيك؟ قال: الشعر الذي على عاتقه.
وفي " التمييز " لمسلم بن الحجاج: حج عروة مع عثمان، وحفظ عن أبيه الزبير فمن دونهما من الصحابة. وذكر في صحيحه حجه مع أخيه ثم مع أبيه.
وفي كتاب الرشاطي: روى هشام عن أبيه قال: سمعت أبي الزبير يقول: ما سمعت بأحد أجرأ ولا أسرع شعرا من ابن رواحة.
وفي " تاريخ الغرباء " لابن يونس: قدم مصر، وتزوج بها امرأة من بني وعلة ابنت أسميفع بن وعلة، فأقام بمصر سبع سنين، وكان فقيها فاضلا.
وفي " بحر الفوائد " للكُلاباذي: لما رأى عروة رجله مقطوعة قال: سخا بنفسي عنك، إني لم أنقلك إلى خطيئة قط. ثم تمثل بقول معن بن أوس:
لعمرك ما أهويت كفى لرمة ... ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة من ... الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
وذكره أبو محمد بن جرير في الطبقة الأولى من قراء أهل المدينة.
وزعم المزي أن البخاري قال: مات سنة تسع وتسعين. وذكر من عند غيره، وقيل: توفي سنة مائة أو إحدى ومائة. انتهى كلامه، ولو نظر كتاب البخاري لوجده قد قال في غير ما نسخة: قال الفروي: مات سنة تسع وتسعين أو مائة أو إحدى ومائة، اختلف فيه.(9/226)
وذكر مسلم بن الحجاج في كتابه " أشياخ عروة وتلامذته " أنه روى عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وكرز بن علقمة الخزاعي وعمر بن عبد العزيز، والأحنف بن قيس، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبي مروان الليثي.
وروى عنه: هاشم بن حمزة بن عبد الله، وعاصم بن المنذر بن الزبير، ومحمد بن كعب القرظي، وسالم أبو النضر، وعبد الله بن دينار، وعبد الله بن هند بن أسلم، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وإبراهيم بن عقبة، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسعيد المقبري، وعمر بن مسلم، وعثمان بن محمد بن الأخنس، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وإسماعيل بن محمد بن زيد بن ثابت، [ق 115 / أ] وندبة، والضحاك بن عثمان الأسدي، وعبد الله بن عبيدة بن نشيط، ويزيد بن عبد الله بن سعد، وأسلم المكي، وطاوس بن كيسان، وعمرو بن شعيب، وعثمان بن أبي سليمان، وعبد الله بن أبي نجيح، وعلي بن نافع الجرشي، وعثمان بن عثمان شيخ من أهل البصرة، وعبد الرحمن بن المخارق، وطلحة بن يحيى بن طلحة، وحفص بن الفرائص، ويحيى بن يحيى الغساني.
3691 - (4) عروة بن عامر القرشي، ويقال: الجهني المكي أخو عبد الله بن عامر، وعبد الرحمن.
قال العسكري: عروة بن عامر الجهمي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس له صحبة. ذكرناه ليعرف.
وقال أبو موسى المديني: عروة بن عامر الجهني أورده ابن شاهين، وذكر حديثه في الطيرة. وقال: قال ابن أبي حاتم: سمع ابن عباس، وعبيد بن رفاعة روى عنه حبيب، فعلى هذا كأن الحديث مرسل.(9/227)
ولما ذكره ابن قانع قال: عروة بن عامر عندي ليس له لقى. وقال قوم: له صحبة، وليس بصحيح.
وذكره ابن فتحون في جملة الصحابة، ومسلم بن الحجاج في الطبقة الثانية من أهل مكة.
وفي الصحابة أيضا:
3692 - عروة بن عامر بن عبيد بن رفاعة.
ذكره ابن الأثير. ذكرناه للتمييز.
3693 - (د م ق) عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي أبو مهل كوفي أزدي.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " الذي نقل المزي توثيقه من عنده: عروة بن عبد الله بن بشير، وقد قيل: ابن قشير. وذكر روايته عن التابعين، كأنه لم يصح عنده روايته عن ابن الزبير الذي ذكره المزي، وخرج حديثه في صحيحه.
3694 - (خ م س) عروة بن عياض بن عمرو بن عبد القاري، وقيل: عروة بن عياض بن عدي بن الخيار.
كذا ذكره المزي.
ومسلم خرج حديثه فهو أخبر به وبنسبه، وذلك أنه لما ذكره في الطبقة الثانية من المكيين من غير تردد سماه عروة بن عياض بن عدي بن الخيار النوفلي.(9/228)
وأعاد المزي ذكره في عياض بن عروة قال: ويقال: عروة بن عياض عن عائشة والظاهر أنه هو، والله تعالى أعلم.
3695 - (د) عروة بن محمد بن عطية السعدي الجشمي.
من بني سعد بن بكر بن هوزان بن منصور. كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأن جشما هو ابن أخي سعد؛ لأنه جشم بن معاوية بن بكر بن هوزان، لا دخول له في سعد بن بكر بحال.
وفي قوله: قال يعقوب بن سفيان: وفيها – يعني سنة ثلاث ومائة – نزع عروة عن أهل اليمن نظر، وذلك أن يعقوب بن سفيان لم يذكر هاذ إلا نقلا لم يقله استقلالا [ق 115 / ب] قال في سنة ثلاث ومائة. وقال ابن بكير، فذكره.
وفي قوله: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال يعقوب بن سفيان عن علي بن المديني: ولي اليمن عشرين سنة، وخرج حين خرج منها معه سيف ومصحف، نظر في موضعين.
الأول: أغفل من توثيق ابن حبان له: وكان يخطئ، وكان من خيار الناس.
الثاني: الذي ذكر أنه أغرب بنقله من كتاب يعقوب، وإن كان لم ينقل منه شيئا إلا بوساطة ابن عساكر هو بعينه مذكور في كتاب " الثقات " بزيادة: فقط، وفي كتاب ابن أبي حاتم الذي هو عكازة الطالب، فلو رآه في كتاب " الثقات " لما أبعد النجعة في نقله من عند غيره، أو كان على عادته يقول: قال فلان وفلان: كذا وكذا.
وفي الجمهرة لابن حزم: ولي اليمن ومكة.(9/229)
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: كان أميرا لمروان بن محمد على الجبل، وهو الذي قتل أبا حمزة الخارجي، وقتل طالب الحق الأعور العالم باليمن.
3696 - (4) عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي.
له صحبة. قال ابن حبان، وخليفة بن خياط والبغوي وغيرهم: سكن الكوفة.
وقال العسكري: لام بن عمرو بن مازن بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعا من بني فطرة، يعني: ابن طي بن أدد، وفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وجده أوس بن حارثة أحد سادات العرب كان يناوئ حاتما، وعروة هذا هو الذي بعث معه خالد بن الوليد بعيينة بن حصين حين ارتد بالبطاح، والبطاح ماء لبني تميم.
وكذا ذكره أبو عبيد بن سلام والكلبي والبلاذري وغيرهم.
وفي أوس يقول بشر بن أبي حازم فيما ذكره المبرد:
إلى أوس بن حارثة بن لام ... ليقضي حاجتي فيمن قضاها
وما وطئ الثرى مثل ابن ليلى ... ولا لبس النعال ولا احتداها
وحديثه ألزم الدارقطني الشيخين إخراجه لصحة الطريق إليه.
وفي كتاب ابن سعد: كان مع خالد بن الوليد حين بعثه أبو بكر - رضي الله عنه - إلى أهل الردة. ذكره في الطبقة الرابعة وقال في موضع آخر: أسلم وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ونزل الكوفة بعد ذلك، وهو الذي بعث معه خالد بعيينة(9/230)
بن حصن لما أسره يوم البطاح مرتدا إلى أبي بكر، والبطاح ماء لبني تميم.
وفي كتاب ابن الأثير: كان سيدا في قومه، وكان يناوئ عدي بن حاتم في الرياسة، وكان أبوه عظيم الرياسة أيضا.
وفي قول المزي: قال ابن المديني: لم يرو عنه غير الشعبي. نظر؛ لخطئه بهذا القول [ق 116 / أ] وإن كان قد قاله أيضا جماعة منهم مسلم بن الحجاج في كتاب الوحدان، والدارقطني، وأبو ذر الهروي، وغيرهم. ولكن المتأخر أوسع نظرا من المتقدم، فكان ينبغي التنقيب عن مثل هذه، وترك العلو في الأسانيد التي هي من شأن عوام المحدثين.
هذا الحاكم قال لما ذكر حديث الشعبي عنه: قد وجدنا عروة بن الزبير بن العوام حدث عنه. ثم ذكر حديثه في المستدرك.
وفي كتاب الأزدي المسمى " بالسراج ": وقد روى عن حميد بن مهنب عنه، ولا يقوم. وقد ذكر مهنبا هذا المزي.
وقال أبو صالح المؤذن الحافظ: قد وجدنا رواية ابن عباس عنه.
وأما إسقاط أوس من نسبه عند البخاري فقد رده عليه الرازيان.
وأما ما وقع في تاريخ أبي نعيم الدكيني: عروة بن مضر بن الهلالي، فيشبه أن يكون غلطا من الناسخ.
3697 - (ع) عروة بن المغيرة بن شعبة أبو يعفور الكوفي أخو حمزة وغفار، ويعفور.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: كان من أفاضل أهل بيته.
روى عنه الناس. وأولاد المغيرة: عروة، وغفار وحمزة، ويعفور. وقد(9/231)
حدثوا كلهم.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني: أن مصقلة بن هبيرة الشيباني قال للمغيرة في كلام تقاولاه ولينه: إني لا أعرف شبهي في عروة ابنك، فأشهد عليه المغيرة بذلك ورفعه إلى شريح فجلده الحد، فأبى مصقلة ألا يقيم ببلد فيها المغيرة ما دام حيا.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة، وكذا مسلم بن الحجاج.
وأما خليفة فذكره في الثالثة زاد: أمه فتاة.
وفي تاريخ الهيثم الصغير عن ابن عياش: كان أحول، وفي المثالب تصنيفه كان [].
3698 - (س) عروة بن النزال تميمي كوفي، وقيل: هو ابن النزال بن سبرة.
كذا ذكره المزي، وما أدري من هو الذي نص على هذا الخلاف، فإني لم أر هذا الرجل مذكورا عند أحد، إلا عند ابن حبان. والله تعالى أعلم.
3699 - (د ت) عروة المزني عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
" قبل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة، ولم يتوضأ " [ق 116 / ب].(9/232)
من اسمه عريان، وعريب وعزرة، وعسل
3700 - (بخ س) عريان بن الهيثم بن الأسود بن أقيش بن معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو بن جشم بن عوف بن النخع الكوفي الأعور.
قال يحيى بن نوفل يهجوه أنشده المبرد، قال: وكان العريان تزوج زباد من ولد هانئ بن قبيصة الشيباني، وكانت عند الوليد بن عبد الملك فطلقها، فتزوجها العريان وكان ابن نوفل هجاء فقال:
أعريان ما يدري امرئ سئل عنكم ... أمن مذجح تدعون أم من أياد
فإن قلتم من مذجح إن مذجحا ... لبيض الوجوه غير جد جعاد
وأنتم صغار الهام جدل ... كأنما وجوهكم مطلية بمداد
وإن قلتم الحي اليمانيون أصلنا ... وناصرنا في كل يوم ميلاد
فأطول بنعل من معدو نزوه ... يزب بإياد خلف دار مراد
لعمر بني شيبان إذ ينكحونه زباد ... لقد ما قصروا بزباد
أبعد الوليد أنكحوا عبد مذجح ... كمنزية عيرا خلاف جواد
وأنكحها لا في كفاء ولا غنى ... زياد أضل الله سعى زياد
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: كان أبوه عبدا، فزعم مرة أنه من النخع.
ولما ذكره المرزباني في معجمه قال: مر أخ له يمشي على حائط، فوطئ على أجره فنزلت من تحت رجله، فوقعت على ابن للعريان فهلكا جميعا فقال العريان:
أقول للنفس لما عالني حزن ... إحدى يدي أصابتني ولم ترد(9/233)
كلاهما خلف من فقد صاحبه ... هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي
وكل قوم وإن عزوا أو إن كثروا ... لا بد قصرهم للموت والنفد [ق 117 / أ]
لا يحرز المرء مالا حين يجمعه ... ولا موت وإن كانوا ذوي عدد
وفي " أخبار البصرة " لعمر بن شبة: قال العريات لبلال بن أبي بردة:
ليريني بياض راحتيك، وروج خديك وانتشار منخريك، وجعودة شعرك، يعرض بالزنجية. فقال بلال: إني لأكره أن أجعل أبا موسى ندا للأسود وأبا بردة ونفسي ندا لك.
وقال الكلبي في " الجمهرة " و " الجامع ": كان قد ولى الشرطة لخالد بن عبد الله وكان الهيثم من رجال مذجح، وكان خطيبا، وقتل أبوه الأسود يوم القادسية.
وفي " الاشتقاق الكبير " لابن دريد: من رجالهم يعني النخع في الإسلام العريان وكان خطيبا شاعرا وفي كتاب " المنحرفين ": كان الهيثم عثمانيا.
وذكره – أعني العريان – ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، كأنه لم يصح عنده روايته عن الصحابة الذين ذكرهم المزي ونسبه الرشاطي وليا وابنه الهيثم بن العريان، وأخيه الفاطه يرثي الأشتر – فيما أنشده المبرد – من أبيات:
أبعد الأشتر النخعي يرجو ... مكانته ويقطع بطن واد
3701 - (س ق) عريب بن حميد أبو عمار الهمداني الدهني الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " كذا ذكره المزي.
والذي في كتاب " الثقات ": عريب بن حميد بن عمار الهمداني الفائشي، يروي المراسيل، كنيته أبو عمار.(9/234)
وأما قوله الهمداني الدهني فوهم لا شك فيه، أنى يجتمع دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمد بن الغوث بن النبيت بن مالك بن زيد بن كهلان مع همدان بن مالك بن زيد ابن أذينة بن ربيعة بن الجبار بن مالك بن زيد بن كهلان؟ وإن قلنا: تصحفت عليه الدهني بالضم من الدهني بالكسر، فكذلك أيضا لأن المكسور الدال في الأزد، وفي غافق، وفي عبد القيس.
وذكره أيضا عمران بن محمد بن عمران الهمداني في الطبقة الأولى من رجال همدان النازلين بالكوفة، ونسبه فائشيا، كما ذكره أبو حاتم بن حبان، وهو الصواب، والله تعالى أعلم.
3702 - (س) عزرة بن تميم عن أبي هريرة.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في " الفتن "، وقال: قال أبو علي الحافظ: قد روى شعبة عن قتادة عن عزرة بن تميم.
3703 - (م مد س ت) عزرة بن ثابت بن أبي زيد عمرو بن أخطب أنصاري بصري، أخو محمد، وعلي.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": ثقة متقن.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
3704 - (م د ت س) عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي الأعور.
قال محمد بن [ق 117 / ب] إسماعيل البخاري في تاريخه: قال لي [حميد]: هو ابن دينار الأعور، قال محمد: ولا أراه يصح: ابن دينار.(9/235)
وقال وقاء بن إياس: رأيته يختلف إلى سعيد بن جبير معه التفسير.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة الأسفرائيني وأبو علي الطوسي.
3705 - (د ت) عسل بن سفيان التميمي اليربوعي أبو قرة البصري.
قال البخاري في كتاب " الضعفاء ": فيه نظر.
وذكر المروزي أن أحمد بن حنبل ضعفه.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
ولما خرجه الحاكم قال: ليس بمستبعد ومن عسل الوهم.
وقال ابن سعد لما ذكره في الطبقة الرابعة من أهل البصرة: روى عنه شعبة، وكان فيه ضعف.
وقال العجلي: ضعيف يكتب حديثه. وقال محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم التبان: ليس بالقوي.
وذكره أبو العرب وأبو القاسم البلخي، وأبو جعفر العقيلي، والساجي، وابن الجارود في جملة الضعفاء.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.(9/236)
وفي كتاب ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: كان يروون عنه، ثم ضعف حديثه في حديث رواه عن آخر عن أبي هريرة في السدل كذا قال يحيى عن آخر عن أبي هريرة، وإنما هو عسل عن عطاء عن أبي هريرة.
وقال يعقوب بن سفيان: ليس متروك ولا هو حجة.(9/237)
من اسمه عصام، وعصمة، وعطاء
3706 - (س) عصام بن بشير الكعبي الحارثي أبو الغلباء الجزري.
روى عن أبيه قال: وفد بي قومي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أتيته قال لي: مرحبا، ما اسمك؟ قلت: كثير. قال: بل أنت بشير. قال أبو عبد الله الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وينظر في كنيته من قالها قبل المزي فإني لم أر من قالها، والله تعالى أعلم.
3707 - (خ) عصام بن خالد أبو إسحاق الحضرمي.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": هو عصام بن خالد بن وائل بن المثنى الحضرمي.
وقال أبو عبد الله ابن منده: مات سنة إحدى عشرة ومائتين.
وفي كتاب الزهرة: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين، وروى عنه البخاري حديثين.
وفي كتاب القراب: أنبا أبو الحارث أحمد بن علي، أنبا علي بن الحسن القطان، سمعت علي بن الفضل، سمعت أحمد بن حريز يقول: مات مكي بن إبراهيم، وعصام بن خالد، وشداد بن حكيم، ويوسف بن واقد سنة أربع عشرة ومائة.
وكذا ذكره ابن قانع [ق 118 / أ].
3708 - (صد) عصام بن طليق الطفاوي بصري.
قال ابن حبان البستي: كان يأتي بالمعضلات عن الثقات، فيعلم أنها(9/238)
معمولة أو مقلوبة.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وابن الجارود في جملة الضعفاء.
3709 - (د س ق) عصام بن قدامة البجلي، ويقال: الجدلي أبو محمد الكوفي.
قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب " التمهيد ": عصام بن قدامة ثقة عدل.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: كوفي يعتبر به.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه عن مالك بن نمير الخزاعي عن أبيه قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - واضعا يده اليمنى على فخذه اليمنى ويشير بإصبعه.
3710 - (د ت س) عصام المزني.
روى عنه ابنه. لم يزد المزي على هذا شيئا.
وقد ذكره ابن سعد في طبقة الخندقيين، وأنه كان في سرية يوم فتح مكة إلى بطن نخلة. وروى عنه ابنه عبد الله بن عصام.
وفي " الاستيعاب ": روى عنه ابنه عبد الرحمن بن عصام.
ونسبه ابن حبان نميريا، ويشبه أن يكون وهما لمخالفة الجم الغفير.(9/239)
وقال البغوي: سكن المدينة.
وقال البرقي: جاء عنه حديث.
ونسبه أبو يعلى الموصلي مزنيا، وقيل غفاريا.
3711 - (س ق) عصمة بن الفضل أبو الفضل النميري النيسابوري.
قال الحاكم في تاريخ بلده: روى عن عبد الله بن الوليد العدني، ويحيى بن أبي بكير.
روى عنه الحسين بن محمد القباني، وإمام الأئمة محمد بن إسحاق ابن خزيمة، ومحمد بن فور، والحسن بن أحمد بن الليث الرازي.
وذكر ابن عبد البر في " تاريخ قرطبة " أن بقي بن مخلد روى عنه – وقد بينا شرط بقي أنه لا يروي إلا عن ثقة عنده – وقال: قدم على الدوري.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": لا بأس به.
3712 - (د ت) عطاء بن دينار أبو الريان، وقيل: أبو طلحة الهذلي مولاهم مصري.
خرج أبو حاتم ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، والطوسي.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال أحمد: ما أرى به بأسا.
3713 - (س) عطاء بن دينار المدني.
لما ذكر النسائي حديث عطاء عن أبي الزبير عن جابر في: النهي عن الجلوس على مائدة تدار عليها الخمر، قال حمزة الكناني راوي كتاب النسائي الكبير: عطاء هذا هو ابن دينار المدني، وهو يرد على المزي هنا؛ إذ لم يذكره(9/240)
ولا نبه عليه، ويرد عليه في الأطراف فإنه لما ذكر هذا الحديث، قال: عطاء هذا هو ابن أبي رباح؛ لأن راوي الكتاب المشاهد للمحدث به أعلم من غيره، ولا شك، والله تعالى أعلم.
3714 - (ع) عطاء بن أبي رباح أسلم الفهري مولاهم أبو محمد المكي.
قال محمد بن سعد: كان من مولدي الجند، ونشأ بمكة، وهو مولى لبني فهر أو لجمح. وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث، كذا ذكره المزي.
والذي في الطبقات: مولى [ق 118 / ب] آل أبي ميسرة بن أبي خثيم الفهري.
وعن عمر بن قيس قال: أعقل قتل عثمان. وعن ابن المؤمل أن عطاء كان يعلم الكتاب. قالوا: وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث.
وقال المزي: عن يعقوب بن سفيان عن حيوة عن عباس عن حماد بن سلمة: قدمت مكة سنة مات عطاء بن أبي رباح سنة أربع عشرة. انتهى كلامه، ثم ذكر بعد ذلك كلام البخاري وغيره. ولو رأى كتاب يعقوب لما احتاج إلى كثير من النقول التي ذكرها، ولكنه أراد الإعلام بكثرة الاطلاع ليستكثر بذلك على الأغبياء، وإلا فمن له أدنى علم يعلم أنه ما يكثر نقله إلا إذا كانت الترجمة عند ابن عساكر، لا سيما كلام يعقوب والهيثم، وخليفة، والبخاري، وقد بينا ذلك في غير ما موضع.
قال يعقوب – ومن أصل بخط العلامة عبد العزيز الكناني، وسماعه أنقل -: قال أحمد بن حنبل: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة قال: قدمت مكة في رمضان، وعطاء بن أبي رباح حي. قال: فقلت: إذا أفطرت دخلت عليه.
قال: فمات في رمضان. قال: وكان ابن أبي ليلى يدخل عليه، فقال لي عمارة بن ميمون: الزم قيس بن سعد؛ فإنه أفقه من عطاء. سمعت سليمان بن(9/241)
حرب يذكر عن بعض مشيخته قال: رأيت قيس بن سعد قد ترك مجالسة عطاء، قال: فسألته عن ذلك فقال: إنه نسي أو تغير، فكدت أن أفسد سماعي منه.
وقال أبو نعيم: مات الحكم بن عتيبة وعطاء بن راح سنة خمس عشرة ومائة. حدثني حيوة، ثنا أبو الفضل عن حماد قال: قدمت مكة سنة مات عطاء، سنة أربع عشرة ومائة.
وقال أحمد عن يحيى بن سعيد: مات عطاء سنة أربع عشرة أو خمس عشرة، وقال علي: حج سفيان ثنتين وسبعين حجة، ومات عطاء سنة خمس عشرة، وفي موضع آخر: عاش عطاء بعد مجاهد بن جبر أربع عشرة سنة.
وفي قوله أيضا وكذلك قاله البخاري عن حيوة، وقال في الصغير: عن حيوة سنة خمس عشرة. إغفال إن كان نقله من أصل، وذلك أن البخاري قال في " التاريخ الكبير " لما ذكر كلام حيوة قال إثره: وقال أبو نعيم سنة [ق 119 / أ] خمس عشرة، وكذا ذكره في " الأوسط ".
وذكر المزي عن الهيثم أنه توفي سنة أربع عشرة، والذي في كتاب " الطبقات " للهيثم بن عدي: سنة ست عشرة ومائة، ونقله أيضا عن الهيثم جماعة منهم القراب، فقال: أخبرني أبو محمد بن حمويه، ثنا الحارث بن محمد بن عبد الكريم، سمعت جدي، عن الهيثم بن عدي قال: عطاء بن أبي رباح، ومكحول توفيا سنة ست عشرة ومائة.(9/242)
وفي قوله: وقال خليفة بن خياط: مات سنة سبع عشرة نظر، والذي في تاريخه الذي على السنين – بخط من وصفته قبل من الحفاظ -: وفي سنة خمس عشرة ومائة مات عطاء بن أبي رباح، ويقال: سنة ست عشر ومائة، انتهى.
أما الذي ذكر وفاته سنة سبع عشرة فهو القراب عن ابن المديني: مات عطاء بن أبي رباح وأبو البداح بن عاصم سنة سبع عشرة ومائة، وكذا ذكره ابن قانع.
وفي تاريخ أبي بشر هارون بن حاتم التميمي، ثنا مصعب، عن ابن جريج: مات عطاء بن أبي رباح سنة ست عشرة ومائة.
وذكر وفاته في سنة ثنتي عشرة ابن أبي عاصم، فينظر فإني لم أر له متابعا.
وفي تاريخ علي بن عبد الله التميمي: واسم أبي رباح سالم بن صفوان، توفي سنة خمس عشرة.
وفي كتاب " الطبقات " للطبري: كان مولده بالجند وكان مفلفل الشعر، وكان المقدم في الفتيا بمكة في زمانه. وعن خصيف: أعلمهم بالقرآن مجاهد، وبالحج عطاء، وقال أبو جعفر بن جرير: حج عطاء سبعين حجة، توفي سنة خمس، وقيل: أربع عشرة.
وقال ابن قتيبة: وقيل اسم أبيه: ذكوان، وكان حبشيا يعمل المدليل، وتوفي سنة خمس عشرة، وأمه سوداء، تسمى بركة، وله ابن يسمى يعقوب.
وقال المنتجيلي: تابعي ثقة، وكان مفتي أهل مكة في زمانه، وعن عمر بن قيس: كان أبو عطاء نوبيا.
وقال محمد بن الحسن: سألت يحيى بن معين، قلت له: مالك لم لم يكتب عن عطاء؟ قال: ذكر ابن مهدي وسئل عنه؟ يعني مالكا فقال: رأيته في حلقة(9/243)
ربيعة كأنه يضحك، فنقوم وقد تطاول عليه ربيعة. قلت ليحيى: فالنعمان بن ثابت لم ترك عطاء؟ فقال: حكى عنه أنه سئل عن ذلك، فقال: رأيت عطاء يفتي بالمتعة، وكان الثبت في ابن عباس عطاء، وقال الأوزاعي: كنا إذا جئنا عطاء، نهاب أن نسأله حتى يمس عارضه أو يلتفت أو يتنحنح، وقال عطاء: أدركت سبعين صحابيا يخضبون [ق 119 / ب] بالصفرة، وقال زهير بن نافع الصنعاني: رأيت عطاء شيخا كبيرا قد كثر الناس عليه، فأمر ابن هشام المخزومي الشرط، فوقفوا على رأسه ينحون الناس عنه ويفضون إليه رجلا رجلا، وعن يحيى بن سعيد: لم يسمع من ابن عمر إنما رآه رؤية، وعن مالك، إنما فقه عطاء لقدمة قدمها المدينة، فجالس ابن المسيب، وعروة بن الزبير، وقال سلمة بن شبيب: كانت نفقة عطاء في الشهر أربعة دوانق فضة، وكان قميصه لا يساوي خمسة دراهم.
وقال ابن حبان في كتاب الثقات: مولده بالجند سنة سبع وعشرين، وكان من سادات التابعين علما وفقها وورعا وفضلا، لم يكن له فراش إلا المسجد الحرام إلى أن مات سنة أربع، وقيل: خمس عشرة ومائة.
وفي الطبقات عن أبي المليح: مات سنة أربع عشرة.
وفي تاريخ ابن أبي شيبة: سنة خمس وعزاها لسنة أربع وتبعهم، وعلى هذا جماعة من المؤرخين، وإنما ذكرت هذه الأقوال اقتداء بالمزي، وإن كنت أعلم ألا تجدي شيئا.
وذكر المزي روايته المشعرة عنده بالاتصال عن عبد الله بن عمر وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمرو، وأبي الدرداء، وزيد بن خالد الجهني، وأم سلمة، وأم هانئ، وأم كرز، ورافع بن خديج، وأسامة بن زيد بن حارثة، وقد ذكر ابن أبي حاتم في " المراسيل ": أنبا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال: قال أبو عبد الله – يعني: أحمد بن حنبل -: عطاء بن أبي رباح قد رأى ابن عمر ولم يسمع منه(9/244)
وثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: عطاء بن أبي رباح رأى أبا سعيد الخدري يطوف بالبيت، ولم يسمع منه.
ورأى عبد الله بن عمرو ولم يسمع منه.
ولم يسمع من زيد بن خالد الجهني، ولا من أم سلمة، ولا من أم هانئ، ولا من أم كرز شيئا. وسمعت أبا زرعة يقول: لم يسمع عطاء من رافع بن خديج. وسمعت أبي يقول: لم يسمع عطاء من أسامة، وأنبا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلي قال: ثنا أحمد بن محمد الأثرم، قال: ذكر أبو عبد الله حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل هجرته [ق 120 / أ] وذكر حديث جبير بن مطعم قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفا بعرفة. قيل لأبي عبد الله: رواه عثمان بن الأسود عن عطاء عن جبير بن مطعم. فقال: من رواه؟ قيل: عبيد الله بن موسى. قيل لأبي عبد الله: سمع عطاء من جبير؟ قال: لا يشبه.
وفي كتاب " لطائف المعارف " للقاضي أبو يوسف: قال عطاء ذهبت عيني منذ أربعين سنة، فلم يعلم بها أحد إلى اليوم. وأما أبو الدرداء قد حكى المزي أن عطاء ولد في آخر خلافة عثمان، وأبو الدرداء توفي سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين. فكيف تتصور رؤيته لأبي الدرداء، أما روايته فإن هذا لا يمكن تصوره.
وسما الداني أباه: [] سالم بن صفوان، وذكر ابن جريج أن عطاء بعد ما كبر وضعف، كان يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية، وهو قائم ما يزول به شيء ولا يتحرك.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل مكة – شرفها الله تعالى -.
3715 - (خ 4) عطاء بن السائب بن مالك، ويقال: ابن زيد، ويقال: يزيد الثقفي أبو زيد، وقيل: أبو يزيد، ويقال: أبو محمد الكوفي.
روى عن أنس بن مالك. كذا ذكره المزي.(9/245)
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان لما ذكره فيهم: قد قيل: إنه سمع من أنس بن مالك ولم يصح ذلك عندي. مات سنة ست وثلاثين ومائة، وكان قد اختلط بآخره، ولم يفحش حتى يستحق أن يعدل به عن مسلك العدول، بعد تقدم صحة ثباته في الروايات.
وكناه الحاكم في المدخل: أبا مالك، ورد ذلك عليه عبد الغني بن سعيد المصري، وقال: أبو مالك جده، ويعرف بالخشك، وقيل: الخشك غيره، وسمي بذلك؛ لأنه أول من دخل من باب خشك، والأول أصح.
وكناه أبو [] أبا السائب.
وقال البرقي: عني يحيى ثقة. قلت: إنهم يضعفونه، فقال: ما سمع منه الكبار شعبة، وسفيان صحيح.
وقال الحاكم وخرج حديثه: تغير بآخره، ثم قال في السؤالات الكبرى: تركوه انتهى، ولا أدري كيف هذا ولا أدري من تركه، وإذا كان متروك كيف تقبله أنت؟
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بذاك لتغيره في آخر عمره، وفي موضع آخره: لا يحتج بحديثه، وقال إسماعيل ابن علية: هو أضعف عندي من ليث.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: دخل عطاء البصرة دخلتين فسماع أيوب، وحماد بن سلمة في الدخلة الأولى صحيح. والدخلة الثانية فيه اختلاط.
وقال ابن عبد الرحيم التبان: ثقة.(9/246)
وذكره أبو العرب، والبلخي، والبرقي في جملة الضعفاء.
وقال الساجي: صدوق ثقة، لم يتكلم الناس في حديثه القديم، مات سنة ست وثلاثين ومائة، واختلط عطاء، فسمع منه ابن عيينة، وخالد الطحان، وجرير سمعوا من عطاء وربما في الأول، وأبو عوانة ممن سمع منه في الاختلاط.
وقال ابن إسحاق: عطاء من البقايا وإنه لمن القدماء.
وفي تاريخ القراب: أنبا الحساني عن ابن عرفة قال: عطاء بن السائب مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة. قال القراب: في وفاته اختلاف، وفي تاريخ أبي بشر هارون بن حاتم []
وقال أبو جعفر العقيلي: تغير حفظه، وحماد بن زيد سمع منه قبل التغير.
وقال التيمي:، ثنا محمد بن فضيل قال مات عطاء بن السائب سنة أربع وثلاثين ومائة. وفي كتاب " أولاد المحدثين ": مات سنة وثلاثين.
وقال أبو إسحاق الحربي [ق 120 / ب] في كتاب " العلل ": بلغني أن شعبة قال: إذا حدث عن رجل واحد فهو ثقة، وإذا جمع بين اثنين فاتقه، قال أبو إسحاق: وكان تغير في آخر عمره، فإذا حدث عن واحد فاقبلوه، وإذا قرن بين رجلين فاتقوه.
وقال الطبراني: ثقة اختلط في آخر عمره، فما رواه عنه المتقدمون، مثل سفيان وشعبة وزهير وزائدة فهو صحيح.
وقال العجلي: جائز الحديث إلا أنه تلقن بآخرة، وذكر عن ابن المديني أنه قال: ليس هو بضعيف.(9/247)
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة قال: توفي سنة ست وثلاثين ومائة، وكان ثقة، وقد روى عنه المتقدمون، وقد كان تغير حفظه بآخره، واختلط في آخر عمره، وقال ابن علية: لم أكتب عن عطاء إلا لوحا واحدا فمحوت أحد الجانبين. وفي هذا رد لقول المزي لما ذكر وفاته من عند البخاري توفي سنة ست وثلاثين ومائة أو نحوها، قال: وكذلك قال ابن سعد.
وفي كتاب [الفرضي] قال أبو إسحاق السبيعي: عطاء بن السائب أشعري.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة قال: توفي سنة ست وثلاثين وهو مولى ثقيف.
وكذا ذكره في التاريخ، وهذا يعلمك أن المزي لا ينقل من كتاب خليفة إلا بوساطة ابن عساكر، وهذا لم يذكره ابن عساكر فلم يذكره المزي.
وفي تاريخ ابن قانع: عطاء بن السائب مولى ثقيف كف وخلط في آخر عمره، وقال أحمد بن حنبل: كان يختم القرآن كل ليلة.
وصرح ابن القطان وغيره بأن حماد بن سلمة إنما سمع منه بعد اختلاطه.
قال ابن القطان: وأهل البصرة ما سمعوا من عطاء إلا بعد اختلاطه؛ لأنه قدم إليهم آخر عمره، وقد أسلفنا عن الدارقطني رد هذا القول.
وفي كتاب الداني: أخذ القراءة عرضا عن أبي عبد الرحمن السلمي [].
3726 - عطاء بن السائب بن محمد.
قال الخطيب في " المتفق والمفترق ": أراه شاميا، حدث عن أبيه روى عنه(9/248)
محمد بن مصعب القرقساني.
3717 - وعطاء بن السائب بن محمد بن عطاء بن أبي السائب الليثي المروزي.
حدث عن أيه عن أبي صالح سليمان بن صالح عرف بسلموية، روى عنه ابنه منصور مات سنة أربع عشرة ومائتين، وقيل: ذكرناهما للتمييز.
3718 - (خ م س ق) عطاء بن صهيب أبو النجاشي الأنصاري مولى رافع بن خديج حديثه عند أهل اليمامة.
قال البرقاني: سمعته يقول: أبو النجاشي عن رافع اسمه عطاء بن صهيب، وقيل: غير هذا.
وفي كتاب الصريفيني: يعد في أهل المدينة [ق 121 / أ].
3719 - (ت) عطاء بن عجلان أبو محمد الحنفي البصري العطار.
قال أبو إسحاق السعدي: كذاب.
وقال علي بن الجنيد وأبو الفتح الأزدي: متروك الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف يعتبر به. وقال مرة أخرى: متروك.
وقال ابن حبان: كان يتلقن كلما لقن، ويجيب فيما يسأل حتى صار يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا على طريقة الاعتبار.
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: كذاب ليس بثقة.(9/249)
وقال أبو علي الطوسي: ذاهب الحديث.
ولما خرج الحاكم حديثه في مستدركه شاهدا قال: عطاء لم يخرجاه.
وقال ابن عبد الرحيم التبان: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وذكره أبو العرب، وابن شاهين، والعقيلي في جملة الضعفاء، زاد ابن شاهين: قال ابن معين: ليس بثقة، ولا مأمون.
وقال أبو القاسم الطبراني: ضعيف في روايته، تفرد بأشياء.
وقال الساجي: منكر الحديث، حدث عن خالد الجصاص، وخالد هذا هو أبو يوسف بن خالد السمتي، وعن سالم النجار بلغني أن يوسف بن خالد كان يقول: ما حدث أبي بحديث قط، ولا حدث جارنا هذا بحديث قط.
وعن ابن معين: حديثه ليس بشيء.
وذكر الحازمي في تحفة السفينة: قال أبو معاوية: وضعوا له حديثا من حديثي، وقالوا له: قل: ثنا محمد بن خازم. فقال: ثنا محمد بن خازم، فقلت له: يا عدو الله، أنا محمد بن خازم ما حدثتك.
ولما ذكره يعقوب في: باب من يرغب عن الرواية عنهم قال: كوفي ضعيف لا يسوى حديثه شيء.
3720 - (س ق) عطاء بن فروخ مولى قريش حجازي.
روى عن عثمان بن عفان، وهو مشعر عنده بالاتصال، وقد قال أبو الحسن علي بن المديني في كتاب " العلل الكبير " أنه لم يلق عثمان.
3721 - (ت ق) عطاء بن قرة أبو قرة السلولي الدمشقي.(9/250)
خرج ابن حبان، وأبو علي الطوسي، والحاكم حديثه في صحيحهم.
3722 - (س) عطاء بن أبي مروان أبو مصعب الأسلمي مدني نزل الكوفة، واسم أبيه سعد، وقيل: عبد الرحمن بن مصعب، وقيل: مغيث بن عمرو.
وذكره ابن حبان في " الثقات ". كذا ذكره المزي.
والذي في كتاب " الثقات " في غير ما نسخة، واسم أبي مروان عبد الرحمن بن مغيث.
وفي تاريخ البخاري: وقال سعيد بن عبد الحميد: ثنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن [ابنه] عن عبد الرحمن بن مغيث.
ولما ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقة الرابعة من أهل المدينة [ق 121 / ب] قال: هو من بني مالك بن أفصى أخوه أسلم بقي حتى توفي في أول خلافة أبي العباس السفاح، وكان قليل الحديث.
وخرج ابن حبان والحاكم حديثه في صحيحيهما.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة من أهل المدينة، وقال: مات في خلافة أبي العباس.
3723 - (م س ق) عطاء بن مسلم أبو مخلد الكوفي الخفاف.(9/251)
قال الحافظ أبو بكر البزار ليس به بأس.
وقال أحمد بن حنبل فيما رواه عنه المروزي، فقال: وذكرت له حديثا من حديثه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، فأنكره وقال: ما أعرفه، عطاء بن مسلم مضطرب الحديث.
وقال الخطيب: مات في ثالث عشر من شهر رمضان المعظم سنة تسعين ومائة.
وقال ابن حبان: دفن كتبه، ثم جعل يحدث، فيخطئ فبطل الاحتجاج به.
ونسبه البخاري صنعانيا، قال: وهو المهلبي القاص.
قال الخطيب عن أبي داود: قدم عليهم الخفاف بغداد، ففرطوا فيه، وكان ثقة، وقال أبو بكر بن أبي داود: سكن أنطاكية، في حديثه لين.
ولما ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء قال: قال يحيى بن معين: ليس به بأس، روى أحاديث منكرات.
وقال البخاري: لا أعرفه.
وقال الطبراني: في كتاب من اسمه عطاء: تفرد بأحاديث.(9/252)
وفي تاريخ القراب: مات بحلب في شهر رمضان المعظم. رحمه الله تعالى [ق 122 / أ].
تنبيه: سقط من النسخة هنا عدة ورقات هي الجزء الحادي والثمانون، والموجود بالأصل بعد ذلك بداية الجزء الثاني والثمانين ترجمة عكرمة بن خالد بن العاص.(9/253)
من اسمه عكرمة
3724 - (خ م د ت س) عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عميرة بن مخزوم المكي أخو الحارث الشاعر.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": أمه أم سعيد بنت كليب بن حرب بن معاوية بن زيد، مات بعد عطاء، ومات عطاء سنة خمس عشرة.
وقال أبو الحسن بن القطان: خرج حديثه الشيخان في صحيحيهما، وما عاب ذلك أحد عليهما لثقته وأمانته، ووثقه البخاري، والكوفي، ولم يسمع فيه بتضعيف قط.
وفي " تاريخ البخاري ": مات بعد عطاء، ومات عطاء سنة خمس عشرة، ويقال: سنة أربع عشرة، وفي موضع آخر عن الليث أنه رأى عطاء وعكرمة سنة ثلاث عشرة.
ولما ذكره ابن سعد، وخليفة بن خياط، ومسلم بن الحجاج في الطبقة الثانية من أهل مكة، قال ابن سعد: أمه ابنة كليب بن حزن، فولد عبد الله وخالدا وسليمان، وكان ثقة، وله أحاديث.(9/254)
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى: هو أصح حديثا أو عكرمة مولى ابن عباس؟ فقال: كلاهما ثقة.
وفي " تاريخ المنتجيلي " عن أيوب: قال عكرمة بن خالد: بعثت على السعاية، فرفع إلي رجل في عملي اختلعت منه امرأته، ففرقت بينهما، فلقيني طاوس فقال: إنك بعثت لأمر فامض لما بعثت له ولا تكلف، قال: وإذا هو يقول: ليس بطلاق. قال أيوب كان طاوس يقول الخلع ليس بطلاق.
وقال ابن عبد الرحيم التبان: ثقة.
وذكر المزي روايته عن ابن عباس الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد قال ابن أحمد بن حنبل: قال أبي: لم يسمع من ابن عباس شيئا، وإنما يروي عن سعيد بن جبير عنه.
وفي كتاب " المراسيل " عن أحمد بن حنبل لم يسمع من عمر، وقد سمع من ابنه، وقال أبو زرعة: عكرمة بن خالد عن عثمان مرسل.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: يكنى أبا عبد الله.
وفي " الأنساب " للبلاذري: له أخ آخر اسمه عبد الرحمن، وكان شاعرا.
3725 - عكرمة بن خالد المخزومي ابن عم الذي قبله.
قال الخطيب في كتاب [ق 23 / أ] " المتفق والمفترق ": مدني، قال: لم أسمع من أبي غير هذا الحديث – يعني: حديث ابن عمر موقوفا: " لا تضربوا الرقيق ". قال أبو بكر: كذا رواه لنا الأزهري موقوفا. وقد رواه محمد بن(9/255)
إسماعيل البخاري، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن عكرمة بن خالد بن سلمة مرفوعا، وكذلك رواه مسلم بن إبراهيم، ونصر بن علي، عن عكرمة، وقال علي بن عمر: لم يسند عكرمة غير هذا الحديث.
وقال أبو الفرج بن الجوزي: عكرمة بن خالد المخزومي المكي يروي عنه إسحاق بن أبي إسرائيل، أخرج عنه البخاري في صحيحه.
وفي " تاريخ البخاري ": قال إسحاق بن أبي إسرائيل عن عكرمة: سمعت أبي قال: سمعت ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تضربوا الرقيق ". قال عكرمة: لم أسمع من أبي غيره، كنت أصغر من ذاك. ولم يثبت سماع خالد من ابن عمر.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عكرمة بن خالد بن سلمة المخزومي يروي عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تضربوا الرقيق ". يروي عنه إسحاق بن أبي إسرائيل، وأهل البصرة. فينظر.
3726 - (خ م س ق) عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي أبو عبد الله المدني. أخو أبي بكر وإخوته.
قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، توفي في خلافة يزيد بالمدينة.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: أمه فاختة بنت عتبة بن سهيل بن عمرو: كذا ذكره المزي، ولو نظر في كتاب " الطبقات " لما احتاج إلى ذكر أمه من عند غيره، أو كان كعادته يقول: قال فلان وفلان: كذا وكذا.
قال ابن سعد: لما ذكره في الطبقة الثانية من أهل المدينة: أمه فاختة بنت عتبة(9/256)
ابن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن مالك بن نضر بن حسل بن عامر بن لؤي، فولد عكرمة عبد الله الأكبر ومحمدا وعبد الله الأصغر والحارث وعثمان.
وأغفل أيضا من كتاب الثقات [شيئا]، عري كتابه منه مع كثرة احتياجه إليه: روى عن عمر وأبي سلمة، وجماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي كتاب ابن أبي حاتم الرازي: روى عن عمر مرسل.
وقال خليفة لما ذكره في الطبقة الثانية: مات في خلافة يزيد بن عبد الملك.
وفي قول المزي: ذكر ابن أبي حاتم في الرواة عنه إبراهيم [ق 123 / ب] بن سعد، وذلك وهم؛ فإنه لم يدركه، وإنما يروي عن ابنه محمد عن عكرمة.
نظر؛ وذلك أنه يرد مثل هذا الكلام الذي قد عهدنا عدة من الأئمة يروون عن شيخ، ثم يروون عن جماعة عنه، ولم يقدح ذلك في روايتهم عن الأول، ولا قال أحد أنه منقطع بينهما [على هذا الإمام الذي لا] يروج إلا على الأغبياء الطغام، أيش الدليل على ما تقول؟ أهو منقول أو معقول؟ فإن كان منقولا فهاته، وإن كان معقولا فارم به أيها الأستاذ الذي وضع نفسه فوق محل أحمد بن حنبل وأقرانه، فإنهم إذا ردوا على إمام نظيرهم فضلا عمن هو فوقهم استدلوا عليه بدلالات واضحات، وأمور بينات، وأنت ترد أقوال الأئمة وتصوب عليها بغير دليل، حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم إن ابن أبي حاتم لم يستقل بذكره وإنما عزاه لأبيه ولو استقل به لا نقبل برد قوله إلا بدليل بين.(9/257)
3727 - (4) عكرمة بن عمار أبو عمار العجلي اليمامي بصري الأصل.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: مات سنة تسع وخمسين ومائة، أدخلناه في هذه الطبقة – يعني: طبقة التابعين - لأن له لقيا وسماعا من الصحابي، ومتى صح ذلك دخل في جملة التابعين، قلت روايته أو كثرت، وأما روايته عن ابن أبي كثير، ففيها اضطرب، كان يحدث من غير كتابه.
وفي " تاريخ العجلي " عن عبد الرحمن بن مهدي قال: حضرت سفيان بمكة يكتب عن عكرمة، وهو جاث على ركبتيه، وهو يوقفه سمعت فلانا، سمعت فلانا فقلت له: يا أبا عبد الله، أكتب لك؟ قال: لا ليس يكتب سماعي غيري.
وفي كتاب ابن الجارود: مضطرب في حديث يحيى لم يكن عنده كتاب، عطية وأبو نضرة أحب إلي منه.
وقال الحاكم أبو أحمد: جل حديثه عن يحيى وليس بالقائم.
وقال أبو حاتم: أنبا الطنافسي، ثنا وكيع، عن عكرمة، وكان ثقة، وقال محمد بن عمار: هو شيخ اليمامة، وهو أثبت من ملازم بن عمرو.
وقال يعقوب بن شيبة في مسنده: كان ثقة ثبتا.(9/258)
وفي كتاب العقيلي عن أحمد بن حنبل: أتقن أحاديث إياس بن سلمة بن الأكوع.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال أحمد بن صالح – يعني: المصري –: أنا أقول: إنه ثقة، وأحتج به وبقوله لا أشك فيه.
وفي كتاب " المحلى " لأبي محمد بن حزم: ساقط.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل اليمن قال: توفي سنة تسع وخمسين أو سنة ستين ومائة.
وزعم المزي [ق 124 / أ] أن خليفة قال: توفي سنة تسع وخمسين، وأغفل ما ذكرناه، لا سيما والمزي إنما نقل ترجمته من كتاب الخطيب أبي بكر. وما ذكرناه عن خليفة ذكر.
وفي سنة تسع وخمسين ذكر وفاته جماعة منهم ابن قانع.
وقال ابن القطان: ثقة وكان يدلس، ولم يضره إذ لم يكن له كتاب؛ لأنه كان يحفظ إلا أنه غلط فيما يروي عن يحيى بن أبي كثير وخلط [] وعن غيره: فلا بأس به.
3728 - (ع) عكرمة القرشي أبو عبد الله الهاشمي المدني مولى عبد الله بن عباس.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": كان من علماء الناس في زمانه بالفقه والقرآن. وكان جابر بن زيد يقول: عكرمة من أعلم الناس ومن زعم أنه(9/259)
قال: كنا نتقي حديث عكرمة، فلم ينصف، إذ لم يتق الرواية عن إبراهيم بن أبي يحيى وذويه، ولا يجب لمن شم رائحة العلم أن يعرج على قول يزيد بن أبي زياد، حيث يقول: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس، وعكرمة مقيد على باب الحش. قلت: من هذا؟ قال: إن هذا يكذب على أبي. ومن أمحل المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح؛ لأن يزيد بن أبي زياد ليس يحتج بنقل مثله، ولا بشيء يقوله.
أيوب بن زيد عن نافع قال: سمعت ابن عمر يقول: يا نافع، لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس، قال أبو حاتم: قلت: أما عكرمة فحمل أهل العلم عنه الحديث والفقه في الأقاليم كلها، وما أعلم أحدا ذمه بشيء إلا بدعابة كانت فيه، مات سنة سبع، وقيل: سنة خمس ومائة، وله يوم مات أربع وثمانون سنة، وكان متزوجا بأم سعيد بن جبير.
وفي كتاب ابن سعد: قالوا: وكان كثير الحديث والعلم، بحرا من البحور، وليس ممن يحتج بحديثه ويتكلم الناس فيه.
وفي كتاب المنتجالي: مكي تابعي ثقة.
وذكره أبو محمد بن حزم في الطبقة الأولى من قراء أهل مكة.
وذكره أبو بكر المالكي في كتابه " طبقات القيروانيين "، فقال: كان كثير الرواية عن مولاه. وقيل لسعيد بن جبير: تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: نعم، عكرمة، وقال قتادة: هو أعلم الناس بالتفسير.
وقال أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني في صحيحه: أما [ق 126 / ب] حال عكرمة في نفسه فقد عدله أئمة من نبلاء التابعين ومن بعدهم وحدثوا عنه، واحتجوا بمفاريده في الصفات والسنن والأحكام.
وروى عنه زهاء ثلاثمائة رجل من أئمة البلدان، منهم. زيادة على سبعين(9/260)
رجلا من خيار التابعين ورفعائهم، وهذه منزلة لا تكاد توجد لكبير أحد من التابعين إلا له، على أن من جرحه من الأئمة لم يمسكوا عن الرواية عنه، ولم يستغنوا عن حديثه كمثل يحيى بن سعيد، ومالك بن أنس وأمثالهما، وكان يتلقى حديثه بالقبول ويحتج به قرنا بعد قرن، وإماما بعد إمام إلى وقت الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح، وميزوا ثابته من سقيمه وخطأه من صوابه، وجرحوا رواته: البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، فأجمعوا على إخراج حديثه واحتجوا به، على أن مسلما كان أسوأهم رأيا فيه، فأخرج عنه ما يقرنه في كتابه الصحيح، وعدله بعد ما جرحه.
وقال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي: قد أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديثه، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا، منهم أحمد بن حنبل، وابن راهويه، وأبو ثور، ويحيى بن معين.
ولقد سألت إسحاق بن راهويه عن الاحتجاج بحديثه؟ فقال لي: عكرمة عندنا إمام الدنيا، وتعجب من سؤالي إياه. قال: وحدثنا غير واحد أنهم شهدوا يحيى بن معين، وسأله بعض الناس عن الاحتجاج بحديث عكرمة، فأظهر التعجب.
وقال أبو بكر أحمد بن عمرو البزار: روى عن عكرمة مائة وثلاثون - أو قال: قريب من مائة وثلاثين - رجلا من وجوه البلدان، من مكي ومدني وكوفي وبصري وسائر البلدان، كلهم روى عنه، رضي به.
وقال أبو عبد الله الحاكم في " تاريخ نيسابور ": ورد عكرمة خراسان مع يزيد بن المهلب، فنزل نيسابور مدة، وأفتى بها، وقد حدث بالحرمين ومصر والشام والعراق، وخراسان، فأما أهل الحرمين من التابعين فقد أكثروا الرواية عنه مثل عمرو بن [ق 127 / أ] دينار، وعطاء بن أبي رباح، ومن أهل مصر: يزيد بن أبي حبيب وغيره، ومن اليمن: الحكم بن أبان، وإسماعيل بن شروس ووهب بن نافع، ومن الشام: مكحول وأبو وهب الكلاعي، وسليمان الأشدق، ومن العراق: قتادة، وأيوب، ويونس بن عبيد، ومن خراسان: يزيد النحوي، وعيسى الكندي، وعبد الله العتكي وغيرهم.(9/261)
وقال أبو أحمد الحاكم: احتج بحديثه عامة الأئمة القدماء، لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من حيز الصحاح احتجاجا بما نذكره، وذكر قصة نافع مع ابن عمر. وروى أيوب عن عكرمة أنه قال له: أرأيت هؤلاء الذين يكذبوني من خلفي، إلا يكذبوني في وجهي؟ فإذا كذبوني في وجهي فقد كذبوني. قال سليمان بن حرب: وجه هذا يقول إذا قرروه بالكذب، ولم يجدوا له حجة.
وقال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي: عكرمة قد ثبتت عدالته بصحبة ابن عباس وملازمته إياه، وبأن غير واحد من أهل العلم رووا عنه وعدلوه، وما زال العلماء بعدهم يروون عنه، قال: وممن روى عنه من جلة العلماء ابن سيرين، وجابر بن زيد، وطاوس، والزهري، وعمرو بن دينار، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم قال: وكل رجل ثبتت عدالته برواية أهل العلم عنه وحملهم حديثه، لم يقبل فيه تجريح أحد جرحه، حتى يثبت ذلك عليه بأمر لا يحتمل أن يكون جرحه، وأما قولهم: فلان كذاب فليس مما يثبت جرح حتى يتبين ما قاله.
قال أبو عمر بن عبد البر – رحمه الله تعالى -: جماعة الفقهاء وأئمة الحديث الذين لهم بصر بالفقه والنظر، هذا قولهم أنه لا يقبل من ابن معين ولا من غيره في من اشتهر بالعلم وعرف به وصحت عدالته، وفهمه: جرح إلا أن يتبين الوجه الذي يجرحه به على حسب ما يجوز من تجريح العدل المبرز العدالة في الشهادات، وهذا الذي لا يصح أن نعتقد غيره، ولا يحل أن يلتفت إلى خلافه، وعكرمة من جلة العلماء، لا يقدح فيه كلام من [ق 127 / ب] تكلم فيه؛ لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه، وقد يحتمل أن يكون مالك جبن عن الرواية عنه، لما بلغه عن ابن المسيب فيه، ويحتمل أن يكون لما نسب إليه من رأى الخوارج. وكل ذلك باطل عليه إن شاء الله تعالى(9/262)
أما قول سعيد فيه فقد ذكر العلة الموجبة للعداوة بينهما أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي في كتابه " الانتفاع بجلود الميتة " بسبب استفتاء رجل نذر نذرا لا ينبغي له من المغاني، فأمره سعيد أن يفي بنذره، فسأل الرجل عكرمة فأمره بالتكفير وألا يوفي، فأخبر الرجل سعيدا، فقال ابن المسيب: لينتهين عكرمة أو ليوجعن الأمراء ظهره، فرجع الرجل إلى عكرمة فأخبره الخبر فقال عكرمة: أخبره [].
وقد تكلم فيه ابن سيرين، ولا خلاف أعلم بين ثقات أهل العلم أنه أعلم بكتاب الله تعالى من ابن سيرين. وقد يظن الإنسان ظنا يغضب له، ولا يملك نفسه، وزعم بعضهم أن مالكا أسقط ذكره – يعني: من حديث ابن عباس في الهلال – ولا أدري ما صحة هذا؛ لأن مالكا ذكره في كتاب الحج مصرحا باسمه، ومال إلى روايته عن ابن عباس، وترك رواية عطاء عنه في تلك المسألة، وعطاء أجل التابعين في علم المناسك.
وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: والصواب من القول عندنا في عكرمة وفي غيره ممن شهر في المسلمين بالستر والصلاح، أنه جائز الشهادة ما استحق الوصف بالعدالة من أهل الإسلام، ولا يدفع ذو علم بعكرمة ومعرفة بمولاه ابن عباس أن عكرمة كان من خواص مماليكه، وأنه لم يزل في ملكه حتى مضى لسبيله - رضي الله عنه - مع علمه به وبموضعه من العلم بالقرآن وتأويله وشرائع الإسلام وأحكامه، وأنه لم يحدث له إخراجا عن(9/263)
ملكه ببيع ولا هبة، بل ذكر عنه أنه كان ربما استثبته في الشيء يستصوب فيه قوله، ولو كان ابن عباس اطلع منه على أمر في طول مكثه في ملكه مذموم أو مذهب في الدين مكروه؛ لكان حربا أن يكون قد أخرجه عن ملكه أو عاقبه بما يكون له عن ذلك من مذهبه أو فعله رادعا أو تقدم إلى أصحابه بالحذر منه ومن روايته، وأعلمهم من حاله التي اطلع منه عليها ما يوجب لهم الحذر منه والأخذ عنه، وفي تقريظ، جلة أصحاب مولى عكرمة إياه ووصفهم له بالتقدم في العلم وأمرهم الناس بالأخذ [ق 128 / أ] عنه كجابر بن زيد وكسعيد بن جبير وكطاوس بن كيسان وكأيوب بن أبي تميمة، وغيرهم ممن يتعب إحصاؤهم من أهل الفضل ممن يقرظه ويمدحه في دينه وعلمه، إنما بشهادة بعضهم يثبت للإنسان العدالة، ويستحق في المسلمين جواز الشهادة، ومن تثبت له منهم العدالة، وجازت له فيهم الشهادة، لم تجرح بشهادته ولم تسقط عدالته بالظنة والتهمة، وبأن فلان قال لمملوكه: لا تكذب علي كما كذب فلان على فلان، وما أشبه ذلك من القول الذي له وجوه وتصاريف ومعان غير الذي يوجهه أهل الغباوة، ومن لا علم له بتصاريف كلام العرب، والعجب كل العجب: ممن علم حال عكرمة ومكانه من مولاه وطول مكثه معه وبين ظهراني الصحابة ثم من بعد ذلك من خيار التابعين والخالفين وهم له مقرظون وعليه مثنون وله في الدين والعلم مقدمون، وله بالصدق شاهدون، ثم يجيء بعد مضيه لسبيله بدهور زمان نوابغ يجادلون فيه، من يشهد له بما شهد له من ذكرنا من خيار السلف، وأئمة الخلف من مضيه على ستره وصلاحه وحاله من العدالة، وجواز الشهادة في المسلمين بأن كل ما ذكرنا من حاله عمن ذكرنا عنه، لا حقيقة له ولا صحة، بأن خبرا ورد عليهم لا صحة له عن ابن عمر، وقد بينا من احتمال هذا القول من ابن عمر من الوجوه ما قد مضى ذكر بعضها، وهم مع ذلك من استشهادهم على دفع عدالة عكرمة وجرحهم شهادته وتوهينهم روايته بما ذكرنا من الرواية الواهية عن ابن عمر، عندهم نافع مولى ابن عمر فيما نقل وروى من خبر في الدين حجة، وفيما شهد به عدل(9/264)
/
ثقة مع صحة الخبر عن سالم مولاه، أنه قال: إذ خبر عنه أنه يروي عن أبيه عبد الله بن عمر، من استجازته إتيان النساء في أدبارهن: كذب العبد، وذلك صريح التكذيب منه لنافع، فلم يرو ذلك من قول سالم لنافع: جرحا ولا عليه في روايته طعنا، ورأوا أن قول ابن عمر لنافع: لا تكذب علي كما كذب [ق 128 / ب] عكرمة على ابن عباس، له جرح وفي روايته طعن يسقط شهادته.
قال أبو جعفر: ولم يعارض قائلي ما ذكرنا في عكرمة بما قيل في نافع طعنا منا على نافع بل أمرهما عندنا في أن ما نقلا في الدين من خبر حجة لازم العمل به، ولكنا أردنا نريهم تناقض قولهم، وغير بعيد أن يكون الذي حكى عن ابن عمر في عكرمة نظير الذي حكى عن سعيد فيه.
وأما ما نسب إلى عكرمة من مذهب الصفرية، فإنه لو كان كل من ادعى عليه مذهب من المذاهب الردية ونحلة، لم يثبت عليه ما ادعى عليه من ذلك ونحلة، يجب علينا إسقاط عدالته وإبطال شهادته، وترك الاحتجاج بروايته للزمنا ترك الاحتجاج برواية كل من نقل عنه أمر من محدثي الأمصار كلها؛ لأنه لا أحد منهم إلا وقد نسبه ناسبون إلى ما يرغب له عنه قوم ويرتضيه آخرون.
[الأنساب] لمصعب كان عكرمة يتهم برأي الأباضية فلهذا قيل: لا تكذب علي كما كذب فلان على ابن عباس؛ وذلك أنه روى عنه من بعض الرأي أنه عزا ذلك الرأى؛ لأن ابن عباس من فقيل فيه هذا لذلك.
ويذكر الإمام أبو العرب القيرواني: أن سبب نسبة عكرمة إلى الصفرية أنه لما دخل القيروان قيل له: إن ملوك بني أمية يطلبون منهم جلود الخرفان التي لم تولد العسلية؛ لتيخذونها فراء للباسهم ثم ذبحوا مائة نعجة فلا يوجد في بطنها سخل عسلي، فقال عكرمة: هذا كفر فحمله الناس منه على أنه يكفر بالكبائر، كما تراه الخوارج. قال: وإنما أراد عكرمة استبشاع هذا أو إنكاره، لا أنه الكفر الحقيقي، والله تعالى أعلم.(9/265)
وفي كتاب الدوري: عن يحيى: قال عكرمة: قال لي ابن عباس: لتأبقن ولتغرقن، قال عكرمة: فأبقت وغرقت، فأخرجت.
وثنا يحيى، ثنا محمد بن فضيل، ثنا عثمان بن حكيم قال: جاء عكرمة إلى أبي أمامة بن سهل وأنا جالس، فقال: يا أبا أمامة، أنشدك الله، أسمعت ابن عباس يقول: ما حدثكم به عكرمة فصدقوه، فإنه لم يكذب علي؟ قال: نعم.
وفي قول المزي عن الهيثم بن عدي: مات سنة ست ومائة، نظر [ق 129 / أ]؛ لأن الذي في كتاب " الطبقات " نسختي – وهي من الأصول الجياد -: خمس.
وفي قوله أيضا: وقيل عن يحيى بن معين: مات سنة خمس عشرة، وذلك وهم، نظر؛ لأن أحمد بن أبي خيثمة ذكره عن شيخه يحيى في تاريخه، وقاله عن يحيى أيضا غير واحد، فلا يقال فيه: وقيل. ولا يدرى من الواهم، أهو الناقل أم المتقاول؟
وفي سنة خمس ومائة ذكره زيادة على قول المزي، التي عدد فيها جماعة: ابن نمير وعمرو بن علي الفلاس، والقراب، وابن حبان كما قدمناه، وصاحب " التعريف بصحيح التاريخ "، والكلاباذي، والمنتجالي، وابن قتيبة، وابن قانع وغير واحد.
وقد اختلف قول أبي حاتم الرازي في سماع عكرمة من عائشة، فحكى عنه الكناني في كتاب " التاريخ ". قال عبد العزيز: قلت لأبي حاتم. عكرمة عن عائشة هو مسند؟ قال: نعم.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " قال أبو محمد: قيل لأبي: سمع عكرمة من عائشة؟ قال: نعم.(9/266)
وقال في كتاب " المراسيل ": وسمعت أبي يقول: لم يسمع عكرمة من عائشة.
وقيل لابن معين: سمع من عائشة؟ قال: لا أدري.
وإلى الأول نحا البخاري وأبو داود وغيرهما.
وقال أبو زرعة الرازي عكرمة عن أبي بكر الصديق مرسل، وعن علي بن أبي طالب مرسل. قال عبد الرحمن: وسمعت أبي يقول: عكرمة لم يسمع من سعد بن أبي وقاص.
وفي بيان " الوهم والإيهام " لابن القطان: عكرمة عن أم حبيبة مرسل، لم يدركها.(9/267)
من اسمه علباء وعلقمة
3729 - (م ت س ق) علباء بن أحمر اليشكري البصري.
قال ابن حبان: سكن مرو، يروي عن أبي زيد [البصري] جده، وخرج حديثه في صحيحه وكذا أبو عوانة، وأبو علي الطوسي، والحاكم، والدارمي.
وفي الطبقة الثالثة من كتاب " الطبقات " لأبي عروبة: علباء بن أحمر السلمي، ثنا محمد بن مصفى وابن عوف، ثنا أحمد بن حنبل، ثناعلي بن ثابت، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن علباء السلمي. زاد ابن عوف بن أحمر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس ".
3730 - علباء بن علباء عم عمرو بن غزي.
عن علي بن أبي طالب: روى عنه ابن أخيه عمرو بن غزي. ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". وقد قيل: إن علباء بن [ق 129 / ب] أبي علباء هذا هو ابن أحمد كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ وذلك أن علباء هذا كوفي، والأول بصري، قاله محمد بن إسماعيل البخاري، ونسب عمرا ابن أخيه بكريا.(9/268)
وكذا متعلمه ابن حبان.
ولم أر أحدا جمع بينهما ولا قاله، وأظنه تخرصا من المزي، والله تعالى أعلم.
3731 - (بخ) علقمة بن بجالة بن الزبرقان.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، ونسبه في أهل اليمن.
3732 - (4) علقمة بن عبد الله بن سنان المزي بصري.
قيل: إنه أخو بكر، وقيل: ليس بأخيه. ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " كذا ذكره المزي، وكأن كتاب " الثقات " الذي بيده غير " الثقات " الذي بيد الناس لإغفاله منه ما ليس في كتابه منه شيء، قال ابن حبان: علقمة بن عبد الله بن عمرو بن هلال المزني أخو بكر بن عبد الله روى عنه عبد الملك بن حبيب، وأهل البصرة، مات سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز.
وفي " علل ابن المديني الكبرى ": هو معروف روى عنه الناس.
وذكره ابن سعد في الطبقة من أهل البصرة وقال: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، وكان ثقة قليل الحديث.
وقال البخاري في " التاريخ الصغير ": حدثني عمرو بن علي مات عبد الملك بن يعلى، وعلقمة بن عبد الله وأبو الزاهرية سنة مائة، قال محمد: أخشى أن لا يكون محفوظا. وقال في " التاريخ الكبير ": هو أخو بكر.(9/269)
وكذا ذكره أبو حاتم الرازي.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل البصرة: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة.
3733 - (ع) علقمة بن أبي علقمة بلال المدني مولى عائشة رضي الله عنها.
قال البخاري: سمع أمه وأباه.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". وقال ابن سعد: مات في أول خلافة أبي جعفر وله أحاديث صالحة، وكان له كتاب يعلم النحو والعربية والعروض. انتهى، قال ابن حبان لما ذكره في " الثقات ": كان نحويا يتعاطى الأدب، روى عنه مالك. وقد روى عن أنس بن مالك أحرفا، فلا أدري أدلسها [ق 130 / أ] عنه أم سمعها منه، ومات في آخر ولاية أبي جعفر.
فهذا كما ترى ابن حبان قد قال: [آخر] وليست عند المزي وذكر، ما تجشمه المزي – إن كان نقله من أصل أو كان يقول كعادته – قاله فلان ابن فلان.
3734 - (ق) علقمة بن عمرو بن الحصين بن لبيد التميمي العطاردي الدارمي أبو الفضل الكوفي.
قال ابن عساكر في غير ما أصل صحيح: توفي سنة خمسين ومائتين، والله تعالى أعلم.(9/270)
3735 - (ع) علقمة بن قيس النخعي أبو شبل الكوفي. عم الأسود بن يزيد وعبد الرحمن، وخال إبراهيم النخعي.
ذكر ابن سعد أنه كان يتشبه بعبد الله في هديه وسمته، وعبد الله يتشبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في هديه وسمته. ولما قرأ على [علقمة] قال: رتل فداك أبي وأمي. وسئل إبراهيم. أشهد علقمة صفين؟ قال: نعم، وخضب سيفه، وعرجت رجله، وأصيب أخوه، وأقام بخوارزم، وقيل: بمرو سنتين يقصر الصلاة. أنبا الفضل بن دكين قال: مات علقمة بالكوفة سنة اثنتين وستين وكان ثقة كثير الحديث. انتهى. المزي وجد عن أبي نعيم وفاته سنة إحدى وستين، وعن ابن سعد اثنتين، وابن سعد لم يقله إلا نقلا عن أبي نعيم كما تقدم.
وقال أبو عمران موسى بن زكريا بن يحيى التستري عن خليفة بن خياط في كتاب " الطبقات ": مات علقمة بن قيس سنة خمس وستين، ويقال: ثلاث وستين.
وفي رواية عمر بن أحمد الأهوزاي، وبقي بن مخلد في كتاب " التاريخ " الذي على السنين: مات علقمة سنة اثنتين وستين. والمزي قلب الروايتين؛ لأنه لم ير الكتابين، وما ينقل عنهما إلا بوساطة، فتخيل نقله، فقال: عن الأهوازي خمس وستين، ويقال: ثلاث وستين. وقال عن التستري ثنتين وستين. وما قدمناه هو الصواب، ومن أصلهما نقلت، وقد بينت في غير موضع نسبة هذين الكتابين وبخط من هما من الأئمة الحفاظ.(9/271)
وفي سنة اثنتين وستين ذكر وفاته زيادة على ما ذكره المزي. علي بن عبد الله التميمي، وأبو حسان الزيادي والقراب وابن أبي عاصم النبيل وغيرهم.
وقال [ق 124 / ب] ابن حبان: كان راهب أهل الكوفة عبادة وعلما وفقها.
ومات سنة ثلاث وستين، ولم يولد له قط. وكان قد غزا خراسان، وأقام بخوارزم سنين. ودخل مرو فأقام بها مدة. حدثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: قرأ علقمة القرآن في ليلة، وطاف بالبيت أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده ثم قرأ بالمئين، ثم طاف أسبوعا ثم أتى المقام، فصلى عنده ثم قرأ بالمثاني، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده ثم قرأ بقية القرآن العظيم.
وفي " تاريخ الخطيب " رى علقمة يوم النهروان خاضبا سيفه مع علي بن أبي طالب، وعن الأسود قال: إني لأذكر ليلة بنى بأم علقمة. وقال غالب أبو الهذيل: سألت إبراهيم كان علقمة أفضل أو الأسود؟ قال: لا؛ بل علقمة، وقد شهد صفين. وكذا قاله رياح لما سئل عنهما.
وفي " تاريخ المنتجالي ": قيل لابن معين: من أثبت في ابن مسعود علقمة أو زر؟ قال: يذكر أن صاحب الحلقة بعد عبد الله علقمة، وزعم أهل النظر أن علقمة أثبت أصحاب عبد الله، لتقدم مجالسته له. وقطعت رجله في صفين.
وقيل: بالحرة وعن أبي إسحاق أن جدي علقمة سبايا الأثنين وأن جدته أسلمت، ولم يسلم جده فانتزعه منه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
ولما ذكره ابن حزم في أول الطبقة الأولى من قراء أهل الكوفة قال: الناس بيده ومات سنة اثنتين وستين.
وفي " الطبقات " للطبري: سئل أبو موسى بن مسعود عن فريضة، فنظرا إلى علقمة فقال: إن أذنتما أخبرتكما بقول ابن مسعود، فقالا: أذنا لك، فلما أخبرهما قالا: هذا كان رأينا ولكنا هبنا. وفي رواية كان معهم حذيفة(9/272)
ابن اليمان. وفي رواية: فأعجبهم.
وفي كتاب " الأخوة " لأبي داود السجستاني روى عن برد بن حدير.
وقد ذكرت في كتابي المسمى " بالإبانة " ما يدل على أنه أدرك من حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من ثلاثين سنة.
3736 - (ع) علقمة بن مرثد أبو الحارث الحضرمي الكوفي.
ذكره أبو عمران التستري عن خليفة في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة، وقال: توفي في آخر ولاية خالد القسري. وكذا ذكره في تاريخه رواية الأهوازي لم يغادر حرفا، وهذا يعلمك أن المزي لا ينقل من هذين الكتابين إلا بوساطة ابن عساكر، وهذا الرجل الآن لم يذكره ابن عساكر ولا الخطيب، فلم يذكر له المزي وفاة ألبتة.
وفي كتاب الصريفيني: قال أبو حنيفة الإمام: يقولون: من كان طويل اللحية لم يكن له عقل، ولقد رأيت علقمة بن مرثد طويل اللحية وافر العقل.
وفي " تاريخ ابن قانع ": مات سنة عشرين ومائة.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
3737 - (ق) علقمة بن نضلة بن عبد الرحمن بن علقمة الكناني، ويقال: الكندي المكي.
وقد ظن بعضهم أن له صحبة، وليس ذلك بشيء، وذكره ابن حبان في أتباع التابعين من " الثقات ". كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأن جماعة ذكروه في جملة الصحابة، منهم: أبو منصور البارودي وأبو عمر بن عبد البر،(9/273)
وكذا أبو نعيم الأصبهاني وأبو القاسم الطبراني [ق 125 / أ] ولما ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب " الصحابة " قال: يقال: إن له صحبة وابن قانع وذكر له حديثين.
وذكره البرقي في الصحابة من بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة، وكناه أبا نضلة. وأبو القاسم البغوي، وقال: سكن مكة، ولا أدري له صحبة أم لا، غير أن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج – يعني: حديثه – في المسند.
وذكره أبو أحمد العسكري فيمن له صحبة من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وابن منده فيما ذكره ابن الأثير وقال: ذكر في الصحابة وهو من التابعين. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في المراسيل: سئل أبي عن علقمة بن نضلة: هل له صحبة؟ قال: لا أعلمه، وذكره البخاري بعد علقمة بن الفغواء، وقبل علقمة بن وقاص، وكأنها مرتبة من له صحبة. انتهى، ولم أر من صرح بعدم صحبته إلا ابن منده، وليس جزما منه؛ لأنه لو جزم به لما ذكره في الصحابة. وكأن مستنده قول الرازي، وهو ليس صريحا في ذلك إذ لم يجزم به، إنما نفى علمه ذلك عن نفسه، وإذا لم يعلمه علمه غيره، وإن كان مستند المزي قوله: ذكره ابن حبان في أتباع التابعين، وما أظنه استند لغيره؛ لأنه لم يعلله بغيره، فذاك ليس جيدا؛ لأنا قدمنا أن ابن حبان نقض ذلك، وذكره في " الصحابة " الذين لم يرهم المزي، ومن علم(9/274)
حجة على من لم يعلم، ومن أثبت حجة على من نفى، إذا تساويا، فكيف مع عدم التساوي. والله تعالى أعلم.
3738 - (ي م 4) علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي الكندي أخو عبد الجبار.
كذا ذكره المزي، وليس جيدا؛ لأن حضر موت بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ، لا تجتمع مع كندة بن عفير بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، والصواب فيه أنه حضرمي لا دخول لكندة في نسبه بحال حقيقي. ولما ذكره ابن سعد – الذي ما ينقل المزي كلامه إلا بواسطة – في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة قال: كان ثقة قليل [ق 125 / ب] الحديث.
وفي " تاريخ البخاري " – الذي ما ينقل أيضا منه إلا بواسطة: روى عنه حصين.
وذكر المزي روايته عن أبيه الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد ذكر أبو أحمد العسكري: أن يحيى بن معين سئل عن علقمة عن أبيه؟ فقال: مرسل.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الثانية من أهل الكوفة.
3739 - (ع) علقمة بن وقاص بن محصن بن كلدة الليثي العتواري المدني.
ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال: توفي في خلافة عبد الملك بن مروان ولما ذكر مسلم الذين ولدوا في حياته - صلى الله عليه وسلم - قال: وممن يشبه من سمينا قبلهم في العلو والدرجة، وبعضهم في السن(9/275)
أصغر من بعض. فذكره فيهم، وذكر في الطبقة التي تليهم ابنيه عبد الله وعمرا ابني علقمة بن وقاص الليثي.
ولما ذكره ابن عبد البر في " الاستيعاب " قال: ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر الواقدي وقال ابن منده – فيما ذكر ابن الأثير: روى عنه ابنه عمرو بن علقمة أنه قال: شهدت الخندق، وكنت في الوفد الذين قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: ذكره بعض المتأخرين – يعني: ابن منده – في الصحابة.
وذكره الحاكم أبو أحمد والناس في التابعين، وتوفي أيام عبد الملك.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: مات في ولاية عبد الملك بن مروان بالمدينة. وذكر بدل التبريزي أن كنيته أبو واقد. وقال علي بن المفضل: يكنى أبا يحيى.(9/276)
من اسمه علي
3740 - (خ) علي بن إبراهيم عبد المجيد اليشكري الشيباني أبو الحسين الواسطي. سكن بغداد.
كذا ذكره المزي، وأنى يجتمع يشكر بن بكر بن وائل [ق 126 / أ] بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار مع شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
وقال الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه: شيخ ثقة روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، فيما ذكره الحاكم.
وخرج الحاكم حديثه في كتابه عن عثمان بن أحمد الدقاق عنه، وقال في " المدخل " علي بن إبراهيم عن روح قيل: إنه مروزي وقيل: إنه الواسطي.
وروى عنه الحافظ أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الواسطي هو جدي لأمي وفي " الزهرة ": علي بن إبراهيم سمع روحا مجهول مروزي، وعن بعض أهل الحديث: علي بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد المجيد الواسطي روى عنه – يعني: البخاري – أربعة أحاديث، وعرفه أبو الحسين المناوي بصاحب يزيد بن هارون. وفي " تاريخ ابن قانع " و " القراب " مات في رمضان سنة أربع وسبعين ومائتين.
ولم يذكره الدارقطني في شيوخ البخاري، فينظر.
3741 - (ت) علي بن إسحاق السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي الداركاني.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".(9/277)
وقال أبو رجاء المروزي: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين، وكذا قال النسائي والحضرمي في وفاته. ولو نظر في كتاب " الثقات " لرأى وفاته مذكورة فيه، كما ذكرها غيره.
وقال البخاري في تاريخه: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين وكذا ذكره ابن قانع، والقراب وغيرهم.
وفي قوله: وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه المروزي: سمعت عبد الله بن عمر قال علي بن إسحاق كنيته أبو الحسن، وهو مولى لبني سليم إلى آخره نظر، والذي رأيت في " تاريخ مرو " لأبي رجاء بن حمدويه ذكر علي بن إسحاق الداركاني. قال أبو علي: علي بن إسحاق مولى سليم، فذكر بقية الترجمة، لم يكنه، ولم يذكر مترجمه إلا أبا علي، والنسخة في غاية الجودة، فينظر.
وقال النسائي في كتاب " الكنى " تأليفه: ليس به بأس أصله من ترمذ.
3742 - (ع) علي بن الأقمر بن عمرو بن الحارث الهمداني الوادعي أبو الوازع الكوفي. قيل: إنه أخو كلثوم.
كذا ذكره المزي: بتردد، وفي " طبقات همدان " لعمران بن محمد بن [ق 130 / ب] عمران الهمداني في الطبقة الثالثة: علي بن الأقمر الوادعي بطن من همدان، وأخوه كلثوم بن الأقمر روى عنه، وله أحاديث صالحة، وقال محمد بن سعد في الطبقة الثالثة – والمزي لم يزد شيئا – علي بن الأقمر بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن عمرو بن الحارث بن ربيعة بن عبد الله بن وادعة من همدان، وأخوه كلثوم بن الأقمر وادعي من همدان.(9/278)
وفي الثالثة ذكره مسلم، وخليفة في الطبقة الرابعة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " عرفه بأخي كلثوم، وقال: وثقه ابن وضاح وغيره.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": وهو أخو كلثوم بن الأقمر.
وقال أبو زرعة الدمشقي، وأبو الوليد الباجي وأبو نصر الكلاباذي وغيرهم: كلثوم أخوه، بالعدول عن هذه الأقوال إلى قول من نفى العلم نفسه لا النفي المطلق، غير جيد، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
3743 - (س د ت) علي بن بحر بن بري أبو الحسن القطان البغدادي.
قال المزي: ذكره ابن سعد في الطبقة الثامنة، وأغفل منه – إن كان نقله من أصل: وقد كتب عنه الحديث.
وذكر وفاته من عند خليفة في سنة أربع وثلاثين، وخليفة لم يذكره في " الطبقات " وتاريخه آخره سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وإنما في آخره وجدت زيادات ألحقت، فهل هي عن خليفة أو لا؟ والله أعلم. فكان الأولى التنبيه على ذلك، إن كان رآه، والله تعالى أعلم.(9/279)
وقال أبو محمد بن الأخضر: ثقة لا بأس به.
وقال الحاكم فيما ذكره مسعود: ثقة مأمون. وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: كان من أقران أحمد بن حنبل في الفضل والصلاح، وتوفي سنة أربع وثلاثين ومائتين، وخرج حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم.
وفي كتاب الزهرة، وتاريخ القراب كذلك: مات سنة أربع وثلاثين.
وزعم المزي أن ابن قانع قال: توفي ببابسير وأغفل من تاريخه إن كان نقله منه ثقة: وأنشد له ابن عساكر:
يقولون مخلقو كلام الهنا ... وذلك مهجور من القول منكر
أيخلق ربي منه شيئا فخلقه ... يبدأ ثم يفنى ثم يحيا وينتشر
فما قال هذا القول في أخبار ... من مضى ولا عالم عنه الرواية تؤثر
فإن كان هذا منزلا في كتابنا ... أجبنا سراعا لا نصر فنكفر
وإن كان من قول النبي محمد ... أجبنا وقل لنا سنة تؤجر
وإلا فما بال العجم هكذا ... على غير شيء يستبان ويبصر
وقال أبو زكريا يزيد بن محمد الأزدي في " تاريخ الموصل ": روى عن عفيف بن عطاء وغيره وهو قديم الموت روى عنه أبو عبد الملك تبين القارئ، وسلمة بن أحمد بن أبي نافع.
3744 - (4) علي بن بذيمة الجزري الحراني أبو عبد الله السوائي مولى جابر بن سمرة، كوفي الأصل.
قال البخاري: يقال: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة، كذا ذكره المزي(9/280)
وفيه نظر؛ لأن البخاري لما ذكر من روى عنه قال: يقال: أبو عبد الله، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
فلفظة يقال: هل هي راجعة إلى التكنية أو إلى الوفاة، وهي إلى التكنية أقرب.
وقال الجوزجاني: زائغ عن الحق معلن به.
وذكره أبو عروبة في الطبقة [ق 131 / أ] الثانية من أهل حران.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وقال: قال يحيى بن معين فيه: ثقة ليس به بأس، وعن أحمد بن حنبل: ثقة، وكان فيه شيء.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وذكره العقيلي في جملة الضعفاء.
3745 - (س) علي بن بكار البصري أبو الحسن الزاهد. سكن طرطوسا مرابطا.
ذكره ابن حبان في " الثقات " وذكر وفاته من عند غيره، وقد قال ابن حبان: قتل بالمصيصة شهيدا سنة تسع وتسعين ومائة.
وقال ابن سعد: كان عالما فقيها، توفي بالمصيصة سنة ثمان ومائتين في خلافة(9/281)
عبد الله بن هارون.
وفي " تاريخ المنتجالي ": قال أحمد بن صالح: كنت إذا نظرت إلى شيوخنا أبي إسحاق الفزاري ومخلد بن حسين وعلي بن بكار، انظر إلى قوم قد أذابوا أنفسهم، فما ينقضي عنهم شهر رمضان حتى نرى جلودا على عظم، وقال محمد بن وضاح طعن علي بن بكار فخرجت مصارينه على قربوس سرجة، فردها في بطنه، وسدها بعمامته وقاتل حتى قتل ثلاثة عشر علجا وعاش بعد ذلك، وقال أبو زيد الرقي: كان علي بن بكار مرعوبا من الخوف رحمه الله تعالى وغفر له.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3746 - علي بن بكار بن بلال العاملي قاضي دمشقي.
حدث عن سعيد بن بشير، وقيل: محمد بن بكار بن بلال.
قال ابن عساكر: لا أدري من الواهم في تسميته.
3747 - وعلي بن بكار بن بن أحمد بن بكار أبو الحسن الصوري الشاهد.
سمع بدمشق أبوي الحسن بن عوف وابن السمسار وغيرهما.
ذكرهما ابن عساكر وذكرناهما للتمييز.
3748 - (ت ق) علي بن أبي بكر سليمان بن نفيع بن عبد الله الكندي مولاهم أبو الحسن الرازي الأسفذني – بسكون السين المهملة، وفتح الفاء، وسكون الذال المعجمة، قرية من قرى مرو.
كذا ذكره المزي تابعا لصاحب " الكمال " فيما أظن.
والذي ضبطه السمعاني فتح الذال المعجمة.
وأما ابن ماكولا فقال: بالفاء والذال المعجمة والنون.(9/282)
وصحح الحاكم حديثه في مستدركه.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
3749 - (د ت) علي بن ثابت الجزري أبو أحمد، ويقال: أبو الحسن مولى العباس بن محمد، سكن بغداد. [ق 131 / ب].
قال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وقال الصدفي: حدثنا سعيد بن عثمان قال: سألت محمد بن السكري عن علي بن ثابت؟ فقال: من أهل الجزيرة ثقة.
وذكره ابن خلفون وابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وفي كتاب ابن الجوزي: قال أبو الفتح الأزدي الموصلي: ضعيف الحديث.
3750 - (ص ز) علي بن ثابت الدهان الكوفي العطار.
خرج الحاكم حديثه في مستدركه.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3751 - علي بن ثابت بن أحمد بن إسماعيل أبو الحسن البغاني: سكن بغداد بجوار القاضي المحاملي.
حدث عن إسحاق الحربي وغيره.(9/283)
3752 - وعلي بن ثابت بن أحمد بن مهدي أبو الحسن الخطيب والد الخطيب أبي بكر.
3753 - وعلي بن ثابت بن عمرو بن أخطب الأنصاري أخو عروة ومحمد ابني ثابت.
قال ابن حبان: مات سنة خمس وعشرين ومائة.
3754 - وعلي بن ثابت الأنصاري.
قال المرزباني: كان صديقا لأبي العتاهية، ولأبي العتاهية فيه مراث.
ذكرناهم للتمييز.
3755 - (خ د) علي بن الجعد بن عبيد الجوهري أبو الحسن البغدادي مولى بني هاشم.
قال محمد بن سعد: توفي سنة ثلاثين ومائتين ببغداد. كذا ذكره المزي، وهو دائما يعتب على صاحب " الكمال " ذكره من عند ابن سعد وفاة أحد في سنة ثلاثين؛ لأن ابن سعد توفي أول جمادى الآخرة سنة ثلاثين فكيف يذكر وفاة ابن الجعد المتوفى في شهر رمضان سنة ثلاثين.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: علي بن الجعد ثقة مأمون.
وقال يحيى بن يزيد الشامي صليت على ابن الجعد في الخريبة يوم الثلاثاء آخر رجب سنة ثلاثين.
وقال البخاري: مات آخر رجب سنة ثلاثين.(9/284)
وفي كتاب العقيلي عن علي بن المديني: علي بن الجعد ممن ترك حديثه من أصحاب شعبة، ورأيت ألفاظه تختلف.
وفي " الزهرة ": مات وله ثلاث وتسعون سنة، وقيل: ثمان وتسعون سنة.
وولد سنة اثنتين وثلاثين. روى عنه البخاري أربعة عشر حديثا.
وفي " الوفيات " عن أبي القاسم البغوي: مات علي بن الجعد ببغداد وأحسبه في شهر رمضان سنة ثلاثين، وهو في ستة وتسعين.
وكذا ذكره عنه أبو محمد بن الأخضر الحافظ.
والمزي ذكر عنه أنه توفي في رجب [ق 132 / أ] لست ليال بقين منه، فينظر.
وقال ابن قانع: ثقة ثبت.
وذكره مسلم بن الحجاج في آخر " طبقات الغرباء "، من أصحابه شعبة بن الحجاج.
وقال محمد بن عبد الله الحضرمي في تاريخه – الذي لا ينقل منه المزي إلا بوساطة -: توفي سنة ثلاثين، وكان يخضب، وكان ثقة.
وقال الجياني: توفي آخر سنة ثلاثين.
وقال الجوزجاني: علي بن الجعد متشبث بغير بدعة، زائغ عن الحق.
وفي طبقته شيخ آخر اسمه: -
3756 - علي بن الجعد.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بمكة. وقال أبي: هو شيخ مجهول وحديثه موضوع. وذكرناه للتمييز.(9/285)
3757 - (ت) علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب.
قال القاضي أبو بكر الجعابي في " تاريخ الطالبين " تأليفه: أمه أم ولد.
ثنا علي بن العباس، ثنا عباد قال: رأيت علي بن جعفر بن محمد يعتمد في الصلاة.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه "، والدارمي في " مسنده ".
ولهم شيخ اسمه: -
3758 - علي بن جعفر بن محمد، ويقال: علي بن جعفر بن عبد الله أبو الحسن الرازي نزيل الرملة.
سمع ابن حرميا وأنظاره، ذكره ابن عساكر، وذكرناه للتمييز.
3759 - (خ م ت س) علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مخادش بن مشمرج بن خالد السعدي أبو الحسن المروزي.
قال النسائي: ثقة مأمون حافظ، مات سنة أربع وأربعين ومائتين. زاد البخاري: في جمادى الأولى. كذا ذكره المزي، وفيه نظر، وذلك أن النسائي لم يذكر وفاته إلا نقلا عن البخاري، قال في كتاب " الكنى " تأليفه:
أنبا عبد الله بن أحمد عن محمد بن إسماعيل: مات علي بن حجر سنة أربع وأربعين في جمادى الأولى. ولا يعلم له كتابا ذكر له وفيات، وعلى تقدير وجوده يكون قد نقله كما بيناه، والله تعالى أعلم، يزيد ذلك وضوحا أن المزي لم ينقل في هذه الترجمة شيئا إلا من كتاب ابن عساكر، وأبو القاسم لم يزد شيئا عما ذكرناه، زاد في كتاب " النبل ": مات في جمادى الآخرة في(9/286)
النصف منه، ويقال: سنة إحدى وأربعين ومائتين، وفي موضع آخر: من علماء خراسان.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين ": قيل: إنه مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين في جمادى الأولى. روى عنه البخاري خمسة أحاديث، ومسلم مائة وثمانية وثمانين حديثا.
وفي " تاريخ نيسابور " للحاكم: مات عشية الأربعاء بمرو، وفي موضع آخر: كان شيخا فاضلا ثقة.
وذكره الحافظ أبو محمد بن الأخضر في أشياخ أبي القاسم البغوي، وقال: كان حافظا متقنا ثقة. مات سنة إحدى وأربعين.
وكذا ذكر وفاته ابن قانع.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " نسبه علي بن حجر بن سعد بن إياس بن [ق 132 / ب] مقاتل.
وقال السمعاني: علي بن حجر بن سعد بن إياس الزرزمي كان يسكن هذه القرية، وبها مات، وقبره فيها مشهور يزار، وكان إماما حجة.
ولما ذكر أبو الفضل بن حاتم عن الباشاني – الذي ذكره المزي من أنه ينسب إلى عبد شمس بن سعد – قال: ينظر في هذا وزعم الوزير أبو القاسم أنه عبشمي بفتح الباء. قال: وهو قول ابن حبيب، وكان الكلبي يسكن الياء. قال: ومن خط إسحاق، وعرضه على علماء عصره و [] عبد الشمس، وهذا يوهن أنه كان يقول عبشمسي بكسر الباء لأن اللفظ جوارة الكلمة.
وقال مسلمة: ثقة حافظ.(9/287)
3760 - (س) علي بن حرب بن محمد بن علي بن حسان بن مازن بن الغصوبة أبو الحسن الموصلي الطائي.
قال أبو زكريا يزيد بن محمد الأزدي في كتابه " تاريخ الموصل "، وذكره في الطبقة السابعة، أخبرني موسى بن محمد قال: سمعت علي بن حرب يقول: قال لي عبد الله بن عبد الصمد، وحدثني سعيد بن محمد التنوري قال: سمعت رجلا يقول لعلي بن حرب فذكر كلاما، وحدثني العلاء بن أوس، ثنا علي بن حرب قال: سألت هشام بن محمد عن نسب الأزد فأملى علي أبيات حسان بن ثابت، وأنشدني ابن أبي حرب، أنشدني علي يرثي أخاه محمد بن حرب، وكان توفي بمرج سر من رأى:
تقول لي مليحة إذ رأين ... لدمعي من ماقيه وكيف
ومن جوارحي زفرات حزن ... يضيق بحملها بدن نحيف
يحن إلى موت الفرح شوقا ... كما حنت مولهة العرف
فقلت لها أقلي اللوم إني ... عن الدنيا وما فيها عزوف
أبعد محمد الخير بأمر ... يلذ به المجاور الحصيف
أنى لي ذلك أحزان توالت ... علي فهن في قلبي عكوف
أفول إذا الرياح جرين هنا ... وهيجت البروق لي الخريف
فذكر أبياتا طويلة.
حدثني صدقة بن محمد بن علي بن حرب قال: قلت لجدي: يا أبه، لم لم ترثي عمي الحسن، وقد وجدت فيه مقالا؟ فقال ما رثيت أحدا إلا ذهب حزني عليه، وأحببت أن يبقى حزني على الحسن، ولكن ما عرفت ما رثيت ابنه أبا نصر؟ فقلت: لا، فأنشدني:
وكافر على يصون قصدا إلا لبلى ... وأصبح مثل النسر في جانب الوكر(9/288)
نسمع منهم واحدا بعد واحد فأرجع ... قد أودعنه طيلة القبر [ق 133 / أ]
فموتك مسرورا بفقد منغصي ... فقد أوجع الأحشاء فقد أبي نصر
بني كان البدر يشبه وجهه ... يشيب سباب الحول في مدة الشهر
ومن جيد شعره القديم ما قرأته على الباهلي عنه: -
أقلي اللوم أخت بني ثمامة ... وردي الوصل لقيت السلامة
كأني لا يلامني نحيل ... ولا أرعى وصال ذوي الملامة
وقائلة برمل زرود لما رأتني ... شاحبا خلق العمامة
كنصل السيف أخلق وهو ماض ... على أيامه باقي الصرامة
أنجدي في المحلة أم تهام ... وما بعد المحلة من تهامة
فإما تسألي عني فإني ... عماني الأرومة والدعامة
نمى بي مازن وبنو أبيه ... إلى الغر السوابق من خطامه
أبيت فما أقر بنوم فيهم ... ولا أغضي الجفون على ظلامه
بذلت لدي العدواة كأس ... جنف وللضيف التحية والكرامة
سأبذل ما ملكت لجار بيتي ... وأحفظه إلى يوم القيامة
وحدثني العلاء بن أيوب والحسين محمد الرامهزي عن علي بن حرب، فذكر حديثا. قال أبو زكريا: وكان أبوه رجلا نبيلا ذا همة، رحل في طلب العلم أولا لنفسه، وكتب عن مالك بن أنس، وأنظاره من المكيين، وأهل الكوفة والبصرة، ثم رحل بولده بعد، فلقي بهم الناس، وكان المحدثون في الأمصار يكرمونه ويؤثرونه، وكان يبرهم ويفضل عليهم أفضالا كثيرا، وحدث وكتب عنه، ومات سنة ست وعشرين ومائتين، وله من الإخوة معاوية ومحمد وأحمد بنو حرب حدثوا كلهم.
وفي " النبل " لابن عساكر: يقال: مات علي سنة ثلاث وستين.(9/289)
وقال الخطيب: كان أحد من رحل في الحديث إلى الحجاز، وبغداد، والكوفة، والبصرة.
وذكره أبو عروبة في الطبقة السابعة من الجزريين.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه عن محمد بن عبد الرحمن عنه، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري، عن ابن مخلد عنه.
وقال مسلمة في كتاب الصلة: طائي ثقة، حدثنا عنه غير واحد. وتوفي [ق 133 ب] بالموصل سنة ثلاث وستين ومائتين، ذكره ابن بهزاد عن سعيد بن عبد الله البزار.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
وقال أبو محمد بن الأخضر: كان ممن رحل في طلب الحديث إلى البلاد وجدّ.
وقال الخطيب في كتابه " المتفق والمفترق ": كان ثقة ثبتا.
وقال السمعاني: مات بالموصل وولد بأذربيجان سنة خمس وسبعين ومائة، وكان ثقة صدوقا.
3761 - (ق) علي بن الحزور الغنوي الكوفي، ويقال: ابن أبي فاطمة.
روى عن الأصبغ. قال أبو الحسن الدارقطني ضعيف.
وقال البرقاني: وسألته – يعني الدارقطني – عن علي بن أبي فاطمة يحدث(9/290)
عنه يونس بن بكير؟ فقال: مجهول يترك انتهى، كأنه فرق بينهما.
وقال ابن أبي حاتم – وفرق بينهما أيضا – سألت أبي عنه؟ فقال: هو رجل من الحزورة ضعيف.
وقال الساجي: عنده مناكير، وأدخل بينه وبين الأصبغ: سعد بن طريف.
وذكره ابن الجارود، والعقيلي والبلخي، وأبو العرب، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
والبخاري في فصل من مات بين عشر ثلاثين إلى أربعين ومائة.
وقال يعقوب بن سفيان: لا يذكر حديثه، ولا يكتب إلا للمعرفة.
3762 - (م ق) علي بن الحسن بن سليمان الحضرمي أبو الحسن، ويقال: أبو الحسين الواسطي، ويقال: الكوفي، يعرف: بأبي الشعثاء.
كذا ذكره المزي.
وفي " تاريخ واسط " في القرن الرابع: أبو الشعثاء علي بن الحسن الحضرمي(9/291)
أبو الحسين، ثنا عن عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: مات سنة سبع وثلاثين ومائتين، وخرج حديثه في صحيحه.
وقال مسلمة: كوفي نزيل واسط.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم حديثين.
وقال أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر القرطبي في تاريخه: أصله الكوفة، ونزل واسط.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني وأحمد بن عبد الله الأصبهاني حديثه في صحيحيهما.
وفي " سؤالات مسعود ": سألته – يعني الحاكم – عن أبي الشعثاء؟ فقال: ثقة مأمون روى عنه البخاري في الصحيح، واسمه علي بن الحسن الواسطي، انتهى. كذا قال البخاري، فينظر.
3763 - (ع) علي بن الحسن بن شقيق بن دينار بن مشعب العبدي أبو عبد الرحمن المروزي مولى عبد القيس.
قال البخاري: قدم خراسان شقيق، ومات علي سنة خمس عشرة ومائتين.
وذكر المزي وفاته من عند ابن حبان، ومولده ممرضا من عند غيره، وهو ثابت في كتاب " الثقات " مجزوما به قال: مولده سنة سبع وثلاثين ليلة قتل أبو مسلم بالمدائن.(9/292)
وقال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": سمعت أبا العباس السياري [ق 134 / أ] سمعت أبا عمرو عبد العزيز بن حاتم يقول: ولدت سنة ثلاث وتسعين ومائة، واختلفت إلى علي بن الحسن بن شقيق في سنة إحدى عشرة ومائتين إلى سنة خمس عشرة، وفيها توفي، أخبرني أبو الفضل المزكي، ثنا الحسن بن محمد بن زياد حدثني يعقوب بن سفيان قال: مات علي بن الحسن بن شقيق سنة خمس عشرة، وقال علي: ولدت قبل أن يقتل أبو مسلم.
وكذا ذكره يعقوب في تاريخه، لم يغادر حرفا مما في " تاريخ نيسابور " عن العباس بن مصعب قال: روى علي عن أهل مرو، فأكثر عن مشايخهم إلى أن روى عن محمد بن شجاع وعلي بن مهران، وتوفي عند قدوم عبد الله بن طاهر خراسان. وقد أدركت أولاده محمدا وإبراهيم وإسماعيل وكتبت عنهم، سمعت أبا علي، سمعت عبد الله بن محمود، سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، سمعت أبي يقول: ما رأيت أخشع لله من روح بن مسافر، وثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا إسحاق بن إبراهيم الثقفي، ثنا علي بن شقيق، وثنا أبو حامد الفقيه، ثنا سهل بن عمار، ثنا ابن شقيق.
وقال الطبري: مات بمرو في شعبان سنة خمس عشرة ومائتين، انتهى.
المزي ذكر لفظه عن العباس بن مصعب بوساطة الخطيب، وأغفل ما ذكرناه، وكذا ذكر وفاته بوساطة الخطيب عن يعقوب والطبري، وأغفل ما ذكرناه، ونسبه أبو رجاء محمد بن حمدويه المروزي في تاريخه – الذي زعم المزي أنه نقل وفاته من عنده – شقيقيا.
وكذلك قاله مسلمة في كتاب " الصلة "، وقال: روى مطين عن أبيه عنه.
وفي " الزهرة ": روى عنه البخاري حديثين، وتوفي سنة خمس عشرة، وكذا ذكره ابن منده.(9/293)
وفي كتاب الكلاباذي: ذكر أبو داود عن أبي عبيد عن ابن سعد مثله.
وذكر المزي عن المطين وفاته سنة خمس عشرة. والذي في تاريخه وهو أصل جيد – أربع عشرة.
وفي سنة خمس عشرة ذكره القراب وابن قانع، وقال ابن عساكر: سنة خمس، ويقال: أربع عشرة.
وساق المزي نسبه. شقيق بن دينار، والصواب، شقيق بن محمد بن دينار، كذا هو في " تاريخ الخطيب "، ومن خط ابن سيد الناس، وكذا ذكره أيضا ابن عساكر.
وقال ابن سعد: توفي بمرو، وكذا قاله السمعاني، زاد: في شعبان سنة خمس عشرة، يكنى أبا الحسن، وهو رواية كتب ابن المبارك وصاحبه [ق 134 / ب].
3764 - (د) علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة الهلالي أبو الحسن بن أبي عيسى النيسابوري الدرابجردي. ودرابجرد محلة متصلة بالصحراء في أعلى نيسابور.
كذا ذكره المزي، مفهما أن درابجرد المسماة بهذا الاسم، هذا مكانها لا مشارك لها في التسمية، وليس كذلك فإن درابجرد أيضا بفارس، ينسب إليها جماعة من أهل العلم. قال ياقوت: منهم أبو علي الحسن بن محمد بن(9/294)
يوسف الدرابجردي وغيره، ودرابجرد قرية من كورة اصطخر فيها معدن الزئبق، وكان الأولى أن يقول: ودرابجرد هذه هي كذا وكذا، والله تعالى أعلم.
وقال الحاكم في تاريخ بلده: من أكابر علماء نيسابور وابن عالمهم، كان له منزل في سكة عمار، كان إذا السوق نزل في هذا المنزل يحدث فيه ليقرب الطريق على أصحاب الحديث، وطلب الحديث بالحجاز والعراق واليمن وخراسان.
قرأت بخط أبي عمرو قال: قال لي علي بن الحسن الدرابجردي: أتيت سفيان بن عيينة بمكة، وصليت عليه. وثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع بمكة سنة مائتين. قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب غير مرة يقول: ثنا علي بن الحسن الهلالي، وما رأيت أفضل منه. قال: وسمعت محمد بن صالح سمعت أحمد بن سلمة يقول: كتب إلي أبو زرعة، وأبو حاتم يسألاني أن آخذ لهما الإجازة من الدرابجردي بنسخة أبي جابر عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة، وعن أبي عبد الله الرواساني قال: وجد علي الهلالي ميتا بعد أسبوع من وفاته في مسجد من مساجد القرية سنة سبع وستين ومائتين، وسمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: استشهد علي في ضيعة، وكان السبب فيه أنه زبر العامل بها، فلما جن عليه الليل أوقد العامل نارا في بنى، فمات من الدخان فوجد ميتا، وقد أكلت النمل عينيه وخرج حديثه في مستدركه عن محمد بن يعقوب الحافظ عنه وابن خزيمة عنه [ق 135 / أ].
3765 - (س) علي بن الحسن الكوفي اللاني ولان من فزارة، وبلد من بلاد العجم.
كذا ذكره المزي، ولا أدري صحة ذلك، ولا كيف هو؟ فينظر، والذي رأيت بخط الحفاظ: اللاني قرية فلم أجدها مذكورة لا في القبائل ولا في(9/295)
البلاد، والله تعالى أعلم.
3766 - (د ق) علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان العامري أبو الحسن بن إشكاب البغدادي أخو محمد وإشكاب لقب الحسين.
كان فيه – يعني: " الكمال " – روى عن عمر بن محمد الأعسم، والصواب عمرو. كذا ذكره المزي، روى عن عمر بن محمد الأعسم، والصواب عمرو كذا ذكره المزي، وهذا الاسم لم أجده مذكورا فيما رأيت من كتب الكمال لا عمرا ولا عمر، فينظر.
وقال مسلمة: نسائي الأصلي: قال ابن الأعرابي هو ابن إشكاب الكبير، وقد رأيته ولم أكتب عنه شيئا، وكان ثقة.
وقال أبو علي الجياني، وابن عساكر: مات سنة إحدى وستين ومائتين، زاد أبو القاسم: في شوال لأربع بقين منه.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
3767 - (ع) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسين، ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله المدني زين العابدين.
قال عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة والواقدي: توفي سنة أربع وتسعين. كذا ذكره المزي والواقدي إنما قاله إخبارا عن عبد الحكيم لا استقلالا. قال الواقدي: أخبرني عبد الحكيم بن أبي فروة أنه توفي بالمدينة، فدفن بالبقيع سنة أربع وتسعين، وكان يقال لهذه السنة: سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها.(9/296)
وكذا ذكره عنه أبو القاسم بن عساكر الذي نقل المزي ترجمته كلها من عنده.
وفي قوله: وقال مصعب وابن أخيه الزبير فذكر وفاته نظر، من حيث أن الزبير لم يقله إلا نقلا عن عمه مصعب وغيره.
وفي قوله: وقال مصعب: كان يقال لهذه السنة: سنة الفقهاء نظر؛ لأنا قد أسلفنا أنها [كلمة نقلت عن] عبد الحكيم بن أبي فروة.
وفي قوله قال: قال ابن سعد: كان علي بن حسين ثقة، مأمونا كثير الحديث عالما رفيعا ورعا. نظر؛ لأن ابن سعد لم يقله إلا نقلا. قال: قالوا: وكان علي بن حسين ثقة إلى آخره.
وفي قوله: قال يحيى بن بكير: مات سنة أربع أو خمس وتسعين نظر، وذلك أن يحيى إنما نقل كلامه لنا يعقوب بن سفيان في تاريخه فقال: قال يحيى بن بكير: مات سنة خمس وتسعين. لم يذكر ترددا، وكذا ذكره أيضا ابن عساكر.
وأنشد المزي قول الفرزدق فيه من أبيات طويلة منها:
بكفه خيزران ريحه عبق من ... كف أروع في عرنينه شمم [ق 135 / ب]
يغضي حياء ويغضي من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم(9/297)
وفيه نظر في مواضع:
الأول: قال أبو الفرج الأصبهاني: الناس يرون هذين البيتين للفرزدق في أبياته التي مدح بها علي بن الحسين التي أولها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم
وهو غلط ممن رواه، وليس هذان البيتان مما يمدح بهما مثل علي بن الحسين؛ لأنهما من نعوت الجبابرة والملوك، وليس علي كذلك، ولا هذا من صفته، وله من الفضل المتعالم ما ليس لأحد. فمن الناس من يروي هذين البيتين لداود بن سلم في قثم بن العباس، ومنهم من يرويهما لخالد بن يزيد مولى قثم فيه. فمن رواهما لداود أو لخالد فهي في روايته:
كم من صارخ بك من راج وراجيه ... يدعوك يا قثم الخيرات يا قثم
أي العمائر لست في رقابهم ... لأولية هذا أوله نعم
في كفة خيزران.
وممن ذكر ذلك لنا محمد بن يحيى عن الغلابي عن مهدي بن سابق أن داود بن سلم قال: هذه الأربعة الأبيات في قثم بن العباس، وذكر أن الفرزدق أدخل هذه الأبيات سوى البيت الأول في مدح علي بن الحسين.
وذكر الرياشي عن الأصمعي أن رجلا من العرب يقال له: داود وقف لقثم فناداه:
يكاد بمسكه عرفات راحته ... ركن الحطيم إذا بها جاء يستلم
كم صارخ بك من راج وراجية ... في الناس يا قثم الخيرات يا قثم
والصحيح أنهما للحزين، واسمه عمرو بن عبيد بن وهب بن مالك الكناني بن عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وكان على مصر، وقد غلط ابن عائشة في إدخاله هذين البيتين في أبيات الفرزدق، وأبيات الحزين مؤتلفة منتظمة المعان، متشابهة تنبئ عن نفسها وهي [ق 123 / أ](9/298)
الله يعلم أن قد جئت ذا يمن ... ثم العراقين لا يثنى الشام
ثم الجزيرة أعلاها وأسفلها ... كذاك تسري على الأهواك بي القدم
ثم المواسم قد أوطنتها زمنا ... وحيث يحلق عند الجمرة اللهم
قالوا دمشق نبأك الخبير بها ... ثم أت مصر فثم النائل العمم
لما وقفت عليها في الجموع ضحى ... وقد تعرضت الحجاب والخدم
حييته بسلام وهو مرتفق ... وصحبة القوم عند الباب يزدحم
في كفه خيرزان. . . البيتين.
وبعدهما: -
ترى رؤوس بني مروان خاضعة ... وإن هم أنسوا أعراضه وجموا
كلتا يديه ربيع غير ذي خلف ... فتلك بحر وهذي عارض هزم
وأخبرني حبيب بن نصر المهلبي، ثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عمي أن عبد الله بن عبد الملك بن مروان حج، فقال له عبد الملك: سيأتيك الحزين الشاعر بالمدينة، وهو ذرب اللسان، فإياك أن تحتجب عنه ووصفه له، فلما قدم عبد الله المدينة وصفه لحاجبه، وقال: إياك أن ترده، فلم يأت الحزين حتى قام عبد الله لينام، فقال له الحاجب: قد ارتفع، فلما ولَّى ذُكِرَ فلحقه فرجع به واستأذن له فدخل، فلما رأى جمال عبد الله وبهاءه، وفي يده قضيب خيزران وقف ساكتا فأمهله [ق 135 / ب] عبد الله حتى ظن أن قدأ راح ثم قال: السلام يرحمك الله، قال: عليك السلام، وحيا الله رحمك أيها الأمير(9/299)
إني كنت مدحتك بشعر فلما، دخلت عليك ورأيت جمالك وبهاءك أذهلني عنه فأنسيب ما كنت قلته، وقد قلت في مقامي هذا بيتين، قال: ما هي؟
فأنشده. في كفه البيتين، فأجازه وأخدمه.
قال أبو الفرج: ومن الناس من يقول: أن الحزين قالها في عبد العزيز بن مروان لذكره دمشق ومصر، انتهى.
وزعم أبو بشر الآمدي في كتابه " المختلف والمؤتلف ": أن دعبلا أنشد هذا [. . . . . . . لكثير بن كثير في علي بن الحسين بن علي].
الثاني: لم أر أحدا أنشده كما أنشده المزي بكفه خيزران، ولا قول الفرزدق لما حبس يحبسني إنما رأيت في كفه أيحسبني بهمزة قبل الياء وهو الصواب، وهو النظر الثالث.
وفي " تاريخ الطالبين " الجعابي: مات سنة اثنتين وسبعين، وقيل: وتسعين.
وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: أربع وسبعين، كذا هو مجود بخط بعض الحفاظ، وعن بصرة قال: قال: لعله يزيد بن معاوية من أولى الناس بهذا الأمر؟ قالوا: أنت. قال: أولى به علي بن حسين لعلمه فيه شجاعة بني هاشم ومخادعة بني أمية ودهاء ثقيف، وعن أبي حمزة قال: كان علي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
روى عن: جابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وأبي أسيد الساعدي، وأبي عبد الرحمن الحارث بن هشام، وأسامة بن زيد وبريدة بن الحصيب.
وروى عنه: سعيد بن المسيب، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وسالم أبو النضر، وأبو سهل نافع بن مالك، والوليد بن رباح، وعيسى الملائي شيخ كوفي، وعثمان بن خالد بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن عطاء شيخ لأهل الكوفة، وأفلح بن حميد بن نافع المدني، وشيبة بن ثعلبة أبو محمد(9/300)
الكوفي، وثابت بن هرمز أبو المقدام، وعبد الملك بن أبي سليمان، وشرحبيل بن سعد أبو سعد المدني، ويزيد بن عبد الله الهاد، وضميرة [ق 136 / أ] أبو عبد الله بن ضميره مولى بن هاشم، وسعد بن سعيد بن قيس بن قهيد الأنصاري، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وأبو إسحاق مولى بني هاشم، وموسى بن عيسى شيخ مدني، ومحمد بن عمرو بن عطاء أبو عبد الله المدني، ومحمد مولى الزبير مدني، وحبيب بن حسان كوفي، وعباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، وربيعة بن أبي عبد الرحمن وعبد الله بن حسين بن علي أبو علي بن حسين، هكذا رأيت في الحديث، والصواب في النسب عبيد الله بن حسين على أبو علي بن حسين، حدثني محمد بن حفص أبو جعفر، ثنا محمد بن عبيد المحاربي، ثنا إبراهيم بن أبي يحيى حدثني عبد الرحمن بن مهران المدني عن عبد الله أو عبيد الله قال القاضي – يعني: الجعابي – أنا أشك، أبو علي بن حسين أن علي بن الحسين كان يتداوى بالبان الابن من مرض كان به.
وفي " تاريخ دمشق " عن الزهري قال: سمعت سيد العابدين علي بن حسين يحاسب نفسه ويناجي ربه يقول: في كلام طويل: يا نفس حتام إلى الدنيا سكونك، وإلى عمارتها ركونك، أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك، ومن وارته الأرض من آلافك ومن فجعت به من إخوانك، ونقل إلى البلا من أقرانك: -
فهم في بطون الأرض بعد ظهورها ... محاسنهم فيها بوال دواثر
خلت دورهم منهم وأقوت عراضهم ... وساقهم نحو المنايا المقادر
وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها
وضمتهم تحت التراب المقابر ... كم تحرمت أيدي المنون من قرون
بعد قرون وكم غبرت الأرض ببلائها ... وغيبت في ثراها من صفوف
الناس وشيعتهم إلى الأرماس(9/301)
وأتت على الدنيا مكب منافس ... لخطابها فيها حريص مكاثر [ق 136 / ب]
على خطر تمسي وتصبح لاهيا ... أتدري بماذا لو عقلت تخاطر
وإن أمرء يسعى لدنيا دائبا ... ويذهل عن أخراه لاشك خاسر
فختام على الدنيا أقبالك، وبشهواتها اشتغالك، وقد وخط القبر وأتاك النذير وأنت عما يراد بك ساهي وبلذة يومك لاهي.
وفي ذكر هول الموت والقبر والبلا ... عن اللهو واللذات للمرء زاجر
أبعد اقتراب الأربعين تربص ... وشيب فذاك مذ ذلك كاسر
كأنك معني بالذي هو ضائر ... لنفسك عمدا أو عن الرشد حائر
انظر إلى الأمم الماضية والملوك الفانية كيف أفنتهم الأيام ووافاهم الحمام فأضحت من الدنيا آثارهم وبقيت فيهم أخبارهم.
وأضحوا رميما في التراب وعطلت ... مجالس منهم أقفرت مقاصر
وحلوا بدار لا تزاور بينهم ... وأنى لسكان القبور التزاور
فما إن ترى الأحاقد فووابها ... مسطحة تسفى عليها الأعاصر
كما من ذي متعة وسلطان وجنود وأعوان تمكن من دنياه ونال فيها ما تمناه وبنى القصور والدساكر وجمع الأعلاق والذخائر.
فما صرفت لذي المنية إذ أتت ... مبادرة تهوي إليه الذخائر
ولا دفعت عنه الحصون التي بني ... وحف بها أنماره والدساكر
ولا قارعت عنه المنية حيلة ... ولا طمعت في الذب عنه العساكر
أتاه من الله ما لا يرد ونزل به من قضائه ما لا يصد، فتعالى الله الملك الجبار المتكبر القهار قاصم الجبارين ومبيد المتكبرين.
مليك عزيز لا يرد قضاؤه ... حكيم عليم نافذ الأمر قادر
عادل ذي عز لعزة وجهه ... فكل عزيز للمهيمن صاغر [ق 137 / أ](9/302)
لقد خضعت واستسلمت وتضألت ... لعزة ذي العرش الملوك الجبابر
فالبدار البدار والحذار الحذار من الدنيا ومكائدها، وما نصبت لك من مصائدها وتحلت لك من زينتها، وأظهرت لك من محبتها.
وفي دون ما عانيت من فجعاتها ... إلى رفضها داع وبالذهد أمر
فجد ولا تغفل فعيشك زائل ... وأنت إلى دار الإقامة صائر
ولا تطلب الدنيا فإن طلابها ... وإن نلت منها غبة لك ضائر
وقال العتبي عن أبيه: كان علي بن حسين أفضل بني هاشم. وعن ابنه محمد بن علي قال: كان أبي إذا مرت به جنازة يقول:
نراع إذا الجنائز قابلتنا ... ونلهو حين تمضي ذاهبات
كروعة ثلة لمغار سبع ... فلما غاب عادت راتعات
انتهى. هذان البيتان عزاهما الزبير في " المجالسة " لعروة بين أذنيه، والله أعلم.
وأنشد له أبو حامد في كتاب " منهاج العابدين ":
إني لألتمس من علمي جواهرة ... كما ترى الجوهرة فيفتنا
يا رب جوهر علم لو أبوح به ... لقيل لي أنت ممن تعبد الوثنا
لاستحل رجال مسلمون دمي ... يرون أن ما يأتونه حسنا
وعنه قال: مات أبي في أول السنة.
وقال الواقدي: كان علي مع أبيه وهو ابن ثلاث أو أربع وعشرين، وليس قول من قال: إنه كان صغيرا لمن ينبت بشيء، وكيف كذلك، وقد ولد له أبو(9/303)
جعفر، ولقي أبو جعفر جابرا وروى عنه، وإنما جابر سنة ثمان وسبعين.
وفي كتاب ابن خلفون: سفيان عن الزهري حدثني علي بن حسين، وما رأيت هاشميا أعبد منه، صلى حتى انخرم أنفه.
وقال ابن حبان: كان يقال. بالمدينة: إن عليا سيد العابدين في ذلك الزمان، وكان من أفاضل بني هاشم، ومن فقهاء المدينة وعبادهم: توفي سنة اثنتين وتسعين، وقيل: أربع.
وفي " الكامل " للثمالي: كان يقال له: ابن الخيرين، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لله من عباده خيريان فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس ". ولما سأل سعيد بن المسيب رجل عنه، فقال: من هذا يا عم؟ قال: هذا الذي لا يسع مسلما أن يجهله.
وذكر المزي عن عمرو بن علي: أنه مات سنة أربع وتسعين، وذكر سنة مائة من عند غيره وأغفل منه إن كان رآه مات سنة مائة، ويقال: سنة أربع وتسعين. كذا هو في كتابه، وكذا أيضا نقله عنه المنتجيلي، وزاد في تاريخه [ق 137 / ب]: رأى علي بن حسين كأن كتب بين عينيه {والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى} قال: فأرسل مولى له إلى ابن المسيب يسأله عن ذلك؟
فقال سعيد: قل له: يوصي، فرجع المولى إليه فقال: أرسلتني إلى إنسان مجنون، قال: أنت والله المجنون. فما قال لك؟ فقال له ذلك، قال: فدعا بكتاب فكتب وصيته، فما فرغ حتى وقع ميتا. وعن يحيى بن سعيد أنه قال: فقهاء المدينة تسعة، فذكره فيهم وقال علي بن المديني: منهم ثلاثة معروفون أتقياء: أبو بكر وعلي بن حسين وخارجة.
وفي " رجال علي بن حسين " تصنيف مسلم بن الحجاج: روى عن عبد الرحمن بن يزيد، وروى عنه ابناه حسن، وعبد الله أخو عبد الله بن علي(9/304)
ابن حسين، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وإبراهيم بن عبد الله بن معبد ويعقوب بن عتبة الأخنسي، وسعيد بن مرجانة، وعبد الله بن عروة بن الزبير، وأبو الحويرث، وعبد الله بن دينار ومسلم بن أبي مريم ورفاعة بن الزبير، وعبد الله بن زيد، وزيد بن حازم، وحارث بن عبد الرحمن، وسلمى بن المغيرة، وعدي بن ثابت، ونسير بن زعلوق، ومعاوية بن إسحاق بن طلحة، وعتبة بن قيس، وسليمان بن عبد الله الكندي، وعثمان بن حكيم الأنصاري، وزيد بن أبي زياد مولى بني هاشم.
وفي " تاريخ ابن أبي عاصم النبيل ": مات سنة ثنتين وتسعين. وكذلك ذكره ابن قانع. وأما القراب فنقله.
وفي " التعريف بصحيح التاريخ ": أمه سندية، وكان خيرا فاضلا ليس للحسين عقب إلا منه، وعن أحمد بن صالح ولد هو والزهري في سنة واحدة، انتهى. فيه نظر؛ لما سبق من روايته عن صحابة ماتوا قبل هذا وما ذكر أنه حضر قتل أبيه ودخل على يزيد وكلمه.
وفي تاريخ ابن قانع: ولد سنة أربع، وقيل: سنة ست وثلاثين.
وفي ذكر المزي روايته عن عائشة المشعرة بالاتصال عنده، نظر؛ لما ذكره أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود سمع علي بن الحسين من عائشة؟ قال: لا.
ويؤيده ما ذكره ابن مردويه. وفي كتاب " أولاد المحدثين " روايته عن محمد [بن أبي].
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
3768 - (د س) علي بن الحسين بن مطر الدرهمي البصري.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وقال مسلمة: بصري ثقة.(9/305)
وكذا قاله أبو علي الجياني زاد: توفي سنة ثلاث وخمسين في جمادى الآخرة.
وكذا ذكره ابن قانع وابن عساكر فتردد المزي على هذا بين الآخرة والأولى غير جيد. والله تعالى أعلم [ق 138 / أ].
3769 - (بخ مق 4) علي بن الحسين بن واقد القرشي مولاهم أبو الحسن، ويقال: أبو الحسين مروزي.
خرج ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والطوسي والدارمي حديثه في صحيحهم.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات سنة إحدى عشرة ومائتين، وقال ابن حبان: كان مولده سنة ثلاثين ومائة. نظر في موضعين.
الأول: البخاري لم يقل هذا إلا نقلا.
الثاني: أنه ذكر مولده كما ذكره ابن حبان، قال في تاريخه الكبير – الذي هو بيد صغار الطلبة: - علي بن حسين بن واقد أبو الحسن المروزي مولى عبد الله بن عامر بن كريز القرشي سمع أباه، وقال بعضهم: مات سنة إحدى عشرة ومائتين، وولد سنة ثلاثين ومائة، رأيناه نحو سنة عشر.
وفي " تاريخ نيسابور " للحاكم: يقال: إنهم سكنوا نيسابور أولا، ثم مرو، أنبا أبو الفضل المزكي، ثنا الحسين بن محمد بن زياد، ثنا محمد قال: مات عبد الرازق سنة إحدى عشرة، ويقال: مات فيها علي بن الحسين بن واقد، وعن العباس بن مصعب: لم يخلف أبوه إلا هو، ولم يخلف هو إلا ابنة.(9/306)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: مشهور، وهو ممن يكتب حديثه.
وقال أبو جعفر العقيلي: كان مرجئا.
ولما ذكره ابن مردويه في كتابه " أولاد المحدثين " ذكر وفاته سنة إحدى عشرة.
3770 - (د) علي بن الحسين الرقي.
روى عن عبد الله بن جعفر، روى عنه أبو داود. كذا ذكره المزي، لم يزد شيئا تبعا لصاحب " الكمال "، وصاحب " الكمال " تبع ابن عساكر في " النبل ". ولم يعلموا أن أبا حاتم بن حبان ذكره في كتاب " الثقات "، وقال: مات في شهر رمضان المعظم سنة خمسين ومائتين.
وذكره مسلمة في كتاب " الصلة "، وأبو علي الجياني الحافظان.
وفي كتاب الداني: علي بن الحسين عرف بالرقي الوزان أبو الحسن البغدادي، أخذ القراءة عرضا عن قنبل، وأحمد بن صدقة، وإسحاق الخزاعي، وأحمد بن علي الحزاز وأبي الزعراء، وأبي شعيب السوسي، وجعفر بن محمد الوزان، وعبد الله بن أبي داود، وهرمة روى عنه القراءة عرضا أبو أحمد السامري انتهى. لا أدري أهو المترجم له أو غيره وغالب الظن أنه هو؛ لكونهما متقاربين في الطبقة، والله تعالى أعلم.
3771 - (م د ت س) علي بن حفص المدائني أبو الحسن البغدادي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وخرج هو، وأبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحيهما.(9/307)
وفي قول المزي: ذكر الخطيب في شيوخه عبيد بن عمرو المكتب، والذي في كتاب ابن أبي حاتم [ق 138 / ب] عتبة بن عمرو، وليس فيه عبيد بن عمرو نظر؛ لأن ابن أبي حاتم لم يذكر في شيوخ المدائني هذا عتبة ولا عبيدا فينظر، ولو كان ممن ينظر في تاريخ البخاري لوجد في شيوخه عتبة بن عمرو كما ذكره، ولكنه قليل النظر في تواريخه.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي بن حفص المدائني فقال: صالح الحديث يكتب، ولا يحتج به.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه عبد الله بن أحمد، وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
3772 - (خ) علي بن حفص المروزي أبو الحسن نزيل عسقلان.
كذا ذكره المزي، وهو وهم، وسنبين صوابه.
قال صاحب " الزهرة ": توفي بعسقلان وهو أحد المجاهدين، روى عنه البخاري خمسة أحاديث.
ولما ذكره ابن عدي في شيوخ البخاري نسبه مدائنيا، وكأنه وهم؛ لأن الدارقطني وغيره فرقوا بينهما، وهو رد على المزي في كونه لم يذكر المدائني في رجال البخاري، فينظر.(9/308)
وذكر ابن أبي حاتم في كتابه " الرد على البخاري " أن قوله: علي بن حفص المروزي سكن عسقلان، سمع ابن المبارك: وهم، قال أبو زرعة: إنما هو علي بن الحسن بن نشيط المروزي، وسمعت أبي يقول كما قال.
وقال في كتاب " الجرح والتعديل ": الحسن بن نشيط المروزي سكن عسقلان، روى عن ابن المبارك، روى عنه أبي وسمع منه بعسقلان سنة سبع عشرة ومائتين، وسئل عنه فقال: قد كتبنا عنه، وسعيد بن سليمان الواسطي أحب إلي منه.
3773 - (خ س) علي بن الحكم بن ظبيان الأنصاري أبو الحسن المروزي المؤذن، وقال البخاري: مولى بني سليم من ترمذ، ويقال له: الملجكاني.
قال السمعاني: نسبة إلى قرية من قرى مرو معروفة.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري حديثين.
وفي قوله: وقال البخاري: مولى بني سليم تبعا لصاحب " الكمال " نظر؛ لأن تواريخ البخاري الثلاثة لم يذكر هذا فيها فينظر في أي موضع ذكره، ولا أخاله موجودا.
وكذا قوله: وقال غيره مات سنة عشرين، وكأنه أراد بالغير صاحب " الكمال "، وذلك عادته في غالب ما يظنه تفرد به، والله أعلم.
وقال الحاكم في تاريخ بلده: من الثقات له عن المراوزة أحاديث يتفرد بها، روى عنه علي بن الحسن الذهلي، ومحمد بن عبد الوهاب.(9/309)
وفي كتاب " الجرح والتعديل عن الدارقطني ": ثقة روى عنه البخاري.
وفي كتاب الكلاباذي: أصله من ترمذ من قرية تدعى غزا.
3774 - (خ 4) علي بن الحكم أبو الحكم البناني البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال ابن سعد: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة كذا ذكره المزي تبعا لما في " الكمال "، ولو نقل من كتاب " الثقات " لوجده قد قال: روى عنه أهل البصرة، مات سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين ومائة بالبصرة.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة من أهل البصرة، وقال في التاريخ: مات سنة ثلاثين ومائة بالمدينة ذكره أيضا ابن قانع، وأعاد خليفة ذكره في الطبقة السادسة وقال: يكنى أبا الفضل.
وقال البخاري: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وقال القراب: عنه ثقة يقال: سنة إحدى ومائتين قال القراب:، ثنا محمد بن عبد الله اللالي، ثنا محمد بن إبراهيم الصرام، ثنا محمد بن المغيرة البلخي، ثنا محمد بن المنهال، سمعت يزيد بن [ق 138 / أ] زريع يقول: مات حجاج بن منهال وعلي بن الحكم البناني وأيوب وحبيب المعلم في الطاعون.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: مات سنة إحدى وثلاثين قبل أيوب.(9/310)
وقال العجلي، والبزار في كتاب " السنن " – تأليفه – وابن عبد الرحيم ويحيى بن سعيد القطان وابن نمير: بصري ثقة، زاد العجلي: لا بأس به.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: تكلم في مذهبه، وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال أبو الفتح الأزدي الموصلي: زائغ عن القصد، مائل عن القدر.
وفي كتاب " الجرح والتعديل عن الدارقطني " وسئل عنه فقال: ثقة يجمع حديثه.
وذكر ابن طاهر هنا كلاما رددناه عليه قديما، وذلك لما ذكر كلام الدارقطني في علي بن الحكم المروزي وكلامه في هذا: قال: جعلهما الدارقطني اثنين وأظنهما واحدا؛ فإن بنان ناحية من نواحي مرو، وليس من القبيلية، انتهى.
وما علم – رحمه الله تعالى – بعد ما بينهما في الطبقة والوفاة، والله أعلم.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: يروي عنه أيوب السخستاني ومعمر، ولم يذكره يحيى إلا بخير.
وذكر المزي عن النسائي أنه قال: هو ثقة، وهو يحتاج إلى تثبت ونظر، وذلك أن النسائي قال في كتابه " التمييز ": علي بن الحكم ثقة، لم يعرفه بأكثر من هذا، وفي الكنى تأليفه: قال أبو الحكم علي بن الحكم البناني، أنبا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: علي بن الحكم البناني ثقة.
ولقائل أن يقول: لعل المذكور في " التمييز ": المروزي، وإن كان البناني – وما أخاله – فيكون توثيقه إياه نقلا لا استقلالا، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره الداني قال: روى الحروف عن عبد الله بن كثير.(9/311)
3775 - (خ م س) علي بن حكيم بن ذبيان الأودي أبو الحسن الكوفي أخو عثمان.
قال النسائي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي: ثقة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين، زاد الحضرمي: وكان لا يخضب، كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن النسائي لم يذكر وفاته إلا نقلا عن البخاري قال في " الكنى " – ولم يترجمه في غيرها فيما رأيت -: أبو الحسن علي بن حكيم الأودي كوفي ثقة، أنبا عبد الله بن أحمد، عن محمد بن إسماعيل قال: مات علي بن حكيم أبو الحسن الأودي الكوفي [ق 139 / ب] فيها – يعني: سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وكذا ذكره البخاري في تواريخه لم يغادر شيئا وأخل من كتاب المطين – إن كان رآه – وكان ثقة.
وفي قوله: وزاد غيرهما: في رمضان، لم يبين من هو، وكأنه يريد ابن عساكر في كتاب " النبل " وغالبا يفعل ذلك ولا يسميه، فإن كان يختصره فلم ينقل عنه لا سيما في تراجم الشاميين المطولة، ولكنه يوهم رؤية تلك الكتب التي ذكرها أبو القاسم، حتى يخيل لمن لا علم عنده أنه من تلك الكتب ينقل، وهنا ذكره بن عساكر استبدادا لا نقلا، فكبر المزي نفسه عن النقل عنه، وقد عبنا عليه ذلك في غير موضع من هذه العجالة، فلو كان ابن عساكر سماه عن قديم لصرحه المزي كعادته، وقال: قال فلان ذاك المؤرخ القديم وما علم أن ابن عساكر إنما ذكرها نقلا – فيما أظن – عن ابن قانع، فإنه قال في تاريخه: توفي بالكوفة في سنة إحدى وثلاثين في رمضان، وهو ثقة صالح. وفي كتاب اللالكائي ومن خط الإقليشي عن البخاري: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، كذا قال: اثنتين وفيه نظر لما أسلفناه لعدم متابعته.(9/312)
وفي " الزهرة ": روى عنه مسلم حديثين.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة.
وقال الخطيب في كتابه " المتفق والمفترق ": كان ثقة توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
3776 - (د) علي بن حوشب الفزاري، ويقال: السلمي أبو سليمان الدمشقي.
ذكر المزي أن أبا زرعة الدمشقي قال لعبد الرحمن بن إبراهيم: ما تقول في علي بن حوشب؟ فقال: لا بأس به، فقلت: لم لا تقول فيه ثقة ولا تعلم إلا خيرا؟ قال: قد قلت لك: إنه ثقة. انتهى.
وقد رأيت في " تاريخ دمشق " لأبي زرعة الدمشقي بخط أبي الوليد الحافظ الفرضي مجودا: قد قلت لك كأنه ثقة. يزيد ذلك وضوحا أنا لا نعلم أحدا يحكى عنه أنه إذا قال في شخص: لا بأس به ويريد بذلك أنه ثقة، إلا يحيى بن معين، وقول شاذ يحكى عن النسائي، والله أعلم.
وقال أحمد بن صالح العجلي: شامي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " [ق 140 / أ]
3777 - (س) علي بن خالد الدؤلي المدني.
روى عن النضر بن سفيان وأبي أمامة الباهلي وأبي هريرة، روى عنه بكير بن الأشج، وسعيد بن أبي هلال والضحاك. كذا ذكره المزي.
وقد فرق البخاري بين علي بن خالد الراوي عن أبي هريرة، والنضر بن(9/313)
سفيان، روى عنه بكير والضحاك، ويقال: عن أبي النضر بن سفيان، وبين الرواي عن أبي أمامة روى عنه سعيد بن أبي أيوب.
وكذا فعله ابن حبان، ذكر الراوي عن أبي هريرة في التابعين، والراوي عن النضر في الطبقة الأخرى.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: علي بن خالد الدؤلي عن أبي هريرة والنضر بن سفيان، ويقال: روى عن أبي النضر بن سفيان، روى عنه بكير، وقال بعد ذلك: علي بن خالد روى عن أبي أمامة روى عنه سعيد بن أبي هلال.
فهذا كما ترى قد فرق بينهما هؤلاء، ولم أر من جمع بينهما غير المزي، فيحتاج من جمع بينهما إلى بيان صورة الجمع وتصويبه وألا يقال لم ير التفرقة بينهما؟ إذ لو رآه لبينه على عادة المصنفين، مع أنه يذكر في بعض الأحايين وجه ذلك.
وزعم الرازيان أن سعيد بن أبي أيوب غير جيد، والصواب سعيد بن أبي هلال.
وثم شيء آخر، وهو نسبته لأبي أمامة، والذين ذكرتهم لم ينسبه أحد منهم ولا أعلمه مذكورا عند غيرهم، فينظر.
وذكر ابن خلفون الراوي عن أبي هريرة في كتاب " الثقات ".
وخرج ابن حبان والحاكم حديثه في صحيحيهما.(9/314)
3778 - (م ت س) علي بن خشرم بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله أبو الحسن المروزي ابن عم بشر الحافي، وقيل: ابن أخته.
قال ابن عساكر: مات سنة ست وخمسين ومائتين.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": مروزي ثقة.
وفي كتاب " الزهرة ": " مروزي كوفي روى عنه مسلم تسعة أحاديث ".
وخرج ابن خزيمة، وأبو عوانة الإسفرائيني، وأبو علي الطوسي، وابن حبان حديثه في الصحيح.
وذكر المزي عن أبي رجاء بن حمدويه صاحب " تاريخ مرو " وفاته سنة سبع وخمسين، والذي في نسختي من التاريخ بخط عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الصفار، وقرأته على ابن منده، وقرأه غيره عليه، وعلى غيره: تسع مجودا زاد [ق 140 / ب] وكان بما برسام وهو تصحيح ما ذكره المزي عن الفربري من أنه سمع منه في سنة ثمان وخمسين والله أعلم، على أن القراب قال في تاريخه في سنة سبع وخمسين، أنبا عبد الله بن حمويه، أبنا عبد الله بن محمد قال: مات علي بن خشرم سنة سبع وخمسين في قريته، وفي قيام الليل من " صحيح البخاري " إثر حديث ابن عباس، وقال علي بن خشرم: قال سفيان: قال سليمان بن أبي مسلم: سمعته من طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم ينبه عليه المزي.(9/315)
3779 - (ق) علي بن داود بن يزيد القنطري التميمي أبو الحسن بن أبي سليمان البغدادي الأدمي.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": " توفي ببغداد في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين ".
وزعم أبو الفضل بن طاهر أنه منسوب إلى محلة ببغداد تعرف بقنطرة البركان.
وقال أبو محمد بن الأخضر في مشيخة البغوي: كان ثقة.
وقال البغوي في كتاب " الوفيات ": مات لثلاث بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين.
وزعم المزي أن غير ابن المنادي قال: مات سنة سبعين وهو ما ينقل كلام ابن المنادي إلا بوساطة الخطيب، ولهذا ساغ له إسقاط ذكر الخطيب، ونرى أن ابن المنادي، والغير الذي عناه هو ابن عساكر في " النبل " وهو على عادته لا يعزو له قولا إلا إذا نقله، وكتاب " النبل " لا ينقل منه شيئا إلا مبهما كما أسلفناه، والله تعالى أعلم.
3780 - (ع) علي بن داود، ويقال: بن دؤاد، أبو المتوكل الناجي الشامي من بني ناجية بن سامه بن لؤي بصري.
كذا سماه المزي مخالفا لصاحب " الكمال "؛ لأنه قال ابن دؤاد، ويقال: داود وكان الصواب مع رأيه قد سماه الفلاس وابن نمير ومحمد بن سعد: علي بن دؤاد فيما قاله الكلاباذي.
ولم يذكر أصحاب المختلف والمؤتلف إلا علي بن دؤاد، وكذا الخطيب في " التلخيص ".(9/316)
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": ابن دؤاد، ويقال: ابن داوار، ويقال: ابن داود ".
وقال ابن خلفون في باب ابن دؤاد، وقيل: داود، والأول أشهر.
وقال العجلي والبزار: ثقة.
وقال أبو أحمد الحاكم: علي بن دؤاد، ويقال: داود، ويقال: داوار سمعت محمد بن يعقوب، سمعت الدوري، سمعت يحيى يقول: علي بن دؤاد أبو المتوكل، وكذا ذكره عن عثمان بن أبي شيبة، وكذا ذكره الدولابي عن يحيى.
وقال خليفة في الطبقة الثالثة من [ق 141 / أ] أهل البصرة: أبو المتوكل الناجي، اسمه عمرو بن بكر مات بعد المائة، وفي موضع آخر اسمه علي بن دؤاد.
وقال الدارقطني: أنبا المحاملي، ثنا أبو موسى قرأته عليه، وثنا علي بن عبد الله، ثنا أبو موسى محمد بن مثنى، ثنا عرعرة بن البرند، ثنا سوار بن عبد الله عن أبي المتوكل علي بن دؤاد.
وذكر الأهوازي أنه أخذ القراءة عرضا عن أبي موسى الأشعري، وروى عنه(9/317)
نعيم بن يحيى العبدي، والفضل بن إبراهيم بن سلمة الأنصاري: مات سنة ثلاث ومائة.
وقال مسلم في الطبقة الثانية من أهل البصرة: أبو المتوكل الناجي علي ابن دؤاد.
وكذا ذكره النسائي في التمييز.
وقول المزي: ناجية بن سامة، غير جيد؛ لأن الذي عليه النسابون أن ناجية زوج سامة، واسمها ليلى ليست بابنته ولا ابنه.
3781 - (بخ م 4) علي بن رباح بن قصير بن القشيب بن يينع بن أرده بن حجر بن جزيلة بن لخم اللخمي أبو عبد الله، ويقال: أبو موسى، والد موسى، والمشهور فيه علي بالضم.
كذال قيده المهندس عن الزي بجيم مفتوحة، وزاي مكسورة بعدها ياء آخر الحروف. ورأيت بخط القضاعي في كتاب " الخطط " تأليفه: " جبل يشكر بن جديلة بن لخم وهو الجبل الذي عليه جامع ابن طولون، وعلى الدال تصحيح ". زاد الجواني حاشيته قبالته، ومن خطه مجودا، قال المرزباني: جديلة أمه وهي بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، وكذا ذكره أبو عمر الكندي.
ورأيت بخط الشاطبي – رحمه الله تعالى – مجودا عن الأمير، وقيده في " مشتبه النسبة " بتحتانية عليه وراء أخت الزاي، وقيده في موضع آخر بجيم ودال مهملة.
زاد الرشاطي وضبطه بضم الجيم وفتح الزاي أيضا.
وفي ضبطة يينع كذا بياء مثناة من تحت مفتوحة، بعدها ياء أخرى ساكنة ثم نون مكسورة، فشيء لم يسبقه إلى ضبطه أحد، والذي ضبطه ابن ماكولا وغيره يثيع بياء مثناة من تحت مضمومة بعدها ثاء مثلثة، ثم ياء ساكنة أخت الواو.
وأما سياقته لنسبه كما تراه فغير جيد؛ لأن الكلبي في كتاب " المركب " وهو(9/318)
أكبر كتبه نزل فيه القبائل على طبقاتها قال: ولد جديلة بن لخم حجرا، وولد حجر أردة، وولد أردة يثيعا، وولد يثيع الحارث، وولد الحارث، فذكر ثمانية آباء حتى انتهى إلى قصير أبي رباح [ق 141 / ب] ولهذا قال أبو سعيد بن يونس: علي بن رباح بن قصير اللخمي من أردة، ثم من بني القشيب.
وقال السمعاني: " القشيب بطن من لخم ينسب إليه علي بن رباح ".
وفي قول المزي أيضا: المشهور فيه علي بالضم نظر، لما حكاه البخاري في تاريخه في باب علي بفتح العين: علي بن رباح أبو موسى المصري، ويقال: علي، والصحيح علي، وقال: قال ذهبت مع أبي إلى معاوية نبايعه، فناولني معاوية يده فبايعته.
وفي كتاب أبي سعيد المصري: أدرك رباح النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسلم، وإنما أسلم زمن أبي بكر الصديق، وسمع على مقسم بن بجرة.
وقال ابن سعد، وابن أبي خيثمة عن يحيى: أما أهل مصر فيقولون: علي بن رباح، وأما أهل العراق فيقولون عُلي بن رباح.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وكذلك ابن خلفون زاد: يقال: ولد سنة أربع عشرة، وقيل: إنه توفي بالأندلس وقبره بسرقسطة مع قبر حنش الصنعاني.
وقال الساجي: كان ابن وهب يروي عنه ولا يصغره. وذكر أبو عمر الكندي في كتابه " أمراء مصر " أن عبد الملك بن مروان لما غضب على عبد العزيز أخيه، بسبب نزوله عن ولاية العهد، أرسل إليه عليا يترضاه، فلما قدم على عبد الملك استعطفه على أخيه، فشكاه عبد الملك، وقال: فرق الله بيني وبينه،(9/319)
فلم يزل به علي حتى رضاه، فلما أخبر عبد العزيز بدعائه قال: أو فعل؟ أنا والله مفارقه لا محالة، والله ما دعا دعوة إلا أجيبت، ثم لم يلبث عبد العزيز أن توفي، زاد ابن الحذاء: [].
وقال البخاري في " الصغير "، وقال أبو زكريا: ثنا يحيى، ثنا موسى بن علي بن رباح: قال سمعت أبي يحدث القوم وأنا فيهم يزعم أن أباه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسلم، وأسلم في زمن أبي بكر - رضي الله عنه - وروى بعضهم عن موسى، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث لم يصح.
وفي قول المزي عن ابن يونس: إن عبد العزيز أغزاه إفريقية، فلم يزل بها إلى أن توفي، نظر، من حيث أن عبد العزيز توفي سنة ست وثمانين، وعلي وفاته سنة سبع عشرة، فيكون مقامه في الغزو على هذا أكثر من ثلاثين سنة، وهو يحتاج إلى إشباع نظر، يتبين لك – إن شاء الله تعالى –، وذلك أن إرسال عبد العزيز لعلي إلى عبد الملك يترضاه كان في آخر حياة عبد العزيز سنة خمس أو ست وثمانين، ودخول علي إفريقية كان على ما ذكره أبو العرب في كتاب " الطبقات " مع موسى بن نصير، وموسى بن نصير إنما أرسله عبد العزيز بن مروان إلى المغرب في سنة ثمان وسبعين، وقد اتضح إلى بطلان ذلك القول، سواء حمله على وفاة عبد العزيز أو وفاة علي بن رباح والله تعالى أعلم.
وذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات، وقال: ولد بالمغرب.
وذكره مسلم [ق 142 / أ] في الطبقة الأولى من أهل مصر.
وفي " تاريخ المنتجيلي ": تابعي ثقة. وقال أحمد بن خالد: دخل زيد بن حباب الأندلس، وسمع من معاوية بن صالح، ودخل علي بن رباح الأندلس، وأصابه [باوريوله]، وهذا أمر معروف هناك، ولم يصح دخول أحد منهم الأندلس غير هذين، لا صاحب ولا تابع.(9/320)
وقال ابن وضاح: كان علي قصيرا، وقد دخل الأندلس هو وحنش. قال ابن وضاح: وأخبرني بعض الناس أنه نظر إلى شهادتهما في أمان أهل بنبلونة.
وفي كتاب ابن حداد قال رجاء: خرج الحجاج من عند الملك، وعلي قاعد على باب عبد الملك ويحدث في اليمانية، فقال: من هذا؟ قال: رسول عبد العزيز، فقال: فإذا قضيت أمرك فإني أكتب معك إلى صاحبك كتابا، فنظر إليه علي كالمستفسر، فقال: ما لك كأنك إزدريتني؟ إما إن عمشي خير من عورك إذا لقيت صاحبك – يعني عبد العزيز – فأعلمه أني قد ذكرته لأمير المؤمنين بخير، ومضى فقال علي: من هذا؟ قالوا: الحجاج، فأتاه فكتب معه، ونظر عبد الرحمن بن الأوقص وكان من أئمة الناس إلى علي، وكان قبيح العور، فقال: يا شيخ ما أسمج عورك؟ قال: لكن عور أبيك كان أحسن من عوري، إن أراك سائلني أين ذهبت عينك؟ قلت في غزوة ذات الصواري، وسألته أين ذهبت عينه؟ قال: في راهط.
3782 - (ع) علي بن ربيعة بن نضلة الوالبي الأسدي، ويقال: البجلي أبو المغيرة الكوفي.
روى عن أسماء الفزاري، روى عنه العلاء بن صالح.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: هو علي بن ربيعة بن لقيط بن ربيعة بن خالد بن مالك بن عامر بن خراش بن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، وفرق بينه وبين علي بن ربيعة البجلي الراوي عن أسماء الفزاري وأهل العراق فذكره في أتباع التابعين، وكأنه تبع في ذلك البخاري؛ فإنه لما ذكر الوالبي ذكر بعده البجلي في ترجمة أخرى، وقال: روى عنه العلاء بن صالح منقطع في الكوفيين.(9/321)
وذكره – أعني: الوالبي – محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقال: روى عن زيد بن أرقم، أنبا الفضل بن دكين، ثنا فطر قال: رأيت علي بن ربيعة أبيض الرأس واللحية، يمر علينا ونحن غلمان في الحناطين، فيسلم علينا، وكان ثقة معروفا.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: " وثقة ابن نمير وغيره ".
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة، ومسلم في الطبقة الأولى.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3783 - علي بن ربيعة قرشي مدني.
روى عن التابعين، وتكلم فيه أبو حاتم الرازي.
3784 - وعلي بن ربيعة البيروني.
قال ابن عساكر: يحدث عن الأوزاعي.
3785 - وعلي بن ربيعة النصري:
حدث عن أنس بن مالك. روى عنه حماد بن سلمة. ذكره الخطيب.
ذكرناهم للتمييز.(9/322)
3786 - (بخ م 4) علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان التميمي أبو الحسن البصري المكفوف مكي الأصل.
قال البزار: تكلم فيه شعبة، وروى عنه الجلة. وقال الساجي: كان من أهل الصدق ويحتمل لرواية الجلة عنه، وليس يجري مجرى من أجمع على ثبته.
وفي كتاب ابن الجارود: [ق 142 / ب] " ليس بشيء ". وفي موضع آخر: ليس بحجة.
وقال الطوسي: صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره، وصحح هو والترمذي حديثه في كتابيهما، وقال ابن عبد الرحيم التبان: ليس بالقوي.
وذكره أبو القاسم البلخي، وأبو العرب القيرواني، وأبو جعفر العقيلي وابن السكن والبرقي في جملة الضعفاء.
وقال ابن حبان: يهم ويخطئ، فكثر ذلك منه، فاستحق الترك.
وقال النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": ليس بالقوي.
وفي كتاب المنتجيلي عن سفيان بن الحسين، وقال عند ابن جدعان كتابي الحجاج، وقال له عمرو بن عبيد: رب مخبأة عندك تتحسن وكان علي يكنى: أبا عبد الله.
ولما ذكر ابن قانع وفاته في سنة إحدى وثلاثين قال: خلط في آخر عمره وترك حديثه.
وقال البلاذري: كان علي محدثا، ومات في أرض بني ضبة بالطاعون ولا عقب له، ولأخيه محمد بن زيد عقب بالبصرة.
وقال الزبير بن أبي بكر: علي مكفوف، يحدث عنه.(9/323)
وقال الكلبي، وأبو عبيد بن سلام في كتاب " الأنساب ": فقيه بصري يروي عن سعيد بن المسيب.
وقال ابن حزم في كتابه " الجمهرة ": بصري ضعيف.
وفي كتاب أبي القاسم عن المنقري قال: قلت لحماد بن سلمة: زعم وهيبا أن عليا ما يحفظ الحديث، وفي لفظ: كان وهيب يضعفه، ويقول: من يكتب عنه، فقال حماد: وهيب من أين كان يقدر على مجالسة علي، إنما كان يجالس علي وجوه الناس والأشراف، وعن علي قال: قال لي بلال بن أبي بردة أعد لي غدوة حتى أرسلك لتخطب على هند ابنة المهلب، فذكر من مأكله في ذلك اليوم شيئا كثيرا جدا.
وعن حماد بن سلمة قال: كان علي في زمن عبد الملك يحدثهم بحديث حسن، فإذا رآهم هشوا له، جاءهم بحديث مختلط، فقيل له في ذلك، فقال: هذا رمان حامض.
وقال أبو زرعة الرازي: ضعيف في كل شيء.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة " عن ابن عيينة قال: ابن جدعان لعمار الدهني ولسالم بن أبي حفيصة لا تكتماني من حدثكما فلو كان بي برص لأخبرتكم عليه، وعن عدي بن الفضل أتيت حبيب أبو محمد العجمي، فقال علي بن زيد، فسأل: قال: كان يحيي الليل كله.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: عابدا ورعا صدوقا يرفع الشيء الذي يوقف، وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الثالثة من أهل البصرة، وقال ابن القطان: تركه قوم وضعفه آخرون، ووثقه جماعة، وجملة أمره أنه رفع الكثير مما يوقفه غيره واختلط أخيرا، وأنه لم يكذب وكان من الأشراف العلية،(9/324)
وقال الجوزجاني: واهي الحديث ضعيف، وفيه ميل عن القصد لا يحتج بحديثه.
وفي " التمهيد ": قال أبو عمر: لم يبلغني أن أحدا من حملة العلم أنه فر من الطاعون إلا علي بن زيد بن جدعان فإنه فر فطعن فمات بالسيالة.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3787 - علي بن زيد بن علي أبو الحسن السلمي المؤدب.
سمع نصر بن إبراهيم وسهل بن بسر وغيرهما، وكان عفيفا مستورا.
3788 - وعلي بن زيد أبو الحسن.
حدث عن أيوب بن سويد، وعنه يعقوب بن سفيان.
3789 - وعلي بن يزيد بن محمد بن عبد الله أبو منصور الحسيني بن قتيب الموصلي [ق 143 / أ].
ذكرهم أبو القاسم ابن عساكر.
3790 - وعلي بن زيد أبو الحسن الفرائضي من أهل ثغر.
روى عن الربيع بن نافع وإسحاق الحنيني، ذكر الصريفيني أنه توفي سنة نيف وسبعين ومائتين.
وقال مسلمة: طرسوسي ثقة، أنبا عنه غير واحد، وتوفي سنة ثلاث وستين ومائتين. ذكرناهم للتمييز.
3791 - (س) علي بن أبي سارة، ويقال: علي بن محمد بن أبي سارة الشيباني، ويقال: الأزدي البصري.
ذكره ابن شاهين، وابن الجارود في جملة الضعفاء.(9/325)
وفي قول المزي: قال البخاري: في حديثه نظر؛ لأن الذي رأيت في عدة من نسخ من تاريخ البخاري، بخط جماعة من الحفاظ: فيه نظر.
ولما ذكره مسلمة في كتاب " الصلة " قال: لم يقع في التواريخ.
3792 - (ق) علي بن سالم بن ثوبان.
روى عن علي بن زيد، روى عنه: إسرائيل بن يونس، قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". هذا جميع ما ذكره المزي.
والذي في تاريخ البخاري: علي بن سالم عن علي بن زيد لا يتابع في حديثه، روى عنه إسرائيل، وروى روح، ثنا عبادة بن مسلم، سمع علي بن سالم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل؛ إن لم يكن الأول فلا أدري.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3793 - علي بن سالم البناء الزاهد.
قال المطين في تاريخه: وكان ثقة. توفي في ذي القعدة، وكان لا يخضب. ذكرناه للتمييز.
3794 - (س فق) علي بن سعيد بن جرير بن ذكوان النسائي أبو الحسن نزيل نيسابور.
قال الخليلي في كتاب " الإرشاد ": مات سنة سبع وخمسين ومائتين.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وفي النبل لأبي القاسم: مات بعد سنة ست وخمسين.(9/326)
3795 - (ت س) علي بن سعيد بن مسروق الكندي أبو الحسن الكوفي، ابن أخي محمد بن مسروق قاضي مصر، وابن عم مسروق بن المرزبان.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": توفي بالكوفة سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وفي كتاب ابن عساكر: علي بن سعيد بن مسروق بن معدان المسروقي.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وفي كتاب السمعاني: هو عم موسى بن عبد الرحمن بن سعيد بن مسروق المسروقي الراوي عن أبي أسامة وغيره.
3796 - (ق) علي بن سلمة بن عقبة القرشي أبو الحسن اللبقي النيسابوري. [ق 143 / ب].
قال الحاكم في تاريخ بلده: روى عنه البخاري ومسلم بن الحجاج، وداره في سكة عمار بناحية قر، سمعت أبا جعفر بن هانئ سمعت داود بن الحسين أبا سليمان، قال سمعت علي بن سليمان اللبقي يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أقبل، وعن يمينه موسى وعن يساره عيسى صلى الله عليهم وسلم، فقلت: يا رسول الله ما تقول في القرآن؟ فقال: أنا أشهد أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وموسى بن عمران يشهد، وهذا أخي عيسى يشهد أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وهذا في أيام المحنة. قال الحاكم: عاش علي حتى شاخ وهرم، وتفرد عن جماعة بنيسابور.
وسأل أبا الحسن علي بن المديني عن قول داود الطائي من قلة المروءة النظر في مرآه الحجام. وقال: حضرت سفيان بن عيينة وهو مغضب، فقال له ابن المديني: ما بالك؟ قال: قالت لي جارتي: من أنت؟ أنا خير منك. قال: وسمعت ابن عيينة يقول: رحم الله أبا حنيفة كان من المصلين. وسمع منه محمد بن صالح بن جميل.(9/327)
وفي " سؤالات مسعود ": ثقة.
وزعم صاحب " الزهرة " أن البخاري روى عنه حديثين أحدهما عن شبابة عن شعبة، والآخر عن وهب عن شعبة.
وذكره الحبال في شيوخ البخاري المخرج لهم في الصحيح، وتبعه جماعة منهم الصريفيني.
ونسبه أبو إسحاق في كتاب البخاري فقال: علي بن سلمة يعني في الحديثين اللذين رواهما البخاري عن علي ولم ينسبه، وقاله أيضا أبو الفضل بن طاهر المقدسي والكلاباذي. انتهى، في تفسير سورة المائدة من صحيح البخاري:، ثنا علي، ثنا مالك بن سعير، قال أبو مسعود هو اللبقي، وتبعه الكلاباذي، وأبو ذر، وقال ابن طاهر: يقال أنه اللبقي، وتبعه ابن عساكر.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
3797 - (د سي) علي بن سهل بن قادم، ويقال: ابن موسى الحرشي أبو الحسن الرملي نسائي الأصل، أخو موسى.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " فقال: " علي بن سهل بن المغيرة الرملي "، وخرج حديثه في صحيحه عن محمد بن إسحاق الثقفي عنه، وابن خزيمة عنه.
وفي كتاب " الصلة " لمسلمة: " علي بن سهل بن المغيرة النسوي، كان وراق عفان بن مسلم من خراسان، نزل الرملة فمات بها سنة إحدى وستين ومائتين، وكان ثقة صدوقا، وقيل: إنه مات سنة إحدى وسبعين ومائتين ".(9/328)
ونسبه الصريفيني في كتابه: بزازا.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه، وقال في " فضائل الشافعي " أبو الحسن علي بن سهل بن المغيرة الرملي محدث أهل الرملة وحافظهم له أحاديث عن مؤمل بن إسماعيل وغيره ينفرد بها عنهم [ق 144 / أ]. والدارقطني عن إسماعيل الصفار عنه، وقال: إسناد حسن.
وفرق المزي بين ابن قادم، وعلي بن سهل بن المغيرة البزاز البغدادي؛ ولا أدري لم ذاك، قال: لأن في شيوخه – أعني ابن المغيرة – الوليد بن مسلم، ولم يدركه؛ ولا أدري من الذي نص على عدم إدراكه له، وهبه منصوصا يكون قد أرسل عنه كعادة غيره، ثم إنه قال: الوليد إنما هو من أشياخ الرملي، فيا ليت شعري أيش التفاوت بين نسبيهما؟ كلاهما على رأيه قيل: إنه توفي سنة إحدى وستين ومائتين، فترجيح أحد الجانبين بغير مرجح لا يجوز سماعه، والله تعالى أعلم.
وزعم أن البغوي روى عنه – أعني ابن المغيرة – وهذا يحتاج إلى تفسير، فإن البغوي لما روى عنه لم ينسبه، وقال ابن الأخضر الحافظ في مشيخته: لم ينسب ابن سهل، فينظر، والله تعالى أعلم، وقال أيضا في كتاب الوفيات ولم يزد: توفي هو وعلوية في يوم واحد سنة إحدى وسبعين.
وفي قول المزي: قال البغوي وابن المنادي مات سنة إحدى وسبعين، وكذا قال ابن مخلد زاد: في صفر، وكأنه لم ير كتاب ابن المنادي فإنه لو رآه لوجده فيه: مات هو وعلوية في يوم واحد، وذلك يوم الأحد عشرة خلت من صفر.
ولهم شيخ آخر اسمه:(9/329)
3798 - علي بن سهل بن محمد بن حيان بن سهل بن غليظ بن الصباح بن أبي ذر بن أبي الضياء أبو الحسن التميمي الكوفي.
قال الخطيب: نسبه لنا أبو الحسن العتيقي، وسألته عنه؟ فقال: ثقة فاضل، وأثنى عليه خيرا، وقال: قدم بغداد، وحدثنا عن عبد الله بن زيدان البجلي وعبيد الله بن ثابت الجريري.
3799 - وعلي بن سهل بن بكر الصيداني، وقيل: الصيدلاني.
حدث ببيروت عن محمد بن أبي السري الرملي.
قال ابن عساكر: روى عنه أبو جعفر محمد بن صالح.
3800 - وعلي بن سهل أبو الحسن الدينوري الزاهد.
كان يميل إلى الصوفية؛ إلا أنه كان فقيها في الشريعة صليبا في الحق، لم تأخذه في الله تعالى لومة لائم. مات بمصر يوم الثلاثاء لثماني عشرة ليلة خلة من رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة – ذكره مسلمة في كتاب " الصلة ".
ذكرناهم للتمييز بينهم.
3801 - (خ) علي بن سويد بن منجوف أبو الفضل السدوسي البصري جد أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفي:
كذا ذكره المزي، والصواب الذي ذكره البخاري: أحمد بن علي بن عبد الله بن علي بن سويد.
وقال أحمد بن صالح العجلي: " بصري ثقة ".
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وكذلك ابن شاهين.(9/330)
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن أبي [ق 144 / ب] الحسن الدارقطني، وسئل عنه فقال: هو ثقة.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة السادسة من أهل البصرة.
وزعم البخاري أنه من سدوس بن شيبان بن ذهل بن ربيعة، كذا هو فيما رأيت من نسخ كتابه. والذي في كتب النسابين قاطبة: سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، اللهم إلا لو قال: من ربيعة لكان صوابا؛ لأن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى، هو ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
3802 - (س) علي بن شعيب بن عدي بن همام السمسار البزاز البغدادي أبو الحسن طوسي الأصل.
قال البغوي: مات سنة إحدى وستين ومائتين. قال المزي: هو وهم. انتهى، هذا كلام الخطيب غار عليه وادعاه، وكم له من هذا. وإن يسر الله تعالى أفردت لذلك كتابا كما وعدت به من قبل. ولو قال قائل: البغوي رجل حافظ عالم لا سيما لوفيات أشياخه فتوهيمه يحتاج إلى بيان وجهه لكان مصيبا، ولم يبين الخطيب شيئا سوى أن السراج وابن قانع خالفاه، فالله تعالى أعلم.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": كان ثقة كثير الحديث.
3803 - (د سي) علي بن شماخ السلمي.
عن أبي هريرة في الصلاة على الجنازة وعنه أبو الجلاس: ذكره ابن حبان في الثقات. هذا جميع ما ذكره المزي.(9/331)
وفي تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري: علي بن شماخ السليمي، وفي نسخة: السلمي، وكان سعيد بن العاص بعثه إلى المدينة، سمع أبا هريرة، وسأله مروان، قاله عبد الوارث وعباد بن صالح وهو الصحيح.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": روى عنه عقبة أبو الجلاس، وعثمان بن شماس.
3804 - (بخ د ق) علي بن شيبان الحنفي السحيمي اليمامي والد عبد الرحمن.
قال المزي: قال أبو القاسم الطبراني: عن موسى بن زكريا التستري عن شباب العصفري، فذكر نسبه وفيه: [ق 145 / أ] من القصور ما ترى، أيش الحاجة إلى هذه الحولات؟ وليس خليفة بأبي عذرة، هذا النسب حتى يحتاج أن يؤخذ عن هذين عنه، وأيضا فكتاب خليفة موجود لا حاجة إلى أن يذكر أحد كلامه بوسائط، على أن سجية المزي إسقاط الوسائط والترقي إلى صاحب ذاك القول، وما أدري هنا لم خالف عادته؟ ثم إن خليفة لم ينسبه إنما قال في كتاب " الطبقات ": نسبه لي مسلم بن صحار وغيره، قال موسى التسترى راويها خليفة بقوله: أكده بهذا لئلا يظن غيره.
وكما نسبه مسلم، ذكره جماعة من النسابين: الكلبي وأبو عبيد بن سلام والبلاذري وابن سعد وغيرهم.
وقال ابن عبد البر: يكنى أبا الحسن سكن اليمامة كذا هو مجودا في نسختي من " الاستيعاب ".(9/332)
وقال البغوي: ابن بنت منيع كان يكنى أبا يحيى.
وفي كتاب العسكري، وذكر طلق بن علي وابنه وعليا، قال: وهؤلاء سادات بني حنيفة وهم عمومة هوذة بن علي الحنفي صاحب التاج الذي مدحه الأعشى، وقد ذكر علي بن شيبان وأباه في قوله يخاطب هوذة:
وجدت عليا ماجدا فورثته ... وطلقا وشيبان الجواد ومالكا
وذكر له حديث: " من بات فوق بيت ليس عليه إجار " الحديث.
ولما ذكره البخاري: قال في هذا الحديث نظر، وهو رد على ما قاله البرقي: عنه حديثان في الصلاة.
وفي صحيح ابن حبان: هو أحد الوفد الستة.
3805 - (م 4) علي بن صالح بن صالح بن حي الهمداني أبو محمد، ويقال: أبو الحسن الكوفي، أخو الحسن، وهما توأمان:
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": كان مولده والحسن أخيه سنة مائة، كأنهما كانا توأمين، وكان سفيان بن سعيد أسن منهما بخمس سنين.
وقال ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل الكوفة: علي بن صالح، واسم صالح: حي بن صالح بن مسلم بن حيان بن شفي بن هني بن رافع بن قملي بن عمرو بن ماتع بن صهلان بن زيد بن ثور بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف [ق 145 / ب] همدان، قال ابن سعد: وكان صاحب قرآن، وتوفي سنة أربع وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر. وقال هشام بن محمد: أم علي وحسن أم الأيسر، ابنة المقدام بن مسلم بن حيان بن شفي بن هني بن رافع بن قملي، وكان ثقة – إن شاء الله تعالى – قليل الحديث، وكان علي تقدم أخاه حسنا بساعة. قال أبو نعيم: ولم أسمع حسنا(9/333)
يسميه باسمه قط، كان يقول: قال أبو محمد. انتهى. في سياقة هذا النسب بيان أن ما وقع في " تاريخ البخاري الكبير " هو من ثور همدان البكالي غير جيد، والصواب البكيلي؛ لأن بكالا من كهلان وبكيلا من حمير كما تقدم.
ولما ذكره خليفة في الطبقة السابعة قال: مات سنة أربع وخمسين ومائة.
وكذا ذكره أبو بكر بن أبي شيبة في التاريخ ويعقوب بن سفيان في تاريخه، والقراب، وابن أبي عاصم النبيل، وابن قانع في آخرين.
وقال الهيثم بن عدي وذكره في الطبقة الرابعة: توفي هو وأخوه في خلافة المهدي.
وقال أبو بشر هارون بن رئاب التميمي في تاريخه: حدثنا كثير بن دنيس الملائي قال: مات علي بن صالح سنة اثنتين وخمسين.
وقال العجلي: كوفي ثقة.
وقال الدارمي: قلت ليحيى: علي بن صالح أحب إليك أو الحسن بن صالح؟
فقال: كلاهما مأمون ثقة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للساجي: سمعت ابن المثنى يقول: ما سمعت ابن مهدي حدثنا عن علي بن صالح بشيء قط ولا يحيى، قال أبو يحيى الساجي: وقال ابن معين: حسن بن صالح وعلي أخوه ضعيفان.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: توفي سنة أربع وخمسين.(9/334)
وكذا ذكره ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين ".
وفي كتاب الداني: أخذ القراءة عرضا عن عاصم بن أبي النجود وحمزة الزيات، ولما جاء إلى عاصم قال: أقرأ عليك؟ قال: اقرأ، فلما افتتح القراءة رفع عاصم رأسه وفتح عينيه، وقال: على من قرأت، حسبك حتى سمع قرأته.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات.
وفي " الألقاب " للشيرازي: حي جد علي، والحسن، ابنا صالح، وحيان وحي لقب.
وفي كتاب " المتفق " للخطيب: توفي سنة سبع وخمسين.
3806 - (ت) علي بن صالح المكي أبو الحسن العابد.
روى عن ابن جريج، وعنه المعتمر.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه مجهول.
وفي كتاب ابن الجوزي: وقد ضعفوه [ق 146 / ب]. ونسبه الصريفيني زنجيا.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه، ولما روى الدارقطني حديثه في سننه سكت.
وزعم المزي أنه روى عن أبي حزرة وعبيد الله بن عمر والأوزاعي ويونس، وعنه النعمان بن عبد السلام الأصبهاني، وقد فرق الخطيب بين المكي الراوي عن ابن جرحة وابن جريج، روى عنه الثوري والمعتمر، وبين الراوي عن أبي حزرة والعمري والأوزاعي ويونس، سمع منه النعمان بن عبد السلام(9/335)
الأصبهاني، فينظر كيف وجه الجمع بينهما؟ ومن سلفه في ذلك؟ ومن صوبه؟.
وممن يسمى علي بن صالح: -
3807 - علي بن صالح الأنماطي.
حدث عن سعيد بن زكريا المدائني، ويوسف بن عدي، وعلي بن عاصم الواسطي.
قال الخطيب: روى عنه إبراهيم بن راشد الأدمي، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي وعبد الله بن صالح البخاري.
3808 - وعلي بن صالح بن إسماعيل السبيعي الكوفي.
روى عن جبارة بن مغلس.
3809 - وعلي بن صالح بن وسيم الجوسقي الرازي.
روى عنه أبو حاتم الرازي وسئل عنه فقال: صدوق.
3810 - وعلي بن صالح.
روى عن عبد الله بن محمد بن عقيل، روى عنه وكيع بن الجراح في كتاب أبي عبد الله النيسابوري " المستدرك ".
3811 - وعلي بن صالح.
روى عن أياد بن لقيط، وأشعث بن سليم، روى عنه وكيع في " مسند أحمد بن حنبل "، فلا أدري أهو الذي قبله أو غيره.
3812 - وعلي بن صالح.
ولي غزو البحر في زمن أبي جعفر المنصور، كذا قاله الوليد. قال ابن(9/336)
عساكر: وإنما هو صالح بن علي. ذكرناهم للتمييز.
3813 - (ع) علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم أبو الحسن ابن عم سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -.
ويكنى أبا تراب، وهو لقب لقبه به النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه غاضب فاطمة فنام في المسجد فتترب، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " قم أبا تراب ".
وعند ابن إسحاق: كان علي إذا عتب على فاطمة أخذ ترابا ووضعه على رأسه، فإذا رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما لك أبا تراب؟ فيقول: إن فاطمة غاضبته، وذكر أيضا ابن إسحاق أنه في غزوة العشيرة، وأنهما تغاضبا فجاءهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ترب علي فقال: قم أبا تراب " وكناه أيضا أبا القصم وابن هشام بالفاء أبو الفرات وقال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكره البخاري ترجمه أحمد بن عبد الله بن يزيد قاتل الفجرة.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه: روى عنه: أبو أسماء مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأبو حفصة مولى علي بن أبي طالب وأبو إسماعيل بن أبي خالد، وحجار بن أبجر، والحارث الحضرمي، وهو أبو عبد الملك بن الحارث، وأبو الكنود عبد الرحمن بن عبد الله، والوليد بن عتبة أبو [ق 146 / ب] إدريس الأزدي، وأذينة أبو عبد الرحمن بن أذينة، وأبو الجعد أبو سالم بن أبي الجعد، وحزمه بن خبيب، وعمرو بن نعمة، وقبيصة أبو حصين ابن قبيصة، وعرفجة، وكليب الأودي وهو غير الجرمي، وعاصم بن سريب، وعبد الرحمن بن أبان، وكريب بن أبي كريب، وهزيل بن شراحيل، ومجمع أخو أبي رهيما الغفاري، وحبيب بن جمان – روى عنه سماك بن حرب، وشيبة بن ربعي، وعمر بن سلمة بن الحارث، والسائب بن مالك، وإياس بن عدي الطائي، والحارث بن أبي الحارث، ورجل من بني رؤاس كوفي، ويثيع العبدي، وأبو نضرة يسمى كثير ابن مر، وخال سلمة بن كهيل، وأبو الزعراء، ومعاوية بن حباب، وثابت أبو عدي بن ثابت، ويزيد بن عبد الرحمن الوادعي، وعبد الرحمن بن زيد القابسي، وزياد بن عبيد(9/337)
الأنصاري، وحرملة مولى أم سلمة، وأبو كبير عوف الأنصاري، والأغر بن سليك الغطفاني، وحجر بن عابس، وعبد الله بن أبي مجالد، وشراحيل بن سعد، وعبيد بن سفيان أبو عبيد بن عبد الله بن نهيك، وزيد بن ثور، والنعمان بن فائد، وربيعة بن الأبيض أبو كهيل، وأبو مرثد الهجري مالك بن []، وأبو مسلم عبد الله بن أبي ليلى روى عنه شعبة، وعوف بن مالك روى عنه كليب الجرمي، وعنترة أبو هارون، وأبو خالد الوالبي بن أبي يعيش وعمرو بن مروان وميسرة، وجميلة، وأبو حكيمة العبدي، وأبو الحسناء عثمان بن أبي صفية وإبراهيم بن عبد الأعلى وخالد بن عرعرة. وحريث بن سليم أبو [] وأبو عمرو الأعرج وخيثم بن عقال وزهير بن الأرقم ومكين بن الأغر المصري وربيع أبو كثيرة المصري وحريث بن مخش.
بصري [] وعنه ابنه غير [ق 147 / أ] أم الحكم، وأم محمد بن قيس وجدة عبد الرحمن بن عجلان وحمانة سريته، وأم عبد الله ابنة عبد الله، ومن ولده زيادة على ما ذكره المزي فيما ذكر محمد بن سعد: محمد الأوسط ورملة الكبرى وابنة لم تسم لنا هلكت وهي جارية وأمها محياة بنت امرئ القيس الكلبية، وكانت تخرج إلى المسجد وهي صغيرة فيقال لها: من أخوالك؟ فتقول: وه وه – تعني كلبا.
وزعم المزي أن عبيد الله قتل بكربلاء وابن سعد والزبير قالا: إن المختار قتله في حربه مع مصعب بن الزبير.
وزعم المزي أن اسم أبي طالب عبد مناف انتهى. قال الحاكم في " المستدرك ": قد تواترت الأخبار أن اسم أبي طالب كنيته، قال: ووجد بخط علي الذي لا يشك فيه وكتب علي بن [أبو] طالب.(9/338)
وبنحوه ذكره عمرو بن بحر الجاحظ في " الهاشميات " وذكر زفر بن معاوية أن عليا - رضي الله عنه - كان يكنى أبا قصم.
وكذا ذكره ابن إسحاق. قال ابن هشام: ويقال: أبو القسم.
وفي المستدرك لما ولد سمته أمه حيدرة، فأبى أبوه وسماه عليا.
وفي بعض المجاميع: سمته أسدا باسم أبيها، فلذلك قال علي يوم خيبر: أنا الذي سمتني أمي حيدرة ولم يقل سماني أبي.
وفي " المستدرك ": أسلم وعمره أربع عشرة سنة، والمزي ذكره من رواية الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف، وعن أبي نعيم الدكيني تسع سنين، وعن محمد بن عثمان ابن أبي شيبة سبع سنين. وفي كتاب ابن أبي حاتم: ثماني سنين وقال أحمد أيضا: وصحح الحاكم أخذه الراية يوم بدر وله عشرون سنة، وقال أيضا لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن عليا أولهم إسلاما.
وفي كتاب الترمذي: ثنا إسماعيل بن موسى، ثنا علي بن عابس عن مسلم الملائي عن أنس بن مالك بعث - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء.
وذكر القضاعي في كتاب " ما صح من شعر علي " أنه قال بمحضرة الصحابة ولم ينكره أحد منهم: سبقتكم إلى الإسلام طرا صغيرا ما بلغت أوان حلمي.
وفي كتاب " التنبيه والإسرار " للمسعودي قيل: كان سنه إذ أسلم خمس عشرة، وقيل ثلاث عشرة، وقيل: إحدى عشرة وقيل: تسع وقيل: ست، وقيل: خمس، وأنكر هذا ورده.
وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين – فيما أنشده المرزباني – وأما أبو عمر فأنشدهما للفضل بن عباس بن عتبة:
ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا ... عن هاشم ثم منها عن أبي حسن(9/339)
أليس أول من صلى لقبلتهم ... وأعلم الناس بالفرقان والسنن [ق 147 / ب]
وقال المقداد بن الأسود الكندي من أبيات يمدح عليا – فيما ذكره الكلبي في كتاب " الشورى " تأليفه: -
كبر لله وصلى وما صلى ... ذووا العيب وما كبروا
وقال السيد الحميري من أبيات يذكره:
من كان أولها سلما وأكثرها ... علما وأطهرها أهلا وأولادا
وقال بكر بن حماد التاهرتي:
قل لابن ملجم والأقدار غالبة ... هدمت ويلك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدم ... وأول الناس إسلاما وإيمانا
وقال عبد الله بن المعتز وكان يتهم بالنصب من أبيات ذكرها الفرغاني:
في الذيل يذكر عليا وسابقته والفضل ما شهدت به الأعداء
وأول من ظل في موقف ... يصلي مع الطاهر الطيب
وذكر أبو عمر أن هذا القول محكي عن سلمان الفارسي، وخباب، وجابر، وأبي سعيد، زاد ابن عساكر: أنس بن مالك، وعفيفا الكندي، وابن عباس، وأبا أيوب، ويعلى بن مرة، وليلى الغفارية، ومحمد بن كعب القرظي، وعند العسكري أبي أحمد: وعائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -، وفي " معجم البغوي " وقاله علي عن نفسه.
وقال أبو بكر محمد بن الحسن الشافعي في إملائه على حديث الغار:
من روى سبق علي لم يخبر عن مشاهدة ولا حضور وابن عباس قد روى عنه أن أبا بكر - رضي الله عنه - أول الناس إسلاما مستشهدا بقول حسان:
(وأول الناس منهم صدق الرسلا)(9/340)
وهو قول إبراهيم النخعي وغيره. انتهى لقائل أن يقول: قد تقدم ذكر من أخبر عن إسلام علي عن مشاهدة وهو خزيمة وغيره.
وذكر عمر بن شبة في كتابه " أخبار محمد بن سلام الجمحي "، وغيره أن خالد بن سعيد بن العاصي أسلم قبل علي بن أبي طالب. قال: ولكني كنت أفرق أبا أحيحة وكان علي لا يخاف أبا طالب. وقيل: عن الزهري، ورده وسليمان بن يسار في آخرين أن زيدا أسلم قبله.
وفي كتاب " التنبيه والإشراف " لابن أبي الحسن علي بن الحسين المسعودي وقال قوم: أولهم إسلاما: خباب بن الأرت، من سعد بن زيد مناة، وقال آخرون بلال بن حمامة وقد كشف قناع هذه [ق 148 / أ] المسألة فقال: اتفق العلماء على أن أول من أسلم خديجة – رضي الله عنها – وأن اختلافهم إنما هو في من أسلم بعدها، فمن الرجال أبو بكر ومن الصبيان علي ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن العبيد بلال – رضي الله عنهم أجمعين – وكأنه لمح لما قال الواقدي وأصحابنا مجمعون: إن أول أهل القبلة إسلاما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة، ثم اختلف في ثلاثة في أيهم أسلم أولا؟ أبي بكر، وعلي، وزيد وما نجد إسلام علي صحيحا إلا وهو ابن إحدى عشرة سنة.
وآخا النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سهل بن حنيف.
وقال الخطيب في " المتفق والمفترق " هو أول من صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - من بني هاشم، انتهى. هذا كلام لا غبار عليه ولا ريب، وتأول بعضهم الأشعار المذكورة على أن قائلها أراد الصحابة الذين هو بين ظهرانيهم إذ كان أبو بكر - رضي الله عنه - قد قبض، والباقون منهم لا ينازع عليا في هذه المنقبة، والله تعالى أعلم.
وذكر المزي عن: بريدة، وأبي هريرة، وجابر، والبراء، وزيد بن أرقم حديث الموالاة وكأنه لم ير ما ألفه أبو العباس، فإنه ذكر فيه كتابا ضخما ذكر فيه نيفا وسبعين صحابيا، وذكر المزي الصحابة الذين رووا حديث " لأعطين الراية يوم خيبر " وممن لم يذكره الزبير بن العوام وعلي نفسه والحسن ابنه وعبد الله(9/341)
بن عمرو بن العاصي، وأبو ليلى الأنصاري، وعامر بن أبي وقاص، وجابر بن عبد الله. قال الحاكم: رواه جماعة كبيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب العسكري: ولد بمكة في الشعب، قبل الوحي باثني عشرة سنة وعبد الرحمن بن ملجم نخعي حليف لمراد، ضربه لسبع عشرة خلت من رمضان، ومات - رضي الله عنه - ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت منه.
وفي الطبقات عن الشعبي قال: ما رأيت رجلا قط أعرض لحيته من علي قد ملأت ما بين منكبيه، بيضاء أصلع، على رأسه زغيبات، وعن أبي رجاء: كثير الشعر كأنما اجتاب إهاب شاة، وعن قدامه بن عتاب كان ضخم البطن، ضخم مشاشة المنكب، ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقها، ضخم عضلة الساق، دقيق مستدقها. وعن سعد الضبي: كان فوق الربعة، ضخم المنكبين، طويل اللحية وإن شئت قلت: إذا نظرت إليه آدم، وإن تبينته من قريب قلت: إن يكن أسمر أقرب من أن يكون آدم.
وابن ملجم حليف بني جبلة من كندة.
قال محمد بن عمر: والثابت عندنا أنه مات وله ثلاث وستون سنة.
وعند أبي عمر من حديث أبي ليلى الأنصاري يرفعه:
علي فاروق هذه الأمة " يفرق بين الحق والباطل " [يعسوب المؤمنين]، وفي سنده ضعف.
وفي كتاب البرقي: قيل أن عليا كان أحمر ضخم المنكبين، وضرب [ق 148 / ب] ليلة سبع عشرة مضت من رمضان، وقيل: لتسع عشرة، ومات ليلة الأحد لتسع بقين، وحفظ لنا عنه نحو مائتي حديث.
وفي الطبقات لخليفة: ضرب لست بقين من رمضان.(9/342)
وفي " مسند بقي بن مخلد " فيما ذكره أبو محمد بن حزم: له خمس مائة حديث وسبعة وثمانون حديثا.
وفي كتاب " الطبقات " لإبراهيم بن المنذر الحزامي عن الحارث قال: كان علي قصيرا دقيق الذراعين. وعن الشعبي آدم شديد الأدمة، عظيم البطن ليس على رأسه شعر إلا كهيئة الخط حول القلعة من مؤخره. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن بعض أهله: أنه كان ضخم الهامة عريض ما بين المنكبين إذا مشى لا يسرع، وهو في ذلك يقطع أصحابه، أصلع له إكليل من شعر، أبيض الرأس واللحية أشعر الجسد، عظيم البطن بسام، أخشن من الحجر في الله تعالى قال الحزامي: قتل وهو ابن ثلاث وستين، وهو أثبت عندنا.
وقال أبو نعيم الحافظ في كتاب " الصحابة ": ذكر بعض المتأخرين أنه قتل بالكوفة سنة أربع وثلاثين، وهو وهم شنيع، لا يشتبه على العوام والجهال، أنه قتل سنة أربعين، وإنما استكمل بخلافته حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الخلافة بعده ثلاثون سنة، وهم المتأخر فجعل سنة ولايته للخلافة سنة وفاته، انتهى كلامه. وفيه نظر من حيث أن ولايته لم يقل أحد أنها سنة أربع، والله أعلم، وأما قوله استكمل قول النبي: " الخلافة بعدي ثلاثون سنة " فغير جيد؛ لأن استكمالها إنما هو بولاية ابنه الحسن على ذلك أصحاب التواريخ قاطبة.
وذكر أبو هلال العسكري في كتاب " الأوائل ": لما شكى المشركون النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر - رضي الله عنه - لما قدم من سفره، فقال: على مخالفة دينكم أحد، قالوا: ابن أبي طالب. قال أبو هلال: وهذا يدل على أن عليا إذ ذاك كان بالغا، ولو كان صبيا صغيرا لما اعتد به المشركون تابعا.
وفي " أخبار الكوفة " للتاريخي من حديث مجالد عن الشعبي: أمر الحجاج ببناء القبة التي بين يدي المسجد بالكوفة، فلما حفر الأساس هجموا على جسد طري فيه ضربة على رأسه فقال الحجاج: من يخبرني بهذا فجاء عدة من المشيخة، فلما نظروا إليه قالوا: هو علي بن أبي طالب، فقال: لعنه الله أبو تراب(9/343)
والله لأخلينه فرده عن ذاك ابن أم الحكم، فأمر الحجاج بحفائر فحفرت من النهار، ثم أمر بجسد علي فطرح ليلا في واحدة منها بحيث لا يعلمون، وعن الواقدي دفن عند مسجد الجماعة في قميص الإمارة، وعن منجل بن غضبان قال: دخلني خالد بن عبد الله بدار يزيد فحدث قومه [] كبير البطن أبيض الرأس واللحية.
وذكر السلابي في " تاريخ خراسان " أن عليا دفن بالسدة، ويقال: بالكناسة، ولما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لعلي عشر وقيل تسع وقيل سبع فرباه على دينه، وكان أبوه ضمه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يمونه ويصونه؛ فلذلك قال قوم: هو أول من أسلم، وقيل أول من آمن: زيد ثم. [ق 149 / أ] أو بكر، وقال ثبيت خادم علي: لما أصيب علي سال الدم على الحصى، قال: فحملنا الدم والحصى، فدفناه مع علي، وفي كتاب " النساء المهبرات ": كان له تسع عشرة وليدة، ومنهن من معها ولدها ومنهن من هي حبلى، ومنهن من قد مات ولدها،
وفي " شرح الكامل " لابن السيد ثبت في الحديث أن عليا قال: وافقني ربي في ثلاث قلت: من لانت كلمته وجبت محبته، وقال جل وعز: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} وقلت: المرء مخبوء تحت لسانه. وقال جل وعز: {ولتعرفنهم في لحن القول} وقلت: القتل ليبقى القتيل. وقال جل وعز: {ولكم في القصاص حياة}.
وذكر الراغب في " المفردات " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: " يا علي، أنا وأنت أبوا المؤمنين " ولقبه النبي بأنه مدينة العلم.
وذكر أبو الشيماء محمود بن محمد القزويني في كتابه " خاصيات العشرة " أنه ذو الأذن الواعية، وسماه النبي ذر الأرض قال: وقد رويت هذه اللفظة مهموزة، وملينة من همز أراد الصوت، والصوت كمال الإنسان كأنه قال: أنت جمال الأرض والملين المتفرد والوحيد كأنه قال: أنت وحيد الأرض تقول: زررت السكنى إذا رسخته في الأرض بالوتد فكأنه قال: أنت وتد الأرض.(9/344)
وفي القرنيين قال بعض الصحابة: كان علي ديان هذه الأمة وكناه النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا الريحانتين.
وكناه الداودي في " شرح البخاري " أبا الحسين وأبا الحسن.
وأنشد له أبو بكر بن يحيى الصولي في كتابه " أشعار الخلفاء " شعرا كثيرا منها قوله يوم الخندق لما قتل عمرو بن عبد ود:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه ... ونصرت رب محمد بصواب
فصددت حين تركته متجدلا ... كالجذع بين ذكادك وروابي
وعففت عن أثوابه ولو أنني ... كنت المقطر يزني أثوابي
لا تحسبن الله خاذل دينه ... ونبيه يا معشر الأحزاب
وزعم المدائني أن أول شعر قاله:
يا شاهد الله علي فاشهد ... آمنت بالخالق رب أحمد
يا رب من صلى فإني مهتدي ... برب فاجعل في الجنان مقعدي
وغير المدائني يزعم أن هذا الشعر قاله، لما قالت له الخوارج: تب من التحكيم وقال أيضا:
أقمع النفس بالكفاف وإلا ... طلبت منك فوق ما يكفيها
إنما أنت طول دهرك في ... الساعة التي أنت فيها
سالما قد مضى ولا للذي ... يأتيك من لذة لمستخليها [ق 149 / ب]
وقال - رضي الله عنه - أيضا يرثي سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:(9/345)
أمن بعد تكفين النبي ودفنه ... بأثوابه آسى على هالك ثوا
رزينا رسول الله فينا فلن ... نرى لذلك عدلا ما حيينا من الورى
وكان لنا كالحصن دون أهله لهم ... معقل فيه حريز من العدى
وكنا بردناه نرى النور والهدى ... صباح مساء راح فينا أو اغتدى
فقد غشينا ظلمة بعد موته ... نهارا فقد زادت على ظله الدجا
فيا خير من ضم الجوائح والحشى ... ويا خير ميت ضمه القبر والثرى
كأن أمور الناس بعدك ضمنت ... سفينة نوح البحر والبحر قد طغا
فضاق فضاء الأرض عنهم برحبه ... لفقد رسول الله أو قيل قد قضى
فقد نزلت بالمسلمين مصيبة ... كصدع الصفا لا يشعب الصدع من أسى
فلن تستقبل الناس تلك مصيبة ... ولن يجير العظم الذي فيهم وها
وفي كل يوم للصلاة يتجه ... بلال ويدعو باسمه كلما دعا
ويطلب أقوام مواريث هالك ... ولله ميراث النبوة والهدى
وقال أيضا:
محمد النبي أخي وصهري ... وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحى ... يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي ... مسوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ابناي منها ... فما منكم له سهم كسهمي
وفي تاريخ ابن أبي عاصم: توفي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سنة تسع وثلاثين.
وفي " الكامل " لأبي العباس المبرد: وقيل: يقولون فيه: الوصي ذلك. قال الكميت: [. . .].
وقال أحمد بن حنبل: لم يرو لأحد من الصحابة من الفضائل ما روي عنه فلنقتصر على هذا والحمد لله تعالى. وفي الرواة خمسة آخرين يسمون علي بن(9/346)
أبي طالب ذكرهم الخطيب في " المتفق والمفترق ". [ق 150 / أ].
3814 - (م د س ق) علي بن أبي طلحة سالم بن المخارق الهاشمي مولاهم أبو الحسن، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو طلحة الجزري. انتقل إلى حمص.
قال البخاري: وقال عبد السلام عن عبد الله بن سالم أن علي بن أبي طلحة قال للعلاء بن عتبة: يا أبا محمد، ويقال: اسم أبي طلحة سالم، قدم على أبي العباس أمير المؤمنين.
وزعم المزي أن الخطيب قال: زعم أحمد بن حنبل أن علي بن أبي طلحة الذي روى عنه الثوري وابن صالح كوفي، وهو غير الشامي وأن حجاجا إنما رأى هذا الكوفي، وقد خرجنا ذلك في كتابنا " الموضح ". انتهى. هذا الذي قاله الخطيب ذكره ابن أبي حاتم في كتاب " الجرح والتعديل "، فقال: كتب إلينا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، فذكره.
وأما كتاب " الموضح " فليس فيه ترجمة مفردة، لعلي هذا، ولا لمن اسمه علي، فينظر في هذا القول كيف هو؟
وقال أحمد بن صالح العجلي: علي بن أبي طلحة الهاشمي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
ولما ذكره خليفة بن خياط، وابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الشام، قال خليفة: علي بن أبي طلحة مولى بني هاشم حمصي مات سنة عشرين ومائة. وقال ابن سعد: روى التفسير عن ابن عباس رواه عنه معاوية بن(9/347)
صالح. وذكره ابن أبي خيثمة في أهل الشام، فقال: سمعت يحيى بن معين يقول: علي بن أبي طلحة عن القاسم عن عبد الله قال: وعلي بن أبي طلحة صاحب معاوية – يعني ابن صالح – ولا أرى سفيان روى عنه غير هذا الحديث.
وذكره أبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء.
وقال أبو زرعة الدمشقي في كتاب " الطبقات " وشيوخ أهل طبقة وبعضهم أجل من بعض علي بن أبي طلحة.
وذكر ابن قانع وفاته سنة عشرين. وذكر وفاته أيضا في سنة ثلاث وأربعين ومائة. والله تعالى أعلم، فينظر.
وقال يعقوب بن سفيان: ليس هو بمتروك ولا هو حجة.
3815 - (د ت س) علي بن طلق بن عمرو الحنفي اليمامي:
قال المزي: قال الطبراني: عن موسى بن زكريا عن شباب العصفري فذكر نسبه، والقول فيه كما قدمناه في علي بن شيبان سواء. قال: وقال أبو عمر: أظنه والد طلق بن علي كذا قال، وفي كتاب العسكري [ق 150 / ب] وذكر طلق بن علي ثم قال: وابنه علي بن طلق، روى مسلم بن سلام عن عيسى بن حطان عنه.
3816 - (ق) علي بن ظبيان العبسي، وقيل: الجنبي أبو الحسن الكوفي قاضي بغداد.
قال يحيى بن سعيد: ليس بشيء.(9/348)
وذكره أبو القاسم البلخي، وأبو العرب، وابن الجارود، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وذكره بن سعد في الطبقة السابعة من أهل الكوفة، وقال: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة وقد روى عن ابن أبي ليلى وخليفة في الطبقة التاسعة، وقال: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة. وكذا قاله المطين زاد: بقرماسين خرج مع هارون إلى خراسان.
وقال التاريخي: ولاه هارون قضاء القضاة، ولما خرج الحاكم حديثه في التيمم قاله هو صدوق.
3817 - (ت) علي بن عابس الأسدي الأزرق الكوفي الملائي.
قال الساجي عنده مناكير. وذكره البخاري والعقيلي وأبو العرب وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال ابن عبد الرحيم التبان: ليس بثقة.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: يعتبر به.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء. روى عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا: " اللهم بارك لأمتي في بكورها "، وعن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن ابن مسعود مرفوعا: " من كان المحرر فليعتق من بلعنبر ".
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
وقال الجوزجاني: واهي الحديث، ولما خرج الطوسي حديثه استغربه.(9/349)
3818 - (د ت ق) علي بن عاصم بن صهيب الواسطي أبو الحسن مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
قال يعقوب بن شيبة في مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لا في مسنده الفحل، ولا أنقله بوساطة كما يفعل المزي، فإنه هو ذكر من عند الخطيب عنه أحرف، ومما لم يذكر له: قال يعقوب: ذكر لعلي يوما أن سليمان بن المغيرة خالفه في حرف فجعل يصيح، ويقول: ويلك، ومن سليمان؟ وكان إذا حدث عن شعبة لا يسميه، ويقول: حدثنا بعض أصحابنا عن الحكم. قال يعقوب: قلت لعلي بن المديني: روى رجل عن علي بن عاصم عن عمران بن حدير عن عكرمة عن ابن عباس في ذكر القرآن فأنكره علي جدا، واستعظمه، ولم يشك أنه كذب، ثم قال: انظر على من وقع عمران بن حدير، من أوثق شيخ بالبصرة؟ قال يعقوب: وهذا الحديث لا أعلم أحدا رواه عن علي بن عاصم، هذا الرجل، وكذب فيه على علي عندي، وقال ابن معين: كان علي يحدث عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، فيقول: عن سعيد ابن [ق 151 / أ] عبد الرحمن، فقلت لابن علية: ما روى هذا خالد الحذاء، فقال: نعم. قال يحيى: استقبلت عليا عند الجسر فقلت: حديث الشعبي، من " زوج كريمته من فاسق " فقال: حدثنا مطرف عن الشعبي، فقلت: سمعت هذا من مطرف؟ فقال: ثنا به مطرف عن الشعبي، قال: فاستقبل يحيى القبلة، وقال: كذب والله، ما سمعه من مطرف، إنما حدث به خليل بن زرارة عن مطرف، وما رواه أحد من أهل الدنيا عن مطرف إلا ابن زرارة. قال يعقوب: قال علي بن عاصم اختلف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك، وتركه الرجوع عما يخالفه الناس ولجاجة فيه وثبوته على الخطأ، ومنهم من تكلم في سوء حفظه، واشتبه الأمر عليه في بعض ما به من سوء ضبطه، توانيه عن تصحيح ما كتب [] له، ومنهم من [] عنده أغلظ من هذه القصص، وقال وكيع: مازلنا نعرفه بالخير، فقال: حلف أنه يغلط في أحاديث، وقال شعبة: ورآه هذا المسكين(9/350)
الحديث شيئا ما زلنا نغلطه ونسيئه ونكذبه.
وفي كتاب الساجي عن يحيى أنه أسقط حديثه، قال: وذكر حديثه لأحمد بن حنبل فلم يعبأ به.
وفي رواية حرب عنه: ما صح من حديثه فلا بأس به.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ " لأحمد بن إبراهيم بن أبي خالد: مات سنة إحدى ومائتين. وكان يخطئ خطأ كثيرا فترك لذلك.
وقال أبو القاسم البلخي في كتابه: " معرفة الرجال ": كان يحدث بحديث لم يحدث به غيره ويخطئ ويقيم على خطئه.
وفي كتاب ابن الجارود عن البخاري: يتكلمون فيه.
وقال العجلي: كان ثقة معروفا بالحديث، والناس يتكلمون في أحاديث يسألوه أن يدعها، فلم يفعل.
وذكره أبو العرب وأبو جعفر العقيلي وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وفي " سؤالات مسعود " قال الحاكم: رواية شعبة عن علي بن عاصم أعجب ما يرويه الأكابر عن الأصاغر.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: كان يغلط، ويثبت على غلطه.
وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، مات سنة إحدى ومائتين.
وفي " تاريخ القراب " عنه: يتكلمون فيه، مات سنة إحدى ومائتين.
وفي " تاريخ واسط " لأسلم بن سهل الحافظ: روى علي بن عاصم عن أهل واسط عن أبي الحكم، وكان يكون بواسط، ومحمد بن سعد، ومنصور بن(9/351)
زاذان، ويعلى بن عطاء والعوام، وسفيان بن حسين، وأبي العلاء، وأصبغ بن زيد الوراق، وأبيه عاصم بن صهيب قال: كسر غلام من بني عبد الله بن دارم رباعيتي، فاختصمنا إلى شريح، فشهد لي غلامان من الحي عليه، فقال: سمعت شريحا، وأنا قاعد بين يديه يقول: تستثبتون فمن ثبت على شهادته جازت شهادته، ولعلي أخوان عثمان وحسن، ولعلي ولدان عاصم وحسن، وقد حدثا [ق 151 / ب].
وفي تاريخ المنتجيلي: علي بن عاصم كان أحمد يجيزه، وكان يحيى لا يجيزه، روى عن علي بن سراح الشامي، قال المنتجيلي: ثنا أبو الحسن الخشني، عن محمد، عن أبيه، عن الصغاني قال: ذكروا ليحيى بن معين أن علي بن عاصم روى عن عوف وأبي الأشهب، عن أبي رجاء، عن ابن عباس قال:: الشيب في القفا لؤم وفي الناصية كرم، فأنكره يحيى إنكارا شديدا، وقال: إنما هو حديث سلم بن زرير عن ابن عباس، ولما ذكره ابن أبي عاصم وابن قانع في سنة إحدى ومائتين قال ابن قانع: واسطي صالح.
ولهم شيخ آخهر اسمه: -
3819 - علي بن عاصم أبو الحسن الأموي.
روى عنه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري.
3820 - وعلي بن عاصم بن عبد الله مولى ثقيف أصبهاني.
قال الخطيب: ذكر أبو نعيم أنه قديم الموت، وكان ورعا زاهدا، روى عنه ابن فورك.
3821 - وعلي بن عاصم بن القاسم أبو الحسن المصري.
ذكره ابن يونس في تاريخه. وقال: توفي في المحرم سنة تسع وثمانين ومائتين. ذكرناهم للتمييز.(9/352)
3822 - (س فق) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي أبو الحسن بن المديني البصري مولى عروة بن عطية السعدي:
قال البخاري: مات بالعسكر.
وفي تاريخ القراب: مات سنة أربع وثلاثين وأبو بكر بن أبي شيبة بعده بأربعين يوما.
وفي تاريخ المنتجيلي: قال جعفر بن بسام: أردت أن أخرج إلى البصرة، فلقيت يحيى بن معين، فقلت له: يا أبا زكريا، عمن أكتب؟ قال: سم، فسميت له رجالا حتى ذكرت ابن المديني، قال: وأبو خيثمة بناحية منا فقال: لا ولا كرامة، لا تكتب عنه، فتركه يحيى حتى سكت، ثم قال: إن حدثك فاكتب عنه، فإنه صدوق.
وفي كتاب الزهرة: روي عنه – يعين البخاري ثلاث مائة حديث وثلاثة أحاديث، مات بالعسكر. وكذا قاله ابن منده.
وفي تاريخ ابن قانع: ثقة ثبت.
وقال ابن عساكر: وقيل: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: أصله من المدينة، وترك أبو زرعة الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنة، قال أبو محمد: وكان أبي يروي عنه لنزوعه عما كان منه. وقال أبو زرعة: لا يرتاب في صدقه.
وفي كتاب الصريفيني: من بني سعد بن بكر بن هوزان ولد بالبصرة في شهر ربيع.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": كان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث(9/353)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحل وجمع وكتب وصنف وذاكر وحفظ – رحمه الله تعالى -. وقال النسائي: الثقة المأمون أحد الأئمة في الحديث، وقال العقيلي: جنح إلى ابن أبي دؤاد والجهمية وحديثه مستقيم.
3823 - (بخ م 4) علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو محمد، ويقال: أبو [ق 152 / أ] الفضل المدني.
قال خليفة: مات سنة ثماني عشرة، وقال في موضع آخر سنة أربع عشرة ومائة كذا ذكره المزي.
والذي في كتاب " التاريخ " و " الطبقات " لخليفة ثماني عشرة لا ذكر لأربع عشرة فيهما، ولا نعلم له كتابا آخر يذكر فيه وفيات غيرهما، فمن عرف شيئا فليذكره. وأما قول بعض الأغبياء لعله يكون أو يجوز أن يكون له آخر فلا يسوى سماعه.
وفي قوله أيضا: ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة، وقال: ولد ليلة قتل علي، فسمي باسمه وكني بكنيته، فقال له عبد الملك: لا والله لا أحتمل لك الاسم والكنية جميعا؛ فغير كنيته فصيرها أبا محمد، وكان علي أصغر ولد أبيه سنا. وكان ثقة قليل الحديث. وقال في موضع آخر كان يدعى السجاد، وأمه زرعة إلى آخر نسبها، وذكر وفاته من عند غيره. نظر؛ لأن ذلك جميعه ذكره ابن سعد في مكان واحد من غير فصل، وزاد في ولده أحمد وبشرا ومبشرا وعبيد الله وعبد الله الأكبر، وعبد الملك وعثمان وعبد الرحمن ويحيى وإسحاق، ويعقوب، وعبد العزيز وإسماعيل الأصغر وعبد الله الأوسط وهو الأحنف، أخبرنا محمد بن عمر قال: توفي علي بن عبد الله سنة ثماني عشرة ومائة، وقال أبو معشر: توفي بالشام سنة سبع عشرة.(9/354)
وفي قوله: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". وذكر الاختلاف في وفاته من عند جماعة غيره، وكذلك اسم أمه، ولم يذكرهما من عنده، وهو دليل على عدم نقله ذلك من أصل. قال ابن حبان: ولد ليلة قتل علي فسمي باسمه، وكان من العباد يصلي كل يوم ألف ركعة، وكان يخضب بالوسمة، ومات بالشام سنة ثماني عشرة، وقد قيل: سنة أربع عشرة، وقيل: سنة سبع عشرة ومائة. أمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب. انتهى وكأن هذا هو الموقع للمزي [ق 152 / ب] في وفاته سنة أربع عشرة، وكأنه انتقل من ابن حبان إلى خليفة، والله أعلم. وفي سنة أربع عشرة أيضا ذكره أبو سليمان بن زبر.
وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: كان الوليد بن عبد الملك قد ضرب علي بن عبد الله سبعمائة سوط بسبب سليط، وأمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة بن شراحيل بن معاوية.
وذكر أبو محمد الحراني – ومن خطه مجودا أنقل – مات علي بالأخيمة بين الحميمة وأدرج.
وقال أبو محمد بن قتيبة: كان من أعبد الناس وأجملهم وأكثرهم صلاة، يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة، ومات بالسراة من أرض الشام سنة سبع عشرة، وقيل ثماني عشرة، وله ثمانون سنة.
وفي " كتاب الصريفيني "، وقيل: مات سنة عشرين ومائة. وفي سنة ثماني عشرة ذكره يعقوب بن شيبة وابن نمير والقراب وابن قانع، وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: كان رجلا صالحا.
وقال المرزباني: لما قدم مسرف المدينة عام الحرة، وأخذ الناس بالبيعة ليزيد بن معاوية؛ فبايعو إلا علي بن حسين، وعلي بن عبد الله بن عباس، فأما ابن الحسين فأعفوه، وأما ابن عباس فمنعه الحصين بن نمير السكوني، وكانت أم علي كندية، فلما قربه مسرف ليبايع على أنه عبد ليزيد قال الحصين: لا يبايع(9/355)
ابن أختنا علي، إلا على ما بايع عليه علي بن الحسين
فقال مسرف: أخلعت يدا من طاعة، فقال الحصين: أما في علي فنعم، فقال علي بن عبد الله:
أبي العباس قرم بن قصي ... وأخوالي الكرام بنو وليعة
هم ملكوا بني أسد وأودا ... وقيسا والعمائر من ربيعة
هم منعوا ذماري يوم جاءت ... كتائب مسرف وبنو اللكيعة
أراد بي التي لا عز فيها ... فحالت دونه أيد منيعة
وكندة معدن للمك قدما
تزين فعالهم عظم الدسيعة
[ق 153 / أ] وضبط المهندس عن المزي: حجر الفرد هكذا بفاء وراء ساكنة، وهو وهم لاشك فيه.
قال الكلبي في " الجمهرة " و" الجامع لأنساب العرب ": سمي حجر القرد لجوده، يقال: جواد قرد في لغة أهل اليمن. قال ابن حبيب: شبهوه بالسحاب القرد وهو المتراكم، ورأيت بخط أبي محمد الرشاطي: في كندة القرد بفتح القاف وكسر الراء، وهو حجر بن الحارث الولادة.
وذكر الترمذي في كتاب " ما اتفق لفظه واختلف معناه ": القرد قرد البعير من القردان، يقال: قرد قردا، والقرد من الصرف: الردى المنقطع منه، واحدته قردة، والقرد من السحاب: الغيم الصغار المتلبد بعضه على بعض، وقرد شعده قردا إذا تلبد.
وفي " أمالي الهجري " عن الأنعمي: القرد كالوعل.
وقال أبو حنيفة الدينوري: إذا رأيت السحاب متلبدا ولم يتلاش فهو القرد.
وفي " تاريخ المنتجيلي ": تابعي ثقة. وقال إسحاق بن عيسى عن أبيه قال: كنا نطوف حول أبينا علي بن عبد الله ونحن عشرة بنوه وقد فرعنا طولا. قال: فرآنا شيخ قد أدرك الجاهلية فقال: من هذا الرجل؟ قالوا: علي بن عبد الله بن(9/356)
عباس، فقال: لا إله إلا الله كيف ينقص الناس لقد رأيت جد هذا العباس بن عبد المطلب وإنه لمثل القبة البيضاء، ولقد رأيت جده عبد المطلب وإنه لمثل الفسطاط الأبيض.
قال سفيان:، ثنا مولى لآل عباس يقال له رزين – وكان على السقاية – قال: أرسل إلى علي بن عبد الله أرسل إلي بلوح من المروة أسجد عليه. وقال سفيان: زعموا أنه كان يصلي كل يوم أربعمائة ركعة.
وفي " المنثور " لأبي بكر بن دريد: كان عبد الرحمن بن أبان يشتري أهل البيت فيكسوهم فإذا دخلوا عليه قال: أنتم أحرار لوجه الله تعالى، أستعين بكم على غمرات الموت؛ فرأى ذلك علي بن عبد الله فأعجبه، وقال: لأنا أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا وأخرج إلى هذا، فتزهد حين ذاك، وقال أبو العباس المبرد لما ولد لابن عباس غلام جاء إلى علي بن أبي طالب فقال: ولد لي غلام بغلام فقال: ما سميته؟ فقال: أويجوز أن أسميه قبلك؟ فقال: قد سمتيه باسمي، وكنيته بكنيتي، فناوله أباه فقال: خذ أبا الأملاك. وهو رد لقول من قال: ولد ليلة قتل علي، وكذا ذكره أبو الفرج الأصبهاني وغيره فينظر.
3824 - (م 4) علي بن عبد الله الأزدي أبو عبد الله بن أبي الوليد البارقي:
بارق جبل نزله بنو سعد بن عدي، فسموا به، كذا ذكره المزي، وقد سبق [ق 153 / ب] التنبيه عليه.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم والطوسي والدرامي. وقال البخاري: وقال أيوب عن غيلان بن جرير عن علي العماني: سكن الري. وقال ابن حبان: هو من قوم ابن واسع يكنى أبا عبد الله.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو ثقة. قاله أحمد بن صالح وغيره.(9/357)
3825 - (4) علي بن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي أبو الحسن الكوفي الأحول.
خرج الحاكم حديثه في " مستدركه "، وحسنه أبو علي الطوسي وأبو الحسن الدارقطني. وقال الترمذي: علي بن عبد الأعلى ثقة، وقال في موضع آخر وذكر حديث أبي سهل كثير بن زياد – فقال: قال محمد بن إسماعيل: علي بن عبد الأعلى ثقة، وأبو سهل ثقة.
وذكره بن خلفون في كتاب الثقات، وكذلك ابن شاهين وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: روى عن الأعمش، روى عنه عنبسة.
3826 - (خت ت س) علي بن عبد الحميد بن مصعب بن يزيد الأزدي، ويقال: الشيباني المعني أبو الحسن، ويقال: أبو الحسين الكوفي. ابن أخي عبد الرحمن بن مصعب القطان وابن عم معاوية بن عمرو.
كذا ذكره المزي، وإذا كان ابن عم معاوية فهو معني من الأزد، وهو معن بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث.
وإن كان من ولد معن بن زائدة الشيباني فلا مدخل للأزد في نسبه، ولا يكون ابن عم لمعاوية بوجه من الوجوه؛ لأن كل من نسب معاوية قال: من معن الأزد، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة قال: معني من الأزد، وكان فاضلا خيرا، وهو ابن عم عبد الرحمن بن مصعب المعني، وكانت عند علي أحاديث.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".(9/358)
وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم النيسابوري.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات سنة إحدى أو اثنتين وعشرين، وقال النسائي: سنة اثنتين وعشرين نظر؛ وذلك أن النسائي ليس له في هذا قول إنما هو قول البخاري أيضا قال النسائي في كتاب " الكنى ": أبو الحسن علي بن عبد الحميد المعني توفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
وجزم ابن [ق 154 / أ] قانع بسنة ثنتين وعشرين، وكذلك القراب فيما نقله وابن عساكر.
3827 - (سي) علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة بن نشيط المخزومي أبو الحسن الكوفي ثم المصري عرف بعلان. ابن أخي عبد الله بن محمد بن المغيرة مولى جعدة بن هبيرة بن أبي وهب.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك أستاذه ابن خزيمة روى عنه في " صحيحه ".
وروى عن: عمرو بن الربيع بن طارق في " مستدرك " الحاكم، وأبي زهير محمد بن إسحاق المروزي في كتاب " الألقاب " للشيرازي.
وفي قول المزي: لم يذكره أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر " ولا في " الغرباء " نظر؛ لثبوته في أصل " التاريخ " لابن يونس وها أنا أذكر كلامه بنصه قال: علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة بن نشيط يكنى أبا الحسن ولد بمصر وكتب الحديث وحدث وكان ثقة حسن الحديث. توفي بمصر يوم الخميس لعشر خلون من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
3828 - (م د س) علي بن عبد الرحمن المعاوي الأنصاري الأوسي المدني.
قال المزي: وهو من بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف(9/359)
من الأوس. كذا ذكره تبعا لصاحب " الكمال " موهما – ناظر كتابه – أن بين عوف والأوس آباء كثيرة، وليس كذلك فإن عوفا، ابن الأوس نفسه؛ فكان ينبغي أن يقول: عوف بن الأوس بدلا من الأوس؛ فيعتقد الناظر، أن ثم آباء أخر متعددة والله أعلم.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة ومسلم في الأولى. وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3829 - (س ق) علي بن عبد العزيز، يقال: إنه علي بن غراب، وعلي بن أبي الوليد أبو الحسن، ويقال: أبو الوليد.
ذكر أبو الفضل بن القللي أن غراة لقب، واسمه عبد العزيز.
ذكره ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل الكوفة، وقال: هو مولى الوليد بن صخر الفزاري [ق 154 / ب] الذي روى عنه إسماعيل بن رجاء حديث الأعمش في عثمان، ويكنى أبا الحسن، وتوفي بالكوفة في أول سنة أربع وثمانين ومائة في خلافة هارون، وكان صدوقا وفيه ضعف، وصحب يعقوب بن داود فتركه الناس – يعني -: الوزير الذي يقول فيه القائل:
بني أمية هبو طال نومكم ... إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فاطلبوا ... خليفة الله بين الدف والعود
وقال الخطيب في " الكفاية ": أنبا البرقاني، ثنا محمد بن عبد الله بن خميرويه، أنبا الحسين بن إدريس قال: وسألته – يعني محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي – عن علي بن غراب فقال: كان صاحب حديث بصيرا به. قلت: أليس هو(9/360)
يبصر الحديث – بعد أن لا يكون كذابا – للتشيع أو القدر، ولست براو عن رجل لا يبصر الحديث ولا يعقله ولو كان أفضل من فتح يعني الموصلي.
وفي " تاريخ البخاري " عن أحمد: كان يدلس قال ابن إسماعيل: ولا أراه إلا قد صدق.
وكناه أبو الفرج ابن الجوزي: أبا يحيى.
وفي رواية المروذي عن أحمد بن حنبل: كان حديثه حديث أهل الصدق.
وفي " كتاب " ابن ماكولا: جدته أم غراب لها رواية. [ق 155 / أ].
وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في " صحيحيهما ".
وذكره ابن الجارود وأبو العرب والعقيلي والدولابي في " جملة الضعفاء ".
وفي قول المزي: قال النسائي: ليس به بأس، وكان يدلس نظر؛ ولذلك أن لفظة: وكان يدلس، لم يقله النسائي إلا نقلا، بيانه: قوله في كتاب " الكنى ": أبو الحسن علي بن غراب كوفي ليس به بأس، أبنا عبد الله بن أحمد قال: محمد بن علي بن غراب أبو الحسن الفزاري كوفي، قال أحمد: كان يدلس، ولا أراه إلا صدوقا.
وقال في كتاب " الجرح والتعديل ": أرجو ألا يكون به بأس، ولا أعلمه ذكره في غير هذين الكتابين والله تعالى أعلم. فينظر.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: علي بن غراب أبو الحسن الفزاري، وقيل: المحاربي، والأول أشهر، كوفي يقال له: علي بن أبي الوليد،(9/361)
روى عن ثابت بن عمارة الحنفي وروى عنه أبو الأحوص سلام بن سليم، وأحمد بن أبي الطيب.
وفي " كتاب " الصريفيني: روى عنه ابنه محمد بن علي، وروى علي عن علي بن أبي فاطمة.
وقال ابن قانع: علي بن غراب كوفي شيعي ثقة مات سنة أربع وثمانين ومائة.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة التاسعة: يكنى أبا الحسن مات سنة أربع وثمانين ومائة. وكذا هو في " تاريخ " القراب وغيره.
ولما ذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات " قال: هو ثقة، قاله يحيى وعثمان [ق 155 / ب] يعني ابن أبي شيبة.
وفي كتاب " الألقاب " للشيرازي: اسم غراب عبد العزيز.
3830 - (خ) علي بن أبي هاشم عبيد الله بن الطبراخ:
قال السمعاني: نسب إلى جده طبراخ، فقيل: الطبراخي، وكان قد وقف في القرآن فترك الناس حديثه.
3831 - (بخ د ق) علي بن عبيد الأنصاري المدني مولى أبي أسيد الساعدي.
خرج ابن حبان، والدارمي، والحاكم حديثه في " صحاحهم ".
3832 - (م س) علي بن عثام بن علي العامري الكلابي أبو الحسن نزيل نيسابور.
ذكر الحاكم في " تاريخ بلده " أنه قال: قال علي: استمعت إلى سريج،(9/362)
وكان من عالية مشايخنا، وروى عن: مورق العجلي، وعثمان بن زفر، وخثيم، وجعفر بن سليمان، وحسن بن الفرج، وإسماعيل بن سهيل، وبشر بن الحارث، وجرير بن عبد الحميد، وزنبور، ومحمد بن القاسم الطلحي، وعبد الله بن حسان مولى بني أمية.
وقال الحاكم: مسانيد علي عندنا عزيزة لورعه وقلة رواياته للأحاديث.
وكان أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ شيخنا يقول: إن كتبه لم تكن معه بنيسابور. وكان يتورع عن الرواية من حفظه.
وقال ابن ماكولا: كان أحد الزهاد.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: مات سنة ثمان وعشرين ومائتين، وقال عبد الله بن أحمد بن حنل [].
وقال ابن منجويه: آخر أيام التشريق سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج هو والحاكم حديثه في صحيحيهما.
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3833 - (س) علي بن عثمان بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن عثمان بن نفيل النفيلي أبو محمد الحراني:
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": علي بن عثمان بن محمد بن سعيد النفيلي حراني ثقة.(9/363)
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ". ولم يذكره النسائي في جملة أشياخه.
3834 - (ق) علي بن عروة القرشي الدمشقي.
قال ابن أبي عاصم في " كتاب الجهاد " تأليفه: لا أعرف حاله.
وقال الساجي: ليس بشيء، وليس هو بأخي هشام بن [ق 156 / أ] عروة.
وقال ابن عدي: منكر الحديث.
وزعم الصريفيني أن الحاكم خرج حديثه في " المستدرك ".
3835 - (بخ 4) علي بن علي بن نجاد بن رفاعة الرفاعي اليشكري أبو إسماعيل البصري.
قال البزار: ليس به بأس روى عنه عثمان بن عمر وأبو عامر العقدي وغيرهما.
ولما خرج الحاكم حديثه وصحح سنده قال: لم يخرجا عن علي بن علي الرفاعي شيئا.
وقال الترمذي والطوسي: كان يحيى يتكلم فيه، ثم حسنا حديثه، انتهى كلامهما. وفيه نظر؛ لأني لم أر أحدا ذكر عن يحيى بن سعيد فيه كلاما، وفي قول الترمذي أيضا: وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث نظر؛ لما ذكره عنه المروذي: لا أدفعه، وفي " سؤالات حرب ": لم يكن به بأس.
وقال المروذي عن أحمد بن حنبل: لم يكن بهذا الشيخ بأس إلا أنه رفع أحاديث.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل البصرة.(9/364)
ولما ذكره العقيلي في كتابه قال: كان قدريا.
وذكره ابن شاهين، وابن خلفون في " جملة الثقات "، زاد ابن خلفون: يتكلم في مذهبه، وأرجو أن يكون من أهل الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال السمعاني: كان ثقة وقف في القرآن فترك الناس حديثه.
ولما ذكر ابن خزيمة حديثه عن أبي المتوكل عن أبي سعيد – حديث الاستفتاح: " بسبحانك اللهم وبحمدك " – قال: لا نعلم في هذا خبرا ثابتا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أهل المعرفة بالحديث، وأحسن إسناد نعلمه روي في هذا خبر أبي المتوكل عن أبي سعيد، ولم نسمع عالما في الدنيا في قديم الدهر ولا في حديثه استعمل هذا الخبر على وجهه فيكبر ثلاثا عند افتتاح الصلاة.
وقال عبد الله: سألت أبي عنه فلم يخبر إسناده.
وقال البزار: لا نعلمه يروي عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا روى عن أبي المتوكل إلا علي بن علي، وهو بصري ليس به بأس، وروى عنه غير واحد، ورده ابن طاهر، فإن عليا كان ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات.
وضبط المهندس – عن الشيخ – نجادا بالنون والذي ضبطها ابن نقطة وغيره: بالباء الموحدة والله تعالى أعلم.
ولهم شيخ آخر يقال له: -
3836 - علي بن علي القرشي الكوفي.
روى عن إبراهيم النخعي مرسلا، وقال النسائي: لا نعلم أحدا روى عنه غير شريك بن عبد الله.(9/365)
3837 - وعلي بن علي الحميري قاضي الري.
قال أبو حاتم الرازي: روى عن عمرو بن قيس الملائي وعبد الله بن سعد الدشتكي وزياد بن أبي زياد. ونسبه البخاري حميريا، ونسبه الخطيب الأول علي بن علي بن السائب بن يزيد بن ركانة بن عبد المطلب.
3838 - وعلي بن علي الشامي:
روى عن مكحول، يروي عنه بقية بن الوليد.
3839 - وعلي بن علي الهاشمي:
من ولد أبي لهب حدث عن ابن شهاب وغيره. ويقال: علي بن أبي علي فيما ذكره الحاكم.
3840 - وعلي بن علي اليمامي. قال الخطيب: حدث أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي عنه عن خريم بن أوفى، وأحمد غير ثقة.
ذكرناهم للتمييز.
3841 - (ت ص) علي بن علقمة الأنماري الكوفي:
ذكره أبو جعفر العقيلي في كتاب " الضعفاء " وكذلك ابن الجارود.
3842 - (د) علي بن عمر بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني.
قال القاضي أبو بكر الجعابي في كتابه " تاريخ الطالبيين ": أمه أم ولد.(9/366)
وروى عن عبد الله بن حسن [ق 156 / ب] بن حسن بن علي بن أبي طالب، وروى عنه عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وحماد بن يعلى ويعقوب بن عربي، وابنه القاسم بن علي بن عمر ومحمد بن علي بن عمر، والحسن بن علي بن عمر، وعمر بن علي بن عمر.
وذكره ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين ". وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
وفي الرواة جماعة أسماؤهم علي وأسماء آبائهم عمر، منهم:
3843 - علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم أبو الحسن الحميري السكري الصيرفي الكيال الحربي.
3844 - وعلي بن عمر بن أحمد أبو الحسن الفقيه المالكي عرف بابن القصار. قال الخطيب: ثنا عنه ابن المهتدي وكان ثقة.
3845 - وعلي بن عمر بن علي بن إبراهيم أبو الحسن التمار، ثنا عنه أبو طالب الفقيه.
3846 - وعلي بن عمر بن أحمد بن جعفر بن حمدان أبو الحسن، حدثنا عنه الأزجي وأحاديثه مستقيمة.
3847 - وعلي بن عمر الرقام بغدادي منكر الحديث.
3848 - وعلي بن عمر بن زكار أبو القاسم كتبت عنه.
3849 - وعلي بن عمر بن محمد بن الحسن أبو الحسن الحربي عرف بابن القزويني كتبت عنه.
3850 - وعلي بن عمر أحمد بن إبراهيم البرمكي أبو الحسن كتبت عنه قاله الخطيب.(9/367)
3851 - وعلي بن عمر بن أحمد بن علي المروزي.
حديثه في كتاب " الأفراد والغرائب " للدارقطني.
3852 - وعلي بن عمر روى عنه.
مسعر بن كدام في " التقاسيم والأنواع " لابن حبان.
3853 - وعلي بن عمر بن علي بن أبي طالب.
روى عنه ابنه في " مستدرك " الحاكم.
3854 - وعلي بن عمر بن نصر أبو الحسن البغدادي الدقاق الحافظ.
روى عنه الحاكم في كتابه.
3855 - وعلي بن عمر أبو الحسن الدارقطني الإمام المشهور.
ذكرناهم للتمييز.
3856 - (ق) علي بن عمرو بن الحارث بن سهل بن أبي هبيرة يحيى بن عباد الأنصاري أبو هبيرة البغدادي:
قال ابن قانع: به ضعف. وقال ابن عساكر: توفي في ذي الحجة سنة تسع، وهو الذي عنى الذي بقوله: قال غيره كعادته كما بيناه. وفي قوله: قال ابن مخلد: مات في المحرم سنة ستين إخلال لكونه ما نقله من أصل إذ لو كان من أصل لوجد في كتاب " الوفيات " لابن مخلد: مات يوم الأربعاء أول يوم من المحرم وقد عري منه كتابه جملة.
3857 - (بخ) علي بن العلاء الخزاعي.
روى عن الحسن وأبي عبد الملك مولى أم مسكين. روى عنه عبد الوارث وعمران بن خالد. هذا جميع ما ذكره به المزي. وفي " كتاب " البخاري: في البصريين يعني حديثه.(9/368)
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: علي بن العلاء الخزاعي مولى أم مسكين من أهل البصرة يروي عن الحسن. روى عنه عبد الوارث، انتهى.
فهذا كما ترى جعل أم مسكين مولاته هو لا مولاة أبي عبد الملك والله تعالى أعلم [ق 157 / أ].
3858 - (خ 4) علي بن عياش بن مسلم الألهاني أبو الحسن الحمصي البكاء.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وذكر وفاته من عند سلميان البهراني وأغفلها من عند ابن حبان وهي ثابتة في كتاب " الثقات ": سنة تسع عشرة ومائتين.
وذكره ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل الشام.
وفي " كتاب الزهرة " روى عنه – يعني البخاري – ثمانية أحاديث.
3859 - (ت) علي بن عيسى بن يزيد البغدادي الكراجكي، ويقال: الكراشكي أيضا.
كذا ذكره المزي، ولم أر له سلفا في التي بالشين، وزعم السمعاني أنها نسبة إلى كراجك قرية على باب واسط وذكر منها أحمد بن عيسى، روى عنه المحاملي وكأنه ابن هذا، والله أعلم.
وثم جماعة يقال لهم: علي بن عيسى منهم: -(9/369)
3860 - علي بن عيسى.
حدث عن محمد بن مصعب القرقساني. روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن العباس المروزي.
3861 - علي بن عيسى أبو الحسن يعرف بعلويه النقال.
حدث عن علي بن عاصم.
3862 - علي بن عيسى بن فيروز أبو الحسن الكلوذاني.
حديثه عن بشر بن الحارث.
3863 - وعلي بن عيسى بن داود بن الجراح أبو الحسن.
وزير المقتدر والقاهر، سمع الحسن بن محمد الزعفراني وغيره.
3864 - وعلي بن عيسى بن علي بن عبد الله أبو الحسن الرماني المفسر.
حدث عن ابن دريد وابن السراج.
3865 - وعلي بن عيسى بن الفرج بن صالح أبو الحسن الربعي النحوي صاحب أبي علي الفارسي.
ذكرهم الخطيب.
3866 - وعلي بن عيسى بن إبراهيم الحبري.
روى عنه الحاكم في كتاب " الإكليل " [ق 157 / ب].
3867 - وعلي بن عيسى النوفلي.
روى عنه أيضا في كتاب " المستدرك " – ذكرناهم للتمييز.
3868 - (د ت ص) علي بن قادم أبو الحسن الخزاعي الكوفي.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة، وقال: توفي بالكوفة(9/370)
سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة المأمون، وكان ممتنعا، منكر الحديث، شديد التشيع.
وقال الساجي: صدوق، وفيه ضعف.
وقال ابن عدي: نقمت عليه أحاديث رواها عن الثوري غير محفوظة.
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك " وقال: ثقة مأمون.
وقال أبو الحسن بن القطان في كتابه " الوهم والإيهام ": يستضعف وإن كان صدوقا، وقال ابن قانع: كوفي صالح، مات سنة ثلاث عشرة.
3869 - (ق) علي بن قاسم.
عن همام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة مرفوعا: " أمرنا أن نسلم على أئمتنا "، كذا هو في عامة ما رأيت من " سنن " ابن ماجه، رواه عن عبدة عنه، والصواب ما ذكره البزار، وابن بنت منيع، والعدني، والشاشي في آخرين: عبد الأعلى بن القاسم. والله تعالى أعلم، لم ينبه عليه المزي.
3870 - (د) علي بن ماجدة السهمي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وكناه أبا ماجدة أيضا.
وفي " تاريخ البخاري ": قال لي إسحاق: ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن رجل من بني سهم، عن علي ابن ماجدة سمع عمر، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وهبت لخالتي غلاما ونهيت أن تجعله حجاما. وقال لنا حجاج:، ثنا حماد بن سلمة عن ابن إسحاق، عن العلاء، عن(9/371)
أبي ماجدة، عن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث مرسل لم يصح إسناده.
وقال الساجي: أبو ماجدة النخعي روى عن ابن مسعود مجهول. قال عبد الله: سألت أبي عن يحيى الجابر قال: ليس به بأس، حدث شعبة عنه، عن أبي ماجدة، وأبو ماجدة مجهول. قال الساجي: ويقال أنه منكر الحديث.
3871 - (ع) علي بن المبارك الهنائي البصري.
قال ابن أبي خيثمة: رأيت في كتاب علي قال يحيى بن سعيد: قال لي علي بن المبارك: كتاب يحيى بن أبي كثير هذا بعث به إلى يحيى من اليمامة أو خلفه عندي – شك فيه – قال: ولم نسمعه من يحيى بن أبي كثير.
وقال محمد بن عمار: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان لعلي بن المبارك كتابان، كتاب سمعه وكتاب لم يسمعه، فأما ما رويناه نحن عنه فما سمع، وأما ما روى الكوفيون عنه فالكتاب الذي يسمعه.
وقال ابن عدي: ولعلي بن المبارك أحاديث وهو ثبت في يحيى بن أبي كثير مقدم فيه، وهو عندي لا بأس به [ق 158 / أ].
وقال العجلي: بصري ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن نمير وعلي بن المديني وغيرهما.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال يعقوب بن شيبة: علي بن المبارك سمع من يحيى بن أبي كثير، فكان يحدث عنه ما سمع منه، ويحدث عنه ما كتب به إليه، ويحدث عنه من كتاب كان يحيى تركه عنه.(9/372)
3872 - (س) علي بن مجاهد بن مسلم بن رفيع أبو مجاهد الكابلي من سبي كابل، وقيل: كندي، وقيل: عبدي، قاضي الري مولى حكيم بن جبلة العبدي.
قال صالح بن أحمد عن أبيه: حدثني علي بن مجاهد بن الكابلي سنة ثنتين وثمانين ومائة.
وفي " تاريخ الخطيب ": روى صالح بن محمد عن يحيى بن معين في ابن الكابلي كلاما عظيما ووضعا قبيحا.
وذكره العقيلي في " جملة الضعفاء ".
3873 - (ق عس) علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شداد، ويقال: محمد بن أبي شداد، ويقال: علي بن محمد بن شروار، ويقال: علي محمد بن عبد الرحمن، ويقال: علي بن محمد بن نباته أبو الحسن الطنافسي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: حدث بالري وقزوين ومات سنة خمس وثلاثين ومائتين أو قبلها بقليل أو بعدها بقليل.
وقال البخاري: علي بن محمد الطنافسي ابن أخت يعلى بن عبيد.
3874 - (س) علي بن محمد بن علي بن أبي المضاء قاضي المصيصة:
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": علي بن محمد بن علي بن علي بن أبي المضى قاضي المصيصة ثقة.(9/373)
3875 - (س) علي بن محمد بن عبد الله البصري.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": نسائي صدوق.
3876 - (ق) علي بن محمد بن أبي الخصيب الوشاء الهاشمي الكوفي.
قال المطين: مات سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقد ينسب إلى جده كذا، ذكره المزي، وقد حرصت على وجدان هذه اللفظة الأخيرة في نسخة من " تاريخ الحضرمي "، فلم أظفر بها والذي فيه: مات سنة ثمان وخمسين، لم يزد شيئا.
3877 - (ع) علي بن مدرك النخعي ثم الوهبيلي أبو مدرك الكوفي.
قال ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: أنبا طلق بن غنام، حدثني بكار بن عبد الله القرشي، قال: مات علي بن مدرك النخعي مقدم يوسف بن عمر على العراق سنة عشرين ومائة في آخر خلافة هشام بن عبد الملك. قال: وضرب خالد بن عبد الله ويوسف بن عمر جميعا الدراهم في هذه السنة، وكان قليل الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في ثقات التابعين قال: سمع أبا مسعود صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - روى عنه شعبة مات سنة عشرين ومائة. والمزي قال: ذكره ابن حبان [ق 158 / ب] في كتاب " الثقات "، وذكر وفاته من عند غيره، ولم يذكر في شيوخه صحابيا، وكأنه لم ينقله من أصل على العادة. وخرج حديثه في(9/374)
" صحيحه " وكذلك كل من شرط ذلك فيما رأيت، والله تعالى أعلم.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة.
وفي تاريخ البخاري وتاريخ يعقوب بن سفيان الفسوى، وتاريخ أحمد بن حنبل رواية محمد بن عبد الله بن يوسف، وتاريخ القراب وتاريخ ابن قانع، والكلاباذي، والباجي، وابن منجويه وابن خلفون في كتاب " الثقات " – لما ذكره – وغير واحد: مات سنة عشرين ومائة.
وقال العجلي: كوفي ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وإنما عددت هذه التواريخ اقتداء بالمزي إذا ظفر بذلك في ترجمة شامية، وهذا الرجل ليس شاميا فبينت عن أبي القاسم الحافظ في ذلك وإن كان منبعها واحدا والله تعالى أعلم.
3878 - (بخ ت ق) علي بن مسعدة الباهلي أبو حبيب البصري.
خرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وذكره العقيلي في " جملة الضعفاء ".
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: باهلي، وقيل: ناجي، غمزه بعضهم. وفي رواية العباس بن محمد، عن يحيى بن معين: ليس به بأس في البصريين.(9/375)
3879 - (خ د س) علي بن مسلم بن سعيد أبو الحسن الطوسي نزيل بغداد.
خرج محمد بن إسحاق بن خزيمة حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن حبان والحاكم.
وقال صاحب " الزهرة: روى عنه - يعني البخاري - سبعة أحاديث. وقال أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده: توفي بعد الخمسين ومائتين.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وذكر أبو علي الجياني في " شيوخ أبي داود " في سننه.
3880 - علي بن مسلم بن حاتم.
روى عن ابن مهدي، ولم يذكره المزي فينظر.
3881 - (ع) علي بن مسهر القرشي من خزيمة بن لؤي بن غالب، وهم عائذة قريش أبو الحسن الكوفي قاضي الموصل، وأخو عبد الرحمن قاضي جبل.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". كذا ذكره المزي، وكأنه نقله من غير أصل، إذ لو كان من أصل لوجد فيه: علي بن مسهر بن علي بن عاصم بن عبيد بن مسهر.
وقال [ق 159 / أ] العجلي: صاحب سنة، ثقة في الحديث، ثبت فيه صالح الكتاب كثير الرواية عن الكوفيين. وفي رواية الدوري عن يحيى بن معين:(9/376)
علي بن مسهر ثبت.
وذكره ابن خلفون وابن شاهين في كتاب " الثقات ". زاد ابن شاهين: قال أحمد: يشبه حديثه حديث أصحاب الحديث.
وقال النسائي: في كتاب " الكنى ": كوفي ثقة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل الكوفة قال: كان ثقة كثير الحديث.
وفي " كتاب " أبي جعفر العقيلي قال أبو عبد الله – أراه ابن حنبل -: ما أدري كيف أقول كان قد ذهب بصره، فكان يحدثهم من حفظه.
وذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الخامسة من الكوفيين، وقال: توفي في خلافة هارون.
3882 - (ت س) علي بن معبد بن شداد العبدي أبو الحسن، ويقال: أبو محمد رقي نزيل مصر.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: مستقيم الحديث وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن خزيمة والحاكم أبو عبد الله، وفي " تاريخ المنتجيلي ": قال محمد بن حميد: أسد بن موسى وعلي بن معبد وزياد بن عباد نظراء موثقون وأسد أكبرهم وأعلاهم، وهم ثقات، وقال ابن وضاح: مات علي بن معبد بن شداد بمصر سنة تسع عشرة ومائتين أتاني نعيه وأنا بأطرابلس، وقال ابن وضاح: قال لي علي بن معبد [].(9/377)
وقال الحاكم في: " فضائل الشافعي ": هو شيخ من جلة المحدثين.
3883 - (كن) علي بن معبد بن نوح المصري الصغير أبو الحسن بغدادي نزيل مصر.
لما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ": قال: ليس هذا بعلي بن معبد بن شداد، وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذا أستاذه إمام الأئمة، وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": حدثنا عنه علان ولم يذكره النسائي في شيوخه.
3884 - (ت س ق) علي بن المنذر بن زيد الأودي، ويقال: الأسدي أبو الحسن الكوفي الأعور: عرف بالطريقي.
خرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان والحاكم والطوسي أبو علي والدارمي.
مسلمة في كتاب " الصلة ": كوفي لا بأس به وكان يتشيع.
وفي كتاب ابن عساكر: كان علافا، وقال السمعاني: من أئمة أهل الكوفة، وقيل له ذلك؛ لأنه ولد بالطريق. وذكره أبو محمد بن الأخضر في " شيوخ البغوي " ابن بنت منيع.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: لا بأس به.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، انتهى.
ينبغي أن يتثبت في [ق 159 / ب] قول المزي: الأسدي فإن كانت كذلك فعلها ساكنة السين، ويكون الأول الأزدي بالزاي، والله تعالى أعلم.
وذكر وفاته من عند المطين تبعا لصاحب " الكمال "، فقال: في سنة ست(9/378)
وخمسين، وأغفلا من وفاته إن كان نقله من أصل في ربيع الأول، وكذا ذكره أيضا أبو القاسم في النبل.
3885 - (ق) علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الرضي.
أنشد المزي ومن خط المهندس وقراءته عليه وضبطه له ومقابلته معه بذلك:
ستة أبائهم ما هم؟! خير ... من يشرب صوب الغمامى
وهو غير جيد، والصواب:
ستة آبائهم ماهم؟! هم خير من يشرب صوب الغمام
كذا هو في عدة نسخ من شعر امرئ القيس، وكذا يستقيم وزن البيت.
وفي " تاريخ نيسابور ": قدم نيسابور سنة مائتين أمر المأمون بإشخاصه من المدينة إلى البصرة ثم إلى الأهواز ثم إلى فارس ثم إلى نيسابور، فأقام بها [] سمع الرضى عمومته إسماعيل وعبد الله وإسحاق ويحيى بن جعفر بن محمد وعبد الرحمن بن أبي الموالي. وكان الرضى يلتحف بمطرف خز [] ومشايخ العلماء []
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن نيف وعشرين سنة، روى عنه أئمة الحديث: معلى بن منصور ومضر بن أبي إياس ومحمد رافع [] استشهد الرضى - رضي الله عنه -[] تسع بقين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة ثلاث [] أشهر، وعاش بعد ابنه عشرين [] بدخول الحمام التي كانت [](9/379)
قول الحسن بن هانئ فيه: [ق 160 / أ].
وفي " تاريخ الطالبيين " للجعابي: روى عنه يوسف بن كليب.
وفي تاريخ خليفة بن خياط: سنة ثلاث ومائتين فيه مات الرضي علي بن موسى بن جعفر يوم السبت آخر يوم من صفر.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: روى عنه رزين الواسطي أبو علي بن رزين. وقال القراب: أنبا أبو علي الشيبان، سمعت الفضل بن محمود بن الفضل الأهوازي، سمعت الحسن بن علي بن بحر يقول: في سنة ثلاث ومائتين مات علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بخراسان في آخر صفر انتهى. رأيت بخطي – ولم أكتب من قاله -: مات وله خمسون سنة.
وفي تاريخ " الطبري ": أكل علي بن موسى عنبا فأكثر منه فمات فجأة، وذلك في أخر صفر. فدفنه المأمون عند قبر الرشيد بعد ما صلى هو عليه.
3886 - (س ق) علي بن ميمون الرقي أبو الحسن العطار ووالد محمد.
ذكره أبو عروبة في الطبقة السادسة من أهل حران، وقال: كان لا يخضب. وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
وفي " تاريخ الرقة " لأبي علي القشيري: كان من الفرس.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه ".
وذكر ابن عبد البر في " تاريخ قرطبة " أن بقيا روى عنه، ولا يروي إلا عن ثقة عنده.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": وهو لا بأس به.(9/380)
3887 - (ت ق) علي بن نزار بن حيان الأسدي الكوفي مولى بني هاشم.
قال الدارقطني فيما ذكره أبو الفرج بن الجوزي: ضعيف جدا.
وذكره أبو العرب حافظ المغرب في " جملة الضعفاء "، وكذلك ابن الجارود، ويعقوب في باب " من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونه ".
3888 - (ع) علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي الجهضمي الحداني الأزدي أبو الحسن البصري الكبير، ووالد نصر وجد علي بن نصر الصغير.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأن جهضما ليس من حدان بحال؛ وذلك أنه جهضم بن عوف بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد. وحدان بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب، فلا يجتمعان إلا في مضر فبعدت لذلك دارهما.
هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا ما استقل يماني
وفي كتاب الداني: روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء، وعن هارون بن موسى عنه، وأبان بن يزيد وعاصم وشبل بن عباد، وقال ابن مجاهد: روى عن شبل الحروف، وعرض. وقال: قال لي شعبة: اعلم ما يختاره أبو عمر لنفسه فاكتبه فإنه مبصر. وقال: قال لي سيبويه لما أراد أن يؤلف كتابه: تعال حتى نجيء على الخليل بن أحمد [ق 160 / ب] وذكره ابن حبان في كتاب(9/381)
" الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم أبو عبد الله والطوسي.
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في كتاب " الثقات ". وذكر المزي وفاته من عند المطين وابن حبان، وفيه نظر في موضعين.
الأول: ابن حبان ذكره في كتاب " الثقات " وهناك ذكر وفاته، والمزي لم يذكر توثيقه، وإنما ذكر الوفاة فقط.
الثاني: نزوله في نقل وفاته إلى هذين، والبخاري يقول في " تاريخه " – الذي هو بيد صغار الطلبة – قال لي نصر بن علي: مات سنة سبع وثمانين ومائة. وقال في " الأوسط ": حدثني نصر بن علي قال: مات أبي سنة سبع وثمانين ومائة، ومات جدي في آخر إمرة أبي جعفر.
3889 - (م د ت س) علي بن نصر بن علي بن نصر أبو الحسن البصري الصغير حفيد الذي قبله.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: هو والنسائي وغيرهما: مات سنة خمسين ومائتين، وزاد بعضهم: في شعبان كذا ذكره المزي، وهو كلام من لم ينظر في أصل هذه الكتب، أما النسائي فلم يذكر وفاته إلا نقلا عن محمد بن إسماعيل البخاري قال: أبو الحسن علي بن نصر بن علي عن سليمان بن حرب ثقة. أنبا عبد الله بن أحمد عن محمد بن إسماعيل قال:(9/382)
ومات فيها – يعني سنة خمسين ومائتين – علي بن نصر بن علي الجهضمي.
وأما ابن حبان قال في كتاب " الثقات ": مات في شعبان سنة خمسين.
وكذا ذكره البخاري في " تواريخه ". وكأن المزي أراد بالغير صاحب " الكمال "؛ لأنه ذكره ولم يعزه، فاعتقد المزي تفرده بذلك، فعبر عنه بهذه العبارة، وما درى – غفر الله له – أن هذين ذكراها.
وقال صاحب " الزهرة ": توفي في شعبان سنة خمسين، وأورده بعضهم في شيوخ مسلم، ولم أجده في النسخة التي تأملتها.
وقال الحافظ أبو علي الجياني في " شيوخ أبي داود ": مات في شعبان سنة خمسين، روى عنه مسلم بن الحجاج.
وفي كتاب ابن قانع: في سنة خمسين ومائتين نصر بن علي، وابنه علي بينهما شهران في أول السنة.
وقال أبو علي الطوسي: يقال: كان حافظا صاحب حديث.
وقال ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين ": يكنى أبا عبد الله وأبوه يكنى أبا عمرو ماتا في سنة واحدة سنة خمسين. وروى عنه محمد بن حنيفة الواسطي [ق 161 / أ].
3890 - (د ق) علي بن نفيل بن زراع النهدي أبو محمد الجزري الحراني: جد أبي جعفر عبد الله بن محمد.
قال أبو عروبة الحراني: مات سنة خمس وعشرين ومائة. كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث أن أبا عروبة لم يقله إلا نقلا عن أبي جعفر، قال في كتاب " الطبقات ": علي بن نفيل النهدي كان ينزل حران،، ثنا محمد بن يحيى بن(9/383)
كثير قال: سمعت أبا جعفر النفيلي يقول: كنيته أبو محمد، ومات سنة خمس وعشرين ومائة.
وقال القراب في " تاريخه ": أنبا الحسين بن الفضل السلمي، ثنا أبو عروبة قال: علي بن نفيل النهدي كان ينزل حران، حدثنا محمد بن يحيى بن كثير، سمعت أبا جعفر النفيلي يقول: فذكره لم يغادر حرفا.
وفي " تاريخ البخاري ": علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب روى عنه زياد بن بيان والنضر بن عربي، وروى الثوري عن علي بن نفيل، رأى سعيد بن جبير يقال: نهدي إن لم يكن ذاك الأول فلا أدري.
وذكره ابن خلفون الأونبي في كتاب " الثقات ".
وقال أبو جعفر العقيلي في كتابه " الجرح والتعديل ": لا يتابع.
3891 - (بخ م 4) علي بن هاشم بن البريد البريدي العائذي مولاهم أبو الحسن الكوفي الخراز.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة السابعة من أهل الكوفة، وقال: توفي بالكوفة في رجب أو شعبان سنة إحدى وثمانين ومائة في خلافة هارون، وكان صالح الحديث صدوقا.
وفي قول المزي ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: كان غاليا في التشيع وروى المناكير عن المشاهير. نظر في موضعين، الأول: هذا لم يقله ابن حبان في كتاب " الثقات " كما ذكره المزي إنما ذكره في موضعين وفي كتابين، والذي قاله في " الثقات ": كان يتشيع. وقال في " الضعفاء ": كان غاليا في التشيع، وروى المناكير عن المشاهير. الثاني: إخلال المزي من(9/384)
كتاب " الثقات " ما عزى كتابه منه جملة، وهو قوله: توفي سنة تسع وثمانين ومائة، كذا هو في غير ما نسخة جيدة، وكذا هو أيضا بخط أبي إسحاق الحافظ.
وفي هذه السنة ذكره ابن قانع في " تاريخه " والقراب عن البخاري قال: قال أحمد فذكره، انتهى الذي رأيت في " تاريخ البخاري " قال أحمد: مات سنة تسع أو أول سنة ثمانين ومائة، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب اللالكائي عن أحمد بن حنبل: ما به بأس يتشيع يكتب حديثه وأخرج له مسلم حديثين.
وقال أحمد بن صالح: كوفي ثقة.
وقال أبو أحمد بن عدي: قد حدث عنه [ق 161 / ب] جماعة من الأئمة، وهو إن شاء الله تعالى صدوق لا بأس به.
ولما ذكره ابن شاهين في الأونبي في كتاب " الثقات " قال ابن خلفون: تكلم في مذهبه.
وقال البخاري: فيما ذكره ابن الجزري: كان هو وأبوه غاليين في مذهبهما.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " و " سؤالات الحاكم " للدارقطني: هاشم بن البريد ثقة مأمون وابنه علي كذاب، وفي " سؤالات البرقاني " للدارقطني: قال أحمد بن حنبل: هو أول من كتبت عنه.(9/385)
وفي " تاريخ الجوزجاني ": هو وأبوه غاليان في سوء مذهبهما، والذي في كتاب المزي عنه: في مذهبهما، ولم يذكر سوءا وهو ثابت في التاريخ.
وذكره العقيلي وأبو القاسم البلخي في " جملة الضعفاء ".
3892 - (ق) علي بن هاشم بن مرزوق.
ذكر المزي أن أبا حاتم قال فيه: صدوق والذي رأيت في غير ما نسخة: ثقة فينظر والله تعالى أعلم.
وذكره ابن خلفون في كتاب: " الثقات ".
3893 - (خ) علي بن الهيثم البغدادي صاحب الطعام.
روى عنه البخاري والمحاملي.
قال صاحب " الزهرة ": علي بن الهيثم روى عنه – يعني البخاري – أربعة أحاديث.
ولما ذكره الدارقطني في " رجال البخاري " لم يزد على قوله: علي بن الهيثم شيخ له بغدادي عن معلى بن منصور، انتهى.
ولم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في " تاريخيهما ".
وأما الخطيب ففرق بينه وبين صاحب الطعام الراوي عنه المحاملي جعلهما ترجمتين، فيحتاج من جمع بينهما إلى سلف صالح أو بيان وجه الجمع، والله تعالى أعلم.(9/386)
3894 - (خ د س ق) علي بن يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن زريق الأنصاري الزرقي المدني، والد يحيى بن علي.
قال ابن خلفون: علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الكندي الكوفي، وقيل: الأنصاري الزرقي، وثقه البرقي وغيره.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة. وذكر القراب وفاته في سنة تسع وعشرين ومائة. وقال ابن القطان: ثقة.
3895 - (عس) علي بن يزيد بن سليم الصدائي الكوفي الأكفاني والد الحسين بن علي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
3896 - (د ق) علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد القرشي.
روى عن جده ركانة مرسلا، روى عنه ابناه، كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إغفاله من كتاب ابن أبي حاتم العكازة: روى عنه الزبير بن سعيد الهاشمي، ونظر من حيث حكم بإرسال ما بينه وبين جده من غير سلف فيما رأيت، والله تعالى أعلم، وكأنه [ق 163 / أ] تشبث بقول ابن حبان: يروي عن جده، وله صحبة – فيما يقال – وهذا إن كان معتمده فليس جيدا؛ لأنه لو كان كذلك لما ذكره ابن حبان في الطبقة الأولى من التابعين الذين شافهوا الصحابة ورووا عنهم، ولكنه قال ذلك ترددا في صحبة جده، بينه بقوله: يروي عن جده وله صحبة – فيما يقال – ولما ذكر جده في كتاب(9/387)
" الصحابة " تأليفه – أيضا – تردد فيه؛ فهذا يوضح لك أن الشك إنما هو في الصحبة لا في اتصال ما بينهما، ومثل هذه الأشياء لا يحكم عليها إلا بقول إمام معتمد قديم أو بيان وجهة من مولد. أو وفاة، أو ما أشبه ذلك، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب الصريفيني: روى أيضا عن إياس بن سلمة بن الأكوع، روى عنه الحميدي، وينبغي أن يتثبت في هذا فإن البخاري وغيره فرقوا بين الراوي عن إياس الراوي عنه الحميدي، وبين الأول فينظر.
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك " وخرج أحمد بن حنل حديثه في " مسنده " عن جده، وفيه إشعار بالاتصال؛ لأنه قد قال: إنه ما يخرج فيه إلا ما له أصل، وفي رواية أو ما صح عنده.
3897 - (ت ق) علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني، ويقال: الهلالي أبو عبد الملك، ويقال: أبو الحسن الدمشقي.
ذكر أبو عبد الله في " مستدركه " حديثا من رواية يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ " ثم قال: هذا إسناد الشاميين صحيح عندهم، ولم يخرجاه.
وفي كتاب الترمذي: قال محمد: علي بن يزيد يضعف في الحديث.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ بلده: منكر الحديث. وقال الساجي: اتفق أهل النقل على ضعفه.
وفي كتاب ابن الجارود: منكر الحديث.(9/388)
وقال ابن حبان: إذا اجتمع في السند ابن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم فهو من عمل أيديهم. وذكره البرقي والعقيلي وأبو القاسم البلخي وأبو العرب وابن شاهين في جملة الضعفاء، والبخاري في فصل من مات من عشر ومائة إلى عشرين.
وقال الجوزجاني: رأيت غير واحد من الأئمة ينكر أحاديثه التي يرويها عنه عبيد الله بن زحر وعثمان بن أبي العاتكة عنه، ثم رأيت أحاديث جعفر بن الزبير وبشر بن نمير عن القاسم أبي عبد الرحمن أحاديث تشبه تلك الأحاديث وكان القاسم خيارا فاضلا ممن أدرك أربعين رجلا من المهاجرين والأنصار، وأظننا أتينا من قبل علي بن يزيد، على أن جعفر بن الزبير وبشر بن نمير ليسا ممن يحتج بهما على أحد من أهل العلم [ق 163 / ب].
3898 - (س) علي أبو الأسد الحنفي الكوفي.
عن بكير وابن صالح الحنفي على خلاف فيه. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة: صدوق، روى عنه شعبة والأعمش، وقال الأعمش: سهل، وتابعه مسعر، هذا جميع ماذكره المزي غير حديث قال: إنه علا فيه.
وفي كتاب أبي أحمد الحاكم: أبو الأسد سهل، ويقال: علي القراري، ويقال: الحنفي عن بكير الجزري وعبد الله بن عتبة، روى عنه الأعمش وشعبة، وهو الذي سماه عليا، أنبا أبو عروبة، ثنا عبد الرحمن – يعني ابن عمرو – ثنا زهير - يعني ابن معاوية – ثنا أبو سنان عن سهل أبي الأسد.(9/389)
وكناه أبو عمر بن عبد البر في كتاب " الاستغناء ": أبو الأسود، وقال: أصله من الجزيرة، واسمه سهل. وهو ثقة.
وقال مسلم في كتاب " الكنى ": أبو الأسد سهل الجزري روى عنه شعبة والمسعودي، وقال شعبة: أبو الأسود.
ولما ذكر شيوخ شعبة في كتابه لم يذكره في حرف العين، فدل على أن الاختلاف عليه إنما هو في التكنية.
وفي كتاب " الكنى " للنسائي: أبو الأسد سهل الجزري القراري أبنا إبراهيم بن يعقوب، ثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي، عن سهل أبي الأسد، وقال البخاري: سهل أبو الأسد القراري وقرار قبيلة، قال لي زهير بن حرب:، ثنا جرير عن أبي سنان، عن سهل القراري قال: قال عبد الله: اغد عالما أو متعلما. وقال يحيى بن عيسى: عن الأعمش، عن سهل الحنفي، عن بكير الجزري عن أنس سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " الأئمة من قريش ". وقال وكيع: ثنا الأعمش، ثنا سهل أبو الأسد. ولما ذكره السمعاني بدأ بسهل.
وقال ابن ماكولا: وأما القراري بالقاف والراء، فهو سهل أبو الأسد القراري يروي عن أنس بن مالك روى عنه الأعمش ومسعر.
وقال الدارقطني: سهل أبو الأسد القراري كوفي روى عن بكير عن أنس: " الأئمة من قريش "، روى عنه الأعمش ومسعر والمسعودي وشبعة وسماه.(9/390)
شعبة: عليا، وإنما هو سهل، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: سهل أبو الأسد القراري.
وثنا محمد بن مخلد، ثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول: سهل أبو الأسد هو القراري [ق 164 / أ] قلت ليحيى: أهل قاروراء التي في طريق مكة؟ فقال يحيى: لا.
وثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا جعفر بن الأزهر، ثنا الغلابي، قال يحيى: سهل أبو الأسد قراري، وقرار قبيلة بكري.
وقال ابن حبان في حرف السين من ثقات التابعين فقط: سهل أبو الأسد القراري، وقرارة قبيلة من اليمن يروي عن عبد الله بن مسعود روى عنه المسعودي، ولما ذكره ابن خلفون.
وذكره ابن أبي حاتم في حرف السين من غير تردد.(9/391)
من اسمه عمار
3899 - (س ق) عمار بن خالد بن دينار الواسطي أبو الفضل، ويقال: أبو إسماعيل التمار.
خرج الحاكم حديثه في " مستدركه ". وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": لا بأس به، أنبا عنه ابن مبشر، وقال أسلم بن سهل في " تاريخ واسط " – بلده -: ثنا عمار بن خالد بن زيد بن دينار أبو المفضل هكذا هو في نسخة صحيحة قرأها جماعة من العلماء.
3900 - (م د س ق) عمار بن رزيق الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي.
كذا ذكره المزي، وضبة ليست من تميم بن مر الذي ينسب إليه التميميون بحال، ويمكن على بعد أن يتمحل له بأنه مر في ضبة بن عمر بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، وينسب إليها ضبيون والحي تميم، هذا ولم أر أحدا نسب إليه تميميا، وليس في العرب تميم ينسب إليه إلا ابن مر، وأما هذا فهو اسم من الأسماء تنسب إليه ضبي وهذلي، وأما تميمي فلا، ويحتاج من أثبت نسبة إليه تعيين من قالها من النسابين، فإني لم أره والله تعالى أعلم. يوضحه ما قاله الكلبي في كتاب " المنزل ": فولد سعد بن هذيل تميما وخناعة بطن وجريبا بطن ومنعة، ورهما وغنما ودهاما وريثا، وولد تميم بن سعد الحارث [ق 164 / ب] ومعاوية وعوفا فولد الحارث بن تميم عمرا وكاهلا، فولد عمرو جشما ومازنا وخثيما، وعنزة وضبة بطن. وبنحوه ذكره ابن حبيب وغيره.
وقال البزار: ليس به بأس جيد الحديث. وقال أحمد بن حنبل: كان من الأكياس الأثبات.(9/392)
وفي كتاب الصريفيني: كنيته أبو الجواب.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال فيه علي بن المديني: ثقة.
وفي " تاريخ البخاري ": روى عن ناجية بن سعد.
وفي كتاب ابن ماكولا: روى عنه ابن عيينة.
3901 - (ق) عمار بن سعد بن عائذ المؤذن، المعروف أبوه بسعد القرظ.
قال أبو نعيم الأصبهاني الحافظ: له رؤية فيما ذكره بعض المتأخرين – يعني: ابن منده، وأخرج له حديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كان إذا خرج إلى العيد ". قال أبو نعيم: وليس لعمار صحبة، ولا رواية إلا عن أبيه سعد.
وفي كتاب ابن الأثير: يروي عنه أبو أمامة بن سهل وحفص بن عمار بن سعد ابنه. وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
3902 - (خ د) عمار بن سعد السلهمي المرادي، ويقال: التجيبي المصري: وسلهم وتجيب من مراد، وسلهم هو ابن ناجية بن مراد.
كذا ذكره المزي، ومن خط المهندس وهو غير جيد؛ لأن تجيب في كندة، وهي أم عدي وسعد بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور، وهو كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مر بن أدد بن زيد بن تجيب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، ومراد اسمه يخابر بن مالك بن أدد بن زيد بن تجيب بن عريب بن زيد بن كهلان؛ فأنى يجتمعان؟(9/393)
وقوله أيضا سلهم ابن ناجية غير جيد أيضا، وإنما هو سلهم بن مرة بن سعد العشيرة بن مذحج، واسمه مالك بن أدد بن زيد بن تجيب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
قال الرشاطي: انتقل مره هذا إلى مراد، فقالوا مرة: [ق 165 / أ] ابن ناجية بن مراد، ولو كان المزي ينظر في الأنساب لقال مكان التجيبي: التجوبي من مراد، لكان وجها من القول؛ لأن تجوبا رجل من حمير أصاب دما في قومه، قال الزبير: فلجأ إلى مراد؛ فنسبه اليوم فيهم، وكأنه رأى في كتاب ابن أبي حاتم: عمار بن سعد السلهمي، وسلهم من اليمن وهو عمار بن سعد التجيبي، وتجيب من اليمن.
ورأى في كتاب الكمال: سلهم من مراد فركب من القولين قولا غير جيد، ولو قاله كما قالاه، لكان صوابا، والله أعلم. وسلهم هذا ضبطه السمعاني وغيره بفتح السين وسكون اللام وبفتح الهاء.
وذكره الفارابي في " ديوان الأدب " في باب فعلل بكسر الفاء واللام.
قال ابن القطان: شهد عمار بن سعد هذا فتح مصر، وتوفي سنة خمسين ومائة، ولا يعرف حاله.
3903 - (ت ق) عمار بن سيف الضبي أبو عبد الرحمن الكوفي وصي الثوري.
قال البزار: وعمار بن سيف ضعيف. وقال في موضع آخر: صالح.
وقال البرقاني: وسمعته – يعني الدارقطني – يقول: عمار بن سيف الضبي كوفي متروك.(9/394)
وقال أبو زرعة الرازي: عمار بن محمد أحسن حالة منه.
وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش: روى عن إسماعيل بن أبي خالد والثوري المناكير.
وفي تاريخ البخاري الكبير: وروى المحاربي عن عمار عن ابن أبي خالد عن ابن أبي أوفى قال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه ... بطوله يروي عنه سفيان بن عاصم في الدجلة وقطربل، وهو حديث منكر، والأول أيضا ليس بشيء.
وفي كتاب ابن الجارود عن البخاري: لا يتابع عليه منكر ذاهب.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة السابعة قال: أوصى إليه سفيان بكتبه إذا مت ادفنها.
3904 - (ق) عمار بن طالوت بن عباد الجحدري البصري يقال: إنه أخو عثمان بن طالوت.
روى عن عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ": عمار بن طالوت البصري عن عبد الملك الماجشون، وقال: ليس [ق 165 / ب] هذا بعمار بن طالوت بن عباد الجحدري ذاك لم يدركه.(9/395)
3905 - (م 4) عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، ويقال: مولى بني الحارث بن نوفل أبو عمرو، ويقال: أبو عمر، ويقال: أبو عبد الله المكي:
كذا ذكره المزي، والحاكم يقول أبو عبد الله، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو عمر، فقدم عبد الله على غيرها.
وأما الدولابي فجزم بأبي عبد الله، زاد: [].
وقال البخاري: أكثر من روى عنه أهل البصرة وفي " الأوسط " من تواريخه، وقال عمار بن أبي عمار عن ابن عباس: " توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس وستين " ولا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار.
وذكر أحمد بن حنبل في كتاب " الزهد " عن حماد بن سلمة قال: كان عمار بن أبي عمار يغسل الموتى. وعن عوف قال: كان عمار يقول: اغسلوا موتاكم إن استطعتم، واصنعوا بهم كما تصنعون بالعروس.
وذكر المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب " الثقات "، وأغفل منه – إن كان نقله من أصل – كنيته أبو محمد، وقيل: أبو عبد الله، وكان يخطئ. وذكر المزي عن أبي داود أنه قال: هو ثقة، وأغفل منه أيضا. قلت لأحمد بن حنبل: عمار بن أبي عمار روى شعبة عنه حديث الحيض؟ قال: نعم، لم يسمع منه غيره. قلت: لم يسمع أو تركه عمدا؟ قال: لم يسمع.
وفي تاريخ خليفة بن خياط: مات في وسط من ولاية خالد على العراق.
وفي كتاب " التمييز " لأبي عبد الرحمن النسائي: ليس به بأس.(9/396)
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات، وقال: أثنى عليه حماد.
3906 - عمار بن عمارة أبو هاشم الزعفراني البصري.
ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وقال: هكذا يقول البصريون - يعني: الزعفراني - وإنما هو زعافري ثقة.
وفي كتاب " الكنى " للنسائي: وقال: قال أبو الوليد هشام بن عبد الملك: ثنا عمار أبو هاشم صاحب الزعفران. وفي موضع آخر: صاحب الزعفراني، قال أبو الوليد: وكان ثقة.
وفي كتاب الحاكم أبي أحمد: وهو والد عمران بن عمار البصري.
3907 - (س ق) عمار بن أبي فروة الأموى مولى عثمان، يكنى أبا عمرو.
كناه ابن حبان في كتاب " الثقات " أبا عمران، كذا رأيته في عدة نسخ.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو العرب القيرواني وابن الجارود في جملة الضعفاء. وقال ابن الجارود عن البخاري: لا يتابع في حديثه كله.
3908 - (م ت ق) عمار بن محمد الثوري أبو اليقظان الكوفي ابن أخت سفيان بن سعيد [ق 166 / أ] وأخو سيف بن محمد.
قال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه فاستحق الترك.
وذكره ابن سعد في الطبقة السابعة من أهل الكوفة.(9/397)
وقال الخطيب: وثقوه.
3909 - (م 4) عمار بن معاوية، ويقال: ابن أبي معاوية، ويقال: ابن صالح، ويقال: ابن حبان الدهني البجلي أبو معاوية الكوفي مولى الحكم بن نفيل، ووالد معاوية بن عمار.
ذكره خليفة وابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة، وقال: مولى أحمس، ويكنى: أبا عبد الله، وله أحاديث.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب " الثقات " لم يزد، وأغفل منه – إن كان نقله من أصل – كنيته: أبو معاوية، وكنية أبيه أبو معاوية، وهو الذي يقال له: عمار بن أبي معاوية، وربما أخطأ وكان راويا لسعيد بن جبير.
وصرح البخاري في تاريخه بسماعه من سعيد بن جبير.
وقال العقيلي: نسب إلى التشيع، يحدث عن سعيد بن جبير ولم يسمع منه، روى عنه جابر أظنه الجعفي.
وفي تاريخ المنتجيلي: قال ابن معين: هو عمار بياع السابري، وذكره بخير.
وقال البخاري والفلاس ومزيجة من بجيلة، وعمار كوفي ثقة، وقال سفيان: زعموا أن عمارا بنى دارا أنفق فيها ثمانية آلاف أو نحوها، وتصدق بمثلها، وكان عمار ومحمد بن سوقة رقيقين إذا تكلما بكيا. وقال سفيان بن عيينة:(9/398)
ما رأيت أحدا أرق من عمار.
وقال يعقوب بن سفيان: بياع السابري كوفي لا بأس به [ق 166 / ب].
3910 - (فق) عمار بن نصر السعدي أبو ياسر المروزي: سكن بغداد.
روى عن ابن المبارك والفضل بن موسى وابن عيينة، وبقية، روى عنه البغوي، نسبه أبو محمد بن الأخضر في " مشيخة البغوي ": زميا.
وفي " تاريخ مرو " لأبي رجاء محمد بن حمدويه بن أحمد بن موسى السنجى: من أهل ترزم، وكان صاحب حديث خرج إلى بغداد فسكنها ومات بها، وروى عن محمد بن عبيدة عنه، روى عن: عبد الله بن عيسى، والحسن بن علي، وحماد بن أبي حنيفة، وأبي مطيع.
وقال ابن قانع: ضعيف، وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وزعم أبو أحمد الحاكم في كتاب " الكنى " أن أبا ياسر عمار بن نصر السعدي الراوي عن ابن المبارك والفضل بن موسى، غير أبي ياسر عمار بن نصر الخراساني، الراوي عن ابن عيينة وبقية، وروى عنه البغوي، وقال: وليس هذا بالسعدي، هذا كتبوا عنه ببغداد.
3911 - عمار بن هارون البصري أبو ياسر المستملي الدلال:
ذكره أبو حاتم بن حبان البستي في كتاب الثقات، وقال: ربما أخطأ.(9/399)
وخرج الحاكم النيسابوري حديثه في " المستدرك ".
3912 - (ع) عمار بن ياسر العنسي أبو اليقظان مولى بني مخزوم.
قال محمد بن سعد: أنبا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: قال عمار: لقيت صهيبا على باب دار الأرقم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها، فقلت له: ما تريد؟ فقال لي: ما تريد أنت؟ قلت: أردت أن أدخل على محمد - صلى الله عليه وسلم - فأستمع كلامه، قال: وأنا أريد ذلك، فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلا.
وعن عمر بن الحكم قال: كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول: وعن ميمون بن مهران: أحرق المشركون عمارا بالنار، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمر به فيقول: [ق 167 / أ] " يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم ". وعن سالم بن أبي الجعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت ". وقال عبد الله بن عبيد بن عمير نزلت في عمار إذ كان يعذب في الله قوله تعالى: (وهم لا يفتنون) وعن ابن عباس في قوله تعالى: (أمن هو قانت آناء الليل)، نزلت في عمار بن ياسر - رضي الله عنه - وقال عبد الله بن جعفر: إن لم يكن عمار شهد بدرا فإن إسلامه كان قديما.
وعن الحسن قال عمار: قاتلت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الإنس والجن.
وروى قوله - صلى الله عليه وسلم -: " تقتلك الفئة الباغية ": أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبو سعيد الخدري، وأبو قتادة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبوه عمرو بن العاص، ومعاوية، وخزيمة بن ثابت.(9/400)
وقال عبد الله بن أبي الهذيل: اشترى عمار قتا بدرهم، وهو أمير الكوفة فحمله على ظهره.
وفي كتاب ابن حبان: قطعت أذناه يوم اليمامة، ونسبه كما ذكره ابن سعد.
وفي " طبقات الصحابة " لأبي عروبة الحراني: سبته الجاهلية فقطعوا إحدى أذنيه.
وفي قول المزي: قال أبو بكر البرقي: شهد بدرا والمشاهد كلها، ويقول من ينسبه: - فذكر نسبه نظر؛ لأن البرقي لم يقل هذا إلا نقلا، بيانه: قوله في كتابه " تاريخ الصحابة " ومن أصل قديم في غاية الجودة – قرأه غير واحد من الأئمة أنقل: ومن حلفاء بني مخزوم، ويقال: بل من مواليهم: عمار بن ياسر. وذكر عن عطاء قال: خرج أبو سلمة وأم سلمة، وخرج معهم عمار بن ياسر، وكان حليفا لهم، ويقال: إنه مولى أبي حذيفة بن المغيرة. حدثنا ابن هشام قال: عمار بن ياسر عنسي من مذحج، ويقول من ينسبه فذكر نسبته. قال أبو بكر: وهذا النسب في غير موضع، وهو المشهور.
قال ابن البرقي: يكنى أبا اليقظان، وأمه سمية بنت مسلم من لخم، توفي وله تسعون سنة. قال ابن البرقي: شهد بدرا والمشاهد كلها فيما أبنا ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق، انتهى. فهذا [ق 167 / ب] كما ترى البرقي قد فصل بين قوله، وقول غيره.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: أسلم أخوه عبد الله أيضا بمكة، وكان عمار أجدع، ذهبت أذنه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي كتاب الصحابة لأبي نعيم الحافظ: لم يشهد بدرا ابن مؤمنين غيره، وكان مجدع الأنف، واختلف في هجرته إلى الحبشة، ولما قتل كان ابن نيف.(9/401)
وتسعين سنة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: أبوه عربي لا يختلفون في ذلك وللحلف والولاء الذين بين بني مخزوم وعمار وأبيه كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال غلمانه من عمار ما نالوا من الضرب، حتى انفتق له فتق في بطنه وكسروا ضلعا من أضلاعه.
وقال إبراهيم بن سعد: بلغنا أن عمارا قال: كنت تربا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن أحد أقرب به سنا مني.
وعن ابن عباس في قوله تعالى: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوار} يعني: عمارا.
وعن عائشة: ما من أحد من الصحابة أشاء أن أقول فيه إلا عمار بن ياسر.
وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كان عمار يقول يوم صفين:
نحن ضربناكم على تنزيله ... ونضرب اليوم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
أو يرجع الحق إلى سبيله
وعن الأحنف: حز رأسه ابن جزء السكسكي وطعنه أبو الغادية الفزاري وحديث: " تقتل عمارا الفئة الباغية " من أصح الأحاديث. وكانت صفين في ربيع الآخر،، وسنه يوم قتل اثنتان وتسعون سنة.
وفي " تاريخ " يعقوب بن سفيان الفسوي: كان من أمراء علي بصفين.
وفي كتاب " الصحابة " لمحمد بن جرير الطبري: وهاجر عمار في قول جميع من ذكرت من أهل السير إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وقالوا جميعا: شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.(9/402)
وقال ابن عمر: الذي أجمع عليه [ق 168 / أ] أنه قتل مع علي بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين.
وفي كتاب " الطبقات " لإبراهيم بن المنذر الحزامي: زعم بعض ولده أن أمه من عك.
وفي ضبط المهندس عن المزي: ثامر بن عنس بثلاثة وبعد الميم راء، غير جيد والصوا يام، بياء أخت الواو وميم، وقد ذكره المزي في موضع آخر على الصواب. روى عنه أنس بن مالك فيما ذكره ابن ماجه، وزعم فيما ذكره ابن عساكر أن الصواب عبيد الله بن عبد الله عن أبيه.
وفي معجم أبي القاسم الطبراني الكبير عن كليب بن منفعة عن أبيه قال: رأيت عمارا بالكناسة أسود جعدا، وهو يقرأ: {ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون}، وعن سعيد بن عبد العزيز أن عمارا أقسم يوم أحد فهزم المشركون، وأقسم يوم الجمل فغلبوا أهل البصرة، وقيل له يوم صفين: لو أقسمت، فقال: لو ضربونا بأسيافهم حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وهم على الباطل، ولم يقسم.
وكان قسمه يوم أحد:
أقسمت يا جبريل يا ميكال ... لا يغلبنا معشر ضلال
إنا على الحق وهم جهال
حتى خرق صف المشركين.
يقال: قتله شريك بن سمي وابن قحذم. روى عنه أبو عبيدة بن محمد بن عمار، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وعبيدة أبو موسى بن عبيدة، وعبد الله بن عبيدة الربذي، وعريب بن حميد الهمداني، وحارثة بن مضرب، والحارث الأعور، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وقبيصة بن النعمان أو النعمان بن قبيصة، ومخارق بن سليم، وأبو البختري سعيد بن فيروز، وميسرة بن داء بن الحوبكية – يعني: يزيد، ويحيى أبو(9/403)
يحيى الحضرمي، وأبو مريم الثقفي، وهو غير أبي مريم عبيد الله بن زياد الأسدي، والأصبغ بن نباتة، وسعيد بن كرز، وربيعة بن ناجذ، وعدي أبو عبيد الله بن عدي وقيس بن عدي، وعمران بن الحميري [ق 168 / ب] وسعد بن حذيفة، وأبو المخارق الكوفي، وأبو سعيد التميمي عقيصا، وسالم بن أبي الجعد، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، ومسلم أبو حسان الأعرج بصري، وأبو نضرة المنذر بن مالك قطعة، وأبو سليمان البصري، ولؤلؤة مولاة عمار، وأبو عشانة المعافري، وأبو يزيد الحميري والقاسم أبو عبد الرحمن.
وفي كتاب ابن بنت منيع: قتل عمار وخمائل سيفه نسجة.
وذكر المزي: أن سمية أم عمار أول شهيد في الإسلام. وفي كتاب " الصحابة " للعسكري أول شهيد في الإسلام: الحارث بن أبي هالة، وذكره أبو هلال العسكري في " الأوائل " عن السيوفي بن القطامي.
وفي " تاريخ " خليفة: كانت صفين يوم الأربعاء لسبع خلون من صفر، وكان الصلح ليلة السبت لعشر خلون من صفر، وفيها قتل عمار بن ياسر.
وفي نسبه – مما يضبط – لوذيم بضم اللام، ويقال: لوذيم بفتحها وبعد الذال المعجمة ياء أخت الوالو، كذا قيده ابن دحية في " مرج البحرين ".(9/404)
3913 - (4) عمارة بن أكيمة الليثي ثم الجندعي من أنفسهم، أبو الوليد المدني.
جد عمرو بن مسلم، وقيل: اسمه عمار، وقيل: عمرو، وقيل: عامر.
ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال: كنيته أبو الوليد. توفي سنة إحدى ومائة، رجل من بلحارث، وابن سعد في الطبقة الثانية.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات سنة إحدى ومائة وهو ابن تسع وسبعين، وقد قيل اسمه: عمرو بن مسلم بن أكيمة، وهو أخو عمر بن مسلم بن عمارة.
وقال في باب عمرو: ابن أكيمة الخولاني يروي عن أبي هريرة، اسمه عمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة، روى عنه الزهري وأخوه عمر بن مسلم، يروي عن سعيد بن المسيب وسعيد بن أبي هلال بن محمد بن عمرو بن علقمة، روى عنه مالك.
وقال: عمرو بن مسلم، وإنما هو عمر بن مسلم لا عمرو بن مسلم؛ لأن مالكًا لم يدرك عمرًا.
وقال البخاري: وقال بعضهم: الخناعي. وهو خطأ.(10/5)
وقال البيهقي: هو رجل مجهول، لم يحدث عنه غير الزهري [ق 169/أ]، ولما خرج أبو عيسى حديث: " مالي أنازع القرآن " صححه.
وكذلك الحاكم - فيما ذكره بعضهم - والإشبيلي، وابن القطان وابن المواق بسكوتهم.
وأما أبو علي الطوسي فحسنه، وأما ابن حزم فرده بأمرين: تفرد ابن أكيمة به، وبأن ابن أكيمة أيضًا مجهول.
وفي كتاب " الطبقات " للبرقي باب من لم يشتهر عنه الرواية واحتملت روايته لرواية الثقات عنه ولم يغمز: ابن أكيمة الليثي.
قال يحيى بن معين: كفاك قول الزهري: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب، وقد روى عنه غير الزهري: محمد بن عمرو، وغيره. قال يحيى: وزعم مالك أن اسم ابن أكيمة: عمر بن مسلم بن أكيمة، كذا هو مجود بخط جماعة من الفضلاء، وهو خلاف ما حكاه ابن حبان قبل.
قال البرقي: وروى الزهري عن ابن أكيمة حديثين: أحدهما مشهور في القراءة خلف الإمام، والآخر في المغازي. انتهى.
في هذا رد على المزي في كونه لم يذكر عنه راويًا غير ابن شهاب، وإن كان قد قاله قبله مسلم في كتاب " الوحدان "، وأبو عمر بن عبد البر في كتاب " التمهيد "، والبيهقي، ورد على البيهقي أيضًا في قوله: لم يحدث ابن أكيمة إلا بهذا الحديث وحده، وقد قاله أيضًا قبله ابن سعد وغيره. قال أبو عمر: كان ابن أكيمة يحدث في مجلس سعيد بن المسيب فيصغي إلى حديثه، وحسبك بهذا فخرًا وثناءً.
وسماه يحيى بن معين: عمرو بن أكيمة - فيما حكاه عنه عباس بن محمد -، وقال: هو ثقة.(10/6)
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في تاريخه: هو من مشاهير التابعين بالمدينة.
ولما ذكره الخطيب في كتابه " الفصل للوصل المدرج في النقل ": رواية الأوزاعي عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة حديث القراءة؛ قال: وهم، وسببه أنه سمع الزهري يقول: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيدًا، والصحيح رواية مالك عن الزهري عن ابن أكيمة.
وفي كتاب الحافظ أبي إسحاق الصريفيني: روى عن حكيم بن حزام حديثًا ذكره أيضًا، روى عنه أبو الحويرث أيضًا.
وقال ابن قانع وابن زبر، وابن أبي عاصم: في سنة إحدى ومائة – يعني: مات أبو الوليد عمارة بن أكيمة من بلحارث بن كعب، مديني.
وفي تاريخ علي بن عبد الله التميمي: عمارة بن أكيمة توفي [ق 169/ب] سنة إحدى ومائة وله تسع وتسعون سنة.
كذا هو مجود بخط ابن أبي هشام وغيره.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال ابن طاهر في " إيضاح الإشكال ": ابن أكيمة الليثي اسمه عبد الله بن سليم بن أكيمة، عداده في أهل الحجاز.
وقال البزار في كتاب " السنن ": ابن أكيمة ليس مشهورًا بالنقل، ولم يحدث عنه إلا الزهري، وسماه ابن معين: عبادًا.
وفي كتاب ابن الحذاء، ويقال: يزيد. قال ابن الحذاء: وهو ثقة.
3914 - (س) عمارة بن بشر الدمشقي.
ذكر في كتاب الحافظ أبي إسحاق الصريفيني: أنه توفي سنة مائتين. وفي كتاب ابن الجوزي: عمارة بن بشر يروي عن ابن غنم. قال الأزدي: متروك الحديث. انتهى. لا أدري أهو هذا أم غيره؟(10/7)
3915 - (بخ د ق) عمارة بن ثوبان عم جعفر بن يحيى بن ثوبان حجازي.
قال ابن حبان في كتابه " الصحيح ": أنبا أبو يعلى، ثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد، ثنا أبي، ثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان، حدثنا عمارة بن ثوبان أن أبا الطفيل أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان بالجعرانة يقسم لحمًا، وأنا يومئذ غلام أحمل عضو البعير، قال: فأقبلت امرأة بدوية، فلما دنت بسط لها صلى الله عليه وسلم رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هذه؟ فقالوا: أمه التي أرضعته ".
وخرج الحاكم له حديثًا في " المستدرك " من حديث جعفر بن يحيى بن ثوبان، عنه، عن ابن عباس فيما ذكره الصريفيني ومن خطه.
وقول المزي: وقال بعضهم: جعفر بن يحيى بن عمارة بن ثوبان لم أره، ويدفعه قول أبي حاتم الرازي: روى عنه ابن أخيه جعفر بن يحيى بن ثوبان.
وفي بيان " الوهم والإيهام " قال ابن القطان: لما قال عبد الحق عمارة بن ثوبان ليس بالقوي: هذا لا أعرفه في هذا الرجل، ولا أدري من رده، وإنما هو مجهول الحال.
3916 - (بخ ت ق) عمارة بن جوين أبو هارون العبدي البصري.
قال أحمد بن حنبل: متروك.
وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. وفي رواية ابن الجنيد: كان غير ثقة يكذب.
وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ضعيف الحديث، وقد تحامل بعضهم فنسبه إلى الكذب، روى ذلك عن حماد بن زيد، وكان فيه تشيع، وأهل(10/8)
البصرة يفرطون فيمن يتشيع بين أظهرهم؛ لأنهم عثمانيون.
وفي " تاريخ نيسابور " للحاكم: قال إسماعيل بن علية: كان أبو هارون يكذب في الحديث. وقال محمد بن مثنى: ما سمعت يحيى، ولا عبد الرحمن ابن مهدي يحدثنا عن سفيان عن أبي هارون بشيء.
وفي كتاب الجوزجاني: سمعت سعيد بن عامر يقول: مسكين أبو هارون العبدي.
وفي تاريخ البخاري قال شعبة: قال لي حماد بن زيد: في نفسك من أبي هارون شيء؟ قلت: يكفيني هذا منك [ق 170/أ]، ولما خرج الحاكم حديثه في الشواهد قال: لم يحتجا بأبي هارون.
وقال الدارقطني: يعتبر بما يروي عنه الثوري والحمادان.
وذكره الساجي، وابن الجارود، والعقيلي، والبرقي في جملة الضعفاء. زاد: وأهل البصرة يضعفونه.
وقال أبو محمد الإشبيلي: ضعيف عندهم، وقد حدث عنه الثقات، ويذكر فيه تشيع.
[وقال] أبو العرب القيرواني: سمعت بكر بن حماد يحدث عن بعضهم، قال: لو أتيت أبا هارون بالتوراة لقرأها عن أبي سعيد. وقال محمد بن عبد الرحيم التبان: ليس بثقة.(10/9)
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الضعفاء " قال: قال عثمان بن أبي شيبة: كان أبو هارون كذابًا يحدث بالغداة بشيء وبالعشي بشيء.
وقال شعبة: لأن أقدم فتضرب رقبتي أحب إلي من أن أحدث عن أبي هارون.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل البصرة، وقال: كان ضعيفًا في الحديث.
وفي " الكنى " للنسائي: أنبا يعقوب بن سفيان، ثنا عبد الله بن عثمان، عن أبيه قال: قال شعبة: كنت لو قيل لي: تدخل الجنة أو تلقى أبا هارون ثم تدخل الجنة؟ فقلت: بل ألقاه، قال: فلقيته فإذا هو لا شيء.
أنبا أحمد بن علي، ثنا أبو بكر قال: علي قيل ليحيى: أيما أحب إليك بشر بن حرب أو أبو هارون؟ قال: بشر بن حرب.
أنبا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: أبو هارون ليس بشيء. ومرة أخرى ضعيف.
أنبا إبراهيم بن موسى عن إسماعيل قال: قال علي: أبو هارون لست أروي عنه.
وفي كتاب أبي أحمد الحاكم: أبنا أبو بكر، ثنا صالح - يعني: ابن أحمد بن حنبل -، ثنا علي قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: قال شعبة: كنت أتلقى الركبان أيام كرز أسأل عن أبي هارون، فلما لقيته رأيت عنده كتابًا فيه أشياء منكرة في علي، فقلت له: ما في هذا الكتاب؟ قال: هذا الكتاب حق.
وفي كتاب ابن أبي حاتم عن معلى بن خالد قال: قال لي شعبة: لو شئت لحدثني أبو هارون عن أبي سعيد بكل شيء. وعن يحيى: لم يحدث عنه شعبة بشيء.(10/10)
وقال الساجي: روى عنه شعبة.
وعن عبد الله بن أحمد قال: قلت لأبي: يحيى بن سعيد يقول: بشر بن حرب أحب إلي من أبي هارون، قال: صدق يحيى.
وعن مفضل قال: سمعت شعبة يقول: لو شئت أن يحدثني أبو هارون بكل شيء رآه أهل واسط يفعلونه: ثنا بندار، ثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون عن أبي هارون قال: كنا في جنازة [ق 170/ب] رافع بن خديج؛ فذكر الحديث.
وفي " تاريخ المنتجيلي " عن البرقي روي عن شعبة أنه قال: سمعت أبا هارون يقول في فتنة الأزد وبني تميم: شدوا على أولاد الزنا.
وقال ابن قانع: ضعيف.
وقال ابن أبي خيثمة في " تاريخه الكبير ": - سمعت أحمد يقول: لا تكتب حديث أبي هارون.
وقيل ليحيى بن معين: عطية بن سعد مثل أبي الوداك؟ قال: لا، قيل ليحيى: قيل أبي هارون العبدي؟ فقال: أبو الوداك ثقة، ماله ومال أبي هارون.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة من أهل البصرة.
ولهم شيخ آخر اسمه:
3917 - عمارة بن جوين.
قال البخاري في تاريخه: يكنى أبا الأرقم، كوفي.
ذكرناه للتمييز.(10/11)
3918 - (سي) عمارة بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني، والد يحيى وجد عمرو بن يحيى بن عمارة:
قال أبو نعيم الأصبهاني في كتاب " الصحابة ": ذكره بعض المتأخرين. وقال أبو أحمد في تاريخه: له صحبة، عقبي بدري، وفيه نظر، حديثه عند ابنه يحيى.
وفي كتاب العسكري: مضى الأوس والخزرج، ومن بني عدي بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر أخوة الأوس والخزرج، أبو الحسن المازني جد يحيى بن عمارة له صحبة.
وفي كتاب ابن الأثير: قال ابن منده. عن أبي أحمد: له صحبة عقبي بدري.
وقال أبو القاسم البغوي: عمارة أبو الحسن البدري المازني، سكن المدينة؛ وهو جد عمرو بن يحيى المازني، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، حدثنا أحمد بن منصور المروزي، ثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن عبد الله بن ضميرة الهاشمي، ثنا عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن جده أبي الحسن، وكان عقبيًّا بدريًّا؛ فذكر حديث " كيف بروعة المسلم ".
وفي كتاب " الصحابة " لابن حبان: عمارة بن أبي حسن الأنصاري، شهد بدرًا وهو جد عمرو بن يحيى الأنصاري.
وفي كتاب " الصحابة " لابن قانع: عمارة بن أبي حسن الأنصاري، ثنا المطين، ثنا عبد الله بن الحكم، ثنا زيد بن الحباب، ثنا حسين بن عبد الله، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن جده وكان عقبيًّا بدريًّا، فذكر حديثًا.(10/12)
وفي الطبقة الثالثة من كتاب ابن سعد طبقة الخندقيين: أبو حسن المازني، واسمه: غنم بن عبد عمرو بن قيس بن محرث بن الحارث بن [ق 171/أ] ثعلبة بن مازن بن النجار، وأمه: كبشة بنت عمرو بن عطية بن خنسا بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، فولد أبو حسن بن عبد عمرو: عمر وعمارة، وعمرًا، وميمونًا. وأمهم عمرة بنت معوذ، فولد عمارة بن أبي حسن يحيى الذي روى عنه الحديث، وعثمان قتل يوم الحرة.
وأمهما زينب أخت عباد بن تميم بن غزية بن عمرو بن عطية، فولد يحيى بن عمارة عمرو بن يحيى، الذي روى عنه الثوري ومالك وغيرهما.
3919 - (خ 4) عمارة بن أبي حفصة نابت، وقيل: ثابت، مولى العتيك من الأزد أبو روح، وقيل: أبو الحكم بصري، والد حرمي وابن عم عبد العزيز بن أبي رواد.
قال الفلاس في تاريخه: قلت لحرمي بن عمارة بن أبي حفصة: ما اسم أبي حفصة؟ فقال: ما يكون أسماء العبيد؟ قلت: ابن ثابت، قال: صحفت صحفت؛ هو: ابن نابت. بنون في أوله.
وذكره ابن حبان، وابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة.
وخليفة بن خياط في الخامسة.(10/13)
وفي " الوحدان " لمسلم. تفرد بالرواية عن المغيرة بن حنين وحجر الحجري.
3920 - (4) عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري والأوسي أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد المدني.
ذكره ابن حبان في " الثقات ". وقال ابن أبي عاصم: مات سنة خمس ومائة، كذا ذكره المزي، وكأنه على العادة في النقل من غير أصل؛ إذ لو كان من أصل، لرأى في كتاب " الثقات ": عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري من بلحارث ابن كعب، كنيته أبو محمد، يروي عن ابن عباس، روى عنه هشام بن عروة، مات سنة خمس ومائة وهو ابن خمس وسبعين سنة.
وقال ابن سعد في الطبقة الأولى من المدنيين: أمه صفية بنت عامر بن طعمة بن زيد الخطمي، فولد عمارة إسحاق درج ومحمدًا وصفية ومنيعة وحمادة، وقد سمع عمارة بن خزيمة من عمر بن الخطاب وهو يقول [لابنه]: مالك لا تغرس أرضك.
وكان عمارة يكنى أبا محمد، وتوفي بالمدينة في أول خلافة الوليد بن عبد الملك، وهو ابن خمس وسبعين [ق 171/ب] سنة، وكان ثقة قليل الحديث.
وقال خليفة في الطبقة الثانية يكنى أبا محمد، وتوفي سنة خمس ومائة، وكذا ذكره ابن زبر " ".
وقال القراب: أنبا الحسين ابن محمد أبو الفضل المروذي، أنبا محمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي ابن المديني: مات عمارة بن خزيمة سنة خمس ومائة، وله ثمان وسبعون سنة.
وجزم أبو عبد الرحمن النسائي بأبي محمد، ولم(10/14)
يتردد، وكذا مسلم بن الحجاج وأبو بشر الدولابي في النسخة الكبرى، والله تعالى أعلم.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة. فلا وجه على هذا لتقديم أبي عبد الله على أبي محمد، بل لا يجوز.
3921 - (م د ت س) عمارة بن رويبة الثقفي أبو زهير الكوفي.
من بني جشم بن قيس وهو ثقيف، روى عنه الشعبي عامر بن شراحيل فيما ذكره الطبراني في " المعجم الكبير ". وقال أبو القاسم البغوي: يقال: إنه أبو زهير.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": الأوسط، أنبا الوليد بن شجاع، ثنا سفيان، ثنا إسماعيل بن أبي حازم عن عمارة بن رويبة قال: وكان عمارة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب الصريفيني: يكنى أبا زهيرة، وكأنه غير جيد؛ لعدم سلف صالح له في ذلك، ولأني لم أرها كنية له ولا لغيره، فينظر.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي نعيم: روى عنه زياد بن علاقة. قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي حين صرفت القبلة، فدار النبي صلى الله عليه وسلم ودرنا معه في ركعتين، كذا حدثناه؛ فقال: عن عمارة بن رويبة في حديث عمارة، وقال غيره: عمارة بن أوس.
3922 - (بخ د ت) عمارة بن زاذان أبو سلمة الصيدلاني البصري.
قال مهنا: سألت أحمد عن عمارة بن زاذان؟ فقال: صالح إلا أنه يروي حديثًا منكرًا، يحدث به عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: " أرسل أم سليم إلى امرأة، فقال: شمي عوارضها، وانظري إلى عرقوبيها " قلت له: هذا غريب، قال: فلذلك صار منكرًا.
وفي " سؤالات البرقاني " وسمعته يقول: - يعني: الدارقطني -: وعمارة بن(10/15)
زاذان الصيدلاني بصري ضعيف، يعتبر به كذا المزي، نقل عن الدارقطني تضعيفه فقط وأغفل هذه اللفظة ولا بد منها، وكذا قوله: قال الأثرم عن أحمد: يروي عن أنس أحاديث مناكير، كأنه إنما يروي عن ثابت عن أنس كما بيناه، ولو كان كما ذكره لكان يلزمه أن يذكر أنسًا في أشياخه فيعتبر بذلك تابعيًّا، ولكنه اتبع في ذلك صاحب " الكمال " – فيما أظنه – ولم يمعن النظر.
وكذا قوله: ذكره ابن حبان في [ق 172/أ] كتاب الثقات أغفل منه، إن كان نقله من أصل، مولى بني تيم الله ابن ثعلبة، كنيته أبو سليمان كذا هو في عدة نسخ من كتابه، وفي " تاريخ البخاري " يقال: مولى بني تيم الله بن ثعلبة.
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن حبان والحاكم وأبو علي الطوسي.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال يحيى بن معين: ليس به بأس. وقال محمد بن عمار الموصلي: ضعيف.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة. وقال الساجي في كتابه " الجرح والتعديل ": فيه ضعف، ليس بشيء، ولا بقوي في الحديث.
وقال يحيى بن معين: هو ثقة، روى عنه إسحاق بن منصور؛ فقال: ثنا عمارة(10/16)
ابن زاذان.
وذكره أبو جعفر العقيلي وأبو محمد بن الجارود في جملة الضعفاء.
3923 - (ت) عمارة بن زعكرة أبو عدي الكندي الشامي له صحبة.
قال أبو حاتم بن حبان في كتاب " الصحابة ": يقال: إن له صحبة، وفي القلب منه شيء.
وقال ابن قانع: يماني.
وقال ابن عبد البر: ليس له إلا حديث: " قال الله تعالى: عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه ".
وزعم أبو القاسم الطبراني في " المعجم الكبير " أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم القبلتين.
وقال البخاري: عمارة بن زعكرة لم يصح إسناده.
ولما خرجه أبو عيسى الترمذي وأبو علي الطوسي قالا: ليس إسناده بالقوي.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي القاسم عبد الصمد بن سعيد الحمصي – ومن خط رشيد بالدين المصري قطبغته بحمص عند دار بني جنادة -: وكنيته أبو عمرو وقد أعقب، وبنوا الحجر من ولده، وقد روى حديثًا واحدًا.
3924 - (ت سي) عمارة بن شبيب السبائي، وقيل: عمار مختلف في صحبته.
قال ابن حبان في كتاب " الصحابة ": من زعم أن له صحبة فقد وهم، سمع عمارة خبره في التهليل عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم.(10/17)
وقال أبو علي الحسن بن نصر الطوسي: لا يعرف لعمارة سماع من النبي صلى الله عليه وسلم، وقال البخاري: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. قاله لنا قتيبة، عن الليث، عن الجلاح، وقال ابن وهب: أخبرني عمرو [ق 172/ب] سمع جلاحًا، سمع [الحلبي سمع عمارًا أبو] عمارة أن رجلًا من الأنصار حدثه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في " التهليل ".
وقال ابن عبد البر في " الاستيعاب ": مات سنة خمسين.
وقال أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ": عمارة بن شبيب السبائي، ويقال: عمار. والحديث معلول.
حدثنا أحمد بن شعيب، أنبا قتيبة، ثنا الليث عن الجلاح بن كثير عن أبي عبد الرحمن عن عمارة بن شبيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله " مرسل.
وقال عمرو بن الحارث، عن الجلاح، عن أبي عبد الرحمن، عن عمارة، عن رجل من الأنصار له صحبة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: لا إله إلا الله ".
وزعم المزي أن الترمذي قال: لا نعرف لعمارة بن شبيب سماعًا من النبي صلى الله عليه وسلم وفيه نظر؛ لأن الترمذي جزم بذكره في الصحابة ولم يتردد، وكذلك العسكري وغيره.
وفي كتاب الصريفيني: ويقال: الأنصاري.(10/18)
وفي كتاب " التفرد " لمسلم: وممن تفرد عنه الحبلي بالرواية ممن دون الصحابة عمارة بن شبيب.
3925 - (ت ق) عمارة بن عبد الله بن صياد الأنصاري أبو أيوب المدني.
قال المزي – فيما ضبطه عنه المهندس –: خلف منهم سبعة وأربعون رجلًا، ورجل من بني ساعدة، وفيه نظر في موضعين، الأول: ابن سعد. إنما قال: تسعة.
الثاني: لا فائدة في ذكر الرجل من ابن سعد لما [] من نسبهم؛ لتصير تكملة الخمسين، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان: توفي في خلافة مروان، كما ذكره ابن سعد، ومن عادة المزي إذا رأى أقوالًا متعددة في الوفاة من كتاب ابن عساكر والخطيب ذكر ذلك كله، ومما أغفله: وقال ابن سعد: كان من خيار المسلمين.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني في " تاريخه ": أنه كان هو والأحوص بن محمد ومعبد ومعاذ يتحدثون إلى جارية بالمدينة، وأن الأحوص جاء إليها يومًا فحجبته فكتب إليها لما آثرتهم عليه من أبيات:
إني وهبت بحبي من مودتها ... لمعبد ومعاذ وابن صياد
لابن اللعين الذي جاء الدجال ... له والمعنى رسول المزور في الوادي
وفي قول المزي عن أبيه؛ وهو الذي قيل: إنه الدجال. نظر؛ لأن هذا هو المرجح عند جماعة من الأئمة، حتى كان أبو ذر الغفاري يحلف بالله: إنه الدجال، وكذلك عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وجابر بن عبد الله، وهو قول أبي سعيد(10/19)
الخدري وعائشة أم المؤمنين والزبير بن العوام وأبي بكرة وأبي سبرة والنعمان، ورجحه جماعة من العلماء وصححوه، ومن كانت هذه حاله لا يقال فيه: قيل. بصيغة التمريض.
وقال الآجري: قلت لأبي داود عمارة بن صياد من ولد ابن صياد؟ قال بلغني هذا عن ابن سعد – يعني محمد بن سعد – قال: وسألت أحمد بن صالح عن هذا، فأنكره، ولم يكن له به أدنى علم.
3926 - (عس) عمارة بن عبد الكوفي.
روى عن علي، كذا ذكره المزي ولم يذكر له غيره، وفي " مستدرك " الحاكم – وصحح سنده -، روايته عن حذيفة بن اليمان، ونسبه ابن حبان في كتاب " الثقات " – الذي نقل المزي توثيقه من عنده – سلوليًّا، وذكره في موضع آخر، يقال: روى عن ابن مسعود، روى عنه أهل الكوفة؟ وكذا نسبه مسلم في كتاب " الواحدان "، وذكر منه ممن تفرد عنه السبيعي أيضًا سليمان بن عبد السلولي، فلا أدري هو أخوه أم لا؟
3927 - (د ق) عمارة بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو ابن عبد غنم بن مالك بن النجار المدني، أخو محمد بن عمرو.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال: روى عن أبيه وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله، وفي قوله: ذكره خليفة بن خياط في تسمية من قتل من الأنصار بالحرة، وكانت الحرة سنة ثلاث وستين، نظر في موضعين: الأول: خليفة لم يذكر الحرة في " التاريخ " الذي عدد فيه من قتل بها، ولا في سنة اثنتين وستين. الثاني: لما ذكر من قتل بها في سنة اثنتين وستين لم يذكره فيهم إنما ذكر(10/20)
أخاه، وأولاد أخيه وإخوته؛ وذلك أنه قال: ومن بني الخزرج ثم من بني ابن مالك بن النجار: عمرو بن سعيد بن الحارث وسعد وسليمان وزيد ويحيى وعبيد الله بنو زيد بن ثابت، ومحمد وزيد ابنا عمارة بن زيد، ومحمد بن عمرو بن حزم وعبد الرحمن وعثمان وعبد الملك بنو محمد بن عمرو بن حزم، وعبيد الله وجابر ومعاوية بنو عمرو بن حزم، ويقال: قتل مع محمد بن عمرو بن حزم ثلاثة عشر رجلًا من أهل بيته، وبنحوه ذكره في " الطبقات ".
ولما ذكر ابن سعد محمدًا قال: قتل في الحرة، وكذا قاله الهيثم ويعقوب بن سفيان وغيرهما.
وذكر ابن سعد من ولده: محمد بن عمارة وعبد الجبار بن عمارة [ق 173/ب] وفاطمة بنت عمارة روت عن عمرة.
وفي قوله: قال العجلي: تابعي مدني ثقة، نظر؛ لأن العجلي إنما قال في عدة من نسخ كتابه: عمارة بن عامر. فلو ادعى مدع أنه غيره لساغ له.
وفي " تاريخ البخاري الأوسط " عن عمارة بن عمرو بن حزم قال: حتى كانت ولاية معاوية وأمر مروان على المدينة – يعني مصدقًا – على جميع بني سعد بن هذيم من قضاعة.
وفي " تاريخ القراب " عن أبي معشر عن رجل من أهل المدينة في قصة مقتل ابن الزبير قال: فجاءه حجر من حجارة المنجنيق فسقط – يعني يوم الثلاثاء لسبع عشرة من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين – فحزوا رأسه وقتل معه عبد الله بن صفوان، وعمارة بن عمرو بن حزم: زاد ابن أبي علي في تاريخه المعروف " بالتعريف بصحاح التاريخ ": وحمل الحجاج رؤوسهم إلى عبد الملك بن مروان.(10/21)
3928 - (ع) عمارة بن عمير التيمي الكوفي من تيم الله بن ثعلبة.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: يروي عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو.
ومات في ولاية سليمان بن عبد الملك.
وقال ابن زبر عن المدائني: مات سنة اثنتين وثمانين.
وقال ابن أبي خيثمة في تاريخه: سمعت يحيى بن معين يقول: مات عمارة بن عمير سنة ثنتين وثمانين.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة قال: أنبا الفضل بن دكين، ثنا حفص عن الأعمش قال: لقي عمارة رجلًا في بعض المغازي فقال: أعرفك أليس كنت تجلس معنا عند إبراهيم؟ قال: نعم. ومعه ستون دينارًا قال: فيحل فيعطيه منها ثلاثين دينارًا. انتهى.
المزي ذكر وفاته من عند ابن سعد وأغفل هذا من عنده، ونقل معناه من عند غيره، وكأنه نقل كلام ابن سعد من كتاب " الكمال "، ولما ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثانية قال: مات في ولاية سليمان بن عبد الملك. وكذا ذكره القراب وغيره.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة: مات في ولاية سليمان سنة ثمان وتسعين.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
[ق 174/أ].
3929 - (بخ د) عمارة بن غراب اليحصبي.
روى عنه ابن أنعم الأفريقي، وذكره ابن حبان في " الثقات ".
كذا ذكره المزي ولم يذكر عنه راويًا إلا الأفريقي، وابن حبان قال في " الثقات ": ما لا(10/22)
ينبغي لمن رآه إغفاله لا سيما مع تفرد الأفريقي بالرواية عنه، وهو يعتبر حديثه من غير رواية الأفريقي عنه.
وهو مشعر أيضًا برواية غيره.
وقال أبو موسى المديني في " معرفة الصحابة ": أورده جعفر وقال: ذكره يحيى بن يونس وأورد له حديثًا قال: وابن غراب: رجل من حمير. قال أبو موسى: هو من التابعين، ولا يثبت له صحبة ولا رؤية.
وفي كتاب ابن ماكولا: يروي عن عمته عن عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وهو رد لقول المزي إذ لم يذكر من أشياخه إلا عمة له عن عائشة.
3930 - (خت م 4) عمارة بن غزية بن الحارث بن عمرو بن غزية البخاري الأنصاري المدني.
روى عن أنس بن مالك.
كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لما ذكره البرقاني: وسألته – يعني الدارقطني – عن حديث عمارة بن غزية، عن أنس، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الجماعة فقال: مرسل لم يلحق عمارة أنسًا، وهو ثقة.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال يحيى: ليس به بأس.
وفي تاريخ البخاري: روى عن الزهري.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: روى عنه أهل الشام ومصر، ومات سنة أربعين ومائة، وأمه أم إسماعيل بنت أبي حبة بن غزية بن عمرو المازنية.(10/23)
وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: ولد سعيدًا والنعمان وكثيرة.
وقال خليفة في الطبقة الخامسة وفي " التاريخ ": توفي سنة أربعين.
وقال ابن قانع: سكن الشام وتوفي سنة أربعين.
وقال ابن يونس: قدم الإسكندرية، روى عنه الليث بن سعد. يقال: توفي بالمدينة سنة أربعين.
وكذا ذكر وفاته أبو حسان الزيادي والقراب وغير واحد.
وقال ابن أبي عاصم النبيل: توفي سنة أربع وثلاثين ومائة.
وقال العجلي: أنصاري ثقة. وقال أبو محمد بن حزم في المحلى: ضعيف.
ولما ذكره أبو جعفر العقيلي في كتاب " الجرح والتعديل " قال: قال ابن عيينة: جالسته كم من مرة فلم أحفظ عنه شيئًا.
وفي كتاب ابن ماكولا: روى عنه بنوه محمد وسعيد والنعمان.
3931 - (ع) عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي: أكبر من عمه عبد الله بن شبرمة ويفضل عليه.
قال ابن أبي حاتم في " المراسيل " قال أبي: عمارة بن القعقاع عن عبد الله بن مسعود ليس متصلًا بينهما رجل.
ولما ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة قال: قال ابن شبرمة لعمارة: تعمل على شيء بالحيرة؟ فإنها صلح صالح عليها عمر، وكان عمارة ثقة وهو [ق 174/ب] أخو يزيد بن القعقاع.(10/24)
وذكرهما خليفة في الطبقة الخامسة، وابن شاهين في كتاب " الثقات " ذكر عمارة فقط.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة.
3932 - (بخ) عمارة بن مهران المعولي أبو سعيد البصري العابد.
روى عن عمرو بن دينار، وروى عنه محمد بن مصعب القرقساني، وزياد بن سهل الحارثي في " صحيح " الحاكم.
وفي تاريخ البخاري: قال لنا سليمان بن حرب: كانوا يقولون: المِعولي، وليس المَعولي.
وضبطه المهندس عن المزي بفتح الميم وزعم ابن الأثير أن الصواب كسر الميم؛ يعني كما ضبط عن البخاري.
و لم ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال أحمد بن حنبل: بلغني أنه عبد الله تعالى حتى صار جلدًا على عظم من العبادة وهو شيخ ثقة من أصحاب الحسن بن أبي الحسن وقال يحيى بن معين: ليس به بأس وذكر ابن سعد: عمارة عن ابن المسيب توفي في خلافة مروان بن محمد وله أحاديث فلا أدري هو هذا أو غيره فينظر.(10/25)
من اسمه عمر
3933 - (يد ت س ق) عمر بن إبراهيم العبدي أبو حفص البصري صاحب الهروي ووالد الخليل.
ذكر البخاري في تاريخه: قال عبد الصمد: هو الخزاعي ولا يصح الخزاعي.
وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء.
وقال البزار في " مسنده ": ليس بالحافظ وإنما يكت من حديثه ما لا يوجد عند غيره.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين، ولما خرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحة " قلبه؛ فقال: محمد بن إبراهيم والنسخة جيدة وأصل البكري وغيره فقال: ثنا أبو زرعة، نا إبراهيم بن موسى، ثنا عباد بن العوام عن محمد بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف عن العباس يرفعه: " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم تؤخر المغرب حتى تشتبك النجوم ".
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: يخطئ ويخالف.
وفي " سؤالات البرقاني للدارقطني ": لين يترك.
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك "؛ فقال: ثنا أبو بكر بن إسحاق، ثنا الحسن بن علي بن زياد، أنبا إبراهيم بن موسى عن عمر بن إبراهيم، عن قتادة به، وقال: صحيح الإسناد.(10/26)
وقال الرازيان: روي عنه مرفوعًا و [الموقوف] أصح.
وقال مهنا عن أحمد: هذا حديث منكر.
ووقع في سنن ابن ماجه وسنن أبي محمد الدارمي: عمرو بن إبراهيم.
وكأنه غير جيد، والله تعالى أعلم.
وفي الرواة جماعة يقال لهم: عمر بن إبراهيم منهم:
3934 - عمر بن إبراهيم بن محمد بن الأسود.
روى عن محمد بن كعب [ق 175/أ] القرظي، روى عنه هاشم بن هاشم.
وذكره ابن حبان في " الثقات ".
3935 - وعمر بن إبراهيم بن خالد بن عبد الرحمن الكردي أبو حفص مولى بني هاشم.
روى عن فضيل بن عياض، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لم يحدثوا به، لا يجوز الاحتجاج بخبره.
وقال الدارقطني: يضع الأحاديث. وقال الخطيب: غير ثقة؛ يروي المناكير عن المشاهير.
3936 - وعمر بن إبراهيم.
قال البخاري: روى عنه أحمد بن مصعب، سمع موسى بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده؛ قال: لما نزلت {إذا جاء نصر الله}.
3937 - وعمر بن إبراهيم بن القاسم بن بشار، يكنى أبا حفص.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": قيسي روى عنه بعض أصحابنا.
3938 - وعمر بن إبراهيم بن أبي غيلان.
سئل عنه الدارقطني؛ فقال: ثقة.(10/27)
3939 - وعمر بن إبراهيم بن حماد أبو الحسن الفقيه.
قال الخطيب: روى عنه أبو عمرو بن السماك وأبو القاسم بن الثلاج.
3940 - وعمر بن إبراهيم بن أحمد بن أبي عزة العطار أخو علي بن إبراهيم.
قال الخطيب: يروي عنه محمد بن عمر بن بكير النجار أحاديث مستقيمة.
3941 - وعمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير بن مهران أبو حفص المصري، عرف بالكناني.
سمع أبا القاسم البغوي وابن صاعد وغيرهما.
3942 - وعمر بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو الفضل بن أبي سعد الزاهد من أهل هراة.
حدث ببغداد عن محمد بن أبي بكر الجوهري وأبي الفضل بن خميرويه وأبي حاتم محمد بن يعقوب الفقيه وغيرهم.
3943 - وعمر بن إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم الوقاصي من ولد سعد بن أبي وقاص أبو طالب الفقيه الشافعي، عرف بابن أبي حمامة.
روى عن القطيعي وابن ماسي وابن لؤلؤ وأبي بكر الأبهري وغيرهم.
قال الخطيب: وكان ثقة، ذكرناهم للتمييز [ق 175/ب].(10/28)
3944 - (م) عمر بن إسحاق المدني مولى زائدة حجازي.
قال أحمد بن صالح العجلي: مدني ثقة. وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3945 - (ت) عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي نزيل بغداد.
ذكره أبو العرب في " جملة الضعفاء " وقال: قال النسائي: ليس بقوي.
وفي قول المزي: وقال الدارقطني: ضعيف، وفي موضع آخر: متروك. نظر.
وكأنه قلد فيه ابن الجوزي، والذي ذكره عنه الأزهري وحمزة وكذا هو في كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ضعيف. ولفظة الترك لم أرها. فينظر.
وذكره ابن شاهين في " جملة الضعفاء " وكذلك البلخي والساجي، ونسبه بعضهم إلى جده؛ فقال: المجالدي.
3946 - (م د س ق) عمر بن أيوب العبدي أبو حفص الموصلي.
قال أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس في كتابه " طبقات أهل الموصل ": كان من ذوي الهيئات والصدق، كثير الكتابة، حسن العناية بطلب العلم، رحل فيه إلى الشام والعراق.
وكتب عن شيوخ الموصل وغيرهم، وخرج إلى هارون الرشيد وهو بالرقة في شكاية عبد الله بن الخليل القاضي، كان على الموصل فتوفي هناك سنة ثمان وثمانين ومائة، وروى عن المواصلة فجود عنهم؛ منهم: يحيى بن ميمون، وسليمان بن عقاب، وأبو الخطاب، وعبد الحميد.
وروى عن: محمد بن أبي حميد، وعطاء بن أبي رباح، والحسن بن زيد الأودي وغيرهم.(10/29)
حدثنا أحمد بن بشر، ثنا أبو داود قال: سمعت أحمد بن حنبل يذكر عمر ابن أيوب؛ فقال: كانت له هيئة وجعل يطريه. روى عنه بشر بن الحارث ومحمد بن أحمد الصيدلاني وإسحاق بن عبد الواحد.
وحدثني ابن حريث عن ابن أبي نافع قال: كان عمر بن أيوب فقيهًا، وكان يفتي بالموصل، وصنف في الفقه من الحديث كتبًا.
وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد؛ قلت ليحيى: كتبت عن عمر بن أيوب شيئًا؟ قال: نعم. وأثنى على عمر خيرًا.
وفي رواية الخلال عن الدارقطني: ثقة.
وفي قول المزي: قال ابن عمار وأيوب الوزان مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
وقال ابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات ": مات سنة ثمان وثمانين ومائة بالرقة نظر؛ لأنه إنما نقل ترجمته من كتاب الخطيب؛ قال في تاريخه: أنبا ابن الفضل القطاني، أنبا عبد الله بن جعفر، سمعت ابن عمار وأنبا. [ق 176/أ] البرقاني، ثنا ابن خميرويه، أبنا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمار، وأنبا ابن الفضل، أنبا دعلج، أنبا أحمد بن علي الأبار، ثنا أيوب الوزان، قالا: مات عمر بن أيوب سنة ثمان وثمانين ومائة. قال ابن إدريس والأبار: بالرقة.
فهذا - كما ترى - الرقة مذكورة عن هذين فذكرها من عند غيرهما لا فائدة فيه، وفي رواية عبد الله بن أحمد بن حنبل: عمر بن أيوب ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال ابن وضاح، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا عمر بن أيوب الموصلي، وكان عنده ثقة.(10/30)
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب " الثقات " وأغفل منه ما لا بد منه: يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه وروايته عن " الثقات ".
3947 - (س) عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: أمه هند بنت عبد الله بن معاوية بن الأسود بن المطلب بن أسد، كذا ذكره المزي ومن خط المهندس وضبطه، وفيه نظر في موضعين:
الأول: الذي في غير ما نسخة من كتاب " الثقات ": وأمه قريبة هكذا مجود.
الثاني قوله: بنت عبد الله بن معاوية. وإنما هي: بنت عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة قال: وأمه قريبة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود، وولد: عيسى وعبد الله، وزينب أمهم أم عاصم بنت سليمان بن عاصم بن عمر، وقد روي عنه.
وقال الزبير بن أبي بكر في كتابه " نسب قريش ": وعمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أمه قريبة بنت عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد، روي عنه الحديث. انتهى.
فلا أدري من أين سرى للمزي هذا القول الذي لا أصله له فينظر.
3948 - عمر بن بيان التغلبي الكوفي.
روى عن عروة بن المغيرة. قال ابن حبان: روى عنه طعمة والكوفيون(10/31)
انتهى.
المزي ذكر عنه راويان طعمة والأجلح فقط.
وفي تاريخ البخاري: وروى حفص بن عمر الثقفي عن أبيه عن عروة بن المغيرة [عن أبيه] عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجنائز حديثه في الكوفيين.
3949 - (م4) عمر بن ثابت بن الحارث، ويقال: ابن الحجاج الخزرجي المدني.
قال البخاري: من بلحارث بن الخزرج عن بعض الصحابة؛ نسبه مالك وصالح شعيب عن [ق 176/ب] الزهري، وقال أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن الزهري سمع ثابت بن عمرو الأنصاري.
لما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال ابن عبد الرحيم: عمر بن ثابت الأنصاري ثقة.
وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.
وقال ابن منده في تاريخه: يقال: إنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أبو بكر السمعاني: هو من ثقات التابعين.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة وسماه: عمر بن ثابت الخزرجي. روى عنه الزهري.
وذكر النسائي في كتاب " من روى عنه الزهري ": عمر بن ثابت: أنبا الحسن بن محمد، ثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن عمر بن ثابت الأنصاري قال: قلت لعروة بن الزبير: هو حلال؟ وأنكر ذلك علي عروة(10/32)
وقال: إنما قال: {نساؤكم حرث لكم} الآية. إنما يؤتين من حيث يكون الحرث.
وذكر ابن فتحون وابن الأثير في جملة الصحابة: عمر بن ثابت بن وقيش بن رغية؛ فلا أدري هو هذا أو غيره والله تعالى أعلم.
وفي الرواة شيخ اسمه:
3950 - عمر بن ثابت بن عمار الدهني.
روى عن [].
3951 - عمر بن ثابت روى عنه سفيان []
3952 - وعمر بن ثابت.
ذكره الجاحظ في كتاب " العرجان " [].
وذكرناهم للتمييز.
3953 - (ق) عمر بن حبيب العدوي من عدي بن عبد مناة بن أد القاضي البصري.
قال العقيلي: ذكره أحمد بن حنبل فقال: قدم علينا ها هنا ولم نكتب عنه حرفًا واحدًا.
وقال البزار: ولم يكن حافظًا وقد احتمل حديثه.
وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وفي موضع آخر: ضعيف.
وفي قول المزي: قال أبو زرعة ليس بالقوي. نظر؛ وذلك إنما قائل هذا أبو حاتم. كذا هو المبين في كتاب ابنه وكأنه أراد أن يقول: أبو حاتم فسبق(10/33)
قلمه إلى أبي زرعة.
وذكره ابن الجارود وأبو القراب في " جملة الضعفاء ".
وفي كتاب الساجي: سمعت ابن مثنى يحدث عنه قال الساجي: ولم يحدثنا عنه بندار بشيء. وقال ابن خلفون: العبدي ويقال: العدوي كان رجلًا صالحًا عدلًا في أحكامه قوالًا بالحق.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": عمر بن حبيب بن عمر بن مجالد بن سليمان بن عبد الحارث بن الحارث بن أسعد بن كعب بن عدي بن جندل ابن عمرو بن جعد بن تميم بن الدول بن حنبل بن عدي بن عبد مناة بن أد ابن طانجة فخالف في [ق 177/أ]؛ ذكر نسبه المزي في الذي علمنا عليه.
وقال ابن قانع: بصري صالح، وروى عن هارون الرشيد وحدثه في ذلك المأمون في حكاية جرت، وولاه لها القضاء، وكان أحدث الوافدين على المأمون يومئذ ولما استعدى على عبد الصمد بن علي أن يأتي مجلس الحاكم فقعد في بيته؛ فقال هارون: والله لا يأتيك عبد الصمد إلا ماشيًا حافيًا ففرشت له اللبود من قصره إلى مجلسه؛ فوجه الحكم عليه وكان عمر بن حبيب مهيبًا لا يتكلم في الطريق، وكان يجلس للقضاء والجند عن يمينه وشماله شماطين قائمين.
وفي " أخبار البصرة " لابن شبة [وفي أيامه يعني] أيام عبد الصمد بن علي الأمير سبح القصبي على الناس [ما سبح]، وكان من أمر عمر بن حبيب ما كان من في أمر الضباغ ورد شهادات شهد حتى صرف الله به عن الناس في ضياعهم بلاءً عظيمًا و [عزل عمر بن حبيب] في ولاية الحسن بن [جميل]، وكان عمر في ولايته محمودًا صليبًا، هابه الناس هيبة لم يهابوها قاضيا كان قبله ولا بعده إلى اليوم.
3954 - (ع) عمر بن حبيب المكي القاضي سكن اليمن.
ذكره ابن خلفون وأبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات "، وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".(10/34)
وقال يعقوب بن سفيان: مكي ثقة، وعمر بن بن حبيب القاضي البصري ضعيف لا يكتب حديثه.
3955 - (د ت) عمر بن حرملة، ويقال: ابن أبي حرملة، ويقال: عمرو البصري.
قال البخاري في " الكبير ": عمر بن حرملة عن ابن عباس قاله حماد بن زيد وابن عيينة عن علي وهو الصحيح وقال ابن حبان: الصحيح عمر.
3956 - (م ت) عمر بن حسين بن عبد الله الجمحي أبو قدامة المكي قاضي المدينة.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: وثقه ابن عبد الرحيم التبان، وروى ابن وهب عن مالك قال: كان عمر بن حسين من أهل الفضل والفقه والمشورة في الأمور والعبادة، وكان أشد شيء ابتذالًا لنفسه يخرج إلى السوق ومعه الثوب يحمله يبيعه أو يكون قد اشتراه، وكانت القضاة تستشيره.
قال مالك: وأخبرني من حضره عند الموت؛ فسمعه يقول: {لمثل هذا فليعمل العاملون}.
وقال البخاري: حدثني الأويسي، ثنا سليمان بن يحيى بن سعيد قال: كتب الوليد بن يزيد حين استخلف يعني سنة خمس وعشرين ومائة إلى محمد بن هشام أو إلى يوسف بن عمر: أن ادع الفقهاء قبلك فسلهم قال يحيى: فأرسل إلى جميع فقهاء المدينة عبد الرحمن بن القاسم، وربيعة، وأبي الزناد، وأبي بكر بن محمد، وعمر بن حسين وذكر آخرين.(10/35)
قال البخاري: قال ابن إسحاق: ثنا عمر مولى حاطب: روى عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي وكذا ذكره أيضًا أبو أحمد الحاكم وغيرهما؛ والمزي لما رأى ابن أبي فديك في كتاب أبي داود نزل فروى عن ابن أبي ذئب عنه، ولم ير ما ذكرناه ظنه كذلك فلم يذكره في الرواة عنه، وهو غير جيد وعاب على صاحب " الكمال " ذكره في الرواة عنه وقال: هو وهم فإنه لم يدركه إنما يروي عن أصحابه، كذا قاله من عنده من غير سلف له إلا ما نبهنا عليه من كتاب أبي داود وليس واضحًا [ق 177/ب]؛ لأن الإنسان قد يعلو وينزل فيروي عن شيخ له ثم يروي عن آخر عنه أو عن اثنين وثلاثة وأكثر عنه، ولا يكون ذلك رافعًا لروايته عنه ولا لسماعه منه إلا إذا نص على ذلك إمام معتمد أو تبين وجه العلة في ذلك.
3957 - عمر بن حفص بن عمر بن سعد بن مالك الوصابي ويقال الأوصابي، ووصاب هو: ابن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم ابن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن حمير أخوه جبلان بن سهل.
كذا ذكره المزي، والذي يقوله أبو محمد الهمداني: والمجمع عليه أن وصابًا هو: ابن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر بن كهف الظلم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل ابن الغوث بن حيدار بن قص بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ.
وفي كتاب الكلبي وأبي عبيد بن سلام والمبرد والبلاذردي وغيرهم: وصاب بن زيد بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ ويقولون: ولد الهميسع ابن حمير(10/36)
أيمن فولد أيمن زهيرًا، فولد زهير بن أيمن عريبًا، فولد عريب قطنًا فولد قطن الغوث، فولد الغوث وائلًا، فولد وائل عبد شمس، فولد عبد شمس جشمًا إلى آخره.
ولم أر من ساق نسب الغوث إلى سعد بن عوف بن عدي كما ذكره فينظر.
وفي قوله: هو أخو جبلان عي أو قصور، إنه إما أخو جبلان وزيد وأمنًا؛ وهو أمنين وأكلب وهم الأكلوب فيما ذكره الكلبي، وليس لقائل أن يقول: لعله أراد أشهر إخوته لأنه ليس تخصيص جبلان من دون إخوته معنى – والله تعالى أعلم.
3958 - (خ م د ت س) عمر بن حفص بن غياث بن طلق النخعي أبو حفص الكوفي.
قال البخاري وابن سعد: مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين؛ كذا ذكره المزي وهو: يدل على أنه يقلد في نقله ولا ينقل من أصل؛ إذ لو كان كذلك [ق 179/أ] لوجد ابن سعد قد نص على الشهر الذي توفي فيه والمكان الذي عرى كتاب المزي منه جملة؛ وذلك أنه لما ذكره في الطبقة التاسعة من أهل الكوفة قال: مات بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق المعتصم بالله.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: روى عنه القاسم بن عبد الله بن المغيرة، وقال: مات سنة اثنتين وعشرين.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في " الثقات " وذكر وفاته من عند غيره؛ وهي في كتابه ثابتة.
وفي " الزهرة ": مات سنة اثنتين وعشرين، روى عنه البخاري أربعة وثمانين حديثًا، ثم روى عن محمد بن الحسن عنه، وروى عنه مسلم أربعة عشر حديثًا.
وفي كتاب المطين ابن عساكر: مات يوم الأحد أول شهر ربيع الأول.(10/37)
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
ما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه أبو زرعة وغيره، ولما ذكره ابن شاهين فيهم قال: قال فيه أحمد بن حنبل: صدوق.
3959 - (خت م د س ق) عمر بن الحكم بن ثوبان الحجازي أبو حفص المدني.
قال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال يحيى بن بكير: مات سنه سبع عشرة ومائة وله ثمانون سنة انتهى كلامه.
وفيه نظر في مواضع: الأول: ابن حبان قال: عمر بن الحكم بن أبي الحكم، واسم أبي الحكم ثوبان بن فطيون، ملك يثرب حليف الأوس.
الثاني: ابن حبان ذكر وفاته في سنة سبع عشرة كما ذكرها من عند غيره وكذلك سنه.
الثالث: قال ابن حبان أيضًا: وكان من جلة أهل المدينة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة قال: عمر بن الحكم بن أبي الحكم؛ وهو من بني عمرو بن عامر من ولد الفطيون؛ وهم حلفاء الأوس من الأنصار ودعوتهم في الديوان في بني أمية بن زيد، وبنو أمية آخر دعوى الأوس من الأنصار، وكان عمر يكنى أبا حفص وكان ثقة وله [ق 179/ب](10/38)
أحاديث صالحة، وتوفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك؛ وهو يومئذ ابن ثمانين سنة.
3960 - (م د ت س) عمر بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري أبو حفص المدني عمر والد عبد الحميد بن جعفر ويقال أنه ولد الفطيون.
كذا ذكره المزي وقد أسلفنا قول من ذكر الفطيون غيره وكأنه الصواب لكثرة من فرق بينهما، وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3961 - (م د ت ق) عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري المدني.
قال ابن حبان: أصله مدني سكن الكوفة، وروى عنه الكوفيون.
وصحح الحاكم إسناد حديثه في " المستدرك " وقال: أحاديثه كلها مستقيمة.
وقال النسائي في " كتاب الضعفاء ": ليس بالقوي.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال:
هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
3962 - (ت ق) عمر بن حيان الدمشقي عن أم الدرداء.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: روى عن أم الدرداء الصغرى: لا أدري من هو ولا ابن من هو.
3963 - (ق) عمر بن الخطاب بن زكريا الراسبي أبو حفص البصري.
ذكر الخطيب في كتابه " المتفق والمفترق " أنه روى عن قتادة بن دعامة.(10/39)
3964 - (ع) عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي أبو حفص أمير المؤمنين.
ذكر ابن حبيب أن رباحًا بالباء الموحدة، والخشني وغيره يقولونه بالياء المثناة من تحت، وقال أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه أن عمران بن حصين روى عنه، وكذلك حنيفة بن أسيد، وأبو محذورة سمرة بن معير، وبريدة بن الحصيب الأسلمي، وبلال بن الحارث، وعوف بن مالك وأبو جحيفة وهب ابن عبد الله السوائي، وأبو عقرب بن أبي نوفل وله صحبة، وأم عمير، وامرأة الزبير ولهم صحبة، ومسعود بن الحكم، ومروان بن الحكم بن أبي العاص، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير، ومحمود بن لبيد، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وعبد الله بن عياش، وأبو سعيد المقبري [ق 180/أ] وهمذان رسول أهل اليمن إلى عمر رضي الله عنه، وعبد الرحمن ابن حاطب، وعبيد بن الصلت، وبجالة يعني ابن عبدة، وعبد الرحمن بن الحارث المخزومي، وعمر بن سليم، وثابت بن الضحاك، والشريد بن سويد، ورافع أبو عبد الرحمن بن رافع، والسائب بن أبي هنيدة حجازي، وهشام أبو حازم، وأفلح ولي أبي أيوب، والمسيب أبو سعيد بن المسيب، وعبد الله بن عتبة، وعبد الرحمن بن أزهر، وعبد الله بن عبيد المكي، ويعلى بن منبه الحجازي كذا فرق بينه وبين ابن أمية الصحابي، وطخفة بن أبي طخفة الحضرمي، وعاصم بن سفيان الثقفي، وعبد الله بن السائب المخزومي، وسباع بن ثابت حليف لبني زهرة أبو زيد، والحكم بن أبي العاص الثقفي.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، والأحنف ابن قيس التميمي، وفضل بن يزيد الرقاشي، وحطان بن عبد الله الرقاشي، وعاضرة العنبري، وكعب بن سود الأزدي، وأبو صفرة الأزدي واسمه ظالم بن سارق، وسيرين أبو محمد بن سيرين، وشويس أبو الرقاد العدوي، وأبو قتادة العدوي، والسائب بن الأقرع، وعلقمة بن عبد الله المزني، وأبو أمية جد المبارك بن فضالة، وحصين بن حدير، والمسيب بن دارم، وقرة أبو معاوية المزني، وأبو المهلب عمر أبي قلابة، وأبو عقرب ضبة بن محصن بصري، والفرافصة، وحجين بن الربيع(10/40)
العدوي، وحريث بن الربيع العدوي، وسنان بن سلمة، وهب بن مسروق كوفي، والمعرور بن سويد، وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي، وعبد الله بن أبي ليلى الأنصاري، وزيد بن وهب الجهني، وعبيدة بن عمرو السلماني، والنزال بن سبرة الهلالي، وزياد بن حدير الأسدي، وأبو عمرو الشيباني يعني سعد بن إياس [ق 180/ب] وخرشه بن الحر الفزاري، وهمام ابن الحارث النخعي، وأبو وائل شقيق ابن سلمة الأسدي، وعبد الله بن معقل المزني، وكثير بن شهاب، وأبو معمر الأزدي يعني عبد الله بن سخبرة، والأسود بن هلال المحاربي، وربعي بن خراش، وأذينة أبو عبد الرحمن العبدي، وحارثة بن مضرب العبدي، وزيد بن صوحان، وحسان بن فائد العبسي، ومدرك بن عوف والحارث بن الأزمع الوادعي، وعباية بن ربعي، ويسار بن نير، وحصين بن سبرة، وأبو عطية مالك بن عامر الهمداني، وزر ابن حبيش، وحبيب ابن صهبان الأسدي، ومحمد بن الأشعث بن قيس، وسعيد بن معبد بن عربا، وحنظلة بن علي بن حنظلة، وهلال بن عبد الله، والمستقل بن حصين، وأبو سلامة نافع، وأبو عبد الله بن نافع، وأبو مروان، وأبو عطاء بن أبي مروان، وعبد الله بن قارب، وكليب أبو أبي معشر، وعبد الله بن أبي الهذيل، ومعقل بن أبي بكر المزني، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وعضيف بن الحارث الكندي، وعبد الله بن سنان الشامي، وأبو النعمان حديثه: قدمت المدينة.
وفي قول المزي – تابعًا صاحب " الكمال " -: أمه حنتمة بنت هاشم وقيل هشام وهو أشهر والأول أصح نظر؛ لقول القشيري: هي بنت هاشم وليس هشاما، ومن لا يعرف النسب يغلط فيه والمغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ولد هاشمًا وهشاما إلا أن حنتمة هي بنت هاشم وقال ابن عبد البر: من قال: هشام فقد أخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث بن هشام، وإنما هي ابنة عمهما.
وفي كتاب الكلبي والبلاذري وغيرهما: فولد هاشم بن المغيرة وكنيته أبو عبد(10/41)
مناف: حنتمة أم عمر بن الخطاب.
وأسلم عمر بعد تسعة وثلاثين رجلًا.
وفي حديث إسحاق بن بشير عن خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وتسعون رجلًا وثلاث وعشرون امرأة، ثم أسلم عمر فنزل جبريل - عليه السلام - بهذه الآية: {يا أيها النبي حسبك الله ومن تبعك من المؤمنين}.
قال أبو أحمد: طعن يوم الأربعاء ودفن يوم الأحد صبيحة هلال [ق 181/أ] المحرم سنة أربع وعشرين.
وفي " أمالي " أبي سعيد محمد بن علي بن عمر النقاش الحنبلي من حديث زيد العمي عن ابن جبير عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل صلى الله عليهما وسلم؛ فقال: أقرئ عمر بن الخطاب عن ربه السلام، وأعلمه أن رضاه حلم وأن غضبه عز.
وفي " الطبقات " عن الزهري: أسلم بعد أربعين أو نيف وأربعين من رجال ونساء.
وعن سعيد بن المسيب: بعد أربعين رجلًا وعشر نسوة، وعن عبد الله بن ثعلبة بن صعير: بعد خمسة وأربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة.
وعن أسلم مولاه: أسلم عمر سنة ست من النبوة في ذي الحجة – قال ابن الجوزي: هذا قول لا خلاف فيه – قال: أسلم ولابنه عبد الله يومئذ ست سنين.
وعن ابن شهاب: أول من قال لعمر الفاروق أهل الكتاب، وعن أيوب بن موسى، وعائشة: قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عتبان بن مالك، وقيل: معاذ بن عفراء. وبعثه أميرًا على سرية في ثلاثين رجلًا في شعبان سنة سبع إلى عجز هوازن وأعطاه اللواء يوم خيبر، وكان يتجر وهو خليفة.
وأرخ التاريخ في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة، وهو أول من جمع القرآن العظيم في مصحف، وأول من ضرب في الخمر ثمانين، ومصر الأمصار: المدينة، والبصرة، والكوفة، والبحرين، ومصر، والشام، والجزيرة، وأول من(10/42)
ألقى الحصى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ودون الديوان في المحرم سنة عشرين، وكان ينفق كل يوم على نفسه وعياله درهمين، وكان يصوم الدهر، وكان أعسر يسر، وقالت عائشة رضي الله عنها: لما كانت آخر حجة حجها عمر رضي الله [عنه] بأمهات المؤمنين سمعنا برجل يرفع عقيرته يقول:
عليك السلام من إمام وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يسع أو يركب جناح بعوضة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
قضيت أمورًا ثم غادرت بعدها ... بوائق في أكمامها لم تفتق
وما كنت أخشى أن تكون وفاته ... بكف سبنتي أزرق الين مطرق
أألله قتيل بالمدينة أظلمت له ... الأرض تهتز العضاة بأسوق
فكنا نتحدث أنه من الجن.
وفي تصحيح المزي تبعًا لصاحب " الكمال " أن سن عمر كان ثلاثًا وستين سنة نظر؛ لما ذكره ابن سعد: ثنا محمد بن عمر، ثنا هشام بن سعيد، عن زيد بن أسلم أنه قال: توفي عمر وهو ابن ستين سنة. قال ابن عمر: وهذا أثبت الأقاويل عندنا. وقول ابن إسحاق [ق 181/ب]: مات وله ثلاث وستون، لا يعرف هذا الحديث عندنا بالمدينة.
وفي كتاب " الطبقات " لإبراهيم بن أحمد الخزامي: كان أبيض أمهق طويلًا أصلع، وعن ابنه عبد الله: كان أحمر أصلع جعد الشعر عظيم المناكب طويلًا. أبنا بذلك عبد العزيز بن أبي ثابت، ثنا عاصم بن عمر، عن عبيد الله، عن نافع، عنه وعن عبد الله بن عامر بن المغيرة قال: رأيت عمر أبيض تعلوه حمرة أمهق طوالًا أصلع.
وقال زر: كان مشرفًا على الناس بذراع أعسر يسر أصلع. وقال: ثنا سفيان عن(10/43)
عمرو بن دينار، سمع عبيد بن عمير: كان مشرفًا على الناس بيد، ووضع سفيان يده على يساره.
قال إبراهيم: والذي لا شك فيه عندنا أنه طعن يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة.
ومن أولاده فيما ذكره الزبير: عبد الله، وحفصة، وعبيد الله، وعاصم، وزيد، وعبد الرحمن الأكبر، والأصغر، ورقية، وزيد الأصغر، وعبد الرحمن الأوسط، وعياض، وفاطمة، وعبد الله الأصغر.
ورجح محمد بن جرير الطبري أن عمره ستون سنة.
وفي " الاستيعاب " لابن عبد البر: ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة. وقيل: قبل الفجار الأعظم بثلاث سنين، وهو أول من اتخذ الدرة وأول قاض في الإسلام.
وفي كتاب المرزباني: لما قال له كعب الأحبار في آخر عمره: إنك ميت في ثلاث. قال يخاطب كعبًا:
يخوفني كعب ثلاثًا بعدها ... ولا شك أن القول ما قال لي كعب
وما بي حذار الموت إني لميت ... ولكن حذار الذنب يتبعه الذنب
وفي كتاب الصريفيني: وأد بنتًا له وأسلم بعد أربع سنين من المبعث.
وفي كتاب " من قال الشعر من الخلفاء " للصولي عن المدائني ومصعب بن عبد الله، وابن سلام الجمحي قالوا: قال عمر: ما قلت شعرًا قط إلا بيتًا واحدًا:
كأن ألق زنباع بن روح ببلدة ... لي النصف منه يفزع السن من ندم
وقد أسلفنا عن المدائني في ترجمة: زنباع غير هذا – والله أعلم.(10/44)
وفي صحيح ابن حبان عن ابن عباس: استبشرت الملائكة بإسلامه، وذكر الهذلي أنه جمع القرآن كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي تاريخ يعقوب بن سفيان: كان أبيض. والذي وصفه بأنه آدم رآه عام الرمادة؛ لأنه كان قد أجهد نفسه وشحب لونه وتغير.
وفي " مرج البحرين " لابن دحية: كان شامة، وفي كتاب أبي البقاء محمود بن خوليه: أول من سلم عليه الدين من الأئمة وأول من [] بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجنة وأن الله يباهي به الملائكة وأنه ظهير النبي صلى الله عليه وسلم، والله جعل غضبه عزًّا في الإسلام وأنه [] وإن الإسلام بلى على فقده وأول من يعطي كتابه من هذه الأمة.
وفي الرواة شيخ آخر اسمه:
3965 - عمر بن الخطاب الكوفي.
حدث عن سفيان بن زياد العصفري [ق 182/أ] وروى عنه خالد بن عبد الله الواسطي.
3966 - وعمر بن الخطاب بن جليلة بن زياد بن أبي خالد الإسكندراني يكنى أبا الخطاب ويقال: مولى كندة.
حدث عن يعقوب بن عبد الرحمن، وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين ومائتين بالإسكندرية.
3967 - وعمر بن الخطاب بن خالد بن سويد العنبري، قال الخطيب: عرف بابن أبي خيرة.
حدث عن أبيه، روى عنه محمد بن إسماعيل بن عمر حفيده. ذكرناهم للتمييز.(10/45)
3968 - (د ق) عمر بن خلدة، ويقال: عمر بن عبد الرحمن بن خلدة أبو حفص الأنصاري الزرقي: ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة؛ فقال: أنبا ابن عمر، ثنا ابن أبي ذئب، قال حضرت عمر بن خلدة وكان على القضاء بالمدينة يقول لرجل رفع إليه: اذهب يا خبيث فاسجن نفسك. فذهب وليس معه حرسي وتبعناه ونحن صبيان حتى أتى السجان فسجن نفسه.
وهو عمر بن خلدة بن الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق شهد جده الحارث بدرًا، كذا نسبه الكلبي وزعم ابن سعد أنه الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق.
وقال النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال فيه ابن عبد الرحيم التبان: ثقة.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب " الثقات " وقد حرصت على وجدانه فيه فلم أجده؛ فينظر والله تعالى أعلم.
وقال عمرو بن علي: كان ثقة ".
3969 - (س) عمر بن أبي خليفة حجاج بن عتاب أبو حفص العبدي البصري.
زعم أبو الفرج ابن الجوزي أن عمر بن حفص بن ذكوان أبو حفص(10/46)
العبدي البصري هو الذي يقال له عمر بن أبي خليفة وذكر أن أحمد تكلم فيه وكذا ابن المديني والدارقطني، وابن حبان والنسائي ويحيى بن معين.
فلئن كان كما قال – وما أخاله صحيحًا – فقد تكلم فيه جماعة غير هؤلاء ذكرناهم للتمييز في كتابنا " الاكتفاء " وأن البخاري قال: [ق 182/ب] يقال: مات بعد المائتين. ولو ترجح عندنا قول أبي الفرج لذكرنا أقوال الناس فيه ولكننا لم نجد له متابعًا ولا سلفًا، والله تعالى أعلم.
وأما عمر بن أبي خليفة فذكره أبو أحمد الجرجاني وقال: يحدث عن محمد بن زياد القرشي بما لا يوافقه أحد عليه، ولم أجد للمتقدمين فيه كلامًا إلا أني لما رأيت له من الحديث وإن قل لم أجد بدًّا من أن أذكره؛ لأني شرطت ذلك في أول الكتاب. انتهى.
وهذا يوضح لك أنه غير ابن حفص إذ لو كان إياه لوجد للمتقدمين فيه كلامًا كثيرًا، وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3970 - (ق) عمر بن الدرفس الغساني أبو حفص الدمشقي.
قال المزي: ذكره البخاري فيمن اسمه عمرو وكذلك ابن حبان وهو معدود في أوهامها، كذا ذكره ولم أجد من نص على وهمهما في ذلك لا ابن(10/47)
أبي حاتم ولا أبو بكر الخطيب ولا غيرهما فينظر، والله تعالى أعلم.
و لما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه بعضهم، وقال أبو حاتم: صالح.
3971 - (خ) عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة الهمداني المرهبي أبو ذر الكوفي.
ذكره عمران بن موسى بن عمران الهمداني في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة وكذلك ابن سعد، وخليفة في السابعة، ونسبه كما هنا ونسبه المزي من عند ابن عساكر مستغربًا له ومحيلًا عليه ومن كان خليفة سلفه فلا غرابة والله أعلم.
وقاله أيضًا أبو حبان لما ذكره في كتاب " الثقات " وقال: كان مرجئًا يقص. توفي سنة ست وخمسين ومائة.
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال علي بن الجنيد: كان مرجئًا ضعيفًا.
وفي كتاب الساجي: قال أحمد بن حنبل: ما بحديث ذر أبيه بأس وكان يتكلم في الإرجاء وهو أول من تكلم فيه ابنه عمر قاضيًا وكان مرجئًا ضريرًا وهو ثقة.(10/48)
وقال يحيى بن [ق 183/أ] معين: مات عمر بن ذر سنة ست وخمسين ومائة، روى عنه يحيى بن سعيد القطان، ثنا بندار، ثنا يحيى عن عمر ابن ذر عن عطاء وذكر الحديث.
وقال البرديجي في كتاب " المراسيل " تأليفه: وعمر بن ذر عن مجاهد: أحاديث مناكير.
وفي تاريخ المنتجالي: جلس عمر يومًا يقص والأعمش في ناحية يستاك؛ فقال له عمر: ها هنا يا أبا محمد. فقال الأعمش: أنا هنا في سنة وأنت في بدعة.
وفي كتاب " الأنساب " لأبي عبيد بن سلام، ومحمد بن يزيد المبرد: ومن بني مرهبة عمر بن ذر الفقيه.
وفي " الجمهرة " للكلبي: عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة بن معاوية بن عميرة بن منبه بن غالب بن وقش بن قسيم بن مرهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن ذو مازن بن نكتل بن جشم بن حيوان بن نون بن همدان قاضي أهل الكوفة ومتكلمهم في زمانه وأبوه كان فقيهًا.
وفي " الجمهرة " لابن حزم: إن فقيهًا محدثًا قاضيًا وفي سنة ست وخمسين ذكر وفاته جماعة منهم ابن مردويه، وابن زبر، وابن قانع، والمنتجيلي.
وقال الأهوازي في كتاب " الموضح في القراءات ": أخذ القراءة عن مجاهد وعلي وكان ذا دين وورع.
وفي " التذكرة ": لما سمع أبو حنيفة قصصه قال القصص بعدك حرام.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة مرجئ.
وفي تاريخ ابن أبي عاصم: مات سنة سبع وخمسين.(10/49)
وفي الرواة شيخ آخر اسمه:
3972 - عمر بن ذر شامي.
يروي عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي روى عنه مسلمة بن علي، قال يعقوب بن سفيان: هو عندي شيخ مجهول ذكره الخطيب وذكرناه للتمييز [ق 183/ب].(10/50)
3973 - (ت ق) عمر بن راشد بن شجرة أبو حفص اليمامي.
قال أبو حاتم ابن حبان: لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه، يضع الحديث على مالك وابن أبي ذئب وغيرهم من الثقات.
وفي قول المزي: قال البخاري: حديثه عن يحيى بن أبي كثير مضطرب ليس بالقائم نظر والذي في عدة نسخ من تاريخه: حديثه عن يحيى ليس بمستقيم يضطرب فيه وفي كتاب ابن الجوزي عنه منكر الحديث ضعيف جدًّا.
وفي " سؤالات البرقاني للدارقطني " وسألته عنه فقال: متروك، وفي كتاب " العلل ": ضعيف.
وقال ابن عدي: وعامة حديثه وجادة عن يحيى بن كثير لا يوافقه الثقات عليه، وينفرد عن يحيى بأحاديث عداد وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق.
وقال البزار: منكر الحديث، حدث عن يحيى وغيره بأحاديث مناكير.
وذكره أبو جعفر العقيلي وابن شاهين وأبو العرب في " جملة الضعفاء ".(10/51)
وقال ابن عبد الرحيم التبان: ليس بثقة.
وقال أبو عبد الله ابن البيع: روى عن يحيى وغيره أحاديث مناكير رواها عنه الثقات، وذكر حديثه في الشواهد.
وقال أبو سعيد النقاش: يروي عن يحيى أحاديث مناكير.
وقال الساجي: فيه ضعف.
ولهم شيخ آخر يقال له:
3974 - عمر بن راشد أبو حفص الجاري مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان سكن القلزم.
وحدث عن هشام بن عروة وابن عجلان وغيرهما.
قال الخطيب: كان ضعيفًا روى المناكير عن الثقات.
3975 - وعمر بن راشد مولى بني سليم كوفي.
حدث عن السبيعي ونافع وأبي الضحى روى عنه سفيان بن سعيد وغيره.
وقال علي ابن المديني: إسماعيل بن راشد وعمر بن راشد ومحمد بن راشد إخوة.
قال: سمعت أبي يقول: ولدوا هؤلاء في بطن واحدة ذكرناهما للتمييز [ق 184/أ].
3976 - (4) عمر بن رؤبة التغلبي الحمصي أخو مروان بن رؤبة.
ذكره ابن خلفون الأونبي في كتاب " الثقات "، وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه "، وكذا أبو محمد الدارمي، وحسنه أبو علي الطوسي.
3977 - (ق) عمر بن رياح العبدي أبو حفص البصري الضرير، وهو عمر بن أبي عمر مولى ابن طاوس.
قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه(10/52)
إلا على التعجب.
وفي كتاب العقيلي: قال أبو كريب: كان دجالًا، حدث ببواطيل ومناكير.
وفي كتاب الساجي: عمر بن رياح أبو حفص مولى باهلة يحدث ببواطيل ومناكير، وسمعت الصالحي يحدث عنه بمناكير.
وزعم ابن حزم أن هذا هو المذكور عند العقيلي الذي عرفه العقيلي بروايته عن ابن طاوس، وبرواية عمرو بن علي الفلاس عنه فينظر.
وفي الرواة: جماعة يقال لكل واحد منهم عمر بن أبي عمر منهم:
3978 - عمر بن أبي عمر عمرو بن عبد الرحمن الشامي.
أدرك عبد الله بن بسر الصحابي.
3979 - وعمر بن أبي عمر حجازي.
حدث عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب روى عنه ابن أبي فديك.
3980 - وعمر بن أبي عمر المدني.
حدث عن ابن لهيعة روى عن علي بن حرب الطائي.
3981 - وعمر بن أبي عمر البلخي.
حدث عن عبد الله بن أبي أمية الفزاري قال الخطيب: روى عنه إبراهيم بن علي ومحمد بن علي الترمذيان.
ذكرناهم للتمييز.(10/53)
3982 - (خ م س) عمر بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني الوادعي مولاهم الكوفي أخو زكريا بن أبي زائدة واسم أبي زائدة: خالد بن ميمون وقيل اسمه كنيته.
كذا ذكره المزي ويشبه أن يكون وهمًا لأمرين: الأول: قوله عمر بن زكريا ثم قال: وهو أخو زكريا وهذا لا يلتئم لذي لب.
الثاني: لم يقل فيه أحد من المترجمين إلا عمر بن أبي زائدة، واسم أبي زائدة: خالد، ويذكرونه في حرف الخاء المعجمة من الآباء.
قال البخاري في باب الخاء من الآباء: عمر بن خالد الهمداني وهو عمر بن أبي زائدة الكوفي.
قال عمر: كنت أبعث ابن أبي السفر وزكريا إلى الشعبي فيسألانه.
وقال ابن أبي حاتم في فصل الخاء عن أبيه: عمر بن أبي زائدة وهو عمر بن خالد أخو زكريا بن أبي زائدة.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عمر بن أبي زائدة واسم أبي زائدة خالد الهمداني.
وقال ابن خلفون في فصل الخاء من الآباء: عمر بن أبي زائدة خالد بن ميمون أخو زكريا.
قال ابن عبد الرحيم التبان: ليس به بأس.
قال محمد بن خلفون: تكلموا في مذهبه، ونسبوه إلى القدر.
وقال [ق 184/ب] أحمد بن صالح: كوفي ثقة.
وقال العقيلي: كان يرى(10/54)
القدر، وهو في الحديث مستقيم.
وقال يحيى بن معين: كان يرى القدر.
وقال يعقوب بن سفيان: كان أصغر من أخيه زكريا، وهو لا بأس به، وزكريا ثقة.
3983 - (د ت ق) عمر بن زيد الصنعاني.
قال البخاري: عمر بن زيد اليماني مرسل قاله أبو نعيم عن إبراهيم بن إسحاق قال لي: إسحاق، ثنا عبد الرازق سمع عمر بن زيد الصنعاني عن أبي الزبير عن جابر قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الهر " وفيه نظر.
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك "، وحسنه أبو علي الطوسي.
وعاب المزي على صاحب " الكمال " ذكره.
3984 - لأبي عثمان الأنصاري في باب عمرو، قال: وهم في ذلك إنما هو: عمر بن سالم.
انتهى.
شيخ المحدثين سماه عمرًا فأي وهم في ذلك؟!
قال البخاري في تاريخه: عمر بن سالم أبو عثمان الأنصاري، ويقال عمرو بن سالم، وقال ابن فضيل عن مطرف عن عمرو بن سالم.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: وقد قيل اسمه عمرو.(10/55)
وقال مسلم بن الحجاج أبو عثمان الأنصاري عمر بن سالم، ويقال: عمرو.
وقال أبو أحمد الحاكم: أبو عثمان عمرو، ويقال: عمر بن سالم الأنصاري المدني قاضي مرو، حدثني علي بن محمد، حدثنا محمد بن أيوب وسهل بن عثمان قالا: أنبا أسباط بن محمد، ثنا مطرف عن أبي عثمان عمرو بن سالم.
قال محمد بن أيوب في غير هذا الحديث: أبو عثمان هذا جدي من قبل أمي.
وقال النسائي: أبو عثمان عمر بن سالم، وقيل عمرو، أنبا إبراهيم عن يعقوب قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: أبو عثمان الأنصاري كان على قضاء مرو وهو عمرو بن سالم.
وقال أبو بشر الدولابي في " الكنى ": ثنا أبو عبيد علي بن الحسن القاضي عن الحسن الزعفراني، ثنا أسباط بن محمد، ثنا مطرف عن أبي عثمان عمرو بن سالم قال: حرم الله من النسب سبعًا ومن الصهر سبعًا [ق 185/أ].
وفي كتاب " الثقات " لابن خلفون: عمر بن سالم، وقيل عمرو والأول: أشهر، أبو عثمان الأنصاري.
وذكر المزي في كتاب " الكنى " آخر الكتاب، أنه عمرو بن سالم، كذا هو مجود بخط المهندس وقيل: ابن أسلم، وقيل: ابن سليم، وقيل غير ذلك.
وقال أبو أحمد الحاكم: هو معروف بكنيته ولا أحق في اسمه واسم أبيه شيئًا كذا ذكره، وفيه نظر في موضعين، الأول: غفلته عن تسميته.(10/56)
الثاني: الذي ذكره عن الحاكم لم أره، والذي في كتابه ما بينته لك قبل فينظر والله تعالى أعلم.
3985 - (د) عمر بن السائب بن أبي راشد المصري مولى بني زهرة.
قال أبو سعيد ابن يونس في كتابه " تاريخ مصر ": كان فقيهًا، وكان يسكن في الحمراء يكنى أبا عمرو.
وقال أحمد بن وزير: توفي عمر بن السائب سنة أربع وثلاثين ومائة.
3986 - (س) عمر بن سعد بن أبي وقاص أبو حفص القرشي المدني.
سكن الكوفة.
وذكر المزي قتل المختار له من عند جماعة.
وقال: وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة، كذا ذكره من غير فائدة فكان ماذا أراد أن يعرف بعض الأغبياء كثرة الإطلاع، وما علم أنه قد علم من أنه لا ينقل من كتاب " الطبقات " إلا بوساطة ابن عساكر أو غيره وليت ما قاله كان كذلك والذي في كتاب " الطبقات الكبير " – وذكره في الطبقة الأولى من أهل المدينة من غير إعادة ذكره بعد في أهل الكوفة -: أمه مارية بنت قيس [ق 185/ب] ابن معد يكرب فولد عمر حفصًا، وحفصة، وعبد الله الأكبر وعبد الرحمن الأصغر، وأم عمرو، وحمزة، وعبد الرحمن، ومحمدًا، ومغيرة وحمزة الأصغر، ومحمدًا الأصغر، والمغيرة، وعبد الله، وعبد الله الأصغر، وأم يحيى، وأم سلمة، وأم كلثوم، وحميدة، وحفصة الصغرى، وأم عمر الصغرى، وأم عبد الله.
وكان عمر بالكوفة قد استعمله ابن زياد على الري وهمذان وقطع معه بعثًا فلما قدم الحسين العراق أمر عبيد الله بن زياد عمر بن سعد أن يسير إليه وبعث معه أربعة آلاف من جنده وقال: إن هو خرج إلي ووضع يده في يدي وإلا فقاتله، فأبى عمر عليه، فقال إن لم تفعل عزلتك عن عملك وهدمت دارك، فأطاع بالخروج إلى الحسين، فقاتله حتى قتل الحسن، فلما غلب المختار على(10/57)
الكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفصًا.
وفي تاريخ الطبري: قتله المختار سنة ست أو سبع وستين.
وقال الساجي: يروي أحاديث بواطيل. انتهى كلامه ويشبه أن يكون قوله هذا في غيره، ولكن في نسختي كذا وهي جيدة.
وزعم المسعودي أن أهل الكوفة لما خلعوا ابن زياد وأرادوا أن ينصبوا أميرًا قالوا: عمر بن سعد بن أبي وقاص يصلح لها فلما هموا أن يؤمروه أقبل نساء من همدان والأنصار وكهلان وربيعة حتى دخلن المسجد وقلن أما رضي ابن سعد أن قتل الحسين حتى يريد أن يكون أمير الكوفة فبكى الناس، وأعرضوا عنه.
وذكره البخاري في فصل منه مات من بين الستين إلى السبعين فقال: ثنا موسى، ثنا سليمان بن مسلم سمعت أبي أن الحسين لما نزل كربلاء فأول من طعن في سرادقه عمر بن سعد قال: فرأيت عمر بن سعد وابنيه قد ضربت أعناقهم ثم علقوا على الخشب ثم ألهب فيهم النار.
وذكره مسلم بن الحجاج في الأولى من أهل المدينة.
3987 - (م4) عمر بن سعد أبو داود الحفري الكوفي. وحفر موضع بالكوفة.
كذا ذكره المزي موهمًا أن ليس ثم غيره، وليس كذلك فإن حفرًا من جهة اليمامة أيضًا يعرف حفر الرباب، وحفر: سعد بن زيد مناة بن تميم درالد هنا وحفر [ق 186/أ] السوبان، وحفر السيدان وراء كاظمة.
وحفر ضبة بن أد بن طانجة بناحية الشواجن.
وحفر أبي موسى الأشعري على طريق البصرة من مكة شرفها الله تعالى.(10/58)
وقال ابن السمعاني: كان أبو داود كثير العبادة.
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة فقال: كان أبوه مؤذنًا، وكان عمر بن سعد ناسكًا، له فضل وتواضع، زاهدًا من أصحاب سفيان الثوري، مات في خلافة المأمون.
وفي قول المزي: وقال بعضهم: مات سنة ست ومائتين وهو خطأ نظر، لأنه لم يعلم بأنه قد ذكره خليفة بن خياط في الطبقة العاشرة من أهل الكوفة فقال: مات سنة ست ومائتين، وكذا ذكره في " تاريخه ".
وقاله أيضًا ابن السمعاني وغيره من المتأخرين.
وفي تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي: مات سنة ثلاث، وكذا قاله ابن قانع والقراب والمنتجيلي وابن أبي عاصم النبيل وابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات " وقال: كان من العباد الخشن قال عثمان بن أبي شيبة: كنا عند أبي داود في غرفته وهو يملي، مات في جمادى الآخرة، وكذا ذكره أبو جعفر بن أبي خالد في كتابه " التعريف بصحيح التاريخ "، لم يغادر حرفًا، وإنما عددت هؤلاء اقتداء بالمزي إذا ظفر بمثله، وبيانا أنه ما ينقل من هؤلاء الكتب إلا إذا كانت الترجمة شامية.(10/59)
وقال أحمد بن صالح العجلي: كان رجلًا صالحًا متعبدًا حافظًا لحديثه ثبتًا وكان فقيرًا متعففًا، والذي ظهر له من الحديث ثلاثة آلاف أو نحوها، وكان أبو نعيم يأتيه ويعظمه لفضله، وكان أبو نعيم أسن منه وكان لا يتم الكلام من شدة توقيه، ولم يكن بالكوفة بعد حسين الجغفي أفضل منه.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان رجلًا صالحًا فاضلًا.
وقال ابن وضاح سمعت محمد بن مسعود يقول: أبو داود الحفري أحب إلي من حسين بن علي وكلاهما ثقة؛ لأن أبا داود كان صبورًا على الفقر وحسين كان يلبس طيلسانًا بمائة.
قال ابن وضاح: كان أبو داود ثقة أزهد أهل الكوفة [ق 186/ب].
وفي قول المزي: وهو عمر بن سعد بن عبيد، قال النسائي في كتاب " الكنى ": أبو زيد مسعد بن عبيد والد عمر بن مسعد نظر، لأن النسائي لم يزد في " الكنى " على ما ذكره عنه المزي، فأيش الدليل على أنه أراد أبا داود؟ هذا من التخرص الذي لا يفيد سماعه إذا قال النسائي: أبو زيد سعد بن عبيد والد عمر بن سعد فأيش أفادنا هذا؟ أو من هو عمر بن سعد؟ اللهم إلا لو أنه لم يسم بعمر بن سعد غير الحفري لكان ينهض للمزي دليله، كيف والمسمون به جماعة غيره والله أعلم.
وقال عمرو بن جمهوز الصعيدي في كتابه " سؤالات أحمد ": وسمعته – يعني أحمد بن حنبل – يقول: أبو داود الحفري يكذب، قال: فقلت له: يا أبا عبد الله أبو داود يكذب؟ قال: كنا نحدث عنه بالشيء فنجحده، والذي حدثنا عنه أصدق منه.
3988 - (خ ت س ق) عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي المكي ابن عم عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.
قال أحمد بن صالح العجلي والبرقي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان رجلًا صالحًا فاضلًا ثقة(10/60)
قاله ابن مسعود وابن عبد الرحيم وغيرهما. وقال أحمد بن حنبل: هو من أوثق من تكتبون عنه، كذا قال: أوثق. وفي كتاب المزي عن أحمد: أمثل. والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " ذكر عن أحمد كما ذكره ابن خلفون.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة شرفها الله تعالى، وخليفة بن خياط في الطبقة الرابعة. وفي كتاب الزبير أبو حسين: هو ابن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف.
3989 - (م د س) عمر بن سعيد بن مسروق الثوري كوفي أخو سفيان.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: وسألته – يعني الدارقطني – عن عمر ومبارك أخوي الثوري فقال: ثقتان.
3990 - (م ت) عمر بن سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم والد بريه.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " كذا ذكره المزي وهو غير جيد لإغفاله منه ما لا يجوز إغفاله – إن كان نقله من أصل -: يخطئ وفي قوله أيضًا قال البخاري: إسناده مجهول نظر [ق 187/أ] وذاك أن الذي رأيت في عدة نسخ من تاريخ البخاري: روى عنه بريه بإسناد مجهول، وبين القولين(10/61)
فرقان ظاهر والله تعالى أعلم.
وذكره أبو جعفر العقيلي وأبو محمد بن الجارود في " جملة الضعفاء ": وفي قوله أيضًا: قال الدارقطني:- وذكر حديث النضر بن طاهر عن بريه عن أبيه عن جده: " أكلت مع النبي صلى الله عليه وسلم لحم الحبارى – غريب من حديث النضر عن بريه بهذا الإسناد، وتابعه إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي عن بريه نظر، والذي في كتاب " الغرائب " للدارقطني: غريب حدث به النضر بن طاهر عن بريه بهذا الإسناد، وتابعه إبراهيم بن عبد الرحمن عن بريه.
وقال في موضع آخر من هذا الكتاب: رواه عمر بن سفينة عن أبيه، وتفرد به بريه بن عمر بن أبيه والله تعالى أعلم.
فيتبين بهذا أن بريهًا هو المتفرد لا النضر.
3991 - (ع) عمر بن أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي أبو حفص المدني ربيب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حبان: وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " كل بيمينك وكل مما يليك "، وتوفي في إمارة عبد الملك.
وفي قول المزي: روى عنه أبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي نظر في موضعين، الأول: روايته عنه إنما هي بوساطة آخر عنه، وهذا أصل قاعدة المزي، فإنه إذا رأى إنسانًا روى عن شيخ ثم روى عن آخر عنه عده منقطعًا من غير حكم إمام معتمد على ذلك وإن كنا لا نرضاه وقد بينا فساد هذا القول في غير موضع من هذه العجالة.
قال أبو أحمد العسكري: أنبا أبو الليث الفرائضي، ثنا سليمان بن أبي شيخ، ثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي وجزة عن رجل من مزينة عن عمر(10/62)
ابن أبي سلمة قال: " أكلت مع النبي صلى الله عليه وسلم " الحديث قال: وتوفي في خلافة عبد الملك.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: رواه وكيع وعبدة بن سليمان عن هشام عن أبي وجزة عن رجل من مزينة عن عمر، وكذلك ابن المديني عن أبيه، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وخالفهم سليمان بن بلال، فرواه عن أبي وجزة عن عمر نفسه.
الثاني: أبو وجزة ليس بسعدي صليبة كما يفهم من كلامه.
قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في كتابه " الكامل ": أبو وجزة الشاعر سلمي، وعرف بالسعدي لنزوله فيهم ومخالفته إياهم.
وفي " الطبقات ": اسم أبيه عبيد، ويقال: عبد الله، وسيأتي ذكره بعد.
وفي عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق يقول معن بن أوس المزني في نخل له بأحوس من الأكحل [ق 187/ب]:
لعمرك ما غرس بدار مضيعة ... وما ربها إن غاب عنها بخائف
وإن لها جارين لن يغدرا بها ... ربيب النبي وابن خير الخلائف
وفي " كتاب الطبراني الأوسط ": ثنا محمد بن علي بن شعيب، ثنا خالد الحذاء، ثنا ابن وهب، ثنا عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي مسلمة قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم تقبيل الصائم؟ فقال: " سل هذه " لأم سلمة وهي جالسة، فقالت: إنه ليفعل، قلت: يا رسول الله قد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال: إني والله لأخشاكم لله تعالى وأتقاكم، قال أبو القاسم: لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن الحارث انتهى.
هذا يوهن قول من قال: كان صغيرًا حين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم.
وفي كتاب " الفكاهة والمزاح " قال عبد الله بن الزبير: كان أكبر مني بسنتين(10/63)
وعن عبد الله بن عروة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم في غلمة ترعرعوا منهم ابن جعفر وابن الزبير وعمر بن أبي سلمة، فقيل: يا رسول الله لو بايعتهم فتصيبهم بركتك فأتى بهم إليه فبايعوه.
وقال ابن سعد: كان أصغر سنًا من سلمة، وقد حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالوا: وفرض عمر بن الخطاب لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف، ولعمر بن أبي سلمة في أربعة آلاف فكلمه عبد الله في ذلك، فقال: هات أما مثل أم سلمة، وبعث علي بن أبي طالب إلى أم سلمة رضي الله عنها يوم الجمل أن اخرجي معي، فأرسلت أبعث معك أحب الناس إلي؛ فبعثت معه عمر فشهد معه الجمل، واستعمله على فارس.
وتوفي في خلافة عبد الملك بالمدينة، وكذا ذكر وفاته خليفة وغيره ممن لا يحصى كثرة.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ كذلك زاد: أسند دون العشرة أحاديث روى عنه الحسن بن أبي الحسن ومكحول ومحمد بن عمرو بن عطاء.
وفي كتاب " الصحابة ": للبرقي أنبا ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق له حديثان.
وزعم المزي أن غير أبي عمر قال: توفي يوم الجمل، قال: وليس بشيء انتهى.
هذا القول لم أجده فيما رأيت من الكتب، ولا أدري من قاله والله أعلم فينظر.
3992 - (خت4) عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.
ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة.(10/64)
وكذلك خليفة.
وفي قول المزي: قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى: ضعيف الحديث نظر؛ من حيث اقتصاره على هذا أو سكوته لما ذكره ابن أبي خيثمة نفسه في تاريخه لما ذكر قول يحيى: ضعيف الحديث. قال أبو بكر: يعني أبو زكريا هشيمًا ضعيف الحديث عنه؛ أي: رآه رؤية ضعيفة.
وفي كتاب الدوري عن يحيى بن معين وسأله عن حديث من حديثه؟ فقال: صحيح.
قال: وسألته عن آخر فاستحسنه يحيى.
وقال علي ابن المديني: كان يحيى بن سعيد القطان يضعفه.
وذكره أبو القاسم البلخي، والدولابي، والعقيلي، وأبو العرب القيرواني، وابن شاهين في " جملة الضعفاء " ثم أعاد ذكره في كتاب [ق 188/أ] " الثقات ".
وقال: قال أحمد بن حنبل: هو صالح ثقة إن شاء الله تعالى.
وقال ابن عبد الرحيم التبان: ليس بالقوي.
ولما ذكر الحاكم حديثه في " مستدركه " قال: لم يحتجا به.
وذكره البرقي في باب: " من احتمل حديثه من المعروفين وتكلم فيه بعض أهل العلم "، فزعم يحيى بن سعيد القطان أنه ضعيف.
وأكثر أهل العلم بالحديث يثبتونه.(10/65)
وقال أبو أحمد الجرجاني: وعمر بن أبي سلمة حسن الحديث لا بأس به.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: أرجو أن يكون لا بأس به.
وفي قول المزي: قال البخاري: أراه قدم واسط نظر؛ لأمرين الأول: أيش فائدة هذا القول مع أنه هو ذكر قدومه واسط جزمًا من كتاب " الثقات "؟!! الثاني: إغفاله – إن كان نقله من أصل، وما أخاله – قال البخاري في " تاريخه الكبير " الذي هو بيد صغار الطلبة: أراه قدم واسط، صدوق إلا أنه يخالف في بعض حديثه.
وذكر وفاته في سنة ثلاث وثلاثين جماعة منهم القراب نقله عن أبي نصر الجوزقي الحافظ وابن قانع وغيرهم من المتأخرين.
3993 - (د ق) عمر بن سليم الباهلي البصري.
ذكره ابن حبان وابن خلفون الأونبي في كتاب " الثقات "، وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه ".
وفي كتاب الصريفيني: كان ينزل في بني مشير ونسبه أبو جعفر العقيلي قرشيًّا، وقال: هو غير مشهور، يحدث بمناكير.
3994 - (4) عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني.
قال إسحاق عن يحيى: صاحب حديث زيد بن ثابت.(10/66)
وذكره ابن شاهين وابن خلفون في كتاب " الثقات "، زاد: وهو ثقة قاله ابن عبد الرحيم وغيره.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وحسنه أبو علي الطوسي.
وفي قول المزي تابعًا صاحب " الكمال " – فيما أرى:- وقيل اسمه عمرو نظر؛ لأن الذين ذكروه وترجموه لم يذكروا شيئًا من ذلك حتى مسلم بن الحجاج لما ذكر شيوخ شعبة سماه كذلك ولم يتردد، فينظر فيمن قال ذلك من المترجمين المعتمدين.
3995 - (ق) عمر بن سهل بن مروان المازني التميمي أبو حفص بصري سكن مكة.
روى عنه يحيى بن عبد الأعظم. وقال في نسبه: التميمي. قاله المزي. وكأنه استغرب كونه تميميًّا مع ما تقدم في نسبه مازنيًّا فليس جيدًا؛ لأن مازنًا هذا هو ابن عمرو بن تميم لا يخالف في هذا.
3996 - (د) عمر بن سويد بن غيلان الثقفي، ويقال: العجلي الكوفي.
روى عن: سلامة [ق 188/ب] بن سهم التيمي وعائشة بنت طلحة، روى عنه: أبو نعيم وابن المبارك ووكيع، كذا ذكره المزي، والبخاري فرق بينهما فقال: عمر بن سويد العجلي سمع سلامة، سمع منه أبو نعيم في الكوفيين، ثم قال عمر بن سويد الثقفي سمع عائشة بنت طلحة سمع منه ابن المبارك وأبو نعيم ووكيع الكوفي أبو حفص.
وكذا فعله أبو حاتم ابن حبان في كتاب " الثقات " فقال: عمر بن سويد الثقفي يروي عن عائشة بنت طلحة، عداده في أهل الكوفة، روى عنه ابن المبارك، ثم قال بعد تراجم: عمر بن سويد العجلي يروي عن سلامة عداده في أهل(10/67)
الكوفة روى عنه أبو نعيم.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قد فرق بين العجلي والثقفي. انتهى.
وأما ما زعمه الخطيب بأن التفرقة وهم واستدل على ذلك بأن أبا نعيم نسبه في حديث سلامة عجليًّا.
وفي حديث عائشة هو ووكيع ثقفيًّا مكتفيًّا به فليس موضحًا؛ لأن البخاري قد ذكر أن أبا نعيم روى عنهما وأن وكيعًا روى عن الثقفي فجاء الخطيب بمعنى قول البخاري اللهم إلا لو ذكر حديثًا عن وكيع ونسبه فيه عجليًّا لصدقت له دعواه.
وقال العجلي: عمر بن سويد ثقفي كوفي ثقة.
وأما ابن أبي حاتم فلم يذكر عن أبيه ويحيى بن معين إلا العجلي الراوي عن عائشة، وذكر عمر بن سويد السلمي الراوي عن عمرو بن الأسود روى عنه الزبيدي، وأما قول المزي: إنه ابن غيلان فلم أر له فيه سلفًا فينظر؛ فإنه متى كان ابن غيلان يتعين نسبه في ثقيف، ويبقى قوله وقيل العجلي.
وهم صريح.
3997 - (خ) عمر بن سلام.
روى عنه معن أن عبد الملك دفع ولده إلى الشعبي فقال: علمهم الشعر(10/68)
كذا ذكره المزي من غير ذكر صيغة التحديث والذي في تاريخ البخاري: عمر بن سلام صيغة روايته عنهما وهي عن عبد الملك بن مروان والشعبي قولهما، روى عنه معن.
وكذا قاله ابن حبان في كتاب " الثقات " وأبو حاتم الرازي يروي عن عبد الملك والشعبي.
3998 - (ت) عمر بن شاكر البصري.
قال أبو عيسى الترمذي في كتابه العلل الكبير عن البخاري: عمر بن شاكر مقارب الحديث.
وقال أبو علي الطوسي: شيخ روى عنه [ق 189/أ] غير واحد من أهل العلم.
وقال ابن عدي: روى عن أنس نحو عشرين حديثًا غير محفوظة منها: " يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه له أجر خمسين منكم ".
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
والذي ذكره المزي عنه: ضعيف فقط لم أره فينظر.
3999 - (ق) عمر بن شبة بن عبيدة بن رائطة النميري أبو زيد بن أبي معاذ البصري النحوي الأخباري نزيل بغداد.
روى في كتابه " أخبار المدينة " عن جماعة كثيرة منهم: محمد بن مصعب، وعمر بن سعيد الدمشقي، وأحمد بن جناب، وأيوب بن محمد(10/69)
الرقي، وموسى بن مروان الرقي، وعلي بن أبي هاشم، وأحمد بن عيسى، وأحمد بن عبد الله بن يونس، والحكم بن موسى، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن بكر، ومعاوية بن عمرو، وعاصم بن علي بن عاصم، وعبد الله بن محمد بن أبي شيب، ومحمد بن سنان، ومحمد بن خالد بن عثمة، وحبان بن بشر، وعثمان بن عمر بن فارس، وعمرو بن قسيط الرقي، وحسين بن عبد الأول، وحكيم بن سيف، وعبد الله بن رجاء، وتيم بن جعفر بن سليمان، وعبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري، ومعن بن عيسى القزاز، ومحمد بن روين، وميمون بن الأصبغ، وإسماعيل بن أبي كريمة الخزاف، والحسن بن عثمان، ومحمد بن بكار، وعلي بن محمد بن غياث بن إبراهيم، وعلي بن داب، وأيوب بن عمر بن أبي عمرو، وصدقة بن سابق، وقبيصة بن عقبة، وعبيد بن إسحاق العطار، وعبيد بن جناد، ومحمد بن عثمان الطويل، وإسماعيل بن عبد الله، ومحمد بن عبد الله بن الزبير، ويحيى بن كثير أبو غسان، وأبو يحيى هارون بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة، وخلاد بن يزيد الباهلي وعثمان بن موسى، وروى عن أبي بكر الباهلي عن الأصمعي، والمزي ذكر روايته عن الأصمعي الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وعلى قاعدته تكون روايته عنه مرسلة لدخول أبي بكر بينهما، وكذا روايته عن إبراهيم بن المنذر فإنه أدخل بينهما محمد بن حاتم وغيره، وسليمان بن أحمد وعبد الله بن داود الحريبي، وحرمي بن عمارة، وعثمان عبد الوهاب، ومحمد بن مسلم، وحسين بن إبراهيم بن الخز، وعبد الأعلى بن [ق 189/ب] حماد، وسعيد بن منصور البرقي، وخالد بن عمرو، وأبو حذيفة، وأبو عمران الرازي، ووهب بن جرير، وزكريا بن أبي خالد، ومعاذ بن تمام، والحسن بن أحمد بن أبي شعيب السمرقندي، وأخوه معاذ بن شبة بن عبيدة بن زيد، ومحمد بن منصور، وسليمان بن أيوب صاحب البكري، وعلي بن الصباح، وزريق بن حسين بن مخارق، وبشر بن قيس، ثنا سنة عشرين ومائتين، وعتاب بن زياد، وسعيد بن أوس بن أبي زيد الأنصاري، ومحمد بن سليمان بن أبي رجاء.(10/70)
روى في كتاب أخبار ابن سلام عن جماعة أيضًا منهم: محمد بن يزيد الرفاعي، وأبو بكر، وعبد الله بن محمد بن عبيد الله بن مسلم، ومسلم بن أبي مسلم الجرمي ورجاء بن سلمة، ومسلمة بن الصلت، وأبو عبيد النحوي، والربيع بن يحيى الأشناني، ويحيى بن أبي بكير، وصفوان بن عيسى، ومحمد بن علي بن الحرب، ومخلد بن يحيى بن جابر، وسيار بن فروخ وعباد بن العوام ومحمد بن الحكم بن عبيد الله وأبو النضر هاشم بن القاسم وفضيل بن عبد الوهاب، وزاجر بن الصلت، والنضر بن إسحاق بن عبد الله بن خازم وأبو الحسن علي بن محمد [] وأبو قبيصة حاتم بن []، ومحمد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد، وعبد الله بن محمد بن حكيم وعبد الجبار بن سعد بن عبيد الله بن عبد الأعلى، وحماد بن سلمة، ومحمد بن حرب بن قطر بن قبيصة بن مخارق الهلالي، وصفوان بن عيسى، وإبراهيم بن رباح بن شبيب وعلي بن جعدة، وعلي بن شيخ ومحمد بن غزير بن عبد الله بن سلام بن رباح الأيلي وخالد بن خراش بن [] وعبد السلام بن حرب وإسماعيل بن خالد، وفطر بن خليفة، ومحمد بن إسماعيل الضرير، ومحمد بن الحسن بن زبال، ويحيى بن آدم، ومندل بن [] بن محمد بن بن يحيى بن زكريا بن طلحة، ومحمد بن مرن الهذلي، ومعمر بن [] بن معمر، وأبو معاوية محمد بن خازم، ونائل بن نجيح بن عمرو بن [] والحكم بن النضر، وشباب بن خياط، وحماد بن مسعدة، وعبد الله بن [] بن عطية، والمغيرة بن محمد، وعبد الله بن مطر بن []، ونصر بن قتيبة بن نصر بن سيار، وقحطبة بن عداة، وعبد العزيز بن سلمة المساري ويحيى بن جبير، ومحمد بن الحجاج الأسلمي، وعقيل بن عمرو بن القاسم، وعبيد الله أبو الحسن، وعبد الله بن عامر بن مدرك الحازمي الكوفي ونصر بن عبد الوهاب، وأبو عمر سعيد بن عبد البر بن [] وإبراهيم بن سعيد بن عمارة بن كراز، وعبد الله بن محمد النحوي.
وقال المرزباني في " معجمه ": نميري مولى تميم أديب فقيه واسع الرواية(10/71)
صدوق ثقة وهو القائل للحسن بن مخلد من أبيات، ومات في سنة اثنتين وستين ومائتين:- ضاعت لديك حبوتي واستهنت ... بها والحر يألم من هذا ويمتعض
إني سأشكر نعمتي منك سالفة ... وإن تخونها من أحادث عرض
وفي تاريخ الخطيب: لما عوتب عمر على عدم زيارته إخوانه قال: أشد نفسي وما تشتد ... وقد مضت [تسعون] لي تعد
أيام تترى وليال بعد ... كأن أيام الحياة تعدو
انتهى.
هذا يعكر على ما ذكره المزي من أن عمره كان تسعًا وثمانين سنة إلا أربعة أيام وقال الخطيب: أنبا العتيقي، ثنا محمد بن العباس، ثنا محمد الكاتب، ثنا أبو محمد الأنباري، حدثني أبو محمد العنزي قال: امتحن عمر بن شبة بسرمن رأى بحضرتي فقال: القرآن كلام الله ليس بمخلوق فقالوا له: فتقول: من وقف فهو كافر فقال: لا أكفر أحدًا فقالوا له: أنت كافر فلزم بيته وحلف ألا يحدث شهرًا وكان ذلك حدثان قدومه من بغداد بعد الفتنة فكنت ألزمه أكتب عنه وما امتنع مني فأنشدني قصيدة له في محنته [ق 190/أ]:
لما رأيت العلم ولى ودثر ... وقام بالجهل خطيب فهمر
لزمت بيتي معلنا ومتتر ... مخاطبًا خير الورى لمن غبر
أعني النبي المصطفى على البشر ... والثاني الصديق والتالي عمر
ومن أردت من مصابيح زهر ... مثل النجوم قد أضاءت بالقمر
فأنا فيهم في رياض وغدر ... وفي عظات جمة وفي عبر
[وإن كنا] عالمين بالخبر ... رواة أشعار قديمات غرر(10/72)
ومن أحاديث الملوك والسير ... فهم حوالي كنوز في الزبر
آخذ من هذا وهذا وأذر ... آخذ ما يصفو وألقي ما كدر
فذاك أولى من مقامات الحمر ... من الطغام والرعاع والنشر
مختلفين في القرآن والقدر ... إن خولفوا قالوا تردى وكفر
وكان أصحاب الحديث والأثر ... أنجم قوم عن سباب وهتر
فأصبحوا مرضى الشهادات الكبر ... بالكفر سحًّا مثل تسئاب المطر
فالحمد لله العلي المقتدر ... حمد مقر لا بشيء يعتذر
لا بل بتقصير وتفريط مقر
وذكر الزبير في كتاب " الفكاهة " أن عمر بن شبة كان على شرطة الحسين بن أيوب باليمامة فمرض الحسين يومًا فأمره أن يخطب يوم جمعة فلما كان على المنبر ضرط؛ فقال في ذلك الشاعر:-
إن يكن قرة عيني ... أسقط الناس سقطة
والنميري له كانت على المنبر ضرطة ... ثم قد أصبح بعد ذا صاحب شرطة
وقال أبو القاسم بن عساكر: عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد ويقال: ابن رائطة مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين ويقال ثلاث وستين ومائتين.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثقة أنبا عنه البهراني وقال محمد بن سهل روايته: كان أكثر الناس حديثًا وخبرًا وكان صدوقًا ذكيًّا وكان يتصرف في البلدان التماس العلم.
لم ينزل بغداد عند خراب البصرة، وتوفي سنة اثنتين وستين.(10/73)
وفي هذه السنة ذكر وفاته جماعة منهم أبو القاسم البغوي في كتاب " الوفيات " تأليفه، وأبو الحسين ابن قانع، والسمعاني وقال: كان ثقة عالمًا بالسير وأبو محمد ابن الأخضر زاد: لخمس [ق 190/ب] بقين من جمادى الآخرة وكان ثقة عالمًا بالسير وأيام الناس وله تصانيف كثيرة وهو صاحب عربية وأدب روى عنه البغوي: وروى ابن حبان في " صحيحه " عن أحمد بن الحسين بالموصل عنه: قال الداني روى القراءة عن جبلة بن مالك غير المفصل عن عاصم وسمع الحروف من محبوب بن الحسن.
4000 - (ق) عمر بن شبيب بن عمر المسلى المذحجي أبو حفص الكوفي.
ذكره الساجي وأبو العرب القيرواني والعقيلي وابن شاهين في " جملة الضعفاء " زاد أبو حفص: وروى القواريري عن أبيه تضعيفه، وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه مات سنة اثنتين ومائتين.
ولما ذكره يعقوب في " باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم " قال: أظنه أحمسيًّا وقال في موضع آخر: ليس حديثه بشيء.
4001 - (د) عمر بن شقيق بن أسماء الجرمي البصري والد الحسن.
روى عن أعين قاضي الري وعاصم الجحدري فيما ذكره ابن أبي حاتم(10/74)
في كتاب " الجرح والتعديل ".
4002 - (ق) عمر بن الصبح بن عمران التميمي ويقال العدوي أبو نعيم الخراساني السمرقندي.
قال أبو أحمد الجرجاني: عامة ما يرويه غير محفوظ لا متنًا ولا إسنادًا روى عنه عيسى بن موسى غنجار.
وذكره أبو محمد ابن الجارود وأبو العرب القيرواني في " جملة الضعفاء " وقال ابن عبد الرحيم التبان: ليس بثقة وكذا قاله أبو عبد الرحمن النسائي في " الكنى " تأليفه زاد أبو بشر الدولابي في " الكنى ": أخبرني أحمد بن شعيب أنبا أحمد بن بكار، ثنا مخلد بن يزيد عن أبي نعيم: عمر بن صبح عن يحيى بن أبي كثير عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كثر كلامه كثر سقطه " قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث منكر وعمر بن صبح ليس بثقة وقال أبو جعفر العقيلي: عمر بن صبح الكندي كوفي حديثه ليس بالقائم وليس بمعروف بالنقل يحدث عن الأحنف بن قيس ولا يتبين سماعه منه روى عنه عيسى بن موسى.(10/75)
4003 - (ق) عمر بن صهبان ويقال عمر بن محمد بن صهبان الأسلمي أبو جعفر المدني خال [ق 191/أ] إبراهيم بن أبي يحيى.
قال الخطيب في حديث سعيد بن سلام العطار عن عمر بن محمد: هو عمر بن محمد بن صهبان: كذا ذكره المزي بلفظ: ويقال: ومن مستنده في ذلك كلام الخطيب الذي أبعد فيه النجعة ولو كان ممن ينظر في تاريخ البخاري الذي قال عنه قال البخاري: منكر الحديث لوجد فيه: عمر بن صهبان خال إبراهيم ابن أبي يحيى منكر الحديث.
قال الفضل بن سهل: هو عمر بن محمد بن صهبان الأسلمي.
ولوجد في كتاب الجرجاني الذي نقل منه شيئًا بواسطة فيما أرى: عمر بن محمد بن صهبان مديني لم يتردد في اسمه.
ولما ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة قال: الأسلمي مولاهم يكنى أبا حفص مات سنة سبع وخمسين ومائة وكان قليل الحديث وكذا ذكر وفاته وكنيته عن ابن سعد القراب.
وقال الساجي: فيه ضعف يحدث عن أبي الزبير وعمارة بن غزية بأحاديث يخالف فيها.
وفي قول المزي: وقال معاوية بن صالح عن يحيى: ليس بذاك نظر والذي(10/76)
في " سؤالات معاوية ": مديني ليس حديثه بذاك.
وقال المزي أيضًا: قال ابن أبي مريم عن يحيى: ضعيف الحديث وفيه إغفال لما في " سؤالاته " إن كان نقله من أصل قال ابن أبي مريم قال: عمي لم يكن بشيء أدركته ولم أسمع منه وقال ابن عبد الرحيم التبان: ضعيف.
وذكره أبو العرب القيرواني والعقيلي وابن الجارود وابن شاهين في " جملة الضعفاء " زاد أبو حفص: وقال أبو نعيم - يعني ابن دكين -: كان ضعيفًا ثم أعاد ذكره في كتاب " الثقات " وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة ما علمت منه إلا خيرًا ما رأيت أحدًا يتكلم فيه.
وقال أبو عبد الله الحاكم وأبو سعيد النقاش: روى عن نافع وزيد بن أسلم أحاديث مناكير رواها عنه الثقات.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة السابعة وقال: توفي سنة سبع وخمسين ومائة وكذا ذكره في " تاريخه " زاد: وهو مولى أسلم وكذا ذكر وفاته ابن قانع ونسبه همدانيًّا.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب " الكنى ": أبو حفص عمر خال ابن(10/77)
أبي يحيى أنبا إبراهيم بن يعقوب، ثنا الحنفي، ثنا عمر أبو حفص خال ابن أبي يحيى وكان أرضى أهل المدينة يومئذ: أهل المدينة له حامدون قال [ق 191/ب]، حدثني صفوان بن سليم، ونافع وزيد بن أسلم.
وذكر المزي في ولد طلحة بن عبيد الله:
4004 - عمر بن طلحة: ولم أره مذكورًا عند أحد من المؤرخين ولا النسابين والله تعالى أعلم فينظر.
4005 - (م س) عمر بن عامر السلمي أبو حفص البصري القاضي.
قال أبو أحمد ابن عدي: هو عندي لا بأس به وقال أبو زرعة الرازي: ثقة.
وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال الساجي: هو من الشيوخ صدوق ليس بالقوي فيه ضعف قال أحمد بن حنبل: وكان عبد الصمد بن عبد الوارث يروي عنه عن قتادة مناكير وذكره العقيلي في " جملة الضعفاء " وقال أحمد بن صالح: بصري ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: سلمي وقيل أسلمي والأول أكثر قال: وقد تكلم في مذهبه ونسب إلى الإرجاء وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين وهو ثقة قاله أحمد بن حنبل وغيره.
زاد أحمد - في رواية ابنه عبد الله -: ثبت في الحديث إلا أنه كان مرجئًا.(10/78)
وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة وخليفة بن خياط في الطبقة السادسة: مات قاضيًا لسليمان بن علي في سنة ست وثلاثين ومائة وكذا ذكره ابن قانع واللالكائي في آخرين.
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين أن ابن المثنى قال: مات فجأة بالبصرة سنة تسع وثلاثين ومائة والله تعالى أعلم.
وخرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم، وأبو محمد السمرقندي، وأبو محمد بن الجارود وفي قول المزي عن أبي داود: كان شريكًا مع سوار في القضاء يحتاج إلى نظر لما ذكره أبو زيد عمر بن شبة النميري في كتابه " أخبار البصرة " ولي سليمان بن علي البصرة آخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة وعلى قضائها الحجاج بن أرطأة فعزله وولى عباد بن منصور ثم عزله وولى سوار بن عبد الله فاستعفاه سوار فولى عمر ابن عامر السلمي فمات قاضيًا فحدثني جلاد الأرقط قال لما مات عمر بن عامر شاور سليمان بن علي البتي في قاضي يوليه فاستعفاه [ق 192/أ] من المشورة فبلغه أنه يميل بين واهب بن سوار الجرمي ورجل آخر فقال له البتي: بلغني أنك ملت بين فلان وفلان فظننت أنه لا يسعني الآن إلا المشورة فعليك بطلحة بن إياس العدوي فولاه ثم عزل وأعيد عباد فلم يزل عباد قاضيًا حتى عزل سليمان بن علي أبو جعفر وعزل عبادًا وولى سوارًا وهو أول من ولي من الخلفاء قضاء البصرة إنما كانت أمراء البصرة في زمن بني أمية وبني العباس يولون القضاة حتى كان سوار فولاه أبو جعفر وعظم القضاء بها بعد سوار إلى اليوم.
وفي " تاريخ البصرة " لابن أبي خيثمة: قال ابن عيينة: كان عمر بن عامر من أهل العلم ولم يكن له ذلك العلم بالقضاء وذكر عن شيخه سليمان بن أبي شيخ كما ذكره ابن شبة سواء ثم ذكر عن ابن علية أنه قال: ثم عزل سليمان بن علي عبادًا واستقضى سوارًا وعمر بن عامر ثم أعفى سوارًا واستقضى عمر وحده فلم يزل قاضيًا حتى مات، يقال: إنه مات فجأة.(10/79)
4006 - (خ م د س) عمر بن عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " وكذلك ابن خلفون ولم يذكره أبو حاتم ولا البخاري.
4007 - (م د) عمر بن عبد الله بن رزين بن محمد بن برد السلمي أبو العباس النيسابوري أخو مبشر بن عبد الله.
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": عمر بن عبد الله بن محمد بن زرين بن برد، روى عن محمد بن الفضل وروى عنه إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين السلمي ومحمد بن يزيد السلمي.
وفي قول المزي: قال السراج: سمعت أبا سعيد فذكر وفاته تدليس لا يجوز لأنه إن كان نقله من كتاب الحاكم، فالحاكم قد قال: سمعت محمد بن إسماعيل السكري سمعت أبا العباس فذكره؛ فكان ينبغي أن يذكره كما قاله ليسلم من التدليس الموهم رؤية كتاب [ق 192/ب] السراج وإن كان نقله من كتاب السراج فكان ينبغي له على عادته أن يقول: وذكره الحاكم أيضًا والله تعالى أعلم.
وذكره ابن خلفون وابن حبان في كتاب " الثقات " زاد: روى عن سفيان بن حسين الغرائب.
4008 - (ع) عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن البصري المعروف بالرومي.
لم يزد المزي على أن قال: روى عن أبيه ثم قال: ذكره ابن حبان في(10/80)
كتاب " الثقات " وكأنه لم ير كتاب " الثقات " جملة إذ لو كان رآه لوجد فيه: روى عن الحسن وقتادة.
وقال محمد بن إسماعيل البخاري: روى عن أبيه والحسن وقتادة وأسماء بن عبيد سمع منه موسى بن إسماعيل، وقتيبة منقطع.
4009 - (بخ م س) عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام المدني.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة وقال: أمه أم حكيم بنت عبد الله بن الزبير بن العوام ولم يعقب عمر بن عبد الله بن عروة وكان كبيرًا روى عن عروة والقاسم، وروى عنه ابن جريج، وكان قليل الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: روى عن أبي بكر عبد الله بن الزبير بن العوام.
4010 - (ق) عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني.
عن أبيه عن جده: أنه حمل على فرس في سبيل الله تعالى وعنه هشام بن عروة: كذا ذكره المزي لم يزد في التعريف به شيئًا وفي " كتاب البخاري الكبير ": عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب روى عنه يزيد بن الهاد، وقال لي ابن تليد: ثنا ابن وهب أنبا ابن أبي الزناد عن أبيه أن عمر بن عبد الله بن عمر أخبره عن عبد الله بن عمر أن عمر سأله ثم قال: عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي قال لنا عبد الرحمن بن شريك: أنبا أبي عن هشام بن عروة عن عمر بن عبد الله بن عمر عن أبيه(10/81)
عن جده عمر أنه تصدق فأبصر صاحبها يبيعه أو يبيعها بكسر.
في أهل المدينة قال أبو عبد الله: لا أدري هذا هو آخر أم ذاك يعني عمر بن عبد الله بن عمر. كذا هو ثابت في عامة الأصول.
وذكر [ق 193/ب] الكلبي والبلاذري وابن سعد وغيرهم أولاد عبد الله فلم يذكر أحد منهم فيهم من اسمه عمر إنما ذكروا عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر، أمه: أم سلمة بنت المختار بن أبي عبيد قال ابن سعد: كان أبو الزناد يروي عنه وكان قليل الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يروي عن جده عبد الله بن عمر، روى عنه ابنه وأبو الزناد ويزيد بن الهاد وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
4011 - (د ق) عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي وقد ينسب إلى جده.
قال البخاري: يتكلمون فيه وقال في موضع آخر: ثنا علي قال: قال جرير: كان عمر بن يعلى يحدث عن أنس فقال لي زائدة – وكان من رهطه -: أي شيء حدثك؟.
فقلت: عن أنس قال: أشهد أنه يشرب كذا وكذا فإن شئت فاكتب وإن شئت فدع، قال البخاري: هو عمر بن عبد الله بن يعلى(10/82)
ابن منبه الثقفي قال: وقال الوليد بن مسلم عن سفيان عن عمر بن يعلى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في خاتم الذهب كذا ذكره المزي وهو كلام من لا رأى كتاب البخاري وذلك أن الذي في " تاريخ " البخاري: عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي عن أبيه وحكيمة ويقال حكمة امرأة يعلى بن مرة روى عنه المسعودي، وسليمان بن حيان، ومروان بن معاوية، ومطلب بن زياد، وإسرائيل وروى هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم عن سفيان عن عمر بن يعلى قال أبو عبد الله: لا أدري هو ذاك أم غيره؟ عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في خاتم ذهب وقال علي: قال جرير: كان عمر بن يعلى يحدث عن أنس فقال لي زائدة الحديث الذي قاله عنه المزي.
وقال في كتاب " الضعفاء ": عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة [الثقفي عن أبيه وحكيمة ويقال حكمة امرأة يعلى عن يعلى بن مرة] روى عنه المسعودي وسليمان بن حيان، ومروان بن معاوية، ومطلب بن زياد، وإسرائيل وروى هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم عن سفيان عن [ق 193/ب] عمر بن يعلى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في خاتم ذهب يتكلمون فيه انتهى.
فهذا كما ترى تفاوت ما بين القولين يظهر لمن له أدنى نظر والله تعالى أعلم.
وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: ليس بشيء.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة وذكره أبو العرب وابن شاهين(10/83)
والعقيلي وابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
وقال المروذي: ذكره أحمد فلم يرضه.
وقال الجوزقاني في كتاب " الموضوعات " تأليفه: منكر الحديث.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: هو عندي ممن يكتب حديثه.
وفي قول المزي عن الساجي: حدثني أحمد عن يحيى: سمعت جريرًا يقول: كان عمر بن يعلى يشرب الخمر نظر لإغفاله من كتاب " الجرح والتعديل " للساجي إن كان رآه وما أخاله أشياء منها بيان مستند جرير في قوله ذلك أنه إنما قاله تقليدًا لغيره ومنها الاعتذار عن ذلك ومنها كلام الساجي فيه؛ بيان ذلك قوله: عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي يحدث عنه أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في خاتم الذهب عنده مناكير وهو رجل من أهل زائدة.
، حدثني أحمد فذكر ما تقدم ثم قال: وحدثت عن عباس الدوري عن يحيى بن معين عن جرير قال: قال لي زائدة: أيش يحدثك عمر؟ قلت: يحدث عن أنس قال أشهد أني رأيته يشرب الخمر فإن شئت فاكتب عنه وإن شئت فدع.
قال الساجي: كان زائدة لا يرى شرب ما يسكر فأحسبه رآه يشرب شيئًا من هذه الأنبذة التي هي عند من من يراها حرامًا خمر قال أبو يحيى: وعنده مناكير.
وخرج ابن خزيمة حديثه في الحج في " صحيحه " وكذلك الحاكم النيسابوري وأبو محمد الدارمي في " مسنده " وذكر المزي أن ابن ماجه روى له حديثًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم " كفر بصاع " وأغفل أيضًا أن الساجي ذكره فيما أنكر عليه من الحديث.
وذكره ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين ".(10/84)
4012 - (ت) عمر بن عبد الله المدني أبو حفص مولى غفرة بنت رباح ويقال: غفرة بنت شيبة وهو ابن خالة ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
قال ابن سعد: مات سنة [ق 194/أ] خمس وأربعين ومائة كان ثقة كثير الحديث ليس يكاد يسند وكان يرسل حديثه.
كذا ذكره المزي تابعًا فيما أرى صاحب " الكمال " وفيه نظر وذلك أن الذي في كتاب " الطبقات " – وذكره في الطبقة الخامسة من أهل المدينة -: عمر بن عبد الله مولى غفرة بنت رباح أخت بلال بن رباح جالس سعيدًا والقاسم وغيرهما وتوفي بعد مخرج محمد بن عبد الله بن حسن [وخرج محمد سنة خمس وأربعين ومائة] وكان ثقة كثير الحديث ليس يكاد يسند وهو يرسل حديثه أو عامته انتهى.
ولما خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة قال: مات بعد الهزيمة قال: وهو مولى غفرة بنت خالد بن رباح أخي بلال بن رباح وقال في " التاريخ " في سنة ست وأربعين ومائة: عمر مولى غفرة بعد الهزيمة.
وفي كتاب المنتجيلي: سئل مالك بن أنس: لم تركت الرواية عن صالح مولى التوأمة، وحرام بن عثمان وعمر مولى غفرة فقال مالك: أدركت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين من التابعين وإنما أحدث العلم عمن هو أهل أن يؤخذ عنه.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عمر مولى غفرة يكتب حديثه.
وقال ابن خلفون في كتاب " الثقات ": مدني ثقة وهو عندي من أهل الطبقة الرابعة من المحدثين.(10/85)
وفي كتاب " الطبقات " للبرقي باب " من احتملت روايته من الثقات، وفي الأخبار والقصص خاصة ولم يكن ممن يتقن الرواية عن أهل الفقه ": عمر مولى غفرة بنت رباح كان صاحب مرسلات ورقائق.
وقال البزار في كتاب " السنن " تأليفه: ليس به بأس ولم يدرك ابن عباس وأحاديثه، وخرج الحاكم في " صحيحه ".
وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي، وقال عباس بن محمد عن يحيى بن معين: لم يكن به بأس. والمزي نقل عن عباس هذا لفظة وأغفل هذا إن كان نقله من أصل.
وقال ابن عبد الرحيم التبان: ضعيف.
وذكره أبو العرب وأبو القاسم البلخي وأبو جعفر العقيلي في " جملة [ق 194/ب] الضعفاء " وأبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال أبو يحيى الساجي: عمر مولى غفرة أخت بلال من أهل الصدق تركه مالك بن أنس: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا مطرف بن عبد الله قال: قال مالك: أدركت رجالًا من أهل الصدق وما أحدث عنهم شيئًا قيل: لأي شيء تركتهم وهم أهل الصدق والفضل؟ قال: خشية الزلل منهم.
وذكر المزي روايته عن أنس بن مالك الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي كتاب " المراسيل " لابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه محمد بن شعيب بن شابور والحسن بن يحيى الحنيني عن عمر مولى غفرة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتاني جبريل صلوات الله وسلامه عليه في يده كهيئة المرآة(10/86)
البيضاء " الحديث فقال لي: عمر مولى غفرة لم يلق أنسًا وسمعت أبي يقول: عمر مولى غفرة عن ابن عباس مرسل.
وقال البخاري: عمر مولى غفرة ابنة رباح أخت بلال روى عنه سعيد بن أبي هلال قال عيسى بن يونس: أدرك ابن عباس انتهى.
لم أر من نسب غفرة إلى شيبة كما ذكره المزي فينظر ليستفاد والله تعالى أعلم وذكر ابن قانع وفاته سنة خمس وأربعين.
4013 - (س) عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخو أبي بكر.
قال ابن حبان: قيل إنه مات عام مات عمر بن الخطاب.
كذا ذكره المزي عنه وهو كما قال.
ولكنه كان ينبغي أن يتتبعه عليه ويبين فساده وذلك أن أباه تزوج أمه في خلافة عمر، على ذلك اتفق جماعة المؤرخين والنسابين وولد له أولاد منها وقد ذكر قوله: ولد له أيضًا فيمكن أن يكون ذلك في خلافة عمر كله يصير عبد الرحمن جدا ومولده في خلافة عمر ويموت ابن ابنه في خلافة عمر، هذا ما لا يعقل اللهم إلا إن كانت خلافة الناصر العباسي ربما يمكن وفي " أنساب " البلاذري والمطين وغيرهما ما يبين صحة ما ندعيه وفساد غيره وهو قوله: استعمل عبد الله [ق 195/أ] ابن الزبير عمر بن عبد الرحمن على الكوفة فأعطاه المختار بن أبي عبيد الثقفي مائة ألف درهم وانصرف عنه ثم صار مع الحجاج ومات بالعراق وكان محمد ابنه من رجال قريش وهو الذي أتى يزيد بن عبد الملك برأس يزيد بن المهلب فأقطعه دارًا وبعض ضياع المهلب وعقبه بالكوفة وكان عتبة بن عمر بن عبد الرحمن ابنه أيضًا من دهاة قريش وعلمائهم ونبا برهم وكان ذا سخاء ولم يزل مع الحجاج وكان الحجاج يختصه ويأنس إليه وحفص وسهيل ابناه أيضًا ولهما عقب بالبصرة وواسط.(10/87)
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
4014 - (د) عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو حفص المدني والد حفص وعبد العزيز.
قال الزبير أبو بكر: لما رأى عمر بن عبد الرحمن بن عوف أسف عبد الملك بن مروان على زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأن أخاها زوجها بيحيى بن الحكم قال له: يا أمير المؤمنين أنا أدلك على مثلها في الجمال وهي شريكتها في النسب قال: ومن هي؟ قال: بنت هشام بن إسماعيل قال: فكيف لي بذلك قال: أنا فأتى أباها وكلمه فزوجها من عبد الملك ثم استعمل عبد الملك هشامًا على المدينة.
وفي ضبط المهندس عن المزي – وقرأه أيضًا عليه -: عمرو بن حية الراوي عن عمر بن عبد الرحمن بياء مثناة من تحت بعد الحاء المهملة فغير جيد؛ لأن ابن ماكولا، وقبله أبو الحسن الدارقطني وابن سعيد المصري وغيرهم ممن تبعهم ضبطوه بنون؛ فينظر في سلف المزي في ضبطه ذاك – والله تعالى أعلم [ق 195/ب].
وقال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن يحيى، حدثني عمران بن عبد العزيز عن أبيه قال: كان عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب صديقًا لعمر بن(10/88)
عبد الرحمن بن عوف فرأى عبيد الله يومًا عمر ساقطًا خائرًا فقال له عبيد الله مالي أنكر حالك؟ قال: إن فلانًا – يعني ابن عم له – وقف علي فلم يترك شيئًا إلا قد قاله لي قال: فلا يغمك ذلك فوالله ما قوم لهم عزة إلا إلى جانبها عرة، وما صار على طريدته بأنهك لها من ابن عم دني لابن عم سري.
4015 - (عخ د س ق) عمر بن عبد الرحمن بن قيس الكوفي أبو حفص الأبار نزيل بغداد.
قال البخاري في " تاريخه ": قال سعيد بن سليمان: هو القرشي.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال ابن عبد الرحيم البتان: ثقة.
وذكره ابن شاهين أيضًا في كتاب " الثقات ".
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي وأبو زرعة عن أبي حفص الأبار فقالا: هو صدوق.
ونسبه ابن سعد في " الطبقات " التي زعم المزي أنه نقل كلامه وأغفل منها شيئًا إن كان رآه وما أخاله نقله إلا بوساطة الخطيب فإنه لم يعد " تاريخه " وقد عرى كتابه منه جملة وهو الأسدي؛ وذلك موافق لما قاله البخاري وابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات " وقال: مات في ولاية هارون وخرج حديثه في " صحيحه " وكذا الحاكم.(10/89)
4016 - (م ت س) عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي أبو حفص قارئ أهل مكة.
قال البخاري في " التاريخ الكبير " وقال ابن جريج: أنبا عمر بن عبد الرحمن وكانت أمه بنت المطلب بن أبي وداعة عن جعفر بن المطلب والذي نقله عنه المزي ومنهم من قال: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن لم أره في " التواريخ الثلاث " فينظر وكأن الموقع للمزي قول اللالكائي: وقد أختلف في اسم محيصن فقال البخاري قال ابن جريج: أخبرني عمر بن عبد الرحمن وكانت أمه ابنة المطلب بن أبي وداعة ومنهم من قال: محمد بن عبد الرحمن.
إلا أن البخاري و [أبا حاتم] سمياه: عمر انتهى فظن المزي أن قول اللالكائي ومنهم من قال محمد بن عبد الرحمن يعود على البخاري ولم يمعن النظر وظن {إن الظن لا يغني من الحق شيئًا}.
والله تعالى أعلم.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل مكة [ق 196/أ] شرفها الله تعالى.
وأبو محمد بن حزم في الطبقة الثانية وقال: عبد الرحمن ابن محيصن السهمي وقيل: بل هو محمد بن عبد الرحمن بن محيصن كان عالمًا بالعربية أخذ القراءة عن درباس.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك الطوسي والحاكم.
4017 - (س) عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص الخزاعي مولاهم أبو حفص المصري.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": توفي بمصر يوم الخميس لآخر ليلة من(10/90)
ربيع الآخر سنة خمس وثمانين ومائتين وكان مولده سنة أربع عشرة ومائتين روى عنه العقيلي وهو ثقة.
وقال أبو سعيد بن يونس – الذي زعم المزي أنه نقل وفاته من عنده:- كان فقيهًا ثقة وكان يجلس في جامع مصر في حلقة أبيه وكان فاضلًا منصفًا جلدًا.
وقال النسائي: صالح فيما ذكره ابن عساكر.
ولما ذكره ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين " قال: أبوه يروي عن ابن وهب وروى عمر عن مهدي بن جعفر الرملي.
4018 - (ع) عمر بن عبد العزيز مروان بن الحكم أبو حفص أمير المؤمنين الرجل الصالح رضي الله عنه وغفر له ولجميع المسلمين.
ذكر أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي في كتابه " مسند عمر بن عبد العزيز " أنه روى عن: تميم الداري، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعائشة أم المؤمنين، وأسماء بنت عميس، وأبان بن عثمان بن عفان، وعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وأبي سلام الحبشي، وسعيد بن خالد بن عمرو وقيس بن الحارث ورجل لم يسم عن الصنابحي، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وأبيه عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وعبد الله بن موهب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسلمى مولاة مروان بن الحكم، وعبادة بن عبد الله، وعراك بن مالك.
روى عنه: يزيد بن محمد، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعفيف المدني، ورجل من ولد طلحة بن عبيد الله، والعباس سالم.
[ق 196/ب] وعبد العزيز بن العباس، وعباد بن كثير، وسليمان بن عاصم.
وفي كتاب " الخلفاء " للصولي: توفي لخمس بقين من رجب وأنشد له عن المدائني:(10/91)
إني لأمنح من يواصلني ... مني صفاء ليس بالمذق
وإذا لمح لي حال عن خلق ... داويت منه ذاك بالرفق
والمرء يصنع نفسه ويبني ... ما تبله يرجع إلى الخلق
وعن العتبي عن أبيه قال: مما ثبت لنا من قول عمر رضي الله عنه:
إنه الفؤاد عن الصبا وعن انقيادك للهو ... فلعمر ربك إن في شيب المفارق واللحا
لك واعظ لو كنت تعظ ألفاظ ذوي النها ... حتى متى لا ترعوي وإلى متى وإلى متى
ما بعد أن سميت كهلًا واستلبت اسم الفتى ... بلي الشباب وأنت إن عمرت رهن للبلى
وكفى بذلك زاجرًا للمرء عن عي كفى
وفي " اللباب المنثور " للوزير المقري لما وجد عمر بن عبد العزيز إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر في بيت خليدة العرجاء جلده الحد فقال إسحاق بن علي عمر: على ودك كل الناس مخطئون قال الوزير: [].
وذكره ابن حبان في الطبقة الأولى من ثقات التابعين.
وفي " ربيع الأبرار ": مرت عجوز بعمر بن الخطاب تبيع لبنًا فقال: يا عجوز ألم أعهد إليك ألا تغشي المسلمين فقالت: فوالله ما فعلت فقالت بنت لها من جانبها: غشًّا وكذبًا جمعت على نفسك فقال عمر لولده: أيكم يتزوج هذه لعل الله أن يخرج منها قسمة طيبة فقال عاصم: أنا فولدت له أم عاصم فتزوجها عبد العزيز فولدت له عمر.
وذكر المزي أن ابن سعد قال: كان ثقة مأمونًا وليس جيدًا لأن ابن سعد إنما(10/92)
نقله نقلًا ولفظه: قالوا: وكان عمر بن عبد العزيز فذكره وهذا وأمثاله إنما شاححت المزي فيه لما استلزمه هو فإن صاحب الكمال لما ذكر في ترجمته [ق 197/أ] عبد الله بن عمر بن علقمة عن أبي حاتم عن يحيى بن معين: ثقة رد ذلك عليه وقال: هذا خطأ إنما قاله أبو حاتم عن إسحاق بن منصور عن يحيى وشاححه أيضًا في أضيق من هذا مما يمكن أن يكون سقط من الكتابة مثل ما ذكر في ترجمة عبد الله بن العلاء بن زبر قال: روى عن سليم مولى المطلب قال المزي: هذا خطأ والصواب: مولى بني المطلب.
وفي " تاريخ دمشق ": توفي لست بقين من رجب.
وذكر المزي أن الفلاس قال: توفي يوم الجمعة لعشر بقين من رجب وفي ذلك نظر؛ لأن الذي في كتاب عمرو بن علي: يوم الجمعة لخمس بقين من رجب وكذا ذكره أيضًا عنه أبو الوليد الباجي في كتابه " الجرح والتعديل " وغيره.
وفي قوله أيضًا: وقال الهيثم بن عدي: مات سنة اثنتين ومائة نظر؛ لأن الذي في " الطبقات " التي قرأها الحاكم أبو أحمد وغيره من الحفاظ: أمه أم عاصم استخلف يوم الجمعة لعشر ليال من ربيع الأول سنة تسع وتسعين ومات رضي الله عنه بدير سمعان لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومائة وهو ابن سبع وثلاثين سنة وقال في " تاريخه الكبير " الذي على السنين: وفي سنة إحدى ومائة توفي عمر بن عبد العزيز بدير سمعان ليلة السبت [لسبع] بقين من رجب مرجعه من دابق فكانت مدته سنتين وخمسة أشهر وثلاث ليال وهو ابن سبع وثلاثين سنة ونصف سنة.
وقال القراب في " تاريخه ": أنبا زاهر بن أحمد أنبا محمد بن الليث الوراق(10/93)
ثنا محمد بن عبد الكريم العبدي، ثنا الهيثم بن عدي قال: ثم استخلف أبو حفص عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة لعشر ليال خلون من ربيع الأول سنة تسع وتسعين، ومات لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومائة وهو ابن سبع وثلاثين سنة؛ فكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمس عشرة ليلة.
وعن ابن عيينة: مات عمر سنة إحدى ومائة.
ولما ذكر وفاته في هذه السنة يحيى ابن بكير، قال يحيى: يختلف في سنة؛ فمنهم من يقول: سبع وثلاثين ومنهم من يقول: ست وثلاثين [ق 197/ب] ومنهم من يقول: ما بين الثلاثين إلى أربعين ولم يكملها.
وفي " تاريخ " خليفة بن خياط: روى عنه علي بن زيد بن جدعان: [تمت حجة الله على ابن الأربعين ومات لها] وقال عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: ولد سنة تسع وخمسين.
وقال أبو سعيد بن يونس: وكانت وفاته بخناصرة يوم الأربعاء لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومائة فكان جميع ما أقام في الخلافة سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام ذكر ذلك ربيعة الأعرج وقيل: كان مولده بمصر، وقيل: وراء أبلة، وقيل: بالمدينة، وقيل: بالأردن والأشبه عندي والله أعلم أن يكون ولد بالمدينة وحمل منها لمصر.
وفي " المراسيل " لابن أبي حاتم: سئل أبي: سمع عمر بن عبد العزيز من عبد الله ابن عمرو؟ قال: لا.
وقال أبي: كان عمر بن عبد العزيز واليًا على المدينة وسلمة بن الأكوع، وسهل بن سعد حيين فلو حضر كان يكتب عنهما.
وفي كتاب الداني: وردت عنه الرواية في حروف القرآن وكان حسن الصوت فسمعه ابن المسيب ليلة والناس يستمعون له فقال: فتنت الناس.(10/94)
ويزيد قول من قال إن اسم أمه ليلى قول جرير بن الختلي يمدحه أنشده المبرد:
يعود الفضل منك على فرس ويفرج عنهم الكرب الشدادا ... وقد آمنت وحشتهم برفق وبغى الناس وحسبك أن يضادا
وفتى المجد يا عمر ابن ليلى ويكفى الممتحل السنة الجيادا ... ويدعو الله مجتهدًا ليرضى وتذكر في رعيتك المعادا
فما كعب بن ثمامة وابن سعدي بأجود منك يا عمر الجوادا
وفي " التاريخ الصغير " للبخاري قال ابن عيينة ويحيى بن سعيد: [].
وقال التاريخي: لما قدم عمر على الوليد معزولًا استخف به.
[].
قال ابن خلفون: كان من علماء التابعين وفضلائهم وخيارهم، وقال ميمون بن مهران: ما كانت العلماء عند عمر إلا تلامذة وكان معلم العلماء.
وقال الجاحظ: كان أشج أصلع فاحش الصلع ومن زعم أنه لم يكن بعد مروان بن الحكم أصلع فقد غلط لأن عمر أشهر بالصلع من مروان والله تعالى أعلم.
وفي الرواة جماعة يقال لكل منهم عمر بن عبد العزيز جمعوا في جزء ضخم لشخص قديم.
4019 - (د س ق) عمر بن الواحد بن قيس السلمي أبو حفص الدمشقي أخو أبي بكر [ق 198/أ] محمد بن عبد الواحد الأفطس.
قال المزي: كان فيه يعني " الكمال ": روى عن أبي بشر خالد بن يزيد(10/95)
وهو خطأ. والصواب: يزيد بن خالد انتهى. هذا الشيخ لم أره في نسخ " الكمال " مذكورًا لا خالد بن يزيد ولا يزيد بن خالد فينظر.
وفي قوله: ذكره ابن حبان في " الثقات " وذكر وفاته في سنة مائتين ومولده في سنة ثماني عشرة ومائة من عند غيره نظر؛ لأن ابن حبان قام بهذه الوظيفة فلو أمعن المزي النظر لما احتاج إلى تجشم ذلك من عند غيره.
وفي قوله: قرأ على يحيى بن الحارث الذماري القرآن العظيم بحرف ابن عامر نظر؛ لما ذكره الداني والهذلي وغيرهما لما ترجموه قالوا: روى عن يحيى بن الحارث اختياره الذي خالف فيه ابن عامر ولم يعرفاه بغير ذلك وإليهما في هذا المرجع.
وقال ابن قانع: عمر بن عبد الواحد صالح – يعني – في الحديث.
وفي " تاريخ " القراب: في سنة ثمانين وقيل: توفي – يعني – فيها عمر بن عبد الواحد وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " نسبه إلى ولاء بني أمية.
وقال العجلي: ثقة وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه توفي عن اثنتين وتسعين سنة.
4020 - (م س) عمر بن عبد الوهاب بن رياح بن عبيدة الرياحي أبو حفص البصري.
خرج البستي والنيسابوري حديثه في " صحيحيهما " وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".(10/96)
4021 - (ع) عمر بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الحنفي الإيادي مولاهم أبو حفص الكوفي أخو محمد ويعلي وإبراهيم وإدريس.
قال محمد بن سعد: مات سنة خمس وثمانين ومائة كذا ذكره المزي تابعًا – فيما أرى – صاحب " الكمال " ولو نظر كتاب ابن سعد لوجده قد قال حين ذكره في الطبقة السابعة من أهل الكوفة: مولى لإياد بن نزار بن معد توفي بالكوفة سنة خمس وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان شيخًا قديمًا ثقة إن شاء الله تعالى.
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " قال: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
وقال أبو عمرو خليفة بن خياط لما ذكره في الطبقة الثامنة: عمر وهو مولى بني حنيفة مات سنة سبع [ق 198/أ] أو ثمان وثمانين ومائة وجزم في " التاريخ " بسنة سبع ولم يتردد.
وقال أبو سليمان بن زبر: ولد سنة أربع ومائة في شهر رجب.
ولما ذكره ابن قانع في سنة ثمان وثمانين لم يتردد؛ وذكر أبو بشر هارون بن حاتم التميمي في " تاريخه ": مات عمر بن عبيد – يعني شيخه – سنة سبع وثمانين ومائة بعد عبد السلام بن حرب بأشهر، وعبد السلام أيضًا توفي سنة سبع وثمانين.
وفي قول المزي: قال محمد بن عبد الله الحضرمي: إنه توفي سنة خمس وثمانين ومائة نظر في موضعين.(10/97)
الأول: الذي في غير ما نسخة من " تاريخ المطين " محمد بن عبد الله الحضرمي: ثنا ابن نمير قال: مات عبد السلام الملائي سنة [سبع] وثمانين ومائة قال الحضرمي وأخبرت أنه مات عمر بن عبيد الطنافسي والمعتمر في جمادى وإبراهيم بن أبي حية، وعلي بن نصر، وبشر بن المفضل والدراوردي وابن سواء.
الثاني: الحضرمي لم يقله استبدادًا إنما ذكره نقلًا وكأن الموقع للمزي فيما أرى والله تعالى أعلم إن كان نقله من أصل " تاريخ الحضرمي " فإنه قال في موضع آخر من تاريخه: مات محمد بن عبيد الطنافسي سنة خمس وثمانين فصحف كاتب النسخة محمدًا بعمر، ومائتين بثمانين وهما متقاربان والله تعالى أعلم.
وقال الدارقطني: يعلى وعمر ومحمد وإدريس أولاد عبيد كلهم ثقات.
وفي قوله: الحنفي الإيادي جمع بين ضدين؛ لأن حنيفة هو ابن لجهم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن يعلى بن دعمى بن جعبة بن أسد بن ربيعة بن نزار وإياد بن نزار [] فينظر والله تعالى أعلم.
ولما ذكره الأونبي في كتاب الثقات كناه أبا حفص قال: وقيل: أبا جعفر.
وقال البرقي عن يحيى بن معين: ضعيف.
وقال العجلي: عمر أخو يعلى ومحمد بن عبيد وهو أسنهم وهو دونهما في الحديث، وكان صدوقًا.
وفي موضع آخر: لا بأس به.
[].(10/98)
4022 - عمر بن عثمان بن عفان القرشي المدني.
كذا قاله مالك عن الزهري [ق 199/أ] عن علي بن حسين، وقال سائر الرواة: عن الزهري عن علي عن عمرو وهو المحفوظ وقد قيل: عن مالك عن الزهري عن عمرو قال النسائي: والصواب من حديث مالك " عمر " ولا نعلم أحدًا تابع مالكًا على قوله: عمر انتهى كلام المزي، وفي " أحاديث الموطأ " للدارقطني رواية محمد بن خيوان عن القعنبي عن مالك: عمر أو عمرو ورواية روح بن عبادة وخالد بن مخلد، ومكي بن إبراهيم عن مالك: عمرو وفي رواية إسحاق الطباع: قال مالك: أنا أعرفه كان عمر بن عثمان جاري وقد أخطأ من سماه عَمرًا.
وقال ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: عمرو بن عثمان بن عفان روى عن أبيه وأسامة وكان ثقة له أحاديث، ثم قال: عمر بن عثمان ابن عفان أمه أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة من دوس، فولد عمر زيدًا ونافعًا لأم ولد وقد روى عمر بن عثمان عن أسامة وروى عنه الزهري: وله دار بالمدينة [وعقب] وكان قليل الحديث.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " فقال: يروي عن أبيه روى إبراهيم بن عمر بن أبان عن أبيه عنه.
وفي " موطأ " يحيى بن بكير عن مالك: عمر أو عمرو على الشك وقال ابن(10/99)
عبد البر: وأهل النسب لا يختلفون في أن لعثمان ابنًا يسمى عمر وآخر يسمى عمرًا وقد روى عنهما الحديث.
4023 - (ق) عمر بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر أبو حفص التيمي المدني.
قال البلاذري في كتاب " الأنساب ": عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله ولاه أبو جعفر المنصور قضاء عسكره وولى الرشيد عمر بن عثمان ابنه قضاء البصرة.
وفي كتاب الزبير بن أبي بكر: وعمر بن عثمان بن موسى كان من وجوه [ق 199/ب] قريش وبلغائها وفصحائها وعلمائها وأهل الحكم منها ولاه الرشيد قضاء البصرة فخرج حاجا ثم لم يرجع إلى القضاء وأقام بالمدينة فأعفاه أمير المؤمنين من القضاء وتركه بالمدينة مقيمًا فلم يزل بها حتى مات قال: وحدثني بعض أهل البصرة قال: كان عمر بن عثمان يسترسل معهم ولا يتكبر عليهم فقال له بعض من ينتصح له: إن القاضي ينبغي له أن يمسك نفسه ويتكبر على أهل عمله فقال له عمر بن عثمان: إنكم إذا وليتم القضاء وضعتموه ها هنا وأشار إلى رأسه ونحن إذا وليناه وضعناه ها هنا وأشار تحت قدمه قال: وخاصم بعض القرشيين عمر بن عثمان بالمدينة عند بعض ولد محمد بن إبراهيم وهو خليفة أبيه بالمدينة فأسرع إليه القرشي فقال له عمر: على رسلك مالك سريع الإيقاد وشيك الضرمة وإني والله مكافئك دون أن تبلغ غاية التعدي وأبلغ غاية الإعذار.
قال: وأم عمرو بن عثمان: أم رومان بنت طلحة بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وفي " أخبار البصرة " لعمر بن شبة ما يخالف قول هذين الإمامين وهو: ولى(10/100)
المهدي أمير المؤمنين عمر بن عثمان التيمي من أهل المدينة قضاء البصرة فحدثني هارون بن عبد الله الزهري قال: قال أبو حفص التيمي لعمر بن عثمان بن موسى لما ولاه المهدي القضاء بالبصرة:
يا أبا حفص أخا النمر بن عثمان الظلوم ... فلقد أحيا بك الله لنا قاضي سدوم
أنت للبصرة تحصل مع بقار ورسوم ... كنت أحرى أن تحكم في مال اليتيم
قال: وبقار ورسوم مقامران من أهل المدينة.
وقال عمرو بن الحارث [ق 200/أ] لعمر بن عثمان: لو أمسكت شيئًا فإن القضاة تمسك كان سوار لا يكني أحدًا، فقال: أتدرون ما قال الغاضري؟ قال: لو كان العبوس من الدين لأحببت أن تباع الخل بين عيني قال: وقال عمر بن عثمان: كان الخصمان يجلسان إلي بالبصرة فيقول أحدهما: إن الله تعالى خلق آدم فكان من أمره صلى الله عليه وسلم فأقول: اقصد لحاجتك فيقول أتقطعني عن حجتي؟ فأقول: هات فيقول: وخلق نوحًا صلى الله عليه وسلم فكان من أمره ثم يقول: إن هذا استعار مني سرجًا فلم يرده.
قال: وخرج عمر بن عثمان التيمي فاستعفى هارون أمير المؤمنين من القضاء فأعفاه وولى بعد معاذ بن معاذ.
وفي " أخبار البصرة " لابن أبي خيثمة: ثم ولى المهدي أمير المؤمنين عمر بن عثمان التيمي المدني ثم حج عمر واستخلف معاوية بن عبد الكريم الضال مولى لآل أبي بكرة ثم عزله المهدي وكتب إلى محمد بن سليمان يختار رجلًا فيوليه القضاء فاستقضى معاذ بن معاذ.
وفي قول المزي: قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى بن معين عن(10/101)
عمر بن عثمان الذي يروي عن أبيه عن الزهري فقال: لا أعرفهما نظر؛ لأن الذي في " تاريخ عثمان " ونقله أيضًا عنه ابن أبي حاتم فقال: أنبا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلي قال: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: سألت يحيى بن معين عن عمر بن عثمان الذي يروي عن أبيه عن ابن شهاب فقال: ما [أعرفه] قال أبو محمد – يعني -: إنه مجهول.
4024 - (م د) عمر بن عطاء بن أبي الخوار المكي مولى بني عامر.
خرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن الجارود، والدارقطني، وابن حبان، والحاكم أبو عبد الله.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وكذلك ابن خلفون وقال: وثقه ابن عبد الرحيم وابن صالح وغيرهما.
وقال يعقوب بن سفيان مكي ثقة.
4025 - (د ق) عمر بن عطاء بن وراز ويقال: ورازة حجازي.
ذكر اللالكائي عن [ق 200/ب] عبد الله بن أحمد عن أبيه أنه قال: هو لين الحديث.(10/102)
وقال أبو زرعة: مكي ضعيف وقال يعقوب بن سفيان لين الجانب، وفي كتاب ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: مكي لين، والذي نقله عنه المزي: ثقة لين، لم أره فينظر وكأنه اختلط عليه بابن أبي الخوار، فإن أبا زرعة وثقه.
وفي كتاب الدوري عن يحيى بن معين: ضعيف.
وذكره العقيلي، والبلخي، وابن الجارود، والساجي، وأبو العرب، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وأما ما رأيت بخط أبي على الشلوين الأستاذ: عمر بن عطاء بن وراز مجودًا مضبوطًا، فيشبه أن يكون وهمًا.
وفي كتاب " التمييز " للنسائي و " الضعفاء ": عمر بن عطاء بن وراز: ضعيف، وكذا نقله عنه غير واحد منهم: أبو العرب القيرواني، وابن عدي، والمنتجيلي، وابن الجوزي والذي نقله عنه المزي: " ليس بثقة " لم أره فينظر.(10/103)
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عمر بن عطاء بن وراز ابن أبي الخوار يروي عن أبي سلمة: روى عنه ابن جريج كذا جمع بينهما والصواب التفرقة، والله تعالى أعلم.
وقال ابن خلفون: ليس هو بالقوي عندهم.
وذكره يعقوب في " باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.
4026 - (مد ت ص) عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المدني، وهو الأصغر.
قال أبو بكر الجعابي: ثنا محمد بن القاسم، ثنا عباد، ثنا يحيى بن الحسين بن زيد عن أبيه عن عمر بن علي، أنه كان إذا باع بمزية فوضعوا حط عنهم، وإذا انقلبوا عوضهم وإذا كان فيهم رجل رضي قبل قوله وعوضه وإذا لم يكن رضي استحلفه وعوضه.
وصحح أبو علي الطوسي حديثه، وكذلك الحاكم.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة قال: ولد عليًّا وإبراهيم وخديجة وجعفرًا وهو البشير، ومحمدًا وموسى وهو كردم، وخديجة وحبة ومحبة وعبدة.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل المدينة وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب " الثقات " وهو يؤكد لك أنه ما كان ينقل من أصل فالذي في " الثقات ": يروي عن أبيه روى عنه ابن أخيه جعفر بن محمد(10/104)
ابن علي يخطئ كذا في غير ما نسخه من كتاب " الثقات ".
4027 - (4) عمر بن علي بن أبي طالب الأكبر.
ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى [ق 201/أ] من أهل المدينة.
قال: وقد روى عمر الحديث، وكان من ولده عدة يحدث عنهم، وقال في موضع آخر: عمر الأكبر بن علي ورقية بنت علي وأمهما الصهباء، وهي أم حبيب بنت ربيعة ابن بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وكانت سبية أصابها خالد حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر، كذا ذكره المزي، والذي في كتاب " الطبقات " في الطبقة الأولى في موضع واحد من غير تفرقة بين كلامه: عمر الأكبر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم أمه الصهباء، وهي أم حبيب بنت ربيعة فذكر نسبها الذي ذكره المزي إلى آخر كلامه ثم قال: فولد عمر محمدًا وأم موسى وأم حبيب، وأمهم أسماء بنت عقيل بن أبي طالب وقد روى عمر الحديث إلى آخر كلامه فهذا كما ترى التفرقة التي ذكره عنه المزي بين القولين غير صحيحة، والله أعلم.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": أمه أم النجوم بنت جندب بن عمرو.
وفي كتاب الزبير: كان عمر آخر ولد علي، وقدم مع أبان بن عثمان على الوليد بن عبد الملك، يسأله أن يوليه صدقة أبيه علي بن أبي طالب، وكان يليها يومئذ ابن أخيه الحسن بن الحسن بن علي، فعرض عليه الوليد الصلة وقضاء الدين فقال: لا حاجة لي إلى ذلك، إنما جئت لصدقة أبي أنا أولى بها فاكتب(10/105)
لي في ولايتها، فكتب له الوليد رقعة فيها أبيات الربيع بن أبي الحقيق وقيل: هي لابن الأشرف:
أنا إذا ما ليت دواعي الهوى ... وأنصت السامع للقائل
واضطرع القوم بألبابهم ... يقص بحكم عادل فاضل
لا نجعل الباطل حقا ولا ... نلط دين الحق بالباطل
نخاف أن تسفه أحلامنا ... فنحمل الدهر مع الحامل
[ق 201/ب] ثم دفع الرقعة إلى أبان وقال: ادفعها إليه، وأعلمه أني لا أدخل على ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرهم، فانصرف عمر غضبان ولم يقبل له صلة.
وذكر عمر بن علي أنه ولد لأبيه بعد ما استخلف عمر بن الخطاب فقال له أبي علي: يا أمير المؤمنين ولد لي الليلة غلام فقال: هبه لي.
قال: هو كذلك قال: قد سميته عمر ونحلته غلامي مؤرقًا قال: فله الآن ولد كثير يتبع.
4028 - (ع) عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي أبو حفص البصري مولى ثقيف ووالد محمد وعاصم وعم محمد بن أبي بكر المقدمي.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مات سنة تسعين ومائة وقد قيل: سنة اثنتين وتسعين ومائة.
وفي كتاب حرب عن أبي عبد الله: كان عمر بن علي كثير التدليس وكان عاقلًا حسن الهيئة.
وفي قول المزي – تبعًا لما في " الكمال " -: قال البخاري: مات سنة تسعين ومائة نظر؛ لأن البخاري لم يقله إلا نقلًا عن ابن أخيه محمد بن أبي بكر كذا هو مبين في تاريخه.(10/106)
وفي " تاريخ واسط ": روى عنه عمر بن صالح بن زياد.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة التاسعة قال: توفي سنة تسع وثمانين ومائة وقال في التاريخ: مات سنة تسعين ومائة.
وفي سنة تسع وثمانين ومائة ذكر وفاته فيها ابن قانع.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال الساجي: صدوق ثقة كان يدلس قال أحمد بن حنبل: كان رجلًا صالحًا عفيفًا فاضلًا عاقلًا ثقة، لا بأس به ذم لتدليسه.
ولما ذكره العقيلي في كتاب " الجرح والتعديل " قال: أثنى عليه أحمد بن حنبل.
وقال ابن عدي: له أحاديث حسان.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان عاقلًا صالحًا عفيفًا فاضلًا صاحب سنة وخير وكان عثمانيا، وثقه ابن صالح وغيره، وتوفي في جمادى الأولى سنة تسعين.
4029 - عمر بن فروخ أبو حفص العبدي القتاب.
ذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات ".(10/107)
4030 - (بخ 4) عمر بن الفضل السلمي ويقال: الحرشي.
قال البخاري في تاريخه: روى عن كعب بن جراد.
وذكره ابن شاهين في " الثقات "، وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه ".
4031 - (بخ د) عمر بن قيس الماصر أبو الصباح بن أبي مسلم الكوفي مولى ثقيف ويقال: مولى الأشعث الكندي، ويقال: العجلي.
قال البخاري في " تاريخه الكبير ": عمر بن قيس الماصر يقال: مولى ثقيف قال لي أحمد بن إسحاق عن أشهل: ثنا ابن عون عن عمر بن قيس الماصر عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أو شراحيل، وقال ابن مثنى: ثنا معاذ، ثنا ابن عون، حدثني عمر بن قيس وقال بعضهم: عمرو بن قيس ولا يصح، وقال ابن طهمان: [عمر] بن قيس خاصمت آل شريح في برذون.
وقال شعبة عن عمرو بن قيس مولى الأشعث خاصمت إلى شريح في برذون [ق 202/أ] قال أبو عبد الله: والصحيح: عمر بن قيس.
وفي " تاريخ أصبهان " لأبي نعيم الحافظ – الذي أوهم المزي نقل كلامه بذكر لفظة عثر بها فيما أرى -: وكان عمر بن قيس الماصر وعبد العزيز بن قيس الماصر – يعني أخاه – ممن خرجا مع القراء على الحجاج بن يوسف، لما أخرجهم ابن الأشعث فلما هزم ابن الأشعث هرب عبد العزيز إلى أصبهان.(10/108)
وفي " الضعفاء " لابن شاهين قال عثمان بن أبي شيبة: عمر بن قيس الماصر: ضعيف في الحديث مرجئ.
وذكر في " الثقات " قال أحمد بن صالح – يعني المصري -: وعمر بن قيس ثقة ليس فيه شك، وإنما طعن فيه من قبل الغلط وهو لا بأس به.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: يقال: عمرو بن قيس وعمر الماصر.
4032 - (ق) عمر بن قيس المكي أبو حفص المعروف " بسندل " أخو حميد.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من المكيين وقال: كان فيه بذاء وتسرع إلى الناس، فأمسكوا عن حديثه وألقوه، وهو ضعيف، وحديثه ليس بشيء.
قال ابن سعد: وهو الذي عبث بمالك – رحمه الله تعالى – فقال: الشيخ مرة يخطئ، ومرة لا يصيب، وذلك عند والي مكة، فقال له مالك: هكذا الناس، وإنما تغفل الشيخ فبلغ مالكًا فقال: لا أكلمه أبدًا.
وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: متروك الحديث.
وفي كتاب ابن الجوزي عن أبي الفتح الأزدي والدارقطني: متروك الحديث.
وفي " علل الدارقطني ": ضعيف وقال ابن حبان في كتاب " الثقات " وأبو(10/109)
زرعة الدمشقي في " تاريخ دمشق "، وابن الجارود مثله.
وقال الحربي في كتاب " العلل " تأليفه: كان فيه تسرع إلى الناس فأمسكوا عنه وألقوه.
وقال ابن معين: حدثني من سأل عبد الرحمن بن مهدي عنه فقال: ضعيف الحديث.
وفي رواية أبي طالب عن أحمد: كان له لسان، وقال ابن صاعد: قد روى عنه شعبة وإن كان غيره أوثق منه.
وقال الخليلي في " الإرشاد ": لا يحتج به؛ لأنهم ضعفوه.
قال علي ابن المديني: ذكر مالك بن أنس حميد الأعرج فوثقه، ثم قال: أخوه أخوه وضعفه.
وقال أبو القاسم البغوي: في حديثه لين وقال أبو أحمد الجرجاني: وعامة ما يرويه لا يتابع عليه وهو ضعيف بإجماع لم يشك أحد فيه، وقال مالك فيه: ذاك الكذاب.
وذكره البرقي في " باب من كان الغالب عليه الضعف في حديثه وقد ترك بعض أهل العلم بالحديث الرواية عنه ".
وقال البزار في كتاب " السنن " تأليفه: ضعيف الحديث روى.
[ق 202/ب] عن عطاء وغيره أحاديث مناكير كأنه شبه متروك.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للنسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال التبان مثله.
ولما ذكره أبو العرب في جملة الضعفاء قال: قال لي مالك بن عيسى: هو(10/110)
ضعيف جدًّا.
وقال فيه مالك: هو المسكين، يستحل شرب الخندريس، فوضعه الله تعالى إلى يوم القيامة.
وذكره أبو جعفر العقيلي وأبو القاسم البلخي وأبو حفص بن شاهين في جملة الضعفاء.
وفي " تاريخ المنتجالي ": قال أحمد بن حنبل: كانت فيه جرأة، ثنا العباس الرياشي عن الأصمعي قال: سئل عمر بن قيس سندل عن رجلين شربا شرابًا فسكر أحدهما، ولم يسكر الآخر فقال: يضرب الذي سكر حدًّا والذي لم يسكر حدين، قالوا: ولم؟ قال: لأن نصه مقبر.
وعن علي ابن المديني قال: تنازع عمر بن قيس ومالك في مسألة، فقال لمالك: أنت مرة تخطئ ومرة لا تصيب فقال مالك: كذلك الناس، فلما علم بعد قال: لو علمت أن حميدًا الأعرج أخو هذا ما حملت عنه شيئًا.
وكان مصعب بن عبد الله يقول: كان يحدث بالمدينة يقول: أنزل الله بك ما أنزل بسندل، كان يرى لقرشي فتحول مولى لبني فزارة، وذلك أنه كان مولى أم هاشم بنت منظور امرأة عبد الله بن الزبير، فمات ولدها من عبد الله، فرجع ولاؤه إلى بني فزارة وقال مصعب: وأقبل ياسين الزيات على عمر بن قيس فقيل له: يا أبا حفص هذا ياسين الزيات فقال سندل: إن كان يس فأنا كهيعص، فإنها أطول حروفًا.
وقال الساجي: ضعيف الحديث جدًّا يحدث عن عطاء بن أبي رباح بأحاديث بواطيل لا تحفظ عنه وكان عطاء يستثقله، وقال أحمد بن حنبل: كان صاحب مزاح كان يقول: قاضيكم يا أهل العراق يجيز شهادة الهر، يقول إذا(10/111)
قرت واستقرت عنده قال أحمد: حج هارون ومالك أيضًا فدعى هارون مالكًا وعمر بن قيس فسألهما عن شيء من أمر الحج فاختلفا فتناظرا وجعلا يحتجان [ق 203/أ] فقال عمر لمالك: أنت أحيانًا تخطئ وأحيانًا لا تصيب فقال: كذلك الناس، فلما خرج مالك أتى علي بن قتيل، فأخبره بما قال عمر فغضب وقال: ذاك الكذاب، ولما بلغ عمر قول مالك: أنا من ذي أصبح قال: أنا من ذي أمسى.
وقال أبو داود الطيالسي: سمعت عمر بن قيس يفتي أن الدرهم بالدرهم لا بأس به قال: فقلت له: إن أبا الجوزاء حدث عن ابن عباس أنه رجع عن هذا فأقبل علي وقال: أحدثك عن عطاء وتحدثني عن أبي الجوزاء وأبي البستان.
وعن الأصمعي قال: قال سندل لمالك: ما أعجب أهل العراق تحدثهم عن الطيبين أولاد الطيبين عن سالم بن عبد الله وعروة والقاسم وابن المسيب وخارجة، وعبيد الله بن عبد الله ويجيئوننا بالشعبي والنخعي وأبي الجوزاء أسماء المقاتلين المهارشين، ولو كان الشعبي عندنا لشعب لنا القدر، ولو كان النخعي عندنا لنخع لنا الشاة، ولو كان عندنا أبو الجوزاء لأكلناه بالتمر.
وفي " تاريخ البخاري ": قال ابن معين: هو مولى منظور بن سيار الفزاري، قال – يعني أبا عبد الله -: والمعروف أنه مولى بني أسد بن عبد العزى.
وفي " ألقاب الشيرازي ": لما قال له مالك: كذلك الناس قال: لا ولكنك وحدك قال: فهم مالك بترك حديث حميد بن قيس من أجل ذلك.
وذكر ابن عدي عن أحمد بن حنبل: قال سندل: ذهبت بي السفالة وذهبت(10/112)
بمالك في النبالة كان طلبي وطلبه واحدًا ورجالي ورجاله واحدًا.
4033 - (خ م د ت ص ق) عمر بن كثير بن أفلح المدني مولى أبي أيوب الأنصاري.
ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة فقال: كان ثقة له أحاديث.
وفي تاريخ محمد بن إسماعيل: وروى عثمان بن حكيم فقال: ثنا محمد بن أفلح مولى أبي أيوب عن أسامة، قال أبو عبد الله: محمد بن أفلح كان عمه.
وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، كأنه لم يصح عنده لقيه للصحابة.
وقال علي ابن المديني وأحمد بن صالح العجلي: ثقة ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره [ف 203/ب].
4034 - (م د س) عمر بن مالك الشرعبي المعافري المصري.
كذا ذكره المزي، والشرعبي أنى يجتمع مع المعافري، والأول حميري والثاني كهلاني، الأول قول شاذ قاله الهجري [] ذلك أنه قال: هو معافر بن كثيغ بن ذي خطبان بن بولان بن ردمان بن قيس بن معاوية بن جشم الحميري، وشرعب هو ابن سهل بن زيد بن عمرو ابن قيس(10/113)
ابن معاوية بن جشم، ولهذا إن ابن يونس لم ينسبه إلا شرعبيًّا لم يذكر المعافري في ورد ولا صدر.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذا أبو عوانة الإسفراييني، والدارمي.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " وقال: وثقه أحمد بن صالح يعني المصري.
4035 - عمر بن المثنى الأشجعي الرقي.
قال المزي: ذكره أبو عروبة في الطبقة الثالثة من أهل الجزيرة انتهى.
[] أبو عروبة قال في كتاب " الطبقات ": أهل الرقة يسمونه الزيات، ثنا محمد بن معدان، ثنا العلاء ابن هلال سمعت عمر بن المثنى قال: كنت بالقدس فرأيت عطاء الخراساني - الحديث، فقلت للعلاء إن أبا جعفر من قبل، حدثنا بهذا الحديث عن عمر بن عبيد عن عمر بن المثنى قال العلاء إن عمر بن عبيد أقام بالرقة ثلاثين سنة فمن هنا كتب عمر بن مثنى.
[]
4036 - عمر بن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف.
قال البخاري في " تاريخه ": هو أخو جبير وسعيد ومعاذ وبعضهم سمع محمد بن كعب قوله.(10/114)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه [ابن نمير].
4037 - (خ س) عمر بن محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي أبو حفص الكوفي المعروف بابن التل أخو جعفر.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": صدوق ثقة أنبا عنه ابن المحاملي.
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه "، والحاكم عن محمد بن يعقوب عن محمد بن إسحاق الرافقي عنه.
وفي " الزهرة ": روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث.
وفي " سؤالات الحاكم " عن أبي الحسن الدارقطني: ثقة.
[ق 204/أ].
4038 - (خ م د س ق) عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي مدني نزل عسقلان أخو زيد وعاصم وواقد وأبي بكر.
قال عباس عن يحيى: عمر بن محمد بن زيد بن عمر هو الذي يروي عنه أبو عاصم، وعمر بن حمزة بن عبد الله يروي عنه أبو أسامة وأبو مروان وعمر بن حمزة أضعفهما.
وقال ابن عدي: هو في جملة من يكتب حديثه.
وقال خليفة بن خياط وذكره في الطبقة السادسة: مات أبو بكر بعد الهزيمة وأخوه عمر بن محمد بعده بقليل.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: بقي حتى كتب عنه العراقيون.(10/115)
وفي ذكر المزي أن خروج محمد بن عبد الله كان سنة خمس وأربعين ومائة وقتل سنة خمسين ومائة نظر، لاجتماع أهل السير والتاريخ قاطبة أن محمدًا قتل قبل إبراهيم أخيه وكلاهما قتل في سنة خمس وأربعين ومائة، وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: قال ابن عبد الرحيم: ليس به بأس.
قال: ووثقه أحمد بن حنبل، وابن صالح، والبرقي، وأبو داود، والبزار، وابن معين، زاد أبو حاتم: صدوق.
4039 - (م د س) عمر بن محمد بن المنكدر القرشي التيمي المدني
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " [وقال]: كان من العباد: مات في قرآن قرئ عليه رحمه الله تعالى.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو عبد الله الحاكم.
وفي " تاريخ البخاري ": قال ابن عيينة: رأيت عمر مع أبيه.
وفي " الطبقات ": أمه أم ولد، أبوه اشتراها بألفي درهم بعثت بها إليه عائشة رضي الله عنها؛ وهو أخو عبد الملك وعبد الله والمنكدر ويوسف وإبراهيم وداود.
وفي " الأنساب " للبلاذري: أتى رجلا مال فقال: دلوني على رجل بأهل المدينة أدفع إليه هذا المال فدل على عمر بن محمد بن المنكدر فلم يقبل المال(10/116)
فدل على أخيه إبراهيم فلم يقبله، فدل على أخيه محمد فلم يقبله، فقال الرجل يا أهل المدينة إن استطعتم أن يلدكم كلكم المنكدر فافعلوا قال البلاذري: بنو المنكدر كلهم دين خير.
وقال ابن حزم في " الجمهرة ": والنبهاء الفضلاء محمد وأبو بكر وعمر بنو المنكدر [].
وذكره الأونبي في كتاب " الثقات ".
4040 - (د س) عمر بن المرقع بن صيفي بن رباح بن الربيع التميمي الأسيدي الكوفي.
ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " وقال ابن القطان: لا بأس به.
4041 - (د س ق) عمر بن معتب ويقال ابن أبي معتب المدني.
قال البخاري: عمر بن [معتب] وقال هشام وشيبان عن يحيى بن أبي كثير عن [عمرو]، وقال عبد الرزاق عن معمر [وكان يخلط فيه] وفرق بينه وبين عمر بن أبي [معتب] سمع حصين بن أوس روى عنه محمد بن أبي يحيى وكذا فعله ابن أبي حاتم عن أبيه ولكنه قال: ابن أبي مغيث كذا(10/117)
رأيته بخط ابن الحراز وغيره فينظر.
وقال الأمير أبو نصر بن ماكولا: منكر الحديث.
وذكره ابن حبان البستي في كتاب " الثقات ".
وذكره العقيلي، وأبو بشر الدولابي، وأبو العرب في " جملة الضعفاء " [ق 204/ب].
زاد العقيلي: ويقال عمرو بن أبي معتب.
4042 - (س) عمر بن ميمون بن بحر بن سعد بن الرماح البلخي أبو علي قاضي بلخ والد عبد الله بن عمر قاضي نيسابور.
قال الحاكم في " تاريخ بلده ": روى عن سعيد بن أبي عروبة وكان أصله من بلخ وسكن نيسابور وولد له ابنه عبد الله بها.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وفي قول المزي: كان فيه يعني " الكمال ": مات سنة إحدى وتسعين ومائة، والصواب: سبعين نظر؛ لأني نظرت عدة نسخ من كتاب الكمال أحدها بخط أبي إسحاق الصريفيني وأخرى بخط أحمد المقدسي الحافظين فوجدته سبعين على الصواب.
ولما ذكره الأونبي في كتاب " الثقات " قال: غمزه بعضهم.
ولما خرج أبو عيسى والطوسي حديثه في " الصلاة على الراحلة " استغرباه وقد أفردت للكلام على حديثه جزءًا.(10/118)
وقال ابن ماكولا: قال المستغفري: عمر بن الرماح يعني بتخفيف الميم وضم الراء ولم يقل عمن روى قال: وأخشى أن لا يكون ضبط وأنه أراد عمر بن ميمون بن الرماح يعني قاضي بلخ وهو بفتح الراء وتشديد الميم أخو خالد بن ميمون بن الرماح.
4043 - (خ م د س ق) عمر بن نافع القرشي المدني مولى ابن عمر أخو عبد الله وأبي بكر.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال الواقدي: مات في ولاية أبي جعفر وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث ولا يحتجون بحديثه كذا ذكره المزي وفيه نظر في مواضع.
الأول: ابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات " قام بوظيفة الوفاة، وكذلك ابن سعد لما ذكره في الطبقة الخامسة لم يغادر حرفًا، وهو النظر الثاني.
الثالث: أن محمد بن عمر لم يذكر له وفاة في كتاب " الطبقات " إنما نقلوا وفاته عن ابن سعد وإن كنا نعلم أن ابن سعد إنما مادته الواقدي.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء وقال أبو داود: قال أحمد بن حنبل: هو عندي مثل العمري قال أبو داود: هو عندي فوق العمري.
وفي قول المزي:- ومن خط المهندس مجودًا – عن ابن عيينة قال لي زياد بن سعد: أتينا عمر بن نافع الخبر إلى آخره نظر؛ لسقوط حين بين زياد وقوله أتينا وبه ينتظم على ما في " تاريخ البخاري " وابن أبي حاتم وغيرهما قال(10/119)
سفيان: قال لي زياد [ق 205/أ] حين أتينا عمر بن نافع: هذا أحفظ ولد نافع.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال ابن عدي: لا بأس به. وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
4044 - عمر بن نافع الثقفي.
قال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره ابن الجوزي: ليس هو مولى ابن عمر وقال يحيى بن معين: ليس به بأس انتهى كلامه وفيه نظر؛ لأن ابن معين قال هذا في مولى ابن عمر فيما ذكره عباس عنه.
وذكره – أعني الثقفي هذا – ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وكذلك ابن شاهين، وأبو العرب، والساجي، والبلخي في " كتاب الضعفاء " وأشار ابن خلفون إليه، وزعم أنه كوفي وفرق بينه وبين مولى ابن عمر وكذا من قبله.
4045 - (د) عمر بن نبهان العبدي ويقال [العنزي] ويقال الدري بصري خال محمد بن بكر.
قال البخاري: لا يتابع في حديثه. كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن البخاري(10/120)
لم يقل هذا إلا نقلًا عن الفلاس بيانه قوله في " تاريخه الكبير ": حدثني عمرو بن علي، ثنا سلم بن قتيبة، ثنا عمر بن نبهان العنبري سمع سلامًا أبا عيسى قال: عمرو بن علي يقال له الدري لا يتابع في حديثه.
وفي " تاريخ عباس " عن ابن معين: ليس بشيء وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف.
4046 - عمر بن نبهان حجازي يروي عن أبي ثعلبة الأشجعي.
قال البخاري: لا أدري من عمر ولا أبو ثعلبة وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " وكذلك أبو عبد الله أحمد بن حنبل في " مسنده ".
4047 - (ق س) عمر بن نبيه الكعبي الخزاعي حجازي.
خرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو محمد الدارمي، وابن الجارود.
وذكره ابن شاهين وابن خلفون في كتاب " الثقات " وكذلك أبو حاتم بن حبان وعرفه هو والبخاري بأنه من أهل المدينة.
وفي " التمييز " للنسائي: ليس به بأس وقال ابن المديني شيخ ثقة كان ابن حرملة يروي عنه.(10/121)
4048 - (ق) عمر بن هارون بن يزيد بن جابر بن سلمة الثقفي مولاهم أبو حفص البلخي.
قال ابن حبان: يروي عن الثقات المعضلات ويدعي شيوخًا لم يرهم.
وقال أبو الحسن الدارقطني: ضعيف.
وقال [ق 205/ب] الحاكم وأبو سعيد النقاش: روى عن ابن جريج والأوزاعي أحاديث مناكير.
ولما خرج الحاكم حديث أم سلمة في البسملة من حديث خالد بن خداش عن عمر بن هارون قال: عمر أصل في السنة وإنما أخرجته شاهدا ورواه ابن خزيمة في صحيحه وفي كتاب " البسملة " تأليفه عن أبي بكر ابن إسحاق الصغاني عن خالد عنه وقال أبو شامة في كتاب " البسملة ": هذا حديث صحيح.
وقال صالح بن محمد: كان كذابًا.
والحديث الذي رواه: " الشفعة في كل شيء " باطل، وقال الطرطوشي: في كتاب البيوع: هو كذاب، وقال البيهقي: ليس بالقوي.
وقال الخليلي: ينفرد بأحاديث عن سفيان وغيره لكن الأجلاء رووا عنه من أهل خراسان وغيرها وروى عن ابن جريج حديثًا لا يتابع عليه [مسندًا] عن داود بن أبي عاصم عن ابن مسعود وإنما رواه أصحاب ابن جريج عن بعض التابعين.
وفي كتاب " الضعفاء " لابن الجارود: ليس بشيء وقال أحمد العجلي: ضعيف وقال ابن التبان: ليس بثقة وذكره أبو العرب، والبخاري، والعقيلي، وابن(10/122)
شاهين، والبلخي، والدولابي، ويعقوب بن سفيان، ويعقوب بن شيبة وأبو إسحاق الحربي، وأبو علي الطوسي في جملة الضعفاء وقال الساجي: حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر فيما كتب إلي قال: ثنا محمود بن غيلان قال: سمعت وكيعًا وسئل عن عمر بن هارون فقال: رحمه الله تعالى بات عندنا ليلة، وقال ابن معين: ليس بشيء سمعت أبا كامل الجحدري ومحمود بن موسى يحدثان عنه بمناكير يطول ذكرها.
وفي " تاريخ نيسابور " قال أبو عبد الله: كان من أهل السنة والذابين عن أهلها.
وفي قول المزي: ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة من أهل خراسان نظر.
لم يذكر في كتاب الطبقات لأهل خراسان طبقة وأنى ذكر عمر هذا في الخامسة من أهل الجزيرة فينظر والله تعالى أعلم.
وفي كتاب القراب: أنبا أبو مقاتل [] يعقوب بن إسحاق، ثنا داود بن الحسن، ثنا عبدان بن بكر سمعت صالح بن عبد الله:
4049 - (ت) عمر بن هشام القبطي أو اللقيطي.
قال ابن المواق في كلامه على كتاب " الوهم والإيهام ": ابن هشام من مشايخ أبي داود المجهولين ولا أعلم حدث عنه غير وقد ظنه بعض المؤلفين صاحب مظالم المري وليس هو والله تعالى أعلم.
4050 - عمر بن يزيد السياري أبو حفص الصفار بصري نزل الثغر.
[ق 206/أ] ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مستقيم الحديث.(10/123)
كذا ذكره المزي وقد أغفل منه – إن كان رآه – شيئًا عرى كتابه منه جملة وهو: مات سنة بضع وأربعين ومائتين وخرج حديثه في " صحيحه " عن الحسن بن سفيان عنه.
وقال مسلمة: روى عنه بقي – يعني – ولا يروي إلا عن ثقة عنده كما أسلفناه.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: لا بأس به.
4051 - (ع) عمر بن يونس بن القاسم الحنفي أبو حفص اليمامي.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " لم يزد شيئًا وكأنه نقله من غير أصل إذ لو كان كذلك لوجد فيه، يتقى حديثه من رواية أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي ابن ابنه هذا لأنه يقلب الأخبار.
وخرج حديثه في " صحيحه " من رواية ابن قتيبة عن بندار عنه وابن خزيمة عن بندار عنه والحاكم عن الأرقم عن محمد بن سنان القزاز عنه.
وقال البزار في كتاب " السنن " تأليفه: ثقة.
وفي كتاب الصريفيني – ومن خطه -: مات باليمامة منصرفه من الحج وكان حج في هذه السنة سنة ست ومائتين وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".(10/124)
من اسمه عمرو.
4052 - (د) عمرو بن أبان بن عثمان بن عفان.
روى عن جابر بن عبد الله كذا ذكره المزي ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: روى عن جابر بن عبد الله أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن عمر نيط بأبي بكر فلا أدري أسمع منه أم لا، وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك النيسابوري أبو عبد الله.
4053 - (4) عمرو بن الأحوص الجشمي والد سليمان بن عمرو له صحبة.
قال ابن حبان في كتاب " الصحابة " وابن أبي خيثمة في " تاريخه ": عمرو بن الأحوص الأزدي والد سليمان.
وقال أبو أحمد العسكري: ذكر بعضهم أنه أنصاري.
وقال ابن عبد البر: عمرو بن الأحوص بن جعفر بن كلاب الجشمي الكلابي اختلف في نسبه يقال: إنه شهد [ق 206/ب] حجة الوداع مع أمه وامرأته وحديثه في الخطبة عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح انتهى كلامه وفيه نظر من حيث إن الأحوص بن جعفر بن كلاب نسب معروف إلى كلاب ولكن ليس في آبائه من يسمى جشمًا، ولا فيما بعد كلاب أيضًا اللهم إلا أن يكون حالف جشمًا، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره محمد بن سعد في طبقات الكوفيين قال: عمرو بن الأحوص وهو(10/125)
أبو سليمان، وأم سليمان أم جندب الأزدية التي روت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " حصى الجمار مثل حصى الخذف ".
وفي " معجم الطبراني الكبير ": عمرو بن الأحوص أبو سليمان التيمي.
4054 - (س) عمرو بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري له صحبة.
قال أبو عمر: هو أخو عبد المطلب بن هاشم لأمه سلمى النجارية، ومحال أن يرى هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم يروي عن خزيمة بن ثابت وعساه يكون حفيدًا لعمرو بن أحيحة فنسب إلى جده انتهى.
وقال المرزباني في " معجمه ": عمرو بن أحيحة بن الجلاح الأوسي مخضرم أنشد له أبو محيصة في خطبة الحسن بن علي بن أبي طالب:
حسن الخير إنه لعلي ... قام بيننا مقام تام خطيب
4055 - (م4) عمرو بن أخطب بن رفاعة أبو زيد الأنصاري الأعرج من بني الحارث بن الخزرج ويقال من بني عمرو بن عامر.
إخوة الأوس.
غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة يروي عنه أبو قلابة وبلغ مائة سنة ونيفًا، وما في رأسه ولحيته إلا نبذ من شعر أبيض كذا ذكره المزي.
وفي " تاريخ البخاري ": قال ابن أبي الأسود: ثنا عبد الصمد عن شعبة عن تميم بن حويص سمعت أبا زيد قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ستا أو سبعًا وفي " معجم الطبراني ": ثنا معاذ بن المثنى، ثنا علي بن عثمان اللاحقي، ثنا القاسم بن الفضل عن معاوية بن قرة عن أبي زيد الأنصاري أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات.(10/126)
ثنا الحسن التستري، ثنا يحيى الحماني، ثنا عبد الوارث بن سعيد عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي زيد الأنصاري الحديث، وثنا مسدد، ثنا إسماعيل بن إبراهيم أنبا خالد عن أبي قلابة عن رجل من قومه – أحسبه عمرو بن بجدان – عن أبي زيد الحديث انتهى.
لم أر أحدًا نص على سماع أبي قلابة منه فيحتاج المزي إلى سلف صالح – يعني – وإلا مجرد روايته عنه لا تقضي له بالسماع لا سيما مع وجود الواسطة بينهما في غير ما حديث ووجدنا أبا حاتم الرازي قد نص على عدم سماعه منه [ق 207/أ] قال ابنه في " المراسيل ": قال أبي: أبو قلابة لم يسمع من أبي زيد عمرو بن أخطب بينهما عمرو بن بجدان.
وقال العسكري: أبو زيد الأعرج عمرو بن أخطب وقيل: سعد بن أوس.
وقال ابن الكلبي: هو عمرو بن عزرة بن أخطب بن محمود بن رفاعة، وغيره يقول: محمود بن بشر بن عبد الله بن الضيف بن أحمد بن عدي بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر وهو من ولد الفطيون الذي كان ملكًا في زمانه، ومن ولده: عزرة وعلي ومحمد.
ثنا أبو يعلى يعقوب بن إسحاق، ثنا بندار، ثنا أبو عاصم، ثنا عزرة بن ثابت، ثنا علباء، ثنا أبو زيد عمرو بن أخطب قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على وجهي ودعا لي.
قال عزرة: وإنه عاش عشرين ومائة سنة وليس في رأسه إلا شعيرات بيض.
وقال الطبراني: ثنا الحسن المعمري، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبي، ثنا عزرة، ثنا علباء، ثنا أبو زيد قال: مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهي ودعا لي بالجمال قال عزرة: فأخبرني بعض أهله أنه بلغ مائة وسبعًا وستين سنة وليس في رأسه ولحيته إلا نبذات من شعر أبيض.
وفي رواية أبي نهيك عن أبي زيد: ورأيته وقد أتت عليه مائة وستون سنة(10/127)
وما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء.
وفي " الطبقات " لابن سعد: لعمرو بن أخطب [نسخة تنسب] إليه بالبصرة.
وجزم خليفة في الطبقات والبرقي في تاريخه وابن قانع بأن أبا زيد الأعرج اسمه عمرو بن أخطب بن رفاعة بن محمود بن بشر بن عبد الله بن الضيف، وقال خليفة: روى أحاديث.
زاد البرقي: روى عنه عبد الله بن عبد العزيز القرشي.
وفي قول المزي: وهو جد أبي زيد الأنصاري نظر؛ لما ذكره هو في نسب أبي زيد.
الصواب: أنه سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد بن قيس والله [ق 207/ب] تعالى أعلم.
4056 - (خ م د س ق) عمرو بن الأسود العنسي ويقال الهمداني أبو عياض.
ويقال: أبو عبد الرحمن الشامي وهو عمير والد حكيم بن عمير وجد الأحوص بن حكيم بن عمير.
وذكر في " الكنى " أن اسمه قيس بن ثعلبة، وعن ابن أبي حاتم: مسلم بن نذير انتهى.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: من عباد أهل الشام وزهادهم وكان يقسم على الله تعالى فيبره وكان إذا خرج من بيته وضع يمينه على شماله مخافة الخيلاء.(10/128)
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام قال: كان ثقة قليل الحديث سأل أبا الدرداء عن طعام أهل الكتاب وروى عن معاذ.
وقال أبو أحمد الحاكم: أبو عياض، ويقال: أبو عبد الرحمن عمرو بن الأسود ويقال: قيس بن ثعلبة العنسي، أنبا محمد بن سليمان، ثنا محمد بن إسماعيل قال – قال لي علي – يعني ابن عبد الله -: إذا لم يكن اسم أبي عياض: قيس بن ثعلبة فلا أدري وقال غيره: هو عمرو بن الأسود.
حدثني إبراهيم بن موسى، ثنا أحمد وهو ابن بشير، ثنا مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد، ثنا أبو عياض في خلافة معاوية.
وقال أبو عمر في " الاستغناء ": أبو عياض عمرو بن الأسود الكوفي، وقيل اسمه: قيس بن ثعلبة، وقيل اسمه: ميسرة والأول أكثر، كان من فقهاء التابعين وكبارهم، أجمعوا على أنه من العلماء الثقات مات في خلافة معاوية روى عنه عبد ربه.
وفي " تاريخ " ابن أبي خيثمة عن مجاهد قال: ما رأيت بعد ابن عباس أعلم من أبي عياض.
وقال مسلم: وقيل اسمه قيس بن ثعلبة.
وقال أبو موسى المديني في كتاب " الصحابة " تأليفه: عمرو بن الأسود العنسي ذكره ابن أبي عاصم يعني في الصحابة.
قال أبو موسى وليس هو بصحابي ولكنه يروي عن الصحابة.
والتابعين ثم قال: وعمرو بن الأسود ذكره سعيد القرشي في الصحابة ولا أدري هو هذا يعني الأول أم غيره حديثه: " خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس ".(10/129)
وزعم ابن فتحون أن كليهما من الصحابة عمرو بن الأسود بن عامر، وعمرو بن الأسود والله تعالى أعلم.
وزعم المزي أن عمر قال: من أراد أن ينظر إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى عمرو بن الأسود فإن كان كذلك فقد أغفل ذكر البغوي الذي نقل منه هذا في جملة الصحابة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب الثقات كناه أبا محمد قال: وقيل أبو عياض وقيل: أبو عبد الرحمن السكوني.
قال: وهو مشهور بكنيته واختلف في اسمه فقيل: عمرو بن الأسود، وقيل: اسمه قيس بن ثعلبة وقال مجاهد: قال: ما رأيت أحدًا من الناس بعد ابن عباس أفقه، وفي موضع آخر: أعلم من أبي عياض.
4057 - (ع) عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر أبو أمية الضمري.
قال البرقي: جاء عنه نحو من عشرة أحاديث.
وقال ابن حيان: عمرو بن أمية بن [حرثان] بن عبد الله بن [ق 208/أ] إياس بن ناشرة بن كعب بن ضمرة عداده في أهل الحجاز.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي عيسى: حجازي.
وفي " الطبقات " لابن سعد: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه رجل آخر سرية إلى مكة وبعثه إلى النجاشي في زواج أم حبيبة وتسيير من بقي من أصحابه صلى الله عليه وسلم.
وفي " الطبقات " لخليفة: عمرو بن أمية بن خويلد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة.(10/130)
وقال البغوي: سكن المدينة، وفي كتاب العسكري: وروى بعضهم عن أمية بن عمرو الضمري، وبكر بن أمية الضمري أخو عمرو بن أمية له صحبة.
وقال ابن عبد البر: كان من رجال العرب نجدة وجرأة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه في أموره.
وقال أبو نعيم الحافظ: بعثه صلى الله عليه وسلم عينًا وحده إلى قريش فحمل خبيبًا من خشبته، وبعثه وكيلًا ورسولًا إلى النجاشي وهو مهاجري قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة ثم هاجر إلى المدينة وخالف قريشًا توفي أيام معاوية قبل الستين.
وفي كتاب ابن الأثير: مات آخر أيام معاوية.
وفي الصحابة:
4058 - عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد بن عبد العزى.
هاجر إلى أرض الحبشة ومات بها رضي الله عنه ذكره ابن عبد البر.
4059 - وعمرو بن أمية الدوسي.
أورده جعفر المستغفري قاله أبو موسى، ذكرناهما للتمييز [ق 208/ب].(10/131)
4060 - (ع) عمرو بن أوس بن أبي أوس حذيفة الثقفي الطائفي.
روى عن أبيه أوس وروى عنه عثمان بن عبد الله بن أوس وعمرو بن دينار.
وقال البخاري: مات قبل سعيد بن جبير كذا ذكره المزي وفيه نظر من حيث إن البخاري إنما قاله نقلًا بيانه: ما ذكره في " تاريخه ": عمرو بن أوس الثقفي مات قبل سعيد بن جبير قاله لنا أبو نعيم.
ولما ذكره أبو نعيم الأصبهاني في جملة الصحابة قال: عمرو بن أوس الثقفي نزل الطائف قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عثمان وقيل عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن عمرو بن أوس عن أبيه والصواب عمرو بن أوس عن أبيه.
وزعم ابن الأثير أن ابن منده ذكره في الصحابة وقال: روى الوليد بن مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى الطائفي عن عثمان بن عمرو بن أوس عن أبيه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف.
الحديث.
وقال ابن قانع: ثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن عبد الواهب، ثنا محمد بن مسلم عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن عمرو بن أوس عمه أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: " رجل بين غيظين " الحديث.
قال أبو القاسم في " الكبير ": عمرو بن أوس الثقفي، ثنا عبدان، ثنا الجراح، ثنا الحسن بن عنبسة، ثنا علي بن هاشم عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار وسليمان الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن عمرو بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قطع السدر ".
الحديث.(10/132)
وثنا ورد بن أحمد، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي عن عمرو بن أوس عن أبيه قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف. .
الحديث، ثم قال هكذا رواه الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عثمان بن عمرو عنه أبيه [ق 209/أ] وخالفه وكيع، وقران بن تمام وغيرها فرووه عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عثمان ابن عبد الله بن أوس عن جده أوس بن حذيفة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: كان من علماء التابعين، ومسلم في الأولى من الطائفتين.
وفي الرواه جماعة يقال لكل واحد منهم عمرو بن أوس:
4061 - عمرو بن أوس بن عتيك الأنصاري الأوسي.
شهد أحدًا والخندق وما بعد ذلك وقتل يوم جسر أبي عبيد.
ذكره العسكري.
4062 - وعمرو بن أوس.
عن أبيه وابن رزين العقيلي روى عنه النعمان بن سالم في كتاب ابن خزيمة والبستي.
4063 - وعمرو بن أوس الأنصاري.
عن سعيد بن أبي عروبة روى عنه جندل ابن والق في " مستدرك " الحاكم، ذكرناهم للتمييز.
4064 - (4) عمرو بن بجدان العامري الفقعسي - حديثه في البصريين.
كذا ذكره المزي تابعًا صاحب " الكمال " وفيه نظر؛ لأن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ليس من(10/133)
عامر في ورد ولا صدر على هذا جماعة أهل النسب لا أعلم عنهم في ذلك خلافًا.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري تابعي ثقة.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي فقلت: عمرو بن بجدان معروف؟ فقال: لا.
وخرج حديثه أبو علي الطوسي، وأبو عيسى، وحكما عليه بالحسن والصحة.
ولما خرجه ابن حبان في " صحيحه " من حديث خالد عن أبي قلابة عنه قال: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به خالد وذكر حديث الثوري عن أيوب وخالد، وقال فيه الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه إذ لم يجدا لعمرو راويًا غير أبي قلابة وهذا مما شرطت فيه وتبينت أنهما قد أخرجا مثل هذا في مواضع من الكتابين.
وقال فيه الجوزقاني في كتابه " الموضوعات ": هذا حديث صحيح وقال أبو داود في كتاب " التفرد ": الذي تفرد به من هذا الحديث أنه جعل له أنه [ق 209/ب] يصيب أهله انتهى كلامه وليس جيدًا لأنا قد ذكرنا في كتابنا " الإعلام " أن جماعة من الصحابة رووه بهذا اللفظ التفرد اللهم إلا أن يريد التفرد بالنسبة إلى حديث أبي ذر بغير الاصطلاح الحديثي والله تعالى أعلم.
وقال أبو الحسن ابن القطان: لا تعرف لعمرو حال وحديثه هذا ضيعف لا شك فيه وفي " تاريخ البخاري "، وكتاب ابن أبي حاتم: وقال بعضهم: ابن محجن وفي " علل ابن أبي حاتم ": عمرو بن محجل أو محجن، وقال أبو زرعة: هذا خطأ وقال البخاري: محجن وهو وهم.
وفي كتاب " الفصل للوصل المدرج في النقل " للحافظ أبي بكر البغدادي:(10/134)
عمرو بن محجن أو محجل وقيل أيضًا عن محجن أو عن أبي محجن.
وفي كتاب " الوهم والإيهام ": ومنهم من يقول أبو قلابة عن رجاء بن عامر ومنهم من يقول عن أبي قلابة أن رجلًا من بني قشير.
وقال ابن حبان: عداده في أهل البصرة، ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
4065 - (ق) عمرو بن بكر بن تميم السكسكي الشامي.
قال أبو عبد الله الحاكم: يروي عن ابن جريج وابن أبي عبلة مناكير وعن غيرهما من الثقات وليس نحمل فيها إلا عليه، وقال أبو سعيد النقاش: يروي عن إبراهيم وابن جريج مناكير.
وقال أبو جعفر العقيلي: حديثه غير محفوظ وقال الساجي: ضعيف.
ومن خط المهندس كذا ضبطه عن الشيخ وأتقنه روى عن ابن أبي عبلة وابنة جريج وهو وهم لا شك فيه وكأنه من الكاتب والصواب: وابن جريج والله تعالى أعلم.
وفي كتاب الصريفيني ومن خطه: روى عنه ابنه أحمد بن عمرو بن بكر.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مروديه: روى – يعني – عمرو بن أبي بكر بن أبي مريم.
وفي سياق المزي قول الشاعر يعني الحصين بن القعقاع:
هم السمن والسنوت لا آلت فيهم ... وهم يمنعون جارهم أن يقردا
وتفسيره السنوت: بالشبث أو العسل الذي في زقاق السمن مقتصرًا على ذلك نظر في موضعين: الأول: المحفوظ في هذا الشعر: لا ألس بالسين المهملة(10/135)
على ذلك جماعة اللغويين وفسروه: بالخيانة.
الثاني: قال ابن سيده: السنوت الرب وقيل الكمون يمانيه، وقيل الرازيانج وقيل العسل وقيل السبث قال وقوله: هم السمن والسنوت.
فسره يعقوب: بأنه الكمون وفسره ابن الأعرابي بأنه [ق 210/أ] نبت شيبه بالكمون والسنوت لغة فيه عن كراع.
وفي " جامع القران " قال بعض الرواة: هو في هذا البيت التمر.
وفي كتاب " النبات " لأبي حنيفة الدينوري: ويقال يعني هو هنا السنط.
4066 - (خ س ق) عمرو بن تغلب النمري ويقال: العبدي من البحرين.
قال ابن حبان: خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا سكن البصرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أعطي الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، أعطي أقوامًا لما في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقوامًا إلى ما جعل الله تعالى في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تغلب ".
وقال البغوي: سكن البصرة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
وقال البخاري: يعد في البصريين.
وفي قول المزي: روى عنه الحسن ولم يرو عنه غيره فيما قاله غير واحد وقال وقال ابن عبد البر: روى عنه الحسن والحكم بن الأعرج موهمًا تفرد أبي عمر بهذا ولو نظر كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم الرازي الذي هو بيد صغار الطلبة لوجد فيه: روى عنه الحسن والحكم بن الأعرج ولعلم أن أبا(10/136)
عمر لم يقله من نفسه وإنما قاله نقلًا والله تعالى أعلم.
4067 - (فق) عمرو بن ثابت بن هرمز البكري مولاهم أبو محمد ويقال أبو ثابت الكوفي وهو عمرو بن أبي المقدام الحداد.
قال محمد بن سعد: ليس هو عندهم في الحديث بشيء ومنهم من لا يكتب حديثه لضعفه ورأيه.
وكان متشيعًا مفرطًا وتوفي في خلافة هارون ذكره في الخامسة من أهل الكوفة وفي كتاب ابن الجارود: ليس بثقة ولا بمأمون وليس بشيء وفي موضع آخر: ليس بالقوي عندهم.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وفي موضع آخر [ق 210/ب]: حديثه ليس بالمستقيم.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ترك ابن المبارك حديثه، قال أبي: كان يشتم أو يلعن عثمان.
ولما ذكره العقيلي في جملة " الضعفاء " قال: قال يحيى: لا يكتب حديثه.
وقال الساجي: مذموم كان يقدم عليا على الشيخين وينال من عثمان رضي الله عنهم.
ولما ذكره ابن شاهين في جملة " الضعفاء " قال: قال ابن المبارك: دعوا حديثه.(10/137)
وقال العجلي: واهي الحديث، شديد التشيع، غاليًا فيه.
وذكره أبو العرب في جملة " الضعفاء "، وقال ابن قانع: مات سنة اثنتين وسبعين ومائة، وقال الهيثم بن عدي في كتاب " الطبقات " في الطبقة الخامسة: توفي في أول خلافة هارون.
وقال البخاري: حدثني عباد هو ابن يعقوب قال: مات عمرو بن ثابت وهو ابن أبي المقدام سنة ثنتين وسبعين ومائة، وفي " تاريخ " القراب عن البخاري كذلك لم يغادر شيئًا.
وأغفل المزي أن أبا داود لما ذكر حديث حمنة في الاستحاضة عن زهير عن عبد الملك بن عمرو، ثنا زهير عن ابن عقيل قال ورواه عمرو بن ثابت وهو رافضي خبيث غير ثقة عن ابن عقيل.
4068 - (ت ق) عمرو بن جابر الحضرمي أبو زرعة المصري.
قال أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ": في رواية ضمام بن إسماعيل عنه نظر.
وتوفي عمرو بعد العشرين ومائة.
وفي رواية الأثرم عن أحمد: ابن لهيعة يروى عنه أحاديث مناكير.
وذكره الساجي، والعقيلي، وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وقال السعدي: غير ثقة على جهل وحمق ينسب إليه لزيغه.(10/138)
وذكره البرقي في جملة الضعفاء المتشيعين وكانوا ثقات وذكره يعقوب بن سفيان في جملة " الثقات ".
وقال بعد كلام [هؤلاء – يعني ثقات المصريين الذين ذكرهم إلى عبد العزيز مليل – أوثق من أهل الكوفة وإن لم يكونوا أوثق فلا يقلون].
4069 - (خ د ت ق) عمرو بن جارية اللخمي يقال: إنه عم عتبة بن أبي حكيم.
روى عن عروة بن محمد بن عمار، وأبي أمية الشعباني، روى عنه: أمية بن هند وعتبة بن أبي حكيم؛ كذا ذكره المزي والبخاري جعل الراوي عن أبي أمية روى عنه عتبة غير عمرو بن جارية الراوي عن عروة بن محمد بن عمار روى عنه أمية بن هند وكذا فصله أيضًا أبو حاتم الرازي فيما حكاه ابنه عنه [ق 211/أ] وتبعهما على التفرقة بينهما أبو نصر بن ماكولا وغيره فيحتاج من جمع بينهما إلى سلف صالح وما أخاله يوجد إلا أن يكون صاحب " الكمال " الذي يهذبه المزي والله تعالى أعلم.
4070 - (س) عمرو بن جاوان التميمي السعدي البصري.
قال ابن معين: كلهم يقول عمر بن جاوان إلا [أبا عاصم] فإنه يقول: عمرو.
كذا ذكره المزي ولم يتتبعه عليه ولو رأى " تاريخ " محمد بن إسماعيل لوجده قال: ثنا النفيلي، ثنا هشيم، ثنا حصين، ثنا [عمرو] بن جاوان أحد بني(10/139)
سعد بن زيد مناة.
وخرج ابن حبان حديثه في التيمم في " صحيحه ".
وزعم مسلم في " الطبقات " أنه لا يوقف على بلده.
4071 - (ق) عمرو بن جراد التميمي السعدي جد عليلة.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في التيمم في " صحيحه " وذكره أبو موسى في جملة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
4072 - (قد) عمرو بن [جندب].
قال ابن أبي حاتم: عمرو بن أبي جندب أبو عطية الهمداني، وكذا قاله مسلم في " الكنى " وأبو داود وابن حبان.
وقال البخاري في " تاريخه ": همداني نسبه أبو مالك، روى عنه علي بن الأقمر وأبو إسحاق وقال الأعمش: هو أبو عطية الوادعي ويقال: اسم أبي عطية مالك بن عامر. وقال ابن حبان: الذي نقل المزي عنه لفظه وأغفل: ويقال اسمه عمر بن [أبي جندب] ويقال: مالك بن [جندب] كان حيًّا في ولاية مصعب بن الزبير على العراق.
ولما ذكره أبو موسى المديني في كتاب " الصحابة " قال: عمرو بن جندب الوادعي أبو عطية أورده العسكري فقال: ثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي عطية الوادعي قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى نساء في جنازة الحديث.
ثم قال أبو موسى: هذا تابعي روى عن علي وابن مسعود رضي الله عنهما.
وقال الحاكم أبو أحمد: أبو عطية عمرو بن أبي جندب الهمداني الكوفي، وقال الأعمش: هو أبو عطية الوادعي فإن كان أبو عطية الوادعي فقد روى(10/140)
عن [ق 211/ب] عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه خيثمة وعمارة بن عمير ولكني أرى أن عمرو بن جندب الهمداني هو الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي وعلي بن الأقمر الوادعي ولست أدري ممن سمع من الصحابة وهو مستشكل جدًّا.
وقال الحسين بن محمد: إن مالك بن عامر هو صاحب عمر وابن مسعود وعائشة رضي الله عنهم وهو الهمداني الذي روى عنه عمارة بن عمير وخيثمة وابن سيرين وحكى عن عمرو بن علي أنه قال: أبو عطية الوادعي هو مالك بن عامر نسبه ابن سيرين في حديثه وقال الحسين بن محمد: عمرو بن أبي جندب هو الذي روى عنه ابن الأقمر وحكاه عن أبي جعفر أحمد بن سعيد الدارمي ولو ظهرت رواية ابن الأقمر وأبي إسحاق عن صحابهما عمن رواه من الصحابة فهمنا التمييز بينهما والحكم في روايتهما لكني لست أعلم ذلك.
وفي رواية ابن المديني عن يحيى بن زكريا عن الأعمش عن عمارة عن أبي عطية الوادعي قال: دخلت مع مسروق على عائشة وتابعه أبو معاوية.
وفي حديث شعبة عن سليمان عن خيثمة عن أبي عطية قال: قلنا لعائشة.
وتابعه جرير وعن الحسين بن محمد: أبو عطية عمرو بن أبي جندب.
وقال الحسين أيضًا: مالك بن عامر الهمداني قال: جاءنا كتاب عمر سمع ابن مسعود وعائشة، روى عنه عمارة وخيثمة وابن سيرين.
وفي رواية الدوري عن يحيى: أبو عطية الوادعي عمرو بن أبي جندب.
وفي " كنى " النسائي: أبو عطية مالك بن أبي حمزة روى عنه عمارة بن عمير وأبو عطية عامر بن مالك، وقيل: مالك بن عامر، وقيل: هما واحد روى عنه محمد بن سيرين وأبو عطية: عمرو بن جندب الهمداني وقيل اسم أبي عطية: مالك.
وفي " الاستغناء " لأبي عمر في فصل " الصحابة ": أبو عطية الوادعي ذكره بعضهم في الصحابة ممن ترك الشام قيل اسمه مالك بن عامر وقال [ق 212/أ] أبو بشر الدولابي عن عباس عن يحيى: أبو عطية الذي يروي(10/141)
عنه ابن سيرين اسمه مالك بن عامر وأبو عطية الوادعي عمرو بن أبي جندب.
وفي موضع آخر: أبو عطية الوادعي مالك بن عامر وهو الهمداني أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عمر قال: أبو عطية عمرو بن جندب ويقال: مالك بن عامر الهمداني من أصحاب عبد الله شهد مشاهد علي وهلك في ولاية عبد الملك.
وفي الطبقة الأولى من أهل الكوفة من كتاب ابن سعد: أبو عطية الوادعي من همدان واسمه مالك بن عامر روى عن عمر وعبد الله وتوفي بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير وكان ثقة له أحاديث وهو ابن أبي حمزة.
ولما ذكره الهيثم في الطبقة الأولى: سماه عمرو بن جندب وقال: توفي في ولاية مصعب همداني ثم وادعي.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة الأولى أيضًا: ومالك بن عامر الوادعي من رهط مسروق بن الأجدع يكنى أبا عطية مات سنة تسع وتسعين.
وفي الطبقة الأولى من كتاب مسلم بن الحجاج القشيري: وأبو عطية الوادعي مالك بن عامر وهو مالك بن أبي حمزة ثم ذكر بعد عدة تراجم عمرو بن أبي جندب وقال في " الكنى ": الذي زعم المزي أنه نقل من لفظه: أبو عطية مالك بن عامر الهمداني سمع ابن مسعود، وعائشة روى عنه: عمارة بن عمير، وخيثمة ثم قال: وأبو عطية عمرو بن أبي جندب الهمداني روى عنه علي بن الأقمر.
وقال عمران بن محمد بن عمران الهمداني في الطبقة الأولى من رجال همدان الكوفيين: وأبو عطية الوادعي بطن من همدان واسمه مالك بن عامر وهو ابن أبي حمزة الهمداني روى عن عمر وعبد الله بن مسعود.
وذكره ابن فتحون في جملة الصحابة المستدركين على أبي عمر بن عبد البر.
وفي " التعريف بصحيح التاريخ ": وفيها – يعني سنة تسع وستين – مات أبو(10/142)
عطية مالك بن عامر الهمداني الكوفي.
وقال العسكري: أبو عطية الوادعي مالك بن عامر ويقال ابن زبيد قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا وروى عن ابن مسعود، روى عن خيثمة وابن سيرين وعلي بن الأقمر و (أبو عطية الشامي) غير هذا يثبتون له صحبة.
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات وقال: اختلفوا في اسمه فقيل عمرو بن أبي [] وقيل: مالك بن عامر وقيل ابن أبي عامر وقيل مالك بن زبيد وهو مشكل جدًّا.
4073 - (ع) عمرو بن الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، وهو المصطلق بن سعد بن كعب بن عمرو وهو خزاعة عداده في أهل الكوفة.
كذا ذكره المزي وفي نظر سبقنا إلى التنبيه عليه الحافظ أبو محمد الرشاطي رحمه الله تعالى؛ فإنه لما ذكر قول الحافظ أبي عمر بن عبد البر [ق 212/ب] جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب قال: هذا وهم إنما هو ابن أبي ضرار بن عائذ فجاء به على الصواب.
وفي كتاب العسكري: عمرو بن الحارث بن أبي ضرار وقيل: الحارث بن ضرار حبيب بن عائذ قال: وقال في باب أخيها: عمرو بن الحارث بن أبي ضرار وقيل: ابن سرار، وقيل: الحارث بن المصطلق بن أبي ضرار بن عائذ روى عنه أخوه عبد الله بن الحارث بن أبي ضرار وعبيد بن أبي الجعد أخو سالم بن أبي الجعد.
وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: هل له صحبة؟ قال: يدخل في المسند.(10/143)
وذكره أبو عروبة الحراني في الطبقة الثانية من كتاب " الصحابة ".
4074 - (ع) عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري مولاهم أبو أمية المصري.
قال أبو سعيد بن يونس: كان مولده في سنة ثلاث وتسعين وقال الخطيب وابن ماكولا: ولد سنة أربع زاد أبو نصر: بمصر.
وقال يحيى بن بكير وابن يونس وغير واحد: مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
زاد أبو سعيد: في شوال كذا ذكره المزي وفيه نظر من حيث إن ابن يونس لم يذكر سنة ثلاث إنما ذكر سنة أربع فقط.
على ذلك تضافرت نسخ " تاريخه ".
الثاني: لم يقله أبو سعيد استبدادًا إنما ذكر من قاله له فهو فيه راو.
الثالث: الذي قال: إن ابن ماكولا زاده هو ثابت في كتاب ابن يونس.
الرابع: قول يحيى أخل منه بقوله: ولم يبلغ الستين بيان ذلك قول ابن يونس: أفتى عمرو وهو حينئذ شاب، وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة، وكان مولده بمصر سنة أربع وتسعين كما حدثنا بوفاته ومولده أحمد بن محمد بن سلامة عن يحيى بن عثمان بن صالح عن الحارث بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث.
وقال يحيى بن بكير: مات عمرو سنة ثمان وأربعين ومائة ولم يبلغ الستين.
قال أبو سعيد: وكان عمرو مفتنا في العلم.
وعن موسى بن سلمة [ق 213/أ] قال: كان عمرو بن الحارث يخرج من منزله فيجد الناس صفوفًا يسألونه؛ منهم من يطلب الفقه ومنهم من يطلب الحديث ومنهم من يبتغي تعلم القرآن ومنهم من يطلب الشعر ومنهم من يطلب الفرائض ومنهم من يتعلم العربية ومنهم من يطلب الحساب؛ فيجيب كل رجل منهم عما سأل لا يتلعثم في شيء.(10/144)
وعن هارون بن عبد الله القاضي: لما ولي صالح بن علي مصر طلب مؤدبًا لابنه الفضل؛ فذكر له عمرو بن الحارث يحسن المذهب والمعرفة بالقرآن والعلم فألزمه ابنه.
وعن يحيى بن أيوب قال: كنت أرى عمرًا يدخل من باب المسجد وعليه إزاران لا يساويان ثلث دينار، ثم رأيته بعد يدخل في ثوبين ويمشي متزرًا بأحدهما مرتديا بالآخر يسحبه خلفه.
الخامس: ما ذكره عن أبي نصر بن ماكولا لم يقله في كتابه إلا نقلًا عن ابن يونس صاحب " تاريخ مصر " والله تعالى أعلم.
وفي قول المزي عن خليفة: مات سنة تسع أو ثمان وأربعين نظر؛ لأن الذي في كتاب " الطبقات " نسختي التي كتبت عن موسى بن عمران عن خليفة: سبع أو ثمان وهذا هو عادة المصنفين غالبًا يذكرون السنين على الترتيب الوضعي والله تعالى أعلم على أن المزي إنما ظفر بهذه النقول فيما أرى من كتاب ابن عساكر.
وفي نسختي من " التاريخ " كما ألفيته في كتاب " الطبقات ".
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: له معرفة بالفقه والحديث والكتابة والأدب وكان من أحسن الناس خطًّا.
وقال ابن عبد البر: كان ثقة.
ولما ذكره البرقي في كتابه " رجال الموطأ " قال: كان من الرواة.(10/145)
[] ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: مات سنة ثمان أو تسع وأربعين، وكان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين؛ عداده في أهل مصر وكان مؤدبًا.
وفي " تاريخ " يعقوب بن سفيان: ولد سنة إحدى أو اثنتين وتسعين.
وفي " تاريخ " ابن قانع: مات سنة سبع ويقال سنة تسع وأربعين.
ولما ذكره الهيثم في الطبقة الثالثة من أهل مصر قال: توفي زمن أبي جعفر في أوله.
وذكره ابن أبي عاصم [ق 213/ب] في سنة سبع، وفي سنة ثمان.
وفي " تاريخ البخاري " فقال: مات سنة تسع وأربعين، وفي " تاريخ القراب ": مات سنة ثمان.
وقال أبو حاتم الرازي: عمرو بن الحارث أحفظ وأتقن من ابن لهيعة.
4075 - (مد) عمرو بن الحباب أبو عثمان العلاف، ويقال: الصباغ البصري.
قال ابن ماكولا: قال بعض الرواة: إنه أخو زيد بن الحباب وهو وهم.
كذا ذكره المزي – بخط المهندس قراءة عن الشيخ -، والذي في كتاب أبي(10/146)
نصر بن ماكولا بعد هذا قلت: هو والذي بعده – يعني الراوي عن عبد الملك بن هارون بن عنترة – واحد [هذا هو أخو شباب وهو بالفتح] والله تعالى أعلم.
يعني بفتح الحاء المهملة؛ لأنه ذكر شبابًا هذا في باب حباب بفتح الحاء.
4076 - (د) عمرو بن أبي الحجاج ميسرة المنقري البصري والد أبي معمر المقعد.
كذا ذكره المزي.
وفي كتاب ابن أبي حاتم – الذي نقل المزي كلامه ولم يتثبت فيه -: والد أبي معمر البطين أنبا عبد الله بن أحمد مما كتب إلى قال: قال أبي: عمرو بن الحجاج وقال بعضهم: عمرو بن أبي الحجاج.
وفي " تاريخ البخاري ": قال بعضهم: عمرو بن الحجاج ولا يصح وقال لنا أبو عاصم: عن ربعي عن عمرو بن الحجاج وبلغني أنه قال مرة أخرى: عمرو بن أبي الحجاج وحدثني أحمد بن سعيد، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد قال: سمع عمرو بن الحجاج هشام بن حسان يحدث عن عمر الحديث.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وينبغي أن ينظر في قول المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " فإني نظرت ثلاث نسخ فلم أر له ذكرًا فيها، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.(10/147)
4077 - (ع) عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو سعيد القرشي الكوفي وأخو سعيد بن حريث.
قال ابن حبان في كتابه: معرفة الصحابة: ولد يوم بدر، ومات بمكة سنة خمس وثمانين، وكانت تحته بنت جرير [ق 215/أ] ابن عبد الله البجلي.
وفي كتاب البرقي: ولد بعد بدر ذكر وكيع عن شريك عن أبي إسحاق قال سمعت عمرو بن حريث يقول: كنت في بطن المرأة يوم بدر، روى عنه ستة أحاديث وله من الولد: عبد الله وجعفر وأروى وأم سلمة وعثمان وحريث وسليمان وأم عمرو ويحيى وخالد وأم الوليد وأم عبد الله وعن التاريخي قال أبو سفيان بن حرب: يا معشر قريش عليكم بالعراق عليكم [حنطي] به عمرو بن حريث.
وفي " طبقات ابن سعد ": أمه عمرة بنت هشام بن حذيم بن سعيد بن رئاب بن سهم وله من الولد فذكر – زيادة على البرقي -: أم بكير، وأم محمد، وسعيدًا، والمغيرة، وهند، وأم عمرو الكبرى، وأم عمرو الصغرى، وأم بكر وعن فطر بن خليفة عن أبيه سمع عمرو بن حريث قال: انطلق بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب، فدعا لي بالبركة ومسح رأسي وخط لي دارًا بالمدينة بقوس، ثم قال: " ألا أزيدك " وأمره عمر بن الخطاب أن يؤم النساء في شهر رمضان، وقال محمد بن عمر وغيره من العلماء: ثم تحول عمرو إلى الكوفة وابتنى بها دارًا كبيرة قريبًا من المسجد والسوق وولده بها، وشرف بالكوفة وأصاب مالًا عظيمًا، وولي الكوفة لزياد بن أبي سفيان ولعبيد الله بن زياد.
قال ابن سعد: كان زياد إذا خرج إلي استخلف على الكوفة عمرو بن حريث.
وفي كتاب أبي عمر ابن عبد البر: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه وسمع منه(10/148)
وزعموا أنه أول قرشي اتخذ بالكوفة دارًا، وكان له فيها قدر وشرف.
وقال العسكري: ولد في السنة الثالثة من الهجرة، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وله ثماني سنين.
وفي كتاب البغوي: قال أبو إسحاق عن عمرو: شهدت القادسية مع أصحاب بدر.
وقال أبو نعيم الفضل: دفن هو وعمرو بن سلمة في يوم واحد سنة خمس وثمانين.
وفي قول المزي: قال البخاري وغيره: توفي سنة خمس وثمانين نظر؛ لأن البخاري لم يقله إلا نقلًا عن أبي نعيم الدكيني، فينظر.
وقال خليفة في غير ما موضع من الطبقات: مات سنة ثمان وسبعين.
وفي التاريخ: سنة ثمان وسبعين فيها قتل شريح بن هاني وعبد الله بن عباس بن ربيعة مع ابن أبي بكرة بسجستان، وعمرو بن حريث المخزومي من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وفي " معجم أبي القاسم الكبير ": قال أبو موسى هارون بن عبد الله: وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ولعمرو اثنتا [ق 215/ب] عشرة سنة.
وروى عنه أبو هاني حميد بن هاني الخولاني، وأبو عبيدة بن حذيفة، وعامر بن عبد الواحد.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: حملت به أمه عام بدر.
وفي كتاب ابن الأثير: كان من أغنى أهل الكوفة وكان هواه مع بني أمية(10/149)
وكانوا يميلون إليه ويثقون به وشهد القادسية وأبلى فيها.
ولما ذكره ابن أبي خيثمة في الأوسط قال: هذا المخزومي الذي يقال: إن له صحبة، وعمرو بن حريث البصري ليست له صحبة قاله يحيى وغيره، وقال ابن حبان عمرو بن حريث بن عمارة من بني عذرة عن أبيه روى عنه سعيد المقبري ويزيد بن عبيد الهذلي، عداده في أهل المدينة، وهو الذي يروي عن عبد الملك ابن مروان الذي روى عنه معاوية بن صالح وليس هذا بعمرو بن حريث المخزومي ذاك له صحبة.
وقال الزبير بن أبي بكر في كتاب " نسب قريش ": عمرو بن حريث هو أول قرشي بالكوفة مالًا كان اشترى من السائب بن الأقرع كنز النجدات فربح فيه مالًا عظيمًا، ثم كان له بالكوفة بعد قدر وشرف وبها ولده.
4078 - (مد س ق) عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناه بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري أبو الضحاك وقيل: أبو محمد.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إسقاطه غنمًا بن مالك وجشم ولا بد منه، والله تعالى أعلم.
وقال ابن سعد: أنبا محمد بن عمر أنبا محمد بن صالح عن موسى بن عمران قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامله على نجران عمرو بن حزم قال ابن عمر: وبقي حتى أدرك بيعة معاوية لابنه يزيد، ومات بعد ذلك بالمدينة.
وفي قول المزي: وقال الهيثم بن عدي: مات سنة إحدى وخمسين، نظر؛ لأن الهيثم لم يقله إلا نقلًا قال في " تاريخه الكبير ": حدثني صالح بن حسان عن زيد بن عمرو بن حزم أن عمرو بن حزم توفي سنة إحدى وخمسين.
وذكره ابن سعد وخليفة والكلبي والبلاذري وابن حبان والعسكري والبرقي(10/150)
وابن إسحاق وغير واحد من العلماء في بني غنم بن مالك بن النجار وهو النسب الذي أضرب [ق 216/أ] عنه المزي، لما رأى صاحب " الكمال " لم يصدر به فتبعه وقال: وقيل في نسبه: غير ذلك والذي ترك التصدير به هو – فيما أرى – الصواب والله تعالى أعلم.
وقال العسكري: أمره صلى الله عليه وسلم على اليمن ولعمرو أخوان عمارة ومعمر لهما صحبة.
وفي " تاريخ ابن أبي عاصم " الإمام الحافظ شيء يحتاج إلى نظر قال: توفي بالمدينة سنة اثنتي عشرة ومائة، بعد ذكره وفاته أيضًا في سنة أربع وخمسين فالله أعلم.
وجزم ابن قانع وغيره بسنة اثنتين وخمسين.
وفي كتاب ابن عمر: أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى نجران سنة عشر قيل: إنه توفي بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب.
وفي " الطبقات " لإبراهيم ابن المنذر الحزامي – رحمه الله تعالى -: توفي بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -.
وفي قول المزي: قال أبو نعيم الحافظ: توفي في خلافة عمر بن الخطاب، نظر؛ لأن أبا نعيم لم يقله إلا نقلًا عن ابن المنذر الذي ذكرنا كلامه آنفًا، قال في كتاب " الصحابة " الذي لم ينقل المزي منه شيئًا إلا نادرًا بوساطة ابن عساكر أو غيره.
قال أبو نعيم – ومن أصل صحيح بخط ابن أبي هشام أنقل -: ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو يونس، حدثني إبراهيم بن المنذر، ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الملك بن محمد عن أبيه أن عمرو بن حزم وزيد بن ثابت شهدا الخندق، وهو أول مشهد شهده عمرو بن حزم [قال إبراهيم]: وعمرو يكنى: أبا الضحاك وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب.(10/151)
4079 - (ق) عمرو بن الحصين العقيلي الكلابي ويقال: الباهلي أبو عثمان البصري ثم الجزري.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إن عقيلًا هو ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكير بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر.
وكلابًا هو: ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة فأنى يجتمعان؟ وقال الحاكم: ثنا أبو بكر بن إسحاق عن محمد بن أيوب، ثنا عمرو بن حصين، فذكر حديثًا قال فيه: صحيح الإسناد [ق 216/ب].
4080 - (د س) عمرو بن أبي حكيم أبو سعيد الواسطي ويقال: أبو سهل عرف بابن الكردي، يقال: إنه مولى لآل الزبير.
ذكره أسلم بن سهل في القرن الثالث من " تاريخ واسط " وقال: هو أخو سليمان بن أبي حكيم العطار.
وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه ".
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مولى للأزد.
وفي " تاريخ البخاري ": قال شعبة وقال خالد الحذاء عن عمرو [الكردي].
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال فيه ابن معين: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.(10/152)
4081 - (بخ م د س فق) عمرو بن حماد بن طلحة القتاد أبو محمد الكوفي وقد ينسب إلى جده.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة.
وقال صاحب " تفسير أسباط " توفي بالكوفة في خلافة أبي إسحاق سنة اثنتين وعشرين ومائتين في شهر ربيع الأول، وكان ثقة – إن شاء الله تعالى – وكان أصله من أصبهان وصار جده إلى الكوفة ووالى همدان، ونزل فيهم عند شهار سوج همدان.
وخرج ابن حبان وأبو محمد الدارمي وأبو عوانة الإسفراييني حديثه في صحاحهم.
وقال الساجي: عنده مناكير يتهم في عثمان – رضي الله تعالى عنه -.
وفي " زهرة المتعلمين ".
روى عنه مسلم حديثين.
وذكر ابن قانع وفاته في سنة عشرين ومائتين.
4082 - (س ق) عمرو بن الحمق بن الكاهن ويقال: الكاهل خزاعي سكن الكوفة ثم انتقل إلى مصر.
قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر آخر أيام عثمان – رضي الله عنهما -.
وفي " طبقات أهل الموصل " للإمام أبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي: صار عمرو بن الحمق إلى الموصل، فقطنها فرارًا من معاوية، وكان من شيعة علي، وقتله بأرض الموصل بالبرج ابن أم الحكم، وكان علي قال له: انزل في الأزد، فإنهم آمن جوارًا، فلذلك نزل الموصل.
وقال عمار الدهني: قال [ق 217/أ] سفيان: أرسل معاوية ليؤتى به فلدغ فكأنهم خافوا أن يتهمهم فأتوه برأسه.
وعن يوسف بن سليمان عن جدته قالت: كان تحت عمرو بن الحمق آمنة(10/153)
بنت الشريد فحبست في سجن دمشق زمانا حتى وجه إليها برأسه فألقي في حجرها فارتاعت لذلك، ثم وضعت كفها على جبينه ثم كتمت فاه وقالت: غيبتموه عني طويلًا ثم أهديتموه إلي قتيلًا فأهلًا بها من هدية غير قالية ولا مقلية.
والذي قتله – فيما يقال -: عبد الرحمن بن أم الحكم وكان واليًا على الجزيرة سنة سبع وخمسين، ويقال: سنة ستين، وروى عنه جبير بن نفير فقال: عن عمرو الخثعمي.
قال أبو أنس الحمصي راوي حديثه: يقولون: إنه عمرو بن الحمق.
وقال ابن حبان: لما قتل علي، هرب إلى الموصل ودخل غارًا فنهشته حية فقتلته، فأخذ عامل الموصل رأسه، وحمله إلى زياد فبعث زياد رأسه إلى معاوية.
وفي كتاب ابن سعد: كان فيمن أعان على عثمان، وقتله عبد الرحمن بن أم الحكم بالجزيرة.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: الحمق هو سعد بن كعب، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية وقيل: بل أسلم عام حجة الوداع، والأول أصح.
وسكن الشام ومصر، وكان ممن سار إلى عثمان وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار، فيما ذكروا وهرب في زمن زياد إلى الموصل، ودخل غارًا فنهشته حية فقتلته سنة خمسين.
وقال العسكري: قتل بالموصل سنة إحدى وخمسين، حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عثمان بن خرزان، ثنا محمد بن الجنيد الضبي، ثنا عبد الله بن عبد الملك المسعودي عن الحارث بن حصيرة عن صخر بن عبد الله بن الحكم الفزاري(10/154)
عن عمرو بن الحمق قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم [ق 217/ب]: إن رأسي أول رأس يحز في الإسلام وينقل من بلد إلى بلد.
وفي كتاب " الصحابة " للبغوي وأبي نعيم الحافظ: لدغ فمات.
وفي " تاريخ البخاري ": مات قبل معاوية.
وقال البرقي: كان بالكوفة زمن زياد، وقتل بالموصل سنة إحدى وخمسين.
وذكر أبو بكر محمد، وأبو عثمان سعيد ابنا أبي بكر الخالديان في كتابهما " أخبار الموصل ": وبالموصل المشهد الجليل المبني على قبر عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بناه الأمير أبو عبد الله الحسين بن سعيد ابن حمدان سنة سبع وثلاثين.
وكان عمرو بن الحمق من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شهد معه أكبر مغازيه، ولما توفي علي بث معاوية الطلب لوجوه أصحابه ومذكوريهم، فكتب إلى زياد في طلب عمرو ورفاعة بن شداد، وكانا من أهل البصرة، فخافا وخرجا حتى صارا إلى الموصل وهما متنكران، فأما عمرو فكان يقطع الشوك ويبيعه بها ليخفى أمره، ويأوي إذا جنه الليل إلى كهف تحت الدير الأعلى، فأقام على ذلك مدة.
ثم إنه اعتل علة أدته إلى الاستسقاء فكان في كهفه ذلك في زي المساكين يخرج في النهار يتقمم من نبات الصحراء إلى أن اجتاز بعض قواد معاوية بالموصل في أمر له فنزل هو وأصحابه في الدير الأعلى، فعرف عمرًا رجل كان مع القائد، فقال: بغية الخليفة والله، فأخذ القائد عمرًا وهو شديد العلة فأمر به فذبح في يوم جمعة وقت الصلاة، وأنفذ رأسه إلى الشام شهورًا وبقي بدنه في موضع قتله أيامًا لا يعرفه شيء من الهوام ولا الطير وتحامى الناس دفنه خوفًا من الخليفة حتى انبرا له رجل من الرهبان فدفنه في موضع المسجد الآن فأمر معاوية بقتل الراهب.(10/155)
وروى المدائني أنه كان من خيار المسلمين وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بدرًا وما بعدها من المشاهد وكان من ذوي البصائر [ق 218/أ] في صحابة علي وكان معاوية أعطاه الأمان، فدخل إليه يومًا فخاطبه بما أحفظه، فأجمع على قتله فخرج عمرو إلى العراق، واستخفى، فأخذت زوجته فحبست في دمشق سبع سنين إلى أن قتل عمرو، وكان يتنقل في البلاد حتى صار إلى ناحية الموصل مستترًا، وألح معاوية في طلبه وكان معه رفيق اسمه زاهر فلسع عمرو في جوف الليل فقال لرفيقه: يا زاهر إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرني أنه سيشترك في قتلي الجن والإنس وقد لسعت، وما أشك أن الطلب يظفر بي، فإذا نظرت إليهم تنح عني، فإذا قتلوني وأخذوا رأسي فوارني، وعف أثري، فلما أصبح دخل الطلب عليه الكهف، وضربوا عنقه في موضع المسجد فلما انصرفوا جاء زاهر فواراه، ويقال: إن صاحبه دل عليه أيضًا فقتل.
وذكر محمد بن جرير الطبري: عن أبي مخنف، أن عمرًا كان من أصحاب حجر، فلما كان من أمر حجر ما كان، طلب زياد رؤساء أصحابه فخرج رفاعة بن شداد وابن الحمق من الكوفة خوفًا منه، حتى نزلا المدائن ثم ارتحلا حتى أتيا أرض الموصل، فكمنا في جبل وبلغ عامل ذاك الرستاق أمرهما، فاستنكر شأنهما وهو رجل من همدان يقال له: عبد الله بن أبي بلتعة، فجاء يريدهما فوجد عمرًا قد سقي بطنه لم يكن له امتناع، وأما رفاعة فهرب فسألوا عمرًا من أنت؟ فقال: من إن تركتموه كان أسلم لكم، وإن قتلتموه كان أضر عليكم فسألوه عن أمره فأبى أن يخبرهم، فبعث به صاحب الرستاق إلى عامل الموصل عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفي، فلما رأى عمرًا عرفه فكتب إلى معاوية يخبره فكتب إليه: إنه زعم أنه طعن عثمان تسع طعنات بمشاقص كن معه وإنا لا [ق 218/ب] نريد أن نعتدي عليه فأطعنه تسع طعنات كما ذكر أنه طعن عثمان، فأخرج إلى دون الدير الأعلى، الخالدي يمدح بها الأمير أبا عبد الله:
جددت من قبر عمرو مشهدًا ... شهدت له التقى بصلاح غير مجهول(10/156)
جعلته مسجدًا يتلى به أبدًا ... ما أنزل الله من وحي وتنزيل
هاذي ملائكة الرحمن موقدة ... فيها قناديلها بين القناديل
وفي كتاب ابن الأثير: وقبره مشهور بظاهر الموصل يزار، وعليه مشهد كبير، ابتدأ بعمارته أبو عبد الله بن سعيد بن حمدان – ابن عم سيف الدولة وناصر الدولة ابني حمدان – في شعبان سنة ست وثلاثين ومائة.
وجرى بين السنة والشيعة فتنة بسبب عمارته انتهى لم أر مؤرخًا معتمدًا قال أنه قتل بالحرة كما ذكره المزي وجميع من ذكرنا لم أر فيهم من قال ذلك فينظر في سلف المزي والله تعالى أعلم.
وذكر الكلبي والبلاذري وأبو عبيد بن سلام وابن حزم والمبرد والمستملي وابن دريد الأزدي.
في كتب الأنساب تأليفهم أنه شهد المشاهد كلها مع علي وقتله عبد الرحمن بن أم الحكم بالجزيرة وكأن المزي [] على الجزيرة بالحرة والله تعالى أعلم.
وذكر بعد هذا يقتضي صواب قوله وهو قوله [] لما قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي قبل الحرة فينظر.
وفي " تاريخ البخاري ": وقال جبير، ثنا عمر بن الحمق ولا يصح عن عمر وأنشد له المرزباني في معجمه:
يا عمرو يا ابن الحمق بن عمرو ... من معشر شيم الأبوين
وذكره خليفة فيمن لا يعرف نسبه إلى أخص أبائه من الأنصار وقال: قتله عبد الرحمن بن عيسى الثقفي سنة إحدى وخمسين.(10/157)
وفي كتاب " ليس ": الحمق كساد العقل والحمق الخفيف اللحن وبه سمي عمرو بن الحمق رضي الله عنه روى عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قاله له " يشترك في قتلك الجن والإنس " فلدغته حية ثم أدركه أصحاب معاوية فقتلوه.
4083 - (د) عمرو بن حنة ويقال ابن حية ويقال عمر حجازي.
ذكر أبو القاسم الطبراني في " المعجم الكبير ": عمرو بن حنة الأنصاري كان يرقي من الحية فقال: يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى – الحديث، ثنا به عمر بن حفص، ثنا عاصم بن علي، ثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: جاء رجل من الأنصار يقال له عمرو بن حنة فذكره.
وقال أبو نعيم الحافظ: عمرو بن حنة الأنصاري مختلف في اسمه ذكره سليمان في " معجمه ".
وفي رواية أبي معاوية عن الأعمش: عمرو بن حزم وكذا [ق 219/أ] قاله أبو الزبير عن جابر.
وتبعهما أبو موسى الأصبهاني.
وفي كتاب ابن الأثير: عمرو بن حزم هو الصحيح.
4084 - (ت س ق) عمرو بن خارجة بن المنتفق الأشعري ويقال الأنصاري الأسدي حليف أبي سفيان وقيل خارجة بن عمرو والأول الصحيح.
روى حديثًا واحدًا: " إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه " انتهي كذا ذكره المزي فيه نظر لما نذكره.
قال ابن حبان: بعثه أبو سفيان رسولًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.(10/158)
وقال أبو أحمد العسكري: اختلف في نسبه فوجدته في حديث رواه السري بن إسماعيل عن الشعبي عن عمرو بن خارجة الأنصاري.
وقال بعضهم: هو أسدي وقال بعضهم: هو سلمي.
حدثنا ابن أبي داود، ثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي، ثنا سعد بن الصلت، ثنا السري بن إسماعيل عن الشعبي عن عمرو بن خارجة الأنصاري قال: " خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة رهط منا ثلاثة من موالينا فسلم ثم قال: ما يجلسكم؟ قلنا: ننتظر الصلاة.
قال: أتدرون ما قال ربكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.
قال: قال: من صلى الصلاة لوقتها فلم يضيعها استخفافًا بحقها فله علي عهد أن أدخله الجنة ".
ثنا الحضرمي، ثنا أزهر بن جميل، ثنا محمد بن سواء، ثنا سعيد عن قتادة عن شهر عن عمرو بن خارجة فذكر حديث " لا وصية لوارث ".
قال سعيد: وثنا مطر عن شهر بمثله، وليس يصح سماع شهر هذا الحديث من عمرو لأن ابن أبي عروبة رواه عن قتادة عن شهر عن ابن غنم عن عمرو.
وقال أبو القاسم الطبراني: الصحيح: عمرو بن خارجة.
ثنا محمد بن حميد، ثنا معمر بن سهل، ثنا عامر بن مدرك، ثنا السري بن إسماعيل، ثنا عامر عن عمرو قال: وقف فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نقانط أفتح. . حتى اجتمع عليه الناس من بعد فنادى بصوب أسماعهم فقال: " يا أيها الناس قال الله تعالى. . " الحديث.
وثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب قال: حدثني خارجة بن عمرو كان حليفًا لأبي سفيان بن حرب في الجاهلية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا [ق 219/ب] أيها الناس لا يحل لي ولا لأحد من مغانم المسلمين ما يزن هذه الوبرة وأخذ وبرة من غارب ناقته بعد الذي فرض الله تعالى لي ".
وقال أبو نعيم الحافظ: ثنا الحسن بن علي الوزان، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا محمد بن حميد، ثنا هارون بن المغيرة، ثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن القاسم بن كثير عن عمرو بن خارجة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم(10/159)
فقال: " من أصاب مخيطًا أو خيطًا أو أقل من ذلك أو أكثر جاء به يوم القيامة " يعني: غله في سبيل الله تعالى.
وفي كتاب ابن الأثير: روى أبو أحمد العسكري هذا الحديث يعني " لا وصية لوارث " بإسناده عن عبيد الله بن نافع عن عبد الملك بن قدامة عن أبيه عن خارجة بن عمرو الجمحي ووافقه أبو بكر بن أبي عاصم في أنه جمحي.
4085 - (خ ق) عمرو بن خالد بن فروخ بن سعيد بن عبد الرحمن بن واقد بن ليث بن واقد بن عبد الله التميمي الحنظلي، ويقال: الخزاعي أبو الحسن الحراني نزيل مصر والد أبي علاثة محمد بن عمرو وأبي خيثمة علي بن عمرو بن خالد.
قال ابن عساكر: مات بمصر يوم الإثنين لتسع خلون من شوال ويقال: شعبان سنة تسع وعشرين ومائتين.
وقال ابن يونس: كان يقال أنه يورق لأبي صالح الحراني ومعه قدم إلى مصر وترقت به الأمور إلى أن كتب لقاضي مصر.
وكانت وفاته بها كما حدثني علاثة بن محمد بن عمرو بن خالد، حدثني أبي وعمي قالا: توفي عمرو بن خالد يوم الإثنين لتسع ليال خلون من شوال سنة تسع وعشرين ومائتين.
قال أبو سعيد: قرأت ذكر وفاته أيضًا على ظهر كتب أبي قرة بخطه كما حدثني علاثة.
وفي " تاريخ البخاري الأوسط " و " تاريخ " القراب: مات سنة ثلاثين ومائتين أو نحوها.
وفي " زهرة المتعلمين ": روى عنه – يعني – البخاري ثلاثة وعشرين حديثًا.(10/160)
وفي كتاب " الصلة " [ق 220/أ] لمسلمة: عمرو بن خالد ثقة روى العقيلي عن أبيه عنه.
ولما سأل الحاكم أبا الحسن الدارقطني عنه قال: ثقة حجة.
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه "، ثنا علي بن عمرو بن خالد عن أبيه وخرجه أيضًا الحاكم وأبو محمد الدارمي.
4086 - (ق) عمرو بن خالد أبو خالد مولى بني هاشم كوفي سكن واسط.
ذكره أسلم بن سهل في آخر القرن الثالث من الواسطيين.
وقال عبد الله عن أبيه: ليس يسوي شيئًا.
وقال أبو زرعة اضربوا على حديثه.
قال ابن أبي حاتم: ولم يقرأ علينا حديثه.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال الجوزجاني: غير ثقة.
وفي كتاب ابن الجارود: كذاب لم يكن بثقة.
ورماه البرقي بالكذب.
وقال البخاري والساجي: منكر الحديث.
وقال الدارقطني - فيما حكاه عنه البرقاني: متروك.
وقال أبو سعيد النقاش وأبو عبد الله الحاكم: يروي عن زيد بن علي(10/161)
الموضوعات.
وذكره العقيلي وأبو العرب في جملة الضعفاء، ولما ذكره فيهم ابن شاهين قال: قال وكيع: كان يكذب.
ولما ذكر أبو حاتم الرازي حديثه عن علي في " الجنائز " قال: هذا حديث باطل لا أصل له وعمرو بن خالد متروك.
وقال أحمد بن حنبل: هذا حديث باطل ليس بشيء من حديث زيد.
وقال ابن حزم: هذا خبر لا تحل روايته إلا على بيان سقوطه لأنه تفرد به عمرو بن خالد وهو مذكور بالكذب.
وقال ابن القطان: كان أحد الكذابين.
وقال ابن راهويه: كان يضع الحديث.
وقال العقيلي -وذكر هذا الحديث -: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به.
وقال البيهقي في " الخلافيات ": لا يثبت.
وذكره البخاري في فصل من مات من عشر ومائة إلى عشرين.
ولهم شيخ آخر يقال له -:
4087 - (ع) عمرو بن خالد بن عاصم بن عمرو بن عثمان.
روى عن: عبد الملك بن نوفل بن مساحق، ومحمد بن يوسف بن ثابت روى عنه: عمرو بن محمد العثماني في الكتاب " المستدرك ".
ذكرناه للتمييز بينهما.
4088 - (ع) عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم ويقال مولى بني مخزوم.
قال ابن عيينة وعمرو بن علي: مات أول سنة ست وعشرين ومائة كذا(10/162)
ذكره المزي والذي رأيت في " تاريخ البخاري الكبير " و " الأوسط " و " الصغير ": ثنا علي، ثنا ابن عيينة: مات عمرو سنة ست وعشرين ومائة.
وقال القراب: ثنا أحمد بن محمد بن شاذان أنبا يعقوب بن إسحاق، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: توفي عمرو بن دينار سنة ست [ق 220/ب] وعشرين ومائة ولم يكن بلغ الثمانين.
وفي تاريخ الفلاس كذلك: سنة ست وعشرين عن سفيان فعلى هذا قول المزي عن عمرو وسفيان غير جيد لكونهما واحدًا وكونه لم يذكر أولها فينظر، والله تعالى أعلم ولعله يصح عنه في سنة خمس يوضحه قول الكلاباذي عن الذهلي: ثنا علي سمعت سفيان يقول: مات عمرو في أول سنة خمس وعشرين.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة ذكر عن طاوس أنه قال: ابن دينار هذا جعل أذنه قمعًا لكل عالم، وعن ابن طاوس قال: قال لي أبي: إذا قدمت مكة فعليك بعمرو فإن أذنيه كانتا قمعًا للعلماء.
وقال سفيان: كان عمرو لا يدع إتيان المسجد وكان يحمل على حمار وما أدركته إلا وهو مقعد يكتب لا أستطيع أن أحمله من الصغر ثم قويت على حمله وكان منزله بعيدًا وكان لا يثبت لنا سنه، وكان أيوب يقول: أي شيء يحدث عن فلان فأخبره ثم أقول: أتريد أن أكتبه لك؟ فيقول: نعم.
وعن معمر قال: سمعت عمرًا يقول: يسألوننا عن رأينا فنخيرهم فيكتبونه كأنه نقر في حجر ولعلنا أن نرجع عنه غدًا.
وقال سفيان: كان عمرو يحدث [بالمغازي] وكان فقيهًا وكان لا يخضب.(10/163)
أنبا الفضل بن دكين قال: مات عمرو سنة ست وعشرين ومائة، وكان يفتي [بالمدينة] فلما مات كان يفتي بعده [ابن جريج].
قال ابن سعد: وكان عمرو ثقة ثبتًا كثير الحديث.
وفي كتاب " الطبقات " لمحمد بن جرير الطبري: عمرو بن دينار كان فقيهًا ثبتًا في الحديث صدوقًا عالمًا وكان مفتي أهل مكة في زمانه، ومات سنة ست وعشرين ومائة بها.
وقال المنتجالي: تابعي مكي ثقة، وقال ابن عيينة: قال أبو جعفر: يزيدني حبا لقدومي مكة شرفها الله تعالى الفتى عمرو بن دينار.
وقال ابن أبي نجيح: لم يكن عندنا أحد أعلم من عمرو.
قال سفيان: وأخذت عنه أنه قال: جعلت الليل وأنا شاب ثلاثًا: ثلث أنامه، وثلث أصلي فيه، وثلث للحديث.
وحبس خالد القسري عطاء، وعمرو بن دينار فلما أخرجهما كبر الناس فقال: ما هذا؟ فأخبروه.
فقال: ردوهما إلى السجن.
قال سفيان: كان عمرو لا يطاق ولا يستطاع ولكن الله تعالى سخره لي كان يقول: رأسي رأسي بطني بطني ضرسي ضرسي.
وعن ابن معين: قال عمرو: جئت إلى أبي جعفر وليس معي أحد فقال لإخوته زيد وأخ آخر: قوما إلى عمكما فأنزلاه فأنزلاني.
وقال إبراهيم بن الشهيد: سمعت أبي ذكر عطاء وابن أبي مليكة فقال: لم يكن عمرو بدون [ق 221/أ] واحد منهم ولكن هؤلاء كان لكل واحد منهم مصلى معلوم وكان عمرو يصلي هنا مرة وهنا مرة فلا يشتهر لذلك.
وقال يحيى بن معين: توفي عمرو سنة ست وعشرين ومائة.(10/164)
وفي تاريخ علي بن عبد الله التميمي وابن أبي عاصم وابن قانع: توفي سنة خمس وعشرين زاد التميمي: وهو ابن ثمانين.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: مولى بني باذان من مذجح مات سنة ست وعشرين وقد جاوز السبعين وكان مولده سنة ست وأربعين، كذا قال: باذان من مذجح ولا يتصور فارسي يكون عربيا اللهم إلا بأمر مجازي والله تعالى أعلم.
وكذا ذكر وفاته خليفة بن خياط.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان من صغار التابعين بمكة وعلمائهم.
وفي تاريخ محمد بن عبد الله الحضرمي: مات عمرو بن دينار مولى بني باذان سنة ست وعشرين، قال: وقال غير ابن نمير: سنة ست عشرة ومائة.
وفي كتاب الصريفيني عن ابن عيينة: مولده سنة ست وخمسين.
وقال أبو عيسى الترمذي: ثنا ابن أبي عمر قال سفيان: كان عمرو أسن من الزهري.
وفي " الطبقات " للهيثم بن عدي في الطبقة الثانية: توفي عمرو بن دينار في خلافة الوليد بن يزيد سنة خمس وعشرين ومائة، وفي كتاب الكلاباذي عنه: توفي زمن مروان بن محمد فينظر والله تعالى أعلم.
وقال أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي في تاريخه: قال لي سفيان بن عيينة كتبت لأيوب السختياني أطرافًا وسألت له عمرو بن دينار عنها.
وفي " علوم الحديث " لأبي عبد الله الحاكم: عامة أحاديث عمرو بن دينار عن الصحابة رضي الله عنهم غير مسموعة.
وفي رواية العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين: لم يسمع عمرو بن دينار من البراء بن عازب، وكذا ذكره أبو داود فيما حكاه الآجري.(10/165)
وفي رواية إسحاق بن منصور: قلت ليحيى بن معين: سمع عمرو بن دينار من سليمان اليشكري؟ قال: لا.
وفي " العلل الكبرى " لعلي ابن المديني: عمرو بن دينار رأى الأعمش ولم يرو عنه.
وفي " صحيح " ابن حبان - وذكر حديث جابر: أطعمنا النبي صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل ونهانا عن لحوم الحمر -.
يشبه أن يكون عمرو بن دينار لم يسمع هذا عن جابر لأن حماد بن زيد رواه عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن جابر ويحتمل أن يكون عمرو سمع جابرا وسمع من محمد بن علي عن جابر.
وذكره الهذلي وغيره في جملة القراء.
وفي " علل الترمذي الكبير " قال البخاري: عمرو بن دينار لم يسمع عندي من ابن عباس حديث: اليمين مع الشاهد.
وفي " علل الدارقطني ": لم يسمع من ابن عباس حديثه عن عمر في التغليظ في البكاء على الميت إنما سمعه من ابن أبي مليكة عنه.
4089 - (ت ق) عمرو بن دينار البصري أبو يحيى الأعور قهرمان آل الزبير بن شعيب [ق 221/ب] البصري.
قال البخاري في " تاريخه الأوسط ": لا يتابع على حديثه.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وابن الجارود، وابن شاهين، والبلخي في جملة الضعفاء.(10/166)
وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: ضعيف.
وقال أحمد بن صالح العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال الساجي: ضعيف يحدث عن سالم مناكير يقال: إنه من أهل المدينة.
وقال يحيى بن معين: أصله مكي ولم يحدث عنه يحيى ولا عبد الرحمن بن مهدي وحدث عنه حماد بن سلمة وحماد بن زيد.
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد.
ولهم شيخ آخر يقال له -:
4090 - عمرو بن دينار بن عبد الكبير بن موسى العبسي مصري.
قال مسلمة: روى عنه بعض أصحابنا.
ذكرناه للتمييز.
4091 - (د ت) عمرو بن راشد أبو راشد الأشجعي مولاهم كوفي.
قال ابن حبان حديثه في " صحيحه " وحسنه أبو علي الطوسي في " أحكامه ".
4092 - (ق) عمرو بن رافع بن الفرات بن رافع البجلي أبو حجر القزويني.
قال ابن حبان: مستقيم الحديث كذا ذكره المزي وأغفل منه - إن كان نقله من أصل -: مستقيم الحديث جدًّا، وأخرج حديثه في " صحيحه ".
وقال المزي أيضًا: قال الخليلي: توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
انتهى وقد أغفل منه - إن كان قد نقله من أصل نسخة كتاب " الإرشاد " -: أبو حجر(10/167)
عمرو بن رافع انتقل من الري إلى قزوين، وأصل جده من الكوفة وعمرو كبير مشهور، وآخر من روى عنه بقزوين محمد بن مسعود الأسدي.
4093 - (كن) عمرو بن رافع القرشي مولى عمر بن الخطاب.
قال مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عمرو بن رافع مولى حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي " تاريخ البخاري ": قال بعضهم: عمر بن رافع ولا يصح وقال بعضهم: عمرو بن نافع والصحيح عمرو المديني.
وفي الصحابة:-
4094 - عمرو بن رافع المدني.
ذكره أبو عمر، وذكرناه للتمييز.
4095 - (خ م د) عمرو بن الربيع بن طارق بن قرة بن نهيك بن مجاهد الهلالي أبو حفص الكوفي ثم المصري.
قال ابن يونس: توفي بمصر.
وفي " زهرة المتعلمين ": روى عنه - يعني البخاري -: حديثًا واحدًا عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب وقال الباجي، والكلاباذي: روى عنه في النكاح. وخرج حديثه ابن خزيمة، وأبو عوانة، وبن حبان، والحاكم [ق 222/أ] وأبو محمد الدارمي في صحاحهم.
وقال الدارقطني - فيما حكاه عنه الحاكم -: ثقة.(10/168)
4096 - (د س ق) عمرو بن زائدة ويقال: عمرو بن قيس بن زائدة ويقال: زياد بن الأصم وهو جندب بن هرمز بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي عرف بابن أم مكتوم وقيل: اسمه عبد الله، والأول أكثر وأشهر.
كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لما قال ابن حبان في كتاب " الصحابة ": عبد الله ابن أم مكتوم وهو عبد الله بن عمرو بن شريح بن قيس بن زائدة بن الأصم كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنهم من زعم أن اسم ابن أم مكتوم: عمرو.
قدم المدينة بعد بدر بيسير فنزل دار مخرمة بن نوفل.
ومن قال: هو عبد الله بن زائدة فقد نسبه إلى جده وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة ليصلي بالناس في عامة غزواته، مات بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومثله في " الطبقات " لمسلم بن الحجاج.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي عيسى الترمذي: عبد الله وهو: ابن أم مكتوم ويقال: عمرو.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية قال: أما أهل المدينة فيقولون: اسمه عبد الله، وأما أهل العراق، والكلبي فيقولون: اسمه عمرو.
قد اجتمعوا على نسبه فقالوا: ابن قيس بن زائدة بن الأصم، أسلم بمكة قديمًا وقدم المدينة مهاجرًا بعد بدر بيسير فنزل دار القراء وهي دار مخرمة بن نوفل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة ليصلي بالناس في عامة غزواته وكان بصره ذهب وهو صغير.
وأخبرنا قبيصة، ثنا يونس عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مغفل قال: نزل ابن أم مكتوم على يهودية بالمدينة عمة رجل من الأنصار فكانت ترفقه وتؤذيه في الله ورسوله فقتلها؛ فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أبعدها الله فقد أبطلت دمها كذا قال: اجتمعوا على نسبه ولا اجتماع وقد ذكرنا هنا شيئًا من الخلاف(10/169)
واستوفينا ذكره في كتابنا المسمى " بالزهر الباسم ".
وقال خليفة في " الطبقات ": عبد الله بن زائدة. ويقال: عمرو ابن أم مكتوم.
وفي كتاب العسكري: اسمه عبد الله بن قيس.
وقال أبو حاتم: هو عبد الله بن شريح [ق 222/ب].
وقال الحسين بن واقد وأبو الحسن علي ابن المديني: هو عبد الله بن شريح بن قيس.
وقال محمد بن إسحاق المطلبي: هو عبد الله بن قيس بن زائدة.
وقال قتادة بن دعامة: هو عبد الله بن زائدة.
قال أبو أحمد: أسلم قديمًا، واستخلفه صلى الله عليه وسلم في عامة غزواته، وقتل شهيدًا يوم القادسية.
وفي كتاب البغوي: عبد الله. ويقال: عمرو ابن أم مكتوم.
وقال أبو موسى: هو عبد الله. ويقال: عمرو. قال: ويقال: عبد الله شريح، حدثني عثمان قال: حدثني الزبير قال: عبد الله وقيل: عمرو ابن أم مكتوم شهد القادسية وقتل بها شهيدًا، وقال غير الزبير: مات بالمدينة بعد رجوعه من القادسية.
ولما ذكره أبو نعيم الحافظ في باب " عبد الله " قال: قال ابن إسحاق: هو عبد الله بن عمرو بن شريح بن قيس بن زائدة بن الأصم.
وقال أبو هلال وغيره عن قتادة: عبد الله بن زائدة هو ابن أم مكتوم.
وفي باب " عبد الله " ذكره البخاري في " تاريخه الكبير " فقال: عبد الله ابن أم مكتوم؛ وهو عبد الله بن زائدة.
وقال ابن إسحاق: عبد الله بن عمرو بن شريح بن قيس بن زائدة.(10/170)
وقال ابن أبي حاتم: يقال: إنه عبد الله بن شريح. وهو: ابن أم مكتوم ويقال: عمرو.
4097 - (خ م س) عمرو بن زرارة بن واقد أبو محمد الكلابي بن أبي عمرو النيسابوري.
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": خطته مشهورة بأعلى الدمجار ومسجده وداره، وقد أدركت من أعقابه جماعة وكتب عنهم.
وقال محمد بن عبد الوهاب: كان علي بن عثام يسترجح عمرو بن زرارة.
وقال أبو العباس محمد بن إسحاق: حدثنا عمرو بن زرارة ونقل منه وجادة.
وقال إبراهيم بن محمد بن سفيان: لما مات عمرو رفعت القصة بدينه إلى طاهر بن عبد الله فأمر بقضاء دينه.
كتب إلى (أبو الحسن المروزي) يذكر أن أحمد بن عمر بن بسطام حدثهم، ثنا أحمد بن سيار في ذكر مشايخ نيسابور: عمرو بن زرارة، وعن أحمد بن سلمة قال: سمعت عمرو بن زرارة يقول: قام ابن معين يومًا إلى أبي بدر وهو يحدث فقال في حديث حدث [ق 223/أ]: إنه كذب.
قال عمرو: فحول أبو بدر وجهه إلى القبلة وقال: اللهم إن كان كذب علي فاقتله. قال: فرجع يحيى إلى منزله صاحب فراش سنة أو سنتين ثم مات.
وخرج أبو عوانة الإسفراييني، وابن حبان، والحاكم، والدارمي، وابن الجارود حديثه في صحاحهم.
وقال النسائي في " مشيخته ": نيسابوري ثقة، ونسبه صاحب " زهرة المتعلمين " أنصاريًّا.
وقال: روى عنه البخاري ثلاثة عشر حديثًا، ومسلم ثمانية أحاديث.
وفي " تاريخ " القراب عن أبي حامد بن الشرقي: توفي سنة ثمان وثلاثين ولما ذكره فيها ابن قانع قال: الحدثي النيسابوري ويشبه أن يكون وهمًا؛ لأن(10/171)
الحدثي اسمه عمر بن زرارة فكأنهما اشتبها عليه، والله تعالى أعلم.
ولهم جماعة اسم كل واحد منهم عمرو بن زرارة، منهم:
4098 - عمرو بن زرارة النخعي.
قال أبو موسى المديني: أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم وكان ممن سيره عثمان من الكوفة إلى دمشق.
4099 - وعمرو بن زرارة الأنصاري.
ذكره أبو موسى أيضًا في جملة الصحابة.
ذكرناهما للتمييز.
4100 - (س ق) عمرو بن سعد الفدكي ويقال: اليمامي مولى غفار ويقال: مولى عثمان بن عفان.
ذكره ابن خلفون الأونبي في كتاب " الثقات " [ق 223/ب].
4101 - (م مد ت س ق) عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو أمية المعروف بالأشدق، يقال: إن له رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في كتاب " الثقات ".
وفي " المراسيل " لعبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن جد أيوب بن موسى فقال: هو عمرو بن سعيد بن العاص، وليست له صحبة.(10/172)
وفي قول المزي: ذكره ابن سعيد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال الزبير: أمه أم البنين بنت الحكم نظر؛ لأن ابن سعد قام بهذه الوظيفة بلا حاجة إلى تجشمها من عند غيره أو كان يذكر تواردهما على ذلك كجاري عادته.
وأغفل من كتابه أيضًا – إن كان رآه حالة التصنيف -. قال ابن سعد: ولد أمية وسعيدًا وإسماعيل ومحمدًا وعبد الملك وعبد العزيز وموسى وعمران وعبد الله وعبد الرحمن.
وكان عمرو بن سعيد من رجال قريش، وكان يزيد بن معاوية ولاه المدينة، فقتل الحسين وهو على المدينة، فبعث إليه برأس الحسين فكفنه ودفنه بالبقيع إلى جنب قبر أمه فاطمة – رضي الله عنهما – وكان أحب الناس إلى أهل الشام، وكانوا يسمعون له ويطيعون، وقد روى عمرو عن عمر بن الخطاب.
وقال ابن يونس: قدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين.
وفي سنة سبعين ذكر وفاته خليفة بن خياط، وابن أبي خالد في كتابه " التعريف بصحيح التاريخ "، وأبو حسان الزيادي فيما ذكره القراب، وابن أبي عاصم النبيل، والمسعودي وزعم أن أبا الزعيزعة هو الذي قتله، وقيل: بل كان أمر عبد العزيز بن مروان وكان قدم على أخيه عبد الملك من مصر فلم يفعل.
وقيل: الوليد بن عبد الملك.
وفي تاريخ الفسوي: وفي سنة سبع [ق 226/أ] وستين قتل عمرو بن سعيد.
وقال ابن بكير عن الليث: تسع وستين.
وفي تاريخ ابن قانع: سنة سبع وستين يقال: عمرو بن سعيد بن العاصي وفي " الكامل ": لقبه: عبد الله بن الزبير لطيم الشيطان وزعم [].
عن المدائني عن [عوان]: سمي الأشدق لأنه [] فبالغ في شتم علي فأصابته لقوة أنشد له في [].(10/173)
وفي كتاب " المنحرفين " أشعار وفي تاريخ الهيثم كان [].
4102 - (بخ م4) عمرو بن سعيد القرشي ويقال الثقفي مولاهم أبو سعيد البصري.
روى عن وراد.
وعنه: أيوب وابن أبي هند، ويونس بن عبيد، وابن عون، وجرير بن حازم.
انتهى كلام المزي.
قال أبو أحمد الحاكم: [هذا هو الذي كناه أبو عون.
قال: وقد روى ابن عون عن] أبي سعيد كثير بن عبيد – رضيع عائشة -، عن عائشة وأبي هريرة.
وعنه مجالد بن سعيد كناه ابن عون [أيضًا] أبا سعيد، فلا أدري أهما اثنان أم واحد؟ ويحتمل أن يكونا واحدًا، لكن محمود بن إبراهيم بن سميع سماه على حسب ما نذكر – يعني عمرًا -.
قال: ويقال: إنه كان أحد من يحسن هذه الصنعة.
وقال الإقليشي: قد روى ابن عون عن أبي سعيد عمر بن إسحاق ولكن لا يحفظ له شيء عن وراد.
وفي " تاريخ البخاري ": عن الحباب بن المختار القطعي، ثنا عمرو بن سعيد النازل على محمد بن سيرين.
وقال ابن حبان: عمرو بن سعيد الخولاني، عن أنس بن مالك.
روى عنه أيوب السختياني.
لا يحل ذكره في الكتب إلا اعتبارًا.(10/174)
وفي كتاب " الصحابة " لابن قانع: عمرو بن سعيد بن أبي عامر الثقفي.
روى عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة، عن محمد بن راشد، عن القاسم أبي عبد الرحمن عنه: أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر إزاره فقال: " ارفع إزارك يا عمرو " انتهى.
فلا أدري أهو صاحب الترجمة أو غيره؟
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: وثقه ابن صالح وابن عبد الرحيم.
4103 - (س) عمرو بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي أخو عاصم بن عبد الله.
روى عن أبيه أنه وجد عيبة فأتى بها عمر فقال: عرفها سنة.
روى عنه عمرو بن شعيب.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " كذا ذكره المزي، لم يزد في تعريفه شيئًا.
وأغفل من عند [ق 226/ب] ابن حبان: يروي عن أبيه وله صحبة، عداده في أهل الحجاز.
روى عنه أهلها وعمرو بن شعيب.
وقال أبو أحمد العسكري في كتاب " الصحابة ": له صحبة، شهد حنينًا، عداده في أهل الشام.
روى عنه الحارث بن بدل " قصة إزاره "، زاد أبو نعيم: شهد حنينًا مع المشركين ثم أسلم بعد حنين.
وقال الحاكم أبو أحمد: روى عنه القاسم أبو عبد الرحمن.
وذكره المزي بعده:-
4104 - عمرو بن سفيان الثقفي.
روى عن: ابن عباس وابن عمر وأبيه.
روى عنه: الأسود بن يزيد(10/175)
ومساور ثم قال: لا أدري هو المتقدم أو غيره؟ كذا ذكره.
وفيه نظر؛ لأن البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه، وابن حبان وغيرهم فرقوا بينهما ولم يترددوا.
والله تعالى أعلم.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
4105 - (خ م د س) عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي مدني حليف بني زهرة ويقال: عمر، وعمرو أصح.
روى عن أبي موسى الأشعري.
كذا ذكره المزي.
والذي في " تاريخ " محمد بن إسماعيل – الذي بخط أبي ذر وغيره من الحفاظ -: وقال بعضهم: [عمر بن راشد] والأول أصح.
وقال لي خليفة: ثنا الحسن بن حبيب، سمع حجاج بن فرافصة، عن عمرو بن أبي سفيان، سمع أبا موسى الحكمي رسالة بن مروان فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في القدر: إن لم يكن هذا صاحب الزهري فلا أدري.
وفي كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه: وروى الحسن بن حبيب، عن حجاج بن فرافصة، عن عمرو بن أبي سفيان، سمع أبا موسى الحكمي: إن لم يكن صاحب الزهري فلا أدري من هو.
روى عنه ابن الرواس.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
وقال: كان من أصحاب أبي هريرة.(10/176)
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: قال الذهلي: عمرو أصح.
وقال البرقي: احتملت روايته لرواية الزهري عنه.
4106 - (بخ د ت س) عمرو بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي المكي أخو حنظلة وعبد الرحمن.
قال أبو حاتم: أراه أخا حنظلة.
كذا [ق 227/أ] ذكره المزي، والذي في كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه: يقال: إنه أخو حنظلة.
وصرح البخاري، وابن حبان وغيرهما بأخوتهما.
وزعم المزي أنه روى عن مسلم بن ثفنة ويقال: ابن شعبة.
ولم يبين صوابها.
ورأيت بخط الحافظ [] الظاهري: وشعبة أصح.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: قال ابن عبد الرحيم: ثقة.
4107 - عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني ويقال: الكندي الكوفي والد يحيى بن عمرو. وقيل: إنه أخو عبد الله بن سلمة.
روى عن: سلمان بن ربيعة وابن مسعود وعلي وأبي موسى. روى عنه: الشعبي، وابنه يحيى، وابن أبي زياد، وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: أخطأ البخاري في عمرو بن سلمة حيث جمع بينهما، هذا جرمي وذاك همداني.
كذا ذكره المزي من غير زيادة، والذي رأيت في " تاريخ البخاري ": عمرو بن سلمة بن الخرب الهمداني كوفي.
سمع سلمان بن ربيعة وعليا.
وقال لي ابن أبي الأسود: ثنا(10/177)
عبد الواحد، عن عاصم، سمع يحيى بن عمرو بن سلمة الكندي، عن أبيه، وقال سعيد بن سليمان: ثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة، سمع أباه، وعن أبيه، سمع ابن مسعود.
وثنا أبو نعيم: مات عمرو بن حريث وعمرو بن سلمة سنة خمس وثمانين، دفنا في يوم واحد.
وقال أبو عوانة، عن الشيباني، عن عامر قال: أخبرني عمرو بن سلمة الكندي.
وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة في " بيان خطأ البخاري في تاريخه ": وقال – يعني البخاري – قال سعيد بن سليمان عن عمرو بن يحيى بن سلمة.
وإنما هو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة.
قال: وروى عاصم، عن عمرو بن سلمة.
جمع بينهما وهما مفترقان.
قال عمرو بن سلمة الهمداني وهذا عمرو بن سلمة الجرمي.
انتهى كلامه.
والذي في " تاريخه " – بخط أبي ذر والطوسي وغيرهما من القدماء – يقضي على ما قاله الرازيان.
وفي كتاب ابن ماكولا: عمرو بن سلمة بن خرب الهمداني الكوفي.
سمع عليا وابن مسعود وسلمان بن ربيعة.
روى عنه: ابنه يحيى بن عمرو والشعبي.
قال ذلك البخاري.
روى عنه: ابنه يحيى بن عمرو والشعبي.
قال ذلك البخاري.
وقال ابن معين: عمرو بن سلمة [ق 227/ب] أبو يحيى الهمداني ليس هو ابن خرب هو آخر يروي عن ابن مسعود.
روى عنه ابنه يحيى.
ويحيى بن عمرو بن سلمة الذي يروي عنه مسعر ليس بينه وبين هؤلاء قرابة.
قال ابن معين: وهو ابن عمرو بن سلمة الذي يروي عن ابن مسعود.
لم يجعل لابن الخرب ابنًا يقال له: يحيى.
قال ابن ماكولا: وقد روى عن عمرو بن سلمة الذي روى عن ابن مسعود يزيد بن أبي زياد.(10/178)
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عمرو بن سلمة بن عمرو بن الخرب؛ وهو أخو عبد الله بن سلمة.
وفي الطبقة الأولى من " رجال همدان " لعمران بن محمد: عمرو بن سلمة بن عميرة الأرحبي – بطن من همدان – روى عن علي وعبد الله.
وكان شريفًا في همدان، وهو الذي بعثه الحسن بن علي بن أبي طالب في الصلح بينه وبين معاوية وكان معه محمد بن الأشعث الكندي فأعجب معاوية بما رأى من جمال عمرو وفصاحته وحسبه؛ فقال: أمضري أنت؟ قال: لا، ثم قال:
وإني لمن قوم بنى الله مجدهم ... على كل باد في الأنام وحاضر
أبوتنا آباء صدق نمى بهم ... إلى المجد آباء كرام العناصر
وأمهاتنا أكرم بهن عجائزًا ... ورثن العلا عن كابر بعد كابر
جناهن كافور ومسك وعنبر ... وليس ابن هند من جناة المغافر
ثم قال: أنا امرؤ من همدان ثم أحد أرحب.
وقال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وهشام الكلبي في " الجمهرة "، وابن حزم وغيرهم: عمرو بن سلمة بن عميرة بن مقاتل بن الحارث بن كعب بن علوي بن عليان بن أرحب بن دعام من همدان، وذكروا قصته مع معاوية ثم قال ابن سعد: وكان ثقة قليل الحديث.
ولما ذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل الكوفة قدمه في الذكر على سلمان بن ربيعة بعدة تراجم.
وفي كتاب القراب: أبنا الحساني، أبنا عبد الله بن عروة قال: مات عمرو بن حريث ويحيى بن سلمة الهمداني في سنة خمس وثمانين.
قال القراب:(10/179)
هكذا [ق 228/أ] قال ابن عروة وعثمان بن سعيد وأظن أن الصواب: عمرو بن سلمة. والله تعالى أعلم.
وقال الدارقطني: عمرو بن سلمة يروي عن علي. روى عنه الشعبي حديث " يوقف المولى "، ثنا ابن مخلد، ثنا العباس بن محمد، سمعت يحيى يقول: عمرو بن سلمة الذي يروي عنه الشعبي هو عمرو بن سلمة بن خرب، وعمرو بن سلمة الهمداني يروي عنه ابنه يحيى.
يروي عن ابن مسعود.
ثنا ابن مخلد، ثنا العباس، سمعت يحيى يقول: يحيى بن عمرو بن سلمة الذي يروي عنه مسعر ليس بينه وبين هؤلاء قرابة.
قال – يعني يحيى -: وعبد الله بن سلمة الذي يروي عنه عمرو بن مرة كنيته أبو العيالة ليس بينه وبينهم نسب.
ثنا دعلج، ثنا خضر بن داود، ثنا أبو بكر الأثرم. قال: فذكرت لأبي عبد الله عن علي أنه قال: عبد الله بن سلمة وعمرو بن سلمة أخوان فأنكره وقال: قال سفيان بن عيينة: عمرو بن سلمة بن خرب.
قلت: في حديث الأيلي؟ قال: نعم.
وفي ضبط المهندس عن الشيخ: عمرو بن سلمة بن الحارث نظر، إنما هو خرب بخاء معجمة.
قال ابن ماكولا: وبعدها راء مكسورة وباء معجمة بواحدة.
وقد تقدم أن عبيد الله بن سلمة نسبه خليفة وغيره في جمل فخذ من مراد ليس من هذا في ورد ولا صدر والله تعالى أعلم.
ولما ذكر الرشاطي قول من نسبه كنديًّا قال: هذا وهم وإني أظنه تصحيف من الكوفي.
والله تعالى أعلم.
قال: وقال الهمداني: كان عمرو بن سلمة العلوي ثم الأرحبي ثم الهمداني أحد الربانيين الفقهاء، وهو الذي دخل(10/180)
حصن تستر هو وشريح بن هانئ الحارثي.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " كناه: أبا يحيى.
4108 - (خ د س) عمرو بن سلمة بن قيس – وقيل ابن نفيع، وقيل غير ذلك – الجرمي أبو بريد وقيل: أبو يزيد. لم يثبت له سماع ولا رواية من النبي صلى الله عليه وسلم. وروى من وجه غريب أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وليس بثابت.
انتهى كلام المزي [ق 228/ب] ويشبه أن يكون نقل ذلك من كتاب " الكمال ". فما الكرج الدنيا ولا الناس قاسم.
قال أبو حاتم ابن حبان البستي في كتاب " الصحابة ": عمرو بن سلمة أبو يزيد الجرمي له صحبة، روى عنه أهل البصرة، ومات سنة خمس وثمانين.
وكذا صرح المنتجيلي بصحبته.
وفي قوله أيضًا: روى من وجه غريب نظر؛ لأنا رويناها من وجوه عديدة لا بأس بإسناد بعضها، ولئن سلمنا ضعفها فليست من وجه غريب كما قال.
قال أبو نعيم الأصبهاني: ثنا سليمان، ثنا محمد بن النضر القطان، ثنا محمد بن يحيى الفيدي، ثنا محمد بن فضيل، عن ليث بن أبي سليم، عن أيوب السختياني، عن عمرو بن سلمة في حديث قال: " فانطلقوا بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . . " الحديث.
ثم قال: غريب من حديث ليث، عن أيوب.
وكذلك قال إبراهيم بن الحجاج، عن حماد، عن أيوب: " فانطلقوا بي وافدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "، حدثناه أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يعلى، ثنا إبراهيم. . فذكره.(10/181)
وثنا مخلد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن ياسين، ثنا زيد بن أخزم، ثنا أبو قتيبة، ثنا شعبة، عن أيوب، عن عمرو بن سلمة قال: " انطلقت مع أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلام قومه ".
وثنا سليمان، ثنا الساجي زكريا، عن زيد بن أخزم، ثنا سلم بن قتيبة، ثنا يحيى بن رياح، سمعت عمرو بن سلمة الجرمي قال: " انطلقت مع أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلام قومه ".
وقال أبو أحمد العسكري في كتاب " الصحابة ": ثنا ابن شغبة، ثنا محمد بن إسحاق المسوحي، ثنا محمد بن المغيرة، ثنا النعمان، عن سفيان، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة، قال: " خرجت مع أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم. . " الحديث.
وفي كتاب ابن منده: روى حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن عمرو بن سلمة قال: " كنت في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . . "
وفي رواية جعفر بن محمد، عن أبي عبد الله بن حنبل، وذكر إمامة عمرو بن سلمة فقال: كان هذا في أول الإسلام من الضرورة.
وقال أيضًا: وقيل له: فحديث عمرو بن سلمة؟ قال: دعه ليس بشيء. قال القاضي أبو يعلى [ق 229/أ]: ظاهر هذا أنه حديث ضعيف.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير " و " تاريخ البصرة " أيضًا تأليفه: أبنا سليمان بن أبي شيخ قال: حدثني أبي أبو شيخ، عن أمه حلمة بنت راشد، عن جدها قال: قال أبو بريد – يعني – عمرو بن سلمة: " أسرنا من فارس فقدم بنا البصرة زمن عمر بن الخطاب وكانت البصرة كلها أخصاصًا بالقصب ".(10/182)
وذكره الداني في طبقات القراء.
ويف كتاب " الفكاهة والمزاح " للزبير بن بكار قال عمرو: " فقدموني أصلي بهم وأنا ابن ست أو سبع سنين ".
4109 - (ع) عمرو بن أبي سلمة التنيسي أبو حفص الدمشقي مولى بني هاشم.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ": وقال أبو زرعة والبرقي وابن زبر: مات سنة أربع عشرة ومائتين.
كذا ذكره المزي.
ولو نظر في كتاب " الثقات " حق النظر لوجده قد قال: مات سنة أربع عشرة ومائتين فكان تعداد ذكره مع هؤلاء أحق وأولى ولكنه ظفر بهذه النقول من كتاب ابن عساكر فظنها فرصة وجدها وأغفل ما هو بصدده.
وكذا ذكر وفاته ابن منجويه وابن أبي عاصم النبيل.
وفي تاريخ القراب كذلك، وجزم ابن قانع باثنتي عشرة.
وفي " تاريخ تنيس " للقاضي أبي القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم: حدثني شيخنا أبو عبد الله الحسين بن عتيق بن الرواس – رحمه الله تعالى – أن عمرو بن أبي سلمة كان يتولى للجروى بتنيس عملًا من أعماله، وله بها إلى الآن عقب وآثار باقية، بنى حمامين، وله ولد اسمه محمد.
وقال أبو زكريا ابن منده: توفي بتنيس وكان ثقة.
وقال الساجي: ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل: روى عن زهير بن معاوية أحاديث بواطيل أراه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير.
حدثني جعفر بن محمد الفريابي، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ثنا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة، ثنا زهير بن محمد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم تسليمة [ق 5/أ] واحدة " قال(10/183)
الساجي: أوقفه الوليد بن مسلم عن زهير فجعله من كلام عائشة رضي الله عنها.
4110 - (ع) عمرو بن سليم بن خلدة بن مخلد بن عامرة بن زريق الزرقي المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " فقال: عمرو بن سليم بن عمرو بن خلدة بن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق. قيل: إنه كان يوم قتل عمر بن الخطاب قد جاوز الحلم، وهو الذي يقال له: ابن خلدة.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي موسى المديني: عمرو بن سليم أورده سعيد قال: ليست له صحبة.
قال: ثنا النضر بن هشام، ثنا سعيد بن منصور، ثنا ابن المبارك، عن ابن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم مسجدًا فليصل ركعتين قبل أن يجلس " قال: وهذا عن أبي قتادة مشهور.
وكما نسبه ابن حبان نسبه الكلبي والبلاذري وابن سلام وابن سعد زاد: وأمه النوار بنت عبد الله بن الحارث حليف بني ساعدة فولد عثمان والنعمان وسعدًا وأيوب.
فينظر في سلف المزي من هو غير صاحب " الكمال " في ذكر نسبه، وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: قال ابن عبد الرحيم وأحمد بن صالح: ثقة.
وقال الرشاطي: ويقال له: زريقي لكنه جاء فيما جاء: هذلي وقرشي شاذًّا.
وقال الفلاس: مات سنة أربع ومائة.(10/184)
4111 - (م س ق) عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو السرحي القرشي المصري أبو محمد.
قال مسلمة في كتابه " الصلة ": ثقة. أبنا عنه علان.
وقال أبو سعيد ابن يونس في " تاريخ بلده " الذي زعم المزي أنه ذكر وفاته من عنده وأغفل منه: كان ثقة صدوقًا، توفي يوم الجمعة لعشر بقين من رجب سنة خمس وأربعين ومائتين.
حدثني بوفاته هذه أحمد بن علي بن رازح قال: حدثني أبي ورأيت وفاته أيضًا هذه على بلاطة قبره.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه مسلم بن الحجاج ستة وعشرين حديثًا.
وقال النسائي في كتابه " أسماء شيوخه ": مصري ثقة.
وفي كتاب ابن عساكر عنه: لا بأس به.
وخرج أبو عوانة حديث في " صحيحه "، وكذلك الحاكم أبو عبد الله النيسابوري.
وقال في " فضائل الشافعي ": الثقة المأمون متفق على إتقانه.
وذكر الدوري: أن من خفف الواو صحف، وكان من أجلة أصحاب ابن وهب [ق 5/ب].
4112 - (س) عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري المدني.
خرج إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو محمد ابن الجارود والدارمي، وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
4113 - (خ م د ت س) عمرو بن شرحبيل الهمداني أبو ميسرة الكوفي.
قال ابن سعد: مات في ولاية عبيد الله بن زياد.
وقال غيره: مات قبل أبي جحيفة، وأوصى أن يصلي عليه شريح.
كذا ذكره المزي تبعًا لما في كتاب " الكمال " وفيه نظر في موضعين: الأول: ابن سعد لم يقله إنما نقله حيث(10/185)
يقول: قالوا: توفي أبو ميسرة في ولاية عبيد الله بن زياد.
الثاني: ما تجشم نقله من عند غيره لو كان ممن ينظر في الأصول لرأى في كتاب " الطبقات ": أبنا وكيع والفضل بن دكين قالا: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق قال: " أوصى أبو ميسرة أن يصلي عليه شريح قاضي المسلمين "، وأبنا وكيع وأبو داود، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: رأيت أبا جحيفة في جنازة أبي ميسرة آخذًا بقائم السرير حتى أخرج ثم جعل يقول: غفر الله لك يا أبا ميسرة.
فلم يفارقه حتى أتى القبر.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان من العباد، وكانت ركبته كركبة البعير من كثرة الصلاة، ومات في طاعون ابن زياد قبل أبي جحيفة سنة ثلاث وستين، وقد قيل: اسم أبي ميسرة عمرو بن شراحيل وهذا ليس بصحيح، والصحيح: شرحبيل.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": عن مسروق: ما بالكوفة همداني أحب إلي أن أكون في مسلاخه من عمرو بن شرحبيل.
وعن عمارة: لما مات أبو ميسرة جعل أبو معمر يقول: امشوا خلف جنازة أبي ميسرة فإنه كان مشاء خلف الجنائز.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وذكره البخاري في فصل من مات من بين السبعين إلى الثمانين.
وفي " طبقات " خليفة بن خياط: مات في ولاية ابن زياد سنة إحدى أو اثنتين وستين.
وفي تاريخ ابن قانع: عن أبي نعيم: سنة إحدى وستين.(10/186)
وقال أبو عمر ابن عبد البر في " الاستغناء ": كان من فضلاء أصحاب ابن مسعود.
قال أبو نعيم: شهد [ق 230/ب] أبو ميسرة مع علي صفين.
وقال يحيى بن معين: أبو ميسرة ثقة.
وقال الداني: أخذ القراءة عن ابن مسعود.
4114 - (ع) عمرو بن الشريد بن سويد أبو الوليد الثقفي الطائفي.
ذكره الأونبي في كتاب " الثقات ".
4115 - (ر4) عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي أبو إبراهيم، ويقال: أبو عبد الله المدني.
وعده بعضهم في أهل الطائف.
قال البخاري: شعيب بن محمد سمع عبد الله بن عمرو.
سمع منه ابنه عمرو.
وقال أبو عاصم عن حيوة، عن زياد بن عمرو: سمع شعيب بن محمد، سمع عبد الله بن عمرو إنما أراد بهذا أن شعيبًا سمع من ابن عمرو.
وفي " المراسيل " لعبد الرحمن: كان مغيرة بن مقسم لا يعبأ بصحيفة عمرو بن شعيب وقال مرة: ما يسرني أن صحيفته عندي بفلسين.
وقال ابن عدي: اجتنبه الناس لأجل أحاديثه عن أبيه عن جده.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي، يكتب حديثه، وما روى عنه الثقات فيذاكر به.(10/187)
وقال الجوزقاني في كتابه " الموضوعات ": مجروح، وقال سفيان بن عيينة: غيره خير منه.
وقال ابن المديني: قد سمع شعيب من عبد الله بن عمرو، وعمرو من شعيب.
وقال ابن إسحاق: قلت لابن أبي نجيح: ما تقول في عمرو بن شعيب؟ فقال: رجل شريف.
فقلت: ما تقول في عمرو؟ فقال: رجل شريف، وقال أبو علي صالح بن محمد جزرة: ثقة ولكن أحاديثه لا أدري كيف هي، هي صحيفة ورثوها.
وفي كتاب ابن أبي خيثمة: قلت ليحيى: حديث عمرو لم ردوه وما تقول فيه؟ ألم يسمع من أبيه؟ قال: بلى.
قلت: إنهم ينكرون ذلك.
فقال: قال أيوب: حدثني عمرو يذكر أبًا عن أب إلى جده قد سمع من أبيه ولكنهم قالوا حين صارت عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: إنما هذا كتاب، وفي موضع آخر وسئل عنه فقال: ليس بذاك.
قال أبو بكر: سمعت هارون بن معروف يقول: لم يسمع عمرو من أبيه شيئًا إنما وجده في كتاب أبيه، وقال الحازمي: عمرو بن شعيب ثقة باتفاق أئمة الحديث، وإذا روى عن غير أبيه لم يختلف أحد في الاحتجاج به، وأما روايته عن أبيه عن جده فالأكثرون على أنها متصلة ليس فيها إرسال ولا انقطاع.
وقد روى عنه جماعة من التابعين.
وقال الحاكم: كنت أبحث في الحجة الظاهرة في سماع شعيب بن محمد من عبد الله بن عمرو فلم أصل إليها إلى هذا.
ثم ذكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه أن رجلًا أتى عبد الله بن عمرو فسأله عن محرم وقع بامرأته فأشار ابن عمرو إلى ابن عمر فقال: اذهب إلى ذاك فسله.
قال شعيب: فلم يعرفه الرجل فذهبت معه فسأل ابن عمر فقال: بطل حجك فرجع إلى ابن عمرو وأنا معه فقال: اذهب إلى ابن عباس فسله.
قال شعيب فذهبت معه إلى ابن عباس فسأله فقال له كقول ابن عمر.
فرجع إلى عبد الله بن عمرو وأنا معه فأخبره بما قال ابن عباس.
ثم قال: ما تقول أنت؟ قال: قولي مثل ما قالا.
وقال الحاكم: هذا حديث ثقات، رواته حفاظ وهو كالأخذ باليد في صحة(10/188)
سماع شعيب من جده عبد الله والله الموفق.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال أحمد بن صالح: عمرو سمع من أبيه [ق 6/ب] عن جده وكله سماع، وعمرو ثبت وأحاديثه تقوم مقام الثبت.
ولما ذكره البرقي في " باب من نسب من الثقات إلى الضعف " قال: قال يحيى: كان ثبتًا.
وقال الساجي: قال ابن معين: هو ثقة في نفسه، وما روى عن أبيه عن جده لا حجة فيه وليس بمتصل وهو ضعيف من قبيل أنه مرسل، وجد شعيب كتب عبد الله بن عمرو فكان يرويها عن جده إرسالًا وهي صحاح عن عبد الله بن عمرو غير أنه لم يسمعها.
حدثنا ابن مثنى، ثنا حماد بن سلمة، عن حميد قال: الناس يتهمون عمرًا في حديث رواه عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في موالي امرأة لعصبتها ".
قال الساجي: ما روى عنه أيوب وابن جريج وحسين المعلم فصحيح، وإذا روى عنه المثنى بن الصباح والحجاج بن أرطاة وابن لهيعة ففيه ضعف.
ويقال: إن ابن لهيعة لم يسمع منه إلا حديث القدر.
ومات بالطائف سنة ثماني عشرة ومائة، وقد روى مالك في الموطأ عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده في " العربان " فقال فيه: بلغني عن عمرو.
ويقال: أخذه مالك عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن عمرو.
وقال يحيى: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده لا حجة فيه وليس هو بمتصل، وهو ضعيف من قبيل أنه المرسل، وجد شعيب كتب عبد الله فرواها إرسالًا وهي صحاح عن عبد الله غير أنه لم يسمعها.(10/189)
ولما ذكر الدارقطني كلام ابن حبان: لم يصحح سماع شعيب من جده عبد الله قال: هذا خطأ قد روى عبيد الله العمري – وهو من الأئمة – عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: كنت عند عبد الله بن عمرو فجاء رجل فاستفتاه في مسألة فقال لي: يا شعيب امض معه إلى عبد الله بن عباس.
فقد صح بهذا سماع شعيب من جده عبد الله.
وقد أثبت سماعه منه أحمد بن حنبل وغيره.
وقال أيوب بن أبي تميمة: كنت إذا أتيته غطيت رأسي حياء من الناس.
وقال أبو الفتح الأزدي – فيما ذكره ابن الجوزي: سمعت عدة من أهل العلم يذكرون أن عمرو بن شعيب فيما رواه عن سعيد بن المسيب وغيره فهو صدوق، وما رواه عن أبيه، عن جده يجب التوقف فيه.
وخرج [ق 7/أ] ابن خزيمة حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم وابن حبان، والدارمي، وابن الجارود.
وقال أبو داود السجستاني وأحمد بن حنبل: مالك يروي عن رجل عنه.
ومن خط الصريفيني قال حمدان الوراق: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئًا؟ فقال: هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو وقد صح سماع [محمد] بن شعيب من أبيه شعيب، وصح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو.
وفي قول المزي: قال خليفة بن خياط ويحيى بن بكير وعبد الباقي بن قانع:(10/190)
مات سنة ثماني عشرة ومائة.
زاد يحيى بالطائف؛ نظر لأن خليفة قام بهذه الوظيفة التي زادها يحيى، يعرفها كل من نظر كتاب خليفة قال في تاريخه الذي هو أصل عندنا: في سنة ثماني عشرة: مات عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بالطائف.
وفي قوله: زاد ابن سعد – يعني في نسب أبيه – ابن عمير الجمحي إغفال لما في كتابه، وذكره في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: عمير بن أهيب الجمحي فولد عمرو: عبد الله وأمه رملة بنت عبد الله بن المطلب بن أبي وداعة، وإبراهيم وأمه أم عاصم من ثقيف، وعبد الرحمن لأم ولد.
وذكر ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه " عن أبيه عن جده مرفوعًا: " نهى عن إنشاد الشعر في المساجد ".
4116 - (بخ) عمرو بن صليع بن محارب بن خصفة.
قال أبو نعيم الحافظ: ذكر بعض المتأخرين أن له صحبة، وفي " تاريخ البخاري الكبير ": عن سيف، سمع أبا الطفيل قال: أتيت أنا وعمرو بن صليع بن محارب بن خصفة وله صحبة وكان بسني يومئذ فأتينا حذيفة.
وذكره ابن أبي حاتم عن أبيه في التابعين.(10/191)
وخرج الحاكم في " صحيحه " من حديث أبي الطفيل قال: انطلقت أنا وعمرو بن صليع إلى حذيفة فذكر حديثًا في الفتن.
4117 - (ق) عمرو بن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد الشيباني البصري.
خرج ابن حبان حديثه [ق 7/أ] في " صحيحه " عن أبي يعلى الموصلي عنه.
ولما ذكره ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين " قال: توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
4118 - (ع) عمرو بن العاصي بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم أبو عبد الله.
وقيل: أبو محمد السهمي.
قال الليث بن سعد وابن البرقي، وابن يونس، وابن معين، والمدائني، وابن بكير، والعجلي في آخرين: مات سنة ثلاث وأربعين.
كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن البرقي لم يقله إلا نقلًا عن الليث بن سعد وكذلك ابن بكير، فتكراره الليث وابن البرقي وابن بكير غير جيد.
قال البرقي في كتابه " معرفة الصحابة " – الذي لم ينقل المزي منه لفظة فيما رأيت إلا بوساطة ابن عساكر، وإذا لم يذكره ابن عساكر لا تجد منه لفظة عند المزي – قال: أخي محمد بن عبد الله، وكانت وفاته بمصر يوم الفطر، وصلى عليه عبد الله بن عمرو سنة ثلاث وأربعين.
أنبا بذلك ابن بكير عن الليث بن سعد وقال جدي: وكانت وفاته – فيما أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله، عن يحيى بن بكير، عن الليث – سنة ثلاث وأربعين وسنه بضع وتسعون.
فيما ذكره يحيى بن بكير انتهى، وفي هذا رد لما ذكره أيضًا المزي عن يحيى: وسنه سبعون قاله ابن بكير بباء موحدة قبل(10/192)
العين المهملة – فيما ضبطه عنه المهندس – وهو غير جيد لما يأتي بعد.
ولما ذكره هو من أنه يذكر ولادة عمر بن الخطاب.
وقال أبو نعيم الحافظ: ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الفضل بن العباس، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد قال: وفي سنة ثلاث وأربعين توفي عمرو بن العاصي.
وفي " مجمع الغرائب ": لما قدم ليسلم رأى أبا هريرة يريد الإسلام [] إلى المدينة.
وقال ابن يونس – الذي ذكر المزي وفاته من عنده توهمًا إلا زيادة في كتابه وتركها، واعلم أنا علمنا أنها إنما نقلها من كتاب ابن عساكر إذ لو كانت من أصل " تاريخه " لوجد فيه مما أخل بذكره في كتابه -: روى عنه من أهل مصر: عقبة بن عامر، ومحمد بن عبد الله بن عمرو، وزياد بن جزء الزبيدي، وقيس بن سمير التجيبي، وناعم بن أجيل الهمداني، وتميم بن فرع المهري، وربيعة بن لقيط التجيبي، وأبو رشدين بن عبيد الحميري، وذاخر بن عامر المعافري، وجندب بن عمارة الأزدي، وبجير بن ذاخر المعافري، وعلقمة بن عاصم المعافري، ومرثد بن عبد الله اليزني، وأبو العالية الحضرمي، وأنعم بن ذري الشعباني، وعمرو بن قحذم الخولاني، وعامر بن عبد الله المعافري، وأبو الحكم مولى عمرو بن العاصي، وأبو عتبة مولى عمرو بن العاصي.
زاد [ق 8/أ] الجيزي: محمد بن راشد المرادي، وعبد الرحمن بن جبير، وأبا فرارس يزيد بن رباح مولى عمرو بن العاصي، وراشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي، وعياض بن عقبة بن نافع.(10/193)
وفي قول المزي عن البرقي: يقال أنه أسلم عند النجاشي؛ قصور ما ذكره الجيزي في كتاب " الصحابة " إذ روى ذلك مطولًا عن محمد بن إسحاق، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي قال: حدثني عمرو بن العاصي من فيه. . فذكره، وهو في " السيرة " لابن إسحاق أيضًا.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: خرج إلى النجاشي بعد الأحزاب فأسلم عنده فأخذه أصحابه فأضاموه فأفلت منهم مجردًا ليس عليه قشرة، فأظهر للنجاشي إسلامه فاسترجع له النجاشي جميع ماله من أصحابه ورده إليه.
وكان يسرد الصوم، ولما توفي كان له نحو المائة سنة، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: " أسلم الناس وآمن عمرو " روى عنه زياد وهنى مولياه.
وقال ابن نمير: مات سنة اثنتين وأربعين.
وكذا ذكره القراب عن أبي حسان الزيادي.
وفي " الاستيعاب ": كان من مهاجرة الحبشة، قيل: أسلم بين الحديبية وخيبر، ولا يصح، والصحيح سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر، ووفاته سنة ثلاث وأربعين أصح.
وذكر الجاحظ في كتابه " الزرع والنخل ": كان عمرو بن العاصي ممن يقر بالبعث في الجاهلية ممن لا يتنصر ولا يتهود ويصححه ولا يعرفه وكذلك قيس بن ساعدة، ويزيد بن الصعق، والأعشى، والنابغة الذبياني، وزهير بن أبي سلمى ومجريبة الأسدي وغيرهم.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: قال أبو اليقظان: أمه النابغة.
وقال غيره:(10/194)
أمه سلمى [ق 233/أ] بنت النابغة من بني جلان وذكر عمرو أنه أسلم سرا على يد جعفر بن أبي طالب بأرض الحبشة.
وقال غيره: أسلم سنة أربع وحضر بدرًا مع المشركين واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على عمان، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليها، وكان على الناس يوم أجنادين، وتوفي سنة ثلاث وأربعين، وأكثرهم يقول: سنة ثمان وخمسين.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة طبقة الخندقيين، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة بعثه إلى صنم هذيل بسواع فهدمه، وبعثه سنة تسع إلى بني فزارة يصدقهم وجاء خصمان يختصمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا عمرو، اقض بينهما " وبعثه إلى ملكي عمان عبد وجيفر ابني الجلندي بكتاب يدعوهما إلى الإسلام فأسلما، ولما أجمع أبو بكر – رضي الله عنه – أن يبعث الجيوش إلى الشام كان أول من سار من عماله عمرو بن العاصي فأمره أن يسلك على أيلة عامدًا لفلسطين ومعه ثلاثة آلاف وخرج أبو بكر يمشي إلى جنب راحلة عمرو وهو يوصيه وقال: إني قد استعملتك على من مررت به من بلي وعذرة وسائر قضاعة ومن سقط هناك من العرب فاندبهم إلى الجهاد ورغبهم فيه.
وكانوا أمراء أبي بكر هو ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة فكان عمرو هو الذي يصلي بالناس إذا اجتمعوا، وإن تفرقوا فكل رجل على أصحابه، وكان أمر الناس إلى عمرو يوم أجنادين ويوم نحل، وفي حصار دمشق حتى فتحت، أنبا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أبي يحيى، عن عمرو بن شعيب قال: توفي عمرو يوم الفطر بمصر سنة اثنتين وأربعين، قال محمد بن [ق 9/أ] عمر: سمعت من يذكر أنه توفي سنة ثلاث وأربعين.
قال محمد ابن سعد: وسمعت بعض أهل العلم يقول: توفي عمرو سنة إحدى وخمسين، انتهى.
الذي قاله المزي عن محمد بن عمر.
مات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين.
وقال ابن سعد عن الهيثم: مات سنة إحدى وخمسين.
فينظر(10/195)
في فرقان ما بين القولين، ثم إن الهيثم لم يذكر وفاته إلا في سنة ثلاث وأربعين في " تاريخه "، لم يذكر سنة إحدى وخمسين بحال، وبعيد أن يختلف قوله هذا الاختلاف، لأن ابن سعد إذا روى عنه يصرح باسمه ولا يكنى عنه.
وذكر الأخفش أن من اعتص السيف مكان العصا قيل فيه: العاصي بالياء وكان أبو عمرو يعتصه فقيل له ذلك أو قيل له: ذلك تفاؤلًا، وفي " ليس " لابن خالويه: قال جرير للفرزدق:
تصف السيوف وغيركم يعصى بها ... ما لقي القيون وذاك فعل الضعيف
وفي " سيرة " ابن إسحاق: وقال علي بن أبي طالب في غزوة بدر:
بأيديهم بيص خفاف عصوا بها ... وقد حادثوها بالجلاء وبالصقل
والله تعالى أعلم.
وفي كتاب ابن الأثير: مات سنة سبع وأربعين، وثلاث أصح.
وفي كتاب " المفجعين " لأبي العباس: كان عمرو قصير القامة، عظيم الهامة، ناتئ الجبهة، واسع الفم، عظيم الكفين والقدمين، بعيد ما بين المنكبين، إذا تكلم ملأ صوته المسجد.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير ": نظر عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاصي يمشي فقال: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا.
وفي " النصوص " لابن صاعد: عن محمد بن سلام: " لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمرًا وخالدًا وعثمان بن طلحة مقبلين ليسلموا قال: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها " قال: واشترط عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم أن يشركه في الأمر فأعطاه ذلك، ثم وجهه قبل الشام وأمد بجيش فيهم أبو بكر الصديق – رضي الله عنهم.
وفي " معجم الطبراني الكبير ": روى عنه: زياد مولاه، وهنى مولاه، وأبو(10/196)
سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الله بن الحارث، وأبو صالح السمان، وعبد الله بن شرحبيل بن حسنة، وعبد الله بن سفيان العقيلي، وعمارة بن خزيمة بن ثابت، ويحيى بن جعدة بن هبيرة، وظبيان، وأبو العجفاء السلمي، وعلقمة بن وقاص، ومحمد بن الأسود بن خلف، وعثمان اليحصبي، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو نوفل بن أبي عقرب، والحسن بن أبي الحسن البصري، وجعفر بن المطلب، وحيان بن أبي جبلة، وأبو مجلز لاحق بن حميد.
وفي " المستدرك ": وفاته سنة ثلاث وأربعين أصح ما سمعنا.
وفي قول المزي: وقال غيرهم – يعني المذكورين -: قيل: مات سنة ثمان وأربعين؛ نظر إذ لم يسمه، وكأنه ما عرف أن قائل ذاك أبو سليمان بن زبر.
وفي ضبط المهندس عن الشيخ: وأخو عمرو لأمه عروة بن أثاية ربياء مثناة من تحت قبل الهاء – نظر [ق 234/أ] لأن الذي ضبطه ابن ماكولا بثائين مثلثتين.
والله أعلم.
وأنشد له المرزباني في " معجمه " أشعارًا، وكذا في الكتاب المعروف " بالمنحرفين " – يعني عن علي – رضي الله عنهما.
وفي كتاب المسعودي: خلف عمرو لما توفي سنة ثلاث وأربعين من العين ثلاثمائة ألف دينار وخمسة وعشرين ألف دينار ومن الورق ألفي ألف درهم وغلة بمائتي ألف دينار، وضيعته المعروفة بالوهط كان قيمتها عشرة آلاف درهم، وفيه يقول عبد الله بن الزبير الأسدي:
ألم تر أن الدهر أخبت عيونه ... على عمرو السهمي تجبى له مصر
ولم يغن عنه حزمه واحتياله ... ولا جمعه لما أتيح له الأمر
فما يمشي مقيمًا بالعراء وضللت ... مكايده عنه وأمواله دثر
وذكره أبو عمرو الداني في جملة من وردت الرواية عنه في حروف القرآن.(10/197)
4119 - (د ت س) عمرو بن عاصم بن سفيان أبو عبد الله الثقفي الحجازي أخو بشر.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
4120 - (ع) عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع الكلابي أبو عثمان البصري القيسي.
كذا ذكره المزي.
وفيه عيي؛ لأن من المعلوم أن من كان كلابيا فهو قيسي ولا ينعكس.
وقوله: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال البخاري والمطين: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
كذا ذكره المزي وكأنه لم ير كتاب " الثقات " حالة التصنيف؛ إذ لو رآه حق الرؤية لوجده قد ذكر وفاته كما ذكرها هذان، وزاد شيئًا ليس في كتاب المزي منه شيء وهو: في غرة جمادى الآخرة بالبصرة وكذا قاله ابن عساكر.
وذكر المزي أن ابن سعد وثقه، وأغفل منه ما ذكره عنه أبو نصر من أنه توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وفي سنة ثلاث عشرة ذكر وفاته ابن قانع، وابن منده، وصاحب كتاب " الزهرة " زاد: روى عنه البخاري ثمانية أحاديث.
وفي مواضع أخرى عن السرماري وعبد القدوس بن محمد الحبحابي عنه، وأبو الوليد الباجي والقراب في آخرين.
ولما ذكره ابن شاهين في " جملة الثقات " ذكر أن يحيى بن معين قال فيه: ثقة.(10/198)
4121 - (بخ) عمرو بن عاصم ويقال: ابن عامر الأنصاري.
روى عن أم سليم.
روى عنه [ق 234/ب] عثمان بن حكيم.
كذا ذكره المزي لم يزد شيئًا.
والذي في كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه: عمرو بن عامر الأنصاري.
روى عن أنس.
روى عنه: أبو الزناد ومسعر الثوري وشعبة وشريك ويحيى الجابر.
وقال: هو ثقة صالح الحديث.
وفي كتاب البخاري: عمرو بن عامر الأنصاري.
سمع أنسًا، حديثه في الكوفيين.
وفي كتاب " التمييز " للنسائي: عمرو بن عامر الأنصاري ثقة.
وفي " ثقات " ابن حبان: عمرو بن عامر الأنصاري.
روى عن أنس، وكذا هو في " تاريخ " ابن أبي خيثمة الكبير والفسوي.
وكتاب " الثقات " لابن خلفون، لم أر من تردد في اسم أبيه ولا من ذكر عمرو بن عاصم ولا ابن عامر فيمن روى عن أم ملحان.
والله تعالى أعلم.
فينظر، وكأنه هو المذكور عند المزي بعد، لا أشك في هذا؛ لأن الطبقة واحدة، ولأني لم أر من أفردهما بالذكر، ولأن النسبة واحدة فأي فرقان بينهما إلا أن يكون قد قاله إمام قديم معتمد مبين وجه ذلك، والله - تعالى - أعلم.
ولهم شيخ آخر اسمه:-(10/199)
4122 - عمرو بن عامر بن عبد الله بن الزبير.
قال أبو حاتم الرازي: روى عن أبيه، وذكره البستي في كتاب " الثقات ".
4123 - وعمرو بن عامر بن الفرات النسائي الذهلي، كان أعور عين اليمنى.
روى عن: أبي بكر بن عياش، وجرير ومروان بن معاوية، وهشيم.
قال عبد الرحمن: كتب عنه أبي وهو حاج.
وفي الصحابة:-
4124 - عمرو بن عامر بن ربيعة بن هوذة.
قال ابن قانع: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه مسكنه من المضاعة ومران، وذكره ابن فتحون أيضًا.
4125 - وعمرو بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول.
ذكر أبو نعيم أنه شهد بدرًا. ذكرناهم للتمييز.
4126 - (خ) عمرو بن العباس الباهلي أبو عثمان البصري الأهوازي الرزي والد محمد بن عمرو.
روى ابن حبان حديثه في " صحيحه " عن عبدان الأهوازي عنه [ق 235/أ].
وقال أبو أحمد الجرجاني: سمعت عبدان يقول: لم يسمع نسخة غندر عن(10/200)
شعبة، كل ما عنده عن شعبة على وجهه بتمامه غير أربعة أنفس: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخلف بن سالم، وعمرو بن العباس رابع القوم.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين ": روى عنه البخاري أربعة عشر حديثًا.
4127 - (د) عمرو بن عبد الله بن الأسوار اليماني يقال له: عمرو برق.
قال الأزدي: متروك الحديث، وكناه ابن الجوزي: أبا الأسود.
وقال الساجي: كان يشرب.
وفي كتاب العقيلي: عن أحمد بن حنبل: له أشياء مناكير، ومعمر قد روى عنه وكان عنده لا بأس به وكانت له علة؛ أي: يشرب.
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان: روى عنه هشام بن يوسف، وخرج حديثه في " صحيحه ".
4128 - (بخ4) عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي أخو صفوان.
ذكره ابن سعد ومسلم بن الحجاج في الطبقة الثانية من أهل مكة شرفها الله تعالى.
زاد ابن سعد: وكان قليل الحديث.
وفي كتاب الزبير بن بكار – الذي أوهم المزي رؤية كتابه وأغفل ما ينبغي نقله منه في هذه الترجمة الضيقة عنده -: ثنا محمد بن سلام، ثنا عبد الله بن(10/201)
مصعب الزبيري قال: قدم الفرزدق مكة فأتى عمرو بن عبد الله بن صفوان يسأله له يا أبا فراس: ما وافقت عندنا نقدًا ولكن عروضًا.
فأعطاه غلمانًا من بنيه وبني إخوته وقد أظلهم العطاء.
فقال: هؤلاء رقيق لك ونحن نكفيك مؤنتهم حتى تنصرف.
فلما أخذ العطاء قال: يا ابا فراس، هؤلاء بني وبني إخوتي وأنا مفتديهم بحكمك فأرضاه.
وكان عمرو من وجوه قريش، قال الزبير: وفيه يقول الفرزدق أو غيره لرجل من قريش رآه يتجر بمكة:
تمشي تبختر حول البيت منتحبًا ... لو كنت عمرو بن عبد الله لم تزد
وقال مصعب: كان لعمرو بن عبد الله رقيق يتجرون فكان ذلك مما يعينه على [ق 235/ب] فعاله وتوسعه، وأمه أم جميل بنت خليد الدوسي. حدثني محمد بن سلام، عن أبي اليقظان وعثمان بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن سالم الجمحي – أحدهما ببعض الحديث والآخر ببعضه – قالا: لما قدم سليمان بن عبد الملك مكة – شرفها الله تعالى – في خلافته قال: من سيد أهلها؟ قالوا: بها رجلان يتنازعان الشرف: عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وعمرو بن عبد الله بن صفوان فقال: ما يسوي عمرو بعبد العزيز في سلطاننا وهو ابن عمنا؟ ألا وهو أشرف منه، فأرسل إلى عمرو يخطب ابنته فقال: ولكن على بساطي وفي بيتي.
قال سليمان: نعم.
فأتاه في بيته معه عمر بن عبد العزيز فتكلم سليمان فقال عمرو: نعم، على أن تفرض لي كذا وكذا وتقضي عني كذا وكذا وتلحق لي كذا. وسليمان يقول: قد كان ذلك. فأنكحه. فلما خرج قال سليمان لعمر: ألم تر إلى تشرطه علي، لولا أن يقال دخل ولم ينكح لقمت. قال الزبير: حدثني محمد بن سلام، عن عمرو بن الحارث قال: إنما خطب سليمان بنت عمرو بن عبد الله علي ابن أخيه.
وفي " الجمهرة " لابن حزم: ولد عبد الله بن صفوان: صفوان وعمرًا وكانا سيدين.
وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه "، وصححه الدارمي، والطوسي في " أحكامه "، وأبو محمد ابن الجارود.(10/202)
4129 - (م) عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري أخو إسحاق وإخوته.
ذكر البخاري أن الأوزاعي قال: لم يكن أحد من عمال عمر بن عبد العزيز يشبه به إلا عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، ومسلم في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
4130 - (ع) عمرو بن عبد الله بن عبيد ويقال: ابن عبد الله بن علي. ويقال: عمرو بن عبد الله بن أبي شعيرة واسمه ذو يحمد الهمداني أبو إسحاق السبيعي الكوفي.
كذا ذكره المزي وضبطه عنه المهندس بفتح السين وكسر العين.
والذي ضبطه أبو الخطاب بن دحية في كتابه " المستوفي في أسماء المصطفى صلى الله عليه وسلم ": ضم السين وفتح العين وسكون الياء، وينبغي أن يتفطن لما ذكره الدارقطني من أن يحمد وشبهه في حمير بضم الياء وفي غيرهما بفتح الياء وهذا في كهلان ليس من حمير فعلى هذا يكون من ضبط بضم الياء غلط وهو المهندس عن الشيخ ولله الحمد.
قال المزي: روى عن علي بن أبي طالب. وقيل: [ق 236/أ] لم يسمع منه وقد رآه، كذا ذكره؛ وفي كتاب ابن سعد: أنبا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق أنه صلى خلف علي – رضي الله عنه – الجمعة قال: فصلاها بالهاجرة بعدما زالت الشمس.
وفي الجعديات: ثنا عبد الله، ثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، ثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن أبي إسحاق قال: " ضربني علي بن أبي طالب عند(10/203)
الميضأة بالدرة "، وثنا أحمد بن زهير، ثنا خلف بن الوليد، ثنا إسرائيل، يونس، عن أبي إسحاق قال: قال أبي: قم فانظر إلى أمير المؤمنين فإذا هو على المنبر شيخ أبيض الرأس واللحية، أجلح، ضخم البطن، ربعة، عليه إزار ورداء وليس عليه قميص، ولم يرتع بدنه. قال: فقال رجل: يا أبا إسحاق، أقمت؟ قال: لا. وثنا محمود بن غيلان قال: سمعت أبا أحمد الزبيري يقول: لقي أبو إسحاق ثلاثة أو أربعة وعشرين صحابيًّا فبدأ بعلي.
قال المزي: وروى – يعني الرواية المشعرة عنه بالاتصال – عن عبد الله بن عمر، وذي الجوشن، وأنس بن مالك، وسليمان بن صرد، والنعمان بن بشير، وجابر بن سمرة، وعطاء بن أبي رباح، ومسروق بن الأجدع، وصلة ابن زفر. انتهى كلامه، وفيه نظر؛ لما قاله ابن أبي حاتم في " المراسيل ": سمعت أبي يقول: صلى الله عليه وسلم لم يسمع أبو إسحاق من ابن عمر، إنما رآه رؤية. وسمعت أبا زرعة يقول: حديث ابن عيينة، عن أبي إسحاق، عن ذي الجوشن هو مرسل، لم يسمع أبو إسحاق من ذي الجوشن. وسألت أبي عن أبي إسحاق: هل سمع من أنس بن مالك؟ قال: لا يصح لأبي إسحاق من أنس رؤية ولا سماع.
وفي كتاب " المتصل والمرسل " للبرديجي: قيل: إن أبا إسحاق لم يسمع من سليمان بن صرد. وقيل: إنه لم يسمع من النعمان بن بشير. يدخل بينه وبين رجل من بجيلة. وروى عن جابر بن سمرة ولا يصح سماعه منه، ولم يسمع من عطاء بن أبي رباح، وحدث عن مسروق، ولا يثبت عندي سماعه منه.
وفي كتاب الترمذي: أبو إسحاق عن صلة حديث: " من صام اليوم الذي يشك فيه ". جاء في بعض الروايات: أبو إسحاق، حدثت عن صلة بن زفر [ق 236/ب] وعن شريك قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ولدت في سنتين من إمارة عثمان رضي الله عنه.(10/204)
قال البغوي: وثنا أحمد بن زهير، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا الأسود بن عامر قال: سمعت شريكًا قال: ولد أبو إسحاق في سلطان عثمان.
أحسب شريكًا قال: لثلاث سنين بقين. وعن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق قال: غزوت في زمن زياد ست غزوات أو سبع غزوات، وما رأيت خيرًا قط من زمن زياد. فقال له رجل: ولا زمن عمر بن عبد العزيز؟ فقال: ما كان زمن زياد إلا عرسًا. قال أبو بكر: قال لي أبو إسحاق: سألني معاوية بن أبي سفيان: كم كان عطاء أبيك؟ قلت: ثلاثمائة. قال: ففرض لي ثلاثمائة. وكذلك كانوا يفرضون للرجل في مثل عطاء وأبيه، قال أبو بكر: فأدركت أبا إسحاق وقد بلغ عطاؤه ألف درهم من الزيادة، وعن شعبة: كان أبو البختري أكبر من أبي إسحاق. وقال عون بن عبد الله لأبي إسحاق: ما بقي منك؟ قال: أصلي " بالبقرة " في ركعة. فقال: ذهب شرك وبقي خيرك. وعن سفيان قال: قلت له: كيف أنت يا أبا إسحاق؟ قال: مثل الذي أصابه الفالج، ما تنفعني يد ولا رجل. فقلت: سمعت من الحارث؟ فقال لي ابنه يوسف: هو قد رأى عليا كيف لم يسمع من الحارث؟! واجتمع الشعبي وأبو إسحاق؛ فقال له الشعبي: أنت خير مني يا أبا إسحاق. فقال: لا والله بل أنت خير مني وأسن، وعن أبي بكر قال: سمعته يقول: ما أقلت عيني غمضًا منذ أربعين سنة. وعن الأعمش قال: كان أصحاب عبد الله إذا رأوا أبا إسحاق قالوا: هذا عمرو القارئ، هذا عمرو الذي لا يلتفت. وعن يونس قال: كان أبي يقرأ في كل ليلة ألف آية، يقرأ سبعه ويقرأ الصافات والواقعة وما قصر من الآي حتى يستكمل ألف آية، وعن أبي الأحوص: قال لنا أبو إسحاق: يا معشر الشباب، اغتنموا – يعني شبابكم وقوتكم – قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ " بالبقرة " في ركعة، وإني لأصوم [ق 237 أ] الأشهر الحرم وثلاثة أيام من كل شهر والإثنين والخميس، وعن أبي بكر بن عياش: قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاة مني وضعفت وإني لأصلي فما أقرأ إلا " البقرة " و " آل عمران "، وعن العلاء بن سالم قال: ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين فما كان يقدر أن يقوم حتى يقام، فكان(10/205)
إذا استتم قائمًا قرأ وهو قائم ألف آية، وكان الأعمش يعجب من حفظه لرجاله الذين يروي عنهم. وكان الأعمش إذا جاء إلى أبي إسحاق قال يونس: كنت أرحم أبا إسحاق من طول جلوسه معه، وعن حفص، عن الأعمش قال: كنت إذا خلوت بأبي إسحاق جئنا بحديث عبد الله غضًّا.
وعن شعبة عنه: الشعبي أكبر مني بسنة أو سنتين.
وقال أبو بكر: سألت أبا إسحاق – وذكر أشياء من أمر المختار – فقيل: ابن كم كنت؟ قال: كنت غازيًا بخراسان.
وعن سفيان عنه قال: أعطيت الجعل زمن معاوية أربعين درهمًا، ثنا أحمد بن زهير، ثنا يحيى بن معين قال: مات أبو إسحاق سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وثنا محمد بن يزيد، سمعت أبا بكر بن عياش يقول: دخل الضحاك بن قيس الكوفة يوم مات أبو إسحاق فرأى الجنازة وكثرة من فيها فقال: كان هذا فيهم ثم رآني.
وثنا محمود بن غيلان، ثنا يحيى بن آدم قال: قال ابن عياش: دفنا أبا إسحاق أيام الخوارج سنة ست أو سبع وعشرين ومائة.
وذكره خليفة في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة وقال: مات سنة سبع وعشرين ومائة.
ومحمد بن سعد في الثالثة وذكر عنه أن جده لما قدم على عثمان قال: كم معك من عيالك يا شيخ؟ فذكر.
فقال: أما أنت يا شيخ فقد فرضنا لك – خمس عشرة – يعني ألفًا وخمسمائة – ولعيالك مائة مائة.
وعن شعبة: كان أبو إسحاق أكبر من أبي البختري.
وعن ابن عياش: مات أبو إسحاق وهو ابن مائة سنة أو مائة غير سنة.
وعن أبي نعيم: بلغ ثمانيًا أو تسعًا وتسعين سنة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان مدلسًا. ومولده سنة تسع(10/206)
وعشرين في خلافة عثمان ويقال: سنة اثنتين وثلاثين.
وفي " تاريخ " ابن قانع: مولده [ق 237/ب] سنة ثلاث وثلاثين.
وفي " تاريخ البخاري ": قال أبو إسحاق: كنت كثير المجالسة لرافع بن خديج، ورأيت نساء النبي صلى الله عليه وسلم حججن في زمن المغيرة في هوادج عليها الطيالسة.
ورأيت الحارث بن أبي ربيعة والأسود، وعن سفيان: دخلت على أبي إسحاق سنة ست وعشرين وكان قد أصيب ببصره.
وقال الجوزجاني: وكان قوم من أهل الكوفة لا يحمد الناس مذاهبهم، هم رءوس محدثي الكوفة مثل: أبي إسحاق ومنصور والأعمش وزبيد وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس على صدق ألسنتهم في الحديث، ووقفوا عندما أرسلوا لما خافوا ألا تكون مخارجها صحيحة.
فأما أبو إسحاق فروى عن قوم لا يعرفون ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم إلا ما حكى أبو إسحاق عنهم.
فإذا روى تلك الأشياء التي إذا عرضها الأئمة على ميزان القسط الذي جرى عليه سلف المسلمين وأئمتهم الذين هم الموئل لم تتفق عليها، كان التوقف في ذلك عندي الصواب؛ لأن السلف أعلم بقوله صلى الله عليه وسلم.
وقال وهب بن زمعة: سمعت عبد الله يقول: إنما أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحق والأعمش. قال الجوزجاني: وكذا، حدثني إسحاق بن إبراهيم، ثنا جرير قال: سمعت مغيرة يقول غير مرة: أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعمشكم هذا.
قال إبراهيم: وكذلك عندي من بعدهم إذ كانوا على مراتبهم من مذموم المذهب وصدق اللسان.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي قال: قدم علينا عمر بن يوسف.
كذا قال: والصواب يوسف بن عمر واليًا على الكوفة، فأخرج بنو أبي إسحاق أبا إسحاق على برذون يطلب صلته، وقد(10/207)
كانوا أنكروه قبل قدومه بزمان.
قال يحيى: وسمع منه ابن عيينة بعد هذا.
وفي قول المزي: عن يعقوب: إنما نسبوا إلى السبيع لنزولهم في جبانة السبيع نظر، وذلك أن المحلة التي بالكوفة إنما عرفت بالسبيع لنزول هذه القبيلة فيها لا أن القبيلة عرفت بالسبيع لنزولها في هذه المحلة.
والله – تعالى – أعلم.
وفي تاريخ أبي إسحاق السعدي الجوزجاني: سمع أبو إسحاق من الحارث الأعور ثلاثة أحاديث.
وفي رسالة أبي داود السجستاني: لم يسمع أبو إسحاق من الحارث الأعور إلا أربعة أحاديث ليس فيها شيء مسند.
وفي " العلل الكبرى " لعلي ابن المديني: قال شعبة: سمعت أبا إسحاق يحدث عن الحارث بن الأزمع " أن قتيلًا وجد بين وادعة وهمدان فرفع إلى علي رضي الله عنه " فقال: يا أبا إسحاق، سمعته من الحارث؟ قال: حدثني مجالد، عن الشعبي عنه.
وقال أيضًا: كان أبو إسحاق يخبرني عن الرجل فأقول: هذا أكبر منك؟ فإن قال: نعم علمت أنه قد لقي عبد الله، وإن قال: أنا أكبر منه تركته.
وفي كتاب " المدلسين " للكرابيسي: وثنا شبابة، ثنا قيس بن الربيع، أنبا أبو إسحاق قال: لقيت قثم بن العباس فقلت: أخبرني لم ورث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب دون العباس؟ قال: لأنه كان أولانا به [ق 238/أ] لحوقًا وألصقنا به لصوقًا، قال الكرابيسي: هذا خبر كذب لا شك فيه من غير وجه: فمن ذلك: أن فرض الله – تعالى – لا اختلاف فيه عند أحد من العلماء أن ابن العم يرث دون العم إلا ما قالت الرافضة.(10/208)
ووجه آخر: أن قثم بن العباس استشهد زمن عمر أو عثمان في بعض المغازي، فكيف لقيه أبو إسحاق؟!.
وفي " تهذيب الآثار " للطبري: وأبو إسحاق عندهم من المدلسين.
وقال ابن الأثير: مات عن مائة سنة وصلى عليه الصقر بن عبد الله عامل ابن هبيرة.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو إسحاق قد رأى حجر بن عدي ولا أعلمه سمع منه.
وأبنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي: سمعت أبي يقول: سراقة بن مالك لم يسمع منه أبو إسحاق السبيعي.
وفي قول المزي: واسم أبي شعيرة ذو يحمد الهمداني السبيعي، والسبيع هو ابن صعب. نظر؛ وذلك كأنه لم يدر أن ذا يحمد هو ابن السبيع لصلبة؛ إذ لو عرفه لما قال: ما ذكرناه عنه.
وأيضًا السبيع هو ابن سبع بن صعب لا ابن صعب نفسه كما بيناه.
ولعله سقط من الكاتب، على أنه المهندس بقراءته على الشيخ وضبطه.
والله أعلم.
قال الكلبي: أبو إسحاق الفقيه عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع.
زاد أحمد بين علي وذي يحمد، وهو ساقط من كتاب المزي ولا بد منه.
ولما ذكره عمران بن محمد بن عمران في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة نسبه كذلك.
وقال أبو عمر الداني: أخذ القراءة عرضًا عن أصحاب علي وعبد الله وعاصم بن ضمرة، والحارث الهمداني، والأسود، وذر، وعلقمة، وأبي عبد الرحمن السلمي، وكان من أعلم أهل الكوفة بالنحو، ما رؤي يلحن قط.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".(10/209)
4131 - (4) عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك، الأنصاري السلمي المدني.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الطوسي أبو علي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو محمد الدارمي.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
قال: وثقه ابن عبد الرحيم.
وذكره الفسوي في باب عمر فقال: عمر بن عبد الله بن كعب بن مالك: ثقة.
4132 - (س ق) عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي أبو سليمان وقيل: أبو معاوية الكوفي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " [ق 238/ب].
4133 - (بخ س ق) عمرو بن عبد الله السيباني أبو عبد الجبار، ويقال: أبو العجماء الحضرمي الحمصي.
روى عنه السيباني يحيى بن أبي عمرو. وروى عن عمر.
كذا ذكره المزي، وأنى يجتمع سيبان بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن نضر بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ مع حضرموت بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس؟! وأيضًا فإن البخاري، وابن حبان، وأبا حاتم لم ينسبوه إلا في حضرموت، زاد أبو حاتم: ويقال: أبو عبد الجبار عبد الله بن معج.
وفي كتاب الحاكم أبي أحمد، وابن عبد البر، و الدولابي، ومسلم بن الحجاج(10/210)
ويحيى بن محمد بن صاعد: أبو عبد الجبار عبد الله بن معج الأزدي ويقال: عمرو بن عبد الله الحضرمي، وذكر الحاكم أبا العجفاء فيمن لا يوقف على اسمه فقال: روى عن عمر. روى عنه السيباني.
وخليقًا أن يكون هذا أبو العجماء بالميم.
والله – تعالى – أعلم.
وقال أبو بشر الدولابي في كتابه " الكنى ": أبو العجفاء هرم.
وأبو العجماء يروي عنه السيباني، وكذا ذكره أصحاب " المختلف والمؤتلف " ابن ماكولا وغيره فينظر.
وقال العجلي: شامي تابعي ثقة.
وذكره الأونبي في كتاب " الثقات ".
4134 - (س) عمرو بن عبد الرحمن بن أمية التميمي ابن أخي يعلى بن أمية ويقال: ابن ابنه.
كذا ضبطه المهندس عن الشيخ وهو غير جيد؛ لأن هذا الرجل ثقفي لا تميمي.
نص على ذلك غير واحد.
قال أبو حاتم الرازي: عمرو بن عبد الرحمن بن أمية الثقفي ويقال: الزهري.(10/211)
وفي " تاريخ البخاري ": عمرو بن عبد الرحمن بن أمية الثقفي.
وكذا ذكره ابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات "، وفي " صحيحه " لما خرج حديثه فيه.
انتهى، وأيما كان ابن أخي يعلى أو ابن ابنه فهو ثقفي بلا خلاف.
والله – تعالى – أعلم.
4135 - (م4) عمرو بن عبسة السلمي أبو نجيح، وكان أخا أبي ذر لأمه، أمهما [ق 239/أ] رملة الغفارية.
قال ابن حبان: لما أذن له النبي صلى الله عليه وسلم في الرجوع إلى قومه فخرج ثم أتى قبل فتح مكة.
وفي " طبقات " ابن سعد: أنبا محمد بن عمر، ثنا عبد الرحمن الأشجعي، عن إياس بن سلمة بن الأكوع أن عمرو بن عبسة كان ثالثًا أو رابعًا في الإسلام.
وفي " الاستيعاب ": يكنى أبا نجيح ويقال: أبو شعيب.
روينا عنه من وجوه أنه قال: " ألقى في روعي أن عبادة الأوثان باطل فسمعني رجل أتكلم بذلك، فقال: يا عمرو، إن بمكة رجلًا يقول كما تقول.
فأتيت مكة فوجدت النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيًا فقيل: إنك لا تقدر عليه إلا بالليل حين يطوف.
فقمت بين يدي الكعبة فما شعرت إلا بصوته. . . . " الحديث.
وكناه خليفة بن خياط في غير ما نسخة من كتابه: أبا يحيى، وأبو عروبة في " طبقات الصحابة ": أبا شعيب.(10/212)
روى عنه في " معجم الطبراني الكبير ": أسد بن وداعة، ومكحول الدمشقي، وخبيب بن عبد الرحمن، وعبادة بن أبي أوفى، وصفوان أبو الحجاج بن صفوان، وسعيد أبو عبد العزيز، والحسن بن أبي الحسن، وعبد الرحمن بن عبد الله بن موهب الأملوكي، وأبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: روى عنه ابنه عبد الرحمن بن عمرو بن عبسة.
ونسبه المزي: عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب بن امرئ القيس بن بهثة، ثم زعم أنه: بجلي – بسكون الجيم – وذلك لا يلتئم إلا على ما نسبه الكلبي وغيره: عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خالد بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم. ومازن بن مالك أمه: بجيلة بنت هناءة. والله – تعالى – أعلم.
وذكر أبو القاسم عن عبد الصمد بن سعيد في كتاب " الصحابة ": أن منزله بحمص بالقرب من مسجد بني عربة بالقرب من قناة الزكوي. وحدثني المتوكل بن محمد أن منزله في زقاق ابن شحنة، وذكر لي أن منزله في مجلس بني حاشد، وهو من المهاجرين الأولين ممن شهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى.
كذا قال: إنه شهد بدرًا ولم أر له متابعًا.
والله – تعالى – أعلم.
وذكر الحاكم في المدخل أن الشيخين اتفقا على تخريج حديثه فينظر.(10/213)
4136 - (مد مي) عمرو بن عبيد بن باب ويقال: ابن كيسان التميمي مولاهم أبو عثمان البصري، من أبناء فارس، شيخ القدرية والمعتزلة
قال الساجي: الذي ذكر المزي من عنده لفظة ظفر بها بوساطة ولو نظر الأصل لرأى فيه -: حدثني محمد بن عمر المقدمي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال: كان عمرو بن عبيد إذا سئل عن شيء قال: هذا من قولي الحسن.
فيوهمهم أنه الحسن بن أبي الحسن وإنما هو قوله.
ثنا سعيد بن عبد الرحمن، ثنا عمرو بن علي، ثنا سلم بن قتيبة قال: كنت عند عمرو بن عبيد فأتاه رجل فقال: ما تقول فيمن قتل أو غرق أبقضاء هو؟ فقال عمرو: تريد أن أخبرك بقول الحسن أو بقول حسن؟ فقال الرجل: أريد قول الحسن.
فقال عمرو: قول حسن خير لك من قول الحسن.
فقال الرجل: لا أريد إلا قول الحسن.
فقال عمرو: سمعت الحسن يقول: إن الله – تعالى – إذا كتب على قوم القتل فلن يموتوا إلا بالقتل.
وثنا بندار، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، قيل لأيوب: إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن: لا يجلد السكران من النبيذ.
فقال أيوب: كذب، أنا سمعت الحسن يقول: يجلد السكران من النبيذ.
وثنا بندار، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد: قيل لأيوب: إن عمرا روى عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه " فقال أيوب: كذب عمرو.
وروى مسلم: عن حماد، عن أيوب قال: ما زلنا نستخف بعمرو.
وفي رواية: كان أيوب يقول: ما فعل المقيت؟ ما عددت عمرو بن عبيد عاقلًا قط.
قال الساجي: وقد كان عمرو يجالس الحسن قديمًا ويذهب إلى مذهبه حتى أزاله عن ذلك واصل بن عطاء الغزال فمال به إلى البدعة، وقال(10/214)
إسماعيل بن إبراهيم: أول من تكلم في الاعتزال واصل ودخل معه في ذلك عمرو فأعجب به وزوجه أخته.
وقال: زوجتك برجل ما يصلح أن يكون إلا خليفة [ق 241/أ] وعن اليسع قال: تكلم واصل يومًا فقال عمرو: ألا تسمعوا، ما كلام الحسن وابن سيرين عندما تسمعون إلا خرق الحيض المطروحة.
قال الساجي: كان الحسن، وأيوب، وابن عون، وسليمان التيمي، ويونس بن عبيد يذمون عمرًا وينهون الناس عنه.
وكانوا أعلم الناس به.
حدث عنه الثوري، وسلام بن أبي مطيع فقالا: ثنا المكتوم عمرو بن عبيد.
ولما حدث عنه ابن جريج قال له رجل من بني جمح: أناشدك أن تروي عن مثل عمرو بن عبيد.
قال: فقال له: اسكت، والله لقد رأيت عطاء وطاوسًا فما رأت عيناي مثله.
وقال الساجي: عن يحيى بن سعيد: رأيته يصلي في مسجده خلاف صلاته في منزله، نسبه إلى الرياء، وقال ابن عون: قلت لأيوب: أكان يرائي؟ قال: كان أرق دينًا من أن يرائي.
قال أبو يحيى: وإنما رأى هؤلاء سمته فظنوا به خيرًا، وأهل بلده أعلم به منهم، وله مثالب يطول ذكرها وقد كنت أمليت بعضها على الناس، وحديثه لا يشبه رواية أهل التثبت.
ثنا عبد الله بن خراش، ثنا صالح، عن علي قال: سمعت يحيى يقول: لم يسمع عمرو بن عبيد من أبي قلابة شيئًا.
قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يحدث عن عمرو بن عبيد وربما قال: عن رجل لا يسميه، ثم تركه فكان لا يحدث عنه.
وقيل لابن المبارك: لم رويت عن سعيد وهشام الدستوائي وتركت عمرو بن عبيد ورأيهم واحد؟ فقال: كان عمرو يدعو إلى رأيه ويظهر الدعوة، وكان هذان ساكتين.
انتهى كلام الساجي.
وفي كتاب " السنن " لللالكائي: ثنا أحمد بن محمد بن عمران، ثنا محمد بن(10/215)
يحيى، ثنا حسين بن يحيى قال: سمعت الفضل بن مروان يقول: كان المعتصم يختلف إلى علي بن عاصم المحدث وكنت أمضي معه إليه فقال علي يومًا: ثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا.
فقال المعتصم: مما يروى " أن القدرية مجوسي هذه الأمة " قال: نعم. قال: [ق 241/ب] فلم تروي عنه؟ قال: لأنه ثقة في الحديث صدوق.
قال المعتصم: فإذا كان المجوسي ثقة فيما يقول أتروي عنه؟ فقال له علي: أنت شغاب يا أبا إسحاق؟
وقال ابن حبان: كان من أهل الورع والعبادة إلى أن أحدث ما أحدثه فاعتزل مجلس الحسن وجماعة معه فسموا المعتزلة، وكان يشتم الصحابة ويكذب في الحديث توهمًا لا تعمدًا.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وفي " الضعفاء " النسائي: متروك الحديث.
وفي كتاب الفلاس: عن عوف أنه قال – كذب – والله – عمرو، ولا يقبل منه ولا يؤخذ عنه.
قال ابن المديني: فقلت: هو ليس بشيء ولا يكتب حديثه؟ فأومأ برأسه أي: نعم. قال ابن المديني: وهو ليس بشيء ولا نرى الرواية عنه، وقال مطر: كان يلقاني فيحلف على الحديث فأعلم أنه كاذب وكان كذابًا. وقال الفلاس: كان قدريًّا يرى الاعتزال، ترك حديثه.
وقال سعيد بن عامر: كان من الكذابين الآثمين، وسئل قريش بن أنس عن حديث من حديثه فقال: ما تصنع به؟ والله لكف من تراب خير من عمرو.
وترك حماد بن سلمة حديثه.
وقال الجوزجاني: كان غير ثقة.(10/216)
وقال الجوزقاني: كذاب وضاع لا يجوز قبول خبره ولا الاحتجاج بحديثه، ويجب على الحفاظ بيان أمره.
وقال ابو أحمد الحاكم: متروك الحديث، وقال معاذ بن معاذ عنه: إن كانت {ذرني ومن خلقت وحيدًا} في اللوح المحفوظ فما للوحيد من ذنب.
وقال العقيلي: كان رأسًا في الاعتزال.
وذكره ابن الجارود وأبو القاسم البلخي، وابن شاهين، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان في " جملة الضعفاء ". وقال ابن المبارك.
أيها الطالب علمًا ... إيت حماد بن زيد
فاطلب العلم بحلم ... ثم قيده بقيد
ودع البدعة من ... آراء عمرو بن عبيد
[ق 242/أ]، وذكره القاضي عبد الجبار في الطبقة الرابعة من شيوخ المعتزلة فقال: فأما عمرو بن عبيد فمحله في العلم والزهد والفضل أشهر من أن يذكر، فقد ذكر في كتاب " المصابيح " عن سفيان بن عيينة أنه قال: لم تر عيني مثل عمرو بن عبيد.
وحكى أنه كان يروي فيقول: ثنا عمرو بن دينار. ثم يقول في باقي الأحاديث: ثنا عمرو.
فإذا جاءه من يقول: حدثكم عمرو بن دينار؟ فيقول: لا، إنما قلت: ثنا عمرو بن دينار في أول الحديث، والباقي كله حدثنيه عمرو بن عبيد. وكان يتوقى، وروى ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال: ما رأيت أحدًا أعلم من عمرو بن عبيد.
وروى أن عثمان البصري سأله عن خمسين مسألة في الطلاق كل ذلك يجيبه عن الحسن.
قال عثمان البري: فاتهمته ثم رجعت إلى نفسي فقلت: إذا جاز أن أسأله عن كل ذلك جاز أن يسأل هو الحسن عن ذلك.(10/217)
وعن سفيان قال: ما رأيت مثل عمرو، كان ليلة عند المنصور فقمنا وتركناهما يتحدثان فأسمع أبا جعفر يقول: ناولني تلك الدواة لشيء أكتبه. فقال: لا أفعل.
قال: ولم؟ قال: أخاف أن تكتب بقتل مسلم أو أخذ ماله.
فقال أبو جعفر: قطعت – والله – الأعناق، أتعبت – والله – من بعدك، لله درك يا أبا عثمان.
ثم صاح بالربيع فناوله إياها وقال: ألم تسمع ما قال لي هذا الشيخ؟ قال: نعم.
قال: إنك إذا فقدت هذا الشيخ لم تر مثله أبدًا.
وحكى عنه الجاحظ: أنه صلى أربعين عامًا الفجر بوضوء المغرب وحج أربعين حجة ماشيًا وإن بعيره لموقوف على من أحصر، وكان يحيي الليل بركعة واحدة وترجيح آية واحدة.
وحكى أن زلزلة وقعت بالبصرة فمالت اسطوانة في الجامع [ق 242/ب] فما بقي قائم إلا خر قاعدًا ولا قاعدًا إلا خمد وإن عمرًا ليصلي بقربها ما التفت إليها.
وقال عمرو: حضرت مجلسه في المسجد الحرام فسأله رجل عن مسألة فأجاب فيها، فقال الرجل: يا قدري فقام إليه الثوري بنعله فقال: يا عدو الله، أتستقبل الرجل الصالح في وجهه!
وقال أبو الهذيل: جاء رجل إلى عمرو فسأله عن شيء فلم يجبه كأنه استثقله فقال الرجل:
إن الزمان – وما تفنى عجائبه - ... أبقى لنا ذنبًا واستأصل الرأسا
فقال عمرو: كأنك تعني واصلًا، إي والله كان لي رأسًا وكنت له ذنبًا.
وجاءه رجل فقال: يا أبا عثمان، حضرت مجلس موسى الأسواري فذكرك وعابك.
فقال له عمرو: ما رعيت حق الرجل، تحضر مجلسه وتؤدي إلينا سقطاته، إذا لقيته فأقرئه مني السلام.
وقال له خالد بن صفوان: لم لم تأخذ مني فتقضي دينًا إن كان عليك؟ فقال: ما أخذ أحد من أحد شيئًا إلا ذل له، وأنا أكره ذلك.
وقال فيه الحسن بن أبي الحسن: عمرو وما عمرو، إذا قام بأمر قعد به، وإذا(10/218)
قعد بأمر قام به، وما رأيت علانية أشبه بسريرة من علانيته، ولا سريرة أشبه بعلانية من سريرته.
وقيل لعمرو: يجوز أن ينحر قبل أن يصلي الإمام؟ فقال: إذا كان الإمام يجوز أن ينحر فيجوز أن ينحر قبل أن يصلي.
ولما بلغ المنصور أن عبد الله بن حسن بن حسن كاتب عمرو بن عبيد قال: ذهبت البصرة وذهب بذهابها مكة والمدينة والبحران واليمامة والأهواز وفارس وخراسان.
فانحدر إلى البصرة وقام بالجسر الأكبر، وبعث إلى عمرو بن عبيد فأتاه فقال: أكنت أجبت عبد الله عن كتابه إليك؟ فقال: أتاني كتاب معنون باسمه وكنيته، ما فككته ولا عرفت [ق 243/أ] خطه، وما بيني وبينه أمارة أعرفها.
قال: فابعث من يحمل الكتاب إلي.
قال: هذا ما لا يكون أبدًا.
قال: أنا أبعث إلى أهلك.
قال: إنهم لا يعرفون مكانه.
قال: فاحلف لي أنك لم تجبه.
قال: الحلف في التقية كالكذب في التقية.
قال: صدقت.
فقال له: أنت على ما كنت عليه يا أبا عثمان؟ قال: نعم.
قال: إذا كان ذلك فأنا من أعوانك.
وقيل لأبي جعفر: إن عمرًا خارج عليك.
فقال: هو يرى أن يخرج علي إذا وجد ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا مثل نفسه، وذلك لا يكون أبدًا.
وقال إسحاق بن الفضل: إني على باب المنصور وإلى جانبي عمارة بن حمزة إذ طلع عمرو على حمار، فنزل عن حماره ثم نحى البساط برجله ثم جلس.
فقال عمارة: لا تزال بصرتكم ترمينا بأحمق.
فبينا نحن كذلك إذ خرج الربيع وهو يقول: أبو عثمان عمرو بن عبيد.
قال: فوالله ما دل على نفسه حتى أرشد إليه فأتكأه يده ثم قال: أجب.
فدخل فالتفت إلى عمارة وقلت: إن الذي استحمقته قد دعى وتركنا.
قال: فلبث طويلًا، ثم خرج متكئًا على الربيع وهو يقول: يا غلام، حمار أبي عثمان.
فما برح حتى أقره على سرجه، وجمع إليه ثيابه وودعه، فالتفت إليه عمارة وقال: لقد فعلتم بهذا الرجل ما لو فعلتموه بولي عهدكم كنتم قد قضيتم ذمامه.
قال الربيع: الذي غاب عنك أكثر، ما هو إلا أن الخليفة سمع بمجيئه فما أمهل حتى أمر ببيت له(10/219)
فعرش باللبود، ثم انتقل إليه هو والمهدي، وعلى المهدي سواده وسيفه، فلما دخل وسلم أدناه حتى تحاكت ركبتاهما فسأله عن حاله ثم قال: عظني. فقال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم {والفجر} {وليال عشر} إلى قوله: {إن ربك لبالمرصاد} قال: فبكى [ق 243/ب] الخليفة بكاء شديدًا ثم قال: زدني.
فقال: إن ربك يا أبا جعفر لبالمرصاد، إن الله – تعالى – أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك منه ببعضها، واعلم أن هذا الأمر الذي صار إليك كان لمن قبلك، ثم أفضى إليك، وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك. فقال: بلغني أن عبد الله بن حسن كتب إليك. فقال: جاءني ما يشبه أن يكون كتابه.
فقال له: أجبته؟ قال: أولست قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت تختلف إلينا؟ فقال: هذه عشرة آلاف درهم تستعين بها. قال: لا حاجة لي فيها. فقال: والله لتأخذنها. قال: والله لا آخذها. فقال: يا أبا عثمان، هل لك من حاجة؟ قال: نعم، لا تبعث إلي حتى أجيئك. قال: إذن لا نلتقي أبدًا. قال: هي حاجتي. فاستودعه الله ونهض فأمده الخليفة بصرة وقال:
كلكم يمشي رويدًا ... كلكم يطلب صيدًا
غير عمرو بن عبيد
وحكى عن شبيب بن شبة قال: دخلت على المهدي فقال: يا أبا معن، زين مجلسنا بحديث عمرو. ثم أخذ يحدث بما كان منه عند دخوله على أبي جعفر قال: وكان أبو جعفر إذا دخل البصرة ينزل على عمرو فيجمع له عمرو نفقة ويحسن إليه، فعند الخلافة شكر له ذلك.
وحكى عن مسدد أنه كان لا يدع القنوت في صلاة الفجر وقال: على هذا مضى السلف الصالح عمرو بن عبيد. وذكر آخرين.
وعن محمد بن سليمان كان معاش عمرو من دار يسكنها الخواصون دخلها نحو دينار في الشهر.(10/220)
وكان ربما أصابه العطش فلا يستسقي حتى يعود إلى منزله، وقال له أبو عمرو الزعفراني: إني إخالك جبانًا. قال: ولم؟ قال: لأنك مطاع ولا تناجز هذا الطاغية. قال: ويحك، أبجند شر من جندهم ورجال شر من رجالهم؟! أما رأيت صنيعهم بفلان وخذلانهم لفلان وفلان؟ وذكر أنه كان يأتي أمه كل يوم يستقضيها حاجة، فجاءها يومًا فلم تكلمه بشيء على وجه الامتحان [ق 244/أ] له، فما زال واقفًا إلى أن سمع أذان الظهر فقال: الآن وجب علي أمر فوق أمرك. وانصرف.
وكان شبيب بن شبة من أصحابه، فلما ولي الأهواز لم يكلمه، فعطس يومًا عند عمرو فقال: الحمد لله رب العالمين. فلم يشمته عمرو، فأعاد فلم يشمته، فأعاد الثالثة ورفع صوته فقال عمرو: لو أعدتها حتى تخرج نفسك ما سمعت مني: يرحمك الله.
وفي " تاريخ " المنتجالي: عن أبي سعيد الأعرابي: كان عمرو بن عبيد كذابًا قدريًّا داعية، حذر منه الحسن وغيره وقالوا: هو ضال مضل، وأول من تسمى بالاعتزال، وعن ابن معين: كان عمرو رجل سوء من الدهرية. قيل: وما الدهرية؟ قال: الذين يقولون: إن الناس مثل الزرع. وقال سلام بن أبي مطيع: لأنا للحجاج بن يوسف أرجى مني لعمرو، إن الحجاج إنما قتل الناس على الدنيا، وعمرو أحدث بدعة يقتل الناس بعضهم بعضًا على دين.
وعن عاصم الأحول قال: جلست إلى قتادة فذكر عمرًا فوقع فيه، فقلت: يا أبا الخطاب، ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض! فقال: يا أحول، أو لا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تعلم. فجئت من عند قتادة وأنا مغتم بقوله في عمرو، وما رأيت مثل نسك عمرو وهديه، فوضعت رأسي بنصف النهار فإذا أنا بعمرو والمصحف في حجره وهو يحك آية من كتاب الله – تعالى – قال: فقلت: سبحان الله، تحك آية من كتاب الله تعالى؟! قال: إني سأعيدها. فتركته حتى حكها. فقلت: أعدها. قال: لا أستطيع.(10/221)
وعن ثابت البناني قال: رأيت عمرًا في المنام وفي حجره مصحف وهو يحك منه شيئًا، قلت: أيش تصنع؟ قال: أثبت مكانه خيرًا منه.
وقال أيوب لعبد الوارث: بلغني [ق 244/ب] أنك لزمت عمرًا.
قال: نعم يا أبا بكر، يجيئنا بأشياء غرائب لا نجدها عند غيره. فقال أيوب: إنما نفرق من تلك الغرائب.
وقال مطر: قال لي عمرو: والله إني وإياك لعلى أمر واحد.
وكذب والله، إنما عنى على الأرض، ووالله ما أصدقه في شيء.
ولما مات قال أبو جعفر: ذهب من يستحيى منه.
وقال علي ابن المديني ويحيى بن معين: مات عمرو في ذي الحجة سنة أربع وأربعين في طريق مكة – شرفها الله تعالى -، وكان أبوه عبيد يخلف أصحاب الشرط بالبصرة، فكان الناس إذا رأوه مع أبيه قالوا: خير الناس من شر الناس.
فيقول عمرو: صدقتم، أنا لهذا وهذا هذا.
وقال ابن قتيبة: كان يرى القدر ويدعو إليه.
وعن عمرو النضر قال: مررت بعمرو فذكر شيئًا فقلت: هكذا يقول أصحابنا.
فقال: ومن أصحابنا؟ قلت: أيوب ويونس وابن عون والشعبي.
قال: أولئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء.
وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة؛ فقال: معتزلي صاحب رأي ليس بشيء في الحديث، وكان كثير الحديث عن الحسن وغيره.
وذكره ابن قانع فيمن توفي سنة أربع وأربعين: قال: ويقال: سنة ثلاث.
وكان يرمى بالقدر والاعتزال.
وفي كتاب " المنامات " لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بسنده عن أبي نضرة قال: عوتب الحسن في عمرو بن عبيد، وفي غضبه عليه فقال: تعاتبونني في(10/222)
رجل والله رأيته في المنام يسجد للشمس من دون الله – تعالى –، وأنشد له الخطيب يعظ المنصور:
يا أيها ذا الذي قد غره الأمل ... ودون ما يأمل التنغيض والأجل
ألا ترى إنما الدنيا وزينتها ... كمنزل الركب حلوا تمت ارتحلوا
حتوفها رصد وعيش نكد ... وصفوها كدر وملكها دول
[ق 245/أ] تظل تفزع بالروعات ساكنها ... فما يسوغ له لين ولا جذل
كأنه للمنايا والردى غرض ... تظل فيه بنات الدهر تنتضل
تديره ما أدارته دوائرها ... منها المصيب ومنها المخطئ الزلل
والنفس هاربة والموت يرصدها ... فكل عثرة رجل عندها جلل
والمرء يسعى وقد يسعى لوارثه ... والقبر وارث ما يسعى له الرجل
وقال الحسن البصري: نعم الفتى عمرو إن لم يحدث.
وقال يونس بن عبيد لابنه: أنهاك عن الزنا والسرقة وشرب الخمر، ولأن تلقى الله – تعالى – بهن أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه، وقال عيسى بن يونس: سلم عمرو بن عبيد على ابن عون فلم يرد عليه وجلس إليه فقام عنه. وعن حماد بن زيد قال: كنت مع أيوب ويونس وابن عون فمر بهم عمرو فسلم عليهم ووقف وقفة فما ردوا عليه، ثم جاز فما ذكروه.
وقال سعيد بن عامر لأيوب: يا أبا بكر، إن عمرًا قد رجع عن قوله، وكان الناس قد قالوا ذلك تلك الأيام فقال أيوب: إنه لم يرجع.
ثم قال: أما سمعت قوله صلى الله عليه وسلم: " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه ".
وقال سلام بن أبي مطيع: قال لي أيوب: كيف تثق بحديث رجل لا تثق بدينه – يعني – عمرو بن عبيد؟ قال: ورأيته هو وشبيب بن شبة ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر فما صلوا ركعة، وعن ابن عيينة قال: قدم أيوب وعمرو مكة فطاف أيوب حتى أصبح وخاصم عمرو حتى أصبح. وقيل لعبيد أبيه: إن ابنك(10/223)
يختلف إلى الحسن ولعله أن يجيء منه خير.
فقال: وأي خير يكون من ابني وقد أصبت أمه من غلول وأنا أبوه! وكان من حرس السجن.
وقال أبو عوانة: ما جالسته إلا مرة [ق 245/ب] فتكلم وطول، ثم قال: لو نزل ملك من السماء ما زادكم على هذا.
وقال يحيى بن سعيد: ذكر عمرو حديث " ثلاث سكتات " فرده فقلت: هو عن سمرة. فقال: ما يفعل بسمرة؟ فعل الله بسمرة.
قال سفيان: وكان لعمرو ابن أخ يخالفه فضرب يومًا على فخذه وقال: حتى متى أنت على ضلالة يا فضالة؟ قال سفيان: وكان هو والله على الضلالة.
وقال الفلاس: سمعت الأفطس، سمعت عمرًا يقول: لو أن عليا وعثمان وطلحة والزبير شهدوا عندي في شراك ما أجزتهم.
وقال أبو عوانة: لقيت رجلًا من أصحاب عمرو فقلت: أيما خير عمرو أو قتادة؟ فقال: أيما خير هو أو ابن عمر؟ فقال: هاه هاه.
ووقف وقال حماد بن زيد: مررت أنا وجرير بن حازم بأبي عمرو بن العلاء فدفع إلى جرير رقعة فقال: ينبغي لصاحب هذه الرقعة أن يسلسل.
قال: فقال: هذه رقعة عمرو، وقال ابن المبارك: ما عددت عمرًا عاقلًا قط.
ورآه يومًا مطر فقال: يا عمرو، إلى متى تضل؟ وقال حميد: كان عمرو يأتي الحسن بعدما أسن فيقول: يا أبا سعيد، أليس تقول كذا وكذا؟ للشيء الذي يقوله فيقول الشيخ برأسه هكذا.
وحكى لعوف عنه شيء فقال: كذب.
وعن يحيى البكاء قال: شهدت الحسن تأتيه مسائل من قبل عمرو بن عبيد فلا ينظر فيها.
فأقول: إنه مكذوب عليه فلا ينظر فيها.
وقال كامل بن طلحة: قلت لحماد بن سلمة: كيف رويت عن الناس وتركت عمرًا؟ قال: إني رأيت في المنام الناس يوم الجمعة وهم يصلون للقبلة ورأيت عمرًا يصلي لغير القبلة وحده، فعلمت أنه على بدعة، فتركت حديثه.
وفي " تاريخ " ابن أبي خيثمة: أنبا ابن سلام، حدثني الفضيل بن سليمان الباهلي قال: قال الحسن بن عمارة: أتى رجل كان يكلم عمرو بن عبيد(10/224)
فقلت: لولا ما خالف فيه الجماعة كان رجل أهل البصرة. قال: إي والله ورجل أهل الدنيا.
وسمعت يحيى [ق 246/أ] يقول: كان عمرو يرى السيف.
وقال يحيى بن سعيد: أحدث عن عمرو بن عبيد أحب إلي من أن أحدث عن أبي هلال – يعني الراسبي.
وقال له حوشب في حياة الحسن: ما هذا الذي أحدثت لفت قلوب إخوانك عنك، هذا الحسن حي، هذه يدي ويدك؛ انطلق حتى نسأله عن الأمر.
قال: كسرهما الله إذن – يعني رجليه -.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ " الذي على السنين: توفي سنة أربعين ومائة، وقال: كان يرى القدر ويدعو إليه.
وسئل عنه الحسن بن أبي الحسن فقال للسائل: سألت عن رجل كأن الملائكة أدبته والأولياء ربته، إن قام بأمر قعد به، وإن قعد بأمر قام به، وإن أمر بشيء كان ألزم الناس له، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، ما رأيت ظاهرًا أشبه بباطن ولا باطنًا أشبه بظاهر منه.
قال: فنمى كلام الحسن لابن سيرين فقال: سبحان الله! ما رأيت كاليوم قط، أما يكتفى المادح أن يصف بالظاهر حتى يتخطى إلى الباطن.
قال: ولما مات صلى عليه سليمان بن علي.
وذكر القراب وفاته في سنة خمس وأربعين ومائة.
وفي كتاب المسعودي: كان باب من سبى كابل من جبال السند، وكان شيخ المعتزلة ومقدمها، وله خطب ورسائل.
وزعم يجيى بن معين – فيما ذكره ابن ماكولا – أن عبيد بن باب الذي يروي عنه ابن عون ليس هو بأبي عمرو بن عبيد المتكلم، أخزاه الله تعالى.
وفي تاريخ الحضرمي: مات سنة ثنتين ويقال: ثلاث وأربعين ومائة. وكان قدريًّا.
وقال الجوزجاني: كان غاليًا في القدر، ما ينبغي أن يكتب حديثه.(10/225)
4137 - (س ق) عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الشقات ".
كذا ذكره المزي، وذكر من زهده وورعه بأسانيده الطوال ثلاثة أوراق ولم يذكر له وفاة.
وابن حبان قد قال في كتاب " الثقات ": قتل بتستر في خلافة عثمان بن عفان.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى [ق 246/ب] من أهل الكوفة.
وقال عبد الله بن ربيعة خاله: أنبا عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم أن عمرو بن عتبة استشهد فصلى عليه علقمة.
قال محمد بن سعد: وكان قليل الحديث ثقة.
وقال خليفة في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: هو عمرو بن عتبة بن يربوع بن حبيب بن مالك.
وهو فرقد بن أسعد بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم.
4138 - (د س ق) عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي مولاهم أبو حفص الحمصي، أخو يحيى بن عثمان.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم وأبو محمد السمرقندي.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": حمصي ثقة. وروى عنه أبو داود السجستاني ووثقه.
وقال النسائي – لما ذكره في معجم أشياخه -: حمصي ثقة.(10/226)
وقال الحافظ أبو علي الغساني في كتابه " أسماء الشيوخ " لأبي داود: حمصي ثقة، مات في الخمسين ومائتين.
وكذا ذكره البخاري والقراب، وأبو العباس السراج، وابن قانع. وابن عساكر زاد: بمصر.
4139 - (ق) عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي أبو عمر، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو سعيد الرقي مولى بني الوحيد.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مات سنة تسع عشرة ومائتين.
وقال أبو علي الحراني: مات بالرقة سنة سبع عشرة. كذا ذكره المزي.
والذي في كتاب " الثقات " في غير ما نسخة إحداها بخط الصريفيني: سبع عشرة كما ذكره من عند غيره.
وأغفل من كتاب " الثقات ": ربما أخطأ، وخرج حديثه مع هذا في " صحيحه " وكذلك الحاكم.
ولما ذكره أبو عروبة في كتاب " الطبقات " قال: سمعت هلال بن العلاء يقول: كنيته أبو عثمان، وتوفي بالرقة سنة سبع عشرة ومائتين.
وكذا ذكره القراب في " تاريخه " لم يغادر حرفًا. والله – تعالى – أعلم.
وفي كتاب العقيلي: حدث من غير كتبه.(10/227)
4140 - (خ م س) عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب القرشي التيمي مولاهم أبو سعيد الكوفي.
ذكر الصريفيني أن أبا نعيم لما روى عنه قال: هو ثقة.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وكذلك ابن خلفون وقال: قال ابن نمير: ثقة.
وقال يعقوب بن سفيان: كذلك [ق 247/أ].
وفي كتاب " الزكاة " من صحيح البخاري من حديث شعبة، عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبيه أنهما سمعا موسى بن طلحة، عن أبي أيوب. . الحديث.
قال أبو عبد الله: أخشى أن يكون محمد غير محفوظ وإنما هو عمرو.
وقال أبو الوليد الباجي في كتابه " الجرح والتعديل ": والصحيح عمرو على ما قاله البخاري وأبو حاتم ووكيع وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى.
وممن نبه على أنه عمرو: مسلم في كتابه: " أشياخ شعبة ".
وذكره الحاكم فيمن اتفقا عليه في باب من اسمه محمد، ثم أخرجه في المتفق عليه في باب عمرو، وكأنه ذكره في باب الميم اعتمادًا على رواية شعبة، والله – تعالى – أعلم.
وذكره المزي في حرف الميم ونبه على أنه غلط. والله – تعالى – أعلم.
4141 - (بخ د) عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع بن عنكثة المخزومي وقيل فيه: عمرو. ويقال: إنه الصواب
وذكره ابن حبان وابن أبي حاتم وأبو داود فيمن اسمه عمر. انتهى.(10/228)
فليت شعري، إذا كان هؤلاء قد ذكروه في باب عمر فمن الذي ذكره في باب عمرو؟! أبو داود الذي خرج حديثه ذكره في باب عمر، وكذلك البخاري، فلم يبق إلا نسخة مصحفة لا يرجع إليها ولا يعتمد عليها، والله – تعالى – أعلم.
4142 - (ع) عمرو بن عثمان بن عفان القرشي أخو أبان وسعيد.
قال ابن سعد: له من الولد عبد الله الأكبر وعبد الله الأصغر وخالد وعثمان وعمر والمغيرة وأبو بكر والوليد وعائشة وأم سعيد.
وفي كتاب الزبير: لما سافر جندب بن عمرو بن حممة الدوسي إلى الشام، خلف ابنته أم أبان عند عمر وقال: يا أمير المؤمنين، إن وجدت لها كفؤًا فزوجه بشراك نعله وإلا فأمسكها. فزوجها عمر من عثمان فأقام عندها مقامًا طويلًا لا يخرج إلا حاجة، فدخل عليه سعيد بن العاصي فقال: يا أبا عبد الله، أقمت عند هذه الدوسية مقامًا ما كنت تقيمه عند النساء.
فقال: أما إنه ما بقيت خصلة كنت أحب أن تكون في امرأة [ق 237/أ] إلا وقد صادفتها فيها ما خلا خصلة واحدة. قال: ما هي؟ قال: دخلت في السن وحاجتي في النساء الولد، وأحسبها جديبة لا ولد فيها اليوم. قال: فكأنه استوحى منها ضحكًا. فلما خرج سعيد قال لها عثمان: ما أضحكك؟ قالت: سمعت قولك في الولد، وإني لمن نسوة متى دخلت منهن امرأة على سيد قط فرأت حمرًا حتى تلد سيد من هو منه. قال: فما رأت حمرًا حتى ولدت عمرو بن عثمان، وأوصى عثمان إلى الزبير حتى يكبر عمرو ابنه وزوجه معاوية – وهو خليفة - رملة ابنته فولدت له عثمان الأصغر وخالدًا ابني عمرو(10/229)
ابن عثمان.
قال: وحدثني عمي مصعب، عن عبيد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير أو غير عبيد الله، وحدثنيه محمد بن الضحاك، عن أبيه " أن عمرو بن عثمان اشتكى فكان العواد يدخلون عليه ويخرجون ويتخلف مروان بن الحكم فيطيل، فأنكرت رملة ابنة معاوية ذلك، فخرقت كوة واستمعت على مروان فإذا هو يقول لعمرو: ما أخذ هؤلاء الخلافة إلا باسم أبيك، فما يمنعك أن تنهض بحقك؟ فلنحن أكثر منهم رجالًا، منا فلان ومنهم فلان حتى عدد رجالًا، ثم قال: ومنا فلان وهو فضل، وفلان وهو فضل حتى عدد فضول رجال بني أبي العاصي على بني حرب، فلما برأ عمرو تجهز للحج وتجهزت رملة في جهازه، فلما خرج إلى الحج خرجت رملة حتى قدمت على أبيها الشام. قال محمد بن الضحاك: فقال لها معاوية: واسوءتاه! وما للحرة تطلق، أطلقك عمرو؟ قال عمرو بن الضحاك: فأخبرته الخبر وقالت: فما زال يعدد فضل رجال بني أبي العاصي على بني حرب حتى ابني عثمان وخالدًا ابني عمرو.
قالت: فتمنيت أنهما ماتا. فكتب معاوية إلى مروان:
أواضع رجل فوق أخرى تعدنا ... عديد الحصى ما إن يزال تكاثر
وأمكم ترجو توأمًا لبعلها ... وأم أخيكم بررة الولد عاقر
قال الزبير: وقد روى عن عمرو بن عثمان.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: [ق 248/أ] أمه وأم أبان وعمر هي أم النجوم بنت جندب بن عمرو.
وفي كتاب ابن أبي حاتم عن أحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد القطان: عمرو بن عثمان أحب إلي من طلحة بن يحيى.(10/230)
وذكره خليفة، ومسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وفي كتاب المنتجالي: ثقة من كبار التابعين.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو والد عبد الله.
4143 - (د ق) عمرو بن عثمان بن هانئ المدني مولى عثمان بن عفان.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: وفد على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بن مروان وحدث عنه.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم النيسابوري.
4144 - (ت س ق) عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي مدني، والد محمد.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " فقال: أنبا عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر ببغداد.
وثنا علي بن خشرم، ثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن عمرو بن علقمة، عن علقمة بن وقاص الليثي " أنه مر به رجل من أهل المدينة له شرف وهو جالس بسوق المدينة؛ فقال علقمة: يا فلان، إن لك حرمة وإن لك حقًّا، وإني قد رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء فتتكلم عندهم وإني سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله – تعالى – ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله – تعالى – ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله – تعالى – له بها سخطه إلى يوم القيامة ".
قال علقمة: انظر ويحك ماذا تقول؟ وماذا تكلم؟ فرب كلام قد منعني ما سمعت من بلال.
وأنبا عبد الله بن محمد الأزدي، ثنا إسحاق الحنظلي، أنبا عبدة بن سليمان، ثنا محمد بن عمرو، ثنا أبي، عن جدي. وأنبا بكر بن أحمد بن سعيد، ثنا(10/231)
محمد بن يحيى، ثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو بن علقمة به، ولما ذكره في " الثقات " قال: يروي عن بلال بن الحارث المزني.
فلذلك ساغ له ذكره في التابعين.
والمزي نقل توثيقه من عنده ولم يذكر من الآخذين عنه إلا ابنه ولا من أشياخه إلا أباه، والله أعلم.
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه أيضًا إبراهيم بن أبي طالب. والله – تعالى – أعلم.
وفي " تاريخ " المنتجالي: عن النضر بن شميل قال: جاء عمرو بن علقمة فجلس إلى جنب ابن عون فسأله فقال: كيف قولك في ذلك الأمر – يعني الجماع -؟ قال: فأعرض عنه ابن عون فما نظر إليه حتى قام من عنده [ق 248/ب].
4145 - (ع) عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الباهلي أبو حفص البصري الصيرفي الفلاس الحافظ.
قال أبو نعيم الحافظ في " تاريخ أصبهان ": عن أبي زرعة الرازي – وسئل عنه فقال -: ذاك من فرسان الحديث.
وفي " تاريخ نيسابور ": سئل صالح بن محمد عن الفلاس فقال: كان ابن المديني يتكلم فيه بأشياء، قال الحاكم: وكان أبو حفص أيضًا يقول في ابن المديني: وقد أجل الله محلهما جميعًا عن ذلك، سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يذكر فضل ابن المديني ويقدمه ويبحره في هذا العلم فقال له بعض أصحابنا: قد تكلم فيه عمرو بن علي. فقال: والله لو وجدت قوة لخرجت إلى البصرة فبلت على قبر عمرو.
وفي كتاب " الجرح والتعديل ": عن الدارقطني – وسئل عنه فقال -: كان من(10/232)
الحفاظ، وبعض أصحاب الحديث يفضلونه على علي ابن المديني ويتعصبون له، وقد صنف " المسند " و " العلل " و " التاريخ "، وهو إمام متقن.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال هو، والبخاري، والقراب، وابن قانع: مات سنة تسع وأربعين ومائتين.
زاد الخطيب عن أبي عمر القزاز " بسر من رأى "، وعن محمد بن إسحاق الثقفي: بالعسكر في آخر ذي القعدة.
وعن سهل بن نوح قال: كنا في مجلس أبي حفص؛ فقال: سلوني فإن هذا مجلس لا أجلسه بعد هذا. فما سئل عن شيء إلا حدث به، ومات يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة.
وقال الحسين بن إسماعيل الضبي، ثنا أبو حفص الفلاس " بعيسا باذ " في شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين وكان من نبلاء المحدثين.
وعن أبي زرعة: لم نر أحفظ من هؤلاء الثلاثة: ابن المديني، وابن الشاذكوني، والفلاس.
وقال عبد الله بن علي ابن المديني: سألت أبي عن عمرو بن علي فقال: قد كان يطلب. قلت: روى عن عبد الأعلى، عن هشام، عن الحسن: " الشفعة لا تورث ". فقال: ليس هذا في كتاب عبد الأعلى، عن هشام، عن الحسن.
وقال الشاذكوني: ثنا أبو عباد – يعني روح بن عبادة – عن هشام، عن الحسن. وذهب إلى أنه ليس من حديث روح.
وقال إبراهيم الأصبهاني: حدث عمرو بن علي بحديث عن يحيى [ق 249/أ] القطان، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، فبلغ أبا حفص أن بندارًا قال: ما نعرف هذا من حديث يحيى.
قال: فقال أبو حفص: وبلغ بندار إلى أن يعرف ولا يعرف، وينكر ولا ينكر؟! قال أبو إسحاق إبراهيم الأصبهاني: وصدق أبو حفص، بندار رجل صاحب كتاب، فأما أن يكون بندار يأخذ على أبي حفص فلا.
وقال عبد المؤمن: سألت أبا علي صالح بن محمد عن خليفة بن خياط(10/233)
قال: ما رأيت أحدًا بالبصرة أكيس منه ومن أبي حفص الفلاس، وجميعًا كانا متهمين، وما رأيت بالبصرة مثل علي بن عرعرة، وأبو حفص كان عندي أرجح منهما.
وعن عبد الله بن إسحاق المدائني: سمعت الفلاس يقول: كنت يومًا عند أبي داود فقال: ثنا شعبة، ثنا عمرو بن مرة، عن طارق بن شهاب. وحدثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق: فقلت: يا أبا داود، ليس لحديث عمرو بن مرة أصل. فقال: اسكت. فلما صرت إلى السوق إذا جاريته تقول: قال لك مولاي: مر بي إذا رجعت. فأتيته وعليه الكآبة، فلما رآني قال: لا والله ما لحديث عمرو بن مرة أصل، وما حدثتك بهما إلا وأنا أراهما في الكتاب.
وعن عباس العنبري قال: حدث يحيى بن سعيد يومًا بحديث فأخطأ فيه، فلما كان من الغد اجتمع أصحابه حوله وفيهم علي ابن المديني وأشباهه؛ فقال لعمرو من بينهم: أخطئ في حديث وأنت حاضر فلا تنكر!
وقال عباس بن عبد العظيم: لو روى عمرو عن ابن مهدي ثلاثين ألف حديث لكان مصدقًا. وفيه يقول بعضهم:
يرم الحديث بإسناده ... ويمسك عنه إذا ما وهم
ولو شاء قال ولكنه ... يخاف التزيد فيما علم
وقال ابن إشكاب الصغير: ما رأيت مثل عمرو بن علي، كان عمرو يحسن كل شيء.
قال عبد الله بن محمد بن سنان الراوي عن ابن إشكاب: لم يكن ابن إشكاب يعد [ق 249/ب] لنفسه مع هذا نظيرًا.
وقال محمد بن مروان، عن يحيى بن معين: عمرو بن علي صدوق. وفي رواية الأزهري عن الدارقطني: كان من الحفاظ الثقات. وعن ابن أبي خيثمة: لما قدم عمرو يريد الخليفة استقبله أصحاب الحديث في الزواريق إلى المدائن فلما قدم بغداد كان أول شيء حدث، قال: ثنا فلان منذ سبعين سنة. وأرسل عينيه بالبكاء وقال: ادعوا الله أن يردني إلى أهلي. ومات بالعسكر.(10/234)
وفي كتاب الباجي: عن أبي حاتم: كان [أسن] من ابن المديني.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثقة حافظ، أنبا عنه غير واحد، وقد تكلم فيه علي ابن المديني، وطعن في روايته عن يزيد بن زريع، وجده بحر لم يرو عنه شيئًا، ويعرف – يعني عمرًا – بعمرويه.
4146 - (مد) عمرو بن علي الثقفي، ويقال: علي بن عمرو. وكأنه أشبه
قال ابن القطان: أيهما كان فلا يعرف. ولم يذكر في غير هذا – يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لنغيظن الشيطان كما غاظنا ".
4147 - (عخ د س ق) عمرو بن عمرو ويقال: ابن عامر بن مالك بن نضلة الجشمي أبو الزعراء الكوفي ابن أخي أبي الأحوص.
قال البخاري في " تاريخه الكبير ": عمرو بن [عمر] قال أحمد: عمرو بن عمرو أصح.
وفي " الكنى " للنسائي: ثقة.
وفي كتاب " الاستغناء " لابن عبد البر: أبو الزعراء الأصغر عمرو بن عمرو أجمعوا على أنه ثقة.
وفي " الكنى " للدولابي: قال يحيى: وأبو الزعراء الجشمي اسمه عمرو بن عامر، ويقولون أنه عمرو بن عمرو، والصواب عمرو بن عامر.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.(10/235)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال أحمد: من الثقات.
4148 - (ع) عمرو بن أبي عمرو ميسرة مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي أبو عثمان المدني.
قال محمد بن سعد: مات في أول خلافة أبي جعفر وزياد بن عبيد الله على المدينة.
كذا ذكره المزي متبعًا صاحب " الكمال " الذي يهذبه، وكأنهما لم يريا كتاب ابن سعد حالة تصنيفهما، إذ لو رأياه حالتئذ لوجداه قد قال في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: كان كثير الحديث صاحب مراسيل.
وفي ضبط المهندس عن الشيخ: زياد بن عبيد الله نظر، والصواب عبد الله مكبر.
وفي " تاريخ " البخاري: ويروي عمرو عن عكرمة في قصة البهيمة، فلا أدري أسمع أم لا انتهى.
المزي ذكر روايته عن عكرمة المشعرة عنده بالاتصال فينظر.
ولما ذكر الدارمي في كتاب " الأطعمة " حديثًا من حديثه قال: هذا الحديث فيه ضعف من أجل عمرو بن أبي عمرو.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للساجي: صدوق إلا أنه يهم.
قال أبو يحيى: وزعم يحيى بن معين [ق 250/أ] أنه لم يرو حديثًا منكرًا يعلمه. قال: وشريك بن عبد الله وعمرو بن أبي عمرو ليسا بالقويين عنده.(10/236)
وفي كتاب الدوري عن يحيى: [لم يرو] عنه مالك وكان يضعفه. وفي موضع آخر: ليس به بأس.
وفي كتاب ابن الجوزي عنه: لا يحتج بحديثه.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال أبو الفتح الموصلي: صدوق إلا أنه يهم.
وقال أبو جعفر الطحاوي: تكلم في روايته بغير إسقاط لها.
قال الأونبي: في حديثه بعض الإنكار، وسماعه من أنس صحيح.
وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به.
وقال الجوزجاني: مضطرب الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: ربما أخطأ، يعتبر بحديثه من رواية الثقات عنه، مات في ولاية أبي جعفر.
وفي كتاب العقيلي: يستضعف.
وفي " التمييز " للنسائي: ليس بذاك القوي.
وفي كتاب أبي العرب عنه: ليس به بأس.
وقال العجلي: ثقة، ينكر عليه حديث البهيمة.(10/237)
وذكره ابن شاهين في كتاب " الضعفاء ".
وذكر ابن قانع وفاته سنة أربع وأربعين ومائة.
وفي الصحابة جماعة يسمون: عمرو بن أبي عمرو منهم:-
4149 - عمرو بن أبي عمرو بن شداد الفهري.
شهد بدرًا.
4150 - وعمرو بن أبي عمرو أبو رافع المزني.
4151 - وعمرو بن أبي عمرو العجلاني أبو عبد الرحمن بن عمرو. ذكرناهم للفائدة.
4152 - (د عس) عمرو بن عمران أبو السوداء النهدي الكوفي.
قال البخاري في " تاريخه الكبير ": قال علي: سمعت سفيان قال: قدمت الكوفة فرأيت شيخًا حسن الهيئة يكنى أبا السوداء النهدي فخرج حين أرسل إليه ابن هبيرة تلك الليلة ففقد.
وفي " الاستغناء " لابن عبد البر: روى عن شريح ورأى أنس بن مالك.
وكذا ذكر أبو حاتم رؤيته لأنس، ومسلم روايته عن شريح.
وفي " الكنى " لأبي بشر الدولابي: ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا معاوية بن هشام القصار، ثنا علي بن صالح بن حي، عن أبي السوداء النهدي قال:(10/238)
شهدت أبا جعفر كبر أربعًا على بنت جعفر.
وذكر المزي في كتاب " الكنى " - ومن خط المهندس -: أنه روى عن المسيب بن نجبة، وفي هذا الموضع قال المسيب بن عبد خير، فينظر أيهما الصواب، وكأن الأول أصوب.
وذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وكذلك ابن خلفون وقال: كان رجلًا صالحًا حسن الهيئة وهو ثقة، قاله ابن مسعود وابن نمير.
4153 - (خت د ت ق) عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة أبو عبد الله المزني جد كثير بن عبد الله.
ثم قال:
4154 - (خ م ت س) عمرو بن عوف الأنصاري حليف بني عامر بن لؤي، شهد بدرًا.
روى عنه المسور. لم يزد شيئًا في التعريف بهما.
وقال: قال أبو حاتم ابن حبان: عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني جد كثير، حليف لبني عامر بن لؤي، مات في ولاية معاوية، كذا جمع بينهما.
وأما البخاري فقال: عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي، شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم [ق 250/ب] يعد في أهل الحجاز. ثم قال: عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني.
قال لنا ابن أبي أويس: ثنا كثير بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن جده قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين قدموا المدينة فصلى نحو بيت(10/239)
المقدس سبعة عشر شهرًا.
وكذا فعله أبو حاتم الرازي، وأبو القاسم البغوي.
وذكر المزي أن ابن سعد قال في جد كثير: هو قديم الإسلام. لم يزد شيئًا عن ابن سعد ولا في التعريف بحاله، وكأنه لم ير كتاب ابن سعد حالتئذ؛ إذ لو رآه لوجد فيه - إذ ذكره في طبقة الخندقيين -: " غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم أول غزوة غزاها الأبواء. . " ثم قص ما كان في تلك الغزوة.
قال محمد بن عمر: شهد عمرو بن عوف الخندق وهو أحد الثلاثة الذين حملوا ألوية مزينة الثلاث التي عقد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وهو أحد البكائين في تبوك، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على حرم المدينة.
قال محمد بن عمر: وكان له منزل بالمدينة بالبقان، وكان يبدو كثيرًا، ولا نعلم حيًّا من العرب لهم محلتان بالمدينة غير مزينة، وقد أدرك عمرو بن عوف معاوية بن أبي سفيان وتوفي في خلافته.
وكذا ذكر وفاته أبو عروبة الحراني لما ذكره في الطبقة الثانية من الصحابة.
وقال العسكري: نزل المدينة ومات بها.
وفي الأنصار آخر يقال له:-
4155 - عمرو بن عوف.
شهد بدرًا، وفي المدنيين آخر يسمى:-
4156 - عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي.
روى عنه المسور بن مخرمة.
وزعم ابن عبد البر أن عمرو بن عوف الأنصاري حليف بني عامر بن لؤي يقال له: عمير، سكن المدينة لا عقب له، روى عنه المسور حديثًا واحدًا.(10/240)
ثم قال بعد: عمرو بن عوف بن زيد بن مليحة، ويقال: ملحة، يقال: إنه قدم مع النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ومات في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.
وفي قول ابن إسحاق - الذي نقله المزي -: مولى سهيل بن عمرو نظر، فمن المعروف أنما هو حليف كما أسلفناه، ولم يتتبع ذلك المزي، ألهاه عن ذلك وقوع حديثه بعلو له.
وفي الصحابة أيضًا:-
4157 - عمرو بن عوف بن يربوع بن وهب بن جراد.
بايع تحت الشجرة، ذكره الكلبي وغيره.
وفي " الطبقات " لمحمد بن سعد:-
4158 - عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو يكنى أبا عمرو، كان من مولدي مكة - شرفها الله تعالى [ق 251/أ].
وكان موسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر يقولون: عمير بن عوف.
وكان محمد بن إسحاق يقول: عمرو بن عوف. وعن عاصم بن عمر بن قتادة: لما هاجر عمير بن عوف نزل على كلثوم بن الهدم.
أنبا محمد بن عمر قال: حدثني سليط بن عمرو، عن أهله قالوا: مات عمير بن عوف بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب وصلى عليه عمر - رضي الله عنهما.
وكذا قاله ابن حبان في باب عمير ولم يتردد.
ولما ذكره ابن عبد البر في باب عمير قال: لم يختلفوا أنه من مولدي مكة، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وما بعدها من المشاهد، مات في خلافة عمر وصلى عليه عمر.(10/241)