ورباح بن أبي معروف، وعبد الله بن نافع، وعمر بن العلاء اليشكري، وعبد الرحمن بن بديل العقيلي، قال: وهو بصري صدوق ثقة، وأبو إسحاق بن سعيد القرشي من ولد سعيد بن العاص، ومحمد بن مهزم، وأبو عقيل صاحب بهية، وجعفر بن يزيد أو ابن برد، وأبو كعب عن شهر، وكامل أبو العلاء، وعبد الله بن حسان العنبري، وعيسى بن ميمون المكي، وبكار الليثي، وطالب بن حبيب، واليمان أبو حذيفة، وحجاج بن حسان العيشي، وأبو إبراهيم محمد بن المثنى، وعبد الله بن بدر، وطلحة بن عمرو وحماد بن يحيى الأشج، وصالح المري، ودرست بن زياد، وربعي بن عبد الله بن الجارود الهذلي، وأبو سلمة الخراساني، وأبو حبيب قال: وما لقينا من أصحاب أنس أوثق منه، وعبيد الله بن شميط، وعبد الحكم بن ذكوان، وخليفة بن خياط، وأبو محمد المليكي، وموسى بن مطير، وعبد الله بن يزيد، وسفيان بن حبيب، والبراء بن يزيد، وجهير بن يزيد، وعمير بن ثابت، ونوح بن قيس، وأبو طلحة الأعمى.
وقال ابن القطان: أصله فارسي والذي يقال في أوهامه إنما هو قائل في حب كثير محفوظة وهو ثقة لا شك فيه.
وقال الخليلي: من الحفاظ المشهور حفظه، وقال بندار: لم يكن أحفظ منه للحديث وهو أول من صنف المسند على ترتيب الصحابة بالبصرة. وبالكوفة: عبيد الله بن موسى ثم من صنف كان تبعا لهما.
وذكر أبو نعيم الحافظ في كتابه المترجم بـ «أخبار أبي داود» قال: سألت عن حال المحدث المشهور الذي هو بالحفظ والإتقان مذكور أبي داود الطيالسي مات وله إحدى وسبعون سنة، ومولده سنة ثلاث وثلاثين ومائة،
وقيل: سنة اثنتين وثلاثين وقال: كتبت عن ألف شيخ، وقال أحمد بن شاذان: سمعت من أبي داود ستين ألف حديث لم نر معه كتابا قط، وقال سليمان بن حرب: كان شعبة إذا قام من المجلس أملى عليهم أبو داود(6/53)
ما مر لشعبة، وقعد أبو الوليد ناحية.
وسأل أحمد بن سعيد الدارمي: أحمد بن حنبل عمن أكتب حديث شعبة؟ قال: كنا نقول وأبو داود حي يكتب عن أبي داود ثم عن وهب، أما أبو داود فللسماع، وأما وهيب فللإتقان، وذكر في «تاريخ أصبهان» أن وفاته كانت في صفر.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة، والحاكم وقال: هذا حديث (رواية) كلهم ثقات، والطوسي.
وقال أبو محمد ابن أبي حاتم: قيل: إن أبا داود كان محله أن (يذكر) شعبة، وقال وكيع: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود فلما بلغ أبو داود قال: ولا لقصير، ورويت عن شعبة ستة آلاف وسبعمائة حديث،
قال أبو عبد الرحمن: ما أقل ما (أفاته) عن شعبة، وسمعت أبي يقول: أبو داود محدث صدوق، وكان كثير الخطأ. أبو الوليد وعفان أحب إلي منه،
وسئل أبي عن أبي داود وأبي أحمد الزبيدي أيهما أحفظ؟ فقال: أبو داود أحفظ من أبي أحمد.
وعده مسلم في الطبقة الرابعة من أصحاب شعبة، وكذلك علي بن المديني.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان من الحفاظ الكبار.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني عن يحيى بن معين قال: كنا عند أبي داود فقال: ثنا شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم(6/54)
عن النوح». قال: فقيل له: يا أبا داود هذا حديث شبابة قال فدعه. قال أبو الحسن: لم يحدث به إلا شبابة وهذه قصة مهولة عظيمة في أبي داود.
وزعم الحاكم أنهما اتفقا على تخريج حديثه، وأبى ذلك غيره وكأنه أشبه.
وقال أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»: هو كثير الرواية وليس له ذلك الميز؛ فلذلك كان يخطئ كثيرا، وأبو أحمد الزبيدي أنقى حديثا منه، وكذلك حرمي بن عمارة، وقول أبي حاتم هو أحفظ من أبي أحمد يريد سعة الرواية واستظهاره لما يرويه.
وقول (أبي يحيى) في النظيرين: أبي داود وابن مهدي فيه نظر؛ لأن ابن مهدي لا يوازيه إلا يحيى بن سعيد، وليس أبو داود من هذا النمط ولا يقرب منه، وهو وإن كان أكثر رواية عن شعبة، وهو الذي أراده يحيى بن معين فإن ابن مهدي أعلم وأبصر بالحديث وعلله.
وزعم أبو الحسن المرادي في كتاب «الزمنا» تأليفه أنه كف بصره في آخر عمره.(6/55)
2167 - سليمان بن داود (عن) حماد بن سعد المهري أبو الربيع المصري، وجده حماد أخو رشدين بن سعد.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وخرج حديثه في «صحيحه» وكذلك الحاكم ابن البيع.
وقال الحافظ أبو علي الغساني في رجال أبي داود: توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين ومائتين كتب عنه أبو داود بمصر.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: ثقة مكثر عن حماد بن زيد، وروى عن مالك حديثا واحدا.
2168 - (4) سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس أبو أيوب الهاشمي سكن بغداد.
صحح الترمذي، والطوسي، والحاكم حديثه.
وقال العجلي: كتبت عنه وكان عاقلا.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وزعم المزي أن ابن سعد (والمطيري) وابن أبي خيثمة قالوا: توفي سنة تسع عشرة قال: وقال أبو حسان: سنة عشرين مفهما أنه تفرد بهذا، وليس(6/56)
كذلك، بل قاله جماعة غيره منهم: ابن أبي عاصم ويعقوب الفسوي.
وقال الحاكم أبو عبد الله: هو أحد أئمة الحديث بالعراق.
وقال ابن حزم: كان أحد الأئمة ومن نظراء أحمد بن حنبل.
2169 - (م) سليمان بن داود بن رشيد البغدادي أبو الربيع الختلي الأحول. وقيل: إنه من الأبناء.
قال المزي: قال البغوي: مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. انتهى كلامه.
وفيه نظر، وذلك أنه إن كان قصر نظره على كتاب الكمال فقد أخل منه بقوله: أول يوم من شهر رمضان، ولم يذكرها من عند غيره، وإن كان أخذه من «تاريخ بغداد» فكذلك هو فيه أيضا، وإن كان أخذه من وفيات أبي القاسم بن عساكر فكذلك هو فيه.
وفي «تاريخ بغداد»: أبنا البرقاني قال: قال محمد بن العباس الهروي: ثنا يعقوب بن إسحاق قال: قال صالح بن محمد الأسدي: أبو الربيع الأحول ثقة كان ببغداد.
وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: أخرج عنه مسلم حديثين فقط.
وقال ابن قانع: ثقة.
2170 - سليمان بن داود الخولاني أبو داود الدمشقي الداراني أبو عثمان.
قال الحاكم أبو عبد الله لما خرج حديثه: سئل ابن خزيمة عن سليمان صاحب حديث الصدقات فقال: لا يحتج بحديثه إذا انفرد. قال الحاكم: وهو(6/57)
معروف بالزهري وإن كان يحيى غمزه فقد عدله غيره.
وفي سؤالات البرقاني للدارقطني: متروك.
وقال البخاري: فيه نظر.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه». وفي كتاب ابن الجوزي عنه: صدوق.
وذكره الساجي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وزعم ابن عساكر أنه ملقب: بومة وفيه نظر؛ لأن الملقب بهذا ابنه محمد لا هو، نص على ذلك الدارقطني، وأبو عروبة الحراني، والشيرازي، وابن ماكولا وغيرهم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2171 - (خ م د س) سليمان بن داود العتكي أبو الربيع الزهراني البصري سكن بغداد.
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: بصري ثقة.
وقال في «الزهرة»: روى عنه البخاري ثلاثة عشر حديثا ومسلم مائة حديث وثمانية وأربعين حديثا، وروى عن أحمد بن حنبل عنه.(6/58)
وقال أبو أحمد بن عدي: كان يقرئ القرآن، سمعت الساجي يقول: سمعت عبد القدوس أبو محمد يقول: قال لي عبد الله بن داود الخريبي اقرأ على أبي الربيع فإنه موضع يقرأ عليه.
وقال عبد الباقي بن قانع: ثقة صدوق.
وقال في كتاب «النبل»: مات سنة أربع ويقال سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وفي «تاريخ البخاري» يقال: مات آخر سنة أربع وثلاثين، وكذا ذكره إسحاق القراب.
وقال الإمام أحمد: كتبنا عنه في أيام ابن مهدي.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة، وأبو علي الطوسي والحاكم، وأبو الحسن ابن القطان.
وفي كتاب ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: سألنا علي بن المديني عمن يكتب من أصحاب حماد بن زيد؟ فقال: عن سليمان بن حرب، وأبي الربيع الزهراني، وذكر أبا الربيع بخير.
وقال ابن عبد البر: روى عنه نقاد أهل الحديث.
وفي قول المزي: العتكي الزهراني نظر؛ لأن عتيكا في ضباعة وفي لخم وفي الأزد، وهو ابن الأسد بن عمران بن عمر مزيقيا، وليست من زهران(6/59)
بحال؛ لأن زهران هو ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر ابن الأزد، وفي الأزد زهران بن الحجر بن عمران بن عمرو مزيقيا بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، اللهم إلا أن العتيك وزهران من الأزد، وليس أحدهما أبا ولا ابنا للآخر، وليس هو الاصطلاح عند النسابين ولا المحدثين والله أعلم. وكان الأولى أن يقال: الزهراني الأزدي، أو العتكي الأزدي.
2172 - (م س) سليمان بن داود ويقال: سليمان بن محمد بن سليمان أبو داود المباركي. والمبارك قرية بالقرب من واسط كان يكون ببغداد.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، والحاكم عن أبي بكر بن إسحاق عن يعقوب بن يوسف المطوعي عنه، وعن جعفر عن أحمد بن بشر عنه.
وفي تقديم المزي داود على محمد متبعا صاحب الكمال نظر لما ذكره إسحاق الحبال - ومن خطه نقلت - سليمان بن محمد مقدما، وكذا ذكره السمعاني وابن طاهر وياقوت، وأما الحاكم أبو عبد الله فاقتصر على سليمان بن محمد، وكذلك صاحب «الزهرة» وغيره.
وقال ابن قانع: أبو داود المباركي صالح.
2173 - سليمان بن زياد الحضرمي المصري والد غوث.
كذا ذكره المزي متبعا صاحب «الكمال» وفي «تاريخ مصر» لأبي سعيد بن يونس: سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي ثم الصوراني، أمه لميس بنت مقسم من الصدف، وأخوه لأمه معاوية بن عرابي بن نعيم، توفي سليمان سنة سبع عشرة ومائة.
وذكره يعقوب بن سفيان في «جملة الثقات».
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس به بأس.(6/60)
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم وقيل ابن نعيم بن ربيعة توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
وقال ابن السمعاني: نسب إلى صوران قرية باليمن ومات سنة ست عشرة ومائة وكان ابنه من خير القضاة بمصر.
2174 - (بخ) سليمان بن زيد المحاربي ويقال: الأزدي أبو إدام الكوفي.
قال أبو أحمد الحاكم في كتاب «الكنى»، وأبو عمر في كتاب «الاستغناء»: ليس بالقوي عندهم.
وقال النسائي في «كتاب الضعفاء»: متروك الحديث.
وذكره أبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: يروي عن البراء بن عازب ما لا أصل له وعن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات. لا يحتج بخبره.
2175 - (م د س ق) سليمان بن سحيم أبو أيوب المدني مولى بني كعب من خزاعة، ويقال: مولى حنين.
كذا قاله المزي، وفيه نظر من حيث جمع بين مولى خزاعة ومولى حنين في ترجمة واحدة لما ذكره ابن حبان، فإنه لما ذكر في أتباع التابعين سليمان بن سحيم مولى آل العباس، ويقال: مولى آل حنين قال: وليس هذا مولى خزاعة ذاك تابعي.(6/61)
وقال في التابعين: سليمان بن سحيم كنيته أبو أيوب مولى لخزاعة يروي عن جماعة من الصحابة مات في أول ولاية أبي جعفر.
وقال ابن أبي حاتم: أبنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: سألت أبي عن سليمان بن سحيم فقال: ليس به بأس.
وفي قول المزي: قال ابن سعد: مات في خلافة أبي جعفر. نظر أيضا؛ لأن ابن سعد نص على أنه مات في أول خلافة أبي جعفر.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه وكذلك ابن حبان.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه ابن نمير ونسبه مكيا، وقال البرقي عن ابن معين: سليمان بن سحيم أبو أيوب الهاشمي ثقة.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: قال أحمد بن صالح - يعني المصري -: له شأن، ثبت.
2176 - (ت) سليمان بن سفيان القرشي التيمي مولاهم أبو سفيان المدني.
قال أبو زرعة الرازي: لين، وقال يعقوب بن شيبة في مسنده: له أحاديث مناكير وفي كتاب «ابن الجارود»: ليس بثقة، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» وقال النسائي: ليس بثقة، وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وقال الدارقطني: ضعيف.(6/62)
ولهم شيخ آخر يقال له:
2177 - سليمان بن سفيان الجهني.
روى عن قيس بن الربيع ذكره ابن الجوزي في «الضعفاء». - وذكرناه للتمييز.
2178 - (د ت س) سليمان بن سلم أبو داود المصاحفي الهدادي البلخي.
قال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: بلخي ثقة.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2179 - سليمان بن سلم.
يروي عن الحارث بن فضيل، قال أبو حاتم: مجهول - ذكرناه للتمييز.
2180 - (4) سليمان بن سليم الكلبي الكناني مولاهم أبو سلمة الشامي القاضي الحمصي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي.
وقال العجلي: ثقة، وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وفي كتاب «الكنى» لمسلم: الكندي.
وفي «تاريخ دمشق»: عن الصوري من قال فيه: الكندي وهم. وكان كاتبا ليحيى بن جابر القاضي وقال أحمد بن نصر: ليس فوق سليم من أب أحسبه كان معتقا.(6/63)
2181 - سليمان بن أبي سليمان الهاشمي مولى عبد الله بن عباس.
روى عن أنس وعن أبيه، عن أبي هريرة، وقيل: إنه سمع من أبي هريرة. روى عنه العوام وفي روايته عنه اختلاف قال يحيى بن معين: لا أعرفه. هذا جميع ما ترجمه به المزي وقبله ابن سرور.
وفي «تاريخ البخاري»: سليمان بن أبي سليمان سمع منه عوام بن حوشب سمع أبا هريرة ثنا أحمد بن خالد ثنا أبي عن سفيان عن عبد الله بن سليمان بن أبي سليمان مولى بني هاشم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيا» فلم أدر حتى دخلت على الحسن فقال: «نهي أن يستعان بالمشركين على شيء، وأن ينقش في خاتمه اسم محمد صلى الله عليه وسلم».
وقال أبو حاتم الرازي: روى عن أبي هريرة ولم ينقضه في المراسيل ولا تعرض له في «التاريخ».
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: سليمان بن أبي سليمان مولى ابن عباس يروي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، روى عنه قتادة والعوام بن حوشب.
وكذا جمع بين الراوي عن أبي سعيد وأبي هريرة عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، فيما ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق».
وخرج أبو حاتم حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله، وأبو محمد الدارمي.(6/64)
2182 - (ع) سليمان بن أبي سليمان فيروز ويقال خاقان ويقال عمرو أبو إسحاق الشيباني الكوفي مولاهم وقيل: مولى ابن عباس. والصحيح الأول.
كذا قاله المزي والذي رأيت في كتاب التواريخ، والمشهور هو: الأول.
لم أر من صحح أو ضعف سواه.
وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات.
وقال العجلي: كوفي ثقة.
وخرج أبو عوانة والطوسي والحاكم حديثه في «الصحيح».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» سما أباه أيضا مهران، وكذلك الخطيب في «المتفق والمفترق».
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغناء»: هو ثقة حجة عند جميعهم.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن قول من قال: مات سنة تسع وعشرين ومائة غلط قال: لأنه قد سمع منه جماعة لم يسمعوا إلا في عشر الأربعين منهم: جعفر بن عون، وهو لعمري قول جيد، لو كان ابن عون قال: ما سمعت إلا في هذا العام، وأما إذا استقرينا أشياخه فلم نجده سمع ممن دون(6/65)
هذا الحديث لا يخلص وعلى (فرض) أنه قاله يحمل على أنه أرسل عنه الرواية، والله أعلم.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا الأخنسي سمعت أبا بكر بن عياش يقول: كان الشيباني فقيه الحديث.
وقال سفيان: كان محارب يستشيره، قال سفيان: رأيته أسود الرأس واللحية.
وفي «تاريخ ابن أبي عاصم»: مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
وفي «الجعديات»: الشيباني سليمان بن أبي سلم وكان يخضب بالحناء.
وفي كتاب «منتهى رغبات السامعين» لأبي موسى: توفي ما بين ثمان وثلاثين إلى اثنتين وأربعين ومائة في الحبس.
وفي الرواة جماعة: سليمان بن أبي سليمان منهم:
2183 - سليمان بن أبي سليمان.
حدث عن أمه عن عائشة روى عنه يزيد بن أبي حبيب.
2184 - وسليمان بن أبي سليمان داود الزهري اليمامي.
حدث عن يحيى بن أبي كثير وغيره، روى عنه: عمر بن يونس اليمامي، وسعيد بن أبي سليمان الواسطي، وأيوب بن النجار الحنفي.
2185 - وسليمان بن أبي سليمان القافلاني البصري.
روى عن: محمد بن سيرين وعلي بن زيد، ومطر وحصين بن عبد الرحمن. روى عنه: شبابة وأسد بن موسى، وحفص بن عمر وغيرهم.
2186 - وسليمان بن أبي سليمان.
حدث عن أبي سفيان، روى عنه المديني المصنف.
2187 - وسليمان بن أبي سليمان التميمي أراه بصريا.
حدث عن جعفر بن سليمان، روى عنه جعفر بن هاشم البغدادي.(6/66)
2188 - وسليمان بن أبي سليمان.
حدث عن الفرات بن خالد والد أبي مسعود الحافظ.
2189 - وسليمان بن أبي سليمان الداراني.
روى عنه: أحمد بن أبي الحواري وكان عبدا صالحا.
2190 - وسليمان بن أبي سليمان العسكري.
روى عنه محمد بن أبي جعفر الطائفي، ذكرهم أبو بكر الخطيب الحافظ:_
وذكرناهم للتمييز.
2191 - سليمان بن سمرة بن جندب الفزاري والد خبيب.
قال أبو محمد الإشبيلي: ليس بقوي، وقال أبو الحسن ابن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»: مجهول لا يعرفه (فقيه)، وفي موضع آخر: حاله مجهولة.
ولما ذكر الحاكم حديثه في «مستدركه» قال إثره: وهذه وصية حسنة جامعة من سمرة إلى بنيه رواها بعضهم عن بعض.
وفي «معجم الطبراني»: روى عنه نعيم بن أبي هند.
2192 - (س) سليمان بن سنان المزني ويقال: المدني.
كذا ذكره المزي، وكأن نسبته إلى المدينة خطأ، ولعله تصحف على الكاتب فطول بعضهم رأس الزاي فصيرها دالا، بيان ذلك أن هذا الرجل معدود في المصريين معروف فيهم لا يجهل نسبته فيهم إلا من لا معرفة له بهذا الشأن.
قال أحمد بن صالح العجلي: سليمان بن سنان المزني مصري تابعي ثقة.(6/67)
ولما ذكره أبو سعيد بن يونس في «تاريخ مصر» الذين هم أهلها لا الغرباء
قال: سليمان بن سنان المزني، يقال: هو من مواليهم.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: مزني مصري.
وفي «الثقات» من كتاب ابن حبان: سليمان المزني يروي عن أبي هريرة، روى عنه العوام بن سليمان، ثم ذكر بعده سليمان بن سنان المزني عن ابن عباس وأبي هريرة انتهى. فلا أدري أهما اثنان أم واحد تكرر؟ والأشبه أن يكونا واحدا.
2193 - (س) سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي مولاهم أبو داود الحراني الحافظ.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» والحاكم متابعة لأبي يعلى البصري عن أبي عاصم في «الطب» فقال: وقد أخبرت عن سليمان بن سيف الحراني أن أبا عاصم قال:. . . . . الحديث.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وفي «تاريخ أبي الحسين المنادي»: توفي في واسط سنة اثنتين وسبعين.
وفي قول المزي عن ابن حبان: مات يوم السبت قبل نصف شعبان سنة اثنتين وسبعين، (وقال ابن عقدة: مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين)، عي لا فائدة فيه؛ لأن الأول فيه ما في الثاني، وأزيد، وفيه فائدة أخرى، وهي أن ابن حبان لا يسند كلامه بكلام ابن عقدة الضعيف، وفائدة أخرى، وهي أنه رآه في أصل كتاب «الثقات» وكلام ابن عقدة لم يره، إنما نقله بوساطة ابن عساكر ولو أردنا أن نذكر وفاته مكررة من غير زيادة على ما ذكره لأتينا بها من كتب جماعة منهم بلديه (و) أبو عروبة، وإسحاق القراب، وأبو جعفر أحمد بن أبي خالد، وغيرهم، ولكنا تركناه اختصارا ولعلمنا ألا(6/68)
فائدة فيه، اللهم إلا لو خالف مخالف كان يكون ذكر ذلك تأكيدا لإحدى الروايات، والله تعالى الموفق.
2194 - (خ س) سليمان بن صالح الليثي مولاهم أبو صالح المروزي سليمويه صاحب وقائع خراسان.
ذكره أبو بكر الشيرازي في كتاب «الألقاب»، ووصفه بالنحوي وذكر له رواية عن فياض بن غزوان ومحرز بن الوضاح ومحمد بن الفضل بن عطية روى عنه: سيف بن قيس بن سيف، ومحمد بن عبد الله وأبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وسيف بن ريحان. وقد أسلفنا قبل قول من قال: اسمه سلمة.
2195 - (ع) سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن حرام بن حبشية بن سلول أبو مطرف الكوفي.
كذا ساق نسبه المزي، وقد سقط له خبيس بن أحرم وحرام، وقال الوزير أبو القاسم في كتابه «الأساس»: حبشية - بفتح الحاء - مسكن (الحاء) مكسور السين مخفف الياء. وقد قال قوم: إنه حبشية مشدد، والأول هو الصحيح.
وقال ابن حبان: أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فأقام عندهم ثلاثا وقتل مع المختار ابن أبي عبيد بعين الوردة في رمضان سنة سبع وستين، وكان عسكره تسعة آلاف قتلهم كلهم ابن زياد.
وقال العسكري وأبو حاتم: له رؤية.
وقال البغوي: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.(6/69)
2196 - (ع) سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر المصري ولم يكن من بني تميم وإنما نزل فيهم.
قال أبو علي الجياني في «تقييد المهمل»: طرخان - بكسر الطاء المهملة - ويقال: بضمها وهو والد سليمان أحد الفضلاء الأثبات.
قال لنا أبو الوليد: الطرخان بلغة خراسان: الرجل الشريف.
وفي كتاب الصيريفيني بفتح الطاء أيضا.
وقال الجاحظ في كتاب «البيان والتبيين»: تزوج سليمان سوادة بنت الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي وكان الفضل من أخطب الناس، وكان متكلما قاصا مجيدا، وكان يجلس إليه عمر بن عبيد وهشام بن حسان وأبان بن أبي عياش، وغيرهم وهو رئيس الفضلة إليه ينسبون وسوادة هي أم المعتمر، ولما ماتت قدم ابنها وزوجها: أباها للصلاة عليها، وكان سليمان مباينا لابنها في المقالة.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: كان من موالي عمرو بن مرة بن عباد بن ضبيعة وكان من عباد أهل البصرة وصالحيهم ثقة وإتقانا وحفظا وسنة.
وقال المنتجيلي: بصري تابعي ثقة، وقال الفلاس: كان مولى لبني مرة، فلما تكلم في إثبات القدر أخرجوه فقبله بنو تميم فصار إمامهم.
وقال يحيى بن معين: كان يدلس.
وقال الأصمعي: أعبد أعلام البصرة الأربعة: سليمان، وقال شعبة: ما أتيته إلا وجدته في عمل من عمل الآخرة، إن أتيته في جنازة وجدته مشمرا فيها، وإن أتيته في وقت صلاة وجدته متهيئا لها، وكان إذا تهيأ للصلاة يصفر لونه ويخضر ويقول: إني أحب القيام لله عز وجل وفيه يقول الفرزدق(6/70)
من أبيات:
وسليمان أخو التيم الذي ... ترك النوم لهول المطلع
وفي «تاريخ البخاري»: قال يحيى بن سعيد: ما روى عن الحسن وابن سيرين فهو صالح إذا قال سمعت أو قلت.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال هو ابن طرخان، ويقال: ابن طهمان.
وفي قول المزي قال (يحيى) بن سعد: توفي بالبصرة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين نظر؛ لأن محمدا لم يذكر في «الطبقات الكبير» الشهر ولا الثلاث، والذي فيه ما في كتاب الكلاباذي: قال كاتب الواقدي: توفي سنة أربع وأربعين، وقال أبو داود: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث فكأن المزي اشتبه عليه قول أبي داود بقول ابن سعد، والله تعالى أعلم.
وممن ذكر وفاته سنة أربع تبعا لابن سعد: ابن قانع قال: وقيل سنة ثلاث.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: (على الأعمش) قال: فخرج الأعمش في ساعة كان التيمي يصلي فيها، فأقبل على الصلاة ولم يتلفت إلى الأعمش، وكان لا يقول: الأعمش. كان يقول: في عينيه سوء، وعن يحيى بن سعيد: مرسلات التيمي شبه لا شي.
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم عن أبي زرعة: لم يسمع التيمي من عكرمة شيئا قال: وقال أبي: لا أعلم التيمي سمع من سعيد بن المسيب شيئا.
وفي «تاريخ عبد الله بن المبارك»: التيمي لم يسمع من أبي العالية. قال:(6/71)
وذكروا من حديث التيمي عن عمر في الخل. فقال: لم يسمع من أبي عثمان - يعني هذا - إنما هو بلغه عن أبي عثمان عن عمر، أو قال بلغه عن عمر.
وفي تاريخ أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني: سمعت أبا غسان بن عبد الواحد يقول: لم يسمع التيمي من نافع مولى ابن عمر، ولا من عطاء.
وفي كتاب «القراءة خلف الإمام» للبخاري: وروى سليمان التيمي وعمر بن عامر عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان عن أبي موسى في حديثه الطويل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قرأ فأنصتوا». قال: فلم يذكر سليمان في هذه الزيادة سماعا من قتادة ولا قتادة من يونس.
وقال أبو أحمد الحاكم: أعتقت أم سليمان، لما أدت كتابتها فولدت سليمان وهي حرة.
وفي «تاريخ القدس»: كان من عباد أهل البصرة، ثقة، حافظا ثابتا على السنة.
2197 - (ق) سليمان بن عبد الله بن الزبرقان: ويقال: سليمان بن عبد الرحمن بن فيروز.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
ونسبه أبو حاتم الرازي في كتاب «الجرح والتعديل» أنطاكيا.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: رأى يعلى بن شداد. انتهى. وهو خلاف ما ذكره المزي روي عن يعلى، وهو مشعر عنده بالاتصال.
2198 - (س) سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني أخو محمد يكنى أبا أيوب.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: حراني صالح.(6/72)
ولما خرج الدارقطني حديثه في كتاب «الغرائب» حسنه.
وفي كتاب «الطبقات» لأبي عروبة: كان لا يخضب ومات بحران لثلاث ليال خلون من شوال سنة ثلاث وستين ومائتين، وكذا ذكره إسحاق القراب في «تاريخه» وابن شيران.
2199 - (عس) سليمان بن عبد الله أبو فاطمة.
روى عن معاذ عن علي «أنا الصديق الأكبر». قال البخاري: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به ولا يعرف سماع سليمان من (معاذ) كذا ذكره المزي ولم يزد شيئا في معرفة حاله، وفيه نظر؛ وذلك أن هذا الرجل ذكره البخاري في تاريخيه «الكبير» و «الأصغر» فلم يذكر فيهما لفظة ولا يعرف إلا به.
والذي قاله لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع سليمان من معاذة.
وكذا نقله أيضا عن البخاري أبو جعفر العقيلي، وأبو محمد بن الجارود لما ذكراه في كتاب «الضعفاء» تأليفهما، وأبو أحمد الحاكم ثم قال من عند نفسه: وأبو فاطمة هذا لا يتابع في حديثه.
وأبو أحمد بن عدي في الكتاب «الكامل» وزاد: أظنه بصريا، وسليمان هذا يعرف بهذا الحديث ولا أعرف له غيره ولم يتابع على هذه الرواية كما قاله البخاري. انتهى. فكأنه فيما يظهر تركب للمزي كلام البخاري مع كلام ابن عدي، فظنهما واحدا ولم يثبت في نقله، والله تعالى أعلم.
وسمى أبو حاتم جده عويمرا في كتاب «الجرح والتعديل».(6/73)
وذكره أبو حاتم بن حبان البستي في «جملة الثقات».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
ولما ذكره النسائي في كتاب «الكنى» لم يتبعه جرحا ولا تعديلا، وكذلك ابن مخلد وأبو بشر الدولابي وأبو بكر بن أبي شيبة.
وقال ابن القطان: لا يعرف حاله في الثقة والجرح.
وفي المصريين شيخ متأخر اسمه:
2200 - سليمان بن عبد الله بن أبي فاطمة مولى قريش.
توفي سنة اثنتين ومائتين قاله ابن يونس – ذكرناه للتمييز.
2201 - سليمان بن أبي عبد الله روى عن سعد.
قال أبو حاتم الرازي: أدرك المهاجرين والأنصار. (و) كذا ذكره البخاري، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي «صحيح ابن حبان»: ثنا محمد بن المنذر ثنا محمد بن سعيد بن غالب القطان ثنا وهب بن جرير ثنا أبي سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن سليمان بن أبي عبد الله قال: كنا نسأل صهيبا عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: لا أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إن شئتم حدثتكم عن مغازيه وأسفاره.
2202 - (ت) سليمان بن عبد الجبار بن زريق الخياط أبو أيوب البغدادي سكن سامراء.
أخرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله النيسابوري.(6/74)
2203 - (د) سليمان بن عبد الحميد بن رافع ويقال: ابن سليمان البهراني الحكمي أبو أيوب الحمصي.
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: ثقة ثنا عنه ابن محمويه العسكري ومات سنة أربع وسبعين ومائتين، وكذا ذكر وفاته أبو علي الجياني.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: كان ممن يحفظ الحديث وينتصب ثم خرج حديثه في «صحيحه».
وقول المزي: البهراني الحكمي. فيه نظر؛ لأني لم أر أحدا نص على أن حكم بن سعد بن مذحج في بهرا بن عمرو بن إلحاف بن قضاعة لأن الجمع بينهما متعذر لا سبيل إليه، وأما حكيمة التي تنسب إليها الحكمي فيما ذكره الرشاطي ففي عقيل بن عامر بن صعصعة، ولا وجه لدخولها في بهرا، والله أعلم، وهذه المضائق والمحزات لا تترك مهملة بل الأولى أن ينص على من قالها، ثم بعد ذلك يناقش في قوله إن كان فيه نظر.
2204 - (د) سليمان بن عبد الرحمن الطلحي.
قال المطين في «تاريخه»: ثقة مات في مستهل شهر ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين، وكذا ذكر وفاته ابن عساكر.
2205 - (خ 4) سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون أبو أيوب الدمشقي ابن بنت شرحبيل بن مسلم الخولاني.
قال المزي: كان فيه يعني «الكمال» روى عن عمرو بن بشير وهو وهم، والصواب بشر. انتهى. هذا الرجل لم يذكره صاحب الكمال ألبتة فيما رأيت من النسخ.(6/75)
قال المزي: وقال ابن حبان: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات المشاهير، فأما إذا روى عن المجاهيل ففيها مناكير. لم يزد المزي على هذا، وكأنه نقله من غير أصل إذ لو كان من أصل لرأى فيه مناكير كثيرة لا اعتبار بها، وإنما يقع السبر في الأخبار والاعتبار بالآثار برواية العدول الثقات دون الضعفاء والمجاهيل.
وفي «النبل» لابن عساكر: مات سنة ثلاثين ومائتين.
وقال أبو عبد الله ابن منده: توفي بعيد الثلاثين.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري سبعة أحاديث. وذكره الحاكم فيمن أخرجه محمد وقد نسب إلى نوع من الجرح.
2206 - (4) سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى أبو عمر مولى بني أسد. دمشقي كبير.
قال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وذكره ابن شاهين وابن خلفون في «الثقات».
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم المقدسي.
ولما ذكره العقيلي في جملة «الضعفاء» قال: قال يحيى بن معين: ليس (بالمسكين) بأس إذا حدث عن المعروفين.
وفي قول المزي روى عن عبيد بن فيروز نظر؛ لما ذكره ابن المديني في كتاب «الأحاديث المعللة» رواية الباغندي عنه: سليمان بن(6/76)
عبد الرحمن الدمشقي لم يسمع من عبيد بن فيروز.
وفي «تاريخ دمشق» عن دحيم: سليمان لا يدفع.
2207 - (م س) سليمان بن عبيد الله بن عمرو بن جابر الغيلاني أبو أيوب المازني البصري.
قال المزي: ذكره ابن أبي عاصم فيمن مات سنة ست وأربعين، ثم أعاد ذكره في سنة سبع انتهى. الذي رأيت في نسختين جيدتين من تاريخ (أبي عاصم): سنة ست فقط لم يذكره في سنة سبع فينظر.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه مسلم تسعة أحاديث.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: لا بأس به.
2208 - (م د س ق) سليمان بن عتيق حجازي ويقال: عتيك.
وهو وهم، والذي في كتاب ابن أبي حاتم، والبخاري، وابن أبي خيثمة، و «التمييز» للنسائي، و «الثقات» لابن حبان - وفرق بينه وبين سليمان بن عتيق الراوي عن جابر بن عبد الله، و «الثقات» لابن خلفون، واللالكائي، وصحيح البستي لما خرج حديثه، وكذلك الحاكم في(6/77)
«المستدرك»، وفي «المدخل»، وأبو عوانة في «صحيحه» لما خرج حديثه، وأبو إسحاق الحبال في كتابه «أسماء رجال الشيخين»، والدارقطني، ومسلم في الثانية من المكيين، والخطيب في «المتفق والمفترق» - وفرق بينه وبين سليمان بن عتيق القسيراني الراوي عن عمرو بن ثور، وغيرهم ممن لا يحصون: كثرة سليمان بن عتيق لا يذكرون عتيكا في ورد ولا صدر فينظر من قاله.
بين لنا من قال ما قلته ... فإننا لم نره في إمام
ولا تقل ما قلته حجة ... فنحن ما نقبل هذا الكلام
2209 - (ق) سليمان بن عطاء بن قيس القرشي أبو عمر الجزري الحراني.
قال أبو زرعة: منكر الحديث. كذا ذكره المزي وقبله صاحب «الكمال» وفيه نظر؛ لأن هذا القول إنما هو فيما رأيت من كتب التجريح والتعديل: لأبي حاتم ليس لأبي زرعة فيه كلام ألبتة بيانه قول ابن أبي حاتم نقصه: سليمان بن عطاء القرشي الحراني روى عن مسلمة بن عبد الله الجهني، روى عنه يحيى بن صالح الوحاظي وابن نفيل وسحيم والوليد بن عبد الملك سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو منكر الحديث يكتب حديثه هذا جميع ما ذكره به.
قال المزي: قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: سليمان بن عطاء روى عن عبد الله بن الزبير روى عنه صفوان بن سليم. انتهى كلامه وفيه نظر من حيث إن هذا تابعي كبير، روى عنه تابعي أيضا، والأول ليس تابعيا جملة واحدة فذكره إياه في هذه الترجمة ذهول شديد.
والذي قاله ابن حبان في سليمان بن عطاء الجزري صاحب الترجمة: شيخ(6/78)
يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمة أبي مشجعة عن ربعي أشياء موضوعة لا تشبه حديث «الثقات»، فلست أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة، وهو الذي روى عن مسلمة.
وقال الساجي: منكر الحديث.
وذكره العقيلي، وابن الجارود، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال أبو عروبة الحراني في كتاب «الطبقات»: سليمان (عن) عطاء من أهل حران، يقولون: إنهم من أهل فدك وعقبهم بحران حدث عن أبيه انتهى، فتسمية المزي جده قيسا ينبغي أن يتثبت فيه فإني لم أر فيه سلفا.
وذكره البخاري في فصل من مات من التسعين إلى المائتين.
ولهم شيخ آخر يقال له:
2210 - سليمان بن عطاء بن يزيد الليثي.
روى عن التابعين ذكره ابن حبان في «الثقات» - وذكرناه للتمييز.
2211 - (م س ق) سليمان بن علي الربعي الأزدي أبو عكاشة البصري.
خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات».
2212 - (4) سليمان بن عمرو بن الأحوص الجشمي ويقال: الأزدي.
كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين الجشمي والأزدي وليس كذلك؛ فإن(6/79)
جشما هو ابن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
وأما ابن حبان فنسبه في كتاب «الثقات» بارقيا، وهو أيضا من الأزد.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» نسبه كلابيا.
ولما ذكر الطوسي، والبوغي له حديث: «أي يوم هذا؟ قالوا: يوم الحج الأكبر» قال: هذا حديث حسن صحيح.
2213 - (4) سليمان بن عمرو بن عبد ويقال: ابن عبيد الليثي العتواري أبو الهيثم المصري.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وذكر ابن سعيد المصري في كتابه «الإيضاح»: أنه سليمان المدني والشيباني ونسب أيضا إلى ولاء بني عتوارة.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مصري تابعي ثقة. وكان من المستجابين.
وذكره ابن خلفون وابن شاهين، والفسوي، في كتاب «الثقات».
وفي كتاب «المنتجيلي»: قال علي بن المديني: أبو الهيثم معروف بالرواية عن أبي سعيد، والعتواريون فخذ من كنانة في بني ليث.
وفي «تاريخ مصر»: روى عن بكر بن سوادة وعبيد الله بن أبي جعفر وعبد الله بن هبيرة.
وقال ابن عبد البر في كتاب «الاستغناء»: معظم روايته عن أبي سعيد.(6/80)
وقال السمعاني: كان يتيما في حجر أبي سعيد.
وفي كتاب «الجرح والتعديل»: عن يحيى بن معين: مصري صدوق.
2214 - (خت م د ت س) سليمان بن قرم بن معاذ التميمي الضبي أبو داود النحوي.
قال ابن حبان: كان رافضيا غاليا في الرفض ويقلب الأخبار مع ذلك، وذكره في «الثقات» منسوبا إلى جده.
وذكر عبد الغني بن سعيد: أن تفرقة من فرق بين سليمان بن قرم وسليمان بن معاذ خطأ قال: وهما واحد، وبنحوه قاله ابن أبي حاتم، والدارقطني، واللالكائي وغيرهم.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم ثم ذكره في «جملة الثقات» أيضا، وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وذكره العقيلي، وأبو العرب، والساجي في «جملة الضعفاء». وفي كتاب الآجري عن أبي داود: كان يتشيع. قال: وسمعت أحمد بن حنبل يقول: قال شريك فيه كلاما أحسن القول فيه.
وفي كتاب ابن الجوزي عن النسائي: ليس بالقوي.(6/81)
وذكره الحاكم فيمن عيب على مسلم إخراج حديثه وقال: غمزوه بالغلو في التشيع وسوء الحفظ جميعا.
وقال يحيى بن معين في جميع الروايات عنه: إنه ليس بشيء.
2215 - (ت ق) سليمان بن قيس اليشكري البصري.
قال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى يقول: سليمان اليشكري لم يسمع منه قتادة ولا عمرو بن دينار وذلك أنه قتل في فتنة ابن الزبير.
وفي «علل الترمذي»: قال البخاري: روى أبو بشر والجعد أبو عثمان عن كتاب سليمان، وقال ابن عيينة عن عمرو: رأيت سليمان، وقال شعبة عن عمرو: سمعت سليمان عن أبي سعيد.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان أعور.
وقال ابن حبان في «الثقات»: لم يره أبو بشر.
وخرج حديثه في «صحيحه» وكذلك الحاكم والدارمي.
وذكره البخاري في فصل من مات ما بين الثمانين إلى التسعين.(6/82)
2216 - (ع) سليمان بن كثير أبو داود العبدي ويقال: أبو محمد البصري أخو محمد.
قال عثمان بن سعيد الدارمي فيما ذكره الغساني في «تقييد المهمل»: كان يعرف بالأصيد من جماله.
وقال العجلي: جائز الحديث، لا بأس به. روى عنه عفان.
وقال العقيلي: واسطي سكن البصرة مضطرب الحديث عن ابن شهاب، وهو في غير الزهري أثبت.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وقال أبو عبد الله الذهلي في الطبقة الثانية من أصحاب الزهري: فإنه قد اضطرب في أشياء منه.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا، فأما روايته عن الزهري فقد اختلطت عليه صحيفته فلا يحتج بشيء ينفرد عن الثقات، ويعتبر بما وافق الأثبات في الروايات، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
وفي كتاب ابن عدي: عن ابن معين: سمع من (يحيى) صغيرا وقال أبو أحمد: ولسليمان غير ما ذكرت من الحديث عن الزهري وعن غيره أحاديث صالحة وأحاديثه عندي مقدار ما يرويه لا بأس به، ولم أسمع أحدا قال في روايته عن غير الزهري شيئا.(6/83)
وذكره النسائي في «الطبقة السادسة» من أصحاب الزهري مع سفيان بن حسين وجعفر بن برقان والنعمان بن راشد وزمعة بن صالح.
ولما ذكره بحشل في «تاريخ واسط» عرفه: بالقافلاني.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» وأبو عوانة في «صحيحه».
وفي «تاريخ البخاري»: كان من جيران شعبة بن الحجاج.
2217 - (س) سليمان بن كندير أبو صدقة العجلي.
قال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: يروي عن ابن عمر، روى عنه محمد بن مروان شيخ كوفي، وليس بصاحب الكلبي.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: سليمان بن كندير أبو السري، وقيل أبو صدقة.
وقال النسائي في «التمييز»: سليمان بن كندير ليس به بأس.
وقال الحاكم أبو أحمد: أبو صدقة سليمان بن كندير العجلي البصري سمع ابن عمر، روى عنه شبعة وهذا مما يشتبه على الناس؛ لأن شعبة قد حدث عنهما جميعا يعني: هذا وأبا صدقة توبة مولى أنس، لكن أحدهما غير الآخر؛ هذا سليمان بن كندير العجلي والآخر توبة لخصته كي لا يشتبه على من يتأمله إلا أن سليمان هذا لا أعرف له راويا غير شعبة وتوبة قد أخرجت له من الرواة غير واحد على حسب ما بينته في الترجمة، حدثني علي ثنا الحسين ثنا محمد بن بشار ثنا ابن مهدي ثنا شعبة عن أبي صدقة قال: صليت إلى جنب ابن عمر. قال ابن بشار قلت لعبد الرحمن أبو صدقة هو سليمان بن كندير؟ قال: نعم. قال الحسين: وثنا ابن مثنى ثنا محمد بن(6/84)
جعفر ثنا شعبة، قال: سمعت أبا صدقة العجلي قال: صليت إلى جنب ابن عمر.
وقال النسائي في كتاب «الكنى»: أبو صدقة سليمان بن كندير أبنا إسحاق ثنا محمد بن مروان ثنا سليمان بن كندير ويكنى أبا صدقة أنه صلى إلى جنب ابن عمر، وأبو صدقة توبة روى عن أنس.
وقال مسلم: أبو صدقة سليمان بن كندير العجلي سمع ابن عمر روى عنه شعبة. – ذكره في كتابه «الرواة عن شعبة»، وقال في «الكنى»: أبو صدقة سليمان بن كندير سمع ابن عمر وأبو صدقة توبة، عن أنس.
وقال الدولابي: سليمان بن كندير صلى إلى جنب ابن عمر روى عنه محمد بن مروان، وأبو صدقة توبة عن أنس روى عن شعبة، فقول المزي: هكذا قال أبو داود وغيره يعني سليمان بن كندير يكنى أبا صدقة.
وقال أبو حاتم وغير واحد: اسم أبي صدقة توبة وهو مولى أنس، وأن ابن كندير يروي عن ابن عمر. غير جيد؛ لأن كلا منهما يكنى أبا صدقة على حسب ما بيناه، ثم إن أبا حاتم الذي زعم أنه قال: إن اسم أبي صدقة توبة قال في سليمان بن كندير أنه يكنى أبا صدقة العجلي، قال: روى عنه شعبة ومحمد بن مران. فكيف يقال: وقال أبو حاتم وغيره أن اسم أبي صدقة: توبة ردا على من قال: (كنية أبي صدقة كندير) نعم قال: اسم أبي صدقة توبة، فهل نفى عن غيره التكنية بها هاهو قد كنى به سليمان فبم يستدل المزي على الخصوصية؟ هذا الذي عنيته وجدناه قد قال عكس ما نقله عنه،(6/85)
وغيره لا نعلمه حتى ننظر في كلامه والله تعالى أعلم.
يقولون قولا لم يكن بمحقق ... ولو قيل هاتوا نقلكم لم يجئ به
يخبر لفظا عند من ليس عالما ... ويزعم أن العلم من جل كسبه
2218 - سليمان بن محمد بن محمود بن مسلمة الأنصاري.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» وكذلك الدارمي.
2219 - سليمان بن أبي مسلم عبد الله الأحول المكي خال ابن أبي نجيح،
ويقال: ابن خاله.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وكذلك ابن خلفون قال: وقال ابن وضاح: هو ثقة.
وقال ابن المديني: ثنا سفيان قال: سمعت سليمان بن أبي مسلم وهو خال ابن أبي نجيح، وكان من صالحي من رأينا.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال أحمد بن حنبل: هو ثقة ثقة.
وقال أحمد بن صالح العجلي في «تاريخه»: ثقة.
وخرج البستي في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، والحاكم، وابن الجارود، وابن خزيمة، والطوسي، وأبو عيسى الترمذي.
وينبغي أن يتثبت من قول المزي: ويقال ابن خالته فإني إلى الآن لم أرها عند(6/86)
غيره والذي رأيت في «تاريخ البخاري» بخط جماعة من الحفاظ: ابن خالة ابن أبي نجيح. قال: والأول أصح.
2220 - (م د س) سليمان بن مسهر الفزاري الكوفي.
خرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان وأبو عبد الله النيسابوري.
وقال العجلي: ثقة، ذكره ابن خلفون في «الثقات».
وذكره ابن منده في «جملة الصحابة».
وقال أبو نعيم: أخرجه بعض المتأخرين في «الصحابة» وزعم أنه وهم وسليمان بن مسهر تابعي.
2221 - (س) سليمان بن مطر النيسابوري أخو قتادة.
قال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: قرأت بخط أبي عمرو المستملي سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب يقول: كان اجتماعنا عند سليمان بن مطر، وكان بارا ما شئت بأهل العلم متفقدا لأحوالهم، روى عنه الحسين بن محمد بن زياد والحسين بن بشر وروى عن عمر بن هارون.
2222 - (م ت س) سليمان بن معبد المروزي أبو داود السنجي النحوي.
قال مسلمة في كتاب «الصلة»: مروزي ثقة.
وفي تاريخ الصريفيني: قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: ثقة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني.(6/87)
وقال ابن السمعاني: كان أديبا شاعرا عالما برواية الأخبار.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه مسلم تسعة أحاديث.
وفي تاريخ القراب: مات بعد الأضحى سنة سبع وخمسين.
وقال ياقوت والحازمي: كثير الحديث وله تاريخ وكان عالما شاعرا أديبا.
وفي قول المزي: وسنج من نواحي مرو، نظر. إذ لم يبين أي سنج هي؟ فإن بمرو قريتان يقال لكل واحدة منهما سنج هذه والتي ينسب إليها العبادي الواعظ ورستاق سنج بأصبهان ذكره ياقوت.
2223 - (ع) سليمان بن المغيرة القيس مولاهم أبو سعيد البصري.
ذكره أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه الكبير» عن سليمان بن حرب أنه قال: ثنا سليمان بن المغيرة الثقة المأمون.
وفي مسند يعقوب بن أبي شيبة الفحل: سمعت عبد الله بن قعنب يقول ما رأيت بصريا أفضل من سليمان بن المغيرة.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: توفي سنة خمس وستين ومائة.
ورأيت بخط الصيريفيني: الجمهور كنوه أبا سعيد، ومحمد بن سعد كناه أبا سعد.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الطوسي وابن حبان والحاكم.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: سليمان بن المغيرة أبو سعد ويقال: أبو سعيد أخرج له مسلم واستشهد به البخاري وهو عندهم ثقة، قاله ابن(6/88)
مسعود، وابن نمير، وأحمد بن صالح، وابن السكري، وغيرهم. وقال يحيى بن معين: ثقة ثبت.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال عثمان - يعني - ابن أبي شيبة: هو ثقة.
وفي تاريخ يعقوب بن سفيان: كان سليمان بن حرب يفخم أمره.
2224 - (د) سليمان بن أبي المغيرة أبو عبد الله العبسي الكوفي.
ذكره أبو حفص بن شاهين وأبو عبد الله بن خلفون في «الثقات». وقال العجلي: ثقة.
وفي مسند أحمد: ثنا سفيان ثنا سليمان بن أبي المغيرة ثقة خيار.
2225 - (س) سليمان بن منصور البلخي أبو الحسن ويقال أبو هلال البزار.
قال النسائي في «أسماء شيوخه»: هو ثقة، وقال في موضع آخر: ليس به بأس.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: لا بأس به.
ولهم شيخ آخر يقال له:
2226 - سليمان بن منصور أبو داود النيسابوري.
روى الحاكم في «تاريخ بلده» عن المذكر عنه، ذكرناه للتمييز.(6/89)
2227 - سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم أبو محمد الكوفي. يقال: إن أصله من طبرستان، ويقال: من قرية يقال لها «دنباوند» من رستاق الري.
قال المزي: روى عن عكرمة مولى ابن عباس، وقيس بن أبي حازم، وزيد بن وهب، ومطرف فيما رأيته في بعض النسخ، وعبد الرحمن، وشمر بن عطية، وأبي صالح مولى أم هانئ، وأبي سفيان طلحة بن نافع، انتهى كلامه. وفيه نظر؛ لما نذكره من أقوال الأئمة.
قال الكرابيسي في كتاب «المراس» تأليفه ومن أصل (نقبل) أنه كتب عنه أنقل: لقي الأعمش أبا سفيان فكان بينهما شيء فلم يكتب عنه، فلما فاته أبو سفيان تتبعها من الناس.
وفي «تاريخ أبي زرعة الدمشقي»: سمعت أبا نعيم يقول: لم يرو الأعمش عن قيس بن أبي حازم شيئا.
وفي «تاريخ نيسابور»: قال صالح بن محمد الأسدي: لم يسمع الأعمش من عكرمة مولى ابن عباس شيئا. وفي «صحيح ابن خزيمة» نحوه.
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم: قال أحمد بن حنبل: لم يسمع الأعمش من شمر بن عطية، وقال أبي: لم يسمع الأعمش من أبي صالح مولى أم هانئ، فقال: هذا مدلس عن الكلبي، وسمعت أبي يقول: لم يسمع الأعمش من عكرمة شيئا، وسألت أبي عن حديث رواه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن مطرف بن الشخير؟ فقال: لم يلق الأعمش مطرفا، وسألت أبي: الأعمش عن عبد الرحمن هل سمع منه؟ فقال: قد روى عنه ولم يسمع منه.(6/90)
وقال البزار: لم يسمع من أبي سفيان طلحة شيئا، وقد روى عنه نحوا من مائة حديث، وإنما هي صحيفة عرضت، وإنما يتثبت من حديثه ما لا نحفظه من غيره لهذه العلة.
وفي كتاب عبد الله بن أحمد عن أبيه: الأعمش عن أبي صالح منقطع.
وفي قول المزي: روى عن أنس بن مالك ولم يثبت له سماع منه، وعن ابن أبي أوفى مرسل، نظر؛ لما ذكره أبو حاتم بن حبان في «كتاب الثقات»: من التابعين رأى أنس بن مالك بمكة وواسط، وروى عنه شبيها بخمسين حديثا، ولم يسمع منه إلا أحرفا معدودة وكان مدلسا أخرجناه في هذه الطبقة لأن له لقيا وحفظا وإن لم يصح له سماع المسند عن أنس، قيل: ولد قبل مقتل الحسين بن علي بسنتين، ومات سنة خمس وأربعين ومائة.
وذكر أبو نعيم الحافظ في كتاب «الحلية»: أن الأعمش رأى أنسا وابن أبي أوفى وسمع منهما.
وقال البزار: سمع الأعمش من أنس وذكر حديثا استدل به على ثبوت سماعه منه.
وفي «جزء الكديمي»: ثنا عبيد الله بن موسى عن الأعمش قال: ما سمعت من أنس بن مالك إلا حديثا واحدا سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم».
وقال الدوري عن يحيى: قد رأى الأعمش أنسا.
وقال أبو حاتم: رأى أنسا.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: عن ابن المديني قال: كنا عند يحيى بن سعيد(6/91)
فتذاكروا الأعمش وابن عون فقالوا: سليمان رأى غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فقال يحيى: ومن أين للأعمش سماع ابن عون؟ ابن عون سمع فقهاء الأرض: الحسن وابن سيرين والنخعي والشعبي وغيرهم.
وفي «جزء طراد»: أنبا العيسوي أنبا محمد بن عمرو ثنا أحمد العطاردي ثنا ابن فضيل عن الأعمش، قال: رأيت أنسا - قال - يغسل ذكره غسلا شديدا ثم مسح على خفيه وصلى بنا وحدثنا في بيته. هذا حديث إسناده جيد، وفي كتاب عبد الله بن أحمد عن أبيه وقال له: أحاديث الأعمش عن مجاهد عمن هي؟ قال: قال أبو بكر بن عياش عنه: حدثنيه ليث عن مجاهد.
وقال يعقوب بن شيبة في «مسنده»: ليس بصحيح الأعمش من مجاهد إلا أحاديث يسيرة خمسة أو نحوها. قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: «سمعت»، هي نحو من عشرة وإنما أحاديثه عن مجاهد عن أبي يحيى القتات وحكيم بن جبير وهؤلاء.
وقال الكرابيسي: دلس عن زيد بن وهب كثيرا، وعن أبي الضحى وإبراهيم بن يزيد، وأبي صالح، ومجاهد، وشقيق، وهؤلاء كلهم قد دلس عنهم وكذلك عن المنهال وغيره.
وقال أبو زرعة الرازي: لم يسند عن أيوب شيئا.
وفي كتاب عبد الله بن أحمد عن يحيى بن معين: لم يسمع الأعمش من أبي السفر إلا حديثا واحدا، ولم يسمع من أبي عمرو الشيباني شيئا.(6/92)
وقال حرب الكرماني ومهنا عن أحمد بن حنبل: روى الأعمش عن غياث بن إبراهيم عن أنس: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقضي الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض».
ولما ذكره الترمذي والطوسي عنه عن أنس حكما عليه بالإرسال فيما بين الأعمش وأنس.
وقال أبو زرعة الرازي: سليمان الأعمش إمام.
وقال أبو جعفر البغدادي: سمعت أبا داود يقول: كان قتادة بالبصرة والأعمش بالكوفة والزهري بالمدينة كل واحد منهما إمام في نفسه ضابط لما هو من الحفظ ومعرفة تصريف الأخبار، قال سمعت يحيى يقول: الحفاظ المعروفون بالحفظ: الزهري بالمدينة، وقتادة بالبصرة، والأعمش بالكوفة.
وفي كتاب الحاكم عن يحيى: أجود الأسانيد: الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. فقال له إنسان: الأعمش مثل الزهري؟ قال: برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري، الزهري يرى العرض والإجازة ويعمل لبني أمية، وذكر الأعمش فمدحه فقال: فقير صبور مجانب للسلطان ورع عالم بالقرآن.
وفي «تاريخ البخاري»: كان الأعمش حليما في غضبه.
وقال (هدبة): ما أعلم أحدا أعلم بحديث أبي مسعود منه.
وقال الحاكم في كتاب الجنائز من «مستدركه»: والأعمش أعرف لحديث الحكم من غيره.
وقال الخليلي: من كبار علماء الكوفة يقارن بالزهري في الحجاز، رأى أنسا(6/93)
وكلمه ولم يرو له السماع منه، وما يرويه عن أنس فهو إرسال، وروى عن ابن أبي أوفى حديثا واحدا.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال مجاهد: لو كان قوة لاختلفت إلى هذا يعني الأعمش، وعن الأعمش قال: عادني إبراهيم فلما دخل بيتي مازحني وقال: إذا رأيت بيته عرفت أنه ليس من المقربين لعظيم، وأردنا يوما أن نأتي موضعا فقال لي: يا أبا محمد نمر على هؤلاء القوم فيقولون أعور وأعمش فيغتابوننا، ولكن خذ أنت طريقا وأنا أخرى.
وقال زهير: كان يختلف إلى الأعمش ظبيان فقلت له: يا أبا محمد أي الظبيين أصبت أرفق؟ فقال: لولا مخافة الغيبة لأخبرتك، وقال يحيى بن سعيد: أحاديثه عن عمارة – يعني – ابن عمير، ومالك بن الحارث وخيثمة – يعني – (ابن) عبد الرحمن كلها صحاح.
وقال علي بن المديني: الأعمش أحسن حديثا من منصور.
روى عن: إبراهيم بن المهاجر – فيما ذكره الإسماعيلي في كتابه «شيوخ الأعمش» - وإبراهيم بن مسلم الهجري، وأيوب ابن أبي تميمة، وإياس بن سلمة بن الأكوع، وإياس بن معاوية بن قرة، وإياس بن العباس، وبكير بن الأخنس، وبشر بن غالب، وحصين بن عبد الرحمن، وخالد الحذاء، وخالد بن سعد، وعبد الله بن شداد، وعبد الله بن حبيب السلمي، وعبد الله بن معقل، وعبد الله بن السائب، وعبد الله بن ذكوان، وعبد الله بن زياد، وعبد الله بن الحارث، وعبد الله بن سنان، وعبد الله ابن أبي نجيح، وعبد الله بن المغيرة، وعبد الله بن مليل، وعبد الله بن ضرار، وعبد الله بن بشر، وعبد الله بن عبد الله بن عتبة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعبد الرحمن بن عياش، وعبد الرحمن بن سعيد بن وهب،(6/94)
وعبد الرحمن بن عبد الله، وعبد الرحمن غير منسوب، وعبيد بن أبي الجعد، وعبيدة الضبي، وعثمان لم ينسب، وعلي بن نديمة، وعباد، وعاصم بن بهدلة، وعمرو بن شعيب، وعون بن أبي جحيفة، وعمران بن الحارث - إن صح - والعلاء بن بدر العبدي، وعامر بن عقبة، وعدي بن عدي، وعمير بن سعيد، وعمران بن يعقوب البارقي، وعقبة، وعروة، وعريب بن حميد أبي عماد، وعباية بن (رفاعة) وأبي سعيد عقيصا، وعمار بن جوين العبدي، وغورك، وفضيل بن عمرو، ومسلم الأعور، ومسلم بن نذير، وقتادة، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، والقاسم بن عبد الرحمن المسعودي، وقيس بن السكن، وقيس بن راشد، وكميل بن زياد، وليث بن أبي سليم، ونافع مولى ابن عمر، (و) وليد بن عبادة بن الصامت، (و) وهب بن جابر، ومرة المسلي، (و) وليد ابن ابن العيزار، وهارون بن سعد، وهمام بن الحارث، وهشام بن عروة، ويعقوب بن أبي يحيى، ويحيى بن الجزار، ويحيي بن سام، ويحيى بن سعيد بن حيان، ويسع الحضرمي، ويزيد بن حيان، ويزيد بن أبي زياد.
من عرف بالكنية: أبو يحيى التيمي، أبو أيوب، أبو خالد الوالبي، أبو داود الهمداني، أبو تميمة، وأبو سليمان، وأبو عبيد، وأبو جعفر، وأبو سوار، وأبو غالب، وأبو سهل، وأبو الخليل، أبو العلاء العنزي، أبو علقمة، أبو اليقظان، أبو إدريس، أبو نصر، أبو ظبيان، وأبو هاشم، وأبو صادق، وأبو جعفر الأنصاري، وأبو المخارق، وأبو عمار، وأبو الأحوص أو رجل عنه، و (أبو) عمر الأحنف، وعن جماعة كثيرة لهم يسمهم تركنا ذكرهم إيجازا.
روى عنه من الشيوخ الكبار - وفيهم شيوخه أيضا - جماعة منهم:
زيد بن أبي أنيسة، وعبد الله بن أبي مليكة، وإسماعيل بن مسلم، وهدبة بن(6/95)
المنهال، وحفص الأزرق، ومحمد بن عياش، وحبيب بن زيد، وعبيد الله بن زجر، ومعمر بن راشد، والحسن بن عمارة، وقيس بن الربيع، والحسين بن واقد، ومندل بن علي، ومطرف بن واصل، وحكيم بن نافع، (و) ورقاء بن عمر، وسعيد بن بشير، ومحمد بن مروان الحضرمي، وحبان بن علي، وعمارة بن محمد، وحفص بن الحارث، والحسن بن بشر، وهارون الأعور القارئ، ويزيد بن عطاء، وهارون بن سعيد، وموسى بن عثمان الحضرمي، وعبد الله بن سلمة، وعبد المنعم بن نعيم، وياسين الزيات، وحماد بن شعيب.
وتركنا شيئا كبيرا من الشيوخ الذين هم دون هؤلاء ممن ذكرهم الإسماعيلي إيثارا للتخفيف على الناظر في هذه العجالة.
وذكر أبو موسى الحافظ في كتابه «منتهى رغبات السامعين في عوالي أحاديث التابعين»: ولد نحو سنة ستين ومات ما بين خمس إلى ثمان وأربعين ومائة وله سبعة أو ثمان وثمانون سنة، رأى أنسا، وقيل: لم يسمع منه إلا ثلاثة أشياء ليست بأسانيد، وله عن أنس نسخة قريبة من ستين حديثا.
ومن خط الحافظ المسمى الدمياطي: الصحيح أن الحميل أبوه لا هو وعن ابن (المدين): رأى أنسا وهو يخضب.
وفي كتاب القراب: مات أبوه مع التوابين سنة خمس وستين.
وذكر المزي عن ابن المنادي: أن الأعمش أخذ بركاب أبي (بكر) الثقفي فقال له: يا بني إنما أكرمت ربك عز وجل. ولم يتعقبه عليه وفيه ذهول كثير؛ لأن أبا بكر مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين، والأعمش حكى المزي أن مولده سنة إحدى وستين فكيف يلتئم هذا؟ ما يشك أحد في بطلانه.(6/96)
وقال ابن السمعاني: ولد بدناوند.
وقال الخطيب: الصحيح أنه مات في سنة ثمان وأربعين ومائة.
وذكر عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه «نظم القرآن»: وكان الأعمش من غالية الشيع.
وقال أبو العباس في كتاب «المفجعين» تأليفه ومن نسخة هي أصل سماعنا وقيل إنها كتبت عنه نقلت: ثنا عبد الله ثنا مسلم سمعت حماد بن زيد يقول: قال الأعمش في مرضه الذي مات فيه: اللهم إني أستغفرك من أحاديث صغتها في عثمان رضي الله عنه.
وفي كتاب الآجري: قيل لأبي داود: الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، مثل منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله؟ قال: نعم، وسمعت أبا داود يقول: الأعمش يخطئ على أبي إسحاق في أحاديث.
وقال يحيى بن سعيد: ما سمعت من سفيان عن الأعمش أحب إلي مما سمعت من الأعمش كان سفيان يقول هذا من حديثه، وهذا ليس من حديثه.
قال أبو داود: كان شعبة يصحب الأعمش وهو شاب وأخطأ على الأعمش في أكثر من عشرة أحاديث، قيل لأبي داود فأبو بكر بن عياش قال: كثير الوهم، قيل له: فابن فضيل وابن إدريس، قال: ابن فضيل من الموتى في حديث الأعمش. وسفيان أعلم الناس بالأعمش وقد خولف في أشياء.
قال أبو داود: ثنا محمد بن يحيى قال سمعت ابن داود يقول: كان الأعمش يكره أن يقال له الأعمش.(6/97)
قال أبو داود: ولم يسمع الأعمش من نافع. قال وقيل له: لو أدركت عليا قاتلت معه؟ قال: لا ولا أسأل عنه.
قال الأعمش: لا أقاتل مع أحد جعل عرضي دونه فكيف دمي دونه؟ قال أبو داود أبو معاوية: إذا (جاءك) حديث الأعمش كثر خطؤه ويخطئ على هشام بن عروة وعلى عبيد الله بن عمر، قال أبو داود: كان الأعمش جليلا جدا وولد بامة قرية من طبرستان.
وفي كتاب الباجي عن أبي نعيم الفضل بن دكين: هو أحد الأئمة في الحديث، الحفاظ الأثبات، وعن ابن معين: لم يرو عن مجاهد إلا أربعة أحاديث، وعن سعيد بن جبير حديثا واحدا، وقال علي: روى عنه أربعة أحاديث، وعن أبي داود: الأعمش والزهري وقتادة لا يقاس بهم أحد.
وفي تاريخ المنتجيلي: كان ثقة ثبتا كثير الحديث، عالما بالقرآن رأسا فيه فصيحا لا يلحن وعالما بالفرائض، وكان فيه [] وتشيع.
وعن ابن معين: هو من سبي الديلم ومحدث الكوفة، وكان يتشيع.
وقال أحمد: لم يبلغنا أنه كان في تشيعه ينتقص أحدا من السلف.
وقال يحيى بن سعيد: كان من النساك.
وقال الطباع: كان الأعمش لا يحدث إلا لمن أهدى إليه، قال المنتجالي: قتل مهران أبو الأعمش يوم قتل الحسين وكان معه.(6/98)
2228 - (4) سليمان بن موسى القرشي الأموي أبو أيوب ويقال: أبو الربيع، ويقال: أبو هشام الدمشقي الأشرق مولى آل أبي سفيان فقيه أهل الشام في زمانه.
ذكر ابن عساكر أن ابن جريج قال: أخبرني سليمان بن موسى عن الزهري بحديث «إذا نكحت المرأة بغير إذن وليها» قال: فلقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه. قال: وكان سليمان وكان فأثنى عليه في الفضل،
قال: وعنده أحاديث عجائب انتهى. . . . المزي ذكر عن ابن جريج - تبعا لما في «الكمال» -: وكان عنده مناكير، فينظر.
وقال يحيى بن أكثم - وسأله ابن معين عنه -: هو ثقة وحديثه صحيح عندنا.
وسئل يحيى عن حديث «لا نكاح إلا بولي»؟ فقال: ليس يصح في هذا شيء إلا حديث سليمان، ويقال في سليمان بن الأشدق، ويقال الأشرق.
وقال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير.
وعن تمام: أن سليمان كان على المقاسم.
وذكره النسائي في الطبقة السادسة من أصحاب نافع، قال: وليس بذاك القوي في الحديث.
وقال الكناني: قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال ابن المديني: مطعون عليه. وقال برد: ما رأيت سليمان إلا مستقبل القبلة.(6/99)
وقال عبد الرحمن بن يزيد: قدم سليمان على هشام بن عبد الملك الرصافة، فسقاه طبيب هشام شربة فقتله فسقى هشام لذلك الطبيب من ذلك الدواء فقتله، وقال عبد الرحمن بن إبراهيم: الذي لا شك فيه أن سليمان مات سنة خمس عشرة ومائة.
وقال محمد بن سعد: كان ثقة أثنى عليه ابن جريج إلى هنا انتهى كلام ابن عساكر.
وقال ابن حبان في «الثقات»: هو سليمان بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، مات سنة خمس عشرة ومائة من شربة سقيها، وكان فقيها ورعا؛ كانوا إذا اجتمعوا عند عطاء ونافع والزهري هو الذي (يقول لهم) سؤال المسائل.
وقال أبو محمد بن حزم في كتابه «المحلى» وذكر حديثه: لا يصح في هذا الباب غير هذا السند. وصححه أيضا ابن خزيمة، وابن البيع، وابن حبان وقال: لا يصح في ذكر الشاهدين غير هذا الخبر.
وقال أبو العرب: ما سمعت عن أحد في سليمان أنه غير ثقة، وفيه نظر؛ لما ذكرناه، وفي كتاب العقيلي عن ابن المديني: كان من كبار أصحاب مكحول، وكان خولط قبل موته بيسير.
وقال الساجي: عنده مناكير.
وقال سفيان: وربما يجيء بالشيء الذي يختلفون فيه.
وذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء».
وذكر ابن قانع والقراب: أنه توفي سنة خمس عشرة، قال ابن قانع: وقيل أيضا: إنه مات سنة عشرين، وقال القراب عن أبي حسان الزيادي: وله خمس وستون سنة من كبار أصحاب مكحول.(6/100)
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: سليمان بن موسى بن العصما من ولد عمرو بن سعيد بن العاص.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال سفيان: ما رأيت مثله.
وفي «تاريخ القدس»: قال ابن جريج: لم نر من جاءنا من الشام يسأل عن مثل مسألته يعني سليمان بن موسى.
وفي «طبقات الفقهاء» لابن جرير الطبري: وكان من فقهائهم سليمان بن موسى وكان فقيههم، مات سنة تسع عشرة ومائة.
2229 - (د) سليمان بن موسى أبو داود الزهري الكوفي ثم الدمشقي.
ذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال: زعم بعضهم – يعني – والله أعلم الخطيب في كتاب «المتفق والمفترق» - أن سليمان بن موسى الذي روى عن جعفر بن سعد غير الذي روى عن مسعر، والصحيح عندي والله تعالى أعلم أنهما رجل واحد.
وفي «تاريخ دمشق»: ذكره أبو (جعفر) الرازي في «جملة الضعفاء»، ومن تكلم فيهم من المحدثين».
وقال البخاري - فيما ذكره العقيلي -: منكر الحديث.
وقال الساجي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به.(6/101)
وقال أبو داود: ليس به بأس.
2230 - (د) سليمان بن أبي يحيى حجازي.
روى عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة. روى عنه: داود بن قيس، وأبو مودود، وابن عجلان.
قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. وذكره ابن حبان في «الثقات». روى له أبو داود حديثا واحدا، هذا ما ذكره به المزي: وهو موضع يتثبت فيه؛ وذلك أن هذا الرجل لم أره مذكورا عند غير هذين الإمامين فقط.
فأما ابن أبي حاتم فإنه قال: سليمان بن أبي يحيى روى عن []، روى عنه أبو مودود وابن عجلان وداود بن قيس، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: ما بحديثه بأس، كذا هو في نسختين جيدتين قديمتين جدا.
وأما ابن حبان فقال في «الثقات»: سليمان بن يحيى - كذا رأيته في ثلاث نسخ أحدها بخط الصريفيني الحافظ - روى عن ابن عمر روى عنه ابن عجلان. انتهى. فلو ادعى مدع أن ابن أبي يحيى ليس هو ابن يحيى لساغ له أو قال أن الراوي عن أبي هريرة ليس هو الراوي عنه ابن عجلان لساغ له ويطالب من جميع بينهم بدليل من خارج؛ فإن هذين الإمامين لم يذكرا شيئا مما نص عليه المزي، ولا أعلم له في ذكر أبي هريرة سلفا فينظر.
2231 - سليمان بن يسار الهلالي أبو أيوب ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله المدني مولى ميمونة أخو عطاء وعبد الملك، وعبد الله.
روى عن: المقداد وأم سلمة وسلمة بن صخر، وأبي رافع انتهى كلام المزي، وفيه نظر؛ لما (ذكره) بعد.(6/102)
وقال أبو سعيد ابن يونس: دخل مصر لغزو أفريقية مع معاوية بن خديج سنة خمسين.
وفي كتاب «الطبقات» لأبي العرب عن خالد بن أبي عمران قال: سألت سليمان عن النفل في الغزو؟ فقال: لم أر أحدا فعله غير معاوية بن خديج نفلنا بأفريقيه النصف بعد الخمس ومعنا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الأولين ناس كثير، فلم ينكروه غير أن جبلة بن عمرو الأنصاري قال: لا أحب أن أسرا خيرا.
قال أبو العرب: سليمان بن يسار فقيه أهل المدينة.
وقال محمد بن سعد: ولي سوق المدينة لعمر بن عبد العزيز، ومات سنة ثلاث ومائة.
ولما ذكره البخاري في «التاريخ الصغير» قال: وقد سمع أسامة من سليمان بن يسار، ويقال: لم يصح، مات سنة سبع ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: وهبت ميمونة رضي الله عنها ولاءه لابن عباس، وكان من فقهاء المدينة وقرائهم، مات سنة تسع ومائة، وكان له يوم توفي ست وسبعون سنة، وقد قيل: توفي سنة أربع ومائة، وقيل أيضا: سنة عشر ومائة، وهذا أصح، وكان مولده سنة أربع وعشرين.
ولما ذكر في «صححه» حديثه عن المقداد «في المذي» قال: مات المقداد سنة ثلاث وثلاثين ومات سليمان بن يسار سنة أربع وتسعين، وقد سمع(6/103)
من المقداد وهو ابن دون عشر سنين.
وفي كتاب البيهقي: مولد سليمان سنة سبع وعشرين ويقال: سنة أربع وثلاثين، فحديثه عن المقداد مرسل قاله الشافعي وغيره.
وفي «تاريخ القدس»: من زهاد التابعين وأفاضلهم.
وفي قول المزي: قال الهيثم بن عدي: مات سنة مائة وقيل سنة ثلاث ومائة، نظر؛ وذلك أن الذي رأيت في كتاب «الطبقات» تأليف الهيثم: سليمان بن يسار توفي سنة أربع وتسعين وهي نسخة قديمة جدا، وعليها قراءات للشيوخ في أوائل الأربعمائة، ونقل المزي على سبيل المدح له: أن امرأة سامته نفسه فامتنع عليها وهرب، قال فرأيت فيما يرى النائم يوسف عليه السلام فقلت: أنت يوسف؟ قال: أنا يوسف الذي هممت وأنت سليمان الذي (لم تهم) انتهى، وهذا كلام يقشعر منه الجلد [] الأنبياء عليهم السلام عن مثله.
وفي كتاب «العلل» لأبي إسحاق الحربي: حديث سليمان بن يسار عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم «أن امرأة كانت تهراق الدماء». لم يسمعه منها بينهما رجل مجهول لم يسم، ورواه مالك في «الموطأ» عن نافع عن أم سلمة، وخالفه الليث وغيره فرواه عن نافع عن سليمان عن رجل عنها، قال ابن عبد البر: وهو الصواب، وقال الربعي: هو حديث مشهور إلا أن سليمان لن يسمعه من أم سلمة.
وفي «تاريخ البخاري»: سليمان بن يسار لم يسمع من سلمة بن صخر عندي.(6/104)
وسماعه من أبي رافع أدخله ابن أبي حاتم في «المراسيل».
وفي «تاريخ أحمد بن زهير»: ثنا مصعب بن عبد الله قال: كان سليمان مقدما في الفقه والعلم وكان نظير ابن المسيب، وعنه قال: أدركت بضعة عشر صحابيا، وولي السوق سنة لعمر أيام الوليد بن عبد الملك.
وفي «الطبقات» لابن سعد عن قتادة أنه قال: قدمت المدينة فسألت عن أعلم أهلها بالطلاق قالوا: سليمان بن يسار، قال وقال محمد بن عمر: ولم أر بينهما اختلافا أنه توفي سنة سبع ومائة.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: كان من فقهاء التابعين الثقات الفضلاء العباد.
وقال العجلي: مدني تابعي ثقة مأمون فاضل عابد.
وقال المنتجالي: تابعي مدني ثقة.
وقال يحيى بن بكير: كان بالمدينة ثلاثة أخوة لا يدرى أيهم أفضل بنو يسار: سليمان، وعطاء، وعبد الله.
وقال مصعب: كان عبد الله مولى ميمونة فأدى ثم عتق.
وقال مالك: كان من أعلم أهل هذه المدينة بالسنن وكان من علماء الناس، كان يكون في مجلسه فإذا كثر فيه الكلام وسمع اللغط أخذ نعليه وقام عنهم، قيل لمالك وهو في مجلسه؟ قال: نعم.
وقال ابن ماكولا: أحد فقهاء المدينة كان يقال: هو أفهم من سعيد بن المسيب.(6/105)
وفي «تاريخ دمشق»: عن سليمان قال: استأذنت على عائشة فقالت: من هذا؟ قلت: سليمان. فقالت: كم بقي عليك؟ قلت: عشر أواق. قالت: ادخل فإنك عبد ما بقي عليك درهم.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2232 - سليمان بن يسار. صاحب المقصورة مدني.
روى عنه ابن أبي ذئب وغيره.
وآخر اسمه:
2233 - سليمان بن يسار حضرمي.
روى عنه صفوان بن عمرو. ذكرهما البخاري.
2234 - وسليمان بن يسار الغفاري.
يروي عن خليد وشجاع ابني جوز الغفاري عن أبي ذر، ذكره ابن ماكولا. وذكرناهم للتمييز.
2235 - (د ت) سليمان الأسود الناجي البصري.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وكناه أبا محمد، كذا ذكره المزي وفيه نظر، وذلك أن ابن حبان قال: سليمان بن الأسود وقد قيل سليمان الأسود، فلو كان المزي نقله من كتاب الثقات لما أهمل هذا والله تعالى أعلم.
وفي كتاب «المستدرك»: سليمان بن الأسود بن سحيم عن أبي المتوكل الناجي(6/106)
وعنه ابن أبي عروبة، فيشبه أن يكون أباه.
ولما ذكره البزار في «مسنده» قال: بصري ارتفعت جهالته برواية سعيد و (وهب) عنه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال بعضهم: سليمان بن الأسود وهو وهم، وثقه علي بن المديني، وأحمد بن صالح وغيرهما.
وحسن الطوسي حديثه.
2236 - سليمان بن يسير ويقال ابن أسير ويقال ابن قسيم النخعي أبو الصباح الكوفي مولى إبراهيم النخعي.
قال العجلي: شيخ قديم ضعيف الحديث.
وقال الساجي: منكر الحديث.
وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف وكان سفيان يكنيه لكي يدلسه.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وذكره أبو العرب، والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وفي كتاب أبي الفرج بن الجوزي: ابن قسيم ويقال: ابن قشيم، ويقال: ابن شقير، وقال أحمد: لا يساوي شيئا. وقال النسائي: وعلي بن الجنيد متروك(6/107)
الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف.
وفي كتاب «المجروحين» لابن حبان: كان إمام النخع، قال: وهو الذي يقال له سليمان بن قشير وقيل: ابن شقير، وقيل ابن سفيان، وكله واحد يأتي بالمعضلات عن أقوام ثقات، وربما حدث عنه الثوري ويكنيه.
وفي قول المزي: ومن الأوهام:
2237 - سليمان مولى أم علي هو سليم المكي.
وقد تقدم، نظر لأن هذه الترجمة لا ذكر لها في كتاب الكمال جملة واحدة فينظر من هو الواهم. والله تعالى أعلم.(6/108)
من اسمه سماك
2238 - سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي أبو المغيرة الكوفي أخو محمد وإبراهيم.
وفي كتاب «ابن خلفون»: وقيل في نسبته الهذلي والسدوسي.
وفي كتاب ابن قانع: كان أديبا شاعرا.
وفي «تاريخ الدوري»: عن يحيى: هو أحب إلي من إبراهيم بن مهاجر.
وفي «المراسيل»: سئل أبو زرعة هل سمع سماك من مسروق شيئا؟ قال: لا.
وقال النسائي: كان ربما لقن فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة لأنه كان يلقن فيلقن.
وقال البزار في «مسنده»: كان رجلا مشهورا لا أعلم أحدا تركه وكان قد تغير قبل موته، وكان صاحب شعر ولقي غير واحد من الصحابة.
وقال ابن السيد البطليوسي في «شرح الكامل للمبرد»: كان إماما عالما [] ثقة فيما ينقله.
وذكره الحاكم النيسابوري، وأبو حفص بن شاهين، وابن خلفون في «جملة الثقات» زاد: تكلم في حفظه وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، ووثقه ابن أبي زياد وغيره.(6/109)
وقال ابن حبان في «الثقات»: يخطئ خطئا كثيرا ومات في آخر ولاية هشام بن عبد الملك حين ولي يوسف بن عمر على العراق.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه ابن خزيمة، والحاكم، وأبو عوانة، وأبو علي الطوسي، والدارمي.
وذكر أحمد بن محمد بن عبد ربه في كتاب «العقد» شيئا لم أر له فيه سلفا ولا متابعا أن سماك بن حرب كان كاتبا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي «الكامل» لابن عدي عن الثوري: سماك ضعيف.
وقال جرير: أتيت سماكا فرأيته يبول قائما فرجعت ولم أسأله عن شيء.
قلت: قد خرف.
قال أبو أحمد: ولسماك حديث كثير مستقيم إن شاء الله، وقد حث عنه الأئمة وهو من كبار تابعي الكوفة، وأحاديثه حسان عمن روى عنه وهو صدوق لا بأس به.
وقال المنتجالي: تابعي ثقة لم يترك أحاديثه أحد.
قال يحيى بن معين: هو كيس، وقال أبو مسلم: تكلم مالك وسفيان في قوم: فلم يضرهم ذلك شيئا، مالك في ابن إسحاق، والثوري في سماك من أجل الشعر.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: إذا حدث عنه شعبة والثوري، وأبو الأحوص فأحاديثهم عنه سليمة، وما كان عن شريك، وحفص بن(6/110)
جميع، ونظرائهم ففي بعضها نكارة.
وقال ابن عبد البر: سمى باسم خاله سماك بن مخرمة الصحابي.
وقال أبو محمد بن حزم: كان يقبل التلقين شهد عليه بذلك شعبة وغيره وهذه جرحة ظاهرة.
2239 - (ع) سماك بن سلمة الضبي.
رأى ابن عباس وابن عمر وشريحا وروى عن: تميم بن حذلم، وعبد الرحمن بن عصمة. روى عنه: مغيرة كذا ذكره المزي لم يزد.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: سمع ابن عباس وشريحا وتميم بن حذلم.
روى عنه مغيرة وأبو نهيك يعني القاسم بن محمد، يعد في الكوفيين.
قال جرير: عن مغيرة عن سماك بن سلمة قال: دخلت على كدير الضبي فقال: صلى الله على النبي.
وذكره ابن شاهين، وابن خلفون في «الثقات».
والعجب من المزي يذكر عنه راويا واحدا وينقل توثيقه عن ابن حبان وفيه راويان عنه، وهذا إما من عدم التثبت في النقل أو النقل من غير أصل.
2240 - (حم د) سماك بن عطية البصري المربدي.
روى عن أيوب (السجستاني) كذا ذكره المزي ومن قبله صاحب «الكمال» وفيه نظر في موضعين: الأول كونه نسبه إلى المربد.(6/111)
والثاني: تفسيره أيوب بالسجستاني في المربدي بيان ذلك أن البخاري قال:
سماك بن عطية عن الحسن ثنا سليمان بن (حريث) ثنا حماد بن زيد عن سماك بن عطية عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أمر بلال أن يشفع الأذان ويقال: إن عبد الصمد سمع منه.
ثم قال بعده: سماك المربدي عن أيوب بن بشير قوله قاله لنا حفص بن عمر عن يزيد بن يزيد الخثعمي.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه».
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وكذلك ابن شاهين وكناه أبا بكر.
2241 - (د ت س) سماك بن الفضل الصنعاني الخولاني.
قال ابن أبي خيثمة: ثنا أحمد بن حبنل: ثنا عبد الرزاق عن أبيه قال: قال وهب - يعني ابن منبه -: لا يزال في صنعاء حكم ما دام سماك بن الفضل. أراه قال بها.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال ابن نمير سماك بن الفضل صنعاني ثقة.
وفي «تاريخ البخاري»: قال ابن معين: هو من الأنباء من صنعاء قاضي.
2242 - (ع م ي) سماك بن الوليد الحنفي أبو زميل اليماني سكن الكوفة وهو جد عبد ربه بن بارق الحنفي لأمه.
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، وأبو عوانة، والحاكم، وأبو علي الطوسي.(6/112)
وقال أبو عمر: أجمعوا على أنه ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه أبو زرعة وابن أبي زياد وغيرهما.(6/113)
من اسمه سمرة وسمعان
2243 - سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سوآه ابن عامر.
مات بالكوفة في ولاية عبد الملك قاله ابن حبان.
وقال العسكري: سمرة بن عمرو بن جندب، وقال بعضهم: سمرة بن جنادة بن جنب.
وقال أبو عمر: سمرة بن عمرو روى عنه ابنه جابر حديثا واحدا ليس له غيره: «يكون بعدي اثنا عشر خليفة» ولم يروه غيره. انتهى كلامه وفيه نظر لما ذكر له أبو نعيم الحافظ حديثا آخر وهو الوضوء من لحوم الإبل.
وذكره ابن سعد في «الطبقة الرابعة ممن أسلم عند الفتح وبعده» فقال: صحب النبي صلى الله عليه وسلم ورآه صلى الله عليه وسلم في الشمس فقال: «تحول إلى الظل فإنه مبارك».
وحالف سمرة بني زهرة بن كلاب وله بالكوفة عقب.
وفي كتاب «الصحابة» لابن زبر: سمرة بن جنادة بن خالد.
2244 - (ع) سمرة بن جندب بن هلال بن حديج بن مرة بن حزم بن عمرو بن جابر بن ذي الرياستين.
وكذا رأيته بخط الشيخ في مسودته التي كانت عند شيخنا عبد الكريم رحمه الله تعالى، وفيه نظر في مواضع، الأول: حديج إنما هو حديج بفتح(6/114)
الحاء وكسر الراء وبعد الياء أخت الواو جيم كذا ضبطه ابن ماكولا، وغيره.
الثاني: حزم ضبطه الشيخ بالميم وهو غلط نص عليه الرشاطي، قال: إنما هو حزن بالنون.
الثالث: ذو الرياستين تصحيف قال الرشاطي: إنما هو ذو الرأسين، قال أبو محمد: وهذا التصحيف إنما هو من عند أبي عمر بن عبد البر، لأنه نقله من كتاب ابن السكن، وهو عند ابن السكن على الصواب: الفزاري أبو سعيد، ويقال أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد، ويقال أبو عبد الرحمن، ويقال أبو سليمان.
وفي «المستوفى» لابن دحية جندب، يقال أيضا: بكسر الجيم مع فتح الدال وضمها.
وقال ابن حبان: كان أحول حليفا للأنصار، ومات أول سنة ستين وآخر سنة تسع. وقال البغوي: قبل معاوية بسنة.
وقال العسكري: مات بعد موت زياد ما بين خمس وخمسين إلى الستين.
وفي «تاريخ البخاري»: أبو عبد الرحيم يعني كنيته - آخر سنة تسع، وقال بعضهم: سنة ستين.
وفي كتاب الكلبي: أمه الكلفاء بنت الحارث بن خالد الفزارية تزوجت بعد أبيه موسى بن سنان الخدري عم أبي سعيد فولدت له ثابت بن مرة فهو أخو سمرة لأمه، وكان سمرة أصغر من رافع بن خديج، وكان يصرع رافعا، ولما أجاز النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد رافعا قال: مرني يا رسول الله إن ابني سمرة يصرعه فأمرهما فاصطرعا فصرعه سمرة فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعلم أحد أجازه عليه الصلاة والسلام وهو صغير سواه.
وفي كتاب ابن سعد: لما مرض مرضه الذي مات فيه أصابه برد شديد فأوقد(6/115)
له نار فجعل كانونا بين يديه وكانونا خلفه وكانونا عن يمينه وكانونا عن يساره فجعل لا ينتفع بذلك، ويقول: كيف أصنع بما في جوفي. فلم يزل كذلك حتى مات.
2245 - (س ق) سمرة بن سهم الأسدي ويقال القرشي.
كذا ذكره المزي وقبله صاحب الكمال. وفي كتاب الصيريفيني: الأسدي القرشي وأسد في قريش فلا مغايرة بينهما، ويزيد ذلك وضوحا أن البخاري اقتصر على نسبته في قريش.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
2246 - (د س) سمعان بن مشمرج، ويقال ابن مشنج العمري ويقال العبدي.
كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين العمري والعبدي وليس كذلك، فإن هذا منسوب إلى بني عمرة بن قيس بن همدان بن الأزهر بن جزيل بن الأزهر بن عمرو بن طارق بن أدهم بن قيس بن ربيعة بن عبد بن عليان بن أرحب، كذا ذكره الرشاطي وغيره.
وقال ابن ماكولا: في اسم أبيه خلف.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال أحمد بن صالح العجلي في «تاريخه»: تابعي كوفي ثقة.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات».(6/116)
وفي «تاريخ البخاري»: عن وكيع. مشيج وهو وهم.
وفي «رافع الارتياب» للخطيب: وهم فيه الجراح بن مليح أو وكيع فقال: المشنج بن سمعان، والصواب: سمعان بن المشنج، كذا رواه الثوري وأبو الأحوص سلام بن سليم.
2247 - (ي) سمعان أبو يحيى الأسلمي مولاهم المدني جد إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى.
لما ذكره ابن خلفون في «الثقات» نسبه خزاعيا وأسلم من خزاعة، فيما ذكره النسابون، الرشاطي وغيره.
وفي «تاريخ ابن قانع»: مولى لعمر بن عبد فهر.
وقال النسائي في «الجرح والتعديل»: ليس به بأس، روى عنه بكير بن الأشج.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»: عن أبي خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي شعبة عن موسى بن أبي عثمان عنه عن أبي هريرة: «المؤذن يغفر له مد صوته». ثم قال: أبو يحيى هذا من جلة التابعين، مولى أسلم من أهل البصرة والد أنيس، ومحمد بن أبي يحيى، وموسى بن أبي عثمان عمران من سادات أهل الكوفة وعبادهم، ولما أراد المنذري أن يتكلم على هذا الحديث قال: أبو يحيى هذا لم ينسب فتعرف حاله انتهى كلامه، وهو غير جيد لما أسلفناه.
وخرجه أيضا أبو علي الطوسي، وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري، وابن خزيمة في صحيحهم فقال: ثنا بندار عن عبد الرحمن عن شعبة ثنا موسى بن أبي عثمان عن أبي يحيى.(6/117)
من اسمه سمي وسميط
2248 - (ع) سمي المخزومي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أبو عبد الله المدني.
قال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة.
وذكره ابن شاهين، وابن حبان، وابن خلفون في «الثقات» زاد: هو عندي فوق سهيل والعلاء بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن حرملة، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، وأقوى في الحديث.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والطوسي والدارمي، والحاكم، وأبو محمد بن الجارود.
2249 - (د ت) سمي بن قيس اليماني.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وسكت عنه أبو محمد الإشبيلي سكوت تصحيح له ورد عليه ابن القطان فقال من جملة كلام فيه طول: سمي لا يعرف له حال ولم يرو عنه شيء من العلم إلا هذا الحديث يعني حديث الحمى.
ولما ذكره الترمذي وأبو علي الطوسي في كتابيهما استغرباه.
2250 - (بخ م س ق) سميط بن عمير ويقال ابن سمير السدوسي أبو عبد الله البصري.
ذكر البخاري في «تاريخه الكبير»: سميط بن عمير قاله عمران بن حدير(6/118)
وروى عاصم عن سميط بن عمير وذكر روايته عن كعب وأبي رافع.
وفي كتاب ابن منجويه: سميط بن عمير بن جبلة بن زميل بن واقد بن شراحبيل بن حرمل بن عمرو بن سدوس.
وفي قول المزي: وقال ابن حبان: في كتاب «الثقات»: سميط بن عمرو بن جبلة ركب إلى عمر بن الخطاب، ثم قال بعد كلام: وفرق ابن حبان بين سميط الذي يروي عن أنس ويروي عنه التيمي، وبين الذي ركب إلى عمر، قال: وقال ابن حبان: الذي يروي عن أنس سميط بن عمير وفي الآخر سميط بن عمير بن جبلة السدوسي. نظر وذلك أن ابن حبان ذكر في «الأفراد» من حرف السين من التابعين: سميط بن عمير بن جبلة السدوسي من أهل البصرة كنيته أبو عبد الله يروي عن أنس وعمران بن حصين روى عنه عاصم الأحول ويقال سميط بن سمير. لم يزد على هذا شيئا ولم يذكر في الطبقة الثالثة الذين رووا عن التابعين إلا سميط بن عجلان، كذا هو ثابت في غير ما نسخة من كتابه فينظر.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قيل فيه المروزي، وقيل فيه: شميط بالشين المعجمة.
وقال العجلي: وسئل عنه: أسمع من كعب؟ قال: لم يسمع منه وهو ثقة.
وفي قول المزي: وقبله صاحب «الكمال»: وجعلهما الدارقطني وابن ماكولا واحدا نظر؛ لأن ابن ماكولا إنما نقل كلام الدارقطني فإفراده بالذكر لا معنى له اللهم إلا لو قالا كما يقول الناس في الاصطلاح الحديثي قاله فلان وتبعه(6/119)
عليه فلان كان حسنا.
وقوله أيضا: وقع عند البخاري: سميط أو شميط بالشك نظر؛ وذلك أن البخاري إنما ذكر في «تاريخه» ما أسلفناه ومن خط أبي ذر الحافظ وابن الأبار وابن ياميت نقلت، والذي ذكره بالشك إنما هو شميط بن عجلان ذكره البخاري في حرف السين المهملة بعد ابن عمير، ولم يذكر في الباب غيرهما، ثم أعاد ذكره في حرف الشين المعجمة، ورد ذلك ابن أبي حاتم عن أبي زرعة في كتاب «الرد على البخاري» فقال: إنما هو شميط يعني بشين معجمة وكأنه والله أعلم لم ير أن البخاري ذكره فيها أو أراد ترجيح أحد القولين على الآخر، والله تعالى أعلم.(6/120)
من اسمه سنان
2251 - (د ت ق) سنان بن ربيعة أبو ربيعة الباهلي البصري.
قال البخاري في «تاريخه الكبير»: قال ابن معين: سمع السهمي يعني عبد الله بن بكر بن سنان بن زمعة بعدما خرف.
وفي «سؤالات الحاكم» عن الدارقطني: ليس بالقوي.
وكذا ذكره ابن الجارود، وذكره الساجي، وأبو العرب، والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وأبو حفص بن شاهين، وابن خلفون في «الثقات»، وقال: أرجو أنه لا بأس به.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: ليس بالقوي.
2252 - (م د س ق) سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي أبو عبد الرحمن ويقال أبو جبير ويقال أبو بشر البصري أخو موسى.
قال أبو أحمد العسكري فيما ذكره ابن الأثير: ولد يوم الفتح وكان شجاعا بطلا.(6/121)
وقال ابن حبان: يوم حنين، وقال البغوي: يقال: أنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، روت عنه أم عاصم أم ولد له.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
وقال في كتاب «المراسيل»: سئل أبو زرعة عن سنان بن سلمة هل له صحبة؟
قال: لا ولكن ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وسئل أبو زرعة عن حديث أبي اليمان عن جدته وأبيه أن سنانا غزا بالس فلما زالت الشمس أخذ سبع حصيات، وقال: «{حم} لا ينصرون» وحمل على العدو وقال: «كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم». فقال أبو زرعة: سنان ليست له صحبة، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما ذكره العجلي والمنتجالي قالا: هو تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، عرفه بروايته عن عمر وذكر أنه كان أميرا على البحرين، وقال في موضع آخر: وكان معروفا قليل الحديث.
2253 - (خ م د س) سنان بن أبي سنان يزيد بن أمية ويقال ربيعة الديلي المدني.
قال البخاري في «تاريخه الكبير»: الدؤلي ثم الجدري نسبة إلى الجدرة حي من الأزد حلفاء بني الديل بن بكر بن عبد مناة، قال محمد: وقال ابن مسافر عن ابن شهاب عن أبي سنن الدولي عن ابن عباس في الحج، والدول(6/122)
من حنيفة والديل من كنانة.
وفي «الثقات» لابن حبان: كان مولده سنة ثلاث وعشرين.
وقال أبو حاتم الرازي وعلي بن عبد الله التميمي في تاريخه الذي رواه عنه سليمان بن عبد الرحمن التميمي: هو من أنفس الدول.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2254 - (ق) سنان بن سنة الأسلمي المدني، يقال: إنه عم والد عبد الرحمن حرملة.
قال أبو حاتم الرازي: روى عنه ابن ابنه حرملة بن عمرو بن سنان بن سنة، زاد في الاستيعاب: ومعاذ بن سعوة.
وقال ابن حبان: يقال إنه توفي سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه.
وذكره ابن سعد في «الطبقة الثالثة من الصحابة الذين شهدوا الخندق وما بعدها».
ألهاك عن رؤية تاريخه ... ما قلت قد رويته عاليا
2255 - (ت) سنان بن هارون البرجمي أبو بشر الكوفي وأخو سيف.
ذكر الحاكم في «تاريخ نيسابور»: أن محمد بن يحيى الذهلي سئل عنه فقال: ثقة.(6/123)
وقال أبو حاتم الرازي: شيخ.
وقال الساجي: ضعيف الحديث منكر الأحاديث.
ولما ذكره العقيلي في «جملة الضعفاء» قال: ضعفه يحيى.
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: هو أعجب إلي من أخيه سيف.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، يروي المناكير عن المشاهير.
وقال يحيى بن معين: ليست أحاديث بشيء.
وقال ابن عدي: ولسنان أحاديث وليس بالمنكر عامتها وأرجو أنه لا بأس به.(6/124)
من اسمه سنيد وسنين
2256 - (ق) سنيد واسمه حسين بن داود المصيصي المحتسب أبو علي.
ذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات».
وذكره الحافظ مسلمة بن قاسم الأندلسي في «جملة الضعفاء»، وكذلك الساجي.
وزعم أبو الفرج بن الجوزي أن النسائي وأبا داود تكلما فيه، قال: ووثقه غيرهما.
وفي كتاب «الألقاب» للشيرازي: روى عنه ابنه جعفر بن سنيد، وكذا نص عليه أيضا ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين».
2257 - (خ كد كن) سنين أبو جميلة السلمي ويقال الضمري.
كذا ذكره المزي ويشبه أن يكون الضمري تصحيفا من الضميري؛ وذلك أن الضميري في سليم كذا ذكره الرشاطي، وقبله أبو علي الهجري في «أماليه» ويكون صوابه على هذا السلمي ثم الضميري، وسماه ابن حبان: سنين بن واقد.
وفرق البغوي بين سنين بن واقد الظفري، وبين سنين أبي جميلة.(6/125)
وذكر أبو سليمان بن زبر أنه شهد حنينا، وأما أبو أحمد العسكري فذكره في جملة من ولد في أيامه صلى الله عليه وسلم ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وفي موضع آخر ذكره في «باب من ولد في الهجرة».
وفي «تاريخ أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني» عن ابن معين: ليست له رؤية. (في) النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب أبي نعيم: التقط منبوذا فسأل عنه عمر فأثنى عليه خيرا فأنفق عليه من بيت المال وجعل ولاءه له.
زاد في «التاريخ»: ويقال إنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
وللمنبوذ أصل في صحيح البخاري معلقا.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي المدينة، وقال: هو من أنفس بني سليم، له أحاديث، سمع من عمر بن الخطاب.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال ابن عيينة عن الزهري سنين، وقال ابن أبي أويس: سنين. قال محمد: كان ابن عيينة وسليمان بن كثير يثقلان سنينا
كذا بخط ابن ياميت وغيره، وكذا نقله عنه الغساني في كتابه «تقييد المهمل»، ورأيت حاشية بخط أبي ذر الحافظ في نسخة أخرى سنين.
وفي كتاب «الكنى» لأبي عبد الرحمن النسائي: أنبا محمد بن منصور عن سفيان عن إبراهيم قال: سمعت سنينا أبا جميلة يحدث عن سعيد بن المسيب.(6/126)
وذكره خليفة بن خياط في «الطبقة الثانية من أهل المدينة» بعد سليمان بن يسار وأخويه وبعد عطاء الليثي المتوفى سنة سبع ومائة.
وذكره في التابعين - أيضا - جماعة منهم: ابن خلفون. فإنكار المزي قول هاشم بن مرثد الطبراني عن يحيى قوله: ليس لسنين روية من النبي صلى الله عليه وسلم غير جيد؛ لأمرين، الأول: لما أسلفناه قاصدا قول يحيى.
الثاني: أن هاشما هذا لا يحسن فيه أن يقال هكذا قال هذا الرجل عن يحيى مستغربا قوله ومقللا أمره، فإنه ممن روى عن يحيى تاريخا معتمدا عند العلماء وممدوحا بينهم روياناه عنه بسند صحيح متصل.(6/127)
من اسمه سهل
2258 - (ت) سهل بن أسلم العدوي مولاهم أبو سعيد البصري.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال ابن حبان: لست أعرف له عن حميد سماعا يعني المذكور بالرواية عنه عند المزي.
وقال أبو الحسن بن المديني: كان سهل بن أسلم ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: سمع الحسن مرسل.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن شبابا أرخ وفاته سنة إحدى وثمانين ومائة مستدركا على شيخه وحرصت أن أجد شبابا ذكره في كتابيه «الطبقات» و «التاريخ» فلم أره ولم يذكر العلماء له غير هذين الكتابين فينظر والله تعالى أعلم.
وللنيسابوريين شيخ آخر يقال له:
2259 - سهل بن أسلم.
روى عن: يحيى بن يحيى، ومكي بن إبراهيم، وحفص بن عبد الرحمن ذكره الحاكم. - وذكرناه للتمييز.
2260 - (م 4) سهل بن أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني.
خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والطوسي والحاكم.(6/128)
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في كتابه «الثقات».
وقال أبو حاتم: ليست له صحبة ولأبيه صحبة.
وذكره مسلم في الثانية من أهل المدينة، وقال: هو أخو داود بن أبي أمامة.
2261 - (خ د س) سهل بن بكار بن بشر الدارمي ويقال البرجمي ويقال القيسي أبو بشر البصري المكفوف.
كذا ذكره المزي والذي يظهر أنه منسوب إلى قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة من تميم أبي البراجم والبراجم (تد) مع عبد الله بن دارم فيما قاله الكلبي فتلخص من هذا أن النسب التي غاير بينها المزي واحد لأن قيسا هو أبو الراجم على ما أسلفناه، والبراجم دخلت مع دارم. والله تعالى أعلم.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سهل بن بكار صدوق.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري عشرة أحاديث.
وفي كتاب «النبل»: مات سنة سبع وقيل سنة تسع وعشرين ومائتين.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
وقال ابن قانع: بصري صالح.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري.(6/129)
2262 - (د) سهل بن تمام بن بزيع الطفاوي السعدي أبو عمرو البصري.
كذا ذكره المزي وفيه إشكال؛ وذلك أن طفاوة هي: أم ولد أعصر بن سعد بن قيس بن مضر ولم أر من نسب إلى سعد هذا أحدا مع كثرة السعود المنسوب إليهم عند الرشاطي، وابن السمعاني، وغيرهما فينظر.
2263 - (ع) سهل بن أبي (حثمة) و (اسمه عبد الله) وقيل عامر بن ساعدة الخزرجي الأنصاري أبو عبد الرحمن ويقال أبو يحيى ويقال أبو محمد المدني.
قال أبو حاتم الرازي عن بعض ولده: بايع تحت الشجرة وكان دليل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أحد وشهد المشاهد كلها إلا بدرا. وقال الواقدي: مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين وقد حفظ عنه، قال المزي: وهذا خلاف ما حكاه ابن أبي حاتم هذا جميع ما ذكره به المزي وفيه نظر من حيث اقتصاره على هذين القولين وعدم مناقشتهما، فلنبين عنه فنقول: أما قول أبي حاتم فزعم جماعة من العلماء وأقربهم متأولا ابن القطان قال: إن هذا شيء لا يصح عندهم البتة والغلط فيه من هذا الرجل الذي لا يدري من هو، وإنما الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم خارصا وأبو بكر بعده وعمر وكان دليل النبي عليه السلام إلى أحد وشهد المشاهد أبوه أبو (حثمة) كذا ذكره محمد بن جرير الطبري وغيره، وتوفي أول خلافة معاوية، وبهذا كله ذكره أيضا أبو عمر بن عبد البر.
وأما ما روي من قوله: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث». فإني لا أبعد أن يكون قد سمعه سهل وهو بسن من يضبط، ولعله سمع ذلك آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.(6/130)
لغيره فإن قيل: فالحديث الذي ذكره الدارقطني عن سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه خارصا وفيه: فجاء رجل فقال: يا رسول الله إن أبا (حثمة) قد زاد علي في الخرص. . .» الحديث قلنا لا يصح لضعف رجاله؛ ولأن بعضهم اتهم بالوضع، وأيضا فإن في لفظ هذا الخبر ما يدل على الخلل الواقع فيه، ولو صح، وذلك قوله: إن أبا (حثمة) زاد علي» فهذا يدل على أن صواب الخبر إنما هو: عن سهل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أباه خارصا يؤكد ذلك ويثبته أن سهلا إنما يكنى أبا يحيى، كذلك كناه كل من ذكر كنيته.
وذكر البغوي بعد قوله: أنه كان صغيرا أن أبا هريرة قال: قال سهل بن أبي (حثمة): لقد ركضني بكر بن معقل صاحبنا وأنا غلام وقد علم أن خيبر كانت أول سنة سبع، فإن كان قبل عبد الرحمن بعد فتحها فقد قارب سن سهل سن من يضبط، وإن كان قبله قبل فتح خيبر، وكانت صلحا فذلك أبعد لضبطه.
قال أبو الحسن: وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وسهل ابن ثمان سنين، في قول كل من رأيته تعرض لسنه.
وقال ابن منده: قول الواقدي أصح يعني من قول أبي حاتم.
وقال أبو عمر: قول الواقدي أظهر وسما أباه أيضا عبيد الله.
وممن قال كقول الواقدي ولم يذكر غيره: ابن حبان، وابن سعد، والباوردي، والطبري، وابن السكن، والكلاباذي، واللالكائي، وأبو أحمد، وغيرهم ومنهم من عين مولده سنة ثلاث من الهجرة. والله تعالى أعلم.
وقال بعض المصنفين من المتأخرين: قلت: أظنه مات زمن معاوية. انتهى وهو كما قيل أتا سمعا فأجابه؛ نحن ما ننتفع بكلام أبي حاتم إلا بدليل، يقبل(6/131)
كلامه هو بغير دليل لا سيما من غير جزم بل بظن وإن بعض الظن لإثم.
المتوفى زمن معاوية هو أبوه علي ما أسلفناه. والله الموفق.
2264 - (م 4) سهل بن حماد العنقري أبو غياث الدلال البصري.
قال المزي: قال ابن قانع: توفي سنة ثمان ومائتين، وكأنه لم ينقله من أصل إذ لو كان كذلك لرأى فيه بعد ذكر وفاته: بصري صالح.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: توفي سنة ست ومائتين.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة، والحاكم، والطوسي، وأبو محمد الدارمي.
وفي كتاب «الداني»: روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء.
ولما ذكره البزار في مسنده قال: هو ثقة، وكذا قاله العجلي في «تاريخه».
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى عنه فقال: من سهل هذا؟
قلت: هذا الذي مات قريبا ثنا عنه أبو مسلم وغيره قال: لا أعرفه. قال عثمان: هو صاحب أبي عوانة ليس به بأس انتهى.
ذكر المزي عن عثمان: قال يحيى: لا أعرفه. فقط وكأنه لم ينقله من أصل إذ لو كان كذلك لرأى ما ذكرناه وكأنه إنما أخذه من كتاب ابن أبي حاتم وأسقط ذكر الواسطة على عادته.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وذكره مسلم بن الحجاج، وعلي بن المديني في الطبقة التاسعة من أصحاب شعبة بن الحجاج مع سعيد بن الربيع، وأبي النعمان العجلي، ويحيى بن كثير(6/132)
أبي غسان، ويوسف بن يعقوب، ومسلم بن إبراهيم.
وقال ابن عدي: وقول يحيى عنه لا أعرفه هو كما قال: لأنه ليس بمعروف ولم يحضرني له حديث فأذكره.
2265 - (د س) سهل بن الحنظلية وهي أمه وقيل أم أبيه وقيل أم جده واسمها أم إياس بنت أبان بن دارم بن مالك بن حنظلة وهو سهل بن عمرو ويقال ابن الربيع ويقال ابن (عفيف) بن عمرو الأنصاري الأوسي.
قال ابن عبد البر: كان فاضلا معتزلا عن الناس كثير الصلاة والزكاة، لا يجالس أحدا مات بدمشق في أول خلافة معاوية.
وفي «تاريخ دمشق»: قال أبو مسهر: ولا أعلم أحدا ينسب إلى صحبة سهل بن الحنظلية ولا إلى الرواية عنه وكان يصفر لحيته.
وفي «تاريخ البخاري»: سهل بن الحنظلية تميمي.
وفي «معجم الطبراني الكبير»: ثنا التستري ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثنا المطعم بن المقدام عن الحسن بن أبي الحسن أنه قال لابن الحنظلية:
حدثنا حديثا سمعته من رسول الله، قال سمعته يقول: «الخيل معقود في نواصيها الخير».
وفي «معجم البغوي» كان يسكن المدينة، وقال ابن قانع، وبعده ابن(6/133)
الجوزي اسم (ابنه) عبيدة.
وفي «الصحابة» للترمذي: سهل بن حنظلة ويقال ابن الحنظلية الأنصاري.
وفي الصحابة آخر يقال له:
2266 - سهل بن الحنظلية العبشمي.
قال البخاري في «تاريخه»: هذا غير الأنصاري. – ذكرناه للتمييز.
2267 - (ع) سهل بن حنيف بن واهب بن الكليم الأوسي الأنصاري أبو ثابت وقيل أبو سعيد ويقال أبو سعد ويقال أبو عبد الله ويقال أبو الوليد المدني أخو عثمان ووالد أبي أمامة.
قال ابن سعد في «الطبقات الكبير»: أمه هند بنت رافع بن عميس بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس من الجعادرة، وأخواه لأمه عبد الله والنعمان ابنا أبي حبيبة بن الأزعر، ولسهل من الولد: أبو أمامة وعثمان وسعد، ولسهل اليوم عقب بالمدينة وبغداد، قالوا: وآخا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي بن أبي طالب، وشهد بدرا ولم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم من أموال بني النضير أحدا من الأنصار إلا هو وأبا دجانة، وكانا فقيرين، وكان عمر يقول: ادعو إلي سهل غير حزن يعنيه.
وعن عبد الله بن معقل: لما توفي كبر عليه علي بن أبي طالب خمسا ثم التفت إليهم فقال: إنه بدري وكان يكبر على الجنائز في سلطانه أربعا أربعا،
وفي رواية عمير بن سعد كبر عليه خمسا فقالوا: ما هذا التكبير؟ فقال: هذا سعد بن حنيف من أهل بدر، ولأهل بدر فضل على غيرهم، فأردت أن أعلمكم فضلهم.(6/134)
وذكره في البدريين: الزهري فيما ذكره موسى بن عقبة، والحاكم في «الإكليل»، وابنه أبو أمامة فيما ذكره البغوي، وأبو عبيد بن سلام، وأبو نعيم الفضل، ومحمد بن إسحاق في «السير والمغازي»، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه»، والمعتمر بن سليمان عن أبيه في كتاب «السير» تأليفه، وأبو معشر، والكلبي عن أبيه، وخليفة بن خياط، والبخاري وأبو حاتم الرازي وعروة بن الزبير فيما ذكره الطبراني، والهيثم بن عدي ويحيى بن معين فيما حكاه أبو بكر بن أبي خيثمة، وغيرهم من القدماء، وأما من تأخر عن هؤلاء فأضربنا عن ذكرهم طلبا للعلو وأخذ الشيء من غير وساطة. وذكر المزي شهوده بدرا من عند أبي عمر بن عبد البر وحده.
انظر إلى هذا النزول فإنه ... يزرى بذي العلم الذي طلب العلا
هل لا علوت كما علوت بما به ... طال الكتاب وما شفيت به الجوى
وفي «معجم الطبراني»: واهب بن حكيم وقيل عكيم روى عنه: أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري، وعثمان بن أبي أمامة بن سهل، ورفاعة بن (شبل) الجهني، وسعيد بن ذي حدان.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي نعيم: كان حسن الجسم فاعتانه عامر بن ربيعة فليط به. توفي بالعراق بعد صفين سنة سبع وثلاثين.
وفي كتاب ابن حبان: كبر علي عليه أربعا.(6/135)
ولما ذكره المرزباني في «المعجم» أنشد له ما قاله يوم أحد:
اللهم إني تائب من ذنبي ... ومن فراري وحديث صحبي
رب فنيت قدمي وقلبي ... سبحانك اللهم أنت حسبي
2268 - (ق) سهل بن زنجلة وهو سهل بن أبي سهل وسهل بن أبي الصعداء وسهل بن أبي السعدي الرازي أبو (عمر) الخياط الحافظ الأشتر.
قال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: رازي ثقة.
وفي «تاريخ أبي إسحاق الحربي»: وسئل أبو إسحاق عن حديث سهل بن زنجلة عن مكي عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا فقال: ما خلق الله تعالى من هذا شيئا لو كان من من هذا شيئا كان في الموطأ.
وفي «تاريخ الخطيب»: قال مكي: حدثتهم عن مالك بالبصرة عن نافع فذكر الصلاة على النجاشي وهو خطأ، إنما حدثنا مالك عن الزهري عن سعد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا.
وكناه أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات» الذي زعم أنه نقل توثيقه من عنده: أبا عثمان، كذا هو ثابت في نسختين جيدتين إحداهما بخط أبي إسحاق الصريفيني الحافظ.
وفي «تاريخ القدس»: رازي ثقة من أهل الري متفق عليه ذو تصانيف رحال، سمع جرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن سليمان، ومروان بن معاوية وأبا ضمرة أنس بن عياض، وعبد الله بن إدريس، وعبد الرحمن بن مهدي، وعمرو بن خالد الحراني.(6/136)
2269 - (ع) سهل بن سعد بن مالك الساعدي أبو العباس ويقال أبو يحيى المدني، وقيل: سهل بن سعد بن سعد بن مالك. والأول أصح.
ذكر أبو القاسم الطبراني في «الكبير»: عن أبي حازم أن سهلا كان في مجلس قومه وهو يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضهم مقبل على بعض يتحدثون فغضب وقال: والله لأخرجن من بين أظهرهم ثم لا أرجع إليهم أبدا، قال أبو حازم: فقلت له: إلى أين تذهب؟ قال: أجاهد في سبيل الله تعالى. قلت: ما بك جهاد وما تستمسك على الفرس، وما تستطيع أن تضرب بالسيف، وما تستطيع أن تطعن بالرمح! قال: يا أبا حازم أذهب فأكون في الصف فيأتين سهم عابر أو حجر فيرزقني الله الشهادة. قال: فذهب لعمري فما رجع إلا مطعونا.
قال أبو حازم: وكان قد أحصن سبعين امرأة فإما متن أو فارقهن كان لا يرى بذلك بأسا، روى عنه: أبو هريرة وسعيد بن المسيب.
وقال ابن حبان: كان اسمه حزنا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلا.
وقال العسكري: مات وهو ابن مائة سنة أو أكثر.
وقال الواقدي: عاش مائة سنة.
وكذا ذكره إبراهيم بن المنذر في كتاب «الطبقات» وأبو نعيم الحافظ، وأبو حاتم الرازي بلفظ أو أكثر، وابن زبر، والقراب عن علي بن المديني وغيرهم.
وقال ابن فتحون: وهو أخو سهيل وله صحبة.
وفي قول المزي: تبعا لصاحب الكمال قال ابن سعد: توفي(6/137)
بالمدينة ليس بيننا في ذلك اختلاف نظر لأن الذي قال هذا ابن سعد عن شيخه محمد بن عمر وعن شيخه عبد الله ليس لابن سعد منه إلا الرواية. والله تعالى أعلم.
وفي كتاب أبي زكريا ابن منده: قال أبو بكر بن أبي داود: مات بالإسكندرية.
وفي كتاب البغوي: كان يصفر لحيته، وكانت له وفرة وعن قتادة قال: آخر من مات بمصر سهل بن سعد، قال البغوي: كذا قال بمصر وهو وهم وعنه
قال: كنت أصغر أصحابي بتبوك كنت شفرتهم يعني خادمهم.
وذكره ابن سعد في «الطبقة الثالثة الذين شهدوا الخندق وما بعدها» قال: وأمه أبية بنت الحارث بن عبد الله بن كعب بن مالك وله من الولد مصعب وعمرو والأشعث وفي «الطبقات» لخليفة اسمها أميمة.
وفي قول المزي: سهل بن سعد بن مالك ويقال: سعد بن سعد بن مالك والأول أصح نظر لأني لم أر له فيه سلفا، والظاهر أنه رأى بعض كتب الصحابة وفيه سعد بن مالك ورأى في بعضها سعد بن سعد فظنه تصحيفا أو متكررا، فأقدم على تضعيفه بغير برهان، ولو رأى كتب النسابين لعلم أن ما قاله غير جيد وأن الصواب عليه؛ هذا الكلبي، وابن سعد، وأبو سعيد بن يونس في «تاريخ مصر»، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن البرقي، وأبو عبيد بن سلام في كتاب «الأنساب» تأليفه، والبلاذري، والباوردي لما ذكروه قالوا: سهل بن سعد بن سعد لم يذكروا في ذلك خلافا، ومنهم من قال: ولد سعد بن مالك سعدا وولد سعد بن سعد سهلا وهو: الكلبي، والبلاذري، وابن عبيد (ورهم) والله تعالى أعلم، وتبعهم على ذلك جماعة من المتأخرين.
فيا ليت شعري بعدهم من ترى ... له صواب مقال قله كيما نفيده(6/138)
2270 - (د س) سهل بن صالح بن حكيم الأنطاكي أبو سعيد البزار.
قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: ربما أخطأ انتهى الذي في كتاب «الثقات»: سهل بن صالح بن سعيد أبو سعيد الأنطاكي ربما أخطأ.
وخرج أيضا حديثه في «صحيحه» عن الحسين بن عبد الله القطان، ثنا سهل بن صالح بن سعيد الأنطاكي عن يزيد بن هارون فذكر حديثا.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة روى عن معاذ بن معاذ.
وفي كتاب الجياني: لا بأس به.
وقال الحافظ أبو زكريا بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي في كتابه «طبقات المحدثين من أهل الموصل»: ومنهم سهل بن صالح القطان وهو ابن عم بني حفص القطان روى عن: سابق الحجام، وسالم الدورقي الموصلي، ومعاوية بن هشام، وسعيد بن عامر، وأحمد بن حمدون، والوليد بن مضاء وغيرهم. أنبا ابن زياد قال: سمعت علي بن حرب يقول: سهل بن صالح مولانا، ورحل إلى أنطاكية وحدث بها ومات هناك. قال: وكان ثقة.
وفي «النبل» لأبي القاسم: يكنى أبا سعيد ويقال: أبو معيوف.
2271 - (قد) سهل بن أبي الصلت العيش البصري السراج.
قال أبو القاسم البلخي: ذكره ابن قتيبة رواية سهل عن الحسن «رأيته يصلي بين سطور القبور». أهل الحديث مقرون بأن هذا باطل؛ لأن الحسن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الصلاة بين القبور.
وفي «كتاب» أبي العرب - عنه، عن بعض أهل التمييز للرجال -: وضع سهل السراج حديث الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجز طلاق المريض.(6/139)
وقال (ابن عباس) عن ابن معين: بصري ثقة.
وقال أبو داود عن أحمد: مقارب الحديث إلا أن عنده حديثين منكرين، الحسن عن عثمان: «ظلل وهو محرم»، وأن عثمان قال: من استأجر أجيرا فليعطه أجره.
وقال الفلاس: كان عبد الرحمن يحدث عنه.
وقال الساجي: صدوق، وكان يحيى بن سعيد القطان لا يرضاه ويقول: روى أشياء مناكير.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال ابن عدي: هو في عداد من يجمع حديثه من شيوخ البصرة، وهو غريب الحديث وأحاديثه المسندة لا بأس بها ولعل جميع ما أسنده - إذا استقصى - عشرين حديثا أو ثلاثين حديثا.
2272 - (م) سهل بن عثمان بن فارس الكندي أبو مسعود العسكري الحافظ. نزيل الري.
قال أبو نعيم الحافظ في «تاريخ أصبهان»: قدم أصبهان سنة ثلاثين وخرج منها سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وكان كثير الحديث والفوائد روى عن(6/140)
يحيى بن يمان. روى عنه: عبيد بن الحسن الغزال، وإبراهيم بن يوسف.
وخرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان وأبو عبد الله الحاكم وأبو محمد الدارمي.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه مسلم عشرين حديثا.
2273 - (د س) سهل بن محمد بن الزبير العسكري أبو سعيد، وقيل: أبو داود.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ثقة روى عن أبي الأحوص سلام بن سلم.
وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وعشرين ومائتين.
ونسبه في «النبل» أهوازيا.
2274 - (د س) سهل بن محمد بن عثمان أبو حاتم السجستاني النحوي المقرئ البصري.
قال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: أرجو أن يكون صدوقا، وروى ابن خزيمة عنه في «صحيحه».
وخرج ابن حبان حديثا أيضا في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، ولما روى عنه البزار في «مسنده» قال: مشهور لا بأس به.
ولما ذكره المرزباني في «معجمه» أنشد له:
أوليس منك بدا الجفا ... وكان بدو الاجتناب
ماذا أتيت فمرحبا ... ومصاحبا عند الذهاب
وإذا هممت بأن تسير ... فسر لمنقطع الأسراب(6/141)
وأنشد له أيضا:
نصبوا للحم للبزاة ... على ذروتي عدن
ثم لاموا البزاة أن ... خلفت فيهم الروسن
لو أرادوا عفاف ما ... نقبوا وجهه الحسن
وقال الحاكم: من كبار محدثي البصرة.
وذكر حمزة في كتاب «التصحيف» أنه قرأ يوما على الأصمعي: «أغنيت شاني فأغنوا اليوم شانكم» فقال شاتي بالتاء. فقال الأصمعي مسرعا: فيما غزا اليوم بمسلم إذا، وأشار بيده إلى أبي حازم فضحك به الحاضرون.
وذكره أبو الطيب في «مراتب النحويين» أن أبا حاتم قال كنت من خوارج سجستان فكان أبو عبيدة يقربني، لذلك قال: وكان أبو حاتم في زمانه الفقه والإتقان والنهوض باللغة والقرآن مع علم واسع بالإعراب أيضا، وكتبه في نهاية الاستقصاء والحسن والتبيان، ولما توفي رثاه الرياشي بأبيات منها:
ماتت بشاشة أهل العلم والأدب ... مذيل سهل وآسى غير مقترب
من للعريب وللقرآن نسأله ... إذا تغوى معناه ولم نصب
وزعموا أنه كان يصم (العول).
وفي «التهذيب»: كان أحد المتقنين جالسه شمر وابن حمدويه وابن قتيبة ووثقاه.
وقال الدارقطني في «الطبقات»: أخذ القراءة عرضا عن ابن يعقوب، وهو أكبر أصحابه وله اختيار في القراءة، وقال المازني: لو أدركه سلام معلم الحضرمي لاحتاج أن يأخذ علم القرآن منه.
وأنشد يعقوب وأبو حاتم يقرأ عليه:(6/142)
أسمع القرآن إذا يقرؤه ... سهل القارئ زين القراءة
وقال أبو عثمان الخزاعي: كنت بين النائم واليقظان فسمعت قائلا يقول:
أبو حاتم عالم بالعلوم ... فأهل العلوم له كالخول
عليكم أبا حاتم أنه له ... بالقراءات علم جدل
فإن تفقدوه فلن تدركوا ... له ما حييتم بعلم بذل
وفيه يقول أبو عمرو البصري:
إلى من تفزعون إذا فجعتم ... بسهل يعديه في كل باب
ومن ترجونه من بعد سهل ... إذا أوري وغيب في التراب
ولما مات قال الرياشي: رحمه الله ذهب معه بعلم كثير.
وفي «الصحابة» للعسكري: كان واحد عصره في فنه ومع ذلك فقد قيل فيه: إذا أسند القوم أخبارهم فإسناده الصحف والهاجس، وقال المعيطي: نزيل البصرة وعالمها باللغة والشعر حسن للعلم بالعروض وإخراج المعمى، ولم يكن حاذقا بالنحو وله مصنفات كثيرة في اللغة والقرآن، وعليه اعتمد ابن دريد في أكثر اللغة، وكان يتهم بالميل إلى الصبيان، وكان بريئا من ذلك، وإنما كان كثير الدعابة، فوجد أعداؤه بذلك سبيلا إلى عرضه.
2275 - (بخ د ت ق) سهل بن معاذ بن أنس الجهني شامي نزيل مصر.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن ابن حبان لم يذكره في «الثقات»، وسكت عنه إنما أتبعه ما يؤذن بضعفه عنده، وكأن الشيخ على العادة لم يره في أصل إذا لو رآه في أصل ما جاز له مثل هذا الكلام، والإقدام عليه يبين لك ما قلناه بذكر كلامه بعينه - ومن أصله أنقل - قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: سهل بن معاذ بن أنس الجهني يروي عن أبيه، روى عنه يزيد بن أبي حبيب. وزبان بن فائد عداده في أهل مصر لا يعتبر بحديثه ما كان من رواية زبان عنه.(6/143)
وقال في «المجروحين»: منكر الحديث جدا، فلست أدري أوقع التخليط في حديثه منه أو من زبان؟ فإن كان من أحدهما فالأخبار التي رواها ساقطة وإنما اشتبه هذا؛ لأن راويها عن سهل بن معاذ، زبان إلا الشيء بعد الشيء، وزبان: ليس بشيء.
وخرج أبو بكر ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وابن الجارود.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مصري تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
2276 - (س) سهل بن هاشم بن بلال الحبشي أبو إبراهيم، ويقال: أبو زكريا الدمشقي.
ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
2277 - (خ 4) سهل بن يوسف الأنماطي أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد الله البصري.
ذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الثالثة من أصحاب شعبة مع محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي عدي، وعلي بن نصر، وعمرو الأغضف.
وذكره علي بن المديني في الطبقة الرابعة منهم سمع أبا داود الطيالسي، وبشر بن السري.
وذكره الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل» فقال: ثقة.(6/144)
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة وأبو علي الطوسي.
وقال الساجي: صدوق قدري والذي وضع منه القدر.
قال ابن معين: كان القدر أحسن أحواله.
وذكر المزي أن ابن حبان ذكره في «الثقات» وأغفل منه - لعدم رؤية الأصل ما ليس في كتابه وهو - مات سنة تسعين ومائة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» نسبه، سليما. وقال: روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء وأبي الأشهب، روى عنه الحروف: أبو حاتم السجستاني، وروى الحديث عن عمران بن حدير السدوسي، روى عنه ابن المديني. قال ابن خلفون: تكلم في مذهبه ونسب إلى القدر.(6/145)
من اسمه سهم وسهيل
2278 - (م) سهم بن منجاب بن راشد الضبي الكوفي.
قال أحمد بن صالح العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان وابن خزيمة ونسبه البخاري في «تاريخه الكبير» سعديا ولا يجتمع مع ضبة بحال.
2279 - (4) سهيل بن أبي حزم مهران، ويقال: عبد الله القطعي أبو بكر البصري. أخو حزم بن أبي حزم، وعم محمد بن يحيى بن أبي حزم ومحمد بن عبد الواحد بن أبي حزم.
قال أبو حاتم بن حبان: مات قبل حزم أخيه ومات حزم سنة خمس وسبعين ومائة، تفرد سهيل عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، سمعت الحنبلي سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن سهيل أخي حزم فقال: ضعيف.
وقال الساجي: ليس بالقوي، وروى عنه: ابن عيينة، وهدبة بن خالد حديثين عن أنس تفرد بهما. يقال: إنه منكر الحديث.
وذكره أبو العرب والعقيلي وابن الجاود في «جملة الضعفاء».(6/146)
وقال ابن عدي: ولسهيل غير ما ذكرت من الحديث قليل وقد حدث عنه غير من ذكرتهم ومقدار ما يروي من الحديث إفرادات يتفرد بها عمن يروي عنه.
وقال العجلي: بصري ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وذكره أيضا في «الثقات» ابن شاهين.
قال المزي ومن الأوهام:
2280 - سهيل بن خليفة بن عبدة أبو سوية الفقيمي البصري.
روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن حجيرة، وقيس بن عاصم المنقري، روى عنه ابنه عبد الملك وعمرو بن الحارث، روى له أبو داود هكذا ذكر - يعني - صاحب «الكمال» هذه الترجمة وفيها عدة أوهام منها:
قوله: روى عن ابن حجيرة، روى عنه عمرو بن الحارث، وإنما يروي عن قيس بن عاصم وعنه ابنه عبد الملك كما ذكر أبو حاتم انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن أبا حاتم الرازي لم يذكر هذا الرجل البتة لا في «الأسماء» ولا في «الكنى» التي آخر الكتاب فينظر.(6/147)
وقوله: إنما يروي عن قيس. فيه نظر؛ لأن البخاري ذكر غيره وسيأتي ذكره قريبا.
قال المزي: ومنها قوله: روى عن عبد الله بن عمر وإنما يروي عن أبي حجيرة عن عبد الله بن عمرو بن العاص انتهى كلامه، وفيه نظر؛ لأنه قد قال قيل: إنه لا يروي عن ابن حجيرة وهنا ذكر روايته عنه، وأيضا فإمام هذه الصنعة والمقدم فيها على الجماعة ذكر في «تاريخه الكبير» أن سهيلا أبا سوية الفقيمي البصري سمع ابن عمر قوله وكذا ذكره – أيضا – ابن حبان.
قال المزي: ومنها قوله: وقد وهم في هذه الترجمة غير واحد من المتقدمين منهم أبو حاتم الرازي؛ فإنه ذكر في الرواة عنه عبد السلام بن حرب، وهو وهم فإنه لم يدركه ولا أحدا من أهل طبقته، والأشبه أن يروي عن ابنه عبد الملك عنه انتهى كلامه، وفيه نظر؛ وذلك أنه ما يدري رحمه الله تعالى أيخثر أم يذيب برد قول أبي حاتم بقوله؟ والأشبه نعوذ بالله من الإعجاب وما أدري أن البخاري نص على روايته أيضا عنه فقال: روى عنه عبد السلام بن حرب وابنه عبد الملك.
وكذا ذكره يعقوب بن شيبة في «مسنده».
قال المزي: وذكر أبو عمر في «الكنى» أنه جد العلاء بن الفضل بن عبد الملك، والعلاء بن الفضل منقري لا فقيمي إلا أن يكون وقع في نسبه اختلاف أو يكون منقري الآباء فقيمي الأخوال. انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن أبا عمر ليس بأبي عذرة هذا القول قد قاله قبله الدارقطني وبعده أبو نصر(6/148)
ابن ماكولا الذي رد به المزي قول صاحب «الكمال» في أن أبا سوية مصري لا بصري، ويشبه أن يكون نقله مقلدا غيره إذا لو كان من أصل لرأى فيه ما عابه على أبي عمر - وأغفل هنا المزي أيضا ما نقله عن ابن حبان في ترجمة أبي سوية المصري -: أبو سويد اسمه: حميد بن حميد وقد غلط من قال: أبو سويه وغفل أيضا ما ذكره أبو عمر في كتاب «الكنى» الذي نحن الآن بصدده وأظنه معذورا؛ لأنه نقل من غير أصل.
قال أبو عمر: أبو سوية سهل بن خليفة بن عبدة الفقيمي، ويقال: سهيل بن خليفة والأول أكثر، وأظن أبا عمر تبع الدولابي فإنه سماه سهلا من غير تردد والله تعالى أعلم، وكذا ألفيته أيضا في «تاريخ الفسوي».
وقال أبو نعيم الأصبهاني في كتاب «الصحابة»: سهيل بن خليفة أبو سوية المنقري نسيب قيس بن عاصم عداده في المهاجرين، وقيل: اسمه محمدا وكذا ذكره ابن الأثير عن ابن منده.
ولما ذكره أبو الفرج البغدادي في «جملة الصحابة» قال: فيه نظر.
وقال ابن حبان في «الثقات»: أبو السوية من أهل البصرة اسمه: سهيل بن عاصم الفقيمي، وقد قيل: اسمه قيس بن عاصم يروي عن ابن عمر، روى(6/149)
عنه عبد الملك بن أبي سوية.
2281 - (ع) سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان أبو يزيد المدني مولى جويرية الغطفانية، أخو صالح ومحمد وعبد الله.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: كان يخطئ ومات في ولاية أبي جعفر المنصور.
وقال ابن سعد: مثله زاد، وهو: أخو عباد وكان سهيل ثقة كثير الحديث.
وفي «تاريخ البخاري»: كان سهيل مات له أخ فوجد عليه فنسي كثيرا من الحديث.
وقال الحافظ أبو بكر السمعاني في «الأمالي»: روى عنه مالك في الموطأ، ومالك هو المرجوع إليه في مشايخ المدينة.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة» عن يحيى: لم يزل أصحاب الحديث يتقون حديثه.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد عن يحيى: ليس بذاك، وسئل عنه مرة أخرى فقال: ضعيف.
وفي «تاريخ أبي جعفر العقيلي» عنه: صويلح وفيه لين.
وقال أحمد بن صالح المصري: سهيل (من المتقنين وإنما ترى غلطا في حديثه(6/150)
إلا ممن يأخذ عنه).
وقال ابن مردويه في «كتاب أولاد المحدثين»: كانوا ستة إخوة فزاد: عبادا ويحيى.
وقال الخليل: ثقة.
ولما ذكر له ابن القطان حديثا قال: وهذا مما ظهر فيه اختلاطه.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: وسألته - يعني الدارقطني -: لم يترك البخاري حديث سهل في كتابه الصحيح؟ فقال: لا أعرفه له عذرا فقد كان النسائي إذا مر بحديث سهيل قال: والله سهيل خير من أبي اليمان، ويحيى بن بكير وغيرهما، وكتاب البخاري من هؤلاء ملآن.
وقال النسائي: ترك البخاري حديث سهيل في كتابه وأخرج عن ابن بكير وأبي اليمان وفليح بن سليمان وهذا لا أعرف له عذرا.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: قيل لأبي الحسن (وحج النسائي سهيلا) فقال: أي والله حدثني الوزير أبو الفضل سمعت أبا بكر محمد بن موسى بن المأمون الهاشمي يقول: سمعت رجلا يسأل أبا عبد الرحمن: ما عندك في سهيل؟ فقال أبو عبد الرحمن: سهيل خير من فليح وسهيل خير من أبي اليمان، وسهيل خير من حبيب المعلم، وسهيل أحب إلينا من عمرو بن أبي عمرو، وذكر حكايته في إسماعيل بن أبي أويس بغيضة لا ينبغي أن نذكرها فإنها بغيضة.
ولما ذكره الحاكم في باب «الرواة الذين عيب على مسلم إخراج الحديث عنهم»(6/151)
قال: سهيل أحد أركان الحديث وقد أكثر مسلم عنه الرواية في الشواهد والأصول إلا أن الغالب على إخراجه حديثه في الشواهد، وقد روى عنه مالك - الحكم في شيوخه من أهل من المدينة الناقد لهم، ثم قيل في حديثه بالعراق: إنه نسي الكثير منه وساء حفظه في آخر عمره، وقد يجد المتبحر في الصنعة ما ذكره ابن المديني من أنه مات له أخ فنسي كثيرا.
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والطوسي، والحاكم، وابن الجارود، والدارمي، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي، والدارقطني في كتاب «السنن» والبيهقي في «الخلافيات».
وفي «كتاب» ابن عدي: قال الليث: كان سهيل من عباد أهل المدينة، وكان الشعبي يقول: يا ابن ذكوان جئت بها ذيوفا وتذهب بها جيادا.
وقال ابن قانع: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة، وفي «تاريخ» أبي عاصم: ثمان وعشرون ومائة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: مات في أول ولاية أبي جعفر.
وقال أبو الفتح الأزدي: صدوق إلا أنه أصابه برسام في آخر عمره فذهب بعض حديثه.
وسئل مالك عنه وعنه محمد بن عمرو فقال: محمد أثبت.
وقال أبو عمر بن عبد البر: سهيل ثقة.
وقال أبو القاسم الجوهري: ثنا محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: قال أبو عبد الرحمن النسائي: سهيل ثقة.
وفي «كتاب» أبي إسحاق الصيريفيني: مات سنة إحدى وأربعين ومائة.(6/152)
وذكره يعقوب بن سفيان في الطبقة (الثانية) من أهل المدينة، وقال في موضع آخر: وسهيل بن ذكوان ضعيف متروك الحديث.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن وفاته كانت سنة أربعين ونحوها تخرصا من غير يقين.
ولهم شيخ آخر يقال له:
2282 - سهيل بن ذكوان يكنى أبا السندي واسطي.
روى عن ابن الزبير وغيره اتهمه بالكذب: عباد بن العوام ويحيى بن معين وغيرهما، قال رأيت عائشة رضي الله عنها بواسط وكانت سوداء. . . ذكرناه للتمييز.(6/153)
من اسمه سواء وسوادة وسوار
2283 - (بخ ق) سواء بن خالد.
من بني عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، كذا نسبه شباب في بني عامر، وكذلك العسكري، ونسبه أبو نعيم خزاعيا.
وقال ابن عبد البر: هكذا كان يقول أبو معاوية وكان وكيع يقول: سوار بالراء.
وقال أبو الفتح الأزدي في كتاب «الصحابة»: تفرد عنه بالرواية سلام أبو شرحبيل.
2284 - (م) سوادة بن أبي الأسود عبد الله ويقال: مسلم بن مخارق البصري القطان ويقال: إنه مسلم القرى مولى بني قرة حي من عبد القس.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». انتهى ينبغي أن يتثبت في هذا؛ فإني نظرت عدة نسخ من كتاب «الثقات» فلم أره مذكورا فيها البتة والله تعالى أعلم.
وقال العجلي: سوادة بن أبي الأسود بصري ثقة.
ولما ذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات» نسبه مازنيا، قال: وقيل: كان(6/154)
قيسيا. انتهى، مازن قبيلة من قيس فلا حاجة إلى المغايرة بينهما.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الدارمي، وفي قول المزي: مسلم القرى مولى بني قرة حي من عبد القيس نظر؛ لما ذكره الدارقطني وبعده ابن ماكولا: إنما سمي بمسلم القرى لأنه كان ينزل في قنطرة قرة.
ولما نسبه أبو محمد الرشاطي إليها قال: فيها قتل طلحة بن عبيد الله حين انصرافه من حرب الجمل.
2285 - (س) سوادة بن أبي الجعد، ويقال: ابن الجعد الجعفي.
روى عنه أبي جعفر كذا ذكره المزي.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: روى عن أبي جعفر مرسلا، يقال: هو أخو عمران وإبراهيم.
2286 - (م د ت س) سوادة بن حنظلة القشيري البصري إمام مسجد بني قشير ووالد عبد الله.
ذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال المزي: رأى عليا وروى عن سمرة.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان - الذي نقل المزي توثيقه من عنده -: يروي عن سمرة وقد سمع من علي بن أبي طالب.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني والطوسي وذكره مسلم في الطبقة الثانية من أهل البصرة.(6/155)
2287 - (4) سوادة بن عاصم أبو حاجب العنزي البصري.
خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه».
وذكره ابن شاهين وابن خلفون في «الثقات» ونسبه ابن حبان قشيريا وزعم اللالكائي وأبو إسحاق الحبال والصريفيني أن مسلما خرج حديثه ولم يذكره المزي فينظر.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: ويقال الغفاري، ولا أراه يصح عن الحكم بن عمرو.
ولما ذكر أبو محمد بن حزم حديثه في «محلاه» «نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة» صححه.
ولما ذكره ابن ماجه في «سننه» وذكر بعده حديث ابن سرجس قال: الصحيح الأول، والثاني وهم.
وخرجه ابن حبان البستي في «صحيحه» من حديث أبي داود عن شعبة عن عاصم عنه وحسنه الحافظان: أبو عيسى الترمذي وأبو علي الطوسي.
وزعم الترمذي في كتاب «العلل الكبير» أنه سأل أبا عبد الله البخاري عنه فقال: ليس بصحيح.
وقال أبو عبد الله بن منده: هذا حديث لا يثبت من جهة السند.
ولما ذكره أبو عمر في «التمهيد» قال: الآثار في هذا الباب مضطربة لا تقوم بها حجة.(6/156)
وذكر الميموني أنه سأل أبا عبد الله عنه فقلت: يسنده أحد غير عاصم؟ قال: لا ويضطربون فيه عن شعبة وليس هو في كتاب غندر ورواه التيمي إلا إنه لم يسمه.
وقد استوفينا الكلام على علل هذا الحديث في كتابنا المسمى بالإعلام بسنة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
وذكره مسلم في الطبقة الثانية من أهل البصرة.
2288 - (د ق) سوار بن داود المزني أبو حمزة الصيرفي البصري صاحب الحلي.
قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات» كذا ذكره وهو لعمري في «الثقات» لكن بلفظ: يخطئ.
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وذكر المزي عن الإمام أحمد أنه لم يرو عنه غير حديث: «علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع سنين» ولم يتبعه عليه ولا ناقشه فيه، وقد وجدنا عنه حديثا آخر رواه الحاكم في «مستدركه» من حديثه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم «عق عن الحسن والحسين»، وحديثا آخر رواه أبو داود في الديات من «كتاب السنن» عن محمد بن الحسن العتكي ثنا محمد بن بكر ثنا سوار أبو حمزة قال: ثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاء رجل مستصرخ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: جارية (لي) يا رسول الله فقال «ويحك مالك»؟. قال: شرا أبصر لسيده جارية فغار فجب مذاكيره فقال صلى الله عليه وسلم: «علي بالرجل»، فطلب فلم يقدر عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذهب فأنت حر».(6/157)
وحديثا آخر رواه أيضا في «اللباس» عن محمد بن عبد الله بن ميمون عن الوليد عن الأوزاعي عن عمرو وعن زهير بن حرب عن وكيع عن داود بن سوار المزني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زوج أحدكم عبده أمته فلا ينظر إلى عورتها». وقال صوابه: سوار بن داود وهم فيه وكيع.
2289 - (كد) سوار بن سهل البصري.
عن أبي عاصم النبيل وسعد بن عامر روى عنه إسماعيل بن يعقوب الصفار.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: يغرب.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
2290 - (د ت س) سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله العنبري أبو عبد الله القاضي البصري نزيل بغداد.
قال ابن زبر: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم والطوسي وذكر أبو عبد الله الأزدي في كتاب «الترقيص» وغيره أن جده نقبا سرق كبش النبي صلى الله عليه وسلم فقطع يده ففي ذلك يقول السيد الحميري:
جده سارق كبش ... فجرة من فجرات
وقال ابن قانع: تولى قضاء مدينة السلام. كذا ذكره النسائي في «أسماء شيوخه» والبخاري والقراب وغيرهم. وقال الخطيب - الذي «تاريخه» في يد(6/158)
كثير من الطلبة -: تولى قضاء الجانب الشرقي من بغداد في سنة سبع وثلاثين بعد قوله: ولي قضاء الرصافة، والمزي اقتصر على تعريفه بالرصافة فقط، وكأنه لم ينظر في «التاريخ» نظرا جيدا، ولا عذر له فيه وإن كنا نعذره في الباقين؛ لأنه لم يرها والله أعلم.
وفي «الكامل»: وحدثني بعض أصحابنا أن رجلا من الأعراب تقدم إلى سوار في أمر فلم يصادف عنده ما أحب فاجتهد فلم يظفر بحاجته فقال الأعرابي وفي يده عصا:
رأيت رؤيا ثم عبرتها ... وكنت للأحلام عبارا
بأنني أخبط في ليلتي كلبا ... فكان الكلب سوارا
ثم انحنى على سوار بالعصا حتى منع منه فلم يعاقبه سوار، وحدثت أن أعرابيا من بني العنيز صار إلى سوار فقال: إن أبي مات وتركني وأخا لي وخط خطين ثم قال: وهجينا لنا وخطه ناحية فكيف نقسم المال؟ فقال: أهاهنا وارث غيركم؟ قال: لا. قال: فالمال يقسم أثلاثا. قال: لا أحسبك فهمت أنه مات وتركني وأخا لي وهجينا فقال سوار: المال بينكم سواء فقال الأعرابي: يأخذ الهجين مثلنا؟ قال: أجل. فغضب الأعرابي ثم أقبل على سوار فقال له: تعلم والله أنك قليل الخالاث بالدهناء. فقال سوار إذن لا يصيرني ذلك عند الله شيئا.
وفي «اللطائف» لأبي يوسف: هو من أعرف الناس في القضاء أبوه قضى للمهدي وجده قضى للمنصور، وقال الخطيب: كان سوار قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:
سلبني عظامي لحمها فتركها ... عواريا في أجلادها تتكسر
واخليني منها مخها فكأنما ... قوارير في أجوافها الريح تصفر
إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت ... مفاصلها خوفا لما تتنظر(6/159)
خذي بيدي ثم ارفعي الثوب ... فانظري بلي جسدي لكنني أتستر
وجاءه إنسان وهو في الحمام فقال: أسألك مسألة فقال: ما هذا موضع المسائل قال: هي من مسائل الحمام فضحك وقال هاتها فقال: من الذي يقول وأنشده هذا الشعر فقال أنا والله قلته قال: فإنه يغنى به ويجود فقال: لو شهد عندي الذي يغني به لأجزت شهادته.
وقال أحمد بن كامل: كان فقيها قاضيا أديبا شاعرا عظيم اللحية.
وقال السراج: مات يوم الأحد لسبع بقين من شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.
وفي «معجم المرزباني»: هو شاعر فقيه له مع محمد بن عبد الله بن طاهر أخبار عند تقلده القضاء بمدينة السلام وله يقول وخرجا إلى «سر من رأى» عفرف محمد وسلم بنفسه فأنشده سوار:
رجعنا سالمين كما بدأنا ... وقد عظمت غنيمة سالمينا
وما تدرين أي الأمرين خيرا ... أما تهوين أم ما تكرهينا؟
وله وهو مما يستحسن:
خشيت لساني أن يكون خؤونا ... فأودعه قلبي فكان أمينا
وقلت ليخفى دون سمعي وناظري ... أيا حركاتي كن في سكونا
فما أبصرت عيني لعيني عبرة ... ولا سمعت أذني لفي أنينا
لقد أحست أحشائي تربة الهوى ... فها هرنا كعلا وكان حنينا
وزعم المبرد أن أعرابيا مدحه بقوله:
وأوقف عند الأمر ما لم يضح له ... وأمضى إذا ما شك من كان ماضيا
قال أبو العباس: فاستجمع له في هذا المدح وكأنه الحزم وإمضاء العزم.
وذكر السري في كتابه «أخبار الأصمعي» عن أبيه: أن عقبة بن سالم عامل(6/160)
أبي جعفر على معونة البصرة وكان من العتو والتجبر على أمر شديد وأنه أخذ رجلا وجد جوهرة في البحر فأخذها منه وحبسه فجاءت زوجته إلى سوار القاضي تستغيث به فبعث إليه يقول: إن كانت هذه المرأة صادقة فأطلق الرجل وأعطه جوهرته، فلما بلغته الرسالة شتم سوارا شتما قبيحا فأخبر سوار بذلك فأرسل إليه ثانية فرد أقبح رد فأرسل إليه: والله لإن لم تعط الرجل جوهرته وترده على أهله لأتيتك في ثياب بياض ماشيا ولأدمرن عليك بغير سلاح ولا رجال ولأسليك مثله بالحديد في الناس، فلما سمع من يحضره عقب ذلك قالوا له: أيها الأمير إنه والله يفعل بك ما قال وهو سوار قاضي الخليفة وهم مضر كلها تستجيب له وأنت رجل من أهل اليمن قليل العشيرة فافعل ما أمرك ففعل جميع ما أمر به سوار.(6/161)
من اسمه سويد
2291 - (ع) سويد بن إبراهيم الجحدري أبو حاتم الخياط البصري.
قال البخاري في «تاريخه الكبير»: وقال يحيى بن القطان: قالوا لي: إن أبا حاتم سمع من أبي المليح في بيض النعام فسألته فقال: لم أسمعه منه حدثني زياد بن أبي المليح يقال: سويد أراه العطار الهذلي.
ولما ذكره البزار في «مسنده» عرفه بصاحب الطعام، قال: وليس به بأس.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي «سؤالات البرقاني» عن أبي الحسن الدارقطني: لين يعتبر به.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
وابن شاهين في «الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وقال الساجي: أبو حاتم سويد صاحب الطعام فيه ضعف، حدث عن قتادة بحديث منكر، - يعني حديث البرغوث - قال: وسمعت ابن المثنى يقول: مات سويد سنة ستين ومائة.
وقال علي: ذاكرت يحيى بحديثه فقال: هات غير ذا.(6/162)
وقال أبو جعفر العقيلي: قال أبو سلمة أظنه التبوذكي: لم يكن أبو حاتم بالصافي.
وقال محمد بن مثنى: ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه.
وقال أبو حاتم بن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات.
وهو صاحب حديث البرغوث، روى عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يسب برغوثا فقال: «لا تسبه فإنه نبه نبيا من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين لصلاة الصبح».
وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني في كتابه «الكامل»: حديثه عن قتادة ليس بذاك، وسويد فيه ضعف وله غير ما ذكرت من الحديث عن قتادة وعن غيره بعضها مستقيمة وبعضها لا يتابعه أحد عليها وإنما يخلط على قتادة، ويأتي بأحاديث عنه لا يأتي بها أحد عنه غيره، وهو إلى الضعف أقرب.
وقال الآجري عن أبي داود: أبو هلال فوق سويد أبو هلال ثقة، ولم يكن له كتاب.
2292 - (م 4) سويد بن حجير بن بيان الباهلي أبو قزعة البصري.
قال البزار في كتاب «السنن»: تأليفه ليس به بأس.
وقال العجلي: بصري تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أحمد بن حنبل: ثقة ثبت في الحديث، وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم النيسابوري، وقال الآجري: قرئ على أبي داود عن أحمد بن صالح عن عبد الرزاق عن ابن جريج ثنا أبو قزعة سمع عمران بن حصين، قلت لأبي(6/163)
داود: من أبو قزعة؟ قال: سويد قلت: سويد سمع من عمران؟ قال: إن كان سويد فلم يسمع من عمران بن حصين.
2293 - (د ق) سويد بن حنظلة الكوفي. عداده في الصحابة رضي الله عنهم.
قال أبو نعيم الحافظ: سكن البادية.
وقال ابن عبد البر: لا أعرف له نسبا.
وقال أبو الفتح الأزدي: تفرد عنه بالرواية إبراهيم بن عبد الأعلى، يعني عن جدته.
ولما ذكره ابن حبان في «معرفة الصحابة» نسبه جعفيا، وكذلك العسكري.
2294 - (م ق) سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي، أبو محمد الأنباري الحرثاني.
قال الخطيب، وأبو أحمد الحاكم: عمي في آخر عمره، فربما لقن ما ليس من حديثه فمن سمع منه، وهو بصير فحديثه هذا حسن.
وفي رواية أبي داود عن الإمام أحمد: أرجو أن يكون صدوقا أو قال: لا بأس به.
وفي رواية ابن بكير عن الدارقطني: حمل أمره على الأمانة.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة. ثقة، روى عنه أبو داود.
وقال الإسماعيلي في «صحيحه» - في كتاب الطهارة -: في القلب من سويد(6/164)
شيء من جهة التدليس، وما ذكر عنه في حديث عيسى بن يونس الذي كان يقال: تفرد به نعيم بن حماد.
وقال (المتقي): كان سويد من الحفاظ، وكان أحمد ينتقي عليه لولديه قال: ورأيت في «تاريخ أبي طالب»: أنه سأله - يعني أحمد بن حنبل - عن غير شيء من حديث سويد، عن سويد بن عبد العزيز، وحفص بن ميسرة، فضعف حديث سويد بن عبد العزيز.
وقال أبو حاتم الرازي - فيما ذكره اللالكائي -: قيل: إنه عمي في آخر عمره، فربما لقن ما ليس من حديثه، فمن سمع منه، وهو بصير فحديثه عنه حسن.
وفي كتاب الدولابي عن البخاري: ضعيف. وفي «تاريخه الأوسط»: فيه نظر.
وقال أبو الحسن العجلي: ثقة من أروى الناس عن علي بن مسهر، وكان أهل بغداد يرحلون إليه، ولم نره نحن، ولعله كان حيا إلى اليوم.
ولما ذكر الحاكم في «مستدركه» حديث: «من عشق وعف وكتم مات شهيدا».
قال: أنا أتعجب من هذا الحديث، فإنه لم يحدث به غير سويد، وهو ثقة.
انتهى كلامه، وفيه نظر؛ لما بيناه في كتابنا «الواضح المبين في ذكر من مات من المحبين» من أن جماعة رووه غيره.(6/165)
وقال البيهقي: تغير بأخرة، فكثر الخطأ في روايته.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: ثقة.
وذكره الساجي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه - يعني مسلما - ستين حديثا ونيفا.
وقال ابن حبان: مات سنة تسع وثلاثين ومائتين، وكان يأتي عن الثقات بالمعضلات، روى عن: أبي مسهر: «من عشق وعف وكتم. . الحديث».
ومن روى مثل هذا الخبر عن أبي مسهر يجب مجانبة رواياته، هذا إلى ما (لا يحصى) من الآثار، ويقلب الأخبار.
وقال فيه يحيى بن معين: لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزوه.
وفي كتاب ابن الجوزي عن يحيى: كذاب ساقط. وقال أحمد بن حنبل: متروك الحديث. وقال الدارقطني: ثقة، غير أنه لما كبر فيقرأ عليه حديث فيه النكارة فيجيزه.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2295 - سويد بن سعيد الدقاق.
حدث عن علي بن عاصم، ذكره الخطيب وآخر اسمه:(6/166)
2296 - سويد بن سعيد المكي.
قال ابن عساكر قدم دمشق، وحكى عن الشعبي وآخر اسمه:
2297 - سويد بن سعيد الأزدي.
قال الداني في «الطبقات»: متصدر يكنى أبا هشام روى عن الوليد بن حسان. - ذكرناهم للتمييز.
2298 - (ت ق) سويد بن عبد العزيز بن نمير السلمي مولاهم أبو محمد الدمشقي كان يتقاضى إليه أهل الذمة.
قال أبو عيسى الترمذي في كتاب «العلل الكبير»: وسويد بن عبد العزيز كثير الغلط في الحديث.
وقال البغوي في «شرح السنة»: في حديثه لين.
وفي كتاب ابن عساكر عن البخاري: في حديث نظر، وفي رواية في بعض حديثه نظر.
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود عنه: فيه نظر.
وقال ابن عدي: حديثه ليس بالقوي.
وفي «سؤالات الكناني» عن أبي حاتم: ليس بالقوي.
وفي كتاب «ابن الجارود»: ليس حديثه بشيء كان قاضيا بدمشق بين النصارى.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
وذكره البرذعي عن أبي زرعة الرازي في «جملة الضعفاء ومن تكلم(6/167)
فيه من المحدثين».
وقال البرقاني عن أبي الحسن: يعتبر به.
وقال أبو بكر الخلال في «كتاب العلل»: ضعيف الحديث.
وقال البزار في «مسنده»: ليس بالحافظ، ولا يحتج به إذا انفرد بحديث.
وقال العجلي: يكتب حديثه.
وقال الساجي: ضرير، في حديثه نظر.
وذكره الحاكم أبو عبد الله في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «المستدرك».
وذكره ابن حبان – أيضا – في «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه إمام الأئمة.
وقال ابن زبر: ولد سنة أربع ومائة.
2299 - (عس) سويد بن عبيد العجلي.
روى عن أبي المؤمن عن علي، وعن رجل عن أبي موسى. ذكره ابن حبان في «الثقات» كذا ذكره المزي من غير زيادة في أشياخه أحدا، والذي في كتاب ابن حبان: روى عن أبي موسى - يعني الأشعري - وعن رجل عن أبي موسى ولذلك صح له ذكره إياه في «ثقات التابعين».(6/168)
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: سمع أبا موسى.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2300 - (م ت س ق) سويد بن عمرو الكلبي أبو الوليد الكوفي العابد.
قال أحمد بن صالح العجلي - فيما ذكره ابن خلفون في «الثقات» -: مات سنة أربع أو ثلاث ومائتين، وكان كأنه أعرابي، وكان لا يحدث في رمضان، فقيل له فقال: لعلنا نسلم منكم، لا نذكر أحدا في رمضان، وكان صاحب سنة ولم يزل يسمع الحديث حتى مات، وسمع من محمد بن بشر حديثا كثيرا، ولم يكن بالكوفة أروى عن زهير بن معاوية الجعفي، ولا أثبت فيه منه.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الطوسي.
وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث ومائتين، وكان يقلب الأسانيد ويضع على الأسانيد الصحاح المتون الواهية، لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عن حماد بن سلمة عن أيوب وهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة رفعه: «أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما» - الحديث - وهذا الحديث ليس من حديث أبي هريرة ولا من حديث ابن سيرين، وإنما هو من قول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقط وقد رفعه عن علي: الحسن بن أبي (حفص) عن أيوب عن حميد بن عبد الرحمن عن علي، وهو خطأ فاحش.
ولما صحح ابن القطان حديثه: «اتقوا الحديث عني» قال: سويد ثقة.
2301 - (ع) سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر الجعفي (أبا) أمية الكوفي.
ذكر ابن عساكر في «تاريخه» عن ابن سعد، وابن منده، ومسلم،(6/169)
ومحمد بن إسماعيل البخاري، والغلابي، والبغوي وغيرهم: أبا أمية سويد بن غفلة أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه قال: قدم علينا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده، وقرأت كتابه فإذا فيه: «لا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع».
وقال ابن أبي شيبة: ثنا أبو نعيم: ثنا حنش بن الحارث، قال: رأيت سويدا يمر إلى امرأة له من بني أسد، وهو ابن سبع وعشرين ومائة سنة.
وقد قيل: إن لسويد صحبة روى إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أهدب الشعر مقرون الحاجبين، وعن أسامة بن أبي عطاء أنه كان عند النعمان بن بشير، وهو يومئذ أمير إذ أقبل سويد بن غفلة فقال له النعمان: ألم يبلغني أنك صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة؟ قال: لا بل مرارا، وكان صلى الله عليه وسلم إذا سمع النداء كأنه لا يعرف أحدا من الناس.
وعن المدائني دعا الله سويد أن يميته فمات.
وفي كتاب أبي نعيم الأصبهاني: كان يصفر لحيته.
وقال ابن عبد البر: كان شريك عمر بن الخطاب في الجاهلية، وشهد القادسية، فصاح الناس: الأسد. الأسد، فخرج إليه سويد فضربه فمر سيفه في فقار ظهره، وخرج من عكوة ذنبه، وأصاب حجرا ففلقه.
وشهد مع علي صفين.
لما ذكره ابن قانع في «الصحابة»: روى له عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه نهى عن الحذف».
وذكره في «الوفيات» فقال: توفي سنة ست وسبعين.(6/170)
وفي «تاريخ يعقوب»: قال سويد: أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت عام الفيل.
2302 - (4) سويد بن قيس أبو صفوان وقيل: أبو مرحب سكن الكوفة.
ذكر أبو نعيم الأصبهاني أنه قال: بعت من النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة رجل سراويل.
وقال ابن عبد البر: يختلف في حديثه.
وقال ابن منده: رواه غندر عن شعبة عن سماك قال: سمعت مالكا أبا صفوان بن عمير يقول: بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة رجل سراويل.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال عبدان عن أبيه عن شعبة عن سماك فذكره.
وقال أبو معمر: ثنا أيوب بن جابر عن سماك سمعت أبا صفوان من بني ذهل بعت النبي صلى الله عليه وسلم.
وعند البغوي: عن سماك عن صفوان أو أبي صفوان، وفي رواية عن صفوان رجل منا، ورواه أيضا عن مخرمة أو مخرفة، قال: خرجنا تجارا فذكر الحديث، وحديثه ألزم الدارقطني مسلما إخراجه؛ لصحة الطريق إليه.
وقال الحافظان أبو الفتح الأزدي، وأبو صالح المؤذن: تفرد عنه بالرواية سماك بن حرب.
وفرق ابن حبان في كتاب «الصحابة» بين سويد بن قيس الذهلي جالب البز(6/171)
هو ومخرفة، وبين سويد بن قيس أبي مرحب.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي الفرج البغدادي: سويد بن قيس العبدي، وقيل: اسمه مالك بن عمير وقيل: ابن عميرة وقيل: ابن هبيرة.
وفرق أبو أحمد العسكري والبرقي بين سويد بن قيس المكنى: أبا مرحب العبدي جالب البز، وبين مالك بن عميرة أبي صفوان الكندي قال: بعت من النبي صلى الله عليه وسلم رجل سراويل قبل الهجرة.
وفي كتاب «الصحابة» - ابن زبر إشعار بعدم إسلامه حالتئذ، فإنه قال في نفس الحديث: فلما أدبر سألنا عنه فقالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي «الطبقات» لخليفة: إشعار أن الخلاف إنما وقع في (هذا الاختلاف في) اسم أبي صفوان، وذلك أنه قال في فصل «من لم يحفظ لنا نسبه من عبد القيس»: أبو صفوان واسمه مالك بن عمير وقيل: سويد بن قيس، روى: بعت من النبي صلى الله عليه وسلم سراويل.
2303 - (د س ق) سويد بن قيس التجيبي المصري.
خرج أبو حاتم بن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وأبو محمد الدارمي.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات»، وكذلك يعقوب بن سفيان الفسوي.(6/172)
2304 - (م د ت س) سويد بن مقرن بن عائذ المزني أبو عدي، ويقال: أبو عمرو الكوفي أخو النعمان، ووالد معاوية.
وفي «كتاب» العسكري: وأخو سنان ومعقل، وفي كتاب أبي عمرو: وعقيل وعبد الرحمن، وفي «كتاب» البغوي: وهند وهو السابع الذي قال أبو عمرو بن الصلاح: لم يسم لنا.
قال مصعب الزبيري: هاجر النعمان هو وسبعة من إخوته.
قال العسكري: وقال غيره: صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة إخوة من مزينة بني مقرن وليس لأحد من العرب غيرهم.
قال أبو أحمد: ومات سويد بن عمرو بن مقرن - وكذا ذكره ابن سعد: سويد بن عمرو - بالكوفة.
وقال الواقدي: بنو مقرن هم البكاؤون.
وفي «كتاب» أبي نعيم الأصبهاني: روى عنه أبو السفر.
2305 - (د س) سويد بن نصر بن سويد المروزي أبو الفضل الطوساني عرف بالشاه.
قال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: مروزي ثقة.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: كان متقنا مات بطوسان قريته.
وروى في «صحيحه» عن إسحاق بن إبراهيم ينسب عنه.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».(6/173)
وقال ابن السمعاني: أبو الفضل سويد بن نصر الكاتب القرشي الطوساني نسبة إلى طوسان قرية من قرى مرو، وهو راوية عبد الله بن المبارك.
روى عنه البخاري، ومسلم، والنسائي، وغيرهم، وكان ثقة متقنا كذا ذكر أن الشيخين رويا عنه، ولم يتعقبه عليه ابن الأثير، ولم أره عند غيره فينظر؛ ولعلهما رويا عنه خارج الصحيح.
2306 - (خ س ق) سويد بن النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة الأنصاري الأوسي المدني.
قيل: إنه شهد أحد كذا ذكره المزي.
وكناه أبو حاتم الرازي - فيما ذكره ابنه - في كتاب «الجرح والتعديل»: أبا عقبة.
وفي «الطبقات» لخليفة بن خياط: أمه الوقصاء بنت مسعود بن عامر بن عدي بن زيد بن جشم الأوسية.
وفي «كتاب العسكري»: وكان الحميدي يقول مجيدعة.
شهد سويد أحدا واستشهد يوم القادسية.
وقال أبو الفتح الأزدي وأبو صالح المؤذن: تفرد عنه بشير بن يسار.
ولما ذكر له البغوي حديث السويق، قال: لم يرو سويد غير هذا ولا رواه غير يحيى بن سعيد فيما أعلم انتهى كلامه.
وفيه نظر؛ لما ذكره ابن سعد في «الطبقة الثانية» - طبقة الأحديين -: لم يذكر مجدعة إنما ذكر مجيدعة فقط، وقال: ولد سويد، تائبا، وجميلة، وشهد(6/174)
سويد أحدا وهو الذي روى حديث: «العورات الثلاث». رواه ابن أبي سبرة عن يزيد بن الهاد عن بشير عنه. قال محمد بن عمرو: وقد حدثني معمر ومحمد بن عبد الله بن ثعلبة بن أبي مالك، وأبنا يعقوب عن أبيه عن صالح بن كيسان قال: قال ابن شهاب: وكتبت إلى عبد الله بن سويد الحارثي أسأله عن «العورات الثلاث» ثم ذكر مثل حديث ابن أبي سبرة سواء.
قال أبو عمر: وحديث سويد بن النعمان أثبت وقال عبد الله بن محمد الأنصاري صاحب حديث «العورات الثلاث»: هو سويد بن النعمان ولا نعرف عبد الله بن سويد ولم نجد له في نسب بني حارثة ذكرا.
وهذا وهل ممن رواه، وليس لسويد بن النعمان ابن يقال له: عبد الله فيكون الحديث عنه، وكان لسويد ولد فانقرضوا، وروى بشير أيضا عن سويد بن النعمان حديث «القسامة» وكان خرج على فرس فلما نظر إلى بيوت خيبر بالليل وقع به الفرس فعطب الفرس وكسرت يد سويد فلم يخرج من منزله حتى فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأسهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم فارس، وذكر عن بقي بن مخلد أن له سبعة أحاديث.(6/175)
من اسمه سلام وسلامة
2307 - (ق) سلام بن سلم، ويقال: ابن سليم، ويقال: ابن سليمان، والصواب الأول - التيمي السعدي أبو سليمان، ويقال: أبو أيوب المدائني وهو الطويل وكان الحوضي يكنيه: أبا عبد الله.
قال أبو خيثمة زهير بن حرب - فيما ذكره -: إنه ليس حديثه بشيء.
وقال البخاري في «التاريخ الكبير»: ذاهب الحديث يضعه.
وفي كتاب ابن الجارود: ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا إسحاق بن عيسى عن سلام الطويل، وكان ثقة.
وقال الحاكم أبو عبد الله في «المدخل»: سلام بن سالم البلخي كذبه ابن المبارك، وله عن ابن جريج وعبيد الله بن عمر والثوري أحاديث موضوعة، كان يحج، ويكتب عنه في الطريق.
وقد روى عنه جماعة من الأئمة، لعلهم لم يقفوا على حاله إلا بعد الكتابة عنه.
وقال أبو سعيد النقاش في «كتاب الضعفاء»: سلام بن سالم البلخي، روى عن ابن جريج والثوري وابن عمر موضوعات.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ضعيف، وقال الساجي: عنده مناكير.
وفي كتاب العقيلي: هو تميمي شقري، ضعفه أبو نعيم.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها، وهو(6/176)
الذي روى عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وقت للنفساء أربعين يوما».
وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة.
وفرق أبو عبد الله الحاكم بين سلام بن سالم، وبين سلام بن سلم، فذكر في الأول ما ذكرناه، وفي الثاني قال: هو ثقة، وصحح سند حديثه في «مستدركه». ولما ذكر الحافظ أبو بكر الخطيب قول من قال: سلام بن سليم رده، وقال: الصواب: سلم.
وأما أبو داود وابن الجارود وابن عمار والسعدي وابن خراش، فإنهم تكلموا كلاما فظيعا في سلام بن سلم بعد ذكرهم سلام بن سالم بما سبق.
وفرق ابن عدي وغيره أيضا بين ابن سلام وابن سليمان.
فعلى هذا جمع المزي بين سلام بن سلم ويقال: ابن سليمان غير جيد، وإن كان ليس بأبي عذرة هذا القول، بل قاله قبله ابن الجوزي، وقد أشبعنا الكلام في الرد عليه في كتاب «الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء».
2308 - (ع) سلام بن سليم مولاهم أبو الأحوص الكوفي.
قال ابن سعد: توفي سنة تسع وسبعين ومائة، وكان كثير الحديث صالحا فيه.
وذكره ابن شاهين وابن حبان في «جملة الثقات».(6/177)
وقال البخاري: قال لي ابن أبي الأسود: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أبو الأحوص أثبت من شريك.
ولما ذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات» قال: وثقه ابن نمير وابن السكري وغيرهما.
وفي كتاب «الزهد» للإمام أحمد: كان أبو عبد الرحمن السلمي إذا ابتدأ مجلسه قال: إياي والقصاص إلا أبو الأحوص.
2309 - (ق) سلام بن سليمان بن سوار الثقفي مولاهم أبو العباس المدائني الضرير ابن أخي شبابة، ويقال: ابن عمه، والأول أصح.
ذكر ابن عدي أنه يكنى أبا المنذر، وذلك وهم منه إنما ذاك الذي بعده كذا ذكره المزي معتمدا على كلام ابن عساكر، فإنه هو قائل هذا.
ثم ذكر بعد ابن عساكر أن الخطيب أبا بكر الحافظ كناه أبا العباس، قال: ويقال: أبو المنذر، ولم ينقضه ولا رده، كما رد كلام ابن عدي، ولا بعد أنه مختلف في كنيته كغيره من العالم على ما قاله الخطيب وتبعه على ذلك ابن الجوزي وغيره.
وزعم النقاش أنه يكنى أبا سليمان أيضا، وكذلك الحاكم أبو عبد الله قالا: وروى أحاديث موضوعة.
2310 - (ت س) سلام بن سليمان المزني أبو المنذر القاري النحوي الكوفي.
يقال: إنه مولى معقل بن يسار قال المزي: ذكره ابن حبان في الثقات. انتهى. ولعمري قد ذكره، ولكن بتضميمه: كان يخطئ، وليس هذا بسلام الطويل ذاك ضعيف، وهذا صدوق.(6/178)
وقال الساجي: صدوق يهم ليس بمتقن في الحديث، قال ابن المثنى: يحتمل لصدقه، وقال سفيان بن عيينة: كان رجلا عاقلا.
وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
2311 - (د) سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي الشامي، والد زيد ومعاوية.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» والدارمي في «مسنده».
2312 - (بخ) سلام بن شرحبيل أبو شرحبيل.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله الحاكم.
2313 - (بخ) سلام بن عمرو اليشكري.
ذكره ابن منده في «معرفة الصحابة» فقال: له صحبة.
روى أبو عوانة عن أبي بشر عن سلام بن عمرو - وكان من أصحاب النبي عليه السلام - عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: «الكلاب رجس» والصواب: ما رواه شعبة عن أبي بشر عن سلام بن عمرو عن رجل من الصحابة أنه قال: «إخوانكم أحسنوا إليهم».
وقال أبو نعيم في «معرفة الصحابة»: سلام بن عمرو من الصحابة ذكره بعض المتأخرين قال: وهو وهم.
2314 - (ت) سلام بن أبي عمرة الخراساني أبو علي.
قال ابن حبان: يروي عن الثقات المقلوبات لا يجوز الاحتجاج بخبره،(6/179)
وهو الذي روى عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا: «صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام سهم المرجئة والقدرية».
وقال أبو الفتح الموصلي فيما ذكره ابن الجوزي: واهي الحديث.
2315 - (خ م د س ق) سلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي النمري أبو روح البصري.
قال أبو داود: سلام لقب واسمه سليمان.
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال: مات سنة أربعين وستين وقيل: سبع وستين ومائة.
وقال صالح بن أحمد - فيما ذكره - ابن أبي حاتم عن ابن المديني عن ابن مهدي قال: قال سفيان بن سعيد الثوري: لم أر هاهنا شيخ مثل هذا، يعني سلام بن مسكين.
قال علي: فقلت ليحيى بن سعيد: أيهما أحب إليك سلام أو أبو الأشهب؟
قال: ما أقربهما.
وقال عمرو بن علي: سمعت يحيى وابن مهدي يحدثان عنه.
وفي قول المزي: وقال البخاري: عن محمد بن محبوب: مات آخر سنة سبع وستين ومائة، وقال غيره: مات سنة أربع وستين ومائة. نظر(6/180)
من حيث إنه لم ينظر في الأصول، بل يقلد غالبا، وأظنه رأى في «الكمال» الذي قال: إنه سيهذبه قال البخاري: ثنا محمد بن محبوب: مات آخر سنة سبع (ثم ظفر) ثم قال: سنة أربع فذكره زيادة عليه، ولو نظر في أصل لرأى أن البخاري ذكر في «تاريخه الكبير»: وقال لي محمد بن محبوب: مات سنة سبع أو أربع وستين ومائة.
فهذا البخاري قام بوظيفة الأربع، الذي تجشم نقلها من خارج، ولم يبين قائلها، وأظنه لم يستحضره حالتئذ، فألهم ذكره، ولو نظر في كتاب البخاري لما تعب وأتعب.
ولو ترقى قليلا إلى «التاريخ الأوسط» لرأى فيه شيئا لم يره عند غيره وهو:
مات حماد بن سلمة وسلام بن مسكين آخر السنة حين بقي من سنة سبع أحد عشرة يوما.
وفي بعض نسخ «التاريخ الكبير» بخط ابن ياميت: مات أول ربيع وقبالته سنة أربع صوابه، وما نقلناه أولا هو بخط أبي ذر وابن الأبار الحافظين، وكذا نقله عنه أيضا إسحاق القراب وغيره.
وقال الكلاباذي: مات سنة ست وستين ومائة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: مات في ذي القعدة سنة سبع وهو ثقة، قاله ابن نمير وأحمد بن صالح.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».(6/181)
2316 - (خ م ت س ق) سلام بن أبي مطيع سعد الخزاعي أبو سعيد البصري مولى عمر بن أبي وهب.
قال البزار في «مسنده»: كان من خيار الناس وعقلائهم.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه» وكذلك الدارمي، والطوسي، والحاكم وأثنى عليه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» سمى أباه راشدا، وعرف سلاما بالقاص.
وذكره ابن شاهين في «الثقات» أيضا.
وقال البخاري: قال عبد الصمد: أعتق عمر بن أبي وهب سلام بن أبي مطيع وأباه.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال أبو بكر بن أبي الأسود: سمعت جدي - يعني أبا الأسود - يقول: قدم علينا أبو عوانة وهو [] فلم يزل به سلام حتى رده، وقدم علينا شعبة وهو سبائي، فلم يزل به سلام حتى ترك ذلك الرأي.
وفي «علل عبد الله بن أحمد»: عن أبيه: كان ثقة صاحب سنة، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه.
وقال ابن حبان: كان سيء الأخذ كثير الوهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، أبنا أبو يعلى: ثنا محمد بن المنهال ثنا يزيد بن زريع قال: كان هشام بن حسان لا يملي على أحد، فكلمناه في أن يملي علينا فجلست - يعني حالة(6/182)
الإملاء - عن يمينه، وإسماعيل عن يساره، وأبو عوانة ناحية، وسلام بن أبي مطيع (وابن) جزي ينامون نوما جيدا، ثم يقومون فينسخون من كتابنا.
2317 - (س ق) سلامة بن روح بن خالد بن عقيل بن خالد القرشي الأموي مولاهم أبو خربق، ويقال: أبو روح الأيلي ابن أخي عقيل بن خالد.
خرج إمام الأئمة حديثه في «صحيحه» عن محمد بن عزيز الأيلي عنه، والحاكم أبو عبد الله.
وقال ابن قانع: مات سنة مائتين، ضعيف.
وفي كتاب «الصلة» لمسلمة بن قاسم: لا بأس به.
وقال البخاري في «الكبير»: عقيل بن خالد هو آخر آبائه في الإسلام سمع - يعني روحا - من عقيل.
وقال ابن يونس في «تاريخ مصر»: يكنى أبا خربق.
وقال أبو عبد الرحمن النسوي: أبو خربق والأول عندنا أثبت.(6/183)
من اسمه سيار
2318 - (ت س ق) سيار بن حاتم العنزي أبو سلمة البصري.
قال الحاكم أبو عبد الله - لما خرج حديثه في «مستدركه» -: كان زاهدا عابد عصره قد أكثر أحمد بن حنبل الرواية عنه.
وقال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: روى عنه جماعة من الأئمة، وهو حسن الحديث.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال علي بن مسلم: مات سنة مائتين أو تسع وتسعين. انتهى. المزي ذكر وفاته من عند علي بن مسلم، ولا نعلم له تصنيفا، إنما ينقل عنه الوفيات: البخاري وغيره، فإسقاط ذكر البخاري منه لا يجوز، وكم له في هذا الكتاب من هذه الأمور الصعاب، سنفرد - إن شاء الله تعالى - لذلك تصنيفا إذا انتجز هذا.
قال العقيلي: أحاديثه مناكير، ضعفه ابن المديني.
2319 - (ع) سيار بن سلامة الرياحي أبو المنهال.
قال العسكري: لأبيه صحبة، وقال ابن سعد: كان سيار ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: مات سنة تسع وعشرين ومائة.(6/184)
ونسبه أبو سعد السمعاني: طهويا، وقال مثله عمرو بن علي الفلاس. قال السمعاني: وقيل: بفتح الطاء وسكون الهاء، وقيل: بفتح الطاء وفتح الهاء - وقال ابن جني في «المنهج»: طهوي على القياس، والآخران شاذان. انتهى.
فعلى هذا طهية لا تجتمع مع رياح بحال حقيقي.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.
وقال (ابن) عبد البر في كتاب «الاستغناء»: هو عندهم ثقة.
2320 - (د ق) سيار بن عبد الرحمن الصدفي المصري.
قال ابن يونس في «تاريخه»: روى عنه عبد الحكيم بن أبي هند الصدفي.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
2321 - (د س) سيار بن منظور بن سيار الفزاري البصري.
قال أحمد بن صالح العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال ابن حبان: يروي المقاطيع.(6/185)
وقال أبو (أحمد) الإشبيلي: مجهول لا يعرف حاله وأقره على ذلك ابن القطان وقرره.
2322 - (ع) سيار بن أبي سيار وردان وقيل: ورد، وقيل: دينار أبو الحكم العنزي الواسطي، ويقال: البصري، ويقال: هو أخو مساور الوراق.
كذا ذكره المزي، وفي كتاب البخاري، (وكذا) روى المنتجالي عن ابن معين و «تاريخ واسط» لأبي الحسن أسلم بن سهل بحشل: مساور أخوه لأمه.
زاد أبو الحسن، وقال الحسين بن زياد: كنت أرى سيارا يلبس يوما جبة خز وكساء خز وعمامة خز، ويلبس جبة صوف وكساء صوف وعمامة صوف وذكر حديثا.
وقال بكار: كان سيار يذهب إلى مجلس القاضي قبل أن يعقد، فلا يزال يصلح بين الخصوم حتى إذا جاء القاضي قام.
وقال سفيان بن سعيد الثوري: دخل (قاض) مسجد سيار فجعل يقص فقام سيار وقعد على باب المسجد يستاك، فكأن القاص تعجب منه،
فقال له سيار: أنا في سنة وأنت في بدعة.
وقال بيان: خرج سيار إلى البصرة، فقام يصلي إلى سارية، وكان حسن الصلاة وعليه ثياب جياد، فرآه مالك بن دينار فجلس إليه فسلم، فقال له مالك: هذه الصلاة وهذه الثياب، فقال له سيار: هذه الثياب رفعتني عندك أو وضعتني؟ قال: وضعتك. قال: هذا أردت، ثم قال له: يا مالك إني لأحسب(6/186)
ثوبيك هذين قد أنزلاك من نفسك ما لم ينزلك من الله تعالى، فبكى مالك، وقال له: أنت سيار؟ قال: نعم. قال فعانقه، وفي رواية: وقعد بين يده.
وقال ابن عيينة: قدم عبيد الله بن عمر الكوفة، فلما خرج إلى المدينة شيعه سيار منازل، فدفع إليه خمسمائة درهم فأبى أن يقبلها، وقال: إنما شيعتك حبا لعمر بن الخطاب فما كنت لأرزأك عليه شيئا.
وقال أبو الحسن: روى عنه من أهل واسط: عبد الله بن يونس، وأبو حفص عمر الصيرفي، ومعروف الخياط، وابن أخيه، وبيان بن زكريا، وعبد الأعلى (بن) أبي المساور، وكان أبيض الرأس واللحية.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، وأبو علي الطوسي، والحاكم أبو عبد الله.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا سليمان بن أبي شيخ قال: حدثني صالح بن سليمان قال: كان سيار أبو الحكم حسن الحديث، فبينا هو يتحدث إذ أخذ في شيء من الهزل، فقيل له في ذلك، فقال: أحب ألا ترهم مني شيئا إلا ساءهم مثله، ثنا سليمان بن أبي شيخ قال: كان سيار مولى لجذيلة قيس.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وذكره ابن شاهين وابن حبان: وابن خلفون في «جملة الثقات».
وفي «تاريخ البخاري»: لما شيع ابن عمر من الكوفة، أمر له بألف درهم، فقال: لم أشيعك لهذا، ولكن قلت: رجل صالح، فأردت أن أشيعك.
وقال سيار لأصحابه: ويحكم أتروني لا أحسن أن أجلس إلى سارية فأجمع(6/187)
الناس فأقول: سمعت الشعبي، وقال الشعبي؟ انتهى.
ينبغي لك أن تتثبت في قول المزي: وقيل اسم أبيه: ورد، فإني لم أر من قالها من العلماء، والذي رأيت: وردان، وقيل: دينار، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب المنتجالي: مر حسان النبطي يوما بسيار، فسلم عليه ووقف وقال: يا أبا الحكم ألا تأتينا فتسألنا حاجة، إن أردت قرضا أقرضناك، وإن أردت زرعا أزرعناك، فما زال يعرض عليه وسيار ساكت، ثم قال له سيار: إذا احتجنا إلى شيء مما ذكرت أتيناك، فلما مضى أقبل سيار على نفسه فقال: إن دخلك مما قال شيء إن علي كذا وكذا، وحلف إن قبلت منه قرضا أو زرعا أو درهما أو دينارا أو أتيته أبدا اقطعي الآن طمعك.
وكان يقول: الإيمان نور في القلوب جماعها كجماع المصابيح مصباح ومصباح ومصباح فبعضها أضوأ من بعض، ولكن قد أعطيتم الإيمان والله أعلم بإيمانكم.
وعاب المزي على من زعم أن أبا الحكم روى عن طارق وذكر عن أحمد وغيره أن الراوي عن طارق: أبو حمزة لا أبو الحكم وينبغي أن يتثبت في هذا، فإن قائل ذاك كثير ولكن يعارضه كلام كثير أيضا.
ذكر ابن أبي حاتم - عن أبيه - روايته عن طارق وكذا ذكره البخاري في تاريخه، ومسلم بن الحجاج في كتاب «الكنى»، وابن حبان، والدولابي، وابن صاعد، وأبو عبد الرحمن النسائي، والمنتجالي، وغيرهم ممن يعدهم والله تعالى أعلم.(6/188)
وفي «التلخيص» للبغدادي من حديث أبي نعيم: ثنا بشر بن سليمان عن سيار أبي الحكم عن طارق عن ابن مسعود الحديث. ثم قال: هكذا رواه وكيع ومحمد بن بشر العبدي وأبو أحمد الزبيري، واختلف على سفيان بن سعيد فيه فقال المعافى بن عمران عنه كقول الجماعة، وقال المقدسي وعبد الرزاق: عنه عن بشير عن سيار أبي حمزة.
2323 - (ت) سيار القرشي الأموي الشامي مولى معاوية، ويقال: مولى خالد بن يزيد دمشقي سكن البصرة.
روى عن: ابن عباس، وأبي الدرداء، وأبي أمامة.
روى عنه: سليمان التيمي، وقرة بن خالد، وعبد الله بن بجير البصريون.
ذكره ابن حبان في «الثقات» فقال: سيار بن عبد الله شامي قدم البصرة فحدثهم بها. انتهى كلام المزي، وفيه نظر من حيث إن سيارا هذا لم يسم أحد أباه، وقد ذكره ابن عساكر في «تاريخه» الذي هو عمدة المزي، وذكر جماعة ذكروه لم يسم واحد منهم له أبا، وكذلك ابن حبان لم يسم له أبا، فقال في الطبقة الأولى من كتابه - وهي طبقة الذين رووا عن الصحابة رضي الله عنهم -: سيار الشامي مولى خالد بن يزيد بن معاوية القرشي يروي عن أبي أمامة، وأبي الدرداء، يروي عنه سليمان التيمي.
وهذا بعينه هو صاحب الترجمة تبع ابن حبان فيها الناس في عدم تسمية أبيه، وقال في الطبقة التي تلي هذه: سيار بن عبد الله شامي يروي عن أبي إدريس الخولاني، قدم البصرة فحدثهم بها، روى عن سليمان التيمي.
فهذا كما ترى ليس من الأول في ورد ولا صدر ذاك تابعي يروي عن الصحابة، وهذا تابع التابعي لم يشتركا إلا في الشام، وفي رواية سليمان وهذا(6/189)
هو والله أعلم الموقع للمزي لما رأى رواية سليمان عنه، وذكر الشام في الوسط ظنه إياه، والظن قد يخطئ، والنقول ليس فيها ظن ولا حسبان.
وذكره أيضا ابن خلفون في كتاب «الثقات».(6/190)
من اسمه سيدان وسيف
2324 - (خ) سيدان بن مضارب الباهلي أبو محمد البصري مولى أبي الوليد الطيالسي من فوق.
قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال البخاري: مات سنة أربع وعشرين ومائتين. انتهى كلامه.
وفيه نظر من حيث إن وفاته من كتاب ابن حبان كما هي في كتاب «البخاري» فكان الأحسن في الاختصار أن يذكر وفاته منه عنده أو يجمع بينهما - إن كان رآه وما إخاله؛ لإخلاله منه أيضا بذكر جده عبد الله فإنه لم يذكر له جدا، وهو ثابت في كتاب ابن حبان.
وفي كتاب «الجرح والتعديل»: عن أبي الحسن الدارقطني: ليس به بأس.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه البخاري حديثين.
ونسبه أبو أحمد بن عدي: كوفيا.
وقال ابن عساكر: مولى باهلة.
وثم آخر يقال له:(6/191)
2325 - سيدان بن رباب الأعيوني.
ذكره المرزباني وذكرناه للتمييز.
2326 - (خ م د س ق) سيف بن سليمان، ويقال: ابن أبي سليمان المخزومي مولاهم أبو سليمان المكي.
ذكر ابن عدي الجرجاني في «كامله» عن الشافعي قال: قال لي محمد بن الحسن: لو علمت أن سيف بن سليمان يروي حديث: «اليمين مع الشاهد» لأفسدته. فقلت: يا أبا عبد الله إذا أفسدته فسد.
وفي رواية عباس عن يحيى بن معين: كان سيف قدريا.
وذكر المزي أن ابن حبان ذكره في «الثقات».
يا للرجال لهذا الشيخ من رجل ... لا يذكر الشيء إلا كان فيه نظر
لو ادعى مدع أنه ما رأى كتاب ابن حبان حالة تصنيفه لما ساغ رده، وذلك أن سيفا هذا لم يذكر المزي وفاته من عند أحد من الناس محددة، فلو رأى كتاب «الثقات» لرأى وفاته ثابتة فيه، قال ابن حبان: سيف بن سليمان كنيته أبو سليمان مولى بني مخزوم من أهل الكوفة، مات سنة ست وخمسين ومائة، وكان يسكن البصرة في آخر عمره.
وقال الساجي: أما سيف بن سليمان فكل قد أجمع على أنه صدوق ثقة غير أنه اتهم بالقدر.
وقال البزار في كتاب «السنن»، وأحمد بن صالح العجلي في «تاريخه»: ثقة.
وفي «رواية صالح بن أحمد» عن علي بن المديني عن يحيى بن سعيد أنه(6/192)
قال: سيف ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»: قال: تكلم في مذهبه وقد وثقه أبو جعفر السبتي، وابن مسعود، وعلي بن المديني وغيرهم.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: توفي بمكة سنة خمسين ومائة وكان ثقة كثير الحديث.
وفي كتاب أبي جعفر العقيلي: سيف بن سليمان المكي كذاب قاله ابن نمير ويحيى بن معين وكان يرى القدر.
يروي عن قيس بن سعد وغيره.
وفي «كتاب الصريفيني»: عن يحيى بن معين: مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الدارمي.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2327 - سيف بن سليمان تمار كوفي.
روى عنه: نوح بن دراج وغيره ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق». ذكرناه للتمييز.(6/193)
2328 - (س) سيف بن عبيد الله الجرمي أبو الحسن السراج البصري.
قال (البخاري) في «مسنده»: ثقة،
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وفي كتاب ابن القطان: قال عمرو بن علي: كان من خيار الخلق، وصحح أبو الحسن حديثه في إسلام غيلان الثقفي.
2329 - (ت) سيف بن عمر التميمي البرجمي، ويقال: السعدي، ويقال: الضبي، ويقال: الأسيدي الكوفي صاحب كتاب «الردة والفتوح».
كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين ضبة وتميم وسعد ولا مغايرة؛ لأن ابن حبيب قال في «المحبر»: ضبة بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل.
وقال ابن الجارود: ضعيف يحدث عنه البخاري.
وقال الدارقطني - فيما حكاه البرقاني -: متروك.
وقال أبو سعيد النقاش: عامة أحاديثه موضوعة، وقال الحاكم أبو عبد الله: اتهم بالسرقة وهو في الرواية ساقط.
وقال ابن الجوزي في كتاب «الموضوعات»: هو كذاب بإجماعهم.
وذكره أبو العرب والساجي، والعقيلي، والبلخي في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان البستي: اتهم بالزندقة ويروي الموضوعات عن الأثبات، أبنا محمد بن عبد الله قال: سمعت جعفر بن أبان يقول سمعت ابن نمير يقول:(6/194)
سمعت سيفا الضي، وكان جميع يقول: حدثني رجل من بني تميم وكان سيف يضع الحديث، وكان اتهم بالزندقة.
وفي «كتاب الصريفيني»: يقال توفي بعد السبعين ومائة.
2330 - (د) سيف بن محمد الثوري أخو عمار وابن أخت سفيان الثوري كوفي نزل بغداد.
قال الإمام أحمد بن حنبل - فيما ذكره العقيلي -: حرقت حديثه منذ حين.
وقال البخاري في «الكبير»: ضعفه أحمد لا يتابع هو ذاهب الحديث.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بثقة.
وذكره أبو العرب وابن شاهين في «جملة الضعفاء».
وقال ابن الجوزي في «الموضوعات»: هو شر من أبي معاوية عبد الرحمن بن قيس.
وقال ابن حبان: كان شيخا صالحا متعبدا إلا أنه يأتي عن المشاهير بالمناكير، وكان ممن يجيب إذا سمع أنكر حديثه وشهد عليه بالوضع وهو الذي روى: «يكون نهر بين دجلة ودجيل»، وليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما ذكر ابن عدي في «كامله» حديثه عن عبد العزيز بن رفيع عن عامر بن واثلة في فضيلة الصف الأول، قال: قال لنا ابن صاعد: بين سيف ضعفه في إسناده هذا الحديث وتسويته وإنما هو عن عامر بن مسعود.(6/195)
قال ابن عدي: ولسيف أحاديث غير ما ذكرت يشبه بعضها بعضا عن الثوري وغيره وعن كل من روى عنه سيف فإنه يأتي عنه بما لا يتابعه عليه أحد وهو بين الضعف جدا.
وذكره يعقوب في باب «من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم».
2331 - (ت ق) سيف بن هارون البرجمي أبو الورقاء الكوفي أخو سنان.
في «كتاب» ابن الجارود: ليس بشيء.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وذكره أبو العرب والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الموضوعات.
وفي «سؤالات مهنا لأحمد»: أحاديثه منكرة، قال الساجي: لين عندهم.
وفي قول المزي: قال أبو سعيد الأشج: ثنا أبو نعيم ثنا سيف بن هارون البرجمي وكان ثقة. نظر؛ لأن أبا حفص ابن شاهين فرق بين سيف الذي وثقه أبو نعيم وروى عن شعبة. وبين أبي الورقاء، فذكر الأول في «الثقات». وأبا الورقاء في «الضعفاء».(6/196)
وكذا فعله أيضا أبو الفرج بن الجوزي وذكره في الرواة عن شعبة وقال (: قال) أحمد: ضعيف، وقال يحيى: هالك من الهالكين. والله تعالى أعلم.
وذكره يعقوب في «باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم».
2332 - (ع) سيف بن وهب أبو وهب التميمي البصري.
لما ذكره ابن خلفون في «الثقات» نسبه مكيا وقال: يكتب حديثه وينظر فيه.
وفي «تاريخ البخاري»: قال لنا موسى: ثنا ربعي بن عبد الله بن الجارود سمع سيف بن وهب قال: دخلت على أبي الطفيل بمكة فقال: أتى علي تسعون سنة ونصف سنة فكم أتى عليك؟ قلت: أنا ابن ثلاث وثلاثين سنة قال لي عمرو بن علي: سمعت أبا عاصم قال: رأيت سيف بن وهب وكان حسن الحديث.(6/197)
وذكره أبو العرب وأبو جعفر في «جملة الضعفاء».
وقال النسائي: ليس بثقة.
2333 - (د) سيف الشامي.
قال أحمد بن صالح العجلي: شامي تابعي ثقة، وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات».(6/198)
باب الشين
من اسمه شاذ وشبابة وشباك
2334 - (د س) شاذ، واسمه: هلال بن فياض اليشكري أبو عبيدة البصري.
روى عنه: عبد العزيز بن سلام، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، ونعيم بن رزين النيسابوري. ذكره الشيرازي في «الألقاب».
وقال ابن عدي: لم يرو عن شعبة إلا حديثا واحدا: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام».
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: يروي عن فضيل بن عياض وهو صاحب دقائق لا بأس به روى عن: هلال بن العلاء.
وقال الساجي في كتاب «الجرح والتعديل»: صدوق عنده مناكير يرويها عن عمر بن إبراهيم عن قتادة.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عمر بن إبراهيم؟ فقال: له أحاديث مناكير.
وفي «كتاب» ابن حزم عن أحمد بن حنبل: لشاذ بن فياض أحاديث مناكير.
وقال ابن حبان: كان ممن يرفع المقلوبات ويقلب الأسانيد لا يشتغل بروايته،(6/199)
كان محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله تعالى - شديد الحمل عليه.
وقال ابن ماكولا: روى عنه أبو بكر محمد بن عيسى الطرسوسي.
2335 - (ل) شاذ بن يحيى الواسطي.
كذا ذكره المزي وحرصت على وجدانه في «تاريخ واسط» فلم أجده فينظر.
ولكني وجدت مسلمة بن قاسم ذكر في كتابه: شاذ بن يحيى وفي نسخة أخرى يحيى خراساني هروي روى عن رجل عن سالم بن أبي حفصة قال: وهو مجهول. ولا أدري أهو هو؟ أم غيره؟.
2336 - (ع) شبابة بن سوار الفزاري مولاهم أبو عمرو الداني قيل: اسمه مروان.
قال المزي عن البخاري: مات سنة أربع أو خمس ومائتين، والذي في «تاريخه الأوسط»: مات شبابة بن سوار المدائني الفزاري مولاهم أبو عمرو سنة ست ومائتين، وكذا ذكره في «تاريخه الصغير» أيضا، وكذا نقله أيضا عنه أبو يعقوب القراب وأبو نصر الكلاباذي وأبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل» وغيرهم ويشبه أن يكون «البخاري» تصحيفا من الناسخ من ابن حبان.
قال ابن حبان لما ذكره في «الثقات» قال: مات بعد الخمس لعشر مضين من جمادى الأولى سنة أربع ويقال: سنة خمس ومائتين فإن كان كذلك فقد(6/200)
أغفل من عند ابن حبان أيضا ما أسلفنا من ذكر اليوم والشهر.
وفي كتاب الساجي: كان شبابة يقول: إذا قال فقد عمل، قال أحمد بن حنبل هذا قول خبيث، وفي موضع آخر: كان يدعو إلى الإرجاء.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال الأزدي: شبابة رجل مذموم المذهب، وقال عبد الباقي بن قانع: ثقة.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، وقال فيه الدارقطني - لما خرجه في «الصوم» -: إسناد صحيح ثابت، وأبو علي الطوسي والحاكم.
وقال العجلي: ثقة.
وقال أحمد بن محمد بن هانئ: قلت لأبي عبد الله: أي شيء تقول فيه؟
فقال: كان يدعو إلى الإرجاء وحكى عنه قولا أخبث من هذه الأقاويل ما سمعت عن أحد بمثله قال: إذا قال فقد عمل بجارحته أو بلسانه يعني تكلم به قال أبو عبد الله: هذا قول خبيث ما سمعت أحدا يقوله. قلت لأبي عبد الله: كيف كتبت عنه؟ فقال: كتبت عنه شيئا يسيرا قبل أن أعلم أنه يقول بهذا، وذكر أبو جعفر العقيلي أن شبابة قدم من المدائن قاصدا للذي أنكر عليه أحمد فكانت الرسل تختلف بينه وبينه وكان تلك الأيام مغموما مكروبا ثم انصرف إلى المدائن قبل أن يصلح أمره (عنه).
وذكره الخطيب وغيره في (الرواية) عن مالك بن أنس.
وذكره مسلم بن الحجاج وعلي بن المديني في الطبقة الرابعة من أصحاب شعبة القرباء الثقات مع علي بن حفص ويحيى بن أبي كثير وأبي الحسين العكلي.(6/201)
وقال عثمان بن أبي شيبة: صدوق حسن العقل ثقة.
قال ابن شاهين وذكره في «الثقات»: فذكر له الإرجاء فقال: كذب.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: شبابة عثماني وكان مرجئا.
وقال العقيلي: أنكر أحمد بن حنبل حديثه وكان مرجئا.
2337 - (د ق) شباك الضبي الكوفي الأعمى.
قال أبو علي الجياني في كتابه في «تقييد المهمل»: شباك لم يخرج له شيء في «الصحيحين»، لكن أتى ذكره في كتاب مسلم في «البيوع» في حديث رواه جرير عن مغيرة قال: سأل شباك إبراهيم فحدثنا عن علقمة عن عبد الله: «لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله» انتهى وكأن هذا والله أعلم شبهة أبي إسحاق الحبال واللالكائي وغيرهما في ذكر شباك في رجال مسلم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: شباك بن مطعم.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: ثنا أبي ثنا جرير عن ابن شبرمة، قال: قيل لإبراهيم: إن الأعمى لا يكون له حياء، فقال: هل رأيت الفتية الضبيين؟ - يعني مغيرة وشباكا والقعقاع - قال: لا (قال): لو رأيتهم لم تقل ذاك.
وقال ابن سعد: شباك صاحب إبراهيم كان ثقة إن شاء الله تعالى قليل الحديث.
وقال أبو الوليد الوقشي في حواشيه على كتاب مسلم: هو ثقة.(6/202)
وقال المنتجالي: هو شباك بن عثمان وهو ثقة.
وعن مغيرة أنه قال: لم يزالوا بشباك حتى تزوج فلما تزوج قالوا: له كيف وجدته؟ قال: الخبز واللحم أطيب منه.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات (قال:) قال: عثمان - يعني ابن أبي شيبة - شباك ثبت.
وفي هذه الطبقة:
2338 - شباك بن عبد العزيز.
عن أبيه عن جده قال: قال لي علي بن أبي طالب.
روى عنه إبراهيم بن عزرة قالوا: هو في عداد المجهولين.
ذكره ابن ماكولا ذكرناه للتمييز.(6/203)
من اسمه شبث وشبل
2339 - (د) شبث بن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد القدوس الكوفي.
ذكر عنه المزي أنه قال: أنا أول من حرر الحرورية انتهى.
اختلف الناس في أول من حرر بمعنى حكم على أقوال منها:
أول من حكم: رجل من بني سعد بن زيد مناة من تميم قال المدائني في «أخبار الخوارج»: يقال له: الحجاج بن عبد الله ويعرف بالبرك وهو الذي ضرب معاوية.
ويقال أول من حكم: عروة ابن أذية، وأذية جدة له في الجاهلية وهو ابن حدير الحنظلي.
وقال قوم: بل أول من حكم: رجل يقال له: سعيد من بني محارب بن خصفة.
وأما أول من حكم بين الصفين فرجل من بني يشكر بن بكر بن وائل ذكره المبرد قال: وكان ابن عباس لما رجع معه من حروراء ألفان وبقي معه أربعة آلاف يصلي بهم ابن الكواء قالوا: متى كانت حرب فرئيسكم شبث، فلم يزالوا على ذلك يومين حتى أجمعوا على عبد الله بن وهب الراسبي.
وفي كتاب «التبصير» لأبي المظفر طاهر بن محمد الإسفرائيني: قيل أول من حكم: يزيد بن عاصم وذكر ما يدل على أن شبثا قتل بالنهروان وهو غير صواب؛ لما نذكره بعد.
وفي كتاب «الأنساب» للبلاذري قالوا: وولي القباع شرطته بالكوفة شبث بن(6/204)
ربعي الرياحي وإليه ينسب صخرا شبث بالكوفة.
وقال المدائني: تقدم شبث يوما ليصلي على جنازة رجل من بني رياح وهو على شرط القباع فمنعوه، فوثب ابنه عبد السلام على رجل فقطع أذنه فدفعه شبث إليهم ليقطعوا أذنه فقالوا: هو ابن أمة وصاحبنا ابن فهيرة فدفع إليه ابنه عبد المؤمن، فأبوا فدفع إليهم عبد القدوس فقطعوا أذنه فعزله القباع وقال هذا أعرابي فقال شبث في ذلك:
أبعد القباع آمن الدهر ... صاحبا على سره؟ إني إذا لظنين
وأمك سوداء الجواعد جعدة ... لها شبه في منخريك مبين
وفي «الجمهرة» لابن الكلبي: شبث بن ربعي بن حصين بن عثيم بن ربيعة بن زيد بن رباح بن يربوع وكان ناسكا من العباد فارسا وكان مع علي بن أبي طالب ثم صار مع الخوارج حيث قالوا لعلي: قد خلعناك وأمرنا شبثا.
وفي كتاب «أبي الفرج»: وفيه يقول أبو الهندي: عبد القدوس بن ربعي بن شبيب بن ربعي مفتخرا.
شبث جدي وربعي أبي ... وأنا القرم إذا عدت مضر
وزعم المبرد أن أبا الهندي هذا أبوه عبد المؤمن بن عبد القدوس بن شبث، وفي ديوان شعره - خط الأقرع وراق بن طاهر - اسمه: الأشعث بن عبد العزيز بن شبث.
وفي «الجامع» للكلبي: اسمه الأزهر بن عبد العزيز بن شبث، وقال المرزباني: عبد السلام، ويقال: غالب بن عبد القدوس بن شبث، ويقال: غالب بن عبد السلام بن شبث، وكنيته: أبو يحيى وأبو الهندي لقب.
وفي «التجارب» لابن مسكويه: كان شبثا إسلاميا جاهليا شيخ أهل الكوفة ولما خرجوا على المختار كان على مضر.
وذكر الكلبي في كتاب «الشورى»: أن جندبا لما قتل الساحر بين يدي الوليد بن عقبة أراد أن يقده به فمنعه قومه من ذلك فقال الوليد: علي بمضر -(6/205)
يستغيثهم - فقام إليه شبث فقال: لم تدعو مضر تريد أن تستعين بمضر على قوم منعوا أخاهم أن يقتل بساحر؟ لا تجيبك والله مضر إلى الباطل وإلى ما لا يحل أبدا، فقال الوليد: انطلقوا به إلى السجن حتى أكتب إلى أمير المؤمنين،
فقال: أما السجن فلا نمنعك.
وذكر المرزباني في كتاب «المنحرفين»: أنه أرسل إلى الهيثم بن الأسود النخعي وهو في الموت: اعلم أني لم أندم على قتال معاوية يوم صفين، ولقد قاتلته بالفلاح فله غير الهرواة والجهد فلما مات قال: الهيثم.
إنني اليوم وإن أمكنتني ... لقليل المكث (من) بعد شبث
عاش تسعين خريفا همه ... جمع ما يكسب (من) غير خبث
غير جان في تميم سنه ... منكس الرأس ولا عهدا نكث
ولقد ذل هواه ذلة ... يوم صفين فأخطأ وخنث
(ولعل) الله أن يرحمه ... بقيام الليل والصوم (اللهث)
كان عليه [] ... مكث المرء عليه فانتكث
قال: وكان الهيثم عثمانيا وشبث علويا قال: وكان شبث فارسا ناسكا من العباد مع علي بن أبي طالب ثم صار مع الخوارج أميرا عليهم ثم تاب ورجع وشهد قتل الحسين وكان عليه [] وذكر وثيمة بن موسى في كتاب (الردة) الذي كان يؤذن لسجاح من غير أن يسميه يقال كان ينادي: يا ضفدع بن صفدعين لحسن ما تنقيعين لا الماء تكدرين ولا الشراب تمنعين لها نصف الأرض ولقريش نصفها. . . الكلام إلى آخره أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
وفي كتاب «الطبقات»: عن الأعمش قال: شهدت جنازة شبث فأقاموا العبيد على حدة، والجواري على حدة، والبخت على حدة، والنوق على حدة،(6/206)
وذكر الأصناف قال: رأيتهم ينوحون عليه يلتدمون.
وقال العجلي: كان أول من أعان على قتل عثمان وأعان على قتل الحسين بن علي قام رجل من مراد لما قتل علي فقال: هذا الرجل الذي قتل أمير المؤمنين ينبغي أن يقتل هو ونسبه وأهل بيته فقال شبث: صدقت لله أبوك، فأخبروه أنه مرادي فقال: قال الله تعالى: {النفس بالنفس}.
وقال الساجي في كتاب «الجرح والتعديل»: فيه نظر.
وفي تاريخ المنتجالي: قال أحمد بن صالح: بئس الرجل شبث بن ربعي.
وقال البرقي: شبث بن ربعي خارجي وكان من أصحاب علي رضي الله عنه.
وقال أبو العرب: ثنا محمد بن علي بن الحسين الكوفي ثنا عبد الله بن علي عن جندل بن والق عن بكير بن عثمان مولى أبي إسحاق قال سمعت أبا إسحاق يقول: حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة فإذا الناس عثق واحدة فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول: يا شبث بن ربعي فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمه فقالت أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناديكم؟ فقال: وأنى ذلك؟ قالت: فعلي بن أبي طالب؟ قال: إنا لنقول شيئا نريد به عرض هذه الحياة الدنيا، قالت: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من «سب عليا فقد سبني ومن سبني سب الله عز وجل».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: تكلم فيه ونسب إلى رأي الخوارج.
وفي «تاريخ الطبري» عن إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: لما أخرج المختار الكرسي الذي زعم أنه مثل السكينة في بني إسرائيل قال شبث: يا معشر مضر لا تكفرون ضحوة. قال: فشتموه وضربوه وأخرجوه من المسجد قال إسحاق: إني لأرجو بها لشبث - يعني خيرا - وكان له بلاء حسنا في قتال المختار الكذاب.(6/207)
وذكره مسلم في «الطبقة الأولى من أهل الكوفة» وزعم الخطيب أن أنس بن مالك الصحابي روى عنه.
2340 - (د س ق) شبل بن حامد، ويقال: ابن خالد، ويقال: ابن خليد، ويقال: ابن معبد المزني.
كذا ذكره المزي وفيه نظر.
قال ابن عبد البر: قال يحيى بن معين: ابن معبد هو الصواب، قال أبو عمر: ولا ذكر له في الصحابة إلا في رواية ابن عيينة فإن كان شبل بن معبد فهو بجلي، وهو الذي عزل على يده عثمان: أبا موسى - فيما ذكر مصعب وخليفة - وولاها عبد الله بن عامر، وله ست عشرة سنة، وإن كان شبل بن حامد فليست له صحبة.
وفي كتاب «الصحابة» لمحمد بن جرير، وأبي أحمد العسكري: شبل بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار قالا: وهو أخو أبي بكرة لأمه زاد العسكري: ولا يصح سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو علي بن السكن: يقال له صحبة، ويقال: ليست له صحبة؛ لأن يحيى الأنصاري، ومالكا، ويونس، وإسماعيل بن أمية، وابن أبي ذئب، وصالح بن كيسان، والليث، وابن إسحاق، ومعمر، وعبد العزيز، وغيرهم رووه - يعني حديث العسيف - عن الزهري عن عبيد الله عن زيد بن خالد عن أبي هريرة ولم يذكروا شبلا.
وقال البخاري: وقال يونس عن الزهري: عن عبيد الله عن شبل بن حامد وهو وهم.(6/208)
وقال الدارقطني: يعد في التابعين.
وقال ابن حبان: شبل بن خليد المزني له صحبة ومن قال: شبل بن حامد فقد وهم.
وقال أبو موسى المديني: شبل بن معبد أورده الطبراني.
وجمع أبو نعيم بينه وبين شبل بن خالد وكأنهما اثنان وفي كتاب الصريفيني: وقيل فيه شبل بن حميد.
وأنشد المرزباني لابن معبد في «معجمه» شعرا.
2341 - (خ د س ق) شبل بن عباد المكي القارئ صاحب ابن كثير.
خرج إمام الأئمة ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وزعم المزي أنه وفاته في سنة ثمان وأربعين ومائة، ورد ذلك عليه تلميذه الذهبي في وفاته فقال الصواب في وفاته: أنها بعد الخمسين لأن جماعة سمعوا منه بعد الخمسين والله تعالى أعلم.
وقال الخليلي: تفسير شبل بن عباد المكي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قريب إلى (الصحبة).
وذكره القاضي عبد الجبار في «طبقات المعتزلة».
وفي قول المزي: قال أبو حاتم: هو أحب إلي من ورقاء نظر؛ لأن أبا حاتم لم يقل هذا القول مطلقا إنما قاله مقيدا وذلك أنه سئل عن شبل وورقاء أيهما(6/209)
أحب إليك في أبي نجيح؟ فقال: شبل أحب إلي والله أعلم.
وفي تعريفه أيضا إياه بصاحب ابن كثير نظر إنما عرفه أبو زكرياء - فيما ذكره ابن أبي خيثمة وغيره - بصاحب أبي نجيح.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: أصحاب ابن أبي نجيح يرون القدر عيسى الجرشي وشبل بن عباد وهم ثقات.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: تكلم في مذهب شبل هذا ونسب إلى القدر، وهو ثقة قاله ابن مسعود وغيره.
وقال الساجي: أصحاب ابن أبي نجيح عامتهم قدرية ولم يكونوا أصحاب كلام إلا شبل بن عباد.
ولما خرج الدارقطني حديثه في «الصوم» صحح سنده.(6/210)
من اسمه شبيب وشبيل وشتير
2342 - (د ق) شبيب بن بشر، وقيل: ابن عبد الله البجلي أبو بشر الكوفي.
ذكره أبو حفص بن شاهين، وابن خلفون في كتاب «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي «تاريخ البخاري»: روى زافر عن إسرائيل عن شبيب بن أبي بشير عن أنس.
وقال النسائي: لا يعلم أحدا روى عنه غير أبي عاصم.
2343 - (خ) شبيب بن سعيد التميمي الحبطي أبو سعيد البصري والد أحمد.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وقال ابن عدي: وكان شبيبا إذا روى عنه ابنه أحمد بن شبيب نسخة يونس عن الزهري إذ هي أحاديث مستقيمة ليس هو بشبيب بن سعيد الذي يحدث عنه ابن وهب بالمناكير التي يرويها عنه، ولعل شبيبا لما قدم مصر في تجارته إليها كتب عنه ابن وهب من حفظه فيغلط ويهم أرجو ألا يتعمد شبيب هذا الكذب.
وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ الغرباء»: كانت وفاته - فيما ذكره محمد بن إسماعيل البخاري - بالبصرة سنة ست وثمانين ومائة.(6/211)
وقال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: شبيب بن سعيد ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه الذهلي وابن المديني وغيرهما.
2344 - (ت) شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم التميمي المنقري الأهتمي أبو معمر البصري الخطيب ابن عم خالد بن صفوان.
قال البرقاني عن أبي الحسن الدارقطني: متروك.
وقال العجلي في «تاريخه»: لا بأس به وكان بليغا.
وفي «كتاب» ابن الجارود ليس بثقة، وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو القاسم البلخي وأبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: كان من فصحاء الناس ودهاتهم في زمانه وكان يهم في الأخبار ويخطئ إذا روى غير الأشعار لا يحتج بما انفرد به من الأخبار ولا يشتغل بما لا يتابع عليه من الآثار، وكان يقال هو أعقل من بالبصرة، روى عنه شيبان بن فروخ وغيره.
وقال أبو القاسم بن عساكر: كان من فصحاء أهل البصرة وخطبائهم، وولاه المهدي الري، وكان المهدي يكنيه أبا المعتمر، وغاب عن البصرة عشرين سنة ثم قدمها فأتى مجلسه فلم ير أحدا من جلسائه فقالت:
يا مجلس القوم الذين بهم تفرقت المنازل
أصبحت بعد عمارة قفرا تفرقك الشمائل
فلئن رأيتك موحشا فلقد رأيتك قبل آهل
وفي «كتاب» أبي إسحاق الصيريفيني: توفي في حدود السبعين ومائة.(6/212)
وقال القاضي عبد الجبار في كتاب «الطبقات»: فأما شبيب بن شيبة فهو من أصحاب عمرو بن عبيد.
ونسبه البخاري في تاريخه سعديا.
وذكر المزي أن الأهتم جده سمي بذلك لأنه ضرب بقوس على فيه فهتمت أسنانه. انتهى زعم الرشاطي أن الذي ضربه بالقوس قيس بن عاصم قال: وقيل بل هتم فمه يوم الكلاب الثاني وذكر أبو علي الحسين بن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبيد في كتابه الملقب «بالمعرب عن المغرب».
قال: ثنا أخي أبو محمد الحسن أنبا ابن دريد أنبا أبو طلحة عن أبيه قال سمعت يزيد بن المنجاب المهلبي قال: دخلت مع أبي على سليمان بن علي بالبصرة فجلست إلى جانب خالد بن صفوان فدخل شبيب بن شيبة فتكلم بشيء ما سمعت أحسن منه، فقال خالد بن صفوان: يا يزيد دنا والله أجلي.
فقلت: كلا وما علمك؟ قال: إني من أهل بيت لم يخل من متكلم فإذا نشأ من يكون خلفا منه مات الأول، وقد بدأ هذا الفتى يتكلم والله ما يتكلم بشيء إلا قلت لو اتبعه كذا وكذا فيأتي به بعينه، وكان هذا يوم الخميس أو الجمعة فصلينا والله على خالد في الخميس أو الجمعة المقبلة.
وفي «تاريخ بغداد»: قال حماد بن زيد: جلس عمرو بن عبيد وشبيب ليلة يتخاصمان إلى طلوع الفجر فما صليا ركعتين فجعل عمرو يقول هية أبا معمر هية أبا معمر.
وقال أبو محمد الإشبيلي: ليس بثقة، وقال ابن القطان: لا يتهم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وفي كتاب العسكري: وممن فصح بالتصحيف شبيب بن شيبة وذلك أنه عزى رجلا عن ابنه وعنده بكر بن حبيب فقال شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال(6/213)
محتبظا بظاء معجمة على باب الجنة يشفع لأبويه فقال بكر: إنما هو بالطاء فقال شبيب: أتقول لي هذا وما بين لابتيها أفصح مني؟ فقال بكر: وهذا خطأ ثان ما للبصرة واللبوب.
وفي كتاب «الزرع والنخل» للجاحظ: سئل خالد بن صفوان عنه فقال: ليس له صديق في السر ولا عدو في العلانية.
ولهم شيخ آخر يقال له:
2345 - شبيب بن شيبة.
قال ابن حبان في «الثقات»: يروي عن جدته أم حبيب عن عائشة رضي الله عنها. روى عنه التبوذكي.
2346 - وشبيب بن شيبة بن شبيب بن يزيد بن معروف بن الهذيل أبو الليث الغساني.
حدث بدمشق عن أبيه قاله ابن عساكر، قال: وروى عنه الحسين بن محمد بن عبد الله الرازي ذكرناهما للتمييز.
2347 - (ع) شبيب بن غرقدة السلمي، ويقال: البارقي الكوفي.
قال أبو الحسن العجلي: كوفي تابعي ثقة في عداد الشيوخ.
وخرج أبو عوانة، والطوسي حديثه في «صحيحيهما»، وكذلك الحاكم. وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وكذلك ابن خلفون زاد: قال ابن نمير: هو ثقة.
وكذا قاله يعقوب بن سفيان في «تاريخه».
2348 - (د س) شبيب بن نعيم، ويقال: ابن أبي روح الوحاظي أبو روح الشامي الحمصي.
ذكره ابن خلفون في «الثقات».(6/214)
وقال أبو الحسن بن القطان في كتابه «بيان الوهم والإيهام»: شبيب رجل لا يعرف له حال ولا عدالة وغاية ما رفع به من قدره أنه روى عنه شعبة وعبد الملك بن عمير.
قال ابن الجارود: عن محمد بن يحيى الذهلي: هذا شعبة وعبد الملك في جلالتهما يرويان عن شبيب أبي روح، وقرره على ذلك أبو عبد الله محمد بن أبي يحيى المعروف بابن المواق في كتابه «بغية النقاد النقلة فيما أخل به كتاب البيان أو أغفله».
وفي «مسند أحمد بن حنبل» من حديث زائدة عن عبد الملك بن عمير عن شبيب يكنى أبا (رباح) من ذي الكلاع أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ بالروم فتردد في آية فقال: الحديث.
ورواه بنحوه من حديث شريك عن عبد الملك ورواه من حديث شعبة عن عبد الملك عن شبيب أبي روح عن رجل له صحبة الحديث.
ولما ذكره ابن قانع في «جملة الصحابة» سماه: شبيبا أبا روح بن نعيم وذكر له في هذا الحديث.
وقال الأزدي في «معرفة الصحابة»: تفرد عنه بالرواية عبد الملك.
2349 - (د) شبيل بن عزرة بن عمير الضبعي أبو عمرو البصري ختن قتادة ابن دعامة.
قال أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري في كتاب «الثقات» تأليفه: الأدمان شجرة لم أسمعها إلا من شبيل بن عزرة.
وقال عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب «الحيوان» تأليفه: شبيل بن عزرة صاحب الغريب كان شيعيا من الغالية ثم صار خارجيا من الصفرية.(6/215)
وقال المرزباني: له مع أبي عمرو بن العلاء ويونس النحوي خبر وله قصيدة طويلة معربة رواها أبو عبيدة واستشهد منها في كتاب العين بأبيات كثيرة وأظهر فيها قوله يمدح الخوارج:
فذل بنو أمية بعد عز ... ومالك قد تقوض للزوال
حمدنا الله ذا الآلاء إنا ... نحكم ظاهرين ولا نبالي
بزعم الحاسدين لنا وكنا ... نسر الدين في الحقب الخوالي
ونكتم أمرنا ونسر دينا ... يخالف من يعالن بالضلال
وروي أنه ترك هذه المقالة وقال:
قد برئنا من دين من يقتل ... الطفل بلا إحنة ولا إذحال
ومن الزاعمين أن عليا ... صار بعد الهدى من الضلال
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وكذلك ابن خلفون وقال: تكلم في مذهبه ونسب إلى الرفض وغيره.
وفي قول المزي: هو من بني ضبيعة - ولم يبين أي ضبيعة هو منهم - نظر؛ لأن في العرب - على ما ذكره الرشاطي وغيره -: ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وضبيعة بن عجل بن لحيم، وضبيعة بن قيس بن ثعلبة وضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس والله أعلم.
2350 - (ع) شبيل، ويقال: شبل بن عوف بن أبي حية الأحمسي البجلي أبو الطفيل الكوفي أخو مدرك، ووالد الحارث والمغيرة.
قال ابن سعد في كتاب «الطبقات»: كان ثقة قليل الحديث.(6/216)
وذكر جماعة في جملة الصحابة بعد وصفه إياه بعدم سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
2351 - (م 4) شتير بن شكل بن حميد العبسي أبو عيسى الكوفي.
خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والطوسي، وأبو محمد الدارمي.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات» نظر وكأنه لم ينقله من أصل إذ لو كان كذلك لرأى فيه شيئا لم يذكره في هذه الترجمة أصلا وهو: مات في ولاية ابن الزبير.
وقال ابن سعد: توفي زمن مصعب وكان ثقة قليل الحديث.
وقال العجلي: شتير بن شكل ثقة من أصحاب عبد الله.
ولما ذكره أبو موسى المديني في «الصحابة» قال: قيل: إنه أدرك الجاهلية.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: يكنى أبا شكل، وقيل: أبو عيسى.
2352 - (د) شتير بن نهار العبدي البصري.
قال أبو نصر بن ماكولا: قال يحيى بن معين: لم نسمع عن شتير بن نهار غير حديث حماد بن سلمة وسائر الأحاديث عن سمير بن نهار.
وذكره البخاري في حرف السين المهملة.
وقال العجلي: سمير بن نهار تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في السين المهملة من كتاب «الثقات» قال: يقال: إنه كان(6/217)
من سبي عين التمر، روى عنه أبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة.
وذكره ابن حبان في حرف الشين المعجمة من كتاب «الثقات».
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي في «الجياد».(6/218)
من اسمه شجاع
2353 - (م د ق) شجاع بن مخلد أبو الفضل البغوي نزيل بغداد.
كناه أيضا صاحب «النبل» أبا الليث قال: ومات يوم الثلاثاء لثنتي عشرة، ويقال: لعشر خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ويقال: سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وفي نسخة أبي القاسم البغوي لابن أبي الأخضر: كان صدوقا ثبتا.
وقال ابن قانع في كتاب «الوفيات»: ثقة ثبت.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه يعني – مسلما - أربعة أحاديث، وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه».
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: روى عنه من أهل بلدنا محمد بن وضاح، وقال: كان عالي الرواية، كتب عنه محمد بن عبد الله بن نمير ويحيى بن معين ومحمد بن مسعود.
وفي كتاب اللالكائي عن أحمد: كان ثقة وكتابه صحيح.
وقال أبو زرعة الرازي: بغدادي ثقة وذكر الخطيب أن له تفسيرا.
2354 - (ع) شجاع بن الوليد بن قيس أبو بدر السكوني السكوني والد أبي همام الوليد.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وقال: مات سنة أربع أو خمس ومائتين.(6/219)
وقال البخاري: مات سنة خمس، وكذا ذكره القراب والكلاباذي وصاحب «الزهرة» وقال: روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث وذكره في شيوخه أيضا ابن عدي وغيره والمزي لم ينبه على هذا فينظر.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والطوسي، والحاكم، ومحمد بن إسحاق إمام الأئمة.
وقال أبو حاتم: روى حديث «قابوس في العرب» وهو حديث منكر، وشجاع لين الحديث إلا أنه عن محمد بن عمرو بن علقمة روى أحاديث صحاح،
وقال أبو زرعة: لا بأس به.
وزعم بعض المتأخرين من المصنفين أن سنة أربع هو الصحيح وكأنه لمح أن ابن سعد والزيادي قالاه ولم ير من قال الخمس غير ابن كامل وحده فأقدم وما أحجم، وحكم بما علم، ولو رأى قول من ذكرناه لأحجم عن هذا الإقدام وعلم أنه أمر صعب المرام.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين وكان عابدا زاهدا، وقال ابن نمير: شجاع بن الوليد ثقة.
ولهم شيخ آخر يقال له:
2355 - شجاع بن الوليد أبو الليث المؤدب البخاري.
حدث عن عبد الرزاق وغيره، ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق» وذكرناه للتمييز.(6/220)
من اسمه شداد
2356 - (ع) شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري النجاري أبو يعلى ويقال: أبو عبد الرحمن المدني ابن أخي حسان له ولأبيه صحبة.
قال أبو نعيم الأصبهاني: توفي بفلسطين في أيام معاوية، وسنه: خمس وسبعون وعقبه ببيت المقدس.
وفي كتاب ابن عبد البر عن مالك: شداد بن عم حسان، قال أبو عمر: هو ابن أخيه لا ابن عمه.
وذكره ابن سعد في «الطبقة الثالثة الذين شهدوا الخندق وما بعدها» فقال: ولد محمدا ويعلى وكبشة.
وقال ابن حبان: قبره ببيت المقدس.
وقال العسكري: شهد بيعة الرضوان.
روى عنه الحسن بن أبي الحسن وعمر بن ربيعة - فيما ذكره الطبراني -، وقال البغوي: سكن حمص.
وقال أبو أحمد الحاكم: مات سنة أربع وخمسين.
وقال الهيثم: توفي آخر خلافة معاوية.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: ثنا سفيان قال: قال أبو الدرداء: وإن(6/221)
شداد بن أوس ممن أوتي علما وحلما.
وعن أسد بن وداعة قال: كان شداد إذا دخل فراشه كان كأنه على المقلى، وكان يقول: اللهم إن النار منعتني النوم، قال: ثم يقوم إلى الصلاة.
2357 - (د ت ق) شداد بن حي أبو حي المؤذن حديثه في أهل الشام.
روى عن ثوبان: وذي مخبر وأبي هريرة.
روى عنه: راشد بن سعد، وشرحبيل، ويزيد بن شريح.
ذكره ابن حبان في «الثقات» كذا ذكره المزي، وفيه نظر، من حيث إن ابن حبان في عدة نسخ لم يذكر في كتابه ثقات أتباع التابعين، إلا شداد بن حي أبا عبد الله من أهل الشام، يروي عن نوف البكالي، روى عنه مهاجر النبال ولم يذكر في التابعين أحدا يمكن أن يشتبه به.
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»: شداد بن حي عن نوف قوله، روى عنه مهاجر النبال في الشاميين، لم يذكر شداد بن حي غيره، فينظر.
وقال العجلي: شامي ثقة.
ولما ذكر ابن عبد البر حديثه: «لا يحل لأحد أن يؤم قوما إلا بإذنهم» في «الاستذكار» قال: هذا حديث ضعيف، فضعف إسناده.
وقال في «التمهيد»: وهو خبر لا تقوم به حجة عند أهل العلم بالحديث.
وقال أبو داود في كتاب «المنفرد»: الذي تفرد به في هذا الحديث وأن يخص نفسه بالدعاء.(6/222)
2358 - (م صد ت س) شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي البصري.
قال ابن حبان - فيما ذكره الصريفيني ومن خطه نقلت -: ربما أخطأ.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، والحاكم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن أبي الحسن الدارقطني: بصري يعتبر به.
وذكره أبو حفص البغدادي في كتاب «الثقات»، وقال البزار في «مسنده»: ثقة.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال النسائي في كتاب «الكنى»: أبنأ أحمد بن علي بن سعيد ثنا القواريري ثنا يوسف بن يزيد ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة، بصري ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» ذكر عن البخاري أنه قال: هو صدوق في الأصل.
2359 - (بخ م 4) شداد بن عبد الله الأموي، مولى معاوية أبو عمار الدمشقي.
ذكر ابن عساكر في «تاريخه» أنه عذري.
وقال يعقوب بن سفيان: وروى - يعني الأوزاعي - عن شداد أبي عمار ثقة.
ونسبه الدارقطني مصريا، وهو وهم.(6/223)
وذكره ابن خلفون وابن حبان في «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة والحاكم والطوسي.
2360 - (عخ) شداد بن معقل الكوفي.
قال ابن سعد لما ذكره في «الطبقات»: شداد بن معقل الأسدي روى عن علي وعبد الله، وكان قليل الحديث.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، ونسبه في «الثقات» كذلك، وكذلك الحاكم والدارمي، خرجا حديثه.
2361 - (س) شداد بن الهاد الليثي المدني والد عبد الله قيل: اسمه أسامة بن عمرو وشداد والهاد لقبان، وقيل الهاد: أسامة بن عمرو.
قال أبو عمر بن عبد البر: كان حليفا لبني هاشم.
وقال البخاري: له صحبة.
وقال العسكري: له بقية ودار بالمدينة، روى عنه عبد الله بن عباس قال: «جاء رجل من الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أهاجر معك، فبايعه وأوصى به أصحابه، فكان يرعى ظهرا لهم»، وفي هذا رد لقول البغوي: وليس لشداد
مسندا غيره - يعني صلاته وهو حامل الحسن والحسين.
وكذا رواية عامر بن شراحيل الشعبي، عن عبد الله بن شداد، عن أبيه: «كان لابنة حمزة مملوك فأعتقته، فترك ابنته وبنت حمزة، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم ميراثه بين ابنته، وبين مولاته».
وذكره محمد بن سعد في «الطبقة الثالثة طبقة الذين شهدوا الخندق وما بعدها».(6/224)
وذكره الطبري في جملة الصحابة الذين لا يوقف على وقت وفاتهم.
2362 - (د) شداد مولى عياض بن عامر العامري الجزري.
قال أبو داود: لم يدرك بلالا.
وشداد مجهول، لم يعرف بغير رواية جعفر بن برقان عنه بهذا الحديث المرسل – يعني أمر بلالا: «لا تؤذن حتى يتبين لك الفجر». قاله ابن القطان.(6/225)
من اسمه شراحيل وشرحبيل
2363 - (بخ م 4) شراحيل بن أدة أبو الأشعث الصنعاني - صنعاء الشام، وقيل: صنعاء اليمن - وقيل: شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن آدة ويقال: شراحيل بن شراحيل، ويقال: شرحبيل بن شرحبيل، والأول أشهر.
ذكره ابن حبان في «الثقات».
وقال ابن سعد: توفي في زمن معاوية، كذا ذكره المزي وكأنه لم ينقله من أصل ابن حبان، وذلك أنه هو قام بالوظيفة التي قام بها ابن سعد فقال: شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن آدة، ومن قال شراحيل بن آدة فقد نسبه إلى جده، وكان من الأبناء مات في زمن معاوية، فهذا كما ترى ذكر ما أبعد فيه المزي النجعة.
وزاد شيئا آخر، وهو الرد لما قاله المزي شراحيل بن آدة أشهر فلو رآه لنقله ولأراح نفسه من نقله من عند ابن سعد، الذي قلد فيه ابن عساكر - شيئا زائدا - فرجع إلى أقصى.
وأغفل من عند ابن سعد نسبته إلى الأبناء وقوله: مات قديما وأنه ذكره في(6/226)
«الطبقة الأولى من اليمنيين».
وممن ذكره في الأبناء من أهل المدينة: ابن أبي خيثمة، والمفضل بن غسان عن يحيى بن معين.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ومن أهل اليمن: أبو الأشعث الصنعاني، وقال معاوية بن صالح في تسميته أهل اليمن: أبو الأشعث الصنعاني. فتصدير المزي بأنه من صنعاء الشام على هذا فيه نظر.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه أدرك خلافة الوليد بن عبد الملك. انتهى. ينبغي أن يتثبت في هذا حتى يعلم قائله أولا، والله تعالى أعلم.
وذكر المزي روايته عن ثوبان، وفي «الموضوعات» لابن الجوزي: روايته عن ثوبان منقطعة بينهما أبو أسماء الرحبي.
وسماه الطبراني في «المعجم الكبير»: شراحيل بن آدة بن كليب.
وقال ابن عبد البر: تابعي ثقة.
وزعم بعض العلماء الكبار القدماء أنه: ابن أدة ووهم.
2364 - (د ق) شرحبيل بن سعد أبو سعد الخطمي المدني مولى الأنصار.
ذكر أبو حاتم السجستاني في كتابه «لحن العامة»: وتقول العرب: شرحبيل الشين مضمومة، والباء مفتوحة، والحاء ساكنة، ولا يقال: شرحبيل، كما تقول العامة، أو شرحبيل، قال أبو سعيد، وأبو زيد، وأبو عبيدة: الصواب شرحبيل.(6/227)
وخرج ابن خزيمة حديثه: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} - في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والحاكم، والدارمي، زاد الحاكم: وروى عنه مالك، بعد أن كان يسيء الرأي فيه.
وقال ابن أبي خيثمة عن علي بن المديني: كان شيخا قديما كبيرا سمع منه فاحتاج فاتهم فترك.
وقال البرقي في كتاب «الطبقات» في «باب من كان الأغلب عليه الضعف في حديثه، وقد ترك بعض أهل العلم بالحديث الرواية عنه»: ويقال: إن الرجل الذي روى عنه مالك حديث: «اصطدت بهسا في كتاب الحج»: شرحبيل بن سعد وهو يضعف، وإنما ترك مالك تسميته لذلك.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء، ضعيف، وذكره أبو العرب وابن السكن والبلخي والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال الساجي: فيه ضعف ليس بذاك، وفي موضع آخر: ضعيف وتوفي سنة أربع وعشرين ومائة.
وفي كتاب المنتجيلي: عن مضر بن محمد بن يحيى أنه قال: شرحبيل بن سعد ثقة، وقال علي بن المديني: أتى لشرحبيل أكثر من مائة سنة، وكان يقول: ما من شيء مبغض مني أحب إلي من النكاح، وربما احتلم في الليلة مرتين، وقال جويرية: قلت له: رأيت عليا؟ قال: نعم. قلت: رأيت أحدا يشبهه؟ قال: لا، قلت: إن الناس يقولون: إن محمد بن عمرو بن علي يشبهه. قال: هامة علي كانت مثل هامة محمد. ومات شرحبيل في أيام هشام، وكان هشام يسأل عنه كثيرا، فكان يقول: هشام بن عبد الملك يسأل عني يرجو أن يبلغ سني.
وزعم المزي وقبله الحاكم: أن روايته عن عويم بن ساعدة متصلة فلهذا صححها الحاكم وفي ذلك نظر، وذلك أن عويما توفي في حياته صلى الله عليه وسلم، وقيل في خلافة عمر، وأيا ما كان فسماعه منه متعذر، فينظر.(6/228)
2365 - (م 4) شرحبيل بن السمط بن الأسود بن جبلة الكندي أبو يزيد، ويقال: أبو السمط الشامي.
كذا ضبطه المهندس عن الشيخ، بكسر السين فيهما، والصواب فتح السين وكسر الميم على مثال كتف، ذكره أبو علي الجياني وغيره.
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان له أثر عظيم في مخالفة علي بن أبي طالب، وسببه عداوته لجرير البجلي، قال النجاشي الحارثي:
شرحبيل ما للدين خالفت أمرنا ... ولكن لبغض المالكي جرير
وفي البخاري: له صحبة، واستعمله عمر على جيش.
وفي كتاب الصحابة لابن عساكر. يقال: وفد شرحبيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم شهد القادسية، ففتح حمص.
وفي «الطبقات» لابن سعد: ومن ولده ثابت بن يزيد بن شرحبيل خرج على مروان بن محمد، فظفر به مروان وصلبه.
وفي كتاب «الصحابة» لابن زبر: صلى عليه محمد بن مسلمة ومات شرحبيل، وهو أمير حمص.
ولما ذكره ابن حبان في «الصحابة» قال: مات بحمص.(6/229)
وقال الحاكم أبو أحمد: له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر سيف في كتاب «الردة»: أن بني معاوية تبايعت كلها على منع الصدقة والردة، إلا ما كان من شرحبيل، وأبيه، فإنهما قاما وتكلما.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي نعيم: مات سنة ثلاث وستين.
وقال خليفة في «تسمية عمال معاوية»: شرحبيل بن السمط عمل على حمص نحوا من عشرين سنة.
2366 - (بخ م ت س) شرحبيل بن شريك المعافري الآجرو أبو محمد المصري.
قال أبو سعيد بن يونس: شرحبيل بن عمرو بن شريك كذا ذكره المزي وكأنه لم ير تاريخ أبي سعيد، إذ لو رآه، لما أغفل منه ذكر وفاته التي لم ينقلها عن غيره، وهي: قال أبو سعيد: توفي شرحبيل بن عمرو هذا بعد سنة عشرين ومائة بيسير، ورأيت اسمه في ديوان المعافر بمصر في الأعدول، وهم بطن من الأشعريين في المعافر.
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه».
وكذلك ابن حبان والحاكم والطوسي.
2367 - (ق) شرحبيل بن شفعة أبو يزيد العبسي الشامي.
ذكره ابن خلفون في «الثقات».(6/230)
2368 - (ق) شرحبيل بن عبد الله بن المطاع الغوثي من الغوث، من مر أخي تميم، وهو ابن حسنة أخو عبد الرحمن، كنيته أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن وقيل: أبو واثلة حليف بني زهرة.
قال أبو نعيم الأصبهاني: من كندة هاجر الهجرتين هجرة إلى الحبشة، وإلى المدينة، ومات سنة سبع عشرة وهو ابن خمس وسبعين، وكان عاملا لعمر بن الخطاب، وكذا ذكر وفاته ابن بكير، وغيره، فيما ذكره ابن عساكر.
وفي «الصحابة» لابن زبر: وهو الذي فتح طبرية.
وفي «مغازي ابن عقبة» عن ابن شهاب: هو من بني جمح.
وفي «تاريخ مصر» لابن عبد الحكم: كان شرحبيل بن حسنة على المكس.
وفي «تاريخ ابن يونس»: قدم شرحبيل مصر رسولا إلى ملكها، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمصر.
وفي كتاب ابن السكن: عن الفلاس: مات وهو ابن ثمان وستين سنة، قال: وهو معدود في أهل الشام.
وفي قول المزي: وهو أخو عبد الرحمن نظر؛ لما ذكره العسكري وابن أبي خيثمة من أن عبد الرحمن بن حسنة، ليس يصح أنه أخوه.(6/231)
وفي «تاريخ دمشق»: لما عزله عمر عن الربع قال: يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت؟ قال لم تعجز ولم تخن، قال فلم عزلتني؟ قال تحرجت أن أؤمرك وأنا آخذ أجرا منك، قال فأعذرني يا أمير المؤمنين في الناس، قال سأفعل ولو علمت غير ذلك لم أفعل فقام عمر وعذره.
2369 - (د س) شرحبيل بن مسلم بن حامد الخولاني الشامي.
قال ابن حبان في «الثقات»: أدرك خمسة من الصحابة.
وفي كتاب الحاكم وخرج حديثه قال: شرحبيل أدركت من الصحابة خمسة، واثنين قد أكلا الدم، وهما أبو عنبسة الخولاني، وأبو فالج الأنماري - ولم يصحباه - يطمسون شواربهم ويصفون لحاهم ويصفرونها.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقة ابن نمير وغيره.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: ثنا الحوفي، ثنا ابن عياش، عن شرحبيل بن مسلم قال: وليت الساحل فقال لي خالد بن معدان: إياك والهدية ولا يغرنك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية».
2370 - (س) شرحبيل بن مدرك الجعفي الكوفي.
ذكره ابن خلفون. وأبو حفص بن شاهين في كتاب «الثقات».
وزعم الصيريفيني أن أبا داود روى حديثه، ولم ينبه عليه المزي، فينظر.(6/232)
من اسمه شريح
2371 - (س) شريح بن أرطاة بن الحارث النخعي الكوفي.
ذكره ابن شاهين في «الثقات»، وقال: قال يحيى بن معين: شريح بن أرطاة كوفي ثقة، وهو أقدم من شريح القاضي.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2372 - (س) شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي أبو أمية الكوفي القاضي ويقال: شريح بن شرحبيل، ويقال: ابن شراحيل ويقال: إنه من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن.
قال ابن سعد: كان شاعرا قائفا توفي سنة تسع وسبعين، وكان ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: شريح بن الحارث الكندي حليف لهم، يكنى أبا أمية وقيل: أبو عبد الرحمن، كان قائفا شاعرا قاضيا وبقي على القضاء خمسا وسبعين سنة، ما تعطل فيها إلا ثلاث سنين في فتنة ابن الزبير.
وقال (أبو أحمد) بن صالح العجلي: كان يؤم قومه فبلغهم أنه تكلم في أمر حجر بن الأدبر بشيء، فقالوا له: لا تؤمنا واعتزل، فقال: واجتمعتم على هذا؟ قالوا: نعم. قال فاعتزلهم، وأتاه يوما رجل فقال له: يا أبا أمية كبرت سنك (ودق) عظمك، وذهلت عن حكمك وارتشى ابنك، قال فأعد(6/233)
علي، فأعاد عليه فاستعفى فأعفي.
وفي كتاب المنتجالي: عن الشعبي: أن زيادا أجرى على شريح ألف درهم في كل شهر، وضم إليه بيت المال والمظالم.
وقال أحمد بن حنبل: أهل الكوفة يزعمون أن عمر ولاه القضاء، ومالك بن أنس يقول: ترى عمر كان يستقضي شريحا، وترك ابن مسعود.
ولما تولى الحجاج أراده على القضاء، فلم يقض له فضربه مائة سوط فمات منها، وعن ابن شوذب قال: كان عمر لا يولي القضاء إلا من بلغ أربعين سنة، قال جاء الأشعث بن قيس فجلس على تكاة شريح فقال له شريح: تحول مع خصمك، فقال الأشعث: عهدي بك وأنت ترعى البهم لأهلك فقال شريح: أنت رجل تعرف نعمة الله تعالى في غيرك، وتنساها على نفسك.
قال الشعبي: وكان لا يأخذ على القضاء أجرا.
وقال إسماعيل بن أبي خالد: رأيته يقضي في المسجد وعليه برنس خز.
وقال سليمان بن أبي شيخ: قيل: إنه تولى زمن عمر، والصحيح زمن عثمان - وكذا ذكره ابن شاهين في «الثقات» - رجع إلى المنتجالي: وقال الزهري: ما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا ولا أبو بكر ولا عمر، حتى كان في آخر خلافة عمر قال للسائب ابن أخت نمر: اكفني بعض الأمر.
وعن حفص بن عمر قال: كان شريح لا يشوي في منزله شواء كراهية أن يجد جيرانه ريحه.
وعن الشعبي قال: تكفل ابن شريح برجل ففر، فسجن ابنه، وكان ينقل إليه الطعام في السجن.
وقال ابن قتيبة: كان مزاحا.(6/234)
وقال الآجري: سألت أبا داود عن شريح القاضي ابن من؟ قال ابن الحارث، قال أبو داود قضى بالكوفة أكثر من سبعين سنة، ويقولون هو قاضي المصرين.
وفي كتاب «الصحابة» لابن الأثير: وقال الشافعي: لم يل شريح القضاء لعمر.
وفي هذا، والذي تقدم رد لقول المزي: استقضاه عمر على الكوفة من غير تردد، ولا خلاف بل جزم به.
وفي «تاريخ أبي الفرج الأصبهاني»: اختلف الرواة في نسبه فقال بعضهم شريح بن هانئ، محتجين بما روى عن الشعبي أنه قرأ: عهدا لشريح: «من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى شريح بن هانئ الحارثي» قال أبو الفرج: وهذا غلط وقيل: شريح بن عبد الله، والصحيح ابن الحارث،
وعن الأصمعي قال: ولد له وهو ابن مائة سنة، وهو القائل في زوجته زينب حدير:
إذا زينب زارها أهلها ... حشدت وأكرمت زوارها
وإن هي زارتهم زرتهم ... وإن لم أجد لي هوى دارها
وما زلت أرعى لها عهدها ... ولم أتبع ساعة عارها
فسلمي إذا سالمت زينب ... وحربي إذا أشعلت نارها(6/235)
رأيت رجالا يضربون نساءهم ... فشلت يميني يوم أضرب زينبا
أضربها في غير جرم أتت به إلي؟ ... فما عذري إذا كنت مذنبا
فتاة تزين الحلي إن هي حليت ... كأن بفيها المسك خالط محلبا
وقال المرزباني: هو من كبار التابعين وفقهائهم، وله يخاطب معلم ابنه:
ترك الصلاة لأكلب يلهو بها ... طلب الهواش مع الرجس
قلنا بينك غدوة فصحيفة ... مختومة كصحيفة المتلمس
فإذا قال فعضه بملامة ... وعظنه موعظة اللبيب الأكيس
وإذا ضربت بدرة فترفقن ... وإذا بلغت به ثلاثا فاحبس
واعلم بأنك ما فعلت فنفسه ... مهما تجرعني أعز الأنفس
وذكر ابن عساكر في «تاريخه» أن هذين البيتين قالهما الصغير ونحلهما أباه ولما علم شريح بذلك صرف المعلم عن ولده.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: ثنا أحمد بن جعفر عن سالم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي ثنا أبي عن أبيه معاوية عن شريح، قال: جاء شريح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم قال: يا رسول الله إن لي أهل بيت ذو عدد باليمن، فقال له جئ بهم، فجاء بهم والنبي صلى الله عليه وسلم قد قبض. قال أبو نعيم وذكر بعض المتأخرين أنه توفي سنة اثنتين وتسعين، وصحف، إنما هو سنة اثنتين وسبعين.
ولما ذكر ابن السكن هذا الحديث قال: لم أجد له ما يدل على لقيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا، والله أعلم بصحته، وأخباره في أيام عمر وعثمان وعلي كثيرة وكناه الحاكم أبو أحمد - أيضا -: أبا عمرو.
وقال ابن عساكر في «تاريخه»: لقي النبي صلى الله عليه وسلم.(6/236)
وفي كتاب «التصحيف» للعسكري: بلغ عليا عنه شيء، فقال: أخطأ العبد (ألا نظر).
وقال الحاكم أبو عبد الله: عاش مائة وسبعا وعشرين سنة.
وذكر أبو نعيم بن دكين أن شريحا لما قيل له: دق عظمك. استعفى زيادا من القضاء، فقال: لا أعفيك حتى تشير علي برجل، فأشار عليه بأبي بردة.
وقال المزي عن أبي نعيم: توفي سنة ست وتسعين فيه نظر؛ لأن الذي في «تاريخه» - بخط الحافظ رشيد الدين ونقله عنه أيضا المطين -: سبعين الباء الموحدة قبل العين، قال الحضرم: وقال ابن نمير: سنة ثمانين.
وقوله: روى له البخاري في «الأدب» لم يذكر غيره، فيه نظر لما في كتاب «الأحكام» من كتاب «الصحيح» لمحمد بن إسماعيل: وقال شريح القاضي - وسأله رجل شهادة - فقال: ائت الأمير حتى أشهد لك، وقال فيه - أيضا -: وقضى شريح، والشعبي، ويحيى بن معمر، في المسجد. فينظر.
2373 - (د س ق) شريح بن عبيد بن شريح أبو الصلت وأبو الصواب الحضرمي المقرائي الحمصي.
قال ابن عساكر في «تاريخه»: كان بدمشق، حين قتل عبد الملك عمرو بن سعيد.
وذكر المزي عن محمد بن عوف أنه قال: ما أظنه سمع أحدا من الصحابة.(6/237)
انتهى قال البخاري في «تاريخه»: سمع معاوية بن أبي سفيان.
وكذا ذكره أيضا أبو أحمد الحاكم، وأبو نصر بن ماكولا، وزاد: وفضالة بن عبيد.
وفي «تاريخ» ابن عساكر: وقال أحمد بن محمد: وقرأت في قضاء ابن عمران بن سليم القاضي، وفيه: شهد شريح بن عبيد الحضرمي المقرائي نظر؛ لأن مقراء ليس من حضرموت بحال، وذلك أن مقراء هو: عبد الله بن سميع بن الحارث بن مالك بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدر بن زرعة أخي حضرموت أبي سباء الأصغر.
كذا ذكر هذا النسب أبو محمد الرشاطي وغيره، وقد احترز صاحب «الكمال» إذ قال: الحضرمي وقيل: المقرائي، فكان ذلك صوابا من القول وأراد المزي خلافه.
وكما قاله صاحب «الكمال» ذكره أبو إسحاق الصيريفيني وغيره وهو الصواب والله أعلم.(6/238)
وقد ذكر أبو سعيد بن يونس في «تاريخ بلده»: شريح بن عبيد الصدفي ثم الآجرومي شهد فتح مصر وإخاله هو، وذلك أن الصدف من حضرموت كما أن الآجروم من الصدف فلا خلاف بين النسبتين والطبقة قريبة من الطبقة الأولى.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والحاكم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي «المراسيل» لعبد الرحمن عن أبيه: لم يدرك أبا أمامة ولا الحارث بن الحارث ولا المقدام، وهو عن أبي مالك الأشعري مرسل.
وقال أبو زرعة: شريح بن عبيد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسل.
2374 - (خ س) شريح بن مسلمة التنوخي الكوفي.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة.
وخرج الحاكم حديثه، وكذلك الدارمي.
وفي «البخاري» حديثه عن الشعبي، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2375 - شريح بن النعمان الصائدي الكوفي.
قال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: قليل الحديث.
ولما ذكر البخاري حديث أبي إسحاق عنه عن علي: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن(6/239)
نستشرف العين والأذن». قال: لم يثبت رفعه.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وابن خلفون وقال: كان رجلا مشهورا صدوقا في حديثه.
2376 - (ع م ي) شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك، ويقال: ابن يزيد بن الحارث بن كعب الحارثي المذحجي أبو المقدام الكوفي. أصله من اليمن.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال خليفة: قتل مع أبي بكرة بسختيان سنة ثمان وسبعين. كذا ذكره المزي ولو نقله من كتاب «الثقات» لما احتاج إلى ذكر غيره، فإن هذا الذي ذكر خليفة قاله ابن حبان بعينه لم يغادر حرفا، ولكنه رأى وفاته من عند خليفة في «كتاب» ابن عساكر مع ما علق في ذهنه زائدا على «تاريخ دمشق» من أن ابن حبان وثقه فظن كلام خليفة زائدا على كتاب «الثقات» فذكره، والذي يظهر أنه ما رأى كتابي خليفة البتة وقد بينا ذلك في غير ما موضع من هذه العجالة، وإنما ينقل كلامه بواسطة ابن عساكر وإذ لم
ينقل ابن عساكر كلامه لم يذكره البتة.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: شريح بن هانئ بن يزيد بن كعب الحارثي من أهل اليمن عداده في أهل الكوفة قتل بسختيان سنة ثمان وسبعين، وكان في جيش أبي بكرة. انتهى.(6/240)
فهذا كما ترى هو الذي قاله خليفة، وزاد في نسبه شيئا لم ينبه عليه المزي وهو عدم وساطة بين يزيد وكعب، وكذا هو في «التاريخ الكبير» للبخاري.
وفي «تاريخ المنتجالي»: قال البرقي: كان على شرطة علي بن أبي طالب ويقال: على الطلائع.
وفي قول المزي: قتل مع ابن أبي بكرة. نظر؛ لما في كتاب «المعجم» للمرزباني: كان من خيار أصحاب علي وشهد معه مشاهده كلها، وعاش إلى أيام الحجاج فبعثه في جند أهل الكوفة إلى سجستان، ووجه عبيد الله بن أبي بكرة على جند أهل البصرة يعني لقتال رتبيل، وعهد الحجاج إليهم إذا اجتمعوا فعلى الناس عبيد الله فحاصرهم رتبيل فصالحهم عبيد الله وأبا شريح وقام خطيبا وحض أهل الكوفة على الجهاد وكانوا ثمانية عشر ألفا فبايعوه على الموت ثم خرج بهم وهو يقول:
أصبحت ذا بث أقاسي الكبرا ... قد عشت بين المشركين أعصرا
ثم أدركت النبي المنذرا ... وبعده صديقه وعمرا
وبأخميراوات والمشقر ... ويوم مهران ويوم تسترا
والجمع في صفينهم والنهرا ... هيهات ما أطول هذا عمرا
فقاتل وقاتل أهل الكوفة معه فلم يفلت منهم إلا مائتا رجل، وأفلت أهل البصرة فلم يقتل منهم أحد فوجه الحجاج بعد قتل شريح، عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فخلع. انتهى. هذا كما ترى لم يكن في جيش أبي بكرة كما ذكره، وإنما كان في جيش وحده ليس لابن أبي بكرة عليه سبيل وبنحوه ذكره ابن أعثم في «تاريخه» والمفضل بن غسان، ولعل الموقع لابن حبان وغيره قوله: إذا اجتمعوا فعلى الناس ابن أبي بكرة، وقد اجتمعوا يقينا لكن كلام المرزباني فصل ما أجمله غيره، ولعل شعره هذا أخذه من قول الربيع بن ضبيع الفزاري المعمر:(6/241)
أصبحت لا أحمل السلاح ... ولا أملك رأس البعير إن نفرا
والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدي وأخشى الرياح والمطرا
ها أنا ذا آمل الخلود وقد ... أدرك عمري ومولدي حجرا
أنا امرؤ القيس هل سمعت به؟ ... هيهات هيهات طال ذا عمرا
والله أعلم.
ولما ذكر الحاكم حديثه قال: مخضرم وكان خيرا فاضلا، وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة الإسفرائيني وابن خزيمة.
وقال ابن عبد البر: كان من جلة أصحاب علي.
وفي «تاريخ الموصل»: مشهور بالفضل والمحل، قال القاسم بن مخيمرة: كان من أفقه قومه.
وفي «تاريخ دمشق»: بعث علي أبا موسى ومعه أربعمائة رجل عليهم شريح، وذكره مسلم في المخضرمين.
قال يعقوب: جعل على رجالة مذحج يوم الجمل لشريح.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: كان من كبار التابعين وفضلائهم.
2377 - (د س) شريح بن زيدي الحضرمي الحمصي المقرئ المؤذن أبو حيوة.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» عرفه بالقاضي قال: وله اختيار في القراءة يروي عنه.
وفي «تاريخ البخاري» قال يزيد بن عبد ربه: مات سنة ثلاث ومائتين في صفر.(6/242)
2378 - (خت) شريح الحجازي.
في كتاب «الصحابة» لأبي نعيم: شريح بن أبي شريح.
وقال أبو عمر بن عبد البر: روى عنه عمرو وأبو الزبير، سمعاه يحدث عن أبي بكر الصديق أنه قال: كل شيء في البحر مذبوح.(6/243)
من اسمه شريد وشريك
2379 - (بخ م د تم س ق) الشريد بن سويد الثقفي له صحبة وهو والد عمرو، وقيل: هو من حضرموت.
قال أبو نعيم الحافظ: أردفه النبي صلى الله عليه وسلم وراءه واستنشده من شعر أمية بن أبي الصلت مائة قافية.
وفي «كتاب» ابن الأثير: قيل اسم الشريد: مالك وهو من بني قسحم من الصرف قتل قتيلا من قومه فلحق بمكة فحالف بني حطيط من ثقيف، ثم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وشهد بيعة الرضوان وسماه النبي صلى الله عليه وسلم الشريد وهو زوج ريحانة بنت أبي (العباس) بن أمية.
وبنحوه ذكره ابن الجوزي والصغاني في كتاب «الصحابة».
وقال ابن السكن: روى نحوا من خمسة أحاديث.
وقال ابن حبان: كنيته أبو عمر ويقال: إنه أيضا من همدان.
وذكره ابن منده في «الأرداف».
2380 - (د ت) شريك بن حنبل العبسي الكوفي.
قال أبو عمر: قالوا: حديثه مرسل.
وقال ابن السكن: روي عنه حديث واحد قيل فيه: شريك عن النبي صلى الله عليه وسلم(6/244)
وقيل: شريك عن علي.
وقال العسكري: لا تثبت له صحبة. وفي «كتاب» الصريفيني: العبسي.
وقيل: القيسي.
وقال ابن سعد في «طبقات التابعين»: روى عن علي وكان معروفا قليل الحديث.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: شريك بن شرحبيل ومن قال: شريك بن حنبل فقد وهم؛ لأن المحفوظ: ابن شرحبيل كذا ألفيته في عدة نسخ - والله أعلم.
2381 - (س) شريك بن شهاب الحارثي البصري.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
2382 - (خت م 4) شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي أبو عبد الله الكوفي القاضي.
قال أحمد بن صالح العجلي - الذي نقل المزي عنه لفظه وأغفل منه إن كان رآه، وما إخاله ما لا يجوز إغفاله - وهو: صدوق ثقة صحيح القضاء، ومن سمع منه قديما فحديثه صحيح، ومن سمع منه بعد ما ولي القضاء ففي سماعه بعض الاختلاط لأن الأخذ عنه كان شديدا لم يكن يمكن من نفسه،(6/245)
وقدم شريك البصرة فأبى أن يحدثهم فاتبعوه حتى خرج وجعلوا يرجمونه بالحجارة في السفينة ويقولون: يا ابن قاتل الحسين وطلحة والزبير.
وجاء يوما إلى باب الخليفة فوجدوا منه ريح نبيذ فقالوا: نشم رائحة فقال: مني؟ فقالوا: لو كان هذا منا لأنكر علينا. فقال: لأنكم مريبون.
وبعث إليه بمال يقسمه فأشاروا عليه أن يسوي بين الناس فأبى، وأعطى العربي اثني عشر والموالي ثمانية، ومن حسن إسلامه أربعة، فركب فيه أهل الأرض إلى بغداد حتى عزلوه، وله مع عيسى بن موسى خبر في عزله.
انتهى كلام العجلي.
وقال الفلاس: كان يحيى لا يحدث عنه وعبد الرحمن يحدث عنه، وجده قاتل الحسين. انتهى كلامه وفيه نظر؛ لما ذكره أبو عبيد بن سلام في كتابه «الغريب» من أن يحيى بن سعيد حدث عنه، ولما ذكره أبو جعفر الطبري في كتاب «الطبقات» قال: شريك بن عبد الله بن أبي شريك واسم أبي شريك: الحارث بن أوس بن الحارث بن الأزهر بن وهيب بن سعد بن مالك بن النخع كان عالما فقيها.
وقال أبو داود: ثقة يخطئ على الأعمش، زهير وإسرائيل فوقه، قال: وإسرائيل أصح حديثا منه، وأبو بكر بن عياش بعد شريك، قال الآجري: سمعت أحمد بن عمار بن خالد يقول: سمعت سعيدويه يقول لإبراهيم بن عرعرة: ارو هذا أنا سمعت عبد الله بن المبارك يقول: شريك أعلم بحديث الكوفة من سفيان.
وقال ابن حبان في «الثقات»: ولي القضاء بواسط سنة خمسين ومائة ثم ولي الكوفة ومات بها سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة، وكان في آخر أمره يخطئ(6/246)
فيما روى وتغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة.
وذكر المزي نسبه من عند ابن سعد لا غير، فإذا نظر الناظر في كتابه ظن ألا حاجة به إلى النظر في كتاب ابن سعد؛ لأنه يعتقد أن لو كان فيه شيء يزيد على نقل المزي، لنقله وما درى هذا الغبي أن حالفا لو حلف أنه ما رأى كتاب ابن سعد حالة وضعه «التهذيب» لكان بارا بيان ذلك: أن ابن سعد قال فيه:
توفي يوم السبت مستهل ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائة، وكان ثقة مأمونا كثير الحديث وكان يغلط (كثيرا).
وقال أبو إسحاق الحربي في «تاريخه»: كان ثقة.
وقال المروزي عن أحمد: شريك أحسن الرواية عن أبي إسحاق.
وقال ابن القطان: جملة أمره أنه صدوق ولي القضاء فتغير محفوظه، وقال أبو محمد الإشبيلي: لا يحتج به ويدلس.
وقال الحاكم في «تاريخ بلده»: وشريك أحد أركان الفقه والحديث، واختلفوا في ثقته، وقال: عن محمد بن يحيى الذهلي: كان نبيلا.
وقال أبو القاسم البغوي عن علي بن الجعد عن يحيى بن سعيد: لو كان شريك بين يدي ما سألته عن شيء وضعف حديثه جدا وقال يحيى: أتيته بالكوفة فأملى علي فإذا هو لا يدري.
وقال صالح بن محمد جزرة: صدوق، ولما ولي القضاء اضطرب حفظه وقل(6/247)
ما يحتاج إليه في الحديث الذي يحتج به، ولما قال له أبو عبيد الله المورباني وزير المهدي: أردت أن أسمع منك أحاديث قال: قد اختلطت علي أحاديثي وما أدري كيف هي؟ فلما ألح عليه (قاله) حدثنا بما تحفظ ودع ما لا تحفط فقال: أخاف أن تؤخذ فيضرب بها وجهي.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس به بأس روى عنه ابن مهدي.
وذكره أبو العرب، وابن السكن، والبلخي في «جملة الضعفاء».
وقال وكيع بن الجراح: لم نر أحدا من الكوفيين مثل شريك.
وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: أخاف عليه التدليس.
وقال العقيلي: قال أحمد بن حنبل: كان عاقلا صدوقا محدثا شديدا على أهل الريب والبدع قديم السماع قيل له يحتج به؟ قال: لا تسألني عن رأيي في هذا.
وفي كتاب المنتجالي: كان صدوقا ثبتا صحيحا في قضائه وقال وكيع: ما كتبت عنه بعد قضائه فهو عندي على حدة.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين، وزعم الحاكم وبعده ابن الجوزي وغيره أن مسلما روى له في الأصول فينظر.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي فيما ينفرد به.(6/248)
وفي كتاب ابن عدي: عن ابن مثنى: لا يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عن شريك شيئا. انتهى قد أسلفنا ما يخدش في هذا القول.
وقال ابن المبارك: ليس حديثه بشيء، وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: أخطأ شريك في أربعمائة حديث.
وقال حفص بن غياث: كان شريك أشبه الناس بالأعمش، وقال علي بن حجر: حدث يوما شريك بأحاديث فقيل له: يا أبا عبد الله ليس هذا عند أصحابك - يعنون شعبة وسفيان - فقال: شغلتهم (أجل) العصايد إن الكوفة أرضها باردة.
ولما استقضى قال سفيان: أي رجل أفسدوه وكان شريك في مجلس أبي عبيد الله وفيه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب فذكروا النبيذ فقال شريك: ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر بن الخطاب: إنا نأكل لحوم الإبل وليس يقطعها في بطوننا إلا هذا النبيذ الشديد فقال الحسن بن زيد: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق}،
فقال شريك: أجل شغلك الجلوس على الطنافس في صدور المجالس عن استماع هذا ومثله، فلم يجبه الحسن بشيء وأسكت القوم وتحدثوا بعد في النبيذ، وشريك ساكت فقال له أبو عبيد الله: ثنا أبا عبد الله فقال: كلا الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب (على من يرد أعلى أبي إسحاق أم على عمرو بن ميمون؟).
وذكر الخطيب في «تاريخ بغداد» عن الرمادي قال: قال لي عبد الله بن المبارك: أما يكفيك علم شريك؟.
وسئل شريك: من أدبك؟ فقال: نفسي ولدت ببخاري فحملني ابن عم لنا(6/249)
حتى طرحني عند بني عم لي بنهر صرصر، فكنت أجلس إلى معلم لهم فعلق بقلبي تعلم القرآن فجئت إلى شيخهم فقلت: يا عماه الذي كنت تجره علي هنا أجره بالكوفة لأعرف بها السنة ففعل، فكنت بالكوفة أضرب اللبن وأبيعه وأشتري دفاتر وطروسا، فأكتب فيها العلم والحديث ثم طلبت الفقه.
وقال حفص بن غياث قال الأعمش يوما: ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى قال: فقدمنا شريكا وأبا حفص الأبار.
وقال شريك: صليت الغداة مع أبي إسحاق الهمداني ألف غداة وفي رواية سبعمائة مرة.
وعن أحمد بن حنبل وسئل يحيى بن سعيد: إيش كان يقول في شريك؟
قال: كان يرضاه وما ذكر عنه إلا - شيئا على المذاكرة - حديثين.
وكان شريك يقول: أكرهت على القضاء، فخرج مرة يتلقى الخيزران فبلغ شاهي وأبطأت الخيزران فنفد زاده ويبس خبزه فجعل يبله بالماء ويأكله فقال العلاء بن المنهال الغنوي:
فإن كان الذي قد قلت حقا ... بأن قد أكرهوك على القضاء
فمالك موضعا في كل يوم ... تلقى من يحج من النساء
مقيم في قرى شاهي تلاشا ... بلا زاد سوى كسر وماء
وفي «تاريخ واسط» لبحشل: ذكر من حدث عنه شريك من أهل واسط ممن لم يرو عنهم غيره: هارون الواسطي عن شريح القاضي وعمر بن عبد الله جد(6/250)
عباد بن العوام بن عبد الله بن المنذر بن مصعب وكان على خزانة واسط، وأبو محمد عبد الله بن عمارة عم جعفر بن الحارث النخعي، وحسين بن حسن الكندي قاضي واسط لخالد القسري، وقيراط أبو العالية.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: وسمعت يحيى بن معين يقول: ولد شريك سنة ست وتسعين، وأنبأ سليمان بن أبي شيخ أن شريكا قال لبعض إخوانه: أكرهت على القضاء. قال: فقال له: فأكرهت على أخذ الورق؟
وأنبا ابن أبي شيخ ثنا عبد الرحمن بن شريك قال: جاءت أم شريك من خراسان فرآها أعرابي وهي على حمار، وشريك صبي بين يديها فقال: إنك لتحملي جندلة من الجنادل، ولما ولوه قضاء الأهواز هرب واختفى عند الوالي محمد بن الحسن العبدي، فلما بلغ الحسن بن عمارة قال: الخبيث استصغر قضاء الأهواز.
وقال يحيى بن سعيد: بدر بن الخليل ثقة روى عنه شريك، وثنا محمد بن يزيد سمعت حمدان الأصبهاني قال: كنت عند شريك فأتاه بعض ولد المهدي، فاستند إلى الحائط وسأله عن حديث فلم يلتفت إليه، وأقبل علينا ثم أعاد فعاد بمثل ذلك فقال: كأنك تستخف بأولاد الخلفاء. قال: لا، ولكن العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه قال: فجثا على ركبتيه، ثم سأله فقال له شريك: هكذا تطلب العلم.
رأيت في «كتاب علي بن المديني» قال يحيى بن سعيد: أحدث عن شريك أعجب إلي من أن أحدث عن موسى بن عبيدة.
وفي كتاب «التعديل والتجريح» للساجي: وفي شريك يقول عبد الله بن إدريس:
ليت أبا شريك كان حيا ... فيقضي حيث يبصره شريك
ويمينك من يدريه علينا ... إذا قلنا له هذا أبوك(6/251)
وفي كتاب «البيان والتبيين» لعمرو بن بحر: هما للعلاء بن المنهال.
قال الساجي: وحكى أبو بكر بن أبي الأسود عن عبد الرحمن بن مهدي قال: أبو الأحوص أثبت من شريك وقال أبو نعيم كان شريك لو لم يكن عنده علم كان يؤتى من عقله.
وقال يحيى بن آدم: كان فقهاء الكوفة: الثوري، وشريك، وحسن بن صالح.
وقال أبو داود الدهان: سمعت شريكا يقول: علي خير البشر من أبى فقد كفر، قال أبو يحيى: كان ينسب إلى التشيع المفرط، وقد حكى عنه خلاف ذلك، قال أبو نعيم: سمعت شريكا يقول: قدم عثمان يوم (بدر) وهو أفضل القوم.
وقال علي بن حكيم: قال رجل لشريك: رأيت الثوري يشرب النبيذ. قال: رأيت أباه يشرب النبيذ.
قال الساجي: وكان فقيها يعقل ويتشيع ويقدم عليا على عثمان.
وفي كتاب المنتجالي: ولد مقتل قتيبة بن مسلم وكان قتله يوم الأربعاء لأربع بقين من السنة، سنة ست وتسعين.
وقال أبو عبد الله: ما كلمت رجلا أعقل من شريك.
وقال محمد بن عيسى: رأيت شريكا قد أثر السجود في جبهته.
وقال ابن عيينة: كان شريك أحضر الناس جوابا.
وقال يحيى بن معين: قال شريك: ليس يقدم عليا على أبي بكر وعمر رجل فيه خير.(6/252)
وفي «تاريخ البخاري»: قسم عمر بن عبد العزيز قسما أصابني أربعين درهما وأصاب مولى لنا ثلاثين.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان صدوقا إلا أنه مائل عن القصد غالي المذهب سيء الحفظ كثير الوهم مضطرب الحديث، قال ابن خلفون: تكلم في مذهبه وفي حفظه، وهو ثقة قاله ابن السكري وغيره.
وفي «معجم» المرزباني: وهو القائل في إسحاق بن الصباغ الكندي:
صلى وصام لدنيا كان يأملها ... فقد أصاب فلا صلى ولا صام
وقال أيضا - تمثل به لرجل من ولد عبد الرحمن بن عوف -:
فإن فخرت بأباء ذوي حسب ... لقد صدقت ولكن بئس ما ولدنا
وفي «المجالسة»: قال الربيع لشريك بين يدي المهدي: بلغني أنك جئت أمير المؤمنين من ذكر فعلت ذلك لا قال يضنيك.
2383 - (خ م د تم س ق) شريك بن عبد الله بن أبي نمر القرشي، وقيل: الليثي من أنفسهم أبو عبد الله المدني.
قال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: ثقة.
وفي رواية (يحيى) بن محمد عن ابن معين: لا بأس به.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: ربما أخطأ، وأبو نمر جده شهد بدرا - يعني مشركا - مات بعد الأربعين ومائة.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس به بأس، وليس بالقوي، وكان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه.(6/253)
وقال الساجي: كان يرى القدر.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، وابن حبان، وأبو عبد الله الحاكم.
وفي «كتاب» ابن الجوزي: قال يحيى بن معين والنسائي: ليس بالقوي.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: مات سنة أربع وأربعين ومائة قال: وتكلم في مذهبه ونسب إلى القدر.
2384 - (ع) شريك بن نملة الكوفي جد الصعب بن حكيم بن شريك.
ذكره ابن حبان في «الثقات» روى عنه ابن ابنه الصعب إن كان محفوظا كذا ذكره المزي.
والذي في «الثقات»: شريك بن نميلة وقد قيل: ابن نملة.
وفي «تاريخ محمد بن إسماعيل الكبير»: روى ابن عيينة عن صعب بن حكيم عن شريك قال: (ضفت عمر)، وهو من بني عوف ثم من بني جشم بن(6/254)
محارب بن خصفة بن قيس غيلان بن مضر انتهى، فهذا كما ترى في «الثقات» ما لم يذكره، وفي «تاريخ البخاري» رواية الصعب عنه، ولم يتعرض لها هو ولا غيره بانقطاع فما أدري قوله: إن كان محفوظا ما معناه إن كان أحدا نص على انقطاع ما بينهما صرح به، وصوت وإلا فدع المحفوظ، فلو قاله البخاري لما قبل منه إلا بنص صريح، وما بالعهد من قدم قال البخاري - في إنسان مر ذكره -: لا نعلمه يروي عن فلان شيئا اعترض عليه المزي بأن هذا الكلام لا يخلص أو ما في معناه، فهو غفر الله له، يقول لأستاذ البلاد هذا الكلام فنحن إيش نقول؟ نقول:
إذا عير الطائي بالبخل مادر ... وعير قيسا بالفهاهة باقل
وقال السها للشمس أنت خفية ... وقال الدجى للظل لونك حائل
وفاخرت الأرض السماء سفاهة ... وطاولت الشهب الحصا والجنادل
فيا موت زر إن الحياة دميمة ... ويا نفس جدي إن دهرك هازل(6/255)
من اسمه شعبة
2385 - (ع) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي أبو بسطام الواسطي مولى عبدة بن الأغر مولى يزيد بن المهلب. وقيل: مولى الجهاضم وقال ابن سعد: مولى الأشاقر عتاقة.
قال أبو يوسف في كتاب «لطائف المعارف» تأليفه: أقام شعبة في بطن أمه سنتان، وقال النسائي: الأمناء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: شعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس، ويحيى بن سعيد القطان.
وذكر مسلم بن الحجاج في كتاب «شيوخ شعبة» تأليفه - ومن خط عبد العزيز بن محمد بن عبدويه الشيرازي الحافظ أنقل - روى عن:
محمد بن عبيد الله بن عون الثقفي الكوفي، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن عمرو بن علقمة مديني، ومحمد بن ذكوان جزري، ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي كوفي، ومحمد بن أبي عائشة، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، ومحمد بن النعمان كوفي، ومحمد بن النوار بصري وقال شعبة: بن أبي النوار، ومحمد بن سالم أبي سهل كوفي، ومحمد بن عبيد الله العزرمي كوفي، ومحمد بن السائب الكلبي أبي النضر كوفي، ومحمد بن جابر اليمامي، ومحمد بن عبد الله بن عثمان بن موهب ويقال: إنه عمرو بن عثمان الذي روى عنه الناس، وعبد الله بن خنبش كوفي، وعبد الله بن أبي عثمان مكي، وعبد الله بن ذكوان أبي الزناد، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وعبد الله بن(6/256)
عبد الرحمن بن أبي الحسين النوفلي، وعبد الله بن السائب كوفي، وعبد الله بن مطر أبي ريحانة بصري، وعبد الله بن إسحاق النحوي مقرئ أهل البصرة، وعبد الله بن أبي رائطة بصري، وعبد الله بن بشر الخثعمي كوفي، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن عابس كوفي، وعبد الرحمن بن سعيد بن وهب كوفي، وعبد الرحمن بن أبي عبد الله أبي حمزة، قال شعبة: كان جارنا، وقال وكيع عن شعبة عن عبد الرحمن بن كيسان: وهو ذاك بعينه، وعبد الرحمن بن معاوية أبي الحويرث الزرقي مدني، وقال شعبة: أبو الجويرية، وعبد الرحمن بن حرملة يكنى أبا حرملة مدني، وعبد الرحمن بن العداء لقيه شعبة بواسط يقال: إنه شامي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود عرف بالمسعود، وعبيد الله بن عمران القريعي بصري وعبيد الله الأحمر بصري، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي كوفي، وعبد العزيز بن أبي رواد سكن مكة، وعبد الملك بن حبيب أبي عمران الجوني، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي روى عنه حديث «الشكال في الخيل»، وغلط في اسمه، وعبد الكريم بن أبي المخارق المعلم أبي أمية، وعبد الحميد بن واصل بصري، وعبد الحميد من ولد رافع بن خديج، وعبيد بن مهران المكتب كوفي، وعبد الواحد الهالكي روى عن سالم كأنه مديني، وعبد السلام مولى قريش، وعبد الأكرم من أهل الكوفة هكذا سماه عدة عن شعبة، وقال محمد بن جعفر عن شعبة عن عبد الوارث بن أبي حنيفة يعنيه، وقال معاذ بن معاذ عن شعبة عن عبد الأكبر، وكل ذلك واحد إلا أنهم اختلفوا، وعبد ربه يكنى أبا كعب صاحب الحرير، وعبد الغفار بن القاسم أبي مريم الأنصاري كوفي، وعبد الجليل بصري عن أبي عثمان عن علي «في الخنثى»، رواه شاذان عن شعبة، وأما غير شعبة فقال: عن أبي عبد الجليل في هذا الحديث، وعباد بن منصور الباجي، وإبراهيم بن محمد بن حاطب، وإبراهيم ابن أخي جرير بن عبد الله البجلي، وإبراهيم بن العلاء أبي هارون الغنوي، وإبراهيم بن طريف يماني، وإسماعيل بن مسلم العبدي بصري، وإسماعيل(6/257)
ابن مسلم عرف بالكوفة وأصله بصري، وإسماعيل بن إبراهيم أبي بشر الأسدي وإسحاق بن سويد العدوي، وسليمان بن أبي مسلم الأحول وقال شعبة: ابن خالد بن أبي نجيح كوفي، وسليمان بن كندير أبي صدقة العجلي كوفي، وسليمان بن أبي المغيرة كوفي وقال شعبة: سليمان بن المغيرة، وسليمان العطار بصري، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي مولى بني أسد، وموسى أبي سعدة بصري، وأبي الصباح موسى بن أبي كثير الواسطي، وموسى مولى عبد الله ابن عامر السبلاتي بصري، وهارون بن سعد الكوفي، ويحيى بن عمرو بن سليم، ويحيى بن دينار أبي هاشم الرماني واسطي، ويحيى بن عبد الله بن حجية، ويحيى بن عبد الواحد لا يوقف على بلاده، وإدريس بن يزيد بن عبد الله الأودي، وعلي بن الحكم البناني أبي الحكم، وعلي بن سويد بن منجوف، وعلي بن علي الرفاعي، وعلي بن عبد الأعلى الثعلبي، وعلي أبي الحسن أو الحسن أبي علي شك فيه شعبة، وحسن بن أبي الحسن البصري، وحسن بن عبيد الله النخعي كوفي، والحسن بن عمرو الفقيمي، والحسن بن مسلم الهذلي إن لم يكن شاميا فلا أدري، روى عن مكحول وقال أبو داود هو ابن عبيد الله العسقلاني، وحسين بن أبي سليمان بن حسين واسطي، وعمرو بن قيس مولى الأشعث بن قيس كوفي، وعمر بن أيوب البجلي، وعمر بن قيس سندل، وعمرو بن هرم الأزدي، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعمرو بن عبد الله أمير مكة، وعمرو بن عبيد القدري، وعامر بن عبيدة بصري باهلي، وعامر بن شقيق بن جمرة، وعمار بن أبي عمار مولى ابن هاشم أبي محمد بصري، وعمار بن أبي معاوية الدهني البجلي كوفي، وعمران بن أبي عطاء أبي حمزة القصاب واسطي، وعمران بن عمير مولى عبد الله بن مسعود كوفي، وعمران بن حدير بصري، وعمران بن مسلم القصير بصري، وهو غير الجعفي، وأبي محمد عثمان بن المغيرة الثقفي، وعثمان الطويل بصري، وعثمان بن أبي رواد من ساكني البصرة، وعثمان مولى ثقيف، وعاصم بن عمرو البجلي كوفي، وعاصم مولى قريبة بنت محمد بن عبد الرحمن مديني، وعاصم قريب لإبراهيم النخعي كوفي، وعقبة بن أبي ثبيت بصري، وعقبة بن سيار أبي(6/258)
الجلاس إلا أن شعبة قال فيه: ابن الجلاس يريد عقبة هذا، وعطاء بن ميسرة الخراساني، وعروة بن الحارث الهمذاني، وعروة بن عبد الله الجعفي كوفي، وعوام بن (مزاحم) بصري، والعلاء بن زيد كوفي، وغيلان بن جرير المعولي، وحبيب بن أبي عمرة، وحبيب بن شهاب بن مدلج العنبري، وحبيب الثقفي لا يقف على بلاده، وحميد بن قيس المكي، وحميد الأوزاعي يشبه أن يكون شاميا، وحمزة الأعور وهو أبو عمارة بن حمزة، وحجاج بن حجاج الأسلمي، وحجاج بن عياض كوفي، وحجاج بن ورد أبي شعبة ين الحجاج، وحجاج بن أرطاة النخعي، وحجاج النبطي واسطي، وخالد بن مسلمة المخزومي، وخالد بن أبي الصلت بصري، وخالد بن علقمة الهمداني إلا أن شعبة سمى أباه: عرفطة، وخالد بن رياح أبي الفضل، وخالد بن زاذان، وخالد ختن لآل سيار، وجعفر بن معبد بصري، وجابر بن صبيح بصري، ومسلم بن أبي مريم مديني، ومسلم بن عبد الله المازني يقال: هو مسلم بن كيسان إلا أن شعبة قال: مسلم بن عبد الله، ومسلم بن سالم أبو فروة النهدي كان ساكنا في جهينة، ومسلم بن عبد الله أبو النضر شامي فيما نرى، ومالك بن دينار أبو يحيى مصري، ومالك بن مغول كوفي، ومعاوية بن مسلم بن عمرو أبي عقرب الكناني يكنى أبا نوفل، ومعاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله، ومسعود بن علي الشيباني، ومسعود جار شعبة، ومغيرة بن مخادش، ومغيرة بن مسلم الأزدي، ومغيرة بن مالك، وسعيد بن محمد أبو السفر، وسعيد بن عمرو بن سعيد الأموي، وسعد بن طارق أبو مالك الأشجعي، وسعيد بن المرزبان البقال، وسفيان بن أبي حبيبة أبو المختار، وسلمة بن ميمونة أبو ميمون، وسلمة بن تمام أبو عبد الله الشقري، وسيف بن وهب وهو: سيف ابن أبي سيف، وسيف أبو الحسن عن طاوس لعله سيف بن أبي سليمان المكي، وسيار بن وردان أبو الحكم، ويقال له: سيار بن أبي سيار، وسهيل بن عمرو واسطي، وشهاب بن جعفر كوفي، وشهاب عن عمرو بن مرة كوفي، وصالح بن أبي سليمان بصري،(6/259)
وصدقة رجل من آل أبي الأحوص، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، وفضيل عن رشيد لا يوقف على بلده، وقيس بن الربيع أبو محمد الأسدي، وربيع بن قريع، وربيع بن الركين كوفيان، وزيد بن جبير بن حرمل الجشمي، وزيد بن علي مديني، وزيد الخطابي، وهو غير زيد بن محمد بن عبد الله بن عمر، وزياد بن كليب أبو معشر الكوفي، وزياد أبو عمر بصري، وزائدة بن عمر كوفي، وزائدة الصارفي وصارف قبيلة، ويزيد بن زاذي واسطي، ويزيد بن سفيان بصري، ويعلى بن مسلم، وواصل مولى أبي عيينة، ووضاح أبو عوانة، ووضاح العتكي، ووليد بن كريب بن الحارث بن أبي موسى الأشعري، وقال بعضهم: الوليد بن حريث، وقال شعبة: حدثني ولاد يريد الوليد هذا، وهشام بن حسان، وتوبة الملائي، والقاسم بن أبي أيوب الأعرج، والقاسم بن محمد أبو نهيك، وكناه شعبة أبا بكير، ونصر القصاب بصري، ونصر بن سعد لا يوقف على بلده، والنعمان الكسكري، وأشعث بن أسلم العجلي، وأحنف الهلالي أبو عمرو، وناجية الجهني، ومزاحم بن زفر، وعائذ بن نصيب، وشبيب بن غرقدة، وهلال بن أبي حميد الوزان، وحطان بن خفاف أبو الجويرية الجرمي، وآدم بن علي، وشوذب أبو معاذ وقال شعبة: أبو عثمان مولى البراء، ومعن بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن مسعود، وأسيد بن الربيع بن عميلة أخو الركين، والزبير بن عدي، وزهير بن أبي ثابت الضرير، وعياش الكلبي، والقعقاع بن يزيد الضبي، وبكر بن وائل، ووائل بن داود، والزبرقان بن عبد الله، وقال شعبة: أبو الزرقاء، وخلف بن حوشب، وحذيفة بن اليمان، ومصعب عن الشعبي، وجراد بن مجالد رجل من الأنصار، وعتيق أو ابن عتيق رجل من [] وقال مسعر وسفيان لما رويا عنه: علي بن عتيق، وقتادة أو ابن قتادة، ومعروف بن واصل أبو بكر السعدي وابن للبراء بن عازب غير مسمى، والهيثم أخو عبد الخالق، ومن البصريين: بريد بن أبي [] السلولي، وإياس بن معاوية بن قرة، ومروان(6/260)
الأصفر، وجبر بن حبيب، وتميم بن حويص، وأوس بن ثابت، ومبشر بن أبي المليح، ومهند بن علي، وشبيل بن عزرة، والجعد بن عثمان، وأدهم السدوسي، وكهمس بن الحسن القيسي، وقطن بن كعب القطعي، وحوشب بن مسلم أبو بشر، وحاجب بن عمر بن عبد الله بن إسحاق بن أخي الحكم، وحنظلة بن عبد الله السدوسي أبو عبد الرحيم، وزرارة بن أبي الخلال العتكي، وعبيل بن سفيان، وسويد الهذلي، وحسام بن مصك، ومعمر بن راشد، وأسامة قال شعبة: جار لنا كأنه بصري.
ومن بلدان شتى: شيبة بن هشام، وزريق عن كريب لا يوقف عليه، ومشاس أبو ساسان الخراساني، وقال شعبة: مشاش بن الأزهر، ونوح بن أبي مريم أبو عصمة من أهل مرو، وعيسى بن الأرزق من أهل مرو، وأبو الهذيل الكوفي، ورجل من بجيلة عن ابن أبي أوفى لم يسمه شعبة، وكذا رجل صلى خلف زيد بن أرقم، ورجل من آل سهل بن حنيف، ومولى لبني أمية سمع ابن عمر في الجنازة، ورجل عن أبي حازم عن أبي هريرة، ورجل من باهلة سأل أبا أمامة، ورجل من بني عذرة عن أبي الفيض، ورجل من أهل الشام عن الشعبي، وأم شعبة وخالته، وقال معاذ بن معاذ عن شعبة حدثتني أم أسماء خالة جدي، وسرية الربيع بن خثيم.
وذكر مسلم آخرين لكن النسخة قديمة جدا تآكلت فلم تتبين أسماؤهم وعجزنا عن نسخة أخرى نستضيء بها - والله الموفق.
وفي «الجعديات»: ثنا أحمد بن زهير ثنا سليمان بن أبي شيخ ثنا صالح بن سليمان قال: كان شعبة مولده ومنشؤه واسط وعلمه كوفي، وكان له ابن يقال له: سعد، وكان له أخوان: بشار وحماد، وكانا يعالجان الصرف، وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق فإنما أنا عيال على إخوتي، وما أكل شعبة من كيسه درهما قط، وقال أبو قطن: ما رأيت شعبة ركع إلا ظننت أنه قد نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه قد نسي، وقال أبو الوليد: كان يقول - يعني شعبة - إذا كان عندي دقيق وقصب فما أبالي ما فاتني من الدنيا.(6/261)
وذكر شعبة عند سفيان يوما فقال: ذاك أمير المؤمنين الصغير.
ولما ماتت أمه جاءه سليمان التيمي وأبو عون يعزيانه فيها.
وقال له سفيان (تغليبا) بواسط.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: ولد بنهريان قرية أسفل من واسط سنة ثلاث وثمانين، وكان من سادات أهل زمانه حفظا وإتقانا وورعا وفضلا، وهو أول من فتش عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار علما يقتدى به، ثم تابعه عليه بعد أهل العراق، وقال: رأيت الحسن بن أبي الحسن وعليه عمامة سوداء.
وفي «تاريخ واسط» عن شعبة: لما قدمت سألت عن منزل الحسن فاستنكر الناس ذاك مني فقلت: إني من أهل واسط.
وفي كتاب المنتجيلي: كان ثقة ثبتا في الحديث ولا يحدث إلا عن ثقة، مات بالبصرة يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ستين، وصلى عليه عبد الملك بن أيوب، وكذا ذكره ابن أبي خيثمة، زاد المنتجيلي: وكان له أخ من أمه يقال له: عمر بن عبد الأعلى، وقال له رجل يوما: من أين أنت؟ فقال أنا من الحي الذين تضمنوا سد الثغور، وفتح باب المشرق وقدم بغداد بسبب أخ له حبس وكان يطلب الشعر قبل طلبه الحديث.
وقال يحيى بن معين: كان شعبة صاحب نحو وشعر، وكان يعقوب بن إسحاق يقول: إذا حدثه شعبة حدثني الضخم عن الضخام شعبة الخير أبو بسطام، وكان ابن عيينة يقول: ينبغي أن يسمى شعبة أمير المؤمنين في الحديث، وقال عبد الله بن إدريس: شعبة قبان المحدثين ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما لزمت غيره، وقال بشر بن الحارث: ما منعني من(6/262)
السماع من شعبة إلا أني تخوفت أن يعلمني الوقيعة في الناس.
وقال أحمد بن حنبل: كان شعبة فقيرا خرب داره وباع جذوعه وأتى الحكم بن (عيينة) فأقام عليه تسعة عشر.
وقال أبو بشر الغنوي: قدم شعبة فقال قد رويت ألف قصيدة من الشعر فقلنا: هات أنشدنا فجعل يتمتم فقلنا له: ويلك والله ما نفهم ما تقول، فلم يجد في الشعر فرجع إلى الكوفة فجاء فقال: قد رويت الحديث، فجاء هؤلاء المجانين فقالوا: هات إيش تقول ما في الدنيا مثلك.
وقال صالح بن سليمان: كان في لسان شعبة تمتمة وكان رديء اللسان.
وقال عباد بن عباد: أراد شعبة أن يقع في خالد الحذاء قال: فأتيته أنا، وحماد بن زيد فتهددناه فأمسك.
وقال محمد بن الحسين بن أبي عبد الله: شعبة قنديل المحدثين في عصره ذباب عن الأخبار مميز للرجال، وكان قد أودع الفراسة، وكان أمة وحده في هذا الشأن يعني نصرة الحديث، وكان ألثغ وقال شبابة: كنا إذا رأينا من شعبة فتورا أخذنا في ذكر الناس فينشط، ولما جاء نعيه لسفيان قال: اليوم مات الحديث.
وفي «كتاب حريث»: قال أحمد بن حنبل: روح عن شعبة عن ابن أبي بكر عن أبيه أنه كان ينفر يوم الثاني، وقال عبد الرحمن عن شعبة: سمعت أبا بكر قال أبو عبد الله: هذا خطأ؛ لأن شعبة لم يلق أبا بكر ولم يرو شعبة عن مشايخ المدينة إلا عن المقبري لقيه بعدما كبر.
وفي كتاب «الثقات» لابن شاهين: قال شعبة: اكتبوا المشهور عن المشهور.
وقال الطيالسي: ما رأيت أحدا يشبه شعبة في الحديث، ولما قيل ليحيى بن سعيد ثنا عن ثقة فقال: لو حققت لك، ما حدثتك إلا عن أربعة: ابن عون، وشعبة، ومسعر، والدستوائي.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: شعبة بن الحجاج بن دينار بن الورد.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة قال شعبة: ما رويت عن رجل حديثا إلا أتيته(6/263)
أكثر من مرة، والذي رويت عنه عشرة أتيته أكثر من عشر مرارا، والذي رويت عنه خمسين أتيته أكثر من خمسين مرة، والذي رويت عنه مائة أتيته أكثر من مائة مرة إلا حيان البارقي فإني سمعت منه هذه الأحاديث ثم عدت إليه فوجدته قد مات.
وفي «تاريخ بغداد» للخطيب: لما قدم شعبة على المهدي بسبب حبس أخيه في ستة آلاف دينار قال يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة لأمية بن الصلت:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك؟ إن شيمتك الحياء
كريم لا يعطله صباح ... عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بنتها ... بنو تميم وأنت لهم سماء
فقال: يا أبا بسطام: لا تذكرها قد عرفتها وقضيتها لك ادفعوا إليه أخاه ولا تلزموه شيئا، ووهب لشعبة ثلاثين ألفا فقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة فقدم البصرة فلم يجد شيئا يطيب له فتركها.
وعن شعبة قال: كنت ألزم الطرماح وأسأله عن الشعر فمررت يوما بالحكم بن (عيينة) وهو يقول: ثنا يحيى بن الجزار وثنا فلان، وفلان فأعجبني وقلت هذا أحسن من الذي أطلب فمن يومئذ طلبت الحديث.
وقال الأصمعي: لم نر أحدا قط أعلم بالشعر من شعبة.
وعن معمر قال: كان قتادة يسأل شعبة عن حديثه.
وقال ابن إدريس: رأيت في المنام كأني أفجر بحرا فقدمت بغداد فلقيت شعبة.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكتب إلا شيئا قليلا، وربما وهم في الشيء، وقال يزيد بن زريع: قدم علينا شعبة البصرة ورأيه رأي سوء خبيث يعني الترفض، فما زلنا به حتى ترك قوله ورجع وصار معنا.
وقيل لابن عون: مالك لا تحدث عن فلان قال: لأن أبا بسطام تركه، ولما(6/264)
توفي شعبة بيع حماره وسرجه ولجامه وثياب بدنه وخفه ونعله بستة عشر درهما ذكره أبو زيد الأنصاري يوما فقال: (وشعبة شعبة).
وذكر ابن دحية في كتاب «العلم المشهور» - أثناء كلام - أجمع العلماء على عدالته ورسوخه في هذا العلم، ونصحته فيه لله ولرسوله ولعامة المسلمين، وهو ممن عبد الله تعالى حتى جف جلده على عظمه.
وفي كتاب «البقايا» لأبي هلال العسكري: قال الأصمعي: قال لي شعبة: والله لو عرفت موضعك قبل هذا للزمتك، وقال بدل بن المحبر: كان شعبة يقول تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل.
وذكر الإمام علي بن المديني في كتاب «الطبقات» تأليفه: إن شعبة روى عنه: العباس بن الفضل الأنصاري، وعبد الله بن سلمة الأفطس، وسهل الأسود، وعباد بن صهيب، وسعيد بن واصل، وفهر بن حيان أبو ربيعة، ومحمد بن حجاج المصفر، وعمرو بن الأخزم الدباس، وسعيد بن عمرو، وعبد الوارث بن سعيد، وخالد بن إلياس، وعبد الله بن سحيم، وسهيل بن صبرة، ويحيى بن سعيد الأنماطي، وعمرو الأغضف، وعبد الله بن إياس، وحسين بن عربي، وبشر بن السري، ومبشر بن مكسر، ومكبر بن عثمان، وعبد الرحمن بن عبد الملك أبو سعيد مولى بني هاشم، وحميد بن الأسود، وعبد الواحد الحداد هو ابن واصل أبو عبيدة، والوليد بن خالد، ومعتمر بن سليمان، وعبد الأعلى، وعمرو بن أبي رزيق، وزيد بن الحسن الأنماطي، وعمرو بن عاصم.
زاد النسائي في كتابه «طبقات الرواة عن شعبة»: وسعيد بن عروة، والوليد بن خالد وعبد الرحمن بن عثمان البكراوي.
وقال الحاكم أبو عبد الله: شعبة إمام الأئمة في معرفة الحديث بالبصرة رأى أنس بن مالك وعمرو بن سلمة الصحابيين، وسمع من أربعمائة من التابعين.(6/265)
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم عن ابن معين: لم يسمع شعبة من الحسن بن مسلم بن يناق لأنه مات قبل أبيه.
وفي «العلل» لعبد الله عن أبيه: لم يحدث شعبة عن أبي نعامة العدوي بشيء ولم يسمع من طلحة بن مصرف إلا حديثا واحدا: «من منح منيحة».
2386 - (س) شعبة بن دينار الكوفي.
قال ابن حبان: ثنا ابن مكرم ثنا نصر بن علي ثنا سفيان بن عيينة ثنا كوفي لنا يقال له: شعبة سمع أبا بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: «قال من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار».
وخرجه أبو عبد الله الحاكم في «مستدركه».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال هو عندهم ثقة.
2387 - (د) شعبة بن دينار الهاشمي مولاهم أبو عبد الله، ويقال: أبو يحيى مدني.
قال أحمد بن صالح العجلي: جائز الحديث، وقال العقيلي: ليس بثقة.
وذكره أبو العرب، وابن الجارود في «جملة الضعفاء».
وقال أبو حاتم في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.(6/266)
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي لا بأس به.
وقال البخاري: تكلم فيه مالك ويحتمل منه.
قال أبو الحسن بن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»: قول البخاري: ويحتمل منه - يعني - من شعبة، وليس هو ممن يترك حديثه وكلام أبي محمد الإشبيلي يوهم ترك حديثه، وليس كذلك ومالك لم يضعفه وإنما شح عليه بلفظ ثقة، وقد كانوا بها أشحاء.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وذكره البرقي في كتاب «الطبقات» وفي باب «من لم يشتهر عنه الرواية من أهل المدينة واحتملت روايته لرواية الثقات عنه».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وقال الساجي: مات في خلافة هشام وهو ضعيف الحديث، وفي تسمية المزي إياه دينارا نظر ينبغي أن يتثبت فيه، فإني لم أرها عند غيره.
وقال ابن حبان: يروي عن ابن عباس ما لا أصل له كأنه ابن عباس آخر.(6/267)
من اسمه شعيب وشعيث
2388 - (خ م د س ق) شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد الأموي مولاهم أبو محمد الدمشقي ووالد (شبيب).
ذكره ابن (خلفون) في «جملة الثقات»، وقال: مات سنة تسع وثمانين ومائة في رجب.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد عن أبي حاتم: هو ثقة مأمون.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون، وابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي قول المزي: وقال هشام بن عمار، ودحيم، وهشام بن خالد، وابن سعد، وابن مصفى، والحسن بن محمد، وابن ابنه أبي بكر: مات سنة تسع وثمانين ومائة. زاد ابن مصفى وأبو بكر: في رجب، نظر؛ وذلك أن المزي إنما نقل هذه الترجمة - فيما أظن - من كتاب ابن عساكر حتى أنه ليتبعه في ترتيب الكلام حالة نقله، وابن عساكر نقل في «تاريخه» المذكور عن دحيم ما يخالف نقله وهو قوله: إنه مات يوم الخميس لثلاث عشرة بقيت من رجب سنة تسع وثمانين ومائة.(6/268)
وفي كتاب الصريفيني وغيره مات سنة ثمان وتسعين ومائة انتهى. ويشبه أن يكون وهما أو تصحيفا أراد الكاتب: تسعا وثمانين فكتب: ثمانية وتسعين.
2389 - (د) شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا أبو بكر الصريفيني القاضي أخو سليمان.
قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات» انتهى ابن حبان لما ذكره في «الثقات» - الذي لم ينظره المزي هنا ولا ألم به - قال: يخطئ ويدلس، فكل ما في حديثه من المناكير مدلسة انتهى. أفيجوز لأحد أن يقول ذكره ابن حبان في «الثقات» مع إطراحه هذه الكلمات؟ نعم لمن أذاب نفسه في الموافقات وترك النظر فيما تصدى له عند الأئمة الأثبات.
ولما خرج الحاكم حديثه في – كتاب -: «ما بين المشرق والمغرب قبلة» قال: وشعيب بن أيوب ثقة مأمون وقد أسنده.
وزعم الصريفيني أن ابن حبان خرج حديثه أيضا في «صحيحه».
ولما ذكره وأخاه، بحشل في «تاريخ واسط»: روى عنهما حديثا.
وفي قول المزي: سكن «صريفين» بلدة بالقرب من بغداد نظر؛ لما ذكره غير واحد من العلماء منهم ابن السمعاني في كتابه فقال: الصريفيني نسبة إلى صريفين، وهما قريتان أحدهما من أعمال واسط ينسب إليها أبو بكر شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا الصريفيني، كان على قضاء واسط وبها توفي سنة إحدى وستين ومائتين.
وقال أبو سعد الماليني: صريفين واسط ينسب إليها شعيب بن أيوب بن رزيق، وقال ياقوت: الثاني صريفين من قرى واسط. قال أبو طاهر الأصبهاني:(6/269)
صريفين هذه قرية عبد الله بن طاهر بلدة عامرة رأيتها أنا نسب إليها آخرون من المحدثين منهم شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا الصريفيني، وقال أبو الفضل بن طاهر في كتابه «الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة في النقط والضبط»: الأول منسوب إلى صريفين قرية من قرى واسط منها شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا الصريفيني، روى عنه أخوه أبو بكر، وسليمان روى عنه أبو أحمد بن عدي، وقال الصيريفيني: صريفين واسط، وفي «تاريخ بغداد»: شعيب بن أيوب الصريفيني من أهل واسط، ولما ذكره أبو إسحاق الصريفيني قال: من صريفين واسط لا صريفين بغداد.
لم نر من قال ما قلته ... غير الذي قد قلت هذبته
وفي قول المزي: روى عنه أبو داود حديثا واحدا نظر؛ لما ذكره الحافظ أبو علي الجياني في كتاب «رجال أبي داود»: روى عنه أبو داود في النذور وفي ابتداء الوحي عن معاوية بن هشام.
2390 - (خ م د ت س) شعيب بن الحبحاب الأزدي المعولي مولاهم أبو صالح البصري.
روى عنه محمد بن عبد الكريم بن شعيب فيما ذكره أبو القاسم في «معجمه الأوسط» وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: مات سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين – بداء يقال له: (الحميري) - زاد المنتجيلي في «تاريخه»: وهو يشبه (القبر). وقال شعيب: كنت جالسا مع ابن سيرين(6/270)
فأبشرت بابني صالح فقال لي محمد بن سيرين: سمه على كنيتك فإنه ولد لرجل مولود ولم يسمه على كنيته، فكان أمرا مرغوبا عنه، وكان شعيب يكنى أبا صالح.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، وابن خزيمة، والحاكم، وابن الجارود، والدارمي، وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في «الثقات».
وفي بعض نسخ الكلاباذي: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
2391 - (س) شعيب بن بيان الصفار البصري القسملي.
قال أبو جعفر العقيلي: يحدث عن الثقات بالمناكير، كاد أن يغلب على حديثه الوهم.
وقال الجوزجاني: يحدث عن الثقات بالمناكير.
2392 - (خ د س) شعيب بن حرب المدائني أبو صالح البغدادي نزيل مكة العابد.
قال محمد بن سعد: كان له فضل. كذا ذكره المزي تابعا صاحب «الكمال» وكأنهما لم يريا كتاب ابن سعد لإغفالهما منه الغاية القصوى وهي: كان ثقة وله فضل.
وقال الإمام أحمد في كتاب «الورع» تأليفه: - برواية المروذي عنه - وذكر ورع شعيب بن حرب قال: ليس لك أن تطين حائطك من خارج لئلا يخرج في الطريق، وزاده درجة على باب مسجده من خارج فقال:(6/271)
لا أضع رجلي عليها حتى تهد.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»: كناه أبا محمد، وقال: كان من خيار عباد الله تعالى، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وقال: كان ثقة ذكره في «سؤالاته الكبرى».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة كان بطرسوس ثم سكن الرملة وعسقلان.
وفي كتاب المنتجيلي قال أحمد بن حنبل: كان رجلا صالحا ورعا وقال ابن وضاح: كان شعيب بن حرب ثبتا ثقة سنيا كان يأخذ بأدب سفيان.
وقال أبو جعفر السبتي: كان شعيب بالمدائن وكان لا يستحل سكنى بغداد.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: يقال: إنه ولي قضاء مكة وكان يتفقه وكان رجلا صالحا فاضلا عابدا زاهدا وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو ثقة قاله أبو الحسن الدارقطني، وأحمد بن صالح وغيرهما، زاد ابن صالح: رجل صالح قديم الموت.
وفي «تاريخ بغداد»: قال شعيب: بينا أنا في طريق مكة إذ رأيت هارون الرشيد فقلت لنفسي قد وجب عليك الأمر والنهي فقالت: لا تفعل فإن هذا جبار، ومتى أمرته ضرب عنقك، فقلت: لا بد من ذلك، فلما دنا صحت: يا هارون قد أتعبت (الأمة وأتعبت) البهائم فقال: خذوه فأدخلت عليه وهو على كرسي وبيده عمود، فقال ممن الرجل؟ قلت: من (أفناء) الناس، فقال ممن ثكلتك أمك؟ قلت: من الأبناء فقال: وما حملك على أن تدعوني باسمي؟ قال شعيب: فورد على قلبي شيء ما خطر لي قط فقلت: أنا أدعو الله تعالى باسمه ولا أدعوك باسمك، وقد رأيت الله تعالى سمى في كتابه(6/272)
أحب الخلق إليه محمدا وكنى أبغض الخلق إليه أبا لهب فقال: أخرجوه.
وقال أحمد بن حنبل: مات بمكة بالليل وكانت به البطن فخفنا عليه وذكره ابن شاهين في «الثقات».
2393 - (ع) شعيب بن أبي حمزة دينار مولى بني أمية أبو بشر الحمصي.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن شعيب بن أبي حمزة و (ابن) أبي الزناد، فقال: شعيب أشبه حديثا وأصح من ابن أبي الزناد.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة، والدارمي، والحاكم، ابن خزيمة، وابن الجارود، والدارقطني في كتاب «السنن».
وفي قول المزي: قال العجلي: ثقة. نظر من حيث إغفاله - بعد الثقة - ثبت من غير فاصل بينهما، وكأنه نقل من غير أصل.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان رجلا صالحا من خيار عباد الله ومن أهل الطبقة الأولى من أصحاب الزهري، ووثقه دحيم والبرقي وغيرهما.
ولما ذكره النسائي في «الطبقة الأولى من أصحاب الزهري» مقرونا مع مالك، ومعمر، وابن عيينة، وعقيل، ويونس، والزبيدي، قال: وشعيب بن أبي حمزة من كتابه.(6/273)
وقال ابن عساكر في «تاريخه»: سمع في الرصافة من الزهري، وصحبه إلى مكة وكان مولى زياد وقيل آل زياد، وقال أبو زرعة في تسمية شيوخ أهل طبقته وبعضهم أجل من بعض: شعيب بن أبي حمزة.
وقال أحمد بن حنبل: كان شعيب قليل السقط، وقال ابن المديني: كتبه تشبه كتب الديوان.
وسئل إسحاق بن سيار بن محمد النصيبي عن شعيب والزبيدي فرفع من قدرهما جدا ووثقهما.
وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي: سألت أبا علي صالح بن محمد عن أحاديث أبي اليمان عن شعيب عن الزهري فقال: (يقال) لم يسمع أبو اليمان من شعيب ولا شعيب من الزهري ولكنه كان كتابا، (يكتب) لأبي علي يصحح الحديث من هذا الوجه فقال نعم كذا قال، وقد صحح سماع شعيب من الزهري جماعة، فأما سماع أبي اليمان منه ففيه خلاف.
وذكر أحمد بن محمد بن عيسى أصحاب الزهري من أهل حمص أجلهم الزبيدي وبعده شعيب بن أبي حمزة.
وقال الخليلي: كان كاتب الزهري وهو ثقة (متقن) عليه حافظ أثنى عليه الأئمة.(6/274)
2394 - (د) شعيب بن خالد البجلي الرازي. عم يحيى بن العلاء، وقيل: خاله، وكان قاضيا على أهل الذمة بالري.
قال البخاري: أرى هذا هو صاحب حجاج بن دينار.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» نسبه والبيا.
قال الذهلي في كتاب «علل حديث الزهري»: ثنا علي قال: سمعت سفيان قال: كان يحيى بن العلاء قد حفظ الحديث، وكان خاله شعيب قد حفظ من الزهري ولكنه مات وهو شاب، وثنا علي قال: قلت لسفيان: شعيب بن خالد كان جالس الزهري وعمرا؟ قال: نعم. قلت: يكتب أو يحفظ؟ قال سفيان: ما رأيت غريبا أحفظ منه.
وفي «تاريخ عباس بن محمد الدوري» عن يحيى بن معين قال: قد روى زهير بن معاوية عن شعيب بن خالد وليس به بأس.
وقال أحمد بن صالح العجلي: رازي ثقة.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وينبغي أن يتثبت في قول المزي: عم يحيى بن العلاء فإني لم أر من قاله غير صاحب «الكمال» إنما رأيتهم يقولون: خاله، والله تعالى أعلم.
2395 - (د ت) شعيب بن رزيق أبو شيبة الشامي المقدسي سكن طرسوس.
قال ابن حبان: يعتبر من حديثه من غير روايته عن عطاء بن أبي مسلم(6/275)
الخراساني، والمزي أطلق قوله: خرجه ابن حبان في «الثقات» وغفل عن هذا القيد ولا بد منه عند من قاله.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وذكره أبو عبد الله بن خلفون في كتاب «الثقات».
ولما ذكر ابن حزم له حديثا في الطلاق قال: وهو في غاية السقوط؛ لأنه عن شعيب بن رزيق الشامي وهو ضعيف، وقال ابن الطلاع: ضعفه بعضهم.
2396 - (د) شعيب بن رزيق الثقفي الطائفي.
روى عنه شهاب بن خراش.
ذكره ابن قانع في «جملة الصحابة»، فقال: شعيب بن رزيق الكلفي روى عنه شهاب بن خراش.
2397 - (س) شعيب بن شعيب بن إسحاق أبو محمد الدمشقي الأموي مولى رملة.
ذكر المزي عن عمرو بن دحيم: أنه مات يوم الخميس لثمان ليال خلون من جمادى الأولى سنة أربع وستين وكان مولده في المحرم سنة(6/276)
تسعين ومائة، وقال أبو الدحداح: توفي سنة أربع وستين، كذا ذكره وفيه من العي ما تراه هو لم ير لهذين الرجلين تصنيفا، إنما نقله تقليدا لابن عساكر، وفي أحدهما من التحقيق ما ليس في الآخر، وما أرى لذكره فائدة إلا دعوى كثرة النقول والإطلاع.
ولما ذكره مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة» قال: أنبا عنه العدوي وكان ثقة.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2398 - شعيب بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص.
يروي عن أخيه عمرو بن شعيب، روى عنه أبو بكر بن عياش، ذكره ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين» - والبخاري - ذكرناه للتمييز.
2399 - (م تم س) شعيب بن صفوان بن الربيع بن الركين الثقفي أبو يحيى الكوفي كاتب ابن شبرمة.
قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات». كذا قاله وهو مشعر بالتوقف في غالب ما ينقله المزي، وذلك أنه لما ذكره في «الثقات» قيده بقيد: يخطئ، وزاد ذكر وفاته التي لم يذكرها المزي من عنده ولا من عند غيره، وهو دليل على أنه ما رأى كتاب «الثقات» حالة تصنيفه ولا نقله عنه بوساطة عالم لما يأخذ ويذر. قال ابن حبان: مات في ولاية هارون ببغداد - كذا هو ثابت فيما رأيت من نسخ كتابه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: أرجو أن يكون من أهل الطبقة الثالثة(6/277)
من المحدثين، وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وأما الطوسي فحسنه.
2400 - (ق) شعيب بن عمرو بن سليم الأنصاري.
روى عن صهيب: «أيما رجل تدين دينا وهو مجمع على أن لا يوفيه» روى عنه عبد الحميد بن زياد، روى له ابن ماجة هذا الحديث ولم ينسبه إلا إلى أبيه خاصة، ونسبه أبو حاتم هكذا.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: شعيب بن عمرو بن صهيب بن سنان يروي عن جده صهيب. هذا جميع ما ذكره المزي وفيه نظر من حيث إن صهيبا لم ينسبه أحد في الأنصار - فيما رأيت - وهو إنما رومي بالسبي، أو نمري بالنسب نص على ذلك أهل النسب قاطبة، فذكر شعيب بن عمرو بن صهيب. من عند ابن حبان في ترجمة الأنصاري هذا غير جيد، ولو نظر كتاب «الثقات» لابن حبان لوجد فيه شعيب بن عمرو الأموي من بني أمية بن زيد من الأنصار يروي عن الصحابة وهو بذكره في هذه الترجمة أمس من ذكر ابن صهيب؛ لاشتراكهما في نسب الأنصار، وإن كنت لا أحقق أنه هو فهو أولى من الذي ذكره؛ لأنه لا علاقة بين ابن صهيب وصاحب الترجمة، وأما هذا فبينهما من العلاقة ما ذكرناه.
ويشبه أن يكون الموقع للمزي كونه رأى في السند عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب ورآه يروي عن شعيب وهو من آبائه، ورأى أن عند ابن حبان شعيبا من ولد صهيب فجزم به، ولو رأى ما في «مسند صهيب» لأبي علي الحسن بن الصباح الزعفراني: ثنا شبابة ثنا عطاف بن خالد عن ابن صهيب عن صهيب «من تدين دينا».
ومن حديث هشيم، ثنا عبد الحميد بن جعفر عن الحسن بن محمد الأنصاري عن رجل من النمر بن قاسط قال: سمعت صهيبا يحدث به، ومن حديث يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن أبيه، وعن عبد الحميد بن صيفي بن أبي صهيب الخير عن صهيب به.(6/278)
ورواه الطبراني في «معجمه الكبير» من حديث صيفي بن صهيب عن أبيه ليعلم أن الحديث عند غير ولد صهيب أيضا - والله أعلم.
وفي قوله: كذا نسبه أبو حاتم يوهم تفرده بهذا وليس كذلك بل كذا نسبه البخاري في «تاريخه الكبير»، وابن أبي خيثمة في «تاريخه».(6/279)
2401 - (م د س) شعيب بن الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم أبو عبد الملك المصري.
قال ابن يونس: كان فقيها مفتيا، وكان من أهل الفضل، ثم ذكر كلام الخطيب وتوثيق ابن حبان له ثم قال: قال ابن بكير: ولد سنة خمس وثلاثين ومائة، ومات سنة تسع وتسعين ومائة زاد غيره: ليومين بقيا من صفر كذا ذكره المزي وفيه نظر، من حيث إنه فرق كلام ابن يونس وأوهم رؤية كلام غيره وليس جيدا؛ لأن ابن يونس حكى قول ابن بكير ثم ذكر من عنده زيادة: ليومين بقيا من رمضان، وأظنه عزى هذا لابن وهب، ولكنه لم يفصح به فلهذا ترددت فيه، وكذا ألفيته في نسختين جيدتين، ويؤيد هذا أيضا أن ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات» - الذي أوهم المزي رؤية كلامه بقوله -: ذكره ابن حبان في «الثقات» ولم يزد شيئا قال: مات شعيب هذا في آخر شهر رمضان. انتهى وهو مؤيد لما نقلناه من كتاب ابن يونس وأن قول المزي: في صفر، معتمدا على قول صاحب «الكمال» ليس بشيء.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، والحاكم، ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال الصدفي: ثنا عبد الله بن محمد قال: قال إبراهيم بن نصر: مات شعيب بن الليث سنة ثمانين - يعني ومائة - وكان من عقلاء الناس وثقاتهم.
وفي قول المزي: قال الخطيب: كان ثقة نظر؛ لإغفاله: وكان فقيها مفتيا.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال أحمد بن صالح - يعني المصري: ثقة قيل له: سمع شعيب الكتب من أبيه؟ فقال: كان يقول سمعت بعضا وفاتني بعض، وهذا من ثقته. قيل لأحمد بن صالح: سمعت أنت منه شيئا؟ فقال: أخذت منه كتاب «التاريخ» لأبيه وسمعت منه شيئا قرئ عليه وأنا حاضر.(6/280)
وذكره الخطيب في «الرواة عن مالك بن أنس».
ولهم شيخ آخر اسمه:
2402 - شعيب بن الليث السمرقندي أبو صالح.
حدث عن علي بن حكيم وهارون بن هاشم السمرقندي، ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق» - وذكرناه للتمييز.
2403 - (4) شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي والد عمرو.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات» - الذي ذكر المزي توثيقه من عنده: لا يصح له سماع من عبد الله بن عمرو.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وذكره ابن مردويه في «أولاد المحدثين».
2404 - (فق) شعيب بن ميمون الواسطي صاحب البزور.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» مصححا له، وقال العجلي: مجهول، لم يرو عنه غير شبابة بن سوار، وقال البخاري: فيه نظر.
وذكر العقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير على قلة روايته لا يحتج به إذا انفرد.(6/281)
2405 - (س) شعيب بن يحيى بن السائب التجيبي العبادي أبو يحيى المصري، والعباد: بطن من السكون.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» وكذلك أبو محمد الدارمي.
2406 - (س) شعيب بن يوسف أبو عمر النسائي، ويقال: أبو عمرو.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.
2407 - (د) شعيب صاحب الطيالسة.
روى عن طاوس، وقال ابن أبي حاتم: شعيب السمان يروي عن طاوس قال أبو زرعة: لا بأس به، وروى وكيع عن شعيب بن بيان الشيباني عن طاوس، روى عنه شعبة وابن أبي (عتبة)، وقال شعبة: عن أبي شعيب وهو وهم قاله يحيى بن معين، وقال ابن حبان: بياع الأنماط. كذا ذكره المزي لم يزد شيئا، والذي رأيته في عدة نسخ من كتاب «الثقات»: شعيب صاحب الطيالسة، روى عن صالح وابن سيرين، عداده في أهل البصرة روى عنه التبوذكي.(6/282)
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: شعيب بن صالح البصري صاحب الطيالسة روى عن: طاوس والحسن بن أبي الحسن، ومحمد بن سيرين، وعدي بن أرطاة، ومعاوية بن قرة.
روى عنه: أبو حفص عمر بن عبيد الطنافسي وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: شعيب صاحب الطيالسة سمع طاوس وابن سيرين ومعاوية بن قرة يعد في البصريين، روى عنه موسى بن إسماعيل.
2408 - (د) شعيث بالثاء المثلثة بعد عبيد الله بن الزبيب العنبري كان ينزل بالطيب من طريق مكة.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات» - الذي قال المزي أنه نقل توثيقه من عنده -: روى عنه أحمد بن عبدة الضبي.
وفي ضبط المهندس وغيره - كتابة عن المزي -: المنزل الذي كان ينزله بكسر(6/283)
الطاء وبعد الياء أخت الواو باء موحدة. نظر؛ لأن الحازمي وغيره ضبطوه بضم الطاء المهملة بعدها نون مثلها، قال الحازمي: قال العسكري: كان ينزله زبيب بن تكلة، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن قانع في «جملة الصحابة»، والله أعلم.(6/284)
من اسمه شفي وشقران وشقيق
2409 - (د ت) شفي بن ماتع، ويقال: ابن عبد الله الأصبحي أبو عثمان، وقيل: أبو سهل، وقيل: أبو عبيد المصري والد حسين.
ذكره الطبراني في جملة الصحابة، وقال الطبراني، وأبو نعيم الأصبهاني وأبو الفرج البغدادي، وأبو الفضائل الصغاني في «نقعة الصديان»: مختلف في صحبته، ولما ذكره أبو موسى المديني فيهم قال: أورده ابن شاهين والحضرمي والطبراني وغيرهم في الصحابة، (وقال الطبراني: مختلف في صحبته).
وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخه»: كان عالما حكيما روى عنه عباس ابن خليد، وعمرو بن جابر، ويزيد بن قوذر، وقال الحسن بن علي العداس: توفي سنة خمس ومائة، وقال أبو سعيد: وهو أصح ما قيل في وفاته عندي.
ثنا عبد الكريم المرادي، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، أنبا سعيد بن أبي أيوب عن النعمان بن عمرو بن خالد، عن حسين بن شفي قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو بن العاص، فأتى شفي فقال عبد الله: جاءكم أعلم من عليها، فلما جلس قال له عبد الله: أبا عبيد أخبرنا ما الخيرات الثلاث وما الشرات الثلاث؟ فقال شفي: الخيرات الثلاث لسان صادق، وقلب تقي وامرأة صالحة، والشرات الثلاث: لسان كذاب وقلب كافر وامرأة سوء. قال عبد الله: قد قلت لكم.(6/285)
ولما خرج الترمذي حديثه عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: «هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة» قال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وخرجه ابن حبان في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة، والحاكم.
وقال العجلي: مصري تابعي ثقة.
وقال ابن حبان في «الثقات»: شفي بن ماتع ويقال مانع.
وقال ابن سعد: له أحاديث، وتوفي في خلافة يزيد بن عبد الملك يعني المتوفى عشيا في شعبان سنة خمس ومائة وكانت خلافته أربع سنين وشهرا.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من كتاب «الطبقات» قال: توفي في خلافة هشام بن عبد الملك، وكذا ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الأولى من كتاب «الطبقات» تأليفه.
وذكره يعقوب بن سفيان في «ثقات المصريين».
2410 - (ت) شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل: اسمه صالح بن عدي.
ومن خط الصريفيني مجودا نقلت: قال أبو أحمد العسكري في كتاب «الصحابة»: شقران ويقال: شقران، وقد انقرض ولده ومات آخرهم بالمدينة في خلافة هارون، وكان لولده دار بالبصرة بحضرة قنطرة قرة.
وقال أبو القاسم البغوي: سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين، وليس له اسم فيمن شهد بدرا في كتاب الزهري، ولا ابن إسحاق.(6/286)
وفي كتاب أبي موسى المديني: قال علي بن المديني وابن أبي داود: شقران لقب، وكذا قاله البخاري.
وذكر محمد بن يحيى بن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم لما استعمله على الأسرى ببدر (جزله) كل رجل من أصحاب الأسارى حتى كان حظه كرجل من الثمانية من بني هاشم.
وقال خليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»: لا أدري دخل البصرة، أو أين مات.
وقال ابن السكن: هو معدود في المدنيين.
وقال ابن سعد في طبقة البدريين: صالح شقران استعمله على جميع ما وجد في رجال أهل المريسيع من رثة المتاع والسلاح والنعم والشاء وجميع الذرية ناحية.
وذكره أبو عروبة الحراني في البدريين، وذكر عن عبد الله بن داود أن شقران مما ورث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه، واسمه: صالح.
2411 - (س) شقيق بن ثور بن عفير بن زهير السدوسي أبو الفضل البصري.
ذكر ابن عساكر أنه رحل إلى عثمان، وهو أخو مجزأة بن ثور ولما نعي إلى شقيق لم ير ذلك فيه فقال له البريد: هل نعاه أحد قبلي؟ قال: نعم أخبرنا الله أنا نموت.
وقال مالك بن مسمع: لما نازع شقيقا إنما شرفك قبر بتستر فقال له شقيق: ولكن أنت وضعك قبر بالمشقر يعني أبا مالك، قتل في الردة.(6/287)
ولما قال فيه الأخطل:
(ربما) جدع (سو) خرق السوس بطنه لما حملته وابل مطبق
قال له شقيق: أردت هجائي فمدحتني، والله ما حملتني ذهل أمرها وقد حملتني أنت أمر وابل طرا، فغلبه شقيق كذا ذكره، والذي رأيت في «ديوان الأخطل» - رواية اليزيدي عن ابن حبيب - هذا البيت يهجو به سويد بن منجوف والله أعلم.
2412 - (ع) شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي أسد خزيمة، ويقال: أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان.
كذا ذكره المزي وهو شيء لا يكاد يخفى على من له أدنى ملابسة في العلم، وذلك أن ثعلبة بن دودان هو: ابن أسد بن خزيمة لا أعلم بين النسابين في ذلك خلافا، وأظنه قصد خلاف صاحب «الكمال» وذلك أنه قال: الأسدي أسد خزيمة أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان، وهذا هو الصواب.
وفي المزي قال الواقدي: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وكذلك روى عن أبي نعيم والمحفوظ الأول - يعني بعد الجماجم - نظر؛ لما ذكره محمد بن سعد في كتاب «الطبقات»: وقال أبو نعيم الفضل بن دكين وغيره: توفي أبو وائل زمن الحجاج بعد الجماجم، وكان ثقة كثير الحديث، وذكر أنه كان على بيت المال من قبل زياد ثم عزله.
وعن عاصم قال: أدركت أقواما يتخذون الليل جملا وكانوا يشربون نبيذ الجر(6/288)
ويلبسون المعصفر لا يرون بذلك بأسا (منهم): أبو وائل. وقال الأعمش: رأيت إزار أبي وائل إلى نصف ساقيه وقميصه فوق ذلك، ومجاهد مثل ذلك، وكان شقيق يصفر لحيته بالصفرة، وقال سعيد بن صالح: كان يلبس مقطعات اليمن ويسمع إلى النوح ويبكي.
وقال ابن حبان في «الثقات»: شقيق بن سلمة بن خالد أمه نصرانية، سكن الكوفة وكان من عبادها، وليست له صحبة، مولده سنة إحدى من الهجرة.
وقال العجلي: رجل صالح جاهلي من أصحاب عبد الله، قيل له: أيما أحب إليك علي أو عثمان؟ قال: كان علي أحب إلي من عثمان ثم صار عثمان أحب إلي من علي.
ثنا نعيم بن حماد ثنا أبو بكر بن عياش عن إسماعيل بن سميع قال: قلت لأبي وائل: كان رأيك حسنا حتى أفسدك مسروق.
قال أبو بكر: وكان أبو وائل علويا قبل، ثم صار عثمانيا، وكان مسروق عثمانيا فقال أبو وائل: إن مسروقا لا يهدي أحدا ولا يضله.
وفي «كتاب المنتجيلي»: قال عاصم لأبي وائل: شهدت صفين؟ قال: أي والله وبئست الصفون، وقال ابن عون: كان قد عمي وأراد الحجاج أن يوليه السلسلة فقال: أيها الأمير إني شيخ كبير وإن تقحمني أتقحم، فلما أراد أن يخرج عدل عن الباب. فقال الحجاج: اهدوا الشيخ ثم قال: لم يبق فيه بقية.
ولما ماتت أمه - وهي نصرانية - أخبر بذلك عمر بن الخطاب فقال: اركب دابة وسر أمام جنازتها فإنك لم تكن معها.
وقال أبو سعيد بن صالح: كان أبو وائل يؤم على جنائزنا وهو ابن خمسين(6/289)
ومائة سنة كذا ذكره ابن عساكر وفيه نظر؛ لأن سنه لا يقرب من هذه المدة لما قدمناه من مولده ووفاته.
وقال عاصم: كان عبد الله إذا رأى أبا وائل قال: الثابت الثابت.
قال أبو القاسم بن عساكر في «تاريخه»: وقد روي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنبا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبا محمد بن هبة الله، أنبا محمد بن الحسين أنبا (محمد) بن جعفر ثنا يعقوب ثنا محمد بن حميد، ثنا إبراهيم بن المختار عن عنبسة عن عاصم قال: قلت لأبي وائل: من أدركت؟ قال: «بينا أنا أرعى غنما لأهلي فجاء ركب ففرقوا غنمي فوقف رجل منهم فقال: «اجمعوا لهذا غنمه كما فرقتموها عليه»، ثم اندفعوا فانبعث رجل منهم فقلت من هذا؟ فقال: النبي صلى الله عليه وسلم. رواه غير يعقوب عن محمد بن حميد فقال: عن هارون بدلا من إبراهيم بن المختار.
قال أبو القاسم: والأحاديث في أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم أصح.
وعن عاصم قال: قال لي أبو وائل: لا تعجب من أبي رزين قد هرم وإنما كان غلاما على عهد عمر وأنا رجل، وعن يزيد بن أبي زياد قلت لأبي وائل: أنت أكبر أو مسروق؟ قال: أنا.
وكان شعبة ينكر أن يكون أبو وائل لقي عمر بن الخطاب، وعن يحيى بن حسان قال: ليس عند منصور وسليمان عن أبي وائل من هذه الأخبار التي يذكرها غيرهم من مجالسته لعمر بن الخطاب إنما يأتي عن غيرهم - يعني - من الشيوخ.
وقيل لأبي عبيدة: من أعلم أهل الكوفة بحديث عبد الله؟ فقال: أبو وائل، وعن عاصم قال كان أبو وائل يقول لجاريته: يا بركة إذا جاء يحيى - يعني ابنه - بشيء فلا تقبليه، وإذ جاءك أصحابي بشيء فخذيه، وكان يحيى ابنه قاضيا على الكناسة.(6/290)
وقال يزيد بن هارون: كان أبو وائل من أهل النهروان، وإنه رجع لما كلمهم ابن عباس وتاب.
وعن أبي سعيد البقال قال: أراده الحجاج على القضاء فأبى.
وقال ابن منده: مات سنة تسع وتسعين.
وقال أبو القاسم: وهذا وهم فإن أبا وائل لم يبق إلى خلافة عمر بن عبد العزيز انتهى. هذا يرشح قول الواقدي.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: قال إبراهيم النخعي: ما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به وإني لأرجو أن يكون أبو وائل منهم، وفي لفظ: إني لأرجو أن يكون ممن يدفع به. وذكره المرادي في «جملة الأضراء».
وقال أبو عمر النمري في كتاب «الاستغناء»: أجمعوا على أنه ثقة حجة.
وفي قول المزي: روى عن أبي بكر الصديق وعلي وعثمان وأبي الدرداء وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم نظر؛ لما في كتاب «المراسيل» لعبد الرحمن: (بن) الأثرم قلت لأبي عبد الله: أبو وائل سمع من عائشة؟ قال: لا أدري ربما أدخل بينه وبينها مسروق في غير شيء، وذكر حديث: «إذا أنفقت المرأة».
قال: وقلت لأبي: أسمع من أبي الدرداء؟ قال: أدركه ولا يحكى سماع شيء، أبو الدرداء كان بالشام وأبو وائل بالكوفة. قلت: كان يدلس؟ قال: لا هو كما يقول أحمد بن حنبل.
سمعت أبي يقول: أبو وائل قد أدرك عليا غير أن حبيب بن أبي ثابت روى(6/291)
عن أبي وائل عن أبي الهياج عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه: «لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته».
قال أبو زرعة: وأبو وائل عن أبي بكر الصديق مرسل.
وفي «مسند البزار»: وأبو وائل لم يسمع هذا الحديث من أم سلمة يعني قول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لها: يا أماه قد خفت أن يهلكني كثرة مالي فقالت: أنفق، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه». قال: وقد روى عنها ثلاثة أحاديث وأدخل بعض الناس بينه وبينها فيها مسروق بن الأجدع.
وفي «الثقات» لابن شاهين: قال خيثمة: ما أتيت شقيقا قط إلا سمعت منه شيئا لم أسمعه.
2413 - (ص) شقيق بن أبي عبد الله الكوفي مولى الحضرمي.
وثقه ابن شاهين.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو مولى بني هاشم، وكذا قاله البخاري في «تاريخه الكبير».
2414 - (م خد) شقيق بن عقبة العبدي الكوفي.
قال أبو داود - فيما حكاه الآجري -: روى عنه عبد الله بن داود الخريتي.
ولما خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم النيسابوري، وذكره ابن خلفون في «الثقات».(6/292)
2415 - (د) شقيق العقيلي والد عبد الله بن شقيق.
ذكره عبد الباقي بن قانع في «جملة الصحابة» فقال: ثنا موسى بن زكريا التستري ثنا طرخان بن العلاء ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد بن الحذاء عن عبد الله بن شقيق العقيلي عن أبيه قال: قام أبي فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا؟ فقال الناس: مه. فقال: «دعوه كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد».
2416 - (د) شقيق أبو ليث.
عن عاصم بن كليب في «صفة الصلاة» وقيل: عاصم بن شنتم كذا قيده ابن ماكولا بالشين المعجمة والنون، وكذا خرجه ابن قانع في حرف الشين المعجمة فإن صحت رواية ابن قانع، فيشبه أن يكون الحديث متصلا، وإن كان رواية أبي داود هي الصحيحة فالحديث مرسل، هذا جميع ما ذكره المزي، وفيه نظر من حيث قوله ذكره ابن (شاهين) في الشين كأنه ظفر بأمر غريب لم يقله غيره، وليس كذلك قد قاله كقول ابن قانع جماعة أقدم منه وأكبر منهم:
أبو القاسم البغوي في «معجمه» وروى حديثه من جهة همام ثنا شقيق أبو ليث عن عاصم بن شنتم عن أبيه فذكر حديث: «وقعت ركبتاه قبل كفيه»،
وقال: رواه شريك عن عاصم بن كليب عن وائل بن حجر، وثنا إسحاق وغيره عن يزيد بن هارون عن شريك، ولا أعلم حدث به عن شريك غير يزيد، ولم أسمع لشنتم ذكرا إلا في هذا الحديث.
ولما ذكره علي بن السكن قال: روى عن شنتم حديث واحد ولم ينسب وهو غير مشهور في الصحابة، ولم أسمع منه إلا في هذه الرواية، وذكره في حرف الشين أيضا أبو نعيم الحافظ، وابن منده، وأبو موسى المديني، وأبو الوليد(6/293)
ابن الفرضي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو إسحاق بن الأمين في كتاب «الصحابة»، وابن فتحون، وأبو الفرج البغدادي وغيرهم.
وقال ابن القطان: شقيق هنا ضعيف لا يعرف بغير رواية همام عنه.(6/294)
من اسمه شمر وشمعون
2417 - (ت) شمر بن عطية الأسدي الكاهلي الكوفي.
كذا ذكره المزي، والذي قاله ابن سعد في كتاب «الطبقات»: كان ثقة وله أحاديث صالحة، وهو من بني مرة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة - يعني - ابن دودان بن أسد لا ذكر لكاهل في نسبه.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في «الثقات» ولو رآه في أصل لرأى فيه ما عرى كتابه منه جملة وهو: شمر بن عطية بن عبد الرحمن مات في ولاية خالد بن عبد الله على العراق.
وذكر أبو عبد الله أحمد بن حنبل في كتاب «الزهد» تأليفه أنه كان له عند أبي إسحاق قدر.
وفي كتاب «سؤالات حرب الكرماني» قال أبو عبد الله: الأعمش لم يسمع منه شمر بن عطية.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله، ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال فيه ابن نمير: ثقة حجة، وقال أحمد بن صالح العجلي في «تاريخه» ثقة، وكذا قاله يحيى بن معين.(6/295)
2418 - (د س ق) (شمغون) بن زيد بن خنافة أبو ريحانة الأزدي حليف الأنصار ويقال له: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح دمشق ويقال: إنه والد ريحانة السرية.
قال ابن يونس: ما عرفنا وقت قدومه مصر، وروى عنه عمر بن مالك التجيبي، وبالغين المعجمة هو عندي أصح.
وقال أبو عمر: كان من بني قريظة وكانت ابنته ريحانة سرية النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من الفضلاء الزاهدين في الدنيا.
وقال ابن حبان: أبو ريحانة شمعون الكناني وقيل: اسمه عبد الله بن النضر، والأول أصح وهو حليف حضرموت.
وفي «كتاب» ابن الجوزي: وزعم بعضهم أنه بسين مهملة، وزعم البرديجي أنه اسم مفرد.(6/296)
من اسمه شهاب وشهر وشويش
2419 - (د) شهاب بن خراش بن حوشب بن يزيد بن الحرب الذهلي الحوشبي أبو الصلت الواسطي، أخو عبد الله، وابن أخي العوام بن حوشب.
وقال العجلي: حوشبي صاحب سنة.
وفي كتاب «المنتجالي» شيباني ثقة رجل صالح، وقال أحمد بن صالح: حدثني أبي قال: قلت لشهاب: جعلت لأبويك شيئا مما تتقرب به إلى الله تعالى؟ قال: نعم جعلت لهما ثلث ما أعمل. قلت: فضلت أحدهما على الآخر؟ قال: نعم فضلت أبي على أمي قال: قلت: وكيف وقد جاء للأم ثلثا البر؟ قال: كان أبي أكثر ذنوبا وكان على شرطة يوسف بن عمر الثقفي.
وقال الساجي: ضعيف يحدث بأحاديث مناكير، روى عن مروان بن نهيك عن سعيد التمار عن أنس بن مالك يرفعه: «من مات وهو يرى السيف في أمتي لقي الله وهو مكتوب في كفه آيس من رحمة الله تعالى».
وثنا الفضل بن زياد قال: قلت لأحمد بن حنبل: ثنا أبو بكر بن أبي الأسود عن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت أوصف للشيء من شهاب بن خراش، وكان إذا تكلم نصت له الثوري وقال إيش تقول؟ ما كان هكذا عندي وأعجبه.
وقال ابن حبان: كان رجلا صالحا وكان ممن يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إلا عند الاعتبار، روى عن محمد بن زياد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ابتعث الله نبيا قط إلا كان في أمته مرجئة وقدرية يشوشون(6/297)
عليه أمر أمته ألا وإن القدرية والمرجئة ملعونون على لسان سبعين نبيا أنا آخرهم».
وقال السمعاني: كان رجلا صالحا، وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب «الثقات»، وكذلك ابن خلفون زاد: وثقه ابن السكري وغيره، وقال أبو زرعة: صدوق، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن أبي الحسن الدارقطني: ثنا ابن مخلد ثنا ابن ملاعب قال: سمعت محمد بن علي بن عبد الله بن المديني يقول: سمعت أبي يقول: شهاب بن خراش ثقة.
وفي رواية ابن شاهين عن يحيى: صالح.
2420 - (خم ت ق) شهاب بن عباد العبدي أبو عمر الكوفي.
ذكر أبو إسحاق الحبال، وبعده الصريفيني أن البخاري تفرد به وكأنه وهم.
وفي كتاب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: شهاب بن عباد الرواس العبدي روى عنه البخاري ستة أحاديث ومسلم حديثين.
وقال أبو أحمد بن عدي في كتابه «أسماء شيوخ البخاري»: كان من خيار الناس، وكذا ذكره ابن عساكر وكناه اللالكائي وأبو الفضل المقدسي: أبا عمرو.(6/298)
2421 - (ع) شهاب بن عباد العصري البصي والد هود.
ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: صدوق (تابع).
2422 - (ت) شهاب بن كليب بن شهاب.
كذا ذكره المزي وقد تولى رد هذا القول أبو نعيم الحافظ فقال: وذكر بعض المتأخرين - يعني ابن منده - أنه: شهاب بن كليب بن شهاب الجرمي ولم يأت فيه تبيان، وقال ابن الأثير: شهاب بن كليب بن شهاب ليس بشيء، يعني هذه النسبة.
وقال ابن السكن: شهاب الجرمي جد عاصم بن كليب يقال له صحبة وليس بمشهور في الصحابة، وفي «الطبقات» لخليفة: كان زوج أخت الفلتان بن عاصم.
2423 - (م 4) شهر بن حوشب الأشعري أبو سعيد، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو الجعد الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن السكن.
قال أبو القاسم البلخي: قال ابن قتيبة: شهر ضعيف، وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى عن مسلم عن شيخ له: ثقة ذهب على يحيى اسمه قال: كنت مع شهر في طريق مكة فكنا إذا نزلنا منزلا قال: هاتوا عودنا سووا(6/299)
طنبورنا، فإنا إنما نأكل به - يعني الحديث -.
وفي كتاب «الموضوعات» للجوزقاني: ترك لضعفه.
ولما ذكره الطبراني في «طبقات الفقهاء» قال: وكان بها - يعني بالشام - ممن نقل عنهم الفقه والعلم: شهر بن حوشب وكان فقيها قارئا عالما غير أنه كان صاحب ديوان فكان ينتقل في البلاد مع البعوث وأصله من الشام.
وذكر ابن شاهين في «الثقات».
وفي رواية حنبل، عن أحمد بن حنبل: ليس به بأس.
وقال قتادة - فيما ذكره ابن عساكر: جاء شهر يستأذن على الأمير فخرج الآذن فقال: إن الأمير يقول لا تأذن له فإنه سبائي، فقلت: إن خادم البيت يخبرك بما في أنفسهم، ثم قال قتادة: لا غفر الله لمن لا يستغفر لهما - يعني عليا وعثمان -.
وقال أعين الإسكاف: أجرت نفسي من شهر إلى مكة وكان له غلام ديلمي مغن فكان إذا نزل منزلا قال لذاك الغلام: قم فاستذكر غناءك، ثم يقبل علينا فيقول: إن هذا ينفق في المدينة.
وقال مسلم بن الحجاج في قول ابن عون: نزكوه - يعني أخذته (ألسنة) الناس يعني تكلموا فيه - وكذا قاله النضر بن شميل راويها عن ابن عون.
وقال ابن دريد في كتاب «الأمالي»: ثنا أبو حاتم يعني بأنهم ضربوه بالنيازك(6/300)
قال فصحف أصحاب الحديث فقالوا: تركوه.
وقال الواقدي: كان ضعيفا في الحديث.
ولما ذكر الحاكم حديثه شاهدا من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عنه عن أسماء مرفوعا: «يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم» ثم قال: لم أذكر في كتابي هذا عن شهر غير هذا الحديث الواحد.
وقال الدارقطني فيما ذكره البرقاني: يخرج حديثه.
وقال البيهقي في «السنن»: ضعيف، وقال البزار في «السنن»: تكلم فيه شعبة ولا يعلم أحدا ترك الرواية عنه وقد حدث شعبة عن رجل عنه ولم يسمع من معاذ بن جبل.
وقال الساجي: فيه ضعف وليس بالحافظ تركه ابن عون وشعبة.
وكان شعبة: يشهد عليه أنه رافق رجلا من أهل الشام فخانه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه ابن نمير وغيره، وقال ابن حبان: مات سنة مائة، وكان ممن يروي عن الثقات المعضلات وعن الأثبات المقلوبات عادل عباد بن منصور في حجة فسرق عيبته فقيل فيه.
لقد باع شهر دينه بخريطة ... فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
وذكره أبو العرب والعقيلي في «جملة الضعفاء»، وذكر الترمذي عن النضر بن شميل: شهر تركوه وفيه نظر؛ لأن النضر إنما روى هذا عن ابن عون(6/301)
ويحتمل أنه قاله أيضا تقريرا لما رواه.
وأما قول ابن دحية في كتاب «المعلم المشهور»: أفتى أهل البصرة بقطع يده قال: وأعظم جرحة فيه أنه كان شرطيا للحجاج بن يوسف، فيشبه أن يكون وهما؛ لأنه إنما كان عاملا ليزيد بن المهلب لا للحجاج، ولئن صح ما قاله فليست بجرحة لاحتمال أن يكون قد جبره كعادته مع من هو أكبر منه، ولهذا ما قاله الحسن في كتاب «الوهم والإيهام»: لم أسمع لمضعفه حجة وما ذكروه من تزينه بزي الجند وسماعه الغناء بالآلات وقرنه بأخذ خريطة فكذب عليه إما لأنه لا يصح أو خارج على مخرج لا مضرة، وشر ما قيل فيه: إنه يروي منكرات عن الثقات، وهذا إذا كثر منه سقطت الثقة به.
وقال ابن حزم في كتاب «الأشربة»: ساقط.
وصحح الترمذي والطوسي حديثه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي».
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة وطرق حديثه صالحة رواها الشاميون.
وقول الحاكم في «تاريخ نيسابور»: وثقه ابن معين وأبو زرعة الرازي وشذ عنه سائر المشايخ، فيشبه أن يكون وهما؛ لما أسلفناه من توثيق غير هذين، وأنه إنما تخلف عنه شعبة وقد قال البزار: لم يتخلف عنه أحد.
وفي إنشاد المزي:
أخذت (له) شيئا طفيفا وبعته ... من ابن جرير أن هذا هو الغدر
تصحيف وصوابه من ابن (خذ بنداد) كذا أنشده ابن عساكر، وكذا ألفيته بخط الشاطبي رحمه الله تعالى مجودا، وقد أشبعنا الكلام في ذكر شهر(6/302)
في كتابنا المسمى بـ «الإعلام بسنته عليه الصلاة والسلام».
وفي «الكامل» لابن عدي: عن ابن عون قال: سرق شهر (عيبتي) في طريق مكة، قال أبو أحمد بن عدي: وعامة ما يرويه شهر هو وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه، وشهر ليس بالقوي في الحديث وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به.
وقال الحاكم: أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
وذكره البرديجي في «الأسماء المفردة».
وفي «تاريخ» ابن عساكر: قال شهر: عرضت القرآن على ابن عباس سبع مرات، وكان أحمد بن حنبل يثني عليه.
وفي قول المزي عن الهيثم بن عدي: مات سنة مائة. إخلال لأنه هو إنما نقله بواسطة ابن عساكر عنه وابن عساكر ذكر عن الهيثم أيضا: مات شهر في ولاية عبد الملك بن مروان وفيه: وقال أبو عبد الله: قلت لعبد الحميد بن بهرام: متى مات شهر؟ قال: سنة ثمان وتسعين وفي رواية: أول خلافة عمر بن عبد العزيز وفي لفظ: لقيته أول خلافة عمر سنة ثمان بجولان ومات بعد ذلك بشهر أو شهرين.
ولما ذكره أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» قال: مات سنة ثمان وتسعين ذكره ابن منده.
وفي قوله أيضا عن خليفة: مات سنة مائة أو إحدى ومائة إخلال بما ذكره(6/303)
خليفة في «الطبقات» -: إن كان رآه -: سنة إحدى عشرة ومائة.
وفي قوله: وقال يحيى بن بكير: مات سنة إحدى عشرة ومائة نظر، وذلك أن ابن عساكر إنما نقل في كتابه: الإحدى عشرة عن سعيد بن كثير بن عفير فقط، والمزي لم يتعد في هذه الترجمة كتابه فينظر.
وفي قول المزي: وقال الوقدي وكاتبه ابن سعد: مات سنة اثنتي عشرة نظر؛ لأن ابن سعد لم يقله من عنده إنما ذكره عن شيخه فقال: أبنا محمد بن عمر قال: مات شهر به، فكلا القولين واحد، ولكن المزي إنما أخذه من كتاب ابن عساكر، وابن عساكر فرقه في كتابه فتارة قال: قال الواقدي، ومرة قال: قال ابن سعد، ولو كان المزي ينظر في أصل لما خفي عليه بعض هذا، وقد بينا في غير ما موضع أن المصنفين مقاصدهم مختلفة، فكان الأولى أن يعزوه لقائله ويسلم ويعلم مقصد ذلك المصنف.
وقد ذكر ابن سعد أثر كلام الواقدي: أبنا أبو عبد الله الشامي قال: قلت (لأبي) بهرام: متى مات شهر؟ قال: سنة ثمان وتسعين.
وفي قول المزي: قال أبو عبيد بن سلام: مات سنة مائة إخلال؛ وذلك أن أبا عبيد روى عنه سنة مائة، وقيل: سنة اثنتي عشرة فتخصيص أحد القولين بالذكر يدل على عدم الاطلاع على غيره، والقولان عند ابن عساكر، ولقائل أن يقول: لعله جنح إلى الاختصار، لأنه لو كان كذلك لما ذكر(6/304)
القائلين وعددهم، ولكان يكتفي بواحد منهم وليس له أن يقول: لعله يرجح عنده أحد القولين على الآخر؛ لأن هذا بات نقل والترجيح لا يكون إلا بتنصيص معتمد أو بكثرة الأقوال؛ فإذا تكافأت الأقوال سقط الترجيح، فلم يبق إلا مجرد نقل، والله تعالى أعلم.
وإنما طالبت المزي بهذا لأنه لم يتعد كتاب ابن عساكر، وابن عساكر نقل ولم يرجح، فكان الأولى أن يأتي بمثل ما قاله فإنه لم يخل منه إلا ما نبهنا عليه، ولو كان ما ذكرناه من عند غير ابن عساكر لكنا نعذره؛ لأنه ما اطلع عليه، ولأن نظره غالبا لا يتعدى ما ذكرناه قبل من الكتب التسعة على إخلاله أيضا ببعض ما فيها من القاصد على ما نبهنا عليه، والله الموفق.
2424 - (تم) شويش بن حياش العدوي أبو الرقاد البصري.
قال أبو عبيد البكري في كتابه «اللآلي شرح الأمالي» لأبي علي القالي: شويش أبو فرعون العدوي الشاعر ولد عام الهجرة فكان يقول: أنا والله ابن التاريخ، وبقي إلى أيام هارون الرشيد.
وقال المبرد: حدثني أبو عثمان المازني قال: رأيت أبا فرعون العدوي ومعه ابنتاه في سكة العطارين.
وقال المرزباني: هو فرعون الساسي العدوي اسمه: شويش من عدي الرباب بن عبد مناه بن أد. أعرابي بدوي قدم البصرة يسأل الناس بأشعار له ظريفة وبقي أيام الرشيد وهو القائل:
يا رب حبس قد علا في شأنه ... لا يسقط الخردل من بنانه
ولا يريم الدهر من مكانه ... أشجع من ليث على دكانه
و لا يطمع السائل في رغفانه ... أعطاني الفلس على هوانه
وبنحوه ذكره ابن عبد الدائم في كتابه «حلي العلى».
وفي كتاب «الطبقات» عن شويش أحد بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طلحة قال: أخذت في أيام عمر بن الخطاب الدرهم والأفلس وسبيت جارية من(6/305)
ميسان فوطئتها زمانا ثم أتانا كتاب عمر: أن خلوا ما في أيديكم من سبي ميسان، فخليت سبيلها وما أدري أهي حامل كانت أم لا.
وذكره ابن خلفون في «الثقات» انتهى، لا أدري هذا هو ابن حياش أم غيره وأظنه هو لأمرين:
الأول: اسمه فرد نص عليه أصحاب الأفراد، والمختلف والمؤتلف في الشعراء، وأصحاب التراجم؛ البخاري فمن بعده.
الثاني: كونهما عدويين والطبقة واحدة ويحتمل أنه مختلف في كنيته أو أحديهما يكون لقبا، والله أعلم.(6/306)
من اسمه شيبان وشيبة وشيم
2425 - (د) شيبان بن أمية، ويقال: ابن قيس العتباني أبو حذيفة المصري.
قال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ مصر»: شهد فتح مصر.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
2426 - (ع) شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري المؤدب.
قال ابن سعد: كان كثير الحديث.
وقال بحشل في «تاريخه»: كان ثقة، وقاله يزيد بن هارون.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: توفي ببغداد سنة أربع وستين ومائة، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، والحاكم، وأبو محمد الدارمي، والدارقطني في «السنن».
ولما خرج أبو علي الطوسي، وأبو عيسى الترمذي حديثه قالا: وشيبان ثقة عندهم، زاد الترمذي: وصاحب كتاب.
وقال البزار في «مسنده»: ثقة.
وقال الساجي: صدوق عنده مناكير، وأحاديث عن الأعمش تفرد بها وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وكان ابن مهدي يحدث عنه ويفخر به.(6/307)
وقال العجلي: صدوق لا بأس به.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه ابن نمير وابن السكري وغيرهما.
وفي «تاريخ بغداد» للخطيب عن الأثرم قال أبو عبد الله: شيبان ما أقرب حديثه، وقال يحيى بن معين: رجل صالح وأحب إلي من معمر في قتادة.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات»: قال: قال عثمان بن أبي شيبة: كان معلما صدوقا حسن الحديث.
وقال ابن ماكولا: قال لنا النسابة: قال لنا الشريف ابن أخي اللبن: شيبان النحوي لم يكن نحويا إنما هو من بني نحو بن شمس، وإلى هذا مال الرشاطي والسمعاني وأبو الفضل بن طاهر في كتاب «الأنساب» وغيرهم، وأبى ذلك عبد الله بن أبي داود فقال: يزيد هو من بني نحو لا شيبان.
2427 - (م د س) شيبان بن أبي شيبة فروخ الحبطي مولاهم أبو محمد الأبلي.
قال صاحب «الزهرة»: روى عنه يعني مسلما مائة حديث وحديثا واحدا.
وذكر الحافظ أبو محمد ابن الأخضر أن البخاري روى عنه في «صحيحه»، كذا قال: البخاري والنسخة جيدة وأظنه تصحف على الناسخ بمسلم لتفرده بهذا القول.
وفي «كتاب» ابن عساكر: مات سنة ست وثلاثين في شوال ومولده سنة أربعين أو قبلها.(6/308)
وقال ابن قانع: سنة ست وثلاثين في شوال، شيبان بن فروخ صالح.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ثقة، وقال اللالكائي: رأى أبا عبد الله سفيان بن سعيد الثوري.
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وخرج حديثه عن أحمد بن محمد بن الحسن عنه في «صحيحه»، وقال: توفي سنة سبع وثلاثين.
وفي «كتاب» الصريفيني: وقيل سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وقال الساجي: قدري إلا أنه كان صادقا.
2428 - (عس) شيبان بن محزم.
بينا نحن نسير مع علي روى عنه ميمون بن مهران، كذا ذكره المزي لم يزد شيئا.
وقد ذكره ابن حبان البستي في «جملة الثقات» فقال: شيبان بن قحذم وقد قيل: شيبان بن محزم.
ولما ذكره ابن ماكولا ضبطه بتشديد الزاي، ووصفه بأن عطاء بن السائب، روى عنه وينبغي التثبت في رواية عطاء عنه، قال البخاري: ذكر أن عطاء روى عن ميمون عنه انتهى. لا أدري أهو عطاء بن السائب أم غيره؟ فإن كان إياه فالذي قاله أبو نصر غير جيد وأجدر به أن يكون غيره.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».(6/309)
2429 - (خ د ق) شيبة بن عثمان بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي العبدري أبو عثمان الحجبي المكي.
أنشد له الزبير بن بكار حين خرج إلى معاوية:
تزوج أبا تجراة من يك أهله ... بمكة يظعن وهو للظل ألف
ويصبر على حر الهواجر والسرى ... ويدني القناع وهو أشعث صائف
وقال ابن عبد البر: وقيل يكنى أيضا أبا صفية وأبوه يعرف بالأوقص، وذكر بعضهم شيبة في المؤلفة قلوبهم وهو من فضلائهم.
وكناه أبي صفية أيضا الحاكم والعسكري.
وقال ابن إسحاق في كتاب «السير»: أسلم يوم الفتح وكان من المؤلفة.
وقال ابن سعد: ومن ولد شيبة عبد الله الأكبر، وجبير، عبد الرحمن وعبد الله الأصغر وهو الأعجم، وعبد الملك وعثمان وعبد الله وهو العنقري وعبد الكريم، والوليد، وعبد ربه، وعبد الرحمن الأصغر، ومصعب، قال ابن سعد: قالوا: كان شيبة رجلا صالحا له فضل.
وقال أبو نعيم الحافظ: قيل: هو من مسلمة الفتح، ثنا أبو بكر بن مالك ثنا أحمد بن محمد، ثنا الوركاني، ثنا أيوب بن جابر عن صدقة بن سعيد عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، والله ما أخرجني الإسلام ولا معرفة به، ولكني أيقنت أن يظهر هو إذن على قريش فقلت وأنا واقف معه: يا رسول الله إني أرى خيلا (وفي كتاب ابن قانع بلقاء وكأن) تلوي فقال: يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر فضرب يده(6/310)
على صدري وقال: اللهم اهد شيبة، ثم ضرب الثانية فقال: اللهم اهد شيبة ثم ضرب الثالثة فوالله ما رفع يده من صدري من الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه».
وقول المزي: ومن قال في نسبه شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة فقد وهم. نظر؛ لأن قائل ذاك من لا يدفع قوله إلا بدليل واضح وهو هشام بن محمد بن السائب الكلبي في كتابه «الجامع والجمهرة»، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو أحمد العسكري، والكلاباذي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو منصور الباوردي، وأبو علي بن السكن، زاد: وروى عنه عكرمة قصة إسلامه، وفيه نظر، يعني أن روايته عنه منقطعة.
وفي كتاب «الصحابة» لابن منده - على ما ذكره ابن عساكر -: توفي سنة تسع وخمسين، وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
وفي كتاب «الصحابة» لابن زبر: أسلم سنة ثمان.
وفي قول المزي تبعا لابن عساكر: ذكره ابن سعد في «الطبقة الخامسة» نظر؛ لأن ابن سعد إنما ذكره في «الطبقات الكبير» في الطبقة الرابعة.
وفي قول المزي عن المدائني: توفي سنة تسع وخمسين نظر؛ لما ذكره ابن أبي خيثمة في «تاريخه الأوسط» - من نسخة تلقاها كأنها عن المؤلف -: أبنا المدائني قال: توفي شيبة بن عثمان سنة ثمان وخمسين، وكذا ذكره ابن عساكر من طريق أحمد بن عبيد بن الفضل ثنا محمد بن الحسين الزعفراني ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: أبنا المدائني قال: توفي شيبة(6/311)
ابن عثمان سنة ثمان وخمسين.
ونقله أيضا عن ابن أبي خيثمة، أبو يعقوب القراب في «تاريخه»، وكذا ذكره أيضا عن المدائني، يعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه الكبير»، وما أدري من أين سرى للمزي هذا النقل الشنيع والأمر الفظيع؟! لأنه ما تعدى في نقله في هذه الترجمة كتاب ابن عساكر، وابن عساكر ليس فيه إلا ما ذكرته عنه وهو الصواب، والله الموفق.
2430 - (س) شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب المخزومي المدني القارئ مولى أم سلمة.
قال أبو الحسن العجلي: كان أسن من نافع، وروى عن سعيد بن المسيب، وعدد الآي لأهل المدينة هو عن شيبة بن نصاح.
وقال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات» - جريا على عادته أن ينقل من غير أصل لإخلاله من كلام ابن حبان بما عرى منه كتابه، وبما أبعد فيه النجعة، وذلك أنه ذكر وفاته من عند الواقدي ولو تأمل «الثقات» لوجد فيها ما لا يحتاج إلى ذكره من عند غيره - وهو قيل: إنه سمع من أم سلمة وهو صغير وكان قاضيا بالمدينة وإمام أهلها في القراءات، ولا نعلم أحدا روى عن أبيه نصاح إلا هو، ومات شيبة في ولاية مروان بن محمد.
وقال خليفة بن خياط - في «كتاب الطبقات» - وابن قانع: مات سنة ثلاثين ومائة زاد وكان من قراء القرآن نزل المدينة وينبغي التثبت في قول المزي: وقال(6/312)
الواقدي: مات في زمن مروان، وكان ثقة قليل الحديث فإني لم أره في كتاب «الطبقات الكبير» فينظر.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: أدرك أيضا عائشة وكان إمام أهل المدينة في القراءة في دهره، روى عنه القراءة عرضا نافع بن أبي نعيم، قال المفضل بن غسان الغلابي: قدم شيبة فصلى على سكينة بنت الحسين، وقال ابن نمير: مدني ثقة، وقال خليفة: مات سنة ثنتين وثلاثين ومائة كذا قاله ابن خلفون، والذي رأيت في كتاب «الطبقات» لخليفة ما أنبأتك والذي أوقعه أن خليفة ترجم سنة اثنتين وثلاثين وذكر فيها أمورا منها:
قتل مروان بن محمد ابن ثم قال: في خلافة مروان مات شيبة بن نصاح فظن أن كل مذكور في هذه الترجمة يرجع إلى أصلها وليس كذلك لأنه هو - أعني خليفة - قد أضرب عن الأول واستأنف كلاما جديدا والله تعالى أعلم.
وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن ابن معين: شيبة بن نصاح ثقة، وينبغي أن يثبت في قول المزي: رواه - يعني وضوء النبي صلى الله عليه وسلم – أبو قرة موسى بن طارق عن ابن جريج فقال: حدثني شيبة بن نصاح فإني اعتبرت كتاب «السنن» لأبي قرة فلم أجده في النسخة التي هي بخط ابن العصار فينظر ألأبي قرة غير كتاب «السنن»؟ فإني لا أعرف له غيرها، والله تعالى أعلم.
ولما فرق ابن حبان بين الراوي عن محمد بن جعفر وبين ابن نصاح في كتاب «الثقات» قال: إن لم يكن ابن نصاح فلا أدري من هو.
فلو أن المزي رأى هذا واكتفى به كان خيرا له من أن يذكره عن أبي قرة.(6/313)
2431 - (س) شيبة الخضري.
والخضر قبيلة من محارب بن خصفة كذا ذكره المزي موهما بقوله: والخضر من محارب أنه ليس في غيرها من يقال له ذلك.
وليس جيدا لما ذكره الجاحظ في كتاب «الحيوان»: أما خضر محارب فإنما يريدون السود، وكذلك خضر غسان ولذلك قال السعر:
إن الغطارفة الخضر الذين غدوا ... أهل الربض يماني منهم الحكم
لما ذكره البخاري في «تاريخه» نسبه حضرميا وقال: روى عن عمر بن عبد العزيز كذا هو بخط أبي ذر وكتب في الحاشية: في أخرى الخضري ومن خط ابن الأبار وابن ياميت في أصل «التاريخ» وقال بعضهم: الحضرمي وإنما هو الخضري.
2432 - (د ت س) شييم بن بيتان القتباني البلوي المصري.
قال البزار في «مسنده»: شييم غير مشهور.
وقال ابن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: له أحاديث.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وزعم البرديجي أنه اسم فرد وليس كذلك بل في الرواة: شييم بن ديم، وقيل: ابن زنيم أبو مريم البكري يروي عن عمر وعلي روى عنه سماك بن حرب.(6/314)
باب الصاد المهملة
من اسمه صالح
2433 - (خ م) صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو عمران المدني أخو سعد.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مات وعلى المدينة إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي وأمه: أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص.
وقال أبو الحسن العجلي: مديني تابعي ثقة.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان والحاكم.
ولما ذكر ابن قانع وفاة سعد بن إبراهيم في سنة سبع وعشرين ومائة قال: مات أخوه صالح قبله.
وصرح البخاري في «تاريخه الكبير» بسماعه من أنس بن مالك، وهو غير ما ذكره المزي: روى عن أنس إن كان سمع منه.
وفي كتاب «الأنساب» للزبير - الذي لا ينقل المزي منه شيئا إلا إذا كان الرجل ذكره ابن عساكر فإنه يذكره بوساطته، فلما لم يكن صالح هذا من الدمشقيين لم ير المزي لفظا للزبير ولا شيئا من كلامه البتة -، قال الزبير في كتاب «الأنساب»: حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم البكري، عن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، قال: كنت(6/315)
مع أبي بشرف السيالة، وكان مبتدأ لأشراف الناس قال فقال أبي عبد العزيز يوما لجماعة من أصحابه: هل لكم بناء في «بين» يزورنها أبا محمد عبد الرحمن بن المغيرة يعني غدير أو نأخذ من أترجه وما وافقنا من فواكه؟ قال: فخف القوم لذلك ونهضوا حتى أتوا «بين» فألفوا غديرا قد نزل المدينة في بعض حاجته قال: فعمدوا لصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فألفوه في ماله الباطن وقد تعالى النهار، قال: وإذا به قائم يصلي، فلما رآنا قضى الصلاة ثم انصرف فحيا ورحب وأمر بحط سروج الدواب وطرح العلف لها، ثم قام فعاد في صلاته فلم يزل يصلي حتى حانت الظهر، فلما انصرف عاد فلم يزل صافا حتى حانت العصر، فانصرف فأذن لها ثم أقام الصلاة وتقدم فصلاها ثم انحرف إلينا بوجهه فلم يزل يتحدث معنا ويأمر في ماله وينهى حتى حان رواحه، فدعا بدابته ودوابنا فركب وركبنا معه حتى جئنا منزله بالنبار فدعا بالحار والبارد والرطب واليابس، قال: وحانت صلاة المغرب فقام فأذن ثم أقام وتقدم فصلى لنا، فلما فرغ قام يصلي حتى حانت العتمة، أذن وأقام وتقدم فصلى بنا فلما قضى صلاته أقبل علينا بوجهه فتحدث معنا ساعة، ثم أمر بما يصلحنا من وطاء وغيره، وتنحى فصلى، فلما أقام إنسان منا في ليلته حتى أصبح لحاجة إلا أبصره في مصلاه قائما حتى برق النور، فأذن ثم أقام فتقدم فصلى لنا الصبح وغدونا على انصراف إلى منازلنا، فآلى ألا نبرح ثلاثا وقال: والله لولا أن يشق عليكم لاحتبستكم أكثر من ذلك، ومتى أرى زورا مثلكم؟ قال فأقمنا عنده أيامنا تلك على تلك الحال في الصلاة والقيام معهما من حق ضيافتنا بالإمضاء، فلما مرت الثلاث لم يترك معنا خرجا ولا عبدا إلا حمله وفره من طوائف ما يواد به.
قال الزبير: وثنا محمد بن عبد الله أن أباه عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم دخل يوما على حسن بن زيد - يعني والي المدينة – وهو يومئذ واليه على قضاء المدينة، قال فتخاليا فتحدثا فقال له حسن بن زيد: ولدك والله يا عبد الله بن عبد الرحمن أفضل قال: فوالله ما ذهبت إلا إلى أنه عنى بذلك محمد بن أبي بكر لمعرفتي برأيه كان في محمد، ثم قال لي هل تدري من(6/316)
عنيت؟ قال: قلت: من عنيت أصلحك الله أيها الأمير؟ قال: عنيت صالح بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف.
قال: وحدثني محمد بن عبد الله عن خاله يعقوب بن عزير قال: نزلنا بصالح بن إبراهيم عليلا مثبتا ومعه فيمن تبعه منا صهره عبد الرحمن بن القاسم بن محمد قال: فلما كنا بذات الجيش قال: أنزلوني ووضئوني للصلاة، فأنزلناه وإنه ليجود بنفسه قال: فأشهد لسمعته وعبد الرحمن يوضئه وبه الموت وهو يقول: خلل يا عبد الرحمن أصابعي قال ثم نهضنا فلما كنا بين الجبلين مات قال: ومقدار ما بينهما أربعة أميال.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو أخو سعد والوليد.
2434 - (4) صالح بن أبي الأخضر اليمامي مولى هشام بن عبد الملك نزل البصرة.
قال يعقوب بن سفيان الفسوي في «باب من يرغب في الرواية عنهم: وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم» فذكر جماعة فيهم: صالح بن أبي الأخضر بصري، ومحمد بن أبي حفصة بصري يروي عن الزهري، وهو لين إلا أنه فوق صالح.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: بصري لا يعتبر به؛ لأن حديثه عن ابن شهاب عرض وكتاب وسماع. قيل له: تميز بينهما؟ فقال: لا.
وفي «سؤالات المروذي»: وذكر - يعني أحمد بن حنبل - صالحا فلم يرضه، وقال يحيى بن سعيد: كان لا يحدث عنه، قال أبو عبد الله: حدثهم بأحاديث ثم قال: لم أسمعها، وقال وهب بن جرير: سمع وقرأ فلا يخلص بعضه من بعض.(6/317)
وقال أحمد بن صالح العجلي في «تاريخه»: لا بأس به.
وذكره أبو العرب، والبلخي، وابن السكن، والعقيلي في «جملة الضعفاء»،
وقال الساجي: صدوق يهم ليس بحجة.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: قلت ليحيى: صالح أكبر عندك أو زمعة؟ قال: لا هو ولا زمعة، وقال أبو داود: صالح أحب إلي من زمعة، أنا لا أخرج حديث زمعة.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء وكذا قاله علي بن الجنيد.
وقال ابن حبان: يروي عن الزهري أشياء مقلوبة، روى عنه العراقيون اختلط عليه ما سمع من الزهري مما وجد عنده مكتوبا فلم يكن يميز هذا من ذاك، ومن اختلط عليه ما سمع بما لم يسمع ثم لم يرع عن نشرها بعد علمه ما اختلط عليه منها حتى نشرها وحدث بها، ولا يتيقن سماعها لبالحري أنه لا يحتج به في الأخبار؛ لأنه في معنى من يكذب وهو شاك ويقول شيئا وهو يشك في صدقه، والشاك في صدق ما يقول لا يكون صادقا نسأل الله تعالى الستر وترك أسباب الهتك إنه المان به.
وذكره البخاري في فصل من مات من الأربعين ومائة إلى الخمسين.
2435 - (ت) صالح بن بشير بن وادع بن أبي الأقعس القارئ أبو بشر البصري القاص المعروف بالمري.
قال ابن حبان: كان صالح من أهل البصرة أقدمه المهدي إلى بغداد فسمع(6/318)
منه البغداديون كذا ذكره المزي، وهو كلام مهمل لا معنى له فيما المزي بصدده، وإنما ذكره الخطيب شاهدا لقدوم صالح بغداد على عادة المؤرخين، فلما رأى المزي ذكر ابن حبان جملة من غير توثيق ولا تجريح ذكره معتقدا في ذلك فائدة له، وليست فيه فائدة سوى ما ذكرناه عن الخطيب.
وأما الفائدة من ذكر ابن حبان له فهو ما نذكره الآن عنه. قال أبو حاتم في كتاب «المجروحين»: مات سنة ست وسبعين ومائة، وقد قيل: سنة اثنتين وسبعين وكان من عباد أهل البصرة وقرائهم، وهو الذي يقال له: صالح الناجي، وكان من أحزن أهل البصرة صوتا وأرقهم قراءة، غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الإتقان في الحفظ، وكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن، وهؤلاء على التوهم فيجعله عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات، فاستحق الترك عند الاحتجاج وإن كان في الدين مائلا عن طريق (الاحتجاج) وكان يحيى بن معين يشدد الحمل عليه انتهى.
وقال يعقوب بن سفيان: سمعت سليمان بن حرب قال: قال رجل لحماد بن زيد: تعرف أيوب عن أبي قلابة «من شهد فاتحة الكتاب كان كمن شهد فتحا في سبيل الله» فقال: ومن يشهدها حين يختم كان كمن شهد الغنائم قال: فأنكره حماد إنكارا شديدا ثم قال له بعد: من حدثك هذا؟ فقال: صالح المري، فقال: أستغفر الله تعالى ما أخلقه أن يكون حقا، فإن صالحا كان هذا ونحوه من باله، ويعني بطلب هذا النحو ما أخلقه أن يكون صحيحا.(6/319)
وفي رواية عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس به بأس.
ولما خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «مستدركه» قال: هذا حديث مستقيم الإسناد، وصالح أحد زهاد أهل البصرة.
وقال الساجي: منكر الحديث لم يكن ليحيى بن معين فيه كبير رأي، ثنا ابن المثنى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة بحديث عن رجل من قصاص أهل البصرة ممن يختلف إليه من المشهورين من قصاصهم - يعني صالحا - عن ثابت عن أنس فقال: كذب، وحدث همام بحديث عن هذا الرجل عن قتادة فقال: كذب.
وذكره العقيلي، والبرقي في «جملة الضعفاء».
ولما ذكره أبو العرب فيهم قال: لما ولي المهدي الخلافة وقدم البصرة سأل عن خير أهلها، فقيل: المري قال أبو العرب: وإنما ضعفوه لقلة ضبطه.
وقال أبو إسحاق الحربي في «تاريخه»: إذا أرسل فبالحري أن يصيب وإن أسند فاحذروه.
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: ليس فيه كبير رأي.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وذكر عن عفان قال: كنا عند ابن علية فذكر المري فقال رجل: ليس بثقة، فقال له آخر: مه اغتبت الرجل فقال ابن علية: اسكتوا فإنما هذا دين.
وفي كتاب «ابن الجوزي» عن البخاري: ذاهب الحديث، قال أبو الفرج كان من أهل الخير لا يتعمد الكذب وإنما يغلط لقلة معرفته بالحديث لغفلته عن(6/320)
الإتقان والحفظ، وقال الدارقطني: ضعيف الحديث صالح زاهد، عن أحمد: هو صاحب قصص ليس بصاحب حديث ولا يعرف الحديث.
وذكره ابن شاهين في «الثقات» ثم أعاد ذكره في «الضعفاء».
وقال ابن عدي: يحدث عن هشام بأحاديث بواطيل.
وقال ابن الأعرابي: يقال إنه أول من قرأب بالبصرة بالتحريف ويقال: إنه غير واحد ممن سمع قراءته مات.
وفي طبقات ابن سعد ذكر للثوري فقال: القصص القصص كأنه كرهه.
وذكر ابن الجوزي في «مجالسه الوعظية»: أن إنسانا أجار ببيته فنزل عليه ماء فلم يدر أهو طاهر أم نجس فسأل فقيل: هذه دموع صالح وكان قد بكى حتى أكل البكاء خده وبدت أضراسه.
2436 - (عخ) صالح بن جبير الصدائي أبو محمد الشامي كاتب عمر بن عبد العزيز.
قال يحيى بن معين - فيما ذكره ابن الجوزي -: مجهول.(6/321)
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي «تاريخ دمشق»: بعثه عمر بن عبد العزيز في الفداء.
وفي «تاريخ البخاري»: قال الأوزاعي: صالح بن محمد.
2437 - (ت) صالح بن أبي جبير الغفاري مولى الحكم بن عمرو.
كذا ذكره المزي.
وفي «معجم الصحابة» لابن قانع: قال السليطي: صالح بن جبير وهو الصواب.
ولما خرج أبو علي الطوسي حديثه في «رمي نخل الأنصار» صححه، وعاب ابن القطان على أبي محمد سكوته عنه، وقال: صالح مجهول.
2438 - (م) صالح بن حاتم بن وردان البصري أبو محمد.
قال ابن قانع: مات بالبصرة وهو صالح.
وفي كتاب «زهرة المتعلمين»: روى عنه - يعني مسلما - خمسة أحاديث.
وفي كتاب «أولاد المحدثين»: لابن مردويه روى عنه محمد بن يعقوب بن إسماعيل الكرابيسي.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والحاكم.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2439 - صالح بن حاتم الملفوف يكنى أبا هريرة.
قال مسلمة: روى عنه من أهل بلدنا ابن وضاح. - ذكرناه للتمييز.(6/322)
2440 - (مد ت ق) صالح بن حسان أبو الحارث نضري، وقيل: أنصاري، وقيل: حجازي نضري قدم بغداد.
قال ابن حبان في أثناء ترجمة صالح بن حسان: ضعيف.
وقال في كتاب «المجروحين»: كان صاحب قينات وسماع وكان ممن يروي عن الأثبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد لها بالوضع، روى عن محمد بن كعب عن ابن عباس مرفوعا: «إذا دعوتم الله فادعوا ببطون الأكف»، وروى عنه أيضا مرفوعا: «لا بأس أن يقلب الجارية إذا أراد أن يشتريها». الحديث.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال ابن خلفون: هو عندهم منكر الحديث.
وذكره أبو العرب، والعقيلي والبلخي، وابن شاهين، في «جملة الضعفاء».
وفي «كتاب ابن الجارود»: مديني ليس حديثه بشيء، وقال الساجي: منكر الحديث.
وزعم المزي أن ابن أبي ذئب روى عنه متبعا ابن أبي حاتم وهو أمر رده عليه الخطيب أبو بكر الحافظ في «تاريخه» قال: والذي روى عنه ابن أبي ذئب هو صالح بن أبي حسان لا صالح بن حسان، وهذا أن ابن المواق لما ذكر كلام ابن أبي حاتم قال: هذا القول أوجب عندي إشكالا في أمره وفيه عندي نظر(6/323)
وصالح هذا متفق على ضعفه ونكارة حديثه.
وقال ابن طاهر في كتابه «صفة التصوف»: هو كذاب.
ولما ذكره البرقي في كتاب «الطبقات» تأليفه قال: هو ممن احتملت روايته لرواية الثقات عنه.
وفي كتاب المنتجيلي: قال الهيثم بن عدي: وسمعته يقول أفقه الناس وضاح اليمن في قوله.
إذا قلت هاتي توليني تبسمت ... وقالت معاذ الله من فعل ما حرم
فما تولت حتى تضرعت عندها ... وأنبأتها ما رخص الله في اللمم
وقال الدارقطني: ضعيف.
وذكره البخاري: في: فصل من مات من الأربعين إلى الخمسين ومائة.
2441 - (ت س) صالح بن أبي حسان المدني.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون زاد: أرجو أن يكون صالح صدوقا في الحديث.
وقال الساجي: ثقة مستقيم الحديث.
2442 - (فق) صالح بن حيان القرشي الكوفي.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال أبو الحسن الكوفي: جائز الحديث يكتب حديثه وليس بالقوي(6/324)
وهو في عداد الشيوخ.
وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب «العلل»: وهم زهير في اسمه وله أحاديث منكرة، روى عن ابن بريدة عن أبيه «أن الناس يعرضون يوم القيامة على العقيقة كما يعرضون على الصلاة» قال الحربي: الصلاة فرض والعقيقة تطوع.
وفي كتاب المروذي عن أحمد: ليس هو بذاك وأنكر حديثه.
وقال البخاري في «تاريخه»: فيه نظر.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال ابن جارود: ضعيف الحديث، وقال الساجي: فيه لين.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وهو الذي روى عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من مس صنما فليتوضأ».
وفي كتاب «الموضوعات» لابن الجوزي عنه: يروي الموضوعات عن الأثبات.
وقال ابن عدي: يقال: إنه من بني فراس وعامة ما يرويه غير محفوظ.
وذكره البخاري في فصل من مات من الأربعين ومائة إلى خمسين.
2443 - (ع) صالح بن خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري المدني ووالد خوات.
قال ابن سعد في «الطبقات الكبير»: قليل الحديث.(6/325)
وقال ابن حبان: هو أخو أم عمرو بنت خوات.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الطوسي، والحاكم، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة.
قال البرقي: ومن مشايخ أهل المدينة من التابعين ممن عظم روايته عن أبي هريرة: صالح بن خوات.
(وفي طبقات الداني): قال أبو عمرو: أخذ عنه القراءة عرضا نافع بن أبي نعيم.
2444 - (د) صالح بن خيوان السبائي المصري، ويقال: ابن حيوان بالحاء المهملة.
كذا ذكره المزي، وذكر الخطيب في ضبطه ولم يتجه له طريق الصواب فيه، ويشبه أن يكون الصواب ما قاله أبو الوليد بن الفرضي في كتاب «المختلف والمؤتلف» ونسبه خولانيا قال: ويقال: سبائي، قال: وقال سعد بن كثير بن عفير: من قال الخولاني فيخوان بالخاء يعني المنقوطة، ومن قاله السبائي فبالحاء يعني المهملة.
وقال أبو الحسن العجلي: تابعي ثقة ولما ذكر أبو (الحسان) بن القطان حديثه في: تأخير النبي (من) بصق في القبلة عن الإمامة، صححه وعاب على أبي محمد عبد الحق قوله: وصالح هذا لا يحتج به، وإنه ليس له فيه سلف.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: غمزه بعضهم، وقال: لا يحتج به،(6/326)
وقال أبو داود: ليس أحد يقول خيوان بالمعجمة إلا أخطأ.
وذكره البخاري، وابن يونس بالحاء المهملة فيما ذكره ابن ماكولا، وكأنه غير جيد؛ لأن ابن يونس لم يضبطه بشيء.
وزعم البخاري أنه روى عن السائب بن حيان، قال ابن ماكولا: إنما هو ابن خلاد.
وقال ابن القطان: عن ابن يونس: ليس له إلا هذا الحديث - يعني - تأخير الذي بصق، وفيه نظر؛ لأني لم أر ما ذكره غير ابن يونس فينظر.
2445 - (د) صالح بن درهم الباهلي أبو الأزهر البصري والد إبراهيم.
ذكره البخاري في «تاريخه الكبير» فقال: صالح بن درهم أبو الأزهر الباهلي البصري، وقال (أبو موسى) بن إسماعيل: كنيته أبو نوح، قال أحمد: روى شعبة عن أبي الأزهر من جهينة وهو صالح بن درهم.
وقال علي بن عبد الله المديني: ضعيف يرى رأي الإباضية.
وفي كتاب المنتجالي: ثنا أبو بكر الحضرمي ثنا عبد الله بن أحمد قال: قال لي: صالح الدهان ليس به بأس.
وفي «تاريخ عباس بن محمد»: عن يحيى بن معين: صالح بن درهم الباهلي عن أبيه وأبوه صالح ثقة، وهو ضعيف.
وفي «كتاب» ابن الجارود: أبو الأزهر صالح بن درهم ثقة.
وقال العقيلي: ثنا جدي ثنا فرج بن عبيد القاضي ثنا إبراهيم بن صالح بن(6/327)
درهم قال: سمعت أبي يقول: إنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يبعث من مسجد العشار يعني الذي بالأبلة يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم». قال أبو جعفر: إبراهيم وأبوه ليسا بمشهورين بنقل الحديث، والحديث غير محفوظ.
وقال أبو أحمد بن عدي: أبنا الساجي حدثني أحمد بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول: صالح الدهان قدري وكان يرى بقول الخوارج وذلك للزومه جابر بن يزيد وكان جابر إباضيا، وعكرمة صفريا، وكان عمرو بن دينار يقول ببعض قول جابر وبعض قول عكرمة قال أبو أحمد: وصالح هذا لم يحضرني له حديث فأذكره، وليس هو بمعروف.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وكناه ابن السمعاني في كتاب «الأنساب»: أبا روح، وتبعه الصريفيني وغيره ويشبه أن الذي قاله البخاري هو الصواب.
2446 - (س) صالح بن دينار الجعفي، ويقال: الهلالي.
خرج أبو حاتم بن حبان حديثه في «صحيحه».
وفي «كتاب الآجري»: قيل لأبي داود: معتمر عن أبي شعيب عن ابن سيرين؟
فقال: أبو شعيب صالح بن دينار، قال شعبة: إذا حدثكم سفيان عن رجل لا تعرفوه فلا تكتبوا فإنما يحدثكم عن مثل أبي شعيب المجنون يعني هذا،(6/328)
قال: وسمعت أبا داود يقول: كان أبو شعيب هذا عثمانيا.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2447 - (ق) صالح بن دينار التمار المدني مولى الأنصار والد داود ومحمد.
ذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال الصدفي: ثنا عبد الله بن محمد قال: قال أبو عبد الرحمن النسائي: صالح بن دينار التمار ثقة.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
ولهم شيخ اسمه:
2448 - صالح بن دينار البلدي.
روى عنه أبو القاسم البغوي. - ذكرناه للتمييز.
2449 - (د) صالح بن رستم الهامشي مولاهم أبو عبد السلام الدمشقي.
قال البخاري في «تاريخه الكبير»: روى عن مكحول لم يزد في أشياخه عليه قال: وروى عنه سعيد بن أبي أيوب منقطعا.
وذكره أبو حفص البغدادي في كتاب «الثقات».
وخرج أبو بكر إمام الأئمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والحاكم أبو عبد الله.(6/329)
وفي قول المزي: كذا سماه النسائي، والدولابي، وذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لم يقف على اسمه نظر، من حيث إن الحاكم - لقائل أن يقول - لم يرد هذا المترجم باسمه وذلك أنه ذكر في كتابه عن البخاري ولم يقله من عند نفسه: أبو عبد السلام عن ثوبان قال ابن المبارك عن ابن جابر عن أبي عبد السلام قاله البخاري، انتهى. لم أر من ذكر لصالح رواية عن ثوبان غير سلف المزي في ذلك والمنبه له على ما قاله وهو ابن عساكر، وذلك أن النسائي لما ذكره في «الكنى» عرفه بروايته عن ابن حوالة، وكذا ذكره به أبو بشر الدولابي في كتاب «الكنى»، وكذلك يعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه»، والخطيب في «المتفق والمفترق»، وابن أبي حاتم، وغيرهم لم يذكر أحد منهم ثوبان في ورد ولا صدر، فدل هذا أن الراوي عن ثوبان لا يعرف اسمه كما ذكره البخاري والحاكم، وأن الراوي عن ابن حوالة هو المعروف الاسم وأنهما اثنان روى عنهما جابر لا كما توهمه أبو الحجاج، والله تعالى أعلم.
2450 - (خت م 4) صالح بن رستم المزني مولاهم أبو عامر الخزاز البصري والد عامر.
قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال الصدفي: سمعت أحمد بن خالد يقول: سمعت ابن وضاح يقول:(6/330)
روى يحيى بن سعيد القطان عن أبي عامر الخزاز وهو ثقة سيد أهل البصرة غير مدافع.
وقال البزار في «مسنده»: ثقة، وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم وقال: هو ثقة، وابن الجارود في «المنتقى»، والدارمي، والدارقطني صحح إسناد حديثه في «السنن»، والطوسي في كتاب «الأحكام».
وذكره أبو العرب، والعقيلي، وابن البرقي في «جملة الضعفاء».
وابن خلفون وابن شاهين في «جملة الثقات»، زاد ابن خلفون: وأرجو أن يكون صدوقا في الحديث.
وفي قول المزي: ذكر ابن حبان في «الثقات» نظر من حيث إنه لم يذكر لهذا الرجل وفاة البتة وهي ثابتة في كتاب «الثقات» فدل أنه لم ينظر في الأصل، وإنما نقله غالبا بوسائط، ويسقط الوسائط ويستبد بالقول كأنه شاهده أو رآه، وهذا ما لا يجوزه أحد من العلماء لما فيه من التدليس.
قال ابن حبان - فيما رأيت من نسخ كتابه -: صالح بن رستم أبو عامر الخزاز من أهل البصرة يروي عن أبي مليكة والحسن روى عنه هشيم، ويحيى بن سعيد، وابنه عامر بن صالح مات سنة ثنتين وخمسين ومائة، وكذا ذكر وفاته عبد الباقي بن قانع، ويعقوب.
وذكر ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين» له رواية عن سعد مولى أبي بكر.
2451 - صالح بن رومان.
روى أبو داود من حديث ابن جريج عن (الزبير) عن جابر وأبو عاصم(6/331)
عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر: كنا نستمتع بالقبضة من الطعام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، رواه ابن مهدي عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر موقوفا من قول جابر لم يذكره المزي.
2452 - (س) صالح بن زياد بن عبد الله بن الجارود السوسي أبو شعيب المقرئ سكن الرقة.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله النيسابوري.
وفي «النبل» لأبي القاسم: صالح بن زياد بن عبد الله بن زياد، ويقال: ابن الجارود.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة» تأليفه: ضعيف.
ونسبه أبو عمر الداني في كتاب «الطبقات»: صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مسرح الرستبي السوسي.
وفي قول المزي: ذكره صاحب «النبل» لم أقف على روايته عنه نظر في موضعين:
الأول: لو رآه في كتاب «النبل» لما أغفل منه ما ذكرناه.
الثاني: صاحب «النبل» عمدته فيما أرى على «مشيخة النسائي» والنسائي قد ذكره في «مشيخته» وأثنى عليه.
2453 - (ع) صالح بن صالح بن حي، واسمه: حيان، وقيل: صالح بن صالح بن مسلم حيان الثوري الهمداني الكوفي والد علي والحسن.
قال أبو الحسن الكوفي: هو في عداد الشيوخ.(6/332)
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والحاكم أبو عبد الله.
ولما ذكره أبو نصر الكلاباذي كناه: أبا حي، وقال هو، وابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وهو ثقة قاله ابن نمير وغيره.
وفي «صحيح البخاري في كتاب الجهاد»: ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان بن عيينة ثنا صالح بن حي أبو الحسن فذكر حديثا كذا هو في سائر النسخ من «كتاب البخاري» التي رأيتها.
وفي «تاريخ» المنتجالي عن ابن معين: الناس يقولون: ابن حي وإنما هو: ابن حيان، ولما ذكر حديثا من حديثه قال: هذا حديث ثبت.
وذكر الدارقطني: صالح بن حي، وصالح بن حيان أخرجهما جميعا فيمن ذكر البخاري في «صحيحه»، قال الباجي: هما رجل واحد.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: الحسن بن علي أبنا صالح بن علي أبنا صالح بن حي وهما آخران لا ثالث لهما وقد غلط أبو المعافى فقال: صالح بن صالح هو (آخرهما) فوقفته فتبين له أنه خطأ.
ولهم شيخ آخر يقال:
2454 - صالح بن صالح الأسدي.
روى عن عبد خير، وروى عنه عطاء بن مسلم.
ذكره البخاري.(6/333)
2455 - وصالح بن صالح بن دينار المدني.
حدث عن أبيه روى عنه يعقوب بن حميد بن كاسب ذكره الخطيب. - ذكرناهما للتمييز.
2456 - (م ت) صالح بن أبي صالح ذكوان السمان أبو عبد الرحمن المدني، أخو سهيل وعباد.
قال الحاكم لما خرج حديثه في «مستدركه»: احتج به مسلم.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي.
وقال البزار في «مسنده»: صالح بن أبي صالح ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال ابن نمير: عباد وصالح ابنا أبي صالح ثقتان.
وفي «تاريخ البخاري»: هو أخو سودة.
2457 - (ت) صالح بن أبي صالح مهران مولى عمرو بن حريث الكوفي.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وأما ابن عدي فذكره في «جملة الضعفاء».
قال المزي: ومن الأوهام، - ولم يبين من الواهم:
2458 - (س) صالح بن أبي صالح الأسدي.
عن محمد بن الأشعث عن عائشة في «القبلة للصائم» روى له النسائي(6/334)
هذا الحديث الواحد وقال: هذا خطأ، يعني الصواب حديث زكريا عن صالح الأسدي عن (الشعبي) عن محمد بن الأشعث عن عائشة قال: ابن أبي حاتم عن أبيه: صالح بن صالح الأسدي روى عن عبد خير روى عنه عطاء الخفاف.
وذكره ابن حبان في «الثقات». انتهى كلامه، وفيه نظر في مواضع:
قول المزي هذا ليس ثابتا في غالب الروايات عنه ولعله لم ينكره إلا في «المجتبى» فقط وأما رواية ابن الأحمر (و) محمد بن القاسم فلم أره فيهما.
الثاني: قول المزي: يعني الصواب حديث زكريا عن صالح الأسدي تخصيص من غير مخصص، إذ لقائل أن يقول: زكريا ذكر عنه النسائي ما ذكرت من روايته عن صالح بن أبي صالح وروايته أيضا عن صالح الأسدي، وأردفه بقوله: أخبرني البرقي ثنا ابن حنبل، ثنا وكيع ثنا زكريا عن عباس بن ذريح عن الشعبي عن محمد بن الأشعث عن عائشة به.
وأبنا الحسن بن محمد عن عبده حدثني مطرف عن عامر عن مسروق عن عائشة، فليس تصويب رواية من هذه الروايات على الأخرى من غير دليل واضح جائز اللهم إلا أن ينص النسائي أو غيره على ذلك فتعين.(6/335)
الثالث: تفسيره إياه بصالح بن صالح الأسدي فيه وهمان، الأول: صالح ابن أبي صالح أسدي فيحتمل أن يكون قول: زكريا عن صالح الأسدي يريده ولم يسم أباه اختصارا، ويكون قول النسائي هذا خطأ؛ لسقوط قول الشعبي: ابن صالح، بن أبي صالح، وابن الأشعث على أن النسائي ذكر في «الكبير» من رواية زكريا عن صالح حدثني ابن الأشعث فعلى تقدير الصحة يكون قد سمعه منه وسمعه عنه، فأدى الطريقين كما تحملهما، الثاني: ذكره صالح بن صالح هنا فيه نظر؛ لأنه هو لم يذكر الشعبي في شيوخه فلأي معنى ذكره هنا؟ ولم أر من ذكره في شيوخه غير الخطيب البغدادي في «المتفق والمفترق»، وكأنه أخذه من هذا الحديث فيما أرى.
وأما البخاري فقال في «التاريخ»: صالح بن صالح الأسدي عن عبد خير روى عنه عطاء حدثني ابن سلام ثنا القاسم العرني عن زكريا قال: أخبرني صالح بن أبي صالح عن عامر، وقال لي ابن نمير: ثنا أبي ثنا زكريا ثنا صالح ابن أبي صالح مثله، وقال أبو معمر: ثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن صالح بن صالح الأسدي - بلا خبر - وقال سهل بن عثمان: ثنا ابن أبي زائدة ثنا أبي عن صالح بن صالح الأسدي بهذا.
وأما ابن حبان فإنه بين الرجلين وفصل بين الترجمتين فقال في «الثقات»: صالح بن صالح الأسدي عن عبد خير. روى عنه عطاء بن مسلم، ثم قال – بعد تراجم -: صالح بن أبي صالح الأسدي يروي عن الشعبي، روى عنه أبو زائدة، ففصل بينهما كما ترى، وكلام المزي يوهم أن ابن حبان وثق أحد(6/336)
الرجلين دون الآخر، وليس كذلك لما بيناه، وليس لقائل أن يقول: الخطيب قد قال: أن المحفوظ صالح بن صالح لأنا إنما نتكلم في رواية النسائي لا في غيرها.
قال المزي: ومن الأوهام:
2459 - صالح بن عامر:
عن شيخ من بني تميم قال: خطبنا علي بن أبي طالب فذكر بيع المضطر قاله أبو داود عن محمد بن عيسى بن الطبع عن هشيم عنه، وقال: كذا قال محمد.
قال المزي: والصواب صالح بن عامر وهو: صالح بن صالح بن حي أو صالح بن رستم عن عامر الشعبي. انتهى كلامه. وفيه نظر، من حيث إنه لم ينقله، وإنما قاله تخرصا، وليس التخرص من موضوع هذا الكتاب، ولو أمعن النظر لوجد أن الذي قاله غير منقول.
ليس من شأننا سوى النقل فاعلم ... ليس للظن في النقول مجال
قال سعيد بن منصور في «سننه»: ثنا هشيم أبنا صالح بن رستم - يعني أبا عامر - عن شيخ من بني تميم فذكره وكذا ذكره دعلج في «مسند علي بن أبي طالب» رضي الله عنه.
وفي «مسند» أحمد بن حنبل: ثنا هشيم أبنا أبو عامر المزني قال: ثنا شيخ من بني تميم به، فتبين بهذا أن محمد بن عيسى وهم على هشيم وأن هشيما رواه على الصواب وأن الشعبي لا مدخل له في هذا الإسناد بوجه من الوجوه، وأن الذي قاله المزي غير جيد، والله تعالى أعلم.(6/337)
وفي قول المزي: الصواب صالح بن عامر الشعبي. نظر، من حيث إنه هو لم يذكر في ترجمته: ابن رستم الشعبي في أسماء شيوخه لما عدده فإغفاله له ذكره هناك يشعر بعدم دخوله هنا لو كان مستحضرا له حالتئذ.
العلم نقل وما سواه ... ليس بعلم فعد عنه
2460 - (ت) صالح بن عبد الله بن ذكوان الباهلي أبو عبد الله الترمذي.
ذكره ابن قانع، وقال: كان صالحا.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
ولما ذكره الحافظ (القراب) في «تاريخه» قال: سئل البخاري عن هذا فقال: هذا شيخ ثقة، وذاك الذي قال فيه أصحابنا: صالح بن محمد.
وينبغي أن يتثبت في قوله: صالح بن عبد الله بن ذكوان فإني لم أر له فيه سلفا فينظر.
2461 - (ق) صالح بن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولاهم أبو عروة.
كذا ذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال يحيى: ثقة، روى له ابن ماجة حديثا وقع لنا عاليا فذكره المزي في نحو الورقة لم يزد شيئا آخر ولا أدري كيف هذا منه رحمه الله.
ابن حبان ذكر وفاته ولم يذكرها المزي فكيف يقول ذكره في «الثقات» اللهم إلا إن كان سمع من يقول ذاك فأثبته هناك.
قال ابن حبان في «الثقات»: مات سنة أربع وعشرين ومائة كنيته أبو عروة، وقد قيل: أبو عفراء، فمثل هذا يغفله من رآه؟ والذي هو في السماء إله وفي الأرض إله.(6/338)
وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه «تهذيب الآثار»: وصالح بن أبي فروة ليس بمعروف في أهل النقل.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
2462 - (د) صالح بن عبيد.
روى عن قبيصة، نابل روى عنه عمر بن الحارث وأبو هاشم الزعفراني ذكره ابن حبان في «الثقات»، وفرق بين الذي يروي عن قبيصة، ويروي عنه أبو هاشم، وبين الذي يروي عن نابل ويروي عنه عمرو وجعلهما غيره واحدا انتهى كلام المزي من غير زيادة، ومفهومه أنه لم يفرق بينهما غيره، وليس كذلك، بل فرق بينهما أستاذ المحدثين في «تاريخه الكبير» فقال: صالح بن عبيد سمع قبيصة بن وقاص، سمع منه عمار بن عمارة يعني ابن أبي رافع ثم قال: صالح بن عبيد سمع نابلا، روى عنه عمرو بن الحارث.
ولما ذكر البزار في سننه حديثا من طريق صالح بن عبيد عن نابل عن أبي هريرة قال: صالح هذا ليس هو الراوي عن قبيصة، ذاك تابعي.
وقال ابن المواق: وسواء كان صالح هذا هو صاحب قبيصة أو صاحب نابل فهما مجهولان لا تعرف لهما عدالة.
وقال ابن القطان: صالح بن عبيد لا يعرفه حاله أصلا.
2463 - (د ق) صالح بن عجلان حجازي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: صالح بن عجلان مرسل.
وقال ابن حبان في «الثقات»: يروي المراسيل.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».(6/339)
2464 - (س) صالح بن عدي بن أبي عمارة عجلان بن حزم أبو الهيثم البصري الذراع.
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: بصري لا بأس به صدوق.
ولما ذكره ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين»: نسبه داريا.
2465 - (د س ق) صالح بن أبي عريب قليب بن حرمل بن كليب الحضرمي الشامي، ويقال: المصري.
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» وكذا أبو حاتم بن حبان البستي، والحاكم النيسابوري.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال ابن وضاح: سمعت أبا جعفر السبتي يقول: صالح بن أبي عريب شامي شيخ.
2466 - (بخ م) صالح بن عمر الواسطي.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذا ابن حبان، والحاكم.
ولما ذكره أسلم بن سهل في «تاريخ واسط» كناه: أبا عمر، وقال: ثنا أسيد بن الحكم قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: أبنا صالح بن عمر وكان ثقة وأحسن الثناء عليه قال أسلم: قال زحمويه: توفي صالح سنة خمس وثمانين ومائة.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال يحيى بن معين: هو ثقة.
وقال البخاري في التاريخ «الكبير» و «الأوسط»: قال لي إسحاق بن كعب مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة.(6/340)
أفترضى لنفسك أبا الحجاج أن تترك ذكر وفاته من عند البخاري وتذكرها من عند ابن حبان من غير زيادة ولا نقصان؟.
وقال العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقة ابن نمير وغيره.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2467 - صالح بن عمر بن شعيب بن عمر الأزرق.
روى عنه محمد بن محمد بن مرزوق في «صحيح» ابن خزيمة.
2468 - وصالح بن عمر.
ويروي عن إبراهيم الهجري، روى عنه داود بن رشيد في «كتاب» الحاكم وقال: لم يحتجا ولا أحدهما به ذكرناهما للتمييز.
2469 - (ع) صالح بن كيسان المدني أبو محمد، ويقال: أبو الحارث مولى بني عفان، ويقال: مولى آل معيقيب الدوسي.
ذكره الخليلي في «الإرشاد» فقال: يقال: مولى الأنصار وكان حافظا إماما جمع الفقه والحديث والمروءة، روى عنه من هو أقدم منه: عمرو بن دينار، والزهري، وابن إسحاق. وأكثر عن إبراهيم بن سعد وحديثه عنه ليس فيه خطأ، ويحكي عنه موسى بن عقبة وهو من أقرانه، وقال ابن إسحاق: كان الزهري يسألني عن حديث صالح، فأذكره له فيرضاه، وقد روى ابن عيينة عن رجل عنه.(6/341)
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: كان من فقهاء المدينة والجامعين للحديث والفقه من ذي الهيبة والمروءة، روى عنه مالك وأهل المدينة، وقد قيل إنه سمع من ابن عمر، وما أراه بمحفوظ، ومات بعد سنة أربعين ومائة.
وفي قول المزي: ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة من أهل المدينة وقال: توفي زمن محمد بن مروان نظر؛ لأن الهيثم ذكره في الطبقة الثالثة كما ذكره ولكن ذكر وفاته في زمن بني هاشم، كذا هو في نسخة قديمة صحيحة جدا قرأها الحاكم وغيره، وكذا ذكره الهيثم أيضا في «تاريخه الكبير» رواية أحمد بن عبيد بن ناصح، وأما «تاريخه الصغير» الذي رواه علي بن عمر الأنصاري فلم يذكره فيه ولا أعلم له تاريخا رابعا، وعلى كل حال إنما ذكرت هذا تأكيدا؛ لأنه هو إنما عزاه لكتاب «الطبقات» لا لغيره من تصانيفه على أن المزي في هذا كله إنما نقله بوساطة ابن عساكر، ولعله تصحيف من الناسخ لأن غالب نسخ «التاريخ» غير جيدة.
وفي تاريخ المنتجيلي: قال صالح للزهري: أنا أصلحت من لسانك؛ لأنه كان صاحب غريب وشعر فقال له الزهري: أنا علمتك السنن. وذكر يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: خرجت مع صالح إلى الحج فربما ختم القرآن مرتين في ليلة بين شعبتي رحله.
وقال العجلي: ثقة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان من أهل العلم والحفظ والفهم وكان كثير الحديث ثقة حجة فيما (حمل).
وفي «العلل الكبير»: لعلي بن المديني: صالح بن كيسان لم يلق عقبة بن عامر كان يروي عن رجل عنه.
وفي «تاريخ الطبري»: لما أمر عمر بن عبد العزيز بهدم بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زمن الوليد استعمل صالحا على الهدم والبناء في سنة ثمان وثمانين.(6/342)
2470 - (د ت ق) صالح بن محمد بن زائدة المدني أبو واقد الليثي الصغير من أنفسهم.
قال البخاري: منكر الحديث تركه سليمان بن حرب، روى عن سالم عن أبيه عن عمر رفعه: «من وجدتموه قد غل فأحرقوا متاعه» لا يتابع عليه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صلوا على صاحبكم» ولم يحرق متاعه، كذا ذكره المزي، وكأنه نقل من غير أصل إذ لو كان من أصل لرأى عنده - من غير فصل بين القولين وبه يتم الإنكار على صالح؛ لأنه روى عن عمر ما خالفه الثقات عن عمر نفسه ثم أتبعه برواية غيره وهو -: قال البخاري: وقد روى ابن عباس عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغلول ولم يحرق، قال محمد: وعامة أصحابنا يحتجون بهذا الحديث في الغلول، وهو حديث باطل ليس له أصل، ذكر غير واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغلول ولم يذكر الحرق، وصالح هذا منكر الحديث لا يعتمد عليه، كذا هو ثابت في «التاريخ الكبير» بخط أبي ذر، وابن الأبار، وابن ياميت رحمه الله تعالى، وذكره في «الأوسط» في فصل من مات من الأربعين إلى الخمسين ومائة.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغناء»: ليس بالقوي عندهم.
وفي كتاب أبو محمد بن الجارود: ليس حديثه بذاك، وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال الساجي: منكر الحديث فيه ضعف.(6/343)
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال ابن حبان: مات سنة خمس وأربعين ومائة وكان ممن يقلب الأخبار والأسانيد ولا يعلم، ويسند المراسيل، ولا يفهم فلما كثر ذلك في حديثه وفحش استحق الترك، قال سليمان بن حرب: تركنا حديث صالح منذ حين.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
2471 - (ع) صالح بن أبي مريم الضبعي مولاهم أبو الخليل البصري.
خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والطوسي، والحاكم، وأبو محمد الدارمي.
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في «الثقات».
وقال الآجري: قال أبو داود: وأبو الخليل نزل مكة.
ونسبه الباجي عن ابن معين: النهروي، كذا ألفيته في نسخة لا بأس بها ولا أعرف صحة هذه النسبة. - والله أعلم.
2472 - (م ت) صالح بن مسمار السلمي أبو الفضل، ويقال: أبو العباس المروذي الكشميهني، ويقال: الرازي.
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وفي «تاريخ الرقة»: قال مغيرة سمعت صالح بن مسمار يقول: ما أدري نعمة الله علي فيما بسط أفضل أم نعمته فيما زوى عني: قال أبو علي: وهو الشيخ الصالح مات بالكوفة.(6/344)
وفي «كتاب الصريفيني»: وتوفي بكشميهين في رمضان سنة ست وأربعين ومائتين.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه - يعني مسلما - حديثين.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: نظر صالح إلى قوم قد خرجوا من المحدثين عليهم طيالسة وعمائم فقال: أتى الناس جزاؤهم في دنياهم وقدموا على ربهم فقال: مفاليس.
2473 - (ت ق) صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله الطلحي الكوفي.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب «العلل»: وسألته - يعني أباه - عن الطلحي فقال: ما أدري كأنه لم يرضه.
وقال العقيلي: لا يتابع على غير شيء من حديثه.
وقال الجوزجاني: يضعف حديثه، وفي «كتاب» ابن الجوزي: ضعيف،
وقال ابن الجارود: ليس حديثه بشيء ولا يكتب حديثه.
وذكره الساجي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد.
وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به.
وقال ابن عدي في «كامله»: وفيما يرويه عن هشام عن أبيه عن عائشة قل(6/345)
ما يتابعه أحد عليه، وقد روى غير حديث في فضيلة جده غير محفوظ وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد إما أن يكون غلطا في الإسناد أو متن يرويه بإسناد لا يرويه غيره.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2474 - صالح بن موسى أبو الدحية.
ذكره الخلال فيمن روى عن الإمام أحمد بن حنبل. - ذكرناه للتمييز.
2475 - (د ت ق) صالح بن نبهان مولى التوأمة أبو محمد المدني وهو صالح بن أبي صالح.
وقال أبو زرعة: صالح بن صالح، وكنيته نبهان أبو صالح.
قال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: يكنى أبا عبد الله، وكان قديما وبقي حتى توفي بالمدينة سنة خمس وعشرين ومائة، وله أحاديث قليلة، ورأيتهم يهابون حديثه.
وفي «سؤالات المروذي»: وسألت أبا عبد الله عن صالح فقال: قال مالك: قد رأيته مختلطا ولم يحمل عنه.
ولما خرج الحاكم حديثه في «كتابه» قال: وصالح ليس بالساقط.
وذكره ابن الجارود، وأبو العرب، وأبو جعفر العقيلي، والساجي في «جملة الضعفاء».
وابن شاهين، وابن خلفون في «الثقات».(6/346)
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.
وذكره البرقي في «باب من نسب من الثقات إلى الضعف»، وسألت يحيى عنه فقال: كان ثبتا ولكنه خرف ومن سمع منه قبل أن يخرف فهو صحيح.
وقال ابن حبان: هو مولى أم سلمة تغير سنة خمس وعشرين ومائة وجعل يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات عن الأئمة الثقات، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك، وقول يحيى بن معين: هو كذلك لو تميز حديثه القديم من حديثه الأخير، فأما عند عدم التمييز لذلك البعض يرفع به عدالة الإنسان حتى يصير غير محتج به ولا معتبر بما يرويه.
وفي كتاب ابن قانع: يضعف حديثه.
وفي قول المزي: مات سنة خمس وعشرين ولم يذكر خلاف ذلك مع تقدم قوله عن ابن عيينة سنة خمس أو سبع وعشرين، ولقيه الثوري بعدي ويؤكده قول ابن حبان: اختلط سنة خمس وعشرين والله أعلم.
ولما ذكره المنتجيلي: كناه أيضا أبا عبد الله، وقال محمد بن وضاح: أخبرني بعض المحدثين قال: أتى رجل من أهل العراق إلى حبيب كاتب مالك فقال: هذه ثلاثون درهما وسل لي مالكا عن ثلاث مسائل قال حبيب: فدخلت على مالك بن أنس وهو يتغدى فقال لي: ادنه وكنت أعرف شحه، فقلت له: ليس إليه حاجة فقال: ما الذي جاء بك؟ فقلت: إن رجلا من العراق بذل لي ثلاثون درهما على أن أسألك عن ثلاث مسائل، فقال: هات فقلت شرط أن يسمعها فقال: إذا خرجت إلى الرواح كن أول مبتدئ يسأل، فلما استوى جالسا قال له: ما تقول في لبس المعصفرات؟ فقال: كان ابن شهاب وابن هرمز وربيعة يدخلون علي هذا الباب وهي عليهم حتى يبلغوا إلى أول الصف ثم يصلون، قال: فما منعك أن تحمل عن عمر مولى عفرة وعن صالح مولى التوأمة؟ فقال: ويحك يا خبيث لم أحمل إلا عمن ترضى حاله.(6/347)
وفي قول المزي: وقال أبو زرعة: هو صالح بن صالح نظر، من حيث إنه يفهم منه أنه قاله وحده، وليس كذلك بل قاله الزبير بن أبي بكر الزبيري في «أنسابه»، وأبو بكر بن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير»، ويعقوب بن شيبة في «مسنده الفحل» وغيرهم ممن تبعهم.
وزعم أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل» أن البخاري أخرج في «الصيد» عن أبي النضر عنه مقرونا بنافع مولى أبي قتادة حديث: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن محرمون»، كذا ذكره في حرف الصاد.
وزعم الكلاباذي أن هذا الحديث قرنه بأبيه نبهان لا بصالح.
وقال علي بن المديني - فيما ذكره الباجي -: صالح بن نبهان ليس بثقة.
وينبغي أن يتثبت في قول المزي: قال ابن أبي عاصم: مات سنة خمس وعشرين؛ فإني لم أر له ذكرا في «تاريخ» ابن أبي عاصم نسختي، ونسخة أخرى فينظر.
2476 - (د س ق) صالح بن يحيى بن المقدام بن معدي كرب الكندي الشامي.
ذكر ابن الجوزي أن موسى بن هارون الحافظ قال: لا يعرف صالح ولا أبوه إلا بجده.
وذكره العقيلي، وابن الجارود في «جملة الضعفاء».
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، عن أبيه عن جده المقدام وكذلك الحاكم.(6/348)
وقال ابن حزم: هو وأبوه مجهولان وفي خبره في: تحريم لحوم الخيل، دليل الوضع لأن خالدا لم يسلم إلا بعد خيبر بلا خلاف وفي هذا الحديث: وذلك يوم خيبر.
وقال البيهقي: إسناده مضطرب.
وقال الخطابي: لا يعرف سماع بعضهم من بعض.(6/349)
من اسمه صباح وصبيح وصبيح وصبي
2477 - (ت) صباح بن محمد بن أبي حازم البجلي الأحمسي الكوفي ابن عم أبان بن عبد الله.
قال أبو جعفر العقيلي: صباح الأحمسي في حديثه وهم ويرفع الموقوف.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
ولما خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» سمى أباه: يحيى.
ولما ذكره ابن حبان في المجروحين قال: أحسبه ابن أخي قيس بن أبي حازم يروي عن مرة، والكوفيين. روى عنه يعلى بن عبيد وأهل الكوفة، وكان ممن يروي عن الثقات الموضوعات، وهو الذي روى عن مرة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: «استحيوا من الله حق الحياء».
وذكر الخطيب في «رافع الارتياب»: أن أبان بن إسحاق وهم عليه فقيل عن محمد بن الصباح عن أبي حازم، والصواب: صباح بن محمد الأحمسي.
2478 - (ق) صباح بن محارب التيمي الكوفي سكن بعض قرى الري.
قال العقيلي: يخالف في حديثه.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.(6/350)
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
وينبغي أن يتثبت في قول المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات» فإني حرصت على وجدانه في كتاب «الثقات» فلم أجده ولا أستبعده فينظر.
2479 - (د) صبيح بن محرز المقرائي الحمصي.
ذكره ابن ماكولا بالضم وذكره غير بالفتح كذا ذكره المزي، وفيه نظر، من حيث إن ابن أبي حاتم عن أبيه ذكره بالضم مقرونا مع صبيح والد أبي الضحى مسلم بن صبيح، وكذلك العقيلي.
وأما البخاري فذكره من باب صالح.
وذكره بالضم أيضا أبو الحسن الدارقطني، وعبد الغني، والبرديجي، في كتاب «المختلف والمؤتلف» تأليفه، ولم أر من نص على فتحه سوى صاحب «الكمال» ولا أدري من سلفه من الغير.
خبرنا لكي نستفيده فإن ... صواب القول ما قاله القوم
وينبغي أن يتثبت في قول المزي: وثقه ابن حبان فإنني حرصت على أن أجده في كتابه فما قدرت فينظر، وإن كنت لا أستبعده لتعذر نسخة صحيحة منه.
2480 - (ت ق) صبيح مولى أم سلمة، ويقال مولى زيد بن أرقم.
روى عن زيد كذا ذكره المزي.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: لم يذكر سماعه من زيد.(6/351)
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
2481 - (د س ق) صبي بن معبد التغلبي الكوفي.
قال ابن حبان في «الثقات»: روى عنه مجاهد، وخرج حديثه في «صحيحه».
ولما ذكر البخاري رواية مجاهد عن شقيق عن صبي أتبعها، وقال لي زهير عن يعقوب عن أبيه عن إسحاق: ثنا أبان بن صالح عن مجاهد ثنا صبي والأول أصح.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: تابعي ثقة رأى عمر بن الخطاب وعامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات».(6/352)
من اسمه صخر
2482 - صخر بن جويرية البصري أبو نافع مولى بني تميم، ويقال: مولى ابن هلال بن عامر.
كذا ذكره المزي والذي قاله البخاري في «تاريخه»: وقال مسلم: هو مولى بني نمير، كذا هو ثابت في عامة ما رأيت من نسخ «تاريخه» بخط أبي ذر، وابن الأبار، وابن ياميت وغيرهم رحمهم الله تعالى، وكذا نقله عنه غير واحد.
وأما الكلاباذي فلم يقل غير النميري، وكذا أبو الوليد الباجي وغيرهما ولم أر من نسبه تميميا غير المزي وسلفه صاحب «الكمال».
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: سمعت يحيى بن معين يقول: صخر بن جويرية ليس حديثه بالمتروك إنما يتكلم فيه؛ لأنه يقال: إن كتابه سقط.
وفي قول المزي: وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: صالح، وقال غيره عن يحيى: ذهب كتابه فبعث إليه من المدينة. نظر، من حيث إن يحيى قائل هذا ليس هو ابن معين إنما هو ابن سعيد بين ذلك ابن أبي خيثمة في «تاريخه» بقوله: رأيت في كتاب علي: قال يحيى بن سعيد: ذهب كتاب صخر بن جويرية فبعث إليه من المدينة.(6/353)
وذكر ابن الجارود عن محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري فيما حكاه الحاكم أنه قال: صخر بن جويرية ثقة ثبت.
وذكره ابن شاهين، وابن خلفون في «الثقات» زاد: وهو نميري، وقال ابن نمير: ليس به بأس.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، ونسبه في الثقات: نميريا، والطوسي، والدارمي.
2483 - (خ م د ت س) صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو سفيان وأبو حنظلة المكي والد معاوية.
في كتاب «الزمنى من الأشراف» للمرادي: خرج أبو سفيان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر إلى ثقيف يقاتل معه فقالت ثقيف: هو أمس يقاتله واليوم يقاتل معه ارموا عينيه فافقؤوهما، فرماه إنسان ففقأ عينيه، فأتى بها أبو سفيان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها في يده فقال له: يا رسول الله عيني فقال له عليه السلام: ما شئت إن شئت فدية عينك، وإن شئت فعين في الجنة فقال: بل عين في الجنة، ثم إنه حضر مع أبي عبيدة اليرموك فذهبت عينه الأخرى.
(وفي) سيرة ابن إسحاق: أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى مناة بقديد فهدمها.
وقال البكري في كتاب «المنتقى في رجال الموطأ»: مات وله بضع وتسعون سنة.
وفي قول المزي: وقال البرقي أحمد بن عبد الله: توفي سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين نظر، وذلك أن الذي قاله أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي في كتاب «تاريخ الصحابة» في الجزء الخامس ومن أصل أبي محمد الأبنوسي عن أبي محمد الجوهري عن أبي الحسين محمد بن المظفر عن أبي علي المدائني عن البرقي فقلت قال: توفي أبو سفيان بن حرب سنة إحدى وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة.(6/354)
وقال العسكري: قاد قريشا كلها يوم أحد ولم يقدها قبل ذلك رجل واحد إلا يوم ذات نكيف قادها المطلب، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم نجران وصدقات الطائف وقبض صلى الله عليه وسلم وهو عليها، وقال مصعب: مات بالمدينة سنة أربع وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين، وقالوا: ثلاثا وتسعين وهو من المؤلفة قلوبهم.
وقال أبو نعيم الحافظ: أبو سفيان سيد البطحاء وأبو الأمراء عاش ثلاثا وتسعين وأسلم ليلة الفتح وكان ربعة.
قال الرقيقي في كتابه «قلب السرور»: إن حرب بني أمية كانت له عمامة سوداء إذا لبسها لم يعتم ذلك اليوم أحد.
وزعم ابن عبد ربه أن ملك اليمن بعث إلى مكة عشر جزائر وأمر أن لا ينحرها إلا أعز قريش قال: فقدمت وصخر عروس بهند فقالت له: أيها الرجل لا تشغلك النساء عن هذه المكرمة فقال لها: يا هذه دعي زوجك وما أراد لنفسه فوالله لا ينحرها أحد غيري، قال: فكانت في عقلها حتى خرج إليها في اليوم السابع فنحرها.
زعم المزي أن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال عن الواقدي: توفي سنة إحدى وثلاثين. انتهى، الذي رأيت في «كتاب الطبراني»: ثنا محمد بن علي ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: وفيها مات أبو سفيان وهو ابن ثمان وثمانين يعني سنة إحدى وثلاثين.
كذا ذكره أيضا أبو نعيم عنه، ليس للواقدي ذكر فيما نقلاه ويشبه أن يكون هو الصواب.
وفي «الهاشميات» تأليف الجاحظ: حرب بن أمية لقب، واسمه عنبسة وكذلك سمى أبو سفيان ابنه عنبسة.(6/355)
وقال الواقدي: فيما ذكره ابن سعد: أصحابنا ينكرون ولاية أبي سفيان على نجران حين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان العامل على نجران للنبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن حزم.
وفي قول المزي: وقال محمد بن سعد: مات سنة اثنتين وثلاثين وكذلك قال الواقدي فيما حكاه عنه أبو القاسم البغوي. نظر، من حيث إن ابن سعد ليس هذا قول عن نفسه إنما حكاه عن أستاذه محمد بن عمر، كذا هو ثابت في كتاب «الطبقات»، وكذا نقله عنه أيضا ابن عساكر في «تاريخ دمشق».
وفي قوله: كذا قاله الواقدي فيما حكاه البغوي: نظر، من حيث إنه يقتضي غرابة هذا النقل عنه وليس كذلك؛ لأنه لا قول له سواه وهو الذي حكاه ابن سعد فيما أسلفناه.
وفي كتاب الزبير: عن مجاهد في قوله تعالى: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} قال: مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي سفيان.
وعن ابن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى يوم حنين ستة آلاف بين غلام وامرأة فجعل عليهم أبا سفيان، وعن إسماعيل بن أمية قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يمينه أبو سفيان وعن يساره الحارث بن هشام.
وعن ابن علي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب على إجلاء يهود.
وقال عمي مصعب: بارز أبو سفيان يوم أحد حنظلة الغسيل فصرعه حنظلة فأتاه ابن شعوب فأعانه حتى قتل حنظلة فقال أبو سفيان:
لو شئت تجيني كميت طمرة ... ولم أحمل النعماء لابن شعوب
وما زال مهري من جر الكلب منهم ... لدن غدوة حتى أبيت لغروب
أقابلهم وادعى بآل غالب ... وأدفعهم عني بركن صليب
فابكي ولا ترعي إلى عذل عاذل ... ولا تسيئي من عبرة ونحيب(6/356)
وتوفي أبو سفيان بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين.
وفي قول المزي: عن الزبير، ذكره في موضع آخر فقال: توفي في آخر خلافة عثمان لم أره فينظر ونسختي من كتاب ابن الزبير غاية في الصحة بخط الفرقوني، وقد قرأها الحراني على شيوخه وقابلها.
ووجه إليه ابنه معاوية بمال في أيام عمر بن الخطاب فقال:
وما كدت حتى أثقل الدين ظهره ... معاوية أو كادت تصاب خزائنه
ونحن بظلف الأرض حيث تركتنا ... وأفلح حي أنت في الناس كاسبه
وإنك قد ملكت ملك ابن قيصر ... مشارقه تجيء معا ومغاربه
وزعم المبرد أنه كان يقول إذا نزل به جار: يا هذا إنك قد اخترتني جارا واخترت داري دارا لجناية يدك علي فدونك، وإن جنت عليك يد فاحتكم علي حكم الصبي على أهله.
قال أبو العباس: وذلك أن الصبي قد يطلب ما لا يوجد إلا بعيدا أو يطلب ما لا يكون البتة قال: وكان أبو سفيان رئيس قريش قبل البعثة وله يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل الصيد في جوف الفراء»، وكان عمر يفرش في بيته فراشا في وقت خلافته فلا يجلس عليه إلا العباس وأبو سفيان، ويقول: هذا عم النبي، وهذا شيخ قريش، وهو صاحب العير يوم بدر، وصاحب الجيش بأحد وفي الخندق، وإليه كانت تنظر قريش يوم الفتح ()، الذي عليه المؤرخون أن المنزل فيه «كل الصيد» أبو سفيان بن الحارث لا هذا؛ فينظر.
2484 - (د) صخر بن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي.
روى عنه حجاج بن حسان كذا ذكره المزي.
وفي «تاريخ البخاري»: روى حجاج بن حسان منقطعا.
وذكره ابن خلفون في الثقات.(6/357)
2485 - (ت) صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي أخو خالد حجازي.
قال أبو الحسن العجلي الكوفي في تاريخه: ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
وقال ابن القطان: مجهول الحال لا يعرف روى عنه غير بكر بن مضر، ورد ذلك عليه ابن المواق بأن ابن وضاح ذكره في: أسماء شيوخ عبد الله بن وهب المدنيين الذين سأل عنهم ابن أبي مريم فقال: صخر بن عبد الله المدلجي المزني قليل الحديث.
وقال النسائي: مدني صالح.
وزعم ابن الجوزي أن ابن عدي وابن حبان اتهماه بالوضع وفرقه في موضعين فقال في الأول: صخر بن عبد الله، وفي الثاني: صخر بن محمد، وكأنه وهم في ذلك ويشبه أيضا أن يكونا واحدا لأن القول فيه ما ذكره صخر بن عبد الله المعروف بالحاجبي روى عنه مالك وذويه والمدجلي. روى عن عمر بن(6/358)
عبد العزيز وذويه وسماه ابن حبان: صخر بن محمد الحاجبي كأنهم سموه بذلك ليخفى ضعفه والله أعلم.
2486 - (د) صخر بن العيلة بن عبد الله بن ربيعة أبو حازم الأحمسي.
قال ابن السكن: روى عنه حديثه واحد، وقال أبو القاسم: ليس له غيره.
وقال أبو أحمد العسكري: صخر بن العيلة، وقالوا: الغيلة بغين معجمة وقالوا: عيلة وعيلة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة مع الفتحيين قال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
وفي «الاستيعاب» وقيل: إن العيلة أمه، والعيلة في نساء قريش متكررة.
وقال أبو نصر بن ماكولا: أما عيلة بفتح العين وسكون الياء المخففة المعجمة باثنتين من تحتها فهو: صخر بن العيلة، ويقال: ابن أبي العيلة.
2487 - (ي) صخر بن وداعة الغامدي الأسدي حجازي سكن الطائف.
قال ابن حبان: صخر بن وديعة، ويقال: ابن وداعة.
وقال ابن السكن: روى عنه عمارة بن حديدة، وهو مجهول وحدث حديثا واحدا.(6/359)
وقال خليفة في كتاب «الطبقات»: روى عنه أهل الطائف.
وقال البغوي: لا أعلمه روى غير هذا يعني «بارك لأمتي في بكورها».
وقال الأزدي: لا يحفظ أن أحدا روى عنه إلا عمارة.
وذكر أبو نعيم الأصبهاني له حديثا آخر «لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء».(6/360)
من اسمه صدقة وصدي
2488 - (خ) صدقة بن خالد الأموي أبو العباس الدمشقي.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: هو مولى أم البنين أخت معاوية بن يزيد بن معاوية.
ولما ذكره ابن سعد في «الطبقات» عرفه بالسمين.
قال أبو داود: هو (أسن) من الوليد بن مسلم.
وقال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: صدقة بن عبد الله وصدقة بن يزيد الدمشقيان ضعيفان ليسا بشيء، وأرفعهم صدقة بن خالد.
وذكره ابن الخلال في كتاب «الأطعمة».
قال أبو عبد الله في رواية المروذي: ليس بمستقيم ولم يرضه.
وقال النسائي في «الكنى»: ثقة.
وفي «تاريخ دمشق»: قال ابن عمار: ثقة.
2489 - (د س ق) صدقة بن سعيد الحنفي الكوفي والد المفضل.
قال البخاري في «تاريخه»: روى عن جميع، وجميع عنده عجائب.(6/361)
وقال الساجي: ليس بشيء.
وقال أبو الحسن بن القطان: لم تثبت عدالته ولم يثبت فيه جرح مفسر.
وقال ابن وضاح: ضعيف.
2490 - (د س ق) صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية، ويقال: أبو محمد الدمشقي.
قال الأثرم عن أبي عبد الله أحمد: منكر الحديث جدا، وفي رواية عبد الله عنه: ليس بشيء.
وقال ابن ماكولا: منكر الحديث.
وقال الحاكم: أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: وثقه سعيد بن عبد العزيز بحضرة الأوزاعي.
وفي «كتاب» ابن الجارود: ضعيف، وكذا قاله الدارقطني في كتاب «الجرح» تأليفه.
وقال ابن أبي حاتم: أنكر عليه أبي القدر، وقال الجوزجاني: لين الحديث.
وقال محمد بن إسماعيل البخاري: ما كان من حديثه مرفوعا فهو منكر وهو ضعيف.(6/362)
وفي كتاب ابن الجوزي: ضعيف جدا، وقال ابن نمير: ضعيف.
وقال ابن عبد البر في كتاب «جامع بيان العلم»: مجتمع على ضعفه.
وفي «سؤالات حمزة الألهاني» عن ابن عدي: دمشقي ضعيف.
وذكره الساجي، وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وقال الآجري سئل عنه أبو داود؟ فقال: ضعيف.
وفي قول المزي: قال أبو جعفر العقيلي: ضعيف الحديث ليس بشيء أحاديثه مناكير. نظر؛ لأن أبا جعفر لم يقل هذا اجتهادا إنما ذكره في كتابه نقلا عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، فقال: ثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول فذكره، وكذا نقله عنه غير واحد منهم - عمدة المزي - ابن عساكر في «تاريخه».
وفي قول المزي: روى عن القاسم نظر؛ لما ذكره ابن أبي (حازم) في كتابه «أوهام البخاري» عن أبيه: لم يرو صدقة عن القاسم شيئا إلا ما أرسله عنه.
وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يشتغل بروايته إلا عند التعجب وقد مرض ابن معين القول في صدقة حيث لم يسبر مناكير حديثه وهو يروي عن ابن المنكدر عن جابر نسخة موضوعة يشهد لها بالوضع من كان مبتدأ في هذه الصناعة فكيف المتبحر فيها؟!(6/363)
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
ولهم شيخ آخر يقال له:
2491 - صدقة بن عبد الله بن كثير المكي القارئ أبو الهذيل.
صاحب حروف مجاهد روى عن السدي، روى عنه سفيان بن عيينة ذكره أبو حاتم الرازي، وذكرناه للتمييز.
2492 - (م ق) صدقة بن أبي عمران الكوفي قاضي الأهواز.
ذكره ابن شاهين، وابن خلفون في «الثقات».
2493 - (خ) صدقة بن الفضل أبو الفضل المروزي.
قال صاحب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وروى عنه محمد بن إسماعيل خمسة وأربعين حديثا، ومسلم بن الحجاج حديثين كذا ذكر أن مسلما روى عنه أيضا وكأنه متفرد بهذا القول والله أعلم.
وفي «النبل» لابن عساكر: مات آخر سنة ثلاث وعشرين.
وينبغي أن يتثبت في قول المزي: قال البخاري: مات سنة نيف وعشرين ومائتين. فإني حرصت على أجده في «تواريخه» فما قدرت ولم أر معتمدا نقله عنه فينظر والله أعلم.
وقال أبو بشر الدولابي: صدقة بن الفضل: ثقة.
2494 - (د س ق) صدقة بن المثنى بن رياح النخعي الكوفي.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو محمد الدارمي.(6/364)
وقال ابن حبان في «الثقات»: روى عنه عمران بن عبيد والكوفيون.
وقال أحمد بن صالح: كوفي ثقة وجده رياح: كوفي ثقة تابعي.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وقد قيل: إن رياح بن الحارث هو جد صدقة بن المثنى أبو أمه ذكره علي بن المديني وغيره والأول أشهر.
2495 - (د ت) صدقة بن موسى الدقيقي أبو المغيرة ويقال: أبو محمد السلمي البصري.
قال أبو حاتم الرازي: لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به ليس بالقوي.
ولما ذكر البيهقي في كتاب «السنن» حديث: «كان بالمدينة ثلاثة يعلمون الصبيان» قال: صدقة الدقيقي راويه ضعيف.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وذكره أبو العرب، والعقيلي في جملة الضعفاء.
وقال الساجي: ضعيف الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال ابن حبان: كان شيخا صالحا إلا أن الحديث لم يكن من صناعته فكان إذا روى قلب الأخبار حتى خرج عند حد الاحتجاج به.(6/365)
وقال أبو علي الطوسي: صدقة ليس عندهم بذاك القوي.
ولما ذكر البزار حديث أبي عمران عن أنس: «وقت لنا في قص الشارب» قال: لا نعلم أحدا مشهورا روى عن أنس إلا أبا عمران، وصدقة ليس هو عندهم بالحافظ.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2496 - صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة بن ضمرة مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ذكره الفراء في كتاب «طبقات القراء» عن أحمد بن حنبل.
2497 - وصدقة بن موسى الدمشقي.
حدث عن الوضين بن عطاء روى عنه وكيع بن الجراح، قال البيهقي: ونسبته إلى موسى خطأ، وعندي أنه السمين ذكره ابن عساكر في «تاريخه» وذكرناهما للتمييز.
2498 - (م د س ق) صدقة بن يسار الجزري سكن مكة.
قال ابن سعد: كان خارجيا ثم عافاه الله تعالى.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة روى عنه مالك.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان ابن مازن الأنصار، ويقال: إنه كان بخراسان.
قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «التمهيد»: ثقة مأمون.(6/366)
وقال ابن حبان: مات في ولاية أبي العباس السفاح، وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال الخليلي: يكنى أبا محمد.
وقال يعقوب بن سفيان: مكي ثقة.
وفي كتاب الصريفيني: وهو أخو خالد بن يسار.
2499 - (ع) صدي بن عجلان بن وهب، ويقال: ابن عمرو أبو أمامة الباهلي وباهلة هم بنو سعد مناة ومعن ابني مالك بن أعصر بن سعد بن قيس غيلان بن مضر.
كذا ذكره المزي، والذي ذكره الكلبي: ولد مالك بن أعصر سعد مناة، وأمه: باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة بن مالك وهو جماع مذجح ومعن وأمه هند فولد معن: أودا وجاوه - وأمهما باهلة خلف عليها معن بعد أبيه - وشيبان وزيدا ووائلا والحارث وحربا ووهيبة - وأمهم أرنب بنت شمخ بن مزارة - وقتيبة وقعنبا - وأمهما سودة بنت عمرو بن تميم - فحضنتهم كلهم باهلة فغلبت عليهم. وتبعه على هذا جماعة منهم: البلاذري، وأبو عبيد، وأبو الفرج الأموي، والمبرد.
وقال الحازمي: باهلة بن أعصر ويقال يعصر، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب «الصحابة» لابن السكن: صدي بن عجلان بن وهب بن عمرو.
وفي «كتاب» الطبراني: مات وله إحدى وتسعون سنة روى عنه: عبد الله بن بسر، ويزيد القيني، وسلمة القيس، وأبو الغازي العبسي، وزائدة بن حسين، وأبو سفيان الرعيني، وخداش، وأبو عامر الهوزني عبد الله بن يحيى، وأبو(6/367)
عبد الله مريح بن مسروق، وأبو راشد الحبراني، وعبد الله بن عامر، وأيمن، وعبد الرحمن بن يزيد، وأبو الجعد، وقزعة بن يحيى، وأبو طالب الضبعي وأبو حكيم، وأبو الرصافة الشامي نزيل الكوفة، وأبو مسلم شيخ من أهل الكوفة غير منسوب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان.
وفي «كتاب» ابن حبان: كان مع علي بصفين وكان يصفر لحيته.
وفي «تاريخ البخاري»: قال لي خالد بن خلي عن محمد بن حرب عن حميد بن ربيعة قال: رأيت أبا أمامة خارجا من عند الوليد في ولايته. قال الحسن عن ضمرة: مات الوليد سنة ست وتسعين، ومات عبد الملك سنة ست وثمانين.
وفي «تاريخ دمشق»: عن أبي أمامة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي فانتهيت إليهم وأنا طاو وهم يأكلون الدم فقالوا: هلم. فقلت: إنما جئت لأنهاكم عن هذا وأنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم فانتهروني وكذبوني وزبروني فانطلقت وأنا جائع ظمآن مجهود وسألتهم شربة من ماء فأبوا علي وقالوا: ندعك حتى تموت عطشا. وأنا مغلوب فأتاني آت في المنام بإناء فيه شراب فشربته فكفى بطني شبعا وريا فقال رجل من القوم: أتاكم رجل من سراة قومكم - يعني فلم تكرموه - فأتوني بمديقتهم، فقلت: لا حاجة لي فيها إن الله قد أطعمني وسقاني فقالوا: إنا رأيناك تجهد فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم.
روى عنه: يوسف بن حرب الباهلي وأبو المنذر وزرارة الباهلي وحبيب بن عبيد، وسليمان بن عمير، وحسن بن جابر، وسعيد الأزدي.(6/368)
وفي كتاب «الصحابة» لعبد الصمد بن سعيد القاضي: لما دخلت المبيضة حمص جاءوا إلى قرية يقال لها: كفر بعد فوجدوا – يعني المفلس بن صدي - شيخا صبيحا طويل اللحية قاعدا على سطح له فقالوا: أهل هذا البلد عن رأي هذا يصدرون فذبحوه فسال دمه من الميزاب وخلف اثنين شهبا وصلحية فأعقب أحدهما وهم بنو أبي الربيع هؤلاء والأخرى لم يعقب.
وفي «كتاب» أبي الليث السمرقندي: حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة فتصدق الصحابة وأبو أمامة جالس يحرك شفتيه فسأله صلى الله عليه وسلم ما يقول فقال: إنك أمرت بالصدقة وليس معي شيء فقلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. فقال: يا أبا أمامة هذه الكلمات خير لك من مد ذهب تتصدق به.
وفي «الاستيعاب»: كان من المكثرين في الرواية.
وذكره ابن منده في «الأرداف».(6/369)
من اسمه صعب وصعصعة وصعق
2500 - (ع) الصعب بن جثامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر - وهو الشداخ - الليثي الحجازي أخو محلم.
قال البكري في «المنتقى»: أمه أخت أبي سفيان بن حرب.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة: اسم جثامة وهب، وأمه: فاختة بنت حرب.
وفي «كتاب البرقي»: ويقال: إن جثامة كان حليفا لقريش جاء عن صعب ثلاثة أحاديث.
وفي «كتاب ابن السكن»: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبني عوف بن مالك الأشجعي، وروى عنه حديث بإسناد صالح من رواية الحمصيين رواه بقية، وتفرد به عن صفوان بن عمرو قال: حدثني راشد بن سعد المقرائي قال: لما فتحت إصطخر نادى مناد: ألا إن الدجال قد خرج فرجع الناس فلقيهم الصعب بن جثامة فقال: لولا ما تذكرون لأخبرتكم أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى يترك الأئمة ذكره على المنابر». انتهى.
في هذا الحديث دلالة على تأخر وفاته إلى قريب من زمن عثمان خلاف ما ذكره المزي تبعا لما في «الكمال» مات في خلافة أبي بكر، ويؤيده أيضا قول ابن حبان: عداده في أهل الطائف ومات في آخر خلافة عمر بن(6/370)
الخطاب، وقول ابن منده: كان فيمن شهد فتح فارس.
وكناه البخاري في «التاريخ الصغير»: أبا ملجم وهي نسخة في غاية الصحة، وعليها خطوط جماعة من الحفاظ، والشيوخ أحدهم أبو العلاء العطار، وابن عساكر، والمزي.
وقال البغوي: سكن المدينة، وفي «كتاب» العسكري: أمه زينب بنت حرب وقيل: فاختة روى عن أخوه محلم.
وقال أبو نعيم الحافظ: كان ينزل في ودان ثم تحول إلى المدينة.
في «كتاب» ابن الأثير: اسم جثامة: يزيد بن قيس.
ولما ذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق قال: أنبأ محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن أبي عمر بن حماس قال: مرت بنو ليث يوم الفتح وحدها وهم مائتان وخمسون يحمل لوائهم الصعب بن جثامة.
وفي قول المزي – تبعا لما في «الكمال» -: سمى الشداخ؛ لأنه شدخ الدماء بين أسد وخزاعة - يعني أهدرها – نظر؛ لما ذكره ابن دريد في كتاب «الاشتقاق الكبير» تأليفه: سمي الشداخ؛ لأنه أصلح بين أسد وخزاعة في الحرب التي كانت بينهم فقال: شدخت الدماء تحت قدمي، والشدخ وطؤك الشيء حين(6/371)
يفصحه، والفرس الشادخ التي انتشرت غرته في وجهه ولم تبلغ العينين شوادخ، ويقال: صبي شدخ قبل أن تشتد عظامه. انتهى كلامه. وبنحوه ذكره غير واحد من اللغويين والتاريخيين، ولم أر أحدا نص على أن الشدخ إهدار الدم فينظر، والله تعالى أعلم. وقوله أيضا: روى عنه شريح بن عبيد ولم يدركه نظر؛ لما أسلفناه من تأخر وفاة الصعب، ولأنا لم نر أحدا نص على انقطاع ما بينهما وكأنه هو إنما ذكره اسبعادا أنه أدركه؛ لأن المزي لم يذكر وفاة الصعب (في) أيام أبي بكر، فلو رأى ما قدمناه لم يستبعده، والله أعلم.
2501 - (س) صعصعة بن صوحان العبدي أخو زيد وسيحان.
قال ابن سعد: كانت الراية يوم الجمل مع سيحان فقتل فأخذها زيد، وقيل: أخذها صعصعة انتهى كلام المزي، وفيه نظر، من حيث إن ابن سعد لم يذكر خلافا في أخذ الراية يومئذ، إنما ذكر آخذها صعصعة من غير تردد ولا شك ذكره، والله أعلم، وتبعه على هذا جماعة منهم السختياني في كتابه «أخبار الجمل».
وفي قوله أيضا: ذكره ابن حبان في «الثقات» من غير زيادة، نظر؛ لأن ابن حبان لما ذكره فيهم أتبعه شيئا لا يمكن إغفاله وهو قوله: يخطئ.
وذكره غير واحد في الصحابة، منهم أبو عمر بن عبد البر وقال: كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره صغر عن ذلك وكان سيدا من سادات قومه فصيحا خطيبا لسنا دينا فاضلا يعد في أصحاب علي، وهو القائل لعمر بن الخطاب - حين قسم المال الذي بعثه أبو موسى وكان ألف ألف درهم وفضلت(6/372)
فضلة فاختلفوا أين يضعها، فقام صعصعة وهو غلام شاب فقال -: يا أمير المؤمنين إنما يشاور الناس فيما لم ينزل فيه قرآن فأما ما نزل فيه القرآن فلا، ضعه مواضعه التي وضعها الله عز وجل فيها. فقال: صدقت أنت مني وأنا منك فقسمه بين المسلمين، وكان ممن سيره عثمان رضي الله عنه إلى الشام.
وفي «كتاب المسعودي»: قال عقيل بن أبي طالب يصفه لمعاوية: أما صعصعة فعظيم الشأن غضب اللسان قائد فرسان قاتل أقران يريق ما يفيق ويفيق ما يريق نظيره قليل.
وقال له عبد الله بن عباس: يا ابن صوحان إنك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء، وورثت هذا عن كلالة وأنت باقر العراب وأنت كما قال:
يرمي خطيب بين حرار في الورى ... بشباه غضب يغضب الأفواها
متقلدا يوم الفخار كلامه ... وإذا يرمه أخو الثاقب تباها
قال المسعودي: ولصعصعة أخبار حسان بكلام بليغ موجز مختصر ثم ذكر منه قطعة.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: أدرك خلافة يزيد بن معاوية.
وفي «تاريخ دمشق»: قام صعصعة إلى عثمان وهو على المنبر فقال: يا أمير المؤمنين ملت فمالت رعيتك يا أمير المؤمنين اعتدل تعتدل رعيتك قال: أسامع أنت مطيع؟ قال: نعم. قال: فاخرج إلى الشام، قال: فلما خرج طلق امرأته كراهة أن يعضلها وكانوا يرون الطاعة عليهم حقا.
ولما دخل عليه علي بالكوفة يعوده قال له: يا صعصعة لا تتخذها أبهة على قومك أن عادك أهل بيت نبيك صلى الله عليه وسلم في مرضك. فقال: بل من علي من الله أن عادني أهل بيت نبي في مرضي، قال فقال له علي: إنك والله ما علمت لخفيف المؤنة حسن المعونة، ولما خطب عند معاوية قال له: والله إن كنت لأبغض أن أراك خطيبا. فقال صعصعة: وأنا والله إن كنت لأبغض أن أراك أميرا. فقال معاوية: والله لأجفينك عن الوساد ولأشردنك في البلاد. فقال:(6/373)
والله إن في الأرض لسعة وإن فراقك لدعة. فقال له عمرو بن العاص: مه وما يجهمك لسلطانك فقال له صعصعة: وبلى عليك يا مأوي مطردي أهل الفساد ومعاوي أهل الرشاد فسكت عنه عمرو. فقال له معاوية: اسكت لا أرض لك، قال: ولا لك يا معاوية إنما الأرض لله يورثها من يشاء من عباده.
وقال الشعبي: كان صعصعة خطيبا وكنت أتعلم منه الخطب والله ما أفتى فينا بفتيا قط.
ولما ذكره المرزباني في «معجمه» أنشد له، وقال: كان من أصحاب علي المختصين به -:
هلا سألت بني الجارود أي فتى ... عند الشفاعة والباب ابن صوحانا
كنا وكانوا كأم أرضعت ولداه ... عقت ولم تجز بالإحسان إحسانا
وقال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: كان من العقلاء الفضلاء، البلغاء، الفصحاء، الخطباء، وسيدا من سادات قومه، وقال قتيبة: كان من أخطب الناس.
وقال الجاحظ في كتاب «العرجان»: ومن الجذوب زيد بن صوحان وبنو صوحان كلهم خطيب إلا أن صعصعة كان أعلاهم في الخطابة.
2502 - (د) صعصعة بن مالك والد زفر بصري.
قال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: صعصعة بن مالك بن صعصعة حديثه في أهل المدينة.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وقال ابن حبان: يروي المراسيل.
وقال أبو عمر في «التمهيد»: لا أعلم لزفر بن صعصعة وأبيه غير هذا الحديث – يعني حديث «الرؤيا» - وهما مدنيان.(6/374)
وفي قول المزي: - وذكر حديث الرؤيا - من حديث أبي مصعب عن مالك عن إسحاق عن زفر عن أبي هريرة: منهم ابن أعين ومعن وابن القاسم في الرواية الأخرى عنه نظر؛ لأن أبا الحسن الدارقطني لما ذكره في كتابه «أحاديث الموطأ» لم يذكر عن ابن القاسم ومصعب خلافا في روايتهما إياه عن مالك عن إسحاق عن زفر عن أبيه، كما رواه ابن وهب، وأبو مصعب، وعبد الله بن نافع، والقعنبي، وابن بكير، وإسماعيل بن عمر، ويحيى بن يحيى، إنما ذكر الخلاف على معن بن عيسى فإنه رواه عنه كما أسلفناه، ورواه عنه بسقوط أبيه كرواية ابن أعين والحنيني، وابن حثمة، قال: وتفرد بقوله إسحاق بن عبد الله بن زفر بن صعصعة، وتبع الدارقطني على هذا غير واحد منهم: أبو عمر، وابن الحصار، والقبري في «شرح الملخص» وهؤلاء أقعد الناس «بالموطأ» وباختلاف رواياته فينظر في كلام المزي ليتحقق ما قاله، والله أعلم.
2503 - (بخ س ق) صعصعة بن معاوية بن حصين، وهو مقاعس بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي التميمي البصري، أخو جزء، وعم الأحنف له صحبة.
وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في «الثقات» كذا ذكره المزي، ولا أدري أيخثر أم يريب، بينا قال: هو صحابي إذا هو تابعي من غير أن يقول: اختلف في صحبته، ولو قالها لكان مخلصا له، أما مع جزمه بصحبته فلا يحسن ذلك، ثم إني لم أر أحدا قال له صحبة، والذين ذكروه في جملة الصحابة لم ينص أحد منهم - فما رأيت - على صحبته لما علم من شرطهم وبعضهم يقول: صحبته مختلف فيها.
وفي «تاريخ البخاري»: صعصعة بن يزيد بن معاوية.(6/375)
وذكره جماعة في التابعين منهم: خليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»، وكناه: أبا الوليد.
ولما خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» عن أبي ذر قال: كان من مفاخر العرب.
وقال عمر بن جعفر البصري: ليس للبصريين باب أحسن من طرق حديث الحسن عن صعصعة.
وفي قول المزي: عم الأحنف نظر، لما ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب «التصنيف» تصنيفه - زاد على من زعم أنه عمه: عم الأحنف اسمه معاوية بن صعصعة وله مع معاوية بن أبي سفيان أخبار، وحكاه أيضا عنه المرزباني وأنشد له في «معجمه»:
لعلي عندي مزية حب ... وأحب الصديق والفاروقا
ولعثمان مشرب في فؤادي ... لم يكن أجنا ولا مطروقا
والزبير الذي أجاب رسول الله ... إذ هابت الرجال المضيقا
وهواي صاف لطلحة إني ... إن أهاجرهم أضل الطريقا
لا أرى بعضهم لبعض عدوا ... بل أرى بعضهم لبعض صديقا
وفي قوله أيضا: حصين: وهو مقاعس نظر؛ لقول الكلبي في «الألقاب، والجامع، والجمهرة، وجمهرة الجمهرة»، وأبي عبيد بن سلام، والبلاذري، وأبي الفرج الأصبهاني، وأبي أحمد العسكري، وخليفة، والمبرد، وأبي القاسم المغربي في «أدب الخواص»، وغيرهم ممن لا يحصون كثرة - ولا أعلم لهم مخالفا -: ولد عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم مقاعسا وهو الحارث، ومن ولده: صعصعة بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس.
وزعم ابن دريد في كتاب «الاشتقاق»: أن الحارث سمي مقاعسا يوم الكلاب؛(6/376)
لأنهم قاتلوا بني الحارث بن كعب فتنادوا، قال حارث: واشتبه الاسمان فقالوا: إياك مقاعس وهو مفاعل من القعس وهو أن يتخذل عن أصحابه ويقعد عنهم.
قال ابن سيدة في «المحكم»: وبنو مقاعس بطن من بني سعد سمي مقاعسا؛ لأنه تقاعس عن حلف كان من قومه، واسمه: الحارث، وقيل: سمي بذلك يوم الكلاب لما اشتبه الشعاران.
أتذكر شيئا لم يقله سواكا ... وتعني بإسناد إلى متى ذاكا
ظننت بأن الناس لا شيء عندهم ... من العلم إلا ما حوته يداكا
2504 - (م مد س) صعق بن حزن بن قيس البكري ثم العيشي ويقال: العائشي أيضا أبو عبد الله البصري من بني عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر.
كذا ذكره المزي مفهما المغايرة ببن النسبتين العائش والعيشي، وليس كذلك؛ لأن ابن السمعاني، وغيره نصوا على أن العيشي والعائشي نسبة إلى عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة.
ويزيده وضوحا ما رأيته بخط ابن ياميت وغيره حاشية في «تاريخ البخاري»: قيل لمحمد بن إسماعيل البخاري: العيشي والبكري واحد؟ قال: أظنهما واحدا.
وقال ابن ماكولا، وابن السمعاني: كان من الأبدال.(6/377)
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: ثنا موسى ثنا الصعق بن حزن وكان صدوقا.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال ابن صالح وغيره: ثقة.
وقال يعقوب بن سفيان: صالح الحديث.(6/378)
من اسمه صفوان وصقعب
2505 - (خت م 4) صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح أبو وهب، وقيل: أبو أمية المكي القرشي.
قال خليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»: أمه - فيما قاله أبو اليقظان - ابنة عمير من بني جمح، وهو أخو سلمة وحكيم ابني أمية، ولهما صحبة.
وفي قول المزي: روى عنه حميد بن حجير ابن أخته نظر؛ لما ذكره البخاري في «تاريخه» وذكر حميدا هذا لا يعلم سماعه من صفوان.
وفي كتاب الزبير بن أبي بكر: وأخواه لأمه كلدة وعبد الرحمن ابنا الحنبل، وكان صفوان هرب حين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح، وأدركه عمير بن وهب بن خلف ببرد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنه، فانصرف فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه فناداه: إن هذا عمير يزعم أنك أمنتني على أن لي مسير شهرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انزل. فقال: لا حتى تبين لي. فقال: «نعم انزل ولك تسيير أربعة أشهر»، وكان عنده عشر نسوة، فلما أسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أقم على أربع»، وكان أحد العشرة الذين من عشر بطون الذين انتهى إليهم شرف الجاهلية، ودخل لهم الإسلام، وكانت إليه (الأيسار) في الجاهلية فكان لا يسبق بأمر عام حتى يجري يسره على يده، ومن ولده: عبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، وعمرو، وعبد الله الأصغر، وخالد، وعبد الرحمن الأصغر، وحكيم، زاد ابن سعد: هشاما الأكبر، وهشاما(6/379)
الأصغر، وصفوان بن صفوان، والحكم، وأبا الحكم.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: كناه النبي صلى الله عليه وسلم أبا وهب، ووهم بعض المتأخرين يعني - ابن منده فقال: أسلم يوم الفتح، وإنما أسلم يوم حنين. انتهى كلامه. وسيأتي لكلام هذا المتأخر سلف كالجبل، وهو ابن نمير.
وفي «سيرة ابن إسحاق»: عن أبي جعفر محمد بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصفوان: يا أبا أمية وفي هربه يوم الفتح يقول حسان البكري يخاطب امرأته ولامته على فراره:
إنك لو شهدت يوم الخندمة ... إذ فر صفوان وفر عكرمة
واستقبلتنا بالسيوف المسلمة ... يقطعن كل ساعد وجمجمة
ضربا فلا تسمع إلا غمغمة ... لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة
وفي كتاب أبي عمر: كان أحد المطعمين وكان يقال له: سداد البطحاء وكان من أفصح قريش لسانا، ويقال: إنه لم يجمع لقوم أن يكون منهم خمسة مطعمون إلا لعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف، ولم يكن في العرب غيرهم إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم فإن هؤلاء الأربعة أطعموا انتهى، أغفل أبو عمر: عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم فإن إطعام هؤلاء الأربعة أشهر من أن يخفى، قال أبو عمر: وله أخ اسمه ربيعة أسلم ثم ارتد ثم مات على ردته.
وفي كتاب ابن الأثير: توفي وقت مسير الناس إلى وقعة الجمل.
وفي كتاب البرقي، والطبراني: أمه أنيسة، زاد البرقي: وتوفي بعد مقتل(6/380)
عثمان وله أحاديث.
وفي كتاب العسكري: صفوان بن أمية روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن صفوان هو الذي استعار للنبي صلى الله عليه وسلم من أبيه.
وفي «جامع الترمذي»: لعن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبا سفيان، والحارث بن هشام، وصفوان بن أمية فنزلت: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم} فتاب عليهم وأسلموا وحسن إسلامهم.
وفي كتاب الصريفيني: يكنى أيضا أبا أهيب قاله ابن نمير وقال: أسلم عند الفتح، وقال الحاكم أبا عبد الله: مات سنة ثلاث وأربعين.
وفي «تاريخ ابن قانع»: سنة خمس وثلاثين.
وعده المرادي فيمن عمر من الأشراف.
2506 - (ع) صفوان بن سليم المدني أبو عبد الله، وقيل: أبو الحارث الزهري مولاهم الفقيه.
قال العجلي: مدني رجل صالح وكان أسود.
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان من أفضل أهل المدينة وأتقاهم لله تعالى، وكان ناسكا كثير الصدقة بما وجد من قليل وكثير، كثير العمل خائفا لله تعالى.
وقال المنتجيلي: كان ثقة عابدا خاشعا، وقال سفيان: حضر صفوان أبا بكر بن المنكدر عند موته فسمعه يقول: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} فبكى هو وأبو حازم وألزم صفوان نفسه ترك الفراش فتركه عشرين عاما وكان يروح إلى المسجد مكحلا.
وقال أبو داود: صفوان لم ير أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا عبد الله بن بشر، وأبا أمامة.
وفي «تاريخ أبي حاتم الرازي» رواية الكناني: وسألته - يعني أبا حاتم -(6/381)
هل رأى صفوان بن سليم أنس بن مالك؟ فقال: لا ولا تصح روايته عن أنس.
وفي «مناسك الكرماني»: كان صفوان إذا سافر وأراد أن يرافق أحدا شرط عليه أو عليهم أن ينفق عليهم من ماله وأن يلي خدمتهم بنفسه وأن يلي الأذان فبلغني أنه رافق قوما مرة فنظر إلى حدث منهم قد تناول الإداوة فقال له: مه يا ابن أخي ليس هذا في شرطك دعني وما يرقك.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: كان من عباد أهل المدينة وزهادهم.
وذكره البرقي في كتابه «رجال الموطأ» في فصل «من لم يرو عن الصحابة وسنه يقتضي الرواية عن غير واحد منهم».
وفي «تاريخ دمشق»: استدعاه الوليد بن يزيد مع غيره من فقهاء أهل المدينة يستفتيهم في الطلاق قبل النكاح، وكان يعلم بالمدينة، وكان يعتمد على عصاه في الصلاة فكان يسمى هو وعصاه الزوج، ولما احتضر دخل عليه إخوانه فجعل يتقلب فقالوا: كأن لك حاجة؟ قال: نعم فقالت ابنته: والله ما له من حاجة إلا أنه يريد أن تقوموا عنه ليصلي وما ذاك فيه فقام القوم عنه فقام إلى مسجده فوقع وصاحت ابنته فدخلوا عليه فحملوه ومات.
ولهم شيخ آخر يقال له:
2507 - صفوان بن سليم النعماني.
ذكره الخطيب في «الرواة عن مالك الإمام»: - ذكرناه للتمييز.
2508 - (د ت س) صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار الثقفي مولاهم أبو عبد الملك الدمشقي المؤذن.
قال أبو علي الطوسي، وأبو عيسى البوغي - لما خرجا حديثه -: هو ثقة(6/382)
عند أهل الحديث، وخرج ابن البيع وابن حبان حديثه في «عدد الأسماء الحسنى» في «صحيحيهما».
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: يكنى أبا عبد الله وكان ثقة.
وقال أبو علي الجياني: هو ثقة، ويكنى أبا عبد الله كذا كناه ابن وضاح وروى عنه هو وبقي انتهى قد أسلفنا أن بقيا لا يروي إلا عن ثقة عنده.
2509 - (عج) صفوان بن أبي الصهباء التيمي الكوفي.
روى عن بكير بن عتيق قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات». انتهى.
الذي رأيت ابن حبان البستي إنما ذكره في كتاب «المجروحين» فقال: صفوان بن أبي الصهباء شيخ يروي عن بكير بن عتيق منكر الحديث يروي عن الأثبات ما لا أصل له من حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من الروايات، روى عن بكير عن سالم عن أبيه عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين».
وفي كتاب ابن خلفون لما ذكره في «الثقات» عن ابن حبان: منكر الحديث جدا. قال ابن خلفون: وأرجو أن يكون صدوقا في الحديث.
ذكره ابن الأعرابي وغيره عن عباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: صفوان بن أبي الصهباء ثقة.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».(6/383)
2510 - (م س ق) صفوان بن عبد الله الأكبر بن صفوان بن أمية الجمحي أخو عمر.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الدارمي.
وذكره مسلم في الطبقة الثالثة من المكيين.
2511 - (ت س ق) صفوان بن عسال المرادي ثم الربضي من بني الربض بن زاهر بن عامر بن عوثبان بن زاهر بن مراد.
قال (المرادي): روى عنه زر بن حبيش انتهى. وهو الصحيح، لكن في كتاب «الصحابة» لابن السكن: ولا نعرف له سماعه عنه ولم أره يعزه فينظر، وقال الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن المنهال بن عمرو عن زر عن ابن مسعود: جاء رجل من مراد يقال له صفوان. ولا يتابع عليه.
وفي قول المزي: صفوان بن عسال المرادي ثم الربضي من بني الربض بن زهر تابعا صاحب «الكمال» فما الكرخ الدنيا ولا الناس قاسم هو: صفوان بن عسال بن الربض فأي حاجة إلى قول من قال من الربض هو ابن الربض نفسه والعادة في مثل هذا إنما يقال لمن بينه وبينه أب، وأما من كان ابنه لصلبه فلا يعلم أحد يقوله، وممن نص على أن عسالا هو ابن الربض جماعة كثيرة منهم: هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وأبو عبيد بن سلام، والمبرد، والبلاذري، وخليفة بن خياط، وابن قانع، وأبو عبد الله الصوري.
وضبطه بسكون الباء الموحدة: أبو عمر بن عبد البر الذي كتابه في يد صغار الطلبة، وأبو أحمد العسكري.(6/384)
وابن خزيمة - لما خرج حديثه في نسخة طاهر - وأبو الفرج البغدادي، وأبو منصور الباوردي، وابن قتيبة، وابن زبر والله أعلم.
وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة طبقة الفتحيين.
وذكر ابن دريد في «الاشتقاق الكبير»: وقال قوم: إنه من صالح بن زاهر بن عامر بن عوثبان.
2512 - (بخ م 4) صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي.
قال ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات»: أمه الهجرس.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة وابن خزيمة، والحاكم.
ولما ذكره ابن خلفون قال: وقيل فيه: الحضرمي.
وقال النسائي في كتاب «التمييز»: له حديث منكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمار بن ياسر.
وقال النصري أبو زرعة في «تسمية شيوخ أهل طبقته وبعضهم أجل من بعض»: صفوان بن عمرو السكسكي.
وفي «تاريخ عبد الله بن المبارك»: - وسئل عن صفوان بن عمرو -: وقال الوليد فقال بيده هكذا، أي: راجح.
وفي «تاريخ دمشق»: عن بقية قال: قال لي شعبة: ما أحسن حديثكم لو كان لكم أركان. قال فقلت: إنما الأركان لحديثنا، وليس لحديثكم أركان تجيئوننا بالأعمش وحميدا الأعرج، ونجيئكم بأنساب العرب: محمد بن زياد(6/385)
الألهاني، وأبي بكر بن أبي مريم الغساني، وصفوان بن عمرو الكسكسي.
وقال بقية: ولما أدخلت ابن المبارك على صفوان و (أبي بكر) ليسمع منهما قال لي لما خرج: يا أبا محمد تمسك (بشيخك).
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش: صفوان بن عمرو ثقة ولي الخراج وكان يعلق (الناس) بأيديهم.
قال أبو القاسم: وذكر ابن كامل عن بقية أن الزبيدي وصفوان ماتا في سنة ثمان وأربعين ومائة وهو وهم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن أبي الحسن الدارقطني: يعتبر به.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
2513 - (س) صفوان بن عمرو الحمصي الصغير.
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: هو أخو سعيد بن عمرو حمصي لا بأس به.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2514 - صفوان بن عمرو الأصم.
قال العقيلي: روى عنه (الغازي) بن جبلة، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه.(6/386)
وقال ابن حزم: ضعيف.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». – ذكرناه للتمييز.
2515 - (خت م 4) صفوان بن عيسى القرشي الزهري أبو محمد البصري القسام.
قال أبو حاتم بن حبان البستي: لقبه عباية وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، والحاكم، وابن خزيمة.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه أبو أحمد المروزي، وأبو بكر الحضرمي، وغيرهما.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: وصفوان بن عيسى الزهري روى عن مالك وهو مشهور.
وفي «تاريخ ابن قانع»: مات سنة مائتين في جمادى، وقال الواقدي: في رجب.
2516 - (خ م ت س ق) صفوان بن محرز بن زياد المازني.
قال الأصمعي: نزل فيهم، وقال غيره: كان باهليا بصريا.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات» - الذي زعم المزي أنه نقل توثيقه من عنده: كنيته أبو عبد الله، وكان إذا قام إلى تهجده قام معه سكان داره تسجد معه.(6/387)
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري تابعي ثقة.
وقال ابن سعد: هو مازني من تميم، وعن الحسن قال: كان لصفوان (سرب) لا يخرج منه إلا إلى الصلاة.
وعن ثابت: كان لصفوان خص فيه جذع فانكسر الجذع فقيل له: ألا تصلحه؟ قال: دعوه إنما أموت غدا.
وعن محمد بن واسع أن صفوان رأى قوما يتخاصمون في المسجد فقام ونفض ثيابه، وقال: إنما أنتم حرب.
وقال ابن سعد: قالوا: توفي صفوان بالبصرة في ولاية بشر بن مروان انتهى.
ذكر المزي عن ابن واسع أن صفوان تحدث قوم إلى جنبه فقام، وقال: إنما أنتم حرب، وقد أسلفنا عن محمد سبب قيامه وكأنه أشبه، وذكر عن الواقدي وفاته في ولاية بشر، وقد أسلفنا قول ابن سعد أنه قال: قالوا. لم يعين القائل، ولو رواه أو رآه عن شيخه لصرح به ولم يكن، وليس لقائل أن يقول: لعل المزي رأى وفاته في كتاب للواقدي؛ لأن كتب الواقدي معروفة في هذا المعنى وهي «التاريخ» وليس هذا فيه وما ينقله عنه كاتبه في «الطبقات الكبير» وليس هذا فيه وبقية تآليفه لا تعلق لها بأمر وفاة ولا مولد غالبا، ثم إن الكلاباذي وغيره كالقراب ومن بعدهما على تفتيشهما لم يذكراه إلا عن كاتبه والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب المنتجيلي»: هو من مازن تميم تابعي ثقة خيار.
وروى الحسن بن جعد قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول: لقيني صفوان بن محرز - ونعم الصفوان كان - فقال: يا حسن إني تزوجت امرأة وأنا راغب في ولدها فلبثت كذلك زمانا لا ترى مني شيئا أما النهار فأصومه(6/388)
فإذا كان الليل أخذتني فترة الصيام، فإذا كان آخر الليل قمت إلى وضوئي وسحوري، فلما لم تر مني شيئا قالت: يا فلان إني امرأة من هذا النساء وإن لي حاجة كحاجتهن فانظر في ذلك أو أعفني. فما ترى؟ قال قلت: أرى أنه ليس عليك فيما مضى شيء إن شاء الله تعالى وأرى أن تعفيها.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»: كناه أبا زياد، وقيل: أبو يزيد وكان من خيار الناس وفضلائهم ثقة حجة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة الإسفرائيني، وأبو علي الطوسي، والحاكم.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: صفوان بن محرز لا تعرف كنيته.
وفي «الطبقات» لخليفة: هو من بني غيلان بن مالك بن عمرو بن تميم مات بعد انقضاء أمر ابن الزبير بقليل.
ولما ذكر أبو جعفر البخاري في كتابه «المنسوخ» حديث «النجوى» قال: إسناده صحيح لا يدخل القلب منه لبس.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: عن ثابت: انطلقت أنا والحسن إلى صفوان نعوده فإذا هو في خص من قصب مائل خرج إلينا ابنه فقال: إن به بطن شديد لا تقدروا أن تدخلوا عليه.
2517 - (ق) صفوان بن هبيرة العيشي التيمي أبو عبد الرحمن البصري.
قال العقيلي: صفوان بن هبيرة المخدج بصري لا يتابع علي حديثه ولا يعرف إلا به.(6/389)
2518 - (بخ س) صفوان بن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن سليم حجازي.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وكذلك أبو محمد الدارمي، وابن الجارود.
2519 - (خ م د ت س) صفوان بن يعلى بن أمية التميمي.
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة، وابن حبان، والحاكم، والطوسي.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو ثقة مشهور.
وزعم أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل» أن الدارقطني قال: انفرد مسلم بالإخراج عن صفوان بن يعلى قال: وذكر ذلك في جملة من أخرج عنه من الصحابة، قال أبو الوليد: وإنما خرج عنه عن أبيه. انتهى. وهو وهم على أبي الحسن رحمه الله تعالى وذلك أنه إنما ذكر صفوان بن يعلى في التابعين فيمن اتفقا عليه، وخرج صفوان بن أمية في أفراد مسلم، على ذلك تواترت نسخ كتابه، وكأن النسخة التي نقل منها أبو الوليد على هذا غير صحيحة، والله تعالى أعلم.
وفي «الكيفيات»: لابن حبان روى عنه محمد بن جبير بن مطعم.
ولما ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المكيين قال: هو أخو يحيى وعكرمة وأبي حبيب أولاد يعلى.
2520 - (ع) صقعب بن زهير بن عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي الكوفي أخو العلاء، وخال أبي مخنف لوط.
قال أبو حاتم الرازي: لا أعلم روى عنه غير حماد وحدير قيل له: فأبو(6/390)
مخنف؟ قال: قد روى عنه أبو مخنف، وأبو مخنف ضعيف.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: الصقعب هذا رجل مشهور روى عنه الثقات.
وفي كتاب ابن حبان: روى عن عطاء يسار.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وثم آخر اسمه:
2521 - الصقعب بن حيان التغلبي.
كان في زمن هشام بن عبد الملك، ذكره المرزباني، ذكرناه للتمييز.(6/391)
من اسمه الصلت وصلة وصنابح
2522 - الصلت بن دينار الأزدي الهنائي أبو شعيب البصري المعروف بالمجنون.
ذكره ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل»، وقال ابن إدريس: قلت لشعبة: إيش تستطيع أن تقول في سفيان الثوري؟ قال قد روى عن أبي شعيب المجنون يعنيه بذلك.
وقال الآجري: قال أبو داود عن شعبة: إذا حدثكم سفيان عمن لا تعرفونه فلا تكتبوا؛ فإنما يحدثكم عن مثل أبي شعيب المجنون قال أبو داود: وكان أبو شعيب عثمانيا.
وقال معاوية عن أبي زكريا يحيى بن معين: ضعيف، وفي رواية ابن أبي خيثمة: ضعيف الحديث.
وفي كتاب ابن الجوزي: عن الفلاس، وأحمد بن حنبل: ليس بثقة.
ولما ذكره الساجي في «جملة الضعفاء» قال: قال عوف: كان ينتقص علي بن أبي طالب.
وفي كتاب العقيلي: كان ينال من علي.
ولما ذكر له الحاكم حديثا في «مستدركه» قال: ليس هو من شرط هذا الكتاب.(6/392)
وقال البزار: في «سننه»: لين الحديث.
وقال محمد بن سعد: ضعيف ليس بشيء.
وقال أبو علي الطوسي: تكلم فيه بعض أهل العلم.
وفي كتاب أبي بشر الدولابي: ضعيف، وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.
وقال البخاري في «تاريخه»: لا يحتج بحديثه.
وقال ابن عبد البر في كتاب «الاستغناء»: هو عندهم ضعيف متروك لكثرة غلطه لا يختلفون في ضعفه.
وفي كتاب «العلل» عن عبد الله بن أحمد: نهاني أبي أن أكتب حديثه، وفي موضع آخر: نهى أبي أن يكتب عنه شيء من الحديث.
وذكره ابن شاهين، والبلخي، وأبو العرب، وابن السكن في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: ليس بشيء، وقال العجلي: ضعيف.
وقال ابن حبان: كان الثوري إذا حدث عنه يقول: ثنا أبو شعيب ولا يسميه.(6/393)
وكان أبو شعيب هذا ممن يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتقص عليا وينال منه ومن أهل بيته على كثرة المناكير في روايته، تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
وقال علي بن الجنيد: متروك.
2523 - (د ت) الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم عبد الله بن الحارث ببة.
وذهب البخاري إلى أنه ابن ببة وقال ابن سعيد: إنما هو ابن عمه كذا ذكره المزي وفيه نظر في موضعين:
الأول: لا حاجة إلى قول عبد الغني بن سعيد: (إنه ليس ابن ببة) فإنا إذا نظرنا في كتب الأنساب من كلام الكلبي، وأبي عبيد، والبلاذري، والزبير وغيرهم ممن لا يحصون كثرة عرفنا أنه ابن عمه، لا ابنه وذلك أنهم قالوا بأجمعهم: الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث، وببة: عبد الله بن الحارث بن نوفل ليس الصلت ابنا له بحال، ولم أر من قاله والبخاري لم يقله إنما قال: الصلت بن عبد الله بن الحارث، أسقط نوفلا كما فعله أبو حاتم الرازي، وابن حبان، وابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان ونسبه إلى جده.
ثم قال البخاري: أراه أخا إسحاق وعبد الله، توهما لا يقينا، والعادة أن لا يرد على الإنسان إلا إذا جزم بالقول، وأما إذا توهم فلا، فالرد على هذا لا يتوجه على البخاري وحده، وإنما يلزم من قاله غيره، وهذا هو النظر الثاني.
وقال ابن سعد: الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث كان فقيها عابدا وهو أبو يحيى وحميد.(6/394)
وذكره ابن خلفون في «الثقات»
ولهم شيخ آخر اسمه:
2524 - الصلت بن عبد الله المخزومي.
قال ابن عمر: أوتر بركعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم. قال البخاري: قاله حسن بن صباح ثنا مبشر عن الأوزاعي عنه ذكرناه للتمييز.
2525 - (خ س) الصلت بن محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة البصري أبو همام الخاركي، وخارك بالخاء المعجمة والراء المهملة من سواحل البصرة.
كذا ذكره المزي والذي يقوله ابن السمعاني: خارك جزيرة في البحر قريبة من عمان منها أبو همام.
وقال أبو علي الجياني في كتاب «تقييد المهمل»، وبعده الرشاطي: خارك ورأس (هر) موضعان من ساحل بحر فارس يرابط فيهما، قاله أبو عبيد القاسم بن سلام، منها أبو همام.
وفي كتاب ابن عساكر والصريفيني: خارك جزيرة في بحر البصرة انتهى الذي قاله المزي لم أر من قاله غير صاحب «الكمال» فينظر، وكأنه على هذا غير جيد، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره البزار في «مسنده» قال: أبو همام هذا ثقة.(6/395)
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري ثلاثة عشر حديثا.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا يسأل عنه ثقة، وذكر عنه حديثا في الغرائب، وقال: سنده بصري صحيح.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وذكره الخطيب في «الرواة عن مالك».
2526 - (م) الصلت بن مسعود بن طريف الجحدري أبو بكر، ويقال: أبو محمد البصري أخو إسماعيل.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان.
وقال ابن قانع: توفي بسر من رأى وهو على القضاء في صفر سنة تسع وثلاثين.
وفي كتاب الخطيب: توفي بعد عزله بقليل وكانت ولايته سنة ست وثلاثين.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه مسلم خمسة أحاديث.
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه مسلم في «الصلاة» وفي «الحج».
وفي كتاب المزي: روى عنه مسلم حديثا واحدا فينظر.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: روى عنه من أهل بلدنا بقي بن مخلد وهو ثقة، وهم في أحاديث.
وذكر الخطيب في «تاريخه» أن الإمام أحمد بن حنبل روى عنه، وقال أبو محمد بن الأخضر: كان ثقة.(6/396)
وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: نظر عباس العنبري في جزء لي عن صلت بن مسعود فقال لي: يا بني اتقه. قال أبو أحمد: وهذا الذي حكاه عن عباس لم يبلغني عن أحد ولا عن عباس إلا ما حكاه عبدان عنه، ولم أجد لأحد في الصلت كلاما أنه نسبه إلى الضعف، وقد اعتبرت حديثه ورواياته فلم أجد فيه ما يجوز أن أنكره عليه، وهما أخوان صلت وإسماعيل، والصلت أقدم موتا، وهو عندي لا بأس به، وقال: سألت العقيلي عنه فقال: أحاديث وهم فيها إلا أنه ثقة.
2527 - (مد) الصلت السدوسي مولى سويد بن منجوف تابعي.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا «ذبيحة المسلم حلال» روى عنه ثور بن يزيد ذكره ابن حبان في «الثقات» كذا ذكره المزي موهما أنه تابعي، وليس كذلك، وذلك أن البخاري لما ذكره قال: صلت مولى سويد بن منجوف روى عنه ثور بن يزيد منقطع.
وقال ابن أبي حاتم: صلت مولى سويد بن منجوف السدوسي روى عنه ثور بن يزيد سمعت أبي يقول ذلك.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» ذكره في أتباع التابعين طبقة الذين رووا عن التابعين ووصفه برواية المراسيل، ولم أره مذكورا عند غير هؤلاء فيشبه أن يكون المزي لما رأى قول ابن حبان: يروي المراسيل ظنه أنه من التابعين، وذهل عن الطبقة التي ذكره فيها، وأن قوله: يروي المراسيل ليس هو بتابعي عنده إذ التابعون وأتباعهم يقال لما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير واسطة: مرسلا في اصطلاح جماعة العلماء رحمهم الله تعالى وأيضا فقوله: يروي المراسيل خلاف قوله: مرسل لفرقان ما بينهما في اللفظ والمعني.(6/397)
2528 - (ع) صلة بن زفر العبسي أبو العلاء، ويقال: أبو بكر الكوفي.
قال ابن سعد: قالوا: ومات صلة بالكوفة زمن مصعب، وكان ثقة له أحاديث.
وفي كتاب ابن حبان: مات في خلافة ابن الزبير، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه ابن خزيمة، وأبو عوانة، والطوسي، والحاكم.
وزعم المزي أن أيوب روى عنه، وينبغي أن يتثبت فيه لصغر سن أيوب أيام ابن الزبير، ولأن مولده كان سنة ثمان وستين والله أعلم.
وقال العجلي: كان من (أصحاب) عبد الله ثنا أبو أحمد الأسدي ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال: لقيت صلة بن زفر وكان - ما علمت - برا فقلت: هل في أهلك من هذا الوجع شيء؟ فقال: لأنا إلى أن يخطئهم أخوف من أن يصيبهم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: صلة بن زفر بن وهب وثقه ابن صالح وابن نمير وغيرهما.
وفي كتاب ابن أبي حاتم عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: صلة بن زفر ثقة.
2529 - (ق) صنابح بن الأعسر الأحمسي البجلي، ويقال: الصنابحي.
له صحبة سكن الكوفة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا كذا ذكره المزي.
وفي كتاب ابن السكن: صنابح بن الأعسر الأحمسي له صحبة ليس يصح له إلا هذا الحديث - يعني حديث -: «لا ترجعوا بعدي كفارا» حديثه في(6/398)
الكوفيين ومن قال في حديثه: عن الصنابحي فقد أخطأ، والصنابحي حجازي لا صحبة له وليس هذا الذي روى عنه حارثة بن وهب، هذا لم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم.
وقال أبو أحمد العسكري: الصنابح بن الأعسر.
وفي كتاب خليفة كذلك لم يذكر غيره، قال العسكري: ويقال ابن الأعسر، وهو أصح يكنى: أبا عبد الله وهذا هو الذي له صحبة، وأما الصنابحي بالياء فلا صحبة له وذكر له حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر ناقة خسناء في إبل الصدقة فقال: «قاتل الله هذه الناقة» فقال الرجل: يا نبي الله إني ارتجعتها ببعيرين من خفاف الإبل. قال: «نعم إذا». ثم قال: هذا الصنابح الذي قد لحق وآخر اسمه عبد الله أبو عبد الله قد لحق أيضا والصنابحي لم يلحق.
وفي الطبقة الثالثة من كتاب أبي عروبة الحراني قال: وهي التي أسلمت ما بين الحديبية والفتح: عبد الله الصنابحي أسلم، عنه عطاء حديثين في «الوضوء» و «الصلاة».
وفي «التمهيد»: اختلف عن زيد بن أسلم في ذلك فقالت طائفة عنه - كما قال مالك في أكثر الروايات عنه -: عبد الله الصنابحي، وقالت طائفة: عن زيد عن أبي عبد الله الصنابحي، قال أبو عمر: وما ظن أن هذا الاضطراب جاء إلا من قبل زيد، والصواب قول من قال فيه: أبو عبد الله، وهو عبد الرحمن بن عسيلة ليست له صحبة، وروى زهير بن محمد عن زيد عن عطاء عن عبد الله الصنابحي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان»، وهو خطأ عند أهل العلم والصنابحي لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، وزهير لا يحتج به إذا خالفه غيره، وقد روي عن ابن معين أنه سئل عن عبد الله الصنابحي يروي عنه المدنيون؟ فقال: يشبه أن تكون له صحبة(6/399)
وأصح من هذا عن يحيى أنه سئل عن أحاديث الصنابحي فقال: مرسلة ليست له صحبة.
وفي كتاب «الحث على اقتباس الحديث» لأبي الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني عن إبراهيم بن المنذر: سمعت معن بن عيسى يقول: قلت لمالك: إن الناس يقولون: إنك تخطئ في أسماء الرجال تقول عبد الله الصنابحي وإنما هو أبو عبد الله فقال مالك: هكذا حفظناه وهكذا وقع في كتابي ونحن نخطئ، ومن يسلم من الخطأ؟.
يزيد ذلك وضوحا قول الحاكم لما ذكر حديث مالك عن عبد الله الصنابحي: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وليس له علة وعبد الله الصنابحي صحابي مشهور.
وقال ابن القطان: وافق مالكا على تسميته أبو غسان محمد بن مطرف.
وفي «الأوسط» للبخاري: عن مالك عن زيد عن عطاء عن الصنابحي (أن) عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأ العبد» الحديث قال: وهذا عندي أصح.
وذكره ابن قانع وغيره في حرف العين من أسماء الصحابة.
وفي «جزء الكراعي»: ثنا روح ثنا مالك (وزهرة لا) ثنا زيد عن عطاء(6/400)
سمعت أبا عبد الله الصنابحي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الشمس.
وروى ابن ماجه «الوضوء» عن سويد ثنا حفص بن ميسرة عن زيد فسماه عبد الله.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي عيسى الترمذي: الصنابح أصح، وقال في «الجامع»: ويقال: الصنابحي.
وقال الدارقطني: كذا سماه ابن عيينة ويحيى بن سعيد، وقال جرير ووكيع: الصنابحي وهو وهم والأول أصح.
وفي كتاب عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: الصنابح صاحب قيس بن أبي حازم، يقال له: ابن الأعسر والصنابحي - يعني - غيره.
وروى له الطبراني في «معجمه» حديثا آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال أمتي في مسكة من دينها ما لم ينتظروا بالمغرب اشتباك النجوم».
وفي «تاريخ البخاري»: قال ابن عيينة، ويحيى، ومروان، وابن نمير عن إسماعيل عن قيس عن الصنابح - زاد أبو نعيم الحافظ: الثوري، وشعبة، وزيد بن أبي أنيسة، وعبثر بن القاسم، وابن المبارك في آخرين - قال(6/401)
البخاري: وقال ابن المبارك ووكيع: الصنابحي، والأول أصح.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: الصنابح بن الأعسر الذي له صحبة.
وقال أبو عمر: ليس هو الصنابحي ذاك لا تصح صحبته وهذا الصنابحي اسم لا ينسب، والصنابحي منسوب إلى قبيلة باليمن وهو تابعي وهذا كوفي له صحبة.
وبنحوه ذكره الباوردي، وابن زبر، وغيرهما فتبين بما ذكرناه أن قول المزي:
ويقال: الصنابحي من غير أن يبين فساد قول قائله غير جيد، وكذا قوله أيضا: روى حديثا واحدا لما ذكرنا من أن له حديثين آخرين.
وقال البرقي: جاء عنه حديثان، وكذا ذكره الترمذي عن البخاري، وحديثه المبدأ بذكره ألزم الدارقطني الشيخين إخراجه لصحة الطريق إليه.
ولما خرج الحاكم حديث الصنابحي: «لا تزال أمتي في مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى غير أهلها»، قال: هذا حديث صحيح الإسناد إن كان الصنابحي هذا عبد الله، فإن كان عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي فإنه مختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا العلو فدع كلام الغافل ... ومقال أقوام شبوك بباطل(6/402)
من اسمه صهيب
2529 - (ع) صهيب بن سنان بن خالد بن عمرو أبو يحيى، وقيل: أبو غسان النمري المعروف بالرومي. (*)
قال الإمام أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي في كتابه "طبقات أهل الموصل"، وأبو عروبة الحراني في كتابه "طبقات الصحابة":
صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جديمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط.
زاد أبو زكريا: أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلا، وكان من المستضعفين بمكة والمعذبين في الله تعالى، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الحارث بن الصمة.
ولما توفي دفن بالبقيع وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السباق أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبش" وفي رواية [ق 197/ ب] أبي أمامة: "إلى الجنة".
وعن مجاهد: أول من أظهر إسلامه بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وبلال وصهيب وخباب وعمار وسمية.
وعن ابن المسيب قال: أقبل صهيب إلى حراء نحو النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته ثم قال: يا معشر قريش قد علمتم أني من أرماكم رجلا وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم وإن
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا تكرر الرقم 2529 في المطبوع(7/5)
شئتم دللتكم على مالي وقنيتي بمكة وخليتم سبيلي قالوا: نعم ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى" ونزلت {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر - حين قال لسلمان وصهيب وبلال تقولون هذا يعني ما أخذت سيوف الله مأخذها من عدو الله يريدون أبا سفيان لسيد قريش -: لعلك يا أبا بكر أغضبتهم فوالله إن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك.
ولما قال له عمر: اكتنيت وليس لك ولد. قال: كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا يحيى وأوصى أن يصلي بالناس حتى يجتمعوا على رجل، وفي ذلك يقول أبو طلق العائذي من أبيات:
وشمر للشورى من الناس ستة ... ذو قدم ما بينهم متغرب
تخلوا لشوارهم عليهم سيوفهم ثلاثا ... وأهم الناس فيهن صهيب
وفي "سنن النسائي": وكان في يده خاتم ذهب فقال له عمر بن الخطاب فيه، فقال: رآه من هو خير منك - ولم يعبه - رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب "الصحابة" لابن السكن: روى عنه عمر بن الخطاب وكان يخضب الحناء وكان كثير الشعر.
وفي كتاب ابن حبان: وله ولد اسمه عمارة.
وفي "معجم" الطبراني، وكتاب أبي نعيم الأصبهاني، والبرقي: أمه سلمى بنت الحارث، روى عنه أبو ليلى أبو عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وفي كتاب "الجامع" للكلبي: كان النعمان بن المنذر استعمل أباه على الأبلة.
وفي: "تاريخ ابن أبي خيثمة" فيما ذكره العسكري: أصله رومي.
وقال أبو عمر: وهو نمري لا يختلفون في ذلك وفضائله وفضائل عمار(7/6)
وسلمان وبلال وخباب والمقداد وأبي ذر لا يحيط بها كتاب.
وفي "الطبقات": أسلم هو وعمار في يوم واحد.
وفي كتاب ابن الأثير: مات سنة تسع وثلاثين.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وزعم البرديجي أنه اسم فرد وليس كذلك بل يشاركه في هذه التسمية صهيب بن النعمان المذكور في الصحابة عند الطبراني وأبي نعيم وغيرهما.
وأما قول ابن عساكر: وهم البرديجي قد سمى جماعة فغير جيد؛ لأن البرديجي إنما يريد طبقة الصحابة ولا يعلم في الصحابة: ثالثا لهذين، وابن عساكر يريد التسمية من حيث هي وليس مراد البرديجي، والله أعلم.
وأما تكنية المزي له بأبي غسان فقد أنكرها ابن عساكر مفرعة فقال لما ذكرها: هذا غير محفوظ، فكان يلزم المزي التنبيه على هذا، رجع وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب صهيبا حب الوالد ولده"، وقال صهيب: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه، وكان يقول: أحدثكم عن مغازينا وما شهدت [ق 198/أ] وأما أن أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(7/7)
فلا، وإن كنت قد سمعت كما سمعوا ولكن يمنعني قوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
وفي كتاب أبي إسحاق: أسلم بعد اثنين وخمسين إنسانا بعد عمار.
2530 - (م د س) صهيب أبو الصهباء البكري البصري، وقيل: المدني مولى ابن عباس.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في "صحيحه"، وكذلك الحاكم.
وذكره ابن خلفون في "الثقات"، وصهيب هذا لم يذكره الدارقطني، ولا اللالكائي، ولا الحاكم النيسابوري، ولا أبو إسحاق الحبال، ولا الوقشي في رجال الصحيح البتة وتبعهم على ذلك غيرهم من المتأخرين فينظر في قول المزي: روى له مسلم.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
2531 - (س) صهيب الحذاء أبو موسى المكي مولى عبد الله بن عامر.
روى عن عبد الله بن عمرو، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وفرق أبو حاتم بينه، وبين أبي موسى الحذاء الذي يروي عن عبد الله بن عمرو، ويروي عنه حبيب بن أبي ثابت ومجاهد بن جبر وقال فيه: لا يعرف ولا يسمى انتهى كلام المزي، وفيه نظر من حيث ذكره مجاهدا في الرواة عنه معزوا إلى أبي حاتم والذي في كتاب ابنه عنه: أبو موسى الحذاء روى عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم روى الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عنه، وأبو موسى الحذاء لا يعرف ولا يسمى. قال: أبو محمد: وروى الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه بدلا من أبي موسى الحذاء عن عبد الله بن عمرو(7/8)
فسمعت أبي يقول: الثوري أحفظ، هذا جميع ما ذكره في كتاب "الكنى" وليس فيه ذكر لمجاهد أصلا، وكذا لما ذكر في "الأسماء" صهيبا الحذاء مولى عبد الله بن عامر، المكنى أبا موسى، الراوي عن ابن عمرو لم يذكر راويا عنه غير عمرو بن دينار وحده، فتبين بما ذكرناه أن ذكر مجاهد في الرواة عنه معزوا إلى أبي حاتم غير جيد لكن أعرف من ذكر في الرواة عنه مجاهدا أذكره فائدة وهو أبو أحمد الحاكم فإنه لما ذكره فيمن لا يعرف اسمه ذكر في الرواة عنه مجاهدا ولم يذكر أبا موسى صهيبا في كتابه جملة، وكذلك فعله مسلم بن الحجاج، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو بشر الدولابي، وابن صاعد.
ولما ذكر ابن خلفون في "الثقات" صهيبا قال: روى عنه مجاهد، وعمرو، وحبيب، وغيرهم فكأنهما عنده واحد، والله تعالى أعلم.
وخرج الحاكم حديثه في "مستدركه".
2532 - (س) صهيب مولى العتواري المدني.
خرج ابن حبان حديثه في "صحيحه"، وكذلك ابن خزيمة، والحاكم، وأبو محمد بن الجارود.
وذكره ابن خلفون في "الثقات".
وزعم المزي أن ابن حبان قال لما ذكره في " الثقات ": روى عنه أبو يعفور. انتهى. الذي رأيته في عدة نسخ من كتابه: روى عنه نعيم المجمر فيحتمل أنه تصحف على الناسخ بأبي يعفور والله تعالى أعلم [ق198/ب].(7/9)
من اسمه صيفي
2533 - (س) صيفي بن ربعي الأنصاري أبو هشام، وقيل: أبو هاشم.
ذكره ابن خلفون في " الثقات ".
وثم آخر اسمه: -
2534 - صيفي بن ربعي بن أوس.
في صحبته نظر ذكره أبو عمر وغيره ذكرناه للتمييز.
2535 - (م د ت س) صيفي بن زياد الأنصاري أبو زياد، ويقال: أبو سعيد المدني مولى ابن أفلح، ويقال: مولى أبي السائب الأنصاري.
ذكر ابن منجويه أنه يكنى أيضا: أبا زيد.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو عوانة، والحاكم.
وذكر المزي روايته عن أبي سعيد، وفي " تاريخ " البخاري حدثني الجعفي ثنا سفيان ثنا ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن صيفي مولى أبي السائب دخلت على أبي سعيد ثنا إسماعيل حدثني مالك عن صيفي مولى أفلح عن أبي السائب دخلت على ِأبي سعيد.
وفي " سنن البزار ": لا يعلم سماعه من أبي سعيد.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: قال ابن نمير: صيفي ثقة.
وأنكر المزي قول النسائي: صيفي يروي عنه ابن عجلان ثقة، ثم قال: صيفي(7/10)
مولى أفلح ليس به بأس، وقال: هما واحد ورد ذلك بعض المصنفين من المتأخرين، وقال: هما كبير، وصغير فمولى أبي أيوب عن أبي البشر في " التعويذ " والصغير عن أبي السائب عن أبي سعيد " قصة الجنة " انتهى.
وكأنه أشبه، والله أعلم.(7/11)
باب الضاد
من اسمه ضبة والضحاك
2536 - (م) ضبة بن محصن العنزي البصري.
لما ذكره ابن خلفون في جملة " الثقات " كناه: أبا الشموس، وقال: هو ثقة مشهور.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه ".
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
2537 - (ق) الضحاك بن أيمن.
روى عنه ابن لهيعة كذا ذكره المزي.
وفي كتاب الحاكم: رواية ابن لهيعة عنه لا تصح.
2538 - (ت) الضحاك بن حمرة الأملوكي الواسطي ثم الشامي.
قال ابن زنجويه في كتاب " الترغيب " تأليفه: ثنا أبو إسحاق ثنا بقية بن الوليد عن الضحاك بن حمرة، قال: وكان الضحاك ثقة في الحديث، فذكر له حديثا.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وذكره أبو العرب، والساجي، والعقيلي في " جملة الضعفاء ".(7/13)
وقال البرقاني عن الدارقطني: يعتبر به، وفي موضع آخر: ليس بالقوي.
وقال أبو أحمد بن عدي في " الكامل " تأليفه: وأحايثه حسان غرائب، وقال النسائي: ليس بثقة.
وحسن الترمذي، وأبو علي الطوسي حديثه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يرفعه: " من سبح الله مائة مرة بالغداة ". وهذا هو الموقع للمزي - فيما أرى - حتى ذكر روايته عن عمرو بالصيغة المقتضية عنده الاتصال وليس كذلك، ولما ذكره ابن عدي في " كامله " لما ذكر هذا الحديث أدخل بين الضحاك وعمرو: منصور بن زاذان عن الكلبي عن عمرو، وقال في بعض نسخ " الكامل ": والضحاك متروك الحديث، وفي رواية الدورقي عن يحيى بن معين: الضحاك بن حمزة ليس بذاك [ق199/أ].
وقال ابن ماكولا: وفي الضحاك ضعف.
وفي " تاريخ واسط " لبحشل: روى عن يزيد بن خمير الرحبي عن أنس بن مالك.(7/14)
ولما ذكره ابن شاهين في " الثقات " قال: وثقه إسحاق بن راهويه.
2539 - (4) الضحاك بن سفيان الكلابي أبو سعيد. كان ينزل نجدا.
ذكر البخاري في " تاريخه " عن أوس الكلابي قال: سمعت الضحاك يخبر أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه على ما أسلم عليه الناس وكانت مع الضحاك الراية الحمراء.
وفي كتاب ابن السكن: الضحاك بن سفيان بن عون بن كعب بن أبي بكر - وهو عبيد – بن كلاب بن ربيعة كان ينزل النازية، وعن مولة بن كثيف قال: كان الضحاك سيافا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رأسه موشحا سيفه وكان بنو سليم في تسعمائة فقال رسول الله: " هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا "؟ فوفاهم بالضحاك فلما اقتتلوا قال صلى الله عليه وسلم للعباس بن مرداس: ما لقومي كذا تريد تقتلهم وقومك كذا تريد ترفع عنهم فقال العباس:
نذود أخانا عن أخينا ولو ترى ... مهزا لكنا الأقربين نتابع
نبايع ابن الأخشبين وإنما ... يد الله بين الأخشبين نبايع
عشية ضحاك بن سفيان ممتضن ... لسيف رسول الله والموت واقع
وفي حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت: نزل الضحاك بن سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: - وبيني وبينهما الحجاب -: يا رسول الله هل لك في أخت أم شبيب امرأة الضحاك. قالت: فتزوجها صلى الله عليه وسلم ثم طلقها ولم يدخل بها.
وفي كتاب " الفكاهة " للزبير: أتى الضحاك بن سفيان النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه ثم قال له: عندي امرأتان أحسن من هذه الحميراء أفلا أنزل لك عن إحديهما؟
وعائشة جالسة تسمع قبل أن يضرب الحجاب فقالت عائشة: أهي أحسن أو(7/15)
أنت؟ قال: بل أنا أحسن منها وأكرم - قال عبد الله بن حسن بن حسن: وكان امرءا دميما قبيحا - قال: فضحك صلى الله عليه وسلم من مسألة عائشة إياه.
وقال ابن حبان: كان ينزل ضرية.
وقال أبو نعيم: كان ينزل البادية ناحية البصرة.
وقال البغوي: هو من بني ناصرة بن خفاف.
وفي بني خفاف ذكره أبو عروبة الحراني في " الطبقات ".
وقال العسكري: شهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب " الاستيعاب ": لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية أميرا قال العباس بن مرداس:
إن الذي وفوا بما عاهدتم ... جيش بعث عليهم الضحاكا
أمرته درب اللسان كأنه ... لما يكشفه العدو يراكا
طورا يعانق باليدين وتارة ... يفري الجماجم صارما بتاكا
وفي " الطبقات ": هي سرية القرطا من بني كلاب وكانت في ربيع الأول سنة تسع.
وفي كتاب " الإكليل " للحاكم أبي عبد الله: كانت في آخر سنة ثمان.
وفي " المعجم " للمرزباني: كانت له منة على أبي بن مالك فشير في أمر مروان الدوسي حديث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعتب الضحاك على أبي فقال [ق199/ب]:(7/16)
أمسى بلائي يا أبي بن مالك ... غداة الرسول معرض عنك أشوس
يقودك مروان بن قيس بحبله ... وحيدا كما قيد الرقاع المحيس
وسألت عليه من ثقيف عصابة ... مني بابهم مستقبس الشر بقيس
وفي " المنتقى " للبكري: روى أربعة أحاديث.
وفي الصحابة آخر اسمه: -
2540 - الضحاك بن سفيان بن الحارث بن زائدة بن عبد الله بن حبيب السلمي.
له صحبة ذكره الكلبي. - وذكرناه للتمييز.
2541 - (د ق) الضحاك بن شراحيل، ويقال: شرحبيل الهمداني ثم المشرقي. ومشرق بكسر الميم قبيل من همدان، أبو سعيد الكوفي.
قال العسكري في كتاب " التصحيف ": من فتح الميم وكسر الراء فقد أخطأ.
وفي " الجامع " لهشام الكلبي: مشرق بن زيد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، واسمه أوسلة.
قال الزمخشري في " ربيع الأبرار ": سمي همدان لأنه بات ليلة أرقا فقال: هذا هم دان، فسمي همدان.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " لأبي الوليد: الضحاك بن شرحبيل بن الضحاك أخرج البخاري في كتاب " الأدب وفضائل القرآن " عن الأعمش عنه مقرونا بالنخعي جمعيا عن أبي سعيد، وعن الزهري عنه مقرونا بأبي سلمة، وقال في آخره: من رواية الحموي عن إبراهيم مرسل، وعن الضحاك مسند.
وبنحوه ذكره أيضا الكلاباذي والجيائي، والصريفيني، وغيرهم.(7/17)
والمزي أطلق روايته عنه من غير تبيين فينظر.
وقال ابن خلفون: الضحاك بن شراحيل ثقة مشهور.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه ".
وفي كتاب ابن أبي حاتم في باب " معد يكرب ": وهو شرقي، ومشرق موضع باليمن مع تقدم قوله في الضحاك: ومشرقي من همدان.
قال الرشاطي: يجمع بينهما بأن يقول سمى المكان باسم من نزله أو سمى من نزله باسم المكان.
2542 - (د ق) الضحاك بن شرحبيل بن عبد الله بن نوف الغافقي أبو عبد الله المصري، ويقال: العكي، يقال: أصله من عكة.
قال ابن خلفون لما ذكره في " الثقات ": هو معافري، وقيل: غافقي ثقة، قال ابن صالح.
وفي قول المزي: روى عن عبد الله بن عمر نظر؛ لما في كتاب أبي عبد الله البخاري، وقال عبد الله بن يحيى: ثنا حيوة عن موسى بن أيوب عن الضحاك بن شرحبيل الغافقي سمع عمران بن عوف صليت وراء ابن عمر فقال آمين.
وقال شيخ مشايخنا ومشايخه الحافظ المنذري: يشبه أن يكون حديث الضحاك عن الصحابة مرسل؛ لأن البخاري وابن يونس لم يذكرا له رواية عن الصحابة انتهى.
وكذلك ابن أبي حاتم عن أبيه، ويعقوب بن سفيان الفسوي في " تاريخه الكبير ".(7/18)
وفي كتاب ابن ماجه حديثه: عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر: يرفعه: " توضأ مرة واحدة ".
وقال البزار: روى هذا الحديث جماعة عن ابن عباس وخالفهم الضحاك فرواه عن عمرو وتابعه ابن لهيعة وما أتى هذا إلا من الضحاك.
وقال الدارقطني: خالف الضحاك عبد الله بن سنان فرواه عن زيد بن عمر وكلاهما وهم.
2543 - (قد ت ق) الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، ويقال: ابن عرزم، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو زرعة الشامي الأشعري.
قال أبو حاتم الرازي، والبخاري وغيرهما: وعرزب أصح.
وخرج [ق200/أ] ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم، والدارمي.
وفي كتاب " الزهد " لأحمد: كان إذا فرغ من خطبته يوم الجمعة وأراد أن يهبط قال: الله الله في يتاماكم، الله الله في أراملكم، الله الله في من لا أحد له إلا الله تعالى.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": كان يسكن قرية يقال له " كركب " من كورة نابلس من تخوم الأردن.
وذكره ابن خلفون في " الثقات ".
وقال خليفة في كتاب " الطبقات ": مات سنة خمسين ومائة.
وفي الشاميين: -(7/19)
2544 - الضحاك بن عبد الرحمن بن حوشب بن أبي حوشب حمصي.
قال الخطيب في " رافع الارتياب ": روى عن بلال بن سعد. وذكرناه للتمييز.
2545 - (م 4) الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام القرشي الأسدي الحزامي أبو عثمان المدني الكبير.
قال محمد بن سعد في كتاب " الطبقات ": ولد الضحاك: عثمان، وعبد ربه، ومحمدا وكان ثبتا ومات بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وله عقب، وكان ثقة كثير الحديث.
وكذا ذكر وفاته ابن حبان في " الثقات "، وغيره.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذا الطوسي، وابن حبان، والحاكم.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وقال ابن بكير: الضحاك بن عثمان ثقة مدني، وقال ابن نمير: لا بأس به جائز.
وفي رواية عثمان بن سعيد عن يحيى: ثقة ليس به بأس.
وقال الزبير: الضحاك بن عثمان روى عنه الحديث، وأمه من بني عامر.
وفي كتاب الصريفيني: مات قبل المائتين.
وذكر أبو جعفر النحاس في كتاب " الناسخ والمنسوخ " أن بعض الحنفية قال: هو مجهول ورد ذلك عليهم.
2546 - (د ت ق) الضحاك بن فيروز الديلمي الأبناوي، ويقال: الفلسطيني أخو عبد الله بن فيروز وعباس.
كذا ذكره المزي، وقد تقدم له الإنكار على البخاري كونه ذكر رواية(7/20)
عبد الله عن أبيه الديلم وبينا هناك أن الديلم لقب واسمه فيروز هنا تراه قد أثبته ولده توهما منه أن الديلم غير فيروز وهو هو كما بيناه قبل في حرف الدال والله أعلم.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، والدارقطني في كتاب " السنن " صحح سنده.
وفي قول المزي: ذكره خليفة ومحمد بن سعد في الطبقات " الكبير " و " الصغير " وابن سميع تابعا ابن عساكر في " تاريخه " من غير أن يذكر عنهم فيه قولا من خير أو شر إلا مجرد ذكره في الجملة. نظر، وذلك أن ابن عساكر يذكر هذا لأمرين كتاب المزي عري منهما:
الأول: استدل به على كونه من أهل الشام.
الثاني: تطويله الكتاب بإتيان ألفاظ الناس كما هي ولولا التزامنا أن لا نذكر في الشخص إلا ما كان متعلقا به من خير أو شر لذكرنا من هذا أشياء كثيرة لا يقلد فيها ابن عساكر ولا غيره لأن غالب ما ينقله المزي من كتاب ابن عساكر هو عندنا بحمد الله موجود أصله لا نحتاج أن نقلد فيه أحدا.
2547 - (س) الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر الفهري أبو أنيس، وقيل: أبو أمية، وقيل: أبو سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن أخو فاطمة.
قال المزي: يختلف في صحبته وقتل سنة أربع أو خمس وستين ومولده قبل وفاته [ق200/ب] صلى الله عليه وسلم بست سنين انتهى.
ذكر أبو نعيم الحافظ في كتاب " الصحابة "، والطبراني، وغيرهما عن حجاج بن محمد عن ابن جريج حدثني محمد بن طلحة عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال وهو على المنبر: حدثني الضحاك بن قيس وهو عدل على نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال وال من قريش ".(7/21)
وقال ابن عساكر في " تاريخه ": الصحيح كنيته أبو أنيس وبلغني أن الشعبي سئل عن رجل صلى فقام في الأولى والثانية فقال: فعل ذلك الضحاك بن قيس وكان من الفقهاء.
وفي " تاريخ الطبري ": لم يدع الضحاك إلا لنفسه لم يدع لابن الزبير ولا لغيره، وكذا ذكره الزبير وغيره.
وفي كتاب " الطبقات الكبير " لابن سعد: أمه أميمة بنت ربيعة الكنانية ومن ولده: عمرو، ومحمد، وعبد الرحمن، أبنا عفان ثنا حماد بن سلمة أبنا علي بن زيد عن الحسن أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم: أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن بين يدي الساعة فتنا " الحديث وقتله يوم المرج زحمة بن عبد الله الكلبي في النصف من ذي الحجة سنة أربع وستين.
وفي موضع آخر: قال محمد بن عمر - في روايتنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض والضحاك غلام لم يبلغ، وفي رواية غيرنا: أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه.
وفي رواية المفضل بن غسان عن يحيى – وسأله عن حديث الضحاك بن قيس " كان بالمدينة امرأة تسمى أم عطية تخفض الجواري فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اخفضي ولا تنهكي ". فقال الضحاك بن قيس: هذا هو الفهري وهو شيخ.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": له صحبة وكذا قال ابن قتيبة، وأبو أحمد الحاكم.
وأما قول مسلم في كتاب الكلبي: شهد بدرا. فيشبه أن يكون غيره، أو هو وهم وكذا قول أبي حاتم: تقل الضحاك بمرج راهط مع عمرو بن سعيد في ولاية عبد الملك بن مروان؛ لإجماعهم على قتله بالمرج أيام مروان وعمرو قتله(7/22)
عبد الملك في خلافته إجماعا بدمشق.
وقال العسكري في " كتاب الصحابة " رضي الله عنهم: يكنى أبا عبيدة قتل سنة أربع وستين، وكذا ذكر وفاته الدولابي أبو بشر في " تاريخه الكبير "، وخليفة بن خياط في كتاب " الطبقات "، وابن السكن، وأبو القاسم الطبراني في " المعجم الكبير " وأبو نعيم الحافظ، وأبو عمر بن عبد البر، وقال: ولد قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بسبع سنين أو نحوها، وابن منده، وإسحاق القراب، والمدائني في كتاب " المكائد " تأليفه زاد: ولم يضحك شيخه قيس بعد يومه حتى ماتوا، وأبو منصور البارودي، وابن أبي الأزهر، وأبو الفرج الأموي، وابن مسكويه في كتاب " التجارب "، وأبو جعفر بن أبي خالد في كتابه " صحيح التاريخ "، وأبو جعفر الطبري في كتاب " الصحابة " تأليفه زاد: والضحاك سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وابن قانع، ويعقوب بن سفيان الفسوي في " تاريخه " قال: بعد الأضحى بليلتين.
وفي كتاب " المنتقى " للبكري قول لم أره لغيره وهو: أسلم يوم الفتح، وقيل: ولد قبيل موت النبي صلى الله عليه وسلم بسبع سنين وكذا ذكر مولده أبو حاتم الرازي وغيره.
وفي كتاب " التبيين " لعمرو بن بحر: دخل زمن بن الحارث على عبد الملك بعد الصلح [ق201/أ] فقال: ما بقي من حبك الضحاك؟ قال: ما لا ينفعني ولا يضرك. قال: شر ما أجبتموه يا معاشر قريش. فقال: أحببناه ولم(7/23)
ولا يضرك. قال: شر ما أجبتموه يا معاشر قريش. فقال: أحببناه ولم نواسه. فقال: وما منعك من مواساته يوم المرج؟ قال: الذي منع أباك من مواساة عثمان يوم الدار.
قال أبو عبد الله بن البيع: نقول وبالله التوفيق: إن الصواب قول ابن جرير - يعني له سماع - فقد صحت له روايات ذكر فيها سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا كما ترى لم يختلف أحد عن ذكره في الصحابة، ومنهم من صرح بها، والله أعلم.
وفي كتاب " النوادر " لأبي جعفر البرجلاني عن علي بن أبي حملة قال: أصاب الناس قحط والضحاك بن قيس على دمشق فخرج بالناس فقال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فلم يجبه أحد ثلاثا فقال: عزمت عليه إن كان يسمع كلامي إلا قام، فقام وعليه برنس فاستسقى فما انصرف الناس إلا وهم يخوضون في الماء، فقال يزيد: اللهم إنه قد شهرني فأرحني منه. قال: فلم يلبث الضحاك أن قتل.
ومن غرائب الاتفاقات ما ذكره ابن حبان في " الثقات ":
2548 - الضحاك بن قيس الفهري.
يروي عن عمر بن الخطاب، روى عنه محمد بن المنتشر والمسعودي قتل في سنة سبع وعشرين ومائة وذلك أنه لم يبايع مروان بن محمد الحمار فاجتمع إليه جلة الناس، والتقى هو، ومروان فقالوا للضحاك: والله ما اجتمع إلى داع ادعى هذا الرأي منذ كان الإسلام ما اجتمع معك فتأخر وقدم خيلك ورجالتك وتلقى هذه الطاغية [فقال]: لله علي إن رأيته أن أحمل عليه حتى يحكم الله بيني وبينه وعلي من الدين سبعة دراهم وفي كمي منها(7/24)
ثلاثة ثم اقتتلوا فقتل رحمه الله في المعركة كذا نسبه فهريا.
وأما ابن قتيبة فنسبه في " المعارف ": شيبانيا.
أما الصواب الذي أسلفته ... لا ما أتيت به أبا الحجاج
2549 - (ع) الضحاك بن مخلد بن مسلم بن الضحاك أبو عاصم الشيباني النبيل البصري، ويقال: هو مولى من شيبان، وقيل: مولى بني ذهل.
كذا ذكره المزي وفي نظر؛ لأن ذهلا الأصغر هو: ابن شيبان بن ثعلبة بن أخي ذهل الأكبر قال الخائبي:
لو كنت من مازن لم تستح إبلي ... بنو النبطة من ذهل بن شيبانا
وليس لقائل أن يقول: لعله أراد الأكبر إذ لو أراده وعرفه كتبه؛ لأن السكوت في مثل هذا المكان لا يجوز، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن حبان في " جملة الثقات " قال: ومات ليلة الخميس لأربع عشرة.
وفي " تاريخ المنتجيلي ": قال عباس بن محمد: أبو عاصم نيف على التسعين وما رئي أذكى منه، وقال أبو زيد الأنصاري: كان أبو عاصم في حداثته ضعيف العقل وكان يطلب العربية والأدب فيقال له: كيف تصغر الضحاك - يعني اسمه -؟ فيقول: ضحيكيك ثم نبل فكان هو يزري على غيره وقال يزيد بن سنان: كان أبو عاصم يلزم زفرا أيضا وكان رث الحال فاستأذن أبو عاصم يوما على زفر فقالت له الخادمة: أبو عاصم بالباب فقال: ويحك أيهما؟ قالت: ذاك النبيل فأذن له، وقال: قد سمتك هذه باسم ما أراه يفارقك حتى تموت.
وقال ابن قتيبة: مات وله تسعون سنة وأربعة أشهر.(7/25)
وفي قول المزي: قال البخاري: مات سنة [ق201/ب] أربع عشرة ومائتين في آخرها نظر، وذلك أن الذي في " تاريخ البخاري الكبير "، و " الأوسط "، و " الصغير ": مات أبو عاصم سنة ثنتي عشرة ومائتين في آخرها، وكذا نقله عنه أبو نصر الكلاباذي، وأبو الوليد الباجي، وأبو يعقوب القراب وغيرهم، فلا أدري من أين سرى للمزي هذا القول الشنيع؟ ومن عادته اتباع صاحب " الكمال " في غالب نقله وهنا خالفه؛ لأنه نقل عن البخاري كما في تواريخه وكتاب المزي لم يخالفه.
وفي " العقد ": قيل لأبي عاصم: إن يحيى بن سعيد يحسدك وربما قرظك فأنشأ يقول:
فلست بحي ولا ميت ... إذا لم تعاد أو لم تحسد
وقال الخليلي: متفق عليه يروي عنه البخاري ويفتخر، وقال: منذ عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدا، وفي موضع آخر: إمام متفق عليه زهدا وعلما وديانة وإثباتا.
وقال ابن قانع في " تاريخه ": ثقة مأمون.
وفي كتاب [الزهد]: مات سنة أربع عشرة، وروى عنه البخاري خمسة وأربعين حديثا ثم روى عن جماعة من شيوخه عنه.(7/26)
وفي كتاب أبي أحمد بن عدي: سمي النبيل لبيانه كذا رأيته ويؤيده ما ذكره في " المحكم ": النبل الذكاء والنجابة.
وذكره مسلم، وقبله علي بن المديني في الطبقة السابعة من أصحاب شعبة.
وقال أبو عمر في كتاب " الاستغناء ": أجمعوا على أنه صدوق ثقة.
وفي " تقييد الجياني ": عن ابن أبي عاصم: سمي النبيل؛ لأنه دخل المهدي أمير المؤمنين البصرة فدخل عليه الناس وكان أبو عاصم فيهم ثم استأذن ثانية فقال: الإذن إن أبا عصام بالباب وكان رجل هاشمي قصير يكنى بأبي عاصم فقال المهدي النبيل أم القصير؟ فقال: النبيل.
كتاب " الكامل " لأبي العباس الثمالي: وزعم التوزي أن النبيل من الأضداد يكون للجليل وللحقير واحتج بقوله:
أغبط أن أرزأ الكرام وأن ... أورث دودا شصايصا نبلا
قال: والشصايص الحقيرات.
وفي " تاريخ دمشق ": كان أبو عاصم يبيع الحرير، وقال: رأيت أبا حنيفة في المسجد الحرام يفتي وقد اجتمع الناس عليه يؤذونه فقال: ما هنا أحد يأتينا بشرطي؟ فدنوت منه فقلت: أتريد شرطيا؟ قال: نعم. قالت: اقرأ علي هذه الأحاديث التي [معي] فلما قرأها قمت عنه ووقفت بحذائه فقال لي: أين الشرطي؟ فقلت له: إنما قلت تريد ولم أقل أجيء لك به فقال: انظروا أنا [أوضح للناس أمرهم] منذ كذا وكذا وقد احتال علي هذا [الصبي].
وقال إسحاق بن يسار: قال لي أبو عاصم: كان سفيان يسألني أن أفيده فإذا(7/27)
أفدته قال: ليس بشيء وكان أبو عاصم يقول: أقل حالات المدلس عندي أن يدخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور "، وكان الكديمي إذا حدث عنه يقول: ثنا [الكبش].
وسئل يحيى بن معين: أي أصحاب الثوري أثبت؟ فقال: ابن القطان، ووكيع وابن المبارك، وابن مهدي، وأبو نعيم فأما الفريابي، وأبو حذيفة، وقبيصة، وأبو عبد الله، وأبو عاصم، والزهري، وعبد الرزاق، وطبقتهم فهم فيه بعضهم قريب من بعض وهم ثقات كلهم ودون أولئك في الضبط [ق202/أ] والمعرفة.
وقال الدارمي: أتينا أبا عاصم يوما فدلى رجليه ثم قال اغمزوها فطالما تعبتا لكم [ولو لم تحبونا لكنا نحبكم] وكان ابن أبي زياد يميل إليه لحال الرأي يعني رأي أبي حنيفة فلما بلغه مزاحه كان لا يعبأ به.
وقال يحيى بن معين: لم يكن فصيحا يعني لم يكن يعرب.
وفي تاريخ المطين: مات سنة إحدى عشرة ومائتين روى عن جابر بن كردي.
وذكره ابن مردويه في " أولاد المحدثين ".
وقال ابن خلفون: كان أبو عاصم فقيها ثقة محدثا له حلقة يجتمع إليه فيها ويفتي وكان مذهبه مذهب أهل الكوفة.
وفي " منتهى الرغبات " لأبي موسى: مات جده الضحاك بن مسلم سنة خمس وتسعين وروى عن أبي عاصم: هرمز، وسليمان الأصبهاني، ومحمد بن سداد الأصمعي، وأحمد بن الحسن بن أبان الأيلي، والحسن بن سهل المحوذ، ومحمد بن سنان، وإبراهيم بن عبد الله أبو مسلم [الليثي] وأبو العيناء محمد بن القاسم، روى عنه [الحارث] بن أبي أسامة روى عنه الكثير(7/28)
في " مسنده ".
2550 - (4) الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو القاسم ويقال: أبو محمد الخراساني، أخو محمد وسالم.
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": أكثر حديثه عند الخراسانيين وهو كوفي سكن خراسان وقد اختلفوا في سماعه من ابن عياش.
وذكر أبو يوسف في كتاب " لطائف المعارف " أنه مكث في بطن أمه ستة عشر شهرا، وذكر أبو العباس في كتاب " المفجعين " تأليفه عن بديل قال: أوصاني الضحاك إذا مت لا تبطحوني على وجهي ولا تمسحوا بطني واغسلوني من وراء ثوب.
وفي " تاريخ أبي عاصم ": مات سنة مائة.
وفي قول المزي: قال الحسين بن الوليد النيسابوري: مات سنة ست ومائة نظر، لما ذكره ابن قانع في سنة اثنتين ومائة.
وقال أحمد بن حنبل: أخبرت عن الحسين بن الوليد النيسابوري أنه قال: الضحاك بن مزاحم فيها يعني مات.
وقال القراب: أبنا حاتم بن محمد أبنا أحمد بن إبراهيم بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبي ثنا حسين بن الوليد فذكره. انتهى. انظر إلى ورع هذين العالمين لم ينقلا كلام الحسين إلا ببيان الواسطة وذلك أنه لا يوجد كلامه في تصنيف له إنما يتلقى ما قاله العلماء عنه مشافهة وقد قاله أيضا يعقوب الفسوي.
وقال العجلي: ثقة وليس بتابعي.
وفي ما ذكر المزي: ورواية أبي إسحاق عن الضحاك: قلت لابن عباس. وهم من شريك على أبي إسحاق نظر؛ لأنا وجدنا لشريك متابعا ذكره أبو القاسم(7/29)
في " المعجم الأوسط " فقال: ثنا العباس بن محمد ثنا أحمد بن صالح ثنا يحيى بن حسان ثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح ثنا سالم الأفطس قال حدثني زرير الجرجاني قال: سألت سعيد بن جبير عن هذه الآية: {والمحصنات من النساء} قال: لا علم لي بها، فسألت الضحاك وذكرت له قول سعيد فقال: أشهد لسمعته يسأل ابن عباس عنها فذكرت ذلك لسعيد فقال: صدق الضحاك وقال: لم يروه عن سالم إلا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة، وفي " السنن ": لم يسمع من [حديثه].
وذكره ابن خلفون، وأبو حفص البغدادي في " الثقات ".
وقال [أبو] أحمد بن عدي: وكنيته أبو القاسم أصح.
وفي كتاب المنتجيلي: هو من بني هلال بن عامر [ق202/ب] رهط زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم [] وقال محمد بن سليم: سمعته وهو بالموت يقول: ما هذه الطيور البيض التي تقع علي؟.
وفي " تاريخ هراة " لأبي إسحاق الحداد: سمعت أبا عتاب يقول: كان الضحاك [بنٍ] مزاحم من أهل الكوفة هرب منها لما قتل الحجاج العلماء ابن جبير وغيره وكان سالم بن مزاحم أخوه مع قتيبة بن مسلم في فتوح خراسان فلما صار قتيبة إلى سمرقند قتله جنده ووقع سالم لما تفرق أصحابه ببلخ فجاء إليه الضحاك، وقالوا: إنه قدم هراة فكان ثم جاء إلى أخيه سالم فمات ببلخ ببردقان.(7/30)
ولهم شيخ آخر اسمه:
2551 - الضحاك بن مزاحم الدمشقي الأسدي.
مات سنة خمس ومائة فيما ذكره ابن عساكر في " تاريخه ". - وذكرناه للتمييز.
2552 - (ع) الضحاك بن نبراس الأزدي الجهضمي أبو الحسن البصري.
قال ابن أبي خيثمة في " تاريخه الكبير " عن يحيى: ليس حديثه بشيء، وفي رواية ابن الجنيد عن يحيى: ضعيف الحديث.
وقال البخاري: قال حبان: ثنا الضحاك بن نبراس لم يكن به بأس.
وفي كتاب ابن الجاود: ليس بشيء.
وذكره أبو العرب، والبلخي في " جملة الضعفاء "، وقال الدارقطني: ضعيف.
وفي قول المزي: قال أبو جعفر العقيلي: في حديثه وهم. نظر ينبغي أن يتثبت فيه فإني لم أره في النسخة التي عندي. -، والله أعلم.(7/31)
من اسمه ضرار وضريب
2553 - (عخ) ضرار بن صرد التيمي أبو نعيم الطحان الكوفي.
ذكره أبو العرب، والعقيلي في " جملة الضعفاء ".
وقال الساجي: عنده مناكير.
وقال أبو عمر بن عبد البر في " الاستغناء ": كذبه يحيى بن معين لحديث أنس في فضيلة بعض الصحابة.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال ابن حبان: كان فقيها عالما بالفرائض إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات حتى إذا سمعها من كان دخيلا في العلم شهد عليه بالجرح والوهن.
وقال أبو الحسن الدارقطني، وابن قانع: كوفي ضعيف، زاد ابن قانع: ويتشيع.
وقال أبو محمد بن الأخضر في " مشيخة البغوي ": ليس بالقوي.
وقال المطين: توفي في ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين وكان لا يخضب.
2554 - (بخ م مد ت س) ضرار بن مرة أبو سنان الكوفي الشيباني الأكبر.
قال البزار في " المسند ": كان أحد العباد الثقات.(7/32)
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، والطوسي، وابن حبان، وقال في كتاب " الثقات " - الذي ذكر المزي توثيقه من عنده ولم يذكر له تاريخ وفاة جملة وهي ثابتة في كتاب " الثقات " فلو كان نقله من أصل لرآه - وهو: روى عنه شعبه وأهل العراق وكان عابدا مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وكذا ذكر وفاته يعقوب بن سفيان، وابن قانع، وخليفة في " تاريخه " وغيرهم.
وقال ابن سعد في كتاب " الطبقات الكبير ": كان من البكائين الكوفيين الأربعة: ابن أبجر، و [ق203/أ] سوقه، ومطرف، وهو، وكان ثقة مأمونا حفر قبره قبل موته بخمس عشرة سنة وكان يأتيه فيختم فيه القرآن.
وفي " تاريخ البخاري الكبير "، وقال [عبيد الله] عن إسرائيل: العجلي.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: وثقه ابن نمير وغيره وكان رجلا صالحا فاضلا صاحب سنة وخير.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": ثنا الوليد بن شجاع قال سمعت أبي يقول: أدركت بالكوفة أربعة لم أر أفضل منهم: أبو سنان ضرار بن مرة، وفي موضع آخر: لم أر مثلهم ولم أكن أستطيع أن أفضل بعضهم على بعض لتقارب أمر بعضهم من بعض.
وقال يعقوب بن سفيان: كان خيارا ثقة، وفي موضع آخر: ثقة ثقة.(7/33)
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب " الكنى ": أجمعوا على أنه ثقة ثبت.
وفي " تاريخ المنتجيلي ": شيباني من أنفسهم ثقة في الحديث صاحب سنة وكان سفيان بن عيينة يقول: ما رأيت أحدا أرق من أبي سنان، وكان أحمد بن حنبل يقول: أبو سنان ثقة ثقة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: كوفي ثقة فاضل.
وقال الحداد في " تاريخ هراة ": ضرار بن مرة من أجلة علمائها وقال ابن القطان: كوفي ثقة.
2555 - (م4) ضريب بن نقير، ويقال: ابن نفير، ويقال: ابن نفيل أبو السليل القيسي الجريري البصري.
خرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم، وابن حبان، وأما الطوسي فحسنه.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: وثقه ابن نمير، وابن مسعود وغيرهما.
وقال ابن سعد في كتاب " الطبقات ": كان ثقة إن شاء الله.
وقال أبو عمر في كتاب " الاستغناء ": الأكثر " نقيرا " بالقاف.
وفي تاريخ البخاري الصغير: ضريب بن نقير بن شمير نسبه علي لنا [عن] الجريري.(7/34)
من اسمه ضمام وضمرة
وضمضم وضميرة
2556 - (بخ) ضمام بن إسماعيل بن مالك المرادي المعافري، ثم الناشري أبو إسماعيل المصري ختن أبي قبيل المعافري.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " - الذي ذكر المزي توثيقه من عنده وأغفل منه -: كنيته أبو شريح، وقد قيل: أبو إسماعيل.
وفي كتاب العقيلي: هو صدوق ثقة.
وقال ابن معين: عقبة بن نافع أقوى منه، وروى عن سفيان بن سعيد.
وفي " تاريخ ابن يونس " عن زيد بن عبد الرحمن عن أبيه قال: كان ضمام لا يقدر أن يمشي وإذا أراد الصلاة هدي بين رجلين حتى يقوم فإذا اعتدل قائما لم يبال ما قام في طول قيامه. وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: يقال: إنه ابن عم عقبة بن نافع المعافري، ومات سنة خمس وثمانين، وقيل: سنة تسعين ومائة.
وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه وفي حديثه لين، قال ابن خلفون: كان متعبدا زاهدا وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وفي كتاب المنتجيلي: ثنا أبو الحسن الخشني ثنا أبي ثنا محمد بن إسحاق قال: قال [ق203/ب] يحيى بن معين: ضمام بن إسماعيل ثقة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ضمام بن إسماعيل متروك.(7/35)
وفي قول المزي: المرادي المعافري نظر؛ وذلك أن مرادا اسمه: يخابر بن مالك ومالك هو: جماع مذحج بن أدد والمعافر بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد فمرة هذا أخو مذحج الذين مراد منهم هذا قول جماعة من أهل النسب.
وذكر الكلبي في كتابه " الجامع ": أن يعفر أبو المعافر بن مر بن أد بن طانجة بن إلياس بن مضر وأنه يتأمن.
وفي " نوادر أبي علي الهجري ": المعافر بن كنيع بن ذي خطبان بن بولان بن ردمان بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس، وأيا ما كان فليس من مراد بشيء من الأحوال على أني لم أر للمزي في ذلك سلفا، والله تعالى أعلم.
ونسبه ابن ماكولا وابن السمعاني أشمونيا.
وفي " الكامل " [لأبي] عدي: عن عبد الله بن أحمد قال: قال لي أبي: اكتب عن سويد أحاديث ضمام، وقال أبو أحمد: وهذه الأحاديث التي أمليتها لضمام لا يرويها غيره وله غيرها الشيء اليسير.
أتدري ما العلو فدتك نفسي ... هو الإتيان بالقول المقول
2557 - (4) ضمرة بن حبيب بن صهيب الزبيري أبو عتبة الشامي والد عتبة.
ذكره ابن حبان في " الثقات " كذا ذكره المزي وهو بحمد الله لا ينقل شيئا إلا معوزا وذلك أنه لم يذكر له وفاة البتة وهي ثابتة في الكتاب الذي نقل منه توثيقه، قال ابن حبان في " الثقات ": كنيته أبو عتبة وقيل: أبو بشر مات سنة ثلاثين ومائة وكان مؤذن مسجد دمشق.(7/36)
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: هو من مشاهير أهل الشام وعبادهم، وهو أخو مهاجر بن حبيب وثقه ابن صالح وغيره.
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك " وحسنه الطوسي.
وذكره خليفة في الطبقة الثالثة مع الذين توفوا في الثلاثين ونحوها.
2558 - (بخ 4) ضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد الله مولى علي بن أبي حملة.
قال ابن سعد: لم يكن هناك أفضل منه لا الوليد ولا غيره.
وذكره أبو حاتم البستي في " جملة الثقات " وقال: مات في شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائة، وكذا ذكر وفاته أيضا أبو عبيد بن سلام وغيره.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذا الحاكم النيسابوري.
وقال أبو يحيى الساجي: صدوق يهم عنده مناكير ثنا الفريابي ثنا ابن أبي السري ثنا ضمرة عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ملك ذا رحم محرم فهو عتيق ".
ولما ذ كره ابن خلفون في " الثقات " قال: كان فقيها مشهورا بالشام، وثقه ابن وضاح، والبكري، وابن صالح وغيرهم.
ولما ذكر أبو عيسى حديثه " من ملك ذا رحم " قال لا يتابع ضمرة على هذا الحديث وهو حديث خطأ عند أهل الحديث، وبنحوه ذكره الطوسي.
وفي " تاريخ أبي زرعة النصري الكبير ": قالت [لأبي أحمد]: فإن ضمرة(7/37)
يحدث عن الثوري عن عبد الله عن ابن عمر " من ملك ذا رحم " فأنكره ورده ردا شديدا، [وقال: لو قال رجل: هذا كذب لم يكن مخطئا] قلت له: فإنه يحدث عن ابن شوذب عن ثابت [ق204/أ] عن أنس: " رأيت القاتل يجر نسعته "ه فقال: أخاف أن يكون هذا مثل هذا.
وقال أحمد: بلغني أن ضمرة كان شيخا صالحا.
[قال وسمعته يقول في حديث ضمرة عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد] عن سعيد عن أبي ثعلبة - " يرفعه كل ما ردت عليك قوسك ": ليس بشيء، قلت: يا أبا عبد الله: أتخاف ألا يكون له أصل؟ فنحى ألا أصل له، وقال: ما لسعيد وأبي ثعلبة.
وفي " تاريخ ابن عساكر ": أصله مروزي ومات بالرملة ولم يخلف عقبا فورثه أبو عاصم، وقال عبد الله بن أحمد قلت لأبي: أيما أحب إليك ضمرة أو بقية؟ قال: لا ضمرة أحب إلينا وهو مليح الحديث.
وفي " سؤالات معاوية " عن يحيى: مات سنة مائتين أو اثنتين ومائتين، وقال دحيم والحسن بن محمد: مات سنة مائتين انتهى.
رأيت له تاريخا مفيدا يشتمل على وفيات ومواليد وغير ذلك.
وذكره ابن شاهين في " الثقات ".(7/38)
2559 - (م4) ضمرة بن سعيد بن أبي حنة بالنون، وقيل: بالباء بواحدة واسمه: عمرو بن غزية المازني الأنصاري المدني.
ذكره ابن خلفون في " الثقات " وقال: وثقه أحمد بن صالح وغيره.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذا أبو عوانة الإسفرائيني.
وفي كتاب ابن سعد: أمه عقة بنت حبان بن منقذ فولد ضمرة: محمد أو موسى وأبا الغيث، واسمه إسماعيل، وأمهم: أمة الله بنت سعد بن حبان بن منقذ.
2560 - (4) ضمضم بن جوس، ويقال: ابن الحارث بن جوس الهناني اليماني.
قال ابن حبان في " الثقات ": ومن قال ضمضم بن جوس فقد نسبه إلى جده انتهى وهو رد لقول المزي: ويقال: ابن الحارث بن جوس لعدم التغابر بين النسبتين.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم أبو عبد الله وقال: هو من ثقات أهل اليمامة سمع من جماعة من الصحابة وقد وثقه أحمد بن حنبل.
وقال أبو سعد بن السمعاني: ثقة.
وفي كتاب الصريفيني: وقال معاذ بن معاذ في نسبه: الهزاني والأول أصح.
وذكره ابن خلفون في " الثقات "، وذكره ابن سعد في جملة الفقهاء والمحدثين من أهل اليمامة.(7/39)
2561 - (د) ضمضم بن زرعة بن ثوب الحضرمي الحمصي.
ذكره البرديجي في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة.
ونسبه أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي: ضمضم بن زرعة بن مسلم بن سلمة بن كهيل الحضرمي.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: وثقه ابن نمير وغيره.
2562 - (بخ) ضمضم بن عمرو أبو الأسود الحنفي البصري.
ذكره ابن خلفون في " الثقات " وقال: قال أبو الفتح الموصلي الأزدي: ضمضم بن عمرو لين.
وخرج الشيخ ضياء الدين المقدسي حديثه في صحيحه المسمى " بالأحاديث الجياد ".
2563 - (د ق) ضمضم أبو المثنى الأملوكي الحمصي.
قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب " الاستغناء ": ثقة.
وذكره ابن خلفون في " الثقات ".
وفي كتاب أبي أحمد الحاكم، وابن حبان: وهو الذي يقال له المليكي.
وفي " تاريخ البخاري ": المليكي وهم، والله تعالى أعلم.
وقال ابن القطان: [ق204/ب] أبو المثنى الحمصي فيه نظر، وذلك أن ابن أبي حاتم قال: أبو المثنى الحمصي الأملوكي واسمه ضمضم يروي عنه صفوان بن عمرو، وهلال بن يساف. وروى هو عن: عتبة بن عبد وأبي أبي ابن أم حرام.(7/40)
وكذا فعل مسلم، وأما أبو محمد بن الجاود فإنه جعل أبا المثنى الأملوكي ضمضا الذي روى عنه صفوان في ترجمة وأبا المثنى عن أبي أبي الذي روى عنه هلال في ترجمة أخرى قال: وقد قيل هذا والذي روى عنه صفوان واحد قال: ولم يبين لي ذلك ثم أورد عن الأثرم قال: سمعت أحمد - وذكر رواية صفوان وهلال عن أبي المثنى - فقال: سبحان الله كالمتعجب ثم قال: يروى عنه هلال بن يساف وصفوان بن عمرو وأبى لبعد ما بينهما.
قال ابن القطان: فأقول إن الذي روى عنه هلال ويروي عن أبي أبي لا يدري بأنه ضمضم فالقول بأنه هو من جهة الرواة عنه لا يصح وذلك غير كاف، وإذا كان واحدا فإنه لا يعرف أو اثنين فإنهما لا يعرفان ولا أثر لكونهما واحدا إلا أن يكون قد روى عنه رجلان وإذا كانا اثنين فيكون كل واحد منهما لا يعرف روى عنه غير واحد فعلى كل حال لا يصح الحديث؛ لأن عدالة رواته لا تعرف.
2564 - (د ق) ضميرة الضمري ويقال: السلمي، ويقال: الأسلمي والد سعد.
قال أبو القاسم البغوي: ضميرة بن سعد الضمري سكن المدنية وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا لا أعلم له غيره.
وقال ابن حبان: ضميرة بن أبي ضميرة جد حسين بن عبد الله بن ضميرة.
وقال العسكري: ضميرة بن أبي ضميرة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له دار بالبقيع وولد بها هو أخوه وأحسب أن من ولده حسين بن عبد الله بن ضميرة. وفي بني كنانة آخر يقال له:(7/41)
2565 - ضميرة بن سعد.
وليس بمولى روى عنه ابنه زبان بن ضميرة ومن لا يعلم يخرجه في الموالي وهو من بني ليث بن بكر.(7/42)
باب الطاء
من اسمه طارق وطالب وطاوس
2566 - (بخ م ت س ق) طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي والد أبي مالك.
قال مسلم بن الحجاج في كتاب " الوحدان ": وأبو صالح المؤذن لم يرو عنه غير ابنه مالك.
وقال البغوي: سكن الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
2567 - (قد) طارق بن أبي الحسناء.
قال المزي: قال ابن حبان: أحسب أن اسم أبيه عبد الرحمن من غير أن يكمل تعليل قوله واستدلاله عليه، وهو قوله: لأن الأعمش روى عن طارق بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير أحرفا يسيرة انتهى، فكان يلزم على هذا أن يذكر سعيد بن جبير في أشياخه أو ابن حبان فلما لم يفعلا ووجدناه لا شيخ له عندهما وعند غيرهما سوى الحسن علمنا أنه ليس إياه إذ لو جزم به ابن حبان لذكره في شيوخه، والله تعالى أعلم [ق205/أ] وسيأتي ذكر طارق بن عبد الرحمن الراوي عن سعيد بن جبير والراوي عنه الأعمش من كتاب المزي وابن حبان وغيرهما وأنه ليس مجهولا كما قاله أبو حاتم في ابن(7/43)
أبي الحسناء بل هو نفسه ذكره يحيى وأثنى عليه فدل أنه غيره.
2568 - طارق بن سويد، ويقال: سويد بن طارق الحضرمي، ويقال: الجعفي.
حديثه عند أهل الكوفة له صحبة كذا ذكره المزي ولم يبين صواب ذلك من خطئه فنظرنا فإذا أبو حاتم الرازي قد قام بهذه الوظيفة وقال: سويد بن طارق أشبه، وخالفه في ذلك أبو علي بن السكن فقال: رواه غندر عن شعبة عن سماك عن علقمة أن طارق بن سويد، فلم يشك وهو الصواب.
وقال البخاري: وقال أبو نعيم ثنا شريك عن سماك عن علقمة عن طارق بن زياد أو زياد بن طارق الجعفي، قال محمد في اسمه.
وقال البغوي: وقد روى غير حماد بن سلمة عن سماك عن علقمة عن سويد بن طارق، وقد قيل: أيضا يزيد بن سلمة والصحيح عندي طارق بن سويد.
ولما ذكر العسكري الاختلاف فيه قال: سويد بن طارق ليست له صحبة.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: وقال الوليد عن سماك عن علقمة عن طارق بن شمر أو بشر.
2569 - (ع) طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نفر البجلي الأحمسي أبو عبد الله الكوفي.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم كذا ضبطه المهندس بفتح النون وبالفاء، وجوده عن الشيخ وفيه نظر؛ لما قاله الجياني في " التقييد ": يعرف بالنقري بضم النون وبالقاف(7/44)
نسبة إلى جده.
وقال أيضا كذلك الرشاطي، والسمعاني وغيرهما ويشاحح المزي أيضا في قوله: البجلي الأحمسي إذ الصواب أن يقال: البجلي ثم الأحمسي؛ لأن أحمس من بجيلة لا أن بجيلة من أحمس، ويوضحه أيضا ما ذكره البارديجي أن عليا رضي الله عنه إذا أقسم قال: لا والذي جعل عديا خير قيس لا والذي جعل أحمس خير بجيلة.
وقال البرقي: ليس له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم يعرف.
وقال ابن السكن: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، ويقال عن علي بن المديني: هو أخو كثير بن شهاب الذي روى عن عمر.
وفي كتاب " المراسيل " لعبد الرحمن عن أبيه: ليست له صحبة والحديث الذي رواه " أي الجهاد أفضل " مرسل. قلت: قد أدخلته في مسند " الوحدان ". قال: أدخلته في " الوحدان " لما حكى من رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقال خليفة: روى أحاديث ليس فيها سماع.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وهو أخو أبي عزرة.
وفي " سنن أبي داود " قال أبو داود: لم يسمع طارق من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.
ولما ذكره ابن ماكولا قال: كان شريفا.(7/45)
وقال العجلي: طارق بن شهاب الأحمسي من أصحاب عبد الله، وهو ثقة. ولم ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: وثقه ابن صالح والنسوي وغيرهما.
ولما ذكره الهيثم بن عدي في كتاب " الطبقات " عده في الطبقة الأولى مع أصحاب عمر بن الخطاب، وقال: توفي زمن الحجاج أيام الجماجم سنة ثمانين كذا في " الطبقات "، وقال في " الصغير " كما ذكره المزي أيام الجماجم فقط.
وقال [ق205/ب] ابن حزم في " المحلى ": لا شك في صحبته.
وذكره في الصحابة أيضا أبو عمر، وابن منده وأبو نعيم، والبغوي، وابن حبان، وابن قانع، وأبو أحمد العسكري في آخرين.
2570 - (4) طارق بن عبد الله المحاربي الكوفي.
قال ابن السكن: لم يرو عنه غير ثلاثة أحاديث.
وقال البرقي، والبغوي: حديثين.
ولما خرج الحاكم حديثه: " لا تبزقن بين يديك " قال: هذا حديث صحيح على ما أصلته من تفرد التابعي عن الصحابي.
وألزم الدارقطني الشيخين تخريج حديثه لصحة الطريق إليه.
وفي كتاب الكلبي: هو من الخضر بن محارب.
ووقع في كتاب " الضعفاء " لأبي الفرج بن الجوزي شيء غريب وهو: طارق(7/46)
ابن عبد الله المحاربي، قال أحمد بن حنبل ليس حديثه بذاك، وقال يحيى بن معين: ثقة انتهى وقد حرصت على أن أعرف هذا الرجل من أي بلد هو وعمن يروي وهل هو المبدأ بذكره أم لا؟ ولو كان المبدأ به مختلف في صحبته قلنا لعله هو لكنه لم يتخلف أحد عن ذكره في الصحابة مع تصريحهم بصحبته حتى أبو الفرج نفسه ذكره في جملة الصحابة من غير تردد ولا شك، والله أعلم.
2571 - (ع) طارق بن عبد الرحمن البجلي الأحمسي الكوفي.
قال العجلي: ثقة كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن الذي في " تاريخ " العجلي - في غير ما نسخة صحيحة -: طارق بن عبد الرحمن بن القاسم: ثقة لم يذكر البجلي بحال، وكذا نقله غير واحد أيضا عنه.
وقوله أيضا قال النسائي: ليس به بأس فيه نظر أيضا؛ لأن النسائي لم ينسبه ولا زاد على قوله: طارق بن عبد الرحمن فلو ادعى مدع أنه أراد، ابن القاسم لم يجد خصمه ما يدفع به قوله ولكان له أن يستدل على ذلك بأن أبا عبد الرحمن ذكره في " الضعفاء " وقال: ليس بالقوي، فدل أنهما اثنان عنده، الأول: لا بأس به، والآخر: ليس بالقوي، ولم نجد من سمي بهذا الاسم في هذه الطبقة غير أن ابن القاسم وهذا فيصرف كلامه إليهما من غير أن يتكرر لفظه أو يتهاتر، والله تعالى أعلم.(7/47)
وذكره البرقي في كتاب " الطبقات " في باب " من احتمل حديثه من المعروفين وتكلم فيه بعض أهل العلم بالحديث "، قال: وأهل الحديث يخالفون يحيى بن سعيد فيه ويقوونه.
وفي كتاب الساجي عن أحمد بن حنبل: في حديثه بعض الضعف.
وذكره ابن شاهين في " الثقات "، وأبو العرب، والعقيلي في " جملة الضعفاء ".
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو عوانة، والحاكم، والدارمي، وأبو علي الطوسي.
وذكره ابن خلفون في " الثقات "، وقال البخاري: طارق مقبول الحديث، وقال ابن نمير: هو ثقة، وكذا قاله يعقوب بن سفيان.
2572 - (م د) طارق بن عمرو الأموي قاضي مكة شرفها الله تعالى، ويقال: قاضي المدينة مولى عثمان بن عفان.
قال أبو زرعة: ثقة، وقال الواقدي: وفيها - يعني سنة ثلاث وسبعين - ولّى عبد الملك طارق بن عمرو مولى عثمان المدينة، فوليها خمسة أشهر وفي آخر سنة اثنتين وخمسين غلب عليها يعني المدينة طارق بن عمرو وسمع من جابر بن عبد الله حديث " العمري " كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأن القاضي غير الوالي، والوالي اسم أبيه: عمرو كذا ذكره غير واحد وأما القاضي الذي وثقه أبو زرعة فلم يسم أبوه، قال ابن أبي حاتم: طارق قاضي مكة روى عن(7/48)
جابر، روى عنه سليمان [ق206/أ] بن يسار، وحميد الأعرج، سئل أبو زرعة عن طارق المكي قاضي مكة فقال: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " لم يسم أباه، وكذا فعله ابن أبي خيثمة في " تاريخه "، ومسلم، وأبو داود لما خرجا حديثه.
وقال ابن عساكر: وهم ابن أبي حاتم من وجوه.
أحدها: قال قاضي مكة وإنما كانت هذه القصة بالمدينة. انتهى. انظر إلى احترازه من أن يسميه قاضيا وقال هذه القصة يعني قضاء طارق بالعمري. قال: والثاني قوله: روى عن جابر وهو لم يرو عن جابر إنما قضى - يعني في إمرته - بقول جابر وفيه رد لقول المزي سمع جابرا.
قال: والثالث قوله: روى عنه سليمان يعني ولم يرو عنه وإنما حكى فعله، وفي حديث الوالي عن جابر بن عبد الله قال: نظرت إلى أمور كلها أتعجب منها عجبت لمن سخط ولاية عثمان حتى ابتلي بطارق مولاه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما ترجم أبو القاسم باسمه قال: طارق بن عمرو مولى عثمان وجهه عبد الملك من الشام فغلب له على المدينة ثم ذكر كلام ابن سعد عن الواقدي وكلام خليفة الذين نقلهما المزي ولم يذكر توليته القضاء في ورد ولا صدر وكذا فعله محمد بن جرير في " تاريخه " وكأن المزي لما رأى أن طارقا قضى بالعمري عن قول جابر، ورأى طارق في كتاب الرازي: تولى قضاء مكة، وروى عن جابر اعتقدهما واحدا، وما درى أن طارقا هذا كان من شر الولاة، وفيه يقول الراجز لما أرسله عبد الملك [مردا] للحجاج في قتال ابن الزبير ذكره الزبير.
يخرجن ليلا ويدعو طارقا ... والدهر قد أمر عبدا سارقا(7/49)
وإن عمر بن عبد العزيز ذكره يوما - فيما ذكره الجاحظ في " الهاشميات " - فقال: امتلأت به الأرض جورا.
وفي كتاب أبي الفرج الأموي: كان من الولاة الجورة.
وفي كتاب " الإحكام " لابن حزم: كان من الفساق أعداء الله تعالى، فكيف يكون قاضي، وإن كان في القضاء من هو جائر في أحكامه، لكنا لم نر من قاله بعده، ولا من جمع بينهما إلا ما يوهمه كلام ابن عساكر على أنه استدركه بتوهم من قاله.
2573 - (د) طارق بن مخاشن، ويقال: أبي مخاشن، ويقال: ابن أبي مخاشن، ويقال: أبو مخاشن الأسلمي حجازي.
قال ابن حبان: روى عن أبي ذر.
وقال الذهلي في كتابه " علل حديث الزهري ": المحفوظ طارق بن مخاشن.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": قال الزبيدي عن الزهري عن طارق أبي مخاشن، كذا هو مضبوط بخط أبي ذر الهروي، وابن الأبار، وأبي العباس بن ياميت.
وفي كتاب ابن أبي حاتم بخط الخراز، وغيره كذلك.
وأما أبو بشر الدولابي فإنه ذكره - أيضا - في كتاب " الكنى " في باب الميم مع(7/50)
الحاء المهملة، وأسنده إلى الزبيدي، وكذا ذكره النسائي في " الكنى ".
وذكره ابن الجوزي في جملة الصحابة، ومسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
2574 - (س) طارق بن المرقع حجازي.
روى عن صفوان بن أمية، روى عنه عطاء، هذا جميع ما ذكره به المزي.
وفي كتاب " الاستيعاب ": روى عنه [ابنه عطاء بن طارق وعطاء في صحبته نظر]. أخشى أن يكون حديثه في " موات الأرض " مرسلا.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: ذكره بعض المتأخرين، وزعم أنه حجازي وعده في الصحابة، له ذكر في حديث ميمونة [ق206/ب] وفيه: فدنا أبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بقدمه، وقال: إني شهدت جيش عثران، فقال طارق بن المرقع: من يعطيني رمحا بثوابه؟ قال: قلت: وما ثوابه؟ قال أزوجه أول بنت تكون لي - فذكر الحديث. قال أبو نعيم: طارق بن المرقع إن كان إسلاميا فهو تابعي، وأما المزوج من كردم، ولا يعرف له في الإسلام أثر، ولا ذكر، فكيف في الصحابة.
ولما ذكره ابن فتحون في الصحابة نسبه كنانيا.
وذكره أبو الفضائل الصغاني في جملة الصحابة المختلف في صحبتهم، ولم أر له ذكر عند غير من ذكرت.(7/51)
2575 - (ت) طالب بن حجير أبو حجير العبدي البصري.
خرج الحاكم حديثه في " المستدرك "، وحسنه أبو علي الطوسي.
وذكره ابن خلفون في " الثقات ".
وقال ابن عبد البر في كتاب " الاستغناء ": هو عندهم ثقة من الشيوخ.
2576 - (ع) طاوس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن الحميري من أبناء الفرس، واسمه ذكوان.
روى عن عائشة كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: ذكر البخاري في " الأوسط ": قيل لعبد الرزاق ولد طاوس يدعون أنهم من الأبناء. فعجب، وقال: هم موالي همدان.
الثاني: في كتاب " المراسيل " لعبد الرحمن: قرئ على العباس بن محمد قال: قلت ليحيى: سمع طاوس من عائشة رضي الله عنها؟ قال: لا أراه وقد سمع من أبي موسى، يعني الأشعري.
قال الآجري: قلت لأبي داود: طاوس سمع من عائشة؟ قال: ما أعلمه سمع من عائشة، وسمع من أبي موسى.
وفي " سنن أبي الحسن الدارقطني " من حديث نهشل عن أبي عمرو البصري عن الضحاك بن مزاحم عن طاوس قال: سمعت أبا الدرداء.
ولما رواه الطبراني في " الأوسط " قال: لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به أسد بن موسى يعني عن عبد الواحد عن نهشل.(7/52)
وزعم أبو زرعة، ويعقوب بن شيبة في " مسنده " أن حديثه عن عمر وعلي مرسل، قال أبو حاتم: وعن عثمان مرسل، لم يسمع منه شيئا، وقد أدرك زمنه؛ لأنه قديم.
وفي كتاب " الإشبيلي " قال أبو محمد: لم يدرك طاوس معاذ بن جبل.
وفي كتاب " الطبقات ": كان يخضب بالصفرة وقيل: بالحمرة رأسه ولحيته بالحناء، ويكثر النقيع، فإذا كان الليل حسر، وكان يكره السابري الرقيق، ويكره التجارة فيه، وكان بين عينيه أثر السجود، وكان من دعائه: اللهم احرمني المال والولد وارزقني الإيمان والعمل، ولما استعمله محمد بن يوسف على بعض تلك السعاية قيل له: كيف تصنع؟ قال: نقول للرجل تزكى مما أعطاك الله، فإن أعطانا [الله] أخذنا، وإن تولى لم نقل، وعن عمران بن عيسى أن عطاء: كان يقول: ما يقول طاوس في كذا؟ فقلت: أبا محمد ممن نأخذه؟ قال: من الثقة طاوس.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " لأبي الوليد: كان مولى الجعد، وقال: جالست ما بين الخمسين إلى السبعين من الصحابة، وعن الزهري قال: لو رأيت طاوسا علمت أنه لا يكذب، وقال سلمة بن كهيل: ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله تعالى إلا عطاء وطاوسا ومجاهدا.
وفي " تاريخ المنتجيلي ": هو طاوس بن أبي حنيفة كيسان، وقال يحيى بن معين: اختلفوا في اسم طاوس فقيل: ذكوان، وقيل: اسمه طاوس، وقيل: هو من خولان، وقيل من النمر بن قاسط.
وقال سفيان بن عينية: مجتنبو السلطان ثلاثة: أبو ذر في زمانه وطاوس في(7/53)
زمانه والثوري في زمانه [ق207/أ].
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت أحدا أعف عما في أيدي الناس من طاوس.
وقال خصيف: كان طاوس أعلمهم بالحلال والحرام.
وقال حنظلة: كنت أرى طاوسا إذا رأى قتادة يفر منه؛ لما يتهم به قتادة من القدر.
وقال سفيان بن سعيد: كان طاوس يتشيع، وقال: أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اختلفوا في شيء انتهوا فيه إلى قول ابن عباس، ودخل المسجد الحرام، فإذا حلقة فيها الحسن وعطاء، فلما نظر إليه مقبلا فسح له حين قعد بينهما، فيأتي المستفتي إلى الحسن فيشير بإصبعه إلى طاووس، ويأتي المستفتي إلى عطاء فيشير بإصبعه إلى طاوس، وعن ليث قال: إذا ترخص الناس في شيء شدد فيه طاوس وإذا شددوا في شيء رخص فيه، قال الليث: وهذا هو العلم.
وفي كتاب " الثقات " لابن خلفون: قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: سألت أحمد بن حنبل عن الثبت في ابن عباس فقال: عطاء وطاوس وابن جبير.
وقال علي بن المديني: وليس عندي من أصحاب عبد الله أجل من سعيد وجابر وعكرمة وعطاء وطاووس ومجاهد، وكان ابن عيينة يقدم طاووسا عن هؤلاء، والثوري يقدم سعيدا.
مات سنة خمس ومائة قاله ابن أبي عاصم.
وفي كتاب ابن زبر: سنة ثلاث ومائة.
وفي كتاب " الثقات ": سنة أربع ومائة.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ " عن يحيى بن سلام عن قتادة أنه قال:(7/54)
فقيه أهل اليمن طاوس، وهو من الفرس.
وفي كتاب يعقوب بن سفيان: صلى عليه هشام قبل التروية بيومين، وقيل: بيوم بين الركن والمقام.
وفي " الثقات " لابن شاهين: قال إبراهيم بن ميسرة: حدثني الرضا، يعني طاوسا.
وفي " تاريخ أبي بكر بن أبي شيبة ": توفي سنة ست في آخرها.
وفي " كتاب الميموني ": عن أبي عبد الله الشامي قال: استأذنت على طاوس لأسأله عن مسألة، فخرج إلي شيخ كبير، فظننت أنه هو فقلت: أنت طاوس قال: أنا ابنه. فقلت: إن كنت ابنه فقد خرف أبوك، فقال: لا. إن العالم لا يخرف فلما دخلت على طاوس قال: سل وأوجز، وإن شئت علمتك في مجلسك هذا القرآن والتوراة والإنجيل؟ قلت: نعم، قال: خف الله مخافة لا يكون شيء أخوف عندك منه، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك.
وفي كتاب " الطبقات " للطبري: كان عالما عابدا فقيها ورعا وكان بعضهم يقول: هو مولى ابن هودة الهمداني.
وفي كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل: أخبرت عن ضمرة عن ابن شوذب قال: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة ستة ومائة، قال: فجعلوا يقولون: رحمك الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة.
وبعث إليه بعض الأمراء بسبعمائة دينار، فلم يقبلها فرمى بها الرسول في كوة، ثم قال لهم: قبلها ثم بلغ الأمير عن طاوس شيئا يكرهه، فأرسل يطلب المال فقال: ما أخذت شيئا فجيء بالرسول فقال: وضعها في كوة،(7/55)
فوجدوها كما قال، قد عشش عليها العنكبوت.
ولما مات لم يصلوا إليه حتى بعث ابن هشام بالحرس قال همام: فلقد رأيت عبد الله بن حسين واضعا السرير على كاهله، فلقد سقطت قلنسوته ومزق رداؤه من خلفه.
وسأله سالم بن قتيبة عن شيء فانتهره، فقيل هذا ابن والي خراسان، قال: ذاك أهون له علي.
وقال له عمر بن عبد العزيز: [ق207/ب] ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين سليمان، فقال - متعجبا -: ما لي إليه حاجة.
وحلف إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة: ورب هذه البنية ما رأيت الشريف والوضيع بمنزلة واحدة إلا عند طاوس، وقال قيس بن سعد: كان طاوس منا، مثل ابن سيرين منكم.
وقال عبد العزيز بن أبي رواد: كان طاوس كأبيه.
وأخبار طاوس كثيرة اقتصرنا منها على هذه النبذة، ولم يذكر من عند أبي نعيم شيئا لعله تعلقه بما نحن بصدده.(7/56)
من اسمه طخفة وطرفة وطريف
2577 - (د س) طخفة بن قيس الغفاري - له حديث واحد في النوم على بطنه.
قال العسكري: ويقال: طهفة روى عنه ابنه يعيش، كان يسكن الصفيراء قرب المدينة، وكان من أصحاب الصفة، روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى ذي الفاقة من الناس فيقول: " يا فلان اذهب بفلان فأضفه "، وقد روي عن طهفة وعن أبي طهفة.
وقال ابن أبي خيثمة: أبو طحفة وأحسبه الأول الذي ذكرته.
وقال البغوي: سكن المدينة.
وقال ابن السكن: اختلفوا في اسمه، وكان يسكن غبقة.
وفي كتاب أبي عمر ابن عبد البر: اختلف فيه اختلافا كثيرا واضطرب فيه اضطرابا شديدا فقيل: طهفة بالهاء، وقيل: طعفة بالعين، وقيل: طبقة بالقاف والباء.
وفي كتاب ابن الجوزي، وقيل: طهية.
قال أبو حاتم الرازي: روى عنه أبو عبد الله.
وفي " منال الطالب " لابن الأثير: طهفة بفتح الطاء وكسرها، والأول أعرف في اللغة.(7/57)
وذكره البخاري في فصل من مات بين الستين إلى السبعين.
وعن الحارث بن عبد الرحمن قال: كنت مع أبي سلمة، فأتى ابن لعبد لله بن طهفة الغفاري فقال أبو سلمة: حدث عن أبيك فقال: حدثني أبي، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لي: " من هذا " قلت: عبد الله بن طهفة قال: " هذه ضجعة يكرهها الله تعالى ".
وعن نعيم المجمر عن أبي [طهفة] الغفاري قال: أخبرني أبي نحوه [قال محمد: وطهفة وهم].
ورواه أبو سلمة عن يعيش بن طخفة عن قيس الغفاري قال: " كان أبي من أصحاب الصفة "، لا يصح عن قيس [منه] ولا أبو هريرة.
وأبنا عبد الله أبنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن [يعقوب] بن طخفة الغفاري كان أبي وهذا وهم أيضا [قال محمد وطغفة وهم].
وذكره يعقوب في " باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم ".
2578 - (د) طرفة الحضرمي.
روى أبو داود في " سننه " حديث عبد الله بن أبي أوفى في القراءة في صلاة الظهر، من رواية رجل لم يسم عنه.(7/58)
وقال الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي: سمى بعض الرواة هذا الرجل: طرفة الحضرمي، لم يذكره المزي، ولم أره أيضا مذكورا في شيء من كتب التاريخ. - والله تعالى أعلم.
2579 - (د) طرفة بن عرفجة بن أسعد التميمي العطاردي والد عبد الرحمن بن عرفجة.
أصيب أنفه يوم الكلاب، وعنه ابنه عبد الرحمن بن طرفة، كذا ذكره المزي وقد حرصت على أن أجد [ق208/أ] هذا الرجل مذكورا في تاريخ من التواريخ، فما وجدته فينظر.
2580 - طريف بن شهاب، وقيل: ابن سعد، وقيل: ابن سفيان أبو سفيان السعدي الأشل، وقيل: الأعسم، وقال فيه البخاري: العطاردي.
كذا ذكره المزي مستغربا قول البخاري، معتقدا المغايرة بين النسبتين، وليس كذلك، لأن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم فهو تميمي سعدي عطاردي، لا خلاف بين أهل النسب في ذلك.
وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب " التاريخ ": هو رجل من أهل البصرة وليس هو أوثق الناس.
وفي كتاب " الضعفاء " لابن الجارود: ضعيف.
وقال ابن السمعاني: كان مغفلا كثير الوهم.
وقال البزار: روى عن جماعة غير حديث لم يتابع عليه، وإن كانوا هؤلاء قد احتملوا حديثه.
وقال [عمر] ابن عبد البر في كتبا " الاستغناء ": أجمعوا على أنه ضعيف الحديث.(7/59)
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: متروك.
وذكره البلخي، وأبو علي بن السكن، والساجي، والعقيلي، وأبو العرب في " جملة الضعفاء ".
وفي كتاب ابن حبان: يحتالون في تغيير اسمه لكيلا يعرف.
2581 - (خ 4) طريف بن مجالد السلي بن بني سلان أبو تميمة الهجيمي البصري.
أنشد أبو علي القالي في " الأمالي " عن ابن دريد عن أبي حاتم قال: قال أبو تميمة الهجيمي وأنشدنا كذلك:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... وسادي كف في السوار خصيب
وبين بني سلي وهمدان مجلس ... على ناية مني إلي حبيب
كرام المساعي يأمن الخيار فيهم ... وقائلهم يوم الخطاب مصيب
وذكر المبرد في كامله: قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي تميمة الهجيمي: " إياك والمخيلة " فقال: يا رسول الله نحن قوم عرب فما المخيلة؟ قال: " سبل الإزار ".
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
وذكره في جملة الصحابة أبو أحمد العسكري وابن عبد البر وابن منده وأبو نعيم وغيرهم.(7/60)
وقال ابن سعد: له أحاديث وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن خزيمة، والحاكم، والطوسي.
ولما ذكر البخاري السلي والهجيمي قال: لا أدري أيهما المحفوظ.
وفي كتاب " الاستغنا " لأبي عمر: هو ثقة حجة فيما نقل عند جميعهم.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: كان رجلا صالحا، وذكر المزي روايته عن أبي هريرة.
وفي " التاريخ الصغير " للبخاري: طريف أبو تيمية، لا يعلم له سماعا من أبي هريرة.(7/61)
من اسمه طعمة وطفيل
2582 - (د ت) طعمة بن عمرو الجعفري العامري الكوفي.
قال الحافظ أبو موسى المديني الأصبهاني في " أحاديث التابعين ": مات سنة ثمان وستين أو سبعين ومائة.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": ثنا علي بن عبد الحميد المعنى ثنا طعمة بن عمرو الجعفري الثقة المسلم [ق208/ب] وكان من العباد صاحب صلاة، وفي موضع آخر، وهو ابن أم البنين الأربعة، يعني الذي يقول فيهم لبيد:
نحن بني أم البنين الأربعة ... الضاربين الهام تحت الهيضعة
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: غمزه بعضهم ووثقه ابن نمير وغيره.
وذكر المزي روايته عن عمر بن بيان.
وفي " التاريخ الكبير ": رأى موسى بن طلحة وعمر بن بيان.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: روى عن موسى بن طلحة.
2583 - (ت ق) الطفيل [بن أبي] بن كعب الأنصاري المدني يكنى أبا بطن لعظم بطنه.
قال ابن سعد: كان صالح الحديث، ومن ولده: أبي ومحمد وعبد العزيز وعثمان.(7/62)
وفي كتاب المزي عن ابن سعد: قليل الحديث، والذي رأيت في غير ما نسخة ما أخبرتك به.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم النيسابوري.
وذكره ابن خلفون في " الثقات " ومسلم في " الطبقة الأولى من أهل المدينة "
وذكره الجعابي وغيره في جملة الصحابة، الذين حدثوا هم وآباؤهم، وأبو موسى المديني في كتابه " معرفة الصحابة " وقال: لقب أبا بطن، وابن عبد البر، وقال: [قال] الواقدي: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما خرج الترمذي والطوسي حديثه: " أجعل لك من صلاتي " قالا: هذا حديث حسن.
وقال أبو أحمد: لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.
2584 - (ق) الطفيل بن عبد الله بن سخبرة القرشي ويقال: ابن الحارث سخبرة، ويقال: الأزدي، ويقال: الأسدي - أيضا - له صحبة.
كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين الأزد والأسد بسكون السين وليس كذلك، لأنه يقال: الأزد، والأسد، والأصد، فيما ذكره الوزير أبو القاسم، وليس لقائل أن يقول: لعله أسدي بتحريك السين؛ لما رأيته مضبوطا [بخط] المهندس مجودا مصححا عليه بسكون السين.
ولما قاله أبو عمر بن عبد البر: ليس هو من قريش إنما هو من الأزد.
وقال أبو نعيم: هو طفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخبرة سكن المدينة(7/63)
وقيل: أمه أم [أقحوان] بنت كنانة، وقيل: أم رومان [بنت] عائشة. وقال ابن السكن: يقال: له صحبة، ويقال: هو الطفيل بن الحارث الذي روى عنه الزهري، وليست له صحبة.(7/64)
من اسمه طلحة
2585 - (ت ق) طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصمة الأنصاري المدني.
قال أبو عمر بن عبد البر في كتابه " التمهيد ": موسى بن إبراهيم بن كثير بن العالة الأنصاري مدني، وطلحة بن خراش - أيضا - من ولد خراش بن الصمة وكلاهما مدني ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: قال أبو الفتح الأزدي: طلحة بن خراش عن جابر مناكير.
وخرج ابن حبان حديثه في " صححيه "، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وفي كتاب المنتجيلي: طلحة بن خراش عن جابر مناكير.
وفي كتاب المنتجيلي: طلحة بن خراش القناد صالح يروي عن جابر، روى عبد السلام بن الحارث قال: كان منصور يقعد في دكان طلحة القناد فيأخذ اللوز فيكسره، ويأخذ من السكر فيأكله، فيقول له طلحة: تأكل طعامي بغير إذني؟ فيقول: أنا أعلم أنك تحب ذلك.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن طلحة القناد فقال: ليس بالقوي.
وفي كتاب البخاري وغيره [ق209/أ]: طلحة القناد بن يزيد.(7/65)
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: طلحة بن عمرو، فينظر في كلام المنتجالي.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي موسى: طلحة بن خراش بن الصمة قال يحيى بن معين: له صحبة، قال أبو موسى: كذا قال، ثم ذكر كلام ابن أبي حاتم، وقال: لا أدري أهما واحد أو اثنان؟
2586 - (ق) طلحة بن زيد القرشي أبو مسكين، ويقال: أبو محمد الرقي.
قال ابن الجوزي: كنيته أبو سليمان الرقي.
وقال المزي: وقال أبو علي محمد بن سعيد الحراني: حدث عنه جماعة من أهل الرقة، وآخر من حدث عنه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي. انتهى. فكان ماذا؟ أتعرف إيش أراد بهذا؟ مع كثرة من ذكر من الرواة عنه إنما أراد الدعوى بكثرة الاطلاع والتنقيب في الكتب الكبار والصغار، ولو ادعى مدع أنه ما رأى كلام أبي علي هذا، ولا تاريخه حالة التصنيف، لما كان مخطئا، أيجوز لمن رأى كتابه أن يذكر ما ذكره عنه ويترك قوله: وثنا أبو قرة عن أبيه عن طلحة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بأحاديث مناكير، وهو منكر الحديث؟ من غير فصل بين الكلامين.
وقال ابن عدي: ولطلحة هذا أحاديث مناكير.
وفي قول المزي: قال أبو نعيم الحافظ: حدث بالمناكير لا شيء. نظر؛ لأن الذي في كتابه: طلحة بن زيد منكر الحديث، قاله البخاري، ثم قال: طاهر(7/66)
ابن الفضل الحلبي، روى عن ابن عيينة وحجاج بن محمد مناكير لا شيء، وكذا ذكره أيضا عنه ابن عساكر فكأن المزي طمح بصره إلى الثاني، واعتقد أنه بقية الكلام في الأول.
وقال الساجي: منكر الحديث.
وذكره ابن الجارود، وأبو العرب في " جملة الضعفاء ".
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: طلحة بن زيد يضع الحديث.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، وهو الذي يقال له: طلحة بن يزيد.
والمزي نقل لفظه عن ابن حبان، ولو نقله من أصل الكتاب، لرأى فيه ما أسلفناه من غير فصل بين القولين.
ولهم شيخ آخر يقال له: -
2587 - طحلة بن زيد.
يروي عن أبي قلابة، ذكره البستي في " الثقات ".
2588 - وطلحة بن زيد.
وقيل: زيد بن طلحة، روى عن ابن عباس.
2589 - وطلحة بن زيد الأنصاري.
حدث عن حذيفة بن اليمان، ذكرهما الخطيب في " رافع الارتياب ". وذكرناهم للتمييز.(7/67)
2590 - (خ س) طلحة بن أبي سعيد الإسكندراني أبو عبد الملك المصري مولى قريش.
خرج الحاكم في " مستدركه " من حديثه عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن القاسم عن عائشة أنها قالت: " التمائم ما علق قبل نزول البلاء، وما علق بعد نزول البلاء فليس بتميمة ". وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وخرج ابن حبان أيضا حديثه في " صحيحه ".
وفي كتاب الباجي عن أبي حاتم الرازي: إسكندراني لا بأس به.
وقال ابن يونس: مولى قريش ثم لبني عبد الدار.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: كان رجلا صالحا فاضلا روى عن عمر بن عبد العزيز بن مروان، وخالد بن المهاجر بن عبد الرحمن التجيبي وأبي الكنود ثعلبة بن أبي حكيم المصري.
وذكره أيضا ابن شاهين في جملة " الثقات ".
2591 - طلحة بن عبد الله بن خلف بن أسعد بن عامر بن بياصة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر الخزاعي المعروف [ق209/ب] بطلحة الطلحات، يكنى أبا المطرف وقيل: أبو محمد.
وقال الطرطوشي في كتابه " سراج الملوك ": إنما قيل لطلحة بن خلف " طلحة الطلحات "؛ لأنه كان يشتري الجماعة من الناس فيعتقهم ويزوجهم، فإذا ولد لهم ذكر، سموه طلحة، فبلغ المسمون بذلك ألف رجل، فقيل له: طلحة الطلحات.
وفي كتاب " فصل الكتاب " للجاحظ: وكان أبوه سيد خزاعة.(7/68)
وفي كتاب " النساء المهبرات " لابن الأبار: كتبت امرأة إلى طلحة:
أيها المانح دلوي دونكا ... إني رأيت الناس يحمدونكا
فلما قرأه أحب أن لا يفطن الرسول، فقال: إنما سألت جبنة، ثم أمر بجبنة عظيمة، فكورت، وملئت دنانير وكتب إليها:
إنا ملأناها تفيض فيضا ... فلن تخافي ما حييت غيضا
خذي لك الجبن وعودي أيضا
وفي " تجارب الأمم ": كان أبوه يكتب لعمر بن الخطاب على ديوان البصرة، وقتل مع عائشة يوم الجمل، وقتل أخوه عثمان مع علي، وأدخلت عائشة يومئذ داره، وهي أعظم دار بالبصرة.
وفي " ولاة خراسان " للكلابي: ولاه مسلم بن زياد على سجستان، ثم وجد عليه فهرب إلى يزيد، فلما توفي يزيد بن معاوية قال له أصهيد سجستان: انصرف بنا إلى سجستان، فلن يختلف علينا اثنان، أنت سيد فتيان العرب، وأنا سيد العجم، فلما انصرفا إليها، استوثق لهما أمرها، ولم يزل طلحة مقيما بها إلى أن توفي في فتنة ابن الزبير.
وعند التاريخي: ولاه معاوية سجستان، وجعلها له طعمة، فأقام بها خمس سنين، ثم مات بها، فولاها معاوية بعده رجلا من قريش يقال له: عون بن علي فلم يحمدوه، فقال أبو حزابة الربعي في ذلك:
يا طلحة يا ليتك عنا بخير ... بيد أنا يا جود مخمر
سل ابن الفغواء لا بل أقصر ... أنكره شريدنا والمقتر
هيهات هيهات الجنات الأخضر ... وذهب العود وجاء المنكر
وفي " إملاء ابن الأعرابي ": سمي بذلك لأمهاته: أمه صفية بنت الحارث بن طلحة بن أبي طلحة. قال أبو عبد الله: ولما مات طلحة ولي سجستان بعده عون بن علي، فقال أبو حزابة الوليد بن نهيك فيه:(7/69)
يا ابن علي ترج الخفاء ... قد علم الجيران والأكفاء
أنك أنت البدل اللفاء ... أنت لقبر طلحة الفداء
وفيه يقول سحيان وائل - على ما ذكره البكري في كتابه " فصل المقال " -
وزعم الرشاطي أن ابن قتيبة أنشده لعجلان بن سحيان قال: وهو الصواب:
يا طلح أكرم من مشى ... فيها وأعطاه لتالد
منك العطاء فأعطني ... وعلي حمدك في المشاهد
فقال له طلحة: احكم فقال: برذونك الورد وقصرك بزدنج وغلامك الخباز وعشرة آلاف درهم، فقال طلحة: أف لك، لم تسألني على قدري، وإنما سألتني على قدرك وقدر خزاعة، والله لو سألتني كل عبد، وكل قصر، ودابة لأعطيتك.
وأنشد له المرزباني في معجمه، ما ذكره:
رأيت الناس لما قل مالي ... وأكثرت الغرامة ودعوني
فلما أن غنيت وثاب مالي ... أراهم لا أبا لك راجعوني
وقال أبو يوسف في " اللطائف ": ذهبت عينه وعين المهلب بسمرقند.
وقال العجلي: سمى بذلك [ق210/أ] لأنه علا الطلحات في الكرم.
وفي كتاب أبي الفرج: كان ممدحا مدحه غير واحد من الفحولة منهم: المغيرة بن جنباء، وكثير عزة، وأبو حزابة، وسحيان.
2592 - (س ق) طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق المدني والد محمد وشعيب.
قال أبو يوسف في كتابه " لطائف المعارف ": طلحة هذا يعرف بطلحة الدراهم.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " وصحح إسناده.(7/70)
وفي " تاريخ البخاري ": كان قد أدرك عائشة روى عنه ابن إسحاق ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو عامر وشبابة قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه طلحة قال: قال أبو بكر - رضي الله عنه - لعفير في الود، [قال محمد: هذا مرسل ليس بذاك].
وقال البلاذري: كان طلحة سخيا، وفيه يقول الحر بن الأشجعي:
فإنك يا طالح أعطيتني ... جمالية تستحق القطارا
فما كان يفعل بي مرة ... ولا مرتين ولكن مرارا
أبوك الذي بايع المصطفى ... وسار مع المهتدي حيث سار
قال البلاذري: ولطلحة ولد ينزلون خارجا من المدينة.
وفي كتاب الزبير: أجمع عروة الخروج إلى عبد الملك، وكان عنده مال لأولاد مصعب، فأودع يوما بفرس منهم الخير من قريش منهم: طلحة، فكان يقدم القادم من المدينة فيسأله عروة عن أهلها فيقول: إذا جرى ذكر طلحة هو يشتري الرقيق والإبل ويبني الدور، فغم ذلك عروة، فلما قدم عروة دعا بعض أولئك فجحده ما عنده، واختصما في ذلك وجعل عروة يصد عن طلحة، ويكره أن يكشفه، فقال له طلحة يوما: يا أبا عبد الله ألا تأخذ ذلك المال؟ قال: بلى قال: فهلم وأحضر الفعلة، فكشفوا منزلا، كان قد هدمه، فقال عروة متمثلا:
فما استخبأت في رجل خبيئا ... كدين الصدق لو ينسب عقيق
ذوو الأحساب أكرم ما تراه ... وأصبر عند نائبة الحقوق
ولما سابق مع هشام جاء فرسه الواحد سابقا، والآخر مصلبا، والآخر بعده، والآخر بعده، ولما سابق ابنه محمد رجلا سبقه، قال عمر بن عبد العزيز: سبقك السباق إلى الخيرات.(7/71)
2593 - (خ د س) طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن معمر القرشي المدني.
خرج الحاكم حديثه في " مستدركه " وصحح إسناده.
وذكره ابن خلفون في " الثقات ".
وفي كتاب البخاري: قال أبو عمران: ثنا طلحة بن عبد الله رجل من بني تميم.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " لأبي الوليد: طلحة بن عبيد الله بن عثمان قال: وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: طلحة بن عبد الله.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وفي " أمالي الزجاجي ": ثنا ثعلب عن الرقاشي عن الأصمعي قال طلحة بن عبيد الله عن عثمان التيمي، وهو الفياض، كذا هو في نسخة قرئت على أبي القاسم وغيره، فينظر، والله تعالى أعلم.
2594 - (خ 4) طلحة بن عبد الله بن عوف أبو عبد الله الزهري، ويقال: أبو محمد المدني ابن أخي عبد الرحمن بن عوف.
قال ابن أبي خيثمة في " تاريخه الكبير ": عن مصعب بن عبد الله، قال: كان خارجة بن زيد وطلحة بن عبد الله بن عوف في زمانها يستفتيان وينتهي الناس إلى قولهما، ويقسمان [ق210/ب] المواريث بين أهلها، ويكتبان الوثائق للناس، وكان طلحة من سروات قريش.
قال محمد بن سعد: كان سخيا جوادا من ولده: محمد - وبه كان يكنى - وعمران وإبراهيم وعبد الله وعمر، وكان سعيد بن المسيب إذا ذكر ولايته على(7/72)
المدينة يقول: ما ولينا مثله، وكان إذا كان عنده مال، فتح بابه وغشيه أصحابه والناس، فأطعم وأجاز وحمل، وإذا لم يكن عنده شيء أغلق بابه، فلم يأته أحد فقال له بعض أهله: ما في الدنيا أشر من أصحابك، يأتوك في اليسر ولا يأتوك في العسر، فقال: ما في الدنيا خير من هؤلاء، لو أتونا عند العسر لتكلفنا لهم، فإذا أمسكوا حتى يأتينا شيء، فهو معروف منهم وإحسان.
وسماه في موضع آخر: طلحة الجواد.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: وثقه الدارقطني وغيره.
وقال الكلاباذي: كان فقيها مات سنة [سبع] وتسعين قاله الواقدي وابن بكير، وقال أبو عيسى: مات سنة سبع و [سبعين].
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان، والحاكم، وأبو علي الطوسي.
وفي كتاب الزبير: وفد جماعة من قريش على معاوية فأجازهم، وفضل عليهم في الجائزة طلحة، فعاتبوه في ذلك فقال لهم: قدمتموه على أنفسكم، قدمتموه للصلاة في طريقكم، وهي أفضل عمل المرء.
وقال ابن المديني في كتاب " الطبقات ": وأصحاب زيد الذين كانوا يأخذون عنه، ويفتون بفتواه، منهم من لقيه، ومنهم من لم يلقه، وهم اثنا عشر رجلا: ابن المسيب، وعروة، وطلحة بن عبد الله بن عوف، وذكر الباقين ولم يثبت عندنا لقي طلحة لزيد، وقال الزبير: لما قدم الوليد بن عبد الملك المدينة وهو خليفة، أمر بأربعة كراسي فنصبت له في مجلسه، ثم أذن للناس وأجلس عليها من قريش أشرافهم، كلهم أئمة من بني عدي منهم: طلحة بن عبد الله بن عوف قال: وكان طلحة قصيرا لطيفا أعمش، وفيه يقول الفرزدق:(7/73)
يا طلح أنت أخو الندى وعقيله ... إن الندى إن مات طلحة ماتا
وفيه يقول الأشجعي:
طلحة يختار نعم على ... لا يمت لا يلقى بها مطا
لا أن له في غير لا مقالا
وقال الفلاس: كان بارعا وكان أريحيا.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
2595 - (ح 4) طلحة بن عبد الملك الأيلي.
قال ابن سعد في كتاب " الطبقات الكبير ": كان ثقة.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك الطوسي، وأبو عيسى، لما خرجا حديث " النذر ".
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ثقة مخرج في الصحيح.
ولما ذكره ابن شاهين في " الثقات " قال: قال أحمد بن صالح - يعني المصري - طلحة الأيلي ثقة، ما سقط من أهل أيلة إلا الحكم بن عبد الله الأيلي، الأيليون كلهم ثقات.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: قال ابن وضاح: هو ثقة فاضل.
2596 - (ع) طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي أبو محمد المدني.
أحد العشرة - رضي الله عنهم أجمعين - ذكر أبو نعيم الحافظ في " تاريخ أصبهان " من حديث سليمان بن أيوب بن موسى بن طلحة [ق211/أ] بن(7/74)
عبيد الله قال: فحدثني أبي عن جدي عن موسى عن أبيه طلحة قال: سماني النبي صلى الله عليه وسلم - أحسبه قال يوم أحد - طلحة الخير، ويوم العشيرة طلحة الفياض، ويوم خيبر طلحة الجود.
وقال المبرد: وحدثني التوزي قال: كان يقال لطلحة بن عبيد الله: طلحة الطلحات.
وفي كتاب " الطبقات " لابن قتيبة مثله، وقال المبرد: وكان طلحة يوصف بالتمام - يعني في القامة - قال: وحدثني العتبي في إسناد وذكره قال: دعا طلحة أبا بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - فأبطأ عنهم الغلام بشيء أراده، فقال طلحة: يا غلام فقال الغلام: لبيك، فقال طلحة، لا لبيك، فقال أبو بكر - رضي الله عنه - ما يسرني أني قلتها ولي الدنيا، وقال عمر - رضي الله عنه - ما يسرني أني قلتها وأن لي نصف الدنيا، وقال عثمان - رضي الله عنه - ما يسرني أني قلتها وأن لي حمر النعم، وصمت عليها أبو محمد، فلما خرجوا من عنده باع ضيعة له بخمسة عشر ألف درهم، فتصدق بثمنها، وعن الأصمعي أن طلحة باع ضيعة له فقسم ثمنها في الأطباق، وفي بعض الحديث: أنه منعه أن يخرج إلى المسجد أن يفتق له بين ثوبين، وفيه يقول حسان من أبيات:
لولا الرسول فإني لست عاصيه ... حتى يغيبني في الرمس ملحودي
وصاحب الغار إني سوف أحفظه ... وطلحة بن عبيد الله ذو الجود
وتمثل علي - رضي الله عنه - في طلحة بن عبيد الله حين قتل - يعني بقول سلمة بن يزيد الجعفي يرثي أخاه لأمه سلمة بن معاوية فيما ذكره أبو إياس في حماسته. وفي " أمالي أبي علي " يرثي أخاه لأمه قيس بن سلامة.
وفي " اللآلي للبكري ": وهو للأبيرد الرياحي قال، ويروى أيضا للخنساء، وقال أبو عبيد بن سلام: يروي لأمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله
عنه - وهو:(7/75)
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
قال المبرد: وحدثني التوزي: حدثني محمد بن عباد بن حبيب بن المهلب - أحسبه - عن أبيه قال: لما انقضى يوم الجمل خرج علي في ليلة ذلك اليوم، ومعه قنبر وبيده مشعلة نار، يتصفح القتلى حتى وقف على رجل، قال التوزي، فقلت: أهو طلحة؟ قال: نعم. فلما وقف عليه قال: أعذر علي أبا محمد أن أراك معفرا تحت نجوم السماء وفي بطون الأودية، شفيت نفسي، وقتلت معشري، إلى الله أشكو عجري وبجري.
وفي كتاب ابن عساكر ارتجز طلحة يوم أحد بهذا الشعر:
نحن حماة غالب ومالك ... نذب عن رسولنا المبارك
نضرب عنه القوم في المعارك ... ضرب صفاح الكوم في المبارك
ولما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من أحد قال لحسان: قلت في طلحة شيئا فقال:
وطلحة يوم الشعب أسمى محمدا ... على ساعة ضاقت عليه وشقت
يقيه بكفيه الرماح وأسلمت ... أشاجعة تحت السيوف فشلت
وكان إمام الناس إلا محمد ... أقام رحى الإسلام حتى استقلت
[ق211/ ب] وقال أبو بكر الصديق فيه رضي الله عنهما:
حمى بني الهدى والخيل تتبعه ... حتى إذا ما التقوا حامى عن الدين
صبرا عن الطعن إذا ولت جماعتهم ... والناس من بين مهدي ومتفون
يا طلحة بن عبيد الله قد وجبت ... لك الجنان وزوجت المها العين
وقال عمر بن الخطاب:
حمى بين الهدى بالسيف منصلتا ... لما تولى جميع الناس وانكشفوا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقت يا عمر. ولما قتل قال مولى له يبكيه:(7/76)
قتلوا ابن صعبة لا نموا في ... صاعد أبدا ولا زالوا بحد أسف
حمال ألوية طلوبا وتره ... عند الخريبة لحمه لم ينقل
وكان طلحة أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعا إلى القصر، أقرن، رحب الصدر، عريض المنكبين، إذا التفت التفت جميعا، ضخم القدمين، كثير الشعر ليس بالجعد ولا بالبسط، حسن الوجه، دقيق العينين إذا مشى أسرع وكان لا يغير شيبه، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: " هذا جبريل يحدثني: أنه لا يراك يوم القيامة في هول إلا أنقذك منه "، وكان طلحة من حكماء قريش وعلمائهم. ودهاتهم.
وفي " معجم الطبراني ": لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ هذه الآية: {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فقال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال: هذا منهم - يعني طلحة - وقال: " من يسره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة "، وقال: " اللهم اغفر لطلحة "، وكان إليه رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب ابن السكن: تزوج أربع نسوة، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخواتهن منهن: أم كلثوم بنت أبي بكر أخت عائشة، وحمنة بنت جحش أخت زينب ورقية بنت أبي أمية أخت أم سلمة.
وفي كتاب ابن بنت منيع: آخا النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين كعب بن مالك، وقال له وللزبير: " أنتما حواري كحواري عيسى عليه السلام ".
وفي " المنتقى " للبكري: توفي وهو ابن ستين سنة.
وقال أبو عمر: ولا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة، وقال علي: منيت بأسخا الناس وأدهاهم: طلحة، وكان سنه يوم قتل [خمسا وسبعين] وكان آدم.(7/77)
وفي كتاب الزبير: آخا النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي أيوب.
وفي كتاب العسكري: وقيل: كان في بدر بالشام في تجارة، وقيل: بل بعثه صلى الله عليه وسلم طليعة، قتل وله تسع وخمسون سنة.
وفي كتاب ابن سعد: وكان له من الولد: محمد السجاد، وعمران، وموسى ويعقوب، وإسماعيل، وإسحاق، وزكريا، ويوسف، وعيسى، ويحيى، وصالح، وبعثه صلى الله عليه وسلم على سرية في عشرة، وقال: " شعارك عشرة " وكان يلبس المعصفر، وكان في يده لما قتل خاتم ذهب، أبنا عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمر عن زيد بن أبي أنيسة عن محمد الأنصاري عن أبيه قال: جاء رجل يوم الجمل، فقال: ائذنوا لقاتل طلحة، قال فسمعت عليا يقول: بشره بالنار [ق212/أ] قال وأخبرني من سمع أبا جناب الكلبي يقول: حدثني شيخ من كلب، قال سمعت عبد الملك بن مروان يقول: لولا أن أمير المؤمنين مروان أخبرني: أنه هو الذي قتل طلحة، ما تركت أحدا من ولد طلحة إلا قتلته بعثمان.
وذكر أبو الحسن أحمد بن عبد الله في كتاب " النصيحة " أنه كان يرتجز يوم أحد بقوله:
يا معشر المسلمين كروا ... لا تخذلوا الله ولا تفروا
إن الذين انهزموا قد ضروا ... أنفسهم بذلك لم يسروا
وأخبار طلحة - رضي الله عنه - وفضائله كثيرة، اقتصرنا منها على هذه النبذة.
2597 - (م د) طلحة بن عبيد الله بن كريز بن جابر الخزاعي أبو المطرف الكعبي الكوفي والد عبيد الله، ويقال: إن أبا مطرف كنية أبيه عبيد الله.
كذا ذكره المزي، وقد سبق له في ترجمة طلحة بن عبيد الله بن خلف(7/78)
المعروف بطلحة الطلحات قوله: كنيته أبو المطرف، وقيل: أبو المطرف كنية أبيه. انتهى.
أما هذا فقد كناه أبا مطرف منهم: أبو أحمد الحاكم - ثم ذكر أباه فكناه بذلك أيضا - والهيثم بن عدي في كتاب " التاريخ "، ويعقوب بن سفيان الفسوي في تاريخه الكبير، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة فيما ذكره ابن عساكر.
وأما مسلم، والنسائي، والدولابي، وابن ماكولا فكنوا عبيد الله أبا المطرف لم يذكروا ابنه.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني.
وذكره ابن خلفون، وأبو حفص بن شاهين في جملة " الثقات ".
وقال البخاري في " الشفعة ": ثنا علي ثنا شبابة ثنا شعبة ثنا أبو عمران سمعت طلحة بن عبد الله عن عائشة.(7/79)
وذكر الدارقطني في رواية سليمان بن حرب عن شعبة: طلحة بن عبيد الله وقال الحارث بن عبيد عن أبي عمران عن طلحة ولم ينسبه، وقال أبو داود: قال شعبة: في هذا الحديث عن طلحة رجل من قريش، فينظر.
2598 - (ق) طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي.
قال أبو أحمد الحاكم: وكناه أبا عمران، ليس بالقوي عندهم، وكذا كناه ابن قانع وغيرهم، وقال [ابن حبان]: كان كثير الحديث ضعيفا جدا، وقد رووا عنه، توفي بمكة سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وقال أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في كتاب " السنن " تأليفه: لم يكن بالحافظ وقال في " المسند ": طلحة بن عمرو، وعقبة بن عبد الله الأصم غير حافظين، وإن كان قد روى عنهما جماعة، فليسا بالقويين.
وقال الإمام أحمد - فيما رواه علي بن سعيد النسائي -: طلحة بن يحيى أحب إلي من طلحة بن عمرو.
وخرج أبو عبد الله حديثه في " مستدركه "، وقال البخاري: هو لين عندهم. وذكره الساجي، والعقيلي، وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وقال العجلي: ضعيف، وقال حمزة: سئل عنه الدارقطني، فقال: لين. وفي موضع آخر: ضعيف.(7/80)
وقال البيهقي في كتاب " المعرفة ": ليس بالقوي، وقال ابن الجارود، وأبو الحسن بن القطان في " بيان الوهم والإيهام ": ليس بشيء.
وقال ابن حبان: مات سنة اثنتين وخمسين، وكان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحل كتب حديثه ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب.
وقال علي بن الجنيد: متروك.
وقال أبو زرعة الرازي: ضعيف.
وذكره البخاري في: " فصل من مات من الأربعين إلى الخمسين ومائة "، والفسوي في: " باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم ".
وفي الرواة آخر اسمه: -
2599 - طلحة بن عمرو بن مرة [ق212/ب] الجهني.
من أهل دمشق روى عن أبيه، قال ابن عساكر: روى عنه ابنه إبراهيم وكانت داره بدمشق.
2600 - وطلحة بن عمرو القناد.
قال ابن أبي حاتم: روى عن الشعبي، وعكرمة وسعيد بن جبير، روى عنه وكيع، وأبو أسامة. ذكرناهما للتمييز.(7/81)
2601 - (د مد) طلحة بن أبي قنان القرشي العبدري مولاهم أبو قنان الدمشقي أخو قنان بن أبي قنان ويقال اسمه صالح بن أبي قنان.
قال ابن القطان: لم يذكر أبو محمد لحديثه علة سوى الإرسال وطلحة هذا لا يعرف بغير هذا يعني حديث: " كان إذا أراد أن يبول أتى عزازا ".
وذكره الحافظ أبو [] في طبقة الذين رووا عن التابعين.
2602 - (ت) طلحة بن مالك الخزاعي ويقال السلمي مولى أم الحرير.
كذا ذكره المزي ولقائل أن يقول خزاعة وليث واحد لأنه خزاعة بن مالك بن عدي الطول بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث كذا ذكره الكلبي في الجامع وغيره.
وقال ابن حبان في كتاب الصحابة، وكذلك البغوي، ومسلم في الطبقات: عداده في أهل البصرة.
وقال ابن السكن: ليس يروى عنه غير حديث هلاك العرب ولم يروه غير سليمان بن حرب.
وقال أبو نعيم الحافظ: مولى أم الحزين وقيل أم الحرير.
2603 - (ع) طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب الهمداني اليامي أبو محمد وقيل أبو عبد الله الكوفي.
قال ابن سعد: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة وكان ثقة وله أحاديث صالحة.(7/82)
ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال: مات سنة اثنتي عشرة قبل زبيد بعشر سنين.
وصحح النووي رحمه الله تعالى أنه طلحة بن مصرف بن كعب بن عمرو وقال هذا هو الصحيح المشهور في اسم جده.
وقال عمرو بن علي الفلاس في كتاب " التاريخ ": مات آخر سنة ثنتي عشرة ومائة، وكذا نقله أيضا عنه الكلاباذي، وغيره والذي ذكره عنه المزي سنة اثنتي عشرة لم يزد شيئا وكأنه أخذه بواساطه.
وفي كتاب الطبراني عن أبي معمر قال: سمعت حفص بن غياث يقول كنا ونحن أحداث تسمعنا المشايخ ونحن نقول زبيد وطلحة فيننهروننا ويقولون طلحة وزبيد.
وفي " تاريخ أبن أبي خيثمة " عن ليث أمرني مجاهد بلزوم طلحة، وعن محمد بن طلحة قال: كان أبي وزبيد وسلمة بن كهيل يسافرون إلى مكة جميعا ويأتون الجمعة جميعا وما سمعتهم يختصمون في دين قط، قال: ومات أبي قبلهما فغسلاه جميعا، ثم التفت إلى زبيد وقال: والله لوددت أني فديته ببعض ولدي قال: وتوضئا ولم يغتسلا، وقال ابن صالح: كان طلحة مؤاخيا لزبيد وكان طلحة عثمانيا وزبيد علويا وكان طلحة يحرم النبيذ وزبيد يشربه ومات طلحة فأوصى إلى زبيد.
وفي كتاب أبي أحمد الحاكم: عن العلاء بن عبد الكريم قال: ضحكت عند طلحة فقال لي: إنك لتضحك ضحك رجل ما شهد الجماجم قيل: يا أبا محمد وشهدت الجماجم قال: نعم.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: كان رجلا صالحا خيرا فاضلا.
وذكر المزي وفاته من عند ابن سعد وأغفل منه إن كان رآه: وكان ثقة وله(7/83)
أحاديث صالحة ولم يذكر وفاته إلا نقلا بقوله: قالوا: وتوفي سنة اثنتي عشرة ومائة.
وفي كتاب ابن أبي حاتم قال ابن إدريس: [ق213 أ] ما رأيت الأعمش يثني على أحد أدركه إلا على طلحة، قال ابن إدريس: وكانوا يسمونه يعني طلحة سيد القراء.
وفي تاريخ البخاري الكبير، والأوسط، والصغير: وحدثني الجعفي، عن حبان، عن أبي محصن حصين، عن حريش قال: شهدت جنازة طلحة سنة عشرة ومائة، وكذا ذكره عنه القراب زاد: وقاله أيضا يحيى بن سعيد.
وفي كتاب " الوهم والإيهام ": عن مجاهد: أعجب أهل الكوفة إلي أربعة منهم طلحة.
وفي قول المزي: روى طلحة يعني عن أبيه إن كان محفوظا - نظر لأن جماعة من الأئمة ذكروا ذلك في كتبهم منهم: أبو داود مصرحا باسم أبيه، والبغوي، وأحمد بن حنبل، وابن مردويه، ورجح ابن القطان ذلك وضعف قول من قال إنه غير طلحة بن مصرف؛ وسيأتي له زيادة بيان عند ذكر المزي له ثانيا بعد.
وجزم علي بن عبد الله في تاريخه، وكذلك ابن قانع بثلاث عشرة.
وذكر المزي روايته عن أنس، وفي كتاب المراسيل لعبد الرحمن: قيل ليحيى بن معين سمع طلحة من أنس قال: لا؛ يروى عن خيثمة عن أنس، وسمعت أبي يقول: طلحة أدرك أنسا وما أثبت له سماع منه يروى عن خيثمة عن أنس، وعن يحيى بن سعيد، عن أنس.(7/84)
وفي كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل: ثنا عقبة بن إسحاق: سمعت مالك بن مغول يقول للمقسم بن الوليد الهمداني: هل رأيت بعينيك مثل طلحة بن مصرف؟!.
وعن الحسن بن عمرو: قال طلحة: لولا أني على وضوء لأخبرتكم بما تقول الشيعة.
وعن الزهري: ما كنت أظن أنه بقي بالعراق مثل طلحة، وقال حريش بن سليم: سمعت الحكم، وزبيدا، ومنصورا، وأبا معشر يقولون: ما رأينا مثل طلحة، وفي لفظ قال: شهدت باب طلحة وعليه الحكم، وزبيد، وابن جحادة حتى عد نحوا من ثلاثين فسمعتهم يقولون: ما خلف طلحة في هذا البلد مثل طلحة، وكان طلحة يقول: إني لأظن أكثر تبع الدجال الرافضة ولولا أني على وضوء لأخبرتكم عن كرسي المختار بن أبي عبيد.
2604 - (ع) طلحة بن نافع القرشي مولاهم أبو سفيان الواسطي ويقال المكي الإسكاف.
قال المزي: روي عن أبي أيوب ومرض سماعه من جابر.
وفي " المراسيل " سمعت أبي وذكر حديثا رواه عتبة بن أبي حكيم عن أبي سفيان قال حدثني أبو أيوب وجابر فقال: إني لم أسمع عن أبي أيوب شيئا.
وقال أبو زرعة: طلحة بن نافع عن عمر مرسل، وهو عن جابر أصح، وقال أبو حاتم: قال شعبة: سمع أبو سفيان من جابر أربعة أحاديث.
وفي " العلل الكبير " لعلي بن المديني: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث.
وكذا ذكره أبو الوليد في كتاب " الجرح والتعديل " عن أبي خلدة. وقال مسلم في " الكنى ": سمع جابرا.(7/85)
في: " تاريخ واسط ": قال أبو بشر: قلت لأبي سفيان: ما لك لا تحدث عن جابر كما يحدث عنه صاحبنا سليمان اليشكري؟ فقال: إن سليمان كان يكتب وكنت لا أكتب.
وقال أبو محمد بن حزم في كتابه " المحلى ": وأبو سفيان بن نافع ضعيف.
وقال أبو محمد الإشبيلي: ضعيف لا يحتج به.
وقال البزار في سننه: هو في نفسه ثقة.
وقال الجريري في تاريخه: غيره أوثق منه [ق213/ب].
وفي كتاب العلل لعلي: يكتب حديثه وليس بالقوي.
وذكره ابن شاهين في الثقات.
وفي كتاب " الاستغناء " قال أبو عمر: ليس به بأس عندهم وفيه مع ذلك لين ليس بالمتين.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي قال: سألت أبا عبد الله عن محمد وعبد الرحمن ابني جابر بن عبد الله قلت: كانت لهما علة؟ قال: سألت يحيى بن سعيد قال: سمعا وهما صغيران، ومحمد بن المنكدر، وأبو سفيان أثبت في أبيهما منهما.
وقال ابن حبان في الثقات: يروي عن أبي سعيد و [قال] الأعمش يدلس عنه.
2605 - (م 4) طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المديني نزيل الكوفة أخو إسحاق وبلال.
قال محمد بن سعد: كان ثقة وله أحاديث صالحة، وأمه أم أبان أو أم(7/86)
إياس ابنة أبي موسى الأشعري، ومن ولده يحيى، ومحمد وصالح، وإسحاق وعبد الله، وعيسى، ويعقوب، ونوح، وإسماعيل، وداود.
وقال يعقوب بن سفيان: شريف لا بأس به في حديثه لين.
وقال ابن حبان الذي ذكر المزي أنه نقل توثيقه من عنده: مات سنة ست وأربعين ومائة وقد قيل إنه رأى ابن عمر وليس عليه اعتماد، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة.
وفي تاريخ الفلاس: ولد سنة إحدى وستين مقتل الحسين، وولد معه الأعمش، وعمر بن عبد العزيز، وهشام بن عروة.
وفي رواية صالح بن أحمد عن أبيه: ثقة.
وقال السياج: صدوق لم يكن بالقوي.
وقال الدارقطني فيما ذكره الحاكم: ثقة.
وذكره العقيلي في جملة الضعفاء، وابن خلفون في الثقات، وكذلك ابن شاهين زاد: وقال عثمان يعني ابن أبي [طلحة]: طلحة بن يحيى أوثق من عمر بن هارون.(7/87)
وفي تاريخ البخاري: هو أخو إسحاق وسلمة.
وفي تاريخ دمشق: شريف لا بأس به في حديثه لين.
ولما ذكر الحاكم حديثه في كتاب الجنائز قال فيه: صحيح على شرط الشيخين. انتهى - كأنه اشتبه عليه بالزرقي. والله تعالى أعلم.
2606 - (خ م د س ق) طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي المدني.
نزيل بغداد قال يحيى بن سعيد القطان فيما ذكره الباجي: لم يكن بالقوي.
وذكره ابن شاهين، وابن خلفون في الثقات، والحاكم فيمن عيب عليهما إخراج حديثه.
2607 - (خ 4) طلحة بن يزيد الأنصاري أبو حمزة الكوفي.
قال النسائي في كتاب السنن تأليفه: إثر حديث: قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ركعة طلحة هذا ثقة، وكذا قاله أبو عمر في الاستغناء.
وذكره ابن خلفون في الثقات.
ولما ذكره أبو عيسى من حديثه: " أول من أسلم علي " قال: هذا حديث حسن صحيح. وخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله وسماه طلحة بن زبيد؛ ورد ذلك عليه عبد الغني بن سعيد فقال: الصواب يزيد.(7/88)
2608 - (د) طلحة عن أبيه عن جده.
في مسح الرأس، وعنه ليث بن أبي سليم قيل: إنه ابن مصرف، وقيل غيره وهو الأشبه بالصواب. هذا جميع ما ذكره به المزي وفيه ذهول شديد عما ذكره أبو داود سليمان بن الأشعث في كتاب السنن: ثنا محمد بن عيسى، ومسدد قالا: ثنا عبد الوارث عن ليث عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح رأسه مرة واحدة.
وفي معجم أبي القاسم البغوي - ترجمة عمرو بن كعب جد طلحة بن [ق214/أ] مصرف ثنا سريج بن يونس، وداود بن رشيد قالا: ثنا حفص بن غياث، عن ليث، عن طلحة، عن أبيه، عن جده قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح رأسه. . . " الحديث. قال أبو القاسم: بلغني أنه طلحة بن مصرف.
ولما ذكر ابن القطان قول أبي محمد وطلحة هذا يقال هو رجل من الأنصار، ويقال ابن مصرف رده: وقال: طلحة هذا هو ابن مصرف يبين ذلك في نفس سند أبي داود.
ولما سئل أبو زرعة طلحة هذا راوي حديث المسح فقال: لا أعرف أحدا يسمي والد طلحة إلا أن بعضهم يقول طلحة بن مصرف.
وقال ابن السكن في كتاب الحروف - تأليفه -: وذكر هذا الحديث: رواه ليث عن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده.
وقال ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين ": ثنا أحمد بن السري، ثنا محمد بن الحسين بن مطر، ثنا أبو كامل الجحدري ثنا عبد الوارث، ثنا ليث، عن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده به.(7/89)
وقال العسكري: ثنا الداركي ثنا ابن عنبسة، ثنا حفص بن غياث، ثنا ليث عن طلحة بن مصرف.
وثنا الداركي ثنا سعيد بن عنبسة ثنا شعيب بن حرب، ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده فذكره.
وقال الفسوي في تاريخه: ثنا آدم، ثنا ليث، عن طلحة بن مصرف - به، وكذا ذكره أحمد بن حنبل في مسنده، وابن أبي خيثمة في تاريخه وابن المقرئ في معجمه.
وفي كتاب الزهد: أخبرت عن ابن عيينة أنه قيل له: أن ليث بن أبي سليم يحدث، عن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ.
فأنكر سفيان ذلك أن يكون جده له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم ورآه جد طلحة.
وقال أبو الفضل ثنا مصرف بن عمرو قال: طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب بن معاوية بن سعد بن الحارث بن ذهل بن سلمة.
وفي الطبقة الأولى من الهمدانيين النازلين بالكوفة لعمران بن محمد بن عمران: عمرو بن كعب وهو جد طلحة بن مصرف الأيامي بطن من همدان روى طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح رأسه. . . " الحديث.
والبزار في أماليه، وأبو نعيم الحافظ من رواية عبد الوارث وقال: رواه المعتمر بن سليمان وإسماعيل بن زكريا، عن ليث، عن طلحة بن مصرف: بنحوه فتبين بمجموع ما ذكرناه أن الصواب طلحة بن مصرف خلاف ما ذكره المزي من غير أن يستدل على ما قاله بشيء وقد سبق التنبيه عليه قبل.
يقولون قولا والصواب خلافه ... ألا أسمع كلام الناس إن كنت ذا علم
أتترك قول للأئمة عظيمهم ... أبغير دليل واضح يا ذوي الفهم(7/90)
من اسمه طلق وطليق وطيسلة
2609 - (بخ م 4) طلق بن حبيب العنزي البصري.
قال ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل: سئل أبو زرعة عن طلق بن حبيب فقال: كوفي سمع ابن عباس وهو ثقة لكن كان يرى رأي الإرجاء.
وقال ابن سعد: كان مرجئا ثقة إن شاء الله تعالى.
ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال: [ق214 ب] كان مرجئا وكان عابدا.
وقال أبو الحسن الكوفي: مكي تابعي ثقة كان من أعبد أهل زمانه.
ولما ذكره أبو العرب في جملة الضعفاء قال: لم ينقم عليه غير الإرجاء فقط ولم يطعن عليه بكذب ولا ضعف في الرواية فيما علمت.
وفي كتاب المنتجيلي: هو مكي وقال: كنت أشد الناس تكذيبا بالشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية يذكر فيها خلود النار، فقال جابر يا طلق أتراك أعلم بكتاب الله تعالى وأعلم بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مني؟ قال: قلت لا وخضعت له، فقال: الذي قرأت هم أهلها هم المشركون ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا فهم يعذبون فيها ثم أخرجوا.
وقال البزار في مسنده: لا نعلمه سمع من أبي ذر شيئا.(7/91)
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، والطوسي.
وقال الساجي: صدوق كان يرى الإرجاء.
وفي تاريخ البخاري عن أيوب: ما رأيت أحدا أعبد من طلق.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: قال أبو الفتح الأزدي كان داعية إلى مذهبه تركوه. قال محمد: كان طلق عابدا زاهدا منقطعا إلا أنه كان يرى الإرجاء فيما ذكروا.
وقال البخاري: ثنا علي ثنا محمد بن بكر أبو معدان قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت قال: كنت مع طلق بن حبيب وهو مكبل بالحديد حتى جيء به للحجاج مع سعيد بن جبير ويقال إنه أخرج من سجن الحجاج بعد موته وتوفي بعد ذلك بواسط ولا عقب له.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير عن أيوب: كانت المرجئة نتنحله.
وذكره البخاري في الأوسط فيمن توفي ما بين التسعين إلى المائة.
وفي تاريخ الطبري في أحداث سنة أربع وتسعين: كتب الحجاج إلى أهل الشفاء قد تجرأ إلى مكة فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فيهم فكتب الوليد إلى القرى فأخذ عطاء وابن جبير ومجاهد وطلق بن حبيب وعمرو بن دينار فأما عمرو وعطاء فأرسلا لأنهما مكيان، وأما الآخرون فبعث بهم إلى الحجاج فمات طلق في الطريق - الحديث.
2610 - (4) طلق بن علي بن المنذر بن قيس الحنفي الخميسي أبو علي اليمامي.
قال ابن السكن في كتاب الحروف: ويقال طلق بن ثمامة، قال(7/92)
العسكري: ابناه علي وزيد أبنا طلق روي عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو عمر بن عبد البر: طلق بن علي بن طلق بن عمرو.
وفي كتاب الصريفيني: ويقال طلق بن المنذر.
وفي كتاب العجلي: طلق بن علي بن شيبان تهامي سكن الرقة.
2611 - (خ 4) طلق بن غنام بن طلق بن معاوية أبو محمد الكوفي النخعي ابن عم حفص بن غياث وكاتب شريك القاضي.
قال محمد بن سعد: مات في رجب سنة إحدى عشرة ومائتين كذا ذكره المزي وأغفل: وكان ثقة صدوقا وكانت عنده أحاديث من غير فصل بين القولين لو نقله من أصل.
وفي كتاب المنتجيلي: قال ابن نمير: طلق بن غنام كوفي ثقة.
وذكر الحاكم أنه سأل الدارقطني عنه فقال: ثقة.
وقال العجلي: طلق بن غنام كاتب شريك ثقة.
وذكر المزي أن ابن حبان وثقه وأغفل منه إن كان رآه ما ذكره من عند غيره: توفي في رجب سنة إحدى عشرة ومائتين.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
وذكره ابن خلفون في الثقات، والخطيب في الرواة عن مالك بن أنس.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه يعني البخاري خمسة أحاديث [ق215/أ].(7/93)
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: قال عثمان بن أبي شيبة: ثقة صدوق لم يكن بالمتبحر في العلم.
2612 - (بخ م س) طلق بن معاوية النخعي أبو غياث الكوفي جد حفص وطلق.
روى له ابن حبان في صحيحه، وأبو عوانة الإسفرائيني حديث: " لقد احتظرت بحظار شديد من النار ".
وفي كتاب المنتجيلي: حكى عن هند بن عوف رجل منهم أنه لا ينام على فراش أبدا.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: كان والده معاوية بن الحارث بن ثعلبة ممن شهد القادسية وكان من أصحاب الخطط وكان عطاؤه ألفين.
2613 - (بخ د ت س ق) طليق بن قيس الحنفي الكوفي أخو أبي صالح عبد الرحمن.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم، والطوسي وأبو عيسى الترمذي حديث ابن عباس مرفوعا " رب أعني ولا تعن علي ".
وذكره ابن خلفون في الثقات.
2614 - (س) طليق بن محمد بن السكن بن مروان الواسطي أبو سهل البزاز.
خرج أبو خزيمة حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
2615 - (ل) طيسلة بن علي الهذلي اليمامي.
روى عن: ابن عمر وعائشة، روى عنه: أيوب بن عتبة، وعكرمة، ويحيى بن(7/94)
أبي كثير، وأبو معشر، ثم ذكر المزي بعد هذا.
2616 - (بخ) طيسلة بن مياس السلمي ويقال الهذلي.
روى عن ابن عمر، روى عنه زياد بن مخراق، ويحيى بن أبي كثير، كذا فرقهما المزي، وقال: ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه والذي قبله في ترجمة واحدة انتهى كلامه. وهو بنفسه يرد على نفسه لأن النسبة واحدة والمروي عنه واحد والراوي عنهما كذلك فأي تفرقة يكون بينهما سوى الاختلاف في اسم الأب فيحتمل أنه نسب تارة إلى أبيه، وأخرى إلى جده، ولعل قائلا أن يقول: إيش الملجئ إلى ما تقوله ولم لا تكون التفرقة صوابا؟ قلنا: لأن إمام هذه الصنعة جمع بينهما فقال في تاريخه: طيسلة بن مياس سمع ابن عمرو روى عنه يحيى بن أبي كثير، نسبه مسدد، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن زياد بن الحارث قال: حدثني طيسلة بن مياس.
وقال النضر بن محمد: ثنا عكرمة بن عمار قال: ثنا طيسلة بن علي البهدلي سمع ابن عمر وقال وكيع: عن عكرمة: طيسلة بن علي النهدي أن ابن عمر كان ينزل الأراك يوم عرفة وبهدلة من بني سعد: والنهدي لا يصح وبنحوه ذكره يعقوب بن سفيان في تاريخ الكبير.
وقال ابن خلفون في الثقات: طيسلة بن مياس ويقال ابن علي البهدلي.
وذكره أيضا ابن شاهين في الثقات.
وكشف قناع هذه المسألة وأوضح أمر هذه المعضلة الحافظ أحمد بن هارون البرديجي لما ذكره في طبقة التابعين في الأفراد فقال: طيسلة بن مياس ومياس(7/95)
لقب وهو طيسلة بن علي، روى عنه يحيى بن أبي كثير وزياد بن مخراق يمامي حنفي.
هذا كلام الناس قد أثبته ... فأدب لتظفر بالنقول الواضحة
ودع المنام فليس يعقب راحة ... إن المنام له أمور فاضحة(7/96)
باب الظاء
من اسمه ظهير
2617 - (خ م س د) ظهير بن رافع بن عدي الأوس الأنصاري المدني عم رافع بن خديج.
قال ابن إسحاق: لم يشهد بدرا وذكر غيره أنه شهدها. كذا قال المزي، وفيه نظر من حيث إن غير ابن إسحاق أيضا ذكر أنه لم يشهدها وهو: أبو معشر، وابن شهاب، فيما ذكره الحاكم في كتاب الإكليل، وموسى بن عقبة، والواقدي فيما حكاه عنه الطبري.
وقال أبو عمر: لم يشهد بدر فيما قاله ابن إسحاق وغيره، فكيف المزي نقل كلام أبي عمر؟ انتهى.(7/97)
باب العين
من اسمه عابس وعاصم وعافية
2618 - (ع) عابس بن ربيعة النخعي الكوفي والد عبد الرحمن.
ذكره غير واحد في جملة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين من غير تردد منهم: أبو نعيم الأصبهاني الحافظ وعرفه برواية ابنه عبد الرحمن ونسبه غطفيا، وابن منده فيما ذكره ابن الأثير، وأبو الفرج البغدادي، وغطيف بطن من مذجح عن ابن سعد والذي في الطبقات: النخعي وإن كانت النخع أيضا من مذجح ولكن لم أره في عمود نسبه فينظر.
وقال أبو سعيد بن يونس: عابس بن ربيعة بن عامر الغطيفي رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر ذكروه في كتبهم ولم أر لأحدهم عنه رواية.
وقال عبد الغني بن سعيد المصري: له صحبة.
وفرق ابن ماكولا بن عابس بن ربيعة بن عامر الصحابي الغطيفي وبين عابس بن ربيعة النخعي الراوي عن عمر، وغيره، والراوي عنه ابنه عبد الرحمن، وكأنه غير جيد لما ذكرنا من أن النسبتين واحدة وأن أبا نعيم وغيره وصفوه برواية ابنه عبد الرحمن وغيره عنه.(7/99)
2619 - (ع) عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم أبو بكر الكوفي المقرئ.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة، وابن خزيمة، وابن الجارود، والطوسي، والحاكم، والدارمي.
وقال أبو حامد مستملي أحمد بن حنبل: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لولا الخلاف بين أصحاب عاصم ما وسع الناس الصلاة إلا بقراءته.
وقال أحمد بن عمرو البزار: لم يكن بالحافظ ولا نعلم أن أحدا ترك حديثه على ذلك وهو مشهور.
وفي كتاب المنتجيلي: أهل البصرة يقولون هو ابن بهدلة وكان صاحب سنة ثقة في الحديث.
وقال أبو بكر بن عياش: ما رأيت أفصح منه، والصحيح أن بهدلة اسم أبيه.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: عاصم الأحول عداده في البصريين وابن أبي النجود في الكوفيين والأحول أثبت.
وقال ابن قانع: كان حماد بن سلمة خلط في آخر عمره.
وذكر العقيلي عن شعبة أنه قال: ثنا عاصم، وفي النفس ما فيها.
ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال: توفي سنة ثمان وعشرين [ق 216/أ] وكان من القراء.
وفي تاريخ البخاري: رأى شريحا وعليه برنس خز، وقال لي أحمد بن أبي الطيب، عن إسماعيل بن مجالد: مات سنة ثمان وعشرين ومائة.(7/100)
وقال ابن سعد: أنبا عفان، ثنا حماد، ثنا عاصم قال: ما قدمت على أبي وائل من سفر قط إلا قبل يدي. قالوا: وكان عاصم ثقة إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه.
والذي في كتاب المزي: قال ابن سعد: كان ثقة إلى آخره فينظر لأن كلام ابن سعد في الطبقات قاله تقليدا، والذي نقله المزي عنه اجتهادا وبينهما فرقان والله المستعان.
وقال العجلي: كان عثمانيا. وقال للأعمش: ما هذه القراءة أليس إنما قرأت على؟ فقال الأعمش: بلى ولكني انتجعت وأجدبت، وفي موضع آخر قال له عاصم: لقد كتبت بعدي أو حمقت.
روى حماد عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال: " خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا " وبعض الكوفيين يقول: عن عاصم عن زر، عن عبد الله، وقال حماد بن زيد عنه عن أبي وائل: عن عبد الله قال: توفي رجل وقد ترك دينارين والكوفيين يقولون في هذا عاصم عن زر عن عبد الله ومثله أحاديث قد اختلفوا عنه في زر وأبي وائل روى من الحديث أقل من مائتي حديث وأكثر روايته عن زر.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن عاصم، وعمرو بن مرة؟ فقال: عمرو فوقه.
ولما ذكره ابن شاهين قال: قال يحيى بن معين: ثقة لا بأس به من نظراء الأعمش.(7/101)
وقال الفلاس: بهدلة أمه؛ قال أبو بكر بن أبي داود: هذا خطأ.
2620 - (د) عاصم بن حكيم ابن أخت ابن شوذب كنيته أبو محمد.
قال ابن يونس في تاريخ الغرباء: قدم مصر فروى عنه عبد العزيز بن منصور اليحصبي ويحيى بن سلام.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
2621 - (د س ق) عاصم بن حميد السكوني الحمصي.
قال ابن حبان في كتاب الثقات: هو من أهل اليمن، وخرج حديثه في صحيحه.
وزعم المزي أنه روى عن معاذ بن جبل قال البزار في مسنده روى عن معاذ بن جبل ولا أعلمه سمع منه وروى عن عوف بن مالك ولم يكن له من الحديث ما يعتبر به حديثه على استقامة حديثه.
ولم ذكره البخاري في تاريخه الكبير كناه أبا عثمان ونسبه مدنيا.
2622 - (د ت ق) عاصم بن رجاء بن صيفة الفلسطيني.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم أبو عبد الله والطوسي.
وقال ابن عبد البر في كتابه " جامع بيان العلم ": عاصم بن رجاء هذا ثقة مشهور روى عنه جماعة من أهل الشام وأهل العراق.
2623 - (4) عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي أخو عبد الله وعمرو والد بشر حجازي.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك أبو علي الطوسي.(7/102)
2624 - (ع) عاصم بن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري مولى بني تميم ويقال مولى عثمان بن عفان. ويقال: مولى آل زياد وكان محتسبا بالمدائن.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في الثقات كناه أبا عبد الرحمن قال: وقيل: أبو عبد الله [ق216/ب] مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة، وكان يحيى بن سعيد قليل الميل إليه.
وفي كتاب العقيلي: كان يحيى يستضعفه ولم يحدث عنه، وقال ابن إدريس: رأيته والى السوق يقول اضربوا هذا قيموا هذا فلا أروي عنه شيئا، وتركه وهيب لأنه رأى منه شيئا رابه وأنكر بعض سيرته.
وذكره أبو العرب، والبلخي في جملة الضعفاء.
وذكر الخطيب أن يحيى بن معين تكلم فيه.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: قال عثمان بن أبي شيبة: عاصم الأحوال ثبت، وقد سبق قول أبي الحسن الدارقطني هو أثبت من ابن أبي النجود.
وقال البزار في المسند: ثقة.(7/103)
ولما ذكر البخاري وفاته قال: في موته نظر وروى عن أبي المستهل عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جامع فأراد العود " وقال جرير: عن ليث، عن عبد الرحمن، عن أبي المستهل، عن أبي سعيد - يرفعه. وعن عبد الرحمن، عن أبي عثمان، عن سلمان بن ربيعة، عن عمر - قوله. والصحيح عاصم عن أبي المتوكل عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وربما شك عاصم في حديث أبي سعيد لا يتابع عليه.
وقال ابن قتيبة: كنيته أبو عبد الله وكان على حسبة المكاييل والموازين بالكوفة.
وفي كتاب المنتجيلي: عن عمر بن سعد البصري أن أيوب بن أبي تميمة قال: لقد كنت أرى عاصما الأحول فأهابه، قال عمر: فذهبت إلى عاصم فأخبرته فقال: ما زال إخواني لي مكرمين وقال: أتيت برجل سب عثمان رضي الله عنه فضربته عشرة أسواط، ثم عاد لما ضربته فضربته عشرة أسواط، فلم يزل يسبه وأضربه حتى ضربته سبعين سوطا.
وكان عاصم يقول: ما عقل دينه من لم يحفظه لسانه.
وقال أبو موسى المديني في كتابه " منتهى رغبات السامعين في عوالي أحاديث التابعين ": مات عاصم الأحول بعد الأربعين. وأنبأ جعفر الثقفي عن كتاب أبي منصور الخطيب ثنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ قال: سمعت عبدان يقول: ليس في العواصم أثبت من عاصم الأحول. وقال محمد بن عباد عن أبيه قال: ربما زارني عاصم وهو صائم فإذا أفطر وصلى العشاء تنحى فصلى فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر لا يضع جنبه.
وفي تاريخ ابن قانع: مات سنة إحدى وأربعين.
وذكر المزي أنه روى عن عبد الله بن شقيق، وفي " المراسيل ": قال الأثرم:(7/104)
قلت لأبي عبد الله: عاصم بن شقيق عن [ابن] عمر يرفعه " بادروا الصبح بالوتر " فقال عاصم لم يرو عن عبد الله بن شقيق شيئا ولم يرو هذا إلا ابن أبي زائدة.
وفي كتاب الكلاباذي: كان قاضيا بالمدائن.
ولهم شيخ آخر اسمه:
- عاصم بن سليمان.
2625 - (س) عاصم بن سويد بن عامر بن يزيد بن جارية الأوس المدني إمام قباء.
خرج إمام الأئمة حديثه في صحيحه وكذلك ابن حبان، والحاكم النيسابوري.
وفي كتاب ابن ماكولا: وقيل زيد بن جارية.
2626 - (د) عصام بن شميخ الغيلاني أبو الفرجل اليمامي.
قال أبو بكر البزار في مسنده: ليس بالمعروف وحديثه الذي رواه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الخوارج.
وقال ابن حبان: ثنا إبراهيم بن خريم ثنا عبد الله بن حميد ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا عكرمة [ق 217/أ] بن عمار ثنا عاصم بن شميخ الغيلاني قال: أتيت المدينة في طلب عبد لي أبق فانطلقوا بي إلى أبي سعيد الخدري الحديث.(7/105)
2627 - () عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي قيل إنه أخو عبد الله.
قال ابن سعد: توفي في ولاية بشر بن مروان وكان ثقة وله أحاديث وهو من قيس غيلان، وكذا ذكر وفاته خليفة في تاريخه.
وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ فاحش الخطأ [يروي] عن علي بن أبي طالب من قوله كثيرا فلما فحش ذلك في روايته استحق الترك على أنه أحسن حالا من الحارث: سمعت الحنبلي، سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين أيما أحب إليك الحارث عن علي أو عاصم عن علي؟ فقال: عاصم.
وقال البزار: حدث عنه أبو إسحاق، والحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، ولا نعلم حدث عنه غير هؤلاء، وهو صالح الحديث، وأما ما روى عنه حبيب فروى عنه أحاديث مناكير، وأحسب أن حبيبا لم يسمع منه إنما بلغه عنه هذه الأحاديث، ولا نعلمه روى إلا عن علي بن أبي طالب إلا حديثا أخطأ فيه سكين بن بكير، فرواه عن الحجاج عن أبي إسحاق عن عاصم عن أبي بصير عن أبي بن كعب وهذا مما لا يشك في خطئه.
وصحح الطوسي، والترمذي حديثه في صحيحهما، وكذلك الحاكم، وأبو الحسن بن القطان، وأبو بكر بن خزيمة.
وذكره ابن شاهين في الثقات بعد وصفه إياه بالتشيع، والبرقي في كتاب الطبقات في فصل المجهولين الذين احتلمت روايتهم، وقال أبو داود السجستاني - فيما حكاه الآجري -: أحاديثه بواطيل.(7/106)
وفي تاريخ البخاري الصغير عن أبي إسحاق: جاورنا عاصما ثلاثين سنة فما حدثنا قط إلا عن علي.
وقول البزار: أخطأ سكين فيه نظر؛ لوجداننا لسكين متابعا رويناه في معجم ابن جميع، عن أحمد بن محمد قال. ثنا سعدان بن نصر، ثنا معمر بن سليمان، ثنا الحجاج، يعني ابن أرطأة، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي بن كعب - به.
وقال ابن المديني في " العلل الكبرى ": عاصم من أصحاب علي.
وفي كتاب " التمييز " للنسائي: لا بأس به والذي نقله عنه المزي ليس به بأس لم أره؛ فينظر.
وقال ابن عدي: يتفرد عن علي بأحاديث باطلة لا يتابعه الثقات عليها والبلية منه.
وفي كتاب الصريفيني: قال الإمام أحمد: عاصم عندي حجة.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني في " كتاب الضعفاء " تأليفه: سألت ابن المديني عنه وعن الحارث فقال لي يا أبا إسحاق مثلك يسأل عن هذا؟ قال الجوزجاني: هو عندي قريب من الحارث الأعور روى عنه أبو إسحاق حديثا في تطوع النبي صلى الله عليه وسلم ست عشرة ركعة: فيا لعباد الله أما كان ينبغي لأحد من الصحابة والأزواج يحكي هذه الركعات إذ هم معه في داره والحكاية عن عائشة في الإثنتي عشرة ركعة من السنة، وابن عمر عشر ركعات والعامة من الأمة أو من شاء الله تعالى قد عرفوا ركعات السنة، فإن قال قائل: كثير من حديثه لم يروه إلا واحد. قيل: صدقت كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بالكلمة من الحكمة، ولعله لا يعود لها آخر دهره فيحفظها عنه رجل واحد، وهذه ركعات كما قال عاصم، كان يداوم عليها؛ فلا يشتبهان ثم خالف عاصم(7/107)
رواية الأمة [وأبقى فيها] حين روى أن في خمس وعشرين من الإبل خمسا من الغنم [ق217ب].
2628 - (د س ق) عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني.
قال الساجي: حدثت عن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومي قال: كان هشام بن عبد الملك بن مروان يقول كذا في الأشراف من قريش: أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة، وعاصم بن عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وعبد الملك بن عنبسة بن سعيد بن العاصي، وإبراهيم بن عبد الله بن مطيع العدوي. قال: وكان هشام يقول: لا يخرج الدجال وواحد من هؤلاء حي.
وقال ابن القطان: مضطرب الحديث تنكر عليه أحاديث.
وقال المروذي: قال لي أبو عبد الله: كان المشايخ يهابون حديثه، وقال عبد الحق: ضعفه ابن مهدي، ويحيى بن سعيد، ومالك.
ولما أخرج الحاكم حديثه في الشواهد قال: لم يحتجا به.
وفي كتاب ابن الجارود: ضعيف، وقال البزار في سننه: في حديثه لين، وقال الساجي: مضطرب الحديث روى عنه شعبة، والثوري، ويحيى بن سعيد، ولم يحدث عنه مالك.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو العرب القيرواني في جملة الضعفاء.
وقال الآجري قلت لأبي داود: قال ابن معين: عاصم، وفليح، وابن عقيل لا يحتج بحديثهم. قال: صدق، وفي موضع آخر قال أبو داود: عاصم بن عبيد الله لا يكتب حديثه.(7/108)
وقال الدارقطني في كتاب السنن: غيره أثبت منه.
وقال ابن حبان: كان سيء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ فترك من أجل كثرة خطئه سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت محمد بن يحيى يقول: ليس على عاصم بن عبيد الله قياس، ثنا مكحول، ثنا جعفر بن أبان قال: قلت ليحيى بن معين: عاصم، وابن عقيل أيهما أعجب إليك في الحديث؟ فقال: ما منهما أحد يعجبني.
وقال ابن سعد: أدرك سلطان بني العباس ووفد على أبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
وفي صحيح ابن خزيمة قال أبو بكر: لست أحتج به لسوء حفظه.
ولما ذكره البرقي في كتابه رجال الموطأ في فصل من لم يعلم له رواية عن أحد من الصحابة قال: وسنه تقتضي الرواية عن غير واحد.
2629 - (4) عاصم بن عدي بن الجد بن عجلان العجلاني القضاعي أخو معن يكنى أبا عبد الله ويقال أبو عمرو وقال أبو عمر حليف الأنصار وهو والد أبي أبي الدحداح.
كذا ذكره المزي من غير تردد.
وفي كتاب ابن حبان: مات في ولاية معاوية وهو ابن مائة سنة وخمس عشرة سنة.
وقال ابن السكن: مات سنة خمس وأربعين، ويقال إن عاصم بن عدي غير(7/109)
والد أبي البداح هما اثنان، وكذا فرق بينهما غير واحد منهم: أبو القاسم البغوي.
وقال أبو عمر: عاش مائة وعشرين سنة.
وقال ابن سعد: له عقب، وقال محمد بن عمر: أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك ومعه مالك بن الدخشم، وأحرقا مسجد الضرار ببني عمرو بن عوف بالنار، وكان عاصم إلى القصر ما هو، وكان يخضب بالحناء ومات سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية، وهو ابن خمس عشرة ومائة سنة، وكذا ذكره الطبري في كتاب الصحابة.
وقال البخاري، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان، والبارودي في آخرين: شهد بدرا لم يستثنوا.
وقال الترمذي في كتاب الصحابة: يقال شهد بدرا.
وفي قول المزي وقال موسى بن عقبة: رده [ق218 أ] النبي صلى الله عليه وسلم من الروحاء ضرب له بسهمه؛ أشعار بتفرد موسى بهذا القول، وليس كذلك لما ذكره أيضا محمد بن إسحاق، وقبله الزهري فيما ذكره الحاكم، وأبو معشر، والواقدي، وسليمان التيمي - في آخرين من الأئمة القدماء.
2630 - (خ ت ق) عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي أبو الحسين ويقال أبو الحسن التميمي مولاهم أخو الحسن.
ذكر أسلم بن سهل جده عاصما في جملة المحدثين، وكذلك أباه، وعمه عثمان بن عاصم، وأخاه الحسن، وابن عمه عمر بن عثمان.(7/110)
وذكره الخطيب في الرواة عن مالك بن أنس رضي الله عنه.
وقال صاحب " زهرة المتعلمين في ذكر أسماء المشاهير المحدثين ": مات سنة عشرين، وقيل إحدى وعشرين، روى عنه - يعني البخاري – ثمانية أحاديث.
وفي تاريخ البخاري: مات سنة عشرين أو إحدى وعشرين.
وقال ابن قانع: كان ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة وليس بالمعروف بالحديث [فأنكر] الخطأ في حديثه.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
وقال العجلي: شهدت مجلس عاصم فحذروا من شهده ذلك اليوم ستين ومائة ألف وكان رجلا جسورا فكان يقول لممليه ترون هاك ما جاء في الجهمية فيحدث بها وكان قد ضاق منه ابن أبي داود، فقال للمعتصم: أقض دينه، وسيره إلى أهله فقضى دينه وسيره واستراح منه ابن أبي داود، وكان ثقة في الحديث كتبت عنه.
وقال النسائي: ضعيف، وذكره أبو العرب القيرواني، وأبو جعفر العقيلي، والبلخي في جملة الضعفاء.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب " الصلة ": ضعيف كثير المناكير.
وفي تاريخ ابن أبي خيمثة الكبير: سمعت يحيى يقول لا يفلح آل عاصم بن صهيب الرومي أحدا أبدا.
وفي كتاب ابن الأخضر قال البغوي: حفظت عنه وأنا صغير حديثين.(7/111)
2631 - (ت ق) عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري أبو عمر المدني أخو عبيد الله وأبي بكر.
قال ابن حبان في كتابه الصحيح: ثنا الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد الله بن نافع ثنا عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل وجعل بينهما مسبقا ومحللا ".
وقال في كتاب " المجروحين ": عاصم بن عمر بن حفص منكر الحديث جدا يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الإثبات لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات انتهى. لقائل أن يقول كيف احتج بحديثه في صحيحه مع هذا الكلام؟ فيجاب بأنه شرط الحجة به إذا وافق وهنا وافق سفيان بن حسين في روايته هذا المتن عن سعيد عن أبي هريرة عند أبي داود. بينا ذلك بدلائله في كتابنا المسمى بالمؤاخذات على كتاب الثقات، وكتاب المحلل فأغنى عن إعادته هنا والحمد لله.
وذكره ابن شاهين في الثقات، وفي كتاب ابن الجارود: ضعيف وليس حديثه بحجة.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
ولما خرج البزار حديثه في سننه قال: ليس بالحافظ.
وقال ابن سعد: كان شاعرا وله أحاديث كذا وصفه بالشعر ولم أر من قاله غيره؛ فينظر.
وقال الساجي في نسخه: ضعيف ليس بشيء، وذكره العقيلي، وأبو(7/112)
[ق 218/ب] العرب، والبلخي في جملة الضعفاء.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: قال أحمد بن صالح: أربعة إخوة ثقات عبد الله، وعبيد الله، وعاصم، وأبو بكر بنو عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: عاصم بن عمر أخو عبد الله وعبيد الله بن أبي بكر فأما عاصم فضعيف قريب من عبد الله وأبو بكر قليل الحديث وهو ثقة، وقد تكلم النسائي على أحمد بن صالح حيث قال: أربعتهم ثقات.
وقال محمد بن عبد الرحيم: ليس بثقة.
وقال ابن خزيمة في صحيحه: ثنا بندار عن شبابة عن عاصم بن عمر عن ابن سوقة عن نافع رأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد، وقال: عاصم هذا هو عندي أخو عبد الله وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم.
2632 - (خ م د ت س) عاصم بن عمر بن الخطاب أبو عمر ويقال أبو عمرو المدني.
ذكره ابن حبان في الثقات.
وفي الاستيعاب: ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، أمه بنت عاصم بن ثابت لا أخته، وكان خيرا فاضلا حسن الشعر وهو جد عمر بن عبد العزيز لأمه خاصمت أمه أباه فيه أيام أبي بكر وله أربع سنين انتهى. وفيه نظر لأن أمه(7/113)
تزوجها زيد بعد عمر وزيد توفي بمؤتة فلا يتجه ما قاله والله أعلم.
ولما مات رثاه أخوه عبد الله فقال:
وليت المنايا كن خلفن عاصما ... فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا
وفي كتاب الصحابة للجعابي، ولأبي أحمد العسكري وغيرهما: ولد في السنة السادسة من الهجرة.
وقال البرقي: قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين أو نحوها.
وذكره في الصحابة أيضا أبو نعيم الأصبهاني، وابن منده فيما ذكره ابن الأثير، وابن بنت منيع في كتاب الصحابة.
وقال المنتجيلي: مدني ثقة من كبار التابعين، روى عن أمه جميلة، وكان شديد البطش ساير معاوية يوما فغمز يده فقال له معاوية أرسل يدي قال والله لا أرسلها حتى تقضي ديني فقضاه.
وفي كتاب ابن الحذاء ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين.
وفي كتاب المنتقى للبكري: كان طويلا جسيما يقال كان زراعه ذراعا ونحو شبر وكان خيرا فاضلا.
وذكره البرقي في رجال الموطأ في من ولد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو عنه.
وفي كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل: عن ابن سيرين قال: قال فلان وذكر رجلا سماه ما رأيت رجلا من الناس لا يتكلم ببعض ما يريد غير عاصم بن عمر، قال وكان بينه وبين رجل يوما شيء فقام وهو يقول:
قضى ما قضى فيما مضى ثم لم ... ير له صبرة آخر الدهر(7/114)
وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: مات سنة ثلاث وسبعين.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وأنشد المرزباني وقاله لأخيه زيد لما شج في حرب بني عدي بن كعب:
مضى عجب كان بيننا ... وما نحن فيه بعد ذلك أعجب
يجبر جناة الشر من بعد ألفه ... رجعنا وفينا [ألفة] وتحزب
فيا زيد صبرا حسبة وتعوضا ... لأجر ففي الأجر المعوض مرغب
ولا تأخذن عقلا من القوم إنني ... أرى الجرح يبقى والمعاقل تذهب
كأنك لم تنصب ولم تلق إربه ... إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب
[ق 218/أ] وكان ينسب بزوجته أم عمار بنت سفيان الثقفية فمن قوله فيها:
يا صاحبي ألا لا أم عمارة ... بانت وأتت عليها غائب زاري
كأنها يوم حل الحي ذا سلم ... تفاحة بيدي نشوان عطار
مثل العنان اليماني لا مبدنة ... ولا قليل عليها لحمها عاري
وفي تاريخ البخاري: خاصمت أباه فيه إلى أبي بكر وهو ابن ثمان سنين.
2633 - (ق) عاصم بن عمر بن عثمان: - أحد المجاهيل.
ذكره ابن حبان في الثقات كذا قاله المزي ما أدري من أي أمريه أعجب أمن كونه مجهولا؟ أم من كونه ثقة؟ على أني لم أر لهذا الرجل ذكرا في كتاب ابن أبي خيثمة ولا كتاب يعقوب بن سفيان، ولا كتاب ابن أبي حاتم.(7/115)
وأما البخاري فلم يقل في بعض نسخ تاريخه إلا: عاصم بن عمرو بن عثمان لم يزد على هذا [كله] واحدة والله تعالى أعلم.
وما أدري من الذي نقض ما قاله البستي، وجهله.
2634 - (ع) عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري الظفري أبو عمرو ويقال أبو عمر المدني أخو يعقوب.
قال ابن حبان الذي نقل المزي توثيقه من عنده: يكنى أبا محمد كذا هو ثابت في عدة نسخ من كتابه وأغفلها المزي فلم يذكرها من عنده ولا من عند غيره.
وقال البزار: ثقة مشهور.
وقال ابن منجويه: مات سنة سبع عشرة: - كذا هو مضبوط بخط الصريفيني الحافظ، وغيره.
وفي كتاب ابن الأثير: الصحيح سنة عشرين.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، وأستاذه، والطوسي، والحاكم، وأبو عيسى البوغي.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني: أنه وفد على عمر بن عبد العزيز فلما نسبه قال عاصم.
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه ... فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فقال عمر بن عبد العزيز:(7/116)
تلك المكارم [لا قعبان من أبي] ... شيبا بماء فعاد بعد أبوالا
وقال عبد الحق الإشبيلي: هو ثقة عند أبي زرعة وابن معين وقد ضعفه غيرهما، ورد ذلك عليه أبو الحسن بن القطان بقوله وضعفه غيرهما أمر لم أعرفه؛ بل هو ثقة كما ذكر عنهما وكذلك قاله غيرهما ولا أعرف أحدا ضعفه ولا أحدا ذكره في جملة الضعفاء.
2635 - (ت س) عاصم بن عمرو ويقال ابن عمر حجازي من أهل المدينة.
روى عنه عمر بن سليم كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إن أبا حاتم، والبخاري، وابن حبان، وعلي بن المديني في كتاب الطبقات، ويعقوب بن سفيان وابن أبي خيثمة لم يسمه أحد منهم أباه إلا عمرا فلا أدري من [سماعه] عمر فينظر.
2636 - (د) عاصم بن عمرو ويقال ابن عوف البجلي الكوفي أحد الشيعة.
قال البخاري في كتاب [الشيعة] / لم يثبت حديثه.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه، وكذلك الدارمي.
وذكره العقيلي في جملة الضعفاء.
وللمصريين شيخ اسمه:(7/117)
2637 - عاصم بن عمرو.
يروي [ق219/ب] عن امرأة عن عائشة، ذكره ابن يونس - وذكرناه للتمييز.
2638 - (د ق) عاصم بن أبي عمرة عمير العنزي عن نافع بن جبير.
قال ابن حبان وروى حديثه عن نافع بن جبير عن أبيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة قال: " الله أكبر كبيرا " - الحديث كذا قال شعبة عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، وقال مسعر: عن عمرو، عن رجل من عنزة.
وقال ابن إدريس: عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع وقال عباد بن العوام: عن حصين، عن عمرو، عن عمار بن عاصم، عن نافع. وهو عند ابن عياش عن عبد العزيز، عن عبيد بن حمزة بن صهيب، عن عبد الرحمن بن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه - الحديث.
وذكر البزار في مسنده نحو هذا الاختلاف ثم قال: والرجل غير معروف.
وابن خزيمة في صحيحه وعاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان لا يدري من هما ولا نعلم الصحيح ما روى حصين أو شعبة وقد اختلفوا في إسناده.
وخرجه الحاكم النيسابوري أيضا وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ولما ذكر البخاري الاختلاف في اسمه بنحو ما تقدم قال: هذا لا يصح.
وزعم المزي أن أبا القاسم وهم في كتاب الأطراف فذكر هذا الحديث يعني حديث التكبير في ترجمة محمد بن جبير بن مطعم وإنما هو نافع سماه أبو الوليد الطيالسي عن شعبة انتهى كلامه؛ وفيه ذهول عن ما في كتاب أبي داود الذي الحديث عنده فإنه رواه في كتاب السنن من حديث مسعر عن عمرو [عن رجل من عنزة] عن نافع بن جبير عن أبيه فلا حاجة إلى ذكره من عند أبي الوليد.(7/118)
وفي قوله سماه أبو الوليد عن شعبة تفرد شعبة بذلك وليس كذلك، لما ذكرناه.
ورواه البزار في سننه: عن ابن فضيل، ثنا حصين، عن عمرو، عن عاصم العنزي عن نافع وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا جبير بن مطعم، ولا نعلم له طريقا إلا هذه الطريق، وقد اختلفوا في اسم العنزي الذي رواه وإنما ذكرناه لأنه لا يروي هذا الكلام غيره.
وقال البغوي: أنبأ يزيد، ثنا شعبة، عن عمرو، عن عاصم، عن نافع به.
وثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا حصين بن عبد الرحمن عن عمار بن عاصم عن نافع به.
وكذا سماه أيضا الطبراني، وابن البيع، وأحمد بن حنبل في مسنده، والبيهقي، وابن حزم وغيرهم، والله الموفق.
2639 - (م 4) عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي.
خرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك أبو علي الطوسي، وابن حبان، والترمذي، وابن الجارود، وابن حبان، وأستاذه إمام الأئمة، والحاكم وقال: قد احتج مسلم بعاصم بن كليب.
وقال البزار في مسنده: لم يحدث عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم وفي حديثه اضطراب.
وقال ابن سعد: كان ثقة يحتج به وليس بكثير الحديث توفي في أول خلافة أبي جعفر.
وقال ابن حبان في كتاب الثقات الذي ذكر المزي أنه نقل توثيقه من عنده: مات سنة سبع وثلاثين ومائة، وكذا ذكر وفاته خليفة، وغيره.(7/119)
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: قال أحمد بن صالح - يعني المصري: يعد من وجوه الكوفيين الثقات، وفي موضع آخر قال: هو ثقة مأمون.
وقال ابن المديني في العلل الكبير: لا يحتج به إذا انفرد.
وفي كتاب العقيلي: كان مرجئا [ق220/أ].
وللمصريين شيخ اسمه
عاصم بن كليب بن خيار بن جبر بن ناشرة أبو الليث القتباني.
قال ابن يونس: توفي سنة ستين ومائة، ذكرناه للتمييز.
2640 - (بخ 4) عاصم بن لقيط بن صبرة العقيلي حجازي.
قال ابن حبان: هو من أهل الطائف وهو الذي يقال له عاصم بن أبي رزين، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك ابن خزيمة، وأبو علي الطوسي، والحاكم وقال: حديث صحيح، ولم يخرجاه وهو في جملة ما بينا أنهما أعرضا عن الصحابي الذي لا يروي عنه غير الواحد وقد احتجا جميعا ببعض هذا الحديث بعينه، وله شاهد من حديث ابن عباس يرفعه استنثروا مرتين بالغين أو ثلاثا انتهى كلامه. وفيه نظر بيناه في كتابنا " منار الإسلام "، والترمذي، وابن الجارود، والدارمي، وأبو محمد بن حزم، وأبو الحسن بن القطان في كتابه " بيان الوهم والإيهام " والبغوي في شرح السنة وأبو محمد الإشبيلي، ومحمد جرير الطبري في كتابه " تهذيب الآثار "، وأبو بشر الدولابي في جمعه " حديث الثوري ".
وفي علل الخلال: قال أبو أحمد: عاصم لم يسمع عنه بكير رواية أي ليس بمشهور في الرواية عنه.(7/120)
وفي كتاب العسكري عن سفيان قال: أتيت سفيان بن سعيد فقال لي ما سمعت من سفيان؟ فقلت حديثين: سفيان عن إسماعيل بن كثير عن عاصم بحديث الاستنشاق فقال: أوه!! منعني. لو جئت به من غير سفيان لقلت فيه.
وزعم أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد في كتاب التفرد أنه حديث تفرد به أهل الطائف عن غيرهم من البلاد.
2641 - (ع) عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني أخو أبي بكر وعمر وزيد وواقد.
خرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن خزيمة، والطوسي، والحاكم.
وقال البزار في كتاب السنن: صالح الحديث.
وفي كتاب الثقات لابن حبان: روى عن محمد بن سوقة.
2642 - (د ق) عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام القرشي المدني أخو فاطمة.
قال البزار في مسنده: حدث بحديث واحد حديث القبلتين ولا نعلمه حدث بغير هذا الحديث ولا روى عنه إلا حماد بن زيد، وحماد بن سلمة وليس به بأس.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
وفي كتاب الزبير الذي قال المزي أنه نقل خبره من عنده: هو أخو محمد، والزبير، وسعيد، وعثمان، وعبد الرحمن، وإبراهيم وعبيد الله، وعمر، وأبو عبيدة، ومعاوية قال الزبير: حدثني عتيق بن يعقوب قال كان لعاصم مال بسراة من اليمن وكان أبيا حميا وكان إذا حضر ماله منع السدر وحماه فقال أحد بني خوالة وجعل يعضد السدر على إبله وعاصم بالمدينة.(7/121)
أقول وسوق السدر فوق رونها ... لهن حفيف مثل صوت الأبارد
كلي ورق السدر الذي فيض ... جفجف وفيض شجاع صوت الرواعد
كلي أكلة إن الزبيري عاصما ... إذا جاء يوما لم يرخص لعاضد
يشد فلا يرجى إذا شد شدة ... ويعطي إذا أعطى عطية ماجد
من النفر الذين لم يرامو الخنا ... يهينون أحيانا مناط القلائد
[ق220 ب] حوارية أنسابهم أسدية ... فراسية أبدانهم كالجلامد
فقال عتيق فعانه فلم يحل الحول على [عتيق] حتى مات فكان يقال أشأم من مدح الحوالي.
2643 - (م د س) عاصم بن النضر وقيل ابن محمد بن النضر بن المنتشر التيمي أبو عمر البصري.
خرج البستي حديثه، في صحيحه، وكذلك أبو عوانة.
وقال صاحب الزهرة: روى عنه يعني مسلما اثني عشر حديثا.
2644 - (س) عاصم بن هلال البارقي ويقال العنبري أبو النضر البصري. إمام مسجد أيوب السختياني.
قال البزار: ليس به بأس، وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
وقال النسائي: ضعيف، وذكره العقيلي، وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وقال يحيى بن سعيد: ما وجدت رجلا اسمه عاصم إلا وجدته رديء(7/122)
الحفظ، وقال يحيى بن معين: كل عاصم فيه ضعف، وقال ابن علية من كان اسمه عاصم كان في حفظه شيء، وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأسانيد توهما لا عمدا حتى بطل الاحتجاج به.
وقال الساجي: ضعيف، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء.
2645 - (خ ت س) عاصم بن يوسف اليربوعي أبو عمر الخياط الكوفي جار يوسف بن موسى.
قال البزار في كتاب السنن تأليفه ليس به بأس.
وخرج أبو علي الطوسي حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن أبي الحسن الدارقطني: ثقة.
وفي قول المزي قال المطين: مات سنة عشرين ومائتين، وكان ثقة، يكنى أبا عمرو ونظر في موضعين:
الأول: الذي تواردت عليه نسخ كتاب المطين مات سنة تسع وعشرين ومائتين.
الثاني: لم يذكر له كنية فيما رأيت فينظر.
2646 - (ت س) عاصم بن عبد الله العدوي.
ذكره ابن حبان في جملة الثقات.
2647 - (س) عافية بن يزيد بن قيس الأودي الكوفي القاضي.
ذكره أبو حفص بن شاهين في جملة الثقات.(7/123)
ومن خط التاريخي: هو أول قاض قضى على الجانب الشرقي في خلافة المهدي فلما استخلف موسى ولى مكانه سعيد بن عبد الرحمن الجمصي سنة ست وسبعين ومائة.
وفيه يقول أبو دلامة في حكومة جرت بينهما:
أنى يكون دهاة الرجال ... وقلبتها سنة وافية
فمن خفت من جوره في القضاء فكنت أخافك يا عافية.
فقال عافية: والله لأشكونك إلى أمير المؤمنين وأذكر أنك هجوتني، فقال أبو دلامة: إذا والله يعز لك قال ولم؟ قال: لكونك لا تعرف المدح من الهجاء.(7/124)
من اسمه عامر
2648 - (س) عامر بن أبي أمية حذيفة ويقال سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. له صحبة أسلم عام الفتح.
كذا ذكره المزي. وأما ابن حبان فإنه ذكره في جملة الثقات من التابعين ووصفه بالرواية عن أم سلمة.
وذكره في التابعين أيضا البخاري، وأبو حاتم الرازي، وابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان في الكبير، وخليفة بن خياط، والهيثم بن عدي وغيرهم.
ولما ذكره أبو نعيم الحافظ في جملة الصحابة قال: ذكره بعض [ق221/أ] المتأخرين وزعم أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
2649 - (س) عامر بن جشيب أبو خالد الشامي.
قال الدارقطني فيما ذكر في الجرح والتعديل: حمصي ثقة لم يسمع من أبي الدرداء.
وفي كتاب الصريفيني: لعله عامر بن يحيى بن جشيب.(7/125)
2650 - (ع) عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك العنزي أبو عبد الله ووالد عبد الله حليف آل الخطاب.
ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى، وقال الواقدي: عن محمد بن صالح، عن يزيد بن رومان: أسلم عامر قديما، وقال في موضع آخر: عن عبد الله بن عمر بن حفص، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه أنه قال: ما قدم أحد المدينة للهجرة قبلي إلا أبو سلمة، كذا ذكره المزي وفيه نظر من حيث إن ابن سعد ذكر أيضا عن الواقدي في موضع آخر من غير فصل بين الكلامين قال: وقالوا آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين يزيد بن المنذر الأنصاري قال محمد بن عمر: كان موت عامر بعد قتل عثمان بأيام.
وقال ابن السكن: هو خال عمر، وقال مطين عن الزهري: كان من كبراء بني عدي.
وقال ابن حبان: ويقال بل كان حليف مطيع بن الأسود، ومطيع كان حليفا لبني عدي.
وفي السير لابن إسحاق: أنه من اليمن من مذجح.
وفي كتاب أبي عمر: ولم يختلفوا أنه حليف الخطاب انتهى. وفيه نظر لما أسلفناه. وقال علي بن المديني: هو من عنز بفتح النون. قال أبو عمر: والصحيح عندهم سكونها؛ مات سنة خمس وثلاثين.
وفي تاريخ ابن قانع: سنة أربع وثلاثين.
وفي قول المزي: قال أبو عبيد في سنة سبع وثلاثين أظن هذا أثبت. نظرا لما(7/126)
ذكره عنه ابن عساكر - الذي نقل كلامه المزي - من أنه غير جيد.
وفي طبقات الصحابة أبي عروية الحراني: ولا أعلمهم يختلفون في شهوده بدرا.
2651 - (ع) عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني أخو إبراهيم وإسحاق وعمر ومحمد ومصعب وموسى ويحيى ويعقوب وعائشة.
قال ابن حبان - الذي زعم المزي أنه نقل وثيقة من عنده: مات سنة أربع ومائة.
وقال ابن سعد - الذي ذكر المزي أنه نقل وفاته من عنده: له من الإخوة أم الحكم الكبرى، وحفصة، وأم القاسم، وأم كلثوم، وإسحاق الأصغر، وإسماعيل وأم عمران، وأم الحكم الصغرى، وأم عمر، وهند وأم الزبير وأم موسى، وعبد الله الأصغر، وعبد الله بن الأكبر، وبجير واسمه عبد الرحمن، وحميدة، وحمنة، وعمير الأصغر، وعمرو، وعمران، وأم عمرو، وأم أيوب وأم إسحاق، وصالح، ورملة، وعمرة.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وفي تاريخ المنتجيلي: هو تابعي مدني ثقة وهو أبو داود وقرين.
وفي قول المزي عن أبي سعد: وقال غيره - يعني غير الواقدي: مات في خلافة الوليد بن عبد الملك، ولم يبين ذاك الغير من هو ذهول عما ذكره ابن سعد إن كان رآه وهو الهيثم بن عدي كذا نص عليه في الطبقات.(7/127)
2652 - (م د ت س) عامر بن سعد البجلي الكوفي.
خرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، والحاكم.
2653 - (ق س) عامر بن السمط ويقال السبط والأول أصح التميمي أبو كنانة الكوفي.
ذكره ابن حبان في الثقات كذا ذكره المزي وقد أغفل منه: الجذامي، وكان حافظا وهو الذي روى عاصم [ق 221 ب] بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن عامر بن السمط عن معاوية بن إسحاق بن أبي طلحة عن عطاء بن يسار عن ابن مسعود حديث الخلفاء.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وذكره أبو حفص بن شاهين في جملة الثقات وعرفه بصاحب العريف قال: وعن يحيى بن سعيد: هو ثقة ثبت.
2654 - (ع) عامر بن شراحيل وقيل ابن عبد الله بن شراحيل وقيل ابن شراحيل بن عبد الشعبي أبو عمرو الكوفي من شعب همدان.
كذا قاله المزي تابعا صاحب الكمال الذي يهذبه، والذي ذكره الكلبي والهمداني المعروف بابن الدمنة وبعدهما الرشاطي وغيره: أن الشعبي منسوب إلى شعبان واسمه حسان بن عمرو بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ؛ لا ذكر لهمدان في نسبه.
قال الجوهري: شعب جبل باليمن نزله حسان بن عمرو الحميري وولده فنسبوا إليه منهم عامر الشعبي، وكذا ذكره ابن قتيبة، والقزاز، وقبلهم ابن حبيب في المحبر وغيره.(7/128)
وقال ابن السمعاني: ولد سنة عشرين، وقيل: سنة إحدى وثلاثين مات سنة تسع ومائة.
وقال ابن سعد: هو من حمير وكان ضئيلا نحيفا فقيل له يا أبا عمرو ما لنا نراك ضئيلا قال: إني زوحمت في الرحم وكان ولد هو وأخ توأما في بطن.
وذكر ابن حزم أن مولده كان بعد قتل عمر، وأن عمار بن ياسر لم يكن الشعبي يعقل رميه.
وذكر الحصري في " زهر الآداب " أن قائل ذاك له عبد الملك بن مروان.
ذكر ابن سعد عنه قالوا: ولد سنة جلولاء يعني سنة تسع عشرة، وكان له ديوان يعزو عليه، وكان شيعيا فرأى منهم أمورا وسمع إفراطهم فترك رأيهم وكان يعيبهم.
وقال: ما كتبت سوداء في بيضاء قط وما حدثني أحد بحديث فأحببت أن يعيده علي.
وسئل عن شيء يوما فلم يكن عنده فيه شيء فقيل له: قل برأيك. قال: ما تصنع برأيي بل على رأيي.
وسأل إبراهيم رجل عن شيء فقال: لا أدري، والشعبي مار فقال: اذهب فاسأل ذلك الشيخ وارجع فأخبرني فرجع إليه فقال: قال: لا أدري. فقال إبراهيم: هذا والله الفقه.
ثنا عارم ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عطية السراج قال: مررت مع الشعبي على مسجد من مساجد جهينة: فقال أشهد على كذا وكذا من أهل هذا المسجد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مائة فذكر عنهم شيئا من أفعالهم وكان الشعبي يصبغ بالحمرة وتوفي فجأة.(7/129)
وفي " الزيادات " للرشاطي: ولد لست سنين من خلافة عثمان وقيل ولد سنة إحدى وعشرين.
وفي " العقد ": لما سأله النخعي عن مسألة قال: لا أدري فقال إبراهيم: هذا والله هو العالم سئل عما لا يدري فقال لا أدري.
وفي " تاريخ أبي الفرج الأصبهاني ": قال الشعبي لما قدم بشر بن مروان الكوفة كتب على مظالمه.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: مات الشعبي فجأة جاء وهو راكب ثم خر فصاحوا عليه، قلت: مات وهو قاض. قال: هو كان اعتزل القضاء وسمع من أم سلمة وعائشة قال، ومرسل الشعبي أحب إلي من مراسيل النخعي وسمع من المقدام أبي كريمة قلت: إن قوما يزعمون أنه كان يتشيع قال معاذ: الله [ق222/أ] هو القائل لو كانت الشيعة من الطير.
وفي كتاب " فضل الكتاب " [للجافظ]: كان الشعبي مع تفقهه ونبله كاتب.
وفي " الوشاح " لابن دريد: قيل للشعبي من أنت؟ قال: أنا فلان ابن فلان ابن ذي نسرين.
وذكر المزي روايته عن أسامة بن زيد، والفضل بن العباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبي سعيد، وأبي جبيرة، وعائشة، وأم سلمة، ومسروق، وأم هانئ بنت أبي طالب، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: الشعبي عن أبي جبيرة مرسل.
وفي " تاريخ نيسابور ": سئل يحيى بن يحيى الشعبي أدرك أم سلمة فكأنه قال لا.
وفي " جامع بيان العلم ": قال النخعي: الشعبي يحدث عن مسروق!! ووالله ما سمع منه شيئا قط.(7/130)
وفي " علوم الحديث " للحاكم: لم يسمع الشعبي عن عائشة، ولا من ابن مسعود، ولا من أسامة بن زيد، ولا من علي بن أبي طالب - إنما رآه رؤية، ولا من معاذ بن جبل، ولا من زيد بن ثابت.
وفي " العلل الكبرى " لابن المديني: الشعبي لم يسمع من زيد بن ثابت حدث عن قبيصة عنه، ولم يلق أبا سعيد الخدري، ولم يلق أم سلمة.
وفي " سؤالات حمزة ": الشعبي لم يسمع من ابن مسعود - إنما رآه رؤية.
وفي " العلل الكبير " للترمذي: قال محمد: لا أعرف للشعبي سماعا من أم هانئ.
وفي علل أبي الحسن الدارقطني: لم يسمع الشعبي من علي.
وقال ابن القطان في " بيان الوهم والإيهام ": منهم من يدخل بينه وبين علي: عبد الرحمن بن أبي ليلى وسنه محتملة لإدراك علي وذكر ما قيل في سنه ثم قال: لكن إن صح أنه مات ابن سبعين فقد صغرت سنه عن سن من يتحمل فعلى هذا يكون سماعه من علي مختلفا فيه.
ولما ذكر ابن حزم حديثه عن علي في الحيض احتج به وعادته لا يحتج إلا بصحيح من شرط [الصحبة] الاتصال.
وأما البخاري فإنه لما ذكر هذا الأمر مرضه بقوله ويذكر عن علي فكأنه لمح الانقطاع وإلا فالمسند صحيح لا موضع للنظر فيه إلا في هذا، ثم نقض هذا فقال في كتاب الرجم: ثنا آدم ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن الشعبي عن علي حين رجم المرأة يوم الجمعة قال: قد رجمتها بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا [بعض] الأول والله تعالى أعلم.
وفي " المراسيل ": قال ابن معين: ما روى الشعبي عن عائشة مرسل قال:(7/131)
وسألت أبي عن حديثين رواهما همام عن قتادة عن [عروة] عن الشعبي أن أسامة بن زيد حدثه: " أنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة ". هل أدرك الشعبي أسامة؟ قال: لا يمكن أن يكون سمع من أسامة ولا أدرك الفضل بن عباس.
سمعت أبي يقول: لم يسمع الشعبي من ابن مسعود. والشعبي عن عائشة مرسل، إنما يحدث عن مسروق عن عائشة، وقال أبو زرعة: الشعبي عن معاذ مرسل، وسمعت أبي يقول: الشعبي لم يسمع من ابن عمر.
وفي تاريخ البخاري " الأوسط "، و " الكبير ": ثنا عمرو بن مروان ثنا شعبة عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال: أدرك خمسمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أكثر.
وفي كتاب " الفرائض ": هو أول من صنف في علم الفرائض وحسابه.
وذكر أبو الفرج الأموي في " تاريخه الكبير " حكاية فيها نظر وهي: ثنا الجوهري ثنا عمر بن شبة ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا [عمرو] بن أبي [ق222/ب] زائدة عن الشعبي قال: ذكر الشعر عندهم عمر بن الخطاب فقال: من أشعر الناس قلنا أنت أعلم يا أمير المؤمنين قال: فمن الذي يقول:
إلا سليمان إذ قال الإله قم ... في البرية فاحددها عن الفند
قلنا: النابغة فهو أشعر الناس.
ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال: كان فقيها شاعرا مولده سنة عشرين ومات سنة تسع ومائة على دعابة فيه وقد نيف على الثمانين.(7/132)
وذكر ابن السمعاني في كتابه " ذيل تاريخ بغداد ": أن الشعبي دخل على بعض أمراء الكوفة فوجده يتمثل بيتي الشعبي ثم رفع رأسه فرأى الشعبي فاستحى وسكت فقال له الشعبي:
لما دفع الطرف إليها حين ولت ... بدلال ثم هزت منكبيها
وهي أبيات طويلة منها:
فتنته ببنان وبخطي حاجبيها ... وبنان كالمداري وتكسر مقلتيها
من فتاة حتى قامت رفعت ما كمتيها ... فقضى جورا علينا ثم لم يقض عليها
كيف لو أبصر منها نحرها وساعديها ... لصبئ حتى تراه ساجدا بين يديها
بنت عيسى بن جراد ظلم الخصم لديها ... قال للحولوان قربها وقدم ناهديها
قال ابن السمعاني: وهذه الأبيات تنسب للبارقي الشاعر وكانت بنت عيسى زوجه فقال له الشعبي: إنما قضيت بالحق فإن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك قال: فعمى الرجل.
وفي " الجمهرة " للكلبي هو لهذل الأشجعي، وقال ابن قتيبة، والجيشياري في كتابه " الوزراء والكتاب ": كان الشعبي كاتب عبد الله بن مطيع العدوي، وكاتب عبد الله بن يزيد الخطمي عامل ابن الزبير على الكوفة، وكان مزاحا.
وفي كتاب " البصائر والذخائر " لأبي حيان التوحيدي: قال الحجاج للحسن والشعبي ما تقولان في علي بن أبي طالب فأثنى عليه الحسن، وقال فيه الشعبي فوصل الحجاج الحسن وأكرمه وحرم الشعبي، فقال الشعبي: يا أبا سعيد قلت الحق فلم يضرك وقلت الباطل فلم ينفعني.
وفي " الأنساب " لأبي محمد الرشاطي: مولده سنة تسع عشرة ومات أول سنة ست ومائة.
وقال الحاكم في تاريخ بلده: تواترت عنه الروايات أنه لقي أربعمائة من الصحابة ودخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو العباس عبد الله بن طاهر: كان الناس أربعة ابن عباس في زمانه والقاسم بن معن في زمانه وأبو عبيد بن سلام في زمانه.(7/133)
وقال قتيبة بن مسلم - يعني الأمير -: العجب من الشعبي يحدثني عن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام " ثم يسألني أن أقسم على الجندي جعلا نأخذه عند العظائم قال: يحتمل ذاك للشعبي لفقهه وأدبه وما رأيت أكمل منه.
ثنا أبو العباس السياري ثنا عيسى بن محمد ثنا العباس بن مصعب ثنا أحمد بن يحيى بن بشير الباهلي حدثني علي بن الحسين بن واقد ثنا أبي قال: رأيت الشعبي يعني في نيسابور دخل المسجد الذي على باب المدينة وعليه قلنسوة نمور وقبا ثعالب فقال الناس: هذا فقيه أهل العراق.
وفي " تاريخ الخطيب " عن أبي إسحاق: الشعبي أكبر مني بسنة أو سنتين.
وقال الزهري: العلماء أربعة ابن المسيب بالمدينة، والشعبي بالكوفة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام [ق223/ب].
وقال أبو أسامة: كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس وهو جامع، وبعده ابن عباس، وبعد ابن عباس الشعبي، وبعده الثوري.
وقال محمد بن سيرين للهذلي: يا أبا بكر إذا دخلت الكوفي فاستكثر من حديث الشعبي فإنه كان يسأل وإن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأحياء.
وعن الشعبي قال: لقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما، وما سمعت منذ عشرين سنة من يحدث بحديث إلا وأنا أعلم به منه وما أروي شيئا أقل من الشعر ولو شئت أنشدتكم شهرا لا أعيد ولما قيل له كم أتى عليك يا أبا عمرو قال:
نفسي تشكي إلى الموت مرجفة ... وقد جملتك سبعا بعد سبعينا
إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة ... إن الثلاث يوفين الثمانينا
وفي " مسند البزار ": عن الشعبي من الصحابة ما بين رجل وامرأة نحو من خمسين أو نحو ذلك.(7/134)
وفي كتاب " أنساب العجم " لأبي عبيدة معمر بن المثني: قال الشعبي: كان لكسرى إثنا عشر ألف وصيفة وكانت أمي منهن.
وقال الطبري في " طبقات الفقهاء ": كان ذا أدب وفقه وأدب، وكان يقول: ما مات ذو قرابة لي وعليه دين إلا قضيته عنه، ولا حللت حبوتي إلى شيء مما ينظر الناس إليه، ولا ضربت مملوكا لي قط.
وعند التاريخي: لما هلك الشعبي قال الحسن: إن موته في الإسلام ثلمة.
وفي كتاب الداني: أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي وعلقمة.
وفي كتاب الصريفيني: مكث في بطن أمه سنتين.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": عن أبي حصين قال: ما رأيت أحدا أعلم من الشعبي، فقال له أبو بكر بن عياش ولا شريح فقال: تريدني أكذب ما رأيت أعلم من الشعبي.
وفي كتاب المنتجيلي: ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر وكان يقول: لولا أني زوحمت في الرحم ما قامت لأحد معي قائمة. وقيل له عند الموت ما تأمرنا فقال: ما أنا بعالم وما تركت عالما. وما اجتمع إبراهيم والشعبي. إلا سكت إبراهيم.
وعن ابن عون قال: كان الشعبي عريفا، وعن عبيد بن الملك قال: دخلت على الشعبي وهو جالس على جلد سبع فسألته عن شيء فأجابني فلما ذهبت أخرج قالت لي امرأة في البيت: ليس كما قال لك إنما هو كذا وكذا، فرجعت فأعدت عليه المسألة فقال كما قالت وإذا هي أم ولده.
وقال سفيان: خرج الشعبي إلى المدينة خرجة فجاء وقد رجع عن عامة قول الكوفيين فقال له إبراهيم: ما كان أغنانا عن خرجتك هذه.
وقيل للشعبي: أين كتبك التي حفظت بها هذا العلم؟ فقال: ما كتبت منها واوا ولا ألفا قيل فكيف حفظت قال: كان لي لسان نطوق وقلب وعاء.
وقال أبو إسحاق الحبال في " أسماء رجال الشيخين ": كان واحد زمانه في فنون العلم.(7/135)
وقال ابن يونس: بلغ عبد العزيز بن مروان براعته وعقله وطيب مجالسته فكتب إلى أخيه عبد الملك أن يرسل الشعبي ففعل وكتب إليه إني آثرتك به على نفسي فلا يمكث عندك إلا شهرا أو نحو شهر.
وفي كتاب " من دخل مصر من الشعراء " للصولي: كان الشعبي يخرج من عند عبد العزيز فلا يسأله أحد من أهل مصر عن شيء فقال لهم يوما يا أهل مصر إما أن تكونوا أعلم الناس فقد استغنيتم عني أو أجهل الناس فما لكم حاجة إلى مثلي [ق223/ب].
وفي الكامل للمبرد: لما وجهه عبد الملك بن مروان إلى صاحب الروم فكلمه قال له صاحب الروم بعد انقضاء ما بينهما: أمن أهل بيت المملكة أنت؟ قال قلت: لا ولكني من العرب [قلت]: معي رقعة وقال: إذا أديت جواب ما جئت له فأد هذه الرقعة إلى صاحبك فلما؛ رجعت إلى الخليفة وأعطيته جواب كتابه وخبرته ما دار بيننا نهضت، ثم ذكرت الرقعة فرجعت ودفعتها إليه فلما وليت دعاني فقال: أتدري ما في هذه الرقعة قلت: لا. قال فيها: العجب لقوم فيهم مثل هذا كيف ولوا أمرهم غيره. قال: أتدري ما أراد بهذا؟ قلت: لا قال: حسدني عليك فأراد أن أقتلك. قال فقلت: إنما كبرت عنده يا أمير المؤمنين لأنه لم يرك قال: فرجع الكلام إلى ملك الروم فقال: لله أبوه ما عدا ما في نفسي.
ونسبه السمعاني: كباريا بكاف مكسورة.
قال ابن الأثير: الصواب ضم الكاف نسبة إلى جده وهو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار، وذو كبار هذا فإنه جد وهب بن منبه بن سبح بن ذي كبار.
2655 - (د ت ق) عامر بن شقيق بن جمرة الأسدي الكوفي.
صحح أبو عيسى، وأبو علي الطوسي، حديثه في تخليل اللحية.(7/136)
وقال أبو عيسى في " العلل الكبير ": قال محمد: أصح شيء عندي في التخليل حديث عثمان. قلت: إنهم تكلموا في هذا الحديث فقال: هو حسن.
وخرجه ابن خزيمة في صحيحه: عن إسحاق بن منصور أنبأنا ابن مهدي حدثنا إسرائيل عن عامر، وابن حبان، وقال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج طرق حديث عثمان ولم يذكرا في روايتهما تخليل اللحية وهذا إسناد صحيح، وقد احتجا بجميع [رواية] غير عامر بن شقيق، ولا أعلم فيه طعنا بوجه من الوجوه، وله في تخليل اللحية شاهد صحيح عن عمار وأنس وعائشة.
وفي كتاب الخلال عن أحمد بن حنبل: ليس بثقة.
وقال أبو محمد بن حزم: هذا حديث لا يصح لأن عامرا ليس مشهورا بقوة النقل.
وقال المروزي: ذكره يعني أحمد فلم يتكلم فيه بشيء.
وثم آخر اسمه:
2656 - عامر بن شقيق الفهري.
قال المرزباني: له رثاء في ربيعة بن مكرم وعامر بن شقيق الضبي من نبي كوز، ذكرتهما فائدة لا تمييزا.
2657 - (ت فق) عامر بن صالح بن رستم المزني مولاهم أبو بكر بن أبي عامر الخزاز البصري.
قال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع.(7/137)
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك، وذكر ابن مردويه في كتابه أولاد المحدثين فقال: روى عنه زكريا بن يحيى الخزاز.
2658 - (د) عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير الزبيري أبو الحارث المدني. سكن بغداد.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: إن ابن معين يطعن على عامر بن صالح قال: يقول ماذا؟ قلت: قال: إنه رآه يسمع من الحجاج قال قد رأيت الحجاج يسمع من هشيم وهذا عيب أن سمع الرجل ممن هو أصغر منه أو أكبر.
وقال محمد بن سعد: كان شاعرا عالما بأمور الناس توفي ببغداد في خلافة هارون.
ولما ذكره المرزباني قال: هو شاعر محدث رشيدي من أهل مكة له شعر جيد منه:
جدي ابن عم أحمد ووزيره ... عند البلاء وفارس [الشعراء]
[ق 224/أ] وغداة بدر كان أول فارس ... شهد الوغى في اللامة الصفراء
وفي كتاب ابن الجارود: لم يكن حديثه بشيء.
وقال العقيلي: في حديثه وهم.
وذكره ابن شاهين في الثقات.
وابن مردويه في " أولاد المحدثين " وقال: توفي سنة ثنتين وثمانين ومائة.(7/138)
والساجي، وأبو العرب في جملة الضعفاء، وقال: قال محمد بن عبد الرحيم التبان: ليس بثقة.
2659 - (ت) عامر بن أبي عامر عبيد بن وهب الأشعري.
ذكره ابن حبان في الثقات كذا ذكره المزي وعاب على ابن سعد ذكره إياه في الصحابة مسمى لعامر بن أبي عامر قال: والصواب قول خليفة أبو عامر الأشعري اسمه عبد الله بن هانئ توفي في خلافة عبد الملك انتهى كلامه.
وفيه نظر لما ذكره ابن حبان في كتاب الصحابة: عامر بن أبي عامر الأشعري سكن الشام له صحبة مات بالأردن في ولاية عبد الملك وفي كتاب البغوين والباوردي، وابن زبر، والفسوي في تاريخه الكبير، والحروف لابن السكن: عامر بن أبي عامر الأشعري صحب النبي صلى الله عليه وسلم وغزا معه وروى عنه.
ولما ذكره العسكري في الصحابة قال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لا إذن على عامر "، ثم وفد عامر بعد ذلك على معاوية فكان يدخل عليه بلا إذن.
ولما ذكره أبو زرعة الدمشقي في كتاب الصحابة النازلين بالشام قال: ولعامر بن أبي عامر الأشعري عن أبيه حديث بالشام واسم أبي عامر عبيد سمعته من أبي سعيد يعني دحيما عن الوليد بن مسلم.
وفي قول المزي: ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من الصحابة لأن ابن سعد إنما ذكره في الطبقة الثالثة لا الثانية والله تعالى أعلم، وفي قوله: وذكره ابن سعد في من نزل الشام من الصحابة نظر لأني حرصت على وجدانه فيهم فلم أجده فينظر.(7/139)
2660 - (ع) عامر بن عبد الله بن الجراح أبو عبيدة. أمين هذه الأمة وأحد العشرة.
ذكر محمد بن سعد: أنه هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة، وأبو معشر. وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية في ثلثمائة من المهاجرين والأنصار إلى حي من جهينة وهي غزوة الخبط وفي حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم الرجل أبو عبيدة "، رواه عن موسى بن إسماعيل حدثنا الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه به، وشهد بدرا وهو ابن إحدى وأربعين سنة.
وفي كتاب البغوي: من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعا أبو عبيدة في الجنة.
وفي مسند ابن أبي شيبة وغيره من حديث الحسن بن أبي الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من أصحابي أحد إلا لو شئت وجدت عليه إلا أبا عبيدة.
وفي قول المزي: قتل يعني أبا عبيدة أباه يوم بدر كافرا نظر لإنكار الواقدي ذلك وقال: مات أبوه قبل الإسلام.
وفي كتاب ابن الأثير: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي طلحة الأنصاري، وتوفي بفحل وقيل إن قبره بنيسان.
وفي " تاريخ دمشق ": بالأردن، وفي كتاب يزيد بن عبيدة: توفي سنة سبع عشرة، وكذا ذكره ابن منده، والقراب في تاريخه.
وفي " الروض الآنف ": اسمه عبد الله بن عامر وقيل عامر بن عبد الله [ق224/ب] وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن وديعة بن الحارث بن فهر، وكذا ذكره المرزباني في معجمه أنشد له قوله يوم مؤتة:
كفى حزنا إني رجعت وجعفر ... وزيد وعبد الله وفي روميس أقبر(7/140)
هم ما صنعوا القوم الجلاد وسامحوا ... بأنفسهم حتى علوا كل بحجر
وقد كنت أرجو أن ألاقي معهم ... حمام المنايا مقبلا غير مدبر
2661 - (ع) عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المدني أبو الحارث أخو ثابت وحمزة وخبيب وعباد وعمر وموسى.
قال الواقدي: مات قبل هشام أو بعده بقليل كذا ذكره المزي وقد أغفل منه إن كان رآه ما ذكره عنه ابن سعد: كان عابدا فاضلا وكان ثقة مأمونا وله أحاديث يسيرة.
ولما ذكره ابن حبان في " الثقات " قال: كان عالما فاضلا مات سنة إحدى وعشرين ومائة.
وفي كتاب ابن الحذاء: مات سنة اثنتين وعشرين بالشام قال: وقيل سنة إحدى وعشرين، قال: وقيل أربع وعشرين ومائة.
وقال ابن عبد البر في " التمهيد ": كان ثقة فاضلا ناسكا من العباد المنقطعين، وقال محمد بن علي: ما رأيت أعبد منه وكان أكثر كلامه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، وعن مالك: أنه كان يواصل ثلاثة أيام في رمضان، ومات وهو يصلي المغرب، وكان يجود بنفسه فلما سمع النداء قال: احملوني فتوفي وقد ركع ركعة.
وفي تاريخ المنتجيلي: مدني تابعي ثقة، وعن مالك قال: ذهب له مال فلم يطلبه ولم يرسل فيه رسولا حتى جاءه الله تعالى به.
وقال سفيان: ابتاع عامر نفسه ست مرات وتصدق في ليلة بثمانية عشر ألف درهم.(7/141)
وفي كتاب ابن سعد: ومن إخوته هاشم وقيس وعروة والزبير وعامر وأبو بكر وبكر وعبد الله وبكر آخر، ومن ولده عبد الله وعتيق والحارث.
وذكره ابن شاهين في الثقات.
وقال الخليلي: أحاديثه كلها يحتج بها.
2662 - عامر بن عبد الله بن لحى أبو اليمان بن أبي عامر الهوزي الحمصي.
قال المزي: ذكره ابن حبان في الثقات وقد أغفل منه إن كان رآه: يروي عن سلمان، وصفوان بن أمية، روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي والشاميون خرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال أبو الحسن [بن] القطان في " بيان الوهم والإيهام ": لا تعرف له حال ورد ذلك عليه ابن المواق بقوله: هو من خيار التابعين.
2663 - عامر بن عبد الله بن مسعود الهزلي أبو عبيدة الكوفي ويقال اسمه كنيته وهو أخو عبد الرحمن.
ذكره ابن [شاهين] في جملة الثقات وقال: لم يسمع من أبيه شيئا.
وفي " المراسيل ": قلت لأبي: هل سمع أبو عبيدة من أبيه قال: يقال إنه لم يسمع. قلت: فإن عبد الواحد بن زياد يروي عن أبي مالك الأشجعي عن(7/142)
عبد الله بن أبي هند عن أبي عبيدة: قال: خرجت مع أبي لصلاة الصبح فقال لي: ما أدري ما هذا وما أدري عبد الله بن أبي هند من هو.
وقال أبو زرعة: عن أبي عبيدة، عن أبي بكر مرسل.
وفي " المعجم الأوسط " للطبراني من حديث زياد بن سعد عن أبي الزبير قال: حدثني ابن عتاب الكوفي قال: سمعت أبا عبيدة بن عبد الله يذكر أنه سمع أباه يقول: إنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم [ق25 أ] في سفر - الحديث في التبرز خلف شجرتين وقال: لم يروه عن زياد إلا زمعة بن صالح تفرد به أبو قرة.
ولما خرج الحاكم حديثا من جهة أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه في ذكر يوسف صلى الله عليه وسلم صحح إسناده وكذا حديثه في الدعاء.
وخرجه ابن حبان أيضا في صحيحه، وحسن الترمذي له عدة أحاديث رواها عن أبيه منها " لما كان يوم بدر وجيء بالأسارى " ومنها " كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف "، ومنها قوله " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله " ومنها حديثه في الدعاء.
وفي " العلل الكبرى " للترمذي: قلت لمحمد أبو عبيدة ما اسمه فلم يعرف اسمه وقال: هو كثير الغلط.(7/143)
وزعم جماعة أنه من أفراد مسلم منهم: الدارقطني، والحاكم، وأبو إسحاق الصريفيني، وأبو إسحاق الحبال؛ فينظر في قول المزي روى له جماعة وكأن شبهته رواه البخاري في تفسير سورة الزمر من حديث أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عائشة فإن كان إياه فيحتاج إلى نسب وإلى أن يأتي منسوبا لاحتمال أن يكون غيره.
وقال الدارقطني في كتاب " السنن ": وأبو عبيدة وخرج حديثه عن أبيه هذا حديث حسن ورواته ثقات، ولما ذكر حديث خشف عن عبد الله في الحدود قال: هو حديث ضعيف غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث من وجوه عدة أحدها أنه مخالف، لما رواه أبو عبيدة عن أبيه بالسند الصحيح وأبو عبيدة أعلم بحديث أبيه ومذهبه من خشف ونظرائه وذكر كلاما طويلا يقتضي ترجيح حديثه على حديث غيره.
وقال صالح بن أحمد: حدثنا ابن المديني حدثنا سلم بن قتيبة قال: قلت لشعبة: إن البري يحدثنا عن أبي إسحاق أنه سمع أبا عبيدة يحدث أنه سمع ابن مسعود فقال: أوه كان أبو عبيدة ابن سبع سنين، وجعل يضرب جبهته انتهى، ابن [سمع] لا ينكر سماعه من الغرباء فكيف من الآباء.
2664 - (ر م 4) عامر بن عبد الواحد الأحول البصري.
روى عن ابن بريدة، وبكر بن عبد الله وشهر، وقال أحمد: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: ثقة لا بأس به، وقال يحيى: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، كذا ذكره المزي ثم قال: وقال عبد الصمد أبو الأشهب(7/144)
حدثنا عامر الأحول - قال عبد الصمد: شيخ له - عن عائذ بن عمرو والمزني.
وهو شيخ آخر تابعي ذكرناه للتمييز بينهما. انتهى كلامه وفيه نظر من حيث إنه فرقهما وهما واحد لا شك فيه، بيانه ما ذكره ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه: عامر الأحول هو ابن عبد الواحد بصري روى عن عائذ بن عمرو، وأبي الصديق، وعمرو بن شعيب. قال أبو محمد: روى أيضا عن عبد الله بن بريدة روى عنه ابن شوذب.
أنبأ عبد الله في كتابه قال: سألت أبي عن عامر الأحول فقال: ليس حديثه بشيء.
أنبأ ابن أبي خيثمة في كتابه، قال: سمعت يحيى يقول: عامر الأحول ليس به بأس. وسألت أبي عن عامر الأحول فقال ثقة لا بأس به قلت يحتج بحديثه فقال: لا بأس به فهذا يبين لك أنهما واحد ولم يذكر البخاري في تاريخه من اسمه عامر ويعرف بالأحول غيره، وكذا يعقوب بن سفيان.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير ": سمعت أبا زكريا يقول: عامر الأحول بصري وهو ابن عبد الواحد و [هو] كل عامر يروي عنه البصريون ليس غيره حدثنا أبو سلمة حدثنا أبو الأشهب عن عامر بن عبد الواحد يعني الأحول وفي هذا بيان واضح لما ذكرناه.
وأما ابن حبان فإنه لم يذكر في كتابه غير عامر بن عبد الواحد الأحول الراوي عن عائذ بن عمرو والراوي [ق225/ب] عنه أبو الأشهب. والله تعالى أعلم.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة الطوسي، والحاكم.(7/145)
وقال الساجي: يحتمل لصدقه وهو صدوق.
وقال العقيلي: ضعفه أحمد وأبو الأسود وحميد بن الأسود.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
وفي كتاب ابن الجوزي: ضعفه ابن عيينة.
2665 - (مق قد) عامر بن عبدة البجلي أبو إياس الكوفي، وعبدة بفتح الباء وقيل بسكونها.
قال النسائي في كتاب " الكنى ": أبو إياس عامر بن عبد الله، ويقال ابن عبدة البجلي كوفي. كذا ذكره المزي، والذي رأيته في كتاب الكنى من نسخة قديمة جدا مقروءة على الحافظ الحبال في سنة إحدى وستين وأربعمائة وقرأها على ابن المفضل المقدسي أيضا وغيره: أبو إياس عامر بن عبدة البجلي كوفي.
وفي " اللباب ": الذي قال لنا معاوية بن صالح في أوله سمعت يحيى بن معين يقول: أبو إياس عامر بن عبدة. انتهى كلامه وفيه بيان أن الخلاف عنده إنما هو في سكون الباء وتحريكها.
وكذا ذكره أبو أحمد الحاكم فقال: أبو إياس عامر بن عبدة.
وقال الدولابي - ومن نسخة قيل إنها كتبت عنه أنقل: سمعت العباس بن محمد قال: قال يحيى بن معين: أبو إياس البجلي عامر بن عبدة.
وسمعت عبد الله بن أحمد يقول: عن أبيه قال: عامر بن عبدة يكنى أبا إياس.
وقال ابن ماكولا: روى عنه المسيب وأبو إسحاق السبيعي.(7/146)
وفي كتاب ابن أبي حاتم، و " الاستغناء " لابن عبد البر قال ابن معين: هو ثقة.
وذكره مسلم في الأولى من الكوفيين.
2666 - (خت) عامر بن عبيدة الباهلي قاضي البصرة.
روى عن أبي المليح، ذكره ابن حبان في الثقات. كذا ذكره المزي وفيه نظر من حيث إن ابن حبان لم يسم أباه الراوي عن أبي المليح إلا عبدة بباء موحدة بعدها دال ثم قال: وليس هذا بعامر بن عبدة البجلي صاحب ابن مسعود التابعي قد ذكرنا ذاك في التابعين، فدل كلامه هذا أنه ابن عبدة لا ابن عبيدة إذ لو كان عبيدة لما حسن الاشتباه بينهما وأيضا إني وجدته كذلك في عدة نسخ بخط الحافظ الصريفيني مجودا وكذا ألفيته في تاريخ البخاري بخط جماعة من الحفاظ.
وفي قول المزي: روى عن أنس نظر لما ذكره ابن ماكولا في كتابه " الإكمال ": رأى أنس بن مالك، ولما أسلفاه من ذكر ابن حبان له في أتباع التابعين وذلك لعدم سماعه عنده من أنس، والذي عند البخاري وابن حبان: رأى أنسا. لم يذكرا في أشياخه أبا المليح، وجعلاهما رجلين الواحد تابعي والآخر ليس تابعيا.(7/147)
وسمى أباه البخاري - فيما رأيت بخط أبي ذر الهروي، وخط علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي شيخ الدارقطني، ومن خط ابن الأبار، وأبي العباس بن ياميت: عامر بن عبيد بغير هاء وفي بعضها الرواية كذا مكتوب على الحاشية.
وفي قول المزي: روى عنه يزيد بن مغلس نظر لما في تاريخ البخاري: روى عنه مغلس بن زياد.
وقال [] ليس في الأسامي مغلس إلا هذا.
وكذا ذكره البرديجي، وابن شاهين عامرا في الثقات.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: بصري لا بأس به.
وقال التاريخي ومن خطه: قال له أبو زيد عمر بن شبة لا أرى أحدا روى عن عامر بن عبيدة القاضي الباهلي إلا شعبة فإنه روى عنه هذا الحديث وحده روياه لأنس بن مالك وعليه جبة خز - وفيه يقول الشاعر:
متى كان في أعراب باهلة التقى ... وفصل القضايا بعد طول التشاجر
له لحية شانت دوائر وجهه ... كأن على أطرافها سلخ طائر [ق226/أ]
2667 - (د) عامر بن عمرو المزني والد هلال.
قال أبو علي بن السكن: روى عنه حديث واحد يقال له صحبة، ويقال(7/148)
أخطأ فيه أبو معاوية وتفرد به ولست أعرف لعامر رواية إلا من هذا الوجه، وقال أبو القاسم البغوي: رافع بن عمرو هو الصواب.
وفي الصحابة:
2668 - عامر بن عمرو بن حذافة بن عبد الله بن عبد الله بن المهزم أبو بلال التجيبي.
ذكره أبو نعيم الحافظ وذكرناه للتمييز.
2669 - (فق) عامر بن مدرك بن أبي الصفيراء الحارثي.
قال ابن حبان في الثقات: ربما أخطأ، وخرج حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم النيسابوري.
وسأل ابن أبي حاتم أباه عنه فقال: هو شيخ.
2670 - (ت) عامر بن مسعود بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي والد إبراهيم وابن أخي صفوان بن أمية.
روى عنه نمير بن عريب.
قال البخاري: لا صحبة له ولا سماع من النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الترمذي في " العلل الكبير ".
وفي " المراسيل ": قال أبو زرعة: هو من التابعين.
وفي كتاب الأزدي: تفرد عنه بالرواية نمير بن عريب.(7/149)
وفي كتاب أبي القاسم البغوي: يقال: ليست له صحبة، حدثني محمد بن علي قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: عامر بن مسعود الذي يروي حديث الصوم له صحبة؟ قال: ما أرى له صحبة.
وقال ابن السكن: روى حديثين مرسلين وليست له صحبة.
وفي كتاب ابن الأثير: كان يلقب دحروجة الجعل لقصره ولما مات يزيد بن معاوية اتفق أهل الكوفة عليه ولما وليهم خطبهم وقال في خطبته: اكسروا شرابكم بالماء فقال الشاعر:
من ذا يحرم ماء المزن خالط ... في قعر خابية ماء العناقيد
إني لأكره تشديد الرواة لنا ... فيها ويعجبني قول ابن مسعود
يظن كثير من الناس أنه أراد عبد الله بن مسعود وإنما يريد هذا.
ولما ولي ابن الزبير الخلافة أقره على الكوفة ثلاثة أشهر، واستعمل بعده بعد الله بن يزيد الخطمي يعني سنة خمس وستين فيما ذكره العسكري.
وقال أبو داود: قلت لأحمد بن حنبل: عامر بن مسعود له صحبة قال: لا أدري، قال أبو داود، وسمعت مصعبا الزبيري يقول: له صحبة.
وكان أمير ابن الزبير على الحرب بالكوفة.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في الثقات. إغفال عما ذكره به في الثقات، وذلك أن ابن حبان قال في ثقات التابعين: عامر بن مسعود يروي المراسيل روى عنه عبد العزيز، ونمير، ومن زعم أنه له صحبة بلا دلالة فقد وهم.
وفي كتاب الزبير: أمه هند بنت أبي بن خلف وكان يقال فيه: صوت عامر بن مسعود في الحرب خير من ألف.
وأنشد ابن الكلبي في الجامع لأنساب العرب تأليفه لبعضهم فيه:(7/150)
أقم يا ابن مسعود قناة صليبة ... كما كان سفيان بن عوف يقيمها
وسم يا ابن مسعود مدائن قيصر ... كما كان سفيان بن عوف يسومها
وفي الصحابة آخر اسمه:
2671 - عامر بن مسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن حوالة بن غالب بن محلم [ق226ب] بن عائدة بن أثبع بن الهون بن خزيمة.
ذكره ابن حبان في كتاب الصحابة تأليفه - وذكرناه للتمييز.
2672 - (خ س) عامر بن مصعب ويقال: مصعب بن عامر.
يروي عن عائشة، روى عنه إبراهيم بن المهاجر، ذكره ابن حبان في الثقات. كذا ذكره المزي، والذي في كتاب الثقات من التابعين: يروي عن عائشة لا أعلم له راويا إلا إبراهيم بن المهاجر، وربما قال: مصعب بن عامر: لا يعجبني الاعتبار بحديثه من رواية إبراهيم.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن الصحيح: عامر بن مصعب وأن روايته عن عائشة مرسلة، ولا أدري من أين له هذا الكلام، هذا البخاري، وأبو حاتم ذكرا روايته عنها ولم يتعرضا لانقطاع ما بينهما ولأجل روايته عنها جاز لابن حبان إدخاله إياه في التابعين.(7/151)
وكذا ذكر روايته عنها يعقوب بن سفيان الفسوي وغيره من المتأخرين.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ليس بالقوي.
يقولون قولا لم يكن محقق ... ولو قيل من قاله لم يجز به
2673 - (ع) عامر - ويقال: عمرو والأول أصح - ابن واثلة أبو الطفيل الليثي.
قال المزي: وهو آخر من مات من جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى كلامه وفيه نظر لما ذكره ابن دريد في كتاب " الاشتقاق ": شهد عكراش بن ذؤيب بن جرفوض يعني التميمي الصحابي الجمل مع عائشة؛ فقال الأحنف بن قيس: كأنكم به قد أتي به قتيلا أو به جراحة لا تفارقه حتى يموت فضرب عكراش ضربة على أنفه فعاش بعدها مائة سنة وأثر الضربة به. انتهى، فعلى هذا يكون وفاة هذا بعد الثلاثين ومائة فذكره أولى لمن رآه من ذكر أبي الطفيل لهذا، ولأنه لم يختلف في صحبته، وأبو الطفيل اختلف في صحبته اختلافا كثيرا.
وفي " تاريخ البخاري الصغير ": من حديث عمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: " كنت على فم الغار حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة هو وأبو بكر " قال محمد: الأول - يعني قوله أدركت ثماني سنين من حياة النبي صلى الله عليه وسلم أصح.(7/152)
وفي " تاريخ نيسابور ": سمعت أبا عبد الله يعني محمد بن يعقوب الأخزم وسئل: لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة؟ قال: لأنه كان يفرط في التشيع. انتهى كلامه وفيه نظر لأن البخاري قد خرج حديثه على ذلك اتفق جماعة المؤرخين.
وقال ابن السكن: روي عنه رؤيته لرسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة، ولم يرو عنه من وجه ثابت سماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم لصغره.
وقال المرزباني: كان من خيار أصحاب علي وأفاضلهم ومشهوري فرسانه شهد معه مشاهده كلها، وكان فقيها شاعرا وهو القائل يرثي ابنه يعني المقتول مع ابن الأشعث وهي تعد في المراثي السبع المقدمة وأولها:
حلى طفيل علي الهم وانشعبا ... فهد ذلك ركني هدة عجبا
فاذهب فلا يبعد بك الله من رجل ... فقد تركت رقيقا عظمه وصبا
وقال أبو عمر: كان محبا في علي يعترف بفضل الشيخين إلا أنه كان يقدم عليا وكان ثقة مأمونا، زاد في " الاستغناء ": وكان فاضلا عاقلا فصيحا شاعرا حاضر الجواب.
وفي كتاب العسكري: [ق 227 أ] له مع أبي العباس الأعمى خبر وفيه يقول:
لعمرك إنني وأبا الطفيل ... لمختلفان والله الشهيد
الأبيات المتقدمة في ترجمة أبي العباس.
وفي كتاب " الصحابة " للبرقي: وجمع الحميدي توفي سنة ثنتين ومائة.
وفي " الكنى " لمسلم: له صحبة.(7/153)
وقال ابن خراش: هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال صالح بن أحمد عن أبيه: أبو الطفيل مكي ثقة.
وقال ابن عدي: له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبا من عشرين حديثا، ولو ذكرت لأبي الطفيل ما رواه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لطال الكتاب، وكانت الخوارج يرمونه باتصاله بعلي وقوله بفضله وفضل أهل بيته، وليس في رواياته بأس، وعن إبراهيم أنه كان إذا حدث عن أبي الطفيل قال: دعوه وكان يتقي من حديثه.
وقال ابن المديني: قلت لجرير بن عبد الحميد: أكان مغيرة يكره الرواية عن أبي الطفيل؟ قال: نعم. وفي لفظ، كان لا يعبأ بحديثه.
وفي " معجم الطبراني الكبير ": روى عنه الحسن بن الحر، ونافع بن سرجس.
ولما نسبه المزي قال: عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش.
ويقال: خميس بن جري بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة. انتهى وصوابه عمير مصغرا لا عمرو وليس في نسبه جحش إنما هو خميس، وقال علي بن كنانة: والصواب سقوط علي من هذا النسب كذا ذكره الرشاطي في باب الحدوي لما نسب إليه أبا الطفيل.
وقال المزي: جرى يعني بالجيم وصوابه بالحاء المهملة والدال وقال الكلبي في " الجمهرة ": كان أبو الطفيل الذي يحدث عنه من أصحاب ابن الحنفية.
وفي " تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي ": حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا يعقوب بن إسحاق، حدثنا مهدي بن عمران الحنفي، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: " كنت يوم بدر غلاما قد شددت على الإناء وأنقل اللحم من الجبل إلى السهل " انتهى.
لما ذكر هذا ابن عساكر في تاريخه قال: هذا وهم.(7/154)
2674 - (4) عامر أبو رملة.
روى عن مختف روى عنه ابن عون عند أبي داود والترمذي.
قال الخطابي وذكر حديثه في الفرع: هذا ضعيف المخرج لأن أبا رملة راويه مجهول.
2675 - (م ت ق) عامر بن يحيى بن جشيب بن مالك بن سديع المعافري الشرعبي أبو خنيس المصري.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة، والطوسي والحاكم.
وفي " رافع الارتياب ": وهم فيه على عمرو بن الحارث بكير بن عبد الله فقال: يحيى بن عامر، وقال أبو بكر النيسابوري: الصواب عامر.
2676 - (د) عامر الرام ويقال الرامي أخو الخضر حي من محارب خصفة.
وقال أبو القاسم البغوي: كان يسكن البادية.
وقال ابن السكن. روى عنه حديث واحد فيه نظر.
وفي كتاب ابن الأثير: كان عامر أرمى العرب.
وفي تاريخ البخاري: [أبو منظور يعني راوي حديثه ليس يعرف إلا بهذا] وقال ابن أبي أويس: عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن عمارة، عن أبي منظور، عن عامر الخضري.
وقال ابن أبي حاتم: رواه ابن أبي أويس فأدخل بين ابن إسحاق وأبي منظور الحسن بن عمارة [ق227/ب]. 50(7/155)
وقال الرشاطي: كان راميا محسنا وفيه يقول الشماخ يصف رميه لحمر الوحش:
فخلاها عن ذي الإزالة عامر ... أخو الخضر يرمي حيث تلوي الهواجر(7/156)
من اسمه عائذ الله وعائد
2677 - (ع) عائذ الله بن عبد الله بن عمرو ويقال: عبد الله بن إدريس بن عائذ أبو إدريس الخولاني العوذي ويقال: العيذي أيضا الشامي.
كذا ذكره المزي. وفيه نظر من حيث إن خولان ليس من عوذ أو عيذ بحال وذلك أن عوذا هو: ابن سويد بن الحجر بن الأزد وفي قيس غيلان عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس، وخولان هو [وكل] بن عمرو بن مالك أبو الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان.
وعبد الله في مذجح أخي مرة بن أدد وهو ابن سعد بن مالك ومالك هو جامع مذجح. كذا ذكره الدارقطني مع عبد الله.
وفي كتاب الكلبي: عائذ الله بالألف ابن سعد ولا نعلم عوذيا ولا عيذيا منسوبا إلى غيرها ذكرناه وليسوا من خولان ولا خولان منهم صليبة - والله تعالى أعلم.
وقال الطبري في " طبقات الفقهاء ": وكان بها - يعني بالشام ممن أدرك هؤلاء يعني أناسا ذكرهم، قال: فكان - يعني المذكورين الآن - أهل فقه في الدين وعلم بالأحكام والحلال والحرام والرواية عنهم في الأحكام: أبو إدريس الخولاني.
وقال أحمد بن صالح العجلي: دمشقي تابعي ثقة، وكذا قاله أبو حاتم الرازي، والنسائي في الكنى.
وزعم البرديجي أنه اسم فرد وليس كما زعم بل في طبقته عائذ الله المجاشعي الآتي بعد، وقال أبو مسهر: لم نجد له يعني أبا إدريس ذكرا بعد عبد الملك(7/157)
قال: وسمعت سعيدا ينكر أن يكون سمع من معاذ.
وقال أبو زرعة: قلت لدحيم فأي الرجلين عندك أعلم جبير بن نفير أو أبو إدريس قال: أبو إدريس عندي المقدم لأن له من الحديث ما له ومن اللقاء واستعمال عبد الملك إياه على القضاء.
وقال أبو زرعة: جبير وأبو إدريس قد توسطا في الرواية عن أكابر الصحابة وهما أحسن أهل الشام لقاء لجلة الصحابة.
وفي " تاريخ دمشق ": وقد روى أنه لقي معاذا من وجوه منها: حديث شهر عنه أن معاذا قدم عليهم اليمن فلقيته امرأة من خولان، الحديث، ومنها حديث مالك بن أنس عن أبي حازم عنه قال: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى براق الثنايا فسألت عنه فقالوا: معاذ، فلما كان الغد هجرت ووجدته يصلي فلما انصرف سلمت عليه وقلت: والله إني لأحبك فقال: آلله الحديث.
وسئل الوليد بن مسلم لقي أبو إدريس معاذا؟ فقال: نظن أنه لقي معاذا، وأبا عبيدة وهو ابن عشر سنين.
وقال البخاري: لم يسمع من عمر شيئا. انتهى وهو رد لما ذكره المزي روى عن عمر.
وقال [ابن] عمر: كان من فقهاء أهل الشام [وحدث يوما عن بعض الغزوات فاستوعبها فقال له رجل من ناحية المجلس أحضرت هذه الغزاة؟ قال: لا، فقال الرجل: لقد حضرتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنت أحفظ لها مني] ولما عزله عبد الملك عن القصص وأقره على القضاء قال: عزلتموني عن رغبتي وتركتموني في رهبتي، [وكان أمره أن يرفع يديه فأبى].(7/158)
وقال الهيثم بن عدي: [ق 228 أ] توفي في زمن عبد الملك بن مروان وكذا قاله ابن معين.
وفي كتاب ابن سعد: كان ثقة.
وقال ابن حبان: لم يسمع من معاذ شيئا، عزل عبد الملك بلال بن أبي الدرداء وولاه القضاء مكانه، وكان من عباد أهل الشام وقرائهم وإليه كانت أمور دمشق.
وذكره جماعة في جملة الصحابة منهم أبو عمر بن عبد البر لما علم من شرطهم.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي سمع أبو إدريس من معاذ؟ فقال: يختلفون فيه فأما الذي عندي فلم يسمع منه. انتهى.
المزي أطلق روايته المشعرة عنده بالاتصال ولم يبين في ذلك خلافا فينظر وذكر أبو الطاهر السلفي في أماليه أنه كان يعرف بالقصير.
2678 - (ق) عائذ الله المجاشعي أبو معاذ قاص سليمان بن عبد الملك.
قاله ابن حبان كذا ذكره المزي والذي رأيت في كتاب ابن حبان: قاص عبد الملك بن مروان وليس هو بأبي إدريس فهذا نص منه على عبد الملك لأن أبا إدريس لم يدرك سليمان، ولا يحسن به أن يفصل بينهما إلا مغاير الخليفتين فذكر سليمان عند المزي غير جيد لما ذكرناه.(7/159)
وفي كتاب الصريفيني: عائذ الله بن عبد الله.
وقال أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في كتاب الجرح والتعديل: هو منكر الحديث.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وقال ابن حبان: بصري منكر الحديث على قلته لا يجوز تعديله إلا بعد السبر ولو كان ممن يروي المناكير ووافق الثقات في الأخبار لكان عدلا مقبول الرواية إذ الناس أحوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح فحينئذ يخرج بما ظهر منهم من العدالة إلى الجرح هذا حكم المشاهير من الرواة فأما المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلها.
وفي كتاب أبي الفرج عنه: يروي المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج به.
وذكره أبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء، وقال الساجي لا يصح حديثه.
2679 - (س ق) عائذ بن حبيب بن الملاح العبسي ويقال القرشي مولاهم أبو أحمد ويقال أبو هشام الكوفي بياع الهروي وأخو الربيع.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري.
ولما ذكره الساجي في كتاب الجرح والتعديل قال: يقال إنه زيدي.(7/160)
ولما ذكره ابن حبان في الثقات عرفه بالأحوال قال: وهو مولى بني عبس.
وكذا ذكره البخاري في التاريخ.
2680 - (خ م س) عائذ بن عمرو بن هلال المزني أبو هبيرة البصري أخو رافع.
قال ابن حبان يقال: له الأشج العبدي مات في إمارة يزيد بن معاوية بالبصرة وداره إلى اليوم باقية بها في مزينة.
وفي كتاب ابن السكن: من حديث حفص بن أسلم عن ثابت عن أنس أن رجلا رأى في منامه قائلا يقول له: " ائت عائذ بن عمرو فبشره أنه من أهل الجنة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: " عد لمنامك فإذا أتاك فقل بم هو من أهل الجنة "، ففعل فأتاه فقال: نعم لأنه لا يلقي أذاه على طريق المسلمين، ومن حديث حشرج بن عبد الله [ق 228/ب] قال حدثني أبي، عن أبيه قال عائذ: أصابتني رمية وأنا أقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر في جسمي فلما سال الدم على وجهي ولحيتي وصدري تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فسكت ذلك الدم عن وجهي وصدري إلى بنودني ثم دعا لي، قال الحشرج عن أبيه عن جده: فكان يخبرنا عائذ بذلك في حياته فلما مات وغسلناه نظرنا إلى مكان كان يصف لنا من أثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منتهى ما كان يقول لنا من صدره فإذا غرة سائلة كغرة الفرس.
وفي كتاب البغوي: روى عنه عائذ بن عبد الواحد الأحول، قال: ولا أحسبه أدرك عائذا، وأبو شمر، وثابت البناني.
وفي كتاب أبي عمر: كان من صالحي الصحابة.(7/161)
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: قال له ابن زياد أنت من حثالة أصحاب محمد؟ فقال: وهل كانت لهم حثالة إنه كان يقال: شر الرعاة الحطمة وإياك أن تكون منهم.
وفي تاريخ ابن قانع: مات سنة إحدى وستين.
وفي تاريخ القراب: مات عبد الله بن مغفل سنة إحدى وستين، وصلى عليه عائذ بن عمرو.
وفي " تاريخ أصبهان " لأبي نعيم: مات في ولاية زياد العراق، وفي موضع آخر ولاية عبيد الله بن زياد استخلفه أبو موسى الأشعري على أصبهان.
وروى حشرج عن أمه عن جده: أن عائذا جاء مع أبي سفيان يوم الفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحوله المهاجرون والأنصار، فقالوا: هذا أبو سفيان وعائذ بن عمرو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا عائذ وأبو سفيان الإسلام أعز من ذلك، الإسلام يعلو ولا يعلى ".(7/162)
من اسمه عباد
2681 - (صد) عباد بن بشر بن وقش الأشهلي الأوسي.
قال أبو نعيم الحافظ: روى عنه أنس بن مالك وعبد الرحمن بن ثابت وكان أحد المجتهدين وذكر بعده عباد بن بشر بن قبطي وقال قيل: هو المقدم وقيل غيره فرقة بعض المتأخرين.
وفي كتاب ابن سعد: آخا النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين [أبي] حذيفة بن عتبة في رواية ابن إسحاق ومحمد بن عمر وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني سليم ومزينة يصدقهم فأقام عندهم عشرا وانصرف إلى بني المصطلق من خزاعة بعد الوليد بن عقبة فأقام عندهم عشرا وانصرف راضيا وجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقاسم حنين واستعمله على حرسه بتبوك من يوم قدم إلى أن رحل وعن أبي سعيد الخدري قال: قال لي عباد بن بشر: يا أبا سعيد رأيت الليلة كأن السماء قد فرجت لي ثم أطبقت علي فهي إن شاء الله الشهادة. قال: قلت خيرا والله رأيت، ففرا إلى القتال فقتل فرأيت بوجهه ضربا كثيرا ما عرفته إلا بعلامة كانت في جسده.
وقال ابن السكن: ليست له رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه مذكور في المشاهد ولم يذكر فيما ذكره ابن إسحاق. انتهى كلامه وفيه نظر لما ذكره أبو القاسم البغوي من حديث ابن إسحاق عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت عن عباد بن بشر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الأنصار أنتم الشعار والناس الدثار لا أوتين من قبلكم ".(7/163)
وفي كتاب الصريفيني كناه [ق 229/أ] الواقدي وعبد الله بن محمد بن عمارة، أبا بشر.
2682 - (ع) عباد بن تميم بن غزية الأنصاري المازني المدني ابن أخي عبد الله بن زيد.
قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد: وعباد بن تميم أحد ثقات التابعين بالمدينة.
وقال أحمد بن صالح: تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: وثقه ابن عبد الرحيم يعني التبان.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان وأستاذه، والحاكم، وابن الجارود، وابن القطان.
وقال ابن سعد: وهو أخو معمر وثابت لأبويه.
ولما نسبه في الكمال قال: عباد بن تميم بن زيد بن عاصم بن غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول ولما نسب عمه قال: عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول امرئ، وفيه من الخلف ما ترى ولم ينبه عليه المزي بل تبعه، وصوابه ما ذكره محمد بن سعد في الطبقات وغيره من أن عبد الله بن زيد هو: ابن عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عطية بن خنساء بن مبذول أم تميم، وعبد الله بن عمارة فهو عمه من قبل أم لا من قبل أبيه.
قال المزي: ومن الأوهام.
2683 - عباد بن تميم عن أبيه.
فذكر حديث الاستسقاء، وعنه عبد الله بن أبي بكر روى له ابن ماجه،(7/164)
هكذا وقع هذا الحديث في بعض النسخ المتأخرة، وكذا ذكره في الأطراف، وهو وهم فاحش والذي في سائر الروايات وفي الأصول القديمة: عن عبد الله سمعت عبادا يحدث أبي عند عمه وهو الصواب، وكذا هو عند الجماعة انتهى كلامه قد نظرت في عدة من الأصول المتأخرة فوجدت فيها كلها: عن عبد الله سمعت عبادا يحدث عن عمه كما في الأصول القدم.
ورواه ابن ماجه أيضا من طريق أبي بكر عن عباد عن عمه، وصاحب الأطراف لما ذكر الرواية الأولى كتب على أبيه صورة ضبة كذا نقله عنه ابن أبي هشام، وذكر الرواية الثانية على الصواب، ولم أذكر هذا استدراكا وإنما ذكرته فائدة والله أعلم.
2684 - عباد بن حبيش الكوفي.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وفي كتاب " الوحدان " لمسلم بن الحجاج: تفرد عنه بالرواية سماك بن حرب.
2685 - (بخ د س) عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام أخو عبد الواحد.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وفي كتاب الزبير: هو أخو سليمان، وهاشم، وإبراهيم، وأبي بكر، ويحيى، زاد ابن سعد: عمارة، وعامرا، وعبد الحميد، قال الزبير: وكان عباد سيد بني حمزة وأكبرهم، وقد انقرض ولده إلا رجل واحد ونسيات.(7/165)
2686 - (خ د س ق) عباد بن راشد التميمي البصري البزاز مولى بني كليب بن يربوع ابن أخت داود بن أبي هند ويقال ابن خالته.
ذكره ابن شاهين في الثقات.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: هو ثقة ثقة.
وقال أبو أحمد بن عدي: ليس حديثه بالكثير وحديثه مقدار ما له مما ذكرته وما لم أذكره على الاستقامة.
وقال البرقي: ليس بالقوي، وقال أبو الحسن العجلي: ثقة.
وقال الساجي: صدوق وقال فيه أحمد: ثقة ثقة ورفع أمره، وقال: ما كان أروى عبد الرحمن عنه.
وقال المديني: لا تعرف حاله.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات نسبه منقريا قال وقيل فيه: [ق 229 ب] كليبي مولاهم، وقال أبو الفتح الأزدي: تركه يحيى بن سعيد وكان صدوقا قال ابن خلفون: يقال إنه كان يرى القدر.
وقال البزار: وعباد بن راشد بصري ثقة.
وقال ابن حبان: كان ممن يأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها فبطل الاحتجاج به، روى عن الحسن قال حدثني سبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبو هريرة، وعمران بن حصين، ومعقل بن يسار، وسمرة بن جندب، وجابر بن عبد الله: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة يوم السبت(7/166)
ويوم الأربعاء "؛ وقال: من فعل ذلك فأصابه بياض فلا يلومن إلا نفسه ".
وقد روى عن الحسن بهذا الإسناد حديثا طويلا أكثرها موضوعة.
ولما ذكره ابن تميم القيرواني في كتاب الضعفاء قال: قال ابن عبد الرحيم - يعني التبان: ليس بالقوي.
ذكره العقيلي في جملة الضعفاء، وكذلك ابن الجارود.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2687 - عباد بن راشد.
قال أبو حاتم الرازي: روى عنه داود الوراق.
2688 - وعباد بن راشد اليماني مؤذن مسجد صنعاء.
روى عنه علي بن المديني.
2689 - وعباد بن راشد حجازي من أهل ذي المروة.
روى عنه سريج بن يوسن، ذكره الخطيب في المتفق والمفترق،
وذكرناهم للتمييز.
2690 - (م د س) عباد بن زياد بن أبيه أخو عبد الله وعبد الرحمن وسلم.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، والحاكم النيسابوري.
وذكره ابن خلفون في الثقات.(7/167)
وفي قول المزي: وقال مالك عن الزهري عن عباد بن زياد والد المغيرة بن شعبة عن ابن المغيرة عن المغيرة وذلك معدود في أوهامه، نظر؛ لما ذكره البخاري في تاريخه من أن مالكا روى عنه كرواية غيره عن عباد عن ابن المغيرة عن أبيه.
ولما ذكره الدارقطني في كتاب " أحاديث الموطأ " - تأليفه: حدثنا أبو محمد بن صاعد، وأبو بكر النيسابوري، والحسين بن محمد قالوا: حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني مالك، وعمرو بن الحارث، ويونس بن يزيد وابن سمعان أن ابن شهاب أخبرهم عن عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة عن عروة بن المغيرة أنه سمع أباه يقول: " سكبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توضأ في غزوة تبوك. . . " الحديث قال: ورواه روح، عن مالك، عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن رجل من ولد المغيرة، عن المغيرة.
وفي كتاب " العلل " للرازي قال الزهري: عباد من ولد المغيرة وإنما هو من ولد أبي سفيان، فهذا كما ترى مالك قد روى عنه كرواية الجماعة وقد تابعه على روايته الأخرى غيره وقد أضاف الرازي الجناية فيه إلى الزهري نفسه فلأي شيء تعصب به الجناية اللهم إلا مشيا على الجادة لأن غالب المحدثين في ذهنهم أن مالكا وهم في نسب عباد يتوارثونه خلفا عن سلف.
ولو قيل هاتوا حققوا لم يحققوا
والله تعالى الموفق.(7/168)
وفي " تاريخ أبي الفرج الأصبهاني ": لما ولي سعيد بن عثمان بن عفان خراسان استصحب يزيد بن مفرع فأبى وصحب عباد بن زياد فقال له سعيد: أما إذا أبيت وآثرت عبادا فاحفظ ما أنا أوصيك به إن عبادا رجل لئيم فإياك والدالة عليه وإن دعاك إليها من نفسه فإنها خديعة منه لك عن نفسك وأقلل زيارته فإنه طرف ملول ولا تفاخره وإن فاخرك. [ق 230 أ] فإنه لا يحتمل لك ما كنت أحتمله أنا فلما بلغ عبيد الله بن زياد صحبة ابن مفرع أخاه عبادا شق عليه وقال له: إن أخي يقدم على أرض حرب فيشتغل بذلك عنك فإن أبطأ عليك ما تحبه لا تعجل عليه حتى تكتب إلي قال يزيد: نعم، فلما قدم عباد سجستان اشتغل بحروبه عن ابن مفرغ فبسط لسانه فذمه وهجاه، وكان عباد عظيم اللحية كأنها جوالق فسار يزيد معه يوما فدخلت الريح فيها فنفشتها فضحك ابن مفرع وقال لرجل إلى جنبه:
ألا ليت اللحى كانت حشيشا ... فنعلفها خيول المسلمين
فلو كان حشيشا قد كفينا مؤنة ... خيل هذا الجيش حينا
وفيه يقول أيضا وعاقبه على هجائه له:
لهفي على الأمر الذي ... كانت عواقبه ندامة
تركي سعيدا ذا الندى ... والبيت ترفعه الدعامة
وتبعت عبد بني علاج ... تلك أشرطة القيامة
جاءت به حبشية شكا ... تحسبها نعامة
من نسوة سود الوجوه ... ترى عليهن الدمامة
وقال أيضا:
ساد عباد وملك جيشا ... مستجيشا ذاك صم صلاب(7/169)
إن عاما قد صرت به ... أميرا يملك الناس لعام عجاب
وفي يقول أيضا:
أعباد ما للؤم عنك محول ... ولا لك أم في قريش ولا أب
سينصرني من ليس ينفع عبده ... رقاك وقوم من أمية مصعب
وقال أيضا:
إن تركي ندى سعيد بن عثمان ... بن عفان ناصري وعديدي
واتباعي أخا الضراعة فاللؤم ... لنقص وقوت شاق وبعيد
قل لقومي لدى الأباطح من ... آل لؤي بن غالب ذي الجود
سامني بعدكم دعى زياد خطه ... الغارد اللئيم الزهيد
أوغل العبد في العقوبة والشتم ... وأودى بطارفي وتليدي
فارحلوا في حليفكم وأخيكم ... نحو غوث المستصرخي يزيد
فاطلبوا النصف من دعى لزياد ... وسلوني بما ادعيت شهودي
وقال أيضا:
لعمري لو كان الأمير ابن معمر ... وصاحبه أو شكله ابن أسيد
ولو أنهم قالوا أمية أو قلت ... براكبها الوجناء نحو يزيد
فإن لم يغيرها الإمام عدلت ... إلى شم شوامخ صيد [ق 230 ب]
فناديت فيهم دعوة عينة كما ... كان أبائي دعوا وحدود
وفي قول المزي: تولى عباد سجستان أيام معاوية - نظر لما ذكره أبو الفرج: الصحيح إنما ولي عباد سجستان أيام يزيد بن معاوية وأستدل على ذلك بأشياء منها ما قاله ابن مفرع الذي ذكرناه آنفا والله تعالى أعلم.
2691 - (كد) عباد بن زياد بن موسى الأسدي.
قال أبو أحمد بن عدي: وقيل: عبادة بن زياد، سمعت إبراهيم بن(7/170)
محمد بن عيسى يقول: سمعت موسى بن هارون الحمال يقول: عبادة بن زياد الكوفي تركت حديثه وقال أبو أحمد: هو من أهل الكوفة من الغالين في التشيع وله أحاديث مناكير في الفضائل.
2692 - (د س ق) عباد بن أبي سعيد المقبري كيسان أخو سعيد بن أبي سعيد.
قال ابن خلفون: لما ذكره في الثقات: قال ابن عبد الرحيم التبان: عباد بن كيسان ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وفي تاريخ البخاري الكبير: حديثه في أهل المدينة.
وقال ابن سعد وذكره في الطبقة الرابعة من المدنيين: روى عن ابن عباس وأبي هريرة.
2693 - (د س ق) عباد بن شرحبيل اليشكري الغبري.
له عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد؛ قال البغوي: حديثه لم يحدث به غير أبي بشر، وكذا قال الأزدي، والمؤذن.
وقال ابن السكن: يقال له صحبة، وفي صحبته نظر، ومخرج حديثه عن البصريين.
وزعم العسكري أنه سكن البصرة.
وسمى الطبراني في المعجم الأوسط أباه شراحيل، وفي حديثه قال: خرجت أنا وعمي إلى المدينة فأصابتني مجاعة، وكذا سماه ابن قانع.(7/171)
وقال ابن حبان: يقال له صحبة.
2694 - (ق) عباد بن شيبان الأنصاري السلمي والد يحيى.
ذكر المزي له حديثا من جهته من روايته عن زيد بن ثابت ولو ذكر له حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم مستدلا به على صحبته لكان أحسن في صناعة الحديث، وقد وجدنا ذلك الحديث مذكورا عند البغوي من جهة: يزيد بن عياض، عن إسماعيل بن إبراهيم وهو ابن عباد بن شيبان، عن أبيه، عن جده قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أزوجك أميمة " قلت: نعم فزوجنيها ولم يشهد.
ولما ذكره ابن السكن في كتاب " الحروف " قال: أميمة بنت ربيعة بن الحارث ثم قال: وروى محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل الأنصاري، عن أبيه، عن جده حديثا آخر ولم يسمه وأظنه هذا الذي روى عنه يزيد بن عياض قال: وهو معدود في أهل المدينة.
وقال أبو نعيم الحافظ: عباد بن سنان وقيل شيبان أبو إبراهيم السلمي حليف قريش خطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أميمة بنت ربيعة بن الحارث ورواه بدل بن المحبر عن شعبة عن العلاء ابن أخي شعيب الرازي عن رجل عن إسماعيل بن إبراهيم عن رجل من بني سليم أنه خطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمامة بنت عبد المطلب.
ونسبه ابن منده فيما ذكره ابن الأثير: عباد بن شيبان بن جابر بن سالم بن مرة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن حيي بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة.
وقال الكلبي: سنان [ق 231/أ].(7/172)
2695 - (ع) عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب الأزدي العتكي أبو معاوية البصري.
ذكره ابن حبان في جملة الثقات وقال: مات قبل حماد بن زيد بستة أشهر ومات حماد سنة تسع وسبعين، وكذا ذكر ابن قانع وفاته، وأبو داود فيما ذكره الكلاباذي.
وقال الطبري في " تهذيب الآثار ": ثقة، وكذلك قاله العجلي.
وقال أبو علي الصدفي: سألت أبا جعفر العقيلي عن عباد المهلبي فقال: ثقة وسألت عنه أبا أحمد المروزي فقال: هو مشهور ثقة.
وقال البخاري وابن قتيبة: بصري ثقة وقال أبو عبد الرحمن القاري: ما رأيت من العرب أشرف من ثلاثة: سوار بن عبد الله، وعباد المهلبي، وموسى بن علي اللخمي.
وقال أحمد بن حنبل: كان يصفر لحيته ورأسه.
وقال يحيى بن معين: كان رجلا عاقلا أديبا حسن الهيئة.
وقال الحضرمي: رأيته وقد خرج من عند هارون وعليه سواد.
ولما ذكره المرزباني في معجم الشعر أنشد له:
إذا خلة نابت صديقك فاغتنم ... مرمتها فالدهر بالناس قلب
وبادر بمعروف إذا كنت قادرا ... زوال اقتدار أو غنى عنك يعقب(7/173)
وذكر أبو جعفر النحاس في " منسوخة " حديثا في " سورة المائدة " وقال: سنده مستقيم.
وقال الخليلي: يقدم في الجلالة على جميع تلامذة شعبة.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: كان رجلا عاقلا من أشرف المهالبة قال فيه ابن عبد الرحيم التبان: ثقة.
وقال عباس عن يحيى: عباد بن العوام وعباد بن عباد جميعا ثقة وعباد بن عباد أوثقهما أو أكثرهما حديثا.
وفي " تاريخ بغداد ": قال ابن [صالح بن محمد]: هو رجل من أشراف المهالبة.
وذكره ابن شاهين في الثقات.
2696 - (سي) عباد بن عباد بن علقمة المازني البصري المعروف بابن أخضر.
ذكره ابن شاهين، وابن خلفون في الثقات.
وخرج أبو عبد الله حديثه في المستدرك.
وفي تاريخ المرزباني: كان يقال لعباد: ابن صاحب الأخضر لأن زوج أمه كان يركب برذونا أخضر فلما طال ذلك ترك صاحب، وقيل: الأخضر، وجهه عبد الله بن زياد في ثلاثة آلاف فارس إلى الخوارج ورئيسهم يومئذ مرداس بن أدية فقتلهم مرداس وعدة أصحابه أربعون رجلا وقال عباد في ذلك وهو عباد بن علقمة:
سأحمي دماء الأخضرين إنه ... أبى الناس إلا أن يقولوا ابن أخضرا(7/174)
وفي " الكامل " للمبرد: عباد بن علقمة وجهه عبد الله في أربعة آلاف فارس فقتل مرداسا وأصحابه أجمعين وابن عباد في البصر محمودا موصوفا بما كان منه حتى أثمرت به جماعة من الخوارج فقتلوه يوم الجمعة في سكة بني مازن عند مسجد بني كليب فجاء معبد بن أخضر أخو عباد وهو معبد بن علقمة في جماعة من بني مازن فقتلوا الخوارج أجمعين ففي ذلك يقول الفرزدق:
لقد أدرك الأوتار غير دميمة ... إذا دم طلاب القراب الأخاضر
هم جردوا الأسياف يوم ابن أخضر ... فقالوا التي ما فوقها قال ثائر
[ق 231/ب] أفادوا به أسدا لها في اقتحامها ... إذا برزت نحو الحروب بصائر
وقال معبد بن أخضر أخو عباد: سأحمي دماء الأخضرين - البيت وكان قتل عباد وابن زياد بالكوفة وخليفته على البصرة ابن أبي بكرة ونحوه مما ذكره المبرد ذكره الكلبي وغيره ويشبه أن يكون الصواب.
وفي كتاب " الصحابة " للبغوي: عباد بن الأخضر أو الأحمر.
2697 - (د) عباد بن عباد الرملي أو عتبة الخواص.
قال ابن حبان: كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة [حتى] غفل عن الحفظ والإتقان فكان يأتي بالشيء على حسب التوهم حتى كثرت المناكير في روايته على قلتها فاستحق الترك.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2698 - عباد بن عباد بن صهيب أبو بكر الكلبي البصري.
قال الخطيب في " المتفق والمفترق ": روى عنه أبو العباس الأزهري. ذكرناه للتمييز.(7/175)
2699 - (ع) عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام المدني والد يحيى.
قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث وله من الولد: محمد، وصالح، وهشام.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان. والدارقطني صحح له حديثا في كتاب الأفراد، وابن الجارود.
وذكره ابن خلفون في الثقات وقال: الصدفي: ثنا مسلم يعني صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح قال: أملى علي أبي قال: وعباد بن عبد الله بن الزبير مدني تابعي ثقة.
وزعم المزي أن محمد بن عبد الله بن عباد روى عنه ثم قال: إن كان محفوظا انتهى. وكأنه نقله من نسخة سقيمة وذلك أن عبادا ليس له ابن يسمى عبد الله فيما رأيت من كلام الكلبي، وابن سعد المتقدم، والزبير، والبلاذري، وأبي عبيد بن سلام، وغيرهم إنما له ولد اسمه محمد وهو الذي روى عنه كذا قاله البخاري، وغيره فذكر عبد الله بن محمد وعباد غير جيد والله تعالى أعلم.
وقد ذكر الزبير الذي ذكر المزي شيئا من كلامه أن محمد بن عباد كان شيخ بني عباد وسيدهم وكان له قدر وفضل وشرف في نفسه صاحب جد، ويكره الباطل وأهله وذكر له روايته عن جده عبد الله أيضا.
قال التاريخي: وكان من أحسن الناس وفيه يقول عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس:
لها حسن عباد وجسم ابن واقد ... وريح أبي حفص ودين ابن نوفل(7/176)
2700 - (ص) عباد بن عبد الله الأسدي الكوفي.
قال ابن سعد: روى عن علي وعبد الله وله أحاديث.
وذكره ابن الجارود في جملة الضعفاء.
وكذلك أبو جعفر العقيلي.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك لما نزل قوله تعالى {وأنذر عشيرتك الأقربين}.
ولما ذكره ابن عدي لم يذكر منه غير كلام البخاري قال أبو أحمد والحديث الذي ذكره البخاري هو " وأنذر عشيرتك الأقربين ".
وقال أبو محمد بن حزم في كتابه " المحلى ": وعباد هذا مجهول بالنقل.
وفي كتاب أبي الفرج البغدادي: روى عن علي أحاديث لا يتابع عليها، وقال علي بن المديني: ضعيف الحديث.
وفي كتاب " الموضوعات ": كان متهما وضرب الإمام أحمد على حديثه عن علي " أنا الصديق الأكبر " وقال: هو منكر.
قال المزي ومن الأوهام:
2701 - عباد بن عمر بن موسى.
في ترجمة عيسى بن عمر بن موسى انتهى. لا أدري معنى هذا الكلام ولا وجهه ولا من وهم فيه فينظر والله أعلم [ق232/أ].(7/177)
2702 - (ع) عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر بن مصعب بن جندل الكلابي أبو سهل الواسطي مولى أسلم بن زرعة.
قال ابن سعد: كان ثقة.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، وابن خزيمة، والطوسي، والحاكم، [أبو] عبد الله.
وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في جملة الثقات زاد: مات في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين. وثقه البزار، وابن عبد الرحيم التبان.
وقال أحمد بن حنبل: كان عباد بن العوام صاحب سمت وهيئة وعقل جيد.
وذكر بحشل في " تاريخ واسط " لعمر جده رواية عن أنس بن مالك وأن عبادا روى عن أبان بن بشير المكتب وروى عنه ابن العوام بن عباد.
وفي تاريخ القراب: ولد سنة ثماني عشرة ومائة.
2703 - (د ق) عباد بن كثير الثقفي البصري سكن مكة.
قال المروذي: سألت أبا عبد الله عنه فقال: ليس هو بذاك.
وفي " التاريخ الأوسط " للبخاري في فصل من مات بين الأربعين إلى الخمسين(7/178)
ومائة قريبا من آخره: سكتوا عنه.
وقال أبو سعيد النقاش: عباد بن كثير البصري الكاهلي روى عن جعفر بن محمد وهشام بن عروة المعضلات.
وقال الحاكم أبو عبد الله في " المدخل الكبير ": شيخ كبير وكان الثوري يكذبه ولما مات لم يصل عليه وحدث عن هشام وجعفر والحسن وابن عقيل ونافع بالمعضلات.
وقال عبد الله بن إدريس: كان شعبة لا يستغفر لعباد بن كثير.
وقال يعقوب بن سفيان: يذكر بزهد وتقشف وحديثه ليس بشيء.
وذكره العقيلي والبلخي، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال الساجي: صدوق من أهل الزهد كثير الوهم منكر الحديث لا يحفظ.
وقال البرقي: ليس بثقة.
وقال ابن عمار: ضعيف وعباد بن كثير الرملي أثبت منه.
وقال العجلي: ضعيف متروك الحديث وكان رجلا صالحا.
وقال أبو العرب القيرواني: ثنا أبو الحفاظ الأندلسي ثنا إسحاق الدبري ثنا عبد الرزاق عن أبي مطيع قال: أخرج عباد بن كثير بعد ثلاث سنين من قبره لم يفقد منه إلا شعرات قال فعلمنا أن هذا يدلنا على فضله وكان عندنا ثقة رحمه الله تعالى.
ولما ذكره ابن حبان نسبة كاهليا وقال: وليس هذا بعباد بن كثير الرملي وقد قال أصحابنا أنهما واحد، قال ابن المبارك: ما رأيت رجلا أفضل من عباد بن(7/179)
كثير في ضروب الخير فإذا جاء الحديث فليس منها في شيء.
قال أبو حاتم: روى عن هشام عن أبيه عن عائشة كان أحب الفاكهة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرطب والبطيخ. فيما يشبه هذا من الأشياء المقلوبة.
وقال ابن خلفون: هو ضعيف عندهم وكان رجلا صالحا زاهدا كان ابن عيينة يمدحه وينهى عن ذكره إلا بخير لتعبده وصلاحه.
وذكر عمرو بن علي عن عبد الصمد بن عبد الوارث استخرج عباد بن كثير بعد ثلاثين سنة من موته وهو كهيئة يوم دفن.
وفي عدة نسخ من كامل ابن عدي: قال ابن المبارك عن شعبة هذا عباد بن كثير فاحذروا حديثه، والذي في كتاب المزي عنه عن شعبة فاحذروه فينظر.
2704 - (بخ ق) عباد بن كثير الرملي الفلسطيني وقال بعضهم ابن كثير بن قيس التيمي.
قد تقدم [ق232/ب] عن ابن حبان أنهما واحد ولكنه لم يرض هذا القول بل أفرد له ترجمة على حدة فقال: روى عنه يحيى بن يحيى، وكان يحيى بن معين يوثقه وهو عندي لا شيء في الحديث؛ لأنه روى عن سفيان عن إبراهيم عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " [طلب] الحلال فريضة بعد الفريضة " ومن روى عن الثوري مثل هذا الحديث بهذا الإسناد بطل الاحتجاج بخبره فيما يروى ما [لا] يشبه حديث الأثبات، والدليل على أن عباد بن كثير الرملي ليس بعباد بن كثير الذي مات بمكة قبل الثوري ولم يشهد الثوري جنازته ويحيى بن يحيى في ذلك الوقت كان طفلا صغيرا؛ فهذا(7/180)
يدلك على أنهما اثنان وليسا بواحد وقد روي هذا عن حوشب.
وممن فرق بينهما أيضا البخاري وقال: الرملي فيه نظر.
وأبو حاتم وعرفه بالخواص، وأبو سعيد النقاش، وأبو عبد الله بن البيع وقال: روى أحاديث موضوعة زاد الحاكم: وهو صاحب حديث " طلب الحلال فريضة بعد الفريضة "، والساجي وقال: ضعيف يحدث بمناكير، وابن الجارود، والعقيلي لما ذكراه في جملة الضعفاء، وابن شاهين في الثقات وذكر عن ابن عمار أنه قال: هو مقدسي صالح.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: أرجو أن يكون في الحديث أقوى من عباد البصري.
وفي تاريخ يعقوب: قال ابن المبارك: كان لا بأس به ما لم يحدث فإذا حدث كذب.
وقال التاريخي: ثنا سليمان بن داود ثنا يحيى بن سعيد القطان حدثني وهب قال: أصغيت إلى عباد بن كثير عامة ليلة وهو يحدث فما رأيت أنه حدث بحديث حق.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين قلت بقي إلى بعد السبعين ومائة وأما البصري فإنه في حدود الستين ومائة. وهذا شيء لا يقبل من قائله إلا إذا نقله لأن البخاري قد أسلفنا عنه وفاته في حدود الخمسين، وهذا لم نر أحدا تعرض لذكر وفاته جملة إلا ما حكيناه عن ابن حبان ولو كان عند هذا المتأخر(7/181)
نقل لصاح به، ولم يغمغم ولكنه يأخذه استنباطا ممن روى عنه وقد يخطئ ذاك الاستنباط أو يكون ذاك الرجل الذي اعتمده في التاريخ دلس عنه ولم يشافهه وطريق الدين في هذا التصريح بقائل هذا أو بأي وجه استدرك به، والحمد لله وحده.
2705 - (ت س ق) عباد بن ليث الكرابيسي القيسي أبو الحسن ويقال أبو الحسين البصري.
ذكره أبو العرب، وابن عدي، والساجي في جملة الضعفاء زاد أبو أحمد: عباد معروف بهذا الحديث يعني كتاب النبي صلى الله عليه وسلم للعداء بن هوذة ولا يرويه غيره.
ولما خرج الترمذي والطوسي حديثه عن عبد المجيد عن العداء بن خالد حسناه.
وفي كتاب ابن الجوزي: عن يحيى بن معين أنه قال هو ثقة. وقال ابن حبان لا يحتج به إلا فيما وافق فيه الثقات.
2706 - (خت 4) عباد بن منصور الناجي أبو سلمة البصري.
كذا ذكره المزي مشيا على ما في الذهن ولو أمعن النظر لرأى في كتاب أبي محمد الرشاطي: الداجي في شامة بن لؤي ينسب إلى داجة بن مالك بن عبيدة بن شامة بن لؤي بن غالب الراجي من دجا الليل دجوا أي ألبس كل شيء بظلمة، قال الكلبي: منهم عباد بن منصور الداجي القاضي بالبصرة، وكذلك قال الزبير في أنساب قريش قال: من ولد مالك بن عبيدة داجية، قال: ومن ولده عباد بن منصور وكان من فقهاء أهل البصرة [ق233/أ].(7/182)
وولى قضاءها مرات لبني العباس وبني أمية، قال أبو محمد: وذكر البخاري ومسلم عبادا هذا فقالا فيه: الناجي بالنون، وكذلك ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم وكلهم لا محالة إنما تبع فيه البخاري والمعول عندي على ما حكاه الكلبي والزبير فهما أصل في هذا الشأن وتصحيف الناجي من الداجي قريب وعسى أن يكون هذا أولا من الناسخ.
ونسبه الدارقطني فقال: عباد بن منصور بن عباد بن سامة بن الحارث بن قطن بن مدلج بن قطن بن أخزم بن ذهل، زاد ابن ماكولا: ابن عمرو بن مالك بن عبيدة. قال أبو محمد: وإذا صح هذا النسب فداجية هو أخو عمرو بن مالك فالنسبة إلى العمر أو يكون عمرو لقبه داجية والله أعلم.
وبنحو ما ذكره الكلبي ذكر أبو عبيد بن سلام والبلاذري وغيرهما.
وفي " الكامل " لابن عدي: عن الدوري قال يحيى: عباد بن منصور وعباد بن كثير وعباد بن راشد ليس حديثهم بالقوي ولكنها تكتب، وفي رواية الدورقي عن يحيى: عباد بن منصور ضعيف الحديث.
وقال ابن حبان: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة وكان قدريا داعية إلى القدر وكل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين فدلسها عن عكرمة.
وكذا ذكر وفاته أبو موسى الزمن، والساجي؛ فالعدول عن كلام هؤلاء إلى كلام ابن قانع قصور والله تعالى أعلم.
قال المزي: وقال عباس، وابن أبي خيثمة عن يحيى: ليس بشيء، انتهى.
الذي في كتاب عباس عن يحيى حديثه ليس بالقوي ولكنه يكتب.(7/183)
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": ليس به بأس.
وفي رواية البرقي عن يحيى بن صالح، وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ليس بالقوي.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، والحاكم وقال: لم يتكلم فيه بحجة.
وفي كتاب مهنا عن أبي عبد الله: كانت أحاديثه منكرة وكان قدريا وكان يدلس ومن منكراته أنه حدث عن عكرمة عن ابن عباس: " كان للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل بها عند النوم ".
وقال ابن أبي شيبة: وسألته يعني ابن المديني عن عباد بن منصور فقال: ضعيف عندنا وكان قدريا.
وقال الساجي: فيه ضعف ويدلس عن أيوب روى أحاديث مناكير.
وكان ينسب إلى القدر روى عن عكرمة أحاديث أخذها من ابن يحيى ومن ابن أبي حبيبة فدلسها عن عكرمة نفسه، وقد حدث عنه يحيى بن سعيد وشعبة، وقال معاذ بن معاذ ينتحل القدر، وفي موضع آخر قال: ثنا عباد على قدريته.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء، وفي موضع آخر: في حديثه ضعف، وفي موضع آخر: ليس بالقوي ولكنها تكتب.
وقال ابن عبد الرحيم التبان: ليس بالقوي.
وقال العجلي: لا بأس به يكتب حديثه وفي موضع آخر جائز الحديث.
وذكره العقيلي والبلخي، وابن السكن، ويعقوب بن سفيان، وأبو(7/184)
العرب، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال محمد بن سعد: هو ضعيف عندهم وله أحاديث منكرة.
وقال الجوزجاني: كان يرمي برأيهم أعني رأي البصريين وكان سيء الحفظ فيما سمعه وتغير أخيرا.
وقال علي بن الجنيد: متروك.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال ابن خلفون: كان على قضاء البصرة زمن أبي جعفر وقد تكلم فيه ونسب إلى القدر وكان مدلسا وليس هو ممن يحتج به.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": ولما ولي عبد الله بن عمر [ق233/ب] بن عبد العزيز ولى عبادا القضاء، قال ابن علية: وكان رجلا من أهل العلم ولم يكن له بصر بالقضاء فلم يزل قاضيا حتى قدم ابن هبيرة فكتب إلى عباد أن يصلي بالناس فكان يصلي بهم ويقضي في دار الإمارة حتى عزله مسلم بن قتيبة.
وذكر أبو العباس في كتابه " المفجعين ": أن عبادا بات صحيحا وأصبح ميتا على بطن امرأته.
وأطلق الحاكم إخراج البخاري عنه، وكذا ذكره أبو الوليد في كتاب " الجرح والتعديل "، وقبله أبو الحسن الدارقطني. وكان الصواب تقييده بالاستشهاد.(7/185)
2707 - (خ م د س) عباد بن موسى الختلي أبو محمد الأبناوي سكن بغداد.
قال البغوي: مات بالثغر سنة تسع وعشرين وروى له البخاري كذا ذكره المزي والذي ذكره ابن الأخضر في مشيخة البغوي عنه: سنة تسع وقيل سنة ثلاثين.
وقال أبو محمد بن الأخضر: وكان ثقة روى عنه البخاري والبغوي كذا قاله وفيه نظر لعدم سلفه ومتابعة على ذلك.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم خمسة أحاديث.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: صدوق.
وقال ابن قانع الذي نقل المزي وفاته عنه: صالح.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وفي كتاب مسلمة في بعض النسخ: ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: روى عنه أبو زرعة وسئل عنه فقال ثقة، وكذا قاله الخطيب، قال: وزعم اللالكائي أنه روى عن الثوري وإسرائيل [بن] يونس، إنما الراوي عنهما عباد بن موسى أبو عقبة الأزراق البصري لا هذا.
2708 - (س فق) عباد بن ميسرة المنقري التميمي البصري المعلم.
ذكره ابن حبان في جملة الثقات قال: وكان من العباد.(7/186)
وقال أبو داود: ثنا [أحمد بن وكيع] عنه ونحن نكتب حديثه.
وقال الساجي: ليس حديثه بالقوي لكنه يكتب.
وقال ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه.
وذكره العقيلي وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وابن شاهين وابن خلفون في الثقات زاد: وهو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين وقال ابن عدي هو ممن يكتب حديثه.
2709 - (د عس ق) عباد بن نسيب القيسي أبو الوضيء السحتني وقيل اسمه عبد الله والأول هو المشهور.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وذكره ابن خلفون في الثقات، ومسلم في الثانية من البصريين.
وفي " تاريخ البخاري " عن جميل بن مرة عن أبي الوضيء وكان من فرسان علي على شرطة الخميس.
وفي قول المزي: القيسي السحتني نظر لأن سحتن ليست من قيس بحال وذلك أن سحتن هو لقب جشم بن عوف بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنهار بن عمرو بن وديعة بن بكير بن أفصى بن عبد القيس بن(7/187)
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن سعد بن عدنان كذا ذكره الكلبي في كتاب " الألقاب " وغيره.
قال الرشاطي: ومن قال في نسب أبي الوضيء القيسي السحتني فهو وهم لا محالة اللهم إلا أن يكون أراد أنه نسب عبد القيس قيسي كما قيل في عبد مناف منافي وهذا ما سمعنا به في عبد القيس إنما ينسب إليه عبدي وعبقسي فهذا كما ترى الرشاطي قام بوظيفة رد هذا القول ولو لم يقله لقلناه، والله أعلم.
وفي قول المزي: وقيل اسمه عبد الله بن نسيب نظر لأني لم أر من ذكره في كتاب كنى ولا كتاب الأسماء مع كثرة تتبعي لذلك؛ فينظر.
2710 - (ق) عباد بن الوليد بن خالد الغبري أبو [زيد] المؤدب سكن بغداد.
قال [ابن] سعد السمعاني [ق 234 أ]: صدوق.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب الصلة: دخل خراسان عند خراب البصرة فحدث بنيسابور ومات في سفره ذلك سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وفي " سنن الدارقطني ": عباد بن الوليد عن قريش بن أنس فلا أدري أهو الغبري أم غيره.
2711 - (خ ت ق) عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني أبو سعيد الكوفي.
ذكر الرهاوي في انتخابه على السلفي سئل صالح بن محمد الحافظ عنه فقال: كان ثقة. قيل، أكان رافضيا؟ قال: وشر.(7/188)
ورأيت في كتاب الصريفيني هذا الكلام بعينه معزوا للمطين وأنه هو المسئول، والله تعالى أعلم.
وذكر الخطيب في كتاب " الكفاية " أن ابن خزيمة ترك الرواية عنه آخرا، قال الخطيب: وهو أهل أن لا يروى عنه انتهى. ثم إنا رأينا حديثه مثبتا في صحيحه فالله أعلم.
وقال إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة لولا [رجل] من الشيعة ما صح لهم حديث قيل من [هم]؟ قال إبراهيم بن محمد بن ميمون، وعباد بن يعقوب.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: شيعي صدوق.
وفي كتاب " الضعفاء " لأبي العرب القيرواني: قال أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عثمان المديني: عباد بن يعقوب القماط الأسدي كوفي رافضي.
وقال ابن السمعاني: كان شيعيا.
وقال ابن حبان: حدثنا عنه شيوخنا وكان رافضيا داعية إلى الرفض، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك وهو الذي روى عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ".
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري حديثا واحدا وكذا قاله الباجي، وغيره.(7/189)
وأما الكلاباذي فزعم أنه روى له مقرونا وكأن المزي تبعه؛ والله تعالى أعلم.
ولما خرج الحاكم حديثه قال: كان من الغالين في التشيع إلا أن ابن خزيمة يقول: ثنا الصدوق في روايته.(7/190)
من اسمه عبادة
2712 - (ع) عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم الأنصاري الخزرجي أبو الوليد المدني وأخو أوس رضي الله عنهما.
قال ابن إسحاق: شهد بيعة العقبة الأولى والثانية.
وفي رواية الأموي عنه وتبرأ من حلف اليهود.
وقال ابن حبان: كان على القضاء وهو أول قاضي ولي القضاء بفلسطين.
وفي فتوح مصر لابن عبد الحكم: عن ابن عفير: أدرك الإسلام من العرب عشرة نفر طول كل رجل منهم عشرة أشبار منهم عبادة بن الصامت.
وفي سنن البيهقي: عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلت على عبادة بن الصامت وكان قد تفقه في دين الله تعالى.
وقال معاوية فيما ذكره الطبراني: اقتبسوا من عبادة فهو أفقه مني.
ذكر خليفة بن خياط أن عمر ولاه دمشق، ثم عزله وولى عبد الله بن قرط.
وذكر أبو نعيم الحافظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على بعض الصدقات وكان يعلم أهل الصفة القرآن وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا الوليد لا تأت يوم القيامة ببعير تحتمله على رقبتك له رعاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثواج فقال: وإن ذاك كذا قال إي والذي نفسي بيده إلا من رحمه الله [ق 234 ب] فقال والذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين أبدا.
وفي كتاب التعريف بصحيح التاريخ: هو أول من ظاهر من امرأته في(7/191)
الإسلام. انتهى المعروف هو أخوه أوس المظاهر.
وفي كتاب الكلاباذي: توفي سنة اثنتين وثلاثين.
وفي معجم المرزباني: خطب إليه معاوية ابنته على يزيد فرده وقال:
ولو أن نفسي طاوعتني لأصبحت ... لها حفد مما يعد كثير
ولكنها نفس علي كريمة ... عفوف لأمها واللئام قدور
وفي " تاريخ ابن يونس ": كان أميرا على ربع المدد الذين أمد بهم عمر عمرا وكان على قتال الإسكندرية.
وزعم ابن الكلبي أنه توفي بمصر، وفي كتاب شيخنا العلامة أبي محمد الدمياطي: قيل إنه توفي بقبرص والصحيح موته بالشام وابنه الوليد ولد في آخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أخو خولة بنت الصامت وأمامة لهما صحبة.
روى عنه: طاوس - فيما ذكره الطبراني في المعجم الكبير - وابنه محمد بن عبادة، والمقدام بن معد كرب، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبيد بن رفاعة الزرقي، وأبو مصبح، وابن مصبح، وأبو سلام الأسود، والأزهر بن عبد الله، وربيعة بن يزيد، وأبو يزيد الأزدي، ومحمود بن ربيعة، وأبو الأزهر، وأبو عمران الأنصاري، وروح بن زنباع، وأبو نعيم عمر بن ربيعة الشامي، وأبو راشد الحبراني، وأبو قبيل المعافري، وأبو عبد الرحمن الحبلي، وسلمة بن شريح، وعلي بن رباح اللخمي، وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وخلاس بن عمرو، ومحمد بن سيرين، وميمون بن أبي شبيب، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن كثير، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وعبد الله بن عباد الدؤلي، وإبراهيم بن داود، وعمر بن عبد الرحمن قال: أظنه ابن الحارث بن هشام، وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري.
2713 - (بخ 4) عبادة بن مسلم الفزاري أبو يحيى البصري ويقال الكوفي.
ذكره ابن حبان في الضعفاء في باب من اسمه عباد: وهو منكر الحديث(7/192)
ساقط الاحتجاج فيما يرويه كذا ذكره المزي عنه، والظاهر أنه ما رأى في كتاب الضعفاء حالة التصنيف إذ لو رآه الرأي فيه: منكر الحديث على قلته ساقط الاحتجاج بما يرويه لتنكبه عن مسلك المتقنين في الأخبار وأحسبه الذي روى عن الحسن الذي يروي عنه الثوري وأبو نعيم فإن كان ذاك فهو مولى لبني حصن وهو كوفي يخطئ، انتهى وكأنه ترجح عنده أنه الأخير المذكور عنده في الثقات فلذلك روى حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم، والطوسي، والمزي جمعهما فينظر.
وفي " تاريخ البخاري ": وعرفه بمولى بني حصن قال وكيع: كان ثقة.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: غمزه بعضهم وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
ولما ذكره ابن شاهين في " الثقات " قال: قال يحيى بن معين هو ثقة ثقة.
2714 - (4) عبادة بن نسى الكندي أبو عمر قاضي طبرية.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " في طبقة من روى عن التابعين: مات سنة ثماني عشرة وهو شاب وهو من الأردن وقد روى عن غضيف بن الحارث عن عائشة.(7/193)
وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم أبو عبد الله وأبو علي الطوسي.
ونسبه البخاري في تاريخه: بكريا بعد ما نسبه كنديا.
وذكره ابن شاهين [ق 235/أ]، وابن خلفون في الثقات، و [قال]: كان من علماء أهل الشام وسادتهم وخيارهم وثقه ابن نمير وابن عبد الرحيم التبان وغيرهما.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": ثنا هارون ثنا ضمرة بن ربيعة قال: كان عبادة عريف رجاء بن حيوة وأسن منه وقال إبراهيم بن أبي عبلة: كان يخضب بالصفرة قال غيره ويخضب رأسه بالحناء.
ونسبه ابن قانع حضرميا.
وفي " تاريخ دمشق ": قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل الأردن؟ قالوا عبادة بن نسي.
2715 - (خ م د س ق) عبادة بن الوليد أبو الصامت الأنصاري، ويقال له عبد الله أيضا وهو أخو يحيى.
ذكره ابن حبان في جملة الثقات وقال: كنيته أبو الوليد خرج عبادة بن الوليد مع أبيه يطلب العلم فلقي جماعة من الصحابة وسمع منهم.
وخرج حديثه في صحيحه وكذا أبو عوانة الإسفرائيني.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره ثم إني لم أر من سماه عبد الله؛ فينظر من قاله غير المزي والله تعالى أعلم.(7/194)
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
2716 - (بخ) عبادة الزرقي والد سعد وعبد الله له صحبة.
وذكره ابن حبان في التابعين انتهى قال ابن السكن: يقال له صحبة ليس له غير حديث واحد في تحريم المدينة.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: ويقال عباد وقال عن موسى بن هارون: له صحبة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: لا تدفع صحبته.
قال أبو حاتم الرازي: والبخاري: كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن قانع: ثنا عبد الله ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا ضمرة عن ابن حرملة عن يعلى بن عبد الرحمن عن عبادة الزرقي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديث المدينة.
وذكره في الصحابة من غير تردد الترمذي، والباوردي، وابن زبر، وابن منده فيما ذكره ابن الأثير ويعقوب بن سفيان الفسوي وقال: كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبرقي وغيرهم فكان الأولى بالمتأخر البحث عن حاله وترجيح أحد القولين على الآخر.(7/195)
من اسمه عباس
2717 - (ق) عباس بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان البغدادي أبو محمد مولى آل العباس وهو أخو الفضل ويحيى.
قال محمد بن مخلد: مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين، زاد غيره: يوم الأربعاء لعشر مضين من الشهر كذا ذكره المزي وفيه نظر من حيث إن ابن مخلد قام بهذه الوظيفة فلا حاجة إذا إلى قوله زاد غيره إشعارا بكثرة الاطلاع الذي من تحلى بغير ما هو وراء فضحته شواهد المنقول، بيانه ما ذكره محمد بن مخلد قام في كتاب الوفيات تأليفه ومن نسخة صحيحة مقروءة على الشيوخ أنقل لا أقلد في ذلك أحدا: وفيها يعني - سنة ثمان وخمسين – مات [عباد] بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان بن أبي طالب أبو محمد الصغير يوم الأربعاء لعشر مضين من جمادى الآخرة.
وقال ابن الأخضر في مشيخة أبي القاسم: جمادى الأولى زاد مسلمة في الصلة: مات بسر من رأى.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه والحاكم.
لا تتشبعن بما لم تعط يا رجل ... فقد نهى المصطفى المختار عن ذاكا
[ق 235 ب] ولهم في هذه الطبقة شيخ بغدادي اسمه:
2718 - [عباد] بن جعفر أبو طالب الوراق.
قال مسلمة بن قاسم: بغدادي ثقة.(7/196)
2719 - (د ت) عباس بن جليد الحجري المصري.
قال المزي: روى عن عبد الله بن عمر, وقيل: روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص انتهى كلامه وفيه نظر.
لما ذكره أستاذ المحدثين في " تاريخه الكبير ": عباس بن جليد الحجري يعد في المصريين عن ابن عمر وأبي الدرداء وقال بعضهم: ابن خليد. وهو وهم، قال لي أصبغ: أخبرني ابن وهب قال: حدثني أبو هاني عن عباس بن جليد الحجري سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي.
وقال ابن يونس، والدارقطني، وابن ماكولا وغيرهم: روى عن عبد الله بن عمرو اللهم إلا لو قال هذا القول في ابن عمر الذي ذكر روايته عنه المشعرة عنده بالاتصال لكان صوابا من القول.
لما ذكره عبد الرحمن في " المراسيل " [قال]: سمعت أبي يقول لا أعلم سمع عباس بن جليد من ابن عمر شيئا.
ثم إن المزي نقل توثيقه من عند ابن حبان وابن حبان قد ذكر روايته عن أبي الدرداء، كما عند البخاري المغفلة عند المزي.
وذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات.
2720 - (خ) عباس بن الحسين القنطري من قنطرة البردان أبو الفضل البغدادي ويقال البصري.
قال أبو سعد بن السمعاني: هو أحد الثقات المشهورين.(7/197)
وفي كتاب " الزهرة ": مات قريبا من سنة أربعين وروى عنه يعني البخاري ثلاثة أحاديث.
2721 - (بخ د س ق) عباس بن ذريح الكلبي الكوفي أخو فضل.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه وكذلك ابن خزيمة، والحاكم.
وفي كتاب المنتجيلي: عن يحيى بن معين: عباس بن ذريح ثقة ثقة.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ثقة.
2722 - (خ م د ت ق) عباس بن سهل بن سعد الساعدي المدني والد أبي وعبد المهيمن أدرك زمان عثمان.
وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وقال الهيثم: توفي بالمدينة زمن الوليد بن عبد الملك قال المزي كذا قاله والأشبه أن يكون زمن الوليد بن يزيد بن عبد الملك وذلك قريب من سنة عشرين ومائة كذا ذكره المزي، وهو يعلمك أنه ما ينقل شيئا من أصل إذ لو نقل من كتاب ابن سعد لرأى فيه غير ما ذكره ولوجد فيه ما قد تجشم مشقته من عند غيره.
قال ابن سعد: عباس بن سهل بن سعد ولد في عهد عمر وقتل عثمان وهو ابن خمس عشرة سنة وروى عن عثمان وغيره وكان منقطعا إلى ابن الزبير وكان ثقة وليس بكثير الحديث، وقال محمد بن عمر وغيره: توفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وأمه عائشة بنت خزيمة [بن] وحوح السلمية ومن ولده عبد السلام وأم الحارث وآمنة وأم سلمة وعنبسة.
وأما قوله: ذكره ابن حبان في الثقات، فكذلك هو ولكنه أغفل منه: توفي سنة خمس وتسعين.(7/198)
وقال خليفة بن خياط في كتاب " التاريخ ": في ولاية الوليد بن عبد الملك فذكر جماعة قال وعباس بن سهل بن سعد.
وكذا ذكره يعقوب بن سفيان الفسوي وتبعهم على ذلك غير واحد من المتأخرين منهم الكلاباذي، وغيره فرد المزي قول الهيثم بغير دليل مع تقدم قول هؤلاء الأئمة المتابعين له والمعاضدين [ق236/أ] يعلمك أنه يدفع الأشياء غالبا بغير دليل وذاك أمر لا يجوز والله عز وجل أعلم.
وفي " التجارب " لابن مسكويه: بعثه عبد الله بن الزبير في ألفين وأمره أن يستنفر الأعراب وقال: إن رأيت في القوم إقبالا على طاعتي فاقبل منهم وإلا فكابدهم حتى تهلكهم.
وقال الذهبي: قلت توفي سنة بضع عشرة ومائة وقد نيف على التسعين انتهى كلامه والكلام معه كالكلام مع شيخه، سواء لعدم سلفهما في قولهما والله تعالى أعلم.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي.
وفي أنساب الخزرج للعلامة الدمياطي: هو الذي قتل حبيش بن دلجة القيني.
وفي كتاب أبي داود من رواية ابن داسة رواه محمد بن عمرو بن عطاء فقال: عياش أو عباس بن سهل بن سعد.
وذكر المدائني له مع مسرف خبرا في أمانة له ولما ضربه الحجاج قال له أبوه:
ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسله.
وفي النيسابوريين شيخ اسمه:(7/199)
2723 - عباس بن سهل أبو الفضل المدائني.
سمع مكي بن إبراهيم وغيره وذكره الحاكم في تاريخ بلده وذكرناه للتمييز.
وفي قول المزي من الأوهام: -
2724 - عباس بن عباس الحميري.
هكذا قال يعني صاحب الكمال وهو وهم فاحش نشأ عن تصحيف إنما هو عياش بن عباس نظر لأن هذا الرجل لم أر له ذكرا فيما رأيت من نسخ الكمال والله تعالى أعلم.
2725 - (س) عباس بن عبد الله بن عباس بن السندي أبو الحارث الأنطاكي.
قال مسلمة في نسخة من كتاب " الصلة ": ثقة.
2726 - (ق) عباس بن عبد الله بن أبي عيسى [أذاد] الواسطي الباكسائي أبو محمد وقيل أبو الفضل الترقفي.
قال مسلمة الأندلسي: كان ثقة أخبرنا عنه ابن الأعرابي.
وقال أبو سعد بن السمعاني: كان ثقة صدوقا حافظا رحل إلى الشام في الحديث.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه عن ابن قحطبة.
وفي " مشيخة البغوي ": كان ثقة صالحا عابدا.(7/200)
2727 - (د) عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني.
قال البخاري في التاريخ الكبير: قارئ [إلى] عباس بمكة.
وفي العتبية قال مالك: قد رأيت عباس بن عبد الله بن معبد وكان رجلا صالحا من أهل الفضل والفقه يأخذ القدح فيجعل فيه قدر ثلث المد ماء فيتوضأ به فيفضل ثم يقوم فيصلي بالناس وهو إمام فأعجب مالكا ذلك من فعله.
وفي المدونة قال مالك: وقد كان بعض من مضى يتوضأ بثلث المد قال ابن أبي زيد يريد بذلك عباس بن عبد الله.
وفي رواية ابن لبابة في العتبية: عياش بن عبد الله بياء أخت الواو وشين معجمة والصواب عباس بباء موحدة وسين مهملة.
وفي كتاب الزبير: عباس بن عبد الله الأصغر بن معبد هو وأخواه معبد ومحمد أمهم أم كلثوم بنت عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وأما أخوه عباس الأصغر وإبراهيم وعبد الله ومحمد فلأمهات أولاد شتى.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
2728 - (مد ق) عباس بن عبد الرحمن بن ميناء الأشجعي حجازي.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه [ق 236 ب].
وكذلك الحاكم وأبو محمد الدارمي.
2729 - (مد) عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم.
خرج الحاكم حديثه في المستدرك عن كندير بن سعيد وصحح سنده.(7/201)
2730 - (خت م 4) عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة العنبري أبو الفضل البصري.
قال مسلمة الأندلسي في كتاب الصلة: بصري ثقة.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه وكذا أبو عوانة، والطوسي أبو علي، وابن حبان، ولما ذكره في الثقات قال: كان من عقلاء الناس.
وفي " مشيخة البغوي " تخريج ابن الأخضر: عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن كيسان سأل أحمد بن حنبل مسائل واستفهمه وذكر أبا عبيد القاسم بن سلام.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم عشرة أحاديث.
وفي كتاب " الطبقات " للقاضي أبي الحسن الفراء، وكتاب ابن عساكر عبد العظيم بن إسماعيل زاد: أبو القاسم بن توبة بن كيسان بن راشد.
وقال النسائي: صاحب حديث، ومات في شهر رمضان سنة ست وأربعين ومائتين.
وفي كتاب الجياني: توبة بن أبي أسد روى عباس عن شعبة عن جده توبة.
وفي كتاب القراب: مات بالبصرة.
2731 - (ع) عباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أبو الفضل المكي رضي الله عنه.
قال أبو علي بن السكن: شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وكان إسلامه يومئذ، والطائف، وتبوك، وثبت يوم حنين، ومات يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من رجب سنة ثنتين وثلاثين.(7/202)
وفي " الاستبهاء ": وأمه بتلة وقيل بتيلة وهي أول عربية كست البيت الحرام الحرير والديباج وذلك أن العباس ضل وهو صبي فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت فلما وجدته كسته كذا قال العباس والذي في كتاب الزبير وغيره: ضرار والله أعلم.
وفي " معجم ابن جميع " من حديث أبي جعفر المنصور عن أبيه عن جده يرفعه العباس عمي ووارثي وصيي.
وقال أبو عمر: وكان العباس رئيسا في الجاهلية، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية وأسلم قبل فتح خيبر، وكان أنصر الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي طالب، وكان جوادا مطعما وصولا للرحم ذا رأي حسن ودعوة مرجوة، وكان لا يمر بعمر وعثمان وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز إجلالا له ولما استسقى وسقي قال حسان بن ثابت:
سأل الإمام وقد تتابع جد بنا ... فسقى الغمام بعزة العباس
عم النبي وصنو والده الذي ... ورث النبي بذاك دون الناس
وقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
بعمي سقى الله الحجاز وأهله ... عشية يستسقي بشيبته عمر
توجه بالعباس في الجدب راغبا ... فما كر حتى جاء بالديمة المطر
وكان طوالا توفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب وقيل بل من رمضان سنة ثنتين وهو ابن تسع وثمانين.
وذكر ابن دحيمة في كتابه مرج البحرين أنه كان من مبتلى الظعن وكان يقل الجمل إذا بركه بحمله.
وفي كتاب ابن الأثير: أسلم قبل الهجرة وأعتق عند موته سبعين عبدا.(7/203)
وفي [ق337/أ] كتاب العسكري: الأصح أنه مات بالمدينة في ست من خلافة عثمان وكان بالت خفه ذراعا.
وفي " الكامل " للمبرد: دارت امرأة على ابن عبد الله بن عباس تطوف حول البيت وقد فرع الناس طولا فقالت من هذا؟ فقالوا علي بن عبد الله فقالت: لا إله إلا الله إن الناس ليرذلون لقد رأيت جد هذا تعني العباس وإنه لمثل القبة البيضاء العظيمة قال: وكان علي إلى منكب عبد الله وعبد الله إلى منكب العباس والعباس إلى منكب عبد المطلب، ويروى أن جارة أتتهم يوما فصاح العباس يا صباحاه قال فأسقطت الحوامل لشدة صوته.
وقال ابن الكلبي في " الجمهرة ": كان شريفا عاقلا مهيبا.
وفي كتاب الزبير: قال عبد المطلب لابن عباس وهو ينقزه: -
ظني بعباس حبيبي إن كبر ... أن يمنع الأخرى إذا ضاع الدبر
وينزع السجل إذا الليل اقمطر ... ونسبا الزق العظيم الفنحر
ويفصل الخطة في الأمر المبر ... ويكشف الكرب إذا ما اليوم هر
أكمل من عبد كلال وحجر ... لو جمعا لم يبلغا منه العشر
وكان العباس ثوبا لعاري بني هاشم وجفنة لجائعهم ومقطرة لجاهلهم وفي ذلك يقول ابن هرمة:
وكان لعباس ثلاث يعدها ... إذا ما جناب الحي أصبح أشهبا
فسلسلة تنهي الظلوم وجفنة ... تباح فيكسوها السنام المرعبا
وحلة عصب ما تزال معدة ... لعار ضربك ثوبه قد تهدبا
وانتهى الشرف من قريش في الجاهلية إلى عشرة نفر بطون فأدركهم الإسلام فوصل ذلك لهم من بني هاشم العباس؛ كان قد سقى الحجيج في الجاهلية وبقي له في الإسلام، ولما كان يوم الفجار أقرعوا بين بني هاشم ليرئسوا عليهم رجلا في تلك الحرب فخرج منهم العباس وهو غلام فأجلسوه على(7/204)
ترس، ولما سرى النبي صلى الله عليه وسلم حين اغتسل رفع يديه إلى السماء وقال: " اللهم استر العباس من النار "، وكان يجله إجلال الوالد وكان أبو بكر وعمر في ولايتهما لا يلقيا العباس منهما أحد وهو راكب إلا نزل، ويروى لابن عفيف البصري في العباس لما استسقى:
ما زال عباس بن شيبة غاية ... للناس عند تنكر الأيام
رجل تفتحت السماء لصوته ... لما دعا بدعاء الإسلام
فتحت له أبوابها لما دعا ... فيها بجند معلمين كرام
عم النبي فلا كمن هو عمه ... ولدا ولا بالعم في الأعمام
عرفت قريش حين قام مقامه ... فيه له فضلا على الأقوام
وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إن عمي العباس حاطني بمكة من أهل الشرك وأخذ لي على الأنصار ونصرني في الإسلام مؤمنا بالله مصدقا لي اللهم فاحفظه [ق337/ب] وحطه واحفظ له ذريته من كل مكروه ".
وفيه يقول العباس بن مرداس لرجل ظلم بمكة من أبيات:
وتركن بفناء البيت معتصما ... يلق ابن حرب ويلق المرء عباسا
قومي قريش وحلافي ذوائبها ... بالمجد والحزم ما حان أو ما ساسا
ساقي الحجيج وهذا باسر فلج ... والمجد يورث أخماسا وأسداسا
وفي كتاب الطبراني: روى عنه ابنه يمام، وعكرمة مولى العباس، وعبد الله بن شداد بن الهاد [و] كريب مولى ابن عباس، وابنه الهادي ورفيع أبو العالية، ويزيد بن الأصم، وعفيف الكندي.
وفي " فجناء الأبناء " لابن المظفر: رأى عبد المطلب العباس وهو صغير يلعب القلة مع الصبيان فقال صبي منهم: والبيت لا يضرب هاتيك القلة إلا ابن ويغالبون مهملة، فقال العباس: وبيت ربي لا لعبت معنا إذا بذا فول بالخنا قال: فأقبل عليه عبد المطلب واحتمله وارتجز.
لم ينمى عمرو ولا قصي(7/205)
إن لم يسوده بنو لؤي ... محيلة ما ليس فيها لي
وذكر الطرطوسي في " فوائده المنتخبة " أن الصديق قام له يوما في مجلس فقال العباس: إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل.
وذكره أبو عروبة فيمن أسلم قديما قبل هجرة الحبشة.
وأفاد بعض المصنفين من المتأخرين أن ترجمته متسوفاة في " تاريخ دمشق " في ثلاثة وخمسين ورقة، فانظر إلى هذا العلم الغزير الذي قد استدركه على كتاب شيخه ولو شئنا لذكرنا من أخبار العباس مجلدة ليس فيها شيء مما ذكره ابن عساكر ولله الحمد والمنة، ولكنا نؤثر الاختصار في هذه العجالة كما أسلفناه قبل مخافة السآمة، ولقائل أن يقول له هذا الورق من أي قطع هو، وكم في الورقة من سطر، وهل الخط دقيق أو جليل.
وقال المرزباني: مات في آخر أيام عثمان وهو القائل يمدح النبي صلى الله عليه وسلم.
من قبلها طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
2732 - (د س) عباس بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب.
أخو محمد وميمونة والعالية وعبد الله وعبيد الله وجعفر وعمرة ولبابة وأم محمد، وللعباس من الولد: إبراهيم وقثم الأكبر وسليمان وداود وقثم الأصغر والعالية وميمونة وأم جعفر وعبيدة وأم محمد.
[ذكر] الزبير الذي نقل المزي من عنده لفظة واحدة تقليدا فيما أرى.
وفي قول المزي: أمه عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان نظر لما ذكره ابن سعد: أمه أم ولد، قال: وله من الولد أيضا عباس بن عباس، وللعباس بن عبيد الله بقية وعقب ببغداد وقد روى عنه أيضا.(7/206)
وقال ابن القطان: لا يعرف حاله.
وقال البخاري: بعضهم قال فيه عباس بن عبد الله مكبرا والأول أصح.
وفي الرواة:
2733 - عباس بن عبيد الله الرهاوي.
روى الدارقطني في سننه عن الحسن بن أحمد الرهاوي عنه. ذكرناه للتمييز.
2734 - (ق) عباس بن عثمان بن شافع المطلبي جد الشافعي رضي الله عنهما.
2735 - (ق) عباس بن عثمان بن محمد البجلي الدمشقي الراهبي المعلم.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه [ق 238/أ]، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال مسلمة: روى عنه بقي بن مخلد. وقد تقدم أن بقيا لا يروي إلا عن ثقة عنده.
2736 - (د) عباس بن الفرج الرياشي أبو الفضل البصري. كان أبوه عبدا لرجل من جذام يقال له رياش.
وقال السيرافي في " أخبار النحويين ": وثنا ابن دريد قال: رأيت رجلا في الوراقين بالبصرة يفضل كتاب المنطق ليعقوب بن السكيت ويقدم الكوفيين فتميل للرياشي ما قال، وكان قاعدا في الوراقين فقال: إنما أخذنا نحن اللغة عن حرشة الضباب وأكلة اليرابيع، وهؤلاء أخذوا اللغة عن أهل السواد أصحاب الكوامخ وأكلة الشواريز.(7/207)
وقال [ابن] سعد ابن السمعاني: كان ثقة.
وفي كتاب الرشاطي: قال أبو الفضل [أبي] فرج: سندي منسوب إلى رياش بن مكبر الخذامي كان أعتقه وقيل إن فرجا مولى لمحمد بن سليمان على نسبه هو إلى رياش المذكور لأنه اشتراه منه وقيل إن بني رياش في خثعم ولهم بالبصرة خطة.
وقال مسلمة الأندلسي: ثقة صاحب عربية أنبا غير واحد.
وفي كتاب الصريفيني: قال أبو علي الغنوي. . رأيت الرياشي بعدما مضى لسبيله فيما يرى النائم فقلت ما فعل بك ربك قال: غفر لي ورحمني وأدخلني الجنة فقلت غفر الله لك وأدخلك الجنة قال: إي والله وأقعدني بين سفيان الثوري والأعمش.
وقال ابن أبي حاتم، وأبو علي الجياني: صاحب لغة وأدب روى عنه أبي زيد الأنصاري.
وقال المرزباني: كان الفرج سنديا أخرق نجارا ويقال إن رياشا كان طباخا لمحمد بن سليمان والعبس راوية للحديث والأخبار والشعر وهو القائل:
عجبت لنوح النائحات عشية ... حواسر أمثال البغال والنوافر
بكى الشجو ما فوق اللهى من خلوقها ... ولم يبك شجو ما وراء الحناجر
وقال أيضا:
لكظمي الغيظ أجدى من محاولتي ... شتم الضرار بإضراري بإيماني
لا خير في الأمر ترديني مغبته ... يوم الحساب إذا ما نصب ميزاني
وفي " تاريخ المنتجيلي ": قال أبو عبد الملك مروان بن عبد الملك: سمعت(7/208)
الرياشي يقول: لقد صار لي وجه بالغريب والشعر قال: مروان دخلت على أبي حاتم فقال لي وليس معنا ثالث: إنه ليشتد علي أن يذهب هذا العلم وتذهب هذه الكتب وما هاهنا أحد إلا الرياشي وعلمه قليل.
وثنا قاسم ثنا الخشني قال: كان أبو عثمان المازني بابه الإعراب أعلم الناس به ويكتب سيبويه وكان أبو حاتم في الشعر والرواية وكان الرياشي في الجميع، وكان أهل البصرة إذا اختلفوا في شيء قالوا: ما قال فيه أبو الفضل ينقادون له ولروايته وكان من أهل الفضل ولا يخرج البصرة مثل الرياشي.
كانت لأبي حاتم وذلك أن الأمير الفضل بن إسحاق كان واجدا عليه وجدا فأتاني وقال: لم أر لحاجتي غيرك قال: واستثنينا على أبي حاتم دعوة لم يف بها فكتبت له بيتين وما جاءنا إلا بتعب، ونستغفر الله [ق238/ب] منهما وهما:
أبيت لك أن يمشي عدوك صولة ... عليه إذا ما أمكنك مقابله
شمائل عفو من أبيك ورثتها ... ومن خير أخلاق الكريم شمائله
وقال أبو حاتم البستي في كتاب الثقات: كان مستقيم الحديث.
وهجاه أبو العباس الأعرج فقال فيما ذكره ابن الخطيب أبو بكر.
إن الرياشي عباسا يعلم ... حول القصير وهذا أعجب العجب
يهدي إلى الشعر حينا من سفاهته ... كالتمر يهدى لذات الليف والكرب
2737 - (ع) عباس بن فروخ الحريري أبو محمد البصري.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، وأبو علي الطوسي، وأبو عبد الله الحاكم.(7/209)
وفي كتاب الصريفيني: مات كهلا بعد العشرين ومائة.
2738 - (ق) عباس بن الفضل الأنصاري الواقفي أبو الفضل البصري نزيل الموصل.
قال عبد الله عن أحمد بن حنبل في كتاب " العلل ": ما أرى بحديثه بأسا إلا هذا الحديث يعني " يلي من ولدك رجل " وفي موضع آخر: أدركه أبي ولم يسمع منه ونهاني أن أكتب عن رجل يحدث عنه العباس في القراءات يقال له عصمة عن الأعمش.
وفي كتاب ابن أبي خيثمة: عن يحيى: ثقة ثقة ولكنه حدث بحديث أنكروه عليه.
وفي كتاب " الضعفاء " لابن الجارود: ليس بشيء وحديثه إذا كان سنة كذا وكذا ليس له أصل.
وقال البخاري: منكر الحديث.
ولما ذكر حديثه عن عيينة بن عبد الرحمن قال: لا يتابع عليه.
وقال ابن عدي: قراءته التي صنفها كتاب كبير وفيه حديث صالح مما يرويه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم، وقال العجلي: متروك الحديث.(7/210)
وذكره العقيلي وأبو العرب، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال الساجي: متروك الحديث.
وفي كتاب ابن عدي: عباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد أبو الفضل الأنصاري قال لنا ابن حماد يحدث عن ابن أبي عروبة متروك الحديث.
وقال ابن حبان: كان إذا حدث عن خالد الحذاء، ويونس بن عبيد، وشعبة أتى عنهم بأشياء تشبه أحاديثهم المستقيمة، وإذا روى عن عيينة بن عبد الرحمن والقاسم وأهل الكوفة أتى بأشياء لا تشبه حديث الثقات؛ كأنه كان يحدث عن البصريين من كتابه وعن الكوفيين من حفظه؛ فوقعت المناكير فيها من سوء حفظه فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وفي " تاريخ الموصل " لأبي زكريا الأزدي: أبو الفضل العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن حنظلة بن رافع بن توبة بن سالم بن مالك وهو واقف كبير أوس الأنصاري على ما ذكروا من أنفسهم وكان عالما بالقرآن والشعر كثير الحديث كثير الشيوخ مشهورا بصحبة ابن أبي عروبة وصنف كتابا في القراءات يدل على كثرة شيوخه وكتابه وعلمه بالقرآن، رأى محمد بن المنكدر ونافعا مولى ابن عمر ولم يرو عنهما شيئا، وذكر لي أنه تولى القضاء على الموصل للرشيد في أيام الجرشي مدة يسيرة وتوفي بالموصل سنة ست وثمانين ومائة وصلى عليه علي بن شريك [والي] من قبل هزيمة بن أعين روى عنه(7/211)
ابن عمار وإسحاق بن عبد الواحد [ق 239/أ].
وفي " طبقات القراء ": قرأ أبي عمرو وقال: لو لم يكن من أصحابي إلا العباس لكفاني، ويقال إنه ناظر الكسائي في الإمالة وكان من جلة العلماء.
وفي قول المزي: وذكر ابن عدي: عباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد الأنصاري في ترجمة وقال في أثنائها: قال البخاري: عباس بن الفضل الأزرق بصير ذهب حديثه، وفرق أبو حاتم وغيره بينهما يعني فجعلهما ترجمتين وهو الصحيح إن شاء الله تعالى. نظر. إن كان أراد أن البخاري جمعهما وكأنه لم يرو غيره فيما أرى، والله أعلم، وذلك أن البخاري فرق بينهما كما فعل غيره فقال أولا: عباس بن الفضل الأزرق بصري ذهب حديثه، ثم قال: عباس بن الفضل الأنصاري نزل الموصل أبو الفضل عن القاسم بن عبد الرحمن منكر الحديث.
وممن يسمى العباس بن الفضل زيادة على ما ميز المزي ممن قدمه:
2739 - عباس بن الفضل أبو الفرج الدباج البغدادي.
روى عن أبي إسماعيل الترمذي.
2740 - وعباس بن الفضل بن السمح أبو خيثمة وهو أخو الحسن بن الفضل البوصراني.
حدث عن إسحاق بن بشر الكاهلي، وهشام بن عبيد الله الرازي، ووهب بن منصور والرواق.(7/212)
2741 - وعباس بن الفضل بن رشيد أبو الفضل الطبري.
روى عن: محمد بن مصعب القرقساني، والحكم بن مروان الضرير، وعبد الله بن صالح، وسعيد بن سليمان الواسطي، وعمرو بن عثمان الكلابي، وعبد الله بن جعفر الرقي.
2742 - وعباس بن الفضل الأنصاري.
حدث ببغداد عن داود بن الزبرقان.
2743 - وعباس بن الفضل بن الربيع أبو الفضل مولى المنصور وصاحبه.
ذكرهم الخطيب، في تاريخ بلده.
2744 - وعباس بن الفضل بن شاذان أبو القاسم الرازي المقرئ.
روى عن أبيه، وإبراهيم بن مهران الأبلي، وعبد الرحمن بن رستة، ذكره ابن حبان في الثقات.
2745 - وعباس بن الفضل الأنصاري.
روى عنه الحارث بن أسامة في مسنده عن الأسود بن شيبان.
2746 - وعباس بن الفضل الأسفاطي البصري.
حدث الحاكم عن علي بن حشاد عنه عن سليمان بن حرب.
2747 - وعباس بن الفضل بن أبي روح الحلبي.
روى عن أسباط بن محمد وابن نمير مات بحران، قال الصريفيني: مات سنة إحدى وستين ومائتين - ذكرناهم للتمييز.(7/213)
2748 - (4) عباس بن محمد بن حاتم بن واقد الدوري أبو الفضل البغدادي مولى بني هاشم خوارزمي الأصل.
قال أبو محمد بن الأخضر في " مشيخة أبي القاسم البغوي ": كان ثقة.
وقال صاحب " زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين ": عباس بن محمد الدوري الوراق توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة وكان يذهب في النبيذ مذهب الكوفيين.
وذكره ابن حبان في جملة الثقات وقال: مات ببغداد.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
ولما خرجه أبو علي الطوسي صححه، وقال الوابلي في كتاب المختلف والمؤتلف: معروف.
وقال الخليلي في " الإرشاد ": متفق عليه.
وفي الرواة جماعة يسمون عباس بن محمد منهم:
2749 - عباس بن محمد بن أبي الشواب القاضي.
توفي في حبس ابن طولون بالعسكر سنة ثمان وستين ومائتين [ق239/ب].
2750 - وعباس بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان الأنصاري.
روى عن أبيه أخبار عقلاء المجانين.
2751 - وعباس بن محمد بن أنس.
روى عن إبراهيم بن زياد سبلان.(7/214)
2752 - وعباس بن محمد بن عبيد الله بن زياد أبو الفضل البزاز عرف بدبيس.
سمع شريح بن النعمان وعفان بن مسلم.
2753 - وعباس بن محمد بن عبيد الله بن هلال أبو الفضل البلخي.
ذكر ابن البلاخ أنه حدثهم بجامع الرصافة عن أحمد بن عبد الجبار العطاري.
2754 - وعباس بن محمد بن زكريا بن يحيى والد أبي عمر بن حيوة.
حدث عن إبراهيم الحربي.
2755 - وعباس بن محمد بن معاذ أبو الفضل النيسابوري.
روى عن سهل بن عمار العتكي.
2756 - وعباس بن [سهل] بن عبد العزيز أبو الطيب القطيعي البزار.
حدث عن عبد الله بن أحمد والحارث بن أبي أسامة وغيرهما.
2757 - وعباس بن محمد بن سليمان بن يحيى بن الوليد بن أبان بن قطبة أبو الفضل الضبي.
روى عن جعفر بن محمد الفريابي وغيره.
2758 - وعباس بن محمد بن شهاب العطار أخو إبراهيم.
حدث عن عبد الله بن أيوب بن زاذان.
2759 - وعباس بن محمد بن العباس أبو محمد الجوهري.
حدث عن البغوي وأبي عروبة وغيرهما ذكرهم الخطيب.(7/215)
2760 - وعباس بن محمد أبو الفضل النيسابوري.
قاله الحاكم في تاريخ بلده.
2761 - وعباس بن محمد بن عباس بن يحيى بن موسى مولى بني فزارة يكنى أبا الفضل ولد بمصر.
قال ابن يونس: ما رأيت أحدا قط أثبت منه وكان يحسن العربية.
2762 - وعباس بن محمد بن يحيى مولى تجيب يكنى أبا الوليد.
سمع يحيى بن بكير.
2763 - وعباس بن محمد السليحي وسليح بطن من فضاعة إشبيلي.
يروي عن عبيد الله بن يحيى بن محمد بن جنادة وغيرهما ذكرهم ابن يونس.
2764 - وعباس بن محمد بن مجاشع أبو الفضل.
شيخ ثقة روى عن محمد بن أبي يعقوب الكرماني.
2765 - وعباس بن محمد أبو يعلى الرجحي.
حدث زيد بن أخرم، ذكرهما أبو نعيم في تاريخ بلده.
2766 - وعباس بن محمد العلوي.
ضعفه العقيلي. ذكرناهم للتمييز.
2767 - (د ق) عباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي أبو الهيثم ويقال: أبو الفضل.
ذكر الطبراني في " معجمه الكبير " وأبو عروبة الحراني في كتاب " الطبقات " عن عبد الرحمن بن أنس عنه قال: كان سبب إسلامه أنه كان بغمرة(7/216)
في نعاج له نصف النهار إذ طلعت له نعامة بيضاء مثل القطن عليها راكب عليه ثياب بيض كالقطن فقال: يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كفت أحراسها؟ وأن الحرب جرعت أنفاسها؟ وأن الخيل وضعت أحلاسها؟ وأن الذي نزل بالنور والهدى لفي يوم الإثنين في ليلة الثلاثاء صاحب الناقة قال: فخرجت مسرعا قد راعني ما سمعت ورأيت حتى جئت وثنا لنا كان يدعى الضماد وكنا نعبده ونكلم من جوفه فدخلت وكنست ما حوله ونمت إليه ثم تمسحت به وقبلته فإذا صائح يصيح من جوفه يا [عباد] بن مرداس:
قل للقائل من سليم كلها ... هلك الضماد وعاش أهل المسجد
إن الذي جاء بالنبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهتدي
هلك الضماد [وكان] يعبد مرة ... قبل الصلاة على النبي محمد
[ق 240/أ] قال: فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة فخرج معي من قومي بني حارثة ثلاثمائة إلى أن أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر النيسابوري في كتابه شرف المصطفى عنه أنه قال: كان سبب إسلامي أن أبي لما حضرته الوفاة أوصاني بصنم له يقال له ضماد فجعلته في بيت وجعلت آتية كل يوم مرة فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعت صوتا في جوف الليل راعني [] ضماد مستغيثا به فإذا الصوت من جوفه يقول فذكر الأبيات قال: فكتمه الناس فلما رجعوا من الأحزاب بينا في أنا في إبلي نظرت العقيق من ذات عرق راقد إذا برجل على جناح نعامة وهو يقول اليوم الذي رفع ليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة العضباء في ديار أخوالي بني العنقاء فأجابه هاتف عن شماله بشر الجن وأبلاسها أن المطي قد وضعت أحلامها وكلات السماء أحراسها قال فوثبت مذعورا وعملت أن محمدا مرسل فقدمت عليه وأسلمت وأنشدته شعرا قلته وهو:(7/217)
لعمرك إني يوم أجعل جاهلا ... ضمادا لرب العالمين مشاركا
وتركي رسول الله والأوس حوله ... أولئك أنصار له ما أولائكا
كتارك سبل الأرض والحزن يبتغي ... ليسلك في وعث الأمور المسالكا
فآمنت بالله الذي أنا عبده ... وخالفت من أمسى يريد المهالكا
ووجهت وجهي نحو مكة قاصدا ... لتابع خير الأكرمين المبارك
نبي أتانا بعد عيسى بناطق من ... الحق فيه الفضل كذالكا
أمين على الفرقان أنزل شافع ... وأول مبعوث يجيب الملائكا
وقال أبو عمر: هو ابن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم، وكان مرداس مصافيا لحرب بن أمية وقتلهما جميعا الجن ويقال إنه ذهب على وجهه هائما فلم يسمع له بخبر وعباس القائل:
يا خاتم النبيا إنك مرسل ... بالحق كلى هدى السبيل هداكا
إن الإله ثنا عليك بحبه ... في خلقه ومحمدا سماكا
وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية، فذكر ما أغار عليه المزي وادعاه لم يغادر حرفا وراح تعب أبي عمر هدرا.
وفي كتاب الكلبي: قيل له ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد في قوتك فقال: لا أصبح سيد قومي وأمسي سفيهها لا والله لا يدخل جوفي شيء يحول بيني وبين عقلي أبدا.
وفي كتاب العسكري: كان شجاعا شاعرا وكانت العين لا تأخذه فنظر إليه عمرو بن معدي كرب يوما فقال: هذا عباس بن مرداس لقد كنا نفرع به صبياننا في الجاهلية، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين أربع قلائص فسخطها وقال:(7/218)
أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع
فأعطي أربعين أوقية. روى عن أبو الطفيل عامر بن واثلة، وابنه جاهمة بن عباس [ق 240/ب] له صحبة.
وفي " تاريخ البخاري ": لا يصح حديثه في يوم عرفة باطل.
وقال المرزباني: كان أحد فرسان الجاهلية وشعرائهم المذكورين وهو القائل:
ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وفي أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ظنك الرجل الطرير
فما عظم الرجال لهم بفخر ... ولكن فخرهم كرم وخير
انتهى، كذا أنشد هذا الشعر له وأنشده قبل الربيعة بن ثابت الرمي مولى بني سليم.
وذكر أبو موسى الحامضي في كتابه " أخبار كثير ": أن كثيرا لما قال عبد الملك حين رآه: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، ارتجل هذه الأبيات بين يدي عبد الملك والله تعالى أعلم.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني أن ندما كان [ابن] عباس وخفاف من نديه أن حفافا كان في ملأ من بني سليم فقال لهم: إن عباس بن مرداس يريد أن يبلغ فينا ما بلغ عباس بن أنس وتأبى عليه خصال قعدن به استهانته بسبايا العرب وقتله الأسرى ومقالبه صعاليك العرب على الإسلام، ولو طالت حياته حتى تمنينا موته فلما سمع العباس ذلك قال: أما قولك إني أستهين بالسبايا فإني أحذو فيهم فعلم بنا وأما قتل الأسرى فإني قتلت الزبيدي بخالد إذ عجزت عن بارك، وأما الصعاليك فوالله ما أثيب على مسلوب قط إلا لمت سالبه ثم جرت بينهما قصات ذكر منها جملة.(7/219)
هبط من المشلل قال وأنا وأصحابي في آلة الحرب والحديد ظاهر علينا والخيل تنازعنا الأعنة قال فتصففنا له صلى الله عليه وسلم وإلى جنبيه أبو بكر وعمر فقال: يا عيينة هذه بنو سليم قد حضرت بما ترى من العدة والعدد فقال يا رسول الله جاءهم داعيك ولم يأتني. أما والله إن قومي لمعدون في الكراع والسلاح وإنهم لأحلاس الخيل ورجال الحرب ورماة الحذق فقال عباس: أقصد أيها الرجل فوالله إنك لتعلم أنا أفرس على متون الخيل وأطعن بالقنا وأضرب بالمشرفية منك ومن قومك فقال عيينة: كذبت وخنت لنحن أولى بما ذكرت منك وقد عرفته لنا العرب قاطبة، فأومأ إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده حتى سكنا، ولما قال أتجعل نهبي ونهب العبيد قال رسول الله لأقطعن لسانك وقال لبلال إذا أمرتك أن تقطع لسانه أعطه حلة ثم قال يا بلال اذهب به فاقطع لسانه فأخذ بلال بيده ليذهب به فقال يا رسول الله أيقطع لساني يا معشر المهاجرين أيقطع لساني يا للمهاجرين أيقطع لساني وبلال يجره فلما أكثر قال أمرني أن أكسوك حلة أقطع بها لسانك فذهب به فأعطاه حلة قال محمد بن عمر ولم يسكن بمكة ولا المدينة وكان يغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ويرجع إلى بلاد قومه وروى عنه البصريون وبقية ولده ببادية البصرة وقد نزل قوم منهم بالبصرة [ق241/أ].
وفي الرواة آخر اسمه:
2768 - عباس بن مرداس أصبهاني.
حدث عن القاسم بن الحكم العربي روى عنه محمد بن يحيى بن منده، وعلي بن الحسن بن مسلم.
2769 - وعباس بن مرداس الفاشاني.
حدث عن يحيى بن شبيب اليمامي، ذكرهما أبو بكر الخطيب ذكرناهما فائدة لا تمييزا.(7/220)
2770 - (ق) عباس بن الوليد بن صبح الخلال السلمي أبو الفضل الدمشقي.
ذكره أبو حاتم بن حبان البستي في جملة الثقات، وخرج حديثه في صحيحه.
وقال مسلمة: روى عنه من أهل بلدنا بقي من مخلد.
2771 - (د س) عباس بن الوليد بن مزيد العذري أبو الفضل البيروتي.
خرج ابن حبان حديثا في صحيحه وكذلك الحاكم، وأبو الحسن بن القطان.
وكناه صاحب زهرة المتعلمين: أبا الوليد.
وقال النسائي في مشيخته: ثقة.
وجزم ابن قانع بأن وفاته سنة تسع وستين، وذكرهما القراب في سنة سبعين في ربيع الأول.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب " الصلة "، وأبو علي الجياني في " رجال أبي داود ": كان يفتي برأي الأوزاعي هو وأبوه وكان ثقة، مأمونا فقيها توفي سنة خمس وستين ومائتين.
وفي كتاب " المؤتلف والمختلف " للوالبي: هو بودن.
وقال ابن القطان: ثقة صدوق.
2772 - (خ م س) عباس بن الوليد بن نصر النرسي أبو الفضل البصري بن [عمر] عبد الأعلى بن حماد مولى باهلة.
قال ابن قانع: مات بالبصرة وهو ثقة.(7/221)
وذكره الخطيب في " الرواة عن مالك بن أنس ".
وفي كتاب " زهرة المتعلمين " روى عنه البخاري حديثين وكذلك مسلم.
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ثقة.
وقال السمعاني: كان متقنا صدوقا.
وفي الرواة جماعة يسمون عباس بن الوليد منهم:
2773 - عباس بن الوليد بن المبارك أبو الفضل البزار.
حدث عن الهيثم بن خارجة.
2774 - وعباس بن الوليد بن الفضل.
حدث عن أحمد بن إبراهيم الموصلي.
2775 - والعباس بن الوليد والد أبي الحسين بن النحوي.
حدث عن بشر بن الوليد ذكرهم الخطيب.
2776 - وعباس بن الوليد بن بكار الضبي.
حدث عن خالد بن عبد الله الواسطي في مستدرك الحاكم.
2777 - وعباس بن الوليد بن المغيرة.
روى عن عبيد الله بن سعد في سنن أبي الحسن الدارقطني.
2778 - وعباس بن الوليد بن عبد القاهر سكن الرملة.
ذكره مسلمة في كتاب الصلة - ذكرناهم للتمييز.
2779 - وعباس بن الوليد بن مرداس أبو الفضل الجلكي.
يروي عن أحمد بن يونس وأصرم بن حرشب، ذكره أبو نعيم الحافظ.(7/222)
2780 - وعباس بن الوليد الباهلي.
روى عنه حماد بن سلمة.
2781 - وعباس بن الوليد أبو الفضل نزيل الشام.
يروي عن شعبة وحماد بن زيد - ذكرهما ابن أبي حاتم.
2782 - وعباس بن الوليد بن حفص بن عبد المؤمن بن جعفر بن عمر مولى بني أمية يكنى أبا الفضل.
سمع من يونس بن عبد الأعلى.
2783 - وعباس بن الوليد الفارسي يكنى أبا الوليد من أهل أفريقية.
يروي عن مالك بن أنس وغيره وتوفي سنة ثماني عشرة ومائتين. ذكرهما ابن يونس في " تاريخ مصر ". [ق241/ب].
2784 - (ق) عباس بن يزيد بن أبي حبيب البحراني أبو الفضل البصري لقبه عباسويه ويعرف بالعبدي قاضي همدان.
ذكر الدارقطني له حديثا في التسمية من " كتاب البسملة " وقال في إسناده: صحيح.
ولما ذكره الخطيب أيضا في كتابه في " البسملة " قال: هذا حديث صحيح الإسناد. ثبت الرجال لا علة فيه ولا مطعن عليه.
وتتبع ابن طاهر ذلك عليهما في كتابه المعروف " بتصحيح التعليل "، وزعم أن هذه الزيادة يعني البسملة عند استفتاح القراءة منكرة موضوعة وأن البحراني قد تكلم فيه بأشياء لا يجوز معها قبول زيادته.(7/223)
قال: وذكر ابن مردويه في " تاريخ أصبهان " عن ابن أبي عاصم النبيل أنه قال: البحراني أصحابنا مختلفون فيه. وسمعت محمد بن إسماعيل وهو ابن أخت العباس قال: أي شيء يقولن في العباس فقال له: إنسان يقولون فيه إنه كذاب، فغمزه أي أنه خال هذا، قال ابن طاهر: ولا يشكون في سماعه ورحلته في الحديث، وكان له يسار وجدة، وإنما هلك في حديث حجاج الصواف. وقد هلك في هذا الكتاب غير واحد وذلك أن ابن زريع حدثهم قديما بأحاديث حجاج فمات الذين سمعوا منه قديما فمن حدث بآخره عنه من المتأخرين لم يعمل شيئا منهم: البحراني، وغيره وهذا الكتاب محنة أحمد بن إسحاق سمويه وابن أبي عاصم.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي: سكنة سامراء وهو ضعيف الحديث.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وفي مشيخة أبي القاسم البغوي لابن الأخضر: كان حافظا ثقة.
وقال أبو سعد بن السمعاني: ثقة مأمون.
وقال الخليلي: روى عنه الكبار ولم يخرجوه في الصحاح.
2785 - (د ت سي ق) عباس الجشمي يقال إنه [عباس بن عبد الله].
روى عن عثمان وأبي هريرة، روى عنه الجريري حديثا في فضل تبارك. كذا ذكره المزي.
وفي " تاريخ البخاري ": عباس الجشمي يروي عن عثمان قاله معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة وقال عبد الأعلى عن يزيد بن زريع عن سعيد عن(7/224)
قتادة بن عباس بن عبد الله: إن عثمان كتب في المسافر وقال لي: عمرو ثنا شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تبارك شفعت لصاحبها ". لم يذكر سماعا من أبي هريرة.
ولما ذكره ابن حبان لم يتردد في تسمية أبيه عبد الله والله تعالى أعلم.(7/225)
من اسمه عباية وعبثر
2786 - (ع) عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري. الزرقي أبو رفاعة المدني.
ذكره ابن حبان في جملة الثقات.
وخرج حديثه في صحيحه وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، والحاكم، وأبو علي الطوسي لما ذكره.
2787 - (ع) عبثر بن القاسم الزبيدي أبو زبيد الكوفي.
قال محمد بن سعد: توفي سنة ثمان وسبعين ومائة وكان ثقة كثير الحديث.
وذكره ابن حبان في جملة الثقات.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه وكذلك الطوسي، والحاكم والدارمي. وفي " تاريخ البخاري ": يقال مات سنة ثمان وسبعون. [ق242/أ].
وفي كتاب القراب عن ابن نمير مثله، وفي كتاب الكلاباذي عن أبي عيسى مثله.
ولما ذكره يعقوب بن سفيان في تاريخه قال: كوفي ثقة.(7/226)
من اسمه عبد الله
2788 - (د س) عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان أبو يزيد الصنعاني.
ذكره ابن خلفون في الثقات.
2789 - (د ت) عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري يقال إنه من ولد أبي ذر أبو محمد المدني.
قال أبو جعفر العقيلي: كاد أن يغلب على حديثه الوهم.
وقال أبو سعيد النقاش: يروي أحاديث موضوعة وقال لا يرويها عنهم غيره.
وقال ابن الجوزي في الموضوعات: اتفقوا على ضعفه.
وقال الساجي: أصله مدني منكر الحديث.
وفي قول المزي: نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث. وقال: يحدث عن الثقات بالمقلوبات إغفالا لما في كتاب ابن حبان: عبد الله بن أبي عمرو واسم أبيه إبراهيم وهذا خلاف ما ذكره المزي: عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو، وكما قاله ابن حبان قاله ابن الجوزي، وغيره، قال ابن حبان: كان يروي عن الثقات المقلوبات وعن الضعفاء [المزلفات]. روى عن(7/227)
[عبد الله] بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " [ما جئت] ليلة أسري بي من سماء إلى سماء إلا رأيت اسمي مكتوبا محمد رسول الله، أبو بكر الصديق ". وهذا خبر باطل أرى البلية فيه منه أو من عبد الرحمن على أن عبد الرحمن ليس هذا من حديثه المشهور وكأن القلب إلى أنه من عمل عبد الله بن أبي عمرو أميل.
2790 - عبد الله بن أبي القاضي الخوارزمي.
قال البخاري في الجامع: ثنا عبد الله عن سليمان بن عبد الرحمن فقيل إنه عبد الله بن حماد الأملي ويحتمل أن يكون ابن أبي هذا فإنه قد روى عنه في " كتاب الضعفاء " عدة أحاديث عن سليمان بن عبد الرحمن وغيره سماعا وتعليقا. كذا ذكره المزي، والذي رأيت في كتاب أبي علي نسبه أبو علي بن السكن في رواية البخاري: عبد الله بن حماد.
وقال أبو نصر: هو ابن حماد بن أيوب بن الطفيل كتب إلي بذلك أبو عمرو بن إسحاق العصفري، وحدثني أبو الأصبغ وأبو عثمان عنه قال: روى البخاري عنه، وهو روى عن البخاري.(7/228)
وقال أبو زيد المروذي: عبد الله بن حماد غلامه.
وقال أبو محمد الأصيلي هو تلميذ البخاري: كان يورق للناس بين يديه مات في رجب سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
وقال أبو إسحاق الحبال في كتابه أسماء رجال الشيخين: هو ابن حماد وكذا قاله أيضا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، وأبو الوليد في الجرح والتعديل، وصاحب الزهرة زاد: روى عنه ثلاثة أحاديث.
وفي تاريخ [البخاري]: قال عبد الله بن محمد الأملي وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل، فالعدول عن كلام هؤلاء الأئمة إلى شيء غير منقول وبالاحتمال من غير سلف لا يسوغ في المعقول.
انقل لنا إن كنت تبغي الهدى ... فنحن قد جئنا بما عندنا [ق242ب]
2791 - (ت ق) عبد الله بن الأجلح واسمه يحيى بن عبد الله بن حجية وقيل ابن معاوية أبو محمد الكوفي الكندي.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذا أبو عبد الله الحاكم، والدارمي.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: حجية بن عدي.
وفي " علل الترمذي " عن البخاري: عبد الله بن الأجلح ليس بحديثه بأس.(7/229)
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: كوفي لا بأس به.
ولما ذكره ابن مردويه في " أولاد المحدثين " ذكر أن إسماعيل بن [موسى] روى عنه.
2792 - (د ق) عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان البهراني أبو عمر ويقال أبو محمد المقرئ إمام المسجد الجامع بدمشق.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه و [قال] الحاكم.
وقال مسلمة: روى عنه من أهل بلدنا ابن وضاح لقيه بدمشق.
وقال الجياني: هو أحد الرواة لقراءة عبد الله بن عامر.
2793 - (ت س) عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس بن قيس اليربوعي أبو حصين الكوفي.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة ": لا بأس به.
وفي كتاب ابن عساكر وتاريخ المطين الذي أوهم المزي رؤية كلامه وأغفل منه: مات لثمان بقين من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه.
2794 - (س) عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الرحمن البغدادي.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألته يعني الدارقطني عن عبد الله بن(7/230)
أحمد بن حنبل، وحنبل بن إسحاق فقال: ثقتان [نبيلان].
وقال مسلمة بن قاسم: من أهل خراسان من مدينة مرو وتوفي ببغداد سنة سبع وتسعين ومائتين في جمادى الآخرة.
وخرج الحاكم حديثه في غير موضع من المستدرك عن أبي بكر القطيعي وابن مالويه عنه قال: ثنا أبي وذكر موسى في " خصائص مسند أحمد " أن الحاكم لم يخرج المستدرك ولا أطاقه حتى سمع المسند عن عبد الله بن أحمد.
وفي " مشيخة البغوي ": هو أروى الناس عن أبيه وعنده من المسائل في فنون العلم عنه غير قليل وكان ثقة حافظا فهما ثبتا ذا حياء وصدق. مولده في جمادى الآخرة، وكان كث اللحية يصبغ بالحمرة.
وقال القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين الفراء في كتاب " الطبقات " تأليفه: كان ثبتا فهما ثقة.
وقال أبو بكر الخلال: كان عبد الله رجلا صالحا صادق اللهجة كثير الحياء وكان يلي القضاء بطريق خراسان في خلافة المكتفي وكان سنه يوم مات سبع وسبعون سنة وأوحى أن يدفن " بثياب التين بالقطيعة " فقيل له: لم ذاك؟ فقال: قد صح أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي.
2795 - (د) عبد الله بن أبي أحمد [بن] عبد بن جحش بن رئاب الأسدي ابن أخي عبد الله وزينب وحمنة وأم حبيبة بني جحش.
قال العجلي: من كبار التابعين. كذا ذكره المزي وكأنه نظر كتاب الكمال فوجده قد نظر كتاب ابن عبد البر فلم يجده ذكره فاعتمد قول من قال: إنه تابعي، وما درى أن أبا نعيم الحافظ لما ذكره في الصحابة قال: أتي به النبي صلى الله عليه وسلم(7/231)
لما ولد وسماه عبد الله، وقال أبو نعيم: له ولأبيه صحبة ولابنه معاوية رؤية، وكذا ذكره ابن الأثير عن ابن منده، وابن فتحون في استدراكه على أبي عمر، وأبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير والأوسط، وأبو أحمد العسكري، [ق243/أ] وأبو منصور الباوردي.
وذكر المزي سندا من حديثه عن علي بن أبي طالب وفي آخره قال أبو القاسم: لا يحفظ لعبد الله بن أبي أحمد حديثا مسندا غير هذا وأغضى على ذلك وهو غير جيد منهما لأن الطبراني نفسه لما ذكره في الصحابة ذكر له غيره مسندا من غير واسطة صحابي آخر قال: ثنا محمد بن عمرو الخلال، ثنا محمد بن منصور ثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا عبد العزيز بن عمران، ثنا مجمع بن يعقوب، عن ابن أبي لبابة، عن عبد الله بن أبي أحمد قال: " هاجرت أم كلثوم بنت عقبة في الهدنة فخرج أخواها عمارة والوليد حتى قدما على النبي صلى الله عليه وسلم وكلماه في أم كلثوم أن يردها إليهما فنقض الله سبحانه العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء ومنعهن أن يرددن إلى المشركين وأنزل آية الامتحان " وكذا ذكره أبو نعيم، وغيره وهذا مسند لا سيما والطبراني ذكره دليلا على صحبته والله تعالى أعلم.
وفي " الطبقات ": كان عبد الله بن أبي أحمد وعبد الله بن جعفر والحسن والحسين وعبد الله بن عباس كواحد منهم.
وفي " تاريخ ابن عساكر ": وفد على معاوية وكان جوادا كريما.
وقال ابن سعد: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه.(7/232)
2796 - (ع) عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود بن حجية الأودي الزعافري أبو محمد الكوفي.
قال محمد بن سعد: مات في عشر ذي الحجة، كذا ذكره المزي وكأنه نقله تقليدا وذلك أنه لو رآه لوجد فيه: أنبا طلق بن غنام قال: ولد سنة خمس عشرة ومائة في خلافة هشام وتوفي في عشر ذي الحجة سنة اثنين وتسعين ومائة في آخر خلافة هارون وكان ثقة مأمونا كثير الحديث حجة صاحب سنة وجماعة.
وذكر المزي مولده سنة خمس عشرة عن جماعة، ولم يذكره أعني صاحب الطبقات كما بيناه وكأنه والله ما رآه.
ولما ذكره ابن حبان البستي في كتاب " الثقات " قال: كان صلبا في السنة ومات سنة إحدى أو اثنتين وتسعين ومائة، وخرج حديثه في صحيحه وكذا كل من رأيته شرط الصحيح.
وذكر الخطيب أن وكيعا قال: قدمت على هارون أنا وابن إدريس وحفص بن غياث فكان أول من دعاه أنا ليوليني القضاء قال: فاعتذرت. فقال: اخرج، فخرجت فكان ابن إدريس قد وسم له بخشونة جانبه؛ فلما دخل سمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك وما سمعناه إلا يسلم سلاما خفيفا، فقال له هارون أتدري لم دعوتك؛ قال: لا قال: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيا وإنهم سموك لي فيمن سموا وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وأدخلك في صالح ما أدخل فيه فخذ عهدك وامض فقال ابن إدريس: لست أصلح للقضاء فنكث هارون بإصبعه وقال له وددت أني لم أكن رأيتك فقال ابن إدريس: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك، فخرج ودعا حفصا فتولى فأتانا خادم معه ثلاثة أكياس في كل كيس خمسة آلاف درهم، فقال: إن أمير(7/233)
المؤمنين يقول: قد لزمتكم مؤنة في شخوصكم فاستعينوا بهذا في سفركم، قال وكيع: فقلت له أقرئ أمير المؤمنين السلام وقل له إني مستغن عنها وفي رعيتك من هو أحوج إليها مني، وأما ابن إدريس فإنه صاح به مرتين هاهنا، وقبلها حفص، وخرجت رقعة الخليفة إلى ابن [ق243/ب] إدريس من بيننا عافانا الله وإياك سألناك أن تدخل في أعمالنا فلم تفعل ووصلناك فلم تقبل فإذا جاء ابني المأمون فحدثه - إن شاء الله تعالى - فقال للرسول إذا جاءنا مع الجماعة حدثناه، ثم قال لحفص: والله لا كلمتك. فما كلمه حتى مات.
وعن ابن إدريس قال: أتيت الأعمش فقال لي: والله لا أحدثك شهرا فقلت له: والله لا آتيك سنة؛ فلما أتيته بعد السنة قال: يا ابن إدريس أحب أن تكون [للعدني] مرارة.
وقال ابن عمار: كنا عنده يحدثنا وسأله رجل فلحن فيما سأله فقال له ابن إدريس: {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا} ثم قال: والله لا حدثتكم اليوم بحديث.
وقال ابن خراش: عبد الله بن إدريس ثقة.
وقال يحيى بن يوسف: سمعت ابن إدريس وأتاه رجل فقال يا أبا محمد إن ناسا يزعمون أن القرآن مخلوق فقال: من اليهود هم؟ قال: لا، قال: من النصارى؟ قال: لا، قال من المجوس؟ قال: لا، قال: فممن؟ قال: من المسلمين. قال: معاذ الله أن يكونوا هؤلاء مسلمين.
وقال أحمد بن صالح: ثقة ثبت صاحب [سنة] زاهد صالح وكان عثمانيا يحرم النبيذ.
وقال أبو يحيى الساجي: سمعت ابن المثنى: يقول ما رأيت بالكوفة رجلا أفضل من ابن إدريس.(7/234)
وقال ابن أبي خيثمة في " تاريخه الكبير ": سمعت أبي ينشد قال: قال عبد الله بن إدريس الأودي:
كل شراب مسكر كثيره ... من عنب أو غيره عصيره
فإنه محرم يسيره ... وإنني من شربه نديره
وقال الخليلي في " الإرشاد ": ثقة متفق عليه روى عن مالك وكان يرى رأيه.
وفي كتاب الكلاباذي قال محمد بن عبد الله بن نمير: قال لي ابن إدريس: ولدت سنة أربع عشرة.
وقال ابن خلفون لما ذكره في الثقات: كان أحد العلماء الفضلا ثقة قاله محمد بن نصير التميمي، وعلي بن المديني وغيرهما.
وقال ابن أبي حاتم: حدثني أبي ثنا نصر بن علي ثنا أبي قال: قال لي: شعبة ببغداد هاهنا رجل من أصحابي من علمه ومن حاله فجعل يثني عليه أشتهى أن أعرف بينك وبينه فجمع بيني وبين ابن إدريس؛ وثنا أبي ثنا أحمد بن عبيد الله بن صخر الغداني ثنا ابن إدريس وكان مرضيا؛ وحدثني أبي قال: قال علي بن المديني: عبد الله بن إدريس من الثقات.
ثنا علي بن [الحسين] الهسنجاني سمعت أبا جعفر الجمال يقول: كان ابن إدريس حافظا لما يحفظ، وسئل أبي وأبو زرعة عن يونس بن بكير وعبدة بن سليمان وسلمة بن الفضل في ابن إسحاق أيهم أحب إليكما؟ فقالا ابن إدريس أحب إلينا.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: ثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال(7/235)
حدثني عبد الله بن عثام بن حفص بن غياث قال: كنت عند محمد بن عبد الله بن نمير فجاء رجل فسأله أيما أثبت حفص بن غياث أو ابن إدريس؟ قال: فجعل ينظر إلي ثم أقبل على الرجل فقال: إذا حدثك حفص من كتابه فحسبك به فعلمت أنه يقدم ابن إدريس.
وفي تاريخ المنتجيلي: قيل ليحيى: ابن إدريس أحب إليك في الأعمش أو ابن نمير؟ فقال: ابن إدريس أرفع وهو ثقة في كل شيء، وقيل لمخلد بن الحسين يكتب إلى ابن إدريس قال: ما أراني أهلا أن أكتب إليه وكان ابن إدريس يضرب اللبن ويذهب نشابه إلى الناس ومن شعره [ق244/أ]:
وما لي من عبد ولا من وليدة ... وإني لفي فضل من الله واسع
بنعمة ربي ما أريد معيشة ... سوى قصد جل من معيشة قانع
ومن يجعل الرحمن في قلبه الرضى ... يعش في غنى من طيب العيش واسع
إذا كان ديني ليس فيه غميزة ... ولم أشره في بعض تلك المطامع
ولم أبتغ الدنيا بدين أبيعه ... وبايع دين الله من شر - بائع
ولم تستليني مرديات من الهوى ... ولم أتخشع لأمر ذي بضائع
جموع لشر المال من غير حله ... حنين بقول الحق للزور راتع
ولما قضى عليه شريك بقضية وحبسه قال ابن إدريس: القضاء فيها بكذا، فقال شريك: أفت لهذا حاكة الزعافر؛ وقال له رجل: كيف أصبحت؟
فقال أصبحت لا يحمل بعضي بعضا ... كأنما كان سباني قرضا
وقال له موسى بن عيسى يوما: تريد أن أكسوك طيلسانا؟ قال: لا. قال: أفأعطيك حقه؟ قال: لا قال ابن إدريس: لو أعطاني لأخذت؛ ولكن قال: تريد وكان له غلة حاله بنحو من ثلاثين درهما أو أربعين درهما.
2797 - (4) عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة والد عمر بن عبد الله.
قال أبو علي بن السكن في كتاب " الحروف ": أسلم يوم الفتح وتوفي(7/236)
في خلافة عثمان وأمه أميمة بنت حرب بن عبد العزى الكنانية.
وقال ابن حبان: أمه عاتكة بنت عوف بن الحارث بن زهرة مات بمكة يوم جاءهم نعي يزيد بن معاوية، وذلك في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وصلى عليه عبد الله بن الزبير ودفن بالحجون، وله يوم توفي اثنتان وستون سنة.
وقال أبو نعيم الحافظ: أمه عمرة بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف عمي عبد الله قبل وفاته.
وفي كتاب " السير " لابن إسحاق: كان يجيب عن النبي صلى الله عليه وسلم الملوك وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك كتابا ويطينه ويختمه وما يقرأه؛ لأمانته عنده صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب " الاستيعاب ": كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ما رأيت أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخشى لله من ابن الأرقم.
ولما ذكره البخاري في فصل من مات في زمن عثمان من " تاريخه الصغير " قال: قال في مرضه الذي مات فيه لولا أنه آخر أيامي ما ذكرته لكم أخبرتني حفصة أن أباها عمر بن الخطاب قال: لولا أن ينكر علي قومك لاستخلفت ابن الأرقم فاسألوها فإني أحببت أن تعلموا رأي الرجل الصالح في، وقال السائب بن يزيد ما رأيت بعد النبي عبدا أخشى لله عز وجل من ابن الأرقم.
قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: ما رأيت أحدا أخشى لله تعالى منه.
وقال مصعب الزبيري: توفي سنة خمس وثلاثين.
وفي كتاب " الطبقات ": أسلم يوم الفتح، وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين(7/237)
خمسين وسقا، ولما ولاه عثمان بيت المال كان يستسلف منه ويقصيه كما كان عمر يصنع ثم اجتمع عند عثمان مرة مال كثير فلما تقاضاه قال: ما أنت وذاك إنما أنت خازني فخرج عبد الله حتى وقف على المنبر [ق 244 ب] فصاح بالناس فاجتمعوا وأخبرهم بما قال عثمان، وقال هذه مفاتيح بيت مالكم فأرسلوا عثمان إلى عبد الرحمن بن عوف فسأله في أن يكلم عبد الله في أن يقبل المفتاح وأمر لعبد الله بمال ومكث المفتاح معلقا برمانة المنبر حتى صلى عثمان العشاء فأمر زيد بن ثابت أن يجلس عند المفتاح، ويرقبه أن لا يصل إليه أحد.
وعده أبو الحسن المرادي فيمن عمي من الأشراف، وكذلك عمرو بن بحر الجاحظ، والهيثم في تاريخه الصغير.
وذكر المزي أن عروة روى عنه قال وقيل بينهما رجل من غير أن يبين أيهما الصواب؛ لشغله بوقوع حديثه عاليا له، والذي في كتاب أبي نعيم الحافظ: روى حديثه في البداءة بالخلاء عن هشام عن أبيه عن ابن أرقم من غير واسطة محمد بن عبد الله بن كناسة، وأيوب بن موسى، وأيوب بن أبي تميمة، وسفيان بن سعيد، وشعبة، والحمادان، ومعمر، وابن عيينة، ومحمد بن إسحاق، وهمام، وزهير، وزائدة، ومرجا بن رجاء، وأبو معاوية، وحفص، وابن نمير، وأبو مسهر، ووكيع، وأبو أسامة، ومحمد بن بشر، وعبدة، وأبو ضمرة في آخرين.
وكذا رواه أبو الأسود أنه سمع عروة قال كنا مع ابن الأرقم به، ورواه وهيب، وشعيب بن إسحاق، وابن جريح في رواية عن هشام عن أبيه عن رجل عن ابن أرقم.
وفي كتاب " العلل الكبير " للترمذي: وسألت محمدا يعني عن هذا الحديث فقال: رواه وهيب عن هشام عن أبيه عن رجل وكأن هذا أشبه عندي قال أبو(7/238)
عيسى: وصححه، ورواه مالك وغير واحد من الثقات عن هشام عن أبيه عن ابن أرقم لم يذكروا فيه عن رجل.
ولما ذكر البخاري في تاريخه الخلاف على هشام قال: في إرساله نظر.
ولما ذكر ابن السكن قول عروة خرجنا مع ابن أرقم قال: أرجو أن يكون صحيحا.
وخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث مالك بغير واسطة.
وفي " سنن أبي داود ": رواه وهيب وشعيب وأبو ضمرة بواسطة رجل وأكثر الذين رووه عن هشام قالوا كما قال زهير يعني بغير واسطة.
وقال [أبو نعيم] في التمهيد: تابع مالكا يعني على إسقاط الواسطة جماعة.
وقول المزي تبعا لابن عساكر في الأطراف: رواه ابن ماجه في كتاب الصلاة، عن محمد بن الصباح أنبا سفيان عن هشام فيشبه أن يكون وهما؛ لأن ابن ماجه إنما ذكره في كتاب الطهارة بهذا السند لا ذكر له في كتاب الصلاة فيما رأيت من نسخ السنن، والله تعالى أعلم.
وقريب من طبقته:
2798 - عبد الله بن الأرقم بن جفنة التجيبي.
شهد فتح مصر قال ابن يونس: وكان رجلا صالحا - ذكرناه للتمييز.(7/239)
2799 - (قد) عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري المقرئ النحوي جد يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبي إسحاق.
وذكر المزي أنه مات سنة تسع وعشرين.
وزعم الشاطبي أنه توفي سنة سبع عشرة ومائة وقتادة في يوم واحد قال وهو الصحيح.
ولما ذكره المرزباني في معجمه أنشد له:
ما بال عينك دمعها لا يسجم ... جمدت عليك وعرشها متهدم
أنسيت ما اجترحت يداك وأنه ... أحيا سرائرك المهنى المكرم
من ليس يعزب عن حساب كتابه ... شيء وليس إذا يحاسب يظلم [ق 245 أ]
ولقد رأيت أخا الغنى بعد الغنا ... يحتاج مهجته الزمان فيعدم
قال: ولم يلحق الدركة الهاشمية وبقي أبو عمرو بن العلاء بعده بقاء طويلا كذا قاله المزي وزعم الشيخ رضى الدين الشاطبي فيما وجدته بخطه في معجم المرزباني إنما هو جد أبي يعقوب وذلك أنه يعقوب بن إسحاق بن زيد.
2800 - (ق) عبد الله بن إسحاق بن محمد الناقد أبو جعفر الواسطي.
قال المزي: ذكره ابن حبان في الثقات وأغفل منه إن كان رآه شيئا لم يذكره عن غيره في كتابه وهو: مات بعد سنة خمسين ومائتين وخرج حديثه في صحيحه.
2801 - (4) عبد الله بن إسحاق الجوهري أبو محمد البصري مستملي أبي عاصم لقبه بدعة.
قال ابن قانع: كان حافظا.(7/240)
وفي كتاب " الألقاب " للشيرازي: روى عنه محمد بن أحمد بن راشد بن معدان والحسن بن مصعب السبخي.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه.
2802 - (ت س ق) عبد الله بن أقرم بن زيد الخزاعي حجازي يكنى أبا معبد له صحبة وهو والد عبيد الله.
قال ابن السكن في كتاب " الحروف " تأليفه: له رواية ثابتة ويقال: هو ابن أقرم بن زيد بن وهب بن بجير بن عجلان بن خزيمة سكن المدينة.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة طبقة الخندقيين، وأبو عروبة الحراني في الثامنة.
وقال ابن حبان: كان يسكن القاع من نمرة.
وفي قول المزي: له حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، نظر، لما ذكره البغوي في كتاب " الصحابة " إثر حديث كنت أنظر إلى [عدي] إبطيه صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الرحمن بن محمد عن الوليد بن سعيد قال: سمعت عبد الله بن أقرم قال: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى {تساقط عليك رطبا جنيا}. . . " الحديث قال البغوي: هذا حديث غريب وفي إسناده لين.
2803 - (د ق) عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري الحارثي البلوي والد المنيب.
ذكره ابن حبان في " الثقات " وكناه أبا رملة كذا ذكره المزي، وبلى من قضاعة لا يجتمع مع الأنصار بحال حقيقي ولو نظر في كتاب أبي أحمد العسكري لوجده قد قال: عبد الله بن أبي أمامة إياس البلوي حليف الأنصار،(7/241)
وهو ابن أخت أبي بردة بن نيار وهذا غير أبي أمامة الحارثي.
وفرق البخاري بين عبد الله بن أبي أمامة أبي رملة، وبين عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري.
ولما ذكره ابن حبان قال: عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة ونسبه أيضا أنصاريا لم يذكر نسبته إلى بلى في ورد ولا صدر، كذا نسبه في الأنصار فقط جماعة كثيرة: والله أعلم، منهم، أبو أحمد الحاكم، وأبو عمرو، وأبو نعيم، والباوردي، وابن زبر، ويعقوب بن سفيان، وابن أبي خيثمة في آخرين فعلى هذا يحتاج من جمعها إلى دليل يرد به كلام هؤلاء.
2804 - عبد الله بن أنيس الجهني أبو يحيى المدني حليف الأنصار.
روى عنه ربيعة بن لقيط وروى عنه جابر حديث القصاص كذا ذكره المزي وفرق بينه وبين الأنصاري الراوي عنه ابنه عيسى وعزا ذلك لابن المديني انتهى كلامه وسيأتي عن ابن المديني خلافه.
وقال البخاري [ق 245/ب] في جامعه الصحيح: ويذكر عن عبد الله بن أنيس فذكر طرفا من حديث القصاص.
وفي كتاب ابن السكن: مات في خلافة معاوية ولما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ست إلى ابن نبيح فقتله أعطاه عصى فقال: تحضر بها يوم القيامة فإنها علامة بيني وبينك فلما هلك أمر بها فضمت معه في كفنه فدفنا جميعا، ويقال: مات بعد أبي قتادة بنصف شهر.
وذكره أبو الأسود فيمن شهد بدرا.
وقال ابن حبان والكلبي: عبد الله بن أنيس بن سعد بن حرام بن حبيب بن مالك بن كعب الجهني، زاد ابن حبان: حليف لبني دينار بن النجار أبو يحيى(7/242)
وقيل أبو فاطمة مات بالمدينة وهو صاحب الحصر وكان منزله على بريد من المدينة بموضع يعرف بأعراف، زاد الكلبي: كان مهاجريا عقبيا أنصاريا وزاد بعد كعب بن تيم بن نفاثة بن إياس بن يربوع بن البرك بن وبرة أخي كلب بن وبرة والبرك بن وبرة دخل في جهينة.
وكذا نسبه أبو عبيد بن سلام، والطبري، والبلاذري، وأبو العباس محمد بن يزيد، وعبد الباقي بن قانع: وابن إسحاق، والبرقي، والبارودي، وابن زبر في بعض نسخ كتابه وغيرهم.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: قيل إنه [أحد] النفر الذين قتلوا ابن أبي الحقيق ولما كسر آلهة بني سلمة شجه بعض اليهود شجة مأمومة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فتفل فيها فلم يتأذ بها وقال ابن المديني: الأنصاري غير الجهيني قال: الأنصاري، هو الذي روى عنه جابر في القصاص وليس بالجهني والجهني الذي روى عنه أولاده في ليلة القدر.
وفرق بعض المتأخرين بينهما فجعلهما ترجمتين وقد جمعنا بينهما وخرجنا عنهما ما خرج انتهى. وهو خلاف ما عزاه المزي لابن المديني فينظر.
وفي كتاب ابن سعد: لما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من بدر لقيه عبد الله ببئر بان فقال الحمد لله على سلامتك يا رسول الله وما أظهرك الله تعالى به كنت يا رسول الله ليالي خرجت مورودا أفلم تفارقني حتى كان بالأمس فأقبلت إليك فقال آجرك الله.
وفي كتاب ابن الأثير: توفي سنة أربع وسبعين.
وذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا فيما ذكره أبو القاسم(7/243)
البغوي رحمه الله، والخطيب زاد: وهو مهاجر أنصاري. وفيه رد لما قاله المزي: لم يشهد بدرا جازما بذلك اللهم إلا لو كان ذكر خلافا لكان صوابا من القول.
وفي كتاب العسكري: عبد الله بن أنيس بن السكن بن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث يقال له: الجهني والأنصاري والعذري سألت أبا الحسن النسابة عن هذا وهو الذي قتل سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي بعرنة روى عنه جابر، وبنوه عيسى، وعمرو، ويزيد.
ولم يذكر ابن أبي حاتم عن أبيه غير عبد الله بن أنيس الجهني الأسلمي الأنصاري، وكذلك البخاري في تاريخه زاد: روت عنه [ابنتيه] خالدة، ووهب بن محمد بن جد بن قيس وفي " تاريخه الصغير " قال سفيان: قلت للأحوص: أكان أبو أسامة آخر من مات عندكم من الصحابة؟ فقال: كان بعده عبد الله بن أنيس رأيته، ويكنى بأبي صفوان، ويقال أبو بشير المازني مازن بن سليم.
وفي " تاريخ ابن يونس ": صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاتين كلتيهما. وفي الحديث: أنه غزا أفريقية، وفيما روي عنه نظر، وهو ابن أنيس بن [ق246/أ] أسعد بن حرام القضاعي أبو يحيى حليف الأنصار لم يزد شيئا غير ما ذكره عن معاذ أنه صلى القبلتين وخرج إلى أفريقية والذي ذكره عنه المزي تابعا صاحب الكمال.
وقال أبو سعيد بن يونس: توفي بالشام سنة ثمانين روى عنه من أهل مصر: ربيعة بن لقيط غير جيد منهما.
وأظن صاحب الكمال انقلبت عليه ورقة من تاريخ ابن يونس إن كان أيضا نقله من أصل فتداخلت عليه ترجمة في أخرى ولم يراجع الأصل، والمزي(7/244)
لم ينظر الأصل؛ إذ لو نظراه لوجدا فيه أن الذي ذكراه عنه إنما هو في ترجمة عبد الله بن حوالة الأزدي وذلك أن أبا سعيد لما ذكر ابن أنيس بما أسلفناه ذكر بعده عبد الله بن قيس الصحابي المتوفى في نصف شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وبعده عبد الله بن شفي الرعيني. شهد فتح مصر مع مروان بن الحكم روى عنه من أهل مصر ربيعة بن لقيط وذكر له حديثا ثم قال: يقال توفي بالشام سنة ثمانين.
وذكره في تاريخ الغرباء تأليفه بنحو من هذا فهذا كما ترى ابن يونس لم يذكر الوفاة ورواية ربيعة إلا عن ابن حوالة، وابن أنيس لم يذكر عنه راويا إلا معاذا ولم يذكر له وفاة ألبتة، ومثل ما ذكره ذكره ابن الربيع الجيزي في كتابه، والله تعالى أعلم.
وفي " معجم الطبراني ": روى عن ابن أنيس بن حرام العقبي عيسى ابنه، وبلال بن عبد الله ابنه أيضا، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والحسن بن يزيد بن عبد الله بن أنيس.
وفي كتاب الصحابة لأبي عبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي: عبد الله بن أنيس الجهني عداده في الأنصار ويقال: عبد الله بن أبي أنيسة قاله أحمد بن يحيى بن وزير.
ولما ذكره أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد في الصحابة الحمصيين قال: كان ينزل الجبيل ويحضر الجمعة.
وفي ضبط المهندس عن الشيخ البرك - بضم الباء وفتح الراء - بن وبرة نظر لما ذكره ابن ماكولا وقبله الكلبي، وابن حبيب، وغيرهما من أنه بفتح الباء وسكون الراء.
وفي قول المزي: وهو الذي قتل خالد بن نبيح العنبري، نظر في موضعين: الأول: هذا الرجل اسمه سفيان بن خالد بن نبيح وهو هذلي لا عنبري نص(7/245)
على ذلك جماعة منهم، الكلبي وابن سعد، وابن دريد، والهجري في أماليهما، والبلاذري، والبرقي، وخليفة بن خياط، وأبو أحمد العسكري، وأبو عبيد بن سلام، وابن حبان وهو النظر الثاني.
وفي الصحابة آخر اسمه:
2805 - عبد الله بن أنيس الزهري.
2806 - وعبد الله بن أنيس أو ابن أنس.
ذكره أبو عبد الله في ترجمة هزال وأنه هو الذي رمى ماعزا فقتله حين رجم ويمكن أن يكون هو الجهني أيضا.
2807 - وعبد الله بن أنيس بن المنتفق بن عامر.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام قومه - ذكرهم أبو موسى المديني في كتابه المستفاد بالنظر والكتابة. وذكرناهم للتمييز.
2808 - (د ت) عبد الله بن أوس.
عن بريدة " بشر المشائين في الظلم ". قال ابن القطان: هو رجل مجهول لا يعرف روى عنه غير أبي سليمان الكحال ولا تعرف له رواية عن غير بريدة لهذا الحديث خاصة [ق246/ب].
2809 - (ع) عبد الله بن أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي أبو إبراهيم وقيل أبو محمد وقيل أبو معاوية أخو زيد.
قال ابن حبان: مات بعد ما عمى وكان يخضب بالحناء، صلى(7/246)
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اللهم صل على آل أبي أوفى ".
وفي كتاب أبي عمر: شهد الحديبية وخيبر وما بعدهما.
وفي كتاب الكلاباذي: اسم أبي أوفى علقمة، وقال بحشل: طعمة، وقال الذهلي، عن أبي نعيم: مات سنة سبع أو ثمان وسبعين، وقال ابن بكير: سنة ثمانين.
وفي كتاب أبي عيسى الترمذي: غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات.
وفي كتاب أبي نعيم الأصبهاني: وأصابته يوم حنين ضربة في ذراعه وكان له ضفيرتان، روى عنه: عامر الشعبي وعبد الملك بن عمير.
وفي كتاب العسكري: غزا سبع غزوات سمع، منه تميم بن طرفة، ومدرك بن عمارة، وأبو سعد سعيد بن المرزبان.
وفي قول المزي: هو أخو زيد نظر، كفاناه أبو أحمد العسكري بقوله: ذكر بعضهم أنه يعني زيد أخو عبد الله وليس بأخيه.
وفي طبقات ابن سعد: شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير والخندق وقريظة، قال محمد بن عمر: قد روى الكوفيون عنه ما ترى من مشاهده وأما في روايتنا فأول مشهد شهده عندنا [حنين] وما بعد ذلك.
وفي " معجم الطبراني الكبير ": روى عنه أبو المختار سفيان بن المختار، وزياد بن فياض، وعبيد الله بن معمر، وعمر بن عبيد الله بن معمر، وسعيد بن جمهان، وطرفة الحضرمي، وعاصم بن عبد الواحد الوزان، وسليمان أبو(7/247)
أدام، ودرهم مولى عبد الله بن أبي أوفى، [و] محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وثابت بن عبيد الله بن معمر، ورجل لم يسم، ورجل آخر.
وفي تاريخ واسط لأبي الحسن أسلم بن سهل: أبو أوفى اسمه علقمة - كذا هو مصحح عليه مجود وهو خلاف ما نقله عنه الكلاباذي فينظر - روى عنه العوام بن حوشب الواسطي.
وذكره المرادي، والهيثم في تاريخه الصغير في جملة الأضراء.
2810 - عبد الله بن بابيه ويقال ابن باباه ويقال ابن بابي المكي مولى آل حجير بن إهاب ويقال مولى يعلى بن أمية.
لما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: وثقه علي بن المديني وأحمد بن صالح وابن عبد الرحيم وغيرهم وذكره أيضا في جملة الثقات ابن حبان وخرج حديثه في صحيحه وكذا أبو عوانة والطوسي، والحاكم.
وفي قول المزي: روى عنه عبد الله بن أبي عمار إن كان محفوظا نظر لأن ابن معين لما أراد التفرقة بين هذه الأسماء قال: عبد الله بن باباه يروي عن حبيب وهو الذي يروي عنه ابن عمار وهو ابن بابيه، وتبعه على ذلك ابن ماكولا وغيره.
وقال البيهقي في " المعرفة ": روى أبو عاصم في إحدى الروايتين عنه عن ابن جريج فقال: ابن بابي رواه الليث عن ابن وهب عن ابن جريج فقال: ابن باباه، وكان ابن معين يقول: هم ثلاثة، والذي يروي عنه ابن أبي عمار هذا هو ابن بابيه، وكذلك قال الجمهور على ابن جريج. انتهى.(7/248)
وفي " الاستذكار ": وقال علي بن المديني ابن بابه وابن أبي عمار ثقتان.
فتعريفهم إياه بروايته عنه إشعار باتصال ما بينهما ولم أر من تعرض [ق 247/أ] للمراسيل ذكره فيها فينظر والله تعالى أعلم.
ولما ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المكيين. قال: مولى حجير بن أبي إهاب.
2811 - (مد) عبد الله بن بجير بن حمران التميمي ويقال التيمي ويقال القيسي أبو حمران البصري.
ذكره أبو حاتم بن حبان، وابن خلفون في جملة الثقات، زاد ابن خلفون: وقيل إنه يكنى أبا بجير أيضا.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: عبد الله بن بجير أو بحير يروي عنه أبو داود.
وفي كتاب ابن ماكولا: وهو أخو الأشقر بن بجير.(7/249)
وقال المزي: قال أبو داود ثقة انتهى. وفيه نظر؛ لأن عادته وعادة غيره إذا أطلق أبو داود إنما يريد به سليمان بن الأشعث، وهنا ليس هو الموثق له إنما هو أبو داود الطيالسي بيانه ما في كتاب الآجري: وسأل أبا داود فقال روى عنه أبو داود الطيالسي وقال: هو ثقة.
2812 - (د ت ق) عبد الله بن بحير بن ريسان المرادي أبو وائل القاص اليماني الصنعاني.
روى عن: عبد الرحمن بن يزيد، وعروة بن محمد، وهاني مولى عثمان، روى عنه إبراهيم بن خالد. ذكره ابن حبان في الثقات. كذا ذكره المزي.
وقد فرق ابن حبان الذي نقل كلامه بين أبي وائل القاص عبد الله بن بجير الصنعاني وليس هذا بعبد الله بن بحير بن ريسان ذاك ثقة وهذا يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد العجائب التي كأنها معمولة لا يجوز الاحتجاج به روى عن عروة عن أبيه عن جده، وله صحبة يرفعه " الغضب من الشيطان " وروى عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن عمر يرفعه، " من سره أن ينظر إلي يوم القيامة فليقرأ {إذا الشمس كورت}، و {إذا السماء انفطرت}، و {إذا السماء انشقت}، " انتهى. الحديث الأول أخرجه أبو داود في سننه عن بكر بن خلف عن إبراهيم بن خالد عن أبي وائل القاص عن عروة، والثاني أخرجه الترمذي عن عباس العنبري عن عبد الرزاق حدثنا عبد الله بن بجير وقال فيه: حديث حسن.
وذكر أبو أحمد الحاكم في كتاب " الكنى " في فصل من عرف تكنيته ولا(7/250)
يوقف على اسمه: أبو وائل القاص المرادي قاص أهل صنعاء سمع عروة بن محمد روى عنه إبراهيم بن خالد المؤذن وعزاه للبخاري، وكذا ذكره مسلم بن الحجاج، وأبو عمر بن عبد البر. زاد: ذكر إسحاق عن يحيى أنه قال: أبو وائل المرادي: الصنعاني ثقة، وأما النسائي والدولابي فلم يذكراه؛ لأنهما لا يذكرا إلا معروف الاسم فكأنهما تبعا أولئك والله أعلم.
فتلخص من هذا أن أبا وائل المرادي القاصي ليس هو عبد الله بن بجير بن ريسان وأن من جمع بينهما يحتاج إلى بيان ذلك من أقوال العلماء.
ولما خرج الحاكم حديثه عن هانئ مولى عثمان. وفي كتاب الجنائز قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن ابن حبان لم يسبق بالتفرقة بينهما، وهما واحد انتهى كلامه. وما أدري من أي أمر به أعجب، أمن قوله: لم يسبق وقد أسلفنا قول جماعة بالتفرقة، أومن قوله هما واحد بالمسترخى.
لو قالها أحمد بن حنبل لاستدل على ذلك ما يوضحه اللهم إلا إن كان نزل نفسه فوق منزلة أحمد فإنا لله وإنا إليه راجعون [ق247/ب].
هكذا تذهب العلوم إذا ما كان رأس الأقوام ذا دعوا.(7/251)
2813 - (4) عبد الله بن بدر بن عميرة بن الحارث بن شمر ويقال سمرة الحنفي السحيمي اليمامي جد ملازم بن عمرو لأبيه وقيل لأمه.
ذكره ابن خلفون في الثقات.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه وكذلك ابن خزيمة، والحاكم، وأبو علي الطوسي، وأبو القاسم الطبراني حين ذكر حديثه في مس الذكر في معجمه الأوسط.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2814 - عبد الله بن بدر بن واصل بن عبد الله بن سعد بن الأطول الجهني أبو الفضل.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ليس هذا بابن بدر صاحب قيس هذا يروي المقاطيع. ذكرناه للتمييز.
2815 - (خت س ق) عبد الله بن بديل بن ورقاء ويقال ابن بشر الخزاعي ويقال الليثي المكي.
روى عنه ابن مهدي كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لما ذكره أبو داود سليمان بن الأشعث حدث عن عمرو بن دينار وابن مهدي.
وفي كتاب السنن للدارقطني: عبد الله بن بديل ضعيف ثم حكى ضعفه بعد عن أبي بكر النيسابوري.
وقال أبو محمد بن حزم في كتابه " المحلى ": مجهول ورد ذلك عليه ابن عبد(7/252)
الحق في كتابه الذي وضعه عن " المحلى " بأنه ليس مجهولا لقول يحيى فيه: صالح.
وقال أبو أحمد بن عدي: ولم أر للمتقدمين فيه كلاما فأذكره.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك، وقال ابن ماكولا: يضعفوه.
ولما ذكره [ابن حبان] في " الثقات ": قال هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وذكره ابن شاهين في الثقات.
وفي قول المزي: و [ذكر] ابن حبان في الثقات: عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي يروي عن جماعة من الصحابة قتل بصفين في أصحاب علي وهو متقدم على هذا وأبوه بديل صحابي مشهور، نظر؛ لأن هذا الرجل أعني عبد الله بن بديل بن ورقاء صحابي مشهور الصحبة فذكره في التابعين لا يجوز اللهم إلا مع عدم الاطلاع وما أظن مثل هذا يخفى على صغار الطلبة فضلا عن شيوخها.
قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: كان هو وأخوه عبد الرحمن رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن وشهدا جميعا صفين. وقال في كتاب " الشورى ": كان بدريا سيد خزاعة.(7/253)
وقال أبو جعفر الطبري في كتاب " الصحابة "، وأبو الحسن الدارقطني: شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وتبوكا وقتل بصفين.
وقال ابن عبد البر في " الاستيعاب " الذي هو بيد صغار طلبة الحديث: عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي أسلم مع أبيه قبل الفتح، وكان سيد خزاعة وقيل بل هو من مسلمة الفتح، والصحيح: أنه أسلم قبل الفتح وكان له قدر وجلالة قتل هو وأخوه عبد الرحمن بصفين، وكان يومئذ على رجاله علي ومن وجوه أصحابه وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد الله بن عامر، وكان على مقدمته وذلك في زمن عثمان سنة تسع وعشرين من الهجرة، قال الشعبي: كان عبد الله بن بديل بصفين عليه درعان وسيفان وكان يضرب أهل الشام ويقول:
لم يبق إلا الصبر والتوكل ... ثم المشي في الرعيل الأول
مشي الجمال في حياض المنزل ... والله يقضي ما يشاء ويفعل
فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية فأزاله عن موقفه وأزال الصحابة الذين معه وكان [ق247/ب] [مع] معاوية يومئذ ابن عامر واقفا فأقبل أصحاب معاوية على ابن بديل يرمونه بالحجارة حتى أثخنوه، وقتل رحمه الله تعالى فأقبل معاوية وابن عامر معه فألقى ابن عامر عليه عمامة غطا بها وجهه وترحم عليه فقال معاوية: اكشفوا عن وجهه، فقال ابن عامر: والله لا يمثل به وفي روح، فقال معاوية: اكشفوا عن وجهه فقد وهبناه لك، فقال معاوية: هذا كبش القوم ورب الكعبة، والله ما مثل هذا إلا كما قال الشاعر:
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت يوما به الحرب شمرا
كليث هزبر كان يحمي ذماره ... رمته المنايا قصدها فتفطرا
مع أن نساء خزاعة لو قدرت أن تقاتلني لفعلت فضلا عن رجالها.(7/254)
وفي كتاب " الجامع " لمعمر بن راشد والطبقة الثالثة من كتاب الصحابة لأبي عروبة الحراني عن الزهري قال: دارت الفتنة ودهاة الناس خمسة معاوية وعمرو ويعد من الأنصار قيس بن سعد ويعد من المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ويعد من ثقيف المغيرة بن شعبة.
وذكره أيضا في الصحابة ابن منده فيما ذكره ابن الأثير، وأبو نعيم الأصبهاني ثم كأنه غفل عن هذا فقال في " التاريخ الصحيح ": إن عبد الله بن بديل قتل يوم صفين وهو ابن أربع وعشرين سنة وكان في أيام عمر صبيا صغير السن وقتل بديل أبوه قبل النبي صلى الله عليه وسلم انتهى كلامه وفيه نظر لأن من يموت أبوه قبل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكون سنه في سنة سبع وثلاثين أربعا وعشرين هذا ما لا يعقل.
ولما ذكره الحاكم في مستدركه ذكر عن الواقدي أنه شهد فتح مكة وغيرها والله تعالى أعلم وقال أبو أحمد الحاكم وكناه أبا عمر: وقتل بصفين ويقال قتله معاوية.
2816 - (خت م) عبد الله بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو عامر الكوفي عم عبد الله بن عامر بن براد.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه يعني مسلما سبعة وعشرين حديثا.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وقال ابن قانع: عبد الله بن براد صالح.
وقال مسلمة الأندلسي: روى عنه بقي بن مخلد، وينبغي أن يتثبت في قول المزي: قال محمد بن عبد الله الحضرمي: توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين فإني نظرت نسختي من كتاب مطين وهي في نهاية الجودة فلم أجد له ذكرا فيها ولا(7/255)
أعلم لمطين شيئا غيره ولا أستبعده والله تعالى أعلم. وكان ينبغي أن يوفر نفسه من هذا التعب فإنه نقل توثيقه من عند ابن حبان وهو قد ذكر وفاته فكان يذكرها من عنده إن كان نقل من أصل ويريح نفسه من ذكرها من تاريخ الحضرمي الذي قصد به التكثير فعاد إلى النقص.
وقال ابن ماكولا: ثقة مشهور روى عن محمد بن بشر العبدي وعنه. [يعقوب بن سفيان ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وغيرهما].
2817 - (ع) عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي أبو سهلة المروزي قاضيها توأم سليمان.
ذكره ابن حبان في جملة الثقات وقال: ولاه يزيد بن المهلب قضاء مرو ومات بجاروسة قرية من مرو.
وذكر المزي أنه ولي القضاء بعد أخيه سليمان وأن سليمان مات سنة خمس ومائة.
أنبا أبو بكر الجراحي ثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه ثنا أبو عمار ثنا أوس(7/256)
ابن عبد الله بن بريدة قال [ق 248/ب] كان عبد الله قاضي مرو أربعا وعشرين سنة، وكان يأخذ الرزق على القضاء. قلت لأوس من حدثك بهذا قال: سهل أخي، والوالدة، وأهل بيتي. روى عنه نهشل بن سعيد.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: تابعي مشهور.
وفي كتاب ابن طاهر، والكلاباذي: يقال ولد لثلاث ليال خلون من خلافة عمر.
وقال البغوي: حدثني حنبل قال: سألت أبا عبد الله سمع عبد الله من أبيه شيئا؟ قال: ما أدري، وقال البغوي: وحدثني محمد بن علي الجوزجاني قال: قلت لأبي عبد الله سمع عبد الله من أبيه شيئا؟ قال: ما أدري عامة ما يروي عن بريدة عنه وضعف حديثه.
وقال البخاري في التاريخ: عبد الله بن بريدة عن أبيه وسمع سمرة وعمران انتهى. فيه إشعار بل جزم بأنه لم يسمع منه.
وفي المراسيل لعبد الرحمن: قال أبو زرعة: عبد الله بن بريدة عن عمر مرسل.
وقال الدارقطني في " سننه "، والبيهقي في " المعرفة ": لم يسمع من عائشة.
وفي " تاريخ دمشق ": وقيل: إن الجراح عزله عن القضاء وولى أبا عثمان الأنصاري وعن عبد الله العتكي قد أحسن سليمان الرواية عن أبيه ويقال: إنه أثبت من أخيه عبد الله فيما روى عنه وروى عبد الله عن علي بن أبي طالب " تزاوروا وتذاكروا " وعن أبي برزة الأسلمي حديث الحوض وعن شداد بن أوس حديث الحكم، وقال شهدت الدار يوم قتل عثمان فرأيت الحسن بن علي(7/257)
معه. وله من الولد سهل وأوس وصخر وجميل ولهم عقب بمرو وقال عبد الله بن يوسف بن خراش: صدوق كوفي نزل البصرة ولما أراده قتيبة بن مسلم على قضاء خراسان قال لا أقعد على القضاء بعد حديث حدثنيه أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة " الحديث انتهى. وهو يخدش فيما تقدم من ولايته القضاء فثبت سماعه من أبيه.
وفي " العلل " للحازمي: عبد الله أشهر من سليمان ولم يسمعا من أبيهما وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة وسليمان أصح حديثا منه وأكثر أصحابه من أهل الكوفة، وأما ابنه أوس فمجهول، حديثه أشبه شيء بالباطل.
وفي " علوم الحديث " للحاكم: أثبت أسانيد الخراسانيين الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، ولعل قائلا يقول: إن هذا الإسناد لم يخرج منه في الصحيحين إلا حديثين فيقال: لذا وجدنا للخراسانيين أصح من هذا الإسناد وكلهم ثقات.
2818 - (ع) عبد الله بن بسر بن أبي بسر المازني مازن بن منصور بن عكرمة وقيل من مازن قيس كنيته أبو بشر ويقال أبو صفوان.
كذا ذكره المزي وما درى أن مازن بن منصور هو ابن عكرمة بن جعفر من قيس غيلان وقد ساق هو نسبه إليه قبل.
وقال ابن حبان: هو من بني مازن بن النجار ثم من بني عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم مات وهو يتوضأ فجأة، وكان أثر السجود في جبهته بينا "، وكان يصفر لحيته.
وقال الترمذي في كتاب " الصحابة "، والعسكري، والبخاري، وأبو حاتم وغيرهم: المازني السلمي.(7/258)
وفي كتاب " الصحابة " لأبي القاسم عبد الصمد بن سعيد الحمصي: هو أخو عطية وأخته الصماء اسمها بهية. مات عبد الله سنة ست وتسعين في خلافة سليمان، وكذا ذكره وفاته أبو زرعة النصري في " تاريخه الكبير "، وله مائة سنة وقبره بقرية يقال لها تنوبيه وكان منزله في دار قناية بحمص في مسجد عبد الله بالقرب من مسجد الكفليين.
وفي كتاب أبي علي بن السكن قال جرير: رأيته وثيابه مشمرة [ق 249/أ] ورداءه فوق القميص، وشعره مفروق ويغطي رأسه، وشاربه مقصوص مع الشفة.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على رأسه وبرك عليه ودعا له، توفي سنة ست وتسعين، وكان يصفر لحيته ورأسه وكانت له وفرة، وصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم القبلتين ولما وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على رأسه قال: " يعيش هذا الغلام قرنا " فعاش مائة سنة وكان في وجهه ثألول فقال صلى الله عليه وسلم: " لا يموت حتى يذهب من وجهه " فلم يمت حتى ذهب.
وفي " معجم الطبراني ": روى عنه يونس بن ميسرة بن حلبس، وأزهر بن سعيد، وسعيد بن يوسف الرجبي، وعمر مولى عفرة، وعبد الرحمن بن بلال، وأبو الوليد، وحفص بن رواحة، وأبو عبيدة الحمصي، ومحمد بن عبد الرحمن بن بشر، وعبد الواحد بن عبد الله بن بسر، وأبو الوازع، والعلاء بن الحارث، وحسن بن حبان، وعبد الرحمن الجندي، وعبد الله بن أبي زياد البكري.
وفي " سنن ابن ماجه ": خالد بن أبي بلال عن ابن بسر حديث " بين الملحمة وفتح المدينة سنة ستين ".
وقال ابن عساكر: كذا هو في نسختين وهو وهم إنما هو خالد عن عبد الله بن أبي بلال وهو في " شاميين الطبراني " عن حيوة على الصواب، وفي تاريخه:(7/259)
روى عنه حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري، والمؤمل بن سعيد بن يوسف اليمامي، وبسر بن عبد الله، وأم هاشم الطائية.
وقال الواقدي وغيره: توفي سنة اثنتين وثمانين، وقال أبو زرعة: قبل سنة مائة، وقيل: توفي سنة تسع وثمانين.
وفي " كتاب الطبري "، وذكره في فصل من مات سنة سبع وثمانين، وذكره أبو زكريا بن منده في كتاب الصحابة فقال: هو آخر الصحابة موتا بحمص.
2819 - (مد ت ق) عبد الله بن بسر السكسكي الحبراني أبو سعيد الشامي الحمصي سكن البصرة.
كذا ذكره المزي، ولا يلتئم أن يكون حبران صلبة من السكاسك من أشرس بن ثور وهنو كندة بن عفين بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ وحبرن هو ابن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث من قطن بن عريب بن زهير فأنى يجتمع الحوت والظليم ليس هذا المستقيم.
وفي " تاريخ البخاري الأوسط " وذكر في فصل من مات من [الأربعين] إلى [الخمسين] قال يحيى بن سعيد رأيته وليس بشيء.
وقال أبو علي الطوسي في الأحكام: ضعيف.
وفي الثقات لابن حبان: وهو الذي يقال له عبد الله بن أبي إياس.
وذكره العقيلي، والبرقي في جملة الضعف.(7/260)
وقال الأمير أبو نصر: فيه ضعف، وأشار ابن عدي إلى قلة روايته.
وذكر الآجري عن أبي داود أنه ليس بالقوي؛ وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
2820 - (س ق) عبد الله بن بشر بن النبهان البرقي مولى بني يربوع قاضي الرقة كوفي الأصل.
روى عن الأعمش روى عنه معمر بن سليمان قال مسعود السجزي في " سؤالاته للحاكم ": قال أبو عبد الله: يحدث عن الأعمش بمناكير.
وفي " الكامل " لابن عدي: قال عثمان بن سعيد: ليس بذاك.
وقال ابن حبان في كتاب " المجروحين ": روى عن الأعمش، روى عنه معمر بن سليمان كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديثه الأثبات، ويتفرد بأشياء يشهد المستمع لها إذا كان الحديث صناعته [ق249/ب] أنها مقلوبة.
وفي " تاريخ الرقة " لأبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري: حدث عبد الله بن بشر بن النبهان، عن الزهري بحديث القشيري: حدث عبد الله بن بشر بن النبهان، عن الزهري بحديث تفرد به عن سعيد بن المسيب عن عثمان: " لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وسوس ناس من أصحابه " الحديث وحدث عنه جعفر بن برقان بحديث تفرد به عنه، عن أبي إسحاق، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال في يوم مائة مرة لا إله إلا الله والله أكبر " الحديث.
وفي " تاريخ حران " لأبي عروبة: سمعت المغيرة بن عبد الرحمن يقول(7/261)
سمعت معمر بن سليمان يقول تسألونا عن حديث الحجاج وعبد الله بن بشر أفضل عندنا من الحجاج، وروى عنه أبو عبد الرحمن خالد بن أبي يزيد.
وذكر الساجي عن يحيى بن معين أنه قال: عبد الله بن بشر الذي يروي عنه معمر كذاب لم يبق حديث منكر لم يروه أحد من المسلمين، إلا وقد رواه عن الأعمش انتهى.
قد ذكر جماعة عن ابن معين: الدارمي وعباس وابن أبي خيثمة أنه قال فيه: ثقة وهذا معارض له، اللهم إلا أن يكون جاء أبو زكريا بعد ما كان أو قد حصل في إحدى الروايتين غفلة أو نسيان.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: كان عابدا زاهدا إلا أنه ليس بالقوي في الزهري.
ولما خرج الحاكم حديثه في مستدركه قال: قد خرج مسلم عن عبد الله بن بشر الرقي. كذا ذكره هنا، ولم يذكره في المدخل ولا ذكره غيره، فينظر والله تعالى أعلم.
2821 - (د س ق) عبد الله بن أبي بصير العبدي الكوفي.
روى عن: أبي، وعن أبيه عن أبي. روى عنه: أبو إسحاق ولا يعرف له راو غيره، ذكره ابن حبان في الثقات. . كذا ذكره المزي من غير زيادة وفيه نظر لما يأتي بعد.
وخرج أبو حاتم بن حبان حديثه في صحيحه من طريق شعبة عن أبي إسحاق عنه عن أبيه عن أبي يرفعه: " صلاة الجماعة تزيد على صلاة الرجل وحده أربعة وعشرون أو خمسة وعشرون درجة "
والحاكم وقال: هكذا رواه الطبقة الأولى من أصحاب شعبة يزيد بن زريع، ويحيى بن سعيد، وابن مهدي، ومحمد جعفر، وسعيد بن عامر، ومحمد بن كثير، وعبد الله بن رجاء، وأقرانهم، وكذا رواه سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق بنحو حديث شعبة، وكذا رواه زهير بن معاوية ورقبة بن مصقلة،(7/262)
وإبراهيم بن طهمان، ومطرف بن طريف، وغيرهم عن أبي إسحاق، زاد ابن عساكر في الأطراف: وأبو بكر بن عياش وجرير بن حازم.
قال الحاكم: ورواه ابن المبارك عن شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي بصير عن أبي، وكذا قال إسرائيل، وأبو حمزة السكري، والمسعودي، وجرير بن حازم. وقيل: عن الثوري عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن أبي بصير قال: قال أبي وكذا قال أبو الأحوص عن أبي إسحاق، فقد اختلفوا في هذا على أبي؛ إسحاق من أربعة أوجه، والرواية فيها عن أبي بصير وابنه عبد الله كلها صحيحة والدليل على ذلك رواية خالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ، ويحيى بن سعيد عن شعبة: قال أبو إسحاق: [وقد سمعته منه ومن] أبيه عن أبي بن كعب.، وقد حكم أئمة الحديث يحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهم لهذا الحديث بالصحة؛ سمعت أبا العباس سمعت [العباس الدوري سمعت] ابن معين يقول: حديث أبي إسحاق عن أبي بصير هكذا يقول زهير: وشعبة يقول: عن أبي إسحاق [ق 250/أ] عن عبد الله بن أبي بصير عن [أبيه عن أبي]. رواه أبو إسحاق عن شيخ لم يسمع منه غير هذا، وهو عبد الله بن أبي بصير وقد قال شعبة عن أبي إسحاق أنه سمع من أبيه، ومنه، وقال أبو الأحوص عن العيزار: وما أرى الحديث إلا صحيحا. سمعت أبا بكر الفقيه سمعت [المزني] سمعت ابن المديني يقول: قد سمع أبو إسحاق من أبي بصير ومن أبيه.(7/263)
ثنا أبو بكر بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد المدني سمعت محمد بن يحيى يقول: رواية يحيى بن سعيد، وخالد بن الحارث عن شعبة وقول أبي الأحوص عن العيزار كلها محفوظة فقد ظهر بأقاويل أئمة الحديث صحته، وأما الشيخان فلم يخرجاه لهذا الخلاف. انتهى كلامه. وفيه نظر؛ لما ذكره البيهقي عن محمد بن يحيى الذهلي: هذه الروايات كلها محفوظة خلا حديث أبي الأحوص فإني لا أدري كيف هو، قال البيهقي: أقام إسناده شعبة والثوري وإسرائيل في آخرين.
وفي " علل الخلال ": رواه أبو إسحاق الفزاري عن الثوري عن أبي إسحاق عن عاصم عن أبي ضمرة عن عبد الله بن أبي بصير.
وقال أبو عمر بن عبد البر في " التمهيد " وذكر هذا الحديث: ليس هو بالقوي ولا يحتج بمثله، وفي موضع آخر وقد رويت آثار مرفوعة منها حديث أبي وغيره: " إن صلاة الرجل مع الرجلين أفضل من صلاته وحده " وهي آثار كلها ليست في القوة والثبوت والصحة كآثار هذا الباب يعني حديث " صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ ".
وقال أبو محمد عبد الحق: عبد الله بن أبي بصير لا أعلم روى عنه إلا أبو إسحاق، وهذا منه على قاعدته تضعيف الحديث لأن الشخص إذا لم يوثق ولم يرو عنه غير واحد فهو مجهول العين والحال وهما هنا منتفيان أما عينه فقد أسلفنا من عند الخلال راويا عنه غير أبي إسحاق وهو أبو ضمرة والعيزار(7/264)
بن حريث فيما أسلفناه وفيما ذكره ابن ماكولا في إكماله، وهذا النظر الذي ذكرناه عن المزي. وأما حاله فلقول العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في الثقات أيضا، وسمى المزي إياه حفصا في كتاب الكنى وأغفله هنا، وقال ذكره ابن حبان في الثقات.
2822 - (ع) عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي الباهلي أبو وهب البصري سكن بغداد.
قال أبو موسى محمد بن مثنى في تاريخه: مات سنة سبع ومائتين.
وفي كتاب القراب، والكلاباذي، والباجي عن البخاري: مات يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من المحرم سنة ثمان ببغداد.
وقال ابن قانع في كتاب الوفيات: ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في جملة الثقات قال: كنيته أبو وهب وقيل أبو محمد مات ببغداد ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من المحرم سنة ثمان، وخرج حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة الإسفراييني، وأبو علي الطوسي، والحاكم.
وقال الكلاباذي عن المقدسي: مات سنة ست وعن أحمد بن إبراهيم سنة سبع ومائتين.(7/265)
وفي كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ثقة مأمون.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات ذكر أنه صالح.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: هو ثقة قاله ابن نمير وغيره.
وكناه أبو حاتم الرازي في كتاب ابنه " الجرح والتعديل " - الذي هو [ق250/ب] عند طلبة الحديث أشهر من لامية الضليل: أبا حبيب فقال: عبد الله بن بكر بن حبيب أبو حبيب السهمي البصري.
وقال أبو زرعة فيما ذكره الباجي وابن خلفون وغيرهما: صالح الحديث.
وفي كتاب " الطبقات ": عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي من باهلة يكنى أبا وهب وكان ثقة صدوقا، مات ببغداد في المحرم سنة ثمان ومائتين.
والذي ذكره عند المزي في خلافة المأمون ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ثمان ومائتين لم أره فينظر والله أعلم.
2823 - (د س ق) عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني البصري.
في كتاب الجرح والتعديل عن الدارقطني: ثقة.(7/266)
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في جملة الثقات، وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
وفي كتاب ابن القطان: روى عن يوسف بن عبد الله بن الحارث ابن أخي محمد بن سيرين.
وفي كتاب ابن أبي حاتم روى عن عطاء بن أبي ميمونة وأخته.
وفي كتاب البخاري: روى عن الأعمش.
وفي الرواة جماعة يقال لهم عبد الله بن بكر منهم:
2824 - أبو نصر البزار.
سمع نيسابور أبا عمرو أحمد بن محمد الجنزوري وغيره.
2825 - وعبد الله بن بكر بن محمد بن الحسين أبو أحمد الطبراني.
سمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي وغيره ذكرهما الخطيب.
2826 - وعبد الله بن بكر حذلم الأسدي.
قيل إن لبكر صحبة. ذكره ابن عساكر. ذكرناهم للتمييز.
2827 - (ت ص) عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر.
خرج ابن حبان حديثه في مناقب الحسن في صحيحه، وحسنه الترمذي والطوسي.
2828 - (س ق) عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي أخو عبد الله وعمر والحارث.
ذكره ابن خلفون في الثقات: وقال: قال ابن عبد الرحيم عبد الله بن أبي(7/267)
بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ثقة.
وفي قول المزي: وقال معمر: عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر بن أمية بن خالد، وهو وهم نظر؛ لأن هذا القول يستنبطه هو من نفسه إنما هو فيما أرى - والله أعلم - كلام أحد رجلين إما أبو حاتم، وهو الأقرب أو البخاري ولم يذكر واحد منهما لفظة وهم. والذي في كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه: وروى معمر عن الزهري فقال: عن عبد الله بن أبي بكر بن أمية بن خالد ولا يصح.
وفي " تاريخ البخاري " وقال [ابن] وهب [عن] عبد الملك بن أبي بكر ولا يصح. وقال معمر عبد الله بن أبي بكر [بن] عبد الرحمن بن أمية [وخالد] ولا يصح.
وفي كتاب الزبير: أم عبد الله سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة.
ولما عدد ابن سعد بني أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ذكر فيهم عبد الرحمن بن أبي بكر قال: وأمه سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة قال: ومات وليس له عقب، وقد روى عنه ولم يذكر فيهم عبد الله.
فلا أدري أهو هذا فإن الزبير قد قدمنا عنه أن أمه سارة كما قال ابن سعد أو غيره والأظهر أنه هو ويكون اسمه اختلف فيه أو هو وهم من كاتب النسخة(7/268)
على أني استظهرت بنسخة أخرى فالله أعلم [ق251/أ].
2829 - (ع) عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أبو محمد الأنصاري ويقال أبو بكر المدني.
قال محمد بن سعد: ثقة كثير الحديث عالما توفي سنة خمس وثلاثين ويقال سنة ثلاثين ومائة وهو ابن سبعين سنة وليس له عقب، كذا ذكره المزي والذي في كتاب " الطبقات ": عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن حزم أمه فاطمة بنت عمارة بن عمرو بن حزم قال محمد بن عمر: توفي بالمدينة سنة خمس وثلاثين ومائة وهو ابن سبعين سنة وليس له عقب. قال محمد بن سعد: وقال غيره - يعني الهيثم بن عدي فيما ذكره عنه الكلاباذي - توفي عبد الله بن أبي بكر قبل ذلك سنة ثلاثين ومائة، وقد روى الزهري عن عبد الله بن أبي بكر، وكان لآل حزم حلقة في المسجد وكان ثقة كثير الحديث عالما.
فهذا كما ترى ابن سعد، لم يقل إنما نقله عن شيخه وعن غيره، وأما لفظه ويقال: فإنها ليست مذكورة عنده ألبتة والله أعلم.
وذكره ابن حبان في جملة الثقات، وخرج حديثه في صحيحه، وكذا أبو عوانة، وابن خزيمة، والطوسي.
وقال أحمد بن صالح: مدني تابعي ثقة.
وقال ابن عبد البر: كان من أهل العلم ثقة فقيها محدثا مأمونا حافظا، وهو حجة فيما نقل وحمل، وكان أبوه من جلة أهل المدينة وأشرافهم وكان له بها قدر وجلالة، وولى القضاء لعمر بن عبد العزيز أيام إمرته على المدينة، ولما ولي الخلافة ولاه أيضا، وكان له بنون منهم: محمد، وعبد الرحمن.(7/269)
وعبد الله. وكلهم قد روى عنه العلم وأجلهم عبد الله هذا وكانت له ابنة تسمى أمة الرحمن، وروى أشهب عن مالك قال أخبرني ابن [عروبة] أن ابن شهاب سأله من بالمدينة يفتي؟ فأجابه قال: ما فيهم مثل عبد الله بن أبي بكر، قال وما يمنعه أن يرتفع إلا مكان أبيه أنه حي.
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في الثقات زاد: وعبد الله وأبوه لم يزالا أهل بيت علم وكان أبو بكر واليا لسليمان.
وفي كتاب الصريفيني: مات سنة أربع وأربعين ومائة، وعن ابن الأثير سنة ست وثلاثين.
2830 - (خ د س) عبد الله بن ثعلبة بن صعير ويقال ابن أبي صعير العذري أبو محمد المدني الشاعر حليف ابن زهرة ويقال ثعلبة بن عبد الله بن صعير وأمه من بني زهرة مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ورأسه زمن الفتح.
كذا ذكره المزي وهو غير جيد لتقديمه الباطل على الحق قدم الشعر الذي هو باطل على الصحبة التي ذكرها وهي المزية العظمى ومثل هذا لا يجوز.
وقال ابن سعد: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه وصعير هو ابن عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن سلامان بن عدي بن صعير بن حزاز بن كاهل بن عذرة بن سعيد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة.
وفي تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي: ويقال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أيام الفتح.(7/270)
وقال أبو أحمد العسكري في كتاب " التصحيف ": روى عنه فقه وحديث كثير، وقال في كتاب الصحابة ذكر بعضهم أنه لحق النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية بكر بن وائل عن الزهري عن ثعلبة بن صغير عن أبيه وهو وهم قبيح والصحيح عبد الله بن ثعلبة عن أبيه. [ق251/ب].
وقال مسلم في الطبقات، والدارقطني في " المختلف والمؤتلف ": له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال عبد الغني بن سعيد: يعد في الصحابة، وقال ابن السكن: يقال له صحبة، وحديثه في صدقة الفطر مختلف فيه وصوابه مرسل وليس يذكر في شيء من الروايات الصحيحة سماع عبد الله من النبي ولا حضوره إياه.
ولما ذكره البخاري في فصل من مات من التسعين إلى المائة ذكر عن الزهري أنه قال: زعم أبو تميلة أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه عام الفتح.
وقال أبو عمر: ولد قبل الهجرة بأربع سنين.
وفي " المراسيل ": قال أبو حاتم: قد رأى عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير.
وذكره أبو جعفر الطبري فيمن مات بالمدينة وقال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ورآه.
وفي " تاريخ البخاري " وذكره في جملة الصحابة: وعبد الله بن ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وهو أشبه. إلا أن يكون عن أبيه وهو أشبه؛ فأما ثعلبة بن أبي صعير، فليس من هؤلاء إنما هو ثعلبة بن أبي مالك، وهذا عبد الله بن(7/271)
ثعلبة بن صعير، قال لي سعيد بن تليد عن ابن وهب عن مالك عن ابن شهاب أنه كان يجالس عبد الله بن ثعلبة بن صعير ليتعلم منه الأنساب، وغيره فسأله يوما عن مسألة من الفقه فقال: إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب انتهى. وفيه رد لقول المزي وفاته سنة سبع مصدرا بها نظر؛ لأن ابن عساكر لما ذكره من عند الواقدي قال: هذا وهم إنما هو سنة تسع.
وفي الصحابة آخر اسمه:
2831 - عبد الله بن ثعلبة بن حزمة البلوي.
شهد بدرا.
2832 - وعبد الله بن ثعلبة وهو أبو أمامة الحارثي.
[ذكره] العسكري وغيره في الصحابة - وذكرناهما للتمييز.
2833 - (س) عبد الله بن ثعلبة الحضرمي المصري.
قال ابن يونس: لم يرو عبد الله بن ثعلبة غير هذا الحديث يعني حديث: " من قبض في شيء منهن فهو شهيد " لا مقطوع ولا مسند ولا روى عنه إلا عبد الرحمن بن شريح ونسبه خولانيا حضرميا، ولا يجتمعان في نسب؛ لأن خولان اسمه: وكل بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريد بن زيد بن كهلان بن سبأ.
وحضرموت بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ، فعلى هذا إنما اجتماعهما في سبأ والله أعلم اللهم إلا أن يريد أنه سكن حضرموت التي هي في أقصى بلاد اليمن فلا خلاف.
ولهم شيخ آخر اسمه:(7/272)
2834 - عبد الله بن ثعلبة الحارثي.
روى عن: عبد الرحمن بن كعب بن مالك؛ روى عنه عبد الحميد بن جعفر في " مستدرك " الحاكم: أبي عبد الله، ذكرناه للتمييز.
2835 - (د ت) عبد الله بن جابر أبو حمزة ويقال أبو حازم.
قال البزار في مسنده: لا بأس به، وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": الدولي العبدي روى عن الضحاك.
وفي " رواية ابن أبي مريم ": عن يحيى بن معين: ثقة روى حديثا أو حديثين.
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات قال: ومما يقرب من سنة:
2836 - عبد الله بن جابر بن ربيعة.
الذي روى عنه أبو نعيم الفضل بن دكين المضعف عند يحيى، فيما رواه ابن أبي خيثمة عنه [ق252/أ].
2837 - وعبد الله بن جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي المدني.
روى عن أبيه.
2838 - وعبد الله بن جابر البياضي المدني.
روى عنه ابن أبي عائشة.
2839 - وعبد الله بن جابر الهمداني.
روى عنه إسماعيل بن أبي خالد [ذكرهما] ابن أبي حاتم.
2840 - وعبد الله بن جابر الحجري وقيل المعافري يكنى أبا عامر.
يحدث عن أبي ريحانة روى عنه الهيثم بن شفي وعبد الملك بن عبد الله الخولاني.(7/273)
2841 - وعبد الله بن جابر الأموي من الموالي أندلسي.
يروي عن ابن وهب وتوفي بسوسة سنة خمسين ومائتين، وفي موضع آخر سنة ست وخمسين. ذكرهما ابن يونس.
2842 - وعبد الله بن جابر بن عبد الله أبو محمد الطرسوسي البزار.
سمع أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر، وعبد الله بن يوسف التنيسي وزهير بن محمد.
2843 - وعبد الله بن جابر أبو مسلم من جلساء الوليد بن مسلم.
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري. ذكرهما ابن عساكر.
2844 - وعبد الله بن جابر.
قال العقيلي: بصري يخالف في حديثه. ذكرناهم للتمييز.
2845 - (س ق) عبد الله بن جبر بن عتيك الأنصاري المدني والد عبد الله بن عبد الله بن جبر.
ذكره أبو موسى المديني في جملة الصحابة قال: وسند حديثه مختلف فيه ذكرت عليه في غير هذا الموضع.
2846 - عبد الله بن جبير الخزاعي تابعي.
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وعن أبي الفيل. وعنه: سماك ولم يرو عنه غيره. قال أبو حاتم: شيخ مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات. هذا جميع ما ذكره به المزي وهو على عادته في النقل من غير أصل إذ لو كان من أصل لرأى في كتاب الثقات: روى عن أبي الفيل غير أن عبد الله بن جبير يعني هذا رأى رجلا من الصحابة روى عنه أهل الكوفة، فهذا كما ترى(7/274)
أبو حاتم ذكر رواية أهل الكوفة عنه وأقل ذلك اثنان أو ثلاثة وتأتي منه شيء آخر؛ وذلك أن أبا الفيل قيل له صحبة وكلامه يعطي ذلك، وأبو حاتم شهد لعبد الله أنه روى عن صحابي فيكون قد روى عن رجلين كما روى عنه رجلان.
وقال البخاري: روى عن أبي الفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم قاله لي محمد بن الصباح عن الوليد بن أبي ثور عن سماك ولا يعرف إلا بهذا ولا يعرف لأبي الفيل صحبة.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في كتاب الصحابة: عبد الله بن جبير الخزاعي أبو عبد الرحمن مختلف في صحبته.
ولما ذكره أبو عمر في " الاستيعاب " قال: يعد في الكوفيين وقد قيل إن حديثه مرسل وهو الذي يروي عن أبي الفيل.
وذكره ابن منده في الصحابة فيما ذكره ابن الأثير وأما أبو الفضائل الحسن بن محمد العمري البغدادي فإنه [ذكر] في جملة الصحابة الذين في صحبتهم نظر.
وقال أبو القاسم البغوي: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ويشك في سماعه وأما ابن قانع والباوردي فذكراه في الصحابة من غير تردد.
ولما ذكره العسكري في الصحابة قال: قال بعضهم لم يلحق وقد روى عن أبي الفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.(7/275)
ولما ذكره أبو أحمد في " الكامل " قال: وهو كما قال البخاري لا يعرف أبو الفيل إلا بحديث الرجم.
2847 - (ت ق) عبد الله بن أبي الجدعاء التميمي ويقال الكناني ويقال العبدي، عداده في أهل [ق 252 ب] البصرة وقيل إنه ابن أبي الحمساء، والصحيح أنه غيره.
كذا ذكره المزي معتقد المغايرة بين التميمي والعبدي، وليس كذلك لأن العبدي من تميم ". قال الرشاطي: ينسب إلى عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم.
وفي قوله أيضا ابن أبي الجدعاء نظر لما ذكره أبو أحمد العسكري الصحيح عبد الله بن الجدعاء.
ولما خرج الحاكم حديثه في كتاب الإيمان " ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم قال: وهذا حديث صحيح وإنما تركاه لما قدمنا ذكره من تفرد التابعي عن الصحابي قال: وعبد الله صحابي مشهور سكن مكة يخرج ذكره في المسانيد.
وفي كتاب الأزدي: كنيته أبو محمد سكن بيت المقدس تفرد عنه عبد الله بن شقيق، وبنحوه ذكره أبو صالح المؤذن وغيره.
وفي كتاب الصريفيني: أنه عامري من بني عامر بن صعصعة. وسيأتي ذكره بعد.
2848 - (د كن ق) عبد الله بن الجراح بن سعيد التميمي أبو محمد القهستاني.
ذكره أبو عبد الرحمن النسائي: في أسماء شيوخه.(7/276)
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": روى عنه النسائي، وكذا ذكره أبو القاسم في " النبل "، وأبو إسحاق الصريفيني وغيرهم.
وزعم المزي أنه لم يرو له في السنن فينظر.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
2849 - (ت) عبد الله بن جرهد الأسلمي.
ذكر المزي من عند البخاري الاختلاف في اسمه. هل هو عبد الله بن جرهد أو عبد الله سمع جرهدا وعبد الله سمع جرهدا أو عبد الله بن مسلم بن جرهد ولم يزد، وأغفل من عنده إن كان رآه ترجيح هذه الأقوال على غيرها، وهو قال محمد بن إسماعيل: وعبد الله بن مسلم أصح.
وفي قول المزي أيضا: ذكره ابن حبان في الثقات إغفال، وهو قوله: روى عنه ابن عقيل إن كان حفظه، وهو مشعر بترجيح ما قاله البخاري لكن عارضا في قولهما قول الشيخ شمس الدين الذهبي غفر الله له: عبد الله بن جرهد، وبعضهم يقول عن ابن عقيل عبد الله بن مسلم بن جرهد والأول أصح فهذا كما ترى [] لنا في قول البخاري ما جهل والله تعالى أعلم.
2850 - عبد الله بن أبي الجعد الأشجعي.
ذكره ابن حبان في الثقات روى عن ثوبان وجعيل كذا ذكره المزي وفيه نظر في موضعين.
الأول: كتاب الثقات - إن كان رآه وما أخاله إذ لو رآه حالة تصنيفه هذا الكتاب لوجد فيه ما عرى كتابه منه: واسم أبي الجعد رافع مولى غطفان أخو(7/277)
سالم وعبيد وزياد عداده في أهل الكوفة روى عنه يزيد بن أبي زياد.
الثاني: إطلاقه روايته عن ثوبان المشعرة عنده بالاتصال مردود بما في " تاريخ البخاري الكبير ": سمع جعيلا وعن ثوبان روى عنه يزيد بن أبي [زياد].
وفي كتاب " الإخوة " لأبي داود سليمان بن الأشعث: وهو أخو عمران ومسلم وكانوا ستة: اثنان شيعيان واثنان مرجئان واثنان خارجيان، وقال قوم أيضا: سوادة بن الجعد. وهشيم يقول: ابن الجعد.
وذكره ابن خلفون في الثقات.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم النيسابوري [ق 253/أ].
2851 - (ع) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أبو جعفر الهاشمي المدني.
ذكر أبو زكريا بن منده أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه وأسر إليه حديثا.
قال ابن حبان: كان يصفر لحيته وهو الذي يقال له: قطب السخاء وكان يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشر.
وقال ابن السكن: يقال كان سخيا لا يعطى شيئا إلا فرقه من ساعته فلما مات معاوية وابنه يزيد جفاه من بعدهما فدعا فما أتت عليه إلا أيام حتى مات أدركه أبو الزياد ويقال: توفي سنة اثنتين وثمانين.
وقال أبو نعيم الحافظ: بايع النبي صلى الله عليه وسلم هو وابن الزبير وهو ابن سبع سنين.
وقال المدائني وخليفة بن خياط: توفي سنة أربع وثمانين زاد خليفة: ويقال:(7/278)
سنة اثنتين وكان يخضب بالحناء.
وقال ابن نمير: توفي سنة ست وثمانين.
وقال ابن عبد البر: توفي سنة خمس وثمانين وكان جوادا كريما طريفا حليما عفيفا ولا يرى بسماع الغناء بأسا ويقولون: إن أجواد العرب في الإسلام عشرة: ابن جعفر وعبيد الله بن العباس وسعيد بن العاص، وعتاب بن ورقاء، وأسماء بن خارجة، وعكرمة الفياض، وابن معمر، وطلحة الطلحات، وابن أبي بكرة، وخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وليس فيهم كلهم أجود من ابن جعفر لم يكن مسلم يبلغ مبلغه في الجود.
وفي كتاب ابن الأثير عن الأصمعي قال: حدثني العمري أو غيره أن عبد الله بن جعفر أسلف الزبير بن العوم ألف ألف درهم فلما قتل الزبير قال عبد الله بن الزبير لابن جعفر: إني وجدت في كتب أبي أن له عليك ألف ألف درهم قال: هو صادق فاقبضها إذا شئت، ثم لقيه فقال: [وهبت] يا أبا جعفر المال لك أنت عليه فاختر إن شئت فهو له وإن كرهت ذلك فله فيه نظرة ما شئت وإن لم تر ذلك فبعني من ماله ما شئت فقال: أبيعك ولكني أقوم فقوم الأموال ثم أتاه فقال: أحب ألا يحضرني وإياك أحد قال: فانطلقا وأعطاه ابن الزبير مكانا خرابا وشيئا لا عمارة فيه وقومه عليه حتى إذا فرغ قال ابن جعفر لغلامه: ألق لي في هذا الموضع مصلى فألقى له في أغلظ موضع من تلك مصلى فصلى ركعتين وسجد يدعو فلما فرغ قال لغلامه: احفر موضع سجودي فحفر فإذا عين قد أنبطها فقال ابن الزبير: أقلني قال أما دعائي الذي أجابه الله تعالى فلا أقيلك، فصار ما أخذ ابن جعفر أعمر مما في يد ابن الزبير ولما توفي حمله أبان فما فارقه حتى وضعه بالبقيع وإن دموعه لتسيل(7/279)
على خديه وهو يقول: كنت والله خيرا لا شر فيك وكنت والله شريفا واصلا برا ورئي على قبره مكتوب وأجمع أهل الحجاز والبصرة والكوفة أنهم لم يسمعوا بيتين أحسن منهما وهما:
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه ... لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
تزيد بلى في كل يوم وليلة ... وتنسى كما تبلى وأنت حبيب
وقيل توفي سنة خمس وثمانين، وقيل كان عمره إحدى وقيل اثنتان وتسعون سنة.
وذكر الأصبهاني: أنه أول من اتخذ الغلمان والمماليك للغناء وعلمهم إياه. وفي كتاب الكلاباذي يقال [ق 253/ب] أنه عند وفاته صلى الله عليه وسلم بلغ العشرين.
وفي كتاب ابن سعد: من ولده جعفر وعلي، عون الأكبر ومحمد وعباس وحسين وعون الأصغر وأبو بكر ومحمد وصالح ويحيى وهارون وموسى وجعفر وحميد والحسين وجعفر وأبو سعيد وإسحاق وإسماعيل ومعاوية وقثم وعباس. ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله حين رآه يساوم بشاة فقال: اللهم بارك له في صفقته، وفي لفظ: في تجارته قال عبد الله فما بعت شيئا ولا اشتريت إلا بورك لي فيه وكان يتختم في يمينه وكان فوه قد خرب وسقطت أسنانه فكان يعمل له الثريد والشيء اللين فيأكله.
وفي كتاب العسكري: توفي وله سبعون، قاله مصعب، وقال بعضهم: ابن ثمانين قال أبو أحمد وهذا أشبه من قول مصعب لأن عام الجحاف سنة ثمانين لا شك فيه، وقال ابن عبد ربه: كان كاتبا لعلي بن أبي طالب.
وقال المرزباني في " المعجم ": له كنيتان أبو جعفر وأبو إسحاق وكان أجود(7/280)
الناس كفا وأسخاهم، وهو القائل لما كثر اللوم عليه في إنفاقه ماله:
لست أخشى خلة العدم ... لما نهمت الله في كرم
كل ما أنفقت يخلفه ... لي رب واسع النعم
وهو القائل في رواية عمر بن شبة:
ولا أقول نعم يوما فأتبعها بلا ... ولو ذهبت بالمال والولد
ولا اؤتمنت على سر فبحت به ... ولا مددت إلى غير الجميل يدي
وفي " تاريخ دمشق ": كنيته أبو محمد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جعفر أشبه خلقي وخلقي وأنت يا عبد الله أشبه خلق الله تعالى بأبيك " وقال له أيضا: " هنيئا لك خلقت من طينتي "، وقال عبد الملك بن مروان: سمعت أبي يقول: سمعت معاوية يقول: رجل بني هاشم عبد الله بن جعفر ولكل شرف لا والله ما سابقه أحد إلى شرف إلا سبقه وإنه لمن مشكاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لكأن المجد نازلا منزلا لا يبلغه أحد وعبد الله نازل وسطه.
وذكروا أن أعرابيا وقف على مروان بن الحكم أيام الموسم بالمدينة فسأله فقال: يا أعرابي ما عندنا ما نصلك به ولكن عليك بابن جعفر فأتى الأعرابي باب عبد الله فإذا ثقله قد سار نحو مكة وراحلته بالباب عليها متاعها وسيف معلق، فلما رأى الأعرابي عبد الله أنشأ يقول:
أبو جعفر من أهل بيت نبوة ... صلاتهم للمسلمين طهور
أبا جعفر إن [المسلمين] ترحلوا ... وليس لرحلي فاعلمن بعير
أبا جعفر ضن الأمير ماله ... وأنت على ما في يديك أمير
أبا جعفر يا ابن الشهيد الذي له ... جناحان في أعلى الجنان يطير
أبا جعفر ما مثلك اليوم أرتجي ... فلا تتركني في الفلاة أدور(7/281)
فقال: يا أعرابي سار الثقل فعليك بالراحلة وما عليها وإياك أن تخدع عن السيف فإني أخذته بألف دينار فقال الأعرابي [ق254/أ]:
حباني عبد الله نفسي فداؤه ... بأعيث موار سباط مشافره
وأبيض من ماء الحديد كأنه ... شهاب بدا والليل داج عساكره
فكل امرئ يرجو نوال ابن جعفر ... سيجزي باليمن واليسر طائره
فيا خير خلق الله نفسا ووالدا ... وأكرمه للجارحين يجاوزه
سامني بما أوليتني يا ابن جعفر ... وما شاكر عرفا كمن هو كافره
وذكر ابن ظفر في كتاب " نجباء الأبناء ": أن سفيان بن حرب دخل على أم حبيبة زوج النبي فوجد عندها عبد الله بن جعفر فقال لها: أي بنية من هذا الغلام الذي يتواضع كرما ويتألق شرفا ويتمنع حياء فقالت: من بطنة يا أبة [فقالت]: أما الشمائل بهاشمية؟ فقالت: نعم هو هاشمي من بطنة من بني هاشم فتأمله، ثم قال: إن لم يكن ولده جعفر فلست بسداد البطحاء [فقال]: هو ابن جعفر. فقال أبو سفيان: أما إن قابلت من خلف مثل هذا.
وقيل إن أبا بكر جاءه مال فقسم لأبناء المهاجرين وبدأ بأهل البيت وأراد أعرابي أن يدخل معهم إلى أبي بكر فمنع وجاء عبد الله بن جعفر وهو صبي فلما رآه أبو بكر بالباب قال مرحبا بابن الطيار ادخل، فسمعها الأعرابي فقبض على يد ابن جعفر وهو لا يعرفه إنما سمع كلمة الصديق فعلم أنه ممكن عنده وأنشأ يقول:
ألا هل أتى الطيار أنى مسجلا ... عن الورد والصديق يراد يسمع(7/282)
وما صران لم يأته ذاك فإنه ... نهوض تعب الخيار ندب سميدع
فقال له ابن جعفر: كن بمكانك ودخل فأعطاه الصديق ألف درهم فخرج فأعطاها للأعرابي.
وقال يعقوب بن سفيان: أمره علي بن أبي طالب يوم صفين، وكان الحسين بن علي يقول: علمنا ابن جعفر السخاء، وكتب إليه رجل رقعة ثم جعلها في ثنى وسادته التي يتكئ عليها فلما قلب عبد الله الوسادة وبصر بالرقعة قرأها وردها في موضعها وجعل مكانها خمسة آلاف دينار فجاء الرجل فقيل له: اقلب الرقعة وانظر ما تحتها فخذه فأخذ الرجل المال وقال:
زاد معروفك عندي عظما ... أنه عندك مستور حقير
تتناساه كأن لم تأته ... وهو عند الله مشهور كبير
زاد الزبير في ولده: صالحا الأكبر والعقب من ولده لعلي ومعاوية وإسحاق وإسماعيل بني عبد الله بن جعفر، وليس لسائر بني عبد الله ولد وقد انقرض ولد عبد الله إلا من هؤلاء الأربعة إلا ولد أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر.
وأخبار عبد الله بن جعفر كثيرة مذكورة في التواريخ الكبار اقتصرنا منها على هذه النبذة إيثارا للإيجاز.
2852 - (خت م 4) عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري المخرمي أبو محمد المدني ابن عم عبد الله بن محمد الزهري.
ذكره ابن سعد في الطبقات [ق 254/ب] الذي ذكر المزي لفظه من عنده وأغفل منه: كان كثير الحديث صالحا ذا علم ومروءة.
وقال ابن حبان: كان كثير الوهم في الأخبار حتى يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات فإذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنها مقلوبة فاستحق الترك.(7/283)
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك أبو علي الطوسي، وذكر أنه ثقة عند أهل الحديث، وأبو عبد الله بن البيع.
وفي رواية حنبل عن الإمام أحمد: ثقة ثقة.
وقال يعقوب بن شيبة في مسنده: رأيت أحمد بن حنبل ويحيى يناظران في ابن أبي ذئب والمخرمي فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب فقال له يحيى: المخرمي شيخ وفي لفظ: شويخ وليس عنده من الحديث بعض ما عند ابن أبي ذئب وقدمه على المخرمي تقديما كبيرا متفاوتا، قال يعقوب: فقلت لابن المديني بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ فقال: ابن أبي ذئب أحب إلي [من] ذلك صاحب حديث وإيش عند المخرمي من الحديث؟ والمخرمي ثقة.
وفي رواية الغلابي عن يحيى: المخرمي صويلح وسليمان بن بلال فوقه ولم يعب إلا بولايته السوق.
وفي رواية عبد الخالق بن منصور عنه: [المخزومي] ليس بشيء.
وقال عبد الرحمن بن يوسف وقال بكار بن قتيبة ثنا أبو المطرف ثنا عبد الله المخرمي: ثقة.
وقال محمد بن عمر في كتاب " التاريخ ": كان من ثقات محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن.
وقال البرقي في كتاب " الطبقات ": ثبت.
وقال مسعود عن الحاكم: عبد الله بن جعفر المخرمي ويقال المسوري ثقة مأمون وليس بابن جعفر المسكوت عنه.(7/284)
وقال الترمذي في جامعه: وعبد الله بن جعفر من ولد المسور مدني ثقة عند أهل الحديث، وقال في " العلل " عن محمد بن إسماعيل: عبد الله بن جعفر المخرمي صدوق ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب الثقات قال: وثقه ابن وضاح وغيره وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وذكره ابن شاهين في الثقات.
وفي " تاريخ دمشق ": قتل مع الحسين بن علي فمن ثم كره أهل المدينة أن يحدثوا عنه.
وقال العجلي: مدني ثقة.
2853 - (ع) عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقى [أبو عبد الرحمن] مولى آل عقبة بن أبي معيط.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة الإسفراييني، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي الطوسي.
وذكره ابن شاهين في الثقات.(7/285)
وقال العجلي: ثقة.
2854 - (ت ق) عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو جعفر المدني والد علي سكن البصرة.
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": قال صالح بن محمد سألت القواريري ليش أنكروا على عبد الله بن جعفر والد علي فذكر حديثا له عن عبد الله بن دينار أن ابن عمر اشترى جارية فلما كان في بعض الطريق أخذته الشهوة فدخل خربة فقضى حاجته وقال سليمان بن أيوب صاحب البصري: كنت عند ابن مهدي وعنده علي يسأله عن الشيوخ فكلما مر على شيخ لا يرضاه عبد الرحمن قال بيده فخط على رأس الشيخ حتى مر على أبيه فخط على رأسه فلما قمنا قلت: قد رأيت ما صنعت فاستغفر الله مما صنعت تخط على رأس أبيك قال فكيف أصنع بعبد الرحمن.
وفي " تاريخ بخارى " لغنجار: قال صالح بن محمد سمعت [ق255/أ] علي بن المديني يقول: أبي صدوق وهو أحب إلي من الدراوردي.
وفي كتاب الساجي، عن يحيى بن معين: كان من أهل الحديث ولكنه بلي في آخر عمره.
وقال أبو جعفر العقيلي: ضعيف.
وقال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير.
وقال أبو عبد الله الحاكم وأبو سعيد النقاش: حدث عن ابن دينار وسهيل بأحاديث موضوعة زاد أبو عبد الله: وحدثونا أن قتيبة بن سعيد قال: لما دخلت بغداد واجتمع الناس وفيهم أحمد بن حنبل وعلي قلت: ثنا عبد الله(7/286)
ابن جعفر فقام صبي من المجلس فقال: يا أبا رجاء ابنه عليه ساحظ حتى ترضى عنه.
وذكره البرقي في جملة الضعفاء، وفي موضع آخر في باب من نسب إلى الضعف ممن كتب حديثه وقال: قال سعيد بن منصور قدم عبد الله بن جعفر البصرة وكان حافظا قل ما رأيت من أهل المعرفة أحفظ منه وكان ابن مهدي يتكلم فيه.
وقال عبد الرحمن: لو صح لنا عبد الله لم نحتج إلى حديث مالك بن أنس.
وقال ابن حبان: مات بالبصرة سنة ثمان وسبعين ومائة في جمادى الأولى وله إحدى وسبعون سنة، وكان ممن يهم في الأخبار حتى يأتي بها مقلوبة، ويخطئ في الآثار كأنها معمولة. وقد سئل علي بن المديني عن أبيه فقال: سلوا: غيري فقالوا: سألناك فأطرق ثم رفع رأسه وقال هذا هو الدين أبي ضعيف، قال أبو حاتم وكتبنا نسخته وأكثرها لا أصول لها يطول ذكرها.
وفي كتاب ابن الجوزي قال الدارقطني: هو كثير المناكير.
وفي الكامل لابن عدي: قال علي بن المديني: وفي حديث الشيخ شيء قال أبو أحمد: وهذه الأحاديث التي أمليتها لابن جعفر عن ابن دينار عن ابن عمر كلها غير محفوظات لا يحدث بها عن ابن دينار غيره وكذا حديثه عن العلاء وسهيل.
وقال ابن خلفون: هو عندهم ضعيف وعند بعضهم متروك ذكره استطرادا في كتاب الثقات.
وفي كتاب الصريفيني: خرج الحاكم حديثه في كتابه المستدرك عن محمد بن محمد البغدادي عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عن علي بن المديني عن أبيه.(7/287)
وفي " تاريخ البخاري ": تكلم فيه يحيى.
2855 - (م د) عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي أبو محمد البصري، سكن بغداد.
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي: كان ثقة.
وخرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم.
وزعم صاحب " زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين " أنه روى عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه سبعة أحاديث.
وفي الرواة جماعة يسمون عبد الله بن جعفر منهم:
2856 - عبد الله بن جعفر أبو التاجر.
روى عن الإمام أحمد بن حنبل، ذكره الفراء في الطبقات.
2857 - وعبد الله بن جعفر بن فارس بن الفرج الأصبهاني أبو محمد.
يحدث عن أبي مسعود وهارون بن سليمان ومحمد بن عاصم ذكره ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين ".
2858 - وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن يحيى العسكري.
توفي ببغداد سنة ثمان ومائتين يروي عن أبي عبيد وغيره قاله مسلمة في كتاب " الصلة ".
2859 - وعبد الله بن جعفر بن عبيدة.
روى عن محمد بن مخلد.
2860 - وعبد الله بن جعفر المتوكل على الله.
توفي بالرصافة يوم الأحد لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين ومائتين.
2861 - وعبد الله بن جعفر بن محمد بن علي [ق 255/ب] أبو القاسم التغلبي عرف بابن وجه الشاه.
حدث عن عمرو بن علي الصيرفي وغيره.(7/288)
2862 - وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن حشيش أبو العباس الصيرفي.
سمع يعقوب الدورقي وأبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي.
2863 - وعبد الله بن جعفر بن درستويه أبو محمد الفارسي النحوي.
حدث عن يعقوب بن سفيان الفسوي، وعباس بن محمد الدوري وغيرهما.
2864 - وعبد الله بن جعفر بن زيد أبو القاسم الحرفي.
حدث عن يحيى بن محمد بن صاعد وغيره.
2865 - وعبد الله بن جعفر الكلوذاني.
روى عن خلف بن سالم [ذكره] الخطيب أبو بكر في تاريخ بلده.
2866 - وعبد الله بن جعفر بن محمد أبو محمد الخبازي الطبري الحافظ.
سمع بدمشق تمام بن محمد الداري وغيره.
2867 - وعبد الله بن جعفر أبو القاسم المالكي الضرير.
حدث عن أحمد بن إبراهيم البغدادي عرف بابن ذروان ذكرهما ابن عساكر.
2868 - وعبد الله بن جعفر بن محمد أبو بكر الخشاب من أهل أصبهان.
روى عن أبي مسرة وعلي بن عبد العزيز.
2869 - وعبد الله بن جعفر بن محمد بن مهران الدلال.
روى عن جعفر بن أحمد بن فارس ذكرهما أبو نعيم في " تاريخ أصبهان ". ذكرناهم للتمييز.(7/289)
2870 - (د) عبد الله بن أبي جعفر عيسى بن ماهان الرازي.
قال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة. زاد أبو حاتم صدوق كذا ذكره المزي، والذي في كتاب ابن أبي حاتم ومن خط ابن الخراز وغيره أنقل: سألت أبي عنه فقال: صدوق ثقة، وسئل أبو زرعة عنه فقال: صدوق.
وفي كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل: كان أحد الحكماء.
وفي قول المزي أيضا: ذكره ابن حبان في كتاب الثقات إغفال لقوله فيه لما ذكره في الثقات: حديثه من غير روايته عن أبيه.
وقال الساجي: فيه ضعف.
وقال ابن عدي: وكان مروزيا وكان متجره بالري فسكنها.
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات.
وفي كتاب الهذلي اسم أبي جعفر، عيسى بن سليمان وهو تميمي قاله ابن معين وروى [الحارث] عن عاصم بن أبي النجود.
وفي قول المزي:
2871 - عبد الله بن حاتم.
عن ابن مهدي كذا وقع في رواية ابن العبد عن أبي داود وعند ابن الأعرابي، وابن داسة، واللؤلؤي وغير واحد عن أبي داود " محمد بن حاتم " بدل عبد الله وهو الصواب نظر لأن نسختي من كتاب ابن العبد قديمة جدا وأقرت سماعاتها سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وفيها من غير كشط ولا إصلاح ولا تردد: محمد بن حاتم كما عند غيره والله تعالى أعلم.(7/290)
2872 - (د) عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي. جد دلهم بن الأسود.
عن عمه لقيط بن عامر: أنه خرج وافدا. . . الحديث، قاله عبد الرحمن بن عياش السمعي عن دلهم بن الأسود بن عبد الله عن أبيه عن جده، روى له أبو داود ولم أجد فيه عن جده وقيل عن دلهم عن أبيه ليس فيه عن أبيه.
كذا ذكره المزي ثم نقضه في كتابه " الأطراف " فقال زائدا على كتاب ابن عساكر حديث " قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم. . " الحديث وفي الأيمان والنذور عن الحسن بن إبراهيم بن حمزة عن عبد الملك بن عياش السمعي الأنصاري عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق عن أبيه عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر، قال دلهم: وحدثنيه أبي [ق 256/أ] أيضا الأسود بن عبد الله عن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافدا الحديث.
ثم قال: كذا وجدت هذا الحديث في باب " لغو اليمين " في نسخة ابن [كروس] بخطه من رواية ابن الإعرابي وفي أوله: ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي وأخشى أن يكون من زيادات ابن الأعرابي فإني لم أجده في باقي الروايات وقد وقع فيه وهم في غير موضع، رواه غير واحد عن الزبيري، عن الحزامي، عن ابن عياش، عن دلهم، عن أبيه، عن جده، عن عمه لقيط.
وعن دلهم عن أبيه، عن عاصم بن لقيط، عن لقيط، وتابعه إبراهيم الحزامي عن عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي. انتهى فهذا كما ترى جزم به أولا بأنه عند أبي داود وهنا نفاه فينظر والله تعالى أعلم.
2873 - (بخ) عبد الله بن الحارث بن أبزى مكي.
روى عن أمه رائطة خرج الحاكم حديثه في صحيحه.(7/291)
وفي معجم ابن قانع: أن أباها أعني رائطة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك قال: عذاب " ثم قال ابن قانع: وقال غيره غراب.
ونسبه أبو عمر بن عبد البر: قرشيا، وقال: لا أدري من أي قريش هو.
2874 - (د ت ق) عبد الله بن الحارث بن جزء أبو الحارث الزبيدي نزل مصر، وله صحبة.
وذكر البزار في مسند أبي بكر الصديق خارج المسند الكبير، وأبو جعفر الطبري في كتابه " [بهذا] الآثار " أن عبد الله هذا كان اسمه العاصي فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله.
وفي كتاب ابن منده: شهد بدرا وقيل قتل باليمامة قاله لي أبو سعيد بن يونس، قال ابن الأثير: في هذا نظر. انتهى. ليس هو بأبي [عورة] هذا القول قد قاله قبله الطبري وغيره والله تعالى أعلم.
وفي كتاب الصحابة لأبي نعيم: عبد الله بن الحارث جزء بن أبي مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك روى عنه دراج أبو السمح وسهل بن ثعلبة، وحبلة بن نافع، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
وزعم بعضهم أنه أبو سلمة عبد الله بن رافع فإن كان هذا صحيحا فلم يرو عن ابن جزء إلا أهل مصر، وكأن الأول غلط وأخوه لأمه اسمه: السناح ذكره أبو عبيد الله محمد بن الربيع المرادي الجيزي في كتاب " الصحابة " تأليفه.
وقال العسكري: من ساكني الشام نزل مصر.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: جزم برواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه، وعبد(7/292)
العزيز بن مليل، وجبلة بن نافع.
وفي تاريخ ابن يونس: وابنه الربيع بن عبد الله بن الحارث بن جزء.
وفي " الطبقات الكبير " لابن سعد قال: عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر قال رأيت على عبد الله بن الحارث عمامة حرقانية فسألناه ابن لهيعة عن الحرقانية فقال السوداء.
وفي " تاريخ الصحابة " لأبي بكر أحمد بن عبد الرحيم البرقي: أمه أم جميل بنت أبي وداعة السهمي.
وفي " معجم أبي القاسم الكبير ": روى عنه إبراهيم بن نشيط، وذكر الكندي: أنه مات بقرية يقال لها قرنقيل سنة ست وثمانين.
وذكره المرادي في جملة الأضراء من الصحابة، وأبو زكريا بن منده وعرفه بأنه آخر من مات من الصحابة بمصر [ق 256/ب].
2875 - (ع) عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أبو محمد المدني لقبه ببة.
قال ثعلب: [فقال] للرجل إذا كان ممتلئا نعمة وشبابا ببه، وقال غيره: هي كلمة يوصف بها الأحمق.
وقال ابن جني: ببه صوت من الأصوات سمي به هذا الرجل.
وأما قول الجوهري في " الصحاح ": ببه اسم جارية قال: لأنكحن ببة، جارية خدبة. فغير جيد لأن هذا قالته أم عبد الله في ابنها لا أنه في جارية.(7/293)
وقال عبد العزيز بن عبد الرحمن بن مهذب في كتابه " السبب إلى حصر كلام العرب ": ببة الأحمق الثقيل ولقب رجل ببة لكثرة تكريره الباء بشفته وهو طفل.
قال أبو نعيم الحافظ في كتابه " معرفة الصحابة " له ولأبيه صحبة وقيل إن له إدراكا ولأبيه صحبة.
وفي كتاب ابن الأثير: ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ويكنى أيضا أبا إسحاق.
وقال العسكري: توفي النبي وله سنتان.
ولما ذكره أبو عمر في جملة الصحابة قال: أجمعوا على أنه ثقة لم يختلفوا فيه.
وفي كتاب " الطبقات الكبير ": لما ولد أتت به أمه هند إلى أختها أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " من هذا يا أم حبيبة " قالت: هذا ابن عمك وابن أختي فتفل في فيه ودعا له "؛ وولد له عبد الله بن عبد الله ومحمد وإسحاق وعبيد الله وهو الأرجوان والفضل وأم الحكم وأم أبيها وزينب وأم سعيد وأم جعفر وعبد الرحمن وعوف وظريبة وخالدة وأم عون وهند، وكان ببة على مكة زمن عثمان قال محمد بن عمر: وكان ثقة كثير الحديث، وسمع من حذيفة. ولما أقره عبد الله بن الزبير على البصرة صعد المنبر ولم يزل يبايع لابن الزبير حتى نعس فجعل يبايعهم وهو نائم مادا يده فقال سحيم بن وثيل [الرياحي]: وفي " أخبار البصرة " لابن شبه قاله الفرزدق:(7/294)
بايعت أيقاظا وأوفيت بيعتي ... وببة قد بايعته وهو نائم
فلما كان بعد سنة عزله ابن الزبير.
وذكره أبو بكر الجعابي في كتاب من " حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه جميعا ".
وذكره أبو محمد بن حزم في " طبقات القراء " قال: أخذ القراءة عن ابن عباس، ومسلم: في الطبقة الثانية من المكيين.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة ثقة.
وفي قول المزي عن ابن حبان: دفن بالأبواء قال: وقال محمد بن سعد توفي بعمان، نظر، لإغفاله من عند ابن حبان ما زاده من عند غيره وهو: كان من فقهاء أهل المدينة وقد قيل إنه مات بعمان.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في الثقات.
وقال خليفة بن خياط: مات بعد الثمانين.
وفي " تاريخ دمشق ": عن يزيد بن أبي زياد كان عبد الله بن الحارث فقيها روى عنه قتادة وقيل قتادة عن أبي الخليل عنه.
وقال العجلي: تابعي ثقة.(7/295)
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثقة ظاهر الصلاح وله رضى في العامة أراده أشرف أهل البصرة على التسعف لصلاح البلد فعزل نفسه وقعد في منزله، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش من أجلة المسلمين.
وقال الهيثم بن عدي: مات في آخر ولاية الحجاج.
وقال أبو عبيدة توفي سنة ثلاث وثمانين.
وفي تاريخ ابن قانع: مات سنة ثنتين وستين وأنشد عمر بن شبه للطفيل [ق257/أ].
وبايعت أقواما فأوفيت ... بيعتي وبايعت عبد الله أهل المكارم
وفيت لكل إذا عقدت ولم يكن ... أمية لولا العهد عندي كهاشم
قال ابن شبة: وكان عبد الله بدينا وولي أربعة أشهر وتناول في عمله قال أربعين ألفا من بيت المال فلما تولى عمر بن عبد الله أخذه وحبسه وعذب مولى له حتى أغرمه إياه وقال له يزيد بن الشخير:
رأيتك لما استعملت أصبت من المال وأيقنت الدم فقال: إن تبعة المال أهون من تبعة الدم.
2876 - (ع) عبد الله بن الحارث الأنصاري أبو الوليد البصري نسيب محمد بن سيرين، ختنه على أخته.
ذكر ابن سعد في " الكبير " عبد الله بن الحارث بن محمد، ختن محمد بن سيرين، كان قليل الحديث وقال سليمان بن حرب: كان ابن عم سيرين نفسه.
وفي كتاب الصريفني: كان قرابة ابن سيرين قاله عمر بن سليم الباهلي وقيل: كان ابن عمه.
وذكر بعض المتأخرين من المصنفين: في طبقة من توفي في عشر التسعين.(7/296)
انتهى كلامه. وفيه نظر؛ لأن ابن سعد وغيره إنما ذكروه في طبقة من مات بعد ابن سيرين، بعد العشرين ومائة، ومنهم من جاوز به طبقة من مات بعد الأربعين، فينظر، والله تعالى أعلم.
وقال ابن خلفون: كان رجلا صالحا ثقة وهو زوج كريمة بنت سيرين.
2877 - (بخ م 4) عبد الله الحارث الزبيدي النجراني الكوفي المكتب.
قال البخاري: قال زائدة: البكري، وقال ابن عقدة: القيسي من بني قيس بن ثعلبة، كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين القيسي والبكري ولو شذا شيئا من علم النسب لعلم ألا مغايرة؛ لأن قيس بن ثعلبة هو ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل على هذا اتفق النسابون فيما أعلم، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه عمرو بن مرة وأثنى عليه خيرا.
ولما خرج الحاكم حديثه مصححا له قال: اتفقا على عبد الله بن الحارث النجراني.
وخرج أبو عوانة، وابن حبان حديثه في صحيحيهما.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: كان رجلا صالحا.
2878 - (س) عبد الله بن الحارث.
عن ثور بن يزيد وعنه أبو قدامة السرخسي لم يذكره المزي ولم ينبه على كونه تركه، وهو ثابت في الكمال، وعند الصريفيني، والله أعلم.
2879 - (د س) عبد الله بن حبيشي الخثعمي أبو قتيلة له صحبة.
روى عنه سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، وعبيد بن عمير، ومحمد بن جبير بن مطعم إن كان محفوظا. كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضوعين.
الأول: قوله في رواية محمد بن جبير عنه إن كانت محفوظة، وذلك أن ابن(7/297)
أبي حاتم لما ذكر الرواة عنه قال: ومحمد بن جبير بن مطعم في رواية أبي أسامة عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان، وروى أبو عاصم [بن عبيد الله بن يونس] عن ابن جريج عن ابن أبي سليمان عن سعيد بن محمد بن جبير ثم قال: سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلي، فهذا كما ترى الروايتان متكافئتان ليس في إحديهما زيادة ترجيح على الأخرى، بل لرواية محمد ترجيح على رواية سعيد؛ لما ذكره البغوي، فإنه لما ذكر رواية محمد عنه من جهة عثمان بن أبي سليمان قال: عثمان هو ابن محمد بن جبير، [ق257/ب] بن مطعم ثم قال: ولم يرو ابن حبشي عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا غير هذين فيما أعلم يعني: حديث من " قطع سدرة " - و " أي الأعمال أفضل "، فهذا كما ترى من أن عثمان بن محمد - والولد يحفظ رواية أبيه - بخلاف رواية أخيه لا سيما والطريق الموصلة لمحمد لا يقاس بها طريق سعيد لأن أبا [لسان] رواها عن ابن جريج، وطريق سعيد فيها من لا يعرف، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره أبو يعلى الموصلي في مسنده ذكر أن أبا التياح: قال: كان شيخا كبيرا، وذكر له حديث: " لما [تحدث] الشياطين على النبي صلى الله عليه وسلم قال له جبريل: قل: أعوذ بكلمات الله التامات. . . " الحديث، وفي هذا رد لقول البغوي لم يرد غير هذين الحديثين. وهذا ثالث.
النظر الثاني: تكنيته إياه بأبي قتيلة فكن منها على حذر، فإني لم أر من كناه مطلقا، لا قديما ولا متأخرا، ولم أر من تكنى بهذه الكنية سوى مرثد بن وداعة الحمصي، ولم أر في ذكره زيادة على أنه ممن نزل مكة - شرفها الله تعالى - ووصفه بذلك ابن سعد وغيره.(7/298)
وألزم الدارقطني الشيخين: الرواية، لصحة الطريق إليه.
2880 - (م ص) عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار الأسدي مولاهم الكوفي.
سئل الدارقطني عنه فقال فيما ذكر في كتاب " التعديل والتجريح ": هم ثلاثة عبد الله وعبيد الله وعبد السلام بنو حبيب بن أبي ثابت، وكلهم ثقات.
وفي " سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي " للدارقطني: وسألته عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، فقال: ثقة.
وقال البخاري عن علي بن المديني: له نحو عشرة أحاديث.
وخرج الحاكم، وأبو عوانة حديثه في " صحيحيهما ".
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: وثقه ابن نمير وغيره.
وذكر ابن شاهين في كتاب الثقات.
2881 - (ع) عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي القارئ.
ذكر المزي أنه لم يسمع من ابن مسعود، ولا من عثمان وذكر روايته عن عمر، المشعرة عنده بالاتصال انتهى.(7/299)
وفي تاريخ البخاري [والكلبي] لأبي أحمد الحاكم: سمع عليا وعثمان، وابن مسعود، زاد البخاري في فصل من مات من السبعين إلى الثمانين: وروى عن أبيه، ولما مروا بجنازته على أبي جحيفة قال: مستريح ومستراح منه.
وفي " المراسيل " لابن أبي حاتم. قال أبي: ليست تثبت روايته عن علي لا يذكر سماعا وعن شعبة: لم يسمع من عمر، وكذا قاله إسحاق عن يحيى.
وفي كتاب المنتجيلي: قال الفلاس: [والدي] كان مقرئا يحمل عنه الفقه وكان يبدأ بأهل السوق إذا قرأ وقال: جاءني أبي يسوقني إلى جمعة بالمدائن من رأس فرسخين، فدخلنا وحذيفة يخطب الناس.
وفي " الطبقات " لابن سعد: قال أبو عبد الرحمن أخذنا هذا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم: كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يتجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن فكانوا يتعلمون القرآن والعمل به.
وقال إسماعيل بن أبي خالد: كان أبو عبد الرحمن يقرأ عشرين آية بالغداة وعشرين آية بالعشي ويخبرهم بموضع العشر والخمس، ورد على عمرو بن حريث شيئا أرسله لأجل تعليم ابنه القرآن، وقال: إنا لا نأخذ على كتاب الله أجرا، وقال تعلمت القرآن من أبي.
أنبا الفضل بن دكين ثنا عبد السلام بن حرب عن عطاء بن السائب قال: [ق258/أ] دخلت على أبي عبد الرحمن، وقد كوى غلاما له فقلت له: تكوي غلامك قال: وما يمنعني وقد سمعت عبد الله بن مسعود يقول: إن(7/300)
شاء الله عز وجل ولم ينزل داء إلا أنزل له شفاء وكان يقضي في مسجده، وقال [عبد الله] بن عمر: كان ثقة كثير الحديث.
قال ابن سعد: قال محمد بن عمر وغيره: توفي في ولاية بشر بن مروان، أترى المزي قال: قال ابن سعد فذكر زمانه وهو كما ترى إنما نقلها عن أشياخه، فينظر.
وقال ابن منجويه، والخطيب، والعجلي، وأبو داود، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو أحمد الحاكم: هو أخو خرشة بن حبيب، وفي كتاب الكلاباذي: خرشة أخوه لأمه.
وفي " طبقات القراء " للداني: عبد الله بن حبيب بن النعمان أخذ القراءة عرضا عن عثمان وعلي وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، وأخذ القراءة عنه عرضا يحيى بن ثابت وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى ومحمد بن أبي أيوب وأبو عون الثقفي والحسن والحسين، ويقال إنه: كان يعلمهما.
وفي كتاب " الكنى " للنسائي عن أبي الأحوص في عبد الله بن حبيب قال: خذوا عنه أو منه فإنه فقيه.
وفي " الكنى " للدولابي: أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عمر قال: أبو عبد الرحمن [السلمي] شهد مع علي صفين، ثم صار بعد(7/301)
ذلك عثمانيا يعب أمر علي، وهلك في سلطان الوليد بن [عبد البر] وكان من أصحاب عبد الله بن مسعود.
وفي كتاب " الاستغناء " لأبي عمر بن عبد البر: هو عند جميعهم ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في جملة الثقات قال: كان رجلا صالحا فاضلا، وثقه ابن نمير وابن عبد [البر]، ولما ذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل الكوفة قرنه بأخيه خرشة بن حبيب.
2882 - (س) عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي أبو حذافة السهمي [رسول] رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وهو القائل: من أبي؟ قال " أبوك حذافة ".
كذا ذكره المزي وفي كتاب الصحابة للعسكري: قال أبو اليقظان: الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم من أبي: قيس بن حذافة قال مقاتل في " تفسيره ": وكان ابن حذافة يطعن في نسبه وبعثه عليه السلام إلى كسرى. والمنذر، وكذا قاله خليفة بن خياط وكان قيس بن عدي جد عبد الله من سادات قريش، روي أن عبد المطلب بن هاشم كان ينقذ ابنه عبد الله بن عبد المطلب وهو صغير ويقول:
يا أبا نبي يا أبا نبي ... كأنه في العز قيس بن عدي(7/302)
وكانت الحكومة في الجاهلية إلى الحارث بن قيس بن عدي في الأموال المحجرة، وهي الأموال التي يسمونها لآلهتهم.
وفي " الطبقات ": هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، في رواية ابن إسحاق ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة، ولا أبو معشر، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أخنت أم حذافة، وقال محمد بن عمر: لم يشهد عبد الله بدرا.
وقال البخاري: عبد الله بن حذافة أبو حذافة السهمي كناه الزهري، لا يصح حديثه. حديثه مرسل.
وقال ابن عدي: يعني حديث [بردن] في أهل منى: أنها أيام طعم وشرب، وذكر الله تعالى.
وفي تاريخ ابن يونس: شهد فتح مصر واحتط بها، وتوفي بها، وقبر في مقبرتها، ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين.
وفي " معرفة الصحابة " [ق 258/ب] للحافظ أبي نعيم، الذي أوهم المزي رؤية كلامه بنقل وفاته من عنده لم يذكره عروة ولا ابن شهاب ولا ابن إسحاق في البدريين، وقال ابن إسحاق هو من مهاجرة الحبشة ولم يتابع عليه.
ولما ذكر أبو عبيد الله محمد بن [البيع] الجيزي المصري يقول من قال: توفي(7/303)
بمصر قال: قال يحيى بن عثمان: هذا وهم - إنما هو خارجة بن حذافة الذي ضرب في قبلة المسجد، وقال الضارب أردت عمرا وأراد الله خارجة.
وفي كتاب الصحابة للبرقي: مختلف فيه أكان من أهل بدر أم لا وهو عندنا في الحديث من أهل بدر، والذي حفظ عنه ثلاثة أحاديث ليست بصحيحة الاتصال.
وفي " تاريخ دمشق " عن الزهري شكى عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صاحب مزاح وباطل. فقال - عليه السلام - " اتركوه فإن له بطانة تحب الله ورسوله ".
وذكره أبو عروبة فيمن قدم من الحبشة بعد بدر وأن صاحب فلسطين أراده على الكفر فأبى فجعله في بيت، ومعه خمر ولحم خنزير وطين عليه ثم فتح عليه بعد ثلاث فوجد لم يذق شيئا من ذلك، فسئل فقال: علمت أنه مباح لي للضرورة، ولكن أهبت أن أشمتنك بالإسلام.
2883 - (4) عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد الهاشمي المدني.
قال ابن حبان لما ذكره في جملة " الثقات " الذين رووا عن التابعين: مات في حبس أبي جعفر بالهاشمية.
وفي " الطبقات " قال محمد بن عمر: فأخبرني حفص بن عمر قال: قدم [عبد الله] بن حسن على أبي العباس [بالأخبار] فأكرمه وحباه وقربه وأدناه وصنع به شيئا لم يصنعه بأحد، فسمر معه ليلة إلى نصف الليل، فدعا أبو(7/304)
العباس بسفط جوهر، ففتحه فقال: هذا والله يا أبا محمد ما وصل إلي من الجوهر الذي كان بيدي بني أمية، ثم قاسمه إياه فأعطاه نصفه وبعث أبو العباس بالنصف الآخر إلى امرأته أم سلمة، ثم تحدثا ساعة ونعس أبو العباس فخفق برأسه فأنشأ عبد الله مستمثلا:
ألم تر حوشبا أمسى يبني ... قصور نفعها لبني بقيلة
يؤمل أن يعمر عمر نوح ... وأمر الله يحدث كل ليلة
قال: فانتبه أبو العباس ففهم ما قال فقال: يا أبا محمد تمثل بهذا عندي وقد رأيت صنعي بك، وأني لم أدخرك شيئا، فقال: يا أمير المؤمنين هفوة كانت مني وما أردت بها والله سوءا، زاد في " ربيع الأبرار ": فقال: لا يألني الله تعالى إن مت في عسكري فأخرجه إلى المدينة وتمثل:
أزيد خانة زيد فتلى ... غدرا في خليلك من يرادد
وكلم فيه أبو جعفر فقال والله لا نجفه سواه وهو يكلمني فيه.
وقال أبو أحمد الحاكم: مات قبل الهزيمة بقليل.
وقال المرزباني: هو شيخ بني هاشم وأقعدهم نسبا وأعظمهم خطرا وأعلاهم سنا وقدرا وهو القائل:
أنس غرائر ما هممن بريبة ... كظباء مكة صيدهن حرام
تحسبن من لين الحديث ذوائبا ... ويصدهن عن الخنا الإسلام
[ق 259/أ] وفي " تاريخ ابن عساكر ": قدم وهو شاب على سليمان بن عبد الملك، فكان يختلف إلى عمر بن عبد العزيز، ليستعين به على سليمان في حوائجه فقال له عمر: إن رأيت أن لا تقف ببابي إلا في الساعة التي ترى أن يؤذن فيها فعلت فإني أكره أن تقف ببابي فلا يؤذن لك، فجاءه ذات يوم فقال: إن أمير المؤمنين قد بلغه إن في العسكر مطعونا فالحق بأهلك [آمن] بك،(7/305)
وفي رواية: إنك لن تغنم أهلك شيئا خيرا من نفسك. فرجع وأتبعه حوائجه.
وقال مالك وسئل عن السدل فقال: لا بأس به قد رأيت من يوثق به، وفي رواية يرضى فعله يفعل ذلك. فسئل من هو؟ فقال: عبد الله بن حسن بن حسن.
وسئل عبد الله بن أبي بكر وعمر فقال: صلى الله عليهما، ولا صلى على من لم يصل عليهما، وفي موضع آخر: إن رجلا يسبهما ليست له توبة.
وفي موضع آخر: والله لا يقبل الله توبته.
وسئل يوما في أهل قبلتنا كفار؟ قال: نعم. الرافضة، قال لرجل من الرافضة: والله إن قتلك لقربة، لولا حق الجوار وقال الزبير بن بكار توفي بالهاشمية سنة خمس وأربعين.
وفي قول المزي: مات ببغداد نظر، لما ذكره أبو بكر الخطيب فإنه لما ذكر قول من قال: مات ببغداد قال: هذا وهم إنما مات بالكوفة، وكذا ذكره ابن عساكر وغيره، وهذان الكتابان هما عمدة المزي، فلا أقل من أن ينقل ما فيهما، والله أعلم.
وقال البرقاني: قلت له - يعني للدارقطني - روى عبد الله بن حسن عن أمه عن جدته، فقال: أمه فاطمة بنت حسين وجدته فاطمة الكبرى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تسمع أمه منها ويخرج الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: كان جليلا رفيع القدر ثقة، قاله أحمد بن صالح العجلي، وابن عبد الرحيم وغيرهما.
وقال أبو الفرج الأموي في " تاريخه الكبير ": كان شيخ أهله وسيد من ساداتهم، ومقدما فيهم فضلا وعلما ودينا.(7/306)
وقال مصعب الزبيري: انتهى كل حسن إلى عبد الله بن حسن، كان يقال: من أحسن الناس؟ فيقال: عبد الله بن حسن، ويقال: من أفضل الناس؟ فيقال: عبد الله بن حسن، وكان يقول: أنا أقرب الناس من النبي صلى الله عليه وسلم ولدني مرتين وهو أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين، وقال بعضهم: رأيت عبد الله فقلت: هذا والله سيد الناس، كان مكتسبا نورا من فوقه إلى قدمه، ولما رآه منظور بن زبان، وهو صغير قال لأمه: أنجبت وليدا هذا ليث غاد ومعدو عليه، ولما غمز عمر بن عبد العزيز عليه. سئل لم فعلت هذا؟ قال: أرجو بها شفاعة جده.
وفي " سؤالات مسعود للحاكم ": هو زاهد آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مات بالقادسية، وهو بها مدفون، وله بها آيات تذكر، وهو أعز أهل البيت حديثا.
2884 - (بخ ق) عبد الله بن الحسين بن عطاء بن يسار الهلالي المدني مولى ميمونة.
خرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في " صحيحه ".
وقال البخاري في " التاريخ الكبير ": فيه نظر.
2885 - (4) عبد الله بن الحسين الأزدي أبو حريز البصري قاضي سجستان.
قال الجوزجاني: غير محمود في الحديث.
وفي " سؤالات البرقاني " للدار قطني: يعتبر به.(7/307)
وذكره العقيلي في جملة الضعفاء، وقال الساجي: روى عنه سعيد وهو حسن الحديث [ق259ب] قاله أحمد بن حنبل.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": ليس هذا بأبي حريز مولى للزهري ذاك واه وهذا صدوق.
وقال سعيد بن أبي مريم: كان صاحب قيان وليس في الحديث بشيء.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم.
وفي كتاب ابن ماكولا: وابنه حريز بن أبي حريز كان من مشايخ الشيعة وقال أبو عبد الرحمن النسوي في كتابه " الكنى ": أبو حريز عبد الله بن الحسين ليس بالقوي.
وفي كتاب ابن عدي: عن عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول: أبو حريز حديثه حديث منكر، روى عن معتمر عن فضيل عنه أحاديث مناكير.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
2886 - (4) عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص أبو بكر.
خرج البستي حديثه في " صحيحه " وكذا أبو عوانة، والحاكم، والدارمي، وابن الجارود.
وقال [عمر] في كتابه " الاستغناء ": قيل: اسمه كنيته، وكان من أهل العلم والثقة. أجمعوا على ذلك.(7/308)
وقال العجلي: ثقة.
2887 - (س) عبد الله بن حفص.
عن يعلى بن مرة في " النهي عن الخلوق " وعنه عطاء بن السائب قاله ابن عيينة، وموسى بن أعين ومحمد بن فضيل عن عطاء، وذكره ابن حبان في " الثقات " كذا ذكره المزي، والذي في كتاب " الثقات " فيما رأيت في عدة نسخ: عبد الله بن حفص عن عبد الله بن مرة روى عنه عطاء بن السائب، فلا أدري أهو هو أم غيره؟ والله تعالى أعلم.
وفي قوله أيضا: قاله ابن عيينة ومحمد بن فضيل عن عطاء نظر؛ لأن ابن فضيل لم يذكر عن عطاء عنه إلا قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تمثلوا بعبادي " يبين لك ذلك بما ذكره البخاري في " تاريخه الكبير ": عبد الله بن حفص عن يعلى بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تمثلوا بعبادي " قاله: محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حفص، وروى ابن عيينة عن عطاء عن عبد الله بن حفص عن يعلى عن النبي صلى الله عليه وسلم " في الخلوق "، فهذا كما ترى شيخ المحدثين فصل بين الواوين والحديثين وبينه بيانا لا إشكال فيه، ولا مرية تعتريه.
وفي " رافع الارتياب " للخطيب: روى حديث الخلوق: عبد بن حميد عن عطاء فقال عبد الله بن حفص، وروى معمر عن عطاء بن عبد الله بن حفص، وكذا قاله محمد بن فضيل عن عطاء.
2888 - (د ت ق) عبد الله بن الحكم بن أبي زياد سليمان أبو عبد الرحمن القطواني نسبة إلى قرية على باب الكوفة.
خرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه ".(7/309)
وقال المزي: قال مطين: مات سنة خمس وخمسين ومائتين انتهى كلامه.
وفيه نظر؛ لإغفاله إن كان نقله من أصل " التاريخ ": في ذي القعدة لا يخضب لاحتياجه إليها ولأنه لم يذكرها من عند غيره.
وزعم المزي أنه نقل كلام ابن أبي حاتم فيه من أنه لم يسمع منه لاستنارة، وأغفل منه إن كان نقله من أصله: وكان ثقة.
2889 - عبد الله بن حماد بن أيوب بن موسى وقيل: ابن الطفيل أبو عبد الرحمن الآملي.
[ق 260/أ] من آمل تقدم ذكره في عبد الله بن أبي.
2890 - (خت م د س) عبد الله بن حمران بن عبد الله بن حمران بن أبان القرشي مولاهم أبو عبد الرحمن البصري.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات بعد المائتين.
وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه " وكذا أستاذه ابن خزيمة روى عن بندار عنه، وأبو عوانة الإسفرائيني، والحاكم أبو عبد الله.
وقال البخاري في " التاريخ الكبير ": حسبته مولى عثمان بن عفان.
وفي " تاريخ أصبهان " لابن مردويه: روى عنه ابنه الحسين بن عبد الله بن حمران.
وفي " سؤالات الحاكم " الكبرى للدارقطني، وكتاب " الجرح والتعديل " عنه: عبد الله بن حمران. ثقة.(7/310)
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
ولما ذكره ابن شاهين في " الثقات " قال: شيخ ثقة مبرز.
2891 - (د) عبد الله بن أبي الحمساء العامري عامر بن صعصعة ويقال: إنه ابن أبي الجدعاء والصحيح أنه غيره.
كذا ذكره المزي تابعا صاحب " الكمال " [وتبع الغني] تبع في ذلك ابن عساكر، وفيه نظر؛ لأن ابن أبي الحمساء غير ابن أبي الجدعاء، كذا هو مفرق بينهما في كتب جميع من صنف في الصحابة والأنساب، ويذكرون لابن أبي الحمساء حديث " المبايعة " المذكور في كتاب المزي ويذكرون للثاني ثلاثة أحاديث وينسبونه تميميا، وقيل من بني كنانة وقيل عبدي فيما ذكره الطبراني، وابن عبد البر.
وفي كتاب ابن قانع: الحمساء وقيل الحسناء.
وفي كتاب " الصحابة " للبغوي: ابن أبي الحمساء وقيل ابن الحمساء.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي الفتح الأزدي الموصلي: كنى ابن أبي الجدعاء أبا محمد ووصفه بسكنى بيت المقدس.(7/311)
وألزم أبو الحسن الدارقطني الشيخين الرواية عنه لصحة الطريق إليه.
وقال ابن الفرضي في كتاب " الألقاب ": له ميسرة الفجر هو عبد الله بن أبي الجدعاء، عداده في البصريين أنبأنا محمد بن يحيى القاضي ثنا بكر بن عبد الرحمن الخلال ثنا أحمد بن داود المكي، قال ابن عائشة: عبد الله بن أبي الجدعاء هو ميسرة الفجر.
ولما فرق بينهما مسلم في " الوحدان " قال: تفرد عنهما بالرواية عبد الله بن شقيق.
2892 - (ت) عبد الله بن حنطب بن الحارث المخزومي والد المطلب عداده في الصحابة وقيل لا صحبة له.
وقال الترمذي في حديثه: مرسل. عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين.
الأول: كأنه اعتمد في صحبته على قول الترمذي إذ لم ير أحدا نص عليها، إنما رأى من ذكره في كتب الصحابة من غير نص عليها، ولو رأى كتاب ابن أبي حاتم حالة وضعه هذا لما أضرب عنه، فإنه لما ذكره قال: عبد الله بن حنطب له صحبة.
وقال ابن عبد البر: له صحبة وحديثه في فضائل أبي بكر وعمر مضطرب الإسناد لا يثبت.
وذكره ابن حبان في كتاب " الصحابة " الذين شرط أن لا يذكر إلا من روى وصحت لديه صحبته.(7/312)
ولما خرج البخاري حديثه صحح له إسناده.
الثاني: في قوله: عبد الله بن حنطب، وإنما هو عبد الله بن عبد المطلب بن حنطب، حنطب [ق 260/ب] جده، لا أبوه نص على ذلك: هشام بن محمد بن السائب الكلبي في كتاب " الجامع " و " الجمهرة "، والزبير بن أبي بكر، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والبلاذري والعسكري، والرشاطي، وابن دريد وابن سعد وغيرهم.
2893 - (د) عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب من بني ضبيعة بن زيد بن أمية.
كذا ذكره المزي، وأبى ذلك أبو أحمد العسكري، فذكره في بني مرة بن مالك بن الأوس، وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي: رأى عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه.
وقال أبو عمر بن عبد البر: خيرا فاضلا مقدما في الأنصار وأحاديثه عندي مرسلة.
وقال إبراهيم الحربي: ليست له صحبة.
وفي تاريخ البخاري عنه: قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوضوء عند كل صلاة.
وقال ابن سعد: أمه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، ومن ولده حنظلة بن عبد الله وأنس وفاطمة وسلمى وسليمان وعمر وأمة الله وسويد ومعمر وعبد الله، والحر ومحمد وأم سلمة وأم حبيب وأم القاسم وقريبة وأم(7/313)
عبد الله، وكان حنظلة لما أراد الخروج إلى أحد وقع على امرأته فعلقت بعبد الله في شوال على رأس اثنتين وثلاثين شهرا من الهجرة ولدته أمه بعد ذلك بتسعة أشهر، وذكر بعضهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وكان يصوم الدهر، وما رئي رافعا رأسه إلى السماء إخباتا، ولما رآه مروان بن الحكم مقتولا قد مد إصبعه السبابة قال: أما والله لئن نصبتها ميتا، لطالما نصبتها حيا.
وفي " تاريخ ابن عساكر " قال أبو [عيسى] الترمذي: ذكرت لأحمد بن حنبل حديث أبي حنظلة: نظرت النبي على ناقته بطرف لا ضرب ولا طرد. فقال الشيخ: يعني راويه ثقة والحديث غريب، وذكر الواقدي أن حنظلة دخل بجميلة في الليلة التي في صبيحتها أحد، واستأذن النبي أن يبيت عندها فأذن له، فكان معها فلما أصبحت أشهدت عليه أربعة أنه دخل بها، لمنام رأته فحملت تلك الليلة بعبد الله، قال ابن عساكر والمحفوظ في كنيته، أبو عبد الرحمن قال: ولم يكن له فراش ينام عليه إنما كان يلقى نفسه إذا عيا توسد برداه وذراعه ثم هجع شيئا.
2894 - (ع) عبد الله بن حنين القرشي الهاشمي والد إبراهيم مولى العباس.
وقال محمد بن سعد: ويقال: مولى علي بن أبي طالب، ويقال: حنين(7/314)
مولى مثقب، ومثقب مولى مسحل، ومسحل مولى شماس، وشماس مولى العباس.
كذا ذكره المزي وهو يعلمك أنه ما ينقل من أصل ابن سعد إذ لو نقل من أصل ابن سعد لرأى أنه لم يذكر ولاءه لعلي بن أبي طالب في ورد ولا صدر، وذلك أنه قال: عبد الله بن حنين مولى العباس بن عبد المطلب، وله بقية وعقب بالمدينة، وكان ابنه إبراهيم من رواة العلم، وهم يقولون: نحن موالي العباس ينتمون إلى ذلك إلى اليوم، ويقال: كان حنين مولى مثقب، ومثقب مولى مسحل، ومسحل مولى شماس، وشماس مولى عباس، وكان عبد الله قليل الحديث.
فهذا ما ترى لم يذكر ابن سعد عليا ولا يقارب ذلك، وإنما تبع المزي في ذلك ابن سرور حذو القذة بالقذة.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في " الثقات " وأغفل قوله: الصحيح إنه مولى مثقب، ومات في ولاية يزيد بن عبد الملك، وخرج حديثه في صحيحه.
وقال العجلي: ثقة، وذكره ابن خلفون في الثقات [ق261/أ].
2895 - عبد الله بن حوالة أبو حوالة الأزدي وقيل: أبو محمد. له صحبة.
انتهى. أبو حوالة هو الصحيح روى عنه زغب بن فلان الأزدي كذا ورد في رواية أبي بكر بن أبي شيبة، وقال عبد الغني بن سعيد المصري: وأما حولي بالحاء غير معجمة فهو عبد الله بن حولي وهو ابن حوالة وقال ابن ماكولا: يقال: هو ابن حوالة.(7/315)
وقال أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ": توفي بالشام سنة ثمانين، وكان قدم مع مروان بن الحكم، كذا رأيته في عدة نسخ، وكذا نقله عنه أيضا ابن عساكر.
وأما أبو عمر بن عبد البر، وابن الأثير فلم يذكرا غير الثمانين.
وقال ابن حبان: قال بعضهم الأردني نسبة إلى الأردن سكنه.
قال أبو عمر: نسبه الواقدي في بني عامر بن لؤي وقال الهيثم هو من الأزد وهو الأشهر، ويشبه أن يكون حليفا لبني عامر.
وقال محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي: دخل مصر وشهد فتحها وقد تقدم ذكره في ترجمة عبد الله بن أنيس رضي الله عنهما.
2896 - (د ت س) عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت السلمي أبو صالح البصري أمير خراسان.
يقال: له صحبة، قال الحاكم أبو عبد الله: تواترت الروايات بورود عبد الله بن خازم نيسابور، وعقد ولاية ابن عامر له على نيسابور، ثم خروجه من نيسابور ثم خروجه من نيسابور إلى بخارى مع سعيد بن عثمان، وانصرافه إلى نيسابور ونزوله جوين إلى أن أعقب بها وفي أعقابه إلى أن الآن بقية وهم الخازمون وقد رأيت جماعة من مشايخهم فيهم ولاة ودهاقين.
وقال السلامي في كتابه " تاريخ أمراء خراسان ": عمه عروة ابن أسماء قتل(7/316)
شهيدا يوم " بئر معونة " وعمته دجاجة بنت أسماء أم عبد الله بن عامر بن كريز، وكان خازم خال ابن عامر، وعبد الله بن خازم ابن خالة عثمان بن عفان، وكانت سناء بنت أسماء عمة ابن خازم، تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم فلما سمعت بذلك ماتت فرحا قال: وكان سلم بن زياد على خراسان فولاها عرفجة وانصرف إلى العراق وشخص مع سلم، عبد الله بن خازم، وسأله عهدا على خراسان فكتب له في أسفل جراب فانصرف عنه ابن خازم ووافى مرو فقاتله عرفجة فقتله ابن خازم، ثم وقع الاختلاف بين المضربة بخراسان ووقعت فتنة ابن الزبير، فبعث ابن خازن بيعته إليه ودعا إلى طاعته، ووقعت بينه وبين المضربة حروب، فتقل محمد ابنه بهراة، وكان واليها فقتل ابن خازم منهم جماعة وتمثل بقول ابن الحمام:
يقلص هاما من رجال أغرة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما
فكتب إليه عبد الملك يدعوه إلى طاعته على أن يوليه خراسان عشر سنين فلم يقبل ذلك، ولم يهل على ابن الزبير وقال:
أعيش زبيري الحياة وإن أمت ... فإني موص هامتي بالتربر
فلما قتل مصعب بعث عبد الملك برأسه إلى ابن خازم فغلسه ابن خازم وصلى عليه قال الشعبي: أخطأ في ذلك فإن الرأس لا يصلى عليه ثم واقع ابن خازم بجير بن ورقاء التميمي [ق261/ب] في بعض قرى طوير فلما لبس ابن خازم ثيابه كانت معه عمامته وقعت إليه من آل الزبير يقال: إنها كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن وضعها على الأرض قط فسقطت تلك العمامة من رأسه إلى التراب، فنظر لها وكان وكيع بن عميرة المعروف بابن الدورقية مع بجير، وكان ابن خازم قتل أخاه ذويلة من أمه، فحمل عليه بجير بن ورقاء، وعامر بن عبد العزيز الجشمي، ووكيع فصرعوه فلما علاه وكيع قال له: ويلك أتقتل كبش مضر بعلج لا يساوي كفا من تراب ثم بزق في وجهه بزقة ملأ بها وجه وكيع: فتعجب الناس من شجاعته وكثرة ريقه في مثل ذلك الذي يجف فيه بالفم من الخوف، وأنفذ بجير رأسه إلى خالد القسري فأنفذه خالد إلى عبد الملك، وقال وكيع في ذلك:(7/317)
فذق يا ابن عجلى مثل ما قد أذقتني ... ولا تحسبني كنت عنك بنائم
عجلى أم عبد الله وكانت سوداء، وكان ابن خازم أحد عربان العرب في الإسلام، قال عبد الله بن عامر لابن خازم يوما: يا ابن السوداء قال: هو لونها قال: يا ابن عجلى قال هو اسمها قال: يا ابن خاذم قال هو حالك.
وسأل المهلب بن أبي صفرة عنه رجل فوصفه بالشجاعة فقال: إنما سألت عن الإنس ولم أسأل عن الجن وفيه يقول الفرزدق مفتخر بقتله:
عضت سيوف تميم حين أغضبها ... رأس ابن عجلى فأمسى رأسه شذبا
وكانت خراسان مفتونة بابن خازم سبع سنين إلى أن قتل سنة إحدى وسبعين فولى عبد الملك بجيرا مكانه.
وذكر الطبري معنى هذا، وربما وافقه في كثير من لفظه، ولكن [السالمي] أحسن سياقه لاعتنائه بذلك ولكونها بلده زاد الطبري: كان قتله في سنة اثنتين وسبعين وقتل بعد عبد الله بن الزبير وأن عبد الملك إنما كتب إليه يطعمه خراسان عشر سنين بعد قتل عبد الله بن الزبير وبعث رأس ابن الزبير إليه فحلف ابن خازم لما رأى رأس عبد الله أن لا يعطي عبد الملك طاعة أبدا انتهى قد قدمنا أن الرأس هي رأس مصعب لا رأس أخيه وكأنه أشبه والله تعالى أعلم.
وقال المرزباني: كان أسود كثير الشعر ولي خراسان لابن الزبير.
وقال أبو نعيم الحافظ: ولي خراسان من قبل عبد الملك فبعث برأس ابن الزبير إليه وفتح على يده سرخس، ذكر بعض المتأخرين: أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا حقيقة لقوله انتهى كلامه. وفي هذا الذي سقناه بيان لضعف قول المزي: ولي خراسان عشر سنين لأن أيام ابن الزبير لم تبلغ ذاك وإنما ولي قرب أيامه ومات في أيامه.(7/318)
الثاني: توهين قوله: يقال إن له صحبة وإن كان غيره قد قالها كما بيناه.
الثالث: ما ذكر من أن العمامة كساها إياه النبي صلى الله عليه وسلم لما بينا أنها كانت وقعت إليه من ابن الزبير.
الرابع: إنشاده:
أتغضب أن أذنا قتيبة حزتا ... جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم؟
وما منهما إلا وقعنا دماغه ... إلى الشام فوق الشاحجات الرواسم
قال فيما قرأه عليه المهندس وصححه [حزتها]، و [الشاحجات العلاجم] وما ذكرناه هو الصواب وهو الذي أنشده المبرد، والسكري في " النقائص " وبه يستقيم المعنى على أن المزي إنما [ق 263/أ] نقله من كتاب ابن عساكر فيما أرى وابن عساكر أنشده كما أنشدناه.
الخامس: ما ذكر أن رأسه أتى بها سنة سبع وثمانين، وهو كذلك مذكور في كتاب ابن عساكر الذي نقله منه ولكنه غير معقول لأن الإجماع أن قاتله ابن الدورقية في عسكر بجير، وبجير إنما أرسله عبد الملك ليفسد خراسان على ابن الزبير بتنحية ابن خازم عنها، وعبد الملك مات سنة ست وثمانين فكيف يؤتى برأسه سنة سبع وثمانين، والله تعالى أعلم، وليس لقائل أن يقول: لعل القتل كان في الوقت الذي ذكرته والإتيان بالرأس كان في وقت آخر لأن السلامي والطبري ذكرا أنه لما قتل حمل رأسه، وقد بين ذلك(7/319)
الدارقطني فيما سأله السلمي أن رأسه حملت حين قتله لعبد الملك.
2897 - (س) عبد الله بن خالد أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس ابن أخي عتاب بن أسيد.
كذا ذكره ابن منده، وزعم أبو نعيم: أنه مخزومي وهو من ولد أبي العيص بن أمية، ويشبه أن يكون وهما. أبو العيص ليس من بني مخزوم إجماعا، فهو بنفسه يرد على نفسه، قال أبو نعيم وابن منده: في صحبته وروايته نظر، وتبعهما الصنعاني على ذلك فذكرهما في جملة الصحابة الذين في صحبتهم نظر، وقال الرعيني: استعمله زياد على بلاد فارس، واستخلفه زياد حين مات. وهو صلى على زياد وأقره معاوية على الولاية بعد زياد.
ولما ذكره البستي في كتاب " الثقات " قال: أمه لبنى بنت عبد الله بن خزاعي بن الحويرث قال: ويروي عن جماعة من الصحابة.
وزعم الصريفيني أنه روى عن عبد الله بن عمر حديثا في قصر الصلاة.
وفي " الطبقات " لابن سعد: كان قليل الحديث.(7/320)
2898 - (د) عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم القرشي التيمي مولاهم أبو [شالة] المدني.
ذكره ابن شاهين في " الثقات " وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة من أهل المدينة روى حديث علي حفظت لكم شيئا.
2899 - (ت س) عبد الله بن خباب بن الأرت المدني حليف ابن زهرة.
قال ابن قانع: تابعي قتلته الخوارج يوم النهروان سنة ست وثلاثين.
وقال أبو نعيم الحافظ في كتاب الصحابة: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مختلف في صحبته له رؤية ولأبيه صحبة، وعن الحسن أن الضريم لقي عبد الله بن خباب بالمدار قرية بالبصرة وهو متوجه إلى علي بالكوفة ومعه ولده وامرأته وجاريته فقال - يعني - الضريم: هذا رجل من الصحابة فسأله عن حالنا وأمرنا ومخرجنا فسألوه هل سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فينا؟ قال: أما فيكم بأعيانكم فلا ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يكون من بعدي قوم يقرءون القرآن ولا يجاوز تراقيهم " - الحديث رواه عن سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد ثنا سويد بن سعيد ثنا محمد بن عمر الكلاعي قال سمعت الحسن به.
وفي كتاب ابن الأثير عن ابن منده: له رؤية، وقال [الغلابي]: أول مولود في الإسلام ابن الزبير وعبد الله بن خباب قتل سنة سبع وثلاثين وكان من سادات المسلمين.(7/321)
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه عكرمة مولى ابن عباس وبكير بن عبد الله بن الأشج.
وذكره ابن فتحون أيضا في جملة الصحابة.
وفي الأوسط للبخاري: لحقت [ق 262 ب] أصحاب النهر فقتلوا ابن خباب.
وخرج ابن حبان والحاكم حديثه في " صحيحيهما ".
وقال العجلي: قتل بالنهروان، ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: كان رجلا صالحا فاضلا.
2900 - (ت س) عبد الله بن خباب الأنصاري النجاري مولاهم - الصحيح أنه ليس بأخي مسلم بن الخباب مولى فاطمة.
قال البخاري في " التاريخ الكبير "، وابن أبي حاتم عن أبيه: روى عنه إسحاق بن يسار زاد البخاري: [سمع] منه محمد بن إسحاق في خلافة عمر بن عبد العزيز أو سليمان بن عبد الملك.
وقال ابن عدي: حدث عنه أئمة الناس ومالك منهم وهو صدوق لا بأس به.
وفي قول المزي: وقال النسائي ثقة. نظر؛ لأن النسائي قال في كتابه عبد الله(7/322)
ابن خباب ثقة ولم يعرفه فيحتمل أن يكون أراد ابن الأرت، ويحتمل أن يكون أراد هذا فتعيين أحد الرجلين يحتاج إلى بيان ظاهر والله أعلم.
وفي قوله: الصحيح أنه ليس بأخي مسلم. نظر؛ لأن الكلاباذي، والباجي، في كتاب " الجرح والتعديل " وغيرهما نصا على أخوتيهما وإنما أنكروا قول مصعب: مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وقالوا: الصحيح الأول يعني الولاء لبني عدي بن النجار فتوهم المزي أن قولهم الصحيح الأول يعني عدم أخوتهما فلو تبعهم في ذلك سلم من إيراد عليه وليس لقائل أن يقول لعله عرف ذلك من موضع لم تظفر أنت به لأنا قد أسلفنا قبل أن لا نقبل ترجيحا لشيء من الأشياء إلا بنقل ولو كان عنده لبينه، وأيضا فإن الكتب التي نقل منها موجودة بل أصول أصولها وزدنا من الكتب شيئا لم يره ولا ظفر به والله أعلم.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: هو أخو مسلم بن خباب، وهو ثقة، قاله ابن عبد الرحيم وغيره.
2901 - (بخ 4) عبد الله بن خبيب الجهني الأنصاري المدني والد معاذ وعبد الله له صحبة.
كذا ذكره المزي وجهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي قبيل من قضاعة فأنى يجتمع مع الأنصار إلا بحلف أو نزول؟ لم ينبه عليه المزي إنما أطلق وإطلاق يوهم صراحة النسب وقد صرح أبو عمر بن عبد البر وغيره بأنه جهني حالف الأنصار فزال اللبس في ذلك، وإنما شغل المزي عن النظر في هذا وقوع حديث له عال من طريقه.(7/323)
وذكر له ابن حبان ابنا ثالثا وهو مسلم بن عبد الله ذكره في " الثقات " ووصفه بالرواية عن أبيه.
2902 - (ق) عبد الله بن خراش بن حوشب الشيباني الحوشبي أبو جعفر الكوفي أخو شهاب.
قال الساجي: ضعيف الحديث جدا ليس بشيء كان يضع الحديث.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وابن الجارود في جملة الضعفاء: [ليس بثقة] وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال [أبو أحمد] الرازي: حوشب بن يزيد بن دويم زاد الصريفيني: ابن يزيد.
وفي قول المزي: قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، نظر؛ لأن ابن عدي قال هذا تعلقا بما قبله ولا بد من ذكر ما قدم وهو قوله: ولابن خراش عن العوام بن حوشب غير ما ذكرت ولا أعلم أنه يروي عن غير العوام أحاديث وعامة ما يرويه غير محفوظ.
وروى عنه أحمد بن كردوس فيما ذكره بحشل في " تاريخ واسط ".(7/324)
وذكر البخاري وفاته في " الأوسط " في فصل من مات من الستين إلى السبعين ومائة.
وفي كتاب [ق263/أ] " أولاد المحدثين " لابن مردويه: روى عنه سفيان بن بشر الأسدي.
ولما ذكره ابن شاهين في جملة الضعفاء قال: قال محمد بن عمار: كذاب.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2903 - عبد الله بن خراش الكعبي.
روى عن كعب الأحبار، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه - ذكرناه للتمييز.
وزعم المزي أن التفرقة بين:
2904 - (فق) عبد الله بن خليفة الهمداني الكوفي.
الراوي عن عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله روى عنه أبو إسحاق وابنه يونس ذكره ابن حبان في " الثقات " وبين
2905 - (س) عبد الله بن خليفة ويقال خليفة بن عبد الله العنبري ويقال العنبري البصري.
روى عن عائذ بن عمرو وعبادة بن الصامت، روى عنه بسطام بن مسلم وشعبة هو الصواب والجمع بينهما خطأ [قال] والأول روى له ابن ماجه في كتاب التفسير، والثاني روى له النسائي حديثا واحدا عن عائذ في الاستعفاف عن المسألة انتهى كلامه، وفيه نظر في موضعين:(7/325)
الأول: قوله ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقد حرصت أن أجد في كتاب " الثقات " في الطبقتين، التابعين وأتباعهم من اسمه عبد الله واسم أبيه خليفة فما وجدت واستظهرت بنسخة أخرى.
الثاني: البخاري وابن أبي حاتم لم يذكرا في كتابيهما سوى الهمداني الراوي عن عمر، وهو الذي ذكره مسلم في الطبقة الأولى من الكوفيين، وأما الخطيب، وابن عساكر فإنها لم يذكرا واحدا منهما، وكذلك ابن أبي خيثمة وابن سعد، وأصحاب التواريخ التي في أيدي الناس، فالتفرقة بينهما تحتاج إلى نظر.
على أني نظرت في كتاب " الأطرف " لابن عساكر بخط أبي هشام - وزعم أنه قابلها على خط المصنف - فوجدت فيها: عبيد الله بن خليفة مصغرا من غير كشط ولا إصلاح، وكذا رأيته في كتاب النسائي الكبير رواية أبي عبد الله محمد بن القاسم بن محمد وهي أصل مغري قديم لا مزيد عليه في الجودة والضبط؛ ولهذا إن الصريفيني لما ذكر عائذ بن عمرو قال: روى عنه أبو الغريف عبيد الله بن خليفة الهمداني الكوفي وأبو الغريف هذا قال فيه ابن حبان لما ذكره في " الثقات ": يقال أيضا اسمه عبد الله فإن كان هذا هو الموقع(7/326)
للمزي بقوله ذكره ابن حبان في " الثقات " فأجدر به أن يكون كذلك، والله تعالى أعلم.
2906 - (4) عبد الله بن الخليل ويقال ابن أبي الخليل ويقال ابن الخليل بن أبي الخليل أبو الخليل الحضرمي الكوفي.
روى عن: علي وزيد بن أرقم كذا ذكره المزي؛ وكان الصواب التفرقة بين من روى عن زيد وبين من روى عن علي لأن أبو الخليل الحضرمي الكوفي قاله البخاري في " تاريخه الكبير ": عبد الله بن خليل الحضرمي عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم في القرعة قاله خالد بن عبد الله وابن نمير عن الأجلح عن الشعبي: يعد في الكوفيين ولا يتابع عليه ثم قال: عبد الله بن أبي الخليل سمع عليا قوله روى عنه أبو إسحاق أحسبه قال بعضهم ابن خليل.
وكذا فرق بينهما ابن حبان، وأبو حاتم الرازي وغيرهم، فيحتاج من جمع بينهما إلى سلف صالح.
وقال ابن سعد: عبد الله بن خليل الحضرمي روى عن علي وكان قليل الحديث، ثم قال: عبد الله بن أبي الخليل الهمداني روى عن علي ثلاثة أحاديث.
وخرج الحاكم حديثه [ق263/ب] في " مستدركه ".
وذكر العقيلي الراوي عن زيد في جملة الضعفاء.(7/327)
وقال أبو أحمد بن عدي: أنكر عليه البخاري حديث القرعة وهو معروف به.
2907 - (خ 4) عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع الهمداني ثم الشعبي أبو عبد الرحمن الخريبي.
قال المزي: ذكره محمد بن سعد في الطبقة السابعة من أهل البصرة في " الطبقات الكبير " وذكره في " الصغير " في الثامنة وقال: كان ثقة عابدا ناسكا انتهى وفيه نظر في موضعين.
الأول: ابن سعد لم يذكره في " الطبقات الكبير " في السابعة إنما ذكره في السادسة.
الثاني: الذي ذكر أنه وصفه به في " الصغير " هو المنقول في " الكبير " فما أدرى لإيش فصل بينهما إن كان رآهما حالة التصنيف وما أخاله قلد في ذلك إلا ابن عساكر إنما ذكر ذلك لمقصد له في تاريخه الشيخ هذا لا حاجة به إلى ذاك المقصد.
وقال ابن سعد: همداني من أنفسهم، ولما ذكره أبو سعد أحمد بن محمد المالقي في كتابه " المختلف والمؤتلف ": نسبه قائفيا حميريا من حي يقال له قائف من اليمن.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: مات سنة إحدى عشرة ومائتين وقيل سنة ثلاث عشرة.
وقال السمعاني: مات سنة إحدى عشرة.(7/328)
وذكر أبو يعقوب القراب في تاريخه: أنه مات سنة ثنتي عشرة.
وفي تاريخ ابن قانع: كان الخريبي ثقة.
وخرج أبو عوانة، وابن الجارود، والطوسي، وابن حبان، والدارمي، والحاكم حديثه في " الصحيح ".
وقال البخاري: مات قريبا من أبي عاصم ومات أبو عاصم آخر سنة ثنتي عشرة ومائتين.
وفي تاريخ المنتجيلي: كان عبد الله يقول: النبيذ عندي بمنزلة الماء الذي يجري في النهر، قال فذكر ذلك ليحيى بن سعيد فقال: سبحان الله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما اختلفوا في النهر.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": كان خالد بن الحارث وعبد الوارث ومعتمد وعبد الله بن داود كأنهم لا يستحلون أن يتركوا من الحديث شيئا إذا حدثوا حدثوا به كله وإلا لم يحدثوا به.
وفي كتاب الصريفيني وغيره: كنيته أبو محمد، وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال الخليلي: كوفي الأصل سكن البصرة متفق عليه روى عنه القدماء أمسك عن الرواية قبل موته بسنتين واجتهدوا فلم يجبهم.
2908 - (ت) عبد الله بن داود الواسطي أبو محمد التمار.
قال أبو أحمد بن عدي: وهو كما قال أبو موسى: صاحب سنة ويروي في السنة أحاديث.(7/329)
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك "، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: ضعيف.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج بروايته.
وقال الكديمي فيما ذكره عنه ابن الجوزي في كتاب " الموضوعات ": كان يضع الحديث.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو محمد بن الجارود في جملة الضعفاء.
2909 - (بخ) عبد الله بن دكين أبو عمر الكوفي نزيل بغداد.
قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني: له غير ما ذكرت أحاديث يسيرة، روى عن [إسماعيل] حماد بن أبي سليمان الأشعري، وروى عنه يحيى بن يحيى التميمي حديثه في الكوفيين ذكره الحاكم أبو أحمد.
وفي قول المزي: قال النسائي ليس بثقة، وقال [ق 264/أ] في موضع آخر:
ليس به بأس نظر؛ لأن النسائي لما ذكره في التمييز وصفه: بليس بثقة ولم يذكره في موضع آخر إلا في كتاب " الكنى " فقال: أبو عمر عبد الله بن دكين أنبأ محمد بن عيسى سمعت عباسا سمعت يحيى يقول: عبد الله بن دكين ثقة ليس به بأس كوفي فجاء من هذا وهمان:
الأول: النسائي لم يقل ما ذكره.
الثاني: قائل ذلك ابن معين مع إخلاله بلفظة ثقة، وكأنه لما رأى " الكنى " وفيه: ليس به بأس. ظنها من كلام النسائي إذ النسائي غالب ما يذكره في(7/330)
" الكنى " يستبد به ولم يستوف نظره فيه إن كان نقله من أصل وما أخاله فجاء منه ما ذكرناه والله الموفق، وليس لقائل أن يقول لعله ذكر ما قاله عنه في كتاب آخر لأن كتب النسائي معروفة، ومن كان عنده شيء زائد على ما نعلمه فليفده والله أعلم.
2910 - (ع) عبد الله بن دينار العدوي القرشي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني.
قال ابن الأثير: مات سنة ست وثلاثين ومائة، وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو عوانة، والحاكم، وأبو علي الطوسي.
وقال العجيلي: تابعي ثقة.
وفي " تاريخ العقيلي ": قال سفيان: ثنا عبد الله بن دينار مولى ابن عمر - ولم يكن بذاك - ثم صار روى عنه: مالك وشعبة والثوري وابن عيينة أحاديث متقاربة فإذا روى عنه موسى بن [عبيد الزيدي] ونظراؤه ففيها نكارة، وفي موضع آخر: فأما رواية المشايخ عنه ففيها اضطراب.
وفي كتاب الساجي: سئل عنه أحمد فقال: نافع أكبر منه وهو ثبت في نفسه ولكن نافعا أقوى منه.(7/331)
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: وثقه ابن نمير وكان عبد الله رجلا صالحا خيرا دينا روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد عن ربيعة بن عبد الرحمن قال حدثني عبد الله بن دينار وكان من صالحي التابعين صدوقا دينا وتوفي سنة إحدى وثلاثين ويقال سنة ثنتين وثلاثين.
وقال ابن شاهين: ثقة، وقال ابن الحذاء: قيل لا نعلم له رواية عن غير ابن عمر؛ لأن جل روايته عنه انتهى.
روى البخاري في الزكاة له حديثا عن سليمان بن يسار.
وعند أبي عمر: وعراك بن مالك. وضعفه.
2911 - (ق) عبد الله بن دينار بن بهران ويقال الأسدي أبو محمد الشامي.
قال الدوري: وسألته - يعني يحيى - عن حديث إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار الحمصي فقال: شامي ما يروي عنه سوى إسماعيل وقال: ما سمعنا أحدا يروي عنه غير إسماعيل، وكذا قاله النسائي.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي قلت لأبي زرعة [البلدي]: عبد الله بن دينار(7/332)
الشامي قال: شيخ ربما أنكر.
وفي كتاب ابن خلفون: قال أبو الفتح الموصلي: ليس بالقوي ولا يشبه حديثه حديث الناس.
وقال أبو حاتم وسأله ابنه عنه فقال: شيخ ليس بالقوي منكر الحديث.
والذي نقله المزي عنه ليس بالقوي في الحديث لم أره فينظر.
وقال ابن عدي: وله غير ما ذكرت من الحديث وليس بالكثير ولا أعلم يروي عنه غير ابن عياش.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: عزيز الحديث جدا، وفي " الكمال " عن ابن معين كنيته أبو محمد ولم يكنه الصريفيني بغيرها.
وفي " سؤالات البرقاني " للدارقطني قال: وسمعته يقول إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار هو البهراني حمصي ضعيف لا يعتبر به [ق 264 ب] كذا نقله من نسخة بخط إبراهيم بن عبد الله البلنسي وقد قرأها علي الحافظ السلفي، وكذا ألفيته في كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني بخط الحافظ الصريفيني.
وقال الجوزجاني: يتأنى في حديثه.
2912 - (ع) عبد الله بن ذكوان القرشي أبو عبد الرحمن المدني عرف بأبي [الزياد].
قال ابن الأثير: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.(7/333)
ولما ذكره البستي في " الثقات " قال: كان فقيها صاحب كتاب.
وقال النسائي في " كتاب التمييز ": كان ثقة، زاد في " الكنى ": مدني.
وقال المنتجيلي: كان فقيه أهل المدينة وكان صاحب كتاب وحساب.
وفي كتاب " المجالسة " للدينوري: قال أبو الزناد: كنت رجلا مبتانا فقلت ذلك لبعض أصحابي فقال لي إذا جامعت فاستغفر فولد لي بضعة عشر ذكرا، وقال أحمد بن صالح وذكر أبا الزناد ويحيى بن سعيد وربيعة وابن هرمز قال: كان أبو الزناد أفقه منهم وأقرب شبها بالماضين في الأخذ بالحديث وأكثر آثارا وكان جامعا للعمل والفقه والقرآن والفرائض وأخبرني الليث بن سعد أن أبا الزناد كان أقدم في الفتيا من ربيعة، ولما ولاه يزيد بن عبد الملك المدينة قال فيه علي بن الجون:
رأيت الخير عاش لنا وهذا ... وأحياني مكان أبي الزناد
وسار بسيرة العمرين فينا ... بعدل في الحكومة واقتصاد
زاد صاحب " ليس ":
لكل العلم بيطار ذو علم ... وبيطار الكلام أبو الزناد
مداد يستمد العلم منه ... ويرضى المستمد من المداد
وقال فيه عبد الحميد مولى إبراهيم بن عدي يهجوه:
كان ابن ذكوان مطويا على خرق ... فقد تبين لما كشف الخرق
وكان ذا خلق فينا يعاش به ... وصبح اليوم لا دين ولا خلق
وقال الأصمعي: قال أبو الزناد: أصلنا من همدان، وقال أشهب: كان أبو الزناد أعلم من ربيعة وقال مرة أخرى: لم يكن في القوم أحد أعلم منه.
وقال ابن وضاح: أبو الزناد قد عمل لهم وضرب وحبس سبع سنين وقد كان(7/334)
مالك هم بطرحه وطرح الزهري وقيل للثوري: جالسته فقال: ما رأيت أميرا غيره.
وقال العجلي: ثقة، وكذا قاله الساجي وابن جرير الطبري زاد: وهو كثير الحديث فصيح بصير بالعربية عالم، عاقل كاتب حاسب.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: أحد علماء المدينة حوى علوما وكان مكينا عنه الأمراء.
وقال البرقي: لا يعلم له رواية عن أحد من الصحابة إلا عن أنس بن مالك.
وقال ابن عدي: ثنا صالح قال سمعت سفيان يقول: جلست إلى إسماعيل بن محمد بن سعد فقلت: حدثنا أبو الزناد فأخذ كفا من حصا فحصبني به.
وقال الليث: جاء رجل إلى ربيعة فقال: إني أمرت أن أسألك عن مسألة وأسأل يحيى وأسأل أبا الزناد فطلع يحيى فقال: هذا يحيى وأما أبو الزناد فليس بثقة ولا رضى.
وقال عباس عن يحيى: قال مالك بن أنس: أبو الزناد وكان كاتب هؤلاء القوم يعني بني أمية وكان لا يرضى. قال ابن عدي: أبو الزناد من فقهاء أهل [ق 265/أ] المدينة ومحدثيهم ورواة أخبارهم، وحدث عنه الأئمة ولم أذكر له من الرواية شيئا لكثرة ما يرويه؛ ولأن أحاديثه مستقيمة كلها وهو كما قال يحيى: ثقة حجة.
وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات ".
وفي " الطبقات " لابن سعد: لما ولاه عمر بن عبد العزيز خراج العراق مع عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وكان حماد بن أبي سليمان(7/335)
صديقا لأبي الزناد فكان يأتيه ويحادثه وشغل أبو الزناد ابن أخي حماد في شيء من عمله فأصاب عشرة آلاف درهم فأتاه حماد فتشكر له، وقال: محمد بن عمر مات فجأة في مغتسله لسبع عشرة من رمضان سنة ثلاثين وكان ثقة كثير الحديث فصيحا بصيرا بالعربية عالما عاقلا وقد ولى خراج المدينة انتهى.
المزي ذكر هذا عن كاتبه إلا المغتسل وسبع عشرة فإنه قال قاله: الواقدي قال: وقال كاتبه: مات في رمضان وليس في الطبقات إلا ما أنبأتك فينظر وكأنه وهم.
وفي قول المزي: قال خليفة بن خياط طبقة عدادهم عند الناس في أتباع التابعين وقد [لترا] الصحابة، منهم: أبو الزناد لقي ابن عمر وأنسا وأبا أمامة. نظر؛ لأني لم أر خليفة عبر هذه العبارة في كتابيه في هذا ولا في غيره، والذي في " الطبقات " في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عبد الله ذكوان أبو الزناد مولى رملة مات سنة ثلاثين ومائة.
وقال في " التاريخ ": وفي هذه السنة وهي سنة ثلاثين ومائة أبو الزناد فينظر.(7/336)
وقال الفلاس: مات في آخر سنة إحدى وثلاثين، وفي تاريخ الكلاباذي قال ابن بكير: وسنه أربع وستون سنة، وكذا ذكره القراب عن ابن المديني.
وذكر المزي روايته عن أنس المشعرة عنده بالاتصال وفي ذلك نظر؛ لما ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه روى عن أنس مرسلا، وكذا ذكره أيضا ابن عساكر.
وقول المزي: يقال مرسل. نظر؛ لأنا لم نر أحدا قال بأنه روى عنه [سما] حتى يكون أصلا، وعدم سماعه منه ممرضا بصيغة " يقال " لما ذكره أبو حاتم من أنه لم يدركه وفي رواية لم يره وجزم بعدم سماعه منه ابن عساكر الذي نقل ترجمته من عنده قال: واستقدمه الوليد ليستفتيه مع جماعة من الفقهاء والمحفوظ في ولاته أنه مولى رملة بنت شيبة.
وقال الهيثم بن عدي: مات من مروان بن محمد وقال علي بن عبد الله [المهيمن]: مات وسنه أربع وتسعون سنة، قال ابن عساكر: لا أحسب قوله في مبلغ سنه محفوظا.
وذكره أبو جعفر العقيلي في " جملة الضعفاء ".
2913 - (د ت ق) عبد الله بن راشد أبو الضحاك الزوفي - وزوف قبيل من حمير.
كذا ذكره المزي ومفهومه أنه ليس زوفا إلا في حمير، وليس كذلك؛ فإن(7/337)
زوفا أيضا في مراد واسمه يخابر بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وزوف المنسوب إليه أراب من مراد لابن حمير كما ذكره الشيخ وهو المشهور عن الكلبي في " جامعه وجمهرته "، وتابعه أبو عبيد وابن يونس وغيرهما عليه.
والذي ذكره المزي بضبط المهندس: زوف بن حسان بن الأسود بن محلاه بن زاهر بن حمير كذا هو عنده بالراء مجودا وليس بشيء إنما هو: حمية كذا هو بخط جماعة من الأئمة مجودا.
ولما خرج الترمذي حديثه استغربه، وكذلك [ق 265/أ] أبو علي الطوسي.
وأما قوله: ذكره ابن حبان في " الثقات " فقد ترك منه - إن كان نقل من أصل - شيئا لا يجوز تركه وهو قوله: يروي عن عبد الله بن أبي مرة إن كان سمع منه ومن اعتمده فقد اعتمد إسنادا مشوشا.
وخرج حديثه في الوتر الحاكم أبو عبد الله في " مستدركه ".
وذكره أبو أحمد الجرجاني في " جملة الضعفاء ".
ولما ذكره أبو محمد بن الجارود فيهم ذكر أنه ليس له إلا حديث في الوتر ولا يعرف سماعه من ابن مرة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " ونسبه: مذجحيا، ومذجح من كهلان فكأنه ترجح عنده قول ابن الكلبي الأول الذي ذكرناه.
وقال العجلي: مصري تابعي ثقة.
وقال عبد الحق: ليس ممن يحتج به ولا يشاد.
ولهم آخر يسمى:(7/338)
2914 - عبد الله بن راشد مولى عثمان بن عفان.
روى عن أبي سعيد الخدري، روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
2915 - وعبد الله بن راشد المكي ويقال سعيد بن راشد.
روى عن جابر بن عبد الله، روى عنه عكرمة بن عمار.
2916 - وعبد الله بن راشد الدمشقي.
روى عن مكحول وعروة بن رويم، روى عنه معن بن عيسى.
2917 - عبد الله بن راشد.
وكان يصنع طيب الخلفاء قال: أتيت عمر بن عبد العزيز، روى عنه أبو عوانة.
2918 - وعبد الله بن راشد العامري والد علي.
روى عن عكرمة، روى عنه ابن المبارك، ذكرهم ابن أبي حاتم.
2919 - وعبد الله بن راشد الكندي له صحبة.
2920 - وعبد الله بن راشد مولى مريم بنت الوليد بن عبد الله.
له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز - ذكره ابن عساكر وذكرناهم للتمييز.
2921 - (م 4) عبد الله بن رافع أبو رافع المخزومي مولى أم سلمة.
في كتاب ابن أبي حاتم: ويقال عبد الله بن أبي رافع. وسئل أبو زرعة عن ذلك فقال: الصحيح ابن رافع.(7/339)
وأما البخاري [].
وقال ابن خلفون في كتاب " الثقات ": هو ثقة قاله ابن عبد الرحيم وغيره.
وقال ابن عبد البر في كتابه " الاستغناء ": مدني ثقة.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك البستي، وأستاذه إمام الأئمة، وأبو علي الطوسي وابن الجارود، والدارمي.
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان: عبد الله بن رافع بن أبي رافع مولى أم سلمة عتاقة.
وذكره مسلم في الأولى من أهل المدينة.
2922 - (بخ) عبد الله بن رافع الحضرمي أبو سلمة المصري.
قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فقال: مصري ثقة.
وقال العجلي: ثقة لا بأس به.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: ثقة أبو عبد الرحمن النسوي وغيره.
وقال أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ": يروي عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الحارث بن جزء، روى عنه إسحاق بن أبي فروة.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من المصريين: نسبه غافقيا حميريا وقال: توفي في خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان وله أحاديث. انتهى، غافق(7/340)
ليست من حمير بحال، وأما حضرموت من حمير، فلعله تصحف على الناسخ والله أعلم.
2923 - (م 4) عبد الله بن رباح الأنصاري أبو خالد المدني سكن البصرة.
ذكره ابن حبان [ق 266/أ] في " الثقات " وقال: كانت الأنصار تفقهه، وخرج حديثه في " صحيحه " وكذا أبو عوانة الإسفرائيني، والطوسي، ومحمد بن عيسى، والدارمي، وابن الجارود، والحاكم أبو عبد الله.
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين: أنه توفي في حدود سنة خمس وتسعين بعد ذكره أنه قتل في حرب أبي بلال مرداس بن أدية وبني يزيد بن معاوية، وأمره ابن زياد فينظر.
وقال البخاري في " تاريخه الكبير ": لا يتابع على قوله " من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ولوقتها من الغد ".
وقال ابن خلفون: تابعي ثقة مشهور وكانت الأنصار تفقهه، وقال ابن عبد الرحيم: عبد الله بن رباح ثقة، وكذا قاله ابن وضاح، وقال أبو عمران الجوني: وقفت مع ابن رباح ونحن نقاتل الأزارقة مع المهلب فبكى وقال: كان في قتال أهل الشرك غناء عن قتال أهل القبلة.
2924 - (قد) عبد الله بن الربيع بن خثيم الثوري الكوفي.
قال ابن عبد الرحيم التبان: ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال العجلي: كوفي ثقة.
وقال المرزباني: وهو القائل يرثي ابن ورواه التوزي.(7/341)
وأصبحت لا أدعو طبيب الطبة ... ولكني أدعوك يا منزل القطر
لترزقني صبرا على ما أصابني ... وتعزم لي فيه على الرشد من أمري
فإني لأرجو أن تكون مصيبتي ... بغيت بها خيرا وإن كانت لا أدري
2925 - (ت) عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي.
قال ابن عساكر في " تاريخ دمشق ": قال البخاري في " التاريخ ": عبد الله بن يزيد بن ربيعة الدمشقي: حدثنا أبو إدريس الخولاني، ثم قال عبد الله بن يزيد بن ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس، روى عنه: عبد الله بن عقيل فرق البخاري بينهما، وعندي أنهما واحد كذا ذكره المزي، ولم يتعقبه هنا وتعقبه بعد في عبد الله بن يزيد الدمشقي عن ربيعة بقوله: فرق البخاري بينهما وهو الصواب.
وقال ابن عساكر: هما واحد وسيأتي، والذي رأيت في " تاريخ البخاري " من نسخ بخط أبي ذر الهروي وبخط ابن الأبار الحافظ بخط علي بن محمد الطبري شيخ أبي الحسن الدارقطني: عبد الله بن يزيد ربيعة قاله لي ابن فضيل عن محمد بن سعد، ثم ذكر بعد تراجم عبد الله بن يزيد عن ربيعة كما ذكره المزي لم يزد على هذا شيئا، ولا ذكر أبا إدريس في ورد ولا صدر، فينظر.
2926 - (س ق) عبد الله بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة المخزومي أبو عبد الرحمن المكي أخو عياش بن ربيعة ووالد عمر بن عبد الله الشاعر له صحبة.
قال أبو أحمد العسكري: فيه يقول ابن الربعي:(7/342)
تخير ابن ذي الرمحين قرب مجلسي ... يروح علينا فضله غير غانم
استعمله عمر على اليمن، حكاه مصعب.
وقال محمد بن سعد: أسلم يوم فتح مكة، وقال عمر بن الخطاب لأهل الشورى: إن اختلفتم دخل عليكم معاوية من الشام وعبد الله بن أبي ربيعة فلا يريان لكما فضلا إلا بسابقتكم، وقال ابن أبي ربيعة: أدخلوني معكم في الشورى [ق 266/ب] فإني لا أنفس على أحد خيرا ساقه الله تعالى إليه قال: فاسمعوا مني. قالوا قل فأشار بعثمان، قال: ولما جاء لنصرة عثمان وقع عن بغلته فكسرت فخذه فقام مكة بعد الصدر، وعائشة يومئذ بمكة تدعو إلى الخروج لطلب دم عثمان فأمر بسرير فرفع له في المسجد ثم حمل فوضع عليه وقال: أيها الناس من خرج في طلب دم عثمان فعلي جهازه فجهز ناسا كثيرا فحملهم ولم يستطع الخروج إلى وقعة الجمل؛ لما كان برجله، قال عبد الله بن السائب: رأيته يحضر الناس على الخروج يحمل من جاءه.
قال ابن سعد: وهو أخو أبي جهل والحارث بن هشام لأمهما أسماء بنت مخرمة بن جندل، وله من الولد: عبد الرحمن والحارث وأم حكيم وأم الجلاس وفاطمة.
وقال ابن عبد البر: اختلف في اسم أبيه فقيل: عمرو، وقيل: حذيفة، وقيل بل اسمه كنيته والأكثر عمرو وقال بعض [أهل النسب]: هو الذي استجار يوم الفتح أم هانئ، وكان معه الحارث بن هشام فأجاز لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، يعد في أهل المدينة يقولون: لم يرو عنه غير ابنه إبراهيم.
في كتاب البغوي: أحسبه سكن المدينة ولا أعلمه روى غير هذين الحديثين يعني حديث " السلف " وحديث " من غشنا ".
وفي " الجمهرة " للكلبي: حذيفة اسم أخيه أبي أمية.
وفي " الصحابة " للبرقي: استقرض منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حنين أربعة عشر ألف(7/343)
درهم ومن ولده: عمرو وفاطمة الصغرى وخديجة.
وفي " كتاب البخاري الكبير " و " مسند أبي يعلى الموصلي " رواية المصري، وكتاب أبي أحمد الحاكم: بضعة عشر ألفا، زاد البخاري: إبراهيم هذا لا أدري سمع من أبيه أم لا.
2927 - (بخ د س) عبد الله بن ربيعة بن فرقد السلمي مختلف في صحبته.
وذكره ابن حبان في التابعين من كتاب " الثقات " كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن ابن حبان إنما ذكره في كتاب الصحابة من غير تردد في صحبته ولا شك، والذي ذكره في التابعين عبد الله بن ربيعة السلمي يروي عن ابن مسعود، روى عنه أهل الكوفة، لم يزد فأي شيء دل على أنه أراد هذا والدليل على أنه غيره كونه ذكره في الصحابة إذ لو كان أباه لنبه عليه في أحد الموضعين بقوله: روى مرسلا واختلف في صحبته أو قيل له صحبة ولم يصح ذلك عندي، فلذلك ذكرته هنا أو ما أشبه هذه الألفاظ مما عادته أن يذكرهما.
ولما ذكره ابن أبي حاتم في كتابه قال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى ابن المبارك عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن ربيعة فقال في حديثه وكانت له صحبة ولم يتابع عليه.
وقال المزي: قال ابن المبارك عن شعبة في حديثه، وكانت له صحبة ولم يتابع عليه وليس بجيد لما أسلفناه، ولكونه استبد بقوله ولم يبين قائله ليثلج الصدر بكلامه.(7/344)
وقال ابن أبي حاتم أيضا في " المراسيل ": سألت أبي عن عبد الله بن ربيعة الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلا يؤذن في سفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما قاله قلت لأبي: فله صحبة؟ قال: إن كان السلمي فهو من التابعين وإن كان غيره ثم روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى فإنه يدخل في " المسند " قال وقال أبي في موضع آخر عبد الله بن ربيعة لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أصحاب [ق 267/أ] ابن مسعود.
وذكره في الصحابة من غير تردد أبو عيسى الترمذي، والبغوي وقال: روى حديثا يشك فيه، وابن قانع، والبرقي في " تاريخ الصحابة "، وابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان في تاريخه الكبير وأبو نعيم الحافظ وقال: كان من أعمام منصور بن المعتمر وقيل: إنه خال عمرو بن عتبة بن فرقد.
وفي " الاستيعاب ": قال علي بن المديني له صحبة، وقال الحكم: له صحبة وغيره ينفي ذلك.
وقال أبو أحمد العسكري: ابن ربيعة وقيل ربيعة وقال الحاكم أبو أحمد: له صحبة، وقال النسائي: كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب الصريفيني: وقيل اسم أبيه ربيعة بتخفيف الراء وفتحها وتوفي في حدود سنة تسعين.
2928 - (خ خد س ق) عبد الله بن رجاء بن عمرو ويقال: ابن المثني أبو عمر الغداني ويقال: أبو عمر البصري.
قال صاحب " زهرة المتعلمين [و] أسماء مشاهير المحدثين ": مات سنة(7/345)
ثماني عشرة ومائتين، روى عنه البخاري خمسة عشر حديثا، ثم روى عن محمد غير منسوب عنه في الصلاة وغيرها.
وقال ابن قانع: كان مولى، وهو صالح.
وفي قول المزي عن المطين: مات سنة عشرين نظر؛ لأن الذي في نسختي في " تاريخ " المطين سنة تسع عشرة، وقرنه بأبي عمر الضرير - أعني مات فيها وهي نسخة لا بأس بها قرئت على ابن خليل الحافظ، وتداولها غيره من الأئمة والله تعالى أعلم. والتصحيف في سنة تسع عشرة وعشرين فيه بعد.
وفي " تاريخ " أبي موسى الزمن: مات يوم الإثنين آخر ذي الحجة، ودفن ليلة الثلاثاء بعد المغرب سنة تسع عشرة، وصلى عليه قثم بن جعفر.
وذكره البخاري في فصل من مات من خمسة عشرة إلى عشرين ومائتين من " تاريخه الأوسط ".
وفي الكلاباذي: مات في آخر يوم من ذي الحجة، ذكره أبو داود ثنا ابن أبي عتاب وغيره بهذا.
وقال يعقوب بن سفيان: مكي مزني ثقة.
2929 - (ر م د س ق) عبد الله بن رجاء المكي أبو عمران البصري.
قال ابن سعد: كان أعرج.(7/346)
وخرج أبو عوانة والطوسي حديثه في " الصحيح "، وكذلك ابن حبان، والدارمي، والحاكم.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: ثنا إبراهيم الشافعي ثنا عبد الله بن رجاء المكي المأمون الحافظ.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال الساجي في كتاب " الجرح والتعديل " تأليفه: ابن رجاء المكي عنده مناكير اختلف أحمد [ابن] يحيى فيه قال أحمد بن حنبل: زعموا أن كتبه ذهبت، فكان يكتب من حفظه فعنده مناكير، وما سمعت [منه] إلا حديثين و [بحد] عن عبد الله بن عمر العمري بحديث عن علي بن زيد عن ابن ماهك عن ابن عباس قال: قرأنا هذه الآية {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر}.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة. سمعت صدقه يحسن الثناء عليه ويوثقه.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للعقيلي: قال أحمد بن حنبل: ذهبت كتبه فحدث من حفظه فوهم.
وفي قول المزي: خلط غير واحد هذه الترجمة بالتي قبلها، وذلك وهم ممن فعله نظر؟ لأن ابن أبي حاتم، والبخاري، وابن حبان، والساجي، والعقيلي، والفسوي والبلخي أبو القاسم، والمنتجيلي، وابن خلفون، واللالكائي، والإقليشي، وابن أبي خيثمة، وغيرهم ممن رأينا كلامهم: فرقوا بينهما فليت شعري من غير هؤلاء الذي خلطهما ممن يرجع إليه دلوا عليه فقد أعيا تطلبه.(7/347)
وذكره ابن شاهين في الثقات [ق 267/ب].
2930 - (ص) عبد الله بن رقيم ويقال: ابن أبي الرقيم ويقال ابن الأرقم الكناني الكوفي.
كذا ذكره المزي، وكن على حذر من قوله ويقال، ويقال فإني لم أره لغيره والذي قاله شيخ المحدثين في " تاريخه الكبير ": عبد الله بن رقيم الكناني سمع سعدا روى عنه عبد الله بن شريك، فيه نظر.
وقال ابن أبي حاتم: عبد الله بن رقيم الكناني روى عن سعد بن أبي وقاص روى عنه عبد الله بن شريك، سمعت أبي يقول ذلك.
وكذا ذكره الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن سنجر في مسنده، ولم أر ذكره عند غيرهم، والله تعالى أعلم.
2931 - (خ خد س ق) عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن كعب بن الخزرج ويقال: امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن كعب أبو محمد ويقال: أبو رواحة ويقال: أبو عمرو.
قال خليفة بن خياط: استشهد بمؤتة سنة سبع، يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " أنت الذي تقول:
[وبيت] الله ما أتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصروا
قال: نعم ". وقال محمد بن عمر الواقدي: فيما ذكره كاتبه: ليس له(7/348)
عقب، وكان يكتب في الجاهلية واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى غزوة بدر الموعد وبعثه سرية في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رازم اليهودي وبعثه خارصا فلم يزل يخرص عليهم إلى أن مات رحمه الله تعالى.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: عبد الله بن رواحة بن مالك بن امرئ القيس من بلحارث بن الخزرج، ثم من بني امرئ القيس بن ثعلبة نقيب بني الحارث بن الخزرج.
وفي كتاب أبي نعيم: امرئ القيس بن ثعلبة بن عبد عمرو بن امرئ القيس، له في الإسلام المناقب المذكورة والأيام المشهورة، زاد ابن إسحاق: بن ثعلبة، وتبعهما الطبراني.
وذكر أبو عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله بكتاب إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن.
وفي كتاب ابن عساكر: قتل يوم أحد، قال ابن منده: نسبه ابن إسحاق وابن أبي خيثمة، وقال غيرهما: قتل يوم مؤتة.
وفي [حرب] أبي هريرة مرفوعا: " نعم الرجل عبد الله بن رواحة ".
وفي " أنساب الخزرج " لشيخنا الحافظ التوني: وكان ثابت بن قيس بن شماس أخاه لأمه وأختها [محبة] بنت واقد بن أبي الدرداء وعقبه الآن موجود(7/349)
بالشام ومصر، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قل شعرا تقتضيه الساعة وأنا أنظر إليك فانبعث مكانه يقول:
إني تفرست فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أن ما خانني البصر
أنت النبي ومن يحرم شفاعته ... يوم الحساب لقد أزرى به القدر
فثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت ... موسى ونصرا كالذي نصروا
فقال له عليه الصلاة والسلام: وأنت فثبتك - الله يا ابن رواحة وكان فارسا شاعرا شريفا في الجاهلية والإسلام مجتهدا في العبادة.
2932 - (ع) عبد الله بن الزبير بن العوام أبو بكر ويقال: أبو خبيب.
ذكر أبو هلال العسكري في كتاب " الأوائل " أنه رأى أباه يختلف إلى أمه وهو صغير فأخذ سيفا وقال: إني لا يحسن بي أن تكون لي أم توطأ، ولئن عدت إليها لأخالطنك السيف، وذكر ابن ظفر أن عمر بن الخطاب [ق 268 أ] مر به وهو صبي يعلب مع الصبيان، ففروا ووقف عبد الله فقال: مالك لم تفزع مع أصحابك؟ قال: يا أمير المؤمنين لم أجرم، فأخافك ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك.
وكان أول ما علم من أمره أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان وهو صبي فمر رجل فصاح عليهم ففروا، ومشى ابن الزبير القهقرى وقال: يا صبيان اجعلوني أميركم وأشد بكم عليه.
وذكر أبو عبيدة معمر أنه كان ينحل ويقول: إنما بطني شبر في شبر، وذكر أشياء الله أعلم بصحتها.
وقال بلال بن جرير يمدحه:
مد الزبير عليك أدنيني العلا ... كفيه حتى نالتا العبوقا
ولو أن عبد الله فاخر من ترى ... فات البرية عزة وسموقا
قرم إذا ما كان يوم نفوره ... جمع الزبير عليك والصديقا(7/350)
لو شئت ما فاتوك إذا حاربتهم ... ولكنت بالسبق المبر حقيقا
لكن أتيت مصليا تراتهم ولقد ... يرى وترى لديك طريقا
وقال أبو نعيم: كان صواما قواما بالحق قوالا، و [للحق] وصالا شديدا على الفجرة ذليلا على الأتقياء له جمة طويلة مفروقة.
وكناه الحاكم: أبا بكر قال: وقيل: أبو بكر بعثت رأسه إلى خراسان فدفنت بها وقال [عبد الله بن حنبل] بقباء.
وفي كتاب الزبير: سماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الله. وقال: سميته بجبريل عليه السلام، وأول شيء دخل بطنه ريق النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت ولادته في شوال، وأذن أبو بكر في أذنه بأمره عليه السلام، وقال مصعب: سمعت أصحابنا يقولون ولد سنة الهجرة، وضعفه، قال: فلما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم ليحكنه قال: أهو هو؟ ليمنعن البيت، أو ليموتن دونه ففي ذلك يقول العقيلي:
بر تبين ما قال النبي له ... من الصلاة لضاحي وجهه علم
حمامة من حمام البيت قاطنة ... لا يتبع الناس جاروا وإن ظلموا
وقال عمي: كان عارضاه خفيفين، فما اتصلت لحيته حتى بلغ ستين سنة. انتهى.
زعم المبرد أن عبد الله قال: عالجت لحيتي لتتصل إلى أن بلغت ستين سنة فلما أكملتها يئست منها، وكذا ذكره الجاحظ.
وذكره ابن منده في " الأرداف ".
قال الزبير: وقيل ولد بعد الهجرة بسنتين، وهو أول من صف رجليه في الصلاة فاقتدى به كثير من العباد، وكان قد قسم الدهر على ثلاث ليال:(7/351)
فليلة: هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح، وكان يواصل الصيام سبعا يصوم يوم الجمعة فلا يفطر إلا ليلة الجمعة الأخرى، ويصوم بالمدينة فلا يفطر إلا بمكة، وكان إذا أفطر، يفطر على لبن لقحة بسمن بقر وصبر.
وقال القاسم: ما كان أحد أعلم بالمناسك منه، وهو أول من كسى الكعبة الديباج وإن كان يطيبها حتى يجد ريحها من دخل الحرم، وسمع معاوية بن أبي سفيان رجلا وهو يقول:
ابني رقاش ماجد سميدع ... يأبى فيعطي عن يد ويمنع
[ق 268/ب] فقال: ذاك عبد الله بن الزبير، وسئل سعيد بن المسيب عن خطباء قريش في الإسلام فقال: معاوية وابنه وعبد الله بن الزبير وسعيد، وابنه، وكان عبد الله لا ينازع في ثلاثة: شجاعة وعبادة وبلاغة، وفيه يقول أبو ذؤيب الهذلي ورأى شجاعته في غزوه إفريقية:
وصاحب صدق كسيد الضراء ... ينهض من الغر نهضا نجيحا
قريع الغزاه فما إن يزال ... مضطمرا طرتاه طليحا
وشك الفضول بعيد القفول ... إلا مشاحاه أو مشيحا
قد أبقا لك الابن من جسمه ... نواشر سيد ووجها صبيحا
ارتب لصحبته فانطلقت أزجي ... بحب اللقاء السنيحا
وقال نعيم بن مسعود الشيباني يرثيه وأخاه مصعبا:
ألا إن هذا الدين من بعد مصعب ... وبعد أخيه قد تنكر أجمع
وأن ليس للدنيا بها وريشها لقد ... كان وصفا وافر الفرع أفرع
فالدين والدنيا بكينا وإنما على ... الدين والدنيا لك الخير يتجزع(7/352)
على ابني حواري النبي تحية ... من الله إن الله يعطي ويمنع
فتى كل عام مرتين عطاؤه ... وغيث لنا فيه مصيت ومربع
تصممت الآذان من بعد مصعب ... ومن بعد عبد الله فالأنف أجدع
وفي " تاريخ دمشق ": ذكره ابن عباس فقال: كان قارئا لكتاب الله عفيفا في الإسلام إني لأحاسب له نفسي محاسبة لم أحاسبها لعمر.
وقال الشافعي: مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن تسع سنين، وكان إذا سجد وقعت العصافير على ظهره لا تراه إلا حزم حائط، وكان يشبه أبا بكر جده، وقام يوما يصلي فسقطت حية من السقف على ابنه هاشم فتطوت على بطنه، وهو قائم فصاح [أهل البيت] ولم يزالوا بها حتى قتلوها، وهو يصلي ما التفت ولا عجل، وكان يسمى: حمام المسجد وكان لا يفطر من الشهر إلا ثلاثة أيام، ومكث أربعين سنة لم ينزع ثوبه عن ظهره، وكان إذا دخل رمضان أكل أكلة واحدة في نصف الشهر، ورؤي يوما يطوف بالبيت سياحة وكانت لحيته صفراء وجمته إلى العنق وكان صييتا يشبه كلام أبي بكر وبلاغته، وفيه يقول النابغة الجعدي:
حكيت لنا الصديق لما وليتنا ... وعثمان والفاروق فارتاح معدم
وسويت بين الناس في الحق ... فاستوى فعاد صباحا حالك اللون أسحم
أتاك أبو ليلى يجوب به الدجى ... دجى الليل جواب الفلاة عثمثم
لتجبر منه جانبا دعدعت به ... صروف الليالي والزمان المصمم
ولما سمعت عائشة رجلا يرتجز ويقول:(7/353)
أنشد من كان بعيد الهم ... يدلني اليوم على ابن أم
له أب باذخ أشم ... وأمه كالبدر ليل تم [ق 269 أ]
مقابل الخال كريم العم ... يجيرني من زمن ملم
جرعني أكؤسه بسم
فقالت له: ذاك عبد الله بن الزبير.
وكان يمكث الخميس والسبت لا يذهب لحاجته، وكان بين عينيه مثل مبرك البعير، وكانوا يسمعون كل ليلة [ومن] قتله قائلا يقول ولا يرون شخصه:
ليبك على الإسلام من كان باكيا ... فقد أوشكوا هلكى وما قدم العهد
وأدبرت الدنيا وأدبر [أهلها] وقد ... ملها من كان يوقن بالوعد
وفي كتاب ابن [مالا]: من كان يكنيه بأبي حبيب من يعيبه.
وفي كتاب ابن يونس: الذي قتله بيده وأجز رأسه: عبد الرحمن بن يحنس مولى بني أيدعان عريف موالي تجيب مصري.
2933 - (خ مق د ت س فق) عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله بن أسامة بن عبد الله بن حميد الأسدي أبو بكر الحميدي صاحب ابن عينية.
[ثقة هو؟ قال: ما أدري لا علم لي به].
وقال الحاكم أبو عبد الله: مفتي أهل مكة ومحدثهم وهو لأهل الحجاز في(7/354)
السنة، كأحمد بن حنبل لأهل العراق إلا أنه أقدم من أحمد ومحمد بن إسماعيل، إذا وجد الحديث عنده لا يخرجه إلى غيره من الثقة والتثبت وقال في موضع آخر ثقة مأمون.
وفي قول المزي: كان فيه يعني كتاب " الكمال " وقال جعفر بن عبد الله بن جعفر: ثنا الحميدي وهو وهم نظر لأن هذا ليس في كتاب " الكمال " فيما رأيت من النسخ: والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: جالس ابن عيينة عشرين سنة وكان صاحب سنة وفضل ودين، وخرج حديثه في صحيحه وكذا أستاذه، والحاكم أبو عبد الله.
وقال ابن سعد: توفي في ربيع الأول.
وقال ابن قانع: الصحيح وفاته سنة تسع عشرة.
وقال صاحب " زهرة المتعلمين ": روى عنه البخاري خمسة وسبعين حديثا.
وفي قول المزي: قال ابن سعد مات بمكة سنة تسع عشرة ومائتين، نظر من حيث إغفاله من عنده: في شهر ربيع الأول، وكذا ذكره عنه الطبري.
وقال [أحمد] بن عدي في " أسماء شيوخ البخاري ": ذهب مع الشافعي إلى مصر وكان من خيار الناس روى في مسنده عن [سعيد بن سعيد] بن أبي سعيد المقبري، وعبد الرحمن بن زياد [الرصاصي]، وعثمان بن عيسى، وعبد الملك بن إبراهيم، وعبد الرزاق، وجرير بن عبد الحميد،(7/355)
ومحمد بن عثمان بن صفوان الجحمي، وإسماعيل بن إبراهيم الصائغ، وصالح بن قدامة.
2934 - (تم ق) عبد الله بن الزبير بن معبد أبو الزبير الباهلي ويقال أبو معبد.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في صحيحه كذا هو مذكور في كتاب الصريفيني.
ولما ذكره أبو أحمد في " كامله " قال: هو بصري وذكر له حديثين ثم قال وله غير ما ذكرت اليسير.
وفي كتاب " الجرح والتعديل عن الدارقطني " وسئل عنه فقال: بصري صالح.
2935 - (د س ق) عبد الله بن زرير الغافقي المصري.
قال ابن حبان لما ذكره في الثقات الذي قال المزي أنه نقل منه: مات بمصر سنة ثلاث وثمانين.
وخرج [ق 269/ب] حديثه في صحيح، وكذلك الحاكم أبو عبد الله، وكذا ذكر وفاته أيضا ابن قانع وإسحاق القراب والواقدي في " تاريخه ".
وقال ابن سعد: شهد مع علي صفين.
وقال ابن يونس في " تاريخ مصر ": كان من شيعة علي والوافدين إليه من أهل مصر قال: وقال سعيد بن عفير توفي سنة ثمانين.
وذكره ابن خلفون في " الثقات " وقال: مات سنة ثلاث وثمانين، وقد تكلم(7/356)
في مذهبه ونسب إلى التشيع وهو ثقة.
ولما ذكره البرقي في " الطبقات " قال: الطبقة الأولى من أهل مصر الثقات، ممن نسب إلى التشيع، ولم يضعف: عبد الله بن زرير.
وقال أحمد بن سنان: أبو جعفر القطان في مسند علي بن أبي طالب عبد الله بن زرير أو رزير.
2936 - (د) عبد الله بن زغب الإيادي شامي.
ذكره أبو عمر بن عبد البر في كتاب " الاستيعاب " وقال: قال أبو زرعة: له صحبة.
ولما ذكره ابن ماكولا في كتاب " الإكمال " قال: له صحبة.
ولما ذكره أبو نعيم في كتاب " الصحابة " قال: مختلف في صحبته يعد من تابعي أهل حمص، ثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن هارون ثنا سليمان بن عبد الحميد ثنا أبو علقمة نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ عن عبد الله بن زغب الإيادي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
وذكره أبو الفضائل الصغاني في جملة الصحابة المختلف في صحبتهم.
وقال أبو أحمد العسكري: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، يخرجه بعضهم في المسند، وبعضهم لا يثبت له صحبة، روى عنه ابن عائذ وروى أيضا عن ابن حوالة.
وفي كتاب ابن الأثير: وهو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث قس بن ساعدة الإيادي.(7/357)
وخرج الحاكم حديثه عن عبد الله بن حوالة.
وفي كتاب الصريفيني: قال ابن منده: ذكر في الصحابة.
وذكره أبو زرعة النصري في كتاب " الطبقات " في طبقة تليهم - يعني العليا من الذين أدركوا الصحابة - قدما.
2937 - (د) عبد الله بن أبي زكريا إياس بن يزيد في قول أبي مسهر وزيد بن إياس في قول ابن معين - أبو يحيى الشامي.
لما ذكره ابن حبان في كتاب الثقات قال: هو من العرب، وكان يقول عالجت لساني عشرين سنة حتى استقام، وخرج حديثه في صحيحه.
وذكره ابن خلفون في الثقات وقال: كان من أجل العلماء الثقات الفضلاء قال: كتب عمر بن الخطاب [] الرجل الصالح وأباه أبا زكريا، وقال سعيد بن عبد العزيز: إن ابن أبي زكريا انصرف يوما مع أبي أسيد الفزاري ذات ليلة، حتى إذا كان في بعض الطريق قال: ابن أبي زكريا: كان من أمر الناس كذا، فقال أبو أسيد: ذكر الله تعالى شفاء وذكر الناس داء، ثم أعرض عنه، فما رأى منه شيئا يحبه حتى فارقه، فبلغني أن ابن أبي زكريا أقام اثنتي عشرة سنة يتعلم الصمت وأراد عبادة أبي أسيد فلم يقو [ق 270/أ] عليها.
وفي كتاب " الطبقات " لأبي زرعة الدمشقي: روى عن أبي أسيد الفزاري.
وفي قول المزي: ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثالثة نظر لأن أبا زرعة ذكر الصحابة رضي الله عنهم طبقة، ثم قال: ذكر الطبقة التي تلي الصحابة وهي العليا، ثم قال: طبقة تليهم قدم ثم قال: وطبقة تليهم قدم دونهم من أهل فلسطين، ثم قال: وممن هو في طبقتهم من أهل دمشق الأردن فذكر(7/358)
جماعة، قال: وعبد الله بن أبي زكريا. انتهى فهذا كما ترى ذكره في الرابعة لا في الثالثة والله تعالى أعلم.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير ": لما ظهر الحارث الكذاب أتاه مكحول وابن أبي زكريا وجعلا له الأمان وسألاه عن أمره وما يقول قال: فلما أخبرهما كذباه وردا عليه وقالا: لا أمان لك، ثم أتيا عبد الملك فأخبراه وهرب الحارث حتى أتى بيت المقدس.
2938 - (ع) عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسيد بن عبد العزى مدني.
قال أبو أحمد العسكري: قال مصعب: عبد الله بن زمعة بن الأسود بن أبي البختري العاص بن هشام بن أسد، وقال الزبير: أبو البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد أخي المطلب بن أسد.
وقال ابن الكلبي: قتله مسلم بن عقبة يوم الحرة صبرا. وقال أبو حسان الزيادي: قتل مع عثمان يوم الدار وهو أخو يزيد بن زمعة المستشهد بالطائف.
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان من أشراف قريش.
وقال أبو نعيم: حديثه عند يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وغيره.
وذكر ابن حبان في كتبا الصحابة أنه قتل يوم الحرة بخلاف ما قاله أبو عمر وغيره أن المقتول في الحرة ابنه يزيد.
وفي كتاب الزبير: وهو أخو الحارث ووهب ابني زمعة.
وقال ابن سعد: ولد عبد الرحمن ويزيد ووهبا وأبا سلمة وكبيرا وأبا عبيدة(7/359)
وقريبة وأم كلثوم وأم سلمة وخالدا.
2939 - (ق) عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان أبو عبد الرحمن المخزومي مولى أم سلمة.
ذكر أبو عمر في " الجامع " أن أحمد بن صالح قال: سألت عبد الله بن وهب عن ابن سمعان فقال: ثقة.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: عن علي بن المديني: ذاك عندنا ضعيف ضعيف، وفي رواية ابنه عنه: روى أحاديث مناكير.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: قال أحمد بن صالح: أظن [ابن] سمعان يضع للناس يعني الحديث قال أبو محمد: وامتنع أبو زرعة من أن يقرأ علينا حديث ابن سمعان، وأنكر يحيى بن سعيد على من روى عنه.
وفي رواية خشيش بن أصرم عن أحمد بن حنبل: ليس في الحديث بشيء. وذكره البرقي في باب من ترك حديثه واتهم في روايته.
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال سفيان بن عبد الملك عن ابن المبارك: كره حديثه، حدث بحديث عن مجاهد عن ابن عباس فتركته.
وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم: وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.
وقال الساجي: ضعيف الحديث جدا.
وقال ابن معين فيما بلغني: ثقة ثقة وكان أحمد بن عمرو بن السرح(7/360)
[ق 270/ب] يمدح ابن سمعان، وابن وهب يثني عليه.
ولما ذكره أبو جعفر العقيلي في " جملة الضعفاء " قال: تركه ابن المبارك.
وقال الجوزقاني: كان كذابا وضاعا، وذكره ابن شاهين في " جملة الضعفاء ". وفي كتاب ابن الجارود: ضعيف.
والحديث الذي أشار إليه المزي بأن البخاري قال فيه: ابن وهب عن مالك وابن فلان عن سعيد المقبري، قال الكلاباذي: هو ابن سمعان انتهى. قد قاله أيضا ابن مسعود الدمشقي وخلف في أطرافهما، وأبو نعيم في " مستخرجه " والدارقطني في " غرائب أحاديث مالك " والبيهقي في " سننه الكبير ".
وقال الباجي في كتاب " الجرح والتعديل ": قال أبو إسحاق المستملي قال أبو حرب: الذي قال البخاري ابن فلان هو ابن وهب وابن فلان هو ابن سمعان. قال الباجي: وابن سمعان ضعيف الحديث متفق على ضعفه.
وقال الجوزجاني: ابن سمعان ذاهب.
وقال علي بن الجنيد: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: كان يروي عمن لم يره ويحدث ما لم يسمع.
2940 - (خ ت) عبد الله بن زياد أبو مريم الأسدي الكوفي.
وقال البرقاني: وسألته - يعني الدارقطني - عن عبد الله بن زياد عن عمار وابن مسعود فقال: هو أبو مريم الأسدي كوفي ثقة.(7/361)
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه ".
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في كتاب " الثقات " وكأنه على عادته ينقل من غير أصل وذلك أنه لم يذكر ممن روى عنه غير ثلاثة وأغفل من عند ابن حبان: مسعر كدام روى عنه أيضا.
2941 - (بخ ت س) عبد الله بن زيد بن أسلم أبو محمد المدني العدوي مولى عمر وأخو عبد الرحمن وأسامة.
قال ابن عدي: سمعت أبا يعلى يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: - وسئل عن بني زيد بن أسلم - فقال: ليسوا بشيء ثلاثتهم ثنا علي بن أحمد ثنا ابن أبي مريم سمعت يحيى يقول: عبد الله بن زيد ضعيف يكتب حديثه.
وقال البخاري: ضعف علي عبد الرحمن بن زيد. قال: وأما أخواه أسامة وعبد الله فذكر عنهما صحة.
وقال الجوزجاني: بنو زيد بن أسلم ضعفاء في الحديث في غير خربة في دينهم ولا زيغ عن الحق في بدعة ذكرت عنهم.
قال ابن عدي: ولعبد الله غير ما ذكرت قليل وليس بالكثير على أنه قد وثقه غير واحد انتهى. على ما نقلته من كتابه الذي زعم المزي أنه نقل كلامه منه.
وقال ابن سعد: كان أثبت ولد زيد في الحديث وتوفي بالمدينة في أول خلافة المهدي.(7/362)
وقال أبو زرعة الرازي: ضعيف.
وفي كتاب الميموني: سمعت أبا عبد الله يقول: عبد الله أثبت من عبد الرحمن. قلت: أثبت؟ قال نعم.
وفي كتاب البخاري قال علي: عبد الله وأسامة - ابنا زيد - صدوقان.
وقال الساجي: ضعيف ليس حديثه بشيء، وفي موضع آخر: بنو زيد ثلاثة عبد الله أرفعهم روى عن أبيه حديثا منكرا " أحب الأدهان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دهن الحلوف ".
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " وقال أبو داود: هو أمثل من أخيه.
وذكه البرقي في باب من نسب إلى الضعف في الرواة [ق 271/أ] ممن يكتب حديثه، والعقيلي، وأبو القاسم البلخي، وأبو علي بن السكن في جملة الضعفاء.
وذكر ابن قانع وفاته في سنة أربع وستين ومائة وكذا أيضا ذكرها إسحاق القراب.
وأما ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين " فقال: توفي سنة أربع وتسعين على أن الكاتب إمام.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات ": قال: مات سنة أربع وستين ومائة ذكره الواقدي.(7/363)
2942 - (ع) عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري المازني.
كذا ألفيته بخط المهندس مجودا، وكأنه قرأه على الشيخ، وكأنه وهم، والصواب غنم بن مازن بن النجار ولهذا قال الشيخ في نسبه " المازني " ولو لم يكن كذلك لما كان لذكره فائدة.
قال العسكري: يكنى أبا محمد وكان مسيلمة قتل أخاه حبيبا حين أتاه بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأخوه تميم بن زيد له صحبة وقد قال أبو القاسم البغوي: إنه قيل: إنه شهد بدرا وليس بصحيح قتل معه بالحرة ابناه علي وخلاد.
وفي كتاب " الصحابة " لابن حبان: مات وسنه ثلاث وسبعون سنة.
وقال أبو نعيم الحافظ: شهد بدرا.
وفي " تاريخ البخاري ": لما كان يوم الحرة أتاه آت فقال هذاك ابن حنظلة يبايع الناس، قال على أي شيء يبايعهم على الموت؟ قال: لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي " الطبقات " لابن سعد: قتلى معه بالحرة أيضا ابناه عمير وأبو حسن وروى عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
2943 - (عخ 4) عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الحارث الخزرجي أبو محمد المدني.
كذا ألفيته بخط المهندس مجودا، وهو وهم، إنما هو: زيد بن الحارث بن الخزرج.(7/364)
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: روى عنه الشعبي، وقال البغوي: وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث - يعني حديث الأذان.
وفي قول المزي: - وذكر النسب - هكذا نسبه محمد بن سعد، نظر؛ لما أسلفناه.
وذكر الحاكم أن الرواية الصحيحة: أنه توفي شهيدا بأحد وأن الروايات كلها إليه واهية لعدم اتصالها لأن ابنته دخلت على عمر بن عبد العزيز فقالت: أنا ابنة عبد الله بن زيد شهد أبي بدرا وقتل بأحد فقال عمر:
تلك المكارم لا منعان من [أين]
شيبا بماء فعاد بعد أبوالا
ولإغفاله منه أيضا إن كان رآه وما أخاله.
قال ابن سعد: وكان له من الولد محمد وأم حميد، ولعبد الله عقب بالمدينة وهم قليل وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير وكان يكتب بالعربية قبل الإسلام وكانت معه راية بني الحارث في الفتح.
وقال أبو نعيم الحافظ: لا ولأبيه صحبة وروى عبد الله بن محمد بن زيد عن أبيه أو عمه عنه.
وقال أبو عيسى: لا يعرف له شيئا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديث الآفاق ويقال [به] ابن عبد رب وأنشد له ابن ماجه في " سننه ":
أحمد الله ذا الجلال وذا الإكرام ... حمدا على الآذان كثيرا
إذ أتاني به البشير من الله ... فأكرم به لدي بشيرا(7/365)
في ليال والى بهن ثلاثا ... كلما جاء زادني توقيرا
[ق 271/ب] وذكره البخاري في: فصل من مات ما بين الستين إلى السبعين.
2944 - (ع) عبد الله بن زيد بن عمرو ويقال ابن عامر أبو قلابة الجرمي البصري.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": حدثني بقصة موته محمد بن المنذر بن سعيد، ثنا يعقوب بن إسحاق بن الجراح، ثنا الفضل بن عيسى، عن بقية ثنا الأوزاعي عن عبد الله بن محمد قال: خرجت إلى ساحل البحر مرابطا وكان رباطنا يومئذ عريش مصر، فلما انتهيت إلى الساحل إذا أنا ببطيحة وفي البطيحة خيمة فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول: اللهم أوزعني أن أحمدك حمدا أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا.
قال عبد الله: قلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنى له هذا أفهم أم علم أم إلهام ألهم، فأتيته وسلمت عليه وقلت: سمعتك تقول: كذا وكذا فأي نعمة تفضل بها عليك حتى تشكره عليها، قال: وما ترى ما صنع ربي والله لو أرسل السماء علي نارا فأحرقتني وأمر الجبال فدمرتني وأمر البحار فأغرقتني وأمر الأرض فبلعتني لم أزدد لربي إلا شكرا لما أنعم علي من لساني هذا، ولكن يا عبد الله أتيتني فلي إليك حاجة قد تراني على أي حالة أنا لست أقدر لنفسي على ضر ولا نفع، وكان معي بني يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني وإذا جعت أطعمني، وإذا عطشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فتحسسه لي رحمك الله، فمضيت في طلب الغلام فوجدته قد افترسه سبع وأكل لحمه فاسترجعت وقلت: بأي وجه آتي الرجل، فخطر على قلبي ذكر أيوب صلى الله عليه وسلم فلما أتيته سلمت عليه فرد وقال: ألست(7/366)
صاحبي قلت: بلى. فقال: ما فعلت في حاجتي؟ فقلت أنت أكرم على الله أم أيوب صلى الله عليه وسلم؟ فقال: بل أيوب. فقلت: هل تدري ما صنع به ربه عز وجل؟ أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟ قال: بلى قلت: كيف وجده؟ قال: صابرا شاكرا حامدا. فقال: أوجز رحمك الله. فقلت: إن الغلام وجدته مفترسا فقال: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار ثم استرجع وشهق شهقة فمات. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر له على ضر ولا نفع فسجيته بشملة كانت عليه وقعدت باكيا، فبينما أنا قاعد إذ هجم علي أربعة رجال فقالوا: يا عبد الله ما قصتك فذكرتها لهم فقالوا: اكشف لنا عن وجهه فلما كشفت وجهه انكب القوم يقبلون عينيه مرة ويديه مرة ويقولون بأي عين طالما غضت عن محارم الله تعالى، وبأي وجه ما كنت ساجدا والناس نيام [فقالوا] من هذا يرحمكم الله قالوا: هذا أبو قلابة الجرمي صاحب ابن عباس، فغسلناه وصلينا عليه ودفناه وانصرف القوم وانصرفت إلى رباطي، فنمت فرأيته في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة و هو يتلوا: {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}، فقلت: ألست صاحبي؟ قال: بلى. فقلت: أنى لك هذا؟ قال: إن لله تعالى درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله تعالى في السر والعلانية [ق272/أ].
وفي " تاريخ الأصبهاني الكبير " عن ابن عياش قال: دخل أبو قلابة الجرمي مسجد البصرة فإذا زياد الأعجم ينشد بعجمته فقال: من هذا العلج؟ فقالوا:
زياد فقال زياد: من هذا قال أبو قلابة الجرمي فقام على رأسه وقال:
قم صاغرا يا شيخ جرم فإنما يقال ... لكهل الصدق قم غير صاغر
فإنك شيخ ميت فمورث ... قضاعة ميراث السوس وقاشر(7/367)
قضى الله خلق الناس ثم خلفتم ... بقية خلق الله آخر آخر
فلم تسمعوا إلا بمن كان قبلكم ... ولم تدركوا إلا مدق الحوافر
فلو رد أهل الحق ما كان منكم ... إلى حقه لم تدفنوا في المقابر
قيل لزياد: يا أبا أمامة فأين كانوا يدفنون؟ قال: في الفواوس.
وقال الحازمي: في " مختلف أسماء البلاد ": توفي أبو قلابة بدير آنا بالشام.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: كان رجلا صالحا فقيها فاضلا مشهورا وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وفي " تاريخ البخاري " عن ابن سيرين: هو رجل صالح إن شاء الله تعالى مات [قبل] ابن سيرين، قال لنا سليمان بن حرب: ثنا [سليمان بن حرب كان بالقسطنطينية وهو قاص].
وفي كتاب المنتجيلي: قال أيوب: أوصى أبو قلابة بكتبه إن كنت حيا قال: وإلا أحرقوها.
وفي كتاب " الطبقات ": مرض أبو قلابة فدخل عليه عمر بن عبد العزيز وأبو العالية فقالا: تجلد لئلا يشمت بنا المنافقون، وقال غيلان بن جرير: استأذنت على أبي قلابة فقال: ادخل إن لم تكن حروريا، وكان ينهى عن مجالسة أهل الأهواء.(7/368)
وزعم المزي أنه روى عن عمرو بن أخطب وسمرة بن جندب الراوية المشعرة عنده بالاتصال، وقد ذكر ابن أبي حاتم في " المراسيل ": ثنا محمد بن أحمد بن البراء. قال علي بن المديني: لم يسمع أبو قلابة من هشام بن عامر وروى عنه، ولم يسمع من سمرة بن جندب، وقال أبو زرعة: لم يسمع من عبد الله بن عمر وهو عن علي بن أبي طالب مرسل، وقال أبي: لم يسمع من أبي زيد عمرو بن أخطب بينهما عمرو بن بجدان، ولا يعرف لأبي قلابة تدليس.
وفي " الطبقات " للهيثم بن عدي: توفي في خلافة يزيد بن عبد الملك.
وقال يعقوب: قال سليمان بن حرب: سمع أبو قلابة من أنس وهو ثقة، وكذا قاله عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
وذكره النسائي في تسمية فقهاء أهل البصرة مع الحسن وابن سيرين وجابر بن زيد.
وقال ابن قتيبة: مات أربع وقيل سنة خمس ومائة.
وفي كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل عن علي بن أبي حملة قال: رأيت على أبي قلابة خفين أحمرين، وروى حسن: وعليه جبة سيراء.
2945 - (ت ق) عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر في فضل الرمي وعنه أبو سلام.
ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: كان قاصدا لمسلمة بن عبد الملك بالقسطنطينية، كذا ذكره المزي لم يزد شيئا، وفيه نظر، في موضعين.
الأول: لم يصف [ابن حبان] القاص بروايته عن عقبة إنما وصفه بروايته(7/369)
عن عوف بن مالك، وقال عداده: في أهل دمشق، وكذا فعله [ق 272/ب] البخاري، وابن أبي حاتم فإنهما قالا: عبد الله بن زيد كان بالقسطنطينية وهو قاص مسلمة يحدث عن عوف.
وقال البخاري: سمع منه [عوف] بن عبد الله وابن أبي حفصة.
وقال أبو حاتم: روى عنه يعقوب بن عبد الله بن الأشج وابن أبي حفصة ثم قالا: عبد الله بن زيد بن الأزرق ويقال: خالد بن زيد روى عن عقبة بن عامر روى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي سلام عنه، وقال البخاري: قاله عبد الرحمن بن يزيد وممطور. فهذا كما ترى تداخلت عليه الترجمتان ووهم فيهما وأغفل جملة صالحة من الترجمتين وهو النظر الثاني.
وفي كتاب الصريفيني: ويقال: ابن يزيد.
2946 - (خ د س) عبد الله بن سالم الأشعري أبو الوحاظي اليحصبي ويقال الكلاعي أبو يوسف الحمصي.
كذا ذكره المزي وهو غير جيد؛ لأن الأشعر ليس من وحاظة، ولا وحاظة من يحصب بحال حقيقي، بيانه: أن أشعر اسمه نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، ووحاظة بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن حمير بن سبأ، ويحصب بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم انتهى. فأنى تجتمع هذه الأنساب الثلاثة على ما ذكرناه؟(7/370)
وأما قوله ويقال: الكلاعي فغير جيد أيضا؛ لأن الكلاعيين من وحاظة فلو قال: الوحاظي ثم الكلاعي لكان جيدا ذا الكلاع واسمه السميفع بن يعفر بن ناكور بن زيد بن شهيل بن الأسود بن عمرو بن مالك يزيد ذي الكلاع الأكبر بن يعفر بن زيد بن النعمان بن زيد بن شهال من وحاظة، في " المحكم ": الحاظة.
ونسبه البخاري: زبيديا، وقال الحاكم: سألت أبا الحسن عنه فقال: ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: قال ابن عبد الرحيم: عبد الله بن سالم صاحب الزبيدي ثقة.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم النيسابوري.
2947 - (د عس ق) عبد الله بن سالم ويقال ابن محمد بن سالم الزبيدي أبو محمد الكوفي القزاز المعروف بالمفلوج.
كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن ابن أبي حاتم عن أبيه فرق بين: عبد الله بن سالم القزاز روى عن: عبيدة بن الأسود وحسين بن زيد وإبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق قال: وروى عنه أبو زرعة. وبين: عبد الله بن محمد بن سالم الفزاري السلولي روى عن: إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق وعبيدة بن الأسود، روى عنه: أبو زرعة ومسلم بن الحجاج وعلي بن الحسين بن الجنيد سمعت علي بن الحسين يقول: سمعت ابن نمير يقول: نعم الشيخ عبد الله بن محمد بن سالم. فهذا كما ترى فرق بينهما وزاد في الثاني رواية مسلم عنه، وابن الجنيد المغفلين عند المزي، وكذا ثنا ابن نمير، وإن كانت الطبقة واحدة فيحتاج من جمع بينهما إلى سلف صالح، والله أعلم.(7/371)
وذكر ابن عبد البر في " تاريخ قرطبة "، ومسلمة في كتاب " الصلة ": أن بقي بن مخلد روى عن عبد الله بن سالم القزاز [ق 273/أ] المفلوج وقد أسلفنا أنه لا يروي إلا عن ثقة عنده.
2948 - (بخ م 4) عبد الله بن السائب بن أبي السائب صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو السائب، ويقال: أبو عبد الرحمن المكي القارئ.
روى عنه عبد الله بن سفيان والعوام بن حوشب فيما ذكر في كتاب الصريفيني، ومن خط ابن شامة نقلت.
وقال ابن حبان: كان من أحسن الناس قراءة، وأمه رملة بنت عروة بن ربيعة بن مالك بن رباح.
وفي " رافع الارتياب " للخطيب: وهم فيه أبو نعيم فقال ثنا سفيان عن ابن جريح عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن السائب بن عبد الله، والصواب: عبد الله بن السائب.
وفي قول المزي: وكان أبوه شريك النبي صلى الله عليه وسلم مقتصرا عليه، نظر؛ لأن شريك النبي صلى الله عليه وسلم مختلف فيه فزعم الكلبي وتبعه أبو نعيم الحافظ وقاله أيضا البغوي أنه عبد الله بن السائب وفي كتاب أبي عمر: قيس بن السائب.
وفي كتاب الزبير بن أبي بكر: قتل السائب يوم بدر كافرا، وعبد الله بن السائب أخو عبد الرحمن قتل يوم الجمل وعطاء بن السائب وعوذ الله بن السائب.(7/372)
وأما قول أبي نعيم الحافظ: عبد الله بن السائب بن أبي السائب العائذي القارئ من قارة فيشبه أن يكون وهما وإن كان قد قاله ابن منده قبله؛ لأن القارة بن أيثع بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، فأنى يجتمع مع مخزوم وقد سبقنا إلى هذا التنبيه ابن الأثير ولو لم يقله لقلناه.
وفي كتاب ابن سعد: ولد عبد الله بن السائب: عبد الرحمن وأم الحكم وموسى وعبد الله بن عبد الله وأم نافع وأم عبد الله، وعن ابن أبي مليكة قال: بلغني أن عمر بن الخطاب أمر عبد الله بن السائب حين جمع الناس في رمضان أن يقوم بأهل مكة فكان يصلي وراء المقام مستأخرا عن المقام فلما توفي جئت أسماء فكلمتها في أن تكلم عبد الله بن الزبير أن يأمرني أن أقوم بالناس فقالت له، فقال: ترينه يطيق ذلك فقالت: قد طلبه فأمرني فقمت بالناس.
لما فرغ من قبر ابن السائب وقام الناس عنه، قال ابن عباس: فوقف عليه فدعا له ثم انصرف.
ذكره في الطبقة الرابعة ممن أسلم عند فتح مكة وبعده انتهى. وهو رد لقول المزي: مات قبل ابن الزبير بيسير وإن كان المزي قاله تابعا غيره؛ لأن ابن عباس مات سنة ثمان وستين، وابن الزبير سنة ثلاث وسبعين وخمس سنين لا يقال لها في العادة قليل.
وقال أبو أحمد العسكري: أسلم يوم الفتح واختلف في صحبة أبيه.(7/373)
وفي كتاب البغوي: لما دخل معاوية مكة في جنده زوحم السائب فصرع فوقف معاوية وقال: ارفعوا الشيخ فلما قام قال: يا معاوية أتيت بأوباش يصرعوننا أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك فقال معاوية لبيك فعلت فجاءت بمثل أبي السائب يعني عبد الله.
وأنشد المرزباني في معجمه لعبد الله لقوله لحمزة:
ألا يا حمز للشرف النوا ... وهن معقلات بالفناء
ضع السكين في اللبات ... منها فضربهن حمزة بالدماء [ق 273/ب]
وعجل من أطابها شرب ... قديرا من طبيخ أو شواء
وقال الداني: أخذ القراءة عرضا عن أبي، وروى أيضا عن عمر بن الخطاب وعرض عليه عبد الله بن كثير فيما يقال.
2949 - (بخ د ت) عبد الله بن السائب بن يزيد الكندي أبو محمد المدني.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وفي " الثقات " لابن حبان: حليف بني أمية، يروي عن أبيه وجماعة من التابعين، روى عن أهل المدينة، مات سنة ست وعشرين ومائة انتهى.
المزي لم يذكر روايته إلا عن أبيه ولا ذكر له راويا عنه إلا ابن أبي ذئب، وذكر وفاته من عند ابن سعد، وذكر أن ابن حبان ذكره في " الثقات " فكيف أغفل مثل هذا فلو نقله من أصل لما ساغ له تركه في هذه الترجمة الضيقة، ولكنه غفل عن هذا بما رواه من طريقه عاليا.
2950 - (م س) عبد الله بن السائب الكندي ويقال الشيباني الكوفي.
قال العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن نمير وابن عبد الرحيم(7/374)
وفي كتاب اللالكائي: روى عن عبد الله بن أبي قتادة وعبد الله بن قتادة المحاربي روى عنه سليمان بن أبي سليمان الشيباني.
2951 - (عس) عبد الله بن سبع. قال البخاري: ويقال سبيع.
ذكره ابن حبان في " الثقات " كذا ذكره المزي وكأنه ما نقله من أصل إذ لو نقله من أصل لرأى أن ابن حبان الذي ذكر توثيقه من عنده قال: عبد الله بن سبع ويقال سبيع وكان يستريح من إبعاده النجعة إلى غيره.
2952 - (ع) عبد الله بن سخبرة الأزدي الشنوي الكوفي أبو معمر.
قال ابن سعد: توفي في ولاية عبيد الله بن زياد وكذا ذكره المزي وهو على القاعدة إنما ينقل من غير أصل إذ لو كان من أصل لوجد ابن سعد قد قال: قال أصحابنا توفي في ولاية عبيد الله بن زياد، وكان ثقة وله أحاديث وروى من حديث إسرائيل عن أبي معمر أنه سمع أبا بكر يقول: كفر بالله ادعاء نسب لا يعرف، وليس ذلك بثبت عندي وعن عمارة بن عمير قال: كان أبو معمر يحدث بالحديث فيلحن اقتداء بالذي سمع، وكأن المزي فيما أرى والله أعلم نقله من كتاب الكلاباذي إذ لو نقله من أصل لما أغفل ما ذكرناه.
وقال [أبو أحمد] بن صالح: ثقة.
وكان مجاهد يقول هو عاشر عشرة من أصحاب عبد الله، وذكره ابن شاهين في " الثقات ".
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو مشهور بكنيته وهو من كبار(7/375)
التابعين وأحد العشرة المعدودين من أصحاب عبد الله بن مسعود.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان، والدارمي.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن وفاته سنة اثنتين وستين.
2953 - (د ت) عبد الله بن سراقة.
قال ابن حبان في كتاب الثقات: يروي عن أبي عبيدة [ق 274/أ] بن الجراح، روى عنه عبد الله بن شقيق العقلي.
وقال أبو أحمد بن صالح العجلي: عبد الله بن سراقة بصري تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، ثم ذكر ابن حبان عبد الله بن سراقة في كتاب الصحابة فدل أنهما اثنان تابعي وصحابي، والله تعالى أعلم، ويزيد ذلك وضوحا قول البغوي: لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا يعني عبد الله بن سراقة الصحابي.
2954 - (م 4) عبد الله بن سرجس المزني وقيل المخزومي حليف لهم له صحبة سكن البصرة.
وذكر البخاري في " تاريخه " وابن حبان في التابعين من كتاب " الثقات ": عبد الله بن سرجس يروي عن أبي هريرة روى عنه عثمان بن حكيم فالله أعلم انتهى كلامه وكأنه لم ير كتاب " الصحابة " لابن حبان، إذ لو رآه لما شك في صحبة ابن سرجس.
قال ابن حبان في كتاب " الصحابة " - ومن الأصل أنقل -: عبد الله بن سرجس المزني له صحبة سكن البصرة حديثه عند أهلها ثنا أبو يعلى ثنا(7/376)
إبراهيم بن الحجاج، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما أو قال ثريدا فقلت: غفر الله لك يا رسول الله، قال: ولك. فقلت لابن سرجس أستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم وتلى هذه الآية {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} قال: ثم درت خلفه فرأيت خاتم النبوة عند نقض كتفه اليسرى.
وذكره البخاري أيضا في فصل الصحابة من " تاريخه الكبير " فقال: عبد الله بن سرجس المزني البصري له صحبة.
وأما قوله: إن ابن حبان ذكره في التابعين عبد الله بن سرجس فحرصت غاية الحرص أن أجده مذكورا في التابعين أو أتباعهم فيما رأيت من النسخ فلم أجده ولا ما يقاربه والله تعالى أعلم، ثم إن ابن سرجس لم يتخلف أحد ممن صنف في الصحابة فيما أعلم عن ذكره فيهم.
قال أبو عمر بن عبد البر: قال عاصم: رأى عبد الله بن سرجس النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن له صحبة قال أبو عمر: لا يختلفون في ذكره في الصحابة ويقولون: له صحبة على مذهبهم في اللقاء والرؤية والسماع، وعاصم أراد الصحبة التي يذهب إليها العلماء وأولئك قليل وأظنه حليف بني مخزوم.
وقال البغوي: لا أدري أين سكن ولا أين توفي رضي الله عنه.
2955 - (ق) عبد الله بن السري الأنطاكي الزاهد.
ذكره ابن أبي حاتم عن عثمان بن سعيد الدارمي سألت يحيى قلت:(7/377)
عبد الله بن السري. من هو؟ قال: رجل. قال ابن أبي حاتم: كان ابن السري رجلا صالحا، فأحسب يحيى حاد عن ذكره من أجل ذلك.
وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة ": ثقة، وهو كنحو شيوخي في الإسناد، وقال أبو سعيد النقاش، وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري: يروي عن أبي عمران الجوني أحاديث موضوعة.
وقال أبو حاتم بن حبان: يروي عن أبي عمران العجائب، التي لا يشك أنها موضوعة لا يحل ذكره إلا على سبيل الإخبار عن أمره [ق 274/ ب].
2956 - عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو القاسم الزهري البغدادي أخو عبيد الله وأحمد.
لم يذكره في شيوخ البخاري - فيما أعلم - غير ابن عدي، وأما ابن منده والحبال وصاحب الزهرة وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو إسحاق الصريفيني وأبو الوليد الباجي، فلم يذكروا إلا عبيد الله.
وقال ابن الأخضر في مشيخة البغوي: كان ثقة.
وقال ابن قانع: توفي بالمصيصة، وهو صالح أعني عبد الله.
وقال الخطيب: ثقة.
2957 - (د) عبد الله بن سعد بن فروة البجلي مولاهم الدمشقي الكاتب.
قال أبو الحسن بن القطان في كتابه " بيان الوهم والإيهام ": لم يرو عنه(7/378)
غير الأوزاعي، وهو مجهول، كما قال أبو حاتم، ولو لم يقله لقلناه.
وقال الساجي في كتاب " الجرح والتعديل ": ضعفه أهل الشام في الحديث، قال ابن القطان: إنما يعني - والله تعالى أعلم - من عدم روايته، وعدم العلم بحاله.
2958 - (د ت ق) عبد الله بن سعد الأنصاري الحرامي، ويقال: القرشي الأموي عم حرام بن حكيم عداده في الصحابة.
قال أبو نعيم الحافظ: عم حرام بن معاوية وقيل حرام بن حكيم.
وقال أبو أحمد العسكري: ومن بني العنبر بن عمرو بن تميم: عبد الله بن سعد عم حرام بن حكيم، أخرجه ابن أبي خيثمة فيمن روى من بني تميم ونسبه، وقال: عبد الله بن سعد من بني تميم ووهم ابن الأثير هنا وهما فاحشا؛ وذلك أنه قال: ذكر العسكري أنه أخا ذؤيب بن شعثم العنبري.
وليس بجيد لأن العسكري ذكر ذؤيبا ثم قال بعده: وأخوه عقفان بن شعثم روى عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد أبو أحمد على هذا شيئا، ثم ذكر بعده: عبد الله بن سعد وكأنه سقط من النسخة التي نقل منها: ذكر عقفان وذكر بعد ذكر الأخوة عبد الله بن سعد، فتوهمه هو، والله تعالى أعلم.
وذكر البغوي في [] قال: وسكن حمص.
ونسبه ابن حبان في كتاب " الصحابة ": عبشميا وقال: له صحبة.
ولما خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في صحيحه نسبه كذلك.(7/379)
وزعم أبو الفتح الأزدي في كتابه " السراج ": أن ابن أخيه تفرد عنه بالرواية.
2959 - (خ م د س) عبد الله بن السعدي واسمه عمرو له صحبة.
قال أبو عمر بن عبد البر: وهو الصواب فيما ذكره الصريفيني قال: ويقال: اسمه وقدان أبو محمد القرشي.
وقال ابن حبان: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وافدا. أمه: ابنة الحجاج بن عامر بن سعيد بن سهم مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وقال أبو نعيم الحافظ: عبد الله بن عبد بن وقدان ويقال: عبد الله بن سعد.
وذكره ابن سعد فيمن أسلم عند الفتح وبعده.
وفي تاريخ البخاري: " وفدنا على النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أو ثمانية ".
وقال ابن عساكر: قول من قال: توفي في خلافة عمر. لا أراه محفوظا.
2960 - (خ م ت س) عبد الله بن سعيد بن جبير الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي.
خرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان، والدارمي، وأبو علي [ق 275/أ] الطوسي، وابن الجارود. وقال النسائي في تصنيفه: ثقة مأمون.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
2961 - (ع) عبد الله بن سعيد بن حصين أبو سعيد الأشج الكندي الكوفي.
ذكر عبد الباقي بن قانع وفاته في سنة ست وخمسين ومائتين، روى عنه(7/380)
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن مالك الهمداني.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وروى في " صحيحه " عن أحمد بن حمدان التستري لعبادان عنه.
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه "، وكذلك [أبو عوانة] النيسابوري وأبو عوانة، وروى عنه أبو القاسم الطبراني.
وفي كتاب الصريفيني: مات في شهر ربيع الأول سنة سبع، وكذا ذكره ابن عساكر.
وقال مسلمة بن قاسم في كتابه " الصلة ": لا بأس به، توفي بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ومائتين، وفرق بينه وبين عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الراوي عن عبد الله بن نمير، ونظرائه، وكذا ذكر وفاته أبو علي الغساني في " أسماء رجال أبي داود ".
وفي كتاب " زهرة المتعلمين ": روى عنه البخاري ثمانية أحاديث، ومسلم سبعين حديثا، ومات سنة ثلاث وعشرين ومائتين. كذا ذكره، ولم أره لغيره فينظر.
وقال المطين: مات في يوم الثلاثاء في شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين، وصلى عليه إبراهيم بن أبي العنبس.
وفي كتاب " الاستغناء " لابن عبد البر: سئل أبو زرعة عنه فقال: كوفي ثقة صدوق.(7/381)
وقال الخليلي: ثقة لكن في أشياخه ثقات وضعفاء يحتاج في حديثه إلى معرفة وتمييز.
2962 - (ت ق) عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو عباد الليثي مولاهم المدني أخو سعد وكان الأكبر.
قال أبو إسحاق الحربي في " كتاب العلل ": غيره أوثق منه، وأبوه وجده أوثق منه.
وقال المروزي: سئل أبو عبد الله عنه فقال: ليس هو بذاك.
وقال الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه.
وذكره البرقي في باب من الأغلب عليه الضعف في حديثه وقد ترك بعض أهل العلم بالحديث الراوية عنه.
وفي كتاب ابن الجارود: ضعيف، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث: وقال أبو داود، ويعقوب بن سفيان الفسوي: ضعيف.
وقال السعدي: يضعف حديثه.
وذكره العقيلي، وابن شاهين، وأبو القاسم البلخي في جملة الضعفاء.
وقال الساجي: ضعيف حدث عنه الثوري ورمى به، [حديث] عن علي(7/382)
قال: قال يحيى بن سعيد استبان لي كذبه يعني عبد الله في مجلس.
وقال النسائي وعبد الله بن الجنيد: متروك، وقال الدارقطني: متروك ذاهب.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار ويهم في الآثار حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها.
2963 - (خ م د ت س) عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان أبو صفوان الأموي الدمشقي.
ذكر بعض المصنفين من المتأخرين أنه مات بعد المائتين وفي كتاب الصريفيني وقيل عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الملك وصحح الحاكم حديثه وكذا أبو عوانة [ق 275/ب] وأبو علي الطوسي وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
2964 - (ع) عبد الله سعيد بن أبي هند الفزاري أبو بكر المدني مولى بني شمخ من فزارة.
ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: يخطئ كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين.
الأول: ابن حبان لم يذكر " يخطئ " فيما رأيت من نسخ كتابه.
الثاني: لو نقل كلام ابن حبان من أصل لرأى فيه: عبد الله بن سعيد بن أبي هند مولى بني سهم، مات سنة سبع وأربعين ومائة.
وقال الكلاباذي عن الواقدي: مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة.(7/383)
وقال ابن سعد: وكان ثقة كثير الحديث، مات سنة ست، أو سبع وأربعين ذكره في الخامسة من طبقات المدنيين.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: وثقه علي بن المديني وابن البرقي وابن عبد الرحيم.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال أحمد بن صالح: مدني ثقة، وقال ابن أبي خيثمة: بلغني أنه مات سنة ست أو سبع وأربعين.
وفي كتاب الصريفيني مات سنة أربع وأربعين، وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وهو تأكيد لعدم قوله: " يخطئ "؛ لأنه لا يصفه بالخطأ ثم يحتج به.
وخرجه أيضا الطوسي، والحاكم، وأبو عوانة، والدارمي.
وقال ابن منجويه: مات سنة سبع، وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: مديني ثقة.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو القاسم البلخي في كتاب " الضعفاء "، وقال إسحاق القراب: أنبا الحساني أنبا ابن عروة قال: عبد الله بن سعيد بن أبي هند مات سنة ست وأربعين ومائة.
2965 - (خ م د س ق) عبد الله بن أبي السفر سعيد بن محمد ويقال: أحمد الهمداني الثوري الكوفي.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " - الذي قال المزي أنه نقل كلامه -: اسم أبي السفر سعيد بن كثير مات في ولاية خالد على العراق.(7/384)
وقال أحمد بن صالح: كوفي ثقة.
وذكره ابن خلفون في " الثقات ".
وقال ابن سعد - الذي قال المزي: أنه نقل وفاته من عنده -: كان ثقة وليس بكثير الحديث.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذا أبو عوانة والدارمي.
2966 - (س) عبد الله بن سفيان بن عبد الله الثقفي الطائفي أخو عاصم وعمرو.
عن أبيه قلت: يا رسول الله حدثني لأمر أعتصم به، وعنه يعلى بن عطاء وقيل: عن يعلى عن سفيان عن أبيه وهو غلط، وقال النسائي: ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " هذا جميع ما ذكره به المزي إلا حديثه العال الذي قال: إنه وقع له، وفيه نظر؛ لأن ابن حبان زاد في أشياخه وفي نسبه فقال: عبد الله بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي يروي عن أبيه وعبد الله بن السائب روى عنه يعلى بن عطاء.
وقال أحمد بن صالح: ثقة، وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
ووقع في كتاب الصريفيني: عبد الله بن أبي ربيعة وكأنه وهم؛ لأن ابن حبان تبع في ذلك البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما [ق276/أ].
2967 - (م د س ق) عبد الله بن سفيان المخزومي وهو أبو سلمة مشهور بكنيته.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".(7/385)
2968 - (د) عبد الله بن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد حجازي.
ذكره ابن حبان في " الثقات " لم يزد المزي شيئا من التعريف بحاله سوى الرواة عنه، وأظنه لم ير كتاب " الثقات " جملة إنما ينقل من مختصره، أو من شيء لا أدري ما هو ولا إنسان يغر الناظر في كتابه بأنه مذكور في " الثقات " بما هو ذاكره، ليقطع الإنسان النظر عن ذاك الكتاب. ويقول قد نظره الشيخ فلو كانت فيه زيادة لذكرها، وهذا لعله لا يجوز؛ وذلك أن ابن حبان قال في كتاب " الثقات " الذي في أيدي الناس: عبد الله بن أبي سفيان مولى ابن جحش يروي عن جماعة من الصحابة، روى عنه أهل المدينة مات سنة تسع وثلاثين ومائة.
وفي " تاريخ البخاري ": روى إبراهيم عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي سفيان سمع داود بن حصين عن أبي سفيان عن أبي عامر قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم.
2969 - (م) عبد الله بن سلمان الأغر المدني مولى جهينة.
خرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان، والحاكم أبو عبد الله.
2970 - (4) عبد الله بن سلمة المرادي الكوفي.
ذكر المزي أن [ابن] نمير قال: روى أبو إسحاق عن أبي العالية عبد الله(7/386)
ابن سلمة الهمداني، وزعم أحمد بن حنبل أنه الذي روى عنه عمرو بن مرة قال: وليس هو بالذي روى عنه عمرو بن مرة، بل هو رجل آخر انتهى.
ذكر البخاري في " تاريخه الصغير ": الذي قاله ابن نمير أصح، والذي قال أبو إسحاق هو الهمداني، والذي روى عنه عمرو بن مرة هو من رهط عمرو بن مرة جملي مرادي، زاد في " الأوسط ": ويقال جهني وقد روى أبو إسحاق عن أبي العالية الهمداني، وقال بعض الكوفيين: هذا غير الذي روى عنه عمرو بن مرة.
وبمثله قاله يحيى بن معين، والدارقطني، وابن ماكولا في كتابيهما " المختلف والمؤتلف ".
وقال النسائي: لا أعلم أحدا روى عنه غير عمرو بن مرة.
وقال ابن حبان في " الثقات ": عبد الله بن سلمة يروي عن علي، روى عنه عمرو بن مرة يخطئ، وقال في موضع آخر منه: عبد الله بن سلمة الجملي من مراد، يروي عن علي وابن مسعود عداده في أهل الكوفة، روى عنه أبو إسحاق السبيعي وقال في موضع آخر: عمرو بن سلمة بن عمرو بن الحارث الهمداني من أهل الكوفة، يروي عن علي وابن مسعود، روى عنه أهل الكوفة مات سنة خمس وثلاثين، ودفن مع عمرو بن حريث في يوم واحد وهو أخو عبد الله بن سلمة، سمعا جميعا من علي بن أبي طالب.(7/387)
وخرج الترمذي [أبو عيسى] حديثه: " لا يحجزه من قراءة القرآن شيء " وقال فيه: حسن صحيح. وخرجه أيضا ابن خزيمة، وابن الجارود في " منتقاه " والبستي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد والشيخان لم يحتجا بابن سلمة ومدار الحديث عليه، وهو غير مطعون فيه، وقال أيضا: من كبار أصحاب علي وعبد الله، وقد روى عن سعد وجابر بن عبد الله وغيرهما من الصحابة، وقد روى عنه أبو الزبير وجماعة من التابعين.
وقال البغوي في " شرح السنة ": هذا حديث صحيح.
وفي كتاب ابن عدي: قال شعبة: لم يرو عمرو أحسن من هذا الحديث [ق276/أ]. وقال أبو علي الطوسي: يقال: حديث علي حديث حسن صحيح.
وقال ابن أبي داود السجستاني في كتاب " السنن " تأليفه: هذه سنة تفرد بها أهل الكوفة.
وفي كتاب الخطابي: كان الإمام أحمد يوهن حديث علي، ضعفه، ويضعف أمر عبد الله بن سلمة.
وقال الشافعي: وإن لم يكن أهل الحديث يثبتونه، قال البيهقي: وإنما يتوقف الشافعي في ثبوته؛ لأن مداره على ابن سلمة، وكان قد كبر وأنكر من حديثه وعقله بعض النكرة، وإنما روى هذا الحديث بعدما كبر قاله شعبة، وقال الساجي: كان يهم.
وفي قول المزي: قال النسائي في " الكنى ": أبو العالية عبد الله بن سلمة كوفي مرادي نظر؛ لأن النسائي لم يقل هذا، إنما قاله رواية. بيانه قوله في كتاب " الكنى " - ومن الأصل أنقل -: أبو العالية عبد الله بن سلمة كوفي أنبأ محمد بن عيسى سمعت عباسا سمعت يحيى يقول: عبد الله بن سلمة المرادي، كنيته أبو العالية.(7/388)
أنبأ علي بن حجر أنبا إسماعيل بن إبراهيم قال: شعبة قال: عمرو بن مرة وذكر ابن سلمة ولكنه كان قد كبر وكان تعرف وتنكر.
أنبا عبد الله بن أحمد: سألت أحمد عن ابن سلمة من روى عنه غير عمرو بن مرة؟ قال: روى عنه أبو إسحاق قوله.
وقال بن نمير: هذا ليس هو. ذاك صاحب عمرو لم يرو عنه إلا عمرو. والذي قاله ابن نمير أصح.
وقال أبو أحمد الحاكم: أبو العالية عبد الله بن سلمة الهمداني الكوفي. قوله. روى عنه: أبو إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني حدثني علي بن محمد بن الحسين حدثني سعيد بن علي قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: أبو العالية الذي روى عنه أبو إسحاق: عبد الله بن سلمة الهمداني.
وأنبأ محمد بن سليمان ثنا محمد يعني - ابن إسماعيل - قال عبد الله بن سلمة أبو العالية الهمداني سمع عليا وعن عبد الله، روى عنه أبو إسحاق وعمرو بن مرة.
قال أبو أحمد: أخطأ عندي مسلم ومن تابعه على قوله، وأشار إلى نحو مما قاله مسلم، أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخليفة بن خياط، وإبراهيم الحربي واشتبه عليهم والله أعلم.
وعبد الله بن سلمة الذي روى عن علي وابن مسعود يقال له: المرادي، وقال عمرو بن مرة: عن رجل من الحي لم أر أحدا كناه، يروي عن سعد بن أبي وقاص وعلي، وابن مسعود، وصفوان بن عسال روى عنه: أبو عبد الله بن عمرو بن مرة الجهني، وأبو الزبير، حديثه ليس بالقائم.
وعبد الله بن سلمة الهمداني، إنما يعرف قوله فقط ولا يعرف له راويا غير أبي إسحاق السبيعي، وحاله أحسن من حال عبد الله بن سلمة المرادي، وسأبين ذلك إن شاء الله - بيانا شافيا يرتفع الإشكال فيه على من يتأمله، فأول من أبدأ بذكره قول من أخطأ فيه، ثم أعقبه بذكر تلخيص الصواب منه.(7/389)
قال يحيى بن معين: عبد الله بن سلمة كنيته أبو العالية المرادي.
وقال محمد بن إسماعيل: سألت ابن حنبل عن عبد الله بن سلمة من روى عنه غير عمرو؟ فقال: أبو إسحاق الهمداني قوله.
وقال خليفة بن خياط: عبد الله بن سلمة يكنى أبا العالية من جمل، شهد مع علي الجمل وصفين ومات.
وقال الحربي: أبو العالية رجل من أهل الكوفة من مراد من بني جمل روى عن عمر وعبد الله وسعد وسلمان وعمار وعلي، حدث عنه أبو إسحاق وعمرو بن مرة، وهو باسمه أشهر منه بكنيته، وهو عبد الله بن سلمة.
قال أبو أحمد الحاكم: بيان الصواب من ذلك ثنا محمد بن فارس ثنا البخاري ثنا آدم ثنا شعبة ثنا عمرو بن مرة قال عبد الله بن سلمة، وقال رجلا من قومه يعني من جمل كذا نسب عمرا غير [ق 277/أ] واحد، وقال محمد: كل حديث عبد الله بن سلمة عجائب، وذكر قول ابن نمير وتصحيح البخاري له.
وفرق ابن خلفون بن الراوي عنه أبو إسحاق، وبين الراوي عنه عمرو وفي كتاب " الثقات " وقال: ذهبت طائفة من أهل الحديث إلى أن أبا إسحاق روى عن ابن سلمة المرادي الجملي، وأنكر ذلك طائفة منهم، وقالوا: إنما روى عن عبد الله بن سلمة الهمداني قوله فقط.
وذكر البرقي والعقيلي وابن الجارود: أبا العالية في جملة " الضعفاء ".
وقال العجلي: عبد الله بن سلمة تابعي ثقة كوفي.
فتبين لك بمجموع ما تقدم أن خلط المزي الترجمتين في ترجمة غير صحيح، وأن الصواب قول من فرق، والله تعالى أعلم.(7/390)
وفي كتاب " الصحابة " لأبي موسى: عبد الله بن سلمة المرادي من تابعي أهل الكوفة قيل: أدرك الجاهلية.
2971 - (م د س) عبد الله بن أبي سلمة ميمون وقيل: دينار الماجشون القرشي التيمي مولاهم.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وكناه: أبا عبد العزيز.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": يروي عن أسماء بنت أبي بكر والماجشون: المورد الخدين.
ولما ذكر البخاري قول علي بن المديني: اسم أبي سلمة دينار قال: لا أراه حفظ علي.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم.
2972 - (د س) عبد الله بن سليمان بن زرعة الحميري أبو حمزة المصري الطويل.
خرج أبو حاتم البستي حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم النيسابوري.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
2973 - (بخ س ق) عبد [الله] بن سليمان بن أبي سلمة الأسلمي المدني القبائي.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عبد الله بن سليمان مولى الأسلميين(7/391)
يخطئ. كذا ذكره المزي والذي في كتاب " الثقات ": عبد الله بن سليمان بن أبي سلمة الأسلمي من أهل المدينة يخطئ.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا محمد بن حمويه سمعت أبا طالب قال: سألت أحمد بن حنبل عن عبد الله بن سليمان الذي روى عنه القعنبي فقال: هو من أهل قباء قد روى عنه، زاد ابن عدي في الكامل: والقعنبي أصله مدني سكن البصرة. وهو يحدث عن قوم مجهولين من أهل المدينة وحواليها.
وخرج المزي حديثا من طريق:
2974 - (ت) عبد الله بن سليمان النوفلي.
عن ابن عباس يرفعه: " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة "، وقال: قال بعض المتأخرين: رواه الترمذي في المناقب عن أبي داود عن ابن معين ثنا هشام عن عبد الله النوفلي عن محمد بن علي عن أبيه، لم يذكره المزي في كتاب الأطراف تأليفه فيرد عليه والله تعالى أعلم.
2975 - (بخ د) عبد الله بن أبي سليمان أبو أيوب مولى عثمان بن عفان.
قال ابن حبان في عدة نسخ من كتابه: روى عنه حماد بن زيد.(7/392)
2976 - (د ت ق) عبد الله بن سنان بن نبيشة بن سلمة بن النعمان بن صبح بن مازن بن حلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان وهو مزينة بن عمرو بن أدد والد علقمة بن عبد الله عداده في الصحابة.
كذا ذكره المزي، وهو غير جيد؛ لأن مزينة ليست رجلا بل هي امرأة إجماعا، وهي مزينة بنت كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة.
قال الكلبي: وهي أم عثمان وأوس ابني عمرو بن أد بن طانجة.
قال المزي: فرقوا بينه وبين والد بكر بن عبد الله المزني، فقالوا في نسب [ق 277/ب] والد: علقمة هكذا وقالوا في نسب الآخر: عبد الله بن عمرو بن هلال انتهى. وفيه نظر في موضعين.
الأول: في كتابي من الصحابة للعسكري بخط بعض الحفاظ، وقد قابله وسمعه عبد الله بن عمرو بن مليل المزني، وقال ابن أبي خيثمة، ابن لؤيم له صحبة، قال أبو أحمد: وأنا أحسب أن هذا هو عبد الله بن سنان الذي ابنه علقمة.
الثاني: قوله أيضا أن صاحب الترجمة ذكره محمد بن سعد وقال: نزل البصرة وله بها عقب. فيه نظر؛ لأن ابن سعد قال هذا في عبد الله بن عمرو والد بكر بن عبد الله، وقال بعد فراغه من ترجمته: عبد الله المزني وهو أبو علقمة بن عبد الله الذي روى عنه بكر بن عبد الله المزني وليسا بأخوين.
الثالث: ضبطه حلاوة بفتح الحاء غير جيد، والصواب كسرها، كذا ألفيته بخط الشيخين: الشاطبي والدمياطي.
الرابع: قوله: كذا نسبه خليفة فيه نظر، يوضح ما ذكرناه أولا، قال خليفة: مزينة وهم ولد عثمان بن عمرو بن أد، سمي مزينة بأمه وهي بنت كلب بن وبرة، منهم عبد الله بن سنان فذكره.(7/393)
2977 - (م 4) عبد الله بن حنظلة بن سوادة العشيري البصري.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: روى عن أبيه عن أنس بن مالك الكعبي كذا هو في غير ما نسخة.
وفي كتاب المزي: روى عن أبيه وروى عن أنس بن مالك، وكأنه الصواب.
وقال أحمد بن صالح: بصري ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وسماه: عبد الله بن سوادة بن حنظلة بن أبي الأسود.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن خزيمة، والطوسي.
وفي بعض نسخ اللالكائي: قال البخاري ويحيى: ثقة وسماه كما سماه ابن خلفون، وكأنه تبعه.
2978 - (س) عبد الله بن سوار بن عبد الله العنبري أبو السوار القاضي.
قال عبد الباقي بن قانع: بصري ثقة.
وفي الجامع: وفيه يقول: السيد الحميري:
جده سارق كبش فجرة من فجرات
قال: وذلك أنه عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن غزة بن نقب وكان نقب سرق كبش النبي صلى الله عليه وسلم فقطعه عليه السلام.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
2979 - (ر) عبد الله بن سويد بن حبان أبو سليمان المصري.
قال أبو سعيد بن يونس: عبد الله بن سويد بن حبان بن عبد الله أبو سليمان الحمراوي روى عنه: سعيد بن عفير، قرأت على بلاطة قبره وكتب(7/394)
في مستهل جمادى الأولى لسنة اثنتين وثمانين ومائة.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: عبد الله بن سويد بن حبان بن لقيط بن عدي بن عبد الله أبو سليمان اللخمي مات سنة خمس وسبعين ومائة انتهى. لا خلف بين النسبتين؛ لأن الأولى إلى مكان تركه والأخرى إلى أجداده.
2980 - (بخ) عبد الله بن سويد الأنصاري أخو بني حارثة بن الحارث. له صحبة.
كذا ذكره المزي وأبى ذلك أبو أحمد العسكري فقال: قال بعضهم: لا يصح له صحبة قال: وروى عن أم حميد عمته وهي امرأة أبي حميد الساعدي. انتهى كلامه. ويشبه أن يكون وهما؛ لأن أبا حاتم جعلهما ترجمتين، وكذلك البخاري مع تصريحهما بصحبة الأول، وكذا فعله غيرهما، والله تعالى أعلم.
2981 - (ع) عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي أبو يوسف حليف القواقلة من بني عوف بن الخزرج.
أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان اسمه: حصين فسماه - عليه السلام - عبد الله [ق 278/أ] كذا ذكره المزي.
وفي كتاب " الصحابة " للبرقي، و " التاريخ الكبير " للفسوي: أسلم قبل [وفاة] النبي صلى الله عليه وسلم زاد البرقي في ما ذكره الفريابي: عن قيس بن الربيع عن عاصم عن الشعبي.
وقال أبو نعيم الحافظ: وهو من بني قينقاع وقال أبو أحمد العسكري: كان(7/395)
اسمه غيلان فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الله.
وذكره محمد بن سعد: في الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق وما بعدها وأبو عروبة من البدريين قال: وفي بعض الروايات يكنى أبا حمزة.
2982 - (خت م د س ق) عبد الله بن شبرمة بن الطفيل بن حسان بن المنذر بن ضرار وقيل: الطفيل بن عمرو بن ضرار أبو شبرمة الضبي الكوفي القاضي.
قال ابن سعد: كان شاعرا فقيها ثقة قليل الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان من فقهاء أهل العراق.
وذكر المزي عن العجلي - تابعا لصاحب " الكمال " -: كان إذا اختلف إليه الرجل ثلاثة أيام دعاه فقال له: أراك قد لزمتنا منذ ثلاثة أيام عليك خراج نتكلم فيه انتهى. وهو كلام غير مقيد؛ والذي في تاريخ العجلي وبه يتم استشهاده على جودة: عليك خراج، فنتكلم فيه أو دين أو حاجة، فنسعى لك فيها، فلا يكلمه الرجل في شيء إلا قضاه، ثم يقول: إنهم إنما يأتوننا لننفعهم في أمر دنياهم ليس يأتوننا لنشفع لهم في آخرتهم {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} وكان من أحلم الناس، فكان إذا أشرف عليه قال: أين فتياننا الذين يكفونا العار؟ خذوه وكان إذا قضى على الرجل بقضية قال: لأقضين عليك قضاء شبرميا، وكان له ابن يقال عثمان يفضل عليه في الزهد والعبادة.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو حاتم البستي، والحاكم.
وقال اللالكائي: هو فقيه أهل الكوفة في زمانه وممن تفقه بالشعبي.
وقال المرزباني: يقول المقطعات في الآداب والحكم وهو القائل:
ما في القضا شفاعة لمخاصم ... عند اللبيب ولا الفقيه العالم
أهون علي إذا قضيت بسنة ... أو بالكتاب برغم أنف الراغم(7/396)
وقضيت فيما لم أجد أثرا ... به بنظائر معروفة ومعالم
وفي كتاب " ليس " لابن خالويه: وثنيت رجل عبد الله بن شبرمة فقال بعضهم:
خرجت وقاضي القضاة منفكة رجله مؤلمة ... فغزوان حر وأم العلا، إن الله عافى شبرمة
فقال القاضي: جزاك الله خيرا فلما خرج قالوا له: والله ما نعرف له جارية ولا غلاما! فقال: غزوان شنوري وأم العلاء أمتنا وقد أعتقتهما.
وقال ابن قانع: كان له قدر.
وفي " تاريخ " ابن أبي خيثمة الكبير استعمل يوسف بن عمر: ابن شبرمة على القضاء، ثم عزله وبعثه إلى سجستان وولى ابن أبي ليلى.
ثنا أبو مسلم قال: قال سفيان: سأل بعض الأمراء ابن شبرمة ما هذه الأحاديث التي تحدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: كتاب كان عندنا وقيل له يوما:
ارتفع إلى الصدر قال: حيث جلست فأنا صدر. وكان محمد بن عبد الرحمن مولى آل الطلحة يجلس إلى ابن شبرمة فقالوا: إنه يستشيره فقال للحرسي إذا جاء فامنعه قال: محمد بن فضيل عن أبيه دخل كرز [ق 278/ب] على ابن شبرمة يعوده، وهو مبرسم فتفل في أذنه فبرأ فقال ابن شبرمة:
لو شئت كنت ككرز في تعبده ... أو كابن طارق حول البيت في الحرم
قد حال دون لذيذ العيش خوفهما ... وسارعا في طلاب الفوز
والكرز يريد كرز بن زبدة.
قال أبو موسى المدني في كتابه الترغيب: تعبد حتى أنه لم يوجد عليه من اللحم ما يوجد على العصفور، وقيل له: نراك معجبا برأيك. فقال: لو لم أعجب به لم أقض به، وقال معمر: لما عزل عن ولاية اليمن وتفردني وإياه الميسر فلم يكن معنا أحد، قال لي: يا أبا عروة أحمد الله أني لم أستبدل بقميصي هذا قميصا منذ دخلته، ثم قال: إنما أقول لك حلالا، فأما الحرام فلا سبيل إليه.(7/397)
وقال محمد بن جرير الطبري في كتابه " ترتيب الفقهاء ": كان شاعرا فقيها ورعا، وكان أبو إسحاق الشيرازي ولد سنة اثنتين وسبعين من الهجرة. قال حماد بن زيد ما رأيت كوفيا أفقه منه والله تعالى أعلم.
وعند المنتجالي كان عفيفا صارما يشبه النساك، ثقة في الحديث، جوادا شاعرا ربما أكسى وأعطى حتى يبيت في ثيابه.
وذكره ابن شاهين في " الثقات ".
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ ": كان قاضيا لأبي جعفر على بواد الكوفة وكان فقيها ناشيا خطيبا شاعرا حسن الخلق جوادا حاضر الجواب وكان لاجتماع هذه الخصال فيه يشبه بالشعبي، وقضى على رجل بوعد وحبسه فيه وتلى: {كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.
وذكر ابن أبي خيثمة: له رواية عن الفرزدق الشاعر.
وفي كتاب العجلي: كان عيسى بن موسى لا يقطع أمرا دونه، فلما أرسل أبو جعفر بعمه عبد الله بن علي وأمره بقتله فأشار عليه ابن شبرمة ألا يفعل فبلغ ذلك أبا جعفر وقال: قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي، فما زال ابن شبرمة مختفيا حتى مات.
2983 - (م 4) عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن واقدان بن الحريش وهو معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الحرشي العامري له صحبة.
قال العسكري: له بالبصرة دار في بلحريش الرابية وولده أشراف.
وقال ابن منده: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عامر بن صعصعة.
وذكره ابن سعد في " الطبقات الكبير " في الطبقة الرابعة طبقة الفتحيين.(7/398)
2984 - (ع) عبد الله بن شداد بن الهاد واسمه أسامة بن عمرو الليثي أبو الوليد الكوفي، لتردده إليها.
كذا ذكره المزي تابعا ابن سرور، والمعروف أن الهاد هو عمرو لا أسامة ذكره الكلبي وابن سعد وغيرهما.
وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث وكان شيعيا، وقال في موضع آخر: كان ثقة كثير الحديث متشيعا قتل يوم دجيل.
والذي ذكره المزي عنه كان عثمانيا تابعا عبد الغني، لم أره فينظر وفيه منافاة للتشيع الذي شهد عليه به غير واحد.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: غرق بدجيل سنة ثلاث وثمانين.
ذكره أبو عمر بن عبد البر في " جملة الصحابة " قال: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أهل العلم.
وفي كتاب ابن أبي حاتم عن علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول عبد الله بن شداد أحب إلي من أبي صالح مولى أم هانئ.
وفي " تاريخ البخاري ": اقتحم به فرسه الفرات فذهب.
وذكر المزي رواية ابن شبرمة عنه الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي " المراسيل ": قال الإمام أحمد بن حنبل: لم يسمع ابن شبرمة من(7/399)
عبد الله بن شداد شيئا.
وفي " علل " أحمد بن حنبل قال أبي: عبد الله بن شداد بن الهاد [ق 279/أ] لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان من كبار التابعين وصلحائهم. وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وقال يعقوب بن شيبة في " مسند عمر ": ابن شداد كان يتشبع، وقال علي قتل بالجماجم سنة ثلاثة وثمانين.
وفي قول المزي: قال النسائي فيه: [ثقة]. نظر؛ لأن النسائي لما ذكر عبد الله بن شداد ووثقه، لم يزد في نسبه شيئا على ما قدمناه، فلو ادعى مدع أنه لم يقله إلا في عبد الله بن شداد أبي الحسن الأعرج الآتي ذكره بعد، لما قام دليل على بطلان قوله.
وذكره ابن حزم في " طبقات القراء ".
2985 - (4) عبد الله بن شداد المديني أبو الحسن الأعرج.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: قال أحمد بن صالح: هو ثقة.
وقال ابن القطان: حاله مجهولة.
2986 - (ص) عبد الله بن شريك العامري الكوفي.
قال النسائي في " خصائص علي ": ليس بذاك.
وقال البرقاني عن أبي الحسن الدارقطني: لا بأس به. قلت: يروي عن ابن عمر وابن الزبير؟ فقال: سمع منهما.(7/400)
وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع يروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات.
وقال ابن خلفون في " الثقات ": عبد الله بن شريك بن الحارث العامري ويقال: النخعي تكلم في مذهبه، وقال أبو الفتح الموصلي: من أصحاب المختار لا يكتب حديثه.
وفي كتاب المنتجالي: [كان] سفيان كان يتمرغ على قبر الحسين ويقول: يا ابن رسول الله.
وعنه قال: أدركت أصحاب الأردية المعلمة وأصحاب البرانس من أصحاب السواني إذا مر بهم عمر بن سعد قالوا: هذا قاتل الحسين، وذلك قبل أن يقتله.
وقال أبو أحمد بن عدي: مختاري كوفي وليس فيه من الحديث إلا الشيء اليسير.
وذكره ابن شاهين في " الثقات " وقال عن أحمد: ما أعلم به بأسا.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة ومن كبراء أهل الكوفة، يميل إلى التشيع.
2987 - (بخ م 4) عبد الله بن شقيق العقيلي أبو عبد الرحمن وقيل: أبو محمد البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وكناه أبا عبد الرحمن قال: وقيل:(7/401)
أبو عامر مات سنة ثمان ومائة، وهو والد عامر العقيلي الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير.
وفي قول المزي: وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ثقة من خيار المسلمين لا يطعن في حديثه. نظر؛ لأن ابن أبي خيثمة لم يرو عن يحيى لفظة " ثقة " والذي روى عنه لفظة " ثقة " إسحاق بن منصور، بيان ذلك ما ذكره ابن أبي حاتم: أنبا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن شقيق من خيار المسلمين لا يطعن في حديثه، ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: عبد الله بن شقيق ثقة، سئل أبو زرعة عن عبد الله بن شقيق العقيلي فقال: بصري ثقة.
وقال ابن أبي خيثمة في " تاريخه الكبير ": عبد الله بن شقيق العقيلي سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن شقيق من خيار المسلمين لا يطعن في حديثه ثنا محمد بن الصباح ثنا داود بن الزبرقان عن الجريري قال: كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به [الصحابة] فيقول: اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر، فلا تجوز ذلك الموضع حتى تمطر.
ورأيت في كتاب علي عن يحيى: كان التيمي سيء الرأي في ابن شقيق قلت ليحيى: سمعته منه؟ قال: نعم.
ولما ذكره ابن خلفون [ق 279/ب] في " الثقات " قال: قال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن شقيق من خيار المسلمين لا يطعن في حديثه.
وقال اللالكائي: قال يحيى بن معين: كان من خيار المسلمين لا يطعن في حديثه من رواية ابن أبي خيثمة.(7/402)
وفي رواية الدوري: ثقة، فقد تبين لك أن رواية ابن أبي خيثمة ليس فيها لفظة " ثقة ".
وقال ابن خلفون: يقال: لم يوافق مذهبه مذهب سليمان التميمي، فلذلك كان سيء الرأي فيه، وكان ابن شقيق من الفضلاء الأخيار وهو ثقة قاله أحمد بن صالح، وابن وضاح، وابن عبد الرحيم، وغيرهم.
ولما ذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات " [قال] قال: كان من خيار المسلمين.
وينبغي أن يثبت في قول المزي: قال أحمد بن حنبل: ثقة وكان يحمل على علي، فإن هذه اللفظة إنما هي معروفة عن أحمد بن صالح العجلي وكذا هي ثابتة في سائر نسخه فيما رأيت، ولعله من الناسخ على أنه المهندس وقد قرأه على المصنف.
وذكره البلخي والعقيلي في " جملة الضعفاء ".
وفي كتاب الصريفيني: وقيل: إنه يكنى أيضا أبا معاوية وقيل: إنه هزلي.
ولما خرج الحاكم حديثه في " مستدركه " قال: تابعي محتج به.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذا ابن حبان، والدارمي، وابن الجارود، وأبو علي الطوسي.
وفي قول المزي: وقال غيرهم: - يعني أنا سأذكرهم - مات سنة ثمان ومائة نظر من حيث إنه يقول: إنه ينقل من كتاب " الثقات " لابن حبان فما باله هنا(7/403)
أغفله، وابن حبان قد نص على الثمان.
2988 - (م) عبد الله بن شهاب الخولاني أبو الجزل الكوفي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه ".
وقال ابن عبد البر في كتاب " الاستغناء ": كوفي من كبار التابعين.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي الكوفيين.
وفي تكنية المزي له بأبي الجزل - تابعا غيره - نظر؛ لأن هذه الكنية من أفراد الكنى لم يتكن بها إلا واحد واختلفوا في ذلك الواحد من هو؟
فالنسائي والمنتجالي كنيا بها عبد الله بن شداد الليثي، زاد المنتجالي: كناه بها البخاري، وتبعهم على ذلك بعض المتأخرين، فينظر والله أعلم.
2989 - (بخ 4) عبد الله بن شوذب أبو عبد الرحمن الخراساني البلخي. بصري سكن الشام.
وقال المزي: مات سنة أربع وأربعين ومائة. وقال ابن حبان: سنة ست وخمسين ومائة انتهى كلامه. وفيه نظر، لأن ابن حبان ذكر القولين فلا حاجة إلى إغرابه بالقول الآخر، اللهم إلا أن يكون على عادته ينقل من غير أصل؛ قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": عبد الله بن شوذب كنيته أبو عبد الرحمن أصله من البصرة وسكن الشام، يروي عن ثابت وأبي التياح، روى عنه ابن المبارك وضمرة بن ربيعة مات سنة ست وخمسين، وقد قيل: سنة أربع وأربعين ومائة.(7/404)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: كان أحد العباد الفضلاء الأخيار، وثقه ابن نمير وأحمد بن صالح وابن عبد الرحيم وغيرهم.
وخرج ابن حبان، وابن خزيمة، والحاكم، والطوسي، والدارمي، وابن الجارود، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي حديثه في الصحيح وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
2990 - (خت د ت ق) عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني مولاهم أبو صالح البصري كاتب الليث بن سعد [ق 280/أ].
ذكر المزي وفاته من عند ابن يونس موهما رؤية كتابه، وليس كذلك إذ لو رآه لما أغفل منه: أبو صالح روى عن الليث بن سعد مناكير، ولم يكن أحمد بن شعيب يرضي عبد الله بن صالح.
وقال يعقوب بن سفيان: [سمعت] أبا الأسود وقال له رجل: ابن بكير يتكلم في أبي صالح فأيش تقول فيه؟ فقال: أبو صالح إذا قال لكم بمصر اكتبوا عن فلان فاكتبوا واتركوا ما سواه.
وفي " الموالي " للكندي: كان مولده سنة ثمان وثلاثين ومائة، ويقال: سنة ست وثلاثين.
وقال الخليلي: كاتب الليث، كبير، لم يتفقوا عليه، لأحاديث رواها يخالف فيها.
وقال أبو أحمد الحاكم: كاتب الليث ذاهب الحديث.(7/405)
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة " تأليفه: لا بأس به ويقال: إنه مولى بني هاشم أيضا.
وذكره ابن شاهين في " جملة الضعفاء "، وكذلك أبو القاسم البلخي والعقيلي، والساجي.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، يروي عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات، وكان في نفسه صدوقا، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به.
ورأيت في عدة نسخ من " صحيح البخاري " في كتاب البيوع: حدثني عبد الله بن صالح كاتب الليث، فهذا يعني حديث أبي هريرة مرفوعا: أن رجلا من بني إسرائيل خرج في البحر - الحديث.
ولما ذكره الحافظ محمد بن علي بن وهب القشيري في " الإلمام " قال: خرجه البخاري: معتمدا على قول البخاري: ثنا عبد الله بن صالح فهذا، لأنه قبل ساقه معلقا بقوله: وقال الليث: فلو اعتمد القشيري على التعليق لنبه عليه، ولكنه اعتمد على سنده بعد.
وفي كتاب التفسير من كتاب البخاري: ثنا عبد الله ثنا عبد الله بن أبي سلمة(7/406)
فذكر حديث ابن عمرو " ولا صخاب بالأسواق " قال أبو علي الجياني: عندي أن عبد الله هذا هو كاتب الليث وقد أشار إلى ذلك أبو مسعود في كتاب " الأطراف " بقوله: الحديث عند عبد الله بن رجاء، وكاتب الليث وقد روى البخاري هذا الحديث في كتاب الأدب فقال: ثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث عن عبد العزيز.
وأما الحاكم أبو عبد الله فإنه قال: لم يخرج البخاري لكاتب الليث شيئا.
وقال ابن عساكر: قال البخاري في موضع آخر: وزاد عبد الله فذكر عنه زيادة في حديث. قال: ووفاته سنة ثلاث وعشرين أصح.
وقال ابن قانع: عبد الله بن صالح: صالح.
وقال يعقوب الفسوي: ثنا أبو صالح الرجل الصالح.
2991 - عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي المرقئ [والد أحمد] صاحب التاريخ.
قال الداني في كتاب " الطبقات " تأليفه: سمع قيس بن الربيع وأبا بكر بن عياش، وروى عن حفص، وأخذ عنه القراءة: أحمد بن يزيد الحلواني.
وسئل يحيى ابن معين عن [أبيه] أحمد بن عبد الله الساكن بطرابلس المغرب فقال: ثقة ابن ثقة ابن ثقة.(7/407)
وقال أبو حاتم الرازي - وسئل عن عبد الله -: ويقال: إنه ختم على عبد الله ختمة، وبلغ في الثانية إلى المائدة.
وفي كتاب " الزهرة ": طالعت في الدفترين فلم أجد له اسما وقال توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين [ق 280 ب].
2992 - (م د ت ق) عبد الله بن أبي صالح ذكوان السمان.
قال الساجي: ثقة إلا أنه روى عن أبيه ما لم يتابع عليه.
وقال البخاري في " تاريخه الصغير ": منكر الحديث.
وذكره العقيلي في جملة " الضعفاء ".
2993 - (خت م 4) عبد الله بن الصامت الغفاري البصري ابن أخي أبي ذر.
قال ابن سعد في كتاب " الطبقات الكبير ": يكنى أبا النضر، وكان ثقة وله أحاديث.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان، والطوسي والحاكم.
وفي كتاب الصريفيني: روى له مسلم أحد عشر حديثا، وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي بصري ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: يقال: إنه: كان أسود وكان شجاعا وكان رجلا صالحا.
وذكره البخاري في فصل من مات ما بين السبعين إلى الثمانين.(7/408)
2994 - (خ م د ت س) عبد الله بن الصباح بن عبد الله الهاشمي العطار البصري.
كناه أبو أحمد بن عدي في كتابه " أسماء رجال البخاري ": أبا علي. وكناه صاحب " زهرة المتعلمين في ذكر مشاهير المحدثين ": أبا بكر قال: ويقال: أبو علي، روى عنه البخاري ستة أحاديث، ومسلم ثلاثة أحاديث.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك الطوسي، وابن حبان.
2995 - (س) عبد الله بن صبيح بالضم بصري.
خرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم أبو عبد الله النيسابوري.
ولهم شيخ آخر اسمه:
2996 - عبد الله بن صبيح وقيل صبيح مولى لبني ليث.
روى عن أبي هريرة، روى عنه وائل بن داود.
2997 - وعبد الله بن صبيح خال محمد بن إسحاق بن يسار.
قال: كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى. روى عن أبيه ذكره ابن أبي حاتم.
2998 - وعبد الله بن صبيح.
قال ابن ماكولا: أظنه من أهل الكوفة، حدث عن عبد الله بن جابر السختياني روى عنه أبو مريم عبد الغفار بن القاسم.(7/409)
2999 - وعبد الله بن صبيح الكوفي.
حدث عن جعفر بن محمد بن علي، روى عنه محمد بن عذافر. - ذكرناهم للتمييز.
3000 - (م س ق) عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمج أبو صفوان المكي.
قال أبو عمر بن عبد البر: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ليغزون هذا البيت جيش يخسف بهم " منهم من جعله مرسلا ومنهم من داخله المسند.
وقال أبو أحمد العسكري: ثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الله بن صفوان بن أمية قال: استشفعت بالعباس على النبي صلى الله عليه وسلم ليبايع أبي على الهجرة. فقال: " لا هجرة بعد الفتح " فأقسم عليه العباس فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " قد أبررت عمي ولا هجرة بعد الفتح ".
ثنا عمرو بن عثمان المزني ثنا العباس بن محمد ثنا يونس بن محمد ثنا إبراهيم بن طهمان عن رجل عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله بن صفوان قال: " ذهب النبي صلى الله عليه وسلم يوما لحاجته وقال: ائتني بشيء أستنجي به ولا تقربني حايلا ولا روثا ولا رجيعا ".
وقال ابن حبان في كتاب [ق 281/أ] " الصحابة ": عبد الله بن صفوان [بن] أمية له صحبة كنيته أبو صفوان، أمه برزة بنت مسعود، وكذا ذكره في كتاب التابعين من " الثقات ".
وفي [التابعين] ذكره ابن خلفون في جملة " الثقات " وابن سعد، وخليفة(7/410)
ابن خياط في الطبقة الأولى من المكيين.
وفي كتاب الزبير: وفد هو وأخوه عبد الرحمن الأكبر على معاوية وأم عبد الرحمن أم حبيب بنت أبي سفيان، وكان معاوية يقدم عبد الله بن صفوان على عبد الرحمن، فعاتبته أخته في ذلك، فأدخل ابنها عليه وأمه عنده، فقال: حوائجك؟ قال: تخرج العطاء وتفرض للمتقطعين، وقواعد قريش لا تغفل عنهن وحلفاؤك من الأحابيش أخلطهم بنفسك فقد عرفت نصرهم.
قال: أفعل هلم حوائجك لنفسك، فغضب عبد الله قال: وأي حوائج لي إليك إلا هذا وما أشبهه؟ إنك لتعلم أني أغنى قريش، ثم قال وانصرف فأقبل معاوية على أخته فقال كيف ترين؟ فقالت: يا أمير المؤمنين أنت أبصر بقومك، ولما وفد المهلب على ابن الزبير سأله عنه من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: سيد قريش بمكة. قال ينبغي أن يكون عبد الله بن صفوان قال: نعم هو: هو.
وفي الصحابة:
3001 - عبد الله بن صفوان الأنصاري.
ذكره ابن منده في " الصحابة " وقيل فيه: صفوان بن عبد الله وقيل: محمد بن صفوان.
3002 - وعبد الله بن صفوان الخزاعي.
روى عنه يعلى بن شداد قال: وكانت له صحبة، وقال أبو عمر: هو عندي مجهول.
3003 - وعبد الله بن صفوان بن قدامة التيمي أخو عبد الرحمن.
قال ابن منده: له ولأخيه ولأبيه صحبة.(7/411)
3004 - وعبد الله بن بن صفوان بن كلمي شيخ من أهل صنعاء.
روى عن وهب بن منبه، قال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بن [أحمد] ثنا علي - يعني ابن المديني - قال: سمعت هشاما - يعني ابن يوسف - وسئل عن عبد الله بن صفوان بن كلمي فقال: لم يكن يحفظ الحديث وكان ضعيفا - ذكرناهم للتمييز.
3005 - (ت سي ق) عبد الله بن ضمرة السلولي.
[قال العجلي]: كوفي تابعي ثقة، وأخوه عاصم بن ضمرة السلولي كوفي تابعي ثقة.
وذكر ابن خلفون عبد الله في كتاب " الثقات ". وخرج ابن حبان حديثه وكذلك الحاكم، والطوسي.
3006 - (ع) عبد الله بن طاوس بن كيسان أبو محمد الأبناوي.
قال الدارقطني في كتاب " الجرح والتعديل ": عبد الله بن طاوس ثقة مأمون.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
وقال النسائي في الكنى: ثقة مأمون أنبأ أحمد بن علي بن سعيد ثنا إسحاق ثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال: ما رأيت ولد فقيه فيما يشبه ابن طاوس قلت له: هشام بن عروة؟ قال: كان رجلا صالحا ولكن هيهات.(7/412)
وفي تاريخ يعقوب: لم يكن مثله - يعني هشاما - ثنا سلمة عن أحمد ثنا عبد الرزاق عن عبد الله بن عيسى قال: قلت لعبد الله بن طاوس بلغني أنكم من همدان قال: لا، ولكن آل خولان، وعن معمر عن أيوب قال: إن كنت راحلا إلى أحد فعليك بابن طاوس وإلا فالزم تجارتك.
وعن عبد الرحمن الزيادي: كان طاوس ينزل الجند، وعن هشام بن يوسف أنه قال: قال لي عبد الله: نحن قوم من فارس ليس لأحد علينا عقد إلا ابن كيسان ولاؤه لآل هود [ق 281/ب] الحميري فهي أم هؤلاء.
وفي كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل: ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن ابن طاوس قال: كنت لا أزال أقول لأبي: إنه ينبغي أن يخرج على هذا السلطان وأن يفعل به، فخرجنا حجاجا فنزلنا قرية فيها عامل لمحمد بن يوسف حدث فجاء إلى أبي، فلم يكلمه فأخذت بيده وقلت له: إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك قال: بلى معرفته بي فعل بي ما رأيته. فلما انصرفنا قال لي: أي لكع بينا أنت تريد أن تخرج عليهم بسيفك لم تستطع أن تحبس عنهم لسانك.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره وكان عبد الله هذا من الفضلاء، العلماء الأخيار، حسن الخلق، عاقلا رصينا.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مات بعد أيوب بسنة، وكان من خيار عباد الله فضلا ونسكا ودينا.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للباجي أبي الوليد عن معمر قال: قيل لابن طاوس في دين أبيه: لو استنظرت الغرماء فقال: استنظرهم وأبو عبد الرحمن عن منزله محبوس، فباع ماله: ثمن ألف بخمسمائة، وقال أحمد بن علي ثنا(7/413)
الحسين بن محمد الجريري ثنا عبد الرزاق، وذكر عنده ابن طاوس، فقال: قال له ابن جريح: سمعت من أبيك؟ قال: لا انتهى. يحمل هذا فيما أرى على أمر خاص بلا شك.
وقال ابن منجويه: من خيار عباد الله فضلا ونسكا ودينا.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذا أبو عوانة، وابن الجارود، والدارمي، والطوسي، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي، والحاكم.
وفي قول المزي: قال محمد بن سعد عن الهيثم بن عدي: مات في خلافة أبي العباس نظر والذي في الطبقات في الطبقة الثالثة من اليمنيين: عبد الله بن طاوس ويكنى أبا محمد مات في أول خلافة أبي العباس أمير المؤمنين لم يزد شيئا، والله أعلم.
وذكر القراب وغيره عنه: أدرك أبا العباس، وتوفي في أول ولايته، لم يذكروا الهيثم في رد ولا صدر.
وذكر عبد الباقي بن قانع وفاته سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وفي تاريخ المنتجيلي: قال عبد الله الشامي: أتيت طاوسا أسأله عن مسألة فخرج إلى شيخ. ظننته طاوسا فقلت له: أنت طاوس؟ قال أنا ابنه. قلت: لئن كنت ابنه لقد خرف أبوك. قال كلا إن العالم لا يخرف.
وقال سفيان: أراد يوسف بن عمر: ابن طاوس أن يوليه على بعض الأعمال فأبى عليه، فضربه، وعن سفيان قال: كنت مع عبد الله بن طاوس في صحراء عدن فأكثرت عليه بالسؤال، فجعل يقول لنا: فيه أخ أخ فقلت له: مم تنخ؟ قال: من الزحام. قلت الزحام وأنت في صحراء عدن؟ قال: وما ينفعني(7/414)
سعتها إذا ضيقتها علي.
وعن معمر قال: كان ابن طاوس جالسا وعنده ابنه فجاءه رجل من المعتزلة فتكلم في شيء وهو يعرض بابن طاوس ليجيبه، فأدخل ابن طاوس أصبعيه في أذنيه، وقال لابنه: يا بني أدخل أصبعيك في أذنيك كيلا تسمع من قوله شيئا فإن هذا القلب ضعيف قال: ثم قال: يا بني اشدد فما زال يقول اشدد حتى قام الآخر.
3007 - (م س) عبد الله بن أبي طلحة بن سهل الأنصاري البخاري المدني.
ذكر ابن سعد أن أم سليم لما مات ابن لها لم تعلم به أبا [سلمة] ثم قدمت له العشاء فأكل، ثم أصاب منها فلما [ق282/أ] أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " بارك الله لكما " فولدته، وولد لعبد الله القاسم وعمير وزيد وإسماعيل ويعقوب وإسحاق ومحمد وعبد الله وإبراهيم وعمر ومعمر وعمارة.
وذكر ابن حبان المتوفى صغيرا هو أبو عمير صاحب النغير، ولما ذكره ابن حبان في " الثقات " قال: روى عنه ابن إسحاق كذا في عدة نسخ.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب " التمهيد ": عن علي بن المديني بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ولد له عشرة أولاد كلهم قرأ القرآن، وروى أكثرهم العلم.
وفي كتاب الصريفيني منسوبا إلى بعض المصنفين من المتأخرين: توفي سنة سبع وثمانين وقيل مات بالمدينة زمن الوليد.(7/415)
وفي معرفة " الصحابة " لأبي نعيم الحافظ: كنيته أبو يحيى، استشهد بفارس قال: وذكر سليمان بن بويه عن علي صاحب " السيرة " أنه توفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك، وقال ثابت: كان يعد من خيار المسلمين، وعن أنس بن سيرين عن أنس فسماه عليه السلام عبد الله قال فخرج منه رجل كثير.
وفي كتاب شيخنا أبي محمد الدمياطي: لم يزل بالمدينة في دار أبي طلحة إلى أن مات بها سنة أربع وثمانين، وقال عباية بن رفاعة: فلقد رأيت لذلك الغلام - يعني عبد الله بن طلحة - سبع بنين كلهم قد ختم القرآن قال وما كان في الأنصار ناشئ أفضل منه، وزاد في ولده على ابن سعد عمرا.
وخرج ابن حبان، وأبو عوانة، والحاكم حديثه في صحيحهم.
3008 - (4) عبد الله بن ظالم التميمي المازني.
خرج أبو حاتم بن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك الطوسي، والدارمي، والحاكم.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": قال بعضهم ابن حبان فيه ولا يصح.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: المازني وقيل: الغطفاني قال: وهو ثقة، قاله أحمد بن صالح، وقد غمزه بعضهم.
وقال أبو جعفر العقيلي: كوفي لا يصح حديثه قاله البخاري.
قال ابن عدي في الكامل: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عبد الله(7/416)
ابن ظالم عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح. قال أبو أحمد وذكر حديث سعيد: " عشرة في الجنة، وهذا الحديث الذي أراده البخاري ولعل ليس لعبد الله بن ظالم غيره ".(7/417)
3009 - (ع) عبد الله بن عامر بن ربيعة أبو محمد العنزي حليف بني عدي بن كعب ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبو عمر: اختلف في نسبه أبيه فنسب إلى ربيعة بن نزار ونسب إلى مذجح في اليمن، وولد قيل: في سنة ست من الهجرة وحفظ عنه - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير.
وقال أبو نعيم الحافظ: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس أو أربع.
وفي " تاريخ القراب ": قال أبو عيسى الترمذي: عبد الله بن عامر بن ربيعة العدي قد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومات في سنة تسع وثمانين.
وفي كتاب " الطبقات " للهيثم بن عدي: كان في حجر عمر بن الخطاب، وقال البغوي: أخبرت أن عبد الله بن عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن حجر بن سلامان حليف بني عدي، سكن عبد الله المدينة ورأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صبي وروى عنه وشهد أبوه بدرا زاد ابن حبان في كتاب [ق 282/ب] " الصحابة " وذكر بعد سلامان: مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل.
وفي " المراسيل " لابن [أبي] حاتم: قرئ على العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ثنا حجاج عن أبي معشر قال: عبد الله بن عامر بن ربيعة أصابه شيء مات منه، وقد كان رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما مات ولد لأمه آخر فسمته عبد الله بن عامر بن ربيعة، وهذا الآخر لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا، و بنحوه ذكره الجعابي.
وفي " تاريخ الصحابة " للترمذي: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه حرفا وإنما روايته(8/5)
عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يعني قوله: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمي فقالت لي أمي: تعال يا عبد الله هاك. فقال: " ما تعطينه "؟ قالت: تمرا قال: " لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة ".
قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: أما نحن فنقول: ولد عبد الله بن عامر هذا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس سنين وما أرى هذا الحديث محفوظا، وهو عبد الله الأصغر والأكبر شهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الطائف وقتل يومئذ شهيدا، وكان عبد الله هذا ثقة قليل الحديث.
وفي " تاريخ البخاري " في باب الصحابة: قال لنا: أبو اليمان أنبا شعيب ثنا عبد الله بن عامر وكان من أكبر بني عدي.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن عبد الله بن عامر بن ربيعة فقال: مدني. قال: قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ثقة.
وقال المرزباني في " معجمه الكبير ": عبد الله بن عامر بن ربيعة حليف آل الخطاب من قدماء التابعين وهو القائل يرثى زيد بن عمر بن الخطاب وأصابته شجة في حرب بني عدي بالمدينة:
إن عديا ليلة البقيع ... تفرقوا عن رجل صريع
مقاتل في الحسب الرفيع ... أدركه شؤم بني مطيع
وقال أحمد بن صالح: تابعي ثقة مدني من كبار التابعين.
وفي كتاب الصريفيني قال ابن منده: مات سنة سبعين.(8/6)
وفي كتاب " الثقات " لابن خلفون: كان رجلا جليلا مشهورا.
وفي كتاب ابن الأثير: قال ابن منده وأبو نعيم: هو من عنزة وهي حي باليمن. قال: وليس كذلك، إنما قيل: إنه عنزي بسكون النون وهو من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفعى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معاد بن عدنان.
وقال عبد الله بن خياط: كان حدثا وقد حفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولما ذكره الطبري في كتاب " الصحابة " تأليفه سماه: الأصغر.
وذكره البرقي في كتابه " رجال الموطأ " في فصل التابعين الذين ولدوا في زمانه - صلى الله عليه وسلم - ولم يرووا عنه، ثم قال: أدرك عبد الله النبي - صلى الله عليه وسلم - صغيرا وكان أبوه من أهل بدر.
3010 - (م د ق) عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي مولاهم أبو محمد الكوفي.
قال ابن منجويه: يكنى أيضا أبا عامر.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم حديثين أو ثلاثة وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان.
وفي " النبل " لأبي القاسم " وتاريخ " المطين: مات في جمادى الآخرة [ق 283/أ].
وفي كتاب الجياني: سمع منه بقي من مخلد وقال: كوفي صدوق.(8/7)
3011 - (م ت) عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليحصبي أبو عمران المقرئ القاضي الدمشقي.
ذكره ابن حبان في كتابه " الثقات " وقال: أحسبه الذي روى عن أبي أيوب في الوتر رواه عنه سعيد بن السباق وخرج حديثه في " صحيحه " على ما ذكره الصريفيني، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني وكناه أبو جعفر بن البادش: أبا عليم.
وقال الداني: أخذ عنه القراءة إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر وسعيد بن عبد العزيز، وخال بن يزيد بن صبيح، ويزيد بن أبي مالك، ولى ابن عامر القضاء بعد بلال بن أبي الدرداء، ثم كان على مسجد دمشق لا يرى فيه بدعة إلا غيرها، وكان عالما خيرا فاضلا صدوقا، اتخذه أهل الشام إماما في قراءته واختياره، ولم يعد في اختياره الأثر ولا خالف فيه النظر والخبر، ضرب خالد بن اللجلاج، والعلاء بن الزبير حين ارتفعت أصواتهما في المسجد في العلم.
وذكره ابن خلفون في الثقات وقال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وقال أحمد في " المسند ": ثنا يحيى بن إسحاق السليحيني ثنا ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد عن عامر بن عبد الله اليحصبي قال: سمعت معاوية سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يألون من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله تعالى "، قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: كذا يحيى بن إسحاق، وإنما هو عبد الله بن عامر اليحصبي.
وفي " رافع الارتياب " للخطيب: وهم السليحيني في هذا الحديث لما رواه لأحمد وقد رواه الحارث فقال: عن عبد الله بن عامر وهو الصواب، وأحسبه(8/8)
تبين له الخطأ، فرجع عنه، وابن عامر هذا هو قارئ أهل الشام.
3012 - (ق) عبد الله بن عامر الأسلمي أبو عامر المدني المقرئ.
ذكر المزي أن ابن سعد قال: مات سنة خمسين أو إحدى وخمسين ومائة والذي في كتاب ابن سعد في غير ما نسخه صحيحه توفي سنة خمسين أو إحدى أو اثنين وخمسين.
وقال معاوية عن يحيى بن معين: ليس بذاك.
وقال الآجري عن أبي داود: ضعيف، وقال السعدي: يضعف حديثه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وذكره البرقي في " الطبقات " في جملة من غلب الضعف على حديثه.
وترك بعض أهل العلم بالحديث [البلخي].
وذكره البلخين والعقيلي وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب " العلل ": غيره أوثق منه.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وقال أبو أحمد ابن عدي: ولا يتابع في بعض هذه الأخبار التي ذكرتها عنه.
والذي ذكره عنه المزي لا يتابع في بعض حديثه. لم أره فينظر
وقال البخاري ذاهب الحديث.(8/9)
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد والمتون ويرفع المراسيل.
وذكر ابن خلفون تضعيفه عن جماعة ثم قال: وقال ابن بكير: هو مدني ثقة.
3013 - (ع) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب أبو العباس ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ق 283ب].
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: في كتاب " العلل " وسألته - يعني: أباه - عن حديث ابن إدريس عن أبيه عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن أبي عباس قبض النبي وأنا ختين قال أبي: لم أزل أسمع أن هذا الحديث واه.
وفي " معرفة الصحابة " لابن حبان: توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن [أربع] عشرة سنة، وولد قبل الهجرة بأربع سنين، ولما مات كبر عليه ابن الحنفية أربعا فلما أدنى من الحفرة جاء طائر حتى دخل في أكفانه ثم لم ير خارجا.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: ما قاله أهل السير والعلم بأيام الناس عندي يصح، وهو قولهم: أن ابن عباس كان ابن ثلاث عشرة سنة، يوم توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: " اللهم بارك فيه وانشر منه واجعله من عبادك الصالحين " وكان عمر بن الخطاب يقول: هو فتى الكهول وقال ابن مسعود: لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، وقال يزيد بن الأصم: خرج معاوية حاجا ومعه ابن عباس وكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم. ونظر الحطيئة إليه في مجلس عمر غالبا عليه، فقال: من هذا الذي فرع الناس بعلمه؟ فأخبر فقال:
إني وجدت بيان المرء نافلة ... تهدي له ووجدت العي كالصمم(8/10)
والمرء يفنى ويبقى سائر الكلم ... وقد يلام الفتى جهلا ولم يلم
وفيه يقول حسان بن ثابت الأنصاري: -
إذا ما ابن عباس بداك وجهه ... رأيت له في كل أحواله فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... بمنتطمات لا يرى بينها فصلا
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع ... لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقة ... فنلت دارها لا دنيا ولا وغلا
خلقت خليقا للمروءة والندى ... فليجا ولم تخلق كهاما ولا جبلا.
ويروى أن معاوية نظر إليه يوما يتكلم فأتبعه بصره وقال متمثلا: -
إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... مصيب ولم يثن المقال على هجر
يصرف بالقول اللسان إذا انتحى ... وينظر في إعطافه نظر الصقر
وروى عنه من وجوه أنه قال لما عمي: -
إن يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور
ويروى أن طائرا أبيض خرج من قبره فتأولوه علمه خرج على الناس ويقال: بل دخل قبره فقيل: إنه بصره. كذا هو مذكور في التأويل.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: لما دخل الطائر أكفانه سمعوا قائلا يقول: {يا أيتها النفس المطمئنة} {ارجعي إلى ربك راضية مرضية}. وكان صبيح الوجه له وفرة مخضوبة بالحناء، أبيض طويلا مشربا صفرة جسيما وسيما، ولما انتهى يوما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده جبريل؛ فقال له جبريل: " إنه كائن حبر هذه الأمة؛ فاستوص به خيرا ". وقال مجاهد: لا نعلم أحدا حنك بريق النبوة غيره، ولما دفن سقت السحاب قبره [ق 284/أ]؛ فقال يزيد بن عتبة بن أبي لهب في ذلك: -(8/11)
صبت ثلاثا سماء الله دائمة ... بالماء مرت على قبر ابن عباس
قد كان يخبرنا هذا ونعلمه
علما يقينا فمن واع ومن ناسي ... إن السماء تروى القبر رحمتها
هذا لعمرك أمر في يد الناس
وذكر محمد بن دريد الأزدي في كتابه " المنثور " أن جرجير ملك المغرب لما أتاه ابن عباس رسولا من عند عبد الله بن سعد بن أبي السرح، فسمى فتكلم معه بكلام فيه قال له جرجير: ما ينبغي إلا أن تكون أنت حبر المغرب؛ فسمي عبد الله من يومئذ الحبر.
وذكر أبو زكريا ابن منده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أردفه وقال له: احفظ الله يحفظك. الحديث وذكر شارح الورقات لإمام الحرمين أن ابن عباس يقال: إنه لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عشرة أحاديث.
وفي كتاب ابن القطان: ثمانية عشر حديثا، وقد رددت هذا القول في كتابي " ما أسنده ابن عباس من سيد الناس - صلى الله عليه وسلم - ".
وذكر ابن عباس من ولده عليا والعباس والفضل ومحمدا وعبيد الله وقال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: " هذا شيخ قريش ". ولما نزل في عينيه الماء قيل له: تمسك خمسة أيام عن الصلاة لا تصلي إلا على عود قال: والله ولا ركعة واحدة. قال: والطائر الذي دخل في كفنه يقال له: العربوق جاء من قبل رج.
روى عنه - فيما ذكره أبو القاسم الطبراني: - جعفر أبو عبد الحميد بن جعفر، وزهدم الجرمي، وعبيد الله بن العباس، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي و ذكوان حاجب أم المؤمنين عائشة، وأبو الحويرث، وكنانة أبو عبد الله بن كنانة، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وعبد الرحمن بن(8/12)
الحارث، ومحمود بن لبيد، وعبد الرحمن بن سابط، وأبو المنهال سيار بن سلامة، وعمر بن عطاء ابن أبي الخوار، وحميد الضمري، وسعيد العلاف، وطلق بن حبيب، ورباح أبو سعيد المكي، وأبو سفيان طلحة بن نافع، وعمرو بن كيسان، وعرفجة مولى ابن عباس، وعمير مولى ابن عباس، وأبو كعب مولى ابن عباس، ومسروق، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وعباية ابن ربعي، وزاذان، وغزوان أبو مالك الغفاري، ويحيى بن أبي عمرو الشيباني ويحيى بن عبد البهراني أبو عمر، ويحيى بن وثاب، والعيزار بن حريث، والوليد ابنه، وإبراهيم التميمي، وعبد الله بن أبي الهذيل، وسعيد بن شفي الهمداني، وعابس أبو عبد الرحمن بن عابس، وربيعة النخعي وعبد الله البهي، وعمرو بن عبد الله بن هند الجملي، وحبيب بن يسار، والذيال بن حرملة، وأبو يزيد المدني، عبد الله بن فروخ، وعبادة بن نشيط، ومعاوية بن قرة، وأبو جهضم، وأنس بن سليم الهجمي، ومالك بن سعد التجيبي، وثابت بن يزيد الخولاني، وعلقمة بن وعكة.
وفي " تاريخ " يعقوب بن سفيان الفسوي: قرأ المحكم وهو ابن اثنتي عشرة سنة.
وقال ابن عائشة: هو أعلم الناس بالحج.
وفي " تاريخ ابن عساكر " قال ابن عباس: لما لامه معاوية في الكرم: -
بخيل يرى بالجود عارا وإنما ... على المرء عار أن يضن ويبخلا
إذا لم أر ثم لم يرج نفعه ... صديق فلا فيه المنية أولا
ولما مات قال محمد بن علي: اليوم مات رباني قريش، وعن ابن بكير: مات(8/13)
مات سنة خمس وستين ويقال: ثمان وستين، وعن ابن المديني: سبع أو ثمان.
وقال الفلاس: الصحيح عندنا أنه مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قد استوفى ثلاث عشرة ودخل في أربع عشرة.
وعن المدائني: توفي وهو ابن أربع وسبعين.
وزعم ابن زبر أن رواية السبعين خطأ. قال أبو القاسم: وقال أبو عمر الضرير: توفي ابن عباس سنة ثلاث وسبعين، وهو خلاف الجماعة، والصحيح قول من قال: ثمان وستين.
وفي كتاب الزبير: كانت أم الفضل ترقصه وتقول.
ثكلت نفسي وثكلت بكري ... إن لم يسد فهرا وغير فهري
بحسب ذاك وبذل الوفر
ورآه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما مقبلا فقال: " اللهم إني أحب عبد الله فأحبه ".
3014 - (ت) عبد الله بن عبد الله بن الأسود أبو عبد الرحمن الحارثي الكوفي.
قال أبو حاتم [ق 286/أ]: شيخ كوفي محله الصدق كذا هو بخط المهندس الذي قال المزي: أنه قرأ عليه وضبطه، والذي في كتاب ابن أبي حاتم في غير ما نسخة: شيخ كوفي صدوق محله الصدق.
وقال أحمد بن صالح: كوفي لا بأس به يكتب حديثه كان يلي للسلطان.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: قال ابن نمير: صدوق وكان على شرطه الكوفة.
ولما خرج أبو علي الطوسي حديثه " من غش العرب " قال: يقال: هذا غريب.(8/14)
3015 - (م) عبد الله بن الأصم العامري أبو سليمان ويقال: أبو العنبس البكائي.
خرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
3016 - (م 4) عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر أبو أويس الأصبحي المدني.
قال أبو نعيم الدكيني: قدم علينا أبو أويس هنا وإذا هو معه جوار يضربن - يعني القيان - قال: فقلت: لا والله لا سمعت منه شيئا.
وفي رواية ابن أبي خيثمة [والرازي] عن يحيى فيما ذكره الخطيب ثقة.
وفي رواية الغلابي: ليس به بأس، وعن عبد الله بن علي ابن المديني قال: سمعت أبي وذكر أبا أويس فضعفه.
وفي " الإرشاد " للخليلي: منهم من رضي حفظه ومنهم من يضعفه، وهو مقارب الأمر ليس له رتبه في الفقه، لكنه معدود في المحدثين.
وفي " تاريخ " ابن أبي خيثمة عن يحيى: هو وأبوه كانا يسرقان الحديث.(8/15)
وفي كتاب الساجي عنه: لا يسوى نواه.
وقال ابن عدي: وفي أحاديثه ما يصح ويوافقه الثقات عليه ومنها ما لا يوافقه عليه أحد.
وقال أبو عبد الله الحاكم: قد نسب إلى كثرة الوهم ومحله عند الأئمة محل من يحتمل عنه الوهم ويذكر عنه الصحيح.
وقال الساجي: فيه ضعف وليس بالقوي.
وقال أبو حفص ابن شاهين - وذكره في كتاب الثقات -: ثقة، ثم ذكره بعد في " الضعفاء " وقال: كان ضعيفا.
وذكره العقيلي في جملة " الضعفاء ".
وقال أبو أحمد الحاكم: يخالف في بعض حديثه.
وقال أبو عمر ابن عبد البر في كتاب " الكنى ": اضطرب فيه قول يحيى بن معين، وهو تساهل في الغيبة، قد روى عنه أنه قيل له: ما وجه كلامك في أبي أويس؟ فقال: روى عن ابن شهاب حديثه " المجامع في رمضان " فقال فيه: ويقضى يوما مكانه، ولم يقل ذلك مالك في هذا الحديث، وكان سماعه وسماع مالك من الزهري في وقت واحد. قال أبو عمر: وأبو أويس لا يحكي عنه أحد جرحه في دينه وأمانته وإنما عابوه لسوء حفظه وأنه يخالف في حديثه.(8/16)
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي والدارمي.
وفي قول المزي - على ما ضبطه عنه المهندس وقرأه عليه - قال أبو الحسين بن قانع مات سنة سبع وستين ومائة متبعا صاحب " تاريخ بغداد "؛ لأنه لم يعد ما في التاريخ شيئا، وكأنه تصحيف من كاتب التاريخ وكذا هو في نسختي أيضا وهو وهم؛ لأن ابن قانع إنما ذكره في سنة تسع وستين ولو نقله المزي من أصل ابن قانع لوجده كما قلناه، وإنه لا ذكر له عنده في سنه سبع ألبتة وهذا يؤيد ما أسلفناه أنه لم يعد تاريخ الخطيب في هذه الترجمة إلا ما أسلفناه من [ق 286/ب] إخلاله الذي أخل به منه، وقد ذكره في سنة تسع: محمد بن إسماعيل البخاري شيخ المحدثين في " تاريخه الأوسط " وذلك أنه ذكر من توفي في سنة سبع، ثم من توفي في سنة ثمان، ثم هو قرنه بنافع بن عمر الجمحي.
وكذا ذكره عنه القراب قال: ثنا أحمد بن إسماعيل، أنبا محمد بن أحمد بن زهير ثنا البخاري وقال: قال عبد الله بن أبي أويس: مات أبي سنة تسع وستين.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: اختلف أئمة الحديث فيه وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين وقال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: سألت أبا داود عنه فقال: ثقة حافظ لحديث بلده.
3017 - (ع) عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك وقيل: ابن جبر المدني الأنصاري. وقيل: إنهما اثنان.
قال إسحاق وعباس عن يحيى: ثقة، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ثقة، قلت: عبد الله أحب إليك أو موسى الجهني قال: عبد الله أحب إلي. عبد الله حجازي. كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إن إسحاق(8/17)
وعباسا لم يرويا ذلك عن يحيى في رجل واحد، إنما روياه عنه في رجلين، وكذا ابن أبي حاتم لم يقل هذا، عن أبيه في هذا، إنما قاله في ابن جبر وبيان ذلك سياق كلامه.
قال ابن أبي حاتم: عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك روى عنه مسعر ومالك بن أنس وشعبة، سمعت أبي يقول ذلك.
قرئ على العباس بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ثقة، سئل أبي عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك؛ فقال: ثقة. ثم ذكر ترجمة أخرى وهي: عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك الأنصاري روى عن أبيه، روى عنه إبراهيم بن محمد التيمي، سمعت أبي يقول ذلك، ثم قال أيضا: عبد الله بن عبد الله بن جبر الأنصاري، روى عن أنس روى عنه شعبة ومسعر وعبد الله بن عيسى، ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: عبد الله بن عبد الله ابن جبر ثقة، سألت أبي عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، فقال: ثقة، صدوق قلت له: عبد الله أحب إليك أو موسى الجهني؟ قال: عبد الله أحب إلي. عبد الله حجازي.
هذا نص ما عنده، فقد تبين لك أن قوله: عبد الله أحب إلي ليس هو في ابن جابر، وأن رواية إسحاق ليست في ابن جابر والمزي دخل بترجمته في أخرى، ولم يزد على ما في كتاب ابن أبي حاتم من الرواة شيئا.
وفي " تاريخ البخاري ": عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك الأنصاري المدني، سمع ابن عمر وأنسا قاله عبيد الله وابن أبي الزناد عن مالك، وقال شعبة ومسعر وعبد الله بن عيسى عن عبد الله بن عبد الله بن جبر: هو من بني(8/18)
معاوية وقال بعضهم: عن عبد الله بن عيسى عن جبر، قال محمد: ولا يصح جبر إنما هو جابر بن عتيك.
وذكر الترجمتين ابن خلفون في " الثقات " وذكر أن أحمد بن صالح وابن عبد الرحيم وثقهما، وكذا فعله النسائي في كتاب " الجرح والتعديل " وغيره.
وفي " رافع الارتياب " للخطيب: روى عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن جبر بن عبد الله بن عتيك، وكذا رواه حمزة الزيات وسفيان بن سعيد في رواية؛ قال الخطيب [] الصواب ما ذكره شعبة وسفيان: عبد الله بن عبد الله بن جبر [ق 287/أ]، وقال موسى بن هارون بن جابر بن عتيك: والكوفيون يضطربون فيه.
3018 - (خ م د س) عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب بن هاشم أبو يحيى المدني.
قال البخاري في " التاريخ الكبير " وقال وكيع: عبيد الله بن عبد الله بن الحارث، والأول أصح.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وفي قول المزي: وقال محمد بن سعد وعمرو بن علي قتله السموم بالأبواء، وهو مع سليمان بن عبد الملك سنة تسع وتسعين، نظر في موضعين.
الأول: هذا ليس موجودا في كتاب " الطبقات " نسخة الحافظ الدمياطي وغيرها، والذي فيه: عبد الله بن عبد الله الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، أمه خالدة بنت معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب بن(8/19)
هاشم، فولد عبد الله بن عبد الله بن الحارث: سليمان وعيسى، وأمهما أم ولد وعاتكة وأمها أم ولد وحمادة وأمها أم ولد وقد روى الزهري عن عبد الله ابن عبد الله بن الحارث بن نوفل، وكان ثقة قليل الحديث هذا جميع ما ذكره به وتوثيقه إياه، هو النظر الثاني، إذ لو كان المزي نقله من أصل لما أغفله في مثل هذه الترجمة الضيقة التي لم يذكر فيها إلا حديثا علا فيه، من طريقه في سبعة وعشرين سطرا، والذي قال ما ذكره عن ابن سعد إنما هو الزبير بن أبي بكر، وخليفة وابن المديني، وأبو عبد الله، وابن زبر.
وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
3019 - (م س) عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري أبو يحيى المدني.
خرج الحافظ أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو محمد الدارمي، والشيخ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي، وابن الجارود.
وقال ابن سعد: درج ولده فلم يبق منهم أحد، توفي سنة أربع وثلاثين ومائة بالمدينة وكان قليل الحديث.
وقال أحمد بن صالح: مدني ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.(8/20)
3020 - (د س) عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام الأسدي الحزامي.
خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو محمد الدارمي.
وفي كتاب الزبير: كان أبوه زوج سكينة بنت الحسين، وله منها أولاده.
3021 - (خ م د ت س) عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن وأخو سالم وإخوته.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات سنة خمس ومائة، وقال الهيثم: توفي بالمدينة في أول خلافة هشام بن عبد الملك، كذا ذكره المزي، ولو نظر في أصل كتاب " الثقات " لوجد ما ذكره من عند الهيثم ثابتا فيه ولكنه لم ينظر في الأصول، قال ابن حبان: مات سنة خمس ومائة أول ما استخلف هشام بن عبد الملك.
وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو عوانة.
وقال أحمد بن صالح: مدني تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وفي الطبقة الثانية من كتاب ابن سعد قال ابن سعد: توفي في أول خلافة هشام بالمدينة وكان قليل الحديث.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين.(8/21)
3022 - (د ت عس ق) عبد الله بن عبد الله الرازي قاضي الري مولى بني هاشم.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " [ق 287/ب] وقال: وثقه ابن نمير وغيره، وقال ابن عبد الرحيم: ليس به بأس.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك الطوسي، والحاكم.
وقال ابن شاهين: ثقة وكان الحجاج يأخذ عنه قاله عباد بن العوام عن حجاج.
وفي " رافع الارتياب " للخطيب: قيل فيه: عبيد الله أيضا.
وقال ابن ماجه في " سننه ": ثنا أبو إسحاق الهروي ثنا عباد بن العوام عن حجاج عن عبد الله بن عبد الله مولى بني هاشم وكان ثقة، وكان الحكم يأخذ عنه ثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير في " الوضوء من ألبان الغنم " كذا هو ثابت فيما رأيت من نسخ كتاب ابن ماجه.
وأغفل ذكره ابن عساكر فلم يذكره في كتاب " الأطراف " وتبعه المزي فينظر.
3023 - (ت س ق) عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو سلمة.
توفي بالمدينة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - بمرجعه من بدر كذا قاله المزي، ولم أر(8/22)
من قاله غير صاحب " الكمال ".
والذي ذكره ابن سعد أنه أسلم قبل أن يدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا، ومعه أم سلمة فيهما جميعا، مجمع على ذلك في الروايات وأول من قدم المدينة للهجرة لعشر خلون من المحرم، وشهد بدرا وأحدا، وجرحه بأحد أبو أسامة الجشمي فمكث شهرا يداويه فبرأ على بغي لا يعرفه فبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المحرم على رأس خمس وثلاثين شهرا من الهجرة سرية إلى بني أسد بقطن فغاب بضع عشرة ليلة، ثم قدم المدينة فانتفض به الجرح فاشتكى، ثم مات لثلاث مضين من جمادى الآخرة، فغسل من اليسيرة - بئر بني أمية بن زيد بالعالية - وأغمضه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال: " اللهم افتح له في قبره وأضئ له فيه وعظم نوره واغفر ذنبه، اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في تركته في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين ".
وبنحوه ذكره محمد بن جرير الطبري في كتابه " المذيل " وهو كتاب الصحابة، والبرقي، ويعقوب بن سفيان، وابن أبي خيثمة، والحاكم في " الإكليل "، وغيرهم.
وقال العسكري: مات على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة الرابعة من الهجرة، ومنصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - من أحد.
وقال ابن إسحاق: أسلم بعد عشرة أنفس فكان الحادي عشر، واستخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى غزوة العشيرة وكانت في السنة الثانية.
وقال أبو عمر: توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث.
وقال أبو نعيم: هاجر قبل أصحاب العقبة، وشهد بدرا وأحدا وتوفي سنة(8/23)
أربع من الهجرة، كذا قال البغوي، وأبو بكر بن زنجويه ومصعب بن عبد الله الزبيري.
وفي " الأوائل " لابن أبي عاصم عن ابن عباس: أول من يعطى كتابه بيمينه يعني من هذه الأمة: أبو سلمة بن عبد الأسد وكان ابن عباس يقرؤها: كل واشرب يا أبا سلمة بما أسلفت في الأيام الخالية.
3024 - (د) عبد الله بن عبد الجبار أبو القاسم الخبائري الحمصي زريق. وخبائر هو ابن كلاع وشرحبيل.
كذا ذكره المزي وما أدري من أي أمريه أعجب أمن نسبته إياه إلى شرحبيل؟ ومن هو شرحبيل؟ وأي شيء هو شرحبيل؟ كأنه رفع نسبه إلى هاشم وإلى عدنان أو قحطان نسبة يعرفها كل أحد، وأصل يرجع إليه في النسب الثاني: ليس خبائر ابن كلاع. [ق 288/أ] كما قال، إنما هو ابن سوادة بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر، كذا قاله الكلبي.
وقال الرشاطي: قال الهمداني: خبير وهم الخبائر واتفقا فيما سواه وتبع ابن الكلبي البلاذري، والدارقطني، وأبو عبيد بن سلام، والمبرد، وغيرهم.
وأما ابن السمعاني والحازمي فقالا: خبائر بن سواد بن عمرو ابن الكلاع بن شرحبيل بطن من الكلاع، ولم أر أحدا منهما ساق نسب شرحبيل إلى أي كلاع إلى الأصغر أم الأكبر، وعلى الأول النسابون، وأيا ما كان فلم أر من ذكر ما قاله المزي وليس لقائل أن يقول: لعله خبائر من كلاع لأن الضبط عن المهندس كما بينته، وعلى خط الشيخ، والله تعالى أعلم.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".(8/24)
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": روى عنه من أهل بلدنا ابن وضاح ولقيه بحمص.
وفي كتاب القراب: توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال ابن وضاح: لقيته بحمص وهو شيخ ثقة مأمون كانت الرحلة إليه تلك الأيام.
وفي تلقيب المزي له " زريقا " نظر؛ لأن الشيرازي لما ذكره في " الألقاب " لقيه: " زبريقا " وهي نسخة كتبت عنه.
3025 - (س) عبد الله بن [عبد] الحكم بن أعين بن ليث المصري أبو محمد الفقيه.
قال ابن يونس في " تاريخه ": سكن أعين الإسكندرية فولد بها عبد الحكم فكسب مالا وأثرا وولد لعبد الحكم: عبد الله فعنى به أبوه، وطلب العلم وتفقه وكان فقيها حسن العقل، وكانت له منزلة عند السلطان وتوفي يوم الثلاثاء ليلة إحدى وعشرين من رمضان.
وفي كتاب الكندي: هو مولى رافع مولى لعثمان فيما يقال: وهم من أهل بحقل من إيلية سكن عبد الحكم وأعين الإسكندرية وماتا بها وكان عبد الله فقيها ويقال: بل هم بنو عبيد الخمس الذين لم يجر عليهم عتق.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
ونقل المزي عن ابن حبان توثيقه، وأغفل منه - إن كان رآه شيئا - عرى كتابه منه وهو: توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وقال الساجي: في كتاب الجرح والتعديل: كان يتفقه، كذبه يحيى بن معين.(8/25)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال أحمد بن صالح: مصري ثقة.
وقال المنتجيلي: كان عبد الله عاقلا حكيما، وقال محمد بن قاسم: لما قدم يحيى بن معين مصر بعث إليه عبد الله بألف دينار فلم يقبل منها شيئا، وقال لرسوله: قل له عني: يحفظ، فإني سآتي مجلسه أمام أصحابنا وأقعد عنده، لسنه وشرفه فإن وجدت حاله أقدم بها لم أقصر والله في تقديمه، وإن وجدت غير ذلك لم يكن لي بد أن أبين للناس أمره، ثم إن يحيى جاءه فجلس عنده فكان أول ما حدث به عبد الله: كتاب فضائل عمر بن عبد العزيز، فقال حدثني مالك وعبد الرحمن بن زيد وفلان وفلان فمضى في ذلك ورقة، ثم قال: كل حدثني هذا الحديث فقال له يحيى: يا شيخ حدثك بعض هؤلاء ببعضه وبعضهم سائره حدثك بعض ببعض ما فيه حين حدثك جميعهم بجميعه، فقال: لا كل حدثني به. قال: فوضع يحيى يديه في الأرض وقام وقال للناس: يكذب قال ابن قاسم: إنما كان أراد يحيى تلقينه ليدخل في حجته، وظن عبد الله أنه يريد التلبيس عليه.
وقال الخليلي في " الإرشاد ": ثقة مشهور كبير متفق عليه، وله تصانيف في الفقه والحديث [ق 288/ب] وله ثلاثة أولاد ثقات: محمد وعبد الرحمن وسعد.
وقال القضاعي: مات سنة أربع عشرة ومائتين، وكان من ذوي الأموال والرباع له جاه عظيم وقدر كبير. يقال إنه كان يزكي الشهود ويجرحهم، ومع ذلك فلم يشهد هو ولا أحد من ولده لدعوة سبقت فيه، وكان يلزم الشافعي ويلزم مجلسه وله مصنفات في الفقه معروفة وكان محدثا.
وقال العجلي: كنت آتيه فيجوز به ابن بكير فيسلم فيتبعه بثناء سيار يقول(8/26)
في منزله: خنزيرة يرضعها، فأقول في نفسي: أشهد بالله إنه لخير منك هو على مسائله فأدخل في الشهادة من لا قدم له ولا تثبت فقال له أبو خليفة الرعيني: في ذلك فقال له إن هذا الأمر دين وإنما فعلت ما يجب علي. فقال أبو خليفة: أسأل الله أن لا يرفعك بالشهادة أنت ولا أحد من ولدك، قال ابن قديد: فكان الأمر، كذلك لقد بلغ عبد الله وولده بالبلد ما لم يبلغه أحد ما قبلت لأحد منهم.
3026 - (خ م خد س ق) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ابن أخت أم سلمة.
روى مالك في " الموطأ " عن نافع عن زيد بن عبد الله عنه حديث " الذي يشرب في آنية الفضة ".
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو أخو أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": ورث عبد الله عمته عائشة ثم مات قبل ذكوان ومات ذكوان قبل ابن الزبير.
وقال في " الأوسط ": وثنا إبراهيم ثنا هشام عن ابن جريح أخبرني عطاء أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ورث عائشة أم المؤمنين، ومات عبد الرحمن قبلها، وورث عبد الله بن عبد الرحمن عائشة، ثم مات عبد الله وترك ابنيه، ومات ذكوان مولى عائشة فورث ابن الزبير ابني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وترك القاسم، ذكره في فصل من مات بين السبعين إلى الثمانين.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان، والدارمي.(8/27)
3027 - (د ت س) عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذباب الدوسي المدني. ويقال: عبيد الله ويقال: إنهما اثنان.
روى عن: عبيد بن جبير، وعنه: مالك كذا ذكره المزي، وينبغي أن يتثبت في قوله فإن ابن أبي حاتم ذكره في باب: عبد الله ولم ينبه على شيء من الخلاف فيه، وقال في باب عبيد الله: عبيد الله بن عبد الرحمن روى عن عبيد بن حنين روى عنه مالك، سمعت أبي يقول: ذلك سئل أبي عنه، فقال: شيخ وحديثه مستقيم، فهذا كما ترى أبو حاتم لم ينسبه ولم يعرفه بشيء أكثر من روايته عن عبيد ورواية مالك، عنه فيحتمل أن المزي لما رأى هذا توهم الترجمتين واحدة، وكان يلزمه على هذا نقل كلام أبي حاتم في توثيقه.
وأما ابن حبان، وابن خلفون فلم يذكرا في كتاب " الثقات " إلا عبد الله هذا لم يذكرا عبيد الله ألبتة.
وقد فعله قبلهما ابن الكلبي في " الجامع الكبير " لم يذكر من ولد أبي ذباب غير عبد الله بن عبد الرحمن قال: وقد روى عنه الحديث فليت شعري! من هو الذي سماه بهذا؟ دلوا عليه فقد أعيانا تطلبه.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه ".
وفي كتاب ابن حبان روى عنه عكرمة بن خالد، وكأنه وهم على أني استظهرت بنسخ، والله أعلم.
3028 - (سي) عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني المصري أبو عبد الرحمن الأصغر [ق 289/أ] قاضي مصر.
ذكر ابن يونس: أن إبراهيم بن نشيط دخل عليه فقال: تتغدى؟ فقلت:(8/28)
نعم. فأتيت بعدس بارد على طبق خوص وكعك وماء، وقال لي: يا إبراهيم ابلل وكل فإن الحقوق لم تتركنا نشبع من الخبز.
وقال أحمد بن صالح: مصري ليس به بأس.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال ابن عساكر: وفد على سليمان بن عبد الملك ببيعة أهل مصر، ووفد على عمر بن عبد العزيز في قضاء مصر من قبل قرة بن شريك أئمة مصر من قبل الوليد بن عبد الملك.
وقال صالح بن أحمد عن أبيه: مصري تابعي ثقة.
قال ابن عساكر: لا أدري أراد عبد الله أو أباه عبد الرحمن، وذلك أنه قال ابن حجيرة قال: وكان عبد الله أخذ القضاء عن أبيه انتهى كلامه. وفيه نظر من حيث إن أباه أخذ القضاء عنه فيما ذكره ابن عبد الحكم مالك بن شراحيل الخولاني، وبعده يونس بن عطية الحضرمي، وبعده أوس ابن أخيه وبعده عبد الرحمن بن معاوية بن خديج، ثم عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة ثم عبد الأعلى بن خالد بن ثابت الفهمي، ثم عبد الله بن حجيرة قال: وزعم بعض مشايخ أهل البلد أن ابن حجيرة لما ولى القصص قال أبوه: وهو بيت المهديين الحمد لله ذكر ابني وذكر، ولما بلغه أنه ولى القضاء قال: إنا لله. أحسبه قال: هلك ابني وأهلك. قال ابن عبد الحكم: لست أدري أي بني حجيرة أراد الأكبر أم الأصغر، ولما عزل في سنة ثلاث وتسعين ولي عياض بن عبد الله الأودي، ثم صرف في سنة ثمان وتسعين ورد ابن حجيرة ثم صرف عنه ورد عياض.
وذكره ابن خلفون في الثقات.
3029 - (د س) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي.
قال أبو بكر الأثرم: قلت لأحمد بن حنبل: سعيد بن عبد الرحمن بن(8/29)
أبزي وعبد الله أخوان؟ قال: نعم قلت فأيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما عندي حسن الحديث نعم إلا أن سعيدا أقدمهما.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: ليس به بأس.
وخرج أبو عبد الله النيسابوري حديثه في " صحيحه " وحسنه أبو علي الطوسي في كتاب " الأحكام " تأليفه.
3030 - (ق) عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري المدني.
روى عن: عبد الله بن أنيس، روى عنه موسى بن جبير ذكره ابن حبان في " الثقات " هذا جميع ما ذكره به المزي إلا حديثا [ذكر] أنه عال له من طريقه وفيه نظر، لأن ابن حبان قال في كتاب " الثقات ": يروى عن المدنيين روى عنه موسى بن جبير وهو الذي يروي عن عبد الله بن أنيس إن كان سمع منه. فهذا كما ترى ترك من كلامه مواضع الحاجة إن كان رآه حالة التصنيف وإن كنا ما نعتمد على ما ذكره ابن حبان لأن البخاري صرح بسماعه منه في " تاريخه " ولكنا آخذنا المزي على نقله في كتابه، والله تعالى أعلم.
3031 - (ع) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف.
قال أحمد بن صالح: نوفلي ثقة، وكذا قاله أبو عمر بن عبد البر وزاد: فقيه عالم بالمناسك ثقة عند الجميع كان أحمد بن حنبل يثني عليه، وروى عنه من الكبار أبو إسحاق السبيعي حديث " تصل من قطعك وتعطي من حرمك ".(8/30)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: [ق 289/ب] هو ثقة قاله ابن البرقي وابن عبد الرحيم.
وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة، وابن حبان، وابن قطان، وابن الجارود، والحاكم، والدارمي، والبيهقي، والطوسي.
وقال العجلي: ثقة.
وذكره مسلم في الثالثة من المكيين.
3032 - (خ د س ق) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة.
[قال ابن عبد البر في " التمهيد ": محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة]، وأبوه وأخوه عبد الرحمن ليسوا بالمشاهير.
زاد في " الاستذكار ": روايته معلولة لا تصح عنه عن أبيه عن أبي سعيد: ليس فيما دون خمس زود صدقة ".
وزعم ابن الحذاء أن بعضهم يقول: محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة وبعض الناس يقول: محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة وبعضهم يقول: محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة روى مالك عنه وعن أخيه عبد الرحمن وعن أبيه محمد زاد ابن طاهر وله أخ آخر اسمه أيوب بن عبد الله، وروى ابن المبارك عن مالك قال: ابن صعصعة ولم يقل ابن أبي صعصعة وكذا قاله الكلاباذي، وسيأتي التنبيه عليه في عبد الرحمن.
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان، والطوسي، والحاكم.(8/31)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم.
3033 - (م د ت) عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد الدارمي أو محمد السمرقندي الحافظ.
قال رجاء بن مرجا: ما أعلم أحدا أعلم بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات يوم التروية بعد العصر ودفن يوم عرفة وذلك يوم الجمعة وصلى عليه أحمد بن يحيى بن أسد بن سليمان.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه وسأله عنه: ثقة صدوق.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه مسلم ثلاثة وسبعين حديثا.
وقال أبو علي الجياني: هو إمام من أئمة الحديث.
وقال ابن عساكر: مات سنة أربع وخمسين ومائتين.
وقال القراب: حدثني الحسين بن الفضل الحافظ ثنا أحمد بن محمد، قال: أجاز لي أبي قال: ثنا يحيى بن بدر السمرقندي، قال: صليت على أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي مولى لهم بعد الجمعة يوم عرفة سنة أربع وخمسين ومائتين.
وقال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": كان من حفاظ الحديث المبرزين، وقال أحمد بن حنبل: عرضت عليه الدنيا فلم يقبل، وقال محمد بن نعيم: ثنا الدارمي الشيخ الفاضل ولم يذكر الحاكم وفاته إلا في سنة خمسين.(8/32)
وفي " تاريخ " الخطيب قال أحمد بن حنبل: كان ثقة وزيادة وأثنى عليه خيرا.
وروى في مسنده عن: مجاهد بن موسى، والحسن بن علي، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن سعيد، وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني، وأبي النعمان محمد بن الفضل، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن نمير، وعبيد الله ابن عبد الحكم المصري، وعثمان بن محمد، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن يزيد الرفاعي، ويعقوب بن حميد، والحكم بن موسى، وعبد الله بن مطيع، وإسماعيل بن أبان، وأحمد بن عبد الله أبي زبيد، وأبي بكر، وعبد الله بن محمد بن أبي شيبة، والعباس بن سفيان، وسلم بن جنادة، ويوسف بن موسى، وإبراهيم بن موسى، وبشر بن الحكم، وعمرو بن عدي، وعبيد الله بن مسلمة، وصالح بن سهل مولى يحيى بن أبي زائدة، والحسن بن بشر وأحمد بن عبد الله أبي الوليد الهروي، وعثمان [ق 290/أ] بن الهيثم، والحسن بن الحكم، وسليمان بن داود الترمذي، وأسد بن موسى، ومحمد بن أسعد، وأحمد بن أسد، وعبد الله بن خلف بن حازم، ويعقوب بن إبراهيم، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن إسحاق، ونصر بن علي، ويحيى بن بسطام، وعبد الرحمن بن صالح عن ابن المبارك، والوليد بن شجاع، والوليد بن هشام ومسدد بن مسرهد، والحسين بن منصور، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وعلي بن حجر السعدي، وموسى بن إسماعيل، وعبد الله بن محمد الكرماني، وأحمد بن جرير، وموسى بن مسعود، ويحيى بن موسى، وأبي جعفر محمد بن مهران الجمال، و حجاج بن نصير، ويزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وسليمان بن داود الزهراني، وأبي ذر، وسعيد بن الربيع، ووهب بن سعيد الدمشقي، ويزيد بن عمران، ومحمد بن يحيى، ونضر بن علي، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وعثمان بن محمد، وإسماعيل بن خليل، ومعاوية بن عمرو، والحسن بن أبي زيد الكوفي، ومحمد بن كناسة، وحفص بن عمر الحوضي، وعمرو بن علي أبي حفص(8/33)
الفلاس، ويزيد بن عوف، ومحمد بن بشار بندار، وأبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، والعلاء بن عصم الجعفي، ومالك بن إسماعيل أبي غسان، وسليمان بن داود الهاشمي، [ومحمد بن أحمد بن حنبل]، وعلي بن عبد الله المديني، وأبي حاتم سهل بن حاتم، وعبد الله بن خالد بن حازم، ومعمر بن بشر، ومحمد بن المصفى، وعبيد الله بن عمر القواريري، وهارون بن عبد الله، وعبيد بن يعيش، وعلي بن حجر السعدي، وعبد الرحمن بن الضحاك، وأحمد بن عبد الله الهمداني، ومعاذ بن هانئ من أهل البصرة، ومحمد بن المزمال، وأحمد بن يعقوب الكوفي، ويحيى بن بسطام، ومصعب بن سعيد الحراني، ومحمد بن الفرج البغدادي.
3034 - (ع) عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم البخاري الأنصاري أبو طوالة المدني قاضيها.
قال ابن حبان: ثقة كذا ذكره المزي وفيه تجوز إذ ابن حبان لم ينص على ثقته وإنما ذكره في كتاب " الثقات " وأغفل منه شيئا عرى كتابه منه وهو: كان خليفة لأبي بكر بن محمد على القضاء بالمدينة ومات في ولاية أبي العباس السفاح، وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو عوانة، والحاكم، والطوسي، والدارمي.
وفي قول المزي أيضا: قال محمد بن سعد: ثقة كثير الحديث، توفي في آخر سلطان بني أمية. نظر؛ لأن ابن سعد لم يقل هذا، إنما قاله معزوا لشيخه محمد بن عمر. بيانه قول ابن سعد: أبو طوالة اسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة [اسمه أبو] أبو طوالة الطفيل فولد أبو طوالة: النضر وعقبة وعبد الملك وحارثة وعبد الرحمن وإبراهيم وموسى وعبد الله وعبد الواحد، أنبأ محمد بن عمر قال: لما ولى أبو بكر بن(8/34)
محمد بن عمرو بن حزم إمرة المدينة لعمر بن عبد العزيز ولى أبو طوالة القضاء بالمدينة فكان يقضي في المسجد وتوفي أبو طوالة قديما في آخر سلطان بني أمية وأول سلطان بني هاشم وكان ثقة كثير الحديث.
وفي كتاب الكلاباذي: قال الهيثم بن عدي: توفي في وسط من خلافة أبي جعفر قال الهيثم: وشهد به بالمدينة قال ابن سعد: أنكر الواقدي أن يكون أدرك أبا جعفر، وقال: مات قبل ذلك بسنتين [ق 290/ب].
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه البرقي وابن عبد الرحيم وغيرهما وقال مالك: كان أبو طوالة رجلا صالحا يدخل على الوالي فينصحه في المشورة ويكلمه في الأمر كله من الحق قال وغيره يفرق أن يضرب.
وفي كتاب الحافظ الدمياطي " أنساب الخزرج ": توفي سنة أربع وثلاثين ومائة.
وفي " تاريخ دمشق ": عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: أبو طوالة كان صدوقا وكان مالك يرضاه.
وفي " الكمال ": قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: لا يعرف في المحدثين من يكنى أبا طوالة سواه.
3035 - (م د) عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس حجازي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ". وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه ".
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": قال لي محمد بن الصلت عن ابن أبي الفديك عن محمد بن عبد الرحمن بن يحنس.(8/35)
3036 - (م قد ت) عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي أبو إسماعيل الداراني.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال ابن عبد الرحيم: ليس به بأس.
وفي " تاريخ دمشق ": وولده بداريا إلى اليوم.
3037 - (بخ م د تم س ق) عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطائفي أبو يعلى الثقفي.
في " تاريخ " البخاري قال محمد بن يوسف: عن سفيان عن عبد الرحمن بن يعلى: والمحفوظ هو عبد الله بن عبد الرحمن.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو عوانة.
وفي " سؤالات عثمان بن سعيد ": سألت يحيى بن معين قلت عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ما حاله؟ قال: ضعيف، وفي موضع آخر: صويلح.
وقال النسائي: ليس به بأس.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه علي ابن المديني وأبو جعفر السبتي وابن صالح وقال ابن عبد الرحيم: ليس به بأس، قال ابن خلفون: وهو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وقال أبو أحمد ابن عدي: ثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا ابن أبي مريم قال سمعت يحيى يقول: عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى ليس به بأس يكتب حديثه.(8/36)
وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات " وقال: هو صالح، وفي موضع آخر: ليس بذاك القوي، وفي موضع آخر: ضعيف.
وقال ابن عدي: يروى عن عمرو بن شعيب أحاديث مستقيمة وهو ممن يكتب حديثه.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: طائفي يعتبر به.
وقال البخاري: فيه نظر.
3038 - (بخ) عبد الله بن عبد الرحمن البصري المعروف بالرومي والد عمر بن عبد الله بن الرومي.
ويروى عن أنس، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، روى عنه حماد بن زيد وابنه عمر، ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: أصله من خراسان مات هو وبديل بن ميسرة في يوم واحد سنة ثلاثين ومائة. هذا جميع ما ذكره(8/37)
به المزي، وفيه نظر من حيث ابن حبان لم يقل هذا في عبد الله بن عبد الرحمن إنما قاله في عبد الله بن الرومي لم يذكر عبد الرحمن، بيانه قوله في غير ما نسخة: عبد الله بن الرومي يروى عن أبي هريرة، روى عنه ابنه عمر بن عبد الله أصله من خراسان مات هو وبديل بن ميسرة في يوم واحد سنة ثلاثين ومائة ثنا ابن قتيبة ثنا عمر بن عبد الله بن الرومي عن أبيه بنسخة محمد بن إسحاق بن إبراهيم.
وأما عبد الله بن عبد الرحمن [ق 291/أ] الرومي فإنه ذكره قبل هذا بأوراق كثيرة فقال: عداده في البصريين يروى عن عبد الله بن المغفل وابن عمر وأبي هريرة روى عنه حماد بن زيد مات قبل أيوب السختياني وقد روى عنه عبيدة بن أبي رائطة فهذا كما ترى هما عنده ترجمتان لكل منهما وفاة وتعريف خلاف الآخر تداخلتا على المزي رحمه الله تعالى وغفر له.
وأما ابن أبي حاتم والبخاري فعندهما: عبد الله بن عبد الرحمن بن أيمن الرومي مخزومي مكي روى عنه إبراهيم بن نافع، وعبد الله بن عبد الرحمن الرومي بصري روى عن ابن عمر وأبي هريرة روى عنه عمر وحماد بن زيد.(8/38)
3039 - (ت) عبد الله بن عبد الرحمن أبو سعيد الجمحي المدني.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات ".
3040 - (ت ق) عبد الله بن عبد الرحمن أبو نصر الضبي الكوفي.
قال ابن خلفون وذكره في كتاب " الثقات ": هو ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وفي " الكامل " لأبي أحمد الجرجاني: عبد الله بن عبد الرحمن بن أسيد أبا نصر سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عبد الله بن عبد الرحمن بن أسيد الأنصاري سمع أنسا فيه نظر.
ثنا البغوي ثنا الأخنس ثنا ابن فضيل ثنا أبو نصر: عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن مساور فذكر حديثه " علي لا يحبك إلا مؤمن " ثم قال: وعبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري كوفي حدث عنه جماعة من الكوفيين.
ولما ذكره ابن شاهين في " الثقات " قال: قال أحمد: ثقة ثقة.
3041 - (س) عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش علي الموصلي الأزدي.
قال أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في كتابه " تاريخ الموصل ": روى أبوه " الجامع " عن عبد الله بن الوليد وكتب عن الشاميين: الوليد بن مسلم وابن عياش ونظرائهما ومات بالحدث بعدما شهد الفداء سنة إحدى وثلاثين ومائتين.(8/39)
3042 - (ق) عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن أسيد بن حراز أبو عبد العزيز الليثي المدني.
قال أبو زرعة الدمشقي في " تاريخ بلده ": قلت لسعيد بن منصور كان مالك يرى الكتابة عن الليثي فقال ما سألته وكان ثقة.
وقال أبو أحمد بن عدي: وهو خاصة حديثه عن الزهري مناكير.
ولما ذكره الساجي في كتاب " الجرح والتعديل " قال: يقال إنه اختلط ونسبه ربذيا.
وفي كتاب العقيلي عن البخاري: خلط ضعيف الحديث.
وذكره أبو حفص بن شاهين في " جملة الضعفاء " وكذلك البلخي والفسوي.
وقال أبو إسحاق الحربي: غيره أوثق منه.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء، وقال أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم، وقال أبو ضمرة: كان قد خولط والذي في كتاب المزي: خلط.
وقال ابن حبان: اختلط بآخره وكان يقلب الأسانيد ولا يعلم ويرفع المراسيل فاستحق الترك.(8/40)
وفي " الكامل ": كان أعرج، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، قال أبو أحمد: سمعت ابن حماد قال: قال السعدي: الليثي يروي عن الزهري مناكير بعيد من أوعية الصدق. وفي كتاب المزي: بعيد من أوعية الصدق وما ذكرناه هو أيضا ثابت في " تاريخ السعدي " [ق 291/ب].
3043 - (مد) عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن العمري الزاهد المدني.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": مات وله ست وستون سنة، وكان له أخ يقال له عمر: ولي المدينة فهجره أخوه عبد الله ولم يكلمه إلى أن مات ولعل كل شيء حدث في الدنيا لا يكون إلا أربعة أحاديث.
وقال الترمذي: سمعت إسحاق سمعت ابن عيينة يقول في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة " - هو العمري.
وقال ابن أبي خيثمة: أنبأ مصعب بن عبد الله قال: كان العمري يعني هذا يأمر بالمعروف ويتقدم بذلك على الخلفاء ويحتملون له ذلك.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم والغساني وأبو العرب وغيرهم.
وقال ابن سعد: العابد الناسك كان عالما توفي بالمدينة.(8/41)
ولما ذكره ابن شاهين في " الثقات " قال: قال يحيى: العمري صالح ليس به بأس.
وفي كتاب الزبير: تزوج عبد الله امرأة شابة ثم سألها أن تصدر معه إلى باديته فقالت: أمهلني حتى يخرج القسم ثم أصدر معك ففعل وكتب إليها بعد ذلك يقول:
هل تذكرين وحدتي بريم ... وبرباع الجبل المعلوم
فلو فعلت فعلة العزوم ... ولم تقيمي طلب المقسوم
دريهما طمع ولوم
قال: فصدرت إليه ولم تقم.
وفي كتاب المنتجالي: كان رجلا جسيما أصفر صافي اللون إلى البياض وأمه أنصارية، ولم يكن يقبل من السلطان ولا غيره ومن ولي من معارفه وذوي رحمه لا يكلمه، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقدم على الخلفاء، وكان من أزهد الناس وأعبدهم وأفضلهم، وكان قد اعتزل بناحية ملك وسكن بها.
وقال عمران بن عبد الله المخزومي: رأيت عبد الله بن عبد العزيز واقفا على ابن عيينة وسفيان يحدث؛ فقال: يا سفيان رضيت من دينك وأمانتك ودنياك أن تقول: الزهري عن سالم و [عمر] عن جابر. وسفيان يبكي، وذكر بعضهم أن قوما من أهل المدينة خرجوا يريدون زيارته بملك فأتوا موضعه وقد غربت الشمس وهو يصلي المغرب وإذا خلفه صفوفا فلما انتهوا إليه رأوه وحده ولم يروا خلفه أحدا، وقال فضيل بن عياض: ما أحب أن يستأذن علي أحد إلا عبد الله بن عبد العزيز، وعبد الله بن المبارك.
وقال المرزباني: هو القائل لسعيد بن سليمان المساحقي: -
أتتك الهدى يا غدوة فقصرتها ... على أم هبار ونحن قريب
وعبت أمورا أنت عنيت بعضها ... وما الناس إلا مخطئ ومصيب(8/42)
3044 - (خت ت) عبد الله بن عبد القدوس التميمي السعدي أبو محمد، ويقال: أبو سعيد، ويقال: أبو صالح.
قال البخاري في " التاريخ ": هو في الأصل صدوق إلا أنه يروي عن قوم ضعاف أحاديثا ضعافا.
وقال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير، وقال الدارقطني ضعيف.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " ونسبه رازيا قال: وهو قائد الأعمش.
وفي قول المزي: وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: ربما أغرب. نظر؛ لأن هذه اللفظة الأخيرة حرصت على وجدانها فيما رأيت [ق 292/أ] من النسخ فلم أجدها، وإنما قال: التميمي الرازي من أهل الري يروي عن الأعمش وابن أبي خالد روى عنه سعيد بن سليمان وابن حميد وكأن المزي أيضا لم ينقله من أصل لإغفاله من شيوخه: ابن أبي خالد.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: عن يحيى بن المغيرة قال: أمرني جرير أن أكتب عنه حديث مجاهد في الشحمة وقال العقيلي: ابن [ذاهر] رافضي خبيث يحدث عن عبد الله بن عبد القدوس وهو شر منه.
3045 - (ق) عبد الله بن عبد المؤمن بن عثمان الأرحبي الواسطي الطويل.
كذا هو بخط المهندس عن المزي والذي في " تاريخ واسط " لبحشل بخط الحسين بن علي الخوزي وسماعه: عبد الله بن عبد المؤمن يخضب فكأنها(8/43)
تصحيف علي المزي حال النقل وهي قريبة من التصحيف.
3046 - (خ س) عبد الله بن عبد الوهاب أبو محمد الحجبي البصري.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: كان ينزل [بمعبده] بالبصرة، وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك الدارمي، والحاكم.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين ": روى عنه يعني البخاري أربعة وثلاثين حديثا.
وذكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في " تاريخه ": أنه توفي سنة سبع وعشرين ومائتين ونسبه رتاجيا.
وفي " تاريخ " القراب: مات قبل رمضان سنة ثمان وعشرين.
ولما ذكر ابن قانع وفاته سنة سبع: وثقه.
وذكر أبو حفص بن أبي خالد في كتابه المعروف " بصحيح التاريخ " الذي على السنين: وفاته سنة تسع وعشرين.
3047 - (م س) عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقال له: عباد.
روى عن أبيه، وجده أبي رافع وعنه [عمر] بن أبي عمرو. كذا ذكره وفيه نظر، لأن ابن أبي حاتم عن أبيه قال: روى عن أبي غطفان عن أبي رافع وروى عن أبيه عن جده.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": روى عن أبي غطفان عن أبي رافع: " أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتوضأ "، قال لي أبو سعيد عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال قال عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو، وعن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده في الوضوء(8/44)
قال مرة: عبيد الله عن أبيه ومرة: ابن أبي رافع عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال مرة: عبيد الله ويعقوب بن خالد عن أبي رافع، وروى رباح بن صالح بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبيه عن جده قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو بالبقيع وتبعه أبو رافع، أما حديث الوضوء فإنه مضطرب لا يعرف له أصل، والداروردي كان يتوهمه من حفظه.
فهذا كما ترى لم يذكر أحد منهما روايته عن جده إلا بوساطة لا في طريق ضعيفة ولا في صحيحة. . وكذا رواية عمرو عنه فإنها داخلة في جملة ما ضعفه البخاري وأن الداروردي لم يضبطها فيحتاج أن يكون غيره نص عليها من قبله أو قرينة ويزيد ما ذكرناه ذكره في كتاب ابن حبان في أتباع التابعين فلو روى عن جده لذكره في التابعين.
وأما اللالكائي فإنه لم يزد على ما في كتاب الرازي: روى عن: أبي غطفان عن أبي رافع وعن أبيه عن جده روى عنه: سعيد بن أبي هلال.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " [ق 292/ب].
3048 - (4) عبد الله بن عبيد الله بن عبد المطلب بن هاشم.
لما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وقال محمد بن سعد: له ولدان حسن وحسين وقد انقرض عقبه فلم يبق منهم أحد، وكان ثقة وله أحاديث وهو أخو عباس بن عبيد الله.(8/45)
3049 - (د س) عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب المدني.
روى عن: عمه عبد الله بن عمر روى عنه أبو الزناد ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " لم يزد المزي على هذا شيئا إلا حديثا قال فيه: إنه علا به من جهته وهو غير جيد؛ لأنه لو حلف أنه ما رأى كتاب " الثقات " أن يدع منه في هذه الترجمة الضيقة قوله: روى عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه: بكير بن عبد الله بن الأشج، ويشتغل بذكر إسناد في عدة أسطار لا مناسبة له بتعديل ولا تجريح.
اعمل لنفسك معجما تزهى به ... ودع التراجم جانبا يا صاح
3050 - (ع) عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان أبو بكر وقيل أبو محمد التيمي المكي الأحول قاضي ابن الزبير ومؤذنه.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: المليكي رأى ثمانية من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمه ميمونة بنت الوليد بن أبي حسين بن عامر بن الحارث بن نوفل بن عبد مناف مات سنة سبع عشرة وقيل: ثماني عشرة.
وقال ابن سعد عن شيخه: ولاه ابن الزبير قضاء الطائف وكان ثقة كثير الحديث وهو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة زهير، وكذا نسبه الزبير، والكلبي، وغيرهما فينظر في الذي قاله المزي.
وقال ابن حزم في " الجمهرة ": محدث ثقة.
ولما كناه البخاري أبا محمد قال: وله أخ يقال له أبو بكر.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مكي ثقة.(8/46)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: رجل صالح جليل ثقة.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الدارمي، والحاكم، وابن الجارود.
وذكر خليفة في " الطبقات "، وابن قانع وفاته هو وأخوه أبو بكر سنة ثماني عشرة.
وذكر ابن قتيبة عن أبي اليقظان: أن ابن جدعان كان عقيما فادعى رجلا فسماه زهيرا وكناه أبا بكر فولده كلهم ينسبون إلى أبي مليكة؟ وفقد أبو مليكة فلم يرجع.
وبنحوه ذكره أبو عبيدة في كتاب " المثالب "، وقد قال هشام بن المغيرة لزوجته وهي تطرف: ما تصنعين بهذا الشيخ الذي لا يولد له؟ طلقيه وأنا أتزوجك وهي التي طافت عريانة وهي تقول: اليوم يبدو بعضه أو كله.
3051 - (م 4) عبد الله بن عبيد بن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث الليثي الجندعي أبو هاشم المكي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: كان مستجاب الدعوة وكانت السحابة ربما مرت به فيقول: أقسمت عليك إلا تمطرين فتمطر.
وفي كتاب " الطبقات " لابن سعد عن داود العطار: كان عبد الله بن عبيد بن بن عمير من أفصح أهل مكة، وقال محمد بن عمر: وتوفي بمكة سنة ثلاث عشرة وكان ثقة صالحا له أحاديث.
وقال العجلي: تابعي مكي ثقة.(8/47)
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: قال لي ابن عبد الرحيم ثقة ليس به بأس.
وذكره ابن شاهين أيضا في كتاب " الثقات ".
وخرج ابن حبان [ق 293 أ] حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم، وأبو عوانة، والطوسي، وأبو محمد الدارمي.
وزعم ابن قانع في كتاب " الوفيات ": أنه من بني عتوارة بن ليث بن بكر وهو غير صحيح، والذي ذكره الكلبي وغيره أنه من بني جندع بن ليث، والله تعالى أعلم.
وذكر ابن أبي عاصم سنة ثنتي عشرة ومائة.
وفي كتاب القراب: قتل بالشام في الغزو سنة ثلاث عشرة.
وذكر المزي روايته عن عائشة المشعرة بالاتصال، وفي " المحكم " لابن حزم: لم يسمع من عائشة رضي الله عنها.
وفي قوله أيضا: روى عن أبيه وقيل لم يسمع منه نظر، لأني لم أر أحدا قال سمع منه والذي قاله البخاري في الأوسط: لم يسمع منه شيئا ولا يذكره، [ربيعة] على ذلك غير واحد.
3052 - (ت س ق) عبد الله بن عبيد الحميري البصري مؤذن مسجد المسارج ويعرف بمسجد جرادار ويقال شرادار المسارج؛ وهو مسجد عتبة بن غزوان.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".(8/48)
وفي " تاريخ البخاري ": عبيد الله أو عبد الله بن عبيد، ورد ذلك عليه ابن أبي حاتم وقال عن أبيه: إنما هو عبد الله بن عبيد.
3053 - (مد س) عبد الله بن عبيد الأنصاري.
كتب إلى رجل من بني زريق روى عنه داود بن أبي هند كذا ذكره المزي وقبله البخاري.
وزعم الخطيب البغدادي أن البخاري وهم في هذا قال: وإنما هو ابن عبيد بن عمير الليثي [مر] ذلك سفيان بن سعيد المدني في روايته عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كتب إلى رجل من بني زريق فذكره.
3054 - (خ) عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي، مولى بني عامر بن لؤي وأخو موسى ومحمد.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وقال الواقدي: وكاتبه ابن سعد وأبو عبيد وخليفة والبخاري: مات سنة ثلاثين ومائة، زاد الواقدي: قتلته الحرورية بقديد زاد ابن سعد: وكان قليل الحديث. كذا ذكره المزي موهما أن كل واحد من المذكورين تفرد بقول لم يقله الآخر وليس كذلك، بيانه ما قاله ابن حبان في كتاب " الثقات ": روى عن جابر وعقبة بن عامر قتلته الحرورية بقديد سنة ثلاثين ومائة، فلو كان المزي ممن ينقل من الأصول لما احتاج إلى(8/49)
تكثير القائلين وتعيين كلام هذا دون هذا ولكان اكتفى بكلام ابن حبان اللهم إلا أن يكون غيره خالفه فيحتاج إلى تكثير الأقوال لينصر ما يدعيه.
وفي قوله - أيضا - زاد الواقدي: قتلته الحرورية بقديد، زاد ابن سعد كذلك لأن ابن سعد ذكر هذا كله من نفسه لا من شيخه فقال في الطبقة الرابعة من المدنيين: عبد الله بن عبيدة بن نشيط أخو موسى بن عبيدة قتلته الحرورية بقديد سنة ثلاثين ومائة وكان قليل الحديث كذا نص ما ذكره به، وكذا قوله عن خليفة بن خياط فإنه لو نظر كتاب " الطبقات " لخليفة لوجد فيه ما استغربه وزاده من عند غيره وهو قوله: قتل بقديد سنة ثلاثين ومائة [ق293/ب] وكذا قوله عن البخاري فإنه لو نظر " تاريخه الأوسط " لوجد فيه حدثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ثنا عبد الله بن إسحاق قال حدثني نوفل بن عمارة وكانت الحرورية أسرته يوم قديد أنه جمع من قتله يوم قديد قال عبد الرحمن: وذلك سنة ثلاثين ومائة فذكر جماعة ثم قال: وعبد الله بن عبيدة بن نشيط مولى لبني عامر بن لؤي وهم ينسبون في حمير وذكر روايته عن جابر وأتبعها قول يحيى: لم يسمع منه، وأغفل ما في كتاب ابن أبي حاتم: روى عن عقبة بن عامر ولا أدري سمع منه أم لا.
والمزي ذكر روايته عن علي بن حسين، وسهل بن سعد الرواية المشعرة عنده بالاتصال؛ لأنه قصر نظره على ما في تاريخ دمشق وابن عساكر لم يتعرض إلا لروايتة عن جابر.
وفي " المراسيل " لابن أبي حاتم، قال أبو زرعة: عبد الله بن عبيدة عن علي بن حسين مرسل.(8/50)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: لم يسمع من سهل بن سعد الساعدي قال: ووثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وذكره ابن حبان أيضا في كتاب " الضعفاء " وقال: منكر الحديث جدا ليس له راو غير أخيه موسى بن عبيدة، وموسى ليس بشيء في الحديث ولا أدري البلاء من أيهم.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " وكأن ابن حبان وثقه أولا، ثم استدرك ثانيا بتضعيفه وتبيينه أنه غائب من توثيقه بتخريج حديثه في كتاب " التقاسيم والأنواع "؛ وهذا لم يخرج له فيه شيئا والله تعالى أعلم.
وقال ابن قتيبة: كان بين موسى وأخيه عبد الله - يعني في الميلاد - ثمانون سنة، زاد ابن يوسف في كتاب " لطائف المعارف ": ولا يعهد مثله.
وقال السمعاني: عبد الله منكر الحديث.
3055 - (سي ق) عبد الله بن عتبة.
عن عمته في الأذان " يقول كما يقول المؤذن "، وقال [الحاكم] فيه: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، له شاهد بإسناد صحيح انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن الشيخين لم يخرجا. حديثه ولا أحدهما.
وخرجه أيضا ابن خزيمة في " صحيحه " والكلام الذي قاله المزي: كذا ذكر الزبير في أولاد عتبة: عبد الله وعبد الله فالله أعلم أيهما صاحب الترجمة كلام ابن عساكر بعينه لم يغادر حرفا أغار عليه ثم ادعاه كجاري عادته.
3056 - (خ م س ق) عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله، ويقال: أبو عبيد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن المدني، ويقال: الكوفي.
قال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.(8/51)
روى عنه حصين بن عبد الرحمن وحميد بن عبد الرحمن فيما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: كان فقيها جليلا.
وذكره البرقي في كتابه " رجال الموطأ " في فضل من أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم تثبت له عنه رواية.
ولما خرج الحاكم حديثه في " صحيحه " قال: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه.
وذكره العقيلي في الصحابة، قال أبو عمر ابن عبد البر: وهو غلط إنما هو من كبار التابعين بالكوفة وإنما ذكره أبو جعفر في الصحابة لحديث حدثه محمد بن محمد بن إسماعيل الصايغ عن سعيد بن منصور عن خديج بن معاوية أخي زهير عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي نحوا [ق 294/أ] من ثمانين رجلا منهم ابن مسعود وجعفر بن أبي طالب وأبو موسى الأشعري وعثمان بن مظعون وساق الحديث.
قال أبو عمر: لو صح هذا الحديث لثبتت به هجرة عبد الله بن عتبة إلى أرض الحبشة، ولكنه وهم وغلط، والصحيح فيه أن أبا إسحاق رواه عن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود ولعل الوهم دخل على من قال ذلك؛ لما في الحديث منهم ابن مسعود وليس بمشكل عند أحد من أهل هذا الشأن أن ابن عتبة هذا ليس بمن أدرك زمن الهجرة إلى النجاشي ولا كان مولودا يومئذ ولكنه ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتى به فمسحه ودعا له، وقد قيل له: أي شيء تذكر من النبي - صلى الله عليه وسلم - " قال: أذكر أني غلام خماسي أو سداسي أجلسني النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجره ودعا لي بالبركة ولذريتي. انتهى، في الحديث الذي ذكره أبو عمر(8/52)
أيضا وهم، وهو قوله: وأبو موسى الأشعري لأن أبا موسى إنما قدم بعد خيبر فلا يتجه حضوره في هذه ولولا ذكر جعفر فيهم لكان لقائل أن يقول لعل هذه البعثة والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة في وقت غير وقت الهجرة؛ لأن رجال سنده لا بأس بهم والله تعالى أعلم.
ثم إن أبا عمر رحمه الله تعالى رد بنفسه على نفسه بقوله: استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن يصلح لأن [عمر يستعمله] يكون صحابيا إذا كان مدنيا؛ لأن عمر مات بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – بنحو من ثلاثة عشر سنة؛ فدل أنه كان كبيرا في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – لأن عمر لا يعلم أنه يولي الشباب.
وقال أبو أحمد العسكري: قد أخرجوا عبد الله بن عتبة في المسند وليس يصح.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة ممن ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: عبد الله بن عتبة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن قار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بني تميم بن سعد بن هذيل حلفاء بني زهرة، يكنى أبا عبد الرحمن أنبأ الفضل بن دكين ثنا ابن عيينة عن الزهري أن عمر بن الخطاب استعمل عبد الله بن عتبة على السوق وأمره أن يأخذ من القطنية.
قال محمد بن عمر: وقد روى عبد الله عن عمر ثم تحول إلى الكوفة فنزلها وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان في ولاية بشر بن مروان على العراق، وكان ثقة رفيعا كثير الحديث والفتيا فقيها انتهى.
المزي زعم أن ابن سعد قال هذا، وليس جيدا إنما قاله شيخه كما بيناه ثم أنه على العادة في النقل من غير أصل لأمرين، الأول: ما بيناه.
والثاني: لم يذكر وفاته من عنده وذكرها كما قال من عند غيره فلو رأى(8/53)
الكتاب حالة وضعه كتابه هذا لما انتقل عنه إلى غيره إذ لا يجوز الانتقال من كلام مصنف إلى غيره عادة إلا لزيادة أو ما أشبهه.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من المدنيين وقال: توفي سنة ثلاث أو أربع وسبعين.
وجزم ابن قانع بسنة ثلاث.
وذكره الجعابي في كتاب " من حدث هو وأبوه جميعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " ويؤيده ما ذكرناه في ترجمة ابنه عبيد الله من أنه كان في حجة الوداع قد راهق الاحتلام فعلى تقدم صحة هذا يكون عبيد الله [ق 294/ب] وأبوه وجده لهم صحبة وما إخاله صحيحا فينظر والله تعالى أعلم.
3057 - (خ م تم ق) عبد الله بن أبي عتبة الأنصاري مولى أنس بن مالك، بصري.
قال أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في كتاب " السنن " تأليفه: لا نعلم أسند عن عبد الله بن أبي عتبة إلا قتادة وعلي بن زيد، وابن أبي عتبة ثقة مشهور.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم، وأبو محمد الدارمي، وابن حبان السبتي، وقال في " الثقات ": من قال: عبد الله بن عتبة فقد وهم.
وفي " تاريخ البخاري " وقال بعضهم: عبد الله بن عتبة والأول أصح.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي مسند أحمد بن حنبل: ثنا سويد ثنا أبان ثنا قتادة عن عبد الله بن عتبة عن(8/54)
أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لتحجن البيت ولتعتمرن بعد يأجوج ومأجوج ".
وقال الخطيب في " رافع الارتياب ": عبد الله بن عتبة وهو ابن أبي عتبة كأنه سوى بينهما.
3058 - (س ق) عبد الله بن عتيك، ويقال: ابن عتيق، ويقال: ابن عبيد وكان يدعى ابن هرمز.
روى عن: عبادة ومعاوية، روى عنه: ابن سيرين، ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " هذا جميع ما ذكره به إلا حديثا قال: إنه على فيه من جهته، وفيه نظر، من حيث إني لم أر أحدا ترجمه بهذا غيره.
والذي في " تاريخ البخاري "، وابن أبي حاتم، ويعقوب بن سفيان، وابن أبي خيثمة: عبد الله بن عبيد كان يقال له: ابن هرمز.
وقال ابن حبان في " الثقات " الذي نقل منه المزي: عبد الله بن عبيد بن هرمز.
وأما ابن عساكر فذكر في كتاب " الأطراف ": أن النسائي رواه عن المؤمل بن هشام وإسماعيل بن مسعود فقالا: ابن عبيد، وعن محمد بن عبد الله بن بزيغ فقال: ابن عتيك هذا جميع من وجدته ترجمة فما أدري هذه الألفاظ من أي وجدها ولعلها تصحفت عليه أو على الناسخ على أنه المهندس.
في قوله أيضا أخرجاه - يعني - الحديث الذي على فيه من حديث ابن علية(8/55)
فوقع لنا بدلا عاليا ومن حديث يزيد بن زريع عن سلمة بن علقمة قال: ورواه النسائي أيضا من حديث بشر بن المفضل عن سلمة بن علقمة عن ابن سيرين قال: حدثني مسلم بن يسار عبد الله بن عبيد به، وعن ابن بزيغ عن يزيد بن زريع عن سلمة بن علقمة بإسناده إلا أنه قال: ابن عتيك فهذا كما ترى القائل عتيك هو يزيد بن زريع وابن بزيغ فالخلف إنما هو على سلمة فبشر رواه كما رواه ابن علية عن سلمة وخالفهما يزيد، كذا ذكره ابن عساكر والذي رأيت في كتاب الأصل من " السنن الكبير " عبيد ليس في لفظ أحدهم عتيك لا خطا ولا نطقا فإن كان المزي تبع الأصل فليس فيه إلا ما أخبرتك، وإن كان تبع ابن عساكر فليس في كتابه إلا ما تقدم والله تعالى أعلم.
3059 - (ق) عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص.
قال ابن يونس: مديني توفي بمصر ووقفت على قبره وعليه بلاطة فيها اسمه ونسبه وليس فيها تاريخ موته وآخر من حدث عنه بمصر: ابن أخي ابن وهب.
وذكر ابن سعد في كتاب الطبقات لسعد بن أبي وقاص ولدين كل منهما اسمه إسحاق وعرف الواحد بالأكبر والآخر بالأصغر؛ فلا أدري [ق 295 / أ] صاحب الترجمة ابن أيهما.
ونظرت في كتب الكلبي والبلاذري وأبي عبيد بن سلام وابن أبي خيثمة وغيرهم فلم أر أحدا منهم أفرد عبد الله هذا بترجمة ولا ذكره جملة والله أعلم.
وذكره أبو أحمد ابن عدي في كتابه الكامل في جملة المضعفين.(8/56)
3060 - (خ م د ت س) عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد ميمون، وقيل: أيمن العتكي مولى المهلب أبو عبد الرحمن.
[قال] ابن البيع في " تاريخ نيسابور ": وكان إمام أهل الحديث ببلده وروى عنه أئمة عصره وكان بإحدى عينيه بياض ولاه عبد الله بن طاهر قضاء الجوزجان فاحتال حتى أعفى ومات وليس له عقب فورثه أخوه شاذان وكان جالس في الرأي، توبة بن سعيد وكان سمع من أبي حفص الكبير ثم لم يرو عنه إلا الحديث بعد الحديث كالمتعجب، قال: وكانت وفاته في العشر الأواخر من شعبان سنة إحدى وعشرين وهو راوية ابن المبارك.
زاد القراب في " تاريخه ": توفي يوم الإثنين عند صلاة الظهر وحمل بعد صلاة العصر وفرغ من دفنه بعد صلاة المغرب ووقع من السطح عند صلاة الفجر إلى سطح إلى سطح آخر ثم وقع على الدار على جرة فانكسرت يده ورجله وجنبه ومات بخمسة أيام بقين من شعبان سنة إحدى وعشرين.
وفي كتاب " شيوخ البخاري ": قال أبو أحمد بن عدي: حدث عن شعبة أحاديث تفرد بها وكان شعبة تزوج بأم والده وقيل لعثمان بن جبلة من أين لك هذه الغرائب عن شعبة؟ قال: كنت هركة فكان يخصني. قال أبو أحمد: ويقال إن هشيما تزوج بأم شعبة ليغنيه.
وفي كتاب الكلاباذي وابن عساكر: ولد سنة خمس وأربعين ومائة.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه " وكذلك الطوسي، والدارمي، والحاكم.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين ": يعرف بالأزرق روى عنه البخاري مائة حديث وعشرة أحاديث.(8/57)
وفي " تاريخ المراوزة " لأبي رجاء محمد بن حمدويه بن أحمد بن موسى السبخي: عبدان مولى آل المخيرة بن المهلب وكان أعور ورأيته يخضب وهو ثقة، مأمون.
وفي كتاب " الألقاب " للشيرازي عن محمد بن علي بن حمزة: كان عبدان ثقة مأمونا.
3061 - (خ م د ت س) عبد الله بن عثمان بن خيثم القارئ من القارة أبو عثمان المكي حليف بن زهرة.
قال ابن عدي: ثنا أحمد بن علي بن بحر ثنا عبد الله الدورقي قال يحيى بن معين: عبد الله بن عثمان بن خثيم أحاديثه ليست بالقوية، وقال عمرو بن علي: كان يحيى وعبد الرحمن يحدثان عنه.
قال ابن عدي: ولابن خثيم هذا أحاديث وهو عزيز الحديث وأحاديثه أحاديث حسان مما يجب أن تكتب عنه.
ولما ذكره العقيلي في كتاب " الجرح والتعديل " قال: كان كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه انتهى. وهو معارض لما أسلفناه عن الفلاس وكأنه أشبه؛ لأن الفلاس روى عن عبد الرحمن عنه حديث الأئمة فيما ذكر ابن عدي.
وفي " الطبقات الكبير " لابن سعد: توفي آخر ولاية السفاح وأول خلافة أبي جعفر، وكان ثقة وله أحاديث حسنة.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال عمرو بن علي مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة [ق 295/ب] لم يزد على هذا شيئا، نظر؛ لأن ابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات " الذي لم يره المزي بعينه حالة التصنيف - فيما(8/58)
أرى –إذ لو رآه لرأى فيه: مات قبل سنة أربع وأربعين ومائة، وقد قيل: سنة خمس وثلاثين ومائة وكان رحمه الله تعالى يخطئ.
وقال البخاري في " التاريخ الكبير "، و " الأوسط ": قال يحيى القطان قدمت مكة سنة أربع وأربعين ومائة وقد مات عبد الله بن عثمان.
ولما خرج الترمذي حديثه عن إسماعيل بن عبيد: " إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا " قال فيه: حسن صحيح.
وقال الطوسي: يقال هذا حديث حسن صحيح.
وقال النسائي في المصنف: منكر الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين وهو ثقة، قاله أبو جعفر البستي.
وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ليس به بأس.
وقال ابن قانع ويقال: مات سنة ثلاث وثلاثين نزل المدينة.
وجزم خليفة في كتاب " الطبقات " و " التاريخ " أن وفاته في خلافة أبي العباس.
وفي " رافع الارتياب " للخطيب: وهم فيه الخرائطي فقال: عثمان بن عبد الله بن خثيم.
ولما خرج الحاكم حديثه في " البسملة " عن أبي بكر بن حفص وعنه ابن جريح قال: سائرهم متفق على عدالتهم.(8/59)
وقال الدارقطني: رجاله كلهم ثقات، وقال أبو عمرو بن دحية: رواة الثقات، وكذا قاله أبو شامة.
3062 - (ع) عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
روى عنه - فيما ذكره أبو نعيم الفضل بن دكين في كتاب " التاريخ " و " الطبقات ": حبة بن أبي حبة، والأسود بن يزيد، وحذيفة بن أسيد، وطارق بن أشيم، ومسروق بن الأجدع، وسالم بن عبيد، وزبيد بن الصلت، وشقيق بن سلمة، والنزال بن سبرة، وأبو فروة، وعزة مولاة أبي حازم، وأبو مليكة جد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة - ذكره المزي زيادة على أبي القاسم في " الأطراف " وأغفله هنا، وطلحة بن عبيد الله - فيما ذكره أبو أحمد العسكري قال: وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وحسان بن المخارق، وعبد الله بن عكيم.
قال: ولد بعد الفيل بثلاث سنين وكانت إليه الأسناق في الجاهلية وهي الذناب كان إذا حمل شيئا فسأل فيه قريشا صدقوه وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
وعن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير أنهما قالا: سمي الصديق لأنه لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - جاء فحدث قومه بما رأى فكذبوه وأتوا أبا بكر الصديق فقصوا عليه ما أخبرهم فقال: صدق فسمي بذلك الصديق.
وفي كتاب " ليس " للقزويني الخلفة والخالفة التي تكون بعد الرئيس الأول قالوا لأبي بكر: يا خليفة رسول الله: قال: إني ليس خليفته ولكني خالفته كنت بعده أي تعينت بعده واستخلفت فلانا جعلته خليفتي.
وعند التاريخي عن ابن عباس: كانت قريش تألف منزل أبي بكر لخصلتين الطعام، والعلم فلما أسلم أسلم عليه من كان يجالسه.(8/60)
وعند أبي عمر: كان اسمه عبد الكعبة فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله وقيل: بل أهله سموه عبد الله.
وفي " الطبقات " لابن سعد: أما ابن إسحاق فقال: أبو قحافة كان اسمه عتيقا، ولم يذكر ذلك غيره ولما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل عليه السلام: إن قومي لا يصدقوني فقال له جبريل: يصدقك أبو بكر وهو الصديق [ق 296/أ] وكان اسم أمه ليلى.
وعن إبراهيم النخعي: كان أبو بكر رضي الله عنه يسمى الأواه لرأفته ورحمته، وعن الزهري قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت قل في أبي بكر وأنا أسمع فقال: -
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد ... طاف العدو به إذ صعد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا ... من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه وقال: صدقت يا حسان هو كما قلت وآخا النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عمر ودفع رايته العظمى يوم تبوك وكانت سوداء لأبي بكر وأطعمه بخيبر مائة وسق وبعثه سرية إلى نجد وكان نحيفا خفيف اللحم أبيض خفيف العارضين أخبأ لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه معروق الوجه غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع يخضب بالحناء والكتم.
وفي " تاريخ ابن عساكر ": توفي لسبع بقين من جمادى الآخرة، وذكره ابن إسحاق، وأبو عمر الضرير.
وفي الكلاباذي: مات ليلة الأربعاء لثمان بقين من جمادى الآخرة، وسئل أبو(8/61)
طلحة: لم سمي أبو بكر عتيقا؟ فقال: كانت أمه لا يعيش لها ولد فلما ولدته استقبلت به البيت ثم قالت: اللهم هذا عتيق من الموت فهبه لي، وعن علي أن الله عز وجل سمى أبا بكر على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - صديقا.
وذكر أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم الختلي في كتابه " الديباج " عن ميمون بن مهران أنه قال: والله لقد أثنى أبو بكر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - زمان بحيرا الراهب واختلف فيما بينه وبين خديجة حين أبلجها إياه وذلك كله قبل أن يولد علي.
وروى عنه فيما ذكره البزار في " مسنده ": سهل بن سعد الساعدي [وأبو نافعٍ] وبلال بن رباح، ووحشي بن حرب، وعبد الله بن أبي الهذيل، ويحيى بن جعدة وقيل لم يسمعا منه وكذا عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو بكر بن أبي زهير وروى عنه سمرة بن جندب، ويزيد بن أبي سفيان.
وفي " مسند أحمد بن منيع ": روى عنه أبو لبيد، وأم هانئ، ورجل من بني أسد، زاد أحمد في " مسنده ": زيد بن بزيغ، وأبا عبيدة.
وذكر ابن ظفر في كتاب " الأنباء ": أرضعت سلمى بنت صخر - أم الخير - الصديق أربع سنين ثم أرادت فصاله فوضعت على ثديها صبرا فلما وجد طعمه قال: يا أماه اغسلي ثديك. فقالت: يا بني إن لبني قد فسد وخبث طعمه. فقال لها: إني وجدت ذلك الخبث قبل أن يخرج اللبن فاغسلي ثديك، وإن كنت قد بخلت بلبنك فإني أصد عنه فضمته إلى صدرها ورشفته وجعلت تقول:(8/62)
يا رب عبد الكعبة ... أمتع به يا - ربه
فهو بصخر أشبه
ثم تحولت عن هذا الروي فقالت: -
عتيق ما عتيق ... ذو المنظر الأنيق
والموقف الذليق ... رشفت منه ريق
كالزرنب الفتيق
ثم أنها تحولت عن هذا الروي فقالت:
وأبا بني أنت وقول الماشور ... وكلمات كالجمان المنثور
[ق 296/ب].
ثم تحولت عن هذا الروي فقالت:
ما نهضت والدة عن ندة ... أروع بهلول نسيج وحده
ثم إن السرور استخفها فهتفت بأعلى صوتها كما يهتف النساء عند الفرح فدخل عليها أبو قحافة فقال: مالك يا سلمى أحمقت؟ فأخبرته بما قاله ابنها فقال: أتعجبين من هذا فوالذي يحلف به أبو قحافة ما نظرت إلى ابنك قط إلا تبينت السؤدد في حماليق عينيه.
وفي كتاب " الوشاح " لابن دريد: كان أبو بكر يلقب ذا الخلال لعباءة كان يخلها على صدره.
وذكر ابن دحية في كتابه " مرج البحرين ": أن أبا محجن الثقفي قال فيه من أبيات:
سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليسا بالعريش المشهد
ومن شعر أبيه عثمان بن عامر: -
اذهبي يا اسم فاستمعي ... وأخبريه بالذي فعلا
واسأليه في ملاطفة ... لم وصلناه فما وصلا(8/63)
وذكر الزمخشري في " ربيعة ": قالت عائشة كان لأبي قحافة ثلاثة من الولد أسماؤهم عتيق ومعتقا ومعيتقا.
وذكر ابن شهاب فيما ذكره ابن سعد: أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان حزيرة أهديت لأبي بكر فقال الحارث وكان طبيبا: ارفع يدك يا خليفة رسول الله والله إن فيها لسم سنة وأنا رأيت نموت في يوم واحد فرفع يده فلم يزلا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة.
وذكر العسكري وغيره أنه: أول خليفة ورثه أبواه وأول من فاء تحرجا من الشبهات ولم يشرب مسكرا في جاهلية ولا إسلام.
وفي كتاب ابن الأثير: توفي يوم الجمعة وقيل عشى الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة.
وقال السهيلي: كان يسمى أمير الشاكرين لقوله {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم. . .} إلى قوله: {وسيجزي الله الشاكرين} فأنشد له ابن إسحاق وغيره مراثي في النبي - صلى الله عليه وسلم - منها قوله: -
أجدك ما لعينك لا تنام ... كأن جفونها فيها كلام
فجعنا بالنبي وكان فينا ... إماما صادقا نعم الإمام
نبي مصطفى بالخير يدعو ... كضوء الصبح زايله الظلام
وذكر الهذلي: أنه جمع القرآن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي " اللطائف " لأبي يوسف: كان أبوه يقال له: شارب الذهب، لكثرة نقائه كأنه يشرب الذهب.(8/64)
3063 - (ق) عبد الله بن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبو محمد الرملي.
قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن عبد الله بن عثمان بن عطاء فقال: صالح.
وقال ابن حبان البستي: يعتبر حديثه إذا روى عن غير الضعفاء.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": هو مولى آل المهلب بن أبي صفرة الأزدي.
3064 - (ت س ق) عبد الله بن عثمان البصري صاحب شعبة.
ذكر ابن المديني أصحاب شعبة قال:
فالطبقة الأولى: يحيى بن سعيد القطان، وسفيان بن حبيب، وعبد الله بن عثمان وكان شعبة [ق 297/أ] يفضي إلى هؤلاء بأمور الناس والأخبار والفتيا، وروى عبد الله بن أحمد عن عبد الله بن عمر القواريري عن ابن مهدي أنه قال: لم يكن في مصر يحيى ابن سعيد أحد يحسن إلا هو وعبد الله بن عثمان صاحب شعبة، وسفيان بن حبيب.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: كان من الثقات الأثبات مات قديما، وقال فيه ابن عبد الرحيم: عبد الله بن عثمان صاحب شعبة: ثقة ثبت.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني وسئل عن عبد الله بن عثمان بن معاوية فقال: هو شريك شعبة وهو بصري وأبوه عثمان بن معاوية يروي عن ثابت البناني.(8/65)
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة الأولى من أصحاب شعبة قرنه بيحيى وسفيان بن حبيب وخالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ والأخرم وسعيد بن عروة وابن زريع وإسماعيل بن إبراهيم وبشر بن المفضل وعبد الوارث بن سعيد وخالد بن إياس.
3065 - (ت س ق) عبد الله بن عدي بن الحمراء.
قال الزهري: ليس هو عبد الله بن عدي الذي روى عنه عبيد الله بن عدي بن الخيار انتهى. الذي روى عنه عبيد الله أنصاري عرفه بذلك أبو نعيم الحافظ، وغيره، وابن الحمراء لم يقل أحد أنه أنصاري فأنى يجتمعان؟!.
3066 - (ق) عبد الله بن عرادة بن شيبان الشيباني أبو شيبان البصري.
قال البخاري: منكر الحديث كذا ذكره المزي. وفيه نظر، وذلك أن البخاري لما ذكره قال: عبد الله بن عرادة السدوسي عن الرقاشي، قال عبد الله بن الأسود: في النفس من هذا الشيخ منكر الحديث انتهى. ولقائل أن يقول هذا من كلام ابن أبي الأسود لا من كلام البخاري وهو الظاهر، والله تعالى أعلم. ونقلت من خط أبي العباس بن ياميت في نسخة " ج " و " ص " عند البخاري غرارة وهو أول باب الغين في كتابه فينظر فيه.
ولما ذكره الساجي في كتاب " الجرح والتعديل " قال: ضعيف منكر الحديث.
وقال أبو جعفر العقيلي: يخالف في حديثه ويهم كثيرا.
وقال أبو حفص بن شاهين: ضعيف وفي كتاب " الضعفاء " لابن الجارود: منكر الحديث.(8/66)
وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار لا يجوز الاحتجاج به.
وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب " العلل ": غير معروف.
وقال النسائي: ضعيف، وفي كتاب " التمييز ": ليس بثقة.
3067 - (خ م ت س ق) عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام أبو بكر الأسدي.
ذكر ابن سعد له من الولد: صالحا وعائشة وسلمة وسالما ومسالما وخديجة وصفية وقد روى عنه الزهري وكان قليل الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان خطيبا فصيحا بليغا وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو عوانة، والطوسي، والدارمي، والحاكم.
وفي كتاب الصريفيني: بقي إلى قريب العشرين ومائة قاله بعض المصنفين من المتأخرين.
وقال ابن قتيبة: كان من أخطب الناس وأبلغهم وكان يشبه بخالد بن صفوان في البلاغة.
وفي تاريخ المنتجيلي: عمي قبل موته وله عقب بالمدينة.
وفي كتاب الزبير: عن حماد بن عطيل الليثي قال: رأيت [ق 297/ب] عبد الله بن عروة في سنيات خالد بن عبد الله بن الحكم بن أبي العاص وكان خالد واليا لهشام بن عبد الملك سبع سنين فقحط المطر في تلك السنين فكان يقال لها سنيات خالد فجلا الناس من بادية الحجاز فلحقوا بالشام فكان الناس(8/67)
يدخلون مربده بالفرع يتغدون ويتعشون فما زال كذلك حتى أحيى الناس.
وكان يهدم ويكسر الوشع إذا أصاب الناس جهد، وكان عبد الله مصلحا، مثمرا للمال، يبذله في حقه، ويرغب في الأجر وحسن الذكر، وهو صاحب أبي وجزة الذي كان يعطيه ويأخذ له في كل عام من آل الزبير من جداد نخلهم بالفرع كل عام ستين وسقا على أن يقتصر بمدحه عليهم وفيه يقول أبو وجزة السعدي يمدحه: -
لعمرك ما زاد ابن عروة بالذي ... له دون أيدي القوم قفل مفتح
وما ظله عنهم بضيق وما ترى ... فلا سائل فيها ولا متنحنح
فتى قد كفاني سيبه ما أهمني ... ولى خلت في أعقار متندح
أغر تغادي من يليه جفانه ... هدايا وأخراها قواعد ردح
فتى الركب يكفيهم بفضل ويكتفي ... وفي الحي فضفاض السجيات أفيح
وقال عبد الله: أشكو إلى الله تعالى عيبي ما لا أترك ونعتي ما لا آتي وإنما يبكى بالدين للدنيا وقال عبد الله شعرا يشبه هذا الحديث: -
يبكون بالدين للدنيا وبهجتها ... أرباب دنيا عليهم كلهم صادي
لا يعملون لشيء من معادهم ... تعجلوا حظهم في الحاصل البادي
لا يهتدون ولا يهدون تابعهم ... ضل المقود وضل القائد الهادي
وكتب إلى هشام بن عبد الملك يشكو إبراهيم بن هشام فيما صنع به فكتب هشام إلى إبراهيم يأمره بأن يكف عن عبد الله ويبني قصر عروة وينثل بئره.
ولما حج هشام اجتمع عنده عبد الله وإبراهيم وحضر مسلمة فشكى إبراهيم فقال مسلمة: كلامه كلام رجل لا يقيم على ما شكى، وقال له عروة في(8/68)
بعض كلامه: يا أمير المؤمنين أما وفيتم لنا بعهدنا أو رددتم إلينا سيوفنا.
فأعجب هشاما كلامه: وأقبل على الأبرش الكلبي وقال: يا أبرش لعن الله من زعم أن قومي هلكوا. ابن عروة يتهددني بالمدينة.
وفي " معجم " المرزباني: عبد الله بن عروة يقول للوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان حين أخذ إبراهيم ومحمد ابني هشام المخزوميين: -
عليك أمير المؤمنين بشدة ... على ابن هشام إن ذاك هو العدل
تبح بها أموالهم ودماءهم ... ويبقى عليهم بعد ذلك فضل
انتهى. هذا يرد قول من قال: بقي إلى قريب العشرين؛ لأن الوليد بن يزيد تولى في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة، والله تعالى أعلم.
3068 - (د ت ق) عبد الله بن عصم ويقال ابن عصمة أبو علوان الحنفي العجلي.
كذا ذكره [ق 298/أ] المزي وهو يشبه كلام من لا يعرف النسب ما هو وذلك أن حنفية أخو عجل وكلاهما ولد الجشم بن صعب بن علي بن بكر ابن وائل فلا يتجه للحنفي أن يكون عجليا بحال، والله أعلم.
وقال ابن حبان: منكر الحديث يحدث عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم حتى يسبق إلى القلب أنها موهومة أو موضوعة.
وذكره أبو حفص ابن شاهين في " الثقات ".
وكذلك ابن خلفون، وقال أحمد بن صالح: عبد الله بن عصمة ثقة.
وذكر ابن الجوزي أن ابن عدي لم يذكر هذا الرجل إنما ذكر عبد الله بن عصمة(8/69)
النصيبي الراوي عن محمد بن سلمة البناتي عن الأعمش وقال فيه ما ذكره عنه ابن الجوزي بينا ذلك في كتابنا " الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء " بشواهده والله أعلم.
يستروح من كلام البخاري أن الصواب عنده عصمة خلاف ما ذكره المزي وذلك أنه قال: عبد الله بن عصمة أبو علوان سمع ابن عباس وقال: شريك: ابن عصم.
وذكره مسلم في الطبقة الثانية من الكوفيين.
3069 - (س) عبد الله بن عصمة الجشمي حجازي.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه ".
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، ومسلم في الطبقة الأولى من أهل مكة شرفها الله تعالى.
وأغفل المزي قول الترمذي لما خرج حديث حكيم: ورواه يحيى ابن أبي كثير عن يعلى بن حكيم عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم.
3070 - (م 4) عبد الله بن عطاء الطائفي المكي أبو عطاء مولى المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة.
ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".(8/70)
وذكر ابن الأعرابي عن عباس بن محمد الدوري عن ابن معين أنه قال: عبد الله بن عطاء صاحب ابن بريدة ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي " الكامل " لابن عدي: قال شعبة: سألت أبا إسحاق عن عبد الله بن عطاء الذي يروي عن عقبة " كنا نتناوب رعاية الإبل " قال: شيخ من أهل الطائف.
3071 - (4) عبد الله بن عقيل أبو عقيل الكوفي ثقفي مولاهم نزل بغداد.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه "، وكذلك أبو علي الطوسي، وأبو محمد الدارمي.
وقال الخطيب: سكن بغداد إلى آخر عمره.
ينبغي أن يتثبت في قول المزي: ذكره ابن حبان في " الثقات " فإني لم أره، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " وذكر عن أحمد بن حنبل فيما رواه ابنه هو: عبد الله بن محمد بن عقيل الثقفي، وهو ثقة.
3072 - (م 4) عبد الله بن عكيم الجهني أبو معبد الكوفي.
قال ابن حبان في " كتاب الصحابة ": أدرك زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه شيئا أرسل إليه الحجاج في علته فتوضأ وصلى ركعتين قال: اللهم إنك(8/71)
تعمل أني لم أزن ولم أسرق ولم آكل مال يتيم ولم أقذف محصنة قط فإن كنت صادقا فادرأ عني شره فأتاه فسائله ولم يتعرض له بشيء يكرهه انتهى.
المزي ذكر هذا الخبر إلى قوله: فادرأ عني شره، ولم يذكر بقيته وهو محط الفائدة ويشبه أن يكون سقط من الناسخ على أنه المهندس وقد قرأه عليه.
وقال البخاري في " التاريخ الكبير ": أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرف له سماع صحيح، وكذا قاله أبو أحمد.
وقال العسكري [ق 298/ب]: لم يعرف له سماع صحيح ويروي مرسلا؛ روى عنه مجاهد وذكره في ابن عكبر.
وقال أبو حاتم: لم يصح له سماع وقد أدرك زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عن. أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما وروى عنه: عبد الله بن شداد فيما ذكره أبو نعيم الحافظ.
وذكر هو وابن منده أنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره.
وقال البغوي: كان يسكن أرض جهينة ثم سكن الكوفة بعد ذلك روى حديثين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يشك في سماعه.
وفي " المراسيل " لعبد الرحمن: سألت أبي عن ابن عكيم قلت أنه روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " من علق شيئا وكل إليه " فقال: ليس له سماع من النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كتب إليه، قلت: أحمد بن سنان أدخله في " مسنده " قال: من شاء أدخله في مسنده على المجاز.
وقال أبو زرعة: لم يسمع ابن عكيم من النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان في زمانه وسمعت(8/72)
أبي يقول: لا يعرف له سماع صحيح.
وقال أبو عمرو أحمد بن خالد بن أبي غرزة في " مسنده ": أنبأ عبيد الله بن أبي ليلى عن عيسى قال: دخلنا على أبي معبد عبد الله بن أبي عكيم وبه حمى نعوده فقلت: ألا نعلق عليك شيئا، فقال: الموت أقرب من ذلك سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من تعلق شيئا وكل إليه ".
وفي " الطبقات ": كان كبيرا أدرك الجاهلية، وكان إمام مسجد جهينة بالكوفة ولما ماتت أم عبد الرحمن بن أبي ليلى قدمه عبد الرحمن عليها.
وقال سفيان بن عيينة عن أبي فروة قال: أنا غسلت ابن عكيم وقال غيره [توفي] في ولاية الحجاج بن يوسف.
ولما ذكره ابن خلفون في جملة الصحابة من كتاب " الطبقات " قال: روى في الضباب، وفي البول.
وفي " الكنى " للنسائي: قال ابن عكيم: لا أُعين على قتل خليفة أبدا بعد عثمان فقيل له: يا أبا معبد أعنت على دمه؟ قال: إني أعد ذكر مساوئه عونا على دمه.
وقال العجيل، والمنتجيلي: أسلم قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي مسند بقي بن مخلد: روى اثني عشر حديثا.
3073 - (ت س) عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أخو الباقر.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك الطوسي، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري، والترمذي حديث: " البخيل من ذكرت عنده فلم يصل(8/73)
علي "
وقال: حسن صحيح غريب.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال ابن سعد: ولد محمد الأرقط وهو الأحدب وإسحاق الأبيض وأم كلثوم وهي كلثم وهي الصماء وأم علي وهي عُلية والقاسم والعالية.
3074 - (د س) عبد الله بن علي بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
خرج أبو حاتم بن حبان البستي حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو عبد الله بن البيع النيسابوري.
3075 - (د ت ق) عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب.
خرج ابن حبان حديثه، وكذلك الحاكم، وحسنه الطوسي.
وفي كتاب العقيلي: لا يتابع مضطرب الإسناد.
3076 - (د ت) عبد الله بن علي أبو أيوب الإفريقي الكوفي الأزرق.
قال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى ابن أبي زائدة عن أبي أيوب الإفريقي [ق 299/أ] قلت ليحيى: ما اسمه؟ قال: لا أدري. قلت ليحيى: فهو ثقة؟ قال: نعم ليس به بأس.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: عبيد الله بن علي بن مهران أبو أيوب الأزرق الإفريقي هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: يحدث عنه أهل الكوفة.(8/74)
وذكره ابن شاهين في " الثقات ".
3077 - (م 4) عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن العمري المدني.
قال أحمد بن صالح العجلي: لا بأس به.
وقال البخاري فيما ذكره الترمذي في كتاب " العلل الكبير ": ذاهب الحديث لا أروي عنه شيئا.
وقال في " التاريخ الكبير ": كان يحيى بن سعيد يضعفه.
وفي موضع آخر: لا أحدث عنه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال يعقوب بن سفيان: سمعت إنسانا يقول: أحمد بن يونس بن عبد الله العمري ضعيف، قال: إنما يضعفه رافضي مبغض لا بآية لو رأيت لحيته وهيئته وخضابه لعرفت أنه ثقة.
وفي كتاب " العلل " للمروزي عن أحمد وذكر العمري فلم يرضه وقال: هو لين الحديث.
وفي رواية عن أحمد وسئل عنه كيف حديثه؟ فقال: كان يزيد في الأسانيد(8/75)
وكان رجلا صالحا.
وفي كتاب " الإرشاد " للخليلي: لم يرضوا حفظه ولم يخرجه أصحاب الصحاح وابنه عبد الرحمن أثبت من أبيه.
وفي " تاريخ نيسابور " للحاكم: سئل ابن مهدي عنه فقال: لا بأس به.
وقال أبو عمر ابن دحية في كتاب " الانتصار لما صح في البسملة من الآثار ": وقد تكلم قوم في العمري وكلامهم فيه غير مقبول، وحديثه عند أهل النقد من أئمة النقل غير معلول فإنه إنما تكلم فيه من قبل حفظه وليس ذلك بجرح قادح ولا بطعن واضح وهو من علماء المسلمين وخيار عباد الله الصالحين.
وقال محمد بن عمار الموصلي: لم يتركه أحد إلا يحيى وزعموا أنه كان أكبر من عبيد الله إلا أنه كان ضريرا وزعموا أنه أخذ كتب عبيد الله فرواها.
وفي رواية يحيى بن منصور عن يحيى بن معين: صويلح.
وفي رواية عثمان بن سعيد الدارمي عنه: صالح ثقة والذي ذكره المزي عن عثمان عن يحيى: صويلح، ولم أره إنما صويلح رواية الكوسج، والمزي في غالب الظن إنما ينقل ترجمته من كتاب الخطيب لأنه لم يذكر زيادة عليها، وفي " التاريخ " عن عثمان كما ذكرناه والله أعلم.(8/76)
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي أحمد بن صالح يحسن الثناء عليه قال أبي: وهو أحب إلي من عبد الله بن نافع يكتب حديثه ولا يحتج به.
وفي " مسند " يعقوب بن شيبة وذكر حديثا من حديثه عن نافع: حديث حسن الإسناد مدني، وقال في موضع آخر وذكر له حديثا: ليس نحمل الوهم في هذا على أبي نعيم ولا على من خالفه إنما نحمله على العمري وهو رجل صالح مذكور بالصلاح والعلم، وفي حديثه بعض الضعف والاضطراب ويزيد في الأسانيد كثيرا.
وذكره العقيلي، وابن الجارود، والساجي، والمنتجالي، وابن شاهين وأبو القاسم البلخي ويعقوب بن سفيان الفسوي، في جملة الضعفاء زاد الساجي: وتوفي سنة ثنتين وسبعين.
وقال الخليلي: ثقة غير أن الحفاظ لم يرضوا حفظه فلم يخرج [ق 299/ب] كذلك في " الصحيحين ".
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: كان رجلا صالحا فاضلا خيرا وهو وعندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وقال النسائي: ليس بالقوي ذكره عنه ابن عدي.
وقال ابن حبان: غلب عليه التعبد حتى غفل عن حفظ الأخبار وجودة الحفظ فوقعت المناكير في روايته فلما فحش خطؤه استحق الترك.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث مستضعفا وكان يكنى أبا القاسم فتركها(8/77)
وقال: لا أكنى بكنية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إعظاما لها، المزي زعم أنه نقل من كلام ابن سعد وترك ما ذكرناه وذكر من عند ابن أبي الدنيا: أنه ترك تكنيته بأبي القاسم ولم يبين لم وأغفلها من عند ابن سعد مبينة وكأنه ما نقل من أصل على العادة.
وزعم المزي أن ابن سعد قال: توفي في أول خلافة هارون والذي رأيت في غير ما نسخه من كتاب " الطبقات ": في خلافة هارون، والله تعالى أعلم، وكذا نقل عن الخطيب الذي نقل المزي منه.
وجزم ابن قانع بوفاته سنة إحدى وسبعين، وكذلك أبو يعقوب إسحاق القراب وغيرهما.
وفي كتاب الزبير بن أبي بكر: وكل بني عمر بن حفص قد كانت لهم هيئة ومروءة وفضل في الدين وكانت لهم خلق جميلة وسيما حسنة. قال بعض من رآهم: أنهم ليذكروني بالنذر الأولى وكانوا من طولهم وأجسامهم يقال لهم الشراجع يشبهون بالإبل ونظر إليهم رجل من شيعة آل أبي طالب مصطفين في الروضة فنظر إلى أجسامهم ولحاهم وسمتهم ورأى الناس يهرعون في العلم إليهم فقال: من هؤلاء؟ فقيل: بنو عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب فقال: لا والله لا قامت للشيعة راية ما دام هؤلاء أحياء. وكان بنو عمر بن حفص مسددون في الديون حتى يقال: إنهم يرون رأي الإباضية.
وقال ابن القطان: وثقه قوم وأثنوا عليه وضعفه آخرون من أجل حفظه لا من أجل صدقه وأمانته.
3078 - (ع) عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن العدوي المكي ثم المدني.
قال البرقي: كان ربعة يخضب بالصفرة توفي بمكة ودفن بذي طوى،(8/78)
ويقال: دفن بفخ مقبرة المهاجرين سنة أربع، وقيل: سنة خمس وسبعين، وله تسع وثمانون.
وقال ابن يونس: شهد الفتح بمصر واختط بها دار البركة، وروى عنه أكثر من أربعين رجلا من أهل مصر.
وقال ابن منده: شهد بدرا وأحدا من غير إجازة.
وقال أبو أحمد الحاكم: أول مشهد شهده أحد ثم الخندق.
وقال أبو نعيم الحافظ: كان من أملك شباب قريش عن الدنيا كان آدم طوالا له جمة مفروقة تضرب قريبا من منكبيه، يقص شاربه ويصفر لحيته، ويشمر إزاره، أعطي القوة في العبادة، وفي البضاع، وكان من التمسك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسبيل المبين، وأعطي المعرفة بالآخرة والإيثار لها حق اليقين لم تغره الدنيا ولم تفتنه كان من البكائين الخاشعين ودفن بسرف، وقيل: بالمحصب، وقيل: بذي طوى، وقيل: بفخ، وكان ربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا وكان لا يدمن اللحم شهرا إلا مسافرا أو رمضان وما مات حتى أعتق ألف إنسان أو زاد وتوفي بعد الحج.
وفي " تاريخ دمشق ": كان اسمه العاصي، فسماه [ق 300/أ] النبي - صلى الله عليه وسلم -: عبد الله وكان ضخما.
وعن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب: شهد ابن عمر بدرا. قال الواقدي: هذا غلط بين، وكذا قاله أبو القاسم البلخي، وأبو القاسم البغوي انتهى.
وشهد الفتح وله عشرون سنة مات في دار خالد بن عبد الله بن أسيد.
وفي كتاب العسكري: دفن في حائط حرمان موضع بمكة وصلى عليه الحجاج وهو آخر من مات من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة.
وفي كتاب البغوي: كان يشبه أباه عمر، وكان لا يزر قميصه.(8/79)
وقال ميمون: قومت كل شيء في بيته فما وجدته يسوى طيلساني، وكان أوصى سالما أن يدفنه خارج الحرم فلم يقدر فدفناه في الحرم.
وفي كتاب الزبير: لما أرسل عبد الملك يأمر الحجاج ألا يخالفه ثقل عليه أمره فأمر رجلا معه حربة - يقال إنها كانت مسمومة - فلما دفع الناس من عرفة لصق ذلك الرجل به فأمر الحربة على قدمه وهي في غرز رجله فمرض منها أياما ثم مات.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي: قدم المدينة وله اثنتا عشرة سنة قال: وروى عنه: عتبة بن مسلم، وأبو غطيف الهذلي، وشراحيل بن بكيل، وثابت بن يزيد الخولاني، ويزيد بن قاسط، وخديج بن صومي الحميري، وواهب المعافري، وقيصر مولى تجيب، وبكيل أبو شراحيل.
وفي " الاستيعاب " قيل: إن إسلامه قبل إسلام أبيه، وهذا لا يصح وكان عبد الله ينكر ذلك وأصح من ذلك قوله إن هجرته قبل هجرة أبيه وأجمعوا أنه لم يشهد بدرا واختلفوا في شهوده أحدا، وقال بعض أهل السير: إنه من بايع بالحديبية ولا يصح، وكان من أعلم الناس بمناسك الحج، ومات بمكة سنة ثلاث وسبعين لا يختلفون في ذلك. انتهى قد ذكرنا الخلاف في القولين قبل.
وفي " الطبقات " لابن سعد: له من الولد أبو بكر وأبو عبيدة وواقد وعبد الله وعمر وحفصة وسودة وعبد الرحمن وسالم وعبيد الله وحمزة وزيد وعائشة وبلال وأبو سلمة وقلابة.
وقال أبو عبد الله الأزدي في كتابه " طبقات علماء القيروان ": عن ابن قتيبة: شهد بدرا وغزا إفريقية مرتين مرة مع ابن أبي السرح والثانية مع ابن خديج،(8/80)
وكان قد كف بصره وتوفي وهو ابن سبع وثمانين وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان.
وذكر أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم في كتابه " طبقات علماء إفريقية ": أن عبد الله ولدت له أم ولد صبية ماتت فدفنها في مقبرة قريش التي بقرب باب مسلم فاتخذت مقبرة لمكان تلك الصبية.
وفي " المعجم الكبير " للطبراني: روى عنه: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبان بن عثمان بن عفان، وعيسى بن طلحة، ومسلم الخياط، وجنادة بن سلم، ووهب بن كيسان، ويعقوب بن عبد الله بن المغيرة بن الأخنس أبو علقمة مولى بني هاشم، ومحمد بن أبي حكيم، ومحمد بن قيس المدني أبو حازم، وعبد الله بن وهب بن زمعة، ومحمد بن المنكدر، وموسى بن أبي مسلم، وفروة بن قيس، وأبو عبد الله القراظ، وإبراهيم بن محمد بن حاطب، وعرفجة، وإسماعيل الشيباني، وعامر بن شراحيل الشعبي، وهذيل بن شرحبيل، وقيس بن أبي حازم، وخيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة، وحيان البارقي، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي وعائد بن نصيب [ق 300/ب] وسالم أبو عبد الله البزار، وعبد الملك بن عمير، ونفيع بن الحارث، وأبو داود الدارمي، وأبو جعفر مولى بن هاشم، وهانئ بن الحضرمي، ونعمان بن القراد، وصبيح شيخ لأبي معاوية قديم، وعبد الرحمن بن ذكوان خال منصور بن عبد الرحمن الغداني، وعبد الرحمن بن نعيم أخو الأعرج، وتميم بن سلمة، وعبد الله بن شريك، ومحمد بن رستم، والمسيب بن رافع، وإبراهيم بن يزيد التيمي، وزائدة بن عمير، وعمير بن أبي عمير، وسعيد مولى طلحة أبو حنظلة، وعمر بن هشام، وميسرة الأشجعي، وأبو هارون، ومعروف بن بشير، وعبد الله بن نابي،(8/81)
وغيلان مولى عثمان، ومسلم القرى، وأبو المعدل، وأبو عبيد السلمي، وأبو الخصيب، وحيان الهذلي، وخالد بن سلمة المخزرمي، وراشد أبو محمد الحماني، وأبو المليح عامر بن أسامة، والمغيرة بن مخادش، وسماك الحنفي، وعبد الواحد البناني، وأبو عمرو الندبي ثم قال: بشر بن حرب عنه فدل أنهما عنده اثنان، والجواب بن زياد، وعبد الله بن زيد أبو قلابة الجرمي، وجميل بن زيد، وإبراهيم بن عبيد، وعبيد الله بن سالم، وعون العقيلي وعبد الله بن يوسف، وأبو عنبسة والمخارق بن أبي المخارق، وعبد الكريم بن الحارث، وأبو عبد الله القرشي، وعبد الله بن حجيرة، وأبو غطيف، وعقبة بن مسالم، وعبد الله بن رافع، وشقى الأصبحي، ومحمد بن النبيل الفهري، وأبو بكر بن زيد بن سرحين، وبزيغ أبو عمر.
وفي كتاب الصريفيني: لما أنكر على الحجاج نصب المنجنيق وقتل ابن الزبير، أمر الحجاج بقتله فضربه رجل من أهل الشام ضربة، فلما أتاه الحجاج عائدا، قال له ابن عمر: تقتلني ثم تعودني كفى بالله حكما بيني وبينك.
وقال ضمرة: توفي سنة ثنتين أو ثلاث وسبعين.
وذكره أبو عروبة فيمن أسلم قديما.
وفي " مرج البحرين " عن مالك: حج ستين حجة وأعتق ألف رأس وحبس ألف فرس.
وذكر عنه ابن شعبان: أنه اعتمر ألف عمرة وكان من أكرم أهل زمانه.
قال ميمون بن مهران: أتاه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها.
3079 - (س) عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطابي أبو محمد، وقيل [أبو محمد].
قال الخطيب: قال الحافظ أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق:(8/82)
إنه سكن بغداد والصواب أنه كان بالبصرة.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": روى عنه بقي بن مخلد وقد أسلفنا من تاريخ ابن عبد البر: أن بقيا لا يروي إلا عن ثقة عنده.
وقال ابن قانع: صالح.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". وخرج حديثه في " صحيحه " فيما رأيته في كتاب الصريفيني.
وقال أبو محمد بن الأخضر في " مشيخة البغوي ": كان ثقة.
3080 - (د) عبد الله بن عمر بن غانم أبو عبد الرحمن الرعيني قاضي إفريقية.
قال أبو العرب حافظ المغرب في " طبقات بلده ": كان ثقة نبيلا فقيها، ولي القضاء بعد ماتع بن عبد الرحمن، وكان عدلا في قضائه، ولاه روح بن حاتم في رجب سنة إحدى وسبعين ومائة وهو يومئذ ابن اثنتين وأربعين سنة، وكان يكتب إلى ابن كنانة يسأل له مالكا عن أحكامه، سمع من: سفيان بن سعيد الثوري، ومن عثمان بن الضحاك بن غسان المدني، ومن غيرهم، لقد حدثني محمد [ق 301 أ] بن حفص أن أبا عثمان كان صديقا لابن غانم وكان قد رحل معه إلى مالك فجلس أبو عثمان مع ناس فقالوا: إن ولاية ابن غانم لم تكن من أمير المؤمنين إنما كانت من المسودة بعيون الجند فقال أبو عثمان: امرأته طالق ومماليكه أحرار إن كان ولاه إلا أمير المؤمنين ثم أتى أبو عثمان إلى غانم فأخبره الخبر فقال ابن غانم: كم كان صداق زوجتك الذي تزوجتها به؟ قال: مائتا دينار قال: وكم شراء مماليكك عليك؟ قال: مائة دينار قال: فدعا ابن غانم بكيس وعد لأبي عثمان ثلاثمائة دينار وقال: خذها يا أبا(8/83)
عثمان فقد بانت منك امرأتك وعتق عليك مماليكك. وله مناقب كثيرة تركتها كراهية التطويل، وقال لي أحمد بن يزيد: وكان موت ابن غانم سنة تسعين ومائة. [في شهر ربيع الأول وهو ابن أربع وستين سنة] وكان لعبد الله بن عمر أخ يقال له: سعيد قد كتب عنه وروى عن أخيه عبد الله بن عمر بن غانم.
وذكر حمدين بن محمد العطار أنه سمع سحنون بن سعيد يقول: مات رجل يقال له [الزقاق] من أصحاب البهلول وكان فاضلا فحضره ابن غانم والبهلول وعبد الله بن فروخ فأتى بجنازته وجنازة ابن صخر المعتزلي فصلى على [الزقاق] ثم قدم ابن صخر فقالوا لابن غانم: الجنازة فقال: كل حي ميت قدموا دابتي فركب ولم يصل عليه وفعل مثله الآخران.
وقال أبو بكر عبد الله بن محمد في كتابه " طبقات علماء القيروان ": أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن غانم بن شرحبيل بن ثوبان الرعيني قاضي إفريقية وصاحب مالك بن أنس كان فضله وعلمه وورعه أشهر من أن يذكر، وهو أحد الثقات الأثبات، روى عن: مالك - وعليه معتمده، وروى عن الثوري، وابن أنعم، وخالد بن أبي عمران، وجماعة يطول ذكرهم، ودخل الشام والعراق في طلب العلم ولقي أبا يوسف صاحب أبي حنيفة، وقد أدخله ابن عبدوس في المجموعة وتوفي سنة تسعين ومائة وصلى عليه إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية ودفن بباب نافع وكان مذكورا في العرب الذين كانوا بإفريقية أيام بني أمية قبل دخول المسودة بالسخاء والقوة ذكر: أنه قتل في مجادة الخوارج على حنظلة بن صفوان ثمانين ومائة روى لنا عنه من طريق داود بن يحيى.
وقال ابن فروخ: دخلت أنا وهو وبهلول على الثوري فسألناه السماع فأجاب(8/84)
وقال: ليقرأ على أعرابكم فإنه ربما قرأ القارئ علي فلحن في قراءته فاحترم نومي وطعامي، فقرأ لنا ابن غانم شهورا كثيرة فما رأيت الثوري رد عليه في قراءته شيئا ولا أخذ عليه لحنة واحدة، وكان مالك إذا دخل عليه ابن غانم وقت سماعه أجلسه إلى جنبه ويقول لأصحابه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه " وهذا كريم في بلده.
ولما ولي قضاء إفريقية بشر مالك بذلك أصحابه وقال لهم: علمتم أن الفتى الرعيني قد استقضى على إفريقية وكان يسره ذلك وذكر أن مالكا عرض عليه أن يزوجه ابنته ويقيم عنده فامتنع من المقام وقال: إن أخرجتها معي فعلت.
ولما بلغ عبد الله بن وهب موته غمه غما شديدا وقال {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
رحمك الله أبا عبد الرحمن لقد كنت قائما بهذا الأمر يريد الفقه والعلم.
وخرج ابن غانم يوما ومعه جماعة من أصحابه فوضع بين أيديهم زبدا في قصعة فخرقه أحدهم فقال: بعضهم: أخرقتها لتغرق أهلها فقال له ابن غانم أتهزأ بكتاب الله تعالى لله علي إن كلمتك أبدا [ق 301/ب]، وكان ابن غانم من أحسن الناس همة في نفسه، خلف بعد وفاته كسوة ظهره بألف دينار وكان ينشد في مجلسه هذين البيتين كثيرا: -
إذ انقرضت عني من العيش مدتي ... فإني غناء الباكيات قليل
سيعرضن عن ذكري وتنسى مودتي ... ويحدث بعدي للخليل خليل
واختلف في من عقد له القضاء فقيل: الرشيد كتب إليه بعد ذلك كتابا.
وقيل: بل عقده له أمير إفريقية روح بن حاتم واتصل ذلك بالخليفة فأقره، وكان يكاتبه، ولما دخل روح بن حاتم على أبي يوسف القاضي يودعه ويسأله حوائجه فقال: له بإفريقية شاب يقال له: عبد الله بن غانم قد فقه وهو حسن الحال فولاه قضاءها فقال له: نعم وبلغ من إكرام الخليفة له وإجلاله ما يفوق المقدار حتى كتب لابن الأغلب الأمير: أنا أعلمك أني لا أفك لك كتابا حتى يكون مع كتاب إلى كتاب ابن غانم فكان ابن الأغلب عند ذلك أشد الناس وأكثرهم مداراة وإكراما وتعظيما لابن غانم، وكان اليوم الذي يجلس فيه للنظر بين النساء يلبس فيه فروا ذا نسا ويلقي عينيه بالأرض حتى يتوهم من(8/85)
لم يكن يراه أنه مكفوف ويزيل الكتاب والحجاب من بين يديه يومئذ، وكان إذا أشرف على إنفاذ حكم على أحد يصلي حزبه من الليل فإذا جلس في آخر صلاته عرض ذلك الحكم على الله تعالى يقول: اللهم إن فلانا خاصم إلي فلانا وادعى عليه بكذا ويذكر الواقعة بعينها ثم يسأله التوفيق والتسديد حتى يطلع الفجر ومات رحمه الله بالفالج ولما توفي رأى رجل في النوم قائلا يقول بأعلى صوته:
زأرت ذائب بعد طول عوائها ... لما تضمنه القليب الملحد
فتعجب الناس من رؤياه وبكى عليه الأمير إبراهيم بن الأغلب منتحبا وغيره حتى فرغوا من دفنه وذلك سنة تسعين ومائة.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ " لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد: وفيها - يعني سنة تسعين ومائة - مات أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن غانم وهو قاضي إفريقية وذلك في شهر ربيع الآخر حدثني الثقة عن سليمان بن عمران قال سمعت أسد بن الفرات يقول: كان ابن غانم فقيها له عقل وصيانة وله لما تولى أربعون سنة وكان يكاتب الرشيد.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: مات في ربيع الآخر، وروى عنه: القعنبي وغيره.
والعجب من المزي ذكر لهذا الرجل ترجمة ضئيلة من غير ذكر وفاة وقال: قال ابن يونس دخل الشام والعراق في طلب العلم أحد الثقات الأثبات ثم قال: قال ابن يونس في موضع آخر: بهلول بن راشد الإفريقي يقال ولد بإفريقية سنة ثمان وعشرين ومائة مع عبد الله بن غانم في شهر واحد في ليلة واحدة. فيظن من رأى هذا أنه كفاه مؤنة النظر في كتاب ابن يونس ولو حلف حالف أنه ما رأى كتاب ابن يونس حالة التصنيف لما كان آثما ليحسن بمن رأى كتاب ابن يونس أن يدع منه من غير فصل في مثل هذه الترجمة الضيقة عنده. قال سعيد بن عفير: يقال إن غانما قدم مصر مع جناب بن مرغد الرعيني وكان مولى له ثم انتموا بعد إلى العرب فقد عبد الله(8/86)
ابن عمر بن غانم مصر فنزل في العبل فدخل عليه مظفر بن الصلت [ق 302/أ] العتلي فسأله عن ولد جناب فقال: ما أعلم أحدا أقعد بهم مني فقال مظفر: هو وارثك ولا ترثه فارتحل عنهم فنزل الجيزة. ثنا زيادة بن يونس ثنا موسى بن عبد الرحمن القطان، عن محمد بن سحنون قال: عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني يكنى أبا عبد الرحمن ولي قضاء إفريقية في رجب سنة إحدى وسبعين ومائة دخول روح بن حاتم إفريقية وكان مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ومات في شهر ربيع الآخر سنة تسعين ومائة.
وفي كتاب الطبقات " لأبي إسحاق: هو من أقران ابن أبي حازم ونظرائه عاش بعد مالك نحوا من ستين.
وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه ".
وقال ابن حبان: يحدث عن مالك ما لا يحل ذكره.
وقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة.
3081 - (م د ص) عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير القرشي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي مشكدانة ويقال: الجعفي لأن جده محمد بن أبان تزوج فيهم.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: كان متزوجا في الجعفيين فنسب إليهم، وخرج حديثه في " صحيحه " عن أبي يعلى عنه.
وقال ابن عساكر: مات في المحرم سنة تسع وثلاثين وكذا ذكره ابن قانع زاد: بالكوفة.(8/87)
وكذا ذكره البغوي في كتاب " الوفيات " تأليفه زاد: وكتبت عنه.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: سأل أحمد بن حنبل مسائل ومات قبله سنة تسع روى عنه: البخاري، ومسلم.
ومحمد بن عبد الرحيم، وأبو يعقوب إسحاق القراب في " تاريخه "، وأبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: وكان لا يخضب.
والبخاري في " الأوسط " قال: توفي سنة تسع وثلاثين، وقال ابن أبي حاتم: يعرف بالمشك.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم اثني عشر حديثا.
وفي كتاب " الصلة " لمسلمة: روى عنه بقي بن مخلد.
وأما تكرار المزي سبب تلقيبه بمشكدانة فغير جيد، والله تعالى أعلم.
وذكر العسكري في كتاب " التصحيف ": أن محمد بن عباد قال لابن عمار: من أين أقبلت؟ قال: من عند مشكدانة فقال الذي يصحف وذكر كلاما تركت ذكره يريد قراءته ولا يغوث و يعوق وبشرا. قال العسكري: وقد حكيت عنه.
وعاب المزي على صاحب " الكمال ": خلطه ترجمة عبد الله بن عمر بن غانم بترجمة عبد الله بن عمر النميري وليس صاحب " الكمال " بأبي عذرة هذا القول قد قاله قبله أبو نصر الكلاباذي وحكاه عن ابن منده.
وكذا ذكره أيضا أبو إسحاق الحبال في كتابه " أسماء رجال الشيخين "، - ومن خطه نقلت، وأبو الوليد الباجي في كتابه " الجرح والتعديل "، وأبو إسحاق(8/88)
الصريفيني في كتابه " أسماء رجال الكتب العشرة "، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيرهم، وإن كنا لا نرى جمعهما صوابا فإنا لا نلصق بعبد الغني خطأ قاله غيره قبله ويكفيه الاقتداء بهم، وعبد الله بن عمر النميري ذكره ابن خلفون في " الثقات ".
وقال الدارقطني فما سأله الحاكم: ثقة محتج به في كتاب البخاري.
3082 - (س) عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري.
ذكره ابن حبان في " الثقات " وكناه أبا جعفر، وخرج حديثه في " صحيحه ".
3083 - عبد الله بن عمرو بن أحيحة.
عن خزيمة بن ثابت ذكر المزي أنه من الأوهام يريد أنه وقع كذلك في " سنن النسائي " وأما صاحب " الكمال " فهو منه بريء وكذلك غيره من المؤرخين [ق 302/ب].
3084 - (ع) عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ميسرة المنقري مولاهم أبو معمر المقعد البصري.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، والحاكم النيسابوري.
وقال ابن سعد: كان كثير الرواية عن عبد الوارث التنوري.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري سبعين حديثا.(8/89)
وفي " تاريخ بغداد ": قال علي ابن المديني: من ذكر محاسن عمرو بن عبيد ورفعه لا تسأل عنه يعني أبا معمر لقد كان ذلك وكان أعلى من هؤلاء فوضعه ذلك يعني أنهم أطروا عمرو بن عبيد قال علي: لا تحدثوا عن أبي معمر ولا نعم عين.
وذكره ابن شاهين في " الثقات "، وروى عنه فيما ذكر في " طبقات القراء ": محمد بن عيسى الأصبهاني، وأحمد بن يزيد الحلواني، وأحمد بن أبي خيثمة وهو ابن حرب، ومحمد بن شعيب.
3085 - (ع) عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو نصير السهمي.
ذكر العسكري أنه أتى له حين وفاته قريب من مائة سنة ومات ليالي الحرة.
وفي كتاب ابن بنت منيع: كان إسلامه قبل فتح مكة، وكان طوالا أحمر عظيم البطن، ورأى كأن في إحدى عينيه عسلا وفي الأخرى يمنا وكأنه يلعقهما فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال " تقرأ الكتابين التوراة والقرآن " فكان يقرئهما.
وذكر ابن سعد في الطبقة الثالثة طبقة الخندقيين: ومن ولده: محمد وهشام وهاشم وعمران وأم إياس وأم عبد الله وأم سعيد.
وقال ابن عبد البر: الأشهر في كنيته أبو محمد، وأبو نصير غريبة قال: ولم يعله أبوه في السن إلا باثنتي عشرة سنة واعتذر من شهوده صفين وأقسم أنه لم يرم فيها بسهم ولا طعن برمح إنما شهدها لعزيمة أبيه عليه في ذلك وكان(8/90)
يقول: مالي ولصفين مالي ولقتال المسلمين والله لوددت أني مت قبل هذا بعشر سنين.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: كان بينه وبين أبيه في السن عشرون سنة وتوفي وسنه اثنتان وسبعون أو اثنتان وتسعون سنة شك يحيى بن بكير في التسعين والسبعين.
وفي تفسير الضحاك الكبير: كان ابن عمرو يحدث الناس بأعاجيب فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال " سلوه عن ثلاثة أشياء فإن أخبركم بهن فهو عالم سلوه عن أول شجرة اهتزت على وجه الأرض وعن شر ما على الأرض وعن شيء من الآخرة ينتفع به في الدنيا ". فقال: الأول الساج الذي جعلت من سفينة نوح عليه الصلاة والسلام، والثاني بئر ترهوت، والثالث الحجر الأسود فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: " سلوه فإنه عالم ".
وفي كتاب ابن الأثير: قيل توفي سنة خمس وخمسين.
وفي كتاب البرقي: دفن بالشام، وفي كتاب ابن عساكر: دفن بعجلون قرية من قرى الشام بالقرب من غزة.
وفي " تاريخ البخاري " بخط جماعة من الحفاظ: توفي سنة تسع وستين، وعن أبي سلمة قال: قدمت على عبد الله بن عمرو وهو أمير مصر.
وفي " تاريخ " الواقدي: لما مات أبوه تولى مكانه ابنه عبد الله بن عمرو.
وذكر المرزباني في كتابه المسمى " بالمفضل " أن عبد الله بن عمرو كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي كتاب " الصحابة " لابن حبان: كان بينه وبين أبيه ثلاث [ق 303/أ] عشرة سنة، ووفاته ليالي الحرة أصح.(8/91)
وفي كتاب " الصحابة " لأبي عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي: شهد فتح مصر واختط بها، وروى عنه: سويد بن قيس، وعلي بن رباح اللخمي، وعمرو بن الوليد بن عبدة السهمي، وعبد الله بن زرير الغافقي، وابن حجيرة، وعباد رجل من الصلحاء، وعمرو بن جابر أبو زرعة الحضرمي، ويزيد بن رباح، وعمران بن عبد الغفار المعافري، وهشام بن أبي رقية، وحنش، والقاسم بن البرجي، وأبو عشانة حي بن مؤمن.
وفي كتاب " الصحابة " لابن جرير الطبري: كان طوالا أحمر عظيم الساقين أبيض الرأس واللحية وكان قد عمي في آخر عمره.
وفي " معجم " أبي القاسم الكبير: روى عنه: عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو أمامة الباهلي، وسفيان بن عوف القارئ، والمسور بن مخرمة، والسائب بن يزيد الصحابيون، وعبيد الله بن عبد الله، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وعياض بن عقبة، وهلال بن طلحة أو طلحة بن هلال، وأبو عبد الله مولاه، وجعفر بن المطلب، وعبيد بن عمير، ويحيى بن القمط، وأبو سعيد الأزدي، وأبو السفر، وأبو يحيى، وأبو عياض، ويحيى بن هانئ، والحمار، وحبة العرني، وهلال بن يساف، وزهير بن الأقمر، وأبو يزيد، ورشيد الهجري، وهلال الهجري، وابن أبي ربيعة، وأبو حيان، وأبو سبرة، وشعاف، والعلاء بن زياد بن مطر، والمهلب بن أبي صفرة، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، وميمون بن أستار الهراني، وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي، ومحمد بن عبيد الحنفي، ورجاء بن حيوة، وأبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله، وابن الديلمي، وعمرو بن قيس الكندي، ويونس بن ميسرة، وعبد الرحمن بن سلمة الجمحي، وعمرو بن عبد الله بن عمرو، وإسماعيل بن عبيد الله بن المهاجر، ومكحول، ومهاجر بن حبيب، ومدرك بن عبد الله الأزدي، وخديج بن صومي المعافري، وعمرو بن الوليد، وأبو غطيف الحضرمي، وأبو الحصين، وعبد الله بن رافع، وواهب بن عبد الله، وسليمان بن بلال الحضرمي، وقيصر بن أبي حرزة، وأبو رزين(8/92)
[الغفاري] وأسلم أبو عمران، وعتاب بن عامر.
وقال الجاحظ: كان أعسر يسر، قال: وقالوا: رأينا في الملوك والأشراف الحول والزرق والعرج، وكذلك العلماء، ولم نر عالما ولا ملكا أعسر انتهى كلامه، وفيه نظر، من حيث إن أشهر العلماء والملوك عمر بن الخطاب كان أعسر يسر وأنشد له المرزباني وأبو عروبة الحراني قوله في صفين: -
ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفين يوما شاب فيه الذوائب
غداة أتى أهل العراق كأنهم ... سحاب ربيع دفعته الجنائب
وجئناهم نردي كأن صفوفنا ... من البحر مد موجه متراكب
إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا ... كتائب منهم وأرجحت كتائب
فدارت رحانا واستدارت رحاهم ... سراة النهار ما توول المناكب
وقالوا لنا: إنا نرى أن تبايعوا ... عليا فقلنا بل نرى أن نضارب
زاد أبو عروبة عنه: جمعت القرآن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحضر صفين متقلدا سيفين وقال: والزبير بن بكار يروي هذه الأبيات لمحمد بن عمرو زاد المرزباني [ق 303/ب] في كتاب " المنحرفين " تأليفه: -
فلا هم يولون الظهور فيدبروا ... فرارا كأن الخادرات الذوائب
قال ابن شهاب: فأنشدت عائشة هذه الأبيات فقال: ما سمعت بشاعر أصدق شعرا منه، وذكر له مع الفرزدق خبرا رأينا ألا نكتبه لما فيه من الأقذاع.
وذكر ابن فولك في كتابه: أن عبد الله بن عمرو أصاب وسقين من الكتب يوم اليرموك فكانوا يقولون له إذا حدثهم ثنا ما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تحدثنا من وسقيك يوم اليرموك.(8/93)
وذكر ابن عساكر: أن عبد الله بن عمرو كان له ابن عمره سبع سنين مثل الديار فلدغته حية فمات فقال: -
فلولا الموت لم يهلك كريم ... ولم يصبح أخو عز ذليلا
ولكن المنية لا تبالي ... أغرا كان أم رجلا جليلا
قد أهلكت حية بطن ... واذكر حماما أريد به بديلا
مقيم ما أقام حباك ليس ... فليس بزائل حتى يزولا
قال: ويروى هذا الشعر لعبد الله بن عروة بن الزبير ولم أر أنه كان أصغر من أبيه بإحدى عشرة سنة إلا المزي وصاحب " الكمال " الذي هذبه فينظر، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل عن أم يعلى بن عطاء: أنها كانت تصنع لابن عمرو الكحل وكانت رمضت عيناه من كثرة البكاء.
3086 - (م د ت س) عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان المعروف بالمطرف.
قال ابن سعد: ولد خالدا وعبد الله وعائشة وعبد العزيز وأمية وأم عبد الله وعمرا وأم سعيد ومحمدا وهو الديباج والقاسم ورقية ومحمدا الأكبر وهو الحازوق وأم عبد العزيز، زاد الزبير: وخليدة وعثيمة. قال: وله يقول أبو الرئيس عباد بن طقفة الثعلبي وتبعه على إنشاده الدارقطني في كتابه " المختلف والمؤتلف " وابن عساكر وابن تقي وغيرهم:
جميل المحيا واضح اللون لم يطأ ... بحزن ولم تالم له النكت له اصبع
إذا النفر الشيم الذين إذا ابتدروا ... وهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا
إذا النفر الآدم اليمانيون تمتموا ... له حول برديه أرقوا وأوسعوا
حلا العسل والحمام والبيض كالدما ... وطيب الدهان رأسه فهو أصلع(8/94)
وذكر محمد بن بحر الجاحظ في كتابه " البيان والتبيين " وأبو العباس محمد بن يزيد في الكتاب " الكامل " أن عبد الملك بن مروان قال لأسيلم بن الأحنف الأسدي: ما أحسن ما مدحت به فاستعفاه فأبى أن يعفيه وهو معه على سريره فلما أن أبى إلا أن يخبره قال قول القائل:
ألا أيها الركب المخبون هل لكم ... بسيد أهل الشام تحبوا وترجعوا
من النفر البيض الذين إذا اعتدوا ... وهاب الرحال خلفه الباب فقعقعوا
إذا النفر السود اليمانون تمتموا ... له حول برديه وأجادوا وأوسعوا
[ق 304/أ] جلا المسك والحمام والبيض كالدمي ... وفرق المداري رأسه فهو أنزع
فقال له عبد الملك: ما قال أخو الأوس أحسن مما قيل لك:
قد حضت البيضة رأس فما ... أطعم نوما غير تهجاع
زاد الجاحظ: -
أسيلم ذا كم الأحفاء بمكانه لعين ... ترجي أولا لأذن تسمع
قال: وكان أسيلم ذا بيان وأدب وعقل وجاه.
وفي كتاب أبي الفرج الأصبهاني: قال جميل لبثينة والله ما رأيت عبد الله بن عمرو بن عثمان يخطر بالبلاط إلا أخذتني الغيرة عليك وأنت بالجناب. ومر يوما عبد الله بن عمرو، وعمر بن عبد العزيز بعبيد الله بن عبد الله بن عتبة الفقيه وهو أعمى فلم يسلما عليه فلما أخبر بذلك قال:
لا تعجبا أن توتبا فتكلما فما ... جنبي الإنسان شرا من الكبر
مشى تراب الأرض منه خلقتما ... وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
وخرج الحسن بن الحسن بن علي، وعبد الله بن عمرو إلى الصحراء فأخذتهما السماء فأويا إلى سرجة فكتب الحسن على السرجة:
خير بناء خصصت يا سرج ... بالغيث بصدق والصدق فيه شفاء
هل يموت المحب من لاعج الحب ... ويشفي من الحبيب اللقاء(8/95)
فكتب عبد الله بن عمرو: -
إن جهلا سوى لك السرج عما ... ليس فيه على السبب خفاء
ليس للعاشق المحب من ... الحب سوى لذة اللقاء شفاء
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " بعد ذكره إياه في إتباع التابعين وهو مشعر أنه لم تصح روايته عن صحابي، مع تصريح البخاري وغيره بسماعه من أبي حبة وابن عمر.
وخرج أبو عوانة أيضا حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم، والطوسي.
وفي المنتجيلي: وفيه يقول مدرك بن حصين:
كأني إذا دخلت على ابن عمرو ... دخلت على مخبأه كعاب
وفي " تاريخ البخاري ": لما احتضر الحسن بن الحسن وجد كربا فقيل له فقال: كأني بعبد الله بن عمرو بن عثمان حين أموت وقد جاء من مصر حين مرحل الحمى، يقول: جئت لأحضر ابن عمر وما إلا أن يخطب فاطمة بنت الحسين فصاحت فاطمة: أتسمع؟ قال: نعم. قال: أعتقت كل مملوك لي وتصدقت بكل ملكي إن تزوجت بعدك أحدا أبدا، قال: فسكون ما تحرك حتى مات، فجاء عبد الله على الصفة التي قال: فدخل وهي تصك وجهها فأرسل إليها رمقا وقال: يقول لك مولاي: ابقى على وجهك فإن لنا فيك إربا قال: فأرسلت يدها في كمها واختمرت فما لطمت فلما انقضت عدتها خطبها فقالت: فكيف بيميني؟ قال: يخلف عليك بكل مملوك مملوكين وبكل شيء شيئين ففعل وتزوجته.
وفي " تاريخ الغرباء " لأبي سعيد بن يونس: أمه رملة بنت [ق 304/ب] معاوية بن أبي سفيان ويشبه أن يكون وهما لمخالفة الجماء الغفير.(8/96)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم.
3087 - (مد ت) عبد الله بن عمرو بن علقمة الكناني المكي.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وحسنه أبو علي الطوسي شيخ أبي حاتم الرازي.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
3088 - (ر د ت ق) عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزي المدني.
خرج الحاكم حديثه في " صحيحه ". ولما خرج الترمذي، والطوسي حديثه " الصلح جائز بين المسلمين " صححاه.
3089 - (د) عبد الله بن عمرو بن الفغواء الخزاعي.
وقال زيد بن أسلم، ومسلم بن نبهان عن عبد الله بن الفغواء عن أبيه.
ذكره ابن حبان بعد فصله عن القول الأول: أن ابن حبان قال هذه الجملة المذكورة وليس كذلك، لأن ابن حبان قال: عبد الله بن عمرو بن علقمة بن الفغواء الخزاعي يروي عن رجل من الصحابة، روى عنه: زيد بن أسلم، ومسلم بن نبهان. فلم يذكر أباه ولا عيسى بن معمر والله تعالى أعلم.
وأما أبو حاتم فقال: عبد الله بن علقمة بن الفغواء الخزاعي روى عن أبيه روى عنه زيد بن أسلم ومسلم بن نبهان.
3090 - (ق) عبد الله بن عمرو بن مرة الجملي الكوفي.
ذكر ابن الأعرابي وغيره عن الدوري عن ابن معين أنه قال: عبد الله بن مرة ابن عمرو ليس به بأس.
ولما ذكره ابن خلفون في " كتاب الثقات " قال: غمزه بعضهم، وفي كتاب(8/97)
" الجرح والتعديل " لأبي عبد الرحمن: عبد الله بن عمرو بن مرة ضعيف.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وفي سؤالات مسعود عنه: هو من ثقات الكوفيين ممن يجمع حديثه ولا تزيد مسانيده على عشرة.
وفي كتاب الصريفيني: روى عن محمد بن سوقة.
3091 - (ت ص) عبد الله بن عمرو بن هند الجملي الكوفي أخو زياد.
خرج إمام الأئمة حديثه في " صحيحه " عن بندار ثنا أبو المساور ثنا عوف بن أبي جميلة عنه عن علي: " كنت إذا سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاني وإذا سكت ابتدأني ".
وخرجه أيضا الحاكم، وقال فيه أبو علي الطوسي: يقال هذا حديث حسن.
وذكر المزي روايته عن علي الراوية المشعرة عنده بالاتصال وفي " المراسيل ": أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري [ثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي] ثنا عبد الله بن عمرو بن هند: أن عليا، قال عوف: ولم يسمع - يعني عبد الله بن عمرو بن هند - من علي.(8/98)
وفي " التمهيد " قال أبو عمر ابن عبد البر: عبد الله بن عمرو بن هند الجملي لم يسمع من علي ابن أبي طالب.
3092 - (ت) عبد الله بن عمرو الأودي الكوفي جد عمرو بن عبد الله بن حنش.
روى عن: ابن مسعود، وعنه: موسى بن عصمة كذا ذكره المزي لم يزد شيئا، والذي رأيت في كتاب ابن أبي حاتم: عبد الله بن حنش الأودي الكوفي وهو جد عمرو بن عبد الله الأودي روى عن: البراء، وابن عمر وذكر آخرين.
وذكر ابن حبان عبد الله بن عمرو الأودي في كتاب " الثقات " فينظر في الذي لا يتجه على ما ذكره أبو حاتم ولم أره مذكورا عند غير هذين والله تعالى أعلم.
قال المزي: ومن الأوهام: -
3093 - عبد الله بن أبي عمرو الزوفي.
عن خارجة بن حذافة حديث الوتر كذا وقع في جميع الروايات عند ابن ماجه، وهو وهم، والصواب عبد الله بن أبي مرة كما خرجه أبو داود والترمذي وكذا ذكره عند ابن عساكر أيضا فينظر [ق 305/أ].
3094 - (ت) عبد الله بن عمران بن رزين بن وهب الله القرشي العابدي المخزومي وأبو القاسم المكي.
نسبه البخاري كذا ذكره المزي ويشبه أن يكون وهما؛ فإن البخاري لم يذكره البتة في " تواريخه " ولا أفرد له ترجمة فيما رأيت فينظر في أي موضع ذكره البخاري فإني لا أعلم مظنة إلا في " تواريخه " والله تعالى أعلم.(8/99)
وفي كتاب الصريفيني قال ابن فاخر: ثقة إلا أنه يخالف.
وخرج الحاكم حديثه عن أبي الوليد الفقيه عن يحيى بن صاعد عنه وقال: صحيح ولم يخرجاه، وحسنه الطوسي لما خرج حديثه.
ولما ذكره مسلمة في كتاب " الصلة " قال: روى عنه بعض أصحابنا.
3095 - (ت) عبد الله بن عمران القرشي الطلحي أبو عمران ويقال أبو عبد الرحمن البصري.
روى [عن] عبد الله بن سرجس، وقيل: عن عاصم الأحول عن ابن سرجس ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " كذا ذكره المزي.
والذي في كتاب " الثقات " لابن حبان: عبد الله بن عمر والصحيح عمران شيخ يروي عن عاصم الأحول عن ابن سرجس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن السمت الحسن والاقتصاد. . . " الحديث ثناه عمران بن موسى ثنا عبد الله بن عمر ثنا نوح بن قيس ثنا عبد الله بن عمر وليس بالعمري عن عاصم به.
وقال ابن أبي حاتم: روى عن: عاصم روى عنه: نوح بن قيس، سألت أبي عنه فقال: شيخ فهذا كما ترى لم يذكرا ولا أحدهما روايته عن ابن سرجس ولم أره مذكورا عند غيرهما فلا أدري من أين وقع هذا للمزي حتى صدر به وجعل الثاني مضعفا بقوله: وقيل: وكأنه اعتمد على الرواية التي في الترمذي المضعفة عنده وعند أبي علي الطوسي رحمهما الله تعالى، ولكن المزي رحمه الله تعالى إذا ظفر في ترجمة بموافقة أو بدل يلتهي عما سوى ذلك وفي هذه ظفر بهما والله تعالى أعلم.
3096 - (م ق) عبد الله بن عمير أبو محمد مولى أم الفضل وقيل مولى ابنها عبد الله بن عباس.
قال ابن سعد: مات سنة سبع عشرة ومائة وذكره ابن حبان في كتاب(8/100)
" الثقات " وقال: توفي سنة عشر ومائة كذا ذكره المزي، والذي رأيت في كتاب " الثقات " في عدة نسخ: سبع عشرة.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فقال: مدني ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه أبو زرعة وغيره.
وخرج أبو عوان حديثه في " صحيحه ".
ولما ذكره إسحاق القراب في " تاريخه " سماه: عبد الله بن عمير بن عبيد.
وقال ابن سعد: وفي بعض الرواية مولى ابن عباس وإنما هو مولى أبيه.
ولهم شيخ يسمى: -
3097 - عبد الله بن عمير:
قال ابن عساكر: يروي عن بلال بن سعد، وروى عنه: الوليد بن مسلم.
3098 - وعبد الله بن عمير:
يروي عن: ثابت بن أسلم، روى عنه أيوب بن موسى في " مسند " أحمد بن حنبل.
3099 - وعبد الله بن عمير القرشي أخو عبد الملك بن عمير.
روى عنه: أشعث بن أبي الشعثاء، قال أبو حاتم الرازي: مجهول.
وفي الصحابة: -(8/101)
3100 - عبد الله بن عمير السدوسي.
3101 - وعبد الله بن عمير بن قتادة.
3102 - وعبد الله بن عمير الأشجعي.
3103 - وعبد الله بن عمير الخطمي إمام مسجد بني خطمة في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -.
3104 - وعبد الله بن عمير [ق 305/ب] بن عدي الأنصاري شهد بدرا ذكرناهم للتمييز.
3105 - (د ت ق) عبد الله بن عميرة كوفي.
روى عن: الأحنف حديث الأوعال روى عنه: سماك بن حرب ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " كذا ذكره لم يزد في التعريف به شيئا.
وقد قال أبو نعيم الحافظ في كتابه " معرفة الصحابة "، وابن منده فيما ذكره عنه الصريفيني: أدرك الجاهلية وكان قائد الأعشى في الجاهلية لا تصح له صحبة. زاد أبو نعيم: ولا رؤية ذكره بعض المتأخرين، ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة: ثنا روح بن عبادة ثنا شعبة سمعت سماك بن حرب يقول: سمعت عبد الله بن عميرة قائد الأعشى في الجاهلية يقول، ورواه بعض المتأخرين من حديث روح عن شعبة فأسقط سماكا وقال: سمعت عبد الله بن عميرة.
وقال ابن ماكولا: حديثه في الكوفيين روى عن: جرير وغيره روى عنه سماك.
وقال إبراهيم الحربي: لا أعرف عبد الله بن عميرة والذي أعرف: عميرة بن زياد الكندي حدث عن عبد الله إن كان هذا ابنه وإلا فلا أعرفه.(8/102)
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات " الذي نقل المزي توثيقه من عنده: عبد الله بن عميرة بن حصن القيسي بن قيس بن ثعلبة كنيته أبو المهاجر عداده في أهل الكوفة يروي عن عمر وحذيفة وهو الذي روى عن الأحنف بن قيس روى عنه سماك بن حرب وهو الذي يقول فيه إسرائيل: عبد الله بن حصين العجلي.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " عرفه بروايته عن عمر والأحنف.
وذكر مسلم في كتاب " الوحدان " تأليفه: أن سماك بن حرب تفرد بالرواية عنه قال: وكان قائد الأعشى في الجاهلية.
وذكره ابن الجارود في كتاب " الضعفاء ".
3106 - (د سي) عبد الله بن عنبسة.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " بعد ذكره إياه في كتاب " الثقات ".
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة: عنه فقال: مدني لا أعرفه إلا في هذا الحديث يعني حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من قال إذا أصبح ".
وفي كتاب " الصحابة " لأبي نعيم: صحف بعض الرواة فقال: عبد الله بن عنبسة عن ابن عباس وإنما هو ابن غنام وله صحبة.
3107 - (د س) عبد الله بن عنمة بفتح العين والنون جميعا.
قال أبو نصر ابن ماكولا: ويقال عبد الرحمن بن عنمة روى عن:(8/103)
العباس وعمار روى عنه: عمر بن الحكم بن ثوبان، وجعفر بن الحكم وقع لنا حديثه عاليا جدا لم يزد المزي على هذا، وفيه نظر؛ لأن هذا الرجل قال فيه أبو سعيد بن يونس مؤرخ مصر: عبد الله بن عنمة المزني من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهد فتح الإسكندرية الثاني سنة خمس وعشرين رأيت حديثه في كتاب " فتح الإسكندرية " للواقدي.
وقال ابن منده: فيما ذكره الصريفيني: له ذكر في الصحابة ولا تعرف لا رواية.
وذكره أبو نعيم الحافظ في جملة الصحابة وأبو إسحاق بن الأمير الطليطلي وتبع ابن يونس على قوله مقررا له أبو نصر بن ماكولا ثم قال: وعبد الله بن عنمة يروي عن عمار بن ياسر، روى عنه: سعيد المقبري عن عمر بن الحكم بن ثوبان عنه وقيل فيه: عبد الرحمن بن عنمة ثم ذكر عبد الله بن عنمة الضبي الشاعر وقال: لعله الذي [ق 306/أ] روى عن عمار.
وذكر المزي قول من قال: ولعل أبا لاس هو عبد الله بن عنمة وهو غير جيد لأمرين.
الأول: أبو لاس خزاعي وهذا مزني.
الثاني: أبو لاس لا يعرف اسمه، قاله أبو بشر الدولابي عن الدروي عن يحيى، وأبو حاتم الرازي، وأبو أحمد العسكري وقال: قال بعضهم: اسمه محمد بن الأسود.
ولما ذكره الحاكم لم يسمه، وكذا كل من ألف في الكنى وفي معرفة الصحابة فيما أعلم - والله تعالى أعلم.(8/104)
وأما قول ابن ماكولا: لعله الضبي الشاعر فغير جيد أيضا لما بينا قبل.
3108 - (ع) عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم أبو عون البصري.
قال بن أبي حاتم: أنبأ عبد الرحمن بن بشر فيما كتب إلى ثنا النضر بن شميل، أنبأ شعبة قال: لأن أسمع من ابن عون حديثا يقول: أظنه قد سمعت أحب إلي من أن أسمع من غيره من ثقة يقول: قد سمعت، وثنا محمد بن مسلم سمعت عبد الرحمن يعني ابن الحكم يقول أخرج إلي المعلى يعني ابن منصور كتابه قال: سألت ابن علية عن حفاظ أهل البصرة فذكر منهم ابن عون، أنبأ ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي سمعت يحيى يقول: ابن عون ثبت، ثنا الأشجع ثنا عيسى بن يونس عن عبد الله بن عون وهشام القردوسي قال عيسى: وكان ابن عون أثبت الرجلين عندهم ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي ابن المديني وذكر هشام بن حسان، وخالد الحذاء، وعاصما الأحول، وسلمة بن علقمة، وابن عون، وأيوب فقال: ليس في القوم مثل ابن عون وأيوب سمعت أبي يقول: عبد الله بن عون ثقة وهو أكبر من سليمان التيمي.
وفي " التاريخ الكبير " لمحمد بن إسماعيل وقال لنا المقرئ: سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدا أفضل من ابن عون قال المقرئ: ومات ابن عون وابن جريج سنة خمسين ويقال: سنة إحدى وخمسين انتهى.
ذكر المزي عن المقرئ سنة خمسين فقط وسنة إحدى ذكرها من عند غيره والبخاري رحمه الله تعالى كما ترى ذكر عنه القولين والله أعلم.
وقال أبو موسى الزمن: سألت حريش بن أنس قال: مات سنة إحدى وخمسين، وقال أبو موسى: وهذا أصح.(8/105)
وقال محمد بن سعد: كان أكبر من سليمان التيمي وكان عثمانيا وكان ثقة كثير الحديث ورعا وقال [محمد بن] الجارف بثلاث سنين، وأنبأ محمد بن عبد الله الأنصاري قال: كان لا يسلم على القدرية إذا مر بهم وكان بلال بن أبي بردة ضربه بالسياط لأنه تزوج امرأة عربية وكان يصوم يوما ويفطر يوما حتى مات.
وفي تاريخ " المنتجالي ": كانت أمه خراسانية وبشر أبوه بولادته حين خرج مصعب لقتال المختار.
وقال ابن المبارك: وجدت العلم في الناس كثيرا ووجدت الأدب في أربعة فذكر ابن عون، وقال أيضا: كل حديث أناس يزيد وجدت ابن عون ينقص ووددت أني كنت أخذت منه بقدر ما سمعت من العلم أدبا.
وروى حماد بن زيد عن ابن عون قال: حدثني أبي عن جدي أرطبان قال لما عتقت اكتسبت مالا فأتيت بزكاته إلى عمر بن الخطاب فقال: ما هذا؟ قلت: زكاة مالي فقال لي: أولك مال؟ قلت: نعم، قال: بارك الله لك في مالك قلت: يا أمير المؤمنين وولدي. قال ولك ولد؟ قلت: يكون. قال: بارك لله لك في مالك وولدك.
وعن محمد بن فضاء قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -[ق 306/ب] في النوم وهو يقول: زوروا ابن عون فإن الله يحبه وإنه يحب الله ورسوله.
وقال شعبة: شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للنسائي: ابن عون ثقة ثبت، وفي " الكنى " قال: الثقة المأمون.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان ابن عون من الثقات الأثبات الفضلاء الأخيار قال فيه ابن عبد الرحيم: ثقة ثبت.(8/106)
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير " عن أبي الأحوص قال: كان ابن عون سيد القراء في زمانه، ثنا أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد: مات ابن عون سنة إحدى وخمسين في أولها.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان من سادات أهل زمانه عبادة وفضلا وورعا ونسكا وصلابة في السنة وشدة على أهل البدع.
وقال البزار: ليس عند ابن عون عن أبيه حديث مسند ولا غير مسند عن رجل صحابي، وكان ابن عون من التوقي على غاية، وحديثه المسند عند الثقات أكثر من مائة قريب من ثلاثين ومائة، وجملة حديثه المسند وغيره أكثر من ألفين.
وفي " تاريخ " الصريفيني عن ابن الأثير: مات سنة " اثنتين " وثلاثين ومائة.
وفي كتاب " الزهد " للإمام أحمد بن حنبل: عن النضر بن كثير قال: رأيت في المنام رجلا قائما بين شرفين من شرف المسجد الجامع وهو ينادي: ألا إن هذا صراط ابن عون مستقيما.
وفي كتاب " الثقات " لابن شاهين - وذكره فيهم: قال رجل لخالد بن الحارث: يا أبا عثمان ما أحسن حديث ابن عون قال قد ري ما حسنه صدقه فيه، وقال عثمان: ابن أبي شيبة بن عون ثقة صحيح الكتاب.
وفي " تاريخ دمشق ": عن ابن علية: ولد ابن عون سنة أربع وستين، وعن حماد بن سلمة: مكث ابن عون سبعين سنة لا يروى له في الناس إلا ثمانية أحاديث، وعن حماد بن زيد: مكث بالبصرة نحوا من سبعين سنة أو ستين وليس له في أيدي الناس إلا ثمانية أو سبعة أحاديث حتى مات أيوب.
وعن النضر بن شميل قال: كان رجلا ملازما لابن عون فقيل: له بلغ حديث ابن عون ألفا قال: أضعف. قيل ألفين قال: أضعف. قيل: فأربعة(8/107)
آلاف. قال: أضعف قيل: فستة آلاف قال: فسكت الرجل.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة رجل صالح.
وفي كتاب " الطبقات " للهيثم بن عدي: توفي بعد مقتل إبراهيم بأشهر يسيرة.
وقال محمد بن جرير الطبري في " كتاب الطبقات ": أصله من سبي ميسان وكان فاضلا دينا.
وذكر المزي رواية عن عطاء الرواية المشعرة بالاتصال عنده.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": قال أحمد بن حنبل: قد رأى ابن عون عطاء وطاوسا ولم يحمل عنهما.
3109 - (م س) عبد الله بن عون بن أبي عون عبد الملك بن يزيد الهلالي أبو محمد البغدادي الخراز.
قال صاحب " زهرة المتعلمين ": روى عنه - يعني مسلما - خمسة أحاديث.
وقال أبو محمد ابن الأخضر في " مشيخة البغوي ": كان ثقة من خيار عباد الله تعالى، وقال الخطيب: كان ثقة.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن حبان.
وفي كتاب " المشايخ النبل ": مات يوم الأحد لأربعة أيام مضت من شهر رمضان سنة اثنتين وكان من خيار عباد الله الصالحين.(8/108)
3110 - (خ 4) عبد الله بن العلاء بن زبر أبو زبر ويقال أبو عبد الرحمن الربعي الدمشقي.
قال [ق 307/أ] المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وذكر وفاته سنة أربع أو خمس وستين ومولده سنة خمس وسبعين، وصلى عليه سعيد بن عبد العزيز من عند غيره، ولو نظر كتاب " الثقات " حق النظر لوجد ذلك كله فيه، فإنه لما ذكره قال: كان مولده سنة خمس وسبعين ومات سنة أربع أو خمس وستين ومائة وصلى عليه سعيد بن عبد العزيز.
وقال النسائي في " التمييز ": ليس به بأس شامي، وقال العجلي: شامي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال فيه ابن عبد الرحيم: ثقة ليس به بأس.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
3111 - (م ق) عبد الله بن عياش بن عباس القتباني أبو حفص المصري.
جعله - يعني - صاحب " الكمال " في الأصل ترجمتين قال في إحداهما: روى له مسلم، وقال في الأخرى روى له ابن ماجه كذا ذكره المزي والذي في نسخ " الكمال " التي في أيدي الطلبة الآن - فيما أعلم - ترجمة واحدة لعبد الله بن عياش قال: روى عن: الأعرج وروى عنه: زيد بن الحباب روى له ابن ماجه، والله تعالى أعلم.
وخرج أبو عوانة حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن حبان، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو محمد السمرقندي الدارمي.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: خرج له مسلم في المتابعات، وأرجو أنه لا بأس به.
وقال أبو سعيد ابن يونس في " تاريخ مصر ": عبد الله بن عياش بن عباس بن(8/109)
جابر الرعيني ثم القتباني منكر الحديث وتبعه على ذلك ابن ماكولا وغيره.
وكناه ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين ": أبا بكر.
3112 - (ع) عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبو محمد الكوفي.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": هو أجل من محمد بن عبد الرحمن كما أن عمارة بن القعقاع أجل من عبد الله بن شبرمة، وخرج حديثه في " صحيحه " وكذا أبو عوانة، والطوسي، والدارمي، والحاكم، وابن الجارود.
وفي " سؤالات مسعود " للحاكم: وهو من أوثق آل أبي ليلى وأكبر من محمد بن عبد الرحمن.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان من الفضلاء الجلة وثقه ابن عبد الرحيم وغيره.
وفي " تاريخ دمشق ": عن شريك: كان عبد الله بن عثمان رجل صدق، وكان يعلم العجم محتسبا.
ولما [ذكروه] في طبقات القراء قال: روى عن موسى بن طلحة وقال كان لا يهم [في] قراءته روى عنه نعيم بن ميسرة، وحفص بن سليمان الأسدي، ورقية بن مصقلة.
وذكر المزي روايته عن جده الرواية المشعرة عنده بالاتصال تبعا لصاحب " الكمال ".(8/110)
وفي كتاب " العلل " للحربي: لم يدرك عبد الله بن عيسى جده عبد الرحمن بن أبي ليلى.
3113 - (ر ت) عبد الله بن عيسى أبو خلف الخزاز البصري صاحب الحرير.
قال أبو عبد أحمد ابن عدي: وعبد الله بن عيسى له غير ما ذكرت من الحديث وهو مضطرب الحديث وأحاديثه إفرادات كلها ويختلف عليه لاختلافه في روايته ألا ترى أنه قال مرة: عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة ومرة عن ابن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في الحديث الذي ذكر فيه " جعلني الله فداك "؟! وقد أمليت الروايتين جميعا وليس هو ممن يحتج بحديثه.
وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على أكثر حديثه.
وقال [الحسن] بن القطان في كتاب " الوهم والإيهام ": لا أعلم له [ق 307/ب] موثقا.
وقال الساجي: عنده مناكير.
3114 - (بخ س ق) عبد الله بن غابر الألهاني [أبو غابر].
ذكره بن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال أحمد بن صالح العجلي: شامي تابعي ثقة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: حمصي لا بأس به.(8/111)
3115 - (بخ ت) عبد الله بن غالب أبو قريش، ويقال: أبو فراس الحداني البصري.
ذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في كتاب " الثقات " قال: كان من عباد أهل البصرة بايع ابن الأشعث وقاتل معه حتى قتل.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، روى عنه هلال بن يساف وهو روى عن سعيد بن زيد.
ولما ذكره أبو أحمد الحاكم ونسبه حدانيا قال: ويقال الأزدي الجهضمي، وكذا نسبه خليفة في " تاريخه " مقتصرا عليه.
وفي كتاب " الكنى " للنسائي، و " الزهد " لأحمد بن حنبل: عن مالك بن دينار لما [قيل]: عبد الله بن غالب تحدث الناس أن قبره يوجد من ريح المسك فأريته فأدخلت يدي مما يلي رأسه ثم أخرجتها فإذا ريح المسك ثم تقدمت إلى بين يدي القبر فأدخلت يدي ثم أخرجتها فإذا ريح المسك حتى عد نواحي القبر كلها فإذا ريح المسك، زاد أحمد عن مالك قال: أخذت من قبره ترابا فصررته في عمامتي ثم ألقيته في قدح وصببت عليه الماء فجعلت أغسل به يدي فأجد منه أطيب من ريح المسك، وعن عون بن أبي شداد: وكان ابن غالب يصلي الضحى مائة ركعة ويقول لهذا خلقنا، وعن مالك قال: كان الصبي من ولده يأتيه فيقول له: الحق بأمك لا تشغل أباك عن ذكر الله تعالى، وعن السري أن يحيى قال: قال ابن غالب: لقد ذهب الطاعون الجارف ببيتي وما سمعت من حديثهم أما النهار فكما ترون، قال: وكان يصلي فيما بين الظهر والعصر وما بين المغرب والعشاء ويسبح تسبيحا كثيرا(8/112)
وأما الليل فأقول: الخفراء بابكم، وعن سعيد بن يزيد كان ابن غالب لا يكاد أن يتكلم إلا قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وصلى الله على محمد، فإن سئل عن شيء أجاب وإلا عاد إلى هذا الكلام، وعن ابن شوذب قال: كان ابن غالب في حلقة الحسن فنهى الحسن عن إكثار السجود فقال عبد الله {كلا لا تطعه واسجد واقترب} ثم سجد في الحلقة فقال الحسن –ونظر إليه -: إن أبا قريش لخليقة عجب.
وقال ابن سعد: أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا القاسم بن الفضل قال: رأيت عبد الله بن غالب جاء إلى ابن الأشعث وابن الأشعث على منبر له بالزاوية من حديد في أربعين رجلا متكفنين متحنطين مع كل واحد سيفه وترسه فصعد إليه ابن غالب فقال: ابسط يديك على ما نبايعك قال: على كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - قال: فمسح كفه على كفه ثم رمى بترسه وقال والله لا أجعل بيني وبين أهل الشام جنة اليوم ثم قاتل حتى قتل.
وفي " تاريخ المنتجالي ": حدان من الأزد، وهو ثقة من خيار الناس وقال يحيى بن سعيد لما برز للعدو قال والله على ما آسى من الدنيا فوالله ما فيها للبيت جذل والله لولا محبتي لمباشرة السهر لكنت متمنيا لفراق الدنيا وأهلها ثم حمل فحمل من المعركة وبه رمق فمات دون العسكر ورآه رجل من إخوانه في النوم فقال: إلى ما صرت؟ قال: إلى الجنة. قال: بم؟ قال: بحسن اليقين وطول التهجد وظمأ الهواجر قال: فما هذه الرائحة الطيبة التي وجدت من فيك؟ قال: تلك رائحة التلاوة والظمأ. قال يحيى بن سعيد: سمعت [ق 308/أ] شعبة يقول: فتن الناس بقبر عبد الله بن غالب. وقال الحسن: وذكر عنده ابن غالب: كان حمامة من حمام المسجد صرع مصرعا كرهناه له.
وقال البزار: ولا نعلمه أسند حديثا غير هذا يعني حديثه عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " خصلتان لا تجتمعان في قلب مؤمن البخل وسوء الخلق ". قال البزار: وكان من خيار الناس ثنا نصر بن علي قال: مات ابن غالب(8/113)
في يوم صائف فلم يقدر على ما يرش على قبره فجاءت سحابة على قدر القبر فأفاضت على قبره ثم تفرقت، أو قال: ثم ذهبت.
وفي " تاريخ أبو موسى العنزي ": كان ابن غالب إذا سجد يقول الفتيان بعضهم لبعض تعالوا حتى ننظركم رشح دموعه في الأرض، وقال سعيد بن يزيد: كان إذا سجد قبلنا انطلق الرجل إلى الكلأ يبتاع حوائجه ويرجع إلى أهله ولم يرفع ابن غالب رأسه من سجوده.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " قال: وثقه النسائي، وابن عبد البر وغيرهما.
3116 - (د سي) عبد الله بن غنام بن أوس بن عمرو بن مالك بن بياضة.
كذا ذكره المزي تبعا لصاحب " الكمال " وهو غير صواب؛ لإجماع أهل النسب على أن بياضة بن عامر بن زريق ولد أمية وفهيرة وعامر لم يذكروا له رابعا والصواب عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة سقط له عامر إما من الناسخ وما أظنه؛ لأنه قال: إنه قراه على الشيخ، وكتب الشيخ أنه قرأه عليه والله تعالى أعلم.
ولهم شيخ آخر اسمه: -
3117 - عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث.
روى عن أبيه، قال الدارقطني: صدوق، وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": توفي بالكوفة يوم الأحد سنة سبع وتسعين ومائتين بعد موت مطين بيومين وحمل الناس عنه علما كثيرا.(8/114)
وقال الطبري: ماتا جميعا في ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين.
3118 - وعبد الله بن غنام.
روى عن: عبد الله بن سعيد الأشج، خرج الحاكم حديثه مقرونا بأبي جعفر الحضرمي - ذكرناهما للتمييز.
3119 - (م د) عبد الله بن فروخ القرشي مولى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
ذكر المزي أنه روى عن أبي هريرة وعائشة، روى عنه زيد بن سلام، وشداد أبو عمار.
والخطيب أبو بكر ذكر في كتابه " المتفق والمفترق ": أن محمود بن إبراهيم بن سميع ذكره في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام، وفرق الخطيب بينه وبين الراوي عن عائشة والراوي عنه زيد بن سلام - والله تعالى أعلم.
وخرج ابن خزيمة حديثه في الجمعة في " صحيحه "، وخرجه أيضا أبو عوانة وابن حبان: بعد ذكره إياه في " الثقات " على ما ذكره الحافظ أبو إسحاق الصريفيني، ولم أره فينظر.
وذكره أبو زرعة الدمشقي في كتاب " الطبقات " في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام.
وفي " سؤالات مهنا " لأبي عبد الله أحمد: قال أحمد: يقولون ابن فروخ ويقولون: فروج يعني بالجيم وذكر له حديث الإمامة عن عائشة فلم يصححه وكذا قاله يحيى بن معين أيضا.
3120 - (س) عبد الله بن فروخ مولى آل طلحة بن عبيد الله.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي قول المزي: روى عن طلحة. نظرا لأن البخاري لما ذكره في " تاريخه(8/115)
الكبير " قال: رأى طلحة بن عبيد الله، وعن أم سلمة فرق بينهما والله تعالى أعلم.
3121 - (د) عبد الله بن فروخ الخراساني، ويقال: اليمامي وقع إلى المغرب.
قال الخطيب في كتابه [ق 308/ب] " المتفق والمفترق ": في حديثه نكرة قال: وذكر بعض علماء المصريين أن عبد الله بن فروخ هذا مروي يكنى أبا عمر وقال: حدث بمصر وخرج إلى المغرب فمات بإفريقية في سنة ثلاث وسبعين ومائة.
وقال أبو العرب حافظ القيروان في " طبقات إفريقية ": كان من شيوخ أهل إفريقية وكان كبيرا ممن رحل في طلب العلم ولقي بالمشرق مالك بن أنس وسفيان الثوري وأبا حنيفة، ولقي غير واحد ممن حمل عنهم الثوري منهم:
زكريا بن أبي زائدة وهشام بن حسان وابن جريج وكان يكاتب مالكا ويكاتبه مالك بجواب مسائله وكان ثقة في حديثه وتعافى من القضاء لما ولي وقد رمي بشيء من القدر حتى تبينت براءته.
وذكر أبو عثمان سعيد بن محمد قال: حدثني من أثق به أن روح بن حاتم أرسل إلى ابن فروخ ليوليه القضاء فلما جاءه قال: إنه بلغني أنك ترى الخروج علينا فقال له ابن فروخ: نعم. فتعاظم ذلك روح من قوله فقال له ابن فروخ: أرى ذلك مع ثلاثمائة رجل وسبعة عشر عدة أصحاب بدر كلهم أفضل مني فقال له روح قد أمناك أن تخرج علينا أبدا ثم عرض عليه القضاء وأمر به أن يقعد في الجامع وأمر بالخصوم فأجلسوا حوله فجعل الخصوم(8/116)
يكلمونه وهو يبكي ويقول لهم: ارحموني يرحمكم الله فبلغ ذلك روحا فأعفاه وخلا عنه وقد ذكر سليمان بن سالم [حدثني داود بن يحيى قال حدثني عبد الرحيم صاحب ابن فروخ قال: كان ابن فروخ يقول قولا في الخروج على الأئمة فلما خرج إلى الحج شيعناه فلما كان عند قصر الماء التفت إلى جماعة الناس وقال: أشهدكم أني قد كنت قلت قولا في الخروج إني تائب إلى تعالى من ذلك] وكان ابن فروخ أراد الخروج على محمد بن مقاتل العتكي وكان رجل سوء وهو الذي ضرب البهلول بن راشد.
وقال أبو عثمان المعافري: أتيت مالك بن أنس بمسائل من عند ابن غانم فقال لي مالك: ما قال فيها المصفر يعني البهلول بن راشد وما قال فيها الفارسي يعني ابن فروخ.
وأروى الناس عن ابن فروخ معمر بن منصور: ومات ابن فروخ بمصر ودفن بالمقطم سنة ستة وسبعين ومائة قاله لي سعيد بن إسحاق [وقال غيره: مات سنة ست وسبعين وهو ابن ستين سنة وكان يخضب بالحناء] وقد سمع منه يحيى بن سلام ولقد حدثني حبيب صاحب مظالم سحنون أنه سمع سحنونا يقول ذهبت إلى أخي حبيب بن سعيد وكان يسمع من ابن فروخ قال: فرأيته يمازح الطلبة فمجه قلبي، وحدثني جبلة بن حمود عن سحنون عن أخيه حبيب عن ابن فروخ بحديث واحد، وحدثني أحمد بن جعفر عن أبيه قال: دعا ابن فروخ رجلا إلى طعام فأكل وأتاه بنبيذ فشرب واحمر وجهه ثم خرج ابن فروخ فأذن بالصلاة فقال له الذي دعاه: ألم تحدثنا أن الحسنات تتناثر من وجه الرجل إذا احمر وجهه من شرب النبيذ؟ فقال له ابن فروخ: قد كنا أغنياء عن طعامك.
وفي الكتاب المعروف " بصحيح التاريخ ": وفي هذه السنة يعني سنة ست(8/117)
وسبعين مات ابن فروخ وهو ابن خمس وخمسين سنة بعد أن مات الليث بن سعد فرجونا أن يكون لنا ابن فروخ خلفا من الليث فما لبث إلا يسيرا حتى مات ودفناه في مقبرة القيروان.
وذكره العقيلي وابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
وقال أبو بكر المالكي في " طبقات أهل القيروان ": كان فاضلا صالحا متواضعا في نفسه قليل الهيبة للملوك في حق يقوله لا يخاف في الله لومة لائم مباينا لأهل البدع معاديا لهم حافظا للفقه والحديث [ق 309/أ] وكان مالك يكرهه ويرى له فضلا ويقول لأصحابه: هذا فقيه أهل المغرب وكان البهلول بن راشد يعظمه ويكبر قدره ويقلده في بعض ما ينزل به من أمور الديانة وكان يقول: ابن فروخ الدرهم الجيد وأنا الدرهم الستوق.
ولما أجلس للقضاء وبكى وقال للخصوم ارحموني، أمر به روح أن يربط ويصعد به على سقف الجامع فإن قبل وإلا طرح من أعلاه ففعل ذلك به ثم صعد به إلى سقف الجامع فقيل له: تقبل؟ قال: لا. وحل على أن يطرح فلما رأى العزيمة ولم يكن يظن أنها حق قال: قبلت وأجلس للناس قال قبلت: وجعل معه حرسا فتقدم إليه خصمان فلما صارا بين يديه نظر إليهما وبكى فطال بكاؤه فأقام طويلا باكيا ثم رفع رأسه إليهما فقال: سألتكما بالله ألا أعفيتماني من أنفسكما ولا تكونا أول مشؤمين علي فرحماه وقاما من بين يديه فأعلم الحرس بذلك روحا فقال: امضيا إليه فقولا له: فشر علينا بمن نوليه أو اقبل فقال: إن يكن أحد فابن غانم؛ فإني رأيته شابا له صيانة فقبل ذلك منه روح وولي عبد الله بن عمر بن غانم، وكان ابن فروخ أشد الناس كراهة في القضاء، وكان يقول: قلت لأبي حنيفة: ما منعك أن تلي القضاء؟ فقال: يا ابن فروخ القضاء على ثلاثة أوجه، رجل يحسن العوم فأخذ البحر طولا فما عسى أن يعوم يوشك أن يكل فيغرق، ورجل لا بأس بعومه فعام يسيرا فغرق، ورجل لا يحسن العوم فغرق من ساعته، وكان عمران بن يحيى(8/118)
ابن قادم يصحبه ويغسل معه الموتى وكان ابن فروخ يغسل الأموات الغرباء والضعفاء تواضعا لله عز وجل، وكان الناس يتبركون بصحبته ويجلسون له على طريقه إذا خرج فإذا مشى، مشى الناس معه واغتنموا منه دعوة أو موعظة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال فيه ابن أبي مريم: هو من أهل العلم، وقد غمزه أبو زرعة.
قال أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي في " علل أحاديث الزهري ": وابن فروخ خراساني الأصل سكن المغرب ثقة.
وفي كتاب ابن عدي عن السعدي: رأيت ابن أبي مريم [حسن القول فيه] قال: أما حديثه فمناكير عن ابن جريج عن عطاء بن أنس غير حديث. قال ابن عدي ومقدار ما ذكرت من الحديث لابن فروخ غير محفوظ وله غير هذا من الحديث.
وصحح الحاكم حديثه في " صحيحه " وقال: سكن مصر ومات بها.
ولهم شيخ آخر يقال له: -
3122 - عبد الله بن فروخ القرشي.
حدث عن عبد الله بن عباس روى عنه ابنه إبراهيم كذا فرق الخطيب بينه وبين مولى آل طلحة بن عبيد الله.
3123 - وعبد الله بن فروخ.
يروي عن الأعمش روى عنه خلاد بن هناد، ذكره ابن حبان في " الثقات ". ذكرناهما للتمييز.(8/119)
3124 - (د) عبد الله بن فضالة الليثي الزهراني.
كذا ذكره المزي و زهران وليث لا يجتمعان، زهران يمان وليث مضري:
أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استقل يمان
وقال ابن عبد البر: يكنى أبا عائشة روى عنه أنا قال: عق أبي عني بفرس وهو [ق 309ب] إسناد ليس بالقائم واختلف في إتيانه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو عندهم مرسل على أنه قد أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ورآه.
وقال خليفة بن خياط: كان على قضاء البصرة.
وقال أبو نعيم الحافظ، وابن منده: لم يذكر سماعا من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يصح له صحبة وعداده في التابعين وقد ذكره بعض الناس في الصحابة.
وذكر السمعاني في " المذيل " في ترجمة محمد بن عبد الله له خبرا مع الحجاج لما خرج عليه من سيبناه إذ كأنه نادى مناديه: الناس كلهم آمنون إلا عبد الله بن فضالة فوفدت امرأته ابن أيوب إلى عبد الملك فأخذت منه أمانا.
وقال أبو أحمد العسكري: فضالة بن وهب بن عروة بن يحيى بن مالك بن قيس بن عامر بن بني ليث بن عبد مناة بن كنانة وهو أبو عبد الله بن فضالة القاضي تحول إلى البصرة، وروى عنه: ابنه عبد الله بن فضالة وقد روى عاصم الحدثاني عن رجل يقال له عبد الله بن فضالة أنه قال: ولدت في الجاهلية وعق أبي عني فرسا يقال له ندوة وليس هو هذا.
وذكره [-] في باب من لم ينسب.(8/120)
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " عن أبيه.
وفي كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه: روى عنه: أنه قال ولدت في الجاهلية وهو إسناد مضطرب بمشايخ مجاهيل واختلف عنه في إتيانه النبي - صلى الله عليه وسلم - فروى مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن أبي حرب عن عبد الله بن فضالة عن أبيه أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواه خالد الواسطي عن زهير بن إسحاق عن داود عن أبي حرب عن عبد الله بن فضالة عنه أبيه أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أصح.
وفي كتاب " البصرة " لأبي بكر بن أبي خيثمة: فلما ولي عبيد الله بن زياد ولي القضاء عبد الله بن فضالة الليثي ثم ولى أخاه عاصم بن فضالة.
وذكر المزي في الرواة عنه عاصم بن الحدثان وقد تقدم عن العسكري أنه لبس به، وذكر أبو الفتح الأزدي أن الذي روى عنه ابن الحدثان لم يشاركه في الرواية عنه غيره.
وفي الصحابة: -
3125 - عبد الله بن فضالة المزني.
قال أبو موسى المديني في كتاب " معرفة الصحابة ": كأنه غير الليثي الذي ذكروه، وذكر عن إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن سلمة الجيزي عن أبيه عن عمرو بن مرة الجهني وعبد الله بن فضالة المزني وكانت لهما صحبة وعن جابر أنهم كانوا يقولون: علي بن أبي طالب أول من أسلم - ذكرناه للتمييز.
3126 - (ع) عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم المدني.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: يروي عن ابن عمر، وأنس بن مالك - إن كان سمع منهما روى عنه: إسحاق بن سويد، ويزيد بن أبي زياد.(8/121)
وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك أستاذه، والدرامي، وابن الجارود، والضياء محمد بن عبد الواحد، وأبو عوانة، والحاكم، والطوسي، وأبو عيسى الترمذي، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو ثقة قاله ابن صالح والبرقي وجالس ابن سعد الطائي.
وفي " تاريخ البخاري ": وقال سعد بن إبراهيم: أوصى الفضل بن عباس [ابن عتبة] بن أبي لهب، قال القاسم: فلا أدري عبد الله ابنه أم لا.
وفرق بينه وبين عبد الله بن الفضل بن ربيعة. قال العقيلي: هما واحد.
وفي كتاب [ق 310/أ] " المآخذ على البخاري في التاريخ " لابن أبي حاتم: إنما هو أوصى الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
وذكر الزبير من ولد العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: الفضل الأكبر لا بقية له والفضل الأصغر وكان من النساك قتل يوم الحرة، ولم يذكر من ولدهما أحدا وكذلك الكلبي، وأبو عبيد بن سلام، والبلاذري فالله أعلم.(8/122)
وقال النسائي في كتاب الحج: عبد الله بن الفضل ثقة.
3127 - (د س ق) عبد الله بن فيروز الديلمي أبو بشر، ويقال: أبو بسر سكن بيت المقدس.
خرج الحاكم حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو علي الطوسي، وأبو محمد الدارمي في " مسنده "، وأبو عبد الله بن حنبل.
وذكره ابن قانع، وابن فتحون في جملة الصحابة.
وذكره أبو زرعة الدمشقي في طبقة تلي الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام دونهم من أهل فلسطين فقال: عبد الله، والضحاك، وعباس بنو فيروز.
وفي " تاريخ ابن عساكر ": كنية عبد الله أبو بسر بالسين لا أبو بشر وذكر جماعة ذكروه كذلك، قال: ولما خرج إلى صنعاء شيعه وهب بن منبه.
وقال أبو أحمد: قال مسلم: أبو بشر وقد بينا أن ذلك خطأ أخطأ فيه مسلم وغيره - يعني البخاري - قال: وخليقا أن يكون محمد قد اشتبه عليه مع جلالته فلما نقله مسلم من كتابه تابعه عليه ومن تأمل كتاب مسلم في " الكنى " علم أنه منقول من كتاب محمد حذو بالقذة القذة وتكلمه في نقله حق الجلادة إذا لم ينسبه إلى قائله والله يغفر لنا وله ولجميع المسلمين انتهى.
وقد تقدم أن المزي كناه أبا بشر وقدمها على أبي بسر فينظر.
3128 - (خ م د س ق) عبد الله بن فيروز الداناج البصري.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": وهو الذي يقال له الدانا بلا جيم، وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم، والطوسي.
وذكر المزي روايته عن أبي برزة الرواية المشعرة عنده بالاتصال.(8/123)
وفي كتاب ابن أبي حاتم: رأى أبا برزة وروى عن أبي سلمة فرق بينهما.
3129 - (د) عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر الصديق البصري.
روى عن عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة، ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": يروى عن ابن عمر وكذا ذكره البخاري.
ولما ذكره ابن البادش في القراء، وأبو عمرو قالا: عبد الله بن القاسم بن يسار وكان فصيحا.
3130 - (ت) عبد الله بن القاسم.
روى عن توبة، ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وفي قول المزي: فرق غير واحد بين هذا وبين الذي قبله ويحتمل أن يكونا واحدا، نظر؛ لأن من رأى عمر بن الخطاب وروى عن جماعة من الصحابة لا يشتبه بمن لا صحابي عنده فلا في الصحابة اتفقا ولا في الطبقة وبالاحتمال لا يذكر أحوال الرجال على أني لم أر من قاله ولا من ذكره حتى كأنه يتأسى به.
أبا لاحتمال تريد بذكر حاله ... من غير نقل ماكها من يعلم [ق 310ب]
العلم نقل لا احتمال يشوبه ... حققه وانقل من أصول تسلم
3131 - (ع) عبد الله بن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري السلمي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: وثقه ابن عبد الرحيم.(8/124)
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذا أبو عوانة، والطوسي، والدارمي.
وفي كتاب ابن سعد: توفي في خلافة الوليد بن عبد الملك، وكان ثقة قليل الحديث، وهو أخو عبد الرحمن وثابت.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": روى عنه ابنه قتادة بن عبد الله بن أبي قتادة، وكذا ذكره البخاري في " تاريخه الكبير " وإنما بدأت بذكر ابن حبان لأنه نقل توثيقه من كتابه وأغفل هذا لو كان نقله من أصل.
3132 - (د س) عبد الله بن قرط الأزدي الثمالي - له صحبة.
قال الواقدي: قال مشيخة أهل الشام: كان سفيان بن عوف قد اتخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية ونجدة وعفاف وسياسة للحروب وكانوا عدة له قد عرفهم وعرفوا به فسمى لنا منهم من أهل دمشق عبد الله بن مسعدة، وعبد الرحمن بن مسعود الفزاريان، وعبد الله بن قرط الأزدي الثمالي، وعبد الرحمن بن غضاة الأشعري، وعمرو بن معاوية العقيلي.
وقال أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد في كتاب " من نزل حمص من الصحابة ": له عقب ومنزلة معروف بحمص: وقال ابن عائذ: قريط.
وفي كتاب " الصحابة " لابن قانع: قريط ويقال قرط، قال أبو القاسم عبد الصمد: خرج ليلة يحرس على شاطئ البحر وهو وال فنام على فرسه فلم يشعر حتى أخذته الروم فقتلته وقيل: إن فاثور الروم قتلوه عند برج ابن قرط وهو فيما بين بلياس ومرقية.
وفي " معرفة الصحابة " لأبي نعيم الحافظ: قتل بأرض الروم غازيا وله ولأخيه(8/125)
عبد الرحمن صحبة ثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد الحوطي ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل عن بكر بن زرعة عن مسلم بن عبد الله بن عبد الله بن قرط الأزدي أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: " ما اسمك؟ قال: شيطان قال: بل أنت عبد الله ".
وكذا ذكره العسكري، وابن عبد البر، وابن منده زاد: شهد اليرموك وفتح دمشق أرسله يزيد بن أبي سفيان بكتابه إلى أبي بكر الصديق فيما ذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة في كتابه فتوح الشام، وأبو القاسم بن بنت منيع، وسليمان بن أيوب الطبراني، وابن سعد كاتب ابن عمر وغيرهم، فقول المزي: يقال كان اسمه شيطانا فلما أسلم سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله غير جيد؛ لما أسلفناه ولأنه لا مخالف لما بيناه.
وفي " تاريخ دمشق ": وجهه عمر بن الخطاب إلى حمص ثم وجد عليه فعزله وولى عبادة بن الصامت وأمره أن يستحضر إليه ابن قرط، فلما قدم عليه قال: لأردنك إلى بلادك ورعية الإبل، قال: فرده إلى بلاد ثمالة فمكث بها سنة، ثم كتب إليه فقدم ورضي عنه وأذن له إلى حمص، فكان بها حتى كان من آخر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفاة.
وعن ابن قرط قال: أزحف علي بعير لي وأنا مع خالد بن الوليد فسبقني الجيش فأردت أن أتركه فدعوت الله تعالى له فأقامه.
وفي رواية: أن عمر يصفح الناس فمر به أهل حمص فقال: كيف أميركم؟ قالوا: خير أمير إلا أنه بنا علية يكون فيها فكتب كتابا وأرسل بريدا وأمره بحرقها فلما فعل ذلك قال: دعوه [ق 311/أ] فإنه رسول فلما ناوله الكتاب لم يدعه من يده حتى ناوله عمر فلما رآه قال: احبسوه عني في الشمس ثلاثة أيام فلما مضت قال: ألحقني إلى الحرة إبل الصدقة ثم قال: انزع ثيابك(8/126)
وامسح روي هذه الإبل فلم يزل ينزع حتى تعب ثم قال: عهدك يابن قرط بهذا قال قريب. قال: فلذلك بنيت العلية وارتفعت بها على الناس ارجع إلى عملك لا تعد.
3133 - (ع) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار أبو موسى الأشعري.
قال ابن حبان: عبد الله بن قيس بن وهب بن سليم وهم أخوة أربعة أبو موسى، وأبو عامر، وأبو بردة، وأبو رهم، أسلموا كلهم في موضع واحد.
قال المزي: وقيل إنه قدم مكة فحالف أبا أحيحة ثم رجع إلى بلاد قومه ثم خرج في خمسين رجلا في سفينة فألقتهم الريح إلى أرض الحبشة فوافقوا بها جعفر بن أبي طالب فأقاموا عنده ثم خرجوا معه إلى المدينة وهذا هو الصحيح انتهى كلامه، وهو في هذا تبع صاحب " الكمال ".
وقد قال ابن سعد: أنبأ محمد بن عمر، أنبا خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة وليس له حلف في قريش وقد كان أسلم بمكة قديما ثم رجع إلى بلاد قومه فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ووافقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر فقالوا: قدم أبو موسى مع أهل السفينتين، وكان الأمر على ما ذكرناه أنه وافق قدومه قدومهم، لم يذكره موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
وقال الرشاطي: الصحيح أنه لم يهاجر إلى أرض الحبشة وفي نسبه مما نعبه عليه، وهو ما ذكره المزي تبعا لعبد الغني جماهر قال الرشاطي: قال الهمداني: إنه الجماهر على وزن المعافر والمصانع وقال عذرة: والصواب عتر ووقع في بعض النسخ عتم وهو غير جيد، وقال ناجية قال الرشاطي: إنما هو أجرال كذا في " الشجرة البغدادية ".(8/127)
وفي قول ابن سعد عن الواقدي: لم يذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة نظر؛ لثبوته في كتاب ابن هشام عن محمد بن إسحاق فيما رأيت من نسخ كتابه، ولما سأل عمر بن الخطاب أنس بن مالك عن أبي موسى قال قلت: يعلم الناس القرآن قال: أما إنه كيس ولا تسمعه إياها وكان إذا رآه قال له:
ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ عنده، وفي رواية: شوقنا إلى ربنا. وذكر أنه خرج من البصرة حين نزع عنها ومعه ستمائة درهم عطاء عياله وتعلم الكتابة بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وأسلمت أمه ظبية بنت وهب العكية وماتت بالمدينة.
وقال العجلي: لم يكن أحد من الصحابة أحسن صوتا منه.
وفي " تاريخ البخاري " عن الشعبي: العلماء ستة، وفي رواية خذ العلم عن ستة فذكر عمر وعليا وعبد الله وأبا موسى.
وقال أبو نعيم الحافظ: من فقهاء الصحابة وعلمائهم ودعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أوطاس فقال: " اللهم اغفر له ذنبه وأدخله مدخلا كريما ".
وفي " رواية دمشق ": سئل علي بن أبي طالب عنه فقال: صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه، وقال الأسود: لم أر بالكوفة أفقه وفي رواية: أعلم منه ومن علي، وعن ابن المديني قضاة الأمة أربعة عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت وكانت الفتيا في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ق 311/ب] في ستة عمر وعلي وعبد الله وزيد وأبو موسى وأبي بن كعب، وقال الحسن: ما قدمها - يعني البصرة - راكب قط خير لأهلها منه، وقال أبو عثمان النهدي: صليت خلف أبي موسى فلما سمعت في الجاهلية صوت صيح ولا ناي ولا برند أحسن من صوته بالقرآن.
وفي " معجم الطبراني " روى عنه: أسامة بن شريك، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وبسر بن سعيد، وعبيد الله بن ركانة، وعمير مولى ابن عباس،(8/128)
ومحمد بن كعب القرظي، وطاوس بن كيسان، والحارث بن أبي موسى، ورفيع الرياحي، أبو العالية، وأبان بن يزيد الرقاشي، وعمران بن ملحا أبو رجاء العطاردي، وأبو الحجاج الأزدي، وأبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة، وأنس بن جندل، وأبو يحيى غير منسوب، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وبشير بن كعب الغداني، وصعصعة بن معاوية عم الأحنف، ومحمد بن سيرين، ومسروق بن الأجدع، وسويد بن غفلة، وكردوس بن عباس التغلبي، ويزيد بن الحارث، وقريظة بن حبان، وحيان الطائي، وأبو علي الكاهلي، وعبيد الله بن زبيد، ورافع بن حدي السوائي، وأبو معمر عبد الله بن سخبرة، وعبد الملك بن عمير، ومدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط، ويونس بن عبد الرحمن، وأبو البكرات الشامي، وعبادة بن نسي، ورجل أسود طويل، وأم مزيدة بن جابر.
وذكر الهذلي في " الجامع ": أنه جمع القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي قول المزي: حكى في الأصل يعني " الكمال " أن الواقدي قال: مات سنة اثنتين وأربعين وذلك وهم إنما هو سنة اثنتين وخمسين، نظر؛ لأن صاحب " الكمال " تبع في هذا الكلاباذي، وأبا الوليد الباجي، فإنهما ذكراه أيضا عن الواقدي فإن كان إنكار فليكن على أولئك لا على صاحب " الكمال ".
3134 - (م 4) عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف أبو محمد المدني.
قال أبو أحمد العسكري وذكر قيسا: وقد لحق ابناه عبد الله ومحمد ابنا قيس بن مخرمة وهما صغيران.(8/129)
وفي كتاب ابن الأثير: أسلم يوم فتح مكة - قاله ابن شاهين، وأخرجه أبو موسى مختصرا.
وذكره أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الجعابي في كتاب " من حدث هو وأبوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "، وابن فتحون في " مذيله "، وعبد الباقي بن قانع في " معجمه ".
وفي كتاب " الطبقات الكبير " لمحمد بن سعد: أمه درة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولد عبد الله: محمدا وموسى ورقية وحكيما والمطلب وعبد الرحمن والحكم و عبد الله وأم الفضل وعبد الملك وأم سلمة، وقال في موضع آخر وذكره في الطبقة الرابعة من الصحابة فيمن أسلم يوم فتح مكة.
ولما ذكره البغوي في كتابه الصحابة قال: يشك في سماعه.
وفي كتاب ابن عساكر: أول من فرق بين هاشم والمطلب في الدعوة عبد الملك وكتب لبني المطلب أن يعرفوا على عريف ويكون ذلك إلى عبد الله بن قيس بن مخرمة [ق 312/أ] يليها ويوليها من أحب.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه ابن عبد الرحيم.
3135 - (4) عبد الله بن قيس الكندي السكوني التراغمي أبو بحرية.
كذا ذكره المزي وفيه نوع من العي لأن كل تراغمي سكوني وكل سكوني كندي فكان يكفيه النسبة إلى تراغم كما اقتصر عليها صاحب " الكمال " وتراغم لقب واسمه مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون بن أشرس بن ثور وهو كندة.(8/130)
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ": ويقال ابن أبي قيس قال وهو مشهور بكنيته وهو من كبار التابعين.
وقال أبو عمر ابن عبد البر في كتاب " الاستغناء ": تابعي ثقة.
وفي " تاريخ دمشق ": ذكر أبو الحسن ابن سميع: أنه أدرك الجاهلية ودخل على عبد الله بن عبد الملك بن مروان وهو يبعث البعوث يهادي بين ابنيه فأجلسه إلى جنبه وقال: أتريد أن نضعك من البعث؟ قال: لا. قال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي: وهذا دليل على أنه عاش إلى خلافة عبد الملك وليس له ذكر بعده.
وذكر الأهوازي، والطبري: أنه توفي سنة سبع وسبعين.
وذكر أبو عمر: أن له إدراكا وروى له قوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تزالوا بخير ما لم تحاسدوا "
ولما ذكره المنتجيلي في " تاريخه " وثقه.
3136 - (خد) عبد الله بن قيس.
عن ابن عباس في قوله " آيات محكمات " قال: هي التي في الأنعام: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا} ثلاث آيات، روى عنه: أبو إسحاق السبيعي هكذا ذكره ابن أبي حاتم وهو صريح في أن أبا حاتم قال: هذه الجملة وليس كذلك إنما قال: روى عن ابن عباس روى عنه أبو إسحاق لم يزد شيئا، والله تعالى أعلم.
وكذا ذكره أيضا البخاري في " تاريخه الكبير ".
3137 - (بخ م 4) عبد الله بن قيس النخعي كوفي.
روى عن: الحارث بن أقيش، روى عنه: داود بن أبي هند، ذكره ابن(8/131)
حبان في كتاب " الثقات "، قال: وأحسبه الذي روى عنه أبو إسحاق عن ابن عباس قوله: - كذا ذكره المزي لم يزد في تعريفه شيئا وهو كلام من لم ينظر كتاب " الثقات " لابن حبان قال: عبد الله بن قيس النخعي يروي عن: ابن مسعود، والحارث بن أقيش: روى عنه: داود بن أبي هند، وأبو حرب وأحسبه الذي روى عنه: أبو إسحاق السبيعي عن ابن عباس قوله.
فهذا كما ترى نسبه بصريا، وذكر عنه راويين وشيخين؛ أفيجوز لمن رأى هذا تركه في مثل هذه الترجمة الضيقة التي لم يذكر فيها غير شيخ وتلميذ؟!
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
3138 - (بخ م 4) عبد الله بن أبي قيس، ويقال: قيس، ويقال: ابن أبي موسى.
قال أبو حاتم الرازي: والأول أصح.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": ومن قال: عبد الله بن قيس فقد وهم وقد قيل: إنه مولى عازب بن مدرك بن عفيف.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال ابن عساكر: أظنه الذي كان على بعض كراديس اليرموك تلقى عمر بن الخطاب مع أبي عبيدة بن الجراح وسمع عمر يقول: عمر، وآل عمر في طاعة أبي عبيدة بن الجراح.
وذكره أبو زرعة النصري، وابن سميع في الطبقة الأولى التي تلي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي كتاب " الردة والفتوح " لسيف بن عمرو: كان عبد الله بن قيس على كردوس يعني يوم اليرموك.
وخرج أبو عوانة حديثه [ق 312/ب] في " صحيحه "، ابن حبان، والحاكم، وابن خزيمة، والدارمي، وأبو علي الطوسي.(8/132)
وقال ابن الأبار: أخطأ شعبة في قوله: ابن أبي موسى، وإنما هو ابن أبي قيس.
وفي " رافع الارتياب " للخطيب: عبد الله بن أبي قيس وهو ابن أبي قيس الأسود الشامي روى ابن مهدي عن معاوية عن عبد الله بن أبي قيس مولى غطيف بن عفيف وروى عنه محمد بن زياد، وعتبة بن ضمرة فقالا: ابن أبي قيس.
3139 - (م س) عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي المكي أخو كثير بن كثير وجعفر بن سعيد.
روى عنه ابن جريج، كذا فرق المزي بينه وبين عبد الله بن كثير الداري المكي أبي معبد القارئ الراوي عن مجاهد.
والذي في تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي حاتم الرازي، وابن حبان البستي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وابن سعد كاتب الواقدي ترجمة واحدة لعبد الله بن كثير بن المطلب من بني عبد الدار قال البخاري: المكي القريشي سمع مجاهدا سمع منه ابن جريح.
وكذا ذكره ابن أبي حاتم وزاد في الرواة عنه: شبل بن عباد.
وقال ابن حبان: عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي من أهل مكة يروي عن مجاهد، روى عنه ابن جريج، مات بعد سنة عشرين ومائة.
وقال أبو جعفر ابن البادش: يكنى أبا بكر وقيل أبو عباد روى عن: عبد الله بن الزبير، وعبد الله ابن السائب، وعمر بن عبد العزيز، روى عنه: إسماعيل بن مسلم، وصدقة بن عبد الله، ووهب بن زمعة، والخليل بن أحمد، وعيسى بن عمر الثقفي، وحماد بن زيد، ومطرف بن معقل، وهارون بن موسى، والحارث بن قدامة، وقرة بن خالد، وسليمان بن المغيرة، وخالد بن(8/133)
القاسم، والقاسم بن عبد الواحد، وقزعة بن سويد، وطلحة بن عمرو، وعبد الله بن زيد بن يزيد، ومسلم بن خالد، وعلي بن الحكم.
وقال أبو بكر النقاش: كان إماما خيرا فاضلا وورعا أقرأ الناس في حياة مجاهد وابن جبير وكان في قراءته يتبع الأثر ويؤثر ذلك على القياس والنظر.
[وفي تاريخ البخاري ثنا محمد] ثنا إسماعيل عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال فذكر حديث " السلم في كيل معلوم ".
قال الجياني: وزعم القابسي أن ابن كثير هذا هو القارئ قال: وقوله هذا غير صحيح وإن كرهوا هو عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي وليس له في الجامع إلا هذا الحديث الواحد.
وذكر له مسلم حديثا آخر في كتاب الجنائز رواه عنه ابن جريج.
وقال ابن أبي مريم: سمعت يحيى يقول: عبد الله بن كثير الداري القارئ ثقة.
وقال أبو عبيد ابن سلام: من قراء مكة ابن كثير وحميد بن قيس وابن محيصن وكان ابن كثير أقدم الثلاثة وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم وبه اقتدوا، وقال ابن مجاهد: كان ابن كثير الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة وكان مقدما في عصره وكان إماما في القراءة لا يتقدمه أحد من نظرائه وهو من الطبقة الثالثة من التابعين.
وقال جرير بن حازم: كان فصيحا.
وقال أبو عمرو: كان عالما بالعربية، وقال [أبو معشر] الطبري كلاما ينظر فيه وهو: توفي سنة خمس وسبعين في أيام عبد الملك بن مروان، قال الرازي: وكان شيخا أبيض الرأس واللحية طويلا جسيما أسمر أشهل العينين(8/134)
بغير شيبه بالحناء وكان واعظا عطارا [ق 313/أ] ومولده سنة خمس وأربعين أيام معاوية بن أبي سفيان بمكة.
وزعم أبو جعفر ابن البادش أن قول من قال: توفي سنة عشرين كالإجماع من القراء ولا يصح عندي لأن عبد الله بن إدريس الأودي قرأ عليه وكان مولده سنة خمس عشرة ومائة فلا يمكن قراءته عليه وله دون خمس سنين وإنما الذي مات في سنة عشرين ومائة عبد الله بن كثير القرشي وهو آخر غير القارئ وأصل الغلط في هذا من ابن مجاهد وذكر أن بعضهم قال: إنه توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة والله أعلم قال: ونسبته إلى دارين هو الصحيح لأنه كان عطارا.
وقال الجياني: وهم ابن مجاهد في قوله: ثنا بشر بن [موسى] عن الحميدي عن سفيان قال [حدثنا] قاسم الرحال في جنازة عبد الله بن كثير سنة عشرين ومائة وذلك أن البخاري ذكر هذا في " تاريخه " عن الحميدي في ترجمة عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي، والمقرئ من الأبناء مولى عمرو بن علقمة الكناني وقول البخاري: إن ابن أبي وداعة من بني عبد الدار ليس بصحيح إنما هو سهمي كذا يقوله النسابون والمحدثون.
وفي كتاب " الطبقات " لأبي محمد ابن حزم: ابن كثير هو المشهور من قراء أهل مكة إلى اليوم أقرأ الناس في حياة مجاهد وسعيد بن جبير وأخذ القراءة عن عبد الله بن السائب ومجاهد ودرباس، وفي هذا والذي تقدم رد لقول المزي في رده على أبي عمرو الداني لما قال: إنه أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب بقوله: المعروف أنه أخذ القراءة عن مجاهد لأن علماء كل فن أقعد بذلك الفن من غيرهم لا سيما وهو رد بغير بيان، والله أعلم.
وفي قول المزي: عن مسلم عن ابن جريج عن عبد الله رجل من قريش عن(8/135)
محمد بن قيس قال الدارقطني: هو عبد الله بن كثير المطلب بن أبي وداعة، نظر؛ لأن الدارقطني قال في " رجال البخاري ": عبد الله بن كثير المكي عن أبي المنهال.
وفي " رجال مسلم ": عبد الله بن كثير بن المطلب لم يزد على هذا شيئا، ولم أره مذكورا في " سؤالات الحاكم الكبرى " و " الصغرى " ولا في " سؤالات السلمي " و " البرقاني " و " حمزة السهمي " و " الجرح والتعديل " عنه وكتاب " الضعفاء " له أيضا وفوائد " البرقاني " عنه ولا أعرف له مظنة يذكر فيها غير هذه على أني لا أجزم بعدم وجوده لكونه لم يعزه إلى كتاب ولكن الناظر يكون على بصيرة والله أعلم.
وفي كتاب الصريفيني: يكنى أبا الصلت ويقال: أبو محمد، زعم أن حديثه في " الصحيحين " وكذا ذكره أبو إسحاق الحبال وغيره.
وذكر المزي شيئا ننبه عليه وذلك أنه تبع صاحب " الكمال " إذ نسبه لخميا فقال اسمه: مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن سبأ وذلك وهم ممن قاله، وذلك أن أددا هو ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ على ذلك عامة النسابين ولو كان بخط غير المهندس وقرأته على الشيخ وكتب الشيخ بذلك كنا نقول: ابن من سبأ، ولكنه كذلك هو أيضا في كتاب " الكمال " بخط جماعة من الأئمة والله أعلم.
3140 - (عس) عبد الله بن كثير بن ميمون الأنصاري الدمشقي الطويل القارئ.
ذكر الحافظ أبو إسحاق الصريفيني أن ابن حبان ذكره في " الثقات ".
وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك الحاكم أبو عبد الله النيسابوري.
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " [ق 313/ب].(8/136)
3141 - (خ م د س ق) عبد الله بن كعب بن مالك السلمي الأنصاري المدني.
قال ابن سعد: كان ثقة وله أحاديث انتهى. كذا ذكره المزي وهو على العادة ينقل من غير أصل إذ لو كان من أصل لوجد ابن سعد قد كناه أبا فضالة وهو لم يكنه لا من عند ولا من عند غيره وقال: كان ثقة قليل الحديث ولما ذكر بعده أخاه عبد الرحمن قال: هو أكثر حديثا من أخيه وكأن المزي تبع صاحب " الكمال " حذو القذة بالقذة.
وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وثقه أبو زرعة وغيره.
وذكر البخاري في " التاريخ " له رواية عن عمر بن الخطاب وحسين بن علي رضي الله عنهم.
وخرج ابن حبان، وأبو عوانة، والحاكم حديثه في صحيحهم.
وفي " تاريخ " القراب: ثنا ابن خمرويه أنبا ابن عروة قال: عبد الله بن كعب بن مالك سنة سبع أو ثمان أو تسعين يعني مات وذكر بعض المصنفين من المتأخرين أنه توفي سنة تسع وثمانين والله أعلم.
وذكره أبو أحمد العسكري فيمن لحق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك ابن فتحون، وابن بنت منيع وقال: قال محمد بن عمرو: ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال الهيثم: مات سنة سبع وتسعين.(8/137)
3142 - (م س) عبد الله بن كعب الحميري المدني مولى عثمان بن عفان.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: روى عن محمود بن لبيد الأنصاري روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري أخو عبد ربه.
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني.
زاد اللالكائي: روى عنه: أيضا سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " التابعين " وصفه بالرواية عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
3143 - (مد) عبد الله بن كليب بن كيسان أبو عبد الملك المصري المرادي.
قال أبو سعيد ابن يونس في " تاريخ بلده ": عبد الله بن كليب بن كيسان بن صهيب المرادي يقال: مولى رضا من مراد يكنى أبا عبد الملك كان فقيها لقي ربيعة وأخذ عنه الفقه يروي عن يزيد بن أبي حبيب، وسليمان بن زياد، وكان قليل الرواية وتوفي يوم الإثنين لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ومائة كان مولده في سنة مائة وكان أصم وهو أخو عبد الجبار بن كليب وإسحاق بن كليب.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: يروي عن الحجازين، روى عنه أهل العراق.
وفي " الموالي " للكندي: مولى رضا من مراد كان مولده سنة مائة وكان فقيها قليل الرواية.
وقال أبو الطاهر ابن السرح: ما رأيت أكبر من عبد الله بن كليب ولد سنة مائة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: قال محمد بن عمر: سمعت(8/138)
ابن كليب يقول: ولدت سنة عشر ومائة، وقال يحيى بن بكير: عبد الله بن كليب ثقة.
وقال العجلي: لا بأس به.
3144 - (د ق) عبد الله بن كنانة.
روى النسائي عن ابن مثنى وإسحاق عن ابن مهدي عن الثوري عن هشام بن عبد الله بن كنانة عن أبيه عن ابن عباس في الاستسقاء وقال غير واحد: [ق314/أ] عن وكيع عن الثوري عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه عن ابن عباس، وكذلك قال حاتم بن إسماعيل عن هشام بن إسحاق وهو المحفوظ، هذا نص ما ذكره المزي، وفيه نظر، من حيث إن يحيى بن سعيد رواه عن الثوري كما رواه عنه ابن مهدي.
قال ابن حبان في " صحيحه ": أنبأ أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا يحيى القطان قال: سمعت سفيان بن سعيد قال: حدثني هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه عن جده عبد الله فذكر الحديث فأي حفظ مع مخالفة هذين الجبلين.
وقد ذكر ابن حبان عبد الله بن كنانة هذا في كتاب " الثقات " ولا التفات إلى قول أبي الحسن ابن القطان في قوله: لا يعرف ابن كنانة هذا في رواة الأخبار.
3145 - (ع) عبد الله بن كيسان أبو عمر المدني مولى أسماء بنت أبي بكر الصديق.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: ثقة مشهور ومسلم في الطبقة الثانية من المكيين.(8/139)
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه ".
3146 - (ع) عبد الله بن كيسان المروزي أبو مجاهد.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: وهو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وقال أبو أحمد الجرجاني في " كامله ": له أحاديث عن عكرمة غير محفوظة وعن ثابت كذلك ولم يحدث عنه ابن المبارك.
وقال أبو جعفر العقيلي: في حديثه وهم كثير.
وذكره ابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
وقال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وأغفل منه - إن كان نقله من أصل: يتقي حديثه من غير رواية ابنه عنه، وقال في موضع آخر: يخطئ وليس هذا بعبد الله بن كيسان الذي روى عن عبد الله بن شداد، وخرج حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن خزيمة، والحاكم وقال: من ثقات المراوزة ثقة ممن يجمع حديثه في المراوزة.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وفي قول المزي عن البخاري: منكر الحديث أيضا نظر؛ لأن البخاري إنما قال: منكر ليس هو من أهل الحديث كذا هو بخط جماعة من الحفاظ في " تاريخه الكبير ".(8/140)
3147 - (ت) عبد الله بن كيسان الزهري مولى طلحة بن عبد الله بن عوف.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات ".
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وحسنه الطوسي في كتابه.
3148 - (خ م د س ق) عبد الله بن أبي لبيد أبو المغيرة المدني مولى الأخنس بن شريق الثقفي أخو عبد الرحمن.
قال المزي قال الواقدي: مات في أول خلافة أبي جعفر انتهى.
الذي في كتاب ابن سعد من غير ذكر للواقدي: كان يقول بالقدر وكان من العباد المنقطعين ومات في أول خلافة أبي جعفر وكان قليل الحديث.
وفي قوله: أخو عبد الرحمن نظر؛ لأن ابن حبان قال: عبد الله بن أبي لبيد أخو عبد الرحمن بن أبي لبيد يروي عن: البراء بن عازب روى عنه: الزبير بن عدي.
وهو الذي ذكره المزي بعد هذا للتمييز وأما هذا صاحب الترجمة الذي لم يذكر المزي في شيوخه صحابيا فقال ابن حبان في كتاب " الثقات التابعين ": مدني كنيته أبو المغيرة من عباد أهل المدينة يروي عن جماعة من الصحابة روى عنه: أهل الحجاز، ومات في أول ولاية أبي جعفر بالمدينة ولم يشهد صفوان بن سلمة جنازته لأنه كان يرمى بالقدر انتهى. فهذا كما ترى [ق 314/ب] ذكر وفاته من عند غيره وهي ثابتة من عنده وأغفل كونه تابعيا وهو تابعي، وذكر ابن صفوان أيضا من عند غيره وهو ثابت في كتابه فكأن كتاب الثقات التي ينقل منها ليس هو بالموجود في أيدي الناس.(8/141)
وزعم أن عبد الرحمن هو أخوه وقد ذكرنا من عند ابن حبان غير ذلك.
وقال أبو حاتم: كان من عباد أهل المدينة، وكذا قاله ابن منجويه.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في " صحيحه " وكذلك ابن حبان البستي، وقال العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: كان من عباد أهل المدينة المنقطعين ويتكلم في مذهبه، وهو ثقة قاله: أبو زرعة وغيره.
وقال ابن عدي: متعبد يرى القدر.
قال العقيلي: يخالف في بعض حديثه وكان من المجتهدين في العبادة.
وقال الساجي: كان صدوقا غير أنه اتهم بالقدر ثنا أحمد بن محمد ثنا الحميري ثنا سفيان قال عبد الله بن أبي لبيد كان من عباد أهل المدينة وقال اللالكائي: يرمى بالقدر.
وقال البخاري: وهو محتمل.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " وقال: كان قديم الموت يرى القدر.(8/142)
3149 - (د س ق) عبد الله بن لحى أبو عامر الهوزني الحمصي.
قال أبو بكر البرقاني: سألت الدارقطني عنه فقال: حمصي لا بأس به.
وقال ابن خلفون لما ذكره في كتاب " الثقات ": هو ثقة.
وقال أبو عمر في كتاب " الاستغناء ": تابعي ثقة.
وذكر ابن حبان حديثه في " صحيحه ".
3150 - (م د ت ق) عبد الله بن لهيعة الحضرمي الأعدولي ويقال الغافقي من أنفسهم أبو عبد الرحمن، وهو الصحيح، ويقال: أبو النضر.
كذا ذكره المزي، وابن يونس مؤرخ مصر يقول: هو أعدولي من أنفسهم قال: ورأيته في ديوان حضرموت بمصر فيمن دعى سنة ست وعشرين ومائة فيمن دعى من العطار.
قال الواقدي في " تاريخه ": وفي سنة أربع وسبعين مات ابن لهيعة يوم الأحد النصف من ربيع الأول وكان من الحضارمة.
وقال ابن ماكولا: الأعدولي من أنفسهم.
وقال أبو بكر بن خزيمة في " صحيحه ": وابن لهيعة ليس هو ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد بالرواية وإنما أخرجت هذا الحديث؛ لأن جابر بن إسماعيل معه في الإسناد، وخرج له حديثا آخر مقرونا بيحيى بن أيوب عن عمرو بن سواد.
وقال الحاكم: استشهد به مسلم في موضعين.(8/143)
وفي " تاريخ بخارى " لعيسى بن موسى غنجار: سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة فقال: تركه البخاري.
وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب " العلل والتاريخ ": ليث وعبد الحميد جعفر أحب إلي منه.
وذكر أبو الفضل ابن طاهر في كتاب " المنثور ": قال عبد الغني: إذا روى العبادلة ابن وهب وابن المبارك والمقرئ عن ابن لهيعة فهو سند صحيح.
وفي كتاب " الروض الأنف " للسهيلي: كان مالك بن أنس يحسن القول فيه ويقال: إن الذي روى عنه مالك حديث العربان في " الموطأ " عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب يقال: إن الثقة هنا هو ابن لهيعة ويقال: ابن وهب حدثه عن ابن لهيعة وبنحوه ذكره أبو عمر في " التمهيد " والباجي.
وزعم أبو عمرو بن الصلاح: أنه كان متساهلا فترك الاحتجاج بروايته لذلك، وذكر عن يحيى بن حسان أنه رأى قوما معهم جزء [ق: 315 / أ] سمعوه من ابن لهيعة فنظر فيه فإذا ليس فيه حديث ابن لهيعة فجاء إليه فأخبره بذلك فقال ما أصنع يجيئوني بكتاب فيقولون: هذا من حديثك فأحدثهم.
وفي كتاب " الضعفاء " لأبي القاسم البلخي عن يحيى بن معين: لا يحتج بحديثه، وقال القتبي كان يقرأ عليه بما ليس من حديثه وكان ضعيفا في الحديث.
وقال الساجي: ضعيف عندهم احترقت كتبه بعد ما حمل عنه، وقيل لأحمد بن صالح: أيما أحب إليك حديث ابن لهيعة الذي رواه الثقات أو حديث يحيى بن أيوب؟ فقال: كان يحيى حافظا وفي بعض أحاديثه شيء وحديث ابن لهيعة أصح فقيل له فحديث الليث وابن لهيعة؟ فقال: ابن لهيعة راوية المصريين وأي شيء عند الليث من حديث مصر كان ابن لهيعة من الثقات إذا(8/144)
لقن شيئا يحدثه حدثني.
عبد الله بن سعد ابن أخي سعيد ابن أبي مريم قال لي أحمد بن حنبل: عمك سمع ابن لهيعة قبل ذهاب كتبه، ويقال سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه: ابن وهب، وابن المبارك، وابن المقرئ ثنا ابن أيمن ياسين بن عبد الأحد، قال حدثتني مولاتي فلانة قالت: رأيت الليث بن سعد في يده المسحاة يحفر مع الناس في دار ابن لهيعة لما احترقت يعني كتبه ثنا عبد الله ثنا صالح عن علي قال لي بشر بن السري: لو رأيت ابن لهيعة ضعيفا ضعيفا لا يحتج بحديثه كان من شاء يقول له حدثنا، موت ابن لهيعة وحياته سواء، ويزيد بن أبي حبيب أحسن حالا منه وليس بالقوي يعني يزيد.
وفي رواية محمد بن سعد العوفي عن ابن معين: حديثه لا يسوي فلسا.
وقال النسائي - فيما رواه ابنه: ليس بثقة.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: لا يكتب حديثه احترقت كتبه وكان من جاء بشيء قرأه عليه ومن وضع حديثا فدفعه إليه قرأه عليه.
وقال الخطيب: كان سيئ الحفظ واحترقت كتبه فكان متساهلا في الأخذ وأي كتاب جاءوه به حدث منه فمن هناك كثرت المناكير في حديث وروى البخاري في " صحيحه " حديثا قال فيه: عن ابن فلان ولم يسمه فذكر الحافظان الإسماعيلي وأبو نعيم أنه ابن لهيعة وكذا قاله أبو مسعود وخلف وقيل لليث ابن سعد أتنام بعد العصر وابن لهيعة يحدث عن عقيل عن محكول عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه "؟ فقال الليث: لا أدع ما ينبغي لحديث ابن لهيعة.
وذكره ابن شاهين في " كتاب الضعفاء " وذكره أيضا في كتاب " الثقات " وقال أحمد بن صالح: ابن لهيعة ثقة ورفع به وقال فيما روى عنه الثقات من الأحاديث ووقع فيه تخليط: يطرح ذلك التخليط.(8/145)
وفي كتاب " الخلافيات " لأبي بكر: ضعيف عندهم.
وفي " الذخيرة " لابن طاهر: وابن لهيعة لا يلتفت إليه.
وقال الحاكم في كتاب " الإكليل ": أبرأ إلى الله من عهدته، وفي " سؤالات مسعود " للحاكم: لم يقصد الكذب ولكنه احترقت كتبه فحدث من حفظه فأخطأ.
وقال ابن الجارود: لا يحتج بحديثه، وقال الجوزقاني: ضعيف.
وقال الجوزجاني: لا يوقف على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به ولا يغتر بروايته.
وقال أبو حاتم: سمعت إبراهيم بن موسى يحكي عن بعض المراوذة عن ابن المبارك أنه سمع رجلا يذكر ابن لهيعة فقال ابن المبارك: قد أراب ابن لهيعة يعني قد ظهرت عورته [ق 315/ب].
وقال عبد الرحمن: سألت أبي وأبا زرعة عن ابن لهيعة والإفريقي أيهما أحب إليكما؟ فقالا: جميعا ضعيفان من ابن لهيعة والإفريقي كثيرا أما ابن لهيعة فأمره مضطرب يكتب حديثه على الاعتبار.
قال عبد الرحمن قلت لأبي: إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك وابن وهب يحتج به؟ قال: لا، وقال أبو زرعة كان ابن لهيعة لا يضبط ثنا أبي ثنا محمد بن يحيى بن حسان قال سمعت أبي يقول: ما رأيت أحفظ من ابن لهيعة بعد هشيم قلت له: إن الناس يقولون احترقت كتب ابن لهيعة فقال: ما غاب له كتاب.
وقال ابن عدي: حديثه حسن كأنه يستبان من روى عنه، وهو ممن يكتب حديثه.(8/146)
وقال محمد بن سعد: حضرمي من أنفسهم وكان ضعيفا وعنده حديث كثير ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخرة وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط وأنه لم يزل أول أمره وآخره واحدا.
وفي " الكنى " لمسلم بن الحجاج: تركه ابن مهدي ويحيى ووكيع.
وقال أبو أحمد الحاكم: وابن لهيعة حضرمي من أنفسهم ذاهب الحديث.
وقال ابن حبان: سبرت أخباره فرأيته يدلس عن أقوام ضعفاء على أقوام ثقات قد رآهم ثم كان لا يبالي ما دفع إليه قراؤه سواء كان من حديثه أو لم يكن من حديثه فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه.
وفي " تاريخ دمشق " قال الليث: لما مات ابن لهيعة ما خلف بعده مثله، وقال ابن بكير: دفناه يوم الأحد لست ليال بقين من جمادى الآخرة وله ثمان وسبعون سنة.
وفي " فتوح مصر " لابن عبد الحكم قال ابن خديج: دخلت على أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور فقال لي: يا ابن خديج لقد توفي ببلدك رجل أصيبت به العامة قلت: يا أمير المؤمنين إذا أبو خزيمة فقال: نعم فمن ترى أن نولي بعده، قلت: أبو معدان قال: ذاك رجل أصم قال: قلت فابن لهيعة قال ابن لهيعة على ضعف فيه فأمر بتوليته وأجرى عليه في كل شهر ثلاثين دينارا وهو أول قاض بمصر أجرى عليه ذلك وأول قاض بها استقضاه خليفة وإنما كان ولاة البلد هم الذين يولون القضاة فلم يزل قاضيا حتى صرف سنة أربع وستين ومائة.(8/147)