ولما ذكر ابن عبد البر في «التمهيد» حديث الحارث هذا: عن ابن سوقة عن نافع عن ابن عمر يرفعه: «اخضبوا، وفرقوا، وخالفوا اليهود». قال: هذا إسناد حسن، ورجاله ثقات كلهم.
ورد ذلك ابن دحية في كتاب «المستوفى»، ويشبه أن يكون هو الصواب.
1101 - (خت 4) الحارث بن عمير، أبو عمير البصري، نزيل مكة.
قال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة.
وقال الحافظ أبو بكر بن خزيمة - فيما ذكره ابن الجوزي في كتاب الموضوعات -: كذاب.
وقال أبو سعيد النقاش وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري: الحارث بن غمير أبو عمير، روى عن حميد الطويل وجعفر بن محمد أحاديث موضوعة.
وقال الدارقطني: - فيما ذكره عنه البرقاني - بصري ثقة.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات.
ولما ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» ذكر أن أبا الفتح الأزدي قال: هو ضعيف منكر الحديث.
1102 - (د) الحارث بن غزية، وقيل: غزية بن الحارث، وقيل: أبو غزية.
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يقول: «متعة النساء حرام»، ثلاث مرات.(3/312)
روى عنه عند أبي داود: عبيد الله بن أبي نافع مولى أم سلمة حديث: «لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي».
ذكره ابن حبان والعسكري وغيرهما في «جملة الصحابة».
وذكره الصريفيني فيمن روى له (د) ولم ينبه عليه المزي، فينظر.
1103 - (م د س ق) الحارث بن فضيل الأنصاري الخطمي، أبو عبد الله المدني.
قال مهنا: عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل: ليس محفوظ الحديث، وفي «سؤالات» أبي داود عنه: ليس بمحمود الحديث.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو محمد بن الجارود، والدرامي، وابن حبان، وذكره في «جملة الثقات».
1104 - (س) الحارث بن قيس الجعفي الكوفي.
مات في ولاية معاوية بن أبي سفيان، وصلى أبو موسى على قبره بعد ما دفن، قاله أبو حاتم ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات».
وفي «كتاب» المزي: وقال البخاري: قال لنا أبو نعيم عن شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن خيثمة أن أبا موسى صلى على الحارث. انتهى.
الذي رأيت في «تاريخ» البخاري [ق 108 / ب]: ثنا – في غير ما نسخة -(3/313)
ثنا أبو نعيم عن شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن خيثمة: أن أبا موسى صلى على الحارث بعدما صلي عليه.
وفي «كتاب الصريفيني»: قتل الحارث الجعفي مع علي بن أبي طالب.
1105 - (بخ) الحارث بن لقيط النخعي الكوفي، والد حنش بن الحارث.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وذكره مسلم في «الطبقة الأولى» من الكوفيين.
وقال ابن سعد: الحارث بن لقيط أبو حنش، كان قليل الحديث.
1106 - (ت) الحارث بن مالك بن قيس الليثي الحجازي، المعروف بابن البرصاء.
قال البغوي: ثنا محمد بن ميمون الخياط، ثنا سفيان عن زكريا عن الشعبي عن مالك بن الحارث بن البرصاء.
قال البغوي: كذا قال: وثنا جدي، ثنا محمد بن عبيد عن زكريا عن عامر عن الحارث بن مالك فذكر حديث: «لا تغزى قريش».
وثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي ثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عمر بن عطاء ابن أبي الخوار قال: سمعت الحارث بن مالك قال: يا أيها الناس، كأنه في مجمع الناس، أو بمنى، قال إسحاق - كان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه -: «ليس أحد يلقى الله تعالى وقد اقتطع مال امرىء مسلم». الحديث.(3/314)
قال أبو القاسم: لا أعلم للحارث غيرهما.
وفي «رافع الارتياب»: وهم فيه محمد بن ميمون على ابن عيينة، والصواب: الحارث بن مالك.
وفي «كتاب» أبي عمر بن عبد البر: وقال العقيلي الحارث بن البرصاء قرشي عامري. قال أبو عمر: وهذا وهم من كل من قاله، والصحيح أنه ابن مالك بن قيس بن عود من بني ليث بن بكر.
كذا رأيته عودا عند سائر من ذكره في الصحابة، إلا ابن قانع فإنه سماه عوفا.
وفي «المختلف والمؤتلف» للآمدي: قال ابن حبيب بقديد من بني كنانة بن خزيمة بن مدركة، وذكر أنه أسر في سرية غالب الليثي وهو يريد قديدا. قال الآمدي: وليس له عنده في كتاب بني كنانة ذكر، ولم يذكر له ابن حبيب شعرا، إنما ذكره في فهرست أسماء الشعراء في القبائل.
ونسبه ابن حبان في «كتابة» أنصاريا، وخرج حديثه في «صحيحه».
وفي «كتاب» أبي منصور الباوردي: عن أبي مشعر قال: حدثني بعض مشيختنا، قال: ضرب على أهل الديوان البعث إلى أهل مكة وهم كارهون للخروج، فقال: إما أن تخرجوا بدلا وإما أن تخرجوا. فجاء الحارث برجل استأجره بخمسمائة درهم إلى عمرو بن سعيد - يعني الأشدق - فقال: قد جئتك برجل بدلي. وقال الحارث للرجل الذي استأجره: هل لك أن [ق 109 / أ] أبذل لك خمسمائة أخرى وتنكح أمك؟ فقال الرجل: أما تستحي. فقال له الحارث: إنما حرمت عليك أمك في مكان واحد، وحرمت(3/315)
عليك الكعبة في كذى وكذى مكان. ثم جاء به إلى عمرو بن سعيد فقال: قد جئتك برجل بدلي لو أمرته أن ينكح أمه لنكح أمه. فقال له عمرو: أبعدك الله من شيخ.
وألزم أبو الحسن الدارقطني الشيخين إخراج حديثه لصحة الطريق إليه.
وذكر أبو ذر الهروي الحافظ في كتابه «المستخرج على الإلزامات»: أن مسلم بن جندب الهذلي روى عنه أنه قال: أتي بخبيب، فبيع بمكة، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم قال: اللهم احصهم عددا، قال الحارث: وأنا حاضر، فوالله ما كنت أظن أن يبقى منا أحد. .
وكذا ذكر أبو حاتم الرازي أن مسلما روى عنه.
وقال البرقي: جاء عنه أربعة أحاديث.
وقال العسكري وخليفة بن خياط: يقال نزل الكوفة.
وفي «كتاب» الصريفيني: قال أبو: أظنه أسلم سنة اثنتين من الهجرة، لما أخذته سرية غالب بن عبد الله الليثي.
وذكره ابن سعد في «الطبقة الرابعة» ممن أسلم عند الفتح وما بعده.
وفي «تاريخ دمشق» لابن عساكر: كان الحارث من جلساء مروان بن الحكم فتكلم مروان يوما بكلام ذكره ابن البرصاء لسعد بن أبي وقاص فأعتبه فلما بلغ مروان غضب عليه وجرده من ثيابه.
1107 - (د س ق) الحارث بن مخلد الزرقي الأنصاري المدني.
قال الحافظ أبو بكر البزار: ليس بمشهور.(3/316)
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات»، وكذلك أبو حاتم بن حبان.
وقال أبو موسى المدني: ذكره عبدان وابن شاهين في «جملة الصحابة» وهو تابعي.
1108 - (د) الحارث بن مرة بن مجاعة الحنفي البصري.
قال الدوري عن يحيى: ثقة.
وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي، وقيل له: إن يحيى بن معين قال: الحارث بن مرة ثقة. فقال أبي: يكتب حديثه.
ولما خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» نسبه ثقفيا.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وقال الآجري: سألت أبا دود عن الحارث بن مرة؟ فقال: ليس به بأس.
1109 - (د س) الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف الأموي، أبو عمرو المصري الفقيه، مولى محمد بن زيان بن عبد العزيز بن مروان.
روى عنه أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري في «تاريخه» أحاديث وأخبارا.
وقال الحاكم في كتابه «فضل الشافعي»: الحارث بن مسكين الثقة المأمون.
وذكر المزي أنه تولى القضاء سنة سبع وثلاثين وصرف عنه سنة خمس وأربعين، ولو نظر إلى كتاب ابن يونس الذي نقل وفاته ومولده من عنده لوجده قد قال: كانت ولايته للقضاء في شهر ربيع الآخر سنة خمس وأربعين(3/317)
ومائتين: صرف عن القضاء بمصر؛ لما ذكره الكندي من أنه استعفى فأعفي، وولي بعده بكار بن قتيبة.
وذكر أبو نصر السجزي في [ق 109/ ب] التاسع من النتف المخرجة من رواية ابن مرزوق مسألة في «العصير» سأل عنها الحارث بن مسكين الليث بن سعد، قال: ولم يصح للحارث عن الليث غير هذه المسألة، وهو مولى إسلام، لا مولى عتاقة.
وقال الكندي: رأى الليث والمفضل وتخلف سماعه منهما، وكان فقيها مفتيا مع زهادة وورع وصدق لهجة.
وقال ابن أبي داؤد: لقد قام الحارث لله عز وجل قيام الأنبياء وكان ابن أبي داؤد إذا ذكره أحسن ذكره وأعظمه جدا وكان يكتب إلى ابن أبي الليث بالوصاة به.
وقال أبو سعيد بن يونس: كانت ولايته القضاء في شهر ربيع الآخر سنة خمس وأربعين ومائتين.
وذكر أحمد بن شعيب النسائي يوما وأنا حاضر الحارث بن مسكين فقال: ثقة صدوق. وفي مشيخة النسائي: ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: ثقة أنبأ عنه غير واحد، ومات في آخر سنة تسع وأربعين أو خمسين ومائتين.
وفي كتاب «الوفيات» عن أبي القاسم ابن بنت منيع البغوي: وفيه - يعني سنة ثمان وأربعين - مات الحارث بن مسكين وعبد الملك بن شعيب.
وزعم الخطيب في «تاريخه» أن هذا وهم، والصواب ما ذكره ابن يونس. انتهى.
ولم يذكر دليلا على وهمه وهو إمام، وقد حكينا عن مسلمة أيضا خلاف قول ابن يونس، فليس أحد القولين بأولى من الآخر إلا بدليل مرجح، فإن قيل: ابن يونس أقعد بالمصريين قيل له: ومسلمة أيضا له قعدد فيهم، فيما(3/318)
قاله غير واحد من الأئمة، لا سيما وقد قال: ثنا عنه غير واحد، والبغوي فيمن أخذ عنه وهو أخبر بشيخه وبوفاته، والله تعالى أعلم.
وقد رأينا العلامة عبيد الله بن أبي القاسم عبد المجيد بن سليمان المتوفى في حدود الأربعين وثلاثمائة، ذكر في «تاريخه» أنه توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين في أحد الربيعين. وكذا رأيته بخط الشيخ قطب الدين عبد الكريم المنبجي عفا الله تعالى عنه - حاشية على كتاب، ولم يعزه لقائله والله تعالى أعلم.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ»: توفي ليلة الإثنين لثلاث بقين من ربيع الأول بعد غروب الشمس ودفن يوم الإثنين بعد العصر سنة خمسين وهو ابن أربع وتسعين سنة.
وذكر أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي المعروف بابن الطحان في كتاب «الرواة عن مالك» تصنيفه: أن الحارث بن مسكين قال: حججت فرأيت رجلا في عمارية فسألت عنه، فقيل: هذا مالك بن أنس، فرأيته ولم أسمع منه.
وتقدم إليه رجل في دعوى يقال له إسرافيل، فقال له: ما حملك على التسمي بأسماء الملائكة؟ فقلت له: قال الله تعالى (ونادوا يا مالك) وقد تسمى به مالك بن أنس، وقد تسمى الناس بأسماء الشياطين، فلم يعبه أحد، هذا إبليس كنيته أبو الحارث، وفي نسخة الحارث.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1110 - الحارث بن مسكين بن الحارث بن باباه، مولى بني زهرة.
كتب عنه ابنه عبد الكريم بن الحارث، وتوفي [ق 107 / أ] سنة خمس وتسعين ومائة. ذكره ابن يونس، وذكرناه للتمييز.
1111 - (د) الحارث بن منصور أبو منصور الواسطي الزاهد.
خرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو محمد الدرامي.(3/319)
وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني: في أحاديثه اضطراب.
وذكره الخطيب في الرواة عن مالك بن أنس.
وقال أبو نعيم في «الحلية» - وذكر حديث: «أن أهل المعرفة بالله تعالى» - فقال: هذا حديث مرضي لولا الحارث بن منصور وكثرة وهمه.
1112 - (ت ق) الحارث بن نبهان الجرمي، أبو محمد البصري.
قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة وسألته - يعني علي بن المديني - عن الحارث بن نبهان؟ فقال: كان ضعيفا ضعيفا.
وفي كتاب «العلل الكبير» لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سوره الترمذي ثم البوغي المعروف بابن الدهان عن البخاري: منكر الحديث، وهو لا يبالي ما حدث وضعفه جدا.
وقال أبو الحسن العجلي الكوفي: ضعيف الحديث.
ولما ذكره الحافظ القيرواني في كتاب «الطبقات» قال: قدم إلينا - يعني القيروان -، فسمع منه البهلول بن راشد وكان الحارث قرأ.
ثم أعاد ذكره في كتاب «الضعفاء». وكذلك أبو جعفر العقيلي.
وقال الساجي: عنده مناكير.(3/320)
قال: وقال ابن معين: لا يكتب حديثه، حديثه كثير الغلط.
وفي كتاب الآجري عن أبي داود: ليس بشيء.
وذكره البرقي في «طبقة من نسب إلى الضعف ممن احتملت روايته».
وفي «مسند – يعقوب بن شيبة - الفحل»: ضعيف الحديث.
وقال الجوزجاني: يضعف حديثه.
وقال ابن نقطة: منكر الحديث. وفي «كتاب» ابن الجارود: ليس بشيء ولا يكتب حديثه.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالمستقيم.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان في الصالحين الذين غلب عليهم الوهم حتى فحش خطؤه وخرج عن حد الاحتجاج به.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال الحربي: غيره أوثق منه.
وذكره البخاري في «فصل من مات ما بين الخمسين إلى الستين ومائة» وقال يعقوب بن سفيان: بصري منكر الحديث [ق 110/ ب].(3/321)
1113 - (ت ق) الحارث بن النعمان بن سالم الليثي ابن أخت سعيد بن جبير.
قال أبو جعفر العقيلي: أحاديثه مناكير.
وذكره الساجي في «جملة الضعفاء»، وأبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
وقال أبو الحسن بن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»، وأبو محمد بن حزم: ضعيف. وفي موضع آخر قال ابن حزم: مجهول، لا يدرى من هو.
وقال البخاري كتاب «الضعفاء»: منكر الحديث.
وفي الرواة:
1114 - الحارث بن النعمان البغدادي.
ذكره الخطيب في «الرواة عن مالك بن أنس». ولهم شيخ آخر يقال له:
1115 - الحارث بن النعمان بن سالم أبو النضر البزاز، بياع الأكفان.
حدث عن: شعبة وسفيان والحارث بن النعمان الليثي.
روى عنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، والحسين بن علوبة، والقاسم بن(3/322)
سعيد بن المسيب ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق» ذكرناهما للتمييز.
1116 - (س) الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، والد عبد الله، له ولأبيه صحبة.
واستعمله صلى الله عليه وسلم على بعض أعمال مكة، شرفها الله تعالى، وذكر أن أبا بكر أو عمر استعمله على مكة، كذا ذكره المزي.
وفي كتاب «الصحابة» للجعابي: أبوه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وولد له على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن الحارث الملقب به الذي ولي البصرة عند موت يزيد بن معاوية.
وفي كتاب «الاستيعاب»: أسلم عند إسلام أبيه وكان رجلا على عهده صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب «الأسلاف» للمسيبي: كان سلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت أم حبيبة عند النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عند الحارث هند ابنة أبي سفيان أختها، وهي أم عبد الله.
وفي «كتاب» العسكري: ولاه النبي صلى الله عليه وسلم اليمن، وولاه - أيضا – عثمان، نزل البصرة في ولاية عبد الله، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة، إلا أن الناس أخذوا منها انتقاء.
وقال العتبي: دخل الحارث على معاوية فقال له: علمت ابن اختنا؟ قال: القرآن والفرائض. قال: روه من فصيح الشعر؛ فإنه يفتح العقل، ويداخل المروءة والشجاعة، ويطلق اللسان، ولقد رأيتني ليله صفين وما يحبسني إلا أبيات ابن الأطناية.
وقال عبد الله [ق111/ أ]: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ولى أبا الحارث بن نوفل جده، ومحاربة الحبشة ردا عن مكة، فذلك الذي خلفه عن حنين، فلما(3/323)
قبض النبي صلى الله عليه وسلم عزله أبو بكر، فلما ولي عثمان ولاه، وأقام بالبصرة، ونزل في خزاعة، وتوفي بها، وله بها دار وعقب، ولما مات معاوية انصلح له أهل البصرة، ولأخيه عبيد الله بن نوفل صحبه.
وفي «كتاب» أبي منصور الباوردي: ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا عبد الله بن الحكم ثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق: أنه أتى حلقة بني عبد المطلب بالمدينة فسألت أشياخهم: كم أسر منكم يوم بدر؟ قالوا: فلان، وفلان، وعقيل، والحارث بن نوفل.
وفي «كتاب» ابن الأثير: توفي في خلافة عمر وله سبعون سنة. انتهى كلامه.
وفيه نظر؛ لأن جماعة ذكروا أن المتوفى في خلافة عمر هو أبوه نوفل. والله تعالى أعلم.
وفي التابعين شيخ يقال له:
1117 - الحارث بن نوفل.
يروي عن: عائشة.
روى عنه: ابنه عبد الله بن الحارث الهاشمي، قاله ابن حبان في «الثقات».
وآخر يقال له:
1118 - الحارث بن نوفل.
كان من أشراف أهل الكوفة.
روى عنه: ابن عيينة.
وذكره أبو الفضل الهروي في كتابه «المتفق والمفترق»، ذكرناهما للتمييز.(3/324)
1119 - (ق) الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أخو سلمة وأبي جهل.
قال أبو عمر: كان من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان من المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامه بعد، وقال فيه صلى الله عليه وسلم: «إن الحارث لسري وإن أباه لسري، ولوددت أن الله تعالى هداه للإسلام.
وقال المدائني: قتل يوم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة، وفيه يقول الشاعر:
أحسبت أن أباك يوم يستبني ... في المجد كان الحارث بن هشام
أولى قريش بالمكارم كلها ... في الجاهلية كان والإسلام
وأنشد أبو زيد عمر بن شبة للحارث بن هشام:
من كان يسأل عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزل قمن
إذ نلبس العيش صفوا لا يكدره ... طعنا الوشاة ولا ينبو بنا الزمن
[ق 111/ ب] ولم يبق من ولده بعده إلا عبد الرحمن وأخته أم حكيم.
ولما خرج عن مكة لم يبق أحد يطعم إلا خرج معه يشبعه.
روى عنه نوفل بن أبي عقرب معاوية الكناني.
وفي «كتاب» أبي نعيم: مات سنة سبع عشرة، وكانت تحته فاطمة بنت الوليد أخت خالد فخلف عليها عمر بن الخطاب.
وقال أبو أحمد العسكري: كان شريفا مذكورا.
وقال ابن الكلبي: استشهد يوم أجنادين، وكذا قاله أبو عبيد بن سلام.
وزعم الجهمي أن ذلك باطل.(3/325)
وفي كتاب «الكامل» للمبرد: وزعموا أن قريشا أرخت من موت أبيه هشام بن المغيرة وأنشدوا زمان تداعى الناس بموت هشام.
وروت عنه عائشة الصديقة رضى الله عنها في «الصحيح» سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم عن الوحي وهي مشاهدة.
ونسبه ابن قانع: الحارث بن هشام ابن أبي أمية بن المغيرة وأنشد الطبراني في هالك لابن هرمة:
فمن لم يرد مدحي فإن قصائدي ... توافق عندي الأكرمين سوامي
توافق عند المشترى الحمد بالندى ... نفاق بنات الحارث بن هشام
وفي «تاريخ دمشق»: جاء الحارث سهيل بن عمرو إلى عمر، فجلس بينهما، فجعل المهاجرون الأولون يأتون عمر، فيقول: ها هنا، ها هنا، حتى صار في آخر الناس، فلما خرجا قال الحارث لسهيل: ألم تر ما صنع بنا؟ فقال له سهيل: أيها الرجل، لا لوم عليه، ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا، دعي القوم فأسرعوا، ودعينا فأبطأنا.
فأتيا عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، قد رأينا ما فعلت اليوم، وعلمنا أنا إنما أتينا من قبل أنفسنا، فهل بشيء نستدرك به ما فاتنا؟ فقال: لا أعلمه إلا هذا الوجه. وأشار إلى ثغر الروم، فخرجا وجهزهما عمر بأربعة آلاف وأربعة آلاف. وفي الصحابة آخر يقال له:
1120 - الحارث بن هشام الجهني، مصري.
ذكره ابن عبد البر، ذكرناه للتمييز [ق 112 / أ]. 327/ 402
1121 - (د ت ق) الحارث بن وجيه الراسبي البصري، أبو محمد.
قال الحافظان أبو علي الطوسي وأبو عيسى الترمذي: ويقال: وجبه.
قالا: وهو شيخ ليس بذاك، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة.
وقال الآجري: عن أبي دواد: حديثه منكر وهو ضعيف.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: قد تكلموا فيه.
وقال أبو جعفر العقيلي: ضعفه نصر بن علي الجهضمي وله غير حديث منكر ولا يتابع عليه.
وقال الخطابي في كتاب «معالم السنن»: مجهول.
وهو قول يحتاج إلى نظر لما أسلفناه من زوال الجهالتين عنه.
وقال الساجي: ضعيف الحديث.
وفي «كتاب» أبي محمد بن الجارود: ليس حديثه بشيء.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان قليل الحديث ولكنه تفرد بالمناكير عن المشاهير في قلة روايته.
وذكره الدولابي والقيرواني في «جملة الضعفاء».
وذكره البخاري في «فصل من مات بين عشر إلى ثمانين ومائة»، وقال: عنده بعض المناكير.
وفي «علل» الخلال: قال أحمد بن حنبل: لا أعرفه، وحديث «تحت كل شعرة جنابة». منكر.(3/326)
وقال الطبري: ليس بذاك.
وقال العقيلي: له غير حديث منكر.
ولما ذكره يعقوب في «باب: من رغب عن روايتهم» قال: بصري لين الحديث.
1122 - (م د س ق) الحارث بن يزيد بن كثير بن فليت بن موهب الأعرج الصدفي الحضرمي أبو عبد الكريم المصري.
قاله ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وخرج حديثه في «مستدركه» وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
1123 - (خ م س ق) الحارث بن يزيد العكلي التيمي الكوفي.
كذا ذكره المزي، وهو غير جيد لأن عكلا هو - في قول الكلبي - ولد عوف بن إياس بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طانجة بن إلياس بن مضر. نسبوا إلى امرأة حضنتهم.
وفي «كتاب» الرشاطي: ولد عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة من الرباب، وأيا ما كان فليس من تميم في ورد ولا صدر، والله تعالى أعلم.
وكأن المزي رأى بعض نسخ «الكمال» الغير مهذبة، وكأن صاحب «الكمال» أن رأى بعض نسخ كتاب «الأنساب السمعانية» المصحفة وفيها: عكل بطن من تميم، فصفحه الناسخ تيما، وما درى أن الصواب تميم تميمين لا تميم واحد.
وقد سبقنا بالرد على ابن السمعاني ابن الأثير بقوله: هكذا قال السمعاني أن عكلا بطن [ق 112/ ب] من تميم وليس بصحيح، إنما عكل اسم امرأة(3/328)
حضنت ولد عوف بن قيس بن وائل بن عوف بن عبد مناة بن أد، وعكل من جملة الرباب الذين تحالفوا على بني تميم.
وقال الآجري: سئل أبو داود عن الحارث العكلي؟ فقال: ثقة ثقة لا يسئل عنه. قلت إن شعبه يتكلم فيه. قال: بحال القياس.
وفي «سؤالات الحاكم الكبرى» للدارقطني قال الدارقطني: ليس به بأس يتكلمون في مذهبه.
وفي «المختلف والمؤتلف» لأبي القاسم الحضرمي: دخل إياس بن يزيد الضبي على الحارث وهو يصلي على [] فقال: يا أبا الحسن تبكي وأنت سيد الناس وعالمها! فقال: [] أبكي على باب من أبواب الجنة أغلق عني.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: الحارث العكلي كان ثقة قليل الحديث.
وكناه ابن خلفون في كتاب «الثقات» أبا يزيد، وأبو حاتم الرازي: أبا علي فيما حكاه ابنه.
وذكر أبو عبد الله الحاكم أنه قال للدارقطني: فالحارث بن يزيد العكلي؟ قال: ليس به بأس.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
وقال الباجي وغيره: قرنه البخاري في «كتاب العتق» بعمارة عن أبي زرعة(3/329)
عن أبي هريرة «ما زلت أحب بني تميم لثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وزعم الصريفيني أن النسائي قال: هو ثقة، وفي كتاب المزي نقل توثيق النسائي في الحارث بن يزيد الحضرمي انتهى.
وهو يحتاج إلى نظر، وذلك أن النسائي لم ينسب المقول فيه ثقة، والذي في كتاب «التمييز» في نسختين صحيحتين قديمتين جدا: الحارث بن يزيد ثقة.
لم يذكر شيئا غير هذا، ولا عنده من أبوه مسمى بيزيد غيره، فتعيينه للحضرمي أو للعكلي يحتاج إلى ترجيح أو توضيح من خارج، ولم نر شيئا يدل على ذلك فنقف إلى أن يتضح، والله أعلم، وليس قول المزي بأولى من قول غيره إلا بدليل.
1124 - (عخ م ت س) الحارث بن يعقوب بن ثعلبة الأنصاري المصري والد عمرو ومولى قيس بن سعد بن عبادة.
كذا قاله المزي، وفي «كتاب» ابن يونس: يكنى أبا عمرو وتوفي سنة ثلاثين ومائة.
وخرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، وذكره في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون [ق 113/ أ].
- الحارث جد سليمان.
ترجمته تذكر في حرف السين.(3/330)
من اسمه حارثة وحازم
وحاضر وحامد
1125 - (ت ق) حارثة بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري النجاري المدني، نزيل الكوفة، أخو عبد الرحمن ومالك.
ونسبه المزي هكذا، وفي «موطأ مالك» وكتاب البخاري ومسلم في آخرين اسقاط عبد الله بين عبد الرحمن وحارثة فينظر.
أمه منية بنت أيوب من بني عدي بن النجار.
وفي «كتاب ابن سعد» حميدة بنت أيوب انتهى. فلعل منية يكون لقبا.
وقال أبو أحمد بن عدي: وبلغني عن أحمد بن حنبل أنه نظر في جامع إسحاق بن راهوية فإذا أول حديث أخرج في جامعه حديث حارثة في «استفتاح الصلاة» فأنكره جدا، وقال: أول حديث في الجامع عن حارثة؟!.
ولما خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» قال: كان مالك لا يرضى حارثة،(3/331)
وقد رضيه أقرانه من الأئمة. قال: ولا أحفظ في قوله «سبحانك اللهم وبحمدك» أصح من هذين الحديثين حديث حارثة وحديث أبي الجوزاء انتهى كلامه. وسنبين فساده في الجزء الثامن عشر إن شاء الله تعالى.
ولما خرج ابن خزيمة حديثه في «كتاب الطهارة» شاهدا في «صحيحه» قال: وحارثة ليس يحتج أهل الحديث بحديثه.
وفي «كتاب» ابن الحارود: ضعيف.
قال: وقال محمد بن إسماعيل البخاري: حارثة لم يعرفه أحد.
وقال الساجي: منكر الحديث.
وقال الآجري عن أبي داود: ليس بشيء، قال عبد العزيز بن محمد: ضرب عندنا حدود - يعني حارثة -.
ولما ذكره أبو جعفر العقيلي في كتاب «الضعفاء» قال: قال ابن معين مدني ضعيف، ليس بثقة.
وقال أبو نصر بن ماكولا: ليس بالقوي في الحديث.
وذكر ابن سعد شيئا لم أره لغيره وهو: حارثة بن أبي الرجال، واسم أبي الرجال عمران، كان له قدر وعبادة ورواية للعلم، مات سنة ثمان وأربعين ومائة بالمدينة، وكان ثبتا في الحديث قليله، وكان مالك يقول: ما وراء حارثة أحد. انتهى.
لم أر أحدا سمى أباه عمران غيره، ولا ذكر أن مالكا أثنى عليه سواه،(3/332)
والمعروف عن مالك ما أسلفناه، والله أعلم. فينظر.
وذكره يعقوب في «باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يصعفونهم».
وقال أبو عيسى الترمذي وأبو علي الطوسي، لما خرجا حديثه: قد تكلم فيه من قبل حفظه.
وذكر أبو بكر البيهقي في كتاب «معرفة السنن والآثار» أن الشافعي قال لبعض من حضره من مناظريه - يعني محمد بن الحسن - في حديثه «الاستفتاح»: أحافظ من رويت عنه هذا القول ويحتج به وبحديثه؟ فقال عامة من حضره: لا ليس بحافظ. قال الشافعي: فكيف يجوز أن يعارض برواية من لا يحفظ ولا يقبل حديث مثله على الانفراد رواية من يحفظ ويثبت حديثه.
قال البيهقي: إنما أراد أبو عبد الله حديث حارثة عن عائشة.
وذكره البرقي في «باب من كان الأغلب عليه الضعف في حديثه وقد ترك بعض أهل العلم بالحديث الرواية عنه».
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: متماسك الأمر.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان ممن كثر وهمه وفحش خطؤه تركه أحمد ويحيى.(3/333)
وقال علي بن الجنيد: متروك الحديث.
وقال العجلي: لا بأس به.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
وفي قول المزي، إثر روايته حديث حارثة في «الاستفتاح»، قال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ثم قال: هكذا قال، وقد رواه الطبراني أيضا من رواية عطاء بن أبي رباح عن عائشة، ومن حديث: ابن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وأنس، والحكم بن عمير، وابن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، نظر من حيث إنه أبعد النجعة في ذكر متابعة حارثة من عند الطبراني وتركها من عند أبي داود، قال أبو داود: ثنا حسين بن عيسى ثنا طلق بن غنام ثنا عبد السلام بن حرب عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة. فذكرت حديث الاستفتاح [ق 115 / أ].
وهو حديث صحيح صححه أبو عبد الله الحاكم في «مستدركه».
ومنها إغفاله – أيضا – أن أبا عبد الرحمن النسائي روى في «سننه»: عن عمرو بن عثمان ثنا شريح بن عبيد الحضرمي أخبرني شعيب قال: حدثني ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله. فذكر حديث «الاستفتاح».
ومنها - أيضا – إغفاله حديث عمر بن الخطاب المرفوع من عند الدارقطني.
وقصر - أيضا - فأغفل حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه الموقوف عند(3/334)
ابن أبي شيبة في «مصنفه»، والمرفوع عند غيره.
ومنه - أيضا - إغفاله حديث عتبة البلوي. ذكره أبو موسى المدينى في كتاب «معرفة الصحابة».
وقد استوفينا ذكر هذه الأحاديث بطرقها وتعليلها، وكذا في معناها في كتابنا الموسوم «بالأعلام بسنته عليه الصلاة والسلام شرح سنن ابن ماجة الإمام» فاستغنينا عن إعادة شيء منه هنا، والله الموفق.
1126 - (بخ 4) حارثة بن مضرب العبدي الكوفي.
قال أبو داود: هو أخو خالد بن مضرب.
ذكره أبو موسى المديني في «جملة الصحابة»، وأبو حاتم البستي في «ثقات التابعين»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله الحاكم وأبو علي الطوسي.
وذكر ابن الجوزي أن علي بن المديني قال: هو متروك الحديث.
وفي «كتاب» الصريفيني: أدرك الجاهلية.
وفي «كتاب البخاري الكبير»: ويقال إن الشعبي روى عنه، ولا تصح رواية الشعبي عن حارثة.(3/335)
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: قال أبو جعفر البغدادي: سألت أبا عبد الله عن الثبت في علي بن أبي طالب؟ فقال: عبيدة، وأبو عبد الرحمن السلمي، وحارثة بن مضرب، وحبة بن جوين، وعبد خير. قال أبو جعفر محمد بن الحسين: قلت: له: فزر وعلقمة والأسود؟ قال: هؤلاء أصحاب ابن مسعود وروايتهم عن علي يسيرة.
1127 - (ع) حارثة بن وهب الخزاعي، أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه، أمهما أم كلثوم بنت جرول الخزاعي.
كذا ذكره المزي، وفي «كتاب» ابن سعد: أنها بنت عثمان بن مظعون.
وفي «كتاب» ابن حبان: أم كلثوم اسمها مطيعة بنت جرول بن مالك بن المسيب بن الخزاعية.
1128 - (ق) حازم بن حرملة الغفاري.
كذا ذكره المزي، وفي «كتاب» أبي عمر بن عبد البر: حازم بن حرملة بن مسعود الغفاري.
وفي كتاب أبي [ق 115/ ب] أحمد العسكري ويقال: الأسلمي، ذكره الحميدي ويعقوب بن حميد.
وذكره عبد الباقي بن قانع في «حرف الخاء المعجمة» وسمى جده مسعودا كما عند أبي عمر.
وقال البغوي: أسلمي سكن المدينة، ولا أعلم له غير حديث «لا حول ولا قوة إلا بالله». وكذا نسبه الباوردي جازما بذلك.
وقال خليفة بن خياط: روى عنه أهل الكوفة.(3/336)
1129 - (س) حازم بن عطاء، أبو خلف الأعمى شامي، ويحتمل أن يكون أصله من البصرة.
يروي عن: أنس.
روى عنه: معان بن رفاعة، وسابق الرقي. قاله ابن أبي حاتم. وقال: سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ منكر الحديث، ليس بالقوي.
وقال ابن حبان: يروي عن عائشة، روى عنه المعافى بن عمران، منكر الحديث على قلته، يأتي بالأشياء التي لا تشبه حديث الأثبات، روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مدح العاصي اهتز العرش».
قال المزي في كتاب «الأطراف»: - وأغفله هنا فلم يذكره ولم ينبه عليه - روى عن أنس حديث «لا تجتمع أمتي على ضلالة»، رواه النسائي عن سعيد بن عثمان بنا عصام بن خالد الحضرمي ثنا معان عن حازم به.
وزعم في «الكنى» أن ابن ماجة روى له وحده فينظر، والله تعالى أعلم.(3/337)
1130 - (س ق) حاضر بن المهاجر الباهلي أبو عيسى.
خرج أبو حاتم بن حبان حديثه في «صحيحه»، وذكره في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وصحح الحاكم حديثه.
1131 - (خ م) حامد بن عمر بن حفص بن أبي بكرة الثقفي.
قال صاحب «زهرة المتعلمين»: روى عنه البخاري ستة أحاديث ومسلم سبعة أحاديث.
1132 - (د) حامد بن يحيى بن هانئ البلخي أبو عبد الله، نزيل طرسوس.
[ق 116 / أ]. قال ابن يونس في «تاريخ الغرباء»: توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين يوم الاثنين لست ليال خلون من شهر رمضان.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان ممن أفنى عمره بمجالسة ابن عيينة، وكان من أعلم أهل زمانه بحديثه. وخرج حديثه في «صحيحه» عن إبراهيم بن أبي أمية عنه.
وكذلك أبو علي الطوسي، والحاكم أبو عبد الله عن أحمد بن سهل عن سهل بن المتوكل عنه.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن أبي الحسن الدارقطني:
قال علي بن المديني - وسئل عن حامد -: ما زال معروفا عند ابن عيينة ومدحه.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة» وأبو علي الجياني: ثقة حافظ، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين. زاد أبو علي عن ابن المديني أنه(3/338)
قال: ما زال مقدما عند ابن عيينة. وروى عنه محمد بن وضاح.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: مات حامد في يوم مطير فما قدرنا أن نخرج في الجنازة.
وقال أبو عبد الملك بن عبد البر في «تاريخ قرطبة»: كان حافظا ضابطا.
وقال الدارقطني في كتاب «الرواة عن الشافعي» لزم ابن عيينة وأكثر عنه.(3/339)
من اسمه حبان وحبان
1133 - (ع) حبان بن هلال الباهلي، ويقال الكناني، أبو حبيب البصري.
قال أبو بكر البزار: ثقة مأمون على ما يحدث به.
ولما ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتاب «التلخيص» تأليفه، قال: وكان حبان ثقة ثبتا.
وقال العجلي: ثقة لم أسمع منه شيئا، وكان عسرا.
وفي «كتاب» الصريفيني: توفي سنة عشر ومائتين.
وقال ابن قانع: بصري صالح.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
1134 - (م د ت) حبان بن واسع بن حبان بن منقذ الأنصاري المدني، عم محمد بن يحيى بن حبان.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» وقال: روى عنه عمرو بن الحارث وأهل المدينة. وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي، وأبو عوانة، وأبو محمد الدرامي، والترمذي [ق 116 / ب].
وفي كتاب «الإكمال» لأبي نصر بن ماكولا: روى عنه جعفر بن ربيعة،(3/340)
وروى عن عروة بن الزبير. وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1135 - (بخ) حبان بن أبي جبلة القرشي مولاهم، المصري.
قال الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي في كتاب «طبقات علماء القيروان»: كان من أهل الفضل والدين، وروى عن جماعة من الصحابة منهم: أبو قتادة، سكن القيروان وانتفع به أهلها، وأدخله ابن سنجر في كتاب «المسند».
ولما ذكره أبو العرب القيرواني في «طبقات القيروانيين» - مع إسماعيل بن عبيد وغيره - قال: وكل هؤلاء ثقات عن المحدثين، وقد روى عنهم كلهم عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم، وقد حدثني: جبلة بن حمود عن سحنون عن معاوية الصمادحي عن عبد الرحمن بن زياد: أن الخمر كانت عند أهل إفريقية حلال حتى بعث عمر بن عبد العزيز هؤلاء الفقهاء فعرفوا أنها حرمت.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي قول المزي: قال ابن يونس: توفي سنة اثنين وعشرين ومائة، وقال أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان: توفي بإفريقية سنة خمس وعشرين. نظر؛ لأنه يفهم منه أنه رأى كتابا لابن الوزير فيه غير ما في كتاب ابن يونس، وليس كذلك، فإن ابن يونس هو الذي حكى قول أحمد في كتابه، فكان الأولى أن يقول: قال ابن يونس توفي سنة اثنين وحكى عن أحمد بن الوزير سنة خمس، ويسلم من إيراد أو يحتمل أن يكون نقله بواسطة فظن أنهما قولين متغايرين فكتبها على ظنه وحسبانه: قال أبو سعيد.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: من قال حيان بن أبي جبلة فقد وهم، يشير بذلك - فيما. أظن والله أعلم - إلى ما ذكره ابن أبي حاتم،(3/341)
فإنه أعاد ذكره في حيان، أعني بالياء أخت الواو [ق 117 / أ].
1136 - (ق) حبان بن جزء السلمي، أخو خزيمة بن جزء.
وفي «كتاب» ابن ماكولا: وأما جزى بكسر الجيم يقوله أصحاب الحديث قاله الدارقطني، وقال الخطيب: بسكون الزاي، ولم يذكر حركة الجيم، قال عبد الغني بن سعيد: جزى بفتح الجيم وكسر الزاي، وهو جزى أبو خزيمة وحبان.
وفي كتاب «الأطراف» لابن عساكر: رواه بقية عن عبيدة بن قيس الهاشمي المدني عن شيخ من أهل المدينة عن خالد بن جزي عن أخيه خزيمة. سمى أخا خزيمة خالدا.
وقال أبو عمر - لما ذكره حديثه -: ليس إسناده بقائم.
1137 - (بخ د) حبان بن زيد الشرعبي أبو خداش الشامي.
قال أبو محمد الرشاطي في كتاب «اقتباس الأنوار والتماس الانبهار»: ينسب إلى شرعب بن سهل بن زيد بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير. كذا قاله الهمداني، قال: وإليه تنسب الرماح الشرعبية كما تنسب الرماح السمهرية إلى سمهر والشراعية إلي شراعة بن مخصف.
وقال ابن الكلبي: شرعب بن قيس بن معاوية بن جشم. فأسقط سهل بن زيد بن عمرو. قال: وإليه تنسب الرماح الشرعبية، وكذلك البرود أيضا. انتهى كلامه.(3/342)
وفي كتاب «أدب الخواص» للوزير أبي القاسم المغربي: رأيت بخط شبل بن تكين النسابة في عدة مواضع: شهل بن زيد. معجمة ثلاثا من فوق، قال أبو القاسم: ولا أدري ما صحة ذلك.
وفي «المحكم» لابن سيده: الشرعوب: نبت أو تمر، ورجل شرعب: طويل خفيف الجسم، وقيل هو الخفيف الجسم، [ق 117 / ب]، والأنثى بالياء، والشرعبي: الطويل الحسن الجسم، وشرعب الشيء: طوله. قال طفيل:
أسيله مجرى الدمع خمصانه الحشى ... برود الثنايا ذات خلق شرعب
وشرعبه: قطعه طولا، وخص بعضهم به اللحم والأديم، والشرعبة القطعة منه، والشرعبية: ضرب من البرود، والشرعبية موضع، قال الأخطل:
ولقد بكى الحجاف مما أوقعت ... بالشرعبية إذ رأى الأطفالا
قال الرشاطي: منهم من الرواة أبو خداش حبان بن زيد الشرعبي، ذكره بعضهم في «الصحابة» لحديث رواه ابن محيريز عن أبي خداش الشرعبي - رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: «الناس شركاء في أسفارهم في ثلاث في الماء والكلأ والنار».
قال أبو عمر: قوله عن أبي خداش رجل من الصحابة وهم، وصوابه عن أبي خداش عن رجل.
وهذا الحديث رواة معاذ بن معاذ العنبري، ويزيد بن هارون، وثور بن يزيد عن حريز بن عثمان، عن أبي خداش حبان بن زيد الشرعبي عن رجل - من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوات فسمعته يقول: «المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلأ والنار».
وقد روى أبو خداش هذا عن عبد الله بن عمرو.
وقال أبو حفص الفلاس: سألت يحيى بن سعيد عن حديث ثور بن يزيد عن حريز عن أبي خداش؟ فقال لي: معاذ سمعه من حريز فسله عنه، فلم أدعه(3/343)
حتى حدثني فقال: ثنا ثور بن يزيد عن حريز عن أبي خداش عن رجل من [ق 118/ أ] أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ثلاث غزوات فذكره.
قال الفلاس: وسألت عنه معاذ بن معاذ فحدثني قال: حدثني حريز، ثنا حبان بن زيد الشرعبي، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – قال: غزوت.
قال أبو حفص: ثم قدم علينا يزيد بن هارون فحدثنا به قال: ثنا حبان بن زيد الشرعبي.
وقال أبو عمر: وهذا الحديث أنبأنا به خلف بن قاسم، ثنا ابن أبي العقب، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن ثور بن يزيد، عن حريز بن عثمان، عن أبي خداش، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: وقال يزيد بن هارون: حيان، والأول أصح.
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» قال: ومن قال حيان فقد وهم.
وذكره يعقوب بن سفيان في «جملة الثقات».
1138 - (بخ) حبان بن عاصم العنبري.
يروي عن جده حرملة.
ذكره أبو حاتم البستي في «ثقات أتباع التابعين».(3/344)
1139 - (خ) حبان بن عطية السلمي.
ذكره أبو نصر بن ماكولا في باب: حبان، وذكره أبو الوليد بن الفرضي في باب: حبان. وتابعه على ذلك أبو علي الغساني. كذا قاله المزي.
وفيه نظر؛ لأن الغساني لم يتابعه ولا رضيه، بل رده وأنكر على من قال ذلك، يبين لك سياقة كلامه، قال في كتاب «تقييد المهمل وتمييز المشكل» - وهي نسخة قيل أنها كتبت عنه -: وحبان بكسر الحاء وباء منقوطة بواحدة هو: حبان بن موسى، وأبو جعفر أحمد بن سنان بن أسد بن حبان القطان، وحبان بن عطية مذكور في حديث أبو عوانة عن حصين قال: نازع [ق 118/ ب] أبو عبد الرحمن السلمي وحبان بن عطية ذكر هذا في حديث «روضة خاخ وقصة حاطب» وهو في «الجامع» في: «كتاب استتابة المرتدين».
وفي بعض نسخ شيوخنا عن أبي ذر الهروي: حبان بن عطية بفتح الحاء، وذلك وهم.
انتهى لفظه، وهو كما ترى مخالف لما ذكره المزي.
1140 - (ق) حبان بن علي أبو علي العنزي أخو مندل.
قال ابن قانع والخطيب: كنيته أبو عبد الله، زاد ابن قانع: وهو ضعيف.
وقال أبو بكر البزار في كتاب «السنن» تأليفه: صالح.(3/345)
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، قال: كان يتشيع وخرج هو والحاكم حديثه في «صحيحيهما».
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي صدوق.
وفي موضع آخر: جائز الحديث، وكان فيه تشيع، وكان وجها من وجوه أهل الكوفة، وكان فقيها، وكان من العشرة الذين قعدوا مع أبي حنيفة ثم عاداه وتركه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال أبو زرعة النصري في «تاريخه الكبير»: حدثني محمد بن إدريس قال: سألت ابن معين عن مندل وحبان أيهما أحب إليك؟ قال: ليس بهما جميعا بأس.
وفي «كتاب» الساجي عنه: فيه ضعف، وهو أوثق من مندل وهما متقاربان.
وسئل عنه أبو داود - الذي نقل المزي بعض كلامه وأغفل - فقال: أحاديثه عن ابن أبي رافع عامتها بواطيل، وكان حبان يذهب إلى الرأي.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حبان ومندل ما أقربهما.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: كان صالحا دينا.
ولما ذكره ابن شاهين في [ق 119 /أ] «جملة الثقات» قال: حبان بن علي صالح، وليس بذاك القوي، حديثه هو وأخوه شيء واحد.(3/346)
وقال الجوزجاني: واهي الحديث.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بالقوي.
وقال ابن ماكولا: ضعيف الحديث وهو شاعر.
وذكره أبو العرب والعقيلي والدولابي والبلخي والساجي في «جملة الضعفاء»، زاد العقيلي - في بعض النسخ -: يكنى أبا بكر.
قال المرزباني ومن شعره في أخيه مندل واسمه عمرو:
عجبا يا عمرو من غفلنا ... والمنايا مسرعات عتقا
قاصدات نحونا مسرعة ... يتخللن إلينا الطرقا
وإذا أذكر فقدان أخي ... أتقلب في فراشي أرقا
وأخي أي أخ مثل أخي ... قد جرى في كل خير سبتا
ولما ذكر ابن حزم له حديثا في «الصلة» قال: هذا خبر صحيح.
1141 - (خ م ت س) حبان بن موسى بن سوار أبو محمد السلمي المروزي الكشميهني.
كذا ضبطه المهندس: السلمي وجوده بفتح الميم، والذي عند ابن السمعاني وغيره كسر الميم.
قال ابن السمعاني: كان ثقة وتوفي مرابطا سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثلاثين ومائتين.
وقال ابن قانع: صاحب ابن المبارك.(3/347)
وكناه «صاحب الزهرة»: أبا عبد الله، وقال: روى عنه البخاري ثلاثة وعشرين حديثا، ومسلم حديثين.
وقال الصدفي: ثنا إسحاق ثنا محمد بن علي ثنا حبان بن موسى ثقة كتب عنه أحمد بن حنبل.
1142 - (د عس) حبان بن يسار، أبو رويحة، الكلابي البصري.
كذا ذكره المزي، وفي «تاريخ» البخاري: وقال الصلت بن محمد: حبان بن زهير، وقال وهب بن جرير ثنا أبو زهير حبان بن زهير العدوي، وقال غيره حبان بن عبيد الله.
ثنا موسى، ثنا حبان بن يسار، ثنا أبو مطرف عبيد الله بن طلحة، قال: حدثني محمد بن علي، عن المجمر، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت». الحديث.
ورواه داود بن قيس، عن المجمر، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثنا عبد الله بن مسلمة، عن نعيم، سمع محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا أصح.
وقال أبو داود: لا بأس به حدث عنه غير واحد [ق 119 ب].(3/348)
من اسمه حبشي وحبة
1143 - (ت س ق) حبشي بن جنادة بن نصر السلولي الكوفي، له صحبة.
قال أبو عمر: روى عنه ابنه عبد الرحمن بن حبشي.
وفي كتاب أبي نعيم الأصبهاني، والعسكري، وابن حبان، وابن سعد: حبشي بن جنادة بن نصر بن أسامة بن الحارث بن معيط بن عمرو بن جندل.
[وأمه سلول بنت ذهل بن شيبان] بن مرة بن صعصعة. ومرة هو أخو عامر بن صعصعة، يقال لكل من ولده سلولي.
قال ابن سعد: روى عنه قرة بن عبد الله السلولي. زاد أبو أحمد: وشهد مع علي مشاهده، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في فضل علي منها:
«من كنت مولاه».
وحديث: «علي مني».(3/349)
وحديث «أنت مني بمنزلة هارون من موسى صلى الله عليهما وسلم».
ونسبه ابن قانع: أزديا.
وألزم الدارقطني الشيخين تخريج حديثه.
وزعم أبو ذر الهروي في كتابه «المستخرج على الإلزامات» أن مسلما - رحمه الله - روى في كتابه «الصحيح» حديث: الشعبي عن حبشي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سأل الناس ليثري به ماله فإنه خموش في وجهه. الحديث، من جهة مجالد بن سعيد مقرونا بغيره عن الشعبي، انتهى كلامه.
وهو يرد على المزي هنا وفي «الأطراف» لعدم تنبيهه على هذا، والله أعلم.
وخرج الحاكم حديثه قائلا فيه: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وفي كتاب «الكامل» لابن عدي: قال أبو إسحاق: سمعت حبشيا يقول: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة مشاهد وشهدت مع علي ثلاثة مشاهد ما هي بدونها. قال: فقال أبو إسحاق: صدق أبو الجنوب إنها لمنها.
وزعم البرديجي أنه اسم فرد، والله تعالى أعلم.(3/350)
وفي كتاب «الباوردي»: قال شريك لأبي إسحاق: أين سمعت من حبشي؟
قال: وقف علينا في مجلسنا فحدثناه. قال أبو إسحاق: شهد حجة الوداع [ق 120 /أ].
1144 - (ص) حبة بن جوين العرني البحلي، أبو قدامة الكوفي.
ذكره أبو القاسم الطبراني فقال: يقال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما ذكره أبو موسى المديني في «جملة الصحابة» قال: ذكره أبو العباس بن عقدة في الصحابة رضى الله عنهم أجمعين، أنبأ السيد أبو محمد حمزة بن العباس، أنبأ أبو بكر أحمد بن الفضل، ثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد وأحمد بن الحسين بن عبد الملك، قالا: ثنا عاصم بن محمد، أنبأ عبد الله بن مسلم الملائي، عن أبيه، عن حبة بن جوين العرني، قال: لما كان يوم غدير خم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة نصف النهار، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
«أيها الناس أتعلمون أني أولى بكم من أنفسكم». قالوا: نعم. قال: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه». وأخذ بيد علي رضي الله عنه حتى رفعها حتى نظرت إلى آباطهما وأنا يومئذ مشرك.
وفي «كتاب الصحابة» لابن الأثير قلت: لم يكن لحبة صحبة، وقوله أنه شهدهما وهو مشرك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في حجة الوداع، ولم يحج تلك السنة مشرك. انتهى كلامه.
ولقائل أن يقول: إن صح السند بذلك إليه، لا يمنع أن يكون حضر ذاك(3/351)
وهو غير متلبس بالحج إنما في عهد أو ما أشبه أو يكون مارا في الطريق فسمع ذلك فعقله، والله أعلم.
وقال أبو حاتم بن حبان البستي – رحمه الله تعالى -: كان غاليا في التشيع واهيا في الحديث.
وقال أبو الفرج البغدادي: يكذب فيما يروي، روى أن عليا كان معه بصفين ثمانون بدريا. وكذب؛ فإنه ما شهد مع علي صفين من أهل بدر إلا خزيمة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ضعيف.
وذكره ابن خلفون في الثقات [ق 120 / ب].
وقال الدوري عن يحيى بن معين: ليس يساوي شيئا.
وفي العقيلي عنه: لا يكتب حديثه.
وقال أبو أحمد بن عدي: ما رأيت له حديثا منكرا قد جاوز الحد.
وقال محمد بن سعد - الذي نقل المزي وفاته من عنده، موهما نقله من كتابه، ولو كان كما أوهم الرأي فيه ما هو أهم عنده من ذكر وفاته التي نقلها عن جماعة غيره -: وهو روى أحاديث وهو يضعف.
وذكره الساجي في كتاب «الجرح والتعديل» فقال: كان يقدم عليا على(3/352)
عثمان، ويبين ضعفه أنه قال: كان مع علي ثمانون بدريا. وهم معروفون محصور عددهم مذكور ذلك في كتب السير.
وأبو العرب وابن شاهين في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب ابن الجارود: ليس يساوي شيئا.
وقال الحافظ أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجورقاني الهمداني في كتاب «الموضوعات» تأليفه: وحبة لا يساوي حبة، كان غاليا في التشيع واهيا في الحديث.
وفي قول ابن الجوزي: لم يشهد صفين مع علي من أهل بدر إلا خزيمة. نظر؛ لإجماعهم على حضور عمار بن ياسر صفين وأنه قتل بها مع علي، وأسيد بن ثعلبة معدود في البدريين، قال أبو عمر: وغيره: حضر مع علي صفين، وعبادة بن الصامت نقيب شهد العقبة الأولى والثانية والثالثة وبدرا وصفين مع علي: قاله إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب «طبقات الصحابة» تأليفه.
ولو تتبعنا ذلك لوجدنا أكثر مما ذكرنا والله تعالى أعلم.
وقال الجوزجاني: غير ثقة. انتهى. كلام الجوزجاني في الشيعة غير مقبول للمعرفة بمذهبه في ذلك.(3/353)
1145 - (بخ ق) حبة بن خالد أخو سواء، ولهما صحبة، من بني أسد ابن خزيمة، وقيل: من بني عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وقيل: من خزاعة، عدادهما في أهل الكوفة.
قال أبو الفتح الأزدي في كتاب «الصحابة»: لا نحفظ أن أحدا روى عنه إلا سلام أبو شرحبيل.
وذكره أبو أحمد العسكري في بني حرقان بن سواءة بن عامر بن صعصعة.
وقال ابن حبان: أتيا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج بناء حائط له فأعاناه.(3/354)
من اسمه حبيب
1146 - (تم) حبيب بن أوس الثقفي المصري.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وأبو محمد الدرامي.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات»، وكذلك ابن حبان البستي.
وفي «رافع الارتياب» للخطيب: حبيب بن أوس وهو: ابن أبي أوس الثقفي. انتهى.
ولهم شخص يسمى:
1147 - حبيب بن أوس الجاسمي، قرية من عمل دمشق.
توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وقيل: إحدى، وقيل: ثمان وعشرين بالموصل، وكان مولده سنة تسعين، وقيل: اثنتين وتسعين، وقيل: ثمان وثمانين ومائة، ذكره المرزباني، وذكرناه [ق 121/ أ] للفائدة.
1148 - حبيب بن أبي ثابت بن قيس بن دينار الأسدي، مولى بني أسد بن عبد العزى، أبو يحيى الكوفي.
كذا ذكره المزي. والصواب أنه مولى بني كاهل ابن أسد بن خزيمة.
قاله: ابن سعد، والكلبي، والبلاذري.(3/355)
ومعهم جماعة منهم: أبو نصر الكلاباذي، وأبو الوليد الباجي، وابن خلفون، وغيرهم.
ولما خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، قال: وقد صح سماعه من ابن عمر.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: كان مدلسا، ومات في شهر رمضان سنة تسع عشرة.
وفي كتاب الآجري: سئل أبو داود سمع حبيب من ابن عباس؟ قال: كذا يقول أبو بن عياش في حديثه، وقد سمع من ابن عمر: «سألت ابن عمر عن الضالة».
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال أبو الفتح الأزدي: وقد روي أن ابن عون تكلم في حبيب هذا ورماه. قال أبو الفتح: هذا خطأ من قائله، إنما قال ابن عون: ثنا حبيب بن أبي ثابت، وإسماعيل السدي، وهما جميعا أعور.
قال أبو الفتح: سمع من ابن عباس وابن عمر، وهو ثقة صدوق لا يلتفت إلى قول ابن عون فيه، وهو أشهر من أن يخرج له حديثا.
وذكر إسماعيل بن إسحاق القاضي: ثنا مسدد، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ.
قال إسماعيل: الأحاديث المرفوعة في هذا الباب منكرة، وقد سمعت جماعة من أهل العلم بالحديث نحو: علي بن نصر وعيسى بن شاذان،(3/356)
وغيرهما ذكروا حديث حبيب فعجبوا منه وأنكروه، قالوا: وهو مما يعتد به على حبيب، ومن يحسن فيه أمره يقول: أراد أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم، فغلط بهذا.
وقال أبو داود: قال يحيى بن سعيد لرجل: احك عني إن هذين - يعني حديث الأعمش عن حبيب في القبلة وحديث عنه في المستحاضة - قال: احك عني أنهما شبه لا شيء.
وروى عن الثوري قال: ما ثنا حبيب إلا عن عروة المزني، يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير شيء.
قال أبو داود: وقد روى حمزة بن ثابت، عن حبيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، حديثا صحيحا.
وقال أبو عيسى: سمعت محمدا يضعف هذا الحديث، وقال: حبيب لم يسمع من عروة.
وكذا قاله الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وتبعهما على ذلك البيهقي والدارقطني وغيرهما.
وقال أبو عمر: وحبيب لا ينكر لقاؤه لعروة، لروايته عمن هو أكبر من عروة وأجل وأقدم موتا، وهو إمام ثقة من الأئمة العلماء الجلة.
وفي كتاب «المراسيل» لابن أبي حاتم عن أبيه: أهل الحديث اتفقوا على ذلك - يعني على عدم سماعه منه - قال: واتفاقهم على شيء يكون حجة. انتهى.
وقد مر في كتاب «الأعلام شرح سنن ابن ماجة» أن الصواب قول من قال ابن الزبير بالدلائل الواضحة، والله أعلم.
وقال [ق 121 ب] ابن نميرة: ثقة. 358/ 402
وذكره خليفة في «الطبقة الرابعة» من «مضر الكوفيين» وفي «كتاب» العقيلي: عن يحيى بن سعيد القطان: له عن عطاء غير حديث لا يتابع عليه، وليست محفوظة. قال أبو جعفر: وغمزه ابن عون.
وفي كتاب الآجري: قلت لأبي داود سمع حبيب من عاصم بن ضمرة؟
فقال: ليس لحبيب عن عاصم شيء يصح. انتهى.
المزي أطلق روايته عنه المشعرة بالاتصال، فينظر.
وفي كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه: اسم أبي ثابت: دينار.
وفي «كتاب» ابن عدي: عن يحيى قال: قد روى ابن أبي خالد عن حبيب بن هندي. قال يحيى: وحبيب بن هندي هو ابن أبي ثابت.
وقال الوليد بن يحيى الأسدي: جاء رجل إلى حبيب فسأله عن مسألة فأفتاه،
ثم قال للرجل: إن أتيت هؤلاء الغلمان الذين في المسجد أفتوك بخلافه.
قال: قلنا من الغلمان؟ قال: ابن أبي ليلى، وحجاج بن أرطأة، وحماد بن أبي سليمان.
وقال أبو أحمد الجرجاني: وحبيب هو أشهر وأكثر حديثا من أن أحتاج أن أذكر من حديثه شيئا، وهو بشهرته مستغن عن أن أذكر أخباره أكثر من هذا،
وقد حدث عنه الأئمة، وهو ثقة حجة كما قال ابن معين، ولعل ليس في الكوفيين كبير أحد مثله، لشهرته وصحة حديثه، وهو في أئمتهم يجمع حديثه.(3/357)
وقال ابن سعد: حبيب الأسدي مولى بني كاهل قال: طلبت العلم ومالي فيه نية، ثم رزق الله النية.
وعن الحسن بن عمرو عن حبيب قال: ما عندي كتاب في الأرض إلا حديث واحد في تابوتي.
وعن أبي بكر بن عياش قال: سمعت حبيبا يقول: أتى على ثلاث وسبعون سنة، وكان طوالا. وقال العجلي - الذي نقل المزي بعض كلامه وترك قوله -: كان ثقة ثبتا في الحديث، سمع من ابن عمر غير شيء ومن ابن عباس، وكان فقيه البدن، وكان مفتي الكوفة قبل الحكم وحماد، وحديثه أقل من مائتي حديث. وكان له ابنا يسمى عبد الله قال: وهو ثقة سمع عن الشعبي.
وذكر أبو جعفر النحاس في كتابه «الناسخ والمنسوخ» حبيب بن أبي ثابت:
محل محله لا تقوم بحديثه حجة لمذهبه، وكان مذهبه أنه قال: إذا حدثني رجل عنك بحديث، ثم حدثت به عنك كنت صادقا.
ولما ذكر ابن خزيمة حديث ابن عباس: أنه بات عند ميمونة، قال: في القلب من هذا الإسناد شيء، فإن حبيبا يدلس.
وفي «تاريخ» يعقوب بن سفيان - بخط عبد العزيز الكناني مجودا-: سمى أباه كندي، وهو ثقة.
وفي قول المزي - تبعا لصاحب الكمال -: قال أبو بكر بن عياش ومحمد بن(3/359)
عبد الله بن نمير والبخاري: مات سنة تسع عشرة ومائة. نظر، وذلك أن البخاري لم يقل هذا، إنما نقله عن أبي بكر بن عياش، فقول المزي قال أبو بكر بن عياش، مشعر أنه رأى كلام ابن عياش وكلام البخاري، ولو قال قائل: إنه ما رأى كلام البخاري فضلا عن كلام ابن عياش حال التصنيف، لما استبعد قوله، إذ لو رآه لرأى فيه: أنه أسند وفاته إلى ابن عياش لم يستبد بذلك، وأيضا فلا نعلم لأبي بكر مصنفا في الوفيات، ولا سمعنا به، إنما تنقل عنه وفيات [ق 122 / أ] في كتب الأئمة.
والذي في «تاريخ البخاري الكبير» وحدثني أحمد بن سليمان، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: مات – يعني حبيبا - في رمضان سنة تسع عشرة ومائة.
وقال في «التاريخ الأوسط»: حدثني أحمد بن سليمان، قال: سمعت أبا بكر بن عياش قال: مات حبيب بن أبي ثابت سنة تسع عشرة ومائة. وقال علي: سمعت سفيان ذكر حبيبا فقال: أرى ابنه أخبرني أنه مات سنة تسع عشرة. وقال في «الصغير»: ثنا أحمد بن سليمان، سمعت أبا بكر بن عياش
قال: مات حبيب سنة تسع عشرة.
فهذا كما ترى البخاري لم يقل هذا في «تواريخه الثلاث» إنما ذكره رواية،
ومما يؤكد عندك أيضا عدم رؤية المزي كتاب البخاري، أنه لما ذكر في «كتابه التهذيب» وفاته، لم يذكرها في أي شهر، والبخاري قد نص على الشهر، والله أعلم.
وقوله - أيضا – وقال محمد بن سعد عن الهيثم: مات سنة اثنتين وعشرين في ولاية يوسف بن عمر. نظر، لأن الذي في كتاب «الطبقات الكبير»: أبنا الفضل بن دكين ومحمد بن عمر قالا: مات حبيب بن أبي ثابت سنة تسع 361/ 402
عشرة ومائة. انتهى. لم يذكر عن الهيثم في ترجمته شيئا، فينظر.
وأما الهيثم فإنه صحح عنه وفاته سنة اثنتين. كذا رأيته في تاريخيه «الكبير» و «الصغير»، وكذا هو أيضا في كتاب «الطبقات» تأليفه، والله أعلم.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات»، والطبري في «طبقات الفقهاء»
وقال: كان من الأبدال، كان إبراهيم وثقه، وقال أبو بكر بن عياش: لم يكن بلغه فتيا بلدهم في هذه الأيمان والطلاق إن هذا لمحدث.
1149 - (ت) حبيب بن أبي حبيب البجلي، أبو عمرو، ويقال: أبو عميرة، ويقال: أبو كشوثا البصري، نزيل الكوفة.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال أبو أحمد الحاكم: كان حذاء. وذكر كنيته في «الأفراد».
وفي جامع الترمذي: ثنا عقبة بن مكرم ونصر بن علي، عن مسلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس: «من صلى أربعين يوما في جماعة - الحديث». وقال: لا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى مسلم عن طعمة، وإنما يروى هذا عن حبيب بن أبي حبيب البجلي [ق 123/ ب] عن أنس قوله. ثنا بذلك هناد، ثنا وكيع، عن خالد بن طهمان، عن حبيب ابن أبي حبيب البجلي، عن أنس قوله.
وقال الشيرازي: أبو كشوثا لقب له.
1150 - (عخ م س ق) حبيب بن أبي حبيب يزيد الجرمي البصري الأنماطي، جد عبد الرحمن بن محمد بن حبيب.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»: مات سنة اثنتين وستين(3/360)
ومائة. قاله ابن قانع، وخليفة بن خياط.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: هو عندي في «الطبقة الرابعة» من المحدثين أخرج له مسلم في المتابعة. كذا قال، والمزي أطلق رواية مسلم عنه، فينظر.
وفي «تاريخ» البخاري: سمع ابن سيرين، وقتادة، وقال حبان: ثنا حبيب بن أبي حبيب الجرمي ثقة.
وفي قول المزي: كان فيه – يعني «الكمال» - سئل عنه أحمد فقال: ما أعلم بحبيب بن أبي حبيب بأسا.
والصواب: ما أعلم بحبيب بن أبي ثابت بأسا. نظر، وذلك أن الذي في «الكمال»: قال أحمد بن حنبل: ما علمت به بأسا، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات» قال: صالح.
وقال الساجي: ضعيف. وقال: حدث عنه ابن مهدي.
وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
ولهم شيخ آخر يقال له:(3/362)
1151 - حبيب بن أبي حبيب الخرططي.
نسبة إلى قرية من قرى مرو، يروي عن إبراهيم الصائغ وأبي حمزة السكري أحاديث موضوعة، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقال أبو سعيد النقاش: يروي الموضوعات.
وقال ابن السمعاني: لا يحل كتب حديثه، ولا الرواية عنه إلا على سبيل القدح فيه، وكان يضع على الثقات الحديث، وكذا قاله أبو حاتم بن حبان في كتاب «المجروحين»، ذكرناه للتمييز.
1152 - (ق) حبيب بن أبي حبيب إبراهيم، وقيل: رزيق، وقيل: مرزوق الحنفي أبو محمد المصري، كاتب مالك بن أنس.
قال إبراهيم بن الجنيد: سمعت ابن معين يقول: كاتب مالك كذاب خبيث، رجل سوء، يخرطف ويضع الأحاديث، يقرأ على مالك فيخرطف الأحاديث العشر ورقات وأكثر وأقل.
وفي «تاريخ نيسابور»: ذهب حديث حبيب في الذاهبين.
وقال أبو داود: أخذ أحاديث [ق 120 / أ] خالد بن أبي عمران حديث ابن لهيعة أقلبها على ابن أخي الزهري عن سالم والقاسم. قال أبو داود:
وسمعت ابن البرقي يقول: كان حبيب يضع الأحاديث.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: قال لي مالك بن عيسى: كاتب مالك ضعيف جدا.
وقال الساجي: كذاب يضع الحديث، كان إذا قرأ على مالك للغرباء(3/363)
صفح ورقتين وأقل وأكثر، لا يقرأ على مالك يغالطه، فيترك بعض حديثه فيحمل ذلك عنه. وفي كتاب «الضعفاء» لأبي محمد بن الجارود: ليس بشيء.
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
وقال محمد بن سهل: كتبنا عنه عشرين حديثا، وعرضناها على علي بن المديني فقال: هذا كله كذب.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: متروك، أحاديثه كلها موضوعة عن مالك وغيره.
وقال عوام بن إسماعيل: كان مصحفا.
وفي «كتاب» الصريفني: مات سنة ثماني عشرة ومائتين.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1153 - حبيب بن أبي حبيب.
يروي عن: عبد الرحمن بن القاسم بن محمد.
روى عنه: حميد بن زياد، ومحمد بن راشد المكحولي، وابنه تميم بن حبيب.
ذكره الخطيب في كتابه «المتفق والمفترق».
وقال أبو الفرج ابن الجوزي: لا نعلم فيه طعنا.
ورد قوله بما ذكر في كتاب «التعديل والتجريح» عن الدارقطني: شيخ بصري لا يعتبر به.(3/364)
وقال ابن عدي: هو قليل الحديث جدا و «لا» أر لأحد من المتقدمين فيه كلاما، وأرجو أنه لا بأس به، ذكرناه للتمييز.
1154 - (مد ت) حبيب بن الزبير بن مشكان الهلالي، ويقال: الحنفي الأصبهاني.
كما في كتاب المزي، وفي «تاريخ» البخاري: الهلالي مولاهم.
وفي «رافع الارتياب» للخطيب قال أبو بكر عبد الله بن سليمان: وهم زيد بن حباب في هذا الحديث في موضعين - يعني قوله: حدثنا عمر البصري،
حدثني الزبير بن حبيب الحنفي، عن عكرمة قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجرة - قال: الزبير بن حبيب وهو حبيب بن الزبير، وقال: الحنفي، وهو هلالي.
قال الخطيب: قلت: لا أرى الوهم في هذا الحديث إلا من أحمد بن يحيى بن مالك عن زيد بن حباب، فقد رواه القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك عن زيد، فقال: عن حبيب بن الزبير، على الصواب.
وذكر أبو نعيم الأصبهاني في «تاريخ بلده» الذي ذكر المزي أنه نقل كلامه،
وقد ترك منه: روى من أولاده: محمد بن النضر، وأحمد بن إبراهيم بن عبد العزيز. وذكر من حديثه عن عكرمة «أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام دينارا».
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»،
وكذا أبو علي الطوسي وأبو محمد الدرامي في «مسنده».(3/365)
وقال الآجري: سألت أبا داود عن حبيب بن الزبير؟ فقال: ثقة، أصله مدني كان [ق 123 / ب] بالبصرة.
وذكره ابن خلفون في جملة «الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وذكره بعض المتأخرين في «جملة الضعفاء» والمتروكين تخرصا من غير يقين.
1155 - (4) حبيب بن زيد بن خلاد الأنصاري المدني.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال ابن أبي حاتم: أنبا يعقوب بن إسحاق الهروي في كتابه إلي ثنا عثمان بن سعيد الدرامي، قال: سألت يحيى بن معين عن حبيب بن زيد الذي يروي عنه شعبة ما حاله؟ فقال: ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».(3/366)
ولهم شيخ آخر يقال له:
1156 - حبيب بن زيد المعلم.
قال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس بالقوي. ذكرناه للتمييز.
1157 - (م4) حبيب بن سالم الأنصاري، مولى النعمان بن بشير وكاتبه.
ذكره أبو محمد بن أبي حاتم فقال: قال أبي: هو ثقة.
وذكره أبو حاتم في «جملة الثقات»: ثم ذكر بعد تراجم حبيب بن سالم عن أبي هريرة، وقال: إن لم يكن مولى النعمان بن بشير، فلا أدري من هو.
ولما ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» قال: قال أبو الفتح الأزدي: في حديثه نظر، وقال عمرو بن علي الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد القطان
قال: كان شعبة يضعف أحاديث أبي بشر عن حبيب بن سالم.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن حبيب بن سالم فقال: كوفي ثقة.
وذكره أبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء». 368/ 402
1158 - (سي) حبيب بن سبيعة، وقيل: حبيب بن أبي سبيعة، وقيل: سبيعة بن حبيب الضبعي.
قال العجلي: شامي تابعي ثقة.
وفي كتاب «المراسيل» قال أبو حاتم: ليست له صحبة.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: ومن قال سبيعة بن حبيب فقد وهم.
1159 - (ت ق) حبيب بن سليم العبسي الكوفي.
روى عنه عبيد الله بن موسى فيما ذكره البخاري.
ولما خرج الترمذي، وأبو علي الطوسي حديثه عن بلال عن حذيفة: في «النعي» صححاه، وكذا أبو عبد الله النيسابوري.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات»، وكذلك ابن حبان.
1160 - (ع) حبيب بن الشهيد، أبو مرزوق الأزدي البصري، مولى قريبة.
مات سنة خمس وأربعين ومائة في آخرها بعد الهزيمة، وصلى عليه سوار وذلك في أواسط أيام التشريق. قاله ابن حبان: لما ذكره في كتاب «الثقات».(3/367)
وقال ابن سعد: هو مولى لمزينة، وكان ثقة إن شاء الله تعالى.
وذكر المزي: عن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد أن أباه مات سنة خمس وأربعين ومائة. انتهى كلامه [ق 124 / أ].
وقد ذكر علي بن المديني قال: سمعت إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال: مات أبي سنة خمس وأربعين ومائة لليلتين أو لثلاث مضتا من ذي الحجة، يوم جاءت هزيمة إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن، قيل له: من صلى عليه؟ قال: أنا وحضر سوار، فحرصت أن يصلي عليه فأبى.
وقال علي: وهو ثقة. وكذا قاله أحمد بن صالح العجلي.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين، وذكر أن شعبة قال لإبراهيم بن حبيب: ما كان أبوك بأقلهم حديثا، ولكنه كان شديد الاتقاء.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
وفي «تاريخ» البخاري: كنيته أبو شهيد فتركها، وفي رواية محمد بن عبد الرحمن عن حبيب بن الشهيد: أبي مرزوق.
وزعم ابن عساكر أن تكنيته بأبي مرزوق وهم من البخاري، قال: وتبعه ابن أبي حاتم، وصوب التفرقة معتمدا على قول ابن يونس.
وفي الذي قاله نظر، لأن توهيم إمامين عظيمين - وقد تبعهما ابن حبان كما بيناه - بقول إمام لم ينص على وهمهما، إنما ذكر سميا قديما لصاحب 370/ 402
الترجمة، ويكنى بكنيته، فيحتاج الموهم لهم أن يأتي بحجة بينة بأن هذا الرجل لم يكن بأبي مرزوق جملة، ولا يقدر على ذلك، والله تعالى أعلم.
وقال ابن قانع: مولى الأزد، وهو الصحيح.
وفي «كتاب» الكلاباذي: عن الفلاس مات بعد الهزيمة في سنة خمس وأربعين.
وفي «تاريخ» إسحاق القراب الحافظ: قال يحيى بن معين: حبيب بن الشهيد مات سنة ست وأربعين ومائة.
وفي «كتاب» الآجري: سئل أبو داود أيما أحب إليك هشام بن حسان أو حبيب بن الشهيد؟ فقال: حبيب بن الشهيد.
1161 - (د ت ق) حبيب بن صالح بن حبيب الشامي الطائي.
قال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: القباني.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: حبيب بن صالح الطحان.
1162 - (بخ) حبيب بن صهبان أبو مالك الأسدي الكوفي.
قال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان ثقة معروفا، قليل الحديث.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وقال أحمد بن صالح: كوفي ثقة.(3/369)
ولهم شيخ آخر، يقال له:
1163 - (م) حبيب بن عبد الله.
نذكره للتمييز بينه وبين حبيب بن عبد الله الحميدي المذكور عند المزي.
وهو: حبيب ابن عبد الله بن أبي كبشة الأنماري.
حدث عن: أبيه.
روى عنه: أبو سفيان الأنماري. ذكره الخطيب في «التلخيص».
وقال في «رافع الارتياب من المقلوب من الأسماء والأنساب» وهم فيه علي بن حجر على بقية، فقال: ثنا بقية، عن أبي سفيان، ثنا عبد الله بن حبيب بن أبي كبشة الأنماري وذكره عن بقية عمرو بن نصر على الصواب.
1164 - (ع) حبيب بن عبيد الرحبي أبو حفص الحمصي.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات» ونسبة برحبيا، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه إمام الأئمة، وأبو علي الطوسي، وأبو عبد الله بن البيع، وأبو عوانة، وأبو محمد بن الجارود، والدرامي.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب «المراسيل» عن أبيه: روايته عن أبي الدرداء مرسلة.
وقال الحربي: معروف.
وقال أبو المظفر السمعاني في كتاب «الأمالي»: ثقة [ق 124/ ب]. وكذلك قاله أبو أحمد بن صالح العجلي. 372/ 402
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» وزعم أن مسلما تفرد بحديثه، وكذا قاله أبو عبد الله في «المدخل الكبير»، وفي «المستدرك» لما خرج حديثه، وأبو إسحاق الحبال، واللالكائي، ولم يذكره الكلاباذي ولا الباجي، والله أعلم.
وقول المزي: روى له الجماعة، على هذا فيه نظر.
وفي «رافع الارتياب» للخطيب: وهم فيه المغيرة بن عبد الله الجرجرائي فقال: عبيد الله بن حبيب، والصواب: حبيب بن عبيد.
1165 - (ع) حبيب بن أبي عمرة أبو عبد الله الحماني مولاهم، الخطيب الكوفي.
خرج البستي حديثه في «صحيحه»، وذكره في «جملة الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه»: لا بأس به.
وقال المزي: قيل إنه مات سنة اثنتين وأربعين ومائة. انتهى كلامه، وهو ممرض عنده، وليس جيدا، فإن جماعة نصوا على وفاته في هذه السنة منهم:
أبو حاتم بن حبان، والواقدي في «تاريخه»، وابن قانع، وخليفة بن خياط في «تاريخه» وزاد: بالكوفة، وغيرهم ممن يكثر تعدادهم.
وكأن المزي - والله تعالى أعلم - لما نظر في ترجمته لم يجده مذكورا في «تاريخ دمشق» ولا «بغداد»، ووجدها ترجمة حسنة، ولم ير وفاته مذكورة عند غير عبد الغني، لم يعتمده، وقالها بصيغة التمريض، ولما ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» قال: وثقه ابن نمير وابن وضاح.
ونسبه أحمد بن علي الأصبهاني - فيما ذكره الصريفيني – أسديا.
وقال ابن سعد: الأزدي، وكان ثقة قليل الحديث.(3/371)
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
1166 - (د) حبيب بن أبي فضلان، ويقال: ابن أبي فضالة، ويقال: ابن فضالة المالكي البصري.
ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» وكذلك ابن حبان، وخرج حديثه في «صحيحه».
وذكر البخاري في الرواة عنه: عوفا.
وفي «كتاب» العقيلي: قال ابن المبارك: كوفي ليس بشيء. وأنكر حديثا له، وكان حبيب ذا فضل وصحة حديث، قال ابن المبارك: عافاه الله تعالى في كل شيء إلا في هذا الحديث، لحديث ذكره.
1167 - (بخ) حبيب بن محمد أبو محمد العجمي.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: حبيب بن عيسى أبو محمد العجمي البصري أصله من فارس، روى عنه أهل البصرة، وكان عابدا فاضلا ورعا تقيا من المجابين الدعوة [ق 125 / أ] في الأوقات، وأخباره في التقشف والعبادة مشهورة تغني عن الإغراق في ذكرها.
وقال أبو المظفر السمعاني: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» وصفه بالزهد والعبادة.
وفي «كتاب» المنتجالي: كان الحسن يقول: ليت لي مسد حبيب. وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: ثنا ضمرة، عن السري بن يحيى – وكان ثقة - قال:(3/373)
كان حبيب أبو محمد يرى بالبصرة يوم التروية ويرى بعرفة عشية عرفة.
ثنا يونس قال سمعت [مشيخة] يقولون: كان الحسن يجلس في مجلسه الذي يذكر فيه في كل يوم، وحبيب يجلس في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا للتجارة، وهو غافل عما فيه الحسن، لا يلتفت إليه، إلى أن التفت يوما فسأل عنه، فأخبر فوقر في قلبة، فقال بالفارسية: اذهبوا بنا إليه. فلما جاء ذكره وزهده في الدنيا، فلم يزل في تبذير ماله حتى لم يبق على شيء، ثم جعل يستقرض على الله تعالى.
وقال ابن أبي الدنيا في كتابه «الدعوة»: ثنا محمد بن الحسين، ثنا العباس بن الفضل الأزرق، وقال: حدثني مجاشع الدبري قال: ولدت امرأة من جيران حبيب العجمي غلاما أقرع الرأس، فجاء به أبوه إلى حبيب بعد ما كبر الغلام، وأتت عليه ثنتا عشرة سنة، فقال: يا أبا محمد أما ترى إلى ابني هذا وإلى حاله، وقد بقي أقرع الرأس كما ترى، فادع الله له. قال: فجعل حبيب يبكي ويدعو للغلام، ويمسح بالدموع رأسه قال: فوالله ما قام من بين يده حتى اسود رأسه من أصول الشعر، فلم يزل بعد ذلك الشعر ينبت حتى كان كأحسن الناس شعرا. قال مجاشع: قد رأيته أقرع ورأيته أفرع.
قال أبو بكر: ثنا محمد بن الحسين، ثنا عبد الله بن عيسى الطفاوي، حدثني أبو عبد الله الشحام قال: أتي حبيب أبو محمد برجل زمن في شق محمل، فقيل له: يا أبا محمد هذا رجل زمن، وله عيال وقد ضاع عياله، فإن رأيت أن تدعو الله عسى أن يعافيه. فأخذ المصحف فوضعه في عنقه ثم دعا، قال - يعني الشحام -: فما زال يدعو حتى عافى الله الرجل، وقام فحمل المحمل على عنقه، وذهب إلى عياله.
قال أبو بكر: وثنا خالد بن خداش، ثنا المعلى الوراق قال: كنا إذا دخلنا على حبيب أبي محمد قال: افتح جونة المسك؛ وهات الترياق المجرب.
قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا: حدثنى محمد بن(3/374)
الحسين، حدثني موسى بن عيسى، عن ضمرة بن ربيعة، عن السري بن يحيى
قال: اشترى أبو محمد حبيب [ق 125/ ب] طعاما في مجاعة أصابت الناس، فقسمه على المساكين ثم خاط أكيسة فجعلها تحت فراشه، ثم دعا الله، فجاء أصحاب الطعام يتقاضونه، فأخرج تلك الأكيسة، فإذا هي مملوءة دراهم، فوزنها فإذا هي حقوقهم فدفعها إليهم.
وذكر ابن عساكر في «تاريخه» أن سبب تعبده كان على يد الحسن البصري، وجاءته امرأة تشكو الفقر، فصلى، فقال: يا رب إن عبادك يحسنون بي الظن، وذلك من سترك علي، فلا تخلف ظنهم، ثم رفع مصلاه فإذا بخمسين درهما وأعطاها إياها. ثم قال: يا حماد اكتم علي ما رأيت حياتي، وقال عبد الواحد بن زيد: كان في حبيب خصلتان من خصال الأتقياء: النصيحة والرحمة.
وقال الحسن بن أبي جعفر: مر الأمير يوما فصاحوا: الطريق، وبقيت عجوز لا تقدر أن تمشي، فجاء بعض الجلاوزة فضربها بسوطه ضربة، فقال حبيب: اللهم اقطع يده. قال: ما لبثنا إلا ثلاثا حتى أخذ الرجل في سرقة فقطعت يده.
وقال مسلم: جاء رجل إلى حبيب فقال له: لي عليك ثلاثمائة درهم. قال حبيب: إذهب إلى غد. فلما كان الليل دعا عليه قال: فجيء بالرجل محمولا قد ضرب شقه الفالج. فقال: مالك؟ قال: أنا الذي جئتك أمس ولم يكن لي عليك شيء. فقال له: تعود؟ قال: لا. قال: اللهم إن كان صادقا فعافه.
فقام الرجل كأن لم يكن به شيء.
وقال ابن المبارك: كان حبيب يضع كيسه فارغا فيجده ملآنا.
وذكر أخبارا كثيرة من كراماته، اقتصرنا منها على هذه النبذة، وذكر أن أشعث الحداني، وإسماعيل بن زكريا رويا عنه.(3/375)
وقال أبو عمر في كتاب «الاستغناء»: كان عابدا فاضلا زاهدا ثقة وفوق الثقة، ولكنه قليل الحديث.
1168 - (ت س) حبيب بن أبي مرزوق الرقي، مولى بني أسد.
كذا قاله أبو علي بن سعيد في كتاب «تاريخ الرقة».
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» قال: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وخرج حديثه في «صحيحه».
وفي «التعديل» للدارقطني: ثقة يحتج به.
وذكره - أيضا - ابن خلفون في «الثقات»، وكذا ابن شاهين.
وقال أبو داود: جزري ثقة.
1169 - (د ق) حبيب بن مسلمة الفهري، أبو عبد الرحمن، مختلف في صحبته، نزيل الشام.
ألزم الدارقطني الشيخين تخريج حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم، لصحة الطريق إليه.
وقال أبو حاتم الرازي: له صحبة.
ولما ذكره العسكري في «جملة الصحابة» قال: حديثه في «النفل» صحيح متصل.
وذكره أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري في كتاب «الصحابة» تأليفه،(3/376)
وكذلك الترمذي أبو عيسى، وأبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي في كتاب «الصحابة» تأليفيهما، وكذلك إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب «الطبقات»، والطبري في كتاب «الصحابة»،والطبراني في «المعجم الكبير»، وأحمد ابن أبي خيثمة في «تاريخيه»، وأبو القاسم البغوي في «معجمه»، وجده في «معجمه» أيضا، وابن حبان وخرج حديثه في «صحيحه»، والباوردي، وابن قانع، وخليفة بن خياط في كتاب «الطبقات» والهيثم بن عدي في كتاب «الطبقات»، ومسلم في كتاب «الطبقات» وأبو نعيم الفضل بن دكين في «تاريخه الأكبر» ونسبه في كتاب «الصفوة».
ووثيمة ابن موسى في كتاب «الردة»، وابن قتيبة في «المعارف»، وابن الأثير في «الأسد»، والمبرد، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو نعيم الأصبهاني، وغير واحد في «جملة الصحابة».
بل ولا أعلم أحدا يختلف عمن ذكره فيهم.
وقال الطبراني: توفي سنة أربع وأربعين.
وقال الباوردي: مات بأرمينية سنة ثمان وأربعين. وكذا قاله ابن قانع.
وقال أبو زرعة النصري: قديم الموت [ق 126 / أ].
وقال أبو عمر: كان أهل الشام يثنون على حبيب.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كان فاضلا مجاب الدعوة، وروينا أن الحسن بن(3/377)
علي - رضي الله عنهما - قال لحبيب في بعض خرجاته بعد صفين: يا حبيب رب مسير لك في غير طاعة الله تعالى.
فقال له حبيب: أما إلى أبيك فلا. فقال له الحسن: بلى والله، ولقد طاوعت معاوية على دنياه، وسارعت في هواه، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك، فليتك إذا أسأت الفعل أحسنت القول، فتكون كما قال الله تعالى: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا)، ولكنك كما قال تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
وفي كتاب «الصحابة» لابن الأثير: يعرف حبيب بن مسلمة بحبيب الدروب.
وقال مصعب الزبيري: مات سنة ثلاث وأربعين.
وفي «تاريخ القدس» وجه بسر بن أبي أرطاة العامري حبيب بن مسلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غوطة دمشق، فأغار على قرى من قراها.
وذكر سليمان بن عبد الرحمن التميمي عن علي بن عبد الملك التميمي في «تاريخه»: أنه مات بأرمينية الرابعة سنة خمس وأربعين.
وفي «تاريخ دمشق» لابن عساكر: قال عمرو بن مهاجر: كانت لحبيب صحبة، وذكر أبو القاسم أنه غزا في ليلة مقمرة مطيرة فقال: اللهم خل لنا قمرها، واحبس عنا قطرها، واحقن لي دماء أصحابي، وأكتبهم عندك شهداء. قال: ففعل الله به ذلك.
وكان يستحب إذا لقي العدو، أو ناهض حصنا قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنه ناهض يوما حصنا، فقالها، فانهزم الروم، وانصدع الجيش.
قال: ودخل عليه الضحاك بن قيس يعوده فقال: ما كان بدو علتك؟ فقال: دخلت الحمام.
وفي حديث ابن رغبان: دخل حماما بحمص، فقال: وهذا مما يتنعم به أهل الدنيا، لو مكثت فيه ساعة لهلكت، ما أنا بخارج منه حتى استغفر الله تعالى(3/378)
فيه ألف مرة. قال: فما فرغ حتى ألقى الماء على وجهه مرارا.
ورأى رجل في منامه قائلا [ق126 / ب] يقول له: بشر حبيبا بالوصفين.
وفي قول المزي: قال مصعب الزبيري: كان شريفا، وكان قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال بعد كلام طويل: وقال الزبير بن بكار: كان شريفا فذكره، نظر؛ لأن هذا هو كلام مصعب، حكاه عنه الزبير، قاله ابن عساكر.
وقال: وحكى الواقدي في كتاب «الصوائف» عن ابن رغبان أنه مات هو وعمرو بن العاص في عام واحد، فقال معاوية لامرأته ابنة قرظة: قد كفاني الله موت رجلين، أما أحدهما - يريد عمرا - فكان يقول: الإمرة الإمرة، وأما الآخر - يريد حبيبا - فكان يقول: السنة السنة. يريد سنة الشيخين - رضي الله عنهما -.
وفي «تاريخ» أبي عبد الرحمن العتقي: ولد حبيب بن مسلمة سنة أربع من مولده صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحابة آخر يقال له: -
1170 - حبيب الفهري.
قال أبوالقاسم ابن بنت منيع: هو عندي غير ابن مسلمة. وتبعه على ذلك ابن منده، وأنكره أبو نعيم وغيره، والله أعلم. ودون هذه الطبقة:
1171 - حبيب بن مسلمة بن حبيب بن مسلمة الفهري.
ذكره ابن عساكر في «التاريخ»، ذكرناهما للتمميز.
1172 - (د) حبيب بن أبي مليكة النهدي، أبو ثور الكوفي، يقال: إنه أبو ثور الحداني الأزدي.
وفرق مسلم والحاكم بينهما، وذكر الأزدي فيمن لا يعرف اسمه.(3/379)
قال أبو أحمد الحاكم: روى عنه عامر بن شراحيل الشعبي - رحمه الله تعالى - وكليب بن وائل، قال: ويقال: هو الحداني. انتهى.
هذا يوضح لك أن المزي لم ينقل التفرقة التي أشار إليها من عند أبي أحمد الحاكم إلا بوساطة ابن عساكر في كتاب «الأطراف»، إذ لو رآه لما قصر في ترجمة ابن أبي ملكية هذا، ولم يذكر له روايا إلا هانئ بن قيس وأبا البختري.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» نسبه مراديا، وخرج الحاكم والبستي حديثه في صحيحيهما، وذكره في «الثقات» أبو حاتم.
1173 - (د ق) حبيب بن النعمان الأسدي، أحد بني عمرو بن أسد.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: روى عن عمر بن راشد، روى عنه عمرو بن دينار. 381/ 402
وعاب المزي على عبد الغني قوله: حدثني عمر بن راشد. يشبه أن يكون كتبه على الصواب، وسقط من الناسخ: كان أحد بني عمرو بن أسد يروي عن عمر بن راشد، مما قاله ابن حبان وأغفله المزي، فسقط من الناسخ أو اشتبه عليه عمرو بعمر، والله أعلم.
وقال: وذكر المصري له في حبيب بفتح الحاء، غير جيد، لأن جماعة نصوا أنه بضم حائه منهم: الدارقطني، وابن ماكولا وغيرهما، فينظر.
قال البخاري [ق 127/ أ]: روى عنه دينار. وزعم ابن أبي حاتم في كتاب «خطأ البخاري»: أن أبا زرعة رد قوله، وقال: إنما هو زياد أخو سفيان بن زياد، وسمعت أبي يقول: لا دينار، ولا زياد أخطئا جميعا، إنما روى عنه سفيان بن زياد، ولم يثبت لسفيان بن زياد أخا.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
ولهم شيخ آخر، يقال له:
1174 - حبيب بن النعمان العجلاني.
يروي عن: جعفر بن محمد، ذكره مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة».
1175 - وحبيب بن النعمان أبو ثابت الحميري.
سمع: كلثوم بن عمرو العتابي.
روى عنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق في «أخبار أبي نواس» التي جمعها.
ذكرناهما للتمييز اتباعا لذكر المزي لهما في حبيب بفتح الحاء منهما.
1176 - حبيب بن يسار الكندي الكوفي.
خرج ابن حبان البستي حديثه في «صحيحه»، وذكره في «جملة(3/380)
الثقات»، وكذلك ابن خلفون، قال: ولهم شيخ آخر، يقال له:
1177 - حبيب بن يسار.
روى عن: حبيب بن سالم. روى عنه: قتادة بن دعامة. وهو مجهول لا يعرف.
وقد روى الأعمش عن رجل يقال له:
1178 - حبيب بن يسار.
وخليقا أن يكون الكندي الكوفي.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن حبيب بن يسار فقال: ثقة.
وذكر المزي في الرواة عنه الزبرقان بن عبد الله السراج.
وفي تاريخ البخاري: وروى مصعب بن سلام عن الزبرقان عن حبيب،
ويقال: اختلط على مصعب بن سلام فقال: الزبرقان. مكان يوسف بن صهيب.
1179 - حبيب بن يساف عن حبيب بن سالم.
روى عنه قتادة، سمعت أبي يقول: هو مجهول لا أعرفه لم أجد أحدا روى عنه غير قتادة حديثا واحدا، عن حبيب عن النعمان: أن رجلا وقع على جارية امرأته، قاله: ابن أبي حاتم.
وذكره أبو موسى المديني الحافظ في كتاب «الصحابة»، وقال: ذكره ابن شاهين، قال: وقال عبدان: هو رجل من أهل بدر. 383/ 402
وذكره أبو نعيم الأصبهاني وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهما في حبيب بن إساف بألف والهمزة قد تبدل ياء، فلا أدري أهو شيخ قتادة أم غيره؟ فإن كان إياه، فالصواب فيه: خبيب بخاء معجمة مضمومة، كذا نص عليه غير واحد، وإن كان غيره، فليس هو موجودا في كتاب من كتب التاريخ حاش كتاب ابن أبي حاتم، ويشبه أن يكون مصحفا بيسار بالراء، والله تعالى أعلم، ويوضحه ما أسلفناه [ق 127 / ب] من كلام ابن خلفون.
1180 - حبيب الأعور المدني، مولى عروة بن الزبير القرشي.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: حبيب الأعور، روى عن عروة بن الزبير روى عنه الزهري؛ إن لم يكن ابن هند بن أسماء، فلا أدري من هو.
ثم قال بعد تراجم: حبيب مولى عروة بن الزبير، يروي عن عروة، روى عنه أهل المدينة، مات في ولاية مروان بن محمد، يخطئ.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
1181 - (ع) حبيب بن أبي قريبه زائدة، وقيل: زيد، وقيل: بن أبي تقية أبو محمد المعلم.
خرج أبو علي الطوسي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وأبو حاتم بن حبان البستي، وذكره في «جملة الثقات»، وقال: مات سنة ثلاثين ومائة، روى عن محمد بن سيرين، وعنه حماد بن زيد.
ولما ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» كناه: أبا جعفر.(3/382)
من اسمه حبيش
1182 - (د) حبيش بن شريح الحبشي أبو حفصة، ويقال: أبو حفص الشامي.
أخرجه اسحاق بن سويد الرملي في «الصحابة»، من أهل فلسطين، سكن بيت جبرين.
وأخرجه موسى بن سهل في «التابعين»، وهو أصح.
روى عنه حسان بن أبي معن أنه قال: اجتمعت أنا وثلاثون رجلا من الصحابة، فأذنوا وأقاموا وصليت بهم، الحديث.
ذكره أبو نعيم الحافظ.
وذكره الصغاني وابن الجوزي في «المختلف في صحبتهم».
ولما ذكره ابن حبان البستي في «جملة الثقات» قال: كان من أهل القدس.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1183 - حبيش بن مبشر بن أحمد الثقفي الفقيه البغدادي.
قال المزي: كان [ق 128/ أ] فيه سنة خمس وثمانين ومائتين وذلك وهم، والصواب: سنة ثمان وخمسين ومائتين. انتهى كلامه، وفيه نظر، من حيث أن 385/ 402
صاحب «الكمال» لم يذكر له وفاة جملة، كذا هو في غير ما نسخة صحيحة.
وإن كان أراد في «تاريخ بغداد» وقع وهما، فغير جيد - أيضا -؛ لأن الخطيب ذكر في «تاريخه» وفاته من عند ابن قانع في سنة ثمان وخمسين،
قال: وكذلك ذكر ابن مخلد - فيما قرأت بخطه - وقال: يوم السبت لتسع خلون من شهر رمضان.
وكما قاله أبو بكر الخطيب ألفيته في «كتاب» ابن قانع ووصفه بالفقيه.
وكذا ذكره ابن مخلد في كتاب «الوفيات» تأليفه، لم يغادر حرفا، فلا أدري على هذا من هو الواهم. والله تعالى أعلم.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: توفي سنة سبع وخمسين ببغداد.
ومن خط الصريفيني: مات يوم السبت لست خلون من رمضان.
وقال أبو الحسين ابن الفراء في كتاب «الطبقات»: يروي عن أحمد بن حنبل، وكان فاضلا، يعد من عقلاء البغداديين.(3/384)
من اسمه حجاج
1184 - (د س) حجاج بن إبراهيم الأزرق أبو إبراهيم البغدادي، سكن مصر.
قال ابن يونس: حدثني محمد بن موسى، ثنا أبو زيد القراطيسي قال: كنت أغدو ضحى أريد سوق البزازين، فأدخل المسجد الجامع فلا أرى فيه أحدا قائما يصلي غير حجاج الأزرق، وكان يصلي في المؤخر فأراه يراوح بين قدميه من طول القيام.
وحدثني محمد بن موسى، قال: حدثنا محمد بن عمرو الجوهري، قال: قال لي محمد بن أحمد بن عبد الحميد البصري: منعني حجاج الحديث لدخولي إلى هارون بن عبد الله الزهري القاضي، فكيف لو رآني أدخل إلى ابن أبي الليث.
وذكره ابن خلفون في الثقات.
1185 - (بخ م سي 4) حجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيره أبو أرطأة النخعي الكوفي القاضي.
قال الإمام أحمد فيما حكاه ابنه: هو مضطرب الحديث.
وفي [ق 128/ ب] «سؤالات» حرب الكرماني: قال أبو عبد الله: كان يروي عن رجال لم يلقهم. وكأنه ضعفه.
وقال الخليلي: عالم ثقة كبير، ضعفوه لتدليسه.(3/386)
وقال الساجي: كان مدلسا، وكان صدوقا سيء الحفظ، متكلم فيه، ليس بحجة في الأحكام والفروج.
وقال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة، لا أحتج به إلا فيما قال أنبا أو سمعت.
وقال محمد بن سعد: كان شريفا مريا، وكان ضعيفا في الحديث، وتوفي في خلافة أبي جعفر.
وقال أبو حاتم ابن حبان - في ترجمة سليمان بن موسى من «كتاب الثقات» -: قال عطاء: سيد شباب أهل العراق الحجاج بن أرطأة.
وقال البخاري في «تاريخه الأوسط»: متروك، لانقربه.
وذكر الأصمعي في «حكاياته المجموعة» عنه: الحجاج بن أرطاة هو أول من ارتشا من القضاة بالبصرة.
وقال أبو عبد الله الحاكم في «تاريخ نيسابور»: قد وثقه شعبة وغيره من الأئمة، وأكثر ما أخذ عليه التدليس؛ والكلام فيه يطول، وكان سفيان بن سعيد يقول: ما رأيت أحفظ منه.
روى عنه: نوح بن أبي مريم، ونهشا بن سعيد النيسابوري، وبشير بن أبي شيبة الكوسج.
وقال في – كتاب الجنائز - من «مستدركه»: وحجاج دون عبد ربه بن سعيد، 388/ 402
وأبي خالد الدالاني في الحفظ والإتقان.
ولما سأله مسعود عنه قال: لا يحتج بحديثه.
وقال الجوزقاني في كتاب «الموضوعات» تأليفه: ضعيف.
وقال الجوزجاني: كان يروي عن قوم لم يلقهم كالزهري وغيره، فيتثبت في حديثه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ليس هو من أهل الكذب.
وفي «سؤالات» الدرامي عن يحيى: صالح.
وذكره أبو القاسم البلخي، وأبو جعفر العقيلي، وأبو محمد بن الجارود في «جملة الضعفاء».
وقال منصور: الحجاج، كتب عنه على سبيل الإنكار.
وقال البزار: كان حافظا مدلسا، وكانت له هيبة، فقدم البصرة فاجتمع عليه الناس، وكان معجبا بنفسه، فسمعت عمرو بن علي يقول: سمعت أبا عاصم يقول: قال الحجاج: قتلني حب الشرف، فقال له شريك بن عبد الله: اتق الله ولا تقل شرف، وكان شعبة يثني عليه ويداره، ولا أعلم أحدا [ق 129 / أ] لم يرو عنه إلا عبد الله بن إدريس.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، فيما ذكره الصريفيني.
وقال أبو داود: هو أول قاضي لبني هاشم.(3/387)
وقال أبو جعفر النحاس في كتاب «الناسخ والمنسوخ»: الحجاج يدلس عمن لقيه، وعمن لم يلقه، فلا تقوم بحديثه حجة إلا أن يقول حدثنا أو أبنا أو سمعت، وقال في موضع آخر: والحجاج ليس بذاك عند أهل الحديث.
وفي «تاريخ الطبري»: لما قدم منصور بن جمهور العراق في قتل يزيد بن الوليد ولى شرطته ثمامة بن حوشب، ثم عزله وولى الحجاج بن أرطاة النخعي.
وفي «صحيح» ابن خزيمة: باب إدخال الأصبعين في الأذنين عند الأذان - إن صح الخبر - فإني لا أحفظ هذه اللفظة إلا عن حجاج بن أرطاة، ولست أفهم أسمع الحجاج من عون ابن أبي جحيفة أم لا؟ فأشك في صحة هذا الخبر من هذه العلة، رواه يعقوب بن إبراهيم، ثنا هشيم، عن حجاج، عن عون، عن أبيه.
ورواه أبو عوانة الإسفرائيني: عن عمر بن شبة، ثنا عمر بن علي المقدم، عن الحجاج بن أرطاة، عن عون.
ولما رواه الطوسي من حديث الدورقي ثنا هشيم عنه قال: يقال: حديث أبي جحيفة حسن صحيح.
وقال الفلاس: حدث عنه ابن مهدي.
ولما ذكره أبو العرب في «الضعفاء» قال: من مثالبه قوله: ترك الصلاة في جماعة من المروءة.
وذكره محمد بن عبد الرحيم البرقي في «باب: من نسب إلى الضعف».
وقال له داود الطائي يوما: إني لمن قوم يعرف فيهم نسبي، وما أدعى لغير أبي.
قال الساجي: كان الحجاج يغمز في نسبه.
وذكره ابن شاهين في «جملة الضعفاء» و «الثقات»، ثم أعاد ذكره في «المختلف فيهم» ورجح الضعف.(3/389)
وفي «مسند» يعقوب بن شيبة: حدث عنه منصور بن المعتمر يوما بحديثين فقيل له عمن هو؟ فقال: أنا خير لكم منه. فلم يدعوه. فقال: عن الحجاج.
وفي «سؤالات» مسعود عن الحاكم: لا يحتج به.
وقال أبو داود: الحجاج سمع من مكحول.
وقال ابن عيينة: كما عند منصور بن المعتمر فذكروا حديثا، فقال: من حدثكم؟ قالوا: حجاج بن أرطاة. قال: والحجاج يكتب عنه؟ قالوا: نعم.
قال: لو سكتم لكان خيرا لكم.
وقال أبو القاسم بن مندة الحافظ: توفي سنة سبع وأربعين ومائة بالري.
وفي قول المزي: قال خليفة: توفي بالري. نظر؛ لإهماله منه - لما ذكره في الطبقة السادسة - مات بالري مع المهدي قبل الهزيمة - يعني قبل سنة خمس وأربعين -.
وفي «كتاب» ابن الجوزي: كان زائدة يأمر بترك حديثه، وقال الدارقطني: لا يحتج به، وقال أبو حاتم بن حبان: تركه ابن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وقال ابن المبارك: رأيته في مسجد الكوفة يحدثهم بأحاديث العرزمي، يدلسها على شيوخ العرزمي، والعرزمي قائم يصلي لا يقربه أحد، والناس على حجاج.
وقال العجلي: كان حجاج راوية عن عطاء بن أبي رباح.(3/390)
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: هو عندهم صدوق.
1186 - (ص) حجاج بن تميم الجزري، وقيل الواسطي.
ذكره أبو [ق 129 / ب] حاتم بن حبان البستي في «جملة الثقات».
وفي قول المزي: قال أبو أحمد بن عدي: ورواياته ليست بالمستقيمة. نظر؛ وذلك أن أبا أحمد لم يقل هذا مطلقا، إنما قاله مقيدا بروايته عن ميمون، ولفظه: يروي عن ميمون بن مهران وروايته عنه ليست بالمستقيمة. انتهى كلامه.
وبين القولين فرق كبير، والله تعالى أعلم.
1187 - (د ت س) حجاج بن حجاج بن مالك الأسلمي، حجازي.
قال أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات»: ومن زعم أن له صحبة فقد وهم. ثم ذكر في «صحيحه» حديث: هشام، عن أبيه، عن حجاج بن حجاج الأسلمي أنه قال: يا رسول الله ما يذهب عني مذمة الرضاع؟
ذكره ابن خلفون - أيضا – في «الثقات».
وفي قول المزي: ولهم شيخ اسمه: حجاج بن حجاج يروي عن أبيه، وله صحبة، وهو متأخر عن الذي قبله. نظر؛ لأنهما رويا عن الصحابة ولم ينقل هو ولا غيره إبان وفاتيهما، فهما في طبقة واحدة، وهي التابعية، والله أعلم.
1188 - (خ ر د س ق) حجاج بن حجاج الباهلي البصري الأحول.
في «تاريخ البخاري الكبير»: وعن حجاج بن حجاج عن حجاج بن أرطأة.(3/391)
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن حجاج بن حجاج الباهلي؟
فقال: ثقة. قال محمد بن المنهال: كان يزيد بن زريع يقول في حجاج الصواف: لم يكن به عنده بأس، وكان يقدم حجاجا الباهلي عليه.
وفي «رافع الارتياب» للخطيب: وهو حجاج بن أبي حجاج الباهلي الأحول.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وكذا ابن شاهين، وابن خلفون.
1189 - (مد) حجاج بن حسان القيسي البصري.
ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» وكذلك ابن خلفون سمع وأبا محمد الحنفي قال: ويقال: العيشي، وأبو حاتم البستي في «ثقات أتباع التابعين» وقال: هو التيمي، من تيم الله بن ثعلبة بن ربيعة، وهو الذي يقال له: العائشي والعيشي، يروي عنه أهل البصرة: يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، وروى عن عكرمة، وعبد الله بن بريدة. وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال أبو حاتم الرازي: حجاج بن حسان القيسي، وليس هو بالتميمي ولا بالباهلي، روى عن: أنس، وابن بريدة، وعكرمة، فذكر الذين ذكرهم ابن [ق 130 / أ] حبان في ترجمة التيمي، ثم إن ابن أبي حاتم ليس في كتابه من اسمه حجاج بن حسان غير المتقدم الذكر.
وأما البخاري فقال: حجاج بن حسان التيمي سمع أبا محمد الحنفي، سمع 393/ 402
منه يحيى بن سعيد، ويزيد، وموسى بن إسماعيل، وسمع عكرمة، وعبد الله بن بريدة، وأنس بن مالك، يعد في البصريين، قال أحمد بن حنبل: هو العيشي،
قال عبد الصمد: هو العائشي، ويقال: العيشي من تيم الله بن ثعلبة، أراه من ربيعة، حدثني إسحاق، ثنا أبو عاصم، ثنا حجاج بن حسان التيمي. والله تعالى أعلم.
1190 - (د سي ق) حجاج بن دينار الأشجعي، وقيل: السلمي مولاهم الواسطي.
وفي «تاريخ» البخاري: ويقال التيمي البطيحي.
وكذا قاله ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات» انتهى.(3/392)
البطيحة: على مقربة من البصرة قال الجريري:
فقال هل لك في المصاحبة إلى البطيحة ... لأصلك بأخرى مليحة
وقال ابن سيده في «المحكم»: البطيحة: بين واسط والبصرة، وهو ماء مستنقع لا يرى طرفاه، وهو مغيض دجلة والفرات. قال: وكذلك مغائض ما بين البصرة والأهواز. قال أبو عبيد البكري: والطف ساحل البطيحة.
وذكره اللالكائي فيمن روى له مسلم مطلقا لم يقيده في المقدمة كما قاله المزي، وكذا أطلق القول أبو عبد الله النيسابوري، وتبعهما على ذلك غيرهما، وقال يعقوب بن شيبة في «مسنده الفحل»: كوفي ثقة. قال: وسألت أبا خيثمة - يعني زهير بن حرب - عنه؟ فقال: ثقة.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو داود: ثقة، لو لم يكن فيه خصلة إلا أنه لم ير حالفا بالله قط.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وقال ابن عمار: هو ثقة، وكذا قاله ابن المديني.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» نسبه أيضا تيميا.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: ثنا أبي عبدة بن سليمان ثنا حجاج بن دينار وكان ثبتا.
1191 - (م د س ق) حجاج بن أبي زينب أبو يوسف الواسطي الصيقل.
قال هشيم: ثنا رجل منا يقال له الحجاج بن أبي زينب. ذكره أسلم بن سهل في «تاريخ واسط». 395/ 402
وفي «كتاب» الصريفيني: توفي سنة بضع وخمسين ومائة، قال: وقال النسائي ليس به بأس.
ولما ذكر أبو عمر حديثه في «وضع اليسرى على اليمنى» قال: هو حديث ثابت، وذكره الأثرم محتجا به.
وقال مهنا عن أحمد: في حديثه نظر.
وقال الساجي: لا يتابع عليه.
وصححه ابن القطان.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: يروي عنه الواسطيون، ثقة.
وذكره أبو العرب التميمي، والساجي في «جملة الضعفاء».
ولما ذكره أبو جعفر فيهم قال: روى عن أبي عثمان النهدي حديثا لا يتابع عليه.
وذكره أبو حاتم البستي، وابن شاهين، وابن خلفون في «جملة الثقات».
وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس، وكناه أبا أيوب. كذا ألفيته في نسختين، ولم أر له متابعا فيه ولا سلفا.
وفي «كتاب» ابن الجوزي: قال ابن عدي: ضعيف.
1192 - (د) حجاج بن شداد الصنعاني.
من صنعاء الشام.
قاله ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات».(3/394)
وقال أبو سعيد بن يونس: هو من مراد ثم من بني الحارث بن كعب، يحدث عنه رشدين بن سعد، وسعيد بن أبي أيوب. وقال ابن القطان: لا يعرف حاله [ق 132 / أ].
1193 - (س) حجاج بن عاصم المحاربي، قاضي الكوفة.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
1194 - (ع) حجاج بن أبي عثمان ميسرة، ويقال: سالم الصواف أبو الصلت الكندي مولاهم البصري.
قال أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات»: مولى التوأمة بنت أمية ابن خلف، وكان متقنا.
وفي كتاب الصريفيني عن ابن الأثير: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: اسم أبي عثمان: سالم بن شهاب مولى التوأمه.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة.
وفي كتاب «التعديل والتجريح» لأبي الوليد: قال عمرو بن على الفلاس:
قال بعض أهل العلم: اسم أبي عثمان ميسرة. فذكرت ذلك لأبي الحجاج
فقال: هو ابن أبي عثمان وليس بابن ميسرة. 397/ 402
وفي «كتاب» الآجري: قال يزيد بن زريع: ليس به بأس.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: ثنا أبي قال: سألت علي بن المديني: من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير؟ فقال: هشام الدستوائي.
قلت: ثم من؟ قال: ثم الأوزاعي، وحجاج بن أبي عثمان، وحسين المعلم.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون وقال: مات سنة أربع وأربعين.
وقال أحمد بن صالح: ثقة، وكذا قاله البزار.
وقال الترمذي: ثقة حافظ عند أهل الحديث، انتهى.
والذي نقله عنه المزي: ثقة حافظ، فيه إخلال كبير لما ذكرناه.
وفي «تاريخ أبي الفرج» لابن مناذر فيه هجاء مقذع على سبيل العبث منه:
إن ادعاء الحجاج في العرب ... عند ثقيف من أعجب العجب
هو ابن زان لألف زانية ... وألف بغل مصلهج للحرب
ولو دعاه داع فقال له ... من المعلى في القوم قال أبي
وقال خليفة بن خياط: مات بالبصرة.(3/396)
1195 - (4) حجاج بن عمرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار.
قال أبو عمر: روى حديثين أحدهما من كسر، والآخر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد من الليل بعد نومه. وذكر علي بن المديني أنه هو الذي روى عنه ضمرة بن سعيد عن زيد بن ثابت «في العزل»، قال: ويقال الحجاج بن أبي الحجاج وهو [ق 132 / ب] الحجاج بن عمرو المازني، وهو الذي ضرب مروان بن الحكم يوم الدار، فأسقطه وحمله أبو حفصة مولاه، وهو لا يعقل.
وفي «كتاب» أبي نعيم: شهد مع علي صفين، وكان يقول عند القتال: يا معشر الأنصار أتريدون أن نقول لربنا إذا لقيناه (إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا).
وقال أبو القاسم البغوي في كتاب «الصحابة»: لا أعلم له غير هذين الحديثين – يعني حديث من «كسر» و «التهجد» -.
وفي كتاب «الصحابة» لابن قانع: عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة أن تشترط «أن محلي حيث حبستني».
وهذا الحديث، وحديث العزل، يردان قول البغوي.
وزعم ابن سعد أنه تابعي فذكر إياه في «الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة الذين رووا عن أسامة بن زيد وأشباهه»، فقال: أمه أم الحجاج بنت قيس بن رافع من أسلم، وتوفي الحجاج وليس له عقب.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال محمد بن فطيس عن أحمد بن 399/ 402
صالح: هو تابعي ثقة.
وقال محمد بن قاسم: ثنا ابن البرقي قال: وحجاج بن عمرو بن غزية تابعي ثقة، انتهى.
وهو لعمري كان حريا بأن يقول المزي: مختلف في صحبته، فمر كثير ممن ذكر الخلاف في صحبتهم، وهذا جزم بأن له صحبة، وفيه ما ترى من الخلاف.
وزعم شيخنا الحافظ أبو محمد التوني - رحمه الله تعالى - أن له من الأخوة:
الحارث، وعبد الرحمن، وأوس، وزيد، وسعيد أولاد عمرو بن غزية.
وذكره مسلمة في الأولى من أهل المدينة.
1196 - (د س) حجاج بن فرافصة الباهلي البصري العابد.
قال ابن سيده: هو من أسماء الأسد، ورجل فرافص وفرافصة: شديد ضخم شجاع، والفرافصة أبو نائلة امرأة عمار رضي الله عنه ليس في العرب من سمي بالفرافصة بالألف واللام غيره. انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث أن الفرافصة بن عمير الحنفي ذكره ابن ماكولا كذلك، وجماعة آخرين ذكرناهم في كتابنا المسمى «بالاتصال في المختلف والمؤتلف».
وقال الحاكم: - لما خرج [ق 133/ أ] حديثه -: لم يحتجا به.
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» قال: روى عنه الثوري،
وقال: بت عند ثلاث عشرة ليلة فما رأيته أكل ولا شرب ولا نام.
وقال داود بن معاذ: سمعت مخلدا يقول: كان الحجاج فرافصة معنا بالشام فمكث خمسين ليلة لا يشرب الماء ولا يشبع من شيء يأكله.
ومن خط أبي إسحاق الصريفيني بسند له إلى النضر بن شميل قال: كان الحجاج يمكث أربعة عشر يوما لا يشرب ماء.(3/398)
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
1197 - (د ت س) حجاج بن مالك بن عويمر بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة الأسلمي، والدحجاج بن حجاج.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا. كذا ذكره المزي.
وفي «كتاب» ابن عبد البر: حجاج بن مالك بن عامر بن أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوزان بن أسلم بن أفصى، مدني كان ينزل العرج، له حديث واحد رواه عنه عروة بن الزبير ولم يسمعه منه عروة.
وفي كتاب ابن الأثير: ويقال: الحجاج بن عمرو، وحديثه مختلف فيه.
وذكر ابن قانع الحجاج بن الحجاج بن عمرو الأسلمي في «الصحابة»، وأنه هو السائل «ما يذهب عني فدمة الرضاع» وكذي قاله العسكري، وخليفة بن خياط، وابن أبي خيثمة في «تاريخه»، لم يذكروا أباه جملة، والباوردي في رواية.
وأما ابن سعد فزعم أنه حجاج بن عمرو، وأنه روى حديث «فدمة(3/400)
الرضاع»، وحديث «من كسر أو عرج».
1198 - (ع) حجاج بن محمد أبو محمد المصيصي الأعور، مولى سليمان بن مجالد مولى المنصور.
قال الحاكم - لما خرج حديثه - قد احتجا جميعا به.
وقال علي بن المديني في «العلل الكبرى»: قال حجاج: كل سماعي من ابن جريج عرض إلا التفسير فإني سمعته سماعا.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وذكره مسلم بن الحجاج في كتاب «من روى عن شعبة من الغرباء الثقات» وعده في «الطبقة الثانية».
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» قال: توفي [ق 133/ ب] يوم الإثنين ليومين من ربيع الأول سنة ست ومائتين وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة، وأبو علي الطوسي، وأبو محمد الدرامي، وابن الجارود، وأبو عوانة الاسفرائيني.
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»، والأوسط: قال لي الفضل بن يعقوب: مات سنة خمس ومائتين ببغداد. انتهى.
وهو يدلك أن المزي ما ينقل من أصل، إذ لو نقل من أصل لما ذكر عن البخاري سنة ست وأغفل ما ذكرناه.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: حجاج بن محمد الأعور ثقة.
وقال ابن قانع: حجاج بن محمد ثقة. وكذا قاله أبو الحسن العجلي.
ولما ذكره أبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء» لم يرمه بسوى الاختلاط.(3/401)
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث.
1199 - (ع) حجاج بن المنهال الأنماطي أبو محمد السلمي، وقيل البرساني مولاهم البصري.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك: أبو عوانة، وابن الجارود، والدرامي، والطوسي، وابن حبان. وذكره في «جملة الثقات» وقال: توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
وقال ابن قانع: ثقة مأمون مولى جهنه.
ولما ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» ذكر أن أحمد قال: ما أرى به بأسا، كان صاحب سنة، رفعه الله بالخير.
وقال الكلاباذي: هو أخو محمد بن المنهال.
وقال مسلمة الأندلسي: ثقة، توفي في ذي القعدة سنة سبع عشرة.
وقال أبو حفص عمرو بن على الفلاس: ما رأيت مثل حجاج بن منهال فضلا ودينا.
وقال الآجري: قلت لأبي داود أيما أحب إليك حجاج أو عفان في حماد؟
قال: إذا اختلفا فعفان وحجاج أفضل الرجلين.
وفي «النبل» لابن عساكر: روى عنه (خ) و (م) قال: وولد سنة أربعين(3/402)
ومائة مات في صفر سنة ست عشرة.
وزعم الحافظ أبو بكر أحمد بن على الأصبهاني أن مسلما روى عن واحد عنه.
وفي «الزهرة»: روى البخاري عنه أربعة وخمسين حديثا، وروى عن محمد غير منسوب عنه وهو ابن يحيى.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات»، وقال في كتاب «الأعلام»: ثقة مشهور جليل.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: هو أحد الكبار.
وفي قول المزي: وقال محمد بن سعد والبخاري: توفي في شوال سنة سبع عشرة. نظر في موضعين:
الأول: البخاري لم يتعرض لذكر الشهر جملة، والذي فيه: حجاج بن منهال أبو محمد الأنماطي، سمع شعبة، وحماد بن شيبة البصري [ق 134/ أ] مات سنة سبع عشرة ومائتين، وكذا ذكره في «تاريخه الأوسط»، والله تعالى أعلم.
وكذا نقله عنه جماعة منهم: أبو يعقوب إسحاق القراب، والكلاباذي وغيرهما.
الثاني: ابن سعد قال: توفي بالبصرة يوم السبت لخمس ليال بقين من شوال.(3/403)
فلو نقله المزي من أصل لما أغفل هذا من عنده ولم يذكره عن غيره جملة.
1200 - (خت) حجاج بن يوسف بن أبي منيع عبيد الله بن أبي زياد، أبو محمد الرصافي، مولى بني أمية، وقيل اسم أبي منيع: يوسف بن عبيد الله.
قال المزي: قال هلال بن العلاء: كان لزم حلب في آخر عمره، وذكره أبو عروبة الحراني في «الطبقة الخامسة من أهل الجزيرة».
ولم يزد المزي على هذا شيئا، وكأنه لم ينقله من «كتاب» أبي عروبة، إنما نقله بوساطة ابن عساكر، على أنه اختل عليه نقله من ابن عساكر أيضا، فإن ابن عساكر ذكر بسنده إلى أبي عروبة قال في «الطبقة الخامسة من أهل الجزيرة»: حجاج بن يوسف بن أبي منيع الرصافي، سمعت هلال بن العلاء يقول: أبو منيع عبيد الله بن أبي زياد هو مولى لآل هشام بن عبد الملك،
قال: وكنية الحجاج أبو محمد، كان لزم حلب في آخر عمره. انتهى.
وكذا هو في كتاب «الطبقات» لأبي عروبة لم يغادر حرفا، وكأن المزي أراد التلبث على قارىء كتابه بأنه نقله من كلام هلال بن العلاء وكلام أبي عروبة، وهما واحد كما بيناه، والله أعلم.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان.
وقال البخاري: هو شامي.
وقال مسلمة بن قاسم: روى عن أبيه عن جده أحاديث مستقيمة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1201 - (ت) حجاج بن نصير الفساطيطي، أبو محمد القيسي البصري.
قال أبو عبد الله في «تاريخه الكبير»: يتكلم فيه بعضهم.(3/404)
وقال ابن قانع: ضعيف لين الحديث.
وقال أبو الحسن الكوفي: كان معروفا بالحديث، ولكنه أفسده أهل الحديث بالتلقين، كان يلقن وأدخل في [ق 134 ب] حديثه ما ليس منه فترك.
وقال الساجي: متروك الحديث.
وذكره: أبو جعفر العقيلي، وأبو العرب، وأبو محمد بن الجارود، والبلخي في «جملة الضعفاء».
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان ضعيفا.
وقال ابن السمعاني: منكر الحديث، تركوا حديثه.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال أبو إسحاق القراب: يتكلمون فيه.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وقال في كتاب «العلوم»: سكت عنه بعضهم.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال الدارقطني: ضعيف. وكذا قاله أبو الفتح الموصلي، فيما ذكره عنه ابن الجوزي.
وقال الآجري: عن أبي داود: تركوا حديثه.(3/405)
1202 - (م د) حجاج بن يوسف بن حجاج الثقفي أبو محمد بن أبي يعقوب، عرف بابن الشاعر البغدادي.
وفي قول المزي: قال عبد الباقي بن قانع: مات في رجب سنة تسع وخمسين ومائتين. نظر، وإن كان في ذلك قد تبع صاحب «الكمال» حذو القذة بالقذة فغير جيد منهما، وذلك أن عبد الباقي بن قانع ذكر في كتاب «الوفيات» تأليفه أنه: مات لعشر بقين من رجب. وكذا نقله عنه أبو بكر الخطيب في «تاريخه»، لم يغادر حرفا، وكذا ذكره ابن عساكر في «النبل» وقال: سنة تسع، ويقال سبع وخمسين.
وفي كتاب «الصلة» لمسلمة الأندلسي: وحجاج بن يوسف الشاعر يكنى أبا علي مولى ثقيف، توفي ببغداد ليلة الجمعة لعشر ليال بقين من رجب سنة سبع وخمسين، وكان ضريرا مكفوفا، وكان ثقة مشهورا.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه مسلم تسعة وتسعين حديثا مائة إلا واحدا.
1203 - حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، أمير العراق.
قال أبو العباس محمد بن يزيد في الكتاب «الكامل»: كان اسمه كليبا، وكان معلم كتاب، وفيه يقول بعضهم: [135 أ].
أينسى كليب زمان الهزال ... وتعليمه صبية الكوثر
رغيف له فلكة ما ترى ... وآخر كالقمر الأزهر
وقال آخر:
كليب تكبر في أرضكم ... وقد كان فينا صغير الخطر
قال أبو العباس: ومما كفرت العلماء به الحجاج قوله - ورأي الناس يطيفون(3/406)
بقبر النبي صلى الله عليه وسلم: إنما يطوفون بأعواد ورقه.
ولما رأى في نومه كأن عينيه قلعتا، طلق طلق الهندين ابنة المهلب وابنة أسماء، فلم يلبث أن جاءه نعي أخيه من اليمن في اليوم الذي مات فيه ابنه محمد،
فقال: هذا والله تأويل رؤياي إنا لله وإنا إليه راجعون، محمد ومحمد في يوم واحد وقال:
حسبي بقاء الله من كل ميت ... وحسبي رجاء الله من كل هالك
إذا كان رب العرش عني راضيا ... فإن شفاء النفس فيما هنالك
ويروى أن عمر بن عبد العزيز خرج يوما فقال: الوليد بالشام، والحجاج بالعراق، وقرة بن شريك بمصر، وعلي بن حيان بالحجاز، ومحمد بن يوسف باليمن، امتلأت الأرض والله جورا.
وفي «كتاب» الرشاطي: عاش أبوه يوسف [. . . . . .] أن نعيه عبد الملك [. . . . . . . . .].
وذكر أباه ابن حبان في «الثقات».
وفي كتاب [. . . . . . . .] سأل جعفر بن برقان ميمون بن مهران عن الصلاة خلف الحكام؟ فقال: أنت لا تصلي له، إنما تصلي لله، قد كنا نصلي خلف الحجاج بن يوسف، وكان حروريا أزرقيا.
قتلت الحجاج بن يوسف وكان حروريا [. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .].
ولما سئل عنه إبراهيم النخعي قال: ألم يقل الله تعالى (ألا لعنة الله على الظالمين) ولما استغاث به أهل المدار سجنه، قال لهم بعد لأي (اخسئوا فيها ولا تكلمون).
مات بواسط فيما ذكره ابن عساكر سنة خمس وتسعين، وله ثلاث وخمسون سنة.(3/407)
وسئل مجاهد عنه فقال: تسألوني عن الشيخ الكافر؟!.
وقال القاسم بن مخيمرة: كان الحجاج ينقض عرى الإسلام عروة عروة.
روى عن: أنس بن مالك، وسمرة بن جندب، وعبد الملك بن مروان، وأبي بردة بن أبي موسى.
روى عنه: أنس بن مالك - رضي الله عنه -، وثابت بن أسلم البناني، وحميد الطويل، ومالك بن دينار، وابن مجالد، وقتيبة بن مسلم، وسعيد بن أبي عروبة.
وقال موسى بن أبي عبد الرحمن عن أبيه: حجاج بن يوسف ليس بثقة ولا مأمون، ولد سنة تسع وثلاثين، ويقال سنة أربعين.
وقال خليفة: سنة إحدى وأربعين.
وقالت له أسماء بنت أبي بكر: أنت المبير الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عساكر: ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر وسلامة بنت الحر.
ولما سمع الحجاج ما روي عن أم أيمن وهي تبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أبكي لانقطاع [ق 135 /ب] الوحي قال: كذبت أم أيمن أنا ما أعمل إلا بوحي.
وقيل لسعيد بن جبير خرجت على الحجاج؟ قال: إي والله، وما خرجت عليه حتى كفر.
وقال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم.
وقال الشعبي: الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت كافر بالله العظيم.
وقال عاصم بن أبي النجود: ما بقيت لله تعالى حرمه إلا وقد انتهكها الحجاج.
وقال زاذان: كان مفلسا من دينه.
وقال طاوس: عجبت لمن يسميه مؤمنا.(3/408)
وقال أبو وائل: اللهم أطعمه طعاما من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع.
وفي «تاريخ واسط»: ثنا وهب بن بقية، ثنا خالد، عن حميد الطويل، عن موسى بن أنس قال: خطبنا الحجاج فقال: اغسلوا أرجلكم، قال فذكرت ذلك لأنس بن مالك فقال: صدق الله وكذب الحجاج.
قال البخاري في «صحيحه» - في كتاب الحج -: ثنا مسدد، عن عبد الواحد، قال: ثنا الأعمش، قال: سمعت الحجاج بن يوسف على المنبر يقول: السورة التي تذكر فيها البقرة. وساق الحديث، لم يذكره المزي، ولم ينبه عليه.
1204 - (د) حجاج، عامل عمر بن عبد العزيز على الربذة.
يروي عن: أسيد بن أبي أسيد.
روى عنه: أهل بلده.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وسمى أباه صفوان.(3/409)
من اسمه حجر وحجير وحجين وحجية
1205 - (د) حجر بن حجر الكلاعي الحمصي.
يروي عن العرباض بن سارية.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: قتل حجر بن الحجر على يدي أبو الأعور السلمي.
ولما خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» قال: هو من الثقات الأثبات، من أئمة أهل الإسلام.
وقال ابن القطان: لا يعرف، ولا أعلم أحدا ذكره. انتهى. وهو كلام لا يسوى سماعه.(4/5)
وذكره بعض المتأخرين من المصنفين في كتاب «الضعفاء والمتروكين» مستندا - فيما أظن - إلى أن المزي لم يذكر فيه توثيقا ولا تجريحا، فخطر له أن المزي لم يترك وراءه مرمى، فأقدم على ذكره فيهم بهذا المستند، والله تعالى أعلم.
وأما ابن القطان فيعذر في مثل هذا؛ لأن أكثر هذه الكتب ما وصلت بلاده.
1206 - (ل د ت) حجر بن العنبس أبو العنبس الحضرمي، ويقال: أبو السكن الكوفي.
كذا ذكره المزي.
وفي «كتاب» ابن الأثير: ويقال حجر بن قيس، آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته.
وفي كتاب «العلل الكبير» للترمذي: ثنا ابن بشار، ثنا يحيى وعبد الرحمن، قالا: ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم «قرأ: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقال: آمين». مد بها صوته.
سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث سفيان الثوري عن سلمة في هذا الباب أصح من حديث شعبة، وشعبة أخطأ في هذا الحديث في مواضع.
قال: عن سلمة، عن حجر أبي العنبس، وإنما هو حجر بن عنبس، وكنيته
أبو السكن، وزاد فيه: عن علقمة بن وائل، وإنما هو حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر ليس فيه علقمة، وقال: وخفض بها صوته. والصحيح أنه جهر بها.(4/6)
وسألت أبا زرعة فقال: حديث سفيان أصح من حديث شعبة، وقد رواه العلاء بن صالح.
وقال البيهقي: أجمع الحفاظ على أن شعبة أخطأ في ذلك، وقد رواه العلاء ومحمد بن سلمة بن كهيل عن سلمة، بمعنى رواية سفيان.
ولما ذكر الدارقطني رواية سفيان صححها، فإنه علم أن حال حجر الثقة.
ولما ذكره أبو القاسم البغوي في «الصحابة» قال: كان أكل الدم في الجاهلية، وشهد مع علي الجمل وصفين، وليس له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير: «خطب أبو بكر وعمر فاطمة»، ولا أحسبه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، فقال: ثنا عبد الله بن محمد الأزدي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبا وهب بن جرير، وعبد الصمد، قالا: ثنا شعبة، عن سلمة قال: سمعت حجرا يقول: حدثني علقمة بن وائل عن وائل. فذكر الحديث في «التأمين».
وقال في «الثقات»: حجر بن عنبس أبو السكن، وهو الذي يقال له أبو العنبس.
وذكره الصغاني وأبو الفرج بن الجوزي في «المختلف في صحبتهم».
وقال الخطيب: صار مع علي إلى النهروان، وورد المدائن في صحبته.
وقال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف حاله وضعف حديثه.
وذكر أبو حاتم في «المراسيل»: أنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.(4/7)
ولما ذكر الدارقطني في سننه حديثه - من رواية سفيان - صححه، والله أعلم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي كتاب «المختلف والمؤتلف» للحافظ أبي القاسم يحيى بن علي، المعروف بابن الطحان الحضرمي المصري: حجر بن العنبس، أبو العنبس بن سعيد بن كثير.
1207 - (د س ق) حجر بن قيس الهمداني المدري اليماني، ويقال له: الحجوري.
قال الهمداني في كتاب «الإكليل» تأليفه: مدر أكثر بلد همدان مأثر ومحافد بعد ناعط.
وقال أبو عبيد البكري في كتاب «معجم ما استعجم»: مدر غير مضاف بلد في ديار همدان، وهو أكثر بلد همدان قصورا، قال ابن علكم:
وفي رئام وفي النجدين بين مدر على المنار وحف الشيد أبوانا
وقال طاهر بن عبد العزيز: هي مدره بفتح الدال والراء، وإليها ينسب حجر المدري.
قال الرشاطي: والحجوري نسبة إلى حجور بن أسلم بن عليان بن زيد بن عريب بن جشيم بن حاشد بن خيوان بن نوف بن همدان.
قال العجلي: تابعي ثقة، وكان من خيار التابعين، دعاه محمد بن يوسف وهو أمير اليمن فقال: إن أخي الحجاج بن يوسف كتب إلي أن أقيمك للناس فتلعن علي بن أبي طالب. فقال: اجمع لي الناس. فجمعهم، فقام فقال: ألا إن الأمير محمد بن يوسف أمر بلعن علي بن أبي طالب، فالعنوه لعنه الله تعالى.
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» قال: هو الذي يقول فيه(4/8)
شعبة: ابن المنذر، أو ابن القند، أو المندلي، لم يحفظ شعبة اسمه. وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وفي «تاريخ» البخاري: ثنا علي، عن عبد الرزاق، عن أبيه قال: رأيت حجرا. وقال بعضهم: ابن المندلي أو المندلي، وهو وهم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، ومسلم في «الطبقات».
1208 - حجر العدوي عن علي.
ذكره الترمذي في «الزكاة».
1209 - (م) حجير بن الربيع العدوي البصري، أخو حريث وسليمان.
كذا ذكره المزي، وفي كتاب «الثقات» لابن حبان - لما ذكره -: هم أربعة إخوة: حجير وحويرث ويعقوب وسليمان بنو الربيع.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري تابعي ثقة.
وقال السلمي: سألت أبا الحسن الدارقطني عن حجير بن الربيع، فلم يذكر فيه شيئا.
1210 - (خ م د ت س) حجين بن المثنى، أبو عمر اليمامي البغدادي.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، وكذلك ابن خلفون.(4/9)
1211 - (4) حجية بن عدي الكندي الكوفي.
قال ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات»: روى عنه أهل الكوفة.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات»: كان معروفا وليس بذاك.
وقال الكلبي في كتاب «الجامع»: هو من بني الحارث بن بداء بن الحارث بن معاوية بن ثور وهو كندة، وكان فقيها.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك: أبو علي الطوسي، الدارمي، وأبو محمد بن الجارود، والحاكم، وقال: لم يحتجا به وهو من كبار أصحاب علي.
ونسبه البخاري في «تاريخه» أسديا.
وقال أبو الحسن بن القطان - وذكر حديثه عن علي مرفوعا «إذا قرأ (ولا الضالين) قال آمين -: روى عنه أبو إسحاق عدة أحاديث، وهو فيها مستقيم لم يعهد منه خطأ ولا اختلاط ولا نكارة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وكناه أبا الزعراء ونسبه أسديا.
ولما سئل أبي حاتم الرازي عن حديثه في «التأمين» قال: هذا عندي أيضا خطأ، إنما هو سلمة، عن حجر
عن وائل، عن النبي صلى الله عليه وسلم.(4/10)
من اسمه حدرد وحديج وحدير
1212 - (خ د) حدرد بن أبي حدرد أبو خراش السلمي، وقيل: الأسلمي له صحبة، يعد في المدنيين.
في «كتاب» ابن الأثير: اسم أبي حدرد سلامة بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن مسآب بن الحارث بن عنبس بن هوزان بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمي، يكنى أبا خراش أخو عبد الله والقعقاع، ولهما صحبة.
وفي «كتاب» العسكري: قال ابن حنبل: أبو حدرد اسمه عدي بن عمير بن أبي سلامة، وهو أبو أم الدرداء خيرة.
ونسبه أبو منصور الباوردي أسلميا.
وكذلك البغوي، وقال: ما أعلم بهذا الإسناد غيره. يعني حديث: «من هجر أخاه سنة». انتهى.
لم أر من صدر بنسبته سلميا كما فعله المزي، فينظر، والله أعلم.
1213 - (سي) حديج بن معاوية بن حديج بن الرحيل الجعفي الكوفي، أخو زهير والرحيل.
قال أبو الحسن الدارقطني في كتاب «الضعفاء الكبير»: غلب عليه الوهم.
وفي «كتاب الدوري» عن يحيى: ليس بشيء ضعيف.(4/11)
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وفي «سؤالات المروروذي»: قيل لأبي عبد الله كيف حديج؟ قال: لا أدري كيف هو؟ فقيل له: إنه حدث عن أبي إسحاق، عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره. فقال أبو عبد الله: هذا منكر.
وذكر أبو عبد الله الحاكم في «تاريخ نيسابور»: أن زهيرا أخاه كان لا يحتج به.
وقال البخاري في «تاريخه» - ونسبه رحيليا -: روى عنه ابن يونس وأبو داود، وليس بالقوي.
وذكره أبو العرب والساجي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو جعفر العقيلي: قال أحمد بن حنبل: حديثه منكر، وكان أخوه زهير لا يحدث بحديث حديج.
وقال ابن ماكولا: ليس بقوي.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: ليس بشيء، وفي موضع آخر يتكلمون في بعض حديثه.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان ضعيفا في الحديث.
وقال أبو حاتم بن حبان: منكر الحديث كثير الوهم على قلة روايته.(4/12)
وكناه ابن الجوزي أبا معاوية.
وقال أبو داود: كان زهير لا يعتد بحديج أخيه. قال الآجري: وقال: مرة لا يرضى حديجا.
1214 - (ل ر م د س ق) حدير بن كريب أبو الزاهرية الحضرمي، وقيل: الحميري الحمصي.
كذا قاله المزي متوهما أن حضرموت وحمير متغايران، وليس كذلك فإن حضرموت هو: ابن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمش بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير. والله أعلم.
على أن المزي في هذا قلد عبد الغني فيما ذكره، والله تعالى أعلم.
وذكر ابن عساكر أن أبا بشر الدولابي قال: توفي سنة سبع وعشرين ومائة. قال أبو القاسم: كذا قال سنة سبع، وغيره يقول: تسع انتهى.
وكما قاله الدولابي قاله أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في «تاريخه»، وأبو حسان الزيادي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبو بكر أحمد بن يحيى في «تاريخ الحمصيين».
وقال الهيثم: مات في ولاية عمر بن عبد الغزيز.
وفي «كتاب الطبقات» لخليفة. ويقال حدير بن عبد الله.(4/13)
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» قال: مات في إمارة عبد الملك، وقيل: سنة تسع وعشرين.
وقال الغلابي: مات سنة مائة.
وخرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو محمد الدارمي، وأبو عوانة الإسفرائيني.
ولما ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب «المثالب» قال: كان من أقيال اليمن.(4/14)
من اسمه حذيفة وحذيم
1215 - (م ع) حذيفة بن أسيد، ويقال: ابن أمية بن أسيد، أبو سريحة الغفاري الكوفي.
قال أبو أحمد العسكري: حذيفة بن أسيد بن خالد بن الأغوس بن الوقيعة بن وديعة بن حرام بن غفار.
وقال البغوي عن الشعبي: كان من أصحاب الشجرة.
قال أبو القاسم: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
وقال أبو حاتم بن حبان: مات بأرمينية سنة اثنتين وأربعين.
ونسبه خليفة: حذيفة بن أسيد بن خالد بن الأغوس بن الوقيعة بن حرام بن غفار. وضبط عنه الأغوس، يعني، منقوطة وسين مهملة.
وقال الكلبي مثله، إلا أنه جعل مكان السين زايا، ومكان وقيعة واقعة، وذكره في «مرج البحرين».
1216 - (ق) حذيفة بن أبي حذيفة الأزدي.
يروي عن: صفوان بن عسال.
روى عنه أهل الكوفة، ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات».
1217 - (س) حذيفة البارقي، ويقال: الأزدي.
روى عن: جنادة الأزدي.
وروى عنه: أبو الخير.(4/15)
كذا ذكره المزي، وما درى أن بارقا هو: ابن عون بن عدي بن حارثة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد. هذا قول خليفة وابن
البرقي وغيرهما.
وزعم الكلبي أن سعد بن عدي هو بارق.
وزعم البلاذري أن بارقا جبل باليمن، نزله بنو عدي بن حارثة، فلا مغايرة بين النسبتين، وكان الأولى أن يقول: الأزدي البارقي. يأتي بالنسبة العامة ثم الخاصة، والله أعلم.
وحذيفة هذا ذكره أبو القاسم البغوي وأبو موسى المديني وغيرهما في «جملة الصحابة».
1218 - (ع) حذيفة بن اليمان، واسمه حسيل، ويقال حسل العبسي، حليف بني عبد الأشهل، أبو عبد الله.
روى عنه المغيرة أبو الوليد، ويقال الوليد أبو المغيرة.
في كتاب «اليوم والليلة» للنسائي، ورجل لم يسم عند أبي داود في «كتاب الصلاة»: تقدم عمار فصلى على دكان فأخذ حذيفة على يده.
ورجل من بني عبس في كتاب «الشمائل»: رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل. الحديث.
ورجل من الأنصار عند أبي داود في «كتاب السنة»: «لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر».
وأنس بن مالك الأنصاري عند «البخاري»: قدم حذيفة على عثمان، فذكر جمع القرآن.
وقال البغوي: توفي بالمدائن، وجاء نعي عثمان وهو حي، ويقولون لم يدرك الجمل، ولما حضر قال: «اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان».
وروت ابنته أمية ابنة حذيفة - وتكنى أم سلمة - أنها قالت: رأيت على أبي(4/16)
خاتم ذهب فيه ياقوتة آسمانجونية فيها كوكبان متقابلان بينهما مكتوب الحمد لله.
وفي «كتاب» الباوردي: روى عنه جامع مع الأرحبي.
وفي «كتاب» ابن حبان: ويقال إن كنيته أبو سريحة مع اعترافه بأن حذيفة بن أسيد أيضا يكنى بذلك.
وفي «كتاب» العسكري: مات أول سنة ست وثلاثين بالمدائن، وكان ابنه سعد بن حذيفة على
من خرج من المدائن إلى عين الوردة، وأخوه عبد العزيز بن اليمان، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلحق.
وذكر ابن قانع أنه توفي سنة خمس وثلاثين، قال: وقيل توفي قبل عثمان رضي الله عنهما.
وفي كتاب «الصحابة» للطبري أبي جعفر: هو أخو صفوان. قال: وزعم بعضهم أنه مات بالمدائن سنة خمس بعد عثمان بأربعين ليلة.
قال أبو جعفر: وهذا من القول خطأ وأظن بصاحبه إما أن يكون لم يعرف الوقت الذي مات فيه عثمان، وإما أن يكون لم يحسن الحساب، وذلك أنه لا خلاف بين أهل السير كلهم أن قتل عثمان كان في ذي الحجة سنة خمس، وقالت جماعة منهم لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه، فلا شك أن موته - أعني حذيفة - كان بعد انقضاء ذي الحجة، وذلك في السنة التي بعدها، والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب ابن عبد ربه»: كان يلي للنبي صلى الله عليه وسلم خرص الثمار.
1219 - (س) حذيم بن عمرو السعدي والد زياد، معدود في الصحابة.
قال ابن حبان البستي في كتاب «الصحابة»: حذيم بن حذيفة بن عمرو السعدي شهد حجة الوداع.(4/17)
وقال البغوي: سكن الكوفة.
وذكره العسكري في بني عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
وقال أبو عمر: سكن البصرة وهو من بني سعد بن عمرو بن تميم.(4/18)
من اسمه حر وحرام
1220 - (د ت س) حر بن الصياح النخعي الكوفي.
قال الحافظ أبو موسى المدني في كتاب «التابعين»: ثقة.
وقال البخاري: ما أدري أدرك أبا معبد الخزاعي أم لا.
وفي «التاريخ» عن ابن مهدي: سألت سفيان عن أحاديث
حر؟ فقال: سمعتها ولا أحفظها.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذى: أبو علي الطوسي، وأبو محمد الدارمي، وأبو حاتم بن حبان وذكره في «جملة الثقات».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
ولما ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» ذكر عن إدريس الأودي أنه قال: رحم الله الحر كنت ألقاه شبيها بالمهتم لما هو عليه من العمل والعبادة.
وذكره ابن خلفون في الثقات.
1221 - (ق) حر بن مالك بن الخطاب العنبري أبو سهل البصري.
قال أبو حاتم الرازي: صدوق لا بأس به.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وذكر له أبو أحمد بن عدي حديثا: عن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من(4/19)
سره أن يحب الله ورسوله فلينظر في المصحف». ثم قال: وهذا لا يرويه عن شعبة يعني عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص غير الحر.
وللحر عن شعبة وعن غيره أحاديث ليست بالكثيرة، فأما هذا الحديث عن شعبة بهذا الإسناد فمنكر.
وزعم بعض المتأخرين من المصنفين أن هذا الحديث باطل، وعلل بطلانه بأن المصاحف إنما اتخذت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه غير جيد.
1222 - (ل 4) حرام بن حكيم بن خالد بن سعد بن الحكم الأنصاري، ويقال العبشمي، ويقال العنسي الدمشقي، ويقال هو حرام بن معاوية.
قال أحمد بن صالح العجلي: هو مصري.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي، وابن الجارود، وأبو محمد الدارمي.
وقال ابن حزم في كتاب «المحلى»: ضعيف.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» وفرق بين حرام بن حكيم وحرام بن معاوية
، وكذا فعله: ابن أبي حاتم، والدارقطني، والأمير أبو نصر بن ماكولا، وأبو موسى المديني، وأبو أحمد العسكري في كتاب «الصحابة». والله تعالى أعلم.
وذكره ابن خلفون في «ثقات التابعين».
وقال الدارقطني: هو ثقة. فيما ذكره الغساني في كلامه على سننه.(4/20)
قال ابن الجارود.
وقال ابن القطان: مجهول الحال.
وفي قول المزي: ويقال هو حرام بن معاوية. نظر؛ لأنه هو قد حكى عن الخطيب – بوساطة ابن عساكر - وهم البخاري في ذلك، فلا حاجة كانت به إلى ذكره الثاني أن ابن عساكر الذي نقل الترجمة بكمالها من عنده، لما ذكر كلام ابن مهدي في اسمه حرام بن معاوية، ذكر عن أبي الحسن الصواب: حرام بن حكيم بن خالد.
قال أبو القاسم: والذي قاله ابن مهدي وهم، فكان الأولى أن يذكر ذلك القائل انتهى. وقد ذكرنا قول من فرق بينهما.
1223 - (4) حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود أبو سعد الأنصاري.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك الدارمي وابن حبان، وذكره في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
زاد ابن حبان: ويقال حرام بن ساعدة أمه هند بنت عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام.
ولهم شيخ آخر يقال له: -
1224 - حرام بن سعد.
يروي قصة ناقة البراء، ولم يسمع من البراء، وقيل: إنه روى عن أبيه عن البراء.(4/21)
ذكره ابن حبان في «ثقات التابعين»، وذكرناه للتمييز.
1225 - (م) حرام بن عثمان بن عمرو الأنصاري المدني.
يروي عن جماعة منهم: عبد الرحمن الأغر، وأبي عتيق.
وروى عنه: معمر، والداروردي.
تكلم فيه جماعة كثيرة ذكرتهم في كتابي «الاكتفاء» زعم أبو إسحاق الصريفيني وابن سرور أن مسلما روى له.
ولم ينبه المزي على ذلك، فينظر.
مات بالمدينة بعد خروج محمد بن عبد الله، وقيل: مات سنة خمسين ومائة.
وقال يعقوب بن سفيان: متروك.(4/22)
من اسمه حرب وحرشف
1226 - (عس) حرب بن سريج بن المنذر المنقري، أبو سفيان البصري البزار.
قال أبو حاتم بن حبان في كتاب «المجروحين»: يكنى أبا سليمان يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، وقد قيل: إنه حرب بن أبي العالية الذي روى عنه القواريري.
وقال الدارقطني: هذا خطأ هما اثنان، وقال البخاري في «تاريخه الكبير»: فيه نظر.
وقال الساجي: صدوق، ضعفه ابن معين وقال: لا يثبت حديثه.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو داود: سمعت علي بن كثير يقول: ليس هو بشيء.
وقال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: صالح.
ونسبه ابن الجوزي تميما. وهو خطأ، بينا ذلك في كتابنا المسمى «بالاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء».
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون، وقال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين ق.(4/23)
1227 - (خ م د ت س) حرب بن شداد أبو الخطاب اليشكري البصري القطان، ويقال: القصاب، ويقال العطار.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات» وقال: توفي سنة إحدى وخمسين ومائة. وكذا ذكر وفاته أحمد بن علي الأصبهاني.
وفي «تاريخ أبي زرعة الدمشقي الكبير» قلت: له - يعني عقبة بن مكرم - فما تقول في المشيخة: في حرب بن شداد، وعلي بن المبارك، وأبان؟
فقال: قالوا خيرا.
وقال الساجي: صدوق، وثقه أبو عبد الله أحمد بن حنبل.
ولما ذكره العقيلي في «جملة الضعفاء»، لم يعبه بسوى أن يحيى لم يحدث عنه.
وفي «كتاب» ابن قانع: حرب بن شداد صاحب الأغمية مات سنة إحدى وسبعين ومائة.
كذا قال: صاحب الأغمية. وغيره يزعم أن صاحب الأغمية حرب بن ميمون، والله تعالى أعلم.
وقال أبو أحمد بن عدي: ولحرب حديث صالح خاصة عن يحيى بن أبي كثير، وهو في يحيى بن أبي كثير وغيره صدوق ثبت ولا بأس بحديثه وبروايته عن كل من روى.
وفي «كتاب» الصدفي عن أحمد حرب: وهشام وشيبان وعلي بن المبارك هؤلاء الأربعة أثبات في يحيى بن أبي كثير.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».(4/24)
1228 - (م س) حرب بن أبي العالية مهران أبو معاذ البصري.
خرج أبو عبد الله بن البيع حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو محمد الدارمي.
توفي سنة بضع وسبعين ومائة، فيما ألفيته في «كتاب» الصريفيني.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك ابن حبان وابن خلفون.
ولما ذكره العقيلي في «كتابه» قال: ضعفه أحمد بن حنبل.
1229 - (د) حرب بن عبيد الله كوفي.
يروي عن خال له عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ابن حبان في كتاب «الثقات».
وزعم المزي أن حماد بن سلمة قال: عن عطاء عن حرب عن رجل من أخواله. قال البخاري: ولا يتابع عليه. كذا هو عند المزي ومن خط المهندس.
والذي رأيت في «كتاب» البخاري، في عدة نسخ أحدها بخط ابن الأبار، إخوانه، وعلى النون صح.
وفي «التاريخ» المذكور مما لم يذكره
المزي عن أبي الأحوص عن عطاء عن حرب عن جده أبي أمه عن أمه.(4/25)
كذا رأيته أمه بالميم، وفي كتاب المزي: أبيه.
وفيه أيضا: أبو أمامة بن ثعلب، وعلى الباء المجرورة: «صح».
وفي «كتاب المزي»: ثعلبة بالهاء. قال البخاري: وقال أبو حمزة عن عطاء ثنا الحارث الثقفي أن أباه أخبره، وكان ممن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قلت للنبي صلى الله عليه وسلم:
1230 - (م د فق) حرب بن ميمون الأنصاري أبو الخطاب الأكبر البصري مولى النضر بن أنس بن مالك.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه «المتفق والمفترق»: أبو الخطاب يروي عن عطاء والنضر بن أنس، وكان ثقة. وحرب بن ميمون أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية حدث عن خالد الحذاء وهشام بن حسان، وكان ضعيفا.
جعل البخاري ومسلم هذين رجلا واحد، وقد شرحنا ذلك في كتابنا «الموضح» وأوردنا من الحجة في كونهما اثنين ما يزول معه الشك ويرتفع به الريب.
وأما ابن حبان فقال لما ذكره في «المجروحين»: حرب بن ميمون أبو الخطاب البصري، وقد قيل: إنه صاحب الأغمية، روى عنه يونس بن محمد، يخطئ كثيرا حتى فحش الخطأ في حديثه، كان سليمان بن حرب يقول: هو أكذب الخلق.
ولما ذكره الحاكم ذكر أن مسلما روى له وقال في «كتاب الجنائز» في كتاب «المستدرك»: ثنا أبو بكر الفقيه، ثنا الحسن بن سلام، ثنا يونس بن محمد، ثنا(4/26)
حرب بن ميمون، عن النضر، عن أنس كنت قاعدا مع النبي عليه الصلاة والسلام فمرت جنازة. . . الحديث.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
وفي «كتاب» الصريفيني عن ابن حبان: حرب بن ميمون صاحب الأغمية، روى عن
أيوب، كان متعبدا، يخطئ وليس هذا بحرب بن ميمون أبي الخطاب، ذاك واه.
وقال الساجي: ومنهم حرب بن ميمون الأصغر ضعيف الحديث عنده مناكير والأكبر صدوق. حدثني يحيى بن يونس، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا حرب بن ميمون – وكان قدريا - ثنا الجلد بن أيوب. قال أبو يحيى: ثنا عبد الرحمن بن المتوكل، ثنا حرب بن ميمون، عن هشام بن حسان.
قال أبو يحيى: الذي روى عنه مسلم هو الأكبر، والأصغر الذي روى عنه ابن المتوكل.
وفي «كتاب» الصريفيني: مات أبو الخطاب في حدود الستين ومائة، وصاحب الأغمية سنة نيف وثمانين ومائة.
وذكر ابن شاهين صاحب الأغمية في «جملة الثقات».
وزعم أبو الفضل عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن يوسف الهروي الحافظ في كتابه «المتفق والمفترق» أن صاحب الأغمية يروي عن خالد الحذاء، والآخر يكنى أبا الخطاب، وهما بصريان.
وقال أبو أحمد بن عدي: حرب بن ميمون أبو الخطاب البصري مولى النضر بن أنس ليس له كثير حديث، ويشبه أن يكون من العباد المجتهدين من أهل البصرة، والصالحون في حديثهم بعض ما فيه، إلا أنه ليس متروك الحديث.
وقال البخاري في «تاريخه الصغير»: وهو صاحب عجائب.(4/27)
وقال في «الكبير»: قال لي محمد بن عقبة كان مجتهدا.
وفي «كتاب العقيلي»: حرب بن ميمون الأنصاري أبو الخطاب بصري،
قال سليمان بن حرب: هو أكذب الخلق، وكذا ذكره أبو محمد بن الجارود.
وأما اللالكائي وأحمد بن علي الأصبهاني فجمعا بينهما، وتبعهما على ذلك غير واحد، والله أعلم.
وذكر ابن خلفون الأكبر في «الثقات»، ونقل ذلك أيضا عن الأزدي والفلاس.
1231 - (د ق) حرب بن
وحشي بن حرب الحبشي الحمصي مولى جبير.
ذكر البخاري أنه سمع جبير بن مطعم، وإنما هو مولى جبير بن مطعم.
سمعت أبي يقول كما قال، ذكره ابن أبي حاتم في «بيان خطأ البخاري». انتهى.
الذي رأيت في غير ما نسخة قديمة وفي كتاب «التاريخ الكبير» على الصواب، فكأنه أصلح قديما.
وذكره الحاكم في «كتابه الصحيح»، وكذلك الدارمي.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
وذكره بعض المتأخرين من المصنفين في «جملة الضعفاء» بغير مستند، والله أعلم.(4/28)
وذكر المزي أن من الأوهام: -
1232 - حرشف الأزدي.
روى عن: القاسم مولى عبد الرحمن.
روى عنه: عمرو بن الحارث. روى له أبو داود.
قال المزي: هكذا ذكره وذلك وهم، إنما هو ابن حرشف. انتهى كلامه، وهو غير جيد؛ لأن هذه الترجمة ليست مذكورة في كتاب «الكمال» البتة، كذا هو في نسختي، ثم إني أستظهر بنسختين إحديهما بخط أحمد بن أحمد المقدسي الحافظ، والله تعالى أعلم.(4/29)
من اسمه حرملة وحرمي
1233 - (س) حرملة بن إياس، ويقال: إياس بن حرملة، ويقال: أبو حرملة الشيباني، وهو جد السري بن يحيى.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
وفي «تاريخ البخاري الصغير»: ثنا محمد بن كثير، عن همام، عن عطاء، عن أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم «في صوم عاشوراء». وقال بعضهم: حرملة بن إياس الشيباني، وقال بعضهم: عن مولى أبي قتادة، وقال بعضهم: حرملة لا يعرف له سماع من أبي قتادة، ذكره في «فصل من مات من مائة
إلى عشر ومائة». انتهى.
المزي ذكر روايته عن أبي قتادة المشعرة عنده بالاتصال، فينظر، والله تعالى أعلم.(4/30)
1234 - (بخ) حرملة بن عبد الله العنبري، جد صفية ودحيبة.
كذا ذكره المزي.
وفي «كتاب» أبي أحمد العسكري: حرملة بن إياس، وقيل: ابن عبد الله بن إياس، من بني مجفر بن كعب بن العنبر جد صفية ودحيبة.
وأما أبو القاسم ابن بنت منيع فإنه فرق بينهما، وزعم أن حرملة بن عبد الله بن إياس هو جد ضرغامة، وابن إياس جد دحيبة.
وقال الحافظ أبو موسى المديني في كتابه «المستفاد بالنظر والكتابة»: حرملة بن إياس جد صفية، فرق البغوي بينه وبين حرملة بن عبد الله جد ضرغامة،
وجمع الحافظ أبو عبد الله وغيره بينهما، وممن فرق بينهما ابن حبان البستي في كتاب «الصحابة».
وأما أبو داود الطيالسي فجمع بينهما في «مسنده» فقال: ثنا قرة بن خالد قال: ثنا ضرغامة ابن عليبة بن حرملة العنبري، عن أمه عليبة، عن جده حرملة، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ركب من الحي فصلى بنا صلاة الصبح. . . الحديث.
فبين في هذا الحديث أنه أب لعليية فيكون جدهم ثلاثتهم فلا نعرفه على هذا.
وقال أبو منصور البارودي: ثنا محمد بن أيوب وجعفر بن محمد بن الحسن والحسن بن أحمد قالوا: ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي قال: ثنا قرة فذكره.
وزعم أبو نعيم أنه حرملة بن عبد الله بن أوس، وتبعه أبو الفرج ابن الجوزي.
وقال البخاري: حرملة العنبري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه صفية وعليبة يقال: ابن إياس ولا يصح.(4/31)
1235 - (ت) حرملة بن
عبد العزيز بن سبرة بن معبد الجهني، أبو سعيد الحجازي أخو سبرة.
خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو علي الطوسي وأبو عبد الله الحاكم.
وقال أبو سعيد في «تاريخ الغرباء»: حرملة بن عبد العزيز بن سبرة الجهني يكنى أبا سعيد قدم إلى مصر وحدث بها، وتوفي سنة أربع ومائتين.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: له أخوان سبرة وعبد الملك ابنا عبد العزيز.
وقيل ليحيى بن معين: حرملة يروي عن عمرو وعثمان ابني مضرس حديث عمرو بن مرة، من هما؟ قال: لا أعرفهما.
وقال البخاري في «الأوسط»: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال لي: حرملة بن عبد العزيز: هو ابن ربيع بن سبرة أبو سعيد، نزل على الوليد بن مسلم قافلا من الحج، كان عندي بذي المروة آخر سنة أربع وأول سنة خمس وتسعين ومائة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال الفلاس ليس به بأس.
1236 - (بخ م د س ق) حرملة بن عمران بن قراد التجيبى أبو حفص المصري جد حرملة بن يحيى.
لما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» قال: روى عنه عبد الملك، وكان مولده سنة ثمان وسبعون، ومات وهو ابن ثنتين وثمانين(4/32)
سنة يوم الخميس في شهر شعبان سنة ستين ومائة ودفن يوم الجمعة، وهو أبو جد حرملة بن يحيى. وخرج حديثه في «صحيحه». وكذلك الحاكم أبو محمد الدارمي.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وذكر الكندي في كتاب «الموالي» تأليفه: أن مولده كان سنة ثمانين ووفاته بمصر في نصف صفر سنة ستين، قال: قرأت ذلك منقوشا على قبره، وكان فقيها يحجب بالأمراء زمن بني مروان وكان يقال له حرملة الحاجب.
وقال
ابن عبد الله بن يزيد المقرئ عن أبيه قال: أتينا حرملة لنسمع منه يوم سبت، فخرج علينا راكبا بغلته، فقال: إن هذا يوم لا أشتغل فيه بغير المقابر.
قلنا: وما تصنع فيها؟ قال: أبكي على أهل الشرف إنما الدين مع الشرف، فإذا ذهب أهل الشرف ذهب الدين.
وقال ابن المقرئ: حدثني حرملة، وكان من أولي الألباب.
قال الكندي: وكان مولى سلمة بن مخرمة التجيبي ثم من بني زميلة.
وقال ابن يونس – الذي أوهم المزي أنه نقل كلامه، وليس صحيحا لإغفاله وفاته ومولده، وليس عند المزي عن غيره -: وبعض خبره وهو قوله انفرد عنه ابن المبارك بحديثه عن عبد العزيز بن عبد الملك عن أبيه عن عقبة بن عامر مرفوعا «ليقرأن أقوام القرآن»، وبحديثه عن ابن شماسة عن عرفة بن الحارث، وبحديثه عن عبد الرحمن بن الحارث الأزدي عن عرفة بن الحارث.
ثنا الربيع بن سليمان، ثنا يحيى بن بكير قال: ولد حرملة بن عمران سنة ثمانين، ومات في صفر سنة ستين ومائة.(4/33)
وفي «كتاب» الآجري عن أبي داود: ثقة.
وذكره ابن خلفون في الثقات. .
1237 - (م س ق) حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران أبو حفص، حفيد الذي قبله، وصاحب الشافعي رضي الله عنهما.
قال أبو سعيد بن يونس: كان أبيض ربع القامة.
وفي «كتاب» الكندي: كان مولى بني زميلة من تجيب.
ولد سنة ست وستين ومائة، وكان فقيها، ولم يكن بمصر أكتب عن ابن وهب منه، وذلك أن ابن وهب أقام في منزلهم سنة وأشهرا مستخفيا من الأمير عباد بن محمد، وقد طلبه ليوليه القضاء بمصر.
وقال
أشهب يوما – وقد نظر إليه -: هذا خير أهل المسجد ولم يكن أبوه كذلك.
توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وقال أبو أحمد بن عدي: توفي سنة أربع وأربعين، وكذا ذكره ابن عساكر في «النبل» أيضا وجزم به ابن قانع.
وذكر صاحب كتاب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين» أن مسلما روى عنه مائتي حديث وأحد عشر حديثا.
وقال الحافظ أبو جعفر العقيلي: ذكره ابن موسى كرهت ذكره، وكان أعلم الناس بابن وهب، وهو ثقة إن شاء الله تعالى.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه عن ابن سلم عنه في «صحيحه».(4/34)
وذكر اللالكائي أن أبا زرعة قال: يكتب حديثه ولا يحتج به. المزي ذكر هذا القول عن أبي حاتم، فينظر.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات»، وأبو العرب في «الضعفاء».
ولما ذكر ابن عدي أن أحدا لم يجمع بين حرملة وأحمد بن صالح في الرواية أورد المزي عليه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري.
ثم قال: إن أراد أحدا من الغرباء لم يرد عليه. انتهى.
قد رأينا غريبا روى عنه وهو شيخ الصنعة محمد بن إسماعيل البخاري، ذكره أبو الحسن علي بن عمر البغدادي المقرئ في كتاب «السنن» تأليفه.
وفي «الأعلام» لابن خلفون: حرملة هذا اختلف في عدالته: فوثقه قوم، وجرحه آخرون، ولم يكن بمصر أعلم منه بابن وهب.
وقال الحاكم: أهل مصر ليسوا عنه براضين، غير أنه شيخ جليل القدر والفقه جميعا، ومثله لا يترك إلا بجرح ظاهر.
وقال الخليل: إنما لم يخرج عنه البخاري لما يحكى عنه من المذهب.
وقال الحاكم أبو عبد الله: كان محدث أهل مصر في
زمانه.
1238 - (خ) حرملة، مولى أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي المدني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكره الشيخ، وعلم عليه (خ) ولم يذكر من روى له كعادته، وقد قال ابن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: حرملة مولى زيد بن ثابت، يقال: مولى أسامة بن زيد بن حارثة، لزم زيد بن ثابت فعرف به، روى عنه الزهري،(4/35)
وكان قليل الحديث.
وفرق ابن حبان في كتاب «الثقات» بينه وبين مولى زيد بن ثابت وذكرهما كليهما في «جملة الثقات».
وقال أبو إسحاق الصريفيني: روى له البخاري في «كتاب الجامع» في «ذكر أسامة»، وفي «الفتن».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: أخرج البخاري في ذكر أسامة من «المناقب»، وفي «الفتن» عن الزهري ومحمد بن علي عنه عن علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر.
وقال الكلاباذي: مولى أسامة بن زيد، ويقال: مولى زيد بن ثابت، والأول: أصح، روى عنه: أبو جعفر، والزهري في «الفتن»، وفي ذكر أسامة من «المناقب».
وممن ذكره في «رجال البخاري»: أبو إسحاق الحبال، وابن خلفون لما ذكره في «الثقات».
وقال أبو عبد الله النيسابوري: وأخرج البخاري وحده عن حرملة مولى أسامة بن زيد.
وزعم بعض المتأخرين من المصنفين أن البخاري إنما روى له في «الأدب» خارج الصحيح، وكأن الذي قاله غير جيد؛ وذلك أنه لا من شيخه سمع ولا أقوال هؤلاء العلماء تبع.
1239 - (خ د س) حرمي بن حفص بن عمر العتكي القسملي، أبو علي البصري.
كذا قاله المزي، وعتيك وقسملة لا يجتمعان إلا في الأزد، وذلك أن(4/36)
عتيكا هو
: ابن الأزد، وقسملة واسمه: معاوية بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد فأنى يجتمعان اللهم إلا لو قال: العتكي، ويقال: القسملي، أو بالعكس، لكان صوابا من القول، على أنه في ذلك تبع صاحب «الكمال» وصاحب «الكمال» تبع صاحب «النبل»، وغيرهم إنما يقول العتكي لا غير، والله أعلم.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله الحاكم.
وكناه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده في كتابه «رجال البخاري»: أبا عبد الرحمن.
وفي كتاب «الزهرة»: وقيل أبو عبد الرحمن، روى عنه البخاري حديثين.
ومن خط الحافظ سعد الدين الحارثي رحمه الله تعالى: روى مسلم عنه وعن رجل عنه انتهى الذي رأيت في كتب المترجمين من المصنفين ذكر البخاري فقط حاشي صاحب «النبل»، والله أعلم.
وقال ابن قانع: بصري ثقة.
1240 - (خ م د س ق) حرمي بن عمارة بن أبي حفصة نابت، ويقال: ثابت، العتكي مولاهم، أبو روح البصري.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان وذكره في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون وقال: هو معدود في «الطبقة السادسة ش من أصحاب شعبة الثقات مع العقدي ومسلم بن قتيبة وأنظارهما.
وقال البخاري: حرمي بن عمارة بن أبي حفصة أبو روح، وقال(4/37)
عبد الوارث: ثناه عمارة أبو روح فلا أدري كلاهما يكنى بأبي روح أو كيف هذا؟
وصرح أبو الوليد الباجي بأن كلا منهما يكنى أبا روح. قال: وقال أبو حاتم الرازي: صدوق.
وقال العقيلي
: بصري صدوق ولكن كانت فيه غفلة قاله أحمد بن حنبل.
وتوهم بعض المتأخرين من المصنفين أن العقيلي أساء بذكره إياه في «جملة الضعفاء»، انتهى كلامه.
وهو غير جيد؛ لأن من كانت فيه غفلة كان جديرا بأن يذكر في الضعفاء لا سيما من مثل أبي عبد الله بن حنبل.(4/38)
وفي قول المزي: قيل إنه توفي سنة إحدى ومائتين. نظر، لأنه ذكره بصيغة التمريض، كأنه لم يظفر فيه بنقل، وما علم أن أبا الحسين عبد الباقي بن قانع جزم به، وكذا هو مذكور في «كتاب» الصريفيني أيضا.
وقال أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين»: يكنى أبا روح، ويقال: إن أباه يكنى أبا روح.(4/39)
من اسمه حريث
1241 - (بخ قد ت) حريث بن السائب التميمي الأسيدي، أبو عبد الله البصري، وقيل الهلالي المؤذن.
كذا ذكره معتقدا أن هلالا غير تميم، فذكره بلفظ المغايرة، وما درى أن أبا علي هارون الهجري ذكر في كتاب «الأمالي» أن هلالا من تميم، وأنشد قال: أنشدني الهلالي أحد بني بسر بن رياح بن يربوع:
عليها جمان الحلي شذر كأنه متون الدباء الصيفي قد صلحت صفر
أو السمر من جمر الغضا قسمت قسمة له مانية هبت أعاصيرها كدر
وقال الساجي: قال الإمام أحمد بن حنبل: روى عن الحسن، عن حمران، عن عثمان حديثا منكرا، وروى عن الحسن عن أنس، ثنا أبو الجوزاء أحمد بن عثمان، ثنا أبو داود، ثنا حريث بن السائب، ثنا الحسن أن أنسا كان يعتق عن ولده بالجزور.
ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، ثنا زيد بن حباب، حدثني حريث بن السائب، عن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث في قومه
في طريق من طرق المدينة ثلاثة أحاديث.
وقال أبو الحسن الكوفي: لا بأس به، وهو أرفع من ابن أبي مطر.
وقال أبو داود: حريث ليس بشيء.(4/40)
وذكره ابن شاهين وابن حبان وابن خلفون في «جملة الثقات»، وأبو العرب في «الضعفاء».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وصححه الترمذي، وهو حديث عثمان: «ليس لابن آدم حق في سوى بيت يظله» الحديث.
1242 - (س) حريث بن ظهير الكوفي، قدم الشام في خلافة معاوية.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: ثنا أبو خليفة، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن حريث بن ظهير قال: قال ابن مسعود: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لم يهدوكم وقد ضلوا.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو محمد الدارمي.
وزعم بعض المتأخرين من المصنفين أنه لا يعرف، وصدق أنى له عرفانه مع إيثاره الراحة، ولا بد دون الشهد من إبر النحل، وكأنه اعتمد(4/41)
على كتاب شيخه إذ لم يعرف شيء من حاله، فأقدمه على قوله لا يعرف.
1243 - (خت ت ق) حريث بن أبي مطر عمرو أبو عمرو الفزازي الحناط - بالنون - الكوفي.
كذا قاله المزي، ولم أر من نص على ضبط ذلك، فينظر.
وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب «التاريخ والعلل» تأليفه: ليس هو بحجة.
وقال أبو زرعة النصري في «تاريخه الكبير»: سألت يحيى بن معين عنه فقال: يضعفون حديثه.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وفي «سؤالات مسعود السجزي للحاكم»: كان عزيز الحديث في الكوفيين.
وقال الساجي: ضعيف الحديث عنده مناكير.
وذكره أبو
العرب وأبو محمد بن الجارود وأبو القاسم البلخي وابن شاهين وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال علي بن الجنيد وأبو الفتح الأزدي: متروك.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان ممن يخطئ ولم يغلب خطؤه على صوابه فيخرجه عن حد العدالة، ولكنه إذا انفرد بالشيء لا يحتج به.
ولهم شيخ آخر يقال له:(4/42)
1244 - حريث بن عمرو حضرمي شامي.
روى عنه: صفوان بن عمرو، وإسماعيل بن عياش، وأبو بكر ابن أبي مريم، ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق».
1245 - (د ق) حريث رجل من بني عذرة، ويقال ابن سليم، ويقال ابن سليمان، ويقال ابن عمار.
قال البخاري في «تاريخه الكبير»: قال سفيان جاءنا بصري لكم عتبة أبو معاذ، فقال: لقيت هذا الشيخ الذي يروي عنه إسماعيل فسألته فخطله علي. وكان إسماعيل إذا حدث بهذا - يعني حديث الخط قدام المصلي - يقول عندكم شيء تشدونه به؟، قال: وقال عبد الرزاق عن ابن جريج سمع إسماعيل من حريث بن عمارة عن أبي هريرة.
وقال ابن قانع في كتاب «الصحابة»: ثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، ثنا ابن شبيب حدثني عبد الجبار المساحقي مولى كثير بن الصلت حدثني أبي، حدثني أبو عمرو بن حريث العذري عن أبيه قال: وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول - في سائمة الغنم - «في كل أربعين شاة شاة. الحديث».
وذكره ابن فتحون في كتاب «الصحابة».
ولما ذكره الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى الطليطلي في كتاب «الصحابة» قال: فيه نظر.
وفي «كتاب» الصريفيني: خرج مع أسامة بن زيد غازيا إلى أرض البلقاء فقدمه عينا من وادي القرى يكشف له طريقه.
وقال أبو حاتم البستي في
كتاب «الثقات»: حريث بن عمارة من بني(4/43)
عذرة يروي عن أبي هريرة، روى عنه ابن ابنه محمد بن عمرو بن حريث: ثنا أبو يعلى، ثنا أبو خيثمة، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده سمع أبا هريرة، فذكر حديث الخط.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وصحح ابن حبان حديث الخط فقال: ثنا أبو يعلى، ثنا أبو خيثمة، ثنا سفيان، عن إسماعيل، عن أبي محمد عمرو بن حريث، عن جده سمع أبا هريرة، فذكره، ثم قال: عمرو بن حريث هذا شيخ من أهل المدينة، وابنه أبو محمد يروي عن جده، وليس هذا بعمرو بن حريث المخزومي، ذاك له صحبة، وهذا عمرو بن حريث بن عمارة من بني عذرة، وسمع أبا محمد جده حريثا، وذكر حريثا في «الثقات».
وصححه أيضا أحمد بن حنبل في رواية، وكذلك ابن المديني.
وقال الدارقطني: روى عن أبي هريرة من طرق، ولا تصح ولا تثبت.
وقال ابن عيينة: لم نجد شيئا نشد به هذا الحديث، ولم يجئ إلا من هذا الوجه. وقال الشافعي في «سنن حرملة»: لا يخط المصلي خطا إلا أن يكون ذلك في حديث ثابت فيتبع.
قال البيهقي: إنما توقف الشافعي في صحته لاختلاف الرواية على إسماعيل، ولا بأس به في مثل هذا الحكم.
وقال أبو بكر ابن العربي: لو صح لقلت به إلا أنه معلول.
قال الطحاوي: أبو عمرو وعمرو مجهولان.
وقال أبو عمر: قال مالك والقاسم وأبو حنيفة وإسحاق: إن الخط ليس بشيء وهو باطل.
وفي «علل الخلال» عن أحمد: حديث الخط ضعيف.(4/44)
من اسمه حريز وحريش
1246 - (خ 4) حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر بن أسعد الرحبي المشرقي أبو عثمان، ويقال: أبو عون الحمصي.
قال أبو سعد السمعاني: كان ناصبيا يبغض عليا ويسبه كل يوم سبعين مرة بكرة، وسبعين مرة عشاء، حكي عنه التوبة من ذلك ولا يصح.
وقال عيسى بن موسى غنجار في «تاريخ بخارى»: قيل ليحيى بن صالح: لِمَ لم تكتب عن حريز؟ فقال: كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا رضي الله عنه سبعين لعنة كل يوم.
وذكر عبد الله القرطبي في «التذكرة» عن سهل بن عمار قال: رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: أتاني ملكان فسألاني. ثم قال: أكتبت عن حريز؟ قلت: نعم. فقال: إنه كان يبغض عليا فأبغضه الله تعالى.
وقال الخطيب: كان حريز ثقة ثبتا، وحكي عنه من سوء المذهب والاعتقاد ما لم يثبت عليه.
وفي «كتاب» أبي الوليد الباجي: كان دحيم يثني عليه.
وذكره أبو حفص ابن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله النيسابوري.(4/45)
وفي «كتاب» ابن الجوزي: قال أبو الفتح الأزدي: روى حريز بن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يركب بغلته جاء علي بن أبي طالب فحل حزام البغلة حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو الفتح: من كانت هذه حالته لا يروى عنه شيء.
وقال أبو حاتم ابن حبان: كان يلعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالغداة سبعين مرة، وبالعشي سبعين مرة، فقيل له في ذلك؟ فقال: هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي بالفئوس، وكان داعيا إلى
مذهبه يتنكب حديثه، وكان علي بن عياش يحكي رجوعه عنه، وليس ذلك بمحفوظ عنه، وقال إسماعيل بن عياش: كنت زميله فسمعته يقع في علي، فقلت: مهلا يا أبا عثمان، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته. فقال: اسكت يا رأس الحمار لئلا أضرب رأسك فألقيك من المحمل.
وفي «كتاب» ابن عدي: قال يحيى بن صالح الوحاظي: أملى علي حريز عن عبد الرحمن بن ميسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في تنقص علي بن أبي طالب لا يصلح ذكره في الكتاب، حديث معضل ومنكر جدا لا يروي مثله من يتقي الله عز وجل، قال الوحاظي: فلما حدثني بذلك قمت عنه وتركت الكتابة عنه.
وقال أبو نصر بن ماكولا: كان يرمى بالانحراف عن علي، وفي ذلك اختلاف.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».(4/46)
1247 - (ق) حريش بن الخريت البصري أخو الزبير.
قال البخاري في «تاريخه الكبير»: أرجو أن يكون صالحا.
وقال الساجي فيه: ضعيف. قال: وقال يحيى: ليس به بأس.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال الآجري: قلت لأبي داود: الحريش بن الخريت أخو الزبير؟
قال: نعم، حدث عنه سهل بن حماد.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
1248 - (د س) حريش بن سليم، ويقال: حريش بن أبي حريش، الجعفي أبو سعيد الكوفي.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وقال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو داود، ثنا حريش بن سليم، ثنا طلحة بن مصرف، عن أبي بردة، عن أبي
موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل مسكر حرام».
وفي «تاريخ البخاري»: رأى أبا معشر، وروى عنه أبو سعيد مولى بني هاشم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».(4/47)
من اسمه حزام وحزم وحزن
1249 - (س) حزام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وذكر الخطيب في كتاب «التلخيص»: أنكره الزبيري وغيره من علماء بني أسد أشد الإنكار، وقالو: لم يكن لحكيم ابن صغير ولا كبير يقال له: حزام.
1250 - (خ) حزم بن أبي حزم مهران، ويقال: عبد الله القطعي أبو عبد الله البصري، أخو سهيل بن أبي حزم.
كان فيه - يعني الكمال -: أبو بكر، وذاك وهم، إنما أبو بكر كنية أخيه سهيل.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأن عبد الغني لم يقل هذا من عنده إنما قاله متبعا من لا إلمام للمزي بكلامه وهو البخاري فإنه كناه في «تاريخه الكبير» أبا بكر، وتبعه على ذلك أبو نصر الكلاباذي وأبو الوليد الباجي وأبو إسحاق الحبال والصريفيني وغيره، وكفى بهم قدوة.
ولما ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» قال: قال أحمد بن حنبل هو ثقة ثقة.(4/48)
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وكناه أبا بكر.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: روى عن ابن سيرين، روى عنه أهل بلده، وكان يخطئ، ثنا عمر بن محمد، عن بحير، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا حزم بن أبي حزم قال: رأيت الحسن قدم مكة فقام خلف المقام فصلى فجاء طاوس وعطاء، ومجاهد، وعمرو بن شعيب، فجلسوا بين يديه،
وخرج حديثه في «صحيحه».
1251 - (د) حزم بن أبي كعب الأنصاري السلمي المدني، عداده في الصحابة، قيل حرام بن أبي كعب.
روى عنه ابنه محمد، ذكره أبو منصور الباوردي وأبو عمر بن عبد البر وأبو موسى الأصبهاني بنحوه.(4/49)
وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلم حزما روى شيئا غيره - يعني صلاة معاذ - ولا رواه إلا طالب بن حبيب.
1252 - (خ د) حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ.
قال ابن عبد البر: أبو وهب المخزومي، كان من المهاجرين ومن أشراف قريش في الجاهلية، وهو الذي أخذ الحجر الأسود من الكعبة حين فرغوا من قواعد إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه فنزى الحجر من يده حتى رجع مكانه، وكان سعيد بن المسيب ربما أنشد:
وعمران بن مخزوم فدعهم هناك السر والحسب اللباب
زاد ابن الأثير: وهو أخو هبيرة ويزيد، وأخو هبار بن الأسود لأمه.
وقال ابن حبان: أمهم جميعا فاختة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير.
وأنكر مصعب الزبيري هجرته فيما قاله الزبير.
استشهد يوم بزاخة أول خلافة أبي بكر في قتال أهل الردة، قاله العسكري.
وقيل: الذي كان أخذ الحجر أبوه، وهو الصحيح، ذكره أبو نعيم.
وفي «كتاب الباوردي» عنه قال: جاء سيل في الجاهلية كسا ما بين الجبلين.
1253 - (د ت ق) حزور، ويقال: نافع، ويقال: سعيد بن الحزور أبو غالب المصري صاب المحجن مولى ابن الحضرمي.
لم ينبه عليه المزي هنا وسيذكر.(4/50)
من اسمه حسام وحسان
1254 - (تم) حسام بن مصك بن ظالم بن شيطان الأزدي أبو سهل البصري.
رأيت بخط الدارقطني في «كنى مسلم» مجودا
: مصك على الميم فتحة.
ورأيت أبا حاتم السجستاني ينص في كتاب «لحن العامة» على كسر الميم قال: وهو الحمار الضخم الجسم. قال: ولا يقال بالفتح.
وقال أحمد بن حنبل: مطروح الحديث.
وقال الفلاس وأبو الحسن الدارقطني: متروك الحديث.
وقال أبو إسحاق الحربي في «تاريخه»: غيره أوثق منه.
وفي «تاريخ عبد الله بن المبارك»: تركت حديثه. وفي موضع آخر: ارم به.
وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: لا يكتب من حديثه شيء.
وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه: لست أحدث عنه بشيء، وقال الساجي: صدوق فيه ضعف ليس بقوي في الحديث.
وذكره أبو العرب والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو محمد بن الجارود: ليس حديثه بشيء، قال: وقال البخاري: يخالف في حديثه.
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد.(4/51)
وقال أبو حاتم بن حبان: كان كثير الخطأ، فاحش الوهم، حتى خرج عن حد الاحتجاج به، ثنا محمد بن محمود، سمعت علي بن سعيد، سمعت أحمد بن حنبل يقول: وسئل عن حسام بن مصك؟ فقال: أرى الناس قد تركوا حديثه.
وقال عبد الباقي بن قانع: مات سنة ثلاث وستين ومائة. كذا ذكره ابن عدي عن محمد بن المثنى.
وقال: قال زيد بن حباب: ثنا حسام، وكان ضعيفا.
قال أبو أحمد: وأهدى إلى قتادة نعلا، فردها ثم قال: إنك تعرف سخف الرجل في سخف هديته.
وقال الفلاس: منكر الحديث.
قال أبو أحمد: وعامة أحاديثه إفرادات وغرائب، وهو مع ضعفه حسن الحديث، وهو إلى التضعيف أقرب منه إلى الصدق.
وقال أبو داود
: وقيل له: هو ثقة؟ قال: لا.
وذكره البخاري في «فصل من مات بعد السبعين ومائة».(4/52)
1255 - (خ م د) حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرماني أبو هشام القاضي.
قال أبو حاتم بن حبان البستي وذكره في «جملة الثقات»: ربما أخطأ، روى عن إسماعيل بن أبي خالد.
ونسبه البخاري في غير ما نسخة من «تاريخه» عبيديا.
وفي كتاب الصريفيني: رأى محارب بن دثار.
وقال عبد الله بن أحمد في كتاب «العلل»: حدثني أبي بحديث الكرماني عن عاصم، عن عبد الله بن حسن، عن أمه فاطمة، عن أمها فاطمة رضي الله عنهم في «دخول المسجد والدعاء»: فقال أبي: ليس هذا من حديث عاصم، هذا من حديث ليث بن أبي سليم.
وذكر عبد الله حديثا آخر، وأنه عرضه على أبيه فقال: اضطرب عليه هذا منكر جدا.
وفي «كتاب» ابن الجنيد عن يحيى: لا بأس به إذا حدث عن ثقة. قال ابن الجنيد: قلت ليحيى: فحديث حسان حديث رافع في القدر؟ فقال: ليس بشيء.
وقال أبو جعفر العقيلي: في حديثه وهم.
وقال ابن المديني: كان ثقة وأشد الناس في القدر.(4/53)
وفي «كتاب ابن عدي»: سمعت أحمد بن حفص يقول: ذكر لأحمد بن حنبل حديث حسان بن إبراهيم – يعني في الصلاة يوم الجمعة نصف النهار والنهي عنه - فقال: ذاك عن المقري مرسل، ولم يعبأ به.
قال عبد الله: وحدثت أبي حديث حسان عن عبد الملك سمعت العلاء سمعت محكولا يحدث عن أبي أمامة وواثلة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة لم يلتفت يمينا ولا شمالا ورمى ببصره. فأنكره جدا
، وقال: اضرب عليه.
ولما ذكر لابن صاعد حديثه عن سعيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد «مفتاح الصلاة الوضوء» قال: هذا الإسناد وهم إنما حدثه حسان عن أبي سفيان طريف فتوهم أنه أبو سفيان الثوري، فقال برأيه عن سعيد بن مسروق الثوري.
قال ابن عدي: وهذا الذي قاله ابن صاعد وهم فيه؛ لأن ابن صاعد ظن أن هذا الذي قيل في هذا الإسناد أنه من أبي عمر الحوضي حيث قال: إنما حدثه حسان، وهذا الوهم هو من حسان، فكان حسان حدث به مرتين مرة على الصواب فقال: عن أبي سفيان، ومرة قال: ثنا سعيد كما رواه الحوضي.
وقد رواه ابن هلال أيضا فقال: عن سعيد بن مسروق.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1256 - (س) حسان بن أبي الأشرس المنذر بن عمار الكوفي أبو الأشرس.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وخرج الحاكم حديثه «وضع الذكر في بيت العزة». وقال فيه: صحيح.
وكناه أبو العرب القيرواني: أبا هلال.(4/54)
1257 - (ت س ق) حسان بن بلال.
قال المزي: كان فيه حسان بن بلال الأسلمي له صحبة وذلك وهم والصواب ما كتبناه يعني المزني البصري. انتهى كلامه.
وفيه نظر، من حيث إن صاحب «الكمال» لم يذكره إلا على الصواب، لم يتعرض لصحبته البتة، كذا هو في عدة نسخ صحاح، والله تعالى أعلم.
وكأن المزي اشتبه عليه قول عبد الغني في بعض النسخ: ورجل من أسلم له صحبة. يعني روى عنه، فظنه هو أو يكون سقط من كاتب «الكمال» لنسخته.
وزعم المزي أنه روى عن عمار وهو عنده مشعر بثبوت ذلك
عنه، وفي كتاب «الثقات» لابن حبان ما يشعر بخلافه وهو: حسان بن بلال المزني، يروي عن عمار إن كان سمع منه.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال ابن حزم: مجهول ولا يعرف له لقاء عمار.
1258 - (خ م د س ق) حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري النجاري، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو الوليد، ويقال: أبو الحسام.
كذا ذكره المزي، والسهل وغيره يزعمون أن تكنيته بأبي الحسام إنما هي وقت الحرب لا غير.
وفي «كتاب» أبي الفرج: وقال مزرد بن ضرار أخو الشماخ يعرض بالحطيئة فجعل حسان حساما من غير أن يلتفت:
فلست بحسان أبا حسام بن ثابت ولست كشماخ دله كالمنخل(4/55)
وقال ابن الأثير: كنى بذلك لمناضلته عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقطيعه أعراض المشركين.
وقال أبو عمر بن عبد البر: وصفت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان والله كما قال فيه شاعره حسان:
متى يبد في الداجي البهيم جبينه يلج مثل مصباح الدجى المتوقد
فمن كان أو من ذا يكون كأحمد نظام لحق أو نكال لملحد
ولما قال قائل لعلي: اهج عنا القوم الذين يهجوننا. فقال لي: ائذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت: فقالوا: يا رسول الله ائذن له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عليا ليس عنده ما يراد في ذلك. ثم قال: ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟! فقال حسان: أنا لها وأخذ بطرف لسانه، فقال: والله ما يسرني به مقول بني بصرى وصنعاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تهجوهم
وأنا منهم، وكيف تهجو أبا سفيان وهو ابن عمي، فقال: والله لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. فقال له: ائت أبا بكر فإنه أعلم بأنساب القوم منك.
فلما سمعت قريش شعر حسان قالوا: إن هذا لشعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة
فقال حسان في أبي سفيان:
أبلغ أبا سفيان أن محمدا هو الغصن ذو الأفنان لا الواحد الرعد
وما لك فيهم مجيد مثل ما لصق القرد
إن سنام المجد في أهل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
ومن ولدت أبناء زهرة منهم كرام ولم يقرب عجائزك المجد
ولست كعباس ولا كابن أمه ولكن لئيم لا يقوم له زند
وإن امرأ كانت سمية أمه وسمراء مغموز إذا بلغ الجهد
وأنت هجين نيط في آل هاشم كما ينط خلف الراكب القدح الفرد(4/56)
وفي «كتاب أبي الفرج الأصبهاني»: عن أبي عبيدة قال: فضل حسان الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم في النبوة، وشاعر اليمن في الإسلام وأجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر: يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدر حسان بن ثابت.
وقال أبو عبيدة وأبو عمرو بن العلاء: أشعر أهل الحضر حسان.
وقال الأصمعي: الشعر نكد يقوى في الشر، وسهل فإذا دخل في الخير ضعف، وكان حسان فحلا من فحول الجاهلية، فلما جاء الإسلام سقط شعره. وقال مرة أخرى: شعر حسان في الجاهلية من أجود الشعر.
وقيل لحسان: لان شعرك في الإسلام يا أبا الحسام. فقال: إن الإسلام يمنع عن الكذب والشعر إنما يزينه الكذب.
وقال الحطيئة: أبلغوا الأنصار أن شاعرهم أشعر العرب حيث يقول:
يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد
المقبل
وقال عبد الملك بن مروان: إن أمدح بيت قالته العرب بيت حسان يعني هذا.
وأما ما حكى من جبنه فأنكر جماعة من أهل العلم ذلك، وقالوا لو كان حقا لهجي به، فإنه قد هاجا قوما فلم يهجه أحد منهم بالجبن، وقيل: إنما أصابه الجبن مذ ضربه صفوان بن المعطل بالسيف.
وقال ابن إسحاق: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان عوضا من ضربة صفوان الموضع الذي بالمدينة، وهو قصر بن حديلة، وأعطاه سيرين أخت مارية، توفي قبل الأربعين في خلافة علي بن أبي طالب، وقيل سنة خمسين.
وكان أدرك النابغة الذبياني والأعشى أبا بصير وأنشدهما فقالا: إنك شاعر.
ومن جيد شعره ما ارتجله بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم وفد بني تميم ونادوه من وراء الحجرات:(4/57)
إن الذوائب من فهر وإخوتهم قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
قوما إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة إن الخلائق - فاعلم - شرها البدع
لو كان في الناس سباقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا
ولا يضنون عن جار بعضاهم ولا يمسهم في مطمع طمع
أعفة ذكرت في الناس عفتهم لا يبخلون ولا يريهم طيع
خذ منهم ما أتوا عفوا إذا عطفوا ولا يكن همك الأمر الذي منعوا
فإن في حربهم - فاترك عداوتهم - شرا يخاض إليه الصاب والسلع
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم إذا تفرقت الأهواء والشيع
فقال التميميون عند ذلك: وربكم إن خطيب القوم أخطب من خطيبنا، وإن شاعرهم أشعر من شاعرنا، وما انتصفنا ولا قاربنا.
وزعم أبو عبيدة
في كتاب «المثالب»: أن حسان كان لا يعيش له ولد، فلما أعطاه صلى الله عليه وسلم سيرين قال له اتخذ هذه أم ولد، فإني أرجو أن تصيب منها ولد فجاءت بعبد الرحمن. ذكره استطرادا.
وفي «كتاب» العسكري: ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو قديم الإسلام، كان النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن رواحة أن يهجو المشركين فعم قريشا بالهجاء فقال:(4/58)
فخبروني أثمان العبا متى كنتم مقاويل أو دانت لكم مضر
فاشتد على النبي صلى الله عليه وسلم حين جعل قومه أثمان الغبا، فأمر كعب ابن مالك أن يهجوهم فلم يبلغ مبلغا، فأمر حسان بهجائهم فأخرج لسانه وضرب به أرنبته وقال: يا نبي الله لو وضعته على شعر لحلقه، أو على صخر لفلقه.
ووفد على النعمان بن المنذر ومدحه، ومات بعد الأربعين في خلافة يزيد بن معاوية، وكان عثمانيا.
ولما نزلت (والشعراء يتبعهم الغاوون) جاء هو وابن رواحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبكيان، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال: أنتم (وذكروا الله كثيرا) قال: أنتم (وانتصروا من بعد ما ظلموا) قال: أنتم.
وقال ابن قانع: مات سنة خمس وثلاثين.
وقال خليفة في كتاب «الطبقات»: توفي قبل الأربعين.
وفي «كتاب» البغوي: عن أسماء أن الزبير بن العوام مر بمجلس من الصحابة وحسان ينشدهم من شعره وهم غير نشاط لما يسمعون من ذلك، فقال لهم: ما لي أراكم غير أذنى لما تسمعون من شعر ابن الفريعة، لقد كان ينشده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعجبه ويحسن استماعه ويجزل عليه ثوابه ولا يشتغل عنه بشيء فقال حسان في ذلك:
أقام على عهد النبي وهديه حواريه والقول بالفعل
يعدل
أقام على منهاجه ولم يوالى ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهود والبطل الذي يصول إذا ما كان يوم مخجل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها بأبيض سباق إلى الموت يرفل
وإن امرأ كانت صفية أمه ومن أسد في بيتها لمرفل
له من رسول الله قربى قريبة ومن نصره الإسلام مجد مؤثل(4/59)
وقال ابن حبان: مات وهو ابن مائة وأربع سنين أيام قتل علي بن أبي طالب، ومات أبوه وهو ابن مائة وأربع سنين وجده كذلك.
وفي «تاريخ أبي زرعة النصري»: قدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستين سنة.
وفي «الطبقات»: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحمي أعراض المسلمين؟ فقال ابن رواحة: أنا، وقال كعب: أنا، وقال حسان: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اهجهم فإن روح القدس سيعينك».
وقال ابن قتيبة في كتاب «الطبقات»: عمي في آخر عمره، وكانت له بنت شاعرة، وانقرض ولده فلم يبق له عقب.
وقال أبو الفرج: هو فحل من فحول الشعراء وأحد المخضرمين، وكان يخضب شاربه وعنفقته بالحناء ولا يخضب سائر لحيته، فقال له ابنه: يا أبة لم تفعل هذا؟ قال: لأكون كأني أسد والغ في دم.
ولما أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لقد غدوت أمام القوم منتطقا بصارم مثل لون الملح قطاع
يحيف عني نجاد السيف سابغه فصفا عنه مثل لون الماء بالقاع
ضحك صلى الله عليه وسلم ونظر إلى حسان وذلك من صفته نفسه مع جنته.
وقالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هجاهم حسان فشفى واشتفى».
وقال شيخنا أبو محمد الحافظ في كتاب «الخزرج»: يكنى أيضا أبا المضرب، وتوفي
سنة خمس وخمسين.
وفي كتاب «الجمهرة» للكلبي: كان حسان شجاعا فأصابته علة أحدثت فيه الجبن، فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال ولا يشهده.
وفي «لطائف» أبي يوسف: أعرق الناس في الشعر سعيد بن عبد الرحمن(4/60)
ابن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام هؤلاء الستة شعراء.
وآل أبي حفصة نافق منهم عشرة (لو أنزلوا الشعر كان اعر حاتم).
1259 - (خ) حسان بن حسان أبو علي البصري بن أبي عباد نزيل مكة.
كذا ذكره المزي، وأما ابن عدي الحافظ فزعم في كتابه «مشايخ البخاري» أن حسان بن حسان غير حسان بن أبي عباد جعلهما رجلين.
وفي «سؤالات أبي عبد الله بن البيع الكبرى للدارقطني»: حسان بن حسان الواسطي يخالف الثقات وينفرد عنهم بما لا يتابع عليه، وليس هذا بحسان الذي روى عنه البخاري، ذاك حسان بن حسان بن أبي عباد، يروي عن همام
وما أعرف له عن شعبة شيئا، وقد روى البخاري أيضا عن حسان ابن عبد الله الواسطي المصري، يروي عن المفضل بن فضالة.
زاد في كتاب «الجرح والتعديل»: قيل له حسان بن أبي عباد هذا؟ قال: ليس بالقوي. انتهى كلامه.
وفيه رد لقول المزي: روى عن شعبة.
وفي كتاب «الزهرة»: حسان أبو علي هو حسان بن أزهر بن حسان أبو علي الواسطي البصري ثقة صدوق، روى عنه محمد بن إسماعيل سبعة أحاديث.
وقال في «تاريخه ومجموعاته»: حسان بن حسان بن أبي عباد.
وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده: حسان بن أبي عباد هو ابن حسان(4/61)
الواسطي نزل البصرة. كذا ذكره هو وأبو إسحاق الحبال، وابن عساكر والكلاباذي والصريفيني وأبو
الوليد الباجي وغيرهم.
1260 - (خت) حسان بن أبي سنان البصري العابد.
ذكره علي بن سعيد العسكري في «الصحابة»، أخرجه أبو موسى المديني في كتابه «المستفاد بالنظر والكتابة».
وذكره ابن حبان في «ثقات أتباع التابعين» فقال: يكنى أبا عبد الله، يروي عن أهل البصرة الحكايات، ولست أحفظ له حديثا مسندا، روى عنه أهل البصرة.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» وقال: كان تاجرا عابدا فاضلا.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: كان يقيم بالأهواز يجهز على شريكه في التجارة بالبصرة ثم يجتمعان على رأس كل سنة فيقتسمان الربح، فكان حسان يأخذ قوته من ربحه ويتصدق بما بقي.
وقال هارون الأعور: ما كان أحد بالبصرة أروى لحديث الحسن من حسان ما يجيء عنه خمسة أحاديث.
وحدثني شريح ويونس، ثنا يحيى بن الحجاج، عن الحسن بن حلبس، عن حسان بن أبي سنان، وكان من خير أهل البصرة.
1261 - (س) حسان بن الضمري.
شامي تابعي ثقة، قاله العجلي.(4/62)
1262 - (ع) حسان بن عطية أبو بكر الشامي المحاربي.
قال ابن منجويه: كان من أفاضل أهل زمانه.
وقال علي بن سعيد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حسان بن عطية مقارب الحديث ثقة.
ولما خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» قال: لم يسمع من ابن عمر شيئا.
وذكره ابن حبان البستي في «جملة الثقات».
وذكره البخاري في: «فصل من مات من العشرين إلى الثلاثين ومائة»،
وقال: كان من أفاضل أهل زمانه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان من علماء أهل الشام.
1263 - (بخ) حسان بن كريب الحميري المصري أبو كريب.
قد قيل: إنه
حسان بن أبي كريب.
قاله أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات».
وفي «تاريخ مصر» - وذكره في أهل الأولى -: كنيته أبو حريث كذا رأيته، واستظهرت بنسخة أخرى، فالله أعلم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1264 - (س) حسان بن نوح أبو معاوية النصري، ويقال أبو أمية الشامي.
خرج الحاكم حديثه في «صوم يوم السبت» في «مستدركه»، ونص على(4/63)
صحته، وكذلك أبو حاتم البستي، وذكره أيضا في «جملة الثقات» وكذلك ابن خلفون.
وقال العجلي: شامي تابعي ثقة.
وفي تقديم أبي معاوية في كتاب المزي على أبي أمية نظر؛ لأن أبا أحمد الحاكم كناه أبا أمية، قال: ويقال أبو معاوية، روى عنه أبو حفص عمر بن عمرو بن عبد الأحموشي، وأما شيخ الصنعة فلم يكنه في «تاريخه الكبير» إلا أبا أمية، وكذلك ابن حبان لم يذكر غيره، وكذلك مسلم بن الحجاج لم يذكره في حرف الميم، وأبو عبد الرحمن النسائي.
1265 - (س) حسان بن أبي وجزة.
قال شعبة عن يعلى بن عطاء: ابن أبي وجزة كما ذكره المزي ويقال: ابن أبي صرة مولى قريش، ويقال: ابن أبي وحرة.
وثنا عثمان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي جزة، وقال بعضهم: ابن أبي وجزة، قاله البخاري في «تاريخه الكبير».
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» ووصفه برواية المراسيل.
وذكره مسلم في الطائفيين.(4/64)
من اسمه الحسن
1266 - (س) الحسن بن أحمد بن حبيب أبو علي الكرماني نزيل طرسوس.
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي: لا بأس به، يخطئ في حديث مسدد.
وقال القراب: مات في رجب في سنة إحدى وتسعين ومائتين، سمع
الناس منه مسند مسدد، وغير ذلك.
ثقة صالح مذكور بالخير قاله ابن المنادي، انتهى.
وكما ذكره عنه ألفيته في كتاب ابن المنادي بعد، والله أعلم.
1267 - (م مد ت) الحسن بن أحمد بن أبي شعيب عبد الله بن مسلم الأموي مولى عمر بن عبد العزيز بن مسلم الحراني.
سكن بغداد، ذكر الخطيب عن أبي القاسم البغوي: أنه مات سنة ستين، ووهمه الخطيب، انتهى.
لم أجد وفاته مذكورة في كتاب البغوي، فينظر، ولعله ذكره في غير كتاب «الوفيات».
والذي رأيت في مشيخته - تخريج أبي محمد بن الأخضر عنه -: مات سنة خمسين ومائتين وهو صدوق. فلعله تصحف على الناسخ خمسين بستين.
وقال ابن القطان: صدوق لا بأس به.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» وخرج حديثه في «صحيحه»،(4/65)
وكذلك الحاكم أبو عبد الله النيسابوري.
وفي كتاب «زهرة المتعلمين»: روى عنه البخاري أربعة أحاديث، ومسلم ثلاثة أحاديث. كذا قال: إن البخاري روى عنه، ولم أره لغيره، فينظر.
وقال البزار: ثقة.
1268 - (ت ص) الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مدني.
روى أبو حاتم بن حبان حديثه في فضل حسن وحسين في «صحيحه» عن: الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا خالد بن مخلد، ثنا موسى بن يعقوب، عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، أخبرني موسى بن أبي سهل النبال، أخبرني الحسن فذكره. انتهى.
ورواه البخاري في «تاريخه» عن عبد الرحمن بن شيبة، عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب.
وهو حديث له أصل في «صحيح» مسلم بن الحجاج،
رحمه الله تعالى.
وخرجه الحاكم أبو عبد الله بن البيع في «صحيحه»، وكذلك أبو محمد الدارمي.
وأما الحافظ الطوسي فحسنه.
وذكره البستي في «جملة الثقات».
ولما ذكره ابن عساكر في «تاريخ المزة» قال: قدم لها لبيع ملكه بها، وإن أخته(4/66)
فاطمة قدمت على عمر بن عبد العزيز في خلافته، فقام عن مجلسه وأجلسها فيه، وسألها حاجتها فقالت: فحملني إلى أخي ولما ذكر حديثه هذا ذكره من عند الطبراني، ثنا علي بن جعفر بن مسافر، حدثني أبي، ثنا ابن أبي فديك، ثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن أبي بكر، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن محمد بن أبي سهل النبال عنه.
قال سليمان: لا يروي عن أسامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فديك.
قال ابن عساكر: وهم الطبراني في إسناده، وكلامه عليه وهم، موضع قال: محمد بن زيد، وإنما هو ابن أبي بكر بن زيد، وقال: عن محمد بن أبي سهل: وإنما هو مسلم بن أبي سهل، وقال: تفرد به ابن أبي فديك.
وقد رواه أبو الهيثم خالد بن مخلد، عن الزمعي، ذكره ابن أبي شيبة.
1269 - (خ س) الحسن بن إسحاق بن زياد، أبو علي السروري، مولى لبني ليث.
روى عنه البخاري في «صحيحه» أربعة أحاديث.
وقال أبو حاتم الرازي في كتاب «الجرح والتعديل»: مجهول.(4/67)
1270 - (س) الحسن بن إسماعيل أبو سعيد الكلبي المجالدي.
توفي بعد الأربعين، ألفيته في كتاب الصريفيني.
1271 - (خ ت س) الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب الهمداني البجلي، أبو علي الكوفي.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث إن
بجيلة لا تجتمع مع همدان بأمر حقيقي؛ لأن بجيلة: أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد ابن كهلان، وهمدان يأتي ذكره بعد.
وروى أبو بكر بن خزيمة في «صحيحه» عن يوسف بن موسى عنه.
وخرج الحاكم أبو عبد الله النيسابوري حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي
وفي كتاب " الزهرة ": الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب بن علي أبو علي، روى عنه البخاري سبعة أحاديث.
ونسبه أبو إسحاق الحبال في كتاب «أسماء رجال الشيخين» - ومن خطه - كاهليا، مضبوطا مجودا.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: ثقة.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: قال النسائي: ليس بشيء.
وذكره الساجي في «جملة الضعفاء».
1272 - (ت) الحسن بن بكر بن عبد الرحمن أبو علي المروزي.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: مجهول.
1273 - (سي) الحسن بن بلال البصري، ثم الرملي.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».(4/68)
1274 - (سي) الحسن بن ثابت التغلبي، كنيته أبو علي الأحول.
يروي عن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش، عداده في أهل الكوفة، روى عنه يحيى بن آدم، وهو الحسن أبو علي الذي يروي عن جدته عن علي، والذي يروي عنه الثوري وسويد بن عبد العزيز، قاله أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات».
وكذا كناه البخاري، وابن أبي حاتم عن أبيه، ومسلم بن الحجاج، وأبو أحمد الحاكم، وقال: الحسن بن ثابت بن الزرقاء التغلبي الأحول الكوفي.
كذا ألفيته في نسختي وهي قديمة جدا بخط أبي سعيد عمر بن محمد بن محمد بن داود، عن الحاكم أبي أحمد.
وكذا ساق نسبه أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب «الكنى» تأليفه، ولم أر من كناه أبا
الحسن غير المزي، فينظر.
وقال يحيى بن معين وأحمد بن صالح: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» قال: قال أبو الفتح الأزدي يتكلمون فيه. قال ابن خلفون: كان الحسن رجلا صالحا دفن كتبه، وقال: لا يصلح قلبي على التحديث، وكان ثقة قاله غير واحد.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات».
1275 - (مد سي ق) الحسن بن ثوبان بن عامر الهمداني ثم الهوزني أبو ثوبان المصري.
كذا ذكره المزي معتقدا أن هوزن فخذ من همدان أبو بطن، وليس كذلك.(4/69)
إنما يجتمعان في قحطان بيانه أن هوزن هو: ابن الغوث بن سعيد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر بن كعب كهف الظلم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ، وهمدان الأكبر اسمه أوسلة بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.
والأصغر وإن كان قد أنكره الهمداني وقال: ليس همدان غير همدان بن مالك كأنه - والله أعلم - يريد الذي ينسب إليه، فإن الأصغر لم أر من ينسب إليه أحدا فهو: ابن زياد بن حسان ذي الشعبين بن سهل بن زيد بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل.
قال الهمداني: وقد ظن بعض حمير أن همدان والهان ابنا مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر. فهذا كما ترى همدان ليس منها هوزن في ورد ولا صدر. والله تعالى أعلم.
وخرج الحاكم حديث الحسن هذا في «صحيحه».
ولما ذكره أبو حاتم
بن حبان في «جملة الثقات» نسبه هاشميا.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
1276 - (ت ق) الحسن بن جابر اللخمي الشامي.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» وكذلك أبو محمد الدارمي، وأما أبو علي الطوسي فحسنه، وكذا أبو الحسن بن القطان في كتاب «الوهم والإيهام».
وذكره ابن خلفون وابن حبان في «جملة الثقات».
وقال ابن حبان: توفي سنة ثمان وعشرين ومائة. وكذا قاله محمد بن عمر(4/70)
الواقدي في «تاريخه»، ومحمد بن سعد في «طبقاته»، وإسحاق القراب وابن قانع وغيرهم.
1277 - (ت ق) الحسن بن أبي جعفر عجلان، وقيل: عمرو أبو سعيد الجفري الأزدي، وقيل: العدوي البصري.
كذا قاله المزي، وفيه نظر؛ لأن الرشاطي ذكر في الأزد عديا ينسب إليه فلا مغايرة إذا بين النسبتين، والله أعلم.
وأما ابن قانع فنسبه عوذيا، وقال: عوذ من الأزد، فيشبه أن يكون صحف على الشيخ العوذي العدوي، ينظر.
وقال المزي: وقال إسحاق بن منصور ضعفه أحمد، وقال البخاري: منكر الحديث. ثم قال بعد كلام طويل - وعد من تركه -: قال موسى بن إسماعيل: مات حماد بن سلمة والجفري سنة سبع وستين بينهما ثلاثة أشهر. انتهى كلامه.
وفيه نظر من حيث إن هذا جميعه كلام البخاري فرقه في مواضع على ما ظهر من كلامه وليس جيدا، ثم إنه فسر إسحاق بابن منصور، والبخاري لم ينسبه إنما قال: وقال إسحاق: ضعفه أحمد. فتفسيره إياه به يحتاج إلى نقل، وكأنه لمح خصوصية الكوسج بأحمد فاعتمدها، وذلك ليس مخلصا إلا بدليل واضح على أني لا أظن به نقله من «تاريخ البخاري» لعدم نقله منه، وإن كان قد ذكره في دباجة كتابه، فالإنسان قد يقول ما
لا يفعل، وأحسبه نقله من عند ابن عساكر ليرى كثرة الاطلاع.
قد رأيت بخط ابن سيد الناس عن الساجي في «العرف الشذي»: إسحاق هذا هو ابن إبراهيم المعروف بلؤلؤ. انتهى.
فليس تفسير المزي بأولى من هذا، على أني لا أقول هذا أيضا إلا بدليل يزيد العذر من غير تخرص، والله تعالى أعلم.(4/71)
والجفرة موضع بالبصرة، بها كانت وقعة لخالد بن عبد الله بن أسيد مع عبيد الله بن عبد الله وعمر سنه إحدى وسبعين. كذا قاله الطبري.
وفي كتاب «الحازمي»: سنه سبعين، وفي «كتاب السمعاني» اثنتين وسبعين.
وفي «كتاب ابن أبي خيثمة الكبير»: توفي الحسن في ذي الحجة سنة تسع وخمسين.
وذكر عن محمد بن أبي عاصم - وكان رجلا صالحا -: لما مرض الجفري مرضه الذي مات فيه، ابيض كوكب في الليل فقراءنا في القبلة الحسن بن أبي جعفر قد مات فخطونا خطوة أو خطوتين فسمعنا الصياح من داره.
وقال الساجي - رحمه الله تعالى -: منكر الحديث، وعنده مناكير منها حديث معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان تعجبه الصلاة في الحيطان.
وقال علي بن المديني: كان الحسن يهم في الحديث. وقال يحيى بن سعيد: هو كذاب اختلف إلي حتى سمع حديثي، وكان يحدث بأحاديث مناكير، روى عن بكر، عن سالم، عن ابن عمر: «الكفن من جميع المال».
حدثني بكر بن سعيد، ثنا محمد بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: تركت حديث الجفري؛ لأنه شج أمه.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن علي بن المديني: ضعيف ضعيف.
وقال أبو الحسن العجلي: ضعيف الحديث.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: لم يكن
بجيد العقيدة. وقال(4/72)
في موضع آخر: ضعيف لا أكتب حديثه، وسمعت نصر بن علي يقول: لم يكن بالبصرة أعبد منه. قال: وسمعت نصرا يقول: ما كان يفتر عن العلم.
قال الآجري: قلت لأبي داود كان يرى القدر؟ قال: لا.
وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: صدوق منكر الحديث.
وفي «كتاب ابن الجارود»: ليس بشيء.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل» الذي هو من المحدثين أشهر من قفا نبك، عن أبيه: ليس بقوي في الحديث، وكان شيخا صالحا، وفي بعض حديثه إنكار.
قال: وسألت أبا زرعة عنه؟ فقال: ليس بالقوي في الحديث.
وإنما أعجز المزي النقل منه - إن كان أكثر ينقل من عنده - أنه طلبه في حسن بن أبي جعفر في حرف الجيم من الآباء، فلم يره في «كتاب ابن أبي حاتم»، ولم ينظره في حرف العين من الآباء، فلهذا أغفل ذكره هنا والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب القراب»: مات سنة تسع وستين ومائة، وهو منكر الحديث.
وفي «كتاب المروروذي»: تركه أحمد.
وقال الجوزجاني: واهي الحديث، ضعيف الحديث.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ليس بالقوي في الحديث.
وقال أبو حاتم بن حبان البستي: كان من خيار عباد الله من المتقشفة الخشن، ضعفه يحيى، وقال: هو لا شيء، وتركه الشيخ الفاضل أحمد بن حنبل رحمة الله عليه.
وقال أبو حاتم: كان الجفري من المتعبدين المجابين الدعوة في الأوقات،(4/73)
ولكنه مما غفل عن صناعة الحديث وحفظه واشتغل بالعبادة عنها، فإذا حدث وهم فيما يروي ويقلب الأسانيد وهو لا يعلم حتى صار ممن لا يحتج به، وإن كان فاضلا، وهو الذي
روى عن أبي الزبير عن جابر «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب والهر إلا الكلب المعلم».
وذكره العقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
ولهم شيخ آخر يقال له:
1278 - الحسن بن أبي جعفر محمد بن يحيى، يكنى أبا علي الجوزجاني.
قال الخطيب في «المتفق والمفترق»: حدث بنيسابور عن يحيى بن معين شبهه. ذكرناه للتمييز.
1279 - (مد س) الحسن بن حبيب بن ندبة، وقيل: حبيب بن حميد بن ندبة التميمي، وقيل: العبدي، وقيل: البكري أبو سعد البصري الكوسج.
كذا قاله المزي معتقدا أن العبدي مغاير لتميم، وليس كذلك، فإن في تميم عبديين ينسبون إلى عبد الله بن درام بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ذكره الرشاطي.
وذكره – أعني الحسن – أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وذكره في «الثقات» - أيضا - ابن خلفون وأبو حفص بن شاهين.
وقال ابن قانع: ويقال: مات قبل معاذ بن معاذ سنة خمس أو ست وتسعين ومائة.(4/74)
وقال البخاري في «تاريخه الأوسط»: مات الحسن بن ندبة قبل معاذ سنة خمس أو ست وتسعين.
1280 - (د س) الحسن بن الحر بن الحكم النخعي، ويقال: الجعفي، أبو محمد وقيل أبو الحكم الكوفي، نزيل دمشق ابن أخت عبدة، وخال حسين الجعفي.
ذكره الحافظ أبو الفضل عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الهروي في كتاب «المعجم في مشتبه الأسماء» فقال: ثقة مشهور، وابن عجلان إذا روى عنه نسبه إلى جده.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «ثقات أتباع التابعين» قال: وقد قيل: إنه سمع أبا الطفيل وما أراه بصحيح انتهى.
وزعم المزي أنه روى عن أبي الطفيل الرواية المشعرة بصحة ذلك عنده وهذا يرده، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو محمد الدارمي وأبو محمد بن الجارود.
وقال أحمد بن صالح: ثقة سخي كثير المال متعبد، في عداد الشيوخ.
وذكره ابن خلفون وابن شاهين في «جملة الثقات»، وقال أبو داود: حدث بحديث سوء في عثمان.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1281 - الحسن بن الحر، مكي.
وذكره الخطيب في «المتفق والمفترق»، وقال: حدث عن أبيه، وروى(4/75)
عنه علي بن حيون. ذكرناه للتمييز.
1282 - (ق) الحسن بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب المدني.
قال ابن سعد ومن ولده: علي الأصغر، أمه أم حبيبة بنت عمر بن علي بن أبي طالب، وكان الحسن قليل الحديث.
وفي كتاب «النسب» للشريف أبي النور الحسن بن جعفر المعروف بابن صداع: روى عنه جبار بن سدير، وسعيد بن منصور، قال: والحسن يعرف بالمثلث.
ولما سأل هشام بن عبد الملك فاطمة بنت الحسين عن ولدها فقالت: وأما الحسن فلساننا ومد هنا، قال ولم يقل: إنه (. . . .) عبد الله حبيبة بنت عامر بن عبد الله بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب.
وفي «تاريخ الطالبيين» للجعابي: روى عنه محمد بن إسحاق الخزاز.
وفي قول المزي: مات بالهاشمية. نظر، لما في كتاب «مروج الذهب» للمسعودي: حبس في الكوفة على شاطئ الفرات بالقرب من قنطرة الكوفة في سرداب تحت الأرض لا يفرقون بين ضياء النهار وسواد الليل، وكان هو وإخوته وأولاد عمه يتوضئون في مواضئهم فلما اشتدت عليهم الرائحة احتال بعض مواليهم حتى أدخل عليهم عماله
فكانوا يدفعون بها تلك الروائح، وكان الورم في أقدامهم فلا يزال يرتفع حتى يبلغ الفؤاد فيموت، ومواضعهم تزار إلى اليوم.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله بن البيع.
وذكر الدولابي في كتاب «الذرية» أنه روى عن جدته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.(4/76)
1283 - (س) الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب والد الذي قبله.
قال الجعابي في «تاريخ الطالبيين» عن موسى: مات الحسن وله خمس وثلاثون سنة. وعن ابنه عبد الله حضر الحسن مع عمه الحسين كربلاء، فجاء أسماء بن خارجة الفزاري فمنع منه.
وقال الزبير بن أبي بكر في كتاب «أنساب قريش»: أرسل عبد الملك إلى هشام بن إسماعيل وهو عامله على المدينة أن أقم آل علي يشتمون عليا، وأقم آل عبد الله بن الزبير يشتمون عبد الله، فأبوا ذلك فكتبوا وصاياهم، قال: فأشارت أخت هشام بأن آل علي يشتمون آل الزبير، وآل الزبير يشتمون عليا، فاستسر الناس لذلك، فكان أول من أقيم إلى جانب الزبير الحسن بن الحسن، وكان رجلا رقيق البشرة عليه يومئذ قميص كتان رقيق، فقال له هشام: سب آل الزبير. فقال: إن لآل الزبير رحما أبلها ببلالها، وأربها بربابها (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار). فقال هشام لحرسي عنده: اضرب، فضربه سوطا واحدا من فوق قميصه فخلص إلى جلده فسال الدم تحت قدمه على المرمر، فقام أبو هشام عبد الله بن محمد بن علي فقال: أنا دونه أيها الأمير، فذكر خبرا طويلا.
قال الزبير: وهو أخو زيد وعمرو والقاسم وأبو بكر وعبد الرحمن وحسين الأثرم والحسن وطلحة وعبد الله بني الحسن
بن علي رضي الله تعالى عنهم.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
وقال ابن سعد: ومن ولده محمد وعبد الله وإبراهيم وجعفر وداود بنو حسن بن حسن بن علي.(4/77)
1284 - (ع) الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد البصري، مولى زيد بن ثابت، ويقال مولى جابر بن عبد الله، ويقال مولى جميل بن قطبة، ويقال: مولى أبي اليسر مولى سعيد وعمار.
ذكر أبو الفداء أنه كان من أجمل أهل البصرة حتى سقط من دابته فحدث بأنفه ما حدث.
ويقال: إنه كان أزرق، ويقال: إنه ولد في العبودية، ويقال: إنه من سبي ميسان، ووقع إلى المدينة فاشترته الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك.
وقال المزي: رأى عليا ولم يصح له سماع منه ثم نقض ذلك بروايته عنه المشعرة بثبوت روايته عنه معتمدا على مجرد روايته له، والله أعلم انتهى.
في «مسند» أبي يعلى الموصلي الحافظ رحمه الله: ثنا جويرية بن أشرس، عن عقبة بن أبي الصهباء قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه فذكر حديثا.
وفي كتاب «الحوادث والبدع» للطرطوشي: دخل علي بن أبي طالب المسجد فأخرج منه القصاص وقال: لا يقص في مسجدنا حتى انتهى إلى الحسن بن أبي الحسن فرآه يتكلم في علم الأحوال والأعمال فاستمع إليه ثم انصرف ولم يخرجه.(4/78)
وفي «تاريخ البخاري»: ثنا ابن حجر، ثنا حكام، عن عبد الله بن جابر، عن الحسن: إني عند علي إذ جاءت الصيحة من دار عثمان.
قال المزي: روى عن أسامة بن زيد على خلاف فيه انتهى.
لم أر أحدا خالف فيه فيما أعلم، والذي رأيت قال علي بن المديني فيما
قاله ابن أبي حاتم في كتاب «المراسيل»: لم يسمع الحسن من أسامة شيئا قيل لأبي الحسن عن أسامة سماع؟ قال: لا.
قال المزي: وروى عن الأسود بن سريع يعني بذلك اتصال ما بينهما انتهى.
قال ابن المديني: الحسن لم يسمع من الأسود بن سريع؛ لأن الأسود خرج من البصرة أيام علي، وكان الحسن بالمدينة. قيل له فإن المبارك بن فضالة روى عن الحسن عن الأسود قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني حمدت ربي بمحامد» أخبرني الأسود. فلم يعتمد علي على المبارك في ذلك.
وفي «كتاب الدوري» عن يحيى: لم يسمع الحسن بن الأسود.
وقال الآجري: سألت أبا داود الحسن سمع من الأسود؟ قال: الأسود لما(4/79)
وقعت الفتنة بالبصرة ركب البحر فلا يدرى ما خبره، وما أرى الحسن سمع منه.
وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده: روى الحسن عن الأسود، وعبد الرحمن بن أبي بكرة، ولا يصح سماعه منهما.
على أن الشيخ قال في وفاتهم: روى عنه الحسن ولم يسمع منه، فكان ينبغي أن يذكر هذا هنا.
قال المزي: وروى عن جابر بن عبد الله.
وقد قال عبد الرحمن: ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي: لم يسمع الحسن من جابر بن عبد الله شيئا. قال: وسئل أبو زرعة الرازي لقي الحسن جابرا؟ قال: لا.
ثنا محمد بن سعيد بن بلج قال: سمعت عبد الرحمن بن الحكم يقول: سمعت جريرا يسأل بهزا عمن لقي الحسن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: لم يسمع من جابر.
سألت أبي سمع الحسن من جابر؟ قال: ما أرى، ولكن هشام بن حسان
يقول عن الحسن: ثنا جابر. وأنا أنكر هذا، إنما سماع الحسن من جابر كتاب، مع أنه أدرك جابرا.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن حديث شريك عن أشعث عن الحسن قال: سألت جابرا عن الحائض؟ فقال: لا يصح.
وقال في «الرسالة»: والحسن عن جابر غير متصل.
وفي «تاريخ سمرقند» لأبي سعد الإدريسي من حديث: أبي بكر بن أبي(4/80)
الأسود: أنبا أبو الحسين الأنماطي أخبرني سليمان بن كثير أبو داود قال: كنا عند يونس ابن عبيد فحدث عن الحسن عن جابر، فقال له شعبة: عن الصحيفة؟ قال: نعم عن الصحيفة.
وفي «كتاب الدوري» عن يحيى: لم يسمع من جابر، وكذا قال ابن حبان وغيره.
وقال البزار في كتاب «السنن» تأليفه: يتكلمون في سماع الحسن من جابر، وقال أبو عبد الله الحاكم في كتاب «علوم الحديث»: فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من جابر شيئا.
قال المزي: وروى عن جندب. وقد قال عبد الرحمن سمعت أبي يقول: لم يصح للحسن سماع من جندب رضي الله عنه.
قال المزي: والزبير، وفيه نظر. وكأنه لم ير ما ذكر أبو الحسن الدارقطني في كتاب «العلل الكبير» تأليفه: أن الحسن لم يسمع من الزبير بن العوام يدخل بينهما أبو سليط وجون بن قتادة.
قال المزي: وسمرة. ولم ينبه على الخلاف القوي الذي فيه، فإن عبد الرحمن ذكر في كتاب «المراسيل» عن بهز أنه لم يسمع منه. وكذا حكاه ابن سعد(4/81)
في كتاب «الطبقات» عن يحيى بن سعيد القطان، وقال في «الثقات»: لم يشافهه.
وقال البرديجي في كتاب «المراسيل» تأليفه: الحسن عن سمرة ليس بصحاح إلا من كتاب ولا
يحفظ عن الحسن عن سمرة في الصحيح حديثا يقال فيه: ثنا سمرة إلا حديثا واحدا وهو حديثه العقيقة، ولم يثبت، رواه قريش بن أنس، عن الحسن، عن سمرة، ولم يروه غيره، وهو وهم، انتهى.
وفيه نظر؛ لأن أبا القاسم في «الأوسط» ذكر أن أبا حرة رواه عن الحسن عن سمرة.
وفي «تاريخ سمرقند»: عن ابن عون قال: دخلت على الحسن فإذا بيده صحيفة فقلت: ما هذه؟ قال: هذه صحيفة كتبها سمرة لابنه. وقال فقلت: سمعتها من سمرة؟ قال: لا. فقلت: سمعتها من ابنه؟ فقال: لا رواه عن محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا عبدان، ثنا علي بن منصور الأهوازي، ثنا أزهر عنه.
وفي «كتاب الدوري» عن يحيي: لم يسمع من سمرة شيئا وهو كتاب.
وفي «كتاب الأثرم»: قلت لأبي عبد الله ما تقول في سماع الحسن من سمرة؟
فقال: قد أدخل بينه وبينه الصباح بن عمران، وما أراه سمع منه، وكأنه ضعف حديث قريش.
وقال مهنا: ليس بشيء.
وقال النسائي في كتاب «السنن»: الحسن عن سمرة كتاب، ولم يسمع الحسن منه إلا حديث العقيقة.
قال المزي: وعائذ وابن عباس. انتهى.
وقال عبد الرحمن: ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني:(4/82)
لم يسمع - يعني الحسن - من عائذ بن عمرو، وحرك رأسه، وما رآه وما سمع منه شيئا، قال عبد الرحمن: ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي ابن المديني: الحسن لم يسمع من ابن عباس وما رآه قط.
كان الحسن بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة استعمله عليها علي وخرج إلى صفين.
وقال أبي – في
حديث الحسن خطبنا ابن عباس -: إنما هو كقول ثابت: قدم علينا عمران بن حصين، ومثل قول مجاهد قدم علينا علي، وكقول الحسن: إن سراقة بن مالك حدثهم، وكقوله: غزا بنا مجاشع بن مسعود.
وحكى الآجري عن أبي داود نحو قول علي، وفي «كتاب الدوري» عن يحيى: لم يسمع من ابن عباس. وكذا قاله الإمام محمد بن نصر فيما حكاه عنه ابن خلفون.
وقال البزار في «مسنده» قول الحسن: خطبنا ابن عباس يعني أهل بلدنا؛ لأنه كان بالبصرة أيام الجمل، وقدم الحسن أيام صفين فلم يدركه بالبصرة وفي «كتاب البرديجي»: فأما حديث حميد الطويل عن الحسن قال: خطبنا ابن عباس. فإنما خطب أهل البصرة.
وذكر أبو عمر الصدفي في كتاب «التعديل والتجريح» تأليفه: عن محمد بن قاسم، عن ابن خيرون، عن محمد بن الحسين البغدادي قال: قلت: لأحمد بن حنبل فالحسن عمن أخذ هذا الأمر - يعني التفسير - فقال: كانت له من ابن عباس مجالسة، وذلك أن عليا كان ولى ابن عباس البصرة، فهو وإن ترك ذكره كانت له منه مجالسة. قال ابن المواق في كتابه المسمى «بغية النقاد النقلة»: محمد بن الحسين هذا مجهول لا أعلم أحدا ذكره، وابن خيرون يروي مناكير منها هذا، والذي قاله ابن وضاح عن أبي جعفر السبتي وغيره عن أحمد أن الحسن لم يسمع من ابن عباس.(4/83)
وقال الحاكم: وليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من ابن عباس شيئا قط.
قال المزي: وأبي موسى الأشعري نسجا على منوال عدم اطلاعه على ما قال عبد الرحمن: ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: الحسن لم يسمع من أبي موسى. قال عبد الرحمن: وسمعت أبي يقول: الحسن لم يسمع من أبي موسى شيئا. وسمعت
أبا زرعة يقول: الحسن لم ير أبا موسى أصلا يدخل بينهما أسيد بن المتشمس وقيس بن عباد.
وقال ابن أبي شيبة عن يحيى: لم يسمع منه وجرير قبل، وقال الدارقطني في كتاب «العلل» تأليفه - إثر حديث أبي موسى «الأذنان من الرأس» -: الحسن لم يسمع من أبي موسى.
قال المزي: وعقبة بن عامر الجهني. وهذا أيضا كالذي قبله قال عبد الرحمن: ثنا ابن البراء قال: قال علي بن المديني: لم يسمع الحسن من عقبة بن عامر شيئا.
قال المزي: وعمرو بن تغلب. ولم يعلم ما قال عبد الرحمن عن ابن البراء.
قال علي بن عبد الله: لم يسمع الحسن من عمرو بن تغلب.
قال المزي: وعمران بن حصين. وهذا أيضا كالذي قبله، لم ير ما قال عبد الرحمن: ثنا صالح بن أحمد، ثنا علي بن المديني قال: سمعت يحيى، وقيل له: كان الحسن يقول: سمعت عمران بن حصين؟ فقال: أما عن ثقة فلا.
ثنا صالح بن أحمد قال: قال لي بعضهم: حدثني عمران بن حصين، يعني إنكارا عليه، فإنه لم يسمع من عمران بن حصين. ثنا محمد بن البراء قال: قال علي بن عبد الله: الحسن لم يسمع من عمران، وليس يصح ذلك من وجه يثبت.
وسمعت أبي يقول: لم يسمع الحسن من عمران، وليس يصح من وجه يثبت(4/84)
يدخل قتادة بينها هياج بن عمران البرجمي بين عمران والحسن، وكذا بينه وبين سمرة ذكره أبي عن إسحاق بن منصور قلت ليحيى: ابن سيرين والحسن سمعا من عمران؟ قال: ابن سيرين نعم. قال ابن أبي حاتم: يعني أن الحسن لم يسمع من عمران. ثنا محمد بن سعيد بن بلج قال: سمعت عبد
الرحمن بن الحكم يقول: سمعت جريرا سأل بهزا من لقي الحسن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لم يسمع من عمران شيئا.
وقال البرديجي في كتاب «المراسيل»: الحسن عن عمران فيه نظر؛ لأن الحسن يروي عن هياج، عن عمران، عن النبي صلى الله عليه وسلم «نهى عن المثلة» رواه معمر وغيره عن قتادة بهذا، ولا نعلم حديثا روي عن الحسن أنه قال: سمعت عمران بن حصين من حديث الثقات أصلا.
وقال ابن حزم في «كتاب الفرائض»: في سماع الحسن من عمران كلام.
قال المزي: وقيس بن عاصم. انتهى.
قال أبو محمد: عن ابن البراء، عن ابن المديني: لم يسمع الحسن من قيس بن عاصم شيئا.
قال المزي: وعثمان بن أبي العاصي. انتهى وكأنه لم ير ذكر الحاكم في «مستدركه» إثر حديث الحسن عن عثمان بن أبي العاص: «تمكث النفساء أربعين يوما». الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص شيئا.
وكذا ذكره ابن عبد البر وغيره، ولكن البخاري ذكر في ترجمة عثمان أن الحسن قال: كنت أدخل عليه. وسيأتي عند قول المزي: روى عنه الحسن وقيل لم يسمع منه.
قال المزي: والمغيرة بن شعبة انتهى.(4/85)
قال الحربي في «التاريخ والعلل» تأليفه: قدم الحسن البصرة أيام عثمان بعد عزل المغيرة بن شعبة عنها ورجوعه إلى المدينة، وأحسب لو كان الحسن معه في بلد سمع منه، لأن المغيرة توفي وللحسن تسع وعشرون سنة.
ولما ذكر الدارقطني حديث «المسح على الخفين» قال: لم يسمع الحسن هذا من المغيرة، إنما سمعه من حمزة ابنه عنه، وذلك بين في رواية يحيى بن سعيد.
قال المزي: وأبي برزة نضلة بن عبيد. وكأنه لم ير ما قال عبد الرحمن عن محمد عن
علي بن المديني: لم يسمع الحسن من أبي برزة الأسلمي شيئا.
قال المزي: والنعمان بن مقرن انتهى.
قال ابن المديني لم يسمع الحسن من النعمان شيئا. وقال الدوري: قال يحيى: الحسن عن النعمان بن بشير مرسل.
قال المزي: وأبي بكرة نفيع انتهى.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: الحسن عن أبي بكرة مرسل.
وقال أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»: أخرج البخاري حديثا فيه قال الحسن سمعت أبا بكرة، فتأوله الدارقطني وغيره من الحفاظ على أنه الحسن بن علي بن أبي طالب، لأن الحسن البصري عندهم لم يسمع من أبي بكرة، والصحيح أن هذا الحسن في هذا الحديث هو ابن علي بن أبي طالب والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب ابن بطال»: زعم الداودي أنه الحسن بن علي لا الحسن البصري.(4/86)
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة» عن يحيى: لم يسمع من أبي بكرة.
قال المزي: وأبي هريرة، وقيل لم يسمع منه. ثم ذكر قول ابن أبي حاتم بعد عن أبيه: أنه لم يسمع من أبي هريرة ولم ينقضه. كأنه هو المرجح عنده،
وإن كان كذلك فليس هو بأبي عذرة هذا القول قد قاله قبله غير واحد منهم علي بن المديني ويونس بن عبيد وزياد الأعلم وأيوب بن أبي تميمة وعلي بن زيد بن جدعان وبهز وأبو زرعة الرازي وأبو داود السجستاني والبرديجي والترمذي والنسائي والطوسي والشرقي، والذي يظهر بالدليل صحة سماعه منه لما نورده من أقوال العلماء رضي الله عنهم.
قال أبو داود الطيالسي في «مسنده»: ثنا عباد بن راشد، ثنا الحسن قال: ثنا أبو هريرة – ونحن إذ ذاك بالمدينة - قال: يجيء الإسلام يوم القيامة، الحديث.
وهو على رسم
الشيخين.
قال: وثنا أبو الأشهب عن الحسن قال: قدم رجل المدينة فلقي أبا هريرة فذكر حديثا في آخره. قال أبو داود: سمعت شيخا في المسجد الحرام يحدث بهذا الحديث، قال: فقال الحسن وهو في مجلس أبي هريرة لما حدث بهذا الحديث، فذكر كلاما.
وقال النسائي: ثنا ابن راهويه، ثنا المغيرة بن سلمة، ثنا وهيب، عن أيوب، عن الحسن، عن أبي هريرة يرفعه: «المختلعات هن المنافقات». قال الحسن: لم أسمعه من أحد غير أبي هريرة. فينظر.
وقال الطبراني في «معجمه الأوسط»: ثنا محمد بن زياد الإبزاري، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا أبو عاصم القبادي، ثنا الفضل بن عيسى(4/87)
الرقاشي، عن الحسن قال: حدثني سبعة رهط من الصحابة منهم أبو هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم «نهى عن الصلاة في مسجد تجاهه حش أو حمام أو مقبرة». فقد تبين بمجموع هذه الأخبار صحة سماعه منه، والله تعالى أعلم.
قال المزي وعبد الله بن عمرو. انتهى.
أنكر سماعه منه ابن حبان في كتاب «الثقات» وعلي بن عبد الله فيما ذكره(4/88)
ابن أبي حاتم، قال: وثنا ابن البراء عن علي: روى الحسن أن سراقة حدثهم في رواية علي بن زيد بن جدعان، وهو إسناد ينبو عنه القلب أن يكون سمع الحسن من سراقة، إلا أن يكون «حدثهم»: حدث الناس فهذا أشبه.
أنبا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال: سئل أبي، سمع الحسن من سراقة؟
قال: لا هذا علي بن زيد يرويه. كأنه لم يقنع به.
وقال الآجري: لم يسمع الحسن من سراقة قليلا ولا كثيرا.
وقال ابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير»: روى عن العباس
بن عبد المطلب
كذا في رواية سأذكرها بعد، وإنما يحدث عن الأحنف عن بني العباس.
قال: ورد فيه عن سلمة بن المحبق - يعني مرسلة - بينهما جون بن قتادة.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا صفوان بن صالح، ثنا ضمرة بن ربيعة فذكره.
وثنا ابن البراء قال: قلت لعلي: الحسن سمع من أبي سعيد الخدري؟ قال: لا لم يسمع منه شيئا، كان بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة استعمله عليها وخرج إلى صفين. ثنا ابن بلج قال: سمعت عبد الرحمن، سمعت جريرا يسأل بهزا عن الحسن من لقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لم يسمع من أبي سعيد الخدري. وثنا ابن البراء قال: قال علي: لم يسمع الحسن من الضحاك بن سفيان شيئا، كان الضحاك يكون بالبوادي.
وثنا ابن البراء قال: قال علي: لم يسمع الحسن من أبي ثعلبة الخشني شيئا.
قال: وقال أبو زرعة الرازي: الحسن عن أبي الدرداء مرسل. قال: وسمعت أبي يقول: لم يسمع الحسن من سهل بن الحنظلية.(4/89)
قال: وسئل أبي: هل سمع الحسن من محمد بن مسلمة؟ قال: قد أدركه وذكر عبد الله بن المبارك في «تاريخه» وجاءني المعلم الذي كان في مشيخة البصري الخفيف الشعر بكتاب، فإذا فيه حديث يبلغ به الحسن عن تسعة من الصحابة منهم عبادة بن الصامت. قال عبد الله: ومتى لقي الحسن عبادة فحكم فيه أنه باطل.
وفي «تاريخ سمرقند» قال أبو محمد الحافظ: لم يسمع الحسن من عبادة بينهما حطان بن عبد الله الرقاشي.
وقال مسعود السجزي عن الحاكم أبي عبد الله: الحسن البصري لم يسمع من تميم الداري ولم يره.
وفي «تاريخ أبي حاتم
الرازي» - رواية الكتاني - قلت لأبي حاتم: سمع الحسن من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا أعلمه ولا سمعته، وإنما يروي عنها أمه.
وذكر المزي روايته عن ابن عمر، وأنكرها أبو حاتم فيما ذكره الحاكم في كتاب «علوم الحديث» أنه لم يسمع من ابن عمر شيئا قط.
وذكر البخاري في «تاريخه الصغير» أن الحسن لا يعرف سماعه من دغفل النسابة.
وفي كتابة «الصحابة» لأبي الفتح الأزدي: لا أدري الحسن سمع من رافع بن زيد الثقفي أم لا؟
وفي قول المزي رأى الحسن عائشة، ولا يصح له سماع منها. نظر؛ لأن ابن أبي حاتم قال في كتاب «المراسيل»: باب ما يثبت للحسن سماعه من الصحابة، فذكر عن أحمد بن حنبل أنه قال: تروى حكايات عن الحسن أنه سمع من عائشة وهي تقول: إن نبيكم صلى الله عليه وسلم برئ ممن فرق دينه.(4/90)
وذكر القاضي عبد الجبار أن عائشة أم المؤمنين سمعت يوما كلامه. فقالت: من هذا الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء عليهم السلام.
وفي قول المزي روى عن عقيل نظر لما قاله البخاري في «صحيحه»: لا أحسبه سمع من عقيل شيئا.
وفي تاريخ الحربي: لم يسمع الحسن من محمد بن مسلمة شيئا.(4/91)
من اسمه الحكم
1285 - (مد) الحكم بن الصلت ويقال ابن أبي الصلت أبو محمد، ويقال أبو الهذيل المخزومي المؤذن الأعور.
كذا ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وفي قول المزي: روى عن عبد الله بن مطيع إن كان محفوظا، ومحمد بن عبد الله بن مطيع، وهو المحفوظ: نظر، لأن عبد الله لم أر من ذكر روايته عنه مطلقا، لا مرسلة ولا صحيحة، والذي في «كتاب» أبي عبد
الله البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وابن أبي خيثمة وابن خلفون وغيرهم: محمد بن عبد الله بن مطيع. فينظر.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن الحكم بن الصلت؟ فقال: معروف مولى القرشيين.
1286 - (ت) الحكم بن ظهير أبو محمد الفزاري الكوفي.
قال النسائي - في نسخة من كتاب الضعفاء -: واهي الحديث.
وفي كتاب «الموضوعات» لابن الجوزي عنه: متروك.
وقال أبو علي صالح بن محمد جزرة: كان يضع الحديث.
وقال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: كان كذابا.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن الحكم بن ظهير؟ فقال: لا يكتب حديثه.
وفي «كتاب» ابن الجارود: ليس بشيء وليس بثقة.
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجوزي: قال السعدي: ساقط.
وقال أبو حاتم الرازي: لو كان فيه صلاح لحدثتكم عنه.(4/92)
وقال ابن الأعرابي: قال ابن نمير: قد سمعت من ابن ظهير، وليس بثقة.
وذكره البلخي وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، وابن شاهين في «الثقات» ثم ذكره في «الضعفاء»، ورجحه.
وقال الساجي: منكر الحديث. وفي موضع آخر: عنده مناكير وكان الثوري يأمر بكتابة التفسير عنه.
وفي «كتاب» أبي الفرج: يروي عنه مروان يقول: ابن أبي خالد، وهو ضعيف.
وقال أبو الحسن الكوفي: ضعيف متروك الحديث، وهو دون سفيان في السن بقليل، وفي موضع آخر: لا يكتب حديثه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وفي «كتاب» ابن شاهين: قال عثمان بن أبي شيبة: صدوق وليس ممن يحتج به.
وفي بعض نسخ «تاريخ عباس» عن يحيى: متروك الحديث.
وفي كتاب «الكامل» لابن
عدي: قال يحيى: كذاب، وكان الفزاري يروي عنه، فيقول: الحكم بن أبي ليلى.
وقال ابن حبان: كان يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويروي عن الثقات الأشياء الموضوعات، وهو الذي روى عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم معاوية على منبر فاقتلوه»، وهو الذي روى «نجوم يوسف صلى الله عليه وسلم».(4/93)
1287 - (م د ت س) الحكم بن عبد الله بن إسحاق الأعرج البصري، عم أبي خشينة.
قال أحمد بن صالح العجلي: بصري تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: روى عنه ابن أخيه حاجب بن عمر، وهو الذي سأل ابن عباس عن يوم عاشوراء، فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح فيها صائما، الحديث.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»،، وكذلك أبو حاتم بن حبان فقال: أنبأ الفضل بن الحباب، ثنا مسدد، عن يزيد بن زريع، ثنا يونس، عن عبيد، عن الحكم بن الأعرج، عن الأشعث بن ثرملة، عن أبي بكرة فذكر حديث: «من قتل معاهدا بغير حقه».
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به. .
1288 - (خ م ت س) الحكم بن عبد الله الأنصاري، ويقال: القيسي، ويقال: العجلي، أبو النعمان البصري.
قال أبو أحمد الحاكم: يقال: كان حافظا، أنبأ أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله القيسي. قال أبو عبد الله: وكان ثبتا في شعبة، عاجله الموت، سمعت
عبد الصمد يثبته، ويذكره بالضبط عند شعبة.(4/94)
وذكره علي بن المديني في الطبقة التاسعة من أصحاب شعبة مع أبي زيد سعيد بن الربيع الهروي، وأبي غسان يحيى بن كثير بن درهم، وأبي يعقوب يوسف بن يعقوب السدوسي وأبي عتاب سهل بن حماد الأزدي الدلال، وأبي عمر ومسلم بن إبراهيم الأزدي، وأبي عثمان عمرو بن محمد ابن أبي رزين الخزاعي البصري.
وأغفله مسلم بن الحجاج في أصحاب شعبة، فلم يذكره فيهم، ولا في كتاب «الطبقات».
وقال في كتاب «الكنى»: روى عنه أبو قدامة ومحمد بن يحيى.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال ابن الجارود: كان ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: الحكم بن عبد الله أبو النعمان البصري كان يحفظ، سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه فقال: مجهول.
وفي «كتاب» أبي إسحاق الصريفيني: قال ابن مندويه كان حافظا.
وكناه ابن الجوزي في كتاب «الضعفاء» أيضا: أبا مروان. وكذا قاله ابن عدي، وقال: كان بزازا، هو صاحب البصري. وقال: وإنما ذكرت الحكم بهذه المناكير التي يرويها، التي لا يتابعه أحد عليها.
وفي قول المزي: قال البخاري: حديثه معروف كان يحفظه. نظر، لأن البخاري لم يقله اجتهادا، وإنما قاله تقليدا ولو كان المزي ينقل من كلام الشخص لما حصل في نقله خلل، بيانه ما قاله البخاري في «تاريخه الكبير» - الذي لا يترك النظر فيه من تسمو همته للنظر في العلم، سيما علم الحديث، سيما من يتصدى للتصنيف -: الحكم بن عبد الله أبو النعمان البصري كان(4/95)
يحفظ، سمع شعبة، حديثه معروف، قاله عبيد الله بن سعيد حدثني ابن بشار، ثنا الحكم بن عبد الله أبو
النعمان. هذا جميع ما ذكره به، وهو كما ترى لم يقله إنما قاله عبيد الله، والله تعالى أعلم.
وأحسب المزي نقله من كتاب «الكمال».
وقال أبو الوليد الباجي في كتاب «الجرح والتعديل»: لا أعلم له في الكتاب – يعني البخاري - غير حديث أبي مسعود «لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل» الحديث.
1289 - الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي.
يروي عن القاسم بن محمد.
قال أبو إسحاق الصريفيني: تكلم فيه غير واحد.
وخرج حديثه أبو عيسى في «جامعه».
وقال الحاكم: ضعيف. لم يذكره المزي.
1290 - (ت ق) الحكم بن عبد الله النصري.
يروي عن مولى لابن عباس فيما ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».(4/96)
وفي «كتاب» ابن ماكولا: الحكم بن عبد الله النصري الحمصي، عن عبد الله بن أبي قيس، وقيل: هو ابن أبي جميلة، روى عنه يحيى بن صالح الوحاظي.
1291 - (س) الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي.
قال ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات»: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وخرج أبو حاتم بن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله. .
1292 - (بخ ت ص ق) الحكم بن عبد الملك القرشي البصري نزيل الكوفة.
قال البزار في «مسنده»: ليس بالقوي إلا أنه قد حدث عنه غير واحد.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وأما الطوسي فحسنه.
وقال أبو حاتم الرازي: مضطرب الحديث جدا.
وقال العجلي: ثقة روى عن قتادة، ما أدري أهو بصري أو كوفي؟
وقال أبو
جعفر العقيلي: روى أحاديث لا يتابع عليها.(4/97)
وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث جدا، له أحاديث مناكير.
وقال أبو داود: منكر الحديث جدا.
وفي «كتاب» ابن الجارود: ليس بشيء.
وذكره أبو العرب والساجي في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه حتى أكثر منه.
وقال ابن عدي: الذي لا يتابع عليه حديث قتادة عن سعيد عن عائشة، لدغ النبي صلى الله عليه وسلم عقرب. لا أعرفه إلا من حديث الحكم عنه وحديث قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة: «العجماء جبار». رواه عن الحكم حماد بن الجعد عن قتادة. وحديث: «إذا ولغ الكلب». لا أعلم يرويه عن قتادة غير الحكم.
1293 - (ق) الحكم بن عبدة أبو عبدة الدمشقي.
كذا قاله ابن عساكر.
وفي «كتاب» ابن الجوزي قال أبو الفتح الأزدي: ضعيف.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن الحكم بن عبدة الرعيني فقال: دمشقي ما عندي من علمه شيء.
وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخه»: بصري قدام مصر، وروى عنه سعيد بن عفير، وآخر من حدث عنه بمصر الحارث بن مسكين.(4/98)
1294 - (ع) الحكم بن عتيبة الكندي أبو محمد، وقيل: أبو عبد الله، وقيل أبو عمر الكوفي.
مولى عدي بن عدي الكندي، ويقال: مولى امرأة من كندة.
وليس بالحكم بن عتيبة بن النهاس العجلي الذي كان قاضيا بالكوفة، فإن ذاك لم يرو عنه شيء من الحديث.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لما نذكره.
وقال أبو إسحاق في كتاب «الطبقات»: ولد هو وإبراهيم في ليلة واحدة، ولكنه تفقه بإبراهيم.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان ثقة ثقة فقيها عالما عاليا رفيعا، كثير الحديث.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: الحكم بن عتيبة بن النهاس يقال: مولى امرأة من كندة، كوفي كنيته أبو محمد. وقيل: أبو عبد الله، ولد سنة خمسين في ولاية معاوية، ومات سنة خمس عشرة وقيل سنة ثلاث عشرة، وكان سنه سن إبراهيم النخعي، وكان يدلس يروي عن أبي جحيفة وابن أرقم، وهو الحكم بن عتيبة بن النهاس بن حنطب بن يسار من ولد سعد بن عجل.
وفي «تاريخ» ابن قانع: ولد سنة سبع وأربعين.
وفي كتاب «الكنى» لأبي أحمد الحاكم: (أحمد بن عيينة) بن النهاس واسمه عبدل من بني سعد بن عجل، ويقال مولى امرأة من كندة من بني عدي.
وفي «تاريخ» أبي بشر هارون بن حاتم التميمي: توفي سنة عشر ومائة فيها ولد ابن إدريس.(4/99)
وفي «تاريخ البخاري»: قال يحيى القطان قال شعبة الحكم عن مجاهد كتاب، إلا ما قال: سمعت.
وقال فيه وفي «تاريخه الآخرين»: وقال بعض أهل النسب الحكم بن عتيبة بن النهاس، واسمه عبدل من بني سعد بن عجل بن لجيم فلا أدري حفظه أم لا؟
ولما ذكر الدارقطني كلام البخاري قال: هذا عندي وهم. قال ابن ماكولا: الأمر على ما قاله الدارقطني (انتهى.
وقد ذكره ابن الكلبي في «الجامع» و «الجمهرة»، وذكر أنه الحكم بن عتيبة بن النهاس، واسمه عبدل – باللام - ابن حنظلة بن يام بن الحارث بن سيار بن حي بن حاطبة بن أسعد بن خزيمة بن سعد بن عجل قال: وكان فقيها، وسمي النهاس ببيت قاله فيه الشاعر: -
وأنت
إذا قدرت على خبيث نهست وأنت ذو نهس شديد
وكذا ذكره أبو عبيد بن سلام في «أنسابه»، والبلاذري والمبرد وأبو محمد بن حزم وأبو بكر بن دريد في كتاب «الاشتقاق»، والبرقي وابن عمر وغيرهم.
وتبعهم على ذلك الكلاباذي والباجي وغيرهما.
فقول المزي على هذا: وهو غير الحكم بن عتيبة بن النهاس. غير جيد، وإن كان ليس بأبي عذرة، هذا القول قد قاله أبو حاتم الرازي، قيل: ولكنه كان ينبغي له أن يتتبعه عليه كعادة المصنفين.(4/100)
وفي «كتاب» أبي الفضل الهروي الحافظ: روى عن أبي جعفر عن أبيه الأول الباقر، والثاني محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي. روى عنه عن أبيه عن عبد الله حديثا واحدا.
وقال الآجري: سألت أبا داود: سمع الحكم من عاصم بن ضمرة؟
فقال: قال أبو الوليد - يعني هشاما الطيالسي -: ما أرى سمع الحكم من عاصم. قال أبو داود: مات الحكم وسفيان ابن تسع عشرة سنة، مات الحكم سنة أربع عشرة، وولد سفيان سنة خمس وتسعين، ورأى زيد بن أرقم وابن أبي أوفى، وليس له عنهما رواية انتهى.
المزي ذكر أنه روى عن ابن أبي أوفى الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي «الطبقات»: قال معمر: كان الزهري في أصحابه مثل الحكم في أصحابه. وقال فطر: كان أبيض الرأس واللحية.
قال حجاج بن محمد: سمعت أبا إسرائيل يقول: أول يوم عرفت فيه الحكم يوم مات الشعبي، فإن إنسانا ما، جاء يسأل عن مسألة، فقالوا: عليك بالحكم بن عتيبة.
وقال ابن إدريس عن شعبة: مات الحكم سنة خمس عشرة. قال ابن إدريس: وفيها ولدت.
وفي تاريخ يعقوب: قال أحمد وأخبرت
عن ابن إدريس عن شعبة مات(4/101)
الحكم سنة أربع عشرة، قال ابن إدريس: ولدت سنة خمس عشرة، قال يعقوب: وكان فقيها ثقة سمع منه شعبة، ولم يسمع منه سفيان.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال أبو بكر بن عياش: كان بالكوفة ثلاثة ليس لهم رابع: حبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة، وحماد - يعني ابن أبي سليمان - فكان هؤلاء الثلاثة أصحاب الفتيا.
وفي كتاب «المراسيل» لابن أبي حاتم: أنبأ عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال: سمعت أبي يقول: الحكم لم يسمع من علقمة شيئا.
وسمعت أبي يقول: لا أعلم الحكم روى عن عاصم بن ضمرة شيئا.
سألت أبي عن الحكم عن عبيدة السلماني متصل؟ قال. لم يلق الحكم السلماني.
وفي «الأوسط» للبخاري - وذكر حديث وقف النبي صلى الله عليه وسلم وردفه الفضل قال: لا يدري الحكم سمع هذا من مقسم، أم لا.
وفي «تاريخ» الإمام أحمد بن حنبل: لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة للصائم منه.
وفي «الجعديات»: كان شعبة يقول: أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث.
وفي «تاريخ» أبي حاتم الرازي – رواية الكناني – قال.
أبو حاتم: الحكم بن عتيبة لقي من الصحابة زيد بن أرقم، ولا نعلم أنه سمع منه شيئا، رآه في جنازة.
وقال أبو أحمد الحاكم: سمع من زيد بن أرقم.(4/102)
وقال أبو القاسم الطبراني: لم يثبت إليه منه سماع.
وفي «التاريخ» للبخاري عن الحكم كنت جار زيد بن أرقم، فخرجت في جنازة وأنا غلام أمسك قرابة إنسان، فلما رجعوا تحدثوا أن زيدا كبر خمسا.
1295 - (
مد ت) الحكم بن عطية العيشي البصري.
قال الخلال: أخبرني الميموني أن أبا عبد الله سئل عن الحكم بن عطية فقال: لا أعلم إلا خيرا. فقال له رجل: حدثني فلان عنه عن ثابت عن أنس: كان مهر أم سلمة متاعا قيمته عشرة دراهم. فأقبل أبو عبد الله يتعجب، ثم قال: هؤلاء الشيوخ إنما يلحقون عن ثابت عن أنس إسنادا قد عرفوه أو كلمة يشبهها. قلت: فمن أين أتى القوم لم يكونوا يكتبون؟ قال: لا، كتاب من أين، إنما كانوا يحفظون، ونسبوا إلى وهم أحدهم، ويسمع الشيء فيتوهم فيه.
ولما خرج الحاكم حديثه في الشواهد قال: وهو ليس من شرط هذا الكتاب
وقال الساجي: صدوق يهم جمع بندار حديثه. قال: وقال الإمام أحمد: كان عندي صالح الحديث، حتى وجدت له حديثا أخطأ فيه.
وذكره القيرواني وأبو بشر الدولابي وأبو القاسم البلخي وأبو محمد بن الجارود وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وابن شاهين في «الثقات».
وفي «كتاب» المروذي عن أحمد: حدث بأحاديث مناكير، كأنه ضعفه.
ولما ذكر الخطيب كلام يحيى: الحكم بن عطية هو أبو عزة الدباغ. قال: وهم يحيى في هذا، وليس في الرواة من اسمه الحكم، واسم أبيه عطية، غير(4/103)
واحد يروي عن الحسن وابن سيرين وثابت، والحكم بن عطية الذي يروي عن الحسن وابن سيرين وليس بهما جميعا بأس.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في «الطبقة الرابعة من المحدثين».
وفي «كتاب الصدفي»: عن ابن وضاح: الحكم بن عطية ثقة بصري، وقال ابن نمير: لا بأس به.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان أبو الوليد شديد
الحمل عليه، ويضعفه جدا. قال: وكان الحكم ممن لا يدري ما يحدث، فربما وهم في الخبر حتى يجيء كأنه موضوع، فاستحق الترك.
1296 - (خ 4) الحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم الغفاري أخو رافع، ويقال له: الحكم بن الأقرع.
كذا ذكره المزي، وصدر بقول أبي عبد الله الحاكم موهما النقل من كتابه «تاريخ نيسابور»، وليس كذلك، بيانه أنه لو نقل من أصل لما ترك ما به الحاجة إليه وهو: قال الحاكم: وهو أخو عطبة بن عمرو وله صحبة، وعن عبد الله بن بريدة: كان معاوية بن أبي سفيان وجه الحكم عاملا على خراسان.
وعن محمد – يعني ابن سيرين - قال: استعمل الحكم الغفاري على خراسان، فبلغ ذلك عمران بن حصين فتمناه حتى قال بعض القوم أفلا ندعوه لك يا أبا بجيد؟ قال: لا، فقام فلقيه فقال: إنك بعثت على أمر من أمور المسلمين جسيم، هل تذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا طاعة لبشر في معصية الله عز وجل» قال: نعم. فقال عمران: الله أكبر ورفع يديه.(4/104)
قال أبو عبد الله: وقد صح للحكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث: وفي «كتاب» العسكري توفي سنة إحدى وخمسين بخراسان، وهذا هو القول المرجوح عند المزي.
قال العسكري: وفيه يقول نبهش بن صهيب الجرمي لأسلم بن زرعة – قال الكلبي في الجمهرة وكان يحفر قبور الأعاجم يستخرج منها ما كانوا يدفنون في الجاهلية لما ولي خراسان -:
تجنب لنا قبر الغفاري والتمس وسوى قبره لا يعل مفرقك الدم
هو النابش القبر المخيل عظامه لينظر هل تحت السقائف درهم
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة، و «الصحابة» لأبي بكر عبد الله بن
عبد الرحيم البرقي: أمه أمامة بنت عبد بن مالك بن الأشل بن عبد الله بن غفار، مات سنة إحدى.
وفي تاريخ ابن قانع قول غريب: توفي بالبصرة. وفي كتاب أبي عمر ما يشده وهو: قيل: استعمله زياد على البصرة أيضا.(4/105)
وذكره ابن سعد في «الطبقة الثالثة» من الصحابة الذين شهدوا الخندق وما بعدها.
وفي «المستدرك»: كان سبب وفاته أنه ورد عليه كتابان ابن معاوية زياد، فدعا على نفسه فاستجيبت دعوته. ويقال: إنه قال: يا طاعون خذني إليك فمات.
وفي «معجم» الطبراني: روى عنه أبو المعلى، وجعفر بن عبد الله.
وقال البغوي: يقال له: الحكم الأقرع. كذا رأيته في نسخة قديمة جدا قرئت على تلامذة البغوي، وعلى غيره مرارا كثيرة، وكذا ذكره الكلاباذي وقال: مات بعد بريدة بمرو في ولاية يزيد بن معاوية.
وفي «تاريخ» يعقوب: لما أرسل إليه زياد أو ابن زياد لقبض الأموال مات في الطريق ولم يلتق معه.
وفي «أخبار البصرة» لأحمد بن أبي خيثمة: روى عبد الصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه عنه، وأبو طالب شيخ قتادة صنو ابن صيفي.
وفي «تاريخ الهيثم بن عدي الكبير»: والحكم بن عمرو، يعني مات سنة خمسين، وكان غزا خراسان وفتح بها فتوحا.
وذكر الحافظ أبو العباس أحمد بن الحسين في «تاريخ ولاة خراسان» أن زيادا دعا الحكم بن العاص ليوليه خراسان، فغلط الوصيف فدعا الحكم بن عمرو، فقال زياد: أردت أمرا وأراد الله غيره، فتوجه الحكم إليها في سنة أربع وأربعين، ومات بمرو، وهو أول أمير بخراسان شرب من بحر بلخ، وأول أمير مات بخراسان، ثم استعمل زياد غالب بن عبد الله الليثي، ثم ولي(4/106)
الربيع بن زياد في سنة خمس وأربعين فقدمها، ومعه الحسن بن أبي الحسن. انتهى.
هذا يدل على وفاته أنها قبل سنة خمس وأربعين بكثير.
وفي «الأوائل» لأبي هلال: ولي زياد الربيع بن زياد خراسان سنة إحدى وخمسين بعد الحكم بن عمرو.
1297 - (س) الحكم بن فروخ، أبو بكار، الغزال البصري.
ذكره ابن خلفون وابن شاهين في كتاب «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وزعم أبو عمر بن عبد البر في كتاب "الاستغنا" أن علي بن المديني قال: الحكم بن فروخ
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: حدث يحيى بن آدم، عن يحيى بن سعيد عنه حديث ابن عباس: إنه كان يكبر من غداة عرفة إلى آخر أيام التشريق.
1298 - (بخ ت) الحكم بن المبارك الباهلي، مولاهم، أبو صالح البلخي الخاشتي، ويقال الخواشتي.
نسبة إلى قرية من قرى بلخ، وهو حافظ ثقة، مات بالري سنة ثلاث عشرة ومائتين، قاله السمعاني، قال الرشاطي عن المليتي: حي قرية، وموضع ببلخ.
وذكره أبو أحمد بن عدي في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، واتهمه بسرقة الحديث.(4/107)
ولهم شيخ آخر يقال له:
1299 - الحكم بن المبارك النيسابوري.
سمع الوليد بن مسلم وخارجة بن مصعب، ذكره الحاكم. وذكرناه للتمييز.
1300 - (عخ) الحكم بن محمد، أبو مروان الطبري، نزيل مكة.
خرج الحاكم حديثه في مستدركه.
1301 - (د ق) الحكم بن مصعب القرشي الدمشقي أبو ()
فيما ذكره الصريفيني. لا أعرف له سوى حديث «الاستغفار»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
1302 - (خت م مد س ق) الحكم بن موسى بن أبي زهير شير زاد البغدادي أبو صالح القنطري، أصله من نسا.
قال صاحب «الزهرة»:
روى عنه مسلم عشرين حديثا في «صحيحه». قال ابن قانع: كان ثقة.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال ابن خلفون: وثقه ابن وضاح وغيره.
وقال أبو محمد بن الأخضر في «مشيخة البغوي»: كان شيخا وثقه الأئمة.
وقال ابن عساكر: مات يوم السبت ليومين خليا من شوال.(4/108)
وذكره أبو حاتم بن حبان في «الثقات»: وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة وأبو عبد الله بن البيع، وأبو محمد الدارمي.
وفي قول المزي: قال البخاري والبغوي: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، زاد البغوي: (وليس بشيء) من شوال. نظر، لما في «التاريخ الأوسط» للبخاري: مات في رمضان أو شوال.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: الحكم بن موسى أبو صالح مجهول.
وذكره أبو عبد الملك بن عبد البر في «تاريخ قرطبة» وعده من شيوخ محمد ابن وضاح البغداديين.
وفي «كتاب» الصريفيني: السمسار.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1303 - الحكم بن موسى الصنعاني.
قال الآجري عن أبي داود: كان يكون بدمشق ليس بشيء، ذكرناه للتمييز.(4/109)
1304 - (م مد س ق) الحكم بن مينا الأنصاري المدني، ويقال: الشامي، مولى آل عامر الراهب، وهو والد شبيث.
قال البخاري في «تاريخه»: شبيث، يعني بالضم أصح، وعن حكم بن مينا، عن زيد بن حارثة.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة وأبو علي الطوسي.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: جالس أبا جندل بن سهيل بن عمر.
وفي «سؤالات الكناني» عن أبي حاتم
: شيخ.
1305 - (ع) الحكم بن نافع البهراني أبو اليمان الحمصي، مولى أم سلمة امرأة من بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
كانت عند عمرو بن رؤبة التغلبي.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وفي «سؤالات الآجري»: سمعت أبا داود سمعت ابن عوف قال: لم يسمع أبو اليمان من شعيب بن أبي حمزة إلا كلمة ابن المنكدر عن فلان، شيء ذكره.
وفي «تاريخ البخاري»: سمع شعيبا.(4/110)
وفي كتاب المروذي عن أحمد بن حنبل: لما قال شعيب عند وفاته هذه كتبي ارووها عني، فلا أدري كان الحكم معهم أم لا؟
وذكر «صاحب الزهرة» أن البخاري روى عنه مائتي حديث وأربعة وستين حديثا.
وعده الخطيب وغيره في الرواة عن مالك، بعد ذكرهم أنه جاء إلى بابه فرأى حجابا وفرسا قال: فمضيت وتركته ثم ندمت بعد. انتهى.
وهو غير جيد لإهمالهم ذكر الحكم بن موسى القنطري، فإنه رأى مالكا يصلي، وهو أمس من هذا، والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب ابن خلفون»: قال أبو الفتح الموصلي: سماعه من شعيب مناولة.
وقال الخليلي: نسخة شعيب رواها الأئمة عن الحكم، وتابع أبا اليمان علي بن عيسى الحمصي، وهو ثقة، ورواها عن أبي اليمان محمد بن إسحاق الصغاني، وهو ثقة.
1306 - الحكم بن هشام بن عبد الرحمن، ويقال: ابن هشام بن الحكم بن عبد الرحمن، الثقفي العقيلي، أبو محمد الكوفي.
سكن دمشق، وكان مؤاخيا لأبي حنيفة.
قال المزي: ذكره - يعني ابن سرور - في «الكمال»، ولم يذكر من روى له.
انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن هذه الترجمة لم يذكرها صاحب «الكمال»،
ولا أحد ممن أخذ عنه، هذا أبو إسحاق الصريفيني ينبه على ما أخذه من «الكمال» لم يذكر هذه الترجمة – أيضا – وإنما ألحقها في كتابه بعض(4/111)
الشيوخ بخطه نقلا عن ابن عساكر، وكذا فعله غيره، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي «كتاب ابن عساكر» عنه: هو رجل منا من أهل الكوفة كان يتجر إلى الشام وهو ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» قال: قال أبو الفتح الموصلي: ضعيف. قال ابن خلفون: هو عندي في الطبقة الثالثة في المحدثين.
وقال العجلي: من أنفس ثقيف، ثبت.
قال: إنما كان هذا المنبر بمجلس الحي لكثرة من وليه من ثقيف.
وقيل له: ما تقول في معاوية؟ فقال: ذاك خال كل مؤمن.
وجاء يوما ليشتري سمكا فاستعان برجل يشتري له، فقال له السماك: انظر أصلحك الله أي شحم في بطنها. فقال: ظلمنا، يقول: إنما استعنا بهذا ليكفينا مؤنتك.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وكذلك الدارمي.
وقال السمعاني: كان ثقة.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن الحكم بن هشام حدث عن عبد الملك بن عمير؟ فقال: ليس به بأس.
1307 - (س) الحكم الزرقي عن أمه.
أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمعوا راكبا. الحديث في «النهي عن صيام أيام التشريق».(4/112)
وعنه سليمان بن يسار.
قال مخرمة عن أبيه عن سليمان، وقال عمرو بن بكير، عن سليمان، عن مسعود بن الحكم، عن أمه، وهو المحفوظ.
وكذلك رواه غير واحد عن مسعود بن الحكم، روى له النسائي.
هذا جميع ما قاله
المزي، والذي في «كتاب النسائي» يقتضي أنه لم يرو له، إنما قال: بلغني عن ابن وهب عن مخرمة عن أبيه قال: سمعت سليمان بن يسار سمع الحكم الزرقي. حدثتني أمي فذكره. قال أبو عبد الرحمن: ما علمت أن أحدا تابع مخرمة على هذا الحديث، وعلى الحكم الزرقي، والصواب مسعود بن الحكم. انتهى.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي نعيم: الحكم أبو مسعود الزرقي، روى عنه ابن مسعود، في حديثه اختلاف.
وكذا ذكره ابن الأثير عن ابن منده، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الصحابة»، استطرادا، سماه حكما.(4/113)
من اسمه حكيم
1308 - (بخ ق) حكيم بن أفلح حجازي.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: روى عنه عبد العزيز بن عبد الله.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله النيسابوري، وأبو عبد الله أحمد بن حنبل، وأبو محمد الدارمي.
أعرضت عن ذكر ما بالناس مقصده وحيث يذكر شيئا ليس موضعه
1309 - (م د س ق) حكيم بن جابر بن طارق بن عوف الأحمسي الكوفي.
قال العجلي في بعض النسخ القديمة: أبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو كوفي ثقة.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات»: توفي في آخر ولاية الحجاج وكان ثقة قليل الحديث.(4/114)
وفي كتاب ابن أبي حاتم: وهو ابن أبي طارق.
وفي «كتاب ابن زبر» عن الهيثم بن عدي: مات سنة اثنتين وثمانين.
وفي «كتاب» المزي: روى عن عبادة، ثم ذكر روايته العالية – زعمه - عنه في «الصرف» من طريقين، انتهى.
قال البخاري في «الكبير»: وقال حكيم أخبرت عن عبادة في الصرف.
وفي كتاب «الطبقات» للهيثم بن عدي: توفي في خلافة ابن الزبير في آخرها.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: ثنا محمد بن يزيد، ثنا ابن يمان، ثنا ابن أبي خالد قال: وحكيم يقول لأهله: عندكم شيء تغدونيه؟ فإن قالوا: لا فإني إذا صائم.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
قال إسحاق القراب: توفي سنة خمس وتسعين، ويقال: إنه توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، هكذا قال ابن عروة وابن معين، وقال الهيثم: توفي في آخر خلافة ابن الزبير.
وفي «كتاب الجرح والتعديل» للنسائي: ثقة.
ذكرت أسانيدا طوالا مديدة وأعرضت عن ذكر الذي هو أجدر
فلو شاء بعض الناس جاء بمثلها وأربى عليها بالذي هو أكثر(4/115)
1310 - (4) حكيم بن جبير الأسدي، وقيل: مولى آل الحكم بن أبي العاصي، الكوفي الثقفي.
قال أبو عبد الله النيسابوري لما خرج حديثه: إنما تركاه لغلوه في التشيع.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: قال ابن حكيم بن جبير: إن أباه مولى لبني أمية، وكان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عنه.
وقال المروذي: وسألته - يعني: أبا عبد الله - عن حكيم بن جبير، فقال: ليس بذاك.
وقال عمرو بن علي: كان عبد الرحمن لا يحدث عنه، وكان يحيى يحدثنا عنه، وقال: نحن نحدث عمن دون هؤلاء.
وفي «سؤالات البرقاني»، وكتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: كوفي يترك، هو الذي روى روى «لا تحل الصدقة لمن له خمسون درهما».
وفي «كتاب العلل» لعبد الله بن أحمد بن حنبل: ترك ترك أبو
جعفر المدائني حديث حكيم بن جبير.
وقال أبو الحسن العجلي: الكوفي ضعيف الحديث، غال في التشيع.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: روى عنه زائدة.(4/116)
وفي كتاب «الموضوعات» لابن الجوزي: قال أبو جعفر العقيلي: حكيم بن جبير واهي الحديث. انتهى، الذي رأيت في كتاب «العقيلي» ضعفه سفيان.
وفي «كتاب ابن مثنى»: سمعت الثوري يحدث عنه.
وقال الساجي: غير ثبت في الحديث فيه ضعف.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
وذكر الآجري عن أبي داود، وأبو محمد بن الجاورد في كتاب «الضعفاء»، والجوزقاني في كتاب «الموضوعات»: إنه ليس بشيء.
وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع كثير الوهم فيما يروي، كان أحمد بن حنبل لا يرضاه.
وقال الساجي: كان الأعمش يعده في المحدثين، وربما دلس عنه.
وعن يحيى بن آدم: لما ثنا سفيان عن حكيم بحديث الصدقات قال له عبد الله بن عثمان: لو كان هذا عن غير حكيم! فقال الثوري: ثناه زبيد.
قال الساجي: وروى عنه الحسن بن صالح حديثا منكرا، عن عائشة قالت: كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في جر أخضر.
وفي «الكامل» لابن عدي: قال النسائي ضعيف. قال أبو أحمد: لحكيم غير ما ذكرت من الحديث شيء يسير والغالب في الكوفيين التشيع.
وقال الجوزجاني: كذاب، وروى عنه ابن إسحاق في كتاب «السيرة».
1311 - (خ ق) حكيم بن أبي حرة الأسلمي المدني.
عم محمد بن عبد الله بن أبي حرة.(4/117)
ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
1312 - حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد أبو خالد المكي.
قال أبو أحمد العسكري: أمه فاختة بنت زهير بن الحارث بن أمية، يقال: إنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة، وفي الإسلام مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، وكان نجا يوم بدر فكان إذا حلف قال: لا والذي نجاني يوم بدر، وخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم حنين، قال: وأذكر حين أراد عبد المطلب أن يذبح ابنه عبد الله، وذلك قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: ولد في الكعبة، وكان من أشراف قريش في الجاهلية والإسلام، وكان عاقلا سريا فاضلا (تقيا) بماله غنيا، وهو وبنوه عبد الله وخالد ويحيى وهشام كلهم له صحبة.
وقف حكيم بعرفة بمائة وصيف في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها عتقاء الله عن حكيم بن حزام، ومائة بدنة، وأهدى ألف شاة.
وفي «كتاب البغوي»: ذهب بصره قبل موته، وكان عالما بالنسب.
وفي «كتاب ابن حبان»: مات سنة خمسين.
وفي «كتاب الزبير»: كان حكيم لا يأكل وحده، وأن قريشا لما اصطلحت مع هوزان بعكاظ أعطوهم أربعين رجلا رهنا فيهم حكيم، ولما أسلم صنع طعاما لبني أسد ثم جمعهم جميعا فلما طعموا قال: كيف تعلموني لله؟ قالوا: برا وواصلا قال: فعزمت عليكم أن يبيت اللية منكم بمكة أحد.
فلما أمسوا شدوا رحالهم ثم توجهوا إلى المدينة، وكان حكيم من المطعمين في بدر.(4/118)
وفي «كتاب ابن قانع» أعان في حنين بفرسين فأصيبا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن فرسي أصيبا، فأعطني فأعطاه ثم استزاده فقال صلى الله عليه وسلم: «إن هذا المال خضرة حلوة فمن سأل الناس أعطوه، والسائل كالآكل
ولا يشبع».
وفي «كتاب الباوردي»: أسلم سنة ثمان، وقيل في الفتح.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الأوسط»: قال عثمان بن الحارث في شعر له:
وليس على أبي هشام مقولا
يعني حكيم بن حزام كناه بابنه هشام.
وفي كتاب «الصحابة» للطبري: شهد حكيم مع أبيه الفجار، وقتل أبوه في الفجار الأخير.
وفي قول المزي: وقال البخاري: مات سنة ستين. نظر، من حيث إن البخاري قاله نقلا وتقليدا لا اجتهادا واستبدادا، قال: هلك سنة ستين وهو ابن عشرين ومائة سنة، عاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، قاله لي إبراهيم بن المنذر.
وقال في «الأوسط»: ثنا إبراهيم بن المنذر قال: مات حكيم أبو خالد سنة ستين، وهو ابن عشرين ومائة سنة، وخرج خالد بن حزام إلى أرض الحبشة، فمات في الطريق، وكان حكيم أكبر منه.
وكما ذكرناه عن البخاري، ذكره ابن عساكر الذي نقل المذي فيما أظن كلام البخاري عنه. انتهى.
وكما ذكره البخاري عن إبراهيم، ألفيته في كتاب «الصحابة» تأليفه، لم يغادر حرفا، والله أعلم.(4/119)
روى عنه مسلم بن جندب فيما ذكره الطبراني، وشيخ من أهل المدينة، والقاسم بن عبد الرحمن المدني عند أبي داود في «السنن».
وفي كتاب «الصحابة» للبرقي: أمه زينب وكان من المؤلفة، أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة بعير.
وفي «البيان والتبين» لابن بحر، عن كثير بن أبي الصلت: إن حكيما باع داره من معاوية بستين ألف دينار، فقيل له: غبنك والله معاوية. فقال: والله ما أخذتها في الجاهلية إلا بزق خمر، أشهدكم أنها في سبيل الله تعالى، فانظروا
أينا المغبون.
وذكر أبو الفرج بن الجوزي في كتابه «مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن»: وقول من قال: إن علي بن أبي طالب ولد في جوف الكعبة ليس بصحيح، لم يولد فيها غير حكيم.
وفي «تاريخ دمشق» لابن عساكر: روى عنه عراك بن مالك.
وكناه أبو عبيد القاسم بن سلام: أبا يزيد.
وقال العجلي: كان متبتلا.
1313 - (4) حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري المدني أخو عثمان بن حكيم.
خرج أبو حاتم البستي، وأستاذه إمام الأئمة، وابن البيع، وأبو علي الطوسي، وأبو مجمد الدارمي حديثه في «صحاحهم».
ولما ذكر الترمذي حديثه عن نافع بن جبير عن ابن عباس: «صلى جبريل(4/120)
بالنبي صلى الله عليه وسلم عند البيت مرتين». قال: هذا حديث صحيح.
وقال العجلي: مدني ثقة.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
1314 - (بخ د ت سي) حكيم بن الديلم المدائني ويقال: الكوفي.
ذكره أبو حاتم بن حبان البستي في «جملة الثقات»، وابن شاهين وقال: كان مكفوفا.
ووثقه أحمد بن حنبل وابن خلفون.
ولما خرج الترمذي وأبو علي الطوسي حديثه عن أبي بردة عن أبيه: «كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول يرحمكم الله، فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم». قالا: حسن صحيح.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: حكيم بن الديلم من أهل المدائن.
وفي «كتاب أبي بكر الخطيب البغدادي»: قال سفيان: كوفي ثقة لا بأس به.(4/121)
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وقال يعقوب
بن سفيان: لا بأس به.
1315 - (د سي) حكيم بن سيف مولى بني أسد أبو عمرو البرقي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
وقال ابن عساكر في «النبل»، وصاحب «الزهرة»، وأبو القاسم البغوي، وابن قانع، والقراب: مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن حكيم بن سيف البرقي، فلم يقف عليه.
1316 - (د) حكيم بن شريك الهذلي المصري.
خرج ابن حبان والحاكم والدارمي حديثه في «صحاحهم».
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن أبا حاتم الرازي قال: هو مجهول انتهى. لم أر ما قاله في كتاب أبي حاتم، فينظر.
1317 - (د ق) حكيم بن عمير بن الأحوص العنسي، ويقال: الهمداني، أبو الأحوص الحمصي، والد الأحوص بن حكيم.
روى عنه: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، الرواية المشعرة عنده بالاتصال، فيما ذكره المزي.(4/122)
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون - لما ذكره فيهم: روى عن عمر وعثمان مرسلا.
وفي «تاريخ البخاري»: روى عن عمر بن عبد العزيز قوله.
1318 - (ع س) حكيم بن قيس بن عاصم بن سنان المنقري البصري.
قال أبو نعيم الأصبهاني الحافظ، وذكره في «الصحابة»: قيل: إنه ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره أيضا ابن منده فيما ذكره عنه ابن الأثير في «جملة الصحابة».
وخرج الحاكم حديثه عن أبيه في «الجنائز»، وقال: صحيح الإسناد، وقيس ليس له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسندا غير هذا الحرف، «لا تنوحوا علي إن النبي عليه السلام نهى عن النوح».
وله شاهد من حديث الحسن عن قيس في «ذكر وصيته»
بطولها، وله أيضا شاهد عن أبي هريرة.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه لا يعرف، جريا منه على عادته في التقصير مع زعمه أنه صنف كتابا في «الصحابة» وأطنب في مدحه وتقريظه.(4/123)
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
وقال أبو الحسن بن القطان في «كتاب الوهم والإيهام»: مجهول الحال لا يعرف روى عنه إلا ابن الشخير.
وفي كتاب «الجمهرة» لهشام بن محمد السائب: هو أخو طلبة بن قيس.
1319 - (خت 4) حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري البصري، والد بهز.
روى عن أبيه معاوية قال ابن عبد البر في كتاب «الاستيعاب» وذكر له حديث: يا رسول الله بم أرسلك الله؟ قال: بالإسلام. هذا حديث صحيح الإسناد ثابت معروف، وسئل يحيى بن معين عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فقال: إسناد صحيح.
وذكر العلامة رضي الدين أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن الصغاني في كتابه «نقعة الصديان»: أن صحبته مختلف فيها.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
ولما خرج أبو عيسى البوغي وأبو علي الطوسي حديثهما عن أبيه يرفعه: «إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر» قالا: هذا حديث حسن، وزعم أن عمرو بن دينار المكي روى عنه، زاد ابن حبان في(4/124)
كتاب «الثقات» صحيح.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات»، وزعم أن عمرو بن دبنار المكي روى عنه، زاد ابن حبان في كتاب «الثقات» الذي زعم المزي أنه نقل توثيقه من عنده: قتادة بن دعامة.
وقول المزي: قال النسائي: ليس به بأس. يحتاج إلى نظر؛ لأن النسائي في كتاب «التمييز» لم ينسبه لما ذكره
، كذا ألفيته في عدة نسخ لنا، قال: حكيم بن معاوية ليس به بأس، فلو ادعى مدع أنه قاله في غير ابن حيدة هذا - لأن المسمين بذلك جماعة – لما نهض خصمه بدليل، والله تعالى أعلم.
1320 - (تم) حكيم بن معاوية الزيادي البصري.
لم يذكره البخاري في «تواريخه»، ولا ابن أبي حاتم ولا ابن أبي خيثمة في «تواريخه»، ولا في " أخبار البصرة "، ولا يعقوب بن سفيان في " تاريخه "، ولا الهيثم في «تواريخه»، ولا خليفة، ولا الإمام أحمد في «تواريخه» و «علله»، ولا غير هؤلاء ممن يكثر عددهم، ولم ينبه المزي على شيء من حاله، إنما ذكر له حديثا رواه من «الشمائل» للترمذي، فينظر، والله أعلم.
1321 - (ت) حكيم بن معاوية النميري.
مختلف في صحبته. كذا ذكره المزي، وهو يحتاج إلى نظر، فإن البخاري صرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو أحمد العسكري وأبو حاتم بن حبان: له صحبة. وذكره في(4/125)
الصحابة من غير تردد، وأبو عيسى الترمذي في كتاب «الصحابة».
وكذلك: أبو زرعة النصري، وابن أبي خيثمة، وأحمد بن عبد الرحيم البرقي، وأبو جعفر الطبري، وأبو القاسم البغوي، وابن قانع، وأبو الفرج البغدادي، وأبو عمر النمري، وقال: كل من جمع في الصحابة ذكره فيهم، وله أحاديث.
ذكر هو وأبو منصور الباوردي أن البخاري قال: في صحبته نظر، وكان هذا الموقع لعبد الغني الذي قلده المزي، على أن عبد الغني ذكر ما لم يذكره المزي، ولو اقتدى به لكان جيدا، وذلك أنه قال أولا: له صحبة، وقال البخاري: في صحبته نظر، وأكثر من جمع الصحابة ذكره فيهم. كأنه لخص ما قاله أبو عمر، وهذا كلام مخلص ملخص، لكن
فيه نظر من جهة أبي عمر والباوردي، فإن البخاري لم يقل هذا ولا شيئا منه، ونص ما عنده في النسخة (. . .): حكيم بن معاوية النميري سمع من النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال بعده: حكيم بن معاوية سمع النبي صلى الله عليه وسلم في إسنادهم نظر. وأما الناوشية فإنه لم يتبعهما شيئا، إنما ذكر السماع فقط من غير تعرض لشيء آخر انتهى. فهذا كما ترى البخاري لم ينص على أن في الصحبة نظر، إنما قال الإسناد، وصدق(4/126)
في ذلك؛ لأن إسناده يدور على إسماعيل بن عياش، وإسماعيل عنده ضعيف، حكم على السند لا على الصحبة بالنظر لاحتمال ثبوت سماعه عندما يصرح به أولا - وللذي يقلده - من وجه آخر، أو من الاستفاضة، لأنه قد يستفيض صحبة الرجل بأمر سماعي أو ما أشبهه.
وإذا جئنا إلى السند مع ذلك نجده ضعيفا، وقول المزي الذي يقلده، ولم يعزه لقائله غير جيد لما بيناه، والله الموفق.
وقد ذكر الحافظ ابن منده ذلك بكلام حسن، لما ذكره في «الصحابة»، قال: في إسناد حديثه اختلاف. انتهى. وهو والله أعلم مراد البخاري فهمه عنه جيدا، وممن ذكرناه قبل، لم يأت بلفظ البخاري، ولا بما يقاربه. هذا كلام الناس.
هذا كلام الناس قد جئنا به فاسمع هديت فإنني لك ناصح
دع عنك تقليدا بغير روية وانظر أصولا هو الطريق الواضح
1322 - (ع) حكيم الأثرم البصري.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، كذا ذكره المزي، وما أظنه في ذلك إلا مشى على عادته في التقليد، وذلك أن ابن حبان ذكره كما قال، ولكنه سمى أباه حكيما، كذا ألفيته في ثلاث نسخ من كتاب «الثقات»، أحدها بخط الصريفيني
، فلو كان المزي نقله من أصل «الثقات» لما أغفل ذكر أبيه، والله أعلم.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن الجارود.
وقال البزار: حدث عنه عروة، ولكن في حديثه شيء؛ لأنه حدث عنه حماد بحديث منكر.
وقال يحيى بن معين فيما ذكره البرقي: ضعيف.(4/127)
وفي «تاريخ البخاري»، وذكر حديث «من أتى كاهنا»: وهذا حديث لم يتابع عليه.
وكذا نقله عنه غير واحد منهم: العقيلي.
والذي في كتاب المزي عنه: لا يتابع في حديثه. ومن اللفظين ما ترى من الفرقان.
وقال الآجري عن أبي داود: ثقة. حدث عن يحيى بن سعيد، عن حماد بن سلمة عنه.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
وابن خلفون في «جملة الثقات» وقال: قال إسماعيل بن إسحاق القاضي عن علي بن المديني: حكيم الأثرم لا أدري ابن من هو، وهو ثقة.
ثلث الكتاب ذكرته إسنادا والثلث من جهة الكمال ازداد
والخمس ما لم يعد فيه عالم في عصرنا أو قلته استبدادا
والفضل شيء تافه تؤتى به سيد الهلال وما حوى إرشادا
ومكثت فيه من السنين ثلاثة في عشرها أعظم بذلاك مفادا مفادا
1323 - (خت) حكيم الصنعاني.
يروي عن: عمر بن الخطاب.
روى عنه: ابنه المغيرة بن حكيم.
ذكره أبو حاتم بن حبان البستي في «جملة الثقات».(4/128)
من اسمه حكيم
1324 - (بخ س) حكيم بن سعد، أبو يحيى، الحنفي الكوفي.
قال أبو حاتم البستي: ومنهم من قال: حكيم، والصواب حكيم.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وفي قول المزي، من خط المهندس: قال إسحاق بن منصور، عن يحيى
بن معين: محله الصدق يكتب حديثه. نظر، لم يقل يحيى هذا، ولا رأيته في «كتاب الكوسج»، والذي في «تاريخ إسحاق» عن يحيى: ليس به بأس.
وكذا نقله أيضا عنهما غير واحد منهم: ابن أبي حاتم، فإن ابن أبي حاتم قال في كتاب «الجرح والتعديل» في غير ما نسخة صحيحة: ذكره عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: حكيم بن سعد ليس به بأس. انتهى.
والذي نقله المزي هو كلام أبي حاتم الرازي بعينه لا كلام يحيى تبيني لك، ولك نسوق لفظه، قال عبد الرحمن: وسألت أبي عن أبي يحيى حكيم بن سعد فقال: يكتب حديثه محله الصدق.
على أن المزي له في هذا عذر؛ لأنه لم ينقله فيما أرى من «كتاب ابن أبي حاتم» إنما نقله من كتاب «الكمال» الذي زعم أنه هذبه، معتمدا عليه، ولم يراجع الأصول، والله تعالى أعلم.
وذكر ابن خلفون أبا يحيى في «جملة الثقات».
ولهم شيخ آخر يقال له:
1325 - حكيم بن سعد العتكي بصري.
قال ابن يونس: قدم إلى مصر وحدث بها، وذكرناه للتمييز.(4/129)
1326 - (م4) حكيم بن عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناة المصري، أخو محمد والمطلب.
خرج أبو بكر ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو حاتم بن حبان وأبو علي الطوسي.
وأما الترمذي فحسنه.
وزعم المزي أن ابن يونس ذكر وفاته عن العداس في سنة ثماني عشرة ومائة.
وهو يحتاج إلى تثبت، وذلك أن الذي رأيت في تاريخ أبي سعيد: سنة ثمان وعشرين ومائة. واستظهرت بنسخة أخرى، فينظر.
ولما ذكره الحافظ أبو عبد
الله محمد بن إسماعيل الأزدي المغربي في «جملة الثقات» قال: وثقه يحيى بن معين وغيره.
1327 - (سي) حكيم بن محمد بن قيس بن محمد بن المطلب.
كذا ذكره المزي وفي «تاريخ البخاري»: حكيم بن محمد يعد في أهل المدينة. ثم قال: ويقال أيضا: حكيم بن محمد بن قيس بن مخرمة فلا أدري أهو هذا أم لا؟
وقال ابن أبي حاتم - رحمه الله - حكيم بن محمد مديني، روى عن المقبري. روى عنه علي عبد الرحمن (بن) وثاب، سمعت أبي يقول(4/130)
ذلك، ويقول: هو مجهول.
وكذا أيضا قاله أبو الحسن بن القطان في «بيان الوهم والإيهام» لما رد به حديث «خذوا جنتكم» الذي رواه المزي عنه بسنده.
إذا جاء إنسان فقال لعالم أهذا بقي صالح أم به أذى؟
يجيب بأن الشيخ قد قال إنه له سند عال إليه بلا مسرى
فقال وما يجدي علو طريقة هل القصد إلا ذكره بالذي جرى
وفي قول المزي: ذكره ابن يونس في «تاريخ المصريين» بكلام لا يفهم معناه؛ لأنه لم يزد على ما ذكراه عنه، فأي فائدة في ذكره عنده بغير زيادة بشيء خير أو شر أو وفاة أو مولد أو كنية أو زيادة نسب، ولو أردنا نحن هذا لكنا نذكر عند كل شخص مئين من الذاكرين له، والحمد لله على نعمه.
وفي قول المزي: -
1328 - (قد) حكيم بن عبد الرحمن أبو غسان المصري.
أظنه بصري الأصل، لم يذكره ابن يونس «في تاريخ المصريين»، وحكاه عنه ابن منده في كتاب «الكنى»، نظر ودعة كبيرة، هذا الرجل مذكور في كتاب «تاريخ الغرباء» لأبي سعيد بن يونس بعد جزمه بأنه بصري، فقال: حكيم بن عبد الرحمن يكنى أبا غسان بصري، قدم
مصر، حدث عنه الليث بن سعد وغيره. وكذا «التاريخ» مشهور كثير النسخ، رويناه قديما من طريق السلفي رحمه الله تعالى.
ولما ذكر أبو أحمد الحاكم: أبو غسان حكيم بن عبد الرحمن الراوي عن الحسن والراوي عنه الليث، قال: وقد روى الليث ويزيد، عن حكيم بن عبد الله بن قيس أبو مخرمة القرشي، عن ابن عمر، وعامر بن سعيد.
فلا أدري الراوي عن الحسن هو الراوي عنهما أم هما اثنان؟ وخليقا أن يكونا اثنين، والله تعالى أعلم.(4/131)
من اسمه حماد
1329 - (ع) حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم أبو أسامة الكوفي.
قال المزي: كان فيه – يعني «الكمال» - مولى يزيد بن علي، وهو وهم. انتهى.
ليس في نسخ «الكمال» القديمة وغيرها - فيما رأيت - إلا زيد بن علي، على الصواب، مثل صاحب «الكمال» لا يخفى عليه هذا؛ بل على بعض العوام، كل أحد يعرف، زيد بن علي بن الحسين، رضي الله عنهم أجمعين.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» بعد ذكره إياه في كتاب «الثقات».
وقال أبو عبد الله الحاكم لما خرج حديثه: صحيح على شرط الشيخين.
وصححه أيضا: ابن خزيمة، وأبو عوانة الإسفراييني، وأبو محمد بن الجارود، والدارمي، والطوسي، والبوغي، والدارقطني في كتاب «السنن»، والبيهقي في كتاب «المعرفة»، وغيرهم ممن لا يحصى كثرة.
وفي «كتاب الآجري» عن أبي داود: كان أبو أسامة يسمى حامضا، كان إذا مر الحديث عند عبيد الله بن عمر معادا، قال: حامض.
قال أبو نعيم: أتيت (يزيد) بن عبد الله وعنده أبو أسامة فقال: لا تحدثه. فسألته عن حديث فقال: أيما أحب لك أحدثك
بإسناده أو بمتنه؟ قال: فقمت ولم أرده. قال أبو نعيم: كان يحسدنا.
قال أبو داود: وسمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل قال: ما أنكره. يعني(4/132)
أحذقه، وجعل يقدمه. وقال: ما أقل ما كتب عنه – يعني أبا أسامة -. قال أبو داود: قال وكيع: نهيت أبا أسامة أن يستعير الكتب وكان دفن كتبه.
قال أبو دواد: سمعت الحسن بن علي قال: قال يعلى: أول من عرفناه بالرحلة أبو أسامة. قلت: إلى البصرة؟ قال: نعم – يعني أبا داود -.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للباجي: وقيل: هو حماد بن زيد بن أسامة.
وقال محمد بن سعد: توفي يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة إحدى ومائتين، في خلافة المأمون بالكوفة، وكان ثقة مأمونا كثير كثير الحديث، يدلس ويبين تدليسه، وكان صاحب سنة وجماعة، وهو حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان بن زياد، وهو المعتق.
وتبع ابن سعد على وفاته جماعة منهم: أبو جعفر أحمد بن أبي خالد في كتاب «التعريف بصحيح التاريخ»، وابن خلفون.
وفي قول المزي، تابعا صاحب «الكمال»: قال البخاري: مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة فيما قيل. نظر، لأن البخاري في «الكبير» لم يقل إلا: مات سنة إحدى ومائتين.
وفي «الأوسط» قال: حدثني إسحاق بن نصر، قال: مات أبو أسامة سنة إحدى ومائتين، وأما «التاريخ الصغير» فلم يذكر وفاته فيه.
وفي «كتاب» أبي نصر الكلاباذي ما يوضح لك أن البخاري لم يقل هذا، قال أبو نصر: مات سنة إحدى ومائتين، قال البخاري: حدثني
إسحاق بن نصر بهذا.(4/133)
وذكر أبو داود أنه مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين.
وقال ابن نمير مثل البخاري، وكذا ذكره أيضا عن البخاري أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل» وغيره.
وكأن نص صاحب «الكمال» أخطأ من قول إلى قول.
والذي رأيته نص على عمره ثمانين: أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات»، قال: وكان مولى للحسن بن سعيد، وكان الحسن بن سعيد مولى للحسن بن علي.
وقال أبو عمر النمري في كتاب «الاستغناء»: كان ثقة حافظا ضابطا مقدما في حفظ الحديث ثبتا.
وقال العجلي: كان ثقة وكان يعد من حكماء أصحاب الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» قال: قال أبو الفتح الأزدي: قال سفيان بن وكيع: جلست أنا والقاسم العنقزي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو بكر بن أبي شيبة فنظرنا فيما يحدث به أبو أسامة، فعرفنا عامته، ومن أين أخذه من رجل رجل، حديث هشام بن عروة، وحديث ابن أبي خالد، وحديث مجالد، وحديث ابن جريح كان يتبع كتب الرواة فيأخذها فينسخها.
قال سفيان بن وكيع. ذاكرني محمد بن عبد الله بن نمير شيئا من أمر أبي(4/134)
أسامة في الحديث، وجعل يتعجب، وقال: (ابن) المحسن لأبي أسامة يقول: إنه دفن كتبه ثم تتبع الأحاديث بعد من الناس.
قال سفيان بن وكيع: إني لأعجب كيف جاز حديث أبي أسامة كان أمره بينا، وكان من أسرق الناس لحديث جيد.
وفي «كتاب عباس» عن يحيى: كان أروى عن هشام من حماد بن سلمة.
قال: وقال أبو أسامة: كانت أمي شيعية.
قال يحيى: وكان يروي عن عبيد الله بن عمر خمس مائة حديث إلا
عشرين كتبها كلها عنه، وكان ابن نمير يروي عنه أربعمائة حديث.
وقال ابن قانع: أبو أسامة كوفي صالح الحديث.
وذكر له الخطيب رواية عن مالك بن أنس، رحمه الله تعالى.
وفي «تاريخ يعقوب بن سفيان»: كان أبو أسامة إذا رأى عائشة في الكتاب حكها، وليته لا يكون إفراط في الوجه الآخر.
1330 - (م س) حماد بن إسماعيل ابن علية الأسدي البصري ثم البغدادي، أخو محمد وإبراهيم.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: بغدادي ثقة.
وفي كتاب «زهرة المتعلمين»، و «أسماء مشاهير المحدثين»: ذكر الحاكم أبو عبد الله - رحمه الله - أن مسلما روى له، ولم أجده في النسخة التي طالعتها فينظر.(4/135)
1331 - (خت) حماد بن الجعد الهذلي البصري.
زعم ابن أبي حاتم أن البخاري سماه في «تاريخه» حماد بن جعفر، وأن أباه وعمه قالا: إنما هو ابن الجعد.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بثقة، وليس حديثه بشيء.
وذكر الحاكم عن الدارقطني: جرحه ابن مهدي، وقال: كان جاري ولم يكن يدري أي شيء يقول.
وذكره أبو جعفر العقيلي والساجي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: منكر الحديث ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه، وهو الذي يروي عن قتادة عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من طاف بهذا البيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين فهو كعدل رقبة».
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وذكر أن أبا الفتح الأزدي ذكره في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: وحماد بن أبي الجعد بصري أيضا روى عن قتادة، اختلطت عليه صحائفه فلم يحسن أن يميز شيئا، فاستحق
الترك.
قال: وقد قيل: إن حماد بن الجعد وحماد بن أبي الجعد واحد، ولم يتبين ذلك عندي، فلهذا أفردت هذا عنه، والله تعالى أعلم.(4/136)
1332 - (ق) حماد بن جعفر بن زيد العبدي البصري.
ذكره أبو عبد الله بن خلفون في «جملة الثقات» وقال: قال الأزدي: نسب إلى الضعف.
وذكره ابن شاهين في «الثقات» أيضا.
1333 - حماد بن الحسن بن عنبة الوراق النهشلي، أبو عبيد الله البصري نزيل سامري.
قال الشيخ أبو الحجاج: روى عنه مسلم، فيما قاله أبو القاسم اللالكائي، ولم أقف على روايته عنه. انتهى كلامه.
ويفهم منه تفرد أبي القاسم بذلك. وليس بجيد، فإن ابن عساكر ذكره في «النبل» - أيضا – وكذلك أبو عبد الله الحاكم في كتابه «المدخل»، وأبو الوليد الوقثي، وأبو إسحاق الصريفيني، وغيرهم.
وقال مسلمة بن القاسم في كتاب «الصلة»: كان ثقة. وكذا قاله الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل».
1334 - (خ) حماد بن حميد بن عبيد الله بن معاذ.
قال أبو عبد الله بن منده: وهو من أهل خراسان.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه - يعني البخاري - حديثين.
وقال أبو أحمد بن عدي: لا يعرف.(4/137)
وقال أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»: يشبه عندي أن يكون حماد بن حميد هذا هو نزيل عسقلان، الذي يروي عن أبي ضمرة وبشر بن بكر وأيوب بن سويد ورواد، سمع منه أبو حاتم الرازي، وقال: هو شيخ.
1335 - (م 4) حماد بن خالد الخياط أبو عبد الله القرشي، نزيل بغداد، وأصله من المدينة. كذا في «كتاب المزي». وفي «تاريخ البخاري»: أصله من البصرة، روى عن ربيع
بن أبي الجهم.
وذكره ابن شاهين، وابن خلفون في «جملة الثقات» وقال: وثقه ابن نمير.
وخرج أبو محمد بن الجارود حديثه في «منتقاه».
1336 - (د) حماد بن دليل، أبو زيد المدائني، قاضي المدائن.
ذكر أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى أنه قال: لا أدري من أين أصله؟
ولما ذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات»، قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وقال: قال أبو الفتح الأزدي: هو ضعيف.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: من الثقات.(4/138)
1337 - (ع) حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي أبو إسماعيل البصري الأزرق مولى جرير بن حازم.
ذكر المديني في كتاب «الترغيب والترهيب» أن أحمد بن عبد الرحيم الخيري قال: أتينا حماد بن زيد فسألناه أن يحدثنا. فقال: أحدثكم بشرط كلما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم صليتم عليه.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: ثقة متفق عليه، رضيه الأئمة وروى عنه الثوري حديثين، وكان ثقة وبين مالك مكاتبه، وكان يعجبه رأى مالك، وأسباطه قضاة مالكيون، والمعتمد في حديث تفرد به حماد يخالفه غيره عليه والرجوع إليه.
وقال هشام بن علي: وكان يقال: علم حماد بن سلمة أربعة دوانيق، وعقله دانقان، وعلم ابن زيد دانقان وعقله أربعة دوانيق.
وقال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات» الذي نقل المزي سنه من عنده.
وذكر وفاته من عند غيره، وهي ثابتة عنده، قال: مات في شهر رمضان لسبع عشرة مضت من سنة سبع وسبعين، وقد قيل: تسع وسبعين، ودفن يوم الجمعة بعد العصر، وصلى عليه إسحاق بن سليمان.
وقال يعقوب بن شيبة في «مسنده»
: حماد بن زيد أثبت من ابن سلمة، وكل ثقة، غير أن ابن زيد معروف بأنه يقصر في الأسانيد، ويوقف المرفوع كثير الشك بتوقيه، وكان جليلا، ولم يكن له كتاب يرجع إليه، فكان أحيانا يذكر فيرفع الحديث، وأحيانا يهاب الحديث ولا يرفعه.
قال يعقوب: وكان يعد من المتثبتين في أيوب خاصة، وحدث الحارث بن(4/139)
مسكين عن ابن عيينة قال: لربما رأيت الثوري جاثيا بين يدي حماد بن زيد طال ما رأيت ذلك.
وقال ابن أبي زرعة: كان حماد يذاكر بالسنة وفي كتاب «الزمني» للمرادي: كف قبل موته.
وقال التاريخي: ثنا محمد بن يزيد، ثنا أبو عمر الجرمي قال: قال الأصمعي: قلت لحماد بن زيد، ولا نعدل به رجلا، وذكر كلاما.
قال: وحدثني قبيصة بن عمر، ثنا محمد بن الحسن بن المعلى بن زياد الفردوسي: سمعت حماد بن زيد يقول: قد كانت هند بنت المهلب أرادت أن تشتري أبي فتعتقه فلم يرزق ذاك، أو قال: فلم يقض ذلك بمثلها أن لا يكون ولاءه لآل المهلب.
وقال يحيى بن معين: سود الله وجهي يوم أجعل حماد بن زيد مثل ابن علية، حماد يجالس أيوب، ويغسل الموتى معه عشرين سنة، وابن علية إنما جالسه سنتان، وابن علية ثقة.
وقال الخليل بن أحمد: زعموا لحماد أنت رجل حافظ. قال: وما يدريك؟!
قال: لأنك تحدث بالحديث كما سمعت على غير لغتك.
قال يعقوب: توفي وله اثنتان وثمانون سنة.
وذكر أبو العباس في تاريخ «المفجعين» تأليفه أن الأصمعي عبد الملك بن قريب غسل حماد بن زيد.
وفي «تاريخ البخاري»: قال سليمان بين حماد وبين مالك سنة أو سنتين في المولد.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو أخو سعيد بن زيد. وذكره فيهم أيضا ابن شاهين.(4/140)
ولما روى أبو عبد الله أحمد بن حنبل عن يونس بن محمد ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: «كل مسكر خمر وكل مسكر حرام». وقال أبو عبد الله: هذا إسناد صحيح، ذكره عنه أبو جعفر النحاس في كتاب «الناسخ والمنسوخ».
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: قال حماد: ما عندي كتاب لأحد، ولو كان عندي كتاب لأحد لأحببت أن يكون عندي كتاب لأيوب.
وقال يحيى: لم يكتب حماد ما سمع من أيوب إلا بعد موته.
وقال سفيان: كان أيوب يشك في هذا الحديث، يعني حديث أبي العجفاء عن عمر وكذى أواق، فإن كان حماد بن زيد حدث به هكذا وإلا فلم يحفظ.
وسأل عبيد الله بن عمر إنسان فقال: كان حماد أميا؟ فقال: أنا رأيته وأتيته يوم أمطر فرأيته يكتب ثم ينفخ فيه ليجف.
وسمعت يحيى يقول: لم يكن أحد يكتب عند أيوب إلا حماد.
قال أبو بكر: قال أبي ويحيى بن معين: كان حماد يخطئ في هذا الحديث - يعني – حديثه عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر».
وقال عبيد الله بن عمر: أخطأ في حديثه عن أيوب عن حميد بن هلال أو غيره، قال أريت زيد بن صوحان يوم الجمل، ثناه عبد الوارث وابن علية عن أيوب، عن غيلان بن جرير بنحوه. قال عبيد الله: وغيلان الصواب. قال عبيد الله: وسمعت حمادا يقول: كان الرجل
يموت فيجيئني أيوب فيقول: قد مات فلان فأحضر جنازته، ويموت الرجل فأريد أن أذهب إلى جنازته فيقول لي أيوب: اذهب إلى سوقك.
وسمعت عبيد الله بن عمر يقول: مات حماد في آخر سنة تسع وسبعين. قال عبيد الله: مات لسبع مضين من شهر رمضان.(4/141)
وفي هذه الطبقة شيخ يقال له: -
1338 - حماد بن زيد بن مسلم أبو يزيد البصري.
روى عن التابعين، ذكره ابن حبان في «الثقات».
1339 - وحماد بن زيد المكتب.
من أهل المدينة كان من أفاضل الناس سمع تصانيف النعمان وحدث عنه، ذكره أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» ذكرناهما للتمييز.
1340 - (خت م 4) حماد بن سلمة بن دينار أبو سلمة البصري بن أبي سلمة الخزاز، مولى ربيعة بن حنظلة، ويقال: مولى قريش، ويقال مولى حميري ابن كرامة.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر، من حيث إن حميري بن كرامة من بني حنظلة بن مالك، ذكر ذلك أبو الوليد الوقشي في «فوائده المجموعة على كتاب مسلم».
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات» مولى حميري بن كرامة من بني تميم.
فعلى هذا مخالفته من قوله: من بني ربيعة، ومن حميري غير جيد والله أعلم.
وفي قول المزي عن ابن حبان: وقد قيل: إنه حميري نظر إنما هو: وقيل مولى حميري، يعني ابن كرامة المذكور أولا، والله تعالى أعلم، وهو ابن أخت حميد الطويل.(4/142)
قال ابن حبان: سئل عبد الله بن المبارك عن مسائل بالبصرة فقال: ائت معلمي. قيل ومن هو؟ قال: حماد بن سلمة.
وخرج هو وأبو عوانة الإسفرائيني والدارمي وابن الجارود والطوسي والحاكم حديثه في «صحاحهم».
وذكر الزمخشري في «ربيع الأبرار» أن أبا
ثور قال: بين حماد بن سلمة وابن زيد كما بين أبويهما في الصرف.
وذكر أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي في كتاب «أخبار النحويين» قال اليزيدي: يمدح نحوي بالبصرة ويهجو الكسائي وأصحابه من أبيات:
يا طالب النحو ألا فابكه بعد أبي عمرو وحماد
قال أبو سعيد: وحماد - فيما أظن - هو حماد بن سلمة؛ لأني لا أعلم في البصريين من ذكر عنه شيء من النحو إلا حماد بن سلمة.
ومن ذلك ما ثنا أبو مزاحم، ثنا ابن أبي سعد، ثنا مسعود بن عمرو، حدثني علي بن حميد قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: من لحن في حديثي فقد كذب علي.
وثنا أبو مزاحم، ثنا ابن أبي سعد، ثنا مسعود، ثنا ابن سلام قال: قلت ليونس: أيما أسن أنت أو حماد بن سلمة؟ قال: هو أسن مني، ومنه تعلمت العربية.
وذكر نصر بن علي قال: كان سيبويه يستملي على حماد، فقال حماد يوما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحد من أصحابي إلا وقد أخذت عليه ليس أبا الدرداء». فقال سيبويه: ليس أبو الدرداء. فقال حماد: لحنت يا سيبويه. فقال سيبويه: لا جرم لأطلبن علما لا تلحنني فيه أبدا.
وفي كتاب «التصحيف» لأبي أحمد: عن الأصمعي قال: كنت عند شعبة فأتاه حماد فقال شعبة: هذا الفتى الذي وصفته لك، يعنيني، فقال لي حماد: كيف تروي:(4/143)
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البناء وإن عاهدوا وفوا وإن عقدوا شدوا
فقلت: البناء. فقال حماد لشعبة: أليس كما روى؟ فقلت: كيف تنشده يا عمو؟ فقال: البناء، سمعت أعرابيا يقول: بنى يبني بناء من الأبنية، وبني يبنو
بناء من الشرف: فقال الأصمعي: مكثت بعد ذلك أتوقى حمادا أن أنشده إلا ما أتقنه.
وقال ابن القطان: هو أحد الأثبات في الحديث، ومتحقق بالفقه، ومن أصحاب العربية الأول.
وذكره أبو الطيب عبد الواحد في «مراتب النحويين» هو وابن زيد وجرير بن حازم في جملة الآخذين عن الخليل، قال: وابن سلمة أخذ أيضا عن عيسى بن عمر قبله ولما ذكره ابن عمر قبله.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» نسبه سلميا، قال: وقال أبو الفتح الأزدي: هو إمام في الحديث وفي السنة صدوق حجة، من ذكره بشيء وإنه يريد شينه، وهو مبرأ منه.
وكان ابن مهدي يقول: حماد بن سلمة أفضل من سفيان ومنهم كلهم.
وقال الساجي: كان رجلا حافظا ثقة مأمونا لا يطعن عليه إلا ضال مضل، وكان الثوري يشبه حماد بن سلمة بعمرو بن قيس الملائي.
وقال حجاج بن منهال: حماد بن سلمة، وكان من أئمة الدين.
وقال أبو إسحاق الحربي: كنا عند عفان فقال له رجل: حدثك حماد؟ قال: ومن حماد؟ قال: ابن سلمة قال: ويلك لا تقول أمير المؤمنين.
وقال وهيب: وكان حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا.
وقال أحمد بن صالح: أثبت الناس في حماد عفان وبهز وحبان بن هلال.
وقال أبو طالب عن أحمد: أثبت الناس في حميد حماد بن سلمة، سمع منه قديما، وهو أثبت في حديث ثابت من غيره.
وفي رواية الميموني: هو في ثابت أثبت من معمر.(4/144)
وفي رواية حجاج بن الشاعر عن أحمد: حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت.
وفي «الخلافيات» للبيهقي: هو أحد أئمة المسلمين، إلا أنه لما طعن في السن
ساء حفظه. فلذلك ترك البخاري الاحتجاج بحديثه، وأما مسلم فإنه اجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ أكثر من اثني عشر حديثا أخرجها في الشواهد دون الاحتجاج، وإذا كان الأمر على هذا فالاحتياط لمن راقب الله تعالى لا يحتج بما يجد في حديثه مما يخالف الثقات.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: ليس به بأس.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: قال النسائي: ثقة. قال القاسم بن مسعدة: فكلمته فيه فقال: ومن يجترئ يتكلم فيه، لم يكن عند القطان هناك، ولكنه روى عنه أحاديث دارى بها أهل البصرة. ثم جعل يذكر النسائي الأحاديث التي انفرد بها في التشبيه كأنه ذهب مخافة أن يقول الناس: تكلم في حماد من طريقها. ثم قال: حمقاء أصحاب الحديث ذكروا من حديثه حديثا منكرا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: «إذا سمع أحدكم الأذان والإناء على يده».
وقال العجلي: ثقة رجل صالح حسن الحديث يقال: إن عنده ألف حديث حسن ليس عند غيره، وكان لا يحدث حتى يقرأ مائة آية في المصحف، نظرا.
وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وربما حدث بالحديث المنكر، وتوفي أول المحرم سنة خمس وستين ومائة بالبصرة.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: ثنا مسلم، ثنا حماد بن سلمة قال: رأيت(4/145)
الحسن ومحمد بن سيرين يحمران لحاهم.
وثنا محمد بن سلام قال: قال لى حماد: رأيت الحسن عليه عمامة سوداء، ولكن شغلتني عنه العربية.
وسئل يحيى عن: حديث حماد، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السواك؟
فقال: خالفوه. وقالوا عن عائشة.
وقال يحيى بن سعيد: كنا نأتي حماد بن سلمة وما عنده كتاب. قلت ليحيى: كم؟ قال: بعد الهزيمة بقليل.
وقال شعبة: كان حماد يفيدني عن عمار بن أبي عمار.
وقال يحيى: حماد عن زياد الأعلم وقيس بن سعد ليس بذاك. ثم قال: إن كان ما يحدث حماد عن قيس بن سعد فلم يكن قيس بن سعد بشيء، ولكن حدث حماد عن الشيوخ عن ثابت، وهذا الضرب.
وسئل يحيى عن حديث حماد قال: أخذت هذا الكتاب من ثمامة بن عبد الله بن أنس في الصدقة؟ فقال: ضعيف.
قال يحيى: كان حماد يقول: الضحاك بن أبي جبيرة. يخطئ فيه إنما هو أبو جبيرة بن الضحاك.
وأنبأ المدائني قال: مات حماد بن سلمة يوم الثلاثاء في ذي الحجة سنة سبع وصلى عليه إسحاق بن سليمان.
وفي كتاب «الكامل» لأبي أحمد الجرجاني: قال عفان: اختلف أصحابنا في سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة فصرنا إلى خالد بن الحارث فسألناه؟ فقال: حماد أحسنهما حديثا وأثبتهما لزوما للسنة. قال فرجعنا إلى يحيى بن سعيد فأخبرناه، فقال: قال لكم وأحفظهما! قال فقلت: بما قال إلا ما أخبرناك.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه؟ (و) يحيى: قال يحيى بن سعيد: إن كان(4/146)
ما يروي حماد عن قيس بن سعد فهو كذا. قلت: ما قال؟ قال: كذاب.
قلت لأبي: لأي شيء قال هذا؟ قال: لأنه روى عنه أحاديث رفعها إلى عطاء عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت أبي يقول: (ضاع) كتاب حماد عن قيس بن سعد فكان يحدثهم من حفظه فهذه قصته.
وقال مسلم
بن إبراهيم: كنت أسأله عن أحاديث مسندة والناس يسألونه عن رأيه، فكنت إذا جئت قال: جاء الله بك؟
وكان ابن مهدي حسن الرأي فيه.
وعن الأصمعي قال: قال حماد: إنما طلبنا الحديث للمنفعة، ولم نطلبه للرئاسة فكثره الله تعالى عند الناس.
وقال عثمان ليحيى: حماد أحب إليك - يعني - في قتادة أو أبو هلال؟ فقال: حماد أحب إلي. قلت: وأبو عوانة أحب إليك أو حماد؟ فقال: أبو عوانة قريب من حماد.
وقال ابن عيينة: عالم بالله عامل بالعلم - يعني - حماد بن سلمة.
قال عفان: وكان حماد يخضب بالحمرة.
وقال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد كان حماد يفيدني عن ممد زياد.
وعن أبي خالد الرازي قال: قال حماد: أخذ إياس بن معاوية بيدي وأنا غلام فقال: لا تموت حتى تقص، أما أني قد قلت هذا لخالك - يعني(4/147)
حميدا الطويل - فما مات حتى قص. قال أبو خالد: فعلت لحماد: أقصصت أنت؟ قال: نعم.
وقال موسى بن إسماعيل: حدث سفيان بن عيينة عن حماد بحديث فقال: هات هات كان ذاك رجلا صالحا.
وقال ابن المبارك: دخلت البصرة فما رأيت أحدا أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة.
وقال الأصمعي: ذكر ابن مهدي حمادا فقال: صحيح السماع حسن اللقاء أدرك الناس ولم يهتم بلون من الألوان، ولم يلتبس بشيء أحسن ملكه نفسه ولسانه ولم يطلق على أحد ولا ذكر خلقا بسوء فسلم حتى مات.
قال: ونظر الثوري إليه فقال: يا أبا سلمة ما أشبهك إلا برجل صالح. قال: من هو؟ قال: عمرو بن قيس.
وقال شعبة: ابن أخت حميد جزاه الله خيرا
كان يفيدني عن محمد بن زياد.
وقال أحمد بن حنبل: ليس أحد أروى عن محمد بن زياد من حماد.
وقال مسلم بن إبراهيم: عن حماد بن زيد قال: ما أتينا أيوب حتى فرغ حماد بن سلمة.
وقال الأصمعي: ثنا حماد قال: ربما أتيت حميدا فقبل يدي.
وقال عباس عن يحيى: حماد أعلم الناس بحديث خاله.
وقال حماد: كنت إذا أتيت ثابتا وضع يده على رأسي ودعا لي.
وقال هدبة: رأيت حمادا وكان سنيا.
وقال أبو بكر بن أبي الأسود: أنبأ أبو سلمة قال: حديث وهيب عن حماد بحديث أبي العشراء فقال: لو كان حماد اتقى الله كان خيرا له. فلما مات حماد قال لي وهيب: كان حماد أعلمنا وكان سنيا.
وذكر أن محمد بن سليمان أرسل إليه ليسأله فامتنع، وقال: إنا أدركنا العلماء(4/148)
وهم لا يأتون أحدا، فإن وقعت مسألة فائتنا، وإن أتيت فلا تأتني إلا وحدك بغير خيل ولا رجال. فلما جاءه الأمير جلس بين يديه، وقال: ما لي إذا نظرت إليك امتلأت رعبا؟ فقال: ثنا ثابت عن أنس يرفعه: «أن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شي».
وسأله قبول هدية قال ورثتها من أبائي فأبى عليه الإباء وهو يومئذ جالس على حصير ليس في بيته غيره ومصحف وجراب فيه علمه ومطهرة يتوضأ فيها.
وقال أبو أحمد ابن عدي: وفي هذه الأحاديث التي ذكرتها لحماد منه ما يتفرد به إما متنا وإما إسنادا، ومنه ما يشاركه فيه الناس، وحماد من أجلة المسلمين، وهو مفتي البصرة ومحدثها ومقرئها وعابدها، وقد حدث عنه الأئمة ممن هو أكبر سنا منه: شعبة والثوري وابن جريح وابن إسحاق، ولحماد
هذه الأحاديث الحسان والأحاديث الصحاح التي يرويها عن مشايخه وله أصناف كثيرة كتاب كتاب ومشايخ كثيرة، وهو من أئمة المسلمين، وهو كما قال علي بن المديني: من تكلم في حماد بن سلمة فاتهموه في الدين.
وهكذا قول أحمد بن حنبل فيه.
1341 - (بخ م 4) حماد بن أبي سليمان الأشعري مولاهم أبو إسماعيل: الكوفي الفقيه.
قال أبو حاتم بن حبان، لما ذكره في «جملة الثقات»: يخطئ وكان مرجئا، وأكثر روايته عن إبراهيم النخعي والتابعين، وكان (لا) يقول بخلق القرآن، وينكر على من يقوله.
وقال ابن سعد: أجمعوا جميعهم أنه توفي سنة عشرين ومائة، وكان(4/149)
ضعيفا في الحديث واختلط في آخر أمره وكان مرجئا، وكان كثير الحديث، إذا قال برأيه أصاب، وإذا قال عن غير إبراهيم أخطأ. انتهى كلامه.
وفيه نظر من حيث إن البخاري وابن حبان ذكرا وفاته سنة تسع عشرة، اللهم إلا أن يريد من قبل هذين كأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي نعيم وعمرو بن علي والإمام أحمد والعجلي ويعقوب فإنهم ذكروا سنة عشرين فقط، فلا يتوجه الإيراد عليه، والله تعالى أعلم.
وأما الهيثم بن عدي فقال، في كتاب «الطبقات» تأليفه: توفي زمن يوسف بن عمر في سنة إحدى وعشرين ومائة. وهذا وارد عليه إجماعا.
وفي «تاريخ هراة» لأبي إسحاق: قال محمد بن يحيى النيسابوري: حماد بن أبي سليمان كثير الخطأ والوهم.
وقال الطبري في «طبقات الفقهاء»: كان ذا فقه وعلم.
وفي كتاب «الكنى» لأبي أحمد: كان الأعمش سيء الرأي فيه.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» ذكر أن أبا بكر بن عياش قال: رأيت حمادا، ولو رفع إلي لو جات قفاه كان مرجئا خبيثا.
وفي «كتاب أبي جعفر العقيلي»: قال إبراهيم النخعي: لم يكن حماد ثقة.(4/150)
قال أبو جعفر: كان رأسا في الإرجاء فذم لذلك، وكان الغالب عليه الرأي، وعنه أخذه أبو حنيفة.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة إلا أنه مرجئ، وهو أحمد الفقهاء معلم أبي حنيفة.
وفي «الجعديات»: قال الثوري: وكان حماد أحدث شيئا فتنحوا عنه.
وقال معمر: كنا إذا خرجنا من عند أبي إسحاق قال لنا: من أين جئتم؟ قلنا: من عند حماد. فيقول: ما قال لكم أخو المرجئة. وكنا إذا دخلنا على حماد يقول: من أين جئتم؟ قلنا: من عند أبي إسحاق فيقول: الزموا الشيخ، فإنه يوشك أن يطفأ قال: فمات حماد قبله.
وذكره أبو جعفر البغدادي في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وأما ما وقع في «كتاب» الحافظ الصريفيني: كان مسلم - يعني أباه - يلقب قيراطا فغير جيد؛ لأن المعروف بهذا نيسابوري يعرف بحماد بن أبي سليمان المرزبان.
قال الحاكم: واسم أبي سليمان يسار، ويسار يلقب قيراطا وهو فقيه لقي جماعة من التابعين، وله عقب بنيسابور.
وفي «كتاب ابن عدي»: قال شعبة: كنت مع زبيد فمررنا بحماد بن أبي سليمان فقال: تنح عن هذا فإنه قد أحدث.
وقال الثوري: كنا نأتيه خفية من أصحابنا.
وقال مغيرة: إنما تكلم حماد في الإرجاء لجاجة. فقال شعبة: كان صدوق اللسان.
وقال مالك بن أنس: كان الناس عندنا هم أهل العراق حتى وثب إنسان يقال له: حماد فاعترض هذا الدين، فقال فيه برأيه.(4/151)
وقال أبو نعيم الحافظ الأصبهاني من «تاريخ أصبهان» - الذي نقل الشيخ عنه لفظة وكأنها بوساطة
حماد بن أبي سليمان الفقيه -: وهو حماد بن مسلم بن يزيد (بن) عمرو، أسلم أبوه على يدي أبي موسى، وأبوه من العبيد العشرة الذين أهداهم معاوية إلى أبي موسى، وكان حماد من الأجواد الكرماء، وذكره أبو القاسم البلخي في كتابه «معرفة الرجال».
وفي «الجعديات»: عن الأعمش: لم يكن حماد يصدق - وفي لفظ يكذب - على إبراهيم، زعم أنه قال في القصار لا يضمن وأنا سألته فقال: يضمن.
ولما ذكره الشهرستاني في رجال المرجئة قال.(4/152)
باب الخاء
من اسمه خالد
1342 - (ع) خالد بن مهران الحذاء أبو المنازل البصري مولى قريش، وقيل مولى بني مجاشع.
النهدي شيئا، وقال العجلي: بصري ثقة.
وقال يحيى بن آدم فيما ذكره ابن ابن خيثمة: ثنا عبد الله بن نافع قال: قال شعبة: عليك بحجاج بن أرطأة وابن إسحاق، فإنهما حافظان وأكتم علي عند البصريين في خالد الحذاء وهشام.
قال يحيى: وقلت لحماد بن زيد: فخالد الحذاء؟ قال: قدم علينا قدمة من الشام، فكأنما أنكرنا حفظه.
وقال المرزباني في «معجم الشعراء»: كان يناقض مروان بن أبي الجنوب بن أبي حفصة فيما كان انجوابه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم انتهى.
لا أدري أهو صاحب الترجمة أو غيره فينظر.
وقال الحافظ أبو بكر البرديجي في كتاب «المراسيل» تأليفه: أحاديث خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس صحاح إذا كان الذي روى عنه عن خالد ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان فقيها محدثا وثقه ابن مسعود وغيره.
وفي «كتاب الكلاباذي»: مات أول سنة اثنتين وأربعين.(4/153)
وذكره ابن شاهين في الثقات.
وقال ابن خيثمة: قال سليمان بن طرخان:
وما على خالد لو صنع كما صنع طاوس. قيل: وما صنع طاوس؟ قال: كان يجلس فإن أتاه إنسان بشيء قبله وإلا سكت.
وقال شعبة: خالد يشك في حديث عكرمة عن ابن عباس.
وفي «كتاب العقيلي»: قال عباد بن عباد أراد شعبة أن يقع في خالد فأتيته أنا وحماد بن زيد فقلنا له: مالك اجتنب وتهددناه فأمسك.
وقيل لابن علية: وفي هذا - يعني حديثا - فقال: كان خالد يرويه. فلم يكن يلتفت إليه، وضعف ابن علية أمره.
وقال أبو حاتم - فيما ذكره الكناني -: يكتب حديثه ولا يحتج به.
ولهم شيخ آخر اسمه:
1343 - خالد بن مهران.
يروي عن هشام ابن عروة.
ويكنى أبا الهيثم، بلخي، ذكره الخليلي في «كتابه»، وقال: كان مرجئا ضعفوه جدا، ذكرناه للتمييز.
1344 - خالد بن ميسرة الطفاوي أبو حاتم العطار البصري.
كذا ذكره المزي وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: القطان، ويقال العطار، وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
1345 - (د س) خالد بن نزار بن المغيرة بن سليم الأيلي، أبو زيد الغساني مولاهم.
قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات» مشيا على عادته في التقليد،(4/154)
إذ لو رأى الأصل لرأى فيه: حرف وكان يخطئ.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
وقال ابن الجارود في كتاب «الآحاد»: وخالد بن نزار أثبت من حرمي بن عمارة.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: روى عنه ابن وضاح وهو ثقة.
1346 - (خ م د س ق) خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي أبو سليمان الحجازي سيف الله.
قال الزبير بن
أبي بكر: كان ميمون النقيبة، ولما هاجر هو و (عمر) وعثمان بن أبي طلحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رمتكم مكة بأفلاذ كبدها»، ولم يزل يوليه الخيل ويكون في مقدمته.
وقال محمد بن سعد: كان يشبه عمر في خلقه وصفته، فكلم علقمة بن علاقة عمر بن الخطاب في السحر، وهو يظنه خالدا لشبهه به.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: قال عمرو بن العاص: ما عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم بي وبخالد أحدا من أصحابه في حربه منذ أسلمنا، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله، ولما جرح يوم حنين نفث النبي صلى الله عليه وسلم على جراحه فبرئت، وأرسله إلى العزى فهدمها، وإلى أكيدر دومة، وإلى نجران، وقال فيه: نعم عبد الله خالدا وأخو العشيرة وسيف من سيوف الله. وفي لفظ: نعم الفتى.(4/155)
ولما قيل لعمر: لو عهدت. فقال: لو أدركت خالدا ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «لخالد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين».
وقال خالد: منعني من حفظ القرآن.
ولما نزل الحيرة قيل له: احذر السم لا يسقيكه الأعاجم. فقال: إيتوني به. فأخذه بيده وقال: باسم الله. وشربه فلم يضره شيئا.
وأتى برجل ومعه زق خمر فقال: اللهم اجعله عسلا. فصار عسلا.
وأتى بآخر ومعه زق فقال: ما هذا؟ قال: خل. قال: جعله الله خلا فصار خلا.
ولما طلق زوجته سئل عن ذلك. فقال: لم يصبها مذ كانت عندي مرض ولا بلاء فرابني ذلك منها.
وكان خالد من أمد الناس بصرا، ولما مات قالت أمه تبكيه:
أنت خير من ألف ألف من الناس ... إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاع فأنت أشجع من ليث ... عرين حميم أبي أشبال
أجود فأنت أجود من سيل ... دياس يسيل بين الجبال
ولما بلغ عمر موته قال: قد ثلم في الإسلام ثلمة لا ترقق، ولم يوجد له بعد إلا فرسه وغلامه وسلاحه، فقال عمر: رحمه الله أبا سليمان إن كنا لنظن به غير هذا.
وفي «الأوائل» للعسكري: كان أبوه أول من خلع نعليه لدخول الكعبة فخلع(4/156)
الناس نعالهم في الإسلام، وكانت قريش تقول في بعض ما تحلف بدلا من وثوبي الوليد الخلق منها والجديد قال: وكانوا عملوا له تاجا ليتوج به فجاء الإسلام فانتقض أمره، وكان من قبل يسمى ريحانة قريش.
ذكر الحافظ أبو بكر محمد بن الحسن النقاش في كتابه «فضل التراويح»: أن خالدا كان يسبح في كل يوم أربعين ألف تسبيحة سوى جزئه من القرآن العظيم.
وفي «معجم المرزباني»: لما رأى خالد بني حنيفة باليمامة سلوا سيوفهم قال:
لا ترعبونا بالسيوف المبرقة ... إن السهام بالردى مفوقة
والحرب ورها العقال مطلقة ... وخالد من دينه على ثقة
لا ذهب ينجيكم ولا رقة ... ولا لدنيا حاجز ولا مقة
وله في طيئ وكانت تقاتل معه في الردة: -
جزى الله عنا طيئا في ديارها ... بمعترك الأبطال خير جزاء
هم أهل رايات السماحة والندى ... إذا ما الصبا ألوت بك خباء
هم ضربوا قيسا علي الدين بعد ما ... أجابوا منادي ظله عماء
وفي «كتاب» أبي عمر بن عبد البر: يكنى أيضا أبا الوليد، وكان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت القبة، يعني التي تضرف ليجمع فيها ما تجهز به من يسافر، والأعنة،
يعني كان يكون على الخيل.
قال أبو عمر: ولا يصح له مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفتح، ولما مات لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبره يعني حلقت رأسها.
وأنشد الزبير في كتاب «النسب» لابن قيس صاحب الردة مدح خالدا:(4/157)
لن يهزم الله قوما أنت قائدهم ... يا ابن الوليد، ولن تشقى بك الدبر
كفاك كفا عذاب عند سطوتها ... على العدو وكف بره عقر
قال: وهو أخو عمارة وأبي قيس وفاطمة وعبد شمس وهشام والوليد أولاد الوليد بن المغيرة، من ولد خالد: عبد الرحمن والمهاجر وعبد الله وسليمان وعبد الله.
وذكر يحيى بن بكير أنه مات سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة، فيما ألفيته في «كتاب الصريفيني». وفي الصحابة ثم في الأنصار آخر يقال له:
1347 - خالد بن الوليد الأنصاري.
شهد مع علي صفين، وأبلى يومئذ فيها، ذكره أبو عمر وغيره.
وفي التابعين: -
1348 - خالد بن الوليد السكسكي الشامي.
أدرك الجاهلية، ذكره ابن حبان في «ثقات التابعين»، ووصفه برواية المراسيل. ذكرناهما للتمييز.
1349 - (ق) خالد بن وهبان، ويقال: وهبان.
كذا في «كتاب المزي»، وفي «مسند البزار»: أهبان.
وفي كتاب الآجري: ابن خالة أبي ذر أو قريب له.
ولما ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات» قال: روى عنه الناس.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه معدود في المجهولين. تخرصا من(4/158)
غير يقين؛ لأنه نظر «كتاب التهذيب» فلم يجد فيه شيئا من ذكر حاله سوى ما ذكره المزي من سند عال قال إليه ما له، فحكم عليه بالجهالة من غير اعتبار حاله،
والله أعلم.
1350 - (خ) خالد بن يزيد بن زياد الأسدي الكاهلي، أبو الهيثم الكوفي المقرئ الكحال.
قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات». مشيا منه على عادته في النقل من غير أصل، إذ لو كان نقله من أصل لرأى فيه: يخطئ ويخالف.
فإن كان رأى هذا وتركه فغير جائز؛ لأنه تدليس ومثله لا يجوز، وخير أمريه أن يكون نقله من غير أصل، حنانيك بعض الشر أهون من بعض.
وقال الحاكم: سألت الدارقطني فقلت: خالد بن يزيد الكاهلي؟ قال: هو الطبيب ليس به بأس. وخرج حديثه في «المستدرك».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان من جلة أصحاب حمزة الزيات، وذكر ابن قانع وفاته سنة أربع عشرة ومائتين.
ولما ذكره ابن عدي نسبه مكيا. ويشبه أن يكون اشتبه عليه بما ذكره في(4/159)
«الكامل»: أبو الهيثم بن يزيد العمري المكي المتوفى سنة تسع وعشرين ومائتين، وحكم على عامة أحاديثه بأنها مناكير، انتهى، وهذا غير الأول يقينا، والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب الزهرة»: روى عنه، يعني البخاري، خمسة أحاديث، وتوفي سنة اثنين وعشرين انتهى.
يشبه أن يكون وهما، على أنه بخط بعض العلماء، والله أعلم.
وفي «تاريخ الغرباء» لابن يونس: خالد بن يزيد المهلبي، يكنى أبا الهيثم بصري قدم مصر. انتهى، فلا أدري أهو هو أم لا؟ لأنه لم يعرفه بأكثر مما ذكرنا.
1351 - (س ق) خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري أبو هاشم الدمشقي قاضي البلقاء والد عراك المقرئ.
قال الحافظ أبو الحسين عبد الباقي بن قانع رحمه الله تعالى: توفي سنة سبع وستين ومائة.
ولما ذكره
ابن خلفون في «الثقات» قال: هو من بني مرة.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» حكى أن أحمد بن صالح ذكر عنه نبلا ورفعة.
1352 - (ق) خالد بن يزيد بن أبي مالك هانئ، أبو هاشم الهمداني الشامي، أخو عبد الرحمن.
قال الآجري: عن أبي داود: ضعيف. وقال في موضع آخر: كان بدمشق رجل يقال له خالد بن يزيد متروك الحديث.(4/160)
وذكره البرقي في «طبقة من نسب إلى الضعف لإنكار حديثه ممن احتملت روايته».
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
ثم ذكره في «المختلف فيهم» وأنه يجب التوثق في حديثه.
وقال أبو محمد بن الجارود: ليس بشيء ضعيف، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وذكره الساجي والعقيلي وأبو العرب والمنتجالي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو زرعة الرازي: لا بأس به.
وقال العجلي: ثقة.
وقال ابن حبان: وهو الذي روى عن أبيه عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ليلة أسري بي مكتوبا على باب الجنة الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر». وليس بصحيح.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي «تاريخ ابن عساكر»: قال أبو مسهر: قال خالد: كان شهر زوج(4/161)
عمتي. فبين شيئا عليه لا له، لأن شهرا رجل من الموالي، وخالد يدعي أنه من العرب.
وقال عبد الوهاب بن إبراهيم لخالد: أقم نسبك، فلم يصنع شيئا.
وقال يعقوب: ثنا عنه سليمان وهو ضعيف، ويزيد بن أبي مالك وابنه خالد بن يزيد في حديثهما لين. انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن شهرا إذا كان من الموالي ويروح عنه أنس يلزم خالدا في هذا
من النقص.
1353 - (د) خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي أبو هاشم الشامي.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وذكر المزي روايته عن دحية المشعرة عنده بالاتصال، وقد أنكر اتصالها.
وفي «كتاب المرزباني»: وهو القائل في زوجته رملة ابنة الزبير بن العوام وأمها كلبية:
أحب بني العوام طرا لحبها ... ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا
وما ذكرت عندي لها من سمية ... فتملك عين من مساربها غربا
تجول خلاخيل النساء ولا أرى ... لرملة خلخالا يجول ولا قلبا
فإن تسلمي تسلم وإن تنتصري ... يخط رجال بين أعينهم صلبا
وذكر المبرد وغيره أن هذا البيت الأخير أنكر قوله خالد وزعم أن عبد الملك(4/162)
نحله إياه لينفر الناس عن محبته.
وذكر العسكري أنه كان مولعا بالكيمياء، وهو الذي شهرها في بلاد العرب.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: قال خالد: كنت معنيا بالكتب وما أنا من العلماء ولا من الجهال، كان إذا لم يجد أحدا يحدثه حدث جواريه ثم يقول: إني لأعلم أنكن لستن له بأهل. يريد بذلك الحفظ.
وجاءه رجل فقال: قد قلت فيك بيتين ولست أنشدهما إلا بحكمي قال: نعم فأنشد:
سألت الندى والجود حران ... أنتما جميعا؟ فقالا: إننا لعبيد
فقلت ومن مولاكما؟ فتطاولا ... علي وقالا: خالد بن يزيد
فقال له: سل؟ قال: مائة ألف درهم. فأعطاه إياها.
وفي «الكامل»: وقع الحجاج يوما في خالد. فقال له عمرو بن عتبة: لا تقل ذا أيها الأمير، فإن لخالد قديما سبق إليه، وحديثا لم يقلب عليه، ولو طلب الأمير - يعني الخلافة - لطلبة بحمد وجد، ولكنه علم علما فسلم الأمر إلى أهله.
قال أبو العباس: وكان قد تزوج نساءهن شرف من هن منه، ففي ذلك يقول بعض الشعراء يحض عليه عبد الملك:
إذا ما نظرنا في مناكح خالد ... عرفنا الذي ينوي وأين يريد
وقال أحمد بن عبد ربه: كان خالد بن يزيد عالما كثير الدراسة للكتب. وربما قال الشعر.(4/163)
وقال عمر بن عبد العزيز: ما ولدت أمية مثل خالد بن يزيد، ولم يستثن أحدا.
وذكره أبو موسى المديني في «جملة الصحابة». ومرضه، وكذلك ابن الأثير، وهو الصواب والله أعلم.
وفي كتاب «حانوت عطار» لأبي عامر بن شهيد: كان خالد مبرزا في فضله، جامعا بحراشي ثوبه على كل مكرمة، وله شعر حسن.
1354 - (ع) خالد بن يزيد أبو عبد الرحيم الجمحي المصري مولى ابن أبي الصبيغ.
ذكره ابن حبان في «الثقات» ونسبه إسكندرانيا، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وأبو عوانة والطوسي وأبو محمد الدارمي وابن خزيمة، وقال «في كتاب البسملة»: ورورى له حديثا بإسناد ثابت لا ارتياب في صحته.
وقال أبو عمر: هذا حديث محفوظ من حديث الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال وهما جميعا ثقتان من ثقات المصريين، وأما الليث فإمام.
وقال الدارقطني: رواته ثقات.
وقال البيهقي: رواته ثقات مجمع على عدالتهم يحتج بهم.
وقال الخطيب: هذا إسناد ثابت صحيح، لا يتوجه عليه تعليل لاتصال إسناده وثقة رجاله.(4/164)
وقال العجلي: ثقة. وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان: مصري ثقة. وأعاد ذكره أيضا في «الثقات».
1355 - (د ت) خالد بن يزيد العتكي، ويقال: الهدادي، أبو يزيد، يقال: أبو
حمزة، ويقال: أبو سلمة، بصري صاحب اللؤلؤ.
قال المزي: فرق ابن حبان بين الهدادي فقال: خالد بن يزيد بن جابر البصري مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة ربما أخطأ، وبين صاحب اللؤلؤ العتكي وهما واحد انتهى.
هذه التفرقة لم أرها، والذي فيه: خالد بن يزيد الهدادي عن ابن أبي مليكة وثابت والحسن، روى عنه زياد بن يحيى الحساني وأهل البصرة، وهو أخو الوليد بن يزيد كنية خالد أبو حمزة مات سنة ثنتين وثمانين ومائة ربما أخطأ. وأما صاحب اللؤلؤ فلم أره ذكر جملة، فينظر.(4/165)
ومن الدليل على أن المزي لم ير التفرقة أنه ذكر الهدادي ولم يذكر كيف ذكر العتكي؟، فكأنه قاله من حفظه ولم يراجع الأصل، والله أعلم.
وفي «كتاب ابن قانع»: خالد الهدادي توفي سنة ثلاث وثمانين.
وممن فرق بينهما ابن خلفون في «الثقات».
وقال أبو أحمد الحاكم: حدثنا أبو العباس، ثنا حاتم بن الليث الجوهري، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا خالد بن يزيد الهدادي، وكان أوثق من أخيه الوليد.
وقال النسائي: ليس به بأس.
1356 - (ق) خالد بن يزيد ويقال ابن زيد عن عقبة بن عامر الجهني.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وصحح إسناده من رواية أبي سلام الحبشي عنه.
وزعم أبو إسحاق الصريفيني أن حديثه عند أبي داود والنسائي وابن ماجه.
1357 - (د) خالد بن يزيد المذرقي القرني القطربلي.
كذا ذكره المزي. أبو حاتم الرازي يفرق بين المذرقي والقرني فيما حكاه عنه ابنه، فينظر.
1358 - (بخ م د س) خالد بن يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد، وهو المشهور بابن سملك ابن رستم.
وقال الدارقطني: سملك
بفتح السين واللام أبو عبد الرحيم الأموي الحراني.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان وأبو عوانة والدارمي.
وقال أبو القاسم البغوي: ثقة. فيما ذكره الصريفيني.(4/166)
وقال محمد بن سلمة: يقول ابن أبي يزيد، (عيسى) بن يونس فيقول: ابن يزيد.
وذكره أبو عروبة في كتاب «الطبقات» فقال: ابن أبي يزيد، وهو رواية لزيد بن أبي أنيسة أكثر أحاديثه عنه، وقد روى عن غيره.
وفي «كتاب اللالكائي»: ابن يزيد بن طحلا بن رستم، كنيته أبو عبد الرحيم، ويقال: أبو يزيد، أخرجا له جميعا، وكذا قاله أبو عبد الله الحاكم وأبو الوليد الباجي في كتاب «الجرح والتعديل»، فينظر.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن أبي عبد الرحيم فقال: اسمه خالد بن أبي يزيد.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قيل إنه حجري وهو ثقة: قاله أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: ثنا هارون بن معروف، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، وكان رجلا صالحا. قال: وأبو عبد الرحيم هو خالد بن أبي يزيد، ثنا بذاك: ابن أبي كريمة عن محمد بن سلمة.
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين: قلت: وممن يسمى خالد بن يزيد جماعة من الرواة في «كتاب» ابن أبي حاتم وفي «الضعفاء» لابن الجوزي انتهى.
ذلك مبلغهم من العلم، أين هو عن «تاريخ» أبي القاسم بن عساكر، و «تاريخ» يعقوب بن سفيان الفسوي الكبير، و «تاريخ نيسابور»، و «تاريخ المنتجيلي»، و «ثقات» ابن خلفون، وابن حبان، و «تاريخ» البخاري، وتواريخ المغاربة، و «تاريخ» البلاذري، والدولابي، وابن شيران، ونفطويه، والصولي
، والمرزباني، وتواريخ ابن أبي خيثمة، وغيرها من التواريخ الكبار(4/167)
والمصنفات الصغار، فإن فيها جماعة لا يحصون كثرة تركنا ذكرهم لكثرتهم.
أغفلت عن ذكر التواريخ ... سارت مسير الشمس بل هي أظهر
وعدلت عنها عاجزا فذكرت ما ... بيد الصغار وأنت فيها تعذر
1359 - خالد السلمي والد محمد بن خالد.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه».(4/168)
من اسمه خباب وخبيب وخثيم
1360 - (ع) خباب بن الأرت بن جندلة التميمي أبو عبد الله.
قيل: إنه مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية، وقيل: مولى ثابت بن أم أنمار.
وفي «كتاب ابن سعد الكبير»: أصابه سبيا فبيع بمكة فاشترته أم أنمار وهي أم سباع، ويقال: بل أم خباب، وأم سباع ابنة عبد العزي واحدة، وكانت ختانة بمكة، وهي التي عنى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين قال لسباع وأمه أم أنمار: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور، فانضم خباب إلى آل سباع، وادعى حلف بني زهرة بهذا السبب، وكان إسلامه قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها، وكان من المستضعفين الذين يعذبون بمكة، وجاء يوما إلى عمر بن الخطاب فقال له: ادن، فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار بن ياسر. وفي لفظ: إلا بلال. فقال: يا أمير المؤمنين بلال كان له من يمنعه ولم يكن لي أحد يمنعني، ولقد رأيتني يوما أخذوني فأوقدوا لي نارا ثم سلقوني فيها، ثم وضع رجل رجله على صدري فما اتقيت الأرض إلا بظهري، ثم كشف عن ظهره فإذا هو قد برص.
وكان صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين جبر بن عتيك.
وعند التاريخي ثنا أبو جعفر، ثنا داود
بن رشيد: سمعت الهيثم بن عدي قال: خباب بن الأرت من أهل استينيا قرية عند قنطرة الكوفة. قال الهيثم: وخباب سابق النبط، وهو أول من دفن بظهر الكوفة فدفن الناس موتاهم بها، وإنما كانوا يدفنونهم في جبانتهم.
وفي كتاب «الاستيعاب»: لم يصبه سبي، ولكنه انتمى إلى حلفاء أمه من(4/169)
بني زهرة، وكان فاضلا يكنى أبا يحيى، وقيل: أبو محمد، وهو أول من مات بالكوفة بعد صفين، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين تميم مولى خراش بن الصمة، مات سنة سبع وقيل تسع وثلاثين بعد أن شهد صفين والنهروان، وقيل: مات سنة تسع عشرة وصلى عليه عمر بن الخطاب.
وقال أبو نعيم الحافظ: مولى عتبة بن عزوان.
وقال أبو صالح: كان خباب قينا يطبع السيوف، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يألفه ويأتيه، فأخبرت مولاته بذلك فكانت تأخذ الحديدة المحماة فتصفها على رأسه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم انصر خبابا. فشكت مولاته من رأسها، فكانت تعوي مثل الكلاب.
فقيل لها: اكتوي. فكان خباب يأخذ الحديدة المحماة فيكوي بها رأسها.
ولما رجع علي من صفين رأى قبره بظهر الكوفة، وكان أول من دفن بها، وإنما كانوا يدفنون موتاهم في أفنيتهم، وعلى أبواب دورهم، قال: رحم الله خبابا أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي في جسمه ولم يضيع الله أجر من أحسن عملا.
وقال ابن الأثير: الصحيح أنه لم يشهد صفين، منعه من شهودها طول مرضه، وأما خباب المتوفى سنة تسع عشرة فهو مولى عتبة بن غزوان آخر.
وذكر بعض العلماء أن خباب بن الأرت لم يكن
قينا، وإنما القين خباب مولى عتبة والله أعلم.
وقال ابن حبان: مات منصرف علي من صفين سنة سبع، وهو أول من قبره علي بالكوفة بعد منصرفه من صفين وهو ابن خمسين سنة، وصلى عليه علي بن أبي طالب، وقيل: مات سنة تسع عشرة والأول أصح.
وفي سنة تسع عشرة ذكر وفاته ابن أبي عاصم.(4/170)
وفي «كتاب الباوردي»: أسلم سادس ستة، فهو سدس الإسلام.
وفي «الطبقات» لابن المنذر: الأثبت أنه مولى أم أنمار.
وقال الحاكم أبو أحمد: أصح هذه الأقاويل أنه مولى عتبة بن غزوان.
روى عنه سلمة بن معاوية ويقال معاوية بن سلمة أبو ليلى الكندي الكوفي، في «كتاب ابن ماجه» حديث: جاء خباب إلى عمر فقال: ادنه، ومسلم بن السائب عن خباب كذا في «كتاب النسائي». قال ابن عساكر: والصواب مسلم بن السائب بن خباب.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة بن خياط: يكنى أبا عبد الرحمن.
في كتاب «العرجان» لعمرو بن بحر: يسقى بطنه بالنوى سبع ليال في بطنه.
وسيأتي في ترجمة علي بن أبي طالب أن خبابا أول الناس إسلاما.
1361 - (م د) خباب المدني، صاحب المقصورة، جد مسلم بن السائب بن خباب.
ذكره أبو عمر ابن عبد البر في «جملة الصحابة» وقال: أدرك الجاهلية واختلف (في صحبته).
وذكره فيهم – أيضا - أبو نعيم الأصبهاني، وابن منده فيما ذكره ابن الأثير،(4/171)
والصغاني في «المختلف في صحبتهم»، وقال ابن ماكولا: كان جاهليا.
1362 - (د) خبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب أبو سليمان الكوفي.
قال أبو محمد بن حزم في «المحلى»، وأبو الحسن بن القطان: مجهول.
وقال
أبو محمد الإشبيلي في «الأحكام»: ليس بقوي.
وفي «كتاب ابن ماكولا»: روى عنه سليمان بن موسى.
وقال الحاكم: ثنا أحمد بن زياد، ثنا عبد الله بن أيوب، ثنا مروان بن جعفر، عن محمد بن إبراهيم بن حبيب جعفر بن سعد، عن خبيب بن سليمان، عن أبيه، عن سمرة. ثم قال: هذه وصية سمرة إلى بنيه. فذكرها، قال: وهي وصية حسنة جامعة، رواه بعضهم عن بعض.
1363 - (س) خبيب بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي أخو عباد.
ذكره أبو عبد الله بن خلفون في «جملة الثقات».
وقال الزبير بن بكار: وهو أخو عامر بن موسى وأبي بكر وبكر وهاشم وقيس وعروة والزبير وحمزة وعبد الله بني عبد الله بن الزبير.(4/172)
قال: وكان خبيب أسن بني عبد الله وبعده حمزة. كذا في نسختي التي هي أصل الجواني وغيره، والذي نقل عنه المزي: كان أسن بني عبد الله. وفي موضع آخر: أسن بني عبد الله بعد حمزة. لم أره، وبين اللفظين فرقان يفهم منهما التناقض ولهذا ساقه المزي، وما ذكرناه ليس متناقضا.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1364 - خبيب بن عبد الله الأنصاري مدني.
روى عن معاوية بن أبي سفيان، ذكره ابن ماكولا.
1365 - وخبيب بن عبد الله الجهني عن عائشة.
ذكره البخاري، ذكرناهما للتمييز.
1366 - (ع) خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف الأنصاري أبو الحارث المدني، خال عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم.
قال البخاري في «الكبير»: قال ابن إسحاق هو من أهل السنح، والسنح بالمدينة.
وقال محمد بن سعد: خبيب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
خبيب ابن(4/173)
يساف، ويقال: أساف، وجده خبيب هو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: «ارجع فإنا لا نستعين بمشرك» وكانت تذكر عنه جرأة ونجدة فأسلم في الطريق، وكان ثقة قليل الحديث.
وقال ابن القطان: ثقة.
ولما ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات» قال: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وأبو عوانة والطوسي وابن الجارود والدارقطني والدارمي.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» كناه أبا محمد، قال: وقيل أبو الحارث، قال: وهو ثقة قاله ابن مسعود، وأبو عمر ابن عبد البر وغيرهما.
وذكره - أيضا - ابن شاهين في «الثقات». وذكر شيخنا أبو محمد الدمياطي له ولدين: عبد العزيز وبكارا.
ولهم شيخ آخر يقال له: -
1367 - خبيب بن عبد الرحمن بن الأسود بن حارثة.
قال الحاكم: لما خرج حديثه في «المستدرك» من رواية المستلم بن سعيد: جده الأسود له صحبة معروفة، ذكرناه للتمييز.
1368 - (خ م) خثيم بن عراك بن مالك الغفاري المدني والد إبراهيم.
قال الحصيري في كتاب «زهر الآداب»: كان خثيم بن عراك صاحب(4/174)
شرطة المدينة لرياح بن عبد الله الحارثي في ولاية أبي العباس، وهو الذي جلد إبراهيم بن هرمة على الشراب.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال أبو محمد ابن حزم: لا تجوز الرواية عنه.
وقال أبو جعفر العقيلي: ولعراك بن مالك من الولد خثيم وعبد الله وليس بهما بأس.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أبو الفتح الأزدي: هو منكر الحديث.(4/175)
من اسمه خداش
1369 - (ق) خداش بن سلامة السلامي
الكوفي.
قال ابن عبد البر: قد وهم فيه بعض من جمع في «الأسماء والكنى» فقال: ومن ولده خبيب والد أبي عبد الرحمن السلمي، فلم يصنع شيئا.
ولما ذكر الطبراني حديثه: «أوصى أمرءا بأمه» في «معجمه الأوسط» قال: لا يروى هذا الحديث عن خداش إلا بهذا الإسناد، تفرد به منصور بن المعتمر.
وذكره الحاكم في كتاب «المستدرك»، وصحح سنده.
وقال البخاري في «التاريخ الكبير»: خداش بن أبي سلامة، لم يتبين سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
وأبى ذلك ابن حبان، فقال: له صحبة. ولم يتردد لكنه سماه خراشا. يعني بالراء، كذا ألفيته في نسختين أحدهما بخط أحمد بن يونس الأربلي.
ولما ذكره ابن قانع سماه خداشا. أعني بالدال، ثم قال: ورواه زائدة وجرير عن منصور فقالا: خراش يعني بالراء.
وقال أبو منصور الباوردي: يقال: له صحبة.(4/176)
وقال أبو أحمد العسكري: وبعضهم يقول الأسلمي، ثنا القاسم، ثنا يوسف، ثنا أبو أسامة، عن زايدة، عن منصور، عن عبد الله بن علي بن خداش بن أبي سلام. قال: كذا في كتابي ابن خداش، وقال عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن أبيه: نزل بنا أبو سلامة السلمي فأضفناه شهرين.
وذكره جماعة كثيرة في «الصحابة» في باب: خداش. أعني بالدال، وكذا نص عليه ابن نفطويه وغيره.
وقال أبو الفتح الأزدي في «كتاب الصحابة»: لا يحفظ روى عنه إلا عبيد الله بن علي بن عرفطة.
وقال أبو نعيم: خداش بن سلامة السلمي، وقيل: ابن أبي سلامة.
1370 - (ت) خداش بن عياش العبدي البصري.
ذكر ابن حبان في «الثقات» بعد
ذكره الأول: خداش شيخ يروي عن قيس بن السيار عن أبي هريرة، روى عنه المنذر بن عوف، أحسبه الأول. انتهى. فلئن كان إياه فقد أغفل المزي ذكر شيخه وتلميذه.
وفي قول المزي: ولعل خديجا يعني أبا رافع، مات في الجاهلية. نظر في موضعين:(4/177)
الأول: قول لعل ليست من شأن موضوع هذا الكتاب.
الثاني: لو أمعن النظر لوجده مذكورا في كتاب «الصحابة» للبغوي وغيره، ومن كان بهذه المثابة لا يجوز أن يقال فيه مات في الجاهلية.(4/178)
من اسمه خرشة وخريم
1371 - (ع) خرشة بن الحر المحاربي.
فيما ذكره أبو نعيم الحافظ، الأزدي. فيما ذكره أبو عمر بن عبد البر قال: وليس له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث واحد وهو «الإمساك عن الفتنة».
وذكر ابن الأثير عن ابن منده «حديث الفتنة» في خرشة المرادي. وقال أبو موسى جمع أبو عبد الله بينهما والظاهر أنهما اثنان.
وذكره في الصحابة أيضا أبو منصور الباوردي.
وصاحب «تاريخ القدس» صرح في حديثه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي «كتاب الصريفيني»: الجعفي.
وخرج ابن حبان وأبو عوانة والطوسي والدارمي وابن خزيمة والحاكم والدارقطني حديثه في «صحاحهم».
وقال العجلي: تابعي ثقة من كبار التابعين.
ونسبه ابن حبان كوفيا.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».(4/179)
وفي «تاريخ الحربي»: كوفي روى عنه المنذر بن هودة.
1372 - خريم بن فاتك أبو يحيى الأسدي، والد أيمن، وأخو سبرة.
قال أبو أحمد العسكري في كتاب «الصحابة»: يكنى أبا عبيد، وقال ابن سعد وبعده أبو عمر: يكنى أبا أيمن.
وفي قول المزي: ذكره البخاري. غير واحد فيمن شهد بدرا. نظر، لأنا لا نعلم من قال بقول البخاري، وابن إسحاق وابن عقبة وأبي معشر وسليمان بن طرخان التيمي ومحمد بن سعد وابن المنذر وخليفة والهيثم وأحمد بن حنبل ومحمد بن شهاب الزهري، فإنهم لم يذكروه في البدريين المذكورين في سيرهم، والذين قالوه كالترمذي، وابن أبي حاتم، وأبي نعيم، وابن منده، وأبي عمر ابن عبد البر وغيرهم من المتأخرين فلعلهم شربوا من ماء واحد تبعوا البخاري، وأيضا فالمزي إنما يعتمد على ما ينقله ابن عساكر، وابن عساكر لم يذكر قديما إنما ذكر كلام المتأخرين، والله تعالى أعلم.
وقال أبو حاتم: نزل الشام، وقال ابن حبان: الكوفة، وقال ابن منده:(4/180)
الرقة ومات بها في عهد معاوية بن أبي سفيان. وحديثه ألزم الدارقطني الشيخين إخراجه لصحة الطريق إليه.
والحديث الذي ذكره المزي عن ابن أيمن بن خريم قال: إن أبي وعمي شهدا بدرا. ذكره ابن عساكر من غير طريق: شهدا الحديبية. قال ابن عساكر: وهو الصواب، والله أعلم.
وفي «الدلائل» لأبي نعيم قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب: ألا أخبرك ببدو إسلامي، بيننا أنا في طلب نعم لنا إذ جنني الليل بأبرق العزاق فناديت بأعلى صوتي أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فإذا هاتف يهتف بي:
عذ يا فتى بالله ذي الجلال ... والمجد والنعماء والأفضال
واقرأ آيات من الأنفال ... ووحد الله ولا تبال
قال: فرعت من ذلك روعا شديدا، فلما رجعت إلي نفسي قلت:
يا أيها الهاتف ما تقول ... أرشد عندك أم تضليل؟
بين لنا هديت ما السبيل قال فقال:
هذا رسول الله ذو الخيرات ... يدعو إلى الخيرات والنجاة
يأمر بالصوم والصلاة ... ويزع الناس عن الهنات
قال فأقعدت راحلتي وقلت:
أرشدني رشدا بها هدينا ... لا جعت يا هذا ولا عريتا
ولا صحبت صاحبا مقيتا ... لا تثوين الخير إن رؤيتا(4/181)
قال فأتبعني وهو يقول:
صاحبك الله ربنا نفسكا ... وبلغ الأهل وادي رحا
آمن به أفلح ربي حيكا ... وانصر نبيا عز ربي نصركا
زاد النيسابوري: وفي سوق المصطفى قدمت المدينة وجدت النبي صلى الله عليه وسلم (. .) يوم الجمعة (. .) قد رح إلى (. . .) أخبرهم بإسلامي.(4/182)
من اسمه خزرج وخزيمة
1373 - خزرج بن عثمان، أبو الخطاب السعدي البصري، بياع السابري.
قال العجلي: خزرج الحمراوي بصري تابعي ثقة، ولعل قائلا يقول: هذا غير المترجم باسمه، وليس كذلك؛ لأنه اسم فرد لم يسم به في هذه الطبقة غيره فيما ذكره البرديجي، وغيره.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» وقال: قال أبو الفتح الأزدي فيه نظر.
وقال البرقاني: قلت له - يعني الدارقطني -: أحمد بن يونس، عن الخزرج بن عثمان، عن أبي أيوب، عن أبي هريرة؟ فقال: الخزرج بصري يترك، وأبو أيوب عن أبي هريرة جماعة، ولكن هذا مجهول.
وفي «تاريخ البخاري»: خزرج بن عثمان أبو الخطاب السعدي، وقال وهب بن جرير: خلف بن عثمان السعدي البصري.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وسماه أبو الفرج بن الجوزي: خزرج بن الخطاب، وقال: يروي عن حميد الطويل. قال أبو الفتح الموصلي: ضعيف. قال: ووهم في ذلك، إنما هو خزرج أبو الخطاب، كذا سماه مسلم بن الحجاج وغيره.(4/183)
وقد استوفينا ذكر ذلك
بشواهده في كتابنا المعروف «بالاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء».
1374 - (م4) خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة الأنصاري أبو عمارة المدني ذو الشهادتين.
أنشد له المرزباني:
إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا ... أبو حسن مما نخاف من الفتن
وجدناه أولى الناس بالناس إنه ... أطب قريش بالكتاب وبالسنن
وفيه الذي فيهم من الخير كله ... وما فيهم بعض الذي فيه من حسن
وقال أبو أحمد العسكري: شهد أحدا ذكره ابن القداح، قال: وأهل المغازي لا يثبتون أنه شهد أحدا، وشهد المشاهد بعدها.
وذكره إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب «الطبقات» في «الطبقة الثانية» ممن شهد الخندق، وما بعد ذلك من المشاهد، قال: وهو أخو عبد الله ووحوح وأبو عبد الله وعبد الرحمن وعمارة.
وفي «كتاب ابن عساكر»: قال محمد بن عبد الله: قيل للحكم: أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل؟ قال: ليس به، ولكنه غيره من الأنصار مات ذو الشهادتين في زمان عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
وفي كتاب «الصحابة» للبرقي: «من روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار ممن لم يشهد بدرا» فذكر جماعة ثم قال: وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين. انتهى.
لم أر أحدا ممن تعرض للمغازي والتواريخ من الأئمة القدماء ذكره في البدريين، اللهم إلا الترمذي، ولعل ابن عبد البر من عنده أخذه، وتبعهما على ذلك اللالكائي، وبعده صاحب «الكمال»، وبعده المزي، والله تعالى أعلم.(4/184)
وفي الصحابة آخر يقال له: -
1375 - خزيمة بن ثابت.
قال أبو موسى المديني في كتاب «الصحابة» - لما ذكره -: وليس بالأنصاري، وقيل: خزيمة بن حكيم.
وفي «الأوسط» للطبراني: خزيمة بن ثابت، وليس بالأنصاري
، كان في عير لخديجة، وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان معه في تلك العير، وقال: يا محمد إني أرى فيك خصالا، وأشهد أنك النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخرج من تهامة، ولما قدم في الفتح قال له النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا بالمهاجر الأول. الحديث.
لم يرو عن ابن جريح إلا أبو عمران الحراني، تفرد به محمد بن عبد الرحمن السلمي.
ذكرناهما للتمييز، أعني هذا، والمذكور عند ابن عساكر.
1376 - خزيمة بن جزء السلمي أخو حبان وخالد.
قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل في «تاريخه الكبير»: قال لي محمد بن سلام: أخبرني يحيى بن واضح، عن ابن إسحاق عن عبد الكريم(4/185)
عن حبان، عن أخيه خزيمة بن جزء قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: جئت أسألك عن أجناس الأرض. قال: سل عما شئت، ولم يتابع عليه.
وقال أبو عمر لما ذكره: فيه نظر.
وفي «كتاب أبي نعيم»: سكن البصرة.
ولما ذكر البغوي حديثه في «الحشرات» قال: لا أعلم له غيره.
وقال أبو منصور الباوردي: لم يثبت حديثه؛ لأنه من حديث عبد الكريم أبي أمية.
وقال ابن قانع: وقيل فيه: السدوسي أيضا، وابن جزء، وابن جزي.
وفي كتاب «الصحابة» للأزدي: لا يحفظ روى عنه إلا حبان بن جزي، ولا يحفظ له غير هذا - يعني حديث الحشرات - قال: وفي إسناده نظر.
وكناه ابن الجوزي في كتاب «الصحابة»: أبا عبد الله، وذكره أبو عمر أيضا.(4/186)
1377 - خزيمة بن جزي بن شهاب العبدي، من عبد القيس البصري.
قال: روى عنه حديث
واحد في «الضب»، مختلف في إسناده ومتنه.
قال ابن الأثير: وقد ذكر ابن منده وأبو نعيم حديث الضب في خزيمة بن جزي السلمي، وذكرا الاختلاف، وما أقرب قولهما من الصواب.
1378 - (د ت) خزيمة عن عائشة بنت سعد.
ذكره ابن حبان في «الثقات».(4/187)
من اسمه خشخاش وخشف وخشيش
1379 - الخشخاش التميمي العنبري جد حصين بن أبي الحر.
قال ابن أبي خيثمة وأبو حاتم الرازي: هو ابن الحارث، وقال ابن عبد البر: ويقال: ابن مالك بن الحارث، وقيل: هو ابن جناب قاله ابن معين، وقيل: ابن حباب. بالحاء، له ولبنيه: مالك وقيس وعبيد صحبه.
وفي «كتاب أبي نعيم»: كان من المؤلفين كان أحدهم إذا بلغت أبله ألفا فقأ عينها.
وفي «كتاب العسكري»: قال أبو اليقظان جيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما تجني يمينك على شمالك». فأسلم.
وقال الكلبي: هو الخشخاش بن جندب بن الحارث.
وفي «كتاب ابن حبان»: خشخاش بن جناب، وقيل: خشخاش بن خلف.
قال الأزدي: تفرد عنه بالرواية حصين.
1380 - (4) خشف بن مالك الطائي الكوفي.
قال أبو الحسن الدارقطني في كتاب «السنن»: خشف رجل مجهول لم(4/188)
يرو عنه إلا زيد بن جبير بن حرمل الجشيمي، وأهل العلم بالحديث لا يحتجون بخبر ينفرد بروايته رجل غير معروف لم يرو عنه إلا رجل واحد.
انتهى كلامه، وفيه نظر؛ لما ذكره البزار في «مسنده»: ثنا كريب، وعبدة، ثنا معاوية بن هشام، ثنا سفيان، عن زيد بن جبير، عن أبيه، عن خشف، عن عبد الله قال: شكونا شدة الرمضاء. الحديث.
وقال: هذا الحديث لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا معاوية عن سفيان.
ومحمد ذكر حديث الحجاج بن أرطأة المخرج في «السنن الأربعة» عن زيد بن جبير عن خشف بغير وساطة أبيه عن عبد الله في دية الخطأ وقال: لا نعلمه يروي عن عبد الله مرفوعا إلا بهذا السند، وفي «علل الترمذي»: قال محمد: الصحيح عن ابن مسعود موقوف. وقال ابن سعد في كتاب «الطبقات»: كان قليل الحديث.
وقال أبو الفتح الأزدي: ليس بذاك.
وقال أبو عمر في «التمهيد»: خشف رجل مجهول، لم يرو عنه إلا زيد، وزيد أحد ثقات الكوفيين.(4/189)
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
وقال البيهقي: مجهول.
وقال الخطابي: مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث، يعني حديث الديات، وعدل الشافعي عن القول به، لما ذكرناه من العلة في رواية.
1381 - (د س) خشيش بن أصرم بن الأسود أبو عاصم النسائي الحافظ صاحب كتاب «الاستقامة».
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»، وأبو علي الجياني: كان ثقة وتوفي سنة إحدى وخمسين ومائتين. زاد قاسم: وتجول في البلدان، أنبأ عنه غير واحد.
وقال الحافظ أبو سعيد بن يونس: كان ثقة توفي بقرية من قرى مصر يقال لها: سنهور، وقيل: شباس.
وفي كتاب «الاستقامة»: هو من أهل نسا.(4/190)
من اسمه خصيب وخصيف
وخضر وخطاب
1382 - (مد) خصيب بن بدر، وقيل: ابن زيد.
كذا ذكره أبو عبد الله بن خلفون في «جملة الثقات».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: شيخ لا بأس به بصري ليس له كبير مسند.
وقال البخاري:
سمع الحسن، مرسل.
1383 - (سي) الخصيب بن ناصح البصري، يكنى أبا عباد، مولى لآل الربيع ابن زياد الحارثي.
قدم مصر وحدث بها وبها مات سنة ثمان ومائتين، وقيل: سنة سبع، وقيل: إنه من أهل بلخ قدم إلى البصرة وقدم من البصرة إلى مصر قاله ابن يونس.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» وقال: قال محمد بن وضاح سألت أحمد بن سعد بن الحكم عن الخصيب بن ناصح روى عنه علي بن معبد؟
قال: الخصيب ثقة.
1384 - (4) خصيف بن عبد الرحمن أبو عون الجذري الخضرمي مولى عثمان بن عفان، وقيل: مولى معاوية توأم خصاف.
وقال علي بن المديني: كان يحيى بن سعيد يضعفه.(4/191)
وقال البرقاني: يعتبر به يهم.
وقال أبو الحسن ابن القطان: سيء الحفظ في الجملة.
وقال الساجي: صدوق.
وقال العقيلي: كان مرجئا.
وقال الآجري عن أبي دواد: قال أحمد: مضطرب الحديث.
وقال البيهقي: غير محتج به.
وذكره ابن شاهين والحاكم في «الثقات»، وخرج حديثه في «المستدرك»، وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وذكره البرقي في «طبقة المنسوبين إلى الضعف».
وفي «كتاب ابن عساكر»، و «تاريخ البخاري الأوسط».
ويقال: ابن يزيد، وخرج قبل خصاف.
وقال خليفة بن خياط: مات سنة تسع وثلاثين ومائة، وخصيف ومخصف وعبد الكريم، وكان خصاف أفضلهم وأعبدهم.
وذكره البرديجي في «الأسماء المفردة».
وهو منسوب إلى قرية من قرى اليمامة يقال لها: خضرمة.(4/192)
وقال ابن أبي نجيح: كان امرأ صالحا من صالحي الناس فيما
نعلم.
وقال ابن عمار: ما علمت أحدا تركه.
وقال ابن خراش: لا بأس به.
وقال يحيى بن سعيد: كنا تلك الأيام نجتنب حديث خصيف، وما كتبت عن سفيان عن خصيف بالكوفة شيئا، إنما كتبت عنه بأخرة. قال علي: كان يحيى ضعفه.
وقال جرير: كان خصيف متمكنا في الإرجاء، يتكلم فيه.
وعن أحمد: خصيف وسالم وعلي بن بذيمة من أهل حران أربعتهم، وإن كنا نحب خصيفا، فإن سالما أثبت حديثا وكان سالم يقول بالإرجاء.
وفي رواية أبي طالب عنه: عبد الكريم أحمد عندهم، وهو أثبت في الحديث من خصيف، وخصيف أضعفهم.
وفي رواية حنبل: ليس بحجة، ولا بقوي في الحديث.
وقال أبو طالب: سئل أبو عبد الله عن عتاب بن بشير، فقال: أرجو أن لا يكون به بأس، روى أحاديث بأخرة منكرة، وما أرى إلا أنها من قبل خصيف، وعبد الكريم أحمد منه عند أصحاب الحديث وأثبت، وسالم أقوى منه.
وقال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: لا يحتج بحديثه.
وقال أبو موسى الزمن، وابن زبر: توفي سنة اثنتين وثلاثين، وعن أبي عروبة: سنة ثلاث وثلاثين. قال ابن عساكر: وهو وهم. انتهى.(4/193)
الذي رأيت في طبقات الحرانيين لأبي عروبة الحراني سنة ست وثلاثين، فينظر والله تعالى أعلم، ووجدت في بعض النسخ: أبو زرعة بدل أبي عروبة، والله أعلم.
وقال ابن القطان: ضعيف، وكان يخلط في محفوظه، وهو سيء الحفظ.
وفي قول المزي: قال خليفة: توفي سنة تسع وثلاثين نظر، والذي في «تاريخه» وكتاب «الطبقات»: سبع.
وفي قول
المزي قال البخاري: مات سنة سبع وثلاثين. نظر؛ لأن البخاري إنما ذكره نقلا لا استقلالا، كذا ذكره في «تاريخه الأوسط» وقال ابن زيد:
يقال: مات سنة سبع وثلاثين.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: مات وهو ابن خمس وثمانين سنة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» قال: أرجو أن يكون من أهل(4/194)
«الطبقة الثالثة» من المحدثين، وقال أبو الفتح الأزدي: ليس بذاك.
وقال ابن حبان: تركه جماعة من أئمتنا، واحتج به جماعة آخرون، وكان شيخا صالحا فقيها عابدا إلا أنه كان يخطئ كثيرا فيما يروي وينفرد عن المشاهير بما لا يتابع عليه، وهو صدوق في روايته إلا أن الإنصاف في روايته قبول ما وافق الثقات في الروايات، وترك ما لم يتابع عليه، وإن كان له مدخل في الثقات وهو ممن استخير الله فيه.
وذكره أبو نعيم الحافظ في الرواة عن الزهري من الأئمة الأعلام.
1385 - (عس) الخضر بن قواس، بفتح القاف وتشديد الواو وبعد الألف سين مهملة. .
قال تاج الإسلام ابن السمعاني: مجهول.
1386 - (خ س) خطاب بن عثمان الطائي الفوزي، أبو عمر، ويقال: أبو عمرو الحمصي، نسبه إلى إلى فوز قرية بحمص.
فيما ذكره ابن السمعاني ظنا.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة.
وقال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: مجهول.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي قول المزي: كان فيه – يعني «الكمال»: وابن أخيه سلمة بن أحمد بن(4/195)
سليمان، وهو وهم إنما
هو سليم. نظر، لأن هذا ليس مذكورا في «الكمال» ألبتة، فينظر.
1387 - (د س) خطاب بن القاسم، أبو عمر، قاضي حران.
كذا ذكره المزي، وقال أبو عروبة في كتاب «طبقات أهل حران»: كان ينزل حران سمعت محمد بن الحارث يقول: رأيته على القضاء يخضب رأسه ولحيته بالحناء. ثم أتبعه بقول يونس بن راشد: سمعت محمد بن الحارث يقول: رأيته على القضاء بحران.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».(4/196)
من اسمه خفاف وخلف
1388 - (م) خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري، إمامهم وسيدهم.
قال أبو أحمد العسكري: رحضة بن خربة بن جلان بن الحارث بن حارثة بن غفار إليهم السعي، ويقال: إن لخفاف ولأبيه وجده صحبة، وكانوا ينزلون عبعة.
ثنا محمد بن هارون، ثنا الفلاس، ثنا ابن أبي عدي، ثنا محمد بن عمرو، حدثني خالد بن عبد الله بن حرملة، عن الحارث بن إيماء، عن أبيه خفاف بن إيماء المدلجي كذا قال. قال: ركع النبي صلى الله عليه وسلم ثم رفع رأسه فقال: «غفار غفر الله لها».
ورواه أبو حاتم بن حبان في «صحيحه» عن حفص بن أحمد بن سنان، عن أبيه، عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن خالد بن عبد الله بن حرملة – ولم يقل المدلجي – قال خفاف بن إيماء.
ورواه ابن أبي خيثمة في «تاريخه الأوسط» فبين الصواب فيه، وأن المدلجي هو خالد لا خفاف، فقال:
ثنا مصعب، ثنا الداروردي، عن محمد بن عمرو، عن خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي، عن حارث بن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري فذكره، وكذا هو في «كتاب الباوردي».
ونسبه السمعاني: حربيا.
وقال البغوي: بلغني أنه مات
في زمن عمر.
وقال ابن حبان: يقال: إن له صحبة، وهو والد الحارث ومخلد.(4/197)
ونسبه الترمذي حجازيا.
وروى يونس عن ابن إسحاق قال: لما أسلم خفاف قال أبو سفيان: لقد صبأ الليلة سيد بني كنانة.
وقال الجياني: أتى ذكره في «جامع البخاري» في عمرة الحديبية.
1389 - خلف بن أيوب أبو سعيد العامري البلخي.
قال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: خلف بن أيوب الزاهد فقيه أهل بلخ وزاهدهم.
أخذ الفقه عن أبي يوسف، ومحمد بن أبي ليلى، والزهد من إبراهيم بن أدهم.
وسمع الحديث من: عوف بن أبي جميلة، وجرير بن عبد الحميد الضبي.
روى عنه: يحيى بن معين، ويحيى بن عيسى الصيدلاني، وعبد الله بن هاشم بن حبان، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الأفطس، وأيوب بن الحسن.
وقال محمد بن علي البيكندي: سمعت مشايخنا يذكرون أن السبب لثبات ملك آل سامان: أن أسد ابن نوح لما ولي بلخ سأل عن علمائها، هل فيهم من لم يقصده؟ قالوا: نعم خلف بن أيوب أعلم أهل الناحية وأزهدهم وأورعهم، وهو يتجنب السلطان، ولا سبيل له في اختلافه إلى السلاطين، فاشتهي، قال أسد: لقاءه، فوكل بعض أصحاب الأخبار، فقال: إذا كان يوم الجمعة فراقبه، فإذا خرج من بيته فبادر إلي وعرفني، فلما رآه بادر وأخبره فركب واستقبله، فلما رآه نزل أسد عن دابته، فلما رآه خلف قد قصده غطى وجهه بردائه، ثم قال: السلام عليكم فأجابه جوابا خفيا، فسلم الثانية، فسلم(4/198)
ولم يرفع رأسه، فرفع أسد رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن هذا
العبد الصالح يبغضنا فيك، ونحن نحبه فيك، ثم ركب ومر، ثم بلغه بعد ذلك أن خلفا مريض، فذهب أسد إليه يعوده، فقال له: هل لك من حاجة؟ قال: نعم، حاجتي أن لا تعود إلي. قال: وهل غير ذلك. قال: إن مت فلا تصل علي وعليك السواد. قال: فلما توفي خلف مشى أسد في جنازته فلما بلغ المصلى نزع السواد، وتقدم فصلى عليه فسمع صوتا بالليل يقول: بتواضعك وإجلالك لخلف ثبت ملكك، وثبتت الدولة في عقبك فلا تنقطع.
سمعت أبا الفضل الحافظ: سمعت محمد بن سليمان بن فارس، سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول: توفي خلف بن أيوب في شهر رمضان سنة خمس عشرة ومائتين.
قال الحاكم: وكان قدومه إلى نيسابور سنة ثلاث ومائتين.
وقال ابن حبان - الذي أوهم المزي أنه رأى كلامه وأغفل منه ما لا يجوز إغفاله إن كان يراه؛ لأنه لم يذكر له وفاة، فلو نقل كلام ابن حبان من أصل لرأى فيه: مات سنة عشرين ومائتين.
وقال بعض المصنفين من المتأخرين: مات سنة خمس عشرة، وليس بصحيح.
ولم يبين من قاله، ولا وجه عدم صحته، ومثل هذا لا يؤخذ بالتسليم، والله العظيم، فأبو حنيفة والشافعي لا يؤخذ بالتسليم قولهما حتى يقال لهما: من أين هذا لكما؟ فكيف غيرهما؟
وقال محمد بن سعد: قد روي عنه.
وقال العقيلي: لم يثبته أحمد بن حنبل، وقد حدث عن قيس وعوف بمناكير، وكان مرجئا.(4/199)
وقال أبو الحسن بن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»: لم يوثقه أحد.
وقال أبو يعقوب إسحاق القراب: كان فقيها ورعا فاضلا، مات سنة خمس ومائة.
1390 - (س ق) خلف بن
تميم بن أبي عتاب مالك الدارمي، ويقال: البجلي، ويقال: المخزومي، مولى آل جعدة بن هبيرة، أبو عبد الرحمن الكوفي.
قال ابن قانع: إنه مات سنة ست ومائتين. وهذا هو المرجح عند المزي، ثم ذكر وفاته سنة ثلاث عشرة ولم يمرضه.
وأما القراب فلم يذكره إلا في سنة ثلاث عشرة، وقال: أنبأ به يحيى بن سعيد بن محمد القطان، أنبأ محمد بن علي الخناخاني فذكره.
وقال أحمد بن صالح: كوفي لا بأس به.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال الحاكم أبو أحمد: هو من بني تميم من أنفسهم.
1391 - (خت عس) خلف بن حوشب العابد الكوفي أبو يزيد، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو مرزوق، الأعور أخو كليب.
قال البخاري: أثنى عليه ابن عيينة.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
وقال ابن الأعرابي: ثنا عباس، ثنا يحيى، ثنا سفيان بن عيينة، عن جراح قال: قال ليث: أفضل شبابنا أربعة. قال: قلت أنا أخبرك بهم: مغيرة بن أيوب؟ قال: نعم، قلت: وعمرو صاحب الملائي؟ قال: نعم. قلت: وخلف بن حوشب؟ قال: نعم. قال ابن الأعرابي: وجدت في كتابي: ومسعر.(4/200)
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه أتى إلى حدود الأربعين ومائة.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: حج معه عبد السلام بن حرب فقال: لم أره نائما بليل حتى رجعنا إلى الكوفة.
1392 - (خ) خلف بن خالد أبو المهنا المصري.
قال «صاحب الزهرة»: روى عنه البخاري حديثين. ورأيت بخط عباس بن برزان: خلف بن
بجيد مضبوطا مجودا، ولا أعلم صحة ذلك.
وقال الباجي: قال لي أبو بكر الخطيب: ليس له في الصحيح غير حديث ابن عباس: «انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وقال أبو نصر الكلاباذي: روى عنه البخاري في صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
ووهم عبد الغني بن سعيد: الحاكم أبا عبد الله في تكنيته إياه أبا المثنى بثاء مثلثة ونون، قال: وهو مصري، بالميم من أهل مصر.
1393 - (بخ م 4) خلف بن خليفة بن صاعد أبو أحمد الأشجعي مولاهم الواسطي.
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: ثقة مشهور، وتغير بأخرة، فمن روى عنه قبل التغير فروايته صحيحة.
وقال أحمد: بن صالح العجلي: ثقة.
وفي «تاريخ البخاري»: رأى عمرا بن حريث وهو ابن ست سنين، قاله لي محمد بن مقاتل عنه.(4/201)
ولما ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» قال: وقال عثمان بن أبي شيبة صدوق ثقة، لكن خرف فاضطرب عليه حديثه.
وقال ابن سعد: أصابه الفالج قبل أن يموت، حتى ضعف وتغير.
وقال الحاكم: تكذيب ابن عيينة له في رؤيته عمرو بن حريث لا في غيره، تعجب من أن يكون في وقته ذلك من رأى عمرا، لا قصدا منه بذلك تجريح خلف بنوع من أنواع الجرح، على أن خلفا من الطبقة الثانية من أهل الصدق الذين يخرجهم مسلم في الشواهد.
هكذا ذكره في «المدخل»، وقال في «المستدرك»، إثر تخريج حديثه فيما ذكره أبو إسحاق الصريفيني: وخلف بن خليفة احتج به مسلم وحده.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» وقال: مات وله مائة سنة، وهو عندي في الطبقة الثالثة من
المحدثين.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: هو مولى أشجع، وقيل: مولى النخع، ولد بالكوفة. قال: وإنما ذكرناه من أتباع التابعين - وإن كان له رؤية في الصحابة – لأنه رأى عمرا وهو صبي صغير، ولم يحفظ عنه شيئا، فإن قال قائل: فلم أدخلت الأعمش في التابعين وإنما له رؤية دون رواية كما لخلف سواء؟ يقال له: إن الأعمش رأى أنسا وهو بالغ وحفظ عنه خطبته وأحرفا.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة والدارمي وابن الجارود.
وقال الساجي: ضعيف.
وقال إسحاق القراب: كان أصابه الفالج في آخر عمره فتغير واضطرب، قاله حاتم بن الليث عن إبراهيم بن أبي العباس:(4/202)
وقال أبو الحسن أسلم بن سهل بحشل في «تاريخ واسط»: ثنا عبد الحميد، قال: توفي يعني خلف بن خليفة سنة خمس وثمانين ومائة.
وفي «كتاب ابن عدي» رأى عمرو بن حريث وهو ابن سبع سنين.
وقال الخطيب في كتاب «المتفق والمفترق»: كان ثقة.
ولهم شيخ آخر يقال له: -
1394 - خلف بن خليفة البصري.
حدث عن: يزيد بن زريع وابن عيينة. وآخر يقال له:
1395 - خلف بن خليفة الأقطع.
مولى بني قيس بن ثعلبة.
أدرك دولة بني العباس وبني أمية، وله أخبار، ذكره الخطيب، وذكرناهما للتمييز.
1396 - (س) خلف بن سالم المخرمي أبو محمد المهلبي، مولاهم البغدادي الحافظ السندي.
قال ابن السمعاني: كان من الحفاظ المتقنين، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي «تاريخ بغداد» للخطيب: قال البغوي: مات سنة إحدى وثلاثين في آخر شهر رمضان، وقد رأيته وسمعت منه.
وقال أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي: مات خلف بن سالم يوم(4/203)
الأحد لسبع بقين من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن اثنتين وستين سنة.
وقال أبو غالب علي بن أحمد بن النصر: مات خلف بن سالم سنة اثنتين وثلاثين.
قال الخطيب: والقول الأول الصواب.
والذي نقله المزي: وقال أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي: مات في آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وهو ابن تسع وستين سنة. غير جيد لهذا، ولعله اختلط عليه قول بقول.
وكما ذكره الخطيب عن البغوي ألفيته في «كتاب الوفيات» تأليفه، وذكره ابن الأخضر أيضا.
ثم إنا ليست بنا ضرورة إلى ذكر وفاته من عند البغوي ولا غيره، فذكرها البخاري في «تاريخه» سنة إحدى وثلاثين في رمضان، والله أعلم.
وكذا ذكره ابن أبي خيثمة وإسحاق القراب وغيرهم من الفقهاء، فالعدول عن كلامهم إلى من هو أنزل منهم عي وقصور.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي أنه سمع أبا داود يقول: سألت يحيى عن خلف بن سالم؟ فقال: ثقة، إلا أنه بذيء اللسان.
وقال حمزة بن محمد الكناني: خلف بن سالم ثقة مأمون من نبلاء المحدثين.(4/204)
وقال ابن سعد: قد كان صنف المسند، وكان كثير الحديث، وقد كتب الناس عنه.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال ابن أبي خيثمة: قلت ليحيى رجل وجب عليه الحد في قرية يزعم أنه ثقة. قال من هو؟ قلت: خلف بن سالم، قال: ذاك إنما شتم بنت حاتم مرة واحدة.
1397 - (ق) خلف بن محمد بن عيسى الخشاب القافلائي، أبو الحسين الواسطي المعروف بكردوس.
قال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: ثقة.
1398 - خلف بن مهران
أبو الربيع العدوي البصري.
إمام مسجد ابن أبي عروبة وهو مسجد ابن عدي.
كذا ذكره المزي تابعا ابن مسرور ولم يشعر أنه قد فرق البخاري بين إمام بني عدي فذكر فيه: ثنا أبو عبيدة، وقال في إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة: وكناه أبا الربيع ولم يسم أباه فقال: خلف أبو الربيع إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة في فضل رمضان، وهذا الدين متين، سمع منه عمرو بن حمزة القيسي، لا يتابع عمرو في حديثه.
وأبو حاتم لما ذكره بإمامة بني عدي قال: ويقال إمام مسجد ابن أبي(4/205)
عروبة: وذكر خلفا أبا الربيع الذي لم يسم في ترجمة بعده، وقال: روى عن أنس، روى عنه عمرو بن حمزة.
وقال ابن أبي خيثمة: وثنا ابن معين، وعبد الله بن عون الخراز قالا: ثنا أبو عبيدة، ثنا خلف بن مهران، وكان مرضيا.
وذكره ابن خلفون وابن شاهين في «جملة الثقات».
ولما خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» قال: لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة ولا جرح.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
1399 - (س) خلف بن موسى بن خلف العمي البصري، أخو عبد الحميد بن موسى.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال العجلي: ثقة. وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «جملة الثقات».
وفي «تاريخ البخاري»، والقراب، وابن قانع، وابن أبي الأزهر، وابن بشران: توفي سنة عشرين ومائتين.
1400 - (م د) خلف بن هشام بن ثعلب، ويقال: هشام بن طالب بن غراب البغدادي البزار أبو محمد المقرئ.
قال القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين الفراء الحنبلي في(4/206)
كتاب «الطبقات»:
ذكر محمد بن يحيى الكسائي قال: دخلت على خلف بن هشام، وقد خرج من عنده أحمد بن حنبل وزهير بن حرب، وأبو زكريا يحيى بن معين: فقال لي: من رأيته خرج من عندي؟ قلت: فلان وفلان.
فقال: إنه كان قدامي قنينة فيها نبيذ، فلما رأتهم الجارية جاءت لتشيلها، فقلت: لم هذا؟ قال: هؤلاء الصالحون يرون هذا عندك! فقلت: أضيفي إليها أخرى يرى الله عز وجل شيئا وأكتمه (عن) الناس. فأردت أن أنظر كيف عقل هذا الفتى يعنى أحمد، فلما دخل حول ظهره إليها وأقبل علي يسألني، فقلت له: لما أراد الانصراف من بين القوم كلهم: أيش تقول في هذا يا أبا عبد الله؟ قال: ليس ذاك إلي، ذاك إليك. قلت: كيف؟ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته» فالرجل راع لمنزله ومسئول عما فيه، وليس للخارج أن يغير على الداخل شيئا. فلما خرج سكبت خابيتين، وأشهد الله علي أن لا أذوقه حتى أعرض على الله تعالى.
وقال مسلمة الأندلسي: ثقة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وأبو عوانة.
وفي «تاريخ بغداد» للخطيب: عن أبي الحسن محمد بن حاتم الكندي قال: سألت يحيى بن معين عن خلف البزار؟ فسمعته يقول: خلف البزار لم يكن يدري أيش الحديث، إنما كان يبيع البز. قال الخطيب: أحسبه سأله عن حفاظ الحديث ونقاده، فأجابه يحيى بهذا القول، والمحفوظ عن يحيى توثيق خلف.
وقال حفظت القرآن وأنا ابن عشر وأقرأت الناس وأنا ابن ثلاثة عشرة، بعضهم يرثيه.
مضى شيخنا البزار بالفضل يذكر ... هجان إمام في القراءة مبصر(4/207)
سقى الله قبرا حله من غمامة ... بوابل غيث صفوه متفجر
لقد طلب الحساد في الناس كيده ... فما قدروا حتي عموا وتحيروا
وقال أبو محمد الرشاطي: هو ثقة صاحب سنة مأمون إمام في القراءة. وكذا قاله أبو عمرو الداني في كتاب «الطبقات».
وذكر النقاش أنه كان يشرب الشراب على التأويل، فقرأ عليه ابن أخته يوما (ليميز الله الخبيث من الطيب) فقال: يا خال إذا ميز الله الخبيث من الطيب أين يكون الشراب؟ قال: مع الخبيث، قال: فترضى أن تكون مع الخبيث؟ قال: اذهب فصب كل شيء في البيت. فأعقبه الله الصوم فكان يصوم إلى أن مات.
وقال الخليلي: ثقة متفق عليه عالم بالقراآت رضيه الأئمة.
وفي قول المزي: ذكره الحضرمي وموسى بن هارون والبغوي وابن حبان أنه مات سنة تسع وعشرين. زاد بعضهم: في جمادى الآخرة. وقال ابن حبان: ببغداد يوم السبت لسبع مضين من جمادى الآخرة. نظر من حيث إنه إنما نقل ترجمته جميعها من «تاريخ الخطيب»، إلا كلام ابن حبان.
وفي «تاريخ الخطيب»: أنبأ ابن الفضل، أنبأ الخالدي، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي. وأنبأ دعلج، أنبأ الأبار، وأنبأ أحمد بن أبي جعفر، أنبأ محمد بن المظفر قال: قال عبد الله البغوي: مات خلف بن هشام في سنة تسع وعشرين ومائتين. زاد البغوي: في جمادى الآخرة ببغداد. وذكر موسى بن هارون: أنه مات يوم السبت السابع من جمادى الآخرة. انتهى.
فهذا كما ترى قوله: زاد بعضهم. فيه نظر؛ لأن البغوي الذي سبق بذكره هو القائل ذاك، فذكر البعض هنا فيه نظر، وإتيانه باليوم من عند ابن حبان غير(4/208)
جيد؛ لأنه مذكور عند ابن موسى المبدأ بذكره عنده، فلا حاجة إلى ذكره من عند غيره، ولكنه أراد أن يغرب ويكثر الأقوال التي
هي قليلة؛ لأنها من كتاب واحد، وكان الأولى أن يذكر أن ابن حبان وثقه؛ لأن قوله: قال ابن حبان لا يفهم منه توثيقه، إذ من الجائز أن يكون ذكره في موضع آخر فيحتاج إلى التنصيص بأنه وثقه.
وفي كتاب «النبل» لابن عساكر: ولد سنة خمسين ومائة، ومات سنة تسع.
ويقال: إنه مات سنة ثمان وعشرين.
وقال ابن قانع: مات سنة تسع وعشرين ثقة.
ولو أراد غير المزي أن يذكر وفاته من عند جماعة لفعل لا كما فعله المزي؛ لأنه ذكر الكل إلا واحدا من عند الخطيب كما بيناه، ولقلنا: إن البغوي ذكره في «الوفيات» تأليفه كما قاله الخطيب، وإن المطين كذلك أيضا ذكره في «تاريخه»، وكذا قاله ابن الأخضر في «مشيخة البغوي»، وزاد: ودفن بالكناسة، وكذا قاله الفراء في «الطبقات».
وفي «الأوسط» للبخاري: مات يوم السبت ببغداد لسبع مضت من جمادى الآخرة أو نحوه سنة تسع وعشرين ومائتين.
كذا ذكره إسحاق القراب في «تاريخه»، وأبو عمرو الداني في كتاب «الطبقات»، وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد في كتابه «التعريف بصحيح التاريخ»، وابن بشران في «تاريخه الكبير»، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه الكبير»، وأبو علي الجياني في كتاب «مشايخ أبي داود»، وغيرهم ممن لا يحصون كثرة.(4/209)
وقال أبو عمرو: قرأ القرآن على سليم، وعلي بن يوسف الأعشى، وأخذ حروف نافع من إسحاق المسيبي، وحرف عاصم من يحيى بن آدم، قرأ عليه: أحمد بن يزيد الحلواني، وإدريس بن عبد الكريم، ومحمد بن يحيى الكسائي، ومحمد بن الجهم. وقال أيضا: هو إمام في القراءة، وله اختيار أخذ به وحمل عنه، متقدم في رواية
الحديث صاحب سنة ثقة مأمون. وقال الدوري عن يحيى: ما رأيت أقرأ للقرآن من خلف ما خلا خلاد المقرئ.
وقال النقاش: لست أقدم على خلف في رواية يحيى أحدا لضبطه وإتقانه.
قال: وسمعت إدريس الحذاء يقول: سمعت سلمة بن عاصم يقول: قد سمعت الحروف من غير وجه فما أعتمد إلا على ما حدثني به خلف، فإنه درى كيف أخذ، وكيف أدى.
وقال ابن سعد: صاحب قرآن وحروف.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: مات ببغداد في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين، وكان مختفيا أيام الجهمية، وهو عندهم ثقة إمام في القراءة وفي الشاميين رجال يقال له:
1401 - خلف بن هشام الأموي.
ذكره ابن عساكر، وذكرناه للتمييز.(4/210)
من اسمه خليد
1402 - (م ت س) خليد بن جعفر بن طريف أبو سليمان الحنفي البصري.
ذكره ابن خلفون وابن شاهين وابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفراييني والحاكم في «الجنائز»، وقال: خليد بن جعفر والمستمر بن الريان عدادهما في الثقات ولم يخرجا عنهما.
وقال الساجي: قال ابن معين: هو إلى الضعف أقرب، وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه حسان.
وقال أحمد بن صالح وأبو بشر الدولابي: ثقة.
وفي «كتاب الصريفيني» وغيره - مجودا - عن ابن معين: ثقة ثقة.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»، وكتاب «الكنى» تأليفه: ثقة. زاد في «الكنى»: عن أحمد، فيما رواه ابنه عبد الله: ثقة.
وفي موضع آخر: لا أعلم أحدا روى عنه غير شعبة.
وزعم اللالكائي أن الشيخين اتفقا على تخريج حديثه، ثم ذكره في موضع آخر
وزعم أنه ممن تفرد به مسلم، وكأن قول اللالكائي الأول هو معتمد صاحب «الكمال»، والله أعلم.(4/211)
1403 - (م د) خليد بن عبد الله أبو سليمان العصري البصري.
قال ابن حبان: عصري عبدي، ويقال: إنه مولى أبي الدرداء انتهى.
إن كان أباه كما قال فقد زعم البخاري في «التاريخ» أنه روى عن أم الدرداء، وروى عنه عطاء، ونسبه سلاميا. وعاب المزي على عبد الغني كونه ذكر في الرواة عنه: طلحة بن نافع، وابن أبي سودة، وعطاء الخراساني. قال: وهؤلاء إنما روايتهم عن خليد السلاماني. انتهى على ما ذكره ابن حبان لا عيب.
وفي «سؤالات البرقاني» قال له – يعني الدارقطني -: عطاء الخراساني عن خليد السلامي عن أم الدرداء؟ فقال: مجهول يترك.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «جملة الثقات»، وخرج ابن حبان البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفراييني.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: كان متزوجا صهباء بنت أوس، وفي(4/212)
رواية لروح وهمام عن قتادة: عن خليد العصري، وقال روح: العطري.
ولهم شيخ آخر في طبقته يقال له: -
1404 - خليد العصري.
وهو ابن حسان الهجري.
يروي عن الحسن.
قال ابن حبان: يخطئ ويهم، ذكرناه للتمييز.
1405 - خليد بن دعلج أبو عمرو، ويقال: أبو حلبس ساكن بيت المقدس.
قال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب «الموضوعات» تأليفه: مجمع على تضعيفه.
وقال البرقاني: قلت للدارقطني: هو ثقة؟ قال: لا.
وفي «كتاب ابن حبان» عنه: ضعيف.
وفي «كتاب الجرح والتعديل» للنسائي: ضعيف
. وكذا قاله الساجي، وأبو داود.
وقال عباس: عن يحيى بن معين: ليس بثقة.(4/213)
وذكره العقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، والبرقي في «طبقة من نسب إلى الضعف لإنكار حديثه ممن احتملت روايته».
وفي «كتاب ابن الجارود»: ليس بشيء.(4/214)
من اسمه خليفة
1406 - (د س) خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم المنقري البصري، ابن أخي حكيم بن قيس.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»: «أمره أن يغتسل بماء وسدر».
وحسنه أبو علي الطوسي وأبو محمد الإشبيلي.
وقال ابن القطان: ثقة، وأبوه مجهول.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1407 - (خ) خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط أبو عمرو العصفري البصري الحافظ، المعروف بشباب.
قال صاحب «زهرة المتعلمين»: روى عنه - يعني البخاري – عشرة أحاديث.
وقال أبو القاسم ابن عساكر: مات سنة ست وأربعين ومائتين.
وقال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: لا بأس به.
وقال أبو محمد ابن الأخضر في «مشيخة البغوي»: كان حافظا عالما بالآداب والسير.(4/215)
ولما ذكره العقيلي من «جملة الضعفاء» قال غمزه – يعني – ابن المديني.
وفي «الكامل» لابن عدي: من حديث الكديمي، قال: سمعت ابن المديني يقول: لو لم يحدث شباب كان خيرا له.
وكان الفضل بن الحباب يذكر: أنه كان عند أبي الوليد الطيالسي، فجاءه شباب برسالة علي بن المديني: فلا تحدث ابن معين. فغضب أبو الوليد، وقال: لم لا أحدثه؟!
قال: أبو أحمد الكديمي، لا شيء، وكيف يؤمن بهذه الحكاية عن علي فيه، وهو من أصحاب علي، ألا
ترى أنه حمله رسالة إلى أبي الوليد، وهذه الحكاية عنه باطلة؟! والله أعلم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني وسئل عنه: ما أعرفه.
وقال السمعاني: كان فاضلا عارفا بأيام الناس، وقد اختلف في ثقته.
وفي كتاب «التعديل والتجريح» لأبي الوليد: إنما يقول البخاري في(4/216)
أكثر ما خرج: وقال خليفة، وقد قال: حدثني خليفة، وقرنه (بابن) أبي الأسود جميعا عن معتمر حديث «قريظة»، وقال من «أول تفسير البقرة»: وقال لي خليفة عن يزيد بن زريع، وقرنه بمسلم عن هشام، وقال في «الردة»: وحدثني ابن خياط، وقرنه بمحمد بن أبي بكر، على هذا رأيت أمره، وإذا أفرده قال: وقال خليفة، وإذا قرنه قال: وحدثني، خليفة.
1408 - (عخ) خليفة بن غالب أبو غالب.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون" ويقال أبو اليمان، روى عنه: أبو سهل عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وأبو غسان يحيى بن كثير العنبري. قال وهو عندي في «الطبقة الثالثة من المحدثين».
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، قال: ثنا عفان قال: وحدثني خليفة بن غالب، ثقة كذا قال عفان.
قال: سألت عائشة ابنة سعد عن تسبيح الضحى؟ فقال: كان سعد يصلي(4/217)
الضحى ثماني ركعات.
وقول المزي: وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فوثقه. يحتاج إلى تثبت وتأمل، وذلك أن الذي في «كتاب الآجري»: سألت أبا داود عن خليفة بن غالب حدث عنه عفان؟ فوثقه. كذا في نسخة، وفي أخرى قال: حدث عنه عفان فوثقه، والمعروف عن عفان توثيقه. فهل التوثيق هنا عن أبي داود
(و) عن عفان يحتاج إلى تأمل، والله أعلم.
1409 - (خ م) خليفة بن كعب التميمي أبو ذبيان البستي.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وقيل فيه القرشي المخزومي مولى عمرو بن حريث كوفي، وقيل بصري.
وفي «تاريخ البخاري»: وبلغني عن علي أنه قال أبو ذبيان.
وقال الجياني: وعن ابن السكن: أبو ظبيان بالظاء المشالة المعجمة، وهو خطأ فاحش إنما هو بذال معجمة.(4/218)
من اسمه الخليل
1410 - (فق) الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي وقيل الباهلي أبو عبد الرحمن البصري النحوي.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال النضر بن شميل: الفرهودي، وهو من فراهيد.
قال الكلبي والبلاذري وأبو عبيد ابن سلام وأبو الفرج الأموي المؤرج، وابن دريد في «الاشتقاق»: فرهود بن شبابة. وقال في كتاب «جمهرة اللغة»: فرهود بن الحارث. قال الرشاطي: والأول هو الصواب، شبابة والحارث أخوان. قال: وقال أبو جعفر: حكى قطرب أن الفرهود الغلام الكبير. وقال عن أبي عبيدة: الفراهيد أولاد الوعول. قال أبو جعفر: والنسب إليه فراهدي مثل معافري قال أبو محمد: وهذا القول لم أره لغيره.
وفي «المحكم» لابن سيده: الفرهود هو الحادر الغليظ، وقيل الناعم.
وقال كراع: جمع الفرهد فراهيد كما جمع هدهد هداهيد. قال: ولا يؤمن كراع على هذا، وإنما يؤمن عليه سيبويه وشبهه.
وفراهيد حي من اليمن، وفرهود أبو بطن.
وفي كتاب «العباب» للصغاني: الفرهود الفروج.
ذكر ابن الصلاح - فيما وجد بخطه - أنه رأى بخط السمعاني في كتاب «الأنساب» تأليفه: الفراهيدي. بالذال المعجمة.
وقال أبو بكر الزبيدي: الخليل بن
أحمد بن عمرو بن تميم كان ذكيا فطنا(4/219)
شاعرا استنبط من العروض ومن علل النحو ما لم يستنبطه أحد وما لم يسبقه إلى مثله سابق، وتوفي سنة سبعين، وقالوا: سنة خمس وسبعين ومائة، وهو ابن أربع وسبعين سنة.
وزعم عبد الدائم القيرواني في كتاب «حلى العلي» - ومن نسخة قديمة جدا مصححة على عدة أصول نقلت -: توفي سنة ستين ومائة. كذا ذكره ابن قانع. قال عبيد ذلك، وذكر أنه تبع المهدي خيرا وأشعار كثيرة منها:
وما بقيت من اللذات إلا ... محادثة الرجال ذوي العقول
وقد كنا نعدهم قليلا ... فقد صاروا أقل من القليل
ولما ذكره التاريخي محمد بن عبد الملك في كتابه «أخبار النحويين»: أثنى عليه، إلا أنه كان زيديا ومن زيديته استنباطه العروض ليعارض به الكتاب والسنة.
وفي «العقد»: كان الخليل بن أحمد قد غلبت عليه الإباضية حتى جالس أيوب بن أبي تميمة، فأنقذه الله تعالى به.
وروينا في جزء عن ابن ناصر أن الأصمعي قال: سألت الخليل ممن هو؟ قال: نحن من أزد عمان من فراهيد. قلت: وما فراهيد؟ قال: جرو الأسد بلغة عمان. قال الأصمعي: وربما قال: الفرهودي، وأنشدني في فضل النحو فذكر أبياتا منها:
فاطلب النحو للحديث وللشعر ... مقيما والمسند المرادي
والخطاب البليغ عند احتجاج ... الخصيم يزهى بحسنه في الندى
وقال في كتاب «التقريظ»: هو أوحد الصغير فريع الدهر وجهبذ الأئمة، وأستاذ أهل الفطنة الذي لم يربط مرة ولا عرف في الدنيا عديله حتى لقال بعض أهل العلم: إنه لا يجوز على الصراط بعد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم والصحابة أحد زهدا من الخليل. وروى ثعلب: كان الخليل لم ير مثله.(4/220)
وقال المرزباني في كتاب «المعجم»: أمه عنكشة،
وكان من عقلاء الرجال وزهاد أهل البصرة، وذوي الفضل والورع منهم، وتنبه بحسن فطنته من أمر العروض وأوزان الشعر والعلم بالعربية والأبنية وتركيب الحروف بعضها من بعض على ما لم ينبه عليه أحد قبله ولم يبلغه فيه من بعده، وهو حكيم الإسلام غير مدافع، لا يعلم أنه اجتمع لأحد من أهل الإسلام من حسن الفهم وصحة الفطنة وذكاء القلب وحدة القريحة ونفاذ البصيرة ونزاهة النفس ما اجتمع له.
وكان صاحب سليمان بن حبيب المهلبي لما تقلد الأهواز فلم يحمد أمره فرجع إلى البصرة وقال:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة ... وفي غنى غير أني لست ذا مال
ومما أبدع فيه قوله:
كفاك لم يخلقا للندى ... ولم يك بخلهما بدعة
فكف عن الخير مقبوضة ... كما نقصت مائة تسعة
وكف ثلاثة آلافها ... وتسع مائها لها شرعة
قال: لأنه وصف انقباض اليد بحالتين من الحساب مختلفتين في العدد متشاكلتين في الصورة.
وفي «بغية الساعة» لابن المفرج: يكفي فيه قول أبي عمرو بن العلاء: من أحب أن ينظر إلى رجل صيغ من ذهب فلينظر إلى الخليل، ثم أنشد:
قد صاغه الله من مسك ومن ذهب ... وصاغ راحته من عارض هطل
وفي قول المزي: وزاد غير السيرافي بيتا ثالثا وهو:
فالرزق - عن قدر - لا العجز ينقصه ... ولا يزيدك فيه حول محتال
نظر؛ لأن هذا ثابت في «كتاب السيرافي»، في نسخة كتبت عن القالي في الأصل.(4/221)
وفي قول المرزباني: لا يعرف في نسبة الأقرب زيادة على أبيه. نظر؛ لما قدمناه من عند الزبيدي.
وفي «لطائف المعارف» لابن يوسف: كان الخليل أعرف، وكذا قول المزي: الباهلي، يحتاج إلى معرفة قائله قبله، فإني لم أره لغيره.
وقال أبو علي الصدفي: ثنا
المهراني بمصر، ثنا العباس بن يزيد البحراني، ثنا أمية بن خالد العلامة ولم يكن بالبصرة أوثق منه إلا الخليل بن أحمد، فإنه من الثقات.
وقال عبد الواحد في «مراتب النحويين»: كان الخليل أعلم الناس وأذكاهم، وأفضل الناس وأتقاهم.
وقال محمد بن سلام: سمعت مشايخنا يقولون: لم يكن للعرب بعد الصحابة أذكى منه ولا أجمع.
وقال أبو محمد التوجي: اجتمعنا بمكة شرفها الله تعالى إذ تأكل أمر فقد الرواة أمر العلماء حتى جرى ذكر الخليل فلم يبق أحد إلا قال: الخليل أذكى العرب، وهو فاتح العلوم ومصرفها.
وعن علي بن نصر: كان أزهد الناس وأعلاهم نفسا وأشدهم تعففا، ولقد كان الملوك يقصدونه ليسأل منه، فلم يكن يفعل، وكان يعيش من يسار له خلفه أبوه بالحريبة.
وقال ثعلب: لم ير مثله.
وقال أبو العلاء في كتابه «جامع الأوزان»، لما ذكره المديد الرابع، قال: هو وزن قليل، زعم قوم أن الخليل وضع بيته، فإن العرب لم يأت عنها فيه شيء ولم يسمع إلا مردفا اسمه أحمد.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «جملة الثقات»، وقول من قال: إن أبا الخليل أول من سمي بأحمد في الإسلام، وإغضاء المزي على ذلك غير جيد؛ لما ذكر في أبي السفر سعيد: أحمد فيما ذكره يحيى بن معين، وبأن أبا أحمد الشاعر صحابي، وبأن ابن العربي قال في ابن عجبان: وإن كان الناس(4/222)
يخالفونه ويخالفون يحيى، ويقولون هو محمد فيصفوا بلا خلاف أبو أحمد.
وفي «كتاب الأزهري»: قال النضر بن شميل: ما رأى الراءون مثل الخليل، ولا رأى الخليل مثل نفسه، قال: وكان شعث الرأس، شاحب اللون، قشف الهيئة متخرق الثياب، منقطع القدمين.
وفي «كتاب السيرافي»: أنشد أبو محمد الترمذي شعرا لنفسه يمدح نحاة البصرة من أبيات ولقب فيها الخليل حية الوادي:
ويونس النحوي لا تنسه ... ولا خليلا حية الوادي
وفي كتاب «البغضاء» لعمرو بن بحر: صرف الخليل بن أحمد عن كل حكمة إلا عن النحو.
1411 - (بخ) الخليل بن أحمد المدني، ويقال: السلمي، أبو بشر البصري.
ذكره أبو عبد الله بن خلفون في «جملة الثقات».
ولهم شيخ آخر يقال له: -
1412 - الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله بن عاصم أبو سعيد السجزي القاضي الحنفي.
قال ابن عساكر: سمع ابن جوصا وغيره، ولما مات رثاه أبو بكر الخوارزمي فقال: -
ولما رأينا الناس حيرى لهده ... بدت بأساس المدين بعد تأطد
أفضنا دموعا بالدماء مشوبة ... وقلنا: عسى مات الخليل بن أحمد
وآخر يقال له:(4/223)
1413 - الخليل بن أحمد البستي الشافعي.
عالم، ثقة، ثبت. قاله ابن بشكوال وغيره: ومولده سنة ستين وثلثمائة. ذكرناهما للتمييز.
1414 - (ق) الخليل بن زكريا الشيباني، ويقال: العبدي البصري.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: الخليل بن زكريا صاحب الطعام بصري مجهول.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وكذلك أبو محمد الدارمي.
وقال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: قال صالح بن محمد: لا يكتب حديثه.
وقال الساجي: يخالف في بعض حديثه.
وفي قول المزي: عن أبي داود قال محمد بن يحيى: وزادنا خليل عن ابن راشد «وذلك أن ينزو الشيطان» الحديث في «الديات».
قال المزي: وما أظنه إلا خليل بن زياد هذا - يعني المحاربي الخواص الكوفي
ساكن دمشق - نظر في موضعين:
الأول: الظن في الأشياء الثقيلة والحسبان من كبرياء الإنسان.
الثاني: أن المزي نفسه لما عد شيوخ ابن زياد هذا لم يذكر فيهم محمد بن راشد، فلا من التلميذ عرف، ولا من الشيخ، فأنى يتجه هذا الظن، وهو في هذا قلد ابن سرور، وابن سرور قلد ابن عساكر، ولم يقل ما قالاه فهو أخلص، قال: خالد غير منسوب، وذكر قوله: زاد ثنا خليل عن محمد بن راشد، ولم ينسبه. قال: وأظن القائل «وزاد ثنا خليل» هو محمد بن يحيى شيخ أبي داود انتهى.
وهذا كلام مخلص لقائله، وأما الأول فلا، والله تعالى أعلم:
الظن في النقلي لا يتجه ... لا سيما إذا لم يجد مساعدا(4/224)
يلقي الفتى في ردهة الإثم ... وما ينفك يلقى في الورى أوابدا
1415 - (ق) الخليل بن عبد الله.
روى عن: أبي الدرداء، وأبي هريرة، وأبي أمامة الباهلي، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وجابر بن عبد الله، وعمران بن حصين.
روى له ابن ماجه.
ذكره أبو إسحاق الصريفيني وغيره ولم ينبه عليه المزي، إنما رد على صاحب «الكمال» حين ذكر هذا، وأن أبي فديك روى عنه، قال: ابن أبي فديك لا يدرك من روى عن هؤلاء. والذي سقناه من عند الصريفيني سالم من هذه الشائبة.
1416 - (ق) الخليل بن عمرو أبو عمرو البغوي نزيل بغداد.
قال ابن عساكر: مات يوم الإثنين لسبع بقين من صفر سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وقال الخطيب: توفي ببغداد. وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
1417 - (ت) الخليل بن مرة الضبعي البصري نزيل الرقة.
خرج الحاكم
حديثه في «مستدركه»، وكذلك أبو محمد الدارمي.(4/225)
وذكر ابن قانع وفاته في سنة ستين ومائة.
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»: فيه نظر.
وذكره البرقي في «طبقة من نسب إلى الضعف ممن احتملت روايته». وذكر في موضع آخر عن يحيى بن معين: هو ثقة.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «المختلف فيهم» ثم قال: وهو عندي إلى الثقة أقرب. ثم ذكره في «الثقات»، وذكر عن أحمد بن صالح أنه قال: ما رأيت أحدا يتكلم فيه، ورأيت أحاديثه عن قتادة وابن أبي كثير صحاحا، وإنما استغنى عنه البصريون لأنه كان خاملا، ولم أر أحدا تركه وهو ثقة.
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: فيه نظر.
وذكره الساجي والعقيلي وأبو العرب وأبو القاسم البلخي وابن السكن في «جملة الضعفاء».
وفي «كتاب الآجري»: سمعت أبا داود يقول: قال أبو الوليد الطيالسي: خليل بن مرة الملجمي من الضالين. وفي لفظ: ضال مضل يجتمع عليه الناس. كذا قال: الملجمي. ولم أرها عند غيره، فالله أعلم تصحيف.(4/226)
وقال أبو الحسن الكوفي: ضعيف الحديث متروك.
وفي كتاب ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ضعيف.
وفي «كتاب النسائي»: ضعيف.
وقال أبو حاتم بن حبان: في كتاب «الضعفاء»: يروي عن جماعة من البصريين والمدنيين. من المجاهيل، وروى عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة نسخة طويلة كأنها مقلوبة. روى عنه إنسان ليس بثقة يقال له: طلحة بن زيد الرقي.
وفي «كتاب ابن الجوزي» عن ابن حبان: منكر الحديث عن المشاهير، كثير الرواية (عن المجاهيل).(4/227)
من
خميل وخوات وخلاد وخلاس
1418 - (بخ) خميل بن عبد الرحمن.
ذكره أبو أحمد العسكري في كتابه «شرح التصحيف الكبير»: بضم الخاء المعجمة.
وقال ابن أبي شيبة وابن صاعد: هو بالحاء المهملة.
ولما خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» قال: روى عنه حبيب بن أبي ثابت غير حديث.
1419 - (بخ) خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري، أبو عبد الله، ويقال أبو صالح (المدني).
قال المرزباني: مات سنة اثنتين وأربعين في أول أيام معاوية، وله مع ذات النحيين معروف، وفيها يقول في الجاهلية من أبيات:
وذات عيال واثقين بعقلها
وفي كتاب «الفكاهة» للزبير: كسر خوات في غزوة بدر فرده النبي صلى الله عليه وسلم، وضرب له بسهم، وعاش حتى كف بصره، وله عقب، وكان معاوية عنه منحرفا، وكان هو وسهل بن ضيف وعاصم بن ثابت، وحنظلة بن أبي عامر، وعبد الله بن حنين حلفوا بينوا أو بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بطن واد فسموا(4/228)
أهل الحد، ولما فرض عمر للناس رضع دعوتهم في الديوان أهل المسجد، وهي إلى اليوم على ذلك لأعقابهم.
وقال خوات: ضحكت في موضع لم يضحك فيه أحد قط، ونمت في موضع لم ينم فيه أحد قط، ونحلت في موضع لم ينحل فيه أحد قط انتهيت يوم أحد إلى أخي، وهو مقتول، وقد شق بطنه، وخرج حشوته، فاستعنت بصاحب لي فحملناه والمشركون حولنا، فأدخلت حشوته في جسده وشددت بطنه بعمامتي، وحملته بيني وبين الرجل، فلما رجعت حشوته في بطنه صوتت ففزع صاحبي وطرحه، فضحكت ثم مشينا فحفرت له نسبه، وكان عليها الوتر فحملت به مخافة أن ينقطع، فلما دفنته إذا أنا بفارس قد سدد الرمح نحوي يريد قتلي فوقع علي النعاس، فنمت في
موضع ما ينام فيه أحد، فلما انتبهت لم أر شيئا، فلا أدري أيش كان ذلك؟
وقال العسكري: هو أخو عبد الله الذي كان على الرماة يوم أحد، وشهد خوات بدرا والمشاهد بعدها، وكف بصره، ومات بالمدينة.
وقال ابن عبد البر: كان أحد فرسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد بدرا في قول بعضهم من أهل الأخبار، وعن خوات قال: خرجنا حجاجا في ركب مع عمر فيهم أبو عبيدة، وعبد الرحمن بن عوف فقال القوم: غننا من شعر ضرار. فقال عمر: دعوا أبا عبد الله فليغن من بنيات فؤاده - يعني من شعره - قال: فما زلت أغنيهم حتى كان السحر. فقال عمر: ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة: أمه من أشجع.
وفي كتاب «الصحابة» للطبري محمد بن جرير: كان ربعة من الرجال.
وفي «كتاب ابن سعد»: من أولاده حبيب قتل يوم الحرة، وسالم، وأم(4/229)
سالم، وصالح، وأم القاسم، وداود، وعبد الله، وكان خوات يخضب بالحناء والكتم.
وذكر الهيثم أن خواتا كان في حجزته تمرات فأيقظ فضاقا ميزره بإيقاظه، فأخرج التمر، وقد صار نوى.
1420 - (ت س) خلاد بن أسلم البغدادي أبو بكر الصفار، يقال أصله مروزي.
قال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات» - الذي قال المزي أنه نقل كلامه وأغفل -: كنيته أبو مسلم الكوفي. وخرج حديثه في «صحيحه» وقال: مات بالعسكر. وكذا ذكره القراب، فلو رآه المزي لنقل وفاته من عند ابن حبان، أو كان يضم كلامه إلى كلام البغوي كعادته، والله تعالى أعلم.
وقال ابن قانع: توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين.(4/230)
وقال مسلمة في
كتاب «الصلة»: ثقة، وقد قال بعضهم: توفي قبل الخمسين، ثنا عنه ابن المحاملي.
1421 - (4) خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الخزرجي المدني.
روى عن: زيد بن خالد، وأبيه السائب بن خلاد (و) الذي روى عنه عطاء ومحمد بن كعب وحبان بن واسع وابنه خالد وعبد الملك بن أبي بكر والمطلب بن عبد الله.
ذكره المزي ولم يعرفه بأكثر من هذا، وما شعر أن الرجل صحابي، ذكره غير واحد في الصحابة، فإغفال مثل هذا لا يجوز، ولا العادة أن يعرف الصحابي بروايته عن غير النبي صلى الله عليه وسلم أولا.
هذا وحق الله ما لا ينبغي ... وعلى تعمده عقاب مؤلم
أولى المراتب أن تكون مقصرا ... فيما فعلت وذا لعمرك أسلم
قال أو حاتم بن حبان في كتاب «الصحابة»: له صحبة. وشرطه في كتابه أن لا يذكر إلا من روى من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو منصور الباوردي في كتاب «الصحابة»: خلاد بن السائب بن خلاد الأنصاري من بلحارث بن الخزرج مديني، روى عنه عطاء ومحمد بن كعب.
وذكره أيضا فيهم: البرقي، وأبو أحمد العسكري، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو نعيم الأصبهاني، وابن منده فيما ذكره ابن الأثير، وأبو عيسى(4/231)
الترمذي، وقال: ويقال السائب بن خلاد، هو أصح.
وأبو عمر قال: ويختلف في صحبته.
وقال البخاري: خلاد بن السائب بن خلاد الأنصاري من بلحارث بن الخزرج، ثنا سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم، عن عطاء بن يسار، عن خلاد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم
: خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج، له صحبة، وقال بعضهم: هو السائب بن خلاد سمعت أبي يقول ذلك. وفي قوله.
1422 - خلاد بن السائب الجهني.
قيل: إنهما واحد - يعني هو والأنصاري المذكور قبله - نظر؛ لأني لم أر هذا القول لأحد، وأنى يجتمع الأنصاري مع جهينة والصحابة مع التابعين؟! والله أعلم.
1423 - (س) خلاد بن سليمان أبو سليمان الحضرمي المصري.
قال المزي: كان فيه – يعني «الكمال» - روى عن عامر بن عبد الرحمن اليحصبي وهو وهم، إنما هو عامر بن عبد الله، انتهى كلامه.
وفيه نظر، من حيث إن عبد الغني تبع في هذا البخاري، وكفى به قدوة، كذا هو ثابت في غير ما نسخة صحيحة من «التاريخ»، وكذا هو أيضا في:(4/232)
كتاب «التجريح والتعديل» لابن أبي حاتم، و «تاريخ ابن أبي خيثمة»، و «الثقات»، لابن خلفون لما ذكره فيهم، فليت شعري من أين للمزي هذا التصحيف الذي صاحب «الكمال» منه بريء؟، وهو أولى به منه.
وقوله أيضا: إن ابن حبان ذكره فيمن اسمه خالد، وهم في ذلك، يحتاج إلى أن الناظر في كتابه يتثبت فيه، فإني حرصت على أن أجده في كتابه فلم أجده، ولا أستبعده، وإن كنت قد استظهرت بنسختي لعدم وجداننا من هذا الكتاب نسخة صحيحة، والله تعالى أعلم.
ولئن كان ما قاله المزي عن ابن حبان صحيحا، فلا لوم عليه؛ لأنه يكون قد تبع أحمد بن حنبل في «مسنده»، لأنه ذكره كذلك فيما رأيته بخط الصريفيني.
1424 - (د س) خلاد بن عبد الرحمن بن جندة الصنعاني الأبناوي.
قال ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل»: سئل أبو زرعة عن
خلاد بن عبد الرحمن بن جندة؟ فقال: صنعاني ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
1425 - (ت ق) خلاد بن عيسى الصفار، ويقال: خلاد بن مسلم أبو مسلم العبدي.
في «كتاب الصريفيني»: عن العقيلي: مجهول بالنقل.(4/233)
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
1426 - (خ د ق) خلاد بن يحيى بن صفوان، أبو محمد السلمي الكوفي، سكن مكة شرفها الله تعالى.
قال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ الغرباء»: توفي بمصر سنة اثنتي عشرة ومائتين، وكان له ابن يقال: يحيى بن خلاد، كانت القضاة تقبله.
وقال صاحب كتاب «الزهرة»: كنيته أبو عيسى، توفي بمكة سنة عشرين ومائتين، روى عنه البخاري أربعة أحاديث.
ونسبه ابن عدي مصريا.
وقال ابن منده: خلاد بن يحيى أبو محمد المقرئ الأرحبي، توفي سنة ثلاث عشرة. وكذا ذكره ابن حبان في «الثقات».
وفي «كتاب ابن قانع»: مات سنة اثنتي عشرة. وفي سنة عشرين قال: مات خلاد القارئ. انتهى.
فلا أدري أهو مراده - فإن ابن منده قد وصفه بالقراءة - أم لا؟ على أنا قد أسلفنا قول من ذكر وفاته سنة عشرين، ولا أدري أهذا معتمده أم غيره؟
وفي «كتاب النبل» لابن عساكر: مات بمصر سنة إحدى عشرة.
وذكر الحاكم أنه سأل الدارقطني: فقال: قلت له: فخلاد بن يحيى؟ قال:(4/234)
ثقة إنما أخطأ في حديث واحد حديث الثوري بن إسماعيل عن عمرو بن حريث. رفعه ووقفه الناس.
يعني الحديث المذكور في «مسند البزار»: ثنا زهير بن محمد، وأحمد بن إسحاق، واللفظ لزهير قالا: ثنا
خلاد بن يحيى، ثنا الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عمرو بن حريث، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا».
قال البزار: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن إسماعيل عن عمرو بن حريث عن عمر موقوفا، ولا نعلم أسنده إلا خلاد بن يحيى، عن سفيان.
قال أحمد بن صالح: خلاد بن يحيى ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وعرفه بالقراءة.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: وخلاد بن يحيى، ثقة إمام.
1427 - (ق) خلاد بن يزيد الجعفي الكوفي.
قال أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات» - الذي زعم المزي أنه نقل منه توثيقه وأغفل منه شيئا عرى كتابه منه جملة، وهو -: وأحبسه الذي يقال له أبو عيسى القارئ، فإن كان ذاك فإنه مات سنة عشرين ومائتين.
وذكره في الثقات ابن حبان، وخرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «المستدرك» ولهم شيخ آخر يقال له: -
1428 - خلاد بن يزيد بن معاوية.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. قاله إسحاق عن بقية، عن مسلم بن زياد(4/235)
زياد بن خلاد. ذكره البخاري في «تاريخه»، وابن حبان في كتاب «الثقات».
1429 - وخلاد بن يزيد أبو يزيد البصري.
حنفي المذهب، ذكره مسلمة في كتاب «الصلة».
1430 - وخلاد بن يزيد بن حبيب التميمي نزيل مصر.
روى عن: حميد الطويل.
قال ابن يونس: توفي في ذي الحجة سنة أربع عشرة ومائتين. ذكرناهم للتمييز.
1431 - (س) خلاس بن عمرو البصري.
في «تاريخ البخاري»: البجلي. يروي عن أبي هريرة، وعلي صحيفة.
وفي كتاب
«المراسيل» لابن أبي حاتم: عن أبي طالب سألت أحمد سمع خلاس من عمر؟ قال: لا، وقال عبد الرحمن بن الحكم: خلاس عن علي كتاب.
وفي كتاب «العلل» لعبد الله بن أحمد: قال يحيى بن سعيد: لم يسمع من ابن عمر ولا من علي.(4/236)
وفي «كتاب الجوزجاني» - الذي أوهم المزي النقل منه - عن أحمد بن حنبل: كان من شرطة علي بن أبي طالب، وروايته عن علي يقال: كتاب.
كذا رأيته في نسخة بخط السلفي رحمه الله تعالى.
وفي «تاريخ العقيلي»: كان على شرطة علي انتهى.
وهو مؤذن باتصال روايته عن علي.
وقال البيهقي: روايته عن علي عند أهل العلم بالحديث غير قوية، يقولون هي صحيفة.
وفي «تاريخ أبي زرعة النصري» - ومن خط ابن الحذاء نقل -: قال شعبة للوليد بن خالد: لا ترو عن خلاس شيئا ثم قال بعد ذلك: إني أراه صحفيا.
وقال البرقي عن يحيى: روى عن عمار سماعا.
وقال العجلي: بصري تابعي ثقة.
وفي «سؤالات الحاكم الكبرى» عن الدارقطني رافع كان أبوه صحابيا(4/237)
وما كان من حديثه عن أبي رافع عن أبي هريرة احتمل، وأما عن علي وعثمان فلا.
ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وقال: كان يحيى بن سعيد يقول: لا تحدث عن خلاس عن علي بشي، وكان يحدث عن قتادة عن خلاس عن غير علي، كأنه يتوقى حديثه عن علي وحده، ويقول: ليست هي بصحاح، أو لم يسمع منه.
وقال أبو الفرج بن الجوزي في «العلل المتناهية»: خلاس ليس بشيء.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك ابن
خلفون.
وذكر عن أبي الفتح الموصلي أنه قال: خلاس تكلموا فيه. فقال: كان صحفيا، وقال شعبة: قال لي أيوب السختياني: لا ترو عن خلاس فإنه صحفي، أي: هو أمي، وقال أحمد بن صالح: تابعي ثقة.
وفي «كتاب العقيلي»: كان مغيرة لا يعبأ بحديثه.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه مات قبيل المائة.
ولهم شيخ يقال له:
1432 - جلاس - بالجيم - بن عمرو.
يروي عنه: أبو حناب. ذكره أبو الفضل الهروي في «المشتبه» ذكرناه للتمييز.(4/238)
من اسمه خيار وخيثمة وخير وخيوان
1433 - (د س) خيار بن سلمة.
وفي «كتاب أبي إسحاق الصريفيني»: ويقال سلامة.
وقال الأمير أبو نصر بن ماكولا: ومن قال فيه حيان فقد صحف، وفي «كتاب ابن حبان»: خيار بن زياد بن سلمة.
1434 - (س) خيثمة بن أبي خيثمة عبد الرحمن أبو نصر البصري.
قال أبو الحسن الكوفي: ضعيف الحديث يكتب حديثه.
وفي «كتاب ابن الجارود»: ليس بشيء.
وذكره أبو العرب في «الضعفاء».
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: خيثمة بن أبي خيثمة الكوفيون يروون عنه.
1435 - (ع) خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة يزيد بن مالك الجعفي الكوفي.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وقال: ثنا محمد بن(4/239)
إسحاق، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا سلم بن قتيبة، عن شعبة، عن نعيم بن أبي هند قال: رأيت أبا وائل في جنازة خيثمة على حمار يبكي واضعا يده على رأسه يقول: واعيشاه واعيشاه.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه ابن خزيمة وأبو عوانة والحاكم والدارمي.
وفي «كتاب أبي العرب»:
خيثمة بن عبد الرحمن الكوفي عال تابعي ثقة.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة» عن يحيى: كان خيثمة سيدا.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: لم يسمع خيثمة من ابن مسعود شيئا.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: وسألت أبا عبد الله فقلت: أيما أكبر عندك خيثمة أو عوف بن مالك أبو الأحوص؟ فقال: خيثمة له أشياء وأبو الأحوص قد قال، والذي أغرب به خيثمة على أبي والأحوص حديث: اللمتين «إن للملك لمة، وللشيطان لمة». قال: وقلت ليحيى فحديث «جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها» أسنده عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اختلف أصحابنا فقال قوم: ليس هو بمسند، وقال قوم غير ذلك.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال سليمان الأعمش: كان خيثمة سيدا، زاد الباجي: وكان يعمل لنا الخبيص، ويقول: لولاكم ما عملته.
وقال ابن قانع: مات سنة خمس وثمانين.(4/240)
1436 - (مد س) خير بن نعيم بن مرة بن كريب الحضرمي أبو نعيم، ويقال: أبو إسماعيل قاضي مصر وبرقة.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة والحاكم.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة.
وقال ابن يونس: ولي القضاء والقصص في آخر خلافة بني أمية وأول خلافة بني هاشم، وتوفي سنة ست وثلاثين – كذا هو في نسختي: ست.
وهي نسخة ظاهرها الجودة – وكان يقضي بين المسلمين في المسجد، فإذا كان بعد العصر خرج على باب المسجد فقعد على المعاريج يقضي بين
النصارى، وكان يدخل إليه الخصمان فيخاطبانه بالقبطية ويسمع منهما ويحكم بها ويشهد عليهما الشهود بالقبطية، وكان يتجر في الزيت.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان فقيها مشهورا.
وفي «الخطط» للقضاعي: مات سنة خلافة المنصور.(4/241)
باب الدال
من اسمه داود
1437 - داود بن أمية الزهيري.
كذا ذكره أبو محمد بن الأخضر في «مشيخة البغوي».
وفي كتاب «الزهرة»: البغدادي، وخرج الرازي حديثه في «مسنده».
1438 - (د ت ق) داود بن بكر بن أبي الفرات الأشجعي مولاهم المدني.
حسن أبو علي الطوسي حديثه، وصححه الحاكم النيسابوري، ولما صححه ابن حبان في «الثقات» قال: وهو أخو عبد الملك بن بكر بن أبي الفرات، وذكر فيهم أيضا.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: داود بن بكر بن أبي الفرات، ويقال: داود بن أبي الفرات يعتبر به.
وذكره أبو جعفر النحاس في كتاب «الناسخ والمنسوخ»: أن الحيف قالوا: هو مجهول. ورد ذلك عليهم.
1439 - (د ق) داود بن جميل، وقال بعضهم: الوليد بن جميل.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه حديث: «من سلك طريقا يطلب فيه علما» في «صحيحه».(4/243)
ولما ذكره أبو الحسن الدارقطني في كتاب «السنن» من حديث عاصم بن رجاء قال: عاصم ومن فوقه إلى أبي الدرداء ضعفاء، ولا يثبت. وفي موضع آخر: داود بن جميل مجهول.
وقال أبو الفتح الأزدي – فيما ذكره عنه ابن الجوزي -: ضعيف مجهول.
وقال أبو الحسن ابن القطان: داود لا يعلم في غير هذا الحديث، ولم تثبت عدالته، وهو وشيخه لا يعلمان في غير هذا الحديث.
وقال البزار في كتاب «السنن»: لا نعلمه يروي عن كثير بن قيس غير داود، ولا عن داود غير عاصم.
وقال ابن عبد البر في «جامع بيان العلم»: داود بن جميل مجهول لا يعرف هو ولا أبوه، ولا نعلم أحدا روى عنه غير عاصم.
1440 - (ع) داود بن الحصين الأموي مولى عمر بن عثمان، أبو سليمان المدني.
قال ابن حبان في «كتاب الثقات»: مولى عبد الله بن عمرو بن عثمان.
وفي «كتاب ابن الجوزي»: داود بن الحصين بن عقيل بن منصور.
قال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان ثقة.
وعن علي بن المديني: مالك روى عن داود عن غير عكرمة.
وذكر البرقي في «باب من تكلم فيه من الثقات لمذهبه ممن كان يرمى منهم(4/244)
بالقدر»: داود بن حصين، وثور بن زيد، وصالح بن كيسان. يقال: إنهم جلسوا إلى غيلان القدري ليلة، فأنكر عليهم أهل المدينة، ولم يكونوا يدعون إلى ذلك.
روى أنه سئل مالك فقيل له: كيف رويت عن داود وثور وآخرين كانوا يرمون بالقدر؟ فقال: إنهم كانوا لئن يخروا من السماء إلى الأرض أسهل عليهم من أن يكذبوا كذبة.
وسئل عبد الرحمن بن الحكم عنه، فقال: كانوا يضعفونه.
وقال المعيطي لخلف المخزومي، ويحيى بن معين، وأبي خيثمة، وهم قعود: كان مالك بن أنس يتكلم في سعد بن إبراهيم سيد من سادات قريش، ويروي عن داود بن حصين، وثور الديلي خارجيين خبيثين قال: فما تكلم أحد منهم بشيء.
وقال الساجي: منكر الحديث يهتم برأي الخوارج، ثنا يحيى بن أبي خالد محمد بن الحارث، عن مصعب الزبيري، قال داود بن حصين: مات عكرمة عنده، وكان مؤدب
ولد داود بن علي لما قدم المدينة، وكان يتهم برأي الخوارج، وكان فصيحا عاقلا.
وقال العقيلي: قال ابن المديني: مرسل الشعبى وابن المسيب أحب إلي من داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس.
وقال العجلي: مديني ثقة. وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وقال: قال أحمد بن صالح المصري: هو من أهل الثقة والصدق، ولا شك فيه.(4/245)
وقال الجوزجاني: لا يحمد الناس حديثه، وروى عنه مالك بن أنس على انتقاده.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: مات بالمدينة سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس وثلاثين ومائة، وهو ابن اثنتين، وقيل: ثلاث وسبعين سنة، وكان فصيحا عالما بالعربية، وتكلم في مذهبه ونسب إلى القدر، ورأي الخوارج.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثني أبي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني داود بن الحصين مولى عمرو بن عثمان، وكان ثقة.
وفي كتاب ابن الجوزي: وقال ابن حبان: حدث عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات تجب مجانبة روايته.
وفي «كتاب ابن عدي»: قال عباس بن محمد الدوري: كان عندي أن داود ضعيف حتى قال يحيى: ثقة.
وفي رواية ابن أبي داود عن يحيى: ليس به بأس.
وقال المزي كان فيه – يعني في «الكمال» -: روى عنه إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة. وهو وهم، إنما هو: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة. نظر؛ من حيث إن صاحب «الكمال» ليس بأبي عذرة هذا القول، إنما هو تابع لكتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، فإنه فيه كذلك، وكفى به قدوة.
1441 - (د) داود بن خالد بن دينار المدني.
روى له
الدارقطني حديثا عن أبي هريرة: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم(4/246)
ستة أيام».
وحديثا آخر عنه مرفوعا: «صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون». انتهى.
إنما ذكرت هذين الحديثين لأن ابن المديني لا يحفظ عنه إلا حديث: «قبور الشهداء». وأورد المزي حديثا من عند أبي أحمد بن عدي: «كان صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي»، من روايته كأنه رد به قول علي، ولئن كان كذلك فهذان الحديثان فيهما رد عليهما، والله أعلم.
وقال يعقوب بن شيبة في «مسنده الفحل»: مديني مجهول لا نعرفه، ولعله ثقة.
وقال العجلي: مدني ثقة.
1442 - (س) داود بن خالد الليثي أبو سليمان المدني، وقيل: المكي العطار.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات» داود بن خالد أبو سليمان الرستي، من أهل المدينة، سكن مكة. وخرج حديثه في «صحيحه»، وفي(4/247)
«كتاب ابن أبي حاتم»: أنبأ يعقوب الهروي، فيما كتب إلي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: سألت يحيى بن معين قلت: داود بن خالد العطار؟ فقال: لا أعرفه.
1443 - (خ م د س ق) داود بن رشيد الهاشمي مولاهم، أبو الفضل الخوارزمي سكن بغداد.
قال صاحب «الزهرة»: روى عنه مسلم ثمانية عشر حديثا.
وفي كتاب «التاريخ» للبخاري: مات يوم الجمعة لسبع خلون من شعبان سنة تسع وثلاثين ومائتين. وكذا ذكره غير واحد منهم: الكلاباذي، والجياني، والقراب، والباجي، وابن عساكر في «تاريخه»، وفي كتاب «النبل».
ومع هذا كله أغفله المزي، هو كثير ينقل في ترجمته شيئا من غير «التاريخ»، حتى لقد نقل منه خبرا عن حكماء الهند لا يقتضي
رفعه لداود ولا ضعة، وأغفل مثل هذا مع احتياجه إليه، ولأنه لم يقله عن غيره.(4/248)
وقال ابن قانع: مات ببغداد. وفي كتاب «الوفيات» عن السراج: لست خلون من شعبان.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.
وقال الجياني: كان قد كف بصره.
وقال ابن خلفون: ثقة مشهور. وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة والحاكم.
ووثقه بقي بروايته عنه فيما ذكره ابن عبد البر.
1444 - (ت ق) داود بن الزبرقان أبو عمرو، وقيل: أبو عمر الرقاشي، بصري نزل بغداد.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قلت لأبي رزعة: فداود بن الزبرقان؟
فقال: متروك الحديث. قلت: ترى أن يذاكر عنه أو يكتب حديثه؟ قال: لا.
وقال ابن خراش: ضعيف الحديث.
وفي «كتاب ابن عساكر» عنه: واهي الحديث.
وقال ابن أبي مريم: قال غير يحيى بن معين: اجتمع الناس على طرح هؤلاء النفر ليس يذاكر بحديثهم ولا يعتد بهم فذكر داود بن الزبرقان منهم.
وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف. وذكره في «باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم».(4/249)
وقال الساجي: ضعيف. وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال أبو الحسن الكوفي: ضعيف الحديث.
وفي «كتاب أبي العرب»: قال النسائي: ليس بشيء. وكذلك قاله ابن الجارود.
وقال الخليلي في كتاب «الإرشاد»: هو قديم روى عن مالك أحاديث فلم يرضوا حفظه.
وفي «كتاب ابن الجوزي»: قال أحمد: قد رأيته، وليس حديثه بشيء. وفي
رواية عنه تحسين القول فيه، وقال الأزدي: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: كان نخاسا بالبصرة اختلف فيه الشيخان، أما أحمد فحسن القول فيه، ويحيى وهاه، وقال أحمد بن حنبل: داود لا أتهمه في الحديث. قال أبو حاتم: كان داود شيخا صالحا يحفظ الحديث ويذاكر به، ولكنه كان يهم في المذاكرة ويغلط في الرواية إذا حدث من حفظه، ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، فلما نظر يحيى إلى تلك الأحاديث أنكرها وأطلق عليه الجرح بها، وأما أحمد فإنه علم ما قلناه: إنه لم يكن بالمتعمد في شيء من ذلك، ولا يستحق الإنسان الجرح بالخطأ يخطئ، أو الوهم يهم، ما لم يفحش ذلك حتى يكون الغالب على أمره، فإذا كان كذلك استحق الترك، وداود عندي صدوق فيما وافق الثقات، إلا أنه لا يحتج به إذا انفرد، والله أعلم.
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين: أنه توفي سنة نيف وثمانين ومائة.(4/250)
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: ضعيف.
1445 - (قد) داود بن سليك السعدي، ويقال: الحماني.
روى عن: أبي سهل، عن ابن عمر في قوله تعالى: (أصحاب اليمين)
قال: هم أطفال المسلمين. كذا في كتاب المزي.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: داود بن سليك السعدي عن أبي سهل، عن ابن عباس (بما كسبت رهينة): أطفال المسلمين.
وأما قول المزي: السعدي، ويقال: الحماني. معتقدا التفرقة بينهما، فغير جيد؛ لأن حمان واسمه: عبد العزى، على ما ذكره الجاحظ في كتاب «البرصان»، والزمخشري في كتاب «الأمثال» وغيرهما.
وفي «كتاب الرشاطي»: حمان بن عبد العزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. فكل حماني سعدي
ولا ينعكس، على هذا رأيت جماعة النسابين لا أعلم منهم خلافا، والله أعلم.
1446 - (س ق) داود بن سليمان بن حفص العسكري أبو سهل الدقاق السامري، مولى بني هاشم، عرف ببنان.
قال الشيرازي في كتاب «الألقاب»: روى عن: أبي نعيم، وعبد الرحمن بن شريك. روى عنه: أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل.
قال المزي: ومن الأوهام: -
1447 - (د) داود بن سوار الصيرفي.
عن عمرو بن شعيب حديث: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع».
وحديث «إذا زوج أحدكم أمته فلا ينظر إلى عورتها»، قاله وكيع عنه هكذا،
والصواب: سوار بن داود.(4/251)
كذا ذكره ولم يبين من الواهم فيه، إن أراد صاحب «الكمال» أو صاحب «النبل»، فإنهما لم يذكراه، فإن أراد أنه وقع في أبي داود هكذا، فأبو داود قد قام بهذه الوظيفة، وزاد قوله: وهم وكيع في اسمه، وصوابه سوار بن داود، فإذا كان أبو داود قد ذكر هذا وزاد، فلم ذكرته أنت من عندك، موهما أنك اخترعت هذا واستنبطت، ولم تعزه لقائله الذي هو أعلى قولا منك، وأكثر شأنا، وأعظم موقعا في القلوب، ولو أردنا أن ننبه على قول من حكى وهم وكيع في هذا: كالدارقطني والعسكري وغيرهما لفعلنا، ولكنا ذكرناه من عند صاحب الحديث، فهو أحسن موقعا من ذكرنا إياه، والله تعالى الموفق للصواب. .
1448 - (بخ ت س) داود بن شابور أبو سليمان المكي.
ذكر البيهقي في كتاب «المعرفة» أن الشافعي - رحمه الله تعالى – قال: هو من الثقات.
وذكره ابن خلفون وابن شاهين في «جملة الثقات».
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: وقد قيل: إنه داود بن عبد الرحمن بن شابور.
وقال الحربي: مكي ثقة، حدث عن عبد الله بن عبيد بن عمير.
1449 - (خ د ق) داود بن شبيب أبو سليمان الباهلي البصري.
قال صاحب «زهرة المتعلمين»: روى عنه البخاري حديثين.(4/252)
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ما علمت إلا خيرا.
وقال ابن قانع وغيره: مات سنة اثنين وعشرين ومائتين.
1450 - (د ق) داود بن صالح بن دينار التمار، مولى أبي قتادة الأنصاري المدني، أخو محمد.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، والدارمي.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات». ومسلم في «الطبقة الأولى من أهل المدينة».
1451 - (د) داود بن أبي صالح الليثي المدني.
ذكره العقيلي وابن الجاورد في «جملة الضعفاء».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات حتى كأنه متعمد لها.
1452 - (د س) داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي المكي.
كان ثقة قليل الحديث، قاله ابن سعد.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: وهو الذي يقال له: داود بن عاصم، أمه(4/253)
حبيبة بنت أمية بن زيد بن حلبس، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: طائفي يحتج به.
ولما ذكره مسلم في «الطائفيين» قال: داود بن أبي عاصم. ثم قال بعده: يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي، وأخو نافع. انتهى.
فكأنه عنده غير هذين، والله تعالى أعلم.
وفي قول المزي: وروى نوح بن حكيم، عن داود رجل من بني عروة بن مسعود، عن ليلى بنت قائف: كنت فيمن غسل أم كلثوم. قال: والظاهر أنه هذا. نظر في موضعين.
الأول: على أنه هو نص على أنه داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود أخذا من كلام ابن أبي حاتم وغيره، فإذا قيل فيه: رجل من بني عروة ليس مستبعدا، على أن المزي أيضا لما ذكر يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود عرفه بأخوه نافع، ولم يذكر هذا فذكر أنه عنده غيره، فينظر.
الثاني: أن البخاري ذكر رواية نوح هذه في ترجمة داود هذا، فلا حاجة بنا إلى ظهوره عنده أو غموضه، لنص البخاري عليه، والله تعالى أعلم.
1453 - (م د ت) داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني.
قال البزار في «مسنده»: لا نعلمه روى إلا هذا الحديث – يعني(4/254)
حديث «صفة الدجال» - بغير اختلاف، وروى حديثا آخر فيه اختلاف.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مدني ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: ثقة.
1454 - (ق) داود بن عبد الله بن محمد بن أبي الكرم، أبو سليمان الجعفري المدني الهاشمي.
قال ابن خلفون: لما ذكره في كتاب «الثقات»: ضعفه قوم، ووثقه آخرون.
وقال أبو جعفر العقيلي: في حديثه وهم.
وقال الخليلي: مقارب الحديث، يخطئ أحيانا، أخطأ في حديث: مالك، عن نافع، عن ابن عمر: «في رفع اليدين»، مرفوعا
، والمحفوظ من حديثه مالك عن نافع عن ابن عمر: موقوفا، ويكثر داود عن عبد الواحد بن أبي عون، عن الزهري أحاديث غرائب، كان ابن أبي حاتم يضن بها.
1455 - (4) داود بن عبد الله الأودي الزعافري أبو العلاء الكوفي.
قال المزي: وليس بعم ابن إدريس، انتهى. عم ابن إدريس - هو قد سماه بعد: - داود بن يزيد بن عبد الرحمن. تابعا غيره، ولا أعلم في ذلك خلافا، فأنى يشتبه بهذا لا أبوه، بدا من اسمه اسم أبيه، ولا جده اسمه عبد الله، كنا(4/255)
نقول نسب إلى جده، والله أعلم.
وقال (أبو) داود: داود بن عبد الله الأودي ثقة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: ليس به بأس.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات»، وابن شاهين، وزاد عن أحمد: ثقة من الثقات.
وقال ابن القطان: غلط ابن حزم في داود هذا غلطا بيناه في أمثاله، وسبق إلى ذلك ابن مفوز، وذلك أن ابن حزم قال: إن كان عم ابن إدريس فهو ضعيف، وإن لم يكن فهو مجهول. قال أبو الحسن: وهو ليس بعم لابن إدريس؛ لأن ذاك داود بن يزيد، وهذا ابن عبد الله، وقد وثقه جماعة، وقد كتب الحميدي إلى ابن حزم من العراق يخبره هذا الحديث – يعني الوضوء بفضل المرأة - وبين له أمر هذا الرجل (بالثقة)، فلا أدري رجع عن قوله أم لا.(4/256)
1456 - (بخ) داود بن عبد الرحمن العطار أبو سليمان المكي.
قال ابن سعد: كان أبوه نصرانيا طبيبا، وتوفي داود سنة أربع وسبعين، وكان كثير الحديث.
وقال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: مات سنة أربع وسبعين.
وقال الكلاباذي عن أبي داود: أخبرني ابن لداود قال: ولد داود سنة مائة. انتهى كلامه.
وفيه يبين أن المزي لم ينقله من أصل كتاب «الثقات»، إذ لو نقله من أصل لرأى فيه ما ذكره زيادة على ابن حبان من خارج، ولرأى فيه زيادة في التوثيق وهو:
داود بن عبد الرحمن العطار، من أهل مكة، كنيته أبو سليمان، وكان متقنا، مات سنة أربع وسبعين ومائة، وولد بمكة سنة مائة، وصار من فقهاء أهل مكة ومحدثيهم.
فهذا كما ترى ذكر مولده فلا حاجة إلى ذكره من عند غيره، وفيه زيادة الإتقان والفقه.
وفي «كتاب الآجري» عن أبي داود: داود العطار ثقة، يقال له: ابن النصراني.
وفي موضع آخر: سألت أبا داود عن داود العطار، ومحمد بن مسلم الطائفي في عمرو بن دينار؟ فقدم داود، وقال: الطائفي ربما أسند.
وقال العجلي: مكي ثقة.
وفي «كتاب ابن الجوزي»: قال الأزدي يتكلمون فيه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: ذكر أبو عبد الله الحاكم أن يحيى بن(4/257)
معين قال: داود بن عبد الرحمن العطار ضعيف. وقال ابن خلفون: وهو ثقة، قاله أبو بكر البزار وغيره.
وفي قول القائل: كان أبوه يحض بنيه على قراءة القرآن ومجالسة العلماء، فكان أهل مكة يقولون: أكفر من عبد الرحمن يضربون به المثل، نظر. من حيث إن هذه الأفعال لا تصدر من شديد الكفر، لا سيما إذا كان والدا يملك بنيه، والله أعلم.
1457 - (ق) داود بن عجلان المكي أبو سليمان البزاز البلخي.
يروي عن أبي عقال، عن أنس أحاديث موضوعة، قاله أبو عبد الله الحاكم، وأبو
سعيد النقاش.
وقال (أبو) جعفر العقيلي: روى حديثا لا يتابع عليه من وجه يثبت.
وذكره الساجي وأبو العرب وأبو القاسم البلخي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو الحسن الكوفي: داود بن عجلان، عن أبي عقال: إسناد ضعيف.
وفي «كتاب ابن الجارود»: ما أظنه بشيء.
وقال ابن حبان: بجلي أصله من بلخ، يروي عن أبي عقال المناكير الكثيرة والأشياء الموضوعة، وهو الذي روى عن أبي عقال عن أنس: طفقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مطير فقال: «استأنف العمل».
1458 - (ق) داود بن عطاء المزني مولاهم أبو سليمان المدني، وقيل: مولى الزبير.
قال محمد بن إسحاق: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن داود(4/258)
ابن عطاء؟ فقال: لا يحدث عنه. وقال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: متروك.
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد، وذكره أبو العرب وأبو جعفر العقيلي والساجي في «جملة الضعفاء».
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ضعيف.
1459 - (بخ ت) داود بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، أبو سليمان الشامي.
أخو: عبد الصمد، وعيسى، ومحمد، وإسماعيل، وسليمان، وصالح، وعبد الله، أولاد علي.
خرج إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة حديثه في «كتاب الصلاة» من «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد في كتابه «التعريف بصحيح التاريخ»: مات واليا بالمدينة، وكانت ولايته بها ثلاثة أشهر، وكان جميلا بليغا خطيبا.
وفي «كتاب ابن عدي» عن يحيى بن معين، وسئل كيف حديثه؟ قال: أرجو أنه ليس يكذب. قال ابن عدي: وعندي أنه
لا بأس بروياته عن أبيه(4/259)
عن جده، فإن عامة ما يرويه عن أبيه عن جده.
وفي كتاب «الوفيات» لابن قانع: إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص نزل المدينة، قتله داود بن علي بمكة سنة تسع وثلاثين. انتهى.
وفيه رد - إن صح -، لما ذكره المزي من أن وفاة داود سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
1460 - (م س) داود بن عمرو بن زهير بن عمرو بن جميل بن الأعرج، وقيل: جميل بن حسان بن الأعرج، أبو سليمان الضبى البغدادي.
قال صاحب «الزهرة» روى عنه مسلم ثلاثة أحاديث.
وقال ابن قانع: ثقة ثبت.
وفي «تاريخ القراب»: مات ببغداد في شعبان أو رمضان.
وروى ابن حبان في «صحيحه» عن أبي يعلى الموصلي عنه، وصحح الحاكم حديثه في «صحيحه».
وذكر أبو بكر الخطيب في كتابه «السابق واللاحق» أنه روى عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل.
وقول من قال: ضبة من اليمن، وإغفال المزي على ذلك ليس بجيد؛ لأن ضبة لا يعلم أحد ذكره في اليمن - فيما رأيت - من كتب النسابين؛ الكلبي فمن بعده، والله تعالى أعلم. .
1461 - (د) داود بن عمرو الأودي الدمشقي، عامل واسط.
قال أبو عبد الله البخاري في «تاريخه»: روى عن مكحول مرسلا.(4/260)
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وقال ابن حزم: ضعفه أحمد بن حنبل، وقد ذكر بالكذب. وهو قول لم أره لغير ابن حزم.
1462 - (ت س ق) داود بن أبي عوف سويد البرجمي مولاهم، أبو الجحاف التميمي الكوفي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: حدث عبد الله بن أبي شيبة، حدثني عبد الله
بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير عن سفيان، قال: ثنا أبو الجحاف وكان مرضيا. وكذا حكاه عن سفيان أبو داود بن الأشعث: وقال الجوزجاني: كان معتقدا - منهم يعني من غير المحمودين في الحديث -.
وقال أبو جعفر العقيلي: كان من غلاة الشيعة.
وفي «كتاب ابن الجوزي» عن أحمد: حديثه مقارب.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال الأزدي: زائغ ضعيف.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: تكلم في مذهبه.
ولما ذكر ابن عدي زياد بن المنذر قال: لعله أضعف من أبي الجحاف.(4/261)
1463 - (خ ت س ق) داود بن أبي الفرات، عمرو الكندي، أبو عمرو المروزي.
خرج أبو حاتم البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وذكر أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل» أن ابن المبارك سئل عنه فقال: ثقة.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: الكندي أو البكري.
وقال العجلي: ثقة.
وفي كتاب «التعديل والتجريح» عن الدارقطني: ليس به بأس، أخرج البخاري عنه حديث أبي الأسود، وخالفوه فيه، وفي النفس من هذا الحديث شيء.(4/262)
ولما ذكر ذكر البزار حديث أبي الأسود هذا قال: لا نعلم روي هذا الكلام عن عمر إلا من هذا الوجه، ولا روى أبو الأسود عن عمر إلا هذا الحديث.
1464 - (خت م 4) داود بن قيس أبو سليمان الفراء الدباغ مولى قريش مدني.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: مات في ولاية أبي جعفر.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وأبو عوانة الإسفراييني والطوسي.
وقال ابن السكن، في ترجمة عبد الله بن أقرم: داود
بن قيس صالح الحديث.
وقال الساجي: ثنا أحمد بن محمد، قال: قلت لأبي (عبد الله) أحمد بن حنبل: ثنا القعنبي قال: ما رأيت رجلا أفضل من داود بن قيس، والحجاج بن صفوان. فقال: كان داود رجلا صالحا. قلت: فأين هو من ابن عجلان؟
قال: هو عندي أقوى منه.
قال الساجي: داود ثقة، وابن عجلان ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه ابن نمير وغيره.
وقال ابن سعد، الذي زعم المزي أنه نقل كلامه، وهو: مات بالمدينة، وعن القعنبي: ما رأيت رجلين أفضل من داود والحجاج. وأغفل منه: مات في خلافة أبي جعفر، وكان ثقة وله أحاديث صالحة.
ولكنه معذور، إنما ينقل من غير أصل، ولو نقل من أصل لما أغفل مثل هذا.
1465 - (ق) داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان الطائي، ويقال: الثقفي، البكراوي، صاحب كتاب «العقل».
الذي حذا على منواله أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن(4/263)
منجويه في كتابه الذي سماه أيضا «بالعقل».
سئل أبو حاتم الرازي عنه وعن رشدين بن سعد، فقال: ما أقربهما.
وقال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: ضعيف. وقال النسائي - فيما ذكره الخطيب -: متروك الحديث.
وقال سعيد النقاش: حدث بكتاب «العقل» وأكثره موضوع.
وقال الحاكم أبو عبد الله: حدث ببغداد عن جماعة من الثقات بأحاديث موضوعة، حدثونا عن الحارث بن أبي أسامة عنه بكتاب «العقل»، وأكثر ما أودع ذلك الكتاب من الحديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذبه أحمد بن حنبل، جزاه الله عن نبيه صلى الله عليه
وسلم خيرا.
وذكره الساجي، وأبو العرب، والعقيلي، والبلخي، وابن السكن في «جملة الضعفاء».
وذكر ابن الجوزي في «الموضوعات» أن أحمد بن حنبل قال فيه: هو كذاب.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، ويروي عن المجاهيل المقلوبات.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي «كتاب ابن الجارود»: ليس بكذاب، ولكنه رجل سمع الحديث بالبصرة، ثم صار إلى عبادان لعمل الخوص، فنسي الحديث وجفاه، فلما قدم بغداد جاءه أصحاب الحديث، فجعل يخطئ في الحديث، ولكنه في نفسه ليس بكذوب.(4/264)
وفي كتاب ابن الجوزي: قال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث.
وفي كتاب ابن مردويه: قال ابن معين: المحبر وولده ضعاف.
وذكره البخاري في: «فصل من مات من التسعين إلى المائتين».
وفي قول المزي: قال البخاري: مات يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى، سنة ست ومائتين. زاد غيره: ببغداد. نظر، يبين لك أن نقل المزي من غير أصل، إذ لو نقل من أصل لرأى أن البخاري نفسه نص على بغداد، فلا حاجة إلى ذكر هذه اللفظة الموهمة كثرة الاطلاع والتفتيش من عند غيره، ونص ما عند البخاري في «التاريخ الأوسط» - نسختي التي كتبت عن أبي محمد عبد الرحمن بن الفضل الفارسي سنة ثلاث وتسعين ومائتين عن البخاري -: مات داود بن محبر أبو سليمان ببغداد سنة ست - يعني مائتين - يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى، قال أحمد: شبه لا شيء (لا) يدري ما الحديث.
فهذا كما ترى بدأ ببغداد قبل غيرها، وزاد شيئا لم يذكره المزي - أيضا.
وقال القراب في «تاريخه»: أبنا، أحمد بن إسماعيل، ثنا الزهيري، قال: ثنا البخاري. فذكره
مثل سواء، لا يغادر حرفا.(4/265)
وقال أبو أحمد بن عدي في الكتاب «الكامل»: ثنا الجنيدي، ثنا البخاري قال: مات داود بن محبر أبو سليمان ببغداد سنة ست ومائتين يوم الجمعة، لثمان مضين من جمادى الأولى. وكذا ذكره غيرهما عن البخاري، رحمهم الله تعالى.
1466 - (د) داود بن منصور البغدادي قاضي المصيصة.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي سنة عشرين ومائتين.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: مات سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وفي «كتاب الصريفيني»: بغوي، سكن بغداد، نسائي الأصل.
1467 - (س) داود بن نصير، أبو سليمان الطائي الكوفي.
ذكر الخطيب في «تاريخه» عن أبي نعيم قال: كنت ببغداد عند داود وبها المهدي عشرين ليلة، فسمع يوما ضوضاء فقال ما هذا؟ قالوا: أمير المؤمنين.
قال: وهو هنا؟!
وعن وكيع قال: قيل لداود: حدثنا. فقال: أريد أن أقعد مثل المكتب مع قوم يتحفظون سقط كلامي؟
وقال الوليد بن عقبة: لم يكن في حلقة أبي حنيفة أرفع صوتا من داود.
وقال ابن المبارك قيل له - وحائطه قد تصدع -: لو أمرت برمه؟ فقال: داود كانوا يكرهون فضول النظر.(4/266)
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: كان داود من أبصر الناس بالنحو، وكلم الحجاج بن أرطأة يوما، فقال له الحجاج: الكلام كلام عربي، والوجه وجه نبطي. فقال داود: إن قومي ليعرفون نسبي، وما أدعي لغير أبي.
وأتاه الحسين بن قحطبة الأمير يسأله عن مسألة مرارا فلم يجبه، وقيل له: يا أبا سليمان لو مشيت. فقال: لو كنت ماشيا لمشيت إلى الصلاة.
وقال الخطيب: وعن الوليد قال: رأيت رجلا قال لداود: ألا تسرح لحيتك؟
قال: إنني عنها مشغول.
واحتجم يوما فدفع إلى الحجام دينارا، فقيل له: هذا إسراف. فقال: لا عبادة لمن لا مروءة له.
وقالت له أخته: لو تنحيت من الشمس إلى الظل؟ فقال: هذه خطا لا أدري كيف تكتب.
وقال له إنسان عنده - وقد أكربه الحر -: لو خرجنا من الدار نستروح؟ فقال: إني لأستحي من الله أن أخطو خطوة لذة.
ودخل عليه أبو الربيع الأعرج بعد المغرب فقرب إليه كسيرات يابسة قال: فعطشت فقمت إلى دن فيه ماء حار، فقلت: رحمك الله لو اتخذت إناء غير هذا يكون فيه الماء؟ فقال: إذا كنت لا أشرب إلا باردا ولا آكل إلا طيبا، ولا ألبس إلا لينا، فما أبقيت لآخرتي.
وقالت جارية له: مكث عشرين سنة لا يرفع رأسه إلى السماء.
وورث داود من ابن عم له نحوا من مائة ألف درهم، وعروضا وغيرها، فقال: قد جعلت ما أصابني من ميراثي صدقة على أهل الحاجة. فقال له حماد بن أبي حنيفة: لو أبقيت بعضها لخلة تكون؟ قال: إني أحتسب بها صلة الرحم.
وقالت له دايته: أما تشتهي الخبز؟ فقال: يا داية بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية.(4/267)
وقال محارب بن دثار: لو كان داود في الأمم الماضية لقص الله تعالى علينا من خبره.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وخرج حديثه، وكذلك الحاكم النيسابوري.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»، قال: قد سمع وتفقه وعرف النحو وأيام الناس وجلس بعد في بيته عشرين سنة.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: كنت إذا رأيت
داود كان لا يشبه القراء، عليه قلنسوة سوداء طويلة مما يلبس التجار، قال: وكان أفصح الناس وأعلمهم بالعربية، وقد قال أبان بن تغلب: هذا أعلم من بقي بالنحو.
وقال الدورقي: حمل داود على سريرين أو ثلاثة، تكسر من الزحام، وصلي عليه كذا وكذا مرة.
وذكر ابن قانع أن وفاته سنة اثنتين وستين ومائة.
وذكر ابن ظفر في «أنباء نجباء الأبناء»: أنه لما حفظ: (هل أتى على الإنسان) وله آن ذاك خمس سنين، رأته أمه يوم جمعة وهو مقبل على الحائط مفكرا يشير بيديه، فخافت على عقله، فسألته أن يخرج ويلعب مع الصغار فلم يجبها، فولولت فقال: ما لك يا أماه؟ قالت: يا ولدى أين ذهنك؟ قال: مع عباد الله في الجنة (متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا). ومر في السورة وهو شاخص، بلغ قوله تعالى: (وكان سعيهم مشكورا)، فقال: يا أماه ما كان سعيهم؟ قالت: لا أدري. فدخل أبوه فقال: يا بنى قالوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله. قال: فلم يزل داود يكررها.
وقيل: إنه شكى جار جارا له، فجعل الشاكي يغلظ لخصمه ما لا ينبغي. فقال له داود: إن لسانك لرطب، فيبس لسان الرجل لساعته، حتى بقي كالعظم.
فقال داود: اللهم أنت تعلم أني لم أرد هذا. فانطلق لسان الرجل، وتاب عن الملاحاة. .(4/268)
1468 - (خت مد 4) داود بن أبي هند دينار بن عذافر، ويقال: طهمان، أبو بكر، ويقال: أبو محمد القشيري البصري.
قال المزي: كان فيه – يعني «الكمال» - يكنى أبا أحمد. وهو وهم، إنما هو أبو محمد. انتهى
كلامه.
وفيه نظر، من حيث إن صاحب «الكمال» هو في هذا تابع اللالكائي، فإنه كناه بذاك، ألفيته مجودا بخط الإقليشي الحافظ في «كتاب اللالكائي»، فلا عيب عليه؛ لأن له فيه سلفا، وإن كان الصواب الذي ذكره المزي، والله تعالى أعلم.
قال الحربي في كتاب «العلل»: روي عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث الهاشمي.
وقال ابن حبان: روى عن أنس بن مالك خمسة أحاديث لم يسمعها منه، وكان داود من خيار أهل البصرة من المتقنين في الروايات، إلا أنه كان يهم إذا حدث من حفظه، ولا يستحق الإنسان الترك بالخطأ اليسير يخطئه، والوهم القليل يهمه، حتى يفحش ذلك منه؛ لأن هذا لا ينفك منه البشر، ثنا ابن مسلم، ثنا كثير بن عبيد الحذاء، ثنا سفيان بن عيينة قال: قال أبي: لقد رأيت داود بن أبي هند، وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهو يسمى داود القارئ.
ثم خرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة والحاكم وابن الجارود والدارمي.
وفي «كتاب الصريفيني» عن ابن الأثير: مات سنة سبع وعشرين ومائة.
ولما ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» قال: قال عثمان بن سعيد: داود ثبت.(4/269)
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: اسم أبي هند زياد، وقيل: دينار.
وقال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: سألت أحمد بن حنبل من أثبت في الشعبي داود بن أبي هند أو إسماعيل بن أبي خالد؟ فقال: ما فيهما إلا ثبت، ولداود أشياء يعرف بها على إسماعيل، ولإسماعيل أشياء يعرف بها على داود.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن داود بن أبي هند وقرة وعوف؟
فقال: داود أحب إلي، وهو أحب
إلي من عاصم، ومن خالد الحذاء.
وقال الدارمي: قلت ليحيى: داود أحب إليك أو خالد الحذاء؟ قال: داود.
وقال أبو داود: هو خال عباد بن راشد، ولما دخل البصرة كان يسئل: كم حدث أيوب عن عكرمة؟ كم حدث خالد عن عكرمة؟ يعني فيخرج كما أخرجنا.
وقال ابن سعد في كتاب «الطبقات»: ولد بسرخس، وكان ثقة كثير الحديث.
وقال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: لم يصح سماعه من أنس وولد بخراسان.
وفي «تاريخ دمشق»: عن حماد بن زيد قال: ما رأيت أحدا أفقه فقها من داود.
وقال ابن عيينة: يا عجبا لأهل البصرة كيف يسألون البتي وعندهم داود.(4/270)
وقال عبد الرحمن بن خراش: بصري ثقة.
وقال ابن عيينة: حدثني أبي قال: كان إذا قدم علينا داود خرجنا نتلقاه ننظر إلى هيئته وتشميره.
وقال الثوري: كان عاقلا. وقال الأنصاري: رأيت داود وعوف بن أبي جميلة تكلما في القدر، حتى أخذ كل واحد منهما برأس صاحبه، وكان داود مثبتا.
وذكر نوح بن حبيب: أنه توفي سنة إحدى وأربعين ومائة.
1469 - (ت ق) داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري، أبو يزيد الكوفي الأعرج، عم عبد الله بن إدريس.
قال أبو إسحاق الحربي في كتابه «العلل»: غيره أثبت منه.
وقال العقيلي: تكلم فيه الثوري، ويحيى بن سعيد.
وقال العجلي: لا بأس به وأومأ أبو الحسن بيده يقلبها. وفي موضع آخر: يكتب حديثه، وليس بالقوي.
وقال أبو العرب في كتاب «الضعفاء»: حدثني أبو بكر بن الفرج البغدادي، ثنا محمود بن خداش الطالقاني، ثنا محمد بن عبيد، ثنا إسماعيل
بن أبي خالد قال: كنت مع الشعبي جالسا، فدخل داود بن يزيد المسجد من باب الفيل، فقال الشعبي: لا يخرج هذا من الدنيا حتى يكوى في رأسه. قال إسماعيل: فما خرج من الدنيا حتى كوي في رأسه.
وقال علي بن المديني: أنا لا أروي عنه، وكان أبوه ثبتا، وكان جده قد لقي عليا رضي الله عنه.(4/271)
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال ابن الجارود: ليس حديثه بشيء.
وقال الساجي: صدوق يهم، وكان شعبة حمل عنه قديما.
وقال علي بن الجنيد: ليس بشيء، ضعيف.
وفي كتاب ابن الجوزي: قال الأزدي: ليس بثقة.
وقال ابن حبان: مات سنة إحدى وخمسين ومائة، وكان ممن يقول بالرجعة، وكان الشعبي يقول له ولجابر الجعفي: لو كان لي سلطان ثم لم أجد إلا إبر لشبكتها، ثم غللتكما بها.
وكذا ذكر وفاته ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين».
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال إسماعيل بن أبي خالد لداود الأودي: سألتك بالله إلا قمت. يعني أنه كان يستثقل.
1470 - داود الطفاوي.
قال المزي: هو ابن راشد. وخالف ذلك ابن خلفون فقال: فرق بعضهم بين داود أبي الهيثم، وبين داود الطفاوي. والله أعلم.(4/272)
من اسمه دحية ودخين
ودراج ودرست
1471 - (د) دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن امرئ القيس بن الخزج، واسمه زيد مناة الكلبي.
قال العسكري وابن حبان وابن أبي حاتم: سكن مصر.
وقال أبو عمر: كان من كبار الصحابة،
شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وعن ابن شهاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبه دحيه بجبريل عليه السلام.
وذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر في «تاريخ المزة» تأليفه: روى عن ابن عباس رضي الله عنه أن دحية بن خليفة إنما أسلم زمن أبي بكر الصديق.
قال أبو القاسم: وهذا منكر.
وقال أبو القاسم البغوي: سكن المدينة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
وزعم ابن قتيبة أن الأصمعي قاله بفتح الدال.
وفي كتاب «لحن العامة» لأبي حاتم السجستاني: قال الأصمعي: ويقال: دحية، ولا يقال: دحية.
وقال ابن ماكولا: أما دحية بالدال المفتوحة، فهو دحية بن خليفة.
وفي كتاب «الصحابة» لابن الجوزي: الذي في الجمهرة لابن دريد وغيره كسرها وهو الأكثر.
والذي ذكره المزي من أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى قيصر سنة خمس في الهدنة.(4/273)
تابعا في ذلك صاحب «الكمال»، قال: قال خليفة. وخليفة لم يقل إلا سنة ست.
والذي قالاه لم أر من قاله، والذي يقول أصحاب المغازي سنة سبع.
وقال ابن سعد: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم دحية سرية وحده، وأرسله بكتابه إلى قيصر، فدفع الكتاب إليه، وذلك في المحرم سنة سبع من الهجرة.
ثم إن الهدنة بإجماعهم إنما كانت سنة ست في ذي القعدة، حين غزا الحديبية.
وفي «كامل المبرد»: كان جبريل عليه الصلاة والسلام لا يزال في غير هذا اليوم - يعني يوم بني قريظة - فنزل في صورته كما ظهر إبليس في صورة الشيخ النجدي، وذكره ابن عساكر.
وأنشد له أبو الخطاب في مرج البحرين لما قال لقيصر
المسيح ما كان يصلي؟
قال: نعم. قال: فأنا أدعوك لمن كان يصلي.
ألا هل أتاها على بابها ... فإني قد ست على قيصر
فقررته بصلاة المسيح ... وكانت من الجوهر الأحمر
تدبير ربك أمر السماء ... والأرض فأعضى ولم ينكر
وقلت تقر بسر المسيح ... فقال سأنظر قلت انظر
فكان بصر باس الرسول ... قال إلى البدل الأعور
فأصبح قيصر من أمره ... بمنزلة الفرس الأشقر
1472 - (د س ق) دخين بن عامر الحجري أبو الهيثم كاتب عقبة بن عامر.
ذكره هكذا ابن حبان.(4/274)
ولما ذكر ابن يونس روايته عن عقبة: «من رأى عورة من مسلم فسترها، فكأنما استحيا مؤودة من قبرها». قال: ولهذا الحديث علل.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وذكره يعقوب بن سفيان في «جملة الثقات».
1473 - (4) دراج بن سمعان، ويقال: اسمه عبد الرحمن ودراج لقب، أبو السمح السهمي المصري، مولى عبد الله بن عمرو.
وفي «كتاب الصريفيني»: اسمه عبد الله، ويقال: عبد الرحمن، وقيل هو: دراج بن السمح بن أسامة.
وخرج ابن حبان عدة أحاديث من حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وقال: هذه ترجمة للمصريين، يعني دراجا عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد صحيحه، لم يختلفوا في صحتها، لم يخرجاها.
وصدقوا في روايتها، غير أن شيخي الصليح لم يخرجاها، وأبو عيسى الترمذي والطوسي وابن خزيمة وأبو محمد الدارمي.
وذكره البستي في «الثقات» في حرف العين، وقال: اسمه عبد الرحمن بن السمح أبو السمح، وكذلك ابن خلفون ووثقه.
وقال ابن شاهين في كتاب «الثقات»: دراج أبو السمح سليمان بن عمرو مصري، يروي عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، ما كان بهذا الإسناد فليس
به بأس.
وقال الحربي: دراج رجل معروف.(4/275)
وذكره الساجي والعقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال يحيى بن عبد الله بن بكير - فيما ذكره الشيرازي - لم أر أحدا عرف اسم أبيه، وأظنه المعنق بنفسه.
وقال أحمد بن صالح المصري: لا يعرف اسم أبيه، فيما ذكره عنه ابن أبي حاتم.
وفي «الكامل» لابن عدي عن أحمد بن حنبل: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف.
وفي «كتاب ابن ماكولا»: قال يحيى بن بكير: هو ابن عبد الرحمن.
1474 - (د ق) درست بن زياد العنبري، ويقال: القشيري، أبو الحسن، ويقال: أبو يحيى، البصري القزاز.
قال مسلمة بن قاسم في «الصلة»: ضعيف.
وقال الساجي: يحدث عن الرقاشي حديثا ليس بالقائم.
وذكره البخاري في: فصل من مات من التسعين إلى المائتين.
وذكره أبو محمد بن الجارود وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: درست بن زياد العنبري، وهو الذي يقال له: درست بن حمزة الفزاري، وكان يسكن في بني قشير، وكان منكر الحديث جدا، يروي(4/276)
عن مطر وغيره أشياء يتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج بخبره.
روى عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشمس والقمر ثوران عقيران في النار».
وروى عن مطر، عن قتادة، عن أنس مرفوعا: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا لم يتفرقا حتى يغفر لهما ما تقدم وما تأخر، وروى عن أبان بن طارق، عن نافع، عن ابن عمر يرفعه: «من دخل على غير دعوة دخل
سارقا».
وروى عن يزيد عن أنس يرفعه: «موت الفجأة أخذة على غضب، إن المحروم من حرم الوصية»، انتهى كلامه.
وممن فرق بين درست بن زياد، ودرست بن حمزة إماما الصنعة: البخاري وأبو حاتم الرازي، وتبعهما على ذلك ابن عدي، والدارقطني، وأبو العرب، ومسلمة بن قاسم، وغيرهم.(4/277)
من اسمه دغفل ودكين ودلهم
1475 - (تم) دغفل بن حنظلة بن زيد بن عبدة الشيباني النسابة.
قال حمزة الأصبهاني في كتابه «أفعل من كذا»: وأما قولهم: أفصح من العضين، فإنهما دغفل وابن الكيس.
قال الشاعر:
أحاديث عن أبناء عاد وجرهم ... يثورها العضان زيد ودغفل
وقال ابن قتيبة: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، ووفد على معاوية وعنده قدامة بن جراد الفريعي، فنسبه دغفل حتى بلغ أباه الذي ولده، فقال: ولد رجلين أحدهما شاعر سفيه، والآخر ناسك فأيهما أنت؟ قال: الشاعر، وقد أصبت في نسبي فأخبرني متى أموت؟ فقال: أما هذا فليس عندي. وقتلته الأزارقة.
وقال الرشاطي: كان علامة نسابة.
وقال الجاحظ في كتاب «البرصان» تأليفه: غرق دغفل أيام الأزارقة مع حارثة بن بدر في دحيل يوم دولاب، بأرض الأهواز.
وقال أبو عمر بن عبد البر: دغفل يقال: إن له صحبة ورواية.
وقال العسكري: يقال: إنه روى مرسلا، وإنه ليس يصح سماعه.
وقال الباوردي: في صحبته نظر.
ولما ذكره الترمذي في كتاب «الصحابة» قال: لم يذكر سماعا، وكان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم.(4/278)
وقال ابن حبان: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، يروي عنه الحسن ولم يدركه.
وفي كتاب «المولد» لابن دحية: روى عن بهاء بن
عبيد حديثا في دلائل النبوة.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: قال الأصمعي: النسابون أربعة. فبدأ بدغفل.
وقال معاذ بن السفر: حدثني أبي قال: قال دغفل العلامة، فذكر كلاما وفيه يقول دكين الراجز:
لو يسألون والعقول سل ... نوح ولقمان الحكيم الأول
وناسب الناس ابن سلمى دغفل ... لانباد والناس بما لم يفعلوا
وذكره أبو حاتم السختياني في: «كتاب المعمرين»:
وفي «تاريخ البصرة» لابن أبي خيثمة قال ابن سيرين: كان دغفل عالما، ولكنه اعتلته النسبة. وقال ابن أبي خيثمة: وبلغني أنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، وقال السهل: فمن المعمرين ممن زاد على المائتين، وعلى الثلاث مائة: زهير بن حباب، وعبيد بن سرية، ودغفل النسابة، وذكر آخرين.
1476 - (د) دكين بن سعيد، ويقال: ابن سعيد، ويقال: ابن سعد، المزني، ويقال: الخثعمي الكوفي.
حديثه في «دلائل النبوة» ليس له غيره، فيما ذكره البغوي، وخرجه ابن حبان في «صحيحه» عن ابن خزيمة، ثنا علي بن مسلم، ثنا ابن أبي زائدة، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عنه.(4/279)
وألزم الدارقطني الشيخين إخراجه لصحة طريقه.
وفي «الصحابة» لابن قانع: دكين مسعدة. وكذا ذكره البرقي، وقال أبو عبد الله الصوري: الذي أحفظه سعيد، وقال الإسماعيلي: سعيد. نعم فوهم في ذلك.
وذكر ابن الفرضي عن الفلاس أن يزيد بن ذريع قاله بالضم. قال الفلاس: وهو وهم.
وفي كتاب «الوحدان» لمسلم بن الحجاج، وأبو الفتح الأزدي، وأبو صالح المؤذن: لم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم.
وقال أبو أحمد العسكري: والمزني أصح،
وثم آخر يقال له:
1477 - دكين بن سعيد دارمي.
بصري، له مع عمر بن عبد العزيز كلام. ذكره ابن عساكر، وذكرناه للتمييز.
1478 - (د) دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي حجازي.
خرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وفي «كتاب الصريفيني»: روى عنه عبد الرحمن بن المغيرة، ونسبه يحصبيا.
1479 - (د ت س) دلهم بن صالح الكندي الكوفي.
قال الساجي: ضعيف الحديث، وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».(4/280)
وقال العجلي: لا بأس به.
وقال الآجري: عن أبي داود: ليس بذاك.
وقال البرقاني عن الدارقطني: صالح.
وفي «كتاب ابن الجارود»: ضعيف.
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: هو عندي في «الطبقة الرابعة» من المحدثين.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم ابن حبان: منكر الحديث جدا يتفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات.(4/281)
من اسمه دهثم ودويد
1480 - (ق) دهثم بن قران العكلي، ويقال: الحنفي اليمامي.
ذكره الساجي والعقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال العجلي: ضعيف الحديث.
وفي «كتاب ابن الجارود»: ضعيف. وكذا قاله المروذي عن أحمد بن حنبل، والحاكم عن الدارقطني.
وقال ابن الجنيد: متروك.
وفي «كتاب ابن الجوزي»: قال الأزدي: سقط حديثه.
وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، ويروي عن الثقات أشياء لا أصول لها.
وقال ابن القطان: ضعيف. وذكره يعقوب في: «باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم».
1481 - (د س ق) دويد بن نافع الأموي، أبو عيسى الدمشقي، أخو مسلمة.
نزل مصر، قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: أحسبه الذي(4/282)
روى عن طاوس، وعمرو بن دينار: «لا بأس بالسلم في اللحم».
وفي «كتاب الصريفيني»: ويقال: ذويد. يعني بذال معجمة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أبو الفتح الأزدي: لا يصح حديثه. قال ابن خلفون: وهو صدوق، وثقه ابن صالح والذهلي، وأحاديثه مقاربة.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: ويقال: ذويد - يعني بذال معجمة -، يكنى أبا عثمان. كذا رأيته في نسخة صحيحة.
وأما قول المزي: ذكر - يعني عبد الغني - عنه في الرواة: بقية بن الوليد، وإنما يروي بقية عن ضبارة عنه. ففيه نظر في موضعين:
الأول: أن هذا ليس في كتاب «الكمال» جملة - نسخة الحافظ أحمد المقدسي وغيره -.
الثاني: لو كان موجودا لما كان فيه عيب يلزمه؛ لأن ابن ماكولا قاله قبله فلعله قلده.
على أنا نعتقد أن الصواب ما قاله المزي رحمهم الله تعالى.
وفي «تاريخ الغرباء» لأبي سعيد بن يونس: يكنى أبا عثمان، كان ينزل بجنب دار أبي صالح الحراني بالراية في ظهر حمام بني حريث بن زيد صاحب ديوان مصر. كذا هو ثابت في نسخة هي أصل سماعنا.
وفي «التاريخ الكبير» له: يكنى أبا عيسى، روى عنه جماعة من أهل مصر. والله تعالى أعلم.
ولما ذكر البخاري: دويدا الفلسطيني عن مالك بن كثير، وعنه يحيى بن(4/283)
سعيد، ودويدا سمع ابن ثوبان عن جابر بن زيد، ودويد بن نافع هذا، قال: دويد هذا كله أظنه واحدا.
وأما ابن أبي حاتم، فإنه لما ذكر الراوي عن ابن ثوبان قال: سمعت أبي يقول: ليس هذا بدويد بن نافع، هو شيخ لين.(4/284)
من اسمه ديلم ودينار
1482 - (ق) ديلم بن غزوان أبو غالب العبدي البراء البصري.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات». وقال البزار في «مسنده»: هو شيخ صالح.
وفي رواية عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: يروي ثلاثة أو أربعة أحاديث تحتمل.
1483 - (د) ديلم الحميري الجيشاني، وهو: ديلم بن أبي ديلم، ويقال: ديلم بن فيروز، وقال بعضهم: ديلم بن الهوشع، أبو وهب الجيشاني وهو وهم، فإن أبا وهب تابعي.
وقال البخاري: ديلم بن فيروز الحميري، روى عنه ابنه عبد الله، في إسناده نظر. وهذا معدود في أوهامه، فإن الذي روى عنه ابن عبد الله: فيروز الديلمي لا هذا. انتهى كلام المزي، وفيه نظر في مواضع.
الأول: يحتاج من وهم البخاري إلى أدلة يستدل بها عليه، مع أني نظرت كتاب ابن أبي حاتم في «أوهام البخاري» فلم أره تعرض له ألبتة، وكذا كتاب(4/285)
الخطيب أبي بكر وغيره، ووجدنا أبا داود السجستاني قال في «كتاب الأشربة» من «كتاب السنن»: ثنا عيسى بن محمد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلم، عن أبيه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علمت من نحن، ومن أين
نحن. فذكر حديثا.
وفي «كتاب أبي نعيم» وابن منده: روى عنه: ابناه الضحاك وعبد الله، وأبو الخير، وأبو خداش الرعيني وغيرهم. وقيل ديلم لقب، واسمه فيروز بن هميسع، وقيل: ابن هوشع.
وقال ابن حبان: روى عنه ابنه عبد الله وأهل مصر.
وقال أبو بشر الدولابي: روى عنه ابنه عبد الله.
وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه «أنساب الفرس»: لما قتل أبناء قلت: فارس الأسود وجهوا برأسه مع عبد الله بن الديلمي، وذكر آخرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم. أسلم وفود فارس.
وفي كنى (أبي) أحمد الحاكم»: عبد الله بن الديلمي، واسم الديلمي فيروز، يروي عن أبيه.
وفي كتاب «الأفراد» للبرديجي نحوه.
الثاني: أن الذي قال البخاري: في إسناده نظر هو في قوله: قال لي علي: ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي: سمع يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضحاك بن فيروز بن الديلمي، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله: أسلمت وتحتي أختان قال: «طلق أيتها شئت». في إسناده نظر.(4/286)
الثالث: قوله: وقال بعضهم: ديلم بن هوشع أبو وهب الجيشاني، وهو وهم، فإن أبا وهب تابعي. فيه نظر في موضعين.
الأول: قائل هذا من لا يتهم في علمه، وهو يحيى بن معين، فإنه قال فيما حكاه عنه البغوي بعد تقريره ذلك: اسم أبي وهب ديلم بن الهوشع، وقال يحيى: وأبو وهب الجيشاني اثنان - فيما أحسب -: أحدهما له صحبة، والآخر روى عنه ابن لهيعة ونظراؤه.
الثاني: أن هذا الرجل ساق ابن يونس نسبه في «كتابه» فقال: ديلم
بن هوشع بن سعد بن ذي جناب بن مسعود بن غن بن شحر بن هوشع بن موهب بن سعد بن جبل بن نمران بن الحارث بن خيران، وهو جيشان بن وائل بن رعين الرعيني، أول وافد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن، بعثه معاذ بن جبل، شهد فتح مصر، روى عنه مرثد بن عبد الله، ولم يذكر له هانئ بن المنذر عقبا.
الرابع: أن أبا وهب الجيشاني الأصغر الصواب في اسمه: عبيد بن شرحبيل، كذا ذكره ابن يونس حيث قال: ديلم بن هوشع الأصغر يكنى أبا وهب، كذا يقوله أهل العلم بالحديث من أهل العراق: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وهو عندي خطأ، حملوه على ديلم بن هوشع الصحابي، وإنما اسم أبي وهب هذا: عبيد بن شرحبيل بن ثابت، كذا نسبه أهل الخبرة ببلدنا.
وقال أبو عبيد الله الجيزي في كتاب «الصحابة» تأليفه: ومن موالي بني هاشم: ديلم الجيشاني، يكنى أبا وهب، شهد فتح مصر، وروى حديث «إنا بأرض باردة».
وقال الرشيد في «فوائده الجدد»: الذي يظهر أن أبا وهب الجيشاني رجلان مصريان، أحدهما صحابي واسمه ديلم بن هوشع، وقال فيه ديلم بن أبي(4/287)
ديلم، ويقال فيه: الحميري - أيضا -، وهو رجل واحد، شهد فتح مصر وسكنها.
الخامس: قوله الذي روى عنه ابنه عبد الله فيروز. قد سبق قول من قال: إن اسمه فيروز، وديلم لقب، فلا خلاف بين القولين، ويزيده وضوحا قول الترمذي في كتاب «الصحابة»: ديلم الحميري، يقال: هو فيروز الديلمي اليمامي.
وقول ابن حبان في كتاب «الصحابة»: ديلم بن هوشع له صحبة، وهو الذي يقال له:
فيروز الديلمي، ومات بمصر.
وقال محمد بن سعد كلاما أوضح ما أشكل على من لم ينظر «كتابه» وهو: فيروز الديلمي، يكنى أبا عبد الله، وهو من أبناء فارس، وهو الذي قتل الأسود العنسي، وبعضهم يروي عنه فيقول: حدثني الديلمي الحميري.(4/288)
ويقول بعضهم: عن الديلم. وهذا كله واحد، إنما هو: فيروز بن الديلمي.
والذي يبين ذلك: الحديث الذي رواه، واختلفوا في اسمه على ما ذكرنا، والحديث واحد: أبنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، عن الديلم: قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا بأرض باردة. الحديث، وأبنا بهذا الحديث - أيضا -: محمد بن عبيد، عن ابن إسحاق، عن يزيد، عن مرثد، عن ديلم الحميري، وأبنا محمد بن عمر، ثنا ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبي وهب الجيشاني، عن أبي خراش، عن الديلمي الحميري. وتمام الحديث: في بعض المغازي، وإنما قيل له: الحميري لنزوله في حمير، ومخالفته إياهم، والله أعلم، ومات فيروز في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
وسماه البرقي: ديلم بن حبيب الجيشاني.
هذا كلام الناس لا ما قلت قد وهم البخاري، في الذي سيقوله ظهر الصواب، وأن قولك لم يكتب يرويه، قد تبينته بقوله.
1484 - (ق) دينار بن عمر الأسدي، أبو عمر، البزار الكوفي الأعمى، مولى بشر بن غالب.
قال الخليلي في «الإرشاد»: كذاب، وقال: كان مختاريا من شرط المختار ابن أبي عبيد.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أبو الفتح الأزدي: متروك.
ورأيت بخط الحافظ
الدمياطي في كتاب «مشتبه الأسامي» لأبي الفضل الهروي؛ دينار أبو عمرو اثنان، أحدهما: مولى بشر بن غالب سمع ابن الحنفية وغيره، والآخر: سمع الحسن قوله، روى عنه وكيع.
1485 - (م س) دينار أبو عبد الله الخزاعي مولاهم القراظ المدني.
كان يبيع القرظ.(4/289)
قال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: قيل: هو مولى سعد القرظ، كان رجلا صالحا فاضلا.
وذكر المزي روايته عن سعد المشعرة عنده بالاتصال، وقد قال أبو حاتم الرازي: عن سعد بن أبي وقاص، ولا ندري سمع منه أم لا.
وقال أبو عمر في كتاب «الاستغنا»: مدني ليس به بأس.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: روى عنه عمرو بن عبيد الله. وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
1486 - (د ت) دينار مولى عمرو بن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي الكوفي.
خرج إمام الأئمة ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي في «كتاب الصوم»، وفي «تاريخ البخاري»: خزاعي أزدي.(4/290)
باب الذال
1487 - (ع) ذر بن عبد الله بن زرارة الهمداني المرهبي، أبو عمر الكوفي، والد عمر بن ذر.
قال أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات»: كان من عباد أهل الكوفة، وكان يقص.
وفي «تاريخ البخاري»: قال ذر: لقد تركت أشياء أخشى أن تتخذ دينا. -
يعني المحدث من الرأي -. زاد في كتاب «الضعفاء»: تأليفه: وهو صدوق في الحديث.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال: قال أبو الفتح الأزدي: كان مرجئا يتكلمون فيه. قال ابن خلفون: تكلم في مذهبه ونسب إلى الإرجاء، وقال ابن نمير: ذر الهمداني ثقة.
وقال الساجي: صدوق في الحديث، كان يرى الإرجاء، وقال ابن حنبل: ما بحديثه بأس، وهو أول من تكلم في الإرجاء.
وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب «مجابي الدعوة»: عن المختار بن فلفل: خرجنا نريد الحج، ومعنا ذر زمن الحجاج، فأتينا صاحب السالحين، فقال: لسنا ندع أحدا يخرج إلا بجواز. فقال لنا ذر: توضئوا وصلوا، ثم ادعوا الله أن يخلي سبيلكم. قال: ففعلنا وجئنا صاحب السالحين ففتح لنا، ولم يفعل ذلك بأحد قبلنا ولا بعدنا.(4/291)
وذكره أبو نعيم الحافظ في جملة الرواة عن الزهري من الأئمة والأعلام ولهم شيخ آخر يقال له:
1488 - ذر بن عبد الله الخولاني الشامي.
روى عنه: علي بن أبي حملة، ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق». وذكرناه للتمييز.
1489 - (ع) ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، مولى جويرية بنت الأحمس الغطفاني، وهو والد: سهيل، وصالح، وعبد الله ومحمد.
وقد اختلف فيه، فأثبته في ولده جماعة، ونفاه آخرون.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال أحمد بن صالح والساجي: ثقة. زاد الساجي: صدوق.
وفي موضع آخر من «كتاب العجلي»: أبو صالح السمان، وهو الثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»، قال: قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: سألت أبا داود، من كان الثبت في أبي هريرة؟ قال: سألت ابن معين؟ فقال: سعيد بن المسيب وابن سيرين وأبو صالح ذكوان، والمقبري والأعرج وأبو رافع.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال أبو أحمد الحاكم: ويقال مولى لعبد الله بن غطفان.
وقال الحربي: كان من الثقات، ومولاته جويرية
امرأة من قريش.(4/292)
وقال الكلبي في «كتاب الثوري»: كان من أحفظ الناس.
وثم جماعة يروون عن أبي هريرة يقال لكل واحد. منهم: أبو صالح، منهم:
- أبو صالح باذام مولى أم هانئ.
- وأبو صالح الحنفي عبد الرحمن بن قيس، أخو طليق.
- وأبو صالح ميزان البصري.
- وأبو صالح الحارث وقيل: كيسان، وقيل: بركان موى عثمان بن عفان.
- وأبو صالح عمير.
- وأبو صالح الخوزي.
- وأبو صالح مولى ضباعة، ويقال: مولى السعدين.
- وأبو صالح جبير: ذكرهم أبو أحمد وابن خلفون وغيرهما.
1490 - (خ م د س) ذكوان أبو عمرو مولى عائشة.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات». انتهى كلامه، وكأنه نقله – على العادة - من غير أصل، إذ لو كان من أصل لرأى فيه: ذكوان بن عمرو، أبو عمرو مولى عائشة، وكانت دبرته، وكان يؤمها في شهر رمضان من المصحف، قتل ليالي الحرة سنة ثلاث وستين.
وفي قوله: وقال الهيثم.
فذكر وفاته: نظر؛ لأني لم أره في «تواريخه الثلاثة» مذكورا، والظاهر أن المزي نقله من عند الكلاباذي، والكلاباذي من عادته أنه ينقل من كتاب ابن سعد، وتراه يقول بعد كلام الواقدي: وقال الهيثم كذا وكذا، وهنا لما(4/293)
ذكر كلام الواقدى قال: وقال بعضهم: أحسبه قتل بالحرة. فظنه الكلاباذي، لعله أراد الهيثم، فينظر، والله تعالى أعلم.
وفي «تاريخ البخاري»: خادم عائشة، وكان دفن عائشة، قاله لي إبراهيم بن موسى، عن هشام، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة
، وقال مسدد: عن معتمر، عن يونس بن عبيد، عن أبي مليكة أنه أحسن عليه الثناء.
وفي «سؤالات الحاكم للدارقطني»: ذكوان بن أمية أبو عمرو مولى عائشة رضي الله عنها.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مدني تابعي ثقة.
وذكره مسلم في «الطبقة الأولى من أهل المدينة».
1491 - (ق) ذهيل بن عوف بن شماخ التميمي المجاشعي الطهوي.
كذا ذكره المزي، وطهية لا يجتمع في نسب مجاشع، وإنما يجتمعان في تميم فقط، وذلك؛ لأنه مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وطهية هي: أم عوف، وأبي سود ابني مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
1492 - (ت ق) ذواد بن علبة أبو المنذر الحارثي الكوفي.
كذا ذكره غير واحد في حرف الذال المعجمة، وأبى ذلك أبو العرب، وذكره في الدال المهملة، وقال: أما الذال المعجمة فلم أجد فيه رجلا ضعيفا(4/294)
فأذكره، وقليل من اسمه في أوله ذال من الثقات والضعفاء.
وفي «تاريخ أبي زرعة الدمشقي»: عن الجوزجاني: في حديثه لين.
وفي «كتاب ابن الجارود»: عن البخاري: يخالف في حديثه، ثنا ابن الأصبهاني، ثنا المحاربي، عن ليث، عن مجاهد قال: قال أبو هريرة: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم «اشكم درد».
قال ابن الأصبهاني: رفعه ذواد، وليس له أصل.
قال ابن الجارود: ليس هو بشيء. زاد ابن عدي: أبو هريرة لم يكن فارسيا، الفارسي مجاهد، وهذا يعرف بذواد أنه رفعه، ثم وجدناه عن الصلت بن حجاج، عن ليث مرفوعا أيضا، وأظن معلى بن هلال - وهو ضعيف - رواه عن ليث فرفعه.
وذكره البخاري في: «فصل من مات من الثمانين إلى التسعين ومائة».
وفي «كتاب الساجي»: يخالف في بعض حديثه. وذكره أبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال العجلي: لا بأس به.
وقال أبو أحمد الحاكم: ربما يخالف في حديثه.
وقول المزي: قال النسائي: ليس بالقوي. فيه نظر؛ لأن النسائي لم يذكره: في كتاب «الضعفاء»، ولا في كتاب «الكنى»، ولا في «الطبقات»، ولا «الرواة عن الزهري»، ولا شيوخ الزهري، ولا «مسند الموطأ»، وليس له ذكر في كتابي «السنن»، ولا في «مشيخته»، ولا «التفسير»، ولا «مسند علي بن(4/295)
أبي طالب»، وأما «التمييز» فليس فيه غير: ليس بثقة. فينظر من أي موضع ذكره؟ فإني لم أره ولا أستبعده، وإنما ذكرت هذا للبحث عنه، والله أعلم.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن الضعفاء ما لا أصل له، وقال رجل للفضل بن موسى: كيف حدثك ذواد بن علبة؟ فقال: بنذر يا فتى يسير.
وقال الدارقطني: في حديثه بعض الضعف، ولهم شيخ آخر يقال له:
1493 - ذواد بن علبة العقيلي.
روى عن: سعد، وروى عنه: معمر، مرسلا.
ذكره أبو الفضل الهروي في «المشتبه»، وذكرناه للتمييز.
1494 - (م) ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول الخزاعي، والد قبيصة.
كذا ذكره المزي، وذكر حديثه في «البدن» من طريقين، ادعى علوهما.
وفي «كتاب ابن عبد البر»: ذؤيب بن حلحلة، ويقال: ابن حبيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب، كان
ذؤيب صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يبعث معه الهدي، شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يسكن قديدا، وله دار بالمدينة، وعاش إلى زمن معاوية.
وجعل أبو حاتم ذؤيب بن حبيب غير ذؤيب بن حلحلة، فقال: ذؤيب بن حبيب الخزاعي صاحب هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابن عباس.(4/296)
وذؤيب بن حلحلة الخزاعي أحد بني قمير، شهد الفتح، هو والد قبيصة، روى عنه ابن عباس، ومن جعل ذؤيبا هذا رجلين فقد أخطأ، والصواب ما ذكرناه.
وفي «كتاب ابن الأثير»، و «معجم الطبراني الكبير»: ذؤيب بن قبيصة أبو قبيصة.
وفي «كتاب خليفة»: بعث معه النبي صلى الله عليه وسلم بدنتين.
وقال ابن حبان: ذؤيب بن حلحلة، وقد قيل: إنه ذؤيب بن حبيب.
وقال أبو الفتح الأزدي وأبو صالح المؤذن: تفرد عنه بالرواية ابن عباس. انتهى.
وخرج أبو القاسم في «معجمه الكبير» في ترجمة ذؤيب بن أبي قبيصة: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا معاوية بن هشام، عن حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، حدثني ذؤيب: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر قالت صفية:
«يا رسول الله، لكل امرأة من نسائك أهل تلجأ إليهم، وإنك أجليت أهلي، فإن حدث حدث فإلى من؟» قال: «إلى علي بن أبي طالب».
وقال ابن قانع: ثنا محمد بن زكريا، ثنا رزين، ثنا محمد الطنافسي قال ابن إسحاق: عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شرب الخمر فاجلدوه» الحديث.(4/297)
وكذا ذكره صاحب «تاريخ القدس» انتهى.
وفي هذا
رد لقول من جاء عنه حديث واحد يعني حديث واحد، وأما ابن بنت منيع، وابن سعد فلم ينسباه إلا ابن حبيب، قالا: وبقي إلى خلافة معاوية.
ولهم شيخ آخر خزاعي يقال له:
1495 - ذؤيب بن حبيب الخزاعي.
أنشد له المرزباني في معجمه شعرا ذكرناه فائدة:
تركت كلام الناس يا صاح جانبا ... وجئت بتطويل ترى أيش ينفع؟
أليس عجيبا أن يكون مجانبا لما ... تدعيه؟ ماكها الناس يصنع
1496 - (د) ذو الجوشن الضبابي، من بني الضباب بن كنانة بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
قال الواقدي - فيما حكاه البغوي -: اسمه عثمان بن نوفل، وعن أبي إسحاق: شرحبيل وهو أبو شمر. انتهى كلام المزي، فيه نظر، وذلك أن الضباب اسمه: معاوية بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، على ذلك اتفق عامة النسابين فيما أعلم. قال الكلبي في كتاب «الألقاب» تأليفه: سمى بالضباب - واسمه: معاوية بن كلاب - بولده ضب، ومضب، وحسل، وحسيل.
وذكر أبو عبيدة في كتاب «مقاتل الفرسان» تأليفه: أن ذا الجوشن كان شاعرا محسنا مطبوعا. وأنشد له شعرا.
ونسبه البخاري في «تاريخه» كلابيا، قال: روى عنه أبو إسحاق، مرسلا.
وكذا قاله: أبو حاتم الرازي، وأبو أحمد العسكري.(4/298)
قال البخاري: وقال سفيان: كان ابنه جارا لأبي إسحاق.
فلا أراه إلا سمعه من ابن ذي الجوشن. وهو رد لقول المزي: روى عنه أبو إسحاق. وهو مشعر عنده بالاتصال.
وقال ابن عبد البر: اسمه أوس بن الأعور، وقيل: إن أبا إسحاق لم يسمع منه، وإنما سمع من ابنه شمر.
وفي قول المزي: حكى البغوي عن الواقدي أن اسمه عثمان بن نوفل مقلدا صاحب «الكمال» نظر؛ لأن البغوي لم يحكه إلا عن ابن سعد، كذا هو في نسخة قديمة، قيل: إنها كتبت عنه والله أعلم.
قال: ولا أعلم لذي الجوشن غير هذا الحديث - يعني حديث الفرس - قال: ويقال: إن أبا إسحاق سمعه من ابنه شمر عن أبيه.
وقال الجاحظ في كتاب «البرصان»: كان شمر أبرص، قال الحسين قبل أن يقتل بليلة: إني رأيت في المنام كأن كلبا أبقع يلغ في دمائنا، فأولته هذا الأبرص الضبابي.
وقال مسلم في كتاب «الوحدان»: لم يرو عن ذي الجوشن إلا أبو إسحاق. وكذا قاله أبو الفتح الأزدي في كتاب «الصحابة».
وقال أبو منصور الباوردي: تحول إلى الكوفة فسكنها.
ونسبه الصريفيني في «كتابه»: حنظليا. وزعم السمعاني أنه ضبابي، بفتح الضاد، ورد عليه ذلك، وكأن الصواب الكسر، والله أعلم.
وفي «كتاب المنتجالي»: لابن هشام تفسير شمر بالحمر.(4/299)
1497 - ذو الزوائد.
مدني، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في «حجة الوداع»، روى عنه سليم بن مطير، عن أبيه عنه، وقيل: عن أبيه، عن رجل عنه. انتهى كلام المزي.
وفي «كتاب أبي عمر»: ذو الزوائد الجهني.
وفي «تاريخ أبي زرعة الدمشقي»: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي أمامة بن سهل قال: أول من صلى الضحى رجل من الأنصار يقال له: ذو الزوائد. قال أبو زرعة: ويرى هذا الحديث محققا لحديث سليم بن مطير.
وقال البغوي: لا أعلم له غير حديث: «إذا صار العطاء رشا».
وقال الطبراني: ذو الأصابع هو ذو الزوائد انتهى، وهو قول لم أره لغيره، وذكره – أيضا - عن أبي عمران عنه قال: يا رسول الله، إن ابتلينا بالبقاء بعدك فما تأمرنا. قال: «عليك ببيت المقدس».
وقال الباوردي: ذو الزوائد، ويقال: أبو الزوائد.
وفي كتاب «الأطراف» لأبي القاسم: ورأيت – في نسخة - في حديث هشام، عن سليم، عن أبيه قال سمعت رجلا، - يعني يقول حديث العطاء -. قال: وهو الصواب، وكذلك رواه الحسن بن سفيان عن هشام.
1498 - ذو الغرة الجهني، واسمه يعيش.
روى عنه (9 / ب): عبد الرحمن بن أبي ليلى، عند أبي عيسى: «حديث الوضوء من لحوم الإبل»، قال أبو عيسى: ولا ندري من هو.(4/300)
وكأنه غفل عن ذكره إياه في كتاب «الصحابة».
وسماه العسكري وغيره كما سميناه.
وقال أبو داود: ومن الصحابة رجل يقال له: ذو الغرة.
ولما ذكره البغوي في كتاب «الصحابة» سماه يعيش ونسبه جهنيا، وابن قانع، وابن أبي حاتم ونسبه طائيا، وقال: له صحبة.
وفي «تاريخ عباس» عن يحيى: له صحبة.
وذكره الطبراني وغيره في حرف الياء.
ونسبه ابن عبد البر: هلاليا.
وفي «إكمال ابن ماكولا»: قال بعضهم: ذو الغرة هو البراء بن عازب، سمي بذلك لبياض كان في وجهه. لم يذكره المزي، ولا صاحب «الكمال»، ولا أصحاب «الأطراف»، وهو ثابت في أصل الترمذي.
1499 - (مد) ذو اللحية الكلابي، قيل: اسمه شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
كذا ذكره المزي، وفي «المعجم الكبير» للطبراني: ذو اللحية الكلابي،(4/301)
وهو: ابن عمرو بن قرط بن أبي بكر بن عبد الله بن كلاب.
وقال الباوردي: حديثه في البصريين. وكذا قاله ابن عبد البر.
وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلم له غير حديث: «العمل في أمر مستأنف».
وقال ابن حبان: حديثه عند أهل الشام.
وقال العسكري: من ساكني الشام.
1500 - (د ق) ذو مخبر، ويقال: ذو مخمر الحبشي ابن أخي النجاشي.
ذكر ابن الأثير: أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من الحبشة في اثنين وسبعين رجلا.
وقال أبو عمر والباوردي: عده بعضهم في موالي النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب «الصحابة» للترمذي: ذو مخبر، وقال بعضهم: مخمر. ومخبر أصح.
وأبى ذلك ابن سعد فقال: مخمر أصوب.
وذكر المزي رواية خالد بن معدان المؤذنة بالاتصال عنه، وفي «صحيح» ابن حبان: ثنا الفضل بن حباب، ثنا ابن المديني، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ذي مخبر.(4/302)
فذكر حديث: «تصالحون الروم» ثم قال: ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين أن حسان بن عطية سمع هذا الخبر من محكول، أبنا عبد الله بن سلم، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية قال: مال محكول إلى خالد بن معدان، وملنا معه، فحدثنا عن جبير بن نفير: أن ذا مخبر حدثه فذكره.
1501 - (بخ) ذيال بن عبيد بن حنظلة بن حذيم بن حنيفة المالكي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: يعد في البصريين.
ولما ذكره أبو عبد الله بن خلفون في كتاب «الثقات» قال: روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الله الهاشمي، وهانئ بن يحيى بن سيف السلمي.(4/303)
باب الراء
من اسمه راشد
1502 - (س) راشد بن داود
البرسمي، أبو المهلب، ويقال: أبو داود الصنعاني الدمشقي.
ذكره ابن خلفون وأبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وقال: هو من صنعاء الشام.
وخرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «مستدركه».
1503 - (4) راشد بن سعد المقرائي، ويقال: الحبراني الحمصي.
كذا ذكره المزي تابعا صاحب «الكمال»، وهو يفهم منه التغاير بين المقرائي والحبراني، وليس كذلك؛ لأنه سكن مقراء قرية بدمشق فيما ذكره ابن حبان حين ذكره في «جملة الثقات»، قال: ومات في ولاية هشام بن عبد الملك سنة ثلاث عشرة. وهو منسوب إلى: حبران بن عمرو بن قيس بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير، والله أعلم.
وكذا ذكر وفاته: أبو عبيد بن سلام، وابن قانع.
وذكر المذي روايته عن ثوبان المشعرة بالاتصال، وفي كتاب «العلل» لأبي(4/305)
إسحاق الحربي: لم يسمع راشد بن سعد من ثوبان؛ لأن ثوبان توفي سنة أربع وخمسين، وراشد توفي سنة ثلاث عشرة ومائة، وبين موتيهما تسع وخمسون سنة.
وفي «العلل» للخلال: عن أحمد: لا ينبغي أن يكون سمع منه؛ لأن ثوبان مات قديما.
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم عنه: لم يسمع منه. انتهى كلامهما، وفيه نظر من حيث قول أبي داود والبخاري: أدرك صفين وذهبت عينه بها.
فإذا كان بصفين رجلا مقاتلا كيف لا يسمع ممن توفي بعد صفين بسبعة عشر عاما، ولهذا إن البخاري لم يعتد بها وصرح بسماعه منه.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ضعيف يعتبر به.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك: أبو علي الطوسي، وأبو عبد الله الحاكم،
والدارمي.(4/306)
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
ولهم شيخ آخر يقال له:
1504 - راشد بن سعد أبو سعد.
يروي عن التابعين، ذكره ابن حبان في «الثقات».
وآخر يسمى:
1505 - راشد بن سعد شامي.
روى عنه: بقي بن مخلد، ذكره مسلمة، وابن عبد البر في «تاريخ قرطبة»، وذكرناه للتمييز. وإن كان من طبقة الأول؛ لأن المزي يفعل مثل ذلك، وإن كنا لا نستحسنه، والله تعالى أعلم.
1506 - (ق) راشد بن سعيد بن راشد أبو بكر القرشي الرملي.
قال ابن عساكر في «النبل»: مات بعد سنة ثلاث وأربعين ومائتين أو فيها.
1507 - (م د ت ق) راشد بن كيسان العبسي أبو فزارة الكوفي.
قال أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات»: مستقيم الحديث إذا كان فوقه ودونه ثقة، فأما مثل أبي زيد مولى عمرو بن حريث الذي لا يعرفه أهل العلم فلا.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغناء في معرفة الكنى»: هو ثقة عندهم ليس به بأس.(4/307)
وقال الحاكم، فيما ذكره مسعود: هو من ثقات الكوفيين.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» قال: روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: إنه قال: أبو فزارة ثبت، وقال أبو زرعة الرازي: حديث أبي فزارة ليس بصحيح. انتهى.
كأنه، والله أعلم، يريد حديث «الوضوء بالنبيذ»، وهو بناء منه على أن أبا فزارة الذي هو هناك هو: راشد بن كيسان، هذا وكأنه أشبه، وقد أشبعنا القول في هذا في كتابنا «الإعلام نسبته عليه الصلاة والسلام»، وكتابنا «الاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء».
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة والطوسي والحاكم.
ولما ذكر بحشل في «تاريخه» حديث يعلى بن عطاء، عن أبي فزارة: سالت أنسا عن الركعتين - قبل المغرب - قال أبو الحسن: أبو فزارة هذا ليس هو الكوفي ذاك، يعني الكوفي راشد بن كيسان.
1508 - راشد بن نجيح الحماني البصري، مولى بني عطار، أبو محمد.
ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وفرق البخاري بين: راشد أبي محمد سمع منه ابن المبارك، وبكار بن سعيد(4/308)
البصري، وبين: راشد بن نجيح رأى أنس بن مالك روى عنه عاصم الأحول، والمزي جمع بينهما، فينظر.(4/309)
من اسمه رافع
1509 - (ت س) رافع بن إسحاق الأنصاري المدني مولى آل الشفاء.
كذا ذكره ابن خلفون في «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «التمهيد»: هو من تابعي أهل المدينة، ثقة فيما نقل، والشفاء امرأة صحابية قرشية، وهي أم سليمان بن أبي حثمة.
وقال أحمد بن صالح: تابعي ثقة. وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وقال مسلم في «الطبقة الأولى من أهل المدينة»: رافع بن إسحاق مولى الشفاء، ويقال له مولى أبي أيوب.
1510 - رافع بن أسيد.
لم أجد له ترجمة مفردة في «تاريخ»، ولا كتاب من كتب «المختلف والمؤتلف» والله أعلم.
1511 - رافع بن أشرس المروزي.
روى عنه: أحمد بن سيار، ومحمد بن الليث، في كتاب مسلم. كذا(4/310)
ذكره أبو إسحاق الصريفيني، ولم ينبه عليه المزي.
1512 - (ع) رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن يزيد بن جشم الأوسي الأنصاري، أبو عبد الله، ويقال: أبو رافع المدني.
قال البخاري في «تاريخه»: مات قبل ابن عمر قاله عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب: مات في زمن معاوية. وقال: زمعة عن الزهري: قال ابن عمر لرافع: يا أبا خديج.
وذكره في «الصغير والأوسط» في «فصل من مات بعد الخمسين إلى الستين». زاد عن أبي حنيفة رجل من رهط زياد بن كليب قال: كنت بالمدينة فإذا جنازة قيل: جنازة جبير بن مطعم إذ أتوا بجنازة رافع بن خديج.
وفي «كتاب أبي أحمد العسكري»: له ابن عم يقال له ظهير بن رافع بن خديج ابن عدي، وليس بابنه، مات رافع أيام معاوية، وكان يخضب بالصفرة وأجازه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.
وفي «طبقات ابن سعد»: أمه حليمة بنت عروة بن مسعود، ومن ولده: سهل، وعبد الرحمن، ورفعاة، وعبيد الله، وزياد، وعبد الله، وأسيد، وإبراهيم، وعبد الحميد.
ولرافع عقب اليوم بالمدينة وبغداد، وكان له أخ يقال له رفاعة، وله صحبة، وانتقض جرحه الذي كان أصابه بأحد أو حنين - شك عمرو بن مرزوق -.
زاد البيهقي في «الدلائل»:(4/311)
لما أصابه السهم أتى النبي صلى الله عليه وسلم لنزعه فقال: إن شئت نزعت السهم والقطنة جميعا، وإن شئت نزعت السهم وتركت القطنة، وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد. فقال: يا رسول الله، انزع السهم ودع القطنة واشهد لي يوم القيامة. انتهى.
قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: هو يوم أحد لا شك فيه، فبقي إلى زمن معاوية، فمات بعد
العصر، وقد روى عن أبي بكر وعمر وعثمان، وقال عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع: رأيته يحفي شاربه كأخي الحلق.
وفي «كتاب أبي عمر»: رده النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر لأنه استصغره، ومات في زمن عبد الملك بن مروان.
وفي «كتاب أبي نعيم»: كان عريف قومه.
وفي كتاب أبي داود - في البيوع من كتاب «السنن» -: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن عمر بن ذر، عن مجاهد، عن ابن رافع بن خديج، عن أبيه، فذكر حديث المزارعة.
وقال في «كتاب اللباس» - أيضا -: ثنا محمد بن العلاء، عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن رجل من بني حارثة من الأنصار، عن رافع قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم على رواحلنا أكسية فيها خطوط حمر.
وفي «كتاب أبي القاسم البغوي»: سكن الكونة، ومات بالمدينة، وعن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبله هو ورافع بن خديج يوم الخندق وهما ابنا خمس عشرة سنة. ثناه ابن زنجويه، قال: ثنا أحمد بن حنبل، ثنا ابن مهدي، عن حماد بن زيد، عن عبيد الله، عن نافع. وحدثناه إسماعيل بن إسحاق، ثنا مسدد، ثنا(4/312)
حماد بن زيد. ورواه جماعة عن عبيد الله، لم يذكروا رافعا، ولا أعلم أحدا ذكر رافعا غير حماد بن زيد.
وفي «المعجم الكبير» لأبي القاسم الطبراني: روى عنه ابنه أسيد ابن ابن رافع حديث «النهي عن كراء الأرض»، وأخوه سهل بن رافع، روى عنه حديث «المزارعة»، وأخوهما عبد الله بن رافع، روى حديث «تأخير العصر»، وسعيد بن رافع بن خديج حديث «الجار قبل الدار»، وعمرو بن عبيد الله بن رافع، وعبيد بن رفاعة الزرقي،
وسعيد المقبري، ومعاوية بن عبيد الله بن جعفر، ومحمد بن سهل بن أبي حثمة، وجعفر بن مقلاص، وأبو عفير الأنصاري، وأبو البختري الطائي، وسعيد بن فيروز، والقاسم بن عاصم الشيباني، وعمرة بنت عبد الرحمن.
وفي كتاب «الوفيات» لابن قانع: روى أبو الأسود عن سعيد بن عامر: مات رافع مع جبير بن مطعم في وقت واحد سنة تسع وخمسين. ووافقه على هذا إبراهيم بن منذر، عن محمد بن طلحة الطويل: مات رافع في زمن معاوية.
وفي «كتاب الكلاباذي»: عن يحيى بن بكير: مات أول سنة ثلاث وسبعين.
وأما تكنية المزي إياه بأبي رافع، تابعا صاحب «الكمال»، فيشبه فيه نظر، وذلك أنه قول لم أره لغير عبد الغني، وأيضا، فمن المحال المستبعد والأمر الذي لا يوجد تكنية الرجل باسم نفسه، والله تعالى أعلم.(4/313)
وفي التابعين رجل يسمى:
1513 - رافع بن حديج.
بحاء مهملة مضمومة ودال مهملة.
يروي عن حذيفة، ذكره ابن حبان في «الثقات»، وذكرناه للتمييز.
1514 - رافع بن رفاعة بن رافع الزرقي.
قال أبو عمر بن عبد البر: لا تصح صحبته، والحديث المروي عنه في «كسب الحجام» في إسناده غلط انتهى.
هو رافع بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق.
ولما ذكره البغوي في «الصحابة» ذكر له حديثا آخر من حديث: عبد الله بن الحارث عن أبيه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا. الحديث» ثم قال: عبد الله هذا هو الخطمي، وهو يروي عن أبيه، عن جابر أحاديث مناكير.
وقال ابن عساكر: رافع هذا غير معروف.
انتهى.
وأظن المزي تبعه في هذا، وهو غير جيد منهما؛ لأنه قد ذكره غير واحد في الصحابة.
وقال العلامة أبو جعفر أحمد بن أبي خالد في كتابه «التعريف بصحيح التاريخ»: في سنة مائة من الهجرة رافع بن رفاعة، أبو خديج المدني، في خلافة عمر بن عبد العزيز – يعني – توفي.(4/314)
1515 - رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي مولاهم البصري.
قال أبو محمد بن حزم في الكتاب «المحلى» مجهول. وتبعه أبو الحسن بن القطان، وزاد: لا يعرف.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
ولهم شيخ آخر يسمى:
1516 - رافع بن سلمة.
يروي عن: ثابت بن أسلم البناني.
روى عنه: زيد بن حباب.
في «كتاب الطبراني الكبير» ذكرناه للتمييز.
1517 - (د س) رافع بن سنان الأرسي، أبو الحكم المدني جد عبد الحميد بن جعفر.
قال البغوي: أسلم، وأبت امرأته أن تسلم، وكان له منها ابنة فوضعها النبي صلى الله عليه وسلم بينهما ثم أمرهما أن يدعواها فمالت إلى أمها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اهدها، فمالت إلى أبيها، فأخذها. قال: ولا أعلم لرافع غير هذا.
وفي «كتاب ابن الأثير»: رواه البتي عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده خوط. قال: وذكر خوط وهم، والله أعلم.(4/315)
1518 - (م د ت ق) رافع بن عمرو الغفاري، أبو جبير البصري، أخو الحكم.
قال العسكري والرشاطي وغيرهما: لم يكونا من غفار، إنما هما من بني نعيلة أخي غفار.
وقال ابن حبان في كتاب «الصحابة»: يقال: إن له صحبة. وقال بعد ذلك، ومن زعم أن له صحبة فقد وهم: انتهى. هذا يرد
قول المزي: له صحبة.
1519 - (د س ق) رافع بن عمرو المزني، أخو عائذ بن عمرو، سكن البصرة.
قال أبو عمر بن عبد البر: هو رافع بن عمرو بن هلال. زاد الباوردي والعسكري: ابن عبيد بن رواحة بن ثعلبة بن ثور.
وقال أبو نعيم الحافظ: رافع بن عمرو بن غويم بن زيد بن رواحة بن زيد بن عدي.
وفي «تاريخ البخاري»: قال لي أبو جعفر: حدثنا مروان قال: حدثنا هلال(4/316)
ابن عامر المزني، سمعت رافع بن عمرو: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم النحر. تابعه ابن المغراء، وقال أبو معاوية: عن هلال عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأول أصح. والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب ابن عساكر»: كان في حجة الوداع خماسيا أو سداسيا.
1520 - (د) رافع بن مكيث الجهني، أخو جندب.
قال ابن حبان: كنيته أبو زرعة.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه، والعسكري: رافع بن عبد الله بن مكيث.
وفي «طبقات ابن سعد» - وغيره -: رافع بن مكيث بن جراد بن يربوع بن طحيل.
وفي «كتاب البرقي»: رافع بن مكيث بن عبد الله عبادة.
1521 - (م) رافع أبو الجعد الأشجعي مولاهم الكوفي، والد سالم وإخوته.
ذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات».
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
وقال أبو القاسم البغوي: يقال: إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما ذكره أبو عمر في «جملة الصحابة» قال: عظم روايته عن علي.
وذكره فيهم - أيضا – أبو نعيم وأبو موسى.(4/317)
من
اسمه رباح
1522 - (د س ق) رباح بن الربيع التميمي الأسيدي، أخو حنظلة الكاتب، وجد المرقع، ويقال فيه: رياح بالياء المثناة.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر، لما ذكره أبو نعيم الحافظ: رياح بن الربيع بن مرقع بن صيفي، وقيل: رباح، وهو وهم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبين له: «إن لكما رفيقا صالحا – يعني رياحا – فأحسنا صحبته».
وقال ابن عبد البر: رياح بن الربيع، ويقال: ابن ربيعة، والأول أكثر، يعد في أهل المدينة ونزل البصرة، وهو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «لليهود يوم، وللنصارى يوم، فلو كان لنا يوم، فنزلت سورة الجمعة» وقال أبو الحسن الدارقطني: ليس في الصحابة أحد يقال له: رياح إلا هذا، على اختلاف فيه أيضا.
وقال ابن حبان: ومن زعم أنه رياح فقد وهم.
وقال البخاري: وقال بعضهم: رباح، ولم يثبت.
وقال ابن الجوزي: ذكره أبو محمد عبد الغني بن سعيد بالياء، وذكر(4/318)
الدارقطني فيه اختلافا، وقال البخاري: لا يثبت بالباء.
وقال الباوردي: رياح أصح.
وحديثه ألزم الدارقطني الشيخين تخريجه لصحة الطريق إليه.
خرجه ابن حبان في «صحيحه».
وقال العسكري: بالياء هو الصحيح، وقد صحف فيه بعضهم فقال: رباح بالباء، وحكى لي بعض شيوخنا عن أحمد بن محمد بن الجهم السمري وكان عارفا بالنسب، أنه قال: الحديث الذي روي عن أبي الزناد عن رباح بن الربيع إن صح عن أبي الزناد أنه قال: رباح. فقد وهم، وإنما تسمي العرب العبيد برباح ولا يعرف من المشهورين غير رباح بن المغترف قال: ونزل رباح بن الربيع
الكوفة، وأنشد ابن الأعرابي في «الأمالي» لبعضهم يمدحه من أبيات:
إن رياحا جوده مثل اسمه ... ما انجبت نسمة كأمه
وقال البخاري: الصواب بالياء المثناة من تحت.
وفي كتاب «الصريفيني»: وقيل فيه: رياح بن الحارث.
فقد تبين لك بهذا أن القول الممرض عند المزي هو الصحيح، وأن الصحيح المبدأ به عنده هو الجريح، ومع ذلك فلو عزاه لكان يستريح.(4/319)
1523 - (د س) رباح بن زيد مولى آل معاوية بن أبي سفيان.
ذكره أبو حاتم بن حبان، وابن خلفون في كتاب «الثقات»، وقال: كان شيخا صالحا فاضلا.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وقال أحمد بن صالح، والبزار في كتاب «السنن»: ثقة. والله أعلم.
وقال مسلمة: ثقة مشهور.
1524 - (ت ق) رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزى، أبو بكر الحويطي، قاضي المدينة.
قال أبو عيسى في كتاب «العلل الكبير»، وذكر حديثه عن (جدته عن) «أبيها في التسمية عند الوضوء»، فسألت محمدا عن هذا الحديث؟
فقال: ليس في هذا الباب حديث أحسن عندي من هذا.
وخرجه الحاكم في «مستدركه»، وصحح سنده.
وقال البزار: رباح وجدته لا يعلم مما رويا إلا هذا الحديث.(4/320)
وفي «كتاب أبي إسحاق الصريفيني»: قتل مع بني أمية بنهر أبي فطرس سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقيل لأبي داود: أبو بكر بن عبد الرحمن بن حويطب ما اسمه؟ فلم يحضره. وقال الآجري: فقلت رباح. قال: نعم.
وفي «تاريخ البخاري»: رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب، ويقال: ابن عبد العزى، وقال إبراهيم بن سعد
: كان يقضي في مؤخر المسجد.
وذكره أبو حاتم حبان البستي في «جملة الثقات».
وقال ابن القطان: مجهول الحال.
1525 - (بخ م س) رباح بن أبي معروف بن أبي سارة المكي.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وقال: يخطئ ويهم. ثم ذكر حديثه في «صحيحه».
وقال محمد بن سعد: كان قليل الحديث.
وقال الساجي في كتاب «الجرح والتعديل» عن الإمام أحمد: صالح الحديث.
وقال أبو الحسن العجلي الكوفي: لا بأس به.
وذكره أبو جعفر العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء» وابن خلفون في «الثقات».(4/321)
1526 - (د) رباح بن الوليد بن يزيد بن نمران الذماري.
ويقال: الوليد بن رباح. والصواب الأول في قول أبي داود وغيره.
كذا ذكره المزي موهما أن أبا داود خالف غيره، وليس كذلك، وأن الناس كلهم ذكروه في «حرف الراء» حاشا يحيى بن حسان التنيسي وحده، ونص الناس على وهمه في ذلك، وقالوا: الوليد بن رباح رجل تابعي أعلى من هذا في الطبقة، فلا يكاد يلتبس بهذا. انتهى.
ذكر ابن خلفون رباحا هذا في «الثقات».
وفي قول المزي: في قول أبي داود. نظر؛ لأن أبا داود لم يقله إلا نقلا، وذلك أنه ذكر في «سننه»: قال أبو داود: قال مروان بن محمد: هو رباح بن الوليد، وهم فيه يحيى بن حسان.
1527 - رباح الكوفي. من الموالي.
روى عن: عثمان بن عفان.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات» لا أدري من هو، ولا ابن من هو.(4/322)
من اسمه ربعي
1528 - (ت) ربعي بن إبراهيم بن مقسم أبو الحسن الأسدي.
عرف بابن علية أخو إسماعيل.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال البخاري: إنه مولاه بني أسد.
1529 - (ع) ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي، أبو مريم الكوفي، أخو الربيع ومسعود.
كذا ذكره المزي، وفي «تاريخ أبي بشر هارون بن حاتم التميمي» صاحب أبي بكر بن عياش: ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن بجاد.
وقال البخاري في «التاريخ»: قال أبو نعيم: ثنا سعيد بن جميل، قال: رأيت ربعيا رجلا أعور، وصلى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب في ولاية عمر بن عبد العزيز.(4/323)
وقال أبو داود: شهد الجماجم. قال الآجري: قلت لأبي داود: سمع ربعي من عمر؟ قال: نعم، مجالد عن الشعبي عن ربعي قدمنا على عمر.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: هو من بني الحريش.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: كان من عباد أهل الكوفة.
وقال محمد بن سعد: توفي بعد الجماجم في ولاية الحجاج بن يوسف، وليس له عقب، وكان ثقة وله أحاديث صالحة. وكذا ذكره عنه أيضا ابن عساكر في «تاريخه»، قال: وقال العجلي: هو من خيار التابعين.
وقال ابن زبر: مات سنة أربع ومائة.
وفي «تاريخ القدس»: تابعي ثقة، مات سنة أربع ومائة.
وذكر ابن عمارة - فيما ذكره الخطيب -: أن أبا العباس المبرد قال في كتاب «الروضة»: ربعي بن خراش بالخاء المعجمة، فهجاه أحمد بن أبي طاهر:
كثرت في المبرد الآداب ... واستقلت في عقله الألباب
غير أن الفتى كما علم الله ... دعي مصحف كذاب
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال هو: أخو عبد الله وربيع، وهو عندهم حجة فيما حمل ونقل من أثر في الدين.(4/324)
وقال الترمذي: سمعت الجارود، يقول: سمعت وكيعا يقول: لم يكذب ربعي في الإسلام كذبة.
وقال اللالكائي: مجمع على ثقته.
وقال هشام بن محمد بن السائب: كان فقيها، وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبيه حراش فحرق كتابه.
وفي «طبقات ابن سعد»: قال حجاج: قلت لشعبة أدرك ربعي عليا؟ قال: نعم، حدث عن علي ولم يقل سمع. وتوفي وليس به عقب، والعقب لأخيه مسعود.
وذكر المزي روايته المشعرة بالاتصال عن أبي اليسر، وقد ذكر الدوري: سئل يحيى بن معين: سمع ربعي من أبي اليسر؟ قال: لا أدري. وذكره أيضا ابن أبي حاتم في «المراسيل».
1530 - (د) ربعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي البصري.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: قيل: إنه يروي عن عمرو بن أبي الحجاج، عن الحجاج، روى عنه وكيع انتهى.
المزي ذكر روايته عن الحجاج المشعرة عنده بالاتصال، وهو خلاف ما قاله البستي.(4/325)
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» نسبه تميميا.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا بأس به.(4/326)
من اسمه ربيح وربيع
1531 - (د ق) ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، أخو سعيد المدني.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر، إنما ربيح لقب واسمه: سعيد فيما ذكره ابن سعد في كتاب «الطبقات»، قال:
وهو أخو عبد الله، وأمهما أم أيوب بنت عمير بن الحويرث من ولد سعد بن محارب.
وخرج الحاكم حديثه في «التسمية على الوضوء» مستشهدا.
ولما ذكره الترمذي في كتاب «العلل الكبير»، قال: قال محمد: ربيح بن عبد الرحمن منكر الحديث. وقال أبو عيسى: سمعت إسحاق بن منصور سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ربيح قديم، لم يقع في التواريخ،(4/327)
فأدخلناه – يعني – في كتابنا كذلك.
وقال ابن عدي: ولربيح غير ما ذكرت شيء يسير وعامة حديثه ما ذكرته.
وفي كتاب «أولاد المحدثين» لابن مردويه: روى عن عمه حمزة بن أبي سعيد.
1532 - (ر) الربيع بن أنس البكري، ويقال الحنفي البصري، ثم الخراساني.
قال ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات»: والناس يتقون حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه؛ لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا.
وقال أحمد بن صالح العجلي في «تاريخه»: الربيع بن أنس بصري ثقة.
والذي نقله المزي: بصري صدوق. لم أره وكما رأيته في «تاريخه»، نقله عنه جماعة منهم: ابن خلفون، والصريفيني، وغيرهما.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وفي «تاريخ نيسابور»: الربيع بن أنس بن زياد أكثر روايته عن أبي العالية، وروى عنه من أهل نيسابور: نهشل بن سعيد، ونصير بن يحيى، وغيرهما. ثنا السياري، ثنا عيسى بن محمد، ثنا العباس بن مصعب، حدثني عبد الرحيم بن جمدويه بن مخلد، عن أبيه قال: كان يقال: إن الربيع بن أنس مجاب الدعوة، وقد روى الثوري عن أبي جعفر، عن الربيع، ثنا السياري، ثنا عيسى بن محمد، ثنا
العباس بن مصعب قال: كان عبد الله بن المبارك أخذ من أمه ثلاثة عشر درهما، ودفعها إلى بواب الربيع، فسمع منه تلك الأحاديث.(4/328)
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان عالما بتفسير القرآن.
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين أنه توفي سنة تسع وثلاثين أو سنة أربعين ومائة.
وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: كان الربيع بن أنس يتشيع فيفرط.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
1533 - (ت ق) الربيع بن بدر بن عمرو بن جراد الأعرجي السعدي، ويقال: العرجي أبو العلاء البصري المعروف بعليلة.
كذا ذكره المزي، ولعله الأعرجي، وهو فخذ من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، والعرج مواضع عديدة، ولم أر من نسبه للعرج، فينظر.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في تاريخه «تاريخه الكبير»: لا يكتب حديثه. وقال مرة أخرى: ضعيف متروك.
وقال النسائي في «كتاب الجرح والتعديل»: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وقال الساجي: فيه ضعف. وكان أحمد بن حنبل إذا ذكره تبسم، يروي عن الأعمش، عن أنس حديثا منكرا.
وذكره أبو العرب والعقيلي في «جملة الضعفاء»، وقال أبو الحسن العجلي: ضعيف الحديث.
وقال ابن الأعرابي: سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة يقول: عليلة ضعيف.
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد، ولما سأله مسعود السجزي عنه قال: يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات المقلوبات، وعن الضعفاء الموضوعات.(4/329)
ولما ذكر ابن حزم حديثه «اثنان فما فوقهما جماعة» في كتاب «الأحكام» قال: هذا خبر ساقط.
وفي «كتاب ابن الجارود»: وليس بشيء. وقال عن البخاري: يخالف في حديثه.
وقال الدارقطني والأزدي – فيما
ذكره ابن الجوزي -: متروك الحديث.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان أعرج، وكان ممن يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات المقلوبات، وعن الضعفاء الموضوعات، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
وفي «كتاب ابن عدي»: كان هشام بن عمار إذا أراد أن يغايظ دحيما يقول: ثنا الربيع بن بدر سنة ولا دحيم. ولما ذكر أبو أحمد حديث: «البغايا اللاتي يزوجن أنفسهن بغير ولي»، قال: لا أعلم يرويه عن النهاس بن قهم غير الربيع بن بدر، وأبو معاوية الزعفراني، وأبو معاوية شر من الربيع وأضعف.
ولما ذكره الشيرازي في كتاب «الألقاب» نسبه كوفيا، وذكر عن أحمد بن عبيد الله الغدائي قال: ثنا الربيع بن بدر الأعرجي، قال: دخلت على الأعمش فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل البصرة. قال: تعرف رجلا يحدث: عن أبيه، عن جده، عن أبي موسى مرفوعا «اثنان فما فوقهما جماعة»؟
قلت: نعم. قال: من هو؟ قلت: أنا. قال: فحدثني حتى أحدثك، ولهم شيخ آخر يقال له:
1534 - الربيع بن بدر.
روى عن مولاه طلحة بن عبد الله بن عوف، سمع عبد الله بن عمر: «أكبر(4/330)
الكبائر شرب الخمر». ذكره البخاري، وذكرناه للتمييز.
1535 - (ت س) الربيع بن البراء بن عازب الأنصاري الكوفي، أخو إبراهيم، وعبيد، ويحيى، ويزيد.
زاد في «الطبقات»: يونس وعازبا.
قال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
1536 - (ق) الربيع بن حبيب بن الملاح العبسي، مولاهم، أبو هشام الكوفي الأحول، أخو عائذ.
يروي عن نوفل بن عبد الملك.
كذا ذكره المزي، وفي «كتاب ابن أبي حاتم» - في ترجمة
: الربيع بن حبيب أبي سلمة الحنفي - قال أبي: ليس بقوي، وأحاديثه عن نوفل بن عبد الملك عن أبيه، عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم مناكير، ونوفل مجهول. وقال أبو محمد: اتفاق أحمد ويحيى على توثيقه يدل على أن إنكار حديثه عن نوفل ليس منه، وإنما هو من نوفل.(4/331)
وقال الساجي: منكر الحديث قال: وقال أبو عبد الله بن أحمد، عن أبيه ما أرى به بأسا.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: ويقال - أيضا – أبو هاشم.
وذكره ابن الجارود والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو أحمد الحاكم: لم يذكر محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - ربيع بن حبيب بن الملاح في «التاريخ»، وقال: ربيع بن حبيب عن نوفل بن عبد الملك منكر الحديث.
قال أبو أحمد: ولعمري إن حديث الربيع بن حبيب عن نوفل بن عبد الملك حديث منكر، لكن الحمل فيه عندي على نوفل لا على الربيع، والربيع ثقة.
وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث مع غيرها يرويها عن الربيع بن حبيب عبيد الله بن موسى وليست بالمحفوظة، ولا تروى إلا من هذا الطريق.(4/332)
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وذكره البخاري في: «فصل من مات من الخمسين ومائة إلى الستين».
1537 - (د) الربيع بن خالد الضبي.
لم أجد ذكره في شيء من «التواريخ»، والله أعلم، فينظر.
1538 - (خ م قد ت س ق) الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله الثوري أبو يزيد الكوفي.
قال ابن حبان – لما ذكره في «الثقات» -: الربيع بن خثيم الثوري التميمي، أخباره في العبادة والزهد أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكره
، مات بعد قتل الحسين بن علي سنة ثلاث وستين، ثنا محمد بن معاذ، ثنا الغريابي، ثنا محمد بن فضيل، عن (أبيه، عن) سعيد بن مسروق: أن الربيع سرق له فرس قد أعطى فيه عشرين ألفا، فاجتمع إليه حيه وقالوا: ادع الله تعالى عليه. فقال: اللهم إن كان غنيا فاغفر له، وإن كان فقيرا فأغنه.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: عن أبيه قال سعيد بن مسروق قال: قال ابن مسعود للربيع: والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك.(4/333)
وعن بكر بن ماعز: قال ابن الكواء للربيع: ما أراك تغتاب أحدا ولا تذمه.
قال بكر: وكان الربيع أصابه خبل من الفالج، فكان لعابه يسيل.
وعن أبي وائل قال: أتينا الربيع في داره فقال رجل: إنكم لتأتون رجلا إن حدثكم لم يكذبكم، وإن ائتمنتموه لم يخنكم.
وعن الثقفي قال: ما جلس الربيع مجلسا ولا على ظهر طريق يخاف أن يرى مظلوما فلا ينصره أو ما أشبهه.
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة، وكان خيارا، وكان استأذن على ابن مسعود قالت الجارية: ذاك الأعمى بالباب.
قال: فيقول ابن مسعود: ليس هو أعمى، ذاك الربيع بن خثيم.
وكان بين يهادي بين رجلين إلى مسجد قومه حتى يقام في الصف، فكان أصحاب عبد الله يقولون: قد رخص لك فلو صليت في بيتك، وكان شقه قد سقط، فيقول: إنه إن شاء الله كما تقولون، ولكني أسمعه ينادي حي على الفلاح، فمن سمعه منكم يقول ذاك فليجبه إن استطاع ولو حبوا، ولو زحفا.
ثنا إسماعيل بن خليل، ثنا محمد بن فضيل، عن أبي حيان عن أبيه قال: ما سمعت الربيع
يذكر شيئا من أمور الدنيا غير أني سمعته: كم للتميم مسجدا.
ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: أخبرني من صحب الربيع عشرين سنة، فما سمع منه كلمة تعاب.
ثنا أبو نعيم، ثنا يونس - يعني ابن أبي إسحاق - عن بكر بن ماعز قال: جاءت بنت الربيع فقالت: يا أبة، أذهب ألعب. وهو ساكت، فلما أكثرت عليه قال له بعض جلسائه: لو أمرتها تذهب. قال: لا والله لا يكتب علي اليوم أني أمرتها بلعب.
وفي «معجم ابن المقرئ» قيل لمنذر الثوري: شهد ربيع بن خثيم مع علي مشاهده؟ قال: أما صفين فقد شهدها وقاتل معه.
وقال ابن قانع: مات سنة إحدى وستين.(4/334)
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: يكنى أبا يزيد، ويقال: أبو عبد الله.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: ثنا أبي، ثنا ابن فضيل، ثنا أبو حيان التيمي، عن أبيه قال: قال عمرو بن ميمون لأدهم ولد الربيع: إذا مات الربيع فأعلموني قالت: إنه قال: إذا مت فلا تشعروا بي أحدا، وسلوني إلى ربي سلا، فبات عمرو على دكان من دكاكين بني ثور حتى أصبح فشهده.
ثنا أبي، ثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن أبي يعلى قال: رأيت في بني ثور ثلاثين رجلا ما فيهم رجل دون الربيع بن خيثم.
وفي «كتاب الآجري»: سمعت أبا داود يقول: قال مالك: الربيع بن خثيم، أو خثيم بن الربيع.
وفي كتاب «التذهيب»: توفي في حدود سنة أربع وستين.
1539 - (د س) الربيع بن روح بن خليد، أبو روح الحمصي الحضرمي.
ذكره ابن خلفون في «الثقات».
قال المزي: ومن
الأوهام، يعني الواقعة في كتاب «الكمال».
1540 - (د س) الربيع بن زياد بن أنس بن الديان أبو عبد الرحمن.
كناه خليفة، ويقال كنيته: أبو فراس، قال الحاكم أبو أحمد: ولا أبعد أن يكون تكنيته بأبي فراس خطأ انتهى.
لقائل أن يقول: إن تكنيته بأبي عبد الله هو الخطأ، وتكنيته بأبي فراس هو الصواب، وذلك أني لم أر من كناه بأبي عبد الرحمن غير ما ذكره الحاكم، وأما أبو الحسين مسلم بن الحجاج وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو بشر(4/335)
الدولابي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن أبي شيبة في كتاب «الكنى» تأليفهم، وأبو محمد بن السيد في «شرح الكتاب الكامل»، لم يذكروا غير أبي فراس، ولم يتعرضوا لذكر أبي عبد الرحمن البتة، وقد نص أبو أحمد الحاكم على أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: اسم أبي فراس ربيع بن زياد. ثم قال: إن كان حفظه، ولا أبعد أن يكون إسحاق سماه من ذات نفسه فاشتبه عليه انتهى.
لقائل أن يقول: إسحاق إمام حافظ، لا يرد قوله بظن وحسبان، لا سيما مع قول من وافقه على ذلك، وتفرد خليفة بقوله، فإني لم أر له متابعا، والله تعالى أعلم.
وقد ذكر صاحب «الكمال» - أيضا – قول أبي أحمد بأن تكنيته بأبي فراس خطأ، فما يبقى عليه إيراد.
1541 - (س) الربيع بن زياد، ويقال: ابن زيد، ويقال: ربيعة بن زياد الخزاعي، ويقال: الحارثي.
مختلف في صحبته، كذا ذكره المزي معتقدا المغايرة بين هذين النسبتين، وليس كذلك، لما ذكره الرشاطي وغيره من أن بني أفصى بن حارثة جد الحارثين، يقال لهم خزاعة بن عمرو من نقباء ابن عامر ماء السماء.
وفي «كتاب
أبي نعيم»: ربيع بن زيد غير منسوب، وقيل: ربيعة بن يزيد السلمي، وقيل: ابن زياد.
وأما ابن حبان فلم يسمه في «كتاب الصحابة» إلا ربيعة بن يزيد.
والباوردي قال: ربيعة بن زياد.(4/336)
وأبو الفتح الأزدي وقال: تفرد عنه بالرواية (كرز)، وفي «الكامل» للمبرد: قال الربيع بن زياد الحارثي: كنت عاملا لأبي موسى الأشعري على البحرين، فكتب إليه عمر بن الخطاب يأمره بالقدوم عليه هو وعماله، وأن يستخلفوا جميعا، فلما قدمنا أتيت يرفأ، فقلت: يا يرفأ، ابن سبيل ومسترشد، أي الهيئات أحب إلى أمير المؤمنين أن يرى فيها عماله؟ فأومأ إلي بالخشونة، فاتخذت خفين مطارفين، ولبست جبة صوف، ولثت عمامتي على رأسي، فدخلنا على عمر فصفنا بين يديه، فصعد فينا وصوب، فلم تأخذ عينه أحدا غيري، فدعاني فقال: من أنت؟ فقلت: الربيع بن زياد الحارثي. فقال: وما تتولى من أعمالنا؟ فقلت: البحرين. قال: كم ترتزق؟. قلت: ألفا. قال: يكثر، فما تصنع به؟. قلت: أتقوت منه شيئا، وأعود به على أقاربي لي، فما فضل منهم فعلى فقراء المسلمين. فقال: ولا بأس، كم سنك؟ قلت: خمس وأربعون سنة. قال: الآن حيث استحكمت. ثم دعا بالطعام، وأصحابي حديث عهدهم بلين العيش، وقد تجوعت له فأتى بخبز وأكسار بعبر، فجعل أصحابي يعافون ذلك، وجعلت آكل فأجيد فجعل يلحظني من بينهم، ثم سبقت مني كلمة تمنيت أني سخت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الناس يحتاجون إلى صلاحك، فلو عمدت إلى طعام ألين من هذا فزوجوني. فذكر خبرا طويلا.
وفي «ربيع الأبرار»: أصابت الربيع بن زياد الحارثي نشابة في جبهته يوم فتحت مناذر
، فكانت تنتقض عليه كل سنة، فعاده علي بن أبي طالب في داره، وهي أول دار حطب بالبصرة، فجال ببصره فقال: ما كنت ترجو بهذا كله، وما هذا البناء يا ربيع، أما لو وسعت بها على نفسك في آخرتك؟ ثم قال: ويلي أراها تزيدك من الله تعالى قربة تصل فيها القريب، وتقري بها الضيف(4/337)
ويأتي إليك فيها الضنيك. قال: وما الضنيك يا أمير المؤمنين؟ قال: الفقير.
وفي «كتاب أبي موسى»: ربيع بن زياد، وقيل: ابن يزيد، وقيل: ربيعة السلمي، وقيل: ابن يزيد.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ربيعة بن يزيد السلمي، ليس بمشهور، ولا يروى عنه الحديث، وقال بعض الناس: له صحبة. ولم يذكره في ربيع جملة.
وقال البخاري: ربيعة بن يزيد، له صحبة. ولم يذكره في ربيع – أيضا - وكذا فعله العسكري وغيره.
1542 - (م 4) الربيع بن سبرة بن معبد، ويقال: ابن عوسجة الجهني المدني، والد عبد العزيز، وعبد الملك.
قال الحافظ أبو بكر بن ثابت في كتاب «ذم النجوم» تأليفه: الربيع بن سبرة لا يستقيم عندي سماعه من علي بن أبي طالب.
وخرج: الحاكم، وأبو علي الطوسي، وأبو عوانة، وأبو محمد الدارمي، وابن حبان، حديثه في «صحاحهم»، وقال في «الثقات»: يروي عن أنس، وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
وكناه ابن القطان: أبا عبد الملك، وقال: لم تثبت عدالته.
وخرج أبو محمد بن حزم حديثه محتجا به.
1543 - (د س) الربيع بن سليمان بن داود، الجيزي، أبو محمد الأزدي، مولاهم، المصري الأعرج.
قال الحافظ أبو علي الجياني في
كتابه «أسماء رجال أبي داود»: توفي(4/338)
بمصر سنة ست، ويقال: سبع وخمسين ومائتين، وكان رجلا صالحا كثير الحديث، وابنه أبو عبيد الله محمد، محدث جليل ثقة.
وذكر وفاته في سنة سبع، ابن قانع أيضا.
وفي «كتاب مسلمة بن قاسم الأندلسي»: ربيع بن سليمان أبو محمد الجيزي، توفي بمصر في ذي الحجة سنة ست، وقال ابن فضالة: سنة ست. قال: وقال لي ابنه أبو عبيد الله: إنه توفي سنة سبع، ولعله ذهب عني، وكان رجلا صالحا كثير الحديث، مأمونا، ثقة، أبنا عنه غير واحد.
وقال النسائي في «أسماء شيوخه»: لا بأس به.
وفي كتاب «النبل» لابن عساكر - من نسخة في غاية الصحة -: الربيع بن سليمان بن داود بن الأعرج. وكذا هو في «تاريخ مصر» لأبي سعيد بن يونس.
ولما خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» قال: ليس هذا بصاحب الشافعي، ثنا عنه أهل مصر.
وفي «الموالي» للكندي: سكن الجيزة، ودفن بها، وكان فقيها دينا، ولد بعد الثمانين ومائة، ورأى ابن وهب، ولم يتقن السماع منه.
1544 - (4) الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي، مولاهم، أبو محمد المصري المؤذن.
راوي كتب الشافعي عنه.
قال أبو علي الجياني: توفي بمصر في شوال سنة سبعين، وابنه أبو المضي محمد، مات سنة ثلاث وسبعين.
وقال مسلمة: كان من كبار أصحاب الشافعي، ينتمي إلى مراد، وكان يوصف(4/339)
بغفلة شديدة، وهو ثقة، أبنا عنه غير واحد.
وخرج إمام الأئمة ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان والحاكم، وأبو علي الطوسي.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب
«الجرح والتعديل»: سمعنا منه وهو صدوق، وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
وفي «تاريخ القدس»: ثقة متفق عليه، توفي سنة سبعين لعشر بقين من شوال يوم الإثنين.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: ثقة متفق عليه، والمزني - مع جلالته استعان بما فاته عن الشافعي «بكتاب الربيع».
وفي «كتاب الكندي»: مولى لبني غطيف لآل قيس بن النضر المرادي. وقال ابن قديد: ليس له ولاء، وإنما سكن مراد، وكان انقطاعه إلى الشافعي، فكان ذلك سبب رفعته، وكان يقرأ بالألحان، وكان يونس بن عبد الأعلى سيء الرأي به.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1545 - الربيع بن سليمان بن بكر من مصر.
قال مسلمة: توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
1546 - اولربيع بن سليمان، أبو سليمان الجيزي.
قال مسلمة: كتبت عنه وهو ضعيف.
1547 - الربيع بن سليمان أبو سليمان.
حدث عن حفص بن عبد الله التميمي.(4/340)
1548 - والربيع بن سليمان أبو يحيى.
حدث عن عبد الله بن عمران البصري.
1549 - والربيع بن سليمان الحضرمي.
حدث عن صالح بن عبد الجبار.
ذكرهم الخطيب، وذكر هو، وغيره جماعة آخرين أرفع من هذه الطبقة، أضربنا عن ذكرهم لكثرتهم، والاستغناء عن التمييز بهم، والله تعالى أعلم.
1550 - (ت ق) الربيع بن صبيح السعدي، مولاهم، أبو بكر، ويقال: أبو حفص.
قال ابن أبي شيبة: سألت عليا - يعني ابن المديني - عن الربيع بن صبيح؟ فقال: هو عندنا صالح، وليس بالقوي.
وقال المروذي: وذكر – يعني أحمد – الربيع بن صبيح، فتكلم بكلام لين.
وفي موضع آخر قال: كان معتزليا.
وفي «سؤالات
الميموني»: عن خالد بن خداش هو – في دينه رجل - صالح، وليس عنده حديث يحتاج إليه. قال الميموني: كأن خالدا ضعف أمره.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
وقال بشر بن عمر: ذهبت إلى شعبة يوما فإذا هو يقول: تبلغون عني ما لم أتكلم به، من سمعني منكم أقع في الربيع بن صبيح؟! والله لا أحدثكم بحديثه حتى تأتوه فتكذبوا أنفسكم، إن في الربيع لخصالا لا تكون في الرجل(4/341)
الخصلة الواحدة منها فيسود، لقد بلغ الربيع ما لم يبلغه الأحنف - يعني من الارتفاع -. وهو من سادات المسلمين.
وقال ابن سعد: حدث عنه الثوري، وتركه عفان فلم يحدث عنه، خرج غازيا إلى السند في البحر فمات فدفن في جزيرة من جزائر البحر سنة ستين ومائة، في أول خلافة المهدي، حدثني بذلك شيخ من أهل البصرة.
وكذا ذكر وفاته البخاري والقراب وغير واحد من القدماء.
وقال الساجي: ضعيف الحديث، أحسبه كان يهم، وكان صالحا عابدا.
ولما ذكره العقيلي في «جملة الضعفاء» قال بصري سيد من سادات المسلمين.
وقال أبو الحسن العجلي: لا بأس به.
وذكره أبو العرب وابن الجارود في «جملة الضعفاء». وابن شاهين في «الثقات».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وقال ابن حبان: كان من عباد أهل البصرة وزهادهم، وكان شبه بيته بالليل ببيت النحل من كثرة التهجد، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان يهم فيما يروي كثيرا حتى وقع في حديثه المناكير من حيث لا يشعر، ولا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وفيما يوافق الثقات، فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا.
وفي «كتاب ابن الجوزي»: قال عفان: أحاديثه
كلها مقلوبة، وقال الفلاس: ليس بالقوي.(4/342)
وقال ابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير» عن يحيى بن معين: ثقة. وفي موضع آخر: ضعيف.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان رجلا صالحا عابدا، وكان صدوقا إلا أني رأيتهم يقدمون عليه المبارك بن فضالة في الحسن البصري، وقال الرامهرمزي في كتابه «الفاصل»: من أول من صنف وبوب فيما أعلم الربيع بن صبيح بالبصرة، ثم ابن أبي عروبة.
1551 - (بخ) الربيع بن عبد الله بن خطاف أبو محمد الأحدب البصري.
ذكره الساجي والعقيلي وابن الجارود وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وأبو حفص بن شاهين، وابن خلفون في «الثقات»، وزاد: وهو عندي في «الطبقة الأولى من المحدثين».
وأما ما وقع في «كتاب أبي الفرج بن الجوزي»: كان يحيى بن سعيد يثني عليه، وقال ابن مهدي: لا ترو عنه شيئا، وقال ابن مهدي - في رواية -: ثقة. فوهم لا شك فيه بيناه بطريقه في كتابنا «الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء»، وبينا هناك أن يحيى لم يختلف عنه، وابن مهدي كذلك في توثيقه، والله الموفق.
وقال البخاري: سمع منه موسى مراسيل.
1552 - (م 4) الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي، أخو يسير، ووالد الدكين.
خرج أبو حاتم بن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك: أبو عوانة(4/343)
الإسفراييني، والطوسي، والدارمي، والحاكم، وابن خزيمة.
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»: كان في – وفي نسخة «من» - أهل الردة زمن خالد بن الوليد.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة تابعي، وكان أبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره ابن خلفون في
«الثقات».
وقال ابن سعد: كان ثقة وله أحاديث.
1553 - (س) الربيع بن لوط، أبو لوط الأنصاري الكوفي، ابن أخي البراء بن عازب، ويقال: من ولد البراء.
قال البخاري في «الكبير»: إسناده ليس بذاك.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ربيع بن لوط بن البراء، كوفي تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
1554 - (س) الربيع بن محمد بن عيسى اللاذقي.
قال مسلمة في كتاب «الصلة»: مجهول.(4/344)
1555 - (بخ م د ت س) الربيع بن مسلم الجمحي، أبو بكر البصري، جد عبد الرحمن بن بكر بن الربيع.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: روى عنه حماد بن سلمة وأهل البصرة. وخرج حديثه في «صحيحه».
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
وقال يحيى بن معين – فيما ذكره اللالكائي: ليس به بأس، فيما روى عن الثوري. وقال ابن قانع: هو مولى بني جمح.
1556 - (خ م د س ق) الربيع بن نافع أبو توبة الحلبي. سكن طرطوس.
قال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة مشهور.
وذكره أبو الحسين بن الفراء فيمن روى عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»: أخرج البخاري في الطلاق عن الحسن بن الصباح عنه، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن يعلى بن حكيم، عن ابن جبير: سمع ابن عباس يقول: «إذا حرم امرأته ليس بشيء».
ولم أر له في «الجامع» غير هذا الحديث الموقوف.
وقال صاحب «الزهرة»: ذكره بعضهم في شيوخ البخاري
في «الجامع».(4/345)
وسماه صاحب «تاريخ القدس»: الربيع بن روح، ويشبه أن يكون وهما، اللهم إلا أن يكون آخر يكنى أبا توبة، والله أعلم.
1557 - (خ د) الربيع بن يحيى بن مقسم المرائي أبو الفضل الأشناني البصري.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: حدث عن الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر «جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الصلاتين». وهذا حديث ليس لمحمد بن المنكدر فيه ناقة ولا جمل، وهذا يسقط مائة ألف حديث.
والربيع ضعيف ليس بالقوي يخطئ كثيرا.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال ابن قانع: ضعيف.
وفي «كتاب الزهرة»: روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.(4/346)
من اسمه ربيعة
1558 - (ت س) ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم والد المطلب، وأخو نوفل، وأبي سفيان بن الحارث وأمية.
قال أبو حاتم بن حبان: كنيته أبو أروى، مات سنة ثلاث وعشرين، بعد أخيه أبو سفيان بسنتين، وله دار بالمدينة في بني جديلة.
وقال الطبراني: أمه عزة بنت قيس بن طريف. كذا في أصل سماعنا عن «المعجم الكبير»، وهو قديم في غاية الصحة.
وكذا ذكره الكلبي والبلاذري وأبو عبيد والعسكري.
وقال الباوردي: كان أسن من عمه العباس بن عبد المطلب بسنتين.
وقال أبو بكر محمد بن عمر بن سليم الجعابي في كتاب «الصحابة»: هو وابنه أبو حمزة، واسمه محمد، وأخوه عبد المطلب، لهم صحبة.
وفي كتاب «الصحابة» للبرقي: قال أبو عبيد، عن ابن الكلبي: وفي قول النبي صلى الله
عليه وسلم – في حجة الوداع -: «وأول دم أضع دم ربيعة بن الحارث». قال: لم يقتل ربيعة، وقد عاش إلى خلافة عمر، ولكن قيل: إن له صغر في الجاهلية، فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه، قوله دم ربيعة؛ لأنه ولي الدم.
قال ابن البرقي: وأما ابن هشام، فحدثنا عن زياد، عن ابن إسحاق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته: «وإن أول دم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث» كان مسترضعا في بني ليث، فقتلته هذيل، فأهدر دمه. فبين ابن إسحاق أن(4/347)
المقتول ابن ربيعة، ولم يحتج فيه إلى تفسير.
قال ابن البرقي: ولربيعة من الولد عبد الله وأبو حمزة وعون وعباس ومحمد والحارث وعبد المطلب وعبد شمس وجهم وعياض.
وفي «كتاب العسكري»: روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: «نعم الرجل ربيعة لو قص شعره وشمر ثوبه». وكان شريك عثمان بن عفان رضي الله عنهما، ومات بالمدينة في أول خلافة عمر بعد أخيه نوفل، ويقال قبله، ولم يشهد بدرا مع المشركين، كان غائبا بالشام، وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر كل سنة مائة وسق.
وفي «كتاب ابن سعد»: لما خرج العباس، ونوفل بن الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرين أيام الخندق وشيعهما ربيعة بن الحارث في مخرجهما إلى الأبواء، ثم أراد الرجوع إلى مكة، فقالا له: أين ترجع إلى دار الشرك.
فرجع وسار معهما حتى قدموا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين مهاجرين، وشهد ربيعة الفتح والطائف، وثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وتوفي بعد أخويه نوفل وأبي سفيان.
وجزم خليفة وغيره بأن وفاته أول خلافة عمر.
تركت كلام الناس يا صاح جانبا ... وجئت بإسناد كالرمح طوله
1559 - (ت) ربيعة بن سليم، ويقال: ابن أبي سليم، ويقال: ابن سليمان، ويقال: ابن أبي سليمان، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو مرزوق، المصري، مولى عبد الرحمن بن عتاهية التجيبي.
خرج أبو حاتم بن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: ابن سليم أشهر.(4/348)
1560 - (د ت س) ربيعة بن سيف بن ماتع المعافري الصنمي.
كذا هو مضبوط بخط المهندس وعليه صح، وزعم أنه قرأه على الشيخ، واستظهرت بنسخة أخرى، والذي في «كتاب السمعاني»: بفتح الصاد والنون وفي آخرها ميم، قال: نسبة إلى بني صنم، وهو بطن من الأشعريين في المعافر، منهم: ربيعة بن سيف الصنمي، توفي قريبا من سنة عشرين ومائة، وفي حديثه مناكير.
وفي «كتاب ابن يونس»: غزا رودس، وآخر من حدث عنه ضمام بن إسماعيل، ورأيت اسمه في ديوان المعافر بمصر.
وقال العجلي: تابعي مدني ثقة.
وقال البخاري في «تاريخه الأوسط» و «الصغير»: في فصل من مات من عشر ومائة إلى عشرين: ربيعة بن سيف الإسكندراني، روى أحاديث لا يتابع عليها، وفي موضع آخر: منكر الحديث.
ولما ذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء» قال: قال البخاري: لا يتابع في حديثه.
وقال أبو محمد الإشبيلي: ضعيف الحديث، عنده مناكير.
وخرج ابن حبان والحاكم حديثه: «لو بلغت معهم الكدي» في صحيحيهما.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» قال: تكلم فيه بعضهم.
1561 - (4) ربيعة بن شيبان السعدي أبو الحوراء البصري.
خرج أبو
حاتم البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي، والدارمي.(4/349)
وقال أبو عمر ابن عبد البر في كتاب «الاستغناء»: ليس به بأس عندهم.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وألزم الدارقطني: الشيخين إخراج حديثه عن الحسن.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1562 - (س) ربيعة بن عامر بن الهاد، ويقال: ابن بجاد، الأزدي، ويقال: الأسدي أيضا، ويقال: إنه ديلي.
له حديث واحد. كذا ذكره المزي، وضبطه عنه المهندس، وصحح عليه، وهو مشعر بأنه اعتقد أن الأزدي غير الأسدي بسكون السين، وليس بشيء؛ لأنه يقال: الأزدي والأسدي والأصدي، حكاه الوزير أبو القاسم وغيره.
وكذا الديل بطن من الأزد أيضا، ذكره الرشاطي وغيره، فلا مغايرة إذا بين هذه النسب الثلاثة؛ لأنها كلها راجعة إلى أب واحد، والله تعالى أعلم.
على أن المزي يعذر في مثل هذه الأشياء؛ لأمرين:
الأول: كثرة ركونه إلى التقليد وطلب الراحة، ولانصراف همته كلها إلى الأحاديث التي يسوقها بسنده.
الثاني: قلة نظره؛ بل عدمه في النسب، حتى لقد أخبرني غير واحد من تلامذته أنه كان لا ينظر فيه ألبتة.
وكما ذكره المزي هو في كتاب «الكمال»، وكأنه منه أخذ وعليه اعتمد، وعبد الغني أخذ من «كتاب أبي عمر»، فهو سلفهما، وإن كان لا عذر لهما في ذلك؛ لأن المتأخر ينبغي له الاحتياط في نقله وتصرفه، والله الموفق.
وقال أبو نعيم: يعد في أهل فلسطين، حديثه عند يحيى بن حسان.(4/350)
وقال الأزدي: تفرد عنه بالرواية يحيى بن حسان.
1563 - (خ د) ربيعة بن عبد الله بن الهدير، ويقال: ربيعة
بن عبد الله بن ربيعة بن الهدير بن عبد العزى التيمي المدني، عم محمد وأبي بكر، ووالد صالح، وجد ربيعة بن عثمان.
ذكره غير واحد في الصحابة منهم: أبو عمر بن عبد البر، وأبو موسى الأصبهاني، وأبو حفص بن شاهين.
وقال ابن سعد: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن أبي بكر الصديق، وغيره، وكان ثقة قليل الحديث، ومن ولده: عبد الله، وعبد الرحمن، وعثمان، وهارون، وعيسى، وموسى، ويحيى، وصالح، لأمهات أولاد شتى.
وذكره البرقي في كتابه «رجال الموطأ» في «فصل: من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت له عنه رواية.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: أمه سمية بنت قيس بن الحارث بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مدني تابعي ثقة من كبار التابعين.
وفي «كتاب الكلاباذي»: يكنى أبا عثمان، وقال الواقدي: مات سنة أربع(4/351)
وخمسين ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة. انتهى كلامه.
وفيه نظر؛ لأن الذي ذكره الواقدي بهذه الوفاة والكنية هو: ابن ابنه ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير الآتي بعد الأول، لتعذره، لا سيما مع قوله نفسه: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولأن الصحيح في كنيته أبو عبد الله، على ما يأتي بعد – إن شاء الله تعالى -.
ولما ذكر الباجي كلام أبي نصر هذا رده بقوله: هكذا وقع في روايتي «لكتاب أبي نصر»، وهو عندي وهم - يعني وفاته - وصوابه: توفي سنة أربع ومائة وهو ابن سبع وسبعين.
انتهى.
وهو كلام غير جيد؛ لما ذكرناه قبل، من أن الواقدي بين صوابه، وكيف يستقيم أن يولد الشخص في زمنه صلى الله عليه وسلم ويموت سنة أربع ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة؟ هذا ما لا يستقيم جملة.
وفي «كتاب العسكري»: روى عنه أخيه المنكدر والد محمد بن المنكدر.
وفي «تاريخ البخاري» ثنا إبراهيم، عن هشام، عن ابن جريج، عن أبي بكر بن أبي بكر بن أبي مليكة، قال: كان ربيعة من خيار الناس.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وكناه الحاكم أبو أحمد: أبا عبد الله، وقال: كان من خيار الناس، وخليفة بن خياط في «الطبقة الأولى» من المدنيين.(4/352)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ربيعة بن عبد الله: قليل المسند، وهو تابعي كبير.
1564 - (ع) ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ التيمي، مولى آل المنكدر، أبو عثمان، ويقال: أبو عبد الرحمن، المعروف بربيعة الرأي.
قال ابن سعد: كانت له مروءة، وسخاء مع فقهه وعقله وعلمه، وكانت له حلقة، وهو صاحب معضلات أهل المدينة ورئيسهم في الفتيا، وكأنهم يتقونه للرأي.
وفي «كتاب المزي»: وكانوا يتقونه لموضع الرأي. والذي في «الطبقات» ما أنبأتك به، وكذا ذكره عنه صاحب «الكمال»، فلا أدري لم خالفه المزي؟! والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» (عن أبي الوليد): إذا جاء الرجل الذي لا يعرف ربيعة إلى حلقه القاسم، يظنه صاحب المجلس لغلبته على المجلس بالكلام. قال: وتوفي سنة اثنتين وأربعين ومائة، قاله أبو عبد الله البخاري.
وفي «العقد»: قال
ربيعة: إني لأسمع الحديث عطلا، فأسمعه وأقرظه فيحسن، وما زدت فيه شيئا ولا غيرت له معنى.(4/353)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: ثقة، وهو ربيعة بن فروخ كان اسمه فرخ، فسمي فروخا.
وفي «رسالة» الليث بن سعد إلى مالك بن أنس المذكورة في كتاب «المنثور والمنظوم» لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر البغدادي: ثم اختلف الذين كانوا بعدهم ورأيناهم ورئيسهم في الفتيا يومئذ: ابن شهاب وربيعة، ومع ذلك فعند ربيعة أثر كبير، وعقل رصين، ولسان بليغ، وفضل مستبين، وطريقة حسنة في الإسلام.
وقال الآجري عن أبي داود: ضرب ربيعة بالسياط، وحلقت نصف لحيته، فحلق هو النصف الآخر، كان بينه وبين أبي الزناد تباعد، وكان أبو الزناد وجيها عند السلطان، فأعان عليه، ولما قدم الأنبار على أبي العباس أجازه بخمسين ألف درهم وجارية، فلم يقبلهما.
وفي «كتاب ابن أبي حاتم»: قال الحميدي: كان حافظا.
وقال ابن خراش: جليل من جلتهم.
وقال القاسم بن محمد: لو كنت متمنيا أحدا تلده أمي لتمنيت ربيعة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك: ابن خزيمة، وأبو عوانة، والحاكم، وأبو علي الطوسي، والدارمي.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كنيته أبو عثمان أصح، وكان أحد فقهاء المدينة الذين كانت الفتيا تدور عليهم، وتوفي آخر خلافة أبي العباس، وقبل سنة اثنتين وأربعين ومائة، وكان ابن عيينة والشافعي وأحمد بن حنبل لا يرضون عنه رأيه؛ لأن كثيرا منه يوجد له بخلاف المسند صحيح؛ لأنه لم يتسع في الحديث، وقد فضحه فيها ابن شهاب، وكان أبو الزناد معاديا له،(4/354)
وكان أعلم منه بالحديث، وكان ربيعة أورع
من أبي الزناد، وكان مالك يفضله ويرفع به، ويثني عليه في الفقه والفضل، على أنه ممن اعتزل حلقته لإغراقه في الرأي.
وذكره الخطيب في «الرواة عن مالك بن أنس»، تلميذه.
وفي كتاب «الآباء والأمهات» لأبي الأصبغ السرقسطي: أهل المدينة يسمون اللقيط فرخا، وكان الفضل بن الربيع يلقب فرخا؛ لأنه كان دعيا لغير رشده.
وقال الطبري في «طبقات الفقهاء»: وكان من مقدمهم – يعني فقهاء المدينة – كان فقيها سريا سخيا. وقال ابن شهاب: ما مثل ربيعة عندي إلا مثل الفرس حين يخرج من الفصيل، حيث ما وجهته ينبعث بك.
وقال الساجي: حدثنا أحمد بن محمد (. . . . .)، إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا محمد بن فليح، عن أبيه، قال: سمعت الزهري يقول: أخرجني من المدينة العبدان: ربيعة، وأبو الزناد.
وقال أبو مصعب الزهري: كان ربيعة، وأبو الزناد فقيهي أهل المدينة في زمانهما.
وقال أبو جعفر البغدادي قلت ليحيى: من أكثر في سعيد، الزهري أم ربيعة؟
قال: الزهري في الحديث أكثر، وما ربيعة بدونه، والغالب على ربيعة الفقه، وعلى الزهري الحديث، ولكل واحد منهما مقام أقامه الله تعالى فيه.
وقال عبد العزيز بن أبي سلمة: قلت لربيعة - في مرضه الذي مات فيه -: إنا قد تعلمنا منك، وربما جاءنا من يستفتينا في الشيء. لم نسمع فيه شيئا، فترى إن رأينا خيرا له من رأيه لنفسه فنفيته؟ قال: فقال ربيعة: أقعدوني، ثم قال:(4/355)
ويحك يا عبد العزيز؛ لأن تموت جاهلا خير من أن تقول في شيء بغير علم، لا، لا، ثلاث مرات.
وفي «كتاب الصريفيني» عن ابن الأثير: مات سنة خمس وثلاثين ومائة.
وفي «كتاب أبي إسحاق الشيرازي»: وقع رجل في ربيعة عند ابن شهاب فقال ابن شهاب: لا تقل هذا في ربيعة؛ فإنه من خير هذه الأمة.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ»: كان ربيعة يكثر الكلام ويقول الساكت بين النائم والأخرس.
وقال ابن المديني: قال ابن عيينة قال ربيعة: أقيموا أهل العراق مقام أهل الكتاب، لا تصدقوهم ولا تكذبوهم.
وكان يقول: لا لوم على قارئ في لحن ولا تصحيف.
وكان يقول: لبعض من يفتي ها هنا هم أحق بالسجن من السراق.
قال: وكان ربيعة فقيه أهل المدينة، أدرك الصحابة وجلة التابعين، وكان يجلس إليه وجوه الناس.
حدثني أبو بكر بن محمد اللباد، عن أحمد بن أبي سليمان قال: سمعت سحنونا يقول: كان ربيعة يقول: أزهد الناس في الدنيا – وإن رآه الناس مكبا عليها – من لم يرض منها إلا بكسب الحلال، وأرغب الناس في الدنيا - وإن رآه الناس منصرفا عنها - من لم يبال من حيث أتاه الرزق.
وذكره أبو نعيم الأصبهاني في «جملة الأئمة. والأعلام اللذين رووا عن الزهري».
1565 - (د عس) ربيعة بن عتبة، وقيل: ابن عبيد، الكناني الكوفي.
قال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وذكره أبو عبد الله ابن خلفون في كتاب «الثقات».(4/356)
1566 - (م سي ق) ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير، الهديري التيمي، أبو عثمان المدني.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك: أبو عوانة، والحاكم، وحكى عنه مسعود: هو من ثقات أهل المدينة ممن يجمع حديثه.
وفي «تاريخ البخاري»: روى عن إدريس الصنعاني.
وقال أبو حفص البغدادي في كتاب
«الثقات» تأليفه: ثنا أحمد بن الحسين بن الجنيد، ثنا علي بن مسلم، ثنا وكيع، ثنا ربيعة بن عثمان التيمي، وكان فيه عسر، وكانت عنده أحاديث حسنة، وكان ثقة.
ونقل المزي وفاته من عند الواقدي، وأغفل منها ما هو أهم من الوفاة، والذي عندي أنه لم ينقله من أصل، إنما نقله تقليدا، بيانه: ما قاله محمد بن سعد عن شيخه: كان ثقة قليل الحديث، وكان فيه عسر، مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة.
وكذا نقله التوثيق من عند ابن حبان، إذ لو نقله من أصل لوجد فيه وفاته، وسنه كما هي عند الواقدي لا يغادر حرفا، فلا من هذا نقله من أصل ولا من هذا، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال ابن وضاح: سمعت ابن نمير يقول: ربيعة بن عثمان مدني ثقة.(4/357)
1567 - (م س) ربيعة بن عطاء الزهري، مولاهم المدني، ويقال: إنه ربيعة بن عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع.
كذا ذكره المزي، وفي «تاريخ البخاري»: قدم القول الممرض عند المزي علي الصحيح: ربيعة بن عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع، روى عنه يحيى بن سعيد، وسمع عروة بن محمد منقطعا، وكذا ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه.
وأظن المزي رأى في «الكمال»: ربيعة بن عطاء الزهري مولاهم، ثم رأى ما حكاه عن ابن حبان، فاعتمد الأول، ومرض الثاني، ولو عكس لأصاب؛ لأني لم أر معتمدا قاله، والله أعلم.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في كتاب «الثقات».
أتترك قولا لابن حبان ظاهرا ... وتذكر قولا ما له من متابع
1568 - (4) ربيعة بن عمرو، ويقال: ابن
الحارث بن الغاز الجرشي، أبو الغاز الشامي، والد الغاز، وجد هشام بن الغاز، مختلف في صحبته.
انتهى كلام المزي، وفي «كتاب ابن عبد البر»، قال الواقدي: قتل يوم «مرج راهط» وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها: قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم(4/358)
يقول: «يكون في أمتي خسف وقذف»، ومنها: «استقيموا وبالحرى إن استقمتم» وعن السيباني قال: لما وقعت الفتنة قال الناس: اقتدوا بهؤلاء الثلاثة: ربيعة بن عمرو، ويزيد بن نمران، ومروان الأرحبي.
وفي «كتاب ابن الأثير»: ربيعة بن الغاز، وقيل: ابن عمرو، والأول أكثر.
وقال أبو نعيم الحافظ: ربيعة بن الغاز، ويقال: ابن عمرو جد هشام، وابنه الغاز، كان يفتي الناس زمن معاوية.
وقال البخاري في «الكبير»: ربيعة الجرشي يعد في الشاميين، حدثني بشر بن حاتم عن، عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك أبي زيد، عن مولى لعثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن ربيعة الجرشي، وله صحبة.
وقال ابن حبان في كتاب «معرفة الصحابة»: ربيعة بن عمرو الجرشي سكن الشام، حديثه عند أهلها.
وذكره في «الصحابة»: الإمام أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، والبزار، ومحمد بن أبي عمر العدني، والبغوي الكبير، وأبو القاسم الطبراني، وأبو منصور الباوردي، وابن منده، والدولابي، وفي موضع(4/359)
آخر: كان زبيريا، والبرقي في «تاريخه الصغير»، وأبو أحمد العسكري، وأبو القاسم البغوي، وأبو الفرج ابن الجوزي، وغيرهم.
وفي قول المزي: وقال الدارقطني: ربيعة الجرشي في صحبته نظر، وربيعة بن عمرو الجرشي
قتل براهط. قال: قال أبو القاسم: هما واحد. نظر، لأني نظرت «سؤالات الحاكم» للدارقطني «الكبرى» و «الصغرى»، والبرقاني «الكبرى» و «الصغرى»، و «حمزة» و «السلمي»، وكتاب «الجرح والتعديل» عن أبي الحسن، و «سؤالات» العتيقي، والأزهري، فلم أجد فيها إلا ربيعة الجرشي، يروي عنه ابن معدان ثقة. وكأن ما قاله المزي يشبه أن يكون قول أبي زرعة الدمشقي في التفرقة بينهما، فإنه قال في كتاب «طبقات الشاميين»: ثلاثتهم قدم: يزيد بن الأسود، ويزيد بن نمران، وربيعة بن عمرو، ثنا محمد بن أبي أسامة، ثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال: لما وقعت الفتنة قال الناس: نقتدي بهؤلاء الثلاثة: فأما ربيعة فقتل براهط، وأما يزيد فلحق بمروان، وأما يزيد بن الأسود فاعتزل. ثم قال بعد(4/360)
ذلك: يزيد الجرشي يكنى أبا الأسود، وربيعة بن عمرو أبو الغاز بن ربيعة، وهو جد هشام بن الغاز. انتهى.
1569 - (م ي) ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي، أبو فراس المدني، خادم النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: أراه له صحبة حجازي.
وقال أبو عمر: ربيعة بن كعب بن مالك بن يعمر، كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وصحبه قديما.
وقال ابن حبان: مات ليالي الحرة.
وقال البغوي: ربيعة الأسلمي، ويقال: الغفاري، روى حديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأبى ذلك غيره، فزعم أنه روى اثني عشر حديثا، ذكره الصريفيني وغيره.
وقال ابن سعد: لما توفي صلى الله عليه وسلم نزل ربيعة يين، وهي من بلاد أسلم، وهي على بريد من المدينة.
وقال ابن طاهر: مات سنة ثلاث
وسبعين. كذا وجد بخطه مضبوطا مجودا.
وفي قول المزي: ويقال: إنه أبو فراس الذي روى عنه أبو عمران الجوني. نظر، لما ذكره أبو أحمد الحاكم، فإنه لما ذكر أبا فراس ربيعة بن كعب في القسم الأول اللذين يعرف أسماؤهم، أتبعه بقوله من أعرف منهم بكنيته، ولا أقف على اسمه، أبو فراس الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن المغيرة ابن شعبة،(4/361)
قاله عبد العزيز بن عبد الصمد، عن أبي عمران، عن أبي فراس رجل من أسلم: قال رجل يا رسول الله ما الإسلام؟ قاله محمد بن إسماعيل. ثم قال: أخرج محمد بن إسماعيل ذكره ربيعة بن (عمرو) الأسلمي في «التاريخ» في باب ربيعة على حدة، وكناه أبا فراس، وأخرج كنية أبي فراس الذي روى عنه أبو عمران في «الكنى» المجردة على حدة ولم يسمه، وهو على ما قاله هما اثنان، أحدهما عداده في أهل الحجاز، والثاني حديثه في أهل البصرة، وحديث كل واحد على حدته، ورواية أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم غير رواية الآخر، والله تعالى أعلم.
وقول المزي: روى عنه محمد بن عمرو. وفيه نظر أيضا، لأني لم أر له فيما رأيته من كتب «الصحابة» و «المسانيد» رواية عنه، إنما يروي عن نعيم عنه، والله أعلم.
1570 - (بخ م س) ربيعة بن كلثوم بن جبر البصري.
قال محمد بن سعد، كاتب الواقدي: كان شيخا وعنده أحاديث. انتهى.(4/362)
وفيه رد لقول ابن عدي: ليس له من الحديث إلا اليسير؛ لأن عادة ابن سعد لا يقول هذه اللقطة إلا في الكثير الحديث.
وقال العجلي: بصري ثقة، وأبوه ثقة.
وذكره ابن شاهين في «جملة
الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وقال النسائي في كتاب «الضعفاء»: ليس بالقوي.
وخرج الحاكم وأبو عوانة حديثه في «الصحيح».
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين أن أبا حاتم قال فيه: صالح. وهو وهم، إنما قال ابن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال: سألت أبي عن ربيعة؟ فقال: صالح.
فكأنه اشتبه عليه لما رأى «أبي» أعتقد أنه يعود إلى أبي حاتم، وليس به، إنما هو أبو عبد الله أحمد، والله تعالى أعلم.
1571 - (ص ق) ربيعة بن ناجد الأزدي، ويقال: الأسدي. أيضا، الكوفي.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر، لما بيناه قبل من أن الأزدي والأسدي واحد، وهنا يفهم منه المغايرة، وعلى ما بيناه قبل لا مغايرة، ولا مغايرة بينهما وبين(4/363)
النسب المتقدم؛ لأن أسلم هذه ترجع إلى الأزد فيما ذكره الرشاطي وغيره، ونسبه ابن حبان في كتاب «الثقات» أسلميا.
ونسبه الكلبي: ربيعة بن ناجد بن أنيس بن عبد الأسد بن عامر بن معاذ بن مازن بن كبير بن الدول بن سعد مناة بن غامد. وقال: كان من أصحاب علي، وله فضل.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي «كتاب الصريفيني»: روى عنه أبو صادق خبرا منكرا.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1572 - (ع) ربيعة بن يزيد أبو شعيب الإيادي الدمشقي القصير.
قال ابن عمار: هو من ثقات الناس.
وقال يعقوب بن شيبة: معروف ثقة. وفي «كتاب المزي»: قال ابن عمار يعقوب بن شيبة: ثقة. والذي في «تاريخ ابن عساكر» الذي نقل منه المزي ما ذكرناه.
وذكر ابن
أبي عاصم أنه: مات سنة إحدى وعشرين ومائة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال ابن يونس: هو مولى أبي سفيان بن حرب، وكان في البعث الذي طلع المغرب مع كلثوم بن عياض.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: كان من خيار أهل الشام، خرج غازيا نحو المغرب في بعث بعثه هشام بن عبد الملك، فقتل في ذلك البعث مع كلثوم، وكان ربيعة صاحبا لمعاوية.(4/364)
وقال ابن سعد: كان ثقة.
وفي «تاريخ البخاري»: في ترجمة عبد الرحمن بن أبي عميرة: ربيعة ثقة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: يعتبر به.
وفي «تاريخ القدس»: كان من خيار أهل الشام.(4/365)
من اسمه رجاء ورحيل
1573 - (خت م ي) رجاء بن حيدة بن جرول، ويقال: جندل، أبو المقدام، ويقال: أبو نضر، الكندي الشامي.
قال ابن سعد: كان يحدث بالحديث على حروفه.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: يكنى أبا بكر - كذا رأيته في عدة نسخ - وكان من عباد أهل الشام وفقهائهم وزهادهم، قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل فلسطين؟ قالوا: رجاء بن حيوة، وكان يحمر رأسه ويترك لحيته بيضاء.
وفي «كتاب الصريفيني»: وفي اسم جده ثلاثة أقوال: جندل، جردل، جنزل.
وخرج أبو عوانة والطوسي وابن حبان وابن خزيمة وأبو عبد الله بن البيع حديثه في «صحيحهم».
وفي «تاريخ البخاري»: سمع من عبد الملك بن عمير.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» نسبه سكسكيا. يعني به فخذا من كندة.
وقال ابن قانع: هو مولى كندة.
وذكره ابن شاهين
في «جملة الثقات».(4/366)
وزعم المزي أنه: روى عن وراد الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد قال الترمذي في كتاب «الجامع»: إن رجاء قال حديث عن وراد بحديث «المسح على الخفين».
وفي «تاريخ القدس»: كان من عباد أهل الشام وزهادهم. وقال مطر: ما رأيت شاميا أفضل منه. وكان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكره، وقال: ما أدركت أحدا أعظم رجاء لأهل الإسلام منه.
وفي كتاب «العقد»: قال الشعبي: ما رأيت مثل ثلاثة: عطاء بن أبي رباح، ومحمد بن سيرين، ورجاء بن حيوة.
وفي «طبقات الفقهاء»: لمحمد بن جرير الطبري: رجاء بن حيوة بن الأحنف بن السمط الكندي، كان فقيها عابدا عالما.
وذكر أبو هلال العسكري في «أخبار المدائن» أن عمر بن عبد العزيز ترك لعن علي على المنابر، قال له رجاء بن حيوة: أسقطت السنة.
فقال عمر: أراك أنت جاهلا بالسنة.
وفي «التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة: قال نعيم بن سلام: ما أحد من رجال أهل الشام أحب إلي أن أقتدي به منه؛ يعني رجاء بن حيوة.
وقال أسيد: رأت مكحولا لا يسلم على رجاء، ومحكول راجل ورجاء راكب، فما رد جاء عليه.
وعن علي بن أبي حملة قال: كان رجاء لا يغير الثيب، قال: فحج فشهد عنده أربعة أن النبي صلى الله عليه وسلم غير، قال فغير في بعض المياه.
وقال مكحول: رجاء رجل أهل الشام في أنفسهم.
1574 - (م د ص ق) رجاء بن ربيعة الزبيدي، أبو إسماعيل الكوفي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، والحاكم أبو عبد الله.(4/367)
وقال أبو
عبد الله بن خلفون في كتاب «الثقات»: روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وهو ثقة. وقاله أحمد بن صالح، وغيره.
1575 - (بخ) رجاء بن أبي رجاء.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: مجهول، يروي عن مجاهد، وقيل هو: رجاء بن الحارث.
وقال العجلي: رجاء بن أبي رجاء الباهلي بصري تابعي ثقة.
وفرق الخطيب بين الأول وهذا الثاني، فينظر، والله أعلم.
1576 - (س ق) رجاء بن (أبي) سلمة مهران أبو المقدام الشامي.
خرج أبو حاتم البستي حديثه في «صحيحه»، وقال ضمرة بن ربيعة الرملي في «تاريخه الصغير»: مولده سنة تسعين.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وقال ابن حبان: كان أفتى أهل زمانه.
وفي «تاريخ القدس»: بصري ثقة كان ينزل الرملة.
1577 - (خ) رجاء بن السندي، أبو محمد النيسابوري، جد أبي بكر محمد بن محمد.
قال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.(4/368)
وفي «تاريخ نيسابور»: قال أحمد بن نصر لرجاء: ما الذي أخبر عنك - يعني في مذهب أهل الكوفة؟ فقال إسحاق لأحمد: سفيان عن يمينه، ووكيع عن يساره، كيف يذهب إلى الإرجاء؟ ورأى رجاء أحمد بن حنبل عقد شراكة شبه الصليب، قال: فقلت يا أبا عبد الله، إن هذا يكره، قال فدعا بالسكين فقطعه، ولم يقل: كيف ولا لم.
روى عنه: إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأحمد بن بشر المرثدي.
1578 - رجاء بن صبيح الحرشي، أبو يحيى البصري، صاحب السقط.
قال أبو جعفر العقيلي: يحدث عن يحيى، ولا يتابع عليه.
وقال أبو عمر بن عبد البر: ليس هو عندهم
بالقوي.
وقال السمعاني: كان ضعيفا في الحديث.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
1579 - (ت) رجاء بن محمد أبو الحسن، البصري السقطي.
خرج إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وأما الطوسي فحسنه.
وفي قول المزي: لم أقف على رواية النسائي عنه: ردا بذلك على «صاحب الكمال»، نظر، من حيث إن صاحب الكمال قلد ابن عساكر، وابن عساكر قلد النسائي، فإنه ذكره في شيوخ نفسه، كفى بهذين قدوة.(4/369)
1580 - (ت) رجاء بن محمد العروب.
روى عن عبد الله بن عون روى عنه الترمذي ذكره في الكمال وأبو إسحاق الصريفني، وصاحب كتاب الزهرة، ولم ينبه عليه المزي فينظر، والله تعالى أعلم.
1581 - (د ق) رجاء بن مرجا بن رافع الغفاري، أبو محمد، ويقال: أبو أحمد بن أبي رجاء المروزي، ويقال: السمرقندي الحافظ، سكن بغداد.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وقال إسحاق القراب: كان إماما حافظا، وتوفي ببغداد، ووصفه بالحفظ - أيضا – الجياني، وابن قانع.
1582 - (د ق) رجاء الأنصاري.
عن عبد الله بن شداد، خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم النيسابوري.
1583 - (ت) رحيل بن معاوية بن خديج بن الرحيل، الجعفي الكوفي.
قال أبو أحمد العسكري: هاجر - يعني الرحيل – إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو(4/370)
وسويد بن غفلة، فقدما المدينة حين سوي التراب على النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما ذكره ابن شاهين رجيلا في «الثقات» قال: قال ابن معين فيه: ليس به بأس.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي: روى عنه أبو زيد الهروي.(4/371)
من اسمه رداد ورديح ورديني
1584 - (د) رداء الليثي، وقال بعضهم: أبو الرداد، وهو الأشهر، وهو حجازي.
كذا ذكره المزي، وفي كتاب «الثقات» لابن حبان، الذي أوهم المزي نقل كلامه هنا إذ نقل عنه توثيقه فقط: ورداد الليثي – إن حفظه معمر - يروي عن: عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: «أنا الرحمن خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته».
حدثنا ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، ثنا (عبد الرحمن)، ثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداء الليثي، عن عبد الرحمن. وما أحسب معمرا حفظه، روى هذا الخبر أصحاب الزهري عن أبي سلمة، عن ابن عوف.
وفي «كتاب أبي أحمد الحاكم»: أبو الرداد الليثي من بني الليث، كان يسكن المدينة، له صحبة، كناه الواقدي.
وأما النسائي والدولابي وابن مخلد وأبو عمر بن عبد البر ومسلم بن الحجاج، فلم يذكروا في هذه الطبقة ولا طبقة التابعين من يكنى أبا الرداد، فينظر كلام المزي الذي تبع في «صاحب الكمال» أنا تأتت لها شهرة أبي الرداد، فإني لم أر لهما فيه سلفا معتمدا، وإن كان أخذاه من كلام ابن حبان(4/372)
فليس جيدا، لأن ابن حبان فرق بين رداد التابعي وبين أبي رداد الصحابي في كتاب «الصحابة»، وكلامه في «الثقات» يشير إلى ذلك - أيضا - لأنه قال: إن كان حفظه معمر يعني حفظ الواسطة الداخل بين أبي سلمة وعبد الرحمن لا أنه حفظ الاسم، والله تعالى أعلم.
ويزيد ذلك وضوحا أن الترمذي لما روى حديث عبد الرحمن هذا عن: ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان، عن الزهري، عن أبي
سلمة عن عبد الرحمن. قال: هذا حديث صحيح. ثم قال: وروى معمر هذا الحيدث عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن ومعمر، كذى يقول قال محمد بن إسماعيل: وحديث معمر خطأ انتهى.
ولقائل أن يقول: لم يرد البخاري هنا إلا التسمية لا الواسطة. فيجاب بأن أبا داود رواه عن معمر عن الزهري أبو سلمة أن أبا الرداد أخبره. فذكره.
وحكم أبو حاتم الرازي بأن معمرا أخطأ فيه - أيضا - قال: والمعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن. والله تعالى أعلم.
من ذا الذي صبركم حاكما ... تحكم يا صاح بما تشتهي(4/373)
وتدعي دعويك بلا شاهد ... مسلم يوضح ما يدعي
1585 - (بخ) رديح بن عطية أبو الوليد القرشي ويقال أبو صالح الشامي.
مؤذن بيت المقدس.
ذكره أبو عبد الرحمن بن خلفون في «الثقات»، وقال: قال أبو الفتح الأزدي: لا يتابع فيما يروي.
1586 - (سي ق) رديني بن خالد، ويقال: مخلد، ويقال: ابن مرة فيما ذكره أبو عمر، أبو المحجل البكري.
روى عن: علقمة بن مرثد، ومعفس بن عمران بن حطان، وسليمان بن بريدة، وأبي معشر، وقيل: إنما يروي عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة.
روى عنه: الثوري، وشريك بن عبد الله، وأبو جناب يحيى بن أبي حية.
قال يحيى بن معين: ثقة.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: ما علمت إلا خيرا.
روى له النسائي وابن ماجه، فيما ذكره أبو إسحاق الصريفيني، وفيما ألفيته - أيضا - في نسخة قديمة من نسخ «الكمال»، وهو رد لما قاله المزي: رديني أبو المحجل، ذكر ترجمته ولم يذكر من ردى له فلم أكتبها.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة لا بأس به كوفي.(4/374)
من اسمه رزام ورزق الله
ورزيق ورزين
1587 - (عس) رزام بن سعيد الضبي الكوفي.
قال ابن حبان في «الثقات»: روى عن يزيد بن شريك.
وذكره أبو عبد الله ابن خلفون في «الثقات»، وكذلك ابن شاهين البغداي.
1588 - (س ق) رزق الله بن موسى، ويقال اسمه: عبد الأكرم، أبو الفضل، ويقال: أبو بكر، الإسكافي البغدادي.
في «كتاب أبي جعفر العقيلي»: في حديثه وهم، روى عنه محمد بن زكريا.
وفي «كتاب الصريفيني»: روى عنه حاجب بن أركين الحافظ.
وخرجم ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة.
وروى عنه: بقي بن مخلد.
وقال ابن عبد البر في «تاريخ قرطبة»: كل من روى عنه بقي فهو ثقة عنده.
وقال مسلمة: روى عن يحيى بن سعيد، وبقية بن الوليد أحاديث منكرة، وهو صالح لا بأس به، بصري.
ووقع في خط المهندس وغيره مضبوطا مجودا عن المزي، فيما أرى؛ لأنه قرأه عليه وضبطه فيما كتبه المزي بخطه آخر الكتاب وكل مجلدة: رزق الله(4/375)
الكلوذاني، بكسر الكاف وسكون اللام، وهو غير جيد؛ لأن الذي ضبطه ابن السمعاني وغيره: فتح الكاف، والله أعلم.
وقال الخليلي: صالح.
1589 - (س) رزيق بن حكيم أبو حكين، والي أيلة لعمر بن عبد العزيز.
قال محمد بن سعد: كان ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، في باب الزاي، وقال: روى عن جماعة من التابعين، روى عنه أهل الحجاز والشام.
وقال في حرف الراء أيضا: رزيق بن حكيم الأيلي، مولى بني فزارة، كنيته أبو المقدام، يروي عن مسلم بن قرظة
، روى عنه ابن جابر.
وذكر رزيق بن حيان في باب الزاي - أيضا – فقال: روى عن رجل من الصحابة، روى عنه أهل الشام.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» قال: كان عبدا صالحا.(4/376)
وقال العجلي: ثقة.
وقال ابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير»: ثنا هارون بن معروف، ثنا ضمرة، عن معاوية بن صالح قال: رد رزيق بن حكيم شهادة رجل له صلاح ورضا، فقيل له: أترد شهادة فلان. فقال: لست أرده لأن يكون عندي من أهل الصلاح والرضا، ولكن أرد شهادته لأنه لا يعرف موقع الشهادة كيف هي.
وفي «التاريخ الكبير للبخاري»: هو مولى بني فزارة، وقال ابن الحذاء: كان حاكما بالمدينة.
1590 - (م) رزيق بن حبان، اسمه سعيد.
قد قدمنا كلام ابن حبان فيه.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: رزيق بن حبان ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» وقال أبو زرعة الرازي: زريق – يعني بالزاي - أصح.
قال المزي ومن الأوهام - يعني أوهام صاحب «الكمال»: -
1591 - رزق بن سعيد، وهو رزيق بن سعيد، ذكره ابن ماكولا فيمن اسمه رزيق.
روى له أبو داود حديثا وقع لنا عاليا عنه. ثم ذكر من عند الطبراني عن رزق بن سعيد، ثم قال: قال الطبراني: ليس لرزق حديث مسند، إلا هذا الحديث، وحديثه آخر منقطع. انتهى كلامه.
الذي في كتاب «الكمال»: رزيق بن سعيد، وقيل رزق. كذا هو في غيرها.(4/377)
نسخة قديمة، وكذا نقله عنه الحافظ أبو إسحاق الصريفيني.
ولما ذكر الحاكم في «مستدركه» حديث «الدعاء عند المطر» في طريقه سماه رزقا كما
سماه الطبراني.
ونسبة ابن ماكولا: رزيق بن سعيد بن عبد الرحمن المديني.
1592 - (ق) رزيق أبو عبد الله الألهاني الحمص.
قال أبو عبد الله بن خلفون لما ذكره في «الثقات»: روى عن أبي عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، روى عنه: بقية بن الوليد.
وقال أبو حاتم بن حبان في كتاب «المجروحين»: ينفرد بالأشياء التي لا تشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلا عند الوفاق، روى عن عمرو، عن أبي الدرداء يرفعه: «لا تأكلن متكئا، ولا على غبريال» الحديث.
وفي «كتاب الصريفيني»: روى عن أبي أمامة.
1593 - (ت) رزين بن حبيب الجهني، ويقال البكري، الكوفي الرماني، ويقال التمار، ويقال البزاز، بياع الأنماط.
روى عن: الأصبغ بن نباتة.
روى عنه: عيسى بن يونس.
قال: ومنهم من فرق بين رزين بياع الأنماط الراوي عن الأصبغ، والراوي عن يونس، وبين رزين بن حبيب الجهني بياع الرمان، ومنهم من جعلهما واحدا.
انتهى كلام المزي، وفيه نظر من حيث إن البخاري فرق بينهما وقبله شيخاه أحمد ويحيى بن معين.(4/378)
قال البخاري: رزين بياع الأنماط عن أصبغ بن نباتة، روى عنه عيسى بن يونس، قال مروان: ثنا رزيق صاحب الأنماط البكري، سمع سلمى مولى لهم. ثم قال: رزين بن حبيب الجهني التمار، قال إسماعيل بن زكريا البزاز: ثنا الصلت سمع الشعبي، وأبا رقاد العبسي سمع حذيفة «في النفاق»، سمع منه وكيع وأبو نعيم وعبيد الله - هو ابن موسى - يعد في الكوفيين.
وقال ابن أبي حاتم: رزين بن حبيب الجهني بياع الرمان كوفي، ويقال القزاز، ويقال التمار، روى عن: الشعبي، وأبي جعفر،
وأبي الرقاد. روى عنه: الثوري، وإسماعيل بن زكريا، وأبو خالد الأحمر، ووكيع، وزبو نعيم. سمعت أبي يقول ذلك، ذكر توثيق أحمد ويحيى له، وقول أبيه: صالح لا بأس به. ثم قال بعد: رزين بياع الأنماط، روى عن: الأصبغ بن نباتة، روى عنه: عيسى بن يونس، سمعت أبي يقول ذلك.
وقال أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات»: رزين بياع الأنماط، يروي عن: الأصبغ بن نباتة، روى عنه: عيسى بن يونس، وأبو أسامة. ثم قال: رزين بن حبيب الجهني التمار من أهل الكوفة، يروي عن: الشعبي، روى عنه: الثوري.
ونقله أيضا ابن أبي خيثمة، ويعقوب بن شيبة، وتبعهم على ذلك غير واحد، ولم أر من جمع بينهما غير المذي، ولم أر له فيه سلفا معتمدا، والله تعالى أعلم.(4/379)
وهؤلاء الثلاثة الذين فرقوا بينهما، والإمام أحمد ويحيى بن معين، لا عديل لهم فيما أرى، فمن لم يأت بنظيرهم يثلج بكلامه الصدر، وإلا فلا يعتمد على قوله، ولا يلتفت إليه ولا يصغ له.
أئمة العلم قالوا بالتفرقة ما بينهم ... وأنت تجمع وحدك ما هكذا بصواب
إن قلت من عند نفسك شيئا فما نصغي له ... إن لم تجيئنا بشاهد تفتح له الأبواب
يترك كلام الأئمة وينتحي نحو العلو ... ما هكذا من صنف لينفع الأصحاب
صنف لنفسك معجم واذكر هناك ... ما ناسبك فإنه بك أليق في وضع كل كتاب
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا عنه أبو نعيم، وعبد الله، عن سفيان، عن رزين بياع الرمان، كوفي لا بأس به.
1594 - (س) رزين بن سليمان الأحمري.
قال المذي: قال البخاري: قال محمد بن
كثير، وأبو أحمد الزبيري، عن سفيان بن سليمان بن رزين، وقال وكيع: مرة عن سفيان، عن سليمان بن رزين الأحمدي، ثم قال: رزين سليمان. قال البخاري: ولا تقوم بهذا حجة. انتهى كلامه.(4/380)
وهو على الجادة ينقل إما بواسطة أو بغير روية، والذي في «تاريخ البخاري» - الذي لم يوفق من لم ينظر فيه - في باب السين: سليمان بن رزين، عن سالم بن عبد الله، عن ابن المسيب، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحل له حتى تذوق العسيلة». وقال لي ابن بشار: ثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن علقمة، عن رزين الأحمدي، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أبو أحمد وابن كثير عن سليمان بن رزين قال وكيع مرة سليمان بن رزين الأحمدي، قم قال: رزين بن سليمان. وقال ابن المنذر: ثنا أنس بن عياش، سمع موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر: لو فعله أحد وعمر حي لرجمهما»، وهذا أشهر ولا تقوم الحجة بسالم بن رزين، ولا برزين لأنه لا يدري سماعه من سالم، ولا من ابن عمر انتهى.
فهذا كما ترى كلام أبي عبد الله مخالف لما نقله المذي عنه في كثير من ألفاظه وأحكامه، مع إخلاله بأكثر قوله، قال: وقال محمد بن كثير، وأبو أحمد، عن سفيان. والبخاري إنما قال: وقال أبو أحمد يعني الزبيري عن ابن كثير عن سليمان.
وقال المزي: قال البخاري: ولا تقوم بهذا حجة. والبخاري قد قدمنا قوله واستدلاله على عدم الحجة ما هو، والله تعالى أعلم.(4/381)
قال المزي وفي الأوهام: -
1595 - رزين بن عبد الرحمن.
وقع في «رواية ابن العبد عن أبي داود» - في رواية عقيل بن
طلحة، عن أبي الخصيب قال أبو داود: رزين بن عبد الرحمن عن ابن عمر: «في قيام الليل». هكذا وقع عنهد، وسائر الرواة عن أبي داود في هذا الحديث قالوا: قال أبو داود: أبو الخصيب زياد بن عبد الرحمن، وهذا هو الصحيح انتهى. وفيه نظر، من حيث إن رواية ابن العبد ليست مخالفة لرواية غيره، بل هي هي، كذا ألفيته في نسختين صحيحتين من رواية أبي الحسن بن العبد، إحديها بخط أبي منصور علي بن أبي علي بن محمد بن الحسين الحبراني، كتبها ورواه عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الأكفاني، عن ابن العبد، وعليها ساعات قديمة وحديثة، ونص ما فيها: ثنا عثمان بن أبي شيبة أن محمد بن جعفر حدثهم عن شعبة عن عقيل بن طلحة قال سمعت أبا الخطيب. قال أبو داود: زياد بن عبد الرحمن عن ابن عمر، الحديث. فينظر، والله تعالى أعلم.
1596 - (عس) رزين بن عقبة، عن الحسن، عن واصل الأحدب.
قال المزي: لا آمن أن يكون هذا الحس هو ابن عمارة. انتهى كلامه، ولعله تصحيف من رزين بن عبيد، فإني لم أر لابن عقبة ذكرا في شيء في «التواريخ»، وابن عبيد مع هذا يروي عن ابن عباس فلا يحسن به الرواية عن الحسن هذا، ويحتمل نزوله لأمر أراده، والله تعالى أعلم.(4/382)
من اسمه رشدين
1597 - (ت ق) رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال أبو الحجاج المهدي المصري، وهو رشدين بن أبي رشدين.
قال محمد بن سعد: كان ضعيفا.
ولما ذكره أبو عمر الكندي في كتابه «أعيان الموالي» - ومن خطه – قال: هو مولى آل ناجية بن عمير المهدي، ثم
النراغي، كان في الزهاد وأصحاب الحديث.
وقال الجوزجاني: وذكره بعد ابن لهيعة هو مشاكل له، وسمعت ابن أبي مريم يثني عليه في دينه، فأما حديثه ففيه ما فيه.
وفي سؤالات ابن الجنير: قلت ليحيى ابن لهيعة ورشدين سواء؟ قال: لا، ابن لهيعة أحب إلي من رشدين، رشدين ليس بشيء.
وقال ابن شاهين في كتاب «الثقات»: ثنا البغوي عن الإمام أحمد: أرجو أنه صالح الحديث، أو ثقة. وفي رواية أخرى عنه في رشدين: رشدين أوثق الناس في الحديث، كان يقال له: إنه مستجاب الدعوة.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وقال الخليلي في كتاب «الإرشاد»: هو في السن من أقران الليث،(4/383)
ضعفون، ولم يتفقوا عليه.
وقال الساجي: قال عبد الله قال لي: رشدين سعد كذا وكذا. وسمعت ابن المثنى يقول: مات رشدين سنة ثمان وثمانين ومائة، وكان عنده مناكير، ثنا يحيى بن يونس، ثنا أحمد بن عيسى، ثنا رشدين، عن يحيى بن عبد الله، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان الهلال قبل الشفق فهو لليلة، وإذا كان بعد الشفق فهو لليلتين».
وهذا الحديث ليس له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الهيثم: كنت مع رشدين في غرفة له، وكان لها منظرة إلى بعد، فأقبل شاب، فقال رشدين: ترى هذا المقبل؟ قلت: نعم. قال: هذا ابني يعني الحجاج، وهو أعلم الناس بلعب الشطرنج ما يلاعبه أحد. قال ورأيته فرحا بذلك.
وكذا ذكر وفاته: البخاري عن أحمد، وابن حبان، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق القرا
، وابن قانع، وقال من بني مهرة من اليمن ضعيف الحيث، وابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير»، وخليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»، وغير واحد من القدماء، وتبعهم على ذلك جماعة من المتأخرين، والله أعلم.
والمزي ذكر وفاته عن ابن يونس وحده، وهي عادته يعدد ذاكري الوفاة إذا رآهم عند ابن عساكر، أو أو الخطيب.
وقال الآجري عن أبي داود: ليس بشيء.
وروى له الحاكم حديثا في «مستدركه»، وقال ابن حبان: كان ممن يجيب في كل ما يسأل، ويقرأ كل ما يدفع إليه، سواء أكان في أحاديثه أو من غير(4/384)
حديثه، فغلب المناكير في أخباره على مستقيم حديثه.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال أبو أحمد بن عدي: وقد خص نسله بالضعف. وذكر عن الليث بن سعد أنه قال: ما من بيت من بيوتات مصر إلا وقد صرفت عما كانت عليه من محبة علي (إلا) بيت ابن لهيعة ورشدين وابن رفاعة.
وقال يحيى بن بكير: رأيت الليث جاء إلى رشدين بحذاء باب الضوال، وقد علاه بالنعل حتى أخرجه من باب المسجد، وقال له: لا تفت في النوازل.
وفي «تاريخ ابن أي خيثمة» عن يحيى: ليس بشيء، وفي موضع آخر: لا شيء. وفي موضع آخر: لا يكتب حديثه.
والمزي نقل عن ابن أي خيثمة لفظة واحدة، هما رؤية كتابه، وهي: لا يكتب حديثه. وأغنك ما سواها.
وذكره أبو العرب الفيرواني، وأبو القاسم البلخي، وأبو بشر الدولابي، والمنتجالي، والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو سعيد بن يونس: نسبهم في موالي مهدة، وآخر من كتب عنه بمصر عيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقي، وتوفي في رمضان سنة
ثمان وثمانين انتهى.
المزي لم يذكر وفاته إلا من عند ابن يونس، ولم يذكر الشهر، وهو ثابت في عدة نسخ، وأغفل - أيضا - قال ابن يونس: أساء فيه يحيى بن معين القول، ولم يكن النسائي يرضاه ولا يخرج عنه.
وهو دليل على أنه ما ينقل من الأصول.(4/385)
ولما ذكر يعقوب بن سفيان قبله ضعفاء قال: رشدين بن سعد أضعف وأضعف.
وفي «كتاب القراب»: مولده سنة عشر ومائة.
1598 - (ت ق) رشدين بن كريب بن أبي مسلم القرشي الهاشمي، مولاهم، أبو كريب المدني.
قال أبو عيسى الترمذي في كتاب «العلل الكبير»: سألت محمدا عن رشدين ومحمد ابني كريب أيهما أوثق؟ فقال: ما أقربهما، ومحمد عندي أرجح. قال أبو عيسى: والقول عندي ما قاله أبو محمد - يعني الدارمي -: رشدين أقوى وأقوم.
وقال البخاري في «التاريخ الكبير»: عنده مناكير.
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: ليس بشيء، وقال الجورقاني: كثير المناكير، يروي عن أبيه أشياء ليس تشبه حديث الأثبات.
وقال أبو حاتم الرازي وأبو زرعة فيما ذكره عنهما أبو عثمان: منكر الحديث.
وفي كتاب الساجي عن أحمد: ضعيف، واضطرب فيه يحي بن معين، فقال: مرة: ليس بثقة، وقال مرة أخرى: هو ثقة.(4/386)
وذكره العقيلي والبلخي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال أبو الحسن العجلي: ليس بثقة.
وفي رواية عباس عن يحيى: أخوه محمد أمثل منه.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال أبو حاتم البستي: كثير المناكير، يروي عن أبيه أشياء ليس تشبه حديث الأثبات عنه، والغالب عليه الوهم والخطأ حتى خرج عن حد الاحتجاج به، أبنا الحسن
بن سفيان، ثنا جبارة، ثنا مندل بن علي، عن رشدين بن كريب. في نسخة كتبناها عنه فيها العجائب التي ينكرها المتعلم في العلم فكيف المتبحر في هذه الصناعة.(4/387)
من اسمه رفاعة
1599 - (عس) رفاعة بن إياس بن نذير الضبي الكوفي.
قال الحاكم لما خرج حديثه في «مستدركه»: تفرد عنه بالرواية الحسين بن الحسن.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: مجهول. كذا في بعض نسخ الكتاب.
وقال العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»: وثقه أ (مد بن حنبل وغيره.
وفي «كتاب الصريفيني» وغيره: مات سنة بضع وثمانين ومائة.
1600 - (خ د ت س) رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري المدني والد عباية.
عاب المزي على «صاحب الكمال» قوله: إن محمد بن أحمد بن النضر رواه عن معاوية بن عمرو، عن زائدة وأبي الأحوص، ولم يقل عن أبيه، وأنه قال: روى له مسلم وحده انتهى.
صاحب الكمال في هذا تبع اللالكائي حذو القذة بالقذة، وكذا تبعه في قوله: إن حسين بن علي رواه عن زائدة، عن سعيد، عن عباية، عن أبيه، عن جده.
الذي عابه عليه المزي، ولكنه لم يصب في أنه لم يعزه لقائله، بل يقلده، فلهذا توجه العتب عليه، ولو علم أن سلفه في ذلك اللالكائي لعذره، وعاب على الأصل، والله تعالى أعلم.(4/388)
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»، لما ذكره: يكنى أبا خديج، مات في ولاية الوليد بن عبد الملك بن مروان.
1601 - (خ ي) رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلاني الأنصاري الزرقي أبو معاذ المدني أخو مالك وخلاد شهد بدرا هو وأبوه.
قال ابن حبان والعسكري وأبو
حاتم الرازي والترمذي: وهو الذي يقال له ابن عفراء، وخالفهم في ذلك غيرهم.
وفي «المعجم الكبير» للطبراني: شهد العقبة.
وفي «كتاب البغوي»: أبوه أول من أسلم من الأنصار.
وعن الليث: كان رفاعة شيخا أراه ابن ثمانين سنة، كان لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، فلما رجع إلى المدينة كسر أصنامهم وأظهر إسلامه قبل البيعة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: أمه أم مالك بنت أبي بن سلوك، وشهد مع علي الجمل وصفين، واختلف في شهود أبيه بدرا.
وفي «كتاب ابن قانع»: مات وسنه إحدى، وقيل اثنين وأربعين.
وفي «كتاب ابن سعد» في أولاده: عبد الرحمن وعبيد ومعاذ وعبيد الله والنعمان انتهى. وهو غير رفاعة بن رافع الداخل مع موسى بن نصير إفريقية.(4/389)
1602 - (س ق) رفاعة بن شداد بن عبد الله بن قيس بن جعال، أبو عاصم البجلي الكوفي الفتياني.
قال البخاري في «الكبير»: قال أحمد كنيته أبو عاصم، وقال محمد أبو يحيى وعن يونس بن محمد: ثنا أبو ليلى، عن أبي عكاشة الهمداني، قال: قال رفاعة البجلي: ثنا سليمان بن صرد انتهى.
المزي ذكر كنيته من عند ابن حبان، وغفل كونها مذكورة عند أحمد، فعلونا العرعرة، ونزل إلى الحضيض، وإن مد الله تعالى في الأجل أفردت لما علون فيه، وما نزل هو فيه كتابا، كذا فعله الخطيب في «المؤتنف»، وأجدر به أن يجيء قدر نصف «كتابة»، والله الموفق.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل» عن أبيه: رفاعة بن شداد، ويقال: ابن عامر بن عبد الله.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: خرج الترمذي حديثه وحسنه.
ولما رأى بعض المصنفين
من المتأخرين قول ابن حبان: قتل بعد عين الوردة. قال: هو من عنده قتل سنة بضع وستين. لعلمه وعلم غيره أن عين الوردة كانت بعد الستين، وما علم أن شيخ البخاري خليفة بن خياط قال في كتاب «التاريخ»: وفي سنة ست وستين غلب المختار بن أبي عبيد على(4/390)
الكوفة، فقتل بجبانة السبع رفاعة بن شداد، وكذا قاله يعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه الكبير» وعبد الباقي بن قانع، وابن مسكويه في «تجارب الأمم»، وأبو جعفر بن أبي خالد في كتابه «التعريف بصحيح التاريخ»، ومحمد بن حزم الطبري، وابن شيران وغيرهم، لا أعلم في ذلك خلافا، وفيه رد لما ذكره المزي وهو: قتله ابن زياد، والله تعالى أعلم.
1603 - (س ق) رفاعة بن عرابة الجهني المدني، ويقال: ابن عرادة، والصحيح الأول.
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه: عطاء بن يسار.
روى له النسائي في «اليوم والليلة»، وابن ماجه، وقع لنا حديثه عاليا.
هذا جميع ما قاله المزي. وفي «كتاب أبي أحمد العسكري»: وأبو خزاعة.
وقال ابن أبي حاتم: ابن أبي خزامة أ (د بني الحارث بن سعد هذيم، روى عن أبيه، ويقال: إن سمه رفاعة بن عرادة، روى عنه ابنه، وقال بعضهم: أبو خزامة عن أبيه.
وفي «كتاب ابن الأثير» عن ابن منده وأبي نعيم: رفاعة بن عرابة الجهني، وقيل العذري أبو خزامة.(4/391)
وقال مسلم بن الحجاج في كتاب «الوحدان»، وأبو الفتح الأزدي، وأبو صالح المؤذن في كتاب «الصحابة» تأليفهما: تفرد عنه بالرواية عطاء بن يسار.
وقال البغوي له حديثان.
وفي كتاب الصحابة للترمذي عرادة وهم.
وألزم الدارقطني الشيخين تخريج حديثه لصحة الطريق إليه.
وقال ابن حبان: رفاعة بن عرابة بن عرادة الجهني.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة: ورفاعة بن عرابة من ساكن البصرة.
وفي «طبقات ابن سعد»: رفاعة بن عرادة، وقال بعضهم: ابن عرابة وابن عرابة.
وقال الفسوي في «تاريخه»: جهني، وجهينة من قضاعة.
1604 - (م) رفاعة بن الهيثم بن الحكم الواسطي أبو سعيد.
روى عنه مسلم ثلاثة أحاديث، ذكره صاحب كتاب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين».(4/392)
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه».
1605 - (د ت س) رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة، الأنصاري الزرقي، إمام مسجد بني زريق.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وصححه أبو علي الطوسي في كتاب «الأحكام».(4/393)
من اسمه رفدة ورفيع ورقبة
1606 - (ق) رفدة بن قضاعة الغساني، مولاهم الدمشقي.
قال الساجي في حديثه مناكير. وقال الجوجاني: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يحتج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد عن الأثبات بالأشياء المناكير.
وذكره ابن الجارود وأبو العرب في «جملة الضعفاء». وفرق بينه وبين رفدة بن قطبة، كأنه متفرد بهذا القول، وما أظن له فيه سلفا؛ لأن رفدة من الأفراد، نص عليه البرديجي وغيره.
وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يحتج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات، روى عن الأوزاعي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في كل خفض ورفع». قال أبو حاتم: وهذا خبر إسناده مقلوب، ومتنه منكر، ما
رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في كل خفض ورفع قط، وأخبار الزهري عن سالم عن أبيه تصرح بضده أنه لم يكن يفعل ذلك بين السجدتين.
وقال أبو أحمد ابن عدي: لم زر له إلا حديثا يسيرا، وعند هشام بن عمار عنه مقدار خمسة أو ستة أحاديث، وحديثه الرفع يعرف برفدة، وقد روى عن أحمد بن أبي روح البغدادي، وكان يسكن جرحان عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي.(4/394)
وقال مهنا سألت يحيى وأحمد عن حديثه هذا؟ فقالا: ليس بصحيح ولا يعرف عبيد بن عمير بحديث عن أبيه شيئا ولا عن جده، ولا يعرف رفدة.
وقال يحيى: رفدة، وقد سمعت به وهو شيخ ضعيف، لو كان جاء بهذا رجل معروف عن الأوزاعي مثل هقل كان عسى.
وذكره البخاري: في «فصل من مات من الثمانين ومائة إلى التسعين»، وقال: لا يتابع في حديثه.
1607 - (ع) رفيع بن مهران الرياحي البصري، مولى امرأة من بني رياح بن يربوع.
روى عن علي. كذا ذكره المزي، وهو مشعر عنده بالاتصال، وقد قال عباس عن يحيى: لم يسمع منه شيئا.
وقال الحربي: كان مشهورا.
وقال العسكري في كتاب «الصحابة»: روي أنه دخل على أبي بكر.
وفي «الأوسط» للبخاري: ثنا معاذ بن أسد، أنبا الفضل بن موسى، أبنا(4/395)
حسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: دخلت على أبي بكر، فأكل لحما ولم يتوضأ.
وقال ابن سعد: توفي يوم الإثنين من شوال سنة تسعين، وأدرك عليا ولم يسمع منه، وسمع من عمر، وأبي وغيرهما وكان ثقة كثير الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: مات
يوم الإثنين في شوال سنة تسعين.
وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل»: ثنا علي بن الحسن، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا حجاج قال: قال شعبة: قد أدرك رفيع علي بن أبي طالب، ولم يسمع منه شيئا.
وفي كتاب «تقريب المدارك في الكلام على موطأ مالك»، للخزرجي، قول شاذ أظنه، وهم من الناسخ، وإن كان بخط أبي عبد الله القرطبي: لم يسمع رفيع من ابن ابن عباس.
وقال عبد الرحمن: ثنا علي ابن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا النضر بن شميل، ثنا شعبة، عن عاصم قال: قلت لأبي العالية: من أكبر من رأيت؟ قال: أبو أيوب الأنصاري - يعني المذكور روايته المشعرة عنده بالاتصال عنه عند المزي - قال: غير أني لم آخذ عنه.(4/396)
وقال أبو الحسن العجلي الكوفي: تابعي ثقة، من كبار التابعين، ويقال إنه لم يسمع من علي شيئا إنما يرسله عنه.
ونقل المزي لفظه من «كتاب الآجري»، على إعادته في التقليد، وترك إلى جانبها: وسمع من عمر وعثمان، وقال: رأيت أبا بكر.
وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ثقة.
وفي «كتاب الكلاباذي»: اسم الذي أعتقته آمنة.
وذكر المزي أنا أبا خلدة قال: توفي يوم الإثنين في شوال سنة تسعين. قال: وذكر غيره سنة (اثنين) وتسعين إثر كلامه، وفيه نظر، من حيث إن أبا خلدة لم يختلف عنه أنه مات سنة ثلاث وتسعين، بيان ذلك ما في «تواريخ البخاري»: قال أحمد بن منيع: عن أبي قطن، ثنا أبو خلدة: مات يوم الإثنين سنة ثلاث وتسعين.
وفي «تاري الإمام أحمد بن حنبل الكبير»، رواية ابن بكير: عن أبي قطن، ثنا أبو خلدة، وفي «كتاب الكلاباذي»
وقال الذهلي: ثنا أحمد، ثنا أبو قطن مثله.
زاد البخاري: ثنا موسى، ثنا ثابت، ثنا عاصم، عن أبي العالية: قرأت القرآن(4/397)
قبل أن يقتلوا صاحبكم، يعني عثمان، بخمس عشرة سنة، وقرأت القرآن العظيم قبل أن يولد الحسن بسنة.
وقال اللالكائي: ثقة مجمع على ثقته.
وفي تصحيح المزي قول الهيثم: مات في ولاية الحجاج. قال: وكذا قاله غيره. نظر في موضعين.
الأول: الذين قالوا ذلك إنما قالوه تبعا للهيثم لا استقلالا.
الثاني: لو صحح سنة ثلاث وتسعين كان أولى لكثرة ما أسلفناه، ولكثرة من تابعه.
وفي «كتاب ابن عدي»: رفيع بن مهران، وقالوا: فيروز، لما أعتقته مولاته طافت به على حلق المسجد، فلما حضر أوصى بثلثه في آل علي.
وقال الشافعي: حديث أبي العالية الرياحي رياح، وعن محمد بن سيرين: ثلاثة يصرفون من حديثهم: أنس بن مالك، والحسن، وأبو العالية.
وعن للربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: إن كنت لأسمع الرجل يذكر بالعلم فآتيه، ولا أسأله عن شيء حتى أنظر إلى صلاته، فإن كان يحسن، وإلا قلت: إن كنت جاهلا بهذا فأنت بغيره أجهل، فأذهب ولا أسأله عن شيء.
وفي «كتاب الداني» عنه قال: قرأت القرآن على عمر ثلاث مرات. وقال أيضا: تعلمت الكتاب والقرآن فما شعر بي أهل ولا بدي في ثوبي قط مداد.(4/398)
وقال أبو عمر في «كتاب الاستغناء»: هو أحد كبار التابعين بالبصر، روى أن أبي بكر وعمر، واختلف من سماعه منها، والصحيح أنه سمع منها.
وفي «كتاب أبي أحمد الحاكم»: عن أبي خلدة قلت لأبي العالية: أدركت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال
: لا، جئت بعده بسنتين أو ثلاث.
وفي «الطبقات» لمحمد بن جرير: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربع وستين، وتوفي سنة ست ومائة، وكانوا يقولون: أشبه رجل بالبصرة علما بإبراهيم أبو العالية.
1608 - (ع) رقبة بن مصقلة، ويقال ابن مسقلة أيضا، العبدي، أبو عبد الله الكوفي، يقال ابن مصقلة بن عبد الله بن خوقعة بن صبرة.
ذكره أبو حاتم بن حبان وابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال العجلي: كانت فيه دعابة.
وعند البازنجي: دخل رقبة المسجد فطرح نفسه، فقال له رجل: ما لك؟ قال: صريع، فالوذ. قال: ومن أين؟ قال: من دار من ولي الجماعة، وحكم في الفرقة.
قال: وكان رقبة إذا أخطأ عنده إنسان قال له: تناشرت عن الصواب.
ونظر يوما إلى رجل عمل شيئا كرهه، فقال: تعمد ترك هذا.
وقال ابن الأثير: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.(4/399)
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: قلت ليحيى ما تقول في رقبة، روى عن سليمان التيمي شيئا؟
فقال: رقبة ضعيف، ما يبالي عمن روى.
قال ابن خلفون: وهو ثقة. قاله سعيد بن عثمان وغيره.
وقال أبو أحمد المرازي: صالح.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني، وسئل عنه: ثقة، إلا أنه كانت فيه دعابة.
وفي قول المزي: مصقلة، ويقال: مسقلة. نظر، فإن السين تبدل من الصاد غالبا لا سيما مع القاف، فكلا اللفظين واحد.(4/400)
من اسمه ركانة وركين ورميح
1609 - (د ت
ق) ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي.
قال الحافظ أبو نعيم: سكن المدينة، وبقي إلى خلافة عثمان. ويقال: توفي في أول أيام معاوية، وقيل: سنة إحدى وأربعين.
وفي كتابه ما يدل أ المصارعة وإسلامه كان في مكة بالأبطح في أيام أبي طالب، وفي موضع آخر بالضم.
ولما ذكر البخاري حديثه في «العمائم» قال: فيه نظر.
وفي كتاب «الصحابة» لابن السكن: روى عنه أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم، في إسناده نظو، وحديثه أيضا في «طلاق امرأته البتة» فيه نظر.
وفي «الاستيعاب»: توفي سنة اثنين وأربعين.
وفي «طبقات ابن سعد»: يكنى أبا يزيد، ومن ولد ركانة: يزيد، ومعبد، وشداد، ونافع، والفضل، وعلي، وخالد.
وقال ابن حبان: يقال: إنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي إسناده خبره نظر.(4/401)
وفي «كتاب ابن منده»: كان يقال لعبد يزيد المحض لا قذي فيه؛ لأن أمه الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف، وأباه هاشم بن المطلب، وهو يعني ركانة زوج سهيمة.
وفي «كتاب أبي نعيم»: سهلة.
وفي «كتاب ابن قانع»: سفيحة بنت عمير المزنية.
وفي كتاب «الصحابة» لابن الجوزي: صارعه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وقيل بعدها.
وقال مصعب الزبيري: مات سنة أربعين.
وفي «كتاب ابن أبي داود»: روى عنه ابنه محمد، وكنيته أبو محمد.
قال ابن منده: كذا فرق بينهما وأراهما واحدا، وكذا قاله أبو نعيم الحافظ.
1610 - (بخ م ي) ركين بن الربيع بن عميلة أبو الربيع الفزاري الكوفي.
قال أبو حاتم بن حبان
لما ذكره في «جملة الثقات»: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة والحاكم والطوسي والدارمي.
وكذا ذكر وفاته غير واحد منهم: الهيثم بن عدي، وابن قانع.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» قال: هو ثقة، قاله ابن نمير وأحمد بن صالح، وأبو جعفر السبتي، وغيرهم.(4/402)
وقال ابن شاهين، لما ذكره في «الثقات»: لم يذكره يحيى إلا بخير.
وفي كتاب «أولاد المحدثين» لأبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ: ركين بن الربيع، يكنى أبا عميلة، ومن أولاده: الربيع بن الركين، والربيع ابن سهل بن ركين.
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة.
1611 - (ق) رميح الجذامي.
عن أبي هريرة: قال ابن القطان: لا يعرف.(4/403)
من اسمه رواد وروح ورويفع
1612 - (ق) رواد بن الجرح أبو عصام العسقلاني، والد عصام، كان من أهل خراسان.
قال الخليلي في كتاب «الإرشاد»: يكنى أبا عثمان، مشهور. قال الحفاظ: كثيرا ما يخطئ يتفرد بحديث ضعفه الحفاظ في ذلك الحديث، وخطؤه فيه، وهو: «خيركم بعد المائتين كل خفيف الحاذ».
وقال أبو أحمد الحاكم: (تغير) يعني بأخرة، فحدث بأحاديث لم يتابع عليها، وسنه قريب من سن سفيان الثوري، ولم يكن بالشام أكبر سنا منه من أقرانه.
وقال محمد بن عوف الطائي: دخلنا عسقلان فإذا برواد قد اختلط.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أدخله البخاري في كتاب الضعفاء فسمعته يقول يحول من هناك.
وقال الساجي: عنده مناكير.
وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، وابن شاهين في «جملة الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».(5/5)
وفي «كتاب ابن الجارود»: كان قد اختلط لا يكاد يقوم حديثه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان من أهل الطبقة الثالثة من المحدثين، فلما كبر تغير فمن كتب عنه قبل تغيره فلا بأس بحديثه.
وفي «كتاب ابن عدي» عن أحمد بن حنبل: روى أبو عصام عن الثوري عن الزبير بن عدي حديثا منكرا جدا، وقال لأبي بكر بن زنجويه: لا تحدث بهذا الحديث يعني قوله صلى الله عليه وسلم: «أربع من اجتنبهن دخل الجنة: الدماء والأموال والأشربة والفروج». والله تعالى أعلم.
وفي «تاريخ القدس»: كثيرا ما يخطئ.
1613 - (ت) روح بن أسلم الباهلي أبو حاتم البصري.
ذكره الحاكم في كتابه «المستدرك»، وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال ابن أبي خيثمة: لم يزل أبي يحدث عنه حتى مات، وسئل عنه يحيى بن معين فلم يقل إلا خيرا.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
ولما ذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء» قال: عنده مناكير.
وقال الدارقطني والبرقاني: ضعيف متروك الحديث.
ولما خرج أبو عيسى ابن الدهان حديثه في «جامعه»: «لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد». قال فيه: حسن صحيح. وكذا قاله أيضا أبو علي الطوسي.(5/6)
وذكره البخاري في «فصل من مات من مائتين إلى عشر ومائتين».
1614 - (ت ق) روح بن جناح أبو سعيد، ويقال: ابن سعد، الأموي، مولى الوليد ابن عبد الملك الدمشقي أخو مروان.
قال الساجي: عنده حديث منكر. فذكر حديث: «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد». وقال أبو علي بن السكن في كتاب «الضعفاء» تأليفه: حدث عن ابن شهاب في «صفة البيت المعمور» لا يتابع عليه.
وقال أبو سعيد النقاش: يروي عن مجاهد أحاديث موضوعة.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي عن الثقات ما إذا سمعها الإنسان الذي ليس بالمتبحر في صناعة الحديث شهد لها بالوضع، روى عن مجاهد عن ابن عباس [ق 28 / أ] عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فقيه واحد .. الحديث».
وفي «سؤالات» مسعود: وسمعته يقول: روح بن جناح ثقة مأمون، من أهل الشام.(5/7)
وزعم الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري أن تكنيته بأبي سعيد خطأ، والصواب: أبو سعد بحذف الياء، فينظر في قول المزي الذي بدأ به.
وقال الجوزجاني: ذكر عن الزهري حديثا معضلا فيه: «ذكر البيت المعمور»، فإن كان قال: سمعت الزهري أرجئ، ونظر في أمره.
1615 - (ع) روح بن عبادة بن العلاء بن حسان بن عمرو بن مرثد القيسي، من قيس بن ثعلبة، أبو محمد البصري.
قال البخاري: قال ابن المثنى: مات سنة خمس ومائتين.
وكذا قاله ابن حبان لما ذكره في «الثقات».
وقال محمد بن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
وقال الخليلي: ثقة، أكثر عن مالك، وروي عن الأئمة.
وقال أبو بكر البزار في «مسنده»: ثقة مأمون.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: روح وعبد الوهاب الخفاف وأبو زيد(5/8)
النحوي أيهم أحب إليك في (ابن) أبي عروبة؟ فقال: روح أحب إلي.
وقال ابن أبي خيثمة: سألت يحيى عن روح. فقال: صدوق ثقة، وذكر أبو عاصم النبيل روحا فذكره بخير، وقال: كتب عن ابن جريج الكتب.
وقال الأثرم عن أحمد: حديثه عن سعيد: صالح.
وقال أبو زيد النحوي: سألت شعبة عن حديث، فقال: لا أويلزمك ما لزم هذا القيسي؟ يعني: روح بن عبادة.
وسئل روح متى سمعت من سعيد بن أبي عروبة؟ فقال: قبل الاختلاط ثم غبت وقدمت فقيل لي: إنه قد اختلط.
وفي «أدب الحراس» للوزير أبي القاسم: قال روح بن عبادة القيسي: كان امرؤ القيس بن حجر ملك مروان يقول شعرا، وكل شعر يروى عنه فهو لعمرو بن قميئة. قال أبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح: وهذا القول إن صح عن روح فلا يخلو من أحد حالتين: إما فرط جهل بنثر الشعر، وقصور عن المعرفة بما بين الشعرين من الفرق، وإما فرط عصبية لابن قميئة. قال الوزير: صدق أبو عبد الله.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: توفي في جمادى سنة خمس، وتكلم فيه القواريري.
وقال الدارمي عن يحيى: ليس به بأس.
وفي «تاريخ بغداد» للخطيب أبي بكر: قال محمد بن عمار: جئت يوما إلى عبد الرحمن بن مهدي، فقال: أين كنت؟ قلت: كنت عند رجل يقال له روح بن عبادة، وكتبت عنه عن شعبة عن أبي الفيض عن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم(5/9)
قال: «من كذب علي متعمدا ... » فقال: أخطأ، وتكلم في روح، ثم قال: ثنا شعبة عن رجل عن أبي الفيض عن معاوية بمثله.
وقال أبو خيثمة: لم أسمع في روح شيئا أشد عندي من شيء دفع إلى محمد بن إسماعيل صاحبنا كتابا بخطه فكان فيه: حدثنا عفان قال: ثنا غلام من أصحاب الحديث يقال له عمارة الصيرفي أنه كان يكتب عن روح بن عبادة هو وعلي بن المديني فحدثهم بشيء عن شعبة عن منصور عن إبراهيم. قال: فقلت: له هذا عن الحكم. قال: فقال لعلي ما تقول؟ فقال: صدق، هو عن الحكم. قال: فأخذ روح القلم فمحا منصورا وكتب الحكم، قال عفان: فسألت عليا، وعمارة معي فقال: صدق قد كان هذا.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كانوا يقولون إن روحا لا يعرف [ق 28 / ب]- يعني- الحديث.
وقال أبو زيد الهروي: كنا عند شعبة فسأله رجل عن حديث، وكانت في الرجل عجلة فقال شعبة: يجيء الرجل فيسألني عن الحديث كمثل قوم مروا على دار فقالوا: ما أحسنها، ودخلها رجل فخبرها بيتا بيت، لا والله حتى يلزمني ما لزمني هذا الروح. وهو بين يديه.
وقال أبو عاصم: كان ابن جريج يخصه كل يوم بشيء من الحديث.
وقال محمد بن يحيى: قرأ روح على مالك فبين السماع من القراءة.
وقال الغلابي: سمعت خالد بن الحارث ذكر روحا فذكره بجميل.
وقال أبو داود عن أحمد: لم يكن به بأس، ولم يكن متهما بشيء من هذا. وكان قد جرى ذكر الكذب فقيل له: هو أحب إليك أو أبو عاصم؟
قال: كان روح يخرج الكتاب، وأبو عاصم يثبج الحديث.(5/10)
وفي «تاريخ القراب»، و «تاريخ يعقوب بن سفيان الكبير»: توفي سنة سبع.
فترجيح المزي الخمس على السبع بغير دليل لا يتجه، اللهم إلا إن أراد الكثرة فلم يذكر هو إلا ما ذكره الخطيب عن خليفة ومطين، وليس ذلك بكثير لما بيناه قبل.
وقال عن قول الكديمي: توفي سنة سبع. ليس بصحيح من عنده قاله، وقد ذكرنا من قاله غير الكديمي وهما هما، ولو تتبعنا ذلك لوجدنا من قاله غيرهما فكان الأولى أن يقول الأكثر على الخمس، لا أن يحكم على أحد القولين بصحة ولا عدمها.
وقوله: زاد غيرهما في جمادى الأولى. ولم يبين الغير من هو، وكأنه، والله أعلم، لم يستحضره حالتئذ، فلننب عنه، فنقول: هو أبو داود سليمان بن الأشعث.
1616 - (خ) روح بن عبد المؤمن الهذلي، مولاهم، أبو الحسن البصري المقرئ.
قال صاحب «الزهرة»: روى عنه البخاري أربعة أحاديث.
وقال ابن أبي عاصم في «تاريخه»: سنة أربع وثلاثين مات روح بن عبد المؤمن بن جبلة.
وروى أبو حاتم بن حبان في «صحيحه» عن الحسن بن سفيان عنه، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وكذلك أبو محمد الدارمي.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صدوق.
وقال أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، في «الوفيات» تأليفه: وفيها مات يعني سنة ثمان وخمسين ومائتين روح بن عبد المؤمن بن فروخ البوشنجي أبو حاتم يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى. انتهى، فلا أدري أهو هذا المذكور في الأصل أم غيره؟.(5/11)
وقال ابن خلفون: مات سنة أربع وثلاثين. وكذا ذكره الداني في «الطبقات»: قال: وهو من جلة أصحاب يعقوب الحضرمي، والمطين في «تاريخه».
1617 - (ق) روح بن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش الأموي.
روى عن أبيه وأمه أم عياش.
كذا هو في «الكمال»، في عدة نسخ ولم ينبه المزي عليه، وهو غير جيد، لأن الذي في الأصول من «ابن ماجة» وغيره روايته عن أبيه عن أم عياش أم أبيه، كان صوابه أن يقول: روى عن أبيه عن أمه أم عياش والله تعالى أعلم.
قال المزي: في الأصل. يعني «الكمال».
1618 - روح بن الفرج.
روى عنه ابن ماجة، لم يزد. انتهى.
هذه الترجمة ساقطة من كتاب «الكمال»، الذي بخط الحافظ أحمد المقدسي وأصلين آخرين، فالله أعلم.
والذي فيه.
1619 - روح بن الفرج بن عبد الرحمن أبو الزنباع القطان المصري.
سمع أبا صالح [ق 29 / أ] كاتب الليث، وذكر جماعة آخرين، ثم قال هو والصريفيني: روى عنه ابن ماجة، وذكر في «الكمال» جماعة نحو الخمسة عشر رجلا، قال: وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة، ولد سنة أربع ومائتين، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وهذا الرجل ذكره المزي في المميزين المذكورين في كتاب «المتفق والمفترق»(5/12)
للخطيب، ولم ينبه عليه، والله تعالى أعلم، فينظر.
وذكر المزي روحا الذي روى عنه ابن ماجة وذكر وفاته من عند محمد بن مخلد في سنة ثمان وخمسين ومائتين، ثم قال: زاد غيره في رجب. انتهى كلامه، وفيه إيهام لا يجوز، وذلك إن كان نقله من كتاب ابن مخلد الأصل ففي سائر نسخه: ثمان وخمسين في رجب، وإن لم ينقله من أصله فلا حاجة إلى أن يتقلده، بل ينسبه إلى قائله، فإن كان إيراد فعلى ذاك هذا هو الدين وفيه السلامة في الدارين، والله الموفق.
1620 - (خ م د س ق) روح بن القاسم التميمي العنبري، أبو غياث، البصري.
قال ابن التين، شارح البخاري: قال الشيخ أبو الحسن، يعني القابسي: ليس في المحدثين روح بالضم إلا ابن القاسم، فإنه روي بالضم. قال ابن التين: روايتنا فيه الفتح. انتهى، هذا هو الصواب وما عداه يشبه أن يكون وهما والله أعلم.
وقال أبو حاتم بن حبان، لما ذكره في كتاب «الثقات»: مات قبل الحجاج بن أرطاة سنة إحدى وأربعين ومائة، وكان حافظا متقنا.
ولما ذكره أبو عبد الله بن خلفون في كتاب «الثقات» قال: وثقه ابن نمير، وأبو جعفر السبتي، وغيرهما.
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين: أنه مات سنة نيف وخمسين. ولم يعزه لقائله كعادة شيخه، والله أعلم.(5/13)
ووجدت بخطي مكتوبا حاشية على كتاب «الكمال» ولم أعزه، ولم أعرف الآن قائله: أنه مات قريبا من ابن عون فلئن كان صحيحا كان موافقا لقول من قال: توفي سنة نيف وخمسين، والله تعالى أعلم.
1621 - (د ت س) رويفع بن ثابت بن السكن بن عدي الأنصاري النجاري، سكن مصر.
قال أبو عمر بن عبد البر، وابن السكن في كتاب «الصحابة»: مات بالشام.
وذكر أبو العرب في كتابه «طبقات القيروان»: أنه دخل في حاجة له إفريقية في زمن موسى بن نصير.
وفي كتاب رياض النفوس في طبقات القيروان توفي سنة ثلاث وخمسين.
وكذا ذكر وفاته أبو سعيد بن يونس في «تاريخ مصر».(5/14)
من اسمه رياح وريحان
1622 - (د ت ق) رياح بن الحارث أبو المثنى النخعي الكوني، والد جرير، وجد صدقة.
قال العجلي: ثقة. وخرج الحاكم والطوسي حديثه في «كتابيهما»، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1623 - (خد) رياح بن عبيدة الباهلي، مولاهم، بصري، ويقال كوفي، ويقال حجازي، وهو والد موسى، والخيار، وجد عمر.
ونسبه أبو عبد الله بن خلفون في كتاب «الثقات» [ق 29 / ب] هلاليا، وقال: كان رجلا صالحا.
وعاب المزي على صاحب «الكمال» ذكره في «الكمال»، وأن أبا داود والترمذي وأبا عبد الرحمن رووا حديثه، قال: وإنما رووا حديث رياح بن عبيدة السلمي الكوفي الراوي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب وأبي سعيد الخدري. وقال في الباهلي: ذكره ابن حبان في «الثقات». انتهى كلامه.
وهو شيء لم يوجد في «كتاب ابن حبان» في غير ما نسخة جيدة، وليس فيه من اسمه رياح واسم أبيه عبيدة في الطبقتين الأوليين إلا رياح بن عبيدة الراوي عن أبي سعيد الخدري، روى عنه ابنه إسماعيل بن رياح وأهل العراق وكان من العباد من جلساء عمر بن عبد العزيز.
وكذا أصحاب «المختلف والمؤتلف»: عبد الغني، وأبو بشر، والآمدي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو بكر الخطيب، وأبو نصر بن ماكولا، وابن ماما،(5/15)
وابن سليم، وابن الصابوني، وابن نقطة، والبرديجي، وصاحب كتاب «الاتصال». لم يذكروا في حرف «الراء والعين» غير رياح بن عبيدة الراوي عن: عمر بن عبد العزيز، وقزعة، وأسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب روى عنه: داود بن أبي هند، وحاتم بن أبي صغيرة.
ولم يذكره البخاري ولا ابن أبي خيثمة ولا غيرهما فيما أعلم، فينظر من أين ذكر هذا؟ وأظنه وهم، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره الحارث بن أبي أسامة في «مسنده»: قال يزيد بن هارون: ثنا الحجاج بن أرطاة عن رياح بن عبيدة أو عبيدة شك يزيد عن رجل عن أبي سعيد فذكر حديثا.
كل قول لا يستدل عليه ... فهو شيء نرده بيقين
لا تقل إنه كلام إمام ... نحن نرضى به بلا تبيين
ليس يرضى بذاك إلا الذي ... لم يحسن العلم راضيا بالدون
1624 - (د س) ريحان بن سعيد بن المثنى بن معدان بن زيد بن كرمان، القرشي السامي الناجي، أبو عصمة، البصري، أخو المثنى وروح والمغيرة.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: ويعتبر حديثه من غير روايته عن عباد.
وقال عبد الباقي بن قانع: ضعيف.
وقال البرديجي في كتاب «المراسيل»، تأليفه: فأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة، فهي مناكير.(5/16)
وقال العجلي: ريحان الذي يحدث عن عباد منكر الحديث.
وفي «سؤالات البرقاني»: سمعت أبا الحسن يقول: ريحان بن سعيد بصري يحتج به.
وذكره ابن شاهين وابن خلفون في «جملة الثقات»، وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
1625 - (د ت) ريحان بن يزيد العامري البدوي.
قال المزي: قال حجاج عن شعبة عن سعد: سمع ريحان، وكان أعرابي صدق. انتهى، هذا- فيما أظن والله أعلم- نقله من كتاب «الكمال» وأرسله إرسالا، وحجاج ليس له تصنيف حتى يظن أنه نقله منه، وما أظن أن البخاري قال في «تاريخه الكبير»: ثنا حجاج، ثنا شعبة فذكره، فلو كان الشيخان رأيا كلام البخاري لما عدلا عن عزو هذا الكلام إلى إهماله بالإرسال.
زاد البخاري: وروى إبراهيم بن سعد عن أبيه، يعني حديث الصدقة [ق 30 أ] فلم يرفعه.
ولما ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» ذكر عن أبي نعيم الفضل بن دكين:
وقد روى شعبة عن سعد هذا الحديث بهذا السند ولم يرفعه، وقال: «لذي مرة قوي» وقال عطاء بن زهير أنه لقي عبد الله بن عمرو فقال: «إن الصدقة لا تحل لقوي، ولا لذي (مرة) سوي».(5/17)
باب الزاي
من اسمه زاذن وزارع وزافر وزاهر وزائدة
1626 - (بخ م 4) زاذن أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكندي، مولاهم، الكوفي الضرير البزار.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وسماه أباه: عمرا، وكناه أبا عمر فقط، قال كان يخطئ كثيرا، مات بعد الجماجم يعني بعد سنة ثلاث وثمانين، وكذا قاله في كنيته ووفاته الهيثم ابن عدي في «طبقاته» قال ابن حبان: ثنا ابن إسحاق الثقفي، ثنا محمد، ثنا إسحاق بن منصور السلولي، ثنا محمد بن طلحة عن محمد بن جحادة قال: كان زاذان يبيع الكرابيس فكان إذا جاءه الرجل أراه شر الطرفين وساومه سومة واحدة.
وقال ابن سعد: زاذان أبو عمر كان ثقة كثير الحديث.
ولما خرج حديثه في «مستدركه» قال: احتجا جميعا بالمنهال بن عمرو وزاذان أبي عمر الكندي. وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي «تنبيه الغافلين»: مر ابن مسعود بقوم يشربون وزاذان يغنيهم، فقال(5/19)
عبد الله: أحسن هذا الصوت لو كان في تلاوة القرآن. وكان صوته حسنا جدا، فسأل زاذان عن الرجل المار عليهم، فقيل: ابن مسعود، فأدركته هيبة لقوله، فكسر طنبوره، ثم أدركه ثانيا مقلعا ولازمه حتى تعلم القرآن، يأخذ خطامه، حتى صار إماما في العلم.
وفي «كتاب المنتجالي»: زاذان أبو عمر كان صاحب علي، وذكر عن محمد بن الحسين قال: قلت ليحيى بن معين: ما تقول في زاذان أبي عمر روى عن سلمان؟ قال: نعم، روى عن سلمان وغيره، وهو ثبت في سلمان. قلت: فالحديث الذي روى عن سلمان وهو أمير المدائن في «الرجل الذي كان معه فاعتل فلما أن قرب أمره سمع سلمان منه نزعا شديدا فسلم فسمع رد السلام عليه ولم ير الشخص، فقال سلمان: يا ملك الموت ارفق بصاحبنا فقال: «إني بكل مؤمن رفيق». هل صح عندك هذا الحديث يا أبا زكريا؟ فقال: رواه شبابة المدائني، وليس ينكر أن يكون مثل هذا لسلمان، وإنما نقل أهل الحديث السنن التي هي نظام الفرائض، والفضائل التي فضل بها صلى الله عليه وسلم قوما دون قوم لا يوضع الأشياء إلا في مواضعها، وأما ما كان من هذه الأحاديث التي يكون فيها الرغائب، أو اللفظة التي يكون فيها كرامة للعبد فليس هذا بمنكر.
وخرج الحافظ البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة بلفظ: «سمعت البراء بن عازب»، فذكر حديثه الطويل في «أخبار الموت».
ولما خرجه ابن منده في كتاب «الإيمان» قال: إسناده متصل مشهور، وأبو علي الطوسي وأبو محمد بن الجارود والدارمي.(5/20)
وقال أبو أحمد الحاكم: أبو عمر، ويقال أبو عبد الله زاذان [ق 30 ب] الكندي مولاهم الكوفي، ليس بالمتين عندهم.
وفي كتاب «الثقات» لابن شاهين: زاذان ثقة كان يتغنى ثم تاب.
وكناه مسلم بن الحجاج: أبا عمر ولم يذكر أبا عبد الله، وكذلك أبو حاتم الرازي وابن عدي، وقال: روى عن جماعة من الصحابة منهم ابن مسعود، وتاب على يديه.
والساجي وقال: نسبه الحكم وسلمه إلى الإكثار، وابن البيع في كتاب «المدخل»، والخطيب وقال: كان ثقة، والبرقي في كتاب «الطبقات»، وزعم أنه مجهول تفرد عنه أبو إسحاق، والطبراني في ترجمة سلمان من «المعجم الكبير»، والنسائي وزاد: عن شعبة سألت سلمة بن كهيل عنه فقال: أبو البختري أعجب إلي منه، وقال زبيد: رأيته يصلي كأنه جذع.
وقال الأعمش: عن المنهال بن عمرو عن أبي عمر زاذان، وقال هارون بن عنيزة: ثنا أبو عمر زاذان، وأبو بشرى الدولابي، وزاد: كان فارسيا من شيعة علي، ومات سلطان عبد الملك، وأدرك عمر بن الخطاب. وأبو نعيم الفضل في «تاريخه الكبير»، والإمام أحمد بن حنبل في «كتاب عبد الله ابنه»، وابن صاعد، وأبو الحسن العجلي، وزاد: كوفي تابعي ثقة. وابن أبي خيثمة، وغيرهم.(5/21)
ولم أر من كناه أبا عبد الله إلا القليل من المتأخرين، إنما يقولون: يكنى أبا عمر ويقال أبو عبد الله، ولكن لم أر من قدم أبا عبد الله على أبي عمر إلا المزي، وسلفه في ذلك والله أعلم صاحب «الكمال».
وفي قول المزي: قال خليفة مات سنة ثنتين وثمانين. نظر، لأن خليفة لما ذكره في «الطبقة الثالثة» من كتاب «الطبقات» قال: مات بعد الجماجم.
وكذا قاله في «تاريخه»، والله تعالى أعلم، فينظر.
إن علما يجيء من تسعة كتب ... لجدير بالنقص في ذا الباب
عندنا من أصول ذا العلم ... ألف قول امرئ لا يحابي
ليس فيها فرع سوى ما يلاشي ... حزتها عدة لفصل الخطاب
1627 - (د) زارع بن عامر، ويقال: ابن عمر العبدي عداده في أعراب البصرة.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه في «الحلم والأناة». كذا ذكره المزي،(5/22)
ويفهم منه تفرده بهذا الحديث، وليس كذلك لما ذكره أبو نعيم الحافظ: أنه قال: قلت يا رسول الله إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي مجنون أتيتك به لتدعو له، ففعل.
فذكر حديثا طويلا في كيفية سلامته من ذاك الجن.
وسمى الباوردي ابنه المجنون مطرا وابن أخيه أشج فلامه عليهما الأشج.
وقال ابن عبد البر: ويقال الزارع بن الوازع، والأول أولى بالصواب- يعني ابن عامر- وله ابن يقال له: الوازع وبه كان يكنى، وحديثه حسن.
ولما ذكره العسكري في كتاب «الصحابة» عده في بني صباح بن نكرة، وعزى ذلك لابن اليقظان. انتهى.
وهو يشبه أن يكون وهما من كل من قاله؛ لأن صباحا هو: ابن نكير أخو نكرة، لا أعلم في ذلك خلافا فيما رأيت، وهم بضم الصاد، كذا قاله الوزير أبو القاسم في كتابه «أدب الخواص»، قال: وكذلك الذي في غيره وضبه، وما كان سوى هذا، وزعم ابن ماكولا وغيره أن في قضاعه وهذيم بن ربيعة بن حدس: صباحا، بضم الصاد أيضا.
وفي «كتاب الأزدي»: تفرد عنه بالرواية أم أبان [ق 31 / أ].
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: كنيته أبو الوازع.
وفي قول ابن عبد البر: زارع بن وازع غير صواب، لكثرة من رأينا سمى أباه(5/23)
بذلك مقتصرا عليه لم يذكر سواه منهم: أبو القاسم بن بنت منيع، وأبو الفتح الموصلي، وأبو حاتم بن حبان، وبقي بن مخلد فيما ذكره عنه ابن حزم، ومحمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»، ومحمد بن جرير الطبري في كتاب «الصحابة»، ويعقوب الفسوي في «تاريخه الكبير»، وخليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»، وتبعهم على ذلك غير واحد من المتأخرين، فلو ادعى مدع ترجيح هذا القول على الأول لعله كان يكون مصيبا والله تعالى أعلم.
ثم إن المزي لا أقل من أن ينظر كتاب أبي عمر فإنا عهدناه في بعض الأحيان ينقل من كلامه وهنا اقتصر على ما في كتاب «الأطراف» لابن عساكر، وليته ذكر ما في «الكمال» فإنه بعض كلام أبي عمر، ولكنه ظن أنه قد أغرب فما أغرب، وكنت قد قلت قبل:
كتابك يا أبا الحجاج تحوي ... لديك من الأصول ثمانية كتب
فأول ذاك تاريخ السلامي ... وتاريخ الشام هو المسلبي
وجرح والثقات ومن تيمي ... إلى جرجان والتمييز سلبي
والاستيعاب يتلوا ما تأتي ... من الحديا حسبي ثم حسبي
ثم رجعت عن هذا القول الآن، والله المستعان.(5/24)
1628 - (ت سي ق) زافر بن سليمان الإيادي، أبو سليمان، القهستاني، سكن الري ثم بغداد.
قال أبو داود- الذي أوهم المزي نقل كلامه-: قال فلان كنت أجلس إلى زافر فيحدثني عن سفيان عن مغيرة فيخطئ. وكذا نقله عنه الخطيب- أيضا-.
وفي كتاب «العلل» لعبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة ثقة، قد رأيته.
وقال أبو حاتم الرازي في كتاب «الجرح والتعديل»: محله الصدق.
وقال ابن المبارك في «تاريخه»: تركت حديثه.
وقال أبو الحسن العجلي: الكوفي يكتب حديثه وليس بالقوي.
وذكره: أبو جعفر العقيلي، وأبو العرب، وابن الجارود وابن السكن، والبلخي في «جملة الضعفاء».
وفي «تاريخ البخاري»: كوفي نزل بغداد.
وقال ابن حبان: أصله من قوهستان وولد بالكوفة، ثم انتقل إلى بغداد ثم صار إلى الري فأقام بها، كثير الغلط في الأخبار واسع الوهم في الآثار على صدق فيه، والذي عندي في أمره: الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات والتنكب عما انفرد به من الروايات.(5/25)
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وقال في «تاريخ نيسابور»: روى عن الأعمش وعبد الله بن عمر وغيرهما في التابعين، وعن داود بن نصير الطائي، وحمزة الخدري. روى عنه: يحيى بن يحيى، ونصر بن زياد القاضي، ويزيد بن صالح أبو خالد الفراء.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في «الطبقة الثالثة» من المحدثين.
وفي «تاريخ الخطيب»: لما ذكر البخاري حديثه عن مالك- أعني الذي أنكر على زافر عن يحيى بن سعيد عن أنس -: «لما كان اليوم الذي احتلمت فيه» قال: ما أحسنه، ما أدري كيف وقع عليه زافر، وليس يروي هذا الحديث عن مالك غير زافر.
وفي كتاب [ق 31 / ب] «الجرح والتعديل» للساجي: قال أحمد بن حنبل: رأيته ولم أكتب عنه. وقال المعيطي: قيل لزافر إن ابن أخيك حلف أن لا يأكل أرزا. فقال زافر: ليس يبالي الأرز ألا يأكله ابن أخي. وكان زافر رجلا مغفلا.
1629 - (خ) زاهر بن الأسود بن مخلع واسمه: عبد الله بن قيس بن عبد بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم كان من أصحاب عمرو بن الحمق.
وفي كتاب «الصحابة» لابن السكن: روى عنه حديثين مسندين.
وفي «كتاب ابن حبان»: السلمي. وفي كتاب «التمييز» لمسلم: انفرد عنه ابنه مجزأة.(5/26)
وفي كتاب «الصحابة» للحافظ أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن: زاهر بن الأسود الضراب الأسلمي، انفرد عنه ابنه مجزأة.
وأما ما وقع في كتاب «الصحابة» لابن الجوزي: زاهر بن مالك الأسلمي أبو مجزأة.- يعني كنيته- فيشبه أن يكون وهما لعدم سلفه في ذلك فيما رأيت، والله تعالى أعلم.
1630 - (س) زائدة بن أبي الرقاد، الباهلي، أبو معاذ، البصري، صاحب الحلي.
وأنكر عبيد الله بن عمر القواريري- فيما ذكره في كتاب «الجرح والتعديل» - حديث أم عطية «إذا خفضت فأشمي».
وذكره أبو حفص بن شاهين في «المختلف فيهم»، وفي «الثقات» بعد، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
وذكره أبو محمد بن الجارود والعقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».(5/27)
وقال النسائي في كتاب «الضعفاء»: منكر الحديث.
وفي كتاب «الكنى»: ليس بثقة. والذي ذكره عنه المزي: لا أدري من هو؟.
لم أره في شيء من تصانيفه، فينظر، ويبعد أن يصفه بنكارة الحديث وبعدم ثقته ولا يدرى من هو، هذا لا يجوز.
وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير، لا يحتج بخبره ولا يكتب إلا للاعتبار.
وقال ابن عدي: له أحاديث حسان، يروي عنه المقدمي والقواريري ومحمد بن سلام وغيرهم، وهي أحاديث إفرادات وفي بعض حديثه ما ينكر.
1631 - (ع) زائدة بن قدامة الثقفي أبو الصلت الكوفي.
قال يحيى بن آدم- فيما ذكره الكلاباذي-: أتيت زائدة أسمع منه الحديث، فقال: شاهدين عدلين يشهدان أنك صاحب سنة حتى أحدثك.
قال يحيى: فقلت ما ظننت أني أعيش إلى زمان أسأل فيه على هذا بينة! قال فقال زائدة: ما ظننت أني أعيش إلى زمن يسب فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.(5/28)
وقال علي بن الجعد: مات بالصائفة في السنة التي مات فيها الحسن بن قحطبة سنة ثلاث وستين. وكذا ذكر وفاته القراب.
وقال محمد بن سعد: كان ثقة مأمونا صاحب سنة وجماعة، توفي سنة ستين أو إحدى وستين ومائة.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: كان من الحفاظ المتقنين، كان لا يعد السماع حتى يسمعه ثلاث مرار، وكان لا يحدث أحدا حتى يشهد عنده عدل أنه من أهل السنة، مات سنة إحدى وستين. وكذا ذكر وفاته ابن قانع.
وقال المنتجالي: كان ثقة. قال: وقال أبو نعيم: سمعت زائدة سأل سفيان عن صيام أيام التشريق فقال له سفيان: لو كنت من البغال لكنت بغلا ثقيلا.
قال أبو نعيم: وجاء [ق 32 أ] زائدة إلى سفيان فقعد فنظر إليه سفيان ثم قال:
وما الفيل تحمله ميتا ... بأثقل من بعض جلسائنا
وكان زائدة لا يكلم أحدا حتى يمتحنه، فأتاه وكيع فلم يحدثه.
وقال أحمد: كان زائدة إذا حدث بالحديث يتقنه.
وقال أبو أسامة: كنت عند سفيان فحدثه زائدة عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: (فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) قال: هم الشهداء. فقال له سفيان: إنك لثقة، وإنك لتحدثني عن ثقة وما يقول قلبي إن هذا من حديث سلمة فدعا بكتاب فكتب من سفيان بن سعيد إلى شعبة فجاء كتاب شعبة إلى سفيان إني لم أحدث بهذا عن سلمة، ولكن حدثني عمارة عن الهجري عن سعيد بن جبير.(5/29)
وقال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى زهير أحب إليك في الأعمش أو زائدة؟ قال: كلاهما ثبت.
وكان حماد بن زيد يقول: أخبرني العبد الصالح زائدة بن قدامة.
وقال الآجري: قال أبو داود وقال ابن إدريس: لم أر الأعمش يمكن أحدا ما مكن زائدة.
صحح الدارقطني له غير ما حديث في «سننه»، وقال: زائدة من الأثبات الأئمة: وكذلك البيهقي وابن القطان.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: روى عن: سليمان بن فيروز أبي إسحاق الشيباني، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان.
ولما ذكره أبو أحمد الحاكم نسبه بكريا، وقال: روى عنه سفيان بن سعيد الثوري إن كان ذلك محفوظا.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا سليمان بن داود القزاز، قال: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: ثنا زهير، ولم يكن زائدة بالأستاذ في حديث أبي إسحاق.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: قال أحمد بن يونس: سمعت زائدة يقول: لو كان رافضيا ما صليت وراءه. وكان لا يحدث عن إسماعيل بن سميع لأنه كان صفريا.
وقال يحيى بن سعيد: لم أر أحدا ترك أبا صالح لا شعبة ولا زائدة، وكذلك السدي قال يحيى: وروى زائدة عن حكيم بن جبير.
1632 - (د ت ق) زائدة بن نشيط الكوفي والد عمران.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وابن حبان حديثه في «صحيحه»، وقال في «الثقات»: روى عنه أهل العراق.(5/30)
من اسمه زبان وزبرقان وزبيب وزبير
1633 - (د مد) زبان بن سلمان.
روى عنه ابن جريج.
قال المزي: وقع في بعض نسخ «المراسيل» لأبي داود: أبان بن سلمان وهو خطأ، ذكره ابن ماكولا وغيره فيمن اسمه زبان انتهى.
هذا الرجل لم أر أحدا ذكره لا في حرف الهمزة ولا الزاي، حاشى ابن ماكولا ومن تبعه فكيف يتجه الصواب فيه من الخطأ؟ والله أعلم.
وعن أبي موسى في كتاب «الترغيب والترهيب»: ذكر بعض أهل اللغة أن زبان بالكسر أفصح.
1634 - زبان بن فائد أبو جوين المصري الحمراوي، أمير المظالم بمصر أيام [ق / 32 ب] مروان بن محمد.
قال الكندي- وذكره في عداد الموالي بمصر-: كان من الروم، وكان في دعوة بني الأزرق من الحمراء، وفيهم كان يأخذ العطاء.
وقال يحيى بن (عبد الله) بن صالح عن أبيه: جاء زبان إلى الليث بن سعد فقال الليث: أبا صالح، هذا زبان بن فائد. قال: وقلت ما أعرفني به. فقال الليث: لو أراد أن يزيد في العبادة مقدار خردلة ما وجد لها موضعا.(5/31)
وقال سلمان الأفطس: دخلت على زبان وهو يظرب كالحمامة، وقال لي: يا سلمان أترى الله يغفر لي؟ قال: وكان قد اشتد به الحزن حتى لم يكن يقوى على الصلاة، فكنت أمر به وهو جالس يده تحت خده. وقال أبو حاتم بن حبان: منكر الحديث جدا، ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعه لا يحتج به.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال الساجي: عنده مناكير.
وقال ابن يونس: توفي سنة خمس وخمسين ومائة، فيما ذكر يحيى بن (عدي) بن صالح. والمزي ذكر وفاته من قول ابن يونس مستقلا به بلفظ فقال: مات سنة خمس وخمسين. وعلى ما ذكرناه لا يصلح، اللهم إلا لو قال ذكر ابن يونس لكان أولى.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
وفي قول المزي: الحمراوي محلة بطرف فسطاط مصر. نظر؛ لما ذكره ابن يونس: كان – يعني زبان- يأخذ عطاءه في دعوة بني الأزرق من الحمراء.
فلا أدري أيريد بالحمراء قبيلة أو محلة؟ ولأني لم أر من نسبه إلى حمراء مصر لما ذكروا من ينسب إليها، ولم يتجه لي فيها قول صحيح، فيتوقف فيه، والله أعلم.
وكأن المزي تبع صاحب «الكمال» في نسبته إليها، ويشبه أن يكون أبى عذره هذا القول.(5/32)
وفي الرواة شيخ آخر يقال له:
1635 - زبان بن حبيب أبو جوين مولى حضرموت.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: توفي سنة أربع وستين ومائتين. ذكرناه للتمييز.
1636 - (د س ق) الزبرقان بن عمرو بن أمية، ويقال: الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري.
قال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ الغرباء»: هو مديني قدم الإسكندرية، روى عنه عياش بن عباس.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وقال في «الثقات»: قد وهم من زعم أنه سمع من زيد بن ثابت بينهما عروة بن الزبير.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال يحيى بن سعيد: كان زبرقان السراج ثقة.
قال علي: قلت أكان ثبتا؟ قال: كان صاحب حديث.
قلت إن سفيان لا يحدث عنه: قال: لم يره، وليت كل من يحدث عنه سفيان كان ثقة، وهو: زبرقان بن عبد الله.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».(5/33)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني وسئل عن حديث رواه الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية عن زهرة عن زيد بن ثابت فقال: يخرج الحديث، وزهرة مجهول.
وفي تفرقة المزي بين الزبرقان بن عبد الله الضمري، وبين الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري نظر؛ لما في كتاب «المشتبه» لأبي الفضل الهروي: زبرقان بن عبد الله أربعة.
الأول: سمع ابن عمر عنه ابن أبي الموالي.
الثاني: جده عمرو.
والثالث: عبدي روى عن كعب بن عبد الله روى عنه الثوري وغيره كنيته: أبو الزبرقان كوفي.
الرابع: الأسدي الكوفي سمع أبا وائل [ق / 33 أ] روى عنه يحيى بن سعيد القطان وغيره.
ولأن البخاري وغيره لم يفرقوا بينهما بل جعلوهما ترجمة واحدة، والله تعالى أعلم.
1637 - (د) الزبرقان يروي عن عمه عمرو بن أمية الضمري روى عنه كليب بن صبح.
كذا ذكره ابن حبان في «الثقات».
وفي قول المزي: ذكره ابن أبي عاصم فيمن مات سنة عشرين ومائة. نظر؛ لأن ابن أبي عاصم لم يميز هذا عن الأول، بل لما ذكر سنة عشرين قال: والزبرقان بن عبد الله الضمري. وصاحب الترجمة نسبه المزي في كتابه: الزبرقان بن عبد الله الضمري بن ابن أخي عمرو بن أمية، وقال في الأول:(5/34)
زبرقان بن عبد الله.
فأنى يتجه له صرف كلام ابن أبي عاصم إلى أحدهما دون الآخر، وهما متقاربان في الطبقة؟! والله أعلم.
وفي اقتصار المزي على قول الأصمعي: الزبرقان الخفيف اللحية. قصور، فإن الناس ذكروا لهذه اللفظة معاني كثيرة نذكر منها طرفا.
قال ابن سيده: زبرق الثوب صفره، والزبرقان ليلة خمس عشرة، والزبرقان القمر، وقيل سمي الزبرقان لأنه كان يصفر بعض جلده، قال المخبل:
واشهد من عوف حلولا كثيرة ... سب الزبرقان المزعفرا
1638 - (د) زبيب بن ثعلبة بن عمرو بن سواد بن أبي عمرة بن عدي بن جندب التميمي العنبري، عداده في أهل البصرة.
وفي «كتاب أبي نعيم الحافظ»: عمرو بن سواء بن الفزاع بن عبدة بن عدي بن جندب «مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ودعا له بالعفو والعافية»، أمه: كلثمة بنت برثن العنبرية.
ونسبه السمعاني: طنبيا، بطاء مهملة مضمومة ونون ساكنة بعدها باء موحدة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان ينزل البادية على طريق الناس إلى مكة بين الطائف والبصرة وله حديث حسن.(5/35)
وقال ابن قانع: عمرو بن سواء بن أبي بن عبدة. وكذا قاله العسكري وسماه: زنيبا بالنون، ثم قال: وأصحاب الحديث يقولون: زبيب بالباء، وعن أبي اليقظان النسابة: بالنون وقال: كان فيمن نادوا من وراء الحجرات، قال الشاعر فيه:
ما در قرن الشمس حتى تلبدت ... زبيبا وإن زاد المطنا يلمع
وكان لزبيب ابن يقال له: عمرو، وكان زبيب ينزل الطنب في طريق مكة، روى عنه: العذو بن دحين، وقال البغوي: سكن البادية وأمه كلدة.
1639 - (ع) زبيد بن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليامي، ويقال: الأيامي، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله الكوفي.
قال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»، وابن منجوية: كان من العباد الخشن مع الفقه في الدين ولزوم الورع الشديد.
وقال ابن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان ثقة وله أحاديث.(5/36)
وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث، وكان علويا، ويزعم أن شرب النبيذ سنة، وكان في عداد الشيوخ وليس بكثير الحديث.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة ثقة خيار إلا أنه كان يميل إلى التشيع.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للباجي: هو أخو عبد الرحمن.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال شعبة: ما رأيت بالكوفة شيخا خيرا من زبيد.
وعن عمران بن أخيه قال زبيد: اللهم ارزقني حج بيتك. فحج ومات في انصرافه [ق 33 / ب] فدفن في النفرة.
وقال المنتجيلي: كان يسكن الري.
وقال سعيد بن جبير: لو خيرت عبدا ألقى الله في مسلاخه اخترت زبيدا الأيامي.
وقال فضيل بن مرزوق: دخلت على زبيد وهو عليل، فقلت: شفاك الله: فقال أستخير الله.
ومات سنة عشرين ومائة.
وكان شعبة يقول: أفضل من أدركت زبيدا، وما رأيته في صلاة إلا طلب أنه لا ينصرف حتى يستجاب له.
وكان ابن حماد يقول: إذا رأيت زبيدا وجل قلبي. وكان يقول: ألف بعرة في بيتي أحب إلي من ألف دينار. قال سفيان: لو سمعتها من غير زبيد ما قبلتها.(5/37)
وكان إماما ومؤذنا، وكان يقول للصبيان – أي – من صلى منكم أعطيته خمس جوزات. فقيل له في ذلك، فكان يقول: أكثر الإسلام وأعلمهم الخير.
فكان يقول: أحب أن يكون لي في كل شيء نية حتى في الأكل والنوم.
وفي «تاريخ البخاري»: قال عمرو بن مرة: كان زبيد صدوقا.
وذكر ابن قانع أنه مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. وذكره قبله الإمام أحمد بن حنبل في «تاريخه الكبير»، وإسحاق القراب.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي «كتاب الآجري» عن أبي داود: قال زبيد: لا أقاتل إلا مع نبي.
وقال الخطيب في كتاب «المتفق والمفترق»: وكان ثقة.
وفي كتاب «الأقران» لأبي الشيخ: روى عن الأعمش في «الجعديات» عن ليث قال: أمرني مجاهد أن ألزم أربعة. أحدهم: زبيد.
وخطب زبيد إلى طلحة ابنته فقال: إنها قبيحة وبعينها أثر. قال: رضيت.(5/38)
من اسمه الزبير
1640 - (خ) الزبير بن أبي أسيد مالك بن ربيعة الأنصاري، أخو حمزة.
ذكره ابن حبان في «الثقات» فقال: روى عنه ابن الغسيل.
وذكره ابن خلفون في «الثقات». وقال سأل الحاكم الدارقطني عنه فقال: مدني لا بأس به.
وفي قول المزي: ويقال هو الزبير بن المنذر بن أبي أسيد، ويقال هما اثنان. نظر، من حيث إني لم أر أحدا جعلهما اثنين، والذي رأيت في «تاريخ البخاري»، وكتاب ابن أبي حاتم: الزبير بن أبي أسيد، وروى ابن الغسيل. فقال: عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد عن أبي أسيد. قال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: ذلك. قال أبو محمد: روى علي بن الحسن بن أبي الحسن البراد فقال: عن الزبير بن أبي أسيد.
ولم يفرد هو ولا البخاري، ولا ابن حبان، ولا ابن أبي خيثمة، ولا ابن عدي، ولا ابن سعد، ولا غيرهم للزبير بن المنذر ترجمة، فينظر- في قوله: ويقال هما اثنان- من قائل ذلك، فإن مثل هذا لا يقبل إلا ببيان قائله؟ والله أعلم.(5/39)
وزعم المزي أن البخاري تفرد به، وأبى ذلك أبو إسحاق الحبال فقال: رويا له:
لا تنظرن إلى من قال تسمعه ... وانظر إلى قوله يا أيها الرجل
إن قال شرا فمردود مقالته ... أو قال خيرا فمقبول وممتثل
هذا البخاري الذي قد بدهم سبقا ... لا يستبد بقول دون ما يصل
به الدليل كذاك الناس كلهم ... فافهم هديت فإن الخائن الوكل
1641 - (ق) الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو عبد الله المدني، قاضي مكة.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة» تأليفه: توفي بمكة في ذي الحجة سنة ست وخمسين ودفن بالحجون.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال المرزباني في «معجمه»: قدم العسكر فضمه المتوكل إلى المعتز يؤدبه، وهو راوية للآثار وغيرها، وهو القائل للفتح بن خاقان وقد رويا لغيره:(5/40)
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما ... نجح الأمور بقوة الأسباب
فاليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب لساعة الأوصاب
وهو القائل أيضا:
عفي الصبي متجمل الصبر ... يرجو عواقب دولة الدهر
جعل المنى سببا لراحته ... فيما يسكن لوعة الصدر
حتى إذا ما الفكر راجعه ... قطع المنى بتيقن الهجر
فشكى الضمير إلى جوانحه ... بعض الذي يلقى من الفكر
وقال تلميذه أبو القاسم البغوي: كان ثبتا عالما ثقة.
1642 - (ت) الزبير بن جنادة أبو عبد الله الهجري الكوفي.
قال أبو عبد الله الحاكم لما خرج حديثه في «مستدركه»: مروزي ثقة.
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»: المعلم، روى عنه العكلي.(5/41)
1643 - (د ت ق) الزبير بن الخريت البصري أخو الحريش.
قال ابن حبان – لما ذكره في كتاب «الثقات» -: ثنا أبو خليفة، ثنا حماد بن زيد، ثنا الزبير بن خريث عن عكرمة: في «الرجل يحلق رأسه يوم النحر قال: كان ابن عباس لا يرى بأسا بأن يغسله».
وقال العجلي: تابعي ثقة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: قال ابن المديني تركه شعبة فلم يرو عنه وهو صالح.
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في كتاب «الثقات».
1644 - (د) الزبير بن خريق الجزري مولى بني قشير.
قال أبو داود في كتاب «السنن»، - إثر تخريج حديثه-: ليس بالقوي.(5/42)
وكذا قاله أبو الحسن الدارقطني في كتاب «السنن» لما خرج حديثه.
وقال ابن ماكولا: قليل الحديث.
1645 - (د ت ق) الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل الهاشمي، أبو القاسم، ويقال: أبو هاشم نزل المدائن.
ذكره البستي في «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم حديث: «تطليق ركانة زوجته» وقال: قد انصرف الشيخان عن الزبير بن سعيد في «الصحيحين»، غير أن لهذا الحديث متابعا من بنت ركانة بن عبد يزيد فيصح به الحديث.
وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال السلمي عن الدارقطني: ثقة يعتبر بما رواه عن علي بن عبد الله بن زيد بن ركانة، فأما عن ابن المنكدر فتترك فإنهما مناكير.
وفي «كتاب ابن الجارود»: ليس بالقوي عندهم.(5/43)
وفي «كتاب الصريفيني»: توفي سنة بضع وخمسين ومائة.
وقال ابن أبي خيثمة [ق 34 ب): يروي عن ابن المنكدر مناكير، وقال ابن المديني: ضعيف.
وقال العجلي: يروي حديثا منكرا في الطلاق.
1646 - (قد) الزبير بن عبد الله بن أبي خالد القرشي الأموي، مولى عثمان بن عفان، عرف بأمه دهيمة.
ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»: وخرج أبو محمد الدارمي حديثه في «مسنده».
1647 - (كن) الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير بن باطا القرظي المدني.
روى له النسائي في «حديث مالك» هذا الحديث الواحد عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب، وقال: الصواب مرسل. كذا ذكره المزي، والذي في كتاب «مسند مالك» للنسائي النسخة القديمة التي هي أصل جماعة من حفاظ المغرب هذا الحديث، وليس فيه لفظة: «والصواب مرسل»
واستظهرت بنسخة مشرقية لا بأس بها والله أعلم.
وذكره ابن فتحون في «جملة الصحابة».
وزعم أبو إسحاق الصريفيني أن البغوي ذكره فيهم ولم أره، فينظر، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب ..... لابن عبد البر.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1648 - الزبير بن عبد الرحمن بن عوف، قتل بالحرة.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، وذكرناه للتمييز.(5/44)
1649 - (ع) الزبير بن عدي الهمداني اليامي، أبو عدي، الكوفي، قاضي الري.
قال البخاري: قال أحمد بن سليمان عن بشر بن الحسين الأصبهاني: مات بالري سنة إحدى وثلاثين- يعني ومائة- وسمعته يقول: أدركت ثمانية عشر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لو كلف أحدهم أن يشتري لحما بدرهم لم يشتره. وسألت أبا داود عن بشر بن الحسين فقال: ما رأينا إلا خيرا، وقد كتبت عنه هذه.
كذا ألفيته بخط الحافظ أبي ذر الهروي ومن خط ابن الآبار وابن ياميت زيادة: «في بشر بعض النظر».
والذي نقله عنه المزي: ثنا أحمد بن سليمان، ثنا بشر بن الحسين، قال البخاري: فيه نظر، أن الزبير مات بالري سنة إحدى وثلاثين ومائة. انتهى.
وكأنه لم ينقله من أصل على العادة، إذ لو رآه في «التاريخ» لما جاز له ترك ما قدمناه، ولوضع النقل مواضعه، وكأنه – والله أعلم- نقله من كتاب «الكمال»، وكان «صاحب الكمال» أخذه من «كتاب الكلاباذي» والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب الساجي»: قال أحمد: لا أدري مات بالري أم لا؟ قال أبو يحيى: روى عنه بشر بن حسين نسخة يطول ذكرها، وعند عمرو بن أبي قيس عن الزبير أحاديث صحاح.(5/45)
وقال الدارقطني: بشر أصبهاني متروك عن الزبير بن عدي بواطيل والزبير ثقة والنسخة موضوعة.
وزعم أنه أفراد البخاري.
وذكره ابن خلفون وابن شاهين وابن حبان في «جملة الثقات» زاد أبو حاتم: حديثه عند بشر: «وكأن الأرض أخرجت أفلاذ كبدها» في حديثه شيء لا ينظر في شيء روى عنه بشر إلا على جهة التعجب وكان الزبير من العباد.
وقال المتنجالي: كوفي تابعي ثقة ثبت سمع أنس بن مالك. وقال العجلي: تابعي ثقة. وكذا قاله يعقوب بن سفيان.
وفي قول من قال: لم يرو عن أنس غير حديث واحد: «لا يزداد الأمر إلا شدة»، نظر؛ لما ذكره ابن عدي في «كامله» من أنه روى عنه حديثا آخر وهو: «لا يتبايعن أحدكم على بيع أخيه»، من حديث بشر عنه عن أنس بن مالك.(5/46)
ووقع في كتاب «الكمال»: قال البخاري: فيه نظر، روى له أبو داود. وهو غير صواب، إذ يفهم [ق 35 / أ] منه أن النظر في الزبير، وليس كذلك لما بيناه قبل، ولم ينبه عليه المزي، والله تعالى أعلم.
1650 - (خ ت س) الزبير بن عربي، أبو سلمة، النمري البصري.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وفي «سؤالات حرب الكرماني»: سئل أبو عبد الله عن الزبير بن عربي كيف حديثه؟ قال: لا أعرفه، قد روى عنه حماد بن زيد.
1651 - (ع) الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، أبو عبد الله المدني، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب «طبقات الصحابة» - رضي الله عنهم أجمعين-: كان الزبير مخفف، خفيف العارضين واللحية، أخضع أشعر، ليس بالطويل ولا بالقصير، إلى الخفة ما هو في اللحم، أسمر اللون لا يغير شيبه، قتل، وله ستون وأربع سنين.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي علي بن السكن: كان أزرق.
وفي كتاب «الصحابة» للحربي: أسلم وله ثمان سنين، وهاجر هو وعلي ولهما ثماني عشرة سنة، وكان عمه يعلقه في حصير ويدخل عليه ويقول له: ارجع إلى الكفر. فيقول الزبير: لا أكفر أبدا.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد: لما وجه عمر بن الخطاب الزبير إلى مصر مددا لعمرو، قيل له: إنك تقدم أرض الطاعون، فقال الزبير: اللهم طعنا وطاعونا. فقدمها فطعن فيها فأفرق.
وفي «كتاب الكلبي»: وفيه يقول يحيى بن عروة:(5/47)
أبت لي أبي الخسف قد يعلمونه ... وفارس معروف رئيس المواكب
فارس معروف الزبير، ومعروف اسم فرسه، وأبي الخسف خويلد بن أسد.
وفي كتاب «المرزباني»: قتل العوام في يوم الفجار.
وفي «كتاب العسكري»: قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم «إن لكل نبي حواري وحواري الزبير». يوم أحد.
وذكر الجاحظ في كتاب «البرصان»: أن الزبير قال لبعض الناس- وقاوله في ابنه عبد الله-: إني والله ما ألد العوران والعرجان والبرصان والحولان.
وفي «كتاب ابن حبان»: قتل في رجب، وأوصى إلى ابنه عبد الله صبيحة الجمل، فقال: يا بني ما من عضو إلا وقد جرح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى ذلك إلى فرجي. وأولاده: عبد الله، وعاصم، وعروة، والمنذر، ومصعب، وحمزة، وخالد، وعمرو، وعبيدة، وجعفر، ورملة، وخديجة.
وفي «كتاب العسكري»: كانت أمه صفية كنته: أبا الطاهر بكنية أخيها الزبير، فاكتنى هو بأبي عبد الله، فغلبت عليه.
أسلم بعد أبي بكر، فكان رابعا، أو خامسا في الإسلام.
وقال حماد بن سلمة: جاء رياح بن المغترف إلى صفية، فقال أين الزبير حتى أقاتله؟ قالت: أخذ أسفل بلوح، فذهب، فما نشب أن جيء به محمولا على باب، قد دق الزبير فخذه، فقالت لرياح:
كيف رأيت زبرا أأقطا ... وتمرا أم قرشيا صقرا؟
قتل بسفوان، وهو أخو السائب، أمهما صفية شهد أحدا، وكان طلب منها(5/48)
السائب حاجة فمنعته، فاختبأها وراء جدار، ثم سبها فقالت:
يسبني السائب من خلف الجدار ... لكن أبو الطاهر زبار أمره
تعني الزبير رضي الله عنهم.
وفي «كتاب ابن قانع»: روى عنه أبو سلام.
وفي «كتاب البغوي» [ق 35 / ب]: أسلم وله ثمان سنين، وكذا قاله غيره.
وقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، وأوصى بثلث ماله عند وفاته، ولم يدع دينارا ولا درهما، وله يوم مات ثنتان أو إحدى وستون سنة.
وفي «طبقات» ابن سعد: جمع له النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم الأحزاب.
ولما قتل عمر محي اسمه من الديوان.
ومن ولده: المهاجر، وعائشة، وحبيبة، وسودة، وهند، وزينب، وخديجة الصغرى.
وكانت صفية تضربه، وهو يتيم، فقيل لها في ذلك فقالت:
إنما أضربه كي يلب ... ويجر الجيش اللجب
وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين طلحة، وقيل: بينه وبين كعب بن مالك، وشهد بدرا، وله تسع وعشرون سنة.(5/49)
وفي «الاستيعاب»: (ولد) هو وعلي وطلحة وسعد ابن أبي وقاص في عام واحد وأسلم الزبير وله خمس عشرة سنة وقيل ابن اثنتي عشرة، وآخى بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقشي، وهو أول من سل سيفا في الله عز وجل.
قال الزبير: وفي ذلك يقول الأسدي:
هذا وأول سيف سل في غضب ... لله سيف المنتضا أنفا
حميته سبقت من فضل نجدته ... قد يحسن النجدات المحسن الأزفا
وقال عمر بن الخطاب: سماه النبي الجواد، وقال عمر: هو عمود من عمد الإسلام.
قال الزبير: وله أخ يقال له: مالك، وبه كان العوام يكنى، لا بقية له، وعبد الرحمن، وعبد الله، والحرب، وصفوان، وبعكك، وتملك، وأصرم، وأسد الله، وبحير، لا بقية لأحد منهم، والأسود، ومرة، وبلاد أولاد العوام بن أسد.
وفي «معجم الطبراني الكبير»: قتل وهو ابن سبع وخمسين، وقيل: أربع وخمسين.
وفي صحيح الحافظ أيضا: لا أحسب أن ميمون بن مهران أدرك الزبير، قال: وروى عنه: ابن عباس، ومطرف، وجون ابن قتادة، وأبو سليط،(5/50)
ويعيش بن الوليد، وقيل يعيش عن مولى للزبير عنه وجعفر بن الزبير.
وفي «أوائل العسكري»: كان ابن جرموز يدعو لدنياه، فقيل له: هلا دعوت لآخرتك؟ قال: أيست من الجنة حين قتلت الزبير.
وقال معمر عن قتادة: الحواريون كلهم من قريش: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والزبير، وحمزة، وجعفر، وأبو عبيدة، وعثمان بن مظعون، وابن عوف، وابن أبي وقاص، وطلحة، فقيل لقتادة: وما الحواريون؟ قال: الذين تصلح لهم الخلافة.
وكان تاجرا محدودا في التجارة، قيل له: بم أدركت في التجارة ما أدركت؟.
قال: لأني لم أستر عيبا ولم أزد ربحا.
والذي قتله اسمه عبد الله، وقيل عمير، وقيل عميرة بن جرموز، وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى، وكانت سنه يومئذ سبعا وقيل ستا وستين وسمته عاتكة في شعرها عمرا بقولها: يا عمرو لو شبهته لوجته.
وفي «أنباء النحاة» لابن ظفر: لما حضر عبد المطلب زمزم قال خويلد بن أسد بن عبد العزى:
أقول وما قولي عليهم نسبة ... إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم
حفيرة إبراهيم يوم ابن أجرد ... ركضة جبريل على عهد آدم
[ق 36 / أ].
فقال عبد المطلب: ما وجدت أحدا ورث العلم إلا قدم بخير خويلد بن أسد.
وفي كتاب «الصحابة» للطبري: كانت سنه يومئذ بضعا وخمسين.
روى عنه أبو البختري الطائي في «كتاب أبي داود» و «الشمائل» للترمذي.
وقحافة بن ربيعة في «كتاب الطبراني».
1652 - (قد) الزبير بن موسى بن منيا.
قال البخاري في «كتابه الكبير»: وقال يعقوب بن محمد، ثنا المطلب(5/51)
ابن كثير، ثنا الزبير بن موسى عن مصعب بن عبد الله بن أبي أمية. قال: محمد: لا أدري هو الأول- يعني صاحب الترجمة – أم لا؟ انتهى. الظاهر أنه هو، لأني لم أر له شريكا في اسمه واسم أبيه في هذه الطبقة، والله أعلم.
1653 - (د) الزبير بن الوليد الشامي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
1654 - (س) الزبير والد محمد الحنظلي التميمي البصري.
خرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في «مستدركه».
وذكر عباس عن يحيى قال: قيل لمحمد بن الزبير الحنظلي سمع أبوك من عمران بن حصين؟ فقال: لا.
وذكره أبو العرب من «جملة الضعفاء».(5/52)
من اسمه زر، وزرارة، وزربي، وزرعة، وزريق
1655 - (ع) زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال، وقيل: هلال بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن غنم بن دودان بن أسد الأسدي أبو مريم، ويقال: أبو مطرف الكوفي.
ونسبه الرشاطي ثعلبيا غاضريا.
قال أبو عمر في «الاستيعاب»: أدرك الجاهلية ولم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من جلة التابعين، ومن كبار أصحاب ابن مسعود، أدرك أبا بكر، وكان عالما بالقرآن قارئا فاضلا، توفي سنة ثلاث وثمانين وهو أصح.
وقال أبو موسى المديني في كتابه «المستفاد بالنظر والكتابة»: كان زر من كبار التابعين.
وقال المنتجلي: كان أعرب الناس، وتزوج جارية بكرا من بني أسد وله خمس عشرة ومائة سنة فأفضها.
وقال العجلي: من أصحاب علي وعبد الله ثقة، وكان شيخا قديما إلا أنه كان فيه بعض الحمل على علي بن أبي طالب.
وقال أبو الفرج الأموي في «تاريخه الكبير»: لما وقع الطاعون بالكوفة فني بنو غاضرة، ومات فيه بنو زر بن حبيش الغاضري صاحب علي بن أبي طالب، وكانوا ظرفاء، فقال الحكم بن عبدل يرثيهم:
أبعد بني زر وبعد ابن جندل ... وعمرو أرجي العيش في خفض؟(5/53)
مضوا وبقينا نأمل العيش بعدهم ... إلا أن من يبقى على أثر من يمضي
وفي كتاب ( ..... ) لما حضرته الوفاة قال:
إذا الرجال ولدت أولادها ... وارتعشت أجسادها
وجعلت أسقامها تعتادها ... تلك زروع قد دنى حصادها
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: توفي قبل الجماجم وهو من بني غاضرة. وكذا ذكر وفاته خليفة في «تاريخه».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل فزر وعلقمة والأسود؟ [ق 36 ب]. قال: هؤلاء أصحاب ابن مسعود وهم الثبت فيه، وروايتهم عن علي يسيرة.
وفي «طبقات ابن سعد»: قال له حذيفة: يا أصلح.
وفي «تاريخ القدس»: هو إمام زاهد.
1656 - (ع) زرارة بن أوفى العامري الجرشي أبو حاجب قاضي البصرة.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مات في ولاية عبد الملك فجأة في أول قدوم الحجاج العراق قبل ابن سيرين، وقيل: إنه مات سنة وثلاث وتسعين.(5/54)
وفي «تاريخ البخاري»، قال أيوب شهدت مع ابن سيرين جنازته.
وقال العجلي: بصري ثقة، رجل صالح.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة» عن يحيى: مات سنة ثمان ومائة، ويقال: سنة ست.
وقال المدائني: صلى عليه عقبة بن عبد الأعلى.
وفي كتاب «البيان للجاحظ»: سأل الحجاج غلاما فقال له: غلام من أنت؟
قال له غلام سيد قيس. قال: من ذاك؟ قال: زرارة بن أوفى. فقال الحجاج: كيف يكون سيد قيس، وفي داره التي ينزلها سكان.
وفي «المراسيل» لعبد الرحمن: سئل أبي هل سمع زرارة من ابن سلام- أعني الذي ذكر المزي روايته المشعرة عنده بالاتصال عنه-؟ فقال: ما أراه، ولكن يدخل في المسند، وقد سمع من عمران، وأبي هريرة، وابن عباس هذا ما صح له. انتهى.
فعلى هذا تكون روايته عن تميم الداري، والمغيرة بن شعبة- المذكورين عند المزي أيضا- منقطعة، وأبى ذلك البخاري، فذكر سماعه من ابن سلام، وتميم، وقال: مات قبل ابن سيرين.
وفي «رافع الارتياب»: وهو زرارة بن أبي أوفى العامري.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وأبو عوانة، ولما(5/55)
ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» قال: كان رجلا صالحا خيرا فاضلا.
وفي المتأخرين:
1657 - زرارة بن أوفى الحرشي.
ذكر ابن قانع وفاته بعد المائتين. ذكرناه للتمييز.
1658 - (د س) زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي الباهلي.
ذكره أبو نعيم الحافظ في كتابه «معرفة الصحابة»: فقال رأى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وقيل: زرارة بن كرب، ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- ولم يخرج له شيء.
وقال أبو الفرج في كتاب «الصحابة»: له رؤية.
ولما ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، قال: من زعم أن له صحبة فقد وهم.
1659 - (ت) زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أخو مصعب، وجد أبي مصعب.
خرج الحاكم حديثه، المذكور في «ثقات البستي» أن عمر وعبد الرحمن(5/56)
أتيا ليلا دار ربيعة بن أمية، وهم في شرب، فقال عبد الرحمن: إنا قد أتينا ما نهينا عنه: قال تعالى: (ولا تجسسوا)، فانصرف عمر وتركهم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1660 - زرارة بن مصعب بن شيبة العبدري الحجبي.
ذكره المزي من عند ابن حبان؛ للتمييز بينه وبين زرارة بن مصعب المتقدم الذكر، وليس جيدا؛ لإغفاله من هو في طبقته المذكور من عند ابن حبان - أيضا- من التابعين وهو:
- زرارة بن مصعب بن شيبة.
الراوي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما.
فكان ذكره أولى، لكونهما في طبقة واحدة، والله تعالى أعلم.
1661 - (ت ق) زربي بن عبد الله الأزدي، أبو يحيى البصري.
ذكره أبو جعفر العقيلي [ق 37 / أ] في «جملة الضعفاء».
وقال البخاري: سمع منه عمرو بن منصور.
وقال أبو علي الطوسي: له أحاديث مناكير.
وقال ابن حبان: منكر الحديث على قلة، ويروي عن أنس ما لا أصل له، فلا يجب الاحتجاج به.(5/57)
وفي «النوادر» للحكيم الترمذي: روى عبد الصمد أبو عبد الوارث.
1662 - (ق) زرعة بن عبد الله، ويقال: ابن عبد الرحمن، البياضي المدني.
في «تاريخ البخاري»: سماه أبو بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر: عتبة بن عبد الله التيمي.
وذكره أبو موسى المديني في كتاب «الصحابة»، ثم قال: وقد روى عن التابعين.
وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل»: سمعت أبي يسأل عن زرعة بن عبد الله البياضي الذي يروي عنه أبو الحويرث روى عن النبي صلى الله عليه وسلم هل له صحبة؟ قال: لا أعلم له صحبة.
1663 - (د) زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد الأسلمي المدني.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: وقال ابن عيينة: زرعة بن مسلم بن جرهد، ولم يصح، وكذا ذكره أبو حاتم الرازي.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: وقد روى قتادة عن زرعة بن عبد الرحمن عن راشد بن حبيش عن عبادة بن الصامت.(5/58)
وقال ابن القطان: ومنهم من يقول: زرعة بن عبد الله، ثم منهم من يقول عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول: عن أبيه عن جرهد، ومنهم من يقول: زرعة عن آل جرهد عن جرهد. وزرعة وأبوه غير مشهوري الرواية، ولا معروفي الحال.
1664 - (د) زرعة بن عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الرحمن الكوفي.
روى عن: ابن الزبير، وابن عباس.
روى عنه: العلاء بن صالح، ومالك بن مغول.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، كذا ذكره المزي لم أغادر حرفا، والذي في «تاريخ البخاري الكبير» «والصغير»: زرعة أبو عبد الرحمن عن ابن عباس في «المذي والودي والوضوء». قاله محمد بن يوسف عن مالك بن مغول.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل»: زرعة أبو عبد الرحمن كوفي روى عن ابن عباس في «المذي والودي»، روى عنه مالك بن مغول.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: زرعة أبو عبد الرحمن يروي عن ابن عباس، روى عنه مالك بن مغول. انتهى كلامهم.
ولم أرهم أعادوا ذكره في موضع آخر، ولم أره مذكورا عند غيرهم من الأئمة المعتمدين، فأنى يأتي للمزي هذه التسمية من غير استدلال عليها، ولا عزو لإمام قالها؟ ويشبه أن يكون قد تداخلت له ترجمة في أخرى والله تعالى أعلم.
وكان اعتماد المزي على ما وقع في بعض نسخ «السنن» لأبي داود، وليس(5/59)
جيدا، لأن النسخ الصحيحة منه فيها: زرعة أبو عبد الرحمن، فلما أشكل أمرهما رجعنا إلى قول الأئمة من خارج، فلم نجد إلا ما أسلفته، والله تعالى أعلم، فينظر.
لا تنظرن إلى الأشخاص تعظمهم ... وانظر إلى قولهم إن كنت ذا بصر
فإن رأيت صوابا فأمسكن به ... وإن ترى غيره فانبذه في الحفر
قال المزي: ومن الأوهام:
1665 - زرعة أبو عمرو الشيباني عن أبي أمامة.
في «ذكر الدجال» [ق 37 / ب]. والصواب: عن أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو. انتهى.
هذا بعينه كلام ابن عساكر في «الأطراف»، أغار عليه المزي، وعزاه لنفسه وتقلده من غير أن يذكر أبا القاسم، ومثل هذا غير جائز، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور».
ثم إن ابن عساكر ذكر أولا: أنه وقع في «كتاب ابن ماجة» عن علي بن محمد عن المحاربي عن أبي رافع عن أبي- زرعة- يحيى بن أبي عمرو عن(5/60)
أبي أمامة، ثم قال: وفي سماعي: عن أبي رافع عن أبي عمرو زرعة، وهو وهم فاحش. انتهى.
الذي رأيناه في عدة أصول من «كتاب ابن ماجة» - بخطوط أئمة-: عن أبي رافع عن أبي زرعة. السيباني يحيى بن أبي عمرو عن أبي أمامة على الصواب، والله تعالى أعلم.(5/61)
من اسمه زفر وزكريا
1666 - (س) زفر بن أوس بن الحدثان النصري المدني، أخو مالك.
ذكره أبو نعيم الحافظ في «معرفة الصحابة» وقال: يقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف له رؤية ولا صحبة. وكذا ذكره ابن منده فيما ذكره عنه ابن الأثير.
وأما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وأصحاب «المختلف والمؤتلف» فلم أره مذكورا عند أحد منهم، والذي رأيت: زفر، ومن ابن مالك بن أوس بن الحدثان وهو الآتي بعد والله أعلم.
وفي الكتاب «المحكم»: الزفرة والزفرة المتنفس، وزفرة كل شيء وزفرته وسطه، وبعير مزفور شديد المفاصل، والزفر: السقاء التي يحمل فيه الراعي ماءه. والجمع: أزفار، والزفر: السند، والزفرة: الأنصار والعشيرة.
1667 - (د س) زفر بن صعصعة بن مالك.
قال أبو عمر في كتاب «التمهيد»: ولا نعلم لزفر بن صعصعة، ولا لأبيه غير هذا الحديث الواحد، - يعني حديث الرؤيا-، وهما مدنيان.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: اختلفا الرواة عن مالك في إسناد هذا الحديث، فروته عنه طائفة: زفر عن أبيه عن أبي هريرة، وروته طائفة أخرى: زفر عن أبي هريرة لم يذكروا أباه، ولا يعلم لزفر غير هذا الحديث.
ويتثبت في قول المزي: وثقه ابن حبان، فإني لم أره في ثلاث نسخ من كتاب(5/62)
«الثقات»، ولا أستبعده، والله تعالى أعلم.
1668 - (د) زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن الحدثان النصري ويقال: زفر بن وثيمة بن أوس، ويقال: زفر بن وثيمة بن عثمان.
قال ابن حبان: يروي عن حكيم بن حزام إن كان سمع منه.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال أبو الحسن بن القطان: حاله مجهولة، ولا يعرف بأكثر من رواية الشعيثي عنه وروايته هو عن حكيم، وتابعه على روايته: - «نهى أن يستقاد في المسجد» فيما ذكره الدارقطني-: القاسم بن عبد الرحمن والعباس بن عبد الكريم، وهو لا يصح أيضا.
وفي كتاب «المساجد» لأبي نعيم الأصبهاني: روى عنه محمد بن عبد الله النصري، وصحح الحاكم إسناد حديث، رواه من طريقه.
1669 - (ع) زكريا بن إسحاق المكي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه، وأبو عوانة، والطوسي، والحاكم أبو عبد الله، وقال: كان حافظا ثقة.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: [ق 38 / أ] ليس به بأس. كذا هو(5/63)
في غير ما نسخة قديمة صحيحة، وكذا قاله أبو حاتم الرازي، وفي كتاب المزي عنهما: لا بأس به. فينظر.
وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.
وقال الساجي: ثنا أحمد بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان محمد بن مسلم الطائفي يرى القدر، وكان زكريا بن إسحاق يرى القدر، وكان المشهور به: ابن أبي نجيح، وكان الزنجي يرى القدر، وكان القداح يرى القدر، ويقال: إن سيفا كان يرى القدر، وكان أخبثهم قولا: زكريا بن إسحاق، قال يحيى: وثنا روح بن عبادة قال: سمعت مناديا على الحجر يقول: إن الأمير أمر ألا يبايع زكريا بن إسحاق، ولا يجالس، فمن فعل ذلك حلت به العقوبة؛ لموضع القدر.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وكذلك ابن شاهين، زاد ابن خلفون: وقال أبو الفتح الأزدي: وممن كان يرى القدر زكريا بن إسحاق، وذكر جماعة.
وقال البرقي: كان ثقة.
وفي كتاب «المسند» للإمام أحمد: ثنا روح قال: ثنا ابن جريج، ثنا زكريا بن إسحاق، ثنا الزهري. فذكر حديثا، يشبه أن يكون المكي، والله أعلم، وإن كان غيره، فيكون تمييزا.
1670 - (ع) زكريا بن أبي زائدة خالد، وقيل: هبيرة بن ميمون بن فيروز، أبو يحيى الهمداني الوادعي، مولاهم، الكوفي، أخو عمر.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قيل: اسم أبيه كنيته، وقيل: اسمه(5/64)
ميمون، وقيل: خالد بن ميمون، وزكريا هو أخو عمر وعلي ابني أبي زائدة، وكان أعمى.
وقال أبو بكر البرديجي: ليس به بأس، وهو دون شعبة وسفيان.
وقال البزار في كتاب «السنن»: ثقة.
ولما خرج الترمذي والطوسي حديثه: عن الشعبي عن الحارث بن البرصاء سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقول: «لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة». قالا: هذا حديث حسن صحيح: وهو حديث زكريا عن الشعبي، لا نعرفه إلا من حديثه.
وقال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: اسم أبي زائدة فيروز، مات سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائة.
وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وتوفي سنة ثمان وأربعين أنبأ به أبو نعيم. والذي نقله المزي، وقبله صاحب «الكمال»: سنة تسع، وكما ذكرناه نقله عنه الكلاباذي وغيره، لكن بعضهم ذكر عنه تسعا أيضا، فيشبه أن يكون عنه روايتان.
وفي «كتاب الآجري» عن أبي داود: زكريا أعلى من أخيه بكثير، وكان أسن(5/65)
منه، وكان يرى القدر. وسمعت أحمد بن حنبل يقول: زعموا أن يحيى بن زكريا يقول: لو أردت أن أسمي لكم كل من بين أبي وبين الشعبي لفعلت.
وخرج حديثه: ابن خزيمة، وابن حبان، وأبو عوانة، والحاكم.
وقال ابن القطان: فأما زكريا بن أبي زائدة فثقة، لا يسأل عن مثله، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي «تاريخ» ابن قانع: كان قاضيا بالكوفة.
وقال [ق 38 / ب] شيخنا أبو محمد الدمياطي: اسم أبيه ميسرة.
وقال يعقوب بن سفيان: كان ثقة، وهو أكبر من عمر.
وفي طبقته من الرواة شيخ يقال له:
1671 - زكريا بن خالد بن زيد بن حارثة.
ذكره ابن حبان في «ثقات أتباع التابعين»، ذكرناه للتمييز.
1672 - (د س) زكريا بن سليم أبو عمران البصري.
ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وابن خلفون وقال: سأل الحسن البصري.(5/66)
1673 - (خ م مد ت س ق) زكريا بن عدي بن زريق بن إسماعيل، ويقال: ابن عدي بن الصلت بن بسطام، التيمي، مولاهم، أبو يحيى، الكوفي، نزيل بغداد، وأخو يوسف.
كان أبوهما نصرانيا، وقيل يهوديا فأسلم.
قال محمد بن سعد: توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة ومائتين. كذا ذكره المزي، والذي رأيت في عدة نسخ من كتاب «الطبقات»: اثنتي عشرة، وكذا نقله عنه- أيضا – جماعة منهم: أبو نصر الكلاباذي، والباجي: وأظن المزي نقله تقليدا لصاحب الكمال.
ولما خرج الحاكم حديثه في «المستدرك» قال: روى عنه محمد، ثم روى في «كتاب الوصايا» و «غزوة أحد» عن أبي يحيى عنه.
وكذا ذكره: ابن خلفون في كتابيه «المعلم» و «الثقات» زاد: وكان ثقة حافظا، وصاحب كتاب «زهرة المتعلمين»، وتبعهم على ذلك غير واحد منهم: أبو إسحاق الصريفيني.
فينظر في كلام المزي: روى عنه البخاري في غير الصحيح.(5/67)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» - في عدة نسخ، ونقله عنه جماعة منهم: أبو الوليد وابن خلفون وغيرهما – سمعت المنذر بن شاذان يقول: ما أدركت أحدا أحفظ من زكريا بن عدي.
والذي في «كتاب المزي» عنه: ما رأيت أحفظ. فينظر، وإن كان المعنى واحدا فاللفظ مختلف.
1674 - (ق) زكريا بن منطور ويقال: ابن يحيى بن منطور القرظي أبو يحيى المدني القاضي.
قال أبو زرعة الرازي: ليس بالقوي.
ولما خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» قال: هو شيخ من الأنصار، ولم يخرجاه.
وفي «كتاب العقيلي» عن البخاري: ليس بالقوي.
وذكره أبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء» وابن شاهين في «المختلف فيهم»، ثم ذكره في «الثقات».(5/68)
وفي «كتاب ابن الجارود»: ليس بشيء كان طفيليا، ولي القضاء فقضى على حماد البربري، فلذلك حمله هارون إلى الرقة.
وقال ابن خلفون: منكر الحديث جدا، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له من حديثه.
وقال الساجي: فيه ضعف، وقول يحيى: طفيلي يعني في الحديث.
1675 - (س) زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة بن حنظلة بن قرة السجزي، أبو عبد الرحمن، عرف بخياط السنة، سكن دمشق.
وقال المزي كان فيه - يعني «الكمال» - قال ابن يونس قدم مصر، وكتبت عنه. وهو وهم، والصواب: كتب عنه. انتهى، الذي في عدة نسخ من «الكمال»: كتب، على الصواب.
وقال مسلمة ابن قاسم في كتاب «الصلة»: صدوق [ق 39 / أ] وفي «النبل» لابن عساكر: توفي سنة سبع أو تسع وثمانين ومائتين.
1676 - (خ ت) زكريا بن يحيى بن صالح بن سليمان بن مطر البلخي، أبو يحيى اللؤلؤي، عرف بابن أبي زكريا الفقيه الحافظ.
قال المزي: كان فيه - يعني كتاب «الكمال» - روى عنه «خ ت»، وإنما روى «ت» في «الجامع» عن عبد الصمد عنه انتهى، هذه الترجمة ساقطة ألبتة من كتاب «الكمال»، والله أعلم.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه- يعني البخاري- تسعة أحاديث. قال: وأظنه زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الكوفي.(5/69)
وابن أبي زائدة هذا ذكره أيضا ابن عدي في «شيوخ البخاري» ولم يذكره المزي.
ولما ذكره ابن منده كناه: أبا محمد.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي: ثقة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» عن أبي يعلى الموصلي عنه، وقال في كتاب «الثقات» - الذي زعم المزي أنه نقل توثيقه من عنده-: مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.(5/70)
1677 - (م) زكريا بن يحيى بن صالح بن يعقوب القضاعي، أبو يحيى، الحرسي المصري، كاتب عبد الرحمن العمري القاضي.
قال ابن السمعاني والرشاطي وغيرهما: نسب إلى الحرس محلة شرقي مصر.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال مسلمة بن قاسم: أنبأ عنه ابن زبان، وكان ثقة مصريا.
وقال الصدفي: سألت العقيلي عنه، فقال: ثقة، حدث عن المفضل بن فضالة بأحاديث مستقيمة.
وقال الكندي: أبو يحيى الوقار زكريا بن يحيى مولى بني عبد الدار من قريش: كان فقيها، وكان صاحب عجائب، ولم يكن بالمحمود في روايته، وكان مولده سنة أربع وسبعين ومائة، وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان ثقة، ولاه عبد العمري، وعمل لابن مسروق على الجباية، وأثرى مع العمري وارتفع ذكره، وأوقفه البكري، ثم أجازه لهيعة وابن غانم، وأوقفه ابن المنكدر وأجازه هارون، وأوقفه ابن أبي الليث والحارث، فسألت بن قديد: لم أوقفه ابن أبي الليث والحارث؟ قال: بسبب ودائع الحروب، وكان حبس فيها مع بني عبد الحكم، وأقر بما أكثر، زعم أنه صائغ به، ودفع إلي قوصرة، ويزيد التركي الذي جاء أخي حوطه الجروي، قالا: قال يحيى الخولاني:
وفي زكريا آية فاعجبوا لها ... فقد صار بعد الذل للجور يرهب
وبعد قران العري أصبح ذا ... كسا وبعد الحفي والمشي قد صار يركب(5/71)
انتهى، وهذا يرد ما ذكره المزي من قوله: كان مقبولا عند القضاة.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه مسلم ثلاثة أحاديث، وتوفي سنة أربع وخمسين ومائتين.
1678 - (د س ق) زكريا بن يحيى بن عمارة الأنصاري، أبو يحيى، الذارع البصري، وقد ينسب إلى جده.
ذكره أبو عبد الله بن خلفون في كتاب «الثقات» فقال: هو مشهور، روى عنه جماعة من أئمة أهل الحديث وحفاظه، وأرجو أن لا بأس به.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، - الذي أوهم المزي أنه نقل توثيقه منه، وأغفل منه-: كان يخطئ، [ق 39 / ب].
توفي سنة سبع. كذا ألفيته مجودا في غير ما نسخة جيدة أحدها بخط الصريفيني الحافظ: الباء بعد السين.
والذي نقله عنه المزي تسع، ولهذا نقل من ابن قانع- الذي أغرب به الآن، فإني لم أره نقل منه إلى هذه الترجمة شيئا-: سنة سبع، وابن قانع لم يذكره - فيما أرى- إلا من عند ابن حبان، فتواردا، ولا مغايرة على هذا. والله أعلم.
وابن حبان تبع فيه الفلاس- فيما حكاه عنه البخاري-، الذي لا يتعداه ابن حبان غالبا إنما يتبعه في جميع أقواله، وكذا قاله، أيضا: خليفة، وإسحاق القراب، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وابن أبي خيثمة، وغيرهم.(5/72)
فالعدول عن ذكر هؤلاء إلى غيرهم قصور كثير، مع ما فيه من النظر.
1679 - (خ) زكريا بن يحيى بن عمر بن حصن بن حميد بن مهنب، أبو السكين، الطائي الكوفي نزيل بغداد.
خرج ابن البيع حديثه في «المستدرك».
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري أربعة أحاديث، وتوفي سنة خمس وثلاثين، ومائتين.
وفي «سؤالات الحاكم» للدارقطني: قلت: فأبو السكين الكلابي: زكريا بن يحيى؟ قال: هو الطائي كوفي، ليس بالقوي، يحدث بأحاديث ليست بمضيئة.
وفي «السؤالات الكبرى»: يحدث بأحاديث خطأ.
قال البرقاني: سمعت أبا الحسن يقول: زكريا بن يحيى الطائي، متروك.
وكذا هو مذكور بنصه في كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني.
وقال ابن حبان في «كتاب الصلاة»: ثنا الحسن بن سفيان: ثنا زكريا بن يحيى، وعبد الحميد بن بيان، فذكر حديثا.
وقول المزي: وقال الحسن بن علي بن داود بن سليمان: مات سنة إحدى وخمسين: يوهم رؤية كلامه، وليس له- فيما أعلم- كلام مصنف، إنما ابن زبر وغيره ينقلون عنه وفيات الشيوخ، والمزي هنا لم ينقله إلا من(5/73)
عند الخطيب، والخطيب إنما نقله من «كتاب ابن زبر» بوساطة الكتاني، قال: أنبأ مكي المؤدب: ثنا أبو سليمان فذكره، عن الحسن بن علي. فأسقط المزي هذه الوساطات كلها، وفي نفسه إلى ما لم نره، والله الموفق.(5/74)
من اسمه زمعة، وزميل، وزنباع، وزنفل
1680 - (م مد ت س ق) زمعة بن صالح الجندي اليماني سكن مكة.
قال ابن الجنيد: ضعيف.
وقال ابن حبان: كان رجلا صالحا، يهم ولا يعلم، ويخطئ ولا يفهم، حتى غلب في حديثه المناكير التي يرويها عن المشاهير، كان عبد الرحمن يحدث عنه ثم تركه، وروى عن الزهري، عن أنس: «حلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاه فشرب لبنها ثم دعا بماء، فمضمض فاه، وقال: إن له رسما» وهو خطأ فاحش.
وكناه الحاكم: أبا وهب، وقال: ليس بالقوي عندهم.
وقال المنتجالي: كان مكيا صالحا يقوم الليل كله.
وفي كتاب ابن الجارودة: ضعيف. وفي موضع آخر: صويلح.
ولما خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في كتاب الصلاة- من «صحيحه» - قال: في قلبي منه شيء واعتمده الحاكم عبد الله، وأبو عوانة.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ضعيف.
وذكره العقيلي، والبلخي في «جملة الضعفاء».
وقال الساجي: ليس بحجة في الأحكام.(5/75)
1681 - (د س) زميل بن عباس أو عياش، القرشي الأسدي، مولى عروة.
كذا ذكره أبو القاسم [ق 40 / أ] في «الأطراف»، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال ابن عدي: حديث عروة عن عائشة: «أهدي له ولحفصة طعام» معروف بزميل هذا، وإسناده لا بأس به.
وفي كتاب ابن الجارود: لا يعرف لزميل سماع من عروة، ولا ليزيد من زميل، ولا تقوم به الحجة.
وفي رواية مهنا عن أحمد: لا أدري من هو.
وقال الخطابي: هو مجهول. وحسن ابن عبد البر حديثه.(5/76)
1682 - (ق) زنباع بن روح، أبو روح، الجذامي الفلسطيني.
وقد اختلف في جذام على أنحاء سبعة، وإنما نبهنا على هذا؛ لأن المزي نبه على بعضه، وهو المرجوح عند جماعة من النسابين، قال: جذام واسمه عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان.
وقال ابن ماكولا: جذام ابن الصدف بن سريفل بن عمرو بن دعمي بن حضرموت، ويقال: إنه الصدف بن أسلم بن زيد بن مالك بن حضرموت.
انتهى كلامه.
وأما الزبير فإنه قال: جذام بن عامر بن أسدة بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار فهو قول يحكى عن أنسب الناس أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- قال امرؤ القيس:
ألم تريا وريب الدهر رهن ... بتفريق العشائر والسوام
صبرنا عن عشيرتنا فباتوا ... كما صبرت خزيمة عن جذام
وقال أبو سماك الأسدي أيضا:
أبلغ جذاما ولخما إن لقيتهم ... والقوم ينفعهم علم إذا علموا
والقوم عاملة الأثرين قل لهم ... قولا ستبلغه الوساجة الرسم
لأنتم في صميم الحق إخوتنا ... إذ يخلق الماء في الأرحام والنسم
وقال الدارقطني: هو ابن عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور وهو كندة.
وفي كتاب «السير» لابن هشام: عن جبير بن مطعم: هم من بقية مضر بن معد بن عدنان.
وفي «كتاب الحازمي»: هو من ولد إراشة بن مر بن أد بن طانجة بن إلياس بن مضر بن نزار.(5/77)
وفي «المنزل» للكلبي: هو ابن عدي بن عمرو بن سبأ.
قال الرشاطي عن الهمداني: هو زنباع بن روح بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية بن امرئ القيس بن جمانة بن مالك بن زيد مناه، بن أفصى بن سعد بن إياس بن زبيل بن خرام بن جذام.
وكان عاملا للحارث الأصغر الغساني على الصدقة في الجاهلية، فمر هشام بن المغيرة، وعمر بن الخطاب به، وقد جعلا ما لهما في بطن شارف من الإبل، ففتشهما فلم يجد معهما شيئا، ونظر إلى الشارف تذرف عيناها، فأمر بها فنحرت، واستخرج المال من كرشها، فأخذ منه حقه، ورد إليهما الفاضل، فقال عمر - رضي الله عنه - في ذلك:
متى ألق زنباع بن روح ببلدة ... لي النصف منه يقرع السن من ندم
ويستوخم الأمر الذي جاء عامدا ... ومن يعتمد ظلم الأكارم يتخم
فيا راكبا أما عرضت فبلغن ... قبائلنا أهل السماحة والكرم
[ق 40 / ب]
عديا ومخزوما وتيما وهاشما ... وزهرة إن لاقيتهم وبني سهم
ستعلم أن الحي حي ابن غالب ... مصاليب في الهيجا مضاريب كلبهم
أغرت على عير القوم ظلمتهم ... ولو ذب زنباع عن العير لم يسلم
فأجابه زنباع:
تمني أخو فهر لقائي سفاهة ... وإن ألقه لا أقرع السن من ندم
ينادي قريشا مستغيثا كأنه ... ينادي بهم أننا جفنة أو عمم
وبالله لولا البيت ثم استعاذهم ... به وبأكناف المشاعر والحرم
لزرناهم بالخيل في أبطحيهم ... وبالهند وأنياب والفتية البهم
ويعمل علما ليس بالظن أين متى ... ألقه للحرب يقر ويهتضم(5/78)
وضرب الدهر ضرباته، وجاء الله تعالى بالإسلام فبصر عمر يوما بزنباع فوضع يده على منكبه وقال: والله لولا الإسلام لعلمت، فقال زنباع: والله لولا الإسلام ما رجعت إليك يدك، أو ما وضعت يدك حيث وضعت.
وفي كتاب «من قال الشعر من الخلفاء» للصولي، فقال زنباع: والله لولا أني علمت أني على النصف منك ما قد مت، فقال عمر: أصل ما أقدمك، فقال: خيرا. أتعاهد أمر المؤمن، وأسلم عليه، فسأله عمر عن الناس، - وفي ضبط المهندس- وتجويده عن النسخ: الصدف بن سهال، كذا بسين مهملة، نظر، إنما هو شهال بشين معجمة بعدها ألف ولام، كذا ضبطه الدارقطني وغيره. ولما ذكره أبو نعيم الحافظ نسبه إلى جده، فقال: زنباع بن سلامة، روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاصي.
وزعم ابن أبي خيثمة والطبراني ومسلم بن الحجاج، وتبعهم على ذلك جماعة منهم: ابن عساكر، أن روحا ابنه له صحبة، ورد ذلك أبو أحمد العسكري، وأبو نعيم الأصبهاني وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهم، والله تعالى أعلم.
1683 - (ت) زنفل بن عبد الله، ويقال: ابن شداد العرفي، أبو عبد الله المكي.
قال أبو علي الطوسي في كتاب «الأحكام»: ضعيف عند أهل الحديث.
وقال الساجي في كتاب «الجرح والتعديل»: فيه ضعف. والذي نقله عنه المزي تابعا ابن الجوزي- فيما أظن-: ضعيف لم أره، وقد رددنا قول ابن الجوزي قديما بالدلائل الواضحة في كتابنا «الاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء»، وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: ليس بشيء.
وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، وقال ابن حبان كان(5/79)
قليل الحديث، وفي قلت مناكير لا يحتج به.
وفي كتاب «البخاري» كان به خبل.
وفي «المحكم» لابن سيده: زنفل في مشيه: تحرك كالمثقل بالحمل، وزنفل العرفي: أحد فقهاء مكة، وأم زنفل: الداهية، حكاها ابن دريد عن أبي عثمان، قال: ولم أسمعها إلا منه.(5/80)
من اسمه زهدم وزهرة وزهير [ق 41 / أ]
1684 - (خ م ت س) زهدم بن مضرب الأزدي الجرمي، أبو مسلم، البصري.
قال العجلي: تابعي ثقة.
وخرج أبو عوانة، والدارمي، وابن حبان حديثه في «الصحيح».
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1685 - (خ 4) زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام بن زهرة، القرشي التيمي. أبو عقيل المدني، سكن مصر.
قال الحاكم: سألت الدارقطني عنه، فقال: ثقة.
وفي كتاب «المسند» للدارمي، قال أبو محمد: زعموا أنه كان من الأبدال.
وفي «كتاب المنتجيلي»: عن رشد، عن زهرة، قال: أصابني في أرض العدو احتلام في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وكنت في المركب فذهبت لأغتسل فزلقت فسقطت في الماء، فإذا الماء عذب فناديت أصحابي وأعلمتهم فترووا منه.
وقال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: يخطئ ويخطأ عليه وقد قيل إنه من التابعين، وهو ممن أستخير الله تعالى فيه.(5/81)
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وقال ابن قانع: سكن الشام.
وذكر المزي روايته عن ابن عمر، وفي كتاب «المراسيل» لابن أبي حاتم عن أبيه: كان بسفح الجبل، وقد أدرك ابن عمر، فلا أدري سمع منه أم لا؟. قال أبي: هو من أقران أي عثمان الوليد بن أبي الوليد.
وشك في سماعه منه أيضا أبو عمر في كتاب «الاستغنا».
وخرج ابن خزيمة حديثه و «صحيحه»، وكذلك ابن حبان وأبو عوانة والحاكم والطوسي.
وفي كتاب «الجرح» لابن أبي حاتم: روى عنه ضمام بن إسماعيل الإسكندراني، قلت لأبي: يحتج بحديثه؟ قال: لا بأس به.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1686 - زهرة بن معبد الكوفي.
روى عن أبي الزناد، ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق»، وذكرناه للتمييز.
1687 - (س) زهرة غير منسوب.
قال: كنا جلوسا مع زيد بن ثابت فسئل عن الصلاة الوسطى.(5/82)
يشبه أن يكون ابن حوية المذكور في «ثقات» ابن حبان؛ لأنه وصفه بالرواية عن جماعة من الصحابة.
ورأيت حاشية بخط مجهول، قبالته: روى عنه: الزبرقان بن عمرو. فالله أعلم بصواب ذلك.
وخرج حديثه عن أسامة، الحافظ ضياء الدين المقدسي في «صحيحه»، كذا سماه شيخنا تقي الدين ابن تيمية، وغيره وبعضهم يسميه «الأحاديث المختارة»، والذي يشبه ويغلب على الظن أنه ابن معبد، فينظر، والله أعلم.
1688 - (خ م د س ق): زهير بن حرب بن شداد الحرشي، أبو خيثمة النسائي نزيل بغداد.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال: متقن ضابط من أقران أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
وقال البخاري: مات في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين.
وفي كتاب الكلاباذي: لثلاث بقين من شعبان.
وذكر الخطيب، عن أبي غالب علي بن أحمد بن النضر: أنه توفي سنة اثنتين وثلاثين. وقال: هذا وهم، والصواب: سنة أربع.
وقال أبو القاسم البغوي: مات لثمان مضت من شعبان يوم الخميس سنة أربع كتبت عنه.
وفي «مشيخته»: كان ثقة حافظا ثبتا.(5/83)
وقال ابن قانع في «الوفيات»: كان ثقة ثبتا.
وفي كتاب «زهرة المتعلمين»: مات في شهر ربيع الآخر، روى عنه البخاري ثلاثة عشرة حديثا، ومسلم ألف حديث [ق 41 / ب] ومائتي حديث وأحدا وثمانين حديثا.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: جليل القدر فقه.
وفي كتاب «التاريخ» لابنه: توفي أبي: بعد ابن معين بعشرة أشهر. وسمعته يقول، لما بلغه موت يحيى: بلغني أن رجلا طال مرضه فجعل في طول المدة يبلغه أن الرجل ممن كان يعوده قد مات، فكتبهم في صحيفة حتى كملوا مائة، فقال قد كملوا المائة، أو زادوا، ثم كتب في آخر الصحيفة:
وما أنا إلا مثلهم غير أنني ... مقيم ليال بعدهم ثم لاحق
وفي غير ما نسخة من كتاب «الجرح والتعديل»: سئل أبي عن زهير بن حرب فقال: ثقة صدوق.
وفي «تاريخ» العجلي: مات بعد يحيى بن معين بثمانية أشهر.
وقال أبو عمرو الداني: هو من علية أصحاب الحديث وأئمتهم، ومتقدميهم في الحفظ، والضبط، والصدق، والأمانة.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: جليل القدر ثقة.
وفي «تاريخ» ابن عبد البر: قال ابن وضاح: زهير بن حرب ثقة الثقات، لقيته ببغداد، ورويت عنه حديثين.
1689 - (د ق) زهير بن سالم العنسي، أبو المخارق الشامي.
ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن(5/84)
الدارقطني. حمصي منكر، روى عن ثوبان، ولم يسمع منه.
1690 - (خت) زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي القرشي، أبو مليكة، جد عبد الله.
ذكره البخاري عن ابن جريج، حدثني عبد الله بن أبي مليكة عن جده انتهى كلام المزي.
أبو مليكة هذا، ذكره أبو موسى المديني في كتاب «الصحابة»، وقال: قال ابن شاهين: هو صحابي.
ورواه أبو أحمد الحاكم في كتاب «الكنى»، فقال: عن ابن أبي مليكة، عن أبيه، عن جده، وقال في «نسب القرشيين» المعروف بالسير: رواه- يعني الحديث المعلق عند البخاري- ابن أبي مليكة، عن أبيه، عن جده.
وقال أبو عمر: جد ابن أبي مليكة له صحبة، يعد في أهل الحجاز من حديثه: عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أبيه، عن جده «أن رجلا عض يد رجل فأبطلها أبو بكر».
وفي قول المزي: إن زهيرا هذا هو جد ابن أبي مليكة، نظر؛ لما ذكره الزبير: وابن أبي مليكة اسمه: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، وكذا ذكره- ابن أبي مليكة-: خليفة بن خياط، والهيثم بن عدي.
وزعم الحافظ الميروقي وغيره أنه هو الصواب.
وفي اقتصار المزي على تخريج البخاري له تعليقا وإغفاله تخريج أبي داود، نظر- أيضا-؛ لأنه ثابت في أصول أبي داود إثر حديث ابن جريج عن عطاء(5/85)
كما رواه البخاري، قال- يعني ابن جريج: وأخبرني ابن أبي مليكة، عن جده: أن أبا بكر أهدرها فنفذت سنة. بينا ذلك في كتابنا «الأطراف بتنقيح الأطراف»، والله تعالى أعلم.
وليس لقائل أن يقول: إنما لم يذكره المزي من عند أبي داود لأنه لم يسم؛ لأن البخاري علقه عنه من غير تسمية - أيضا، وهذا يوضح لك أن الشيخ- أيضا- في كتاب «الأطراف» تبع ابن عساكر غالبا، فلما أغفله أبو القاسم تركه هو.
1691 - (بخ) زهير بن عبد الله.
عن أنس، وعن رجل له صحبة. «من ركب البحر حين يرتج، أو بات فوق إجار».
وعنه: أبو عمران الجوني، وقال حماد عن أبي عمران، عن زهير بن عبد الله بن أبي جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال إبراهيم: عن شعبة، عن أبي عمران، عن محمد بن زهير بن أبي جبل، ذكره ابن حبان في «الثقات». كذا ذكره المزي.
وفي «كتاب الحافظ أبي منصور الباوردي» [ق 42 / أ]: زهير بن أبي جبل: ثنا محمد، أنبأ ابن مقاتل، أنبأ ابن المبارك، ثنا شعبة، عن أبي عمران، عنه.
وفي «كتاب أبي موسى»: زهير بن عبد الله، وقيل: ابن أبي جبل الشنوي، ثم ذكر من حديث الدستوائي عن أبي عمران، قال: كنا بفارس وعلينا أمير يقال له: زهير بن عبد الله، فرأى إنسانا فوق بيت ليس حوله شيء، فذكر الحديث، قال: ورواه غندر، عن شعبة، فقال: زهير بن محمد بن أبي جبل، ورواه جماعة عن حماد كرواية أبي الأشعث، - يعني- زهير بن عبد الله، وقال ابن الطباع، عن حماد: زهير بن عبد الله، وكانت له صحبة.(5/86)
وفي كتاب «الصحابة» لأبي الفرج: زهير بن عبد الله الشنوي، وقيل: زهير بن أبي جبل، وقيل: زهير بن عياض بن أبي جبل.
زهير بن أبي جبل، وقال أبو عمر في «الاستيعاب»: الشنوي من أزد شنوءة، وهو: زهير بن عبد الله بن أبي جبل، يعد في المصريين.
وبنحوه ذكره أبو نعيم الحافظ، وأبو القاسم البغوي، وأبو سليمان ابن زبر، وأبو أحمد العسكري، والبرقي، وابن ماكولا، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل»، عن أبيه: زهير بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم «من بات فوق إحار» فهو مرسل.
1692 - (د س) زهير بن عثمان، الأعور الثقفي. عداده في الصحابة الذين نزلوا البصرة.
وقال البخاري: لا يصح له صحبة.
كذا ذكره المزي، وأبى ذلك جماعة كثيرة، فذكروه في الصحابة، من غير أن يعللوا ذلك ولم يترددوا، منهم: الحافظ أبو بكر بن أبي خيثمة ذكره في «تاريخه الأوسط» في جملة الصحابة، وكذلك أبو نعيم الأصبهاني الحافظ رحمه الله تعالى، وابن منده فيما ذكره ابن الأثير، وأبو حاتم الرازي فيما(5/87)
ذكره ابنه، ولم يتعرض لنقضه في كتابه «المراسيل»، و «التاريخ»، وأبو القاسم ابن بنت منيع، وجده في «مسنده الكبير»، وأبو القاسم الطبراني في «معجمه» الأكبر والأوسط، وأبو أحمد العسكري، وأبو سليمان بن زبر، وابن قانع، وقال: هو ابن عثمان بن ربيعة بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، وابن الجوزي، وابن حبان، وقال: له صحبة، وأبو عيسى الترمذي، والفلاس، فيما ذكره عنه ابن السكن، وأبو الفتح الأزدي وقال: تفرد عنه بالرواية عبد الله بن عثمان، والإمام أحمد بن حنبل، وغيرهم رضي الله عنهم.
1693 - (م س) زهير بن عمرو الهلالي. له صحبة.
قال أبو نعيم الأصبهاني والطبراني: سكن البصرة.
وقال أبو عمر ابن عبد البر، وأبو حاتم الرازي: ويقال النصري، من بني نصر بن معاوية.
وفي كتاب الأزدي: تفرد عنه أبو عثمان.(5/88)
وقال البغوي: لا أعلم روى غير حديث: «الإنذار».
وقال العسكري: له بالبصرة دار في مقبرة بني هلال حيال دار محمد بن حرب الهلالي، وكان جار قبيصة بن مخارق، قال: وقالوا: إنه باهلي.
وقال ابن السكن في كتاب «الصحابة»: زعم بعضهم أنه من الصحابة، ولم يصح، لم يذكر سماعا، ولا حضورا.
وزعم البخاري أن لا صحبة له.
وقال أبو عبد الله الحاكم: احتجا جميعا بزهير بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهى كلامه، ولم أر له متابعا على قوله، فينظر. [ق 42 / ب].
1694 - (ق) زهير بن محمد بن قمير بن شعبة، المروزي، نزيل بغداد، يكنى أبا محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن.
قال أبو القاسم البغوي في كتابه «الوفيات» تأليفه: مات بطرسوس سنة سبع وخمسين في آخرها. وكذا نقله عنه الخطيب في «تاريخه».
وقال ابن قانع: توفي في ذي الحجة، ويقال: سنة ست.
ونسبه القراب: زهير بن محمد بن زهير.
وذكر، هو، ومسلمة، وغيرهما وفاته سنة سبع.
وقال ابن أبي حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وكان صدوقا، قدمنا بغداد(5/89)
سنة خمس وخمسين، فوجدناه قد خرج إلى طرسوس.
1695 - (ع) زهير بن محمد التميمي، أبو المنذر، المروزي الخرقي، من قرية بمرو، ويقال: إنه من أهل هراة، ويقال: من نيسابور، قدم الشام، وسكن الحجاز.
قال موسى بن هارون: أرجو أنه صدوق.
وفي كتاب ابن الجارود: روى عنه الوليد، وعمرو بن أبي سلمة مناكير.
وقال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير، وقال عيسى بن يونس: ثنا زهير بن محمد، وكان ثقة ذكره عنه الحاكم في «تاريخ نيسابور» ولما خرج حديثه، قال: قد احتجا جميعا به.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: يخطئ ويخالف.
وقال الساجي: صدوق منكر الحديث، إذا روى عنه أبو عاصم، وابن مهدي، فأحاديثه مناكير.
وقال العجلي: لا بأس به، وهذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه: ليس تعجبني.(5/90)
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك ابن حبان، وقال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين والعقيلي، والدولابي، والبلخي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وفي «كتاب الكلاباذي»: سكن تنيس.
وفي «كتاب ابن عدي»: لم يرو عنه ابن المبارك، ولا ذكر عنه شيئا.
وذكره البخاري: في فصل من قال من الخمسين ومائة إلى الستين.
1696 - (ق) زهير بن مرزوق.
قال ابن عدي: إنما لم يعرفه يحيى بن معين؛ لأنه له حديثا واحدا معضلا.
1697 - (ع) زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل بن زهير بن خيثمة الجعفي أبو خيثمة الكوفي. أبو حديج والرحيل، سكن الجزيرة.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وقال: توفي سنة ثلاث، أو(5/91)
أربع وسبعين ومائة، في رجب، وكان حافظا متقنا، وكان أهل العراق يقولون في أيام الثوري: إذا مات الثوري ففي زهير خلف، كانوا يقدمونه في الإتقان على غيره من أقرانه.
وقال ابن سعد: توفي بالحربية آخر سنة اثنتين وسبعين، وكان ثقة ثبتا مأمونا كثير الحديث.
وقال الإمام أحمد في «تاريخه الكبير»، وابن منجويه: توفي سنة اثنتين وسبعين. والذي نقله المزي، وقبله صاحب «الكمال» عن ابن منجويه: سنة سبع وسبعين. ولم أره، فينظر.
وذكر عبد القادر الرهاوي في كتاب «الأربعين»: أنه مات بحران.
وقال أبو حاتم: أوثق الثلاثة الأخوة، زهير، ثم رحيل.
وفي «سؤالات الميموني» عن أحمد: كان زهير من معادن العلم. كذا ألفيته في نسختين صحيحتين، وكذا نقله عنه ابن أبي حاتم، وغيره، والذي نقله عنه المزي: من معادن الصدق. لم أره.
وفي «تاريخ الطبري»: كان زهير بن معاوية- فيما قيل- من جملة الموكلين بحراسة جسد زيد بن علي، لما صلبه يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة [ق 43 / أ].(5/92)
وفي «تاريخ الجزيرة» لأبي عروبة الحراني، - الذي أوهم المزي نقل كلامه ورؤية كتابه بلفظة واحدة نقلها عنه من «كتاب ابن عدي»، وهي -: كأن أحاديثه فوائد.
وأغفل من «التاريخ» - ما ليس في كتابه عن أحد غيره، وهو-: حدثني إسحاق بن زيد، قال: سمعت أبا جعفر بن نفيل يقول: مات زهير بن معاوية في رجب سنة ثلاث وسبعين ومائة، وحدثني محمد بن يحيى بن كثير: قال سمعت النفيلي يقول: ولد زهير سنة مائة، أخبرني بذلك رجل عنه.
وفي «كتاب الكلاباذي» عن النفيلي، قال: قد فلج قبل موته بسنة ونصف أو نحوهما، ولم أسمع منه شيئا بعد ما فلج.
وفي كتاب «الجامع» لأبي عيسى: وسماع أبي خيثمة من أبي إسحاق: ليس بذاك.
وقال أبو بكر البزار في «مسنده» وأبو خيثمة: هذا ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وقال أبو علي الجياني: هو أحد أئمة المسلمين.
وقال العجلي: ثبت صاحب سنة.
1698 - (ل) زهير بن نعيم البابي.
نسبة إلى باب الأبواب، قال السمعاني: موضع بالثغور.
توفي في خلافة المأمون، فيما ذكره المسعودي في كتاب «الأوسط».(5/93)
1699 - (قد) زهير بن الهنيد العدوي، أبو الذيال البصري.
خرج الحاكم حديثه في الشواهد، وسمى أباه هنيدا، وكذا هو في «كتاب ابن حبان».(5/94)
من اسمه زياد وزيادة
1700 - (عخ م س ق) زياد بن إسماعيل المخزومي، ويقال: السهمي، المكي، ويقال: يزيد بن إسماعيل.
خرج أبو عوانة الإسفراييني حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو حاتم البستي.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»، قال: قال أبو الفتح الأزدي: فيه نظر.
وفي كتاب اللالكائي: أخرج له مسلم حديث: «جاء مشركو قريش يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم في القدر»، وقد جوده أبو أحمد الزبيري، وتابعه عليه: أبو إسحاق الفزاري، وأبو حماد الحنفي مفضل بن صدقة، عن الثوري، ورواه: رفيع، وابن المبارك وأبو نعيم، والفريابي، فلم يذكروا فيه سماعا.
وقال يعقوب بن سفيان: ليس حديثه بشيء.
1701 - (بخ) زياد بن أنعم بن ذري الشعباني.
قال ابن حبان: مصري أصله من إفريقية.
وقال أبو بكر عبد الله بن محمد في «طبقات أهل القيروان»: كان رجلا صالحا فاضلا، تابعيا، يروي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وسكن القيروان.
وفي «تاريخ مصر»: زياد بن أنعم بن ذري بن يحمد.(5/95)
وقال أبو العرب في «الطبقات»: ومن هذه الطبقة- ممن كان بإفريقية-: زياد بن أنعم، غزا مع أبي أيوب الأنصاري.
1702 - (خ د ت س) زياد بن أيوب بن زياد البغدادي، أبو هاشم، دلويه، طوسي الأصل.
روى ابن خزيمة عنه في «صحيحه»، وابن حبان عن أستاذه عنه.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: كان ثقة مأمونا، مات سنة ثنتين وخمسين.
وقال البخاري، في «تواريخه»: مات سنة ثنتين وخمسين ومائتين.
وكذا ذكره الكلاباذي، وأبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل» وتلميذه [ق 43 / ب] الآخذ عنه أبو القاسم البغوي، وقال: في ربيع الأول، وصاحب «الزهرة»: وقال: روى عنه البخاري حديثين، ويعقوب بن سفيان، وغيرهم.
فالعدول عن نقل كلام هؤلاء إلى الاقتصار على كلام ابن قانع وحده قصور، وليته نقله من أصل ابن قانع، إنما نقله عنه بوساطة الخطيب، وهو الذي قال: وقال غيره: في ربيع. ولو قيل للمزي: من قائل ذاك؟ لتردد فيه، لأن الخطيب لم يذكره.
يقولون أقوالا ولا تعلمون بها ... ولو قيل: هاتوا حققوا لم تحققوا
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: دلويه ثقة مأمون.
وقال ابن نقطة: هو زياد بن أبي حية أيوب.(5/96)
وفي كتاب ابن خلفون: كان يقول: من سماني دلويه لا أجعله في حل، ولما ذكر له البخاري حديثا في سورة المائدة قال: سنده صحيح.
1703 - (د ق) زياد بن بيان الرقي.
ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء»، وكذلك أبو العرب.
وفي «كتاب ابن الجارود»: في إسناده نظر. وكذا قاله البخاري في «تاريخه الكبير».
الذي ذكر المزي لفظة من كلامه، وكأنه لم ينقله من أصل، إذ لو رآه لرأى فيه ما ذكرناه عنه من غير فصل.
روى له النسائي في كتاب «الجرح والتعديل» عن سالم عن أبيه يرفعه: «اللهم بارك لنا في مدينتنا» الحديث.
1704 - (ق) زياد بن ثويب.
خرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وكذلك أبو محمد الدارمي.
1705 - (د) زياد بن جارية التميمي الدمشقي، ويقال: زيد، ويقال: يزيد، والصواب الأول، سكن دمشق، يقال: إن له صحبة.
كذا ذكره المزي، وقد ذكره جماعة في «الصحابة» جزما من غير تردد، منهم: أبو نعيم الحافظ، وأبو موسى المديني، وعزاه لابن أبي عاصم،(5/97)
وأبو الفرج بن الجوزي، وأبو إسحاق بن الأمين الطليطلي، وعزاه لأبي عيسى، والأمير أبو نصر بن ماكولا، والله أعلم.
1706 - (ع) زياد بن جبير بن حية الثقفي البصري.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ليس به بأس، وهو والد الجبيرين بالبصرة.
وذكر المزي أنه روى عن سعد، وفي كتاب «المراسيل» لعبد الرحمن: سألت أبي عن زياد بن جبير، عن سعد، فقال: هو مرسل، وقال أبو زرعة: زياد بن جبير، عن سعد بن أبي وقاص مرسل.
وقال الآجري: سئل أبو داود عن زياد بن جبير فقال: هذا زياد الجهبذ.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: زياد بن جبير بن حية بن مسعود بن معتب بن مالك بن عمرو.
وقال أحمد بن صالح: ثقة، وذكره ابن شاهين في «الثقات».(5/98)
1707 - (س) زياد بن الجراح الجزري.
والصحيح أنه ليس بزياد بن أبي مريم، كذا حكاه عباس، عن يحيى بن معين.
وفي «كتاب ابن خلفون»: مولى بني تيم الله، قدم المدينة، وهو ثقة، قاله يحيى بن معين، وابن نمير وغيرهما.
1708 - (ت) زياد بن أبي الجعد رافع، الأشجعي الكوفي، أخو سالم، وإخوته عبيد الله، وعبيد، وعمران.
خرج ابن حبان حديثه عن وابصة في «الصلاة خلف الصف» في «صحيحه» [ق 44 / أ]، وكذلك أبو عبد الله النيسابوري، وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وفي «تاريخ البخاري» روى عنه ابنه رافع وأبى ذلك أبو حاتم، فينظر.
1709 - (د ت ق) زياد بن الحارث الصدائي.
قال أبو نعيم الحافظ: نزل مصر، وصداء حي من اليمن.
وفي «كتاب أبي عمر»: وهو حليف بني الحارث بن كعب، يعد في أهل مصر وأهل المغرب.
وقال ابن السكن: صداء حي من كندة، ويقال فيه: زياد بن حارثة، وحارث أصح، وفي إسناده نظر.(5/99)
وقال ابن حبان: بايع النبي صلى الله عليه وسلم. إلا أن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم في إسناد خبره.
وفي «كتاب أبي الفرج البغدادي»، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أخا صداء أذن، ومن أذن فهو يقيم» كذا سماه الخطيب، وقيل: هو زياد بن حارثة، وقال أبو عبد الله الصوري: هو حبان بن بح، وأما البرقي، ففرق بينهما فجعلهما اثنين.
وقال أبو أحمد العسكري: زياد بن الحارث بن يزيد بن يزيد، وهو صداء بن حرب بن منبه بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد، سكن اليمن.
وقال أحمد بن الجارود: سألت أبا هارون الصدائي عن زياد، فقال: هو من بني بح. فذكر من شرفهم، وهو من ساكني الشام: ثنا علي بن الحسين، ثنا علي بن عبيد، ثنا أيوب بن سليمان، ثنا مبارك بن فضالة، عن عبد الغفار بن ميسرة، عن الصدائي قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فحضرت الصلاة. فذكر حديث الأذان.
وذكره أبو العرب في كتاب «الطبقات»: فيمن دخل إفريقية من «الصحابة».
وقال الباوردي: ثنا إبراهيم بن ميمون، ثنا إبراهيم بن أبي داود، ثنا محمد بن عيسى بن جابر الرشيدي، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده عن عبد الله بن سليمان عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن زياد الصدائي، فذكر حديثا.
وقال ابن يونس: وهو رجل معروف من أهل مصر، وحديثه يشبه حديث حبان بن بح.(5/100)
1710 - (د) زياد بن حدير الأسدي الكوفي، أبو المغيرة، ويقال: أبو عبد الرحمن.
- فيما ذكره البخاري في «تاريخه الكبير»، وابن حبان وغيرهما- أخو زيد خرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه أبو زرعة وغيره.
وفي «كتاب المنتجيلي»: كان يتثبت ومعه ديك في بيته، وكان يقول: لوددت أني في حير من حديد، ومعي فيه ما يصلحني، لا أكلم الناس، ولا يكلمونني.
وفي كتاب «الجرح والتعديل»، عن الدارقطني: ثقة يحتج به، وفي «تاريخ بحشل»: كان العشارون يومئذ القراء: مسروق، وزياد بن حدير.
1711 - (خ د س) زياد بن حسان بن قرة، الباهلي البصري، الأعلم، نسيب ابن عون، وابن خالة يونس بن عبيد.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: هو قليل الحديث جدا، اشتهر بحديث: «زادك الله حرصا ولا تعد» وفيه إرسال؛ لأن الحسن لم يسمع من أبي بكرة.
وذكره ابن شاهين، وابن حبان، وابن خلفون في «جملة الثقات»، زاد(5/101)
ابن خلفون: وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة ما محل زياد الأعلم؟
فقال: شيخ.
وقال ابن سعد: كان ثقة، إن شاء الله تعالى.
وخرج البستي حديثه في «صحيحه». [ق 44 / ب].
1712 - (ت) زياد بن الحسن بن فرات أخو يحيى.
وفي «تاريخ البخاري»: ابن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي الكوفي.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
وقال الدارقطني- فيما حكاه البرقاني-: لا بأس به ولا يحتج به، وأبوه وجده ثقتان.
1713 - (خ م س ت) زياد بن الحصين بن قيس، الحنظلي اليربوعي، ويقال: الرياحي، أبو جهمة البصري.
كذا ذكره المزي، معتقدا المغايرة بين رياح ويربوع، وليس كذلك، هو رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ليس بين النسابين خلاف في ذلك، والله أعلم.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»،(5/102)
وفي كتاب «العجلي»: زياد اليربوعي سمع من عبد الله، ولا أدري كوفي هو أم لا؟.
وله شيخ آخر يقال له:
1714 - زياد بن حصين أبو جهضم.
يروي عن زيد بن وهب.
وآخر يقال له:
1715 - زياد بن حصين.
روي عن ()، ذكرهما الحافظ أبو الفضل الهروي في «مشتبه الأسماء» وأما ذكره.
1716 - زياد بن الحصين بن أوس النهشلي.
وأن ابن أخيه غسان بن الأغر روى عنه في «كتاب النسائي»، فكأنه وهم من حيث إن زياد بن الحصين الحنظلي المذكور أولا روى عنه. ابن أخيه حسان بن الأغر، فكأن أحدهما تصحيف من الآخر، ونهشل فخذ من حنظلة فاعتقد المغايرة، ولا مغايرة على هذا.
1717 - (م 4) زياد بن خيثمة الجعفي الكوفي.
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» وكذا أبو عوانة، وابن حبان، والحاكم، وابن الجارود، والدارمي، وأبو علي الطوسي، والحافظ الضياء.(5/103)
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في كتاب «الثقات»، وكذلك ابن شاهين، وزاد: قال يحيى: لا بأس به.
1718 - (خ ت ق) زياد بن الربيع اليحمدي، أبو خداش البصري.
سئل عنه أبو الحسن الدارقطني، - فيما ذكر في كتاب «الجرح والتعديل» - فقال: أثنى عليه أحمد بن حنبل.
ورأيت في نسختين من «كتاب ابن حبان»: يكنى أبا خالد، - وثالثة بخط الصريفني-.
وفي كتاب «المنتجيلي»: قال لأهل السجن والحجاج مريض: سيموت الحجاج في مرضه هذا في ليلة كذا وكذا. فلما كانت تلك الليلة، وهي ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان، لم ينم أهل السجن، جلسوا فرحا ينتظرون حتى سمعوا الواعية.
وفي «تاريخ أبي عبد الله البخاري»: روى عن عبد الملك بن حبيب، في إسناده نظر.
وذكره أبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء»، وكذلك أو بشر الدولابي، والعقيلي، والبلخي، وابن السكن.
وابن خلفون في كتاب «الثقات»، وقال: قال الأزدي: زياد هذا عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».(5/104)
وفي «كتاب المنتجيلي» عن عبد الله بن أحمد، قال: ثنا أبي - رحمه الله تعالى- قال: وزياد بن الربيع ثقة.
1719 - (د ت ق) زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو الحضرمي المصري، والد سليمان.
أخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وذكره ابن أبي خيثمة، والعسكري وغيرهما في «جملة الصحابة».
1720 - (م س ق) زياد بن رياح، ويقال: رباح، أبو رياح القيسي.
ويقال: أبو قيس المدني البصري.
روى عنه: الحسن، وروى عن: أبي هريرة.
كذا ذكره المزي.
وفي «تاريخ البخاري»، فرق بينهما، فقال: [ق 45 / أ] في الأول: زياد بن رياح أبو قيس روى عنه الحسن، وقال محمد بن يوسف، عن يونس بن عبيد، عن غيلان، عن زياد بن مطر، عن أبي هريرة.
ثم قال: زياد بن رياح أبو رياح سمع الحسن قوله، قاله داود بن رشيد، عن حكام، وهو الهذلي.(5/105)
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: قيل فيه: ابن مطر، ورياح أشهر.
وخرج البستي حديثه في «صحيحه».
ولهم شيخ آخر يقال له:
1721 - زياد بن رياح الهذلي.
رأى أنس بن مالك، ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق». ذكرناه للتمييز.
1722 - (م ت ق) زياد بن أبي زياد ميسرة، المخزومي المدني، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.
قال المنتجيلي، عن مالك: كانوا يخلوا بعد العصر، وبعد الصبح.
وقال ابن حبان: روى عن جابر بن عبد الله.
وقال أبو عمر ابن عبد البر في «التمهيد»: كان زياد أحد الفضلاء العباد الثقات، لم يكن في عصره مولى أفضل منه، ومن أبي جعفر القارئ، وولاؤهما واحد.
وفي كتاب اللالكائي: يروي عن أنس بن مالك، وأبي بحرية، وخادم النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه: محمد بن عبد الرحمن بن عبد القاري وعمر بن محمد العمري، وداود بن بكر.(5/106)
وفي «تاريخ البخاري» عن مالك: قال لي زياد- وأنا يومئذ حدث السن-: إني أراك تجلس مع ربيعة، فعليك بالحذر.
وخرج أبو عوانة، والحاكم وابن حبان حديثه في «صحيحهم».
وفي «مسند الموطأ» لأبي القاسم الجوهري: توفي زياد سنة خمس وثلاثين ومائة، ويقال: إنه كان من الأبدال، وكان أفضل أهل زمانه.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وكناه: أبا جعفر، قال: وقيل أبو زيد.
ذكرت أسانيد طوالا عدادها ... ثلاثون سطرا ثم عشرا توابع
وأغفلت ما قلناه وهو ضرورة
1723 - (ر) زياد بن أبي زياد الجصاص الواسطي، بصري الأصل.
قال البزار: ليس به بأس، وليس بالحافظ.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، قال: قال عبد الرحمن النسائي: متروك، وفي موضع آخر: ضعيف فلسطيني.
وذكره الساجي والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب ابن الجارود، ليس بشيء.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي كتاب الخطيب: عن الغلابي: ليس بثقة.
وقال أبو الحسن الكوفي: هشيم عن زياد بن أبي زياد: هو الجصاص، ثنا عنه يزيد، لا بأس به.(5/107)
وقال أبو أحمد بن عدي: واسطي متروك الحديث. وفي موضع آخر: لم نجد له حديثا منكرا، وهو من جملة من يجمع ويكتب حديثه.
وفي «تاريخ واسط» لبحشل: روى عنه: محمد بن الحسن المزني.
وفي الرواة: زياد بن أبي زياد غير هذين: خمسة:
الأول: حدث عنه خالد بن عمرو بن يحيى المزني.
والثاني: كوفي سمع علي بن أبي طالب.
والثالث: تابعي: روى عن أبي هريرة.
والرابع: هاشمي بصري، روى عن أنس بن مالك.
والخامس: أبو بكر القصري. حدث عن: بشر بن المفضل، ويحيى بن المتوكل.
ذكرهم الخطيب، وذكرناهم للتمييز.
1724 - (ع) زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراساني، أبو عبد الرحمن، شريك ابن جريح [45 / ب] سكن قرية باليمن يقال لها: عك.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: سكن مكة، وكان من الحفاظ المتقنين.
وفي «تاريخ البخاري»: من العرب، وصحب الزهري إلى أرضه.
وقال الباجي: توفي بقرية عك.(5/108)
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: يقال: هو من بجيلة، وثقه مالك بن أنس – وقال: كان له هيبة وصلاح، - وسفيان بن عيينة، وأحمد بن صالح.
وقال ابن عيينة: قال لي زياد: أنا لا أحفظ حفظك، أنت أحفظ مني أنا بطيء الحفظ، فإذا حفظت شيئا كنت أحفظ منك.
وقال له أيوب: متى سمعت من هلال بن أبي ميمونة، ويحيى بن أبي بكر؟
فقال: بالمدينة.
وقال الخطيب في «المتفق والمفترق»: كان ثقة عالما بحديث الزهري.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: كبير ثقة من أقران مالك، روى عنه مالك حديثا واحد، مدني أصله من خراسان.
وقال ابن المديني: كان زياد من أهل البيت، وأهل العلم.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
ولهم شيخ آخر يقال له:
1725 - زياد بن سعد بن ضميرة الأسلمي.
روى عنه: محمد بن جعفر بن الزبير المدني، ذكره الخطيب وذكرناه للتمييز.(5/109)
1726 - (د ت ق) زياد بن سليم، ويقال: ابن سليمان، ويقال: ابن سلمي، العبدي، أبو أمامة، المعروف بزياد الأعجم.
وهو: زياد سيمونكوش. كذا ذكره المزي، ولما ذكره في الرواة عن عبد الله بن عمرو، عرفه باليماني.
وفي كتاب «طبقات الشعراء» لابن قتيبة الدنيوري: هو زياد بن جابر بن عمرو بن عامر، وكان ينزل أصطخر، وكان كثير اللحن في شعره لفساد لسانه بفارس.
وفي «تاريخ» أبي الفرج الأموي: زياد بن سليمان: أخبرني بذلك الأخفش، عن السكري.
وأخبرني اليزيدي، عن عمه عن ابن حبيب، قال: هو زياد بن جابر أبو أمامة، وكان مولى عبد القيس ومولده ومنشؤه بأصبهان، ومات بخراسان، وكان شاعرا جزل الشعر فصيح الألفاظ على لكنة لسانه.
وجريه على لفظ أهل بلده دعا يوما غلاما له ليرسله في حاجة فأبطأ، فلما جاءه قال له: منذ لدن داونك إلى أن قلت لبي ما كنت لتسنا. يريد: منذ لدن دعوتك إلى أن قلت لبيك ما كنت تصنع؟، فهذه ألفاظه كما ترى في نهاية القبح واللكنة.
وهو الذي يقول يرثي المغيرة بن المهلب، وكان مختصا بأبيه:
قل للقوافل والغزى إذا غزوا ... والباكرين وللمجد الرائح
إن السماحة والشجاعة ضمنا ... قبرا بمرو على الطريق الواضح
فإذا مررت بقبره فاعقر به ... كوم المجان وكل طرف سائح
وانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخا دم وذبائح
يا من لبعد الشمس من حي ... إلى ما بين مطلع قرنها المتنازح
مات المغيرة بعد طول تعرض ... للموت بين أسنة وصفائح(5/110)
وهذا من بليغ الكلام ومختار القصائد، وهي معدودة من مراثي الشعراء في عصر زياد، ومقدميها.
قال مدرك بن محمد: كنت حاضرا مجلس ثعلب وقد قرئ عليه شعر [ق 46 / أ] زياد، فلما بلغ إلى هذه القصيدة قال ثعلب: إنها لمن مختار الشعر، وكان رجلا طويلا مضطرب الخلق.
وحضرت امرأة من بني تميم الوفاة، فقيل لها أوصى فقالت: ما لي من مالي. فقالوا: الثلث، قالت من يقول:
لعمرك ما رماح بني تميم ... بطائشة الصدور ولا قصار
قالوا: زياد الأعجم، قالت فثلثي له، وماتت.
وقال المرزباني: زياد بن سلم أحد بني عامر بن الحارث بن عمرو بن وديعة بن لكيد بن أفصى، مولده ومنشؤه بسيف البحر من أرض فارس، سمي الأعجم، لبيت قاله، وكان هجاء قليل المدح للملوك، وهو فصيح وشعره حجة، وكان يلبس قباء ديباج تشبها بالعجم.
وزعم المزي أن ابن حبان قال: روى عنه: ليث بن أبي سليم، قال المزي، والمحفوظ عن ليث عن طاوس عنه:
ألزمه ما لم يقله وإنما ... قال الصواب فدع نقول مقلد
ابن حبان إنما قال: زياد سيمونكوش يروي عن عبد الله بن عمرو روى عنه طاوس من حديث ليث بن أبي سليم كذا هو في ثلاث نسخ جياد أحد بها بخط الصيريفيني الحافظ.
وفي كتاب «الألقاب» للشيرازي- من نسخة قرئت عليه-: زياد سيمينكوش.
وفي موضع آخر: زياد سيمنحوش، وابن سيمنحوش، عن عبد الله بن(5/111)
عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم أوثق شياطين في البحر، فإذا كانت سنة خمسين وثلاثين خرجوا في صور الناس» انتهى. فيه رد لقول من قال: لا أعرف له غير حديث «الفتنة».
ولقد حرصت على أن أجد أحدا من قدماء العلماء قال إن الأعجم يعرف بسيمنكوش فلم أجد أحدا قاله كالكلبي، وابن دريد، والمبرد، والمدائني والجاحظ من بعدهم، والله أعلم.
وقال البخاري: زياد بن سيمنكوش- كذا هو بخط ابن ذر وغيره قال حماد بن سلمة، عن ليث عن طاوس، عن زياد، عن ابن عمرو رفعه. في «الفتن» وروى ابن زيد وغيره عن عبد الله بن عمرو قوله، وهو أصح.
وفي «الطبقات» لمسلم- من نسخة قرئت على جماعة من الحفاظ- زياد بن سيمنقوش.
1727 - [ق) زياد بن أبي سودة، أبو المنهال، ويقال: أبو نصر المقدسي، أخو عثمان.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: روى عنه زيد بن واقد وأهل الشام: وقال في «صحيحه»: ثنا الصوفي، ثنا أبو نصر التمار، ثنا سعيد بن(5/112)
عبد العزيز عن زياد بن أبي سودة: «إن عبادة بن الصامت قعد على سور بيت المقدسي الشرقي ... الحديث» وخرجه الحاكم أيضا في «مستدركه».
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال أبو الحسن بن القطان في كتابه «الوهم والإيهام»: لا يعلم له حال فيجب التوقف عن روايته حتى تثبت عدالته.
وقال مروان بن محمد فيما ذكره أبو زرعة في «تاريخه الكبير»: عثمان بن أبي سودة وأخوه زياد من أهل بيت المقدسي: ثقتان ثبتان.
وفي كتاب «الأخوة» لأبي داود: ثنا محمود، قال: قال أبو مسهر: زياد أخو عثمان، وقد أدرك عثمان عبادة، وهو أسن من زيادة [ق 46 / ب].
1728 - (د س) زياد بن صبيح، ويقال: ابن صباح.
وهو الذي روى عنه يزيد بن أبي زياد، كذا في «كتاب ابن حبان».
وفي «كتاب الصريفيني»، وغيره: صاده مهملة مضمومة.
قال ابن أبي حاتم: بفتح الصاد.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: زياد بن صبح أبو مريم الحنفي الكوفي، ويقال: المكي، وقيل: البصري.
وقال العجلي: مديني تابعي ثقة.
وكناه أبو أحمد الحاكم: أبا مريم وفرق بينه وبين أبي مريم الحنفي المسمى: إياس بن صبيح.
وفي كتاب «الاستغنا» لابن عبد البر: أبو مريم الحنفي المكي زياد بن صبيح،(5/113)
روى عن ابن عمر وابن عباس. كذا قال ابن أبي حاتم: صبيح بالفتح، ولا يختلفون أنه بالضم.
وذكره ابن شاهين في «الثقات» وقال الدارقطني: يعتبر به.
1729 - (ق) زياد بن صيفي بن صهيب بن سنان التيمي مولاهم.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وصحح إسناده.
وفي «تاريخ البخاري»، وكتاب ابن أبي حاتم: روى عنه أبو حذيفة.
1730 - (خ م ت ق) زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي، أبو محمد العامري، ويقال: أبو يزيد الكوفي.
قال البرقي، عن يحيى بن معين: قد سمعنا منه، وهم يضعفونه.
وفي «كتاب الساجي» عنه: لا أروي عنه شيئا، وقد روى عنه أحمد.
وفي كتاب الآجري قال أبو داود: كان صدوقا، وسمع منه يحيى، ولم يسمع منه أحمد.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وكذلك البلخي، وأبو علي بن السكن.
وفي «كتاب أبي محمد بن الجارود»: ليس بشيء.
وفي «كتاب ابن الجوزي» عن أحمد: ثقة.(5/114)
وفي كتاب البخاري: قال دلويه: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وكذا ذكره إسحاق القراب، عن محمد بن عباد بن موسى، وغيره.
وفي «كتاب الترمذي»: عن البخاري عن محمد بن عقبة، قال وكيع: زياد بن عبد الله مع شرفه يكذب في الحديث. كذا ألفيته في نسخة جيدة، والذي في «تاريخ» البخاري: عن محمد قال وكيع: هو أشرف من أن يكذب. والله أعلم.
وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة، وكان فاحش الخطأ كثير الوهم لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وأما فيما يوافق الثقات من الروايات فإن اعتبرها معتبر فلا ضير، وكان ابن معين سيئ الرأي فيه.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: هو عندي من أهل الصدق، وحديثه عن منصور والأعمش وابن جحادة: حسن، وكان ثبتا في ابن إسحاق.
وفي «تاريخ» ابن قانع: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
1731 - (ق) زياد بن عبد الله بن علاثة العقيلي، أبو سهل الحراني. أخو محمد القاضي.
خرج أبو عبيد الله النيسابوري حديثه في «مستدركه».(5/115)
1732 - (ت) زياد بن عبد الله النميري البصري.
ذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء»، وابن شاهين في «الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وفي «كتاب ابن الجارود»: ضعيف.
وقال أبو حاتم بن حبان: منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه أحاديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به تركه يحيى بن معين.
ولهم شيخ آخر اسمه:
1733 - زياد بن عبد الله الأنصاري.
يروي عن الشعبي.
1734 - وزياد بن عبد الله بن حدير الأسدي.
روى عن أوس [ق 47 / أ] روى عنه: داود بن أبي هند.
1735 - وزياد بن عبد الله البكري.
رأى ابن سندر.
1736 - وزياد بن عبد الله القرشي.
حدث عن: هند بنت المهلب بن أبي صفرة. ذكرهم الخطيب في(5/116)
«التلخيص» وذكرناهم للتمييز.
1737 - (تم) زياد بن عبد الله بن الربيع بن زياد الزيادي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
1738 - (س ق) زياد بن عمرو بن هند، الجملي الكوفي. أخو عبد الله.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم النيسابوري.
1739 - (ع) زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي، أبو مالك الكوفي، ابن أخي قطبة.
قال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة.
وقال الأزدي في كتابه: «المخزون»: إثر حديث رواه عن عيسى بن عقيل، وهذا حديث لا يحفظ إلا عن زياد بن علاقة على سوء مذهبه وبراءتي من مذهبه كان منحرفا عن أهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم زائغا عن الحق.
وفي «كتاب الصريفيني»: توفي سنة خمسة وعشرين ومائة أو بعدها بيسير وقد قارب المائة.(5/117)
وقال العجلي: كان ثقة وهو في عداد الشيوخ.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وقال: قال أبو الفتح الأزدي: سيئ المذهب رجل سوء مائل عن أهل بيت النبوة.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
1740 - (م) زياد بن فياض أبو الحسن الخزاعي الكوفي.
خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو حاتم البستي.
وقال يعقوب بن سفيان: زياد بن فياض كوفي ثقة ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه ابن نمير وعلي بن المديني وغيرهما.
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، ووصفه المنتجالي بالثقة والعبادة.
1741 - (م د ت س) زيادة بن كليب أبو معشر النخعي.
كذا رأيته بخط الحافظ الحبال في كتابه «أسماء رجال الشيخين»، وكذا هو في ثلاث نسخ من كتاب «الثقات» لابن حبان- أحدها بخط الصريفيني الحافظ – قال: توفي سنة سبع عشرة.
والذي في «كتاب المزي» عنه: تسع عشرة. فينظر.
وقال أبو محمد بن سعد: توفي في ولاية يوسف بن عمر على العراق، وكان قليل الحديث. وهذا يقتضي أن وفاته بعد العشرين؛ لأن ولاية يوسف أولها سنة عشرين.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان والطوسي.(5/118)
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: التميمي، ويقال: التيمي، روى عن أبيه وهو ثقة. قاله علي بن المديني وأبو جعفر السبتي، وغيرهما، وفي موضع آخر: ثقة ثبت.
وفي «تاريخ البخاري» عن ابن إدريس: مات بعد طلحة بن مصرف. يعني بعد سنة ثنتى عشرة.
1742 - (ق) زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان الخزرجي، أبو عبد الله.
قال أبو القاسم الطبراني: سكن الكوفة وروى عنه: أبو طواله.
وقال ابن حبان: كان من فقهاء الصحابة، ممن سكن الشام. وكذا ذكره مسلم في كتاب «الطبقات» تأليفه.
وقال العسكري: هو الذي قتل ملوك كندة الأربعة، واستنزل الأشعث بن قيس من حصنه «النجير» بحضرموت.
وفي «كتاب الباوردي»: مات في خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما.
وقال البغوي: كان عاملا على الصدقات.
وفي كتاب [ق 47 / ب] ابن قانع، روى عنه جبير بن نفير، وقال في «الوفيات»: توفي سنة إحدى وأربعين. وفي «كتاب الصريفيني» عنه: ويقال(5/119)
اسمه- أيضا- زيد. ولم أره، فينظر، ويحتمل أن يكون ذكره في تصنيف له، آخر. وإن كان فيه بعد، والله أعلم.
وفي «الطبقات»: لما أسلم كان يكسر أصنام بني بياضة، هو وفروة بن عمرو، وله من الولد عبد الله، وله عقب بالمدينة وبغداد، وأم زيادة عمرة بنت عبيد بن مطروف بن الحارث الأوسية وفي «تاريخ البخاري»: ولا أرى سالما- يعني الذي ذكر المزي روايته عنه- سمع من زياد.
وكذا قاله- أيضا- الحافظ أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن في كتاب الصحابة المسمى «بالحروف»، قال: واختلفوا في إسناد حديثه.
1743 - (ق) زياد بن أبي مريم الجراح.
كذا سماه البخاري.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: زياد بن أبي مريم مولى عثمان بن(5/120)
عفان يروي عن أبي موسى الأشعري، روى عنه: ميمون بن مهران واسم أبي مريم الجراح، وهو الذي يروي عن عبد الله بن معقل: «الندم توبة».
ثم قال في «طبقة أتباع التابعين»: زياد بن الجراح مولى عثمان مولى عثمان، يروي عن عمرو بن ميمون، وابن معقل، روى عنه جعفر بن برقان وعبد الكريم الجزريان.
وهو في هذا كله تبع البخاري حذو القذة بالقذة.
ولما خرج الحاكم حديثه «الندم توبة» سمى أباه الجراح، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
1744 - (مد) زياد بن أبي مسلم، ويقال: ابن مسلم، أبو عمر الفراء، ويقال: الصفار.
ذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب «الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال أبو الوليد: ثنا زياد أبو عمر، وكان أعبد من ها هنا.
وذكره الساجي، في كتاب «الجرح والتعديل»، فقال: كان شيخنا مغفلا، روى عنه ابن مهدي، ولم يرضه يحيى بن سعيد القطان.
وذكره العقيلي والبلخي في «جملة الضعفاء»، وكان المنتجالي.(5/121)
1745 - (ت) زياد بن المنذر الهمداني، ويقال النهدي، ويقال: الثقفي أبو الجارود.
روى عن: نافع بن الحارث، وعنه يونس بن بكير، وهو الأعمى الكوفي.
إليه تنسب الجارودية.
قال الإمام ناصر الدين محمد بن عبد الكريم الشهرستاني- ومن خط ابن منهال الكاتب نقلت-: كان أبو الجارود يسمى سرحوت، سماه بذلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر، وسرحوت شيطان أعمى. قاله الباقر تفسيرا.
زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بالوصف دون التسمية، والإمام بعده علي، والناس قصروا حيث لم يتعرضوا الوصف، ولم يطلبوا الموصوف، وإنما نصبوا أبا بكر باختيارهم، فأثموا بذلك.
وقد خالف أبو الجارود إمامه زيد بن علي، واختلف الجارود في التوقف والسوق فساق بعضهم الإمامة من علي إلى الحسن، ثم الحسين، ثم إلى علي، ثم منه إلى محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن.
وبنحوه ذكره الإمام أبو المظفر الإسفراييني في كتاب «التبصير في الدين في ذكر مقالات المخالفين» وتاج الإسلام السمعاني والمسعودي، وغيرهم.
وقال يحيى بن يحيى- فيما ذكره الحاكم في «تاريخ نيسابور»: يضع الحديث.
ولما ذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء» قال: هو كذاب [48 / أ].
وقال: قال البخاري: رماه يحيى بن معين، يعني بالكذب.
وقال الحافظان ابن البيع، وأبو سعيد النقاش: رديء المذهب، يروي المناكير في الفضائل، عن الأعمش، وغيره.(5/122)
وقال أبو إسحاق الحربي في «تاريخه»: غيره أوثق منه.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغنا»: اتفقوا على أنه ضعيف الحديث منكره، ونسبه بعضهم إلى الكذب.
وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات» فقال: زياد بن المنذر، روى عن نافع بن الحارث، عن أبي برزة، روى عنه: يونس بن بكير، كما أسلفناه من عند المزي.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه» ولا أدري أهو هذا أو غيره؟ ويشبه أن يكون غيره، لأني لم أر له موثقا، والله أعلم.
وفي «كتاب أبي الفرج»، عن الدارقطني: متروك، وقال: إنما هو منذر بن زياد. انتهى كلامه. وفيه نظر، لأني لم أر أحدا ممن صنف في الأسماء ذكره إلا في حرف الزاي.
وقد فرق الخطيب في كتابه «رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب» بين زياد بن المنذر هذا، وبين المنذر بن زياد الطائي الراوي عن عمرو بن دينار وغيره.
وذكره- أعنى زيادا-: العقيلي والبلخي، والساجي، في «جملة الضعفاء».
وأبو نعيم الأصبهاني في «الرواة عن الزهري من الأئمة والأعلام»، قال: وسمع أبا الطفيل عامر بن واثلة.
وذكره البخاري في: فصل من مات من الخمسين ومائة إلى الستين.(5/123)
1746 - (ت ق) زياد بن ميناء.
خرج الحافظان أبو محمد الدارمي، وأبو حاتم البستي حديثه في «صحيحهما».
1747 - (خت) زياد بن نافع التجيبي، ثم الأوابي، مولى بني الأواب من تجيب مصري.
قال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1748 - (ع) زياد بن يحيى بن زياد بن حسان الحساني، أبو الخطاب، النكري العبدي البصري.
قال صاحب كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث، ومسلم خمسة أحاديث.
وقال ابن خلفون في «الأعلام»: وثقه جماعة.
1749 - (د ق) زياد بن نعيم الحضرمي.
ذكره الفسوي، وابن حبان في كتاب «الثقات».
1750 - (د) زياد بن يونس بن سعيد بن سلامة الحضرمي، أبو سلامة الإسكندراني.
لما ذكر أبو سعيد بن يونس حديثه عن محمد بن جعفر، عن موسى بن(5/124)
عقبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة». قال: هذا الحديث مضطرب يقول فيه غيره: عن أبي بردة، عن الأغر المزني.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
1751 - (مد) زياد السهمي.
قال المزي: يحتمل أن يكون هو مولى عمرو بن العاص، ولم يبين من حاله شيئا، وأغفل كونه مذكورا في كتاب «الثقات» لابن حبان.
1752 - (ت ق) زياد مولى بني خطمة أبو الأبرد.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال: اسمه موسى بن سليم مولى بني خطمة. [ق 48 / ب].
1753 - (د) زياد جد الربيع بن أنس.
روى عنه وعن أخيه زيد: الربيع، عنه عن أبي موسى حديث: «لا يقبل الله صلاة رجل في جسده شيء من خلوق». قال ابن القطان: هما غير معروفين، ولم يذكرا بغير ما في هذا الإسناد. وليسا مذكورين- أيضا- في نسب الربيع بن أنس.
وقد ذكر البخاري هذا الحديث في «تاريخه» فقال: في إسناده نظر.
1754 - (د) (زياد) بن محمد الأنصاري.
قال الحاكم: لما خرج حديثه في «الرقية من الحصاة»، وفي «كتاب(5/125)
الجنائز»: هو شيخ من أهل مصر، قليل الحديث.
وذكره أبو جعفر العقيلي وأبو العرب، وابن السكن في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، يروي المناكير عن المشاهير، فاستحق الترك.
من اسمه زيد
1755 - (خ) زيد بن أخزم الطائي النبهاني، أبو طالب الحافظ.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال مستقيم الحديث، وخرج حديثه في «صحيحه»، عن أحمد بن يحيى بن زهير التستري عنه.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه – يعني البخاري- ثلاثة أحاديث، وذكره في «بني إسرائيل» فلم ينسبه.
وفي كتاب «الجرح والتعديل»، عن الدارقطني: ثقة، ربما لم يكتب عنه مسلم.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وحسنه أبو علي الطوسي في «أحكامه»، وقال صالح بن محمد جزرة- فيما ذكره في «تاريخ نيسابور» -: كان يشرب – يعني النبيذ- وهو صدوق في الرواية.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ثنا عنه ابن المحاملي، وهو ثقة، وقال أبو علي الجياني في «أسماء رجال أبي داود»: هو ثقة.
1756 - (د ت س) زيد بن أرطاة الفزاري الدمشقي، أخو عدي بن أرطاة.
في «الجامع» لهشام بن محمد الكلبي: أرطاة بن حذافة بن لوذان.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم والدارمي.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات».(5/126)
ولما خرج الترمذي حديثه عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء: «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم»، قال: هذا حديث حسن صحيح.
1757 - (ع) زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان المخزرجي، أبو عمرو، ويقال: أبو عامر، ويقال: أبو عمارة، ويقال: أبو أنيسة، ويقال: أبو حمزة، ويقال: أبو سعد، ويقال: أبو سعيد، مدني نزل الكوفة.
في كتاب العسكري. أبو أنيس، وفي «تاريخ المسبحي»: أبو كعب.
وفي «الطبقات»: مات زمن المختار، وقتل المختار سنة سبع وستين، وله من الولد: قيس وسويد. وكذا ذكره البغوي.
وزعم الرازي أنه عمي قبل موته.
وفي «دلائل» البيهقي: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على زيد يعوده من مرض كان به، وقال له: «ليس عليك من مرضك بأس، ولكن كيف بك إذا عمرت بعدي وعميت»؟ قال: إذا أحتسب وأصبر. قال: «إذا تدخل الجنة». قال: فعمي بعدما مات النبي صلى الله عليه وسلم ثم رد الله تعالى عليه بصره، ثم مات.
وفي كتاب أبي نعيم: زيد بن أرقم بن قيس، وقيل: زيد بن أرقم بن يزيد بن قيس.
وفي «كتاب ابن حبان»: زيد بن أرقم بن ثابت بن زيد بن قيس، مات سنة خمس وستين.(5/128)
وفي «معجم أبي القاسم»: روى عنه قطبة بن مالك، وأبو الضحى مسلم بن صبيح، وزيد بن وهب، وعلي بن ذري الحضرمي، وأبو (سليمان) المؤذن، وحميد بن كعب، وثابت بن مرداس [ق 49 / أ] وأبو بكر بن أنس بن مالك.
وذكر أنه أصيب بصره بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رد الله عليه بصره، وكان عليه السلام، قال له: «كيف بك إذا عمرت بعدي فعميت؟» وذكر - أيضا-: أن عليا لما ناشد من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، قال زيد: فكنت فيمن كتم، فذهب بصري، وكان علي قد دعا على من كتم.
وقال العسكري: توفي بعد قتل الحسين بقليل، وقال ابن عبد البر: وله يقول رابه عبد الله بن رواحة- وكان يتيما في حجره، وسار به معه إلى مؤتة، وأول مشاهده المريسيع، وقيل: بل قاله في زيد بن حارثة-:
يا زيد زيد اليعملات الذبل ... تطاول عليك الليل فانزل
وفي «الروض للسهيلي»: كان يلقب ذا الأذن الواعية.
وقال أبو علي بن السكن: أول مشاهده الخندق.
وفي «أنساب الخزرج»: مات سنة ستين.
1758 - (ع) زيد بن أسلم أبو أسامة، ويقال: أبو عبد الله، القرشي العدوي مولاهم، المدني الفقيه.
قال البخاري، قال زكريا بن عدي: ثنا هشيم عن محمد بن عبد الرحمن القرشي: كان علي بن حسين يجلس إلى زيد بن أسلم ويتخطى(5/129)
مجالس قومه، فقال له نافع بن جبير بن مطعم: تخطى مجالس قومك إلى عبد عبد الله بن عمر بن الخطاب، فقال علي: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: عن حماد بن زيد، قال: قدمت المدينة وزيد بن أسلم حي، فسألت عبيد الله بن عمر عنه فقلت: إن الناس يتكلمون فيه؟
فقال: ما أعلم به بأسا، إلا أنه يفسر القرآن برأيه.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني في «تاريخه الكبير»: أن عمر بن عبد العزيز كان يدني زيدا ويكرمه، فقال له الأحوص بن محمد يوما، وقد حجبه عمر:
خليلي أبا حفص هل أنت مخبري ... أفي الحق أن أقصى ويدنى ابن أسلم
فقال عمر: ذاك الحق، ذاك الحق.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: ذاك أخو خالد.
وقال ابن سعد: توفي قبل خروج محمد بن عبد الله بن حسن بسنتين، وخرج محمد سنة خمس وأربعين ومائة، وكان كثير الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
وقال الساجي: ثنا أحمد بن محمد، ثنا المعيطي، قال: قال ابن عيينة: كان زيد بن أسلم رجلا صالحا، وكان في حفظه شيء.(5/130)
وقال مصعب الزبيري: كان من علماء المدينة ووجوههم، وكان قد عمل للسلطان على معادن القبلية.
وقال ابن عبد البر في «التمهيد»: زيد أحد ثقات أهل المدينة، وكان من العلماء العباد الفضلاء، وزعموا أنه كان أعلم أهل المدينة بتأويل القرآن بعد محمد بن كعب، وكان زيد يشاور في زمن القاسم، وسالم.
وقال مالك بن أنس: كان زيد بن أسلم من العباد والعلماء الزهاد، الذين يخشون الله تعالى، وكان ينبسط إلي ويقول لي: يا ابن أبي عامر ما انبسطت إلى أحد ما انبسطت إليك.
وروي عن مالك أنه وضع أحاديث زيد في آخر الأبواب من الموطأ، فقيل له: أخرت أحاديث زيد؟ فقال: إنها كالسرج تضيء لما قبلها.
وروي أن مالكا كان إذا ذكر أحاديث زيد، قال: ذاك الشذر أو الخرز المنظوم، يعني حسنها.
وذكره ابن شاهين في «الثقات» وقال ابن عدي في الكتاب [ق 49 / ب] «الكامل»: وزيد بن أسلم من الثقات، ولم يمتنع أحد من الرواية عنه، وقد حدث عنه الأئمة.
وفي كتاب ( .... ) لعلي بن أبي طالب: عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال جاء رجل إلى أبي فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر خرجوا من بيت(5/131)
فقال صلى الله عليه وسلم: «انطلقوا بنا إلى زيد بن أسلم نجالسه ونسمع من حديثه». فجاء النبي حتى جلس إلى جنبك، قال: فأخذ بيدك، قال عبد الرحمن، فلم يمكث فينا أبي بعد ذلك إلا قليلا.
وفي كتاب المزي قال مالك: وكان زيد بن أسلم يقول لابن عجلان: اذهب فتعلم كيف تسأل ثم تعال. انتهى.
قال ابن سعد في كتاب «الطبقات»: وقال عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس إن زيد بن أسلم كان يقول- إذا جاءه الإنسان يسأله، فخلط عليه-: اذهب فتعلم كيف تسأل، فإذا تعلمت فتعال فسل.
وذكر المزي أن زيدا لم يسمع من جابر. انتهى.
وفي «التمهيد» قال أبو عمر: قال قوم: لم يسمع زيد من جابر، وقال آخرون: سمع منه، وسماعه من جابر غير مرفوع عندي.
وفي كتاب «المراسيل» لعبد الرحمن: قال أبو زرعة: لم يسمع من سعد ولا من أبي أمامة، وزيد عن عبد الله بن زياد عن علي هو مرسل، وقال أبي: هو عن أبي سعيد مرسل، يدخل بينهما عطاء بن يسار.
وذكره أبو نعيم الحافظ في «جملة الأئمة» الأعلام الذين رووا عن الزهري.(5/132)
1759 - (ع) زيد بن أبي أنيسة زيد، أبو أسامة الجزري الرهاوي، أخو يحيى وهو مولى يحيى بن أعصر.
قال العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات»، قال: روى عنه مالك وأهل بلده، مات سنة خمس وعشرين ومائة، وهو ابن ست وثلاثين سنة، وكان فقيها ورعا، وأخوه يحيى ضعيف وهو ثقة.
ولما خرج الحاكم حديثه قال: كان ثقة.
وفي «كتاب» الصريفيني: يقال اسم أبي أنيسة أسامة، وهو مولى بني كلاب، وقيل: مولى زيد بن الخطاب.
وفي «كتاب الآجري» عن أبي داود: ثقة.
وفي كتاب «العقيلي» عن الإمام أحمد: حديثه حسن مقارب وإن فيها بعض النكرة، وهو على ذاك حسن الحديث.
وقال المروذي: وسألته- يعني أحمد- عن زيد بن أبي أنيسة؟ فحرك يده، فقال: صالح، وليس هو بذاك.
وذكره الساجي في جملة الضعفاء، وابن شاهين في «الثقات» وكذا ابن خلفون، وكناه أبا سعيد، وقال: توفي وهو ابن بضع وأربعين سنة، وكان رجلا صالحا فقيها، كان مفتي أهل الرها في زمنه، وكان الثوري يثني عليه، ويدعو له كثيرا بعد موته، وثقه ابن نمير وابن وضاح والذهلي والبرقي وغيرهم.(5/133)
وفي كتاب «الطبقات» لأبي عروبة: مات سنة ست وعشرين ومائة وسنه خمس وثلاثون سنة، وهو مولى لعثمان، وله ابن اسمه الحسن.
وقال يعقوب بن سفيان: هو ثقة.
وذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في كتابه الذي جمع فيه حديث زيد بن أبي أنيسة، ومن خط عبد الرحمن بن محمد بن جعفر السختياني تلميذه، فقلت: قال النفيلي ومحمد بن يزيد: توفي زيد وله ثلاث وثلاثون سنة.
وقال يزيد: يحدث فربما لحن، فيقال له لحنت أبا أسامة. فيقول: هكذا حدثني صاحبي الذي حدثني.
روى عن: إسماعيل بن عبد الرحمن، وبلال بن أبي بلال مرداس الفزاري، وثابت بن ميمون، والجهم بن الجارود، والحجاج بن أرطاة، والحارث العكلي [ق 50 / أ] وخالد بن يزيد، وزيد بن أسلم، وزيد بن رفيع، وزيد أبي عثمان، إن لم يكن ابن يزيد فلا أدري من هو، وزياد بن أبي زياد الجصاص، وسعيد بن جبير، وعبد الله بن محمد بن علي، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري وعبيد الله بن أبي زياد، وأبي نعيم، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وقيل بينهما أبو الزناد، وعبد الكريم البصري، وعمرو بن قيس، والعيزار بن حريث، وذكر جماعة آخرين، والله تعالى أعلم.
1760 - (ع) زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك النجار، أبو سعيد، ويقال: أبو خارجة المدني.
وقال الحافظ أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن: توفي سنة خمس وخمسين، وهو ابن أربع وخمسين سنة.
وقال علي بن المديني: سنة أربع وخمسين.
والصحيح الأول، وكان من الفقهاء الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.(5/134)
روى عنه أبو الدرداء، وكان أحد الأئمة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال قتادة: لما مات ترك ذهبا وفضة كسرا بالفأس.
وقال أبو نعيم الحافظ: قتل أبوه يوم بعاث، وكان زيد حبر الأمة علما وفقها وفرائض، ومن الراسخين في العلم.
قال مسروق: ساممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة عمر وعلي وعبد الله، وأبي الدرداء وأبي بن كعب وزيد بن ثابت.
وقال أبو ميسرة: قدمت المدينة فأنبئت أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.
وقال أبو هريرة؛ لما مات زيد: اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا.
وقال ابن عباس: لقد علم المحفوظون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن زيدا من الراسخين في العلم، ولما أراد أن يركب، أخذ له ابن عباس بالركاب، فقال له: تنح. فقال عبد الله: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا.
وفي كتاب ابن مسكويه: كان يكتب لعمر، وكان يخلو به، فقال له يوما: إني أستنصحك بكتب أسراري، فأخبرني عن كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانت للملوك وغيرهم؟.
فقال: أعفني. فقال: ولم؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: يا زيد إني قد انتخبتك لكتبي فاحفظ سري واكتم ما استحفظتك، فضمنت له ذلك فصمت عمر.(5/135)
وكان زيد ذا رأي ونفاذ رحمه الله تعالى.
وفيه يقول حسان بن ثابت:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
وفي كتاب أبي عمر: يكنى أبا عبد الرحمن. قال الهيثم. وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد.
وفي خبر لا يصح: كانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إلى زيد فقال عمارة: يا رسول الله بلغك عني شيء؟ قال: لا، ولكن القرآن مقدم.
وكتب بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر.
وكان عمر يستخلفه إذا حج وكذلك عثمان، وكانوا يقولون: غلب زيد الناس على اثنتين: القرآن والفرائض.
وقال [ق 50 / ب] مالك: كان إمام الناس عندنا بعد عمر، زيد بن ثابت، وكان من أفله الناس إذا خلا مع أهله، وأزمته إذا جلس مع القوم.
وكان عثمانيا، ولم يشهد شيئا من مشاهد علي، وكان مع ذلك يفضل عليا ويظهر حبه، مات سنة ثنتين وأربعين، وقيل ثلاث، وهو ابن ست وخمسين سنة، وقيل سنة اثنتين وقيل سنة ست وخمسين، وصلى عليه مروان بن الحكم.
وقال ابن حبان: قتل لزيد يوم الحرة سبعة أولاد لصلبه، وله بالمدينة عقب.
وقال ابن عبد ربه: تعلم بالفارسية من رسول كسرى، وبالرومية من حاجب النبي وبالقبطية من خادمه صلى الله عليه وسلم.(5/136)
وقال العسكري: موته سنة خمس وخمسين وهم، وكان له حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إحدى عشرة أو اثنتا عشرة سنة.
وقال البغوي: يكنى أبا محمد عن موسى بن علي بن أبيه، وكان إذا سأله رجل عن مسألة قال: الله لكان هذا؟ فإذا قال نعم تكلم فيها وإلا لم يتكلم.
وعن الشعبي: كان عمر وعبد الله وزيد يشبه علمهم بعضهم بعضا، وكان يقتبس بعضهم من بعض.
وفي كتاب الباوردي: قال عثمان بن عفان: أي الناس أكتب؟
قالوا: زيد بن ثابت.
وفي «المعجم الكبير» للطبراني: عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان العلماء بعد معاذ بن جبل: ابن مسعود وأبو الدرداء وسلمان وعبد الله ابن سلام.
وكان العلماء بعد هؤلاء: زيد بن ثابت، وبعد زيد، ابن عمر وابن عباس.
روى عنه عامر بن سعد بن أبي وقاص.
وفي «طبقات ابن سعد»: تعلم كتاب اليهود في خمس عشرة ليلة، ونام في الخندق فجاء عمارة فأخذ سلاحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا رقاد نمت حتى ذهب سلاحك.
واستعمله عمر بن الخطاب على القضاء وفرض له رزقا.
وفي كتاب ابن عساكر: كان تعليم زيد كتاب اليهود سنة أربع من الهجرة.
وفي كتاب الصريفيني: مات سنة أربعين.
وفي الصحابة آخر يقال له:
1761 - زيد بن ثابت.
قال أبو القاسم في «الأوسط»: وليس بالأنصاري، ذكرناه للتمييز.(5/137)
1762 - (ع) زيد بن جبير بن حرمل الطائي الكوفي، من بني جشم بن معاوية.
كذا ذكره المزي، وقبله صاحب «الكمال»، وهو غير جيد؛ لأن الرجل إذا كان من بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن حصفة بن قيس غيلان بن مضر بن نزار، فأنى يجتمع مع طيء، هذا ما لا يسوغ عقلا ولا نقلا، أما النقل فقد ذكرناه، وأما العقل فقيس لا تدخل في اليمن بوجه من وجوه الحقيقة.
ثم إني لا أعلم سلفهما في الطائي من المعتمدين، فإني لم أرها.
ونسبه الكلاباذي تيميا.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: وثقه يحيى في غير رواية.
وقال أحمد: زيد بن جبير، وحكيم بن جبير ليسا بأخوين زيد جشمي من بني تميم، وهو صالح الحديث، وهو أعجب إلي من آدم بن علي، وزيد روى عنه شعبة.
وصرح البخاري بسماعه من ابن عمر.
وقال في كتابه «الصحيح» في أول «مواقيت الحج»: عن زهير قال: حدثني زيد بن جبير أنه أتى عبد الله بن عمر في منزله، قال: فسألته من أين يجوز أن أعتمر؟ الحديث.
وذكره ابن حبان في «التابعين» لروايته عن عمر، وهو على ما ذكره المزي(5/138)
[51 / أ]. وسمى ابن أبي حاتم أباه عن أبيه، في غير ما نسخة، حرملة، وقال: زيد صدوق، وفي نسخة، ثقة صدوق.
وكذا ذكره ابن خلفون حرملة، ذكره في «الثقات»، وقال: وثقه ابن نمير وغيره.
1763 - (ت ق) زيد بن جبيرة بن محمود بن أبي جبيرة بن الضحاك الأنصاري أبو جبيرة المدني.
قال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث منكر الحديث جدا متروك الحديث لا يكتب حديثه.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس بثقة.
وقال الساجي: ثقة، يحدث عن داود بن الحصين حديثا منكرا، يعني، نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلى في سبع مواطن المزبلة والمجزرة، الحديث.
ولما ذكره الطوسي قال: قد تكلم في ابن جبيرة من قبل حفظه، وزيد بن جبيرة الكوفي أثبت من هذا وأقدم.
وقال أبو الفرج في «العلل»: هذا خبر لا يصح.
وقال ابن دحية: هذا حديث باطل عندهم أنكروه على ابن جبيرة.
وفي «كتاب العقيلي»: عن عبد الله بن نافع مولى ابن عمر أنه أرسل إلى الليث رسالة فيها: ولا أعلم الذي يحدث بهذا عن نافع إلا وقد قال عليه الباطل.
وقال يحيى بن معين: هو ثقة.(5/139)
وذكره العقيلي وابن الجارود وأبو سعيد النقاش وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال الحاكم: روى عن أبيه وداود بن الحصين وغيرهما المناكير. انتهى.
وفي «كتاب الصريفيني»: صحح الحاكم إسناد حديثه، فينظر، وقال أبو علي: إنه ضعيف الحديث انتهى كلامه، وهو مردود بتوثيق يحيى له.
وقال الدارقطني: ضعيف الحديث.
وفي كتاب ابن الجوزي: قال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث.
وقال أبو حاتم بن حبان: منكر الحديث يروي عن المشاهير فاستحق التنكب عن روايته.
قال أبو الفضل الهروي في كتابه «مشتبه الأسماء»: منكر الحديث.
1764 - (س ق) زيد بن حارثة بن شراحيل أبو أسامة الكلبي، وأخو جبلة.
قال المزي: وفضائله كثيرة لم يذكر منها شيئا سوى خمسة وأربعين سطرا أطرق بها حديثا رواه عنه، فكان ينبغي إذ جنح للاختصار أن يدع هذا الإكثار.
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
ذكر عمرو بن بحر في كتاب «فضل الإنزال»: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل زيدا أمير كل بلدة يطؤها.
وقال أبو زكريا بن منده: كان من الأرداف.
وفي كتاب «الطبقات» لأبي عروبة الحراني: أمه سعدى ابنة ثعلبة بن طيء.(5/140)
وعن عائشة: ما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش إلا أمره عليهم؛ وإن بقى بعده استخلفه.
وقال الجاحظ في كتابه المعروف «بالهاشميات» قال أبو عبيد: كانت قريش تشحي أولادها زيدا لمحبتها في قصي، فلما وهبت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مولاها ابن حارثة سماه زيدا لذلك انتهى كلامهما، وكما ذكره عمرو عن أبي عبيد ألفيته في كتاب «الأنساب» تأليفه، وفيه نظر لما أنشده ابن إسحاق وغيره لأبيه قبل أن يعلم أين مقره من أبيات [51 / ب].
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل أخي ... فيرجى أم أتى دونه الأجل
فوالله ما أدري وإن كنت سائلا ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل؟
قال ابن إسحاق: وسمي جده شرحبيل وتعقب الناس عليه قوله، وقالوا: الصواب شراحيل، فكان أول ذكر آمن وصلى بعد علي زيد بن حارثة.
وفي كتاب ابن السكن: قيل وهو ابن خمس وخمسين سنة، وكان قصيرا شديد الأدمة، في أنفه فطس.
وفي كتاب أبي عمر ابن عبد البر: لما وهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم كان عمره ثمان سنين.
ولما مر به ركب من كلب عرفهم وعرفوه حملهم هذه الأبيات لأبويه وقومه.
وفي «تاريخ المزة»: رآه رجل من صه فعرفه فقال: أنت زيد بن حارثة؟ قال: لا أنا زيد بن محمد، إن أباك وعمومتك وإخوتك قد أتعبوا الإبل، وأنفقوا الأموال في سببك.
فقال زيد:
أحن قومي وإن كنت نائيا ... فإني قعيد البيت عند المشاعر
فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ... ولا تعلموا في الأرض نص الأباعر(5/141)
فإني بحمد الله في خير أسرة ... كرام معد كابرا بعد كابر
وقال أبو نعيم الحافظ: رآه النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بالبطحاء ينادى عليه بسبعمائة درهم، فأخبرته خديجة فاشتراه من مالها فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه، وقيل: بل قلع به حكيم بن حزام من الشام فاستوهبته منه عمته خديجة وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبه لها فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه بعشر سنين.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: بعثه النبي صلى الله عليه وسلم سرية خمس مرات، منها مرة نحو ذي قرد، ومرة إلى وادي القرى ومرة أخرى إلى وادي القرى- أيضا- ومر به، ومرة إلى الجموم. انتهى كلامه.
وأرسله- أيضا- فيما ذكره ابن سعد، وغيره أميرا على سرية إلى العيص وأيضا إلى الطرر إلى حمى وإلى أم قرى.
وقال ابن عساكر في «تاريخ المزة»: لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في عكاظ، قال لخديجة: رأيت في السوق غلاما من صفته كيت وكيت يصف عقلا وأدبا وجمالا، ولو أن لي مالا لاشتريته، فأمرت خديجة ورقة بن نوفل فاشتراه من مالها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: هبي لي هذا الغلام لطيبة من نفسك. فقالت: إني لدي غلاما رضيا وأحب أن أتبناه وأخاف أن تهبه، فقال: يا موفقة ما أردت إلا أتبناه.
قال: ولما قدم أهله وأبوه كان النبي صلى الله عليه وسلم () الكعبة، فلما نظروا إلى زيد عرفوه وعرفهم، فنادوه، فلم يجبهم؛ إجلالا منه للنبي صلى الله عليه وسلم وانتظارا منه لأمره، فقال له صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا زيد؟ قال: يا رسول الله هذا أبي وهذان عماي وهذا أخي، وهؤلاء عشيرتي. فقال: قم فسلم عليهم. فقام فسلم(5/142)
عليهم وأسلم أبوه حارثة، وأبى الباقون أن يسلموا.
ثم رجع أخوه جبلة فآمن.
وقال العسكري: وقال صلى الله عليه وسلم: «خير أمراء السرايا زيد بن حارثة أقسمهم بالسوية وأعدلهم في القضية».
وقيل بموته سنة سبع [ق 52 / أ].
ولما نعي جعفر وزيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخواي ومؤنساي ومحدثاي، وتزوج نسوة من قريش منهن زينب بنت جحش وأم محمد بن عبد الله بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، وهي بنت خال النبي صلى الله عليه وسلم، وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، ودرة بنت أبي لهب، وهند بنت العوام أخت الزبير بن العوام.
وذكر البغوي وفاته سنة سبع، ولما قال علي: أنا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال جعفر: بل أنا. وقال زيد: بل أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جعفر خلقك كخلقي وأنت مني ومن شجرتي، وقال: يا علي أبو ولدي ومني وإلي، وأنت يا زيد فمني وإلي وأحب القوم إلي.
ولما قتل زيد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقيل: يا رسول الله ما هذا؟ قال: شوق الحبيب إلى حبيبه.
وفي الصحابة رجل آخر يسمى:
1765 - زيد بن حارثة العمري الأوسي.
قال أبو حاتم: له صحبة، ذكرناه للتمييز.(5/143)
1766 - (م 4) زيد بن الحباب بن الريان وقيل ابن رومان، أبو الحسن التميمي العكلي الكوفي، أصله من خراسان.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأن عكلا لا تجتمع مع تميم بوجه من الوجوه الحقيقية، والأولى أن يقول: العكلي وقيل التميمي، ولكنه تبع صاحب «الكمال»، وأغفل منه نسبته- أيضا- إلى تيم المذكورة عند الخطيب وأبي حاتم، وكأنه اشتبه من التميمي الذي قاله البخاري، اللهم إلا أن يكون اختلف في ولائه فيلتئم على هذا.
ونسبه ابن عبد البر في «تاريخ فقهاء قرطبة» فقال: مولى عكل، رحل إلى الأندلس، وأخذ عن معاوية بن صالح. انتهى.
وصاحب «الكمال» - فيما أرى- تبع اللالكائي، والله تعالى أعلم، ولو قال كما قال صاحب «الكمال» التيمي لكان أقرب؛ لأنه تيم بن عبد مناة بن أد، وعكل امرأة حضنت بني عوف بن عبد مناة بن أد، وبني عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد فبينهما اتصال ما، بل أخوة، والإنسان قد ينسب إلى أخي أبيه وغيره، والله تعالى أعلم.
وفي «تاريخ القدس»: كان ثقة معروفا بالحديث، صاحب سنة صدوقا كثير الحديث، كيسا صابرا على القدر حالا.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال ابن أبي رجاء: مات سنة ثلاث ومائتين.
وفي «تاريخ الموصل»: للعلامة أبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي، روى عن: عمران بن أبي زائدة، وإسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، وحماد بن زيد. وروى عنه: يحيى بن معين.
ذكر علي بن حرب أنه موصلي الأصل.
قال أبو زكريا: وهو قدوة في علم النسب، وأراه عكل الذين قدموا الموصل(5/144)
مع الحارث بن الجارود القاضي.
وكان زيد فاضلا صالحا متعللا.
أبنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: كان رجلا صالحا.
قلت: من؟ قال: زيد بن حباب. حدثت عن علي بن حرب قال: أتينا زيدا لنكتب عنه فلم يكن له ثوب يخرج به إلينا، فجعل الباب بيننا وبينه حاجزا وحدثنا من ورائه.
أبنا عبد الله قال: سمعت أبي يقول: زيد بن الحباب ثقة ليس به بأس، وحدثني الحماني عن عبيد الله عن عمر القواريري قال: كان أبو الحسين العكلي يخضب بالحناء، وكان ذكيا حافظا عالما بما يسمع، أخبرني ابن المغيرة عن عبيد، [ق 52 / ب] ابن يعيش قال: مات زيد بالكوفة سنة ثلاث ومائتين.
وحدثني ابن أبان عن ابن نمير قال: زيد بن حباب مولى لهم.
وثنا ابن أبان عن ابن نمير قال: سمعت وكيعا يقول: نعم الرجل زيد بن حباب.
وقال السمعاني: كان صاحب حديث.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: كان يخطئ يعتبر حديثه إذا روى عن المشاهير، وأما روايته عن المجاهيل ففيها المناكير.(5/145)
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه، وأبو عوانة والحاكم أبو عبد الله.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: توفي سنة ثلاث، أو أربع وهو ثقة، قاله أبو جعفر السبتي وأحمد بن صالح المصري، وزاد: كان معروفا بالحديث صدوقا إلا أنه كان يأنف أن يخرج كتابه، فكان يملي من حفظه، فربما وهم في الشيء، وكان رواية عن معاوية بن صالح والثوري وحسين بن واقد، وكان صاحب سنة، وكان محتاجا فقيرا متعففا كثير الحديث.
وقال أبو أحمد بن عدي في «الكامل»: ثنا ابن مسلم، ثنا أيوب بن إسحاق بن سافري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أحاديث زيد بن الحباب عن الثوري مقلوبة.
وقال أبو سعيد الأشج: ثنا زيد، وكان نعم الرجل، كان والله حسن الخلق.
قال أبو أحمد: زيد بن حباب له حديث كثير، وهو من أثبات مشايخ الكوفة ممن لا شك في صدقه، والذي قاله يحيى من أحاديثه عن الثوري، إنما له عن الثوري أحاديث تشبه بعض تلك الأحاديث يستغرب بذلك الإسناد وبعضهم يرفعه ولا يرفعه غيره والباقي عن الثوري وعن غير الثوري مستقيمة كلها، والله تعالى أعلم.
وقال أبو الحسن الدارقطني: ثقة.
وقال ابن قانع: كوفي صالح.
وقال ابن شاهين في كتاب «الثقات»: وثقه عثمان بن أبي شيبة.
وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ الغرباء»: كان جوالا في البلاد في طلب(5/146)
الحديث، وكان حسن الحديث.
وقال أبو نصر ابن ماكولا: كوفي ثقة.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1767 - زيد بن حباب المدني، حدث عن أبي سعيد مولى بني ليث.
ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق».
ذكرناه للتمييز.
1768 - (س ق) زيد بن حبان البرقي. كوفي الأصل مولى ربيعة وأخو عمرو.
قال ابن ماكولا في كتاب «المختلف والمؤتلف»: في حديثه ضعف.
وقال أبو جعفر العقيلي: حدث عن مسعر بحديث لا يتابع عليه.
وذكره أبو العرب والساجي في «جملة الضعفاء»، وابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي «تاريخ الرقة» لأبي علي: محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري: وهو أخو بشر بن حبان.
وأما قول المزي: أن زيد بن حدير له ذكر في البخاري في «كتاب المغازي»، وهو: قوله لابن مسعود: أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقرئنا. لم يزد على(5/147)
هذا، وهو في هذا ليس براو ولا مروي عنه، وليس كل من له ذكر في كتاب البخاري، أو غيره من الكتب الستة من غير أن يروى عنه أو يروي هو شيئا تفرد له ترجمة، هذا المقوقس وهرقل لهما ذكر كثير في «الصحيح» فعلى هذا كان ينبغي له أن يذكرها وكذلك غيرهما، والله الموفق.
1769 - (4) زيد بن الحواري، أبو الحواري العمي البصري، قاضي هراة- أيام قتيبة بن مسلم- ووالد عبد الرحمن وعبد الرحيم، ومولى زياد بن أبيه.
وقال علي بن مصعب: سمي العمي؛ لأنه كلما [ق 53 / أ] سئل عن شيء قال: حتى أسأل عمي. كذا ذكره المزي.
وفي «كتاب الرشاطي»: هو منسوب إلى بني العم من تميم.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان ضعيفا في الحديث.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: وسألته، يعني علي بن المديني، عنه، فقال: كان ضعيفا عندنا.
وقال أبو حاتم الرازي: كان شعبة لا يحمد حفظه.
وقال أبو عمر ابن عبد البر في كتابه «الاستغناء»: ليس بالقوي عندهم.
وقال الحسن بن سفيان الفسوي الشيباني في كتاب «الأربعين» له: زيد العمي ثقة.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: صالح. وقال العجلي: بصري ضعيف الحديث ليس بشيء. وقال أبو محمد ابن حزم في «المحلى»: هالك.(5/148)
وذكره أبو حفص ابن شاهين في «جملة الثقات».
وأبو القاسم البلخي وأبو العرب والعقيلي وأبو علي ابن السكن في «جملة الضعفاء».
وقال أبو حاتم ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ولا أكتبه إلا للاعتبار وهو الذي يروي عن أنس مرفوعا: «من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضين من الشهر كان دواء سنة. وعن أنس مرفوعا أيضا: «من كان منكم يحب أن يستجاب دعوته وتكشف كربته فلييسر على معسر».
وقال أبو أحمد ابن عدي- الذي أوهم المزي نقل كلامه وكأنه نقل الترجمة بكمالها من كتاب «الكمال» إلا كلام أبي داود فقط -: ولزيد غير ما ذكرت أحاديث كثيرة فبعضها يرويه عنه قوم ضعفاء مثل سلام الطويل ومحمد بن الفضل وابنه عبد الرحيم فيكون البلاء منهم لا منه، وهو في جملة الضعفاء يكتب حديثه على ضعفه.
وفي «تاريخ هراة» للإمام أبي إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد: أبنا عنه محمد بن المنذر سمعت أبا غانم محمد بن سعيد بن هناد يذكر عن أبيه عن جده أن الثوري قدم هراة وزيد قاض عليها أيام أبي جعفر.
وقال في موضع آخر من «التاريخ»: قلت لصالح بن محمد الحافظ: فزيد العمي كان قاضيا على هراة وسمع منه بها الثوري؟ فقال: نعم رأيت صاحبكم شكر عليه عن ابن هناد، عن أبيه، عن جده أن زيدا العمي كان قاضيا على هراة أيام أبي جعفر المنصور. انتهى.(5/149)
وفي هذا رد لقول المزي؛ قضى على هراة أيام قتيبة، وذلك أن قتيبة إنما ولي لبني أمية. وقيل: سنة سبع وتسعين فأي قرب بينه وبين أبي جعفر؟!
قال الحداد: وروى عن مرة الهمداني وحماد بن أبي سليمان. روى عنه: يحيى بن عمر والي هراة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في «الطبقة الرابعة من المحدثين». وذكره أبو الفتح الأزدي فقال فيه: لين يكتب حديثه وهو متماسك.
وقال أبو الحسن الدارقطني: صالح.
وقال البزار في كتاب «السنن»: صالح، روى عنه الناس.
وقال ابن القطان: هو عندهم ضعيف.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة لا بأس به.
ولما ذكر له البغوي حديث «البول بعد الوضوء» قال: هذا حسن، وذكره الحاكم في الشواهد وضعفه، وكذلك أبو حاتم الرازي في كتاب «العلل» لابن أبي حاتم [ق 53 / ب].
1770 - (س) زيد بن خارجة بن أبي زهير بن مالك الأنصاري. من بني الحارث بن الخزرج، شهد بدرا.
وقال صاحب «الأطراف»: يزيد بن خارجة بن زيد.
وقال ابن حبان في كتاب الثقات: زيد بن خارجة الأنصاري. يروي عن معاوية، روى عنه حكيم بن مهنا.
قال المزي: هكذا ذكره في حرف الزاي. انتهى كلام المزي، وهو يفهم منه أن هذا الرجل مختلف في صحبته، فمنهم من ذكره في البدريين، وابن حبان ذكره في التابعين، وهو غير جيد؛ لأن ابن حبان الذي ذكره(5/150)
في التابعين لا خلف في ذلك، وإنما اختلف في كونه زيدا ويزيد، وأما هذا الرجل فلا شك في صحبته.
قال ابن حبان في كتاب «الصحابة»: زيد بن خارجة بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج من بني الحارث بن الخزرج الأنصاري شهد بدرا، وتوفي زمن عثمان، وهو الذي يقال له إنه تكلم بعد الموت، وأبوه من شهداء أحد، وأمه هزيلة بنت عتيك بن عامر.
فهذا كما ترى ابن حبان ذكر الصحابي في الصحابة. والتابعي في التابعين، وهو في هذا نقل كلام أستاذ الدنيا محمد بن إسماعيل على جاري عادته في ذلك، حيث قال: زيد بن خارجة بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري شهد بدرا، وتوفي زمن عثمان وهو الذي تكلم بعد الموت.
وقال أبو علي ابن السكن: زيد بن خارجة بن أبي زهير، شهد بدرا، وتوفي في خلافة عثمان، تكلم بعد موته، وخبره بذلك مشهور وله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية من وجه صالح، وقتل أبوه يوم أحد شهيدا، وهو ابن عم سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير، وكان أبو بكر – رضي الله عنه- تزوج بأخته حبيبة بنت خارجة فولدت له أم كلثوم.(5/151)
وقال محمد بن سعد: زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك أبو زيد.
الذي سمع منه بعد موته في زمن عثمان، وكان خارجة أخي أبي بكر وتزوج أبو بكر ابنته حبيبة، وبنحوه ذكره هشام الكلبي في كتابه الجامع.
وقال أبو نعيم: زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير شهد بدرا، وهو أخو سعد ابن الربيع لأمه.
وقال أبو عمر: زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير، وهو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك، وكانت وفاته في خلافة عثمان.
والذي ذكره عنه المزي: تكلم بعد الموت، وكانت وفاته في خلافة عثمان، لا يختلفون في ذلك، وفيه من تباين القولين ما ترى، وما ذكرناه عن أبي عمر – أيضا- نقله عنه صاحب «الكمال» الذي تبعه المزي في غالب ما ذكره في هذه الترجمة إلا في هذا الموضع، وكذا نقله عن أبي عمر- أيضا- غير واحد منهم: الحافظان أبو إسحاق الصريفيني وأبو محمد الدمياطي، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب ابن الأثير: الصحيح زيد بن خارجة بن زيد، والصحيح أنه هو المتكلم بعد الموت.
وممن ذكره في البدريين وأنه تكلم بعد الموت: ابن أبي حاتم عن أبيه، وأبو عيسى محمد بن عيسى في كتاب «الصحابة»، وأبو سليمان بن زبر، والبرقي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأبو أحمد العسكري وصحح أنه المتكلم بعد الموت، وابن أبي خيثمة، وخليفة بن خياط، والطبراني، والخطيب في «المبهمات»، وزاد: وشهد بيعة الرضوان، وقال في كتابه «رافع(5/152)
الارتياب»: وصاحب هذه القصة- يعني المتكلم بعد الموت- هو: زيد بن خارجة، لا خارجة بن زيد، الأول صحابي والثاني تابعي، والبغوي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو الفرج البغدادي، وغيرهم [ق 54 / أ].
وفي «كتاب» أبي منصور الباوردي: روى عنه أبو الطفيل عامر بن واثلة.
ولما ذكره ابن قانع في «الصحابة» نسبه: زيد بن خارجة بن زيد بن عمرو بن أبي زهير.
فهذا كما ترى نزول المزي في الحضيض، وارتفاع غيره في العرعرة بنقل كلام صاحب «الأطراف» على صورة الاستغراب، ونقل عن ابن حبان ما لم يتصوره في ذهنه ولا خطر يوما بباله.
وفي قوله ويقال: إن الذي تكلم بعد الموت خارجة بن زيد. نظر؛ لما أسلفنا من قول من صحح ذلك، ولما ذكرناه من أن خارجة استشهد بأحد إجماعا.
فلا يتصور ما يذكر عنه من الكلام؛ لأن فيه ذكر النبي وصاحبيه وعثمان رضي الله عنهم، وقد سبقنا إلى هذا ابن الأثير، ولو لم يقله لقلناه.
وفي قوله عن ابن حبان: زيد بن جارية يروي عن معاوية نظر، والذي في كتاب أبي حاتم البستي في ثلاث نسخ زيد بن خارجة. والله أعلم.
أبا الحجاج قد صعد الثريا ... كلامي إذ نزلت إلى الحضيض
بلغت به المدى لما تعبنا ... وصابرت الجهاد لكالمهيض
وجئت بقول أهل العلم طرا ... لشغلك أنت بالسند العريض
1771 - (ع) زيد بن خالد، أبو عبد الرحمن الجهني، ويقال: أبو طلحة المدني.
قال ابن حبان في كتاب «الصحابة»: مات سنة ثمان وسبعين، وقد قيل: وستين.(5/153)
وقال العسكري: يكنى أبا محمد.
وقال البغوي، والهيثم بن عدي، والكلبي في «الجامع»، ومحمد بن سعد، وأبو أحمد الحاكم: في آخر من مات آخر أيام معاوية.
وفي موضع آخر قال البغوي: سنة ثمان وستين. وكذا ذكره أبو علي ابن السكن وحكاه عن يحيى بن بكير.
وذكره أبو موسى الزمن في «تاريخه»، والواقدي زاد: في خلافة عبد الملك.
وفي «معجم» أبي القاسم الطبراني: روى عنه السائب بن خلاد الأنصاري والسائب بن يزيد وأبو صالح السمان ذكوان وابنه خالد بن زيد خالد وأيوب بن خالد الأنصاري وعكرمة مولى ابن عباس.
وفي كتاب ابن السكن: وابنه عبد الرحمن وخالد، ومنطور بنو زيد بن خالد رووا عن أبيهم، وكذا عروة بن الزبير.
وقال أبو نعيم الحافظ: شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو عبد الرحمن العتبي في «تاريخه»: ولد في السنة الرابعة من مولده صلى الله عليه وسلم.
ولما ذكره ابن أبي خيثمة في «تاريخه الأوسط» رواية أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عيسى بن خلف عنه، ومن خطه مجودا نقلت. قال: روى عنه خلاد بن السائب.
وقال أبو عمر: يكنى أبا زرعة مات بمصر سنة خمسين وهو ابن ثمان وسبعين(5/154)
سنة (وقيل سنة اثنتين وسبعين) وقيل: وهو ابن ثمانين سنة، وكان صاحب لواء جهينة يوم الفتح.
وفي كتاب ابن الأثير: توفي سنة اثنتين وسبعين. انتهى.
على ما قاله العتبي يكون سنه يزيد على الثلاثين ومائة سنة.
1772 - (خت م د) زيد بن الخطاب بن نفيل القرشي أبو عبد الرحمن العدوي.
أخو عمر لأبيه، وأسن منه، وأسلم قبله، قتل باليمامة شهيدا سنة إحدى عشرة، فيما ذكره ابن قانع وأبو علي ابن السكن، وزاد: ليس يعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وأبو منصور [ق 54 / ب] الباوردي، وقبلهم خليفة بن خياط في كتابيه «التاريخ»، و «الطبقات»، وقاله قبله أبو معشر نجيح في كتاب «المغازي».
وفي «تاريخ الهيثم بن عدي الكبير»: قتل في ربيع الأول، وأسلم قاتله، فقال له عمر في خلافته: لا تساكني.
وقال أبو نعيم الأصبهاني، والطبراني في «الكبير»: يكنى أبا ثور، وروى عنه ابنه عبد الرحمن بن زيد.
وفي «كتاب» ابن عبد البر: قتله أبو مريم الحنفي، وقيل سلمة بن صبيح، ابن عم أبي مريم. وضعف أبو عمر قول من قال إن أبا مريم قتله، قال: ولو كان كذلك لما استقضاه عمر. انتهى كلامه، وفيه نظر لما نذكره بعد عن العسكري، انتهى.(5/155)
وفي «كتاب المزي»: قتله الرحال بن عنفوه، وهو غير جيد؛ لأن الذي ذكره الأئمة أن زيدا هو قاتل الرحال لما ارتد عن الإسلام، حكاه أبو عمر وغيره من العلماء عن أبي هريرة وغيره من الصحابة. والمزي في هذا تبع صاحب «الكمال».
وفي «كتاب العسكري»: قتله أبو مريم الحنفي ضبيح بن محرش وهو غير الذي ولاه عمر القضاء، ذاك إياس بن ضبيح، ويقال: بل قتله أخوه سلمة، ويقال: قتله لبيد بن غث العجلي.
قال الكلبي: قدم لبيد بعد ذلك على عمر فقال: أأنت الجوالق؟ قال: أنا الذي أردت. أي أنا لبيد. قال هشام: واللبيد الجوالق.
1773 - (ق) زيد بن درهم أبو حماد.
قال البخاري: روى عنه: ابنه حماد، وسعيد.
1774 - (خ ت كن ي) زيد بن رباح المدني مولى بني تيم الأدرم بن غالب.
قال البرقي: كان ثقة. وكذا قاله أبو الحسن الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل».
وقال أبو عمر في كتاب «التمهيد»: هو ثقة مأمون على ما حمل.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
وفي «تاريخ البخاري»: قال ابن شيبة: قتل سنة إحدى وثلاثين ومائة.(5/156)
وكذا ذكره أبو نصر الكلاباذي وأبو الوليد الباجي وغيرهما.
(وقال في «تاريخه الأوسط») عن عبد الرحمن بن شيبة: قتل سنة إحدى وأربعين ومائة، يشبه أن يكون وهما، لم ينقل هو ولا غيره كلام ابن أبي شيبة إلا بواسطة، ولا نرى واسطة أعظم من البخاري، ولا أقرب إليه، على أني لم أر للمزي سلفا في قوله إلا في كتاب «الكمال» الذي قال إنه يهذبه.
1775 - (د ت) زيد بن زايد.
كذا ذكره البخاري في «تاريخه»، وابن أبي حاتم عن أبيه، وابن حبان في كتاب «الثقات»، وابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير»، وأبو داود في كتاب: «ابن العبد» والرملي واللؤلؤي وابن داسة، وأبو عيسى الترمذي- من نسخة قوبلت بخط الكروخي وغيره-.
فقول المزي: زيد بن زائدة، ويقال: زايد. متبعا صاحب «الكمال»، وصاحب «الكمال» تبع ابن عساكر في «الأطراف».
وكأن مستند ابن عساكر- على ما لاح من فحوى كلامه- أنه وجده كذلك في «كتاب الترمذي»، وذلك أنه لما ذكر كتاب أبي داود ذكره بغيرها، وكتب الهاء في كتاب أبي عيسى، ويشبه أن يكون تصحف على ناسخ تيك النسخة بدليل ما وجدناه في كتابه، وعلى تقدير وجوده في سائر الأمهات من «كتاب» الترمذي لا يعدل عن كلام من ذكرنا من الأئمة لا سيما بوجدان ذلك في كتاب بخط رجل مجهول، ولو كان معلوما كان الرجوع إلى أقوال أولئك أولى، ولو سلمنا أن الترمذي نفسه نص على ذلك على أنا نحاشيه عن خلاف أستاذه كانت تصير مسألة خلاف، فأقل المراتب تقدم كلام البخاري على كلام غيره، ويجعل كلامه أصلا وذلك ممرضا، والذي جعل كلامه(5/157)
ممرضا، والذي قاله ابن عساكر المستند إلى غير أصل، فينظر.
وقد وجدنا في كتاب «المنزل» لهشام بن محمد الكلبي أن عمرو بن فائد الهمداني قال؛ وسئل عن زيد بن زايد مولاهم ( .. ): إن زايد كان خدنا لوالدي؛ فلا أدري أيريد هذا أم غيره؟ وغالب الظن أنه هو، والله تعالى أعلم.
1776 - (د س) زيد بن أبي الزرقاء يزيد التغلبي الموصلي، أبو محمد، نزيل الرملة ووالد هارون.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن زيد بن أبي الزرقاء؟ فقال: موصلي مات بالرقة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل»: ثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: زيد بن أبي الزرقاء الموصلي صالح ليس به بأس.
قال عبد الرحمن: وسمعت أبي يقول: زيد بن أبي الزرقاء ثقة.
وقال الخليلي في كتاب «الإرشاد»: قديم ثقة.
وفي كتاب، عباس الدوري عن يحيى بن معين: موصلي ثقة وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال: كان رجلا صالحا فاضلا، وابن شاهين.
وقال أبو زكريا في «تاريخ الموصل»: من أهل الفضل والنسك، خرج من(5/158)
الموصل مهاجرا لفتنة كانت هناك (إلى الرملة) سنة ثلاث وتسعين، ومات هناك ورحل في طلب العلم إلى الأمصار، وتوفي سنة أربع وتسعين ومائة، أخذ أسيرا في الجهاد فمات في الأسر سنة ثلاث أو أربع، وكان جده نبطيا وأضاف علي بن أبي طالب مسيره إلى صفين.
1777 - (ع) زيد بن سهل بن الأسود بن حزام أبو طلحة الأنصاري المدني.
قال أبو نعيم الحافظ: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وولاه صلى الله عليه وسلم قسمة شعره بين أصحابه، وكان إسلامه مهر أم سليم.
ذكر الشيخ في كتاب النكاح أنه لما ذكر ذلك للنبي حسنه، وهو خلاف قول الطحاوي أن النبي زوجه إياها بذلك، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة.
وهو الذي حفر قبره صلى الله عليه وسلم ولحد له. توفي سنة ثلاث وثلاثين في بعض الجزائر.
قال: وقول من قال صام أربعين سنة لا يفطر وهم.
وفي «الاستيعاب»: توفي سنة إحدى وثلاثين.
وقال المدائني: مات سنة إحدى وخمسين.
وهو القائل:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكل يوم في سلاحي صيد(5/159)
وفي «معجم الطبراني الكبير»: عن عروة بن الزبير: أبو طلحة الأنصاري- أي: سهل بن زيد بن الأسود- نقيب عقبي. قال: وكذا قال ابن لهيعة: سهل بن زيد في «تسمية من شهد بدرا» روى عنه أبو عبد الرحمن الزهري.
وفي «كتاب» أبي أحمد العسكري: أمره عمر بالقيام على أصحاب الشورى، وأن لا يدعهم أكثر من ثلاث، مات سنة أربع وخمسين.
وقال ابن حبان: كان فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم حنين عشرين رجلا بيده.
وقال خليفة في كتاب «الطبقات»: أمه عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة.
وفي «كتاب» ابن سعد: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، وكان من الرماة المذكورين. وقال صلى الله عليه وسلم: لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل.
وكان صيتا، وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر، وله عقب بالمدينة والبصرة.
وقال الفلاس: مات قبل عثمان بسنة فيما ذكره الباجي.
1778 - (بخ م 4) زيد بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي الدمشقي أخو معاوية.
ذكره ابن حبان في جملة «الثقات» وكذلك ابن خلفون وقال: روى(5/160)
عن أبي راشد أخضر بن حوط الحبراني، والحضرمي بن لاحق.
وقال أحمد بن صالح: شامي لا بأس به.
وخرج ابن خزيمة، وأبو عوانة، والطوسي، وابن حبان، والدارمي، والحاكم حديثه في صحاحهم.
1779 - (ت س) زيد بن ظبيان الكوفي.
روى عن أبي ذر، روى عنه ربعي، روى له الترمذي والنسائي حديثا واحدا، وقد وقع لنا عاليا، كذا ذكره المزي لم يزد غير ما أتى به من الأسانيد، وإني لأعجب ممن يكتب كتابه أكثر مما أعجب منه، أي فائدة ما يكتب من إسناده؟ وإيش يستفيد منه لا سيما بعد موته- رحمه الله تعالى-؟
وكان الأولى به أن ينظر كتاب «الثقات» لابن حبان فيجده قد ذكر فيهم، ثم بعد ذلك ينظر كتاب «الصحيح» تأليفه فيجده خرج حديثه عن أبي ذر: «ثلاثة يحبهم الله تعالى وثلاثة يبغضهم الله تعالى»، وكذلك فعله أستاذه أبو بكر بن خزيمة، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي الطوسي.
1780 - (خ م س ق) زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، ووثقه مالك بإدخاله في «الموطأ»، وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
وفي «الوشاح»: كان يقال له: ذا الهلالين؛ لأن أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمي بذلك لمكان جده علي، ومكان جدته فاطمة رضي الله عنها.
1781 - (د س ق) زيد بن أبي عتاب مولى أم حبيبة.
يروي عن: سعد، ومعاوية، روى عنه: ابن أبي ذئب والذمعي كذا(5/161)
ذكره (المزي وذكره) ابن حبان، وابن خلفون، وابن شاهين في كتاب «الثقات».
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في صحيحه، وكذلك ابن خزيمة.
1782 - (د ت س) زيد بن عقبة الفزاري الكوفي أخو حصين ووالد سعيد.
خرج إمام الأئمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والدارمي، وأما أبو علي الطوسي فحسنه وذكره ابن خلفون في الثقات.
1783 - (د ت ق عس) زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسين الهاشمي المدني أخو محمد، وعبد الله، وعمر، وعلي، والحسين.
قال الزبير: حدثني عمي مصعب قال: كان هشام بن عبد الملك بعث إلى زيد فأخذ بمكة هو وداود بن علي، واتهمهما أن يكون عندهما مال مخلد بن عبد الله القري حين عزل مخلدا، فقال كثير بن كثير السهمي في ذلك:
يأمن الظبي والحمام ولا ... يأمن أهل النبي عند المقام
طبت بيتا وطاب أهلك أهلا ... أهل بيت النبي والإسلام
رحمة الله والسلام عليكم ... كل ما قام قائم بسلام
حفظوا خاتما وجزء رداء ... وأضاعوا قرابة الأرحام
قال: ويقال: إن زيدا بينما هو على باب هشام في خصومة عبد الله بن حسن في الصدقة ورد كتاب يوسف بن عمر في زيد وداود بن علي بن عبد الله بن عباس وغيرهما، فبعث زيد إلى يوسف فاستحلفه ما عنده لمخلد مال، وخلا(5/162)
سبيله حتى إذا كان بالقادسية لحقته الشيعة فسألوه الرجوع معهم، والخروج ففعل، ثم تفرقوا عنه إلا نفر فنسبوا إلى الزيدية ونسبت بمن تفرق عنه إلى الرافضة، فلما قتل قال مسلمة بن الحر بن يوسف بن الحكم:
ورامينا حجا حج من قريش ... فأمسى ذكرهم لحديث أمس
وكنا أس ملكهم قديما ... وما ملك يقوم بغير أس
ضمنا منهم ثكلا وحزنا ... ولكن لا محالة من تأس
قال الزبير: وحدثني عبد الرحمن الزهري قال: دخل زيد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف النهار في يوم حار، فرأى سعيد بن إبراهيم في جماعة من القرشيين فقال لهم أي قوم أنتم أضعف من أهل الحرة؟ قالوا: لا. قال: وأنا أشهد أن زيدا ليس شرا من هشام فما بالكم؟ فقال سعيد لأصحابه: مدة هذا قصيرة، فلم يلبث أن خرج فقتل.
وفي «تاريخ» ابن أبي عاصم: قتل سنة إحدى وعشرين ومائة، وفي كتاب الصريفيني: سنة خمس وعشرين.
وفي كتاب المنتجيلي: أدخل زيد بن علي، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس على هشام بن عبد الملك قال: فالتفت إلينا هشام بوجه كريه. وقال لزيد: أنت الذي تدعوك نفسك إلى الخلافة وأمك أم ولد؟ فقال: يا أمير المؤمنين إن الأمهات لا يقعدن بالرجال دون بلوغ الغايات، وقد كانت أمك من أمي كأم إسماعيل من أم إسحاق صلى الله عليهما وسلم، فلم يمنعه ذلك أن ابتعثه الله نبيا، وجعله للعرب إماما، وأخرج من صلبه محمدا صلى الله عليه وسلم قال: فقال هشام: يقولون: إن أهل هذا البيت بادوا، والله ما باد قوم هذا خلفهم، ثم خرجا، فقال للحاجب: أرسل خلفهما من يسمع قولهما، قال: فالتفت زيد إلى محمد بن علي فقال: من أحب الحياة ذل، وخرج إلى الكوفة فكان من أمره ما كان، وفي ذلك يقول الخشنى شاعر بني أمية:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة ... ولم أر مهديا على الجذع يصلب
وفي «الكامل» لأبي العباس: كان بين يوسف بن عمر ورجل إحنة فكان يطلب عليه علة فلما ظفر بزيد وأصحابه أحسوا بالصلب واستحدوا وأصلحوا(5/163)
من أبدانهم فصلبوا عراة وأخذ يوسف عدوه فنحله أنه كان من أصحاب زيد فصلبه، ولم يكن استحد؛ لأنه كان عند نفسه آمنا وكان بالكوفة رجل معتوه يتشيع فكان يجيء إلى الكناسة فيقف على زيد ويترحم عليه وعلى أصحابه واحدا واحدا حتى يقف على عدو يوسف فيقول: وأما أنت يا فلان فوفور عانتك يدل على براءتك مما فرقته. وقال الحبيب بن خدرة- ويقال: ابن جدرة- الخارجي، يعني زيد بن علي [ق 56 / ب]:
يا أبا حسين لو شراه عصابة ... صحبوك كان لوردهم إصدار
يا أبا حسين والحديد إلى بلي ... أولاد درزه أسلموك وطاروا
ونظر بعد زمين إلى رأس زيد ملقى في دار يوسف وديك ينقره فقال قائل من الشيعة:
اطردوا الديك عن ذؤابة زيد ... طالما كان لا تطؤه الدجاج
وفي كتاب عباس بن محمد عن يحيى قال: وسمعته يقول: أبو القموص هو زيد بن علي. انتهى، كذا ذكر المنتجلي قول يحيى هذا في ترجمة زيد بن علي بن حسين ويشبه أن يكون وهما، وذلك أن أبا القموص عبدي بصري كوفي معروف لا مدخل للهاشمي معه بحال.
وذكر الهاشمي ابن خلفون في كتاب «الثقات» وقال: كان صالحا فاضلا.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: عن خالد بن صفوان قال: رأيت زيد بن علي يبكي حتى تختلط دموعه بمخاطه. وعن مغيرة قال: كنت أكثر الضحك فما قطعه إلا قتل زيد بن علي.
وفي كتاب «الملل والنحل» للشهرستاني تلمذ زيد في الأصول لواصل بن عطاء رأس المعتزلة فاقتبس منه الاعتزال، وصارت أصحابه كلها معتزلة، وكان من مذهبه جواز إمامة المفضول مع قيام الأفضل، وجرت بينه وبين محمد الباقر أخيه مناظرات لكونه تلميذا لعطاء، وكان قتل زيد بكناسة الكوفة.(5/164)
وفي كتاب «التبصير» للإمام أبي مظفر الإسفرائيني: بايع زيدا خمسة آلاف من أهل الكوفة فأخذ يقاتل بهم يوسف بن عمر، فلما اشتد بهم القتال قالوا له: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فلما تولاهما رفضوه، فسموا رافضة بذلك السبب، ولم يبق معه إلا نصر بن خزيمة العبسي، ومعاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة في مقدار مائتي فارس، فأتى القتل على جميعهم وقتل زيد ودفن، ثم أخرج بعد من القبر، وأحرق.
وفي كتاب «الطبقات» للقاضي عبد الجبار الهمداني المتكلم: «وقد حكى أبو الحسين أن زيدا لما خرج على هشام بالكوفة جاءه أبو الخطاب فقال: عرفنا ما تذهب إليه حتى نبايعك. فقال: اسمع مني إني أبرأ إلى الله تعالى من القدرية الذين حملوا ذنوبهم على الله، ومن المرجئة الذين أطمعوا الفساق في عفو الله مع الإصرار، ومن الرافضة الذين رفضوا أبا بكر وعمر، ومن المارقة الذين كفروا أمير المؤمنين.
قال الرشاطي: أتباعه أول خوارج غلوا، غير أنهم يرون الخروج مع كل من خرج.
وأنشد له المرزباني في المعجم، يوصي ولده:
ابني إما أفقدن فلا تكن ... دنس الفعال مبيض الأثواب
واحذر مصاحبة اللئام فربما ... أردى الكريم فسولة الأصحاب
وفي «تاريخ الطبري»: قال الواقدي: قتل زيد سنة إحدى وعشرين في صفر قال: وأما هشام فزعم أنه قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة، وذكر أنه بايعه أربعون ألفا، ولما ظفر المنصور بعبد الله بن حسن بن حسن قام خطيبا فقال من جملة كلامه: لم تأمر زيد بن علي بن حسين، وقد كان أتى محمد بن علي فناشده في الخروج، وقال له: إنا نجد في بعض علمنا أن بعض أهل بيتنا يصلب بالكوفة، وأنا أخاف أن تكون إياه.
وقول المزي: قال ابن حبان في «الثقات»: رأى جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.(5/165)
وقد حرصت على وجدانه في كتاب «الثقات» فلم أجده فينظر، وإنما فيه أنه ذكره في أتباع التابعين، وقال: روى عنه ابنه حسين بن زيد وأهل الكوفة.
وذكر ابن دحية أن بني العباس لما ظهروا تتبعوا قبور الأمويين يجلدونهم ويحرقونهم جزاء بما فعلوا بزيد بن علي.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ» لأبي جعفر بن أبي خالد: كانت أم زيد سندية، ولما سمعه الحاجب يقول: ما أحب أحد الحياة إلا ذل قال له: لا يسمع هذا الكلام منك أحد.
وفي كتاب القراب: أمرت بنو أمية من قال على وجهه لما تبين.
وفي «تاريخ عبيد الله بن عبد المجيد بن شيران»: وفيها- يعني سنة خمس عشرة، وثلاثمائة- ورد كتاب من الكوفة فيه أن رجلا رأى في منامه قائلا يقول: امض على الموضع المعروف بالحوارين فأخرج رأس زيد بن علي بن حسين، فأنفذ إليه فوجدوا رأسا فيه مسمار مسمور فغسله ودفنه بالعرى.
وفي كتاب «الشورى» للكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أن أبا ذر لما خطب خطبته التي ذكر فيها أن النبي عليه السلام أعلمه بالكائنات بعده، فذكر أمورا منها: وبأبي وأمي المظلوم بظهر الكوفة يباح الحين ويمر به ويفرح بصلبه.
قال أبو صالح: يعني زيد بن علي بن حسين.
وفيه يقول ابنه لما قتل:
لكل قتيل معشر يطلبونه ... وليس لزيد بالعراقين طالب
1784 - (س) زيد بن علي بن دينار أبو أسامة الرقى.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: وقيل: إنه زيد بن علي بن زيد الأصم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.(5/166)
1785 - (د) زيد بن علي أبو القموص العبدي، ويقال: الجرمي، ويقال: إنه والد جعفر بن زيد العبدي، ومحمد قاضي مرو.
قال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان قليل الحديث.
وقال العجلي في «تاريخه»: تابعي ثقة، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1786 - (4) زيد بن عياش أبو عياش الزرقي، ويقال: المخزومي، ويقال: هو مولى بني زهرة مدني.
لم يذكر المزي من حاله شيئا، بل ساق له حديثا من طريقه بسند طويل.
أيجزئ حديثا جاء من نحو له عن الجرح والتعديل والموت والكنى؟
هلموا لنا يا تابعيه دلالة على ... كل ما قد قاله والذي ادعى
خذوا قول أصحاب الحديث فإنه ... شفاء من العي الذي ظل واغتدى
قال أبو عيسى الترمذي لما خرج حديثه «أينقص الرطب»: هذا حديث حسن صحيح، وقال أبو علي الطوسي - رحمه الله تعالى- لما خرجه: هذا حديث صحيح، وخرجه ابن خزيمة، وابن حبان، والدارمي في صحاحهم.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وذكر الدارقطني في كتابه «أحاديث الموطأ» أن أبا داود الحفري قال في روايته: عن مالك عن عبد الله بن يزيد عن أبي عياش مولى سعد، وقال مغيث بن بديل عن مالك: أن زيدا أبا عياش مولى بني زهرة.
وقال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستذكار»: وأما زيد فقيل: إنه مجهول لم يرو عنه [ق 57 / ب] أحد غير ابن يزيد، وقد قيل: - أيضا- روى عنه عمران بن أبي أنس، وقد قيل: إن زيدا أبا عياش هذا هو أبو عياش الزرقي واسمه(5/167)
عند طائفة من أهل العلم زيد بن الصامت.
حدثني عبد الوارث، ثنا قاسم، ثنا الخشى، ثنا ابن أبي عمر حدثني ابن عيينة عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن يزيد عن أبي عياش الزرقي، أن رجلا سأل سعدا ... الحديث، ورواه الحميدي عن ابن عيينة بإسناده مثله إلا أنه لم يقل في أبي عياش الزرقي.
وقال أبو جعفر الطحاوي في كتابه «مشكل الآثار»: لم يختلف عن مالك في هذا الحديث إلا ما قاله أحد الرواة عنه في أبي عياش أنه مولى سعد، وأما أسامة بن زيد فاختلف عنه فيه فروى عن عبد الله بن يزيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بعض الصحابة، ورواه عن عبد الله غير أبي (أسامة) عن أبي عياش الزرقي عن سعد، وهذا محال؛ لأن أبا عياش الزرقي من جلة الصحابة لم يدركه ابن يزيد، وإنما يروي عن أبي سلمة وأمثاله، وقد روى أيضا عن ابن يزيد عن سعد بن مالك، وعياش هذا لا يعرف وقد روى أيضا عن ابن يزيد عن زيد بن أبي عياش عن سعد وقد روى أيضا عن مولى(5/168)
بني مخزوم أنه سأل سعدا، قال أبو جعفر: فبان فساد هذا الحديث في إسناده ومتنه وأنه لا حجة لمن خالف أبا حنيفة ومن تابعه فيه.
وقال أبو الحسين ابن الحصار في كتابه «تقريب المدارك في الكلام على موطأ مالك»: اختلف في زيد بن أبي عياش، فقال البخاري في تاريخه: زيد أبو عياش هو زيد بن الصامت من صغار الصحابة.
ولما ذكره البزار في «مسنده» وذكره من طريق مالك قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. انتهى، وفيه نظر لما أسلفناه ولما يأتي بعد أيضا.
وقال أبو محمد ابن حزم في «المحلى»: زيد أبو عياش لا يدري من هو.
وقال أبو زيد الدوسي في كتاب «الأسرار»: هو ضعيف في النقلة.
وفي كتاب الصريفيني عن الإمام أبي حنيفة: هو مجهول.
وقال أبو الحسن الدارقطني: ثقة.
ولما ذكر الإشبيلي هذا الحديث قال: اختلف في صحته، ويقال: إن أبا عياش هذا مجهول، وأقره ابن القطان ولم ينكر عليه، وفي كتاب ابن المواق: عينه معروفة وحاله مجهولة.
ولما خرجه الحاكم قال: هذا حديث صحيح لإجماع أئمة أهل النقل على إمامة مالك وأنه محكم في كل ما يرويه من الحديث، إذ لم يوحد في روايته إلا الصحيح خصوصا في حديث أهل المدينة لمتابعة هؤلاء الأئمة- يعني يحيى بن أبي كثير وإسماعيل بن أمية في روايته عن أبي يزيد، والشيخان لم يخرجاه لما خشيا من جهالة زيد أبي عياش.
وفرق أبو أحمد الحاكم بين زيد أبي عياش الزرقي الصحابي، وبين زيد بن(5/169)
عياش أبي عياش الزرقي التابعي، وكذا فعله مسلم والنسائي وغيرهما، وأما ابن أبي حاتم، والبخاري، وابن أبي خيثمة فلم يذكروا التابعي جملة.
1787 - (س) زيد بن كعب السلمي ثم البهزي صاحب الظبي الحاقف.
كذا ذكره المزي ويفهم منه أنه تفرد بهذا الحديث وإن كان غيره قد قاله، وليس كذلك قد روى له العسكري حديثا واحدا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحارث بن مالك: «كيف أصبحت؟» قال: أصبحت من المؤمنين حقا [ق 58 / أ] الحديث.
وقال أبو علي الهجري في «الأمالي» ولا تكون بهز ستة أنفس، وفي موضع آخر من «الأمالي» بجبلة ورعل، وبهز قد امتحقوا إلا القليل، وروى هشيم ويزيد عن يحيى بن سعيد عن التيمي عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة، قال هشيم في حديثه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، وقال يزيد بن عمير عن رجل من بهز، قال البغوي: الحديث صحيح على ما قال يزيد، والذي قال هشيم ليس بمحفوظ.
ووقع في كتاب الطبراني: «الأسلمي» وكأنه وهم.
وفي الصحابة:
1788 - زيد بن كعب.
روى (عن) أبي نعيم أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من غفار.
1789 - وزيد بن كعب.
قال أبو موسى المديني له ذكر في ترجمة الأرقم وقتل بالقادسية.
ذكرناهما للتمييز.(5/170)
1790 - (م س) زيد بن محمد بن زيد بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني.
كذا ذكره ابن أبي حاتم والزبير بن أبي بكر.
وخرج البستي حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة الإسفرائيني، وأبو محمد الدارمي.
وذكره ابن خلفون في جملة «الثقات».
قال الزبير: وكان هو وإخوته من طولهم وأجسامهم يقال لهم: الشراجع يشبهون بالأبل، وأمهم فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمرو، والمزي تبع صاحب «الكمال» في قوله: زيد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. والله أعلم.
1791 - (4) زيد بن مربع بن قيظي الأنصاري وقيل اسمه يزيد وقيل عبد الله.
قال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب»: له إخوة ثلاثة عبد الله، وعبد الرحمن، ومرارة، وقد قيل: ليس بأخ لهم.
وقال ابن السكن: يقال هو من بني حارثة بن الخزرج روى عنه يزيد بن شيبان، ويزيد غير معروف.
وقال أبو الفتح الأزدي: تفرد عنه بالرواية يزيد وقال العسكري: وأبوه هو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحرج عليك أن تكون في حائطي»، وكان أعمى.(5/171)
1792 - (خ د س ق) زيد بن واقد أبو عمر، ويقال: أبو عمرو القرشي الدمشقي.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات» - الذي أوهم المزي نقل كلامه: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عبد الخالق عنه.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وقال البزار: ليس به بأس يجمع حديثه.
وقال أبو عمر في «التمهيد»: كان ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: كان يتهم بالقدر.
وقال الحاكم: قلت- يعني للدارقطني- فزيد بن واقد؟ قال: فيه شيء، في الشاميين.
وفي البصريين شيخ يقال له:
1793 - زيد بن واقد أبو علي السمتي، نزيل الري.
روى عن حميد بن أبي حميد الطويل وغيره.
قال أبو حاتم: ليس بشيء. ذكرناه للتمييز.
1794 - (ع) زيد بن وهب أبو سليمان الجهني الكوفي.
قال ابن سعد: توفي في ولاية الحجاج بعد الجماجم. كذا ذكره المزي ولو ادعى مدع أنه ما رأى كتاب «الطبقات» حالة تصنيفه كتابه لكان مصيبا ولقد سمعت بعض من يدعي العلم يقول: كتبت الطبقات بخطي وقابلته سمعته وأعجزني إخراج شيء منه. والدليل على صحة ما أقوله، وأن المزي إنما نقله من «كتاب الكمال»، وصاحب «الكمال» إنما نقله من «كتاب ابن(5/172)
عساكر»، وابن عساكر ليس له غرض إلا نقل وفاته في الجملة، وفاته قول ابن سعد في كتاب «الطبقات»: كان ثقة كثير الحديث من غير فصل بينه وبين الوفاة التي [ق 58 / ب] ذكرها نقلا لا استبدادا بقوله: وقال أصحابنا: توفي زيد فذكره.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: توفي سنة ست وتسعين، وكان يصفر لحيته.
وزعم المزي أن ابن منجويه قال: مات سنة ست وتسعين، وكأنه قلد في نقله؛ إذ لو رآه لرأى فيه: زيد بن وهب الهمداني ثم الجهني. وكذا ذكره أبو الوليد في «الجرح والتعديل»، وقاله قبلهما الكلاباذي، وقبلهم: ابن أبي حاتم، والبخاري في «تاريخه»، وكأنه غير جيد؛ لأن جهينة ليست من همدان بوجه حقيقي، فكان ينبغي للشيخ (أن ينبه) على ذلك، وعلى صوابه من خطئه.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا أبو حفص الفلاس، ثنا عبد الله بن داود، ثنا مولى لزيد بن وهب قال: كان زيد أثر الرحل بوجهه من الحج والعمرة.
وقال العجلي: ثقة. وذكره أبو حفص ابن شاهين، وأبو عبد الله ابن خلفون في جملة «الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه» في حديثه خلل كثير منه:(5/173)
رواية الأعمش عنه أن عمر قال لحذيفة: بالله أنا من المنافقين. قال يعقوب: وهذا محال أخاف أن يكون كذبا قال: ومما يستدل به على ضعف حديثه- أيضا- قوله عن حذيفة: إن خرج الدجال تبعه من كان يحب عثمان.
ومن خلل روايته: ما ثناه عمر بن حفص، ثنا أبي، ثنا الأعمش، ثنا زيد، ثنا والله أبو ذر بالربذة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبلنا أحدا ... الحديث، ومن روايته المخالفة لرواية غيره ما رواه عن عمر أنه أفطر يوم غيم في رمضان فقال لا نقضي مكانه شيئا.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة: مات بعد الجماجم، وكذا قاله الهيثم في «طبقاته» زاد: في ولاية الحجاج.
ولما ذكره أبو عمر في «الاستيعاب» قال: أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو معدود في كبار التابعين.
وقال أبو موسى المدينى في كتابه «المستفاد»: تابعي قيل: أدرك الجاهلية وقال الخطيب: جاهلي ذكر أنه رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض وهو في الطريق، فأسلم وسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
1795 - (ت) زيد بن يثيع، وقيل: أثيع، وقيل: أثيل.
قال أحمد بن صالح العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وذكره البرقي في كتاب «الطبقات» في باب من روى عنه أبو إسحاق خاصة(5/174)
من أصحاب علي بن أبي طالب، ممن هو مجهول فاحتملت روايته لرواية أبي إسحاق.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في جملة «الثقات».
ولما روى حديثه الترمذي في «جماعه»: سألت عليا: بأي شيء بعثت قال فيه: حسن صحيح، قول شعبة: أثيل. وهم.
وخرجه أبو عبد الله الحاكم وقال: صحيح، وكذا قاله أبو علي الطوسي لما خرجه في «الأحكام».
وقال ابن سعد في «الطبقات»: كان قليل الحديث.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من الكوفيين.
1796 - (د س ق) زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي، أبو عبد الله الدمشقي.
قال ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل»: سمعت أبي يقول سألت يحيى بن معين عن زيد بن يحيى الدمشقي فقال: قد كتبت عنه، وكان صاحب رأي.
وقال أبو الحسن الدارقطني: ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
وقال أبو زرعة النصري في «تاريخه» [ق 59 / أ] «الكبير»: كان من أهل الفتوى بدمشق.
1797 - (م) زيد بن يزيد الثقفي أبو معن الرقاشي البصري.
كذا ذكره المزي وفي كتاب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»:(5/175)
زيد بن محمد بن يزيد روى عنه مسلم سبعة عشر حديثا، وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: كان ثقة.
ولهم شيخ آخر قديم ذكره الخطيب في «التلخيص» اسمه:
1798 - زيد بن يزيد.
حدث عن خولة بنت الصامت. ذكرناه للتمييز.
1799 - (س) زيد أبو أسامة الحجام الكوفي مولى بني ثور أستاذ جنيد الحجام.
قال أبو الفتح الأزدي: - فيما ذكره ابن الجوزي-: يتكلمون فيه.
وقال الساجي: ليس به بأس. ذكره في ترجمة جنيد.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
1800 - (د ت) زيد أبو اليسار مولى النبي صلى الله عليه وسلم جد بلال بن يسار، حديثه في الاستغفار.
قال ابن الأثير: هو زيد بن بولا.
ولما ذكره ابن السكن قال: لم أجد له رواية غير هذا الحديث- يعني حديث الاستغفار- وليس يروى إلا من هذا الوجه- يعني من حديث بلال عن أبيه عنه-، وبنحوه قاله البغوي.
وقال المديني: زيد بن بولا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو يسار.
قال ابن شاهين: كان عبدا نوبيا أصابه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بني ثعلبة(5/176)
فأعتقه. وذكر له حديث الاستغفار من حديث موسى بن إسماعيل عن حفص الشنى حدثني أبي عمر بن مرة عن بلال، وقال: قال بعضهم: هلال بن يسار موضع بلال وقال بعضهم: عمرو بن مرة. فأخطأ.
1801 - (بخ) زيد مولى قيس (الحداني).
وذكره ابن حبان في زياد، كذا ذكره المزي، والأولى أن يذكره في زياد تبعا لابن حبان الذي هو عنده محقق، ثم يقول: ووقع في بعض نسخ الأدب للبخاري: زيد. لاحتمال أن يكون تصحف على كاتب النسخة، وذلك أن هذا الرجل لم أر من ذكره غير هذين الرجلين في هذين الموضعين.
والله تعالى أعلم.(5/177)
باب السين
من اسمه سابق وسالم
1802 - (د ق) سابق بن ناجية.
عن أبي سلام. في «الكمال»: وقيل: أبو سلامة، والصواب أبو سلمى، وقال في ترجمة سابق: الصحيح أبو سلام، ولم ينبه المزي على هذا التناقض.
وفي كتاب العسكري: اسمه حريث، وفي كتاب الصريفيني: ويقال: سلمى.
روى الحاكم من طريقه حديث: «من قال: رضيت بالله تعالى ربا»، وقال: إسناده صحيح ولم يخرجاه.
1803 - (ع) سالم بن أبي أمية القرشي التيمي، أبو النضر المدني، مولى ابن معمر، ووالد (بركان).
وفي كتاب ابن الحذاء: ويقال له- أيضا- سالم بن أبي ميمونة، وتوفي سنة ثلاثين، ويقال: سنة ثلاث وثلاثين.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» الذين رووا عن التابعين قال: توفي [ق 59 / ب] في خلافة مروان بن محمد.
وفي «كتاب ابن الجنيد»: كان يقاتل مع عمر بن معمر الخوارج، وفي «كتاب الصريفيني»: كان كاتبه.(5/179)
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال أحمد بن صالح: له شأن ما أكاد أقدم عليه كثيرا، سمع أنسا.
وفي «المراسيل»: سمعت أبي يقول: أبو النضر عن عثمان بن أبي العاص مرسل بينهما جماعة.
وقال أبو عمر في كتاب «الاستغناء»: أجمعوا على أنه ثقة ثبت حسن الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان مالك يصفه بالفضل والعقل والعبادة، وقال: كان الناس يحبون الخلوة والانفراد، ولقد كان أبو النصر يفعل ذلك، ووثقه سفيان بن عيينة، وابن نمير، وابن المديني.
وفي قول المزي: روى عن ابن أبي أوفى كتابه. وكذا ذكره في ترجمة ابن أبي أوفى فقال: روى عنه سالم كتابه. نظر؛ لأن ابن أبي أوفى لم يكتب إلى سالم، إنما كتب إلى مولاه لما أراد الخروج إلى الحرورية، فقرأه سالم وكان كاتبه، فعلى هذا يكون روايته بهذا وجادة لا كتابة اصطلاحا، ويزيده وضوحا ما ذكره البخاري عن سالم قال: كتب عبد الله بن أبي أوفى فقرأت، ولم يبين المكتوب له من هو، وبينه الإسماعيلي وغيره بأنه مولاه. والله تعالى أعلم.
1804 - (ع) سالم بن أبي الجعد رافع الأشجعي مولاهم الكوفي.
قال البزار في «السنن»: ثقة لم يسمع من أبي الدرداء شيئا فيما نعلم.
وقال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين في(5/180)
ولاية سليمان بن عبد الملك، وهم ستة إخوة: سالم، وعبيد، وعمران، وزياد، ومسلم، وعبد الله بنو أبي الجعد مولى غطفان.
وفي كتاب ابن سعد: توفي سنة مائة أو إحدى ومائة، وقيل: قبل ذلك، وكان ثقة كثير الحديث.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
وخرج ابن خزيمة، وأبو عوانة، والحاكم، والطوسي، والترمذي، وابن القطان، والدارقطني، وابن الجارود، والدارمي حديثه في الصحيح.
وقال ابن زبر، والقراب: توفي سنة تسع وتسعين وله من العمر مائة وخمس عشرة سنة.
وفي «تاريخ» ابن أبي عاصم: توفي سنة ستمائة.
وفي قول المزي: روى عن علي- رضي الله عنه، وجابان: وأبي كبشة، وزياد بن لبيد، نظر؛ لما ذكره عبد الرحمن في «المراسيل»: قال أبو زرعة: سالم ابن أبي الجعد عن عمر، وعثمان، وعلي مرسل، وقال علي: لم يلق ابن مسعود ولا عائشة، وقال أبي: أدرك أبا أمامة، ولم يدرك عمرو بن عبسة، ولا أبا الدرداء، ولا ثوبان، بينه وبينه معدان.
وفي «تاريخ البخاري»: لا يعرف لسالم من جابان سماع.
وذكر أبو الفضل ابن طاهر في «صفة التصوف»: أن سالما اختلف في سماعه من أبي كبشة، وذكر حديثا استدل به على عدم سماعه منه.(5/181)
ولما ذكر ابن حبان في «صحيحه» حديثه عن جابان عن عبد الله قال إثره: ذكر خبر أوهم أن هذا الإسناد منقطع: ثنا أبو يعلى، ثنا أبو خيثمة، ثنا ابن مهدي، ثنا شعبة عن منصور عن سالم عن نبيط بن شريط عن جابان عن عبد الله، فذكره. ثم قال: اختلف شعبة والثوري في إسناد هذا الحديث، فقال الثوري: سالم عن جابان، وقال شعبة: عن سالم عن نبيط عن جابان، وهما حافظان، إلا أن الثوري كان أعلم بحديث أهل بلده من شعبة وأحفظ لها منه، ولا سيما حديث الأعمش وأبي إسحاق ومنصور، فالخبر متصل عن سالم عن جابان سمعه منه وسمعه عن نبيط عنه، فمرة قال: كذا، ومرة قال: كذا.
وفي «تاريخ البخاري الصغير»: [ق 60 / أ] وذكر حديث سالم عن زياد بن لبيد: «هذا أوان يرفع العلم»: لا أرى سالما سمع زيادا.
وفي «تاريخ» أبي بكر بن أبي شيبة: توفي في خلافة سليمان بن عبد الملك.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي «تاريخ القراب»: أنبا العباس بن محمد، أنبا أبو الفضل المنذري:
سمعت إبراهيم الحربي ذكر سالما بن أبي الجعد فقال: مجمع على ثقته.
1805 - (بخ ت) سالم بن أبي حفصة العجلي أبو يونس الكوفي وأخو إبراهيم.
ذكر في «كتاب الصريفيني»: أنه توفي قريبا من سنة أربعين ومائة.
وقال ابن سعد: كان يتشيع، حج سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال أبو موسى المديني في كتابه «منتهى رغبات السامعين»: أنه مختلف في حاله.(5/182)
وقال العقيلي: كان يفرط في التشيع، ويبغض أبا بكر وعمر، ويتناول عثمان- رضي الله عنهم- فترك لذلك، وبحق ترك.
وقال العجلي في «تاريخه»: ثقة.
وقال أبو داود: كان خشبيا، وكان سفيان يقول: احذروه.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وقال: قال أحمد: له رأي سوء.
وابن خلفون وقال: تكلم في مذهبه، وقال ابن نمير: كوفي ثقة يتشيع.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: يقلب الأخبار وهم في الروايات.
وقال المديني في «رغبات السامعين»: مختلف في حاله.
1806 - (م د س) سالم بن أبي سالم سفيان بن هاني الجيشاني المصري.
خرج إمام الأئمة حديثه في «صحيحه»، وكذا ابن حبان، وأبو عوانة، والحاكم.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «جملة الثقات».(5/183)
1807 - (د ق) سالم بن سرج، وهو ابن خربوذ أبو النعمان، ويقال: سالم بن النعمان المدني مولى أم حبيبة الجهنية، وهو أخو نافع.
قال ابن حبان: الصحيح: ابن سرج.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: وقال بعضهم: ابن النعمان ولم يصح، ووهم وكيع فقال: عن أسامة بن زيد عن النعمان بن خربوذ.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن أبي حاتم الرازي: سالم بن النعمان بن سرج.
وقال مسلم: سالم بن سرح، ويقال: ابن خربوذ.
وقال أبو أحمد: سالم بن سرج، ويقال: ابن النعمان، ويقال: ابن خربوذ.
وذكره أبو عمر الدارقطني فقال: سرج يعرف بخربوذ.
1808 - سالم بن شوال المكي.
قال الصريفيني: مولى أم حصين، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1809 - (ع) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم- أبو عمر، ويقال: أبو عبد الله المدني.
وزعم الجوهري في كتاب «الصحيح»: أن الجلدة التي بين العين والأنف تسمى سالما مستدلا بقول عبد الله:
يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم
وهو قول فيه نكارة لم يتابعه عليه أحد، وذكروا له معنى غير ما قاله أليق به(5/184)
وهو كثرة الشفقة؛ لأن ما بين هذين العضوين من أشرف عضو في الوجه وهو شبيه زاهر البكري في أنه قال:
أحاذر أن يرى يزيد بن زاهر ... وجلدة بين الحاجبين يزيد
وزعم أبو يوسف في كتاب «اللطائف» عن المبرد أنه قال: المقول فيه هذا البيت هو سالم مولى هشام لا سالم بن عبد الله.
ونسبه أبو عبيد في «الأنساب» لعبد الله ابن معاوية في ابنه الأسيم واسمه سالم.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: قال الفضل بن عطية: جلست إلى سالم فقومت ثيابه ونعليه ثلاثة عشر درهما أو خمسة عشر درهما [ق 60 / ب]. وذكره مسلم في «الأولى من أهل المدينة».
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: كان يشبه أباه في السمت والهدي، وكان يخضب بالحناء، وصلى عليه هشام في حجته ولم يحج في ولايته غيرها.
وقال العجلي: رجل صالح.
وفي كتاب المنتجالي: تابعي ثقة رجل صالح، وقال الواقدي: يكنى أبا المنذر وهلك في عقب ذي الحجة بالمدينة. انتهى. وكذا ذكره ابن المديني والقراب وغيرهما.
قال المنتجالي: وعن مالك: روى عن عائشة ولم يرها، وقال الحسن بن دينار: كان يلبس قميصا مرقعا خرقة بيضاء، وخرقة صفراء وخرقة حمراء يشبه طير مولعا.
وقال الحجاج يوما لسالم: قم فاضرب عنق هذا. فقال: ما شأنه؟ فقال: سب عثمان. فقال: آل عثمان أولى بهذا مني.(5/185)
وعن ابن شوذب قال: كان لسالم حمار هرم يركبه فنهاه بنوه أن يركبه، فأبى فجذعوا أذنه فركبه، فجذعوا الأخرى فركبه، فقطعوا ذنبه فركبه، مقطوع الذنب والأذنين.
وفي «كتاب» الباجي: عن يحيى بن بكير: سالم أحد الأئمة في الفقه والحديث.
وفي «الكامل» لأبي العباس الثمالي: دخل سالم على هشام في ثياب وعليه عمامة تخالفها، فقال له: كأن العمامة ليست من الثياب. فقال: إنها مستعارة. فقال له: كم سنك؟ قال: ستون سنة. قال: ما رأيت ابن ستين أنقى كدنة منك. ما طعامك؟ قال: الخبز والزيت، ثم خرج من عنده وقد صرع، فقال: أترون الأحول لبقني بعينه فمات من تلك العلة.
وفي قول المزي: روى عن عم أبيه زيد بن الخطاب على خلف فيه نظر؛ لأنه لا يتصور أن يكون أحد يخالف في هذا إذا كان سنه ما أسلفناه، ووقت وفاته بعد المائة فكيف يتصور أن يسمع من عمه المتوفى سنة إحدى عشرة أو اثنتي عشرة، ويزيد ما قلناه وضوحا ما ذكره جار الله الزمخشري في «ربيع الأبرار»:
لما قدم سبي فارس على عمر في ولايته كان فيه بنات يزدجرد يقومن، فأخذهن علي بن أبي طالب فأعطى واحدة لعبد الله بن عمر فولدت سالما، وأختها لولده الحسين فولدت عليا، وأختها لمحمد بن أبي بكر فولدت له القاسم.
وكأن المزي رأى في كتاب «بدء الخلق» من «كتاب البخاري» رواية سالم عن أبيه في قتل الحيات وفي آخره: قال أبو لبابة (و) زيد بن الخطاب: «ثم نهى بعد عن قتل الفواسق». فاعتقد أن سالما روى عن هذين وليس كذلك وإنما الراوي عنهما أبوه لا هو، يتبين ذلك لمن ينظر نظرا جيدا في «كتاب البخاري».(5/186)
وفي «كتاب» الصريفيني»: يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو عبيد الله.
وقال ابن سعد: ولد سالم عمرا وأبا بكر، وعبد الله، وعاصما، وجعفرا، وحفصة، وعبد العزيز، وعبدة، وكان يتختم في يساره في خنصره وينقش فيه اسمه وربما جعل شعسيه من سعف النخل، ومات في آخر ذي الحجة سنة ست ومائة.
(وكان) الزبير بن أبي بكر في كتاب «النسب»: كان من خيار الناس ومن حملة العلم.
وذكر المزي روايته عن أبي رافع، وفي «تاريخ البخاري الصغير»: لا أدري: سالم عن أبي رافع صحيح أم لا.
وقال ابن خلفون: كان أحد الفقهاء الجلة الثقات الفضلاء النساك، وكان حسن الخلق، وقال عبد الله بن واقد لإبراهيم بن هشام: أيها الأمير ارفع عن سالم فإنه ليس ممن يتهم على الإسلام.
1810 - (م د س ق) سالم بن عبد الله النصري أبو عبد الله المدني، وهو سالم مولى شداد، وهو مولى [ق 61 / أ] مالك بن أوس، وهو مولى النصريين، وهو سبلان، وهو سالم مولى المهري، وهو مولى دوس، وهو عبد الله الدوسي.
قال عبد الغني بن سعيد في كتابه «إيضاح الإشكال»: وهو الذي روى عنه أبو سلمة فقال: ثنا أبو سالم أو سالم مولى المهري عن عائشة.
وذكر الشيرازي في «الألقاب»: أن عائشة- رضي الله عنها- كانت تستعين بأمانته. وفي «تاريخ البخاري»: تستعجب بأمانته في الوضوء.(5/187)
وقال الشيرازي: وكانت تجلس معه لما كان مكاتبا وتتحدث معه، قال: حتى جئتها فقلت: ادعي لي بالبركة (قال) وما هو يا بني؟ قلت: أعتقني الله فقالت: بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد.
وذكر ابن أبي عاصم في «تاريخه»: أنه توفي سنة عشر ومائة.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال عكرمة عن يحيى: حدثني أبو سلمة حدثني أبو سالم المهري، ولا يصح.
وفي «تاريخ العجلي»: سالم مولى المهري مدني تابعي ثقة، وسالم سبلان مديني تابعي ثقة. كذا فرق بينهم.
وذكره ابن حبان في «الثقات» في موضعين قال في الأول: أبو عبد الله مولى دوس، وفي الثاني: سالم بن سبلان بن عبد الله مولى مالك بن أوس.
وزعم الحاكم أبو أحمد أن مسلم بن الحجاج والحسين بن محمد، وهما حيث أخرجا سالم سبلان وسالما مولى شداد كل واحد في ترجمة على الانفراد، قال: وإنما يسهو من يحسن، ومن لا يعرف شيئا فقد بعد الله بينه وبين الخطأ ونفاه عن حيز العلماء.
وقال ابن عبد البر في كتابه «الاستغناء»: هو عندهم في عداد الشيوخ الثقات.
وذكر أبو سعيد ابن يونس في «تاريخ الغرباء»: أنه قدم مصر قديما، ويقال:(5/188)
إنه من أهل مصر سكن المدينة، وتوفي بها سنة مائة أو إحدى ومائة.
وذكر ابن خلفون في «الثقات».
وقال ابن سعد: أصله من مصر.
1811 - (ت ق) سالم بن عبد الله الخياط البصري، نزيل مكة، مولى عكاشة.
كذا ذكره المزي، والذي عند البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه، وابن شاهين التفرقة بين الخياط وبين المكي مولى عكاشة، وكذا فرق بينهما غيرهم، ولا أعلم للمزي في هذا سلفا فينظر.
قال المنتجالي: كان سفيان الثوري يوثقه، ويحيى بن معين يضعفه.
وفي كتاب حرب: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: هو ثقة.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: قال النسائي: ليس بشيء.
وقال ابن عدي: وسمعت عبدان يقول: كتبنا عن محمد بن عبد الرحيم البرقي عن عمرو بن أبي سلمة عن زهير عن محمد عن سالم الخياط عن ابن سيرين عن أبي هريرة نسخة ولم يكن يعنى بها، وكان معنا المعمري فعززها المعمري، ولم أر صاحب حديث أجل منه قط وأكمل، فعزز هذه النسخة حتى كان يحدث بها من السنة إلى السنة مرة.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال أبو عاصم: ابن خياط.(5/189)
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وقال المنتجالي عن أحمد: شيخ ثقة، وذكر ابن وضاح: سألت البستي عنه فقال: ثقة، أراه لقي الحسن بمكة.
وذكره الساجي والعقيلي، وابن الجارود، وابن السكن في «جملة الضعفاء»، وابن شاهين في «الثقات».
وقال الدارقطني: لين الحديث.
وقال ابن حبان: يقلب الأخبار، ويزيد فيها ما ليس منها ويجعل روايات الحسن عن أبي هريرة [ق 61 / ب] سماعا ولم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا، لا يحل الاحتجاج به.
وقول المزي: قال ابن حبان في «الثقات»: سالم المكي مولى عكاشة روى عن عطاء، وابن أبي مليكة، روى عنه أبو عاصم، موهما أنه الخياط، ليس بجيد؛ لما أسلفناه من تضعيف ابن حبان له ولا يلتئم أن ابن حبان يوثق شخصا ثم يضعفه بهذا التضعيف، وأيضا- أنه لما ذكره في الضعفاء لم يعرفه بالمكي إنما قال:
بصري حدث بالشام فلو كان واحدا لما فرق بين النسبتين، فينظر.
1812 - (ق) سالم بن عبد الله الجزري أبو المهاجر الرقي، وهو ابن أبي المهاجر، مولى بني كلاب.
ذكره ابن حبان في «الثقات» كذا ذكره المزي، ولو كان نقله من كتاب(5/190)
«الثقات» لرأى فيه: سالم بن عبد الله، ويقال: ابن عبيد الله، مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
وفي «تاريخ الرقة» للإمام أبي علي القشيري: روى عنه صالح جد الجوريين.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
ذكره ابن شاهين في «الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وقال أبو عمر النمري: هو عندهم لا بأس به.
وفي الرواة جماعة يقال لهم: سالم بن عبد الله منهم:
1813 - سالم بن عبد الله بن أباه.
يروي عن العتبي وابن مزين، ذكره ابن يونس.
1814 - وسالم بن عبد الله بن محمد الفرماني، يكنى أبا غانم.
قال مسلمة: مجهول لا أعرفه، أبنا عنه ابن حجر، ودخلت الفرما وسألت عنه فلم أجد أحدا يعرفه.
1815 - وسالم بن عبد الله المحاربي، أبو عبد الله، قاضي دمشق.
روى عنه الأوزاعي.
1816 - وسالم بن عبد الله الكلابي.
روى عن: أبي عبد الله القرشي عن ابن عمر يرفعه: «خضاب السواد للكافر». وهو حديث منكر شبه الموضوع، وأحسبه من أبي عبد الله القرشي.
1817 - وسالم بن عبد الله أبو عبيد الله وأبي سعيد بن جبير.
ذكرهم ابن أبي حاتم.(5/191)
1818 - وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
ذكره البخاري.
1819 - وسالم بن عبد الله.
يروي عن مجاهد وروى عنه الأوزاعي، فصل ابن حبان بينه، وبين قاضي دمشق.
1820 - وسالم بن عبد الله أبو غياث العتكي.
يروي عن أنس، ذكره ابن حبان.
1821 - سالم بن عبد الله البصري، عن كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي.
1822 - وسالم بن عبد الله أبو حماد الكوفي.
روى عن عطية العوفي. ذكرهم الخطيب في كتابه «المتفق والمفترق».
1823 - وسالم بن عبد الله ختن سعيد بن جبير أصبهاني.
روى عن طاوس ذكره أبو نعيم في «تاريخ أصبهان».
1824 - وسالم بن عبد الله أبو بشر النيسابوري.
قال محمد بن بحر: كتبت عنه سنة ثمانين ومائة، ذكره الحاكم في «تاريخ نيسابور»، ذكرناهم للتمييز، وفصلنا ذكره وبيناه في كتابنا «ذيل المتفق والمفترق» للخطيب، وحمدا لله تعالى.
1825 - (ت) سالم بن عبد الواحد المرادي الأنعمي أبو العلاء الكوفي.
قال البخاري: سمع عمرو بن هرم وعن (الحسين).(5/192)
وفي «الجمهرة» للكلبي: أنعم بن عمرو بن الغوث بن ظبي بن أدد بن زيد يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، انتقل إلى مراد فقيل أنعم بن زاهر عن عامر بن عوثبان بن زاهر ابن مراد.
وفي قول أبي علي الهجري في كتاب «النوادر» أنشدني الأنعمي أنعم مراد أشعارا بأن ثم غيره، قال الهجري: وأنعم أحد بيوت مراد.
وذكره الساجي وأبو محمد بن الجارود والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وقول المزي: ذكره ابن حبان [ق 62 / أ] في «الثقات» يحتاج إلى تنقيب وتثبت، فإني لم أجده فيما رأيت من نسخ كتاب «الثقات» والله تعالى أعلم.
ووقع في كتاب ابن عدي: سالم بن العلاء أبو العلاء.
وكذا ذكره أبو العرب القيرواني وابن خلفون في كتاب «الثقات»، وقال أبو جعفر الطحاوي: ثقة مقبول الحديث.
وقال العجلي: ثقة، وفي موضع آخر: لا بأس به.
1826 - (4) سالم بن عبيد.
عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم في «العطاس». خرج الإمام أحمد في «مسنده» حديثه كذلك، وكذا ذكره ابن حبان في «صحيحه»، وأبو عبد الله الحاكم.
وقال الصريفيني: خرج الترمذي حديثه هذا، وذكره أبو الحسن بحشل في «تاريخ واسط»: سالم بن عبيد عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول(5/193)
الله صلى الله عليه وسلم قال: «سنة على كل مسلم إذا مر يسلم وإذا عطس يشمت .. الحديث.
وقال أحمد بن سنان عن علي بن عاصم عن سالم بن عبيد عن أبيه، قال: كنت في الجيش الذين رصدهم محمد بن يوسف يعني أخا الحجاج، إلى القرود.
لم ينبه عليه المزي فيتثبت فيه حتى ينظر فيه، إنما ذكر سالم بن عبيد الأشجعي له صحبة، روى في «تشميت العاطس»، وكأنه غير هذا والله أعلم، لا سيما والأول حديثه في الترمذي فقط، وهذا الصحابي حديثه عند الأربعة.
1827 - (خ د س ق) سالم بن عجلان الأفطس الأموي أبو محمد الجراني، مولى محمد بن مروان، يقال: إنه من سبي كابل.
قال ابن سعد: قتل سنة اثنتين وثلاثين ومائة، كذا ذكره المزي مقلدا صاحب «الكمال»، وصاحب «الكمال» مقلدا أحد الرجلين إما اللالكائي وهو الأقرب، أو الكلاباذي، ولو كان النقل من أصل «الطبقات» لوجد فيه من غير فصل بين الكلامين: وكان ثقة كثير الحديث.
قال ابن حبان: كان ممن يرى الإرجاء، ويقلب الأخبار، وينفرد بالمعضلات عن الثقات، اتهم بأمر سوء فقتل صبرا أنبا أبو عروبة، ثنا محمد بن يحيى قال: سمعت أبا جعفر العقيلي يقول: بعث عبد الله بن علي حين دخل حران سنة اثنتين أو ثلاث إلى سالم الأفطس فضرب عنقه عند القناة التي في سوق الجواني.
وفي كتاب «الطبقات»: لأبي عروبة: ثنا محمد بن يحيى، ثنا مؤمل بن الفضل(5/194)
عن غياث ابن بشير قال: لما افتتح عبد الله حران بعث إلى سالم فأخرج إلى القناة التي في السوق الجواني، واجتمع الناس، وكان الذي أمر بقتله شيخا فجعل الناس يكلمونه ويخبرونه بحاله فأمر به إلى الحبس، وذلك يوم الخميس، فلما كان الغد بعث إليه شابا فأخرجه إلى القناة فضرب عنقه فدخل أبو ساج على عبد الله بن علي في أن يأذن له في دفنه فأذن له.
وقال السعدي: كان يخاصم في الإرجاء داعية وهو متماسك.
وفي كتاب العقيلي عن أحمد: ما أصلح حديثه.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال الدارقطني في «سؤالات الحاكم الكبرى»: ثقة يجمع حديثه.
وخرج الحاكم في «مستدركه»، وقال: كان ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال: يتكلم في مذهب، وقال أحمد بن حنبل: ثقة لم يكن يظهر الإرجاء.
وقال يعقوب بن سفيان: مرجئ.
وقال أبو داود: كان مرجئا.
وقال العجلي: كان رجلا [ق 62 / ب) صالحا.(5/195)
وقال البخاري: قتل بالشام صبرا وكذا ذكره أبو الوليد في كتابه «الجرح والتعديل».
1828 - (د ت س) سالم بن غيلان التجيبي المصري.
خرج ابن حبان، وأستاذه، والحاكم، والطوسي حديثه في «الصحيح».
وفي «تاريخ مصر» لأبي سعيد ابن يونس: هو مولى لبني أبزى من تجيب يكنى أبا مر، وكان فقيها من جلساء يزيد بن أبي حبيب، وكان يعقد له على مراكب دمياط في الغزو زمن المروانية، وكان قد غزا القسطنطينية، حدث عنه ابن وهب، يقال: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقال يحيى بن بكير: توفي سنة إحدى وخمسين، قال ابن يونس: وهو عندي أصح.
ولما ذكره الكندي وصفه بالفقه، وذكره أبو حفص ابن شاهين في «الثقات»، وابن خلفون، وقال: قال ابن بكير: سالم بن غيلان ثقة، وكذا قاله العجلي.
ونقلت عن تاريخ مصر بما ... نمقته من طول إسنادكا
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه في كتاب «العلل»: ثقة.
وقال الساجي صدوق، وأهل البصرة أعلم به من ابن معين في قوله: ليس بشيء.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: ليس بشيء.
وفي موضع آخر: ليس بحديثه بأس، وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وقال:(5/196)
قال يحيى بن معين: ليس بحديثه بأس.
وخرج أبو عوانة، والدارمي حديثه وابن حبان عن أبي عروبة عن إسحاق الصراف عنه، وابن خزيمة عن بندار عنه، وأبو علي الطوسي حديثه في «الصحيح».
وفي «تاريخ ابن قانع»: مات سنة مائتين وهو بصري ثقة، وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات».
1829 - (ع) سالم أبو الغيث المدني مولى عبد الله بن مطيع بن الأسود.
ذكره ابن شاهين في «الثقات»، وقال: قال مصعب بن عبد الله: سالم أبو الغيث بن زيد مولى ابن مطيع، قال ابن شاهين: وقال أحمد بن حنبل: أبو الغيث سالم- الذي يروي عنه ثور ثقة، وقال: وقال مرة أخرى: ليس بثقة.
وقال ابن سعد: كان ثقة حسن الحديث.
خرج أبو عوانة، وابن حبان حديثه في «صحيحيها»، ذكره ابن خلفون في «الثقات»، وذكر عن ابن معين أنه لا يعرف اسمه.
1830 - (د س) سالم أبو عبد الله البراد الكوفي.
ذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال: وثقه علي بن المديني.(5/197)
من اسمه السائب
1831 - (د س) السائب بن حبيش الكلاعي الحمصي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي قول المزي: ولهم شيخ آخر يقال له:
1832 - السائب بن حبيش الأسدي.
أسد قريش كانت له سن عالية، وروى عن عمر وعنه سليمان بن يسار، ذكره البخاري في «التاريخ»، وابن أبي حاتم. نظر.
وذلك أن ابن أبي حاتم قال في كتاب «الجرح والتعديل»: السائب بن أبي حبيش، كذا في نسختين جيدتين، وكذا سماه أبو نعيم الحافظ، وأبو عمر بن عبد البر حين ذكراه في الصحابة، وكذا سماه العجلي في «تاريخه»، وغيره [ق 63 / أ] وأما البخاري فسماه: أبا حنشا كذا هو مضبوط مجود، وعلى النون فتحة بخط الحافظين: أبي ذر الهروي، وابن الأبار- رحمهما الله تعالى- والله أعلم، واستظهرت بنسخة أخرى جيدة.
1833 - (ق) السائب بن خباب أبو مسلم المدني صاحب المقصورة، ويقال: مولى فاطمة بنت عتبة.
قال البخاري: يقال: له صحبة، كذا ذكره المزي وهو يوهم أن البخاري قاله شكا في صحبته، وليس جيدا؛ إذ البخاري لم يقل هذا، ونص ما عنده: السائب بن خباب أبو مسلم صاحب المقصورة، ويقال: مولى فاطمة(5/198)
بنت عتبة ابن ربيعة القرشي له صحبة.
فهذا كما ترى لفظه، ويقال: إنما قالها في الولاء لا في الصحبة، وهذا هو الذي فهمه ابن الجوزي وغيره، إذ قالوا: قال البخاري: له صحبة.
وكناه أبو أحمد العسكري: أبا عبد الرحمن.
وقال ابن عبد البر: توفي سنة سبع وسبعين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة، (وقيل: مات سنة سبع وتسعين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة)، روي عنه حديث واحد.
ولما ذكر له البغوي حديث: «لا وضوء إلا من ريح»، قال: لا أعلمه روى مسندا غيره.
وقال أبو الفتح الأزدي: تفرد عنه بالرواية محمد بن عمر، وعطاء.
وقال ابن حبان في «ثقات التابعين»: السائب بن خباب يروي عن ابن عمر، ولد سنة خمس وعشرين ومات سنة تسع وتسعين روى عنه الناس، كنيته أبو عبد الرحمن، وليس هذا الذي يقال له: صاحب المقصورة، هذا مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، له صحبة فيما قيل، لا يصح ذلك عندي. انتهى كلامه.
وفيه بيان لما قاله البخاري، ويقال: مولى فاطمة بالشك- يعني فلذلك أدخلته في التابعين-، وكأنه- والله أعلم- هذا هو المراد بقول الدارقطني: مختلف في صحبته، إذ هو في الغالب يتبع ابن حبان، وربما ناقشه يعرف ذلك من زاول كلاميهما.
وفي قول المزي: وذكر صاحب «الأطراف» هذا الحديث في مسند ابن يزيد، وذلك يوهم أنه قاله اجتهادا، وليس كذلك؛ لأني رأيت بخط ابن أبي هشام أن عبد الغني بن سرور قاله في حواشي كتاب «الأطراف» إذ هو لم يذكره في(5/199)
كتاب «الكمال»، فكان الأولى أن يعزوه إلى قائله، هذا هو الإنصاف.
1833 - (4) السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس، أبو سلمة الخزرجي، المدني، والد خلاد.
روى عنه: ابنه وصالح بن خيوان، وابن أبي صعصعة، وعطاء، وغيرهم، وقيل: إنهما اثنان، وإن والد خلاد لم يرو عنه غير ابنه، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين.
الأول: تكنيته بأبي سلمة وهو غير جيد، إنما هو أبو سهلة كما سيأتي بعد.
الثاني: جمعه بينهما غير جيد لما في «كتاب أبي عمر»: السائب بن خلاد بن سويد الخزرجي، لم يرو عنه غير ابنه خلاد فيما علمت، وحديثه في رفع الصوت بالتلبية مختلف فيه، استعمله على اليمن، وقال البخاري، وابن إسحاق: يكنى أبا سهلة، ولم يذكر أبو أحمد الحاكم في «الكنى» من الصحابة من يكنى أبا سهلة غيره، ثم قال: السائب بن خلاد الجهني، أبو سلمة، روى عنه عطاء بن يسار، وصالح بن خيوان حديث عطاء عنه: «من أخاف أهل المدينة»، وحديث صالح عنه في الإمام الذي بصق في القبلة.
وقال أبو نعيم: السائب بن خلاد الجهني، والد خلاد، حديثه عند ابنه، ثم قال [ق 63 / ب]: السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة الخزرجي، أبو سهلة، توفي سنة إحدى وسبعين فيما قاله الواقدي، وقال أبو عبيد شهد بدرا، وولي اليمن لمعاوية، روى عنه صالح بن حيوان، وعبد الملك بن أبي بكر بن حزم.
ولما ذكره أبو سليمان بن زبر في كتاب «الصحابة» قال: شهد بدرا.
وفي «تاريخ البخاري»: السائب بن خلاد أبو سهلة بن سويد بن الحارث بن(5/200)
الخزرج، قاله مالك وابن جريج، وابن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر عن خلاد بن السائب بن سويد عن أبيه، ثم قال: السائب الجهني، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الاستنجاء بثلاثة أحجار، وكذا فرق بينهما أبو أحمد العسكري، فقال: السائب بن خلاد الجهني، وهو أخو خالد، وأبو خلاد بن السائب، وفي الأنصار: السائب بن خلاد بن سويد، وهشام الكلبي، والبلاذري، وخليفة بن خياط، وابن منده، فيما ذكره ابن الأثير، وأبو منصور الباوردي، وأبو القاسم الطبراني في معجميه: «الكبير» و «الأوسط»، وأبو القاسم بن بنت منيع، وجده أحمد بن منيع في «مسنده الكبير»، والإمام أحمد بن حنبل، وابن أبي خيثمة في «تاريخيه»، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه الكبير»، والبرقي، وأبو الفرج بن الجوزي، وابن السكن.
وقال أبو إسحاق الحربي في «الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق وما بعدها»: السائب بن خلاد بن سويد، فقال: أمه ليلى بنت عبادة بن دليم، وأبوه خلاد الذي طرحت عليه الرحى يوم بني قريظة فقتل، ومن ولد السائب خلاد، وعبد الله، وأمة الله، ومندوس، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنه، عطاء بن يسار، وقال ابن يونس: قدم السائب ابن خلاد بن سويد أبو سهلة الأنصاري مصر على عقبة بن عامر فسأله عن حديث في ستر العورة، فروى عنه من أهلها صالح بن خيوان، وقال محمد بن الربيع الجيزي: ويقال: إنه شهد فتحها.
فهذا كما ترى قول من فرق بينهما، وأما من جمعهما فإني لم أره ولا تمكن صحبته؛ لأن جهينة ليست من الأنصار بحال، وهذا رجل أنصاري معروف النسب فيهم، كما أسلفناه، والآخر جهني معروف النسب في قومه، فأنى يجتمعان؟ هذا ما لا يمكن أبدا، بل ولا أعلم للمزي فيه سلفا قديما ولا حديثا، والله تعالى يغفر لنا وله وللمسلمين.(5/201)
1835 - (د س ت) السائب بن أبي السائب، صيفي بن عابذ بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم العابدي، له صحبة، وكان شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية.
كذا ذكره المزي، وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن أبي حاتم الرازي: منهم من يقول: له صحبة، ومنهم من يقول: لأبيه صحبة، وكذا ذكره أيضا العسكري.
وقال أبو عمر: اختلف في إسلامه، فذكر ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر كافرا، وقال ابن هشام: وذكر غير ابن إسحاق أن الزبير بن العوام قتله، وقال الزبير بن بكار: قتل السائب بن أبي السائب يوم بدر كافرا ثم نقض ذلك فذكر في كتابه ما يدل على إسلامه.
وفي «كتاب أبي نعيم»، وأبي القاسم الطبراني، وابن منده: اسم أبي السائب: نميلة.
وفي [ق 64 / أ] كتاب ابن حبان، والبغوي: اسمه عبد الله.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: السائب ابن أبي وداعة.
قال مصعب: زعموا أنه كان شريكا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية.
وقال أبو عمر: الحديث فيمن كان شريكه صلى الله عليه وسلم مضطرب جدا، فمنهم من يجعله للسائب بن أبي السائب، ومنهم من جعله لأبيه، ومنهم من يجعله لقيس بن السائب، ومنهم من يجعله لعبد الله، وهذا اضطراب لا تقوم به حجة.
وفي كتاب «الزرع والنخل» للجاحظ: والسائب بن أبي السائب المخزومي،(5/202)
شريك النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي مر بقريش، وقد اجتمعوا لبنيان الكعبة فقال: يا معشر قريش لا تدخلوا في بنايته إلا حلالا، فلم يدخلوا فيه إلا من الصدقات.
1836 - (د س) السائب بن عمر بن عبد الرحمن بن السائب المخزومي الحجازي.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب «الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
1837 - (ع) السائب بن فروخ، أبو العباس المكي، الشاعر الأعمى، والد العلاء.
قال المرزباني في «المعجم»: السائب بن فروخ، مولى لبني خذيمة بن عدي بن الديل، كان هجاء خبيثا فاسقا مبغضا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مائلا إلى بني أمية مداحا لهم، وهو القائل لأبي الطفيل- وكان شيعيا:
لعمرك إنني وأبا الطفيل ... لمختلفان والله الشهيد
واستفرغ شعره في هجاء آل الزبير غير مصعب؛ لأنه كان إليه محسنا، وهو القائل يهجو مواليه:
وما قرب مولى السوء إلا كبعده ... بل البعد خير من عدو يقاربه
وإني وتأميلي جذيمة كالذي ... يؤمل ما لا يدرك الدهر طالبه
فأما إذا استغنيتم فعدوكم وادعي ... إذا ما غص بالماء شاربه
وقال في كتاب «المنحرفين»: حدثني أحمد بن محمد المكي: ثنا أبو العيناء أبنا صالح بن الهيثم، ثنا أبو مسكين، قال: كان أبو العباس عثمانيا، وهو القائل لأبي الطفيل: لعمرك .. البيت وبعده:
أرى عثمان مهديا وتأبى ... متابعتي وأبي ما تريد
قد ضلوا بحب أبي تراب كما ... ضلت عن الحق السيوف
ضللت بحبهم سبعين عاما ... فلا دينا ولا دنيا يفيد(5/203)
كتب إلي أحمد بن عبد العزيز: أنبا عمر بن شبه عن أبي عبيدة، قال: هوى أبو العباس الأعمى امرأة ذات بعل، فراسلها، فأعلمت زوجها، فقال أطمعيه، فأطمعته، وأرسلت إليه فأتاها فجلس زوجها إلى جانبها، فقال لها أبو العباس: إنك وقد وصفت لنا ولا نراك فالمسينا، ثم قال:
أفاطم قد وصفت لنا بحسن ... وإنا لا نراك فأسينا
فأخذت يده فوضعتها على فعل زوجها، فنفر وعلم أنه قد كيد، فنهض وخرج وهو يقول:
على ألية ما دمت حيا ... أمنسك طائعا إلا بعود
ولا أهدي لأرض أنت فيها ... سلام الله إلا من بعيد
[ق 64 / ب]
فخير منك لا خير فيه ... وخير من زيارتك قعودي
أتيتك زائرا فوضعت كفي ... على فعل أشد من الحديد
وأنشد أبو الفرج الأصبهاني هذا الشعر بقصته لبشار بن برد، والله أعلم.
وفي «كتاب المنتجيلي»: هو مولى بني ليث، ثقة، وقيل: مولى لبني كنانة.
وذكره ابن شاهين، وابن حبان في «جملة الثقات».
وقال ابن سعد: كان بمكة زمن ابن الزبير وهواه مع بني أمية، وكان قليل الحديث.
وقال مسلم بن الحجاج: كان ثقة عدلا، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي كتاب «الجهاد» من «صحيح البخاري»: ثنا آدم، ثنا شعبة، ثنا حبيب بن أبي ثابت سمعت أبا العباس، وكان لا يتهم في حديثه.
1838 - السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر، الأنصاري، والد حسين.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، تقدم ذكره في ترجمة ابنه، كذا ذكره المزي من غير زيادة، وكأنه- والله أعلم- نقله من غير أصل، ولو(5/204)
نقله من أصل لوجد فيه: السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر، من أهل المدينة يروي عن عمر بن الخطاب، كنيته أبو عبد الرحمن، مات في ولاية يزيد بن عبد الملك، وقد قيل: إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن سعد: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان قليل الحديث، ثقة، مات بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك.
وذكره غير واحد في «الصحابة» - رضي الله عنهم أجمعين- منهم: أبو نعيم، وأبو عمر، وغيرهما.
1839 - (بخ 4) السائب بن مالك، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن زيد الثقفي أبو يحيى، وقيل: أبو كثير الكوفي والد عطاء.
قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات». انتهى. نحن على العادة في نقله من غير أصل، إذ لو نقله من الأصل لوجد فيه: يكنى أبا عطاء، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أستاذه الحاكم، والدارمي، والطوسي، ونسبه أبو إسحاق السبيعي لما روى عنه أشعريا فيما ذكره البخاري.
وفي «المراسيل»: قال عبد الرحمن: قال أبي: السائب والد عطاء له صحبة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي الرواة جماعة اسمهم: السائب بن مالك، منهم:
1840 - السائب بن مالك.
روى عن فضالة بن عبيد، قال ابن يونس: روى عنه يزيد بن أبي حبيب.
1841 - والسائب بن مالك الكناني عن عمر.
ذكره البخاري.(5/205)
1842 - والسائب بن مالك تابعي.
روى عن ابن عمر، ذكره أبو الفضل الهروي في «المشتبه»، وفرق بينه وبين الراوي عن فضالة، وذكرناهم للتمييز.
1843 - (ع) السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود بن عبد الله بن الحارث بن الولادة الكندي، ويقال: الأسدي، ويقال: الليثي، ويقال: الهذلي.
قال الزهري: وهو من الأزد، وعداده في كنانة، وهو ابن أخت النمر، لا يعرفون إلا بذلك، كذا ذكره المزي، وفيه نظر في ثلاثة مواضع.
الأول: قوله: الحارث بن الولادة. وإنما هو: الحارث الولادة بغير ابن. كذا ذكره الكلبي، والبلاذري، وغيرهما.
الثاني: قوله: الأسدي، ثم قال: وقال الزهري: هو من الأزد. وهو تكرار بغير فائدة؛ لأن الأزد والأسد واحد.
الثالث: قوله: وهو ابن أخت النمر، ولم يبين أن هذه الجملة علم على شخص واحد، وهو جده، اسم رجل وليس بامرأة، ذكر ذلك المدائني فيما قاله الخطيب الحافظ.
وقال الترمذي في «التاريخ»: يكنى أبا يزيد.
وقال أبو نعيم الحافظ [ق 65 / أ]: السائب بن يزيد بن أخت نمر، وهو ابن سعيد بن عائذ ابن الأسود حليف بني عبد شمس، توفي سنة اثنتين وثمانين وهو ابن أربع وتسعين سنة، وكان جلدا معتدلا، وقال: متعت بسمعي وبصري بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو عمر: ولد في السنة الثانية من الهجرة، فهو ترب عبد الله بن الزبير، والنعمان بن بشير، وكان عاملا لعمر على سوق المدينة، وتوفي وله ست وتسعون سنة.(5/206)
وفي «التمهيد»: هو ابن أخت النمر بن جبل، والنمر بن جبل خاله، وقد ذكر أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي: ثنا النضر، ثنا عكرمة، ثنا عطاء مولى السائب بن يزيد ابن ابن أخي النمر بن قاسط، هو وهم، وغلط منه، أو ممن نقل عنه، لم يتابع عليه، والغلط لا يسلم منه أحد.
وفي «كتاب ابن الحذاء»: توفي سنة ست وثمانين.
ونسبه ابن حبان هلاليا.
وفي كتاب العسكري: كان أبوه خلف أبا سفيان بن حرب، ومات السائب، وله إحدى وثمانون سنة.
وقال ابن سعد: أبنا موسى بن مسعود النصري، ثنا عكرمة بن عمار عن عطاء مولى السائب، قال: كان رأس السائب بن يزيد من هامته إلى مقدم رأس أسود، وسائر رأسه ولحيته وعارضيه أبيض، فقلت: يا مولاي ما رأيت أحدا أعجب شعرا منك؟، قال: ولا تدري لم ذاك يا بني، مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الصبيان فقال: من أنت فقلت السائب بن يزيد أخو النمر، فمسح يده على رأسي، وقال: بارك الله فيك فهو لا يشيب أبدا.
وقال أبو مودود: رأيت السائب أبيض الرأس واللحية، لا يغيره، وعن عبد الأعلى الغروي: أنه رأى على السائب مطرف خز، قال: ورأيته يلبس ثوبين سامريين معلمين، الرداء معلم، والإزار معلم.
وعن الجعيد قال: رأيت على السائب جبة خز، وعمامة خز، وكساء خز.
وفي «كتاب الكلاباذي»: حج به أبوه وأمه مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عشر سنين، وقال يحيى بن بكير: مات سنة سبع وتسعين، وهو ابن سبع وتسعين، وقال أبو سليمان ابن زبر: السائب بن يزيد ابن أخت النمر بن سعيد(5/207)
ابن الأسود بن عبد الله بن الحارث بن الخزرج.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الأوسط»: توفي سنة ثمانين، وذكره البخاري في «فصل من مات من التسعين إلى المائة».
وفي كتاب أبي زكريا ابن منده، قال: ابن أبي داود: هو آخر من مات من الصحابة بالمدينة.
وفي الصحابة رجل آخر يقال له:
1844 - السائب بن يزيد.
مولى عطاء من فوق ولده بمرو وحوران من أرض الشام، ذكره ابن منده فيما ذكر ابن الأثير.
1845 - والسائب بن يزيد بن سعيد.
ذكره ابن الجوزي، في «جملة الصحابة» بعد ذكره ابن أخت النمر. انتهى. فلا أدري مولى عطاء أو غيره.
وفي التابعين:
1846 - السائب بن يزيد كوفي.
روى عنه أبو يعقوب، ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق».
وذكرناهم للتمييز. وقال المزي: ومن الأوهام:
1847 - السائب. رجل من أهل المدينة.
روى النسائي في «اليوم والليلة» عن عبد الرحمن بن محمد عن يزيد عن جرير عن أسماء بن عبيد عن رجل من المدينة يقال له: السائب، هكذا وقع في هذه الرواية، والمحفوظ: أنه أبو السائب مولى هشام. انتهى كلامه، وليس هو بأبي عذره، هذا القول قاله قبله أبو القاسم ابن عساكر بعدما ذكر(5/208)
أن النسائي رواه في «السير» [ق 65 / ب] من حديث مالك عن صيفي عن أبي السائب، وفي «اليوم والليلة» من طرق مختصرا على الصواب، فكان الأولى للمزي تبيين ذلك، والله أعلم.(5/209)
من اسمه سباع وسبرة وسبيع
1848 - (4) سباع بن ثابت حليف بني زهرة.
ذكره عبد الباقي بن قانع في «الصحابة»، وروى عنه أنه قال: أدركت من الجاهلية أنهم كانوا يطوفون بين الصفا والمروة، ويقولون اللهم قرر عينا بقرع المروتينا.
وذكره أيضا في «الصحابة»: أبو إسحاق بن الأثير، وقال: ذكره الدارقطني- يعني في الصحابة- وذكره أيضا فيهم ابن فتحون، وقبلهم أبو القاسم البغوي.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وابن خزيمة.
وروى الترمذي في «جامعه» عن الحسن الحلال عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع أن محمد بن ثابت بن سباع أخبره أن أم كرز أخبرته، فذكر حديث أقروا الطير. كذا أدخل بين سباع وأم كرز الذي ذكر المزي روايته عنها محمد بن ثابت.
1849 - (د) سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة.
قال الدارمي: وسألته يعني يحيى بن معين عن سبرة بن عبد العزيز فقال: ليس به بأس، قلت: فحرملة- يعين أخاه، ليس به بأس.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».(5/210)
1850 - (س) سبرة بن أبي الفاكه، ويقال ابن الفاكه، ويقال: ابن الفاكهة، ويقال: ابن أبي الفاكهة، نزل الكوفة.
قال ابن أبي عاصم: هو أسدي من أسد خزيمة، وفي كتاب ابن منده: مخزومي، وفي كتاب ابن الجوزي: الجهني، وكناه العسكري: أبا الفاكه.
1851 - (م) سبرة بن معبد، ويقال: سبرة بن عوسجة، ويقال: سبرة بن معبد بن عوسجة بن حرملة، يكنى أبا ثرية، ويقال: أبو ثلجة، ويقال: أبو الربيع.
توفي في خلافة معاوية، وكان ينزل ذا المروة، كذا ذكره المزي، وأما ابن حبان فإنه فرق بين سبرة بن معبد الجهني، والد الربيع كنيته أبو ثرية، وبين سبرة بن عوسجة أبي الربيع النازل في ذي المروة، مات في خلافة معاوية.
وقال العسكري: سبرة بن معبد بن عمرو بن ضحاده بن خديج الجهني، نزل مصر.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة الذين شهدوا الخندق وما بعدها.
وفي كتاب ابن أبي خيثمة، شهد تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي صالح المؤذن: تفرد عنه ابنه الربيع، وفي كتاب المنذري: كنيته أبو ثرية، وقيل أبو ثرية.
1852 - (د) سبيع بن خالد، ويقال: خالد بن خالد اليشكري البصري، وقيل: سبيعة، ولا يصح، وفي كتاب الصريفيني صخر بن سبيع.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وسيأتي أن ابن حبان ذكره في باب سليم من كتاب «الثقات».(5/211)
من اسمه سحامة وسخيم وسخبرة [ق 66 / أ]
1853 - سحامة بن عبد الرحمن، ويقال: ابن عبد الله البصري، ويقال: الواسطي الأصم، وفي «تاريخ البخاري»: سحامة بن عبد الرحمن بن الأصم.
روى عنه مغيرة بن مقسم، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
1854 - (س) سحيم مولى بني زهرة القرشي.
قال البخاري: ثنا أبو اليمان، أنبا شعيب عن الزهري أخبرني سحيم مولى بني زهرة، وكان يصحب أبا هريرة، ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال ابن عمار: ثقة إلا أنه كان محتاجا.
1855 - (ت) سخبرة والد عبد الله بن سخبرة، ويقال له صحبة، وليس بالأزدي، فإن الأزدي آخر ليس له رواية.
كذا ذكره المزي، وهو غير جيد؛ لأن سخبرة: هذا أزدي لا ريب فيه، ولا شك يعتريه، نص على ذلك البخاري، وقال: حديثه ليس من وجه صحيح، وأبو أحمد العسكري، وأبو حاتم بن حبان، وأبو القاسم الطبراني في «الكبير»، ابن أبي خيثمة، وأبو عروبة الحراني في «طبقات الصحابة» رضي الله عنهم أجمعين وابن عبد البر، وأبو نعيم الحافظ الأصبهاني، وابن منده فيما ذكره ابن الأثير، قال: وربما قيل: الأسدي بالسين، وأبو الفرج(5/212)
ابن الجوزي، وخليفة بن خياط، وابن سعد، وأبو منصور الباوردي، وأبو علي ابن السكن، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأبو سليمان ابن زبر، وغيرهم.
أينام الفتى ويذكر شيئا ... يتشهى فيه كما قد يريد
يدعي العلم والسيادة فيه ... وصواب المقال عنه يحيد
من ترى غيره من ذكرت إماما ... قوله حجة فقله تفيد(5/213)
من اسمه سراج وسرار وسراقة وسرق
1856 - (د) سراج بن مجاعة بن مرارة الحنفي اليمامي، والد هلال.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، كذا ذكره المزي، وكأن المزي لم ير كتاب ابن حبان في الصحابة، ولو رآه لرأى فيه سراج بن مجاعة الحنفي من أهل اليمامة، له صحبة.
ولما ذكره أبو نعيم في «الصحابة» كناه أبا هلال، ونسبه سلميا، وكذلك ابن الجوزي، وقال ابن الأثير: ذكره أيضا ابن منده، وكذا ذكره فيهم أيضا أبو القاسم البغوي، وابن قانع، وابن فتحون، وغيرهم.
1857 - (س) سرار بن مجشر بن قبيصة العنزي، ويقال: العنبري أبو عبيدة البصري.
قال الدارقطني: مديني، وفي كتاب «الجرح والتعديل» عنه: بصري ثقة.
وقال ابن حبان: لست أحفظ له عن تابعي سماعا صحيحا.
وقال النسائي: هو ويزيد مقدمان في سعيد بن أبي عروبة، وفي موضع آخر: أثبت أصحاب سعيد: يزيد بن زريع، وسرار.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال أبو نصر ابن ماكولا: ثقة.(5/214)
ونسبه البخاري: عجليا، وفي «تاريخه الأوسط»: مات في «ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائة».
وقال شيخ الإسلام في «در الكلام»: كان ثقة.
ولما صحح ابن القطان حديثه في إسلام غيلان، قال: كان أحد الثقات. [ق 66 / ب].
1858 - (خ 4) سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو المدلحي أبو سفيان.
قال المرزباني: لما رجع سراقة من خروجه ليرد النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو جهل:
بني مدلج إني أخاف سفيهكم ... سراقة يستغوي بنصر محمد
عليكم به ألا يفرق شملكم ... فيصبح شتى بعد عز وسؤدد
أجابه سراقة:
أبا حكم والله لو كنت شاهدا ... لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمدا ... رسول وبرهان فمن ذا يقاومه
عليك بكف القوم عنه فإنني ... أرى أمره يوما ستبدو معالمه
بأمر نود النصر فيه بأسرها ... بأن جميع الناس طرا تسالمه
ولما تبع النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر، ودعا عليه فساخت قوائم فرسه، قال أبو بكر من أبيات:
حتى إذا قلت قد أنجدت من مدلج ... فارس في منصب وار
يردي به مشرف الأقطار معتزم ... كالسيد ذي اللبد المستأسد الضار(5/215)
فقال: كروا، فقلنا إن كرتنا من دونها ... لك نصر الخالق البار
إن تخسف الأرض بالأحوى وفارسه ... فانظر إلى أربع في الأرض غوار
فهبل لما رأى أرساغ مقربه ... قد سخن في الأرض لم يحفر بحفار
فقال: هل لكم أن تطلقوا فرسي ... وتأخذوا موثقي في بحح إسرار
فقال قولا رسول الله مبتهلا ... يا رب إن كان يهوي غير أخفار
فنجه سالما من شر دعوتنا ... ومهره مطلقا من كل آثار
فأطلق الله إذ يدعو حوافره ... وفاز فارسه من هول أحظار
وفي كتاب «الاستيعاب»: عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة: كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ قال: فلما أتي عمر به دعا سراقة فألبسه سواري كسرى ومنطقته وتاجه، وكان سراقة رجلا أزب، وقال له ارفع يدك، فقال: الله أكبر الحمد لله الذي سلبهما كسرى الذي كان يقول أنا رب الناس وألبسهما سراقة أعرابيا من بني مدلج، وكان سراقة شاعرا مجيدا.
وقال ابن حبان: شهد حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الجاحظ في كتاب «البرصان»: وزعم أبو عثمان البقطري أن أم سراقة بن مالك بن جعشم كانت برصاء، وأنشد قول أمية بن الأسكر، قال الجاحظ: وليس له فيه دليل على برصها وهو:
لقد جرت البرشاء أم سراقة ... رمته بها البغضاء بين الحواجب
وفي «المعجم الكبير» لابن مطير: روى عنه عروة بن الزبير، وأخوه كعب بن مالك بن جعشم. وفي كتاب العسكري: روى أن إبليس كان يأتي في صورته، وحذف ابنا له بشيء فمات فلم يقده عمر بن الخطاب به، يعد في المدنيين.(5/216)
وفي «تاريخ البخاري»: ويقال سراقة بن جعشم. [ق 67 / أ].
وزعم الصريفيني أن في الصحابة رجلا يسمى:
1859 - سراقة بن مالك أخو كعب بن مالك.
حديثه في «المستدرك» للحاكم. وكأنه الأول. ذكرناه للتمييز.
1860 - (د ق) سرق بن أسد الجهني، ويقال الديلي، ويقال: الأنصاري، سكن مصر كان اسمه الحباب.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: سرق مخفف مثل غدر وفسق، وأصحاب الحديث يشدون الراء والصواب تخفيفها، أعتقه عبد الرحمن القيني وفيه رد لما ضبطه المهندس عن الشيخ.
وقال أبو الفتح الأزدي: له صحبة، تفرد عنه بالرواية عبد الله بن يزيد، وقال ابن السليماني عن سرق، ولا يصح.
وفي كتاب «الصحابة» لابن حبان، بخط أحمد بن يونس بن بركة: اسمه الحبحاب.
وقال أبو نعيم الحافظ: نزل الإسكندرية.
وقال ابن يونس: هو رجل من الصحابة معروف من أهل مصر كان بالإسكندرية، روى عنه زيد بن أسلم. انتهى، في هذا لما ذكره الأزدي، والله تعالى أعلم.(5/217)
من اسمه سريج وسري
1861 - (خ 4) سريج بن النعمان بن مروان الجوهري اللولومي أبو الحسين، ويقال: أبو الحسن البغدادي، أصله من خراسان.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: يكنى أبا الحسن، ويقال: أبو الحارث، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أستاذه، الحاكم أبو عبد الله.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة مأمون.
وفي «منتهى الرغبات» للمديني: روى عنه البخاري حديثا واحدا، وروى عن محمد بن رافع، ومحمد غير منسوب عنه.
وفيه نظر، لما ذكره صاحب «الزهرة»: روى عنه، يعني البخاري، ثلاثة أحاديث، ثم روى في الجمعة والحج وعمرة القضاء عن محمد بن رافع عنه، وعن محمد غير منسوب عنه.
وفي «التلخيص» للخطيب: كان ثقة، وذكر المزي توثيقه عن ابن سعد، وأغفل وفاته من عنده، وذكر هذا من عند غيره، ولو نقل من أصل لرأى الوفاة فيه من غير فصل بين القولين.
وقال الباجي: وللكوفيين شيخ يقال له:
- شريح- بالشين المعجمة- بن النعمان.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي.(5/218)
1862 - (خ م س) سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي، أبو الحارث العابدي، مروذي الأصل.
ذكره ابن حبان في «الثقات».
وفي رواية محمد بن أحمد بن يعقوب عن جده عن يحيى بن معين: ليس بشيء وهو: كيس.
وفي «تاريخ الخطيب»: عن حامد بن شعيب، قال: سمعت سريجا يقول:
كنت ليلة فوق المشرعة فسمعت صوت ضفدع، فإذا ضفدع في فم حية، فقلت: سألتك بالله إلا خليتها فخلاها.
وقال إسحاق بن إبراهيم الختلي: أبنا سريج بن يونس الشيخ الصالح الصادق.
وذكر المزي رواية الحارث بن أبي أسامة عنه متبعا الخطيب، ولما ذكر أبو موسى المديني في كتاب «منتهى الرغبات» هذا شك فيه فينظر.
وذكر المزي أيضا وفاته من عند (ابن) عبيد بن محمد بن خلف المذكورة في «تاريخ الخطيب» سنة خمس في ربيع الأول، ثم قال: وقال البخاري: مات ليلة الاثنين لسبع بقين من ربيع [ق 67 / ب] الآخر سنة خمس، وصحح المهندس عنه على الآخر وليس بجيد؛ لأن البخاري ذكره في «تاريخه الأوسط» فقط، كما ذكره إلا أنه قال: ربيع الأول، وهي نسخة كتبت عن أبي محمد عبد الرحمن بن الفضل الفارسي بمكة سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وقرئت عليه عن البخاري، وكذا أيضا نقله عنه إسحاق القراب في «تاريخه»، وأبو نصر الكلاباذي، وأبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»، وغيرهم، نعم(5/219)
القائل ربيع الآخر ببغداد ابن قانع من عند نفسه، لما ذكره في «الوفيات» قال: وهو ثقة ثبت.
وفي كتاب «الزهرة»: أنصاري، روى البخاري في أول «الطب» عن محمد بن عبد الرحيم عنه، وروى عنه أربعة أحاديث، ومسلم ثلاثة.
وممن ذكره في مشايخ البخاري الذي أخذ عنهم الحافظ أبو عبد الله بن منده، وأبو نصر الكلاباذي، والمزي زعم أنه روى له فينظر.
وقال ابن سعد: كان زوج ابنة فراس المستملي، وكان قد صنف كتبا وأخرجها، وحدث بها وكان ثقة.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: كان ثقة توفي يوم الثلاثاء لثمان بقين من ربيع الأول سنة خمس.
1863 - (ق) السري بن إسماعيل الهمداني الكوفي، ابن عم الشعبي.
قال أبو إسحاق الحربي: كان كاتب الشعبي إذ كان قاضيا، وتولى هو القضاء بعد، وفيه ضعف.
وفي كتاب ابن الجارود: في حديثه ضعف، وفي موضع آخر: ليس بشيء، وترك ابن المبارك حديثه.
وقال ابن سعد: روى عن الشعبي الفرائض، وغير ذلك، وهو قليل الحديث، تولى قضاء الكوفة.
وقال الساجي: ضعيف جدا.
وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، حديثه باطل شبه لا شيء.
وفي كتاب الآجري عن أبي داود: ليس بشيء.(5/220)
وذكره أبو العرب، والبخاري، والعقيلي في «جملة الضعفاء»، وخرج الحاكم حديثه في الشواهد.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه.
وفي كتاب الصريفيني: نسبه مكي بن إبراهيم بجليا.
وفي «تاريخ أحمد بن أبي خيثمة»: رأيت في كتاب علي عن يحيى بن سعيد قال: ما كلمت السري قط إلا مرة، فسمعته يقول: ثنا عامر سمعت النعمان بن بشير سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الخمر بين خمسة»، قال يحيى: فتركته، قال ابن أبي خيثمة: ووافق السري على ذلك إبراهيم بن مهاجر.
1864 - (س) السري بن يحيى بن إياس بن حرملة الشيباني المحلمي أبو الهيثم، ويقال: أبو يحيى البصري.
ذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: توفي في ذي الحجة وهو ثقة، قاله ابن نمير، وأحمد بن صالح، وغيرهما.
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال: مات بمكة سنة سبع وستين، وكان عاقلا.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وكذا أبو محمد الدارمي.
وفي «تاريخ البخاري الكبير» بخط أبي ذر الهروي. أبو القاسم في(5/221)
موضعين، وبخط ابن الأبار: الهيثم. وكأنه أشبه.
وفي «تاريخ الغرباء» لابن يونس: خرج يريد الحج فتوفي بمكة سنة سبع.
وقال المنتجالي: بصري ثقة وذكر عن سلمة بن عبايه قال: انطلقت أنا وشعبة إليه فأطعمنا فالوذجا.
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وذكر عن شعبة أنه قال: ما رأيت [ق 68 / أ] أصدق منه.
ولهم شيخ آخر تابعي يقال له:
1865 - السري بن يحيى بن أخي هناد بن السري، يكنى أبا عبيدة.
ثقة جليل، روى عنه من أهل بلدنا بقي بن مخلد، ذكره مسلمة، وروى الحاكم حديثه عن الأصم عنه.
1866 - والسري بن يحيى.
شيخ آخر، روى عنه حفص بن عمران، ذكره الصريفيني، وذكرناهما للتمييز.(5/222)
من اسمه سعد
1867 - (خ س) سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق الزهري. كان أسن من أخيه، وهو أبو عبد الله وعبيد الله.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، قال: مات ببغداد سنة إحدى ومائتين.
وخرج أبو عوانة، والطوسي، والحاكم، والدارمي حديثه في «الصحيح».
وقال الصدفي: سألت أبا جعفر العقيلي عن إبراهيم بن أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف فقال: من ولد عبد الرحمن من ثقات المسلمين، وأبوه وأهل بيته كلهم ثقات.
قال: وسألت أبا علي صالح ابن عبد الله، يعني الأطرابلسي، عنه فقال: هو ثقة، وأبوه وأجداده، ثقات.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وكذلك ابن شاهين، وقال العجلي: لا بأس به.
وقال أبو داود: ثنا أحمد عن سعد، وقال: كان يعقوب أيقظ من سعد.
ولما ذكره المدائني في «الطبقات» كناه أبا إبراهيم، وقال: ولي قضاء واسط، وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
1868 - (ع) سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق، ويقال: أبو إبراهيم الزهري المدني، قاضي المدينة، زمن القاسم بن محمد.
قال المزي: ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وكان ثقة، كثير الحديث، كذا ذكره وكأنه قلد في نقله، إذ لو رآه فيه من غير فصل بين(5/223)
القولين توفي سنة سبع وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: مات سنة خمس وعشرين، وقد قيل سنة ست وعشرين ومائة.
وقال أبو أحمد الحاكم: كان من جملة التابعين وفقهائهم وصالحيهم.
وقال ابن قانع: ولد سنة خمس وخمسين.
وذكر الزبير في كتاب «النسب»: أن سعدا كان على الشرط بالمدينة، ثم ولي قضاءها غير مرة، وكان قد حكم على إنسان إذ كان قاضيا بحكم، فلما عزل جاءه ذلك الإنسان فحرك ثغر دابته فسكت عنه، فلما عاد إلى القضاء أمر به أن يضرب عشرين سوطا، ثم عزل، فجاءه ذلك الإنسان فتعرض له فسكت عنه، فلما عاد إلى القضاء ضربه عشرين سوطا، ثم عزل فلقيه ذلك الرجل فلم يكلمه، فقال له سعد: ما لك لا تصنع بعض ما كنت تصنع!؟ فقال أيهات درست التوراة فرأيت بين كل سطرين منها سعد بن إبراهيم قاض.
وقال ابن الأثير في «جامع الأصول»: توفي سنة ثلاثين.
وقال الساجي: ثقة أجمع على صدقه والرواية عنه، إلا مالك بن أنس فإنه كان يتكلم فيه.
وقد روى مالك عن عبد الله بن إدريس عن شعبة [ق 68 / ب] عن سعد، فصح باتفاقهم عليه أنه حجة في الأحكام، والفروج.
ويقال إن سعدا رأى مالكا يوما فوعظه، فغضب مالك من ذلك وإنما ترك الرواية عنه، فأما أن يكون تكلم فيه فلا أحفظه.
وسعد القائل: لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثقات.
حدثني أحمد بن محمد، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سعد ثقة.(5/224)
فقيل له إن مالكا لا يحدث عنه، فقال: من يلتفت إلى قول مالك في سعد، سعد رجل صالح.
ثنا أحمد بن محمد قال: سمعت المعيطي يقول ليحيى بن معين: كان مالك يتكلم في سعد سيد من سادات قريش، ويروي عن ثور، وداود بن الحصين، خارجين خشبيين.
قال أبو يحيى: وقد روى عنه الثقات، والأئمة، وكان دينا عفيفا.
وفي كتاب المنتجيلي: سئل أحمد بن حنبل لم لم يرو عنه مالك؟ فقال: كان له مع سعد قصة، ثم قال: ولا يبالي سعد إذا لم يرو عنه مالك.
وقال البرقي: سألت يحيى عن قول بعض الناس في سعد أنه كان يرى القدر، وترك مالك الرواية عنه، فقال: لم يكن يرى القدر، وإنما ترك مالك الرواية عنه لأنه تكلم في نسب مالك، فكان لا يروي عنه، وهو ثبت لا شك فيه.
وقال أحمد بن حنبل: قال سعد بن إبراهيم لمالك وهو في حلقته: أنت الذي تخالف عمك وتدعي أنك من ذي أصبح.
قال: وقال ابن عيينة: قال ابن جريج: أتيت الزهري بكتاب أعرض عليه، فقلت: أعرض عليك؟ فقال: إني وعدت سعدا في ابنه وسعد سعد. قال ابن جريج، فقلت ما أشد ما يفرق فيه، قال سفيان: لأنه يضرب (باب أسواكا با الزهري).
وقال محمد بن إسحاق: مر سعد إلى المسجد في الهاجرة، فرأى رجلين واقفين في ظل جدار يتحدثان، أحدهما من قريش والآخر مولى، فقال: وهذه الساعة، فقالوا: أترى ريبة، أو شيئا تكرهه، فأمر بالمولى أن يضرب، فقال: علام تضربني؟ فقال: إنك سمج، فقال القائل وذكر الوزير أبو القاسم المغربي «المنثور في صلح ربات الخدور» أنه الطيبه الزبيرية:(5/225)
ضرب العادل سعد ... بن سلم في السماجة
فقضى الله لسعد ... من إمام كل حاجة
قال يونس بن بكير، وكانا يتهمان.
وقال قتيبة: له عقب، وفيه يقول موسى شهوان:
يتقي الناس فحشه وأذاه ... مثل ما يتقون بول الحمار
لا يغرنك سجدة بين عينيه ... حذاري منها ومنها فرار
وذكر القاضي عبد الجبار في كتاب «الطبقات» أنه ممن استجاب لغيلان القدري وتلمذ له. وقال أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»: وفي الجملة أن قول ابن معين: إن مالكا ترك حديثه لكلامه في نسبه، ليس على ظاهره، ولو تركه مالك لذلك مع رضى أهل المدينة لحدث عنه سائر أهلها، وقد ترك جمعهم الرواية عنه، وفي قول جماعة أهل الحفظ من أئمة الحديث، وإنما أخذ يحيى بن سعيد عنه فإنه أخذ الصاحب عن الصاحب، أو لعله روى حديثا عرف صحته وسلامته، أو لعله أخذ عنه قبل طعنه في نسب مالك، ثم سافر إلى العراق، وحدث عنه هناك [ق 69 / أ] ولم يعلم ما أحدث بعده، ورأي الجمهور أولى، والظاهر أن أهل المدينة إنما اتفقوا على ترك الأخذ عنه لأنه قد طعن في نسب طعنا استحق به عندهم الترك، وقد ترك شعبة الرواية عن أبي الزبير ولا خلاف أنه أحفظ من سعد وأكثر حديثا وجرحه بأن قال: رأيته وزن فأرجح.
وطعن سعد في نسب مالك أعظم إثما مع ما يختص به من وجوب الحد الذي يمنع من قبول الشهادة، ويكونون اتفقوا على ترك الأخذ عنه ما لم يرضوا أخذ حديثه، وعندي أنه ليس بالحافظ، وقد أغرب بما لا يحتمل عندي حاله مع قلة حديثه، ولعل ذلك كان من قلة حفظه، وإن كان البخاري قد أخرج عنه حديثه عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقرأ في «الجمعة في(5/226)
صلاة الفجر الم تنزيل»، وهو حديث انفرد به ولم يتابع عليه من طريق صحيح، فترك الناس العمل به ولا سيما أهل المدينة، ولو كان ما يحتج به لتلقي بالعمل به من جميع أهل المدينة أو بعضهم، إذ هو من حديثها، ولو كان عند أبي الزناد أو غيره من أصحاب الأعرج ممن هم أروى عن الأعرج منه، وقول يحيى، وأحمد فيه: ثقة. يحتمل أن يكونا أرادا به أنه من أهل الثقة في نفسه مزيد للخير لا يقصد التحريف، ولا يستجيزه ولا يعلم له خربة توجب رد حديثه غير قلة علمه بالحديث أو لطعنه في نسب مالك، وقد يستعمل ابن معين وأحمد وأبو زرعة الثقة فيمن هذه صفته، وإن كان لا يحتج بحديثه، ولذلك قال ابن معين وأحمد في ابن إسحاق: ثقة، ولكن لا يحتج بحديثه، وأهل كل بلد أعلم ببلديهم، ولا أذهب إلى أن سعدا يجري مجرى ابن إسحاق، فإن سعدا أحسن حديثا وأكثر توقيا وأظهر تدينا من ابن إسحاق، وابن إسحاق أوسع علما، ولا أقول إن سعدا يبلغ عندي مبلغ الترك، ولكن أهاب من حديثه مثل ما ذكرته، ولا يحتمل عندي الانفراد والله أعلم. انتهى كلامه.
وفيه نظر لما أسلفناه من عند الساجي، ولما ذكره غير واحد من أن الزهري روى أيضا عنه، ويكفيه رواية هذين المدنيين اللذين هما علما أهل المدينة، وحكى أن غيرهما روى عنه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: كان رجلا صالحا دينا عفيفا.
وفي كتاب «الكلاباذي» عن أحمد: مات بعد ابن شهاب بسنتين.(5/227)
وذكره أبو نعيم الأصبهاني في «جملة الأئمة الأعلام الذين رووا عن الزهري».
1869 - (ت) سعد بن الأخرم الطائي الكوفي والد المغيرة.
قال أبو عمر بن عبد البر: يكنى أبا المنتفق، ويختلف في حديثه، وغير بعيد رواية مثله عن ابن مسعود.
وفي كتاب ابن الأثير: كنيته أبو المغيرة، ونسبه أبو أحمد العسكري في كتاب «الصحابة»: جهيميا، قال: والأخرم اسمه ربيعة بن سيدان بن فهم بن غيث بن كعب بن عامر بن الهجيم بن عمرو بن تميم قال: وذكر بعضهم أن له صحبة، قال: وهو أخو عبد الله بن ربيعة، وذكره مسلم في «الطبقة الأولى من أهل الكوفة».
1870 - (4) سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، القضاعي ثم البلوي المدني، حليف [ق 69 / ب] الأنصار.
قال ابن الأثير، وابن الحذاء: مات سنة أربعين ومائة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم والطوسي.
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: قال: صالح بن محمد: هو جزري ثقة، روى عنه شعبة، والثوري، وقال ابن عبد البر: ثقة، لا يخلتف في عدالته وثقته.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: يقال إنه توفي سنة أربعين، أو بعدها(5/228)
بقليل، غمزه بعضهم، وهو ثقة، وقاله علي بن عبد الله المديني، وأحمد بن صالح، وابن نمير، وغيرهم.
وقال ابن سعد: مات بعد سنة أربعين ومائة، روى عنه يحيى القطان، وكان ثقة، وله أحاديث.
1871 - (ق) سعد بن الأطول بن عبيد الله بن خالد الجهني، ويقال الأطول بن عبد الله بن خلف القحطاني أبو مطرف، ويقال أبو قضاعة.
وهو أخو يسار بن الأطول المتوفى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. فيما ذكره ابن (الأمين).
وقال الباوردي، وابن حبان، والبخاري: مات سعد بعد خروج عبيد الله بن زياد من البصرة.
وقال ابن سعد: وأخبرت عن واصل بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: لما مات يزيد بن معاوية خاف عبيد الله بن زياد أهل البصرة على نفسه فأرسل إلى سعد بن الأطول فسأله أن يجيره من أهل البصرة، فقال: عشيرتي ليست بالبصرة عشيرتي بالشام.
وقال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، وكان معه زوج أم قضاعة فعرف به.
وكناه ابن منده فيما ذكره ابن الأثير أبا عبد الله.(5/229)
1872 - (د ت س) سعد بن أوس العدوي، ويقال: العبدي البصري، زوج نضرة بنت أبي نضرة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال: هو عندي في «الطبقة الرابعة من المحدثين».
وقال أبو يحيى الساجي: أما سعد بن أوس البصري فصدوق، وزعم المزي أن ابن حبان كناه أبا محمد، وغفل عن كون البخاري هو الذي كناه بذلك، فقال: وقال مسلم: ثنا محمد بن أبي الفران البجلي، ثنا سعد بن أوس أبو محمد زوج نضرة، ومن قصد البحر استقل السواقيا.
1873 - (بخ 4) سعد بن أوس العبسي أو محمد الكاتب الكوفي.
قال ابن الجارود في «المنتقى»: ثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو نعيم، ثنا سعد بن أوس العبسي الكاتب، قال: حدثني بلال بن يحيى، فذكر حديثا.
وقال الساجي: حدثني أحمد بن محمد، قال: سمعت أبا نعيم يقول: ثنا سعد بن أوس، وكان كاتبا في الديوان.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» كناه أبا الحسن.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال يحيى بن معين: ليس به بأس.
وفي كتاب ابن سعد: عبسي من أنفسهم.
1874 - (ع) سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني، من شيبان بن ثعلبة بن عكابة كوفي.
قال ابن سعد: كان ثقة، وله أحاديث.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، و «تاريخ البخاري»،(5/230)
و «الكنى»، لأبي أحمد: ويقال: البكري، وكان أكبر من بقي من أصحاب ابن مسعود، جاهلي.
ولما ذكره ابن حبان البستي قال: كانت القادسية سنة إحدى وعشرين فكأنه مات سنة إحدى ومائة؛ لأنه عاش مائة وعشرين.
وقال إسماعيل بن أبي خالد، فيما ذكره أبو نصر [ق 70 / أ]: عاش تسع عشرة ومائة.
وقال ابن عبد البر: مات سنة خمس وتسعين.
وقال أبو نعيم الحافظ: ويقال: سعيد بن إياس.
وفي باب: سعيد ذكره ابن حبان في «الثقات» وكذا ذكره أيضا أبو الفضل الهروي في كتابه «مشتبه الأسماء».
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
وأما ما ذكره المزي في غير ما نسخة، وقبله صاحب «الكمال»: شيبان بن ثعلبة، فوهم لا شك فيه، والذي عليه النسابون ولا أحاتني منهم أحدا، شيبان بن ذهل بن ثعلبة.
وفي كتاب «الصريفيني»: مات سنة ثمان وتسعين.
وذكره جماعة في الصحابة، ولهم أبو عمرو الشيباني واسمه هارون بن عنترة، كوفي حدث عنه عمرو بن مرة، وغيره، ذكرناه للتمييز.
1875 - (خ سي) سعد بن حفص الطلحي مولاهم أبو محمد الكوفي المعروف بالضخم.
قال صاحب «زهرة المتعلمين»: روى عنه، يعني البخاري، أربعة عشر حديثا.(5/231)
ووهم بعض الناس وأورده في باب سعيد وهو غير صواب، وسعيد هذا شيخ قديم مسند، وفي «سؤالات الحاكم» عن الدارقطني، وسماه سعيدا بالياء: كوفي ثقة.
1876 - (ق) سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري المدني، أخو عبد الله، يكنى أبا سهل.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» عن أبيه من غير وساطة أخيه، فلذلك ساغ له تصحيحه، وفيه وفيما يذكر بعد رد لقول من قال: لا يحدث عن غير أخيه، وكذلك أبو محمد الدارمي في «مسنده» الذي سماه غير واحد صحيحا، منهم الشيخ تقي الدين القشيري.
وقال البخاري، مولى بني ليث عن أخيه عبد الله، حجازي، ولم يصح حديث عبد الله.
وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده صحيفة، لا تشبه حديث أبي هريرة، يتخايل إلى المستمع له أنها موضوعة أو مقلوبة أو موهومة، لا يحل الاحتجاج بخبره.
وقال أبو إسحاق الحربي في «تاريخه»: لا أعرفه بل أعرف أخاه.
وقال الساجي: ضعيف عنده مناكير يحدث عن أبيه. وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
1877 - (خت م 4) سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري المدني، أخو يحيى وعبد ربه.
قال ابن حبان: لم يفحش خطؤه، فلذلك سلكنا به مسلك العدول،(5/232)
قال: وهو ابن سعيد بن قيس بن قهد.
وقال ابن عمار فيما ذكره الحاكم: ثقة، وخرج حديثه في «مستدركه».
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وكذلك ابن خلفون، زاد: وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وقال النسائي: ضعيف، وقال أحمد بن صالح: ثقة.
وقال ابن سعد: هو دون أخيه عبد الله.
وذكره الساجي، والعقيلي، وأبو علي بن السكن وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وزعم أبو الفرج ابن الجوزي، وأبو إسحاق الصريفيني أن ابن حبان قال فيه: لا يحتج به، وهو مشكل، وذلك أنه هو نفسه احتج به إذ خرج حديثه في «صحيحه»، وبما أسلفناه من توثيقه إياه.
وأما قول المزي: وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سعد بن سعيد الأنصاري مودي. فيه نظر، وذلك أن ابن أبي حاتم لم يذكر هذا عن أبيه إنما ذكره عن يحيى، فقال: ذكره أبي عن إسحاق عن يحيى بن معين أنه قال: سعد بن سعيد الأنصاري مؤدي.
وفي كتاب «الوهم والإيهام»: اختلف في ضبط هذه اللفظة [ق 70 / ب]، فمنهم من يخففها أي هالك ومنهم من يشددها أي حسن الأداء.
وفي كتاب عباس عنه: ليس بالقوي.(5/233)
وقال الطوسي: تكلموا فيه، وقال الترمذي: تكلموا فيه من قبل حفظه.
وذكره أبو نعيم الحافظ، في «جملة الأئمة الأعلام الذين رووا عن الزهري».
1878 - (د ت ق) سعد بن سنان، متبعا صاحب «الكمال»، ويقال: سنان بن سعد الكندي المصري.
كذا ذكره المزي ولو عكس وتبع البخاري وأبا حاتم الرازي وغيرهما لكان صوابا.
قال البخاري، وذكره في باب سنان فقط، وذكر الخلاف في اسمه ثم قال: والصحيح سنان بن سعد وهنه أحمد بن حنبل وأما ابن أبي حاتم عن أبيه فلم يذكره إلا في باب سنان.
ولما ذكره النسائي في باب سنان قال: ضعيف، واختلف في اسمه.
وممن ذكره في باب سنان. أيضا: ابن حبان وابن سعد وقال: منكر الحديث، وأبو سعيد ابن يونس، وقال: يروي عنه يزيد، ومحمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي، ويقال: سعيد بن سنان، وسنان بن سعد الصواب ولسعد أبيه صحبة.
والحاكم إذ خرج حديثه في الشواهد وابن خلفون في كتاب «الثقات»، وقال: وهو الأشهر.
وذكر الخطيب في «رافع الارتياب»: أن محمد بن إسحاق بن يسار وابن لهيعة وعمرو بن الحارث يقولون: سانن بن سعد وأن الليث وحده يقول: سعد بن سنان، ثم قال: سنان بن سعد، وفي رواية عن ابن إسحاق: سعيد بن سنان بزيادة ياء. انتهى.
فتبين لك أن لا قائل بسعد بن سنان، أعني قائلا مصمما لا يتردد، وأن الصواب سنان ابن سعد كما قاله البخاري، وغيره.(5/234)
وقول المزي، متبعا صاحب «الكمال» أيضا: لم يرو عنه غير يزيد بن أبي حبيب. وفيه نظر، لما أسلفناه من عند ابن يونس، ولما ذكره ابن حبان: حدث عنه المصريون وهم مختلفون فيه. وهو دلالة على رواية جماعة عنه.
وقال أبو بشر الدولابي فيما ذكره عنه أبو العرب في كتاب «الضعفاء»: منكر الحديث.
ولما ذكره الساجي في «جملة الضعفاء» قال: قال أحمد: ترك حديثه، ليس حديثه حديثا حسنا، وقيل له: سعد بن سنان عن أنس يعبأ به؟ قال على أي شيء يعبأ به.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال العجلي: تابعي ثقة، وكذا قاله ابن عمار الموصلي، وذكره ابن شاهين في «الثقات».
1879 - (د) سعد بن ضميرة السلمي.
قال أبو نعيم الحافظ: أبو سعد، وقال أبو عمر: الضمري، وقال البغوي: أبو ضميرة، وقال ابن حبان: سعد بن ضمرة، ويقال: ابن صبيرة، وكذا ذكره البخاري عن ابن إسحاق، وقال العسكري، لما ذكره في بني ضمرة: وأما حسين بن عبد الله بن ضميرة فليس من هذا في شيء؛ لأنه مولى.
وقال ابن قانع: هو سعد بن ضميرة بن سعد بن سفيان بن مالك بن حبيب بن زعب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثه بن سليم بن منصور بن عكرمة بن حصفه بن قيس غيلان بن مضر.
1880 - (خت م 4) سعد بن طارق بن أشيم أبو مالك الأشجعي الكوفي.
قال محمد بن إسحاق في كتاب «السيرة»: ثنا سعد بن طارق أبو مالك ثقة.(5/235)
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذا ابن خزيمة، وابن حبان، والطوسي، والدارمي، والحاكم.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغنا»: لا أعلمهم يختلفون في أنه ثقة عالم بتأويل القرآن.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: [ق 71 / أ]: وثقه ابن نمير وغيره.
وقال ابن سعد: أبنا أبو عامر العقدي، ثنا زهير بن محمد عن ابن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم «إن أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض».
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: بقي إلى حدود الأربعين ومائة.
وذكر الحافظ أبو موسى المديني في كتاب «منتهى رغبات السامعين في أحاديث التابعين» أنه ثقة، روى عنه حسين بن علوان وأبو معاوية الضرير.
ولما ذكره العقيلي في «جملة الضعفاء» قال: أمسك يحيى عن الرواية عنه.
1881 - (ت ق) سعد بن طريف الإسكاف الحذاء الحنظلي الكوفي.
قال البخاري في «الأوسط» من تواريخه: ليس بالقوي عندهم. وقال أبو زرعة الرازي: لين الحديث.
وقال العجلي: كوفي ضعيف، وقال الساجي: لا يحل لأحد أن يروي عنه ليس بشيء عنده مناكير يطول ذكرها.
وقال أبو جعفر العقيلي: كان يغلو في التشيع.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي: كان وضاعا بلا شك.
وفي كتاب «تقويم اللسان»: العامة تقول: الإسكاف والصواب: الأسكف، كذا قاله ابن الأعرابي، قال: والإسكاف عند العرب كل صانع، يعمل الخفاف.(5/236)
وفي كتاب الآجري: عن أبي داود: ضعيف الحديث.
وذكره أبو محمد ابن الجارود في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: يضع الحديث، على الفور، وهو الذي روى عن عمير بن مأمون عن الحسن بن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أدمن الاختلاف إلى المسجد أصاب أخا مستفادا في الله ورحمة منتظرة، وعلما مستطرفا، وكلمة تدله على هدى، وأخرى تصرفه عن الردى».
وفي كتاب أبي الفرج عن الأزدي والدارقطني: متروك الحديث.
وقال الترمذي والطوسي: يضعف.
وقال يعقوب بن سفيان: لا يذكر حديثه ولا يكتب إلا للمعرفة.
وفي الصحابة رجل يقال له:
1882 - سعد بن طريف.
قال ابن الجوزي: لا تصح صحبته، وقال الخطيب في «المتفق والمفترق»: في سند حديثه غير واحد من المجهولين، ذكر للتمييز.
1883 - (ق) سعد بن عائذ، ويقال: ابن عبد الرحمن المؤذن، عرف بسعد القرظ، مولى الأنصار، وقيل: مولى عمار بن ياسر.
قال أبو أحمد العسكري: عاش إلى أيام الحجاج بن يوسف.
وقال أبو نعيم الحافظ: مسح رسول الله رأسه، وبرك عليه.(5/237)
وعن سعد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء قباء ينادي له بلال بالصلاة، أي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فاجتمعوا إليه، فجاء يوما في قلة من الناس وليس معه بلال فجعل زنج الفصخ ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرطن بعضهم إلى بعض، قال سعد: فرقيت عذقا فأذنت، فاجتمع الناس، فكان ذلك أول ما أذنت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حملك على أن تؤذن؟» قال: بأبي وأمي رأيتك في قلة ولم أر بلالا معك، ورأيت هؤلاء الزنج ينظرون إليك ويرطن بعضهم إلى بعض فأذنت لأجمع الناس إليك، فقال صلى الله عليه وسلم: «أصبت يا سعد إذا لم تر بلالا معي فأذن»، قال: فأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها ثلاث مرات.
وفي كتاب «البغوي»: شكا سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم [ق 71 / ب] قلة ذات يده فأمره بالتجارة، فخرج إلى السوق فاشترى شيئا من قرط فباعه فربح فيه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بلزوم ذلك، فلزمه فسمي سعد القرط، رواه عنه القاسم بن الحسن بن محمد بن عمر بن حفص بن سعد القرط قال: حدثني أبي عن أبيه عن أجداده أن سعدا ... به.
وفرق ابن قانع بينه وبين سعد المؤذن، روى عن قتيبة قال: ثنا شيخ من أهل المدينة كان عنده حربة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له فلان بن سعد المؤذن قال: أخبرني أبي عن جدي قال أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم حربتان فبعث إحديهما إلى النجاشي، ودفع الأخرى إلى سعد المؤذن، فكان يسير بها أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر والأضحى .. الحديث، وسمى أباه أبو حاتم الرازي: عبيدا.
1884 - (ع) سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري، سيد الخزرج أبو ثابت، وقيل: أبو قيس المدني، اختلف في شهوده بدرا.
كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير ما في «كتاب أبي نعيم الحافظ»: سعد ابن عبادة بن دليم، ويقال: دلهم، عقبي بدري أحدي شهد المشاهد كلها،(5/238)
وقال البخاري: شهد بدرا، وكذا ذكره أبو حاتم الرازي، وأبو أحمد الحاكم.
وقال أبو عمر: يكنى أبا ثابت وهو أصح.
وذكره في البدريين المدائني، والكلبي، وكان سيدا جوادا مقدما وجيها له سيادة ورئاسة، ويقال: لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون يتوالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة ابن دليم، ولا كان مثل ذلك في سائر العرب إلا ما ذكر عن صفوان بن أمية، وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد سعد بن عبادة، فلما مر بها على أبي سفيان قال سعد لما نظر إليه:
اليوم يوم الملحمة ... اليوم تستحل الحرمة
اليوم أذل الله قريشا
فشكى أبو سفيان ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز الله فيه قريشا»، فقال ضرار بن الخطاب في ذلك:
يا نبي الهدى إليك حاجي ... قريش ولات حين لجاه
حتى ضاقت عليهم سعة الأرض ... وعاداهم إله السماء
إن سعدا يريد قاصمة الظهر ... بأهل الحجون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الغيظ ... رمنا بالنسر والعواء
وغر الصدر لا يهم غير ... سفك الدماء وسبي النساء
قد تلظى على البطح ... وجاءت عنه هند بالسوط السواء
إذ ينادي بذي حي قريش ... وابن حرب بدا من الشهداء
فلين أقحم اللواء ونادى ... يا حماة اللواء أهل اللواء
كم ثابت إليه من نهم ... الخزرج والأوس الجم الهيجاء(5/239)
لتكونن بالبطحاء قريش ... فقعه القا في أكف الإماء
فأنهينه فإنه أسد الأسد لذي ... الغاب والغ في الدماء
إنه مطرق يريد له الشر ... سكوتا كالحية الصماء
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء من يده ودفعه إلى قيس ابنه، وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب «هواتف الجان»: سمع بالمدينة يوما هاتفا يقول:
خير كهلين في بني الخزرج ... الغر بشير، وأسعد بن عبادة
( .. ) إذا ادعى أحمد الخير ... فنالتهما هناك السعادة
ثم عاشا مهديين جميعا ... ثم لقاهما المليك شهادة
وقال ابن حبان: يكنى أبا الحباب، وشهد بدرا، وهو الذي يقال له سعد الخزرج.
وممن ذكره في البدريين أبو منصور الباوردي، وأبو علي بن السكن.
وقال محمد بن جرير في كتاب «الصحابة»: كان من الكتبة، وما علم بموته حتى سمع غلمانا في بئر منبه أو بئر سكن بالمدينة وهم يقتحمون نصف النهار في حر شديد قائلا يقول: نحن قتلنا سيد الخزرج الرجز، فذعر، فحسب ذلك اليوم فكان يوم موته.
وفي «تاريخ الفلاس»: مات في أول سنة عشر.
وأما ما حكاه المزي عن سفيان في هذه الترجمة: عبادة بن الصامت عقبي بدري فلا أعلم لذكره هنا وجها، والله أعلم.
وفي «فتوح مصر» لابن عبد الحكم: كان أسود.
وفي «المجالسة» للدينوري: جاء سعد بن عبادة بصحفة أو جفنة مملوءة مخا،(5/240)
فقال: يا ثابت ما هذا؟ قال: والذي بعثك بالحق لقد نحرت أو ذبحت أربعين ذات كبد فأحببت أن أشبعك من المخ، قال: فأكل ودعا له بخير.
قال أرقم بن حبيب الراوي: بلغني أن الخيزران لما حدثت بهذا قسمت من مالها قسما على ولد سعد وقالت: أكافئهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي «أوائل العسكري» قال سعد: يا رسول الله لو وجدت لكعا تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه، ولا أخبركم إلا أن آتي بأربعة شهداء فقال لي: «يا معشر الأنصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم» قالوا: يا رسول الله لا تلمه فإنه غيور، والله ما تزوج قط إلا عذراء ولا طلق امرأة فاجترأ رجل منا أن يتزوجها.
1885 - (د) سعد، ويقال: سعيد بن عبد الله الأغطش، مولى خزاعة، شامي، ابن عم مسلم أبي عبد الله.
لما روى أبو داود حديثه في «الحيض» قال: وليس بالقوي.
قال ابن حزم: مجهول.
1886 - (مد) سعد بن عبد الله بن سعد الأيلي، أخو الحكم وسعيد.
ذكره أبو عبد الله بن خلفون، وابن شاهين في «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
1887 - (ت س ق) سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الملك بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري الحكمي أبو معاذ المدني، سكن بغداد.
قال ابن حبان: كان ممن يروي المناكير عن المشاهير وممن فحش خطؤه،(5/241)
وكثر وهمه حتى حسن التنكب عن الاحتجاج به، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال ابن القطان: مجهول الحال.
1888 - (ع) سعد بن عبيد أبو عبيد الزهري مولاهم المدني.
قال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: [ق 72 / ب]: كان من فقهاء أهل المدينة ومفتيهم، مات سنة ثمان وتسعين.
وفي كتاب الكلاباذي عن الواقدي، ويحيى بن بكير، والفلاس مثله.
وكذا ذكره القراب عن ابن المديني وأحمد بن حنبل في «تاريخه الكبير»، والهيثم بن عدي، وخليفة بن خياط، ويعقوب بن سفيان الفسوي وغيرهم ممن بعدهم كابن قانع، وغيره من المتأخرين.
وإنما ذكرت هذا اقتداء بقول المزي، فإنه لما ذكر وفاته من عند ابن سعد، قال: وكذا قال محمد بن عبد الله بن نمير في وفاته اعتقادا منه أنه ظفر بشيء غريب، فبينا له أن هذا القول ذكره غيره واحد.
قال الطبري في كتاب «التهذيب»: مجمع على ثقته.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: توفي سنة ثمان وتسعين وهو ثقة، قاله الذهلي والبرقي وغيرهما.
وذكره البرقي في كتابه «رجال الموطأ»، وفي فصل من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم تثبت له عنه رواية.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للرازي: قرأت على العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عبيد الذي روى عنه الزهري ثقة، وكذا(5/242)
ذكره عن يحيى النسائي في كتاب «الكنى».
وفي بعض نسخ كتاب «الكنى» لمسلم بن الحجاج: توفي بالمدينة سنة ثمان وتسعين وكان ثقة.
وقال البخاري في «التاريخ»: كان من أهل الفقه.
1889 - (ع) سعد بن عبيدة أبو حمزة السلمي الكوفي ختن أبي عبد الرحمن.
ذكره ابن حبان في جملة «الثقات»، وقال: توفي في ولاية عمر بن هبيرة، وكذا ذكر وفاته ابن سعد، وقال: كان ثقة كثير الحديث.
وفي «تاريخ البخاري»: روى عنه طلحة بن مصرف.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»، قال: وقد قيل إن إسماعيل بن أبي خالد سمع منه، وهو عندي بعيد، وقد تكلم في مذهبه ونسب إلى رأي الخوارج، وبسبب ذلك تكلم في نقله وروايته، وقد قيل إنه رجع عن ذلك.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
1890 - (د ت س) سعد بن عثمان الرازي، جد عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي.
قال: رأيت رجلا ببخارى عليه عمامة سوداء فقال: كسانيها النبي صلى الله عليه وسلم، (فقال) هذا الرجل عبد الله بن حازم أمير خراسان، ذكره ابن حبان في «الثقات». انتهى كلام المزي.(5/243)
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: ثنا أبو نصر الفقيه أنبا أبو الفضل بن بسام الحافظ، ثنا محمد بن حميد، ثنا عبد الله بن سعد بن الأزرق عن أبيه قال: رأيت رجلا ببخارى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه عمامة خز سوداء وهو يقول: كسانيها النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد الله بن حازم انتهى. كذا سماه سعد بن الأزرق، وسما الصحابي في نفس الحديث من غير احتياج إلى قول المزي يقال: هذا الرجل ابن حازم.
ووقع في كتاب «الثقات»: رأيت أنسا، فالله أعلم، أسقط الناسخ «نا» وأراد إنسانا أم لا، والله تعالى أعلم.
1891 - (ق) سعد بن عمار بن سعد القرظ المدني المؤذن، والد عبد الرحمن.
قال أبو الحسن في كتاب «بيان الوهم والإيهام»: لا نعرف حاله ولا حال أبيه، ولا حال ابنه.
1892 - (س) سعد بن عياض الثمالي الكوفي.
قال أبو عمر: لا تصح له صحبة.
وفي «تاريخ البخاري»: خرج فمات بأرض الروم.
وذكر مسلم في «الوحدان» أبا إسحاق تفرد عنه بالرواية.
وخرج [ق 73 / أ] الحاكم حديثه في «المستدرك»، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
1893 - (ع) سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبحر، وهو خدرة: أبو سعيد الخدري الأنصاري الخزرجي.
قال أبو نعيم الأصبهاني: سعد بن مالك بن سنان، وقيل: ابن عبيد بن ثعلبة، توفي بالمدينة يوم الجمعة سنة أربع وسبعين، ودفن بالبقيع، وله عقب،(5/244)
وكان يحفي شاربه، ويصفر لحيته، وقال أبو أحمد العسكري: كان يقال له: عفيف المسألة؛ لأنه عف فلم يسأل أحدا. وقال الجهمي: قيل ذاك لوالده لأنه طوى ثلاثا فلم يسأل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن ينظر إلى عفيف المسألة فلينظر إلى مالك بن سنان».
وقتادة بن النعمان أخو أبي سعيد لأمه، ومات أبو سعيد سنة خمس وستين.
وقال ابن عيينة: أدرك أبو سعيد الحرة، وكانت سنة ثلاث وستين، وذكر بعضهم أن أبا شيبة الخدري أخوه.
وفي «تاريخ البخاري»، و «كتاب» أبي منصور الباوردي: مات بعد الحرة بسنة.
وقال أبو هارون العبدي: رأيت لحيته بيضاء خصلا خصلا، قال: ورأيته ممعط اللحية، فقلت: تعبث بلحيتك فقال: لا هذا ما لقيت من ظلمة أهل الشام دخلوا علي زمن الحرة فأخذوا ما كان في البيت من متاع وخرقي، ثم دخلت طائفة أخرى فلم يجدوا في البيت شيئا فأشفقوا أن يخرجوا بغير شيء فقالوا: اضجعوا الشيخ فأضجعوني فجعل كل واحد منهم يأخذ من لحيتي خصلة، فأنا أتركها حتى أوافي بها ربي عز وجل.
وقال أبو الحسن علي بن المديني: مات سنة ثلاث وستين.
وفي قول المزي: روى عنه أبو الخليل مرسلا، نظر؛ لأن الترمذي لما خرج حديثه في كتاب «النكاح» عنه عن أبي سعيد قال: حسن.
وكذا ذكره الطوسي في «أحكامه»، ورواه النسائي أيضا كذلك ولم يعترضه، والله أعلم.
والذي قاله ابن عساكر: روى عن قتادة عن أبي الخليل عن أبي علقمة عن أبي سعيد، لا يكفي في الانقطاع إذ لم ينص عليه، وإلا فقد رأينا الإنسان يروي عمن سمع حديثا ثم يرويه عن آخر عنه هذا إذا كان ذلك الشيخ(5/245)
معروفا بالأخذ عن ذلك الشيخ، ولم يحكم أحد من الأئمة بانقطاع ما بينهما.
روى عن أبي سعيد الخدري عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني الأنصاري، عند أبي داود والنسائي، وغيرهما، وعمار مولى الحارث ابن نوفل عند أبي داود، والنسائي، وأبو داود عن أبي سعيد، قال النسائي: هو خطأ والصواب: داود السراج، وابن أخي أبي سعيد، ويقال: بل هو مولاه، روى الترمذي من حديث ابن أرطاة عن رباح بن عبيدة عن ابن أخي أبي سعيد، وقال أبو خالد الأحمر عن مولى لأبي سعيد عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل أو شرب قال: «الحمد لله الذي أطعمنا .. » الحديث.
وفي كتاب أبي داود من حديث عمرو بن الحارث عن بكير عن عبد الله بن مقسم عن رجل لم يسم عن أبي سعيد: أن عليا وجد دينارا فأتى به فاطمة ... الحديث.
وعنده أيضا من حديث أبي يحيى قال: جاء صاحب لنا فأخبرنا أنه سمع أبا سعيد يقول: أن الهوام من الجن.
وفي كتاب أبي عيسى من حديث الوليد [ق 73 / ب] ابن المغيرة أنه سمع رجلا من ثقيف يحدث عن رجل من كنانة عن أبي سعيد في قوله تعالى: «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا .. ) الحديث.
وفي كتاب ابن سعد: من ولده: عبد الله، وحمزة، وسعيد، وعبد الرحمن،(5/246)
قال: ولما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من أحد تلقيته ببطن مياه، فدنوت منه فقبلت ركبته قال: «آجرك الله في أبيك».
روى عنه: أبو جرمه، وأبو حمزة، وهلال بن حصن أخي بني مرة وحمزة بن أبي سعيد، ومحمد بن يحيى بن حبان، وبنت أبي سعيد.
قال: وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بني المصطلق، وكانت في شعبان قبل الخندق بثلاثة أشهر.
وفي قول المزي: وقيل: مات سنة أربع وستين، وهو ابن أربع وسبعين سنة، وفي ذلك نظر؛ لما ذكره شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي في كتاب «الخزرج»: - ولو لم يقله لقلناه لوضوحه- توفي سنة أربع وستين وهو ابن أربع وسبعين، وهو الأصح من وجهين: أحدهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، وهو ابن عشر. الثاني: أن ابن عباس شهد موته ومات ابن عباس قبل السبعين، والله تعالى أعلم.
وذكره المرادي في كتاب «الزمنى» أنه عمي.
1894 - (خ) سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي أبو عمرو المدني سيد الأوس.
قال الكلاباذي: يكنى أبا إسحاق، وقيل: أبو عمرو.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: هو أول من ضحك الله تعالى له، ووجد النبي صلى الله عليه وسلم لفقده وجدا شديدا، ومات في شوال، ولما انفجر جرحه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه، فجعل الدم يسيل على النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر فقال: وا انكسار ظهراه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مه يا أبا بكر، فجاء عمر فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولما انصرف صلى الله عليه وسلم جعلت دموعه تنحدر علي لحيته ويده في لحيته صلى الله عليه وسلم.(5/247)
وفي كتاب أبي عمر: نزل جبريل صلى الله عليه وسلم معتجرا بعمامة من إستبرق، وقال: يا نبي الله من هذا الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه، فوجد سعدا قد قبض، فقال رجل من الأنصار – قيل هو حسان:
وما اهتز عرش الله من موت هالك ... علمنا به إلا لسعد أبي عمرو
وفي كتاب أبي إسحاق: حدثني من لا أتهم عن عبد الله بن كعب أنه كان يقول: ما أصاب سعدا يومئذ بالسهم إلا أبو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم.
وفي كتاب ابن منده: قالت أمه تندبه:
ويل أم سعد سعدا ... براعة ونجدا
ويل أم سعد سعدا ... صرامة وجدا
وسيد سد به مسدا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد».
وفي كتاب الطبرني: قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزيدين على هذا، وكان والله ما علمت حازما في أمره قويا في أمر الله عز وجل.
وفي كتاب البغوي: جرح يوم بني قريظة.
وقال العسكري: كان سيدا مطاعا، لما أسلم أسلمت بنو عبد الأشهل، وهو أحد السعود من الأنصار، وهم سبعة، وفيهم يقول حسان:
أروني سعد كالسعود التي سمت ... بمكة من أولاد عمرو بن عامر
هم بايعوا الرحمن ثم وفوا له ... بما ضاق عنه كل باد وحاضر
أقاموا قناة الدين حتى تمكنت ... نواحيها بالمرهنات البواتر
بأسيافنا دانت ... يقيم على نهج الهدى كل حائر(5/248)
وفي كتاب ابن سعد: من ولده عمر وعبيد الله، وأمهما هند بنت سماك بن عتيك، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وسعد بن أبي وقاص، وقيل بينه وبين أبي عبيدة، وكان لواء الأوس يوم بدر مع سعد، وثبت يوم أحد، ولما سمع النبي صلى الله عليه وسلم: «من كانت به الحمى فهي حظه من النار» سألها ربه فلم تفارقه حتى فارق الدنيا.
ولما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجره قال: «اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك وصدق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا». فلما سمع ذلك سعد فتح عينه، ثم قال: السلام عليك يا رسول الله، أما إني أشهد أنك رسول الله، فقال عليه السلام في خبر آخر: هنيئا لك أبا عمرو وهنيئا لك أبا عمرو.
ولما رآه النبي صلى الله عليه وسلم يكبد بنفسه قال: جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله تعالى ما وعدك.
وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة سعد من بيته بين العمودين حتى خرج به من الدار، ولما حفر قبره كان يفوح منه رائحة المسك حتى انتهى إلى اللحد، قال: ربيح ولقد أخبرني ابن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن حسنة قال: أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد، فذهب به، ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك.
وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم غسله ودخل قبره، وكان الذي غسله الحارث بن أوس. وكان سعد رجلا أبيض طوالا جميلا حسن الوجه أعين حسن اللحية، ومات وله سبع وثلاثون سنة، وهو أخو عمرو بن معاذ رضي الله عنهما.
وفي كتاب «الصحابة» للجيزي: يقال إنه أسلم وهو ابن تسع عشرة سنة.
وفي «تفسير الثعلبي»: قال صلى الله عليه وسلم: «لو نزل عذاب من السماء ما نجا منه غير عمر وسعد بن معاذ». وفضائل سعد كثيرة اقتصرنا منها على مشهورها.(5/249)
1895 - (ق) سعد بن معبد القرشي الهاشمي الكوفي، والد الحسن مولى علي بن أبي طالب، ويقال: مولى الحسن بن علي.
وثقه ابن حبان، كذا ذكره المزي تبعا صاحب «الكمال» في ولائه.
والذي في «تاريخ البخاري» و «كتاب» ابن أبي حاتم: رجل واحد اسمه سعد بن معبد التغلبي، قال البخاري: قاله لي إسحاق بن منصور، ثنا أبو أسامة، ثنا زكريا عن أبي إسحاق.
وفي كتاب «الثقات»: سعد بن معبد، يروي عن علي، روى عنه الحسن بن سعد، والله أعلم.
1896 - (صد) سعد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي المدني، وقد ينسب إلى جده.
خرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
1897 - (ع) سعد بن هشام بن عامر الأنصاري المدني، ابن عم أنس بن مالك.
ذكره ابن حبان في جملة «الثقات»، وقال: قتل بأرض مكران غازيا.
وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»، قال: كان رجلا صالحا، وكان من الشجعان البهم [ق 74 / ب]. انتهى.(5/250)
اختلف في ضبط مكران، فأنشد سيف في كتاب «الفتوح» تأليفه للحكم بن عمرو:
لقد شبع الأرمل غير فخر ... لفيء جاءهم من مكران
أتاهم بعد مسغبة وجهد ... وقد صفوا الشتاء من الدخان
وزعم الحافظ أبو بكر الحازمي أنها بضم الميم قال: وهي بلدة بالهند.
1898 - (ع) سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب، ويقال: وهيب القرشي أبو إسحاق الزهري أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب «الطبقات» تأليفه: أمه حمنة بنت أبي سفيان أمية بن عبد شمس، وكان جعد الشعر أشعر الجسد آدم طويل أفطس.
في رواية ابنته عائشة: كان قصيرا دحداحا غليظا ذا هامة شثن الأصابع، وكان هو وعلي بن أبي طالب والزبير وطلحة عذار عام واحد، وتوفي في عشر سنين بقين من أيام معاوية بن أبي سفيان.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال إبراهيم بن موسى عن ابن أبي زائدة: أخبرني هاشم بن (هاشم) عن ابن المسيب قال: سمعت سعدا يقول: ما أسلم أحدا إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ومكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام.
وعن أبي بكر بن حفص: مات بعدما مضى من إمارة معاوية عشر سنين، وفي كتاب ابن سعد قلت: يا رسول الله من أنا؟ قال: «سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، من قال غير ذلك فعليه لعنة الله».
وله من الولد: إسحاق ومحمد، وعمر، وعامر، وإسحاق الأصغر، وإسماعيل، وإبراهيم، وموسى، وعبد الله، ومصعب، وعبد الله الأصغر، وبجير، واسمه عبد الرحمن، وعمير وعمران، وعمرو، وصالح، وعمير(5/251)
الأصغر، وعثمان، وكان سعد يصبغ بالسواد، ويلبس الخز وخاتما من ذهب، ويسبح بالحصا، ومات سنة خمس وخمسين وهو يومئذ ابن بضع وسبعين سنة، قال محمد بن عمرو: هذا أثبت ما روينا في وقت وفاته.
قال ابن سعد: وسمعت غير محمد ممن قد حمل العلم ورواه يقول: مات سعد سنة خمسين، وترك يوم مات مائتي ألف وخمسين ألف درهم، وكان عمر لما عزله قاسمه ماله، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير، وقيل سعد بن معاذ.
وفي كتاب «الاستيعاب»: أسلم بعد سنة، وهو الذي كوف الكوفة، ولما قعد عن إجابة علي طمع فيه معاوية فكتب إليه سعد:
معاوي داؤك الداء العياء ... وليس لما تجيء به دواء
أيدعوني أبو حسن علي ... فلم أردد عليه ما يشاء
وقلت له أعطني سيفا بصيرا ... تبين به العداوة والولاء
فإن الشر أصغره كبير ... وإن الظهر تثقله الدماء
أتطمع في الذي أعيا عليا ... على ما قد طعمت به العفاء
ليوم منه خير منك حبا ... أنت للمرء الغداء
فأما أمر عثمان فدعه ... فإن الرأي أذهبه البلاء
وقال الزبير بن أبي بكر، والفلاس، والحسن بن عثمان: توفي سنة أربع وخمسين.
وذكر أبو العباس [ق 75 / أ] في كتاب «المفجعين» تأليفه: لما جعل عمر الشورى قالوا: إن نحب أن تقول فيهم قولا نريد أن تدبر برأيك فيهم.
قال: أفعل، لا يمنعني من سعد بن أبي وقاص إلا فظاظته وعنفه، وذكر الخمسة الباقين.
وفي كتاب أبي نعيم: أسلم بعد أربعة، وقال الزهري: رمى سعد يوم أحد ألف سهم.(5/252)
وعن عائشة ابنته قالت: حدثني أبي قال: رأيت قبل أن أسلم كأني في ظلمة لا أبصر شيئا، إذ أضاء لي قمر فاتبعته، فكأني أنظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبي بكر، وكأني أسألهم متى انتهيتم إلى هاهنا؟ قالوا: الساعة. فلما استيقظت بلغني أن رسول الله يدعو إلى الإسلام مستخفيا، فلقيته في شعب أجياد وقد صلى العصر فأسلمت فما تقدمني أحد إلا هم، وفيه نزل قوله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا). انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن صلاة العصر لم تفرض إلا بعد إسلامه بدهر، اللهم إلا أن يكون أراد أنه صلى صلاة في وقت العصر الآن.
وفي كتاب العسكري: وهو أخو عتبة، وعمير، وعامر، ومات سعد وله بضع وثمانون سنة.
وفي كتاب ابن حبان: أربع وسبعون.
وفي كتاب البغوي: كان معرور الأنف، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمار بن ياسر، وكان آخر المهاجرين وفاة.
وفي «تاريخ أبي بشر الدولابي»: كان يوم مات ابن سبع وثمانين، كذا هو في نسخة كتبت عنه، قال: وقيل: وهو ابن ثلاث وثمانين، وفي «تاريخ ابن عساكر»: وهو ابن اثنتين وثمانين، وذكر أبو الحسن المرادي في كتاب «الزمنى من الأشراف» تأليفه: أنه عمي قبل وفاته رضي الله عنه.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: لما حضره الموت دعا بخلق جبة له من صوف فقال: كفنوني فيها فإني كنت لقيت المشركين يوم بدر وهي علي، إنما كنت أخبئها لهذا اليوم.
وقال أبو نعيم: من أسمائه سابع سبعة، وثالث الإسلام والمفدا بالأبوين والمجاب الدعوة، والحارس، والخال، توفي سنة ثمان وخمسين.
وقال أبو زكريا ابن منده: هو آخر البدريين.
وأخباره كثيرة، اقتصرنا منها على ما اشتهر، والله تعالى الموفق.(5/253)
1899 - سعد مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ويقال: سعيد، والأول أكثر وأشهر.
كذا ذكره المزي، والذي ذكره البخاري سعد بضم العين، ولم يذكره في غير هذا الباب، وكذلك أبو حاتم الرازي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو جعفر الطبري، وابن قانع، وابن حبان قال: ويقال إن له صحبة، وأبو القاسم الطبراني في «المعجم الكبير» و «الأوسط»، وأبو القاسم البغوي قال: ويقال كان مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو الفتح الأزدي، وأبو صالح المؤذن، وقالا: تفرد عنه بالرواية الحسن البصري، ومسلم بن الحجاج في «الوحدان»، والعجلي، وقال: لم يرو عنه (غير الحسن) علي بن السكن، وأبو منصور الباوردي، وأبو سليمان ابن زبر، وأبو الحسن حديثين وأبو الفرج البغدادي، وقال: هو سعد بن أبي سعد، وأبو عيسى الترمذي، وأحمد بن عبد الرحيم البرقي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأبو بشر الدولابي في «تاريخه» [ق 75 / ب]، وأبو أحمد العسكري، وقال: كان على زاده صلى الله عليه وسلم. ومحمد بن سعد في كتاب «الطبقات»، وابن أبي خيثمة، وابن منده- فيما ذكره ابن الأثير، وأبو القاسم بن عساكر، وخليفة بن خياط، وغير هؤلاء ممن لا نطول بذكرهم، لم يذكر أحد منهم خلافا في اسمه سوى ما وقع في بعض نسخ «الاستيعاب»، وهؤلاء هم أئمة هذا الشأن، ومن خالفهم متعمدا فقد باء بالخسران، وما كل قول صالح للدلالة.
1900 - (خ د ت ق) سعد أبو مجاهد الطائي الكوفي.
ذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال: قال فيه بعضهم سعدان الطائي، والأشهر فيه سعد. وزعم عبد الغني بن سعيد في «أوهام المدخل»: من قال سعدان وهم وهما عظيما.(5/254)
من اسمه سعدان وسعر وسعوة
1901 - (خ ت ق) سعدان بن بشر الجهني القبي الكوفي، وقيل: بشير اسمه سعيد ومعدان لقب.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي.
وسأل الحاكم الدارقطني عنه فقال: ليس بالقوي.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وذكر الجياني أنه يعرف بالقبي، قال ابن معين: القبة بالكوفة بحضرة المسجد الجامع، ليس منسوبا إلى قب بطن من مراد فإن جهينة ومراد لا يجتمعان.
1902 - (د) سعدان بن سالم، أبو الصباح الأيلي.
قال عباس بن محمد: سمعت يحيى يقول: ابن المبارك يروي عن شيخ يقال له سعدان بن سالم، يروي عنه حديث يزيد بن أبي سمية عن ابن عمر: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص. قال يحيى بن معين: وسعدان هذا ليس به بأس.
وفي موضع آخر: قال عباس: سمعت يحيى يقول: أبو الصباح الأيلي الذي يحدث عنه ابن المبارك ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ بلده»: يعرف بسعدان بن أبي جبلة،(5/255)
روى عنه: القاسم بن أبي أيوب، وبكر بن مضر، وخالد بن نزار، توفي بعد سنة خمسين ومائة.
1903 - (د س) سعر بن سوادة، ويقال: ابن ديسم العافري الكناني، ويقال: الدؤلي، جاهلي إسلامي.
روى عنه أبو عتوارة الخفاجي، ومسلم بن شعبة، وابنه جابر، وهو القائل: كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب، كذا ذكره المزي، وفيه نظر من وجوه:
الأول: قوله، ويقال: الدؤلي يقتضي عنده المغايرة بين الدؤل وكنانة ولا مغايرة لأن الدؤل هو ابن بكر بن عبد مناة ابن كنانة، كذا يقوله الكلبي، وغيره.
الثاني: قوله وهو القائل: كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب. فيه أمران أن القائل: كنت عسيفا ليس الدؤلي الراوي عنه علي بن زيد، ومسلم ابن شعبة إنما هو: سعر بن سوادة بن جابر بن سعد، كذا فرق بينهما أبو نصر ابن ماكولا.
(الثاني): أن هذه اللفظة أعني عسيفا تذكر الحديث الذي في «دلائل النبوة» اختلف في راويه، فقيل: سعد بغير اسم أبيه، وقيل: أبو سوادة، وذكر أبو بكر بن دريد في «الكتاب [ق 76 / أ] المنثور» تأليفه، وأبو الخطاب بن دحية في «المولد»: أن هذه القصة رواها دغفل بن حنظلة عن نهار ابن عبيد العبسي، قال: كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب، فذكر الحديث بعينه لم يغادر منه شيئا.
الرابع: قوله: روى عنه أبو عتوارة الخفاجي. انتهى. الذي روى عنه أبو عتوارة اسمه سعير بزيادة ياء آخره، قال ذلك أبو نعيم الأصبهاني بعد ذكره سعر الديلي الكناني، ولم يسم أباه، ولا نص على صحبته، وقال: روى عنه(5/256)
ابنه جابر.
ولما ذكر سعيرا قال: سعير بن سوادة العامري، أتى النبي صلى الله عليه وسلم. حديثه عند أبي عتوارة، ذكره بعض المتأخرين، وقيل: هو سفيان بن سوادة وتبعه على ذلك أبو الفرج البغدادي.
الرابع: قوله: ابن ديسم لم أر له فيه سلفا، والذي في «تاريخ البخاري»، و «كتاب الصحابة» لابن حبان، و «الاستيعاب»، و «كتاب الباوردي»: سعر بن شعبة أبو جابر الدؤلي، وأما أبو القاسم البغوي، وابن سعد، والطبري، وابن قانع، وأبو عيسى الترمذي، وأبو موسى المديني، وابن منده، والدارقطني، فقالوا: سعر الدؤلي، لم يسم أحد منهم أباه، والله تعالى أعلم.
الخامس: قوله: العامري الكناني، غير جيد؛ لأن كنانة ليس فيها عامر، ولا عامر فيه كنانة، على هذا النسابون فيما أعلم.
1904 - (قد) سعوة، جد معن بن عبد الرحمن بن سعوة، المهري المصري.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، كذا ذكره المزي، وكأنه مشى على العادة في النقل من غير أصل، إذ لو نقله من أصل كتاب «الثقات»، لوجد فيه سعوة بن حيدان المهري، يسمى الأب.(5/257)
من اسمه سعيد وسعير
1905 - (د ق) سعيد بن أبيض بن حمال المرادي، أبو هاني اليماني، المأربي، والد ثابت.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وصحح إسناده.
1906 - (د ت) سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد، أبو زيد الأنصاري، النحوي البصري.
قال الحاكم: لما خرج حديثه، عن أحمد بن يحيى المقرئ عن أبي بكر بن أبي العوام الرياحي عنه: كان عالما بالنحو واللغة ثقة ثبتا.
وقال أبو الطيب عبد الواحد اللغوي في كتابه «موات النحويين»: أبو زيد من رواية الحديث ثقة عندهم، مأمون، وكذلك حاله في اللغة، وكان من أهل القول والتثبت، وكان أبوه أيضا محدثا، روى عنه شعبة، وكان سعيد جميل الخلق متحببا يلقب الناس الألقاب، وأخذ عنه سيبويه، وكان الخليل يرجع إلى قوله.
وقال ابن مناذر: كان يجيب في ثلثي اللغة.
وقال ابن خالويه في كتاب «ليس»: سعيد بن أوس أبو زيد، كان ثقة مأمونا.
وقال الساجي: كان قدريا ضعيفا غير ثبت، وقال: هو الذي لقن عبادة بن صهيب الحرف في هذا الحديث «كتبت على كل نفس حظها من الزنا». فقال: من الربا. وكان نحويا فأجاز له ذلك في اللغة.
ثنا محمد بن معاوية، ثنا سعيد بن أوس الأنصاري، ثنا عمران بن حدير وعن النزال بن عمارة، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصارعه فقام معاوية فصرع الأعرابي، فقال [ق 76 / ب] رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما علمتم أن معاوية لا(5/258)
يصارع أحدا إلا صرعه معاوية. قال عمران: فيرون أنه إنما غلب على الملك لهذا الحديث.
قال أبو يحيى: وهذا حديث منكر موضوع كذب.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»، قال: تكلم في روايته عن ابن عون، وكان يرى رأي القدر فيما ذكروا.
وزعم المزي أن اسمه: أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد بن قيس، هو الصواب. انتهى كلامه. وفيه نظر؛ لما ذكره الكلبي في كتاب «الجمهرة»: هؤلاء بنو الحارث بن عمرو ومزيقيا، وهم أهل بيت مع الأنصار بالمدينة، منهم أبو زيد عمرو بن عزرة بن عمرو بن أخطب بن محمود بن رفاعة بن بشر بن عبد الله بن الضيف بن الأحمر بن الفطيون، واسمه عامر بن عامر بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن الحارث بن عمرو ومزيقيا.
وتبعه على ذلك أبو عبيد ابن سلام، وغيره.
وقال أبو محمد ابن حزم في كتاب «الجمهرة» تأليفه: الصحيح أن أبا زيد الأنصاري المذكور بالنحو واللغة، وصاحب التراكيب المشهورة ككتاب «المعزي»، وكتاب «حيله ومحاله»، وكتاب «الهشاشة والبشاشة»، هو: سعيد بن أوس بن ثابت بن حزام بن محمود بن رفاعه بن بشر بن الصيف بن الأحمر بن الفطيون، والصحبة في أجداده لرفاعة بن بشر الذي ذكره قيس بن الخطيم في شعره.
وقال المرزباني في «معجمه»: سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج من مشايخ البصريين توفي بعد سن عالية في سنة ست عشرة ومائتين، وهو قليل الشعر حسن العلم بالنحو، وهو القائل في أبي محمد اليزيدي:
وجه يحيى يدعو إلى البصق فيه ... غير أني أصون عنه بزاقي(5/259)
وهو القائل أيضا:
إذا أنت لم تعف عن صاحب ... أساء وعاقبته أن عثر
بقيت بلا صاحب فاحتمل ... وكن ذا وفا وإن هو غدر
وقال الزهري في «التهذيب»: كان كثير الرواية عن الأعراب، والغالب عليه النوادر والغريب، وله فضل معرفة بمقاييس النحو وعلم القرآن وإعرابه، روى عنه أبو عبيد بن سلام ووثقه، وأبو حاتم النحوي وقدمه واعتد بروايته.
وقال ثعلب: كان أبو زيد يصدق.
وفي كتاب «الكنى» لمسلم: أبو زيد يذكر بالقدر، وقال النسائي، في «الكنى»: إلى القدر.
ثناء أبي حاتم عليه دليل على ضد ذلك.
وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: روح بن عبادة، وأبو عبيد الخفاف، وأبو زيد النحوي، أيهم أحب إليك في ابن أبي عروبة؟ فقال: روح.
وقال أبو حاتم ابن حبان البستي: يروي عن ابن عون ما ليس من حديثه لا يجوز الانفراج بما انفرد به من الأخبار، ولا الاعتبار إلا بما وافق الثقات في الآثار، روى عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا بلال أسفر بالصبح فإنه أعظم للأجر»، وليس هو من حديث ابن عون ولا ابن سيرين ولا أبي هريرة، وإنما هذا المتن من حديث رافع بن خديج فقط فيما لا يشبه [ق 77 / أ]، هذا مما لا يشك فيه عوام أصحابنا أنها مقلوبة أو معمولة.
وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتا.(5/260)
وفي «أخبار النحويين» لمحمد بن عبد الملك التاريخي: ثنا أبو العباس المبرد قال: أبو زيد أنصاري صليبة.
وحدثني محمد بن علي بن حمزة، ثنا المازني، قال: رأيت الأصمعي جاء إلى أبي زيد في حلقته فقبل رأسه وجلس بين يديه، وقال: أنت رئيسنا وسيدنا مدة ثلاثين سنة. وقال المازني: ومات أبو زيد سنة خمس عشرة ومائتين.
1907 - (ع) سعيد بن إياس الجريري أبو مسعود البصري.
قال أحمد بن حنبل، فيما ذكره ابنه عنه: سألت ابن علية: أكان الجريري اختلط؟ فقال: لا كبر الشيخ فرق.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات»: كان ثقة إن شاء الله تعالى إلا أنه اختلط في آخر عمره.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: اختلط قبل أن يموت بثلاث سنين ورآه يحيى بن معين وهو يتخلط، ولم يكن اختلاطه اختلاطا فاحشا، فلذلك أدخلناه في «الثقات».
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: من سمع منه بعد الاختلاط فليس بشيء.
وفي موضع آخر: وهو أثبت عندنا من خالد الحذاء ما سمع منه قبل أيام الطاعون.
وقال عباس عن يحيى: قال عيسى بن يونس: قد سمعت منه. قال: وكان لا يروي عنه.
وقال العقيلي: اختلط وأنكر حديثه.
وقال العجلي: بصري ثقة، واختلط بآخره، روى عنه في الاختلاط يزيد بن(5/261)
هارون وابن المبارك، وابن أبي عدي، وكلما روى عنه مثل هؤلاء الصغار فهو مختلط، إنما الصحيح عنه حماد ابن سلمة، وابن علية، وعبد الأعلى، من أصحهم سماعا سمع منه قبل أن يختلط بثمان سنين، والثوري، وشعبة صحيح.
وذكره ابن شاهين في «الثقات» والبلخي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب ابن أبي حاتم: سمعت يحيى بن معين يقول: قال عيسى بن يونس قال لي يحيى بن سعيد: قد سمعت من الجريري؟ قلت: نعم. قال: لا ترو عنه.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: وسمعت عباسا يقول: إنما يذهب يحيى في هذا أن الجريري اختلط لا أنه ليس بثقة.
وفي «كتاب ابن الجوزي»: قال عباس: اختلط الجريري إلا أنه ثقة.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال أحمد عن يزيد بن هارون: ربما ابتدأ الجريري، وكان قد أنكر، وسمعت من الجريري سنة إحدى أو اثنتين، وسمعت منه سنة أربعين وبعد ذاك، وفي النسخة من «تاريخ البخاري» التي بخط أبي العباس ابن نامثيت: هو الأزدي. انتهى. إن صحت هذه اللفظة فهي مشكلة.
وقال أبو داود عن إسماعيل بن علية: الجريري أثبت من بشر بن المفضل.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1908 - (ع) سعيد بن أبي أيوب مقلاص، مولى خزاعة، يكنى أبا يحيى المصري.
قال المزي: ذكره ابن حبان في «الثقات»، والذي يظهر أنه ما رأى كتاب «الثقات»، حين وضعه هذا الكتاب، إذ لو رآه لرأى فيه: روى زيد بن أسلم، وأهل المدينة، روى عنه خالد بن يزيد، وأهل مصر، مات سنة تسع وأربعين ومائة، وقد قيل: آخر سنة إحدى وستين، وأول سنة ثنتين وستين، وفي(5/262)
موضع آخر: ليس له عن تابعي سماع صحيح، روايته عن زيد بن أسلم [ق 77 / ب] وأبي حازم إنما هي كتاب.
وقال أبو سعيد ابن يونس، الذي أوهم المزي رؤية كتابه، وليس كذلك لأنه لو رآه لرأى فيه: كان فقيها. ذكر ذلك سعيد بن عفير. وقال أحمد بن يحيى، وزيد عن ابن وهب أنه سمعه يقول: كان ابن أبي أيوب حلوا فهما. فقيل لابن وهب: أكان فقيها؟ فقال: نعم والله.
توفي سنة إحدى وستين ومائة فيما ذكر يحيى بن بكير، وقيل: توفي سنة ست وستين، وسنة إحدى عندي أصح.
وقال الساجي: صدوق. وقال يحيى بن معين: هو ضعيف. وقال أحمد: لا بأس به، وقال البخاري يقال: مات سنة تسع وأربعين، وكذا ذكره القراب، والكلاباذي، وزاد قال ابن منده: سمعت أبا سعيد بن يونس، يقول: سمعت أحمد بن محمد بن بكير يقول: سمعت إبراهيم بن سليمان البرلسي، يقول: سمعت سعيد بن عفير يقول: ولد سعيد سنة مائة، وتوفي سنة إحدى وستين، وذكر عن أحمد بن محمد بن نافع، عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، قال: مات سعيد سنة اثنتين وخمسين.
وقال أبو سعيد: وقيل سنة ست وستين. وهو أصح.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان والطوسي، والحاكم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال يحيى بن بكير: كان ثقة.
1909 - (ع) سعيد بن أبي بردة عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري الكوفي.
عن أبي بردة، خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والدارمي، والدارقطني.(5/263)
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وفي كتاب الصريفيني: مات سنة ثمان وستين ومائة.
وفي كتاب المنتجيلي: قال فيه أبو عبد الرحمن النسائي: هو ثقة.
وفي «المراسيل» لعبد الرحمن، عن أبيه: لم يسمع ابن أبي بردة من ابن عمر شيئا، إنما يحدث عن أبيه عنه، وروايته عن جده منقطعة، لم يسمع منه شيئا، وبنحوه ذكره ابن عساكر في كتاب «الأطراف».
1910 - (4) سعيد بن بشير الأزدي. ويقال: النصري مولاهم أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو سلمة الشامي أصله من البصرة، ويقال: من واسط.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال شعبة بن الحجاج: هو مأمون خذوا عنه.
وذكره الحاكم في الثقات وخرج حديثه في «مستدركه»، وقال: كان إمام أهل الشام في عصره إلا أن الشيخين لما يخرجاه.
ولما وصفه أبو مسهر من سوء حفظه ومثله لا يترك بهذا القدر، وصحح حديثه في الرد على الإمام.
وقال الساجي: حدث عن قتادة بمناكير، يتكلمون في حفظه.
وقال البزار: سعيد بن بشير عندنا صالح ليس به بأس حسن الحديث، حدث عنه ابن مهدي. وذكره أبو العرب، والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو داود لما سئل عنه: ضعيف، وفي موضع آخر: كانوا تركوه اتهموه بالقدر، وكان أبو الجماهر يدفع عنه القدر.(5/264)
وقال ابن حبان: يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو هاشم. مات وله تسع وثمانون سنة، وكان رديء الحفظ فاحش الخطأ، يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه، وعن عمرو بن دينار ما ليس يعرف من حديثه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» كناه أبا هاشم، وقال: هو عندي في «الطبقة الثالثة من المحدثين».
وفي كتاب «المراسيل» لعبد الرحمن عن أبيه [ق 78 / أ]: لم يدرك سعيد الحكم بن عتيبة.
وقال ابن القطان، وعبد الحق: لا يحتج به.
وعند التاريخي: ثنا إبراهيم بن أيوب الدمشقي: ثنا أبو مسهر قال: ناظر سعيد بن بشير في القدر، فقال: أجيبك إلى أن كل شيء بقضاء وقدر، إلا الزنا والسرقة، فإنه ليس بقضاء، ولا قدر.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وذكره أبو زرعة في كتاب «الضعفاء».
1911 - (د) سعيد بن بشير الأنصاري النجاري.
روى عنه الليث بن سعد، ولم يرو عنه غيره. روى له أبو داود حديثا، وقد وقع لنا عاليا فذكر المزي سندا طويلا متنه: «من قال حين يصبح سبحان الله حين تمسون» الحديث. لم يزد شيئا، وقد حرصت على أن أعرف ثمرة هذا في تعديل المترجم باسمه أو تجريحه، فما عرفته، ولا عرفت معناه، ولا وجدت من نص عليه، ولقد ضاق ذرعي وسئمت مما أكرر هذا القول ولولا تورطي في هذه العجالة التي أكتبها إلى هذا الموضع لكنت قد تركت إتمامها، ولكن الشروع ملزم، فيا ليت شعري أي معنى يفيدنا إذا قيل إن ذا الإسناد قد جاء عاليا، وما درى أن هذا الرجل ذكره البخاري في كتاب(5/265)
«الضعفاء»، فقال: لا يصح حديثه.
ولما ذكر له ابن عدي في «الكامل» حديث: «من قال حين يصبح». لا أعلم لسعيد بن بشير غير هذا الحديث الذي يرويه عنه الليث، وإلى هذا الحديث الواحد أشار البخاري: وسعيد هذا شبه المجهول.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال الساجي: لا يصح حديثه.
وقال أبو محمد ابن أبي حاتم عن أبيه: هو شيخ لليث بن سعد ليس بالمشهور، ولم يرو عنه غيره، وليس محله أن يدخل في كتاب «الضعفاء».
وله ذكر في «ثقات» ابن خلفون.
وقال ابن حبان في كتاب «المجروحين»: يروي عن ابن البيلماني، وابن البيلماني ليس بشيء إذا روى ضعيفان خبرا موضوعا لا يتهيأ إلزاقة بأحدهما إلا بعد السبر.
ولهم شيخ آخر، يقال له:
1912 - سعيد بن بشير القرشي المصري.
حدث عن مالك ابن أنس وغيره.
وآخر يقال له:
1913 - سعيد بن بشير الرازي.
حدث عن أبيه، روى عنه محمد بن عمرو زنيج، ذكرهما الخطيب.
1914 - وسعيد بن بشير عن الحسن.
قال الرازي: مجهول، وذكرناهم للتمييز.(5/266)
1915 - (ع) سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله الكوفي.
قال أبو نعيم في «تاريخ أصبهان»: سكن قرية سنبلان، ومصلاه في المسجد المعروف بجلجلة، التميمي، قتله الحجاج سنة أربع وتسعين وهو ابن خمسين سنة، وكذا ذكر قبله ابن سعد، زاد: وهو ابن تسع وأربعين، وذكر عن إبراهيم بن يزيد أنه قال: لما قيل ما خلف بعده مثله.
وقال ميمون بن مهران: ما على ظهر الأرض أحد إلا يحتاج إلى سعيد، وقال له: انظر كيف تحدث عني كأنك قد حفظت عني حديثا كثيرا.
ولما عمي عبد الله أتاه أهل الكوفة للسؤال قال: تسألوني وفيكم ابن أم دهماء، يعني: سعيدا.
وجاء رجل إلى عبد الله بن عمر فسأله عن فريضة، فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني، وهو يفرض فيها ما أفرض.
وقال فطر: رأيته أبيض الرأس واللحية.
وفي قول المزي: روى عن عائشة [ق 78 / ب] وأبي هريرة، وأبي موسى، وعبد الله بن معقل، وعدي بن حاتم. ثم نظر، لقول الآجري: قلت لأبي داود: سمع سعيد بن جبير من عبد الله بن مغفل؟ فقال: لا إنما هو مرسل، يعني حديث الخذف.
قيل لأبي داود: سمع سعيد من عدي بن حاتم؟ فقال: لا أراه. قيل له: سمع من عمرو بن حريث؟ قال: نعم. قلت لأبي داود: مراسيل إبراهيم أو سعد إلى سعيد.(5/267)
وفي «المراسيل» لعبد الرحمن: أنبا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال: سئل أبي عما روى سعيد بن جبير عن عائشة على السماع؟ فقال: لا أراه سماعا منها إنما روى عن الثقة عن عائشة.
قال عبد الرحمن: وسئل أبو زرعة سمع ابن جبير من علي؟ فقال: مرسل.
وسمعت أبي يقول: لم يسمع سعيد من عائشة.
وفي «التاريخ الأوسط للبخاري»: عن أبي معشر عن سعيد بن جبير، قال: رأيت عقبة بن عمرو. وثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث نحوه. ثنا يحيى: مات أبو مسعود أيام علي، ولا أحسبه حفظه لأن سعيد بن جبير لم يدرك أيام علي، واسمه عقبة بن عمرو. وقال بعضهم: عامر، ولا يصح عامر.
وفي كتاب أبي العباس: قلت لابن معين: سعيد بن جبير لقي أبا هريرة؟ قال: قد روى هكذا عنه، ولا يصح أنه سمعه منه.
ولما ذكره البخاري قال: سمع من فلان وفلان وعن أبي هريرة.
وقال البزار في كتاب «المسند»: ولا أحسب سعيد بن جبير سمع من أبي موسى الأشعري.
وقال أبو داود الثوري: بلغني عن سفيان الثوري أنه قال: أعلم التابعين سعيد بن جبير.
وفي الكامل: كان سعيدا عبدا لرجل من بني أسد بن خزيمة، فاشتراه سعيد بن العاص في مائة عبد. فأعتقهم جميعا.
وفي الكلاباذي عن الفلاس: قتل آخر سنة أربع وتسعين وهو ابن خمسين سنة إلا نصف سنة. وفي كتاب ابن خلفون عن يحيى بن بكير: قتل سنة أربع وتسعين.(5/268)
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: دخل سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة، وكان يختم القرآن العظيم في كل ليلتين، وكان يبكي حتى عمش، وكان يخرج كل سنة مرتين: مرة للعمرة، ومرة للحج. وآخر (دوره) من الكوفة ثم رجع من عمرته ثم أحرم بالحج في النصف من ذي القعدة، وكان له ديك يوقظه للصلاة فلم يصح ليلة من الليالي فأصبح سعيد ولم يصل فقال ما له قطع الله صوته فما صاح بعدها فقالت له أمه: بني لا تدع على أحد بعد.
وقال ميمون بن مهران: لقد مات سعيد وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو يحتاج إلى سعيد.
وقال ابن حبان إذ ذكره في «الثقات»: كان فقيها عابدا ورعا فاضلا، وكان يكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود حيث كان على قضاء الكوفة، ثم كتب لأبي بردة بن أبي موسى حيث كان على القضاء بها.
وفي كتاب «أخبار الكتاب» للجاحظ، ومن نسخة كتبت عنه أنقل: كان سعيد بن جبير مع نسكه وزهده وعلمه كاتب عبد الله بن مسعود، ثم كاتب أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري.
وفي كتاب المنتجيلي: لما قيل للحسن قتل الحجاج سعيدا في شعبان سنة أربع وتسعين وسنه تسع وأربعون سنة. قال: اللهم أنت على فاسق ثقيف، والله لو أن من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتل سعيد لكبهم الله تعالى في النار.
وقال أبو اليقظان: كان أسود. وقال ابن معين: كان له ابنان عبد الله وعبد الملك.
يروي عنهما، وعن قتادة قيل لسعيد: خرجت على [ق 79 / أ] الحجاج؟ قال: نعم. وما خرجت عليه حتى كفر.(5/269)
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: رأيت في كتاب علي: قال يحيى: مرسلات سعيد أحب إلي من مرسلات عطاء ومجاهد.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: عن أشعث، قال: كان يقال سعيد جهبذ العلماء. وعن مجاهد أن ابن عباس قال لسعيد: حدث. قال: أحدث وأنت هنا! قال: أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد، فإن أخطأت علمتك.
وفي كتاب ابن قانع عن أحمد بن حنبل: مولده سنة ست وأربعين.
وفي «تاريخ البخاري»: كان سفيان يقدم سعيدا على إبراهيم في العلم، وكان أعلم من مجاهد وطاوس، وذكره ابن أبي حاتم.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا أبي، ثنا جرير، عن الأعمش، عن مسعود بن ملك، قال: قال لي علي بن حسين: تستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد، قال: ما حاجتك إليه؟ قلت: أريد أن أسأله عن أشياء.
ثنا ابن الأصبهاني أبنا عبد السلام بن حرب، عن خصيف قال: كان أعلمهم بالطلاق ابن المسيب، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالحلال والحرام طاوس، وأعلمه بالتفسير مجاهد، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير.
وعن يزيد بن أبي زياد، قال: كنت فيمن كفل بنفس سعيد مخافة أن يطرح نفسه في الجسر إذا عبر على الفرات.
وقال أبو عبد الله البرقي في «تاريخه»: أبنا ابن عبد الحكم، قال: سمعت مالكا يحدث قال: حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، وكان سعيد من العباد العلماء قتله الحجاج وجسده في الكعبة، وناسا معه منهم طلق بن حبيب، فسار بهم إلى العراق فقتلهم عن غير شيء يعلو به عليهم إلا العبادة، فلما قتل سعيد خرج منه دم كثير حتى راع الحجاج فدعا طبيبا فسأله فقال: إن أمنتني أخبرتك فأمنه، فقال: قتلته ونفسه معه.(5/270)
وفي «تاريخ الأطباء» لابن أبي الأصيبعة: اسم الحكيم الذي سأله تياذوق.
وفي «تاريخ الطبري»: لما هرب سعيد من الحجاج ذهب إلى أصبهان، ثم إلى أذربيجان، فطالت بها عليه السنون فاغتم، فلما ولي عثمان بن حيان قيل له: هذا رجل سوء فاظعن، فقال: قد والله فررت حتى استحييت من الله تعالى.
وروى الطبري في «طبقات الفقهاء»: كان عالما عابدا فاضلا بكاء.
وفي «المجالسة»: لما قتل قال الحسن البصري: لقد أطفئ من الله نور ما أصبح على وجه الأرض مثله.
وأخباره كثيرة مشهورة اقتصرنا منها على ما أصلناه من ثناء الناس عليه لأن الإنسان يصف نفس بعبادة وما أشبهها، قال الله تعالى: (ولا تزكوا أنفسكم) ولو أردنا أن نذكر ترجمته في العبادة كما ذكرها المزي من عند أبي نعيم فقط لوجدنا جماعة من العلماء ذكروا من ذلك شيئا كثيرا لكنا آثرنا الإيجاز على العادة والله تعالى الموفق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
في فقهاء قرطبة أيام الأمير الأموي فقيه يسمى:
1916 - سعيد بن جبير.
ذكره ابن عبد البر في «تاريخ قرطبة»، ذكرناه للتمييز.
1917 - (4) سعيد بن جمهان أبو حفص الأسلمي البصري:
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه إمام الأئمة، وأبو عبد الله بن البيع، وأبو محمد الدارمي، وأما أبو علي الطوسي فحسنه.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وفي «تاريخ البخاري الصغير»، وذكر [79 / ب] حديثه فقال: فيه عجائب.
وقال المروذي: قلت له: يعني أبا عبد الله ما تقول في سعيد بن جمهان، فقال: ثقة، فقلت: يروى عن يحيى بن سعيد أنه سئل عنه فلم يرضه، فقال أبو عبد الله: باطل وغضب، وقال: ما قال هذا أحد (عن علي بن المديني أنه(5/271)
قال): ما سمعت يحيى يتكلم فيه بشيء.
وقال الساجي: لا يتابع على حديثه، حدث عن عبد الله قال: سألت أبي عن سعيد بن جمهان، (فقال) مجهول هو. قال: لا حدث عنه حماد بن سلمة، وحديثه «الخلافة ثلاثون سنة». قال الساجي: قد ذهب إليه أكثر أهل العلم والفضل.
وقال البزار في مسند أبي بكرة: ابن جمهان بصري مشهور.
1918 - (ع) سعيد بن الحارث بن أبي سعيد (بن) المعلى: ويقال ابن أبي المعلى قاضي المدينة الأنصاري.
كذا ذكره المزي متبعا صاحب الكمال، وفي كتاب الكلاباذي، وأبي الوليد الباجي، وابن طاهر وغيرهم: سعيد بن الحارث بن المعلى، ويقال: ابن أبي المعلى، وزعم شيخنا أبو محمد الدمياطي الحافظ أن الصواب: سعيد بن أبي سعيد الحارث بن أوس بن المعلى، الزرقي الأنصاري، لأبيه صحبة وأمه خالدة بنت عبيدة بن المعلى، وهو أخو عمرو، وأم عبد الرحمن، وسهيل، وأم حسن، ويوسف، وأيوب، عبد الله، وغيلان وكما ذكره هنا، ألفيته عند ابن سعد، وإنما ذكرت قوله لحكمه عليه بالصواب.
وذكره ابن خلفون في الثقات، ولما ذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم، قال: هو ثقة إلا أني أغفلته وكتبته هنا.(5/272)
1919 - (ق) سعيد بن حريث بن عمرو المخزومي، أخو عمرو له صحبة.
لم يثبت حديثه، قاله البخاري في التاريخ الكبير، وقال أبو حاتم الرازي: كان أكبر سنا من أخيه عمرو، وروى عنه أخوه عمرو.
قال ابن حبان، وأبو عروبة الخزاعي في الطبقة الثالثة، وقبلهما ابن إسحاق: سعيد بن حريث وأبو برزة قتلا ابن خطل.
وقال العسكري: أسلم سعيد قبل فتح مكة ومات بالكوفة هكذا يروي أصحاب الحديث، وقال الجهمي: غزا خراسان حيث غزيت، وقتله عبيد له بظهر الحيرة.
وقال مصعب: قتل بظهر الحيرة لا عقب له، وكذا ذكره الزبير بن أبي بكر، وغيره.
وفي «تاريخ نيسابور»: قدم سعيد مع سعيد بن عثمان بن عفان خراسان غازيا روى عنه: همام بن خناس المروزي، ولا أدري لقيه بمرو أو بالكوفة.
وفي «المعجم الكبير» لأبي القاسم: أمه عاتكة بنت هشام بن حذيم بن سعد بن رباب بن سهم.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة فيمن أسلم في الخندق وبعده، وقال: كان له من الولد فاطمة تزوجها عمار بن ياسر، فولدت له ولم يكن لسعيد عقب، وقسم النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وجده في البيت فأعطى سعيدا منه.(5/273)
وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا الحديث يعني: الحديث الذي أسنده المزي. «من باع دارا»، ويشبه أن يكون قد وهم لما ذكره ابن البيع في «تاريخ نيسابور» عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الطاعون شهادة».
إذا أبت نفسك في الذي هديته ... وذكرت بعد الجهد لفظا عبته
[ق 80 / أ] ما زدت شيئا غير ما قد ... قاله عبد الغني سوى حديثا سقته
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا تكون فعلته
1920 - (د ت س ق) سعيد بن حسان القرشي المخزومي المكي القاض.
قال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في الثقات.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم وابن حبان، وأبو علي الطوسي وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي.
وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث.
1921 - (ع) سعيد بن أبي الحسن يسار مولى الأنصار البصري.
أخو الحسن وعمار فيما ذكره ابن ماكولا، وذكره ابن خلفون، وابن حبان، في «جملة الثقات» وقال: بكى عليه الحسن سنة.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري تابعي ثقة، وقال البخاري: مات قبل الحسن.(5/274)
وفي قول المزي: ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من قراء أهل البصرة نظر في موضعين. الأول: قوله: في الطبقة الثانية، وليس كذلك إنما هو مذكور عنده في الطبقة الثالثة مع أخيه الحسن، وكأن المزي لم (يذكر) كتاب «الطبقات» جملة. وذلك أن في الطبقة الثانية عنده من مات قبل المائة إلى الستين والخمسين، من الهجرة، فأنى له ذكر هذا في هذه الطبقة، وهو يقول: مات قبل الحسن قليلا.
الثاني: خليفة. لم يقل هذه اللفظة: قراء أهل البصرة، إنما قال الطبقة الثالثة من مضر ثم من قريش فذكر جماعة ثم قال: ومن بني فلان، وفلان، ومن أهل اليمن النضر، موسى ابنا أنس والحسن بن أبي الحسن وأخوه سعيد، وهذه النسخة التي أنقل منها كتبت عن أبي عمران التستري، عن خليفة.
وقال في التاريخ في فصل سنة ثمان ومائة كلاما ثم قال: وبعد المائة مات أبو شيخ وعبد الله بن شقيق العقيلي، وسعيد بن أبي الحسن.
وفي تاريخ ابن قانع: مات سنة تسع ومائة.
وقول المزي: قال ابن سعد: مات قبل الحسن سنة مائة فيه نظر وذلك أن الذي في كتاب «الطبقات»: قالوا: وكان سعيد بن أبي الحسن مات قبل سنة المائة، قال ابن سعد: وكان أصغر من الحسن وكان يصفر لحيته، ولما مات قال له بكر بن عبد الله: أنت تعلم الناس وإنهم يرونك تبكي فيذهبون إلى عشائرهم، فيقولون: رأينا الحسن يبكي عند المصيبة فيحتجون به على الناس، فقال: الحمد لله إن الله جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين فيرحم بها بعضهم(5/275)
بعضا، فتدمع العين ويحزن القلب وليس ذلك بجزع إنما الجزع ما كان من اللسان أو اليد. قال: ثم قال: إن الله لم يجعل حزن يعقوب عليه ذنبا ورحم الله سعيدا ما علمت في الأرض من شدة كانت تنزل بي إلا ود أنه كان وقى ذلك بنفسه.
وفي كتاب الفسوي: مات بخير وهي قرية من قرى شيراز من أرض فارس، وعند ابن شوذب بكى الحسن على سعيد سنة.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن وفاته سنة مائة على الصحيح وما أدري من الذي صححه، وبم صححه، ولا قائل به وكأنه اعتمد على قول المزي، عن ابن سعد الذي بينا وهمه فيه، والله أعلم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد الباجي، قول غريب لم أر له متابعا وهو: سعيد بن أبي الحسن يسار كنيته أبو الحباب أخو أبي مزرد واسمه عبد الرحمن مولى ميمونة [ق 80 / ب] ويقال مولى شقران. انتهى.
كأنه قد تداخلت عليه ترجمتان، وذلك أن أبا الحباب سعيد بن يسار غير هذا إجماعا. والله أعلم.
1922 - (س) سعيد بن حفص بن عمر: ويقال: عمرو بن نفيل الهذلي النفيلي أبو عمرو الحراني، خال أبي جعفر النفيلي.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
وقال أبو عروبة الحراني، في كتاب أهل الجزيرة: سعيد بن حفص بن عمرو،(5/276)
كان قد كبر ولزم البيت، وتغير في آخر عمره.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: حراني ثقة روى عنه بقي.
وذكر أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر في «تاريخ قرطبة» أن بقي بن مخلد قال: لم أرو إلا عن ثقة.
وقريب من طبقته:
- سعيد بن حفص أبو رجاء الهمداني.
قال مسلمة: أخبرني عنه عبد الجبار السمرقندي، وقال ابن يونس: مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين. ذكرناه للتمييز.
1923 - (ع) سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم، المعروف بابن أبي مريم أبو محمد الجمحي المصري. مولى ابن أبي الضبيع مولى بني جمح.
ذكره ابن حبان في «الثقات» ونسبه جهينيا، وكناه أبو أحمد ابن عدي أبا عثمان وتبعه ابن عساكر.
وفي قول المزي، وقال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة أربع وأربعين ومائة، ومات سنة أربع وعشرين ومائتين نظر، ولو ادعى مدع أن غالب ما ينقله من غير أصل. اللهم إلا ما كان في «تاريخ دمشق»، وبغداد، وابن أبي حاتم، لكان مصيبا بيانه أن أبا سعيد قال في التاريخ الذي هو بيد صغار الطلبة لكثرة وجوده: توفي فيما قرأت على بلاطة قبره يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين، وحدثني أبو خليفة الرعيني بوفاته أيضا، قال: حدثني أبي أن هذه كتب جدي، فوجدت فيها بخط جدي: توفي أبو محمد سعيد بن الحكم يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من(5/277)
ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين. انتهى. فإغفاله هذا، وشبهه بما هو محتاج إليه، وموضوع كتابه عليه دليل واضح على عدم رؤيته له ونقله ذلك من كلام بعض المصنفين الذين مقصدهم غير مقصد المزي. والله أعلم.
وأغفل منه أيضا قول ابن يونس، وفي كتاب الكلاباذي، وكتاب الزهرة: سعيد بن محمد بن الحكم بن ِأبي مريم الجمحي المصري كذا قاله صاحب الزهرة، روى عنه البخاري اثنين وستين حديثا ثم روى عن الذهلي عنه.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للباجي، عن ابن معين: ثقة من الثقات.
وفي كتاب «الموالي» (الكندي) ولد سنة أربع وأربعين ويقال: سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان فقيها من أهل الفضل والدين.
وفي كتاب «التعديل والتجريح»، عن الدارقطني: قال النسائي: سعيد بن عفير: صالح، وسعيد بن أبي مريم لا بأس به، وهو أحب إلي من ابن عفير.
وزعم عبد الغني بن سعيد أن الحاكم وهم به، فقال سعيد بن عبد الله بن الحكم بن أبي مريم.
1924 - (د س) سعيد بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري البصري، أخو بهز.
ذكره ابن خلفون في الثقات، وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وقوله المذكور عند المزي، وإغفاؤه عليه ولم يتتبعه غير جيد، وإنما أسقط بهز من الصحيح لروايته عن أبيه، عن جده، لأنها شاذة لا متابع له فيها. يرده ما(5/278)
ذكره غير واحد من المؤرخين بأن أخاه هذا تابعه عليها، والله تعالى أعلم.
وفي طبقته:
- سعيد بن حكيم أبو زيد القيسي.
يروي عن حبيب بن سليم، روى عنه: إبراهيم بن ميمون الكندي ذكره ابن حبان في «الثقات»، وذكرناه للتمييز.
1925 - (م تم س) سعيد بن الحويرث، ويقال: ابن أبي الحويرث المكي. مولى السائب.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، كذا ذكره المزي، وكأنه نقله من غير أصل إذ لو كان من أصل لوجد تكنيته بأبي يزيد التي الترجمة عند المزي معدومتها وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك أبو عوانة الإسفراييني.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في الثقات. وقال الخطيب: سعيد بن الحويرث وهو ابن أبي الحويرث.
1926 - (د ت) سعيد بن حيان التيمي الكوفي، أحد بني عدي من تيم الرباب.
روى عنه: ابنه أبو حيان ذكره ابن حبان في «الثقات»، كذا ذكره المزي وهو غير جيد، (لأن) ابن حبان أحد بني عدي، وقيل: إنه من تيم الرباب، روى عن: علي، روى عنه: ابنه والحارث بن سويد. انتهى.
فهذا كما ترى راويا آخر لم يذكره المزي، ولو رآه في كتاب الثقات لما أغفله لأنه لم يذكر راويا عنه غير ابنه.(5/279)
وقال العجلي: كوفي ثقة، وذكره ابن خلفون في الثقات، وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
وفي الرواة:
- سعيد بن حيان الأزدي اليحمدي.
ولي قضاء بلخ، يروي عن ابن عباس.
- وسعيد بن حيان الطائي.
يروي عن: عتبة بن أبي سليمان. – ذكرهما ابن أبي حاتم.
- وسعيد بن حيان الحمصي.
قال قتيبة- فيما ذكره الساجي: رأيته بالبصرة، وكان جرير بن عبد الحميد يكذبه. – ذكرناهم للتمييز.
1927 - (ق) سعيد بن خالد بن أبي طويل القرشي الصيداوي. من صيدا ساحل دمشق.
قال ابن خلفون: قال البخاري: فيه نظر.
وقال الحاكم أبو عبد الله: روى عن أنس بن مالك أحاديث موضوعة وكذا قاله أبو سعيد النقاش.
وعاب المزي على ابن حبان تفرقته بين سعيد بن خالد القرشي الراوي عن واثلة وأنس، روى عنه: ابن عياش، وبين سعيد بن خالد بن أبي طويل قال:(5/280)
وهما واحد، وجمع المزي بينهما في نفس الترجمة، وليس جيدا والصواب التفرقة. وأنى له الجمع بينهما وأبو حاتم الرازي يقول: لا أعلم روى عنه غير ابن شابور، وفرق بينهما كما فرق بينهما ابن حبان وكذا فعله الفسوي في «تاريخه الكبير»، والبخاري في بعض نسخ «التاريخ» ولم أر (من) جمع بينهما متعمدا والله تعالى أعلم.
وقال أبو الفرج في كتاب «العلل»: روى عن أنس خبرا باطلا: من «حرس ليلة على ساحل البحر». من حديث ابن شابور عنه، من غير بيان ضعفه.
ولما ذكره العقيلي لم يذكر عنه راويا إلا محمد بن شعيب ابن شابور.
1928 - (د س ق) سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ القارظي الكناني المدني حليف بني زهرة.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال ابن سعد: توفي آخر سلطان بني أمية. انتهى. ويشبه أن يكون نقله على العادة من غير أصل إذ لو كان من أصل لرأى وفاته التي تجشمها من عند ابن سعد ثابتة عند ابن حبان من غير فصل في الترجمة.
قال ابن حبان: سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ القارظي، أخو المسور بن خالد، روى عنه: ابن أبي ذئب، مات في آخر ولاية بني أمية [ق 81 / ب]. فهذا كما ترى فيه ما ذكره من عند ابن سعد، وفيه ذكر أخيه الذي هو معتني بذكر تعريف صاحب الترجمة بالأخوة والبنوة، وهو لعمري مقصد جيد فما باله هنا أغفله من عند من قال إنه نقل كلامه، وإن كان ابن حبان قد قاله قبله(5/281)
البخاري، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة، والذي نقله عنه المزي متبعا صاحب الكمال: ضعيف لم أره في شيء من تصانيف النسائي فيما أعلم، والذي ذكره في كتاب صاحب «الجرح والتعديل» ما أنبأتك به، وهو الذي نقله عنه جماعة أيضا منهم ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات».
وفي كتاب «المجروحين» لابن حبان عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي: هو ثقة.
1929 - (م) سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي، أبو خالد، ويقال: أبو عثمان المدني، سكن دمشق.
خرج أبو عوانة حديثه في صحيحه.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة ذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي كتاب الزبير: وهو أخو عمرو، وعبد الله، وعثمان، وعائشة، وعبدة، وأم خالد، ومحمد، وسودة، وعروة، وعبد الرحمن، ويحيى، وخالد، ومريم، وسعدة أولاد خالد بن عمرو بن عثمان رضي الله عنهم.
وفي قول المزي: ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة لا أدري ما فائدته، وكأن فائدته عنده يري الناس كثرة النقل والتفتيش وإلا فأيش فائدة ذكره فيه ولو علمنا له فائدة لتبعناه وكذا يذكر الإنسان في كل كتاب ذكر فيه، ولكنا نصون أسماعنا عن هذا فضلا عن التفوه به، اللهم إلا أن يكون صاحب الكتاب شرط أنه كل من يذكره في كتابه يكون ثقة عنده، أو مجروحا أو ما أشبهه، والله تعالى أعلم. أو يكون قد التبس مع آخر فبين طبقته من طبقة ذاك هذا(5/282)
على أنه ما رأى كتاب ابن سعد حالة وضع الكتاب، ولو رآه لرأى فيه ذكر أمه التي أغرت المزي بذكرها من (غير) الزبير بن أبي بكر، قال ابن سعد: أمه أم عثمان بنت سعيد بن العاص، وزاد على ما ذكره من عند الزبير: وأمها أميمة بنت جرير بن عبد الله البجلي، فولد سعيد بن خالد، عبد الله، وخالدا لأم ولد، ومحمدا لأم ولد، (وأم عبد الملك)، وعبد الملك والوليد لأم ولد، وأم سلمة أمهم أم عمرو بنت مروان بن الحكم.
كم ذا تكثر، والجهابذ تنقد ... ومحنكون السن حولك شهد
1930 - (د) سعيد بن خالد الخزاعي المدني.
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»: سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث.
وقال ابن حبان لما ذكره: هو عندهم ضعيف.
وقال ابن عدي في «الكامل»: سمع منه عبد الملك الجدي، وهو يعرف به، ولا يعرف له غيره.
وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ حتى لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وعن يعقوب بن إسحاق الحضرمي أنبا سعيد بن خالد، وليس هذا سعيد (و) خالد الذي يروي عنه ابن أبي ذئب. ذاك ثقة.(5/283)
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
وذكره البخاري في فصل من مات من الخمسين ومائة إلى الستين.
ولهم شيخ آخر يقال له:
- سعيد بن خالد بن الترجمان.
- وسعيد بن خالد بن عمرو بن حزم.
روى عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم – ذكرهما أبو حاتم.
- وسعيد بن خالد بن محمد بن مخلد بن خالد، أبو عثمان الترمذي.
روى عنه ابن المظفر، وأحمد بن جعفر [ق 82 / أ] الخلال، قاله الخطيب في «التاريخ».
- وسعيد بن خالد الرازي.
ذكره الدارقطني في كتاب «التعديل والتجريح» ووثقه.- ذكرناهم للتمييز.
1931 - (س ق) سعيد بن أبي خالد البجلي الأحمسي الكوفي. أخو إسماعيل، وشعث والنعمان.
ذكره ابن حبان في الثقات كذا ذكره المزي، وقد أغفل من كتاب الثقات إن كان نقله من الأصل، وما أخاله، واسم أبي خالد: سعيد، وقيل: هرمز يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه.(5/284)
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك مصححا له، وكذلك ابن حبان.
وفي كتاب الصيريفني يروي عن: مصعب ابن سعد.
1932 - (د س) سعيد بن خثيم بن رشد الهلالي، أبو معمر الكوفي.
وقيل: إنه من بني سليط.
خرج الحاكم حديثه في مستدركه وحسنه الطوسي.
وفي كتاب «الإخوة» لأبي داود: هو أخو معمر بن خثيم.
وقال العجلي: هلالي كوفي ثقة، وذكره ابن خلفون في الثقات.
وفي قول المزي: الهلالي، وقيل إنه من بني سليط يريد به المغايرة بين النسبتين نظر لأنهما واحد: سليط بن كعب بن الحارث بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وهلال من ولد بشر بن رباح، بن يربوع بن حنظلة كذا ذكر هذا النسب أبو علي الهجري، في كتاب «النوادر» والعرب قد تنسب الرجل إلى عمه وما أشبهه، ثم إن أبا حاتم الرازي فرق بين سعيد بن خثيم أبي معمر الهلالي الكوفي، الراوي عن جدته: ربيعة بنت عياض، الموثق عند ابن معين، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وكذا فرق بينهما أيضا البخاري وأبو الفضل الهروي، الحافظ في كتاب «مشتبه أسماء المحدثين»، والمزي جمع بينهما فينظر، ولا أظن له في الجمع بينهما سلفا.
وأما ابن حبان فإنه لما ذكر سعيد بن خثيم الهلالي، روى عن حنظلة بن أبي سفيان، روى عن: عمرو بن محمد الناقد، قال: هذا ليس سعيد بن خثيم الذي يقال له أبو معمر الذي روى عن جدته، وأبيه ذاك من أتباع التابعين.(5/285)
وقال ابن الجوزي: قال أبو الفتح الأزدي: سعيد بن خثيم كوفي منكر الحديث.
وفي تاريخ ابن الأثير، مات سنة ثمانين ومائة.
وقال ابن عدي: وقد روى سعيد غير ما ذكرته أحاديث ليست بمحفوظة وهو عم أحمد بن رشد، وقال في موضع آخر: ولسعيد غير ما ذكرت من الحديث قليل، ومقدار ما يرويه غير محفوظات.
1933 - (د س ق) سعيد بن أبي خيرة البصري.
خرج الحاكم حديثه في مستدركه.
1934 - (خت) سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر، أبو عثمان الزنبري المدني. سكن بغداد، وقدم الري.
قال صاحب الكمال وقبله ابن عساكر: ذكره أبو أحمد ابن عدي، في «مشايخ البخاري»، ولم يذكره غيره. كذا ذكره وقد حرصت أن أجد ما قالاه في كتاب ابن عدي، وفي غير ما نسخة قديمة فلم أجده، فينظر.
والاستشهاد الذي أشار إليه المزي هو قول البخاري في كتاب التوحيد إثر حديث ذكره عن المتقدمين عن عمه، عن عبد الله عن نافع (عن ابن عمر) يرفعه: «إن الله يقبض يوم القيامة الأرض» ثم قال رواه سعيد عن مالك فزعم أبو مسعود أنه الزنبري، فينظر في قوله: أهو إياه أو غيره.
وقال الخليل في كتاب «الإرشاد»: يكثر عن مالك بن أنس، ولا يحتج به.(5/286)
وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي ما تقول فيه؟ قال: ليس بالقوي. [ق 82 / ب] قلت: هو أحب إليك، أو عبد العزيز بن يحيى المديني، قال: ما أقرب بعضهم من بعض.
وقال الساجي: عنده مناكير، وقال الساجي: يحدث عن مالك بشيء أنكر عليه.
وقال الحاكم أبو عبد الله: يروي عن مالك أحاديث مقلوبة وصحيفة أبي (الزياد) أيسر من غيرها فإن أحاديث أبي (الزياد) محفوظة كلها لأبي (الزياد) وإن لم يكن لمالك في بعضها أصل، وقد روى خارج النسخة عن مالك أحاديث موضوعة منها عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: «إذا كان لأحدكم ثوبين فليلبسهما إذا صلى فإن الله تعالى أحق من تجمل له». وقال سعيد النقاش: روى عن مالك أحاديث موضوعة.
وقال السمعاني: لا يحتج به.
وفي «سؤالات السلمي» عن الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن حبان: يروي عن مالك أشياء مقلوبة (قلبت) عليه صحيفة ورقاء عن أبي (الزياد)، فحدث بها كلها عن مالك، عن أبي (الزياد) لا يحل كتب حديثه إلا على جهة الاعتبار، وكتبنا نسخته عن مالك، وهي أكثر من مائة وخمسين حديثا أكثرها مقلوبة.
وقال أبو محمد: روى عن مالك أحاديث موضوعة.
1935 - (عس) سعيد بن ذي حدان.
ذكره ابن الجارود، والبلخي في جملة الضعفاء.(5/287)
1936 - (ت ق) سعيد بن أبي راشد، ويقال: ابن راشد.
روى عن: يعلى بن مرة والتنوخي رسول قيصر، روى عنه: عبد الله بن عثمان بن خثيم، وذكره ابن حبان في الثقات، روى ابن مجمع، عن يونس بن خباب، عن ابن سابط، عن سعيد بن راشد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في أمتي خسف ومسخ، وقذف». وهو أقدم من هذا يقال: إن له صحبة وفي إسناد حديثه هذا نظر. انتهى كلام المزي، والذي في كتاب ابن أبي حاتم: سعيد بن أبي راشد، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم- يقول: إن في أمتي خسفا ومسخا وقذفا. روى عنه ابن سابط من رواية عمرو بن مجمع، عن يونس بن خباب عنه.
- وسعيد بن راشد السماك، أبو محمد المازني بصري.
روى عن عطاء والحسن، وابن سيرين، والزهري، روى عنه محمد بن عبد الله الأنصاري، وعيسى بن إبراهيم، وخلف بن هشام وشيبان بن فروخ قال أبو محمد، روى عن ابن أبي مليكة، وعنه: مروان الفزاري.
- سعيد بن راشد المرادي.
روى عن: الهجنع، وعثمان بن (الخيري)، روى عنه: ابن لهيعة، انتهى جميع ما ذكره. وأما البخاري فلم يذكر إلا السماك فقال سعيد بن أبي راشد، وقال مرة: ابن راشد.(5/288)
وقال ابن حبان في الثقات: سعيد بن أبي راشد يروي عن يعلى ابن مرة، روى عنه: عبد الله بن عثمان بن خثيم.
وقال في «المجروحين»: سعيد بن راشد السماك أبو محمد، وقيل: أبو حماد مازني من أهل البصرة ينفرد عن الثقات بالمعضلات.
وبنحوه ذكره ابن عدي، ثم فرق بينه وبين سعيد بن أبي راشد الراوي عن ابن أبي مليكة.
وفي «رافع الارتياب» - وذكر شيخ ابن خثيم: وابن أبي راشد أشهر.
وقد سبق أن ابن أبي حاتم يجمع بينهما، ولا أدري من سلف المزي في الذي ذكره فينظر فإنه لم يتحرر لي من أمره شيء.
وفي قول المزي أيضا في شيخ ابن سابط: يقال إن له صحبة، وفي إسناد حديثه هذا نظر نظر؛ لأن هذا الرجل [ق 83 / أ] لم يتأب أحد ممن ألف في(5/289)
الصحابة عن ذكره فيهم جزما كابن حبان، وقال: له صحبة وأبي نعيم، والباوردي، وابن عبد البر، وابن منده، وأبي عيسى الترمذي، والبرقي، ويعقوب بن سفيان وابن السكن، والبغوي، والطبراني، والعسكري، وابن زبر، وابن أبي خيثمة في تاريخيه، وابن سعد وغيرهم، ولم أر من ذكر أن له صحبة معللة أو حديثه فيه نظر، والله تعالى أعلم.
1937 - (خ م ت س) سعيد بن الربيع الحرشي العامري، أبو زيد الهروي البصري.
قال صاحب الزهرة: روى عنه البخاري اثني عشر حديثا، وروى في آخر الكتاب عن صاعقة عنه.
وقال البخاري في تاريخيه: قال عباس بن أبي طالب: مات سنة إحدى عشرة فينظر فإن البخاري لم يقله إنما قاله عن غيره، وذكره ابن حبان في جملة الثقات.
1938 - (ت) سعيد بن زربي الخزاعي البصري، العباداني. أبو معاوية، ويقال: أبو عبيدة وهو الصحيح، والأول خطأ فيما قاله ابن عدي.
كذا ذكره المزي، وفيه غرابة كونه عزى النقل لقائله فسلم، ولا سلامة لأن المتأخر الحاذق يجمع أقوال العلماء ويرجح منها بالدلائل ما ترجح، أو ما(5/290)
رجحه غيره، أو بالكثرة والكبر وإلا بمجرد اختيار أبي أحمد لا يسلم قوله ويعترض عليه بقول غيره ممن هو أكبر منه، إن وجد ولكنه يعذر في هذا إذا لم يجد غيره فقاله ظفرا بشيء عظيم، وما علم أن شيخ المحدثين الذي أوهم المزي نقل كلامه بقوله: قال البخاري: عنده عجائب لم يكنه إلا أبا معاوية في تاريخيه «الكبير» و «الأوسط» لما ذكره في فصل من مات من الستين إلى السبعين ومائة، وكذلك أبو (أحمد) الرازي، فيما ذكره عنه ابنه، ومسلم بن الحجاج وقال: صاحب عجائب، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر ابن أبي شيبة.
وفي «الجعديات» قال البغوي: سعيد بن زربي أبو معاوية، وابن الجارود، وأبو العرب وابن حبان، وقال: قد قيل يكنى أبا عبيدة، وكان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته، والنسائي بدأ بأبي معاوية، وثنى بعبيدة، وكذا فعله أبو أحمد الحاكم، وقال في أبي معاوية: منكر الحديث جدا، وفي أبي عبيدة: ليس بالقوي عندهم. فهذا كما ترى هؤلاء الأئمة أكثرهم جزم بمعاوية وبعضهم سوى بينهما فلو رجح مرجح أبا معاوية على أبي عبيدة لكان مصيبا وأقل الأحوال أن يكونا متساويين وأما تخطئة ما رضيه جماعة العلماء فغير صواب ممن قاله كائنا من كان فكان ينبغي للمزي أن ينقل كلام أبي أحمد مستغربا له في جنب كلام من قدمناه وأما أنه ينقله عنه مكتفيا به متبعا صاحب الكمال فليس جيدا. والله تعالى أعلم.
وقد ذكر الدوري عن يحيى بن معين كلاما يشبه أن يكون فصلا في هذا وهو: سعيد بن زربي: ليس بثقة وليس هو أبو عبيدة صاحب الموعظة، هو رجل آخر، فبين يحيى أن صاحب الموعظة يكنى أبا عبيدة، وأن هذا لم(5/291)
يكنه يحيى وهو ليس بثقة عنده وكأنه يريد بأبي عبيدة سعيد بن زربي الراوي عن مجاهد، قال ابن حبان وذكره في «الثقات»: وهذا ليس بسعيد ابن زربي صاحب ثابت ذاك ضعيف وهذا صدوق، ويشبه أن يكون كلام يحيى ومن شابهه مستند البخاري، ومن بعده في تكنية صاحب ثابت [ق 83 / ب] بأبي معاوية، تفرقة بينه وبين صاحب مجاهد.
وقال الساجي عن يحيى بن معين: سعيد بن زربي ليس هو بشيء، هو كثير الخطأ.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» (قال:) قال يحيى بن معين: أبو عاصم العباداني لم يكن به بأس. قال ابن شاهين: سمعت عبد الله بن منيع فيما قرئ عليه يقول: أبو عاصم العباداني أحسبه سعيد بن زربي، ثم ذكره بعد في «جملة الضعفاء».
وذكره العقيلي: وابن الجارود، وأبو العرب في جملة الضعفاء زاد ابن الجارود: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث وقال أبو الحسن الدارقطني: ضعيف، وكذا قاله يعقوب بن سفيان.
1939 - (ت ق) سعيد بن زكريا القرشي أبو عثمان ويقال: أبو عمر المدائني.
ذكره العقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».(5/292)
وقال أبو حاتم الرازي: صالح.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وقال الخطيب: وصف بالصلاح والثقة.
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: قال عثمان بن أبي شيبة: لا بأس به، صدوق، ولكنه لم يكن يعرف الحديث.
1940 - (ل) سعيد بن زكريا الآدم أبو عثمان المصري مولى مروان بن الحكم.
كذا ذكره المزي، وفي كتاب ابن يونس: مولى لبني مروان بن الحكم ثم لمحمد بن زبان بن عبد العزيز بن مروان.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات وصفه بالعبادة.
وفي قول المزي: كان يسكن مراد، نظر لأن مراد ليس دارا ولا محلة، والصواب كان ينزل مراد، وكذا ذكره ابن يونس.
1941 - (د) سعيد بن زياد الأنصاري المدني.
روى عن جابر بن عبد الله وأبي سلمة، روى عنه سعيد بن أبي هلال، وجعلهما أبو حاتم اثنين وقال في الأنصاري: مجهول، وفي سعيد بن زياد عن جابر: ضعيف، وجعلهما غيره واحدا وهو أولى بالصواب. انتهى كلام المزي. وفيه نظر من حيث إني لم أر أحدا جعلهما واحدا كما ادعاه، وما أدري هذا الكلام أيش هو ما أظنه جيدا. والله تعالى أعلم، هذه كتب التواريخ بأيدينا معظمها: (محمد بن) إسماعيل البخاري فإنه فرق بينهما(5/293)
كما فعله أبو حاتم، ومن خط ابن الأبار وأبي العباس بن ياميت نقلت فقال: سعيد بن زياد الأنصاري، لم يزد شيئا، ثم قال بعد ترجمتين: سعيد بن زياد عن جابر روى عنه سعيد بن أبي هلال، وكذا فعله يعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه الكبير»، ومن خط عبد العزيز الكناني نقلت وما سوى هذين الكتابين ليس له ذكر فيهما.
وأما ابن حبان فإنه ذكره في أتباع التابعين الثقات، فقال: سعيد بن زياد يروي عن (حبان) بن زيد روى عنه سعيد بن أبي هلال، وهو كما ترى فسر جابرا بابن زيد حتى ساغ إدخاله في هذه الطبقة، والمزي وصفهما بالصحبة، وبينهما بون بعيد.
ولما ذكره أبو داود في سننه لم ينسب جابرا، وكذا هو في كتاب «اليوم والليلة» للنسائي الأصول القديمة، والله أعلم.
وقال أبو الحسن ابن القطان في أثناء كلام: وسعيد بن زياد هذا لا يعرف، ولا يعرف روى عنه غير أبي هلال في جماعة ممن يسمون بذلك منهم الأنصاري الذي هو مجهول، وفلان وفلان عددهم.
ولما [ق 84 / أ] ذكره الخطيب في «التلخيص» قال: روى عن جابر، وأراه مرسلا، وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعنه ابن أبي هلال، وذكر ستة آخرين هذا أقدمهم (وهو):(5/294)
1942 - سعيد بن زياد عن أبي السماء.
1943 - وابن زياد المؤذن مولى بني زهرة عن سليمان بن يسار.
1944 - والأموي الراوي عن عمر بن عبد العزيز.
1945 - والشامي المكي الراوي المذكور هنا.
1946 - والقرشي الذي روى عن محمد بن كعب.
1947 - والواسطي الذي رأى الثوري وشعبة. والله أعلم.
1948 - (د س) سعيد بن زياد الشيباني المكي.
قال النسائي في كتاب الجرح والتعديل: ليس به بأس.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي سألت يحيى بن معين، قلت له: سعيد بن زياد الذي يروي عن وكيع؟ قال: ثقة.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1949 - (خت م د ت ق) سعيد بن زيد بن درهم الأزدي الجهمي أبو الحسن البصري، أخو حماد.
قال البزار في مسنده: لين.
وقال ابن (فاخر): كان صدوقا حافظا ممن كان يخطئ في الأخبار ويهم في الآثار حتى لا يحتج به إذا انفرد، مات قبل أخيه حماد، ذكره عنه الصريفيني.(5/295)
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، وحسنه أبو علي الطوسي.
وقيل لأبي حاتم: يحتج بحديثه؟ قال: يكتب حديثه. وسئل أبو زرعة عنه فقال: سمعت سليمان بن حرب يقول: ثنا سعيد بن زيد، وكان ثقة.
وقال ابن سعد: روي عنه وكان ثقة، ومات قبل أخيه.
وذكر أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»: قال أحمد بن علي بن مسلم: قال أبو جعفر الدارمي: ثنا حبان بن هلال، ثنا سعيد بن زيد، وكان حافظا صدوقا.
وقال العقيلي: أخذ يحيى بن سعيد شيئا من الأرض وقال: ما يسوى هذه.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ضعيف.
وقال أبو داود: كان عبد الرحمن يحدث عنه.
وقال العجلي: بصري ثقة.
وفي كتاب ابن الجوزي: وثقه البخاري، وقال النسائي: ضعيف.
وقال الصدفي: حدثني سعيد بن عثمان، قال: سمعت ابن السكري يقول، وسألته عن سعيد بن زيد (ابن أخي) حماد، فقال: بصري ثقة.(5/296)
وذكره ابن خلفون في الثقات (وقال): هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال ابن حبان: كان صدوقا حافظا ممن كان يخطئ في الأخبار ويهم في الآثار حتى لا يحتج به إذا انفرد.
وذكر الباجي وغيره أن البخاري أخرج حديثه من غير تفصيل، والثواب التفصيل، والله تعالى أعلم.
وقال ابن عدي: ولسعيد غير ما ذكرت أحاديث حسان وليس له متن منكر لا يأتي به غيره، وهو عندي في جملة من ينسب إلى الصدق.
وفي قول المزي- تبعا لصاحب الكمال: وقال السعدي: يضعفون حديثه وليس بحجة. نظر من حيث إن الذي رأيته في تاريخه: سعيد بن زيد أخو حماد سمعتهم يضعفون أحاديثه، فليس بحجة بحال.
1950 - (ق) سعيد بن زيد بن عقبة الفزاري الكوفي.
قال المنتجالي والعجلي: ثقة، وأبوه كوفي تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في الثقات.
1951 - (ع) سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أخو الأعور العدوي، أحد العشرة.
قال [ق 84 / ب] أبو أحمد العسكري: وهو أول من أسلم من بني عدي بن كعب.
وفي كتاب البغوي: لما كتب معاوية ببيعة يزيد إلى مروان قال له رجل من أهل الشام: ما يحبسك؟! فقال له: سعيد بن زيد (فتبايع) فإنه سيد أهل(5/297)
البلد فإذا بايع بايع الناس.
وفي «تاريخ البخاري» بخط أبي ذر: مات سعيد سنة ثمان وخمسين.
وفي كتاب ابن الأثير وقيل: إنه يكنى أبا ثور، والأول- يعني أبا الأعور- أكثر قال: وقد قيل إنه شهد بدرا وغسله سعد بن أبي وقاص وصلى عليه عبد الله بن عمر رضي الله عنهم.
وقال ابن قانع: مات سنة إحدى وخمسين وله سبع وسبعون سنة.
1952 - (د س) سعيد بن سالم القداح أبو عثمان المكي، خراساني الأصل، ويقال: كوفي سكن مكة.
قال أبو حاتم الرازي: هو أفضل من جابر بن إسماعيل.
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»: يرى الإرجاء.
وقال ابن حبان: كان يرى الإرجاء ويهم في الأخبار حتى يجيء بها مقلوبة حتى خرج بها عن حد الاحتجاج به.
وقال يعقوب بن سفيان: كان له رأي سوء، وكان داعية مرغوبا عن حديثه وروايته.
وقال ابن السمعاني: كان مرجئا- يهم في الحديث وليس به بأس.
وخرج الحاكم حديثه في المستدرك.
وقال العجلي: كان يرى الإرجاء وليس بحجة في الحديث.(5/298)
وفي كتاب «الطبقات» للبرقي عن يحيى بن معين: كان يكرهونه.
وقال الساجي: نزل البصرة، وأصله خراساني، ضعيف، ثنا الربيع، قال: سمعت الشافعي يقول: كان سعيد القداح يفتي بمكة ويذهب إلى قول العراق.
وقال العقيلي: كان ممن يغلو في الإرجاء.
وذكره أبو العرب، وابن الجارود في جملة الضعفاء.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: تكلم في مذهبه ونسب إلى الإرجاء، وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وقال السبتي: كان يتهم في الأخبار، ويرى الإرجاء، وقال ابن وضاح: صالح لا بأس به.
وقال الصدفي: سمعت سعيد بن عثمان يقول: سألت محمد بن السكري عن سعيد بن سالم فقال: مكي ثقة عندي، وفي كتاب الصريفيني: مات قبل المائتين.
وفي طبقته شيخ آخر اسمه:
1953 - سعيد بن سالم
شاركه في الرواية عن مالك.
1954 - (د س ق) سعيد بن أبي حفص بن يسار الثقفي الطائفي.
خرج الحاكم حديثه في مستدركه، ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: سعيد بن السائب بن يسار بن السائب، روى عنه خالد بن نزار بن المغيرة بن سليم المصري.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وقال الساجي: عن يحيى بن معين: صويلح.
وقال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة.
وذكر المزي أن سعيدا هذا روى عن داود بن أبي عاصم وروى عنه(5/299)
عبد الرزاق، كذا ذكره، وفيه نظر من كونه جمع بين الطائفي وابن يسار، وأبو حاتم جعلهما ترجمتين فقال في الأولى: سعيد بن السائب الطائفي وهو ابن أبي حفص روى عن أبيه ونوح ومحمد بن أبي هندية، روى عنه معن وشعيب بن حرب وأبو حذيفة، وقال عثمان عن يحيى: ثقة.
وفي الثاني: سعيد بن السائب بن يسار روى عن داود بن أبي عاصم، روى عنه عبد الرزاق. فيحتاج من جمع بينهما إلى دليل واضح مبين، والله تعالى أعلم. وذكر الصريفيني أنه مات سنة إحدى وسبعين ومائة.
1954 - (س ق) سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي [ق 85 / أ] أخو قيس. (*)
قال المزي: مختلف في صحبته، وقال أبو عمر ابن عبد البر: ذكره الواقدي وغيره فيمن له صحبة، انتهى الذي في كتاب ابن سعد: عن الواقدي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض الروايات: قد سمع منه، وكان قليل الحديث وأمه غزية بنت سعد بن خليفة، لها صحبة، فولد سعيد: شرحيل وخالدا ومحمدا وإسماعيل وزكريا وعبد الرحمن، أمهم: بثينة بنت أبي الدرداء. ويوسف ويحيى وعثمان وعبد العزيز لأمهات أولاد شتى.
وذكره جماعة في الصحابة من غير تردد في صحبته، منهم: أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الجعابي، وأبو نعيم الأصبهاني، وابن منده، وأبو القاسم الطبراني، والبغويان، والبزار، وأبو حاتم الرازي، والبخاري، والبرقي،
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا تكرر الرقم 1954 في المطبوع(5/300)
وأبو حاتم ابن حبان البستي بعد ما ذكره في التابعين، وأبو أحمد العسكري وقال: له صحبة، وأبو الفرج البغدادي، وابن زبر، والله أعلم.
وذكر المزي:
1955 - سعيد بن سعيد (الثعلبي)
روى عن عكرمة مولى ابن عباس، ولم يذكر في طبقته من يمكن أن يشتبه به، وهو:
1956 - سعيد بن سعيد بن جورنبده من أهل اليمن.
يروي عن عطاء، روى عنه أبو عاصم النبيل.
1957 - وسعيد بن سعيد بن سويد الكلبي من أهل الشام.
يروي عن عبيدة الأملوكي، روى عنه معاوية بن صالح، ذكرهما ابن حبان في «الثقات». – وذكرناهما للتمييز.
وفي غير هذه الطبقة جماعة تركنا ذكرهم استغناء بما ذكرنا من طبقته.
1958 - (ع) سعيد بن أبي سعيد كيسان أبو سعد المقبري لجواره المقبرة.
وفي كتاب الرشاطي: كان يحفظ مقبرة بني ذيبان لأنه بلغه أنه يبعث منها سبعون ألفا يدخلون الجنة.
وفي تاريخ أبي مسلم المستملي الذي رواه عنه عباس الدوري: يكنى أبا عباد أخبرني بذلك موسى بن عبد الحميد الأنباري.
وذكر ابن الحذاء: أنه توفي في سنة خمس وعشرين ومائة.(5/301)
ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال: اختلط قبل موته بأربع سنين.
وفي كتاب الباجي عن ابن المديني: قال ابن عجلان: كانت عنده أحاديث سندها عن رجال عن أبي هريرة فاختلطت عليه فجعلها كلها عن أبي هريرة.
وخرج مشترطو الصحيح حديثه في صحيحهم: ابن خزيمة، وابن حبان، وأبو عوانة، والحاكم، والطوسي، والدارمي، وابن القطان، وغيرهم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقه الإمام أحمد بن حنبل، وقال الساجي: حدثني أحمد بن محمد قال: قلت ليحيى بن معين: من أثبت الناس في سعيد المقبري؟ قال: ابن أبي ذئب قال: قلت: أثبت من مالك؟ قال: نعم.
وذكر المزي روايته عن عائشة وأم سلمة وفي «كتاب» ابن أبي حاتم: سألت أبي: هل سمع المقبري من عائشة؟ فقالا: لا.
وذكر عبد الحق الإشبيلي في كتاب «الأحكام» أنه لم يسمع من أم سلمة، بينهما عبد الله بن رافع.
وقال الخطيب في «المتفق والمفترق»: حديثه كثير متسع.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال يحيى: أبوه ليس به بأس ولكن ابنه، ثم قال: لا بأس بهما جميعا.
1959 - (ت ق) سعيد بن أبي سعيد الأنصاري مولى أبي بكر بن حزم المدني.
خرج ابن حبان [ق 85 / ب] حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.(5/302)
وفي الرواة من اسمه سعيد بن أبي سعيد اثنا عشر رجلا غير هذين ذكرهم الخطيب الحافظ في كتاب «المتفق والمفترق» وهم:
1960 - سعيد بن أبي سعيد الخدري المدني. حدث عن أبيه.
1961 - سعيد بن أبي سعيد أبو السميط المهري المصري.
روى عنه حرملة بن عمران.
1962 - وسعيد بن أبي سعيد الكوفي أبو سعد البقال مولى حذيفة بن اليمان روى عن أنس بن مالك.
1963 - وسعيد بن أبي سعيد الزبيدي الشامي حدث عن هشام بن عروة.
1964 - وسعيد بن أبي سعيد الحارثي. روى عنه علي بن عاصم.
1965 - وسعيد بن أبي سعيد وكيل المأمون حدث عن المثنى بن القاسم.
1966 - وسعيد بن أبي سعيد أبو الحسن البلخي، حدث عن الثوري.
1967 - وسعيد بن أبي سعيد اليماني عن ابن المسيب.
1968 - وسعيد بن أبي سعيد أبو النصر البلخي
حدث عن مكي بن إبراهيم.
1969 - وسعيد بن أبي سعيد أبو محمد السلمي البلخي. حدث عن أزهر ابن سليمان.
1970 - وسعيد بن أبي سعيد أبو عثمان النيسابوري حدث عن أبي العباس الأصم.
1971 - وسعيد بن أبي سعيد الشامي.
قال الخطيب: كان ينزل بيروت روى عن أنس بن مالك. انتهى.(5/303)
قال ابن عساكر: هذا هو المقبري ووهم فيه الخطيب (ووهم) العلامة سعد الدين مسعود الحارثي أن ابن عساكر وهم، والصواب مع الخطيب قال: ولا أعلم روى عنه غير عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عند أبي داود، وقد وهم غير ابن عساكر فيه ممن هو قبله، والصواب أنه غيره وأنه عند أبي داود فقط، لم ينبه عليه المزي، ولا غيره، والله تعالى أعلم.
1972 - (ت) سعيد بن سفيان أبو الحسن، وقيل: أبو سفيان الجحدري البصري.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وصحح إسناده، وذكره الساجي في جملة الضعفاء.
1973 - (خت م س) سعيد بن سلمة بن أبي الحسام العدوي أبو عمرو المدني مولى عمر بن الخطاب.
خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: ضعفه بعضهم ولا بأس(5/304)
بحديثه، وهو عندهم صدوق.
وقول المزي: قال أبو حاتم: سألت يحيى بن معين عنه فلم يعرفه حق معرفته، يحتمل أن يكون قائل: يعني: لم يعرفه أبو حاتم أو المزي، وليس كذلك إنما قائل ذاك أبو محمد ابنه، فيما ذكره في كتابه والله أعلم.
وقول المزي أيضا: وروى عنه أبو عامر العقدي، فقال: ثنا أبو عمرو المديني يعني ابن أبي الحسام ليس جيدا لما ذكره البخاري في «تاريخه الكبير»، ومن خط أبي ذر الهروي الحافظ، نقلت، وقال أبو عامر: ثنا أبو عمرو السدوسي المدني، فلا أدري هو هذا أم غيره، قال البخاري وابن أبي الحسام: مولى آل عمر بن الخطاب، وكذا ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» والخطيب في «المتفق والمفترق» والمزي تبع صاحب «الكمال» وصاحب الكمال تبع اللالكائي فيما أرى.
1974 - (ي) سعيد بن سلمة المخزومي من آل ابن الأزرق.
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» وكذلك ابن حبان والبيهقي والطوسي.
وقال الترمذي في كتاب «العلل الكبير»: سألت محمد [ق86 / أ] بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث – يعين «ماء البحر» فقال: هو حديث صحيح، قال البيهقي: وإنما لم يخرجه الشيخان لأجل اختلاف وقع في اسم سعيد بن سلمة.(5/305)
وقال أبو عمر في «التمهيد»: قول البخاري صحيح ما أدري ما هذا، وأهل الحديث لا يحتجون بمثل إسناد هذا الحديث، وسعيد بن سلمة لم يرو عنه إلا صفوان بن سليم، ومن كانت هذه حاله لا تقوم به حجة قال: وقد رواه يحيى بن سعيد مرسلا عن المغيرة ولم يذكر أبا هريرة، ويحيى أحد الأئمة قال: وإنما الحديث عندي صحيح لأن العلماء تلقوه بالقبول.
وفي هذه الطبقة شيخ آخر اسمه:
1975 - سعيد بن سلمة بن هشام بن عبد الملك أبو عثمان.
كان يسكن الزيتونة من الجزيرة، روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
1976 - وسعيد بن سلمة
شيخ آخر من أهل الشام يروي عنه عمرو بن الحارث وسليمان بن أبي زينب.
ذكرهما ابن حبان في «ثقات أتباع التابعين».
1977 - وسعيد بن سلمة
كتب عنه يحيى بن معين وقال: كان كذابا، ذكره عنه ابن شاهين.
1978 - وسعيد بن سلمة الكلبي شيخ للشافعي.
1979 - وسعيد بن سلمة الباهلي البصري حدث عن ابن عون.(5/306)
1980 - وسعيد بن سلمة بن كيسان أبو عمرو البغدادي.
حدث عن أبي مصعب الزهري.
ذكرهم الخطيب في «المتفق والمفترق». – وذكرناهم للتمييز.
1981 - (بخ) سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت.
قال البخاري في «التاريخ»، وابن خلفون في «الثقات»: هو أخو عبد الله. وقال محمد بن سعد في «الطبقات»: ولي قضاء المدينة لإبراهيم بن هشام المخزومي مات ليالي مروان بن محمد، وكان قليل الحديث.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة، وذكره ابن خلفون في الثقات.
1982 - (ع) سعيد بن سليمان أبو عثمان الضبي الواسطي البزار عرف بسعدويه.
قال في الزهرة: روى عنه البخاري سبعة أحاديث، وروى في «المناسك» عن صاعقة عنه.
وقال ابن قانع: توفي ببغداد ثقة.
وفي «تاريخ واسط»: روى عنه أحمد بن إسماعيل بن مرزوق الواسطي.
وذكره الشيرازي في كتاب «الألقاب» أن رجلا من أهل واسط جاء إلى أبي نعيم فقال: من عندكم – يعني: يحدث – قال: سعدويه قال: فمن قاضيكم؟ قال: شعبويه، قال: فمن قاصكم؟ قال: سيفويه قال: فتمطرون، روى عنه الفضل بن محمد الشعراني البهقي.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: تكلموا فيه.(5/307)
وفي «منتهى الرغبات» لأبي موسى المديني: كان من أقران ابن المبارك، وقال أبو مسعود الرازي: ما رأيت بالبصرة مثل سعيد بن سليمان.
ولما ذكر أبو جعفر النحاس في «منسوخه» قول ابن عباس قال تعالى: (فإن جاءوك فاحكم بينهم) من روايته قال: هذا إسناد مستقيم.
وقال ابن القطان: ثقة مشهور.
وفي قول المزي- وهم ابن عساكر في قوله: سعيد بن سليمان بن نشيط فإن ابن نشيط شيخ آخر بصري يقال له: سعيد بن سليمان بن خالد بن بنت نشيط النشيطي الديلي مولى زياد، روى عنه الرازيان وتكلما فيه، وقال أبو داود: لا أحدث عنه- نظر؛ فإن المزي لم يأت بحجة على وهمه لأن الذي ذكره ابن عساكر سعيد بن سليمان بن نشيط، والذي ذكره المزي: سعيد [ق 86 / ب] بن سليمان بن خالد بن بنت نشيط، فليس هذا ذاك، ولا ذاك هذا، فكلام المزي نفسه يرد عليه قوله.
وفي الرواة جماعة يلقبون سعدويه أيضا منهم:
1983 - سعدويه سعيد بن يحيى الأصبهاني الطويل مولى بني زهرة.
روى عنه مسلم بن خالد.
1984 - وسعدويه سعيد بن عبد الله الطلاس الرازي الأذراني.
روى عن عباد ابن العوام.
1985 - وسعدويه سعيد بن سعيد الجرجاني.
روى عن سفيان، ذكرهم الشيرازي.(5/308)
1986 - (د ت س) سعيد بن سمعان الأنصاري المدني مولى بني زريق.
خرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذا أستاذه إمام الأئمة.
وقال الساجي: مكي روى عنه ابن أبي ذئب حدث عنه يحيى بن سعيد القطان.
وفي سؤالات البرقاني للدارقطني قال أبو الحسن: هو ثقة.
وذكره ابن خلفون في الثقات.
وقال أبو الفرج بن الجوزي: قال أبو الفتح الأزدي: ضعيف.
1987 - (د تم س ق) سعيد بن سنان أبو سنان البرجمي الشيباني الأصغر الكوفي نزل الري وقزوين.
كذا ذكره المزي، تابعا صاحب «الكمال»، والبراجم ليست من شيبان بحال إنما البراجم من ولد حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم لا أعلم بين أهل النسب في ذلك خلافا.
وقال أحمد بن صالح العجلي في تاريخه ويعقوب ابن سفيان.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين وكان رجلا صالحا.
وفي كتاب الصيريفيني: مات قبل الستين ومائة ظنا.
وفي كتاب اللالكائي عن سفيان بن عيينة: لو كان لي عليه سلطان لحبسته وأدبته.
وخرج أبو عوانة، والحاكم، وابن حبان حديثه في الصحيح.(5/309)
وقال أبو أحمد ابن عدي: وله غير ما ذكرت من الحديث أحاديث غرائب وأفراد وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب لا إسنادا ولا متنا، ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء وروايته تحتمل، وتقبل.
وقال أبو داود: كان من رفعاء الناس.
1988 - (ق) سعيد بن سنان الشامي أبو مهدي الحنفي ويقال: الكندي الحمصي.
وفي كتاب ابن خلفون: وقيل: الحضرمي المؤذن.
وقال الجوزجاني: قلت ليحيى: عفير بن معدان تضمه إليه؟ قال: هو قريب منه، وقال البزار في كتاب السنن: سيئ الحفظ.
وفي كتاب المروزي عن أحمد: ليس بشيء.
ولما ذكر ابن الجوزي في «الموضوعات»: «من أشراط الساعة: لبس المشهور» قال: قال العقيلي: لا يعرف هذا الحديث إلا بأبي المهدي ولا يتابع عليه.
وقال أبو حاتم: يروي عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ثلاثين حديثا منكرة.(5/310)
وقال النسائي لا يكتب حديثه، وسئل أبو زرعة عنه فأومأ بيده أنه ضعيف.
وقال الدوري عن يحيى: متروك الحديث.
وقال الساجي: منكر الحديث.
وذكره أبو العرب، وابن السكن، والعقيلي، والبلخي، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: وسألته- يعني- الدارقطني عن سعيد بن سنان؟ فقال: هما اثنان أبو مهدي حمصي يضع الحديث، وأبو سنان كوفي سكن الري من الثقات.
وقال مسلم بن الحجاج في كتاب «الكنى»: منكر الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم، وقال ابن الجارود: ليس بثقة.
وفي كتاب الصريفيني عن الدارقطني في رواية: هو ثقة.
وفي كتاب ابن الجوزي عن يحيى: ليس بشيء، أحاديثه بواطيل.
وقال ابن حبان: مات سنة ثمان [ق 87 / أ] وستين ومائة، وهو منكر الحديث، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وكان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه، ونسخته أكثرها مقلوب لا يحل ذكرها في الكتب إلا على سبيل القدح في ناقلها.(5/311)
ولهم شيخ آخر يقال له:
1989 - سعيد بن سنان الكندي.
روى عن أنس. روى ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عنه أحاديث فسماه تارة سعدا وتارة سعيدا وتارة سنان بن سعد، وفي رواية عمرو بن الحارث: يزيد بن سنان، ذكره الخطيب في التلخيص، وذكرناه للتمييز.
1990 - (خ س ق) سعيد بن شرحبيل الكندي العفيفي الكوفي.
قال صاحب الزهرة: روى عنه- يعني البخاري- خمسة أحاديث ونسبه ابن عدي بصريا.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ليس به بأس.
ولهم شيخ آخر يقال له:
1991 - سعيد بن شرحبيل.
عن زيد بن (أوفى)، ذكره البخاري في «تاريخه الأوسط» قال: هذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض، ذكرناه للتمييز.
1992 - (د) سعيد بن أبي صدقة أبو قرة البصري.
قال محمد بن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى، وذكره ابن خلفون في «الثقات» وكذلك ابن شاهين وقال: قال أحمد: ثقة، ثقة.(5/312)
1993 - (بخ م مد س فق) سعيد الأصغر بن العاصي بن أبي أحيحة سعيد ابن العاص بن أمية أبو عثمان الأموي، ويقال: أبو عبد الرحمن المدني والد عمرو، ويحيى.
قال أبو العباس في الكامل: سعيد بن العاص يعرف بذي العصابة، وذلك أنه كان فيما يذكرون إذا اعتم لم يعتم قرشي إعظاما له وينشدون:
أبو أحيحة من يعتم عمته يضرب ... وإن كان ذا مال وذا عدد
وفي كتاب الرشاطي ومن أمثالهم: أجمل من ذي العمامة يعنون سعيدا جده، وكان في الجاهلية إذا اعتم لا يلبس قرشي عمامة على لونها وإذا خرج لا تبقى امرأة إلا برزت للنظر إليه من جماله، وزعم بعض أهل المعاني أن هذا اللقب إنما لزمه للسيادة وذلك أن العرب تقول: فلان معتم يريدون أن كل جناية يجنيها الجاني من تلك القبيلة فهي معصوبة برأسه.
وفي «جمال القراء» لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف (قالوا): أي الناس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاصي، قال: فأي الناس أكتب؟ قالوا: زيد، قال: فليكتب زيد وليمل سعيد.
وفي كتاب «الوشاح» لابن دريد، و (ذو) العصابة أبو أحيحة خالد بن سعيد بن العاصي، قال: وهو ذو العمامة أيضا.
وزعم الرقيقي في كتابه المسمى بـ «القطب» أن حرب بن أمية كانت له عمامة سوداء إذا لبسها لم يعتم ذلك اليوم أحد.
وفي «معجم الطبراني» قال عثمان: أي الناس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاصي.
وفي كتاب أبي عمرو: ولد عام الهجرة وكان فيه تجبر وغلظة وشدة سلطان،(5/313)
وكان ممن اعتزل (الفرح) وصفين.
وفي كتاب أبي الفرج الأصبهاني: لما حضرته الوفاة وهو بقصره الذي يقول فيه أبو قطيفة:
القصر فالنخل والحماء بينهما ... أشهى إلى القلب من أبواب حيزون
قال له ابنه عمرو: لو نزلت إلى المدينة، فقال: يا بني إن قومي لم يضنوا علي بأن يحملوني ساعة [ق 87 / ب] من نهار فإذا أنا مت فآذنهم، فإذا واريتني فانطلق إلى معاوية وأعلمه بديني واعلم بأنه سيعرض عليك قضاءه فلا تفعل واعرض عليه قصري هذا فإني إنما اتخذته لهذا اليوم، فلما مات فعل ما قال له، فقال له معاوية: أخذت القصر بدينه وهو ثلاثمائة ألف.
وذكر الواقدي في «تاريخه» أن معاوية كتب إلى سعيد باستصفاء مال مروان فراجعه سعيد في ذلك فكتب إليه يأتيه بإمضاء ذلك فأبى فلما عزله وولي مروان كتب إليه بأن يستصفي مال سعيد فأرسل إليه الكتاب مع ابنه عبد الملك فأخرج سعيد الكتابين فقال مروان: كان سعيد أوصل منا له، وكتب سعيد إلى معاوية يعاتبه فنصل منها معاوية، وكان سعيد أحمد في عمله من مروان كان لا يعد قول زيد بن ثابت يستخبر منه أن بلغه عنه شيء وكان يكرمه ويعظمه وبذلك كتب إليه معاوية.
وقول المزي: قال الزبير: فولد سعيد: محمدا وعثمان الأكبر، وعمرا ورجالا درجوا، يخالفه قول ابن سعد: فولد سعيد: عثمان الأكبر درج، ثم ذكر جماعة درجوا، وآخرين لم يدرجوا، وهم: محمد، وعمرو، وعبد الله، ويحيى، وأبان، وعثمان الأصغر، وداود، وسليمان الأصغر، ومعاوية، وسليمان، وسعيد وعنبسة، وعتبة، وإبراهيم، وجرير، قال: ولما ولاه عثمان الكوفة بعد الوليد فقال: لا أصعد المنبر حتى يطهر، فلما غسل خطب وتكلم بكلام قصر بهم يعني بأهل الكوفة ونسبهم إلى الخلاف والشقاق ولما قدم وافدا على عثمان بعث إلى وجوه المهاجرين والأنصار بصلات وغيرها، وبعث(5/314)
إلى علي بن أبي طالب فقيل: ما بعث به إليه وقال: إن بني أمية (ليفرقوني برايت محمدا صلى الله عليه وسلم مفرقا)، والله لئن بقيت لهم لأنفضنهم نفض العقاب الوذمة ثم انصرف سعيد إلى الكوفة فأضر بأهلها إضرارا شديدا حتى رحل فيه إلى عثمان جماعة فلم يعزله، فأتى الأشتر الكوفة ثم استنفر أهلها لقتاله، فرجع سعيد ولم يمكنوه من الدخول.
وقال أبو أحمد العسكري: كان من رجالات قريش وفصحائها، وله صحبة، وكذا قاله أبو حاتم الرازي وغيره.
وقال الواقدي في تاريخه: كان سعيد أحمد في عمله من مروان في عمله الآخر، وكان سعيد أول من سقى العسل وشراب الرز وحب الرمان والسكر بعرفة، وإنما كان الناس يسقون السويق واللبن.
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات من التابعين.
وفي كتاب المنتجيلي عن إسماعيل بن أمية قال: ما قال سعيد شعرا قط إلا بيتا واحدا وهو:
غضبت قريش كلها لحليفها ... وأنا امرؤ بكرهم ولدوني
وعن يحيى بن معين قال: قال سعيد بن العاصي:
فبطني عبد عرضي ليس عرضي ... إذا اشتهى الطعام بعبد بطني
وقال ابن عائشة: كتب زياد إلى سعيد يخطب إليه بنتا له، وبعث إليه بظرف كثيرة فلما دخلت إليه قسم الظرف في أهل بيته وكتب جوابه: من سعيد بن العاصي إلى زياد بن أبيه أما بعد: فـ (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى)(5/315)
(هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا).
وفي التابعين رجل يسمى:
1994 - سعيد بن العاص الثمالي.
يروي عن ابن مسعود، ذكره ابن حبان في [ق 88 / أ] الثقات، وذكرناه للتمييز.
1995 - سعيد بن عامر الضبعي أبو محمد البصري.
قال أبو الشيخ: لو جلست إليه لم يرفع رأسه إلى السماء متخشعا، وكان مشغولا بتفكره، وقال أبو حاتم الرازي: صدوق، قال ابنه: وسئل (أبو) سعيد بن عامر: سعيد أحب إليك أو القاسم بن يزيد الموصلي؟ فقال: سعيد أحب إلي، وكان في حديثه بعض الغلط.
وقال أبو بكر الخطيب في «الكفاية»: سعيد بن عامر لم يدرك قابوس لأن قابوس روى عنه كبار الكوفيين، ومن آخر من أدركه جرير بن عبد الحميد، وليس لسعيد رواية إلا عن البصريين، خاصة.
وفي «كتاب» الكلاباذي، وأبي الوليد الباجي: مات لأربع بقين من شعبان سنة ثمان ومائتين، وهو ابن ست وثمانين سنة، زاد الكلاباذي: وذكر أبو داود عن المقدمي: مات بعد قريش بن أنس في شوال، ومات قريش في رمضان.(5/316)
وقال العجلي: ثقة رجل صالح من خيار الناس.
وفي «تاريخ قرطبة»: قال ابن وضاح: ثنا صالح بن محمد، قال: ثنا سعيد بن عامر الضبعي سيد أهل البصرة غير مدافع.
وذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات».
وقال ابن سعد: سعيد بن عامر العجيفي: كان ثقة صالحا، قال عفان: كنت أكتب عنه الزهد.
وقال ابن قانع: كان ينزل ضبيعة وهو مولى جعفي: ثقة، وحضر يحيى بن أكثم قاضي البصرة جنازته.
وذكره مسلم بن الحجاج في الطبقة السابعة من أصحاب شعبة بن الحجاج قرنه بأبي الأسود، وأبي عاصم، ومحمد بن سواء وغيرهم.
وقال البغوي في «رغبات السامعين»: مات إلى عشر ومائتين لأربع بقين من شوال، وولد سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائة، وكان مولى بني عجيف، وبني ضبيعة أخواله.
1996 - (ق) سعيد بن عامر.
عن ابن عمر كذا ذكره المزي، ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»، قال: هو سعيد بن عامر بن سعيد بن عامر بن حذيم.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
1997 - (ت ق) سعيد بن عبد الله الجهني حجازي.
قال أحمد بن صالح العجلي: سعيد بن عبد الله الجهني، مصري ثقة، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
ولما ذكره الحاكم في «المستدرك» نسبه: جمحيا.(5/317)
1998 - (م ق) سعيد بن عبد الجبار بن يزيد القرشي، أبو عثمان الكرابيسي البصري.
قال في الزهرة، روى عنه: مسلم حديثين، وفي كتاب الصيريفيني: روى عنه حديثا واحدا.
وقال ابن قانع: هو صالح.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وابن حبان في «صحيحه»، وأبو عوانة.
وروى عنه: بقي بن مخلد وقد ذكرنا عن صاحب تاريخ قرطبة أنه قال: لا يروي إلا عن ثقة.
وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عثمان يرمى بالكذب.
وذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء».
1999 - (ع) سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي. مولاهم الكوفي، أخو: عبد الله.
روى عنه: زر بن حبيش فيما ذكره ابن حبان في «الثقات».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو أوثق أخويه عبد الله وعلقمة ابني أبزى.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد [ق 88 / ب] قال أحمد بن حنبل: هو حسن الحديث.
وفي «المراسيل» لعبد الرحمن: قال أبو زرعة: روايته عن عثمان بن عفان مرسلة.(5/318)
2000 - (بخ) سعيد بن عبد الرحمن بن جحش الجحشي حجازي:
روى عن السائب بن يزيد، على خلاف فيه، كذا ذكره المزي، والذي في تاريخ البخاري روايته عنه، وكذا في «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، وقال في المراسيل: قال أبو زرعة روايته عن علي بن أبي طالب مرسلة لم يتكلم عليه بخلاف هذا.
ولما ذكره ابن خلفون في الثقات وصفه بالرواية عنه وأن معمرا وغيره رووا عنه، والله تعالى أعلم.
2001 - (ت س) سعيد بن عبد الرحمن بن حسان. ويقال: سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد المخزييم، أبو عبيد الله المكي.
حدث ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم، عن أبي علي الحافظ عن يحيى بن محمد بن صاعد فقال: ثنا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حسان المكي المخزومي.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حسان بن عبيد الله بن أبي نهيك ابن أبي السائب صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو عبيد الله المكي أنبأ عنه غير واحد، وهو ثقة في ابن عيينة.
2002 - (م) سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري. أخو ربيح.
كذا ذكره المزي، وقد أسلفنا قبل قول من قال: إن ربيحا لقب واسمه:(5/319)
سعيد، وخرج أبو عوانة حديث سعيد هذا في صحيحه، وكذا ابن خزيمة، وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي «تاريخ» البخاري: وقال يونس عن ابن إسحاق عن سعد ولا يصح.
2003 - (عخ م د س ق) سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل بن عامر بن حذيم الجمحي، أبو عبد الله المدني، قاضي بغداد في عسكر المهدي زمن الرشيد ..
خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وقال: ثقة مأمون.
وزعم الخطيب أن قول من قال يعني النسائي: توفي سنة أربع وسبعين خطأ، والصواب سنة ست وسبعين.
وفي كتاب الصيريفيني: توفي سنة تسع وستين ومائة.
قال ابن حبان: يروي عن عبيد الله بن عمر، وغيره من الثقات أشياء موضوعة يتخايل إلى من يسمعها أنه كان المتعمد لها وهو الذي يروي عن عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أوصني فذكر كلاما فيه وتسمع وتطيع، وعليك بالعلانية، وإياك والسر، وهذا خطأ فاحش إنما روى عبيد الله هذا الكلام عن يونس بن عبيد الله، عن الحسن، عن عمر قوله، وقال البخاري: وهذا أصح.(5/320)
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه»: لين الحديث.
وقال الساجي: أورى الناس عنه ابن وهب، قال: وقال ابن معين: ليس هو بشيء.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال: قال عنه ابن نمير: مدني ثقة.
وقال أحمد بن صالح: مكي ثقة، وقال موسى بن هارون عنه: ثقة مأمون، وقال حمزة السهمي في «تاريخ جرجان»: كان قاضي جرجان سنة ثلاث وسبعين ومائة.
2004 - (س) سعيد بن عبد الرحمن بن عبيد الله الزبيدي، أبو شيبة الكوفي. قاضي الري.
قال [ق 89 / أ] البخاري: لا يتابع في حديثه كذا ذكره المزي، والذي في تاريخ البخاري: وعن مروان، عن سعيد، عن عطاء، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة بعد العصر حتى تغرب، ولا بعد الفجر حتى تطلع، فمن طاف فليصل أي حين طاف، لا يتابع عليه انتهى.
وبين (هذين) العبارتين فرق كبير.
وقال أبو أحمد ابن عدي: وسعيد هذا ليس له كبير حديث وله شيء يسير، وعبد الواحد يحدث عنه، وليس بذاك المعروف.
ووهم أبو الفرج- في قول ابن عدي، لما ذكره في «كتاب الضعفاء» تأليفه: بزعم أن أبا أحمد قال: هذه اللفظة في سعيد- وهما استوجب الرد عليه في(5/321)
كتابنا «الاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء».
وقال الآجري: سمعت أبا داود ذكر الزبيدي فجعل يعظمه ويرفع من شأنه.
وفي قول المزي: روى عنه: حكان بن سلم نظر؛ لما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» الذي نقل توثيقه ووفاته من عنده، وكأنه لم يره حالة وضع هذا الكتاب إذ لو رآه لرأى فيه سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي، أبو شيبة يروي عن مجاهد، وابن أبي مليكة، روى عنه: عبد الواحد بن زياد، ومروان بن معاوية، وليس هذا بسعيد بن عبد الرحمن الذي كان بالري، ذاك زبيري بالراء روى عنه: حكام بن سلم وهذا زبيد بالدال، مات الزبيدي يعني أبا شيبة سنة خمس وخمسين ومائة، وكأن المزي لما رأى الذي وصفه عن ابن حبان برواية المقاطيع ظنه الزبيدي، وما شعر أنه نبه عليه ما ذكرناه بعد في هذه الطبقة وبينهما في الوفاة سنة واحدة.
ولما ذكر الزبيدي ابن خلفون في «الثقات» قال: غمزه بعضهم بالانفراد.
وفي كتاب عباس عن يحيى: قد سمع منه أبو جعفر الرازي، وهو ثقة.(5/322)
وذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء» وكذلك العقيلي.
2005 - (ق) سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش الأسدي حليف بني عبد شمس.
ذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
2006 - (د) سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء الكناني المصري.
لما ذكر ابن يونس في «تاريخ مصر» حديثه «لا تشددوا على أنفسكم».
قال: وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن سريج، عن سهل بن أبي أمامة فقال فيه: عن أبيه عن جده والصواب فيه ما رواه سعيد بن عبد الرحمن هذا. - والله أعلم.
2007 - (د) سعيد بن عبد الرحمن أبو صالح الغفاري.
روى عن: علي بن أبي طالب، ذكره ابن حبان في «الثقات» كذا ذكره المزي، ولم ينسبه إلى بلد، ولو رأى كتاب «الثقات» حالتئذ لرأى فيه: عداده في أهل مصر، روى عنه أهلها.
وقال سعيد بن يونس في «تاريخ بلده»: يقال: مولى بني غفار يروي عن أبي هريرة، وهبيب بن مغفل، وعلي بن أبي طالب، يروي عنه: يزيد بن فودز، وعمار بن سعد، وعطاء بن دينار. وقال في موضع آخر روايته عن علي مرسلة، وما أظنه سمع من علي: - والله تعالى أعلم.
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».(5/323)
وفي كتاب الصيريفيني: وروى عنه ابن عمر أيضا.
ولما ذكر الخطابي حديثه عن علي في كراهة الصلاة ببابل، قال إسناده: فيه مقال ولا أعلم أحدا من العلماء حرم الصلاة [ق 89 / ب] ببابل.
وقال الإشبيلي: هذا حديث واه، وزعم ابن القطان أن فيه من لا يعرف حاله، وقال البيهقي في المعرفة: إسناده غير قوي.
2008 - (ت) سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع.
روى عن أبيه، وروى عنه: محمد بن المنكدر قال الصيريفيني: خرج الترمذي حديثه في جامعه غير محتج به، لم ينبه عليه المزي.
2009 - (د ت) سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل الأعشى الزهري المدني.
قال المزي: روى عنه سهيل بن أبي صالح، وقيل عن سهيل، عن أيوب بن بشير، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد، والصحيح الأول، كذا قاله، ولا أعلم معناه، كذا ذكره البخاري وغيره ولفظ البخاري أسوق، سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل الأعشى المدني، عن أيوب بن بشير، وأزهر بن عبد الله، روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح، وشريك، وقال ابن عيينة، عن سهيل، عن أبيه، عن (سعيد) الأعشى، ولا يصح، انتهى فهذا كما ترى عدم الصحة إنما هو لدخول أبي سهيل بين ابنه لا كما ذكره المزي.(5/324)
2010 - (بخ م 4) سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التنوخي، أبو محمد. ويقال: أبو عبد العزيز الدمشقي فقيه أهل الشام بعد الأوزاعي.
خرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك ابن حبان، وأبو عوانة، والطوسي، والدارمي، وابن الجارود، والدارقطني، والحاكم، وفي كتاب المنتجيلي: مات بعد الأوزاعي بعشر سنين، وله بضع وسبعون سنة واختلط قبل موته.
وقال ابن سعد: مات بدمشق، وكان ثقة إن شاء الله تعالى.
وقال الطبري في كتاب «الطبقات»: كان فاضلا دينا ورعا، وكان مفتي أهل دمشق، قال: ورأى إنسان في المنام، قائلا يقول: أبلغ سعيد بن عبد العزيز أن الحور العين تتنافسنه.
وقال البخاري في ترجمة عبد الرحمن بن أبي عميرة: سعيد بن عبد العزيز صدوق.
ولما ذكره البستي في «الثقات» قال: كان من عباد أهل الشام وفقهائهم، ومتقنيهم في الرواية، وكان يقول: ولد الأوزاعي قبل أن يجتمع أبواي.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: سعيد بن عبد العزيز تغير قبل موته.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال علي عن الوليد بن مسلم: أحدثكم عن الثقات صفوان بن عمرو، وابن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وقال يحيى بن بكير:(5/325)
مات وهو ابن بضع وسبعين سنة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: سعيد بن عبد العزيز بن نمير: ثقة وثقه ابن نمير.
وفي كتاب الدوري: عن يحيى أنه قال: اختلط قبل موته، وكان يعرض عليه فيقول أخبرها لا أجيزها.
وقال ابن أبي حاتم: أنبأ العباس بن الوليد البيروتي، قال: سمعت أبي يقول: كان الأوزاعي إذا سئل عن مسألة، وسعيد بن عبد العزيز حاضر، يقول: سلوا أبا محمد. سألت أبا مسهر عن سنهما؟ فقال: قال سعيد ولد الأوزاعي قبل أن يجتمع أبواي، فقال العباس إنما فعله تعظيما له: ثنا أبي. ثنا دحيم، ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: كنت أجالس بالغداة يزيد بن أبي مالك، وبعد الظهر أجالس إسماعيل بن عبيد الله، وبعد العصر مكحولا.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال الحاكم فيما ذكره مسعود: هو لأهل الشام كمالك بن أنس لأهل المدينة في التقدم، والفقه، والفضل، والأمانة [ق 90 / أ].
2011 - (خ د س ق) سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية الثقفي الجبيري البصري.
ذكر أبو عبد الله الحاكم أنه سأل الدارقطني، قال: قلت: سعيد بن(5/326)
عبيد الله الثقفي، قال: هو: ابن عبيد الله بن جبير بن حية، وليس بالقوي، يحدث بأحاديث يسندها ويوقفها غيره.
ولما ذكر البخاري في «التاريخ» حديثه عن ابن بريدة عن أبيه يرفعه: «من الجفاء البول قائما، ومسح جبهته قبل أن يصرف من الصلاة، والنفخ في الصلاة، وأن يسمع المنادي ثم لا يتشهد». قال: وقال سعيد بن محمد: ثنا عبد الواحد، ثنا سعيد بن عبيد الله، ثنا ابن بريدة، عن أبيه، ولم يذكر التشهد، ثنا نصر، ثنا عبد الأعلى، عن الجرير عن ابن بريدة، عن ابن مسعود نحوه. قال محمد، وهذا حديث منكر مضطرب فيه، وقال الترمذي: حديث بريدة في هذا غير محفوظ.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
2012 - (د ت ق) سعيد بن عبيد بن السباق، أبو السباق المدني الثقفي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وأبو محمد الدارمي، ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» نسبه عبدريا.
2013 - (خ م د ت س) سعيد بن عبيد الطائي، أبو الهذيل الكوفي أخو عقبة.
وقال العجلي: ثقة صالح الحديث، ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»، قال: وثقة ابن نمير، وغيره، وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وسماه الكلاباذي: سعيد بن عبيد الله، ورد عليه (قول) الباجي وقال:(5/327)
الذي ذكره البخاري، وأبو حاتم، والدارقطني: «عبيد».
وقال يعقوب بن سفيان كوفي ثقة.
2014 - (ت س) سعيد بن عبيد الهنائي البصري.
ذكره ابن شاهين، وابن خلفون في «الثقات».
وقال البرقي في المسند: قد قالوا: سعيد بن عبيد الله: ليس به بأس.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
2015 - (د) سعيد بن عثمان البلوي المدني.
خرج الحاكم حديثه في المستدرك.
2016 - (ع) سعيد بن أبي عروبة مهران العدوي مولاهم. أبو النضر البصري.
كذا يقوله عامة المحدثين، وذكر أبو حاتم السجستاني في كتابه «ما يلحن فيه» عن أبي سعيد الأصمعي: الصواب: سعيد بن أبي العروبة، وعروبة بغير ألف ولام خطأ.
وفي تاريخ الخطيب: كذا قاله سيبويه، قال: فلما بلغ ذلك يونس من قول سيبويه صوبه، وقال: لله دره.
وقال أبو القاسم المغربي في كتاب «أدب الخواص» يقال: عروبة بلا ألف ولا لام، وأنشد أهل اللغة:
يوما كيوم عروبة المتطاول(5/328)
ويرون أن تعريفه بنفسه أفصح من تعريف بالألف واللام على أنه قد جاء في الشعر:
فبات عدو ما للسماء كأنما ... قوائم رهط العروبة صنما
وقد يقال فيها: العروب بلا هاء، قال عبائه بن شكس العنزي ثم الهزاني:
أنا العنزي ابن الأسود الذي ... بهم أسامي، إذا ساميت أو أتبجح
هم أسروا يوم العروب ابن ظالم ... وأردوا مريا وهو للسر مجنح
ويروى العزوب والأول أثبت، وقال ابن أبي خيثمة في كتاب الإعراب تأليفه: ثنا سليمان بن معبد، ثنا عبد الملك بن قريب سمعت أبا عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمرو يقولان ابن أبي العروبة، والعروبة الجمعة وهي (بالنبطية: أو بيا).
وقال البزار في كتاب «السنن» تأليفه [ق 90 / ب] يحدث عن جماعة. ولم يسمع منهم، ولم يقل: ثنا ولا سمعت فإذا قال: ثنا وسمعت كان مأمونا على ما قال.
وفي كتاب «الأسماء والكنى» لابن مخلد: سمعت الدوري، عن يحيى، قال: اسم زياد عروبة أو سعيد بن أبي عروبة: بهلول.
() المنتجالي عن سعيد بن عامر، قال: لم يكن ابن أبي عروبة طلابة للحديث إنما كان ناسكا، وقال ابن قتيبة كان قدريا.
وفي سؤالات مسعود عن الحاكم: اختلط في آخر عمره.
وذكره أبو محمد ابن الجارود وأبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء.(5/329)
وقال اللالكائي في اسم أبي عروبة: بهلول، وقال خليفة بن خياط في كتاب «الطبقات» اسمه: دينار.
وعند التاريخي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا عدي ابن الفضل قال: قال سعيد: القدر قول العرب، في جاهليتها، ثم جاء الإسلام، فما ازدادوا فيه إلا شدة حتى جاء قوم من أهل فارس فنفروا عن هذا الأمر.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: وقيل: اسمه مخارق، وقال أبو الفتح الأزدي: اختلط اختلاطا قبيحا، قال ابن خلفون: كان على ما ذكروا يقول في اختلاطه: الأزد عريضة ذبحوا شاة مريضة، دعوني فأبيت ضربوني فبكيت، وأصحابه المقدمون عندهم فيه: القطان، وخالد بن الحارث، ويزيد بن زريع، وسرار بن مجشر، وبشر بن المفضل، ومعاذ بن معاذ، وسفيان بن حبيب، وابن علية وابن زريع، أثبت عندهم فيه من ابن علية، وقد زعم بعضهم أن عبد الأعلى سمع منه قبل الاختلاط، وبعده، وذكر القواريري في الأثبات من أصحابه.
وقال ابن سعد: كان ثقة. كثير الحديث، ثم اختلط في آخر عمره.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: مات سنة خمسين ومائة، قبل هشام الدستوائي بثلاث سنين، وكان قد اختلط سنة خمس وأربعين، وبقي في اختلاطه خمس سنين، وأحب إلي أن لا يحتج به إلا ما روى عنه القدماء قبل اختلاطه مثل ابن المبارك، ويزيد بن زريع، وذويهما، ويعتبر برواية المتأخرين عنه دون الاحتجاج بها، وكان سماع شعيب بن إسحاق منه سنة سبع وأربعين، وقد قيل مات سعيد سنة خمس وخمسين.
وقال أبو موسى الزمن: سمعت الأنصاري يقول: حدث سعيد يوما بحديث(5/330)
عن عثمان ثم أقبل على عبد الحكم، وكان يغلو في علي، فقال أخزاك ربك واصطبحت بنبيذة خمرة معتقة ببول عجوز، ثم ضرب بيده على رأسه.
وقال محمد بن سلام: كان سعيد إذا نسق الحديث فأعجبه حفظه، قال (دقك بالمنخار حب القلقل)، وكان مزاحا.
وقال ابن قتيبة، ليس له عقب، ويقال إنه: لم يمس امرأة قط، وكان أعرج.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: كان سعيد في الاختلاط يقول: قتادة عن أنس، وأنس عن قتادة، وسمعت أبا داود يقول: سمعت علي بن نصر يقول: مجلسه في الفقه لم يتغير، قال أبو داود: قال ابن المبارك: ما رأيت رجلا أحفظ من سعيد، وسمعت أبا داود يقول: كان (داود) يحفظ التفسير عن قتادة.
قال أبو داود، وسماع روح منه قبل الهزيمة، وكذا ابن (سوار)، وعبد الرحمن بن مهدي بعد الهزيمة، وكان يحدث عنه.
وقال العجلي: ثقة كان يقول: (بنيم قدر)، ولا يدعو إليه.
وفي سؤالات الميموني، كان ابن أبي عروبة يقول: إني لأحب أن يقال لي هذا عثماني.
وفي كتاب «العرجان»، ومنهم سعيد [ق 91 / أ] بن أبي عروبة المحدث صاحب كتاب الطلاق، وكان لم يمس امرأة بغير عجز.
وفي كتاب محمد بن عبد الملك التاريخي، قال: يزيد بن زريع: أول ما أنكرنا ابن أبي عروبة يوم مات سليمان التيمي، جئنا من جنازته، فقال: من أين(5/331)
جئتم؟ قلنا من جنازة سليمان التيمي. فقال: ومن سليمان التيمي.
وقال النسائي: من سمع منه بعد الاختلاط فليس بشيء.
وفي كتاب ابن أبي خيثمة عن يحيى: كان سعيد يرسل الأحاديث يعني أنه كان يدلس، قال يحيى: لم يسمع سعيد من ابن عقيل، ولا من أبي بشر، ولا من جماعة ذكرهم، يروي عنهم مرسلا، قال يحيى: وهو أثبت الناس في قتادة، وقال يحيى بن سعيد، سألت ابن أبي خالد عن حديث رواه عن سعيد: «أربع ليس عليهن جنابة» فقال: ليس من حديثي. ولم يكن يحيى بن سعيد ليقدم في سعيد أحدا إلا ابن زريع.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: قلت لأبي روح وعبد الوهاب الخفاف، وأبو زيد النحوي: أيهم أحب إليك في ابن أبي عروبة، فقال: روح أحب إلي.
وفي كتاب عباس عن يحيى: سمع منه يزيد بن هارون سنة ثنتين وثلاثين وهو يريد الكوفة.
وقال أبو نعيم: كتبت عنه بعد ما اختلط حديثين.
وفي «العلل» لابن المبارك: لا أراه سمع من قيس بن سعد شيئا.
وفي «العلل» لعبد الله عن أبيه: لم يسمع (بن) عبد الله بن ذكوان، ولا من الأعمش شيئا.
وذكر ابن المديني في «العلل الكبير»، وعبد الله بن أحمد، عن أبيه: ثنا قريش بن أنس قال: حلف لي سعيد بالله، ما كتبت عن قتادة شيئا إلا أن أبا معشر كتب إلي أن أكتب له من تفسير قتادة زاد أحمد فقال: تريد تكتب عني التفسير فلم أرد.
وفي «تاريخ القراب»: أنبأ حاتم بن محمد: أنبأ عبد الجليل بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الرحمن الشامي سمعت محمد بن يحيى النيسابوري يقول:(5/332)
سمعت عبد الوهاب الخفاف يقول: خولط سنة ثمان وأربعين وعاش بعد ما خولط تسع سنين.
وفي «تاريخ يعقوب»: بقي بعد الاختلاط (وهو) إلى سنة ثمان وخمسين ومائة.
وقال ابن قانع: خلط في آخر عمره وكان أعرج يرمى بالقدر.
وفي كتاب «الكنى» لأبي أحمد: قال يحيى بن سعيد، قال سعيد أول ما تغير مرة: ثنا قتادة عن أنس، قال: «الأذنان من الرأس» قال يحيى: فقال لي سفيان بن حبيب: دعني أحمله على كتفه، أو قال على كتفيه.
وفي «الكامل» لأبي أحمد: عن يحيى بن معين: من سمع منه سنة اثنتين وأربعين فهو صحيح السماع وسماع من سمع منه بعد ذلك ليس بشيء، وأثبت الناس سماعا منه عبدة بن سليمان.
وعن مسلم بن إبراهيم قال: كتبت عن سعيد التصانيف فخاصمني أبي فسجرت التنور فأخذته فطرحته فيه.
وقال ابن مهدي: غندر كتب عن سعيد بعد الاختلاط.
وقال أحمد بن حنبل: كان يقول بالقدر ويكتمه وسماع خالد من سعيد إملاء.
وقال عفان: أرواهم بالحديث على وجهه ابن أبي عروبة.
وقال ابن المديني: دار حديث الثقات على ستة فذكرهم ثم صار حديث هؤلاء إلى اثني عشر منهم بالبصرة ابن أبي عروبة، ومعمر.
وقال ابن عيينة: كنت جالسا عند سعيد فحدث بحديث عن معمر، ثم قال: لقد رفعنا معمركم هذا أخذنا عنه وهو حدث.
وقال أيوب لا يفقه رجل لا يدخل حجرة ابن أبي عروبة.(5/333)
قال أبو أحمد: وسعيد [ق 91 / ب] من ثقات الناس، وله أصناف كثيرة، وقد حدث عنه الأئمة، ومن سمع منه قبل الاختلاط فإن ذلك حجة، ومن سمع منه بعد الاختلاط فذاك ما لا يعتمد عليه، وحدث بأصنافه عنه، وأوراهم عنه عبد الأعلى، والبعض منها شعيب ابن إسحاق، وعبدة والخفاف، وهو مقدم في أصحاب قتادة، ومن أثبت الناس رواية عنه وثبتا عن كل من روى عنه إلا من دلس عنهم ممن ليس يسمع منهم، وأثبت الناس عنه ابن زريع، وخالد بن الحارث ويحيى بن سعيد، ونظراؤهم قبل اختلاطه، وروى الأصناف كله عنه عبد الوهاب الخفاف.
وفي كتاب الصريفيني: قال عمر بن سعيد الأشج مات يوم الخميس فقيل يعني في جنازته جزاك الله خيرا صاحب سنة وجماعة أديت ما سمعت.
وقال الميموني: عن أحمد: لم يسمع من يحيى بن سعيد.
زاد الخائبي في التحفة عنه: ولا من الحكم بن (عيينة) ولا من حماد، ولا من عمرو ابن دينار، ولا من هشام بن عروة، ولا من إسماعيل بن أبي خالد، ولا من عبد الله بن عمرو، ولا من أبي بشر، ولا من زيد بن أسلم، ولا من أبي الزناد، وقد حدث عن هؤلاء كلهم ولم يسمع منهم شيئا.
2017 - (ق) سعيد بن عمارة الكلاعي.
روى عن: الحارث بن النعمان، قال ابن حزم: مجهول لا يدرى من هو، وقال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره أبو الفرج: متروك.(5/334)
2018 - (خ م ت) سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني الكوفي. القاضي.
قال أحمد بن صالح العجلي: ثقة، وقال أبو عبد الله الحاكم لما خرج حديثه: هو شيخ من ثقات الكوفيين يجمع حديثه، ويعز وجوده.
وفي «تاريخ البخاري الأوسط»: رأيت إسحاق بن إبراهيم يحتج بحديث ابن الأشوع، وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
وقال ابن قانع: في سنة عشرين ومائة مات سعيد بن عمرو بن أشوع قاضي الكوفة.
2019 - (خ م د س ق) سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص. أبو عثمان، ويقال أبو عنبسة الأموي، مدني الأصل.
ذكر ابن عساكر أنه بقي إلى أن وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وفي كتاب ابن سعد، هو أخو: أمية، وموسى.
وقال أبو حاتم: في كتاب «التاريخ» رواية الكناني: وهو ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
2020 - (م س) سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق الأشعثي أبو عثمان الكندي الكوفي.
قال ابن عبد البر في «تاريخ قرطبة»، روى عنه: بقي بن مخلد، وشرطه ألا يروي إلا عن ثقة عنده.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وأبو محمد الدارمي.
وقال ابن قانع: كوفي صالح.
وفي كتاب «الوفيات» لابن بنت منيع: مات بالكوفة.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه مسلم سبعة وعشرين حديثا.(5/335)
وزعم المزي أن المطين، قال: مات سنة ثلاثين ومائتين وأغفل منه- إن كان رآه وما أخاله- في شهر صفر.
وفي كتاب «القراب»: مات أول سنة ثلاثين.
وفي كتاب ابن سعد: هو ثقة صدوق مأمون وزعم ابن فهم أنه توفي في صفر.
2021 - (س) سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي المدني.
خرج [ق 92 / أ] ابن حبان حديثه في صحيحه، ولما ذكره أبو عبد الله بن خلفون في كتاب «الثقات» قال: وثقه الساجي، وغيره.
2022 - (سي) سعيد بن عمير بن نيار: ويقال سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار.
روى عنه: وائل بن داود، كذا في كتاب المزي، وفي كتاب الصحابة لأبي أحمد العسكري: سعيد بن عمير الأنصاري البدري، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أي الكسب أفضل؟ قال: عمل الرجل بيده وكل كسب مبرور» قال وقال بعضهم: سعيد بن عمير، عن عمه.
وقال ابن حبان في كتاب الثقات: سعيد ابن عمير بن عقبة الأنصاري، يروي عن أبي برزة الأسلمي، روى عنه: وائل بن داود، والثوري أحسبه الأول يعني الحارثي الراوي، عن ابن عمر، وأبي سعيد.(5/336)
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» كناه أبا خفاف.
وذكر ابن أبي حاتم أن يحيى ابن معين لما سئل عنه قال: لا أعرفه.
ولما ذكر البخاري في تاريخه الحارثي، أتبعه بذكر سعيد بن عمير الأنصاري.
وقال: روى عنه: وائل بن داود عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أطيب الكسب عمل الرجل بيده» وأسنده بعضهم وهو خطأ.
وفي «تاريخ يعقوب»: ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن وائل بن داود، عن سعيد بن عمير، وهو ابن أخي البراء بن عازب: لا بأس به كوفي.
2023 - (ت ق) سعيد بن علاقة الهاشمي، أبو فاختة الكوفي، مولى أم هانئ.
خرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وذكره ابن خلفون في الثقات، روى عنه: ابناه بريد وبرد، كذا ألفيته في غير ما نسخة فينظر.
وقال ابن قانع: مات سنة عشرين ومائة وقال أبو داود: ليس بثقة.
2024 - (خ س): سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني، القتباني، مولاهم، أبو عثمان المصري.
قال ابن حبان: يروي المقاطيع.
وفي كتاب «الجرح والتعديل»: عن الدارقطني: ليس به بأس.
وفي كتاب «الكندي»: كان فقيها، وهم عم المقدام بن داود، وكتب لغير قاض من قضاة مصر.(5/337)
وزعم المزي أن ابن يونس، قال: توفي في ثالث عشر ذي الحجة. سنة تسع عشرة ومائتين انتهى. ولو حلف حالف أنه ما نقله من «تاريخ ابن يونس» إلا بوساطة لما كان آثما، وذلك أن ابن يونس لما ذكره في «تاريخه» قال: كان فقيها وكان يكتب للقضاة، وكان ثقة ثبتا في الحديث: ثنا أبو خليفة محمد بن قرة الرعيني، قال: حدثني أبي أن هذه كتب جدي محمد بن حميد، وجدت فيها بخط أبي قرة محمد بن حميد توفي أبو عثمان سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني يوم الخميس لثنتي عشرة خلت من ذي الحجة، سنة تسع عشرة ومائتين.
وفي «النبل» لابن عساكر: توفي يوم الأحد الثالث من ذي الحجة.
وفي «الزهرة»: روى عنه البخاري ثمانية أحاديث، وروى مسلم عن رجل عنه. انتهى. كذا ذكره ولم أر من ذكر مسلما غيره فينظر.
وفي «كتاب» الكلاباذي: قال ابن منده: سمعت أحمد بن الحسين بن عقبة يقول: سمعت يحيى بن عثمان بن صالح يقول: توفي أبي في المحرم سنة تسع عشرة، ومات أبو الأسود بعده في هذه السنة، ومات سعيد بن عيسى بعدهما.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: توفي بمصر في جمادى الأولى سنة خمس وستين ومائتين، وكذا ذكره ابن شيران في «تاريخه»، والله تعالى أعلم فينظر. [ق 92 / ب].
2025 - (د) سعيد بن غزوان الشامي.
قال ابن القطان: حاله مجهولة لا يعرف. وحديثه في غاية الضعف، ونكارة المتن ولما ذكر حديثه عبد الحق قال: إسناده ضعيف.(5/338)
2026 - (ع) سعيد بن فيروز، وهو ابن أبي عمران أبو البختري الطائي. مولاهم الكوفي.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: سعيد، ويقال: سعد بن فيروز، وهو سعيد بن أبي عمران، وقال الهيثم بن عدي: اسمه سعيد بن جبير، وقال شعبة: كان أبو إسحاق أكبر من أبي البختري.
وفي كتاب الحاكم أبي أحمد: سعيد بن فيروز، ويقال: ابن عمران ويقال ابن ذي لعوة الطائي، وليس هو بالقوي عندهم.
وفي الطبقة الثانية من الكوفيين، قال مسلم: أبو البختري اسمه سعيد بن عمران، ويقال: ابن أبي عمران.
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم عن أبيه: سعيد بن عبيد البختري لم يدرك أبا ذر، ولا أبا سعيد الخدري ولا رافع بن خديج، ولا زيد بن ثابت، قال أبي: هو عن عائشة مرسل، وقال أبو زرعة: هو عن عمر مرسل.
وفي كتاب «الزكاة» من «سنن أبي داود»، قال أبو داود: لم يسمع من أبي سعيد الخدري.
() الكلاباذي: قال الهيثم: قتل بدجيل، وقال ابن نمير: قتل بدجيل سنة إحدى وثمانين.
وفي كتاب «الطبقات» لابن سعد: قتل بدجيل سنة ثلاث وثمانين مع ابن الأشعث، وكان كثير الحديث يرسل حديثه، ويروي عن الصحابة، ولم يسمع من كثير أحد فما كان من حديثه سماعا فهو حسن، وما(5/339)
كان «عن» فهو ضعيف.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات»، قال: قتل بالجماجم سنة ثلاث، وقد قيل: سعيد بن عبيد مولى بني نبهان.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: سعيد بن أبي عمران فيروز، وقيل: اسمه جبير أبو البختري النبهاني، وقال ابن نمير: أبو البختري كوفي ثقة.
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة، وكان فيه تشيع.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»، عن عطاء بن السائب، قال: قمت لأبي البختري، عن مجلسي فغضب قال: وكان إذا سمع النوح بكى، وكان رجلا رقيقا، وعن سفيان قال: كان أبو البختري يقول: وددت أن الله يطاع، وأني عبد مملوك، وقال أيضا: لأن أجلس مع قوم أتعلم منهم أحب إلي من أن أجلس مع قوم أعلمهم، وقال أبان بن تغلب عن سلمة بن كهيل: رأيت أبا البختري زمن الجماجم وضربه رجل فقصعه.
وذكر أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، في كتابه «التعريف بصحيح التاريخ» أنه مات سنة إحدى وثمانين، هو وابن أبي ليلى، وعبد الله بن شداد ليلة دجيل.
وذكر خليفة بن خياط في «تاريخه» أنه قتل سنة اثنتين وثمانين في جمادى لأربع عشرة خلت منه، وذكر عن عمرو بن مرة قال: أتى القراء يوم الدير أبا البختري الطائي، يؤمرونه عليهم فقال: إني رجل من الموالي فأمروا رجلا من العرب.
وفي تاريخ «القراب»: قتل وهو مولي يوم دجيل، وكانت دجيل بعد الجماجم(5/340)
بشهر، ولما أرادوا تأميره قال: أنا من الموالي ولا أحسن أهز السيف فاستعملوا زحر بن جبلة.
2027 - (بخ مد) سعيد بن كثير بن عبيد التيمي مولى أبي بكر أبو العنبس الملائي الكوفي، والد عنبسة بن سعيد.
ذكره ابن خلفون، وابن شاهين في كتاب «الثقات» وعرف أبيه بالحاسب.
[ق 93 / ب] وفي «تاريخ البخاري»: وقال إسحاق أنبا عيسى (بن) أبي العنبس من أهل المدينة، مولى لعائشة رضي الله عنها.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وسمى ابن حبان جده عبادا في عدة نسخ. وفي «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
2028 - (خ م قد س): سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم بن يزيد بن الأسود أبو عثمان مولى الأنصار، المصري، ابن أخت المغيرة بن الحسن الهاشمي.
ذكر ابن يونس في تاريخه، أنه ولد سنة سبع وأربعين ومائة، ومات يوم السبت لست بقين من رمضان سنة ست وعشرين (ومائة)، وفيه يقول حسين الأجهر يهجوه ويذكر نسبه:
إلى من يا سعيد اليوم تنتمي ... إلى الأنصار أم لبني تميم
فيوم أنت في الأنصار مولى ... ويوم من تميم في الصميم
فتب الله يا ابن عفير مما ... أتيت وعد إلى النسب القديم(5/341)
زاد الكندي: أخبرني ابن قديد، عن عبيد الله بن سعيد بن كثير أن أباه قال:
فمن يك سائلا فإنا ... أناس من سراة بني تميم
وفي الأنصار دعوتنا وشوك ... من الأبواء والنصر الكريم
فأتينا قومنا لما نأينا ... وقدمنا الحميم عن الحميم
فجاوزنا بيثرب أهل عز ... وصدق عند معتلج القدوم
قال الكندي: عن أسد بن سعيد أن أباه ولد سنة سبع وأربعين، قال وأخبرني ابن قديد، عن أبي خيثمة، أن سعيدا كان يقول: إنه من صلبة بني تميم، ثم من بني حنظلة بن يربوع، جرى عليهم سباق الجاهلية، فأعتقتهم بنو حزام من بني سلمة، وعن يحيى بن بكير: كان سعيد مولى بني هاشم، قال ابن قديد: كانت أمه بنت الحسن بن راشد مولى بني هاشم، خؤلته: القاسم والمغيرة ابنا الحسن بن راشد، فيقال إنه منهم، وليس منهم.
وذكر ابن (جدار) في كتاب «الطبقات» تأليفه: أنه روى عن أبيه، عن رجاء الأخباري ومحمد بن معاوية بن يعفر المعافري، وأبي المطلب الأعمش.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال توفي في سنة بضع عشرة ومائتين، انتهى.
وله موطأ عن مالك، وتاريخ حسن على طريقة المحدثين.
وفي «كتاب» الكلاباذي، واللالكائي، وابن خلف الباجي، وابن منده، وغيرهم مولده سنة سبع كما ذكره ابن يونس، والذي نقله المزي عنه متبعا صاحب الكمال سنة ست لم أره فينظر.(5/342)
وقال ابن الجنيد: سألت يحيى بن معين، عنه؟ فقال: ثقة لا بأس به وأيش عنده.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني، وذكرنا بحضرته، وحضرة أبي الحسين ابن المظفر حديث مالك، عن الزهري، عن أنس فشهدا جميعا أنهما رأياه في أصل كتاب سعيد بن كثير بن عفير في قرطاس فإنه غريب صحيح، وقال أبو الحسين: ثناه ابن أخي سعيد بن عفير، عن أصل كتاب عمه عبيد الله بن سعيد، وقال الدارقطني: سمعت محمد بن عبد الله: سمعت أحمد بن خالد سمعت أبا عبد الرحمن النسائي يقول: سعيد بن عفير صالح، وابن أبي مريم أحب إلي منه [ق 93 / ب].
وقال صاحب (الزهرة): روى عنه البخاري ثلاثة وأربعين حديثا.
وقال ابن عدي: مستقيم صالح.
وأنشد له الكندي في كتابه «أخبار أمراء مصر» أشعارا كثيرة.
وقال الحاكم النيسابوري: كان إمام أهل مصر، ويقال: إن مصر لم تخرج أجمع منه للعلوم.
2029 - (س) سعيد بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي القرشي المكي أخو كثير، وعبد الله، وجعفر.
ذكره ابن خلفون في «الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وسعيد ابن أبي كرز، عن جابر بن عبد الله، ذكره ابن خلفون في «الثقات».
2030 - (ق) سعيد بن أبي كريب.
قال البزار في مسنده: وقيل فيه أيضا ابن كريب والأول أصح.(5/343)
ولما ذكر أبو نعيم الحافظ حديثه في كتاب «الحلية» في ذكر العراقيب، قال: غريب من حديث الثوري، تفرد به ابن مهدي.
2031 - (خ م د ت) سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي، أبو محمد، وقيل أبو عبيد الله الكوفي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة.
وقال صاحب كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري تسعة أحاديث ومسلم سبعة.
2032 - (ت ق) سعيد بن محمد الوراق الثقفي أبو الحسن الكوفي سكن بغداد، ومات بها.
قال الحاكم لما خرج حديثه في «مستدركه»: وهو ثقة مأمون.
وقال ابن سعد: كتبوا عنه، وقال الآجري عن أبي داود: ضعيف.
وذكره أبو جعفر العقيلي في كتابه أنه يحدث عن يحيى بن سعيد حديثا لا أصل له، وقال أبو محمد ابن الجارود: ليس حديثه بشيء.
وذكر الساجي أنه حدث بأحاديث لا يتابع عليها منها عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما زالت أكلة خيبر تعتادني كل عام حتى كان هذا أوان قطعت أبهري».
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وكذلك البلخي، وابن السكن.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: روى عن الأعمش.(5/344)
وفي كتاب ابن الجوزي: قال السعدي: ضعيف، وقال أبو داود: ليس بشيء.
2033 - (خ م خد ت س) سعيد بن مرجانه، وهو ابن عبد الله القرشي العامري، أبو عثمان الحجازي، مولى بني عامر عرف بأمه مرجانه، وقيل مولى بني نوفل.
قال محمد بن سعد: كان له فضل في نفسه وروايته، وكان منقطعا إلى علي ابن الحسين بن علي، وتوفي بالمدينة سنة سبع وتسعين وهو ابن سبع وسبعين سنة، وكان ثقة وله أحاديث.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات من أتباع التابعين» في غير ما نسخة، قال: مات سنة عشرين ومائة ولم يسمع من أبي هريرة شيئا.
وفي «التاريخ الكبير» للبخاري: ويقال: عن محاضر: ثنا سعد: قال: ثنا سعيد بن أبي سعيد ابن مرجانه.
وقال في «الصغير»: مات سنة سبع وتسعين ولم يصح موته، وكنيته يعني أبا عبد الله.
وفي تاريخ الفلاس: مات سنة ست وتسعين.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وقال أبو أحمد الحاكم: سمع أبا هريرة، وذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين.
2034 - (ت ق) سعيد بن المرزبان، أبو سعد البقال العيسى الكوفي الأعور. مولى حذيفة [ق 94 / ب] بن اليمان.
في كتاب الحافظ الصريفيني: مات سنة بضع وأربعين ومائة، ورأيت(5/345)
حاشية بخطي على كتاب الكمال غير معزوة، مات مع الأعمش.
وذكر البرقاني، أنه سأل الدارقطني عنه؟ فقال: متروك.
وقال الفلاس فيما ذكره ابن أبي حاتم عنه، وابن عبد البر في كتاب «الاستغناء»، وكذا هو في «تاريخه» أيضا: ضعيف الحديث، والذي قاله عنه المزي: متروك الحديث لم أره وإن كان قد قاله قبله ابن الجوزي، فينظر.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس حديثه بشيء.
وقال أبو حاتم: فيه تدليس ما أقربه من أبي جناب.
وقال السمعاني: كثير الوهم، وقال أبو عيسى: ليس بالقوي عندهم.
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
وقال العجلي: ضعيف.
وقال الساجي: فيه ضعف، وليس بذاك: أخبرني أحمد بن محمد فيما كتب إلي: ثنا محمود بن غيلان، قال سئل وكيع عن أبي سعد البقال فقال: أحمد الله كان يروي عن أبي وائل ثقة.
وقال العقيلي: وثقه وكيع وضعفه ابن عيينة.
وذكره الدولابي، والبلخي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس بثقة ولا يكتب حديثه.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» وذكره في جملة الثقات من كتاب «علوم الحديث».(5/346)
وقال ابن الجوزي: كان يحيى بن سعيد لا يستحل أن يروي عنه.
وقال ابن حبان: كثير الوهم فاحش الخطأ، ثنا محمد بن عبد الرحمن، ثنا ابن قهزاذ قال: سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول: سألت عبد الله بن المبارك عن أبي (سعيد) البقال، فقال: كان قريب الإسناد: أي إنا كتبنا عنه لقرب إسناده ولولا ذلك لم يكتب عنه شيئا.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: سمعت يحيى يقول: ليس بشيء كان أعور، وكان من قراء الناس.
وقال أبو موسى المديني في كتابه «رغبات السامعين»: مختلف في حاله، ويجمع حديثه، وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف لا يفرح بحديثه.
وقال بعض المصنفين من المتأخرين، ما علمت أحدا وثقه انتهى. لو حلف على هذا لكان بارا أنى له علم ذلك، وهو مقصور النظر على كتاب «التهذيب»، ولو رأى ما أسلفناه من توثيقه لما ساغ له قوله، والله تعالى أعلم.
2035 - (خ ق) سعيد بن مروان بن علي، أبو عثمان البغدادي، نزيل نيسابور.
روى عنه البخاري حديثا واحدا مقرونا بغيره، كذا ذكره المزي، وفي كتاب «زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين»: روى عنه البخاري(5/347)
حديثين، وقال أبو أحمد ابن عدي في «أسماء رجال البخاري»: لا يعرف.
وفي كتاب «الكنى» للنسائي: أبو عثمان سعيد بن مروان الأودي الرهاوي.
أبنا أحمد بن سليمان: ثنا سعيد بن مروان، وكان ثقة أمينا مأمونا من عباد الله الصالحين.
وقال الخطيب في «تاريخ بغداد» الذي نقل المزي من عنده ترجمته: كان صدوقا.
وقال الحاكم أبو عبد الله في «تاريخ نيسابور»: سعيد بن مروان الرهاوي، روى عنه أكثر شويخنا أبو عمرو المستملي، وإبراهيم بن عمار، وغيرهما وقد روى عنه محمد بن إسماعيل في «الجامع الصحيح»، وقال في «التاريخ»: ثنا أبو عثمان سعيد بن مروان البغدادي، ومات بنيسابور يوم الاثنين النصف من شعبان، سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وصلى عليه محمد بن يحيى. قال الحاكم: ولا أشك أن البخاري شهد جنازته فإنه كان في [ق 94 / ب] هذه السنة بنيسابور، انتهى كلامه.
فهذا يبين لك أن الحاكم لم يذكر وفاته التي نقلها المزي عن كتاب الخطيب عنه، إلا من عند البخاري، مع إخلاله بكلام الخطيب الذي (عدله فيه).
وكما ذكره عنه الحاكم ألفيته في «تاريخه»، ونقله عنه الكلاباذي، والباجي، وغيرهما وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه» مصححا له.(5/348)
وذكر المزي:
- سعيد بن مروان الرهاوي، أبا عثمان.
بعد هذا وكأنه هو لما قدمناه من أن الحاكم عرفه بالرهاوي، والبخاري كناه أبا عثمان، والطبقة واحدة ولأن البخاري، وأبا حاتم لم يذكرا غير واحد، وهو سعيد بن مروان أبو عثمان الرهاوي، والله أعلم.
ولهم شيخ آخر يقال له:
2036 - سعيد بن مروان.
كان يستملي على أحمد بن حنبل، ذكره مسلمة في كتاب «الصلة»، ذكرناه للتمييز.
2037 - (ع) سعيد بن مسروق الثوري الكوفي. والد سفيان، وعمر، ومبارك.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال العجلي: كان يقال: لم يكن بالكوفة أحد أحب من سعيد من مسروق بن ربيع، وصالح بن مسلم العجلي.
وقال ابن أبي عاصم، توفي سنة خمس وعشرين ومائة، كذا هو في نسختي ولا بأس بها والذي نقله المزي عنه سنة ست، فينظر، واستظهرت بنسخة(5/349)
أخرى، وكذا هو أيضا في «كتاب» الصيريفيني، وغيره عنه.
وفي كتاب ابن قانع، مات سنة سبع وعشرين.
وفي تاريخ (يعقوب بن) سعيد بن مسروق بن حمزة الثوري، ومسروق شهد الجمل مع علي بن أبي طالب.
وزعم البخاري في «التاريخ الكبير» أنه تميمي، وتبعه على ذلك غير واحد منهم: أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»، وأبو نصر في كتاب «الهداية والإرشاد» ورد ذلك الجواني، فيما ألفيته بخطه، حاشية على «تاريخ البخاري الكبير»، ولو لم يقله لقلناه لوضوحه، فقال: ثور بن عبد مناة بن أد، ليس من تميم اللهم إلا أن يكون حليفا أو ما أشبهه.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: سعيد بن مسروق بن حبيب، أبو سفيان الثوري، توفي في ولاية عبد الله بن عمر بن عبد العزيز على الكوفة، قال المديني: ثقة.
2038 - (ق) سعيد بن مسلم بن بانك المدني، أبو مصعب.
ذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات»، وقال: وثقه ابن وضاح، وغيره.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
2039 - (ت ق) سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك الأموي، كان ينزل الجزيرة.
وفي «كتاب» ابن حبان: كان ينزل الزيتونة، قال: وهو منكر الحديث جدا فاحش الخطأ، في الأخبار.(5/350)
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»: فيه نظر، يروي عن جعفر بن محمد وعبد الله بن الحسن مناكير، وقال الساجي: صدوق منكر الحديث.
وذكره العقيلي، وابن الجارود، وأبو العرب، وأبو علي بن السكن، والبلخي في «جملة الضعفاء».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال ابن عدي: ولسعيد عن إسماعيل بن أمية نسخة (وجدت) فيها ما لم يتابع عليه، وله عن الأعمش وغيره من الحديث ما لم أجد أنكر مما ذكرته.
2040 - (ع) سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي، أبو محمد المدني سيد التابعين.
قال المزي: روى عن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وعائشة، وعثمان وبلال، وأبي ثعلبة الخشني. انتهى [ق 95 / ب] وهو مشعر عنده بالاتصال، وفي كتاب أبي محمد بن أبي حاتم: عن إسحاق بن منصور، قلت ليحيى بن معين: يصح لسعيد بن المسيب سماع من عمر بن الخطاب؟
قال: لا. وسمعت أبي يقول: سعيد عن عمر مرسل، يدخل في المسند على المجاز. قال سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد قد رأى عمر صغيرا، قلت ليحيى: هو يقول: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر فقال يحيى: ابن ثمان سنين يحفظ شيئا، قال: إن هؤلاء يقولون إنه أصلح بين علي وعثمان، قال: هذا باطل، ولم يثبت له السماع من عمر: ثنا علي بن الحسين: ثنا أحمد بن حنبل. ثنا سفيان: عن يحيى إن شاء الله تعالى. قال: سمعت سعيدا يقول(5/351)
ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر، قال عبد الرحمن: سمعت أبي وقيل له يصح لسعيد سماع من عمر؟ قال: لا إلا رؤية على المنبر ينعي النعمان بن مقرن.
وفي تاريخ أبي زرعة النصري الدمشقي: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، عن يحيى بن حسان، عن ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، قال: سألت سعيدا سمعت من عمر شيئا قال: لا. قال: وحدثني عبد الرحمن، عن الحارث بن سفيان، عن ابن وهب، عن مالك، قال: لم يسمع من عمر ولكنه حفظ علمه وأموره قال: وسألت أحمد بن حنبل، عن حديث حدثنيه محمد بن أبي أسامة، عن ضمرة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم، كل ما ردت عليك قوسك، فقال: ما لسعيد وأبي ثعلبة ولم يعجبه، وقال: ليس هذا بشيء، قال أبو زرعة: وأصل هذا الحديث بالشام، عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب حدثنيه محمود بن خالد عن عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي.
وذكر ابن أبي شيبة في «المصنف» عن قتادة: والله ما حدثنا الحسن، وسعيد بن المسيب، عن بدري مشافهة إلا سعيد، عن سعد، وكذا ذكره مسلم في مقدمة كتابه الصحيح. قال البرقي: كأنه يريد بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما إدراكه عثمان وعليا، ونحوهم فلا شك فيه، ولكن ليس يحفظ رواية عنهم مرفوعة، إلا شيئا عن علي ليس فيه سماع.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بن أحمد: ثنا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت مالكا قال: يحيى أو حدثني به ثقة قال: لم يسمع سعيد من زيد ثابت. قال: وسمعت أبي يقول: سعيد عن عائشة رضي الله عنها إن كان شيء فمن وراء الستر. انتهى. وأما روايته عن بلال، فيقتضي أن تكون مرسلة لأن ابن أبي حاتم قال: إن مولد سعيد على(5/352)
المشهور سنة خمس عشرة، وبلال توفي سنة ثماني عشرة وقيل سنة عشرين بالشام، وأيا ما كان فلا يمكن سماعه منه بوجه من الوجوه لا سيما وليس بلديه.
وفي «العلل الكبير» لعلي بن المديني: لم يسمع سعيد من عمرو بن العاص شيئا.
وفي «المجالسة» للدينوري: ثنا ابن قتيبة: ثنا عبد الرحمن، عن عمه الأصمعي عن طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، أن سعيد بن المسيب، قال: إني لفي الأغيلمة الذين يجرون جعدة إلى عمر بن الخطاب حتى ضربه- يعني – جعدة المنزل فيه بطفلين جعده (و) معقل الذود الطواري.
وفي «الطبقات» لمحمد بن (جرير) الطبري: قال يزيد بن يزيد: كان سعيد من أعلم الناس، وعن مالك: بلغني أنه كان يقال له: رواية عمر، وقال عبد الرحمن بن [ق 95 / ب] زيد بن أسلم، كان () أهل المدينة (عن) مدافع، وقال سعيد: مررت بعبد الله بن عمر بن الخطاب، فسلمت، ومضيت فالتفت إلى أصحابه، وقال: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لسره.
وفي أحكام عبد الحق الكبرى: تكلموا في سماع سعيد من صفوان بن المعطل، وذلك أنه توفي في أيام عمر بن الخطاب.
ولما ذكر البيهقي في «سننه الكبرى» حديث سعيد، عن عبد الله بن زيد في الأذان، قال: هو مرسل: لم يسمع سعيد منه شيئا.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: ثنا أحمد: ثنا ابن مهدي: سمعت مالكا قال: قال سعيد: إن كنت لأسير الأيام في طلب الحديث الواحد، وثنا(5/353)
إبراهيم بن المنذر: ثنا عمرو بن عثمان: ثنا أفلح بن حميد قال: رأيت سعيدا وقد شعث وجهه السياط حين ضربه هشام بن إسماعيل قال أبو بكر: وسمعت ابن معين يقول: مات سنة خمس ومائة، وكذا ذكره ابن المديني.
وفي الكلاباذي: قال يحيى بن بكير: مات سنة خمس، أو أربع وتسعين، وقال أبو بكر بن أبي شيبة عنه: بلغت ثمانين سنة وإن أخوف ما أخاف علي النساء.
وقال البزار في «مسنده»: عند سعيد نحو من أحد وستين صحابيا.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: أمه بنت عثمان بن حكيم السلمية وكان سعيد من سادات التابعين فقها ودينا وورعا، وعلما وعبادة، وفضلا وكان أفقه أهل الحجاز، وأعبر الناس برؤيا، وكان أبوه يتجر في الزيت، ما نودي بالصلاة أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد ينتظرها فلما بايع عبد الملك للوليد ولسليمان من بعده أبى ذلك ولم يبايع، فقال له عبد الرحمن بن عبد القاري:
إنك تصلي بحيث يراك هشام فلو غيرت مقامك حتى لا يراك فقال سعيد إني لم أكن أغير مقاما قمته منذ أربعين سنة، قال فتخرج معتمرا قال لم أكن لأجهد بدني، وأنفق مالي، بما ليس لي فيه نية، قال: فتبايع، فقال: أرأيتك إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي؟! وأبى فكتب هشام إلى عبد الملك فقال له: ما دعاك إلى سعيد، ما كان علينا منه ما نكره، فأما إذ فعلت فادعه فإن بايع وإلا فاضربه ثلاثين سوطا (وأوقفه للناس فدعاه هشام فأباه وقال: لست أبايع لاثنين فضربه ثلاثين سوطا ثم) ألبسه ثيابا من شعر، وأمر به فطيف به حتى بلغوا الحناطين ثم رده وأمر به إلى السجن فقال سعيد: لولا ظننت أنه القتل ما لبسته، قلت: أستر عورتي عند الموت، وقيل: إنه مات سنة خمس ومائة.(5/354)
وفي طبقات ابن سعد: ولد سعيد محمدا، وسعيدا، وإلياس، وأم عثمان، وأم عمرو، وفاختة، ومريم. وعن علي بن زيد: ولد سعيد بعد أن استخلف عمر بأربع سنين، ومات وهو ابن أربع وثمانين، وعن محمد ابنه: مات وله اثنتان وسبعون سنة، قال محمد بن عمر: لم أر أهل العلم يصححون سماعه من عمر، وإن كانوا قد رووه، وقال ابن أبي الحويرث: شهدت محمد بن جبير يستفتيه، وقال علي بن الحسين: سعيد أعلم الناس بما تقدمهم من الآثار، وأفقههم في رأيه، وكان عمر بن عبد العزيز لا يقضي بقضاء حتى يسأل سعيدا فأرسل إليه يوما إنسانا يسأله فدعاه فلما دخل عليه، قال له عمر: أخطأ الرسول: إنما أرسلناه يسألك في مجلسك. ولما استعمل عبد الله بن الزبير جابر بن الأسود على المدينة، دعا الناس إلى البيعة لابن الزبير فقال سعيد: لا حتى يجتمع الناس، فضربه ستين سوطا فبلغ ذلك ابن الزبير، فأرسل إلى جابر يلومه، وكان جابر تزوج الخامسة قبل أن تنقضي عدة الرابعة فصاح به سعيد [ق 96 / ب] والسياط تأخذه والله ما ربعت على كتاب الله لأنك تزوجت الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة، وما هي إلا ليال فاصنع ما بدا لك فسوف يأتيك ما تكره، فما مكث إلا يسيرا حتى قتل ابن الزبير، قال محمد بن عمر: وكان أخذ التعبير عن أسماء، وأسماء عن أبيها أبي بكر، رضي الله عنه، وضربه هشام ستين سوطا، وقال أبو يونس القوي: دخلت مسجد المدينة فإذا سعيد جالس وحده فقلت ما شأنه، قالوا: نهي أن يجالسه أحد وكان له في بيت المال بضع وثلاثون ألفا عطاء، فكان يدعى إليها فيأبى ويقول: لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله تعالى بيني وبين بني مروان، ولما حج عبد الملك وقف على باب المسجد ودعاه فأبى أن يأتيه مرتين فقال عبد الملك: يرحم الله أبا محمد أبى إلا صلابة، فلما استخلف الوليد قدم المدينة ودخل المسجد رأى شيخا عليه الناس فسأل عنه، فقالوا: سعيد، فأرسل إليه فأبى أن يأتيه فهم به فقال له جلساؤه يا أمير المؤمنين فقيه أهل المدينة وشيخ قريش وصديق أبيك، ولم يطمع ملك قبلك أن يأتيه وما زالوا به حتى أضرب عنه.(5/355)
(وفي كتاب «الزهد» لأحمد: حج سعيد أربعين حجة. وذكره المرادي في جملة الأضراء).
وقال عثمان بن حكيم: سمعت سعيدا يقول: ما سمعت تأذينا في أهلي منذ ثلاثين سنة، وفي رواية عبد الرحمن بن حرملة ما لقيت الناس منصرفين من صلاة منذ أربعين سنة.
وعن عمران بن عبد الله، ما فاتته صلاة الجماعة منذ أربعين سنة ولا نظر في أقفائهم وكان يكثر الاختلاف إلى السوق، وقال: ما أظلني بيت بالمدينة بعد منزلي إلا أني آتي بنتا لي فأسلم عليها أحيانا.
وقال عبيد بن نسطاس: رأيت سعيدا يعتم بعمامة سوداء ثم يرسلها خلفه ورأيت عليه إزارا وطيلسانا وخفين.
وعن محمد بن هلال أنه رأى سعيدا يعتم وعليه قلنسوة لطيفة بعمامة بيضاء لها علم أحمر يرخيها وراءه شبرا، وعن شعيب ابن الحبحاب قال: رأيت عليه برنس أرجوان.
وعن إسماعيل: كان سعيد يلبس طيلسانا عليه إزار ديباج وقال أبو معشر رأيت عليه الخز.
قال محمد ابن عمر: وكان لا يخضب وكان يصفر لحيته وكان ابن عمر إذا سئل عن شيء يشكل عليه قال: سلوا سعيدا فإنه قد جالس الصالحين، وكان سعيد جامعا ثقة كثير الحديث ثبتا فقيها مفتيا مأمونا ورعا عاليا رفيعا.(5/356)
وذكر جعفر بن محمد الخواص الخلدي عن محمد بن يونس بن موسى: ثنا أبو عاصم سلام عن علي بن زيد قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة سمعت سعيدا يقول: يا أيها الناس اجعلوا نصب دعائكم لأمير المؤمنين بالسلامة والعافية حتى يسلم لكم دينكم ودنياكم.
وفي كتاب «المنتجالي»: مدني تابعي حج أربعين حجة، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هو فقيه أهل المدينة، غير مدافع، وعن يزيد أنه كان يسرد الصوم.
وقال ابن قتيبة: لم يزل سعيدا مهاجرا لأبيه لم يكلمه حتى مات، وكان أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس لرؤيا، وضرب لما أبى من المبايعة مائة سوط وحلقت رأسه ولحيته، وقال قتادة: مات يوم مات وهو خير الأئمة.
وقال مالك: ما كان قلبه إلا من حديد.
ولما حج الوليد سلم على سعيد، فقال: وعليك السلام يا أمير المؤمنين، فسر الوليد بذلك، وقال عبد الملك اليربوعي سمعته ينشد بين القبر والمنبر:
ويذهب نحوه المختال عني ... رقيق الحد ضربته صموت
يلقي ماجد لا عيب فيه ... إذا لقي الكريهة يستميت
ثم يقول: ما شاء الله، ولما أراد مسرف قتله شهد مروان، وعمرو بن عثمان أنه مجنون فخلى سبيله.
وفي «رجال سعيد» لمسلم بن الحجاج: روى عن: طلحة بن عبيد الله، والمقداد بن الأسود، وأسامة بن زيد، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن سلام، ورافع بن خديج، وعقبة بن عامر الجهني، وكعب الحبر، ومروان بن الحكم، قال: وروى عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث، والقعقاع بن حكيم، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ومسلم بن يسار الأنصاري، وعبيد بن سلام (وبعجزة) بن عبد الله، وقارظ وكثير ابن عبد الرحمن الصنعاني، وعمران بن بشير بن محرز، وبكير بن أبي الفرات، وأبو الليث(5/357)
مولى بني حطمة، والوليد بن عمرو، ويزيد بن الأخنس، وعبد الواحد بن أبي البداح، وزيد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة وشيبة بن وضاح، ومحمد بن نضله، والقاسم بن عباس، والمطلب بن [ق 98 / أ] السائب بن أبي (ودا)، وعمر ابن عبد الله بن رافع، وعثمان بن محمد بن الأخنس، والمسور بن رفاعة القرظي، والمطلب بن عبد الله، وابن جرهد وعمرو بن عبد الرحمن القرشي، ومحمد بن عبد الرحمن الدؤلي، وعبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، وعثمان بن فلان ووهب بن وهب وإسحاق بن سلم، وبرد مولى ابن المسيب، وعطاء مولى عمر بن عبد العزيز، وحشرة مولى ابن المسيب، والمغيرة بن أبي الحسن، وعمارة بن صياد، وموسى بن ميسرة، وعمر بن عبيد الله الأنصاري، وعلقمة بن أبي علقمة، وربيعة الرازي، ورزيق بن حكيم، وموسى بن عقبة، وإبراهيم بن عقبة، والعلاء بن عبد الرحمن، وعبد الله بن دينار، مولى ابن عمر، وعبد ربه بن سعيد، وسلمة بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وسليمان ابن سحيم، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وحميد بن عبد الرحمن المؤذن، ومحمد بن عبد الله بن أبي مريم، وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، وعثمان بن أبي عثمان، ويحيى بن صالح، وعبد الله بن أبي لبيد، ومسلم بن أبي مسلم الخياط، وداود بن قيس الفراء، وأبو سليمان (بن سعيد بن جبير) بن مطعم، وموسى بن عبيدة، ومحمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وعبد الله ابن يزيد الهذلي، وداود بن صالح التمار، وذكر جماعة آخرين.
وفي تاريخ أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني: ثنا محمد بن عبد الرحمن: ثنا ابن سواء: ثنا همام، عن قتادة، قال: مات سعيد بن المسيب سنة سبع وثمانين.
وفي كتاب «المثالب» للهيثم: كانت مارية الهموم من ذوات الرايات، وهي جدة سعيد بن المسيب فلذلك قال فيه عثمان بن الحويرث.(5/358)
أخذت بعض فيهك في قريش ... فقد أخذتك مارية الهموم
وفي كتاب «المفجعين»: لما احتضر سعيد كان له ثمانون دينارا فجعلها في يده وجعل يقول: اللهم إنما كنت أصون بها دمي وعرضي.
وفي كتاب «التمهيد» لأبي عمر: مر سعيد بالأخضر الجدلي، وهو ينشد:
تضوع مسكا بطن نعمان مشت ... به زينب في نسوة خفرات
فضرب برجله وقال:
وليست كأخرى وسعت جيب درعها ... وأبدت بنات الكف بالجمرات
وعلت بنان المسك وحفا مرجلا ... على مثل بدر لاح في الظلمات
وقامت ترائي فأفتنت ... برؤيتها من راح من عرفات
قال أبو عمر: فكانوا يرون أن الشعر لسعيد، قال أبو عمر: ونحفظ له أبياتا كثيرة.
وفي كتاب الزبير: ذكر سعيد حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض، فقال: أجلسوني فإني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع.
وأخبار سعيد وفضائله كثيرة اقتصرنا منها على هذه النبذة، والله الموفق.
وفي شيوخ أبي عبد الله الحاكم:
2041 - سعيد بن المسيب أبو عثمان الشيرازي.
ذكرناه فائدة لا تمييزا.
2042 - (س) سعيد بن المغيرة أبو عثمان المصيصي الصياد.
ذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال: كان رجلا صالحا فاضلا.(5/359)
2043 - (ع) سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني أبو عثمان المروزي ويقال الطالقاني [ق 98 / ب] ويقال ولد بجوزجان ونشأ ببلخ.
قال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: كان ممن جمع وصنف وكان من المتقنين الأثبات.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» عن الحسن بن محمد الزعفراني عنه، ولما خرجه الحاكم قال: اتفقا جميعا على الاحتجاج بحديثه وخرجه أيضا أبو عوانة الإسفرائيني، والدارمي.
وقال البغوي في كتابه «الوفيات» تأليفه: توفي في رجب سنة سبع، وكذا قاله ابن قانع، وهو ثقة ثبت.
وفي كتاب «الزهرة» روى عنه البخاري ثم روى عن يحيى بن موسى عنه وروى عنه مسلم ستين حديثا.
وفي قول المزي: قال البخاري في بعض الروايات عنه: مات سنة سبع وعشرين أو نحوها، وفي بعض الروايات عنه سنة تسع وعشرين نظر من حيث إن الروايات هنا ذكرها عن البخاري مصنف فالنقل من تصنيفه الذي وضعه لا من رواية الآخذين عنه لأنهم يرجعون إلى تصنيفه كيف ما داروا ولكن المزي قليل النظر في تواريخه بل أقول إنه ما ينظر فيها جملة ولو نظر فيها لرأى كلامه منتظما لا خلف فيه ولا شبهة تعتريه، قال في «تاريخه الكبير» - ومن خط أبي ذر وخط ابن الأبار وخط أبي العباس بن ياميت أنقل: سعيد بن منصور مات بمكة سنة تسع وعشرين ومائتين أو نحوها أبو عثمان كذا هو بخط هؤلاء الثلاثة مجودا على التاء المثناة من فوق نقطتان.
وقال في «الأوسط» في فضل عشر إلى ثلاثين ومائتين فذكر الذين توفوا يمر بنا إلى أن قال: مات قيس بن حفص سنة سبع وعشرين أو نحوها وهارون(5/360)
ابن معروف وهيثم بن خارجة سنة سبع، ومسدد، وعبيد الله بن جعفر سنة ثمان، ومات فيها أبو يعلى يحمد بن الصلت، ومات فيها يحيى بن عبد الحميد، مات عبد الله بن محمد أبو جعفر المسندي سنة تسع وعشرين، مات عمرو بن خالد بمصر سنة تسع وعشرين، مات سعيد بن منصور بمكة أبو عثمان الخراساني سنة تسع وعشرين ومائتين أو نحوها، مات خلف ابن هشام سنة تسع وعشرين، مات إبراهيم بن حمزة سنة ثلاثين، ومات فيها أحمد بن شبويه، وعلي بن الجعد، وموسى بن بحر، ومحمد بن معاوية أبو علي النيسابوري سكن بغداد. وهي نسخة قديمة جدا كتبت عن أبي محمد عبد الرحمن بن الفضل الفارسي عن البخاري وأما «التاريخ الصغير» فلم أر له فيه ذكر. – والله تعالى أعلم، فهذا كما ترى كلامه فيهما منتظم.
وفي تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي: كان سليمان بن حرب وهو بمكة ينكر عليه الشيء بعد الشيء وكذلك كان الحميدي ولم يكن الذي بينه وبين الحميدي حسن فكان الحميدي يخطئه في الشيء بعد الشيء من رواية ما يروي عن سفيان فكان سعيد يقول: لا تسألوني عن حديث حماد بن زيد فإن أبا أيوب يجعلنا على طبق ولا تسألوني عن حديث سفيان فإن هذا الحميدي يجعلنا على طبق، وقال الحميدي: كنت بمصر وكان لسعيد حلقة في مسجد مصر يجتمع إليه أهل خراسان وأهل العراق.
وقال ابن دحية في كتاب «العلم المشهور»: سعيد ابن منصور مجمع على عدالته.
وقال ابن القطان: هو أحد الأثبات، وقال الخليلي: ثقة متفق عليه.(5/361)
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: خراساني ثقة.
وفي كتاب الباجي: وهو والد أحمد.
وفي كتاب «الجياني»: وقال محمد ابن عبد الله بن نمير: ثقة، وسألت أبي عنه؟ فقال: ثقة [99 / أ].
وفي الرواة جماعة يسمون كذلك منهم:
2044 - سعيد بن منصور بن محرز.
قال الخطيب في كتابه «التلخيص»: ويقال: فيه سعد وهو جذامي شامي حدث عنه الوليد بن مسلم.
2045 - وسعيد بن منصور الرقي.
روى عن عمر بن شبة.
2046 - وسعيد بن منصور المشرقي الكوفي.
حدث عن زيد بن علي بن حسين.
2047 - وسعيد بن منصور بن حنش السبائي أبو حنش.
توفي سنة أربع وثمانين ومائة، ذكره الخطيب في «المتفق»، وذكرناهم للتمييز.
2048 - (د) سعيد بن المهاجر ويقال ابن أبي المهاجر الحمصي.
خرج الحكم حديثه في «مستدركه» وكذلك الدارمي.(5/362)
2049 - (خ م د ت ق) سعيد بن مينا المكي ويقال المدني أبو الوليد مولى البختري ابن أبي ذباب وأخو سليمان.
ذكره ابن خلفون وابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة.
2050 - (س ق) سعيد بن هانئ الخولاني أبو عثمان المصري ويقال الشامي.
ذكره ابن (خلفون) في «جملة الثقات» وقال: توفي سنة تسع وعشرين ومائة. – كذا ألفيته في غير ما نسخة.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وزعم المزي أن ابن منجويه قال: يشبه أن يكون أبو عثمان الراوي عن عمر حديث «من أحسن وضوءه» سعيد بن هانئ فلئن كان كذلك فكان ينبغي للمزي أن يعلم له رواية مسلم حديثه، وكذا أبو داود، والترمذي، والنسائي أو ينبه على ذلك.
2051 - سعيد بن أبي هند الفزاري مولى سمرة بن جندب ووالد عبد الله.
قال ابن سعد: قال الهيثم: توفي بالمدينة في أول خلافة هشام، والمزي(5/363)
ذكر هذا عن ابن سعد نفسه متبعا صاحب «الكمال» والذي في «الطبقات» ما أخبرتك به، وكذلك هو في «تاريخ» الهيثم.
وفي كتاب الصيريفيني: ويقال هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب سكن المدينة.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: كان رجلا صالحا.
وفي تاريخ ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومائة.
وأما ما وقع في كتاب «الأحكام» لعبد الحق: ذكر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن رجل عن أبي موسى الأشعري في لباس الحرير فلا يلتفت إليه فإن سعيدا (أكثر بينه) بينه وبين أبي موسى انقطاع وهذا الحديث نفسه نص ابن المواق على أن جامع عبد الرزاق فيه في غير ما نسخة: سعيد عن أبي موسى لا ذكر فيها لرجل، والله أعلم.
2025 - سعيد بن أبي هلال الليثي أبو العلاء المصري مولى عروبة بن شييم الليثي أصله من المدينة.
قال عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ: اسم أبي هلال: مرزوق، قال المزي: قال ابن يونس عن ابن لهيعة: ولد بمصر سنة سبعين ونشأ بالمدينة ثم رجع إلى مصر في خلافة هشام قال أبو سعيد: يقال: مات سنة خمس وثلاثين ومائة، ذكره عنه متبعا صاحب «الكمال» وليس جيدا منهما فإن ابن(5/364)
يونس لما ذكر عن ابن لهيعة مولده قال فيه [ق 99 / ب]: وتوفي سنة ثلاثين ومائة وكان عالما وقد لقي أنس بن مالك وروى عنه وما في روايته عنه سمعت أنسا، وما أراه سمعه. إلى هنا انتهى كلامه الذي رواه عن ابن لهيعة ثم ذكر ابن يونس من روى عنه ثم قال: يقال: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة، فهذا كما ترى أبو سعيد ذكر في وفاته قولين الواحد عن ابن لهيعة وهو ثلاثون، والثاني عن نفسه وهو خمس وثلاثون فلو نقله عبد الغني من أصل لنقل القولين وكما ذكرناه عن ابن يونس ذكره الكلاباذي وغيره.
لا تنقلن من الفروع مقلدا ... وانظر أصولا إنني لك ناصح
وقال محمد بن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
وقال الساجي: صدوق كان أحمد بن حنبل يقول: ما أدري أي شيء حديثه يخلط في الأحاديث.
وقال العجلي: مصري ثقة.
ولما خرج ابن خزيمة حديثه في الجهر بالبسملة في كتاب «البسملة» قال: هذا إسناد ثابت لا ارتياب في صحته.
وقال ابن عبد البر في كتاب «الإنصاف»: هذا حديث محفوظ من حديث خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال وهما جميعا ثقتان من ثقات المصريين، وقال الدارقطني: رواته ثقات، وقال البيهقي: رواته ثقات مجمع على عدالتهم ومحتج بهم، وقال الخطيب في «نهج الصواب» - تأليفه-: هذا إسناد ثابت صحيح لا يتوجه عليه تعليل لاتصال إسناده وثقة رجاله.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» وقال كان رجلا صالحا.
وخرج ابن حبان في حديثه في «صحيحه» وكذا أبو عوانة والطوسي، والحاكم(5/365)
والدارمي، وأبو محمد ابن الجارود، والدارقطني.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: روى عن (عروة) ويحيى بن إسحاق بن أبي طلحة، وسعيد بن جبير، ومحمد بن عمر، وسعيد بن أوس، وشيبة بن نصاح، ومحمد بن كعب القرظي، ومسور بن رفاعة وعبد الرحمن بن عتبة بن مسعود، وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، وزرعة بن إبراهيم، وسليمان بن راشد، وسعيد بن أبي سعيد المقبري انتهى. كذا ألفيته في النسخة التي بخط أبي ذر الهروي وزعم المزي أن سعيدا روى عنه فينظر وإن كان غير مستبعد ولكني لم أره.
وقال أبو داود: حديثه بمصر وهو مديني.
وقال عبد الرحمن في «المراسيل»: سمعت أبي يقول: لم يسمع ابن أبي هلال من أبي سلمة ابن عبد الرحمن.
ولما ذكر البخاري تعليقه عن جابر فذكر حديث الملائكة الذين جاءوا النبي وهو نائم قال: حلف سعيد لم يسمع من جابر بن عبد الله.
2053 - (بخ م س) سعيد بن وهب الهمداني الخيواني الكوفي والد عبد الرحمن.
ذكره ابن فتحون وأبو موسى المديني في «جملة الصحابة». وسمى ابن فتحون جده عبد الرحمن.
وفي «كتاب أولاد المحدثين» سعيد بن وهب بن جابر.
وفي «تاريخ البخاري الكبير» قال إبراهيم: وكان- يعني- سعيد بن وهب من(5/366)
أصحاب عبد الله.
وفي «كتاب» اللالكائي: يكنى بأبي عبد الرحمن ويلقب بقراد.
وزعم المزي أن ابن حبان وثقه وكأنه نقله من غير أصل لإخلاله بقوله، وهو الذي يقال له سعيد بن أبي خيرة وبقوله مات سنة ست وسبعين انتهى. ولو رآه من أصل لما عدل عن نقل هذه الوفاة من عنده إلى من يغلب على الظن أنه لم ير كتابه وهو عمرو بن علي، وهبه رآه كان يعمل كعادته في نقل الوفاة من عند جماعة.
وقال ابن سعد: عرف بالقراد للزومه علي بن أبي طالب [ق 100 / أ] توفي بالكوفة سنة ست وثمانين وكان ثقة وله أحاديث.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» ذكر وفاته كذلك وقال: وثقه ابن نمير، وأحمد بن صالح وغيرهما.
وقال العجلي: سعد بن الأخرم وسويد بن غفلة وسعيد بن وهب سمع عبد الله ثقات.
وقال عمران بن محمد في كتابه «رجال همدان»: سعيد بن وهب اليحمدي بطن من همدان من الساعيين كان متقدم الإسلام ثم هاجر بعد ذلك وسمع من معاذ باليمن قبل أن يهاجر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الكوفة.
وفي قول المزي ولهم شيخ آخر يقال له:
2054 - سعيد بن وهب الثوري الهمداني الكوفي من ثور همدان.
يروي عن عبد الله بن عمر يروي عنه يونس بن أبي إسحاق وهو غير الخيواني المتقدم فيما ذكر محمد بن كثير عن الثوري نظر، لما ذكره البخاري(5/367)
في «تاريخه الكبير»: سعيد بن وهب سمع ابن عمرو قاله ابن كثير عن سفيان عن أبي إسحاق وليس بالهمداني وقال زهير: هو ابن أخي أبي السفر وقال غيره: أبو السفر ثوري من ثور همدان. فهذا البخاري قد نص على أنه ليس همدانيا ولا ثوريا وإن زهيرا القائل هو ابن أخي أبي السفر مردود قوله بأن أبا السفر من ثور همدان وقد نص أول الترجمة أن سعيدا ليس من همدان.
وثم آخر يقال له:
2055 - سعيد بن وهب أبو عثمان مولى بني شامة بن لؤي بصري انتقل إلى بغداد ومات في زمن المهدي.
ذكره الخطيب. – وذكرناه للتمييز.
2056 - (ع) سعيد بن يحمد ويقال: ابن أحمد أبو السفر الهمداني الثوري الكوفي والد عبد الله.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: أبو السفر اسمه سعيد بن عمرو وقد قيل ابن يحمد بضم الياء، كذا ذكره الدارقطني قال: وأصحاب الحديث يقولون: يحمد بفتح الياء. أبو السفر بفتح الفاء هكذا ذكره الشيخ(5/368)
ومعظم قرائنا بإسكان الفاء.
وفي كتاب الجياني: كل ما في حمير من هذه الأسماء مثل يحمد ويعفر فهو بضم الياء وما في الأزد وغيرهم من العرب من مثل هذه الأسماء فهو بفتح الياء.
وذكره ابن شاهين وابن خلفون في «الثقات».
ونسبه البخاري في «تاريخه» بكيليا.
وقال (عمر) بن عبد البر في كتاب «الاستغناء»: أجمعوا على أنه ثقة فيما روى وحمل.
وذكره عمران الهمداني في «الطبقة الثالثة من الهمدانيين»، ومسلم في الثالثة، وقال يعقوب ابن سفيان: هو وابنه عبد الله ثقتان.
2057 - (خ م د ت س) سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان أبو عثمان الأموي البغدادي.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: ربما أخطأ مات ببغداد سنة تسع وأربعين وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة، والحاكم، وأبو(5/369)
محمد الدارمي، والطوسي.
وذكر مسلمة في كتاب «الصلة» أن بقيا روى عنه وقد أسلفنا أنه لا يروي إلا عن ثقة.
وفي «كتاب» الباجي عن أبي حاتم الرازي: صدوق ثقة.
وقال البخاري: مات ببغداد سنة تسع وأربعين ومائتين.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري تسعة أحاديث.
وقال ابن عدي: أصله كوفي سكن بغداد.
وفي قول المزي: قال البغوي: ومحمد بن إسحاق السراج مات للنصف من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين نظر وذلك أن البغوي إنما ذكر وفاته في كتابه سنة تسع وخمسين في النصف [ق 100 / ب] من ذي القعدة وكذا ذكره أيضا عنه ابن أبي الأخضر في مشيخته والحافظ أبو بكر الخطيب الذي نقل المزي ترجمته من عنده فيما أرى، ثم قال الخطيب: كذا قال البغوي وهو خطأ لا شك فيه، والصواب ما أبنا البرقاني عن المزكي قال أبنا محمد بن إسحاق السراج قال: مات سعيد بن يحيى الأموي للنصف من ذي القعدة سنة تسع وأربعين وأنبا السمسار أبنا الصفار، ثنا ابن قانع أن سعيد الأموي مات في سنة تسع وأربعين ومائتين. قلت: ودفن في مقبرة باب (البرادين) انتهى. فهذا كما ترى البغوي لم يقل سنة تسع وأربعين جملة ولا أدري من أين سرى للمزي هذا مع ظهوره والله تعالى أعلم.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: ثقة.(5/370)
2058 - (خ ت) سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرحمن بن عبد كلال أبو سفيان الحميري الحذاء الواسطي.
قال أبو الحسن أسلم بن سهل: توفي سنة اثنتين ومائتين وولد سنة ثنتي عشرة ومائة قدم أبوه مع مسلمة إلى واسط، ثنا ابن عبادة قال: قال أبو سفيان: رأيت سيارا ويعلى بن عطاء وغيلان بن جرير.
وفي كتاب الباجي: كان أبوه يعرف (بالقصير).
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: قال أبو سفيان: ليس الأدب إلا في صنفين من الناس، رجل تأدب بالسلطان أو رجل تأدب بالفقه وسائر الناس همج.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»: ذكر أنه توفي سنة ثنتين وثمانين ومائة.
قال: وقيل مات يوم الأربعاء سنة ثنتين ومائتين.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا سعيد بن يحيى أبو سفيان الحميري وكان رجلا صدوقا، وقال ابن قانع: واسطي صالح.
وفي كتاب الباجي: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة، وكذا ذكره الكلاباذي عن بحشل ويشبه أن يكون وهما عليه لأني لم أر في تاريخه إلا ما أسلفته، وهو الصواب والذي ذكره غير واحد من الأئمة فينظر.
وفي قول المزي: وذكر الكلاباذي أن مولده سنة اثنتي عشرة فيما قيل. نظر لأن لفظة «فيما قيل» لم يذكرها الكلاباذي، والذي فيه: قال بحشل: ولد أبو سفيان سنة ثنتي عشرة ومائة وتوفي سنة ثنتين وثمانين ومائة، والله تعالى أعلم.(5/371)
2059 - (د) سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم المخزومي أبو يربوع ويقال أبو هود ويقال أبو مرة ويقال أبو الحكم وهو والد عبد الرحمن (بن) مسلمة الفتح.
قال العسكري: كان يلقب أصرم هكذا يقول أهل النسب وأصحاب الحديث يقولون يلقب: سعيد الصرم وكان من المؤلفة وأمه هند بنت سعيد بن رباب بن سهم وكذا سمى أمه الطبراني في «المعجم الكبير»، وأبو نعيم الحافظ.
وفي كتاب أبي عمر: قيل أسلم قبل الفتح وشهده وله ابنان عبد الله وعبد الرحمن.
وفي «تاريخ دمشق»: بلغ مائة وثماني عشرة سنة وروى عنه ابناه عبد الرحمن وعثمان.
وفي «تاريخ الواقدي»: بلغ مائة وعشرين سنة ومات بالمدينة.
2060 - (ع) سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي ويقال: الطاحي أبو مسلمة البصري القصير.
كذا ذكره المزي تبعا لصاحب الكمال وليس جيدا لأن الطاحي نسبة أبي طاحية [ق 101 / أ] بن سود بن الحجر بن عمران بن عمرو بن عامر بن حارثة(5/372)
ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد فقوله: الأزدي ويقال: الطاحي موهما المغايرة ليس بشيء على ما أسلفناه من عند عامة النسابين.
ولما ذكره البزار في مسنده قال: هو ثقة، وكذا قاله العجلي في بعض النسخ.
ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال: كان رواية لأبي نضرة.
وفي كتاب ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في «الثقات» زاد: عن يحيى بن معين الجريري أكثر حديثا من أبي مسلمة وأبو مسلمة شيخ مسكين ثقة.
وزعم عياض أن بعضهم قال: هو أبو مسلمة بضم الميم وإسكان السين وكسر اللام قال: والصحيح فتح الميم.
2061 - (س) سعيد بن يزيد الكوفي الأحمسي البجلي.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وقال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى يقول: سمعت سعيد بن يزيد يروي عنه وكيع كوفي ثقة وقال أبو حاتم الرازي: شيخ يروي عنه.
2062 - (م خت س) سعيد بن يزيد الحميري القتباني أبو شجاع الإسكندراني.
ذكره أبو حاتم ابن حبان، وابن خلفون في «الثقات» زاد: وكان رجلا(5/373)
صالحا عابدا مجتهدا وثقه علي بن عبد الله المديني وغيره.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذا الطوسي، والحاكم، والدارمي، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي.
وفي كتاب ابن ماكولا: ليس بمصر من حديثه إلا حديث فضالة: اشتريت قلادة.
وفي قول المزي: الحميري القتباني يعني بكسر القاف وبعد التاء المثناة من فوق باء موحدة نظر وإن كان الدارقطني قال: وأما قتبان فهو قبيل من ردمان بن وائل بن الغوث ذكر ذلك ابن الحباب فقد قال الرشاطي: هذا النسب الذي حكاه الدارقطني عن ابن الحباب ذكره الهمداني فقال فيه: قنيان بضم القاف ونون ساكنة بعدها ياء باثنين من أسفل بن ردمان بن وائل بن الغوث بن جيدان بالجيم بن قطن بن عرب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير ولم أجد الهمداني ذكر قتبان بوجه ولا أشك أن الذي ذكر فيه قنيان هو الذي ذكر فيه الدارقطني قتبان وذكره الهمداني في مواضع.
وأما قول الدارقطني: قتبان قبيل من رعيني فقول يرده ما حكاه عن ابن الحباب ووافقه عليه الهمداني وذلك أنه لا مدخل فيه لرعين والله تعالى أعلم.
وفي الرواة جماعة يسمون سعيد بن يزيد منهم:
2063 - سعيد بن يزيد بن الأزود الأزدي من أزد العرب.
2064 - وسعيد بن يزيد التيمي حديثه عند الحاكم.(5/374)
- وسعيد بن يزيد أبو الحسن الفراء وحديثه عند ابن حبان.
- وسعيد بن يزيد بن عطية.
روى عن وكيع عند الحاكم. ذكرناهم للتمييز.
2065 - (ع) سعيد بن يسار أبو الحباب المدني مولى ميمونة وقيل مولى شقران وقيل مولى الحسن وقيل مولى بني النجار وهم عم معاوية بن أبي مزرد عبد الرحمن بن يسار.
قال ابن حبان: مات بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة كذا ذكره المزي، والذي ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» لما ذكره فيهم مات بالمدينة سنة عشرين ومائة كذا ألفيته [ق 101 / ب] في عدة نسخ وفي نسخة أخرى سنة ست عشرة كذا رأيته بخط الصريفيني عنه نعم الذي ذكره سنة سبع عشرة هو محمد ابن سعد زاد: ومات بالمدينة وكان ثقة كثير الحديث ويقال إن سعيد مولى شمسة وكانت نصرانية أسلمت على يد الحسن بن علي.
وفي «التاريخ الكبير» للبخاري: قال أبو يوسف: ثنا ليث، ثنا المقبري عن سعيد بن يسار أخي أبي مرثد والصحيح أبو مزرد.
وفي كتاب أبي إسحاق الصيريفيني: ويقال مولى أبي مرثد.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: ويقال مولى عبد الله بن عباس وقال أحمد بن صالح: مدني ثقة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد قول غريب وهو: سعيد بن أبي الحسن يسار كنيته أبو الحباب أخو أبي مزرد واسمه عبد الرحمن مولى ميمونة ويقال مولى شقران.(5/375)
وقال ابن الجنيد: قال لنا ابن معين: سعيد بن يسار أخو أبي مرثد في حديث الليث وفي حديث سهيل بن أبي صالح سعيد بن يسار مولى بني النجار وفي حديث محمد بن إسحاق سعيد بن يسار مولى الحسن بن علي، قيل ليحيى: فهؤلاء كلهم واحد؟ قال: لا كيف يكونون واحدا. قلت ليحيى: سعيد بن يسار أبو الحباب أي هؤلاء هو؟ قال: صاحب سهيل.
وفي «التلخيص» للخطيب: سعيد بن يسار أبو الحباب المديني أخو أبي مزرد وصحف فيه الليث فقال: أخو أبي مرثد وقال ابن أبي داود: سعيد بن يسار مولى للحسن بن علي فليس هذا يعني الذي روى حديثه عن ابن عباس كان النبي عليه السلام يقرأ في الفجر: (آمنا بالله وما أنزل إلينا) وليس هذا مولى ابن عمر ذاك أبو الحباب روى عن ابن عمر وأبي هريرة وهذا مولى الحسن يروي عن ابن عباس قال الخطيب: وقد روى ابن إسحاق عن سعيد بن يسار مولى الحسن بن علي عن أبي هريرة وزعم ابن معين أيضا أنه ليس بأبي الحباب وقال البخاري: هو أبو الحباب وقوله عندي أشبه بالصواب انتهى.
وهو خلاف ما ذكره المزي من الجمع بينهما.
وقال ابن عبد البر في كتاب «الاستغناء»: سعيد بن يسار الهاشمي مولى- شقران وقال ابن المديني: مولى بني النجار والأول الصواب. والله أعلم.
2066 - (د ت س) سعيد بن يعقوب الطالقاني أبو بكر قدم بغداد.
ذكره أبو الحسن ابن الفراء في كتاب «الطبقات»: فقال: روى عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل: أما بعد فإن الدنيا داء والسلطان داء والعالم طبيب فإذا رأيت الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاحذره.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه.
وقال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: هو محدث (خراساني) في عصره قدم(5/376)
نيسابور قديما وحدث بها فسمع منه محمد بن يحيى الذهلي وأقرانه وسمع منه أحمد بن يوسف سنة ست ومائتين أنبا الحسين بن علي، ثنا ابن أبي حاتم.
قال: سمعت أبي وأبا زرعة يوثقان سعيد بن يعقوب الطالقاني. قال الحاكم: وكل من ادعى أن محمد بن إسحاق بن خزيمة حدث عن سعيد بن يعقوب فقد وهم (فإني) أصر على وهمه أثم والله حسيبه.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ثقة.
وكذا ذكره الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل». [ق 102 / أ].
2067 - (مد) سعيد بن يوسف الرحبي من صنعاء الشام.
قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتاب «الأنساب» تأليفه: حدث عن يحيى بن أبي كثير بالمناكير.
ونسبه أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب «الضعفاء» تأليفه: يمانيا.
2068 - (م ت س) سعير بن الخمس أبو مالك التميمي ويقال أبو الأحوص الكوفي.
قال ابن سعد: كان رجلا شريفا مألفا صاحب سنة وجماعة وعنده أحاديث.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: التميمي، ويقال الأسدي، كان رجلا صالحا فاضلا، كذا ذكره ولعله الأسيدي.
ولما خرج الترمذي، والطوسي حديثه قالا: هو ثقة عند أهل الحديث.(5/377)
وذكر ابن ماكولا له ولدا آخر غير مالك اسمه قطن ابن سعير وقال له حكايات في الزهد ولا أعلمه أسند شيئا.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: سعيد ثقة.(5/378)
من اسمه سفاح وسفر وسفيان وسفينة
2069 - (مد) السفاح بن مطر الشيباني.
قال البخاري في الكبير: قال لي ابن خليل، ثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن سفاح بن مطر عن داود بن كردوس أن عبادة بن النعمان بن زرعة أسلمت امرأته فأبى ففرق بينهما عمر وتابعه عبد الواحد وخالد عن الشيباني ولم يسميا عبادة، ثنا أبو الوليد، ثنا شعبة عن الشيباني سمع يزيد بن علقمة أن جده وجدته كانا نصرانيين مثله وقال النفيلي، ثنا هشيم أبنا مغيرة عن السفاح بن المثنى بن حارثة عن زرعة بن النعمان أو النعمان بن زرعة الشيباني وكانت بنو ثعلب أخواله اشترط عمر ألا ينصروا.
2070 - (ق) السفر بن نسير الأزدي الشامي.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
وفي كتاب «المراسيل»: سألت أبي عن سفر بن نسير هل سمع من أبي الدرداء؟ قال: لا. قلت: فإن أبا المغيرة روى عن عمرو بن عبد الله عن السفر بن نسير أنه سمع أبا الدرداء. فقال: هذا وهم.
2071 - (د) سفيان بن أسيد ويقال أسد:
ويقال أسيد فيما ذكره أبو عمر ابن عبد البر قال: واختلف في اسم أبيه على بقية بن الوليد.(5/379)
وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلمه روى غير هذا الحديث يعني قوله: كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت كاذب.
وأما أبو زرعة الدمشقي فلم يذكر في كتاب «الصحابة» تأليفه إلا أسيدا وكذلك الطبراني، وابن أبي خيثمة.
وفي «تاريخ من نزل حمص من الصحابة» لأبي القاسم عبد الصمد بن سعيد: ليس له عقب ولا منزل يعرف بحمص وروى حديثا واحدا.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي الفتح الأزدي: تفرد عنه بالرواية جبير بن نفير.
2072 - (4) سفيان بن حبيب البصري أبو محمد ويقال أبو معاوية ويقال أبو حبيب البزار.
روى إمام الأئمة في «صحيحه» عن نصر بن علي عنه، ولما خرج الحاكم حديثه صحح إسناده.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: مات في أول سنة ثلاث وثمانين ومائة، وكذا ذكر وفاته [ق 102 / ب] ابن قانع.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: سفيان بن حبيب أثبت الناس في شعبة بعد يحيى بن سعيد.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل»: ثنا صالح بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن المديني قال: وذكر يحيى يعني ابن سعيد القطان أن سفيان بن حبيب كان عالما بحديث شعبة وابن أبي عروبة.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: قال لي ابن أبي الأسود: مات قبل خالد بن الحارث ومات خالد سنة ست وثمانين وفيه وفي «الأوسط»: وقال نصر بن(5/380)
علي: أظنه مات سنة ثنتين وثمانين.
وفي «الكنى» للدولابي: وقال عمرو بن علي: إن يحيى كان يحسن الثناء على سفيان بن حبيب وقال: هو أعلم الناس بحديث شعبة وابن أبي عروبة.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: سمعت سليمان بن أيوب يقول: سمع سفيان من خالد وقريش وعاصم وكان جارا ليحيى وكان يحيى أسن منه بسنتين وثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري سمعت يحيى بن سعيد يقول: لم يكن ها هنا أعلم بحديث شعبة وسعيد من سفيان بن حبيب.
وفي كتاب «الطبقات» لعلي بن المديني، «ورجال شعبة» لمسلم بن الحجاج: وكان شعبة أصحابه طبقات فالطبقة الأولى: يحيى بن سعيد وسفيان بن حبيب وعبد الله بن عثمان. زاد علي: وكان شعبة يفضي إلى هؤلاء الثلاثة بأمور الناس والأخبار والفقه.
وذكره ابن خلفون، وابن شاهين في «الثقات» زاد: وقال عثمان يعني ابن أبي شيبة: سفيان بن حبيب لا بأس به ولكن كان له أحاديث مناكير.
2073 - (4) سفيان بن حسين بن الحسن أبو محمد ويقال أبو الحسن الواسطي مولى عبد الله بن حازم السلمي ويقال مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي.
قال المروزي عن أحمد: في حديثه عن الزهري شيء، وفي موضع آخر:(5/381)
ليس هو بذلك وضعفه وفي «سؤالات» أبي داود: هو أحب من صالح بن أبي الأخضر.
وقال يعقوب بن شيبة: هو مشهور. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: ليس هو بذاك وضعفه، وفي موضع آخر لين الحديث.
ولما خرج الحاكم حديثه في «المستدرك» قال: هو من الثقات الذين يجمع حديثهم وهو أحد أئمة الحديث، وذكره في كتابه «علوم الحديث» في جملة الثقات.
وفي «تاريخ نيسابور»: وقال يحيى بن معين: صالح.
وقال الحاكم في «سؤالات مسعود له»: هو أحد أئمة الحديث وثقه ابن معين لكن الشيخان لم يخرجاه، وقال في «المدخل»: استشهد به الشيخان في غير حديث ابن شهاب.
وقال ابن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»: كلهم يقول فيه: لا يحتج به، إما مطلقا وإما فيما يروي عن الزهري.
وقال الآجري: قلت لأبي داود: سفيان يعد في أصحاب الزهري؟ فقال: ليس هو من كبارهم.
وقال أبو حاتم الرازي في كتاب «التعديل والتجريح»: صالح الحديث مثل (إسحاق) فهو أحب إلي من سليمان بن كثير.
وقال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: فأما روايته عن الزهري فإن فيها تخاليط يجب أن تجانب وهو ثقة في غير حديث الزهري يجب أن يمحى اسمه من(5/382)
كتاب «المجروحين» مات في ولاية هارون.
وقال في كتاب «المجروحين»: يروي عن الزهري المقلوبات، وإذا روى عن غيره يشبه حديثه [ق 103 / أ] حديث الأثبات وذلك أن صحيفة الزهري اختلطت عليه فكان يأتي بها على التوهم والإنصاف في أمره تنكب ما روى عن الزهري والاحتجاج بما روى عن غيره.
وقال النسائي في كتاب «التمييز»: ليس به بأس إلا في الزهري فإنه ليس بالقوي فيه، ولما ذكره في طبقات أصحاب الزهري ذكره في الطبقة السادسة مع جعفر بن برقان وسليمان بن كثير والمعمر بن راشد وزمعة بن صالح.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: تكلموا في روايته عن الزهري، وقد أخرج له مسلم وكذا ذكره ابن الجوزي، واللالكائي، وأبو إسحاق الصريفيني وغيرهم فالله أعلم.
وقال البزار في «السنن» تأليفه: واسطي ثقة، وقال العجلي: جائز الحديث.
وقال ابن حزم: قال قوم: سفيان ضعيف في الزهري وما يدرى ما وجه هذا سفيان ثقة ومن ادعى عليه خطأ فليبينه وإلا قرر أنه حجة.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: أبنا سليمان بن أبي شيخ، ثنا أبو سفيان الحميري قال: كان سفيان بن حسين يؤدب ولد عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان ثم كان يؤدب ولد يزيد بن عمر بن هبيرة ثم ضمه أبو جعفر إلى المهدي، قال ابن أبي خيثمة: ولما سئل يحيى عن حديث سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة من أدخل فرسا بين فرسين فكتب يحيى بخطه عن أبي هريرة باطل.(5/383)
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال عثمان: كان مضطربا في الحديث قليلا.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان وأبو عوانة والحافظ أبو علي الطوسي.
وفي كتاب الصريفيني: يكنى أيضا أبا المؤمل.
2074 - (خ د) سفيان بن دينار التمار أبو سعيد الكوفي والصحيح أنه غير سفيان العصفري.
روى عن الشعبي ومصعب بن سعد، كذا ذكره المزي ثم ذكر سفيان بن زياد العصفري بعد يروي عن عكرمة وغيره قال: وحديثه في «صحيح البخاري»، وقال: قال البخاري وغيره: سفيان بن دينار ويقال ابن زياد وقال غيره: سفيان بن عبد الملك التمار العصفري أبو الورقاء ويقال أبو سعيد الأحمدي، ويقال الأسدي الكوفي فجعلوا الجميع لرجل واحد والصحيح أنهما اثنان كما قال ابن معين وغيره. انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن البخاري لم يقل شيئا مما قاله عنه، والذي في «التاريخ الكبير»: سفيان بن دينار أبو الورقاء الأحمري القمار كناه أبو أسامة وقال عثام بن علي: سفيان بن دينار أبو سعيد التمار عن عون والشعبي وذكوان وماهان ومصعب، وقال بعضهم: هو الأسدي الكوفي، قال مخلد: ثنا أبو زهير، ثنا سفيان بن دينار التمار الأحمري قال: أنا يوم جيء برأس حسين بن علي ابن سبع سنين، عن مصعب بن سعد والشعبي، وبنحوه ذكره في «الأوسط» وذكر ابن زياد من غير أن ينسبه وعرفه برواية عن عكرمة وغيره.(5/384)
وتبع البخاري جماعة منهم: مسلم بن الحجاج، وأبو أحمد الحاكم، وأبو نصر الكلاباذي، وابن خلفون، وأبو إسحاق الحبال وصرح بنسبته عصفريا، وكذلك الحاكم أبو عبد الله، والصريفيني.
وأبو الوليد في كتابه «الجرح والتعديل» وقال: قال الدارقطني: هو سفيان التمار وسفيان العصفري عن عكرمة أوهم أنهما رجلان وسفيان [ق 103 / ب] بن دينار التمار وسفيان العصفري رجل واحد كوفي، وذكر الحاكم وغيره من الحفاظ سفيان بن زياد العصفري رجل آخر كوفي أيضا والذي أخرج عنه البخاري هو سفيان بن دينار ولا يعلم أنه خرج عن سفيان بن زياد شيئا ولعله لما ورد سفيان العصفري مطلقا أراد الدارقطني أنه ذكر بهذا اللفظ ولعله اعتقد أنه سفيان بن زياد أخرج البخاري له: «رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما»، وأخرج في «تفسير القصص» عن محمد بن مقاتل عن يعلى عن سفيان العصفري عن عكرمة عن ابن عباس: (لرادك إلى معاد) قال إلى مكة»، وكذا قال الشيخ ضياء الدين المقدسي أنه خرج له هذا أيضا.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني وسأله الحاكم عن سفيان التمار العصفري فقال: ليس به بأس وفي «سؤالات الحاكم الكبرى» أيضا: سفيان العصفري هذا التمار، وقال العجلي: ثقة.
وفي «الثقات» لابن حبان: سفيان بن دينار كنية دينار: أبو الورقاء التمار الأحمري العصفري كنيته أبو سعيد يروي عن الشعبي ومصعب بن سعد انتهى. فهذا كما ترى قول من جمع بينهما في الحرفة لا في اسم الأب ولم(5/385)
أر للمزي في قوله سلفا والله تعالى أعلم.
وقوله: والصحيح أنهما اثنان كما قال ابن معين وغيره. فيه نظر؛ وذلك أن يحيى لم يجمع بينهما في الأب كما زعم المزي إنما قال لما سأله ابن الجنيد عن سفيان بن دينار قال: ثقة. وسفيان بن زياد العصفري ثقة. جميعا كوفيان.
وهذا القول من يحيى قاله غير واحد ولم يختلفوا في أن ابن زياد عصفري ولكن الخلف في ابن دينار هل هو أيضا كما أسلفناه عصفري أم لا- والله أعلم. ويزيد ما قلناه وضوحا قول ابن خلفون: أن ابن زياد لم يخرج له البخاري إنما روي له في «السنن»، وكذا ذكره أبو موسى المديني الحافظ وغيره.
2075 - (خ م س ق) سفيان بن أبي زهير واسمه القرد الأزدي الشنائي وقيل النمري وقيل النميري.
قال أبو عمر ابن عبد البر: رواية ابن الزبير والسائب عنه تدل على جلالته وقدم موته.
وقال أبو نعيم الحافظ: وقيل سفيان بن نمير (بن مرادة و) عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: ومن النمر بن عثمان ابن نصر بن زهران سفيان بن أبي زهير النمري سكن الشام وقد روى حديثا عن أبي زهير النميري عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحسبه أباه.
قال أبو حاتم: أبو زهير (المحاربي) ويقال النمري، قال أبو زرعة: أبو زهير لا يسمى وهو صحابي روى ثلاثة أحاديث.
ورواه جرير عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير فقال: سفيان بن أبي(5/386)
العوجاء- لقب له ونسبه أبو بكر بن أبي عاصم ثقفيا.
وقال السمعاني: كلهم متفقون على أنه من شنوءة ولعل في أجداده نمر أو نمير. انتهى، كلام ابن أبي عاصم يرد قوله فينظر.
2076 - (ت) سفيان بن زياد الأسدي.
روى عن (فائد) بن فضالة وعنه مروان بن معاوية الفزاري روى له الترمذي، ذكره أبو إسحاق الصريفيني وغيره ولم يبنه عليه المزي.
2077 - (ع) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي. من ثور بن عبد مناة وقيل إنه من ثور همدان والصحيح الأول.
ذكر الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني في كتابه المسمى بـ «الأقران» أنه ورى عن: حماد بن سلمة بن دينار، وهشيم بن [ق 104 / أ] بشير الواسطي، ومسلم بن خالد الزنجي، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، وقيس بن الربيع، وأبي بكر بن عياش، وأبي إسحاق الفزاري، إبراهيم بن محمد، وحماد بن زيد، وشعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، ومعمر بن راشد، وإسماعيل بن عياش، وجعفر بن سليمان الضبعي، والحسن بن عمارة.
روى عنه: جعفر بن محمد الصادق، وهشيم بن بشير، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن عياش.
وقال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: هو إمام عصره في الحديث والفقه والزهد كان أزهد أهل زمانه وأورعهم وأكثرهم اجتهادا وجهادا وقد اشتهر سماعه من(5/387)
جماعة من التابعين، ومن روى عنه من أئمة المسلمين فأغنى عن ذكره هنا ورد نيسابور عند توجهه إلى بخارى في طلب ميراث لأبي إسحاق السبيعي وهو غلام حين نقل وجهه وفي لفظ وهو ابن ثماني عشرة سنة فسمع منه نفر من أهل نيسابور ونواحيها واستفتوه في مسائل كثيرة منهم: عمر، ومبشر، ومسعود، والجارود بن يزيد، والنضر بن محمد النسفي، وعبد الوهاب بن حبيب، وأخوه الحكم العبديان، والحسين بن الوليد، وحفص بن عبد الرحمن، وخالد بن سليمان الأزدي، وعبد الصمد بن حسان خادمه، وأبو زنبور الذي تنسب إليه السكة، وقديد بن إبراهيم الضبي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة النيسابوري.
وزعم المزي أن ابن سعد ذكر وفاته ثم ذكر مولده من عند العجلي وكأنه ما رأى الكتابين حالة تصنيفه إنما تبع صاحب الكمال في ذلك إذ لو رآهما لوجد ابن سعد ذكر مولده سنة سبع وتسعين كما ذكره العجلي ولوجده يقول: كان ثقة ثبتا مأمونا كثير الحديث حجة.
وعن سفيان قال: كان أبي إذا رآني وما آخذ فيه من الحديث لا يعجبه قال: وكانوا يرون أن سفيان أخذ مرة من بعض الولاة صلة ثم ترك ذلك بعد فلم يقبل من أحد شيئا.
ولوجد في كتاب العجلي: سفيان بن سعيد كوفي ثقة رجل صالح زاهد فقيه صاحب سنة واتباع لم يخالفه أحد إلا كان القول قول سفيان وهو أفقه من ابن عيينة، قال بعض الكوفيين: ما زلنا نسمع السائل يسأل عن منزل سفيان يعني للفتيا، قال العجلي: وكان عابدا ثبتا وأخوه عمر وكان يفضل على سفيان.
وتوفي سفيان سنة ستين ومائة وهو ابن ثلاث وستين في شعبان، ويقال: مات سنة تسع وخمسين وكان من أقول الناس بكلمة شديدة عند سلطان يتقى، دخل على المهدي فقال له كيف أنتم أبا عبد الله ثم جلس فقال: (حج)(5/388)
عمر بن الخطاب فأنفق في حجته (ستة عشر دينارا) وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الأموال، قال: فأيش تريد أكون مثلك؟! قال: فوق ما أنا فيه ودون ما أنت فيه، فقال وزيره (أبو عبد الله): يا أبا عبد الله قد كانت كتبك تأتينا فننفذها قال: من هذا؟ قال: أبو عبد الله وزيري قال: احذره فإنه كذاب أنا كتبت إليك؟ ثم قام فقال له المهدي: أين أبا عبد الله؟ قال: أعود، وكان قد ترك نعله حين قام فعاد فأخذها ثم مضى فانتظره ثم قعد فقال: وعدنا أن يعود فلم يعد قيل: إنه عاد لأخذ نعله فغضب وقال: قد أمن الناس إلا سفيان بن سعيد.
ويقال إن سفيان ما رئي مثله وكان (مجرورا) لا يخالطه شيء من البلغم لا يسمع [ق 104 / ب] شيئا إلا حفظه حتى كان يخاف عليه (الجذام)، سمع شريكا يقرأ على سالم الأفطس مائة حديث فحفظها كلها وكانت بضاعته ألفي درهم عند حمزة بن المغيرة.
وقال ابن أبي ذئب ما رأيت رجلا أشبه بالتابعين من سفيان وأحسن إسناد الكوفيين: الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
وألقى أبو إسحاق الفزاري فريضة فلم يصنعوا فيها شيئا فقال: لو كان الغلام الثوري هنا فصلها الساعة فلما أقبل سفيان سأله عنها فقال: أنت أول حدثتنا بكذا والأعمش حدثنا بكذا قال أبو إسحاق: كيف ترون ما أسرع ما فصلها ألا تكونوا مثله وكان له ولد فلم يزل يدعو عليه حتى مات انتهى كلامه العجلي وإن كنت قد تركت منه شيئا لا يليق بهذا المختصر.
وذكر أبو القاسم البلخي أن يحيى (قال) سفيان لمبارك بن سعيد: يا خالي(5/389)
خالي سفيان لم يكن عنده من العلم ما يستحق هذه الشهرة إلا أن يكون شيئا كان في قلبه قال يحيى: ومرسلاته شبه الريح، وقال سفيان بن عيينة: من يزعم أن سفيان بن سعيد لم يأخذ من السلطان أنا أخذت له منهم، وقال حفص بن غياث: رأيته يشرب النبيذ حتى يحمر وجهه.
وقال الكرابيسي: أخطأ في عدة أحاديث.
وقال ابن القطان: ويقال إنه من ثور تميم وهو أحد الأئمة في الفقه والحديث وأحد المقدمين في الزهد.
وقال أبو حيان في كتاب «البصائر والذخائر»: كان يحيى بن خالد يجري على سفيان كل شهر ألف درهم فسمع يوما يقول في سجوده اللهم إن يحيى كفاني أمر دنياي فاكفه أمر آخرته فرئي في النوم بعد موته فسئل فقال: غفر لي ربي بدعاء سفيان.
وقال ابن حبان: سفيان بن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن عبد الله بن موهب بن منقذ بن نصر بن الحكم بن الحارث بن مالك بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طانجة وله ثلاثة أخوة حبيب والمبارك وعمر وكان سفيان من سادات الناس فقها وورعا وإتقانا شمائله في الصلاح والورع أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكرها وكان مولده سنة خمس وتسعين في إمارة سليمان بن عبد الملك فلما قعد بنو العباس راوده المنصور أن يلي الحكم فأبى وخرج إلى الكوفة هاربا للنصف من ذي القعدة سنة خمس وخمسين ثم لم يرجع (إليه إليها) حتى مات بالبصرة في دار ابن مهدي في شعبان سنة إحدى وستين وقبره في مقبرة بني كليب وقد زرته وكان قد أوصى إلى عمار بن سيف بكتبه أن يمحوها ويدفنها وليس له عقب.
وفي «تاريخ البخاري»: قال لنا عبدان عن ابن المبارك كنت إذا شئت رأيت سفيان مصليا وإذا شئت رأيته محدثا وإذا شئت رأيته في غامض الفقه.(5/390)
وقال لي أحمد: ثنا موسى بن داود سمعت سفيان يقول سنة ثمان وخمسين:
لي إحدى وستون سنة، وخرج من الكوفة سنة أربع وخمسين.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: ولد بأثير أبنا أبو العباس بن الوليد أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه ذكر العلماء وزهادهم فقال: لم يبق منهم يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة إلا ما كان من رجل واحد بالكوفة قال العباس: يعني الثوري، وقال زائدة: كان أعلم الناس في أنفسنا.
وقال حماد بن أبي سليمان لسفيان وكان يأتيه إن هذا الفتى (مصطنعا) ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا الثوري وما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام منه وأنا من غلمانه، وكان وهيب يقدمه في الحفظ على مالك [ق 105 / أ].
وقال عبد الرحمن بن الحكم: ما سمعت بعد التابعين بمثل سفيان.
وقال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة فبدأ بالثوري.
وقال الوليد بن مسلم: رأيته بمكة يستفتى ولما يخط وجهه بعد، وكان يقول: سلوني عن المناسك والقرآن فإنني بهما عالم وقيل لمعاذ بن معاذ أي أصحاب أبي إسحاق أثبت فقال: شعبة وسفيان ثم سكت.
وقال أحمد بن حنبل: سفيان أحفظ للإسناد وأسماء الرجال من شعبة وهو أحب إلي في حديثه عن الأعمش من شعبة.
وقال أبو حاتم: هو أحفظ أصحاب الأعمش وهو ثقة حافظ زاهد إمام أهل العراق وأتقن أصحاب أبي إسحاق وهو أحفظ من شعبة وإذا اختلف الثوري(5/391)
وشعبة فالثوري أحفظ وهو أحب الناس إلي في إسماعيل بن أبي حكيم.
وقال يحيى بن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور منه ولا أعلم بحديث أبي إسحاق والأعمش منه.
وقال أبو زرعة أثبت أصحاب أبي إسحاق الثوري وشعبة وإسرائيل ومن بينهم الثوري أحب إلي كان أحفظ من شعبة في إسناد الحديث وفي متنه.
وذكر المنتجيلي: أنه ولد بدستبا قرية من قرى الري ومات سنة تسع وخمسين ومائة وله أربع وستون سنة وقيل: مات سنة إحدى وستين في أولها ودفن بين العشاء والعتمة، وقال الفريابي: نزل على عجوز في الحي من بني تميم فمات عندها.
وقال يحيى بن معين: يكتب حديثه ورأيه، كان سفيان إمام يقتدى به وقال ابن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: أيما أحب إليك رأي سفيان أو رأي مالك؟ قال سفيان: لا شك في هذا سفيان فوق مالك في كل شيء.
وقال هشام بن يوسف القاضي وذكر سفيان فقال: من الناس من يقطع ولا يخيط ومنهم من يخيط ويقطع وكان سفيان ممن يخيط ويقطع.
وقال حماد بن زيد: قال لي سفيان بن (زيد) ربما تحركت الفأرة فأقول: قد جاءوا يطلبوني، فقلت لو طلبت الأمان من القوم أمنوك، قال: إني سأكتب.
فكتب: من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد الله- يعني- المهدي قال فقلت تبدأ باسمك فقال ألم يكتب العلاء بن الحضرمي للنبي صلى الله عليه وسلم فبدأ باسمه فكتب فلم يكتب أمير المؤمنين، فقال: وأمير المؤمنين هو؟ دعوني ما بيني وبين الظهر أفكر قال: فحم من يومه وكان موته فيه.
وقال أبو أسامة: لقيت يزيد بن إبراهيم التستري صبيحة الليلة التي مات فيها سفيان فقال لي: قيل لي في منامي الليلة مات أمير المؤمنين فقلت ردا علي(5/392)
فقيل لي في المنام: مات الثوري فقلت له: قد مات الليلة ولم يكن علم.
وقال ابن اليمان: ما رأيت مثله ولا رأى مثل نفسه أقبلت الدنيا عليه فصرف وجهه عنها وقد أتعب القراء بعده.
وقال علي بن ثابت قومت كل شيء على سفيان في طريق مكة بدرهم وأربعة دوانيق وما رأيته في صدر مجلسه قط إنما كان يقعد إلى جنب الحائط ويجمع ما بين ركبتيه ولو رأيته ومعك فلس وأنت لا تعرفه لظننت أنه لا يمتنع أن تضعه في كفه.
وقال أبو بكر ابن عياش: إني لأرى الرجل قد صحب سفيان فيعظم في عيني ولما أتى الرملة، أرسل إليه إبراهيم بن أدهم تعال فحدثنا فقيل له فقال: أردت أن أنظر تواضعه فجاء فحدثه.
وقال قتيبة: لما مات الثوري مات الورع ومرض مرة ثم نقه فاختبر حفظه فبلغ خمسة وعشرين ألفا وقيل له: ما لك لم تدخل إلى الزهري [ق 105 / ب] فقال لم يكن لي دراهم.
وقال المثنى بن الصباح: هو عالم الأمة وعابدها وقال ابن المبارك: لم يكن في زمنه أحد أعلم منه.
وقال مالك: كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بالعلم منذ جاء سفيان وقد فارقني على أن لا يشرب النبيذ.
ولما مات مسعر لم يشهده سفيان لأنه كان ينسب إلى الإرجاء وكان سفيان يتشيع فلما لقي أيوب وابن عون بالبصرة ترك التشيع انتهى كلامه، وفيه نظر لما ذكره الآجري عن أبي داود: إنما سمع (زيد) وابن علية من سفيان الثوري حين قدم البصرة على يونس ولم يلق سفيان وأيوب بالبصرة قدم سفيان البصرة بعد موت أيوب وإنما لقي أيوب بمكة، وقال وكيع: ما زال الناس يخالطون السلطان ولا يعتبونهم بذلك حتى جاء سفيان.(5/393)
وقال أحمد الزبيري: لقد رأيت منادي المهدي ينادي على الثوري وإنه لفي الطوارف ما يرى وخلف لما مات ثلاثمائة دينار جعل ماله كله لأخته ولم يورث المبارك أخاه شيئا.
وقال أبو إسحاق الفزاري: لو خيرت لهذه الأمة لما اخترت لها إلا سفيان.
وقال ابن عيينة: متجنبو السلطان في زمانهم ثلاثة أبو ذر في زمانه، وطاوس في زمانه وسفيان في زمانه، وكان عمر بن ذر يؤذي سفيان ويلقبه البقري.
وقال أبو داود: قال سفيان: ما (رأيت) علي الجمل وصفين فضيلة.
وكان يقول: إذا (أمرك) المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع عليه الناس وذكر صفين فقال: ما أدري أخطؤوا أم أصابوا، وكان لسفيان ثلاثة عشر قمطرا ورئي معه خرج عن ابن جريج، وأصحاب سفيان فيما ذكره يحيى وأحمد: يحيى وعبد الرحمن ووكيع وأبو نعيم وابن المبارك والأشجعي وولد سفيان سنة خمس وتسعين وقيل لأبي داود: مراسيل الثوري؟ قال: لا شيء لو كان عنده شيء لصاح به قال أبو داود: وولد سفيان بقزوين.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: عن عبد الرزاق قال مالك بن(5/394)
أنس: سفيان بن سعيد ثقة، وقال ابن المبارك: جاء عاصم بن أبي النجود إلى سفيان يستفتيه ويقول: يا سفيان أتيتنا صغيرا وأتيناك كبيرا.
وقال البخاري: سمعت علي بن عبد الله يقول: كان بين مالك والثوري حسن فلما رآه يكتب عن كل أحد جفاه، وسئل سفيان هل رأيت ابن أشوع؟ قال: لا. قيل: فمحارب قال: وأنا غليم رأيته يقضي في المسجد، ولما قدم ابن المنكدر الكوفة لم أعقله، وقال عبد الرزاق: بات عندنا الثوري ليلة فسمعته قرأ القرآن من الليل، ثم قام يصلي، ثم قعد فجعل يقول: الأعمش والأعمش والأعمش ومنصور ومنصور ومنصور ومغيرة ومغيرة ومغيرة فقلت: أبا عبد الله ما هذا؟! قال: هذا حزبي من الصلاة وهذا حزبي من الحديث، وقال بشر بن الحارث: سمعت ابن داود يقول: ما رأيت أفقه من سفيان وذكره في الحديث يزين الحديث، وقال ابن عيينة: ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه وسفيان في زمانه، وقال يزيد بن أبي حكيم: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله حدثنا عنك رجل صالح سفيان بن سعيد في مسراك فقال: نعم هو رجل صالح.
وقال قبيصة: رأيته في النوم فقلت ما فعل الله بك؟ فقال: [ق 106 / أ].
نظرت إلى ربي كفاحا ... وقال هنيئا رضاي عنك يا ابن سعيد
لقد كنت قواما إذا أظلم الدجى ... بعبرة مشتاق وقلب عميد
فدونك فاختر أي قصر أردته ... وزرني فإني منك غير بعيد
وفي «سؤالات الميموني»: قال ابن المغيرة الكندي ينشد:
طلب على الوحدة نفسا ... وارض بالعزلة أنسا
لم أجد خلا يساوي لي ... على الخيرة فلسا
وقال ابن زبر: ولد سنة ست وتسعين.
وقال النسائي: هو أجل من أن يقال فيه ثقة، وهو أحد الأئمة الذين أرجو أن(5/395)
يكون الله تعالى ممن جعله للمتقين إماما.
وقال اللالكائي: أجمع الحفاظ إن أثبت الناس في ابن إسحاق ومنصور والأعمش سفيان وهو إمام من أئمة المسلمين وحبر من أحبارهم مجمع على إمامتهم وله من الفضل ما يستغنى به عن التزكية في الحفظ والإتقان والتثبت رحمه الله.
وقال الفلاس: أصحاب الثوري الأثبات المعروفون، يحيى بن سعيد وهو أثبتهم، وابن مهدي، ووكيع وهو من أحسنهم عنه حديثا، وأبو نعيم رابع القوم، والأشجعي أرواهم وأكثرهم رواية وهو متقدم الموت وهؤلاء الأربعة أعلم بالحديث من الأشجعي، والناس بعد هؤلاء في سفيان متقاربون: أبو أحمد الزبيري، وأبو عاصم مقدمان بعد هؤلاء، الفريابي، وقبيصة، وعبد الرزاق، ومحمد بن كثير (وناس)، ونحوهم متقاربون فيه وهم أهل صدق وأبو حذيفة لا يحدث عنه من تبصر الحديث وهو صدوق وعبد الله بن رجاء صدوق كثير الغلط والتصحيف ليس بحجة.
وذكر مسلم بن الحجاج في كتابه «أشياخ سفيان»: روى عن: محمد بن عبد الله بن أبي عون، وأبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن حارثة، ومحمد بن عبد الرحمن (بن) زرارة الأنصاري، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاري مديني كذا سماه سفيان وهو عندي عبد الرحمن بن محمد، ومحمد بن جحادة، ومحمد أبو عمرو الملائي والد أسباط بن محمد، ومحمد بن قيس الأسدي الكوفي، ومحمد بن قيس المرهبي، ومحمد بن سوقة كوفي، ومحمد بن أبي الجعد، كوفي ومحمد بن عبد الله بن أفلح مكي، ومحمد بن سالم كوفي يكنى أبا سهل، ومحمد بن مسلم الطائفي وهو غير أبي الزبير، ومحمد ابن زيد (غير) سعيد بن جبير، ومحمد بن السائب الكلبي كوفي يكنى أبا هشام، ومحمد بن سعيد المصلوب، ومحمد بن خالد الضبي أبو خبينة ويقال أيضا أبو يحيى ومحمد بن جابر اليمامي وعبد الله بن شريك(5/396)
العامري كوفي، وعبد الله بن بشر الخثعمي كوفي، وعبد الله بن أبي السفر سعيد بن يحمد، وعبد الله بن حسين كوفي، وعبد الله بن محمد ابن زياد بن حدير كوفي، وعبد الله بن أبي محزورة مكي، وعبد الله بن يزيد الهزلي مديني، وعبد الله ابن مسلم بن هرمز المكي، وعبد الله بن خالد كوفي، وعبد الله بن ربعي التميمي، وعبد الله بن عبد الرحمن كنيته أبو نصر كوفي، وعبد الله بن حميد العنزي، وعبد الله بن محمد بن حفص بن عاصم يكنى أبا عبد الرحمن مديني، وعبد الله ابن مؤمل المخزومي مكي، وعبيد الله بن موهب مديني، وعبيد الله ابن الوليد الرصافي كوفي، وعبد الرحمن بن الأصم كان يسكن المدائن، وعبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الزرقي مديني، وعبد الرحمن بن حرملة يكنى أبا حرملة مديني، [ق 106 / ب] وعبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الثقفي كوفي، وعبد الرحمن ابن عمرو الأوزاعي، وعبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود، وعبد الرحمن بن أبي الموالي مدني، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي، وعبد العزيز بن قرير بصري، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعبد الملك بن أعين كوفي، وعبد الملك بن سعيد بن حيان بن الأبجر، وعبد الكريم بن أبي المخارق، وعبد الوارث بن سعيد التنوري، وعبد الحميد بن أبي رافع، وعبد الحميد بن أبي يزيد وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، وعبيد بن عبيده بصري، وإبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي، وإبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، وإبراهيم بن أبي حفصة، وإبراهيم بن مسلم الهجري، وإبراهيم بن عبد الله بن عبد القاري، وإبراهيم بن نافع المكي وإبراهيم العقيلي، وإسماعيل ابن عبد الله بن أبي ربيعة المديني، وإسماعيل بن مسلم، وإسماعيل بن أبي إسحاق يكنى أبا إسرائيل الملائي، وإسحاق بن أبي إسحاق الملائي، وإسحاق ابن شرقي مولى لعمر بن الخطاب، وإسحاق بن المغيرة، ويقال له: ابن أبي نباتة، وآدم بن سليمان مولى خالد بن خالد بن عميرة، وآدم بن علي البكري، ويعقوب بن القعقاع من أهل مرو، ويعقوب العجلي كوفي، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح، ويعقوب بن مجمع مديني، وإسحاق بن أبي هند، وسليمان بن أبي مسلم الأحول، وسليمان بن(5/397)
طرخان التيمي، وسليمان ابن فيروز، وسليمان بن أبي المغيرة، وسليمان بن سويه، وسليمان بن بشير، وسليمان بن قسيم، وزكريا بن أبي زائدة، وزكريا رجل لقيه بالري، ويحيى ابن سعيد بن حبان، ويحيى بن سلمة الهمداني، ويحيى بن دنيار الرماني، ويحيى بن قيس الكوفي، ويحيى بن أبي صالح كوفي، ويحيى بن غسان كوفي، ويحيى بن عبد الله الجابر، ويحيى بن أبي حية، ويحيى بن أبي سليم الواسطي، ويحيى بن عبد الله الأجلح مكي، ويونس بن عبد الله الجرمي، ويونس بن حباب كوفي، وموسى بن أبي عثمان كوفي، وموسى بن عبد الله الجهني، وموسى بن سالم بصري، وموسى بن أبي كثير الواسطي، وموسى ابن المسيب الثقفي، وعيسى بن المغيرة الحزامي، وعيسى الأنصاري عن أنس، وعيسى بن أبي عيسى موسى الخياط، وأيوب بن مجمع كوفي، وأيوب بن عائذ الطائي كوفي، وعلي بن أبي الحسن عن عبد الله بن معقل، وعلي بن عبيد الله الغطفاني، وعلي بن أبي طلحة، وحسن بن يزيد أبي بشر القوي، وحسن التميمي عن أبي معشر، وحميد بن عبد الله الكندي، وحميد بن أبي عتبة كوفي، وحجاج بن أرطاة، وخالد بن علقمة الهمداني كوفي، وخالد بن دينار النيلي، وخالد الأعور الكومي، وخالد بن أبي عمرو طهمان، وخالد ابن يزيد، وخالد بن أبي كريمة، وعمرو بن أبي سفيان الجمحي، وعمرو بن عمرو أبي الزعراء الجشمي، وعمرو بن عمران النهدي، وعمرو بن عثمان بن موهب، وعمرو بن مسلم، وعمرو بن عبيد بن ثابت البصري، وعمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي المقرئ، وعمر بن قيس الماصر، وعمر بن أيوب البجلي، وعمر الأنصاري كوفي، وعمر بن شبة القارظي، وعمر بن عطية الكوفي، وعمر بن بشير، وعمر بن راشد، وعمران بن أبي عطاء القصاب واسطي، وعمران بن ظبيان، وعمران بن عمير كوفي، وعامر بن شقيق بن حمزة، وعامر بن السميط، وعروة ابن عبد الله بن بشير الجعفي، [ق 107 / أ] وعروة بن الحارث أبي فروة الهمداني كوفي، وعطاء بن ميسرة الخراساني، وعطاء بن أبي مروان الأسلمي، وعاصم بن سليمان الأحول، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وعثمان بن الحارث ختن الشعبي، (و) العلاء ابن أبي العباس السائب الشاعر، (و) العلاء بن المسيب(5/398)
ابن رافع، وشبيب بن محمد، وعتبة بن عبد الله أبي العميس، وعطية بن الحارث، وعطية بن عبد الرحمن، وليث أبي المشرقي كوفي، ومغيرة بن النعمان، ومغيرة بن مقسم الضبي، ومغيرة بن مسلم السراج، ومغيرة بن زياد، ومصعب بن المثنى أبي المثنى، ومصعب بن محمد، وميمون أبو منصور الجهني، وميمون عن طاوس، ومجمع بن يحيى، ومجمع بن صمعيان الكوفيين، ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، ومسلم بن أبي مريم، ومسلم بن سالم الجهني، ومسلم بن كيسان الملائي، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهشام بن أبي كليب كوفي، وطلحة بن عمرو الحضرمي، وطلحة الأعلم كوفي، وبكير بن عامر البجلي، وسعد بن طارق بن أشيم الأشجعي، وسعيد بن عبيد الطائي، وسعيد بن المرزبان أبي سعد البقال، وسعيد بن عبد الرحمن الزبيدي، وسعيد ابن عبد العزيز التنوخي، وسعيد بن صالح الأسدي، وسلمة بن تمام الشقري، وسلمة بن وردان الجندعي، وسالم بن أبي حفصة، وسالم الخياط بصري، وسماك اليماني بن عبيد، وشعبة بن دينار، وطعمة بن عمرو الجعفري، ويوسف بن صهيب كوفي، ويوسف بن يعقوب صنعاني، ويزيد ابن حيان، ويزيد بن خصيفة، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي خالد الدالاني، ويزيد بن أبي الأزهر، وزياد بن فياض، وزياد مولى مصعب يقال له: المصفر، وزيد بن طلحة التيمي، وصالح المعلم، وصالح الثوري، وصالح العكلي، وصالح بن مسلم العجلي، وصلت بن بهرام، وصلت بن دينار، وصلت الربعي، وفضيل بن عياض، وقيس بن مسلم بن بشير بن عمرو، والقاسم بن محمد الأسدي، والقاسم بن شريح، وثور الهمداني كوفي، وأشعث بن سوار، والربيع بن قريع، والربيع بن أبي راشد، والربيع بن المنذر الثوري، وواصل بن سليمان، وواقد بن يعقوب العبدي، وواقد أبي عبد الله مولى زيد، وقدامة بن موسى، وقدامة بن حماطة، وكثير بن زيد، وكثير بن أبي إسماعيل كوفي، وهارون بن أبي إبراهيم ميمون مولى عثمان ابن المغيرة ابن شعبة، وزهير بن أبي ثابت، وزهير بن مالك أبي(5/399)
الوازغ، وهلال بن حبان، وهلال بن سلمان أبي مجلم، وأبان بن عبد الله البجلي، وأبان بن أبي عياش، وأبي موسى عن وهب بن منبه، وأبي موسى عن الشعبي، وأبي بكر الزهري، وأبي بكر بن الضحاك، وأبي حاتم الحنفي، وأبي حاتم عن الحسن كأنه بصري لا يعرف أسماء هؤلاء، وكذا أبي الأزهر عن يزيد عن مذكور، وأبو معاوية، وأبو عبد الرحمن عن الشعبي، وأبو الأغر، وأبو سليمان عن وهب، وأبو عامر شيخ لقيه ببخارى، وأبو إسرائيل عن الحسن، وأبو رجاء الجزري، وأبو محمد من بني نصر عن ابن عمر، وسرية الربيع بن خثيم، وروى أيضا عن: عبد ربه بن سعيد، وحسين بن عبد الله بن عبيد الله ابن عباس بن عبد المطلب، وعثيم بن نسطاس، وأفلح بن حميد، وأيمن بن نابل، وسيف بن أبي سليمان مكي، والسائب بن عمرو، وزمعة بن صالح، وأحنف الهلالي أبي بحر، وعون بن أبي جحيفة، [ق 107 / ب] ومهاجر أبي الحسين، وشوذب أبي معاذ، وحطان بن خفاف الجرمي، ومعن ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، ومسعود بن مالك، ووهب بن عقبة البكائي، ومرزوق بن بكير، ومجاهد بن رومي، ومحل بن محرز، وجميل ابن زيد، والقعقاع بن يزيد، ووائل بن داود، والنعمان بن قيس، ورديني بن مخلد، وطلق بن معاوية النخعي، وسفيان بن زياد العصفري، وحيان صاحب الأنماط، والجعد بن ذكوان، وفرقد أبي الربيع الكوفي، وهلوات الكوفي، وشيبة بن نعامة، وبشير بن إسماعيل كنيته أبو إسماعيل، وعقبة الأسدي، وبسام ابن عبد الله الضبي، وسديد بن حكيم الصيريفي، (و) زبرقان بن عبد الله الأسدي، وعلوان بن أبي مالك، وسدوس رجل من الحي كوفي، وزاذان بن أبي يحيى القتات، وهمام التيمي، وأزهر العطار، وجحش ابن زياد وحريش عن أبيه، وصبيح أبي الجهم، وزفر الكوفي، وناجية المحاربي، ومجالد بن سعيد، وعبيد بن معتب، وعبدة بن(5/400)
حيدا، وجز الأودي، وسلامة الصيرفي، وسماعة الكوفي، وجحدب بن جرعب، وعقبة الكندي، ومسعر بن كدام، ومطرح أبي المهلب، والسري بن كعب، وعلي أبي الحسن، عن ابن معقل، ودينار أبي عمر البزار، والحارث بن حصيرة، وبكر بن قيس بصري، وعوف بن أبي جميلة رزينة الأعرابي، وجرير بن حازم الأزدي، وجلد بن أيوب، وشداد بن أبي العالية، وطريف بن شهاب، وعباد بن منصور الناجي، وعباد قال رأيت الحسن، ومحرز البصري، ومبارك ابن حسان، وزويد البصري، وصدقة بن سيار الجزري، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وجويبر بن سعيد، والحكم البصري، وجهضم بن عبيد الله الخراساني:
أغفلت من أشياخه حتى لقد ... جاء بمثل ما ذكرت وأزيدا
ويقول قوم جهلهم ... متركب لا فرق ما قد قلته وقد أعيدا
وفي كتاب البغوي: ثنا صالح، ثنا علي عن يحيى قال: لم يسمع سفيان من سعيد بن أبي بردة، ولم يلق أبا بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، ولم يلق حيان بن إياس الأزدي. قال البغوي: ولم يسمع من يزيد الرقاشي شيئا بينهما الربيع بن صبيح.
وفي «العلل» لعبد الله بن أحمد: قال أبي: لم يسمع الثوري من أبي عون إلا حديثا واحدا ولم يسمع من خالد بن سلمة الفأفأ إلا حديثا واحدا، ولم يسمع من سلمة (بن) الكهيل حديث السائبة يضع ماله حيث شاء.(5/401)
وفي «تاريخ جرجان» لحمزة السهمي: ذكر محمد بن بسان عن الحماني أن سفيان ولد بجرجان ثم حمل إلى الكوفة ثم رجع لما كبر إليها وحدث بها روى عنه سعدويه «سؤالات» قال حمزة: ولد بقرية من قرى جرجان تعرف بالثوريين تنسب إلى قبيلته.
وفي كتاب «الورع» تأليف الإمام أحمد بن حنبل ورواية المروذي: سئل سفيان عن الشرب من زمزم قال: إن وجدت دلوا فأشرب.
وفي كتاب «أخبار النساء المهبرات» لابن الأنباري: قيل لسفيان بن سعيد: ما أحوجك إلى امرأة تأنس بها. فقال: لا آنس الله بها أبدا ثم قال:
يا حبذا الغرفة والمفتاح ... ومسكن يخرقه الرياح
خال من الورى به براح ... لا صخب فيه ولا صياح
ما في النساء أنس ومستراح ... ولا نجاح لا ولا فلاح
بل كل ثقل مجهد مقداح
[ق 108 / أ].
وذكر الطرطوسي في «فوائده المنتخبة»: أن سفيان لما دخل البصرة عند بعض أصحابه وكان لابن المبروك طائر يلعب به فاستوهبه سفيان من أبيه وأطلقه فكان ذلك الطائر يسرح بالنهار ويدخل البيت في الليل مع سفيان إلى أن توفي سفيان، فلما دفن أتى الطائر فقعد على قبره كئيبا حزينا ثم طار فذهب فكان ذلك دأبه كل يوم حتى مات، فعمد صاحبه فدفنه إلى جنب قبر سفيان، قال الطرطوسي: ولما وقفت أنا على قبر سفيان سنة ثمانين وأربعمائة أروني قبر الطائر صغيرا في قدر شبر إلى جنب قبر سفيان وهذه الحكاية في كتاب «الأولياء» لابن شاهين.
وقال مسعود عن (الحكم): مذهب سفيان بن سعيد أن يكني المجروحين(5/402)
من المحدثين إذا روى عنهم مثل بحر السقا يقول، ثنا أبو الفضل والقلب بن دينار يقول، ثنا أبو شعيب والكلبي يقول، ثنا أبو النضر عن سليمان بن أرقم، ثنا أبو معاذ.
وفي كتاب الساجي: قال عبيد الله الأشجعي كتبت عن الثوري ثلاثين ألف حديث أو أكثر من ثلاثين ألف حديث.
وفي كتاب «الثقات» لأبي العرب: الذي ظهر لسفيان عشرون ألف حديث ولم يكن له كتاب إنما كان يحدث من حفظه.
وفي «تاريخ بغداد»: قال أبو حنيفة: لو مات سفيان في زمن إبراهيم لدخل على الناس فقده، وقيل له مرة: ألا ترى إلى ما يرويه سفيان فقال أتأمرني أن أقول سفيان يكذب في الحديث لو كان سفيان في عهد إبراهيم لاحتاج الناس إليه في الحديث ولو كان في التابعين لكان له فيهم شأن، وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل سفيان كان أحفظ أو ابن عيينة؟ فقال: الثوري أحفظ وأقل الناس غلطا، فقيل له: فإن فلانا يزعم أن ابن عيينة كان أحفظهما فضحك: ثم قال: فلان كان حسن الرأي في ابن عيينة فمن ثم، وسئل صالح عن سفيان ومالك فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي أحد في الدنيا أحد وهو أحفظ وأكثر حديثا ولكن مالك كان ينتقي الرجال وسفيان يروي عن كل أحد وهو أكثر حديثا من شعبة وأحفظ يبلغ حديثه ثلاثون ألفا وحديث شعبة قريب من عشرة آلاف.
ولما مات تقدم جرير وصلى على قبره ثم بكى وقال:
إذا بكيت على ميت لتكرمه ... فابك الغداة على الثوري سفيان(5/403)
وقال علي بن صالح: ولدا سنة مائة وكان سفيان أسن منا بخمس سنين.
وقال خليفة بن خياط: مات سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال أبو زياد الفقيمي يرثي سفيان فيما ذكره في «الجعديات»:
لقد مات سفيان حميدا مبرزا ... على كل قار هجنته المطامع
يلوذ بأبواب الملوك بنية ... مبهرجة والذي فيه التواضع
يشمر عن ساقيه والرأس فوقه ... قلنسوة فيها اللصيص المخادع
جعلتم فدا للذي صان دينه ... وفر به حتى احتوته المضاجع
[ق 108 / ب] على غير ذنب كان إلا تنزها ... عن الناس حتى أدركته المصارع
بعيد من أبواب الملوك مجانب ... وإن طلبوه لم تنله الأصابع
فعيني على سفيان تبكي حزينة ... شجاها طريد نازح الدار شاسع
يقلب طرفا لا يري عند رأسه ... قريبا حميما أوجعته الفواجع
فجعنا به حبرا فقيها مؤدبا ... بفقه جميع الناس قصد الشرائع
على مثله تبكي العيون لفقده ... على واصل الأرحام والخلق واسع
وقال الهيثم بن عدي: هو سفيان بن سعيد الفقيه بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي عبيد الله بن منقذ بن نصر بن الحارق بن ثعلبة بن ملكان وقال أبو عبد الله محمد بن خلف التميمي: هو سفيان بن سعيد ابن مسروق بن حمزة بن حبيب بن نافع بن موهب.
وسئل عيسى بن يونس هل رأيت مثل سفيان؟ فقال: لا ولا رأى سفيان مثل نفسه، وقال ابن المبارك: لا أعلم على الأرض أعلم منه.
وقال ابن مهدي: ما عاش رجلا أرق منه، وقال أبو أسامة: اشتكى سفيان فذهبت بمائه فأريته ديرانيا فقال: بول من هذا ينبغي أن يكون هذا بول راهب هذا رجل قد فتت الحزن كبده ما لهذا دواء، وقال أبو داود: قدمت المسجد الحرام فرأيت حلقة نحو من خمسمائة ورجل في وسطها قلت من هذا قالوا:(5/404)
أمير المؤمنين سفيان بن سعيد، وقال شعيب بن حرب: إني لأحسب يجاء سفيان يوم القيامة حجة من الله تعالى على معاصرته فيقال لهم: قد رأيتم سفيان ألا اقتديتم به.
وقيل لإسماعيل بن إبراهيم: كان شعبة أكثر علما أو سفيان؟ فقال: ما علم شعبة عند علم سفيان إلا كتفلة في بحر، وقال يحيى بن سعيد: شعبة أحب إلي من سفيان يعني في الصلاح فإذا جاء الحديث فسفيان أثبت وأعلم بالرجال وكان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش ولم أر أحفظ منه ولو اتقى الله رجل لم يحدث إلا عن سفيان وشعبة وشعبة معلمي وسفيان أحب إلي منه وكان أبو نعيم ووكيع يذهبان إلى أن سفيان أقل خطأ في الحديث من شعبة، وقال زائدة: كنا نأتي الأعمش فنكتب عنه ثم نعرضه على سفيان فيقول لبعضها ليس هذا من حديثه اذهبوا إليه فنذهب إليه فنقول له فيقول صدق سفيان (فيمحاه).
وفي كتاب «الثقات» لابن شاهين: قال يحيى بن يمان: كان سفيان أمير المؤمنين في الحديث وابن عيينة حاجب شرطته، وقال عبد الرزاق: كنا عند الثوري فقال: أبنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ثم قال: هذا والله السند العربي.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه «أخبار سفيان بن سعيد»: روى عنه أكثر من عشرين ألفا.
وذكر الخطيب أنه روى عن مالك بن أنس.
وقال ابن قانع، والقراب، وأبو جعفر بن أبي خالد، مات وله أربع وستون سنة زاد: وعن عبد الرزاق قال: قلت لسفيان كم جملة الحديث المسند؟ فجعل ما روى أهل كل بلد من مكة والمدينة والكوفة والبصرة فإذا هو أربعة(5/405)
آلاف وأربعمائة وسأله رجل عن شيء فقال القاضي: يأخذ خمسمائة وتسألني وسئل بعض العلماء عنه فقال: هو أعلم الناس بما كان. وقال أحمد بن حنبل: كان الحفظ لسفيان بالكوفة ولمالك بالمدينة ولليث [ق 109 / أ] بمصر والأوزاعي بالشام. قال يوسف بن أسباط: رأيت سفيان في النوم فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ فقال: القرآن فقلت فالحديث؟ فحول وجهه ولوى عنقه وقطب.
وعند أبي بكر التاريخي: بلغ شريكا أن سفيان يعتبه بولاية القضاء فقال شريك: نلي القضاء فنقضي بالحق ونرد مظلمة، وسفيان ينوب عن أبيه يحرس جذع زيد بن علي وهو مصلوب لئلا ينزل عن جذعه فبلغ ذلك سفيان فتلقى شرا أنبا بذلك ابن شبيب أبنا ابن عائشة فذكره قال: وثنا محمد بن سماعة، ثنا مهدي بن إبراهيم، ثنا مالك وذكر له سفيان فقال: ألحق الثور بالبقر.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: قال المدائني: هو من ثور الرباب، وقال أبو سفيان: كان من أذكى الناس وقال سفيان: أنا فيه يعني الحديث منذ ستين سنة ووددت أني خرجت منه كفافا، وعن ابن المبارك قال: حدثت سفيان بحديث فجئته وهو يدلسه فلما رآني استحيا وقال: نرويه عنك نرويه عنك، وقال ابن مهدي: ما رأيت أعلم بالمناسك من سفيان لو سألته عن موضع كل حجر حجر لأخبرك، وما رأيت بالعراق أعلم منه، وكان ينزل على عمار بن سيف فيشرب عنده النبيذ فنزل عليه بآخره فأتاه بنبيذ فأبى أن يشربه.
قال ابن أبي خيثمة: ورأيت في كتاب علي: مالك عن سعيد بن المسيب أحب إلي من سفيان عن إبراهيم قال يحيى: وكل ضعيف.
وقال يحيى: رأيته بالكوفة لا يخضب ثم خضب بآخرة، قال: ومرسلاته شبه الريح وكان صاحب أبواب.
وقال الأشجعي: دخلت مع سفيان على هشام بن عروة فجعل سفيان يسأل وهشام يحدثه قال فلما فرغ قال: أعيدها عليك؟ قال: نعم. فأعادها عليه ثم خرج وأذن هشام لأصحاب الحديث وتخلفت معهم وجعلوا يسألونه فقال(5/406)
لهم: احفظوا كما حفظ صاحبكم فيقولون: لا نقدر نحفظ كما حفظ. قال يحيى بن معين: وربما روى سفيان عن أبي الفضل بحر بن كنيز، وقال يحيى بن سعيد: قال لي سفيان بعد ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة: حديث طليق قد حدثتك به مرة.
وفي «الجعديات»: عن أمية بن شبل قال: رأيت في المنام كأن عكرمة مولى ابن عباس قدم علينا فقدم علينا سفيان بن سعيد بعد فأخبرت سفيان فسره ذلك، وقال ابن إدريس: ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان وما رأيت بالكوفة أحدا أود أني في مسلاخه غيره.
وقال يحيى بن سعيد: ما أخشى على سفيان إلا حبه للحديث.
وقال أبو نعيم: كان لا يقبل من أحد شيئا وإن أعطي شيئا يقسمه لم يقبله.
وروى عنه: حاتم الفاخر ولقب بذلك لجودة خطه، وعبد الله بن عبيد الله بن الأسود الحارثي، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر.
وفي كتاب الكلاباذي: مات من سنة ثمان وخمسين إلى إحدى وستين.
وقال السمعاني: هو إمام أهل الكوفة ومن سادات أهل زمانه ورعا وفقها وحفظا وإتقانا مات وله ست وستون سنة.
وقال ابن الكلبي في كتابه «الجامع»: سفيان الفقيه الإمام العابد.
وقال أبو محمد الرشاطي: كان رحمه الله تعالى من الثقات الحفاظ المتقنين مع ورعه وزهده وتقلله من الدنيا.
وفي «تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي»: عن ابن مهدي قال: ذهبت مع سفيان [ق 109 / ب] إلى عكرمة بن عمار فإذا هو ثقيل الكتاب رديء الخط فقلت: أكتبه لك يا أبا عبد الله؟ فقال: لا أحب إلا أن يكون بخطي.(5/407)
وعن أحمد بن حنبل: أبو بكر بن عياش يضطرب في حديث الصغار فأما حديثه عن الكبار فما أقربه عن أبي حصين وعاصم وإنه ليضطرب عن أبي إسحاق أو نحو ذا ثم قال: ليس هو مثل سفيان وزائدة وزهير وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ.
وقال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الأزدي الأونبي: كان إماما من أئمة المسلمين وفقيها عالما من علمائهم وزاهدا من زهادهم حجة ثقة فيما نقل وحمل من أثر في الدين وله أصحاب وأتباع.
وقال النسائي: أصحاب سفيان: ابن المبارك ووكيع وأبو إسحاق الفزاري وابن مهدي.
وقال عباس: قلت ليحيى: ما ترى في رجل فرط في العلم حتى كبر فلم يقو على الحديث يكتب جامع سفيان ويعمل بما فيه؟ فقال يحيى: كان سفيان إماما يقتدى به. قلت: فمن كرهه قال: ليس يكره جامع سفيان إلا أحمق.
وفي «طبقات الشيرازي»: قال ابن أبي ذئب: ما رأيت أحدا من أهل العراق يشبه ثوريكم هذا. وقال أحمد بن حنبل: (دخل) الأوزاعي وسفيان على مالك فلما خرجا قال: أحدهما أكثر علما من صاحبه ولا يصلح (للأمانة) والآخر يصلح (للأمانة) قيل لأحمد فمن الذي عنى مالك أنه أعلم الرجلين أهو سفيان: قال نعم سفيان أوسعهما علما.
وأخبار سفيان كثيرة وفضائله غزيرة اقتصرنا منها على هذه النبذة اليسيرة.
ولهم شيخ آخر يروي عن الشافعي اسمه:
- سفيان بن سعيد الثقفي الخباز.
ذكره ابن الطحان في كتاب «الغرباء» تأليفه: - وذكرناه للتمييز.(5/408)
2078 - (م ت س ق) سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث ويقال سفيان ابن عبد الله بن حطيط الثقفي أبو عمرو ويقال أبو عمرة الطائفي عمل لعمر على أهل الطائف.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: استعمله عمر على العشور والصدقات سكن المدينة.
وقال أبو عمر: ويعد في البصريين وله صحبة وسماع.
وفي كتاب العسكري: سفيان بن عبد الله بن أبي ربيعة بن الحارث بن مالك بن خطيط بن جشم.
وكناه ابن الجوزي في كتاب «الصحابة»: أبا عبد الله.
2079 - (س ق) سفيان بن عبد الرحمن بن عاصم بن سفيان الثقفي المكي.
خرج أبو حاتم بن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الدارمي.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2080 - (د ت) سفيان بن عبد الملك المروزي صاحب ابن المبارك.
ذكره أبو رجاء محمد بن حمدويه بن أحمد السبخي في «تاريخ المراوذة».
فقال: سكن جفين وروى عن أبي معاوية يعني محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر أنه قال: الجنب إذا لم يجد الماء فإنه لا يصلي.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: روى أبو داود السجستاني عن أبيه عنه.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه لم يرو عن غير ابن المبارك اقتداء بالمزي(5/409)
والمزي بصاحب الكمال حيث لم يذكر في كتابه له شيخا سواه ولو رأى ما أسلفناه لأضرب عن ما ادعاه.
يريدون إدراك المعالي براحة ... ولا يتأتى ذاك إلا من السهر
[ق 110 / أ] أيطمع شخص في السيادة والعلى ... بغير دؤوب إن هذا من العبر
2081 - (4) سفيان بن عقبة السوائي الكوفي أخو قبيصة.
قال الدارمي عن يحيى: لا بأس به، وكذلك قال ابن نمير، كذا ذكره المزي متبعا صاحب الكمال حذو القذة بالقذة، وفيه نظر من حيث إن عثمان لم يذكر في سؤالاته يحيى إلا لفظة: لا أعرفه، وكذا هو في كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم فإنه قال: أنبا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلي قال: ثنا عثمان بن سعيد قال: سألت يحيى بن معين عن سفيان بن عقبة؟ فقال: لا أعرفه، وكذا ذكره ابن عدي فقال: ثنا محمد بن علي، ثنا عثمان قال سألت يحيى عن سفيان بن عقبة قال: لا أعرفه.
قال أبو أحمد: ولسفيان أحاديث ليست بالكثيرة وهو أقدم موتا من قبيصة أخيه، وقول يحيى بن معين لا أعرفه إنما يعني أنه لم يره ولم يكتب عنه فلم يخبر أمره انتهى.
فهذا يوضح لك من قول المزي أنه يقلد غالبا ولا ينقل من أصل إذ لو نقل من كتاب ابن أبي حاتم أو «الكامل» اللذين هما في يدي صغار الطلبة لرأى ما نقلناه واضحا من غير ريب نحمد الله على عدم الدعوى عند العوام بما لا يسوغ من الكلام.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».(5/410)
وفي «تاريخ البخاري»: روى عن همام بن عبد الله الهندواني.
2082 - (د ق) سفيان بن أبي العوجاء السلمي أبو ليلى الحجازي.
قال ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل» عن أبيه: ليس بالمشهور.
وفي «تاريخ العجلي»: سكن الشام والكوفة.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
2083 - (ع) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي سكن مكة مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك وكان أعور وقيل إن أباه عيينة هو المكنى أبا عمران وقيل كان بنو عيينة عشرة حدث منهم خمسة: سفيان وإبراهيم ومحمد وآدم وعمران.
ذكر أبو الشيخ في كتاب «الأقران»: أنه روى عن عبد الرزاق بن همام، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وأبي معاوية محمد بن خازم.
وقال العجلي: سفيان بن عيينة مولى لمسعر بن كدام من أسفل ومات سنة سبع وتسعين ومائة.
وفي «تاريخ أبي مسلم» عبد الرحمن بن يونس المستملي تلميذ ابن عيينة الذي رواه عنه الدوري: زرزر الذي روى عنه ابن عيينة مولى لجبير بن مطعم أخبرني بذلك سفيان بن عيينة، قال أبو مسلم: وثنا ابن عيينة عن السري بن إسماعيل قال: وسمعت سفيان يقول: أول من جالسته من الناس عبد الكريم بن أمية جالسته وأنا ابن خمس عشرة سنة. قال: والحكم الذي روى عنه ابن(5/411)
عيينة هو ابن عبد الله البصري أخبرني بذلك قبيصة عن الثوري، قال: واسم ابن حممه الذي روى عنه ابن عيينة جبلة، قال: وثنا سفيان قال: رأيت عبدة بن أبي لبابة أبيض الرأس واللحية.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: سفيان جالس الزهري وهو ابن ست عشرة سنة وشهرين ونصف ومات يوم السبت آخر يوم من جمادى الآخرة سنة ثمان وكان من الحفاظ المتقين وأهل الورع والدين ممن علم كتاب الله تعالى وكثرت تلاوته له وشهر فيه [ق 110 / ب].
وفي تاريخ الأصبهاني: جاء جماعة إلى بابه فهرب منهم وعنده الحسن النحناح ورجل من الحجية وجماعة من أصحاب الرشيد قد خلا بهم فجاء ابن مناذر فتقرب من الباب ورفع صوته وقال:
بعمرو وبالزهري والسلف الأولى ... بهم يثبت إجلال عند المقاوم
جعلت طوال الدهر يوما لصالح ... ويوما لصباح ويوما لحاتم
وللحسن النحناح يوما ودونهم ... خصصت حسينا دون أهل المواسم
نظرت وطال الفكر فبات فلم أجد ... رجالا جرت إلا لأهل الدراهم
وقال محمد بن قدامة: سمعت ابن عيينة يقول لابن مناذر: يا أبا عبد الله ما بقي أحد أخافه غيرك وكأني بك قد مت فرثيتني فلما مات رثاه بقوله:
راحوا بسفيان على نعشه ... والعلم مكسوين أكفانا
إن الذي عردر بالمنتجيا ... هز من الإسلام أركانا
لا يضرنك الله من ميت ... (ورثنا عليها) وأحزانا
يحيى من الحكمة نوارها ... ما تشتهي الأنفس ألوانا
يا أوحد الأمة في علمه ... لقيت من ذي العرش غفرانا(5/412)
وفي كتاب «الطبقات» لابن سعد: هو مولى بني عبد الله بن رويبة من بني هلال بن عامر بن صعصعة وكان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة انتهى.
وهو يعلمك أن المزي ما ينقل من أصل (بحالنا)؛ وذلك أنه ذكر وفاته من عند ابن سعد فقط، وأغفل ما ذكرناه ولو نقلها من كتابه لرأى ما ذكرناه مثبتا فيه.
وفي كتاب الآجري عن أبي داود: قال سفيان: جاءني زهير الجعفي فقال: أخرج كتبك فقلت: أنا أحفظ من كتبي، وقال أبو معاوية: كنا إذا قمنا من عند الأعمش أتينا ابن عيينة قال أبو داود: وسفيان مولى الضحاك بن مزاحم، وحج به أبوه سبعا وعشرين حجة حج به أبوه وله ست سنين إلى أن بلغ نيفا وثلاثين سنة، وكان يخطئ في أكثر من عشرين حديثا عن الزهري، وسمع من سلمة بن وهرام حديثين.
وفي كتاب المنتجيلي: كان أبوه صيرفيا بالكوفة فر من طارق ومات في رجب أو شعبان وهو مولى لبني هلال ولم يكن له كتاب وقال بشر بن قطن: سمعت سفيان ينشد لنفسه:
أرى رجالا بأدنى الدين قد قنعوا ... ولا أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما ... استغنى الملوك بدنياهم عن الدين
ولما سئل ابن المبارك عن مسلمة وسفيان حاضر قال: إنا نهينا أن نتكلم عند أكابرنا، قال ابن وضاح: لما كثر الناس في آخر عمره عليه جعل الخليفة عليه الشرط ينحون عنه الناس ولولا ذلك لقتل من تزاحمهم عليه وأجرى عليه كل يوم دينارا عينا، ولما حج حسين الجعفي قبل يده.
وقال حماد بن زيد: رأيته عند عمرو بن دينار في أذنه قرط وكان جعفر يجري(5/413)
عليه كل شهر خمسمائة درهم وقال المبارك بن سعيد: كان سفيان يكتب الحديث [ق 111 / أ] بالليل في الحائط فإذا أصبح نسخه ثم حكاه وقال: سلاح الرجل ألواحه.
وقال ابن قتيبة: هو مولى لقوم من بني عبد الله بن هلال بن عامر رهط ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان جده أبو عمران من عمال خالد القسري فلما عزل خالد وولي يوسف بن عمر طلب عمال خالد فهرب منه إلى مكة وللخشني يرثيه أنشدناه سعيد بن عثمان عنه:
لبيك سفيان باغي سنة درست ... ومشيت آثارات وآثار
من للحديث عن الزهري بأثره ... وللحديث عن عمرو بن دينار
لم يسمعوا بعده من قال ثنا الزهري ... من أهل بدو لا وحضار
فالشعب شعب على بعد نهجته ... أصبح منه خلا موحش الدار
وقال المزني عن الشافعي: كان سفيان من العلماء بكتاب الله ومن دعاة العلم وحفظته وعن أبي عمرو لم يولد له ذكر وكان جده أبو أمه يكنى أبا المشد الذي فتح عليه في الثناء على الله عز وجل.
وقال ابن وضاح: كان سفيان أحفظ من كل من يطلب عن الزهري في أيام سفيان واحتاج الناس إليه وهو حدث فأجلسوه ليسمعوا منه فقال لهم:
جيئوني بشيخ يقعد في جواري فمن رأى الحلقة رأى أنها للشيخ.
وقال ابن معين: كان يدلس.
وقال سفيان: كنت عند أبوي مطرحا فمرضت مرة فجاءني سفيان الثوري يعودني فلم يزالا لي مكرمين حتى ماتا ومات سفيان وقد بلغ إحدى وتسعين سنة.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: قال عثمان بن زائدة قلت لسفيان الثوري من ترى أن أسمع منه؟ قال: عليك بزائدة وابن عيينة.
وقال يحيى بن سعيد: هو أحب إلي في الزهري من معمر.(5/414)
وقال الأموي: رأيت مسعرا يشفع لإنسان إلى ابن عيينة أن يحدثه.
وقال ابن مهدي: كان سفيان من أعلم الناس بحديث الحجاز.
وقال ابن وهب: لا أعلم أحدا أعلم بتفسير القرآن من ابن عيينة.
وعن يحيى: هو أثبت من محمد بن مسلم الطائفي وأوثق وأثبت من داود العطار في عمرو بن دينار وأحب إلي منه.
وقال أبو حاتم: هو إمام ثقة وأثبت أصحاب الزهري مالك وابن عيينة وكان أعلم بحديث عمرو من شعبة.
وذكر الطرطوسي في «فوائده المنتخبة»: أخبرني أبو بكر الدقاق قال: كان سفيان ابن عيينة يتكلم في مجلسه بكلام يخرق الأسماع ويحتوي على القلوب وينتفع به الحاضرون فلما تزوج وكثرت عياله ذهبت حلاوة كلامه حتى كأنه ليس هو فسئل عن ذلك فقال: سألت الصيادين عما يصيدونه من الطير فقالوا: أكثر ما يقع في أشراكنا الطيور الزاقة.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: إمام متفق عليه بلا مدافعة ويقال: إن سماعه من أبي إسحاق السبيعي بعدما اختلط أبو إسحاق، وعن سفيان قال: دخلت الكوفة ولم يتم لي عشرون سنة، فقال أبو حنيفة لأصحابه ولأهل الكوفة:
جاءكم حافظ علم عمرو بن دينار فجاء الناس يسألوني عن حديث عمرو فأول من صيرني محدثا أبو حنيفة.
وذكر الرامهرمزي عنه قال: كان أبي صيرفيا ركبه الدين فجئنا مكة فلما رحنا إلى المسجد لصلاة الظهر إذا شيخ على حمار فقال: يا غلام أمسك علي هذا(5/415)
الحمار حتى أدخل المسجد فقلت: وما أنا بفاعل حتى تحدثني فقال: وما تصنع [ق 111 / ب] أنت بالحديث واستصغرني فقلت: حدثني. فقال: حدثني جابر وثنا ابن عباس فحدثني بثمانية أحاديث فأمسكت حماره وجعلت أتحفظها فلما خرج قال: ما نفعك ما حدثتك به حبستني. فرددت عليه جميع ما حدثني فقال: بارك الله فيك تعال غدا إلى المجلس فإذا هو عمرو بن دينار.
وقال الفضل بن غسان: ثنا أبي قال: قلت: ليحيى بن سعيد من أحسن من رأيت حديثا؟ فقال: ما رأيت أحدا أحسن حديثا من ابن عيينة. وقال هريم: سمعت عبد الرحمن ويحيى يقولان: ابن عيينة أعلم بتفسير القرآن والحديث من الثوري، وقال سفيان: قرأت القرآن وأنا ابن أربع سنين وكتبت الحديث وأنا ابن سبع.
وفي كتاب ابن شاهين: قال أبو نعيم، وذكر سفيان وأخوته: سفيان الحنطه الداوردية وسائر القوم شعير البط.
ونقلت من خط ابن سيد الناس: أتاه رجل يسأله أن يكتب له إلى داود بن زيد ففعل وكتب أسفل الكتاب:
وإن امرئ قذفت إليك به ... في البحر بعض مراكب البحر
تجري الرياح به فتحمله ... وتكف أحيانا فلا تجري
وترى المنية كلها عصف ... ريح به للهول والذعر
للمستحق بأن يزوده ... كتب الأمان له من الفقر
وقال الكلاباذي: سفيان بن عيينة بن أبي عيينة، ويقال: سفيان بن عيينة ابن أبي عمران روى عنه الحميدي أنه أدرك نيفا وثمانين تابعيا وقال عبد الرحمن بن خراش: ثقة مأمون ثبت.
وقال اللالكائي: هو مستغن عن التزكية لحفظه وتثبته وإتقانه، وأثبت الحفاظ أن أثبت الناس في عمرو بن دينار ابن عيينة.
وذكر أبو جعفر البغدادي أنه سأل أحمد بن حنبل من كان الحفاظ من أصحاب(5/416)
الزهري؟ فقال: مالك ومعمر وسفيان قلت: (فإنهم اعتدوا فقال) إن سفيان سمع من الزهري وهو ابن أربع عشرة ثقة؟ فقال: هو عندنا ثقة ضابط لسماعه.
وفي رواية عبد الله: مالك وسفيان وبعد ابن عيينة معمر، وقال ابن معين: ثقة محدث أهل مكة وانتهت روايته إلى اثني عشر ألفا المسند والمنقطع، وقال علي: عن يحيى: هو أحب إلي في الزهري من معمر، قال علي: وما في أصحاب محمد أتقن من ابن عيينة.
وقال النسائي: قال ابن المبارك: الحفاظ في ابن شهاب ثلاثة مالك ومعمر وسفيان فإذا اجتمع اثنان على قول أخذنا به وتركنا قول الآخر.
وقال الترمذي: وسمعت محمدا يقول: ابن عيينة أحفظ من حماد بن زيد.
وقال أبو حاتم الرازي: الحجة على المسلمين الذين ليس فيهم لبس: الثوري وشعبة ومالك وابن عيينة.
وفي كتاب الدوري عن يحيى: سمع من سليمان بن أمية الثقفي وعثمان بن موهب.
وفي كتاب «المراسيل» لأبي محمد عن أبيه: قال سفيان: رأيت آدم بن علي ولم أسمع منه، وقال أبو زرعة: لم يلق عبيد الله بن أبي بكر بن أنس.
وفي «المعرفة» للبيهقي: رجح الطحاوي رواية ابن عيينة على يونس في ابن شهاب، قال البيهقي: لو قال: ابن عيينة لا يقارب يونس في الزهري كان أقرب إلى أقاويل أهل العلم بالحديث.
وفي «المذيل» للسمعاني في ترجمة محمد بن إسماعيل المؤذن النيسابوري قال(5/417)
الحميدي: عن سفيان [ق 112 / أ] أدركت سبعة وثمانين تابعيا.
وفي «تاريخ أبي زرعة النصري»: عن أبي نعيم: لم يسمع سفيان من عمرو بن مرة إلا سبعة أحاديث وكان إذا حدث بما سمع يقول: ثنا وأنبا وإذا دلس عنه يقول: قال عمرو.
وفي كتاب الباجي قال: جالست عمرا ثنتين وعشرين سنة وجالسته وأنا ابن أربع عشرة، وقال أيضا: ضمني أبي إلى معمر وكان يجيء إلى الزهري ليسمع منه فأمسك له دابته: قال: فجئت يوما فدخل معمر فقلت لإنسان: أمسك الدابة ودخلت فإذا الزهري ومشيخة قريش حوله فقلت: يا أبا بكر كيف حدث النبي صلى الله عليه وسلم: «(بئس) الطعام طعام الأغنياء»، فصاحوا بي، فقال هو: تعال ليس هكذا، وحدثني فهو أول شيء سمعته من ابن شهاب.
وقال البخاري: قال يحيى بن بكير: لا أراه أدركه بمرة يعني ابن عيينة وخرج ولم يسمع منه يعني سليمان بن موسى الأشرق.
وقال الآجري عن أبي داود: سمع من سلمة بن وهرام حديثين.
وفي «العلل» لابن المديني: لم يدرك علي بن مدرك لأنه قديم ولم يسمع من عمرو بن مرة.
وفي كتاب «الطبقات» للقاضي عبد الجبار: كان ابن عيينة يقول: ثنا عمرو بن دينار ثم يقول في باقي الأحاديث، ثنا عمرو فإذا جاءه من يقول حدثكم عمرو بن دينار؟ يقول: لا إنما ذكرت ابن دينار في أول الحديث والباقي كله حدثني عمرو بن عبيد بن ثابت وكان يتوقى.
وقال ابن القطان: هو إمام أهل الحديث.
2084 - (بخ) سفيان بن منقذ المصري.
قال ابن يونس: لم يرو عنه غير حرملة وحده.(5/418)
ونسبه ابن أبي حاتم: مدنيا.
2085 - (م) سفيان بن موسى البصري.
ذكره أبو عبد الله ابن خلفون في «الثقات».
وقال أبو الحسن الدارقطني: هو بصري ثقة مأمون.
وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه.
2086 - (م د س) سفيان بن هانئ بن جبر بن عمرو بن ذاخر المصري أبو سالم الجيشاني حليف لهم من المعافر.
وفي «تاريخ مصر»: سفيان بن هانئ بن جبر بن عمرو الفوي بن ذاخر بن شرحبيل بن عمرو بن يعفر بن عريب بن شراحيل ويقال: شرحبيل بن اليسع بن ثوب بن ثويب، ويقال: ابن ثويب ابن ثوب بن أسعد أبي كريب بن كريب بن معدي كرب ويقال: ابن أسعد يكرب بن سعد الخير بن هانئ ذي المعافر بن جبر بن معاوية ذي المعافر بن يعفر بن مالك بن زيد بن النعمان بن أثوب بن بهذم بن المعافر بن يعفر بن مالك بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، والحاكم.
ولما ذكره أبو نعيم، وابن منده في «جملة (الضعفاء)» قالا: اختلف في صحبته، وكذا ذكره أبو الفرج ابن الجوزي والصغاني.
وقال العجلي: مصري تابعي ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» سماه سفيان بن هانئ بن وهب ثم قال:(5/419)
يقال: سفيان بن هانئ بن جبر.
2087 - (ت ق) سفيان بن وكيع بن الجراح الرؤاسي أبو محمد الكوفي أخو مليح بن وكيع وعبيد.
قال مسلمة بن القاسم في كتاب «الصلة»: كوفي ضعيف الحديث.
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: ضعفوه، وكان له وراق أدخل في حديثه ما ليس له فقال له الكوفيون ويحك أفسدت شيخنا وابن شيخنا. روى عنه الحفاظ ثم تركوا [ق 112 / ب] حديثه.
وفي «سؤالات عبد الله بن أحمد»: سئل أبي يكتب عنه قال: نعم ما أعلم إلا خيرا.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: قال النسائي: ليس بثقة.
وذكره أبو جعفر ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال النسائي في كتاب «الضعفاء»: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم ابن حبان: توفي يوم الأحد لأربع عشرة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة سبع وأربعين ومائتين وكان شيخا فاضلا صدوقا إلا أنه ابتلي بوراق سوء كان يثق به وكان يدخل عليه الحديث فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع فمن أجل إصراره على ما قيل استحق الترك، وكان ابن خزيمة يروي عنه وسمعته يقول: ثنا بعض من أمسكنا(5/420)
عن ذكره وهو من الضرب الذي ذكرته مرارا لأن يخر من السماء فتخطفه الطير أحب (إلي) من أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم أفسدوه، وما كان ابن خزيمة يحدث إلا بالحرف بعد الحرف، وما سمعت منه عن سفيان بن وكيع إلا حديثا لأشعث بن عبد الملك.
والعجب من الذي يقول: قال البخاري: توفي في ربيع الآخر سنة سبع وأربعين ومائتين وكأنه إنما نقله من الكمال الذي هو يعيبه ويزعم أنه هذبه ولو رأى كلام البخاري لرأى فيه يوم الأحد لأربع عشرة بقيت من ربيع الآخر، وكذا هو في كتاب ابن عدي عنه أيضا، زاد أبو أحمد عن أبي زرعة: ثلاثة ليست لهم محاباة عندنا فذكر منهم سفيان.
وقال النسائي للمنجنيقي: لا تكتب عنه. فقال له: اختر أنت يا (أبا) عبد الرحمن لنفسك وأنا فكل من كتبت عنه فإني أحدث عنه، قال أبو أحمد: ولسفيان حديث كثير وإنما بلاؤه أنه كان يتلقن ما لقن ويقال: كان له وراق يلقنه من حديث موقوف فيرفعه وحديث مرسل فيوصله أو يبدل في الإسناد قوما بدل قوم والله تعالى أعلم.
وقال الآجري: حضرت أبا داود يعرض عليه الحديث عن مشايخه فعرض عليه حديث سفيان بن وكيع فأبى أن يسمعه.
وفي كتاب «الطبقات» للفراء قيل لأحمد بن حنبل: إن سفيان قال عنك كذا وكذا فقال: صدق.(5/421)
2088 - (م 4) سفينة أبو عبد الرحمن ويقال: أبو البختري مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال: اسمه مهران ويقال: نجران ويقال: رومان، ويقال: رباح ويقال: قيس، ويقال (شيبة) انتهى.
في كتاب «الصحابة» لأبي نعيم: اسمه عيسى، وفي نسخة أخرى أخو عيسى روت عنه أمة الرحمن، وكان جدها، قالت: رأيته وهو شيخ كبير قد ربط على عينيه خرقة قال: دعا لي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عصمك الله وولدك من الشيطان وفي موضع آخر اسمه أحمر وتبعه عليه ابن عساكر.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: اسمه عمير، ومات في زمن الحجاج.
وفي كتاب العسكري: اسمه سليمان وكان من مولدي الأعراب وله ولد منهم (بقية بضربه).
وقال الشيرازي في «الألقاب»: اسم أبيه فروخ بن النبذ استحان وأمه أنا هند بنت زردخت وفي موضع آخر كان بلخيا.
وفي كتاب «الروض» للسهيلي: اسمه أيمن وقيل طهمان، وقيل مرقنه، كذا هو في عدة نسخ وفي بعضها وهو الصواب: شنبة بن مرفنه.
وفي كتاب البرديجي: اسمه مثعب، وفي كتاب ابن عساكر: وقيل ذكوان وقيل مروان.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: قال سريج، ثنا حشرج قلت لسعيد: أين لقيت(5/422)
سفينة [ق 113 / أ] قال: ببطن نخلة زمن الحجاج، قال أبو عبد الله: في إسناده نظر.
وذكره في «الأوسط» في فصل من مات ما بين المائتين إلى التسعين.
وقال أبو زكريا ابن منده: هو آخر من مات من موالي النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي قول المزي: اسمه مهران، مصدرا بذكره نظر لما ذكره أبو عمر ابن عبد البر، وذكر قول من قال: مهران هو غير سفينة والله تعالى أعلم.
وفرق ابن أبي خيثمة في «تاريخه الأوسط» بين سفيان ومهران وكذا فعله غيره.
وفي قول المزي: اسمه مهران قاله الواقدي ويقال: نجران، قاله محمد بن سعد نظر وذلك أن الذي في «الطبقات»: سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم اسمه مدار وكان من مولدي العرب لم يزد على هذا شيئا إلا ما كان من أخباره والله تعالى أعلم، على أنني أظن أن المزي ما نقله من أصل فلعله اختلط عليه في النقل أو على عبد الغني الذي قلده.(5/423)
من اسمه سكن وسكين
2089 - (عس) السكن بن إسماعيل الأنصاري أبو معاذ البصري وقيل البرجمي الأصم.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: العباداني، وفي «تاريخ العجلي»: ثقة لا بأس به، وقال علي بن المديني: كان ثقة، وذكره ابن خلفون في «الثقات». وذكر الفاريابي في «ديوان الأدب»: تأليفه هذا الاسم في باب فعل بفتح العين ثم قال: قال الأصمعي: هو بجزم الكاف، وأما ابن سيده فلم يذكر غير المجزوم والله تعالى أعلم.
2090 - (ت) السكن بن المغيرة القرشي الأموي مولاهم أبو محمد البصري البزار إمام مسجد البزازين.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: سكن بن المغيرة سمع الحسن بن أبي الحسن وعمر بن عبد العزيز، وعبيد بن قيس. روى عنه: زيد بن حباب زاد ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: وابن مهدي وصفوان بن عيسى الزهري.
2091 - (ر) سكين بن عبد العزيز بن قيس العبدي العطار البصري.
قال العجلي: ثقة وأبوه ثقة، وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك» وقال أبو بشر الدولابي: بصري ليس بالقوي.
وفي كتاب «الطبقات» للبرقي: سئل عنه يحيى بن معين فقال: ليس به بأس.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، ولما ذكر في كتاب الصيريفيني نسب(5/424)
مجاشعيا وكني أبا قبيصة وذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: قال محمد بن عبد الله بن نمير: ليس به بأس.(5/425)
من اسمه سلم
2092 - (د ق) سلم بن إبراهيم أبو محمد الوراق البصري.
خرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
2093 - (د ت) سلم بن جعفر أبو جعفر البكراوي الأعمى.
ذكره ابن شاهين في «الثقات» وقال: قال علي بن المديني: هو رجل من أهل اليمن ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: حديثه في البصريين.
وفي كتاب الصيريفيني: روى عنه نعيم بن حماد وقال: كان ثقة وحسن الترمذي، والطوسي حديثه [ق 113 / ب].
2094 - (ت ق) سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن سمرة (السلواني) أبو السائب الكوفي.
قال مسلمة في كتاب «الصلة»: توفي في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وكان كثير الحديث ثقة. روى عنه الخشني محمد بن عبد السلام.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، وأبو علي الطوسي، والدارمي، والحاكم.
وفي «تاريخ بغداد» عن سلم قال: دخلت على عبيد الله بن موسى لأسمع منه فإذا هو يقرأ على قوم مثالب عثمان بن عفان رضي الله عنه فخرجت ولم أسمع منه شيئا.(5/426)
وفي كتاب «أولاد المحدثين» لأبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ:
توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين وعند جناده عن عبد الله بن عمر أحاديث يتفرد بها وكذا ذكر وفاته صاحب «زهرة المتعلمين».
ولما ذكره النسائي وتبعه غير واحد منهم: أبو إسحاق الصيريفيني والضياء محمد بن عبد الواحد ويشبه أن يكون مستندهم ذكره إياه في شيوخه وهو لعمري مستند جيد وأما المزي فلم ينبه على مستنده في عدم ذكره في شيوخه نظر.
2095 - (بخ م د) سلم بن أبي الذيال البصري.
قال ابن حبان: كان متقنا، وقال البزار في مسنده: لم يسند إلا خمسة أحاديث أو ستة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة والحاكم.
ولما ذكره أبو عبد الله بن خلفون في «الثقات» قال: اسم أبي الذيال عجلان وسلم أخو شبيب ابن عجلان وروى عنه أخوه شبيب أيضا.
وقال في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس به بأس.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن سلم بن أبي الذيال؟ فقال: ما روى عنه غير معتمر وروى عنه إسماعيل ابن مسلم قاضي قيس، وقال أبو عبيد:
وقيس مدينة في البطائح غرقها الماء يقال: إنها الهون.
2096 - (خ م س) سلم بن زرير العطاردي أبو يونس البصري.
في «تاريخ البخاري الكبير»: وقال ابن مهدي: سلم بن رزين والصحيح زرير، وقال أبو أحمد الحاكم: زرين وهم.(5/427)
وقال أبو علي الجياني في كتابه «تقييد المهمل»: قاله عبد الرحمن بالراء مقدمه والنون في آخر الاسم وصحف في ذلك ووقع لبعض الرواة في الجامع زريز بضم الزاي والصواب الفتح.
وقال أبو زرعة: صدوق وقال النسائي: في كتاب «الضعفاء»: ليس بالقوي.
وقال العجلي: في عداد الشيوخ ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» قال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وفي كتاب الصريفيني: بقي إلى حدود الستين ومائة.
وقال ابن الجنيد: سأل ابن الغلابي يحيى عن سلم بن زرير فقال: ضعيف يحيى بن سعيد يضعفه تضعيفا شديدا.
وقال أبو أحمد ابن عدي: وليس في مقدار ما له من الحديث أن يعتبر بحديثه ضعيف هو أو صدوق.
والذي في كتاب المزي عنه: وليس في مقدار ما له من الحديث أن يعتبر ضعف حديثه فينظر ما بين اللفظين من الاختلاف والله تعالى أعلم.
وقال ابن حبان: لم يكن الحديث صناعته وكان الغالب عليه الصلاح يخطئ خطأ فاحشا لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما يوافق الثقات.(5/428)
وفي كتاب ابن الجارود: هو ضعيف.
ولما ذكره الحاكم فيمن عيب إخراجه على الشيخين قال: خرجه محمد في الأصول ومسلم في الشواهد، وقال يحيى: (لقه) ضعيف وهذا القول من يحيى لقلة اشتغال سلم بالحديث وقلة روايته [ق 114 / أ] وتعهده له لا يجرح، ظهر فيما روى فإنه حدث بأحاديث مستقيمة كلها صحيحة قرأت على أبي علي الحافظ مجموعة أحاديثه فلم تبلغ ثمانية عشر حديثا.
2097 - (فق) سلم بن سلام أبو المسيب الواسطي.
وفي «تاريخ واسط» لأبي الحسن أسلم بن سهل بحشل: سلم بن سلام بن نصر.
2098 - (م 4) سلم بن عبد الرحمن النخعي أبو عبد الرحيم أخو حصين.
قال ابن أبي حاتم: أبنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال: سمعت أبي يقول: سلم بن عبد الرحمن ما علمت إلا خيرا.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في جملة الثقات قال: روى عنه: أبو رجاء مرجي بن رجاء البصري وغيره.(5/429)
وثقه أحمد بن حنبل، وكذا ذكره ابن شاهين لما ذكره في «الثقات». وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة.
وكذا ذكره الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل» قال: وهو أخو حصين والحارث.
وقال عبد الغني في كتابه «إيضاح الإشكال»: روى عنه شعبة فسماه عبد الله بن يزيد النخعي والقول الصحيح سلم بن عبد الرحمن.
وزعم الإقليشي في كتاب «الانفراد» أنه وقع في بعض النسخ من الكتاب السلمي قال: وهو غلط والصواب النخعي زاد: ذاك تابعي وهذا ليس تابعيا.
وزعم المزي أن هذه الترجمة خلطت بترجمة سلم بن عبد الرحمن الجرمي البصري الراوي عن الصحابة قال: والصواب التفرقة انتهى كلامه وفيه نظر لأني لم أر من جمع بينهما فينظر من هو الجامع بينهما ليستدل بذلك على تصويب أحد القولين والله تعالى أعلم.
2099 - (س) سلم بن عطية الفقيمي مولاهم الكوفي.
يروي عن عطاء بن أبي رباح وعنه بدر بن الخليل، ذكره ابن حبان في «الثقات» كذا ذكره المزي، وقال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب «المجروحين» لما ذكره في (السنن): كذا ذكره أبو الحسن الدارقطني وقال ابن حبان: هو مسلم بن عطية ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات إذا نظر المتبحر في روايته عن الثقات علم أنها معموله.(5/430)
وفي كتاب «المجروحين» لابن حبان: (سلم) بن عطية الفقيمي يروي عن عطاء بن أبي رباح روى عنه بدر بن الخليل الأسدي منكر الحديث جدا ينفرد عن عطاء وغيره من الثقات.- فذكره وقال في «الثقات»: سلم بن عطية من أهل الكوفة يروي عن مجاهد وعبد الله ابن أبي الهذيل روى عنه محمد بن قيس وشعبة فغر المزي ذلك من قول ابن حبان في حرف السين فزعم أن الفقيمي ذكره في «الثقات» وليس في كتابه إلا ما أنبأتك به وقد استوفينا ذلك بشواهده في كتابنا المسمى بـ «الاكتفاء تنقيح كتاب الضعفاء» فاستغنينا عن إعادة ذكرها هنا.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2100 - (خ 4) سلم بن قتيبة الشعيري أبو قتيبة الخراساني الفريابي نزيل البصر.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: توفي سنة مائتين في جمادى الأولى، وكذا ذكره القراب أيضا.
وخرج أبو حاتم حديثه في «صحيحه» وكذا أستاذه ابن خزيمة، والحاكم وقال في «سؤالات مسعود»: ثقة مأمون.
وقال ابن قانع: توفي سنة إحدى ومائتين بصري ثقة.
وذكر الحاكم أنه سأل الدارقطني عنه فقال: ثقة.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء»، وذكره مسلم بن الحجاج في «الطبقة الخامسة» [ق 114 / ب] من أصحاب شعبة بن الحجاج.(5/431)
وفي قول المزي تابعا صاحب الكمال: الفريابي نظر، وصوابه العرماني بعين وراء بعدها ميم كذا ذكره الرشاطي نسبة إلى عرمان بن عمرو بن الأزد منهم سلم بن قتيبة، وقال ابن السمعاني: نسب إلى بيع الشعير.
وذكره ابن خلفون في «الثقات» ونسبه أسديا وقال: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
ولما ذكر أبو الفتح الأزدي من حديثه عن شعبة والثوري عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي لم تصب أنفه الأرض فقال: لا صلاة لمن لم يصب أنفه الأرض». قال: وهذا حديث لا يحفظ أن أحدا رفعه عن شعبة وسفيان إلا سلم وأخطأ فيه ورواه الناس كلهم مرسلا.
وفي «تاريخ البخاري الكبير» قال: جراح بن مخلد مات بعد المائتين.
ورأيت حاشية بخط بعض الطلبة عن ابن زبر: مات سنة اثنتين.
وفي الرواة شيخ اسمه:
2101 - سلم بن قتيبة الباهلي الأمير روى عن التابعين.
2102 - سلم بن قتيبة أبو إبراهيم الوراق.
يروي عن التابعين أيضا ذكرهما ابن حبان في «الثقات».- وذكرناهما للتمييز.(5/432)
2103 - (د) سلم بن قيس العلوي وليس من ولد علي بن أبي طالب بصري.
قال الميموني: سألت (أحمد) بن خداش عنه؟ فقال لي: ما علمت إلا خيرا ولكن شعبة تكلم فيه، قلت: من قصة الهلال؟ قال: نعم قال شعبة: كان يرى الهلال قبل الناس بليلة.
وقال النسائي: تكلم فيه شعبة، وقال الساجي: فيه ضعف.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو الفضل بن طاهر في كتاب «الأنساب»: وثقه أبو زكريا يحيى بن معين والإمام أبو بكر بن أبي داود وهو منسوب إلى بني علي بن ثوبان من الأزد.
وقال السمعاني: نسب إلى بطن من الأزد ضعفه شعبة ووثقه يحيى.
وذكره ابن شاهين في «الثقات» وقال: ذكر (إسحاق) بن معين قول شعبة فقال: ليس به بأس حديد البصر يرى الهلال قبل الناس انتهى.(5/433)
وأما بنو علي بن ثوبان فلم أر من ذكره غير ابن طاهر فكن على حذر قد ينفع الحذر.
وفي كتاب المنتجيلي عن شعبة قال: كان شعبة يقول: إني أرى الكوكب بالنهار كأنها رؤس البقر ويشبه أن يكون مستند المضعفين له قول شعبة وهو يندفع بأمور: الأول: ما اعتذر به يحيى بن معين وهو أحسنها.
الثاني: قول قتيبة في انتقاض أشفار عينيه.
الثالث: لقول أبي داود كان ينظر في النجوم وذاك ليس عيبا على العالم معرفة الطالع والغارب ولهذا إن أبا داود القائل فيه: هذا لم يره عيبا فلذلك خرج حديثيه في كتابه وعند المنجمين قاعدة أن الهلال إذا انفصل من الشعاع على () أمكن رؤيته فلعله كان يعتمد ذاك ولقد عهدنا بعض أئمتنا المقتدى بهم يرون ذلك ويعتمدونه ولا ينكرونه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» كناه أبا محمد، وقال: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.(5/434)
من اسمه سلمان
2104 - (م) سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم الباهلي السهمي أبو سليمان بن زبر.
وفي تاريخ الكندي أبو عبد الله: وهو سلمان الخيل [ق 115 / أ] يقال: إن له صحبة، كذا ذكره المزي، وفي كتاب التاريخ للبخاري: ذكره في الصحابة وذكر أنه كان رجلا صالحا يحج فلا يمر بعمر وذكر في الصحابة أيضا.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: ذكره أبو حاتم، والعقيلي في «جملة الصحابة»، وهو عندي كما قالا وذكر أنه قال: قتلت بسيفي هذا مائة مستلئم كلهم يعبد غير الله تعالى ما قتلت منهم رجلا صبرا.
من الناس إلا من ذكرت فقل: أما إلى الله أن تصغى لقول تخالفه.
وفي كتاب المنتجيلي: هو أول من ميز بيت العتاق والهجن وشهد القادسية فقضى بها ثم قضى بالمدائن ولما قتل ببلنجر من أرض الترك- ويقال من أرمينية- رفعت عظامه في تابوت فإذا احتبس القطر أخرجوه فاستسقوا به فيسقوا قال ابن حمامة: الباهلي:
وإن لنا قبرين قبر ببلنجر وقبر ... بأعلى الصين يا لك من قبر
فهذا الذي في الصين عمت فتوحه ... وأما الذي بالترك يسقى به القطر
أراد بالذي بالصين قتيبة بن مسلم.
وقال ابن حبان: كان رجلا صالحا يحج كل سنة.(5/435)
وقال ابن هشام: حدثني أبو عبيدة قال كتب عمر بن الخطاب إلى سلمان بن ربيعة وهو بأرمينية يأمره أن يفضل أصحاب الخيل العراب على أصحاب الخيل المقاريف، في العطاء، فمر به فرس عمرو بن معدي كرب فقال له سلمان: فرسك هذا مقرف فغضب عمرو وقال: هجين عرف هجينا مثله، فوثب إليه ابن مكبوح فتوعده فقال عمرو:
أتوعدني كأنك ذو رعين ... بأفضل عيشة أو ذو نواس
وكأين كان قبلك من نعيم ... وملك ثابت في الناس راسي
فأمسى أهله بادوا وأمسى ... يحول من أناس في أناس
وفي «الروض» قيل له: سلمان الخيل لأنه كان يتولى النظر عليها، وفي الرشاطي: هو الذي افتتح أرمينية زمن عثمان سنة أربع وعشرين.
وفي كتاب ابن مسكويه: وجهه سراقة بن عمرو زمن عمر بن الخطاب أميرا إلى اللان والجبال المطبقة بأرمينية وهو أخو عبد الرحمن المستسقى بقبره في بلاد الترك.
وقال (الحافظ) في كتاب العرجان كان سلمان بن ربيعة أعرج.
2105 - (خ 4) سلمان بن عامر بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث من تميم بن ذهل الضبي.
قال مسلم: ليس في الصحابة ضبي غيره، كذا ذكره المزي ولم يتبعه عليه وليس جيدا من المتأخر لأن المتقدم يغتفر له ما لا يغتفر لغيره فمن بني ضبة من الصحابة فيما ذكره أبو أحمد العسكري، وابن أبي خيثمة، وخليفة: عتاب بن شمير بن التؤم روى عنه أهل الكوفة قوله قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إن لي أبا شيخا كبيرا وإخوة فأذهب إليهم لعلهم أن يسلموا فقال: «إن هم أسلموا فهو خير لهم وإن أبوا فالإسلام عريض»، زاد أبو أحمد: وفيروز الديلمي(5/436)
ينسب في بني ضبة له صحبة.
وفي تاريخ البخاري: يزيد بن نعامة الضبي له صحبة، وكدير الضبي مختلف في صحبته، وعبد الحارث واسمه عبد الله- سماه به النبي صلى الله عليه وسلم- بن زيد بن صفوان بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ذكره ابن سعد.
وحنظلة بن ضرار [ق 115 / ب] الضبي قال الدولابي: قتل يوم الجمل وهو ابن مائة سنة قالت عائشة رضي الله عنها: «ما زال جملي معتدلا حتى فقدت صوته».
ذكره ابن قانع في «الصحابة» منسوبا في نسخة وفي أخرى غير منسوب.
وعمرو بن يثربي الضبي له صحبة قاله أبو حاتم ونسبه ضمريا وهو منسوب في كتاب الكلبي وغيره ضبيا وهو الصحيح فيما ذكره غير واحد قتل يوم الجمل.
وسعيد بن التوأم الضبي ذكره شباب في كتاب «الطبقات».
ويزيد بن عامر الضبي ذكره ابن الجوزي.
وسلمة بن عرادة الضبي من أنفسهم له صحبة ذكره أبو موسى، وقال أبو أحمد العسكري: سلمان بن عامر له دار عند حوية أوس بالبصرة وبها مات.
وفي كتاب الطبراني: روى عنه بشير بن عبد العزيز صحيفة جدة أبي نعامة العدوي.(5/437)
وفي قول المزي: روت عنه حفصة بنت سيرين نظر لأن الطبراني ذكر من غير ما طريق رواية حفصة عنه بواسطة الرباب، وكذا ذكره البغوي في «معجمه» زاد: روى عنه أبو نعامه وكان جده لأمه عن أشياخ من قومه ونسوة من خالاته عنه، قال البغوي: وروى سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث صالحة.
وفي كتاب الصيريفيني: توفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
وفي كتاب الفسوي أن سلمان لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه وولى قال علي بالشيخ- الحديث.
2106 - (ع) سلمان الخير الفارسي أبو عبد الله.
قال الطبراني في «معجمه الكبير»: وقد قيل في بعض الروايات أنه أسلم بمكة وإسلامه بالمدينة أثبت، وقال علي بن بذيمة: بيع متاع سلمان فبلغ أربعة عشر درهما.
روى عنه: أبو هريرة، وبريدة بن الحصيب الأسلمي، وأبو الجعد الضمري، وأبو سبرة الجعفي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وزيد بن وهب ومسروق بن الأجدع، وسلامة العجلي، وعامر بن عطية، وأبو بجيلة الكوفي، وأبو الأزهر، وأبو الوقاص، وعبد الرحمن بن مسعود، وعطاء بن يسار.
وفي كتاب «معرفة الرجال» للبلخي: روى شيبان عن أبي إسحاق عن أبي قرة الكندي قال: سمعت سلمان يذكر قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم مكة وإسلامه قال البلخي: وهذا منكر إنما قدم سلمان المدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة.
وقال ابن حبان: وهو سلمان الخير ومن زعم أنهما اثنان فقد وهم سكن الكوفة ومات في خلافة علي سنة ست وثلاثين بعد الجمل.(5/438)
وفي «الكامل» للمبرد: يروى أن سلمان أخذ من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة من تمر الصدقة فوضعها في فيه فانتزعها منه وقال: يا أبا عبد الله إنما يحل لك من هذا ما يحل لنا.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان أميرا على زهاء ثلاثين ألفا من المسلمين وكان يخطب في عباءة فإذا أخرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف يده.
وذكر أبو زيد في كتابه «المنثور في ملح ذوات الخدور» من حديث مجالد عن عامر وسئل كان سلمان من موالي النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم وأفضلهم كان مكاتبا فاشتراه وأعتقه.
وفي كتاب العطار الدمشقي الألقاب لقبه بهبوذ قال: واسم أبيه خشان.
وفي كتاب الصحابة لأبي موسى قال سلمان اشترتني امرأة يقال لها حلبسة حليفة بني النجار بثلاثمائة درهم فمكثت [ق 116 / أ] معها ستة عشر شهرا فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليها عليا إما أن تعتقيه وكانت قد أسلمت فقالت: إن شئت أعتقته وإن شئت فهو لك فقال () أعتقيه أنت فأعتقته قال ففذى لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة فسيلة.
وفي كتاب البغوي: عنه قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا سلمان شفى الله سقمك وغفر ذنبك وعافاك في دينك وجسدك إلى مدة أجلك.
قال أبو القاسم: توفي سنة ست وثلاثين قبل الجمل.
وفي تاريخ أصبهان لأبي نعيم: روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، والنعمان بن حميد- فيما ذكره ابن حبان في «الثقات».
وفي كتاب العسكري: كان لامرأة من اليهود اسمها حليسة وسماه العرب الذين سبوه مكيا واشترته حليسة بثلاثمائة درهم.(5/439)
وقال أبو عمر: وقيل إنه شهد بدرا وأحدا وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لو كان الدين معلقا بالثريا لناله رجل من فارس. وفي رواية: سلمان: وقالت عائشة: كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا عليه صلى الله عليه وسلم، وروى بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرني ربي تعالى بحب أربعة فذكر منهم سلمان وقال كعب الحبر سلمان حشي علما وحكمة، توفي سنة خمس وثلاثين في آخرها وقيل أول سنة ست في خلافة عثمان.
وذكر في «الألقاب» أنه كان يلقب بهبوذ واسم أبيه حسان.
روى عنه عقبة بن عامر الجهني عند ابن ماجة.
وفي صحيح محمد بن إسماعيل عن سلمان أنه تداوله بضع عشرة من رب إلى رب.
وذكر ابن حبان، والحاكم في صحيحيهما خبر إسلامه مطولا من حديث حاتم بن أبي صغيرة عن سماك عن زيد بن صوخان.
زاد الحاكم: هذا حديث صحيح عال في ذكر إسلام سلمان ولم يخرجاه.
وفي كتاب «الأسير» لابن إسحاق: عن عاصم قال حدثني من لا أتهم عن عمر بن عبد العزيز قال: حدثت عن سلمان أنه لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالذي رآه في الغيضة يدعو لذوي الأسقام قال له صلى الله عليه وسلم: «لئن كنت صدقتني يا سلمان لقد لقيت عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم».
قال السهيلي: الرجل المجهول هنا الحسن بن عمارة فيما يقال.
وقال ابن زبر في كتاب «الصحابة»: توفي سنة أربع وثلاثين.
وذكر أبو البركات نصر بن سلامة الرستقي في كتاب «الأسدان»: سلمان خطب إلى عمر بن الخطاب فأجابه فشق ذلك على ابن عمر فشكا ذلك إلى عمرو بن العاص فقال: أنا أكفيك فقال: أخشى أن يغضب أمير المؤمنين فقال: لا. ثم أتى سلمان فقال له: هنيئا لك أبا محمد هذا أمير المؤمنين(5/440)
يتواضع بتزويجه إياك فغضب وقال: أي تواضع والله لا تزوجت إليه.
واختلف في جي المنسوب إليها: فياقوت يكسر جيمها والحازمي وأبو عبيد البكري يفتحانها، قال الحازمي: وهي مدينة عند أصبهان، وقال ياقوت: هي مدينة أصبهان العتيقة ثم سموها المدينة وسموها الآن شهر ستان وبينها وبين المدينة التي هي اليوم مدينة أصبهان نحو ميل خراب.
2107 - (ع) سلمان الأغر أبو عبد الله المدني مولى جهينة أصله من أصبهان.
ذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: وثقه أبو عبد الله الذهلي.
وفي كتاب «الاستغناء» لأبي عمر ابن عبد البر: أبو عبد الله [ق 116 / ب] الأغر اسمه سلمان (وهي) من ثقات تابعي أهل المدينة.
وذكره البستي في «الثقات».
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، وأبو علي الطوسي، وأبو محمد الدارمي.
وأما رد المزي قول من زعم أنه الأغر أبو مسلم فليس هو بأبي عذرة هذا القول، قاله قبله أبو علي الجياني، وأبو عمر ابن عبد البر وغيرهما وممن فرق بينهما: البخاري، ومسلم بن الحجاج في كتابه الكنى والطبقات، وعلي بن المديني في كتاب «الطبقات»، وأبو أحمد الحاكم وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهم.
2108 - (ع) سلمان أبو حازم الأشجعي مولى عزة كوفي.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وعرفه بالأعرج.(5/441)
وقال ابن سعد: كان ثقة وله أحاديث صالحة.
وقال الجاحظ في كتاب «العرجان»: وفي العرجان ثم في النساك الزهاد والقصاص الخطباء ومن المفوهين البلغاء أبو حازم الأعرج مولى بني ليث بن بكر مات في خلافة أبي جعفر.
وقال أحمد بن صالح: كوفي ثقة.
وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
2109 - (خ م د س) سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة البصري.
خرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذا ابن حبان.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2110 - (سي) سلمان رجل من أهل الشام.
روى عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة كذا ذكره المزي ولم يذكر من حاله شيئا، وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: سلمان بن عتبان الشامي أبو الرمكاء(5/442)
يروي عن نعيم بن أبي هند عن علي فيشبه أن يكون إياه لتساويهما في الطبقة ولكونهما من بلد واحد ولأنه ليس في هذه الطبقة من نسب إليها غيره، والله تعالى أعلم.(5/443)
من اسمه سلمة
2111 - (س) سلمة بن أحمد الفوزي.
حمصي. لا بأس به قاله مسلمة.
2112 - (د س ق) سلمة بن الأزرق حجازي.
قال أبو الحسن ابن القطان في كتابه «الوهم والإيهام»: لا أعرف أحدا من مصنفي الرجال ذكره ولا تعرف له حال.
وفي كتاب الصريفيني: خرج حديثه ابن حبان في صحيحه.
2113 - (س د) سلمة بن أمية التميمي الكوفي أخو يعلى.
قال أبو عمر بن عبد البر: له حديث واحد ليس يوجد إلا عند ابن إسحاق.
وفي كتاب أبي نعيم: سلمة بن أمية بن أبي بن عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن زيد مناة من تميم، هاجر مع أخيه يعلى يعد في المكيين.
وفي كتاب ابن بنت منيع سكن المدينة، وفي كتاب إسحاق شهد تبوك.
وفي «تاريخ الفسوي»: تميمي حليف بني عبد شمس.
وفي «تاريخ البخاري»: سلمة بن أمية أخو يعلى قاله لنا أحمد بن خالد عن إسحاق عن عطاء عن صفوان بن عبد الله عن سلمة ويعلى، يخالف فيه.(6/5)
وقال ابن حبان: حليف بني عبد شمس.
وقال الطبراني: سلمة بن أمية بن خلف الجمحي أخو يعلى.
وذكر شهوده تبوك انتهى كلامه وكأنه وهم لأنه من تميم وأمية بن خلف ليس من هذا في ورد ولا صدر. وتبع المزي في هذا الوهم أيضا الطبراني من غير أن يشعر، فروى حديث سلمة من طريقه فقال: ثنا محمد بن يونس ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا الأحمر ثنا ابن إسحاق عن عطاء عن صفوان بن عبد الله عن عميه يعلى وسلمة ابني أمية قالا: خرجا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. . . . الحديث.
وفي سياق المزي لهذا السند أيضا وهم، وهو ما قاله أبو أحمد العسكري في قوله: عن عميه وهم؛ لأن صفوان بن عبد الله من ولد صفوان بن أمية الجمحي، وليس لهذا عمان يقال لهما يعلى وسلمة. انتهي.
وكأن هذا والله أعلم الموقع للطبراني في نسبته إلى جمح، وكأن المزي لم ينقله من أصل الطبراني إذ لو نقله من أصله لرأى فيه ما أسلفناه من أنه جمحي، ويحتمل أن يكون رآه وما اهتدى إلى ما نبهنا عليه، وهو أمر ظاهر في غاية الظهور. والله أعلم، ولو لم ينقله من عنده قلنا لم يره كعادته في ذلك ولكنه لما نقله من عنده طالبناه به.
2114 - (س) سلمة بن تمام أبو عبد الله الشقري. ويقال شقرة بنو الحارث بن عمرو بن تميم قاله البخاري.
كذا ذكره المزي موهما أنه ليس شقرة إلا في بني تميم، وليس جيدا فإن في بني ضبة شقرة بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة، قال الكلبي: منهم محلم بن شويط الشقري وهو الرئيس الأول، وفي عبد القيس شقرة بن بكرة بن أكبر بن أفصى بن عبد القيس، وشقرة بن نبت بن أد بن طانجة وهم في مهرة قاله الرشاطي.(6/6)
وأما ابن السمعاني فضبط التميمي بفتح القاف والباقين بسكونها، وخالفه الوزير أبو القاسم الأنباس فزعم أن التميمي سكن القاف، وكذا الذي في ضبة وابن نبت، وأن الذي في عبد القيس بكسرها كذا هو في كتابه يفرق بينهما بالنقط، وبخط الحفاظ بالضبط فالله أعلم.
والذي رأيناه بخط العلامة شيخ مشايخنا الشاطبي رحمه الله تعالى كالذي في كتاب الرشاطي وكأنه الصواب؛ لاتفاق أهل اللغة عليه من غير فرقان، ثم إن المزي لم يفصح لنا بأنه من شقرة تميم أو غيرها، فنظرنا في ذلك فوجدنا خليفة بن خياط قال: سلمة بن تمام الشقري نسب إلى شقرة واسمه الحارث بن تميم، وفي موضع آخر: شقرة وهو معاوية بن الحارث بن عمرو بن تميم انتهى وهو الصواب.
وقال ابن ماكولا: وأما شقر واسمه معاوية بن الحارث فهو أبو حي من تميم.
وقال العجلي: قال سلمة بن تمام ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: وثقة ابن نمير وغيره.
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وقال ابن سعد كان ثقة.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء» وقال: قال أحمد بن حنبل: ضعيف.
وذكره ابن حبان في «ثقات التابعين» ووصفه بالرواية عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأظن المزي في نقله توثيقه من عنده لم يراجع الأصل لإغفاله(6/7)
أن يذكر في شيوخه صحابيا والله أعلم.
وقال ابن عدي: وله غير ما ذكرت قليل، وأرجو أنه لا بأس به، فإن كل رواية تحتمل على ما روى.
وزعم المزي أنه روى عن إبراهيم التيمي، وفي كتاب «المراسيل» لعبد الرحمن: قال ابن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: حدث حماد عن الشقري عن إبراهيم في العبد يتسرى. بينه – أرى – وبين إبراهيم ثلاثة أي أنه لم يسمع من إبراهيم.
2115 - (ع) سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج الأفزر التمار المدني القاص الحكيم.
مولى الأسود بن سفيان ويقال مولى لبني شجع بن عامر بن ليث بن بكر، وقال بعضهم أشجع وهو وهم ليس في بني ليث أشجع، إنما فيهم شجع، قاله أبو علي الجياني.
كذا ذكره المزي وكأنه على العادة نقله من غير أصل إذ لو نقله من أصل لرأى في كتاب الجياني: قال الكلاباذي في أبي حازم هذا: التمار، وهو وهم فكأن المزي يمتنع بهذا من تعريفه بالتمار، كما سبق، والله تعالى أعلم، وليس لقائل أن يقول لعله ظهر له خطأ هذا القول؛ فلهذا أضرب عنه، إذ لو رآه لكان ينبغي له التنبيه عليه.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: كان قاضي أهل المدينة ومن عبادهم وزهادهم، بعث إليه سليمان بن عبد الملك بالزهري في أن يأتيه فقال للزهري:(6/8)
إن كانت له حاجة فليأت وأنا فما لي إليه حاجة مات سنة أربعين.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، والحاكم، والطوسي، وأبو محمد الدارمي.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: توفي سنة ثنتين وثلاثين.
وقال أبو عمر في «الاستغناء»: كان أحد الفضلاء الحكماء العلماء الثقات الأثبات من التابعين، وله حكم وزهديات ومواعظ ورقائق ومقطعات.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال ابن قانع: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة وكان من العباد مولى.
وأنكر أبو زرعة وابن أبي سلمة سماعه من أبي هريرة.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: حدث من طريقه إبراهيم بن هراسة عنه قال: سمعت أبا هريرة يقول فذكر حديثا حدثه أبو سلمة عمر بن عبد العزيز.
وفي «التاريخ» أيضا: قال ابن حازم: أدركت ألفا من الصحابة كلهم يرفع يديه عند كل خفض ورفع.
وفي «الزهد» لأحمد بن حنبل: عن عون بن عبد الله بن عتبة: يقرقر الدنيا قرقرة إلا هذا الأعرج يعني أبا حازم.(6/9)
وقال الحافظ: ومن العرجان ثم النساك الزهاد والقصاص الخطباء ومن المفوهين البلغاء أبو حازم الأعرج مولى بني ليث بن بكر مات في خلافة أبي جعفر، ذكره في كتاب «العرجان».
2116 - (خ ت ق) سلمة بن رجاء أبو عبد الرحمن التميمي الكوفي.
قال أبو محمد بن الجارود: وليس بشيء.
وفي «سؤالات الحاكم» للدارقطني: ينفرد عن الثقات بأحاديث.
وذكره الساجي، والعقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: اختلفوا فيه وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: ضعيف.
2117 - (خ م س) سلمة بن سليمان المروزي أبو سليمان ويقال أبو أيوب.
قال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: قال ابن عبد السلام الأنصاري: سلمة بن سليمان ثقة مشهور.
وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في «الثقات» ثم نقل وفاته من عند غيره وهي من غير مزيد مذكورة في كتاب ابن حبان، قال ابن حبان: مات سنة ست وتسعين ومائة، ويقال سنة ثلاث ومائتين.(6/10)
وفي قول المزي: قال البخاري: قال محمد بن الليث مات سنة ست وتسعين ومائة، وقيل مات سنة ثلاث وقيل أربع ومائتين نظر إن كان أراد أن هذا كله ذكره أبو عبد الله عن ابن الليث، فليس بصحيح إنما ذكر عنه القولين الأولين فقط، كذا ذكره في تاريخيه «الكبير» و «الأوسط» فإدراج المزي سنة أربع بلفظ وقيل كما فعل في الثلاث يوهم أنهما عن غير البخاري، إذ الذهن إنما يتبادر إلى أن قول البخاري انتهى عند الست، وإن قلنا لم ينتبه عندها فيكون الجمع عائدا على البخاري وليس جيدا، والصواب الفصل بين القولين ليعرفا، فإن قال قائل: أراد الاختصار قلنا الاختصار مع هذا الإكثار وكثرة الأسفار، إنما يحسن الاختصار مع حذف التكرار في ذكر الأسانيد الغزار، وأيما رجل جمع عشرين سفرا ويأتي إلى المقاصد والمحرات يختصرها وعند الأشياء التي لا تجري يسهب فيها ويطنب حتى يمل من يقرؤها لا يحتمل له ذلك إلا من عقله هالك.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذا ابن حبان.
وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه في تاريخ: كان وراقا يكتب لابن المبارك وهو من ثقات أصحابه، مات سنة ثلاث ومائتين، سكن في سكة كاد، روى عنه أحمد بن حنبل، وذكره أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد السلام الأنصاري في إسناد حديث فقال: هو ثقة مشهور.
ولهم شيخ آخر يقال له:
2118 - سلمة بن سليمان الموصلي.
يروي عن ابن أبي راود قال أبو زكريا في «تاريخ الموصل»: روى عن الثوري، ومات سنة سبع ومائتين. – ذكرناه للتمييز.(6/11)
2119 - (و 4) سلمة بن شبيب النيسابوري أبو عبد الرحمن الجحدري المسمعي نزيل مكة.
قال صاحب «الزهرة»: روى عنه يعني مسلما خمسة وأربعين حديثا.
وقال الحاكم في كتابه «فضائل الشافعي»: هو محدث أهل مكة والمتفق على إتقانه وصدقه.
وقال في «تاريخ نيسابور»: سكن مكة فانتشر علمه بها.
وعن إسماعيل بن وردان قال: سمعت سلمة بمكة يقول: سئلت أن أحدث وأنا ابن خمسين سنة فحدثت مدة، ثم إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وكأنه يقول لي: يا سلمة لا تحدث فما آن لك أن تحدث، فلما حضرني أهل الحديث امتنعت فقالوا في غير مرة فلم أحدث، فلما بلغت السبعين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه يقول لي: يا سلمة حدث فقد آن لك أن تحدث فبكرت إلى المسجد وحدث.
وقال الحسين بن زياد: توفي بمكة سنة أربع وأربعين.
وفي غير ما نسخة من كتاب «الثقات» لابن حبان سنة تسع وأربعين ومائتين.
وكذا ذكر وفاته ابن عساكر في كتاب «النبل» الذي لا يخلو طالب حديث من أن يكون عنده.(6/12)
وقال أبو نعيم الحافظ: هو في عداد الأئمة وحدث عنه الأئمة بالأصول.
وفي «تاريخ القدس»: هو أحد الأئمة الرحالين.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، وابن البيع.
وفي «تاريخ الغرباء» لابن يونس: قدم مصر سنة ست وأربعين.
وفي غير ما نسخة في كتاب «الثقات» لابن حبان: سنة تسع وأربعين، وكذا هو بخط أبي إسحاق الصيريفيني عنه.
وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به نزل مصر وخرج إلى مكة فصام بها شهر رمضان، ومات سنة سبع وأربعين.
وذكر أبو الحسين بن الفراء في كتاب «الطبقات»: أن الجلال قال: هو رفيع القدر حدث عنه شيوخنا الجلة وكان قريبا من مهنا وإسحاق بن منصور.
وقال المزي: ومن الأوهام:
2120 - سلمة بن صالح اللخمي المصري.
روى له مسلم كذا قال – يعني – صاحب الكمال ولم يرو واحد منهم لسلمة بن صالح هذا شيئا، إنما روى البخاري ومسلم لسليمان بن صالح سلمويه، وسيأتي في موضعه على الصواب. انتهى كلامه، وفيه نظر من حديث أن صاحب الكمال لم يقل هذا من عند نفسه، إنما هو تابع لغيره، وهو ابن خلفون، واللالكائي والحاكم أبو عبد الله، زاد الحاكم: وهو سلمويه كذا سماه سلمويه، وكأنها شبهة المقدسي على أن المعروف في اسم سلمويه سليمان، لكن المزي غفل عن الذي قاله الحاكم والله أعلم، فالتأم من هذا قول صاحب الكمال والمزي.
2121 - (د ت ق) سلمة بن صخر بن سلمان البياض ويقال له سلمان. والأول أصح.
قال الكلبي في «الجامع»: شهد أحدا، وقال العسكري: نزل المدينة ومات بها.(6/13)
وقال البغوي: ليس له عقب ولا أعلم له حديثا مسندا غير حديث الظهار.
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»، والترمذي في كتاب «الصحابة»، وأبو نعيم الحافظ: سلمة ويقال سلمان بن صخر له صحبة، زاد البخاري: ولم يصح حديثه وفي هذا رد لقول المزي: سلمة أصح يعني من سلمان لأن هؤلاء ذكروهما من غير ترجيح أحدهما على الآخر، اللهم إلا لو كان قال وسلمة أكثر كان يكون أقرب إلى الصواب.
وقال المرزباني لو كان صخر يعني إياه، شاعرا، وكان وقوع سلمة على امرأته في رمضان نهارا.
وفي رواية إسحاق في كتاب يعقوب بن سفيان وغيره: ليلا.
وقال عبد الغني بن سعيد: والأول أصح.
وذكره أبو عروبة الحراني في طبقة البدريين.
وفي الصحابة أيضا رجل اسمه ونسبه موافق له وهو:
2122 - سلمة بن صخر بن سلمان بن الصمة بن حارثة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الحارث بن الخزرج.
قال خليفة في «الطبقات»: له أحاديث منها سترة المصلي.(6/14)
2123 - وسلمة بن صخر بن عتبة بن صخر الهذلي عرف بابن المحبق.
ذكره ابن الكلبي وغيره وصحبته مشهورة وسيأتي - ذكرناهما للتمييز.
2124 - (ق) سلمة بن صفوان بن سلمة الأنصاري الزرقي المدني.
قال أبو عمر في التمهيد: مدني ثقة.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
2125 - (م د ت س) سلمة بن صهيب أبو حذيفة الصدافي الأرحبي الكوفي.
قال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»: رآه أبو إسحاق السبيعي بسجستان وسأله عن صلاة السفر فقال له: صل ركعتين حتى ترجع إلى أهلك، زاد ابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير»: أتيت أنا وسعيد بن جوان أبا حذيفة وكان رجلا فقيها.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: اسمه سلمة بن صهيب روى عن علي وابن مسعود.
وسماه يعقوب الفسوي في «تاريخه»: يزيد بن صهيبة، قال: وكان ثقة.
وقال أبو إسحاق السبيعي: سلمة بن صهيبة قال يعقوب: كذا قاله، وكان من أصحاب عبد الله.
وسيأتي في الكنى ذكره فينظر.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه».
وذكره ابن خلفون في «الثقات» وقال: اختلف في اسمه واسم أبيه يزيد بن(6/15)
صهبان وسلمة أشهر.
2126 - (ت ق) سلمة بن عبد الله بن محصن ويقال ابن عبيد الله الأنصاري المدني.
قال أبو جعفر العقيلي في كتابه «الجرح والتعديل»: مجهول لا يتابع على حديثه.
2127 - (خ م د س ق) سلمة بن علقمة التميمي أبو بشر المصري.
قال البخاري في «تاريخه الكبير»: سمع منه شعبة قال ابن أبي الأسود: ثنا ابن علية كان سلمة أحفظ لحديث محمد بن خالد وكان ابن عون يزيد اللفظ فيغلب.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال كان حافظا متقنا.
وخرج أبو عوانة حديثه في «صحيحه».
وقال البخاري عن علي: له نحو ثلاثين حديثا.
وقال الصدفي: ثنا محمد بن قاسم قال: سمعت الشيباني يقول: سلمة بن علقمة ليس به بأس.
وقال أحمد بن صالح: ثقة فقيه، وذكره ابن شاهين وابن خلفون في «الثقات».
وقال ابن قانع: مات سنة تسع وثلاثين ومائة.(6/16)
وقال المنتجيلي: كان حيى بن سعيد غير راض عنه.
وقال عبد الله بن أحمد: ثنا وهب ثنا حماد بن زيد قال: لقنت سلمة بن علقمة حديثا فقال: إن سرك أن يكذب صاحبك فلقنه.
وقال أبو داود: هو من أقران أيوب.
2128 - (ع) سلمة بن عمرو بن الأكوع ويقال سلمة بن وهب بن الأكوع واسمه سنان أبو مسلم ويقال أبو إياس ويقال أبو عامر الأسلمي المدني.
قال ابن حبان: كان من أشد الناس وأشجعهم راجلا.
وفي «معجم الطبراني الكبير»: كان يحف شاربه حفا، روى عنه إبراهيم التيمي.
وفي كتاب البغوي: شهد خيبر وضرب في ساقه يومئذ وكان يصفر لحيته.
وفي كتاب العسكري: يكنى أبا عبد الله وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم عشر غزوات، وكان أحد الرماة، وكان صاحب قمص يصطادها للنبي صلى الله عليه وسلم ويهديها إليه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الغابة: «خير رجالنا سلمة».
وقال أبو نعيم الحافظ: استوطن الربذة بعد قتل عثمان، وتوفي سنة أربع وسبعين، وقيل وستين، وكان يرتجز بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حاديا، وكان يصفر لحيته ورأسه.(6/17)
وذكر إبراهيم بن المنذر في كتاب «الطبقات»: أنه توفي سنة أربع وستين، وقال ابن إسحاق: هو الذي كلمه الذئب.
وقال أبو عمر: الأكثر في كنيته أبو إياس وكان شجاعا راميا محسنا فاضلا خيرا.
وفي كتاب ابن الأثير قال إياس: ما كذب أبي قط.
وفي كتاب الكلاباذي عن الهيثم بن عدي: مات في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.
وفي «الطبقات»: وقال سلمة: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسعا وكانت يده ضخمة كأنها خف البعير، وأجازه الحجاج بجائزة فقبلها.
وله معه خبر في سكناه البدو ذكره مسلم. انتهى؛ هذا يرد قول من قال: توفي سنة أربع وستين ويرجح قول السبعين.
وقال أبو زكريا ابن منده: هو آخر من مات من الصحابة بالبادية، وذكره أيضا في الأرداف وكأنه غير جيد لأن في البخاري أنه قبل وفاته نزل المدينة ومات بها.
2129 - (س) سلمة بن العيار أحمد بن الحصين أبو مسلم الفزاري الدمشقي.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا أبو محمد التميمي عن أبي مسهر قال: أتيت(6/18)
من صحب الأوزاعي وسمع منه يزيد بن السمط، وسلمة بن العيار، وأصح وأحفظ لم يتلبسا من الدنيا بشيء حافظين، وكان يزيد أقدمهما موتا مات في حياة سعيد بن عبد العزيز ثم سلمة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: أثنى عليه عبد الله يوسف خيرا
وقال البخاري في «التاريخ الكبير»: سلمة بن العيار أو عيزار.
وذكره ابن حبان في «الثقات».
وقال الخليلي: مصري قديم ثقة روى عنه القدماء عزيز الحديث، ويروي عن مالك وغيره نحو عشرة أحاديث، وروى له حديثا عن مالك عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة: «إن الله يحب الرفق» مرفوعا، وقال: حديث حسن جوده سلمة فلذلك سمع التنيسي من سلمة مجودا.
2130 - (د ت) سلمة بن الفضل الأبرش الأنصاري مولاهم أبو عبد الله الأزرق قاضي الري.
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» عن محمد بن عيسى عنه في كتاب الأذان، وكذلك ابن حبان، والحاكم.
وقال الآجري عن أبي داود: ثقة.
وقال الساجي: عنده مناكير، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وذكره أبو محمد بن الجارود، والعقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: هو عندي في الطبقة الرابعة من(6/19)
المحدثين، وقد تكلم في حفظه ومذهبه، وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال: لا أعلم إلا خيرا.
وفي كتاب ابن عدي: ضعف إسحاق بن راهويه وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير، وفي كتاب المزي عنه: عنده مناكير. فينظر في اللفظين فبينهما تفاوت.
وفي «علل الترمذي»: لا أدري ما سلمة هذا، وإن إسحاق تكلم فيه، ما أروي عنه.
2131 - (ت س ق) سلمة بن قيس الأشجعي الغطفاني من أشجع بن ريث سكن الكوفة له صحبة.
كذا ذكره المزي ويفهم من تعيينه أشجع بن ريث مشاركا لهذا الاسم وليس كذلك، ليس أشجع إلا ابن ريث نص على ذلك الرشاطي وغيره.
وقال البغوي: روى ثلاثة أحاديث، وقال الحافظان أبو الفتح الأزدي وأبو صالح المؤذن في كتاب «الصحابة»: تفرد عنه بالرواية هلال بن يساف.
وفي «تاريخ البخاري» قال أبو عاصم: هو الشامي.
وحديثه ألزم الدارقطني الشيخين إخراجه لصحة الطريق إليه.
وصححه أيضا أبو محمد ابن حزم، وأبو علي الطوسي الحافظان.
2132 - (خ د س) سلمة بن قيس والد عمرو بن سلمة.
ذكره البخاري، وأبو حاتم في هذا الباب والمعروف أنه سلمة بكسر اللامة.
كذا ذكره المزي وفيه نظر من حيث إن أبا حاتم لم يذكره في هذا الباب إنما بوب ابنه في كتاب «الجرح والتعديل» له باب سلمة بخفض اللام ثم قال:(6/20)
سلمة الجرمي والد عمرو بن سلمة، روى عنه ابنه عمرو وأبو يزيد الجرمي، سمعت أبي يقول: ذلك. كذا رأيته في غير ما نسخة صحيحة قديمة.
2133 - (ق) سلمة بن كلثوم الكندي الشامي سكن حمص.
ذكره ابن خلفون في «الثقات»، وقال أبو عمر بن عبد البر: ثقة.
2134 - (ع) سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي أبو يحيى الكوفي التنعي.
قال الرشاطي: ضبطناه في كتاب «الدارقطني»، وفي كتاب عبد الغني:
التنعي التاء والنون مفتوحتان، وقال الأمير: بكسر التاء وسكون النون، وحكى لنا شيخنا الحافظ أبو على الجياني قال: سلمة بن كهيل الحضرمي ثم التنعي منسوب إلى تنعة قرية فيها برهوت، وبرهوت بئر حكاه أبو عبيد عن الكلبي قال أبو محمد: يمكن أن تكون هذه القرية سميت باسم تنعة لأنه نزلها أو بناها انتهى.
وذكر الكلبي في كتاب «الأصنام»: نود أخصب جبل في الأرض فقال: أمرع نود وأجدب بروهوت، وهو واد بحضر موت بقرية يقال لها: تنعة.
وفي كتاب «الجبال والمياه» للزمخشري: تنعة جبل لبني نصر زعموا أن ثم قبور قوم من عاد.
وفي كتاب «الحازمي»: تنع بعد التاء المفتوحة نون ساكنة ثم غين معجمة مفتوحة قرية بأرض حضر موت عندها وادي برهوت منه أصوات أهل النار.
وقال السمعاني: بنو تنع بطن من همدان والله أعلم.(6/21)
وقال البغوي في «الجعديات»: لم يسمع سلمة بن كهيل من صحابي إلا من جندب، حدثنا محمد بن ميمون، ثنا سفيان، ثنا الوليد بن حرب عن سلمة قال: سمعت جندبا ولم أسمع أحدا يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم إلا جندبا.
وكذا ذكره البخاري عن أبي نعيم عن سفيان عنه، وأبى ذلك علي بن المديني؛ فقال في «العلل الكبير»: لم يلحق أحدا من الصحابة إلا جندبا وأبا جحيفة.
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه، وأبو عوانة، والطوسي، والحاكم.
وفي كتاب العجلي: قال الثوري لحماد بن سلمة: رأيت سلمة بن كهيل؟
قال: نعم. قال: لقد رأيت شيخا كيسا.
وقال الآجري: سألت أبا داود أيما أحب إليك: سلمة بن كهيل أو حبيب بن أبي ثابت؟ فقال سلمة. وسألت أحمد بن حنبل عن هذا فقال: حبيب لا يدفع عن كل خير وسلمة. قال أبو داود: وكان سلمة يتشيع، ولم يسند عن سالم بن أبي الجعد قليلا ولا كثيرا.
وفي كتاب «التعديل والتجريح» عن أبي الوليد: سلمة بن كهيل بن حصين بن تمارج، زاد في «الجمهرة»: ابن أسد وقيل: تمارج بن هانئ بن عقبة بن مالك بن شهاب بن أحنش بن تمر بن كليب بن عمرو بن خولي بن زيد بن الحارث.
وقال ابن خلفون: تكلم في مذهبه وتوقف ناس عن الرواية عنه بسبب ذلك.
وقال النسائي: هو أثبت من الشيباني والأجلح.
وقال ابن قانع: مات بالنجف وهو راجع من مكة.(6/22)
وفي «تاريخ الطبري»: لما وعظ سلمة زيد بن علي بن حسين ونهاه عن الخروج فلم يقبل منه قال: ائذن لي في الخروج لئلا يحدث في أمرك حديث فلا أملك نفسي قال: أذنت لك فخرج إلى اليمامة فكتب هشام إلى يوسف بن عمر يلومه على تركه سلمة يخرج من الكوفة ويقول له: مقامه كان خيرا لك من كذا وكذا من الخيل تكون معك.
2135 - (د س ق) سلمة بن المحبق صخر بن عبيد وقيل عبيد بن صخر وقيل سلمة بن ربيعة بن المحبق أبو سنان الهذلي سكن البصرة.
قال أبو أحمد العسكري في «شرح التصحيف»: قرأت على أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري وكان ضابطا صحيح العلم ذكر سلمة بن المحبق فأنكره، وقال: ما سمعت من ابن شبة وغيره إلا بكسر الباء فقلت إن أصحاب الحديث يفتحون الباء، وقرأته على أبي بكر بن دريد في كتاب «الاشتقاق» بالفتح، وكذا ذكره الكلبي فقال الجوهري: إيش المحبق في اللغة؟ فقلت: المضرط. فقال: هل يستحسن أحد أن يسمي ابنه المضرط وإنما سماه المحبق تفاؤلا بالشجاعة وأنه يضرط أعداءه كما سمو عمرو بن هند مضرط الحجارة.
وفي «جامع المسانيد» لأبي الفرج عن ابن ناصر السلاهي: الصواب كسر الباء من المحبق لأنه حبق فلقب. بذلك وقال أبو نعيم الحافظ: له ولابنه سنان صحبة.
وقال ابن حبان: وهو سلمة بن ربيعة بن المحبق نسب إلى جده انتهى، وهو رد لقول المزي الذي جعله قولا وهذا يدعي أنه كذلك.
وفي كتاب «الصحابة» للعسكري: شهد حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح المدائن.
وزعم المزي أن الحسن روى عنه، وقد قال البخاري في «التاريخ الكبير»:(6/23)
لم يسمع الحسن من سلمة بينهما قبيصة بن حريث.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي سليمان بن زبر: لما بشر وهو بحنين بابنه سنان فقال: «سهم أرمي به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى مما بشرتموني به».
2136 - (د ق) سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر.
قال يحيى بن معين: حديثه عن أبيه عن جديه مرسل.
وفي كتاب المنذري يقال: إنه لم ير جده.
وقال ابن القطان: حاله لا يعرف.
2137 - (د س ق) سلمة بن نبيط بن شريط الأشجعي كوفي.
قال البخاري: اختلط في آخر عمره. وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال عثمان بن أبي شيبة: شيخ ثقة ليس به بأس.
ووثقه أبو نعيم، ووكيع وكانا يفتخران به. قاله أبو موسى المديني.
وذكره مسلم في الثانية من الكوفيين وكناه أبا فراس.
2138 - (د) سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي.
قال أبو نعيم الحافظ: يعد في الكوفيين حديثه عند سالم بن أبي الجعد(6/24)
روى: «من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة».
قال البغوي: لا أعلم غيره.
وفي كتاب «العسكري» له حديث آخر وهو «لولا أنهما رسولان لضربت أعناقهما». يعني رسول مسيلمة.
2139 - (س) سلمة بن نفيل السكوني ثم التراغمي الحضرمي حديثه في الشاميين، وأصله من اليمن سكن حمص.
كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن حضر موت في حمير والسكون من كندة فلا يجتمعان إلا بأمر مجازي لم يقله أحد ممن ترجم هذا الرجل ولهذا قال البرقي في كتاب «الصحابة»: السكوني ويقال الحضرمي.
وقال ابن سعد: الحضرمي وقال بعضهم: السكوني والله تعالى أعلم.
وفي «معجم الطبراني»: روى عنه يحيى بن جابر.
وقال البغوي: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: هو من ولد معاوية بن ثعلبة بن عقبة من السكون، روى عنه عمرو بن حبيب كذا هو بخط الصريفيني مجودا وأظنه مصحف من ضمرة بن حبيب وذلك أن الحديث الذي ذكره له من طريق أرطأة عنه ذكره ابن حبان في «صحيحه» من حديث أرطأة بن المنذر عن ضمرة بن حبيب، والله أعلم.
وفي قول المزي حين ذكر رواية الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عنه: والصحيح أن بينهما جبير بن نفير، نظر؛ لأن هذا الكلام لم ينص عليه أحد فيما رأيت، ولكن المزي لما رأى في «معجم الطبراني» رواية الوليد عنه من غير طريق ثم(6/25)
رأى جبيرا أيضا بينهما اعتمده وقضى به، ولا قضاء حتى يحكم به إمام معتمد؛ لأن الوليد لم أر من حكى عنه تدليسا اللهم ولو كان مدلسا لما أقدمنا على القضاء بالانقطاع لاحتمال أن يكون روى عنه شيئا وروى شيئا آخر بواسطة، وهذا دليل الإتقان والضبط.
2140 - (بخ ت ق) سلمة بن وردان الليثي الجندعي مولاهم أبو يعلى المدني.
قال الميموني عن الإمام أحمد: ما أدري أيش حديثه له أشياء مناكير، وفي كتاب الجوزقاني عنه: ضعيف، وكذا قاله العجلي والدارقطني.
وقال أبو سعيد النقاش: أكثر فروى مناكير.
وقال الحاكم أبو عبد الله: حدث عن أنس مناكير أكثرها.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال أحمد بن صالح: هو عندي ثقة حسن الحديث حسن الحال.
وقال الجوزجاني: رأيتهم يوهنون حديثه.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء، وذكره الساجي والبلخي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: مات في سنة ست وخمسين ومائة وكان يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات كأنه كان قد حطمه السن، فكان يأتي بالشيء على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج به، قال: وهو أخو عبد الرحمن بن وردان. عبد الرحمن سكن(6/26)
مكة، وسلمة المدينة.
وكذا قال الحاكم النيسابوري، وهو نص يرد به قول المزي الذي حكاه أنهما ليسا بأخوين احتجاجا بأن هذا مدني والآخر مكي ولا يبعد أن الأخوين يسكن كل واحد منهما حيث يطيب له من البلدان على ما نص عليه ابن حبان وغيره.
وقال ابن قانع: مات سنة سبع وخمسين ومائة.
2141 - (ت ق) سلمة بن وهرام اليماني.
ذكره ابن خلفون في الثقات كذا ذكره المزي، وهو لعمري مذكور في الثقات ولكن مقيدا، غفله ولا بد منه، أو يكون نقله من غير أصل فيعذر.
قال ابن حبان ومن أصله نقلت: يعتبر بحديثه من غير رواية زمعة بن صالح عنه.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه» وكذلك الحاكم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: لا يعتبر حاله برواية زمعة عنه، إنما يعتبر حاله برواية الثقات عنه مثل معمر وابن عيينة، وأشباههما، انتهى كلامه. وفيه نظر من حيث إن الإمام أحمد ذكر أن ابن عيينة روى عن سلمة حديثين فأيش يعتبر بهما إنما يعتبر بمن أكثر عنه الرواية والمجالسة.
والله أعلم.
وقال ابن القطان: أكثرهم يوثقه.
2142 - (س) سلم بن يزيد الجعفي له صحبة.
قال أبو نعيم الحافظ: سلمة بن يزيد بن مشجعة بن مجمع بن مالك بن(6/27)
كعب بن عوف بن حريم بن جعفي، وأمه مليكة بنت مالك جعفي بن سعد.
وفي كتاب البرقي: يزيد بن سلمة ويقال سلمة بن يزيد، روى أربعة أحاديث.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة: مشجعة بن مالك بن هنب بن عوف بن حديد وأمه مليكة بنت الخلت بن مالك بن ثعلبة بن منبه بن مالك بن كعب بن عوف بن حريم.
وقال العسكري: وفد قيس وأخوه لأمه سلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما فخرجا مرتدين فلقيا غلاما للنبي صلى الله عليه وسلم معه إبل من إبل الصدقة، فأوثقاه واطردا الإبل حتى أتيا بها نيشة وبها عالم من مذحج فيهم قيس بن حصين ذي الغصة فأصابهم الطاعون، فهلك قيس بن سلمة وقيس بن حصين، فقال سلمة يرثي أخاه:
وباكية تبكي إلي بشجوها ... الأريب ذي شجو حواليك فانظري
فما ذرفت عيني على خير مذحج ... وما هملت إلا بدمع معذر
نظرت وسفي الترب بيني وبينه ... فقلت وأي أي ساعة تنظر
أخي لا ينتجي القوم دونه ... كفحل الهجان الأدم المتبختر
وقد نظرت عيني إليه ودونه ... من الترب أمثال الملاء المنير
وذكر أنه أسلم بعد ذلك.
وقال الكلبي: كان سلمة سيد بني حريم بن جعفي.
وحديثه ألزم الدارقطني الشيخين تخريجه لصحة الطريق إليه.(6/28)
وفي كتاب «الطبقات» لابن سعد: كانت جعفى يحرمون القلب فلما وفد ابنا مليكة سلمة وقيس على النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهما بقلب فشوي وقال: إنه «لا يكمل إسلامكما حتى تأكلاه» فلما تناوله سلمة أرعدت يده فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كله. فأكله وقال:
على أني أكلت القلب كرها ... وترعد حين مسته بناني
وسألاه عن أمهما وقالا: إنها كانت تصل الرحم وتفك العاني فقال: «في النار». فمضيا وهما يقولان: والله إن رجلا أطعمنا القلب وزعم أن أمنا في النار لأهل أن لا يتبع وذهبا فلما كان في بعض الطريق لقيا رجل من الصحابة معه إبل من إبل الصدقة فأوثقاه واطردا الإبل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلعنهما فيمن كان يلعنه في قوله لعن الله رعلا وذكوان وعصية ولحيان وابني مليكة بن حريم ومران.
وزعم المرزباني في «معجمه» أنه رثى أخاه لأمه وأبيه قيس بن يزيد بقوله من أبيات:
فتى كان يعطي السيف في الروع حقه ... إذا ثوب الداعي ويشفي به الجزر
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
ولما أنشد علي بن أبي طالب هذا الشعر قال: رحم الله طلحة بن عبيد الله فهذه كانت صفته.
وفي قول المزي: ويقال: - يعني في اسمه - يزيد بن سلمة والأول أصح، نظر، لما ذكره أبو حاتم الرازي في كتاب «الجرح والتعديل» سلمة بن يزيد ويقال: يزيد بن سلمة، ويزيد بن سلمة أصح.
وقال أبو أحمد العسكري: سلمة بن يزيد ويقال: يزيد بن سلمة وهو أصح(6/29)
وأكثر على ألسنتهم.
وفي «رافع الارتياب» للخطيب: رواه المعتمر عن أبيه عن زائدة عن سماك عن علقمة عن يزيد بن سلمة، وكذا رواه حماد بن سلمة بن دينار وأبو الأحوص وحاتم بن أبي صغيرة وشعبة على اختلاف عنه عن سماك بن حرب، والله أعلم.
2143 - (د ق) سلمة الليثي مولاهم المدني والد يعقوب.
خرج الحاكم في «صحيحه» من حديث قتيبة، ثنا محمد بن موسى ثنا يعقوب بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه». وقال: رواه ابن أبي فديك عن محمد بن موسى المخزومي، وهو حديث صحيح الإسناد، فقد احتج مسلم بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة دينار ولم يخرجاه انتهى. لم أر من قال: هو ابن أبي سلمة غيره، ولا رأيت له متابعا، وقد استوفينا الكلام على هذا بعلله وشواهده في كتابنا «الإعلام بسنة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام».(6/30)
من اسمه سليط وسليم وسليم
2144 - (د س) سليط بن أيوب.
قال المزي: روى عن أمه أم المنذر، وقيل: عن أمه أم المنذر انتهى.
الذي في «تاريخ البخاري» وغيره: عن أمه عن أم المنذر.
وفي كتاب الصريفيني: أيوب بن الحاكم بين سليم.
وخرج الحاكم حديثيه في «مستدركه».
2145 - (ق) سليط بن عبد الله الطهوي التميمي.
عن ذهيل بن عوف، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، قال البخاري: إسناده مجهول كذا ذكره المزي، والذي في تاريخ البخاري بخط أبي ذر وابن الأبار وابن ياميت: سليط بن عبد الله بن بهية قاله شهاب عن حماد عن حجاج إسناده مجهول. فهذا كما ترى ذكر بهية المغفلة عند المزي، فإن البخاري لم يزد عن ما نقلناه عنه فينظر.
وقال ابن حبان في «الثقات»: سليط بن عبد الله يروى عن بهية روى عنه الحجاج بن أرطأة انتهى. ولم أر من عرفه بروايته عن ابن عمر والمعروف بروايته عن عمر هو سليط بن عبد الله بن يسار المذكور عند المزي للتمييز عرفه بذلك البخاري، وابن حبان، وغيرهما، والله تعالى أعلم.(6/31)
2146 - (م د ت س) سليم بن أخضر البصري.
قال ابن سعد: كان ألزمهم لابن عون وكان ثقة.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: مات سنة ثمانين ومائة روى عن حميد الطويل.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة وأبو عوانة الإسفرائيني وأبو علي الطوسي وأبو محمد الدارمي.
وقال الساجي: ثنا محمد بن موسى قال: مات معاوية بن عبد الكريم وسليم بن أخضر وبشر بن منصور وفضيل بن سليمان سنة ثمانين ومائة وكذا ذكره خليفة بن خياط، وغيره.
وقال أبو حاتم الرازي: وسأله ابنه عن أوثق أصحاب ابن عون؟ فقال: سليم بن أخضر أعلم الناس بحديث ابن عون وأوثقهم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: أصحاب ابن عون المتقدمون فيه سليم وأزهر السمان وأشهل بن حاتم.
وذكره ابن شاهين في «الثقات». وقال اللالكائي: بصري ثقة.
2147 - (ع) سليم بن الأسود بن حنظلة أبو الشعثاء المحاربي الكوفي والد أشعث.
قال محمد بن سعد في «الطبقات الكبير»: توفي في زمن الحجاج بن يوسف، وكان ثقة وله أحاديث.(6/32)
وذكره ابن حبان في «الثقات» وذكره ابن خلفون في «الثقات» وكذلك ابن شاهين زاد: وفي رواية أخرى كنيته أبو الأشعث قال: وقال عثمان بن أبي شيبة: هو سليم بن أيوب.
وفي «تاريخ البخاري الصغير»: كان يحيى بن سعيد ينكر أن يكون سمع من سلمان.
وقال ابن قانع: مات سنة خمس وثمانين.
وقال أبو عمر: أجمعوا على أنه ثقة.
وذكر المزي عن خليفة تبعا لصاحب «الكمال» موته بعد الجماجم سنة اثنين وثمانين وهو لعمري غير ما قاله الإمام أحمد بن حنبل وأبو نعيم الفضل بن دكين والبخاري في كتبه وابن أبي خيثمة والفسوي والقراب وغيرهم وغيرهم، فإنهم ذكروا أن الجماجم كانت سنة ثلاث وثمانين، فلو قال: قبل الجماجم لكان عمله هذا صوابا من القول، وخليفة لم يذكر وفاته في «الطبقات» و «التاريخ» إلا بعد الجماجم لم يعين سنة، والله تعالى أعلم، ولما خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» قال: هو تابعي كبير.(6/33)
2148 - (بخ م د ت) سليم بن جبير ويقال ابن جبيرة الدوسي أبو يونس مولى أبي هريرة.
قال ابن يونس يقال: توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة كذا ذكره المزي والذي في «تاريخه»: روى عن أبي سعيد. قال أحمد بن يحيى ابن وزير توفي ابن يونس سنة ثلاث وعشرين ومائة. قال أبو سعيد: ورأيت في كتاب ابن عفير بخطه كان جبير مولى أبي هريرة كاتبه فعجز، فرده أبو هريرة في الرق ثم قدم أبو هريرة إلى مصر فدخل على مسلمة بن مخلد ومعه جبير وابنه سليم، فسأله مسلمة عنهما فأخبره خبرهما، فسأله أن يعتقهما، فأعتقهما أبو هريرة فأقاما بمصر.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: ويقال: اسمه سليم بن جابر، والأول أشهر يعني: ابن جبير.
2149 - (بخ م 4) سليم بن عامر الكلاعي الخبائري أبو يحيى الحمصي.
والخبائر هو ابن سواد بن عمرو بن الكلاع بن شرحبيل بن حمير كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ لأن الخبائر هو ابن سوادة بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن (زيد) بن سدد بن زرعة بن سبأ كذا قاله الكلبي، وأبو عبيد القاسم، والبلاذري، والمبرد، وابن دريد، وأبو الفرج الأصبهاني، وغيرهم.
وقال الهمداني: المعروف ابن أبي الدمنة وهم الخبائر واتفقوا فيما سواه، وأما الكلاعي فنسبه إلى ذي الكلاع، واسمه السميفع بن يعفر بن ناكور بن زيد بن شرحبيل بن الأسود بن عمرو بن مالك بن يزيد ذي الكلاع الأكبر يعفر بن زيد بن النعمان بن زيد بن شهاب بن وحاظة بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ - كذا ذكره الرشاطي، والذي ذكره(6/34)
المزي لا أعرف وجهه، ولو كان ينظر «تاريخ البخاري» لما حصل له هذا الإغفال الكبير، قال البخاري في «تاريخه الكبير»: سليم بن عامر أبو يحيى الخبائري ويقال الكلاعي.
وهذا اللالكائي المتأخر الذي كتابه في يد صغار الطلبة قال: الخبائري ويقال: الكلاعي، كذا قال ابن خلفون وغيره وهذا هو الصواب الذي ليس فيه ارتياب، وكذا هو موجود في بعض نسخ «تاريخ دمشق»، وكذا ذكره أيضا الحاكم أبو أحمد.
وفي كتاب «الطبقات»: روى عن أم الدرداء.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: روى عن عوف بن مالك مرسلا. قال: ولم يلقه قال ولما خرج الحاكم حديثه قال: احتج به مسلم.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة، والطوسي، والترمذي.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: يكنى أبا ليلى.
وقال أبو الحسن ابن المديني: ثقة.
وزعم المزي أنه روى عن المقداد، وعمرو بن عبسة الرواية المشعرة عنده بالاتصال؛ وفي كتاب «المراسيل» لعبد الرحمن: سمعت أبي يقول: سليم بن(6/35)
عامر لم يدرك عمرو بن عنبسة ولا المقداد بن الأسود.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن وفاته سنة بضع عشرة ومائة، هو الصحيح، ولا أدري من أين له ذاك شيخه لم يذكره ولا رأيت أحدا ذكره، والذي ذكره ابن سعد وخليفة، والهيثم، ويعقوب الفسوي، والإمام أحمد، وابن حبان، وأبو نعيم، ومحمد بن مثنى، والقراب، وغيرهم من المتأخرين: سنة ثلاثين.
وفي «تاريخ دمشق»: يكنى أبا عامر قال أبو القاسم: وهو غير صواب، وذكر أن شعبة روى عن زيد بن حمير قال: سمعت سليم بن عامر وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عساكر: ورواية من روى وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أصح.
وفي «تاريخ القدس»: كان ثقة معروفا.
وللشاميين شيخ آخر يقال له:
2150 - سليم بن عامر أبو عامر.
صلى خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ذكره ابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير». – وذكرناه للتمييز.
2151 - (س) سليم المكي أبو عبيد الله مولى أم علي.
ذكره ابن خلفون في «الثقات».
2152 - (ع) سليم – بفتح السين – بن حيان بن بسطام الهذلي البصري.
قال ابن خلفون في «الثقات»: ثقة وثقه غير واحد.(6/36)
من اسمه سليمان
2153 - (د ت س) سليمان بن أرقم أبو معاذ البصري مولى الأنصار وقيل مولى قريش وقيل مولى قريظة أو النضير.
قال عمرو بن علي: لم أسمع ابن مهدي يذكر هذا الشيخ وكان الثوري يروي عنه ويكنيه أبا معاذ.
وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: ليس بشيء، وفي موضع آخر: ضعيف وفي موضع آخر: ليس يساوي فلسا.
وقال مسلم في «الكنى»: منكر الحديث.
وقال العجلي والبيهقي في «الخلافيات»، وأبو علي الطوسي، والدارقطني في رواية البرقاني: متروك الحديث.
وقال النسائي في كتاب «التمييز»: لا يكتب حديثه.
وقال الساجي: ضعيف الحديث جدا روى عنه الزبيري ولم يعرفه.
وقال يحيى بن معين: كان قدريا، وفي رواية الغلابي عنه: ليس بذاك.
وذكره أبو العرب، و ابن شاهين، والبلخي، وابن السكن، والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال يعقوب بن سفيان: سليمان بن أرقم وسليمان بن زقرم جميعا ضعيفان.(6/37)
وقال في باب من يرغب عنهم: وسمعت أصحابنا يضعفونهم فذكر جماعة منهم سليمان بن أرقم.
وقال ابن حبان: سكن اليمامة ومولده بالبصرة وكان ممن يقلب الأخبار، يروي عن الثقات الموضوعات.
وقال ابن عدي: ولسليمان غير ما ذكرت من الحديث أحاديث صالحة.
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد.
وذكر الكرابيسي في كتاب «المدلسين» أن سليمان بن أرقم لم يسمع من عبد الله بن الزبير شيئا.
وقال عبد الحق: متروك. وقرره عليه ابن القطان بقوله: هو كما قال.
وذكره النسائي في باب من يرغب عنه ممن روى عن الزهري من المتروكين، وقال السهيلي: ضعيف بالإجماع.
2154 - (ت س) سليمان بن الأشعث بن شداد وقال ابن داسة: الأشعث بن إسحاق بن بشر بن شداد.
قال موسى بن هارون فيما ذكره في «تاريخ نيسابور»: ما رأيت أفضل منه، وأمر أحمد محمد بن يحيى بن أبي سمينة أن يكتب عنه، وقال علان بن عبد الصمد كان من فرسان هذا الشأن.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: كان ثقة زاهدا عارفا بالحديث إمام عصره في ذلك، توفي بالبصرة ليلة الجمعة لست عشرة ليلة خلت من شوال، وأوصى أن يغسله حسن بن مثنى البصري، فإن اتفق وإلا فانظروا في كتاب سليمان بن حرب عن حماد بن زيد فاعملوا به فغسله حسن بعد صلاة الجمعة، وأوصى أن يدفن عند قبر سفيان الثوري فلم يرض صاحب الموضع فدفن في شارع الطريق.(6/38)
وفي «مشيخة البغوي»: كان له كم واسع وكم ضيق فقيل له ما هذا؟ فقال الواسع للكتب، والآخر لا يحتاج إليه وذكر وفاته يوم الجمعة في سادس عشر شوال أيضا أبو الحسين بن المنادي في كتاب «الوفيات» تأليفه، وإسحاق القراب.
وقال القاضي أبو الحسين بن الفراء في كتاب «الطبقات»: أبو داود الإمام في زمانه ولد سنة ثلاث ومائتين، وروى في كتاب السنن خاصة عن خلق لا يحصون كثرة أكثر من سبعين ومائتين، أتينا بهم كي يعلم الناس أنما ذكرت من الأشياخ نقصا به جدا.
بغير نزولا ولا مكث ليلة ... كمن ظل أعواما ودهرا مؤيدا
فمنهم: مؤمل بن إهاب، ومؤمل بن هشام اليشكري، ومسلم بن حاتم الأنصاري، ومحمود بن خالد الدمشقي أبو علي، ومجاهد بن موسى، ومحبوب بن موسى الأنطاكي، ومالك بن عبد الواحد أبو غسان المسمعي، مقاتل بن محمد الحرازي النصرابادي، ومصعب بن عمرو اليامي أبو القاسم، ونصر بن علي الجهضمي، ونصر بن المهاجر أبو بكر الحافظ، وعبد الله بن محمد بن أسماء ابن أخي جويرية، وعبد الله بن محمد بن أبي الأسود، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن المسور، وعبد الله بن محمد بن يحيى أبو محمد، وعبد الله بن محمد أبو أحمد الخشاب، وعبد الله بن مخلد التميمي، وعبد الله بن مطيع البغدادي، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ، وعبد الله بن أبي زياد القطواني، وعبد الله بن إسحاق الجوهري – بدعة، وعبد الله بن الجراح أبو محمد القهسناني، وعبد الله بن الصباح العطار، وعبد الله بن عمر بن أبان الهاشمي، وعبد الله بن عامر بن(6/39)
زرارة الحضرمي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أبو محمد السمرقندي، وعبد الله بن قريش البخاري، وعبد الله بن يزيد بن راشد الفراء، وعبد الله بن سالم المفلوج، وعبيد الله بن عمر بن ميسرة أبو سعيد، وعبيد الله بن معاذ العنبري، وعبيد الله بن مالك بن إبراهيم الزهري، وعبيد الله بن محمد بن حفص – عرف بابن عائشة، وعبد الرحمن بن إبراهيم بن ميمون – دحيم، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، وعبد الرحمن بن حسين الهروي، وعبد الرحمن بن مقاتل أبو سهل، وعبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة، وعبد الملك بن مروان الأهوازي، وعبد العزيز بن السري، وعبد السلام بن عبد الرحمن الأسدي، وعبد السلام بن عتيق الدمشقي، وعبد الوهاب بن الحكم الخراز، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، وعبيد بن هشام الحلبي، وعبيد بن الوزير، وعبدة بن عبد الله أبو سهل الصفار، وعبد الغني بن أبي عقيل المصري، وعمر بن حفص بن عمرو بن سعد بن مالك الوصابي، وعمر بن الخطاب السجستاني، وعمر بن هشام اللقيطي، وعمر بن الحسن بن إبراهيم، وعمر بن يزيد أبو حفص النيسابوري، وعمرو بن محمد الناقد، وعمرو بن سواد، وعمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي، وعمرو بن علي الفلاس، وعمرو بن قسيط الرقي، عمرو بن جناب البصري الصباغ، وعمرو بن عمرو العبدي، وعثمان بن صالح بن صفوان المصري أبو يحيى السهمي، وعثمان بن صالح أبو القاسم البغدادي، وعلي بن الحسين الدرهمي، وعلي بن الحسين بن إبراهيم بن أشكاب، وعلي بن الحسين الرقي، وعلي بن سهل الرملي، وعلي بن أبي المضاء، وعلي بن الحسن الدرابجردي، وعلي بن مسلم بن سعيد أبو الحسن الطوسي، وعلي بن مسلم بن حاتم، وعلي بن نصر الجهضمي، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، والعباس بن محمد الدوري، والعباس بن الفرج الرياشي، وعيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقي، وعيسي بن حماد زغبة، وعيسي بن محمد أبو عمير الرملي، وعيسى بن أبي عيسى السيلحيني، وعيسى بن شاذان، وعيسى بن يونس الناخوري، وعياش بن الوليد الرقام، وعقبة بن مكرم، وعمار بن خالد الواسطي، وفضل بن سهل، وقاسم بن أحمد البغدادي، وقاسم بن عيسى،(6/40)
وسليمان بن عبد الرحمن بن عيسى التميمي، وسليمان بن عبد الحميد بن رافع البهراني، وسعيد بن سعيد بن يحيى بن شبيب الحضرمي، وسعيد بن يحيى بن سعيد، وسعيد بن نصير، وسهل بن صالح بن حكيم البزار، وسهل بن محمد بن الزبير، وسهل بن محمد أبو حاتم السجستاني، وسلمة بن شبيب النيسابوري، وشريح بن يونس، وهشام بن بهرام المدائني، وهارون بن عبد الله بن مروان الحمال، وهارون بن زيد بن يزيد الموصلي، وهارون بن عباد الأزدي، وهيثم بن خالد، وهلال بن فياض اليشكري، ووهب بن محمد البصري، والوليد بن عتبة الدمشقي، والوليد بن طلحة الرملي، ويحيى بن موسى بن عبد الله بن سالم، ويزيد بن قيس الحبلي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي، ويعقوب بن كعب بن حامد الأنطاكي، وأبو عبيدة الكوفي، وأحمد بن أبي بكر أبو المصعب، وأحمد بن أبي سريج الصباح النهشلي، وأحمد بن سنان بن أسد القطان، وأحمد بن عبد الله بن علي بن سويد، وأحمد بن عبد الواحد الدمشقي، وأحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، وأحمد بن سعيد بن إبراهيم الرياطي، وأحمد بن محمد بن شبويه المروزي، وأحمد بن حفص بن عبد الله السلمي، وأحمد بن زنجويه الخراساني، وأحمد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وأحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي، وأحمد بن عبد الله بن أبي الحواري، وأحمد بن عبيد الله القطان، وأحمد بن عبيد الله بن سهيل، وأحمد بن جواس أبو عاصم الحنفي، وأحمد بن عبدة الضبي، وأحمد بن عبدة الآملي، وأحمد بن عبد الرحمن بن سعيد الدشتكي، وأحمد بن إسحاق الأهوازي، وأحمد بن محمد بن المعلى، وأحمد بن محمد بن أيوب، وأحمد بن محمد العطار، وأحمد بن جناب، وأحمد بن ثابت الجحدري، وأحمد بن مسعدة وأحمد بن نصر النيسابوري، وأحمد بن يوسف الأزدي، وإبراهيم بن حرب، وإبراهيم بن يحيى المكتب، وإبراهيم بن يونس الطرسوسي، وإسحاق بن إبراهيم الصواف، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وإسحاق بن الجراح وإسحاق بن جبريل، وإسحاق بن سويد الرملي، وإسحاق بن الصباح، وإسحاق بن عمر بن سليط، وإسحاق غير منسوب عن هشام، وإسماعيل بن إبراهيم الهروي،(6/41)
وإسماعيل بن مسعدة، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وإسماعيل بن عمر وأيوب بن منصور، وأزهر بن جميل، وبشر بن خالد العسكري، وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وجعفر بن حميد، وجعفر بن مسمار، والجراح بن مخلد، والحسن بن محمد بن الصباح، والحسن بن علي بن راشد الواسطي، والحسن بن الربيع البوراني والحسن بن حماد بن كسيب سجادة، والحسن بن عرفة والحسن بن عمرو السدوسي، والحسن بن شوكر، والحسن بن يحيى، والحسين بن حريث، والحسين بن عبد الرحمن، والحسين بن علي بن الأسود، والحسين بن علي الخراساني، والحسين بن الجنيد والحسين بن معاذ، والحسين بن يزيد الكوفي، والحسين بن يزيد الطحان، وحمزة بن سعيد، وحوثرة بن محمد وخليل بن عمرو، والربيع بن يحيى، ورجاء بن مرجى، ورجاء بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الأسباطي، ومحمد بن إبراهيم بن صدران، ومحمد بن إبراهيم البزار، ومحمد بن أبي سمينة، ومحمد بن إسماعيل عن يحيى بن مسعدة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن أحمد القرشي، ومحمد بن أحمد بن سليمان، ومحمد بن إدريس الرازي، ومحمد بن أبان البلخي، ومحمد بن آدم بن سليمان، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن حاتم بن بزيغ ومحمد بن حاتم الجرجاني، ومحمد بن الحسن بن تسنيم، ومحمد بن حفص القطان، ومحمد بن حسان السمتي، ومحمد بن حزابة، ومحمد بن خلاد الباهلي، ومحمد بن خلف بن طارق، ومحمد بن داود بن أبي ناجية، ومحمد بن داود بن سفيان، ومحمد بن داود بن صبيح، ومحمد بن رافع النيسابوري، ومحمد بن زكريا، ومحمد بن زيد الأعور، ومحمد بن طريف البجلي، ومحمد بن الليث أبو الصباح، ومحمد بن منصور الطوسي، ومحمد بن مثنى العنبري، ومحمد بن مهران الرازي، ومحمد بن مكي المروزي، ومحمد بن الملهب، ومحمد بن مصفى، ومحمد بن معمر القيسي، ومحمد بن محمد بن مصعب، ومحمد بن مسعود المصيصي، ومحمد بن معاذ العنبري، ومحمد بن محبوب، ومحمد بن(6/42)
مسكين، ومحمد بن أبي نعيم، ومحمد بن النصر المروزي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن عبد الله الرازي، ومحمد بن عبد الله بن المبارك، ومحمد بن عبد الله القطان ومحمد بن عبد الله المكتب ومحمد بن عبد الله البرقي ومحمد بن عبد الله الخزاعي، ومحمد بن عبد الله بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الرحمن العنبري، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ومحمد بن عبد الملك بن مروان، ومحمد بن عبد الملك الغزالي، ومحمد بن عبد الجبار الهمداني، ومحمد بن عبد الرحيم، صاعقة، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومحمد بن عبيد بن حساب، ومحمد بن عمرو بن علي بن مقدم، ومحمد بن عثمان الوراق، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان، ومحمد بن عثمان أبو الجماهر ومحمد بن عمرو الرازي، ومحمد بن عمرو بن عباد بن جبلة، ومحمد بن عمرو الغزي، ومحمد بن عمرو بن عباس، ومحمد بن عوف، ومحمد بن عيسى بن الطباع، ومحمد بن عقيل الخراساني، ومحمد بن الفرج النخاس، ومحمد بن فراس الضبعي، ومحمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن قادم، ومحمد بن سليمان الأنباري، ومحمد بن سليمان لوين، ومحمد بن سوار الكوفي، ومحمد بن سفيان بن أبي (الورد)، ومحمد بن سنان العوقي، ومحمد بن السكن الأيلي، ومحمد بن سماعة الرملي، ومحمد بن سلمة بن أبي فاطمة، ومحمد بن هشام جار أحمد بن حنبل، ومحمد بن الوليد بن يزيد أبو هبيرة، ومحمد بن يحيى بن فياض، ومحمد بن يونس النسائي، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم، ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم، ومحمد بن يحيى بن ميمون العتكي، وموسى بن سهل الرملي، وموسى بن عامر الشامي، وموسى بن مروان الرقي.
ولم نتعرض لما روى في كتبه الخارجة عن السنن لكثرة ذلك والله أعلم.
وقال ابن حبان في «الثقات»: كان أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا(6/43)
ونسكا وورعا وإتقانا، جمع وصنف، وقمع من خالف السنة وانتحل ضدها.
ولما ذكر الخليلي ابنه عبد الله بن سليمان قال: هو إمام ابن إمام.
وقال ابن القطان: أبو داود إمام عصره.
2155 - (س) سليمان بن أيوب بن سليمان بن داود أبو أيوب الأسدي الدمشقي.
قال مسلمة: توفي بالرملة سنة تسع وسبعين ومائتين، وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
ولهم شيخ آخر يقال له:
2156 - سليمان بن أيوب بن سليمان أبو أيوب صاحب البصري.
روى عنه البغوي، وقال: توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين، حدث عن حماد بن زيد، وهارون بن دينار، وجعفر بن سليمان.
وقال ابن معين: هو ثقة صدوق حافظ معروف.
2157 - وسليمان بن أيوب بن سليمان بن موسى بن طلحة الطلحي.
روى عنه شيخنا الحاكم في «المستدرك» أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، وأبو صالح الحراني. – ذكرناهما للتمييز.
2158 - (م 4) سليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي أخو عبد الله.
قال ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات»: ولد لثلاث خلون من خلافة(6/44)
عمر بن الخطاب ومات سنة خمس ومائة بقندين قرية من قرى مرو بها قبره، وكان على قضاء مرو فيما قيل.
ولما ذكره مسلم وأخاه في الطبقة الثانية من أهل البصرة قال: مات هو وأخوه في يوم واحد بمرو وولدا في يوم واحد.
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: روى عنه أخوه عبد الله.
وعن بريدة أنه كان قاعدا عند عمر وكان كثير المال جدا إذا جاءه غلام فبشره بمولود فقال: أنت حر. فجاءه غلام آخر بعد ساعة فقال: ولد لك غلام فقال: ويحك قد سبقك بهذا فلان فقال: إنه غلام آخر قال: إن كنت صادقا فأنت أيضا حر، قال: فلم يبرح المسجد حتى أجرى عليهما ما كان يجري على الذرية، وكان عبد الله ولد قبل سليمان فكان سليمان يعرف له فضله بقدر ذلك.
روى عنه: أبو طيبة عبد الله بن مسلم، والحسين بن واقد وشيبان بن سنان المطوعي.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة، والترمذي، والطوسي، والحاكم، والدارمي.
وقال ابن قانع: ولد سنة خمس عشرة من الهجرة.
وفي كتاب «المنتجالي» - وذكر عبد الله وسليمان -: سليمان أوثقهما وأصحهما حديثا وقال: رميح بن هلال الطائي: سمعت عبد الله بن بريدة يقول: ولدت في أول خلافة عمر.(6/45)
ولما ذكر ابن شاهين وابن خلفون سليمان في الثقات قالا: قال أحمد بن حنبل: سليمان أفضل من عبد الله، وأوثق.
2159 - (ع) سليمان بن بلال القرشي التيمي مولاهم أبو محمد ويقال: أبو أيوب المدني ووالد أيوب.
قال الخليلي في «الإرشاد»: ثقة ليس بمكثر لقي الزهري، ولكنه يروي أكثر حديثه عن قدماء أصحاب الزهري، مثل عمر بن أبي عتيق وأقرانه، ولأبي بكر بن أبي أويس عن سليمان عن ابن أبي عتيق نسخة ينفرد بها، لا يرويها غيره، واحتج ببعضها وأخذ عن ربيعة ويحيى بن سعيد الفقيه، وأثنى عليه مالك وآخر من روى عنه لوين، وإذا روى عنه الثقات جل حديثه محتج به.
وقال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: كان جميلا ذا هيئة مفتي أهل المدينة.
وقال ابن الجنيد عن ابن معين: إنما وضعه عند أهل المدينة أنه كان على السوق، وكان أروى الناس عن يحيى بن سعيد.
وقال ابن مهدي: ندمت أن لا أكون أكثرت عنه.
وخرج ابن حبان حديثه في صحيحه، وكذلك الطوسي، والترمذي، والحاكم، وأبو عوانة.
وقال العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي: سليمان عندنا أحفظ من الدراوردي.(6/46)
ولما ذكره ابن شاهين في الثقات قال: قال عثمان بن أبي شيبة: لا بأس به وليس ممن يعتمد على حديثه.
2160 - سليمان بن بلال.
قال صاحب «الزهرة» ذكره بعض المحدثين في شيوخ مسلم ولم أقف عليه فنبه عليه المزي.
2161 - سليمان بن جنادة بن أبي أمية الدوسي والد عبد الله.
روى عن أبيه عن عبادة في القيام للجنازة حتى يوضع في اللحد. قال البخاري: هو منكر ولم يتابع في هذا، كذا ذكره المزي ولا أستبعده، والذي رأيت أن البخاري قال في «تاريخه الكبير»: سليمان بن جنادة بن أبي أمية الدوسي عن أبيه عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجنازة كان لا يجلس حتى توضع، ثم خالفوا اليهود، قاله نصر بن علي عن صفوان بن عيسى عن بشر بن رافع عن عبد الله بن سليمان عن أبيه: هو منكر. كذا هو بخط أبي ذر، وكذا هو في «التاريخ الأوسط» وكتاب «الضعفاء» له، ومن خط ابن ياميت: هو منكر الحديث، والله أعلم.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
2162 - (د س ق) سليمان بن الجهم بن أبي الجهم أبو الجهم الأنصاري الجوزجاني مولى البراء بن عازب.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» وصحح إسناده.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال محمد بن عبد الله بن نمير(6/47)
سليمان بن الجهم شيخ كوفي ليس به بأس ثقة.
وقال أحمد بن صالح: كوفي تابعي ثقة.
وذكره الحافظ أبو القاسم ضمرة بن يوسف السهمي في «تاريخ جرجان» محتجا بقول البخاري فيه، ويقال: الجرجاني. انتهى.
وكذا نسبه ابن حبان في «الثقات».
2163 - سليمان بن حبيب المحاربي أبو أيوب ويقال: أبو بكر ويقال: أبو ثابت الدمشقي الداراني القاضي.
قال محمد بن سعد: كان قليل الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: ولاه عمر بن عبد العزيز القضاء ومات سنة ست وعشرين ومائة بالشام، وقد قيل مات سنة خمس عشرة ومائة.
وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قيل: إنه قضى أربعا وخمسين سنة، وذكر خليفة، وابن أبي خيثمة، وابن قانع، والكلاباذي، والإمام أحمد في «تاريخه الكبير»، وإسحاق القراب أنه توفي سنة ست وعشرين.
وقال الهيثم بن عدي في «التاريخ» و «الطبقات»: توفي زمن الوليد بن يزيد انتهى. الوليد تولى بعد موت هشام في شوال سنة خمس وعشرين ومائة، وكذلك قاله يعقوب بن سفيان في «تاريخه الكبير».(6/48)
وقال أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه الكبير»: وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أن يزيد بن عبد الملك جعل الزهري قاضيا مع سليمان بن حبيب المعروف بابن قتة، وكان له شعر حسن وهو القائل:
مررت على أبيات آل محمد ... فلم أرها كعهدها يوم خلت
وكانوا رجاء ثم عادوا رزية ... لقد عظمت تلك الرزايا وحلت
وإن قتيل الطف من آل هاشم ... أذل رقاب المسلمين فذلت
وعند غنى قطرة من دمه أينا ... سنجزيهم بها يوما حيث حلت
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها ... وتقبلنا قيس إذا البعل زلت
2164 - (ع) سليمان بن حرب بن بجيل الأزدي الهاشمي أبو أيوب البصري قاضي مكة شرفها الله تعالى.
قال صاحب «الزهرة»: روى عنه البخاري مائة وسبعة وعشرين حديثا ومات آخر سنة أربع.
وقال أبو أحمد بن عدي: كان يغسل الموتى، وكان خيرا فاضلا أخذ تغسيل الموتى عن حماد بن زيد، وأخذه حماد عن أيوب، وأخذه أيوب عن أبي قلابة.
وقال ابن قانع: ثقة مأمون مات وله أربع وثمانون سنة.
وذكره أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي في «تاريخه» أنه مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وخرجه حديثه في «صحيحه» وكذلك أبو(6/49)
عوانة، وابن خزيمة، والطوسي، والحاكم.
وزعم المزي أنه قيل: إنه توفي سنة سبع وعشرين والأول أصح يعني سنة أربع وعشرين مريدا ابن عساكر - فيما أرى - في «النبل» وما درى أن هذا قاله أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه الكبير»، وأبو يعقوب إسحاق القراب، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن عاصم النبيل، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه الكبير». انتهى فلو قال قائل: إن هذا هو الصواب: لم يبعد منه لكثرة قائله وعظمهم.
وقال ابن السمعاني: كان ثقة ثبت.
2165 - (ع) سليمان بن حيان الأزدي أبو خالد الأحمر الكوفي الجعفري نزل فيهم.
قال حمزة السهمي في «تاريخ جرجان»: سمع من جواب التيمي بجرجان.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات» - الذي أوهم المزي نقل كلامه مقلدا الخطيب وتركا منه ما لا ينبغي تركه وهو: توفي في شوال سنة تسع وثمانين ومائة، وكان ثقة كثير الحديث.
وكذا ذكر وفاته ابن خلفون، وأبو حاتم البستي لما ذكراه في «جملة الثقات» وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة وأبو علي، وأبو عيسى، والحاكم، وأستاذه علي بن عمر الدارقطني صحح حديثه في كتاب «السنن».
وقال البزار في «كتاب السنن»: ثقة، وقال في «السنن»: ليس ممن يلزم بزيادته حجة لاتفاق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظا وأنه قد روى أحاديث عن الأعمش وغيره لم يتابع عليها.
وقال العجلي: ثقة ثبت صاحب سنة، وكان محترفا يؤاجر نفسه من التجار(6/50)
وكان أصله شاميا إلا أنه نشأ بالكوفة وسمع الحديث بها.
وقال أبو عبيد: سمعت أبا داود يقول: خرج الأحمر مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن فلم يكلمه سفيان حتى مات.
ولما ذكره أبو جعفر العقيلي في كتاب «الجرح والتعديل» قال: قال يحيى: أبو خالد ثقة وليس بثبت.
وقال سفيان: هو رجل صالح.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
2166 - (خت م 4) سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي البصري الحافظ فارسي الأصل، وهو مولى لقريش.
روى في مسنده عن جماعة أتينا بهم كي يعلم الناس أننا إذا ما نشطنا جاء أمثال ما ذكر، فمنهم: صخر بن جويرية بن أسماء، وسفيان بن عيينة، وزمعة بن صالح، وجعفر بن عثمان القرشي، ومحمد بن أبي سليمان، والهيثم بن رافع، وسعيد بن عبد الرحمن، وسوار بن ميمون، وسلام بن سليم، وأبو بكر الهذلي، سلمى بن عبد الله بن سلمى، وعبد الرحمن بن ثابت، وحريث بن السائب، ويزيد بن عطاء وعبد العزيز المختار، ويحيى بن سلمة بن كهيل، وعمرو بن ثابت، والصلت بن دينار وثابت بن زيد أبو زيد، وسعيد بن أبي حيان المكي، وسليم بن حيان ومحمد بن أبي حميد ختن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري الأنصاري، ومالك بن أنس(6/51)
الإمام، وعيسى بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن جعفر المدني، ومهدي بن ميمون، وأبو وكيع الجراح بن مليح، وخديج بن معاوية، ومحمد بن خازم أبو معاوية الضرير، والصعق بن حزن، وعبد الواحد بن واصل، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، وداود الواسطي، وقال: كان ثقة، وإسماعيل بن جعفر، وأسود بن شيبان، والحارث بن قدامة، ويحيى بن كثير، ومحمد بن دينار، وجابر بن يزيد بن رفاعة العجلي، وأبو الأشهب جعفر بن حيان، ومحمد بن راشد وقريش بن حبان، وأبو الصباح الشامي عن عبد العزيز الشامي وسهل بن سليمان، ومحمد بن درهم الأزدي، وصالح بن أبي الأخضر وخالد بن عبد الله الواسطي، وطغمة بن عمرو الجعفري، وأيوب بن جابر، وعبيد الله بن إياد بن لقيط، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، وثواب بن عتبة المهري، وحسن بن نباتة، وسلم بن زرير وحماد بن نجيح، وعبد الوارث بن []، وعزرة بن ثابت الأنصاري، وخالد بن رباح بن الفضل، وعقبة بن خالد أو خالد بن عقبة الشك من أبي داود، وعبد الجليل بن عطية، وأبو حرة واصل بن عبد الرحمن ومحمد بن سليم، والحسن بن واصل، وسكين بن عبد العزيز، وزيد بن أبي ليلى أبو المعلى العدوي، والمثنى بن عوف، وأبو معشر نجيح، وعمرو بن مرزوق، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، وأبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة، وأيوب بن عتبة، وسويد أبو الخطاب، ويعلى بن الحارث، وعمر بن رشيد، وعدي بن الفضل، وإسحاق بن يحيى بن طلحة، ويزيد بن طهمان الرقاشي، والفرج بن فضالة، وإسماعيل بن عياش، وعمرو بن ثابت، وطلحة بن عمرو، ومحمد بن عمرو الواقفي، وعبد الحميد بن بهرام، وجعفر بن الزبير الحنفي، وعمر بن قيس، وسعيد بن عبد العزيز، وعفان بن بدر بن الطهوي، ومحمد بن أبان، وأبو بكر الحناط، وجبر بن فرقد، وخالد بن أبي عثمان، ومسعر بن حبيب الجرمي، وإسماعيل بن جعفر المدني، وموسى بن تليدان من آل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والحسن بن وقاص الأنصاري، وبحر بن كنيز السقا، وإياس بن أبي تميم دغفل، وسليمان بن كثير، ونافع بن عمر الجمحي،(6/52)