ـ[إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال]ـ
المؤلف: العلامة علاء الدين مغلطاي
المحقق: أبو عبد الرحمن عادل بن محمد - أبو محمد أسامة بن إبراهيم
الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م
عدد الأجزاء: 12
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم](/)
مقدمة تحقيق
إكمال
تهذيب الكمال
في أسماء الرجال
تأليف
العلامة علاء الدين مغلطاي
ابن قليج بن عبد الله البكچري الحنفي
(689: 762 هـ)(مقدمة/1)
إكمال
تهذيب الكمال
في أسماء الرجال
تأليف
العلامة علاء الدين مغلطاي
ابن قليج بن عبد الله البكچري الحنفي
(689: 762 هـ)
تحقيق
أبي عبد الرحمن
أبي محمد
عادل بن محمد
أبي محمد
أسامة بن إبراهيم
المجلد الأول
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر(مقدمة/3)
جميع حقوق الطبع محفوظة للناشر
لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب أو إعادة
طبعة أو تصويره أو اختزان مادته العلمية
بأي صورة دون موافقة كتابية من الناشر.
الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
خلف 60 ش راتب حدائق شبرا
ت: 4307526 - 2055688 - القاهرة
اسم الكتاب: إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال
تأليف: العلامة علاء الدين مغلطاي
تحقيق: عادل بن محمد وأسامة بن إبراهيم
رقم الايداع: 17637/ 2000 م
الترقيم الدولي: 2 - 16 - 5704 - 977
الطبعة: الأولى
سنة النشر: 1422 هـ - 2001 م
طباعة: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر(مقدمة/4)
بسم الله الرحمن الرحيم(مقدمة/5)
كلمة الناشر
الحمد لله حمداً لا ينبغي إلا له. . . سبحانه له الحمد والشكر، والصلاة والسلام على سيد الخلق وإمام الأنبياء الحق سيدنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين وبعد. . .
من دواعي السرور والاغتباط وانشراح القلب أن تستمر مسيرة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر في خدمة كتاب الله تبارك وتعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فبعد أن شرفنا في العام السابق بإصدار الموسوعة الفقهية الكبرى التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد للإمام الحافظ ابن عبد البر، مرتباً على الأبواب الفقهية للموطأ ومحققا تحقيقا علميا على عدة نسخ خطية. ونحمد الله على نعمه أن لاقى قبول واستحسان طلبة العلم وثناء العلماء، فها نحن بحمده - سبحانه وتعالى - نستهل عامنا الحادي والعشرين ونقدم إلى جماعة الأمة الإسلامية هذه الموسوعة العلمية الضخمة إكمال تهذيب الكمال في علم تراجم رجال الحديث الشريف والتي تحوي أكثر من خمسة آلاف ترجمة يصدر في (اثنا عشر مجلدا).
والكتاب كنز من كنوز تراث الأمة الخالد، ولذا فإن إراجه بين أيدي العلماء والباحثين يفتح آفاقا رحبة للبحث العلمي والاستزادة من العلم، ولا شك أنه يمثل إضافة جديدة إلى المكتبة الحديثية.(مقدمة/7)
والفاروق الحديثة للطباعة والنشر إيمانا منها بأهمية وخطورة العمل في التراث أن تمتد إليه أيد العابثين، فقد قامت بإسناد وتحقيق الكتاب إلى من تثق في أمانتهما العلمية وخبراتهما العلمية وهما الأخوين الكريمين:
عادل بن محمد حفظه الله و أسامة بن إبراهيم حفظه الله
واللذان لم يدخرا جهدا في إتمام العمل وإخراجه إلى عالم المطبوعات فالله يجزيهما خيرا، وأسأله أن يبارك في عملنا هذا وأن يتقبله عنده، ويمنحه القبول عند الناس فما رآه المسلمون حسنا فهو حسن والحمد لله رب العالمين.
الناشر(مقدمة/8)
مقدمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون).
والحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه توجب على مؤدى ما حتى نعمه بأدائها: نعمة حادثة يجب عليه شكره بها، ولا يبلغ الواصفون كنه عظمته، الذي هو كما وصف نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه، أحمده حمدا كما ينبغي لكرم وجهه عز وجل وأستعينه استعانة من لا حول له ولا قوة إلا به،
وأستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه، وأستغفره لما أزلفت وأخرت، استغفار من يقر بعبوديته، ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وزكانا وإياكم بالصلاة عليه أفضل ما زكى أحدا من أمته بصلاته عليه، والسلام عليه ورحمه الله وبركاته، وجزاه الله عنا أفضل ما جزى مرسلا عن من أرسل إليه فإنه أنقذنا به من الهلكة وجعلنا في خير أمة أخرجت للناس دائنين بدينه الذي(مقدمة/9)
ارتضى واصطفى به ملائكته ومن أنعم عليه من خلقه. فلم تمس بنا نعمة ظهرت ولا بطنت، نلقى بها حظا من دين ودنيا أو دفع بها عنا مكروه فيهما أو في واحد منهما: إلا ومحمد صلى الله عليه وسلم سببها، القائد إلى خيرها، والهادي إلى رشدها، الزائد عن الهلكة وموارد السوء في خلاف الرشد المنبه للأسباب التي تورد الهلكة القائم بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد.
فنسأل الله المبتدئ لنا بنعمة قبل استحقاقها، المديمها علينا مع تقصيرنا في الإتيان على ما أوجب به من شكره بها، الجاعلنا في خير أمة أخرجت للناس، أن يرزقنا فهما في كتابه، ثم سنة نبيه، وقولا وعملا يؤدي به عنا حقه، ويوجب لنا نافلة مزيدة (1).
وبعد،،
فهذا التراث الضخم الذي آل إلينا من أسلافنا جدير بأن نقف أمامه وقفة الإكبار والإجلال، ثم نسمو برؤوسنا في اعتزاز وشعور صادق بالفخر والغبطة والكبرياء لأنه جزء أصيل من كيان الأمة ووجودها.
والوعي بالتراث أمر ضروري لحياة الأمة، وهو يجعلها تطل من خلاله على واقعها المعاصر بعين البصيرة الواعية التي تبني حاضرها على أسس سليمة، ودعائم راسخة من تطلعات الحاضر، وعراقة الماضي.
__________
(1) من كلام الإمام العالم محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله - في مقدمة لكتابه (الرسالة) تحقيق العلامة أحمد شاكر رحمه الله.(مقدمة/10)
ولذا بذل الاستعمار وأعوانه - وما زالوا - محاولاتهم لصرف الأمة عن تراثها ونبذه وراء ظهرها، تمهيدا لهدم هذا الصرح العظيم إيذانا بضياع هذه الأمة.
وقد منيت هذه الثروة بنكبات وكوارث وعواد عبر العصور أتت على مئات الآلاف بل الملايين منها تلفا وإحراقا وضياعا.
ومن منا لا يتذكر حادثة هولاكو وجنوده الذين صنعوا من الكتب جسرا يعبرون عليه نهر دجلة.
هذا إلى جانب ما أحرقه الصليبيون - أحرقهم الله - في حملاتهم المسعورة على البلاد الإسلامية، فقد قدر بعض المؤرخين ما أتلفه الصليبيون في طرابلس وحدها بثلاثة ملايين مجلد.
هذا بالإضافة إلى ما نهب وسرق من قبل المستشرقين والدول الاستعمارية في العصور الأخيرة.
وحسبنا في تقدير ما أصاب تراثنا المخطوط من تلف وضياع أننا نفتقد اليوم أسماء قدر كبير من المؤلفات القيمة التي تطالعنا أسمائها في تراجم العلماء والأدباء، وفي المصادر التي تعنى برصد حركة التأليف: كالفهرست لابن النديم، وكشف الظنون وذيوله، ومفتاح دار السعادة، وكتب برامج العلماء، حيث لا نقف في هذه المصادر إلا على مجرد الاسم فقط ولا نجد له أثرا في الواقع بعد البحث والتحري في مظانها.(مقدمة/11)
هذا فضلا عن الكتب التي لم يبقى منها سوى أشلاء مبعثرة وهي في حالة تدمي القلب وتصيب الإنسان بالحسرة على مجد هذه الأمة الضائع.
وعلى الرغم من ذلك فما بقي من هذا التراث، والذي هو أمانة بين أيدي الأمة الآن، يعد مفخرة لأمتنا، ويعبر عن مدى عناية علماء الأمة - طوال عصورها - بهذا التراث.
بيد أن الضعف الذي أصاب الأمة في هذه الأيام قد انعكس على هذا التراث بما ينذر بضياع البقية الباقية منه إن لم تداركه أيدي المصلحون ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ويرجع اختيارنا لكتاب (إكمال تهذيب الكمال) للعلامة مغلطاي رحمه الله إلى عدة أسباب.
أولاً: بحكم التخصص في هذا المجال الذي هو الحديث الشريف وعلومه، منذ أكثر من عشرين عاما، فهو من أهم العلوم الشرعية وأكثرها تولجاً في العلوم منه استمدت مناهجها وبأدواته واصطلاحاته قام بنيانها، ولذلك كثر وهم العاطلين منه والمخلين، وازداد المتمكنون منه صوابا ولقيت مصنفاتهم كل عناية وترحيب.
فهو بحق جدير بأن تفنى فيه الأعمار ويبذل في سبيل تحصيله الغالي والنفيس.
والله نسأل أن يزيدنا استبصارا به وتبحرا فيه، وعملا بمقتضاه إنه نعم المسؤول.(مقدمة/12)
ثانياً: ما زال المسلمون يتطلعون إلى بناء الموسوعة الشاملة للحديث النبوي الشريف والتي يتم خلالها تجميع كتب السنة وإعادة ضبط ما يحتاج منها على أصوله الخطية، والحكم على حال نصوصها من الصحة والضعف وفق أقوال أهل العلم ومناهجهم، ولن يتأتى هذا إلا من خلال تجميع كتب الرجال ضمن موسوعة واحدة قيمة يتم خلالها تجميع كل ما قيل في الراوي من أقوال الجرح والتعديل وبما يعين الباحثين على الوصول إلى حالة في الرواية.
وهذا لن يتأتى إلا بدراسة مصطلحات وألفاظ كل إمام على حدة حيث إن كل إمام يعد مدرسة مستقلة في هذا الجانب.
وكتاب (الإكمال) للعلامة مغلطاي بما يحويه من فوائد وتجميعات لهذه الألفاظ وتحليلات لها ومعلومات قيمة تشمل كل جوانب ترجمة الراوي بما تجعله بحق خزانة علم بحق وحلقة هامة لا يستغني عنه في أي مشروع يخص رجال الحديث النبوي الشريف.
وكيف لا وقد بنى الحافظ ابن حجر كتاب (تهذيب التهذيب) على كتاب مغلطاي حذو القذة بالقذة، واستخلص معظم مادته العلمية منه، حتى إنه ليتابعه في كثير من الأوهام مع دعوى الحافظ أنه سيحرر ويعود إلى الأصول، إلا أن واقع الكتاب يشهد أن الحافظ لم يفعل هذا إلا في القليل النادر.(مقدمة/13)
وقد أفصحنا عن شئ من هذا في مواضع عديدة من الكتاب. وكذا استفاد منه سبط ابن العجمي في كتابه (نهاية السول في رواة الستة الأصول) وهو ما زال في حيز المخطوط.
ولا يتصور أحد أن في كتاب ابن حجر غناء عن كتاب مغلطاي فمن طالع الكتابين علم الفارق بينهما، وهو كالفارق بين الهجان والهجين، والأصيل والدهين.
ولا ينقضي عجبي كيف يظل كتاب مغلطاي حبيس دور الكتب إلى هذه الأعصار المتأخرة، في حين يطبع كتاب ابن حجر (تهذيب التهذيب) عشرات الطبعات بما يملأ أرجاء العالم الإسلامي، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، والأعمال بالنيات.
وكذا الحال بالنسبة لكتاب (الكمال) للحافظ عبد الغني بن سعيد المقدسي الذي هو أصل الأصول، فما زال الكتاب في حيز المخطوط.
وقد كان هذا هو حال كتاب (تهذيب الكمال) للعلامة المزي إلى عهد قريب تداركته العناية الإلهية فطبع بعناية الدكتور/ بشار عواد.
وكتاب (إكمال تهذيب الكمال) مع غزارة مادته العلمية وما بذله العلامة مغلطاي من مجهودات في تجميع هذه المادة واستخراجها من بطون مئات من المراجع النادرة، والتي لم تتوافر لكثير من أهل العلم في عصره.(مقدمة/14)
إلا أن العلامة مغلطاي تناكر في هذا الكتاب وذلك بخروجه وتجاوزه حدود الأدب مع شيخه العلامة الحافظ المزي وإطلاق لسانه فيه حتى وصل به الحال أن رماه بالجهل وقلة العلم واغتراره بمن حوله من صغار الطلبة.
لقد أظهر المصنف تجاه شيخه المزي وتلميذه الذهبي حقدا دفينا كشف به عن سوءاته وما يضمره لهذين العالمين من ضغينة دفعته إلى استعمال سوء الأدب معهما والتعصب والتشغيب في الردود عليهما بما لا يليق بعالم مثله. وهذا أسوأ ما في الكتاب، ولعل بشأن صنيعه هذا أحمد الله ذكره، وأخر العناية بكتبه حتى عصرنا الحاضر فالله يعفو عنه ويسامحه.
وقد آثرنا أن يكون الكلام عن الكتاب، ومنهج المصنف وما يؤخذ عليه في فصل مستقل حتى تجتمع الفائدة وتكتمل، فانظره عقب ترجمة المصنف إن شاء الله.
وقبل أن أختم هذه الافتتاحية أحب أن أؤكد أننا لم ندخر وسعا في ضبط مادة الكتاب وهذا مبلغ علمنا وغاية جهدنا، فمن وقف فيه على تقصير أو خلل أو غير ذلك منه على تغيير أو زلل فليعذر إخوانه في ذلك متطولا، وليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا، أو يبلغنا إياه شاكرين له، فالتقصير من الأوصاف البشرية، وليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية، فهو الذي وسع كل شئ علما، وأحصى مخلوقاته عينا، واسما.(مقدمة/15)
وقديما قال الإمام مسلم في كتابه التمييز (1): (فليس من ناقل خبر وحامل أثر من السلف الماضين إلى زماننا وإن كان من أحفظ الناس وأشدهم توقيا وإتقانا لما يحفظ وينقل إلا الغلط والسهو ممكن في حفظه ونقله) أ. هـ.
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لنا زللنا، وأن يبارك في علمنا هذا ويجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به أهل العلم وطلابه وأن يجزل مثوبة علمائنا، وأن يتجاوز عما أخطأوا فيه، وأن يرزقنا حسن الأدب معهم والحمد لله رب العالمين.
المحققان
__________
(1) (ص: 170).(مقدمة/16)
ترجمة المصنف (*)
اسمه ونسبه:
هو العلامة المحدث أبو عبد الله علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري الحكري التركي الأصل مصري النشأة.
وسماه القاضي تقي الدين الحنفي كما في (طبقات الحنفية): محمد مغلطاي.
وقال برهان الدين العمادي: علاء الدين على مغلطاي (1).
ومغلطاي بضم الميم وإسكان الغين وفتح اللام كذا عند الأكثرين.
ويقال: بضم الميم وفتح الغين واسكان اللام، ورجحه خير الدين الزركلي في (الأعلام) وقيل غير ذلك.
وقليج بضم القاف بجيم آخره مصفرا، وقيل
__________
(*) مصادر الترجمة:
لحظ الألحاظ (ص: 33)، لسان الميزان (7/ 197)، شذرات الذهب (6/ 197)، النجوم الزاهرة (11/ 9)، تاج التراجم (77) ذبل الصبر (1/ 70 - 73)، الدرر الكامنة (5/ 122)، طبقات الحفاظ للسيوطي (2/ 392) خطط المقريزي (2/ 392)، السلوك له، طبقات الشافعية للسبكي (10/ 408 - 428).
(1) حاشية الكوثري على لحظ الألحاظ (133).(مقدمة/17)
بكسر القاف آخره حاء مهملة (1).
ووقع في (لسان الميزان) بفاء في أوله كذا في جميع الأصول الخطية غير أن الحافظ ابن حجر ذكره في (الدرر) بقاف وجيم البكجري بفتح الموحدة وسكون الكاف وفتح الجيم كذا في (ذيل لب اللباب) نقلا عن الداودي (2).
مولده:
ذكر الحافظ ابن حجر في (الدرر الكامنة) قال: وكان مغلطاي يذكر أن مولده سنة 689 هـ، ولما سأله العراقي عن مولده قال: سنة 689 هـ.
وقيل بعد سنة 690 حكاه ابن حجر عن الصفوي (3)، وكذا ذكره الشوكاني (4).
وقيل: في سنة 690 حزم به ابن رافع كما في (النجوم الزاهرة).
شيوخه:
بحكم نشأة العلامة مغلطاي في مصر، ومقامه بالقاهرة التي كانت في ذاك الوقت عامرة بالعلماء والحفاظ مما أتاح له الفرصة للقاء العديد من مشاهير الحفاظ والفقهاء منهم:
__________
(1) النجوم الزاهرة (11/ 9).
(2) حاشية الكوثري على لحظ الألحاظ.
(3) الدرر الكامنة (5/ 322).
(4) البدر الطالع (2/ 312).(مقدمة/18)
(1) الإمام الفقيه المحدث محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المعروف بابن دقيق العيد قاضي الدار المصرية المتوفى سنة 702 هـ.
وشكك جماعة من الحفاظ، كالعراقي وابن حجر في سماعة المصنف منه، وتأتي مناقشة هذه القضية عند حكاية أقوال أهل العلم في المصنف.
(2) الإمام الحافظ العلمية أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي المتوفى سنة 705 هـ وهو من أشهر مشايخه ويحكى عنه كثيرا في كتابه هذا.
(3) نور الدين علي بن نصر الله بن عمر القرشي المصري الشافعي المعروف بأبي الحسن بن الصواف المتوفى سنة 712 هـ راوي (سنن النسائي)، وذكر مغلطاي أنه سمع منه أربعين حديثا من (سنن النسائي)، وكان ذلك سنة 712 هـ، كما في (لحظ الألحاظ) قد شكك الحافظ العراقي في سماعه منه كما يأتي بيانه.
(4) الحسن بن عمر بن عيسى بن خليل أبو علي الكردي نزيل الجزيرة بمصر المتوفى سنة 720 هـ.
ذكره ابن حجر في (الدرر الكامنة).
(5) شيخ الاسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني المعروف بابن تيمية.
كذا ذكره المصنف عند ترجمة زهرة غير منسوب من هذا(مقدمة/19)
الكتاب، ونعته بقوله: شيخنا.
(6) الإمام الحافظ الفقيه محمد بن محمد بن محمد بن أحمد اليعمري المعروف بابن سيد الناس المتوفى سنة 734 هـ.
كذا ذكره ابن حجر، وغير واحد في شيوخ المصنف وهو أشهر من تخرج بهم كما ذكر ابن فهد في (لحظ الألحاظ) (1).
(7) الإمام الفقيه علي بن عبد الكافي بن تمام أبو الحسن السبكي المتوفى سنة 756 هـ.
ذكره ابن حجر (2) وغيره.
(8) الحافظ أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحنفي المعروف بابن الشحنة المتوفى سنة 730 هـ.
ذكره ابن فهد في (لحظ الألحاظ) (3).
(9) الإمام العلامة الحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف أبو الحجاج المزي، المتوفى سنة 742 هـ.
فقد نعته المصنف في تقدمة كتابه هذا بقوله: شيخنا.
هؤلاء أشهر شيوخ المصنف الذين حمل عنهم العلم اقتصرنا عليهم، لصعوبة الحصر في هذا الباب، وخاصة أن المصنف من المكثرين عن الشيوخ، والحمد لله.
__________
(1) (138).
(2) (لسان الميزان): (6/ 73).
(3) (134).(مقدمة/20)
تلاميذه:
لقد نال العلامة مغلطاي بسبب كثرة علمه وسعة اطلاعه شهرة وذاع صيته، مما دفع كثيرا من نبهاء الطلبة إلى التوجه إليه والإقبال على دروسه، فكان أشهر من تتلمذ عليه وتخرج به:
1 - الإمام الفقيه أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي المذهب المعروف بابن الملقن توفى عام 804 هـ.
لازم المصنف ملازمة شديدة، وتخرج به وقد نسج كثير من مصنفاته على منوال مصنفات شيخه (1).
2 - العلامة الفقيه سراج الدين عمر بن رسلان الكناني الشافعي المعروف بالبلقيني مات سنة 805 هـ (2).
3 - الإمام الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين بن عبد الرحمن المعروف بالعراقي مات سنة 806 هـ (3).
4 - إسماعيل بن إبراهيم بن محمد، أبو محمد الحنفي الكناني مات سنة 803 هـ.
ذكر الحافظ السخاوي أنه تخرج بالحافظ مغلطاي (4).
5 - عبد الله بن مغلطاي بن قليج ابن المصنف مات سنة 791 هـ (5).
__________
(1) (الضوء اللامع): (6/ 100).
(2) (الضوء اللامع): (6/ 85).
(3) طبقات الحافظ للسيوطي (538).
(4) (الضوء اللامع): (2/ 286).
(5) (الدرر الكامنة) (2/ 412).(مقدمة/21)
آراء العلماء فيه:
مع ما وصل إليه العلامة مغلطاي من علم، وما نال من مناصب مرموقة كانت جديرة أن يصون نفسه عن المهاوي التي تعترض طريق أهل العلم، فدفعته شهوة الاستكثار من السماع إلى إدعاء ما ليس عنده مما عرضه لسياط أهل العلم ولدغاتهم وهم في ذلك معذورون، لأن من أظهر سوءا عامله العلماء بسوء وإن كانت نيته حسنة.
فقد تورط المصنف في أمور - لو صحت - فهي مفسدة للعدالة وبعضها ينبئ عن تدني مستوى كفاءته العلمية - كما يأتي بيانه -.
كما أدى إطلاق المصنف لسانه في مشايخه وأقرانه من علماء عصره إلى تصدي العلماء له وتتبع زلاته وكشفها ومن جذب ذيول الناس جذبوا ذيله، فالله يعفو عنا وعنه.
ما ورد في الثناء عليه:
وصفه الحافظ ابن حجر بالإمام العلامة (1)، وقال: انتهت إليه رئاسة الحديث في زمانه (2)، وفي مقدمة (تهذيب التهذيب) (3) وصفه بأنه شيخ الشيوخ.
وقال الحافظ ابن فهد المكي (4): العلامة الحافظ المحدث المشهور.
__________
(1) (لسان الميزان) (7/ 176).
(2) مقدمة تعجيل المنفعة (ص: 11).
(3) مقدمة تهذيب التهذيب (1/ 8).
(4) (لحظ الألحاظ): (ص: 133).(مقدمة/22)
وسئل الحافظ العراقي (1) عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ: مغلطاي وابن كثير وابن رافع والحسيني، فأجاب بأن مغلطاي أوسعهم حفظا.
وفي (ذيل العبر) (2) وصفه أبو زرعة ابن العراقي بأنه صاحب التصانيف المشهورة، بأنه شيخ المحدثين.
وفي (حسن المحاضرة) (3): قال الحافظ السيوطي: كان عارفا بفنون الحديث.
ما نسب إلى العلامة مغلطاي من تجاوزات ومناقشة ذلك:
ومن أشد ما شنعوا به عليه إدعاؤه السماع من أبي الحسن الصواف الإمام راوي (سنن النسائي) وابن دقيق العيد وغيرهما.
قال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) (4):
قال شيخنا العراقي: وسألته عن أول سماعه، فقال: رحلت قبل السبعمائة إلى الشام. فقلت: فهل سمعت بها شيئا؟ قال: سمعت شعرا ثم أدعى أنه سمع علي أبي الحسن بن الصواف راوي النسائي. فسألته عن ذلك فقال: سمعت عليه أربعين حديثا من النسائي انتقاء نور الدين الهاشمي بقراءته، ثم أخرج بعد مدة جزءا منتقى من النسائي بخطه ليس عليه طبقة لا بخطه ولا بخط غيره.
__________
(1) طبقات الحفاظ للسيوطي: (ص: 533).
(2) (1/ 70).
(3) (1/ 359).
(4) (7/ 176).(مقدمة/23)
فذكر أنه قرأه بنفسه سنة اثنتي عشرة على ابن الصواف، يعني سنة موته.
وقال العراقي: وادعى أن الفخر بن البخاري أجاز له، وصار يتتبع ما كان خرج عنه بواسطة، فيكشط الواسطة ويكتب فوق الكشط: أنبأنا.
وقد قال في هذا الجزء: سمعت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد يقول،. بمدرسة الكاملية، سنة اثنتين وسبعمائة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) قال العراقي: فذكرت ذلك للسبكي فقال: إن الشيخ تقي الدين ضعف في آخر سنة إحدى وسبعمائة، وتحول إلى بستان خارج باب الخرق فأقام به إلى أن مات في صفر سنة اثنتين وسبعمائة.
قال: ثم ذكر لي مغلطاي أنه وجد له سماعا على الشيخ تقي الدين في جزء حديثين فسألته عنه فقال: من سنن الكجي فقلت له: من كتب الطبقة؟ فقال: الشيخ تقي الدين نفسه. فسألته أن أقف عليه فوعد، فوجدته بعد بخزانة كتبه الظاهرية. فطلبته منه فتعلل. ثم وقفت في تركته على سنن أبي مسلم الكجي وفيه سماعه لشئ منه على بنت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد (1) أ. هـ.
وهذه هولة عظيمة لمغلطاي، كان أجدر به، - وهو العالم - أن ينأى بنفسه عن مثل هذه المزالق التي أضرت به وأذهبت ببركة علمه وهي ثناء الناس عليه في محياه ومماته. فالله يعفو عنا وعنه.
__________
(1) وانظر - أيضا - (ذيل العبر) (1/ 70 - 73).(مقدمة/24)
وفي (لحظ الألحاظ) (1) قال ابن فهد: وكان أول سماعه الصحيح للحديث في سنة سبع عشرة وسبعمائة، غير أنه ادعى السماع من جماعة قدماء ماتوا قبل هذا كالدمياطي، وابن الصواف، ووزيرة ابنة المنجا، وتكلم فيه الجهابذة من الحفاظ، لأجل ذلك ببراهين واضحة قد تقدم بعضها فالله تعالى يغفر لنا وله. ا. هـ.
وذكر ما سبق أن سقناه عن العراقي.
وفي (اللسان) - أيضا -: وصنف (الواضح المبين فيمن استشهد من المحبين) فعثر منه الشيخ صلاح الدين العلائي على كلام ذكره في أوائله ما غرر به القاضي موفق الدين الحنبلي، فعزره ومنع الكتبيين من بيع ذلك الكتاب.
وقد أفصح ابن العماد في (الشذرات) (2) عن هذا الأمر، فقال: فلما كان في سنة خمس وأربعين وقف له العلائي لما رحل إلى القاهرة على كتاب جمعه في (العشق) تعرض فيه لذكر الصديقة عائشة - رضي الله تعالى عنها - فأنكر عليه ذلك، ورفع أمره إلى الموفق الحنبلي، فاعتقله بعد أن عزره، فانتصر له ابن البابا وخلصه.
ومع وضوح الأمر إلا أن هذا لم يكن كافيا عند الشيخ الكوثري (3) - الحنقي المتعصب - فأخذ يرغي ويزبد ويلقي بالتهم
__________
(1) (ص: 136).
(2) (6/ 197).
(3) (ذيل لحظ الألحاظ) (ص: 136 - 140).(مقدمة/25)
جزافا فأصاب كثير من أفاضل أهل العلم من حيث يدري أو لا يدري.
وادعى أن ما حكاه أهل العلم ليس فيه حجة صريحة، بل هو ظن ومناحرة بين الأقران، وغالب ما ذكره الكوثري في الدفاع عن المصنف من مغالطاته المعهودة، فهو يسقط كل القواعد والأعراف إذا كان الأمر متعلقا بأحد بني مذهبه، حتى ولو أدى الأمر إلى الإطاحة برؤوس الكثير من أهل العلم.
وكتابه (تأنيب الخطيب) شاهد عيان على ذلك، وقد قيض الله تبارك وتعالى له أحد أفذاذ علماء العصر وهو العلامة المعلمي اليماني - رحمه الله - فألقمه حجرا، ورد سهمه في نحره، وذلك في كتابه الماتع المسمى (بالتنكيل لما في تأنيب الكوثري من الأباطيل). فجزاه الله عن الاسلام وعلمائه خيرا.
ومع وضوح التهم فهذا لا يدفعنا إلى إهدار أعمال الرجل، لما تحويه من علم وفوائد واسعة في النقل لا يستغني عنها طالب علم، مع الاحتراز والتثبت فيما يحكيه، لأنه قليل التحرير والتدقيق.
قال الحافظ زين الدين بن رجب (1): كان عارفا بالأنساب، معرفة جيدة، وأما غيرها من متعلقات الحديث فله بها خبرة متوسطة.
وقال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (2): وقرأ عليه في الجزء
__________
(1) (شذرات الذهب) (6/ 197).
(2) (7/ 132).(مقدمة/26)
الذي خرجه لنفسه، وفيه أوهام شنيعة مع صغر حجمه، وكذلك رأيت ردا عليه في هوامشه للحافظ أبي الحسن بن أيبك.
وقال: وعمل في فن الحديث (إصلاح ابن الصلاح) فيه تعقبات على ابن الصلاح أكثرها غير وارد وناشئ عن وهم، أو سوء فهم. وقال: كتبه كثيرة الفائدة على أوهام له فيها ا. هـ.
وما قاله الحافظان ابن رجب، وابن حجر واضح لكل من طالع كتب المصنف، ككتابه في (التعليق على سنن ابن ماجة)، وكتابه في (المختلف فيهم من الصحابة) وهذا الكتاب موضوع التحقيق وبأدنى تأمل، فهو واسع النقل قليل التحرير شديد التعصب على أهل العلم. عكس ما ذهب إليه الشيخ الكوثري الذي اتهم الحافظ ابن فهد زورا وبهتانا أنه لم يطالع كتب المصنف، ودليله على ذلك أن الحافظ ابن فهد لم يذكر ضمن مؤلفات المصنف كتاب (إكمال تهذيب الكمال)، وهذا عجيب من الشيخ! فالكتاب ذكره ابن فهد ضمن مؤلفات المصنف، كما في (لحظ الألحاظ) (1)، والذي علق عليه الشيخ ونفس الموضع بقوله: وكتاب ذيل به على تهذيب الكمال للمزي.
فعلق الكوثري بقوله: وهو المسمى بالإكمال!.
فهل يا ترى غفل الكوثري عن هذا؟ أم أن الهوى غلب عليه؟! وقد عقدنا فصلا خاصا لدراسة كتابه (الإكمال) الذي هو محل
__________
(1) (ص: 139).(مقدمة/27)
التحقيق، فانظره في هذه الافتتاحية إن شاء الله.
وفاة المصنف:
اتفق العلماء أن وفاته كانت في شعبان سنة 762 هـ، زاد ابن العماد والسيوطي (1) أن ذلك كان في الرابع عشر من شعبان، إلا ما كان من الحافظ ابن حجر حيث ذكر في (اللسان) (2): أن وفاته كانت في الرابع والعشرين من شعبان سنة إحدى وستين وسبعمائة، وهو خلاف ما ذكره في (الدرر الكامنة) (3) موافقا لجماعة العلماء.
وذكر محقق كتاب (الدرر الكامنة) الأستاذ/ محمد سيد جاد الحق أن المقريزي صحح في (خططه) أن وفاته كانت سنة 732 هـ.
والثابت عن المقريزي ما قاله الجماعة، والله أعلم.
وكانت وفاته - كما ذكر ابن فهد وغيره - في المهدية خارج باب زويلة من القاهرة بحارة حلب ودفن بالريدانية، وتقدم للصلاة عليه القاضي عز الدين بن جماعة.
رحمه الله تعالى وغفر له، وجزاه خيرا على ما قدم من علم نافع.
__________
(1) الشذرات (6/ 197)، طبقات الحفاظ (ص: 534).
(2) (7/ 133).
(3) (5/ 123).(مقدمة/28)
أهم مؤلفات المصنف
(1) كتاب (إكمال تهذيب الكمال) وهو موضوع التحقيق.
(2) (الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء) مخطوط. ينقل عنه كثير في كتابه السابق.
(3) (الإعلام بسنته عليه السلام) مطبوع. شرح لسنن ابن ماجة.
(4) (الإبانة عن المختلف فيهم من الصحابة) مخطوط. ولم يتمه ونسبه إليه السيوطي في ذيل التذكرة (1) وغير واحد.
(5) (إصلاح بن الصلاح) وهو نكت على كتاب علوم الحديث لابن الصلاح. ذكره له الحافظ ابن حجر في كتابه (النكت) والسخاوي في (الإعلان بالتوضيح) (2).
(6) (الاستدراك على تحفة الأشراف) ذكره ابن حجر في (اللسان).
(7) (ترتيب بيان الوهم والإيهام) لابن القطان. ذكره ابن حجر في (اللسان).
(8) "ترتيب زوائد ابن حبان على الصحيحين". ذكره ابن حجر وابن فهد (لحظ الألحاظ) (3).
__________
(1) (ص: 336).
(2) (ص: 84).
(3) (ص: 139).(مقدمة/29)
(9) (الواضح المبين في ذكر من استشهد من المحبين). ذكره ابن حجر في (اللسان) وغير واحد، وبسبب هذا الكتاب تعرض له العلائي، وتعرض لمحن حتى خلصه بعض أهل العلم كما سبق بيانه.
هذا أهم ما للمصنف من مؤلفات، وإلا فقد استوعب كثير من المترجمين له معظم مؤلفاته فلتنظر.(مقدمة/30)
كتاب (الإكمال) وأهميته
وكتاب الإكمال أصله كتاب (الكمال) لحافظ عبد الغني بن سعيد أبو محمد المقدسي (ت: 600 هـ) الذي كان محط أنظار الباحثين ومحل عنايتهم، إلى أن قام الإمام جمال الدين المزي حافظ العصر في وقته فعمل عليه تهذيب يعتبر من أجود ما صنف في هذا الفن وقد صار فيما بعد حكما بين المختصين في هذا العلم وإليه المرجع عند الخلاف.
وقد كان من اهتمام العلماء به واحتفائهم أن كثرت عليه الاختصارات مثل كتاب (تذهيب التهذيب) و (الكاشف) وهما للحافظ الذهبي، وكتاب (التكميل) للحافظ ابن كثير.
وهو كعامة كتب المتأخرين بداية من القرن الخامس مرورا بعصر المؤلف تتميز بالجمع والترتيب والاستدراكات والشرح.
فقد كان جل همهم استفراغ ما دون في كتب المتقدمين من معلومات ومحاولة الزيادة والاستدراك عليها فجاءت كتبهم حافلة بالمعلومات والاستدراك.
ثم جاء كتاب العلامة مغلطاي - رحمه الله - ذكر في افتتاحية كتابه أنه بدأ في تأليفه عام 744 هـ. وأكمل تأليفه في مثل حجم الأصل.(مقدمة/31)
وذكر الحافظ ابن فهد (لحظ الألحاظ) (1) أنه يقع (2) في أربعة عشر مجلدا اختصر منه ما اعترض به على الحافظ المزي في مجلدين ثم في مجلد لطيف.
وفي مقدمة (تعجيل المنفعة) (3) أنه اختصره في قدر النصف، ثم في مجلد اقتصر فيه على التعقيبات، وذكر أنه وقف عليه بخطه.
ومن خلال دراستنا للكتاب وعملنا فيه فقد تبين أن الكتاب ملئ بالفوائد الهامة، بقدر ما فيه من أوهام وتشغيب كما وصفه الحافظ أبو زرعة العراقي - رحمه الله - في كتابه (ذيل العبر) (1/ 70) ومن الممكن أن نجمل أهم ما يميزه في الآتي: -
أولا: استدراك بعض التراجم التي غفل عنها المزي - بزعمه - وهي على شرط كتابه (التهذيب) ولازمة له.
وهي على قلة عددها إلا أن الكثير منها لا يلزم المزي بل هي وهم من المصنف.
مثل: إسماعيل بن عمرو البجلي الذي زعم أن مسلما أخرج له فاستدركه على المزي، ووهم في ذلك كما نبه عليه ابن حجر وبين أنه تصحيف من إسماعيل بن عمر الواسطي.
ومثل إسماعيل بن قعنب الذي لم يتفطن له المصنف وأنه نسبه
__________
(1) (ص: 139).
(2) (7/ 132).
(3) (ص: 11).(مقدمة/32)
إلى جده وهو إسماعيل بن مسلمة بن قعنب ترجم له المزي في هذا الموضع.
وانظر - أيضا - إسماعيل بن زرارة، وإسماعيل بن جرير بن عبد الله البجلي وغير ذلك كثير ممكن الاطلاع عليه في ثنايا الكتاب.
ثانيا: من أهم ما يميز الكتاب أنه حفظ لنا مادة لروايات في الجرح والتعديل انعدم وجودها الآن بين الناس كرواية أبي جعفر البغدادي عن أحمد، ورواية الغلابي عن يحيى بن معين ونحو ذلك، وكذا النقل عن كثير من مصادر العلم المفقودة الآن ككتب الرشاطي، وكتب الزبير بن بكار وكتاب (الوفيات) لابن قانع، وكتاب (التعريف بصحيح التاريخ) لأحمد بن أبي خالد وتاريخ القراب.
وغير ذلك من الكتب النافعة والتي انتهت من عالمنا الآن فرحم الله المصنف وجزاه خيرا.
ثالثا: قام باستدراك كثير من أقوال الجرح والتعديل لم يتعرض المزي لذكرها.
وغالب هذه الأقوال عن المتأخرين، وكثير ممن ذكر إما من المتساهلين كابن شاهين والحاكم، أو لا يعبأ به في هذا العلم كابن حزم، أو غير المدققين كأبي إسحاق الصريفيني.
رابعا: نعم احتوى الكتاب على نقولات كثيرة من الأهمية بمكان ذكرها وخاصة ما ينقله عن كبار الأئمة كابن المديني وابن معين(مقدمة/33)
وغيرهما في إتيان السماعات ونفيها مثل ما فعل في ترجمة الحسن البصري، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وكذا التيمي. وغير ذلك كثير.
ولكن يعيب المصنف أنه ينقل بلا تحرير، ولا يهتم بثبوت هذه الأقوال عن أصحابها، وهذه آفة من آفات الكتاب، ويأتي مزيد بيان بهذا الصدد عند الحديث عن المآخذ على منهج المصنف.
التنبيه على الرواة الذين أخرج لهم أصحاب الصحاح كابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وابن الجارود في كتابه المنتقى وغير هؤلاء إشارة منه إلى أن هذا التخريج فيه نوع توثيق من أصحاب هذه الكتب للراوي المترجم.
خامسا: هذا بالإضافة إلى ما اشتمل عليه الكتاب من تعقبات ومآخذ نجملها في الآتي:
أ - التعقب على المزي والاستدراك عليه في أنساب الرواة وهذا أهم ما يميز الكاتب قد برع العلامة مغلطاي في هذا الفن وتعقباته تشهد له بالنبوغ فيه وقد شهد له كثير من أهل العلم بالتضلع في هذا الفن من العلم. انظر على سبيل المثال، ترجمة: الحارث بن حسان بن كلدة، والحارث بن عمرو السهمي، والحارث العقيلي وغير ذلك.
ب - تعقب المزي في إغفاله لبعض من أخرج لصاحب الترجمة من أصحاب الكتب الستة مع ثبوت روايتهم عنه.(مقدمة/34)
وقد اعتمد العلامة مغلطاي في كثير من هذه التعقبات على أبي إسحاق الصريفيني وغالبها وهم كما سبق أن أشرنا إليه.
ج - تصويب وإتمام كثير من النصوص التي نقلها المزي بالمعنى أو اضطر إلى أخذها بالوسائط لعدم وجود الأصل.
د - اهتمام المصنف بالتمييز بين الراوي صاحب الترجمة وما يظن أنه شكل معه. وقد توسع المصنف في هذا الجانب، والكثير منه لا يلزم المزي.
كانت هذه أهم أنواع التعقبات التي تعقب بها المصنف على المزي.
ولقد كان له - أيضا بعض المآخذ نجملها في الآتي: -
(1) أنكر المصنف على المزي اهتمامه بذكر أسانيده إلى الرواة المترجمين من قبيل العلو والموافقة والأبدال وغير ذلك، وقد وصل في إنكاره إلى حد الشطط حيث قال في ترجمة سعيد بن بشر الأنصاري: لقد ضاق ذرعي وسئمت من تكرار هذا القول، ولولا تورطي في هذه العجالة التي أكتبها إلى هذا الموضوع لكنت تركت إتمامها.
وفي موضع آخر ترجمة زيد بن خراجة بن أبي زهير نظم شعرا حول هذا المعنى:
أبا الحجاج قد صعد الثريا ... كلامي إذ نزلت إلى الحضيض
بلغت به المدى لما تعبنا ... وصابرت الهاد كالمريض
وجئت بقول أهل العلم طرا ... تشغلك أنباء السند العريض(مقدمة/35)
وقد جعل المصنف هذا الأمر ديدنه على طول الكتاب (1) مع أن هذا لا يعاب المزي به كما نبه الحافظ ابن حجر (2) ولكنه لم يحرك ساكنا تجاه هذه التطاولات ومر عليها مرور الكرام فالله يغفر للمصنف ولعلماء المسلمين.
(2) الانكار على المزي محاولة استيعاب شيوخ و تلاميذ الراوي المترجم وأن الإحاطة بهذا الباب متعذرة، وهذا أعظم ما في الكتاب، فمن العجب أن يستنكر عليه، ولا يخفى على كل مشتغل بالحديث ضرورة هذا الأمر إذ بغيره يتعذر تعيين كثير من رواة الأسانيد كما أنه مفيدا سلفا في معرفة اتصال الأسانيد، بل الكثير من أهل العلم كانوا يودون لو توسع المزي أكثر من هذا، وما قام به المزي يعد عملا رائعا يعجز عن القيام به الجمهرة من أهل العلم، ولا يقدر عليه الآن سوى جهاز الحاسب الألي (الكمبيوتر) فجزاه الله خيرا وأجزل له الثواب.
هذه أهم المآخذ التي أخذها المصنف على كتاب المزي وهي كما ترى لا تصلح أن تكون مآخذا.
أما باقي المآخذ، والتي تعرض لها المصنف في مقدمة كتابه
__________
(1) وانظر - أيضا - ترجمة ذويب حلحلة، وزيد بن عياش الزرقي.
(2) التهذيب: (1/ 3).(مقدمة/36)
كزعمه أن المزي لم يكن دقيقا في بعض نقوله عن العلماء ونحو ذلك، فهذا لا يسلم منه كتاب ولم ينج منه عالم حتى المصنف نفسه وقد نبهنا على الكثير من أوهام المصنف، فانظره في الفصل الآتي إن شاء الله تعالى.(مقدمة/37)
منهج المصنف في كتابه
يتلخص منهج المصنف في كتابه في الخطوات الآتية:
(1) يذكر عنوان الترجمة كنص الحافظ المزي ثم يتوجه عليه بما يراه من تعقبات أو زيادات يراها هامة.
وكثير من هذا لا يسلم فيه للمصنف إلا ما ذكره في باب الأنساب فقيه فوائد جمعة.
وقد اعتنى كثيرا بضبط الأسماء وذكر الكنى وإن تعددت، وكذا استفاض في تحرير النسب وقد حرص المصنف على التدليل على كل ما يقول مع الرجوع إلى المصادر الأصلية ما أمكن.
(2) حرص المصنف على تجميع أكبر قدر ما أمكن من المادة العلمية والتي تفيد في حال الراوي جرحا أو تعديلا.
ودفعه هذا إلى النزول كثيرا إلى كتب المتأخرين واللجوء إلى من لا يعول عليه في هذا الباب كالجاحظ وغيره من أهل البدع، وكذا الاعتماد على المتساهلين كابن شاهين والحاكم والصريفيني ونحوهم.
ويأتي مزيد شرح وتوضيح عند الحديث عن أوهام المصنف في كتابه.(مقدمة/38)
(3) حرص المصنف على التنبيه على الرواة الذين أخرج لهم أصحاب الصحاح كابن خزيمة، وابن حبان والحاكم، وكذا ابن الجارود في كتابه (المنتقى)، والضياء في كتابه (المختارة) إشارة منه إلى أن هذا التخريج فيه نوع توثيق من أصحاب هذه الكتب للراوي المترجم.
(4) حرص المصنف في تراجم الصحابة على ذكر كل من أخرج له من أصحاب الكتب كالإمام أحمد في (مسنده) والطبراني في (معاجمه) وغير ذلك خاصة إذا نفى المزي الصحبة، أو زعم أن فيها خلافا ظنا منه أن هذا مما يفيد إثبات الصحبة ويرفع الخلاف.
(5) اهتم المصنف باستدراك الرواة الذين فات المزي ذكرهم من خلال الكتب الستة، ولم يتحصل للمصنف من هذا شيئا ذا بال كما يأتي بيانه.
كما حرص المصنف على ذكر الرواة الذين قد يشكلوا مع الراوي المترجم كنوع من التمييز ودفع الإشكال.
هذه مجمل عناصر المنهج الذي قام عليه عمل المصنف في كتابه وهي لا تخلو من الإشكالات وعليه فيها اعتراضات رأينا من الأهمية أن نفرد لها فصلا مستقلا.(مقدمة/39)
ما يؤخذ على المصنف في كتابه هذا
وقبل أن نبدأ في الشرح والبيان نحب أن نؤكد أنه لولا إسراع البعض إلى اعتقاد خطأ المخطئين والاغترار بالأقوال الساقطة عند العلماء رأينا أنه من الأهمية الكشف عما في أقوال المصنف من الانحراف، ورد مقالته بقدر ما يليق بها من الرد، لما في هذا من المنفعة إن شاء الله.
أولى هذه المآخذ: خروجه عن حد الأدب الواجب مع شيخه الذي نهل من علمه وتخرج به، وصلت إلى حد التطاول فرماه بالجهل كما في ترجمة ثابت بن أبي صفية.
وأنه لم يكن يعرف الاستفادة من بعض الكتب كما في ترجمة زيد بن وهب الجهني، واتهامه إياه بحب التقليد وأنه يركن إلى الراحة وغير ذلك من التطاولات وهي أشنع ما في الكتاب والتي أن دلت على شئ إنما تدل على مدى حقد وحنق المصنف على شيخه،.
لقد تبوأ الحافظ المزي - رحمه الله - مرتبة عالية بين أقرانه وذلك لسبق علمه وتدينه وتميزه بين أهل عصره ولذا أمه طلبة العلم من كل حدب وصوب حتى قال الحافظ الذهبي رحمه الله (الدرر الكافية: 5/ 234): و (غالب المحدثين من دمشق وغيرها قد تتلمذوا له، واستفادوا منه، وسألوه عن(مقدمة/40)
المعضلات، فاعترفوا بفضيلته، وعلو ذكره).
ولعل هذا مما دفع المصنف إلى حسده وإطلاق لسانه فيه لما لم ينل مرتبته.
ولقد أضر المصنف نفسه بكلامه في شيخه، مما دفع الكتبة من أهل العلم إلى غمزه والطعن عليه، وصرفهم عن الاستفادة من علمه فالله يسامحه ويعفو عنه.
ثانيا: يؤخذ على المصنف اعتماده في إثبات الصحبة على كثير من المتأخرين أمثال الباوردي وأبي نعيم، وابن منده، والبغوي وغيرهم، وهؤلاء إنما غالب عملهم جمع كل من ذكر بنوع صحبة بغض النظر عن سلامة الأسانيد، أو من له إدراك كما نبه عليه الحافظ ابن حجر في كتابه التهذيب (1/ 139 - 342).
ثالثا: كثرة أوهام المصنف في النقل، وعدم تحرير ما ينقل انظر ترجمة الحارث بن شبيل، وحجر بن حجر الكلاعي والحارث بن حسان، وإسماعيل بن أبي كريمة. وغير ذلك كثير.
رابعا: كثرة مجازفاته ومسارعته إلى نفي ما يحكيه المزي عن أهل العلم وهو في هذا مخطئ. انظر على سبيل المثال ترجمة بكير بن أبي السميط، وثابت بن عجلان، وصخر بن جويرية وكثير غيره.
خامسا: اتهامه لمزي بالتقليد والركون إليه مع دعواه إلى هذا. انظر ترجمة: صالح بن عامر وغيره.(مقدمة/41)
سادسا: تتبعه للنسخ السقيمة ويعرض بما فيها دفع الحافظ ابن حجر للإنكار عليه وتوبيخه. انظر ترجمة: عتبة بن تميم، وعرفجة بن أسعد وغير ذلك.
سابعا: التشغيب على المزي عند حكاية أقوال أهل العلم بنزول وهو يفعله. انظر ترجمة صالح بن عمر الواسطي.
هذا ما تيسر لنا كتابته مما يؤخذ على المصنف وغيره كثير مبثوث في حواشي الكتاب.
ونحب أن نؤكد أن تعقب أمثالنا على مثل عالم بحجم العلامة مغلطاي مما لا يضره، ولا يذهب بقيمة كتابه كما هو معلوم وكلامنا لا يخرج عن كونه نصيحة لطالب العلم وتحذيرا له من الإنزلاق خلف سقطات العلماء واعتقاد خطأهم.
وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل(مقدمة/42)
خطوات العمل في تحقيق الكتاب
لقد كان عملنا في هذا الكتاب على النحو التالي:
(1) نسخ الكتاب من أصوله الخطية:
وإعادة مقابلة ما تم نسخه من هذه الأصول، وإثبات فوارق النسخ ومواضع الاختلاف، في الأعم الأغلب وما أهملناه قليل في جنب ما أثبتناه وليس من الأهمية بمكان.
(2) توثيق نص الكتاب وضبطه، وتصحيحه:
وذلك بالرجوع إلى المصادر التي ينقل عنها المصنف أو يعزو إليها.
وهذا كان في الأعم الأغلب حيث إن المصنف واسع النقل جدا وأحيانا ينقل من مصادر هي الآن في حيز المفقود. وكذا الرجوع إلى المصادر التي تعني بالنقل عن كتاب المصنف خاصة كتاب ابن حجر (تهذيب التهذيب).
هذا مع الأخذ في الاعتبار أننا نحافظ على النص كما هو مثبت في الأصل، ولا نتدخل بالحذف أو الإضافة أو التغيير مطلقا، ولكن نثبت ما وقع من اختلافات بين الأصل ومصادر التوثيق في الحاشية، وإذا اضطررنا إلى إجراء أي تعديل على(مقدمة/43)
النص تمليه الضرورة العلمية (1) حينئذ لا نهمل التوضيح ولفت الأنظار إليه.
(3) التعليق على النص: لا شك أن التعليق على كل جزئية من جزئيات النص أمر لا يمكن أن يتسنى لنا نظرا لكثرة هذه المواضع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن المصنف واسع النقل جدا قليل التحرير والتدقيق، وهذا ألقى علينا عبئا ثقيلا مما جعلنا نضاعف من مجهوداتنا التي بددتها كثرة العوائق والشواغل، وفي كل الأحوال فإن حصر هذه المواضع أمر متعذر لقلة الوقت وضعف البضاعة وعدم الرغبة في إثقال حواشي الكتاب، ومع هذا فقد حاولنا قدر الطاقة ألا نترك موضعا نرى أنه من الضرورة التعليق عليه إلا وقمنا بذلك.
(4) عمل فهارس علمية للكتاب: كان من المقرر أن يتم عمل فهارس علمية تمكن الباحث من الوصول إلى الفائدة بيسر
__________
(1) ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن الكتاب لم يتيسر لنا منه نسخة كاملة، وهناك مواضع عديدة منه اعتمدنا فيها على نسخة فريدة، وهذا ما أضفى على العمل صعوبة وخاصة أن مواضع عديدة قد أصابها الطمس وذلك لرداءة التصوير، ونحسب أننا وفقنا إلى الوصول إلى النص الصحيح للكتاب بصورة دقيقة إلى حد ما، ولم يغب عنا إلا مواضع يسرة لا تعدى كلمات نعتذر عنها إلى القارئ الكريم، فقد حاولنا قدر طاقتنا ولم ندخر وسعا، وكل بني آدم خطاء.
ونسأل الله أن يغفر لنا زللنا وأن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم وأن يبارك لنا فيه ويتقبله عنده أنه كريم حليم.(مقدمة/44)
وسهولة، وخاصة أن الكتاب يحوي كم لا بأس به من الفوائد العلمية والنقولات النادرة، وكذا صناعة معجم للمؤلفين الذين ينقل عنهم المصنف ومعجم بمؤلفاتهم سواء المخطوط منها أو المطبوع والإرشاد إلى مواضعها حسب الطاقة، إلا أنه نظرا لضيق الوقت نأمل أن ييسر الله تبارك وتعالى في المستقبل القريب إصدار هذه المعاجم والفهارس التي تعتبر إضافة هامة للكتاب، تيسر على القارئ الاستفادة من هذا المرجع الهام.
(5) لقد كان من المقرر أن يشاطرني الأخ الفاضل / أسامة إبراهيم - حفظه الله - العمل في الكتاب بحيث أتولى التعليق على نصف المادة العلمية للكتاب ويتولى هو النصف الآخر، ثم أهوم بمراجعة عمله، إلا أن ظروف ضيق الوقت وانشغالي حالت دون تحقيق هذا الاتفاق، فاقتصر عملي على التعليق في الأجزاء الخمسة الأول وهو يمثل الأحرف ابتداء من الألف حتى بدايات حرف السين ترجمة: سعيد بن جمهان.
وقام هو بالتعليق على ما تبقى من المادة العلمية دون أدنى مشاركة مني وبالله التوفيق.(مقدمة/45)
توثيق نسبة الكتاب إلى المصنف
إن نسبة كتاب (الإكمال) إلى العلامة مغلطاي أشهر من نار على علم فقد ذكره ضمن مؤلفاته كل من ترجم له من الحفاظ، ومنهم:
* ابن رجب الحنبلي: كما في (الدرر الكامنة) (5/ 123).
* السبكي في: (طبقات الشافعية) (10/ 408).
* ابن فهد في: (لحظ الألحاظ) (ص: 139).
* ابن حجر في: (لسان الميزان) (7/ 197)، (الدرر الكامنة) (5/ 123)، ومقدمة تهذيب التهذيب) (1/ 8) الذي أكثر فيه من النقل عنه.
ومما يثبت - أيضا - صحة نسبة الكتاب، إلى مؤلفه أن النسخة الأزهرية - ويأتي وصفها - كتبها بخطه المعروف وهو نفس الخط الذي كتب به كتبه ككتاب (الإبانة عن المختلف من الصحابة)، وإحدى نسخ كتاب (الإعلام) في شرح سنن ابن ماجة.(مقدمة/46)
النسخ الخطية التي اعتمدنا عليها
في تحقيق الكتاب
اعتمدنا في علمنا على نسختين خطيتين، كل منهما تكمل الآخر:
النسخة الأولى: وهي صورة عن الأصل المحفوظة بدار المكتبة الأزهرية بالقاهرة تحت رقم (15) وهي بخط المؤلف - كما سبق الإشارة إليه - اعتمدنا صورة منها عن طريق معهد المخطوطات العربية، والموجود منها:
(1) المجلد الأول: ويقع في 153 ورقة في عشرة أجزاء بتجزئة المصنف والورقة ذات وجهين كل وجه مكون من اثنين وعشرين سطرا تقريب.
ويبدأ بمقدمة المؤلفة، ثم تراجم حرف الألف ترجمة أحمد ابن إبراهيم الموصلي، وينتهي بترجمة أيوب رجل من أهل الشام.
(2) المجلد الثاني: ويقع أيضا في 153 ورقة بنفس الوصف السابق.
ويشتمل على عشرة أجزاء تبدأ من الجزء الحادي عشر وينتهي بنهاية الجزء العشرين ويبدأ بتراجم حرف الباء، وينتهي في أثناء ترجمة الحسن البصري.(مقدمة/47)
وعلى حواشي هذين كثير من التعليقات والتعقبات بعضها بخط الحافظ ابن حجر.
(3) المجلد الثالث: وهو بنفس خط سابقيه ويقع في (226) ورقة ذات وجهين وهو يبدأ من الجزء الثاني والسبعين بترجمة من اسمه عبد الرحمن بن محمد بن سلام البغدادي، وينتهى بنهاية الجزء الثامن والثمانين ترجمة عمرو بن زرارة.
وهذا الجزء من محفوظات دار الكتب المصرية.
أما الجزءان التاسع والثمانين والتسعين ويبتدءان من ترجمة عمرو بن سعيد حتى نهاية ترجمة عمرو بن مرثد ويقعان في (29) ورقة وهما من محفوظات دار الكتب المصرية أيضا.
(4) المجلد الرابع: من نفس النسخة يقع في قرابة (260) ورقة من ذات وجهين يبدأ من الجزء الثاني بعد الماءة ترجمة محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وينتهى بترجمة يحيى بن يمان العجلي نهاية الجزء التاسع عشر بعد المائة.
وقد رمزنا لهذه النسخة بالرمز (هـ) وعليها كان اعتمدنا مع ما فيها من نقص لأنها مسودة المصنف ومع جودة النسخة إلا أن هناك كثير من المواضع أثرت فيها الرطوبة والأرضة بشكل واضح مما أذهب ببعض الكلمات.
النسخة الثانية: وهي المحفوظة بمكتبة قلج على باستنبول وعدد أوراقها قرابة (142) ورقة ذات وجهين قام على نسخها - كما على(مقدمة/48)
الوجه الثاني للورقة الأولى - عبد الرب أبي الفضل بن الشحنة الحنفي وكتب على الوجه الثاني من الورقة الأولى:
صورة خط مؤلفة الحافظ مغلطاي الحنفي بظاهر أصله الجزء الأول من كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال.
وكتبه بخطه أيضا:
حبرت ذا الإكمال من كتب ... غدت مشهورة كمذاهب النعمان
عجز الورى عن نيلها وأنالنيها ... ذو العلى والطول والإحسان
في مدة قصرت كحلبك ناقة ... أو قسمها بوجازة وبيان
زعم الجهول بأن سيدرك شأوه ... قد حيل بين الغير والنزوان
أيروم شيئا قصرت أشياخه ... عن بعضه والبيت ذي الأركان
وكتبا تحته ما نصه: بقلبه كما شاهده عبد الرب أبي الفضل بن الشحنة الحنفي غفر الله له ولمن دعا له بالمغفرة ولمن كتبه انتهى.
والنسخة مليئة بالسقط والتحريف بما يقطع أن ناسخها لم يكن من أهل هذا العلم.
المجلد الأول منها: اشتمل على مقدمة الكتاب، وينتهي بترجمة داود بن سليمان العسكري ويشتمل على الأجزاء الاثنين والثلاثين الأولى من الكتاب حسب تجزئة المصنف وللأسف فإن هذا الجزء يتخلله سقط في موضعين:
الموضع الأول: من تراجمه أثناء ترجمة حماد بن سلمة إلى ترجمة خالد الحذاء.(مقدمة/49)
الموضع الثاني: من ترجمة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة إلى ترجمة الحكم بن الصلت.
أما المجلد الثاني: فيبدأ بترجمة داود بن شابور، وينتهى بترجمة عبد الله بن مغفل.
وهي الأجزاء من الجزء الثالث والثلاثين حتى الجزء الخامس والستين وعدد أوراقها (331) ورقة.
نسخة أخرى: من محفوظات دار الكتب المصرية تحت رقم (15) مصطلح.
وهي بخط المصنف، إلا أنه كتب عليها أنها لابن المللقن وهذا خطأ بل الصواب أنها جزء من كتاب (الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء) وهو للمصنف - أيضا - يكثر الإحالة عليه في كتابه محل التحقيق.
إلا أن آخرها يمثل (الجزءان 89، 90) من كتاب (الإكمال) وقد سبق الإشارة إليهما.
هذا ما تيسر لنا الوقف عليه من مخطوطات الكتاب، أما باقي الكتاب فهو في عداد المفقود بالنسبة لنا، ونسأل الله أن يوفقنا للعثور عليه لما فيه من علم ونفع كبير.
كما نهيب بالباحثين والمعنيين بأمر المخطوطات إفادتنا مشكورين بما لديهم من هذا السفر العظيم، وفقنا الله وإياهم إلى ما فيه خير الاسلام والمسلمين.
والحمد لله رب العالمين(مقدمة/50)
نماذج من
صور النسخ الخطية(مقدمة/51)
غلافه المجلد الأول من النسخة الأولى(مقدمة/53)
الورقة الأولى من المجلد الأول من النسخة الأولى(مقدمة/54)
الورقة الأخيرة من المجلد الأول من النسخة الأولى(مقدمة/55)
الورقة الأولى من المجلد الثاني من النسخة الأولى(مقدمة/56)
الورقة الأخيرة من المجلد الثاني من النسخة الأولى(مقدمة/57)
الورقة الأولى من المجلد الثالث من النسخة الأولى(مقدمة/58)
مثال لرداءة التصوير وكثرة اللحق في هذا المجلد(مقدمة/59)
الورقة الأخيرة من المجلد الثالث من النسخة الأولى(مقدمة/60)
الورقة الأولى من المجلد الرابع من النسخة الأولى(مقدمة/61)
مثال لرداءة التصوير وكثرة اللحق في هذا المجلد(مقدمة/62)
الورقة الأخيرة من المجلد الرابع من النسخة الأولى(مقدمة/63)
ورقة الغلاف من المجلد الأول من النسخة الثانية(مقدمة/64)
الورقة الأولى من المجلد الأول من النسخة الثانية(مقدمة/65)
الورقة الأخيرة من المجلد الأول من النسخة الثانية(مقدمة/66)
الورقة الأولى من المجلد الثاني من النسخة الثانية(مقدمة/67)
الورقة الأخيرة من المجلد الأول من النسخة الثانية(مقدمة/68)
البطاقة(1/2)
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي فضل العالم بأصغريه، وجعل الجاهل يضرب أصدريه
وكأين ترى من صامت لك معجب ... زيادته أو نقصه في التكلم
وصلى الله على سيدنا سيد العجم والعرب محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المبعوث بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
أشم من الشم البهاليل ينتمي ... إلى حسب في حومة المجد فاضل
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وعلى آله وصحبه المهاجرين إلى حضرته، وأنصاره المحامين عن حوزته المعدودين في كرشه وعيبته.
قوم هم وسط خيار سادة ... بدارهم نزل الكتاب المنزل
فضلوا العشيرة عزة وتكرما ... وتغمدت أحلامهم من يجهل
صلى الإله عليهم من فتية ... وسقى عظامهم الغمام المسبل
وبعد: فإنه لما كان ممكنا أن يتبع الغابر، وربما ترك الأول فضل علمه للآخر، رأيت أن أذكر في هذا الكتاب ما يصلح أن يكون إكمالا ل " تهذيب الكمال " الذي ألفه شيخنا العلامة الحافظ المتقن المتفنن جمال الدين المزي، رحمه الله تعالى وغفر له، وأحله من الجنة خير منزلة، فإنه كتاب عظيم الفوائد، جم الفرائد لم يصنف في نوعه مثله، [لا أحاشي] من الأقوام من أحد، لأن(1/3)
مؤلفه أبدع فيما وضع، ونهج للناس منهجا متسعا لم يشرع، فقد أخل بمقاصد كثيرة لم يذكرن، وذكر أشياء لا حاجة للناظر إليها، مثل الأسانيد التي يذكرها، وما حصل له فيها من علو أو موافقة أو غير ذلك، إذ هذا بباب آخر أليق به في الكتاب، لأن موضوع كتابه إنما هو لمعرفة حال الشخص المترجم باسمه، وما قيل فيه من خير أو شر، ووفاة ومولد وما أشبهه.
وأما ما وقع للمصنف من حديثه عاليا فليس من شأن الناظر في هذا الكتاب، ولو تصدى متصد لذلك لوجد منه شيئا كثيرا، وربما يذكر الشيخ من حال الشخص شيئا لا يقتضي رفعة لذلك الشخص في العلم ولا ضعته، مثل ما ذكر في ترجمة أسد صاحب خراسان، من ذكر الهدايا التي أهديت إليه وصفة وضعها، وكيفية إعطائه إياها، في نحو من ورقتين مما لا يفيد الناظر شيئا في معرفة حاله من العلم.
وأما الملوك فإن هذا الكتاب لم يوضع لمآثرهم، ولو فعل هذا لكان كتابا على حدة، وكذا ما يذكر من كلام الحسن بن أبي الحسن ومواعظه وقضايا إياس، إلى غير ذلك. وربما يذكر عنهم في الترجمة الواحدة عشرة أوراق إلى خمس عشرة ورقة، وأقل من ذلك وأكثر، لا مدخل له في هذا الشأن.
وأما هذه العجالة، فلم نذكر فيها بعون الله، وحسن توفيقه، إلا ما كان متعلقا بذلك الشخص من رفعة أو ضعة في الحديث، وما أشبه ذلك.
وأما ما ذكره من نوع السير لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ذكر معظم ذلك أو كله من كتاب أبي عمر، ومن نظر في كتابي " الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم "، وكتابي المسمى ب " الإشارة إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم "، وجد زيادة كثيرة عليه، فاستغنينا بذكره هناك عن إعادته هنا، وإنما بدأت في هذا الإكمال بالأسماء دون ما سوى ذلك.
وشرطي أن لا أذكر كلمة من كلام الشيخ إلا اسم الرجل وبعض نسبه ثم آتي بلفظة قال أو ما في معناها من هناك، وثم الزيادة إلى آخره، وإن كان في(1/4)
كلامه شيء مما لا يعرى منه البشر ذكرت لفظه وقلت: فيه نظر، وبينته بالدلائل الموجزة الواضحة مبلغ علمي، بعزو كل قول إلى قائله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، مما قصدي فيه إرشاد الطالب، وتيسير الأمر على ناقلي [. . .] لا الإزراء على أحد والعياذ بالله من ذلك لأنا [. .] منهم ونتعلم من علمهم، غفر الله لنا ولهم، وربما نبهت على صواب ما أثبتناه من أخطائه، وأن لا أستوعب شيوخ الرجل وزيادة على ما ذكره الشيخ، ولا الرواة إلا قليلا بحسب النشاط وعدمه، لئلا يعتقد معتقد أن الشيخ رحمه الله تعالى استوفى في جميع ذلك، ويعلم أن الإحاطة متعذرة ولا سبيل إليها، لا سيما وقد صار كتاب التهذيب حكما بين طائفتي المحدثين والفقهاء، إذا اختلفوا قالوا: بيننا وبينكم كتاب المزي، وإنما يأتي ذلك من القصور المؤدي إلى الراحة والدعة، لأن الأصول التي ينقل منها موجودة، بل أصول تلك الأصول.
قد حوينا بحمد رب عليم ... أصل قول لأحمد والبخاري
وأصولا للهيثم بن عدي ... وشباب وبعده الغنجار
وعلى كل حال فأخذ الشيء من مظانه أولى وأحرى أن لا يحصل وهم في الشيء المنقول.(1/5)
وما كنت إلا مثلهم غير أنني ... رجعت عن التقليد في الأمر كله
وإذا قلت: روى فلان عن فلان أو روى عنه فلان، فإني لا أذكر إلا ما كان من ذلك زائدا على ما ذكره الشيخ، اللهم إلا أن يكون لخلاف وقع في رواية ذلك الشخص فينبه عليه.
وإذا قلت: قال فلان، فإني لا أقوله إلا من كتابه، فإن لم أر كتابه ذكرت الواسطة لأخرج من العهدة.
ثم إن الشيخ كانت وقعت له نسخة من " الكمال " غير مهذبة، فلم ير أبا محمد عبد الغني أحيانا بما يلتزمه، فأبين ذلك، وكيف وقوعه، على أن أبا محمد رحمه الله تعالى هو الذي نهج للناس هذا الطريق وأخرجهم إلى السعة بعد الضيق، فكان الفضل للمتقدم، وكان تعبه أكثر من تعب الشيخ جمال الدين، لأنه جمع مفرقا، وهذا هذب محققا.
ولعل تعبي يكون أكثر من تعبهما، وإن كانت نفسي لا تسمو إلى التشبه بتلاميذهما، ذلك أنهما أخذا من التواريخ الكبار المشهورة عندهما في تلك الديار، فلم يدعا إلا صبابة أتبرضها بمشقة الأجر فيها، ولم ألتزم مع ذلك أن أستوعب هذا النوع وأحصره وإنما قصدت أن أزيد فيه أكثره.
وما لي فيه سوى أنني ... أراه هوى صادف المقصدا
وأرجو الثواب بكتب الصلاة ... على السيد المصطفى أحمدا
وما سوى ذلك فلا أطلب فيه ثوابا ولا شكرا، ولا أخشى إن شاء الله بوضعه إثما في الدار الأخرى.
على أنني راض بأن أحمل الهوى ... وأخلص منه لا علي ولا ليا
لأنني ليس لي فيه سوى الجمع لكلام العلماء في المواضيع المناسبة له في التصنيف من غير تغيير ولا تحريف، وما أبرئ نفسي استثرتها من زوايا لا يتولجها إلا من يبصر معالفها ويسهل لواطفها.(1/6)
ثم إن الشيخ شاحح صاحب " الكمال " في أشياء حدانا ذلك على مشاححته في بعض الأحايين، مثاله قول صاحب الكمال: مولى المطلب، قال المزي: هذا خطأ، إنما هو مولى بني المطلب، وكقوله: قال أبو حاتم عن يحيى نفسه، قال المزي: هذا خطأ، إنما أبو حاتم ذكره عن إسحاق بن منصور عن يحيى.
وأما قوله: روى عنه أشعث بن عطاء، قال المزي: هذا خطأ، إنما هو عطاف، وكقوله: روى عنه ابن بودونة: قال المزي: هذا خطأ، وإنما هو بودويه بالياء المثناة من تحت، إلى غير ذلك مما يكثر تعداده، ويمكن أن يكون من الناسخ أو طغيان القلم.
وكقوله في ترجمة العلاء: قال صاحب الكمال: قال ابن سعد: توفي في خلافة أبي جعفر، قال المزي: ابن سعد لم يقله إلا نقلا عن الواقدي شيخه.
وقال في ترجمة محمد بن جعفر: قال صاحب الكمال: روى عنه أحمد بن بشر، وهو خطأ والصواب: بشير. انتهى، وهو وشبهه قطعا إنما يكون من الناسخ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وكذا قوله في ترجمة خلف بن سليمان: روى عنه محمد بن غالب بن محضر الأنطاكي، هذا وهم فاحش، والصواب عثمان.
وكقوله في ترجمة زكريا بن يحيى بن عمر: روى عن محمد بن مسكين، هذا غلط، والصواب: سكين، إلى غير ذلك مما يكثر تعداده، ولا يعد به المصنف واهما.
وأما اعتماد الشيخ في عدم تفرقته بين ما سمعه من الشخص مما لم يسمعه، وإنما نص في ذلك كله بلفظ روى ففيه لبس على من لم [. .] والتفرقة هي الصحيح، وعليه عمل الأئمة والسعيد من عدت سقطاته وحسبت هفواته، إذ الإنسان لا يسلم من سهو أو نسيان، ومعتقدي(1/7)
أن لو كان الشيخ حيّا لرحب بهذا الإكمال، وكان استكتب منه الأسفار، وجعله عدة في الأسفار لما بلغنا من كثرة إنصافه وعدم إخلائه.
وكان مبدأ الشروع في كتب هذه المسودة قبل شهر الله رجب بقليل عام أربع وأربعين وسبع مائة، على حين تقسم القلب، واضطراب من الحال، وأثر هذه الشواغل، وأقل هذه الدواعي ما يدخل وينسي ما كان حفظ، مع علمي أنه لا بد أن يقع هذا الكتاب في يد أحد رجلين، إما عالم يعلم مقدار تعبي وكيفية نصبي، لأنني أتتبع كل لفظة يذكرها الشيخ من أصلها، ثم أذكر الزيادة عليها بحسب ما يتفق، ولعله يكون في أكثر التراجم من التوثيق والتجريح، وشبههما قدر ما في كتاب الشيخ مرات متعددة، وذلك يظهر بالمقابلة بين الكلامين مع دراية وإنصاف.
سبق الأوائل مع تأخر عصره ... كم آخر أزرى بفضل الأول
فيصلح سهوا إن وقع، ويغتفر زللا إن صدر، لاعترافي قبل اقترافي وإقراري قبل إيرادي وإصداري.
وإما جاهل حسود أحب الأشياء إليه وأملكها لديه عيب أهل العلم، والتسرع إلى أهل الفهم، لبعد شكله عن أشكالهم.
ولذلك قيل: من جهل شيئا عاداه، ومن حسد امرءا اغتابه.
والله تعالى المستعان، وعليه التكلان، وهو حسبي ونعم الوكيل.(1/8)
باب الألف
من اسمه أحمد
1 - (دفق) أحمد بن إبراهيم بن خالد أبو علي الموصلي نزيل بغداد.
روى عنه: القاضي أبو بكر أحمد بن علي المروزي في " كتاب العلم " تأليفه.
وعده أبو الفرج البغدادي مع كبار العلماء الذين روى عنهم أبو عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
وذكر أبو يعلى الموصلي في " معجمه " روايته عن قراد أبي نوح.
وذكره أبو بكر الخطيب في " جملة الآخذين عن مالك بن أنس رضي الله عنه "، وأبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات ".
وقال مسلمة بن قاسم في " كتاب الصلة ": مجهول.
وأما ما وقع في كتاب " الكمال ": قال محمد بن سعد مات سنة ست وثلاثين(1/9)
ومائتين، ففيه نظر، لم ينبه عليه الحافظ المزي، لأن ابن سعد مات في سنة ثلاثين فلا يتأتى له ذكر هذا. والله تعالى أعلم.
ولما ذكر الخطيب قول مؤرخ الموصل: مات سنة خمس وثلاثين، قال: وهم. وزعم أن الصواب: ست.
وقال موسى بن هارون: شهدت جنازته وكان أبيض الرأس واللحية.
وفي " كتاب أبي عبيد الآجري ": قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أحمد بن إبراهيم الموصلي.
وفي طبقته شيخ اسمه:
2 - أحمد بن إبراهيم بن خالد الواسطي الشلاثائي.
روى عن: أبي الوليد الطيالسي. قال الدارقطني: ليس بالقوي.(1/10)
ذكرناه للتمييز، ولو تتبعنا ذكر الأشخاص المناسبين لكل ترجمة لطال بذلك الكتاب ولكني أذكر من ذلك شيئا بحسب النشاط وعدمه، مخافة اعتقاد قصور عما نبه عليه الشيخ.
3 - (كن) أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي أبو الحسن البالسي نزيل أنطاكية. والد أبي الطاهر الحسن بن أحمد.
لم يذكره أبو عبد الرحمن النسائي في مشيخته الذين روى عنهم، ولا صاحب " زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين ".
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب " الصلة ": حدثنا عنه محمد بن الحسن الهمداني، وقال: هو صالح.
4 - (م د ت ق) أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور ابن مزاحم العبدي مولاهم النكري المعروف بالدورقي.
أصغر من أخيه يعقوب بسنتين، والدورقية نوع من القلانس، كذا ذكره المزي.
وقد تولى رده أبو محمد الرشاطي، رد ذلك، وقال هذا لا معنى له إنما هي بلد.
قال زيد بن مفرغ:
ومسير لا زالت خصيبا جنانها ... إلى مدفع السلان من بطن دورقا
وقال أبو أحمد الحاكم الكبير: قيل له ذلك لتنسك أبيه، وكان من تنسك في(1/11)
ذلك الزمان سمي دورقان.
وقيل: نسب إلى بلدة تسمى دورق من كور الأهواز، وتعرف بسرق فيما ذكره ابن خردزيه في " الجامع للمقلين ": وكيع بن الدورقية عرف به، وهي من الدورق بالأهواز.
وقال المخلص: ثنا أحمد بن محمد بن [. .] الدورقي، وقعت عليه بدورق.
في " كتاب السمعاني ": بلد بفارس، وقيل بخورستان.
وزعم بعضهم أن الدوارق نوع من الأكواب، فيحصل أنه كان يعلمها أو يبيعها والله تعالى أعلم.
وذكر أبو هلال العسكري في كتابه " أخبار المدائن ": أخبرني بعض الشيوخ قال: كان بدورق رجل يعرف بأبي الحسين كورك، وكان شريرا فلما [أسن] باب عند [بيته] بينما هو يصلي يوما، وقد زعم أنه يصوم الدهر، وإذا أقبل رجل ومعه دجاج فقال بعض عليها خذوا دجاجة يعني: سرقوها ليفطر عليها سيدي، فأشار إليهم هنا في العلا بأصبعيه أي اسرقوا [. . .] فصار مثلا في تلك الناحية.
ولما ذكره الحافظ أبو عبد الله بن خلفون (الأونبي) في كتاب الثقات المسمى ب(1/12)
" المنتقى " قال: نسب إلى دورق، موضع بالبصرة، روى عنه: أبو عبد الرحمن النسائي.
وقال في الكتاب " المعلم ": قال أبو الطاهر أحمد بن محمد المدني: هو بغدادي ثقة.
وقال أبو عمر الصدفي المعروف بالمنتجيلي: سألت أبا جعفر العقيلي، وأبا بكر الحضرمي وغيرهما عنه، وكلهم قال: ثقة، ومقدم وإمام، وقالوا لي أيضا: إنه أجاب في المحنة.
وقال مسلمة بن قاسم: بغدادي ثقة، مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وذكر المزي: أن السراج قال: مات في شعبان سنة ست وأربعين ومائتين.
وكأنه لم يراجع الأصل لإغفاله منه بالعسكر يوم السبت لسبع بقين من شعبان.
في " تاريخ بغداد " للخطيب، قال أبو علي صالح بن محمد: كان يلقب بيا بيا حداد أوثق، لخفته.(1/13)
وذكره أبو حاتم بن حبان البستي في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه "، عن الحسن بن سفيان عنه.
وذكر الحافظ أبو محمد بن الأخضر أن أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي روى عنه. قال أبو محمد: وهو ثقة صدوق. وقال الخليلي في " الإرشاد ": ثقة متفق عليه.
وقال أبو يعلى أحمد بن علي بن مثنى الموصلي في " معجمه ": ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا أزهر. ولما ذكر ابن أبي خيثمة في " تاريخه الأوسط " قول أحمد الدورقي: لا أشهد لأحد بالجنة. قال: هذا كلام المجانين.
وكناه الفراء في " الطبقات " أبا عبد الله.
5 - (س) أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أبي أرطاة، أبو عبد الملك، القرشي البسري الدمشقي.
قال أبو نصر بن ماكولا: روى عنه: تمام بن محمد. قال أبو القاسم بن عساكر: هذا وهم، إنما يروي عن جماعة من أصحابه عنه.(1/14)
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": أحمد بن إبراهيم بن محمد القرشي أبو عبد الملك: دمشقي صالح. وأحمد بن إبراهيم القرشي: ثقة، روى عنه العقيلي.
كذا فرق بينهما، وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
6 - (س. ق) أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط بن إبراهيم العبدي مولاهم أبو الأزهر النيسابوري.
قال أبو عبد الله الحاكم - وخرج حديثه -: هو بإجماعهم ثقة، وقال في " تاريخ نيسابور ": وهو محدث عصره روى عنه يحيى بن يحيى، ولعل متوهم يتوهم أن أبا الأزهر فيه لين لقول أبي بكر بن إسحاق: حدثنا أبو الأزهر، وكتبته من كتابه، وليس كما يتوهم، لأن أبا الأزهر كف بصره - رحمه الله تعالى - وكان لا يحفظ حديثه، فربما قرئ عليه في الوقت بعد الوقت فنقل ابن إسحاق سماعه منه لهذه العلة.
والحديث الذي أنكر عليه: (يا علي أنت سيد في الدنيا والآخرة). حدث به ببغداد في حياة أحمد بن حنبل وعلي ابن المديني، ويحيى بن معين، فأنكره من أنكره حتى تبين للجماعة أن أبا الأزهر بريء الساحة منه، وأن محله محل الصدق والصادقين.(1/15)
ولما سأل أبو عمرو المستملي محمد بن يحيى عنه، قال: أبو الأزهر: من أهل الصدق والأمانة نرى أن يكتب عنه. قالها مرتين.
روى عن: بدل بن المحبر، ورأى سفيان بن عيينة أبيض الرأس واللحية، ودخل عليه أصحاب الحديث بغير إذن فقال: دخلتم داري بغير إذني يا لصوص، ولم يحدثهم في ذلك الموسم، وأصرم بن حوشب وسعيد بن واصل، وعبيد الله بن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد. ويزيد بن هارون، وعبد المنعم بن بشير، وبشر بن عمر الزهراني، وسليمان بن داود، أبا الربيع الزهراني، وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك.
روى عنه: يحيى بن زكريا النيسابوري، وصالح بن محمد جزرة، ومحمد بن حمدون، وزكريا بن يحيى بن الحارث، وإبراهيم بن محمد بن يزيد المروزي، وأبو يحيى الخفاف، وأحمد بن محمد بن عبد الوهاب. انتهى.
وعليك الرازي، علي بن سعيد بن بشير، ذكره ابن عدي.
وفي كتاب " الإرشاد " للخليلي: قال يحيى بن معين له لما حدث بحديث: (أنت سيد): لقد جئت بطامة. فقال له: حدثنيه عبد الرزاق في الصحراء. قال الخليلي: ولا يسقط أبو الأزهر بهذا - يعني برواية هذا الحديث - وكان من بيادرة الحديث، قال: وتوفي سنة ثمان وخمسين ومائتين - زاد ابن عساكر -: فحلفت ألا أحدث به حتى أتصدق بدرهم، واعتذر إليَّ ابن معين غير مرة،(1/16)
وتعجب من حسن ذلك الحديث.
وذكر أبو علي الصدفي في كتابه " شيوخ ابن الجارود "، قال أبو بكر البرقاني: لا بأس به.
ولما ذكره البستي في كتاب " الثقات " قال: يخطئ. ثم خرج حديثه في " صحيحه ". وكذلك إمام الأئمة شيخه، والحافظ أبو عوانة الإسفرائيني.
قال شجاع الذهلي: سمعت محمد بن علي بن عبد الله قال: سمعت ابن شاهين يقول: أبو الأزهر ثقة نبيل كتب عنه أحمد بن سيار في مشايخ نيسابور. قال العبدي: كتب عنه الناس وهو حسن الحديث.
قال مسلمة: مجهول. في كلامه نظر إن أراد هذا المذكور، وأظنه لم يرد سواه لما بيناه قبل، وقد سبقنا بالرد عليه ابن القطان. والله أعلم.
وفي هذه الطبقة:
7 - أحمد بن الأزهر البلخي.
يروي عن: يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ومعروف بن حسان.
روى عنه: إمام الأئمة.
وذكره ابن حبان في " الثقات "، بعد تخريج حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم. ذكرناه للتميز.(1/17)
8 - (خ) أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر المطوعي أبو إسحاق السرماري الشجاع.
نسبه إلى قرية تدعى سرمارة، بفتح السين وسكون الراء، ويقال بكسر السين فيما ذكره الحافظان الجياني وابن خلفون، وابن السمعاني: بضم بالسين، وكأنه معتمد المزي، لابن المهندس: ضم السين، ضبطا عن الشيخ.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه البخاري سبعة أحاديث.
قال الكلاباذي: رحل بابنه أبي صفوان قبل محمد بن إسماعيل فلحق من المشايخ عدة لم يلحقهم هو، ومات أبو صفوان بعد محمد بعشرين سنة غير نصف شهر.
ولما ذكره البستي في كتاب " الثقات "، قال: كان من الغزائين، له في الغزو حكايات كثيرة محكية عنه، وكان من أهل الفضل والنسك مع لزومه الجهاد وشدته فيه، وكان من جلساء أحمد بن حنبل في " تاريخ بخارى " لأبي العلاء عبد الله الغنجار، ومن خط السلفي نقل: كانت النسخة التي أنقل منها فيما ذكره -: مات يوم الإثنين لست بقين من ربيع الآخر.
وكذا ذكره أبو الفضل بن طاهر المقدسي، وابن خلفون وغيرهم،(1/18)
وكأنه - والله تعالى أعلم - أشبه لأمرين: الأول: غنجار أقعد بأهل بلده.
الثاني: لكثرة قائليه، وتفرد من قال: يوم السبت.
قال الغنجار: كان عبد الله بن طاهر مشتاق إلى السرماري، فكلموه في المضي إليه فلم يجب، فلما أكثروا عليه مضى إلى سابور، فدخل الحاجب وأعلم صاحب خراسان به فأدخله، فلما نظر ابن طاهر إليه مد يديه كلتيهما، ووسع بين رجليه وهو على السرير فعانقه بيديه ورجليه وجعل يبكي، فأطال المقام، قال: أوصني، فأوصاه بكلام.
قال أبو نصر الليث بن نصر بن الحسن: اجتمعنا في الجامع بغداد، فذكرنا قوله صلى الله عليه وسلم: (إن على رأس كل مائة سنة يبعث الله تعالى لهذه الأمة من يصلح لها أمرها ويكون علما).
فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص ثم ثنيت بمحمد بن إسماعيل ثم ثلثت بالسرماري لأنه وحده كسر جند العدو، فقالوا: نعم.
قال محمد بن إسماعيل البخاري - وجرى ذكره -: ما نعلم في الإسلام مثله. قال: فبلغ ذلك أحيد بن رواحة رئيس المطوعة، فقال للبخاري: إن هؤلاء العجم يحكون عنك ويريدون كلاما ليس هو من قولك، قال: وما هو؟ قال: قلت عن أحمد ما تعلم في الإسلام مثله، فقال: ما هكذا قلت، ولكن ما بلغنا إنه كان في الإسلام ولا في الجاهلية مثله.
وقال ابنه أبو صفوان: دخلت على أبي يوما وهو في البستان يأكل وحده فرأيت على مائدته عصفورا يأكل معه وحواليه طيور، فلما رآني العصفور طار، فقال أبي: هذا العصفور فر منك وكان ينفرد معي. قال غنجار: ولما مات بلغ كراء الدابة من المدينة إلى قريته سرماري عشرة دراهم(1/19)
وزيادة، وخلف ديونا كثيرة، فكان غرماؤه يشترون من ماله الحزمة الواحدة من القصب من خمسين درهما إلى مائة درهم حبا له ورغبة في قضاء ديونه، فما رجعوا من جنازته حتى قضوا ديونه.
وقال محمد بن عمران عن أبيه: كان عموده ثمانية عشر منا فلما شاخ جعله اثني عشر.
وقال عبد الرحمن بن أحمد: قال السرماري وأخرج سيفه: اعلم يقينا أنني قتلت به ألف تركي وإن عشت قتلت به ألفا آخر، ولو أني أخاف أن يكون بدعة لأمرت أن يدفن معي في القبر ليكون لي شفيعا يوم القيامة.
9 - (م د ت س) أحمد بن إسحاق بن زيد الحضرمي مولاهم أبو إسحاق البصري.
قال ابن وضاح، فيما ذكره ابن خلفون وابن أبي أحد عشر في كتابه " الجمع بين الصحيحين ": ثقة، وكذلك أخوه يعقوب.
وقال المروذي: سألته - يعني: أبا عبد الله - عن يعقوب بن إسحاق فقدم أحمد أخاه عليه، وقال: لم يكن بأحمد بأس.
ولما ذكره البستي في " جملة الثقات " قال: كان يخضب رأسه ولحيته بالحناء. وقال ابن منجويه: كان يحفظ حديثه، وصحح الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال الحافظ أبو موسى المديني في كتاب " من أدرك التابعين ": مات في رمضان، وكان يحفظ حديثه، روى عنه الحارث بن أبي أسامة.(1/20)
10 - أحمد بن إسحاق بن عيسى أبو إسحاق الأهوازي صاحب السلعة.
قال المزي: ذكر في " النبل " أن " س " روى عنه، ولم أقف على ذلك بعد. انتهى.
قال النسائي في كتاب " أسماء شيوخه " - وهو أعرف بحاله وبمشايخه الذين روى عنهم: أحمد بن إسحاق الأهوازي صالح.
وقال مسلمة بن قاسم: وأحمد بن إسحاق الأهوازي صدوق، روى عنه النسائي. ففي بعض هذا ما يوضح عذر أبي القاسم إن كان رآه، وإن كان عنده دليل آخر فهذا يؤيده ويعضده ويدفع قول من أنكره، والله تعالى أعلم.
11 - (ق) أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه أبو حذافة السهمي القرشي.
قال الخطيب في " تاريخه ": أنبأ محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن نعيم،(1/21)
قال: سمعت أبا أحمد الحسين بن علي يقول: كتبت من الأصل لابن خزيمة أحاديث لأبي حذافة عن مالك وإبراهيم بن سعد، فامتنع علي من قراءتها، فقلت: قد حدثت عنه، قال: قد كنت أحدث عنه بأحاديث لمالك إلى أن عرض علي من روايته عن مالك ما أنكره قلبي، فتركت الرواية عنه.
قال الخطيب: كان أبو حذافة قد أدخل عليه عن مالك أحاديث ليست من حديثه، ولحقه السهو في ذلك، ولم يكن ممن يتعمد الباطل ولا يدفع عن صحة السماع من مالك.
أنبا البرقاني قال: قال لنا أبو الحسن: أبو حذافة قوي السماع عن مالك إلا أنه قد لحقته غفلة قرأت عليه أحاديث ليست عنه.
في رواية العتقي عنه: روى الموطأ عن مالك مستقيما.
وقال أبو عمر بن عبد البر في " كتاب الاستغناء ": ضعفه بعضهم، وليس بالقوي عندهم.
وقال مسلمة بن قاسم: وأحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه بن عبد الرحمن أبو حذافة ضعيف في مالك جدا وليس هو بحجة في الحديث.
وقال الخليلي في " الإرشاد ": متروك الحديث ضعيف، آخر من روى عن مالك، ولم يرو عنه من الثقات إلا نفر ذوو عدد كالمحاملي وغيره، وليموا عليه، وهو الذي يروي عن مالك حديث " المغفر " ولا أصل له.
ولما ذكر الحاكم أبو عبد الله كلام المحاملي عن أبي مصعب: كان يحضر معنا العرض على مالك، قال: وهذا غير محتمل، فإن أبا حذافة متروك لا يختلف فيه.
وقال أبو حاتم بن حبان: يأتي عن الثقات بما ليس يشبه حديث الأثبات.(1/22)
وفي كتاب ابن عدي: سمعت ابن صاعد يقول في حديث حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد حديث " الحج ": وهذا عندي عن شيخ لا أحدث عنه. يعني: أبا حذافة لضعفه عنده، ثم ذكره بنزول عن حاتم، ثم بلغني أنه حدث عنه بعد ذلك. قال الخطيب: لعل الحديث لم يكن عنده أبي حذافة وكان عن غيره من الضعفاء، والدليل على صحة ذلك كونه حدث عنه. قال ابن عدي: ولأبي حذافة عن مالك أحاديث مناكير، وما رواه عن غيره فمحتمل. ثم ذكر له حديثين عن مالك، وقال: وليس محله أن يسمعهما من مالك.
قال عبد الباقي بن قانع في كتاب " الوفيات " تأليفه: توفي أبو حذافة في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين ومائتين، وكان ضعيفا.
12 - (خ) أحمد بن عبد الله بن شكيب الحضرمي.
قاله الحسن بن علي بن ذولاق وأبو سعيد بن يونس، وقال ابن خلفون: اختلفوا في اسم والده فقيل: معمر، وقيل: مجمع بن إشكاب، ويقال في اسم جده: إشكاب وإشكيب وشكيب.
وعن الحافظ الدمياطي: أحمد ابن ميمون ابن إشكاب.
قال البستي في كتاب " الثقات ": ربما أخطأ، وقال أبو الحسن الدارقطني(1/23)
في " أسماء رجال الشيخين ": أحمد بن إشكاب، روى عنه جعفر بن محمد الفريابي.
وفي كتاب ابن يونس والحافظ أبي إسحاق الصريفيني، ومن خطه وخط السيد أبي عمرو ابن سيد الناس في أسماء " الشيوخ النبل " نقلت مجودا: مات سنة تسع عشرة أو ثماني عشرة.
وفي كتاب " زهرة المتعلمين وأسماء مشاهير المحدثين ": كان أحمد ترب البخاري، وروى عنه ثمانية أحاديث. وقال العجلي: توفي بمصر، وهو ثقة.
قال الحافظ أبو عبد الله بن منده في " أسماء شيوخ البخاري ": توفي قبل العشرين.
13 - (بخ) أحمد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري.
روي عنه أبو يعلى الموصلي في " معجمه ".(1/24)
14 - (ت ق) أحمد بن بديل بن قريش.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": أحمد بن بديل بن قريش بن عمرو بن زيد اليامي أبو جعفر الكوفي مات بالكوفة رحمه الله تعالى.
[ولما خرج الدارقطني حديثه: " أفطرنا في يوم غيم وطلعت الشمس، قال فيه: إسناده صحيح ثابت "].
وذكره النسائي في " أسماء شيوخه الذين روى عنهم ".
ولما ذكره ابن حبان في " جملة الثقات " قال: مستقيم الحديث، وفي كتاب " الصريفيني " وغيره: روى عن يحيى بن آدم.
وقال الخطيب: هو من أهل العلم والفضل.
15 - (خ ت ق) أحمد بن بشير أبو بكر المخزومي مولى عمرو بن حريث.
وقال ابن طاهر المقدسي، والكلاباذي: مولى آل عمرو. زاد الكلاباذي، وأبو الوليد الباجي في كتابه " التعديل والتجريح ": ويقال: هو الشيباني مولى امرأة عمرو بن حريث الشيباني.
قال أبو الوليد: والصواب ما قال فيه أبو زرعة، أنه صدوق، إلا أنه ليس بالحافظ فإذا خالف الحفاظ كان حديثهم أولى.
وكناه ابن عدي: أبا سمل، قال: وأبو بكر أصح. وفي كتاب التعديل والتجريح للعقيلي: ضعيف متروك، وفي كتاب ابن الجارود: تغير وليس حديثه بشيء.
وقال أبو أحمد ابن عدي: وله أحاديث صالحة، وهو في القوم الذين يكتب حديثهم.(1/25)
وذكره أبو العرب الفيرواني في جملة الضعفاء، وذكر أن النسائي قال ليس به بأس.
وفي كتاب التعديل والتجريح عن الدارقطني: لا بأس به.
وزعم أبو الفرج بن الجوزي في كتاب " الضعفاء والمتروكين " أن يحيى بن معين قال فيه: متروك. وهو غير صواب، بينا ذلك في كتابنا المسمي " بالاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء ".(1/26)
16 - (س) أحمد بن بكار بن أبي ميمونة زيد مولى بني أمية، أبو عبد الرحمن الحراني.
قال أبو عروبة: في طبقات أهل حران مات بها.
وقال العلامة أبو الثناء حماد بن هبة الله بن حماد الحراني في " تاريخ حران " تأليفه: روى عن عتاب بن بشير وعثمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن سليمان بن إسحاق وقال مسلمة في تاريخه: لا بأس به، وذكره البستي في " جملة الثقات " بعد تخريج حديثه في صحيحه.
وفي طبقته:
17 - أحمد بن بكار البجلي.
روى عنه: علي بن موسى الرضى ذكره صاحب تاريخ دنيسر.
18 - وأحمد بن بكار الباهلي البصري.
يروي عن: عمران بن عيينة أخي سفيان، قال البستي في " الثقات ": مستقيم الحديث. ذكرناه للتمييز.(1/27)
19 - (ع) أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة أبو مصعب القرشي الزهري المدنيي القاضي بها.
قال ابن عساكر والخطيب أبو بكر الحافظ: أبو بكر اسمه زرارة بن الحارث بن زرارة أبو مصعب القرشي.
وقال مسلمة في تاريخه: مدنيى ثقة، روى عنه أبو داود السجستائي.
وذكره أبو علي الجياني فيمن روى عنه أبو داود في كتاب السنن.
روى عنه مسلم حديث واحدا في الجهاد وليس له في كتابه غيره فيما قاله الصريفيني.
وفي كتاب الزهرة: روى له البخاري تسعة أحاديث، ومسلم ثلاثة أحاديث.
وذكر الشيخ وفاته من عند السراج تابعا لعبد الغني، وأغفل كونه عند البخاري في " التاريخ الكبير " وابن منده والقراب وابن أبي عاصم، وغيرهم.
وذكره ابن حبان في جملة الثقات ثم خرج حديثه في صحيحه، وكذلك(1/28)
الحاكم أبو عبد الله، وقال: كان فقيها متقشفا عالما بمذاهب أهل المدينة.
وفي تاريخ أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب قال أبو سعد الزاهد: أدركت أبا مصعب وله اثنتان وتسعون سنة.
وذكر ابن أبي خيثمة في تاريخه الكبير: خرجنا في سنة تسع عشرة ومائتين إلى مكة، فقلت لأبي عمن أكتب؟ فقال: لا تكتب عن أبي مصعب، واكتب عمن شئت.
قال أبو الوليد الباجي: معنى ذلك أن أبا مصعب كان يميل إلى الرأي، ويرويه في مسائل الفقه، وأهل الحديث يكرهون ذلك، فإنما نهى زهير ابنه عن أن يكتب عنه الرأي، وإلا فهو ثقة لا نعلم أحدا ذكره إلا بخير.
وقال: أبو مصعب بن عبد الله، كان ممن حمل العلم، ولاه عبيد الله بن الحسن القضاء. لما كان من قبل المأمون.(1/29)
وفي كتاب " ابن خلفون ": كان أحد الفقهاء المشهورين بالمدينة.
وقال أبو الطاهر المدني: كان ثقة.
وقال ابن مفرح: كان فقيها محدثا.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: روى أنه قال: يا أهل المدينة: لا تزالون ظاهرين على أهل العراق ما دمت لكم حيا. وقال أحمد ابن أبي خالد في كتابه " التعريف بصحيح التاريخ ": توفى في آخر سنة إحدى وأربعين ومائتين.
20 - (ق) أحمد بن ثابت الجحدري.
ذكر أبو علي الغسائي أن أبا داود: روى عنه في سننه في كتاب [بدء الوحي له] وفي كتاب الصريفيني روى عنه البزار أحمد بن عمرو، وروى عن مروان بن معاوية الفزاري.
21 - (م) أحمد بن جعفر المعقري أبو الحسن.
إلى ناحية باليمن، كذا قال تابعا صاحب الكمال، والذي قاله أبو علي الغسائي وغيره أنه نسب إلى بلد باليمن، قال أبو علي: بفتح الميم وسكون(1/30)
العين، وقيده أبو الوليد الباجي بضم الميم وتشديد القاف.
وقال اللالكائي يكنى أبا أحمد، وفي كتاب " ابن عساكر ": يكنى أبا عبد الله، وفي كتاب " الصريفيني ": أبو جعفر، وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم بن الحجاج أربعة أحاديث.
22 - (م د) أحمد بن جواس الحنفي الكوفي أبو عاصم.
روى ابن حبان في صحيحه، عن محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا عنه، وذكره أيضا في جملة الثقات.(1/31)
وقال مسلمة بن قاسم " في كتاب الصلة ": كوفي ثقة، روى عنه من أهل بلدنا بقي بن مخلد.
وفي تاريخ قرطبة، قال بقي: كل من رويت عنه فهو ثقة.
وقال المطين مات لثلاث خلون من المحرم سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وقال أبو علي الغسائي في كتابه رجل أبي داود: هو ثقة.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه مسلم خمسة أحاديث توفي بالكوفة.
وفي كتاب المعلم لابن خلفون: قال أبو الطاهر أحمد بن أحمد: كان ابن جواس ثقة.
ولما ذكره اللالكائي في رجال مسلم كتب الوقسي الحافظ عليه حاشية ردا عليه ومن خطه نقلت: ذكره مسلم في " الكنى ".
23 - (م د س) أحمد بن جناب المصيصي.
يقال أنه بغدادي الأصل، كذا قال المزي.(1/32)
في تاريخ بغداد قال الحافظ أبو بكر الخطيب: لم يكن بغدادي الأصل، وإنما هو مصيصي، ورد بغداد.
ونسبه ابن عساكر حلبيا.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم ستة أحاديث، وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ": عن أحمد بن سهل عن صالح بن محمد عنه.
وقال أبو حاتم الرازي لما سئل عنه: صدوق. قال أبو محمد ابنه: وروى عنه أبي.
24 - (خ) أحمد بن الحجاج البكري الذهلي الشيباني.
ذكره ابن حبان في " جملة الثقات ".
وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده في كتابه " أسماء شيوخ البخاري "، وصاحب " الزهرة ": توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين. زاد في الزهرة: روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث.(1/33)
وفي المعلم لابن خلفون قال أبو جعفر النحات: هو ثقة.
25 - (م) أحمد بن حرب أبو علي الطائي، ويقال: أبو بكر الموصلي.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " بعد ذكره إياه في كتاب " الثقات ".
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": نزل أذنه دهرا وتوفي بحران سنة سبع وستين ومائتين.
روى عنه: الحسين بن محمد الرامهرمزي.
فيما ذكره الإمام أبو زكريا: يزيد بن محمد بن إياس الأزدي، في " تاريخ الموصل "، تأليفه.
26 - (خ ت) أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي الحافظ.
ذكره البستي في كتاب الثقات، بعد تخريج حديثه في صحيحه فقال: ثنا محمد بن أحمد بن أبي عون: ثنا ابن جنيد بن أحمد بن الحسن. وهو قديم الموت.
وفي " كتاب الصريفيني ": وهو ابن عم أبي إسماعيل الترمذي.
قال إمام الأئمة في " صحيحه ": نا أحمد بن الحسن الترمذي، وكان أحد أوعية العلم - وفي التهذيب أحد أوعية الحديث - سنة إحدى وأربعين ومائتين في جمادى الأولى.(1/34)
وزعم بعض من ألف التراجم من المتأخرين أنه مات قبل الخمسين. فالله أعلم.
وقال الحاكم: أبو عبد الله في " المدخل ": هو أحد حفاظ خراسان.
وفي كتاب " التعديل والتجريح " لأبي الوليد، ومشايخ البخاري لابن منده: خرج عنه البخاري حديثا واحدا عن بريدة: " غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة ". لم يخرج عنه غيره. وفي كتاب الزهرة: روى عنه حديثين.
قال ابن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال: صدوق.
وذكر أبو الحسين بن الفراء في كتاب " الطبقات " أنه روى عن أحمد مسائل.
وقال ابن خلفون: ثقة مشهور.(1/35)
27 - (م ت) أحمد بن الحسن بن خراش، أبو جعفر البغدادي.
ذكره ابن حبان في جملة الثقات، وخرج حديثه في صحيحه.
وفي كتاب الزهرة: هو أحد حفاظ خراسان، روى عنه مسلم أحد عشر حديثا.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم روى عنه ابن الجنيد.
28 - (خ د س) أحمد بن حفص أبو الحسن السلمي مولاهم.
قال أبو نصر الكلاباذي والباجي: قال الحاكم أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور ": سمعت أبا الطيب المذكر سمعت مسدد بن قطن، يقول: ما رأيت أحدا أتم صلاة ركوعا وسجودا من أحمد بن حفص السلمي.
حدثنا عبد الله بن أحمد عن أبي حاتم السلمي، قال: سألت مسلم بن الحجاج عن الكتابة عن أحمد بن حفص فقال: نعم. قال أبو عبد الله: هذا رسم مسلم في الثقات الأثبات الأدب في الكتابة عنهم. وروى عنه أبو علي محمد بن علي بن عمر.
وقال ابن عساكر والكلاباذي وابن طاهر والجياني: توفي سنة ستين.(1/36)
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري أربعة أحاديث.
وقال النسائي في " أسماء شيوخه ": أحمد بن حفص بن عبد الله، نيسابوري ثقة.
وقال أبو علي الجياني وابن خلفون: كانت وفاته سنة خمس وخمسين ومائتين.
وفي كتاب الصرفيني: روى عنه: أبو العباس السراج، ومحمد بن محمويه.
وقال مسلمة: توفى بنيسابور، وهو ثقة.
وقال الجياني: حدث عنه البخاري، وكتب إلى أبي حاتم، وأبي زرعة بجزء من حديثه.
29 - أحمد بن حماد بن مسلم أو جعفر المصري - أخو عيسى بن حماد زغبة.
ذكره النسائي في شيوخه الذين روى عنهم، وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
وقال مسلمة: عمر ثمانين سنة، ولم يذكره صاحب الزهرة في شيوخ النسائي.
30 - (خ س ي) أحمد بن حميد الطريثيني مولاهم أبو الحسن الكوفي.
عرف بدار أم سلمة، وكان موضعا إلى الكوفة، هو القرشي فيما قاله ابن منده وأبو إسحاق الحبال والرازيان.
في " تاريخ البخاري " القرشي.(1/37)
عرف بدار أم سلمة، موضع كان ينزله بالكوفة فيما قاله الصوري.
ونقد ابن سعيد حافظ مصر على أبي عبد الله الحاكم قوله: جار أم سلمة. وفي كتاب الباجي: جار أبي سلمة موسى بن إسماعيل.
وفي كتاب الزهرة: كان يلقب بدار أم سلمة لأنه جمع حديث أم سلمة، روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث.
وقال أبو أحمد بن عدي في كتاب شيوخ البخاري: وله اتصال بأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: كان يعد من حفاظ الكوفة، وكان ثقة.
توفي سنة تسع وعشرين ومائتين، كذا هو في تاريخه. والذي نقله المزي سنة عشرين، لم أره، والذي ذكر أنه توفي سنة عشرين هو أبو القاسم ابن عساكر.
ولم يعزه للمطين، فينظر. ولو نقله الشيخ من أصل المطين لأضاف توثيقه من عنده على ما تقدم. وقال أبو زرعة: أدركته ولم أكتب عنه.
وقال الخطيب: هو حافظ من شيوخ الكوفيين ومتثبتيهم وحفاظهم. روى عنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن خيثمة.(1/38)
وفي " كتاب الدارقطني ": روى عنه جعفر الفريابي، وقال عمر بن حفص بن غياث: كان يختلف إلى أبي وهو صغير.
وقال أحمد بن صالح المصري في " تاريخه ": أحمد بن حميد الذي يعرف به دار أم سلمة ثقة.
31 - (ز 4) أحمد بن خالد بن موسى، ويقال ابن محمد الكندي، أبو سعيد الحمصي الوهبي نسبة إلى وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين. بطن من كندة.
قال محمد بن سعيد بن حاجب: سمعت أبا حاتم الرازي في " تاريخه " يقول: قدم أحمد بن حنبل دمشق حين أراد الفريابي، فمر يسأل عن الشيوخ فقالوا: أحمد الوهبي وبشر بن شعيب بن أبي حمزة، فأتى الوهبي فأخرج له كتاب ابن إسحاق، فقال أحمد: أيام محمد بن إسحاق محمد في بغداد من كان؟ قال: عبد العزيز الماجشون والمسعودي. فمسح أحمد قلمه وقام.
قال الصريفيني: قوله دمشق، فيه نظر، ويحتمل أنه حمص. وقال الحافظ القراب، وأبو زرعة الدمشقي في " تاريخه الكبير ": توفي سنة [خمس] عشرة ومائتين.
وذكره ابن حبان في " الثقات "، وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في " صحيحيهما ". وقال الدارقطني في كتاب " الجرح والتعديل ": لا بأس به.
32 - (ت س) أحمد بن خالد أبو جعفر الخلال العسكري قاضي الثغر.
ذكره الخطيب، وقال مسلمة بن قاسم: بغدادي ثقة.(1/39)
قال أبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي: لا بأس به، فيما ذكره أبو القاسم. وفي " أسماء شيوخ النسائي ": عسكري ثقة.
وقال أبو حاتم: كان عدلا. وقول المزي: قال ابن قانع: مات سنة سبع، وقال غيره: مات سنة ست. هو كلام الخطيب في " التاريخ " بعينه، فكان عزوه للخطيب أوقع في القلب وأرضى للرب.
وقال أبو زرعة: أدركناه ولم نكتب عنه. وقال - شيخ أبي حاتم الرازي - الحافظ أبو علي الطوسي في كتاب " الاحكام " تأليفه: لا بأس به.
وقال أبو عبيد محمد بن علي بن سليمان الآجري: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث السجستاني عن أحمد بن خالد الخلال، فقال: ثقة، لم أسمع منه. والله تعالى أعلم.
وقال أبو عبد الله الحاكم: كان من أجلة الفقهاء والمحدثين، وأنبأ أبو الوليد الفقيه، ثنا إبراهيم بن محمود، ثنا أبو سليمان في ذكر أصحاب الشافعي(1/40)
ومنهم: أحمد بن خالد الخلال، وكان من أهل الحديث وممن يعرف بالدين والأمانة والورع.
33 - (س) أحمد بن الخليل أبو علي التاجر البغدادي.
ذكره البستي في " جملة الثقات ". وقال مسلمة في كتاب " الصلة " تأليفه: مات في شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعين ومائتين، روى عنه من أهل بلدنا قاسم بن أصبغ، لا بأس به.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: قديم، لم يحدث عنه أحد من البغداديين، وإنما حديثه بنيسابور وخراسان. في " تاريخ بغداد ": مات بنيسابور. وفي " تاريخ نيسابور ": روى عن: علي بن عيسى، وإسحاق بن إبراهيم.
وفي قول المزي: وللبغداديين شيخ آخر يقال له:
34 - أحمد بن الخليل.
وللخراسانيين شيخ آخر يقال له:
35 - أحمد بن الخليل بن الحارث القوسي.
ذكرناهما للتمييز، نظرا لأنا رأينا للبغداديين شيخا آخر اسمه أحمد بن الخليل في هذه الطبقة، وهو:(1/41)
36 - أحمد بن الخليل بن مالك بن ميمون أبو العباس عرف بحسور.
روى عن أبي بكر بن عياش وأبي أسامة وأمثالهما، ضعفه الدارقطني وغيره.
37 - وأحمد بن الخليل بن عبد الله بن مهران أبو بكر البنضري.
روى عن: وهب بن يحيى العلاف، وأبي عمرو بن خلاد الباهلي. روى عنه الطبراني، وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
38 - وأحمد بن الخليل بن محمد البستي.
ذكر الحاكم في " تاريخ نيسابور " أنه روى عن أحمد بن عبد الله بن خالد عن الوليد بن مسلم.
39 - وأحمد بن الخليل أبو علي من أهل سامراء.
يروي عن: عبيد الله بن موسى، وشجاع بن الوليد.
ذكره البستي في " الثقات ".
ولو تتبعنا هذا حق التتبع لكان جديرا بأن يكون تصنيفا على حدة، ولكنا نذكر منه ما تيسر، ولله المنة والحمد.
40 - أحمد بن زنجويه النسائي خراساني.
قدم مصر، حدث عنه: بقي بن مخلد، قاله مسلمة في كتاب " الصلة "، وأبو داود سليمان بن الأشعث، ذكره أبو علي الجياني في " أسماء شيوخ أبي داود " رحمهما الله تعالى.
ولم يذكره المزي.
41 - أحمد بن سعيد بن الحكم.
عرف بابن أبي مريم الهمداني، فيما ذكره في " الزهرة "، وعلم -(1/42)
أيضا عليه علامة البخاري.
وقال مسلمة بن قاسم: اسم أبي مريم الحكم، وقال غيره: سالم.
قال مسلمة: وأحمد ثقة، روى عنه: بقي بن مخلد.
وفي موضع آخر: أحمد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم لا بأس به.
وقال ابن بهزاد، وتابعه أبو طالب عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم الجمحي: مات بمصر لست عشرة ليلة خلت من شهر رمضان.
وقال أبو عمر الكندي في كتاب " الموالي " تأليفه: كان من أهل العلم والرحلة والتصنيف.
وقال أبو علي الغساني: لا بأس به.
وقال الكندي: هو ابن أخي سعد بن أبي مريم، وتوفي فيما أخبرني ابن مكرم سنة ثلاث وستين ومائتين.
42 - أحمد بن سعيد بن إبراهيم المرابطي أبا عبيدة.
فيما ذكره ابن منده: السرخسي حكاه أبو علي في " شيوخ أبي داود "، وصاحب " الزهرة " وقال: روى عنه البخاري سبعة أحاديث ومسلم ثلاثة أحاديث. وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه ".
وفي " تاريخ الخطيب " عنه قال: قدمت على الإمام أحمد بن حنبل فجعل لا يرفع رأسه إليَّ، فقلت: يا أبا عبد الله إنه يكتب عني بخراسان وإن عاملتني بهذه المعاملة رموا بحديثي، يا أبا عبد الله إنما ولاني أمر الرباط لذلك دخلت(1/43)
فيه.
قال: فجعل يكرر علي: يا أحمد هل بد يوم القيامة أن يقال: أين ابن طاهر وأتباعه، فانظر أين تكون منه.
وفي قول المزي: قال الحسين القبائي: مات بعد الرجفة سنة ثلاث وأربعين. نظر في موضعين: الأول: الخطيب لما نقل كلام الحسين لم يتعرض لذكر الرجفة، إنما قال: مات بعد ثلاث وأربعين، والذي قال: إنه توفي بعد الرجفة بقومس أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال البخاري: وسألت ابنه: في أي سنة مات أبوك؟ قال: يوم عاشوراء أو النصف من المحرم سنة ست وأربعين وكانت الرجفة سنة خمس وأربعين، وهذا هو النظر.
الثاني: وهو جعله الرجفة قبل سنة ثلاث ووفاته سنة ست التي ذكرها المزي بلفظ: وقيل هو المرجح المذكور في " تاريخ " العصفري والقراب وابن منده وكتاب " الزهرة " وابن طاهر والكلاباذي والجياني والباجي وغيرهم.
وفي " تاريخ نيسابور ": روى عنه: أحمد بن محمد بن الأزهر، رحمه الله تعالى.
وقال أبو حاتم الرازي: أدركته ولم أكتب عنه، وكتب إليَّ بأحاديث، وكان يتولى على الرباطات، ثنا عنه أحمد بن سلمة.
وقال الخليلي في كتاب " الإرشاد " تأليفه: كان ولي أمر الغزاة في الرباط، وهو ثقة عالم حافظ متقن، وسمعت الحاكم أبا عبد الله قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان والله من الأئمة المقتدى بهم، روى عنه محمد بن عبد السلام، وتوفي سنة إحدى وخمسين وقيل سنة تسع وخمسين ومائتين.(1/44)
وقال محمد بن عبد السلام: لم أر بعد إسحاق بن راهويه مثل الرباطي.
ولما ذكره أبو الحسين بن الفراء في كتاب " الطبقات " قال: كان ثقة.
43 - أحمد بن سعيد بن بشر بن عبيد الله الهمداني، أبو جعفر المصري.
ألفيته مجودا بخط الحافظ أبي إسحاق الصريفيني: بشير بن عبيد الله.
زاد مسلمة والجياني: ابن مسعود بن القاسم.
روى عنه: زكريا بن يحيى الساجي، وقال: ثبت.
قال مسلمة في " الصلة ": قال أحمد بن صالح: أحمد بن سعيد ثقة، ما زلت أعرفه بالخير منذ عرفته.
قال مسلمة: قال أحمد بن سعيد: قدم أبي من الكوفة فخرج إلى القيروان فولدت بها، ثم توفي أبي بها، وقدم بي مصر وأنا صغير ونحن من همدان من أنفسهم، وكان في عين الجد قبل وفي عين أبيه قبل، ومات بمصر يوم السبت لعشر خلون من رمضان. وقال ابن يونس: وصلى عليه ابنه سعيد.
وذكره ابن حبان في " جملة الثقات "، بعد تخريج حديث في " صحيحه ". وذكره النسائي في " أسماء شيوخه الذين روى عنهم ". وهو معارض لقول من قال عنه: لو رجع عن حديث بكير بن الأشج لحدثت عنه، اللهم إلا أن يكون رجع عنه فحدث عنه أو بالعكس.
وقال أبو علي الغساني: كان مقدما في الحديث فاضلا.
وقال ابن أبي حاتم: مات قبل قدومنا مصر.(1/45)
44 - (خ م د ت ق) أحمد بن سعيد بن صخر أبو جعفر السرخسي.
قاله ابن خلفون المروزي.
وقال ابن منده: الرازي الدقاق أبو عبد الله.
قاله ابن حبان لما ذكره في " الثقات " ولما روى في " صحيحه " عن محمد بن إسحاق مولى ثقيف عنه قال: كان ثقة ثبتا صاحب حديث يحفظ.
وقال ابن منجويه: مات سنة ستين أو قبلها أو بعدها بقليل.
وفي " الزهرة ": روى عنه البخاري عشرين حديثا، ومسلم ستة وعشرين حديثا.
وقال أبو محمد بن الأخضر: هو أحد المذكورين بالثقة ومعرفة الحديث والحفظ له، ومن رحل وجد في الطلب وأكثر.
وقال الحافظ أبو إسحاق الحبال في " تسمية رجال الشيخين ": كان جليلا.
وقال أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور ": كانت الرحلة إليه، ولما توفي دفن في مقبرة جلاباذ إلى جنب أحمد بن نصر المقرئ، روى عن: علي ابن المديني وحسين بن واقد، وروى عنه: علي بن سعيد النسوي وهو من شيوخه. انتهى.
وقال المزي: من أقرانه. ولا يصلح لما أسلفناه.
قال أبو عبد الله: وهو الذي أصلح بين الإمام أحمد وإسحاق الكوسج.(1/46)
وروى عنه: عبد الواحد بن محمد بن هانئ، وإبراهيم بن علي الذهلي، وأبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس، وإسحاق بن إبراهيم بن عمار، وأحمد بن محمد بن زياد، وأحمد بن سلمة، ومحمد بن شاذان، وعلي بن محمد بن ماجد الباشاني، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب.
وفيه يقول وهب بن جرير شيخه:
لا تعدلن صاحبا بأحمد ... ولا أخا في السفر المطرد
ما زلت مذ فارقت صخر المديد ... جلد القوى عند تقوب الأعبد
مشمر إن رقدوا لم يرقد ... ما منه في غيبة والمشهد
رأيته لكل علم مسند
قال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي الاستراباذي في " تاريخ سمرقند " تأليفه: أحمد بن سعيد النيسابوري الحافظ أبو جعفر حدث بسمرقند عن محمد بن بشار وأبي بكر المروروذي وغيرهما.
روى عنه: شيخنا أبو عمرو محمد بن إسحاق العصفري، وذكر محمد بن جعفر بن الأشعث (الكبوذ نجكثي) أنه كتب عنه بسمرقند.
في " تاريخ بغداد ": قال الدارمي: كتب إلي أبو عبد الله أحمد بن حنبل: لأبى جعفر أكرمه الله من أحمد بن حنبل.(1/47)
وقال الكلاباذي: كان مولى لبعض المراوزة.
وقول المزي كان فيه - يعني: " الكمال " - هارون بن الحسين. وهو وهم، إنما هو طاهر بن الحسين، فيه نظر وإن كان الصواب ما قاله المزي وذلك أن عبد الغني قاله متبعا فيما أظن الحاكم أبا عبد الله في " تاريخه " كذا هو في نسختي ويحتمل أن يكون تصحيفا من الكاتب والله تعالى أعلم.
قال أبو حاتم الرازي: كان يكاتبني ولم أكتب عنه. وقال البخاري في " الأوسط " مات بعد رجفة قومس، وقال في " الكبير " - أيضا - مات أيام زلزلة طوس.
وفي " كتاب ابن خلفون ": قلت: هو ثقة مشهور.
وذكره أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد السلام الأنصاري في إسناد حديث، فقال: مسلمة بن سليمان المروزي وأحمد بن سعيد بن صخر ثقتان مشهوران. كذا هو في " كتاب الصريفيني ".(1/48)
45 - أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي أبو العباس.
من أهل حمص مجهول، قاله مسلمة.
وقول المزي: ومن الأوهام:
46 - أحمد بن سعيد الحراني.
فيه نظر، لأني لم أر لهذه الترجمة في كتاب " الكمال " ذكرا ألبتة، والله تعالى أعلم.
47 - (س) أحمد بن سفيان أبو سفيان النسائي.
روى الحاكم أبو عبد الله في " مستدركه " عن محمد بن صالح بن هانئ عنه.
وقال مسلمة بن قاسم: مروزي ثقة.
وفي " كتاب الصريفيني ": روى عن خالد بن مخلد، ويحيى بن بكير وروى عنه الحسن بن سفيان.
48 - (س) أحمد بن سليمان بن عبد الملك بن أبي شيبة أبو الحسين الحافظ الرهاوي.
روى عن: مالك فيما ذكره الخطيب.
وذكره البستي في كتاب " الثقات "، وقال: هو صاحب حديث يحفظ روى حديثه في " صحيحه ".
وفي كتاب " الطبقات " لأبى عروبة الحراني: مات لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائتين.(1/49)
ذكره المزي [ولم يذكر] الشهر والأيام. فكأنه لم يراجع الأصل.
49 - (خ م د كن ق) أحمد بن سنان القطان [ابن أسد بن حبان] أبو جعفر الواسطي.
روى عنه: أسلم بن سهل بحشل في " تاريخ واسط "، وإمام الأئمة في " صحيحه "، وابن حبان البستي بعد ذكره في " الثقات ".
وقال الأمير أبو نصر بن ماكولا، وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني: كان من الثقات الأثبات.
زاد أبو الحسن [يقول]: سمعت إبراهيم بن محمد بن عباد بالبصرة سمعت أحمد بن سنان يقول: سمعت الشافعي يقول. فذكر ثلاثا.
وقال ابن حبان: مات سنة خمسين أو قبلها أو بعدها بقليل.
وقال الحاكم في " رجال البخاري ": هو هروي.
وقال ابن الأخضر الحافظ: وهو ثقة صدوق، وذكر للبغوي رواية عنه في " مشيخته ".
وفي سؤالات الخميس الحوزي: مات سنة أربع وخمسين، جمع المسند، وكان(1/50)
في الحفظ والعدالة إلى حد لا مزيد، خرج عنه البخاري في " صحيحه " حديثا واحدا لم يخرج عنه غيره وهو تقبيل الحجر.
وقال أبو عبد الله ابن منده: مات بعد البخاري، زاد في " الزهرة ": بسنتين، قال: وروى عنه البخاري خمسة أحاديث، وكذلك مسلم.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": أحمد بن سنان بن حبان بن أسد جليل ثنا عنه غير واحد. وكذا ذكره في باب ابنه جعفر أخّر أسدا وقدم حبان.
وفي " كتاب الصريفيني ": صنف المسند وحديث الأعمش.
قال الباجي عن إبراهيم الأصبهاني: ما كتبناه عن أحمد بن سنان لم نجده عن غيره.
وقال أبو علي الغساني: ثقة جليل القدر.
وقال أبو زرعة: أدركته ولم أكتب عنه.
وروى في " مسنده " عن: محمد بن عبيد، وسليمان بن حرب، وإسماعيل بن أبان الوراق، وأبي عبد الرحمن المقرئ: عبد الله بن يزيد، ويعمر بن بشر، وعلي بن عاصم، وبهز بن أسد، وعبد الله بن نمير، وأبي الوليد هشام بن عبد الملك، ويعقوب بن محمد الزهري، وعمرو بن عون، وأبي زيد الهروي سعيد بن الربيع، وسريج بن النعمان، وموسى بن إسماعيل أبي عمران الجبلي وبشر بن مبشر، وموسى بن داود، ويحيى بن إسحاق السيلحيني أبي زكريا، وروح بن عبادة، وعمار بن عمر، وموسى بن داود، وعلي بن بحر، ومحمد ابن عامر، وعمرو بن حكام، وعلي بن الحسين بن(1/51)
سليمان، وحجاج بن منهال، وشبابة بن سوار، وعبد الله بن موسى، ومسلم بن إبراهيم، ويحيى بن حماد زغبة، والحسن بن حماد، ومحمد بن أبي نعيم، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وأبي نعيم الفضل بن دكين.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن أحمد بن سنان وبندار فقدم ابن سنان على بندار.
وفي موضع آخر: سمعت أبا داود يقول: ابن سنان أحمد الثقة.
ولما خرج الدارقطني حديثه في " الصوم " صححه في كتابه " السنن ". وقال في كتاب " النزول " عن الشافعي: كان ابن سنان أحد الثقات المتثبتين.
وحدثني أبو محمد ثنا علي بن أحمد سمعت إبراهيم بن أرمة الحافظ يقول: ما كتبناه عن أبي موسى وبندار أعدناه على أحمد بن سنان، وما كتبناه عن أحمد بن سنان لم نعده على غيره.
وقال الحاكم في " فضائل الشافعي ": أحمد بن سنان القطان المحدث بواسط ثقة مأمون له مسند مخرج على الرجال، حدث عنه أئمة الحديث.
50 - (س) أحمد بن سيار بن أيوب المروزي أبو الحسن.
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور "، والخطيب في " تاريخه ": كان إمام أهل الحديث في بلده علما وأدبا وزهدا وورعا.
زاد أبو عبد الله: ولقد حدثني بعض مشايخنا بمرو، أنه كان ينقاس بابن المبارك في عصره ثم خرج حديثه في " صحيحه ". ولما ذكره البستي في جملة الثقات قال: كان من الجماعين للحديث الرحالين(1/52)
فيه مع التيقظ والإتقان والذب عن المذهب والتضييق على أهل البدع.
وقال مسلمة بن قاسم: هو ثقة أبنا عنه العقيلي، وعلان.
وقال الحاكم: روى عن صالح بن سفيان.
وقال الخطيب: روى عنه عامة الخراسانيين.
وقال أبو القاسم بن عساكر: كانت له رحلة واسعة.
وقال عبد الغني بن سعيد حافظ مصر: كان ثقة.
وفي " الإكمال " لأبى نصر: كانت أمه من موليات المأمون، وكتب عن علي بن الحسن بن شقيق أحاديث يسيرة، وأحمد بن عثمان الباهلي، وصنف فتوح خراسان.
وفي " تاريخ " إسحاق القراب الحافظ رحمه الله تعالى: مات في ربيع الأول بمرو.
وذكر الإمام أبو عبد الله بن عبدك اللخمي في " تاريخ بيت المقدس " تأليفه: أنه كان إماما من الأئمة في الحديث حافظا له بارعا في الفقه.
روى عن: أحمد بن صالح المصري وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح.
روى عنه: محمد بن مسروق.
وهو الذي نصر مذهب الشافعي ونشره، وكان وصل إلى مصر فكتب كتب الشافعي، وقرأها على حرملة ثم عاد فأحكمها على الربيع.(1/53)
وللشاميين شيخ يقال له:
51 - أحمد بن سيار بن رافع.
روى عنه: محمد بن إبراهيم بن مروان.
قال ابن عساكر: توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وبسمرقند شيخ يقال له:
52 - أحمد بن سيار بن حاتم الطالقاني.
قال الإدريسي: حدث بسمرقند سنة إحدى وثمانين ومائتين.
ذكرناهما للتمييز.
53 - (خ خد س) أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي.
في كتاب ابن أبي حاتم: الجحدري.
وفي الكتاب " المعلم " لابن خلفون: أصله من الحجاز.
قال أبو أحمد ابن عدي: قبله أهل العراق ووثقوه، ويروي عن أبيه عن يونس عن الزهري نسخة قيل لعلي ابن المديني: نسخة شبيب عن يونس؟ قال:(1/54)
كتبتها عن ابنه أحمد، وحدث ابن وهب عن شبيب هذا بأحاديث مناكير كان شبيبا الذي يحدث عنه ابن وهب سوى شبيب الذي يحدث عنه ابنه أحمد وغيره لأن أحاديثهم عنه مستقيمة وأحاديث ابن وهب مناكير.
وفي كتاب الزهرة: روى عنه، يعني: البخاري، أربعة عشر حديثا.
وفي " النبل " للحافظ أبي القاسم، وغيره مجودا مضبوطا: توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
وذكره ابن حبان في " جملة الثقات ".
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه " له، وقال ابن خلفون: لا بأس به.
وقال أبو الفتح الموصلي الأزدي: منكر الحديث غير مرضي.(1/55)
وقال أبو علي الجياني: روى حديثه أبو داود في " كتاب الزهد " من كتاب(1/56)
" السنن "، فينظر في قول المزي: روى له أبو داود في الناسخ.
54 - أحمد بن شعيب بن علي النسائي أبو عبد الرحمن القاضي.
قال السمعاني في " الأمالي ": هو أحد أئمة الدنيا في الحديث، والمرجوع إليه في علم الصحيح والسقيم، وله شرط في الصحيح رضيه الحفاظ، وأهل المعرفة.
وقال مسلمة: كان ثقة عالما بالحديث، وكان يرمى بالتشيع، وذكر لنا بعض أصحابنا أن حمزة بن محمد الكناني أخبره: أن النسائي ولد سنة أربع عشرة ومائتين. وتوفي سنة اثنتين وثلاثمائة.
وقال الخليلي: حافظ متفق عليه، ورضيه الحفاظ، وكتابه يضاف إلى كتاب البخاري ومسلم.
وزعم صاحب " تاريخ القدس " أن من قال: إنه مات بمكة وهم وصحف قال: ولا خلاف أنه مات بالرملة، والله أعلم.
وقد اتفقوا على حفظه وإتقانه، ويعتمد على قوله في الجرح والتعديل، وكتابه في السنن كتاب مرضي، وروى عنه ابنه أبو بكر.
وقال ابن القطان: هو أعلم أهل الحديث، وسمى الدارقطني وغيره كتابه " المجتبى " صحيحا.(1/57)
لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة، فلا أدري لم ذكره المزي؟
55 - (خ د تم) أحمد بن صالح المصري المعرف بابن الطبري.
قال الحافظ أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي في كتاب " الإرشاد " تأليفه: ابن صالح ثقة حافظ وقد اتفق الحفاظ على أن كلام النسائي فيه تحامل ولا يقدح كلام أمثاله فيه، وقد نقم على النسائي كلامه فيه.
وفي كتاب أبي العرب حافظ القيروان: قال أبو الطاهر: أحمد بن محمد بن عثمان المدني، وكان بمصر من أهل المعرفة بالحديث والرجال: أحمد بن صالح أبو جعفر ليس يساوي شيئا.
وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة.
[وقال الكجي في " تاريخ القدس ": كان إماما ثقة، أحفظ حفاظ الأثر، عالما بعلل الحديث بمصر. أقام بمصر وانتشر عند أهلها علمه.
وقال أبو محمد ابن الأخضر: أحد الحفاظ والعلماء بعلل الحديث واختلافه.
قال: وقال البغوي: كان حافظا.
قال أبو سعيد الطبراني في " تاريخه ": سمعت ابن معين يقول: أحمد بن صالح سمع من ابن وهب وهو صغير. وقال الحاكم: كان أحد أئمة أهل المغرب].
وقال ابن بكير: سألت الدارقطني عنه، فقال: ثقة.(1/58)
ونقل أبو الفرج بن الجوزي عن أبي الحسن الدارقطني تضعيفه.
وقال القاضي أبو بكر المعافري في كتابه " الأحوذي " شرح الترمذي: هو إمام ثقة من أئمة المسلمين لا يؤثر فيه تجريح، وإن هذا القول يحط من النسائي أكثر ما حط من أحمد بن صالح.
وقال ابن خلفون في " المعلم ": هو أحد الأئمة في الحديث، كان من أحفظ الناس لحديث الزهري، ذكره أبو جعفر النحات، فقال: أحد الأئمة الثقات. وقال الصدفي: سألت أبا الحسن محمد بن محمد الباهلي عن أحمد بن صالح فقال: ثقة إمام من أئمة المسلمين.
وقال أبو عمر النمري: أحمد ثقة صالح مأمون أحد أئمة الحديث، لا يقبل فيه قول النسائي كان أبو زرعة يعده في أئمة الحديث، وذكر الصولي في تاريخ مصر شعرا أنه لما مات رثاه محمد بن داود الواسطي من أبيات:
أحمد لا تبعدن دار بعدت ... بفقدك الفائدات والطرف
يا فارس العلم بالحديث ويا ... من على فكيه روضة أنف
يا بحر علم غاص التراب به ... يروي لديه الورى إذا اغترفوا
وزعت بالزهد والقناعة والاحمال ... زرعا ثماره الشرف
وذكره أبو عبد الله الحاكم في " باب من نسب إلى نوع جرح ".
وقال البستي في كتاب " الثقات ": كان أحمد بن صالح في الحديث وحفظه ومعرفة التاريخ وأنساب المحدثين عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أصحابنا(1/59)
بالعراق، ولكنه كان صلفا تياها لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه فكان يحسد على ذلك، والذي روى معاوية بن صالح عن يحيى بن معين أن أحمد بن صالح كذاب، فإن ذلك أحمد بن صالح الشمومي شيخ كان بمكة يضع الحديث.
سأل معاوية يحيى عنه، فأما هذا فهو يقارب ابن معين في الحفظ والإتقان، وكان أحفظ لحديث أهل مصر والحجاز من يحيى بن معين، وكان بين محمد بن يحيى وبينه معارضة لتصلفه عليه، وكذلك أبو زرعة الرازي دخل عليه مسلما فلم يحدثه فوقع بينهما ما يقع بين الناس، وأن من صحت عدالته وكثرت عنايته بالأخبار والسنن والتفقه فيها فبالحري أن لا يجرح لتصلفه أو تيهه ومن الذي يعرى عن موضع عيب من الناس، أم من لا يدخل في جملة من لا يلزق به العيب بعد العيب، وأما ما حكي في قصة حور العين فإن ذلك كذب وزور وبهتان وإفك عليه، وذلك أنه لم يكن يتعاطى الكلام ولا يخوض فيه والمحسود أبدا يقدح فيه، لأن الحاسد لا غرض له إلا تتبع مثالب المحسود فإن لم يجد ألزق مثلبة به، وكان أبوه من بخارى والله تعالى أعلم.
وفي قول المزي: كان فيه يعني " الكمال ": إبراهيم بن الحجاج السامي وهم.
نظر، لأني لم أره فيما رأيته من كتاب " الكمال " منسوبا، والله تعالى أعلم، فينظر.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للباجي عن الإمام أحمد: هو يفهم حديث أهل المدينة.
وقال أبو جعفر العقيلي: كان أحمد لا يحدث أحدا حتى يسأل عنه، فجاءه النسائي وقد صحب قوما من أصحاب الحديث ليسوا هناك، أو كما قال(1/60)
أبو جعفر، فأبى أحمد بن صالح أن يأذن له فلم يره، فكل شيء قدر عليه النسائي أن جمع أحاديث قد غلط فيها ابن صالح يشنع بها، ولم يضر ذلك أحمد بن صالح شيئا، هو إمام ثقة.
قال الباجي: الصواب ما قاله أبو جعفر لأن ابن صالح من أئمة المسلمين الحفاظ المتقنين، فلا يؤثر فيه تجريح، وإن هذا القول ليحط من النسائي أكثر مما حط من ابن صالح وكذلك التحامل يعود على أربابه.
وقال أبو عمر الكندي: ولد سنة اثنتين وسبعين.
وفي كتاب ابن عساكر توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة يوم الإثنين، وقيل: لثلاث.
56 - (س) أحمد بن صالح البغدادي.
قال الشيخ: كذا وقع في كتاب " المجتبى " من رواية ابن السني، وقيل: إنه محمد بن صالح كيلجة، وسيأتي. انتهى كلامه.
وهو مفهم أن ابن السني تفرد بهذا عن النسائي، وليس كذلك فإن النسائي لما ذكره في شيوخه قال: أحمد بن صالح البغدادي ثقة. فهذا يرجح أن اسمه كيف ما كان هو أحمد لا محمد، والله أعلم، وكذا ذكره الدارقطني.(1/61)
57 - (خ د س) أحمد بن الصباح النهشلي [أبو جعفر بن أبي سريج المقرئ.
وقيل: أحمد بن عمر بن أبي سريج الصباح مولى خزيمة بن خازم].
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": يغرب على استقامة فيه.
وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في صحيحيهما، زاد الحاكم هو: الدارمي.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي: هو ثقة. وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري أربعة أحاديث، مات بعد البخاري بقليل.
وقال الخطيب: وهو أحد القراء المعروفين، قرأ على الكسائي، وسكن الري، وأقرأ بها، وحدث إلى أن مات، سمع منه يعقوب بن شيبة ببغداد.
وهو معارض لما نقله المزي عنه: مات قبل أن يحدث.
وقال الحبال: رازي ثقة. وقال ابن خلفون عن النحات: كان ثقة.
58 - (خ ت) أحمد بن سليمان بن أبي الطيب.
كذا سماه ابن أبي حاتم، وقال: أدركه أبي ولم يكتب عنه.(1/62)
ومسلمة بن قاسم في كتاب الصلة، وقال: يروي عن أبي معاوية الضرير: محمد بن خازم، وكذا قاله أبو الوليد في كتاب " التجريح والتعديل "، ونسبه جرجانيا.
وصاحب الزهرة - أيضا - وزعم أن البخاري روى عنه أربعة أحاديث.
والخطيب في تاريخه، وقال: قيل إنه بغدادي. اللالكائي.
فينظر في قول المزي: أحمد بن أبي الطيب واسمه سليمان، وفي قوله: البغدادي. لما ذكره الخطيب وغيره.
وذكر الإمام أبو إسحاق الصريفيني أنه: توفي سنة ثلاثين ومائتين، وذكره ابن حبان البستي في " جملة الثقات ".
59 - (س) أحمد بن أبي طيبة عيسى بن سليمان قاضي قومس الجرجاني.
قال أبو يعلى الخليلي في كتاب " الإرشاد ": ثقة ينفرد بأحاديث، وهو من الكبار.(1/63)
روى عنه ابن أبي حاتم بالإجازة في فوائد الرازيين.
وفي مشيخة البغوي " لابن الأخضر ": أحمد بن عبيد بن أبي طيبة شيخ مجهول، قال البغوي: سألت ابن أبي طيبة وكان يزعم أنه سمع أنس بن مالك والحسن وابن سيرين وثنا عنهم وسأله عن اسم أبي طيبة فقال: ميسرة.
وسمعته يقول: صمت لله سبعة وعشرين ومائة رمضان. انتهى.
فلا أدري أهو صاحب الترجمة أم غيره.
60 - (خ) أحمد بن عبد الله بن أيوب أبو الوليد الحنفي يقال له: ابن أبي رجاء الهروي.
ذكر أبو إسحاق الحبال أن أحمد بن أبي رجاء آخر يكنى أبا الحسن.
وقال الحاكم أبو أحمد الحافظ هو: أحمد بن محمد بن أبي رجاء.
في كتاب ابن خلفون: قال أبو عبد الرحمن النسائي: كتبنا عنه بالثغر وهو ثقة لا بأس به.
وقال أبو جعفر النحات كان أحد الثقات.
ونسبه ابن عدي مصيصيا.
وقال في " الزهرة ": روى عنه - يعني: - البخاري(1/64)
ثلاثة عشر حديثا وذكره ابن حبان في " الثقات ".
61 - (م ت س) أحمد بن عبد الله بن الحكم المعروف بابن الكردي.
قال مسلمة: ثقة. ولما ذكره ابن حبان في جملة الثقات، قال: مستقيم الحديث، روى عنه محمد بن الحسين بن مكرم الضرير.
وفي كتاب الصريفني: روى عن: وكيع بن الجراح، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وحسين بن علي الجعفي.
وفي " الزهرة ": روى عنه مسلم تسعة أحاديث.
62 - (خ م ت س) أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم.
كذا قاله الشيخ، وزعم الحافظ أبو محمد بن الأخضر أنه: أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب بن مسلم. قال: وروى عنه البغوي.(1/65)
وقال أبو الثناء في " تاريخ حران " تأليفه: روى عن: مخلد بن يزيد، ونافع.
وروى عنه: محمد بن إبراهيم الأنماطي مربع، والبخاري في " صحيحه ".
وكذا قاله ابن الأخضر أيضا، وهو رد لقول المزي: وروى له البخاري، وسيأتي ما يعضد قولهما.
ولما ذكره ابن حبان في جملة الثقات، قال: روى عنه: محمد بن يحيى الذهلي، وحدثنا عنه عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج في " تفسير سورة براءة ".
وقال ابن خلفون: ثقة مشهور مات في خلافة الواثق.
وفي " تاريخ القراب " قال أبو شعيب عبد الله بن الحسين بن أحمد: مات جدي أحمد بن شعيب سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وفي " الزهرة " روى عنه - يعني: - البخاري ثمانية أحاديث مرة حدث عنه ومرة حدث عن محمد غير منسوب عنه.(1/66)
ويزيد هذا وضوحا ذكر ابن منده له في " شيوخ أبي عبد الله المشافهين له ".
وفي كتاب الأجري: قال النفيلي - يعني لأبى داود - اكتب عن أحمد بن أبي شعيب الحراني.
ولما ذكره أبو العرب الحافظ في كتاب " الضعفاء " ذكر أن أهل بلده يسيئون الثناء عليه.
وقال ابن خلفون: ثقة مشهور، وهو من شيوخ البخاري.(1/67)
63 - (خ د س) أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد المنجوف أبو بكر البصري.
كذا ذكره الشيخ، وأما ابن خلفون، فقال: أحمد بن عبد الله بن سويد بن علي.
وقال مسلمة بن قاسم: بصري صالح.
وذكره البستي في كتاب " الثقات ".
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه ".
وفي " الزهرة ": روى عنه، يعني البخاري، أربعة أحاديث، وقال الحبال: بصري ثقة.
64 - (س) أحمد بن عبد الله بن أبي المضاء.
ذكره النسائي في " أسماء شيوخه الذين روى عنهم "، فهذا هو عمدة ابن عساكر في ذكره إياه في " النبل ".
65 - (ت س ق) أحمد بن عبد الله بن أبي السفر.
ذكره البستي في " جملة الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه " عن حاجب بن أركين عنه.
وقال مسلمة الأندلسي: مات بالكوفة سنة ثمانين. يعني: ومائتين.(1/68)
66 - (د ق) أحمد بن عبد الله بن ميمون بن العباس بن الحارث الغطفاني التغلبي أبو الحسن الدمشقي بن أبي الحواري، بفتح الحاء المهملة وكسر الراء. وكنيته أبو العباس.
قاله ابن حبان لما ذكره في " الثقات ".
وقال ابن خلفون في " الثقات " لما ذكره: هو الغطفاني، مات سنة ثلاثين ولم يذكر غيرها.
وفي " كتاب الصريفيني ": الكوفي.
ووهّم المزي صاحب " الكمال " في نسبته إياه إلى بعلبك، ولا يصلح لأمرين: لأنه هو ينسبه دمشقيا ومن كان دمشقيا لا يبعد نسبه إلى بعلبك، الثاني: لعله من الناسخ أراد أن يكتب التغلبي فتصحف عليه بالبعلبكي، وقد رأيتها في نسخة صحيحة التغلبي، فلا أدري أهي من الأصل أم أصلحت؟ والله أعلم.
وقال مسلمة بن قاسم: شامي ثقة وكان من القراء.
وقال أبو القاسم بن عساكر: هو أحد الثقات.
وقال أبو داود: ما رأيت أحدا أعلم بأخبار النساك من ابن أبي الحواري، وهو خراساني صفدي.
67 - (ع) أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي مولى بني يربوع.
فيما ذكره الطبري.
ذكره البستي في كتاب " الثقات ".(1/69)
وفي كتاب الإرشاد: روى عنه: العباس بن حمزة النيسابوري، ومروان ابن محمد، وآخر من روى عنه بالري: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وبخراسان: الحسين بن عبد الله بن شاكر السمرقندي، قال الخليلي: وهو زاهد ثقة كبير في العبادة والمحل.
وفي موضع آخر: ثقة متفق عليه، وهو آخر من روى عن الثوري.
وفي " كتاب ابن خلفون ": قال أبو جعفر النحات ثقة، وقال ابن وضاح عن ابن نمير: كوفي ثقة. وذكر ابن أبي خيثمة في " تاريخه " قال: سمعت أحمد بن عبد الله بن يونس يقول: امتحن أهل الموصل بالمعافى بن عمران، فإن أحبوه فهم أهل سنة. وإن أبغضوه فهم أهل بدعة كما امتحن أهل الكوفة بي.
وقال أبو داود - فيما ذكره الآجري: هو أنبل من ابن فديك.
قال أبو داود: وسمعته يقول: مات الأعمش وأنا ابن أربع عشرة سنة، ورأيت أبا حنيفة، ورأيت ابن أبي ليلى يقضي خارج المسجد لأجل الحيض، ورأيت مسعرا وبين عينيه سجادة.
قال أبو داود: ولد ابن يونس سنة أربع وثلاثين ومائة.
وقال العجلي: ثقة صاحب سنة.
وقال المطين: ولد سنة ثلاث وثلاثين.
وقال أبو حاتم الرازي، وابن عدي: كان من صالحي أهل الكوفة(1/70)
ومسنيها.
زاد أبو أحمد: قال أحمد أتيت حماد بن زيد قال فسألته أن يملي علي شيئا من " فضائل عثمان رضي الله تعالى عنه "، فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة.
فقال: كوفي يطلب فضائل عثمان! والله لا أمليتها عليك إلا وأنا قائم وأنت جالس - قال: فقام وأجلسني وأملى عليّ، فكنت أسارقه النظر فإذا هو يملي هو يبكي.
وقال الحافظ أبو علي الغساني: كوفي ثقة.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري ثلاثة وسبعين حديثا، ثم روى عن يوسف بن موسى القطان عنه، وروى عنه مسلم ستة وسبعين حديثا والله تعالى أعلم -.
وقال محمد بن سعد: توفي يوم الجمعة، وكان صدوقا ثقة صاحب سنة وجماعة.
وقال أبو موسى المديني في كتاب " من روى عن التابعين " تأليفه: هو صاحب سنة وجماعة، روى عنه: محمد بن يحيى بن الضريس، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عثمان الضرير وهو ابن أسعد الله أبو عمر كوفي، ومحمد بن سليمان بن الحارث رحمه الله تعالى.
وروى عن: أبي معاوية الضرير.
قال ابن خلفون: ومالك بن مغول، وحماد بن سلمة.
روى عنه: الذهلي محمد بن يحيى، محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، وابن أبي خيثمة، قال: وقال محمد بن نصر وسئل عن ابن يونس: شيخ صالح، إلا أنه كان يضعف في الضبط، وقد كتب عنه قوم وأجازوه.(1/71)
وقال ابن صالح: ثقة صدوق كثير الحديث صاحب سنة يحب عليها ويبغض عليها.
ولما ذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال عثمان بن أبي شيبة: كان ثقة ليس بحجة.
وقال ابن قانع: كان ثقة مأمونا ثبتا.
68 - أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد أبو عمر الكوفي.
قال الحاكم: أحمد بن محمد بن العلاء بن العباس بن عمير بن عطارد بن حاجب.
كذا ذكره فيما رواه عن الدارقطني.
ولما ذكره البستي في كتاب " الثقات " كناه أبا عمرو، كذا هو في عدة نسخ(1/72)
مجودا، وقال: ربما خالف، ولم أر في حديثه شيئا يجب أن يعدل به عن سبيل العدول إلى سنن المجروحين.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي: أحمد بن عبد الجبار صاحب يونس بن بكير لا بأس به، حدث من فروع فتكلم فيه، أبنا عنه غير واحد.
وفي " سؤالات الحاكم الكبرى " للدارقطني: قال أبو الحسن: اختلف فيه شيوخنا ولم يكن من أهل الحديث، وأبوه ثقة.
وقال أبو محمد بن الأخضر: ثقة لا بأس به.
وقال الخليلي في " الإرشاد ": ليس في حديثه مناكير، لكنه روى عن القدماء فاتهموه لذلك.
وصحح الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي.
وفي كتاب " السابق واللاحق " للخطيب: الصحيح أنه توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين.(1/73)
وهذا هو القول المؤخر عند الشيخ، وعزاه لابن السماك وابن صبيح، وأغفل ذكره عند أبي الشيخ الأصبهاني وابن المنادى وابن عقدة والقراب.
وقريب من هذه الطبقة:
69 - أحمد بن عبد الجبار بن إسحاق المالكي.
قال مسلمة: روى عنه بعض أصحابنا، ووثقه.
ذكرناه للتمييز.
70 - (ت ق) أحمد بن عبد الرحمن بن بكار البسري.
من ولد بسر بن أبي أرطاة، قال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة ": دمشقي ثقة.
وذكره البستي في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في صحيحه.
وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وزعم المزي أنه لم يقف على رواية النسائي عنه، ثم ذكر بعد قول الخطيب أنه روى عنه، وأن النسائي قد ذكره في شيوخه، وفي هذا كفاية ونقض لما ذكره قبل، والله أعلم.
وقال أبو حاتم الرازي في تاريخه: دمشقي صالح.
71 - (د) أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي.
محله من محال الري، قاله الرشاطي في كتاب " الأنساب " تأليفه.
والشيخ قال: دشتك قرية، وهو في غير موضع فرق بين المحلة والقرية، فينظر.(1/74)
وقال الشيرازي: وروى عنه الحسن بن حمدان القطان، وخرج أبو عبد الله حديثه في " مستدركه ".
وقال مسلمة: ثقة.
وقال أبو علي الغساني: روى عنه أبو داود في كتاب اللباس.
72 - (م) أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي عبد الله بن وهب.
قال مسلمة: توفي بمصر يوم الجمعة لأربع وعشرين ليلة خلت من ربيع الآخر.
قال ابن فضال: سمعت عبد الرحمن الإسكندراني سمعت أحمد بن صالح يقول: ابن أخي عبد الله بن وهب ليس ثقة.
وفي كتاب الصريفيني: روى عنه: أبو جعفر الطحاوي، وأبو محمد بن أبي حاتم، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
وفي كتاب " فتوح مصر " لابن عبد الحكم: هو مولى يزيد بن رمانة، ويزيد كان تربا لعبد العزيز بن مروان ومعه في المكتب، فلما ولي عبد العزيز مصر رفع شأنه وخص به، ودفع إليه خاتمه في خبر سنذكره في ترجمة ابن وهب إن(1/75)
شاء الله تعالى.
وزعم أبو علي الجياني في " تقييد المهمل " وقبله أبو أحمد الحاكم: أن البخاري روى عنه، زاد صاحب الزهرة: تسعة أحاديث.
وأنكر ذلك الحاكم الصغير، فقال: من قال إن البخاري روى عنه فقد وهم، إذ البخاري المشايخ الذين ترك الرواية عنهم في الجامع قد روى عنهم في سائر مصنفاته، كابن صالح وغيره، وليس له عن بحشل هذا رواية في موضع.
فهذا يدل على أنه ترك حديثه أو لم يكتب عنه ألبتة.
وأما أبو أحمد بن عدي فلم يذكره في " أسماء شيوخه "، وكذلك ابن منده، وتبعهما على ذلك ابن عساكر فمن بعده من المتأخرين.(1/76)
قال أبو عبد الله الحاكم: قلت لأبى عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ: إن مسلما حدث عن ابن أخي ابن وهب، فقال: إن ابن أخي ابن وهب ابتلي بعد خروج مسلم من مصر، ونحن لا نشكك في اختلاطه بعد الخمسين وذلك بعد خروج مسلم، والدليل عليه أحاديث جمعت عليه بمصر لا يكاد يقبلها العقل وأهل الصنعة، من تأملها منهم علم أنها مخلوقة أدخلت عليه فقبلها، فما تشبه حال مسلم معه إلا حال المتقدمين من أصحاب ابن أبي عروبة أنهم أخذوا عنه قبل الاختلاط وكانوا منها على أصلهم الصحيح، فكذلك مسلم أخذ عنه قبل تغيره واختلاطه.
وفي كتاب " فضائل الشافعي " للحاكم: ابن أخي ابن وهب محدث أهل مصر في عصره.
وفي " الرواة عن الشافعي " عن الشافعي حدث عنه جماعة من.
ولما ذكر له الإسماعيلي حديثا في " الحج " من " صحيحه " قال: ليس أحمد بن عبد الرحمن عندي من شرط هذا الكتاب وإن كان محمد بن إسحاق بن خزيمة حسن الرأي فيه.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن أبي الحسن الدارقطني: تكلموا فيه.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي: كان مستقيم الأمر ثم حدث بما لا أصل له.
وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في " صحيحيهما "، وقال ابن القطان: وثقه أهل زمانه.
73 - أحمد بن عبد الرحمن القرشي.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": أبنا عنه ابن المحاملي، رحمه الله تعالى.
74 - (خ س ق) أحمد بن عبد الملك بن واقد أبو يحيى الأسدي مولاهم.
قيل: إنه مولى بني أمية، فيما ذكره صاحب " تاريخ حران "، وقال: روى(1/77)
عنه الحسن بن عرفة، وعبد الملك الميموني.
ولما ذكره ابن حبان في " الثقات " كناه أبا سعيد، وخرج حديثه في " صحيحه "، وسمى ابن منده أباه عبد الله، وكذلك ابن عدي الجرجاني.
وقال ابن خلفون: أحمد بن عبد الملك هذا: ثقة مشهور، وقد زعم بعض الناس أن أهل بلده كانوا يسيئون الثناء عليه فترك حديثه لذلك، ولم يصنع شيئا، توفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
وذكره الكلاباذي والباجي قال: وهو متروك، وقال ابن نمير: أهل بلده يسيئون الثناء عليه فترك حديثه.
وقال في " الزهرة ": روى عنه - يعني: - البخاري سبعة أحاديث.
75 - (د س) أحمد بن عبد الواحد بن واقد.
عرف بعبود دمشقي ثقة. قاله مسلمة الأندلسي.
فينظر في قول المزي: عرف بابن عبود، وقال النسائي: صالح لا بأس به.(1/78)
وفي هذه الطبقة:
76 - أحمد بن عبد الواحد بن معاوية الطحاوي.
مولى قريش، مات بمصر مستهل جمادى الأول سنة خمس وخمسين ومائتين.
ويقاربه.
77 - أحمد بن عبد الواحد الكناني
توفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة ذكرهما قاسم.
78 - وأحمد بن عبد الواحد بن رفيد السمرقندي، عرف بابن أبي أحمد.
قال الإدريسي في " تاريخ سمرقند ": حدثني إبراهيم بن محمد بن هارون سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، قال: ثنا أحمد بن عبد الواحد بن رفيد، قال: ثنا نصر بن الحسين. فذكر حديثا.
79 - وأحمد بن عبد الواحد.
يروي عن: بكر بن بكار، ذكره الحاكم في " المستدرك ".
ذكرناهم للتمييز متبعين الشيخ، فإنه ذكر مميزا، توفي سنة خمسين وثلاثمائة مع ابن عبود المتقدم.
80 - (سي) أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي أبو عبد الله الشامي.
قال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في كتاب " التعديل والتجريح "، المنسوب إليه: حمصي لا بأس به.(1/79)
وفي طبقته:
81 - أحمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي.
روى عن: مكي بن إبراهيم، وعبدان، ويحيى بن يحيى.
ذكره الحاكم في " تاريخ نيسابور "، ذكرناه للتمييز.
82 - (م 4) أحمد بن عبدة بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري.
الذي ذكره الشيخ، وقيل: عبدة بن عبد الحكم الضبي، ذكره صاحب الزهرة وقال: روى عنه مسلم ستة وثلاثين حديثا.
وذكر ابن خلفون عن أبي الطاهر واسمه أحمد بن أحمد المصري، أنه قال: هو ثقة.
وذكره ابن حبان في جملة " الثقات "، وخرج هو وأستاذه إمام الأئمة وابن البيع حديثه في " صحيحهم ".
وفي كتاب " الصريفيني ": روى عنه البخاري في غير الجامع، والبزار، وعلي بن عيسى الحيري في " مستدرك الحاكم ".
وقال مسلمة بن قاسم: ثقة. وكذلك قاله أبو محمد بن الأخضر، وروى عنه أبو يعلى الموصلي في " معجمه ".
83 - أحمد بن عبدة الآملي أبو جعفر، من آمل جيحون.
كذا ذكره الشيخ، وقيل: أبو عبد الله الآملي من قرية بطبرستان يقال لها آمل، وطبرستان من آمل الجبل بجهة خراسان، قاله ابن خلفون.
وفي كتاب مسلمة: خراساني من أهل طبرستان.(1/80)
و [قال الجياني في " التقييد ": مدينة بطبرستان،]، وقال في " أسماء شيوخ أبي داود ": من أهل طبرستان يكنى أبا عبد الله، أصله من بلدة يقال لها آمل.
قال الصريفيني: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
وقال ياقوت: هي أكبر مدينة بطبرستان في السهل.
وفي هذه الطبقة:
84 - أحمد بن عبدة الهروي البغدادي.
روى عن: سفيان بن عيينة، وروى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد. ذكره الخطيب.
85 - وأحمد بن عبدة الطالقاني.
شيخ قديم يقال: إنه سكن سمرقند وكان من أهل الفضل.
يروي عن: إبراهيم بن مته السمرقندي، وعبد الرحيم بن حبيب، وغيرهما.
روى عنه: محمد بن أحمد بن هاشم أبو جعفر السمرقندي. ذكره الإدريسي في " تاريخ سمرقند "، ذكرناهما للتمييز.
86 - (خ د) أحمد بن عبيد الله بن سهل بن صخر الغداني البصري أبو عبد الله.
كذا ذكره الشيخ، وقد قيل: ابن عبد الله وهو غلط، قاله ابن خلفون، قال: وهو ابن سهيل بن يحيى بن صخر.
وقال البخاري في " إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم ": ثنا أحمد أو محمد بن عبيد الله(1/81)
الغداني.
وذكره في " التاريخ " في حرف الألف من غير شك.
وقال الحبال: أحمد بن عبيد الله بن صخر.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب " ما أخطأ فيه البخاري في التاريخ ": قال، يعني: البخاري: أحمد بن عبيد الله بن سهيل الغداني.
قال أبو زرعة: إنما هو ابن صخر الغداني، وسمعت أبي يقول كما قال.
وقال عبد الباقي بن قانع: توفي سنة خمس وعشرين ومائتين.
وفي الزهرة: ابن سهل، وقال البخاري: سهيل، وروى عنه ثلاثة أحاديث، وهو أحمد بن صخر مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ونسبه الجياني: نيسابوريا، والسمعاني: بصريا وقال: كان صدوقا.
وفي هذه الطبقة:
87 - أحمد بن عبيد الله بن إدريس.
روى الحاكم في " مستدركه " عن أحمد بن كامل عنه، قال: ثنا يزيد بن هارون.
88 - وأحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري أبو عبد الله البصري.
روى عن: المعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع ذكره البستي في " الثقات ".(1/82)
89 - وأحمد بن عبيد الله بن إدريس مولى بني ضبة، عرف النرسي.
روى عن: شبابة بن سوار، وروح بن عبادة، ومكي بن إبراهيم.
90 - وأحمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، روى عن إسحاق الأزرق.
91 - وأحمد بن عبيد الله بن المفضل أبو العباس الحميري.
روى عن: علي بن عاصم ومحمد بن عبد الله الأنصاري وغيرهما.
92 - وأحمد بن عبيد الله بن أبي رواد العتكي.
روى عن: أبيه.
93 - وأحمد بن عبيد الله أبو الطيب الدارمي الأنطاكي.
روى عنه: أبو عمرو بن السماك، وابن الجعابي، وغيرهما، فيما قاله الخطيب.
94 - وأحمد بن عبيد الله الدمشقي.
روى عن: الوليد بن مسلم.(1/83)
وقريب منه:
95 - أحمد بن عبيد الله بن محمد القصار أبو بكر مات سنة عشر وثلاثمائة.
ذكرناهم للتمييز.
96 - (د) أحمد بن عبيد الله بن الجهم.
ذكر صاحب " الزهرة " أن أبا داود روى عنه، ولم أره لغيره، فينظر، ولم ينبه عليه المزي.
97 - (ت س) أحمد بن أبي عبيد الله بشر السليمي الأزدي.
قال المزي: وسليمة من ولد فهم بن مالك من الأزد.
كذا قال، ويفهم من كلامه أن ليس في العرب سليمة غير هذه، وليس كذلك، بل في عبد القيس، سليمة بن مالك بن نحاس بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفعى بن عبد القيس، ذكره " الرشاطي "، وذكر من نسب إليه.(1/84)
98 - (د) أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر.
عرف بأبي عصيدة البغدادي النحوي.
قال مسعود بن علي السجزي وسألته - يعني: الحاكم أبا عبد الله - عن: ابن ناصح النحوي، فقال: هو إمام في النحو، وقد سكت مشايخنا عنه في الرواية انتهى.
ثم إنه مع ذلك خرج حديثه في " مستدركه "، وقال أبو حاتم بن حبان: ربما خالف.
ونسبه الشيرازي في " الألقاب " عسكريا. وفي هذه الطبقة:
99 - أحمد بن عبيد الخباز.
روى عن: علي ابن المديني.
100 - وأحمد بن عبيد أبو بكر الشهروزوري.
روى عن: داود بن رشيد، وأبي همام السكوني. ذكرهما الخطيب.(1/85)
وذكرناهم للتمييز.
101 - (خ م س ق) أحمد بن عثمان بن حكيم أبو عبد الله الأودي.
خرج ابن خزيمة، والحاكم أبو عبد الله، وابن حبان حديثه في " صحيحهم "، وذكره ابن حبان في كتابه " الثقات ".
وقال ابن قانع: مات سنة سبع وخمسين ومائتين.
وقال ابن خلفون ومسلمة: توفي سنة ستين قالا: وهو ثقة.
وكذا قاله الحافظ أبو بكر: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في كتاب " السنن " تأليفه، وأبو جعفر العقيلي فيما ذكره ابن خلفون.
وقال الحافظ أبو عمرو الداني - رحمه الله - في كتاب " طبقات القراء ": أخذ القراءة سماعا عن عبد الجبار من محمد العطاردي عن أبي بكر عن عاصم، وروى الحروف عنه علي بن العباس ومحمد بن الفتح الخزاز، قاله لنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن عمر عنهما عنه.
وفي كتاب " الزهرة " روى عنه: يعني: البخاري - أحد عشر حديثا، ومسلم ثمانية أحاديث، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
كذا قاله وهو قول لم أره لغيره، فينظر، والله تعالى أعلم.(1/86)
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي.
وقال ابن خلفون عن الصدفي: سألت أبا جعفر العقيلي عنه فقال: كوفي ثقة من الثقات.
102 - أحمد بن عثمان بن عبد النور، عرف بأبي الجوزاء.
قال ابن عساكر: الملقب أبا الجوزاء.
وذكره البستي في " جملة الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه ".
وقال البزار: بصري ثقة مأمون.
وقال مسلمة: لا بأس به.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي.
وفي " كتاب الصريفيني " والزهرة: توفي سنة ثلاث وعشرين.
زاد في(1/87)
الزهرة: روى عنه مسلم ستة وعشرين حديثا، مات قبل سنة أربع وأربعين ومائتين.
وللبغداديين شيخ يقال له:
103 - أحمد بن عثمان بن سعيد بن أبي يحيى أبو بكر الأحول.
سمع: منصور بن أبي مزاحم، وغيره.
وتوفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
وآخر يقال له:
104 - أحمد بن عثمان بن الليث.
يروي عن: محمد بن سماعة القاضي، مولده سنة اثنتي عشرة ومائتين. ذكرهما الخطيب.(1/88)
105 - وأحمد بن عثمان بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن النسوي.
حدث بجرجان سنة إحدى وسبعين ومائتين، ذكره حمزة بن يوسف في " تاريخ جرجان " تأليفه. ذكرناهم للتمييز.
106 - أحمد بن أبي عقيل المصري.
ذكره ابن خلفون في " شيوخ الأئمة "، وقال: هو عندي أخو عبد الغني بن أبي عقيل الفرائضي المصري.
روى عن: أبي محمد عبد الله بن وهب الفهري تفرد به أبو داود، ولم يذكره المزي.
107 - (س) أحمد بن علي بن سعيد المروزي. صاحب كتاب " العلم ".
وفي كتاب " ابن سعيد المقرئ ": روى عنه النسائي، فيقال ثنا أبو بكر بن عسكر.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": مروزي نزل حمص ثقة.
وقال النسائي: لا بأس به وهو صدوق. انتهى.
وروى في كتابه عن جماعة منهم: معاوية بن هشام، ومحمد بن المثنى(1/89)
أبو موسى الزمن، وعثمان بن طالوت، ووهب بن بقية، وهارون بن إسحاق، وأحمد بن الدورقي، وأبي هشام الرفاعي: محمد بن يزيد، وعبد السلام بن سالم الهسنجاني أبو الصلت الهروي، وأحمد بن منصور، وعبد الرحمن بن صالح، وسعدويه، واسمه: سعيد بن سليمان الواسطي سكن بغداد، والحسن ابن يزيد الطحان، وأبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي، وسعيد بن الأموي، ويحيى بن عثمان، ومحمد بن سلام، وهارون بن معروف، ومجاهد تلميذ يحيى بن آدم، وأبو السائب سلم بن جنادة، وسوار القاضي، وعمرو بن محمد الناقد، ومحمد ابن إسحاق البلخي، وأحمد بن عيسى المصري، وخلف ابن هشام، وأبو بكر الطالقاني، وسليمان بن أيوب، وحجاج بن منهال وعبدة الصفار، ومحمد بن حرب، وشعيب الطحان، وأبو بكر بن زنجويه، ونعيم بن حماد.
108 - (م د) أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي.
قال السمعاني: قيل له ذلك لصحبته وكيع بن الجراح.
خرج البستي حديثه في " صحيحه "، ولما ذكره في كتاب " الثقات " قال: يغرب.
وقال عبد الباقي بن قانع في كتاب " الوفيات ": كان عبدا صالحا ثقة ثبتا.(1/90)
وقال موسى بن هارون: مات ببغداد، وكان عبدا صالحا أبيض اللحية والرأس.
وفي كتاب " الصريفيني " و " النبل " لابن عساكر: مات يوم الأربعاء لخمس مضت من صفر.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم سبعة أحاديث.
وقال أبو زرعة الرازي: كتبت عنه، وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه.
وقال أبو محمد بن الأخضر: قال البغوي: مات سنة ست وثلاثين، وكان ضريرا. ينظر فيما نقله المزي عن البغوي سنة خمس، والله تعالى أعلم.
109 - (خ) أحمد بن عمر الحميري.
قال الخطيب: روى عنه الجصاص فسماه محمدا وسماه غيره أحمد.
وقال ابن قانع: مات في جمادى الآخرة.
ولم يسمه الشيرازي في كتاب " الألقاب " إلا محمدا.
وفي كتاب " الصريفيني " روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد. انتهى.
هذا الرجل لم أر من ذكره جملة في " مشايخ البخاري " لا أصلا ولا مقرونا لا في حرف الميم ولا الهمزة كالحاكم، والكلاباذي، واللالكائي، والباجي،(1/91)
والأقليشي، وابن عدي، وابن منده، و " زهرة المتعلمين " والحبال، حاشا الخطيب وحده ومن بعده ممن معه فيما أعلم، والله تعالى أعلم.
وليت المزي تبعه إنما قال روى له مقرونا، والخطيب وابن عساكر فمن بعدهما أطلقوا، والله أعلم.
ومن خط ابن سيد الناس: روى له البخاري حديثا واحدا في تفسير سورة المائدة، وسماه حمدان.
وفي الرواة جماعة اسمهم أحمد بن عمر منهم:
110 - أحمد بن عمر بن يزيد أبو علي المحمد آبادي.
روى عن: إسحاق بن راهويه.
توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين ذكره ابن حبان.
111 - وأحمد بن عمر البصري.
روى عن: عبد الرحمن بن مهدي. ذكره مسلمة.
112 - وأحمد بن عمر بن عبيد الريحاني.
أحد المجهولين، روى عن: أبي البحتري وهب بن وهب.(1/92)
113 - وأحمد عمر الخلقاني.
صحب بشرا الحافي.
114 - وأحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه أبو العباس القطان.
سمع: دحيما، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وغيرهما: ذكرهم الخطيب.
115 - وأحمد بن عمر بن العباس بن الوليد.
روى عن: مروان بن معوية، وأبي مسهر الغساني.
مات في يوم الأربعاء لعشر بقين من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين.
ذكره ابن عساكر، ذكرناهم للتمييز.
116 - (م د س ق) أحمد بن عمرو بن السرح أبو الطاهر المصري.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات ".
وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم.(1/93)
وقال أبو عمر الكندي في كتاب " الموالي ": هو مولى نهيك مولى عتبة بن أبي سفيان كان فقيها، وعنه قال: كان جدي سرح من أهل الأندلس، ولما ولي عتبة البلاد ولى نهيكا مولاه الصعيد، ومولاه حريثا أسفل الأرض، وإن نهيكا طلب طباخا بأسيوط فأتاه طباخ من أهلها اسمه سرحة، قال ابن مقلاص: فهو جده.
وعن ابن يزيد: كان أبو الطاهر موضحا كله.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة ": مصري ثقة، مات في آخر سنة تسع وأربعين ومائتين.
وكذا ذكره الجياني.
روى عنه: محمد بن عبد الله بن المستورد في " سنن الدارقطني "، وإبراهيم ابن يوسف الرازي في " المستدرك ".
وفي كتاب " الزهرة ": كان مقرئا، روى عنه مسلم مائتين حديث وأربعين حديثا.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ " تأليف العلامة أحمد بن أبي خالد: توفي ليلة الإثنين ودفن يوم الإثنين بعد العصر، وصلى عليه الأمير يزيد بن عبد الله أمير مصر، حدثني بذلك أبو بكر بن اللباد عن يحيى بن عمر.
ولما ذكره الدارقطني في كتابه " الرواة عن الشافعي " قال: كان ابن السرح من قدماء أصحاب ابن وهب.
للبغداديين في هذه الطبقة شيخ يقال له:
117 - أحمد بن عمرو البنا.
قدم إلى مصر سنة ستين ومائتين ومعه كتب " الوثائق " فمات بها في هذه السنة.
118 - وأحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار الحافظ.
كان أحفظ الناس للحديث، حج بعد الخمس وثمانين، فدخل إلى مصر(1/94)
في رجوعه من الحج فأقام بها إلى سنة تسعين، وأملى مسند الحديث، فبين الصحيح وتكلم على السقيم، ثم اختلف هو والنسائي، فخرج منها متنقصا لأهلها وحلف ألا يحدثهم، فنزل الرملة فكتبوا عنه حتى مات في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
119 - وأحمد بن عمرو العلاف، المعروف بالنبال، يكنى أبا جعفر، خراساني سكن مكة.
روى عنه من أهل بلدنا: بقي بن مخلد، وأحمد بن عمرو بن شجرة أبو الطاهر الدرقي.
قال أبو طالب: توفي سنة ثلاث وستين ومائتين، وقال غيره: مات بمصر يوم السبت لعشر ليال خلون من شعبان سنة أربع، وكان يروي عن يحيى بن حسان وغيره.(1/95)
120 - وأحمد بن عمرو وأبو بكر الخصاف الحنفي صاحب الشروط.
مات ببغداد سنة إحدى وستين ومائتين.
121 - وأحمد بن عمرو يونس أبو جعفر.
توفي بطريق مكة وهو ساجد وله مائة سنة، سنة تسع وخمسين ومائتين. ذكرهم مسلمة الأندلسي.
122 - وأحمد بن عمرو بن الضحاك أبو بكر بن أبي عاصم النبيل القاضي.
محدث ابن محدث، كان مصنفا مكثرا.
سمع: هشام بن عمار، وأبا الوليد الطيالسي، وهدبة بن خالد، وغيرهم.
روى عنه: أحمد بن جعفر بن معبد في آخرين، توفي في ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين.
وذكره أبو نعيم الحافظ في " تاريخ أصبهان ".
123 - وأحمد بن عمرو الخطابي.
من شيوخ الصوفية من جملة مشايخهم، صحب سريا والجنيد إلى أن مات.(1/96)
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات الصوفية " تأليفه. ذكرناهم للتمييز.
124 - (خ م س ق) أحمد بن عيسى بن حسان المصري التستري أبو عبد الله العسكري.
قال ابن منده، وصاحب " الزهرة ": مات بعد الأربعين. زاد: روى عنه البخاري ثمانية أحاديث، ومسلم أربعة وثلاثين حديثا.
وقال عبد الغني بن سعيد - حافظ مصر - في كتابه " إيضاح الإشكال ": هو أحمد بن عيسى المصري أبو عبد الله، وهو: أحمد بن عيسى العسكري عن ابن وهب " وهو عبد الله بن أبي موسى عن ابن وهب ".
وقال أبو سعيد بن يونس: مات ببغداد.
وفي كتاب " ابن خلفون " قال أبو جعفر النحات: كان أحد الثقات، اتفق الإمامان على إخراج حديثه.(1/97)
وقال الداني: متصدر للإقراء، ولا أدري على من قرأ. في طبقته:
125 - أحمد بن عيسى أبو سعيد الخراز الصوفي.
حدث عن: إبراهيم بن سيار، ومحمد بن منصور الطوسي.
مات سنة سبع وأربعين ومائتين.(1/98)
قال الخطيب: وهو غلط، والصواب سنة سبع وسبعين. ذكره ابن عساكر.
126 - وأحمد بن عيسى العلوي.
حدث بكشي عن: عمار بن أحمد، شيخ لا أعرفه.
روى عنه: يوسف بن معدي السغدي من ساكني كشي.
قاله الإدريسي في " تاريخ سمرقند ".
127 - وأحمد بن عيسى بن الحسن، وقيل السكن السكوتي.
حدث عن أبي يوسف القاضي، وحمزة بن زياد الطوسي.
روى عنه: محمد بن مخلد.(1/99)
128 - وأحمد بن عيسى بن علي بن ماهان أبو جعفر الرازي.
حدث عن أبي غسان زنيج وغيره، وهو صاحب نجران.
129 - وأحمد بن عيسى بن محمد بن عبيد الله العباسي أبو الطيب.
حدث عنه: سعيد بن يحيى الأموي.
وعنه: محمد بن مخلد. ذكرهما الخطيب.
130 - وأحمد بن عيسى بن عبد العزيز القرشي أبو محمد.
حدث عنه: أبو حامد الأشعري، وروى هو عن: النعمان بن عبد السلام في " تاريخ أصبهان ".
131 - وأحمد بن عيسى بن زيد الخشاب اللخمي.
كذاب، مات بتنيس سنة ثلاث وسبعين ومائتين.(1/100)
ذكره مسلمة بن قاسم، ذكرناهم للتمييز.
132 - (د) أحمد بن الفرات الضبي أبو مسعود الرازي نزيل أصبهان.
توفي في شعبان، ودفن بمقبرة مردبان، وغسله محمد بن عاصم.
وهو أحد الأئمة والحفاظ، صنف " المسند " والكتب، قدم أصبهان قديما قبل أن يخرج إلى العراق أيام الحسين بن حفص، فكتب عنهم ثم ارتحل إلى العراق ورجع إلى أصبهان فأقام يحدث بها خمسة وأربعين سنة.
ذكره أبو نعيم الحافظ في " تاريخ أصبهان "، وقال: من الطبقة الثامنة.
وقال الخطيب: هو أحد حفاظ الحديث، ومن كبار الأئمة فيه، رحل إلى البصرة والكوفة والحجاز واليمن والشام ومصر والجزيرة، ولقي علماء عصره، وورد بغداد في حياة أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وذاكر حفاظها بحضرته، وكان أحمد يقدمه ويكرمه، روى عنه كافة أهل أصبهان، وحكى عنه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، قال: كنا نتذاكر الأبواب فخاضوا في باب فجاءوا فيه بخمسة أحاديث، قال: فجئتهم أنا بسادس، فنخس أحمد بن حنبل في صدري - يعني: - لإعجابه بي.
وفي رواية أحمد بن دلويه عن أحمد: ما أعرف اليوم - أظنه - قال: أسود الرأس أعرف بمسندات رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي مسعود.
وقال حميد بن الربيع: قدم أبو مسعود مصر فاستلقى على قفاه، وقال لنا: خذوا حديث مصر، قال: فجعل يقرأ علينا شيخا شيخا من قبل أن يلقاهم.(1/101)
وقال ابن [المقرئ] سمعت أبا عروبة يقول: أبو مسعود في عداد ابن أبي شيبة في الحفظ وأحمد بن سليمان الرهاوي في الثبت.
وقال مسلمة وأبو علي الجياني: ثقة جليل.
وقال أبو حاتم: روى عن أسباط بن نصر.
وفي " تاريخ القدس ": هو من كبار الأئمة وحفاظ الحديث.
قال ابن صالح الجلاب: قبره مشهور يزار.
وقال: قال أبو مسعود: كنت في مجلس يزيد بن هارون وأنا على شاطئ نهر ألعب بالماء، ويزيد بن هارون يحدث الناس، فلما فرع مر بي رجل فقال لي: يا هذا لو كتبت هذه الأحاديث كان أصلح من أن تلعب بالماء، قال: فقلت مكانك، فأمررت عليه المجلس من غير أن أكون كتبته، فمر متعجبا حتى صار إلي عند يزيد بن هارون، فقال له: يا أبا خالد إن ها هنا شابا كان من قصته وأمره كذا وكذا، فقال يزيد: ادعه لي، فلما صرت إليه إذا هو جالس مع نفر فسلمت فقال لي: من أنت؟ قلت: رجل غريب من أهل الري.
فقال: لقيت أبا مسعود الرازي؟ قال فقلت: أنا [أبو] مسعود، فقال اقرب مني فما أحد أحق بهذا المجلس منك، فجلست معه فجعل يحدثني وأحدثه، ثم قام فأخذ بيدي فانطلقنا إلى منزله، فأخرج إلي صرة فيها أربعمائة درهم فقال: اجعل هذه نفقتك.(1/102)
وقال عبد الله بن إبراهيم بن الصباح سمعت أبا مسعود فذكر حكاية، قال: وروى عنه أيضا عبد الله بن محمد الأشعري.
وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: كان أحد الأئمة الثقات والحفاظ الأثبات.
سمع: هشام بن إسماعيل العطار، ومحمد بن بشر العبدي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، ووهب بن جرير، وأبا بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي، وأبا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الزمر الزمري، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وموصل بن إسماعيل، ويحيى بن آدم، ومعاوية بن هشام القصار، وعفان بن مسلم، وأبا عبد الرحمن المقرئ بن يزيد.
روى عنه: أبو صالح محمد بن الحسن بن المهلب صاحبه أنه قال: عجبت من إنسان يقرأ سورة المرسلات عن ظهر قلبه فلا يغلط فيها.
وحكي أن أبا مسعود ورد أصبهان ولم تكن كتبه معه فأملى كذا وكذا ألف حديث عن ظهر قلبه، فلما وصلت الكتب إليه قوبلت بما أملى فلم يختلف إلا في مواضع يسيره.
وقال أحمد بن محمود بن صبيح سمعت أبا مسعود يقول: وددت أني أقتل في حب أبي بكر وعمر.
وقال أبو صالح عنه: حضرت مجلس يزيد بن هارون فأملى ثلاثين حديثا فحفظتها، فجئت إلى منزلي فنسيت منها ثلاثة فجاءتني الجارية وقالت: يا مولاي فني الدقيق فنسيت سبعة وعشرين وبقيت ثلاثة.
وقال ابن عدي الحافظ: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول: سمعت(1/103)
عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يحلف بالله أن أبا مسعود أحمد بن الفرات يكذب متعمدا.
قال أبو أحمد الجرجاني: وهذا الذي قاله ابن خراش لأبى مسعود تحامل ولا أعرف لأبى مسعود رواية منكرة وهو من أهل الصدق والحفظ.
وقال الخليلي: ثقة ذو تصانيف متفق عليه.
ويقرب من طبقته:
133 - أحمد بن الفرات أبو جعفر الأنصاري الدعاء.
حدث عن: خنيس بن بكر بن خنيس. روى عنه: محمد بن مخلد.
توفي لثمان بقين من ربيع الآخر سنة خمس وسبعين ومائتين، ذكره الخطيب. ذكرناهما للتمييز.
134 - أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي أبو عتبة الحمصي المعروف بالحجازي المؤذن.
روى عنه: بقية بن الوليد، ومحمد بن سعيد الطائفي، وضمرة بن ربيعة، وأبي المغيرة الحمصي، ومحمد بن يوسف الفريابي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وأيوب بن سويد الرملي، وسلمة بن عبد الملك العوصي، وعقبة بن علقمة البيروتي، ويحيى بن صالح الوحاظي، وعلي بن عياش الألهاني، وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، وشريح بن يزيد، ومحمد بن حمير، وحرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، وسليمان بن عثمان [الفوري]، وزيد بن يحيى بن عبيد، وعمر بن الواحد الدمشقي.(1/104)
روى عنه: أبو عبد الرحمن النسائي، وعبد الله بن حسين بن محمد بن جمعة، والحسن بن أحمد بن غطفان؛ الدمشقيان، ومحمد بن يوسف الهروي نزيل دمشق، ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول البيروتي، وخيثمة بن سليمان، [وأبو الترك] محمد بن الحسين بن موسى؛ الأطرابلسيان، ومحمد بن أيوب بن مشكان، وأبو العباس محمد بن يعقوب [الأصم]، وأبو بكر محمد ابن حمدون بن خالد، وموسى بن العباس الجويني، وأبو العباس السراج؛ النيسابوريان، و [يحيى بن] محمد بن صاعد، والهيثم بن خلف الدوري، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، [وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن جرير، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وقاسم بن زكريا المطرز]، وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن حبيب الزراد، وأبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول؛ البغداديون، وأبو القاسم يعقوب بن أحمد بن ثوابة، وأبو الحسين إسحاق بن يوسف بن عمرو بن نصر القرشي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الطائي، وأبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن الحمصيون، وأبو زرارة أحمد بن عبد الملك الشيبي المكي، وأبو الحسن أحمد بن الفضل بن صالح الطبراني، وأبو أمية أحمد بن عبد الملك، وبكر بن أحمد بن حفص الشعراني وأبو الليث سلم بن معاذ، ومحمد بن جعفر بن محمد بن هشام النميري، وأبو الحسن بن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل الدمشقيون، والنضر بن الحارث الحمصي [ومحمد بن عبد الله الحضرمي].
قال أبو إسحاق الشجري في كتابه " المختلف والمؤتلف ": معروف.(1/105)
وقال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه، ومحله عندنا محل الصدق.
وفي " كتاب ابن عدي " قال لنا عبد الملك بن محمد: كان محمد بن عوف يضعفه.
قال ابن عدي: وأبو عتبة مع ضعفه قد احتمله الناس، ورووا عنه: أبو عتبة وسط ليس ممن يحتج بحديثه أو يتدين به إلا أنه يكتب حديثه.
ولما ذكره ابن حبان في " الثقات " قال: يخطئ.
وقال مسلمة بن قاسم: ثقة مشهور.
وقال أبو أحمد الحاكم: قدم العراق فكتبوا عنه وحسنوا الرأي فيه، ورأيت أحمد بن عميرة يضعف أمره.
وفي رواية عبد الغافر بن سلامة عن محمد بن عوف: الحجازي كذاب، وكتبه التي عنده لضمرة وابن أبي فديك من كتب أحمد بن النضر وقعت إليه، وليس عنده من حديث بقية أصل، هو فيها أكذب خلق الله إنما هي أحاديث وقعت إليه في ظهر قرطاس كتاب صاحب حديث في أولها: حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا بقية، ورأيته عند بني أبي عبيدة في سوق الدستن وهو يشرب مع فتيان ومردان وهو يتقيأها يعني: الخمر وأنا في كوة مشرف عليه في بيت كان لي فيه تجارة سنة تسع عشرة ومائتين كأني أراه وهو يتقيأها وهي تسيل على لحيته، وكان أيام أبي الهرماس يسمونه الغراف، وكان له ترس فيه أربع مسامير كبار إذا(1/106)
أخذوا رجلا يريدون قتله صاحوا به: أين الغراف؟ فيجيء فإنما يضربه بها أربع ضربات حتى يقتله، قد قتل غير واحد بترسه ذاك، وما رأيته والله عند أبي المغيرة قط وإنما كان يتفتا في ذلك الزمان.
وحدث عن عقبة بن علقمة، وبلغني أن عنده كتابا وقع إليه فيه مسائل ليست من حديثه فوقفه عليها فتى من أصحاب الحديث، وقال: اتق الله يا شيخ، قال محمد بن عوف: وبلغني أنه حدث حديثا عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحرب خدعة ".
فأشهد عليه بالله أنه كذاب، ولقد نسخت كتب أبي اليمان لشعيب ما لا أحصيه، فكيف يحدث عنه بهذا الحديث؟! فينبغي أن يكون شيطان لقنه إياه.
قال أبو هاشم: كان أبو عتبة جارنا وكان يخضب بالحمرة، وكان مؤذن المسجد الجامع، وكان أعمى وأصحابنا يقولون إنه كذاب فلم نسمع منه شيئا، توفي سنة سبعين ومائتين بحمص.
وقال ابن ماكولا: ولد سنة تسع وثلاثين، وتوفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
قال ابن عساكر: هذا وهم في وفاته والصواب ما تقدم. انتهى.(1/107)
ولم ينبه أبو القاسم على المولد، فإن من روى عن هؤلاء الأشياخ كيف يكون مولده في سنة تسع وثلاثين ومائتين، ولعله كان ابن مائة أو غير ذلك، فينظر [. . .]، لم يذكره المزي ولم ينبه، لم لم يذكره كعادته فيما ينبه عليه من أوهام صاحب " الكمال "؟ وقد أسفلنا قول ابن عساكر إن النسائي روي عنه، وتبعه على ذلك الصريفيني وغيره، والله تعالى أعلم.
وفي طبقته:
135 - أحمد بن الفرج بن عبد الله بن عتبة أبو علي المقرئ الجشمي.
حدث عن: عباد بن عباد المهلبي، وعبد الرحمن بن مهدي،(1/108)
وسويد بن عبد العزيز.
قال الحافظ الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير: هو ضعيف.
136 - وأحمد بن الفرج المعروف بزرقان.
مات سنة ثنتين وثمانين ومائتين، ذكره أبو الحسين بن المنادى وزعم أنه قد روى الحديث وذمه في مذهبه واعتقاده، ذكرناهما للتمييز.
وفي طبقتهم:
137 - أحمد بن الفرح، بحاء مهملة.
روى عن: ابن المديني.
ذكره الخطيب في " التخليص ".
138 - (د) أحمد بن محمد بن أيوب، صاحب المغازي.
سماه أبو بكر بن داسة: بمفار، وأبو عيسى الرملي، عن أبي داود.
وقال أبو القاسم في " النبل ": مات في أواخر ذي القعدة.
وفي كتاب الخطيب، و " الزهرة ": مات يوم الإثنين لخمس أو لأربع(1/109)
بقين من ذي الحجة.
وفي " كتاب " القراب الحافظ: كان ضبب أسنانه بالذهب.
وفي " مشيخة البغوي " لابن الأخضر: روى عنه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب رحمه الله تعالى: ذكر أنه سمع من إبراهيم ابن سعد مغازي ابن إسحاق.
فأنكر ذلك يحيى بن معين، وأساء القول فيه، إلا أن الناس حملوا المغازي عنه، وكان أحمد بن حنبل جميل الرأي فيه، وسمع ابنه عبد الله منه.
وفي رواية عبد الخالق بن منصور، عن يحيى بن معين: ما سمع الفضل ابن يحيى المغازي من إبراهيم، وأحمد غير ثقة، إن كان أحمد سمعها من إبراهيم فقد سمعتها أنا من ابن إسحاق.
وفي رواية ابن الجنيد عنه: كذاب، ما سمع هذه الكتب قط.
وقال إسحاق بن أبي إسرائيل: أتينا أحمد بن أيوب، فقلت: كيف أخذتها سماعا أو عرضا؟ قال: فقال لي سمعتها فاستحلفته فحلف لي فسمعتها منه، ثم(1/110)
رأيت: شيئا فيما ادعى فتركتها، فلست أحدث عنه شيئا.
وقال إبراهيم بن مشكان: قلت: ليعقوب بن إبراهيم كيف سمعت المغازي؟ قال: قرأها أبي علي وعلى أخي، وقال: يا بني ما قرأتها على أحد.
قلت: يحتمل أن يكون إبراهيم قرأها لولديه قديما ثم قرأها آخرا فسمعها منه ابن أيوب.
وفي رواية ابن أبي خيثمة عن يحيى: قال لنا يعقوب: كان أبي كتب نسخة ليحيى بن خالد فلم يقدر يسمعها.
قال الخطيب: غير ممتنع أن يكون ابن أيوب صحح النسخة وسمع فيها من إبراهيم ولم يقدر ليحيى سماعا.
وفي " كتاب العقيلي ": قال ابن معين: هو كذاب خبيث، ويلقب بحلقوم.
وقال ابن أبي حاتم قلت لأبي ثقة هو؟ فقال: روى عن ابن عياش أحاديث منكرة.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.(1/111)
وللبغداديين شيخ آخر يقال له:
139 - أحمد بن محمد بن أيوب الأنصاري.
حدث عن: أحمد بن يحيى الأنيسي.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني.
140 - وأحمد بن محمد بن أيوب النيسابوري العطار.
روى عن: يحيى بن يحيى، كتب عنه أبو حاتم الرازي.
141 - أحمد بن محمد بن أيوب الواسطي عرف ببلبل.
روى عن: شاذان بن يحيى، ومحمد بن عمرو بن هياج.
محله الصدق كتبنا عنه مع أبي، وسئل أبي عنه فقال: شيخ، ذكره ابن أبي حاتم. ذكرناهم للتمييز.
142 - (د) أحمد بن محمد بن شبويه.
كذا قاله ابن يونس في " تاريخه "، وابن الأخضر، وقال الحافظ أبو علي الغساني، ومسلم بن الحجاج في كتاب " الكنى " هو: مولى بديل بن ورقاء الخزاعي.
وقال مسلمة: أحمد بن محمد بن شبويه ثقة.(1/112)
وقال ابن ماكولا: أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان بن مسعود بن يزيد ابن الأكبر بن كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن قرط بن مازن بن سيار ابن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر، وهو: خزاعة.
قال ابن عساكر: وشبويه لقب.
وقال أبو اليمان: جاءني أحمد بأحاديث ومعه ابنه فقال: لي إليك حاجة لا تسمع ابني هذه الأحاديث، فقلت: يا عجبا هل رأيت أبا يحسد ابنه؟
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه يعني: البخاري حديثا واحدا ولم يورده في عداد شيوخه بعض المحدثين: يعني: بذلك - والله تعالى أعلم - ابن منده، والباجي.
وأما أبو أحمد الجرجاني فقال: أحمد بن محمد عن عبد الله بن معمر لا يعرف.
وأما ابن خلفون فذكر أن البخاري روى عنه من غير تردد، قال: وهو(1/113)
عندهم ثقة قاله محمد بن وضاح الأندلسي، وعبد الغني بن سعيد المصري وغيرهما.
وقال العجلي: أحمد بن شبوية ثقة.
وفي كتاب " المنتجيلي ": قال محمد بن وضاح: أحمد بن شبويه خراساني ثقة ثبت، مات بطرسوس وأوصى أن يدفن في آخر المقبرة في جانب الروم، فكم رأيت قبره رحمه الله تعالى.
وذكر أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي في كتابه " طبقات المحدثين " بالموصل: مات حدثا بعد الثلاثين ومائتين.
143 - (ع) أحمد بن محمد بن حنبل.
قال في " الزهرة ": قيل إنه لم يعقب، روى عنه البخاري أربعة أحاديث في " كتاب اللباس " في باب: " هل يجعل الخاتم ثلاثة أسطر "؟ في عقب محمد الأنصاري: وزادني أحمد، ثم روى عن أحمد بن الحسن الترمذي وغيره عنه، وقد روى خارج " الصحيح " في كتبه عن أحمد بن حنبل عدة أحاديث.
وقال الباجي: أخرج البخاري في آخر " المغازي " عن أحمد بن الحسن عنه، ولم يرو في كتابه حديثا مسندا عنه غيره.
وقال في " النكاح ": وقال لنا أحمد بن حنبل وفي " اللباس ": وزادنا(1/114)
أحمد. قال الباجي: وهو أحد الأئمة في الحديث.
وفي كتاب " ابن خلفون ": قال البغوي: ثنا أحمد بن حنبل إمام الدنيا.
وفي تاريخ " القراب ": قال عبد الله: مات أبي يوم العاشر.
وقال الخليلي في " الإرشاد ": ثنا علي بن عمر الفقيه سمعت أبا الحسن الدرستيني يقول: كان يقال عبد الله بن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم سمتا وهديا، وقال عبد الله: من أراد أن ينظر إلى سمتي وهديي فلينظر إلى علقمة، وقال علقمة مثل ذلك في النخعي، وقال إبراهيم مثل ذلك في منصور بن المعتمر، وقال منصور مثل ذلك في الثوري، وقال الثوري، مثل ذلك في وكيع، وقال وكيع مثل ذلك في أحمد بن حنبل.
قال الخليلي: كان أفقه أقرانه وأورعهم وأكفهم عن الكلام في المحدثين إلا عند الاضطرار، وكان يملي الكتب من حفظه على تلامذته، وتوفي ببغداد في شهر رجب سنة إحدى [وأربعين ومائتين] وقد كان أمسك عن الرواية من وقت الامتحان، فما كان يروي إلا لبنيه في بيته.
وكذا ذكر وفاته ابن أبي خيثمة.
وقال ابن الأخضر في " مشيخة أبي القاسم البغوي ": هو راهب الأئمة وعالم الأمة، به يضرب الأمثال، وعند ذكره يحضر الإجلال، وسار الاجتهاد أحد أسبابه، وجده حنبل ولي سرخس، وقد صنف في فضائله جماعة من العلماء: كأبى عبد الله الحاكم، وكذلك الجرجاني، وأبي بكر الخطيب، فيما ذكره(1/115)
صاحب " تاريخ حران ".
وقال البزار: كان أهل العلم والفقه يعظمونه ويجلونه ويقصدونه بالسلام عليه.
وقال ابن حبان في " الثقات ": كان حافظا متقنا فقيها ملازما للورع الحنفي، مواظبا على العبادة الدائمة، به أغاث الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقال إنه ثبت في المحنة وبذل نفسه لله حتى ضرب بالسياط للقتل فعصمه الله تعالى عن الكفر، وجعله علما يقتدى به وملجأ يلجأ إليه.
وذكر صاحب " تاريخ حران " أن له اختيار في القراءة، قال: وكان لا يميل شيئا في القرآن ويروي " أنزل مفخما ففخموه "، ولما أشكل على مسدد ما وقع فيه الناس من القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن كتب إلى أحمد: اكتب إليّ سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ففعل.
وقال ابن خلفون: كان إماما من أئمة المسلمين في الحديث والفقه والسنة.
وفي كتاب الخلال: كان أبو عبد الله كثيرا ما يأتي مسجد بني مازن - يعني: - ابن شيبان بن ذهل فيصلي فيه، فقيل له في ذلك، فقال: هذا مسجد آبائي.
روى عن جماعة من كبار العلماء منهم - فيما ذكره أبو الفرج بن الجوزي -: أحمد بن إبراهيم بن خالد، وأحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، وأبو يوسف أحمد بن جميل من أهل مرو، وأحمد بن جناب ابن(1/116)
المغيرة أبو الوليد، وأبو صالح أحمد بن جناح، وأبو جعفر أحمد بن حاتم ابن يزيد الطويل الخياط، وأحمد بن الحجاج أبو العباس الذهلي المروزي، وأبو سعيد الحداد أحمد بن داود الواسطي، وأحمد بن أبي شعيب عبد الله بن مسلم أبو الحسن الحراني [مولى عمر بن عبد العزيز، وأحمد بن عبد الملك بن واقد أبو الحسن الجزري الحراني]، وأحمد بن صالح، وأحمد بن محمد بن أيوب أبو جعفر الوراق، وإبراهيم بن إسحاق بن عيسى أبو إسحاق الطالقاني، وإبراهيم بن بكار أبو مرداس الأسدي، وإبراهيم بن الحكم بن أبان أبو إسحاق [العدني]، وإبراهيم بن حبيب بن الشهيد أبو إسحاق الأزدي، وإبراهيم بن زياد أبو إسحاق البغدادي يلقب سبلان، وإبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه اليماني، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وإبراهيم بن مرزوق البصري، إبراهيم ابن أبي العباس، وقيل ابن العباس أبو إسحاق السامري - وهذا ذكره المزي ولم ينبه على الخلاف الذي في اسم أبيه - وإبراهيم بن أبي الليث نصر أبو إسحاق الترمذي، وإسماعيل بن إبراهيم بن معمر أبو معمر الهذلي، وإسماعيل بن عبد الكريم بن معقل أبو هشام الصنعاني، وإسماعيل بن عمر أبو المنذر الواسطي، وإسماعيل بن محمد بن جبلة، وإبراهيم السراج وإسماعيل بن محمد بن جحادة أبو محمد العطار الكوفي، وإسماعيل بن المغيرة، وإسماعيل ابن يزيد البرقي، وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي عرف بابن راهويه، وإسحاق بن إبراهيم الرازي ختن سلمة بن الفضل، وإسحاق بن سليمان الرازي العبدي، وإسحاق بن عيسى ابن بنت داود بن أبي هند أبو هاشم، وإسحاق بن عيسى بن نجيح أبو يعقوب الطباع، وإسحاق بن منصور ابن حيان أبو عبد الرحمن السلولي، وإسحاق ابن مرار أبو(1/117)
عمرو الشيباني، وإسحاق الطالقاني صاحب ابن المبارك، وأحوص بن جواب أبو الجواب الضبي، وأزهر بن سعد أو بكر السمان، [وأزهر بن القاسم أبو بكر] الراسبي، وأسباط بن محمد بن محمد مولى السائب بن يزيد، وأسد بن عمر ابن عامر أبو المنذر الكوفي، وأنس بن عياض أبو ضمرة الليثي، وأصرم بن غياث أبو غياث النيسابوري، وأمية بن خالد بن الأسود الأزدي، وأيوب بن النجار أبو إسماعيل اليمامي، وبشر بن سعيد بن أبي حمزة أبو القاسم الحمصي، وبكر بن عيسى أبو بشر المراسي، وبكر بن يزيد الطويل الحمصي، وبشار بن موسى أبو عمار العجلي الخفاف، وبهلول بن حكيم القرقيسي الشامي، وجابر بن سليم، وقيل: ابن سليمان - وهذا ذكره المزي ولم ينبه عليه - والحارث بن سليمان القارئ، والحارث بن مرة بن مجاعة أبو مرة الحفني، والحارث بن النعمان بن سالم أبو نصر الطوسي الأكفاني، وحجاج بن محمد الترمذي، وحجاج بن نصير أبو محمد الفساطيطي، والحسن ابن الربيع بن سليمان أبو علي الخشاب، والحسن بن سوار أبو العلاء الخراساني البغوي، والحسن بن علي بن عاصم أبو محمد، والحسن بن عيسى ابن ماسرجس النيسابوري، والحسن بن يحيى المروزي، والحسين بن الحسن أبو بشر، والحسين بن محمد المروزي، والحسين بن موسى الأشيب، وحفص بن جابان أبو طالب القارئ، وحفص بن الحارث أبو عمر الضرير الحوضي، وحفص بن عمر أبو عبد الصمد البصري، والحكم بن موسى بن أبي زهير أبو صالح القنطري، والحكم بن مروان أبو محمد الضرير، والحكم بن رافع أبو اليمان، وحامد بن يحيى بن هانئ أبو عبد الله البلخي، وحجين بن المثنى أبو عمرو اليمامي، وحذيفة بن حكيم أبو عبد الرحمن(1/118)
المذحجي الرقي، وحرمي بن عمارة بن أبي حفصة أبو روح الأزدي، وحريش بن القاسم المدائني، وحكام ابن سلم أبو عبد الرحمن الكناني الرازي، وحيوة بن شريح بن يزيد أبو العباس الحضرمي، وخالد بن حيان أبو يزيد الرقي، وخالد بن خداش بن عجلان أبو القاسم المهلبي، وخالد بن مخلد أبو الهيثم القطواني، وخلف بن أيوب العامري، وخلف بن هشام أبو محمد البزار، وداود بن عمرو أبو سليمان الضبي، والربيع بن نافع أبو توبة الحلبي، ورباح بن خالد، ورزق بن رزق بن منده أبو سعيد، وزياد بن أيوب بن زياد أبو هاشم الطوسي ويعرف بدلويه، وزياد بن الربيع أبو خداش اليحمدي الأزدي، وزكريا بن عدي بن الصلت، وزكريا بن أبي زكريا يحيى، وسريج بن النعمان بن مروان أبو الحسين الجوهري، وسريج بن يونس الجرمي وليس بالبغدادي، وسعيد بن خيثم أبو معمر الهلالي، وسعيد بن زكريا أبو عمر القرشي، وسعيد بن عامر أبو محمد العجيفي، وسعيد بن منصور أبو عثمان البزاز الخراساني، وسعيد بن محمد أبو الحسن الوراق الثقفي، وسفيان بن وكيع بن الجراح أبو محمد الرؤاسي، وسليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني - روى عنه حديثا واحدا وهو: سئل صلى الله عليه وسلم عن العتيرة - وسليمان بن أحمد بن محمد أبو محمد السامي، وسليمان ابن حرب أبو أيوب الواشحي الأزدي، وسليمان بن حيان أبو خالد الأحمر الأزدي، وسليمان بن داود أبو الربيع الزهراني، وسهل ابن حسان أبو يحيى البصري، وسهل بن يوسف أبو عبد الله المسمعي الأنماطي، وسعد بن إبراهيم ابن سعد أبو إسحاق الزهري، والسكن بن مانع أبو الحسن الباهلي، وسلام بن مسلم أبو سلمة الأيلي، وسلم بن قتيبة الأزدي الخراساني، وسنان بن حاتم أبو سلمة الغبري، وشجاع بن مخلد أبو الفضل، وشعيب بن حرب أبو صالح المدائني، وصدقة بن سابق، والصلت بن محمد(1/119)
الجحدري، وعاصم بن زكريا أبو المثنى الكندي، وعبد الله بن إبراهيم بن عمر أبو محمد الصنعاني، وعبد الله ابن الحارث بن عبد الملك أبو محمد المخزومي، وعبد الله بن حجر العسقلاني القاضي، وعبد الله بن حمران أبو عبد الرحمن البصري، وعبد الله بن رجاء أبو عمران البصري، وعبد الله بن أبو خلف الحراز، وعبد الله بن عثمان بن جبلة أبو عبد الرحمن العتكي مولاهم، وعبد الله ابن عصمة النصيبي وعبد الله بن محمد، وعبد الله بن معاوية بن عاصم أبو معاوية الزبيري، وعبد الله بن ميمون أبو عبد الرحمن الرقي، وعبد الله بن الوليد أبو محمد العدني، وعبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني، وعبيد الله بن ثور بن عوف بن أبي الحلال العتكي، وعبيد الله بن زياد أبو عبد الرحمن الهروي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعبيد الله بن محمد بن حفص التيمي عرف بابن عائشة، وعبيد الله بن موسى أبو محمد العبسي مولاهم، [وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري، وعبد الرحمن ابن عبد الله بن عبيد أبو سعيد مولى بني هاشم، وعبد الرحمن بن علقمة أبو يزيد السعدي المروزي، وعبد الله بن محمد أبو محمد المحاربي، وعبد الملك بن إبراهيم أبو عبد الله الجدي، وعبد الملك بن عبد الرحمن أبو هشام الذماري، وعبد العزيز بن أبان أبو خالد الأموي، وعبد الوهاب بن همام بن [. .] أبو إسماعيل أخو عبد الرزاق، وعبد الصمد بن سعيد أبو سهل التنوري، وعبد الصمد الرقي، وعبد الأعلى بن سليمان أبو عبد الرحمن الزراد، وعمر بن أيوب أبو حفص العبدي، [وعمر بن أيوب أبو حفص]، وعمر بن حفص أبو حفص المعيطي، وعمر بن سعد أبو داود(1/120)
الحفري، وعمر بن علي بن عطاء أبو حفص المقدمي، وعمر بن هارون بن يزيد أبو حفص البلخي، وعثمان بن محمد بن إبراهيم أبو الحسن العبسي، وعلي بن إبراهيم البتائي المروزي، وعلى ابن إسحاق السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي، وعلي بن بحر بن بري أبو الحسن القطان، وعلي بن ثابت مولى العباس بن محمد الهاشمي أبو أحمد، ويقال: أبو الحسن، وعلي بن الجعد، [وعلي بن الحسن] بن شقيق أبو عبد الرحمن المروزي، وعلي بن حفص أبو الحسن المدايني، وعلي بن حجر السعدي، وعلي بن مجاهد بن مسلم أبو مجاهد الكابلي، وعلي بن هاشم بن البريد أبو الحسن الحراز العائذي مولاهم، وعلي بن أبي إسرائيل البغدادي، وعمرو بن أيوب العائد، وعمرو بن سليمان أبو الربيع الواسطي وعمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع أبو عثمان الكلابي، وعمرو بن محمد أبو سعيد العنقزي، وعمرو بن مجمع بن سليمان أبو المنذر السلولي، وعمرو بن الهيثم ابن قطن بن كعب أبو قطن الزبيدي، وعصام بن خالد أبو إسحاق الحضرمي، وعصام بن عمرو أبو حميد الطائي، وعبد الحميد ابن عبد الرحمن أبو يحيى الحماني، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد أبو عبد الحميد الأزدي، وعبد الجبار بن محمد بن عبد الحميد أبو عبد الرحمن الخطابي، من ولد زيد بن الخطاب، وعبد السلام بن حرب أبو بكر الملائي، وعبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله بن شريك أبو بكر البصري، وعبد المؤمن بن عبيد الله بن خالد أبو الحسن العبسي، وعبد المتعال بن عبد الوهاب، وعبيد بن أبي فروة البغدادي، وعبدة بن سليمان بن حاجب الكلابي، وعامر بن صالح ابن عبد الله أبو الحارث الزبيري الأسدي، وعائذ(1/121)
ابن حبيب أبو أحمد العبسي، وعتاب بن زياد المروزي، وعثام بن علي أبو علي الكلابي، وعمار بن محمد أخو يوسف بن محمد أبو اليقظان الكوفي، وغسان بن الربيع بن منصور أبو محمد الأزدي، وغسان بن مضر أبو مضر الأزدي، ومرار بن عمر أبو الفضل، وفياض بن محمد بن سنان أبو محمد الرقي، وقريش بن أنس أبو أنس الأنصاري، وقريش بن إبراهيم الصيدلاني، وقرط بن حريث أبو سهل الباهلي، ومحمد بن أبي عدي إبراهيم مولى بني سليم يكنى أبا عمرو البصري، ومحمد بن إبراهيم العطار البلخي، ومحمد بن إسماعيل بن مسلم أبو إسماعيل المدني، ومحمد بن بشر بن الفرافصة أبو عبد الله، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن جعفر أبو جعفر المديني، ومحمد بن جعفر بن زياد أبو عمران الوركاني، ومحمد بن الحسن بن هلال أبو جعفر البصري، ومحمد بن الحسن بن آتش أبو عبد الله اليماني، ومحمد بن حميد أبو سفيان البصري المعمري، لأنه رحل إلى معمر بن راشد، ومحمد بن حميد بن حبان [أبو عبد الله الرازي، ومحمد بن حماد بن بكر أبو بكر المقرئ، ومحمد بن حيان] أبو الأحوص البغوي، ومحمد بن رافع أبو عبد الله النيسابوري، ومحمد بن ربيعة بن سمير بن الحارث أبو عبد الله الكلابي، ومحمد بن سوار بن عنبر أبو الخطاب السدوسي البصري، ومحمد بن سابق أبو جعفر البزاز [ومحمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الأسدي، ومحمد بن عبد الله أبو جعفر الحذاء الأنباري]، ومحمد بن عبد الله بن نمير أبو عبد الرحمن الكوفي، ومحمد بن عبد الرحمن أبو المنذر، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، ومحمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي [مولاهم - يلقب بعارم]، [ومحمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي ومحمد] بن كثير السلمي القصاب، ومحمد بن كثير أبو عبد الله العبدي، ومحمد بن مصعب بن صدقة(1/122)
أبو عبد الله القرقساني، ومحمد ابن مبشر أبو سعد الصاعدي الضرير، ومحمد بن مقاتل أبو الحسن المروزي، ومحمد بن موسى أبو طليق، ومحمد بن النوشجان أبو جعفر السويدي لأنه رحل إلى سويد بن عبد العزيز، ومحمد بن وهب أبو يوسف أبو الأنباري ومحمد ابن يزيد سعيد الكلاعي، ومحمد بن يوسف أبو يوسف الأنباري، ومحمد بن داود أبو عبد الله الضبي، وموسى بن عبد الحميد أبو عمران، وموسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي، موسى بن هلال أبو عمران العبدي، ومعاذ بن أسد بن عبد الرحمن المروزي، ومعاذ بن هشام أبو عبد الله البصري، ومنصور بن وردان أبو عبد الله العطار الأسدي، ومنصور ابن أبي مزاحم أبو نصر التركي الكاتب، كان من سبي الترك، ومعاوية بن عمرو بن المهلب أبو عمرو الأزدي، ومعاوية ابن هشام أبو الحسن القصار الأسدي، ومروان بن سوار لقبه شبابة - وقد سبق - ومروان بن شجاع أبو عمرو الجزري، ومروان بن معاوية أبو عبد الله الفزاري، ومصعب بن سلام التميمي، ومصعب بن المقدام أبو عبد الله الخثعمي، ومالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي، ومحاضر بن المورع أبو المورع الهمداني، ومحمد بن الحسن ولقبه محبوب، وقد سبق، ومخلد بن يزيد أبو خداش الحراني الجزري، ومرحوم بن عبد العزيز بن مهران أبو عبد الله العطار، ومسكين بن بكير أبو عبد الرحمن الحذاء، ومسلمة بن الصلت الشيباني، ومطلب بن زياد بن أبي زهير أبو محمد الثقفي، ومعاذ بن حميضة ابن محفوظ البصري، والمعلي بن أسد أبو الهيثم البصري، ومعمر بن سليمان أبو عبد الله النخعي الرقي، ومكي بن إبراهيم بن بشير أبو السكن التميمي البخلي، ومهدى بن حفص أبو محمد الرملي، ومهنا بن عبد الحميد أبو شبل البصري، والمؤمل بن إسماعيل أبو عبد الرحمن البصري، ونوح بن يزيد بن سنان أبو محمد المؤدب،(1/123)
والنضر بن يحيى بن أسلم الصوفي، ونعيم بن حماد المروزي، ونوفل بن مسعود الضبي، وهارون بن معروف أبو علي المروزي، وهارون بن إسماعيل أبو موسى الأنصاري، وهشام بن سعيد أبو أحمد البزار، وهشام بن لاحق أبو عثمان المدايني، وهشام بن يوسف الصنعاني، والهيثم بن جميل أبو سهل البغدادي، والهيثم بن خارجة أبو أحمد الخراساني، والهيثم بن عبد الرحمن البصري، وهريم بن عبد الأعلى أبو حمزة البصري، والهزيل بن ميمون الجعفي، وهوذة بن خليفة أبو الأشهب البكراوي، ووهب بن إسماعيل أبو محمد الأسدي، ويعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي، ويعقوب بن عيسى بن ماهان أبو يوسف المؤذن، ويحيى بن إسحاق أبو بكر السيلحيني، ويحيى بن إسماعيل الواسطي، ويحيى بن أيوب أبو زكريا العابد المقابري، ويحيى بن أيوب البلخي، ويحيى بن حماد أبو بكر الشيباني، ويحيى بن راشد المصري، ويحيى بن السكن أبو محمد البصري، ويحيى بن سليم الطائفي، ويحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية أبو زكريا الكوفي، ويحيى بن عبد الله بن يزيد أبو زكريا الأنيسي، ويحيى بن عباد أبو عباد الضبعي، ويحيى بن عبد ربه أبو محمد مولى عبد الله بن المهدي، ويحيى بن عجلان بن عبد الله ابن أسماء أبو الفضل الأزدي الأسلمي، ويحيى بن معين أبو زكريا البغدادي، ويحيى بن واضح أبو تميلة الأزدي، ويحيى بن اليمان أبو زكريا العجلي، ويحيى بن يزيد بن عبد الملك الهاشمي، ويحيى بن أبي بكير أبو زكريا الكوفي.(1/124)
ويونس بن عبد الصمد بن معقل بن منبه الصنعاني، ويزيد بن مسلم الهمداني، ويزيد بن أبي حكيم أبو عبد الله العدني، ويوسف بن يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون أبو سلمة المدني، ويعمر بن بشر أبو عمرو المروزي، وأبو جحر القاضي، وأبو عبد الله الحلبي، وأبو يعقوب مولى أبي عبيد الله وزير المهدي، وأم عمرو بنت حسان بن زيد الثقفي.
وكتب عن جماعة كثيرة وخرق حديثهم، منهم: أيوب التمار، وإسماعيل بن أبان الغنوي، وخالد بن القاسم المدايني، وعمرو بن سعيد الدمشقي، ومحمد بن حجاج المصفر، ومسعدة بن اليسع، وأبو صيفي المديني.
ورأى خلقا من العباد، منهم: عبد الله بن إدريس، وأبو داود الحفري، وأيوب بن النجار، والعزفي العابد، وحسين الجعفي.
روى عنه: أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، وأحمد بن إبراهيم الكوفي، وأحمد بن أصرم بن خزيمة المزني، وأحمد بن بشر بن سعد أبو أيوب الطيالسي، وأحمد بن بشر بن سعيد الكندي، وأحمد بن بكر، وأحمد بن ثابت أبو يحيى، وأحمد بن جعفر أبو عبد الرحمن الوكيعي، وأحمد بن جعفر بن يعقوب أبو العباس الفارسي الإصطخري وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار أبو عبد الله الصوفي، وأحمد بن الحسن أبو الحسن الترمذي، وأحمد بن الحسين بن حسان السامري، وأحمد بن حميد أبو طالب المشكاني، وأحمد بن حفص السعدي، وأحمد بن حارث بن مسمع، وأحمد بن الحكم أبو بكر الأحول، وأحمد بن حبان أبو جعفر القطيعي، وأحمد بن خالد(1/125)
الخلال، وأحمد بن الخصيب بن عبد الرحمن، وأحمد بن الخليل القومسي، وأحمد بن داود أبو سعيد الواسطي، وأحمد بن الربيع بن دينار، وأحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب أبو بكر النسائي، وأحمد بن زرارة أبو العباس المقرئ، وأحمد بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وأحمد بن سعيد أبو العباس اللحياني، وأحمد بن سعيد بن إبراهيم أبو عبد الله الرباطي، وأحمد بن سعيد أبو جعفر الدارمي، وأحمد بن سعيد الترمذي، وأحمد بن سهل أبو حامد، وأحمد بن شاذان بن خالد الهمداني، وأحمد بن شاكر، وأحمد بن شبويه، وأحمد بن الشهيد، [وأحمد بن صالح أبو جعفر - وهو من شيوخه] وأحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن الصباح الكندي، وأحمد بن عبد الله بن أحمد بن حنبل بن هلال ابن عم أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله النرسي، وأحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية أبو عبد الله بن أبي عوف البزوري، وأحمد بن عمر بن هارون أبو سعيد البخاري، وأحمد بن عثمان بن سعيد بن أبي يحيى أبو بكر الأحوال، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي، وأحمد بن علي المثنى أبو يعلى الموصلي، وأحمد بن علي بن مسلم أبو العباس الأبار النخشبي، وأحمد بن العباس بن أشرس، وأحمد بن القاسم الطوسي، وأحمد بن القاسم صاحب أبي عبيد، وأحمد بن خالد أبو العباس البراثي، وأحمد بن محمد بن خالد أبو بكر القاضي، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة أبو بكر، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة أبو الحسن الأسدي، وأحمد بن محمد بن عبد الحميد الكوفي، وأحمد بن محمد بن عيسى أبو العباس البرتي، وأحمد بن محمد المزني.
وأحمد بن محمد الساوي، وأحمد بن محمد أبو الحارث الصايغ، وأحمد بن محمد بن نصر اللباد، وأحمد بن محمد بن مطر أبو العباس، وأحمد بن محمد بن واصل أبو العباس المقرئ، وأحمد بن محمد بن يزيد الوراق الإيتاخي، وأحمد بن محمد بن يحيى الكحال، وأحمد بن منيع ابن(1/126)
عبد الرحمن البغوي، وأحمد بن المستنير، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن أبي بكر بن المنذر بن بكر أبو بكر المغازلي، الغالب عليه بدر وهو لقبه، وأحمد بن المسكين الأنطاكي، وأحمد بن ملاعب بن حيان المخرمي، وأحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، وأحمد بن نصر أبو حامد الخفاف، وأحمد بن هشام، وأحمد بن هاشم بن الحكم الأنطاكي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأحمد بن يحيى بن زيد أبو العباس ثعلب، وأحمد بن أبي عبيدة أبو جعفر الهمداني، وأحمد بن أبي بكر بن حماد المقرئ، وأحمد بن أبي يحيى البغدادي، وإبراهيم بن أبان الموصلي، وإبراهيم بن جابر المروزي، وإبراهيم بن جعفر، وإبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق السراج الثقفي، وإبراهيم بن الحكم القصار، وإبراهيم بن الحارث بن مصعب أبو إسحاق الطرسوسي، وإبراهيم بن زياد الصائغ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وإبراهيم بن سعيد الأطروش، وإبراهيم بن سويد، وإبراهيم بن شداد، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي السامري، وإبراهيم بن عبد الله بن ميموني الدينوري، وإبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو شيبة الكوفي، وإبراهيم بن محمد ابن الحارث الأصبهاني، وإبراهيم بن موسى بن أزر الفقيه، وإبراهيم بن نصر الحذاء الكندي، وإبراهيم بن هانئ أبو إسحاق النيسابوري، وإبراهيم بن هاشم بن الحسين أبو إسحاق البغوي، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وإسماعيل بن إبراهيم أبو بشر الأسدي، وهو ابن علية، وإسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم أبو بكر السراج النيسابوري، وإسماعيل بن إسحاق بن الحصين أبو محمد الرقي، وإسماعيل بن بكر السكري، وإسماعيل بن الحارث، وإسماعيل بن سعيد أبو إسحاق الشالنجي، وإسماعيل بن عبد الله بن ميمون أبو النضر العجلي، وإسماعيل بن عمر أبو إسحاق السجزي، وإسماعيل بن العلاء، وإسماعيل بن عيينة، وإسماعيل بن يوسف(1/127)
أبو علي الديلمي، وإسحاق بن إبراهيم عرف بابن راهويه، - وهو من شيوخه - وإسحاق بن إبراهيم بن هانئ أبو يعقوب النيسابوري، وإسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب البغوي، وإسحاق بن إبراهيم الفارسي، وإسحاق بن إبراهيم الختلي وإسحاق بن بيان، وإسحاق بن بهلول الأنباري، وإسحاق بن حنبل أبو يعقوب الشيباني عم الإمام أحمد، وإسحاق بن الجراح الأذني، وإسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد أبو يعقوب الحربي، وإسحاق بن حنة أبو يعقوب الأعمش، وإسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج المروزي، وإدريس بن جعفر بن يزيد أبو محمد العطار، وأيوب بن إسحاق بن سافري أبو سليمان، وأعين بن يزيد، وبدر بن أبي بدر، شيخ ابن عميرة، وقد سبق في من اسمه أحمد، وبكر بن محمد النسائي، وبيان بن أحمد بن خفاف، وتميم بن محمد أبو عبد الرحمن الطوسي، وجعفر بن أحمد الأذني، وجعفر بن أحمد بن معبد المؤدب، وجعفر بن شاكر، وجعفر بن عامر، وجعفر بن عبد الواحد، وجعفر بن محمد بن هاشم أبو الفضل، وجعفر بن محمد بن أبي عثمان أبو الفضل الطيالسي، وجعفر بن محمد أبو محمد النسائي، وجعفر بن محمد الشاشي، وجعفر بن محمد بن شاكر أبو محمد الصائغ، وجعفر بن محمد بن عبيد الله بن زيد بن المنادى، وجعفر بن محمد بن علي أبو القاسم الوراق البلخي، وجعفر بن محمد بن معبد، وجعفر بن محمد بن هذيل أبو عبد الله الكوفي، وجعفر بن مكرم بن جعفر الأنماطي، والجنيد بن محمد الصوفي، وجهم العكبري، والحسن بن أحمد الإسفراييني، والحسن بن إسماعيل الربعي، والحسن بن أيوب البغدادي، والحسن بن ثواب أبو علي البغدادي، والحسن بن الحسين، والحسن بن زياد، والحسن بن الليث الرازي، والحسن بن عبد العزيز الجروي، والحسن بن عرفة، والحسن بن علي الحلواني، والحسن بن علي أبو علي الإسكاف، والحسن بن علي بن محمد بن بكر القطان، والحسن بن علي الأشناني، والحسن بن القاسم جار أحمد، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، والحسن بن محمد الأنماطي، والحسن ابن(1/128)
محمد بن الحارث السجستاني، والحسن بن موسى أبو علي الأشيب - وهو من شيوخه - والحسن بن منصور الجصاص، والحسن بن مخلد بن الحارث، والحسن بن الوضاح أبو محمد المؤدب، والحسن بن الهيثم البزاز، والحسين بن إسحاق الحرقي، والحسين بن إسحاق التستري، والحسين بن الحسن المروزي، والحسين بن بشار المخرمي، والحسين بن علي أبو علي، وحسين بن الصائغ، وحميد بن الربيع أبو الحسن اللخمي، وحميد بن زنجويه أبو أحمد الأزدي، وحميد بن الصباح مولى المنصور، وحبيش بن سندي، وحبيش بن مبشر الثقفي، وحريث أبو عمار، وحاتم بن الليث أبو الفضل الجوهري، والحارث بن شريح البقال، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وحرمي بن يونس، والحكم بن رافع أبو اليمان، وحمدويه بن شداد، وحمدان حمدان ابن ذي النون، وخالد بن خداش المهلبي، وخشنام بن سعد، وخطاب بن بشر بن مطر أبو عمر البغدادي، وخلف بن هشام بن بشر بن مطر أبو عمر البغدادي، وخلف بن هشام بن بشر، ودلان بن الفضل البخاري، وزهير بن صالح بن أحمد بن حنبل، وزهير بن أبي زهير، وزكريا بن يحيى أبو يحيى الناقد، وسليمان بن الأشعث أبو داود، وسليمان بن داود الشاذكوني، وسليمان بن عبد الله السجزي، وسليمان بن عبد الله أبو مقاتل، وسليمان بن المعافى بن سليمان الحراني، وسليمان القصير، وسعيد بن سامري الواسطي، وسعيد بن محمد الرفا، وسعيد بن نوح العجلي، وسعيد بن يعقوب، سعيد بن أبي سعيد أبو نصر الأراطي، وسعدان بن يزيد، وسندي أبو بكر الخواتمي، وشجاع بن مخلد، وصالح بن أحمد الحلبي، وصالح بن إسماعيل، وصالح بن زياد السوسي، وصالح بن علي الهاشمي، وصالح بن علي النوفلي، وصالح بن عمران أبو شعيب، وصالح بن موسى أبو الوجيه، وصدقة بن موسى بن تميم، وصفدي بن الموفق السراج، وطاهر بن محمد الحلبي، وطالب بن حرة الأدنى، وطلحة بن عبيد الله البغدادي، وظليم بن حطيط، وعبد الله بن بشر.(1/129)
الطالقاني، وعبد الله بن جعفر أبو بكر التاجر، وعبد الله بن حاضر الرازي، وعبد الله بن شبويه، وعبد الله بن العباس بن الطيالسي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وعبد الله بن محمد بن سلام، وعبد الله بن محمد بن شاكر أبو البحتري العنبري، وعبد الله بن محمد بن صالح بن شيخ ابن عميرة الأسدي، وعبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي، وعبد الله بن محمد أبو محمد اليمامي، وعبد الله بن يزيد العكبري، وعبد الله بن أبي عوانة الشاشي، وعبيد الله بن أحمد بن عبيد الله أبو عبد الرحمن، وعبيد الله بن سعيد الزهري، وعبيد الله بن عبد الله أبو عبد الرحمن النيسابوري، وعبيد الله بن محمد المروزي، وعبيد الله بن يحيى بن خاقان، وعبد الرحمن بن زاذان أبو عيسى الرزاز، وعبد الرحمن بن يحيى بن خافان، وعبد الرحمن أبو الفضل المتطيب، وعبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر، وعبد الصمد بن الفضل، وعبد الصمد بن محمد البغدادي، وعبد الصمد بن يحيى، وعبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي، وعبد الخالق بن منصور، وعبد الوهاب الوراق، عبد الكريم بن الهيثم أبو يحيى القطان، وعبد الكريم غير منسوب، وعثمان بن أحمد الموصلي، وعثمان بن صالح الأنطاكي، وعثمان الحارثي، وعمر بن بكار القافلاني، وعمر بن حفص السدوسي، وعمر بن صالح بن عبد الله، وعمر بن سليمان أبو حفص المؤدب، وعمر بن عبد العزيز جليس بشر الحافي، وعمر بن مدرك أبو حفص القاص، وعمر بن الناقد، وعلي بن أحمد الأنطاكي، وعلي بن أحمد ابن بنت معاوية بن عمرو البغدادي، وعلي بن أحمد الأنماطي، وعلي بن أحمد بن النضر أبو غالب الأزدي، وعلي بن الجهم، وعلي بن الحسن الهسنجاني، وعلي بن الحسن المصري، وعلي بن الحسن بن زياد، وعلي بن حجر، وعلي بن حرب الطائي، وعلي بن زيد، وعلي بن سعيد بن جرير النسائي، وعلي بن سهل بن المغيرة البراز، وعلي بن شوكر، وعلي بن عبد الصمد الطيالسي، وعلي بن عبد الصمد البغدادي، وعلي بن عبد الصمد المكي، وعلي بن عثمان بن سعيد الحراني، وعلي بن الفرات الأصبهاني،(1/130)
وعلي بن محمد المصري، وعلي بن محمد القرشي، وعلي بن الموفق العابد، وعلي بن أبي خالد، وعلي الخواص، والعباس بن أحمد اليمامي، والعباس بن عبد الله النخشبي، والعباس بن علي بن بسام، والعباس بن محمد بن حاتم الرازي، والعباس بن محمد الجوهري، والعباس بن محمد بن موسى الجلال، والعباس بن مسكويه الهمداني، وعمرو بن الأشعث الكندي، وعمرو بن تميم، وعمرو بن معمر أبو عثمان، وعبدوس بن عبد الواحد أبو السري، وعبدوس بن مالك أبو محمد العطار، وعصمة بن أبي عصام أبو طالب العكبري، وعصمة بن عصام، وعامر أبو نعمان البصري، وعمار بن رجاء، وعلان بن عبد الصمد، وعيسى بن جعفر أبو موسى الوراق، وعيسى بن فيروز الأنباري، وعسكر بن الحصين أبو تراب النخشبي، وعقبة بن مكرم، والفضل بن أحمد بن منصور المقرئ.
والفضل بن الحباب أبو خليفة الجمحي، والفضل بن عبد الله الحميري، والفضل بن عبد الله الأصبهاني، والفضل بن مضر، والفضل بن مهران، والفضل بن نوح، والفرج بن الصباح البرزاطي، والفتح بن شخوف، والقاسم بن الحارث المروزي، والقاسم بن سلام أبو عبيد، والقاسم بن عبد الله البغدادي، والقاسم بن نضر المخرمي، والقاسم بن نصر المصري، والقاسم بن يونس الحمصي، وقاسم الفرغاني، ومحمد بن أحمد بن الجراح الجوزجاني، ومحمد بن أحمد بن المثنى أبو جعفر، ومحمد ابن أحمد بن أبي العوام الرياحي، ومحمد بن أحمد المروزي، ومحمد بن إبراهيم بن زياد، ومحمد بن إبراهيم بن سعيد(1/131)
البوشنجي، ومحمد بن إبراهيم بن الفضل السمرقندي، ومحمد بن إبراهيم بن مسلم الطوسي، ومحمد بن إبراهيم بن يعقوب، ومحمد بن أبان أبو بكر، ومحمد بن بشر بن مطر، ومحمد بن إبراهيم أبو حمزة الصوفي، ومحمد بن إبراهيم الماستري، ومحمد بن إبراهيم الأشناني، ومحمد بن إبراهيم القيسي، ومحمد بن إسحاق ابن راهويه، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن إسحاق أبو الفتح المؤدب، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن أشرس الحربي، ومحمد بن بندار الجرجاني، ومحمد بن جعفر الوركاني، ومحمد بن جعفر القطيعي، ومحمد بن الجنيد الرقاق، ومحمد بن الحسين البرجلاني وهو من أقرانه - ومحمد بن حمدان العطار، ومحمد بن حماد بن بكر أبو المقرئ، ومحمد بن حبيب البزار، ومحمد بن الحكم أبو بكر الأحول، ومحمد بن حسنويه الأدمي، ومحمد بن حميد الأندراني، ومحمد بن خالد الشيباني، ومحمد بن رجاء، ومحمد بن روح، ومحمد بن زنجويه، ومحمد بن زهير، ومحمد بن سهل بن عسكر، ومحمد بن سعيد بن صباح، ومحمد بن سليمان النباوري، ومحمد بن شداد الصغدي، ومحمد بن طريف الأعين، ومحمد بن طارق البغدادي، ومحمد بن عبد الله بن ثابت، ومحمد بن عبد الله بن جعفر الزهيري، ومحمد بن عبد الله بن مهران الدينوري، ومحمد بن عبد الله بن عتاب أبو بكر الأنماطي، ومحمد بن عبد الله أبو جعفر الدنيوري، ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، ومحمد بن عبد العزيز الأنبوردي، ومحمد بن عبد الرحمن الدينوري، ومحمد ابن عبد الرحيم أبو يحيى صاعقة، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، ومحمد بن عبد الوهاب أبو أحمد، ومحمد بن عبد الجبار، ومحمد بن عبدك الفراز، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، ومحمد بن علي بن داود أبو بكر المعروف بابن أخت غزال، ومحمد بن علي بن عبد الله بن مهران أبو جعفر الوراق الجرجاني، عرف بحمدان،(1/132)
ومحمد بن علي أبو جعفر الجوزجاني، ومحمد بن عمران الخياط، ومحمد بن عيسى الجصاص.
ومحمد بن العباس النسائي، ومحمد بن عتاب أبو بكر الأعين، ومحمد بن غسان الغلابي، ومحمد بن الفضل العياني، ومحمد بن قدامة الجوهري، ومحمد بن محمد بن إدريس الشافعي، ومحمد بن محمد ابن أبي الورد، ومحمد بن منصور الطوسي، ومحمد بن مصعب أبو جعفر الدعاء، ومحمد بن ماهان النيسابوري، ومحمد بن المسيب، ومحمد بن موسى بن قسيس، ومحمد بن موسى النهرتيري، ومحمد بن مسلم بن واره، ومحمد بن المصفى - وهو من أقرانه - ومحمد بن مطهر المصيصي، ومحمد بن مقاتل البغدادي، ومحمد بن نصر بن منصور الصائغ، ومحمد بن النقيب بن أبي حرب الجرجاني، ومحمد بن الوليد بن أبان، ومحمد بن الهيثم المقرئ، ومحمد بن هبيرة البغوي، ومحمد بن هارون الحمال، ومحمد بن ياسين البلدي، ومحمد ابن يحيى الكحال، ومحمد بن يوسف الطباع، ومحمد بن يونس الكريمي، ومحمد بن يونس السرخسي، ومحمد بن أبي حرب الجرجائي، ومحمد بن أبي السري أبو جعفر البغدادي، ومحمد بن أبي صالح المكي، ومحمد بن أبي عبد الله الهمداني عرف بمتويه، ومحمد بن أبي عبدة الهمداني، وموسى بن إسحاق بن موسى الخطمي، وموسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أبو مزاحم، وموسى بن عيسى الجصاص، ومبارك بن سليمان، ومثنى بن جامع الأنباري، ومجاهد بن موسى، ومحمود بن خداش، ومحمود بن خالد، ومحمود بن غيلان ومذكور، ومرار بن أحمد، ومسلم بن الحجاج، ومسدد بن مسرهد، ومضر بن محمد الأسدي، ومعاذ بن المثنى العنبري، ومعاوية بن صالح، ومعروف الكرخي - وهو من مشايخه -(1/133)
والمفضل بن غسان البصري، ومقاتل بن صالح الأنماطي، ومنصور بن إبراهيم القزويني، ومنصور أبو محمد ابن خالد الأسدي، والمنذر بن شاذان، ومهنا بن يحيى، وميمون بن الأصبغ، ونعيم بن زاعم، ونعيم بن طريف، ونوح بن حبيب القومسي، ووزير بن محمد الحمصي، وهارون بن سفيان المستملي، وهارون بن عبد الله الحمال، وهارون ابن عبد الرحمن العكبري، وهارون بن عيسى أبو حامد الخياط، وهارون بن يعقوب الهاشمي، وهارون الأنطاكي، وهشام بن منصور أبو سعيد، والهيثم بن خارجة، وهيزام بن قتيبة المروزي، ويحيى بن أيوب العابد، ويحيى بن خاقان، ويحيى بن زكريا المروزي، ويحيى بن زكريا أبو زكريا الأحول، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن صالح الوحاظي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، ويحيى بن المختار النيسابوري، ويحيى بن منصور بن الحسن الهروي، ويحيى بن نعيم، ويحيى بن هلال الوراق، ويحيى بن يزداد أبو الصقر، ويعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي، ويعقوب بن إسحاق بن حيان أبو يوسف، ويعقوب بن إسحاق الحلبي، ويعقوب بن العباس الهاشمي، ويعقوب بن يوسف أبو بكر المطوعي، ويعقوب بن يوسف الحربي، ويعقوب ابن أخي معروف الكرخي، ويوسف بن بحر، ويوسف بن الحسين اللؤلؤي، ويوسف بن موسى القطان، ويوسف بن موسى بن أسد الكوفي، ويزيد بن جهور أبو الليث، ويزيد بن خالد بن طمهان، ويزيد بن هارون، وياسين بن سهل الفلاس، وأبو بكر بن عنبر الخراساني، وأبو بكر الطبراني، وأبو داود الكادي، وأبو داود الخفاف، وأبو بكر السري، وأبو عبد الله السلمي، وأبو عبد الله النوفلي، وأبو عبد الله ابن أبي هشام، وأبو عبيد الله، وأبو عمران الصوفي، وأبو غالب ابن بنت معاوية، وأبو قلابة الرفاعي، وأبو محمد ابن أخي عبيد ابن شريك، وأبو المثني(1/134)
الفهري، وحسن جاريته رضي الله عنه، وريحانة ابنة عمه وهي أم عبد الله زوجه، وخديجة أم محمد، وعباسة بنت الفضل وهي زوج أحمد أم صالح، ومجة أخت بشر الحافي.
وقال وكيع بن الجراح: نهاني أحمد بن حنبل أن أحدث عن خارجة بن مصعب.
وكان يزيد بن هارون في مجلس فمزح مستمليه فتنحنح أحمد فضرب بيده على جبينه وقال: ألا أعلمتموني أن أحمد ها هنا حتى لا أمزح.
وقال المروذي: قلت لأبى عبد الله: إيش كان سبب يزيد بن هارون حين عادل؟ قال: كنت بواسط وكنت أجلس بالقرب منه إذا حدث، فقال يوما: ثنا يحيى بن سعيد قال سمعت سالما يقول: فقلت: ليس في هذا سمعت، إنما هو أن سالما.
فدخل فأخرج الكتاب فإذا هو: أن سالما، فقال: من رد عليَّ؟ فقالوا: أحمد بن حنبل، فقال: صيروه كما قال، فكان إذا جلس يقول: يا ابن حنبل ادن ها هنا.
وقال المروذي عن أبي بكر بن أبي عون ومحمد بن هشام: رأينا إسماعيل ابن علية إذا أقيمت الصلاة قال: ها هنا أحمد بن حنبل، قولوا له يتقدم.
وقال محمد بن سهل بن عسكر، قال عبد الرزاق: وصل إلينا أربعة: الشاذكوني وكان أحفظهم للحديث، وابن المديني فكان أعرفهم باختلافه، ويحيى بن معين كان أعرفهم بالرجال، وأحمد وكان أجمعهم لذلك كله.
وفي كتاب الوفيات " للبغوي ": مرض أحمد عشرة أيام ومات في صدر النهار(1/135)
وشهدت جنازته.
وقال أبو بكر: محمد بن أبان: كنت وأحمد وإسحاق عند عبد الرزاق، وكان إذا استفهمه أحمد قال: أنا لا أحدثكم، إنما أحدث هؤلاء لا ثلاثة.
وقال محمد بن عسكر: سمعت عبد الرزاق يقول: إن يعش هذا الرجل يكن خلفا من العلماء يعني: أبا عبد الله.
وفي رواية الباوردي عنه: ما رأيت مثله.
وقال محمد بن عبد الله بن منصور سمعت قتيبة يقول: خير أهل زماننا ابن المبارك ثم هذا الشاب، فقال له أبو بكر الرازي: من الشاب؟ قال: أحمد بن حنبل.
فقال: يقول شاب وهو شيخ أهل العراق؟ فقال: لقيته وهو شاب، وقال أبو داود عن قتيبة: إذا رأيت الرجل يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة، وفي رواية غيره: وجماعة، وفي رواية: فاعلم أنه على الطريق.
وفي رواية: لو أدرك عصر الثوري، ومالك، والليث، والأوزاعي لكان هو المقدم.
وذكر الهيثم بن جميل أن أحمد خالفه في حديث، فقال: وددت أنه نقص من عمري وزيد في عمر أحمد.
وفي لفظ: أسأل الله أن يزيد في عمره وينقص من عمري، ثم قال قلت هذا عسى أن ينتفع به المسلمون، وقال سليمان بن حرب لرجل: سل أحمد عن هذه المسألة، فإنه إمام.
وقال عيسى بن عفان: وجاء يحيى بن معين وأبو خيثمة وغيرهما يسمعون من أبي، وجاء أحمد فسمع من أبي ثم خرج، فقال أبي: هذا سوى أولئك. يعني من فضله.(1/136)
وقال المزني عن الشافعي: ثلاثة من العلماء من عجايب الدنيا، عربي لا يعرف كلمة وهو أبو ثور، وأعجمي لا يخطئ في كلمة وهو الزعفراني، وصغير كلما قال شيئا صدقه العلماء وهو أحمد بن حنبل.
وقال الحميدي: ما دمت بالحجاز، وأحمد بالعراق، وإسحاق بخراسان، ما يغلبنا أحد.
وقيل يوما عند ابن أبي أويس: ذهب أصحاب الحديث. فقال ابن أبي أويس: ما أبقى الله أحمد فلم يذهب أصحاب الحديث.
وقال إبراهيم بن إسماعيل: قدم علينا علي ابن المديني فسألناه أن يحدثنا، فقال: إن سيدي أحمد أمرني أن ألا أحدث إلا من كتاب.
وفي رواية ابن عبدويه: هو عندي أفضل من سعيد بن جبير في زمانه، لأن سعيدا كان له نظراء وهذا ليس له نظير.
وفي رواية: لأن أسأل أحمد عن مسألة أحب إلي من أن أسأل أبا عاصم، وعبد الله بن داود، العلم ليس هو بالسن. وفي رواية: أبو عبد الله اليوم حجة الله على خلقه.
وقال محمد بن يحيى الذهلي: قد جعلت أحمد بن حنبل إماما فيما بيني وبين الله تعالى.
وقال سفيان بن وكيع: أحمد محنة، من عاب أحمد عندنا فهو فاسق.
وقال أحمد بن صالح المصري: ما رأيت بالعراق مثل أحمد وابن نمير.
وقال النسائي: لم يكن في عصر أحمد مثل هؤلاء الأربعة: علي، ويحيى، وأحمد، وإسحاق. قال نصر بن علي: كان أحمد أفضل أهل زمانه.
وقال عمرو بن محمد: إذا وافقني أحمد على حديث فلا أبالي من خالفني.
وقال أحمد بن الحجاج: لم تر عيناي مثل أحمد، ولو كان في زمن ابن المبارك(1/137)
كنا نؤثره عليه.
وقال محمد بن مهران الجمال: ما بقي غير أحمد.
وقال ابن وارة: ابن صالح بمصر، وأحمد بن حنبل ببغداد، والنفيلي بحران، وابن نمير بالكوفة، هؤلاء أركان الدين.
وقال محمد بن مصعب العابد: لسوط ضرب أحمد في الله أكثر من أيام بشر بن الحارث.
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: ما رأيت أجمع في كل شيء من أحمد، ولا أعقل، وهو عندي أفضل وأفقه من الثوري.
وقال أبو يحيى: كنا عند إبراهيم بن عرعرة فذكروا علي بن عاصم، فقال رجل: أحمد بن حنبل يضعفه.
فقال رجل: وما يضره من ذلك إذا كان ثقة، فقال إبراهيم بن عرعرة: والله لو تكلم أحمد في علقمة والأسود لضرهما.
وقال محمد بن نصر المروزي: فاق أحمد أهل زمانه.
وقال أبو داود: لقيت مائتي شيخ من أهل العلم فما رأيت مثل أحمد.
وقال عبد الوهاب الوراق: كان أعلم أهل زمانه، وهو إمامنا، وهو من الراسخين في العلم.
وقال أبو نصر بن ماكولا: كان إماما في النقل، وعلما في الزهد والورع، وأعلم الناس بمذاهب الصحابة والتابعين.
وقال أبو بكر الخطيب: كان إمام المحدثين، وناصر الدين، والمناضل عن السنن، والصابر في المحنة.
وقال ابن سعد: هو ثقة ثبت صدوق كثير الحديث.
وقال المنتجيلي: ثقة سدوسي من أنفسهم، نزه، صبور على الفقر، مسلم،(1/138)
عالم بالحديث، متثبت فيه، أقام في الحبس سبعة وعشرين شهرا ثم أطلق، ولما سئل محمد بن السري عنه قال: علم فعمل.
وفي " تاريخ القدس ": مات وله ست وسبعون سنة، وهو إمام المحدثين.
وقال أبو علي الجياني: كان سيد المسلمين في زمانه، ومناقبه رحمه الله كثيرة تركنا معظمها إيثارا للإيجاز على ما أصلناه قبل من طلب الاختصار.
144 - (س) أحمد بن محمد بن عبيد الله، عرف بابن أبي رجاء.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": كتب عنه بالثغر، وهو لا بأس به، وفي موضع آخر: ثقة شامي.
145 - (س) أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي.
وبها توفي، وهو ثقة قاله مسلمة.
146 - (خ ت س) أحمد بن محمد بن موسى، المعروف بمروديه.
قال أبو جعفر النحات، فيما ذكره ابن خلفون، كان أحد الثقات.
وفي كتاب " الزهرة ": كان فقيها ويعرف بصاحب ابن المبارك، روى عنه - يعني: البخاري - اثني عشر حديثا.
وقال الشيرازي في كتاب " الألقاب ": توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين.(1/139)
وقال ابن عدي: أحمد بن محمد عن عبد الله عن معمر: لا يعرف.
وقال ابن وضاح: ابن مردويه خراساني ثقة ثبت.
147 - (خ) أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق أبو الوليد، ويقال: أبو محمد الأزرقي.
في " تاريخ البخاري "، وكتاب الكلاباذي، والباجي: ويقال الزرقي، أبو الحسن القواس البرتي.
مات سنة ثنتي عشرة ومائتين، روى عنه البخاري سبعة عشر حديثا، قاله صاحب " الزهرة ". وكذا قاله ابن منده الحافظ في وفاته.
وقال أبو أحمد بن عدي: هو أحمد بن محمد بن عون القواس المكي، يقال له الأزرقي.(1/140)
وقال ابن عساكر: أحمد بن محمد بن عون، ويقال ابن الوليد، مات بعد سنة سبع عشرة أو فيها.
وقال البخاري: فأوفيناه حيا سنة ثنتي عشرة.
وتبعه على هذا غير واحد من العلماء، وممن جمع بينهما أيضا ابن خلفون.
وقال ابن سعد: هو ثقة كثير الحديث.
وفي قول الشيخ: قد خلط بعضهم أحمد بن عون القواس - يعني: - بأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المتقدم، والصواب التفريق. نظر، لأنا قد أسلفنا قول من خلطهما من الأئمة، فتصويب غيره يحتاج إلى دليل واضح، ولم يذكر الشيخ دليلا فيتثبت فيه، والله تعالى أعلم بالصواب.(1/141)
148 - (س) أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم، صاحب أحمد بن حنبل.
يقال أنه كان أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن.
روى عنه البغوي عبد الله بن عبد العزيز، ذكره أبو محمد بن الأخضر في " مشيخته ".
وقال أبو الحسين بن الفراء في كتابه " الطبقات ": المهلبي الإسكاف أبو بكر جليل القدر، حافظ، إمام.
وقال الخلال: جليل القدر، حافظ، ولما قدم عاصم بن علي بغداد طلب رجلا يخرج له فوائد يمليها فلم يجد في ذلك الوقت غير الأثرم.
فكأنه لما رأه لم يقع منه بموقع لحداثة سنه. فقال له: أخرج كتبك، فجعل يقول له: هذا خطأ وهذا غلط، وأشياء نحو ذلك، فسر عاصم وأملى نحو خمسين مجلسا، ثم عرض على أحمد بن حنبل، فقال هذه الأحاديث صحاح.
فكان الأثرم يعرف الحديث ويحفظه، ويعلم العلوم والأبواب، وكان معه تيقظ عجيب حتى نسبه ابن معين، ويحيى بن أيوب المقابري، فقالا: كأن أحد أبوي الأثرم جني.
149 - (ق) أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان.
قال لي يزيد بن هارون، فيما ذكره الخطيب: أنت عندي أثقل من(1/142)
نصف رحا البزر، فقلت: يا أبا خالد لِمَ لَمْ تقل من الرحا كله، فقال: إنه إذا كان صحيحا، تدحرج، وإذا كان نصفا لم يرفع بالجهد.
وقال في " النبل ": مات بسر من رأى.
وقال مسلمة الأندلسي في كتاب " الصلة ": هو مولى بني تميم، ثنا عنه علان.
150 - (خ د س ق) أحمد بن المقدام أبو الأشعث البصري.
قال مسلمة: أنا عنه غير واحد وكان ثقة.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري أربعة عشر حديثا.
وقال أبو أحمد الجرجاني في " أسماء رجال البخاري ": كان ثقة.
وقال السراج: مات سنة إحدى وخمسين آخر المحرم.
وقال أبو الطاهر المدني، فيما ذكره ابن خلفون: ثقة، وكذا قاله ابن عبد البر.
151 - (م) أحمد بن المنذر بن الجارود أبو بكر، القزاز الكوفي، ويقال: البصري.
كذا قاله الحبال.
قال ابن عساكر: توفي في شوال أو ذي القعدة.
وقال في " الزهرة ": روى عنه مسلم سبعة أحاديث.
ولم يذكر القراب في تاريخه غير شوال.(1/143)
وروى عنه أبو يعلى الموصلي في " معجمه ".
152 - وذكر أحمد بن منصور، المعروف بزاج.
ولم يذكر من روى عنه من أصحاب الكتب سوى مسلم، وضرب عليه مع ذلك، ولم أر له ذكرا في كتاب من ألف على رجال الشيخين، ولا في " الكمال "، فينظر من ذكره.
وكأنه والله أعلم رأى قول الخطيب: روى عنه مسلم، فاعتمده، ثم لم ير لغيره فشك.
وكذا ذكره ابن الأخضر في " مشيخة البغوي ".
153 - (ق) أحمد بن منصور بن سيار الرمادي.
قال مسلمة بن قاسم: مات ببغداد: وصلى عليه داود الأصبهاني بأمره، وهو ثقة مشهور، أبنا عنه غير واحد.
وقال أبو بشر الدولابي: مات لثلاث بقين من ربيع الآخر.
وقال الخطيب: سمع من جماعة من أهل العراق، والحجاز، واليمن، والشام، ومصر، وكان قد رحل وأكثر السماع والكتابة وصنف المسند.
وقال ابن القطان: ثقة مشهور.
وقال ابن أبي حاتم: كان أبي يوثقه.(1/144)
وقال الدارقطني: كان الرمادي إذا اشتكى شيئا قال: هاتوا أصحاب الحديث، فإذا حضروا عنده قال: اقرءوا علي الحديث.
وقال ابن أبي الفتح عن الدارقطني: ثقة.
وروى عنه أبو يعلى الموصلي قال: ثنا عبد الله بن صالح يعني كاتب الليث بن سعد.
154 - (ع) أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي أبو عبد الله.
فيما ذكره أبو حاتم وأبو زرعة.
قال مسلمة: بغدادي ثقة.
وقال الدارقطني في كتاب " الجرح والتعديل ": لا بأس به.
وقال ابن منده: روى - يعني البخاري - عن حسين، يقال إنه القبَّاني، عنه حديثا واحدا.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري في " جامعه "، ثم روى عن حسين بن يحيى بن جعفر عنه، روى له البخاري ثلاثة أحاديث، ومسلم حديثين.
وقال الحبال: كان أصم.
وفي " تاريخ " القراب، و " تاريخ " البخاري، و " الجرح والتعديل " لأبي الوليد، و " النبل " لأبي القاسم: مات يوم الأحد لثلاث بقين من شوال سنة(1/145)
أربع وأربعين، زاد أبو القاسم: ويقال: سنة ثلاث. انتهى، وينظر قول المزي.
وقال غيره - يعني أبا القاسم - مات يوم الأحد لثلاث بقين من شوال سنة ثلاث لأنه إنما قال هذا في سنة أربع، والله تعالى أعلم.
وقال أبو حاتم الرازي: صدوق.
روى في " مسنده " عن عبد الله بن إدريس، ويوسف بن عطية الصفار البصري، ومعاذ بن معاذ العنبري، وعبد الوهاب بن عطاء، وشبابة بن سوار، ويحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاصي الأموي، وأبي الأحوص سلام بن سليم، الهيثم بن خارجة، وقبيصة بن عقبة، وحجاج بن محمد، وأسد بن عمرو، وجرير بن عبد الحميد، وعلي بن غراب الكوفي، وسلمة بن صالح، وموسى بن داود الضبي، وإسحاق بن سليمان الرازي، وأشعث بن عبد الرحمن بن زبيد الأيامي، ومبشر بن ورقاء أبي الأسود السعدي الكوفي، وعمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، وأبي عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل، والحسن بن سويد، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، ومظفر بن مدرك بن كامل، وأبي نعيم شجاع البلخي وعلي بن ثابت الجزري، وبحر بن موسى أبي موسى البصري، ومحمد بن مصعب القرقساني، وعمرو بن عبد الغفار، وأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفارسي، ويعقوب بن إبراهيم أبي يوسف القاضي، وجويبر في موضعين، وفي بقية المواضع: ثنا يزيد بن هارون، عن جويبر. والله أعلم.
وعبيد الله بن عبد الرحمن عمه، ومنصور بن عمار، وسلم بن سالم الخراساني، وعمر بن عبد الغفار الفقيمي، قال: وكان ثقة.
وشجاع بن أبي نصر أبي نعيم البلخي ومسعدة بن اليسع(1/146)
اليشكري، وإسحاق بن سلميان الرازي، وحسين بن حسن ابن عطية العوفي، وأبي العلاء الحسن بن [سوار]، ويحيى بن موسى، والوليد بن جميع القرشي، الحجاج بن أرطاة، وخالد بن [. . .]، ومحمد بن مهزم العبدي، وأسود بن عامر شاذان، يعقوب بن إسحاق الحضرمي.
وقال ابن الأخضر عن البغوي: عبد الله بن محمد، كان جدي ثقة، وكان من الأبدال وما خلف في بيته سوى كتبه، ولقد بعنا جميع ما يملك سوى كتبه، فما جابت غير أربعة وعشرين درهما.
قال أبو القاسم: ونحن من أهل قرية بخراسان يقال لها " بغاوة ".
قال ابن الأخضر: هذه الحكاية عن البغوي حسنة صحيحة، إلا أن النسبة غريبة، لأني سألت جماعة من أهل خراسان عن " بغاوة " فلم يعرفوها، وذكر لي جماعة منهم أن نسبة البغوي إنما هي إلى قرية كبيرة بين هراة ومرو الروذ تسمى " بغشور "، وبها جماعة من المحدثين.
ولما ذكره أبو الحسين بن الفراء في كتاب " الطبقات " سماه: أحمد بن محمد بن منيع بن عبد الرحمن.
155 - أحمد بن موسى.
قال المزي عن أبي القاسم: إن الدارقطني والبرقاني تفردا بذكره في شيوخ البخاري، وأغفل أن صاحب الزهرة ذكره ونسبه معنيا.(1/147)
وذكره فيهم أبو إسحاق الحبال الحافظ، ومن خطه نقلت.
ويشبه أن يكون: أحمد بن محمد بن موسى مردويه صاحب كتاب " أولاد المحدثين " وما إخاله غيره، والله تعالى أعلم، فإن النسائي لما ذكره في أسماء شيوخه نسبه إلى جده، وقال: مروذي لا بأس به.
156 - (ت س) أحمد بن نصر بن زياد القرشي الزاهد.
قال أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور ": قرأت بخط أبي عمرو المستلمي سمعت محمد بن عبد الوهاب، يقول: أحمد بن نصر عندي ثقة مأمون. وكان يقرئ.
وقال زكريا بن حرب: رأيت أخي أحمد بن حرب في المنام، فقال لي: يا أخي اشهد أن قولي في الإيمان قول أحمد بن نصر المقرئ.
روى عنه: عبد الله بن محمد الجزري، وزيد بن أبي موسى المروزي، وأبي عباد يحيى بن عباد الضبعي، ومحمد بن مخلد الحمصي، وإسماعيل بن مسكين.
روى عنه: محمد بن حرام الجعدي البلخي، وأبو يحيى زكريا بن يسار، وجعفر بن محمد بن سوار، وأحمد بن محمد بن الحسن جد الحسين ابن محمد بن أحمد، وإبراهيم بن محمد الصيدلاني.
وقال النسائي في أسماء شيوخه: ثقة.
قال المزي: وقال البخاري: مات - أراه - سنة خمسة وأربعين.(1/148)
وقال محمد بن موسى: مات في ذي القعدة سنة خمس كذا قال.
والذي في " تاريخ البخاري الكبير ": أحمد بن نصر أبو عبد الله النيسابوري مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين.
وقال في " الأوسط ": في أيام من ذي القعدة.
فهذا كما ترى البخاري ذكره في " تاريخه " فلا حاجة كانت إليه في نقل كلام غيره الذي يفهم منه أنه ليس عند البخاري، وهذا فيه إشعار أنه لم ينقل من " تاريخ البخاري " شيئا فيما أظن والله أعلم إلا بواسطة، وكذا " تاريخ نيسابور ".
وفي " تاريخ القراب ": مات هو ومحمد بن رافع في خمسة أيام.
وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: أدركناه ولم نكتب عنه.
قال الخليلي: ثقة متفق عليه.
157 - (خ) أحمد بن النضر بن عبد الوهاب أبو الفضل النيسابوري.
قال أبو عبد الله بن منده: أحمد غير منسوب عن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن معاذ، ويقال: إنه أحمد بن النضر النيسابوري(1/149)
الحافظ، وكذا قال الحبال.
وقال صاحب الزهرة: روى عنه - يعني البخاري - ثلاثة أحاديث.
وفي " كتاب الكلاباذي ": أحمد عن المقدمي: يقال: إنه أحمد بن سيار، والذي عن ابن معاذ قالوا: هو ابن النضر.(1/150)
158 - (س) أحمد بن الهيثم بن حفص الثغري.
قال النسائي في أسماء شيوخه: لا بأس به.
،
وللبغداديين في هذه الطبقة شيخ يقال له:
159 - أحمد بن الهيثم بن أبي داود المصري.
روى عنه القاضي المحاملي.
160 - وأحمد بن الهيثم بن فراس أبو عبد الله السامي.
روى عنه: محمد بن خلف بن المرزبان، والحسن بن عليك، ومحمد بن موسى بن حماد البربري.
161 - وأحمد بن الهيثم بن زياد العاقولي.
حدث عن: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التميمي.
روى عنه ابن أخيه محمد بن عبد الكريم بن الهيثم.
162 - وأحمد بن الهيثم بن خالد أبو جعفر العسكري.
حدث عن عفان بن مسلم، والقعنبي.
163 - وأحمد بن الهيثم بن منصور الدوري.
حدث عن سورة بن الحكم، روى عنه ابنه محمد.
164 - وأحمد بن الهيثم بن خارجة.
روى عن إسماعيل بن أبي أويس.
165 - وأحمد بن الهيثم أبو علي الحنفي الطالقاني.
قال الإدريسي في " تاريخ سمرقند ": روى عنه شيخنا محمد بن عصام(1/151)
القطواني، ذكرناهم للتمييز.
166 - أحمد بن نافع بن يحيى بن زكريا أبو جعفر الكوفي العابد.
كذا ذكره أبو القاسم بن عساكر في " النبل "، وفي نسخة: أحمد بن يحيى بن زكريا، كما ذكره المزي.
167 - (س) أحمد بن يحيى بن محمد بن كثير حراني.
ثقة. قاله مسلمة في كتاب " الصلة ".
168 - (س) أحمد بن يحيى بن الوزير التجيبي.
مولى لهم، وكان لا بأس به، وكان كثير الحديث والأخبار، وكان عنده مناكير، وتفقه للشافعي وصحبه، ثم مات بمصر في السجن عند ابن المدبر يوم الأحد لست ليال خلون من شوال سنة إحدى وخمسين ومائتين، قاله مسلمة.
وقال الدارقطني في كتابه " الرواة عن الشافعي ": كان قديم الموت.
وفي " تاريخ ابن يونس ": توفي في حبس ابن المدبر، لخراج كان عليه، ودفن يوم الأحد لاثنتين وعشرين ليلة خلت من شوال ولما ذكره البستي في " كتاب الثقات " قال: كان قديم الموت.
وقال أبو القاسم في " النبل " مات في العشر الآخر من شوال.
169 - (خ) أحمد بن يزيد بن إبراهيم بن الورتنيس، واسمه إبراهيم.
قاله الحاكم أبو أحمد في كتاب " الكنى ".(1/152)
روى عنه: نصر بن مهران الطوسي، فيما ذكره صاحب " تاريخ حران ".
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي: ثقة، وقال النسائي في " أسماء شيوخه ": مصري ثقة.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه - يعني البخاري - حديثين، ثم روى عن محمد بن يوسف البيكندي عنه.
وكذا ذكره الحاكم في باب: من لقيهم البخاري وأخذ عنهم، ثم أخذ عن رجل عنهم.
وهو رد لقول المزي: روى له البخاري: ولم يذكر روايته عنه.
ويقال: اسمه أحمد بن يوسف بن يزيد بن إبراهيم الأموي مولاهم.(1/153)
170 - (خ) أحمد بن يعقوب أبو يعقوب، ويقال: أبو عبد الله المسعودي.
قال ابن حبان حين ذكره في كتاب " الثقات ": روى عنه الكوفيون.
وقال أبو الحسن العجلي: كوفي ثقة.
وقال أبو عبد الله الحاكم في " كتاب المدخل ": كوفي قديم، جليل مسند.
وذكر بعض من ألف على التراجم من المتأخرين أنه مات سنة بعض عشرة ومائتين.
وقال صاحب " الزهرة ": قديم الأحاديث، جليل القدر، قديم المسند، روى عنه - يعني البخاري - خمسة أحاديث ..
وقال ابن خلفون: هو ثقة.
171 - (م د س ق) أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، عرف بحمدان أبو الحسن السملي.
روى عنه: أحمد بن محمد بن حامد الطوسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبدوس بن أحمد بن حفص بن مسلم بن يزيد النيسابوري، وعبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني.
ذكره الشيرازي في كتاب " الألقاب ".(1/154)
وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: أحد الثقات الأثبات، رحل في طلب الحديث، وسمع بالشام والعراق وخراسان واليمن.
وقال إسماعيل بن نجيد: كانت أم أبيه أزدية، فعرف بذلك.
وقال أبو عبد الله بن البيع في " تاريخ نيسابور ": هو من خواص يحيى بن يحيى ومن المصاهرين له على أقاربه، ويقال: على ابنته، وكان يقول: لست سليما أنا أزدي.
روى عنه: عبد الرحمن بن علقمة، وعيسى بن جعفر القاضي - رحمه الله تعالى، وعمر بن يونس اليمامي، وعمر بن يزيد اليمامي، وعلي ابن المديني، وعبد الرحمن بن عمار المطوعي.
وقال أبو العباس الأصم: سمعت منه قبل خروجه إلى مصر، روى عنه: العباس بن الفضل المحمد آبادي، ومحمد بن علي بن عمر المذكر، وأحمد بن علي المقري، وإبراهيم بن علي الذهلي.
وقال النسائي: في " أسماء شيوخه ": نيسابوري صالح.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم خمسة عشر حديثا.
وذكر البستي في " كتاب الثقات "، بعد تخريج حديثه في صحيحه.
وكذلك ابن خزيمة والحاكم وأبو عوانة الإسفرائيني.
وقال مسلمة الأندلسي في كتاب " الصلة ": لا بأس به.
وقال الجياني: كتب عنه مسلم، وكتب إلى أبي زرعة وأبي حاتم بجزء من حديثه.(1/155)
وقال الشرقي، فيما ذكره ابن عدي، وقيل له: لم لا ترحل إلى العراق؟ ما أصنع بالعراق وعندنا من بنادرة الحديث محمد بن يحيى، وأبو الأزهر، وأحمد بن يونس، فاستغنينا بهم عن العراق.(1/156)
من اسمه أبان
172 - (ت) أبان بن إسحاق المدني.
كذا ذكره الصريفيني.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقال أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي: متروك، وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة.
173 - (م 4) أبان بن تغلب أبو سعد الربعي النحوي.
خرج ابن حبان حديثه في " صحيحه " بعد ذكره إياه في كتاب " الثقات ". ولما خرج الحاكم حديثه في " مستدركه " قال: كان قاص الشيعة، وهو ثقة، وذكره في كتاب " علوم الحديث " في جملة الثقات أيضا.(1/157)
وقال ابن عدي: وقول الجوزجاني فيه: إنه كان يغلو في التشيع، لم يرد به ضعفا في الرواية.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين في " تاريخه " رواية ابن عقدة: مات سنة أربعين ورأيته وكان غاية من الغايات.
وقال ابن قانع: له مقالة ردية.
ونسبه الرشاطي: عربانيا، وقال: جاهد: ليست بالألف والنون، ليفرق بين العربي اللهجة والعربي النسب، وقال أحمد ابن سيار المروزي عن عبيد الله بن يحيى بن بكير: مات سنة إحدى وأربعين.
وفي " كتاب " ابن حبان: ختم القرآن على الأعمش.
وقال أبو جعفر العقيلي في كتاب " الجرح والتعديل ": سمعت أبا عبد الله يذكر عنه عقلا وأدبا وصحة حديث إلا أنه غلا في التشيع، وكان ينال من عثمان رضي الله عنه.
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي: توفي في خلافة أبي جعفر، وعيسى بن موسى والٍ على الكوفة، وكان ثقة.
وذكر الحافظ أبو حفص بن شاهين في " جملة الثقات " تأليفه.
ولما ذكره الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتاب جمع فيه " مسنده ": قال ابن عجلان ثنا أبان بن تغلب - رجل من أهل العراق من النساك - ثقة دل شعبة على الحديث وحمله إليه وأفاده، قال أبو نعيم: ومدحه سفيان ابن عيينة بالفصاحة والبيان.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا محمد بن سعيد سمعت عبد الرحمن بن الحكم بن(1/158)
بشير بن سليمان يذكر عن أبان بن تغلب صحة حديث وأدب وعقل.
وقال الأزدي: زائغ مذموم المذهب، كان غاليا في التشيع، وما أعلم به في الحديث بأسا.
وفي كتاب ابن خلفون: عن عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن أبيه قال: مررت مع عمرو بن قيس بأبان بن تغلب فسلمنا عليه فرد ردا ضعيفا، فقال لي عمرو: إن في قلوبهم لغلا على المؤمن، ولو صلح لنا أن لا نسلم عليهم ما سلمنا عليهم، قال عبد الرحمن: كان به غلو في التشيع.
قال ابن خلفون: تكلم في مذهبه، وهو ثقة.
وقال يزيد بن هارون: لم يكن أهلا للأخذ عنه. وقال المزي:
174 - أبان بن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم. مرسلا في المناسك.
كذا وقع في بعض الأصول من " مراسيل أبي داود " وهو خطأ.
وفي بعضها " زبان " هو الصواب كذا قاله، ولم يستدل على قوله كعادة الناس، وفي الذي قاله نظر، وذلك أن الأصل الذي قال فيه " زبان " يعارض بالأصل الذي فيه " أبان " فتهاتر الأصلان، فلم يبق إلا الاستدلال من خارج على صحة أحد الأصلين فوجدنا أبا عبد الله بن البيع ذكره في " مستدركه " وسماه أبان، وقال: كان من عباد الله الصالحين يتكلم بالحكمة، وصحح(1/159)
إسناد حديثه، وكذا ذكره غير واحد من العلماء منهم: ابن خلفون، وأبو إسحاق الصريفيني، والله تعالى أعلم.
175 - " خت 4 " أبان بن صالح بن عمير القرشي مولاهم، أبو بكر، أصله من المدينة.
فيما ذكره البخاري، وقال محمد بن سعد: توفي وهو ابن خمس وستين سنة.
وقال يعقوب بن سفيان: خمس وخمسين.
وقال محمد بن حبان البستي في " كتاب الثقات ": يعتبر حديثه من غير رواية درست ابن زياد وأضرابه من الضعفاء عنه، ثم خرج حديثه في " صحيحه " [عن مجاهد عن جابر: " نهي عن استقبال القبلة "، وكناه أبا محمد] وكذلك أستاذه إمام الأئمة، والحاكم، وزعم أنه صحيح على شرط مسلم، وليس كذلك، لأن مسلما لم يخرج لأبان شيئا، والحافظ أبو علي الطوسي.
وقال ابن عبد البر في " التمهيد ": حديث جابر ليس صحيحا فيعرج عليه، لأن أبان بن صالح - راويه - ضعيف.(1/160)
وقال الحافظ أبو محمد بن حزم في كتاب " المحلى " تأليفه، وذكر حديثه هذا: أبان ليس بالمشهور.
وقال مسلمة: ثقة.
176 - (بخ م س ق) أبان بن صمعة.
قيل: إنه والد عتبة الغلام.
ذكره ابن حبان في " جملة الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه ".
وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: أليس قد اختلط؟ قال: نعم.
وفي رواية أبي داود عنه: أنكر في آخر أمره، وفي موضع آخر حكاه الآجري عن أبي داود نفسه.
وجزم ابن خلفون، وابن الجزري، وغيرهما بأنه والد عتبة الغلام.
وقال العجلي والنسائي: ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي: صدوق.
وقال أبو جعفر العقيلي: اختلط وتغير بأخرة.(1/161)
وذكره أبو حفص البغدادي في " جملة الثقات ".
وقال النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": ليس به بأس، إلا أنه كان اختلط.
وقال الحربي: اختلط آخر زمانه.
177 - (د) أبان بن طارق.
رأيت في كتاب الصريفيني أنه كان يمشي في السكك يلعب به الصبيان.
ذكره أبو حاتم البستي في كتاب " الثقات ".
178 - (د ت س ق) أبان بن عبد الله بن أبي حازم صخر بن العيلة، وقيل: ابن أبي حازم بن صخر بن العيلة بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن علي بن أسلم بن أحمس.
قاله ابن سعد.
وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في " صحيحهما ".
وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، وقال: أبان بن أبي حازم، وقيل: أبان بن عبد الله بن أبي حازم، وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال ابن سعد في كتاب " الطبقات ": توفي بالكوفة في خلافة أبي جعفر.(1/162)
وقال علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبان بن عبد الله البجلي ثقة، أو كلمة نحوها.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة، وقال ابن نمير: هو ثقة.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": ليس بالقوي.
وذكره " العقيلي ": في " جملة الضعفاء "، وابن شاهين في " الثقات ".
179 - (بخ م 4) أبان بن عثمان بن عفان.
ذكر المزي أن ابن سعد قال: توفي في خلافة يزيد بن عبد الملك. وقال خليفة بن خياط: توفي سنة خمس ومائة، كذا قال.
وفيه نظر، وذلك أن خليفة لم يقل هذا إنما ذكر أن يزيد توفي سنة خمس ومائة، ثم شرع يعدد عماله وأسبابه، ثم قال: وفي ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان ولم يذكر لموته تحديدا.
وهذه النسخة التي عندي من " تاريخ " خليفة بن خياط ليس لها نظير في(1/163)
الدنيا، لأنها بخط ابن الحذاء، وقد قرأها وقابلها على أشياخه، والله تعالى أعلم.
ولعل، والله أعلم، الموقع له أولا ابن عساكر الذي قلده في النقل أن خليفة ذكر سنة خمس ومائة ترجمة، ثم ذكر وفاة يزيد وأسبابه كما أخبرتك أولا، فظن أن كل ما ذكر في تلك الترجمة يدخل في سنة خمس المترجم بها قبل، وذلك ليس بشيء لما قررناه، ولهذا إنك لا تجد أحدا من القدماء يذكر وفاته إلا كما ذكرها ابن سعد، ثم ابن عساكر استدرك بنفسه على نفسه بعد وذكره على الصواب كما ذكرناه قبل من عند خليفة.(1/164)
وذكر أيضا عن البخاري قال: قال خالد بن مخلد: حدثني الحكم بن الصلت المؤذن ثنا أبو الزناد قال: مات أبان قبل يزيد بن عبد الملك بن مروان.
وفي تاريخ البخاري " الأوسط ": مات قبل السائب بن يزيد.
وذكره ابن حزم في الطبقة الأولى من قراء أهل المدينة على ساكنها أفضل صلاة وسلام.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات " لما ذكره بعد تخرج حديثه في " صحيحه ": مات في ولاية يزيد، وأمه أم النجوم بنت جندب.
وقال ابن أبي خيثمة عن أبي مصعب كان أبان فقيها وولي إمرة المدينة.
وفي تاريخ البخاري عن مالك: كان قد علم أشياء من قضاء أبيه، وكان(1/165)
يعلم عبد الله بن أبي بكر.
وقال أبو جعفر محمد بن الحسين: سألت يحيى بن معين فقلت له: أبان بن عثمان ثبت في أبيه؟ قال: نعم.
وقال ابن خلفون: كان من فقهاء المدينة ومعدودا في أصحاب زيد بن ثابت رضي الله عنهما.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ " لأبي جعفر بن أبي خالد: توفي سنة اثنتين ومائة بالمدينة.
وقال الجاحظ في كتاب " البرصان " تأليفه: كان به مع الحول عرج.
وفي " نسب قريش " للزبير: كان فقيها وروى عنه الحديث وله عقب.
وقال ابن عساكر: ولي المدينة " لعبد الملك " وولي إمرة الموسم وشهد الجمل.
وفي " الطبقات ": عن سليمان بن عبد الرحمن بن حبان قال: أدركت بالمدينة رجالا من أبناء المهاجرين يفتون، منهم أبان.(1/166)
فأعلم الناس بقولهم العشرة: سعيد: وأبان، وذكر آخرين.
وفي " تاريخ العجلي ": هو من كبار التابعين.
وقال الواقدي: كان يخضب مواضع الوضح من بدنه إلا وجهه، وكان بين عينيه أثر السجود، وتولى المدينة سبع سنين، وكان يقول الشعر، وهو القائل لما خطب إلى معاوية:
لي اثنتان الواحدة عند أخيك ... عمرو والأخرى عند ابن عامر
تربص بهند أن يموت ابن عامر ... ورملة يوما أن يطلقها عمرو
فإن صدقت منيتي كنت مالكا ... لأحديهما إن طالب بي فيهما العمر
وقال المنتجالي: كان فقيها، وذكره المرزباني في كتاب " المنحرفين عن علي ".
وللكوفيين شيخ آخر يقال له:
- أبان بن عثمان الأحمر.
يروي عن أبان بن تغلب، قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": يخطئ ويهم. ذكرناه للتمييز.
180 - (د) أبان بن أبي عياش قيس.
كذا ذكره البخاري في " تاريخه الأوسط ".
وذكر أبو محمد الفاكهي في " الثاني من حديثه ": عن يحيى بن أبي مسرة أنه سمع يعقوب بن إسحاق ابن بنت حميد الطويل يقول: مات أبان بن أبي عياش في أول رجب سنة ثمان وثلاثين ومائة.(1/167)
وكذا ذكره القراب في " تاريخه " لم يذكر الشهر.
وذكر المزي أن ابن أبي خيثمة قال عن يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء، والذي رأيت في تاريخه: ليس بثقة.
وقال أبو عبد الله الحاكم في " تاريخ نيسابور "، وصالح بن محمد جزرة: ضعيف، أبو بكر بن عياش ليس حديثه بشيء.
وقال الجوزجاني: ساقط، وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت ابن المديني - يعني عنه - فقال: كان ضعيفا ضعيفا عندنا.
وقال الساجي في كتاب " الجرح والتعديل " تأليفه: كان رجلا صالحا سخيا كريما، فيه غفلة، يهم في الحديث ويخطئ فيه، روى عنه الناس، ترك حديثه لغفلة كانت فيه لم يحدث عنه شعبة، ولا عبد الرحمن، ولا يحيى، وقيل لشعبة: ما تقول في يونس عن الحسن؟ قال: سمن وعسل، قيل: فعون عن الحسن؟ قال: خل وزيت، قيل: فأبان قال: إن تركتني وإلا تقيأت. وفي رواية: بول حمار منتن.
وقال الأنصاري: قال لي سلام ابن أبي مطيع: لا تحدث عن أبان شيئا.
وقال الحسن بن أبي الحسن لناس: من أين أنتم؟ قالوا: من عند القيس. قال: فأين أنتم عن أحمر بن عبد القيس أبان بن أبي عياش؟
قال أبو يحيى: وأبان ليس بحجة في الأحكام والفروج، يحتمل الرواية عنه في الزهد والرقائق.
وقال يحيى بن معين: من روى عنه بعد استكماله ثلاثا وستين سنة فقد روى عن الموتى.
وقال العقيلي: قال شعبة ردائي وحماري في المساكين صدقة إن لم يكن ابن عياش يكذب، وقال أيضا: لأن أشرب من بول حماري أحب إلي من أن أقول: حدثني أبان.
وقال يزيد بن زريع: تركته لأنه روى عن أنس حديثا واحدا فقلت له عن(1/168)
النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: وهل يروي أنس عن غير النبي صلى الله عليه وسلم؟!.
وقال ابن سعد: مصري متروك الحديث.
وذكره يعقوب بن سفيان الفسوي في " باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم ".
وذكره البرقي في " طبقة من ترك حديثه "، وابن شاهين في كتاب " الضعفاء والكذابين "، وقال في كتاب " المختلف فيهم ": قد روى عنه نبلاء الرجال فما نفعه ذلك ولا يعمل على شيء من روايته إلا ما وافقه عليه غيره، وما انفرد به من حديث فليس عليه عمل، وذكر عن شعبة أنه قال: لولا الحياء ما صليت عليه وضرب أحمد بن حنبل على حديثه.
وفي " إيضاح الإشكال " لابن سعيد حافظ مصر: قال البزار: إني لأستحيي من الله عز وجل أن أقول إن أبان بن أبي عياش وصالحا المري كذابان، قال عبد الغني: وهو أبان بن فيروز، وهو أبو الأغر الذي يروي عنه الثوري.
وقال ابن الجارود في كتاب " الضعفاء "، والجوزقاني في كتاب " الموضوعات ": متروك.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: حدثني سويد بن سعيد قال: سمعت أنا وحمزة الزيات من أبان سماعا كثيرا فلقيت حمزة فأخبرني أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه ما سمعنا فلم يعرف منها إلا شيئا يسيرا، فتركنا الحديث عنه.
وقال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود: ابن أبي عياش يكتب حديثه؟ قال: لا يكتب حديثه.
وقال الخليلي في كتاب " الإرشاد ": قال أحمد ليحيى وهو بصنعاء، ويحيى يكتب عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان بن أبي عياش: تكتب نسخة أبان وأنت تعلم أنه كذاب يضع الحديث؟ فقال: يرحمك الله يا أبا عبد الله أكتبه حتى لو جاء كذاب يرويه عن معمر عن ثابت عن أنس أقول له: كذبت(1/169)
ليس هذا من حديث ثابت إنما هو من حديث أبان.
وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث تركه شعبة وأبو عوانة ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن.
وقال أبو الحسن الدارقطني في كتاب " الجرح والتعديل ": متروك، وكان أبو عوانة يقول لا أستحل أن أروي عنه شيئا، أتيته بكتاب فيه حديث من حديثه وفي أسفل الكتاب حديث رجل من أهل واسط فقرأه علي أجمع.
وفي كتاب " ابن عدي ": جاء حفص أبو أحمد إلى إبراهيم بن طهمان أن يخرج له شيئا فأخرج له حديث أبان فقال له: أبان ضعيف، فقال له إبراهيم: تراه أضعف منك.
181 - (خ م د ت س) أبان بن يزيد العطار أبو يزيد: قال أبو حاتم الرازي: هو أحب إلي من شيبان ومن أبي بلال، وفي يحيى بن أبي كثير أحب إلي من همام.
وفي " الكامل " للجرجاني: قال ابن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول: لا أروي عن أبان بن يزيد.
سمعت عمران بن موسى يقول: كان عبد المؤمن بن عيسى معنا بالبصرة عند هدبة فإذا حدث هدبة عن حماد بن سلمة وهمام(1/170)
ومهدي وجرير بن حازم وغيرهم من شيوخه يكون عبد المؤمن [ساكتا لا ينطق فإذا قال: ثنا أبان بن يزيد يصيح عبد المؤمن لبيك].
قال أبو أحمد بن عدي: وأبان بن يزيد له روايات، وهو حسن الحديث متماسك يكتب حديثه، وله أحاديث صالحة عن قتادة وغيره وعامتها مستقيمة، وأرجو أنه من أهل الصدق.
وقال ابن أبي شيبة: سألت عليا - يعني ابن المديني - عن العطار، فقال: كان عندنا ثقة.
وقال العجلي: بصري ثقة، وكان يرى القدر، ولا يتكلم به، وفي موضع آخر: ليس بالقوي.
وذكره ابن شاهين في جملة " الثقات "، وكذلك ابن حبان، ثم خرج هو وابن خزيمة والحاكم وأبو عوانة حديثه في صحيحهم.
وذكره الفسوي في باب: " من يرغب عن الرواية عنه، وسمعت أصحابنا يضعفونهم ".
وذكره الحاكم فيمن تفرد به مسلم، وقال أبو إسحاق الصريفيني: روى له البخاري تعليقا، وكذا قاله غيره.
وأما الكلاباذي والباجي فلم يذكراه جملة، وأما أبو إسحاق الحبال فعلم له علامة مسلم.
والذي رأيت في " باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة " من " كتاب البخاري ": قال: وقال أبان بن يزيد ثنا هشام عن أبيه فذكر حديثا.(1/171)
وفي أول " الحج ": وقال أبان ثنا مالك بن زيد عن القاسم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معها أخاها عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم.
وقال في " المزارعة " حديث " لا يغرس مسلم غرسا ": وقال لنا مسلم: ثنا أبان فذكره. وهو يشبه أن لا يكون معلقا وهو إلى الاحتجاج به أقرب من غيره، والله أعلم.
وقال ابن خلفون في " كتابه المعلم " و " المنتقى ": خرج له البخاري استشهادا وهو ثقة، قاله ابن نمير وعمرو بن علي الصيرفي وغيرهما.
وقال الحافظ أبو بكر البرديجي: وهمام عندي صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به، وأبان العطار أمثل منه، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: هو أثبت من عمران القطان.(1/172)
من اسمه إبراهيم
182 - (بخ ت) إبراهيم بن أدهم الزاهد.
في تاريخ القراب الحافظ: قيل إن إبراهيم بن أدهم توفي سنة ست وستين.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: كان صابرا على الجهد الجهيد والفقر الشديد والورع الدائم والسخاء الوافر.
وفي كتاب " الصيريفيني ": قال القاسم بن عبد السلام: توفي بصور، ورأيت قبره بها.
وقال إسماعيل بن الفضل البستي: توفي ببلاد الروم.
وفي كتاب المنتجالي: لم يتزوج قط. قال: وكان أبي يبعثني في طلب الحديث ويقول: أي بني كلما حفظت حديثا أعطيتك درهما. انتهى كلامه.
وفيه نظر، لما ذكره أبو الفرج بأن له ولدا وله ثروة فلم يتعرف به إبراهيم، واختفى لما سئل عنه، أو يحمل قوله على أنه بعد الزهد لم يتزوج وهذا جيد.
قال المنتجالي: وكان يحيى بن معين يقول: إبراهيم بن أدهم عابد ثقة.
وقال ابن المبارك: خرجت أنا وابن أدهم ونحو من ستين فتى من خراسان نطلب العلم ما بقي أحد منهم غيري.(1/173)
وعن ابن وضاح: لما حملت أم إبراهيم به دعا أبوه القراء وعمل لهم طعاما فلما فرغوا من أكله قال لهم هبوا لي دعوة أن يرزقني الله ولدا صالحا فإن امرأتي حبلى، فدعوا له فكان إبراهيم يقول أنا مولى العباد.
ولما كان في اليوم الذي توفي فيه في البحر للغزو قال: إني لأحس فرحا أبي لا ينظره ثم مات من يومه رحمه الله تعالى.
وقال ابن نمير والعجلي: كان عابدا ثقة.
وقال البخاري في " التاريخ الكبير ": حديثه مرسل.
وقال أبو عبد الرحمن في كتابه " التمييز ": ثقة.
والذي نقله المزي عنه: ثقة مأمون. لم أره.
وفي " تاريخ سمرقند " للحافظ أبي سعد الإدريسي الإستراباذي:
روى عن: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، ومسلم الأعور، وروى عن أبيه نسخة كبيرة تزيد على عشرين حديثا من المسند والمقطوع من وجه لا يعتمد عليها، ويقال إن رواياته أكثرها مراسيل.
روى عنه: سلم بن سالم البلخي، وعثمان بن عمارة، والمكي بن إبراهيم، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وطالوت أبو يحيى، وحرب البلخي، وكادح بن جعفر، وعلي بن بكار، وسعيد بن حرب.
وكان فاضلا خيرا عابدا زاهدا يضرب به المثل في الزهد والعبادة، مات وهو شاب، وما أقرب سنه من سن ابن المبارك، إلا أنه تقادم موته وعمر ابن المبارك، وكان مولده بمكة، وكان أبوه رجلا صالحا فطاف به على الفقراء يدعون له.(1/174)
وهذا أشبه من قول المزي: فطافت به أمه، لأن أرباب البيوت لا يتبذلون هذا التبذل.
قال الإدريسي: وعندنا له من الحكايات أكثر من جزأين تركناها كراهة التطويل، انتهى كلامه.
ولو أردنا أن نذكر من أخباره وكلامه وأخبار غيره من المشاهير لكل واحد جزءا لفعلنا، ولكن ما نذكر إلا ما كان متعلقا بتعديل أو جرح على ما أصلناه في أول الكتاب.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات سنة إحدى وستين، نظر، لأني لم أر لوفاته ذكرا في تواريخ البخاري الثلاثة، ولا أعلم له شيئا يذكره، فيه وفاة ومولد إلا فيها، وأيضا فالمزي إنما نقله عن ابن عساكر وابن عساكر نقله من كتابه على ظهر جزء ولم يقل بخط من ذاك ولا من قاله عن البخاري فرجع الأمر إلى غير تحقيق، والتحقيق ما أنبأتك به.
وفي كتاب " ابن عساكر " في خلال ترجمته روى عنه جماعة فلذلك أغفلهم المزي لكونهم في غير مظنهم، منهم:
عبد الله بن الفرج القنطري العابد، وأحمد بن عبد الله صاحبه، وأحمد بن خضرويه، وسلام بن سليم، وبشر بن المنذر، ويحيى بن يمان، وأبو عثمان الأسود رفيقه أربع عشرة سنة، وأبو الوليد صاحبه، وأبو عيسى النخعي(1/175)
حواري ابن حواري، وعمرو بن عمرو وأبو حفص العسقلاني الحنفي، وإبراهيم السائح، وعطاء بن مسلم، وأبو شعيب، وأبو عصام رواد، وأحمد بن إبراهيم بن آدم أبو عمير بن عبد الباقي صاحب إذنه، وعبد الجبار بن كليب، وموسى بن طريف، ويزيد بن قيس، وأبو إبراهيم اليماني، وحذيفة المرعشي، وإبراهيم بن متويه الأصبهاني، وأبو عقبة الخواص، وأبو عبد الله القلانسي، وعمرو بن المنهال المقدسي، وأبو عبد الله الجوزجاني رفيق إبراهيم بن أدهم.
وذكره الخطيب فيمن روى عن مالك بن أنس.
183 - (مق د ت) إبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق بن عيسى الطالقاني.
كذا ذكره المزي، وقبله أبو عبد الله البخاري، ورد ذلك عليه أبو زرعة الرازي في كتاب " أوهام البخاري في التاريخ "، يقال إنما هو إبراهيم بن عيسى، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو إبراهيم بن إسحاق بن عيسى أصاب البخاري.
ولما ذكره البستي في كتاب " الثقات " قال: يخطئ ويخالف، وهو راوية ابن المبارك.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": كان حيا سنة أربع عشرة ومائتين، روى عنه يحيى بن عاصم السكري ذكره الغنجار في " تاريخ بخارى " تأليفه.
وفي " تاريخ سمرقند " للإدريسي: كان على مظالم سمرقند، وخرج إلى الشاش وأقام بها أياما كثيرة.(1/176)
يروي عن: سعيد بن محمد الثقفي الوراق، وعمرو بن هارون، ومبارك ابن سعيد، والهياج بن بسطام الهروي، وكنانة بن جبلة الهروي.
وروى عنه: أحمد بن نصر العتكي، وجابر بن مقاتل بن حكيم السمرقنديين، والنضر بن سلمة المروزي، ومحمد بن عيسى الدامغاني، وسعيد ابن يعقوب الطالقاني، وعبد الله بن أبي عرابة الشاشي، وجابر بن مقاتل الأزدي، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحافظ الإشتيخني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر المرابطي، ومحمد بن علي بن الحسين بن شقيق، ومحمد ابن عبدة.
وقال إبراهيم بن عبد الرحمن الدارمي، في قصة غزوة غزاها نوح بن أسد ابن سامان إلى الشاش وكان في ذلك الجند علماء معروفون بالعبادة والعلم مثل: زكريا الورغيري، وأبي أحمد الزاهد وأبي إسحاق الطالقاني.
وثنا محمد بن الحسين الحاكم المروذي، ثنا عبد الله بن محمود قال: وجدت أن أبا إسحاق الطالقاني كتب وألف كتبا لم يتابعه فيها كبير أحد مثل كتاب " الرؤيا والتعبير "، وغير ذلك، وروى عن ابن المبارك أحاديث غرائب، وكان يكون بمرو، وبنحوه ذكره الحاكم في " تاريخ نيسابور "، زاد: روى عنه أيضا: الحسن بن هارون النيسابوري، وأحمد بن سعيد بن صخر الدارمي.
وفي " مشيخة البغوي " للحافظ أبي محمد بن الأخضر: روى عن قيس ابن الربيع، روى عنه: البغوي، وموسى بن إسحاق، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة.
ومات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين.
وقال الإدريسي - رحمه الله تعالى -: وكان يقول احتلمت وأنا ابن ثلاث عشرة.(1/177)
وقال عبد الله بن يزيد المقرئ: لا أعلم بخراسان عالما إلا أبا إسحاق الطالقاني.
وفي كتاب ابن خلفون: كان ثقة.
وفي قول المزي: قال أبو حاتم صدوق. نظر، لأني لم أر ذلك في كتاب ابنه " الجرح والتعديل "، ولا " تاريخ " الذي رواه الكناني عنه، فينظر. والله أعلم.
184 - (قد ق) إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيب الأشهلي: قال العجلي: حجازي ثقة، وقال الحافظ أبو إسحاق الحربي في " تاريخه ": شيخ مدني، صالح، له فضل، ولا أحسبه حافظا.
وقال أبو داود عن ابن معين: ضعيف.
وقال أبو عيسى بن سورة، وأبو علي الطوسي في كتاب " الأحكام " تأليفه: ضعفه بعض أهل العلم.
وقال الحافظ أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي في كتاب " التعديل والتجريح ": في حديثه لين.
وفي كتاب ابن الجارود: منكر الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
وقال البخاري: يروي مناكير.(1/178)
وفي " كتاب أبي الفرج ابن الجوزي ": قال الدارقطني: ليس بالقوي في الحديث.
وفي كتاب " التعريف بصحيح التاريخ " لابن أبي خالد: كان مصليا عابدا.
ولما ذكر ابن عدي له أحاديث قال: لم أجد له أوحش من هذه الأحاديث.
وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في " صحيحيهما ".
وفي كتاب " الصريفيني ": روى عنه خالد بن مخلد وابن مهدي.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": ثنا ابن أبي أويس قال سمعت إبراهيم مولى بني عبد الأشهل سنة ستين ومائة.
وذكره في " الأوسط " في: فصل من مات من الستين إلى السبعين ومائة.
وقال الطحاوي في " المشكل ": متروك الحديث.(1/179)
185 - (د) إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة.
قال البرقي في كتاب " التاريخ الكبير ": وسئل يحيى بن معين عن نبي أبي محذورة الذين يروون حديث الأذان عن أبيهم عن جدهم؟ فقال: قد أدركت أنا أحدهم، وأراه إبراهيم ولم أسمع منه، وكان أضعفهم.
زاد عنه أبو العرب القيرواني الحافظ: وكانوا ضعفاء.
186 - (خت ق) إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع.
خرج ابن البيع حديثه في " مستدركه ".
وقال البخاري في " التاريخ الكبير ": يروي عنه، وهو كثير الوهم عن(1/180)
الزهري، وقال وكيع: عن إبراهيم عن عمرو بن دينار، عن أبي هريرة - يرفعه -: " الرجل أحق بهبته ما لم يثب منها ". قال أبو عبد الله: فيه نظر في إسناده.
وقال في كتاب " الضعفاء ": يروي عنه وهو كثير الوهم عن الزهري وعمرو بن دينار يكتب حديثه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
وقال الساجي، فيما ذكره ابن حزم: منكر الحديث.
ويشبه أن يكون وهما، والذي في كتاب " الجرح والتعديل " للساجي: ضعيف، وإسماعيل أبوه ضعيف، عنده مناكير، روى أبو نعيم عنه نسخة لا يتابع على بعضها.
وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن خلف المعروف بابن المواق في كتابه " بغية النقاد ": لا يحتج به.
وذكره ابن الجارود وأبو العرب في " جملة الضعفاء ".
وفي كتاب الآجري: سئل أبو داود عنه فقال: ضعيف متروك الحديث سمعت يحيى يقوله. . .
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير ": كان شديد الصمم، وكان يجلس إلى جنب الزهري فلا يكاد يسمع إلا بعد كد.(1/181)
وقال أبو أحمد الجرجاني: ولإبراهيم هذا أحاديث غير هذا اقتصرت منه على ما ذكرت، وهو قريب من إبراهيم بن الفضل المدني.
187 - (ت) إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الكوفي.
روى الحاكم في " مستدركه " عن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله بن سليمان عنه وقال: كان صالح الحديث. وابن خزيمة في " صحيحه " عنه.
ولما ذكره البستي في " جملة الثقات " قال: كان راويا لأبيه، وفي روايته عن أبيه بعض النكارة.
188 - (د ق) إبراهيم بن إسماعيل السلمي، ويقال: إسماعيل بن إبراهيم الشيباني حجازي.
روى عن: ابن عباس، وأبي هريرة، وعائشة، وامرأة رافع.
روى عنه: حجاج، وعباس بن عبد الله، وعمرو بن دينار، ويعقوب بن خالد.
قال أبو حاتم: مجهول.
روى له أبو داود وابن ماجه حديثه عن أبي هريرة " يتقدم أو يتأخر ".
كذا جعلهما المزي واحدا، والذي يظهر من كلام العلماء التفرقة بينهما، فأما العلامة أحمد بن أبي خيثمة فذكره فيمن روى عن أبي هريرة ممن اسمه إبراهيم، وكذا سماه الإمام أحمد حين روى حديثه في " مسنده "، وأبو حاتم(1/182)
الرازي، وقال فيه: مجهول، وقال: إسماعيل بن إبراهيم الشيباني روى عن ابن عباس وامرأة رافع، وروى عنه عمرو بن دينار، وقال أبو زرعة: مكي ثقة.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": إبراهيم بن إسماعيل شيخ يروي عن أبي هريرة وعائشة، روى عنه الحجاج بن عبيد، وإسماعيل بن إبراهيم السلمي، ويقال الشيباني، حجازي يروي عن ابن عباس روى عنه عمرو بن دينار ويعقوب بن خالد.
هكذا كما ترى فرق بينهما، وجمع المزي بينهما يحتاج إلى دليل واضح.
ولعل قائلا يقول: يشبه أن يكون معتمده ما ذكره البخاري، فيجاب بأن البخاري ذكر في " تاريخه ": إسماعيل بن إبراهيم السلمي ويقال: الشيباني حجازي، ثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن يحيى بن سعيد عن يعقوب بن خالد عن إسماعيل أنه رأى ابن عباس توضأ مرة مرة، وسمع امرأة رافع.(1/183)
روى عنه عمرو بن دينار حدثني عبيد ثنا يونس بن بكير سمع ابن إسحاق عن عباس بن عبد الله عن إسماعيل بن إبراهيم وكان خيارا.
ثنا إسحاق عن جرير عن ليث عن حجاج عن إسماعيل بن إبراهيم أو إبراهيم بن إسماعيل السلمي عن عائشة صليت الجمعة، وقال عبد الوارث عن إسماعيل بن إبراهيم.
وقال عبيد الله: ثنا شيبان عن ليث عن حجاج بن أبي عبد الله عن إبراهيم بن إسماعيل السلمي وكان خلف على امرأة رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا صلى فليتقدم أو ليتأخر ".
وقال حماد عن ليث عن حجاج بن عبيد عن إبراهيم بن إسماعيل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال همام: ثنا ليث عن أبي حمزة حدث به عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثنا يوسف بن راشد ثنا تميم بن زياد الرازي عن أبي جعفر الرازي عن ليث عن حجاج بن يسار عن إبراهيم بن إسماعيل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا صلى فليتقدم ".
قال أبو عبد الله: ولم يثبت هذا الحديث. انتهى.
فهذا كما ترى يستلوح منه التفرقة، وأما الخلاف على ليث فإنما هو في الواسطة بينه وبين إبراهيم لا في إبراهيم نفسه بل الروايات كلها عن ليث مصرحة بتسميته إبراهيم حاشى ما وقع في [بعض النسخ من] كتاب(1/184)
" الثقات " ثنا ابن قتيبة ثنا ابن أبي السري ثنا معتمر ثنا ليث عن أبي حجاج عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي هريرة. فذكر حديث المتقدم أو المتأخر.
وفي قول المزي قال أبو حاتم: مجهول، نظر، وذلك أنه صدر بتسميته إبراهيم وقيل إسماعيل [وقال: قال أبو حاتم: مجهول، أهو في إبراهيم أو إسماعيل] لم يبن، وكان يلزمه التبيين، والله تعالى أعلم، وقد أسلفنا قبل أن أبا حاتم سماه إبراهيم ثم جهله، والخلاف الذي ذكره المزي هو بعض كلام البخاري الذي سقناه، فكان الأولى أن يعزو كلام كل شخص له ليستريح ويريح، لأن الطالب إذا قال: قال المزي: اختلف على ليث فقال كذا وكذا. وقال له الآخر: من أين له هذا لا نسمعه إلا من إمام من أئمة الحديث. فإذا قال: قال البخاري، انقطع النزاع، ولئلا يذهب تعب العلماء وكدهم بأن لا يذكر العالم القائل ذلك القول ليستجلب له الرحمة والمغفرة، على ذلك عهدنا الناس رحمهم الله تعالى، ألم تسمع قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه وغفر له: وددت أن الناس انتفعوا بهذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء.
ولقد رأينا تصنيفا لبعض العلماء المتأخرين من الفقهاء - رضي الله عنه وعنهم أجمعين - إذا ذكر شيئا منقولا عزاه لقائله مترحما عليه مبينا في أي موضع من الكتاب، بل في أي باب، بل في أي ورقة من تجزئة كذا وكذا، كل هذا يقصد به السلامة والإفادة وجلب الرحمة للقائل والتنويه بذكره، والله تعالى أعلم.(1/185)
189 - (خ د) إبراهيم بن أبي أسيد المديني البراد.
عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إياكم والحسد "، قال: ويقال ابن أبي أسيد ولا يصح، قاله البخاري في " التاريخ الكبير ".
وذكره البستي في جملة " الثقات "، فقال: ابن أبي أسيد، وقد قيل: ابن أبي أسيد.
190 - (ق) إبراهيم بن أعين الشيباني العجلي.
كذا ذكره المزي، وقال: كان فيه - يعني في " الكمال " - البجلي، وهو وهم.
ولم يستدل على صحة قوله وبطلان غيره، ولقائل أن يقول كلاهما ليس جيدا لأن شيبان هو: ابن ذهل بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
وعجل هو: ابن لخيم بن صعب بن علي بن بكر بن عجل بن عمرو بن وديعة بن بكير بن أبيض بن عبد القيس بن دعمي بن خولة بن أسد بن ربيعة.
وبجيلة هو: ولد أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.
فلا تجتمع قبيلة من هؤلاء مع الأخرى إلى بأمر مجازي، أما الحقيقة فلا.
وأيضا فلا درك على ابن سرور رحمه الله، لأن الخطيب قاله قبله في كتاب " السابق واللاحق ".(1/186)
والصواب فيه أن يحذف من نسبه الشيباني ويثبت العجلي فقط، كذا ذكره أستاذ الدنيا محمد بن إسماعيل البخاري في " تاريخه الكبير " وقال: فيه نظر في إسناده، وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه ".
191 - (د ت) إبراهيم بن بشار الرمادي.
خرج البستي، والحاكم حديثه في " صحيحيهما "، ولما ذكر له حديثا في " رفع اليدين " قال: هو ثقة مأمون من الطبقة الأولى، من أصحاب ابن عيينة، صحبه نيفا وعشرين سنة.(1/187)
وقال البغوي: في " المؤتلف والمختلف ": معروف.
وقال عبد الباقي بن قانع: هو صالح.
وقال أبو حاتم الرازي: صدوق.
وقال أبو داود: ولد بعد موت سفيان بن سعيد الثوري.
وقال ابن زنجويه عن جعفر: سمعت الطيالسي يقول: هو صدوق.
وفي " كتاب ابن الجارود ": صدوق، وربما يهم في الشيء بعد الشيء.
وقال أبو عمر الصدفي ثنا أحمد بن خالد ثنا مروان بن عبد الملك قال سمعت يحيى بن الفضل ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي وكان والله ثقة مأمونا.
وذكره أبو القاسم البلخي، والساجي في جملة الضعفاء.
وفي " الكامل " لابن عدي: قال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فلم يعرفه بصحبته، ولم يعجبه.
وللخراسانيين شيخ يقال له:(1/188)
192 - إبراهيم بن بشار مولى معقل بن يسار.
يروي عن: حماد بن زيد، والفضل بن عياض، وغيرهما. ذكره ابن عساكر، وذكرناه للتمييز.
193 - (س) إبراهيم بن أبي بكر بن أبي أمية.
كذا في كتاب " التاريخ الكبير " للبخاري، وقال: روى عنه منصور وإسماعيل بن أمية.
ولما ذكره ابن حبان في " جملة الثقات " قال: هو الذي يروي عنه إسماعيل بن أمية فقال: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي أمية الأخنسي عن كعب.
194 - (د س ق) إبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي.
قال الآجري: سألت أبا داود فقلت: سمع من أبيه؟ قال: لا.
وفي كتاب " المراسيل " لابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: لم يسمع من أبيه.(1/189)
وفي كتاب " التعديل والتجريح ": يروي عن أبيه، مرسل.
قال أبو زرعة: وروايته عن علي بن أبي طالب مرسلة.
وقال أبو إسحاق الحربي في " كتاب العلل " تأليفه: ولد إبراهيم بعد موت أبيه.
وفي كتاب " الكامل " لابن عدي: ثنا إسحاق ثنا هارون بن عبد الله ثنا أبو نعيم ثنا أبان البجلي حدثني إبراهيم يعني ابن جرير عن أبيه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن أقابلهم.
وثنا إسحاق ثنا هارون ثنا سعيد بن سليمان ثنا داود بن عبد الجبار عن إبراهيم حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى حية فتركها خوفا منها فليس منا ".
قال: وقد روى حميد بن مالك اللخمي عن إبراهيم بن جرير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم " مسح على الخفين ".
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه " فقال: ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو نعيم ثنا أبان بن عبد الله حدثني إبراهيم بن جرير عن أبيه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دخل الغيضة يبغي حاجته فأتاه جرير بإداوة من ماء. . الحديث.
وقال ابن القطان: إبراهيم بن جرير هذا مجهول الحال ولم يسمع من أبيه، ومنهم من يقول: حدثني أبي. انتهى.(1/190)
لقائل أن يقول: قوله أخبرني أبي إنما جاء على لسان متروك وهو داود بن عبد الجبار، وفي كتاب " الطبقات الكبير ": ولد بعد موت أبيه وبقي حتى لقيه أسد بن عمرو، وقال عمر بن يحيى بن سعيد بن العاص: رأيت إبراهيم وأبان ابني جرير يخضبان بالحناء والكتم.
وفي " تاريخ البخاري " عن عبد الصمد عن شعبة عن إبراهيم ابن أخي جرير عن جرير سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم: " من لا يرحم لا يرحم ". كذا هو بخط ابن الأبار الحافظ مجودا.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": روى عن أبيه روى عنه شعبة، تأخر موته.
وقال في " صحيحه ": ثنا إسحاق بن إبراهيم وإسماعيل بن مبشر قالا: ثنا عبيد بن آدم بن أبي إياس قال: ثنا شريك ثنا إبراهيم بن جرير عن أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: قضى حاجته ثم استنجى. . . الحديث.
وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وهو كوفي يروي عن أبيه مرسلا.
ومن خط الصريفيني: كان منكر الحديث.
195 - (خ كد) إبراهيم بن الحارث بن إسماعيل البغدادي.
ذكر الحاكم في " تاريخ نيسابور " أنه روى عن أبي الحسن علي(1/191)
ابن قدامة النحوي.
ومن خط الصريفيني: هو صاحب الإمام أحمد بن حنبل.
وقال الحاكم في " المدخل الكبير ": وربما قال البخاري نا إبراهيم غير منسوب عن يحيى بن أبي بكير - وهو ابن الحارث هذا -
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري سبعة أحاديث.
وفي " تقييد المهمل " للجياني: ليس له في " الجامع " للبخاري غير حديثين في الحج والوصايا.
196 - (س) إبراهيم بن حبيب بن الشهيد أبو زيد.
قاله ابن قانع: قال: وهو ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه "، وذكره ابن حبان في " جملة الثقات ".
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: وسألته - يعني - الدارقطني: عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب؟ فقال: هو وأبوه وجده ثقات.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " للحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه: روى عنه أحمد بن الفرات الرازي أبو مسعود الحافظ.
وذكره الخطيب " فيمن روى عن مالك بن أنس "، وكذلك ابن عساكر في " مجموع الرغائب ".
197 - (س) إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي من ولد سامة بن لؤي.
ذكره ابن قانع في " وفياته " فقال: صالح.(1/192)
وخرج ابن حبان، والحاكم أبو عبد الله حديثه في " صحيحيهما "، روى عنه عند الحاكم الحسين بن حميد.
وفي كتاب " الثقات " لابن حبان: توفي سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين. وهو يدل أن المزي ما نقل من أصل، إذ لو كان كذلك لذكر ما ذكرناه من تردده في وفاته، والله أعلم.
وفي " تاريخ نيسابور " في ترجمة صالح بن محمد جزرة وذكر جملة من شيوخه منهم: إبراهيم السامي، ثم قال: فهؤلاء كلهم من أتباع التابعين ما منهم من أحد إلا وقد روى عن تابعي.
وفي كتاب " القراب ": توفي في رجب سنة ثلاث وثلاثين.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن أبي الحسن الدارقطني: إبراهيم السامي وإبراهيم النيلي ثقتان.
وروى عنه البغوي فيما ذكره ابن الأخضر.
198 - (س) إبراهيم بن الحجاج النيلي.
نسبة إلى نهر بأرض بابل مخرجه من الفرات، قال ياقوت بن عبد الله الحموي في كتابه " المتفق وضعا المختلف صقعا ": حفره الحجاج بن يوسف الثقفي وسماه باسم نيل مصر.
وقال الزمخشري: هو نهر أيضا.(1/193)
والذي ينكر من قول المزي: النيل مدينة بين الكوفة وواسط.
وقال عبد الباقي بن قانع: كان صالحا.
وقد سبق قول الدارقطني فيه: ثقة.
199 - إبراهيم بن حرب السامي أبو إسحاق العسقلاني.
روى عن: حفص بن ميسرة نزيل عسقلان.
روى عنه: أحمد بن سيار المروزي.
ذكره الحافظان أبو علي الغساني، وابن خلفون في " شيوخ أبي داود السجستاني " رحمه الله تعالى.
وقال أبو جعفر العقيلي في كتاب " الجرح والتعديل " تأليفه: حدث بمناكير أغفله المزي، وكذلك:(1/194)
200 - إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي المقرئ التبان العلاف البصري.
روى عن: حماد بن زيد، وسلام بن أبي الصبهاني، وبشير بن شريح المنقري، وحجاج بن محمد الأعور، وعمر بن حفص المازني.
روى عنه: الحسن بن سفيان، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، ومحمد بن طريف، وأبو عبد الرحمن النسائي، فيما ذكره الصريفيني، ومن خطه نقلت، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل عنه أبو زرعة فقال: كان صاحب قرآن، وكان بصيرا به، وكان شيخا ثقة.
وقال أبو عمرو الداني في كتاب " طبقات القراء " تأليفه: أخذ القراءة عرضا عن سلام بن سليمان الطويل، وعرض على يعقوب الحضرمي، وروى الحروف عن يونس بن حبيب عن أبي عمرو، روى عنه القراءة عرضا: أحمد بن يزيد الحلواني.
قال أبو جعفر الطبري والمطين: توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وذكره البستي في " الثقات ".
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه النسائي، ومات سنة سبع وعشرين ومائتين.(1/195)
201 - (د س) إبراهيم بن الحسن بن الهيثم الجشمي.
قاله ابن خلفون، وقال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة ": لا بأس به.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: البصري نزيل المصيصة.
روى عن: عمارة بن بشر مولى خالد القسري.
روى عنه: أحمد بن عمير بن جوصا، وأبو بشر الدولابي، وأبو عبد الله بكر بن محمد بن إبراهيم بن أبي زيد المصيصي، ومحمد بن إبراهيم بن البطال اليماني، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي.
مات سنة تسع وعشرين ومائتين.
وفي كتاب " أبي علي الجياني ": وثقه الدولابي.
وذكره الخطيب في الرواة عن مالك بن أنس الإمام.
202 - (فق) إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني.
خرج ابن خزيمة، والحاكم حديثه في " صحيحيهما "، فيما ذكره الصريفيني.
وقال أبو الحسن الدارقطني في " كتاب الضعفاء ": ضعيف وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: لا أحدث عنه، وسمعت أحمد(1/196)
يقول: كان مرجئا.
وذكره الفسوي في " تاريخه الكبير " في باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم. وقال بعد ذلك بقليل: لا يختلفون في ضعفه.
وأبو العرب، وابن الجارود، وابن شاهين في " جملة الضعفاء ".
وقال أبو أحمد الحكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال الساجي: ضعيف الحديث ليس بشيء.
وفي كتاب " أبي جعفر العقيلي ": ليس بشيء ولا بثقة.
وقال النسائي في " كتاب الضعفاء " تأليفه: متروك الحديث ليس بشيء.
وفي كتاب ابن عدي عنه زيادة ليس بشيء.
203 - (د) إبراهيم بن حمزة بن سليمان الرملي.
قال الجياني في " أسماء شيوخ أبي داود ": قال ابن أبي حاتم عن أبيه: ثقة.(1/197)
204 - (خ د سي) إبراهيم بن حمزة بن محمد بن مصعب بن عبد الله بن الزبير.
كذا قاله الشيخ، والذي في كتاب " ابن أبي حاتم " عن أبيه وأبي زرعة، والباجي، والجياني، وابن سعد في " الطبقات الكبير ": مصعب بن الزبير لم يذكروا عبد الله، قال: وقتل أبوه بقديد ولم يجالس إبراهيم مالك بن أنس وروى عن غيره.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة ": ثقة، روى عن ابن عيينة.
وسئل أبو حاتم الرازي عنه وعن إبراهيم بن حمزة بن المنذر؟ فقال: كانا متقاربين، ولم يكن لهما تلك المعرفة بالحديث.
وقال الباجي: روى عنه البخاري عن إبراهيم بن سعد وعن عبد العزيز بن أبي حازم والدراوردي مقرونين.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه - يعني - البخاري عشرين حديثا.
وذكره الخطيب فيمن روى عن مالك بن أنس انتهى.
وتقدم كلام ابن سعد أنه لم يجالسه، فتحمل روايته هنا - إن صحت - على الإجازة وما شابهها.
وقال ابن الأخضر في " مشيخة البغوي ": روى عنه البخاري ومسلم في(1/198)
" صحيحيهما "، وروى عنه البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز.
وقال ابن قانع: هو صالح - يعني في الحديث -.
205 - (خ م مد ت س) إبراهيم بن حميد بن عبد الرحمن أبو إسحاق الكوفي، أخو عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي.
نسبة إلى رؤاسة بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكربة بن حصفة بن قيس عيلان بن مضر.
وخرج ابن خزيمة حديثه في " صحيحه ".
قال ابن خلفون في كتابه " المنتقى ": وهو عندهم ثقة. قاله الإمام أحمد بن حنبل وغيره.
وفي " تاريخ البخاري " عن يحيى بن موسى: مات آخر سنة تسع وثمانين ومائة، كنيته أبو عوف. وفي موضع آخر: روى إبراهيم عن أبيه قال: كنت مع الضحاك بخراسان.
وفي " كتاب الباجي " عن يحيى بن معين: ليس هو بأخي عبد الرحمن إنما هو ابن عمه، وإبراهيم أقدم موتا من حميد.
وقال ابن خلفون في " كتاب الثقات ": يروي عن أبيه، روى عنه أهل المدينة.
وفي " كتاب الآجري " عن أبي داود: ثقة.
وذكره ابن شاهين في " جملة الثقات ".(1/199)
وقال العجلي: بصري ثقة.
وفي " كتاب الصريفيني ": إبراهيم بن حميد بن عبد الرحمن بن مخلد بن عفيف.
206 - (د سي) إبراهيم بن خالد القرشي أبو محمد الصنعاني المؤذن.
قال ابن نقطة في كتابه " المختلف والمؤتلف ": روى عنه أحمد بن محمد بن حنبل فقال: ثنا إبراهيم بن ندبه، بفتح النون وسكون الدال المهملة بعدها باء معجمة بواحدة.
وقال البزار في كتاب " المسند ": هو ثقة.
وفي كتاب " المنتقى " لابن خلفون: كان إمام مسجد صنعاء وأبو وائل القاضي الذي سماه المزي عبد الله بن بحير، وقال ابن خلفون، يقال: هو عبد الله بن بجير، وقد اضطربوا في ذلك والله تعالى أعلم.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: وسألته - يعني الدارقطني - عنه فقال: ثقة.
وذكره البستي في كتاب " الثقات " وخرج هو والحاكم حديثه في(1/200)
" صحيحيهما "، وذكره ابن شاهين أيضا في " الثقات ".
207 - (د ق) إبراهيم بن خالد أبو ثور الفقيه.
قال ابن عساكر، واللالكائي، وابن أبي الأخضر في " مشيخة البغوي ": روى عنه مسلم.
وكذا ذكره صاحب " الزهرة "، والصريفيني.
وقال ابن خلفون: قد ذكر بعض الناس في " أسماء شيوخ مسلم الذين أخرج عنهم في المسند الصحيح " أبا ثور، وهو ثقة جليل فقيه مشهور.
وأما الحافظ أبو بكر بن علي الأصبهاني، وأبو إسحاق الحبال فلم يذكراه في " رجال مسلم "، وكذلك الدارقطني.
وقال أبو عبد الله الحاكم: كان فقيه أهل بغداد ومفتيهم في عصره، وأحد أعيان المحدثين المتقنين بها، روى عنه مسلم في " صحيحه ".
قال أبو عمر بن عبد البر الحافظ: كان حسن النظر، ثقة فيما روى من الأثر إلا أن له شذوذا فارق فيه الجمهور وقد عدوه أحد أئمة الفقهاء.(1/201)
وقال مسلمة بن قاسم: ثقة جليل فقيه البدن.
وخرج البستي حديثه في " صحيحه ".
وفي كتاب " الوفيات " لابن قانع: مات وله سبعون سنة، ودفن في الكناس.
وقال أبو علي الجياني: كان فقيها جليل القدر.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: أبو ثور رجل يتكلم بالرأي يخطئ ويصيب، وليس محله محل المتسعين في الحديث، وقد كتبت عنه.
وقال أبو بكر الخطيب: قال أبو عبد الرحمن النسائي: هو ثقة مأمون، أحد الفقهاء.(1/202)
وقال الحافظ أبو محمد بن الأخضر: هو أحد الأئمة الأعلام وثقات أهل الإسلام، له المصنفات في علم الحديث والأحكام.
208 - (مق) إبراهيم بن خالد اليشكري.
ذكره أبو الحسن الدارقطني في " رجال مسلم ".
وذكر الخطيب فيمن روى عن مالك بن أنس: إبراهيم بن خالد قيل: إنه هو.
وقال أبو إسحاق الصريفيني: روى له مسلم حديثا واحدا في " مقدمة الكتاب ".
وقال ابن خلفون: إبراهيم بن خالد هذا لا أعرفه، وقد ذكر بعض الناس في " أسماء شيوخ مسلم الذين أخرج عنهم في الصحيح " أبا ثور الفقيه، فإن كان أراد به إبراهيم اليشكري هذا فقد وهم، والله أعلم.
209 - (م) إبراهيم بن دينار الكرخي.
قال ابن قانع: توفي ببغداد وكان صالحا.
وذكر ابن خلفون في الكتاب " المعلم ": أن أبا داود سليمان بن الأشعث روى عنه.
وقال ابن الأخضر في " مشيخة البغوي ": كان ثقة.
وقال مهنا: سألت أحمد عنه فقال: هو صديق لأبي مسلم المستملي رحمهما الله تعالى.(1/203)
وقال مسلمة الأندلسي: روى عنه من أهل بلدنا ابن وضاح، لقيه بأطرابلس.
وقال صاحب " الزهرة ": روى عنه - يعني - مسلما سبعة عشر حديثا.
210 - (م د س) إبراهيم بن زياد البغدادي أبو إسحاق المعروف بسبلان.
روى عنه أحمد بن علي الأبار، فيما ذكره الشيرازي في " كتاب الألقاب ".
وفي " كتاب الصريفيني ": روى عنه مسلم حديثا واحدا في " الأدب ".
وفي كتاب " التلخيص " للخطيب: كان ثقة.
وقال موسى بن هارون - فيما ذكره الخطيب - وصاحب " الزهرة "، وصاحب " النبل "، ومحمد بن سعد في " الطبقات الكبير ": مات ببغداد يوم الأربعاء لستة أيام مضت من ذي الحجة سنة ثمان.(1/204)
زاد صاحب " الزهرة ": وقيل سنة عشرين، روى عنه: مسلم ثلاثة أحاديث، وكان يخضب رأسه ولحيته.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ما أعرف في سبلان إلا خيرا، ولم يذكر في الصحيح.
كذا قاله - رحمه الله - وهو غير صواب لإجماع المؤرخين فيما أعلم على تخريج مسلم حديثه.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال ابن قانع: ليس به بأس.
ولما ذكره البستي في كتاب " الثقات " قال: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: شيخ ثقة، قال: وسمعت أبي يقول: إبراهيم بن زياد صالح الحديث ثقة كتبت عنه.
وفي كتاب " شيوخ أبي داود " لأبي علي الجياني: كان حجاج بن الشاعر يحسن القول فيه والثناء عليه.
211 - (د) إبراهيم بن سالم.
وكان ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " تأليفه.(1/205)
212 - (ع) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
خرج البستي حديثه في " صحيحه " بعد ذكره إياه في كتاب " الثقات " وقال: كان على قضاء بغداد، وأمه أمة الرحمن بنت محمد بن عبد الله بن ربيعة بن قيس بن عبد شمس.
وقال ابن السمعاني: كان ثقة مأمونا في الحديث والعلم.
وقال محمد بن سعد: كان عسرا في الحديث، وكان ثقة كثير الحديث، وربما أخطأ في الحديث.
وفي كتاب " أولاد المحدثين " لابن مردويه: روى نعيم بن حماد عنه.
وقال الباجي في كتاب " الجرح والتعديل "، وأبو نصر الكلاباذي: ولد سنة عشر ومائة، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: هو ثقة.
وقال أبو أحمد الجرجاني: هو من ثقات المسلمين، حدث عنه جماعة من الأئمة، ولم يختلف أحد في الكتابة عنه بالكوفة والبصرة وبغداد.
وفي كتابه " الكامل ": قال أحمد بن محمد الحماني: رأيت إبراهيم بن سعد عند شريك فقال: يا أبا عبد الله معي أحاديث تحدثني؟ قال: أجدني كسلا، قال: فأقرأها عليك؟ قال: ثم تقول ماذا؟ حدثني شريك. قال: إذًا تكذب.(1/206)
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يذكر قال: ذكر عند يحيى بن سعيد عقيل، وإبراهيم بن سعد فجعل كأنه يضعفهما، يقول: عقيل وإبراهيم بن سعد. قال أبي: وأيش ينفع هذا، هؤلاء ثقات لم يخبرهما يحيى.
وقال أبو داود: سئل أحمد عن حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الأئمة من قريش ". قال: ليس هذا في كتب إبراهيم، لا ينبغي أن يكون له أصل.
وقال ابن عيينة: كنت عند ابن شهاب فجاء إبراهيم فرفعه وأكرمه، ثم قال: إن سعدا أوصاني بابنه وسعد سعد.
قال أبو أحمد: وقول من تكلم في إبراهيم ممن ذكرناه بمقدار ما تكلم فيه تحامل عليه فيما قاله فيه، وله أحاديث صالحة مستقيمة عن الزهري وغيره.
وفي كتاب علي بن الجنيد: وسئل يحيى أيهما أحب إليك في الزهري إبراهيم أو ابن أبي ذئب؟ فقال: إبراهيم.
ولما ذكره العقيلي في كتاب " الجرح والتعديل " قال: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي: حدثنا وكيع مرة عن إبراهيم بن سعد، ثم قال: أجيزوا عليه وتركه بأخرة.
وفي " أخبار كثير " للزبير: قال إبراهيم بن سعد إني لأروي لكثير ثلاثين قصيدة لو رقي منها مجنون لأفاق.
وفي كتاب " السماع " لأبي عبد الرحمن السلمي: قدم إبراهيم العراق سنة أربع وثمانين ومائة، فأكرمه الرشيد وأظهر بره، وتوفي في هذه السنة، وله خمس وسبعون سنة.
وفي تاريخ ابن أبي عاصم توفي سنة أربع وثمانين ومائة.(1/207)
وفي " تاريخ بغداد ": قدم إبراهيم العراق سنة أربع وثمانين فأكرمه الرشيد وأظهر بره، وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله، وأتاه بعض أصحاب الحديث يسمع منه أحاديث الزهري فسمعه يتغنى، فقال: لقد كنت حريصا على أن أسمع منك فأما الآن فلا سمعت منك حديثا أبدا، قال: إذا لا أفقد إلا سخطك علي، وعلي إن حدثت ببغداد ما أقمت حديثا حتى أغني قبله.
وقال العجلي: ثقة.(1/208)
213 - (خ م س ق) إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص.
قال العجلي: مدني تابعي ثقة.
وقال يعقوب بن شيبة في مسنده المعروف " بالفحل "، في مسند سعد بن أبي وقاص: إبراهيم معدود في الطبقة الثانية من فقهاء أهل المدينة بعد الصحابة، وكان ثقة كثير الحديث.
وفي كتاب " الطبقات " لابن سعد: روى عن علي بن أبي طالب.
وذكره أبو حاتم البستي في كتاب " الثقات ". وكذلك ابن شاهين.
214 - (م 4) إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق، وهو ابن عبد العزيز.
فيما ذكره الجياني، ومسلمة، قال: وروى عنه من أهل بلدنا بقي بن مخلد.(1/209)
وقال يعقوب بن العباس: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن سعيد صاحب ابن عيينة؟ فقال: لم يزل يكتب الحديث قديما.
قلت: فأكتب عنه؟ قال: نعم.
وقال ابن المقرئ: في " معجمه " عن إبراهيم بن سعيد: دخلت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل أسلم عليه فمددت إليه يدي فصافحني، فما أن خرجت قال: ما أحسن أدب هذا الفتى لو انكب علينا كنا نحتاج أن نقوم.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت أبا الحسن الدارقطني عنه فقال: ثقة.
وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وفي كتاب المزي: تسع.
وهو غير جيد، لأن كتاب ابن قانع قد مر فيه من التصحيف، وكأنه نقله من غير أصل فاشتبه السبع بالتسع، ولو كان من أصل لتبين له صواب ذلك من خطئه.
ويقال: توفي سنة أربع وأربعين فيما ذكره ابن زبر، وصاحب " الزهرة ".
وقال أبو علي الغساني، ومسلمة بن قاسم: سنة خمس وخمسين.(1/210)
وقال أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم: سنة ست وخمسين.
وقال ابن عساكر سنة ثلاث وخمسين؛ وهو الصحيح.
وفي كتاب " الطبقات " لأبي عمرو الداني المقرئ: روى الحروف سماعا من إسماعيل بن أبي أويس عن نافع، وله عنه نسخة، وروى الحروف عنه محمد بن عبد الصمد المصيصي.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، ثم خرج حديثه في " صحيحه " عن زيد بن عبد العزيز بن أبي جابر الموصلي.
وفي " تاريخ بغداد ": كان لسعيد والد إبراهيم اتساع من الدنيا، وأفضال على العلماء، فلذلك تمكن ابنه من السماع، وقدر على الإكثار من الشيوخ.
وصف الجوهري ببغداد إليه ينسب.
وذكر المزي في ترجمة إبراهيم بن شماس السمرقندي: إن الجوهري روى عنه، ولم يذكره هناك، فينظر.
وقال أبو محمد بن الأخضر: كان ثقة ثبتا مكثرا، مات مرابطا سنة سبع وأربعين، وروى عنه: أبو يعلى في " معجمه ".(1/211)
وقال الخليلي: إبراهيم بن سعيد الجوهري صالح.
وزعم ابن عساكر في " النبل " أن البخاري روى عنه: وكأنه غير جيد، لأن جماعة من العلماء حكوا أن مسلما تفرد به عن البخاري، منهم: أبو عبد الله بن البيع وأبو الفضل بن طاهر وأبو إسحاق الحبال.
وقال صاحب " الزهرة " تفرد به مسلم، وروى عنه خمسة أحاديث.
وفي " تاريخ بغداد " للخطيب: قال عبد الرحمن بن خراش: سمت حجاج بن الشاعر يقول: رأيت إبراهيم الجوهري عند أبي نعيم، وأبو نعيم يقرأ وهو نائم. وكان الحجاج يقع فيه.
وقال إبراهيم الهروي: حج سعيد والد إبراهيم فحمل معه أربعمائة رجل من الزوار سوى حشمه؛ منهم: إسماعيل بن عياش، وهشيم، وأنا معهم في إمارة هارون الرشيد.
وفي " تاريخ دمشق ": روى عن: يحيى بن سعيد الأموي، روى عنه: محمد بن محمد بن سليمان الباغدي، وأحمد بن المبارك، وأبو حفص عمرو بن عثمان بن الحارث بن ميسرة الرعيني، وإسحاق بن البهلول، وعمرو بن عثمان، وعبد الله بن أبي سفيان الشعراني.
215 - (د) إبراهيم بن سعيد المدني: قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني: رفع حديثا لا يتابع على رفعه.(1/212)
216 - (ق) إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي.
قال المزي: لم يذكر - يعني - ابن سرور من روى له. كذا قال، وليس هذا الاسم موجودا في كتاب " الكمال " جملة، وهذا مما أسلفنا أنه نقله من نسخة من " الكمال " غير مهذبة، والله تعالى أعلم، وقد استظهرت بنسختين جيدتين صحيحتين.
وفي " تاريخ الخطيب " عن أبي داود، وسأله الآجري عنه، فقال: ثقة، ورأيت أحمد بن حنبل يكتب أحاديثه بنزول.
قال الخطيب: وأخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي عن أبي الحسن الدارقطني قال: إبراهيم بن سليمان المؤدب ثقة.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": روى عن مجاهد، وهرير، روى عنه: قتيبة بن سعيد.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ليس به بأس.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: روى عنه العراقيون، وقد قيل: اسمه إبراهيم بن إسماعيل بن رزين، والله أعلم.
وحكى المزي أن معاوية بن صالح حكى عن ابن معين: أنه ثقة،(1/213)
صحيح الكتاب.
وابن عدي يحكي بسنده عن معاوية غير ذلك، وهو عن يحيى: هو ضعيف، وكذا ألفيته أنا في " سؤالات معاوية "، قال ابن عدي: ولم أجد في ضعفه إلا ما حكاه معاوية عن يحيى، وهو عندي حسن الحديث ليس كما روى معاوية عن يحيى، وله أحاديث كثيرة غرائب حسان تدل على أنه من أهل الصدق وهو ممن يكتب حديثه.
وكذا ذكره عن معاوية - أيضا - أبو جعفر العقيلي في كتاب " الجرح والتعديل ".
217 - (ت ق) إبراهيم بن سليمان الأفطس.
ذكره أبو حاتم بن حبان البستي في " كتاب الثقات ".
وصحح الحافظ أبو علي الطوسي في " أحكامه " حديثه.
وفي طبقته:
218 - إبراهيم الأفطس.
روى عن التابعين، ذكره ابن حبان في " كتاب الثقات "، وقال: ليس(1/214)
هذا بابن سليمان، ذكرناه للتمييز.
219 - (خ د) إبراهيم بن سويد بن حيان المدني.
قال البستي لم يذكره في كتاب " الثقات ": ربما أتى بمناكير.
وفي كتاب " التعديل والتجريح " للباجي: قد أخرج مسلم عن إبراهيم بن سويد وهو غير هذا، ذاك النخعي، قال: وقد ذكر أبو عبد الله الحاكم: إبراهيم بن سويد فيمن اتفقا عليه، وأراه النخعي، وقد ذكر النخعي بعد ذلك فيمن تفرد مسلم فظن في بعض المواضع أنه المدني.
وقال ابن خلفون: غمزه بعضهم.(1/215)
220 - (م ع) إبراهيم بن سويد النخعي الأعور، المعروف بالصيرفي.
فيما ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " وخرج حديثه في " صحيحه ".
وقال الحاكم أبو عبد الله في كتاب " المستدرك ": ثنا علي بن حمشاذ ثنا موسى بن هارون والحسن بن سفيان قالا: ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن زكريا عن إبراهيم بن سويد النخعي - وكان ثقة - عن أبي بردة بن أبي موسى فذكر حديثا.
وقال في " سؤالاته الكبرى " للدارقطني: قلت له - يعني الدارقطني - فإبراهيم بن سويد؟ قال: هو قليل الحديث، ليس في حديثه شيء منكر، إنما هو حديث السهو وحديث الرفا.
وقال في كتاب " علوم الحديث ": روايته الصحيحة عن علقمة والأسود، ولم يدرك أحدا من الصحابة.
وقال العجلي: ثقة.
وذكره ابن شاهين في " جملة الثقات ".
وفي كتاب الصرفيني: روى له مسلم حديثا واحدا.(1/216)
221 - إبراهيم بن أبي سويد.
حدث عنه أبو داود سلميان بن الأشعث في " ابتداء الوحي "، وكتاب " الزهد ": عن عبد الواحد بن زياد وجرير بن حازم. قاله الحافظ أبو علي الغساني في كتاب " شيوخ أبي داود "، ولم يذكره المزي.
222 - وإبراهيم بن أبي سويد الزارع.
هو إبراهيم بن الفضل يأتي، ولم ينبه عليه أيضا.
223 - (ل فق) إبراهيم بن شماس الغازي السمرقندي.
قال الحاكم أبو عبد الله: المروزي صاحب الفضيل.
وذكر الإدريسي في " تاريخ سمرقند "، الذي أوهم كلام المزي أنه رآه ونقل منه، وليس كذلك، إنما نقل منه بواسطة الخطيب أن إبراهيم هذا روى عن: أبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي، والنضر بن شميل، وعبد العزيز ابن أبي رزمة.
روى عنه: أحمد بن نصر العتكي السمرقندي، ومحمد بن مرزوق، ومحمد بن معروف البذشي، وأحمد بن سعيد الرباطي، وأحمد بن سيار المروزي، وعمر ابن حفص، وحفص بن حميد المروزي، قال: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: عاشرت الناس تسعين سنة فما وجدت أخا ستر علي عورة، وبكر بن خلف المقرئ، ومحمد بن إسماعيل البكري.
وقال أحمد بن سيار: سمعته يقول: كتبت في وصيتي أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وأني على خلاف ما عليه أهل خراسان.(1/217)
قال أحمد بن سيار: ورأيت إسحاق بن إبراهيم وأباه يوما في خان السبيل في سوق العسق فجعل يسأله عن مسائل ويملي على إسحاق وهو يكتب.
وفي " تاريخ بغداد " للخطيب: روى عنه داود بن رشيد، قال: وأنا الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني قال: ابن شماس ثقة.
وفي " تاريخ نيسابور " للحاكم: روى عن: يحيى بن السمان، وعيسى بن يونس، وأيوب بن النجار.
روى عنه: محمد بن عبد الوهاب، وعمر بن عبد العزيز، وأحمد بن عمر اللبقي، وأحمد بن معاذ السلمي.
وروى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري في " تاريخه الكبير " قال: سمعت ابن المبارك يقول: الإيمان قول وعمل، وسكت عن التعمق.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقول الإدريسي الذي حكاه المزي: الأصح عندي قول إبراهيم - يعني وفاته سنة عشرين - فإنه حكي لي عن الأبار مثل قوله، يحتاج إلى نظر، فإنه إن لم يكن عنده إلا المتابعة فليس جيدا، لأنا قد وجدنا متابعا لقول من قال سنة إحدى، وهو البستي أبو حاتم بن حبان، وإن كان عنده غيره فسئل ذاك، والله تعالى أعلم.
224 - إبراهيم بن شمر بن يقظان، هو ابن أبي عبلة.
نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى، ولم ينبه عليه المزي كعادته.(1/218)
225 - (د) إبراهيم بن صالح بن درهم.
قال أبو الحسن بن عمر الدارقطني في " كتاب السنن ": ضعيف.
وفي كتاب " ابن أبي حاتم ": روى عنه: أبو سلمة التبوذكي موسى بن إسماعيل.
وقال العقيلي: وحديثه غير مشهور.
والذي قاله المزي عنه: والحديث غير محفوظ. لم أره فينظر.
وقال ابن حبان في " كتاب الثقات " لما ذكره فيهم: يروي عن أبيه عن أبي هريرة، وابن عمر، روى عنه: روح بن عبد المؤمن.
والحديث الذي أنكر عليه هو ما رفعه: " يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم معهم شهداء بدر ولأخرهم " ذكره في " الكامل ".
226 - (مد) إبراهيم بن طريف.
ذكره أبو حاتم البستي في " الثقات " وكذلك ابن شاهين وقال: قال أحمد بن صالح: كان ثقة.(1/219)
227 - (ع) إبراهيم بن طهمان بن شعبة أبو سعيد الهروي، سكن نيسابور.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات ": يكنى أبا عمرو.
وذكره أبو عمرو الداني في " طبقات القراء "، ونسبه الحاكم في " تاريخ بلده "، وغيره: الباشاني نسبة إلى باشان، قرية على فرسخ من هراة، قاله غسان بن سليمان، ومحمد بن عبد الرحيم.
وذكره الحافظ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد في " تاريخ هراة "، وذكر عن مالك بن سليمان أن إبراهيم لما مات قال: لم يخلف مثله.
وقال أبو حاتم البستي: توفي سنة ستين ومائة.
قال الحاكم: وقيل: إن إبراهيم ولد بحدود نيسابور من رستاق جراف، ثم انتقل منها إلى هراة، فأقام بها برهة من الدهر، ثم رحل في طلب العلم فانصرف إلى هراة، وهو واحد عصره بخراسان ومفتيها، ثم انتقل - على كبر السن - إلى نيسابور، فتولى القهندر عند مبشر بن عبد الله بن رزين، ثم خرج منها إلى مكة فأقام بها إلى أن توفي بمكة، وكتبه مودعة عند مبشر بن عبد الله بنيسابور، فلذلك لم يقع إلى سائر الآفاق من حديثه ما وقع إلى نيسابور.
روى عنه: أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، وفضيل بن سلميان النميري البصري، وخارجة بن مصعب الخراساني، وعبد الله بن واقد أبو رجاء، وعثمان بن يساف، ويزيد بن أبي حكيم العدني، وقال معن: رأيت إبراهيم ومعه ألواح يكتب العلم، وقد(1/220)
أتى عليه نحو من ثمانين سنة.
زيد بن الحباب، وعلي بن الحسين بن واقد، وعلي بن الحسن بن شقيق، وسلمة بن الفضل الأبرش، وجرير بن عبد الحميد، وحماد بن قيراط، وكنانة بن جبلة، وراشد أبو عبد الله، وابنه محمد بن طهمان، وسهل بن بشر أبو الحسن والهياج، وإبراهيم بن سليمان الزيات.
روى عن: يزيد العقيلي، وعباد بن إسحاق، وأبي جعفر الرازي عيسى ابن أبي عيسى ماهان. ومسعر بن كدام، ويزيد بن أبي زياد وأبي حنيفة الإمام، ومحمد بن ميسرة، ومالك بن أنس الإمام، وعبد الواحد بن زيد العابد.
وقال أبو زرعة الرازي: سمعت أحمد بن حنبل وذكر عنده ابن طهمان، وكان متكئا من علة فاستوى جالسا، وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكئ، ثم قال أحمد: حدثني رجل من أصحاب ابن المبارك قال: رأيت ابن المبارك في المنام ومعه شيخ مهيب، فقلت: من هذا معك؟ فقال: أما تعرف هذا! هذا سفيان بن سعيد الثوري. قلت: من أين أقبلتم؟ قال: نحن نزور كل يوم إبراهيم بن طهمان. قلت: في أي موضع تزورونه؟ قال: في دار الصديقين؛ دار يحيى بن زكريا صلى الله عليه وسلم.
وقال عبد الله بن المبارك: ابن طهمان من الحفاظ.
وقال الحسين بن إدريس: سمعت ابن عمار محمد بن عبد الله الموصلي الحافظ يقول: ابن طهمان ضعيف مضطرب الحديث.
قال: فذكرته لصالح بن محمد الحافظ فقال: ابن عمار من أين يعرف حديث إبراهيم، إنه لم يعرف حديثه، إنما وقع إلى ابن عمار حديث إبراهيم في الجمعة ومنه غلط ابن عمار على إبراهيم - يعني - الحديث الذي رآه ابن عمار عن المعافى عن ابن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة " أول جمعة جمعت(1/221)
بجواثا " وما أدري الغلط إلا من غير إبراهيم، لأن هذا الحديث رواه: ابن المبارك، ووكيع، وابن مهدي، وهو في تصنيف إبراهيم رواه عنه: حفص، وغسان، وكنانة، والهياج، ومالك، والعقدي، وخالد بن تزار، عن أبي جمرة عن ابن عباس، وقد تفرد المعافى بذكر محمد بن زياد عن إبراهيم، فعلم أن الغلط منه أي من المعافى لا من إبراهيم(1/222)
وقال عبد الصمد بن حسان: كنت مع الثوري بمكة فقال: يأتيكم من خراسان خيرها، بل خير فجاء إبراهيم، وذلك سنة خمس وخمسين.
وقال أحمد بن سيار: كان إبراهيم قد جالس الناس، وكتب الكتب، ودرست كتبه، ولم يتهم في روايته.(1/223)
وقال البخاري: حدثني رجل ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت ابن المبارك يقول: أبو حمزة السكري وإبراهيم بن طهمان صحيحا العلم والحديث.
وقال البخاري: وسمعت محمد بن أحمد يقول: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن طهمان فقال: صدوق اللهجة.
وقال يحيى بن اليمان: كان إبراهيم من أنبل من حدث بخراسان، والعراق والحجاز، وأوسعهم علما.
وفيه يقول بعضهم:
إن ابن طهمان لفي باذخ ... من صنعة الفقه فلا يلحق
كاد أبو إسحاق في علمه ... يطول أو يفحم من ينطق
بكف إبراهيم عند التقى ... ثم له المفيق والمرتق
إن ابن طهمان لبحر إذا ... جاش من العلم فلا يسبق
ولما سأل الفضل بن زياد أحمد بن حنبل عنه قال: كفاك رواية ابن مهدي عنه.
وقال غسان بن سليمان: كان إبراهيم حسن الخلق، واسع الأمر، سخي النفس، يطعم الناس، ويصلهم، ولا يرضى من أصحابه حتى ينالوا من طعامه.
وقال الحاكم: وقد اشتبه على بعض أئمة المسلمين من مذهب إبراهيم بن طهمان وما نسب إليه من مذهب الكوفيين، والبيان الواضح أنه مدني المذهب، قال الحسين بن الوليد: صحبت مالك بن أنس في طريق مكة فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل نيسابور. قال: تعرف ابن طهمان؟ قلت: نعم. قال: يقول أنا عند الله مؤمن. قال: فكانت فرصتي منه، فقلت: ما بأس بذلك؟(1/224)
قال: فأطرق ساعة، ثم قال: لم أجد المشايخ يقولون ذلك.
وفي رواية: فقال: لي: يا هذا ما هذه الأعجوبة التي تبلغنا عن طهمانيكم؟ قال: قلت ما الذي بلغك؟ قال: بلغني أنه يقول: إيماني مثل إيمان جبريل. فقلت: وما له لا يقول ذلك كي أغضبه. قال: ويحك لا تقله لأن السلف لم تقله.
قال الحسين: فما رأيت جوابا أشفى ولا أوجز منه، ولكان أحب إلي من ربح عشرين ألفا.
وقال جرير: رأيت رجلا تركي الوجه على باب الأعمش يقول: كان فلان مرجئا يعني رجلا عظيما، فذكرت ذلك للمغيرة فقال: فعل الله بهم وفعل، لا يرضون حتى يحلون بدعتهم الأئمة.
وقال أبو عبد الله: ومذهب إبراهيم الذي نقل إلينا عنه بخلافه فلا أدري أكان ينتحلها ثم رجع عنها أو اشتبه على الناقلين حقيقة الحال فيما نقله، فاسمع الآن الروايات الصحيحة عن إبراهيم الدالة على صحة عقيدته في مذهب أهل الحديث في الأصول والفروع.
قال حفص بن عبد الله: سمعت ابن طهمان يقول: والله الذي لا إله إلا هو لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل.
وقال حماد بن قيراط: سمعت إبراهيم يقول: الجهمية كفار، والقدرية كفار، ومن أنكر أن الله تعالى يتكلم وأن الله يرى في القيامة فقد كفر.
قال الحاكم أبو عبد الله: فقد أقمنا البراهين على مذهب إبراهيم إذ هو إمام لأهل خراسان من مذهب أهل الحديث. وأول مفت للحديث بنيسابور، لا يغتر بتلك الحكايات التي اشتبهت مغتر، فإن مثل إبراهيم مرغوب في الانتماء(1/225)
إليه، فلذلك ادعته أهل الكوفة أنه منهم، وقد اختلفوا بمثل هذا الخلاف في سفيان الثوري لجلالته والروايات ظاهرة بخلاف ما ادعوه، والله تعالى أعلم.
وفي " تاريخ هراة ": كان طهمان أبو إبراهيم من أهل المعرفة بالعلم، وقد روى عنه، وكان إبراهيم محدثا عالما ما أخرجت خراسان مثله.
وقال الفضل بن زياد لما سئل عنه: كفاك رواية ابن مهدي عنه.
وقال إسحاق بن راهوية: كان صدوقا حسن الحديث، أنا عثمان بن سعيد ثنا نعيم بن حماد قال: سمعت عن إبراهيم بن طهمان منذ أكثر من ستين سنة أنه مرجئ.
وسمعت محمد بن عبد الرحيم يقول: كان إبراهيم من أهل بشابان معروف الدار بها والقراءة، وكان يطعم أهل العلم الطعام، وسمع من محمد بن إسحاق بنيسابور، وذلك أن محمدا قدم نيسابور.
وسمعت محمد بن إسحاق بن إبراهيم يقول: كان أبي حسن الرأي في إبراهيم ويثني عليه بأنه كان صحيح الحديث حسن الرواية كثير السماع، ما كان أحد أكثر رواية منه بخراسان، وأنه يرغب فيه لتثبته وصحة حديثه.
وقال يحيى ابن أكثم: إبراهيم أنبل من حدث بخراسان، والعراق، الحجاز، وأوثقهم علما، سمعت صالح بن محمد يقول: إبراهيم هروي ثقة حسن الحديث كثير الحديث يميل شيئا إلى الإرجاء، وقد حبب الله حديثه إلى الناس، وهو جيد الرواية، حسن الحديث.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة " عن يحيى: صالح. يعني ابن طهمان، وقال(1/226)
الدارمي عنه: ليس به بأس.
وقال البستي: له مدخل في الثقات ومدخل في الضعفاء، قد روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات، وقد تفرد عن الثقات بأشياء معضلات سنذكره إن شاء الله تعالى في كتاب " الفصل بين النقلة "، سمعت أحمد بن محمد ثنا محمد بن عبدة ثنا أبو إسحاق سمعت ابن المبارك يقول: كان إبراهيم ثبتا في الحديث.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن أبي الحسن الدارقطني: ثقة، وإنما تكلم فيه بسبب الإرجاء.
وقال أبو جعفر العقيلي في كتاب " الجرح والتعديل ": كان يغلو في الإرجاء، فكان الثوري يستثقله لذلك.
وسماه العجلي في غير ما نسخة: إبراهيم الطهماني.
وقال ابن خراش: صدوق في الحديث، وكان مرجئيا.
وفي " تاريخ بغداد " للحافظ أبي بكر: قال أحمد بن سيار: الناس اليوم في حديثه أرغب، وكان كراهة الناس فيما مضى أنه ابتلي برأي الإرجاء.
وقال إسحاق بن إبراهيم: لو عرفت من إبراهيم بمرو ما عرفت منه بنيسابور ما استحللت أن أروي عنه.
وقال الإمام أحمد: هو صحيح الحديث مقارب، إلا أنه كان يرى الإرجاء، وكان شديدا على الجهمية.(1/227)
وقال الجوزجاني: كان فاضلا يرى الإرجاء.
وقال أبو حاتم الرازي: شيخان مرجئان من خراسان ثقتان: أبو حمزة السكري، وابن طهمان.
وقال ابن خلفون، وذكره في " الثقات ": ضعفه بعضهم، وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: ليس به بأس، وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات "، وكذلك الحاكم في كتاب " علوم الحديث ".
وفي " كتاب الصرفيني ": عن إبراهيم بن عامر البجلي.
وفي كتاب " الإرشاد " عن شكر: كان طهمان أبوه أحد أهل المعرفة بالعلم، وقد رووا عنه.
228 - (دس) إبراهيم بن عامر.
قال المزي: وقال أبو داود الطيالسي عن شعبة عن إبراهيم بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، وهو وهم.
كذا قاله مفهما استقلاله به، وليس كذلك، بل هو كلام أبي حاتم بعينة، قال ابنه: قلت: فإن أبا داود الطيالسي روى عن شعبة عن إبراهيم بن عامر بن سعد بن أبي وقاص. فقال: هذا وهم، ليس هو بابن سعد بن أبي وقاص، هذا شيخ كوفي لا بأس به.(1/228)
229 - (س) إبراهيم بن أبي العباس ويقال: ابن العباس أبو إسحاق السامري.
قال البخاري في " تاريخ الكبير ": روى عنه عبد الله بن عمر الجعفي.
وفي قول المزي: ذكره يعني صاحب " الكمال " ولم يذكر من روى عنه، نظر من حيث إني لم أره فيما رأيت من نسخ " الكمال "، فلينظر.
230 - (س) إبراهيم بن عبد الله بن أحمد المروزي الخلال.
سماه الحافظ الصريفيني، ومن خطه نقلته مجودا: إبراهيم بن عبد الأعلى، وقرنه بإبراهيم بن عبد الأعلى عن قتادة، وإبراهيم بن عبد الأعلى الجعفي الآتي بعد، والله تعالى أعلم.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": لا بأس به.
وقال ابن خلفون: قال النسائي: كتبنا عنه بمرو مجلسا، ولا بأس به.
231 - (ت ق) إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي.
ذكر ابن خلفون أن أبا داود روى عنه، وذكره البستي في كتاب " الثقات " وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذا أبو علي الطوسي الحافظ، والحاكم أبو عبد الله.(1/229)
وقال الدارقطني: ثقة ثبت.
وقال في " النبل ": ولد سنة ثمان وأربعين ومائة.
ومات في مسلخ شعبان.
وقال أبو الفتح الأزدي، فيما ذكر في " كتاب الصريفيني ": ثقة صدوق، ما سمعت أحدا يذكره إلا بخير إلا أنه زائغ في مذهبه.
وفي كتاب " أحاديث التابعين " للحافظ أبي موسى المديني الأصبهاني: روى عنه: الحسين بن عبد الله بن شاكر السمرقندي.
232 - (ت) إبراهيم بن عبد الله بن حاطب.
ذكره البستي في كتاب " الثقات " وقال: هو مستقيم الحديث، وحسن أبو علي الطوسي، والترمذي حديثه، وهو: " لا تكثروا الكلام بغير ذلك الله عز وجل ".
وفي " كتاب الصريفيني ": روى عن: أبيه عبد الله بن حاطب.
وقال البخاري: يروي عن ابن حبان مراسيل.(1/230)
233 - (ع) إبراهيم بن عبد الله بن حنين.
ذكره البستي في كتاب " الثقات ".
وفي " تاريخ البخاري ": وقال أبو نعيم: ثنا شيبان عن يحيى عن ابن حنين أن عليا أخبره. ففي هذا إشعار بسماعه من علي، إن كان ابن حنين هذا إبراهيم، وإن كان عبد الله وهو الأشبه لقصور طبقة إبراهيم عن طبقة من يسمع من علي.
وفي كتاب " الطبقات " لابن سعد: كان إبراهيم من رواة العلم، وكان حنين مولى مثقب، ومثقب مولى يشمل، ويشمل مولى شماس، وشماس مولى العباس - رضي الله عنه -.(1/231)
فينظر في كلام المزي، وبإطلاقه مولى العباس.
وفي " كتاب " أبي إسحاق الصريفيني: توفي سنة بضع ومائة.
234 - (سي) إبراهيم بن عبد الله بن عبد القاري.
والقارة ولد محلم بن غالب بن عائذة بن يثيع بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
يروي عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقال ابن أبي حاتم في " المراسيل ": قال أبو زرعة: روايته عن علي مرسلة.
وذكره مسلم في " الطبقة الأولى من أهل المدينة ".
235 - (بخ م د ت س) إبراهيم بن عبد الله قارظ.
سماه البخاري إبراهيم بن قارظ.
وفي " تاريخ " الحربي: سمع عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وجابر بن عبد الله.(1/232)
وذكره ابن سعد في " الطبقة الأولى " من التابعين الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وروى عامتهم عن أبي بكر وعمر وغيرهما، وسماه إبراهيم بن قارظ، وقال: سمع من عمر قوله: " عضل بي أهل الكوفة ما يرضون بأمير ولا يرضى عنهم أمير ".
وقال المزي تبعا لصاحب " الكمال ": رأى عمر وعليا وروى عن جابر، وفيه نظر، لما أسلفناه، والله أعلم.
ولما ذكره البستي في كتاب " الثقات " قال: روى عن: أبي سلمة.
وفي " كتاب المزي ": روى عنه أبو سلمة. وهو غير صواب على هذا.
وقال ابن خلفون: هو ثقة مشهور، وصحح أبو عيسى حديثه في جامعه " ثمن الكلب خبيث ".
وخرج ابن حبان حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم.
وفي " تاريخ البخاري ": روى معمر، وابن جريج، وعبد الجبار عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، وتابعه يحيى بن أبي كثير فيما روى عنه الأوزاعي، ومعمر، ومعاوية، وشيبان، وهشام فيما روى عنه عبد الصمد، والنضر بن شميل، ووهب بن جرير، ومعاذ بن فضالة.(1/233)
وقال يزيد بن هارون عنه: محمد بن عبد الله، وهو غلط خارج عن القولين.
ووافقهم ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن إبراهيم بن قارظ، وسعد بن إبراهيم، فيما روى عنه شعبة وابنه إبراهيم، وكذلك قال ابن علية، والنضر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في " صلاة الجماعة ".
وقال عقيل وشعيب ويونس: عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ سمع أبا هريرة سمع النبي صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي هذا "، وروى يحيى بن سعيد الأنصاري عن ذكوان أخبرني عبد الله بن إبراهيم بن قارظ عن أبي هريرة في " صلاة الجماعة "، وتابعه عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل سمع عبد الله إبراهيم بن قارظ، وعن عبد الكريم أبي أمية عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ.
وأما ابن أبي حاتم فإنه جعلهما ترجمتين، وفصل بينهما كما فعله البخاري، والله تعالى أعلم.
وقال أبو سعيد بن يونس في " تاريخ الغرباء ": قدم مصر زمن عمر بن عبد العزيز بن مروان وحفظ عنه.
وفي " رافع الارتياب " للخطيب: كذا رواه ابن علية عن معمر عن الزهري. شك في قارظ أهو بالظاء أو بالضاد قارض، وذكر أن يحيى قال: كان الزهري يهم في هذا الاسم، فيقول: إبراهيم بن عبد الله، وذكر البخاري أن أبا أمامة بن سهل حدث عن ابن قارظ وسماه عبد الله بن إبراهيم.
236 - (م س ق) إبراهيم بن أبي موسى الأشعري.
قال ابن حبان في كتاب " الثقات " روى عنه الحكم بن عتبة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.(1/234)
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وكناه ابن خلفون: أبا إسحاق.
وفي كتاب الصريفيني: روى له مسلم حديثا واحدا في كتاب الحج.
وذكره في الصحابة أبو نعيم وابن منده الحافظان، وأبو إسحاق بن الأمين، وأبو منصور الباوردي، وقال: كان أكبر ولد أبي موسى.
237 - (سي ق) إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة.
قال أبو عمر الصدفي في " تاريخه ": سألت أبا جعفر العقيلي عنه فقال: ليس به بأس.
قال: وسألت أبا علي صالحا الأطرابلسي عنه فقال: لا بأس به.
ولما ذكره الخليلي في " الإرشاد " قال: هو ثقة، روى عنه الحفاظ.
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": كوفي ثقة.
238 - إبراهيم بن عبد الله بن أبي إسحاق.
قال صاحب " الزهرة ": روى عنه - يعني مسلما - حديثا واحدا.
كذا(1/235)
ذكره، ولم أر له عند غيره ذكرا.
239 - (م د س ق) إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس.
أطلق المزي روايته عن ميمونة، وابن حبان البستي لما ذكره في كتاب " الثقات " قال: وقد قيل: إنه سمع من ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك بصحيح عندنا، ولذلك أدخلناه في أتباع التابعين، وخرج حديثه أيضا في " صحيحه ".
ولما ذكر البخاري في " تاريخه " روايته عن ميمونة من غير تصريح بسماع أتبعه بحديث نافع عن إبراهيم أن ابن عباس حدثه عن ميمونة، قال: ولا يصح فيه ابن عباس. انتهى.
وليس هذا مخلصا للمزي، لأن البخاري إنما أنكر دخول ابن عباس في هذه(1/236)
الرواية بينهما، لا أن سماعه منها صحيح، ومن علم حجة على من لم يعلم، لا سيما ولم يصرح بسماعه منها أحد علمناه من القدماء المعتمدين، وأكد ذلك ذكره عند ابن سعد في " الطبقة الرابعة " من المدنيين الذين ليس عندهم إلا صغار الصحابة، وقال: أمه أم محمد بنت عبيد الله بن العباس، وهو أبو محمد وداود.
240 - (م د س ق) إبراهيم بن عبد الأعلى الجعفي مولاهم.
قال ابن أبي خيثمة: وسئل يحيى بن معين عن إبراهيم بن عبد الأعلى الذي روى عنه إسرائيل. فقال: صالح.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
وقال العجلي: ثقة.(1/237)
وقال المزي: يروي عن جدته عن أبيها سويد بن حنظلة، كذا قاله، وابن قانع يزعم أن الصحيح عن أبيها عن سويد.
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه "، وذكره البستي في " الثقات "، وكذا ابن شاهين.
241 - (خ د س) إبراهيم بن عبد الرحمن بن إسماعيل السكسكي.
خرج ابن حبان، والحاكم حديثه في " صحيحيهما "، وذكره ابن حبان،(1/238)
وابن خلفون في " الثقات ".
وقال الحاكم أبو عبد الله: قلت لعلي بن عمر الدارقطني: السكسكي لم ترك مسلم حديثه؟ فقال: تكلم فيه يحيى بن سعيد. قلت: بحجة؟ قال: هو ضعيف.
وذكره الحاكم في " المدخل " في باب من أخرجه البخاري وذكره بشيء من الجرح، وقد كان قبل ذكره في: " باب من اتفقا عليه "، وهو وهم منه، نص على ذلك غير واحد، والله أعلم.
وقال ابن القطان: ضعفه قوم فلم يأتوا بحجة، وهو ثقة.
وقال ابن خلفون: قال أبو الحسن الدارقطني: تابعي صالح.
قال ابن خلفون: وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال الساجي: عن يحيى بن سعيد: كان الأعمش يتكلم فيه.
قال أبو يحيى: روى حديثا تفرد به، وهو: عن ابن أبي أوفى مرفوعا: " خير عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر ".(1/239)
وذكره العقيلي، وأبو حفص بن شاهين، وأبو العرب القيرواني، في " جملة الضعفاء ".
وزعم المزي أنه مولى صخير، وابن حبان والبخاري وغيرهما يزعمون أن مولى صخير لا يعرف اسمه، فإن كان الخطيب قد رد ذلك على البخاري فقد أقره الرازيان ولم ينكراه، فلينظر.
242 - (خ س ق) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي.
قال ابن خلفون: هو ثقة مشهور.
وصحح الحاكم حديثه في " مستدركه ".(1/240)
وقال البخاري في " الكبير ": وقال فائد وغيره: إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة، وروى موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة عن أبيه سمع جابرا، ونراه أخا محمد بن عبد الرحمن الذي روى عنه محمد بن الحارث بن سفيان، وقد روى عن ابن إسحاق، وسمع من إبراهيم بن موسى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة عن عكرمة بن خالد، ومات عبد الله بن أبي ربيعة قبل عثمان بقليل.
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات ": إبراهيم بن عبد الرحمن: أراه ابن أبي ربيعة، روى عن: سعد بن أبي وقاص. روى عنه: ابن جريج.
243 - (خ م د س ق) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أمه أم كلثوم بنت عقبة.
قال محمد بن عمر الواقدي وأبو داود وغيرهما: يقال إنه ولد في حياة(1/241)
النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الواقدي: ودخل على عمر وهو غلام.(1/242)
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبع وتسعين.
وفي كتاب " الكنى " للنسائي: هو ثقة.
وذكره أبو نعيم في كتاب " الصحابة " تأليفه. وقال النسائي: قالوا: إنه يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ورسول قيصر.
وفي كتاب الصريفيني: مات وله ست وسبعون.
وفي كتاب " القراب ": قال إبراهيم الحربي: كان إبراهيم سيد ولد أبيه.
وعده في الصحابة جماعة منهم: أبو إسحاق بن الأمين.
وذكره مسلم في " الطبقة الأولى من أهل المدينة "، وقال العجلي: ثقة تابعي مدني.
وفي " تاريخ " عمرو بن علي الفلاس: مات سنة خمس ومائة.
وفي كتاب " الكلاباذي ": ولد سنة إحدى وعشرين.(1/243)
وفي قول المزي: وأمه من المهاجرات الأول. نظر، لأن أهل السير والتواريخ والأنباء لا أعلم بينهم خلافا، قالوا: إن هجرتها كانت بعد الحديبية. ومن كانت بهذه المثابة لا تعد من الأول.
وفي " الأوسط " للبخاري: تزوج سكينة بنت الحسين بغير ولي، ففرق عبد الملك بينهما، وعن يونس عن ابن شهاب أخبرني إبراهيم: استسقاء النبي، ورأى بعضهم في " كتاب " إن النبي صلى الله عليه وسلم استسقا بهم. ولا أراه يصح، لأن أمه أم كلثوم زوجها الوليد أسلم عام الفتح.
وقال الواقدي في " التاريخ " مات وهو ابن خمس وخمسين سنة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للباجي: وهو ثقة ثبت.
وفي تكنية المزي أباه: أبا محمد، نظر، قال البخاري: وقال بعض ولد عبد الرحمن بن عوف كنيته أبو محمد.
قال أبو عبد الله: أخشى أن يكون وهم.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب ابن خلفون: وثق، وقيل فيه: ثبت، وسمع من: عمر، وعثمان، ومعاوية بن أبي سفيان، وأسامة بن زيد، وأنشد له الزبير في كتاب " نسب قريش "(1/244)
أمتروكة شوطى برد طلالها ... وذو الغصن مليح أغر خصيب
معي صاحب لم أعص مذ كنت أمره ... إذا قال شيئا قلت أنت مصيب
وفي " تاريخ " ابن عساكر: ومما دل على ولادته في أيام النبي صلى الله عليه وسلم سنه.
وفي لطائف أبي موسى: كان قصيرا دحداحا، تزوج سكينة بنت الحسين فلم ترضه واختلعت منه.
244 - (د ت سي) إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي.
قال الخليلي في " الإرشاد ": مات وهو شاب لا يعرف له إلا أحاديث دون العشرة، يروي عنه الهاشمي أحاديث أنكروها على الهاشمي، وهو من الضعفاء.
وقال ابن عدي: يمكن أن يكون من الراوي عنه.
ولما ذكره ابن حبان في " الثقات " قال: يتقى حديثه من رواية جعفر عنه.
245 - (ق) إبراهيم بن عبد السلام بن باباه المخزومي.
قال أبو أحمد بن عدي: هو ضعيف.(1/245)
وفي سؤالات الحاكم " الكبرى " لأبي الحسن الدارقطني: ضعيف. كذا قاله، وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: إبراهيم بن عبد السلام بن شاكر ضعيف. فلا أدري أهو المذكور عند الحاكم، أو هذا غيره، والله أعلم.
وابن شاكر هذا في طبقة ابن باباه، قال مسلمة: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين، يصلح أن يذكر للتمييز.(1/246)
246 - (بخ ت س) إبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة.
روى عن: عمه، فيما ذكره ابن أبي حاتم، قال: وورى عنه يحيى بن عبد الحميد الحماني، وعمر بن علي بن أبي بكر الإسفذني.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: يخطئ.
وصحح أبو علي الطوسي حديثه في كتاب " الأحكام " تأليفه.
وفي " كتاب البرقي " عن يحيى: ضعيف، وذكره أبو العرب في " جملة الضعفاء ".
247 - (س) إبراهيم بن عبد العزيز بن مروان سكن الرقة.
فيما ذكره في " تاريخ حران "، وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": حراني ثقة.
248 - (ت س) إبراهيم بن عبد الملك القناد.
ذكر ابن البرقي عن يحيى بن معين أنه: ضعيف، وكذا قاله أبو يحيى(1/247)
الساجي، ونسبه شيبانيا.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: يخطئ.
وذكره حافظ القيروان في " جملة الضعفاء "، وكذلك أبو القاسم البلخي.
249 - (خ م د س ق) إبراهيم بن أبي عبلة شمر بن يقظان بن المرتحل أبو إسماعيل العقيلي، ويقال أبو سعيد، ويقال أبو إسحاق، ويقال أبو العباس.
نسبَه ابن حبان في كتاب " الثقات ": إبراهيم بن أبي عبلة شمر بن يقظان بن عامر بن عبد الله بن المرتحل.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
ونسبه أبو سعيد بن يونس في " تاريخ الغرباء ": فلسطينيا.
وقال أبو عمرو الداني في كتاب " طبقات القراء " تأليفه: وردت عنه الرواية في حروف القرآن، وله اختيار خالف في كثير منه قراءة العامة.
وقال الحفاظ أبو بكر الخطيب الحافظ في " تخريجه لأبي القاسم النسيب ": وإبراهيم بن أبي عبلة ثقة من تابعي أهل الشام، يجمع حديثه.(1/248)
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب " الاستغنا " و " التمهيد ": كان ثقة فاضلا له أدب ومعرفة، وكان يقول الشعر الحسن.
وذكر المزي أن النسائي قال فيه: ثقة. والذي رأيت في كتاب " التمييز ": ليس به بأس. وفي نسخة أخرى: لا بأس به.
وفي كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه: رأى ابن عمر. وكذا قاله البستي. قال الرازي: وروى عن واثلة بن الأسقع، وهو صدوق ثقة.
والذي نقله عنه المزي صدوق، غير جيد لثبوته كما ذكرته في عامة النسخ، وكأن الشيخ تبع ابن عساكر فإنه كذلك ذكره عن أبي حاتم. والله تعالى أعلم.
وفي تاريخ البخاري " الكبير ": سمع واثلة.(1/249)
وذكره أبو حفص بن شاهين في " جملة الثقات ".
وفي " كتاب الدوري ": قلت ليحيى: قد روى سفيان بن عيينة عن ابن أبي عبلة؟ فقال: لم يلقه سفيان.
وذكره أبو زرعة الدمشقي في " تاريخه الكبير " في نفر عُمِّرُوا ثم قال: وهو من القدماء.
وفي " تاريخ أبي القاسم بن عساكر ": عن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: سأل عمرو بن الوليد رجلا عن إبراهيم بن أبي عبلة، ما خبره؟ فقال: عمرو إنه ما علمت هنيا مريا من الرجال.
وقال إبراهيم ليحيى بن أبي عمرو السيباني وعلي بن أبي جملة. أنا أسن منكما.
وكانت له ناحية من عمر بن عبد العزيز، ودخل عليه مسجد داره وكان يسمع كلامه.
وقال إبراهيم: أرسل إلي هشام بن عبد الملك، فقال: يا إبراهيم إنا قد عرفناك صغيرا واختبرناك كبيرا ورضينا بسترك وحالك، وقد رأيت أن أخالطك بنفسي وخاصتي، وأشركك في عملي، وقد وليتك خراج مصر. فاستعفى.(1/250)
وقال له العلاء بن زياد بن مطر: أنت العام خير منك عام الأول.
وفي كتاب " المراسيل " لعبد الرحمن سمعت أبي يقول: لم يدرك ابن أبي عبلة عبادة بن الصامت.
وقال ابن الأبار في " الأعتاب ": لمالك عنه حديث واحد في " الموطأ " وإرساله فيما ورد أصح من إسناده.
وذكره أبو نعيم الحافظ في " الرواة عن الزهري والأعلام من الأئمة ".
250 - (م) إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي.
خرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وذكره ابن سعد في " الطبقة الرابعة " من أهل المدينة. لا كما زعم المزي أنه ذكره في الثالثة. والله أعلم.
قال ابن سعد: وله من الولد: محمد، ورفاعة، وإسحاق.
وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات ".
وذكره أبو موسى المديني في كتاب " الصحابة " تأليفه، وقال: ذكره عبدان في " الصحابة ".
ولما ذكر أبو عبيد حديثه في " نكاح الربيبة "، قال: لا يصح عندي لأن إسناده فيه مقال.
وقال ابن المنذر، والطحاوي: إبراهيم بن عبيد هذا لا يعرف، وأكثر أهل العلم تلقوا حديثه هذا بالدفع.(1/251)
251 - (ت ق) إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي مولاهم أبو شيبة.
قال حافظ مصر عبد الغني بن سعيد في كتابه " إيضاح الإشكال ": روى عنه عيسى بن خالد اليمامي فسماه: عثمان بن إبراهيم العبسي، قال: ثنا منصور بن المعتمر. فذكر عنه حديثا.
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي: كان ضعيفا في الحديث.
وفي " كتاب الضعفاء " لابن الجارود: سكتوا عنه وتركوا حديثه.
وفي " كتاب ابن أبي حاتم " زعم يزيد بن زريع أن عنده كتابا عظيما له كأنه اللؤلؤ من حسنه.
قال: ولا أروي عنه شيئا حتى ألقى الله تعالى يعني إنكارا على أبي شيبة.
وخرج الحاكم حديثه في " المستدرك ".
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: ضعيف.
وقال الحافظ أبو علي الطوسي في كتاب " الأحكام " تأليفه: منكر الحديث.
وذكره البخاري في " فصل: من مات من الستين ومائة إلى السبعين ".
وقال أبو عمر في كتاب " الاستغنا ": ليس بالقوي عندهم.
وذكره ابن شاهين في " جملة الضعفاء والكذابين ".
وقال عبد الله بن المبارك: ارم به.
وفي " كتاب أبي طالب " قال أبو(1/252)
عبد الله: منكر الحديث قريب من الحسن بن عمارة، قال: والحسن متروك الحديث.
وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث.
وقال أبو زرعة الرازي: ضعيف.
وفي كتاب " تاريخ بغداد ": قال شعبة: رأيته عند الحكم وهو غلام في أذنه قرط أو شنف، فقلت للحكم، من هذا؟ قال: ابن أخت لي.
وقال الساجي في كتاب " الجرح والتعديل " يروي مناكير وعنده مناكير.
وفي " الكامل " لأبي أحمد بن عدي: قال أبو شيبة: ما سمعت من الحكم إلا حديثا واحدا، وكان الحكم زوج أمه.(1/253)
وقال نوح بن دراج: إبراهيم بن عثمان جدي أبي شيبة، وبنو أبي شيبة يقولون: أبو سعدة جدنا.
وقال وهب: ترك ابن المبارك حديثه.
وقال له رقبه بن مصقلة: لو كانت لحيتك من الذنوب لكانت من الكبائر.
وفي الرواة جماعة يسمون إبراهيم بن عثمان، منهم:
252 - إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن موهب.
روى عنه الوليد بن مسلم، في كتاب " المستدرك " للحاكم.
253 - وإبراهيم بن عثمان بن زائدة.
روى عن: وهيب بن الورد، روى عنه: علي بن ميسرة الهمداني عند الدارقطني.
254 - إبراهيم بن عثمان النيسابوري.
قال الحاكم: روى عن: حفص بن عبد الرحمن، والمكي بن إبراهيم.
ذكرناهم للتمييز.(1/254)
255 - (دق) إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة.
قال البخاري في " التاريخ الكبير ": مولى آل عمران بن حصين. فينظر في قول المزي: مولى عمران بن حصين.
وذكره الحافظ أبو حاتم بن حبان في كتابه " الثقات "، وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.(1/255)
256 - (م د س ق) إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش، أخو موسى المطرقي.
قال الرشاطي: أحسبه موضعا باليمن، وموسى أوثق أخويه إبراهيم ومحمد.
روى عنه ابنه إسماعيل بن إبراهيم في " مستدرك " الحاكم.
وقال في " السؤالات ": قلت - يعني للدارقطني - فإبراهيم بن عقبة؟ قال: ثقة، وليس فيه شيء.
زاد في " التعديل والتجريح ": وعندي أن مسلما قد أخرجه.
وذكره ابن شاهين في " الثقات "، وكذلك البستي، وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذا إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة.
وقال مصعب بن عبد الله - فيما ذكره ابن أبي خيثمة -: إبراهيم بن عقبة، وموسى ومحمد كانت لهم هيئة وعلم.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب " التمهيد ": سمع إبراهيم من جماعة من التابعين، وروى عنه جماعة من أئمة الحديث، وهو ثقة عندهم فيما حمل ونقل.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": روى عنه معمر بن راشد.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن إبراهيم بن عقبة؟ فقال: صالح لا بأس(1/256)
به، قلت يحتج بحديثه؟ قال: يكتب حديثه.
وقال محمد بن سعد: كان له ولأخويه موسى ومحمد حلقة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وكلهم فقهاء محدثون، موسى وإبراهيم ثقة قليل الحديث.
وقال الآجري سمعت أبا داود يقول: إبراهيم ومحمد وموسى بنو عقبة كلهم ثقات موالي عبد الله بن الزبير.
وقال ابن خلفون: هو عندهم ثقة.
وضبطه المهندس عن الشيخ بفتح الطاء وتشديد الراء المكسورة، وكأنه غير جيد، لأن السمعاني وغيره ضبطوها بكسر الميم وفتح الراء المخففة، فينظر.
257 - إبراهيم بن عقبة الراسبي، أبو رزام.
يروي عن عطاء، ذكره أبو عبد الله البخاري.
وكذلك:(1/257)
258 - إبراهيم بن عقبة.
عن مولى لأبي أمامة عن أبي أمامة، ذكرناهما للتمييز.(1/258)
259 - (د) إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه.
كذا قاله الشيخ، وفي " تاريخ البخاري ": إبراهيم بن عقيل بن منبه روى عن عمه وهب قوله.
وخرج الحافظان أبو بكر بن خزيمة، وابن حبان حديثه في " صحيحيهما "، وكذلك الحاكم.
وذكره البستي في كتاب " الثقات ".
وقال يحيى بن معين - فيما ذكره ابن أبي خيثمة: ثقة، وأبوه ثقة.
وفي " كتاب الدوري " عن يحيى بن معين: كان إبراهيم هذا يأتي هشام بن يوسف، وقد رأيته، ولكن ينبغي أن تكون صحيفة وقعت إليه.
وفي المتأخرين:
260 - إبراهيم بن عقيل أبو إسحاق النحوي.
قال الخطيب في " التلخيص ": كتبت عنه، وكان صدوقا، ذكرناه للتمييز.(1/259)
261 - (ق) إبراهيم بن علي بن حسن الرافعي.
خرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في " مستدركه ".
وقال الساجي: روى عن محمد بن عروة حديثا منكرا، وذكره ابن الجارود في جملة " الضعفاء ".
وقال أبو الوليد القاضي فيما ذكره عنه أبو الفرج بن الجوزي كان يرمى بالكذب.
وقال أبو حاتم: شيخ.
262 - (د س) إبراهيم بن عمر بن كيسان.
ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات ".
263 - (خ 4) إبراهيم بن أبي الوزير عمر بن مطرف.
روى عنه: محمد بن يونس الكديمي، فيما ذكر في " كتاب الصريفيني ".
ونسبه عبد الغني بن سعيد في كتاب " كنى الآباء والأجداد الغلبة على الأسماء ": طائفيا.
وقال البخاري: مات بعد أبي عاصم، ومات أبو عاصم، ومات أبو عاصم سنة ثنتي عشرة ومائتين.
وذكر المزي هذا عن الكلاباذي من غير أن يعزوه لقائله الأصلي، على أن(1/260)
الكلاباذي نفسه عزاه لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وذلك موجود في " تاريخه الكبير " الذي هو بيد غالب طلبة الحديث، فالعدول عن النقل منه إلى غيره قصور، إذ لو كان الكلاباذي استقل بذكر ذلك، كيف وقد خرج من عهدته بعزوه لأستاذ الدنيا الذي يفتخر العلماء بنقل كلامه.
وقال أبو عيسى الترمذي: ثنا محمد بن بشار ثنا إبراهيم بن أبي الوزير ثقة.
وقال الحاكم في " السؤالات الكبرى ": قلت له يعني الدارقطني: فإبراهيم بن أبي الوزير؟ قال: ثقة ليس في حديثه ما يخالف الثقات. وكذا هو في " الجرح والتعديل " عن الدارقطني - أيضا - وقال ابن حبان لما ذكره في " الثقات ": هو خال عبد الرحمن بن مهدي. ثم خرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن خزيمة، والحاكم، والطوسي.
وفي " معجم الطبراني الصغير ": ثنا أحمد بن علي بن الحسن نا بكار بن قتيبة نا أبو المطرف بن أبي الوزير، فذكر حديثا. وقال الطبراني: لم يروه عن موسى إلا أبو المطرف واسمه إبراهيم بن أبي الوزير.
وفي كتاب " الرواة عن مالك " للخطيب: إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير بصري أخو أبي المطرف. والله أعلم.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس به بأس. كذا هو في نسختين جيدتين، وكذا(1/261)
نقله عنه الباجي، وابن خلفون، والذي نقله عنه المزي: لا بأس به، لم أره، فينظر.
وفي كتاب الحافظ أبي إسحاق الصريفيني: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وكذا ذكره صاحب " الكمال "، وما أدري لم عدل المزي عنه ولم يبين فيه قدحا، إذ لو بين قادحا لقبل، وإن كان اعتقد ما نقله عن الكلاباذي قادحا فليس بشيء، لأن الثلاث والثلاثين هي بعد سنة ثنتي عشرة فلا خلف إن لو عين وفاته في تلك السنة، لأنا عهدناهم يختلفون في مثل هذا أو أكثر منه، فكيف ولم يعين؟! ولكن المعين لها في سنة ثنتي عشرة وهو ابن قانع. والله أعلم.
264 - (قد) إبراهيم بن عمرو الصنعاني، صنعاء دمشق.
روى عن: الوضين، كذلك ذكره المزي، وقد قال ابن عساكر في " تاريخ دمشق ": لا أعرفه، وإنما المعروف إبراهيم بن عمر بن كيسان من صنعاء اليمن، ولا أعرف لليماني رواية عن الوضين، والله تعالى أعلم.(1/262)
265 - (د) إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي.
قال البخاري: زعم إبراهيم أن أباه كان يدعى زبريقا.
وكذا ذكره الشيرازي في كتاب " الألقاب ".
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: إبراهيم بن العلاء يعرف بابن زبريق، وكذا قاله صاحب " الزهرة "، وأبو داود فيما قاله عنه الآجري.
والذي قاله المزي: إبراهيم المعروف بزبريق، لا أعلم له فيه سلفا إلا ابن عساكر فيما أرى، على أنه - أعني أبا القاسم - نقل كلام البخاري فيما بعد، والله أعلم. وقال مسلمة الأندلسي في كتاب " الصلة ": هو ثقة.
وفي " تاريخ دمشق ": ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة في شعبان، وكان لا يخضب.
وقال أبو داود: ليس بشيء.(1/263)
266 - (د س ق) إبراهيم بن عيينة، أخو التسعة أولاد عيينة.
حدث منهم خمسة، فيما ذكره ابن الصلاح.
قال الآجري: سئل أبو داود عن إبراهيم بن عيينة وعمران ومحمد ابني عيينة؟ فقال: كلهم صالح، وحديثه قريب من بعض.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير ": قال سليمان بن أبي شيخ: بنو عيينة جماعة أعرف منهم سفيان ومحمدا وعمران وإبراهيم وآدم موالي لبني جعفر بن كلاب.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه ".
وقال النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": ضعيف.
وفي كتاب " أبي العرب " عن النسائي: ثقة. ثم قال: وقال غير النسائي: هو ضعيف(1/264)
غير أن المزي أبعد النجعة في ذكر وفاته من عند المطين وابن أبي عاصم وإن كان كتاباهما غير عزيزي الوجود، لكن " تاريخ البخاري الكبير " أكثر وجودا وأعظم خطارا، وهو رحمه الله تعالى قد نص على القولين اللذين نقلهما المزي من عند هذين الإمامين.
والصواب أنه لا يجوز العدول عن كلام العلماء المتقدمين إلى من بعدهم، اللهم إلا أن يكون لزيادة أو ما أشبهها، والله تعالى الموفق.
قال البخاري في " كتابه الكبير ": ثنا أحمد بن أبي رجاء: مات - يعني(1/265)
إبراهيم - سنة تسع وتسعين ومائة أو سبع وتسعين. شك أحمد.
267 - (ت ق) إبراهيم بن الفضل المخزومي أبو إسحاق.
قال أبو الفرج بن الجوزي: وهو الذي يقال له: إبراهيم بن إسحاق.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": روى إسرائيل عن إبراهيم بن إسحاق وهو ابن الفضل.
وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وقال يعقوب بن سفيان: تعرف حديثه وتنكره.
وقال أبو علي الطوسي:(1/266)
يضعف في الحديث.
وفي كتاب ابن الجارود: ضعيف.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو حفص بن شاهين في " جملة الضعفاء ".
وقال الساجي: منكر الحديث، وبلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: إبراهيم بن الفضل ليس بشيء.
وقال أبو الفتح الأزدي، فيما ذكره أبو الفرج بن الجوزي: متروك. وقال الدارقطني مثله.
وفي الرواة جماعة يسمون إبراهيم بن الفضل منهم:
268 - إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الزارع بصري.
روى عن: حماد بن سلمة، وعمارة بن زاذان، وأبي عوانة الوضاح، وعبد الواحد بن زياد.
روى عنه: أبو حاتم، وأبو زرعة الرازيان.
وقال أبو حاتم: من ثقات المسلمين وقال ابن قانع: مات سنة أربع وعشرين ومائتين.
269 - وإبراهيم بن الفضل بن إسحاق الهاشمي.
سمع محمد بن رافع، وإسحاق بن إبراهيم.(1/267)
270 - إبراهيم بن الفضل بن يحيى النيسابوري.
سمع: عبد الله بن يزيد المقرئ وسعيد بن منصور.
روى عنه: إبراهيم الذهلي، ومحمد بن سليمان.
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور ": مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
271 - وإبراهيم بن الفضل أبو إسحاق النيسابوري.
سمع: يحيى بن يحيى، وحفص بن عبد الله السلمي ذكره أيضا.
272 - وإبراهيم بن الفضل السمرقندي.
روى عن: عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. ومات سنة ست وتسعين ومائتين. ذكره الإدريسي في " تاريخ سمرقند ".
ذكرناهم للتمييز.
273 - (د س) إبراهيم بن محمد التيمي أبو إسحاق القاضي البصري، من ولد محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر.
توفي في العشر الأخير من ذي الحجة سنة خمسين ومائتين.
حدث عنه الدولابي.
وذكر أبو بكر بن كامل في " تاريخه " قال: كان إبراهيم بن محمد القاضي بالبصرة رجلا صالحا، وكان يعمل في بستانه وهو قاض بالمسحاة، فإذا جاءه الخصم ترك المسحاة ونظر بينهم ثم يعود إلى حاله، ومات في دولة المستعين.(1/268)
274 - إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارصة ابن حصن ابان حذيفة بن بدر أبو إسحاق الفزاري.
ذكره البستي في جملة " الثقات " وقال: كان من الفقهاء العباد.
وقال ابن خلفون، في " الثقات ": كان إماما من أئمة المسلمين، وفقيها من فقهائهم، كان الثوري وابن عيينة والفضيل بن عياض والأوزاعي يرفعون به جدا لعلمه وفضله ودينه.
قال عطاء الخفاف: كنت عند الأوزاعي فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق فقال للكاتب: ابدأ به فإنه والله خير مني. قال: وكنت عند الثوري فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق فقال للكاتب: اكتب إليه وابدأ به فإنه والله خير مني.
وقال ابن أبي عاصم في " تاريخه ": مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وفي " تاريخ ابن عساكر " قال الفضيل بن عياض: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وإلى جنبه فرجة، فذهبت لأجلس فيها، فقال: هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري.
قال ابن عساكر: كان أبو إسحاق أحد أئمة المسلمين وأعلام الدين.
وقال أبو مسهر: قدم علينا أبو إسحاق فاجتمع الناس يسمعون منه، قال: فقال لي: اخرج إلى الناس فقل لهم من كان يرى رأي القدرية فلا يحضر مجلسنا. قال: ففعلت.
وقال ابن سعد: كان ثقة فاضلا صاحب سنة وغزو، كثير الخطأ في حديثه.(1/269)
وقال أبو طاهر: بينما رجل يستدل على رجل يسأله عن مسألة فدل على أبي إسحاق، فأتى مجلسه فإذا ابن المبارك في جانبه، فلما رأى ابن المبارك عرفه فأقبل عليه يسأله فأشار له ابن المبارك أن سل أبا إسحاق. فسأله فأفتاه.
وقال عبد الله بن داود الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه، وكان بعده أبو إسحاق أفضل أهل زمانه.
وفي كتاب " الإرشاد " للخليلي: روى عن: هشام بن حسان، وهشام الدستوائي، وابن جريج، وليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة. قال: وقال أبو حاتم الرازي: اتفق العلماء على أن أبا إسحاق إمام يقتدى به بلا مدافعة.
روى عنه: هشام بن عمار، ودحيم، وآخر من روى عنه ابن بكار، وروى عنه الثوري حديثا واحدا: " هدايا الأمراء غلول ".
قال الخليلي: وأبو إسحاق إمام مقتدى به، وهو صاحب كتاب " السير "، نظر فيه الشافعي وأملى كتابا على ترتيب كتابه، ورضيه، وقال الحميدي: قال لي الشافعي: لم يصنف أحد في السير مثله.
وفي كتاب " الشهداء " لابن حبيب المالكي: أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد بن زياد روى عن يحيى بن سليمان القرشي.
وقال أبو زرعة الدمشقي: سألت ابن معين قلت: فأبو إسحاق فوق مروان؟ قال: نعم. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: صدوق.(1/270)
وقال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأصبهاني قلت لأبي حاتم: ما تقول في أبي إسحاق؟ فقال: كان عظيم الغناء في الإسلام ثقة مأمونا.
وقال إسحاق بن إبراهيم: أخذ الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه فقال له الزنديق: لم تضرب عنقي؟ قال: أريح العباد منك. قال: فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها ما فيها حرف نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فقال له الخليفة: أين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك يأخذانها فيخرجانها حرفا حرفا.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: إذا رأيت شاميا يحب الأوزاعي والفزاري فهو صاحب سنة. وفي لفظ: رجلان من أهل الشام إذا رأيت رجلا يحبهما فاطمأن إليه؛ الأوزاعي وأبو إسحاق، كانا إمامين في السنة.
قال ابن عيينة: قال هارون لأبي إسحاق: أيها الشيخ بلغني أنك في موضع من العرب. قال: إن ذلك لا يغني عني من الله تعالى يوم القيامة شيئا.
وقال أبو علي الروذباري: كان أبو إسحاق يقبل من الإخوان والسلطان جميعا، فكان ما يأخذ من الإخوان ينفقه في المستورين الذين لا يتحركون، والذي يأخذ من السلطان كان يخرجه إلى أهل طرسوس.
وقال سليمان بن عمر الرقي: مات أبو إسحاق في آخر سنة سبع.
وقال صبيح صاحب بشر: لما مات أبو إسحاق رأيت اليهود والنصاري يحثون التراب على رؤسهم مما نالهم.
وقال عبيد بن جناد: لما مات أبو إسحاق بكى عطاء، ثم قال: ما دخل على أهل الشام من موت أحد ما دخل عليهم من موت أبي إسحاق.
قال عطاء: وقدم رجل من المصيصة فجعل يذكر القدر، فأرسل إليه أبو إسحاق: ارحل عنا.(1/271)
وقيل لأبي أسامة: أيهما أفضل أبو إسحاق أو الفضيل؟ فقال: كان الفضيل رجل نفسه، وكان أبو إسحاق رجل عامة.
وقال مخلد بن الحسين: رأيت كأن القيامة قامت والناس في ظلمة وفي حيرة يترددون فيها فنادى مناد من السماء أيها الناس اقتدوا بأبي إسحاق الفزاري فإنه على الطريق، فلما أصبحت أخبرته، فقال: نشدتك بالله لا تخبر بهذا أحدا حتى أموت.
وفي " تاريخ البخاري ": قال علي عن مروان عن إبراهيم بن حصن وهو إبراهيم من ولد حصن. وقال بعضهم: عن مروان عن إبراهيم بن أبي حصن.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي ثنا ابن الطباع قال: قال عبد الرحمن بن مهدي: وددت أن كل شيء سمعته من حديث مغيرة كان من حديث أبي إسحاق - يعني - عن مغيرة.
وفي " تاريخ " ابن أبي خيثمة: حدثني بعض أصحابنا، قال: قال أبو صالح - يعني محبوب بن موسى الفراء -، قال: سألت ابن عيينة قلت: حديثا سمعت أبا إسحاق رواه عنك أحب أن أسمعه منك؟ فغضب علي وانتهرني، وقال: ألا يقنعك أن تسمعه من أبي إسحاق، والله ما رأيت أحدا أقدمه عليه.
قال أبو صالح: وسمعت علي بن بكار يقول: لقيت الرجال الذين لقيتهم والله ما رأيت فيهم أفقه منه.
وقال العجلي: كان قائما بالسنة.
وقال أبو داود سليمان بن الأشعث: ضرب أبو إسحاق بالسياط، وأذن(1/272)
عليه.
وفي موضع آخر: خرج أبو إسحاق مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن.
وقال المنتجالي في كتابه " التعديل والتجريح ": أبو إسحاق كوفي ثقة.
قال نعيم بن حماد: سمعت ابن عيينة، يقول: ما أعلم اليوم أحدا أشد نفعا وأجرا من أبي إسحاق.
قال المنتجالي: طلب الحديث وهو ابن سبع وعشرين.
وقال أبو صالح الفراء: كنت إذا نظرت إلى شيوخنا أبي إسحاق ومخلد بن حسين، وعلي بن بكار أنظر إلى قوم قد أذابوا أنفسهم، قال: فما ينقضي عنهم رمضان حتى ترى جلودا على عظام.
وفي " تاريخ القراب ": مات سنة أربع وثمانين.
وزعم المزي أن الطبري قال: سمي فزارة لأنه كان ضربه أخ له ففزره فسمي بذلك انتهى. الطبري لم يذكر هذا إلا نقلا، ليس له إيراد ولا صدر فيه.
وقال في كتاب " معرفة الصحابة ": ذكر هشام بن محمد بن السائب في كتاب " الألقاب " أن فزارة، فذكره.
275 - (د) إبراهيم بن محمد بن خازم الضرير الكوفي.
ثقة. قاله أبو علي الجياني.
وقال عبد الباقي بن قانع: ضعيف، مات بالكوفة، وكان لا يخضب.(1/273)
وفي " النبل ": مات يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرم سنة ست وثلاثين.
وقال ابن خلفون: هو ثقة.
قاله أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عثمان نزيل مصر، ومسلمة بن قاسم الأندلسي.
276 - (ت سي) إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص.
قال الترمذي: كان الفريابي يقول هكذا، ومرة يقول: عن إبراهيم بن محمد عن سعد.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه "، وقال في كتاب " علوم الحديث ": لم يسمع من أحد من الصحابة، وربما نسب إلى جده فيتوهمه الراوي لحديثه إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، وهو تابعي عنده أبوه وغيره من الصحابة.(1/274)
277 - (بخ م 4) إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله.
قال ابن سعد: كان شريفا صارما، وكانت له عارضة ونفس شريفة، وإقدام بكلام الحق عند الخلفاء والأمراء وكان قليل الحديث.
وفي " كتاب البلاذري ": وهو أبو عمران ويعقوب.
وفي كتاب " أنساب قريش " للزبير: أخبرني عمي مصعب: أن هشاما قدم حاجا، وقد كان إبراهيم تظلم إلى عبد الملك في دار آل علقمة التي بين الصفا والمروة، وكان لآل طلحة شيء منها فأخذه نافع بن علقمة فلم ينصفهم عبد الملك بن نافع، فقال هشام لإبراهيم بن طلحة: ألم تكن ذكرت ذلك لعبد الملك. قال: بلى، وترك الحق وهو يعرفه، قال: فما صنع الوليد؟ قال: اتبع أثر أبيه، وقال بما قال القوم الظالمون: " إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ". قال: فما فعل فيها سليمان؟ قال: لا قفي ولا سيري. قال: فما فعل فيها عمر؟ قال: ردها يرحمه الله.
قال: فاستشاط هشام بن عبد الملك غضبا، وقال: أما والله أيها الشيخ لو كان فيك مضرب لأحسنت أدبك. قال: فقال إبراهيم: هو والله فيّ في الدين والحسب لا يبعدن الحق وأهله ليكونن لهذا بحث بعد اليوم.
وحدثني محمد بن إسماعيل قال دخل إبراهيم بن محمد بن طلحة على هشام فكلمه بشيء فيه لحن فيه، فقام فرد عليه إبراهيم الجواب ملحونا، فقال له هشام: أتكلمني وأنت تلحن. فقال له إبراهيم: ما عدوت أن رددت عليك نحو كلامك. فقال هشام: إن تقل ذاك فما وجدت للعربية طلاوة بعد أمير المؤمنين سليمان. فقال إبراهيم وأنا ما وجدت لها طلاوة بعد بني تماضر من بني عبد الله بن الزبير.
وذكره أبو حاتم بن حبان في " جملة الثقات ".
وصحح أبو عيسى حديثه(1/275)
في " جامعه " والطوسي في " أحكامه " وزعم الجاحظ في كتاب " العرجان ": أنه كان أعرج، قال: ومات بالمدينة سنة عشر، وكان من الأشراف، وأهل العارضة واللسن والجلد.
وزعم الدارقطني في " العلل " أن معاوية بن هشام تفرد من دون الجماعة فسماه محمد بن إبراهيم بن طلحة وهو وهم منه. قال: والصواب قول الجماعة.
وفي " تاريخ البخاري ": روى عن عمران بن طلحة، وقيل عمر بن طلحة، والأول أصح.
وفي قول المزي: روى عن عمر ولم يدركه. نظر، لأنه لم ينص عليه إمام من أئمة الحديث، ولا مولده معروف فيستبعد سماعه منه، وقد ذكر ابن أبي(1/276)
حاتم في كتاب " الجرح والتعديل " أنه روى عنه: " لأمنعن فروج ذوات الأنساب إلا من الأكفاء ". ولم يعترض على هذه الرواية، ولا ذكره في كتاب " المراسيل "، ولا " العلل " ولا " التاريخ "، فسكوته عنه في هذه المواضع إشعار منه بألا نظر فيه، إذ لو كان فيه نظر لما أهمله كجاري عادته، وإن كنا لا نرى سكوته كافيا لعدم التزامه ذلك، ولكنا لم نر أحدا نص عليه فتأنسنا بسكوته.
ويزيد ذلك وضوحا قول الزبير: بقي حتى أدرك هشاما، فهذا فيه بيان واضح أنه عمر عمرا طويلا فلا مانع على هذا إدراكه لعمر والله تعالى أعلم.
وأظن والله أعلم سلفه في ذلك صاحب " الكمال "، وصاحب " الكمال " سلفه فيه فيما أظن اللالكائي، فإنه قال: سمع عائشة وابن عمر وأبا أسيد، وروى عن عمر وأبي هريرة.
وفي " تاريخ أبي الفرج الأصبهاني الكبير ": لما ولي الحجاج بعد قتل ابن الزبير أشخص إبراهيم بن طلحة معه وقربه في المنزلة فلم يزل على حاله عنده معادلا له لا يترك من بره وتعظيمه وإجلاله شيئا، فلما حضر باب عبد الملك حضر به معه، فلما دخل الحجاج لم يبد بشيء بعد السلام إلا أن قال: يا أمير المؤمنين قدمت عليك برجل أهل الحجاز لم أدع له والله فيها نظير في كمال المروءة والديانة والأدب والستر وحسن المذهب والطاعة والنصيحة مع القرابة ووجوب الحق: إبراهيم بن محمد بن طلحة، وقد أحضرته ببابك ليسهل عليه إذنك وتلقاه ببرك وتفعل به ما يفعل بمثله.
فقال عبد الملك: ذكرتنا واجبا حقا ورحما قريبا يا غلام أيذن له، فلما دخل عليه قربه حتى أجلسه على فرشه، ثم قال: يا ابن طلحة إن أبا محمد ذكرنا لم نزل نعرفك به من الفضل وحسن المذهب ووجوب الحق فلا تدعن حاجة في خاصة أمرك ولا عام إلا ذكرتها. فقال: يا(1/277)
أمير المؤمنين إن أولى الأمور أن تفتح بها الحوائج ويرجى بها الزلف ما كان لله عز وجل رضى، ولحق نبيه صلى الله عليه وسلم أداؤه، ولك فيها ولجماعة المسلمين نصيحة. وعندي نصيحة لا أجد بدا من ذكرها فأخلني. قال: دون أبي محمد. قال: نعم. فأخلاه. فقال: قل. فقال: يا أمير المؤمنين إنك عمدت إلى الحجاج مع تغطرسه وتعترسه وتعجرفه وبعده عن الحق وركونه إلى الباطل فوليته الحرمين وفيهما من فيهما وبهما من بهما من المهاجرين والأنصار والموالي المنتسبة إلى الأخيار، يسومهم الخسف ويقودهم بالعسف ويحكم فيهم بغير السنة ويطردهم بطغام من أهل الشام ورعاع، لا روية له في إقامة حق ولا إزاحة باطل، ثم ظننت أن ذلك فيما بينك وبين الله ينجيك، وفيما بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلصك، لا والله فابق على نفسك أو دع.
فاستوى عبد الملك جالسا وكان متكئا، وقال: كذبت لعمر الله رمت ولؤمت فيما جئت به، قد ظن بك الحجاج ما لم يجده فيك، وربما ظن الخير بغير أهله، قم فأنت الكاذب المائن الحاسد. قال: فقمت والله ما أبصر طريقا، فلما خلفت الستر لحقني لاحق من قبله فقال للحاجب: احبس هذا وأدخل الحجاج، فلبثت مليا لا أشك أنهما في أمري، ثم خرج الإذن فقال: قم يا بن طلحة فادخل، فلما كشف الستر لقيني الحجاج فاعتنقني وقبل ما بين عيني ثم قال جزاك الله عني أفضل الجزاء، والله لئن سلمت لك لأرفعن ناظرك ولأعلين كعبك ولأبيعن الرجال غبار قدميك، قال: فقلت في نفسي: يهزأ بي فلما وصلت إلى عبد الملك أدناني، ثم قال: يا ابن طلحة لعل أحدا من الناس أشركك في نصيحتك؟ قال: قلت لا والله ولا أعلم أحدا كان أظهر عندي معروفا ولا أوضح يدا من الحجاج، ولو كنت محابيا أحدا بدين لكان هو، ولكني والله آثرت الله ورسوله والمسلمين، قال: قد علمت، ولو أردت الدنيا لكان لك في الحجاج أمل، وقد أزلته عن الحرمين لقولك وأعلمته أنك [استنزلتني له عنهما استصغارا لهما ووليته العراقين، وأعلمته أنك استعهدت مني ذلك استزادة له] فاخرج معه فإنك غير ذام صحبته.(1/278)
وفي كتاب " الطبقات ": كان إبراهيم رجلا نسيكا فإذا حزبه أمر جاد له، وكان عريف بني تميم ورأسها.
وقال إبراهيم بن هشام والي المدينة: لا يزال في قريش عز ما بقي هذا فإذا مات هذا ذلت قريش. وقال هشام بن عبد الملك فيه نحو هذا، أيضا.
ومات بمنى أول ليلة جمع فدفن أسفل العقبة وهو محرم مكشوف الوجه والرأس. وضعف هذا القول البلاذري في كتاب " الأنساب الكبير ".
وفي قول المزي عن علي ابن المديني: مات سنة عشر. نظر، لأن المعروف عن علي أنه قال: توفي سنة عشرين.
حتى إن ابن عساكر لما حكاه قال: هذا وهم، والصواب، قول شباب ومن تابعه: سنة عشر.
وأما ما وقع في غير ما نسخة من كتاب " الكمال ": قال علي وخليفة توفي سنة ست عشرة. فغير صواب، ولم ينبه المزي على ذلك، وكذا ألفيته أيضا في نسخة بخط الحافظ أحمد المقدسي، قال: وقابلها على خط عبد الغني بن سرور، رحمهما الله تعالى.
278 - (س ق) إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع.
كذا ذكره المزي، وفي كتاب " الثقات " لابن خلفون: إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن العباس من أهل الثقة والأمانة.(1/279)
وذكره البستي في كتاب " الثقات "، وخرج هو والحاكم حديثه في " صحيحيهما ".
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان ثقة حافظا للحديث، نشأ بمكة وتوفي بها.
وفي " تاريخ نيسابور " لأبي عبد الله بن البيع: سئل صالح بن محمد عنه فقال: صدوق.
وفي " فضائل الشافعي " للحاكم: كان محمد من أهل مكة، وصاحب الفضيل بن عياض، وابن عم أبي عبد الله محمد بن إدريس.
وذكره الحافظ أبو إسحاق بن الحبال فيمن اتفق عليه الشيخان. فينظر.
279 - (ق) إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جحش.
خرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال البخاري في " التاريخ الكبير ": حجازي رأى زينب بنت جحش، نا إسماعيل ثنا الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن إبراهيم بن محمد بن جحش الأسدي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ في مخضب في بيت زينب بنت جحش ".(1/280)
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " قال: روى عنه مهدي بن ميمون.
280 - (د س) إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن عبيد الله ابن معمر التيمي.
قال أبو بكر بن أبي خيثمة: تولى قضاء البصرة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وقال ابن خلفون: هو من ولد محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي.
وفي " تاريخ بغداد ": أشخص إبراهيم ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب فلما حضرا دار المتوكل أمر بإدخال ابن أبي الشوارب، فلما دخل عليه قال: إني أريدك للقضاء. فقال: يا أمير المؤمنين لا أصلح له. فقال: تأبون يا بني أمية إلا كبرا! قال: والله يا أمير المؤمنين ما بي كبر ولكن لا أصلح للحكم، فأمر باخراجه. وكان هو وإبراهيم التيمي قد تعاقدا ألا يتولى واحد منهما القضاء، فدعي بإبراهيم فقال له المتوكل: إني أريدك للقضاء. فقال: على شريطة، قال: وما هي؟ قال: أن تدعو لي دعوة فإن دعوة الإمام العادل مستجابة. فولاه، وخرج على ابن أبي الشوارب في الخلق وفيه يقول الجماز:
بنو تيم بنو تيم ... لهم شأن من الشأن
ففي السلم أبو بكر ... وفي الشرك ابن جدعان
وهذا اليوم قاضيا ... فهاتوا هل له ثاني(1/281)
وفي " أنساب قريش " للزبير: أمه ليلى بنت سلامان بن عامر بن عميرة ابن وديعة بن الحارث بن فهر.
وفي تكرار المزي في نسبه عبيد الله مرتين نظر، لأن الزبير والكلبي وغيرهما لم يذكروا إلا واحدا. فينظر.
281 - (م س) إبراهيم بن محمد بن عرعرة.
قال الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر في " مشيخة أبي القاسم البغوي ": كان صدوقا.
وقال ابن مردويه في كتاب " أولاد المحدثين " تأليفه: هو أخو عمرو بن محمد بن عرعرة.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه مسلم بن الحجاج ثمانية أحاديث.
وقال الخليلي في " الإرشاد ": هو حافظ كبير ثقة متفق عليه مخرج في الصحيحين أكثر عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وكان أبو يعلى الخليلي يثني عليه ويفتخر به. كذا قال: إن الشيخين خرجا له، ولم أر من قاله غيره. فينظر.
وفي " سؤالات مسعود " للحاكم: هو إمام من حفاظ الحديث.
وقال عبد الباقي بن قانع، وابن نقطة الحافظ في كتاب " المختلف والمؤتلف ": ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك الحاكم وأبو عوانة الإسفراييني.(1/282)
282 - (ت عس ق) إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب.
قال أبو الحسن العجلي: ثقة.
وذكره ابن حبان البستي في " جملة الثقات ".
وفي " كتاب الزبير ": أمه بسرة بنت عباد بن شيبان بن جابر السلمية، حليف بني هاشم.
وفي كتاب " الطبقات ": أمه مسرعة بنت عباد انتهى.
ويشبه أن يكون أحدهما مصحف من الآخر.
283 - (ع) إبراهيم بن محمد بن المنتشر.
ذكره ابن شاهين، وابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقال يعقوب بن سفيان: شريف كوفي ثقة.
وقال ابن خلفون - وذكره في كتابه " الثقات " - هو عندهم ثقة، وكان رجلا صالحا فاضلا.
وقال العجلي: كوفي ثقة.
وقال أبو زكريا يحيى بن معين فيما رواه عنه عباس: ثقة. وكذا قاله ابن سعد في كتاب " الطبقات ".(1/283)
284 - (ق) إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى سمعان.
قال عبد الغني بن سعيد حافظ مصر في كتابه " إيضاح الإشكال " وهو عبد الوهاب المقرئ الذي يروي عنه مروان بن معاوية وهو: أبو الزينب الذي يحدث عنه ابن جريج.
وقال أبو الفرج بن عبيد: ثنا إبراهيم بن أبي يحيى وكان قدريا.
وقال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب " الضعفاء ": كانوا يبهرجونه لأنه ليس بثقة فكان الواقدي يقول: أبو إسحاق بن محمد، وربما قال: إسحاق بن إدريس.
وقال يعقوب بن سفيان: جهمي قدري معتزلي رافضي ينسب إلى الكذب.
وفي موضع آخر: متروك الحديث مهجور.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، ترك حديثه، ليس يكتب، وكان أصغر من أخيه سحبل بعشر سنين.
وقال الحافظ أبو أحمد الحاكم في كتابه " الكنى ": ذاهب الحديث. وقالوا: كان يرى القدر وكلام جهم، تركه ابن المبارك والناس ونهى مالك عنه.
وفي كتاب " اختلاف الحديث " للشافعي رضي الله تعالى عنه: هو أحفظ من الدراوردي.
وفي " تاريخ أصبهان " لأبي نعيم الحافظ: في حديثه نكارة وفي مذهبه فساد.
وذكر ابن محمش في " أماليه " عن الربيع: أن الشافعي إذا قال أخبرني من لا أتهم يريده.
وقال أبو زرعة الرازي: ليس بشيء.
وفي " كتاب العقيلي " قال: سفيان بن عيينة: احذروه ولا تجالسوه.
وقال ابن المبارك: كان مجاهرا بالقدر، وكاد اسم القدر يغلب عليه، وكان صاحب تدليس، وقد ترك حديثه.(1/284)
وقال الوليد بن شجاع: سمعته يشتم بعض السلف.
وقال الساجي: كان يرى القدر، تركه يحيى بن سعيد، وأهل الحديث.
وقال عبد الرزاق: ناظرته فإذا هو معتزلي فلم أكتب عنه.
وقال الحذاء: خرجنا نتناضل فلما فرغنا كان طريقنا على إبراهيم، فقال بعضنا لبعض: ضعوا له حديثا فقلنا: فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا. فقلنا لا تكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إسماعيل بن أبي حكيم قال: سألت عمر بن عبد العزيز فقلت: أني أرمي صيدا فسألناه عنه؟ فقال: حدثنيه إسماعيل بن أبي حكيم أنه سأل عمر بن عبد العزيز عن ذلك فقلنا ما رأينا أكذب منه.
وذكر الحازمي في " محبة السبق " نظير هذا للواقدي معه، وكانوا خرجوا إلى العقيق فرأوا قلة على جدار فقال بعضنا لبعض نتجاذبها وللناضل سبق. قال الواقدي: فقلت لهم هذا يشبه الحديث، فمروا بنا ندخل على ابن أبي يحيى، فدخلنا عليه فقلنا له: حدثك صدقة بن يسار عن إبراهيم أن فتية خرجوا إلى العقيق فرأوا قلة على جدار فتجاذبوها وللناضل سبق؟ قال: نعم، حدثني صدقة عن ابن عمر به.
وقال الأصمعي: رأيت إبراهيم يستتاب بالمدينة عند المنبر من القدر.
قال الساجي: والشافعي لم يخرج عن إبراهيم حديثا في فرض إنما جعله شاهدا في فضائل الأعمال، وظن به الشافعي ما ظن به ابن جريج.
وقال أبو عبد الملك بن عبد البر في " تاريخ قرطبة ": روى عنه بقي بن مخلد، وكان من أكبر الناس في ابن عيينة، وبقي لا يروي إلا عن ثقة عنده.
وخرج الحاكم حديثه في الشواهد من " كتاب الجنائز ".
وعند التاريخي: ثنا ابن شبيب ثنا أبو مصعب، سمعت الشافعي يقول: كان ابن أبي يحيى قدريا.
وقال البرقي في كتاب " الطبقات " تأليفه: وممن يكذب في حديثه ابن أبي(1/285)
يحيى، كان يرمى بالقدر والتشيع والكذب.
وقال العجلي: كان قدريا معتزليا رافضيا كانت فيه كل بدعة، وكان من أحفظ الناس، وكان قد سمع علما كثيرا وقرابته كلهم ثقات، وهو غير ثقة.
وفي كتاب " الضعفاء " لأبي العرب حافظ القيروان، ومؤرخها - عن محمد بن سحنون: لا يحتج بحديثه عند الأئمة جميعها، لا أعلم بين الأئمة اختلافا في إبطال الحجة بحديثه.
قال: وسمعت بكر بن حماد يحدث أنه كان لا يحدث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فرقا من مالك، وكان إذا جاءه من تسمع منه خرج إلى بعض حيطان المدينة. أو كلاما هذا معناه.
وفي كتاب " الجرح والتعديل ": نهى وكيع عن الأخذ عنه، وقال أحمد بن سعد ابن أبي مريم عن عمه: كذاب.
وقال الخليلي في كتاب " الإرشاد ": لا يروي عنه من تركه، إلا الشافعي فإنه يقول: ثنا الثقة في حديثه المتهم في دينه، وقد روى عنه ابن جريج مع جلالته، قال الخليلي: هو متروك الحديث.
وفي " كتاب الآجري " عن أبي داود: كان قدريا رافضيا شتاما مأبونا.
وقال ابن أبي مريم: كان متهما على نفسه.
وقال الحافظ أبو إسحاق الحربي في كتاب " العلل والتاريخ ": رغب المحدثون عن حديثه.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني: كان ضعيف الحديث، ضعيف الدين، رافضيا قدريا.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في " تاريخه الكبير ": هو جهمي قدري رافضي معتزلي ينسب إلى الكذب.
ولما ذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب " الضعفاء والكذابين " قال: قال عثمان بن أبي شيبة: عندي عنه من الحديث أمثال الجبال ما أروي عنه منها شيئا،(1/286)
ويروى النهي عنه عن الليث بن سعد.
وفي " الضعفاء " لابن الجارود: ليس بثقة كذاب رافضي.
وقال أبو عبد الله الحاكم فيما رواه عنه مسعود السجزي في سؤالاته: ليس بالقوي عندهم.
وفي كتاب ابن الجوزي: كان يحيى بن سعيد يقول ما أشهد على أحد أنه كذاب إلا على إبراهيم ومهدي بن هلال.
وقاله أحمد بن حنبل: وقد ترك الناس حديثه، وكذا قال النسائي وعلي بن الجنيد.
وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث.
وقال أبو حاتم بن حبان: روى عنه الشافعي، وكان جالسه في حال الصبا فحفظ عنه، فلما دخل مصر في آخر عمره وصنف لم تكن كتبه معه فأودع الكتب من حفظه فروى عنه، فتارة يكني عنه ولا يسميه.
وفي كتاب " الغرباء " لابن يونس: توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: أربع وتسعين ومائة، وآخر من حدث عنه بمصر أبو شريك المرادي.
285 - (ق) إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي.
قال أبو الفتح الأزدي - فيما ذكر في كتاب الصريفيني -: ساقط.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي: ثقة مشهور.
وقال الساجي: يحدث بمناكير.(1/287)
286 - (بخ ت ق) إبراهيم بن المختار التيمي أبو إسماعيل الرازي الخواري. يقال له حبوية.
ذكر الصريفيني أن كنيته أبو إسحاق، ويقال أبو محمد، مات سنة ثمانين ومائة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: ليس ممن يحتج به.
وقال مسلمة: روى عنه ابن وضاح، وكان نعم الرجل، مات سنة ثمانين ومائة.
وقال أبو أحمد الجرجاني في الكتاب " الكامل ": وذكروا أن إبراهيم هذا لا يحدث عنه غير ابن حميد، وأنه من مجهولي مشايخه وهو ممن يكتب حديثه.
وفي كتاب الآجري: سأل أبو داود: إبراهيم بن المختار من أصحاب شعبة؟ فقال: أي شيء عنده عن شعبة.
وفي موضع آخر: سألت أبا داود يعني عنه؟ فقال: ليس به بأس.
وفي موضع آخر: سمعته يقول إبراهيم بن المختار ليس به بأس، يقال له ابن حبويه.
والذي ذكره المزي عنه تابعا صاحب " الكمال ": لا بأس به. لم أره على أني استظهرت بأصول صحاح.(1/288)
وقال المزي: يقال له حبويه. انتهى. وهذا أبو داود يقول: ابن حبويه.
وفي قول المزي عن البخاري، ولم يتبعه عليه: خوار موضع بالري. نظر، لأن خوار الري مدينة كبيرة مشهورة لا يصلح التعبير عنه بموضع، وإن كان لا بعد فيه لكن العرب تأباه، قال ياقوت: هي بين الري وسمتانتجوز قوافل خراسان في وسطها، بينها وبين الري نحو عشرين فرسخا، وهي غير خوار التي من قرى بيهق، وغير خوار التي من قرى طوس، وغير خوار القرية التي بوادي ستارة من نواحي مكة شرفها الله تعالى.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال يحيى بن معين: رأيته يقدمه الرازيون على جماعة.
وقال البخاري فيما ذكره عنه العقيلي في كتاب " الضعفاء ": لا أدري كيف حديثه.
287 - (د) إبراهيم بن مخلد الطالقاني.
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب " الصلة ": ثقة فيما رأيته في كتاب الصريفيني.
وله مشايخ يسمون إبراهيم بن مخلد منهم:
288 - إبراهيم بن مخلد أبو إسحاق النيسابوري الكبير.
سمع: وكيع بن الجرح، وحفص بن عبد الرحمن.
روى عنه: سلمة بن شبيب، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء. ذكره الحاكم في " تاريخ بلده ".(1/289)
289 - إبراهيم بن مخلد.
حكى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
ذكره ابن عساكر في " تاريخ دمشق "، ذكرناهما للتمييز.
290 - (س) إبراهيم بن مرزوق بن دينار.
نزيل مصر. مولى ثقيف.
فيما قاله مسلمة. وخرج الحاكم حديثه في " مستدركه ".
وقال السمعاني في " أماليه ": هو محدث ثقة.
وقال أبو سعيد بن يونس في " تاريخ الغرباء ": توفي بمصر، وصلى عليه بكار القاضي، وكان عمي قبل وفاته بشيء يسير، وكان ثقة ثبتا.
وقال أبو عمر الصدفي: قال لي سعيد بن عثمان: إبراهيم بن مرزوق بصري ثقة، روى عنه ابن عبد الحكم، وأخرجه في كتبه، وشهر اسمه.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه وهو ثقة صدوق.
وقال ابن خلفون: ثقة مشهور. قال: وذكره الحافظ أبو بكر الخطيب فقال: كان ثقة ثبتا.
وفي " أسماء شيوخ أبي عبد الرحمن النسائي " لما ذكره قال: ليس لي به علم، وقد كتبت عنه.
قال حمزة الكناني: لم يحدث عنه أحد.(1/290)
291 - (بخ) إبراهيم بن مرزوق الثقفي.
روى عنه أبو زكريا يحيى بن معين فيما ذكره البخاري في " تاريخه الكبير ". وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات ".
292 - (مد ق) إبراهيم بن مرة الشامي.
ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات "، ونسبه مدنيا.
وذكره أبو حاتم البستي في كتاب " الثقات ".
293 - (د تم س ق) إبراهيم بن المستمر العصفري.
قال ابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات ": ربما أغرب.
وخرج ابن أبي خزيمة، وأبو علي الطوسي، والحاكم حديثه في " صحاحهم ".
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة ": أرجو أن لا يكون به بأس.
وقال أبو علي الجياني: صدوق ونسبه عدويا.
روى عنه الترمذي في " الشمائل " حديث ابن عمر يرفعه " عليكم بالإثمد ".(1/291)
294 - (ق) إبراهيم بن مسلم الهجري.
قال الخطيب: ولا أعلمه روى عن غير ابن أبي أوفى.
وخرج إمام الأئمة، وابن البيع حديثه في " صحيحيهما "، وقال الحاكم في " كتاب الجنائز ": لم ينقم عليه بحجة.
وفي موضع آخر: ليس بالمتروك إلا أن الشيخين لم يحتجا به.
وقال البزار في " كتاب السنن ": رفع أحاديث أوقفها غيره.
وقال علي بن الجنيد: متروك.
وقال عبد الله بن علي ابن المديني: سمعت أبي يقول: قال سفيان: كان الهجري لا يحفظ حدثني علي ما هو فيه.
وقال: وسمعت أبي يقول: أنا لا أحدث عن الهجري بشيء قال لي: وكان - يعني - الهجري رفاعا وضعفه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث.
وقال الكوفي: يكتب حديثه، وفيه ضعف.
وفي موضع آخر: كوفي ضعيف.
وكذا قاله البرقي في كتاب " الطبقات ".
وفي كتاب " الضعفاء " لأبي العرب القيرواني: سئل أحمد بن حنبل: الهجري يحدث عنه؟ فقال: قد روى عنه شعبة.(1/292)
وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب " التاريخ ": فيه ضعف، وأستغفر الله تعالى من ذلك.
وذكره ابن شاهين في كتاب " الضعفاء والكذابين " من رواة الحديث.
وذكره البخاري، وأبو بشر الدولابي، وأبو القاسم البلخي، وأبو جعفر العقيلي في " جملة الضعفاء ".
وقال الساجي: صدوق يهم، كان رفاعا للأحاديث، وكان سيء الحفظ فيه ضعف، وكان ابن عيينة يضعفه، وكرهه يحيى بن سعيد، وقال شعبة: كان رفاعا.
وفي " كتاب ابن الجارود ": ليس بشيء.
وقال السعدي: يضعف حديثه.
وفي كتاب الآجري: قال أبو داود: قال يحيى بن سعيد: كان الهجري يسوق الحديث سيقاة جيدة.
وقال أبو الفتح الأزدي: هو صدوق، لكنه رفاع كثير الوهم.
وقال يعقوب بن سفيان: كان رفاعا، لا بأس به، كوفي.(1/293)
وفي " اللباب المجمل في كتاب المهمل ": لا أعلمه روى عن صحابي غير ابن أبي أوفي.
295 - (خ ت س ق) إبراهيم بن المنذر الحزامي.
قال ابن خلفون: كان من أهل الصدق والأمانة.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: كان ثقة.
وقال أبو الفتح الأزدي: إبراهيم هذا في عداد أهل الصدق، وإنما حدث بالمناكير الشيوخ الذين روى عنهم فأما هو فهو صدوق.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: وسألته يعني الدارقطني عن إبراهيم الحزامي؟ فقال: ثقة.
وذكره البستي في جملة " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه "، كذلك الحاكم وابن خزيمة.
مات سنة خمس وثلاثين أو ست ذكره ابن حبان.
وقال في " النبل ":(1/294)
سنة خمس وثلاثين.
وفي كتاب " الزهرة ": روى عنه - يعني البخاري - ثلاثة وسبعين حديثا، ثم روى في كتاب " الاستئذان ": عن ابن أبي غالب وبندار وغيرهما عنه.
وفي كتاب ابن قانع: مات في رجب سنة ست.
وفي كتاب " التعديل والتجريح " للباجي: قال ابن وضاح لقيته بالمدينة، وهو ثقة.
وقال الزبير بن أبي بكر في " أنسابه ": إبراهيم بن المنذر كان له علم بالحديث ومروءة وقدر، وكان له أخوة هلكوا.
296 - (م 4) إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي أبو إسحاق الكوفي والد إسماعيل.
قال ابن سعد: يكنى أبا جابر وهو بجلي من أنفسهم، وكان أبوه من كتاب الحجاج بن يوسف، وكان إبراهيم ثقة.
وفي " الكامل ": قال الشاذكوني: حديثه - يعني ابن مهاجر - خمسمائة حديث.(1/295)
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الضعفاء "، قال: هو كثير الخطأ.
وفي " سؤالات الحاكم " قلت له - يعني الدارقطني - فإبراهيم بن مهاجر؟ قال: ضعفوه، تكلم فيه يحيى بن سعيد وغيره، قلت: بحجة؟ قال: بلى، حدث بأحاديث لا يتابع عليها، وقد غمزه، شعبة أيضا. وذكر عنه غيره أنه قال يعتبر به.
وقال ابن خلفون لما ذكره في " الثقات ": هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال يعقوب بن سفيان: له شرف ونبالة، وفي حديثه لين.
وقال الساجي: صدوق، اختلفوا في وهمه.
وقال أبو داود: صالح الحديث.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: إبراهيم بن مهاجر ليس بالقوي، هو وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السايب قريب بعضهم من بعض، ومحلهم عندنا محل الصدق يكتب حديثهم ولا يحتج بحديثهم.
قال عبد الرحمن: قل: لأبي: ما معنى لا يحتج بحديثهم؟ قال: كانوا قوما لا يحفظون فيحدثون بما لا يحفظون فيغلطون ترى في أحاديثهم اضطرابا ما شئت.
وفي " تاريخ البخاري الكبير ": وقال ابن عيينة رأيت إبراهيم بن مهاجر بمنى.(1/296)
وفي كتاب زكريا بن يحيى الحافظ: عن يحيى: طارق وإبراهيم يجريان مجرى واحد.
وقال الأعمش: حدث بحديث عند إبراهيم النخعي في الأغنياء وابن مهاجر عنده، فقال النخعي: سبحان الله! يحدث بهذا وإبراهيم بن مهاجر جالس! قال الأعمش: كان من أكثر الناس مالا.
297 - (د) إبراهيم بن مهدي المصيصي.
قال عبد الباقي بن قانع: هو ثقة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " للعقيلي: ثنا محمد بن عيسى ثنا محمد بن علي سمعت يحيى بن معين يقول: إبراهيم بن مهدي جاء بمناكير.
وفي " كتاب الآجري " سمعت أبا داود وذكر إبراهيم بن مهدي فقال: كان أحمد يحدثنا عنه.
وذكره الخطيب فيمن روى عن مالك.
ولهم شيخ آخر يقال له:
298 - إبراهيم بن مهدي بن سعيد بن جبير.
قال مسلمة في كتاب " الصلة ": روى عنه من أهل بلدنا: قاسم بن أصبغ.(1/297)
299 - وإبراهيم بن مهدي أبو إسحاق البزار النيسابوري.
سمع: أبا نعيم، وعفان بن مسلم.
روى عنه: مكي بن عبدان.
مات بنيسابور سنة ستين ومائتين.
ذكره الحاكم في " التاريخ ".
وذكرناهما للتمييز.
300 - (س) إبراهيم بن موسى بن جميل صاحب عبد الله بن مسلم بن قتيبة.
نزل مصر فاستوطنها، وكان ثقة عند أهل مصر، مات بها لعشر خلون من جمادى الأول، ذكره مسلمة في كتاب " الصلة ".(1/298)
وذكره النسائي في " أسماء شيوخه الذين روى عنهم " وقال: صدوق.
وهذا هو شبهة ابن عساكر في ذكره في " النبل "، - والله أعلم - الذي أنكره عليه المزي.
301 - (ع) إبراهيم بن موسى بن يزيد أبو إسحاق الرازي الفراء المعروف بالصغير.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وذكر ابن خلفون أن أبا عبد الله بن البيع قال: هو ثقة مأمون.
وقال الخليلي في كتاب " الإرشاد ": ومن الجهابذة الحفاظ الكبار العلماء الذين كانوا بالري، ويقرنون بأحمد، ويحيى، وأقرانهما، إبراهيم بن موسى الصغير، ثقة إمام ارتحل إلى العراق واليمن والشام، أثنى عليه الإمام أحمد.
ثم ذكر - يعني أحمد - ومحمد بن مهران الجمال الفراء فقال: ماتا بعد العشرين ومائتين.
وفي " كتاب الصريفيني " قال إبراهيم: سألت محمد بن الحسن فقلت: هذا(1/299)
الذي تقول في هذه الكتب أرأيت أرأيت! أيش هو؟ قال: هو سواد على بياض كما ترى.
مات سنة تسع عشرة ومائتين.
وقال في كتاب " الزهرة ": روى عنه البخاري سبعين حديثا، ومسلم ثلاثين حديثا.
وفي كتاب الآجري: سمعت أبا داود يقول: كان عند إبراهيم بن موسى الرازي حديث بخط ابن إدريس فحدث به فأنكروه عليه فتركه.
وفي " تاريخ القدس ": إذا روى عنه الثقات فحديثه صحيح بلا مدافعة، وهو إمام ثقة رحال.
وفي هذه الطبقة جماعة اسمهم إبراهيم بن موسى منهم:
302 - إبراهيم بن موسى بن أحمد أبو إسحاق الجرجاني.
كذبه يحيى بن معين.(1/300)
303 - وإبراهيم بن موسى بن الحصين بن عبد الرحمن الأنصاري.
يروي عن أصحاب مالك.
304 - وإبراهيم بن موسى الموصلي الزيات.
روى عن عوف الأعرابي.
305 - وإبراهيم بن موسى النجار الطرسوسي.
قال مسلمة: روى عنه ابن وضاح.
ذكرناهم للتمييز.(1/301)
306 - (ع) إبراهيم بن ميسرة الطائفي، نزيل مكة شرفها الله تعالى، من الموالي.
ذكره أبو حاتم بن حبان البستي في كتاب " الثقات ".
وفي كتاب " المنتجالي ": قال طاوس لإبراهيم بن ميسرة: لتنكحن أو لأقولن لك كما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: " ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور أهل مكة ".
وفي كتاب " ابن أبي حاتم ": ثنا أحمد بن صالح ثنا علي ابن المديني قال: قلت لسفيان أين كان حفظ إبراهيم عن طاوس من حفظ ابن طاوس؟ قال: لو شئت قلت لك: إني أقدم إبراهيم عليه في الحفظ لقلت.
قال عبد الرحمن: وسمعت أبي يقول: إبراهيم بن ميسرة صالح.
وقال الدارمي عثمان بن سعيد قلت ليحيى بن معين: [48 / ب] إبراهيم بن ميسرة عن طاوس أحب إليك أو ابن طاوس؟ قال: كلاهما - يعني - أنهما نظيران في الرواية عن طاوس.
وقال ابن سعد في " الطبقة الثالثة من أهل مكة " - شرفها الله تعالى -: مولى لبعض أهل مكة، حدثنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان قال: كان(1/302)
إبراهيم يحدث كما يسمع.
وقال غير عبد الرحمن يونس: مات إبراهيم في خلافة مروان، وكان ثقة كثير الحديث.
وأظن المزي نقل وفاته عن ابن سعد تقليدا لصاحب " الكمال "، وإلا لو نظر بنفسه في كتاب " الطبقات " لنقل منه ما أسلفناه، ولعلم أن ابن سعد لم يقله إنما نقله، ولكنه نقل منه - بواسطة - الوفاة لا غير، والله تعالى أعلم.
وقال ابن خلفون في كتاب " الثقات ": هو عندهم ثقة.
وذكره ابن شاهين في " الثقات ".
وفي " تاريخ دمشق " قال إبراهيم: ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب أحدا في خلافته غير رجل واحد تناول من معاوية فضربه ثلاثة أسواط.
وقال علي عن ابن عيينة: كان ثقة مأمونا.
وقال: عن أيوب: يزيدني رغبة في الحج لقي الإخوان، فرأيته إذا لقى إبراهيم بن ميسرة وابن مهاجر وعمرو بن دينار كأنه يسر بهم.
وقال سفيان: كان ابن ميسرة فقيها، ومن أصدق الناس وأوثقهم.(1/303)
307 - (خت د س) إبراهيم بن ميمون الصائغ أبو إسحاق المروزي.
ذكره ابن حبان في " الثقات " فقال: كان من أهل مرو، وكان فقيها فاضلا من الأمارين بالمعروف، وخرج حديثه هو والحاكم في " صحيحيهما ".
وفي كتاب " المنتجالي ": كان يقال ليس بخراسان مثله، ولما ظهر أبو مسلم وكان جبارا أتاه إبراهيم ويزيد النحوي ورجل آخر بقلندس من مدينة مرو، فوعظوه، فأمر بهم أن يقتلوا، فقتل يزيد وصاحبه، وقال إبراهيم دعوني أصلي ركعتين فقال: " اللهم إن كان الذي عملته لك غير رضى فاجعل هذا القتل كفارة ".
قال يحيى بن معين: قتل إبراهيم رجل اسمه إبراهيم لم يحسن قتله، فبقي يومه يتشحط في دمه.
وقيل إنه مكث يومين أو ثلاثة مطروحا يسمع أنينه حتى مات.
وقال يحيى بن معين: كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يردها.
308 - (ت) إبراهيم بن ميمون الصنعاني.
روى عنه عبد الرزاق، وقال: كان يسمى قديس اليمن، وكان من العابدين المجتهدين. ذكر في " كتاب الصريفيني ".(1/304)
ولما خرج الحاكم حديثه في " مستدركه " قال: وإبراهيم هذا قد عدله عبد الرزاق وأثنى عليه، وعبد الرزاق إمام أهل اليمن وتعديله حجة.
وفي كتاب " الجرح والتعديل " لعبد الرحمن قال أبي: لا يحتج به.
كذا ألفيته في " كتاب " أبي إسحاق الصريفيني.
وفي كتاب " الآجري ": سألت أبا داود عن إبراهيم بن ميمون - يعني العدني - فقال: لم أسمع أحدا روى عنه غير يحيى بن سليم. انتهى كلامه، وفيه نظر لما أسلفناه، ولقول ابن خلفون وذكره في كتاب " الثقات " وذكر يحيى وعبد الرزاق رويا عنه، قال: وروى عنه غيرهما.
309 - (سي) إبراهيم بن ميمون، مولى بني عدي بن كعب.
روى عنه المغيرة بن مقسم، ذكره ابن حبان البستي في كتاب " الثقات ".
وقال ابن خلفون في " الثقات ": يعرف بابن الأصبهاني، ويروي عن:(1/305)
يزيد بن أبي كبشة السكسكي.
وروى عنه يحيى بن سعيد القطان.
قال ابن خلفون: وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
310 - (د ت ق) إبراهيم بن أبي ميمونة.
حسن الترمذي والطوسي الحافظان حديثه، وصححه الحاكم في " مستدركه ".
وقال ابن حبان البستي في كتاب " الثقات ": هو الذي يروي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) في أهل قباء كانوا يستنجون بالماء، فنزلت هذه الآية.
وقال ابن القطان: إبراهيم مجهول الحال.
311 - (ع) إبراهيم بن نافع المخزومي أبو إسحاق المكي.
قال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": ثقة.
وقال ابن خلفون - لما ذكره في كتاب " الثقات " - روى عنه: زيد بن يزيد بن أبي الزرقاء، وإبراهيم ثقة.
وفي " مسند يعقوب بن شيبة الفحل ": عن وكيع: كان إبراهيم بن نافع يقول بالقدر، وكان أحمد يطريه.(1/306)
وذكره الحافظ أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات "، وكذلك ابن شاهين.
312 - (بخ د س ق) إبراهيم بن نشيط الوعلاني.
ذكره الحافظ أبو حفص بن شاهين في كتاب " الثقات " وقال: قال الإمام أحمد بن حنبل: إبراهيم بن نشيط ثقة ثقة.
وذكره ابن خلفون، والبستي في " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه "، وكذلك ابن خزيمة إمام الأئمة، وأبو عبد الله الحاكم في " مستدركه ".
وقال الكندي في كتاب " الموالي ": كان فقيها، ويقال إنه رأى ابن جزء وكان ممن غزا القسطنطينة.
وهذا يرد جزم المزي بأنه دخل على ابن جزء السكسكي.
وقال ابن خلفون: وهو عندهم ثقة. وهو مولى مراد.
وقال أبو سعيد بن يونس: الصواب عندي أنه توفي سنة ثلاث وستين، وكان يخضب بالحناء انتهى.
فهذا يوضح لك عدم نقل المزي من أصل، إذ لو كان كذلك لما اكتفى بنقله عن ابن يونس أنه غزا القسطنطينة مع مسلمة سنة ثمان وتسعين مقتصرا على ذلك، والله تعالى أعلم.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.(1/307)
وقال أبو حاتم الرازي لما سئل عنه: من الثقات.
كذا هو في غير ما نسخة، والذي قاله المزي: ثقة. لم أره، فينظر.
313 - (تم س) إبراهيم بن هارون البلخي.
قال النسائي في كتاب " الجرح والتعديل ": لا بأس به.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب " الصلة ": لا بأس به.
314 - (ت) إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري.
لنزوله الشجرة بذي الحليفة، قد ينسب إلى جده هانئ، فيما ذكره عبد الغني بن سعيد المصري.
وقال أبو عبد الله بن البيع لما خرج حديثه في " مستدركه ": شيخ ثقة من أهل المدينة.
وقال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث عن أبيه.
وقال أبو نصر بن ماكولا: روى عنه البخاري في " صحيحه ". وكذا ذكره الصريفيني وغيره.
وفي " مشيخة أبي أحمد بن عدي الجرجاني ": عن أبي حامد أحمد بن حمدون عن عبد الله بن شبيب عن إبراهيم بن محمد بن يحيى الشجري عن أبيه عن ابن إسحاق.(1/308)
انقلب عليه، فيما أرى والله أعلم، يحيى بن محمد فقال: محمد بن يحيى، على أن في " تاريخ جرجان " لحمزة ما يعضد قول ابن عدي: وهو إبراهيم بن محمد بن يحيى يروي عن أبيه، وأبوه يروي عن ابن إسحاق.
وذكر أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله الحافظ أن حامد بن حماد حدثه بنصبين عن إسحاق بن سيار النصبي ثنا عبد الجبار بن سعيد عن يحيى - يعني - ابن محمد بن عباد بن هانئ الشجري عن ابن إسحاق عن الزهري فذكر حديثا.
وذكره أبو سعد السمعاني على الصواب كما أسلفناه، وقال: هو ضعيف.
315 - (ع) إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي تيم الرباب، أبو أسماء الكوفي.
قال أبو عمرو الداني في كتاب " الطبقات ": وردت عنه الرواية في حروف القرآن.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا الضحاك بن مسعود ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش قال: كان إبراهيم إذا سجد تجيء العصافير فتنقر ظهره كأنه جدم حائط.
توفي سنة أربع وتسعين قاله الواقدي، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، ذكره(1/309)
إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني.
وفي كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل: ثنا عبد الله ثنا أبي ثنا علي بن جعفر الأحمر ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال: سمعت إبراهيم التيمي يقول: مكثت ثلاثين يوما ما طعمت طعاما ولا شربت شرابا إلا حبة عنب ألزمني عليها أهلي قأذر بطني. قال: وأظنه قال: وما كنت أمتنع من حاجة أريدها.
وثنا يحيى بن آدم ثنا مفضل عن الأعمش عن إبراهيم قال: ربما أتى علي الشهر ما أزيد على التمر. وقال: قلت: شهر؟! قال: نعم، وشهرين.
وفي كتاب الآجري: قال أبو داود: مات وله أقل من أربعين سنة، فأخرج وطرح للكلاب.
قال الآجري: وسمعت أبا داود يقول: مات إبراهيم والحجاج وسعيد بن جبير في سنة واحدة، وهي سنة خمس وتسعين.
وفي كتاب " المدلسين " للكرابيسي: حدث التيمي عن زيد بن وهب شيئا قليلا أكثرها مدلسة.
وفي كتاب الطبراني: ثنا أحمد بن صدقة ثنا صاعقة ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني عن إبراهيم التيمي قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن منهم الضعيف والكبير وذا الحاجة ".
قال إبراهيم: وكان عبد الله مع ذلك يمكث في الركوع والسجود.
وقال: لم يروه عن عمار إلا عبد الجبار تفرد به أبو أحمد انتهى.
يشبه أن يكون سقط بين عبد الله وإبراهيم أبوه، على أني استظهرت بنسخة(1/310)
أخرى صحيحة، والله تعالى أعلم.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي، وأبو داود، والترمذي: إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة، وكذلك قاله الدارقطني، وزاد: ولا من حفصة، ولا أدرك زمانها.
وفي كتاب " عبد الله عن أبيه أحمد بن حنبل ": لم يلق أبا ذر، وقال شعبة: لم يسمع من أبي عبد الله الجدلي.
وقال المنتجالي: كوفي ثقة رجل صالح، قال: وقال العوام: ما رأيته رافعا رأسه إلى السماء قط، ولا ذاكرني بشيء من أمور الدنيا قط، وسمعته يقول: إن الرجل ليظلمني فأرحمه. قال المبرد: أخذه الشاعر فقال:
إني غفرت لظالمي ظلمه ... وتركت ذاك له على علمي
ما زال يظلمني وأرحمه ... حتى رسيت له من الظلم
ولما طلب الحجاج إبراهيم بن يزيد التيمي والنخعي، اختفى النخعي ولم يختف التيمي، فحمل إليه فكان يطعمه الخبز بالرماد حتى قتله.
وذكر لإبراهيم لعن الحجاج فقال: ألا لعنة الله على الظالمين.
وعن الأعمش: أنه كان يواصل في الصوم شهرا، فإذا كان عند إفطاره لم يزد على شربة من ماء أو شربة من لبن أو سويق.
وقال جرير: فحدث المغيرة فقال: فإذا سمعت قراءته قلت: هذه قراءة رجل أكول.(1/311)
وقال أحمد بن حنبل: كان مرجئا.
وروى سفيان عن أبيه قال: سمعت التيمي يقول: إنما حملني على هذا المجلس - يعني القصص - أني رأيت كأني أقسم ريحانا بين الناس. فذكر ذلك لإبراهيم النخعي فقال: إن الريحان له منظر وطعم مر.
وقال الأعمش: خرج إبراهيم يمتار فلم يقدر على الطعام، فرأى سهلة حمراء فأخذها ثم رجع إلى أهله، فقالوا: ما هذا؟ قال: هذه حنطة حمراء. فكان إذا زرع منها شيئا خرج سنبله من أصله إلى فرعه حبا متراكبا.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان عابدا صابرا على الجوع الدائم، مات في حبس الحجاج سنة ثلاث وتسعين، وكان قد طرحت عليه الكلاب لتنهشه.
وقال ابن خلفون، لما ذكره في كتاب " الثقات ": كان رجلا صالحا فاضلا، ومن المجتهدين في العبادة، إلا أنه تكلم في مذهبه.
وفي كتاب " الطبقات " لابن سعد: كان سبب حبس التيمي أن الحجاج طلب إبراهيم النخعي فجاء الذي يطلبه، فقال: أريد إبراهيم بن يزيد.
فقال التيمي: أنا إبراهيم بن يزيد، فأخذه وهو يعلم أنه أراد النخعي، فلم يستحل أن يدله عليه، فأتى به الحجاج فأمر بحبسه في الرماس، ولم يكن له ظل من الشمس ولا كن من البرد، وكان كل اثنين في سلسلة، فتغير إبراهيم، فجاءته أمه وهو في الحبس فلم تعرفه حتى كلمها، فمات في السجن، فرأى الحجاج في منامه قائلا يقول له: مات في هذه الليلة في هذه البلدة رجل من أهل الجنة، فسأل هل مات الليلة أحد بواسط؟ قالوا: إبراهيم التيمي، قالوا: فلم ينزغ عنه الشيطان وأمر به فألقي على الكناسة.(1/312)
وعن إبراهيم - يعني النخعي - وذكر التيمي فقال: أحسبه يطلب بقصصه وجه الله تعالى، لوددت أنه انقلب كفافا لا عليه ولا له.
وقال همام: لما قص إبراهيم أخرجه أبوه يزيد.
316 - إبراهيم بن يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن عرف بن مالك بن النخع.
كذا نسبه يعقوب بن سفيان الفسوي في " تاريخه الكبير "، والحافظ إسحاق القراب في " تاريخه "، وقال: يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة.
والمنتجالي، ويحيى بن معين فيما ذكره عباس، وأبو العرب القيرواني، وأبو زرعة النصري في كتاب " التاريخ "، وابن حبان، وأبو داود، ومحمد بن سعد في كتاب " الطبقات الكبير "، وخليفة بن خياط في كتابيه " الطبقات " و" التاريخ " والكلبي في كتاب " الجمهرة وجمهرة الجمهرة "، و" الجامع لأنساب العرب "، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وابن دريد في كتاب(1/313)
" الاشتقاق الكبير "، وصاعد اللغوي، والبرقي في " تاريخه الكبير "، وابن أبي خيثمة في " تاريخه الكبير " و" الأوسط "، وغيرهم من المؤرخين والنسابين.
وفي كتاب " الأمالي " للسمعاني: إبراهيم بن يزيد بن عمرو بن ربيعة.
وكذا ذكره البخاري في " تاريخه الكبير "، وابن حبان، وأبو حاتم الرازي، وأبو نصر الكلاباذي والباجي.
والذي قاله المزي: إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود، لم أر معتمدا قاله، والله تعالى أعلم.
وذكر المزي فيما أخبرني عنه غير واحد أنه إذا قال عن شخص: روى عن فلان، يريد بذلك صحة سماعه منه، وقد زعم أن النخعي روى عن أبي عبد الله الجدلي، وعلقمة، ومسروق.
وأبى ذلك ابن أبي حاتم في كتاب " المراسيل " فذكر: عن أحمد بن حنبل ثنا حماد بن خالد الخياط عن شعبة، قال: لم يسمع النخعي من أبي عبد الله الجدلي حديث خزيمة بن ثابت في المسح، وفي رواية حرب عنه: لم يسمع منه مطلقا، لم يقيده.
ثنا علي بن الحسين الهسنجاني قال: سمعت مسددا يقول: كان عبد الرحمن بن مهدي وأصحابه ينكرون أن يكون سمع إبراهيم من علقمة. انتهى.(1/314)
وفيه نظر لما نذكره بعد، ولما في البخاري من تخريجه لحديثه عنه.
وفي كتاب الحدود من " الاستذكار " قال أبو عمر: ومراسيل إبراهيم عندهم صحاح.(1/315)
وفي كتاب " العلل الكبير " للترمذي: لم يسمع النخعي حديث أبي عبد الله الجدلي من إبراهيم التيمي، والتيمي لم يسمعه منه، إنما سمعه من عمرو بن ميمون.
وفي كتاب " السنن " لابن ماجه: وعمرو لم يسمعه منه إنما سمعه من الحارث بن سويد عنه.
وخرجه ابن حبان في كتابه " الصحيح " من حديث أبي عوانة عن سعيد بن مسروق عن التيمي عن الجدلي.
وفي سؤالات عبد الله بن أحمد لأبيه: عن شعبة: ما لقي إبراهيم الجدلي. وذكر أبو عمر بن عبد البر في كتابه " جامع بيان العلم "، وأبو الوليد الباجي في كتابه " الجرح والتعديل ": عن شعبة أن النخعي لم يسمع من مسروق بن(1/316)
الأجدع.
وكذا ذكره أبو العرب والعجلي.
وفي " كتاب " ابن أبي حاتم عن ابن المديني: لم يلق النخعي أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت له: فعائشة؟ قال: هذا لم يروه عن سعيد بن أبي عروبة، غير أبي معشر عن إبراهيم وهو ضعيف. وقد رأى: أبا جحيفة، وزيد بن أرقم، وابن أبي أوفى، ولم يسمع منهم.
وعن ابن معين: أدخل إبراهيم على عائشة وهو صغير.
وقال أبو حاتم: لم يلق أحدا من الصحابة إلا عائشة، ولم يسمع منها، فإنه دخل عليها وهو صغير، وأدرك أنسا ولم يسمع منه.
وقال أبو زرعة: النخعي عن عمر مرسل، وعن علي مرسل وعن سعد بن أبي وقاص مرسل.
وسمعت أبي يقول: إبراهيم النخعي عن عمر مرسل.
وفي كتاب " علوم الحديث " لابن البيع: النخعي لم ير ابن مسعود، ولم يدرك أحدا من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وفي " تاريخ البخاري الصغير ": إبراهيم دخل على عائشة.
وفي " العلل الكبرى " لابن المديني: لم يسمع النخعي، ولا التيمي من علي، ولا من ابن عباس.
وفي موضع آخر: أعلم الناس بعبد الله بن مسعود أربعة، ولم يلقه منهم أحد:(1/317)
إبراهيم، وأبو إسحاق، والأعمش، والقاسم.
وذكر البزار في كتاب " المسند " حديثا للنخعي عن أنس " طلب العلم فريضة على كل مسلم ". وقال: لا يعلم إبراهيم أسند عن أنس إلا هذا الحديث.
وفي كتاب " الوهم والإيهام ": إبراهيم النخعي عن أنس موضع نظر، على أن سنه ووفاة أنس يقتضيان الإدراك.
ولما ذكره البستي في كتاب " الثقات " قال: سمع من المغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك، ودخل على عائشة، مولده سنة خمسين، ومات وهو ابن ست وأربعين سنة بعد موت الحجاج بأربعة أشهر، انتهى كلامه.
وفيه نظر من حيث إن وفاة المغيرة على ما حكاه ابن حبان في " كتاب الصحابة " سنة خمسين، وقال: إن مولد النخعي سنة خمسين، وهو ذهول شديد، والله تعالى أعلم.
وتبعه على هذا الوهم جماعة منهم: صاحب " سير السلف " وغيره.
وقال ابن خلفون: كان إماما من أئمة المسلمين، وفقيها من فقهائهم، وعلما من أعلامهم.
وفي " كتاب ابن أبي حاتم " قال أبو زرعة: إبراهيم علم من أعلام الإسلام، وفقيه من فقهائهم.
وفي " تاريخ البخاري الأوسط ": مات إبراهيم متواريا ليالي الحجاج، فقال الشعبي: ما ترك بعده مثله لا بالكوفة ولا بالبصرة ولا بالمدينة، ولا بالشام.
وقال حماد: بشرت إبراهيم بموت الحجاج فسجد.
وقال الجاحظ: كان أعزب.
وقال الطبري في كتاب " الطبقات ": كان فقيها عالما.(1/318)
وفي " أخبار أبي عمرو بن العلاء " لمحمد بن يحيى الصولي: قال يونس: أردت الشخوص إلى محمد بن سليمان بالكوفة فقال لي أبو عمرو: حاجتي أن تعرف لي نسب إبراهيم النخعي أهو صلبة أو مولى. فأخبرت محمد بن سليمان بذلك، فجمع كل من حقه أن يسأل عن مسألة، فأطبقوا أنه مولى، فلما رجعت أخبرت أبا عمرو بقالة النخع آل إبراهيم أحوج منه إلينا، حدثنا بذلك أبو خليفة ثنا السرجي عن أبي عبيدة عنه به. وبنحوه ذكره أبو عبيدة في " المثالب ".
وفي كتاب " المكمل في بيان المهمل " للخطيب: لإبراهيم النخعي عن عبد الرحمن بن يزيد أحاديث عدة محفوظة.
وفي كتاب " الطبقات " لمحمد بن سعد: قال ابن عون: وصفت إبراهيم لمحمد بن سيرين فقال: لعله ذلك الفتى الأعور الذي كان يجالسنا عند علقمة، هو في القوم وكأنه ليس فيهم.
وقال منصور: قال النخعي: ما كتبت شيئا قط، ولأن أكون كتبت أحب إلي من كذا وكذا.
وقال عبد الملك بن أبي سليمان: رأيت سعيد بن جبير استفتى، فقال: تستفتوني ومنكم النخعي؟
وقال سفيان عن أبيه: ربما سمعت إبراهيم يعجب ويقول: احتيج إلي؟! احتيج إلي؟!.
وقال الأعمش: ما ذكرت لإبراهيم حديثا قط إلا زادني فيه.
وقال زبيد: ما سألت إبراهيم عن شيء قط إلا عرفت فيه الكراهية.
وقال مغيرة: كنا نهاب إبراهيم هيبة الأمير.
وقال طلحة: ما بالكوفة أعجب إلي من إبراهيم وخيثمة.
وقال عاصم: كان أبو وائل إذا جاءه إنسان يسأله يقول: اذهب إلى إبراهيم فسله ثم ائتني فأخبرني ما قال لك.(1/319)
وقال مغيرة: كره إبراهيم أن يستند إلى السارية.
وقال أبو بكر بن عياش: كان إبراهيم وعطاء لا يتكلمان حتى يسألا.
وقال ابن عون: كان إبراهيم يأتي السلطان فيسألهم الجوائز.
وقال طلحة: كان إبراهيم يلبس حلة طرائف ويتطيب ثم لا يبرح مسجده حتى يصبح، فإذا أصبح نزع تلك الحلة ولبس غيرها.
وقال ابن أبجر: قال الشعبي: هو ميت أفقه مني وأنا حي.
قال ابن سعد: أجمعوا أنه توفي سنة ست وتسعين، وهو ابن تسع وأربعين لم يستكمل الخمسين، وبلغني أن يحيى بن سعيد القطان كان يقول: مات وهو ابن نيف وخمسين سنة. انتهى كلامه، وفيه نظر لما يأتي بعده.
وقال أبو نعيم: كأنه مات أول سنة ست [وفي " كتاب " الكلاباذي: ولد سنة ثمان وثلاثين.
وذكر أبو عمر في كتاب " التاريخ " أنه مات وهو ابن ست وأربعين.
وقال يحيى بن بكير: موته ما بين أربع وتسعين إلى ست وتسعين وهو ابن ست وأربعين سنة].
وقال الفلاس: مات في آخر سنة خمس.
قال: وسمعت وكيعا يقول: مات وهو ابن نيف وخمسين.
وقال الداني في " طبقات القراء ": أخذ القراءة عرضا عن الأسود وعلقمة، وروى القراءة عنه عرضا الأعمش وطلحة.
وفي " كتاب الآجري " قال أبو داود: رئي إبراهيم بيده قوس يرمي حصن الكوفة مع مصعب بن الزبير.
وقال الأعمش: ما رأيت أحدا أردد لحديث لم يسمعه من إبراهيم.
وقال الآجري: قلت لأبي داود: مراسيل إبراهيم أو مراسيل أبي إسحاق؟ قال: مراسيل إبراهيم.(1/320)
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير ": روى عن إبراهيم النخعي: طلحة بن مصرف، وعبيد المكتب، وسعيد بن مسروق، وإسماعيل السدي، وأبو قيس عبد الرحمن بن ثروان الأودي، وأشعث بن أبي الشعثاء، وقيس بن مسلم الجدلي، وحبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل، وحصين بن عبد الرحمن، ويزيد بن الوليد، والحسن بن عمرو الفقيمي، وعمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي، وعامر الشعبي، والقعقاع بن يزيد، وزيد شيخ محاربي، ومحل بن محرز الضبي، وعبد الله بن يزيد، وجهم بن دينار، وسنان بن حبيب، ومسلم الأعور، وأبو العباس محمد، وإسماعيل بن أبي خالد، ويزيد بن قيس، وميمون بن مهران، وسلمة بن المنهال، وعلي بن السائب، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف، والهزهار، وإسماعيل بن رجاء، وسليمان بن يسير، وهنيدة امرأة إبراهيم، وأبو بلج، وأبو الهيثم عمار، وأبو حريز، وأبو عبد الله الشقري - يعني - سلمة بن تمام، وأبو الربيع.
قال: وروى عن: عمرو بن ميمون، وعتريس بن عرقوب، وسعيد بن وهب، والأسود بن هلال، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وتميم بن حذلم، وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، ونباتة الجعفي.
وفي كتاب " الوحدان " لمسلم: تفرد عن نهيك بن عبد الله، وهو غير نهيك بن زياد، وسنان بن لبيد.
وفي " تاريخ البخاري ": لما قص إبراهيم أخرجه أبوه من داره، وقال: رأيت حذيفة وابن مسعود يكرهان هذا الأمر.
317 - (س) إبراهيم بن يزيد بن مردانبه.
قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في " التاريخ الأوسط ": قال يحيى بن سليم: لا يحتجون بحديثه.(1/321)
وقال أبو الفرج بن الجوزي: يروي عن رقبة بن مصقلة مناكير.
318 - (ت ق) إبراهيم بن يزيد الخوزي.
قال محمد بن سعد: له أحاديث وهو ضعيف.
وفي " سؤالات عبد الله بن علي ابن المديني " عن أبيه: ضعيف، لا أكتب عنه شيئا.
وفي رواية محمد بن عبد الله بن الجنيد عن البخاري: إذا قال سكتوا عنه يعني: لا يحتجون بحديثه.(1/322)
وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه ".
وقال ابن عدي: وهو أصلح في باب الرواية من محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: سمعتهم لا يحمدون حديثه، ويضعفونه.
وقال البرقي: كان يتهم بالكذب.
وقال النسائي في كتاب " التمييز ": ليس بثقة ولا يكتب حديثه.
وقال عمرو بن علي الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه.
ولما ذكره التميمي في كتاب " الضعفاء " ذكر أن ابن معين قال فيه: ضعيف.
وفي رواية الليث بن عبدة عن ابن معين: ليس به بأس.(1/323)
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بثقة.
وذكره أبو القاسم البلخي، وأبو حفص بن شاهين، والساجي، والعقيلي في " كتاب الضعفاء ".
وقال عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث: لين الحديث.
وقال ابن السمعاني: روى عن عمرو بن دينار وأبي الزبير وغيرهما مناكير، وكان ضعيفا.
وذكره يعقوب بن سفيان في باب: من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.
وقال علي بن الجنيد: متروك.
قال أبو الحسن الدارقطني: منكر الحديث.
وفي " المتفق " للخطيب: إبراهيم بن يزيد: أربعة عشر رجلا.
319 - (د ت س) إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، أبو إسحاق السعدي، سكن دمشق.
قال ابن حبان لما ذكره في كتاب " الثقات ": العبدي.
وخرج حديثه بعد ذلك في " صحيحه "، كان حروري المذهب، ولم يكن بداعية، وكان صلبا في السنة حافظا للحديث، إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره.(1/324)
وقال مسلمة في كتاب " الصلة ": ثنا عنه غير واحد، وهو ثقة.
وقال ابن عدي: كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في الميل على علي رضي الله عنه.
وقال السلمي عن الدارقطني: كان من الحفاظ المصنفين والمخرجين الثقات، لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب، اجتمع على بابه أصحاب الحديث فأخرجت جارية له فروجة ليذبحها، فلم يجد من يذبحها فقال: سبحان الله! فروجة لا يوجد من يذبحها؟! وقد ذبح علي في ضحوة نيفا وعشرين ألفا.
وقال النسائي: ثقة حافظ للحديث.(1/325)
وفي " تاريخ القدس ": كان صلبا في السنة حافظا للحديث، توفي بعد سنة أربع وأربعين ومائتين.
ونسبه ابن يونس في " تاريخ الغرباء " الذي نقل المزي وفاته عنه بواسطة ابن عساكر - فيما أظن - تميميا خراسانيا، والله تعالى أعلم.
وقال السجزي، وسألته يعني الحاكم عن الجوزجاني، فقال: ثقة مأمون، إلا أنه طويل اللسان، وكان يستخف بمسلم بن الحجاج فغمزه مسلم بلا حجة.
وفي كتاب " الطبقات " للفراء: قال أبو بكر الخلال: كان جليلا جدا، كان أحمد يكاتبه ويكرمه إكراما شديدا، وعنده عن أبي عبد الله جزءان مسائل.
320 - (خ م د ت س) إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج هو والحاكم(1/326)
حديثه في " صحيحيهما ".
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وقال علي ابن المديني: ليس كأقوى ما يكون.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: ضعيف.
وذكره أبو العرب، والعقيلي، وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال أبو أحمد بن عدي: روى عنه: أبو غسان، وشريح، وأبو كريب، وغيرهم أحاديث صالحة، وليس هو بمنكر الحديث، يكتب حديثه.
والذي نقله المزي عنه: له أحاديث صالحة. لم أره لفظا، والله أعلم.
321 - إبراهيم بن يوسف بن ميمون الماكياني صاحب الرأي.
قال مسلمة الأندلسي في كتاب " الصلة ": ثقة.
وفي كتاب " الثقات " لابن خلفون، قال أبو الحسن الدارقطني: ذكرته لعليك الرازي فقال: ثقة ثقة.
وفي " وفيات " ابن قانع: مات في صفر.
وقال ابن حبان: مات سنة إحدى وأربعين في أولها.(1/327)
والذي نقله عنه المزي: مات سنة أربعين. يتثبت فيه، فإني لم أره فينظر.
وقال الخليلي: كان شيخ بلخ ورئيسها.
322 - (سي) إبراهيم بن يوسف الحضرمي جار أبي نعيم.
قاله ابن أبي حاتم.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "، وخرج حديثه في " صحيحه " عن الهمداني عنه.
وفي " الوفيات " لابن قانع: مات سنة خمسين ومائتين.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي: ليس بالقوي.
وفي قول المزي: الحضرمي الكندي. نظر، لعدم اجتماعهما، لأن حضرموت هو: ابن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن عريب بن زهر بن أيمن بن هميسع بن حمير، وكندة هو: ابن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن عريب بن زيد بن غيلان، والله أعلم.
323 - (س) إبراهيم بن يونس بن محمد يعرف بحرمي.
روى عنه: محمد بن المسيب بن إسحاق، فيما ذكره الشيرازي في كتاب " الألقاب ".(1/328)
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " قال: يغرب.
وقال النسائي فيما ألفيته في " كتاب " الصريفيني: لا بأس به.
وفيه - أيضا - روى عنه: أبو بشر الدولابي، وأبو علي: الحسن بن محمد بن عبد الله بن شعبة الأنصاري، وأبو القاسم: عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي ابن أخي أبي زرعة الرازي وغيرهم.(1/329)
من اسمه أُبي وآبي اللحم وأبيض
324 - (خ ت ق) أبي بن العباس بن سهل بن سعد.
أمه جمال بنت جعدة بن مالك بن سعد السلمية. قاله ابن سعد.
وقال أبو الحسن الدارقطني: هو قوي.
وفي «سؤالات الحاكم» له: تكلموا فيه. ومع ذلك خرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وقال الساجي: ضعيف.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» من التابعين لروايته عن: جده سهل، وأبي الطفيل عامر بن واثلة، رضي الله عنهما.
وقال البخاري فيما حكاه عنه الدولابي: ليس بالقوي. وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس بالقوي.
وقال أبو جعفر العقيلي: له أحاديث لا يتابع على شيء منها.
وقال الإمام أحمد فيما حكاه الخلال: منكر الحديث.(2/5)
وقال يحيى بن معين فيما حكاه الدوري: ضعيف.
وفي قول المزي: قال أبو بشر الدولابي: ليس بالقوي. نظر؛ لأن الدولابي لم يقله اجتهادًا إنما قاله تقليدًا للبخاري. فلا يحسن قول من قال إن الدولابي قاله استقلالًا إلا بعد أن يبين أنه قاله نقلًا كما أسلفناه. والله تعالى أعلم.
325 - (د ق) أُبي بن عِمارة. بالكسر، وقيل بضم العين والأول أشهر.
قال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الصحابة»: لست أعتمد على إسناد خبره.(2/6)
وقال أبو الفتح الأزدي في الكتاب المسمى «بالمخزون» تأليفه: حديثه ليس بالقائم في متنه نظر، وفي إسناده نظر.
وقال أبو أحمد العسكري في كتاب «الصحابة»: قال بعضهم ليس يصح له صحبة، ونسبه عبسيًا.
وقال أبو حاتم الرازي: هو عندي خطأ، إنما هو أبو أُبي واسمه: عبد الله بن عمرو بن أم حرام: وقال: كذا رواه ابن أبي عبلة، وذكر أنه رآه وسمع منه وأدخله في «مسند البصريين».
ولما ذكره الفسوي في «جملة الصحابة» قال: أبي بن عمارة، ويقال عمارة بكسر العين.
وقال ابن يونس: لم أجد له حديثا في أهل مصر.
وقال البغوي: لا أعلم روى غيره، وقد اختلف في اسمه.
وقال غير ابن أبي مريم: ابن عبادة.
وفي «تاريخ الزبيدي»: أبي بن عمارة، ويقال: ابن سلامة.
وقال الزمخشري في «المختلف والمؤتلف»: له صحبة.
وفي «كتاب النباتي» عن الأزدي أبي الفتح: لا يصح إسناده.
وقال الحاكم في «المستدرك» وخرج حديثه: أُبي بن عمارة صحابي معروف، وهذا إسناد مصري لم ينسب واحد منهم إلى جرح.
وقال أبو داود: هو ابن أخي عبادة بن الصامت.
وقال أبو دود: اختلف(2/7)
في إسناده وليس بالقوي.
وقال أبو زرعة عن أحمد: رجاله لا يعرفون.
وفي موضع آخر: ليس بمعروف الإسناد.
وقال البغوي: لا أعلم أن أبيا روى غير حديث المسح.
وقال الدارقطني: إسناده لا يثبت.
وقال ابن حزم: خبره ساقط لا يثبت.
وقال ابن الأثير: حديثه معلول، وفي إسناده اضطراب، وهو غير مشهور.
وقال الجوزقاني: حديثه باطل منكر.
وفي «الاستذكار»: حديثه لا يثبت، وليس له إسناد قائم.
وفي قول المزي: روى عنه أيوب بن قطن. نظر، وإن كان ليس يأبى عذره هذا القول، والذي رواه أبو داود وابن حبان والبغوي وابن ماجه وغيرهم أن أيوب روى عن عبادة، وعبادة روى عن أُبي والله تعالى أعلم.
وقال أبو عمر: لم يذكره البخاري في «التاريخ» لأنهم يقولون إنه خطأ، وإنما هو: أبو أبي ابن أم حرام.
وفي قول المزي: الكسر أشهر. يرده قول أبي عمر بن عبد البر: الضم هو المشهور.(2/8)
وفي كتاب «حفيد القاضي أبي بكر محمد بن الفهم»: أخذ عنه محمد بن السائب الكلبي نسب بني خزيمة وقال: أهمل التي وأنا غلام أرد الإبل مساء كل عشية. اهـ.
[نساء بر عيشن يضربن وجوههن ... ويقلن إن البر قال فهذا أبعد عقلي]
326 - (ع) أُبي بن كعب.
قال البخاري في «تاريخه»: يقال شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم [77 / أ].
وقال عروة بن الزبير - فيما ذكره ابن سعد - شهد بدرًا والمشاهد كلها والعقبة الثانية.
وفي كتاب «أنساب الخزرج» لشيخنا الحافظ الدمياطي - رحمه الله تعالى -: هو أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم عند مقدمه المدينة، وأول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان بن فلان، وكانت فيه شراسة، وكان له من الولد: الطفيل، ومحمد، والربيع، والمنذر، وأبي أخو عقيل بن كعب.
وفي كتاب ابن الأثير: الأكثر أنه مات في خلافة عمر.
327 - (ت س) آبي اللحم.
شهد خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان ينزل الصفيراء على ثلاثة أميال من المدينة(2/9)
ولم ينزل المدينة ذكره، الواقدي والشيرازي.
وقال المرزباني في «معجم الشعراء»: آبي اللحم عبد الله بن عبد الملك بن عبد الله بن غفار، كان شريفًا شاعرًا جاهليًا.
وفي «كتاب ابن الأثير» قيل اسمه عبد الله بن عبد الله بن مالك وهو قديم الصحبة.
وزعم ابن ماكولا أن اسمه الحويرث، وأنه قتل بحنين، ثم ذكر كلام ابن الكلبي أن من ولده الحويرث واسمه خلف، ثم قال: وكان هذا هو الأشبه(2/10)
وقد قاله غير واحد من العلماء تبعًا له فيما قلت أو استقلالا، والله أعلم.
وفي «كتاب الآمدي»: لما طعن ابنه طعنة في بني ثعلبة بن سعد قال أربد بن شريح الذبياني:
حميت دماء ثعلبة بن سعد ... بحف الحث إذا دعيت برال
وأدركني ابن آبي اللحم يجري ... وأجري الخيل حاجزة التوال
بلغت مجامع الأحشاء منه ... بمفترق الوقيعة كالهلال
فإن ولتك فذلك كان قدري ... وإن يثرا فإني لا آبالي.
328 - (د ت ق) أبيض بن حمّال بن مرثد بن ذي لحُيان - بضم اللام - ابن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر ابن الأزد.
كذا نسبه الكلبي في «الجامع».
وفي «الإكليل» لابن أبي الدمية الهمداني: لحيان بن عامر بن ذي العُبير ابن هصان بن شرحبيل بن هصان بن مالك بن أسلم بن زيد بن كهلان بن عوف ابن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سيار.
وقال أبو سليمان بن زبر في «معرفة الصحابة»: كان مقدم أهل اليمن في المأربي، وتأرب ناحية باليمن.
وقال ياقوت: وهو كورة بين صنعاء وحضرموت، بالقرب منها ثنية في جبل قد بني في وجهه مما يلي الفصا سد محكم [77 / ب] يمنع المياه، وهو غير مأرب القصر الذي كان باليمن، وقيل بالعراق والذي يقول فيه الشاعر:(2/11)
أما ترى مأربا ما كان أخصبه ... وما حواليه من سور وبنيان
وقال الرشاطي: على ثلاثة أيام من صنعاء وهي كثيرة العجائب.
وقال المسعودي: مأرب نسبة للملك الذي كان يملك تلك البلدة.
وفي «معرفة الصحابة»: لأبي منصور الباوردي الحافظ: كان بوجه أبيض قوباء قد التقمت أنفه فدعاه نبي الله صلى الله عليه وسلم فمسح بوجهه فلم يمسي ذلك اليوم في وجهه أثر.(2/12)
من اسمه أجلح وأحزاب وأحمر وأحنف
329 - (بخ 4) أجلح بن عبد الله واسمه يحيى.
فيما ذكره الكلبي وغيره.
فقول المزي: وقيل اسمه يحيى غير جيد لكونه قاله بصيغة التمريض.
وهو: يحيى بن عبد الله بن معاوية بن حسَّان بن معاوية بن وهب بن قيس ابن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمني بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة وزعم [ق 54 / أ] أبو عبيدة في كتاب «المثالب» أن جده كان نبطيا.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه، فقال: سمعت يحيى يقول: هو صويلح.
قال: وحدثنا الحسن بن علي قال: سمعت يزيد يقول: هو ميزكريم.
وفي موضع آخر: قلت لأبي داود فأجلح، قال: أجلح دونه، يعني دون مجالد.
وفي موضع آخر أجلح أحيا من أشعب وأجلح ضعيف.
وفي موضع آخر: سمعت أبا داود يقول: أجلح فوق داود، وداود يعني الأودي متروك.(2/13)
وفي موضع آخر: سئل عنه وعن السري يعني ابن إسماعيل؟ فقال: السري متروك، ويحيى بن سعيد قد حدث عن أجلح.
وقال ابن سعد: توفي بعد خروج محمد بن عبد الله بن حسن، وكان ضعيفًا جدًا.
وقال العجلي: جائز الحديث، وليس بالقوي، وفي عداد الشيوخ.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
ولما ذكر المزي قول عمرو بن علي الفلاس: هو رجل من بجيلة، لم ينبه على أنه قول شاذ لا سلف له فيه، والمعروف ما أسلفناه.
وقال الساجي فيه: ضعيف، وهو صدوق.
وقال أبو جعفر العقيلي: روى عن الشعبي أحاديث مضطربة لا يتابع عليها.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وذكره أبو القاسم البلخي، وأبو العرب في جملة الضعفاء.
وزعم البرديجي أنه من الأفراد.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة حديثه لين.(2/14)
وقال ابن حبان في كتاب «الضعفاء»: كان لا [78 / أ] يدري ما يقول، جعل أبا سفيان أبا الزبير.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»: تكلم في مذهبه، وهو عندي من أهل الطبقة الرابعة من المحدثين.
330 - (د س ق) أحزاب بن أسيد.
ذكره جماعة في التابعين، منهم: أبو سعيد بن يونس بقوله: هو جاهلي، عداده في التابعين.
وقال البخاري، وأبو حاتم الرازي: روى عن أبي أيوب.
زاد أبو حاتم واسم أبيه راشد قال: وهو أصح.
وأعاد ذكره في كتاب «المراسيل» فقال: ليست له صحبة.
وابن حبان ذكره في ثقات التابعين، وكذلك العجلي، لروايته عن أبي أيوب.
وقال أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر السمعاني: أبي رهم هذا تابعي يروي(2/15)
عن أبي أيوب ابن خلفون في كتاب الثقات لما عده في التابعين.
331 - (د ق) أحمر بن جزء، ويقال: ابن سواء بن جزء، ويقال: أحمر ابن شهاب بن جزء بن ثعلبة.
له حديث واحد كذا ذكره المزي.
والذي قاله أبو أحمد العسكري: أحمد بن حزن، وابن معاوية: قاله أبو منصور الباوردي في كتاب «
معرفة الصحابة» تأليفه وذكر له حديثين.
وفي الكتاب «المخزون» للأزدي: أحمر بن معاوية بن جزّي بن معاوية.
وقال أبو الحسن الدارقطني: جزي بكسر الجيم والزاي.
له حديثان فيما قاله الحافظ أبو سليمان بن زبر في كتابه «معرفة الصحابة»، وهما: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم محتبيا في ثوب واحد ليس عليه غيره»، والثاني الذي(2/16)
زعم المزي أنه لم يرو غيره.
وفي الصحابة جماعة يسمون أحمر منهم: -
332 - أحمر بن سليم.
333 - وأحمر بن سواء.
334 - وأحمر أبو عسيب.(2/17)
335 - وأحمر بن معاوية.
336 - وأحمر مولى أم سلمة.
337 - وأحمر بن قطن.
338 - وأحمر بن مازن.
تفرد بذكره الهجري في أماليه.
339 - (ع) الأحنف بن قيس.
قال ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات»: ذهبت إحدى عينيه يوم الحرة، وشهد مع علي صفين ولم يشهد الجمل، قال: وسمي أحنف لأنه ولد أحنف، وقيل إنه ولد ملتزق الإليتين حتى شقا، وأمه حي بنت قرط بن مرة بن ثعلبة بن زاهر بن سلامة بن عدي، وقبره بالقرب من قبر زياد.(2/18)
وفي «معجم» المرزباني: اسمه صخر وهو الثبت، ويقال الضحاك، ويقال: الحارث بن قيس بن معاوية بن حصين، ويقال: حصن بن حفص، وبعضهم يسقطه.
وهو القائل:
إذا لم تزل تحدوا إلى فضل عيشة ... ذللت فعن فضل المعيشة فاصدق
دع الناس جبناء واغن إن كنت ... غانيا بعيشك إن الذل للمنتصف
وفي «تاريخ» ابن مسكويه: بعثه عبد الله بن عباس سنة إحدى وثلاثين على مقدمته، فلقيه أهل هراة فهزمهم.
قال أبو الفضل عبد المحسن بن عثمان بن غانم المعروف بالمخلص في «تاريخ تنيس»: مات سنة ثمان وستين.
وفي «تاريخ المُسَبِحّي»: وهو ابن تسعين سنة.
وفي «تاريخ أصبهان» للحافظ أبي نعيم: أنه قدم على عمر بن الخطاب بفتح تستر.
وفي «الطبقات»: توفي زمن مصعب، وهو صلى عليه، ومشى في جنازته بغير رداء.
زاد في «التعريف بصحيح التاريخ» وقال: هذا سيد أهل العراق.
وقال المنتجالي: كان دميما قصيرا كوسجًا أجدل، وهو بصري تابعي ثقة.
والأجدل: الذي له خصية واحدة.
وقال المديني: كان له ابن يسمى بحرا، ثم مات وانقرض عقب الأحنف من الذكور والإناث.
وفي «المستوفى» لابن دحية: كان الأحنف في جملة أصحاب سجاح ثم تاب، واسمه قيس، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع.
وذكر المبرد جارية بن بدر لما قال(2/19)
الأحنف: قوموا إلى سيدكم، وكان قدم مال: أغر منه ابن الزافرة.
وهي أمه، وفيها يقول الأحنف:
أنا ابن الذافرة أرضعتني ... بثدي لا أجد ولا لئيم
وفي كتاب «السراير» للعسكري: كان الأحنف يصلي بالليل والسراج إلى جنبه، قال: فيدني أصبعه منه فإذا وجد حر النار قال: حس يا أحنف أتذكر ذنب كذا؟ أتذكر ذنب كذا؟.
قال: وكان عامة صلاته بالليل دعاء.
وفي تاريخ «سمرقند» للإدريسي: كان من أكابر التابعين يقال: إنه ولد مستدير الدبر، وابتنا بمرو الروذ قصرًا باقٍ إلى زماننا هذا يعرف بقصر الأحنف قالوا: وكانت لعلي بن أبي طالب بصفين قبة، لا [78 / ب] يدخل إليه فيها إلا الأحنف، وحُرَيثْ بن جابر الحنفي.
ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم أنبأ محمد بن نصر، ثنا أبو كامل الجحدري، ثنا روح بن عطاء، ثنا علي بن زيد، عن الحسن عن الأحنف قال: سمعت كلام عمر وخطبته، وكلام عثمان وخطبته، وكلام علي وخطبته فما كان منهم أحد أعلم ما يخرج من رأسه، ولا بمواضع الكلام من عائشة، وكذلك كان أبوها رضي الله عنهم أجمعين.
وفي كتاب «العوران من الأشراف» للهيثم بن عدي: ومنهم: أحنف ابن قيس ذهبت عينه بسمرقند.
وفي لطائف أبي موسى: وكان أصلع متراكب الأسنان، مائل الذقن.(2/20)
وفي كتاب «العرجان» لعمرو بن بحر: كان الأحنف أحنف في رجليه جميعا.
ولم يكن له إلا بيضة واحدة، وضرب على رأسه بخراسان فماهت إحدى عينيه.
وفي هذه الطبقة:
340 - أحنف أبو يحيى الهلالي.
يروي عن: ابن مسعود ذكره البستي في «الثقات».(2/21)
341 - وأحنف الكلبي.
أحد من دعا إلى بيعة يزيد بن الوليد ذكره ابن عساكر.
342 - وأحنف الجندي.
قال صليت خلف الأئمة والخلفاء.
روى عنه: أبو قبيل المعافري.
ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر»، وذكرناهم للتمييز.(2/22)
من اسمه أحوص وأخضر وأخنس
343 - (م د ت س) أحوص بن جوَّاب التيمي.
فيما ذكره ابن خلفون عن ابن الأعرابي قال: وهو عندي في «الطبقة الثالثة من المحدثين».
خرج ابن حبان، والحاكم حديثه في «صحيحيهما» وقال البستي في كتاب «الثقات»: كان متقنا وربما وهم.
344 - (ق) أحوص بن حكيم:
قال أبو نعيم الفضل بن دكين: قال علي بن المديني: لا يكتب حديثه.
وقال أبو بكر بن عياش: قيل للأحوص ما هذه التي تحدث بها عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أوليس الحديث كله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الساجي: ضعيف عنده مناكير.
وقال محمد بن عبد الله الموصلي: صالح.(2/23)
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: يحتمل.
وذكره أبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء».
وقال الدارقطني فيما ذكره ابن الجوزي: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم ابن حبان البستي: لا يعتبر بروايته.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
345 - (4) الأخضر بن عجلان الشيباني.
قال البخاري: التيمي من بني تيم بن شيبان وهو عم عبيد الله بن شميط بن عجلان.
وقال أبو عاصم: رأيته طحانا.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: كان خياطا.
وقال أبو الفتح الأزدي الموصلي: الأخضر بن عجلان عن أبي بكر عن أنس لا يصح ضعيف.(2/24)
وزعم البرديجي أنه من الأفراد.
وفي كتاب «العلل الكبير» للترمذي عن البخاري قال: الأخضر بن عجلان [79 / أ] ثقة.
وفي «كتاب الدوري» عن يحيى بن معين: ثقة ليس به بأس.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
346 - (فق) الأخنس بن خليفة الضبي.
خرج الحاكم حديثه في المستدرك.(2/25)
من اسمه أدرع وإدريس وآدم (ق 55 / ب).
347 - (ق) أدرع السلمي.
كان في حرس النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكره أبو عمر، وأبو نعيم الأصبهاني وابن الأثير عن ابن منده.
وفي كتاب الصريفيني: توفي بالمدينة.
348 - (فق) إدريس بن سنان اليماني، أبو إلياس الصنعاني، ابن بنت وهب بن منبه، ووالد عبد المنعم.
خرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال البخاري في «الكبير»: سمع همدان يعني: بَريد عمر بن الخطاب.
وقال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: يتقى حديثه من رواية ابنه عبد المنعم عنه.(2/27)
وذكره أبو العرب في «الضعفاء»، وكذلك أبو القاسم البلخي.
349 - (ق) إدريس بن صبيح الأودي.
خرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وذكره ابن حبان، وابن شاهين في كتاب «الثقات».
زاد ابن حبان: ويخطئ على قلته.
350 - (ع) إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
ولما ذكره أبو عمرو الداني في كتاب «طبقات القراء» قال: أخذ القراءة عن عاصم وروى عنه القراءة شيبة بن عبد الرحمن.
وقال الآجري: سألت أبو داود عنه فقال: ثقة، وسمعت أحمد بن حنبل يقول: قال ابن إدريس: قال لي شعبة: كان أبوك يفيدني.(2/28)
351 - (خ خد ت س ق) آدم بن أبي إياس خراساني.
نشأ ببغداد ثقة، يقال إنه كان ممن يكتب عند شعبة، وكان يقرئ القرآن.
ذكره العجلي، وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: كان وراقا وكان قصير القامة.
وخرج هو والحاكم حديثه في صحيحيهما.
وفي «كتاب الزهرة»: روى عنه البخاري مائة حديث وسبعة وسبعين حديثا وفي كتاب «مشايخ البخاري» لأبي أحمد بن عدي: كان من الزهاد.
وقال أبو إسحاق الحبال: اسم أبي إياس عبد الرحمن، ويعرف بناهية.
وفى «كتاب ابن أبي حاتم»: سمعت أبي يقول: حضرت آدم وقال له رجل: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن شعبة فقال: كان يملي عليهم ببغداد ويقرأ، وأربعة أنفس يكتبون آدم منهم.
فقال آدم: صدق، كنت سريع الخط فكنت أكتب، وكان الناس يأخذون من عندي، وقدم شعبة بغداد فحدث بها أربعين مجلسا كل مجلس مائة حديث، فحضرت أنا منه عشرين مجلسا ألفي حديث وفاتني عشرون مجلسا.
وقال ابن سعد في «الطبقات الكبير»: سمع من شعبة سماعا كثيرا صحيحا.(2/29)
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وقال الخطيب: هو من المشهورين بالسنة شديد التمسك بها والحض على اعتقادها.
وقال أبو نعيم: كان ثقة مأمونًا متعبدًا.
وقال أبو حاتم الرازي: صدوق.
وفي سؤالات القاسم عن يحيى: ثقة وربما حدث عن قوم ضعفاء، وهو من عسقلان الشام لا عسقلان بلخ قاله المديني في كتاب «أحاديث التابعين»، قال: وروى عن محمد بن نشر بالنون شامي، وروى عنه عيسى بن إبراهيم الفابِجَاني، وتوفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وهو ابن نيف وتسعين سنة.
روى عن: عَبْدة في كتاب «الثواب» تأليفه، ومنصور بن ربيعة، وأبي مروان، وأبي حمزة، وأبي كثير، وأبي خالد، وأبي أيوب الجذري، وصالح ابن رستم، وأبي الطيب، وأبي مالك النخعي، وأبي زكريا المقدسي، ومحمد بن الفضل، ومحمد بن كثير، وأبي معاوية المكفوف، وأبي عبد الله الخليل بن عبد الله، وشيخ من أهل الشام عن أبي بكر بن أبي مريم، وأبي [ق 56 / أ] داود الواسطي، وفرج بن فضالة، وأبي ياسر، وغياث، وضمرة، وعياش بن عباس، وعلي بن الفضل، ومحمد بن كثير، ومنصور بن ربيعة، وعبد الله بن لهيعة، إن صح سماعه منه، لأني رأيته كثير الرواية عن أصحابه، ولم أره عنه(2/30)
إلا في موضع واحد من كتابه فينظر.
وعدي بن الفضل، وروح بن مسافر، ورجاء، وحماد بن زيد، وعبد الجبار بن محمد بن راشد، وأبي عُمر الصنعاني، وابن نمير، وعدي بن الفضل، وابن سمعان، وابنه عبيد بن آدم في كتاب «الحوايج» لابن خليل.
[وذكره الحافظ أبو عبد الملك بن أحمد بن محمد بن عبد البر في «تاريخ قرطبة» فقال: ثقة، روى عنه ابن وضاح].
وقال السمعاني: كان ثقة حافظا.
ذكر الكوكبيُّ في «أخباره»: أنه لما احتضر ختم القرآن، وهو مسجى ثم قال: بحبي لك إلا رفقت بي لهذا المصرع، كنت أؤملك لهذا اليوم، كنت أرجوك، ثم قال لا إله إلا الله، ثم قضى].
352 - (م ت س) آدم بن سُليمان.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وروى عنه يونس بن أبي إسحاق، فيما ذكره البخاري في «تاريخه الكبير» روى له مسلم حديثا واحدا متابعة في «كتاب الإيمان».
كذا ألفيته في غير ما نسخة جيدة من «كتاب مسلم» [79 / ب]، فإطلاق المزي(2/31)
تخريج مسلم له من غير تقييد فيه نظر.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وفي كتاب «التلخيص» للخطيب: روى خمسة أحاديث أو أربعة.
353 - (خ س) آدم بن علي العجلي.
ويقال: البكري، ويقال: الشيباني.
قال البخاري: بكري وعجلي واحد، وأما شيبان فليس منهم.
وقال غيره: بكر بن وائل يجمع عجلًا وشيبان، فإن شيبان هو: ابن ثعلبة بن(2/32)
عكابة بن صعب بن علي بن بكر، وعجل هو: ابن لحيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
فكل عجلي وشيبان يقال له بكري.
انتهى كلام المزي.
وفيه نظر، من حيث أن البخاري لم يخف عليه سياقة هذه الأنساب، وإنما أراد أن الثلاثة غير مجتمعة في نسب واحد، وهذه مسألة إجماع لا قائل بأن شخصًا واحدًا يجتمع فيه هذه الثلاث قبائل إلا بحلف أو نزول وما أشبهه.
والمزي فلم يورد على البخاري اجتماعهم وإنما قال: كل منهم على حدة يقال له: كذا فلا أدري ما فائدته؟!.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بن أحمد ثنا علي - يعني - بن المديني قال سمعت يحيى - يعني - بن سعيد القطان وقلت له: أيهما أثبت أو أحب إليك آدم ابن علي أو جبلة بن سحيم؟ فقال: جبلة.
ولما ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»، قال: مات في ولاية هشام بن عبد الملك بن مروان، وخرج أيضا حديثه في «صحيحه».(2/33)
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان: روى عنه الأئمة من الكوفيين وهو ثقة.(2/34)
من اسمه أربدة، وأرطاة، وأرقم، وأزداد، والأزرق
354 - أرِبْدَةُ التميمي، ويقال: أربد البصري، صاحب التفسير، ذكره العجلي قال: هو تابعي كوفي ثقة.
ولما ذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في كتاب «الثقات» قال: أصله من [ق 56 / ب] البصرة كان يجالس البراء بن عازب.
وفي عدول المزي عن تسميته التميمي هذا من عند أبي داود إلى الطبراني وهو أنزل درجة من أبي داود لا سيما وهو المنفرد بروايته قصور، وذلك أن أبا دواد نفسه سماه، قال الآجري: قلت لأبي داود ما اسم التميمي؟ قال أربدة.
وقد سماه قبله من هو أقدم منه وهو إسرائيل بن أبي إسحاق فيما ذكره ابن أبي(2/35)
خيثمة في «تاريخه الكبير»: ثنا أحمد بن حنبل ثنا الزبيري يعني أبا أحمد قال: سألت إسرائيل عن اسم التميمي؟ فقال: أربدة.
وكذا ذكره أحمد في «تاريخه الصغير» رواية أبي نصر القزويني عنه.
وكذا أيضا - رواه يحيى بن معين عن أبي أحمد عن إسرائيل [80 / أ].
وخرج أبو عبد الله بن البيع حديثه في «مستدركه».
وقال ابن البرقي: أربدة التميمي مجهول، روى عنه أبو إسحاق فاحتملت روايته، وهو يسمى أربد.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
وسماه أبو حاتم الرازي - أيضا - والبخاري في «تاريخه الكبير»، و «تاريخه الصغير»، وقال في «الأوسط»: سماه شريك، وذكره في فصل من مات ما بين السبعين إلى الثمانين.
وزعم البرديجي أنه اسم فرد.
355 - (بخ د س ق) أرطاة بن المنذر السكوني.
خرج الحاكم، وأبو حاتم ابن حبان حديثه في «صحيحيهما»، وقال في «الثقات»: من أتباع الأتباع، مات سنة ثنتين وستين ومائة، ثنا ابن(2/36)
أجوصا ثنا يوسف بن سعيد بن سلم سمعت محمد بن كثير يقول: ما رأيت أحدا أعبد ولا أزهد ولا الخوف عليه أبين منه على أرطاة بن المنذر، ما دخلت عليه إلا ورأيت يديه هكذا على رأسه، ووضع يوسف على رأسه يديه.
وفي «تاريخ دمشق»: وفد على عمر بن عبد العزيز ففرض له.
وقال: يا فتى إني محدثك بحديث فذكر حديثا.
أنبأ ابن الأكفاني، ثنا عبد العزيز، ثنا تمام الرازي، أنبأ جعفر بن محمد، ثنا أبو زرعة في «تسمية شيوخ أهل طبقة وبعضهم أجل من بعض»: أرطاة بن المنذر.
وقال محمد بن أحمد بن البراء قال علي بن المديني وسئل عن أرطاة: روى عنه عبد القدوس، وروى عن: ضمرة بن حبيب فقال: لا أعرفه، هو مجهول.
وقال أبو عبد الرحمن الأعرج: لم أر أرطاة قط يسعل ولا يعطس ولا بزق ولا يحك شيئا من جسده ولا يضحك، قال: وإنما عرف موته حين حضره الموت أنه حك هذا عند أنفه، فكأن أصحابه أيسوا منه حين حك.
وعن أبي مطيع: أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح فإذا عليه ليل فلما صار تحت القبة سمع صوت الخيل على البلاط فإذا فوارس قد لقي بعضم بعضا، فسأل بعضهم بعضا من أين قدمتم؟ قالوا أولم تكونوا معنا! قالوا: لا. قالوا: قدمنا من جنازة البديل خالد ابن معدان.
قالوا: وقد مات! ما علمنا بموته، فمن استخلفتم بعده؟ قالوا: أرطاة بن المنذر، فلما أصبح الشيخ حدث أصحابه، فقالوا: ما علمنا بموت خالد. فلما كان نصف النهار قدم البريد من أنطرسوس بخبر موته [80 / ب].(2/37)
وقال بقية: كان أرطاة من الحكماء، مات سنة ست وخمسين ومائة.
وفي قول المزي: أدرك عبد الله بن بسر، وروى عن أبي الأحوص نظر؛ لأن ابن عساكر في «تاريخه» قال: حدث عن عبد الله بن بسر وأبي الأحوص لم يفرق، وليس لقائل أن يقول: لعله اطلع على ذلك من خارج لأمرين:
الأول: لم أر له فيه سلفًا فيما أعلم.
الثاني: لو كان عنده لوجب علي أن يبين مستنده وإلا فلا يقبل قول أحد بغير تبيين مستنده، والله أعلم.
ثم إني لا أعلمه نقل ترجمته من غير «كتاب» ابن عساكر، وابن عساكر عنده ما قدمناه فينظر، وأصحاب «المراسيل» لم يتعرضوا إلا لروايته عن عبادة ابن نسي فقط، قال أبو حاتم: لم يسمع منه شيئا.
وقال الحاكم أبو أحمد: أبنا أحمد بن عمير، ثنا سليمان بن عبد الحميد، أبنا أبو اليمان، أبنا أرطاة بن المنذر، وكان من أعبد الناس وأزهدهم.(2/38)
ولما ذكره أبو موسى المديني في كتاب «الصحابة» قال: قال عبدان: أرطاة بن المنذر السكوني له صحبة.
وقال: قال ابن عائذ عن أرطاة: لقد قتلت مع النبي عليه الصلاة والسلام تسعة من المشركين.
ثم قال: قال عبدان: الصحيح لقيط بن أرطاة.
قال أبو موسى: وهو الصحيح، وأرطاة بن المنذر يروي عن التابعين وأتباعهم، وهو من ثقات الشاميين.
356 - (ق) أرقم بن شُرَحبيل.
قال أبو عمر بن عبد البر: كان ثقة جليلًا، وذكر عن أبي إسحاق أنه كان يقول: أرقم من أشراف الناس ومن خيارهم.
وفي كتاب ابن أبي حاتم قال أبو زرعة لما سئل عنه: كوفي ثقة.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات».
وفي رواية ابن البراء عن علي بن المديني: لم يرو عنه غير أبي إسحاق.
وفيه خدش لقول من قال: إن أبا إسحاق لم يذكر سماعًا منه.(2/39)
وقال ابن سعد: لا نعلمه روى عن علي شيئا.
وأما ما وقع في «كتاب» أبي الفرج بن الجوزي: أرقم بن أبي أرقم، واسم أبي أرقم شرحبيل يروي عن ابن عباس، قال الرازي: مجهول، ففيه أمران:
الأول: أن الرازي لم يقل هذا، إنما قاله البخاري، فلعله من الناسخ.
الثاني: أن أرقم بن أبي الأرقم المقول فيه: مجهول لم يسم أحدا أباه شرحبيل، إنما سمى الحاكم أباه زيدًا، وهي من فوائده، ولا أعلمها عند غيره رحمه الله تعالى.
قال: وكان يعرف بحطام الصفوف من شدة بأسه، قتل بنيسابور أيام الرجفة.
ثم هما اثنان: [81 / أ] ابن شرحبيل عن ابن مسعود وابن عباس وهو المذكور أولًا، وابن أبي الأرقم البصري روى عن علي وابن عباس، روى عنه حميد الحذاء، وثقه ابن حبان وغيره، وهو المجهول عند البخاري، كذا فرق بينهما هو وابن أبي حاتم وغيرهما.
ويشبه أن يكون هذا من وهم البصر لا وهم التصرف، لأن كلا منهما روى عن ابن عباس والترجمتان متلاصقتان في التصنيف والخط فتداخلتا والله أعلم، وقد أشبعنا الكلام في هذا في كتابنا المسمى «بالاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء».(2/40)
وذكر أبو إسحاق الصريفيني وغيره أن الترمذي روى له، وأغفل ذلك المزي ولم ينبه عليه.
357 - (مد ق) أزداد الفارسي مولى بحير بن ريسان.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: حديثه مرسل.
وفي الاستيعاب: يقال له صحبة، وأكثرهم لا يعرفونه، ولم يرو عنه غير ابنه عيسى.
وقال العسكري: من أهل اليمامة ذكر بعضهم في حديثه أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذا قال يحيى بن العلاء، وكذا ذكره البغوي.
ولما ذكره ابن حبان في «الصحابة» قال: يقال إن له صحبة إلا أني لست بالمعتمد على خبر زمعة بن صالح.
وخرج أحمد بن حنبل حديثه في «مسنده» اعتمادا منه على أن له صحبة، وكذا فعله أبو يعلى، والحارث بن أسامة في آخرين.
وفي تاريخ البخاري: كان صاحب عدن، روى عنه عكرمة.(2/41)
وفي «الأوسط» لأبي القاسم روى عنه أيضا هبيرة بن يريم.
358 - (خد) الأزرق بن علي الحنفي.
قال الحاكم في ترجمة صالح بن محمد جزرة: روى عن الأزرق بن علي، ثم ذكر جماعة، وقال: هؤلاء كلهم من أتباع التابعين ما منهم من أحد إلا وقد روى عن تابعي، وخرج هو والحافظ البستي حديثه في «صحيحيهما».
359 - (خ د س) الأزرق بن قيس.
ذكره ابن سعد في «طبقات البصريين» وقال: كان ثقة [ق 57 / ب] إن شاء الله تعالى.
وقال الحاكم أبو عبد الله: قلت يعني للدارقطني فالأزرق بن قيس؟ قال: ثقة مأمون.
وخرج ابن خزيمة وابن حبان والحاكم حديثه في «الصحاح» ولما ذكره البستي في «الثقات» قال: مات في ولاية خالد على العراق.
وزعم بعضهم على ما رأيت في «كتاب» الصريفيني أنه بقي إلى حدود العشرين ومائة.(2/42)
وقال عباس بن محمد عن يحيى بن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».(2/43)
من اسمه أزهر
360 - (خ س) أزهر بن جميل بن جناح أبو محمد.
ذكره أبو أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في «تاريخه» وكناه أبا الحسن.
وقال الحافظ أبو عبد الله بن مندة: توفي سنة خمسين ومائتين.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث.
وقال مسلمة بن قاسم في «كتابه»: صدوق لا بأس به.
وذكر الحافظان أبو علي الغساني وابن خلفون أن أبا داود رحمه الله تعالى روى عنه في «كتاب الزهد» من «سننه».
وفي كتاب «الباجي» [81 / ب] قال أبو عبد الرحمن النسائي: هو ثقة.
361 - (خ م د ت س) أزهر بن سعد السمان.
روى عن حميد الطويل، وولد سنة إحدى عشرة ومائة ومات سنة سبع ومائتين ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقيل: في شوال سنة ثلاث.
ثم خرج هو الحاكم حديثه في «صحيحيهما».
وفي كتاب التابعين لأبي موسى المديني سنة ثلاث أو بعدها في شوال.
وقال عبد الباقي بن قانع: ثقة مأمون.(2/44)
وروى عنه الإمام أحمد في «مسنده»، وأبو بكر بن أبي شيبة، فيما ذكره ابن قاسم في «الصلة».
وفي «تاريخ البخاري الكبير» قال عفان: حدثني خالد بن الحارث قال: سمعت ابن عون يقول: أزهر أزهر وسليم سليم.
قال ابن الحارث: وكانا يشتريان حوائجه.
وفي كتاب «العقد» لابن عبد ربه: كان أبو جعفر المنصور قبل أن يلي الخلافة يجلس إلى أزهر السمان فلما ولي الخلافة جاءه فقال: ما جاء بك؟ قال: داري مستهدمة وعلي دين [ق 58 / أ] فأعطاه اثنى عشر ألفًا، ثم قال: لا تعد إلينا، فعاد في السنة الثانية، فقال: ما جاء بك؟ قال: مسلِّمًا.
قال: أظنك طالبًا، فأعطاه اثنى عشر ألفًا، وقال: لا تعد، فعاد في الثالثة، قال: ما جاء بك؟ قال: جئت عائدًا.
قال: أظنك جئت طالبًا، فأعطاه اثنى عشر ألفًا، وقال: لا تعد.
فعاد في الرابعة، فقال: ما جاء بك؟ قال: دعاء كنت سمعتك تدعو به.
قال: لا تحفظه فإنه غير مستجاب فإني دعوت به ألا تعود إليَّ فعدت، فأعطاه اثنى عشر ألفًا، وقال: عد متى شئت فقد عجزت فيك والسلام، انتهى.
وزعم عبد الدائم في «حلى العلى» أن هذه جرت للمنصور مع رجل اسمه أزهر، قال: وليس هو بالسمان المحدث.
وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: أروى الناس عن ابن عون وأعرفهم به أزهر.
وفي رواية إسحاق عنه، وقيل له كيف حديثه؟ فقال: ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث.
وفي «كتاب الباجي»: قال عفان: كان حماد بن زيد يقدم أزهر على(2/45)
أصحاب ابن عون، وكان عبد الرحمن بن مهدي يقدم أزهر.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: ابن أبي عدي له وقار وهيبة وهو أحب إليَّ من أزهر، كان ربما يحدث [82 / أ] بالحديث فيقول: ما حدثت به.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال الصدفي: ثنا أحمد بن خالد ومحمد بن أحمد، قالا: حدثنا ابن وضاح، قال: سمعت أبا جعفر البستي يقول: أزهر السمان ثقة.
وحدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد السلام، ثنا أبي، ثنا الغلابي قال: قال يحيى بن معين: لم يكن أحد أثبت في ابن عون من أزهر السمان، وبعده سليم بن أخضر، وكان حسين بن حسن يحفظ حديث ابن عون.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال بهز بن أسد: كان حماد بن زيد يأمر بالكتابة عن أزهر.
ولما ذكره أبو العرب في كتاب «الضعفاء» ذكر عن عبد الله بن أحمد عن أبيه أنه قال: ابن أبي عدي أحد إليَّ من أزهر هو أشبه بأهل الدين وأصح.
وقال أبو موسى الزمن: قلت لحسين بن حسن من أحفظكم زمن ابن عون؟ فقال: أزهر.
وفي كتاب «التعديل والتجريح» للعقيلي: له حديث منكر عن ابن عون.(2/46)
362 - (بخ د س ق) أزهر بن سعيد الحرازي.
روى عن أبي عمار المؤذن، قال محمد في «تاريخه الكبير» ولا يصح.
وذكره الحافظ أبو حاتم ابن حبان في «الثقات»، وقال: روى عن: أنس بن مالك، وعمر، وأبي عبيدة.
روى عنه: عبد الله بن سالم الأشعري، وخرج أيضا حديثه في صحيحه.
وقال أبو داود: كان يسب عليا.
وفي موضع آخر: قال أبو داود: إني أبغض أزهر الحرازي، حدثت عن(2/47)
الهيثم بن خارجة، ثنا عبد الله بن سلام الأشعري عن أزهر قال كنت في الخيل الذين سبوا أنس بن مالك فأتينا به الحجاج، وكان مع ابن الأشعث وكان يحرض عليه، فقال: لولا أنك لك صحبة لضربت عنقك، فختم يده.
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة.
وقال أبو محمد بن الجارود في كتاب «الضعفاء»: كان يسب عليا.
وخرج أبو عبد الله بن البيع حديثه في «مستدركه».
وقال أبو الفتح الأزدي [ق 58 / ب] فيما ذكره ابن الجوزي: يتكلمون فيه.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: تكلموا في مذهبه.
وقال ابن وضاح: ثقة شامي.
وأعاد المزي ذكره فيما بعد وقال: يقال إنهما واحد.
وكان الأليق بالمصنف أن يذكر الكل في ترجمة واحدة، وينبه على الخلاف فيها، والله تعالى أعلم.
وهو بفتح الحاء المهملة وبعد الراء زاي، نسبة إلى حراز بن عوف بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن نفر بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن(2/48)
العون بن قطن بن عرب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ.
363 - (ت) أزهر بن سنان:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: هو ثقة.
وقال الإمام [82 / ب] أبو عبد الله أحمد بن حنبل وسأله عنه المروذي: حدث بحديث منكر في الطلاق، ولينه.
وقال أبو أحمد بن عدي: كان من زهاد البصريين.
وقال أبو غالب علي بن علي بن أحمد بن النضر الأزدي: ضعفه علي بن المديني جدا في حديث رواه عن ابن واسع.
وقال الساجي: فيه ضعف.
وفي كتاب ابن الجوزي عنه: ضعيف الحديث وكأنه وهم، نبهنا عليه في كتاب «الاكتفاء».
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك»، وذكره ابن شاهين في كتاب «الضعفاء والمتروكين» تأليفه.(2/49)
364 - (د س ق) أزهر بن القاسم الراسبي.
ذكره الحافظ أبو حفص بن شاهين، وابن خلفون في «جملة الثقات».
زاد ابن خلفون: وفي كتاب قاسم بن مسعدة الحجاري الأندلسي: أزهر بن قاسم ثقة.
قال ابن خلفون: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
365 - (ت ق) أزهر بن مروان الرقاشي.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: ثقة، روى عنه من أهل بلدنا بقي بن مخلد.
وقد أسلفنا أن رواية بقي عنه، توثيق له.(2/50)
من اسمه أسامة
366 - (خ) أسامة بن حفص المدني.
روى عن: هشام بن عروة.
قال المزي مقلدًا اللالكائي: لم يذكره البخاري في «تاريخه».
وهذا كما أنبأتك إنه في غالب أحواله يقلد غيره ولا يراجع الأصول، إذ لو فعل لوجد غير ما قال اللالكائي، وعلم أن قوله - رحمه الله - غير جيد، لأن البخاري - رحمه الله - نص على اسم هذا الرجل في «تاريخه الكبير» في آخر باب من اسمه أسامة في غير ما نسخة، فقال: أسامة بن حفص المدني عن هشام بن عروة سمع منه محمد بن عبيد الله.
وقال في أبو الفتح الأزدي: أسامة بن حفص المدني: ضعيف.
فيما ذكره عنه ابن الجوزي.
367 - (ق) أسامة بن زيد بن أسلم: قال محمد بن سعد: كان كثير الحديث وليس بحجة، توفي بالمدينة في خلافة أبي جعفر المنصور.
والمزي نقل عنه زمانه زمن أبي جعفر فقط، فلو نقل من أصل لرأى ما ذكرناه.(2/51)
وفي موضع آخر: كان كثير الحديث مستضعف، توفي سنة [ق 59 / أ] ثلاث وخمسين ومائة.
وقال أبو حاتم ابن حبان: كان واهيا يهم في الأخبار فيرفع الموقوف ويصل المقطوع.
وقال أبو أحمد بن عدي: لم أجد [83 / أ] له حديثا منكرا لا إسنادا ولا متنا، وأرجو أنه صالح، وبنو زيد على أن القول فيهم: إنهم ضعفاء، أنهم يكتب حديثهم، ولكل واحد منهم من الأخبار ما يحتمل ويقرب بعضهم من بعض في باب الروايات.
وفي رواية أحمد بن أبي مريم عن يحيى: ضعيف يكتب حديثه.
وفي رواية عباس: ليس بذاك وهو أصغر من الليثي.
وفي رواية الهيثم بن طهمان: ليس في بني زيد ثقة، وأسامة أثبتهم.
وفي رواية أبي طالب عن أحمد: أسامة وعبد الرحمن متقاربان ضعيفان.
وفي رواية عبد الله: أخشى أن لا يكون ثقة في الحديث.
وقال أبو زيد(2/52)
القلوسي: سمعت علي بن المديني يقول: ليس في ولد زيد بن أسلم ثقة.
وفي «تاريخ البخاري»: ضعف علي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: وأما أخواه أسامة وعبد الله، فذكر عنهما صحة في نسخة: صلاحا.
وفي موضع آخر: وثقه علي وأثنى عليه خيرًا.
وفي «كتاب الساجي» عن أحمد: عبد الله أرفعهم، وفي «كتاب العقيلي» عنه: أخشى أن لا يكون قويا في الحديث.
وقال عمرو بن علي الفلاس: كان عبد الرحمن يحدث عنه.
وذكره البرقي في كتاب «الطبقات» في باب «الضعفاء من رواة الحديث من أهل المدينة».
وقال في موضع آخر: هو مدني ممن يضعف ويكتب حديثه.
ولما ذكره أبو العرب في كتاب «الضعفاء» قال: لا أعلم أحدا وثقه.
وذكره يعقوب بن سفيان الفسوي في «باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم».
وفي «كتاب ابن الجارود»: وهو ممن يحتمل حديثه.
وذكره أبو القاسم البلخي في كتاب «الضعفاء».
وفي «كتاب ابن الجوزي»: ترك يحيى بن سعيد يعني القطان حديثه.
وقال النسائي - في بعض النسخ -: ضعيف.
وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: ضعيف قليل الحديث.
وفي «كتاب أبي يعلى» عن يحيى بن معين: أسامة أحسنهم حديثا يعني أحسن إخوته.(2/53)
وقال ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات»: أسامة عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
ذكرهم - يعني أولاد زيد - أبو الفتح الأزدي فقال: ليس فيهم أحد متهم بشيء في دينه، ولا زائغ عن الحق ولا بدعة تذكر عنهم.
وذكره ابن شاهين في الثقات.
368 - (ع) أسامة بن زيد الحب ابن الحب رضي الله عنهما.
قال الشاعر - وهو أعور كلب، يذكر المزة التي احتلها أسامة:
إذا ذكرت أرض قوم بنعمة ... فبلدة قومي تزدهي وتطيب
يأتي لها خالي أسامة منزلا ... وكان لخير العالمين حبيب
حبيب رسول الله وابن أريبه ... له إليه معروفه ونصيب
وقال أبو زكريا بن منده: كان من الأرداف.
وقال أبو حاتم ابن حبان في «معرفة الصحابة» تأليفه: مات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة.
وكذا ذكره ابن سعد.
وفي «تاريخ» أبي عبد الرحمن العتكي: ولد في السنة الرابعة من نبوته صلى الله عليه وسلم.
وفي «تاريخ المزة» لابن عساكر: كان ينزل المزة، ولم يلقه عمر قط إلا قال:(2/54)
السلام عليك أيها الأمير، أمير أمره النبي صلى الله عليه وسلم ثم لم ينزعه حتى مات.
ولما وُلي أبو بكر قال أسامة: عليك بالبوادي، فكان كذلك إلى أن صار إلى عشيرته، فكانت تحت لوائه إلى أن قدم الشام على معاوية، فاختار لنفسه المزة فاقتطع فيها هو وعشيرته، وتوفي بوادي القرى وخلف ابنة له يقال لها: فاطمة.
وقيل: توفي النبي وله ثماني عشرة فيما ذكر ابن أبي خيثمة في «تاريخه الأوسط» - رواية أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن خلف.
وفي «أمالي أبي بكر بن السمعاني»: توفي سنة أربعين بعد قتل علي.
وفي «معرفة الصحابة» للبغوي عن مصعب توفي آخر أيام معاوية بن أبي سفيان وكذا ذكره الواقدي.
وفي كتاب «الاستيعاب» لأبي عمر بن عبد البر توفي سنة ثمان أو تسع وخمسين، وقيل: بعد قتل عثمان بن عفان رضي الله عنهم بالجرف وحمل إلى المدينة.
وفي كتاب «الطبقات» لابن سعد: ولد بمكة ولم يعرف إلا الإسلام لله، ولم يدن بغيره، وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم - وفي نسخة - وهو الصواب: هاجر مع أبيه.
ولو أردنا أن نكتب فضائله وأخباره لجاءت جملة كثيرة.
وفي قول المزي روى عنه الحسن على خلاف فيه، فيه نظر، لأن ابن المديني وأبا حاتم أنكرا سماعه منه، ولا أعلم مثبته حتى يكون خلافًا،(2/55)
ومطلق روايته عنه إذا جاءت وكانت بغير صيغة التحديث لا تقتضي سماعا حتى ينص عليها إمام معتمد.
وقوله: روى عنه الزبرقان بن عمرو، وقيل: لم يلقه، غمط لحق قائله، وهو أبو القاسم بن عساكر في كتاب «الأطراف»، والشيخ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي في كتاب «الأحكام» تأليفه.
وأما إنكار المزي رواية أبان عنه فلا أعلم له سلفًا، والله تعالى أعلم.(2/56)
وفي «الألقاب» للشيرازي: كان يلقب ذا البطين، قاله له النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي «الكامل»: حدثت أن أسامة قاول عمرو بن عثمان في أمر ضيعة، فقال عمرو: يا أسامة أتأنف أن تكون مولاي؟ فقال أسامة: والله ما يسرني مولاي من النبي صلى الله عليه وسلم نسبك.
ثم احتكما إلى معاوية، فتقدم سعيد بن العاص إلى جانب عمرو يلقنه الحجة، فتقدم الحسن بن علي إلي جانب أسامة، يلقنه الحجة، فوثب عنه ابن أبي سفيان، فصار مع عمرو، ووثب الحسين فصار مع أسامة، فقام عبد الرحمن بن أم الحكم يجلس مع عمرو، فقام عبد الله بن عباس فجلس مع أسامة، فقام الوليد بن عتبة فجلس مع عمرو، فقام ابن جعفر فجلس مع أسامة، فقال معاوية: حضرت النبي صلى الله عليه وسلم وقد أقطع هذه الضيعة لأسامة، فقضى للهاشميين بها.
369 - (خت 4) أسامة بن زيد الليثي.
قال أبو حاتم ابن حبان لما ذكره في كتاب «الثقات»: يخطئ.
وهو مستقيم الأمر صحيح الكتاب، وأسامة بن زيد بن أسلم مدني واهٍ، وكانا في زمن واحد، إلا أن الليثي أقدم، وكان يحيى بن سعيد يسكت عنه، وفي نسخة يكتب عنه - مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكان له يوم مات بضع وسبعون سنة.
وفي كتاب «التجريح والتعديل» عن أبي الحسن الدارقطني: كان يحيى بن سعيد حدث عنه ثم تركه، وقال: إنه حدث عن عطاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: منى كلها منحر فقال يحيى: اشهدوا أني قد تركت حديثه.
زاد حمزة السهمي في «سؤالات الدارقطني» قلت: فمن أجل(2/57)
هذا احتج به مسلم، وتركه البخاري.
وفي «السؤالات الكبرى» للحاكم: وقد احتج به البخاري.
وخالف ذلك في كتاب «المدخل» فقال: روى له مسلم كتابًا لعبد الله بن وهب، والذي استدللت به في كثرة روايته له أنه عنده صحيح الكتاب، على أن أكثر تلك الأحاديث مستشهد بها أو هو مقرون في الإسناد، وقال البخاري: هو ممن يحتمل.
وخرج الحاكم وابن حبان وأبو علي الطوسي حديثه في «الصحيح».
وفي نسخة من كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: ليس به بأس.
وقال البرقي: هو ممن يضعف وقال: قال لي يحيى: أنكروا عليه أحاديث.
وقال ابن نمير: مدني مشهور.
وقال العجلي: ثقة.
ولما ذكره أبو العرب في كتاب «الضعفاء» قال: اختلفوا فيه، وقيل: ثقة، وقيل: غير ثقة.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: صالح، إلا أن يحيى أمسك عنه بأخرة.
وفي قول المزي: روى له مسلم نظر، لما ذكره الحافظ أبو الحسن بن القطان في كتاب «الوهم والإيهام» من أن مسلمًا - رحمه الله تعالى - لم يحتج به إنما روى له استشهادًا كالبخاري، وأقره على ذلك ابن المواق، قال أبو الحسن:(2/58)
وهو مختلف فيه.
وقال يعقوب بن سفيان: وهو عند أهل المدينة من أصحابنا ثقة مأمون.
وعلة يحيى في تركه غير علة أحمد وهي: ما ذكره عمرو بن علي في كتابه قال: كان يحيى ثنا عنه ثم تركه، قال: يقول: سمعت سعيد بن المسيب على النكرة لما قال.
قال ابن القطان: وهذا لعمري أمر منكر كما ذكر، فإنه بذلك يساوي شيخه ابن شهاب، وذلك لا يصح له والله تعالى أعلم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للساجي: ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن أسامة(2/59)
ابن زيد بأحد عشر حديثًا منها ستة أحاديث مسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الساجي: اختلف أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين في أسامة الليثي، قال الساجي: وأسامة بن زيد الصغير ضعيف.
وذكره العقيلي، وابن الجارود، وأبو القاسم البلخي في جملة الضعفاء.
وابن شاهين في كتاب «الثقات».
وفي كتاب «الطبقات» لابن خلفون: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وهو حجة في بعض شيوخه وضعيف في بعضهم، ومن تدبر حديثه عرف ذلك.
370 - (4) أسامة بن شريك من بني ثعلبة بن يربوع - يعني - ابن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
قاله أبو نعيم في «معرفة الصحابة»، وأبو القاسم الطبراني(2/60)
في «المعجم الكبير».
وفي قول المزي: من ثعلبة بن سعد، ويقال: من ثعلبة بن بكر، تبعا لصاحب «الكمال» الذي لم يزد.
وأبو محمد الرشاطي، رحمه الله، قد تولى رد ذلك على قائله، فقال: هذا ليس بمستقيم؛ لأنا لا نعلم لبكر ولدًا غير على ويشكر ويزن، فأما يزن فدخل في بني يشكر.
وأيضا فإن قول المزي: الذبياني.
دليل على أنه من ثعلبة بن سعد بن ذبيان، والله أعلم.
وقال أبو أحمد العسكري في نسبة العامري، قال: وهو ابن عمر قطبة بن مالك.
وقال ابن السكن في كتاب «الصحابة»: لم يرو عنه غير زياد.(2/61)
من اسمه أسباط
371 - (ع) أسباط بن أبي عمران محمد.
فيما ذكره الباجي قال: وقال الفلاس: أسباط بن محمد بن عمرو.
قال عباس عن يحيى بن معين: ليس به بأس، وكان يخطئ عن سفيان وجعل يبين خطأه.
وفي رواية الغلابي: ثقة، والكوفيون يضعفونه.
وفي رواية البرقي عنه: الكوفيون يضعفونه وهو عندنا ثبت، فيما يروي عن مطرف والشيباني، وقد سمعت أنا منه، وكان ينزل دار القطن.
وقال الدارمي: قلت ليحيى: كيف حديثه؟ قال: ليس به بأس.
وفي «تاريخ أبي بكر الخطيب»: قال هارون بن حاتم التميمي - ورأيته أنا(2/62)
في تاريخ هارون أيضا - سألت أسباط بن محمد قلت: يا أبا محمد متى ولدت؟ قال: سنة خمس ومائة ومات سنة تسع وتسعين ومائة في أيام أبي السرايا.
وفي «تاريخ ابن المبارك» وسئل عنه وعن محمد بن فضيل فقال: أصحابنا لا يرضونهما.
وقال أبو جعفر العقيلي: ربما يَهم في الشيء.
وقال أحمد بن صالح العجلي: لا بأس به.
وفي موضع آخر: جائز الحديث.
وفي «الأمالي» لابن السمعاني: وفاته سنة مائتين. وهو الصحيح.
قال: وهو من ثقات أهل الكوفة.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال ابن وضاح: لا بأس به.
قال ابن خلفون: وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وهو أثبت في ابن أبي عروبة من عبد الوهاب بن عطاء.
قال ابن خلفون: وسئل عنه ابن السكري وأحمد المروزي وأبو بكر الحضرمي فقالوا: ثقة.
وفي «كتاب» ابن قاسم الأندلسي: ثقة.
وقال ابن سعد:: كان ثقة صدوقًا إلا أن فيه بعض الضعف، وقد حدثوا عنه.(2/63)
وذكره أبو حاتم ابن حبان، وابن شاهين في «جملة الثقات»، زاد أبو حفص: قال عثمان بن أبي شيبة: أرجو أن يكون صدوقا.
وذكره أبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء».
فينظر في قول المزي: أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة.
372 - (بخ م 4) أسباط بن نصر.
قال البخاري في «تاريخه الأوسط»: صدوق.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، والحاكم.
وعاب أبو زرعة على مسلم إخراج حديثه.
وذكره أبو العرب، والساجي في «جملة الضعفاء».
زاد الساجي: روى أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب.(2/64)
وقال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وحكى ابن أبي خيثمة في «تاريخه» أنه كان ألثغ.
373 - أسباط أبو اليسع. قيل: إنه ابن عبد الواحد.
قال المزي: روى عن شعبة.
واللالكائي يحكي في كتابه أنه إنما يروي عن شعبة بوساطة الوليد بن محمد السلمي، ثم إن اللالكائي قال: أخرج عنه البخاري.
لم يقيده بأنه مقرون كما زعمه المزي.
قال الباجي في كتاب «الجرح والتعديل»: أخرج البخاري في البيوع عن محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي عن هشام الدستوائي.
ولم يذكره الكلاباذي إلا في جملة من أضيف إلى غيره في الإخراج عنه.
قال أبو عبد الله: له حديثه واحد.
قال أبو حاتم ابن حبان: كأن الذي يروي عن شعبة آخر، لمخالفته الثقات.(2/65)
من اسمه إسحاق
374 - (مد ت س ق) إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد الشهيدي.
قال الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتابه «أولاد المحدثين»: مات سنة ست وخمسين ومائتين، روى عنه عبيد الله بن محمد بن عبد الله الأنصاري.
وخرج ابن خزيمة والحاكم وأبو علي الطوسي وابن حبان حديثه في «صحاحهم» وذكره البستي في جملة «الثقات».
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة أنبأ عنه المهراني.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه؟ فقال: صدوق.
وفي «تاريخ بغداد»: قال أبو إسحاق الحربي: كان بالبصرة يغسل: محمد بن سيرين، ثم بعده أيوب، ثم كان بعده حماد بن زيد، ثم كان بعده سليمان بن حرب، ثم افترق بعد ذلك فصار إلى الشهيدي هاهنا.
وقال السلمي: وسألته يعني الدارقطني عن إسحاق [86 / ب] بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد؟ فقال: هو أبوه وجده ثقات.
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي.(2/66)
375 - (ق) إسحاق بن إبراهيم بن داود السواق.
خرج الحاكم حديث في «مستدركه» عن علي بن محمد الحمادي المروزي عنه.
376 - (د) إسحاق بن إبراهيم بن سويد.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: كان ثقة مأمونًا.
وفي قول المزي: إن في «النبل» ذكر أن النسائي روى عنه، ولم يقف على ذلك، نظر، لأن هذا الاسم ساقط جملة من كتاب «النبل» لابن عساكر - رحمه الله تعالى - لم يذكره ولا ما يناسبه، وقد استظهرت بنسخ صحاح، والحمد لله وحده.
377 - (خ) إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن منيع لقبه يُؤْيُؤْ.
قال أبو محمد بن الأخضر في «مشيخة البغوي: هو صدوق ثقة.
وفي كتاب «الألقاب» للشيرازي: روى عنه موسى بن هارون بن(2/67)
عبد الله الحمال.
وفي «سؤالات حمزة» للدارقطني: ثقة مأمون.
وقال ابن خلفون في كتابه «الثقات»: هو عندهم ثقة.
378 - (بخ) إسحاق بن إبراهيم بن العلاء عُرف بابن زبريق الحمصي.
خرج الحاكم، وابن حبان حديثه في «صحيحيهما» بعد ذكره إياه في كتاب «الثقات».
وقال مسلمة: ثقة.
كذا ألفيته في نسخة، وفي أخرى ذكره ولم يتعرض لحاله، فالله أعلم.
وفي «كتاب الآجري»: سئل أبو داود عنه؟ فقال: ليس هو بشيء.
قال أبو داود، قال لي ابن عوف: ما أشك أن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق يكذب.
379 - (ق) إسحاق بن إبراهيم بن عمران المسعودي.
ذكره العقيلي في «جملة الضعفاء»، وكذا ابن الجارود وأبو العرب.(2/68)
380 - (خ د) إسحاق بن إبراهيم بن محمد الصفار.
قال الخطيب: هو إسحاق بن أبي إسحاق.
خرج الحاكم، وابن حبان، وابن خزيمة، وأبو عوانة الإسفراييني حديثه في «صحاحهم»، وكذلك أبو علي الطوسي في كتاب «الأحكام».
وذكره البزار في «سنته» فقال: هو ثقة.
وكذا قاله أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، ومحمد بن مخلد فيما ذكره عنهما الخطيب في «تاريخ بلده»، قال: وأنبأ أبو الفرج الطناجيري ثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: قرأت على محمد بن مخلد العطار قال: ومات أبو يعقوب الصفار سنة اثنتين وستين، يعني ومائتين.
فينظر في قول المزي: الصواف.
مقتصرًا عليها [87 / أ].
381 - (خ م د ت س) إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه.
قال الحاكم في «تاريخ بلده»: هو إمام عصره في الحفظ والفتوى.
أصله من هراة.
روى عن: أحمد بن أيوب الصيني، ومهران بن أبي عمر، ويحيى بن الضريس البجلي الرازيان، وحكام بن سلم، وإسحاق بن سليمان الرازيان، وأسباط بن نصر، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وعبد السلام بن حرب الملائي، والنضر بن إسماعيل، وعبيد الله بن موسى، وقبيصة بن عقبة، وعمرو بن طلحة القناد، ومعن بن عيسى، وحماد بن عمرو النصيبي، وعلي بن ثابت الجزري، ومحمد بن الحسن الواسطي، وعائشة بن يونس بن عمران بن عمير زوج ليث بن أبي سليم، وعبد الله بن عاصم الجزري، والمغلس بن زياد أبي الوليد العامري.(2/69)
روى عنه: يحيى بن سعيد القطان وهو من شيوخه، وعبد الرزاق بن همام، وهو من شيوخه، وإبراهيم بن عبد الله السعدي، وإسحاق بن إبراهيم القفصي، وعلي بن الحسن الدرابجردي، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي، وأحمد بن يوسف السلمي، وسهل بن بشر بن القاسم، وحامد بن أبي حامد المقرئ، وحسام بن الصديق، وعبد الله بن عمرو الفراء، ويحيى بن محمد بن يحيى، وأبو يحيى زكريا بن داود الخفاف، والحسين بن محمد بن زياد، وأبو سعيد محمد بن شاذان، ومحمد بن عبد السلام بن يسار، ومحمد بن نعيم بن عبد الله، وإبراهيم بن محمد الصيدلاني، وإبراهيم بن إسحاق بن يوسف الأنماطي، وأبو عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يوسف، وأبو علي أحمد بن حفص المحمد آبادي، وأبو العباس محمد بن شادك الضرير، وإبراهيم بن سفيان، وداود بن الحسين بن عقيل، وأحمد بن محمد بن الأزهر، وعبدة بن الطيب، ومحمد بن الفضل بن حاتم الشعراني، والحسن بن الحر بن مهاجر، وسعيد بن أشكيب، وإبراهيم بن محمد الصدقاني، وحميد بن زنجويه النسوي، وعبد الله بن أبي العاص الخوارزمي.
توفي فجأة في يوم بارد يوم السبت ودفن يوم الأحد للنصف، وقيل لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان، وصلى عليه [ق 62 / أ] إسحاق بن منصور.
وذكر علي بن سلمة الجلاباذي - وكان من الصالحين - أنه رأى ليلة مات إسحاق كأن قمرًا [87 / ب] ارتفع من الأرض إلى السماء من سكة إسحاق بن إبراهيم، ثم نزل فسقط في الموضع الذي دفن فيه إسحاق ولم أشعر أنا بموته، فلما غدوت وجدت حفارا يحفر قبرا في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه، فسألت الحفار لمن تحفر هذا القبر؟ فقال: لإسحاق بن راهويه.
وقال شاذان وكيل آل الطاهر: رأيت في الليلة التي مات فيها إسحاق إسحاق وعليه إزار ورداء وهو مستقبل قبره ومعه رجال كثير فسئل عن حاله فقال أريد الحج.
وقال محمد بن عبد الوهاب: كنت مع يحيى بن يحيى وإسحاق نعود(2/70)
مريضا، فلما حاذينا الباب تأخر إسحاق وقال ليحيي: تقدم، فقال يحيى لإسحاق: بل أنت تقدم، فقال: يا أبا زكريا أنت أكبر مني، قال: نعم أنا أكبر منك ولكنك أعلم مني، قال: فتقدم إسحاق.
وقال أبو بكر محمد بن النضر الجارودي: ثنا شيخنا وكبيرنا ومن تعلمنا منه وتجملنا به أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم رضي الله عنه.
وقال وهب بن جرير: جزى الله إسحاق وصدقة ومعمرًا خيرًا، أحيوا السنة بأرض المشرق.
وقال الفضل بن محمد الشعراني: ثنا إسحاق بن إبراهيم الإمام بخراسان بلا مدافعة.
وقال محمد بن مالك لإسحاق: هؤلاء الشباب لا يعرفون محلك، لو كان في رجلي قوة لم أفارقك الليل والنهار، ومع هذا فقد كتبت عنك ثمانين جزءا.
وقال علي بن سلمة اللَبقي: كان إسحاق عند الأمير عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن صالح، فسأل الأمير إسحاق عن مسألة، فقال: السنة فيها كذا وكذا، وكذلك يقول من سلك طريق أهل السنة، وأما أبو حنيفة وأصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا.
فقال إبراهيم: النقل عن أبي حنيفة بخلاف هذا.
فقال إسحاق: حفظته من كتاب جدك وأنا وهو في كتاب واحد.
فقال إبراهيم: أصلحك الله كذب على جدي.
فقال إسحاق: أتبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من جامعه؟ فأتى بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال إسحاق: عد من الكتاب إحدى [88 / أ] عشرة ورقة ثم عد تسعة أسطر، ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق، فقال الأمير: لم أعجب من حفظك المسألة إنما أتعجب من حفظ هذه الأشياء.
فقال إسحاق: حفظته ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا مثل هذا.(2/71)
وقيل لأبي حاتم الرازي: لم أقبلت على الفتيا بقول أحمد وإسحاق وعندك كتب الشافعي ومالك والثوري وشريك؟ فقال: لا أعلم في دهر من الدهور ولا في عصر من الأعصار مثل هذين الرجلين رحلا وكتبا وصنفا.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: جمع بين الحديث والفقه والورع.
وقال ابن القطان: هو أحد الأئمة في الفقه والحديث.
وفي «الإرشاد» للخليلي: كان يسمي شهنشاه الحديث.
وفي سؤالات مسعود عن الحاكم: دفن إسحاق بن إبراهيم كتبه وكذا ابن المبارك ويحيى بن يحيى ومحمد بن يحيى، كلهم دفنوا كتبهم.
وقال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»: كان إسحاق من سادات أهل زمانه فقهًا وعلمًا وحفظًا، صنف الكتب وفرع على السنن، وذب عنها، وقمع من خالفها.
وفي «تاريخ البخاري» مات ليلة السبت لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان.
وقال الجياني: إسحاق إمام جليل جمع الحديث والفقه.
وفي «كتاب المنتجالي»: قال سعيد بن ذؤيب: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق.
وقيل لمحمد بن السري: ما تقول فيه؟ فقال: عارف بالحديث عالم بالفقه.
وقيل للنسائي: من أجل عندك إسحاق أو قتيبة؟ قال: أنا أقدم إسحاق على أحمد.
قال المنتجالي: وكتب إسحاق إلى قتيبة مرارا ثلاثا فلم يجبه عنها(2/72)
وكتب إليه إسحاق:
إذا الإخوان فاتهم التلاقي ... فلا شيء أسر من الكتاب
وإن كتب الصديق إلى أخيه ... فحق كتابه رد الجواب
فقال قتيبة: صدق أبو يعقوب هاتوا ورقًا حتى أجيبه.
وفي «تاريخ القدس»: إسحاق إمام متفق عليه شرفًا وعزًا، كان إمام هذا الشأن حفظًا وفقهًا وفي العلوم كلها، توفي سنة سبع وثلاثين.
وفي «تاريخ القراب»: توفي في رجب وهو ابن خمس وسبعين.
وفي كتاب ابن عساكر «النبل»، و «تاريخ بغداد»: ولد سنة ست وستين.
وفي كتاب أبي علي الغساني، وابن عساكر: ثلاث وستين.
وفي كتاب «ذم الكلام» لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري عن: علي بن خشرم قال: كان إسحاق يملي سبعين ألف حديث من حفظه.
وفي كتاب «الزهرة» مضبوطًا مجودًا: توفي وهو ابن تسع وسبعين.
كذا هو بخط بعض الأئمة مجودا [88 / ب].
وقال: روى عنه البخاري مائة حديث وسبعين حديثا، ومسلم اثنين وسبعين حديثا.
وفي «كتاب الصيرفيني»: ولد سنة ثنتين وستين.
وفي كتاب «الإعلام» لابن خلفون: مات ليلة الأحد نصف شعبان.
يؤيده ما أنشده ابن عساكر لبعضهم فيه:
يا هدة ما هددنا ليلة الأحد في ... نصف شعبان لا تنسى مدى الأبد(2/73)
وذكر عن نعيم بن حماد أنه قال: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق فاتهمه في دينه.
وقال الدارمي ساد أهل المشرق والمغرب بصدقه.
وفيه يقول بعضهم:
قولي إلى الله دعاني إلى ... حب أبي يعقوب إسحاق
لم يجعل الفرقان حلفا كما ... قد قاله زنديق فساق
جماعة السنة إذا به ... يقيم من شذ على ساق
يا حجة الله على خلقه ... في سنة الماضين للباقي
أبوك إبراهيم محض التقى ... سباق مجد وابن سباق
ولما مات وقف رجل على قبره وقال:
فكيف احتمالي للسحائب
صنيعة ... بإسقائه قبرا وفي لحده بحر.
وقال محمد بن يحيى بن خالد: مات إسحاق ليلة الخميس.
وقال أبو بكر الخطيب البغدادي: كان إسحاق أحد أئمة المسلمين، وعلمًا من أعلام الدين، اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد.
وقال أبو محمد بن الأخضر: كان إمامًا عالمًا ورعًا زاهدًا.
قال البغوي: كتبت عنه.
وفي «الإرشاد»: قال محمد بن أسلم: لو كان سفيان الثوري حيا لاحتاج إليه، فأخبر بذلك أحمد بن سعيد الرباطي فقال: والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان والليث حتى عد عشرة لاحتاجوا إليه، فأخبر بذلك محمد بن علي الصفار فقال: والله لو كان الحسن حيا لاحتاج إليه في أشياء كثيرة.
قال الخليلي: هو إمام متفق عليه شرقًا وغربًا، وكان إمام هذا الشأن حفظًا، وعلمًا، وإتقانًا، وفقهًا وفي العلوم كلها، وكان يقارن بأحمد بن حنبل.(2/74)
382 - (خ) إسحاق بن إبراهيم بن نصر من أهل مرو.
قاله ابن عدي في «أسماء رجال البخاري».
وقال اللالكائي: كأنه وهم، قال: وقيل إنه من سُغْد سمرقند.
وقال الكلاباذي والدارقطني والباجي وابن منده والحبال: بخاري وابن منده.
فعلى هذا يتجه قول من نسبه إلي سغد سمرقند بالغين المعجمة، وكذا قول من نسبه مروزيًا، وأن من قاله بالعين المهملة لا وجه له على هذا، اللهم إلا أن يكون كما قاله ابن خلفون: كان ينزل بمدينة بخارى بباب بني سعد.
فله وجه، وإطلاق المزي كان ينزل بباب بني سعد بالمدينة، يفهم منه مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك، والله تعالى أعلم.
ولما ذكر أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان قديم الموت.
وفي كتاب «زهرة المتعلمين في تسمية مشاهير المحدثين»: روى عنه يعني البخاري خمسين حديثًا ونيفًا.
وذكر ابن خلفون أن أبا داود - أيضا روى له في كتابه.
383 - (خ د س) إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر.
وقال محمد بن إسماعيل في «غزوة الفتح»: ثنا إسحاق بن(2/75)
يزيد نسبه إلى جده.
وقال ابن خلفون: مولى أم البنين.
وكذا قاله الصريفيني.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس به بأس.
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي، وسمعت أبا زرعة يقول: أدركناه ولم نكتب عنه.
وقال ابن منده: توفي بعد العشرين ومائتين.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري قريبا من خمسين حديثا، ومسلم خمسمائة حديث وعشرين حديثًا.
كذا قال إن مسلمًا روى عنه، ولم أره لغيره فينظر، والله تعالى أعلم.(2/76)
وذكر ابن عدي له أحاديث نحو العشرين، وقال: كلها غير محفوظة، وله أحاديث صالحة، ولم أر له أنكر مما ذكره.
قال ابن عساكر: تلك الأحاديث الوهم فيها من يزيد بن ربيعة - يعني شيخ إسحاق - لا من إسحاق.
وذكره البستي في كتاب «الثقات».
وقال أبو داود: ما رأيت بدمشق مثله كان كثير البكاء كتبت عنه سنة [89 / أ] ثنتين وعشرين.
وقال أبو علي الجياني: كان ثقة.
وقال أبو الفتح الأزدي - فيما ذكره ابن خلفون -: لا يتابع على حديثه، ثم قال: حدثنا محمد بن هارون، ثنا الحسن بن علي، ثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم، ثنا عمر بن المغيرة، عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس يرفعه: «الضرار في الوصية من الكبائر».
قال أبو الفتح: كذا قال عن النبي صلى الله عليه وسلم والمحفوظ من قول ابن عباس لا يرفعه، وقد رواه هشام بن عمار.
قال ابن خلفون: الحمل في رفع هذا الحديث على عمر بن المغيرة لا على إسحاق، وقد رواه الثوري وزهير بن معاوية وغيرهم عن داود عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا.(2/77)
384 - (س) إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: كان كثير الحديث متقدما فيه.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: كان صدوقا صالحا زاهدا.
385 - (د ت ق) إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الثقفي.
كذا ذكره المزي، والذي رأيت بخط شيخنا الحافظ أبي محمد الدمياطي - رحمه الله تعالى - صوابه ابن يعقوب.
وقال أبو جعفر العقيلي: في حديثه نظر، وروى عن مالك حديثاً لا أصل له.(2/78)
وذكره الساجي في «جملة الضعفاء».
[ق 63 / ب].
386 - (د ق) إسحاق بن إبراهيم الحنيني مولى العباس.
فيما ذكره الصريفيني قال: وتوفي سنة تسع عشرة ومائتين.
وفي «وفيات» ابن قانع: توفي سنة سبع عشرة.
وقال أبو زرعة الرازي فيما حكاه عنه ابن أبي حاتم: صالح.
وذكره الساجي وابن الجارود والعقيلي وأبو العرب وأبو القاسم البلخي في «جملة الضعفاء».(2/79)
وقال السمعاني: لم يكن بالقوي في الحديث.
وذكره البخاري في فصل: من مات من خمس عشرة إلى عشرين ومائتين.
وقال أبو بكر البزار: كف بصره فاضطرب حديثه.
وذكره الحافظ أبو أحمد بن عدي في «أسماء شيوخ البخاري»، وأنكر ذلك أبو الوليد الباجي في كتاب «الجرح والتعديل»، قال: ولعله إسحاق بن إبراهيم الجزري.
وتابعه على هذا غير واحد، ولا أعلم لابن عدي سلفاً، والله أعلم.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه.
وقال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير.(2/80)
387 - (بخ د س) إسحاق بن إسرائيل إبراهيم بن كامجر، أبو يعقوب، نزيل بغداد.
ذكره مسلمة الأندلسي وقال: هو ثقة، روى عنه أحمد بن حنبل، وكان ممن أجاب في المحنة، وهو الذي رقم عليه، وكنيته أبو أحمد.
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وذكره الحاكم أبو عبد الله في ترجمة إبراهيم بن مخلد الضرير من «تاريخ نيسابور» فقال - حين روى من طريقه -: حدثنا عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن محمد بن جابر، إسحاق هذا ضعيف بمرة.
وقال أبو حاتم الرازي: كتبنا عنه فوقف في القرآن فوقفنا عن حديثه، وقد تركه الناس، حتى كنت أمر بمسجده، وهو وحيد لا يقربه أحد بعد أن كان الناس إليه عنقاً واحدا.
وسئل أبو زرعة عنه فقال: عندي أنه لا يكذب.
فقيل له: إن أبا حاتم قال ما مات حتى حدث بالكذب.
قال: حدث بحديث منكر وترك التحديث عنه.
وقال أبو الحسن العجلي: كان يوثق، والناس اليوم يقولون صار من الواقفة.
وفي موضع آخر: متروك الحديث، وكان حلواً متعبدا.(2/81)
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».
وفي كتاب «التعديل والتجريح» عن الدارقطني: نقم عليه القول في القرآن ذاك أنه توقف أولا ثم أجابهم.
وفي «تاريخ القراب»: مات بالعسكر.
وفي «إيضاح الإشكال» لعبد الغني بن سعيد: وهو عبد الله بن إبراهيم الخراساني الذي يحدث عنه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي
388 - (د) إسحاق بن إسماعيل الطالقاني.
خرج ابن حبان وأبو عوانة وأبو عبد الله الحاكم حديثه في «صحاحهم».
ولما ذكره البستي في كتابه «الثقات» قال: من ثقات أهل العراق ومتقنيهم، حسده بعض الناس فحلف أن لا يحدث حتى يموت، وذاك في أول سنة خمس وعشرين، ومات في آخرها، وإسحاق مستقيم الحديث جداً، مات يوم السبت لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان.
وقال ابن قانع في كتاب «الوفيات»: ثقة.
وروى عنه في «المستدرك» علي بن عبد العزيز.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».(2/82)
389 - (د ق) إسحاق بن أسيد.
قال ابن حبان في «الثقات»: كان يخطئ، وهو إسحاق بن أبي أسيد [ق 64 / أ] وهو الذي يروي عنه الليث، فيقول: ثنا أبو عبد الرحمن الخراساني.
وقال أبو أحمد الحاكم في كتاب «الكنى» تأليفه: مجهول.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: قال ابن بكير: إسحاق بن أسيد الجيشاني أبو عبد الرحمن، لا أدري حاله، وقد روى عنه غير واحد.
وفي قول المزي: قال أبو أحمد بن عدي: مجهول. نظر، لأن هذا الرجل لم أر له في كتاب «الكامل» تأليف أبي أحمد ذكرا، والذي رأيت أن قائل ذاك فيما أظن هو الحاكم أبو أحمد فكأنه اشتبه عليه أبو أحمد بأبي أحمد بن عدي والله تعالى أعلم.
390 - (م س) إسحاق بن بكر بن مضر.
علم المزي عليه (م س) ولم يذكرهما في [90 / أ] الرواة عنه كعادته، وكأنه علم عليه أولا تبعاً لصاحب «الكمال» ثم لم يذكرهما في الرواة عنه تبعاً لصاحب «النبل»، فإنه أغفل هذه الترجمة جملة، وليس لقائل أن يقول لعله(2/83)
من غلط الناسخ، قاله المهندس وقد قرأه على الشيخ وضبطه، وقد روى عنه مسلم عن أبيه حديثاً واحداً في «كتاب الوضوء» فيما ذكره الصريفيني.
وفي «كتاب الكندي»: كان فقيهاً مفتياً في حلقة الليث.
وفي كتاب «الإرشاد» للخليلي، وروى حديثاً من طريقه - وقال: تفرد به إسحاق بن بكر عن أبيه وهما ثقتان.
وقال ابن خلفون: هو عندي من أهل الطبقة الثالثة من المحدثين.(2/84)
وقال ابن يونس: كان أخوه إسماعيل عند أهل مصر أفضل منه.
391 - (س) إسحاق بن أبي بكر الأعور.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في سؤالاته لأبيه: سمعت أبي يقول: إسحاق بن أبي بكر ثقة. ثقة، ثنا عنه حماد الخياط.
وقال أبو طالب: سألت أبا عبد الله عن إسحاق بن أبي بكر.
فقال: هو مولى حويطب لا بأس به.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات».
392 - (د) إسحاق بن أبي عيسى جبريل.
قال في «الزهرة»: روى عنه البخاري أربعة أحاديث.
وقال الحافظ أبو أحمد بن عدي في «أسماء رجال البخاري»: بغدادي أو واسطي، وليس بالمعروف.
وفي كتاب «تقييد المهمل» لأبي علي الجياني - رحمه الله تعالى - قال أبو ذر الهروي: يشبه أن يكون إسحاق بن أبي عيسى - يعني الذي في البخاري في «كتاب التوحيد» عن يزيد بن هارون: «المدينة يأتيها الدجال» إسحاق بن وهب العلاف الواسطي.
ثم أعاد ذكره في «رجال أبي داود» فقال: إسحاق بن(2/85)
جبريل وهو ابن أبي عيسى عن يزيد بن هارون حدث عنه البخاري.
ولما ذكر الباجي قول أبي ذر قال: الصواب عندي أنه غيره.
والأشبه بالصواب القول الأول، يعني أنه ابن أبي عيسى جبريل.
393 - (ز ت ق) إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين أخو المثنى العلوي.
فميا ذكره أبو إسحاق الصريفيني، ويشبه أن يكون وهماً لما نذكره عبد من عند المزي.
[وذكره] الحاكم، وخرج حديثه في «صحيحه».
وفي «كتاب الزبير بن أبي بكر»: إخوته: إسماعيل، وعبد الله، وموسى ومحمد، وعلي [ق 64 / ب]، والعباس، وإسحاق زوج السيدة نفيسة رضي الله عنهما.(2/86)
394 - (ق) إسحاق بن حازم المدني البزاز.
في «كتاب ابن حبان»: الزيات مولى آل نوفل.
قال الآجري: سألت أبا داود عن إسحاق بن حازم فقال: ليس به بأس.
قلت: حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي؟ قال: نعم.
وذكره البستي في كتاب «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه» [90 / ب].
وزعم الصريفيني أنه بالخاء المعجمة، ويشبه أن يكون وهما؛ لأني لم أر له فيه سلفاً.
وقال أبو الفتح الموصلي الأزدي: قال يحيى: هو قدري، وهو صدوق في الحديث.
وقال الساجي: صدوق، يرى القدر.
وقال أحمد بن حنبل: لا أعلم إلا خيرا، كان يرى القدر.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
395 - (خ 4) إسحاق بن راشد الحراني.
مات في خلافة المهدي بسجستان، فيما ذكر في كتاب الصريفيني.(2/87)
وذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في كتاب «الثقات»، وقال: هو أخو النعمان وخرج حديثه في «صحيحه».
وفي «تاريخ البخاري»: إسحاق بن راشد أخو النعمان الرقي، نسبه محمد بن راشد.
وقال أحمد: لا أعلم بينهما قرابة ولا أراه حفظه.
وقال أبو زرعة الرازي: إسحاق والنعمان أخوان.
وكذا قاله أبو نصر الكلاباذي.
وفي «كتاب الساجي»: قال أبو عبد الله: قال محمد بن يحيى الذهلي - العالم بالحديث لا سيما حديث الزهري -: صالح بن أبي الأخضر، وزمعة بن صالح، ومحمد بن أبي حفصة في بعض حديثهم اضطراب، والنعمان وإسحاق ابنا راشد الجزريان أشد اضطراباً من أولئك.
وفي كتاب «الآجري»: سألت أبا داود عن إسحاق بن راشد؟ فقال: هو أخو النعمان بن راشد.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات».(2/88)
وقال الفسوي: جزري حسن الحديث.
وقال النسائي في كتاب «السنن الكبير»: وإسحاق بن راشد ليس بذاك القوي.
وقال العجلي، والبرقي في تاريخه: ثقة.
وقال ابن خلفون: زعم بعضهم أن إسحاق بن راشد الحراني غير إسحاق بن راشد الرقي، وأنهما رجلان يروي الحراني عن ابن شهاب، والرقي عن ميمون بن مهران، والأظهر عندي أنهما رجل واحد، لأن الرقة من عمل الجزيرة، وإسحاق فوق النعمان، وذكره أبو داود أيضا في كتاب «الأخوة» بنحوه.
396 - (ق) إسحاق بن الربيع أبو حمزة العطار.
قال المروذي: وسألته يعني - أبا عبد الله - عن إسحاق بن الربيع فقال: لا أدري كيف هو؟ وسئل أبو داود عنه، فقال: قدري.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».(2/89)
وقال أبو أحمد بن عدي: وأبو حمزة هذا مع ضعفه يكتب حديثه.
397 - (د) إسحاق بن سالم مولى بني نوفل.
وفرق البخاري بينه وبين إسحاق بن سالم مولى المغيرة.(2/90)
قال ابن سعيد المصري: لم يصنع البخاري شيئاً هما واحد. انتهى.
«البخاري إفراده بالذكر غير جيد»، قد جعلهما ابن أبي حاتم واحداً كما فعله البخاري، ولم يعترض عليه هو، ولا أبو زرعة في كتاب أفرده عبد الرحمن لذلك، فينظر [91 / أ].
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وقال ابن القطان: إسحاق بن سالم مولى بني نوفل لا يعرف بشيء من العلم إلا هذا - يعني حديث: «الغدو يوم العيد» - يعني المخرج عند الحاكم، ولا روى عنه غير اثنين.
وذكره مسلم في «الطبقة الأولى من المدنيين».
398 - (صد) إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه.
أُراه أخا سعيد، قاله البخاري.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وصفه بالرواية عن أبيه.
ولم أر من ذكره في الصحابة، وهو جدير بذكره فيهم، لأن من صحت روايته عن أبيه المتوفى سنة خمس عشرة، يمكن أن يكون سنه وقت وفاة أبيه عشر(2/91)
سنين على القليل، لأن من كان سنه دون ذلك لا يثبتون له سماعا، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم توفي، وهو في حيز من تصح له رؤية، لا سيما وهو قطين المدينة النبوية، والله تعالى أعلم.
399 - (خ م د) إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات».
وخرج هو والحاكم حديثه في «صحيحيهما»
وفي «سؤالات الحاكم»: قلت له - يعني الدارقطني -: فخالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد؟ قال: أخرج عنه: - يعني البخاري - وعن أخيه إسحاق، وليس بهما بأس.
400 - (ع) إسحاق بن سليمان الرازي.
ذكره الخليلي في «الإرشاد» فقال: هو ثقة، آخر من روى عنه بالري: إسحاق بن أحمد الحراني.
ولما ذكره ابن قانع في كتاب «الوفيات»، قال: صالح.
والمزي ذكر وفاته من عند ابن قانع وأغفل هذا.(2/92)
وقال الحاكم فيما ذكره مسعود: ثقة.
وقال ابن وضاح - فيما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» -: ثقة ثبت في الحديث متعبد كثير الحديث.
قال ابن خلفون: وهو مولى عبد القيس، ووثقه ابن نمير، قال: وهو رازي سكن الكوفة.
وقال الكلاباذي عن أبي داود: مات أول سنة مائتين.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: العنزي أو العبدي.
وفي «تاريخ بغداد»: قدمها في سنة تسع وتسعين.
401 - (خ م د س) إسحاق بن سويد العدوي.
قال ابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير»: سمعت يحيى بن معين يقول: كان إسماعيل ابن علية يحدثهم عن [91 / ب] إسحاق بن سويد، فربما سألوه عن ذلك الحديث عن يزيد الرشك؟ فيقول: إني لأعجب منكم، أحدثكم عن إسحاق وتسألونني عن يزيد؟!.
وفي «كتاب المنتجالي»: عن يحيى بن معين: ثنا عبد الصمد قال: سمعت أبي يحدث قال: أنشدني إسحاق بن سويد لنفسه.
وفي «الكامل» لأبي العباس بن يزيد: فأما ما وضعه الأصمعي في كتاب «الأخبار» فعلى غلط وضع، وذكر الأصمعي أن الشعر لإسحاق بن سويد ألفيته وهو لأعرابي لا يعرف المقالات التي تمثل بها أهل الأهواء.
وفي «البيان» للجاحظ: خبرنا به الأصمعي أنشدنا المعتمر لإسحاق:
برئت من الخوارج لست منهم ... من الغَزَّال منهم وابن باب
ومن قوم إذا ذكروا عليا ... يردون السلام على السحاب(2/93)
وممن دان دين أبي بلال ... عصائب يفترون على الكتاب
[ق 65 / ب]
فكل لست منه وليس مني
سيفصل بيننا يوم الحساب ... ولكني أحب بكل قلبي
وأعلم أن ذاك من الصواب ... رسول الله والصديق حباً
به أرجو غداً حسن الثواب ... وحب الطيب الفاروق عندي
كحب أخي الظما برد الشراب ... وعثمان بن عفان شهيداً نقياً
لم يكن دنس الثياب ... وخير الناس بعدهم عليا بريا
من مقال أولى الكذاب ... فحب جميعهم مما أرجى به
نفعاً وفوزاً من عذاب
قال المنتجيلي: وعن يحيى بهذا الإسناد لإسحاق:
أما النبيذ فقد يزري بشاربه ... ولا ترى شارباً أزرى به الماءُ
الماء فيه حياة الناس كلهم ... وفي النبيذ إذا عاقرتها داء
كم من حسيب جميل قد أضر به ... شرب النبيذ وللأعمال أسماءُ
يقال: هذا نبيذي يعاقره ... فيه عن الخير تقصير وإبطاء
فيه وإن قل مهلا عن مضرته ... على ركوب صحيح الإثم إغضاء
عابوا على من قرا تشمير أُزْرِهِم ... وخطة العائب التشمير حمقاء
إن المنافق لا تصفوا خليقته ... فيها مع الهمز إيماض وإيماء
[92 / أ]
عدوهم كل قارئ مؤمن ورع ... وهم لمن كان شِرِّيباً أخلاء
ومن يساوي نبيذ ماء يعاقره ... قارئا وخيار الناس قراء(2/94)
وقال إسحاق: قتل منا خمسون ممن جمع القرآن العظيم يوم الجمل.
وقال المرزباني في «المعجم»: سبب هذه القصيدة أن إسحاق اجتمع هو وذو الرمة في مجلس فأتوا نبيذ فشرب ذو الرمة ولم يشرب إسحاق فقال ذو الرمة:
أما النبيذ فلا تحريك شاربه ... احفظ ثيابك ممن يشرب الماء
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة وكان يحمل على علي بن أبي طالب.
وذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في «جملة الثقات».
وفي «كتاب أبي نصر»: أخرج عنه - يعني البخاري - وعن خالد الحذاء مقرونا به معتمر بن سليمان في «الصوم».
وفي «كتاب الحبال»، وغيره أطلق رواية البخاري.
وقال الباجي: أخرج البخاري في «الصوم» عن معتمر عنه وعن خالد الحذاء مقرونا به عن أبي بكرة.
قال أبو عبد الله: هو حديث واحد، ولم أجد له في الكتاب غير حديث «شهرا عيد لا ينقصان».
وفي «الثقات» لابن خلفون: رأى عبد الله بن عمر بن الخطاب، وتكلم في مذهبه.(2/95)
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
ولما ذكره أبو العرب في «الضعفاء» قال: كان يتحامل على علي تحاملا شديدا، وقال: لا أحب عليا وليس بكثير الحديث، وروي عن النبي - عليه السلام - أنه قال لعلي: «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق»، فمن لم يحب الصحابة فغير ثقة ولا كرامة.
402 - (خ س) إسحاق بن شاهين.
قال صاحب الزهري: روى عنه - يعني البخاري - ستة عشر حديثا.
وخرج الحاكم وأبو حاتم ابن حبان حديثه في «صحيحيهما».
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: مستقيم الحديث، مات بعد الخمسين والمائتين.
وقال النسائي في بعض نسخ «مشيخته»: صدوق.
وقال مسلمة بن قاسم(2/96)
الأندلسي في كتاب «الصلة»: واسطي صدوق، أنبأ عنه ابن ميسرة.
وقال ابن خلفون: قال غير النسائي: هو ثقة.
ونسبه الجياني: إسحاق بن شاهين بن الحارث.
403 - (ت ق) إسحاق بن الضَّيْف.
ذكره أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات»، وقال ربما أخطأ
404 - (ت ق) إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي.
ذكره الحافظ ابن حبان في كتاب «الثقات».(2/97)
وقال البلاذري: وفيه يقول ابن مفرغ: لما رغب عن السفر معه وتبع سعيد بن عثمان واختار ابن زياد [92 / ب]:
فيا لهفي على تركي سعيداً ... وإسحاق بن طلحة واتباعي
عبيد الله عند بني علاج ... عبيدا فقع قرقرة بقاع
قال البلاذري: وله عقب.
405 - (4) إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة.
ذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في كتاب «الثقات».
وخرج الترمذي والطوسي حديثه في «الاستسقا»، وصححاه.
وقال أبو الحسن بن القطان: مدني ثقة.
406 - (د) إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل.
ذكره ابن حبان في «ثقات أتباع التابعين».
وقال ابن خلفون: هو ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».(2/98)
407 - (ع) إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
قال البستي في كتاب «الثقات»: كان ينزل في دار أبي طلحة وكان مقدماً في رواية الحديث والإتقان فيه، وكان له أخ يقال له: عبيد الله بن عبد الله بن أبي طلحة أصغر من أخيه إسحاق.
وكناه اللالكائي وابن طاهر: أبا يحيى.
وقال ابن الأثير: توفي سنة ثلاثين ومائة.
وذكره يعقوب بن سفيان الفسوي في «الطبقة الثالثة» من أهل المدينة، قال: وقال فيه أبو عبد الله: هو فحل الحديث.
وقال البخاري في «تاريخه الكبير»: بقي باليمامة إلى زمن بني هاشم.(2/99)
قال أبو داود سليمان بن الأشعث: كان على الصوافي باليمامة.
وقال العجلي: مديني بصري تابعي ثقة.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: هو عندهم ثقة، قاله ابن نمير وغيره.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
408 - (د ت ق) إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.
قال علي بن الجنيد فيما ذكره ابن الجوزي: متروك الحديث.
وقال الخليلي في كتاب «الإرشاد»: ضعفوه جداً، تكلم فيه مالك والشافعي وتركاه.
وقال في موضع آخر: هو غير متفق عليه ولا مخرج في الصحاح.
وقال أبو عيسى الترمذي وأبو علي الطوسي: تركه بعض أهل العلم.
وقال البزار في «مسنده»: [ق 66 / ب] ضعيف.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الضعفاء والكذابين».
وذكره ابن الجارود في كتاب «الضعفاء».
وقال أحمد بن حنبل - حين ذكر له -: سبحان الله! وهل يحل لأحد يحدث عنه؟!.(2/100)
وقال ابن أبي حاتم: كان في كتاب أبي زرعة حديث عنه فلم يقرأه علينا.
وقال البرذعي: كان أبو زرعة أخرج «أسامي الضعفاء، ومن تكلم فيهم من [93 / ب] المحدثين» وفيهم إسحاق، قال: وهو أضعف ولد أبي فروة.
وقال مسلم بن الحجاج: ضعيف الحديث.
ولما ذكر البيهقي في «الخلافيات» حديثه في مس الذكر قال: غير محفوظ بهذا الإسناد.
وقال ابن وضاح: هذا حديث غير صحيح.
وفي «تاريخ» يعقوب بن سفيان الفسوي: إسحاق بن أبي فروة ضعيف.
وقال البرقي في «كتاب الطبقات»: وهو ممن ترك حديثه، واتهم في روايته.
وذكره أبو العرب، وأبو القاسم البلخي، وأبو بشر الدولابي، وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال الساجي: ضعيف الحديث ليس بحجة، مات سنة ست وثلاثين.
وثنا بندار، ثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الحكيم بن أبي فروة وهو ضعيف وهم موالي عثمان، مات إسحاق وزيد بن أسلم سنة ست وثلاثين.
فهذا كما ترى، هذين الإمامين العظيمين جزما بوفاته سنة ست، فتوهيم المزي للبخاري غير جيد، وكأنه رأى تفرده بسنة ست، ورأى قول ابن سعد وخليفة،(2/101)
فاعتمد على الكثرة من غير ترجيح من خارج، ونحن أيضا نقول بالكثرة والأخذ بقول ثلاثة علماء أولى من قول اثنين والمزي تبع في هذا التوهيم ابن عساكر حذو القذة بالقذة، ولم يزد على ما نقله من كتابه حرفاً واحداً، فكان الأولى في هذا وغيره عزوه إلى قائله، ليسلم الإنسان من شائبة الرد، وعلى ذاك، فالكلام مع ابن عساكر أصلاً، ومعه هو تقريراً وإغضاء، والله أعلم.
وذكره النسائي في «الطبقة العاشرة» من أصحاب مالك، المتروك حديثهم.
وقال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الضعفاء»: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وكان أحمد بن حنبل ينهى عن حديثه، وقد روى أحاديث مناكير.
وأما ما وقع في «سؤالات الآجري»: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة مولى لعثمان، قتلته الخوارج أيام ابن الزبير، ودفن في المسجد الحرام، فيشبه أن يكون سقط من النسخة أبو فروة قتلته الخوارج، والله أعلم، على أني استظهرت بنسخة أخرى، فينظر.
409 - (د) إسحاق بن عثمان الكلابي مصري.
كذا في كتاب «الثقات» لابن حبان لما ذكره فيهم.(2/102)
وفي قول المزي: كان فيه - يعني «الكمال»: ميمون الكردي.
وهو وهم، والصواب [94 / أ] الكندي نظر، لأن صاحب «الكمال» لم يذكره بغير الكندي كما هو الصواب، رأيت ذلك في غير ما نسخة قديمة صحيحة من غير كشط ولا إصلاح، منها بخط أحمد المقدسي الحافظ، وهذا كما قدمناه، وقعت له نسخة غير مهذبة فاعتمد عليها، وألزم عبد الغني وهما لم يقله، والله تعالى أعلم.
وخرج إمام الأئمة ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وأبو محمد الدارمي حديثه في «صحاحهم».
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: سئل عنه أبو عبد الله أحمد بن حنبل فقال: كان هذا من الثقات.
وعلى تقدير صحة ما قاله المزي عن ابن سرور، لا يكون وهما أيضا، لأنا عهدنا ميمونا الكردي من الرواة الثقات الذين في طبقته، بل لو قال قائل: إن الصواب الكردي لكان مصيبا، وذلك أن ابن أبي خيثمة ترجم في «التاريخ الكبير» ترجمة ميمون الكردي، قال: وسئل عنه يحيى بن معين فقال: صالح.
وقاله أيضا يعقوب بن شيبة في «مسنده».(2/103)
410 - (س) إسحاق بن عبد الواحد الموصلي.
قال أبو علي الحافظ - فيما ذكره أبو الفرج بن الجوزي -: متروك الحديث.
411 - (ق) إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة.
روى عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن ابن عمرو: «إن للصائم عند فطره لدعوة».
كذا ذكره المزي، والذي في كتاب ابن عساكر: إسحاق ابن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي مولاهم أخو إسماعيل بن عبيد الله سمع: سعيد بن المسيب، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
روى(2/104)
عنه: الوليد بن مسلم، روى عن: ابن أبي مليكة عن ابن عمرو: «إذا أفطر الصائم يقول: اللهم إني أسألك برحمتك أن تغفر لي».
قال أبو زرعة الدمشقي: وهو أخو إسماعيل بن عبيد الله.
وذكره ابن سميع في الطبقة الرابعة.
412 - (م مد) إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي.
قال عبد الباقي بن قانع في كتاب «الوفيات»: صالح.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه - يعني مسلما - خمسة أحاديث، ومات بالبصرة.
وفي «النبل»: مات في شوال.
وفي كتاب الآجري: سمعت أبا داود يقول: ليس به بأس، وأبوه - أيضا - ليس به بأس.
413 - (ت) إسحاق بن عمر بن عائشة.
خرج الحاكم حديثه عنها في الشواهد.
ولما رواه أبو علي الطوسي في كتاب «الأحكام»، قال: يقال: إسناده منقطع.
وقال أبو القاسم بن عساكر في كتاب «الأطراف»: هو أحد المجاهيل.
وقال ابن القطان: لا يعرف.(2/105)
ونقل المزي عن أبي حاتم أنه قال: هو مجهول.
وفي ذلك نظر، لأن أبا حاتم لم ينص على هذا الرجل بعينه إنما ذكر شخصا وافقه في اسم الأب والتلميذ، ولم يوافقه في الرواية عن عائشة [94 / ب]، فلو ادعى شخص أنه غيره، لما نهض مخالفه بدليل واضح.
414 - (م ت س ق) إسحاق بن عيسى بن نجيح بن الطباع.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
وكذا قاله أحمد بن علي الأصبهاني.
وقال المطين في «تاريخه»: توفي سنة ست عشرة.
وخرج ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وأبو علي الطوسي حديثه في «صحاحهم».
وفي كتاب «الإرشاد» للخليلي: إسحاق ومحمد ولدا عيسى ثقتان متفق عليهما.
وفي قول المزي: ذكره البخاري فيمن مات ما بين سنة إحدى عشرة إلى سنة خمس عشرة.
نظر، لأن البخاري لم يترجم ترجمة هذا نعتها إنما قال: من بين عشر إلى عشرين ومائتين، ثم ذكر في خلالها جماعة ماتوا سنة أربع عشرة معينين وآخرين [ق 37 / ب] من غير تعيين منهم: إسحاق هذا، ثم ذكر بعده(2/106)
آخرين ماتوا سنة أربع عشرة فلم يتعين ما ذكره المزي بل يكون على هذا وفاته في سنة أربع عشرة، وكان هذا هو الذي لمحه ابن قانع وغيره، والله أعلم.
415 - إسحاق بن الفرات المصري.
قال الكندي: كان فقيها، قال الشافعي: ما رأيت بمصر أعلم باختلاف [95 / أ] الناس منه، وأشرت على بعض الولاة أن يوليه القضاء، وقلت: إنه للخير، وهو عالم باختلاف من مضى.
وقال إبراهيم بن علية: ما رأيت بمصر أحداً يحسن العلم، إلا ابن الفرات.
وقال أحمد بن سعيد الهمداني: قرأ علينا إسحاق الموطأ من حفظه، فما أسقط حرفا فيما أعلم.
وقال ابن وزير: كان إسحاق وصيا لهاشم بن خديج، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع ومائتين بعد الشافعي وأشهب.
وقال مسلمة بن قاسم: ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وخرج هو والحاكم حديثه في «صحيحيهما».
وقال أبو عمر الكندي في «تاريخه»: ثنا عبد الوهاب، حدثني ابن أبي روح، حدثني أحمد بن سعيد الهمداني، قال: قرأ علينا إسحاق بن الفرات موطأ(2/107)
مالك بمصر من حفظه فما أسقط حرفا فيما أعلم، قال أبو عمر: وحدثني ابن قديد عن يحيى بن عثمان، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: قال لي الشافعي: أشرت على بعض الولاة أن يولي إسحاق بن الفرات القضاء، وقلت: إنه يتميز وهو عالم باختلاف من مضى.
قال أبو عمر: حدثني أبو سلمة عن زيد بن أبي زيد، عن ابن وزير عن الشافعي - رضي الله تعالى عنه - قال: ما رأيت بمصر أعلم باختلاف الناس من إسحاق بن الفرات.
416 - (ق) إسحاق بن أبي الفرات بكر المدني.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه». وكذلك:
417 - (ق) إسحاق بن قبيصة.
وذكر ابن قبيصة، ابن حبان في كتاب «الثقات».(2/108)
وقال مسلمة بن قاسم: ابن أبي الفرات مجهول.
418 - (د ت س) إسحاق بن كعب بن عجرة.
ذكره البستي في جملة «الثقات».
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف، روى عنه غير ابنه سعد، وهو مجهول الحال.
وذكر أبو بكر بن الأثرم أن حديثه ثابت يعني: «رأى النبي صلى الله عليه وسلم ناسا يتنفلون».
لما يعضده من الأحاديث والآثار.
وأما أبو عيسى، وأبو علي الطوسي، فإنهما لما خرجاه استغرباه.
وذكر شيخنا الحافظ أبو محمد الرشاطي: أنه قتل هو وأخوه بالحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
419 - (خ ت ق) إسحاق بن محمد الفروي.
قال الحاكم أبو عبد الله قلت: - يعني للدارقطني - فإسحاق الفروي؟ قال: ضعيف، وتكلموا فيه وقالوا فيه كل قول.
وفي نسخة من «السؤالات الكبرى»: قالوا فيه: كافر.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: متروك، وله ثلاثة أخوة(2/109)
ثقات، وابن عمهم أبو علقمة ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبو زرعة وروى عنه وقال في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وقال الساجي: فيه لين روى عن مالك أحاديث تفرد بها.
وقال العقيلي: جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يتابع عليها.
وقال الآجري سألت أبا داود عنه؟ فوهاه جداً.
وقال: لو جاء بذاك الحديث عن مالك عن يحيى بن سعيد لم يحتمل له، ما هو من حديث عبيد الله بن عمر، ولا من حديث يحيى بن سعيد، ولا من حديث مالك.
قال الآجري: يعني حديث «الإفك» الذي حدث به الفروي عن مالك وعبيد الله ابن عمر عن الزهري.
وفي «سؤالات» حمزة السهمي، لأبي الحسن الدارقطني، وسألته - يعني - عن الفروي فقال: ضعيف، وقد روى عنه البخاري، ويوبخونه في هذا.
وقال الحاكم في «المدخل»: عيب على محمد إخراج حديثه، وقد غمزوه.
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه - يعني البخاري - خمسة أحاديث.
زاد الجياني: وحدث عن محمد بن يحيى عنه مقرونا بالأويسي.(2/110)
وقال جعفر الطيالسي: لو كان الأمر إلي [99 / ب] ما حدثت عنه.
وقال محمد بن عاصم: قدمت المدينة ومالك حي فلم أرهم يشكون أن الفروي متهم على الدين.
قال الباجي في كتاب «الجرح والتعديل»: يحتمل أن يكون متهما لكثرة خطائه وقلة تحرزه.
وقال السمعاني: كان ثقة.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: غير متفق عليه، ولا مخرج في الصحيح.
انتهى كلامه، وفيه نظر لما أسلفناه.
وفي كتاب «الضعفاء» للنسائي: ليس بثقة ضعيف.
وقال ابن خلفون: له عن مالك أحاديث لا يتابع عليها.(2/111)
420 - (د) إسحاق بن محمد المسيبي.
قال أبو الفتح الأزدي الموصلي: ضعيف يرى القدر.
وقال الساجي: سئل عنه ابن معين فقال: «أفمن أسس بنيانه» الآية.
وذكر بعض من ألف في التراجم من المتأخرين أنه توفي سنة ست ومائتين، ولم يعزه لقائل جريا على منوال شيخه، فينظر.
421 - (خ م ت س ق) إسحاق بن منصور الكوسج.
قال الخليلي في «الإرشاد»: عالم بهذا الشأن وكتب عنه أحمد بن حنبل المسائل، وعرضها على إسحاق فكتب عنه.
وقال صالح بن أحمد: قلت لأبي: بلغني أن إسحاق بن منصور يأخذ على تلك المسائل دراهم.
فقال لو صح عندي لرجعت عنها.
قال الخليلي: مات بعد الخمسين ومائتين.
وقال مسلمة بن قاسم: مروزي ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وكذلك ابن شاهين.
قال وقال عثمان بن أبي شيبة: إسحاق بن منصور ثقة صدوق، وكان غيره أثبت منه.(2/112)
وقال صاحب «الزهرة»: روى عنه البخاري تسعين حديثا، ومسلم مائة حديث وخمسة أحاديث.
وفي كتاب «النبل»: توفي يوم الخميس التاسع عشر من جمادى الأولى.
وفي «تاريخ نيسابور» قال الحاكم: روى عنه الشيخان اعتمداه أي اعتماد، وكذا من بعدهما من أئمة الحديث، وهو صاحب المسائل عن أحمد التي يستهزئ بها المبتدعة والمنحرفون فيقولون: قال إسحاق، وسأل يحيى بن معين أيضا في جزئين وهو حسن معتمد من قول يحيى بن معين.
روى عنه: محمد بن شاذان أبو العباس، وأحمد بن سلمة، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام، وأبو النضر محمد بن أحمد المروزي، وأحمد بن حمدان [96 / أ] بن مهران.
روى عن: محمد بن حميد - بعض كتاب «المغازي» وأبي سهل الهيثم بن جميل الأنطاكي.
والكوسج هو: الذي ليس في ذقنه ولا عارضيه شيء وله شارب.
وفي «المحكم» هو: الناقص الأسنان، وأصله بالفارسية: كوزه.
وفي «الصحاح»: الذي ليس من عارضيه شعر.
وفي «جامع القزاز» هو: الصغير اللحية [ق 68 / ب] القليل شعر العارض.
وفي تاريخ «القراب»: مات يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى.
422 - (ع) إسحاق بن منصور السلولي.
قال العجلي: كوفي ثقة، وكان فيه تشيع وقد كتبت عنه.
وذكره ابن حبان البستي في كتاب «الثقات».(2/113)
423 - إسحاق بن منصور السلمي.
روى عن هريم بن سفيان البجلي.
روى عنه: عباس بن عبد العظيم، وأبو بكر بن أبي شيبة.
روى له أبو داود، فيما ذكره صاحب «الكمال»، والصريفيني وغيرهما، ولم يذكره المزي ولا نبه على أنه وجده، ورغب عن ذكره لعلة ظهرت له كعادته في غيره من التراجم.
وفي هذه الطبقة جماعة اسمهم إسحاق بن منصور منهم:
424 - إسحاق بن منصور
قال مسلمة: يروي عن عبد الرحمن بن مهدي، وهو ثقة.
ذكره بعد ذكر الكوسج.
425 - إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي الكوفي.
روى عنه: أحمد بن حنبل.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، ذكرناهما للتمييز.
426 - (م ت س ق) إسحاق بن موسى، الأنصاري الخطمي، بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد أبو موسى.
قال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: قدم نيسابور أولاً على القضاء في حياة يحيى بن يحيى، ثم ورد ثانيا سنة أربعين، قال يحيى بن يحي: كان من أهل السنة.(2/114)
وفي كتاب المزي: هذا مذكور عن يحيى بن يحيى بن محمد.
ولا أعلم يحيى بن محمد هذا، ولعله تصحف على الناسخ على أنها نسخة ابن المهندس التي قرأها على المزي وضبطها.
قال الحاكم: روى عنه محمد بن شعيب بن عمر بن خزيمة.
وروى عنه: إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.
وخرج ابن حبان، والحاكم، وابن خزيمة حديثه في «صحاحهم».
وقال النسائي: لا بأس به.
وقال ابن خلفون: أصله من المدينة، وقيل: الكوفة، وله ولدان القاضي أبو بكر موسى، وعيسى.
وفي كتاب «الزهرة»: إسحاق بن موسى بن عبد الله بن يزيد، روى عنه مسلم أربعة أحاديث.
وفي هذه الطبقة شيخ يقال له:
427 - إسحاق بن موسى: يروي عن شريك القاضي.
قال مسلمة: واسطي صدوق.
428 - وإسحاق بن موسى الفروي عن مالك بن أنس.
قال مسلمة: ثقة.
ذكرناهما للتمييز.
429 - إسحاق بن ميمون.
يروي عن: عبد الصمد عن شعبة.
روى عنه البخاري حديثاً واحداً.
قاله صاحب «الزهرة»، لم يذكره المزي.
430 - إسحاق بن نجيح الملطي.
قال البرقي في كتاب «الطبقات»: نسب إلى الكذب، وفي «كتاب(2/115)
الدوري» عن يحيى: كذاب لا رحمه الله.
وقال أبو أحمد الحاكم [96 / ب]: منكر الحديث.
وضرب جزرة على حديثه.
وقال ابن حبان: دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحاً.
وقال الجوزجاني: كذاب وضاع، لا يجوز قبول خبره، ولا الاحتجاج بحديثه، ويجب بيان أمره.
وقال أبو سعيد النقاش في كتاب «الموضوعات» تأليفه: مشهور بوضع الحديث.
وقال في كتاب «الضعفاء»: حدث عن يحيى بن أبي كثير، وابن جريج بأحاديث موضوعة.
وقال الدارقطني: متروك الحديث.
وذكره أبو بشر الدولابي، والساجي، وأبو حفص بن شاهين، وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو الفضل بن طاهر في كتاب «التذكرة»: دجال كذاب.
وقال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب «الموضوعات»: أجمعوا على أنه كان يضع(2/116)
الحديث شهد عليه بالوضع: يحيى، وعمر بن علي، وابن حبان.
وفي «كتاب ابن الجارود»: ضعيف.
قال أبو الفرج ابن الجوزي: وأما إسحاق بن نجيح الراوي عن مالك بن حمزة فما عرفنا فيه طعنا.
يعني المذكور أولا عند المزي، وقال: هو أحد المجاهيل.
431 - (ت ق) إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله.
ذكر ابن عساكر أن سنه قريب من سن عمر بن عبد العزيز، وولد عمر سنة إحدى وستين، قال: ووفد عليه، وغزا القسطنطينية هو، ومجاهد في جيش مسلمة بن عبد الملك.
وعند التاريخي: قال الأصمعي: احتبى إسحاق بن عبد الله بن طلحة عند المهدي وثم مشيخه بني هاشم جعفر بن محمد أنا سليمان وغيرهما، فقال المهدي: أما أنت فنعم، وأما هؤلاء فلا، ولا كرامة لهم، كأنه كره أن يرخص لهم وذلك أنه لم يكن أحد يومئذ حده يدري غيره.
وقال الحافظ أبو علي الطوسي: يقال: إنه ليس بذاك القوي عندهم، وقد تكلموا فيه من قبل حفظه.
وفي «كتاب الصريفيني»: مولده تقديرا سنة إحدى وستين.
وفي «كتاب الدوري» عن يحيى ضعيف الحديث ليس بقوي، ولا يمكننا أن نعتبر بحديثه، وأبوه يحيى أقوى حديثا منه، ويتكلمون في حفظه، ويكتب حديثه.(2/117)
وفي «رواية المفضل» عنه: يضعف.
وقال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات» لما ذكره: يخطئ ويهم، وقد أدخلناه في «الضعفاء»، لما كان فيه من الإيهام، ثم سبرت أخباره فإذا الاجتهاد إلى أن يقول ما لم يتابع عليه، ويحتج بما وافق الثقات، بعد أن استخرنا الله تعالى فيه.
وقال في كتاب «المجروحين»: كان رديء الحفظ، سيئ الفهم، يخطئ ولا يعلم، ويروي ولا يفهم.
وقال البزار: احتمل حديثه وإن كان فيه غبار.
وقال الحاكم في «المستدرك»: كان من أشراف قريش، وإنما جعله شاهداً.
وقال البخاري: يهم في الشيء بعد الشيء، إلا أنه [97 / أ] صدوق.
وفي موضع آخر: يكتب حديثه.
وقال ابن سعد: كان طلحة بن يحيى أثبت في الحديث عندهم من أخيه.
وقال الساجي: فيه ضعف، وتكلموا في حفظه.
وقال أبو أحمد بن عدي: هو خير من إسحاق بن أبي فروة، وابن أبي نجيح بكثير.
وقال ابن مثنى: كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن لا يحدثان عنه بشيء.(2/118)
وذكره العقيلي، وابن شاهين، وأبو العرب في جملة «الضعفاء».
وقال ابن البرقي في كتاب «الطبقات»: ضعيف الحديث ترك بعض أهل العلم بالحديث حديثه.
وقال العجلي: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: كوفي، ضعيف الحديث.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا دود عنه، فقال: ضعيف.
وقال أبو سعيد النقاش، وأبو عبد الله الحاكم: روى عن مالك، والثوري ومسعر، وابن أبي ذئب أحاديث موضوعة.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: صالح.
وفي «سؤالات الكتاني» لأبي حاتم، قلت له: ما تقول في إسحاق بن يحيى التيمي؟ فقال: ليس بقوي الحديث.
وقال أبو زرعة الرازي - فيما ذكره ابن عساكر: منكر الحديث جدا.
وقال السمعاني: كان كذابا يضع الحديث.
وقال الفلاس: سمعت وكيعاً، وأبا داود يحدثان عنه.
وفي كتاب المروذي عن أحمد: ليس حديثه بشيء.
وقال البلاذري في كتاب «الأنساب»: كان فقيهاً.
وفي كتاب «المراسيل» لعبد الرحمن: قيل لأبي زرعة: أحاديث إسحاق بن طلحة عن عبادة؟ فقال: رواها أبو أمية بن معلى، والفضيل بن سليمان، وهي مراسيل.(2/119)
432 - (خت) إسحاق بن يحيى بن علقمة الكلبي، ثم العوْصي نسبة إلى عَوْص بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال الخليلي في «الإرشاد»: يحتج به البخاري في المتابعة.
وقال الحاكم: قلت - يعني للدارقطني - فإسحاق بن يحيى الكلبي العوصي قال: أحاديثه صالحة، ومحمد يستشهد به ولا يعتده في الأصول.
وذكر الصريفيني، وغيره: أن أبا داود خرج حديثه، ولم ينبه المزي على ثبوته ولا عدمه، فينظر.
وفي «كتاب الباجي»: قال الشيخ أبو الحسن: روايته عن الزهري اعتباراً وشاهداً، ولم أر له في الكتاب ذكرا [97 / ب].
433 - (ق) إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة.
قال الحاكم أبو عبد الله في كتاب «المستدرك»: قرأت بخط أبي عمرو المستملي: سألت البخاري عن أحاديث عبد الرحمن بن المبارك بن فضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى بن الوليد عن عبادة نسخة كبيرة فقال: هي أحاديث معروفة، إلا أن إسحاق لم يلق عبادة.
وقال ابن عدي: روى عن عبادة أحاديث، يروي عنه موسى بن عقبة ولا يرويها غيره، وعامتها غير محفوظة.(2/120)
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
434 - إسحاق بن يزيد الخراساني.
قال الباجي: أخرج البخاري في «غزوة الفتح» عنه عن يحيى بن حمزة عن الأوزاعي حديثاً موقوفاً على عمر وعائشة رضي الله عنهما: «لا هجرة بعد الفتح».
وذكره أيضا ابن عدي وفصل بينه وبين إسحاق بن يزيد الدمشقي المذكور عند المزي في إسحاق بن إبراهيم.
والخراساني لم يذكره المزي ولا نبه عليه، ولا صاحب «النبل»، ولا ابن سرور، وذكره هذان الإمامان فقط والله أعلم.(2/121)
435 - (د ت ق) إسحاق بن يزيد الهذلي.
يروي عن عون.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات».
436 - (مد) إسحاق بن يسار والد محمد بن إسحاق المطلبي المدني.
في «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: هو مولى عبد الله بن قيس بن مخرمة، أخبرني بذلك مصعب بن عبد الله.
وهو يسار بن خيار، ويقال: يسار بن كوثان، ويقال: مولى قيس بن مخرمة، فيما ذكره البخاري في «التاريخ الكبير».
وذكره ابن حبان وابن خلفون في «الثقات».
437 - (ع) إسحاق بن يوسف الأزرق أبو محمد.
ذكره ابن خلفون في «الثقات» ونسبه مَهْدياً.
وكذلك الباجي، قال ابن خلفون: وهو ثقة.
وقال العجلي: هو أروى الناس عن شريك لأنه سمع منه قديما.
وقال أبو بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزار: كان ثقة.
توفي سنة أربع وتسعين ومائة، قال البخاري في «تاريخه الكبير»، والحافظ أبو يعقوب إسحاق القراب، زاد عن إبراهيم بن المنذر: أنه مات في آخر سنة [98 / أ] أربع أو أول سنة خمس.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ» تأليف أبي جعفر أحمد بن(2/122)
أبي خالد: هو شامي.
وذكره البستي في كتاب «الثقات»، وقال: كان أعمى مات سنة أربع أو خمس.
وكناه أبو بكر الخطيب: أبا بكر.
وقال الإمام أحمد بن حنبل - فيما ذكره الباجي -: كان حافظاً، ولكنه كان كثير الخطأ عن سفيان.
وقال الحافظ أبو أسلم بن سهل في «تاريخ واسط»: المهري، ويقال: المخزومي، والمهري أصح، وكان مرداس جده ارتد، فبعث أبو بكر - رضي الله عنه - بخالد بن الوليد فسباهم، فوهبهم له أبو بكر فأعتقهم، فلذلك يقال: موالي مخزوم، وولد سنة عشرين ومائة، وكان يخضب، روى عن سعيد بن أياس الجريري، والله أعلم.
438 - (ز م د س) إسحاق بن عبد الله المدني أبو عبد الله مولى زائدة.
قال اللالكائي: قال أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين: سألت أحمد بن صالح عن إسحاق بن عبد الله وإسحاق مولى زائدة، فقال: واحد.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
439 - (د) إسحاق غير منسوب عن هشام بن يوسف الصنعاني.
قال الجياني: روى عنه أبو داود في كتاب «الحج».
وفي رواية أبي بكر بن داسة عن أبي داود، ثنا أبو يعقوب البغدادي.
وفي نسخة أخرى عنه ثنا(2/123)
رجل ثقة يكنى أبا يعقوب ثنا هشام.
وفي رواية اللؤلؤي: ثنا إسحاق البغدادي.
وسيأتي التنبيه عليه في «الكنى».
440 - (خ) إسحاق غير منسوب عن بشر بن شعيب.
في «باب مرض النبي (صلى الله عليه وسلم)» [98 / ب]، وفي «الاستئذان».
قال الجياني: في «التقييد»: نسبه أبو علي بن السكن في باب مرضه صلى الله عليه وسلم إسحاق بن منصور، وأهمله في «الاستئذان» وأما إسحاق عن محمد بن يوسف فلم ينسبه أحد من الرواة، ولعله ابن منصور، فقد حدث مسلم عن إسحاق عن محمد بن يوسف.
وإسحاق عن أبي عاصم نسبه الحاكم وأبو نصر الكلاباذي.(2/124)
من اسمه أسد وإسرائيل
441 - (ص) أسد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز القسري أخو خالد.
أنشد المزي في ترجمته وضبطه المهندس:
أتاه حمامه في جوف صنع ... وكم بالصَنْع من بطل شجاع
بفتح الصاد بعدها نون ساكنة، وكأنه غير جيد، لأن الحازمي ضبطه بكسر الصاد بعدها ياء مثناة من تحت، قال: وهو من نواحي خراسان.
وذكر له ابن عساكر حديثاً عن أبيه عن جده يرفعه: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
وذكره الحافظ البستي في جملة «الثقات» ووصفه برواية المراسيل.
وفي «تاريخ الطبري»: لما أمر بعمارة بلخ قال فيه أبو البريد:
إن المباركة التي أخضتها ... عصم الذليل بها وقر الخائف 206
فمضى لك الاسم الذي يرضي به ... عنك البصير بما نويت اللاطف.
وفي «كتاب ابن الجارود»: لم يتابع في حديثه.
وذكره العقيلي والدولابي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».(2/125)
442 - (خت د س) أسد بن موسى بن إبراهيم أسد السنة.
قيل له ذلك لكتاب صنفه في السنة، وقيل: إن الكتاب صنفه ابنه سعيد، فيما ذكره الصريفيني.
وقال الخليلي في «الإرشاد»، وأبو موسى المديني في كتاب «رواة التابعين» يلقب خياطاً، لأنه كان يخيط الكفن للسنة فلقب: خياط السنة.
زاد الخليلي: وهو مصري صالح.
وقال ابن قانع: توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين وكان ثقة.
وقال أبو محمد عبد الحق في «الأحكام الوسطى»: لا يحتج به عندهم.
وقال البزار، وأحمد بن صالح العجلي: ثقة.
زاد ابن صالح: صاحب سنة.
وذكره ابن حبان البستي في كتاب «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة والحاكم.
وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ مصر» - الذي أوهم كلام المزي أنه رآه ونقل منه وليس كذلك إذ لو كان كذلك لنقل منه قوله -: يكنى أبا سعيد وكان ثقة.
وليس لقائل أن يقول: المزي قد نبه على كنيته بقوله: والد سعيد، لأنه لم يصرح بأنه يكني به، ويحتمل أن يكون له من الولد من يكنى به غيره، وهذا هو الاصطلاح وعليه مشى المزي في جميع الكتاب، والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب المنتجالي»: قال ابن وضاح: كان من بني أمية ولم يكن يذكر ذاك(2/126)
ولا يفخر به، قال: وأسد، وعلي بن معبد، وزهير بن عباد نظراء موثقون وأسد أعلاهم.
روى في كتاب «فضل الصحابة» تأليفه عن: محمد بن طلق بن محمد بن الفضل الخراساني، والوليد بن مسلم، وزيد بن أبي الزرقاء، والربيع بن صَبيح، والليث بن سعد، وعبد العزيز الماجشون.
وروى عنه: عبد الرحمن بن زياد عن أبيه، وعيسى بن يونس، وأسباط بن محمد، وجرير بن حازم، وجرير بن عبد الحميد.
وقال ابن حزم: هو منكر الحديث ضعيف.(2/127)
443 - (خ د ت س) إسرائيل بن موسى.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» من حديث سفيان، ثنا أبو موسى [99 / أ] إسرائيل ولقيه بالكوفة.
وفي «تاريخ البخاري» قال علي: إنما ثبت عندنا سماع الحسن من أبي بكرة بحديث إسرائيل.
وقال ابن خلفون، وذكره في كتاب «الثقات»: كان شيخاً صالحاً خيراً فاضلاً.
وقال أبو الفتح الأزدي الموصلي: فيه لين.
قال ابن خلفون: وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
ولما ذكره البستي في «الثقات» قال: كان يسافر إلى الهند.
444 - (ع) إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
توفي سنة أربع وستين ومائة، وذكره ابن الأثير في «جامع الأصول»، وابن أبي أحد عشر في كتابه «الجمع بين الصحيحين».
وقال أحمد بن علي الأبار: ثنا محمد بن علي بن حمزة قال: سمعت علي بن الحسين بن واقد يقول: حججت سنة ستين، فقدمت الكوفة، فأردت إسرائيل فقال لي الناس: مات.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: هو أخو عيسى.(2/128)
وقال محمد بن سعد: كان ثقة، وحدث عنه الناس حديثاً كثيراً ومنهم من يستضعفه.
وفي كتاب ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: هو عندي في الطبقة الثانية من المحدثين، وقال ابن نمير: هو ثقة، وقال الصدفي سعيد بن عثمان سألت محمد بن السكري عن إسرائيل بن يونس فقال: كوفي ثقة.
وقال أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة: إسرائيل ثبت في أبي إسحاق، قال: وحدثني محمد بن مثنى سمعت ابن مهدي يقول: ما فاتني من حديث الثوري عن أبي إسحاق الذي فاتني إلا لما اتكلت على إسرائيل، لأنه كان يأتي به أتم.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن مهدي: كان إسرائيل في الحديث ثبتاً يعني: أنه يتلقف العلم تلقفاً.
ولما ذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب «الثقات» قال: قال عبد الرحمن: قلت لسفيان الثوري: أكتب عن إسرائيل؟ قال: نعم، أكتب عنه فإنه صدوق أحمق.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: قيل ليحيي: أترى إسرائيل روى عن إبراهيم بن المهاجر مائة، وروى عن أبي يحيى القتات ثلاثمائة؟ فقال: لم يؤت منه أتي منهما جميعا.
ولما ذكر ابن حزم له حديثا عن أبي العنبس عن الأغر رده بإسرائيل فقال: هو ضعيف، وأبو العنبس لا يدري من هو وقد رددنا هذا من قوله في كتابنا «الأخذ بالحزم في ذكر ما فيه خولف ابن حزم».(2/129)
من اسمه أسعد وأسقع
445 - (ع) أسعد أبو أمامة بن سهل.
قال محمد بن سعد كاتب الواقدي: كان ثقة [99 / ب] كثير الحديث قال: وقال محمد بن عمر: لم يبلغنا أنه روى عن عمر شيئاً، وتوفي وقد نيف على التسعين.
وفي كتاب الجنائز من «المستدرك» [ ..... ] يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو أمامة فكان من أكبر الأنصار وعلمائهم.
وقال السلمي: وسئل - يعني الدارقطني - هل أدرك أبو أمامة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج حديثه في «المسند».
وفي كتاب «من حدث هو وأبو من الصحابة» للسمعاني: يقال اسمه سعد بغير ألف.
وفي «كتاب ابن الأثير»: هو أحد الأئمة العلماء، ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين.
وقال ابن أبي داود: صحب النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه وبارك عليه وحنكه، والأول أصح.
وقال أبو منصور الباوردي في كتاب «معرفة الصحابة»: يختلف في صحبته، إلا أنه ولد في عهده عليه السلام، وهو ممن يعد في الصحابة الذي روى عنهم الزهري.(2/130)
وقال الطبراني: له رؤية.
وقال أبو علي بن السكن في «كتاب الصحابة» تأليفه: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه شيئا.
وفي كتاب «المراسيل» لابن أبي حاتم: ليست له صحبة، وسئل أبو زرعة: هل سمع أبو أمامة من عمر؟ قال: لم يسمع منه.
قال عبد الرحمن: سمعت أبي - وقيل له: ثقة هو؟ لا يسئل عن مثله، هو أجل من ذاك.
فعلى هذا إطلاق المزي روايته عن عمر غير جيد.
446 - (س) الأسقع بن الأسلع.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»، وكذلك ابن خلفون.(2/131)
من اسمه أسلم
447 - (د ت س) أسلم بن يزيد أبو عمر التجيبي.
كذا ذكره أحمد بن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير» فقال: وأبو عمر والذي يحدث عنه يزيد بن أبي حبيب اسمه أسلم بن يزيد، ثنا بذلك هارون بن معروف عن ابن وهب عن عمران بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب.
وذكره البستي في كتاب «الثقات»، وسمى أباه عمران، وكناه أبا عمران، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي في كتاب «الأحكام».
وفي «تاريخ مصر»: أرسله مسلمة بن مخلد إلى صاحب الحبشة، وغزا مع عقبة بن عامر وأبي أيوب الأنصاري القسطنطينية.
ونسبه ابن خلفون كندياً مولاهم.
448 - (د ت س) أسلم الربعي، وقيل: المنقري.
قاله أبو داود الحفري، حكاه عنه [100 / أ] الصريفيني.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال العجلي: ثقة.
وقال ابن خلفون: وهو ثقة.
قاله يحيى، وابن صالح، والنسائي، وغيرهم.(2/132)
449 - (ع) أسلم مولى عمر بن الخطاب كان من الأشعريين.
ذكره أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات».
وفي «تاريخ البخاري»، و «التعديل والتجريح» لابن أبي حاتم: وهو من سبي اليمن.
قال البخاري في: «فصل: من مات من الستين إلى السبعين»، والفسوي في «تاريخه»: ثنا إبراهيم بن المنذر، عن زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: توفي أسلم وهو ابن أربع عشرة ومائة، وصلى عليه مروان بن الحكم.
والمزي ذكر هذا عن غير أبي عبيد بن سلام ولم يسمه ولم يعزه، وذكره من عند البخاري أولى وأرفع ولو تتبعنا ذلك في هذا الكتاب لكان تصنيفا على حدة وهو مجبر على أمرين:
الأول: القصور.
الثاني: إبعاد النجعة، لأن «تاريخ ابن إسماعيل» أشهر وأكثر وجوداً في أيدي الطلبة من كلام غيره وإن يسر الله تعالى بعد إكمال هذا الإكمال إن شاء الله تعالى أذكر ما وقع له من ذلك في تصنيف مفرد إن قدر الله تعالى ذلك وشاءه.
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان من جلة الموالي علماً وديناً وثقة.
وقال يعقوب بن شيبة في «مسند حديث عمر»: كان ثقة، وهو من جلة موالي عمر، وكان يقدمه وابنه عبد الله يعظمه ويعرف له ذلك.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: كان أسود مشرطاً، وفيه يقول عمر بن الخطاب:(2/133)
لا تأخذ الليل عليك بالهم ... والبس له القميص واعتم
وكن شريك رافع وأسلم ... واخدم الأقوام حتى تخدم
وقال أبو زرعة: هو أروى الناس لسيرة عمر مع علمه بعمر وعمر سيده كناه: أبا خالد.
وذكره البرقي في «رواة الموطأ» في: فصل من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت له عنه رواية.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: اشتراه عمر سنة اثنتي عشرة، وفي قول من قال: صلى عليه مروان، مع قول من قال: توفي أيام عبد الملك. نظر، لأن مروان بن الحكم مات قبل هذا بزمان.
وقال أبو أحمد العسكري: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ولم يرو عنه شيئاً.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي نعيم الحافظ: من حديث عبد المنعم بن بشير، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده: أنه سافر مع النبي صلى الله عليه وسلم سفرتين.
قال: وعبد المنعم لا يعرف.
وفي «كتاب ابن خلفون»: اشتراه عمر بسوق ذي المجاز، مات قبل مروان ابن الحكم.
450 - (د) أسلم المنقري.
من أهل المعرفة مات سنة اثنتين وأربعين ومائة، قاله أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات» لما ذكره فيهم.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه» [100 / ب].
وقال ابن نمير فيما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»: ثقة.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان: شريف ثقة.(2/134)
من اسمه أسماء
451 - (4) أسماء بن الحكم: السلمي أبو حسان الكوفي.
لما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: يخطئ. ومع ذلك فقد خرج حديثه في «صحيحه».
وذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء».
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا شعبة، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، قال: سمعت علي بن ربيعة - رجلا من بني أسد - يحدث عن أسماء أو ابن أسماء من بني فزارة عن علي بن أبي طالب.
فذكر حديث الحلف، قال ابن أبي خيثمة: كذا يقول شعبة عن أسماء أو ابن أسماء، ورواه مسعر بن كدام، وسفيان بن سعيد - يعني عن عثمان ابن المغيرة - فقالا جميعا: عن أسماء بن الحكم.
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
وقال البزار: وقول علي «كنت إذا سمعت حديثا».
إنما رواه أسماء، وأسماء مجهول لم يحدث بغير هذا الحديث، ولم يحدث عنه إلا علي بن ربيعة والكلام فلم يرو إلا عن علي إلا من هذا الوجه.
وقال في موضع آخر: رواه عبد الله بن سعيد عن جده أبي سعيد المقبري عن علي بنحو الحديث الذي رواه أسماء والإسنادان جميعا معلولان، وعبد الله بن سعيد رجل منكر الحديث لا يختلف أهل الحديث في ضعف حديثه.(2/135)
وقال البخاري: أسماء بن الحكم سمع عليا، روى عنه: علي بن ربيعة، يعد في الكوفيين، قال: كنت إذا حدثني رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم حلفته فإذا حلف لي صدقته، لم يرو عن أسماء إلا هذا الحديث وحديث آخر لم يتابع عليه، وقد روى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم عن بعض فلم يحلف بعضهم بعضا.
قال الباقلاني في كتاب «نقض العمد» تأليف الجاحظ: لم يرد أبو الحسن رضي الله عنه بهذا القول إحلاف عمر سيد المهاجرين والأنصار، وإنما عنى بذلك أنه كان يحلف من لا صحبة له طويلة ولا ضبط كضبط غيره ممن يجوز عليه الغلط وشيء من التساهل في الحديث على المعنى ونحو ذلك.
واعترض المزي على كلام البخاري بقوله قلت: ما قاله البخاري لا يقدح في صحة هذا الحديث ولا يوجب ضعفه، أما كونه لم يتابع عليه فليس شرطا في صحة كل حديث صحيح أن يكون لراويه متابع عليه، وفي الصحيح عدة أحاديث لا تعرف إلا من وجه واحد نحو حديث الأعمال بالنيات، الذي أجمع أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول وغير ذلك، وأما ما أنكره من الاستحلاف فليس فيه أن كل واحد من الصحابة كان يستحلف من حدثّه بل فيه أن علياً كان يفعل ذلك وليس ذلك بمنكر أن يحتاط، كما فعل عمر في سؤاله البينة بعض من كان يروي له شيئا والاستحلاف أيسر من البينة، وقد روى الاستحلاف عن غيره أيضا على أن له هذا الحديث متابعا انتهى كلامه، وفيه نظر في مواضع:
الأول: قوله: ما قاله لا يقدح في صحة هذا الحديث، لأن كلام البخاري لا(2/136)
يتمخض لهذا الحديث، ولقائل أن يقول: إنما عنى الحديث الآخر الذي أشار إليه إذ هو أقرب مذكور فعطف الكلام عليه أولى ويكون قد رد الحديثين جميعا الأول: بإنكاره الحلف، والثاني: بعدم المتابعة لا يتجه غير هذا، وهذا من حسن تصنيف البخاري - رحمه الله تعالى - ولهذا قال حين بلغه أن ناسا طعنوا في شيء من «تاريخه»: إن شيوخهم لا يهتدون لوضعه.
الثاني: قوله نحو حديث الأعمال بالنية: لا يعرف إلا من وجه واحد.
وليس كذلك لأنه عرف من غير وجه، هذا أبو الحسن الدارقطني ذكره من حديث أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وغيرهما.
وقد صنف بعض العلماء فيه تصنيفاً لم أقف عليه، وأخبرني عنه بعض أصحابنا وأن فيه أكثر من عشرة من الصحابة رضي الله عنهم، ثم رأيت لعبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده كتابا سماه «المستخرج» ذكر أنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم سبعة عشر صحابيا سماهم واحداً بعد واحد: علي، وابن أبي وقاص، وأبو سعيد، وابن مسعود، وابن عمر، وأنس، وابن عباس، ومعاوية، وأبو هريرة، وعبادة بن الصامت، وعتبة بن عبد، وهزار بن سويد، وعقبة بن عامر، وأبو ذر، وجابر، وعتبة بن عبد، وعقبة بن مسلم.
الثالث: قوله: وقد روى الاستحلاف عن غيره أيضا مردود بأمرين:
الأول: من هو هذا الذي روى عنه ذلك؟، ومن ذكره؟، وفي أي موضع هو؟، بل لقائل أن يقول: لو كان رآه لذكره كما ذكر المتابع، وليس قوله بأولى من قول البخاري النافي، وليست مسألة النافي والمثبت، لعدم التساوي.
الثاني: على تقدير وجود واحد أو اثنين لا يقدح في عموم قول البخاري، لاحتمال أن يكون من صغار الصحابة فعله اقتدى بعلي وتقليداً له.
الرابع: قوله ليس فيه - يعني في الحديث - أن كل واحد من الصحابة كان(2/137)
يستحلف من حدثه مردود بأن البخاري - رحمه الله تعالى - لم يقله ولا هو موجود في كلامه أيضاً ولو أراده لما أطاقه، لعدم الإحاطة بكل فرد، والله تعالى أعلم بالصواب.
الخامس: قوله في حديث الأعمال: أجمع أهل العلم على صحته.
مردود بقول الطبري في «تهذيب الآثار»: وقد يكون هذا الحديث عند بعضهم مردوداً لأنه تحديث فرد.
السادس: قوله: المتابعة ليست شرطاً في صحة الحديث ومسلم وغيره يشترط أن يكون المنفرد حافظاً ضابطاً ثقة، أما إذا كان بمثل أسماء فيحتاج إلى متابعين.
452 - (خ م سي) أسماء بن عبيد بن مخارق، ويقال: مخراق أبو المفضل الضبعي البصري.
ذكره ابن خلفون في «الثقات». [101 / ب].
ولما ذكره فيهم ابن حبان، قال: كان مكفوفاً.
وكناه الصريفيني: «أبا الفضل»، ومن خطه نقلت مجودا.
وقال ابن الأثير في «جامع الأصول»: مات سنة أربعين ومائة.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: قال أسماء: لقد جالسنا أقواماً فنفعنا الله تعالى بهم في ديننا ودنيانا، وإنا اليوم نجالس أقواما يقولون: إنهم من خير من بقي لقد خفت أن ينسينا هؤلاء ما تعلمنا من أولئك.(2/138)
من اسمه إسماعيل
453 - (خ صد ت) إسماعيل بن أبان الوراق.
ذكره البستي في كتاب «الثقات»، وقال: ليس هذا بإسماعيل بن أبان الخياط ذاك ضعيف.
قال الحافظ أبو عبد الله بن منده: مات بعد سنة عشر ومائتين.
وقال صاحب «الزهرة»: صدوق ثقة، وليس بإسماعيل بن أبان الخياط المتروك الحديث، روى عنه - يعني البخاري - عشرة أحاديث، وتوفي سنة عشرين ومائتين.
وقال ابن خلفون في الكتاب «المعلم» - ومن نسخة في غاية الجودة نقلت -: توفي سنة ست وعشرين، وقال علي بن المديني فيما حكاه عنه: أنه لا بأس به، وأما الغنوي فكتبت عنه وتركته، وضعفه جداً.
وقال أبو عبد الله الحاكم: وسألته - يعني الدارقطني - عن إسماعيل بن أبان الوارق فقال: قد أثنى عليه أحمد بن حنبل وليس هو عندي بالقوي.
قلت: من جهة المذهب؟ قال: المذهب وغيره.
زاد في كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: أحاديثه ليست بالصافية.
ثم قال في موضع آخر منه: إسماعيل الوراق ثقة مأمون الرأي فلا أدري أهو ابن أبان أم غيره، والله أعلم.(2/139)
وقال المطين: مات سنة ست عشرة ومائتين، وكان ثقة.
وقال أبو أحمد بن عدي: له أحاديث حسان عمن يروي عنه، وأما الصدق فهو صادق في رواياته. [ق 73 / ب].
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان ثقة.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال عثمان بن أبي شيبة: ثقة صحيح الحديث ورع مسلم، قيل لعثمان: فإن إسماعيل بن أبان الوراق عندنا غير محمود، فقال: كان هاهنا إسماعيل آخر يقال له: ابن أبان غير الوراق، وكان كذابا، وكان يروي عن ابن عجلان.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال أبو الفتح الموصلي: الوراق مائل عن الحق فيه تحامل ولم يكن يكذب هو من أهل الصدق وقد ترك أحمد بن حنبل حديثه وحديث عبيد الله بن موسى، لسوء مذهبهما ورأيهما، فأما أمرهما في الحديث فمستقيم، وقال أبو جعفر النحات: إسماعيل بن أبان الكوفي ثقة.
وكذا قاله أبو أحمد الحاكم.
ثم قال: ثنا عبد الله بن محمد أبنا الرمادي قال: ثنا إسماعيل بن أبان الوراق ثقة.
454 - وأما إسماعيل بن أبان الغنوي الخياط.
فقد تقدم ذكره، وقال العجلي: ضعيف، أدركته ولم أكتب عنه.
وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث، وقال أبو يحيى محمد بن عبد الرحمن: لم يكتب عن إسماعيل بن أبان الأكبر.
قال أبو أحمد: لكذبه.
وقال أبو حاتم ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، وهو صاحب حديث «الخضرة»، يعني قوله: «السابع من ولد العباس يلبس الخضرة».
وكان أحمد(2/140)
شديد الحمل عليه.
وقال ابن خلفون: أجمعوا على ترك حديثه.
وذكره أبو العرب، وابن شاهين في «جملة [102 / أ] الضعفاء».
زاد: وقال عثمان بن أبي شيبة: كان كذاباً.
وكذا قاله أبو داود، فيما حكاه ابن عدي.
وقال الخطيب: كان سيء الحال في الرواية، وقدم بغداد، وحدث بها أحاديث بين الناس كذبه فيها فتجنبوا السماع منه وأطرحوا الرواية عنه.
وفي «كتاب الدولابي» عن البخاري: كان مائلا عن الحق، ولم يكن يكذب في الحديث.
وقال أبو جعفر العقيلي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عنه: متروك الحديث.
وقال الساجي: متروك الحديث عنده مناكير.
وقال مسلم بن الحجاج: متروك الحديث.
وفي قول المزي: ذكره - يعني في «الكمال» - ولم يذكر من روى له نظر، لأني لم أر له في «الكمال» ترجمة، والله أعلم.
وفي طبقتهما:
- إسماعيل بن أبان الشامي.
حدث عن أبي مسهر.
قال ابن الجوزي: لم يطعن فيه.
وتوفي سنة ثلاث وستين ومائتين، ذكره ابن عساكر.
- وإسماعيل بن أبان.
يروي عن: صباح بن يحيى.
روى الحاكم عن الأصم عن الحسين بن الحكم الحيري عنه. ذكرناهما للتمييز.(2/141)
455 - «س» إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغدادي، أبو إبراهيم الترجماني.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال أبو حاتم الرازي: هو شيخ.
وقال عبد الله بن أحمد: رأيت الترجماني جاء يوما فسلم على أبي، فقال لي: أيش يحدث؟ قلت: يحدث عن شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير «إن شجرة الزقوم طعام الأثيم» قال: الأثيم أبو جهل.
فكتبه أبي وكتب معه أحاديث.
وفي موضع آخر، قال لي أبي: اذهب إلى أبي إبراهيم الترجماني فأقرئه مني السلام وقل له: وجه إلي بكتاب شعيب بن صفوان فلما جئت به إليه قال: ما أحسن هذه الأحاديث، اكتب، قال: فجعل ينتقي ويملي، قال: ثم ذهب أبي وأنا معه فقرأها عليه.
وفي «سؤالات الآجري» عن أبي داود قال له بشر بن الحارث: اطرح كتبك فطرحها وبقي معه شيء يسير، وبشر بن الحارث لم يدفن كتبه.
وقال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان صاحب سنة وفضل وخير.
وقال ابن قانع: ثقة.
وقال الخطيب في «تخريجه على النسيب»: بغدادي ثقة.
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».(2/142)
وفي «مشيخة البغوي»: روى عن عيسى بن ميمون.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» [102 / ب].
456 - (س ق) إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة المخزومي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: مات في خلافة المهدي، أراه أخا موسى، روى عنه سعيد بن أبي هلال أن ابن حارثة بن النعمان أخبره.
وقال أبو داود: إسماعيل بن إبراهيم بن أبي ربيعة ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: مات في آخر ولاية المهدي سنة تسع وستين ومائة.
457 - (خ تم س) إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة بن أخي موسى.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: روى عنه الناس، مات في آخر ولاية المهدي.
وخرج هو والحاكم حديثه في «صحيحيهما».(2/143)
وقال أبو أحمد الحاكم: هو مولى آل الزبير بن العوام.
وفي «كتاب الصريفيني»: مات بعد الستين ومائة.
روى له ابن ماجه في «الاستقراض» عن أبيه عن جده.
ولم يذكره المزي ولا من قبله.
وقال البخاري في «كتاب البيوع»: في «ذكر الثلاثة الذين سقطت عليهم الصخرة»: وقال إسماعيل بن عقبة عن نافع: فسعيت، وقال زكريا الساجي في كتاب «الجرح والتعديل»: فيه ضعف.
وفي «كتاب ابن خلفون» عنه: مدني وهو ثقة، ولم أره.
وقال أبو الفتح الأزدي: فيه ضعف.
وذكره أبو عبد الرحمن في «الطبقة الرابعة من أصحاب نافع».
وقال أبو داود السجستاني: ليس به بأس.
وقال ابن سعد: حدث عن نافع وعائشة بنت سعد حديثاً صالحاً.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ما علمت إلا خيرا أحاديثه صحاح نقية.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».(2/144)
458 - (خ م د س) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وقال صاحب «الزهرة»: روي عنه البخاري ستة أحاديث، ومسلم خمسة أحاديث.
وقال عبد الباقي بن قانع: ثقة ثبت.
وفي «سؤالات البرقاني» قال أبو الحسن: أصله هروي وهو مولى بني تيم.
وفي «كتاب الصريفيني»، وغيره: يعرف بالمقعد، وبابن أبي الحجاج.
وفي «كتاب عباس» عن يحيى - وسئل عن إسماعيل بن إبراهيم، وعن هارون بن معروف - فقال: أبو معمر إسماعيل أكيس من هارون.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ثقة، وذكره ابن شاهين في «الثقات».
459 - (ع) إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية.
ذكر ابن خلفون [ق 74 / ب] عن ابن وضاح أنه قال: سألت أبا جعفر السبتي عن ابن علية فقال: بصري ثقة [103 / أ]، وهو أحفظ من عبد الوهاب الثقفي، وكلاهما ثقة.(2/145)
وقال يزيد بن هارون: إسماعيل أكبر مني ومن عبد الأعلى ومن آخر معنا.
وقال الهروي: جاءني سهل بن أبي خدويه فقال: أخرج لي كتاب ابن علية عن الجريري فإن أصحابنا كتبوا لي من البصرة: أن ليس أحد أثبت في الجريري منه.
قال ابن خلفون: إسماعيل إمام من أئمة البصرة في الحديث.
وقال أبو داود: كان يكره أن يقال له ابن علية.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى يقول: لم يكن إسماعيل يكتب عند أيوب ولا أثبت ما سمع من أيوب إلا بعد موته.
وقال يحيى بن أيوب: قيل لابن علية: إن علي بن عصام قال: كنت أدخل إلى خالد الحذاء فأقول ابن علية على الباب فقال: سبحان الله! أيكذب؟ ما سمعت من خالد: حدثنا على بابه سبحان الله! أيكذب؟ ما أتيت باب خالد.
قلت ليحيى: حديث إسماعيل أجود إسناداً من محمد بن عمرو؟ قال: ما أقربهما.
وفي قول المزي: وقيل: إنه مات سنة أربع وتسعين، وليس بشيء.
نظر، من حيث أنه لم يدر من قائل ذلك، ولو علمه لما أقدم على هذا القول، وهو قول أستاذ المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري.
قاله رواية عن شيخه محمد بن مثنى، وكذا ألفيته أيضا في «تاريخ أبي موسى الزمن»، بدأ البخاري به في «تاريخه الكبير» قبل سنة ثلاث فهو عنده مقدم على قول الثلاث، وقاله أيضا ابن حبان، وإسحاق القراب، وأبو نصر الكلاباذي، وزاد: وهو ابن ثلاث أو أربع وثمانين سنة.
وابن أبي عاصم، ولم يذكر غيره، وكذلك خليفة بن خياط - المقلب شباباً شيخ البخاري - وأبو الوليد الباجي، وغيرهم ممن بعدهم.
وقال ابن القطان: هو ثقة إمام في الفقه والحديث(2/146)
وفي «كتاب الآجري»: ولي ابن علية المظالم والصدقة، قال أبو داود: أرواهم عن الجريري ابن علية، وكل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد.
وفي «تاريخ بغداد» قال عبد الله بن المبارك: لولا خمسة ما اتجرت: ابن علية، والثوري، وابن عيينة، والفضيل بن عياض، ومحمد بن السماك.
فقدم سنة فقيل له: قد ولي ابن علية القضاء، فلم يأته ولم يصله بالصرة التي كان يصله بها، فركب إليه ابن علية، فلما رآه عبد الله لم يرفع به رأسا ولم يكلمه فانصرف وكتب إليه: أسعدك الله بطاعته وتولاك بحفظه وحاطك بحياطته قد كنت منتظراً لبرك وصلتك أتبرك بها وجئتك أمسك فلم تكلمني، ورأيتك واجداً علي فأي شيء رأيت مني حتى أعتذر؟ فلما وردت الرقعة إلى عبد الله دعا بالدواة والقرطاس، وقال: أبى هذا الرجل إلى أن نقشر له العصا ثم كتب إليه:
يا جاعل الدين له بازيا ... يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنوناً بها بعدما ... كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها ... عن ابن عون وابن سيرين؟
أين رواياتك والقول في ... إتيان أبوب السلاطين؟
إن قلت أكرهت فماذا كذا ... زل حمار العلم في الطين
فلما وقف ابن علية على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ بساط هارون، وقال: يا أمير المؤمنين الله الله ارحم شيبتي.
فقال له هارون: لعل هذا المجنون أغرى بقلبك.
فقال: الله الله أنقذني أنقذك الله، فأعفاه، فلما اتصل ذلك بابن المبارك وَجَّه إليه بالصُرة.(2/147)
وقال ابن خشرم: قلت لوكيع: رأيت ابن علية يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار يحتاج من يرده؟ فقال وكيع: إذا رأيت البصري يشرب النبيذ فاتهمه، وإذا رأيت الكوفي يشربه فلا تتهمه.
قلت: وكيف ذاك؟ قال: الكوفي يشربه تديناً والبصري يتركه تديناً.
وقال حماد بن سلمة: ما كنا نشبه ابن علية إلا بيونس بن عبيد حتى أحدث ما أحدث.
قال الخطيب: يعني ما تكلم به في القرآن.
وقال يحيى بن أبي طالب: كنا مع أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي فأراد أن يحدث عن زهير بن معاوية فسبقه لسانه فقال: ثنا ابن علية فقال: لا ولا كرامة أن يكون ابن علية مثل زهير، ليس من قارف الذنب مثل من لم يقارفه، ثم قال: أنا والله استتبت إسماعيل.
وفي «طبقات القراء» قال الحربي: حدث إسماعيل بحديث «تأتي البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير تحاجان عن صاحبهما».
قال: فقيل لابن علية ألهما لسان؟ فقال: نعم.
فكيف يتكلمان؟ فقال: إنه يقول القرآن مخلوق إنما غلط.
قال الفراء: وقد روى عن إسماعيل في القرآن قول أهل الحق: وقال الفضل بن زياد سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية قلت: أيهما أحب إليك إذا اختلفا؟ قال: وهيب، كان عبد الرحمن بن مهدي يختار وهيباً على إسماعيل.
قلت في حفظه؟ قال: في كل شيء، ما زال إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تلكم به إلى أن مات.
قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤس الناس فقال: بلى، ولكن ما زال مبغضاً لأهل الحديث بعد كلامه ذلك إلى أن مات، ثم قال لي: ولقد بلغني أنه أدخل على محمد بن هارون فلما رآه زحف إليه وجعل يقول: يابن يابن تتكلم في القرآن.
قال: وجعل ابن علية يقول له: جعلني الله فداك زلة من عالم. زلة من عالم.
ردده أبو عبد الله غير مرة وفخم كلامه - كأنه يحكي إسماعيل - ثم قال أبو عبد الله: لعل الله تعالى أن يغفر له بها - يعني محمد بن هارون - لإنكاره على إسماعيل.
قلت: يا أبا عبد الله إن(2/148)
عبد الوهاب. قال: لا يحب قلبي ابن علية أبدا قد رأيته في المنام كأن وجهه أسود.
فقال أبو عبد الله: عافى الله عبد الوهاب، ثم قال: كان معنا رجل من الأنصار يختلف فأدخلني على إسماعيل فلما رآني غضب، وقال: من أدخل هذا علي؟ فلم يزل مبغضا لأهل الحديث بعد ذلك الكلام، لقد لزمته عشر سنين إلا أن أغيب، ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف، ثم قال: وكان لا ينصف في الحديث كان يحدث بالشفاعة، ما أحسن الإنصاف في كل شيء.
وقال سليمان بن حرب: حماد بن زيد في أيوب أكبر من كل من روى عنهم، أما عبد الوارث فقال: كتبت حديث أيوب بعد موته بحفظي ومثل هذا يجيء فيه ما يجيء، وكان يثني على وهيب إلا أنه يعرض بأنه كان تاجرا قد أشغله سوقه، وأما ابن علية فكان يعرض بما دخل فيه.
قال يعقوب: فحضرت ابن حرب يوما، وكهل من أهل بغداد يكلمه ويفخم أمر إسماعيل ويعظمه وسليمان يأبى عليه، حتى قال: صار إليكم فرخص لكم في شرب النبيذ المسكر، وعمن أخذا الأمانة - أردا المذاهب - فقال البغدادي: يا أبا أيوب كنت إذا نظرت في وجهه رأيت ذلك الوقار، وإذا نظرت في قفاه رأيت الخشوع.
فقال سليمان: وكان ينبغي أن ينسلخ من مجالسة أيوب ويونس وابن عون.
قال الخطيب: وقد روي عن ابن علية في القرآن قول أهل الحق، قال ذلك عنه: عبد الصمد بن يزيد.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: قال عثمان بن أبي شيبة: ابن علية أثبت من الحمادين، ولا أقدم عليه أحدا من أهل البصرة لا يحيى ولا ابن مهدي ولا بشر بن المفضل.
وقال ابن قانع: وقد كانوا عتبوا عليه في كلام جاء به.(2/149)
460 - (ت ق) إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر الكوفي النخعي.
كذا ذكره أبو الفرج بن الجوزي ولم أره عند غيره فيما أعلم.
وقال العجلي: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه.
وفي «كتاب الآجري»: سألت أبا داود عنه فقال: ضعيف ضعيف، أنا لا أكتب حديثه.
قال الآجري: يعني إني لا أخرج حديثه.
وقال ابن الجارود في «كتاب الضعفاء» عن أبي عبد الله البخاري: عنده عجائب.
قال ابن سعد: وهو ضعيف.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك». وذكره الدولابي، والعقيلي، وأبو العرب، والبلخي في «جملة الضعفاء».
وقال البخاري في [105 / أ] «تاريخه»: منكر الحديث.
ولما ذكره في «الأوسط» في: «فصل: من مات من الخمسين إلى الستين» قال: سمع من أبي نعيم، عنده عجائب.
وقال أبو زكريا يحيى بن معين: لا شيء.
وقال أبو حاتم ابن حبان البستي: كان فاحش الخطأ.
وقال الساجي: فيه نظر.(2/150)
461 - (ق) إسماعيل بن إبراهيم البالسي.
خرج الحافظ أبو حاتم البستي حديثه في «صحيحه».
وقال الحافظ مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: مجهول لا أعرفه.
462 - (ق) إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي.
قال العقيلي: ليس لحديثه أصل.
وقال المزي: روى عنه بكر بن أحمد بن مقبل الحافظ البصري، وفيه نظر، لأن ابن قانع وغيره ذكروا أن بكرا هذا توفي سنة أربع وثلاثمائة، وإسماعيل حكى المزي وفاته سنة أربع وتسعين ومائة، فعلى هذا تبعد روايته عنه مشافهة، والله أعلم.
463 - (ق) إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: يعد في أهل مصر، وعن أبي فراس يعني روى عن أبي فراس، وروى عن ابن أبي حميد، عن ابن المنكدر عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصح.
وزعم ابن أبي حاتم في كتاب «خطأ محمد بن إسماعيل» قال أبي: إنما هو ابن أبي حميد عن إسماعيل.
سمعت أبا زرعة يقول: يقال ابن أبي حميد عن إسماعيل.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مصري يروي عن أبيه، وأبي فراس.(2/151)
464 - (ت ق) إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى الأحول.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال عبد الله بن علي بن المديني وسألته - يعني أباه - عن أبي يحيى الأحول فقال: ضعيف، روى عن منصور ومغيرة.
وقال مسلم في كتاب «الكنى»: ضعيف.
وكذا قاله الدارقطني.
وقال أبو حاتم ابن حبان في [105 / ب] كتاب «المجروحين»: يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، كان ابن نمير شديد الحمل عليه وهو من بني تيم الله بن ثعلبة.
وذكره أبو جعفر العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال الحافظ أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وفي «سؤالات الآجري»: سئل أبو داود عن أبي يحيى الكوفي التيمي؟ فقال: شيعي.
وفي قول المزي: قال البخاري: ضعفه لي ابن نمير جدا نظر، لأني لم أر هذه اللفظة في نسخي التي بخط ابن الأبار الحافظ، واستظهرت بنسخة أخرى بخط أبي ذر الهروي الحافظ، والذي فيهما: قال ابن نمير: هو ضعيف جدا، ولعله ذكره في بعض مصنفاته والله أعلم.(2/152)
465 - (د) إسماعيل بن إبراهيم عن رجل من بني سليم.
قال البخاري في «التاريخ الكبير»: حدثني محمد بن بشار عن بدل، ثنا شعبة عن العلاء بن أخي شعيب الرازي عن رجل عن إسماعيل بن إبراهيم، عن رجل من بني سُليم قال: «خطبت أمامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنكحني ولم يشهد»، وقال محمد بن عقبة السدوسي: ثنا حفص بن عمر بن عامر السلمي، ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عباد بن شيبان عن أبيه عن جده قال: خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم عمته ولم يشهد.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: إسماعيل بن إبراهيم بن عباد بن شيبان يروي عن أبيه عن جده، ولجده صحبة روى عنه حفص بن عمر بن عامر.
466 - (د ق) إسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين البغدادي.
قال الحسن بن محمد بن شعبة: ثنا إسماعيل بن أبي الحارث الشيخ الصالح.
ذكره في «أمالي ابن سمعون».
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: مات بالثغر.
وقال البزار في كتاب «السنن»: ثقة مأمون.
وخرج ابن خزيمة، والحاكم حديثه في «صحيحيهما».
وقال ابن قانع: توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان.
وقال ابن مخلد في «الوفيات»، التي لم يرها المزي إنما نقل منها بواسطة الخطيب، قال ابن مخلد: وكان من خيار المسلمين.(2/153)
وقول المزي: تابعه ابن علية.
الكلام جميعه كلام الخطيب أخذه ولم يعزه لأحد فصار كأنه مستبد به، وليس كذلك، والله أعلم.
ولو تتبعنا ذلك عليه لوجدنا منه ما لا يحصى كثرة، ولكنا ننبه على ما يتفق من غير استقصاء بحسب النشاط.
467 - (ع) إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاصي.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: توفي في سجن داود بن علي سنة تسع وثلاثين.
وفي «كتاب ابن خلفون»: قال أبو عبد الله الذهلي: ثنا علي، قال: سمعت سفيان قال: كان إسماعيل حافظاً للعلم مع ورع وصدق.
وفي كتاب «الثقات» لابن شاهين: إذا حدث عنه الثقات فهو ثقة. قاله ابن معين.
وقال ابن الجوزي: ثقة نبيل [106 / أ].
وقال بقية بن الوليد - فيما حكاه البخاري في «تاريخه الكبير»، و «الأوسط» -: مات سنة تسع وثلاثين قبل أن أدخل مكة بيوم.
وهذا القول هو المرجوح عند المزي، وليس بجيد، لأن الأكثرين عليه منهم:(2/154)
القراب، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وتبعهم على ذلك جماعة منهم: الكلاباذي، فيما حكاه عن الذهلي.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي: سئل أبي عن إسماعيل بن أمية وابن خثيم فقال: إسماعيل أحب إلي من ابن خثيم.
وقال الآجري: وسألته - يعني أبا داود - عن: أيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية فقال: سمعت أحمد بن حنبل يقدم إسماعيل.
قال أبو داود: وإسماعيل ابن أمية مات في سجن داود بن علي.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مكي ثقة.
وقال الزبير: كان فقيه أهل مكة حبسه داود في سلطان بني العباس، وأمه أم ولد.
468 - (د سي ق) إسماعيل بن بشر بن منصور السَليمي. بفتح السين نسبة إلى سليمة فخذ من الأزد.
خرج إمام الأئمة ابن خزيمة حديثه في «صحيحه».(2/155)
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن إسماعيل بن بشر بن منصور فقال: صدوق، وكان قدريا حدثنا بحديث ابن عباس «إن زنى فبقدر». فقال: هذا له تفسير.
469 - (د) إسماعيل بن بشير مولى بني مغالة.
سمع أبا طلحة وجابراً، ثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن يحيى بن سليم سمع إسماعيل قاله عبد الله، قال الليث: وحدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمر وعتبة بن شداد مثله.
قاله البخاري في «التاريخ الكبير».
قال بعض العلماء من المتأخرين كلاما يحتاج إلى نظر، وهو فيه إشعار برواية عبيد الله وعتبة أيضا عنه.(2/156)
وذكره ابن حبان في «كتاب الثقات»، وعرفه بولاء بني سدوس.
وقال العجلي: إسماعيل السدوسي ثقة، فلا أدري أهو إياه أم غيره، فينظر، والله أعلم.
470 - (مد) إسماعيل بن أبي بكر الرملي.
ذكره الحافظ أبو زرعة النصري في «تاريخه الكبير» في تسمية أصحاب مكحول.
وذكره ابن أبي حاتم فقال: قال أبي: هو مجهول.
وأما أبو حاتم البستي فإنه عرف حاله وذكره في «الثقات».
471 - (ق) إسماعيل بن بهرام الخبذعي الوشاء.
قال الصريفيني - فيما رأيت [106 / ب] بخطه مجوداً، إثر قول ابن عساكر(2/157)
مات سنة إحدى وأربعين - رأيت بخطي في تعاليقي: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين، وكان يخضب، يكنى أبا إسحاق، وهو جار أبي كريب.
472 - (ق) إسماعيل بن توبة بن سليمان الرازي نزيل قزوين.
قال الخليلي في كتاب «الإرشاد»، الذي نقل المزي منه وفاته وأغفل منه قوله: مات بقزوين وهو عالم كبير مشهور ارتحل إلى الحجاز والعراق، وآخر من روى عنه: أبو بكر محمد بن هارون بن الحجاج المقرئ.
وكأن المزي لم يره، إنما نقله بواسطة، وإلا فمثل هذا لا يهمل ذكره إلا من لم يره لا سيما في هذه الترجمة الضيقة التي لم ينقل فيها عن أحد شيئا إلا قول أبي حاتم: صدوق.
وكأنه عثر بوفاته في بعض نسخ «النبل» فإني رأيتها في بعض النسخ ولم أرها في الأكثرين، والله أعلم.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: مستقيم الأمر في الحديث [107 / أ].
473 - (د) إسماعيل بن جرير بن عبد الله البجلي.
لم أره مذكوراً في كتب الأنساب، ولا في كتاب من كتب التواريخ، فينظر، والله أعلم.(2/158)
إنما رأيت في «كتاب الجهاد» من «المستدرك»: إسماعيل بن جرير عن قزعة، وقد قال المزي: إن المحفوظ يحيى بن إسماعيل بن جرير، فتعارض القولان ويحتاج إلى ترجيح من خارج ليتضح الصواب فيه.
474 - (ع) إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري أبو إبراهيم.
فيما قاله أبو الوليد الباجي، والخطيب في «تاريخ بغداد»، والكلاباذي.
قال الحاكم لما خرج حديثه في «مستدركه»: وهو أخو موسى، وموسى هو الأكبر، حدث عنه: أبو ثابت وإسحاق بن محمد الفروي.
وقال في «سؤالات مسعود»: وهو من أقران مالك في أكثر شيوخه.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات»، وكذلك ابن شاهين.(2/159)
وقال أبو الحسن بن القطان: هو أحد الأثبات.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة» عن يحيى: إسماعيل بن جعفر ثقة مأمون قليل الخطأ صدوق، وكذا ذكره عنه أيضا ابن أبي حاتم.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: كان ثقة، شارك مالكاً في أكثر شيوخه.
وقال الحافظ أبو بكر السمعاني في «أماليه»: وكان إسماعيل من ثقات أهل المدينة رأسا لهم في العلم والقراءة.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه - وسأله عنه -: ما أعلم إلا خيراً.
قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة فيما ذكره الخطيب في «التاريخ» ورأيته أنا في «سؤالات محمد» لابن المديني: سمعت عليا يقول: إسماعيل بن جعفر وأخوه محمد المدنيان ثقتان.
475 - (س ق) إسماعيل بن حفص بن عمر بن دينار.
قال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: قرأت بخط إبراهيم بن محمد بن سفيان: ثنا عبد الله بن أبي عمرو البكري، ثنا عباد بن الوليد الغَبري، ثنا إسماعيل بن حفص بن عمر بن دينار الفراسي قال: ثنا عبد الواحد بن صفوان، ثنا مجاهد عن ابن عباس، فذكر حديثاً.
وخرج أبو عبد الله الحاكم حديثه أيضا في «صحيحه» عن أحمد بن يعقوب الثقفي، وموسى بن [108 / ب] هارون عنه.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: مات سنة ست وخمسين ومائتين أو قبلها بقليل أو بعدها بقليل، وخرج حديثه في «صحيحه» عن عبدان، وعبد الله بن قحطبة عنه.(2/160)
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: لا بأس به.
وقال الساجي: قد كتب عن إسماعيل بن حفص، عن أبي بكر بن عياش جميع الكوفيين والبصريين، ولم يك نافقا أحسبه لحقه ضعف أبيه.
وقال ابن خلفون عن النسائي: أرجو أن لا يكون به بأس.
476 - (م د س ق) إسماعيل بن أبي حكيم القرشي المدني.
ذكره ابن شاهين في كتاب «الثقات» وقال: قال أحمد بن صالح المصري: إسماعيل بن أبي حكيم، عن عبيدة بن أبي سفيان هذا من أثبت أسانيد أهل المدينة، إسماعيل له شأن.
وقال ابن خلفون وذكره في كتاب «الثقات»: هو أخو إسحاق بن أبي حكيم وهو ثقة - يعني إسماعيل -.
قاله ابن وضاح، وابن البرقي، وغيرهم.
وقال أبو عمر بن عبد البر في «التمهيد»: كان فاضلاً ثقة وهو حجة فيما روى عند جماعة أهل العلم.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وخرج هو والحاكم حديثه في «صحيحيهما».
وقال البخاري: وقال محمد بن سلمة: إسماعيل بن حكيم، وهو وهم.
وفي «تاريخ دمشق»: أرسله عمر بن عبد العزيز في فداء الأسرى، وكان يكتب له إذ كان بالمدينة.
وذكره البرقي في كتابه «رجال الموطأ» في «فصل: من لم يعلم له رواية عن أحد من الصحابة.
وسنه تقيض الرواية عن غير واحد منهم».(2/161)
477 - (د ت سي) إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الكوفي.
ذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في «جملة الثقات»، وكناه: أبا خالد.
وقال أبو الفتح الأزدي - فيما ذكره ابن الجوزي، ولم أر تصنيف أبي الفتح في كتاب «الضعفاء» إلى يومي هذا وهو العاشر من شهر رجب الفرد سنة أربع وأربعين، وإنما نقلي منه تارة بواسطة الخطيب، وتارة بواسطة ابن خلفون، أو ابن الجوزي، أو غيرهم - قال: ليس بالقوي يتكلمون فيه.
قال أبو جعفر العقيلي: حديثه غير محفوظ، ويحكيه عن مجهول.
وقال ابن خلفون: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين.
وقال ابن صالح: إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان كوفي ثقة جامع للعلم.
وفي كتاب الترمذي: ثنا أحمد بن عبدة، ثنا المعتمر حدثني إسماعيل بن حماد، عن أبي خالد عن ابن عباس: «كان عليه السلام يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم».
قال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بذاك.
478 - (ع) إسماعيل بن أبي خالد مولى بجيلة.
قال ابن أبي خيثمة: رأيت في كتاب علي - يعني ابن المديني - عن يحيى ابن سعيد: كان ابن أبي خالد يخضب بالحمرة، قال: وسمعت يحيى يقول: كان ابن أبي خالد يفسر القرآن، وكان أصغر من النخعي بسنتين.
وقال أبو بكر السمعاني في «الأمالي»، وابن أبي أحد عشر في «الجمع بين الصحيحين»: توفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
وقال ابن قانع: ولد سنة تسع وأربعين.(2/162)
وقال مروان بن معاوية: كان يسمى الميزان [109 / أ].
وقال الحاكم أبو عبد الله: سمعت أبا علي المذكر سمعت عتيق بن محمد سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان إسماعيل بن أبي خالد أقدم طلباً وأحفظ للحديث من الأعمش.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان شيخاً صالحاً.
وفي كتاب «المراسيل» لابن أبي حاتم قال علي بن المديني: إسماعيل رأى أنسا رؤية ولم يسمع منه، ولم يرو عن أبي وائل شيئاً، ولم يسمع من إبراهيم التيمي.
وسألت أبي: هل سمع إسماعيل من أبي ظبيان؟ قال: لا أعلمه، وقال يحيى ابن معين: لم يسمع منه.
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: لم يسمع من أبي جحيفة، إنما سمع من الشعبي عن أبي جحيفة.
وقال الحافظ أبو نعيم في كتاب «الرواة عن الزهري»: أدرك عدة من الصحابة إن صح، قال: وأراه وهما.
وقال الآجري: سألت أبا داود: هل سمع ابن أبي خالد من سعد بن عبيدة؟ قال: لا أعلمه.
وقال ابن خلفون: هو أحد الثقات الأثبات وهو إمام من أئمة المسلمين في الحديث.
وذكر الحافظ أبو بكر البغدادي في كتاب «الكفاية في أصول الرواية»: قال سفيان: كان إسماعيل بن أبي خالد يقول: ثنا المستورد أخي بني فهر يلحن فيه، فأقول أنا: أخو.
وقال هشيم: كان إسماعيل فحش اللحن، كان يقول: حدثني فلان عن أبوه.(2/163)
وقال يحيى: كان إذا حدث عن قيس يقول: حدثني قيس بن أبو حازم.
وقال مسلم في كتاب «الوحدان»: تفرد بالرواية عن: زياد مولى بني مخزوم، ونافع بن يحيى، وأبي عيسى يحيى بن رافع، والمنذر بن أبي أشرس، وعبد الرحمن بن أبي الضحاك، ومصعب بن إسحاق، وهدبة الأسدي، وأبي خيثمة عن عبد الله بن عمر، وأبي الضحاك مولى هند بن أسماء بن خارجة، ومجبر مولى عمارة، وأبيه أبي خالد، وأم خنيس، قالت: دخلت مع مولاتي عمرة بنت رواحة.
وقال يعقوب بن سفيان في «تاريخه»: كان أمياً حافظاً ثقة.
وقال العجلي: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي من أنفسهم حي من بجيلة، وكان ثبتا في الحديث، وربما أرسل الشيء عن الشعبي وإذا وقّفَ أخبر، وسمع من عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب سنة، وكان راوية عن قيس بن أبي حازم لم يكن أحد أروى عنه منه، وكان حديثه نحو خمسمائة حديث، وكان لا يروي إلا عن ثقة.
وفي كتاب «الطبقات» لابن سعد: قال سفيان بن سعيد: الحفاظ عندنا أربعة: عبد الملك بن أبي سليمان، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال يحيى بن سعيد [109 / ب]: مرسلات ابن أبي خالد ليست بشيء، وقال يحيى: مات سنة ست وثلاثين كذا هو مكرر في موضعين في هذه النسخة، وهي قديمة في غاية الصحة، واستظهرت بأخرى من «الأوسط».
روى عن: هلال بن يساف.
ولهم شيخ آخر يقال له:(2/164)
479 - إسماعيل بن أبي خالد يروي عن الصحابة.
ذكره البخاري، وذكرناه للتمييز.
480 - (ت ق) إسماعيل بن أبي إسحاق عبد العزيز، وقيل: خليفة أبو إسرائيل - فيما قاله ابن الجوزي - الملائي الكوفي.
قال أبو حاتم ابن حبان في كتاب «المجروحين»: ولد بعد الجماجم بسنة، وكانت الجماجم سنة ثلاث وثمانين، ومات وقد قارب الثمانين، روى عنه أهل العراق، كان رافضيا يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، تركه ابن مهدي، وحمل عليه أبو الوليد الطيالسي حملا شديدا، وهو مع ذلك منكر الحديث.
وفي «كتاب الصريفيني»: قال ابن حبان - في «الثقات» -: يخطئ، ولم أره في كتاب «الثقات» نسختي، والله أعلم.
وقال أبو عيسى الترمذي، وأبو علي الطوسي: ليس بالقوي عند أصحاب الحديث، وقال بهز بن أسد لأبي معاوية: لا تحدث عنه، فإني سمعته يشتم عثمان بن عفان، وقال فيه: إنه كذا وكذا.
وقال الساجي: ضعفه أبو الوليد الطيالسي، ووثقه يحيي.
وقال ابن سعد في كتاب «الطبقات»: يقولون إنه صدوق.
وقال «الآجري»: سمعت أبا داود وذكر أبا إسرائيل، فقال: ثنا الحسن بن(2/165)
علي: ثنا عفان، قال: قال لي ابن برقان: قال لي أبو إسرائيل الملائي - وكان رجل سوء -: عثمان كذا وكذا، رضي الله عن عثمان.
وفي موضع آخر: قال أبو داود: لم يكن يكذب، حديثه من حديث الشيعة وليس فيه نكارة، حدث عنه الثوري بحديث باليمن.
وفي موضع آخر: - وسئل عنه - فقال: ذكر عند حسين الجعفي فقال: كان طويل اللحية أحمقها.
وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.
وقال أبو عمر ابن البر في كتاب «الاستغنا في معرفة الكنى»: كان يغلو في التشيع.
وفي «تاريخ أبي زرعة النصري»: ولد في الجماجم سنة ثلاث وثمانين.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: ثنا أحمد بن حنبل، ثنا حجاج.
قال: قال أبو إسرائيل ولدت بعد الجماجم بسنة، ولي - يعني الآن - ثلاث وسبعون سنة.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: ثقة.
وقال ابن حزم: ضعيف جداً، بلية من البلايا.
ولهم شيخ آخر يقال له:
481 - إسماعيل بن خليفة يروي عن شريك.
في كتاب «المستدرك» [110 / أ] للحاكم.
- ذكرناه للتمييز.(2/166)
482 - (خ م قد) إسماعيل بن الخليل أبو عبد الله الخزاز الكوفي.
وذكره البستي في «الثقات».
وفي «تاريخ» أبي نعيم الاسترآباذي: مات سنة أربع وعشرين ومائتين، وذكره أيضا ابن عساكر في «النبل».
وقال ابن منده: يعرف بابن خُليلات.
وكذا قاله في «الزهرة»، قال: وروى عنه البخاري أحد عشر حديثاً، ثم روى في غير موضع عن الحسين غير منسوب عنه، وهو: ابن شجاع، وروى عنه مسلم خمسة أحاديث.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة بابة زكريا بن عدي، صاحب سنة.
وقال ابن يونس في «تاريخ الغرباء»: توفي هو وأخوه إسحاق بمصر.
483 - (خ ت ق) إسماعيل بن رافع بن عويمر.
ويقال: ابن أبي عويمر أبو رافع الأنصاري المدني.
قال أبو علي الحافظ الطوسي في كتاب «الأحكام»: ضعفه بعض أهل العلم.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد: متروك الحديث.
وفي «التاريخ» لابن أبي حاتم الرازي: أبو رافع الضعيف القاص.
وذكره يعقوب بن سفيان في «باب: من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم».
وقال الساجي: صدوق لين في الحديث يهم.(2/167)
وذكره العقيلي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: وقد روى إسماعيل بن عياش عن أبي رافع، وهو: إسماعيل بن رافع، وقال العجلي: ضعيف الحديث.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: ليس بشيء، سمع من الزهري فذهبت كتبه، فكان إذا رأى كتابا قال: هذا قد سمعته.
وفي كتاب «الكنى» للحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقال محمد بن أحمد المقدسي: ليس بالقوي فيما ذكره عنهما ابن عساكر.
وقال أبو بكر الخطيب: كان ضعيفاً.
وقال ابن عمار: ضعيف.
وذكره ابن شاهين في كتاب «الضعفاء والكذابين»، والحاكم في «المستدرك».
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: ليس بشيء.
وقال أبو عمر: هو عندهم ضعيف جداً، منكر الحديث، ليس بشيء.
وقال ابن حبان: كان رجلا صالحا إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها.
وقال ابن حزم: لا يحتج به. وقال البزار: لم يكن بثقة ولا حجة. وقال ابن القطان: تركه جماعة من أهل العلم [110 / ب].
وفي قول المزي: ذكره البخاري فيمن مات ما بين سنة عشر ومائة إلى سنة خمسين ومائة.
نظر، لأن البخاري لم يترجم في كتابيه «الأوسط»، ولا «الصغير» هذه الترجمة إنما قال: من بين عشر ومائة إلى عشرين ومائة، يذكر ذاك عقداً عقداً، والله أعلم وليس لقائل أن يقول: لعله سقط شيء، ويكون ما بين عشر إلى سنة خمس عشرة فسقط من الناسخ عشرة لأنه المهندس ومقابلته على الشيخ وعليها خطه في مواضع، وعلى تقدير صحة ذاك ليس جيد -(2/168)
أيضاً - لأن ترجمة نصف عقد ليست في كتابي البخاري، وعلى تقدير وجود ذاك في بعض النسخ على أن التاريخيين اللذين أنقل منهما في غاية الصحة والقدم يكون إغفالاً مر من الشيخ لعدم ذكره عنده في عقد العشرين جملة، والله تعالى أعلم.
484 - (م 4) إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي الكوفي.
خرج أبو حاتم ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال اللالكائي: رأى المغيرة بن شعبة.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
485 - (د تم سي) إسماعيل بن رياح بكسر الراء بن عَبيدة بفتح العين.
قال المزي عن ابن أبي حاتم: لا أعلم حافظاً نسبه.
كذا ذكره ولم يتبعه عليه، وما أدري معناه، فإن عبد الرحمن نفسه نسبه عن شيخيه وهما(2/169)
حافظان جبلان في الحفظ إليهما المنتهى، فقال: إسماعيل بن رياح بن عبيدة السملي روى عن أبيه أو عن غيره عن أبي سعيد روى عنه أبو هاشم الرماني الواسطي سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك.
وقال البخاري في «التاريخ الكبير»: إسماعيل بن رياح بن عبيدة عن أبيه أو عن غيره عن أبي سعيد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاما قال: «الحمد لله»، قاله وكيع عن سفيان عن أبي هاشم عن إسماعيل، روى عنه دحَيْن وأبو هاشم ويحيى، حدثني إبراهيم بن موسى، ثنا عبثر عن حصين عن إسماعيل عن أبي سعيد نحوه.
وقال الإمام [111 / أ] أحمد في «مسنده»: ثنا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم عن إسماعيل بن رياح السلمي، فذكر حديثا.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: إسماعيل بن رياح بن عبيدة [ق 79 / ب] يروي عن أبيه عن أبي سعيد الخدري روى الثوري عن أبي هاشم عنه.
486 - «خ» إسماعيل بن زرارة الثغري.
روى عنه البخاري في «كتاب الوصايا» عن ابن علية عن ابن عون عن(2/170)
إبراهيم عن الأسود: ذكروا عند عائشة أن عليا كان وصيا.
كذا هو في رواية أبو علي بن السكن عن الفربري عن البخاري، وذكره أبو الحسن الدارقطني وأبو عبد الله بن البيع أيضا - في شيوخ البخاري وغيرهما.
ولم ينبه عليه المزي، وفي رواية عن ابن السكن اسمه: عمرو.
487 - (ع) إسماعيل بن زكريا بن مرة الخلقاني الأسدي مولاهم
قال أحمد بن ثابت أبو يحيى: سئل الإمام أحمد عن إسماعيل الخلقاني؟ فقال: ضعيف.
وكذا ذكره عنه الميموني.
وفي «تاريخ البخاري»: قال عبد الله بن داود: كان إسماعيل يأتي الأعمش فيجلس بجنبه ونحن ناحية.(2/171)
وذكر أبو جعفر العقيلي بسند له عنه أنه قال: الذي نادى من الطور عبده علي بن أبي طالب قال والأول والآخر علي بن أبي طالب. انتهى.
ولئن صحت هذه الحكاية عنه يكون بعيدا من الإسلام، نعوذ بالله من الخذلان.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم الرازي: حديثه مقارب، وهو صالح.
وقال العجلي: كوفي ضعيف الحديث.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
وقال الآجري: سمعت أبا داود ذكره فقال: ثقة.
وذكره أبو عبد الله الحاكم في باب: من عيب على مسلم إخراج حديثه. وقال: حديثه مقارب.
وكأنه ذهل رحمه الله عن تخريج البخاري له أيضا.
وفي كتاب «الضعفاء» لأبي العرب القيرواني عن يحيى بن معين: حديثه متقارب.
وفي «كتاب المنتجالي» عنه: ثلاثة أحاديث لا يرويها غيره: ما كانوا يسألون(2/172)
عن الإسناد حتى كانت الفتنة، وأعد المواعد حتى متى انتظره والذي به لمم إذا أفاق يتوضأ.
وقال ابن خلفون لما ذكره في كتاب الثقات هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال ابن عدي: ولإسماعيل بن زكريا في الحديث صدر صالح، وهو حسن الحديث يكتب حديثه.
488 - (ق) إسماعيل بن زياد، ويقال: ابن أبي زياد، قاضي الموصل.
قال البرذعي في «سؤالاته» لأبي زرعة: سمعته - يعني - أبا زرعة يقول: إسماعيل بن أبي زياد [111 / ب] يروي أحاديث مفتعلة.
قلت: من أين هو؟ قال: كوفي له أحاديث غير صحيحه، لا أعلم يحدث عنه صاحب حديث.
ونظرت كتاب «الطبقات» لأبي زكريا الموصلي، فلم أره ذكره فيها، فيتجه(2/173)
على هذا قول من قال إنه كوفي.
وقال ابن حبان: شيخ دجال لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، روى عن غالب القطان عن المقبري عن أبي هريرة يرفعه «أبغض الكلام إلى الله تعالى الفارسية»، وهو موضوع لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي هريرة، ولا المقبري رواه، ولا غالب ذكره بهذا الإسناد.(2/174)
وقال الدارقطني: كذاب متروك.
وذكر ابن الجوزي في كتاب «الحقائق والموضوعات»، أن عبد الغني بن سعيد المصري ضعفه.
وقال الجورقاني الحافظ في كتاب «الموضوعات» تأليفه: كان كذاباً وضاعاً، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الطعن فيه.
489 - (بخ م د س) إسماعيل بن سالم الأسدي أبو يحيى الكوفي.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وقال: سمعت أبا علي - يعني - الحسين بن علي الحافظ يقول: إسماعيل بن سالم ثقة، عسر في الحديث، أسند نحو العشرين حديثا.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: هو ثقة، قاله ابن نمير وابن صالح وغيرهما.
ولم يذكره في الكتاب «المعلم في أسماء رجال البخاري ومسلم»، وذكره غيره من الحفاظ فيهم.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به ثقة كوفي.(2/175)
490 - (م) إسماعيل بن سالم بن دينار الصائغ أبو محمد الهاشمي مولاهم.
كذا قاله ابن خلفون، قال روى عنه: أحمد بن داود السمناني وأبو القاسم عبيد بن محمد بن موسى البزاز المعروف بابن رَجال.
قال الصدفي: وسألت أبا علي صالح بن عبيد الله، عن محمد بن إسماعيل الصائغ فقال هو: محمد بن إسماعيل بن سالم بن دينار ثقة مأمون، وأبوه ثقة.
قال ابن خلفون: تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب الصلاة، والحدود، والاستئذان، والجهاد، والفضائل، وغير ذلك، وروى أيضا عن: ابن علية وأبي معاوية [ق 112 / أ].
وقال صاحب الزهرة: روى عنه مسلم تسعة أحاديث.
وفي «تاريخ بغداد»: قال محمد بن إسماعيل: كنت أصوغ مع أبي ببغداد، فمر بنا أحمد بن حنبل وهو يعدوا ونعلاه في يده، فأخذ أبي بمجمع رداءه، وقال: يا أبا عبد الله ألا تستحي، إلى متى تعدوا مع هؤلاء الصبيان؟ قال: إلى الموت.
491 - (بخ ق) إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب «الثقات» وقال: روى عنه التبوذكي، وكان يخطئ.
وقال في كتاب «المجروحين»: تفرد بمناكير يرويها عن المشاهير، قال ابن نمير:(2/176)
إنما نقم على وكيع به.
وفي «تاريخ البخاري»: روى عن أبيه، وقال عبيد الله بن موسى: أبنا إسماعيل بن سلمان الأزرق: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم طائر، وسمعت أنسا: مر أبو ذر برجل غرس فلم يسلم عليه، ولا يتابع عليه.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ضعيف.
ولما سئل عنه أبو داود قال: ضعيف.
وذكره أبو القاسم البلخي، وأبو العرب، وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو أحمد الجرجاني: روى حديث الطير وغيره من الأحاديث البلاء فيها منه.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: ما روى حديث الطير ثقة، رواه الضعفاء مثل إسماعيل بن سلمان الأزرق، وأشباهه.
وذكره يعقوب بن سفيان في: باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.
وقال الساجي: ضعيف.(2/177)
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وخرج الحاكم حديث الطائر في «مستدركه»، ورد ذلك على إثرها هو وغيره.
492 - (م د س) إسماعيل بن سميع أبو محمد الحنفي الكوفي.
قال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: تركه جرير بن عبد الحميد وغيره لسوء مذهبه، كان صُفرياً، ويقال: كان بهسياً.
وقال أبو الفتح الأزدي: كان مذموم الرأي غير مرضي المذهب، يرى رأي الخوارج [ق 112 / ب] فأما الحديث فلم يكن به بأس فيه.
قال ابن خلفون: لم يتكلم فيه إلا من قبل مذهبه، وقال ابن نمير والعجلي: كوفي ثقة.
زاد العجلي: ترك زائدة أن يحدث عنه لأنه كان يرى رأي الخوارج.
وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وذكره أيضا في «جملة الثقات»، وقال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي قال: وسئل محمد بن يحيى - يعني - الذهلي عن إسماعيل بن سميع؟ فقال: بهسي كان ممن يبغض عليا، أبغضه الله تعالى.
وقال أيضا: سمعت أبا علي الحافظ يقول: إسماعيل بن سميع كوفي قليل الحديث ثقة.
وخرج الحافظ أبو حاتم البستي حديثه في «صحيحه»، وذكره في «جملة(2/178)
الثقات»، وقال: قد قيل إنه كان من البهسية يرى رأي الخوارج.
وقال الآجري: سئل أبو داود عنه؟ فقال: ثقة، إلا أنه كان بهسياً يرى رأي الخوارج.
وقال محمد بن سعد، كاتب الواقدي: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
وقال الساجي: كان مذموماً في رأيه، روى عنه الثوري وتركه، فقال يحيى بن سعيد: إنما تركه لأنه كان صُفرياً.
وقال أبو جعفر العقيلي: كان يرى رأي الخوارج، وقال البخاري: أما في الحديث فلم يكن به بأس.
وقال أبو العرب: إنما ترك مالك عكرمة لأنه كان يُرْمَى بهذا الرأي، وعكرمة أعلى وأكثر علماً من ابن سميع، فابن سميع أحق أن يترك ولا يقال فيه ثقة.
وعده الشهرستاني في كتاب «الملل والنحل» في رجال الصُفرية مقروناً بعكرمة، فعلى هذا لا يكون بهسيا، [اللهم إلا أن يراد بكونه بهسيا] من الخوارج، لا أنه من هذه الطائفة.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» وقال مسلم في كتاب «الوحدان» تأليفه: تفرد بالرواية عن جماعة، منهم: أبو الربيع عن ابن عباس، وأبو(2/179)
الأشهب سمعت ابن عباس، وأبو زيد سئلت عائشة، وأم رزين قالت سمعت ابن عباس.
وذكره أبو نعيم الأصبهاني في «الرواة عن الزهري من الأئمة الأعلام» وقال: روى عن صحابي وهو مالك بن عمير.
494 - «ق» إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. (*)
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال الزبير بن أبي بكر: هو أخو [ق 113 / أ] جعفر الأكبر، وعون، وعلي، وعياض، وأبي بكر، وعبيد الله ومحمد، ويحيى، وهارون، وصالح الأكبر، وموسى، وصالح الأصغر، وجعفر الأصفر، وحسين الأصغر.
495 - (س) إسماعيل بن عبد الله ابن بنت ابن سيرين.
سمع ابن عون عن الحسن مرسل، وقال أشهل بن حاتم: ثنا إسماعيل بن عبد الله بن يوسف عن ابن عون: حديثه في البصريين.
ذكره البخاري في «التاريخ الكبير».
وقال الحاكم أبو عبد الله في «تاريخ نيسابور»: سمعت أبا علي الحافظ [ق 81 / أ] يقول: إسماعيل بن عبد الله بن الحارث شيخ بصري صدوق.
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا قفز الترقيم في المطبوع من 492 إلى 494(2/180)
وينبغي أن يتثبت في قول المزي ذكره: ابن حبان في كتاب «الثقات»، وروى له هذا الحديث الواحد.
فإني لم أجده مذكورا في كتاب «الثقات»، اللهم إلا أن يكون ذكره في أثناء كلام له، فالله أعلم.
496 - (ق) إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد القرشي الضرير الأقطع السكري.
كذا رأيته بخط الصريفيني.
وخرج أبو حاتم ابن حبان البستي رحمه الله تعالى حديثه في «صحيحه».
وفي تاريخ الرقة: وكان ولي قضاء دمشق.
497 - إسماعيل بن عبد الله بن زرارة أبو الحسن الرقي.
قال المزي: مقلدا لابن عساكر فيما أحسب: ذكر الدارقطني والبرقاني أن البخاري روى عنه، ولم يذكر ذلك غيرهما.
وفيه نظر، فإن أبا عبد الله الحاكم ذكره فيهم - أيضا - وكذا صاحب الزهرة، وقال: روى عنه عشرة أحاديث.
والحافظ أبو إسحاق الحبال ونسبه ثغريا وأبو الوليد الباجي في كتاب «الجرح والتعديل»، وأبو عبد الله بن منده، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل - المعروف بابن خلفون - في كتاب «المعلم».(2/181)
وقال: قال أبو الفتح الأزدي: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة كان قدم بغداد، منكر الحديث [113 / ب] جداً. وقد حمل عنه. ونسبه يشكريا.
وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في «صحيحهما».
قال ابن منده عن أبي علي الحراني: مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وقيل: سنة ثلاثين.
ينظر في قول المزي عنه: مات سنة تسع وعشرين.
وذكره ابن حبان.
وقيل سبع وعشرين، رأيته بخط الصريفيني، قاله ابنه إبراهيم بن إسماعيل البرقي.
498 - إسماعيل بن عبد الله بن سماعة الرملي.
كذا ذكره ابن عساكر.(2/182)
وقال أبو حاتم الرازي: هو أحب إلي من عبد السلام بن مكلبة.
وقال ابن الجنيد عن يحيى، قال: قلت لأبي مسهر: ابن سماعة عرض على الأوزاعي؟ قال: أحسن حالاته أن يكون عرض.
وقال أبو زرعة: سألت أبا مسهر، قلت: من أنبل أصحاب الأوزاعي؟ قال: الهقل.
قلت: فابن سماعة؟ قال: بعده، وكان من الفاضلين.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: كان رجلا صالحاً فاضلاً.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
499 - (خ م د ت ق) إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر ابن أخت مالك بن أنس.
قال المرزباني في «معجمه»: كان أحد فقهاء الحجاز وله شعر قليل منه:
لقد ساق الفؤاد إليك حب ... بأعنف ما يكون من السياق
أفاطم أطلقي غلي وإلا فبعض ... الشد أرخى للوثاق
فذكركم ضجيعي حين آوي ... وذكركم صبوحي واغتباق
وقال ابن خلفون: روى عنه مسلم، وروى عن أحمد بن يوسف الأزدي عنه في «كتاب اللعان»، وعن زهير بن حرب عنه في «لباس الخاتم»، وعن عبيد الله بن محمد بن خنيس عنه في كتاب القضاء، وقال في أول الأقضية: حدثني(2/183)
غير واحد من أصحابنا عنه، وقال أبو الفتح الأزدي: ضعيف، روى عنه: ابن وضاح محمد بن عبد الله القرطبي.
وفي [«المحلى» قال ابن حزم»]: قال الأزدي أبو الفتح الحافظ، حدثني سيف بن محمد أن ابن أبي أويس كان يضع الحديث.
قال أبو محمد وهذه عظيمة.
وقال صاحب «الزهرة»: مات وله ثمان وثمانون حجة، روى عنه البخاري قريبا في مائتي حديث، ومسلم قدر عشرين حديثاً.
وقال ابن أبي حاتم فيما ذكره صاحب «الكمال»: سألت أبي عنه فقال: كان من الثقات.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: قال أبو حاتم الرازي: كان ثبتا في خاله.
قال الخليلي: وجماعة من الحفاظ قالوا كان ضعيف العقل.
ولما ذكره أبو العرب في «الضعفاء» حكى أن عبد الله بن عبد الله بن العباس الهاشمي صاحب اليمن قال: خرجت معي بإسماعيل بن أبي أويس [ق 114 / أ] قال: فبينا أنا يوماً إذ دخل علي ومعه ثوب فقال: امرأته طالق ثلاثا ألبتة إن لم تشتر هذا الثوب من هذا الرجل بمائة دينار، فقلت للغلام: زن له ورفعنا الثوب، فاحتجنا إلى متاع نبعث به إلى السلطان، فقلت: أخرجوا ذاك الثوب فعرضناه فوجدناه يسوى خمسين دينار، فقلت يا أبا عبد الله ثوب يسوى خمسين تحلف أن أشتريه بمائة؟! فقال: هون عليك لا والله إن بعته حتى أخذت منه عشرين دينارا.
وذكره أبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال الدارقطني في كتاب «التجريح والتعديل»: وقيل له: لم ضعف النسائي ابن أبي أويس؟ فقال: ذكر محمد بن موسى وهو أحد الأئمة وكان أبو عبد الرحمن يخصه بما لم يخص به ولده فذكر عن أبي عبد الرحمن أنه قال: حكى لي سلمة بن شبيب عنه قال، ثم توقف أبو عبد الرحمن، قال: فما زلت بعد ذلك أداريه أن يحكي لي الحكاية حتى قال: قال لي سلمة بن شبيب(2/184)
سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم.
قال البرقاني قلت للدارقطني: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى؟ قال: الوزير كتبتها من كتابه وقرأته عليه - يعني - ابن حنزابة.
روى عن عبد الله بن وهب المصري فيما ذكره المزي في كتاب «الأطراف» في كتاب الجهاد في باب الدرق، قال البخاري: حدثنا إسماعيل، ثنا ابن وهب قال عمرو وحدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة فذكر حديث: «الجاريتين المغنيتين» ولم يذكره هنا، ولا ذكره في الآخذين عن ابن وهب في باب عبد الله.
وبمثل ما ذكرناه هنا قاله ابن خلفون في كتابه «أسماء رجال الشيخين» وكذلك ذكره الإمام أبو نصر حامد بن محمود بن علي بن عبد الصمد أطاور الفهري الرازي في اختصاره في «كتاب البخاري».
وقال النضر بن سلمة المروزي: هو كذاب، ذكره عنه ابن الجوزي.
وقال ابن دحية في «المستوفى»: تكلم الناس فيه كلاما قبيحا.
500 - (س) إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب وقيل ابن أبي ذؤيب الأسدي.
كذا قاله المزي، وفي كتاب «الثقات» لأبي حاتم البستي: إسماعيل بن(2/185)
عبد الرحمن بن أبي ذؤيب، وقد قيل: إسماعيل بن ذؤيب من أسد بن خزيمة، ومن قال إنه ابن ذؤيب فقد وهم، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق، ثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن إسماعيل بن عبد الرحمن شيخ من قريش قال صحبت ابن عمر رضي الله عنهما إلى الحمى فلما غربت الشمس هبت أن أقول له الصلاة فسار حتى ذهب بياض الأفق، الحديث.
وخرجه أيضا في صحيحه.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: قال ابن [114 / ب] المبارك وهو ابن أبي [ذؤيب] وعثمان بن عمرو بن أسد بن موسى عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي [ذؤيب] وثنا آدم، ثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن خالد، عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب لم يذكر سعيدا.
وفي كتاب «الصريفيني» ومن خطه: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب لم يذكر سعيدا.
وفي كتاب «الصريفيني» ومن خطه: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب الأعور مولى زينب بنت قيس بن مخرمة من بني عبد مناف عن أنس، وقد(2/186)
رأى ابن عمر، روى عنه: الثوري، وشعبة، وزائدة، مات سنة سبع وعشرين ومائة في إمارة بن هبيرة، والله أعلم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني - ومن خط الصريفيني نقلت -: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب ثقة مديني.
501 - (د) إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية البصري
خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، بعد ذكره إياه في جملة «الثقات»، على ما ذكره أبو إسحاق الصريفيني، ومن خطه نقلت ولم أره في كتاب «الثقات» فينظر، ولعله ذكره في أثناء ترجمة، والله أعلم.
502 - (م ي) إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة أبو محمد السدي الكبير.
كذبه المعتمر بن سليمان.(2/187)
وقال الإمام أحمد: مقارب الحديث صالح، وفي موضع آخر: ضعيف.
وفي كتاب الساجي عنه: أنه ليحسن الحديث، إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به قد جعل له إسنادا واستكلفه.
وفي رواية المروذي: ليس به بأس.
وقال العجلي: ثقة عالم بتفسير القرآن العظيم راويه له.
وذكره ابن حبان في جملة «الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وأبو عبد الله الحاكم وذكره في كتاب «المدخل» في الرواة الذين عيب على مسلم إخراج حديثهم، وتعديل عبد الرحمن بن مهدي أقوى عند مسلم - يعني ممن يجرحه بجرح غير مفسر.
وهو خلاف ما نقله أبو الفرج بن الجوزي أن ابن مهدي ضعفه.
وقال أبو أحمد الحاكم في كتاب «الكنى»، والبخاري في «التاريخ»: قال إسماعيل بن أبي خالد: هو أعلم بالتفسير من الشعبي.(2/188)
وخرج البستي، والحاكم، وأبو علي الطوسي حديثه في «صحيحهم».
وقال الساجي: صدوق وفيه نظر.
وقال الحافظ أبو جعفر العقيلي: ضعيف، وكان يتناول أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
وقال ابن نمير: صالح يكتب حديثه.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون [ق 115 / ب] يقال كان أبوه ملك أصبهان، وذكر عن الحسين بن واقد قال: أتيت السدي فسألته عن تفسير سبعين آية فحدثني بها فلم أرم مجلسي حتى سمعته يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فلم أعد إليه.
قال ابن خلفون: وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وإن صح ما ذكره عنه الحسين فلا ينبغي لأحد عندي إخراج حديثه.
وذكر مسلم في «الوحدان» أنه تفرد بالرواية عن عبد الرحمن بن صبيح، ويزيد مولى قريش، وسريع، ويعفور بن المغيرة بن شعبة، وسبرة سمع رجلا أسود له صحبة، وكثير مولى نبي هاشم وأبي الحسن، عن أبي عبيدة، وزينب بنت قيس بن مخرمة.
وفي «كتاب السمعاني»: كان ثقة مأمونا، مات سنة سبع وعشرين ومائة في ولاية ابن هبيرة على العراق.(2/189)
503 - (د فق) إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه أبو هاشم.
كذا كناه ابن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة وابن خلفون، ونسباه مُنبهيا، وكفى به قدوة لعبد الغني، فتوهيم المزي له لا معنى له، على أن الصواب هو هشام كذا كناه البخاري ومسلم وابن خزيمة وغيرهم.
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: جائز الحديث.
وخرج ابن خزيمة وابن حبان والحاكم حديثه في «صحيحهم».
504 - (ي د ت ق) إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصُفَيْراء الأسدي المكي.
قال ابن حبان: اسم أبي الصفيراء رفيع، تركه ابن مهدي، وكان سيئ الحفظ رديء الفهم، يقلب ما روى.
وفي هذا دلالة واضحة أن المزي لم ير كتاب ابن حبان في «المجروحين» لأني لم أره إلى الآن نقل منه إلا لفظة واحدة وهي هنا يقلب ما روى، وأغفل ما ذكرناه من عنده، والله تعالى أعلم.
وقال يعقوب بن سفيان: فيه لين.
وقال مهنا: سألت أبا عبد الله عن أبي الصفيراء؟ فقال: منكر الحديث.(2/190)
قلت: أي شيء من منكره؟ قال: يروي عن عطاء الشربة التي تسكر حرام.
قلت: وهذا منكر؟ قال لي أحمد: نعم، عن عطاء خلاف هذا: قلت: ما هو؟ قال: كان يقول «المسكر حرام»، وهذاك غلط على عطاء.
وخرج الحاكم حديثه في مستدركه، وقال ابن الجارود: ليس بالقوي.
وقال أبو الحسن الكوفي: قيل له المكي لتردده إليها، لا بأس به.
وقال الساجي: عنده مناكير، فيما ذكره عنه أبو محمد بن حزم، والذي في «كتابه»: ليس بذاك.
وفي «كتاب الآجري» عن أبي داود: ضعيف، وفي موضع آخر: ليس بذاك.
وقال محمد بن عمار: ضعيف.
وكذا ذكره أبو جعفر العقيلي وأبو العرب والدولابي وابن شاهين في جملة الضعفاء.
وقال البرقي عن يحيى بن معين: صالح.
وقال ابن عدي: حدث عنه الثوري [ق 116 / أ] وجماعة من الأئمة وهو ممن يكتب حديثه.
505 - (خ م د س ق) إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر أقرم المخزومي مولاهم الدمشقي ولي إفريقية.
قال ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات»: كان فقيها زاهدا(2/191)
صالحا فاضلا ثقة.
وذكره أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات»، وقال: هو مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، مات في ولاية مروان سنة ثنتين وثلاثين ومائة.
وفي «تاريخ ابن عساكر» قال الهيثم بن عمران: سمعت إسماعيل بن أبي المهاجر يقول ينبغي لنا أن نحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفظ القرآن لأن الله تعالى قال [ق 83 / أ] (وما آتاكم الرسول فخذوه).
وقال عمر بن عبد العزيز يا إسماعيل كم أتت عليك سنة؟ قال: ستون سنة وأشهر، قال فقال له: ألا قلت وشهور.
وذكر أبو العرب في كتاب «الطبقات» تأليفه: إسماعيل بن عبيد الأعور القرشي مولاهم كان رجلا صالحا استعمله عمر بن عبد العزيز على إفريقية لتفقيههم.
وعن فرات ثنا عبد الله بن أبي حسان وقال: كان إسماعيل بن عبيد المعروف بتاجر الله يوجه المولدات والأحمال إلى الشرق، قال فوجه رفقة كلها له وخرج يشيعهم، فسمع بكاء فقال ما هذا؟ قال: هؤلاء المولدات الذين وجهت يبكون مع آبائهم وأمهاتهم، فبكى إسماعيل، وقال: إن دنيا بلغت بي أن أفرق بين الأحبة لدنيا سوء، أشهدكم أن كل من كان له أب أو أم أو أخ فهي حرة.
قال ما ذكر من المحامل فكن سبعين مولدة.(2/192)
وقال ابن بكير: قال الليث: وفي سنة ثلاث وعشرين ومائة قتل إسماعيل بن عبيد الله وخالد بن أبي حبيب وناس من أهل أفريقية قتلهم البربر.
قال الشيخ أبو القاسم أظن إسماعيل هذا غير الدمشقي، والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب المنتجالي»: قال معن التنوخي: ما رأيت في هذه الأمة زاهدا غير اثنين: عمر بن عبد العزيز وابن أبي المهاجر، وكان إسماعيل خالا لهشام بن عبد الملك. [ق 116 / ب].
506 - (بخ ت ق) إسماعيل بن عبيد ويقال عبيد الله بن رفاعة الأنصاري الزرقي المدني.
خرج الحاكم، وابن حبان، وابن البيع، وأبو يعلى الطوسي حديثه في «صحيحهم».
وذكر الصريفيني أن ابن حبان ذكره في جملة «الثقات».
وأمه سميكة بنت كعب بن مالك بن أبي كعب فيما ذكره شيخنا العلامة أبو محمد الدمياطي، رحمه الله تعالى، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير»: هو أخو إبراهيم وحميدة ابني عبيد بن رفاعة.
وسماه البخاري: إسماعيل بن عبيد، وقال: لم يرو عنه غير ابن خثيم،(2/193)
وهو مكي.
وسما أباه ابن أبي حاتم عن شيخيه: عبيداً ولم أر من سماه عبيد الله كما قاله المزي، فينظر.
507 - (س ق) إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة مولى عثمان بن عفان.
في «تاريخ حران»: إسماعيل بن عبيد الله، وقال: كذلك هو - أيضا - في كتاب «حسن الظن بالله».
وخرج ابن حبان والحاكم حديثه في «صحيحهما»، وسما أباه عبيد الله في «الجنائز».
508 - (عخ م د س) إسماعيل بن عمر، أبو المنذر الواسطي.
خرج ابن خزيمة، ابن حبان، والحاكم حديثه في «صحيحهم».
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال علي بن المديني هو ثقة.
509 - إسماعيل بن عمرو البجلي أبو إسحاق الكوفي سكن أصبهان.
ذكره البستي في كتاب «الثقات»، وقال: يغرب كثيرا.
وقال أبو عبد الله الحاكم في كتاب «المستدرك»: أنبا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة، ثنا الفضل بن أحمد بن أردشير الأصبهاني، ثنا أبو إسحاق إسماعيل بن عمرو البجلي سنة ثنان عشرة ومائتين، فذكر حديثا.
روى مسلم حديثه في «صحيحه» فيما ذكره أبو إسحاق الصريفيني، ومن خطه(2/194)
نقلت مجودا، وقال: روى عن: مالك بن أنس، والأجلح، وحبان بن علي العنزي، والمبارك ابن فضالة، وعمرو بن ثابت، والحسن بن صالح بن حي، ومسعر بن كدام، وإسرائيل، ويوسف بن عطية الصفار وشريك [ق 117 / أ] النخعي.
روى عنه: الإمام أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان الثقفي، وإبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ومحمد بن علي بن مخلد الرازي، وأحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني، ومحمود بن أحمد بن الفرج، وأحمد بن مهران.
قال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث.
[لم يذكره المزي، ولم ينبه عليه كعادته.].
510 - (ق) إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص أبو محمد الكوفي.
ذكره أبو حاتم البستي في جملة «الثقات» وقال: كان من جلة أهل المدينة(2/195)
والأعوص قصر كان له بالمدينة، نسب إسماعيل إليه، فيما ذكره الرشاطي.
511 - (سي) إسماعيل بن عون بن علي بن عبد الله بن أبي رافع.
حديثه في كتاب «المستدرك» للحاكم رحمه الله تعالى.
512 - (ي 4) إسماعيل بن عياش أبو عتبة الحمصي الأحول الأزرق فيما ذكره ابن عساكر.
وذكر عبد الغني بن سعيد أن مولده كان سنة اثنين ومائة، وذكر عن عمرو ابن مهاجر أنه قال: إسماعيل فقيه.
قال الترمذي عن البخاري: روى عن العراقين والحجازيين أحاديث مناكير، قال أبو عيسى: كأنه ضعف روايته عنهم فيما ينفرد به.
وفي «تاريخ» عبد الله بن المبارك: وقال [السيناني] له: لم لا تترك ابن عياش؟ فقال: أبي علي الفزاري، يقول: إن الفزاري لا يتابعني عليه، وقال لي الفزاري: أحدثك عنه ولا أستحليه، قال عبد الله: وأنا لا أستحلي حديثه أيضا.(2/196)
وذكره ابن شاهين في جملة «الثقات» وقال أبو أحمد الحاكم: لا بأس بحديثه إذا حدث عن الشاميين، فإذا عداهم إلى حديث أهل المدينة جاء بما لا يتابع على أكثره.
وقال الجورقاني في كتاب «الموضوعات» تأليفه: ضعيف الحديث.
وقال البرقي في كتاب «الطبقات» لم ذكره في باب من نسب إلى الضعف [لإنكار] حديثه من احتملت روايته: ما روى عن الشاميين فهو صحيح، وما روى عن غيرهم فليس بصحيح.
وذكره المنتجالي، وأبو بشر الدولابي، وأبو العرب، وأبو القاسم البلخي، في «جملة الضعفاء».
وقال الساجي: إذا حدث عن أهل بلاده فصحيح، وإذا حدث عن أهل المدينة مثل: هشام ويحيى بن سعيد، وسهيل، فليس بشيء، وأنكر عليه ابن المبارك حديثا في «ذكر التشريق».
وقال أبو أحمد العسكري: ابن عياش مشهور.
وقال أبو نصر السجزي في كتابه «المختلف والمؤتلف»: معروف.
وفي «تاريخ» ابن سعيد الطراز عن يحيى: ثقة في كل ما حدث عنه ثقات الشاميين.
وقال الآجري عن أبي داود بقية يتقدمه، وبقية أقل مناكير من الوليد.
وفي موضع آخر قلت لأبي داود أيما أحب إليك فرج ابن فضالة أو(2/197)
إسماعيل؟ فقال: إسماعيل.
وذكره [ق: 84 / أ] يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم.
وقال مسعود السجزي في «سؤالاته» للحاكم قال أبو عبد الله: هو مع جلالته إذا انفرد بحديث لم يقبل منه لسوء حفظه.
ومع ذلك فقد خرج حديثه في «مستدركه»، ثم قال: لم يخرجاه، وهو أحد أئمة أهل الشام، إنما نقم عليه سوء الحفظ فقط، سمعت أبا أحمد الحافظ، يقول: سمعت مكي بن عبدان، يقول: سمعت عبد الله بن عمر السكري، يقول: سمعت علي بن حجر، يقول: ابن عياش حجة لولا كثرة وهمه.
وقال الحافظ أبو حاتم البستي في كتابه «المجروحين»: كان إسماعيل من الحافظ المتقنين في حديثهم فلما كبر تغير حفظه، فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على جهته، وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه وأدخل الإسناد في الإسناد وألزق المتن بالمتن وهو لا يعلم، فمن كان هذا نعته حتى صار الخطأ في حديثه يكثر خرج عن حد الاحتجاج به فيما لم يخلط فيه.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: إسماعيل عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
* وفي الكوفيين شيخ يقال له:
513 - إسماعيل بن عياش.
يروي عن فليح بن سليمان، خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» شاهدا، ذكرناه للتمييز.(2/198)
514 - إسماعيل بن قعنب.
روى له ابن ماجه فيما ذكره «صاحب الكمال»، والصريفيني.
ولم ينبه المزي عليه أصواب ذكره أم خطأ كعادته، والله أعلم.
515 - (بخ 4) إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن خزيمة، وابن الجارود، والدارمي، والحاكم.
وأبو علي الطوسي صحح حديثه، وكذا أبو عيسى الترمذي، وغيرهما.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن أبي هاشم المكي؟ فقال: هو إسماعيل بن كثير.
قلت: صاحب مجاهد؟ قال: نعم، هذا النبال.
قلت: هو من نبالة؟ قال: نعم.
وقال يعقوب بن سفيان: مكي ثقة.
وقال [ق 119 / أ] محمد بن عبد الله بن نمير ثقة.
وكذا قاله العجلي، ويعقوب بن شيبة في «مسنده».
وقال أبو عمر بن عبد البر: هو عندهم ثقة.
وفي «كتاب» ابن خلفون: وفي الرواة رجل آخر يقال له:
516 - إسماعيل بن كثير أبو هاشم الكوفي.
روى عن: أبي عبد الله سعيد بن جبير.
روى عنه: سفيان بن سعيد.
وما أظنه إلا الأول، وفي المكيين شيخ آخر يقال له:(2/199)
517 - إسماعيل بن كثير السهمي.
يروي عن: عطاء بن أبي رباح.
سأل ابن أبي حاتم عنه أباه فقال: شيخ.
ذكرناهما للتمييز.
518 - (خ ت عس) إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي نزيل بغداد.
لما ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، قال: صالح، وقال: قال عثمان بن أبي شيبة: كان ثقة وصدوقا، وليتني كنت كتبت عنه، كان يحدث عن: أبي إسحاق، وسماك، وبيان، وليس به بأس.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ليس فيه شك أنه ضعيف.
وفي «كتاب» ابن خلفون: قال أبو الفتح الأزدي غير حجة، روى عن أبيه وابن أبي خالد كوفي، تركوه.
قال ابن خلفون: أرجو أن [ق 84 / ب] يكون من أهل الطبقة الثالثة من المحدثين.
وخرج الحاكم حديثه في صحيحه.
وفي رواية الهيثم، عن الإمام أحمد بن حنبل: صالح.(2/200)
وقال أبو الحسن العجلي الكوفي: ليس بالقوي وذكره أبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء».
وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه، وهو مذموم.
وقال أبو أحمد بن عدي: هو خير من أبيه ويكتب حديثه.
ولما ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: يخطئ.
519 - (ق) إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن زكريا بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله الكوفي.
كذا نسبه المزي، وزعم أن صاحب الكمال وهم في قوله: يحيى بن زكريا بن طلحة، وأن الصواب الذي نسبه أبو زرعة فيما ذكره عنه ابن أبي حاتم زكريا بن يحيى بن طلحة.(2/201)
وفي الذي قاله نظر في موضعين: الأول: أبو زرعة لم ينسبه إلا بسقوط يحيى، كذا في «كتاب» ابن أبي حاتم.
الثاني: أن زكريا معروف في ولد طلحة بن عبيد الله، ذكره غير واحد منهم: الزبير، والبلاذري، وأنشد الأُقيشر:
نضر الله بالسلام وحيا ... زكريا بن طلحة الفياض
حين ناديته على نازلات ... من جُدوب وعثرة واعتراض
ولم أرهما ولا ابن الكلبي وأبا عبيد بن سلام وذكروا إسماعيل هذا في ولد يحيى ولا زكريا، فينظر نسبه من خارج ليعلم صواب ذلك من خطئه، فإن الذي أحال عليه المزي لم أره، والله تعالى أعلم.
520 - (ت) إسماعيل بن محمد بن جحادة.
روى عنه الإمام أحمد بن حنبل في «مسنده».
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: ليس بذاك القوي.
وقال عثمان بن أبي شيبة فيما ذكره عنه ابن شاهين في كتاب «الضعفاء» تأليفه: لا يسوى شيئا.
وفي كتاب «المجروحين» لابن حبان: كان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه، وقال ابن حبان: كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.(2/202)
521 - (خ م ت س ق) إسماعيل بن محمد بن سعيد بن أبي وقاص المدني.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات» وخرج حديثه في «صحيحه» وكذلك الحاكم.
وزعم البرقي في كتابه «رجال الموطأ» أن سنه تقتضي الرواية عن غير واحد من الصحابة ولا نعلم له عنهم رواية.
فينظر في قول المزي: روى عن أنس الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
522 - (عس) إسماعيل بن مسعود بن الحكم الزرقي الأنصاري.
من أهل المدينة روى عن أبيه عن جده، روى عنه عبد الله بن عثمان بن خثيم، قاله أبو حاتم في كتاب «الثقات».
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: وقال أبو مصعب عن موسى بن عقبة عن يوسف بن مسعود الأنصاري، وقيل محمد بن إسماعيل، وهو وهم.
523 - (ت) إسماعيل بن مسعود أبو مسعود الجحدري البصري.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ثقة.
وفي «كتاب» الصريفيني ومن خطه: مات سنة اثنين وأربعين ومائتين.(2/203)
524 - (م ت س) إسماعيل بن مسلم العبدي البصري.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: بصري ثقة.
وكذا قاله وكيع بن الجراح، ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو جعفر البستي، فيما ذكره ابن خلفون، إذ ذكره في كتاب «الثقات».
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال في كتاب «المجروحين» في أثناء كلام: وإسماعيل بن مسلم الثقة يقال له العبدي.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة» قال المدائني: كان فصيحاً
وروى ابن البراء عن علي بن المديني أنه قال: العبدي قاضي جزيرة البحر أمين.
وقال اللالكائي: هو ثقة.
وفي كتاب «الأقران» لأبي الشيخ: روى عن الأعمش، وروى عنه أيضا الأعمش.
وكذا نسبه ابن السمعاني: كِيشياً. بكاف مكسورة وياء مثناة من تحت، قال: هو ثقة وليس هو مكياً.
525 - (ت ق) إسماعيل بن مسلم المكي، أبو إسحاق البصري مولى حُدير من الأزد، أصله بصري سكن مكة.
وقال ابن حبان: إسماعيل بن مسلم المكي أبو ربيعة أصله من البصرة، وليس هو إسماعيل بن مسلم البصري صاحب أبي المتوكل، ذاك ثقة وهذا(2/204)
ضعيف، وكان فصيحاً.
وقال أيضا - في موضع آخر: يروي المناكير عن المشاهير ويقلب الأسانيد.
وفي كتاب «العلل» لأبي إسحاق الحربي: وكان يفتي هو وعثمان البتي، وفي حديثه شيء.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: سمعت أبا علي الحافظ يقول: هو ضعيف.
وقال ابن خزيمة، لما خرج له حديثا في «صحيحه» شاهدا: أنا أبرأ من عهدته.
ولما خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» قال: الشيخان تركا حديثه.
وقال البزار: ليس بالقوي، وقد حدث عنه الأعمش والثوري وخلق من أهل العلم.
وقال أبو داود: كان قاضي قيس.
وقيس مدينة بالبطائح غرقها الماء، ويقال أيضا - التبور.
وقال ابن سعد: قال محمد بن عبيد الله الأنصاري: كان له رأي وفتوى وبصر وحفظ للحديث وغيره، فكنت أكتب عنه وأدع يونس بن عبيد لنباهته عند الناس لمكان شهرته بالفتوى.
وفي «تاريخ» يعقوب بن سفيان - في باب من يرغب عن الرواية عنهم -: وإسماعيل بن مسلم المكي بصري ضعيف.
وذكره ابن شاهين في «جملة الضعفاء»، وكذلك: أبو العرب، والساجي،(2/205)
والبرقي، والعقيلي، والدولابي والمنتجيلي وأبو القاسم البلخي.
وقال يعقوب بن سفيان في موضع آخر: تعرف حديثه وتنكر.
وقال الجوزجاني: واهي الحديث جداً.
وقال علي بن المديني: أجمع أصحابنا على ترك حديثه.
وفي «كتاب ابن الجارود»: تركه ابن المبارك وربما روى عنه.
وقال ابن خلفون: أجمعوا على أنه ضعيف، وعند بعضهم متروك الحديث.
ولما ذكره أبو أحمد الحاكم كناه أبا إسحاق الحُدَيْري، وقال: ليس بالقوي عندهم.
وفي هذه الطبقة:
526 - إسماعيل بن مسلم التاجي.
روى عن: أبي نضرة المنذر بن مالك بن قظعة.
روى عنه: زيد بن حباب، وفضيل بن سليمان.
527 - وإسماعيل بن مسلم
عن أبي الزبير المكي.
روى عنه: داود بن نصير الطائي.
ذكرا في كتاب أبي إسحاق الصريفيني، ذكرناهما للتمييز.
528 - (ق) إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، أبو بشر، وقيل أبو محمد الحارثي، نزيل مصر، وأخو عبد الله وإخوته.
قال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: مِصْري يروي عن(2/206)
عبد العزيز بن عبد الصمد.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وتوفي سنة سبع عشرة ومائتين، فيما ذكر في كتاب الصريفيني.
529 - (خ د ت ق) إسماعيل بن موسى، الفزاري، ابن بنت السدي.
قاله علي بن جعفر الرماني، والبخاري، ومحمد بن سعد في «الطبقات الكبير»، ومسلم بن الحجاج في كتاب «الكنى»، والنسائي، وأبو داود في آخرين.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»، وأبو علي الجياني في «رجال أبي داود»: هو ابن أخت السدي.
وفي قول المزي: كنيته أبو محمد، ويقال: أبو إسحاق، نظر، وذلك أن أبا زرعة رد على البخاري قوله يكنى أبا إسحاق، قال: إنما هو أبو محمد، ذكر ذلك ابن أبي حاتم في «بيان ما أخطأ فيه البخاري».
وقال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب «الموضوعات» تأليفه: اتُهم بحديث في فضل علي بن أبي طالب، وقال في كتاب «الضعفاء»: كان غالياً في التشيع يشتم السلف.
وفي «كتاب الصريفيني»: خرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.(2/207)
وفي «كتاب الآجري» عن أبي داود: صدوق في الحديث، وكان يتشيع، سُمع يقول: قتل الزبير خمسين ألف مسلم. وفي طبقته:
530 - إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب.
روى عن: جُبارة بن المغلس، ونصر بن علي الجهضمي.
روى عنه: أبو الفتح الأزدي، وغيره.
531 - وإسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
روى عن: أبيه موسى بن جعفر، عند الحاكم في «المستدرك»، ذكرناهما للتمييز.
532 - (ت) إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الكوفي.
قال أبو حاتم ابن حبان: لا تحل الرواية عنه، فيما رأيته في كتاب الصريفيني.
وخرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وقال أبو الفتح الأزدي، فيما ذكره ابن الجوزي: متروك الحديث.
533 - (س) إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل بن صبيح.
قال مسلمة بن القاسم في كتاب «الصلة» حراني لا بأس به.
وفي «تاريخ حران»: مولده بحران، وعقبه بها إلى يومنا هذا، وصبيح جده مولى سلام الأفطس، وسالم هذا هو: سالم بن عجلان مولى بني أمية، قتله محمد بن عبد الله بن عباس لما قدم حران.
ولإسماعيل أخبار وحكايات نفرد لها كتاب نذكر فيه ما تيسر(2/208)
منه إن شاء الله تعالى.
وكان يخدم الخلفاء، وتولى الأمور العظام، ومدحه الشعراء، وكان فاضلاً، وله بحران آبار وعقار بأيدي عقبه، وهم من وجوه البلد، وصنع لأهل حران قناة أجرى فيها الماء إلى البلد وأوقف عليها أوقافا كثيرة بحران وغيرها، فخربت وذهبت وآثارها باقية إلى اليوم وكان الذي أخبر بها يحيى بن الشاطر بعض أمراء شرف الدولة.
روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد وأبو كريب، وإبراهيم بن بشر ابن أخي فراس ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني.
روى عن: مبارك بن حسان، وعمران بن بشير، وعمرو بن هشام أبي أمية ابن بنت عتاب بن بشير، وعبد الله بن الربيع بن طلحة الرقي، وعبد الله بن جعفر النفيلي.(2/209)
من اسمه أسمر وأسود
534 - «د» أسمر بن مضرس الطائي.
ذكره الحافظ أبو نعيم، فقال: أسمر بن أبيض بن مضرس.
وقاله ابن الأثير عن ابن منده.
وقال أبو عمر بن عبد البر هو أخو عروة.
535 - (د ق) الأسود بن ثعلبة الكندي الشامي.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وقال: شامي معروف.
وذكر البخاري له حديثاً غير الحديثين اللذين عند المزي، وهو: قوله صلى الله عليه وسلم: ما تعدون الشهيد.
وقال أبو الحسن بن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»: هو مجهول الحال.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
536 - (بخ د ت س) الأسود بن سريع التميمي البصري.
نسبه الطبراني في «المعجم الكبير» مجاشعياً.
وقال البغوي في «معجم الصحابة»: كان شاعراً قبل أن يسلم، وكان في الإسلام قاصاً، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.(2/210)
وقال ابن زبر أبو سليمان الحافظ في كتاب «معرفة الصحابة» تأليفه: قتل يوم الجمل.
وقال ابن حبان في كتاب «الصحابة»: مات بعد يوم الجمل سنة ست وثلاثين وقد قيل إنه بقي إلى بعد الأربعين.
وقال أبو داود: لما وقعت الفتنة بالبصرة ركب البحر فلا يدرى ما خبره.
وفي كتاب «المراسيل» لابن أبي حاتم: خرج من البصرة أيام علي.
وفي «تاريخ البخاري»: قال علي: قتل أيام الجمل وكذا ذكره ابن السكن.
وفي تاريخ القراب: قتل يوم الجمل.
وقال الحافظ أبو منصور البارودي في كتاب «معرفة الصحابة» تأليفه: كانت داره بالبصرة بحضرة المسجد الجامع مما يلي بني تميم، قال: وقال الحسن بن أبي الحسن: لما قتل عثمان رضي الله عنه ركب الأسود سفينة، وحمل معه أهله وعياله فانطلق فما رئي بعد.
وعن الحسن قال: أتي رجل في منامه فقال: ألا أخبرك بالسابقين غدا؟ قال: بلى، قال: الأسود بن سريع وأصحابه.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: هو عم الأحنف بن قيس، كذا كان في كتاب ابن علية.
وسمعت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يقولان: مات سنة ثنتين وأربعين، ولما ذكر هذا القول في كتاب «أخبار أهل البصرة» تأليفه قال: كذا قالاه.
وفي «الطبقات الكبير»: كان يذكر في مؤخر المسجد.(2/211)
وفي قول المزي: مات سنة ثنتين وأربعين أيام الجمل
نظر، لأن عليا رضي الله عنه قتل سنة أربعين وفي قول ابن أبي عاصم تسع وثلاثين والجمل كانت سنة ست وثلاثين، هذا ما لا شك فيه، بل لو ادعى مدع فيه الإجماع لما وجد مخالفا له في ذلك، على أن ما أسلفناه من وفاته في الجمل أو قربها كأنه الصواب، ولهذا أن ابن أبي خيثمة توقف في ذكر وفاته سنة ثنتين وأربعين، وقال: كذا قالاه، وهو مشعر بأن في قولهما خلافا، والله تعالى أعلم.
وفي قول المزي: روى عنه الحسن ولم يسمع منه نظر؛ لأن ابن حبان والحاكم خرجا في «صحيحيهما» حديثا من رواية الحسن عنه، ومن شرط الصحة الاتصال، المثبت مقدم على النافي، لا سيما وقد ذكر ابن أبي حاتم أن المبارك بن فضالة روى عن الحسن أخبرني الأسود، وسيأتي لهذا زيادة في حرف الحاء.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: ثنا مسلم عن السري بن يحيى عن الحسن، قال: ثنا الأسود بن سريع، وثنا مسلم ثنا السري ثنا الحسن ثنا الأسود.
537 - (د) الأسود بن سعيد الهمداني الكوفي.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
ومسلم في «الطبقة الثانية» من الكوفيين.
538 - (بخ م د س ق) الأسود بن شيبان السدوسي البصري.
قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: مات الأسود بن شيبان سنة ستين - يعني - ومائة.(2/212)
قال الأثرم عن أبي عبد الله: ثقة.
وفي رواية محمد بن عوف: كان من عباد الله الصالحين، وكان يحج على ناقة له ولا يزود شيئا، يشرب من لبنها حتى يرجع ويرسلها ترعى.
وقال العجلي: بصري ثقة.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه» وكذلك الحاكم.
وفي «كتاب المنتجالي»: كان من العابدين، قال: وقال عبد الرحمن بن مهدي: نظر سفيان وهو مختف عندنا بالبصرة إلى رقعة فيها حديث الأسود بن شيبان، فقال: إذا ذهبت إلى هذا الشيخ فأعلمني حتى أنطلق معك.
وفي «كتاب ابن خلفون»: وثقه ابن وضاح وغيره.
وفي كتاب «التمييز» للنسائي: ثقة.
539 - (ع) الأسود بن عامر، شاذان، أبو عبد الرحمن الشامي الأصل نزيل بغداد، قال أبو داود فيما حكاه الكلاباذي: قال هارون بن عبد الله رحمه الله: مات سنة سبع ومائتين.
روى عن: عمر بن راشد، عمران بن سليمان.
روى عنه: إسماعيل بن الحكم الثقفي، ذكره الشيرازي في كتاب «الألقاب».
وذكره القاضي أبو الحسين في «الطبقات» وأثنى عليه.(2/213)
540 - (د) الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عمر بن المنتفق.
ذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في «جملة الثقات».
541 - (م س) الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي.
ذكره البستي في «جملة الثقات»، وقال: من قال العلاء بن الأسود بن جارية فقد وهم.
وذكره البخاري، قال: وقال أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن سويد بن العلاء، قال أبو عاصم: وقال بعضهم الأسود بن العلاء.
وقال ابن البرقي: مدني روى عنه ابن أبي ذئب، فاحتملت روايته.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»، والعجلي في «تاريخه»: ثقة.
زاد العجلي: حجازي.
وخرج ابن حبان والحاكم حديثه في «صحيحيهما».
542 - (ع) الأسود بن قيس البجلي، وقيل العبدي، أبو قيس الكوفي.
ذكره المزي، وقد قيل فيه النخعي، ذكره أحمد بن علي الأصبهاني، وابن حبان في «الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: كوفي ثقة.
وفي قول المزي: العبدي. تابعا صاحب الكمال، فيه نظر، من حيث إني لم(2/214)
أر لهما سلفاً فيه.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: الأسود بن قيس ثقة.
وذكر مسلم في كتاب «الوحدان» له: تفرد عن ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة، وبنيع أبي عمرو العنزي وعبد الله بن حارثة، وحسان بن ثمامة وقال العجلي: هو في عداد الشيوخ من كبار أشياخ سفيان.
543 - (ق) الأسود بن مسعود الشيبان.
كذا في «تاريخ البخاري الكبير» ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
544 - (خ م د س) الأسود بن هلال، المحاربي الكوفي، أبو إسلام، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال العجلي: كان جاهلياً من أصحاب عبد الله، وكان رجلاً صالحاً، ثم ذكر جماعة رووا عن ابن مسعود منهم الأسود، قال: وكل هؤلاء كوفيون ثقات.
وذكره أبو موسى المديني الأصبهاني في كتابه «المستفاد بالنظر والكتابة في معرفة الصحابة»، وابن فتحون في كتاب «معرفة الصحابة»، وأبو منصور محمد(2/215)
ابن سعد بن محمد الباوردي في كتاب «الصحابة» تأليفه - أيضا -.
وقال البخاري: عن أبي وائل قال: أتيت الأسود بن هلال وكان لا أبا لك أعقل مني.
وفي «الطبقات الكبير» قال: هاجرت زمن عمر فقدمت المدينة بإبل لي فدخلت المدينة فإذا بعمر بن الخطاب يخطب وهو يقول: يا أيها الناس حجوا واهدوا، فإن الله تعالى يحب الهدي. قال: فخرجت وقد تعلق بزمام كل راحلة رجل يساومني بها فأصيب سوقاً.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، ومسلم في «المخضرمين».
545 - (ع) الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، ابن أخي علقمة بن قيس أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الرحمن الكوفي.
ذكر ابن أبي خيثمة أنه حج مع أبي بكر وعمر وعثمان.
وقال روح بن الحارث: حججت مع الأسود فكان إذا حضر وقت الصلاة نزل على أي حال كان عليه.
وقال عمارة بن عمير: ما كان الأسود إلا راهباً من الرهبان.
وقالت عائشة: ما بالعراق رجل أكرم علي من الأسود.(2/216)
وقال له ابن الزبير: ثنا عن عائشة فإنها كانت تفضي إليك.
وقال الحكم: كان الأسود يصوم الدهر، وذهبت إحدى عينيه من الصوم.
روى عن: زر بن حبيش وزيد بن ثابت، وعبيد بن عمير الليثي، والأشعث بن قيس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وابن الزبير رضي الله عنهم.
روى عنه: الشعبي عامر بن شراحيل، والحسن بن عبيد الله النخعي، ووبرة بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد وأبو الجويرية، وعبد الله بن حنش، وحنش بن الحارث، وخيثمة بن عبد الرحمن، وزيد بن معاوية.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» كناه أبا نصر.
وذكره في «الصحابة»: أبو عمر بن عبد البر، وأبو موسي الأصبهاني.
وفي الطبقات: سمع من معاذ بن جبل باليمن قبل أن يهاجر حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن، ولم يرو عن عثمان شيئاً.
وقال ابن أبي خالد: رأيت [ق 87 / ب] الأسود أصفر الرأس واللحية.
وفي «تاريخ البخاري الكبير» عن الشعبي: كان الأسود صواماً قواماً حجاجاً.
وفي «كتاب المنتجالي»: كان جاهلياً عثمانياً، وقال محمد بن وضاح: كان يحج بغير زاد يركب ناقة فإذا نزل عنها أرسلها ترتع ثم حلبها وشرب لبنها.
وقال العجلي: كوفي تابعي جاهلي ثقة رجل [ق 124 / أ] صالح فقيه أحد أصحاب عبد الله الذين يفتون، وصام حتى ذهبت إحدى عينيه، وكان يحج كل سنة.(2/217)
وقال إبراهيم كان أصحاب عبد الله الذي يقرءون ويفتون ستة فذكر الأسود، وكذا قاله هشام عن محمد بن سيرين.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لعبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الأسود قال: حدثني أبي قال وكان ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: كان فقيهاً زاهداً.
وفي «تاريخ» ابن أبي شيبة، وحكاه القراب عن ابن عروة - أيضا - توفي سنة أربع وسبعين.(2/218)
من اسمه أسيد
546 - (بخ 4) أسيد بن أبي أسيد يزيد البراد المديني.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: يعتبر به.
وخرج إمام الأئمة، والحاكم، وأبو علي الطوسي، حديثه في «صحيحهم».
وذكره البستي، وابن خلفون في «جملة الثقات».
وللمدنيين شيخ يقال له:
547 - أسيد بن أبي أسيد مولى أبي قتادة الأنصاري يكنى أبا أيوب.
توفي في خلافة أبي جعفر المنصور، وكان قليل الحديث ذكره ابن سعد في «الطبقة الخامسة» من المدنيين، وذكرناه للتمييز.
ثم رأيت ابن خلفون نص على أن البراد يعرف بمولى أبي قتادة فإن كان كذلك فهما واحد والله أعلم.
وهو: أسيد بن أبي أسيد الساعدي يروي عن أبيه، روى عنه عبد الرحمن ابن الغسيل.
548 - (خ) أسيد بن زيد بن نجيح الجمال الكوفي.
قال البزار: لم يكن به بأس، وفي موضع آخر: حدث بأحاديث لم يتابع(2/219)
عليها، وفي موضع آخر: قد احتمل حديثه مع شيعية شديدة كانت فيه.
وفي «كتاب أبي محمد بن الجارود»: كذاب.
وقال الساجي: سمعت أحمد بن يحيى الصوفي يحدث عنه بمناكير يطول ذكرها، وذكره أبو عبد الله الحاكم في «باب: من أخرج عنهم البخاري ونسب إلى نوع من الجرح».
وذكره أبو العرب والعقيلي والبلخي وابن شاهين في «جملة الضعفاء» وذكر بعض المتأخرين من غير أن يعزوه لإمام أنه مات قبل العشرين ومائتين.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
549 - (فق) أسيد بن صفوان، عداده في أهل الحجاز.
له صحبة، قاله أبو عمر بن عبد البر، وأبو نعيم الحافظ، وابن قانع ونسبه سلميا.
تفرده عنه بالرواية عبد الملك بن عمير، قاله الأزدي.
وقال ابن السكن: ليس بمعروف في الصحابة، ولم نقف له على نسب ولا عشيرة.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه «معرفة الصحابة»، والصغاني في(2/220)
«نقعة الصديان»: مختلف في صحبته.
[ق 124 / ب].
550 - (د) أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي الفلسطيني.
روى عن: ابن محيريز.
قال ابن خلفون: ليس به بأس.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
قال: وقال أحمد بن صالح: أسيد من وجوه خثعم ومن ثقات أهل الشام.
وخرج أبو حاتم البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات» حين ذكره: هو من أهل فلسطين، روى عن ابن محيريز.
وكذا ذكره البخاري في «تاريخه» وابن أبي حاتم عن أبيه وأبو أحمد العسكري في «شرح التصحيف»، وعبد الغني بن سعيد، وعلي بن عمر الدارقطني وغيرهم.
ورد الخطيب في «المؤتنف» هذا على عبد الغني والدارقطني، قال: وهذا إنما نقلاه عن «تاريخ البخاري» وهو خطأ، وذلك أن أسيداً لا يروي عن ابن محيريز، وإنما يروي عن خالد بن دريك عنه، روى الأوزاعي حديثه عنه(2/221)
كذلك، وغير واحد، وتبعه المزي ولم يعينه، إنما قال: روى عن ابن محيريز، والصحيح أن بينهما خالد بن دريك، وليس جيداً لأمرين:
الأول: استبداده به من غير عزو.
الثاني: ما قاله الخطيب لقائل أن يقول: لم يصرح إمام من أئمة هذا الشأن بعدم سماعه منه، ولا هو صرح بذلك، ولو قاله لقبل منه، إنما قاله استنباطاً من حديث واحد روى عنه بدخول واسطة بينهما.
وهذا رواه الأوزاعي، من عند الطبراني، ثنا أسيد عن خالد بن دريك، عن ابن محيريز قال: قلت لأبي جمعة.
فذكر قوله: «قلنا يا رسول الله أحد خير منا أسلمنا وجاهدنا معك؟ قال: «نعم، قوم يكونون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني».
وذلك غير قادح في اتصال ما بينهما، لأن الإنسان يسمع من شيخه أحاديث ولم يسمع منه شيئا خاصاً فلا قدح، إنما يدل على ثقة ذلك الرجل وتحريه الصدق.
وفي كلامه إشعار أن البخاري تفرد به، وليس كذلك لما بيناه، علي أن هذا الحديث المستدل به قد اختلف فيه على الأوزاعي:
فرواه عنه عقبة بن علقمة عند «ابن عساكر» عن أسيد، قال: قال رجل لأبي جمعة، الحديث. فهذا يدلك على أن الأوزاعي رحمه الله مع جلالته لم يضبط هذا عن أسيد.
ولهذا قال أبو نصر بن ماكولا: يروي حدثا يختلف فيه.
وقد وهم الأوزاعي فيه وهماً آخر بينه ابن عساكر، وهو قوله: روى عن أبي واقد الليثي صالح بن محمد قال أبو القاسم قوله ابن محمد وهم.
وأيضا - فلا ينكر له منه سماع بجواره معه بالرملة قصبة فلسطين، لإدراكه إياه، توفي ابن محيريز في سنة مائة، وأسيد سنة أربع وأربعين ومائة عن سن(2/222)
عالية، فما المانع من سماعه منه على رأي جمهور المحدثين الذين لا يشترطون ثبوت اللقاء من خارج، وهو الصواب الذي رجحه مسلم وغيره، وكادوا أن يدعوا فيه الإجماع، والله الموفق.
551 - (بخ د ق) أسيد بن علي بن عبيد الساعدي مولى أبي أسيد.
وقيل من ولده، والأول أكثر، وهو أسيد بن أبي أسيد.
كذا قاله المزي، وذكر عن ابن ماكولا أن البخاري جعلهما رجلين، قال: وهما واحد انتهى.
أما التفرقة فعليها أبو موسى المديني إذ ذكر أسيد بن أبي أسد في الصحابة، وأبو حاتم البستي حين ذكرهما في «الثقات»، فذكر أسيد بن أبي أسيد [ق88 / ب] في التابعين، وقال: توفي في خلافة أبي جعفر.
فهو يشبه أن يكون هذا غير ابن أبي أسيد المذكور عند ابن سعد، لأن هذا من التابعين، وذلك ليس تابعيا وإن كان قد شاركه في الوفاة، وقد ذكرنا أنه البراد، والله أعلم.
وذكر أبو حاتم - أيضا - أسيد بن علي في أتباع التابعين، وأقر البخاري على التفرقة: أبو حاتم وأبو زرعة، وأنكرا عليه في أسيد بن علي رواية(2/223)
موسى بن يعقوب عنه التي ذكرها المزي، قالا: إنما روى عنه ابن الغسيل.
وأما ابن الكلبي فإنه ذكر لأبي أسيد ولدين أسيد بن أبي أسيد الأكبر وأسيد بن أبي أسيد الأصغر.
وأما الحديث الذي ذكره المزي من طريق أيد هذا عن أبيه عن أبي أسيد جاء رجل من الأنصار فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أَبَر والدي بشيء بعدهما، الحديث.
فزعم الخطيب في «فوائد أبي القاسم علي بن إبراهيم النسيب» أنه رواه عن ابن الغسيل: محمد بن عبد الواهب البغدادي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ويحيى بن عبد الحميد الحماني.
ورواه عن ابن عبد الواهب: أبو القاسم البغوي. واختلف عليه.
فرواه عنه: عيسى بن علي بن داود بن الجراح بفتح الألف، قال الخطيب: وكذا كان في أصله - يعني - البغوي، ورواه الدارقطني عن البغوي فقال: عن أبي [ق 125 / ب] أسيد بضم الألف وهو الصواب.
وكذلك رواه: عبد الله بن إدريس، وأبو نعيم، ويحيى بن عبد الحميد، وإبراهيم بن أبي الوزير عن ابن الغَسِيل، مثل رواية الدارقطني لم يختلفوا فيه أنه عن أسيد بن علي بفتح الألف وعن أبي أسيد بضمها، وروى عن موسى بن يعقوب، عن أسيد بن علي بضم الألف.
ورواه الهيثم بن عدي عن ابن الغَسِيل فقال: عن علي بن أسيد قلب اسمه، والقولان جميعا خطأ والصواب قول الجماعة.
ورواه أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر الكحال عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، عن البغوي، عن محمد بن عبد الواهب وبشر بن الوليد كلاهما عن ابن الغسيل عن ابن عبيد، عن ابن أبي أسيد عن أبيه، فذكر الحديث.(2/224)
قال الخطيب: كذا رواه لنا الكحال وفي إسناده خطأ فاحش والصواب، عن ابن الغسيل عن أسيد عن أبيه علي بن عبيد عن أبي أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى كلامه.
وخرجه الحاكم أبو عبد الله في «مستدركه»، وابن حبان في «صحيحه».
552 - (ق) أسيد بن المتشمس بن معاوية التميمي البصري ابن عم الأحنف.
يقال ابن المستشمس. فيما ذكره أبو داود، روى عنه مصرحاً باسمه الحسن.
وفي قول المزي: وقع عند ابن ماجه أسيد بن المنتشر.
نظر، لأن في الأصول التي رأيتها واستظهرت بغيرها: أسيد بن المتشمس، وهما قديمان لأحدهما نحو المائتي سنة، وليس فيها كشط ولا إصلاح، والله أعلم.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا روى الحسن البصري عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه.
وذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وفي «تاريخ أصبهان» لأبي نعيم: قدم مع أبي موسى أصبهان غازياً، وزعم أن أبا موسى حدثه بحديث الهرج بالدير من [ق 89 / ا] أصبهان، قال: وهو ابن أخي الأحنف بن قيس شهد (فتح) أصبهان مع أبي موسى.(2/225)
من اسمه أُسيد بالضم
553 - (ع) أُسيد بن حُضَيْر أبو الحُصَين.
بالصاد المهملة والنون، فيما ذكره ابن الحذاء في «أسماء رجال الموطأ»، وأبو القاسم البغوي، والطبري.
ويقال: أبو بحر بباء موحدة وحاء ساكنة وراء.
فيما ذكره الصريفيني.
وذكر أبو منصور البارودي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن أسيد كان كثيرا مما يضحك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والحافظ أبو أحمد العسكري في كتابه «معرفة الصحابة»: وفيه يقول الشاعر ويعني خفاف بن ندبة: -
ولو كان تاج من رداءه لعزه ... لكان أسيد يوم أغلق واقماً
مات قبل العشرين، وروى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلاً، والمزي أطلق روايته عنه المحمولة عنده على الاتصال وهو غير جيد.
وفي كتاب «ذيل المذيل» - وهو «معرفة الصحابة» رضي الله عنهم أجمعين لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري - ومن أصل أبي عمر بن عبد البر - فيما يقال - نقلت: توفي في شعبان سنة عشرين، فحمله عمر بن الخطاب بين العمودين من بني عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه هناك.
وكذا ذكره أبو القاسم البغوي في كتاب «معرفة الصحابة» تأليفه، وإسحاق(2/226)
القراب، وابن السكن في كتاب الصحابة.
وفي قول المزي: اختلف في شهوده بدرا.
نظر لأن الذي قال إنه شهدها وهم ورد قوله، فصار كلا قول.
والصحيح الذي ذكره جماعة من الأئمة أنه لم يشهدها، قاله ابن عساكر، وغيره.
وقال المزي أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل، كذا ألفيته بخطه تابعاً صاحب الكمال، وصاحب الكمال تبع أبا عمر، وقد تولي أبو محمد بن الرشاطي رد ذلك على قائله بأن: رافعا وخولة بنت عتيك وامرئ القيس، وهم، إنما رافع أخو عتيك كذا ذكره الكلبي، وكذى هو في الشجرة البغدادية، وعند ابن الحذاء: عتيد، ويقال: عتيك.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة بن خياط: مات بعد العشرين قبل قتل عمر بن الخطاب.
وفي تكنية المزي له بأبي عتيق نظر، قاله ابن عساكر ورده، وقال: الصواب عتيك بالكاف، وروى بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نعم الرجل أسيد بن حضير».
وذكر عن المدائني، وخليفة بن خياط أنه توفي سنة إحدى وعشرين [ق 126 / ب].(2/227)
وفي صحيح أبي عوانة الإسفرائيني قال صلى الله عليه وسلم وذكر أسيد بن حضير: «لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود»، وكذا هو في: «صحيح الإسماعيلي»، وفي كتاب: «فضائل القرآن العظيم».
554 - (س) أسيد بن رافع بن خديج أن أخا رافع قال لقومه، كذا قاله المزي، وقال قبله البخاري، ورد ذلك الخطيب أبو بكر الحافظ فقال: كذا قال البخاري أن أخا رافع، وقال الحافظ أبو إسحاق الحربي أن أباه رافعاً، قال: وقول الحربي أشبه بالصواب. [ق 89 / ب].
وفي قول المزي: قال الدارقطني أخرجه البخاري في باب أسيد وفي باب أسيد في الموضعين جميعا، والصواب أسيد - يعني - بالضم. نظر لأن البخاري لم يفعل ذلك، والذي عنده في باب: أسيد أسيد بن رافع الأنصاري المدني روى عنه بكير بن الأشج أن أخا رافع أتى عشيرته حدثنيه أحمد بن عيسى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث.
وقال في باب أسيد - أعني المضموم الهمزة - أسيد ابن [أخي] رافع بن خديج في الزرع.(2/228)
وقال [ابن عون]: عن مجاهد عن أسيد بن ظهير، عن رافع، وقال خصيف عن مجاهد عن ابن رافع عن أبيه، وقال أبو حصين: عن مجاهد قال رافع بن خديج، ثنا عبد الله، ثنا الليث حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن ابن هرمز سمع أسيد بن رافع الأنصاري أنهم منعوا المحاقلة، ثنا أحمد ثنا ابن وهب أخبرني عمرو سمع بكيراً أن أسيد بن رافع حدثه أن أخا رافع أتى عشيرته، فقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحقل، وحدثني قيس بن حفص، ثنا خالد بن الحارث سمع عبد الحميد بن جعفر، سمع أباه عن رافع بن أسيد بن ظهير عن أبيه [ق 127 / أ] نهانا النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني محمد أنبأ عبد الله سمع سعيد بن يزيد سمع عيسى بن سهل سمعه جده رافعا نحوه انتهى كلامه.
وفيه أنه لم يقل ما قولاه لأنه فرق بين أسيد بن رافع وأسيد بن أخي رافع، وذكر اختلاف الرواة فيه، وثم فرقان بين ابن رافع وابن أخي رافع بين.
وابن رافع وثقه ابن حبان وعده في أتباع التابعين، وابن أخي رافع صحابي ذكره أبو نعيم الأصبهاني وغيره، فتبين لك فرق ما بينهما ولله الحمد.
وإن كان الخطيب قال في «الموضح» هما واحد والصواب أسيد بالضم لا غير، وقد قاله قبله الدارقطني حيث قال: الصواب في ابن رافع أسيد - يعني بالضم نظرا، لأن ابن أبي حاتم وابن حبان ذكراه في باب أسيد بفتح الهمزة ولا عدول عن قولهما إلا بدليل قوي، وذكره عند غيرهما ممن هو أكبر منهما ومن البخاري معهما، والله أعلم.(2/229)
555 - أُسيد بن ظُهير بن رافع الأنصاري.
قال ابن حبان في كتاب «الصحابة»: يكنى أبا ثبات وهو أخو أنس بن ظهير لأبيه وأمه.
وقال أبو نعيم الحافظ وابن حبان والعسكري: هو عم رافع بن خديج.
وزعم المزي أنه ابن عم رافع، وأبى ذلك ابن حبان بقوله: أسيد بن ظهير ابن أخي رافع ابن خديج الأنصاري، قيل له صحبة، ولا يصح ذلك عندي، لأن إسناد خبره فيه اضطراب.
ولما ذكر أسيد بن ظهير كما قدمناه عم رافع لم يتردد في صحبته، وتابعه على ذلك أبو عبد الله الحاكم فقال: أسيد بن ظهير ابن أخي رافع لا تصح صحبته في إسناده أبو الأبرد وهو مجهول.
وقال أبو القاسم البغوي: توفي في خلافة عبد الملك بن مروان، وكذا قاله أبو عمر وغيره.
والذي قاله المزي في خلافة مروان ابن الحكم، لم أره، فينظر.
ومن ولده فيما ذكره ابن سعد: ثابت ومحمد وسعد وعبد الرحمن [ق 90 / ا] وعثمان وعبيد الله أولاد أسيد بن ظهير.(2/230)
من اسمه أشعث
556 - أشعث بن إسحاق القمي.
قال أبو داود فيما ذكره الآجري: سمعت شيخاً من أهل الري قال: كان جرير يقدمه على يعقوب - يعني القمي -.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: هو ثقة، وكذلك العجلي.
557 - (د) أشعث بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين
558 - أشعث بن ثرملة البصري.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
ولما ذكر البخاري حديث سفيان، عن يونس، عن الحكم عن أشعث، قال: وقال حماد عن يونس [ق 127 / ب] عن الحسن، عن أبي بكرة قال: الأول أصح.
يعني الحديث الذي صححه ابن حبان: أشعث عن الحكم عن أبي(2/231)
بكرة قال صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفساً معاهدة بغير حقها حرام عليه الجنة».
وقال ابن الجارود: وثقه يحيى وغيره.
559 - (ت ق) أشعث بن سعيد أبو الربيع السمان البصري.
قال أبو بكر المروذي عن أبي عبد الله: ليس حديثه بشيء.
وقال عمرو بن علي: كان لا يحفظ وهو رجل صدق، وكان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه، وقد حدث عنه الثوري، ورأيت عبد الرحمن يخط على حديثه.
وقال الساجي: ضعيف قرف بالقدر، تركوا حديثه يحدث عن هشام بن عروة أحاديث مناكير، وقال أحمد: ما أراه إلا صدوقا.
وفي كتاب «الضعفاء» للبخاري: ليس بالحافظ عندهم يكتب حديثه.
وقال ابن البرقي في كتاب «الطبقات»: هو ممن ينسب إلى الضعف.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه الكبير»: لم أزل أسمع أنه ضعيف لا يسوى حديثه شيئاً.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: ضعيف قلت له أقدري هو؟ قال: قد ذكر ذلك.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغنا» تأليفه: هو عندهم ضعيف الحديث اتفقوا على ضعفه لسوء حفظه وأنه كان يخطئ على الثقات فاضطرب حديثه، انتهى كلامه. وفيه نظر لما أسلفناه.(2/232)
وذكره الحافظ أبو حفص بن شاهين في جملة «الضعفاء والكذابين».
وقال أبو محمد بن الجارود: ليس حديثه بشيء.
وذكر أبو الفرج بن الجوزي في كتاب «الموضوعات» تأليفه قال الدارقطني: رئي شعبة يوماً راكباً، فقيل له: إلى أين؟ قال: أذهب إلى السمان أقول له لا يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو بكر بن أبي داود فيما ذكره الهيثم بن خلف الدوري: هو أشد ضعفاً من الربيع.
وقال أبو حاتم ابن حبان: يروي عن هشام بن عروة كأنه أُولع [ق 128 / أ] بقلب [ق 90 / ب] الأخبار عليه.
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجوزي عنه ولم أره في كتاب «المجروحين»، ويشبه أن يكون في غيره: يروي عن الأئمة الأحاديث الموضوعات خصوصا عن هشام بن عروة.
وقال ابن القطان: سيئ الحفظ يروي المنكرات عن الثقات.
وقال يعقوب بن سفيان: لم أزل أسمع أنه ضعيف لا يسوى حديثه شيئا.
560 - (بخ م ت س ق) أشعث بن سوار الكندي النجار الكوفي قاضي الأهواز الأثرم.
وفي «كتاب الحربي»: الأفرق، وصاحب الصناديق، وصاحب التوابين، مولى ثقيف، وأقدم من روى عنه أبو إسحاق، ومات بعد أبي إسحاق في خلافة أبي جعفر.(2/233)
وقال ابن سعد في كتاب «الطبقات»: كان ضعيفاً في حديثه.
وقال العجلي: لا بأس به، وليس بالقوي، وفي موضع آخر: ضعيف يكتب حديثه، وفي موضع آخر: كوفي ضعيف، قال: وقال ابن مهدي: هو أرفع من مجالد بن سعيد، والناس لا يتابعونه على هذا، كان مجالدا أرفع منه.
انتهى كلامه.
وفيه نظر، لما ذكره البخاري في «تاريخه الأوسط»: قال سفيان: أشعث أثبت من مجالد.
وقال يحيى بن سعيد: هو دون حجاج بن أرطاة ودون محمد بن إسحاق.
وذكره أبو حفص في كتاب «الثقات»، وقال: قال عثمان بن أبي شيبة لما سئل عنه؟ صدوق، قيل هو حجة؟ قال: لا.
وقال أبو محمد بن الجارود عن يحيى: هو أحب إلي من إسماعيل بن مسلم.
وقال ابن السمعاني: ضعيف، وقال محمد بن بشار: ليس بثقة.
ولما ذكره الساجي في جملة الضعفاء قال: كان أحمد بن حنبل يضعفه، ويقول: روى أشياء مناكير عن مسروق.
وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال البرقاني: قلت له يعني الدارقطني أشعث عن الحسن؟ قال: هم ثلاثة(2/234)
يحدثون جميعا عن الحسن الحمزاني - وهو ابن عبد الملك -: أبو هاني ثقة، وابن عبد الله الحداني يعتبر به، وابن سواد يعتبر به وهو أضعفهم روى عنه شعبة حديثا واحداً.
وقال الآجري: قيل لأبي داود: أشعث بن سوار عن ابن زياد؟ قال: لا أعرفه.
وفي موضع آخر: كان يرى القدر، قلت لأبي داود: أشعث [ق 128 / ب] وإسماعيل بن مسلم أيهما أعلى؟ قال إسماعيل دون الأشعث، وأشعث ضعيف.
وفي موضع آخر: سألته عن أشعث وجابر؟ فقال: [ابن جابر] ثقة عند قوم.
وفي موضع قيل لأبي داود: أشعث الأثرم وحكيم الأثرم أيهما أعلى؟ فقال: حكيم فوق أشعث، حكيم حدث يحيى بن سعيد القطان عن حماد بن سلمة عنه.
قال أبو داود: قال شعبة لرجل: أيش تصنع عند يونس؟ إنما يحدثك عن أشعث، وأشعث مطروح مثل الحمار في المسجد.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، فيما ذكره الصريفيني ومن خطه نقلت.
والذي رأيت أبا حاتم بن حبان ذكره في كتاب «المجروحين» وقال: هو فاحش الخطأ، كثير الوهم، وذكر له حديث «نهى المهاجرين أن يصبغوا ثيابهم(2/235)
بالورس والزعفران عند الإحرام»، وقال: ذكر المهاجرين في هذا كذب، لم يخص المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الكلام أحدا دون غيرهم، ويشبه أن يكون أشعث أراد أن يختصر [ق 91 / أ] من الحديث شيئاً فإذا به قد قلبه وغير معناه، قال: ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: توفي سنة أربعين ومائة.
561 - (ع) أشعث بن أبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي الكوفي أبو يزيد.
فيما ذكر في «كتاب الصريفيني».
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
قال ابن سعد في «الطبقة الثالثة» من أهل الكوفة: توفي في ولاية يوسف بن عمر بالكوفة روى عن عمته - يعني رهماء بنت الأسود - عن عمها.
قال ابن طاهر في «إيضاح الإشكال»: عمها عبيد بن خالد بن الحارث أخو الأسود، وهو حديث رواه شعبة عن أشعث ولم يسمع أبو سلمة موسى بن إسماعيل من شعبة غيره، ورواه الثوري عن أشعث عن رجل من قومه عن عمته عن عمها، وفيه اختلاف على الأشعث.
وقال ابن خلفون: تكلم في مذهبه ونسب إلى الإرجاء وهو عندهم ثقة.
قاله ابن نمير وابن وضاح وغيرهما.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: أشعث بن سليم ثقة.
وذكر ابن الأثير: أنه مات في الطاعون في خلافة مروان بن محمد سنة إحدى وثلاثين ومائة.(2/236)
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
562 - (د) أشعث بن شعبة أبو أحمد المصيصي.
قال الآجري: سمعت أبا داود يقول أشعث بن شعبة الخراساني ثقة.
وقال أبو الفتح الموصلي فيما ذكره ابن الجوزي: ضعيف الحديث.
وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ الغرباء»: سكن المصيصة، وهو من أهل خراسان نزل البصرة، قدم إلى مصر سنة إحدى وتسعين ومائة، وحدث بهما.
563 - (خت 4) أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني وحدان من الأزد البصري الأعمى.
حدان هو: [ق 129 / أ] ابن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
قال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وحسنه الحافظ أبو علي الطوسي في «أحكامه».
وسبق كلام الدارقطني فيه: أنه يعتبر به.(2/237)
وقال أبو جعفر العقيلي: في حديثه وهم.
وقال أبو حاتم الرازي لما سئل عنه: شيخ.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ليس به بأس.
وقال ابن خلفون: هو عندي من أهل الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال أبو داود: سألت نصر بن علي: أشعث بن جابر ابن من؟ قال: لا أدري، هو أشعث بن عبد الله بن جابر.
ولما ذكره ابن حبان في «ثقات أتباع التابعين»، قال: ما أراه سمع أنسا والمزي ذكر روايته عن أنس المشعرة عنده بالاتصال فينظر وذكره ابن شاهين في الثقات.
وزعم عبد الغني في «المختلف والمؤتلف» أنه حملي بحاء مهملة مضمومة وميم ساكنة، زعم مسلم بن الحجاج وأبو محمد بن الجارود أن أشعث الحملي غير أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني، وجعلاهما رجلين، والله أعلم.
564 - (د) أشعث بن عبد الله الخراساني، السجستاني، سكن البصرة.
قال أبو عبيد الله الآجري عن أبي داود: ثقة.
كذا ذكره المزي، ويشبه أن يكون وهماً، وذلك أن أبا عبيد الآجري - الذي رأيته في نسختي أصل ابن خليل - قال سمعت أبا داود يقول: أشعث بن عبد الرحمن السجستاني ثقة.
واستظهرت بنسخة أخرى لا بأس بها فينظر،(2/238)
والله تعالى أعلم.
ويزيد ما قلناه وضوحا ما في «كتاب» ابن خلفون: أشعث بن عبد الرحمن قال الصدفي: ثنا عبد الله بن محمد قال: قال النسائي: أشعث بن عبد الرحمن الخراساني ليس به بأس.
وذكر ابن الأعرابي وغيره عن الدوري عن ابن معين أنه قال: أشعث بن عبد الرحمن خراساني ثقة. انتهى.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: أشعث بن عبد الرحمن ليس به بأس.
وكذا سمى ابن أبي حاتم أباه عن شيخيه، وليس عنده من اسم أبيه عبد الرحمن إلا هو ابن زبيد والجرمي، الاثنان بعد.
قال ابن شاهين: أشعث بن عبد الرحمن ثقة.
565 - (ت) أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي الكوفي.
ذكره الحافظ أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات»، وأبو العرب القيرواني في جملة الضعفاء.
566 - (د ت سي) أشعث بن عبد الرحمن الجرمي الأزدي البصري.
كذا ذكره المزي مفهماً أن جرماً فخذ من الأزد، وليس كذلك فإن جرماً(2/239)
هو ابن ربان بن حُلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة واسمه عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ.
كذا نسبه الكلبي وغيره، فأنى يجتمع مع الأزد إلا بأمر مجازي؟، فإن كان كذلك فينبغي تبيينه، والله تعالى أعلم.
وذكر أشعث هذا أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال روى عنه حماد بن سلمة، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
567 - (خت 4) أشعث بن عبد الملك الحمراني أبو هانئ البصري الواسطي.
فيما ذكره الحافظ أبو الحسن أسلم بن سهل.
وقال أبو عبد الله الحاكم بعد تخريج حديثه في «صحيحه»: أبنا أحمد بن عبدوس، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا عبد الله بن هاشم سمعت يحيى بن سعيد يقول: مات أشعث قبل عوف بقليل، سنة ست وأربعين.
وقال محمد بن بشار بندار فيما ذكره أبو يعلى الموصلي ثقة، وفي صحيح ابن خزيمة: سمعت مسلما سمعت بندارا يقول أشعثنا ليس أشعث الكوفيين أشعث الكوفيين أشعث بن سوار ليس بثقة وأشعثنا أشعث بن عبد الملك ثقة.(2/240)
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: كان فقيهاً متقناً، وكان يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت أحدا يحدث عن الحسن أثبت من الحمراني.
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة عن القطان: ما سمعت أحدا يتكلم في أشعث حتى كان الآن يتكلمون في حفظه، وفيما جاء به عن الحسن.
وفي «كتاب» حرب: عن أحمد: ليس به بأس.
وفي «كتاب» عبد الله بن أحمد عن أبيه: أرجو أن يكون ثقة.
وفي «كتاب» أبي العربي قال: أما أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما فلا أعلمهم اختلفوا في ثقة أشعث بن عبد الملك هذا بل رفعوا به.
وذكره ابن شاهين في «الثقات»، وذكر عن عثمان بن أبي شيبة توثيقه.
568 - (ع) أشعث بن قيس الكندي.
قال أبو عمر بن عبد البر: وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم [ق 92 / أ] سنة عشر من الهجرة في ستين راكبا من قومه فأسلموا وتوفي سنة اثنتين وأربعين.
وفي «كتاب» البغوي عن الواقدي: قدم في بضعة عشر راكبا، يعني على النبي صلى الله عليه وسلم.(2/241)
وقال الكلبي: اسمه معدي كرب، ولقب الأشعث لشعث رأسه.
وفي «كتاب الصحابة» لابن حبان: مات وله ثلاث وستون سنة، وكان سيد قومه.
وفي «كتاب الصحابة» لأبي أحمد العسكري: كان من سادات كندة، أسرته بنو الحارث بن كعب في الجاهلية، ففدي بثلاثة آلاف بعير ولم يفد بها عربي غيره، وفيه شعر قاله عمرو بن معدي كرب:
أتانا سائراً بابنة قيس ... فأهلك جيش ذلكم السمغد
فكان فداؤه ألف قلوص ... وألفاً من طريفات وتلد
الذي رأيت في ديوان عمرو:
أتانا سائراً بابنة قيس ... غداة أتى بجحفلة السمغد
وفي «المجاز» لأبي عبيد: كان معدي كرب على ابنة قيس فولدت له الأشعث، ومن كان بهذه المثابة يقال له: شعثيّ.
ورُوي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - عند موته أنه قال: ليتني حين أتيت بالأشعث أسيرا كنت ضربت عنقه.
قال التاريخي: في «كتاب ابن فروة»: تزوجت قبل الأشعث بتميم الداري وقيس بن سعد بن عبادة.
قال العسكري: وخطب إلى علي فلم يزوجه [ق 130 / أ] وقال: قم فإني أجد منك ريح بنَّة.
روي عنه في كتاب «المعجم الكبير» للطبراني: أم حكيم بنت عمرو بن سنان، وقيس بن محمد بن الأشعث، وعلي بن رباح، وعيسى بن يزيد.(2/242)
وقال محمد بن إسحاق بن يسار: قدم الأشعث على النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبا.
وفي «تاريخ دمشق»: كان من ملوك كندة وآثر على نفسه بالحياة وذلك أنه لما أخذ الأمان لسبعين من أهل البُحَيْر عدّوهم، فلما بقي هو قام إليه رجل فقال: أنا معك، قال: إن الشرط على سبعين، ولكن كن فيهم وأنا أتخلف أسيراً معهم.
وذكر عن موسى بن عبد الرحمن الكندي: أن الأشعث مات في زمن معاوية وفي آخر أمره.
قال ابن عساكر: لعله في أول أمره، وهو الصواب.
وفي «تاريخ القراب»: توفي سنة إحدى وأربعين.
وعند القيرواني في حكى العلى: كان الأشعث مخضرماً وكانت له أشعار تشبه أشعار الملوك، وكان رجلا لم يدرك في زمانه أسخى منه نفسا ولا أرق وجهاً ولا أشد حياءً، فأكثر الناس عليه في ماله حتى أجحف ذلك به، فكان يتوارى بين الناس كثيراً لا ما لا بد له فيه من الظهور، وكان يخرج نصف النهار على بابه فجاءه شاب من جهينة، فقال: ما جاء بك يا ابن أخي؟ فقال: جئت لأستمتع بالنظر إليك.
فقال له: ادخل الدار فمن لقيتها من الإماء فهي لك.
فلما دخل قال: اللهم لقه الخيار فأخذ جارية ومضى، فخرج فتيانه يطلبونه فدلهم الأشعث على غير طريقه ففاتهم، فقال يفخرها وكان لذلك أهلاً أشهر الأبد.
أصميد الفنيق فيات بها تلاعبها ... عدو لي على لبابها أثر الخلوق
[ق 92 / ب]
أقول لهم وحقهم عليه ... خدا من أنت سوى الطريق
ثم جاءه مرة أخرى فأراد أن يعطيه جارية، فقال: أخاف فتيانك، فأعطاه حلة، وقال: تسوى ألف دينار.(2/243)
وذكر أبو عبيدة في كتاب «المثالب» تأليفه: أنه اتهم بأنه شجع ابن ملجم على قتل علي.
وقد عدته العلماء عليه وكان الشعبي ثبت ذلك، وقد ذكره ابن عياش المنتوف وإن أعلم الناس بالأخبار، وقد رواه أيضا الكلبي وثبته، وقد عدد ذلك عليه الفرزدق في قصيدته المذهبة.(2/244)
من اسمه أشهب وأشهل
569 - (د س) أشهب، واسمه مسكين بن عبد العزيز بن داود القيسي ثم الجعدي الفقيه المصري.
قال الشيرازي في كتاب «الألقاب»: قال مسلم بن حجاج: سمعت عمرو بن سواد السرحي يقول: سمعت الشافعي يقول: ما أخرجت مصر مثل أشهب لولا طيش فيه.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: كان فقيهاً على مذهب مالك متبعا له ذاباً له.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وفي «كتاب» المنتجالي: قال أحمد بن خالد: أشد أصحاب مالك تورعاً في نقلان لفظه أشهب، وكان سحنون يقول: حدثني المتحري في سماعه يعني أشهب، وقال محمد بن وضاح: سمعت ابن أبي مريم يقول: شيعنا أشهب إلى الرباط وما يملك نصف درهم، فما مات حتى كان ينفق على مائدته كل يوم عشرة مثاقيل.
قال ابن وضاح: وسمعت سحنون يقول: رحم الله أشهب فما كان أصدقه وأخوفه لله تعالى.
قلت له: أشهب؟ قال: نعم، ما كان يزيد حرفاً.
قال ابن وضاح: سماع أشهب أقرب وأشبه من سماع ابن القاسم [ق 130 / ب].
قال: وبلغني أن ابن القاسم قال لسحنون: إن كنت مبتغيا هذا العلم بعدي فابتغه عند أشهب.
وقال ابن وضاح: مات لسبع بقين من شعبان.(2/245)
وفي كتاب «الخطط» للقضاعي: كان له في البلد رئاسة ومال جزيل، وكان من أنظر أصحاب مالك.
قال الشافعي: ما نظرت أحدا من المصريين مثله لولا طيش فيه وفي كتاب «البرديجي»: هو اسم فرد، انتهى قوله.
وليس كما زعم، لما ذكره البخاري في «تاريخه»: أشهب الضبعي سمع منه محمد بن سواء.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ» لأحمد بن أبي خالد: كان فقيهاً من أكابر رجال مالك، وكان يتقبل أرض مصر فترك ابن القاسم كلامه لذلك، وكان إذ رأى تجمله وكثرة دنياه تلى «وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون» ثم يقول: بلى يا رب نصبر.
وسأل رجل ابن القاسم عن قبالة أرض مصر؟ فقال له: لا يجوز. فقال له الرجل: فإن أشهب يتقبلها.
فقال له ابن القاسم: افعل أنت فيما تخرجه أرض مصر فعل أشهب من الصدقة وصلة الضعفاء وتقبل المسجد الجامع.
وروي عن أسد بن الفرات أنه قال: أتيت ابن القاسم لأسمع منه، فقال لي: أنا رجل مشغول بنفسي، وقد جعلت الآخرة أمامي، ولكن عليك بابن وهب، فأتيته، فقال لي إنما أنا صاحب آثار، ولكن عليك بأشهب.
قال أسد: فكنت إذا ناظرت أشهب يقول: يا أبا عبد الله [ق 93 / أ] جئتنا في العراق وقد ملحوا رأسك.
وكان مولده سنة أربعين ومائة.(2/246)
570 - (خ ت) أشهل بن حاتم الجمحي.
ذكر ابن الأثير أنه توفي سنة ثمان ومائتين.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال الحارث بن أبي أسامة: ثنا أبو حاتم أشهل بن حاتم البصري بالبصرة، ورأيته أحمر الرأس واللحية.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: أراه كان صدوقاً، ولكن كان عنده جوار - يعني - نخاساً.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الضعفاء».
وفي «كتاب» ابن الجوزي: قال أبو حاتم: ليس بالقوي. ولم أره في «كتاب» ابنه، فينظر والله أعلم.(2/247)
وقال ابن حبان: في حديثه أشياء انفرد بها، فإنه كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج إذا انفرد.
وقال ابن حزم: كان ضعيفاً.(2/248)
من اسمه أصبغ
571 - (ل ت س ق) أصبغ بن زيد بن علي، مولى جهينة، الواسطي الوراق.
قال أبو حاتم ابن حبان البستي: كان يخطئ كثيرا لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة عندي، وقد تكلموا فيه.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ليس هو بحجة.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، ثم أعاد ذكره في «جملة الضعفاء».
وقال ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات»: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال الصدفي: ثنا أحمد بن خالد، ثنا مروان قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن حرب الواسطي يقول: أصبغ بن زيد يقولون إنه كان مستجاب الدعوة.(2/249)
وذكر بحشل في «تاريخ واسط» أن المختار بن عبد الرحمن روى عنه.
572 - (خ د ت س) أصبغ بن الفرج بن سعيد المصري الأموي وراق ابن وهب.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه ابن خزيمة، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عوانة الإسفرائيني، وأبو علي الطوسي، وأبو محمد الدارمي.
وفي «الموالي» للكندي: كان مولى عبد العزيز بن مروان فيما زعم، وكان كثير من أهل مصر يدفعه عن ذلك ولا يصححون له ولاء، وكان فقيهاً نظاراً لم يلق مالكا، وهو من عبيد المسجد.
قال مطرف بن عبد الله الأصم: هو أفقه من عبد الله بن عبد الحكم، وكان خبيث اللسان لا يسلم عليه أحد إنما كان صاعقة، ولما كتب له المعتصم في المحنة ليحمل إليه هرب إلى حلوان واستتر بها إلى أن مات في شوال سنة خمس وعشرين ومائتين.(2/250)
فقال الجمل:
وطويت أصبغ حقبة في بيته ... فسترته جدر البيوت الستر
أبدلته برجاله وجموعه خرقاً ... مقاعدة النساء الخدر
فإذا أراد مع الظلام لحاجة ... أخذ النقاب وفضل مرط المعجر
فما طوى خدر البلى من مثله ... فكأنه متغيب لم يقبر
وكان بينه وبين ابن عبد الحكم منازعة، وكان أحدهما يرمي صاحبه بالبهتان.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: روى عن أشهب بن عبد العزيز، وهو ثقة بواثي.
وقال يحيى بن معين: كان من أعلم خلق الله تعالى برأي مالك يعرفها مسألة مسألة متى قالها مالك ومن خالفه فيها.
وقال العجلي: لا بأس به، وفي موضع آخر: صاحب سنة.
وكذا قاله أبو عبد الله محمد بن وضاح الأندلسي فيما ذكره ابن خلفون، وقال: كان فقيهاً جليلاً توفي سنة أربع وعشرين أو نحوها وله ستون سنة.
وقال عبد الملك بن الماجشون: ما أخرجت مصر مثله قيل: ولا ابن القاسم؟ قال: ولا ابن القاسم.
روى عن: أبي إسماعيل ضمام بن إسماعيل المرادي المعافري، وسفيان(2/251)
ابن عيينة، وجرير بن عبد الحميد.
وروى عنه: يحيى بن معين، وأبو قرة محمد بن حميد بن هشام.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري أربعة وعشرين حديثا.
وفي «كتاب» الصريفيني مولى عبد العزيز بن مروان وكان كاتب ابن وهب.
وقال أبو علي بن السكن: ثقة ثقة.
وذكره البخاري في: فصل من مات من خمس عشرة إلى عشرين ومائتين.
573 - (ق) أصبغ بن نباتة، الدارمي، أبو القاسم الكوفي.
قال محمد بن سعد: كان شيعياً، وكان يضعف في روايته، وكان على شرطة علي.
وقال أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في كتاب «السنن» تأليفه: أكثر أحاديثه عن علي لا يرويها غيره.
وقال أبو أحمد الحاكم في كتاب «الكنى»: ليس بالقوي عندهم.
وقال الساجي: منكر الحديث.
وقال البرقي: هو ممن يضعف.
وقال عثمان بن سعيد السجستاني فيما ذكره أبو العرب: ليس بشيء.
وقال الآجري عن أبي داود: ليس بثقة.(2/252)
وذكره يعقوب الفسوي في «باب من يرغب عن الرواية عنهم».
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وحكى الأثرم عن أحمد: أصبغ بن نباته الوراق لا بأس به، ما أحسن رواية يزيد بن هارون عنه.
قال الساجي: [ق 131 / ب] الذي روى عن يزيد هو زيد، ولعله تصحف عن الأثرم.
وقال محمد بن عمار: ضعيف.
وذكره ابن شاهين في «جملة الضعفاء».
وكذلك أبو العرب، والبلخي، وأبو محمد بن الجارود.
وقال الآجري قيل لأبي داود: أصبغ نباتة ليس بثقة؟ قال: بلغني هذا.
وذكره مسلم في «الطبقة الأولى من الكوفيين».
وقال يعقوب بن سفيان يعرف حديثه وينكر.
وقال الجوزجاني: كان زائغاً.
574 - (د ق) أصبغ مولى عمرو بن حريث المخزومي الكوفي.
قال ابن خلفون في «الثقات» تأليفه: تغير بأخرة وهو ثقة.(2/253)
وقال أبو أحمد بن عدي: له عن غير مولاه اليسير من الحديث، وليس هو بالمعروف والذي له اليسير من الحديث.
وقال ابن حبان: تغير بأخرة حتى كبل بالحديد، لا يجوز الاحتجاج بخبره إلا بعد التخليص وعلم الوقت حيث حدث فيه، والسبب الذي يؤدي إلى هذا العلم معدوم فيه.
وذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء»، وكذلك العقيلي.(2/254)
من اسمه أعين وأغر
575 - (بخ) أعين أبو يحيى البصري يروي عن أنس بن مالك.
روى عنه الضحاك بن شرحبيل، وأحسبه الذي يقال له: أعين الخوارزمي روى عنه التبوذكي وكان من سبي [ق 94 / أ] خوارزم.
قاله أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات».
576 - (س) الأغر بن سليك الكوفي.
وهو الذي يقال له أغر بن حنظلة، ذكر ابن حبان البستي في «جملة الثقات».
وذكره ابن سعد في «الطبقات» وعرفه برواية السبيعي عنه والله أعلم.
577 - (د ت س) الأغر بن الصباح المنقري الكوفي.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال العجلي: ثقة.
578 - الأغر بن يسار المزني، ويقال الجُهني.
كذا قال المزي، وفي «كتاب» أبي داود الطيالسي وابن قانع: الأغر رجل(2/255)
من جهينة. وذكرا له حديث «إنه ليغان على قلبي»، ثم قال ابن قانع: وقال ثابت البناني عن الأغر: أغر مزينة وجاء بالكلام مثله، وعندي حديث قال: مزينة، أخطأ - يعني - ثابتا، ولهذا أني لم أر من نسبه مزنيا إلا من رواية ثابت والله أعلم.
ولما ذكره البغوي من رواية ثابت، قال: ويقال إن الأغر اثنين، ليس هو واحدا، وكذا فعله ابن منده فيما ذكره عنه ابن الأثير.
ولما ذكر أبو أحمد العسكري مزينة ذكر منها الأغر، قال: وهو ابن قيس روى عنه ابن عمرو أبو بدرة ولم يذكر في جهينة من يسمى بالأغر، ولا في كتاب «الجامع لأنساب العرب» و «كتاب» البلاذري وغيرهما، والله تعالى أعلم.
وقال أبو عيسى الترمذي في كتابه «تاريخ الصحابة»: الأغر المزني كان من المهاجرين. ولم يذكر غيره.
وكذا ابن الجوزي.
وفي قول المزي: روى عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. نظر، لأني [ق 132 / أ] لم أر له فيه سلفاً، وأظنه من طغيان القلم، على أن الخط(2/256)
للمهندس وتصحيح الشيخ عليه، الذي رأيت عند العسكري، والبخاري، وأبي حاتم الرازي، والطبراني، والإمام أحمد بن حنبل، وأبي منصور الباوردي، وأبي القاسم البغوي وجده أحمد في «مسنده»، وغيرهم ممن لا يحصون كثرة، أن الأغر حدث عبد الله لا أن عبد الله حدث الأغر، والله أعلم.
وفي «كتاب الصريفيني»: كان من أهل الصفة.
وقال ابن أبي حاتم: نزل البصرة.
وفي قوله أيضا:
579 - الأغر رجل له صحبة وليس بالمزني.
روى عنه شبيب أبو رَوْح في «قراءة سورة النور». نظر أيضا، لأن أبا نعيم الحافظ زعم أنه المزني، وأنكر على من فرقهما فجعلهما اثنين، وكذا فعله الطبراني في «معجمه الكبير».(2/257)
وأما أبو عمر بن عبد البر فجعله غفارياً.
وقال أبو الفتح الأزدي في الكتاب المسمى «بالمخزون» تأليفه: لا يحفظ أن أحداً روى عنه إلا شبيباً أبا روح وحده.
580 - (بخ م 4) الأغر أبو مسلم الكوفي.
قال العجلي: تابعي ثقة.
ذكره البستي في «جملة الثقات» وسما أباه عبد الله، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال البزار في كتاب «المسند»: والأغر أبو مسلم ثقة.
وفي قول المزي: وزعم قوم أنه أبو عبد الله سلمان الأغر الذي يروي عنه الزهري، وذلك وهم، وسيأتي بيانه في موضعه. نظر، لأن قائل ذاك الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل، وعبد الغني بن سعيد المصري، وكذا هو أيضا في «تاريخ ابن أبي خيثمة الأوسط»، واللالكائي، فرد كلام هؤلاء بغير دليل لا يتجه.(2/258)
وفي «كتاب» البخاري وابن أبي حاتم: قال حجاج الأعور عن شعبة: كان الأغر قاصاً من أهل المدينة رضي.
زاد البخاري: لقي أبا سعيد وأبا هريرة، ويقال: عن ابن أبجر عن أبي إسحاق عن أغر بن سليك عن أبي سعيد وأبي هريرة، وكان اشتركا في عتقه، وقد تقدم أن المزي فصل بينهما، فينظر.(2/259)
من اسمه أفلت وأفلح وأقرع
581 - (د س) أفلت بن خليفة العامري.
ذكر البخاري له في «تاريخه» حديث: لا أحل المسجد لحائض ولا جنب»، قال: وروى عباد وعروة عن عائشة «سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر» وهو أصح.
وقال أبو محمد بن حزم: أفلت غير مشهور ولا معروف بالثقة، وحديثه هذا باطل.
وخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» فقال: ثنا محمد بن يحيى، ثنا معلى بن أسد، ثنا عبد الواحد، ثنا الأفلت بن خليفة عن جسرة.
وقال البغوي في «شرح السنة»: ضعف أحمد هذا الحديث، لأنه رواية أفلت وهو مجهول.
وأما ابن القطان فإنه حسن حديثه في كتاب «الوهم والإيهام».
وقال أبو سليمان الخطابي: وضعفوا هذا الحديث يعني «لا أحل المسجد» وقالوا: أفلت راويه مجهول لا يصح الاحتجاج بحديثه.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».(2/260)
وقال البرقاني عن الدارقطني: صالح.
وقال أبو داود: أفلت كوفي [ق 132 / ب] سمعت ابن معين يقول: أفلت وفليت واحد.
وزعم ابن خلفون أن بعضهم فرق بين فليت العامري وأفلت بن خليفة فسمى الأول قدامة بن عبد الله، قال: وهو عندي واهم، والله أعلم.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: كان سفيان بن سعيد يسمي قدامة بن عبد الله العامري فليتا، وهو واحد عن جسرة.
وزعم البرديجي أن فليتا من الأفراد.
582 - (خ م د س ق) أفلح بن حميد الأنصاري المدين مولى صفوان بن خالد، وقيل مولى الحكم بن العاصي.
قال ابن سعد: مولى أبي أيوب الأنصاري قال: وكان ثقة كثير الحديث.
ولما ذكره البستي في «جملة الثقات» قال: كان مكفوفاً وتوفي سنة ستين ومائة.
وقال أحمد بن علي الأصبهاني فيما ذكره الصريفيني: توفي سنة ست وخمسين ومائة.
وفي كتاب ابن أبي أحد عشر: قال المعافى: كان ثقة.
وقال محمد بن مسعود الحافظ: ثقة.
ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وقال أبو داود: كان أحمد تكلم فيه، وسمعت أحمد يقول: لم يحدث(2/261)
عنه يحيى، وروى أفلح حديثين منكرين أن النبي صلى الله عليه وسلم أشعر، وحدد لأهل العراق ذات عرق.
583 - (م س) أفلح بن سعيد مولى مزينة القُبَائي.
فيما ذكره محمد بن سعد وغيره.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
ولما ذكره محمد بن عمر الواقدي في «تاريخه» قال: كان ثقة.
وقال [ق 95 / أ] أبو حاتم البستي: كان يروي عن الثقات الموضوعات وعن الأثبات الملزقات لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال.
ولما ذكره العقيلي في «جملة الضعفاء» قال: لم يحدث عنه ابن مهدي.
وفي قول المزي: قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. نظر، والذي في كتابه من غير ما نسخة: كثير الحديث.(2/262)
584 - (م صد) أفلح مولى أبي أيوب.
قال المزي: روي عن عمر وعثمان، وابن عساكر يقول: أدرك عمر ورأى عثمان وبين القولين فرقان ظاهر.
وعن ابن سيرين قال: حلف مسلمة بن مخلد لا يركب معه البحر أعجمي، فقال له رجل: ما أراك إلا قد حرمت خير الجند. قال: من؟ قال أبو أيوب لا يركب مركباً ليس معه مولاه أفلح. قال: ما كنت أرى يميني بلغت أفلح وذوي أفلح، فلقي أبا أيوب فقال: هذه مراكب الجند فاختر أيها شئت فاحمل فيها أفلح واركب أنت معي، قال: لا حسدَ عليك ولا على سفينتك ما كنت لأركب مركبا ليس معي فيه أفلح، فلما رأى ذلك أعتق رقبة، وقال لأفلح: اركب معنا.
وقال - أيضا - قال الواقدي: قتل بالحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، في خلافة يزيد بن معاوية.
وقال أفلح: قال لي معاذ بن عفراء في زمن عمر: [بع] هذه الحلة.(2/263)
وقال ابن سيرين: كاتبه أبو أيوب على أربعين ألفا، فقدم أبو أيوب لما رجع إلى أهله فأرسل إليه أن رد الكتاب إلي، فقال له ولده وأهله: لا ترجع رقيقا وقد أعتقك الله تعالى، فقال أفلح: والله لا يسألني شيئا إلا أعطيته إياه، فجاءه بمكاتبته فكسرها ثم مكث ما شاء الله، ثم أرسل إليه أبو أيوب أنت حر، وما كان معك فهو لك.
وقال محمد بن سيرين: قتل كثير بن أفلح وأبوه يوم الحرة فرأيتهما في المنام فقلت: أشهداء أنتم؟ قال: لا إن المسلمين إذا اقتتلوا فقتل بينهم قتيل فليسوا شهداء ولكنا ندباء.
وذكره ابن حبان في «الثقات».
وفي قول المزي: قال محمد بن سعد: مات في خلافة يزيد بن معاوية سنة ثلاث وستين وقال غيره: قتل بالحرة نظر، لأن ابن سعد هو قائل هذين القولين عن شيخه محمد بن عمر كما أسلفناه قبل من عند أبي القاسم بن عساكر، والله أعلم.
وفي قوله: ومن الأوهام:
585 - أفلح الهمداني.
عن عبد الله بن زرير الغافقي إلى آخر الترجمة.
يريد بذلك وهم عبد الغني رحمه الله، نظر، لأن أبا محمد لم يذكر هذه الترجمة جملة ولا شيئا مما يناسبها في كتاب «الكمال»، والله تعالى أعلم، فينظر من الواهم، فإن المزي لم يذكره، وكان ينبغي له ذكره، فإن الصواب(2/264)
قول عبد الغني، وذلك أن أفلح روى حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وكنوه أبا أفلح، وزعم النسائي أنه يقال فيه: أفلح، قال: والصواب الأول.
وذكره المزي في كتاب «الكنى» على الصواب كما ذكرناه.
وأما قوله في آخر الكتاب: ابن أفلح هو ابن عبد الله بن أفلح. فليس من هذا في ورد ولا صدر، فينظر.
586 - أفلح أخو أبي القعيس، ويقال: ابن قعيس، ويقال: ابن أبي القعيس.
له صحبة، ذكر الحافظ أبو إسحاق الحبال أن الشيخين خرجا حديثه. ولم أره لغيره، فينظر.
[95 / ب] والذي في «الصحيحين» عن عائشة قال: استأذن علي أفلح أخو أبو القعيس فذكرت الحديث.
فهو ليس راوياً، إنما له ذكر، على هذا فينظر والله أعلم.
587 - (د) أقرع، مؤذن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.
قال أحمد بن صالح العجلي في «تاريخه»: تابعي ثقة.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في «الثقات».(2/265)
من اسمه أُمَي وأُمَية
588 - (قد) أُمَيّ بن ربيعة المرادي الصيرفي الكوفي.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال محمد بن سعد: كان ثقة قليل الحديث.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن أمي الصَيْرَفي؟ فقال: ثقة.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: قال أمي: حججت سنة مائة فلقيت طاوساً، قال: وأبو قبيصة - يعني شيخه - لا أدري من هو، وذكره [ق 133 / ب] ابن أبي حاتم، ولم يسمه.
وفي قول المزي: الصيرفي، نظر، وصوابه: الصارفي بصاد مفتوحة وراء مكسورة وفي آخرها فاء، كذا نص عليه السمعاني، وكناه أبا عبد الرحمن.(2/266)
وقال ابن خلفون: وثقه - يعني أميا - ابن نمير، وغيره.
وذكره الحافظ أبو حفص البغدادي في «جملة الثقات».
589 - (خ م س) أمية بن بسطام بن المنتشر العيشي البصري.
نسبة إلى عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة الحصني بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، صاحب يزيد بن زريع، فيما قاله ابن عدي.
وقال مسلمة الأندلسي في كتاب «الصلة»: هو ثقة.
وقال في «الزهرة»: روى عنه البخاري ستة أحاديث، ومسلم تسعة وعشرين حديثا.
توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين، فيما ألفيته في «كتاب» الصريفيني عن ابن حبان.
590 - (م د ت س) أمية بن خالد بن الأسود البصري.
قال أبو جعفر العقيلي: ثنا الخضر بن داود، ثنا أحمد بن محمد بن هانئ قال: سمعت أبا عبد الله، يعني أحمد بن حنبل، يسأل عن أمية بن خالد فلم أره يحمده في الحديث، قال: إنما كان يحدث من حفظه لا يخرج كتابا.
وقال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
وذكره أبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء».
وقال ابن قانع: توفي سنة اثنتين ومائتين.
وذكره البستي في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»،(2/267)
وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»، وسئل عنه: ما علمت إلا خيرا.
591 - (خد) أمية بن زيد الأزدي البصري.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
592 - (خ د ت س) أمية بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة المكي الجمحي.
خرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
593 - (م س ق) أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه، والحاكم بن البيع، وأبو عوانة.(2/268)
594 - (ص ق) أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص والي خراسان.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات» وقال: توفي في طاعون القينات سنة ست وثمانين، قال: وإنما سمي بذلك لأنه بدأ بالنساء مدة قبل الرجال، قال: وأمه أم حجير بنت شيبة بن عثمان بن طلحة الحجبي وخرج حديثه في «صحيحه».
وفي «تاريخ» ابن عساكر: عن العُتبي قال: كان رجل يصحب أمية فاشتكى فلم يعده أمية، وكان أمية عظيم الكبر فقال: لو كنا نعود أحدا لعدناك فقال الرجل:
إن من يرتجي أمية بعدي ... لكمن يرتجي هوى السراب
كنت أرجوه والرجاء كذوب ... وإذا عهده كعهد الغراب
وذكر أبو العباس أحمد بن الحسين السلامي في كتاب «تاريخ خراسان»: أن عبد الملك استعمل أمية سنة اثنين وسبعين، فبقي بها سبع سنين إلى سنة ثمان وسبعين، قال: ودخل يوماً على عبد الملك وبوجهه أثر، وكان أمية ينال من الشراب، فقال له عبد الملك: ما هذا؟ قال: قمت بالليل للبول فأصابني الحائط فتمثل عبد الملك: -
وإنني صريع الخمر فسونها ... وللشاربيها المدمنيها مصارع(2/269)
فقال: يا أمير المؤمنين يسألك الله تعالى عن سوء ظنك. قال: بل يسألك عن سوء مصرعك.
وقال السلامي: وكان أمية ثقيلاً على الحجاج فلم يزل يحتال له من قبل عبد الملك حتى عزله.
وفي «أنساب قريش» للزبير: كان أمية وخالد ابنا عبد الله مع مصعب بن الزبير بالبصرة، فلما أراد المسير إلى المختار اتهمهما فسيرهما فلحق خالد بعبد الملك وقال له الشاعر:
ألحق أمية بالحجاز وخالداً ... واضرب علاوة ما لك يا مصعب
فلئن فعلت لتخذمن يقبله ... وليصفون لك بالعراق المشرب
وذكره وأخاه عبد الرحمن في «الطبقة الأولى من المكيين» مسلم بن الحجاج.
وذكره في الصحابة: أبو عمر، وابن منده، وأبو نعيم.
595 - (مد) أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص.
ذكره البستي في «جملة الثقات».
596 - (د س) أُمية بن مَخْشي الأزدي.
فيما ذكره ابن منده، ذكره عنه ابن الأثير.(2/270)
وقال ابن حبان، وابن الجوزي في «معرفة الصحابة» تأليفهما: الخزاعي الأزدي.
وكذا قاله أيضا أبو عيسى الترمذي في «تاريخ الصحابة» تأليفه.
وخزاعة من الأزد، لأن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر ابن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
وقال أبو أحمد العسكري: روى عنه أمية بن عبد الرحمن بن مخشي من ولده، وسعيد بن مخشي، وأحسبه لم يحلقه.
ولما روى الحاكم حديثه عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب: ثنا يحيى بن محمد عن مسدد عن يحيى بن سعيد، ثنا جابر بن صبيح، ثنا المثنى بن عبد الرحمن وصحبته إلى واسط حدثني أمية، فذكر حديث التسمية قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. انتهى.
قد ذكر ابن قانع في هذا الحديث علة قادحة، وهي: روايته له عن علي بن محمد، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد عن جابر، وثنا أحمد بن سهل، ثنا(2/271)
علي بن بحر، ثنا عيسى بن يونس، عن جابر، قال: ثنا المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي عن أبيه عن جده أمية بن مخشي، فذكر الحديث.
قال القاضي: وهذا لفظ حديث يحيى بن سعيد.
انتهى.
فهذا يوضح أن المثنى إنما رواه بوساطة أبيه الساقط عند من رواه وصححه، ويصير التعريف بأن المثنى روى عنه غير جيد، اللهم إلا أن يكون المثنى سمعه من أبيه ثم من أمية فينتج هذا راوياً آخر عن الصحابي، والله أعلم.
وفي «تاريخ البخاري»: الخزاعي الأزدي، ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، قال: مخشي، قال مسدد: وبعضهم يقول: مخيشي.(2/272)
597 - (س ق) أمية بن هند
ثنا عبد الله، ثنا الليث، ثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال عن أمية بن هند عن أبي أمامة، وحدثني محمود، ثنا وكيع، ثنا أبي عن عبد الله بن عيسى، عن أمية بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة خرج سهل بن ضيف ومعه عامر بن ربيعة، فذكر حديثا، وروى ابن إسحاق سمع هند بن سعد بن سهل أن سهلا توفي بالعراق قاله أبو عبد الله في «التاريخ الكبير».
وقال ابن حبان في «الثقات»: أمية بن هند روى عن أبي أمامة، روى عنه سعيد بن أبي هلال.
ثم قال في «أتباع التابعين»: أمية بن هند بن سهل بن حنيف.
يروي عن عبد الله بن عامر روى عنه عبد الله بن عيسى إن كان سمع من عبد الله بن عامر واحدة والله أعلم.
وأما ابن أبي حاتم فجمع بينهما وجعلها [ق 135 / أ] ترجمة.
598 - أمية عن أبي مجلز.
قال أبو داود في «رواية الرملي»: أمية هذا لا يعرف.(2/273)
وقال محمد بن عيسى الرازي عن المعتمر: لم يذكر أحد أمية هذا إلا المعتمر.(2/274)
من اسمه أنس وأنيس
599 - (د س ق) أنس بن أبي أنس عن ابن العيماء.
خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وأبو عبد الله أحمد بن حنبل في «مسنده» الذي زعم أبو موسى المديني الحافظ في كتاب «خصائص المسند» تأليفه: إن الحديث إذا خرجه في مسنده يكون صحيحاً عنده.
فإن صح قوله فناهيك به صحة لحديثه وتوثيقا له، لا كما زعمه بعض المتأخرين أنه لا يعرف، وكأنه قاله من غير نقل ولا روية.(2/275)
600 - (د ق) أنس بن حكيم الضبي.
ذكره ابن حبان في جملة «الثقات»، وخرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في «صحيحه».
وقال ابن القطان: مجهول.
601 - (ع) أنس بن سيرين، أخو عمرة بنت سيرين، وسود بنت سيرين.
قال ابن سعد: أمهما أم ولد كانت لأنس بن مالك رضي الله عنه، توفي بعد أخيه محمد، وكان ثقة قليل الحديث.
وذكره ابن حبان في جملة «الثقات»، وقال: توفي في ولاية خالد بن عبد الله على العراق وكانت ولايته سنة ست وعزل سنة عشرين ومائة.
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري تابعي [ثقة].
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للباجي: قال ابن المديني، وذكروا له عن(2/276)
شعبة عن أنس بن سيرين: رأيت القاسم يتطوع في السفر. فقال: ليس هذا بشيء لم يرو أنس بن سيرين، عن القاسم شيئا.
والمزي ذكر روايته عنه المشعرة عنده على ما قال على الاتصال.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير» قال حماد بن سلمة: رأيت أنسا يخضب بالحناء.
وعن أيوب عن أنس بن سيرين قال: ولي أنس، يعني ابن مالك، عملاً من عمل أهل البصرة، فاستعملني على المكس، فقلت: على المكس من بين عملك.
زاد ابن عساكر: استعملني أنس بن مالك على الأدبلة، ثم قال: أما ترضى أن تأخذ منهم [ق 98 / أ] ما كان عمر يأخذ، أمرني أن آخذ صدقات المسلمين من كل أربعين درهماً درهماً، ومن أهل العهد من كل عشرين درهما، ومن أهل الحرب من كل عشرةٍ درهما، وكان ذاك أيام ابن الزبير.
602 - (ع) أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي المدني.
قال ابن عساكر في «تاريخه»: عن عمار، قال: سمعت أنس بن عياض يقول: جميع ما سمعته من الحديث ثمانية أحاديث، وكان يقول: أنا أسير الله يعني أنه بلغ تسعين سنة، وقال أبو عبيد الآجري: قال أبو [ق 135 / ب] داود: سئل أنس بن عياض؟ فقال: سمعت أحمد بن صالح قال: ذكر لمالك فقال: لم أر عند المحدثين غير أنس بن عياض، ولكنه أحمق يدفع كتبه إلى هؤلاء العراقيين.
وثنا أبو داود، ثنا محمود بن خالد قال: سمعت مروان، وذكر أبا ضمرة - فقال: كانت فيه غفلة الشاميين ووثقه، ولكنه يعرض كتبه على الناس.(2/277)
قال أبو داود: وسمعت الأشج يقول: سمعت أبا ضمرة وقيل له شيء، فقال: «لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم» كل شيء في هذا البيت عرض.
وقال أبو حاتم ابن حبان البستي في كتاب «الثقات» لما ذكره فيهم: مات سنة ثمانين ومائة، وقد وهم من زعم أنه أخو يزيد بن عياض، جميعاً من بني ليث ليس بينهما قرابة.
وقال الحاكم في «تاريخ بلده»: ورد نيسابور عند ابن عمه نصر بن سيار، روى عنه: الحسن بن منصور، وأحمد بن عبد الله الفريابي.
وزعم المزي أن ابن منجويه قال: مات سنة ثمانين.
وضعف قوله لرواية المولود سنة اثنتين وثمانين عنه وهو ابن عبد الحكم، ولقائل أن يقول يحتمل أن تكون روايته عنه منقطعة غير متصلة، لا سيما وقد ذكرنا ذلك أيضا عند ابن حبان، فتواردا واعتمدا، والله أعلم.
وذكر عثمان بن سعيد الدارمي أن يحيى قال: لا بأس به.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: بصري ثقة.
وفي «كتاب الباجي»: قال أبو زرعة الرازي: هو ثقة.(2/278)
وقال محمد بن وضاح: لم يسمع أنس بن عياض من الزهري إلا حديثاً واحداً عن القاسم: - أنه سأل ابن عباس عن الأنفال».
رواه عنه مالك بن أنس لأنه يعني مالكا لم يسمعه من ابن شهاب.
ولما ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» قال: ثنا علي بن محمد، ثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، ثنا يوسف بن عدي، ثنا إسماعيل بن رشيد، قال: كنا عند مالك في المسجد، مسجد المدينة، فأقبل أبو ضمرة، فأقبل مالك يثني عليه، ويقول فيه الخير، وأنه وأنه، وقد سمع وكتب.
603 - (ع) أنس بن مالك بن النضر أبو حمزة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال العتقي في «تاريخه»: ولد في السنة الرابعة من نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.(2/279)
وزعم الجاحظ في كتاب «البرصان»: أن ولده لا ينفكون في كل زمن أن يكون فيهم رؤساء إما في الفقه، وإما في الزهد وإما في الخطابة، ومع ذلك فلم يكن يعتري ولده عطاس.
وفي «الأوائل» للعسكري: ولّى الحجاج أنسا نيسابور من فارس فأقام فيها سنين يقصر الصلاة ويفطر، ويقول: ما أدري كم مقامي؟ ومتى يوافيني العزل؟.
قال أبو هلال هذا إسناده صحيح.
وفي كتاب «الشكر» تأليف [ق 97 / ب] الجاحظ: لما قالت أم سليم يا رسول الله خويدمك أنس فادع الله له.
فقال: «اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر له».
قال أنس: فوالله لقد كثر مالي حتى كان يقبض في السنة مرتين فأكثر، وكثر ولدي حتى دفنت من صلبي مائة، وأطال عمري حتى اشتقت إلى ربي، وأما الرابعة فيفعل الله فيها ما يشاء، فجاءت أم سليم بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتشكره، فلما رآها قال: لم جئت يا أم سليم قال لأشكرك يا رسول الله قال فقد شكرت أم سليم.
وذكره أبو عروبة الحراني في «طبقة الآخذين» وهي الثانية من «طبقات الصحابة».
وروى عنه من أهل واسط فيما ذكره أبو الحسن مؤرخ واسط في «تاريخه»: أبو سهل زياد الجصاص، ودينار مولى أنس بن مالك، ورائطة مولاته أيضا، وأبو بصيرة مسلم بن عبيد، وزياد بن ميمون أخو حسان بن أبي حسان النبطي، وأبو عمار، وعطاء البزاز جار ابن عون وهو ابن عبد الرحمن بزاز الحجاج بن يوسف قدم به الحجاج من البصرة، وخالد بن مَحْدوج أبو رَوْح، وجهصم أبو معاذ الحذاء، وبزيع مولى الحجاج بن(2/280)
يوسف، وأبو فزارة وليس بأبي فزارة الكوفي ذاك راشد بن كيسان، وأبو الحكم السيقل التنوخي، وأبو اليمان حذيفة بن اليمان، وأبو هاشم الرماني - يعني - يحيى بن دينار، ومن حديث بقية عن يحيى بن عطية، عن منصور بن زادان قال: ثنا أنس فذكر حديثا، وأبو حمزة الواسطي، وأبو الأبيض العبسي - يعني - عيسى، وعمر بن عبد الله بن المنذر بن مصعب بن جندل جد عباد بن العوام، كان على خزانة الحجاج بواسط، وهبيرة بن عبد الرحمن أبو عمر بن هبيرة، وموسى السَبَلاني من أهل القارون، والحجاج جد سعد بن شعبة بن الحجاج، ويزيد بن خمير الرحبي، وشداد بن عطية، وأبو الصباح المؤذن بالمسجد الأعظم، وأبو حماد الشامي، وعكرمة بن إياس وأبو عميرة عن أنس، وعتاب بن حيان - ذكره المزي ولم ينسبه، وحماد بن أبي سليمان، وأبو صدقة سليمان بن كِنْدير، وأبو موسى الواسطي الأعور، ونصير خادم أنس، وأبو خالد مولى الحجاج بن يوسف، وهلال بن أبي هلال، وأم كثير بنت يزيد الأنصارية أم امرأة أبي الصباح المؤذن، وأختها بركة الواسطية رضي الله عنهم.
وقال أبو بكر السمعاني في كتاب «الأمالي»: غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات.
وقال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم أنس بن مالك.
وقال ابن حبان: كان يصفر لحيته بالورس.
وعند البغوي: بالحناء.
وقول من يقول: إنه آخر من بقي من الصحابة موتا، فيه نظر، لما حكى أبو بكر بن دريد في كتاب «الاشتقاق الكبير» «تأليفه: أن عكراش بن ذؤيب(2/281)
توفي بعد وقعة الجمل بمائة سنة، فعلى هذا تكون وفاته بعد أبي الطفيل بعدة سنين، وسيأتي ذكره، والله أعلم.
مات أعني أنساً سنة خمس وتسعين قاله أحمد بن حنبل في «تاريخه الكبير».
وقال السمعاني في «الأمالي»: وله حين مات مائة وسنتان.
وفي «كتاب» ابن أحمد العسكري، وله سبع وتسعون سنة.
وفي «كتاب» أبي عمر: مائة وعشرين.
وفي كتاب «قبائل الخزرج» لشيخنا الحافظ أبي محمد الدمياطي [ق 98 / ا] رحمه الله تعالى: قال أنس: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أخذ أبو طلحة بيدي وانطلق بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك، وفي لفظ: كاتب ومات وقد بلغ المائة أو جاوزها على المشهور، ومن ولده النضر وموسى وأبو عمير عبد الله وعبيد الله أبو حفص وزيد وأبو بكر وعمر ومالك أولاد أنس رضي الله عنهم.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: عن شعيب بن الحجاب، ثنا أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب سره.
عن عاصم قال: قال لي أنس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ذا الأذنين».
وقال قتادة: كبر أنس حتى لم يطق الصيام.(2/282)
وفي «كتاب» أبي القاسم الطبراني كان يخلت ذراعيه لبياض كان به، وكانت له ذؤابة فأراد أن يجذها فنهته أمه وقالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يمدها ويأخذ بها.
وفي «الأوسط» للطبراني: لا يعلم أبا هريرة حدث عن أنس إلا بحديث واحد: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة.
وفي «كتاب» ابن الأثير: كان يشد أسنانه بالذهب، وكان نقش خاتمه صورة أسد.
وفي «كتاب «أولاد المحدثين» لابن مردويه: كان كاتباً - يعني أنس بن مالك.
وفي «تاريخ البصرة» لابن أبي خيثمة: أوصى أنس أن يجعل في فمه شعر من شعره صلى الله عليه وسلم.
وفي «تاريخ» ابن عساكر: يكنى أبا ثمامة [ق 137 / أ]، وكان صاحب نعل النبي صلى الله عليه وسلم وأداته.
ورأيت جزءا بخط الحافظ المنذري بسند له عن أنس قال: لما دعا لي النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة الولد لقد دفنت من ولدي لصلبي غير ولد ولدي خمسة وعشرين ومائة ولد.
604 - (د ت) أنيس بن أبي يحيى سمعان المدني.
قال الخليلي في كتاب «الإرشاد»: ومحمد وأنيس وسحبل ثلاثتهم ثقات، ولأنيس ابن يقال له حاتم ضعيف.(2/283)
وقال العجلي: مدني ثقة.
وقال محمد بن سعد في «الطبقة الخامسة من أهل المدينة»: توفي سنة خمس أو ست وأربعين ومائة وكان ثقة قليل الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: مات سنة أربع وأربعين ومائة.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو بكر بن خزيمة، وأبو عبد الله الحاكم في «كتاب الجنائز» وقال: هو عم إبراهيم بن أبي يحيى، وأنيس ثقة معتمد.
وقال مسعود عنه: سمعته يقول: أنيس بن أبي يحيى ثقة مأمون، إلا أن في أهل بيته ضعفاء.
وقال الآجري: سئل أبو داود عن سحبل؟ فقال: ثقة، وسئل عن أبيه أبي يحيى؟ فقال: ثقة، وسئل عن أنيس؟ فقال: ثقة، روى يحيى بن سعيد عنهما إلا أنه قدم أنيسا.
قال أبو داود: كلاهما ثقة.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: بنو أبي يحيى: سحبل ومحمد وأنيس ثلاثتهم ثقات.
وفي «تاريخ البخاري»: وكان يحيى - يعني ابن سعيد يثبته.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».(2/284)
من اسمه أهبان وأوس [98 / ب]
605 - (خ) أُهْبان بن أوس.
بايع تحت الشجرة، ويقال: إنه مكلم الذئب، ويقال: إن مكلم الذئب أهبان ابن عياذ الخزاعي، كذا ذكره المزي.
وفي كتاب «الجامع لأنساب العرب» تأليف هشام بن محمد السائب الكلبي: أهبان بن الأكوع سنان أخو سلمة بن الأكوع بن عباد بن ربيعة بن كعب بن أمية بن يَقَظةَ بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمي مكلم الذئب.
وكذا قاله أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب «الأنساب» تأليفه، والبلاذري»، والطبري في كتاب «معرفة الصحابة» تأليفه، وذكر أن الكلام كان ما بلهني من أرض اليمن، والوزير أبو القاسم قال: وهو أخو سلمة وعامر.
وقال ابن منده: مكلم الذئب عم سلمة بن عمرو بن الأكوع.
قال الكلبي: هكذا انتسب لي بعض ولد جعفر، وكان عبد الله بن محمد بن الأشعث القائد يقول: أنا أعلم بهذا من غيري، وعقبة بن أهبان بعثه عثمان على صدقات كلب وملتين وغسان.
وفيه يقول الكلبي:
إلى أين مكلم الذئب ابن أوس ... رحلت على عذافره أمون
وأما أبو عيسى الترمذي في «تاريخ الصحابة»، وأبو سليمان بن زبر في كتاب «الصحابة» تأليفه، والواقدي، والبخاري، وعمرو بن بحر في «فضل الترك» [ق 137 / ب] تأليفه فجزموا بأن مكلم الذئب ابن أوس.(2/285)
قال أبو سليمان: وكان ذاك سنة ست من الهجرة، قال: ويكنى أبا عقبة، ولا رواية له.
وقال ابن منده: الصحيح ابن أوس.
606 - (ت ق) أُهْبَان بن صيفي الغِفَاريُّ.
قال الواقدي في كتاب «التاريخ»: وممن نزل البصرة أهبان ابن صيفي، وأوصى أن يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثة فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب.
قال أبو عمر: روى هذا جماعة من ثقات البصريين: سليمان، وابنه المعتمر، ويزيد بن زريع، ومحمد بن عبد الله بن مثني عن المعلى بن جابر بن مسلم عن عُديْسة ابنة وهبان.
وفي «كتاب» البوردي: أمر أهله حين يكفنوه أن لا يلبسوه قميصا. زاد ابن حبان: مخيطا.
وفي «كتاب» أبي أحمد العسكري: وداره حضرة دار الأصبهاني.
وقال ابن قانع في «ذكر الصحابة»: هو ابن صيفي بن ناشرة بن الواقعة بن حزام بن غفار بن مُليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
607 - (س) أهبان الغفاري البصري، ابن امرأة أبي ذر، ويقال: ابن أخته.
كذا ذكره المزي وفي كتاب الصحابة لابن منده قال محمد بن(2/286)
إسماعيل: هو ابن صيفي وخالفه غيره. انتهى كلامه.
وفيه، نظر لأن محمد بن إسماعيل لم يقل شيئا من هذا، إنما قال: أهبان ابن أخت أبي ذر، حدثني الصلت بن محمد أخبرني ابن مهدي سمع أبا عوانة عن داود بن عبد الله عن حميد عن أهبان بن أخت أبي ذر قال: سألت أبا ذر أي القراب أزكى، الحديث، ثنا مسدد، عن أبي عوانة، عن عبد الملك، عن محمد بن المنتشر، عن حميد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي عوانة عن أبي بشر، عن حميد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن المبارك وغندر عن شعبة عن أبي بشر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
وقال أبو عمر ابن عبد البر في كتاب «الاستيعاب»: بصري لا تصح له صحبة إنما يروي عن أبي ذر.
وأما الذي قال أهبان بن صيفي ابن أخت أبي ذر فابن حبان في كتاب «الثقات» من التابعين ولم أر له فيما أعلم سلفاً والله أعلم.
608 - (4) أوس بن أوس الثقفي.
فرق المزي بينه وبين أوس بن أبي أوس حذيفة الثقفي، وقد جمع بينهما غير واحد منهم: إمام المحدثين أحمد بن حنبل فقال في «مسنده»: أوس بن أوس الثقفي وهو أوس بن حذيفة، وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن البرقي في «تاريخ الصحابة الكبير» تأليفه، وقال: روى سبعة أحاديث.
وقال أبو نعيم الحافظ في كتابه «معرفة الصحابة»: اختلف المتقدمون في أوس الثقفي هذا، فمنهم من قال: أوس بن حذيفة، ومنهم من قال: أوس(2/287)
ابن أبي أوس وكنى أباه، ومنهم من قال: أوس بن أوس، وأما أوس بن أبي أوس الثقفي، وقيل أوس بن أوس، فروى عنه الشاميون، وتوفي أوس بن حذيفة سنة تسع وخمسين.
وقال أبو عمر بن عبد البر: أوس بن حذيفة الثقفي يقال فيه أوس بن أبي أوس.
وقال خليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»: أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس، واسم أبي أوس: حذيفة.
وقال البخاري: أوس بن حذيفة الثقفي والد عمرو بن أوس، ويقال: أوس ابن أبي أوس، ويقال: أوس بن أوس.
ولما ذكر ابن أبي خيثمة في «تاريخه الأوسط» أوساً الثقفي بحديث: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيهم فيحدثهم لما وفدوا عليه»، قال: هذا هو أوس بن حذيفة، ولم يذكر في «الكبير» إلا أوس بن حذيفة وحده.
وقال البغوي: أوس بن أبي أوس، وقد قيل: أوس بن أوس وهما سواء روى أحاديث.
وفي «معجم الصحابة» لابن قانع: أوس بن أوس بن ربيعة بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، وقيل: هو أوس بن أبي أوس.
وقال ابن حبان في «معرفة الصحابة»: أوس بن حذيفة ابن أنس بن أبي عمرو بن وهب بن عمرو بن عامر بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن(2/288)
ثقيف والد عمرو بن أوس، ويقال: إنه أوس بن أبي أوس، وقيل: أوس وأمه عاتكة بنت أنس بن أبي سعيد.
وفي «تاريخ الترمذي»: أوس بن أبي أوس، ويقال: أوس بن أوس الثقفي، كذا قاله أبو منصور الباوردي في «معرفة الصحابة».
وفي «معرفة الصحابة» - رضي الله عنهم - لأبي أحمد العسكري: أوس بن أبي أوس، ويقال [ق 138 / ب]: أوس بن أوس، وفيه خلاف واسم أبي أوس حذيفة، وهو من بني يسار بن مالك بن حطيط، وكان فارس ثقيف في الجاهلية، ويقال: إنه هو قتل عروة بن مسعود الثقفي وأسلم بعد ذلك.
وقال محمد بن سعد: قال محمد بن عُمر: مات أوس بن حذيفة ليالي الحرة.
وزعم أبو عبد الرحمن السلمي أنه كان من أهل الصُفة.
وقال الآجري: قلت لأبي داود: أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس واحد؟ قال: نعم.
وكذا قاله ابن أبي حاتم عن أبيه ويحيى بن معين.(2/289)
609 - (ت ق) أوس بن أبي أوس وهو أوس بن خالد.
روى عنه: علي بن زيد.
كذا قاله المزي، وفي «المصنف» لابن أبي شيبة: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، ثنا أبو الجوزاء الربَعي أوس بن خالد.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: أبو الجوزاء أوس بن عبد الله بن خالد، فلعله أعني ابن جدعان نسبه إلى جده فذكر أوس بن خالد الراوي عن سمرة في «الثقات» بعد، وخرج الحاكم في «مستدركه» حديث أوس بن خالد هذا.
610 - أوس بن الصامت الأنصاري، أخو عبادة. شهد بدراً.
قال إبراهيم العسكري: كان شاعراً شريفاً، أنشد له أبو بكر بن دريد:
أنا ابن مُزَيْقيا عمرو وجدي ... أبوه عامر ماء السماء
توفي سنة أربع وثلاثين بالرملة من أرض فلسطين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
وقال ابن حبان: مات أيام عثمان وله خمس وثمانون سنة.
وفي كتاب «الصحابة» لابن زبر، من حديث الحسن عن أنس: «فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم» وهو شاهد لحديث عطاء الغير متصل: عند أبي داود عنه.
611 - (م 4) أوس بن ضَمعج بن نفيل، يقال: أوس بن شداد بن ضَمعج ابن نفيل - قاله ابن خلفون في «الثقات» - الحضرمي.
قال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»، وذكر له حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عند(2/290)
عائشة: قد ذكر حديث الزهري، عن سعيد بن خالد، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «توضئوا مما غيرت النار».
قال محمد: هذا أصح عندي.
وقال ابن سعد: أدرك [ق 139 / أ] الجاهلية وكان ثقة معروفاً قليل الحديث.
وذكره البستي في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
ولما ذكره أبو موسى المديني في كتاب «المستفاد بالنظر والكتابة في معرفة الصحابة» قال: توفي سنة ثلاث وسبعين.
وفي قول المزي: قال خليفة: مات في ولاية بشر بن مروان سنة أربع وسبعين نظر؛ لأن خليفة لم يعين السنة إنما قال: في سنة خمس وسبعين مات بشر بن مروان، وفي ولايته مات أوس بن ضمعج. لم يعين السنة، وقال في «الطبقات»: مات في ولاية بشر سنة ثلاث أو أربع وسبعين.
612 - (ع) أوس بن عبد الله الرَّبعي أبو الجَوْزاء.
ذكر المزي في نسبه عامر بن بُكَير، كذا ألفيته مصغراً بخط المهندس مجوداً مصححا، وهو: ابن يشكر بن بكر بن مُبَشر، وهو غلط، والصواب: بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب، كذا نسبه الكلبي وأبو عبيد والبلاذري وغيرهم والذي قاله لم أر له فيه سلفاً فيما أعلم والله أعلم.(2/291)
وفي كتاب «المراسيل» لابن أبي حاتم قال أبو زرعة: أبو الجوزاء عن عمر، مرسل وعن علي مرسل.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: ثنا موسى بن إسماعيل قال: كان حماد بن زيد يقول: لم يسمع أبو الأشهب من أبي الجوزاء، لأن أبا الجوزاء مات قبل فتنة ابن الأشعث، انتهى.
وفي «صحيح البخاري» في «تفسير سورة النجم»: ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبو الأشهب ثنا أبو الجوزاء.
وقال العجلي: بصري تابعي ثقة.
وذكر الإمام أحمد في كتاب «الزهد» تأليفه: كان أبو الجوزاء يواصل في(2/292)
الصوم بين سبعة أيام ثم يقبض على ذراع الشاب فيكاد يحطمها.
وفي قول المزي: قال البخاري في إسناده نظر ويختلفون فيه. نظر، لأن البخاري لم يقل هذا تضعيفاً له إذ لو كان كذلك لما ساغ له إخراج حديثه، لأنا لم نعهد منه تضعيفاً لمن يخرج حديثه، وإنما قال هذا لأجل السند الذي ذكره لأن فيه عمراً النكري وهو ضعيف، وكذا جعفر، بيانه أنه قال: ثنا مسدد، عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء قال: «أقمت مع ابن عباس وعائشة اثنتي عشرة سنة ليس في القرآن آية إلا سألتهما عنها».
قال أبو عبد الله: في إسناده نظر.
ويؤكد ما قلناه قول المزي عن البخاري - ولم أره في «تاريخه الكبير» -: يختلفون فيه - يعني - في الإسناد.
وقد كشف القناع في هذا أبو أحمد بن عدي بقوله: حدث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة، وأبو الجوزاء روى عن الصحابة وأرجو أنه لا بأس به، ولا يصحح روايته عنهم أنه سمع منهم، ويقول البخاري: في إسناده نظر، إنه لم يسمع مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما لا أنه ضعيف عنده، وأحاديثه مستقيمة مستغنية من أن أذكر منها شيئاً في هذا الموضع. انتهى.
فبهذا يتضح لك ما قلناه.
والله تعالى أعلم.(2/293)
ولما ذكره ابن حبان في «جلمة الثقات» قال: كان عابداً فاضلاً، وقال: عمرو النكري لم يكذب أبو الجوزاء قط [ق 141 / أ].
وفي تكنية المزي له بأبي عبد الله نظر، لأني لم أر له فيه سلفاً.
وقال خليفة بن خياط: قتل يوم الزاوية سنة اثنتين وثمانين.
وفي «كتاب المنتجالي»: قال أبو الجوزاء: ما لعنت شيئا قط، ولا أكلت ملعونا قط، ولا ماريت إنسانا قط.
قال المنتجالي: منه ابن الزبير.
وذكره ابن الجاورد.
وخرج مسلم حديثه عن عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير.
وقال ابن عبد البر في «التمهيد»: لم يسمع أبو الجوزاء من عائشة.
وقال في «لإنصاف»: يقولون: إن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من عائشة وحديثه عنها إرسال.
ولما رواه أبو بكر الفريابي في كتاب «الصلاة» تأليفه - مسند صحيح - قال: ثنا مزاحم بن سعيد، ثنا ابن المبارك، ثنا إبراهيم بن طهمان، ثنا بديل العقيلي عن أبي الجوزاء قال أرسلت رسولاً إلى عائشة ليسألها في شيء. انتهى.(2/294)
وفيه تأييد لما أوردناه قبل من عند البخاري، ولما يقوله ابن عبد البر - أيضا - والله تعالى أعلم.(2/295)
من اسمه أوسط وأوفى وأويس
613 - (بخ سي ق) أوسط بن إسماعيل بن أوسط، ويقال: أوسط بن عمرو البجلي.
ذكر أبو القاسم ابن عساكر في «تاريخ دمشق» قال أوسط: قدمنا المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام، وتولى إمرة حمص ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وتوفي سنة تسع وسبعين.
أنبأ أبو البركات، أنبأ ابن الطيوري، أنبأ الحسين بن جعفر، أنبأ الوليد بن بكر، أبنا علي بن أحمد، ثنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال: أوسط البجلي شامي تابعي ثقة.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وفي «كتاب الصريفيني» ومن خطه نقلت: كان له يوم قدم المدينة عشر سنين، وكان انتقاله إلى واسط وله ثلاث وثمانون سنة، لأن الحجاج بناها سنة ثلاث وثمانين.
وذكره الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في «معرفة الصحابة».(2/296)
614 - (ت) أوفى بن دلهم البصري العدوي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي في كتاب «الأحكام».
وذكره البستي في «جملة الثقات».
وذكر هو والبخاري في «التاريخ الكبير» أن قرة بن خالد روى عنه. فكأن صاحب «الكمال» أراد أن يكتب روى عنه فكتب روى عن قرة.
وزعم المزي أن قول صاحب «الكمال» روى عن قرة وهم، ولم يذكره هو في الرواة عنه، والله أعلم.
615 - أويس بن عامر، ويقال: أويس بن خُلَيْص.
قاله أبو داود.
وفي «كتاب المنتجالي»: الخليص، قال: وهو تابعي من خيار التابعين وعبادهم وعن الحازمي: أويس بن عامر بن جَزْء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عمرو بن عصوان بن قرن بن رَدْمان عن مراد واسمه بحاير.
قال المنتجيلي: وعن [ق 141 / ب] عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه قال: لما حضرته الوفاة - يعني أويساً -، ثنوا رجله فإذا كفن، وإذا موضع قبر محفور، قال عطاء: حدثني بهذا الرهط الذين كانوا معه.
وكناه الهيثم بن عدي في «تاريخه الصغير»: أبا عمرو.(2/297)
وقال ابن سعد: كان سيد التابعين هو ثقة وليس له حديث عن أحد.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: كان عابداً زاهداً، روى عن عمر بن الخطاب اختلفوا في موته، فمنهم من يزعم أنه قتل يوم صفين وفي رجال علي بن أبي طالب، ومنهم من زعم أنه مات بمكة على جبل أبي قبيس، ومنهم من زعم أنه مات بدمشق، وتحكى في موته قصص تشبه المعجزات التي رويت عنه، وقد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا.
ثنا عبد الله بن الحسين، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو نوح قراد سمعت شعبة يقول: سألت عمرو بن مرة وأبا إسحاق عن أويس القرني فلم يعرفاه.
وقال العجلي: كوفي تابعي من خيار التابعين وعبادهم ومن «تاريخ دمشق»: توفي بأرمينية بعمل بسجستان.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: أويس بن أنيس ومات في غزوة أذربيجان - يعني - أيام عمر. وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير التابعين بإحسان، ويدخل بشفاعته الجنة مثل ربيعة ومضر، ولو أقسم على الله تعالى لأبره».
وقال هرم بن حيان: كان آدم شديد الآدمة أشعر محلوق الرأس وفي رواية غيره: أشهل أصهب عريض ما بين المنكبين في كتفه اليسرى وضح يضرب بلحيته على صدره.
وأبنا سُليمان بن أبي شيخ، قال: كان أبو سعيد الراني يحلف بالله ما كان(2/298)
أويس قط. قال: وهذا عمرو بن مرة من مراد أنكر أويساً ولم يعرفه. روى عثمان بن عطاء عن أبيه عن رجل من قوم أويس، وعن أبيه عن أويس وأبو مكين عن امرأة رأت أويساً وعلقمة بن مرثد.
وفي كتاب «المتحابين» للموفق ابن قدامة: عن هرم بن حيان: كان أويساً لحيماً فخيماً، آدم شديد الآدمة، أشعر محلوق الرأس مهيب المنظر.
وفي «تاريخ دمشق»: أويس بن عامر بن مالك بن سعد بن عصوان بن قرن ويقال: أويس بن عمرو بن حمران بن عصوان، ويقال: أويس بن عامر بن الخليص ويقال: أويس بن عبد الله يكنى أبا عمرو، ويقال: أويس للكلبي بن عروة.
وفي «الجمهرة» للكلبي: أويس بن عمرو بن جَزْء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عمرو بن حمران بن قرن، وفي كتاب «الأبناء»: سعد بن عمرو بن حوران بن عصوان بن قرن، قال الرشاطي: كان أويس من المنقطعين في الزهد والعبادة.
قال ابن عساكر: وذكر أبو الشيخ الأصبهاني وفاته في سنة ست وعشرين، وعن الزهري: مات بأرض الجزيزة فانشقت الأرض عن مثل شهب فحفر مكان قبره. [ق 141 / ب].
روى عن عمر وعلي إن صحت الرواية عنه.
روى عنه: يسير بن عمرو وله صحبة وفرات بن حيان ووهب وابن المغيرة - والشعبي وعبد الرحمن ابن أبي ليلى وأبو عبد ربه الدمشقي الزاهد عبيد الله بن سليمان، وموسى بن يزيد.
وقال البخاري: في إسناده نظر فيما يرويه.
وقال ابن عدي: ليس لأويس من الرواية شيء إنما هي جوابات ونتف وأخبار في زهده، وقد شك قوم فيه إلا أن من شهرته في نفسه وشهرة أخباره(2/299)
لا يجوز أن يشك فيه، وليس له من الأحاديث إلا القليل، ولا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف بل هو صدوق ثقة مقدار ما يروى عنه، وقال: مالك ينكره يقول: لم يكن.
وقال الدارقطني: حديثه مشهور.
وقال عبد الغني بن سعيد: كان من خيار المسلمين وشهد مع علي صفين.
وقال ابن ماكولا: هو أحد الزهاد الثمانية الذي انتهى الزهد إليهم.
وقال حمزة بن ربيعة عن أصبغ بن زيد: أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومنعه من القدوم عليه بر أمه.
وقال يحيى بن محمد بن صاعد: أسانيد أحاديث أويس صحاح رواها الثقات عن الثقات.
قال ابن عباس: مكث عمر بن الخطاب يسأل عن أويس عشر سنين.
وقال يزيد بن أبي حصين: وكان يقرئ الناس القرآن في مسجد الكوفة، وكان رجلاً دميماً قصيراً آدما أثعل كث اللحية كريه المنظر ووجد به في صفين ما ينيف على أربعين جراحة بين طعنة وضربة ورمية.
وعن الهيثم بن عدي: أنه مات في أيام عمر.
وقال سليمان بن قيس العامري: رأيته صريعاً بصفين بين عمار وخزيمة.
وذكر أبو إسحاق الصريفيني الحافظ أن مسلماً خرج حديثه، ولم أر ذاك لغيره، والذي في مسلم - فيما أعلم - ذكره لا روايته، فينظر. والله أعلم.
قال العقيلي: روى حديثه صعصعة بن عامر، وهو كوفي مذكور في زهاد التابعين.(2/300)
من اسمه إياد وإياس
616 - (بخ م د ت س) إياد بن لقيط السدوسي.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه» وكذلك الحاكم أبو عبد الله وأبو علي الطوسي وفي كتاب «الأحكام».
وزعم البرديجي أنه في التابعين فرد، قال: وله عقب.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة، وابنه عبد الله، ثنا عنه أبو نعيم: كوفي ثقة، وكان عريف قومه.
[ق 142 / ب] وفي رواية إسحاق الكوسج عن يحيى بن معين: صالح.
617 - (بخ) إياس بن أبي تميمة فيروز.
قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغنا»: أبو مخلد بن أبي تميمة هو عندهم من ثقات شيوخ البصريين.
وذكره أبو حاتم في «جملة الثقات».(2/301)
618 - (د س) إياس بن الحارث بن معيقيب بن أبي فاطمة.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
ورأيت بخط الحافظ الصريفيني: قال أحمد بن علي الأصبهاني: له صحبة. والله أعلم.
619 - (س) إياس بن خليفة البكري حجازي.
ذكره ابن سعد في «الطبقة الثانية ضمن التابعين من أهل مكة» وقال: كان قليل الحديث.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال أبو جعفر العقيلي: مجهول، وفي حديثه وهم.
620 - (د) إياس بن دغفل الحارثي البصري.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
وفي «كتاب الآجري»: سئل أبو داود عن إياس بن دغفل؟ فقال: ثقة، وعن إياس بن تميم؟ فقال: ثقة، ثنا عنه مسلم، وإياس بن دغفل أقدم منه.(2/302)
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
621 - (د س ق) إياس بن أبي رَملة الشامي.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
622 - (ع) إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي المدني.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات» وخرج حديثه في «صحيحه».
ولما خرج الحاكم حديثه قال: اتفقا جميعاً على الحجة به عن أبيه.
623 - «(د عس ق) إياس بن عامر الغافقي المصري.
قال أحمد بن صالح العجلي: بصري تابعي لا بأس به.
وذكره ابن حبان في «جلمة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»: لما نزلت «فسبح باسم ربك العظيم» وقال: إياس بن عامر من ثقات المصريين.
وكذلك الحاكم أبو عبد الله، وقال: هذا حديث حجازي صحيح الإسناد، وقد اتفقا على الاحتجاج برواته غير إياس بن عامر وهو مستقيم الأمر.
وخرجه أيضا ابن خزيمة.(2/303)
ولما خرجه أبو داود بزيادة: «إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً».
قال: وهذه الزيادة يخاف أن لا تكون محفوظة.
624 - (د س ق) إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي سكن مكة، مختلف في صحبته.
قال ابن منده، وأبو عمر بن عبد البر: له صحبة.
وذكره في الصحابة من غير تردد [ق 143 / أ]- أيضا - أبو حاتم، وأبو زرعة، وعبد الباقي ابن قانع، وأبو عيسى الترمذي، والبرقي في «تاريخه»، ويعقوب بن سفيان وأبو القاسم البغوي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو سليمان بن زبر، وأبو منصور الباوردي، وأبو أحمد العسكري، وخليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»: والله تعالى أعلم.
ونسبه ابن منده مزنياً.(2/304)
625 - (4) إياس بن عبد المزني أبو الفرات.
فيما ذكره ابن منده.
وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلمه روى حديثاً مسنداً غير: «نهى عن بيع الماء»، ورُوي عنه حديث موقوفٌ، وهو جد عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرن المزني لأمه. قال سفيان: سألت عنه بالكوفة، فأخبرت أنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو عمر وأبو الفتح الأزدي في كتابه المسمى «بالمخزون»: تفرد عنه بالرواية أبو المنهال.
وزعم ابن الأثير أن الثلاثة - يعني أبا عمر، وابن منده، وأبا نعيم - ذكروه غير مضاف إلى اسم الله عزَّ وجلَّ، والذي ذكره الترمذي: عبد الله، كذا ذكره عن الترمذي بعض المصنفين من المتأخرين، والذي رأيت في كتاب «الصحابة» تأليفه، و «الجامع»: عَبْد، كما عند الجماعة الذين ألفوا(2/305)
كتب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فينظر، والله تعالى أعلم.
وفي الصحابة أيضا:
626 - إياس بن عَبدٍ أبو عبد الرحمن الفهري.
شهد حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره أبو منصور الباوردي في كتابه «معرفة الصحابة» وذكرناه للتمييز.
627 - (خت مق) إياس بن معاوية بن قرة المزني قاضي البصرة.
قال ابن حبان لما ذكره في «جملة» «الثقات»: يروي عن أنس، إن صح سماعه منه، وكان من دهاة الناس.
رأى ذلك البخاري وابن ماكولا فزعما أنه سمع منه.
توفي سنة إحدى وعشرين ومائة قاله ابن الأثير في «معرفة الصحابة».
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وقال الطبري في «المذيل»: روى إياس عن ابن عمر أنه سمع منه وهو يمشي مع أبيه في السُوق كلمة وهي: جهد البلاء كثرة العيال، [ق 143 / ب] مع قلة المال.
قال أبو جعفر: ولم يكن إياس بذاك.
وقال الجاحظ في كتاب «البيان والتبيين»: وجملة القول في إياس أنه كان من مفاخر مضر، ومن مقدمي القضاة، وكان فقيه البدن، دقيق المسلك في الفطن، وكان صادق الحسن نقاباً عجيب الفراسة مُلْهَمَاَ عفيف المطعم كريم المدخل، وجيهاً عند الخلفاء، مقدماً عند الأكفاء. وفي مزينة خيرٌ كثير.(2/306)
وقال في كتاب «الحيوان»: كان مذكورا بشدة العقل.
وذكر أبو العباس في كتاب «المفجَّعين» تأليفه: قال إياس يوماً لجلسائه: اعلموا أني لا أبلغ يوم النحر حتى أموت، رأيت كأني وأبي نركض فرسين فلم أسبقه ولم يسبقني، وليلة النحر أبلغ سن أبي فبات تلك الليلة فأصبح ميتاً بضيعة له يقال لها: عبدسا سنة ثنتين وعشرين، وسيأتي عن أمه - أيضا - كذلك.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: ولي قضاء البصرة من قبل عدي بن أرطاة، وقال ابن علية: كان فهماً، كان ابن عون يقول: كان بعضهم يقول: لو كان شريح هاهنا حمل له استنجاءه.
وعن أيوب قال: كنت أسمع عن إياس بقضاء يشبه قضاء شريح، فأخبرني إياس بعد ذلك قال: كنت أبعث خالدا الحذاء إلى ابن سيرين يسأله.
وعن هشيم لم يكن يخضب.
وعن داود، قال: قال إياس: من لا يعرف عيب نفسه فهو أحمق، فقيل له: ما عيبك؟ قال: كثرة الكلام.
ووقع بينه وبين عدي كلام، فخرج إلى عمر بن عبد العزيز يشكوه فولى عدي الحسن البصري، وكتب إلى عمر يقع في إياس ويمدح الحسن.
وقال المبرد: كان إياس أحد العقلاء الدهاة الفضلاء، ولما سأله عدي بن أرطاة أن يمدحه عند الخليفة، قال إياس: أعلى الكذب تريدني؟ والله ما سرني أني كذبت كذبة يغفرها الله لي ولا يطلع عليها إلا هذا - وأومأ إلى ابنه - ولي ما طلعت عليه الشمس.
وذكره الطبراني وأبو نعيم وأبو بكر في جملة «الصحابة».
628 - (عس) إياس بن نُذَيْر الضبي الكوفي.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «مستدركه».(2/307)
وذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال أبو عبد الله البخاري: من سمى أباه هذيلاً وهم.
وقال ابن خلفون في «كتاب الثقات» لما ذكره فيهم: نُذَيْر أشهر.(2/308)
من اسمه أيفع وأيمن
629 - (س) أَيْفَع.
قال البخاري أيفع عن ابن عمر في «الطهور»: منكر جداً.
كذا نقله عنه العقيلي، وأبو أحمد بن عدي، زاد العقيلي: روى عنه أبو حريز حديثاً لا يتابع عليه.
وقال أبو أحمد: وأيفع هذا يعز حديثه جدا عن ابن عمر وعن غيره انتهى.
الذي في «تاريخ البخاري»: حدثني محمد بن مهران، ثنا معتمر قال: قرأت على فضيل بن ميسرة عن أبي حريز عن عبد الله بن عمر، فذكر حديث «عاد امرأة من خثعم»، وقال: وعن أيفع أو أيمع عن ابن عمر: لا أبالي أعانني رجل على طهوري أو ركوعي.
وهذا منكر، لأن مجاهداً وعباية قالا: وضينا ابن عمر وكذا نقله عنهما أبو محمد بن الجارود ذكره في كتاب «الضعفاء» تأليفه.
فهذا كما ترى ليس فيه ما قالاه، ولا ما قاله المزي.
قال البخاري: منكر الحديث، ولم يذكره في كتاب «الضعفاء» جملة، فينظر، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».(2/309)
630 - (س) أيمن بن ثابت أبو ثابت مولى بني ثعلبة.
قال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: روى عنه الربيع بن عبد الله. أبنا أبو يعلى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن زكريا، عن أبي يعفور عن أيمن قال سمعت يعلى بن مرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من أخذ أرضا بغير حقها كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر».
وقال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود أبو ثابت أيمن بن ثابت؟ قال: لا بأس به.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: روى عنه أبو عبد الله إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، وهو ثقة، قاله يحيى بن معين.
631 - (ت) أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي أبو عطية الشامي.
مختلف في صحبته. ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا محمد بن يزيد، ثنا أبو بكر بن عياش ثنا شيخ من بني أسد قال: سمعت أيمن بن خريم يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيمن إن قومك أسرع العرب هلاكاً».
قال ابن قانع في معجم «الصحابة»، وأبو سليمان بن زبر.
وقال خُشيش بن أصرم النسائي في كتاب «الاستقامة» تأليفه: ثنا الحسن بني بلال، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول عن الشعبي أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: ابن خريم أو خريم قال:
ولست مقاتلاً رجلاً يصلي ... على سلطان آخر من قريش
وفي كتاب «الورقات» للصولي: أيمن بن خريم كان يسمى خليل الخلفاء لإعجابهم به بحسن حديثه وعلمه وفصاحته.(2/310)
وقال أبو عمر بن عبد البر: أسلم يوم الفتح وهو غلام يفاع مع أبيه، [ق 144 / ب] وقال أبو الحسن الدارقطني: روى أيمن عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو منصور الباوردي في كتاب «الصحابة»: له صحبة ورواية.
وقال أبو أحمد العسكري في كتاب «معرفة الصحابة»: له رؤية، روى عنه المعرور بن سويد والربيع بن عميلة وحبيب بن نعمان.
وذكره ابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير» في جملة الصحابة ولم يتردد، وكذا الطبراني وأبو القاسم البغوي.
وقال أبو القاسم بن عساكر في «تاريخه»: له صحبة.
وفي قول المزي: قال أبو عبيد الله المرزباني في «طبقات الشعراء»: كان أبرص، ولأبيه صحبة، وقيل: إن لأيمن أيضا صحبة، وله مع عمر خبر ورثا عثمان، نظر، لأن المرزباني ليس له كتاب اسمه «طبقات الشعراء» فيما أعلم، إنما له كتاب «معجم الشعراء» في خمسة أسفار ذكر فيه الجاهليين والإسلاميين والمحدثين والمخضرمين وهذا هو الذي ذكر فيه الكلام الذي نقله المزي، ولم ير الكتاب، وإنما نقله فيما أظن من «تاريخ دمشق»، وابن عساكر لم يقل في كتاب «الطبقات» إنما قال: وقال المرزباني، فذكره. وأراد المزي أن يعلم قارئ كتابه أنه لم ينقله من كتاب ابن عساكر إنما نقله من كتاب آخر، وفي الذهن أن الشعراء يذكرون على الطبقات، فتوهم أن المرزباني له كتاب «طبقات الشعراء» كابن سلام، وابن قتيبة، ودعبل بن علي الخزاعي، والشريف الموسوي، وأبي علي المصري، وهشام الكلبي، وأبي عبد الله الأزدي صاحب كتاب الترقيص، وأبي محمد اليزيدي، وغيرهم، فحَداه ذلك على الوهم.(2/311)
وللمرزباني كتاب آخر سماه «الكامل» هو عندي في ستة أسفار كبار ذكر فيه آلات الكتابة.
وكتاب آخر سماه «المستنير» في نحو من ثلاثين سفراً عندي منه أسفار ذكر فيه الشعراء المولدين.
وكتاب سماه «المنحرفين من الشعراء عن أمير المؤمنين» في سفرين هما عندي، عليهما خطه.
وكتاب «طبقات المعتزلة» في سفرين عندي بعضهما.
وكتاب سماه «الغاية في آلات الحرب» رأيت منه قديماً مجلة ثالثة هي آخر الكتاب، والله أعلم.
ويزيد ذلك وضوحاً أن محمد بن إسحاق لم يذكر في الفهرست تصنيفاً له في الشعراء اسمه «الطبقات» فمن عرفه فليفده، والله تعالى أعلم.
[ق 145 / أ].
632 - (خ ت س ق) أيمن بن نابل أبو عمران الحَبشي نزيل عسقلان.
قال المزي: روى له البخاري متابعة، لأن الحاكم لما خرج حديثه في «مستدركه» في «صفة الصلاة»، قال: خرج البخاري لأيمن محتجاً به.
وكذا ألفيته فيه في كتاب «الجامع» للبخاري، في أول «كتاب الحج»، في باب الحج على الرحل: ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا أيمن بن نابل، ثنا القاسم بن محمد عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله اعتمرتم ولم أعتمر فقال: يا عبد الرحمن اذهب بأختك فأعمرها من التنعيم».
وروى الإسماعيلي في مستخرجه.(2/312)
وقال أبو الوليد الباجي: أخرج البخاري في الحج عن أبي عاصم عنه عن القاسم بن محمد، ووثقه يحيى، وغمزه غيره لحديثه عن أبي الزبير في التشهد «بسم الله وبالله».
وقال ابن خلفون: أيمن بن نابل أخرج له البخاري وهو ثقة قاله ابن وضاح.
ولما خرج الترمذي حديثه: عن قدامة «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار ليس ضرب ولا طرد».
قال هذا حديث حسن صحيح، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه، وهو حديث أيمن بن نابل وهو ثقة عند أهل الحديث.
وبنحوه ذكره أبو علي الطوسي في كتاب «الأحكام».
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي رواية حمزة عن النسائي: لم يقل في التشهد «بسم الله» إلا أيمن.
وقال أبو القاسم بن عساكر: رأيت بخط النسائي: لا نعلم أحداً تابع أيمن على هذا الحديث وهو خطأ.
وقال البغوي وأبو إسحاق ذكر التسمية غير صحيح عند المحدثين.
وقال الترمذي والطوسي: حديث أيمن - يعني - هذا غير محفوظ.
انتهى كلامهم، وفيه نظر، لما ذكرناه في «الأعلام» من أن أيمن توبع على التشهد.(2/313)
وذكره أبو نصر الكلاباذي في «باب الذين خرج حديثهم البخاري في «الأصول».
وقال العجلي: ثقة.
وقال ابن حبان: كان يخطئ وينفرد بما لا يتابع عليه، والذي عندي تنكب حديثه عن الاحتجاج إلا ما وافق الثقات. أولى من الاحتجاج به، وكان يخلط ويحدث على التوهم والحسبان.
وفي تفريق المزي بين:
633 - (خ ص) أيمن الحبشي والد عبد الواحد مولى عبد الله بن أبي عمرو، وقيل مولى ابن أبي عمرة. روى عن: عائشة وجابر وسعد بن أبي وقاص.
روى عنه: ابنه عبد الواحد. وبين:
634 - (س) أيمن مولى الزبير، وقيل مولى ابن الزبير. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يقطع السارق إلا في ثمن المجن.
وروى عن تُبيع. روى عنه عطاء ومجاهد.
نظر، لما ذكره أبو حاتم ابن حبان البستي في كتاب «الثقات» أيمن بن عُبيد الحبشي مولى لآل ابن أبي عمرو المخزومي، من أهل مكة روى عن عائشة، روى عنه عطاء ومجاهد وابنه عبد الواحد، وهو الذي يقال له أيمن ابن أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم نسب إلى أمه، وكان أخا أسامة بن زيد لأمه، ومن زعم أنه له صحبة فقد وهم. حديثه في القطع مرسل.(2/314)
وقال ابن أبي [ق 145 / ب] حاتم: أيمن الحبشي مولى ابن أبي عمرو روى عن عائشة وجابر وتبيع، روى عنه: مجاهد وعطاء وابنه عبد الواحد سُئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة.
وقال البخاري: أيمن الحبشي من أهل مكة مولى ابن أبي عمرو المكي سمع عائشة.
ثنا موسى نا أبو عوانة وتابعه شيبان عن منصور، عن الحكم، عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي قال: «يقطع السارق» مرسل وهو أصح. روى عنه ابنه عبد الواحد.
وينظر في قول المزي: روى عن سعد بن أبي وقاص. فإني لم أره عند أحد غيره.(2/315)
من اسمه أيوب
635 - أيوب بن بشير بن سعد بن النعمان بن أكال أبو سليمان المدني، المُعاوي.
قال الآجري: قلت لأبي داود: أيوب بن بشير حدث عنه الزهري؟(2/317)
فقال: هذا ابن النعمان بن أكال، وهو ثقة.
وقال البخاري في التاريخ: ويقال: العجلي، ولا يصح.
وذكره ابن حبان في جملة «الثقات» وقال: مات سنة تسع عشرة ومائة وله(2/318)
خمس وسبعون سنة، وكان مولده سنة أربع وأربعين، وربما روى عن سعيد الأعشي عن أبي سعيد.
وذكر في «صحيحه» [حديث أبي سعيد] عن السختياني ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن سهيل عن أيوب عن أبي سعيد: «لا يكون لأحد ثلاث بنات».
وذكره مسلم في «الطبقة الأولى» من المدنيين.
وفي قول المزي: ولهم شيخ آخر يقال له:
636 - أيوب بن بشير الأنصاري.
يروي عن: فضيل بن طلحة. حكاه ابن ماكولا عن البخاري ذكرناه للتمييز، نظر، من حيث إن العادة لا يميز بين الشخصين إلا بعد تساوي الطبقة، ولا مساواة هنا، لأن الأول تابعي كبير، وهذا ليس قريباً منه ولا من طبقته بل ولا شيخه، ثم إن المزي نزل هنا نزولاً كثيراً ليحسن الظن به في أنه ينقل عن الإنسان بواسطة وبغير واسطة، ولم نعهده كذلك إنما عهدناه يذكر كلام البخاري وغيره ولا يعزوه لهم غالباً، وهذا دليل على أنه لم ير تاريخاً(2/319)
للبخاري حالة وضعه هذا المصنف، كما نبهنا عليه في غير موضع من هذا الكتاب.
وفي تخصيصه بأن البخاري ذكره، نظر، من حيث إن ابن أبي حاتم ذكره، وقال عن أبيه: مجهول.
وذكر في كتاب «ما وهم فيه البخاري» أن البخاري نسبه مصرياً يعني بالمين وهو بصري، قال أبو حاتم وأبو زرعة.
637 - أيوب بن بشير العجلي الشامي يروي عن شفي.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال الحربي في كتاب «التاريخ» ومن روي عنه الحديث ممن يقال له: أيوب أكثر من تسعين رجلاً.
638 - أيوب بن بشير بن كعب العدوي البصري.
قال المنتجالي: قال الفلاس: هو من الأوس، ويكنى أبا سليمان، ومات سنة تسع عشرة ومائة، وله خمس وسبعون سنة، وكان الحجاج يكتب إلى الوليد: أن بايع ويحضه على سليمان، فإنما الناس عندي وعندك، وكان الحجاج إذا استبطأ أهل فلسطين في الخروج إليه في البعث كتب كتاباً يقرأ عليهم، وفيه: وكيف لا يبطئ أهل فلسطين وأميرهم سليمان - يعني ابن عبد الملك - وبأرضهم أيوب بن بشير، وكان أيوب هذا هرب من الحجاج، ودخل أيوب على سليمان إذ كان على فلسطين يعزيه بابنه أيوب، فقال: آجرك الله أيها الأمير في الباقي، وبارك لك في الماضي. انتهى(2/320)
المعروف أن ابنه أيوب مات زمن الخلافة، حتى إن ابن حزم ذكر أنه قتله لأنه كان يتهمه بطلب الخلافة. رجع.
ولما كان أيام الطاعون الجارف حفر أيوب بن بشير لنفسه قبراً، وقرأ فيه القرآن، فلما مات دفن فيه.
ولما ذكره ابن حبان في جملة «الثقات» قال: ولد سنة أربع وأربعين.
639 - (ع) أيوب بن أبي تميمة كيسان.
رأيت بخط علي بن جعفر القطاع الإمام اللغوي مجوداً في كتاب «الأبنية»: وقد أُولعت العامة بقولهم: أيوب السختياني وهو خطأ والصواب السختني نسبة إلى سختن قبيلة باليمن. انتهى كلامه.
وكأنه والله أعلم تبع أبا هلال العسكري، فإنه قال في كتابه المسمى «الفصيح الثاني»: وفلان السختني منسوب إلى قبيلة من اليمن أو بلد.
ولم يضبطه باللفظ فرأى ابن القطاع ذلك في ورقة البلد، وأفهم النسبة لأيوب، وكأنه والله أعلم تصحف عليه السحتني بحاء مهملة، وهي قبيلة من قيس كذا قاله الرشاطي، وأنكر كلام ابن دريد وغيره حيث جعلوها من اليمن.
وأما الذي ذكره فلا أعلم له فيه سلفاً، ولم أجد في الكتب ما يُشبه ما قاله، إلا ما ذكرناه قبل، وسيأتي ما يوضح أنه منسوب إلى السختيان. والله تعالى أعلم.
وفي «تاريخ الدولابي»: ولد سنة ست ويقال: سنة سبع وستين.
وفي «تاريخ الرقة» روى عن عمرو بن شعيب وروى عنه زميل بن علي مولى بني عقيل.
وفي «العقد»: سأله شعبة عن حديث، فقال: أشك فيه.
فقال له شعبة: شكك(2/321)
أحب إلي من يقيني، وقال أيوب: إن من أصحابي من أرجو أن له دعاية ولا أقبل حديثه وذكر الطرطوسي في «فوائده المنتخبة»: أنه مولى لعذرة.
وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: كان أحد أئمة الجماعة في الحديث والأمانة والاستقامة، ومن عباد العلماء وحفاظهم وخيارهم.
وقال أبو القاسم الجوهري في كتابه «سند حديث مالك بن أنس»: كان من عباد الناس وخيارهم وأشدهم تثبتاً.
وذكر أبو عمر: عن شعبة: كان أيوب سيد المسلمين.
وفي رواية أبي جعفر البغدادي: قلت لابن معين من أثبت عندك وأكبر أيوب أو ابن عون؟ قال: أيوب عندهم أعلى وابن عون ثقة، فيما روى عنه، وإني رأيت أهل النظر يقدمون أيوب.
وعن يحيى بن سعيد قال: كنا عند مالك فحدثنا عن أيوب، قال: فانبرى إليه المخزومي فقاله له: يا أبا عبد الله تخطيت من دار الهجرة إلى غيرها.
فقال: أما إنكم لو رأيتم أيوب لعلمتم أنه يستحق أن يروى عنه، كان أيوب من العالمين العاملين الخاشعين.
وروى الحسن بن علي عن أبي أسامة قال: قال مالك: ما حدثتكم عن رجل إلا وأيوب أفضل منه.
وقال ابن أبي أويس: سئل مالك متى سمعت من أيوب؟ فقال: حج حجتين فكنت أرمقه، ولا أسمع منه غير أنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يبكي حتى أرحمه.
وذكر موسى بن هارون أنه سمع العباس بن الوليد يقول: ما كان في زمن هؤلاء الأربعة مثلهم: أيوب وابن عون ويونس والتيمي.(2/322)
وقال ابن قتيبة عن الأصمعي: أفقههم أيوب.
وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي: سمعت ابن المديني يقول: أربعة من أهل الأمصار يسكن القلب إليهم في الحديث: يحيى بن سعيد، وعمرو بن دينار، وأيوب، ومنصور بن المعتمر.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال هشام بن عروة: ما رأيت بالبصرة مثل ذاك السختياني.
وفي لفظ: ما رأيت أعجمياً أفضل من أيوب.
قال حماد: وكان ابن عون يحدثني بالحديث فأقول له: يا أبا عون أيوب يحدث بخلافه، فيدع ذاك الحديث، ويقول: كان أيوب أعلمنا.
وقال حماد يوماً: ثنا أيوب الذي كان يبيع الأدم في السوق المأمون على ما يغيب.
قال شعبة: لم أر قط مثل: أيوب ويونس وابن عون.
وقال أبو عوانة: رأيت الناس فلم أر مثل: أيوب ويونس وابن عون.
وقال علي: سألت يحيي بن سعيد: من أثبت أصحاب نافع؟ قال: أيوب، وعبيد الله، ومالك، وفي كتاب «الطبقات لابن سعد»: أيوب مولى تميم.
وكناه ابن الحذاء أبا عثمان.
ولما ذكره ابن حبان في جملة «الثقات» قال: قيل: إنه سمع من أنس ولا يصح ذلك عندي، وكان من سادات أهل البصرة فقهاً وفضلاً وروعاً، وكان يحلق رأسه كل سنة مرة فإذا طال عليه فرقه، مات سنة إحدى أو اثنتين(2/323)
وثلاثين يوم الجمعة في شهر رمضان.
وقال الحاكم أبو عبد الله: سمعت أبا عبد الله الحافظ، سمعت أحمد بن سلمة، سمعت محمد بن يحيى يقول: أصحاب نافع ثلاثة: أيوب، وعبيد الله، ومالك، قال: وسمعت عمرو بن محمد، سمعت الحسين بن الفضيل، سمعت عفان بن مسلم يقول: كان حماد بن سلمة لا يقدم أحدا على أيوب.
وزعم ابن الأثير وابن أبي أحد عشر في كتاب «الجمع بين الصحيحين» أنه توفي سنة ثلاثين ومائة، قال ابن الأثير: ويقال: سنة تسع وعشرين.
وفي «كتاب المنتجيلي» قال حماد بن زيد: كان قميص أيوب يَشم الأرض، هروي جيد، وطيلسانه كردي وله رداء عدني ونعل مخمصره حمراء وقلنسوة تركية، وله شعر وارد، وشارب واف، لو استسقاكم على السُنَّة شربة ماء ما سقيتموه.
وكان مولى عمار وعمار مولى عنزة فهو مولى مولى، وكان كثير شحم البطن. قال: وقال ابن مهدي: أيوب حجة أهل البصرة، وقال شعبة: ما حدثتكم عن أحد ممن تعرفون وممن لا تعرفون إلا وأيوب ويونس وابن عون خير منهم، وكان أيوب يفتح دكانه ويبسط بساطه ويقول: ما أبالي رزقت أم أرزق فقد تعرضت للرزق.
وقال حميد المجند: مات عمي فدعوت أيوب يغسله فكشف الثوب عن وجهه ليقبله - وكانت عادته - فلما رآه ولى، فسألته فقال: إن عمك رأيته يمشي مع مبتدع.
وكان يحج ويعتمر في كل سنة، وكان يقول: ليزيدني حُبا لشهود الموسم، وحضوره أن ألقى إخواني، وكان يقول: ذكرت وما أحب أن أذكر وقال شعبة: ربما ذهبت مع أيوب في الحاجة فأريد أن أمشي معه فلا يدعني ويخرج فيمشي ها هنا وها هنا لئلا ينظر له.(2/324)
وكان يقول: ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعاً لله.
وقال ابن عون: كان محمد بن سيرين يقول لأيوب: ألا تزوج؟ ألا تزوج؟ فشكى أيوب ذلك إلي فقال: إذا تزوجت فمن أين أنفق؟ فذكر ذلك لمحمد فقال: يرزقه الله تعالى.
قال: فتزوج فرأيته بعد ذلك وفي سُفرته الدجاج.
وبكى أيوب مرة فأمسك بأنفه، وقال: هذه الزكمة ربما عرضت، وبكى مرة أخرى فاستبان بكاؤه، فقال: إن الشيخ إذا كبر مج.
وقال حماد: كان الوليد بن يزيد قد جالس أيوب بمكة قبل الخلافة، فلما استخلف جعل أيوب يقول في دعائه: اللهم أنسه ذكري. قال ابن مهدي: هذا دعاء العقلاء.
وقال حماد: أيوب عندي أفضل من جالسته وأشدهم اتباعاً للسنة.
وقال سفيان بن عيينة: سمعت أيوب يقول: أجرأ الناس على الفتيا أقلهم علما باختلاف العلماء، وأكف الناس عن الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء.
وقال حماد: كان يبلغ أيوب بموت الرجل من أهل الحديث فيرى ذلك فيه، ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه.
وقال الجريري: قال لي أيوب: إني أخاف ألا تكون المعرفة أبقت لي عند الله حسنة، إني أمر بالمجلس فأسلم عليهم وما أرى أن أحد منهم يعرفني، فيردون علي ويسألوني مسألة كأن كلهم قد عرفني، وكان تزوج امرأة اسمها: أم نافع، وكان إذا أتى ابن سيرين يقول:
إذا سرت ميلاً أو تغيبت ساعة ... دعتني دواعي الحب من أم نافع
وقال علي بن عبد الله البصري: دعا أيوب ابن عون وأصحابه إلى طعام فجاءت الخادم بقدر تحملها وفي البيت بنية لأيوب تدب قال: فعثرت الجارية فسقطت القدر من يدها على الصبية فماتت، قال: فوثبوا إليها قال: فجعل أيوب يسكنهم عنها، ويقول: إنها لم تتعمدها طالما رأيتها تقبلها.
وفي كتاب «سير السلف»: قال عبد الواحد بن زيد: كنت مع أيوب على حراء(2/325)
فعطشت جداً فلما رأى ذلك في وجهي قال: أتستر علي؟ فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حياً، فغمز برجله الجبل فنبع الماء فشربت وحملت معي من الماء، ولما صرت به مات.
وفي «كتاب ابن أبي خيثمة» قال أبو سُليمان النميري: رأيت سالم بن عبد الله يسأل عن منازل البصريين هل قدم أيوب؟ فلما رآه أيوب جمح إليه فعانقه، قال: وعجل بضمه إليه قال: وإذا رجل حسن عليه ثياب حسنة فقلت: من هذا؟ قالوا: سالم بن عبد الله بن عمر.
وسئل إسماعيل ابن علية عن حفاظ البصرة فذكر أيوب وابن عون والتيمي والدستوائي وسليمان بن المغيرة، وفي «تاريخ البخاري»: لحن أيوب عند قتادة فقال: استغفر الله. قال أبو عبد الله: ويقال: هو مولى طهية ومواليه أحلاف بني الحريش.
وقال الباجي عن: قال فيه هشام بن عروة: هو أيوب بن ميسرة، وكان أبوه من سبي سجستان.
وقال الدارقطني: هو من الحفاظ الأثبات.
وقال نافع: اشترى لي هذا الطيلسان خير مشرقي رأيته أيوب.
قال ابن أبي خيثمة: قال حماد: كان أيوب يطلب العلم إلى أن مات، وسمعته يقول: وددت أفلت من هذا العلم كافاً لا لي ولا علي. قال حماد: ما أخاف على أيوب وابن عون إلا في الحديث.
وقال العجلي: أهل البصرة يفتخرون بأربعة: أيوب، وابن عون، وسليمان التيمي، ويونس بن عبيد.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يحدث عن أيوب عن هارون بن رئاب عن(2/326)
زيد بن سويد الرقاشي عن سعيد بن المسيب فقال: هؤلاء عيون الدنيا، وفي موضع: قيل لأبي داود: سمع أيوب من عطاء بن يسار؟ قال: لا.
وفي كتاب «القران» لأبي الشيخ: روى عن جرير بن حازم، وعن هشام بن حسان، وابن عجلان، وصخر بن جويرية، وعبد الله بن عون، ومعمر بن راشد، ومحمد بن جابر اليمامي، وقيس بن الربيع، وشعبة بن الحجاج.
قال ابن أبي خيثمة: وقال عبد الوهاب الثقفي: ما رأيت مثل أيوب، وكان كوسجاً، وكان ابن سيرين ربما يمازحه فيقول له: يا مردقش.
وقال سفيان: ثنا أيوب، قال: ثنا عكرمة أول ما جاء، ثم قال: يُحسن حَسنكم مثل هذا.
وقال أيوب: لأن يُسر الرجل زهده خيرٌ له من أن يظهره.
وفي «تاريخ القراب»: مات في رمضان سنة إحدى، عن عارم: مات قبل ابن عون بعشرين سنة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: أيوب بصري، سيد من ساداتهم.
ولما ذكره ابن شاهين، قال: قال مالك: ما بالعراق أحدٌ أقدمه على أيوب في محمد بن سيرين، هذا في زمانه وهذا في زمانه. والله تعالى أعلم.
وذكر ابن النعمان في كتابه «مصباح الظلام» أنه قال: من أحب أبا بكر فقد أقام الدين ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استضاء بنور الله، ومن أحب علياً فقد أخذ بالعروة الوثقى، ومن أحسن الثناء على الصحابة فقد برئ من النفاق، ومن انتقص أحداً منهم فهو مبتدع مخالف للسنة والسلف الصالح، وأخاف أن لا يصعد له عمل إلى السماء. نحبهم جميعا، على هذا يخرج الشطت خرج السلف، وبذلك اقتدى العلماء خلفاً بعد خلف.(2/327)
وفي كتاب «اللطائف» لأبي يوسف المدائني: مات أيوب في الطاعون الذي لم يصب البصرة بعده طاعون، وكان ذلك اليوم يعني يوم مات أيوب ما بين السبعة آلاف إلى الثمانية وكان بدؤه في شعبان واخترق شهر رمضان وأبلغ في شهر شوال.
وفي «طبقات الفقهاء» لمحمد بن جرير: كان عالماً فاضلاً ديناً، واختلف في ولائه فقال بعضهم: كان مولى لعنزة، وقيل: كان مولى لتميم، وقال بعضهم: للمحرر بن كعب، ولم يوقف على من له ولاؤه، وكان أبوه من سبي سجستان.
640 - (بخ) أيوب بن ثابت المكي.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وذكره أبو حاتم البستي في جملة الثقات».
641 - (زد ت) أيوب بن جابر بن سيار اليمامي الكوفي.
قال البخاري في «التاريخ الأوسط»: هو أوثق من أخيه محمد.
وذكره أبو العرب القيرواني، وأبو حفص بن شاهين في «جملة الضعفاء» وزاد: لم يحمده يحيى ولا غير يحيى.
وقال أبو محمد بن الجارود: ليس بشيء ولا أخوه محمد بن جابر.
وقال السمعاني: كان كثير الخطأ لا يحتج به. قال ابن حبان: يخطئ حتى(2/328)
خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة وهمه ولما ذكره يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم قال: ضعيف.
642 - (ت كن) أيوب بن حبيب المدني مولى سعد بن أبي وقاص.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه». وكذلك أبو عبد الله الحاكم.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «التمهيد»: وقد قيل: إنه أيوب بن حبيب بن علقمة بن الأعور بن ربيعة من بني جمح، وكان من ثقات المدنيين.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: روى عنه عباد بن إسحاق، ومات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وصحح الترمذي والطوسي حديثه مرفوعاً: «أبن القدح عن فيك ثم تنفس».
643 - (م ت س) أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري، المدني. نزيل برقة.
كذا ذكره المزي ولم يبين أيُّ برقة هي، والذي ذكره ابن خلفون أنها برقة البلدة التي في إفريقية والإسكندرية لا برقة التي هي من قرى قم، ولا برقة(2/329)
القرية التي بصعيد مصر.
وخرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي الطوسي.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات» وقال: روى عنه سعد بن سعيد، قال: ومن قال أيوب بن صفوان نسبه إلى جده.
وقال أبو عبد الله البخاري: هو أخو صفوان، وفي «رافع الارتياب» للخطيب: وهو أيوب بن أبي خالد.
وفي ذكر المزي:
644 - أيوب بن خالد الجهني. الراوي عن الأوزاعي.
للتمييز بين المتقدم الراوي عن الصحابة وبين هذا نظر، لأنه ليس في طبقته ولا يقاربها، وإن كان يذكر من كان خارجاً عن طبقة الشخص إما أعلى أو أنزل، فنحن أيضاً نذكر مثله، ولا عيب علينا في ذلك مع عرفاننا بأنه لا يصلح، والجهني هذا المميز به ذكره أبو عروبة الحراني في كتاب «طبقات أهل حران» تأليفه وقال: ولي بريد بيروت فسمع هناك من الأوزاعي فأتى بأحاديث مناكير.
وقال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي: ثنا المطرز ثنا إبراهيم بن هانئ ثنا أيوب بن خالد أبو عثمان الحراني وكان ثقة. فذكر حديثا في «معجمه» وغيره.
وكناه العلامة أبو الثناء حماد بن هبة الله في «تاريخ حران»: أبا عبد الرحمن وقال: لا يتابع.(2/330)
وقال أبو أحمد بن عدي، الذي نقل المزي بعض كلامه وأغفل بعضاً وكأنه لم ينقله من عنده بل قلد غيره، قال: ولأيوب غير ما ذكرت في أخباره قل ما يتبعه عليه أحد.
ولهم شيخ آخر يقال:
645 - أيوب بن خالد الهمداني عم علي بن ميسرة الرازي.
ذكره ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل»، وذكرناه للتمييز بينهم.
وفي قول المزي: وفرق أبو زرعة وأبو حاتم بين:
646 - أيوب بن خالد بن أبي أيوب يروي عن أبيه عن جده، روى عنه الوليد بن أبي الوليد وبين:
647 - أيوب بن خالد بن صفوان - يعني الذي روى له من عند مسلم: «خلق الله التربة يوم السبت».
قال: وجعلهما ابن يونس واحداً. نظر، من حيث إن ابن يونس ليس هو يأبى عُذره هذا القول، قد قاله قبله أبو عبد الله البخاري في «تاريخه الكبير»، ذكر ترجمة أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اكتسبت الخطيئة توضأ فأحسن وضوءك» الحديث. قال: وروى إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد الأنصاري عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم «خلق الله التربة يوم السبت» وقال بعضهم: أبو هريرة عن كعب وهو أصح، وحدثنيه يحيى بن سليمان عن ابن وهب أخبرني حيوة عن الوليد بن أبي الوليد أن أيوب حدثه،(2/331)
يعني حديث الخِلقة.
فهذا - كما ترى -: البخاري جمع بينهما فعذر ابن يونس واضح لاقتدائه بالبخاري وإن كنا نحاجج البخاري في ذلك، والله أعلم.
648 - (خ د ت س) أيوب بن سليمان بن بلال التيمي أبو يحيى المدني.
قال أبو عبد الله الحاكم: قلت له- يعني للدارقطني-: فأيوب بن سليمان بن بلال؟ قال: ليس به بأس، إنما هي صحيفة عنده، ومسلم لم يُدْركه، ولم يذكر عن رجل عنه.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: ثقة.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: ثقة كذا ألفيته في كتاب [ .... ] أيوب بن سليمان القارئ: دمشقي ثقة. فالله أعلم.
وقال أبو الفتح الأزدي: يحدث بأحاديث لا يتابع عليها.
وقال ابن خلفون في كتابه «المعلم»: يكني أبا إسحاق.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري سبعة أحاديث.
وقال الخطيب في كتاب «الرواة عن مالك»: أيوب بن سليمان سكن مصر،(2/332)
وكان أعور، ولم يذكر غيره.
وأظنه غيره، لأني رأيت الدارقطني نسبه - بنسخة الرواة عن مالك - خزاعياً.
وفي «تاريخ الغرباء» لابن يونس: كان عالماً بالفرائض والحساب، وكتاباه في «الفرائض» أصل من الأصول في «الفرائض»، وكان ثقة والله تعالى أعلم.
وقال أبو الوليد الباجي في كتاب «الجرح والتعديل: صالح لا بأس به.
وقال الساجي: له أحاديث لم يتابع عليها.
ولهم شيخ آخر يقال له:
649 - أيوب بن سلمان.
يروي عن: أنس بن مالك.
روى عنه: محمد بن حمير.
650 - وأيوب بن سليمان بن ميناء.
روى عنه: نافع، والعمري.
ذكرهما ابن حبان في جملة «الثقات».
651 - أيوب بن سيمان، أبو سليمان، المكتب، الأزدي البصري.
قال أبو حاتم الرازي: أدركته ولم أكتب عنه.(2/333)
652 - وأيوب بن سليمان بن أبي حجر، الأيلي.
قال أبو حاتم: الأحاديث التي رواها صحاح، روى عن يونس بن يحيى بن سلمة، وأيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، روى عن أبيه وعن إسحاق بن يحيى بن طلحة، ذكرهم ابن أبي حاتم.
653 - وأيوب بن سليمان، الصَّغْدي البغدادي، يكنى أبا علي.
روى عن: آدم بن إياس.
قال مسلمة الأندلسي: أنبأ عنه ابن الأعرب.
654 - وأيوب بن سليمان الصَنعاني.
روى أحمد في «مسنده» عن النعمان بن الزبير عنه عطاء الخراساني. وفي نسخة: سلمان.
655 - وأيوب بن سليمان الجزري.
روى عن: ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
روى عنه: عمرو بن خالد الحراني، في كتاب «المستدرك» للحاكم.
656 - وأيوب بن سليمان من أهل البلخ ابن أبي رباح.
ذكره ابن سعيد الرقي في «تاريخه» ذكرناهم للتمييز.
[ق 150 / ب].(2/334)
657 - (د ت ق) أيوب بن سُوَيْد الرَمْلي السَيْباني.
قال ابن قانع: مات سنة إحدى ومائتين وهو ضعيف.
وقال الخليلي في كتاب «الإرشاد»: صالح الحديث قديم الموت روى عنه الكبار لم يرضوا حفظه، وهو غير متفق عليه، وهو آخر من روى عن الليث ابن سعد.
ولما خرج الحاكم حديثه في «المستدرك» قال: أيوب ممن لم يحتج به، إلا أنه من جلة مشايخ الشام.
وفي «كتاب ابن الجارود»: ليس بشيء كان يسرق الأحاديث.
وقال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في كتاب «المستخرج» في «كتاب البيوع»: فيه نظر.
ولكنه ليس في حال عبد الله كاتب الليث بن سعد.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال الساجي: ضعيف نزل مصر.
ولما ذكره أبو جعفر العقيلي في كتاب «الجرح والتعديل» قال: قال ابن المبارك: ارم به.
وذكره أبو حفص ابن شاهين، وأبو العرب في جملة «الضعفاء».
وقال مسلمة بن قاسم: روى عنه ابن وضاح وهو ثقة.
وقال الآجري: سألت أبا داود يعني عنه؟ فقال: ضعيف.
وقال ابن يونس في «تاريخ الغرباء»: تكلموا فيه.
وقال الجوزجاني: واهي الحديث وهو بَعدُ متماسك.(2/335)
وقال ابن معين: كان يقلب حديث ابن المبارك، وفي رواية عثمان بن سعيد: ليس بشيء.
وفي كتاب ابن عدي: كان ضمرة بينه وبين أيوب تباعد فكان ضمرة يقول: انظروا إليه ما أبين العبودية في رقبته، وكان أيوب إذا حدث قال: هذه والله أحاديث رافعة رؤسها ليس كما ضرب عليها بالجرس لم تعرف.
وخرج ابن حبان، وابن خزيمة حديثه في «صحيحيهما».
658 - (خ م ت س) أيوب بن عائذ بن مدلج الطائي الكوفي.
قال العجلي: كوفي ثقة.
وقال عبد الله بن المبارك في «تاريخه»: كان صاحب عبادة ولكنه كان مرجئاً من أصحاب قيس بن مسلم، وكان قيس بن مسلم أيضا يرى الإرجاء.
ولما ذكر الحاكم حديثه «في مستدركه» قال: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات [ق 151 / أ].
ولما ذكره البستي في «الثقات» قال: كان مرجئاً يخطئ.
وفي كتاب «الضعفاء» للبخاري: كان يرى الإرجاء، وهو صدوق.
وقال داود: لا بأس به وهو يرجئ، وفي موضع آخر: ثقة إلا إنه مرجئ.
وقال الساجي: صدوق يرى الإرجاء.(2/336)
وذكر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وكذلك ابن الجارود، وأبو القاسم البلخي.
ولما ذكره ابن شاهين في جملة «الثقات» قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد الزهري، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا علي بن المديني قال: ثنا سفيان، ثنا أيوب بن عائذ الطائي وكان ثقة.
وقال أبو عيسى الترمذي: وأيوب بن عائذ يضعف في الحديث، ويقال: كان يرى الإرجاء.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: هو ثقة، قاله ابن نمير وغيره.
وفي قول المزي: الطائي، ويقال: البُحتري، نظر، لأن بُحْتراً هذا هو بن عَتُوْد بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي فلا مغايرة إذاً بين النسبتين والله تعالى أعلم.
659 - (د) أيوب بن عبد الله بن مكرز بن حفص بن الأخيف من بني عامر بن لؤي.
وكان رجلاً خطيباً، ذكره ابن حبان في «جلمة الثقات».
وفي «كتاب أبي إسحاق الصريفيني»: روى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج، قال ابن المديني: مجهول.
660 - (د ت ق) أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة.
ذكره الحافظ أبو حاتم ابن حبان البستي في جملة «الثقات».(2/337)
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
661 - (ق) أيوب بن عتبة قاضي اليمامة.
عبد الله بن أحمد في كتاب «العلل» عن أبيه: مضطرب الحديث عن يحيى، وفي غير يحيى.
ولما ذكره يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم قال: هو ضعيف.
وفي كتاب «التاريخ الكبير» لأبي زرعة النصري: رأيت أحمد يضعف روايته عن يحيى، وكذلك عكرمة بن عمار، قال: وعكرمة أوثق الرجلين.
وفي «سؤالات» محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي: وسئل علي عن أيوب ابن عتبة؟ فقال: كان عند أصحابنا ضعيفاً.
وقال أبو داود: بلغني عن علي يعني ابن عبد الله أنه قال: ابن عتبة أحب إلي من ابن أبجر، قال أبو داود: وكان أيوب صحيح الكتاب تقادم موته، وفي موضع آخر [ق 151 / ب] قال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: منكر الحديث.
وفي رواية الغلابي: قيل ليحيى أيما أحب إليك محمد بن أبان أو أيوب ابن عتبة؟ قال: أيوب أحب إلي منه، وأيوب ضعيف ليس بذاك القوي.
وفي كتاب الساجي عنه: ليس بساقط الحديث.
وفي كتاب ابن الجارود عنه: أبو كامل صاحبه لا يرضاه [قال ابن الجارود: ولينه].(2/338)
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: ضعيف الحديث جداً.
وقال العجلي: لا بأس به ترك، وقال أبو كامل: كان يضعف.
وفي «كتاب الترمذي» عن البخاري: ضعيف جداً لا أحدث عنه، كان لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه.
وذكره البرقي في طبقة من نسب إلى الضعف ممن احتمل روايته.
وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب «الضعفاء والكذابين»: وقال أبو علي صالح بن محمد: ضعيف الحديث.
وفي «سؤالات» البرقاني للدارقطني: قيل لأبي الحسن هو مثل أيوب بن جابر؟ قال: لا هذا أقوى.
قال البرقاني: يعني الدارقطني: ابن عتبة أقوى.
ولما ذكر أبو القاسم الطبراني حديث قيس بن طلق «من مس فرجه فليتوضأ» فصححه من روايته عن قيس.
وذكره الساجي، والقيرواني، والبلخي والعقيلي، والدولابي في «جملة الضعفاء».
وقال علي بن الجنيد: شبيه المتروك.
وذكره يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم.(2/339)
وفي كتاب «الموضوعات» لابن الجوزي: ضعفه الخطيب، وقال إثر حديثٍ رواه من حديثه: لا يصح متن هذا الحديث ولا إسناده.
وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً ويهم شديداً حتى فحش الخطأ منه مات سنة ستين ومائة.
وقال السمعاني: لم يكن بالقوي في الحديث، وكان يخطئ كثيراً توفي سنة ستين ومائة.
662 - (د) أيوب أبو العلاء.
عن قتادة وعطاء روى عنه هشيم.
قال أحمد بن حنبل: همام عندنا أضبط من أيوب أبي العلاء.
وذكر أبو إسحاق الصريفيني أن أبا داود خرج حديثه، ولم ينبه عليه المزي.
663 - (د ق) أيوب بن قطن الكندي الفلسطيني.
لما ذكر الإمام أحمد حديث أبي بن عمارة من طريق ابن قطن قال: رجاله لا يعرفون.
وقال أبو الفتح الأزدي في كتابه «المخزون»: أيوب مجهول.
وكذا قاله الدارقطني، وأبو الحسن بن القطان في «بيان الوهم والإيهام».(2/340)
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وقال: رجاله ثقات معروفون وفي «علل أبي حاتم»: قال أبو زرعة: لا يعرف وكذا قال إسحاق وقال أبو داود حين ذكر حديثه اختلف في إسناده وليس بالقوي.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: أحسبه بصرياً، روى عنه محمد بن يزيد بن أبي زياد وفي إسناده نظر، يعني حديثه في «مسح الخفين بغير توقيت».
664 - (د س ق) أيوب بن محمد بن زياد بن فروخ الوزان أبو محمد الرقي.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «مستدركه» وأبو حاتم ابن حبان في «صحيحه»، وقال الحافظ أبو علي محمد بن سعيد في «تاريخ الرقة»: كان من الفرس «[ق 152 / أ].
[] وكذا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي في من تبعهما إن القلب لقب أيوب بن محمد بن زياد الوزان الرقي، فينظر، والله تعالى أعلم.(2/341)
وفي «تاريخ قرطبة»: إن بقي بن مخلد روى عن أيوب الصالحي البصري.
665 - (د ت س) أيوب بن أبي مسكين التميمي القصاب الواسطي.
قال ابن حبان لما ذكره في «الثقات»: مات سنة أربع وأربعين ومائة، وكان يخطئ.
وقال ابن الأثير: مات سنة إحدى وأربعين.
وسئل أبو داود عنه فقال: كان يتفقه، ولم يكن يُجيد الحفظ للإسناد.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء»، وكذلك أبو العرب، وزاد: قال يحيى: أيوب بن أبي مسكين كذاب.
وقال البرقي: ضعيف.
وقال أبو الحسن: ثقة.
وقال أبو العرب: كان يبيع القصب ولم يكن جزارا.
وقال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض الاضطراب.
وقال ابن خلفون: قال أحمد بن حنبل: كان ثقة ثقة.
قال ابن خلفون: كان أيوب هذا رجلاً صالحاً خيراً.(2/342)
666 - (عخ) أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص المكي.
ذكره البستي في «جملة الثقات» وقال: مات في حبس داود بن علي مع إسماعيل بن أمية.
ولما ذكره البرقي في فصل من لم يرو عن صحابي وسنه يقتضي الرواية عن غير واحد منهم قال: [] الرواية والفقه.
وقال الآجري سألت أبا داود عن أيوب بن موسى؟ فقال: ثقة.
وقال ابن سعد: كان والياً على الطائف.
وقال ابن خلفون: تكلم بعضهم في حديثه وهو ثقة، قاله ابن البرقي وغيره.
667 - (خ م س) أيوب بن النجار بن زياد بن النجار.
قال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: غمزه بعضهم من قبل حفظه وهو ثقة.
قاله السُكري وغيره.
[وقال أبو جعفر الجمال: كان يقال: إنه] من الأبدال.
وقال البرقاني في الثالث من «اللُقْط»: قرأت على أبي بكر الإسماعيلي سمعت يحيى بن محمد بن صاعد يقول: أيوب بن النجار الحنفي اليمامي هو أيوب بن يحيى وكان النجار لقباً.
وفي كتاب «الصلة» لمسلمة بن قاسم الأندلسي: أيوب بن زياد بن النجار اليمامي يروي عن يحيى بن أبي كثير.(2/343)
وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: كان من خيار الناس كان يسقي من زمزم بدلوه وخيطه. وفي موضع آخر: رجل صالح.
وفي كتاب «الأشربة» للخلال: قال أبو عبد الله، يعني، أحمد بن حنبل: لم يسمع أيوب بن النجار من إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة إلا هذا الحديث الواحد كان شراب أنس بن مالك من حلاوته يلتصق بالشفتين.
وفي كتاب [ق 152 / ب].(2/344)
باب الباء
من اسمه باب وباذام وبَجالة وبُجَيْر
668 - (د) باب بن عمير الحنفي الشامي.
روى عن أنس بن مالك وليس هو بجد عمرو بن عبيد، قاله ابن حبان في كتاب «الثقات».
وفي «تاريخ البخاري»: وقال حَبان عن أبان بن يزيد، ثنا يحيي بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن باب بن عمير قال النبي صلى الله عليه وسلم «كبروا بتكبير أمرائكم».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: باب، لا أدري من هو؟
وذكره العسكري في باب: من يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ولم يره.
669 - (4) باذام أبو صالح مولى أم هانئ ويقال باذان.
قال المنتجالي: مولى بني جمح.
وقال المدائني لما [ ... ] باذام قلة رأي الناس تكري الحطب فقال: هذا يؤخذ بغير ثمن [
.] يقال لهذا السبب كان ينقل الحطب ويبيعه حتى [ ..... ].
وزعم المزي أنه روى عن ابن عباس الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد زعم ابن عدي أنه لم يسمع منه ولم يره. وكذا ابن حبان كما سيأتي.(2/345)
قال عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب «الأصنام» تأليفه: إن حديثه عن ابن عباس: «كان طلاق الجاهلية إلى الثلاث ثم لا يرجع إليهم».
هذا غلط وأخبار أبي صالح على ما عرفت.
وقال الجوزجاني: كان يقال له دردذاني، غير محمود، وقيل: كاذب.
وقال يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن الكلبي قال: قال أبو صالح: كل ما حدثتك كذب.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال العجلي: ثقة.
وذكر أبو عمر بن عبد البر عن أحمد.
وذكر حديث «زوارات القبور» -: هذا يرويه باذام كأنه يضعفه.
ولما خرج الترمذي هذا الحديث حسنه.
ولما خرجه الحاكم قال: أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به، إنما هو باذان ولم يحتج به الشيخان، ولكنه حديث متداول فيما بين الأئمة، وقد وجدت له متابعاً من حديث الثوري في متن الحديث.
وقال الجورقاني في كتاب «الموضوعات» تأليفه: متروك.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: كان مجاهد ينهى عن تفسيره.
وقال الساجي: كان الشعبي يمر به فيأخذ [بإذنه فيهزها] ويقول: ويلك تفسر القرآن وأنت لا تحفظه.
وكان عثمانياً إذا ذكر عثمان رضي الله عنه يبكي.
وقال العقيلي: قال مغيرة كان يعلم الصبيان، وكان يضعف في تفسيره.(2/346)
وقال: كتب أصابها.
وتعجب [ق 2 / أ] ممن يروي عنه.
وذكره البرقي في كتاب «الطبقات» في «باب من نسب إلى الضعف ممن حمل بعض أهل الحديث روايته وتركها بعضهم»، وذكر عن ابن عيينة: سمعت الكلبي قال: قال أبو صالح ليس بمكة رجل إلا قد علمته وأباه الكتاب، قال سفيان: فلم نجد أحداً من المكيين عرفه ولا رآه، وكان الشعبي يقول له: يا عدو نفسه تفسر القرآن وأنت لا تحسن تقرأه لفظ يقرأ بغيرها.
وبنحوه ذكره أبو القاسم البلخي وأبو عمر الصيرفي في كتاب «مقامات التنزيل» تأليفه.
ذكره أبو حفص ابن شاهين في جملة «الثقات».
وأبو محمد بن الجارود في «جملة الضعفاء».
وقال أبو حاتم البستي في كتاب «المجروحين»: يحدث عن ابن عباس ولم يسمع منه، تركه ابن سعيد القطان.
وقال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره ابن الجوزي: كذاب.
وفي «الكامل» لابن عدي: عن الكلبي قال لي أبو صالح: انظر كل شيء رويته عني عن ابن عباس فلا تُرده.
وقال ابن معين: أبو صالح صاحب الكلبي: ماهان، وأبو صالح صاحب ابن أبي خالد: باذام.
ثنا ابن أبي عصمة، ثنا أبو طالب قال سألت أبا عبد الله قلت: أبو صالح الذي قطع من هو؟ فقال: هذا ماهان.
فقلت: من قطعه؟ قال: صلبه الحجاج.
قلت لم صلبه؟ قال: لم كان يقتل الحجاج الناس؟.(2/347)
وقال النسائي: كوفي ضعيف.
وفي الصحابة:
670 - وفي الصحابة باذام الفارسي.
أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان من الأبناء.
ولهم شيخ آخر يقال له:
671 - باذام
روى عن إياس بن معاوية، وروى عنه يزيد بن هارون، ذكره ابن أبي حاتم.
وذكرناهما للتمييز على قاعدة الشيخ جمال الدين، والله تعالى أعلم.
672 - بجالة بن عبدة.
قال أبو حاتم البستي لما ذكره في كتاب «الثقات»: بجالة بن عبد، قال: ويقال: عبدة.
وفي كتاب «التاريخ للبخاري»: بجالة بن عبد، وروى غندرعن شبعة عن(2/348)
محمد بن أبي يعقوب عن أبي نصر الهلالي، عن بجالة بن عبد أو عبد بن بجالة. سمع عمران بن حصين.
وفي كتاب «المعرفة» لأبي بكر البيهقي: روى الربيع بن سليمان عن الشافعي أنه قال: بجالة مجهول، ولسنا نحتج بمجهول.
ونسبه ابن خلفون في كتاب «الثقات» مكياً.
وفي صحيح [] كان حيا [ق 2 / ب] بمكة سنة سبعين يعني من الهجرة.
وفي «التحفة للمحاربي» قال الأبار: ذكرت لمجاهد بن موسى سعيد بن داود الزنبري فقال: كان لا يدري أي شيء يحدث، قال يوماً: ثنا سفيان عن عمرو عن نخالة - يريد: بجالة، إنما هو بجالة بن عبدة كاتب جزء بن معاوية مكي ثقة، روى عن ابن عباس.
673 - (د) بجير بن أبي بجير حجازي.
وثقه ابن حبان، وخرج حديثه في «صحيحه»، فيما ذكره الصريفيني.
وقال ابن القطان في «بيان الوهم والإيهام»: حاله مجهولة.
وقال أبو داود: لا أعلمه حدث عنه غير إسماعيل بن أمية، وكذا قاله النسائي.
وفي الصحابة:
674 - بجير بن أبي بجير العبسي.
ذكره أبو نعيم الأصبهاني.
وذكرناه للتمييز، وإن كان ليس من طبقته اقتداء بفعل المزي فإنه يذكر مثل هذا.(2/349)
من اسمه بحر وبحير وبختري
675 - (ق) بحر بن كنيز الباهلي، أبو الفضل، السقاء البصري.
قال الحاكم لما خرج حديثه في «المستدرك»: كان يسقي الماء في عرفات، والمواضع المنقطعة لله تعالى.
وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب «العلل والتاريخ» تأليفه: ضعيف.
وفي موضع آخر: بحر بن كنيز أبو الفضل معروف وغيره أثبت منه.
وقال الساجي: تروى عنه مناكير، وليس هو عندهم بقوي في الحديث.
وقال البخاري: ليس هو عندهم بالقوي، يحدث عن قتادة بحديث لا أصل له من حديثه ولا يتابع عليه.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس بثقة ولا يكتب حديثه.
وقال أبو الحسن الكوفي: لا بأس به.
وذكره أبو العرب وابن الجارود وأبو القاسم البلخي وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب «الكامل» لابن عدي قال ابن كثير: بحر كذاب، وكان الصبيان يعبثون به.
قال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب «الموضوعات»: هو عندهم متروك بمرة.(2/350)
وفي موضع آخر: رفع حديثاً لم يرفعه غيره، وهو موضوع.
وذكره البرقي في «طبقة من ترك حديثه». وقال الجوزجاني: ساقط.
وفي كتاب «ابن أبي خيثمة» عن يحيى: كل الناس أحب إلي منه.
وقال علي بن الجنيد: متروك.
وقال ابن حبان: هو جد عمرو بن علي الفلاس، كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه، وهو يستحق الترك.
وقال أبو داود: ضعف.
وفي موضع آخر: سئل أبو داود عن بحر وعمران؟ فقال: عمران فوق بحر.
بحر متروك.
676 - (ق) بحر بن مرار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة، الثقفي البصري.
قال أبو حاتم [ق 3 / أ] ابن حبان: اختلط بآخرة حتى كان لا يدري ما يحدث، فاختلط حديث الأخير بحديثه القديم ولم يميز، تركه القطان.
وقال البخاري: عن يحيى بن سعيد رأيته قد خولط.
كذا هو مضبوط مجود بخط قديم في غاية الجودة، وكذا نقله عنه أبو محمد بن الجارود في كتاب «الضعفاء»، وأبو بشر الدولابي لما ذكره في «الكنى».(2/351)
وقال أبو أحمد بن عدي: لا أعرف له حديثاً منكراً ولم أجد أحداً من المتقدمين ممن تكلم في الرجال من ضعفه إلا يحيي بن سعيد في قوله: خولط.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات».
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال النسائي في كتاب «الضعفاء»: تغير.
وفي «كتاب ابن أبي حاتم» عن علي بن المديني، قال يحيى بن سعيد - وذكر بحر بن مرار - فقال: ثقة.
وقال ابن خلفون: كان ثقة قبل أن يختلط.
وقال العقيلي: روى حديثا ليس بمحفوظ. وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
677 - (كن) بحر بن نصر بن سابق أبو عبد الله الخولاني مولاهم المصري.
قال أبو بكر ابن خزيمة، لما خرج حديثه في «صحيحه»: مصري ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» مصححاً له.(2/352)
وروى عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، فميا ذكره ابن الأخضر الحافظ.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: كان ثقة فاضلا مشهورا في الحديث، ثنا عنه غير واحد، مات بمصر ليلة الاثنين لثمان ليال خلون من شعبان سنة ثمان وستين ومائتين، وكان كثير الحديث.
قال ابن وضاح: إنما كتبت أنا هذا العلم لأني كنت أصحب ابن الهرم - يعني بحراً - وكان كل محدث يقدم ينزل عليه فكنت أكتب معه وكنت كثير اللزوم له، وبليت حتى حبست مدة من ضمان ضمنته فهو كان سبب بما كتبت.
توفي سنة ثمان وستين، ذكر وفاته الصيرفيني.
وقال الحاكم في «فضائل الشافعي»: بحر بن نصر بن سابق الخولاني الثقة المأمون الزاهد الورع المجتهد في العبادة.
وفي الرواة:
678 - بحر بن نصر بن حاجب الرسي.
سمع: ورقاء بن عمر، وهلال بن خباب، ويونس بن يزيد.
روى عنه: محمد بن صالح الأشج.
ذكره الحافظ أبو الفضل عبيد الله بن عبد الله الهروي في كتابه «المتفق والمفترق»، ومن خط الحافظ أبي محمد الدمياطي نقلت، ذكرناه للتمييز.
679 - (بخ 4) بحير بن سعد، أبو خالد الحمصي السحولي.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وكذلك الحاكم، وأبو علي [ق 3 / ب] الطوسي الحافظ في «الأحكام»، وأبو عوانة الإسفرائيني.(2/353)
ونسبه ابن خلفون خزاعياً لما ذكره في «الثقات».
وقال الترمذي لما خرج حديثه: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه [ ....
.] معروف.
وفي «العلل» للخلال قال أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - وذكر له ثور بن يزيد فقال: بحير بن سعد أروى عن خالد بن معدان منه.
وفي «كتاب ابن أبي حاتم»، على ما ذكر في «الكمال» فيمن روى عنه خالد بن معدان شيخه، وقال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث.
وقال العجلي: شامي ثقة.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
680 - (م س) البختري بن أبي البختري مختار.
وفي «مسند» البزار - من نسخة بخط ابن هملالة -: البحتري مضبوطا بالحاء وتحتها علامة الإهمال وأعلاها صح، واستظهرت بنسخة أخرى لا بأس بها، والذي نبهنا على هذا الحافظ أبو إسحاق الصريفيني بقوله: رأيته في «مسند» البزار مضبوطاً بالحاء والباء المضمومة فتتبعناه فوجدناه كما ذكر.
والله أعلم.
ولئن صحت هذه النسخ وكانت الرواية عن البزار كذلك يكون متفرداً بهذا القول ولا سلف له فيه فيما أعلم. والله تعالى أعلم.(2/354)
وفي قول المزي: قال البخاري يخالف في بعض حديثه. نظر، لأني لم أر في «تاريخه» بخط الحفاظ إلا: يخالف في حديثه، وبينهما فرق، والله أعلم.
وكما نقلناه نحن، نقله عنه الدولابي الحافظ أيضا، فينظر، وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: روى عن عطاء بن أبي رباح. وفي توهيم المزي صاحب «الكمال» في التفرقة بين البختري ابن أبي البختري وبين البختري بن المختار قال: هما واحد. نظر، لأن عبد الغني اقتدى بالبخاري ويكفيه ذاك عند الله وعند الناس.
وفي «كتاب» ابن أبي حاتم: البختري بن المختار، ويقال: ابن عمار.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: وكان يخطئ، ومات في سنة ثمان وأربعين ومائة.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء».
681 - (ق) البختري بن عبيد بن سلمان الكلبي الشامي.
وقال أبو حاتم ابن حبان: ضعيف الحديث ذاهب لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد، وليس بعدل، فقد روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة فيها عجائب، [ق 4 / أ] لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات مع عدم تقدم عدالته.(2/355)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: البختري ضعيف، وأبوه مجهول.
وقال الأزدي: البختري كذاب ساقط.
وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث ذاهب - ولفظة ذاهب ساقطة من كتاب المزي.
وقال أبو سعيد النقاش في كتاب «الضعفاء» تأليفه، وأبو عبد الله الحاكم في «المدخل الكبير»: يروي عن أبيه عن أبي هريرة أحاديث موضوعة.
وفي «كتاب» أبو محمد بن الجارود: يخالف في حديثه.(2/356)
من اسمه بدر وبدل وبديل
682 - (م س فق) بدر بن عثمان مولى عثمان بن عفان.
وفي «كتاب» الصريفيني: مولى لآل عثمان.
روى عنه مخلد بن يزيد.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن أبي الحسن الدارقطني. و «تاريخ» العجلي: كوفي ثقة.
وكذا قاله ابن خلفون في كتاب «الثقات».
ولهم شيخ آخر يقال له:
683 - بدر بن عثمان.
روى الإمام أحمد بن حنبل في «مسنده»: عن أبي داود عمر بن سعيد عن بدر بن عثمان، عن عبيد الله بن مروان حديثا ذكرناه للتمييز.
684 - (ق) بدر بن عمرو بن جراد التميمي السعدي الكوفي والد الربيع.
خرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في «مستدركه».
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه لا يدري حاله، قال: وفيه جهالة.(2/357)
685 - (خ 4) بدل بن المحبر بن المنبه التميمي أبو المنير.
في كتاب «الصحيح» للحافظ أبو بكر بن خزيمة: بدل بن المحبر بن المنير.
وخرج - أيضا - ابن حبان والحاكم وأبو علي الطوسي حديثه في «صحيحهم»، وقال الحاكم: سألت أبا عبد الله عن بدل بن المحبر؟ فقال: ضعيف حدث عن زائدة بحديث لم يتابع عليه، حديث: ابن عقيل عن ابن عمر.
يعني الحديث الذي رواه البزار عن: الفلاس، قال: ثنا بدل، ثنا زائدة، عن ابن عقيل، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره [ق 4 / ب] أن ينادي في الناس «أن من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة»، فقال عمر: إذاً يتكلوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعهم يتكلوا».
قال البزار: ورواه حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن ابن عقيل عن جابر مخالف بدلا ًفي روايته.
وقال أبو عمر بن عبد البر: هو عندهم ثقة حافظ.
مات في حدود سنة خمس عشرة ومائتين، فيما ذكر في «كتاب» الصريفيني.
وقال ابن خلفون: ليس به بأس.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة.
وفي كتاب «الزهرة»: قيل إن كنيته أبو الحسن، روى عنه البخاري ستة أحاديث.(2/358)
وفي كتاب «المفجعين»: فقد بدل بن المحبر فلا يدرى أين ذهب.
وذكره البستي في «جملة الثقات».
وفي «النيسابوريين شيخ يقال له:
686 - بدل بن محمد بن أسد الإسفراييني.
روى عن: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وغيره، ذكره الحاكم، وذكرناه رداً على من زعم أنه اسم فرد. وفي كتاب الصريفيني:
687 - بدل بن الحسين بن صخر الإسفراييني الحافظ
روى عن: حميد بن زنجويه.
688 - (م 4) بديل بن ميسرة العقيلي البصري.
ذكره ابن حبان في جملة «الثقات» من أتباع التابعين، وهو مشعر بعدم صحة روايته عن الصحابة رضي الله عنهم عنده، الذي جزم المزي بروايته عنهم.
وقال العجلي: بصري ثقة.
وفي «تاريخ البخاري»: مات بديل وعبد الله بن الرومي في يوم واحد فدعي أيوب ليغسلهما فسكت ثم قال: جاري جاري فغسله جاء وقد غسل بديل فأتى قبره فدعا.(2/359)
وقال ابن سعد: له أحاديث.
وقال البزار: لم يسمع من عبد الله بن الصامت - يعني - الذي زعم المزي أنه روى عنه فيما صح عنده، وإن كان قديماً قاله في كتب «السنن» تأليفه.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وخرج البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله، وأبو علي الطوسي.(2/360)
من اسمه البراء وبرد وبركة وبُرْمة وبُرَيْد وبُرَيّدة وبرية
689 - (تم) البراء - يُقصر ويمد حكاه السُهَيلي - ابن زيد البصري بن بنت أنس بن مالك.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
وقال ابن حزم: مجهول.
690 - (ع) البراء بن عازب الأنصاري الدوسي.
قال ابن حبان: استصغره [ق 5 / ا] النبي صلى الله عليه وسلم ببدر فرده، وكان هو وابن عمر لُدة، مات سنة اثنتين وسبعين.
وذكره البخاري فيمن مات ما بين السبعين إلى الثمانين.
وذكر ابن قانع في «معجم الصحابة»: أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة فاته منها أربعة.
وفي «معجم» أبي ذر الهروي الحافظ، بسند جيد: أن البراء بن عازب، قال:(2/361)
سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفراً فلم أره يترك ركعتين عند رفع الشمس قبل الظهر.
وفي «كتاب» ابن عبد البر: وهو الذي افتتح الري سنة أربع وعشرين، وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وشهد مع علي بن أبي طالب الجمل وصفين والنهروان وأرسل معه النبي صلى الله عليه وسلم السهم إلى قليب الحديبية فجاش بالري، وأول مشاهده: أحد.
وفي «كتاب» ابن ماكولا: يلقب «ذا الغرة» لبياض في وجهه.
وفي «كتاب» العسكري: استصغر يوم بدر وأحد، وشهد الخندق وما بعدها.
وفي كتاب «الطبقات»: رجع من الكوفة فتوفي بالمدينة قال الجاحظ والهيثم: كان أعمى.
691 - (بخ) البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي.
قال المزي: وربما نسب إلى جده. وفي ذلك نظر، لما في «كتاب» أبي محمد بن الجارود، و «التخليص» لأبي بكر الخطيب: البراء بن يزيد الغنوي قال ابن الجارود: هو صاحب أبي نضرة ليس بذاك ضعيف، وفرقاً بينه وبين البراء بن عبد الله بن يزيد الراوي عن الحسن وعبد الله بن شقيق.
وكذا نقله الساجي والعقيلي في كتابيهما «التجريح والتعديل»، وأبو أحمد(2/362)
الجرجاني، وكنى ابن عبد الله، أبا يزيد، وقال في ابن يزيد: لا يروي عن غير أبي نضرة، وهو قليل الرواية عنه، والمزي جعلهما واحداً وأدخل أبا نضرة فيمن روى عنه البراء بن عبد الله، وفيه نظر. لما بينا عن هؤلاء الأئمة والله أعلم.
وقال يعقوب بن سفيان: بصري لين.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: ليس بذاك.
وقال أبو بشر الدولابي: لم يكن حديثه بذاك.
وذكره الساجي والعقيلي والبلخي وابن شاهين والقيرواني في «جملة الضعفاء».(2/363)
وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس، ثنا عنه مسلم.
وقال ابن حبان: البراء بن يزيد الغنوي بصري روى عن أبي نضرة، وليس هذا بالبراء بن يزيد الهمداني الذي روى عنه وكيع ذاك ثقة وهذا ضعيف، وكان هذا كثير الاختلاط بمن لا يليق به كثير الوهم فيما يرويه [ق 5 / ب].
وقال البزار: البراء بن يزيد ليس بالقوي، وقد احتمل حديثه، روى عنه جماعة.
وقال في موضع آخر: ليس به بأس وقال ابن خلفون في كتابه «الثقات»: هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين، وكان عابداً.
وذكر ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: البراء بن يزيد الغنوي يحدث عنه البصريون، التبوذكي وغيره وهو ثقة.
692 - (خ) البراء بن مالك بن النضر أخو أنس بن مالك.
شهد أُحُدًا والخندق وما بعدهما، وكان شجاعاً مقداماً مجاب الدعوة، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره» قتل سنة عشرين، وقيل: تسع عشرة، وقيل: ثلاث وعشرين فيما ذكره أبو عمر.
قال الدارقطني: خرج له البخاري متفرداً بحديثه، ولم أره له، فينظر، والله تعالى أعلم.
وفي تاريخ يعقوب بن سفيان: قتل يوم تستر وقال: قتلت تسعة [ ....
.] سوى من شاركت في [ ....
.].(2/364)
وقال له المسلمون: [ ....
.] اقسم على الله [ ....
.] فأقسم، فمنحه الله أكتاف المشركين، ثم لقوا زحفاً فأقسم فكرر منحه [ ....
.] وذكره عروة في [ ....
.].
693 - (د) البراء بن ناجية الكاهلي الكوفي.
روى عن ابن مسعود. قاله المزي.
وفي «تاريخ البخاري»: لم يذكر سماعاً من ابن مسعود.
وقال العجلي: البراء بن ناجية من أصحاب عبد الله كوفي ثقة.
وخرج البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله في «مناقب عثمان»، وذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين: أن فيه جهالة، ولا يعرف إلا بحديث: «تدور رحى الإسلام» انتهى.
لو رأى ما ذكرناه ما قال هذا، ولا يعذر في مثل هذا، لأن شيخه لما ذكره لم يعرف حاله فاعتمده وأقدم على جهالته،(2/365)
وقد ذكرنا أنه روى حديثا آخر والله تعالى أعلم.
694 - (ق) البراء السليطي.
روى عن نقادة الأسلمي، عداده في البصريين ذكره البستي في «جملة الثقات».
695 - (س) برد بن أبي زياد مولى بنى هاشم.
كذا قاله البخاري، وابن أبي حاتم عن أبيه، والعجلي: الكوفي.
قال البخاري: روى عنه خالد.
وقال أبو حاتم: هو صالح الحديث، وذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وقال: هو مولى بني هاشم.(2/366)
696 - (بخ 4) برد بن سنان أبو العلاء الدمشقي مولى قريش سكن البصرة.
قال صاحب «الكمال»: روى عنه كهمس بن الحسن، ورد ذلك عليه المزي وزعم أنه وهم، قال والصواب: كهمس بن المنهال.
كذا قاله من غير أن يستدل كعادته في دفعه الشيء بغير دليل وأظن دليله في ذاك إكباره ابن الحسن عن الرواية عنه، وكيف يفعل ذاك وابن عساكر نص على روايته عنه في «تاريخه» الذي هو عمدة المزي في النقل، رأيته بخط ابن شامة وغيره مجوداً.
وقال أبو عبد الله الحاكم في «المستدرك» لما ذكر حديث سفيان عن برد: «كان النبي [ق 6 / أ] صلى الله عليه وسلم يغتسل للجنابة من أول الليل». الحديث - ثم قال: تابعه كهمس بن الحسن عن برد، أنبأ به أبو بكر بن إسحاق، ثنا أبو مسلم، ثنا عبد الرحمن بن حماد، عن كهمس بن الحسن، عن برد، عن عبادة، عن غضيف بن الحارث قال: قلت لعائشة: أكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته الجنابة يغتسل من أول الليل أو آخره. الحديث.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: مات سنة خمس وثلاثين ومائة.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وقال أبو داود: كان يرى القدر.
ولهم شيخ آخر يقال له:
697 - برد بن سنان.
قال أبو سعيد الإدريسي في «تاريخ سمرقند»: الذي عندنا أنه شيخ(2/367)
مجهول، يذكر عنه أنه مولى أنس بن مالك رضي الله عنه، ويروي عنه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في «فضائل سمرقند»، حديث منكر.
قال عبد الله بن مسعود بن كامل السمرقندي، وأبو محمد الباهلي: هو برد بن سنان الشامي.
وعندي أن من قال ذاك غلط، فإني لم أر لبرد بن سنان الشامي أثراً في دخوله سمرقند من وجه أثق به، ولا هو مولى أنس أيضاً، ووقع عندهما أن الذي روى عن أنس بن مالك هو برد بن سنان لقدمه، ولا نعلم لبرد بن سنان أبي العلاء الشامي رواية ثابتة صحيحة عن أنس بن مالك، وقد روى عن برد هذا شيخان مجهولان لا يعرفان في أصحاب برد الشامي ألبتة، أحدهما: يقال له الفضل بن موسى البغدادي، والثاني: يقال له أبو كرب، وقد قيل أبو كريب وقد قيل كليب، وقد قيل عن رجل من أهل كربان عن برد هذا، ويقال هو الذي قبره في مدينة سمرقند بمقبرة جناب.
وقد روى منصور بن عبد الحميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً في فضيلة بلخ، ثم ذكر منصور في آخره أنه كان جالساً [ق 6 / ب] عند أنس إذ قدم عليه برد مولاه فقال له أين كنت أبسمرقند؟ قال: نعم.
قال أبو سعد: وقد روى لنا عن أبي مقاتل حفص بن سالم السمرقندي، عن برد بن سنان، عن أنس نحو منه من وجه لا يعتمد، ثناه محمد بن الحسن بن سلمويه الفقيه [ثنا إبراهيم بن حمدويه الاستنجتي، ثنا محمد بن ثور البلخي، ثنا محمد بن تميم] ثنا معروف بن حسان الضبي، نا كريب، ثنا غلام لأنس أتى سمرقند فما قام بها حولاً ثم رجع إلى أنس، فقال له: يا برد أين كنت؟ قال: بسمرقند، الحديث.
قال أبو سعد: وقد روي هذا الحديث من غير طريق، وليس فيها رواية يجوز الاعتماد عليها أو يوثق بها، ومحمد بن تميم هذا هو الفاريابي، وهو من الكذابين الكبار معروف بوضع الحديث.
وشيخ آخر أنزل طبقة من هذا هو:(2/368)
698 - برد بن سنان.
شيخ من أهل مرو من أصحاب عبد الله بن المبارك، خرج من مرو إلى سمرقند والشاش فمات بها غازيا، روى عن ابن المبارك كتبه، قاله أبو سعيد الإدريسي أيضا في «تاريخ سمرقند». ذكرناهما للتمييز.
699 - (د ق) بركة أبو الوليد المجاشعي البصري.
قال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: بركة بن العريان أبو الوليد المجاشعي، وقاله الحاكم لما خرج حديثه في «صحيحه» وذكره ابن حبان في جملة «الثقات» وخرج حديثه في «صحيحه».
700 - (بخ) برمة بن ليث بن جارية بن برمة الأسدي.
هكذا ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وفي قول المزي: برمة بن ليث بن برمة الأسدي، نظر، لأني لم أرى له فيه سلفاً، وفي تخصيصه أن البخاري قال فيه: برمة بن ليث بن جارية. نظر، لأنه كذلك ذكره ابن حاتم عن أبيه.
وقد أسلفنا قول ابن حبان، وكأن المزي وقعت له نسخة من «كتاب الأدب» سقط فيها ذكر جارية، ورأى كلام [ق 7 / أ] البخاري جاء بأمر زائد لم يأت به غيره، والله أعلم.(2/369)
701 - (عس) بريد بن أصرم.
روى عن علي حرفاً واحداً مقطوعاً، قاله أبو أحمد الجرجاني.
وقال أبو محمد بن الجارود: هو وعتيبة الذي روى عنه مجهولان.
وكذا ذكره أبو جعفر العقيلي، وقال: هو وعتيبة كلاهما مجهول.
وقال البخاري: روى حديثاً لا أصل له.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، ثم أعاد ذكره في حرف الياء أخت الواو، وعلى الأول: ابن أبي حاتم، والدارقطني، وأبو نصر بن ماكولا، وغيرهم.
وقال أبو الفتح الأزدي - فيما ذكره ابن الجوزي -: ضعيف مجهول وفي «مسند» البزار: ثنا محمد بن معمر، عن عفان، ثنا جعفر بن سليمان، عن شيخ له يقال له: عتبة أو عتيبة، عن بريد بن أصرم، فذكره.(2/370)
702 - (ع) بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى، الأشعري الكوفي، أبو بردة.
قال النسائي في كتاب «الضعفاء»: ليس بذاك القوي.
وقال أبو الفتح الموصلي - فيما ذكره ابن خلفون -: فيه لين، يحدث عن أبيه نسخة فيها مناكير.
وقال أبو جعفر العقيلي: ثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: طلحة بن يحيى أحب إلي من بريد بن أبي بردة، بريد روى أحاديث مناكير.
وقال أبو عيسى الترمذي في «جامعه»: وبريد يكنى أبا بردة، وهو كوفي ثقة في الحديث، روى عنه شعبة.
وفي كتاب ابن مردويه: روى عنه ابنه يحيى، ولما ذكره ابن حبان في جملة «الثقات» قال: كان يخطئ.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة فقال: ثقة، روى عنه يحيى بن سعيد القطان، انتهى.
هذا كأنه يعارض ما ذكره المزي: «لم يحدث عنه يحيى».
ولما ذكره الساجي في «جملة الضعفاء» قال: صدوق عنده مناكير، قاله أحمد.
[ق 7 / ب].(2/371)
وذكره أبو العرب في جملة «الضعفاء»، وابن شاهين في «الثقات».
وفي «الكامل» لابن عدي: سمعت ابن حماد يقول: بريد بن عبد الله بن أبي بردة ليس بذاك القوي، أظنه ذكره عن البخاري.
703 - (بخ 4) بريد بن أبي مريم مالك بن ربيعة البصري.
وقال ابن معين، والترمذي: كوفي، مات سنة أربع وأربعين ومائة.
ذكره ابن الأثير.
وذكره ابن شاهين، وأبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وقال العجلي: شامي ثقة.
وهي ترجمة ألزم الدارقطني الشيخين إخراجها.
ولهم شيخ آخر يقال له:
704 - بريد بن أبي مريم، يكنى: أبا عبد الله.
يروي عن: القاسم بن مخيمرة، وعباية بن رفاعة، يعد في أهل الكوفة.
روى عنه الوليد بن مسلم.
ذكره أبو الفضل الهروي في كتابه «المتفق والمفترق»، وزعم غيره أنه بالياء المثناة من تحت والزاي، والله أعلم، ذكرناه للتمييز.
705 - (ع) بريدة بن الحصيب الأسلمي، أخو عبد الله بن الحصيب. فيما ذكره الحاكم في «تاريخ بلده».
وفي «مسند أبي داود الطيالسي»: كان مزاحاً.(2/372)
وقال أبو بكر السمعاني في كتاب «الأمالي»: أسلم على الصحيح بعد انصراف النبي صلى الله عليه وسلم من بدر، وكذا قاله الحاكم أيضا.
وتوفي سنة اثنتين وستين، قاله: عبد الباقي بن قانع وأبو أحمد العسكري.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، ثنا هشيم، عن حصين، عن الشعبي، عن بريدة بن خصيب، في حديث ذكره بالخاء المعجمة ومشددا، قال ابن أبي خيثمة: قال لنا إبراهيم: أخطأ هشيم إنما هو ابن الحصيب أبو الحصيب.
قال ابن خيثمة: وأخطأ إبراهيم أيضا في كنيته إنما هو أبو عبد الله.
وقال الدارقطني: دفن بالحصين مقبرة مرو.
وفي «تقييد المهمل» للجياني اسمه: عامر، ويكنى أبا عبد الله، وكذا ذكره ابن السكن وغيره.
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: قال عبد المؤمن بن خالد الحنفي: مات بريدة في دار أبي، وأوصى أن لا يدفن على الجادة، وأن يرش قبره ماء، ويشق كفنه إلى رجليه يلي الجانب الأيمن، فحفر له على الجادة فسقط اللحد، قال: فنحوه عن الجادة ودفنوه.
قال الحاكم: وكان بريدة يقول إنه ربع الإسلام، روي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسميه بريدة الزائدة، وذلك أنه كان إذا غزا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حمل(2/373)
بريدة أزواد ستة عشر أو سبعة عشر رجلاً منهم على ظهره، في سبيل الله تعالى.
وفي «معرفة الصحابة» للطبري: قال بريدة: كنت أول من دخل خيبر فقاتلت حتى رئي مكاني وعلي ثوب أحمر، فما علمت أني ركبت في الإسلام ذنباً أعظم منه للشهرة.
وفي «كتاب» الصريفيني: غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة، وتكنيته بأبي سهل وهم، انتهى.
المزي كناه أبا سهل وأبا الحصيب وقد أسلفنا قول من [ق 8 / أ] قال: هما وهم.
وقال أبو داود: مات بخراسان.
وفي قول المزي: قال ابن سعد مات سنة ثلاث وستين بخراسان، وقال أبو عبيد: مات سنة ثلاث وستين، زاد غيره: وهو آخر من مات بخراسان، نظر لا أدري ما معناه.
وفرق ابن أبي خيثمة بينه وبين بريدة الخزاعي ويشبه أن يكونا واحد، والله أعلم، لأن أسلم من خزاعة.
وذكره البخاري في فصل من مات من بين الستين إلى السبعين، أيام يزيد.
706 - (س) بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي.
ذكره ابن فتحون في «معرفة الصحابة»، مزيلاً به على أبي عمر بن عبد البر.
وقال الحافظ أبو موسى المديني في كتابه «معرفة الصحابة»: ذكره عبدان في «الصحابة»، وذكر له حديث: «بعث زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي».
قال أبو موسى: هكذا رواه وأورده، والمحفوظ أن هذا الحديث عن أبي هريرة.(2/374)
وأما بريدة بن سفيان فرجل ليس من الصحابة، وليس هو أيضا بذاك في الرواية، إلا أن يكون هذا غير ذاك.
وقال أبو حاتم ابن حبان وذكره في «ثقات التابعين» وقد قيل إن له صحبة.
وقال ابن عدي: لم أر له شيئا منكرا جداً. انتهى.
هذه اللفظة ساقطة من كتاب المزي، وهي ثابتة في كتاب ابن عدي.
وقال الدوري: سمعت يحيى، سمعت يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: أخبرني من رأى بريدة يشرب الخمر في طريق الري.
قال الدوري: معنى حديث بريدة هذا أن أهل مكة والمدينة يسمون النبيذ خمرا، والذي عندنا أنه رآه يشرب نبيذاً، فقال: رأيته يشرب خمرا ً.
وقال الساجي: روى عنه محمد بن إسحاق وقال: رأيته يشرب الخمر قال أبو يحيى: أظنه رآه يشرب نبيذاً يسكر.
وقال البخاري: فيه نظر.
ذكره العقيلي وأبو العرب في جملة «الضعفاء».
وفي «كتاب ابن الجارود»: فيه نظر.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه» وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» وقال: قال فيه أحمد بن صالح المصري: هو صاحب مغازي له شأن، وأبوه سفيان بن فروة له شأن، من تابعي أهل المدينة، قيل لأحمد: الذي روى بكير(2/375)
عنه؟ فقال: نعم.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن بريدة بن سفيان فقال: لم يكن بذاك، تكلم فيه إبراهيم بن سعد.
قال الآجري قلت لأبي داود: كان يتكلم في عثمان؟ قال: نعم.
سئل الإمام أحمد بن حنبل - فيما ذكره العقيلي - عن حديثه، فقال: بلية.
وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: متروك.
707 - (د ت) برية بن عمر بن سفينة المدني.
قال ابن حبان في كتاب [ق 8 / ب] الثقات: كان ممن يخطئ.
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
وقال ابن عدي: ولبرية هذا عن أبيه عن جده أحاديث، وإنما ذكرته في كتابي هذا ولم أجد للمتكلمين في الرجال أحداً منهم فيه كلام، لأني رأيت أحاديثه لا يتابعه عليها الثقات، ولبرية غير ما ذكرت من الحديث شيء يسير وأرجو(2/376)
أنه لا بأس به.
وفي قول المزي عن البخاري: إنه قال: إسناده مجهول، نظر، والذي رأيت عند البخاري: وذكر حديثا إسناده مجهول.(2/377)
من اسمه بسام وبسر وبسطام
708 - (س) بسَّام بن عبد الرحمن الصيرفي الكوفي.
كذا ذكره الحاكم لما خرج حديثه في «مستدركه»، وقال: هو من ثقات الكوفيين ممن يجمع حديثه ولم يخرجاه.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»: قال: يخطئ.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: لا بأس به.
وقال ابن نمير: ثقة، ذكره عنه ابن خلفون.
وفي كتاب الآجري: سمعت أبا داود يقول: قال بسام الصيرفي: قال لي زيد ابن علي بن حسين: علم ابني الفرائض.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وقال: قال يحيى بن معين: لا أدري ابن من هو.
709 - (د ت س) بسر بن أبي أرطاة عمير بن عويمر بن عمران.
والمزي صدر بقوله ابن أرطاة، وقد قال ابن حبان في كتابه «معرفة(2/378)
الصحابة»: من قال ابن أرطاة فقد وهم.
وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في «المذيل معرفة الصحابة»: كان أشد العرب.
وفي «كتاب» أبي عمر: وهو أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب مدداً لعمرو بن العاص لفتح مصر.
وقال أبو داود: كان بسر حجاماً في الجاهلية، وهو من مسلمة الفتح.
وصرح البخاري في «تاريخه» وعبد الباقي بن قانع، وأبو منصور الباوردي، وأبو أحمد العسكري، وأبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر في كتاب «الصحابة»: بأنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها».
وقال الباهلي في «تاريخ القيروان»: شهد فتحها، وقال: ذكره ابن سنجر وغيره في الصحابة.
وقال العسكري: هو ابن أرطاة وليس يجيء في الشعر إلا ابن أرطاة قال عمرو بن [أزالة]:
لعمري لقد أردى ابن أرطاة ... فارساً بصنعاء كالليث المذل أبي الأجر
وقال المسعودي: لما بلغ علياً قتله ابني عبيد الله بن عباس: عبد الرحمن وقثم، دعا على بسر قاتلهما، فقال: اللهم أسلبه عقله، فخرف بسر حتى ذهب(2/379)
عقله واستتر بالبيت لا يفارقه، فجعل له سيف من خشب، وجعل بين يده عرق يضربه معلما [ ..... ] غيره [
.. ] بنحوه سنة ست وثمانين في أيام الوليد بن عبد الملك.
ولما ذكره أبو العرب في «طبقات القيروان» ممن دخلها من الصحابة، قال: وقد جعل له مسنداً.
وقال ابن حبان في كتابه [ق 9 / أ] «الصحيح»: سمعت عبد الله بن سلم سمعت هشام بن عمار سمعت محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس سمعت أبي سمعت بسر بن أبي أرطاة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها».
وقال في كتاب «الصحابة»: ثنا العباس بن الخليل، ثنا نصر بن خزيمة، نا أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن أبي عائذ قال: حدثني أبو راشد الحبراني أن بسراً كان يدعو: «اللهم إنا نستعينك على أمرنا كله بأحسن عونك، ونسألك خير المحيا والممات»، فقال له عبيدة المليكي: أمن النبي صلى الله عليه وسلم سمعت هذا؟ فقال بسر: نعم.
وروى له النسائي: عن عمرو بن عثمان، عن بقية، عن نافع بن يزيد، عن حيوة بن شريح، عن عياش بن عباس، عن جنادة بن أبي أمية سمعت بسر بن أبي أرطأة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقطع الأيدي في الغزو».
وذكره مسلم بن الحجاج في جملة الصحابة من كتاب «الطبقات»، وقال ابن الجوزي: قال مسلم: له صحبة.(2/380)
وفي كتاب أبي أحمد العسكري «معرفة الصحابة»: بسر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة.
وكذا ذكره أبو نصر بن ماكولا، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي في «تاريخ الصحابة»، والبرقي في «تاريخه الكبير»، وأبو القاسم البغوي. انتهى.
وهذا يرد قول المزي مختلف في صحبته، ويرد ما ذكره - أيضا - أنه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كان صغيراً، لأن من يرسله عمر لفتح مصر سنة عشرين عوناً لعمرو كيف يتصور أن يكون عند الوفاة صغيرا ً؟.
وفي قول المزي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين نظر. لتقدم ثلاثة أحاديث ذكرناها له ولو تتبعنا ذلك لوجدنا أكثر ولله الحمد.
وذكر: إن كان ابني عبيد الله بن عباس الذين قتلهما بسر عبد الرحمن وقثم فقد قال أبو العباس بن المبرد في كتاب «التعازي» تأليفه: الرواية الثابتة التي كأنها إجماع أنه أخذهما من تحت ذيل أمهما وهي امرأة من بني الحارث ابن كعب.
وقال أبو عبيدة: هما يعني المقتولين.(2/381)
710 - (م س) بسر بن أبي بسر المازني والد عبد الله.
قال أبو عمر بن عبد البر: بسر بن أبي بسر السلمي، وقيل المازني، والد عبد الله وعطية والصماء، لهم [ق 9 / ب] جميعاً صحبة، وقاله الحافظ أبو القاسم عبد الله بن سعيد الهاشمي في كتابه «من نزل حمص من الصحابة»، قال: واسم الصاحبية بهية، وفي تسمية أخرى: بُهَيْمة.
تفرد عنه بالرواية ابنه عبد الله وقول المزي: روى عنه ابنه عبد الله على خلاف في ذلك.
لا أدري من قاله قبله، وما معناه، فإن ابنه من الصحابة، فلو كان عرفها لما أنكر سماعه منه سيما وهو ولده، وقد صرح بسماعه منه جماعة منهم: أبو القاسم الطبراني في «معجمه الكبير» و «الأوسط»، وابن زبر، وأبو القاسم الحمصي، والباوردي، بزيادة: «كنت مع أبي جالساً فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبي» .... الحديث.
711 - (ق) بسر بن جحاش.
قال الحافظ أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابوري في كتاب «التفرد»، وأبو القاسم في «الصحابة الحمصيين»، ومسلم بن الحجاج في(2/382)
كتاب «الوحدان»، وأبو الفتح الأزدي في كتاب «السراج»: تفرد عنه بالرواية جبير بن نفير، زاد أبو الفتح: ويقال: اسمه بشير.
يعني بياء مثناه من تحت قبل الراء، وكناه أبا عبد الله.
وفي «كتاب» عبد الغني بن سعيد مجوداً: جحاش.
وفي كتاب «النوادر» لأبي علي الهجري: من بني كعب بن عميرة بن خفاف ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم: بسر بن جحش، ومن شعرائهم يعني به ولده زيد بن قطامي بن بسر بن جحش.
وقال أبو سليمان بن زبر: مات بحمص، وضعف قول من قال بشر - يعني - بالمعجمة، قال: والصواب بسر.
وقال ابن منده: سمعت أهل المعرفة يقولون: الصواب بشر - يعني بمعجمه.
712 - (ع) بسر بن سعيد المدني العابد.
كان ينزل دار الحضرمي في جذيلة قيس فنسب إليهم، قاله ابن حبان عندما ذكره في «الثقات» وذكره مسلم في «الطبقة الأولى من أهل المدينة».
وفي «الثقات» لابن خلفون: كان رجلاً صالحاً خيراً فاضلاً وهو ثقة، قاله يحيى بن سعيد القطان وعلي بن المديني، وغيرهما.
وفي قول المزي: قال عمر بن عبد العزيز حين توفي بسر هذا وعبد الله بن عبد الملك: لأن أعيش بعيش عبد الله بن عبد الملك أحب إلي، فقال له مسلمة(2/383)
ابن عبد الملك: هذا [ق 10 / أ] الذبح عند أهل بيتك - متبعاً صاحب الكمال - نظر في موضعين، الأول: إنما قال لأن أعيش بعيش بسر ولم يقل بعيش عبد الله.
ولهذا يتوجه إنكار من أنكر ذلك عليه.
الثاني: قائل ذلك له مزاحم لا مسلمة، ذكر ذلك جماعة منهم البخاري وقال العجلي: بسر بن سعيد تابعي ثقة.
وفي «التاريخ الصغير» لمحمد بن إسماعيل: ثنا علي قال: قال يحيى بن سعيد: عجب للزهري كيف لا يروي عن بسر بن سعيد وكان من ثقات أهل المدينة؟ قال علي: حتى وجدت هذا الحديث - يعني ما رواه بعد عنه - فقال: أخبرني بسر بن سعيد أو بشر مولى الحضرمي.
وفي «تاريخ الهجري»: هو من خيار المسلمين مات سنة مائة وقال ابن الحذاء: إحدى ومائة.
713 - بسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال كان أحفظ أصحاب أبي إدريس.(2/384)
714 - (س) بسر بن محجن بن أبي محجن الدئلي.
كذا قاله مالك وغيره، وقال الثوري: بشر، ثم رجع.
كذا ذكره المزي، وتفهم من كلامه تفرد سفيان وحده بهذا القول، وليس كذلك، فإن أحمد بن صالح المصري قال: سألت جماعة من ولده ومن رهطه فلم يختلف علي منهم اثنان أنه بشر بالمعجمة، كقول الثوري.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وقال: من قال: بشر فقد وهم، وخرج حديثه في «صحيحه».
وابن منده في «جملة الصحابة».
وذكر أبو نعيم في «الصحابة»: بسر بن محجن الديلي سكن المدينة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه حنظلة بن علي الأسلمي أنه قال: صليت الظهر في منزلي ثم مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس الظهر ... الحديث
ورواه زيد بن أسلم عن بسر عن أبيه، وهو الصواب.
قال أبو نعيم: هو تابعي لا تصح صحبته، وتصح صحبة أبيه.
وذكره مسلم في «الطبقة الأولى من أهل المدينة».
وقال ابن القطان: لا تعرف - يعني - رواية زيد بن أسلم عنه، ولا يعرف حاله، ويحتاج إلى ثبوت عدالته، ولا يكفي تخريج مالك حديثه.
715 - (د) بسطام بن حريث الأصفر، أبو يحيى.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وذكره أبو حاتم البستي في «جملة(2/385)
الثقات» وقال أبو داود: ثقة.
وذكر ابن يونس في «تاريخ الغرباء» أن سعيد بن كثير بن عفير روى عنه، قال: ثنا يونس بن عبيد فذكر حديثا.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه مجهول الحال، وليس بشيء لما أسلفناه، والله تعالى أعلم.
716 - (بخ ل س ق) بسطام بن مسلم بن نمير العوذي البصري.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وذكره ابن حبان، وابن شاهين. وابن خلفون في «جملة الثقات»، زاد ابن خلفون: وثقه محمد بن عبد الله بن نمير، وهو عبدي عوذي، روى عن أبي الخطاب قتادة بن دعامة.
وقال العجلي: ثقة.
وقال البزار: مشهور من شيوخ أهل البصرة، روى عنه شعبة وغيره.
وقال الآجري عن أبي داود: ثقة.
[ق 10 ب].(2/386)
من اسمه بشار وبشر
717 - (س) بشار بن أبي سيف الجرمي، ويقال المخزومي ولا يصح، البصري.
خرج أبو عبد الله الحكم حديثه في «مستدركه» وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
718 - (ق) بشار بن كدام السلمي الكوفي.
ذكر المزي عن الدارقطني أنه قال: قال البخاري: هو أخو مسعر، ولم يصنع شيئا يعني البخاري، قال لنا أبو العباس: ليس بينه وبين مسعر نسب هو من بني سليم ومسعر من بني هلال، انتهى كلامه.
ولم يصنع الدارقطني ولا من تابعه شيئاً، لتركهم كلام البخاري واعتمادهم على كلام ابن عقدة، والبخاري لم يقل هذا وحده، بل قاله أبو معاوية الضرير تلميذ بشار والآخذ عنه والعالم بحاله دون كل أحد.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: بشار بن كدام أخو مسعر بن كدام.(2/387)
فيحتمل أن يكون من نسب بشار هذا من بني سليم وهم، والله تعالى أعلم.
أبو عبد الله الحاكم لما خرج حديثه في «مستدركه» قال: كنت أحسب برهة من دهري أن بشاراً هذا هو أخو مسعر فلم أقف عليه.
وهذا الفلاس صحح، يعني الحديث الذي رواه من قول ابن عمر، وسماه في الموضعين بشاماً بالميم، فالله أعلم.
719 - (فق) بشار بن موسى الشيباني الخفاف نزيل بغداد.
قال ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات»: كان صحاب حديث يغرب.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وأنبأ أبو العباس الثقفي قال سمعت الفضل بن سهل وذكر عنده بشار بن موسى فأساء القول فيه.
وقال أبو حاتم الرازي: أنكر على يزيد بن ذريع عن شعبة عن عمرو بن مرة حديث الأشقر.
وقال الخليلي في كتاب «الإرشاد»: فيه لين، وفي موضع آخر: ضعفه الحفاظ كلهم وقد كتبوا عنه.(2/388)
وذكره أبو العرب، والبلخي، وأبو محمد بن الجارود (ق 11 / أ) في «جملة الضعفاء».
وذكر ابن الجوزي أن بعضهم سماه بشراً.
720 - (د ت عس ق) بشر بن آدم بن يزيد البصري أبو عبد الرحمن ابن بنت أزهر السمان.
خرج أبو حاتم ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي.
وقال مسلمة: صالح.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ليس بالقوي، قيل له: له عن أزهر غير شيء؟ قال: نعم.
721 - (خ ق) بشر بن آدم الضرير أبو عبد الله البغدادي الأكبر.
قال أبو القاسم الطبراني في «معجمه الصغير»: توفي قبل العشرين ومائتين.
وخرج ابن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني.
وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى عنه ما حاله؟ فقال: لا أعرفه.
وقال أبو أحمد بن عدي: بشر بن آدم اثنان: يشبه أن يكون الذي روى عنه البخاري هو الأصغر ابن بنت أزهر.
وزعم الباجي أن الذي خرج البخاري عنه الأكبر، كما ذكره المزي مستدلاً(2/389)
بأن أبا حاتم قال فيه: صدوق، وفي الأصغر: ليس بالقوي.
وفي كتاب «الإعلام» لابن خلفون: اختلف في بشر هذا، فقيل: الذي خرج عنه البخاري الأكبر، وقيل: الأصغر، قال: والصحيح عندي أنه الأكبر، وهو قول الكلاباذي وغيره، وهو رجل مشهور.
وأما صاحب «الزهرة» فجزم بابن بنت أزهر، وقال: روى عنه ثلاثة أحاديث - يعني البخاري -، لم يذكر المزي شيئا من هذا الخلاف إنما جزم بالأكبر.
722 - (خ د س ق) بشر بن بكر التنيسي أبو عبد الله البجلي الدمشقي.
قال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: هو ثقة، قاله أبو علي صالح بن عبد الله الطرابلسي، وسعيد بن عثمان الأعناقي وغيرهما، وتوفي بدمياط في ذي القعدة سنة خمس ومائتين.
وزعم أبو أحمد بن عدي أن البخاري روى عنه، ورد عليه ذلك بأن البخاري إنما روى عن أصحابه ففي «الحج» عن الحميدي عنه، وفي «الصلاة» عن محمد بن مسكين عنه.
وقال العجلي وأبو جعفر العقيلي: ثقة.
ولما خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» قال: وبشر بن بكر ثقة مأمون.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال مسلمة الأندلسي: يروي عن الأوزاعي أشياء انفرد بها، [ق 11 / ب] وهو(2/390)
لا بأس به إن شاء الله تعالى.
وقال الحافظ أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي المعروف بالمنتجالي القرطبي شيخ شيخ أبي عمر بن عبد البر رحمهما الله تعالى: كان يعرف براوية الأوزاعي وهو ثقة، وكان يعمل الخفاف السود ويحسن عملها، قال: رأيت على إدريس خفا أسود قديما كان يلبسه إذا خرج إلى الجمعة أو إلى حاجة، فقال لي يوما أتدري منذ كم ألبس هذا؟ أنا ألبسه منذ عشرين سنة عمله لي راوية الأوزاعي.
وفي «تاريخ تنيس» للقاضي المخلص لبشر إلى الآن أدر ينسب إليه، وصهاريج محبسة وآثار، رحمه الله تعالى.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
وذكره الخطيب فيمن روى عن مالك بن أنس، وكذلك الدارقطني.
723 - (خت ق) بشر بن ثابت، أبو محمد البزار.
قال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس به بأس، استغن عنه مسلم بن الحجاج بغيره، وليس من الأثبات من أصحاب شعبة بن الحجاج.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
724 - (ل عس) بشر بن الحارث أبو نضر الحافي.
قال ابن حبان لما ذكره في جملة «الثقات»: أخباره وشمائله في التقشف وخفي الزهد والورع أظهر من أن يحتاج إلي الإغراق في وصفها، وكان ثوري المذهب في الفقه والورع جميعا.
مات سنة تسع وعشرين ومائتين.
كذا رأيته في عدة نسخ أحدها بخط الصريفيني.(2/391)
ولما خرج الحاكم حديثه في «فضائل أبي بكر الصديق»: عن أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي، عن نصر بن منصور المروزي عنه، قال: هذا حديث صحيح، وبشر أورع أهل زمانه مشهور.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: ثقة فاضل روى الحديث، ولم يحدث بشيء.
وقال أبو حاتم الرازي: هو ثقة رضي.
وقال ابن خلفون: هو أحد الثقات الزهاد الفضلاء الأخيار.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: زاهد جبل ثقة، ليس يروي إلا حديثاً صحيحاً، وربما تكون البلية ممن يروي عنه.
ولما ذكره في «مشيخة البغوي» قال: سمع الحديث فأكثر إلا أنه لم ينصب نفسه للرواية كراهة لذلك والذي نقل عنه إنما هو على سبيل المذاكرة انتهى.
لو جمعنا أخباره [وآثاره] وكلامه لكان مصنفا على حدة، ولكنه ليس من مقصودنا في هذا الكتاب، إنما المقصود مدح أهل الحديث وذمهم لا مدح غيرهم، والله تعالى المستعان.
725 - (س ق) بشر بن حرب الندبي البصري.
نسبة إلى الندب بن الهون بن الهنو بن الأزد.
وفي «كتاب المزي»: الهون بن الهن، والله أعلم.
قال البرقي عن يحيى بن سعيد: لا بأس به.
وقال أبو سعد السمعاني: كان [ق 12 / أ] ضعيفا.
وقال ابن فاخر فيما رأيته في «كتاب» الصريفيني: ضعيف، تركه يحيى القطان، وكان ابن المديني لا يرضاه لانفراده عن الثقات بما(2/392)
ليس من أحاديثهم.
وقال المروذي عن أحمد وسئل عنه: نحن صيام وضعفه.
وفي «العلل» لعبد الله بن أحمد: قلت لأبي يعتمد على حديثه؟ فقال: ليس هو ممن يترك حديثه.
وفي «التاريخ الأوسط» للبخاري رأيت علياً وسليمان بن حرب يضعفانه.
وقال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتاب «صفة التصوف»: ضعيف.
وقال العجلي: ضعيف الحديث وهو صدوق.
وقال أبو جعفر العقيلي: يتكلمون فيه.
وقال الآجري عن أبي داود: ليس بشيء.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وابن الجارود في «الضعفاء».
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: متروك، وكان حماد بن زيد يمدحه.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الضعفاء» قال: روى عنه الحمادان، وتركه(2/393)
يحيى القطان لانفراده عن الثقات بما ليس من أحاديثهم.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: قلت ليحيى: كيف حديثه؟ فقال: لم يزل عندي متروكا حتى بلغني عن أيوب قوله: كأنه سمع حديث نافع، ولهم شيخ آخر يقال له:
726 - بشر بن حرب البزاز.
يروي عن: أبي رجاء العطاردي.
قال ابن حبان: وليس بالقوي، وهو منكر الحديث جدا لا يحتج بما روى في الأخبار، ولا يعتبر بما حدث من الآثار.
وزعم الدارقطني أن ابن حبان وهم، قال: ولا أعرف أحداً يعرف ببشر بن حرب من رواة الحديث غير الندبي فالله أعلم.
وذكره مسلم في الثانية من البصريين.
727 - بشر بن الحسن بن بشير بن مالك بن يسار.
روى عن هشام الدستوائي، ذكره الخطيب في كتاب «التلخيص».
728 - (خ م س) بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي أبو عبد الرحمن النيسابوري الزاهد.
قال مسلمة بن قاسم: ثقة.(2/394)
وذكر أبو عبد الله الحاكم في «تاريخ نيسابور»: أن جعفر بن أحمد بن نصر [ق 12 / ب] روى عنه، وكذا: إسحاق بن العباس، ومحمد بن جابر، وأبو عمرو أحمد بن المبارك، وأبو جعفر أحمد بن علي الخراز.
روى عنه: إسحاق بن إبراهيم أحاديث عبد الملك هارون بن عنترة في دار سليمان بن مطر، وجرير بن عبد الحميد، وامرأة الفضيل بن عياض، وابنها علي بن الفضيل، ويوسف بن عطية، وعلي بن الحسين بن واقد، ومحرز بن هارون بن عبد الله بن محرز التيمي، وعبد المؤمن بن عبد الله.
وقال أحمد بن سيار في «ذكر مشايخ نيسابور»: وبشر بن الحكم أبو عبد الله أبيض طوال، كثير الحديث، روى عن ابن عيينة فأكثر، وعمن كان في عصره، ورحل في الحديث وجالس الناس.
وفي رد المزي على صاحب «الكمال» ذكره في شيوخه علي بن علي الرفاعي، بقوله: هذا وهم فإنه لم يدركه. نظر، لما ذكره أبو عبد الله في «تاريخ نيسابور»، - وأبو عبد الله إليه في مشايخ بلده المنتهى في المعرفة بهم - قال: أنبا أبو محمد بن زياد، ثنا عبد الله بن المبارك، نا حمدون القصار، ثنا بشر بن الحكم، ثنا علي بن علي، عن عطاء السليمي.
فذكر عنه حاله.
قال: وأنبا ابن زياد نا ابن مبارك نا حمدون القصار، ثنا بشر بن الحكم، ثنا علي بن علي قال: كان عطاء يبكي حتى يخشى على عينيه.
فهذا كما ترى: الحاكم صرح بروايته عنه في موضعين، فإنكار من أنكر ذلك لا وجه له، والله تعالى أعلم.
وفي قوله أيضا كان فيه: فضيل بن مسور وهو وهم، والصواب: ابن منبوذ.
نظر في موضعين.
الأول: هذا الاسم ليس موجوداً في كتاب «الكمال» نسختي التي نقلت وقوبلت بخط أحمد المقدسي الحافظ، ثم استظهرت بنسخة أخرى جيدة.(2/395)
الثاني: على تقدير وجوده فيه لا درك على عبد الغني فيه، لأن الشكلين واحد، وغالب العلماء [ق 13 / أ] لا يحترزون في الكتابة حال التصنيف، والدال والراء قريباً في الشكل، وكذا السين مع النون والباء، والله تعالى أعلم.
ونحن إن شاء الله تعالى نشاححه في [ ..... ] هذا وأول راض سيرة من تسيرها.
729 - (خ م د س) بشر بن خالد العسكري، أبو محمد، الفرائضي، نزيل البصرة.
روى أبو حاتم البستي حديثه في «صحيحه» عن محمد بن عمر بن يوسف عنه، وكذلك ابن خزيمة خرج حديثه في «صحيحه».
وقال أبو محمد ابن أبي حاتم الرازي: كان حافظا قريبا من الثوري، وفي نسخة قرأتها حديث الثوري.
وفي «كتاب» أبي إسحاق الصيريفيني: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
وقال ابن منده: بشر بن خالد صاحب غندر توفي بعد الثلاثين ومائتين.
وفي كتاب «الزهرة»: بشر بن خالد بن عطية بن الحارث أبو أحمد العسكري، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، روى عنه البخاري اثني عشر حديثا، ومسلم ثمانية عشر حديثاً.
وقال ابن عدي: يقال له الفارض.(2/396)
وقال أبو حاتم البستي لما ذكره في كتاب «الثقات»: يغرب عن شعبة عن الأعمش بأشياء مات سنة خمس وخمسين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل - والمزي نقل عنه: توفي سنة خمس وخمسين جزماً، وليس جيداً، لأنه لم يجزم إنما تردد ولم يذكر إغرابه إلى آخره.
وفي كتاب «الإعلام» لابن خلفون: قال أبو جعفر النجار هو ثقة مأمون، وقال أبو علي الجياني: ثقة.
730 - (بخ د ت ق) بشر بن رافع النجراني، أبو الأسباط الحارثي.
قال يعقوب بن سفيان: لين الحديث.
وقال الحاكم لما خرج حديثه في الشواهد: ليس بالمتروك وإن لم يخرجاه.
وقال البزار: لين الحديث وقد احتمل حديثه.
وقال أبو جعفر العقيلي: له مناكير.
وذكره أبو القاسم البلخي، وأبو عمر بن حزم المنتجالي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: منكر الحديث.(2/397)
وقال أبو الحسن بن القطان في كتابه «بيان الوهم والإيهام»: هو عندهم ضعيف الحديث منكره.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغنا في معرفة الكنى»: هو ضعيف عندهم منكر الحديث.
وقال في كتاب «الإنصاف»: قد اتفقوا على إنكار حديثه وطرح ما رواه وترك الاحتجاج به ولا يختلف علماء الحديث في ذلك.
وقال ابن حبان: يأتي بطامات فيما يروي عن يحيى بن أبي كثير وبأشياء [ق 13 / ب] موضوعة يعرفها من لم يكن الحديث صناعته كأنه المتعمد لها.
وذكر ابن عدي أن البخاري عنده أن بشر بن رافع هذا أبو الأسباط الحارثي. انتهى.
البخاري سلفه في هذا شيخه محمد بن يحيى الذهلي، حكاه عنه الحاكم.
731 - (س ق) بشر بن سُحَيْم بن حرام الغفاري.
قاله ابن عبد البر، وابن السكن، زاد: روى عنه أهل الحجاز وأهل الكوفة، وفي حديثه اختلاف كثير.
وقال محمد بن عمر الواقدي: الخزاعي.
وقال ابن منده: البهزي، عداده في أهل الحجاز، وكان يسكن كراع الغَمم وضَجنان(2/398)
وحديثه ألزم الدارقطني الشيخين إخراجه.
ولما ذكره أبو ذر الهروي في «المستخرج على الإلزامات»: زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي في أيام التشريق «أن الجنة لا يدخلها إلا مؤمن وأن هذه أيام أكل وشرب وبَعال»، وكذا ذكره الباوردي وابن زبر وابن قانع وغيرهم.
قال أبو القاسم البغوي: سكن المدينة، روى عنه نافع بن جبير وحده، فيما ذكره أبو إسحاق الصيرفيني وغيره، وزعم أن بعضهم سماه بشيراً.
732 - (ع) بشر بن السري أبو عمرو الأفوه البصري.
سكن مكة ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
وقال أبو بكر البرقاني: وسألته - يعني الدارقطني - عن بشر بن السري فقال: مكي ثقة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة، وجدوا عليه في أمر المذهب فحلف واعتذر إلى الحميدي في ذلك، وهو في الحديث صدوق.
وقال عباس عن يحيى: رأيته يستقبل البيت ويدعو على قوم يرمونه برأي جهم، ويقول: معاذ الله أن أكون جهمياً.
وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.
وذكره ابن خلفون وابن شاهين في «جلمة الثقات».(2/399)
وقال العقيلي: هو في الحديث مستقيم، وكان سفيان الثوري يستثقله، وقال الحميدي: كان جهمياً لا يحل أن يكتب حديثه.
وفي «سؤالات عبد الله بن أحمد»، قال أبي: تكلم بشر بمكة بشيء فوثب له حمزة بن الحارث بن عمير والحميدي فلقد ذل بمكة حتى جاء فجلس إلينا مما أصابه من الذل، قال عبد الله: يعني تكلم في القرآن.
قال عمرو بن علي: هو ثقة. وكذلك قاله أحمد بن صالح العجلي.
وذكره الدارقطني والخطيب فيمن روى عن مالك. وفي قول المزي ومن الأوهام:
733 - بشر بن سلام
روى عن جابر، روى [ق 14 / أ] عنه ابنه الحسين، وإنما هو بشير، وسيأتي في موضعه على الصواب.
ثم ذكر في باب بشير: بشير بن سلام، وقيل: بن سلمان، والد الحسين بن بشير مولى صفية بنت عبد الرحمن، روى له النسائي وقال: لا بأس به. نظر؛ وذلك أن صاحب «الكمال» لم يذكر إلا بشر بن سلام، لم يذكر ابن سلمان والنسائي الذي ذكر أنه روى حديثه لم يذكر في كتاب «التمييز» إلا بشير بن سلمان وكذلك البخاري، وأبو داود وقال: لا بأس به، وابن أبي حاتم،(2/400)
وابن حبان في كتاب «الثقات».
فلقائل أن يقول: لعل عبد الغني أراد غير هذا المذكور هنا، ويكون آخر وافقه في الولد ولم يوافقه في اسم الأب.
وقول المزي: بشير بن سلام وقيل: سلمان، يحتاج إلى عرفانه من خارج، فإني لم أر من سماه به، وكأنه - أعني المزي - ركبه من كتاب «الكمال» و «التمييز» فجعلهما قولين، وذلك لا يجوز فيما أعلم، والذي اعتقده أن قوله هذا لا تجده منقولاً عند معتبر من الأئمة.
على أني وجدت في «المعجم الأوسط».
لأبي القاسم الطبراني: ثنا الدبري، ثنا عبد الرزاق عن خارجة بن عبد الله بن زيد، عن حسين بن بشير بن سلام، وألفيته في نسخة قديمة مقروءة أصل من الأصول عن أبيه قال: قدم علينا الحجاج حين قتل ابن الزبير فضيع الصلاة فخرجت مع محمد بن حسين أو محمد بن علي حتى جئنا جابر بن عبد الله، فسألناه عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث.
فإن صحت هذه اللفظة فكفى بالطبراني قدوة، على أني لا أعتمد على ما في كتاب «الكمال»، ولا تهذيبه لأنهما لم يذكرا سلفهما فيه، ولم أره عند غيرهما إلا ما أسلفته لتطمئن النفس إلى أحد القولين، والله تعالى أعلم.(2/401)
734 - (خ ت س) بشر بن شعيب بن أبي حمزة دينار، أبو القاسم الحمصي.
قال أبو الفضل المقدسي: توفي سنة ثنتي عشرة ومائتين.
وقال أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات» [ق 14 / ب]: كان متقناً، وبعض سماعه عن أبيه مناولة، سمع نسخة شعيب سماعاً.
وفي «كتاب» البخاري: كان مولى بني أمية.
وفي «كتاب» ابن مردويه: روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري.
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه البخاري: في الاستقراض، والصلح والملازمة، وروى في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم عن إسحاق غير منسوب عنه، وروى عنه حديثين يعني «مشافهة».
زاد ابن خلفون: وفي «الاستئذان» في باب المعانقة، قال: ثنا إسحاق، أنبا بشر بن شعيب، وأخرج عنه في الاستشهاد، ولم يذكر سماعاً في باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، فقال: وقال بشر بن شعيب حدثني أبي، قال: وذكره بعض الناس في أسامي شيوخه الذي أخرج عنهم في الصحاح، وقال الكلاباذي: وقد رآه البخاري وسمع منه وحدث في مبسوط مصنفاته سوى «الجامع» بغير شيء عنه، وأخرج له مسلم حديثاً على سبيل الاستشهاد.(2/402)
وقال ابن سعد: وكتبوا عنه وتوفي قبل أبي اليمان الحكم بن نافع.
735 - (د ت س) بشر بن شغاف الضبي البصري.
ذكر المزي أن الشغاف غشاء القلب، والذي عليه أكثر أهل اللغة أنه حبة سوداء في وسط القلب.
قال ابن سيده: وهو أيضا ما تحت الشرايين من الشق الأيمن.
وذكره ابن خلفون وأبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
736 - (د ت ق) بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي الطائفي.
قال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: بشر بن عاصم ثقة.
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: حجازي أخو عمرو بن عاصم، مات بعد الزهري سنة أربع وعشرين ومائة.
وكذا قال البخاري إنه أخو عمرو بن عاصم.
وفي «كتاب الصريفيني»: مات بعد سنة أربع وعشرين.(2/403)
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وفي الصحابة:
737 - بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي.
عامل عمر بن الخطاب على صدقات هوازن.
ذكره أبو عمر وغيره، ذكرناه للتمييز.
738 - (د س) بشر بن عاصم الليثي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم ابن البيع.
وذكره البستي في «جملة الثقات».
وقال المزي: قال النسائي: بشر بن عاصم ثقة.
وهو كلام يحتاج إلى نظر، وذلك أن النسائي لم ينص على بشر بن عاصم هذا دون غيره، إنما قال: بشر ابن عاصم ثقة.
وهو محتمل أن يكون هذا ويحتمل أن يكون ابن سفيان، ويحتمل أن يكون الطائفي المميز به عند المزي، فتخصيصه [ق 15 / أ] إياه يحتاج إلى نظر من خارج، فنظرنا فإذا أبو الحسن بن القطان ذكر في كتاب «الوهم والإيهام» أنه الثقفي، وكذلك إنه وإن كنا لا يثلج صدرنا بقولهما، لأنهما لم يقولاه نقلا إنما قالاه استنباطاً فأوجب لنا قولهما التوقف حتى يظهر من خارج بيانه، والله تعالى أعلم.(2/404)
739 - (س) بشر بن عائذ.
ذكر المزي أنه روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأن قتادة روى عنه.
وفي «تاريخ البخاري»: روى عن ابن البارقي يعني علياً عن ابن عمر، قال: ويقال إن بشراً قديم الموت لا يشبه أن قتادة أدركه.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».
والعجيب أن المزي ذكر بعض كلام البخاري هذا في ترجمة بشر بن المحتفز، ولم ينبه عليه.
هذا وفي الرواة:
740 - بشر بن عائذ الجني من مراد
يكنى أبا محمد، ذكره الحافظ أبو القاسم الحضرمي في كتابه «المختلف والمؤتلف» وذكرناه للتمييز.(2/405)
741 - (د) بشر بن عبد الله بن يسار الشامي، راوية مكحول.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
742 - (خ) بشر بن عبيس بن مرحوم.
قال صاحب «الزهرة»: روى عنه أبو عبد الله البخاري ستة أحاديث.
ولهم شيخ آخر يقال له:
743 - بشر بن عيسى بن ميمون.
يكنى أبا عمرو.
ذكره مسلم، وقال: عبيس أبوه كان من أصحاب عبد الله بن مسعود الأكابر، ذكرناه للتمييز.
744 - (فق) بشر بن عمارة الخثعمي، المكتب، صاحب أبي روق قال أبو جعفر العقيلي: له حديث لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وفي موضع آخر: ولا يتابع على حديثه.
وقال أبو حاتم ابن حبان: لم يكن يعلم الحديث ولا صناعته.
وذكره الساجي فقال: تعرف وتنكر.
وقال البرقاني عن الدارقطني: متروك.
وذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء»، وابن خلفون في «الثقات».
745 - (ع) بشر بن عمر بن الحكم بن عقبة الزهراني البصري.
قال ابن سعد: هو راوية مالك بن أنس، توفي في شعبان، وكذا(2/406)
قاله ابن زبر.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وقال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة كتب عنه، وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال الحاكم - فيما ذكره مسعود -: ثقة مأمون.
وقال الحافظ إسحاق القراب في «تاريخه»: مات ليلة الأحد لثلاث خلون من شعبان سنة سبع ومائتين.
وفي «سؤالات» مسعود بن علي السجزي للحاكم أبي عبد الله: وسألته عن بشر بن عمر الزهراني؟ فقال: ثقة مأمون.
ومن خط الصيرفيني: توفي سنة تسع في شعبان، وكأنه لم يضبط، ولهم شيخ آخر يقال له:
746 - بشر بن عمر بن ذر بن عبد الله الهمداني الكوفي.
روى عن: الأعمش، وعاصم بن كليب، وشبههما.
روى عنه: ابنه محمد، ومعاوية وغيرهما.
747 - بشر بن عمر الجزري.
روى عن: شعيب بن رزيق الطائفي.
وعنه: المعافى بن سليمان الحراني، ذكرهما الخطيب في «التلخيص»، وذكرناهما للتمييز.
[ق 17 / أ].(2/407)
748 - (س) بشر بن قرة الكلبي.
قال البخاري: ثنا ابن أبي الأسود عن عمر بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن بشر، ثنا سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام، عن إسماعيل، عن أخيه عن قرة بن بشر، وقال ابن طهمان: عن شعبة عن إسماعيل عن أبيه عن بشر بن قرة عن أبي بردة جاء رجلان نحوه، ولا يصح فيه عن أبيه.
وذكره ابن حبان في حرف الباء من غير تردد في «جملة الثقات».
749 - (د) بشر بن قيس التغلبي. والد قيس بن بشر جليس أبي الدرداء.
كذا نسبه المزي إيهاماً منه، فيقال: لم أر في هذه الطبقة عند البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في كتاب «الثقات» منسوبا من اسمه بشر بن قيس وينسب تغلبيا غير واحد عرفوه بروايته عن عمر بن الخطاب، وأن زياد ابن علاقة روى عنه، والله أعلم.
ولم يذكر المزي هذين في ترجمته.
وفي «كتاب» ابن أبي حاتم في باب بشر الذين لا ينسبون: بشر التغلبي، وكان من جلساء أبي الدرداء، روى عنه ابنه قيس المذكور عند المزي من غير سلف.
750 - (س) بشر بن المحتفز البصري.
انتهى، قيل: المحتضر بن أوس بصري.
ومن زعم أنه بشر بن المحتفز بن عدي فقد وهم، والأول أشبه، وأوس(2/408)
هو: أوس بن نصر بن زياد بن أسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب ابن سعد بن عدي بن عثمان بن عمرو بن أد بن طانجة بن إلياس بن مضر ذكره ابن حبان في «الثقات».
وفي «تاريخ نيسابور»: أنبا خلف بن محمد، ثنا سهل بن شاذويه، ثنا نصر بن الحسين، ثنا عيسى بن موسى، ثنا عيسى بن عبيد الكندي عن الحسين بن عثمان بن بشر بن المحتضر زادني المزني عن أبيه عثمان عن أبيه بشر عن جده أنه بايع رسول الله، تحت الشجرة.
وفي كتاب الصريفيني ويقال: بشر بن محمد بن المحتفز، وقال همام: بشر بن عائذ بن المحتفز كان والي عمر على السوس.
751 - بشر بن محمد السختياني أبو محمد المروزي.
مات سنة أربع وعشرين ومائتين، قاله أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو نصر الكلاباذي، وابن عساكر في «النبل»، وابن خلفون، وصاحب «الكمال»، والصريفيني، والساجي، وأبو عبد الله بن منده، وصاحب «الزهرة» [ق 17 / ب]، وزاد: روى عنه البخاري خمسة وعشرين حديثا.(2/409)
752 - (ت س ق) بشر بن معاذ العقدي، أبو سهل البصري الضرير.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي، وابن حبان.
وزعم صاحب «الزهرة» أن البخاري روى عنه ثلاث أحاديث.
وقال مسلمة الأندلسي: بشر بن معاذ صاحب يزيد بن زريع ثقة صالح.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ فقال: صالح الحديث صدوق.
وفي كتاب ابن خلفون في كتاب «شيوخ الشيخين»: قال أبو جعفر النجار: مروزي ثقة.
فينظر في قول المزي خرج له: ت س ق، والله تعالى أعلم.
753 - (ع) بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي، مولاهم، أبو إسماعيل البصري.
خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو علي الطوسي، وأبو محمد بن الجارود، والدارمي، وأبو عوانة الإسفرائيني، وأبو حاتم البستي، وأبو عبد الله النيسابوري».
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: مات سنة سبع وثمانين ومائة في شهر ربيع الأول بعد المعتمر بشهر، ومات المعتمر في المحرم.(2/410)
وقال ابن منجويه: مات بعد المعتمر بشهرين.
وقال البزار في كتاب «السنن» تأليفه: هو ثقة.
وكذا قاله العجلي، وزاد: فقيه البدن، ثبت في الحديث، حسن الهيئة، صاحب سنة.
وفي كتاب الخطيب: روى عن مالك بن أنس.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة: توفي قبل المعتمر بأشهر.
وفي «كتاب» ابن مردويه: روى عن موسى بن محمد بن حبان.
وفي «كتاب» الباجي: قال الإمام أحمد: لم يسمع من ابن طاوس إلا حديثاً واحداً: «اتقوا بيتا يقال له الحمام».
وفي «تاريخ القراب»: توفي بعد المعتمر بشهرين ومات المعتمر في صفر، وقال محمد بن عبد الأعلى: لسبع عشرة ليلة خلت من شهر المحرم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
ولهم شيخ آخر يقال له:
754 - بشر بن المفضل.
يروي عن: أبيه عن خالد الحذاء، روى عنه: أبو داود الطيالسي.
قال أبو حاتم في كتاب «الثقات»: وليس هذا ببشر بن المفضل بن لاحق، ذكرناه للتمييز.
755 - بشر بن مقاتل الضرير.
روى عنه ابن ماجه، وذكره ابن عساكر والصريفيني وغيرهما، لم ينبه عليه المزي.(2/411)
756 - (م د س) بشر بن منصور السليمي، أبو محمد البصري، والد إسماعيل بن بشر.
خرج أبو حاتم البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، وأبو عبد الله بن البيع، وقال عثمان بن أبي شيبة فيما ذكره عنه ابن شاهين: صدوق.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة قال ابن مهدي: لو ترك لي أمر ما عدلت عن بشر بن منصور.
وقال ابن علية: بصري خيار، وكان بشر يقبض على لحيته ويقول: أطلب الرئاسة بعد سبعين سنة؟.
وفرق الحافظ أبو الفضل الهروي في كتاب «المتفق والمفترق» بينه وبين الحناط.
ولما ذكره [ق 18 / أ] ابن حبان في «جملة الثقات» قال: كان من خيار أهل البصرة وعبادهم، مات بعد ما عمي سنة ثمانين ومائة.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا سليمان بن أيوب سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أجمع من ابن المبارك ولا من بشر بن منصور.
وقال يعقوب بن شيبة في «مسنده» الفحل: كان قد سمع، ولم يكن له عناية بالحديث كعناية من خالفه، وله أخبار منها: أن ابن المبارك قال كان قد سمع ودفن كتبه، ما رأيت أخوف لله تعالى منه، كان يصلي كل يوم خمسمائة ركعة وكان قد حفر قبره وختم فيه القرآن، وكان ورده كل يوم ثلث القرآن، وكان ضيغم صديقاً له، صير الليل أثلاثاً: ثلت يصلي فيه، وثلث يدعو، وثلث ينام، مات ضيغم وبشر في يوم واحد.(2/412)
وقال ابن مهدي: ما رأيت أحدا أقدم في الرقة والورع مثله.
وذكره ابن شاهين في جملة «الثقات» وقال: قال أحمد: كان ابن مهدي معجبا به.
وفي «كتاب المنتجالي»: قال أحمد: هو رجل صالح، وقال: قال ابن مهدي: كان من الذين إذا رؤوا ذكر الله، كنت إذا رأيت وجهه ذكرت الآخرة، رجل منبسط ليس بمتماوت ذكي فقيه، وما رأيته فاته التكبيرة الأولى، وما رأيته يصلي في الصف الثاني قط ولا [ .... ] سائل قط إلا أعطاه وأوصى بذلك أهله.
وقال له سفيان يوما: أتحب أن لك مائة ألف؟ فقال: لأن تندر إحمر - يعني عينيه - أحب إلي من ذلك، وكان من بني سليمة من أنفسهم.
وقال ابن وضاح: صلى بشر يوما فأطال الصلاة ورجل خلفه ينظر إليه، فلما قضى بشر انصرف وقال له: يا هذا لا يعجبك ما رأيت مني فإن إبليس عبد الله مع الملائكة كذا وكذا.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
ولهم شيخ آخر يقال له:
757 - بشر بن منصور أبو صيفي الواسطي.
قال الساجي: يحدث عن: مجاهد، وسعيد المقبري، والحكم، وكان ضعيفا.
وقال الإمام أحمد: رجل ليس هو بشيء كتب عنه وقال أبو داود: ليس بشيء، ذكرناه للتمييز.
758 - (ق) بشر بن نمير القشيري البصري.
قال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: متروك الحديث.
وقال زكريا الساجي: ضعيف الحديث، وذكره العقيلي، والبلخي،(2/413)
وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه، فقال: ترك حديثه.
وفي موضع آخر: سئل أبو داود عن بشر بن نمير وجعفر بن الزبير؟ فقال: بشر أرفع، وجعفر رجل عابد، وكان صاحب غزو.
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: ليس بثقة.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، فلا أدري التخليط في حديثه من شيخه القاسم أو منهما معا، لأن القاسم ليس بشيء في الحديث، وأكثر رواية بشر عن القاسم فمن هذا وقع الاشتباه فيه.
قال النسائي، في غير ما نسخة من كتاب «التمييز» وعنه: ليس بثقة.
وذكره البخاري في فصل من مات بين الأربعين ومائة إلى الخمسين، وقال يعقوب بن سفيان: بصري ضعيف ترك ابن المديني حديثه.
759 - (م 4) بشر بن هلال الصواف النميري، أبو محمد البصري.
ذكر أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الطوسي، والحاكم.
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: بصري ثقة، وكذا قاله أبو علي الجياني في «أسماء رجال أبي داود»: [ق 18 / ب]، وأبو عبد الرحمن النسائي في «أسماء شيوخه».
وفي كتاب «الزهرة»: روى عنه مسلم بن الحجاج حديثين.(2/414)
760 - (م) بشر بن الوضاح البصري أبو الهيثم.
خرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، وأبو علي الطوسي في «صحيحه».
وقال ابن القطان: لا بأس به.
761 - (ت) بشر غير منسوب عن أنس.
روى عنه ليث بن أبي سليم، قيل: إنه ابن دينار، كذا ذكره المزي.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: بشر بن دينار يروي عن أنس، وروى عنه ليث بن أبي سليم ومحمد بن عثمان.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وقول من قال من المتأخرين لا يعرف قصور منه كعادته.(2/415)
من اسمه بَشِيْر
762 - (د ت س) بَشير بن ثابت الأنصاري مَوْلى النعمان بن بشير.
قال البزار: لا نعلمه روى عنه إلا أبو بشر هذا الحديث، يعني حديثه عن ابن سالم عن النعمان فصلى العشاء لسقوط القمر لثالثة.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: ومن زعم أنه بشر بن ثابت فقد وهم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
763 - (عس) بشير بن ربيعة البجلي.
يروي عن رافع بن سلمة عن علي بن أبي طالب، ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
764 - (س) بشير بن سعد، والد النعمان بن بشير.
قال المزي: سعد بن ثعلبة بن الجلاس. كذا هو مضبوط بخط ابن المهندس عن المزي مجودا، وزعم ابن هشام في كتاب «السير» أن ذلك تصحيف، والصواب: بالخاء، يعني المعجمة، وتبعه على ذلك غير واحد، حتى قال الدارقطني: بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام.(2/416)
وفي كتاب أبي نعيم، وأبي عمر بن عبد البر، وابن السكن، وأبي جعفر محمد بن جرير في كتابه «معرفة الصحابة»، وخليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»: قتل يوم عين التمر مع خالد بن الوليد بعد انصرافه من اليمامة سنة اثنتي عشرة، روى عنه جابر بن عبد الله.
وفي كتاب «السير» لابن إسحاق: عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن النعمان عن أبيه، وزعم المزي أن حميدا روى عن بشير، وهذا يرده، وهو الصواب.
وذكر إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب «الطبقات» تأليفه أن قتله كان [ق 19 / أ] سنة إحدى عشرة.
وقال ابن قانع: أصابه سهم مانقيا، ومات بعين التمر، وقال في «المعجم»: روى عنه محمد بن كعب القرظي.
وقال ابن حبان القرظي.
وقال ابن حبان: أمه أنيسة بنت خليفة بن عدي بن عمرو بن امرئ القيس.
وقال أبو أحمد العسكري: وهو أخو سماك بن سعد، وله أيضا صحبة.
وقال أبو رجاء: مات بشير بن سعد سنة إحدى عشرة.
ثنا ابن أبي داود، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ثنا مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سعيد بن نافع قال: رآني بشير الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي(2/417)
الضحى حين طلعت الشمس فعاب ذلك ونهاني، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصلوا حتى ترتفع الشمس فإنها تطلع بين قرني الشيطان».
وهو رد لقول المزي: له حديث واحد في «النحل».
وفي كتاب «الطبقات» لابن سعد: كان بشير يكتب العربية في الجاهلية، وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم على سرية في شعبان سنة سبع، وأرسله أيضا إلى يُمْن وجبار في شوال سنة سبع، واستعمله على المدينة لما خرج إلى عُمرة القضية.
في «كتاب البخاري» لما قال عمر بن الخطاب: لو ترخصت في بعض الأمر. قال له: قومناك تقويم القدح. قال عمر: أنتم إذاً. وفي الصحابة.
765 - بشير بن سعد بن أكال.
شهدا أحداً والخندق مع أبيه والمشاهد كلها.
766 - وبشير بن سعد ..
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم «منزلة المؤمن من المؤمن منزلة الرأس من الجسد».
ذكرهما ابن فتحون، وذكرناهما للتمييز.(2/418)
767 - (بخ م 4) بشير بن سَلمان الكندي أبو أسهل الكوفي.
وفي «كتاب» الصريفيني: الأسلمي، وفي «تاريخ البخاري» النهدي.
قال ابن سعد: كان شيخاً قليل الحديث.
وذكره البستي في «جملة الثقات» ولما خرج الحاكم حديثه في «المستدرك» قال: احتجا جميعا به، وذكره في «المدخل الكبير» كذلك، ولم أره لغيره.
وقال أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في «مسنده»: كأنه قد حدث بغير حديث لم يشاركه فيها أحد، وليس بالقوي، وقد حدث عنه الناس.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: وثقه ابن نمير.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال الحربي: معروف.
768 - (خ م مد تم) بَشير بن عُقبة السامي البصري الدَوّرقي، وقيل: الأزدي، أبو عَقيل.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات» وقال: أصله من دورق سكن البصرة.
وقال عمرو بن علي الفلاس: ثقة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: هو عندهم ثقة.(2/419)
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
769 - (عخ) بشير بن أبي عمرو الخولاني.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: روى عنه ابن حُجَيرة.
وفي «كتاب» ابن خلفون: روى عن أبي علي ثمامة بن شفي الهمداني المصري وسمى أبا فراس شيخه: يزيد بن رباح، ونسبه قرشياً سهمياً مولاهم المصري [ق 19 / ب].
770 - بَشير بن المحرَّر حجازي يروي عن ابن المسيب.
كذا قاله المزي، وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: بَشير بن المحرر بن غالب الأسدي من أهل الكوفة، يروي عن أخيه بشر بن المحرر، وهو تابعي روى عنه يزيد بن أبي زياد انتهى.
وقول من زعم من المتأخرين: إنه لا يعرف، قصور منه كعادته، والله تعالى أعلم.
771 - (خ م د س ق) بشير بن أبي مسعود عقبة بن عمرو.
قيل: إن له صحبة، كذا ذكره المزي تبعاً لما في «الكمال».(2/420)
وقد ذكره في التابعين جماعة منهم: البخاري، وأبو حاتم الرازي، والبستي في كتاب «الثقات».
وقال ابن خلفون في «الثقات»: ولد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقليل.
وقال أحمد بن صالح العجلي: مدني تابعي ثقة.
وقال بعض الأئمة المتأخرين: لا يثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر بن حزم، عن عروة حدثني أبو مسعود أو بشير بن أبي مسعود وكلاهما قد صحبا النبي صلى الله عليه وسلم.
772 - (د) بشير بن مسلم الكندي، أبو عبد الله.
روى [عن] ابن عمرو ذكره ابن حبان في «جملة ثقات أتباع التابعين».
وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: مجهول.(2/421)
وقال الخطيب في كتاب «التخليص»: يختلف في حديثه على الراوي عنه.
773 - (بخ د س ق) بشير بن معبد.
وفي «كتاب» ابن السكن، وأبي منصور الباوردي: بشير بن نذير بن معبد، وفي كتاب أبي نعيم وغيره يزيد.
قال المزي: الخصاصية بنت عمرو بن الحارث - ابن حنباب بن سبيع. انتهى.
وفي كتاب «الجمهرة» لهشام بن محمد بن السائب الكلبي: بنت إلاءة بن عمرو بن كعب.
قال أبو عمر بن عبد البر: كان من المهاجرين.
وفي «كتاب» الباوردي والعسكري والطبري والترمذي وغيرهم: الخصاصية أمه.
زاد الباوردي: رواية إياد بن لقيط عنه، وقيل عن إياد عن الجهدمة عنه.
ونسبه أبو سليمان بن زبر في كتاب «الصحابة» تأليفه: ليثيا.
قال أبو أحمد العسكري: يقال له بشير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا خرج الحاكم حديثه في «كتاب الجنائز» في «صحيحه» وقال: لم يخرجا حديثه، لأنه من النوع الذي لا يشتهر الصحابي إلا بتابعيين.
وقال العسكري: هو ابن معبد بن شراحيل بن سبع وقيل: مسبع ولما غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه قال: «أنت بشير قومك» وكان اسمه حزن، وقيل: زحم.
وفي قول المزي: فرق أبو حاتم بين بشير بن الخصاصية وبين بشير بن معبد الأسلمي الكوفي، وقال في الأسلمي: روى عنه ابنه بشر صاحب [ق 20 / أ] حديث «الأشنان»، وجعلهما غيره واحدا. نظر، من حيث أن أستاذ المحدثين(2/422)
محمد بن إسماعيل البخاري فرق بينهما، وكذلك أبو حاتم ابن حبان البستي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو نعيم الأصبهاني، وابن منده فيما ذكره عنه ابن الأثير، وأبو القاسم البغوي، وجده أحمد بن منيع، وعبد الباقي بن قانع، وابن أبي خيثمة في «تاريخيه: الكبير والأوسط»، وأبو علي بن السكن في كتاب «الصحابة» تأليفه، وأبو أحمد العسكري، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو جعفر الطبري في كتاب «ذيل المذيل»، والبرقي في «تاريخه الكبير»، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وغيرهم، بل ولا أعلم أحدا ممن صنف في أسماء الصحابة جمع بينهما فمن علمه فليفده.
واختلف في اسم الخصاصية، فزعم الرامهرمزي: أنها كبشة، ويقال: مارية بنت عمرو بن الحارث بن الغطريف الأصغر.
والذي في كتب النسابين: بنت إلاءة بن عمرو بن كعب بن الغطريف. والله أعلم.
774 - (م 4) بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي.
رأى أنسا، المزي ذكره، وقد قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: دلس عن أنس ولم يره وكان يخطئ كثيرا.
وقال الساجي: منكر الحديث عنده مناكير عن عبد الله بن بريدة أحاديث عدد يطول ذكرها.(2/423)
وقال العقيلي: مرجئي متهم، يتكلم فيه منكر الحديث، قاله الإمام أحمد ابن حنبل.
وفي كتاب ابن الجارود: يخالف في بعض حديثه.
ولما خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» قال: احتج به مسلم في صحيحه.
وفي قول المزي: قال البخاري: يخالف في بعض حديثه. نظر، من حيث إن البخاري قال هذا مقيداً بحديث لا مطلقا، يبين ذلك لك بسياقة كلامه، وهو: بشير بن مهاجر الغنوي الكوفي رأى أنسا، ثنا خلاد، ثنا بشير بن المهاجر قال: سمعت عبد الله بن بريدة عن أمه قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رأس مائة سنة يبعث الله تعالى ريحاً باردة تقبض فيها روح كل مسلم». قال أبو عبد الله: يخالف في بعض حديثه [ق 20 / ب] هذا.
وقال العجلي: كوفي ثقة.
وقال ابن خلفون وذكره في كتاب «الثقات»: هو عندي في «الطبقة الثالثة من المحدثين»، وقد تكلم في مذهبه ونسب إلى الإرجاء.
775 - (د) بشير بن ميمون الشقري البصري.
نسبة إلى شَقَرةَ، واسمه معاوية سمي بذلك لقوله:
وقد أحمل الرمح الأصم لعوبة ... به من دماء القوم كالشقرات
ابن الحارث بن تميم بن مُر، ذكره ابن الكبي في كتاب «الألقاب» و «الجامع» و «الجمهرة» تأليفه.
وفي عبد القيس شقِرة مكسورة القاف بن نُكْرة ابن لُكَيْز بن أفصى، قال ابن السيد البَطْليَوْسي في كتابه «المثلب»: سمي بذلك لقوله:(2/424)
وقد أحمل الرمح. البيت. فالله أعلم.
خرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في «مستدركه».
وقال ابن الجوزي في كتاب «الضعفاء»: لا بأس به.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
776 - (ق) بشير بن ميمون الواسطي أبو صيفي.
روى عن مجاهد.
قال أحمد بن سعد بن أبي مريم، عن يحيى بن معين، في «رسم المعروفين بالكذب ووضع الحديث»: بشير بن ميمون أبو صيفي.
وفي «كتاب» أبي بشر الدولابي عن البخاري: ضعيف.
وفي «كتاب» الصيرفيني: خرج الحاكم حديثه في «المستدرك».
وذكره البخاري: في فصل من مات من الثمانين ومائة إلى التسعين ومائة وقال: متهم بالوضع.
وذكره أبو محمد بن الجارود، وأبو جعفر العقيلي، وأبو القاسم البلخي وأبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء».
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه: ضعيف، كان يقول: ثنا مجاهد.
وقال عمرو بن علي أبو حفص: ضعيف في الحديث.(2/425)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال أبو أحمد بن عدي: روى عن سعيد المقبري أحاديث غير محفوظة، وعامة ما يرويه غير محفوظ، روى عن مجاهد وعكرمة وعطاء وغيرهم أحاديث لا يتابعه أحد عليها.
777 - (ع) بشير بن نهيك السدوسي أبو الشعشاء البصري. [ق 21 / أ]
روى عن أبي هريرة. الذي ذكره المزي، وهو مشعر عنده بالاتصال، وقد زعم البخاري فيما حكاه الترمذي في «العلل» أنه لا يرى له سماعاً منه.(2/426)
وقال ابن سعد: كان ثقة.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وفي قول المزي: ذكره خليفة في «الطبقة الثانية من قراء أهل البصرة» نظر، فالذي في كتاب «الطبقات» لخليفة: الطبقة الثانية من أهل البصرة لم أره ذكر قراء ولا علماء، فينظر.
778 - (سي) بشير الحارثي والد عصام له صحبة.
قال أبو نعيم: هو ابن فديك، يكنى أبا عصام الحارثي. وقيل الكعبي.(2/427)
وقال ابن بنت منيع: لا أعلم له غير حديث تغيير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه.
وزعم الأستاذ رضي الدين الصغاني في كتابه «نقعة الصديان» أنه بشير ابن معبد، ويشبه أن يكون تصحف على الناسخ بابن الخصاصية، والله أعلم.
وكناه أبو أحمد العسكري أبا علباء، قال: وبلغ ابنه عصام ست عشرة ومائة سنة، قال: وكان أبي يفرق بين ولده في المضاجع إذا بلغوا عشرا.
وسماه الدارقطني: بشير بن عصام.(2/428)
من اسمه بشير
779 - (خ 4) بشير بن كعب بن أبي الحميري، العدوي البصري.
قال أبو عبد الله بن البيع، لما خرج حديثه، في «المستدرك»: هو ثقة، وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» وذكره - أيضا - في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وقال العجلي: بصري تابعي ثقة.
وقال المنتجيلي: ثقة من كبار التابعين، هرب من العراق إلى الرملة وتوفي بها.
وكناه ابن خلفون في «الثقات»: أبا العلاء.
ولما سأل الحاكم الدارقطني عنه؟ قال: ثقة جليس ابن عباس وعمران بن حصين.
وذكره أبو أحمد العسكري فقال: كان أحد الزهاد.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: عن ثابت البناني أن بشير بن كعب وقرأ أهل [ ..... ] كانوا يذهبون أصحاب الرياض فيسألون الله تعالى الجنة، ثم يأتون الحدادين فيتعوذون بالله تعالى من النار.(2/429)
780 - (ع) بشير بن أبي كيسان يسار الحارثي، الأنصاري مولاهم، المدني، يكنى أبا سليمان.
كذا في كتاب الكلاباذي.
وذكره ابن حبان البستي في كتاب «الثقات».(2/430)
من اسمه بصرة وبعجة وبقية
781 - (د) بصرة بن أكثم الأنصاري، ويقال: بسرة، ويقال: نضلة.
روى عنه سعيد أنه تزوج امرأة بكرا. الحديث، كذا في «كتاب» المزي.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري المؤذن: بصرة بن أكثم الخزاعي، وقيل: نضرة، نسبه مسلم بن الحجاج وغيره، انفرد عنه سعيد بن المسيب.
وفي الكتاب «المخزون» لأبي الفتح الأزدي: [ق 21/ ب] بصر بن أبي بصرة، تفرد عنه بالرواية سعيد، ثنا أبو إسحاق ثنا بسطام بن جعفر ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم عن سعيد عن بصرة بن أبي بصرة أنه تزوج امرأة بكرا، الحديث.
وفي «طبقات الفقهاء» لمحمد بن جرير الطبري: بصرة الغفاري، وابنه بصرة ابن بصرة، وابن ابنه جميل بن بصرة بن بصرة صحبوا جميعا النبي صلى الله عليه وسلم وروا عنه.
وقال أبو الفرج البغدادي في «معرفة الصحابة»: بصرة بن أبي بصرة الغفاري، وقيل: بسرة، وقيل: نضلة.
وفي «معجم الطبراني» بصرة بن أبي بصرة الغفاري، ويقال: نصرة، والصواب: بصرة، فذكر قصة التزوج هذه.
وبنحوه ذكره الخطيب في «المبهمات».(3/5)
782 - (ع) بعجة بن بدر بن عبد الله الجهني أخو معاوية.
فيما ذكره الكلاباذي ومسلم
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وقال: مات سنة مائة.
وذكره أبو موسى المديني في «جملة الصحابة»، ونسبه جذاميا. وقال: قال عبدان: لا نعلم لبعجة هذا سماعا ولا رؤية إنما الصحبة لأمه، وبعجة يروي عن: عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما. وذكره مسلم في في الأولى من أهل المدينة.
783 - (خت ع) بقية بن الوليد أبو يحمد الحمصي.
توفي سنة ثمان وتسعين ومائة، قاله إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وابن قانع، زاد: بطريق مكة.
قال أبو سليمان بن زبر: سنة تسع وتسعين.
وفي «تاريخ المكيين»: مات في صفر سنة سبع وتسعين، وأخبرت أنه كان له يوم توفي ثلاث ومائة. وقال حنبل بن إسحاق عن أبي عبد الله كذلك.
وفي «كتاب» أبي يعقوب القراب: قبره بحمص.
قال العقيلي: صدوق اللهجة، إلا أنه يأخذ عمن أقبل وأدبر فليس بشيء.(3/6)
وقال أبو أحمد الحاكم: ثقة في حديثه إذا حدث عن الثقات بما يعرف، ولكنه ربما روى عن أقوام مثل الأوزاعي والزبيدي وعبيد الله العمري أحاديث شبيهة بالموضوعة أخذها عن محمد بن عبد الرحمن ويوسف بن السفر وغيرهما من الضعفاء فيسقطهم من الوسط ويرويها عمن حدثوه بها عنهم.
وقال عثمان بن سعيد الدرامي: قلت ليحي: فبقية كيف حديثه؟ قال: ثقة. قلت: هو أحب إليك أو محمد بن حرب الأبرش؟ فقال: ثقة وثقه.
وقال ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات»: لم يتكلم فيه من قبل حفظه ولا مذهبه، إنما تكلم فيه من قبل تدليسه [ق 22/ أ]، وروايته عن المجهولين.
وقال أبو عمر الصدفي المنتجيلي: ثنا سعيد بن عثمان قال: سألت محمد ابن عبد الله السكري عن بقية؟ فقال: ثقة، يحدث عن الضعفاء، فما حدث عن الثقات فهو صحيح.
وقال أبو عبد الله البخاري: كان حضرميا من أنفسهم.
وفي «سؤالات الحاكم الكبرى» للدارقطني: سألته عن بقية؟ فقال: أخرج البخاري عن بقية وبهز بن حكيم اعتبارا؛ لأن بقية يحدث عن الضعفاء، وبهز متوسط. وتبعه على ذلك المزي، وهو غير جيد لما ذكره الحازمي في كتاب «الناسخ والمنسوخ»: هو ثقة، روى له مسلم حديثا واحدا في الوليمة من كتاب النكاح محتجا به. وتبعه على ذلك جماعة منهم: الحافظان الشيخ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي، وزكي الدين عبد العظيم المنذري.
وقال أبو العرب: يروي عن كثير من الضعفاء والمجهولين.
وقال هشام بن عبد الملك: من قال إن بقية قال ثنا أو أنبأ فقد كذب، ما قال(3/7)
بقية قط إلا حدثني.
وقال الساجي: فيه اختلاف.
وقال البيهقي في كتاب «الخلافيات» أثناء كلام له؛ كيف؟ وقد أجمعوا على أن بقية ليس بحجة وفيه نظر؛ لما أسلفناه.
وقال الجوزقاني في كتاب «الموضوعات» تأليفه: ضعيف الحديث لا يحتج به.
وفي موضع آخر: إذا تفرد بالرواية فغير محتج به لكثرة وهمه. معميا أن مسلما وجماعة من الأئمة قد أخرجوا عنه اعتبارا واستشهادا إلا أنهم جعلوا تفرده أصلا.
وقال السمعاني: كان ثقة في الذي يرويه عن الثقات وأكثر الرواية عن الضعفاء ودلس بهم.
وقال الخليلي: اختلفوا فيه.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: وفي حديثه مناكير إلا أن أكثرها عن المجاهيل، وكان صدوقا.
وقال بقية: ذاكرت حماد بن زيد بأحاديث، فقال: ما أجود حديثك لو كان لها أجنحة.
وقال ابن المديني: صالح [ق 22/ب] فيما روى عن أهل الشام، وأما عن أهل الحجاز والعراق فضعيف جدا، وروى عن عبيد الله بن عمر أحاديث منكرة.
وقال يعقوب بن شيبة: صدوق ويتقى حديثه عن مشيخته الذين لا يعرفون، وله أحاديث مناكير جدا.(3/8)
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: يروي عن قوم متروكين.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال مسعود السجزي: وسألته – يعني الحاكم – عن بقية؟ فقال: ثقة مأمون.
وقال الجوزجاني عن أبي اليمان: ما كان – يعني بقية – يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذ، وأما حديثه عن الثقات فلا بأس به.
وقال أبو محمد بن الجارود: إذا لم يسم الرجل الذي روى عنه أو كناه فاعلم أنه لا يساوي شيئا.
وقال ابن حبان: توفي سنة تسعين كذا ألفيته في نسخة صحيحة قالها عبد العظيم المنذري على ما قال.
قال أبو حاتم: استبهم أمره على شيوخنا، فذكر عن أحمد أنه قال: توهمت أن بقية لا يحدث بالمناكير إلا عن المجاهيل وإذا هو يحدث بالمناكير عن المشاهير فعلمت من حيث أتي.
قال أبو حاتم: لم يسبر أبو عبد الله شأن بقية وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنكرها ولعمري أنه موضع الإنكار. وفي دون هذا ما يسقط عدالة الإنسان في الحديث، ولقد دخلت حمص فأكثر همي شأن بقية، فتتبعت حديثه فكتبت النسخ على الوجه، وتتبعت ما لم أجد بعلو من رواية القدماء عنه فرأيته ثقة مأمونا ولكن كان مدلسا، سمع من ابن عمر، وشعبة، ومالك أحاديث يسيرة مستقيمة، ثم سمع عن أقوام كذابين ضعفاء متروكين عن ابن عمر وشعبة ومالك مثل: [ق 23/ أ] المجاشع بن عمرو، والسري بن عبد الحميد، وعمر بن موسى المثيمي وأشباههم، ومن أقوام لا(3/9)
يعرفون إلا بالكني، فروي عن أولئك الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء فكان يقول: قال عبيد الله بن عمر عن نافع، وقال مالك عن نافع، كذا فحملوا بقية عن عبيد الله، وبقية عن مالك، وأسقط الواهي بينهما، فألزق الموضوع بنفسه وتخلص الواضع من الوسط، وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به.
وكان يحيى بن معين حسن الرأي فيه، والذي أنكر سفيان وغيره من حديث بقية هو ما رواه أولئك الضعفاء والكذابون والمجاهيل الذين لا يعرفون، ويحيى بن معين أطلق عليه شبيها بما وصفنا من حاله، فلا يجب أن يحتج به إذا انفرد بشي، وقد روى عن ابن جريج نسخة كلها موضوعة عنه يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف عن ابن جريج قد دلس عليه وألزق كل ذلك به. والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب» ابن عدي الجرجاني: قال بقية: قال لي شعبة: يا أبا يحمد، ما أحسن حديثك! ولكنه ليس له أركان، قال: قلت: حديثكم أنتم ليس له أركان، تجيئوني بغالب القطان وحميد الأعرج وأبي التياح، ونجيئكم بمحمد بن زياد الألهاني وأبي بكر بن أبي مريم الغساني وصفوان بن عمرو السكسكي. قال بقية: ولما قرأت عليه كتاب بحير بن سعد، قال: يا أبا يحمد لو لم أسمع هذا منك لطرت. قال أبو أحمد: وقد روى عمن هو أصغر منه، فروى عن إسحاق بن راهوية، وسويد بن سعيد الحدثاني، ومن علامة صاحب الحديث أنه يروي عن الكبار والصغار.
وقال ابن حزم: ضعيف. [ق23/ ب].(3/10)
من اسمه بكار وبكر
784 - (خت د ت ق) بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة الثقفي أبو بكرة البصري.
قال أبو جعفر العقيلي: يحدث عن عمته كيسة حديثا لا يتابع عليه، وفي موضع آخر: لا يتابع على حديثه.
وذكره الساجي، وأبو العرب في «جملة الضعفاء». وابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي «كتاب» أبي محمد بن الجارود: ليس حديثه بشيء.
وقال أبو عمر بن عبد البر: يختلفون فيه.
ولما ذكره يعقوب في: باب من يرغب عن الرواية عنهم، قال: ثنا عنه موسى بن إسماعيل وهو ضعيف.
785 - (د) بكار بن يحيى.
يروي عن جدته عن أم سلمة.
روى عنه ابن مهدي. كذا هو في «كتاب» المزي.
وفي كتاب «الثقات» للبستي: بكار بن يحيى يروي عن سعيد بن المسيب، روى عنه الفضل بن سليمان النميري.(3/11)
فلا أدري أهو هو أم غيره، ولم أجد له ذكرا من خارج أستضيء به. والله أعلم.
786 - (س) بكر بن الحكم اليربوعي المزلق صاحب البصري.
قال التبوذكي موسى بن إسماعيل: ثقة، فيما ذكره البيهقي في «السنن الكبير».
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
787 - (خت د ق) بكر بن خلف أبو بشر البصري، ختن أبي عبد الرحمن المقرئ.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» عن محمد بن أحمد بن أبي عون عنه، ولما ذكره في «جملة الثقات» قال: توفي بمكة سنة أربعين.
وكذا ذكره ابن يونس في «كتاب الغرباء» وقال: قدم مصر سنة ثلاث وعشرين وحدث بها. وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: سكن مكة ثقة.
وقال ابن خلفون في كتاب «الأعلام»: البرساني.
وقال أبو داود: أمرني أحمد بن حنبل بالكتابة عنه.
788 - (ت ق) بكر بن خنيس الكوفي العابد نزيل بغداد.
قال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثقة.(3/12)
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» في الشواهد، وقال الجوزقاني في كتاب «الموضوعات» تأليفه: متروك.
وقال البرقي عن يحيى بن معين: ليس به بأس، ولم يكن صاحب حديث.
وقال عبد الله بن علي المديني: سألت أبي عنه فضعفه.
وقال أبو زرعة: ذاهب.
وقال ابن أبي شيبة: ضعيف الحديث وهو موصوف بالعبادة والزهد.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بشيء.
وقال أبو جعفر العقيلي: ضعيف [ق 24/ أ].
وذكره أبو العرب القيرواني، والبرقي، وأبو القاسم البلخي في «جملة الضعفاء».
وقال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: متروك.
وقال ابن حبان: يروي عن الكوفيين والبصريين أشياء موضوعة يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها.
وفي «تاريخ البخاري»: روى عن أبي بدر الحلبي.
789 - (ق) بكر بن زرعة الخولاني الشامي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» وذكره في «جملة الثقات».(3/13)
790 - (بخ ق) بكر بن سليم أبو سليم.
كذا كناه أبو الفرج ابن الجوزي وأبو إسحاق الصريفيني، وأبو أحمد بن عدي الجرجاني، وقال: يحدث عن أبي حازم وغيره ما لا يوافقه أحد عليه، وعامة ما يرويه غير محفوظ ولا يتابع عليه وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم.
وقال عثمان بن سعيد الدرامي: سألت يحيى عنه، فقال: ما أعرفه. وزعم(3/14)
البخاري فيما ذكره ابن أبي حاتم أنه قال: هو الخراط، وقال الرازيان: إنما هو الصواف.
وقال في كتاب «الجرح والتعديل»: يكنى أبا سليم، روى عنه عيسى بن موسى الخطيمي. وزعم المزي أن صاحب «الكمال» وهم في تكنيته إياه بأبي سليم، وإنما الصواب: سليمان. قاله الحاكم وغيره، وقد أسلفنا من كناه أبا سليم.
فلا درك على عبد الغني - رحمه الله - في ذلك، والله تعالى أعلم.
ثم إني لم أر من كناه أبا سليمان غير الحاكم، وذكره الخطيب في الرواة عن(3/15)
مالك، قال ويقال فيه: أبو سليمان.
791 - (خت 4) بكر بن سوادة بن ثمامة الجذامي أبو ثمامة المصري.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وقال: يخطيء. مات زمن هشام بن عبد الملك.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: كان فقيها مفتيا محدثا جليلا فاضلا ثقة، قاله غير واحد، وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ مصر»: كان فقيها مفتيا.
وقال أبو العرب في كتاب «الطبقات»: أرسله عمر بن عبد العزيز إلى أهل إفريقية ليفقههم.
792 - (ع) بكر بن عبد الله بن عمرو بن مسعود بن عمرو بن النعمان بن سلمان بن ناشر بن صبح بن مازن.
فيما ذكره خليفة في كتاب «الطبقات» تأليفه.
وفي قول المزي: قال أبو حاتم هو أخو علقمة بن عبد الله وقال غيره: ليس [ق 24 / ب] بأخيه، نظر في موضعين.
الأول: فيه إشعار بتفرد أبي حاتم بهذا القول، وليس كذلك، فقد قاله – أيضا – البخاري في «تاريخه الكبير» قال: وتوفي قبل الحسن بقليل، وهشام بن محمد بن السائب الكلبي في الكتاب المسمى «بالمنزل» سماه بذلك؛ لأنه نزل(3/16)
العرب فيه منازلهم، وهو أكبر كتاب له في النسب رأيت منه «الجزء الرابع» فقط، وحاله يقتضي أن يكون كبيرا جدا.
وفي «التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة عن يحيى كذلك، وتبعهم على ذلك أبو نصر الكلاباذي، وأبو الوليد الباجي، وغيرهما.
الثاني: أبو حاتم، لا أعلمه ينقل من كلامه شيئا إلا من كتاب ابنه «الجرح والتعديل»، وهذا ليس فيه، ولا في كتاب «المراسيل»، ولا كتاب «الأقضية» ولا كتاب «الترغيب والترهيب»، ولا كتاب «خطأ البخاري»، ولا كتاب «التاريخ والمعرفة» ولا كتاب «العلل» فينظر. والله تعالى أعلم.(3/17)
وإنما ذكرت هؤلاء تتمة فائدة، وإلا فالمزي لم ينقل من ورقة منها حرفا.
وقال أبو حاتم البستي في كتاب «الثقات» روى عن: عبد الله بن عمرو بن هلال المزني وله صحبة، روى عنه: جعفر بن ربيعة، وكثير بن عبد الله، وكان عابدا فاضلا، وهو والد عبد الله بن بكر، مات سنة ست ومائة.
وذكر أباه أبو عروبة الحراني في «الطبقة الثانية» من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وقال خليفة بن خياط: أمه صفية بنت عبد يمن بن قطابة من بني نصر بن معاوية.
وفي «الطبقات الكبير» لمحمد بن سعد: قال سليمان التيمي: الحسن شيخ البصرة وبكر فتاها. وقالت أم عبد الله بنت بكر: سمعت أبي يقول: عزمت ألا أسمع قوما يذكرون القدر إلا قمت فصليت ركعتين.
قال عبد الله بن أبي داود: سمعت بكرا يقول: إذا صحبك رجل فانقطع شسعه فلم تقعد له حتى يصلحه فلست له بصاحب، وإذا قعد يبول فلم تقعد له حتى يفرغ فلست له بصاحب.
وكان الحسن يسميه: مكيسا.
ولما ذهب به إلى القضاء قال: إني سأخبرك عني الآن بخبر فتنظر والله الذي لا إله إلا هو ما لي علم بالقضاء، فإن كنت صادقا فما ينبغي أن تستعملني، وإن كنت كاذبا فما ينبغي لك أن تستعمل كاذبا.
وكان يقول: إني لأرجو أن أعيش عيش الأغنياء وأموت موت الفقراء.
قال: وكان كذلك، كانت قيمة كسوته أربعة آلاف، وكانت أمه ذات ميسرة،(3/18)
وكان لها زوج كثير المال، وكان يكره أن يرد عليها شيئا، وكان يجلس إلى المساكين [ق 25/ أ] ويقول: إن ذاك يفرحهم.
وعن كلثوم بن جوشن قال: اشترى بكر طيلسانا بأربعمائة درهم فأراد الخياط أن يذر عليه ترابا علامة ليقطعه، فقال له: كما أنت، وأخذ له كافورا فسحقه ثم ذره عليه.
ولما مات حضره الحسن وهو على حمار، فرأى الناس يزدحمون عليه، فقال: ما يوزرون أكثر مما يؤجرون.
وقال أبو عمر بن حزم المنتجيلي: كان تابعيا ثقة، وكان يخضب بالسواد حتى احترق وجهه ثم تركه بعد وخضب بالحناء، ولما ازدحم الناس على سريره قال الحسن: على عمله فتنافسوا، وقال حميد: كان بكر مجاب الدعوة، ولما مرض جعلوا يدخلون عليه ولا يخرجون، فقال بكر: الصحيح يزار والمريض يعاد، روى عنه هشام بن سليمان البصري.
وفي كتاب «البيان والتبيين» لعمرو بن بحر: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: إن قبلك رجلين من مزينة، فول أحدهما قضاء البصرة - يعني بكرا وإياس بن معاوية -.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: فلما ولي خالد بن عبد الله القسري ولى قضاء البصرة بكر بن عبد الله فأبى أن يقبل. قال: كات سنة ست.
قال: وقال يحيى: لم يسمع من المغيرة بن شعبة.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون قال موسى بن هارون: ما كان في زمن هؤلاء الأربعة مثلهم: الحسن ومحمد وبكر ومطرف.
وقال العجلي: بصري، تابعي، ثقة.
وزعم المزي أنه روى عن المغيرة الرواية المشعرة عنده بالاتصال. وفي(3/19)
«سؤالات مسعود للحاكم»، و «كتاب» الجوزقاني: لم يسمع من المغيرة بن شعبة شيئا، إنما يروي عن أبيه عنه. وفي كتاب «المراسيل» لعبد الرحمن عن أبيه: روايته عن أبي ذر مرسلة.
793 - (د س ق) بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أبو عبد الرحمن القاضي الكوفي.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» وكذلك البستي، وأبو محمد الدرامي.
794 - (ع) بكر بن عمرو المعافري إمام جامع مصر.
ذكره البستي في «جملة الثقات» وقال: توفي بعد الأربعين ومائة.
وقال الحاكم لما خرج حديثه في «صحيحه»: سألت الدارقطني عنه فقال: ينظر في أمره.
وقال الحافظ أبو بكر البزار في «مسنده»: أحسبه لم يسمع من أبي تميم.
قال الإمام أحمد بن حنبل: [ق 25 / ب] هو شيخ.
ولما خرج الترمذي حديثه: «لو توكلتم على الله حق توكله». قال: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقال ابن خلفون وذكره في «الثقات»: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: يعتبر به.(3/20)
وقال ابن القطان: لا نعلم عدالته، هو من الشيوخ الذين لا يعرفون بالعلم كلما وقعت لهم روايات أخذت عنهم، وبنحو ذلك وصفه أحمد بن حنبل.
795 - (ع) بكر بن عمرو، ويقال: ابن قيس، أبو الصديق الناجي البصري.
قال محمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: يتكلمون في أحاديثه ويستكذبونها.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: توفي سنة ثمان ومائة.
وفي كتاب أبي جعفر العقيلي: حدثني جعفر بن أحمد، ثنا محمد بن إدريس، عن أبي الوليد بن أبي الجارود، عن يحيى بن معين قال: زيد العمي وأبو الصديق الناجي يكتب حديثهما وهما ضعيفان.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: ثقة مشهورة.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات». ولهم شيخ آخر يقال له:
796 - بكر بن عمرو، يكنى أبا سعيد المهري.
روى عنه يحيى بن أبي كثير، ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، ذكرناه للتمييز.(3/21)
797 - (س) بكر بن عيسى أبو بشر الراسبي صاحب البصري.
قال ابن خلفون وذكره في «الثقات»: هو معدود في أصحاب شعبة الثقات في الطبقة السادسة منهم، مع: وهب بن جرير، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي عمر العقدي، وسلم بن قتيبة، وحرمي بن عمارة، وبشر بن عمر، وأمية بن خالد، ويحيى بن حماد الشيباني.
798 - (س فق) بكر بن ماعز بن مالك الكوفي أبو إسماعيل.
كان من العباد، قاله ابن حبان في كتاب «الثقات».
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم، بسند صحيح: أقبل قتيبة بن مسلم وبكر بن ماعز من خراسان، فصحبه رجل، فجعل يقول له: يا بكر كذبت قط؟ فيسكت حتى انتهى إلى حمام أعين، فقال له بكر [ق 26 / أ]: يا ابن أخي إنك تكثر علي كذبت قط، وإني لم أكذب قط إلا كذبة واحدة، فإن قتيبة بن مسلم أخذنا بالسلاح، فاستعرت رمحا من فلان، فلما مررت به قال لي قتيبة: يا بكر هذا السلاح لك؟ قلت: نعم، وكان الرمح ليس لي.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
ونسبه ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات»: ثوريا.
وقال ابن سعد: روى عن الصحابة وهو قليل الحديث.(3/22)
799 - (د) بكر بن مبشر بن خير الأنصاري المدني، له صحبة.
قال ابن حبان وغيره، وقال أبو عمر بن عبد البر: روى عنه أنيس بن أبي يحيى وإسحاق بن سالم. كذا قاله، والذي رأيته في «كتب الصحابة» رواية أنيس عن إسحاق عنه.
ولما ذكر ابن السكن حديثه في «في الخروج إلى العيد» قال: هو مدني، روى عنه حديث واحد بإسناد صالح، قال: وليس لبكر رواية صالحة إلا من هذا الوجه.
وقال ابن القطان: لا تعرف صحبته من غير هذا الحديث، وهو غير صحيح.
800 - (خ م د ت س) بكر بن مضر بن محمد أبو داود.
كذا في «كتاب» الصيريفيني، وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: صلى عليه داود بن يزيد بن حاتم لما مات، ودفن يوم عرفة سنة أربع وسبعين.(3/23)
وفي قول المزي: عن سعيد بن عفير سنة اثنتين ومائة، وقال غيره: سنة مائة - نظر، وذلك أن الشيخ ما رأى كلام سعيد إنما نقله بوساطة ابن يونس، وابن يونس هو القائل سنة مائة فكأن الشيخ قلد في ذلك أيضا.
وذكر الخليلي في كتاب «الإرشاد» حديثا من رواية ابن إسحاق عن أبيه ثم قال: تفرد به إسحاق بن بكر بن مضر عن أبيه، وهما ثقتان.
وفي «تاريخ البخاري»: كناه قتيبة وأثنى عليه خيرا.
وقال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: هو مولى قريش.
وقال العجلي: مصري ثقة.
801 - (م 4) بكر بن وائل بن داود التيمي الكوفي.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وقال: وائل وابنه بكر ثقتان.
وقال أبو محمد عبد الحق في كتاب «الأحكام» تأليفه: ضعيف.
وذكره ابن حبان في جملة «الثقات» وخرج حديثه في «صحيحه»، ونسبه ليثيا.
وقال ابن خلفون وذكره في «الثقات»: ضعفه بعضهم.
وقال الخليلي في «الإرشاد»: عزيز الحديث قديم الموت، مات قبل الكهولة وروى عنه هشام بن عروة حديثا واحدا ذكره في أهل المدينة، قال: وهو ثقة.(3/24)
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن قول عبد الحق لم يسبق إليه، لم ير قد أسلفناه قول غير عنه فيما ذكره عبد الحق، والله أعلم.(3/25)
من اسمه بكير
802 - (تم د س ق) بكير بن الأخنس السدوسي، ويقال: الليثي الكوفي.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» من أتباع التابعين، وقال: وقد قيل: إنه سمع من أنس بن مالك، والمزي صدر بروايته عنه المشعرة عنده بالاتصال.
وخرج إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك ابن حبان، وأبو عوانة، وابن الجارود، وأبو محمد [ق 26 / ب] الدرامي، وأبو عبد الله الحاكم.
وفي «تاريخ البخاري»: بكير بن الأخنس، ويقال: ابن فيروز، روى عنه أبو عوانة.
وجعلهما ابن أبي حاتم رجلين.
وقال ابن سعد: روى عن الصحابة، وهو قليل الحديث.
وفي «كتاب الآجري»: سئل أبو داود عن بكير بن الأخنس فقال: سألت أبا خيثمة عن بكير؟ فقال: شيخ جائز الحديث.
وقال العجلي: كوفي ثقة.(3/26)
803 - (س) بكير بن أبي السميط المسمعي مولاهم.
قال العجلي: بصري ثقة.
وفي «كتاب» الصريفيني: بكير بن أبي السمط أوس، ولم أر له متابعا، والله أعلم.
وقال ابن حبان: كان كثير الوهم، لا يحتج بخبره إذا انفرد، ولم يوافق الثقات، ثم أعاد ذكره في كتاب «الثقات».
فلا أدري وهم في ذلك، أو هما عنده رجلان، ولك أنه عرف الضعيف بالمكفوف البصري، والثقة مولى المسامعة، والله أعلم.
والمزي جمع بينهما، ولا أدري من سلفه فيه، فإن البخاري وأبا حاتم لم يعرفاه بالمكفوف، وكذا من بعدهما ممن تبعهما، فيحتاج قول المزي إلى نظر.
وكناه ابن خلفون في «الثقات»: أبا معاذ، قال: وزعم بعضهم أنه كثير(3/27)
الوهم، وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، ووثقه عفان بن مسلم، وغيره.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وذكر الحاكم في «علوم الحديث»: أنه لم يصح له عن أنس رواية.
وقال ابن حزم: لا نعرف حاله. وعرفه بالمكفوف.
804 - (ت س) بكير بن شهاب الكوفي.
يروي عن سعيد بن جبير، روى عنه مبارك أخو سفيان الثوري، قاله ابن حبان في كتاب «الثقات».
805 - (د) بكير بن عامر البجلي أبو إسماعيل الكوفي.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وقال: وبكير بن عامر هذا ثقة.
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: ضعيف.
وقال ابن عدي: اضطرب فيه قول أحمد بن حنبل.
وقال أبو الحسن العجلي: لا بأس به، وفي موضع آخر: كوفي يكتب حديثه.(3/28)
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة عن يحيى: لا شيء.
وذكره أبو القاسم البلخي، وأبو العرب والعقيلي في «جملة الضعفاء».
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات». وقال ابن سعد والحاكم: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
وزعم [ق27/ أ] اللالكائي، والإقليشي في كتاب «الانفراد»، والحبال والصريفيني: أن مسلما خرج حديثه في «صحيحه» من غير تقييد، وأما الحاكم فإنه قال: ذكره مسلم مستشهدا به في حديث الشعبي، ولم ينبه المزي على شيء من ذاك.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: ليس بالمتروك.
وقال الساجي: ضعيف الحديث.
وذكره أبو حفص بن شاهين في كتاب «الثقات».
806 - (ع) بكير بن عبد الله بن الأشج، مولى بني مخزوم، نزيل مصر، كني أبا بكر.
فيما ذكره الكلاباذي عن إبراهيم بن نشيط وابن نمير.
وفي «كتاب» أبي عمر الصدفي المنتجيلي: ثنا أحمد بن خالد قال: قال لي العلاف: سمعت أحمد بن صالح يقول: إذا رأيت بكير بن عبد الله روى عن رجل فلا تسأل عنه، فهو الثقة الذي لا شك فيه.(3/29)
وفي «التاريخ الكبير» لمحمد بن إسماعيل: كان من صلحاء الناس، وهلك في زمان هشام – يعني ابن عبد الملك -.
وقال محمد بن أحمد البراء، قال علي بن المديني: أدركه مالك ولم يسمع منه، وكان بكير سيء الرأي في ربيعة، فأظنه تركه من أجل ربيعة، وإنما عرف مالك بكيرا بنظره في كتاب مخرمة، وقال يحيى بن عبد الله بن بكير: بنو عبد الله بن الأشج ثلاثة، لا يدري أيهم أفضل.
وقال أبو حاتم الرازي: هو من علماء المدينة.
وقال محمد بن سعد: كان ثقة كثير الحديث. وقال الوقدي: كان يكون كثيرا بالثغر، وقل ما روى عنه من أهل المدينة إلا ابنه والضحاك، وذلك أنه كان جارا له.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان من صلحاء الناس، مات بالمدينة، توفي سنة أربع وعشرين ومائة، فيما ذكره الفلاس.
وفي «تاريخ» ابن يونس: كان من نبلاء الناس.
وذكره أبو حفص البغدادي في «جملة الثقات».
وفي كتاب «علوم الحديث» للحاكم: لم يثبت سماعه من عبد الله بن الحارث بن جزء، وإنما روايته عن التابعين.
وقال الجوزقاني: لم يسمع من عائشة شيئا.
وقال النسائي: ثقة ثبت مأمون، وعظم شأنه.(3/30)
807 - (م ق) بكير بن عبد الله الطائي الطويل الضخم.
قال ابن خلفون في «الثقات»: روى له مسلم في المتابعة، ولم يذكره في رجال مسلم الحاكم أبو عبد الله، ولا اللالكائي، ولا الإقليشي، ولا أبو إسحاق الحبال، ولا الصريفيني، والمزي أطلق روايته عنه، فينظر. وذكره ابن حبان في جملة «الثقات»، وكناه في موضع آخر: أبا عبد الله.
وقال الساجي: قال ابن معين: بكير الطويل ليس بالقوي.
وقال العقيلي: بكير الطويل رافضي، يحدث عن عثمان مؤذن بني أفصى الشيعي، روى عنه عمار الدهني [ق 27 / ب].
808 - (عخ) بكير بن عتيق العامري من أهل الكوفة.
روى عن سالم بن عبد الله، ذكره البستي في «جملة الثقات».
وقال ابن سعد: حج ستين حجة، وكان ثقة.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه مقل.
809 - (4) بكير بن عطاء الليثي الكوفي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله،(3/31)
وذكره البستي في «جملة الثقات».
وفي «كتاب» الآجري: سئل أبو داود عن بكير بن عطاء؟ فقال: ثقة، حدث عنه سفيان وشعبة بحديث أصل من الأصول «الحج عرفة». وقال يعقوب بن سفيان: ثقة، وفي موضع آخر: لا بأس به.
810 - (ت) بكير بن فيروز الرهاوي.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وخرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في صحيحه. ولهم شيخ يقال له:
811 - بكير بن فيروز:
وهو ابن الأخنس الذي قدمناه قبل، نبهنا عليه هنا للتمييز.
812 - (م ت س) بكير بن مسمار الزهري، أخو مهاجر بن مسمار، مدني.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: وليس هذا بكير بن مسمار الذي يروي عن الزهري، ذاك ضعيف، ومات بكير هذا سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وقال في كتاب «المجروحين»: روى أبو بكر الحنفي، وقد قيل: إنه بكير(3/32)
الدامغاني الذي يروي عن مقاتل بن حيان، وهو قليل الحديث، وليس هو أخو مهاجر بن مسمار، ذاك مدني ثقة.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي قول المزي في هذه الترجمة: قال البخاري: فيه نظر - نظر؛ لأن البخاري لم يقل هذا إلا في الذي روى عن الزهري، وذلك أنه قال: بكير بن مسمار أخو مهاجر مولى سعد بن أبي وقاص، ثم قال بعد كلام: وسمع الزهري روى عنه أبو بكر الحنفي، ثم قال: في بكير هذا نظر، يعني الذي روى عن الزهري، لا الأول؛ لأن الإشارة منصرفة إليه، لا إلى الأول، وإن كان قد جعلهما ترجمة واحدة، فقد بين ابن حبان وجه التفرقة، وكأنه أشبه، والله أعلم.
وقال أبو أحمد بن عدي: روى عنه أبو بكر الحنفي أحاديث لا أعرف منها شيئا منكرا، استغنيت عن أن أذكر له شيئا؛ لاستقامة حديثه، ولأن من روى(3/33)
عنه صدوق.
وقال ابن خلفون، لما ذكره في كتاب «الثقات»: غمزه البخاري وغيره، قال: وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال الحاكم: استشهد به مسلم في «صحيحه»، والمزي وغيره أطلقوا رواية مسلم له، فينظر.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء»، وكذلك أبو محمد بن الجارود، وأبو بشر الدولابي، وأبو العرب.
813 - (مد) بكير بن معروف الأسدي، أبو معاذ، وقيل: أبو الحسن.
[ق 28 / أ] روى عن موسى بن عبيدة الربذي، وعنه حماد بن سليمان النيسابوري، ذكره الحاكم في «تاريخ نيسابور».
وقال ابن خلفون في «الثقات»: ضعفه بعضهم، وأرجو أن يكون صدوقا في الحديث.
وقال الآجري عن أبي داود: خراساني ليس به بأس.
وذكره أبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
814 - (س) بكير بن وهب الجزري يروي عن أنس.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال أبو الفتح الأزدي: ليس بالقوي.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه يجهل، وليس جيدا لما أسلفناه.(3/34)
من اسمه بهز وبهلول وبور
815 - (ع) بهز بن أسد العمي أبو الأسود البصري.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: توفي قبل سنة ثمان وتسعين ومائة.
وقال ابن قانع: سنة سبع وتسعين.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال أبو الفتح الأزدي: صدوق، كان يتحامل على عثمان رضي الله عنه، سيء المذهب.
وقال ابن نمير: كان إماما صدوقا ثقة.
وقال أحمد بن صالح: بكير، ثقة ثبت في الحديث، وهو أثبت الناس في حماد بن سلمة، وفي موضع آخر: هو، وحبان بن هلال، وعفان بن مسلم ثقات، أثبت الناس في حماد بن سلمة.
وقال أحمد بن حنبل: هؤلاء - يعني الثلاثة - أصحاب الشكل والتيقظ.
وقال الحافظ أبو أحمد الحاكم: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد يقول: سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: ثنا بهز بن أسد، وما رأيت رجلا خيرا منه.(3/35)
وذكره ابن شاهين وابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك: ابن خزيمة، وأبو عوانة، والحاكم، وابن الجارود، والطوسي، والدرامي.
زاد ابن حبان: مات بعد المائتين. وهذه ذكرها المزي مبهمة من غير عزو لأحد.
816 - (خت 4) بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة، أبو عبد الملك، القشيري البصري.
لما خرج الحاكم حديثه في «مستدركه» قال: قد ذكره البخاري في «الجامع».
وفي «سؤالات مسعود»: بهز بن حكيم ومن ثقات البصريين ممن يجمع حديثه، وإنما أسقط من «الصحيح» روايته عن أبيه عن جده هذا، لأنها شاذة، لا متابع لها في «الصحيح». انتهى.
تابعه عليها أخوه سعيد بن حكيم، وهو مذكور في «كتاب» ابن حبان، وابن خلفون، وقال النسائي: هو ثقة.
وقال السجزي في كتاب «المختلف والمؤتلف»: هو أخو الصلب بن حكيم.
وفي «كتاب» الآجري: قيل لأبي داود: بهز عندك حجة؟ قال: هو عندي حجة، [ق 28/ ب] وعند الشافعي ليس بحجة، قال له شعبة بن الحجاج: من أنت ومن أبوك، ولم يحدث شعبة عنه.
وقال أبو حاتم البستي: كان يخطئ كثيرا، فأما أحمد بن حنبل وإسحاق(3/36)
ابن إبراهيم فهما يحتجان به ويرويان عنه، وتركه جماعة من أئمتنا، ولولا حديثه: «إنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا» لأدخلناه في «الثقات»، وهو ممن أستخير الله تعالى فيه.
وذكر أبو جعفر البغدادي أنه سأل أبا عبد الله محمد بن نصر المروزي، فقلت: ما تقول في بهز بن حكيم؟ فقال: سألت غندرا عنه؟ فقال: قد كان شعبة مسه، ثم تبين معناه فكتب عنه.
وقال أبو علي الطوسي، وأبو عيسى الترمذي: وقد تكلم شعبة في بهز، وهو ثقة عند أهل الحديث.
وصححا حديثه: في «الجنة بحر الماء وبحر العسل».
وفي «كتاب» ابن عدي: قال أحمد بن بشير: أتيته لأسمع منه، فوجدته مع قوم يلعب الشطرنج، قال أبو أحمد: ولم أر أحدا تخلف عنه في الرواية من الثقات.
817 - (خ) بور بن أصرم، أبو بكر المروزي.
قال أبو ذر الهروي الحافظ: هو بالباء غير صافية بين الباء والفاء على نحو ما ينطق بها العجم.
وقال أبو سعد الإدريسي في «تاريخ سمرقند»: روى عنه أبو إبراهيم إسحاق بن إسماعيل السمرقندي، وعبد الكريم بن كثير الشاشي، وأهل مرو، ومحمد بن المتوكل الإستيخني.
وقال أبو أحمد ابن عدي: لا يعرف، فيما ذكره الباجي.(3/37)
من اسمه بلاد وبلال
818 - (قد) بلاد بن عصمة.
قال ابن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: روى عن ابن مسعود، وكان قليل الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: روى عن ابن مسعود «شر الأمور محدثاتها».
ذكره المزي فيما ضبطه عنه المهندس وجوده بالدال. هو غير جيد؛ لأن الحافظ ابن نقطة ضبطه بالزاي، وكذا ضبطه غيره، والله أعلم. [ق29].
819 - (خت ت) بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، أمير البصرة وقاضيها.
ذكر المزي قطعة من الأشعار التي مدح بها وهجي بها من عند عمر بن شبه، ولو أنا أردنا استيفاء ذلك لوجدنا أبا الفرج الأصبهاني ذكر في «تاريخه الكبير» من ذلك شيئا كثيرا، وكذا ما ذكره أبو العباس المبرد في «كامله» وغيره، فمن ذلك قول ذي الرمة، وهو من أحسن ما يمدح به:(3/38)
تقول عجوز قد رجى متروحا ... على بيتها من عند أهلي وغاديا
أذو زوجة في المصر أم ذو قرابة؟ ... فأنت لها في البصرة العام ثاويا
فقلت لها: لا، إن أهلي لجيرة ... لأكثبة الدهناء جميعا وماليا
وما كنت مذ أبصرتني في خصومة ... أراجع فيها يا ابنة الخير قاضيا
ولكني أقبلت من جانبي قسا ... أزور فتى نجدا كريما يمانيا
من آل أبي موسى ترى القوم حوله ... كأنهم الكروان أبصرن بازيا
مرمين من ليث عليه مهابة ... تفادى أسود الغاب منه تفاديا
وما الخرق منه يرهبون ولا الخنى ... عليهم ولكن هيبة هي ما هيا
قال أبو العباس: يقال إن أول من أظهر الجور من القضاة في الحكم بلال، وكان يقول: إن الرجلين ليتقدمان إلي فأجد أحدهما أخف على قلبي فأقضي له.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: قال مالك بن دينار لما ولي بلال: يا لك أمة هلكت ضياعا، ولي أمرك بلال.
وقال محمد بن واسع: دخلت على بلال فقلت له: إن أباك حدثني عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في جهنم واديا يقال له هبهب، حق على الله أن يسكنه كل جبار». فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه.
وقال ابن مردويه في كتاب «أولاد المحدثين»: هو أخو عبد الله بن أبي بردة، روى عنه الربيع بن بدر، وفي موضع آخر: بدر، وعليه(3/39)
تضبيب، وإسرائيل بن أبي إسحاق.
820 - (4) بلال بن الحارث المزني، أبو عبد الرحمن المدني، له صحبة.
قال ابن حبان: كان يبيع الإذخر، وابنه حسان بن بلال أول من أظهر الإرجاء بالبصرة.
وفي «معجم» البغوي: أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم معادن القبلية وهي من ناحية الفرع.
وقول المزي: روى عنه عمرو بن عوف - إن كان محفوظا، يدفعه قول الباوردي: حدثنا يوسف بن يعقوب ثنا العباس العنبري ثنا عبد الله بن كثير بن جعفر ثنا كثير بن عبد الله - يعني - ابن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده عن بلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد.
ورواه أبو أحمد العسكري عن أبي يزيد القرشي ثنا العباس. قال أبو أحمد: له بالبصرة دار بين العوقة ومقبرة بني يشكر.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة: مات في آخر خلافة معاوية.
وفي «تاريخ القيروان» للمالكي: شهد غزو إفريقية وفتحها ومعه لواء مزينة، وكانوا أربعمائة.(3/40)
821 - [ق 29 / ب] (ت) بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله المدني.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وذكره أبو حاتم في «جملة الثقات».
822 - (بخ 4) بلال بن يحيى العبسي الكوفي.
روى عن: حذيفة.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» وقال البخاري: كان يصحب صلة وشتير بن شكل.
وزعم المزي أنه روى عن حذيفة، وفي «كتاب» ابن أبي حاتم إنما يقول: بلغني عن حذيفة، وفي نسخة وجدته يقول: بلغني عن حذيفة.
وقال أبو الحسن بن القطان: هو ثقة، روى عن حذيفة أحاديث معنعنة ليس(3/41)
في شيء منها ذكر سماع، وقد صحح الترمذي حديثه عن حذيفة، فمعتقده - والله أعلم - أنه سمع منه، وقد صرح أبو زكريا يحيى بن معين - في رواية عباس - بانقطاع ما بينهما بقوله: روايته عن حذيفة مرسلة.
وفي كتاب «التعديل والتجريح» لابن أبي حاتم: روى عن عمر بن الخطاب، ويقول: حدثتني ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
ولما ذكره أبو نعيم في «جملة الصحابة» قال: قال الحسن بن سفيان: ذكره في كتاب «الوحدان» وقال: أراه العبسي صاحب حذيفة، ولا صحبة له.
823 - (د ت) بلال بن يسار بن زيد القرشي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكره البستي في «جملة الثقات».(3/42)
من اسمه: بيان وبيهس
824 - (ع) بيان بن بشر الأحمسي البجلي - لا أحمس ضبيعة بن ربيعة بن بزار - أبو بشر الكوفي المعلم.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وقال يعقوب بن سفيان الفارسي في «تاريخه»: ثقة.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه، لما سئل عنه: بخ بخ، ثقة من الثقات.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للباجي: أنبا أبو ذر الهروي قال: قال أبو الحسن الدارقطني: هو أحد الأثبات الثقات [ق 31 / أ].
وقال يحيى بن معين: ليس هو الذي روى عن الحسن: «أن للوضوء شيطانا يقال له الولهان». ولهم شيخ آخر يقال له:
825 - بيان بن بشر الطائي المعلم.
حدث عنه هاشم بن البريد، ذكره أبو الفضل الهروي في كتابه «المتفق(3/43)
والمفترق»، ذكرناه للتمييز.
826 - (خ) بيان بن عمرو البخاري أبو محمد العابد.
كذا ذكره المزي تابعا ابن عساكر، وذكر الحاكم أبو عبد الله، فيما وجد بخطه،: من قال بيان - يعني - بالياء المثناة فقد وهم، وإنما هو بنان بن عمرو بالنون.
وفي كتاب «الزهرة»: مات سنة أربع وعشرين ومائتين، روى عنه البخاري خمسة أحاديث.
وقال أبو أحمد بن عدي في كتاب «مشايخ البخاري»: تفرد عن(3/44)
البصريين بغير حديث.
وقال ابن خلفون: ليس هو بالمشهور عندي.
827 - (س) بيهس بن فهدان الهنائي البصري.
روى عن أبي شيخ، ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».(3/45)
باب التاء
من اسمه تبيع وتلب وتليد
828 - (س) تبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار.
ذكره أبو حاتم بن حبان البستي في «جملة الثقات»، وقال: روى عنه أهل مصر.
وفي «تاريخ مصر» لأبي سعيد بن يونس: قال سعية الشعباني: كنت مع تبيع بالإسكندرية، مقفله من رودس، فقال: يا معشر العرب، إذا اعتدت مسلمة الأرض على أربعة إبا فعليكم بالهرب. قالوا: يا أبا غطيف، إلى أين الهرب؟ قال: إلى الآخرة، فإن مسلمة الأرض سيغلبون على الدنيا وأعمالها.
وذكره أبو العرب فيمن دخل القيروان من التابعين.
وسماه المنتجالي: تبيع بن قيس، وذكر له رواية عن عبد الله بن جعفر.
وقال ابن أبي خيمثة في «تاريخه الكبير»: كان قد قرأ الكتب، روى أبو أسماء عنه: إذا دخل الرايات الصفر مصر، وقعدوا على منبرها، فليحضرهم أهل الأرض أسرابا في الأرض فإنه البلاء.
وعن رجاء بن أبي سلمة قال تبيع: أول الأرض يخسف بها أرشوف، وذلك أن أول السحر فيها.
وعن حيان أبي النضر: سألت تبيعا عن هذه الأرض التي تشاع؟ قال: إن الشيطان ليأتي الماء الذي في جباب القربة وينفث فيه، فأول من يشرب من ذلك الماء هو الذي يشيع ذلك الحديث.(3/47)
وفي «تاريخ» الواقدي: أقام جنادة بن أبي أمية بأرواد فيما يقولون سبع سنين حتى فتحها وكان بها مجاهد وتبيع، وفي سكناهم أقرأ مجاهد تبيعا القرآن العظيم.
829 - التلب بن ثعلبة بن ربيعة، والد ملقام، له صحبة.
كذا هو في «كتاب» المزي، زاد غيره: ابن عطية بن الأخيف وهو مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم.
كذا نسبه خليفة بن خياط في كتاب «الطبقات».
ونقلت من خط العلامة شيخ مشايخنا رضي الله الشاطبي، رحمه الله تعالى: التلب بن ثعلبة بن عمرو بن سواء بن نابي بن عبيدة بن عدي بن جندب بن العنبر، وهو أخو زبيب بن ثعلبة، ويقال: زنيب بنون بعد الزاي، وقال ابن السكن: يكنى أبا ملقام.
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة: كان يحيى يقول بالتاء يعني التلب، وإنما هو بالثاء. قال ابن السكن: إنما أتي من جهة شعبة؛ لأنه كان ألثغ، فكان لا يحسن الثاء.
وفي «كتاب» [ق 31/ ب] ابن قانع: أخيف بن الحارث بن مجفر.
وذكر أبو عبد الله الأزدي في كتاب «الترقيص» أن التلب: الزعيم.
ونسبه البغوي: التلب بن ثعلبة بن زيد بن عبد الله بن عمرو بن غيرة بن التلب.
وقال الطبراني في «المعجم»: التلب، ويقال: التلب بتشديد الباء.
وزعم أبو الفتح الأزدي في كتابه المعروف «بالسراج» أنه ما روى عنه غير ابنه ملقام.(3/48)
وفي كتاب «الصحابة» لابن الجوزي: التلب بن زيد بن عبد الله.
وفي «كتاب» العسكري: مجفر اسمه: خلف، وحكى عن أبي اليقظان بالثاء - يعني المثلثة -، وقال: كان شاعرا، هجا رجلا من قومه، فاستعدى عليه في زمن عمر، فقال له: أهجوته؟ قال: إنه هجاني، فقيل له: ما قال، قال: فقال، وافتعل شعرا.
إن التلب له أم يمانية ... كأن فسوتها في البيت إعصار
فخلى عنه.
وقال ابن أبي خيثمة: له عقب بالبصرة، وابنه، بعضهم يقول: هلقام، وملقام أصح، وروى عنه: لما قدم سبي العنبر، كان فيهم امرأة جميلة اسمها أمامة، فعرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها فأبت، فلم تلبث أن جاء زوجها الحريش فتى أسود قصير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما تقولون في امرأة اختارت هذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم» فهم المسلمون لها بلعنة، فقال: لا تفعلوا ابن عمها، وأبو عذرها وإلفها. فباعهما النبي صلى الله عليه وسلم من حكيم بن حزام بسبع فرائض، ثم استردها. وقال في «التصحيف»: بعضهم يقول: التلب، فيشدد اللام وينقط الثاء بثلاث، وشاهد اسمه قرئت من قول بعض الشعراء: -
يا رب إن بإحسان كان بنو عميرة ... رهط الثلب هؤلاء مقصورة
وأخبرني محمد بن يحيى، قال: كنت عند القاضي وكيع فقال: إن أبا الحسن الإسكافي أخبرني، قال: أنشدت أبا محلم أبيات أبي خراش
ولكن بعض الشر أهون من بعض
فقال أبو محلم: أخذه من الثلب، قال وكيع: الذي رويته الثلب وإنما هو:(3/49)
التلب، فقال: كذا يقول أصحاب الحديث، فقلت له: خطأ.
قال الكلبي وأبو اليقظان في نسبه: التلب وأنشدته شعرا لا بد أن يشدد اسمه فيه للوزن.
وفرق ابن ماكولا بين التلب بن ثعلبة العنبري الصحابي الذي يقول فيه شعبة: ثلب بالمثلثة، قال: وهو خطأ، وبين التلب الشاعر الجاهلي انتهى.
يشبه أن يكون، وهما فإن المرزباني زعم أن العنبري شاعر، وهو القائل:
[. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .].
وفيه يقول:
رجل من بني العمير ... لا هم إن عندك البليا
يظلم ظلما ليس مسلما ... أو فض فيما ساءنا وحيا
وأنت عدل حكم باريا ... [. . . . . . . . . . . . . . . . . .]
قاله المرزباني: وزعيم سلطان يقال له التلب.
ولما ذكره المرزباني في «معجمه» أنشد له: -
الذي غز رمصما ... من أن يكون فراقها جهرا
حادث ما أمر يهمك ... والأول تنساه وإن عزا(3/50)
وفي «كتاب ابن سعد الكبير»: كان التلب في وفد بني تميم الذين نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث بهذا الإسناد وغيره. انتهى.
وله أشعار برواية غير ابنه عنه [ق 32/ أ].
830 - (ت) تليد بن سليمان، أبو سليمان، المحاربي الكوفي الأعرج.
قال السعدي: كان محمد بن عبيد يسيء القول فيه.
وفي «كتاب» ابن الجارود: ليس بشيء، وفي موضع آخر: كان كذابا، وكان يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان أو أحدا من الصحابة فهو دجال لا يكتب حديثه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وذكر أبو العرب: أنه كان يشتم عثمان، قال: وكل من شتم أحدا من الصحابة فغير ثقة ولا مأمون ولا كرامة.
وقال الساجي: كذاب.
وذكره أبو جعفر العقيلي، وأبو عمر المنتجالي، وأبو القاسم البلخي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو داود: رجل سوء يشتم أبا بكر وعمر، رجل خبيث.
وقال أبو سعيد النقاش وأبو عبد الله الحاكم: رديء المذهب منكر الحديث، روى عن أبي الجحاف أحاديث موضوعة. زاد الحاكم: كذبه جماعة من العلماء.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.(3/51)
وقال أبو حاتم ابن حبان: كان رافضيا يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى في فضائل أهل البيت عجائب، حمل عليه ابن معين حملا شديدا وأمر بتركه.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وذكر بعض المصنفين أن الحاكم خرج حديثه في «مستدركه»، وفيه بعد لما أسلفناه من كلامه فيه، والله أعلم.
وذكره يعقوب في: «باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم»، وقال: رافضي خبيث، سمعت عبيد الله بن موسى يقول لابنه محمد: أليس قد قلت لك لا تكتب حديث تليد.(3/52)
من اسمه تمام وتميمة وتوبة
831 - (سي د ت) تمام بن نجيح الأسدي الشامي.
زعم أبو الفضل بن طاهر أنه ملطي، وقال: يروي الموضوعات عن المشاهير.
وقال البزار: تمام وكعب بن ذهل ليسا بالقويين.
وقال العقيلي: يحدث بالمناكير.
وقال أبو الحسن الكوفي: ضعيف الحديث مشهور.
وذكره أبو العرب وأبو القاسم البلخي في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: ضعيف، وفي موضع [ق 32 / ب] آخر: ولد بملطية منكر الحديث جدا يروي أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها.
وقال أبو أحمد بن عدي: غير ثقة، وذكر رواية سفيان عنه، وقال: لا أعرف للثوري عن تمام غير هذا.
فقول المزي: روى عنه الثوري – إن كان محفوظا – غير جيد لهذا.
وقال الآجري عن أبي داود: له أحاديث مناكير.(3/53)
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات».
832 - (م 4) تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة.
كذا هو عند المزي وعند غيره: خارجة بن سويد بن خزيمة. كذا عند ابن عبد البر.
وفي «كتاب» ابن الكلبي: أوس بن حارثة بن سود بن جذيمة.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين في «كتاب الصلاة» تأليفه عن أبي هريرة: هو أول من أسرج السراج في المسجد.
روى عنه: القاسم بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله الشامي، وضميرة جد حسين بن عبد الله بن ضميرة، وعروة بن الزبير وقال: حدثني تميم أو أخبرت عنه، ذكره الطبراني.
وقول المزي: روى عنه – أعني تميما - عبد الله بن موهب. فيه نظر، لأن الطبراني ذكر روايته عنه بوساطة روح بن زنباع بينهما، وكذا هو في سنن أبي داود والترمذي وأدخلوا أيضا بينهما قبيصة بن ذؤيب.
وفي «كتاب» العسكري: أوس بن حارثة، وقيل: جارية، وهو أخو نعيم ابن أوس، وتميم ختن أبي بكر الصديق على أخته أم فروة، وهو أول من قص في الإسلام، وكان له هيئة ولباس، روى عنه: أبو صالح باذام، وأسلم مولى عمر بن الخطاب.
وفي قول المزي: وهو أخو أبي هند لأمه - نظر، لقول العسكري: أبو هند(3/54)
الداري ليس بأخي تميم، هو ابن عمه، ومن قال إنه أخوه فقد أخطأ.
وفي «كتاب» الآجري قال أبو داود: تميم أخو أبي هند؟ قيل هذا، ولم يصح، تميم بن أوس وأبو هند رجلان.
وفي «كتاب» ابن ماجة: عن عيسى بن محمد عن أحمد بن يزيد بن روح الداري عن محمد بن عقبة القاضي عن أمه عن جده تميم به.
وفي «النسائي» عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة: لقد رأيت تميما ذات ليلة حتى أصبح يقرأ آية يركع ويسجد ويبكي: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات) الآية.
وفي «كتاب» المنتجيلي قال عمر بن الخطاب لمعاوية بن حرمل: أنزل على خير أهل المدينة فنزلت على تميم.
ولما خرجت نار الحرة أمره عمر بردها ففعل من غير أن تضره شيئا، فقال عمر: ما من شهد كمن لم يشهد، وما من رأى كمن لم ير.
وفي «سؤالات مسعود» قال الحاكم: رواية الحسن عنه مرسلة، لم يسمع منه شيئا.(3/55)
وفي «كتاب» الصريفيني: لم يولد له غير ابنته رقية، وعن ابن إسحاق، [. . . . . .]، ونسبه يحيى بن يحيى وابن بكير ديريا لأنه كان نصرانيا.
833 - (بخ) تميم بن حذلم أبو سلمة الضبي الكوفي.
قال الداني: أخذ القراءة عرضا عن ابن مسعود.
وقال ابن صالح: كوفي ثقة.
وفي كتاب «التلخيص» للخطيب: سمع أبا بكر وعمر، وروى عنه: جحش بن زياد.
وقال ابن سعد في كتاب «الطبقات»: كان ثقة قليل الحديث.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: وقد قيل كنيته أبو حذلم.
وأما البخاري فإنه لما ذكر ترجمة أبي سلمة أتبعها ترجمة تميم بن حذيم، أبو حذيم، كوفي، كناه لي عبيد بن يعيش، ثنا مسدد عن أبي الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال تميم بن تميم الضبي: قرأت على عبد الله. كذا ذكره البخاري.
وتبعه أبو الفضل الهروي الحافظ في «المتفق والمفترق»، ولم أره عند غيرهما، ويشبه أن يكونا واحدا، لرواية إبراهيم عنهما، ولروايتهما عن ابن مسعود ولاشتراكهما في القبيلة والبلد، ولهم شيخ آخر اسمه: 57/ 402
834 - تميم بن جذلم، ويكنى: أبا المعارك.
يروي عن: جابر بن زيد. ذكره البخاري.
وقال أبو زرعة في «بيان ما أخطأ فيه البخاري»: إنما هو ابن حدير، ذكرناه للتمييز.
وذكر المزي الوهم الذي وقع في «سنن ابن ماجة» من جهة: تميم بن زيد والد عباد. ولم ينبه على أنه ليس بابن زيد، إنما هو ابن امرأة زيد.
قال ابن سعد: هو تميم بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، أمه أم عمارة نسيبه، تزوجها زيد بن عاصم فولدت له عبد الله وخبيبا، لهما صحبة، ثم خلف عليها عطية فولدت له تميما هذا وأبا حبه، وقال أبو عمر بن عبد البر: قيل فيه: تميم بن عبد عمرو، وقيل: تميم بن عاصم، يكنى أبا الحسن.
835 - (خت م د س ق) تميم بن سلمة السلمي.
قال البستي لما ذكره في «جملة الثقات»: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز قال: وهو الذي يروي عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير، ونسبه خزاعيا. وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله الحاكم بن البيع.(3/56)
وقال ابن سعد: تميم بن سلمة الخزاعي توفي سنة مائة، وكان ثقة وله أحاديث، وفي التابعين شيخ آخر يقال له:
836 - تميم بن سلمة
يروي عن: جابر [ق 33/ ب] بن سمرة وعروة بن الزبير.
روى عنه المسيب بن رافع.
قال ابن حبان لما ذكره بعد الأول في «الثقات»: وليس هو بالأول. ذكرناه للتمييز.
837 - (م د س ق) تميم بن طرفة، الطائي المسلي، الكوفي.
كذا ذكره المزي، وهو غير جيد، هو مسلية بن عامر بن عمرو بن عكة بن جلد بن مالك بن أدد، لا يجتمع مع طي، لأن طيئا آخر: مالك بن أدد، فأنا اجتماعهما.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، ولما ذكره البستي في «جملة الثقات» قال: مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين.
وقال ابن سعد: توفي زمن الحجاج، وكان ثقة قليل الحديث.
ولما سئل أبو داود عنه؟ قال: ثقة مأمون.(3/58)
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي تابعي ثقة.
ونسبه ابن خلفون، لما ذكره في «الثقات»: مذحجيا.
وقال ابن قانع: توفي سنة ثلاث وتسعين، ولم يذكر غيره.
838 - (ت) تميم بن عطية العنسي الشامي.
يروي عن مكحول، ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
839 - (د س ق) تميم بن محمود.
خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك: ابن حبان، وأبو عوانة، والدرامي، والحاكم أبو عبد الله.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء»، وكذا: أبو بشر الدولابي، وأبو العرب القيرواني.
ولما ذكره ابن الجارود في «جملة الضعفاء» قال: قال البخاري: في حديثه نظر، وليس له إلا حديث واحد. وهو عجيب أيضا.
840 - (د س ق) تميم بن المنتصر، أبو عبد الله الواسطي، جد بحشل.
قال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة»: أنبأ عنه ابن مبشر، وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
وقال النسائي في كتاب «أسماء شيوخه»: ثقة.(3/59)
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وقال: توفي سنة خمس وأربعين، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أستاذه إمام الأئمة.
وقال أبو داود: صحيح الكتاب ضابط متوقي.
وقال ابن خلفون: ثقة مشهور، قال فيه النسائي: لا بأس به، قال: وذكره بعض الناس فيمن روى عنه مسلم بن الحجاج.
وقال الجياني: ثقة، وذكر وفاته سنة خمس وأربعين.
وفي قول المزي: قال بحشل: ولد سنة ست وسبعين، ومات أربع وأربعين وله ست وتسعون سنة، تبعا لصاحب «الكمال» نظر في موضعين:
الأول: يحتاج إلى أدنى تعقل في الحساب، فإن ما قاله لا يعطي ذلك ولا يقرب، وذلك أنه يكون على ما قاله له ثمان وستون سنة، ولو قلنا إنه تصحف من سبعين لا يصح – أيضا – على أن النسخة مضبوطة عن المصنف بخط ابن المهندس، واستظهرت بنسخة أخرى.
الثاني: ليس الأمر على ما ذكره موجودا في كتاب أسلم بن سهل بحشل الذي قال عنه ما قال، وكأنه لم ير الكتاب، ولم ينقل عنه شيئا إلا بواسطة، وهذه آفة الوساطة، ولعله خفي عليه في النقل ولم ينظره حال الكتابة نظر متثبت، على أني أقول إن هذا لا يحتاج إلى تثبت فإنه من نظره بادئ الرأي عرف فساده.
والذي في «تاريخ واسط»: قال بحشل: ولد في سنة تسع وستين وتوفي وله ست وسبعون سنة ومات سنة أربع وأربعين، وهذا هو الصواب، وبه ينتظم الحساب، وعلى تقدير أن يكون أسلم قد قاله غلطا، فكان الأولى أن ينبه عليه ويبين كونه وهما، والحمد لله وحده.(3/60)
841 - (خ م د س) توبة بن كيسان العنبري، أبو المورع.
قال المزي: روى عن أنس.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان - لما ذكره -: روى زيد بن حباب عن مطيع بن راشد، ثنا توبة، ثنا أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فلم يتمضمض، ولم يتوضأ، وصلى.
قال أبو حاتم: فإن صح هذا فهو من التابعين.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال أبو الفتح الأزدي: توبة العنبري عن نافع منكر الحديث، ثنا أحمد ابن الحسين ثنا جعفر بن محمد ثنا أبو داود المهراني عن يحيى بن معين، قال: توبة يضعف.
وقال ابن صالح: بصري ثقة.
وذكر أبو داود سليمان بن الأشعث في كتاب «الإخوة» تأليفه عن عباس ابن عبد العظيم: أن رشيدا الذي روى عنه هو رشيد بن كيسان وهو أخوه لأمه، وذكر البخاري وفاته في «الأوسط» بعد نهاية سنة خمس وعشرين، وقبل نهاية سنة ست وعشرين ومائة.(3/61)
842 - (س) توبة أبو صدقة الأنصاري البصري، مولى أنس بن مالك.
قال أبو الفتح الأزدي فيما ذكره ابن الجوزي: لا يحتج به، وسمى أباه عبد الله.
وقال بعض المصنفين من المتأخرين: قلت هو ثقة، وفي الرواة:
أبو صدقة بكر بن صدقة.
وأبو صدقة صخر بن صدقة.
وأبو صدقة محمد بن عبد الأعلى القراطيسي.
ذكرهم أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب «الأسامي والكنى» تأليفه.
وأبو صدقة مسرور بن صدقة.
وأبو صدقة الجدي.
ذكرهما أبو أحمد الحاكم في كتاب «الأسامي والكنى».
[ق 34 / ب].(3/62)
باب الثاء
من اسمه ثابت وثبات
843 - ثابت بن أسلم، أبو محمد البصري، البناني.
قال المزي: بنانة هم بنو سعد بن لؤي بن غالب، ويقال: إنهم بنو سعد بن ضبيعة بن نزار، ويقال: هم في ربيعة بن نزار باليمامة. انتهى كلامه، وفيه نظر في مواضع:
الأول: بنانة ليس رجلا، إنما هي امرأة، وهي أم ولد سعد بن لؤي، ويقال: بل هي أمه، حضنت بنيه، وقيل: حاضنة لبنيه، وقيل: بل هي أم بني سعد بن ضبيعة.
الثاني: قوله «ويقال: إنهم بنو سعد بن ضبعة بن نزار». سقط منه: ربيعة بين نزار وضبيعة، ولا بد منه، ولعله سقط من الناسخ ابن المهندس.
ولكن قوله: ويقال: هم في ربيعة بن نزار - يؤيد القول الأول، ويرجح أنهما عنده قولان، وليسا كذلك؛ فإن من كان من بني سعد بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار كان في ربيعة بن نزار، وهو النظر الثالث.
لخصت هذا من كلام: هشام بن محمد بن السائب، وأحمد بن جابر البلاذري، وأبي محمد الرشاطي، وأبي عبيد القاسم بن سلام.
وفي «الوشاح» لابن دريد: كانوا في بني الحارث بن ضبيعة.
وقال أبو أحمد الحاكم: بنانة بنت القين بن جسر، يقولون: أبونا سعد بن لؤي وهم في شيبان، وبنو ضبة يقولون: هم ولد الحارث بن ضبيعة.
والمزي في هذا كله تبع ابن الأثير في كتاب «اللباب»، لم يتعده إلى غيره،(3/63)
حكى لفظه فيما أرى بعينه، والله تعالى أعلم.
وأغفل منه أن ثابتا توفي سنة ست وعشرين ومائة، إن كان ينقله من عنده.
وقال البستي لما ذكره في «الثقات»: كان من أعبد أهل البصرة، وصحب أنسا أربعين سنة، ومات سنة ست وعشرين، وقيل: ثلاث وعشرين.
وفي «تاريخ» المفضل بن عسان الغلابي: ثابت بن أسلم البناني كان أبوه يهوديا فأسلم، وكان منزله في بنانة.
وفي كتاب «الزهد» للإمام أحمد بن حنبل: قال محمد بن واسع: نعم الرجل ثابت، نعم الرجل ثابت.
وقال سهيل بن أخي حزم: سمعت ثابتا يقول لحميد: ويلك يا طويل، هل سمعت أحدا يصلي في قبره.
وعنه أيضا: لو علمت أحدا يصلي في قبره لسألت الله تعالى ذلك.
وكان يقرأ القرآن في كل ليلة، ويصوم [ق 35 / أ] الدهر.
قال: وثنا عفان، ثنا حماد بن زيد، عن أبيه قال: قال أنس بن مالك – ولم يقل شهدته -: إن لكل شيء مفتاحا، وأن ثابتا من مفاتيح الخير.
قال أبو عبد الله وقال محمد بن واسع: خذوا عن مالك يعني ابن دينار وثابت.
وبلغني أن أنسا قال له: ما أشبه عينيك بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فما زال ثابت يبكي حتى عمشت عيناه. 65/ 402
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للباجي: قيل لثابت: يقولون إنه ليس بعينيك بأس إن لم تكثر البكاء. قال: فما أرجو بعيني إذن.
وقال بكر بن عبد الله المزني: من سره أن ينظر إلي أعبد من أدركنا في زمانه فلينظر إلى ثابت، فما أدركنا الذي هو أعبد منه.
وقال ابن سعد: كان ثقة في الحديث مأمونا. توفي في ولاية خالد القسري.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وروى عنه – فيما ذكره المزي في كتاب «الأطراف» - مستدركا على ابن عساكر: عن عبد الله العمي عن أبي داود.
وفي «كتاب» المنتجالي: قال محمد بن ثابت: ذهبت ألقن أبي عند الموت، فقال: يا بني خل عني، فإني في وردي السابع.
وقال حمزة: كان يصلي في كل مسجد مر به، وكل مسجد دخله، وكان يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة، وصام ستين سنة.
وفي «تاريخ» أبي بشر هارون ابن حاتم التميمي، رفيق أبي بكر بن عياش وروايته: مات علي بن زيد سنة تسع وعشرين ومائة، ثنا يحيى بن ميمون بن عطاء التمار، قال: مات ثابت بن أسلم البناني قبل علي بن زيد سنة مات الحسن.
ونا. . . . عن مطر الوراق: لا نزال بخير ما بقي أشياخنا: ثابت ومالك ومحمد بن واسع.
وعن ابن معين: أثبت الناس في ثابت حماد بن سلمة.
وفي «تاريخ مطين»: سمعت عثمان بن أبي عثمان، ثنا عبد الرحمن بن شكيل(3/64)
مولى بني أسد المقرئ قال: مات ثابت بن أسلم البناني سنة ثنتين وعشرين ومائة.
وفي «التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة: قال جعفر بن سليمان: بكى ثابت حتى ذهب بصره، أو كاد يذهب، قال: وتزوج ثابت امرأة، فحمله رجل على عنقه وأهداه إلى امرأته.
وفي «سؤالات» أبي جعفر محمد بن الحسين البغدادي – وعقل عنه هذا - لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: سئل أبو عبد الله عن ثابت وحميد: أيهما أثبت في أنس؟ فقال: قال يحيى بن سعيد القطان ثابت اختلط، وحميد أثبت في أنس منه.
وقال الحافظ البرديجي في كتاب «المراسيل»: ثابت صحيح عن أنس من حديث شعبة وحماد بن زيد بن سلمة وسليمان بن المغيرة، فهؤلاء ثقات ما لم يكن الحديث مضطربا أو يختلف في الرواية، وقد حدث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث، خالفه قتادة، عن أنس، أوقفه قتادة، ورفعه ثابت، قال: وقال بعض أهل الحديث: إنما يقع الاضطراب إذا اختلف على ثابت في الرواية، فإذا لم يختلف على ثابت لم تكن رواية قتادة مما ينقض رواية ثابت، والحديث رواه حماد عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (فلما تجلى ربه للجبل)، قال: بخنصره على الجبل فصاح الجبل (فخر موسى صعقا)، ثناه محمد بن إسحاق ثنا عفان ثنا حماد به، وأبنا درست بن سهل ثنا أبو عبد الرحمن ثنا ابن سواء عن سعيد عن [ق 36 / ب] قتادة عن أنس موقوفا.
وفي «الكامل» للجرجاني: قال يحيى بن سعيد: عجب من أيوب يدع(3/66)
البناني لا يكتب عنه!.
وقال أحمد بن حميد، قال أحمد: أهل المدينة إذا كان حديث غلط يقولون: ابن المنكدر عن جابر: وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس يحيلون عليهما. وكان أنس يقول: إن ثابتا لذو نية واجتهاد.
وقال ابن عدي: ما هو إلا ثقة صدوق، وأحاديثه صالحة مستقيمة، وهو من ثقات المسلمين، وهو نفسه إذا روى عمن هو فوقه من مشايخه فإنه مستقيم الحديث ثقة.
وفي «الكتاب» المزي: روى عن ابن مغفل، وفي كتاب «المراسيل» لابن أبي حاتم عن أبيه: روى الحسين بن واقد عن ثابت عن عبد الله بن مغفل، فلا ندري لقيه أم لا؟ قال عبد الرحمن: وقال أبو زرعة: هو عن أبي هريرة مرسل.
844 - (بخ د س ق) ثابت بن ثوبان العنسي الشامي.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك الطوسي، وابن حبان، وذكره في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين وابن خلفون.
وفي «تاريخ» البخاري العبسي أو العنسي.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: أبنا عبد الله بن أحمد في(3/67)
«كتابه» قال: سألت أبي عن ثابت بن ثوبان، فقال: هذا شامي، وليس به بأس.
845 - (د) ثابت بن الحجاج الكلابي الرقي.
في «تاريخ البخاري الكبير»: الخولاني، ورد ذلك عليه الرازيان.
وقال أبو يحيى الساجي: ثنا أبو سعيد الأشج ثنا خالد بن حيان ثنا جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج، بحديث لم يصح، وهو: «تؤخر العتمة إلى نصف الليل».
وفي «تاريخ» أحمد بن زهير: ثنا عبد الله جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج، قال: غزونا في خلافة يزيد ابن معاوية.
وقال ابن سعد: وكان ثقة إن شاء الله تعالى.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: ثابت بن الحجاج من أهل الجزيرة ثقة.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
وفي «تاريخ الرقة» للشيخ الإمام أبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري، قال: شتونا في حصن دون القسطنطينية وعلينا عون، فأدركنا شهر(3/68)
رمضان، فقال عون: سمعت عمر بن الخطاب يقول: صيام يوم من غير شهر رمضان وإطعام مسكين كصيام يوم من شهر رمضان، وجمع أصبعه.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: يقال الخولاني الجزري.
846 - (س) ثابت بن سعد الطائي أبو عمرو الحمصي.
قال أبو حاتم بن حبان لما ذكره في «جملة الثقات»: ثابت بن سعد الطائفي، وقيل: الطائي، يروي عن: جابر بن عبد الله، ومعاوية. روى عنه: محمد بن عبد الله بن المهاجر، ومحمد بن عمر المحرمي أخو خالد بن عمر وأهل الشام.
ولهم شيخ آخر يقال له:
847 - ثابت بن سعد [ق 36 / أ].
روى الإمام أحمد بن حنبل في «مسنده» حديثه عن أبي ذر، ذكرناه للتمييز.
848 - (د ق) ثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وذكره ابن حبان في «جملة الثقات».(3/69)
849 - (ق) ثابت بن السمط.
روى عن: عبادة.
روى عنه: ابن محيريز.
هذا ما عرفه به المزي.
وفي كتاب «الثقات» لأبي حاتم البستي: ثابت بن السمط بن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة، أخو شرحبيل بن السمط، عداده في أهل الشام، يروي عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، روى عنه أهل الشام.
850 - ثابت بن الصامت الأنصاري الأشهلي، والد عبد الرحمن بن ثابت.
يقال: إنه أخو عبادة بن الصامت، ويقال: إن ثابت بن الصامت مات في الجاهلية، وإنما الصحبة لابنه، له حديث واحد مختلف في إسناده، قاله المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: في نسبته إياه أشهليا، وجعله أخا لعباده، وذلك أمر لا يلتئم؛ لأن عبادة إجماعا خزرجي وعبد الأشهل من الأوس، وقد نبه على ذلك الحافظ أبو أحمد العسكري في كتاب «الصحابة» بقوله: ثابت بن الصامت بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل، وليس بأخي عبادة بن الصامت؛ لأن عبادة وأخاه أوسا من الخزرج.(3/70)
الثاني: أنه مختلف في صحبته، قال ابن حبان، لما ذكره في بني عبد الأشهل، كناه أبا عبد الرحمن، يقال: إن له صحبة، ولكن في إسناده ابن أبي حبيبة.
الثالث: ليست له صحبة، فإن ابن سعد لما ذكر حديثه قال: في هذا الحديث وهل، إما أن يكون عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما أن يكون عن ابن لعبد الرحمن بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده، لأن الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه عبد الرحمن بن ثابت ليس أبوه.
وأما البخاري فلم يذكره جملة في شيء من تواريخه الثلاثة، وكذلك ابن أبي خيثمة.
وفي كتاب ابن الكلبي المسمى «بالمنزل»: ثابت بن الصامت جاهلي لا صحبة له ولا إسلام.
وفي «كتاب» ابن السكن: روى حديثه بعض ولده، وهو غير معروف في الصحابة، ويقال: إن ثابت بن الصامت هلك قبل البعثة والصحبة لابنه عبد الرحمن الأشهلي.
أيها الطالب لا تنظر إلى ... عظم الشخص عندك بالخبر
وانظرن قول الذي رد به ... قوله [ق 36 / ب] إن كنت أهلا للنظر.
851 - (ت عس) ثابت بن أبي صفية دينار أبو حمزة الثمالي الكوفي.
قال ابن سعد: توفي في خلافة أبي جعفر، وكان ضعيفا.(3/71)
وفي كتاب أبي بشر الدولابي: ابن أبي صفية ليس بثقة.
وذكره: أبو العرب التميمي، وأبو محمد بن الجارود، وأبو القاسم البلخي، وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال يزيد بن هارون: كان يؤمن بالرجعة.
وقال أبو داود: جاءه ابن المبارك فدفع إليه صحيفة فيها حديث سوء في عثمان فرد الصحيفة على الجارية، وقال: قولي له قبحك الله وقبح صحيفتك.
وذكره البرقي في «باب من ينسب إلى الضعف ممن حمل بعض أهل الحديث روايته وتركها بعضهم».
وقال البرقاني عن الدارقطني: متروك. وفي كتاب «الضعفاء»: ضعيف.
وقال أبو عمر بن عبد البر: ليس بالمتين عندهم، في حديثه لين.
ولما ذكره يعقوب في: «باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم» قال: وهو ضعيف.
وزعم المزي أن ابن ماجة لم يخرج حديثه فعبر عن جهله، لأن حديثه عنده ثابت في كتاب «الطهارة»، في باب: ما جاء في الوضوء مرة مرة، ثنا(3/72)
عبد الله بن عامر بن زرارة، ثنا شريك، عن ثابت بن أبي صفية الثمالي، قال: سألت أبا جعفر قلت: حدثك جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم: توضأ مرة مرة؟. قال: نعم. . . الحديث.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد: متروك.
وقال ابن حبان: كثير الوهم في الأخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد مع غلو في تشيعه.
أبنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث الجوهري، ثنا يحيى بن معين، قال: ثنا ثابت بن أبي صفية في سنة ثمان وأربعين ومائة وكان ضعيفا.
وفي «الكامل» لابن عدي، قال الفلاس: ليس بثقة.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
852 - (ع) ثابت بن الضحاك بن خليفة الأشهلي أبو زيد البصري.
قال أبو عيسى الترمذي في كتاب «الصحابة»: شهد بدرا، وكذا قاله أستاذه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل.
وقال أبو زرعة: هو من أهل الصفة.(3/73)
وفي «كتاب» ابن منده: توفي في فتنة ابن الزبير.
وقال أبو أحمد العسكري: ثابت بن الضحاك بن خليفة، وقال بعضهم: الضحاك بن أمية بن ثعلبة بن جشم، والصحيح أنه من الأوس، ويكنى أبا زيد، وليس بأبي زيد بن ثابت بن الضحاك، لأن أبا زيد قتل يوم بعاث.
حكى أبو [ق 37/ أ] حاتم قال: بلغني عن محمد بن عبد الله بن نمير قال: هو والد زيد بن ثابت. قال أبو حاتم: فإن كان قاله فهو غلط، وذلك أن أبا قلابة يروي عن ثابت بن الضحاك وأبو قلابة لم يدرك زيد بن ثابت فكيف يدرك أباه؟ وهو يقول: حدثني ثابت بن الضحاك بن خليفة. وهو الذي ساق الخليج الذي بينه وبين محمد بن مسلمة.
وقال ابن حبان: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وله ثمان وستون سنة، وأمه أسماء من ولد جارية بن الحارث بن الخزرج. كذا نقلته من نسخة مصححة بخط أحمد بن يونس بن بكرة الأيلي، وكأنه غير جيد.
وفي «كتاب أبي القاسم بن بنت منيع في الصحابة»: قال أبو موسى هارون بن عبد الله: ثابت بن الضحاك بن خليفة مات في فتنة ابن الزبير، وكذا ذكره الطبري في «معرفة الصحابة».
وقال ابن سعد: له من الإخوة: أبو بكر، وأبو حفص عمر، وبكرة، وحمادة، وصفية، وعبد الله الذي قتل يوم الحرة، وكان صاحب الخيل يومئذ، وأم حفص أولاد الضحاك بن خليفة بن ثعلبة، أسلم الضحاك وشهد أحدا وكان مغموصا عليه، وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب.(3/74)
وقال أبو سليمان بن زبر: سكن ثابت الشام.
وفي كتاب «الطبقات» لخليفة: هو حليف من رهط سعد بن معاذ.
وفي «جمهرة» الكلبي: أبو جبيرة، وهو اسمه أخو ثابت بن الضحاك، وكذا ذكره أبو علي بن السكن.
ونسبه البخاري وابن السكن والحاكم أبو أحمد: كلابيا.
قال أبو أحمد: وقتل بمرج راهط في الفتنة سنة أربع وستين، وروي عن الحسن أن ثابتا كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية: سلام عليكم، أما بعد، فذكر حديثا، وذكره أبو زكريا بن مندة في «الأرداف».
وذكره الجعابي في «كتاب الصحابة الذي صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم هم وأباؤهم».
وزعم شيخنا العلامة أبو محمد الدمياطي، وأبو إسحاق الصريفيني، رحمهما الله تعالى: أن رديف النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، ودليله إلى حمراء الأسد ثابت بن الضحاك بن أمية، والمزي ذكر هذا في ترجمة ابن خليفة، والله تعالى أعلم.
وأما ما ذكره المزي من أن غير واحد خلط إحدى الترجمتين بالأخرى وجعلوهما لرجل واحد، قال: فحصل في كلامهم تخليط قبيح وتناقض شنيع، فزعموا أنه بايع تحت الشجرة، وأنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق، وأنه كان دليله إلى حمراء الأسد، ثم زعموا أنه ولد سنة ثلاث من الهجرة، ولو سكت من لا [ق 37/ ب] يدري لاستراح وأراح وقل الخطأ وكثر الصواب. انتهى كلامه.
وفيه نظر، لأن قائل الإرداف والدلالة والشجرة هو أبو عمر بن عبد البر فيما أرى، ولم يقل مقدار سنه، إنما قال بايع تحت الشجرة وهو صغير.
وهذا كلام يخلص لقائله، لعله يريد بصغره أنه أصغر الجماعة الحاضرين، لا(3/75)
صغر سنه عن الإدراك، الدليل عليه قوله: بايع والنبي صلى الله عليه وسلم لم نعهده بايع الصغار إلا صغار بني حاتم.
والقائل مولده سنة ثلاث هو ابن منده، ولم يقل في ترجمته شيئا مما تقدم، بل تقدم قول البخاري فيه: إنه شهد بدرا، وهذاك قول من الأقوال، والمؤرخ ينقل الصحيح وغيره، ولا ينسب إلى تخليط إلا إذا جزم به، أو نصره، أو لم يذكر غيره، أو قاله من غير بيان من قاله، وأما من يذكر أقوال الناس فلا عهدة عليه إلا إذا كانت غير صحيحة لمن هي معزوة إليه، ولو أراد إنسان أن يشنع على محقق بما هو صواب ولا شبهة له فيه لوجد من ذلك كثيرا.
وأما قوله: كيف يقع هذا الاختلاف المتباين في وفاة رجل معروف الدار معروف الأصحاب. ففيه نظر، لأنا قد أسلفنا الخلاف في نسبه وداره، وقد ذكره هو وغيره في غير ما ترجمة خلافا كبيرا وتباينا في الوفاة والمولد.
وأما قوله: وإنما جعل هذا التخليط حين لفقوا بين الاسمين وجمعوا بين الترجمتين: ففيه نظر أيضا، لأنني نظرت عدة مصنفات على أسماء الصحابة رضي الله عنهم ما منها تصنيف إلا وهما فيه ترجمتان مفصولتان بينهما ما هو عزيز لم يطرق الإسماع، ولا أظن [. . .] اجتمع عند مصنف في هذه الأصقاع، فليت شعري من الذي جمع بينهما حتى نستفيد؟
وثم شيء آخر بشأن الدليل على أن الجماعة خرجوا حديث ثابت بن الضحاك بن خليفة دون غيره، وليس منسوبا عنده واحد منهم، وأبو [ق 38/ أ] إسحاق الصريفيني وغيره يزعم أنه ثابت بن الضحاك بن أمية، وليس قولهم(3/76)
بأولى من قول غيرهم، على أن القلب لا يثلج بذكره إلا إذا نص عليه من خرج حديثه، والله تعالى أعلم. وفي الصحابة:
853 - ثابت بن الضحاك بن ثعلبة الأنصاري.
ذكره الحافظ أبو موسى المديني في كتابه «المستفاد بالنظر والكتابة من زيادة معرفة الصحابة».
وذكر المزي أن أبا قلابة روى عنه الرواية المشعرة بالاتصال، وفي «مسند» الإمام أحمد بن حنبل ذكر بينهما رجلا، والله أعلم.
854 - (بخ م 4) ثابت بن عبيد الأنصاري الكوفي مولى زيد بن ثابت.
قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وفي «ثقات» ابن خلفون: وثقة ابن صالح وابن وضاح.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: صلى زيد بن ثابت على أمه، وكانت مولاته.(3/77)
وقال الحربي: وهو ثقة من الثقات.
وفي قول المزي: روى عن اثنا عشر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الإبل هكذا مضبوطا مجودا بخط المهندس وغيره بلام مجرورة - نظر، سول له لقلة نظره في «تواريخ البخاري» وفاته بذلك علم كثير بينا منه جملة فيما مضى منها هذا الموضع، فإنه في الإيلاء لا في الإبل، لا معنى لذكرها مفردة، ولم يبين معنى ذكرها.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» - الذي هو أكثر وجودا وأسهل مأخذا وكشفا من «تاريخيه» الباقيين -: حدثني الأويسي، قال: حدثني سليمان عن يحيى بن سعيد عن عبد ربه بن سعيد عن ثابت بن عبيد مولى زيد بن ثابت عن اثنا عشر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيلاء لا يكون طلاقا حتى يوقف».
حدثني عبيد الله قال: حدثني ابن عيينة عن يحيى عن سليمان بن يسار عن اثنا عشر مثله.
ثنا عارم ثنا حماد ثنا يحيى عن سليمان أدركت نحوه.
وفي الصحابة رجل آخر يسمى:
855 - ثابت بن عبيد الأنصاري.
قال ابن عبد البر: شهد بدرا، وحضر صفين مع علي بن أبي طالب.
856 - وثابت بن عبيد آخر.
يروي عنه الأعمش.(3/78)
857 - وثابت بن عبيد.
يروي عنه: أنس بن مالك. روى عنه: يزيد بن مردابنه.
858 - وثابت [ق 38/ ب] ابن عبيد بن عازب ابن أخي البراء بن عازب.
يروي عن: أبيه، وله صحبة، روى عنه: ابنه عدي بن ثابت.
ذكرهم ابن حبان في «الثقات». وذكرناهم للتمييز.
859 - (خ د س ق) ثابت بن عجلان السلمي الأنصاري أبو عبد الله الحمصي.
قال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: قال محمد بن عبد الله بن نمير: ثابت بن عجلان دمشقي ثقة.
وقال البستي في «ثقات أتباع التابعين»: ثابت بن عجلان الأنصاري قيل: إنه سمع أنسا، وليس ذلك بصحيح عندي.
وقال ابن أبي حاتم: أدرك أنسا.
والمزي ذكر روايته عنه المروية بالاتصال عندهم، وليس جيدا على هذا.(3/79)
وخرج البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني.
ولما ذكره أبو أحمد الجرجاني في كتابه «الكامل» ذكر له ثلاثة أحاديث قال: وله غير هذه الأحاديث وليس بالكثير.
وقال أبو محمد عبد الحق الإشبيلي: لا يحتج به.
وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه.(3/80)
وذكره الساجي في «جملة الضعفاء» وقال الحاكم في «العلوم»: لم يصح سماعه من ابن عباس، إنما يروي عن التابعين.
860 - (د ت س) ثابت بن عمارة الحنفي، أبو مالك البصري.
خرج البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: توفي سنة تسع وأربعين ومائة.
وقال البزار: مشهور، روى عنه يحيى بن سعيد وغيره.
وفي «تاريخ» البخاري: ثنا حسين بن حريث: سمعت النضر بن شميل قال: قال شعبة: تأتوني وتدعون ثابت بن عمارة.
وقال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ثقة.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال النسائي في التفسير: ليس به بأس.(3/81)
861 - (خ م د س) ثابت بن عياض الأحنف الأعرج العدوي.
قال أحمد بن صالح: ثقة.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
862 - (خ د ت) ثابت بن قيس بن شماس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الخزرجي، خطيب النبي صلى الله عليه وسلم.
كذا ذكره المزي، وهو هكذا ينقص منه زهير بين شماس ومالك، كذا هو في «كتاب» الكلبي وابن الأثير، وغيرهما.
وفي «كتاب» ابن السكن: شماس بن امرئ القيس، وفي قوله مالك بن الأغر نظر؛ لأن مالكا هو الأغر لقب له فيما ذكره الكلبي وحده.
قال العسكري وغيره: شهد بدرا والمشاهد بعدها، وأدرك ابنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم وسماه النبي صلى الله عليه وسلم محمدا وحنكه.
وفي «كتاب» ابن حبان: أمره أبو بكر على الأنصار يوم اليمامة، ودخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليل، فقال: «أذهب البأس [ق 39/ أ] رب الناس. عن ثابت بن قيس بن الشماس». رواه أبو داود.
وفي «كتاب» البغوي: روت عنه ابنته.
وفي «كتاب» أبي عمر: ويحيى ابنه، ورأه بعض الصحابة في النوم فأوصاه أن تؤخذ درعه ممن كانت عنده وتباع ويفرق ثمنها في المساكين، وأمره بأشياء أخر من عتق وغيره بعلامات، فنفذ أبو بكر وصيته، ولا يعلم أحدا نفذت وصيته بعد موته سواه، وكان يقال: إنه به مس من الجن.(3/82)
روى له البخاري حديثا واحدا، ذكره خلف وأبو مسعود.
863 - (بخ د سي ق) ثابت بن قيس الأنصاري الزرقي يروي عن أبي هريرة.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
وقال النسائي: لا أعلم أحدا روى عنه غير الزهري.
864 - (ي د س) ثابت بن قيس الغفاري مولاهم أبو الغصن المدني.
قال يحيى بن معين: ضعيف.
وفي «كتاب الآجري» عن أبي داود: قال يحيى: ليس حديثه بذاك. قال أبو داود: هو كمال قال يحيى.
وقال أبو عبد الله الحاكم فيما ذكره مسعود: ليس بحافظ ولا ضابط.
وفي كتاب ابن الجارود: ليس بذاك وهو صالح.
وذكره أبو العرب، والعقيلي، وأبو القاسم البلخي، والساجي في «جملة الضعفاء».
وابن حبان في «جملة الثقات»، وقال في كتاب «المجروحين»: مولى عثمان بن عفان كان قليل الحديث كثير الوهم فيما يرويه، لا يحتج بخبره إذا لم يتابعه عليه غيره.
وفي كتاب «الوفيات» لابن قانع: روى عن: زيد بن أسلم. روى عنه: مسلم بن إبراهيم.(3/83)
865 - (خ ت) ثابت بن محمد أبو محمد الشيباني العابد الكوفي.
مات سنة ست عشرة ومائتين، قاله أبو القاسم بن عساكر.
وفي «كتاب» أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده و «الزهرة»: توفي سنة خمس وعشرين. كذا ألفيته في غير ما نسخة مجودا.
وفي «الإرشاد» للخليلي: ثقة متفق عليه.
قال «صاحب الزهرة» روى عنه البخاري خمسة أحاديث.
وقال أبو أحمد بن عدي: أحد النبل وكان خيرا فاضلا.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ليس [ق 39 / ب] بضابط. وفي كتاب «الجرح والتعديل»: ليس بالقوي لا يضبط وهو يخطئ في أحاديث كثيرة.
وقال ابن خلفون في كتاب «الإعلام»: كان زاهدا فاضلا مشهور.
وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني: هو عندي ممن لا يتعمد الكذب ولعله يخطئ، وله عن الثوري وعن غيره ما ذكرت. يعني من الحديث الذي بين فيه خطأه. 85/ 402
وفي كتاب الصريفيني: ذكره البخاري في «جملة الضعفاء».
866 - (ق) ثابت بن موسى بن عبد الرحمن بن سلمة الضبي، أبو يزيد الكوفي الضرير العابد.
قال أبو جعفر العقيلي: كان ضريرا عابدا، وحديثه باطل ليس له أصل، ولا يتابعه عليه ثقة.
وكناه أبو حاتم البستي في كتاب «المجروحين» أبا إسماعيل، وقال: كان يخطئ كثيرا، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
867 - ثابت بن النعمان أبو حبة البدري.
نذكره في «الكنى»، لم ينبه عليه المزي.
868 - (د س ق) ثابت بن هرمز أبو المقدام الحداد الكوفي.
قال أبو الفتح الموصلي: يتكلمون فيه.
وقال ابن خلفون وذكره في «الثقات»: هو ثقة قاله علي بن المديني وغيره.
وقال ابن صالح: ثقة، شيخ عال، صاحب سنة.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وفي «أشياخ الثوري» تأليف مسلم بن الحجاج مجودا: هرمز، ويقال: هريمز.
وما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: من زعم أنه ابن هرمز(3/84)
إنما تورع من التصغير.
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة.
وقال ابن خزيمة في «صحيحه»: ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا ابن مهدي ثنا سفيان عن ثابت عن عدي بن دينار عن أم قيس ترفعه في «دم الحيض يصيب الثوب».
869 - (د س ق) ثابت بن وديعة بن خذام بن خالد بن ثعلبة بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
قاله ابن سعد، وابن زبر، والباوردي.
وفي كتاب «العلل الكبير» لأبي عيسى: ثابت بن يزيد هو: ثابت بن وديعة.
وقال في «تاريخ الصحابة»: وديعة أمه.
وقال ابن السكن: ثابت بن يزيد بن وديعة، وكان وديعة في المنافقين من بني أمية بن زيد.
وقال ابن حبان والبغوي: سكن الكوفة وحديثه عند أهلها.
وقال أبو ذر الهروي: أمه أمامة بنت بجاد بن عثمان بن عامر بن مجمع ابن العطاف بن ضبيعه بن زيد، خبرناه أبو حفص بن شاهين ثنا أبو بكر بن أبي داود.(3/86)
وألزم الدارقطني الشيخين تخريج حديثه لصحة الطريق إليه.
خلافا لقول أبي عمر، وقبله ابن السكن: حديثه في «الضب» يختلفون فيه اختلافا كبيرا.
وقال العسكري: شهد هو وأخوه سعيد خيبر، وشهدا مع علي بن أبي طالب أمره كله، وثابت قديم كبير، ومن ولده: [ق 40/ أ] علي بن ثابت الزاهد الذي رثاه أبو العتاهية.
870 - (ع) ثابت بن يزيد ويقال: ابن زيد.
قاله البخاري، وصحح الأول، أبو زيد الأحول البصري.
قال ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات»: كان عطارا بالبصرة.
مات سنة ست وتسعين ومائة، فيما رأيته في كتاب الصريفيني.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: ثنا أبي ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا عفان قال: دلنا شعبة على ثابت بن يزيد.
وثنا صالح بن أحمد ثنا علي، يعني ابن المديني، سمعت يحيى بن سعيد وسئل عن ثابت بن يزيد، فقال: كان وسطا.(3/87)
وذكر المزي هذا في ترجمة الذي بعده وهو غير جيد، إنما هو هذا، بل ذلك يكاد.
وزعم أبو داود لما وثقه أنه من ولد زيد بن أرقم، والبخاري فرق بينهما وجعلهما رجلين.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون قال أبو الفتح الأزدي: ثقة.
871 - (فق) ثابت بن يزيد أبو السري الأودي.
قال الساجي: قال أحمد بن حنبل: ليس بشيء.
وقال العقيلي: قال يحيى: ليس بذاك، وكان ابن إدريس لا يرضاه.
وفي «الكتاب» ابن أبي حاتم عن يحيى: ليس بالقوي.(3/88)
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس به بأس.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: روى عنه يحيى بن سعيد القطان.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ليس هو بأخي إدريس وداود، هو شيخ كوفي.
وفي «سؤالات» عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثنا يحيى بن سعيد عن ثابت بن يزيد الأودي قال: قال حفص، أو ابن إدريس: إنه لم يكن بشيء. قال: وسمعت يحيى يقول: قال ابن إدريس: لم يكن بذاك.
وذكره أبو العرب، وابن الجارود في «جملة الضعفاء».
وابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة» قال ابن معين: بلغني عن ابن إدريس أنه كان يضعفه، ويعجب ممن يروي عنه يعني ثابت بن يزيد. ولهم شيخ آخر يسمى:
872 - ثابت بن يزيد، أظنه مدنيا.
روى عن أبي حميد مولى مسافع.
روى عنه: زكريا بن منظور. ذكره الخطيب في «التلخيص».
[ق 40 / ب] ولهم شيخ آخر يقال له:
873 - ثابت بن يزيد الخولاني.
يروي عن ابن عمه عن ابن عمر.(3/89)
روى عنه: خالد بن أبي يزيد مولى أبي الضبيغ.
ذكره أبو حاتم الرازي.
وزعم الهروي في كتاب «المتفق والمفترق» أنه روى عن ابن عمر، ذكرناهما للتمييز.
874 - (د ت ق) ثابت الأنصاري والد عدي.
قال الترمذي: سألت محمدا عن جد عدي ما اسمه؟ فلم يعرف محمد اسمه، وذكرت له قول يحيى بن معين: اسمه دينار، فلم يعبأ به.
وقال في «العلل الكبير»: لم يعرفه ولم يعده شيئا.
وقال البخاري في «التاريخ الأوسط»: حديثه عن أبيه عن جده، وعن علي لا يصح.
وقال أبو زرعة النصري في «تاريخ دمشق»: عمرو بن أخطب هو جد: عدي بن ثابت، ومحمد بن ثابت، وعزرة بن ثابت.
وقال الحافظ أبو علي الطوسي في كتاب «الأحكام»: جد عدي مجهول لا يعرف، ويقال اسمه دينار ولا يصح.
وقال ابن أبي داود في «كتاب الطهارة» تأليفه: حديثه معلول.
وقال ابن حبان: عدي بن ثابت يروي عن أبي أمه عبد الله بن يزيد، وكذا قاله أبو حاتم الرازي وتبعهما على ذلك الكلاباذي وأبو الوليد الباجي.(3/90)
وقال ابن الجنيد، فيما ذكره أبو موسى المديني: ثابت بن عازب، ويشبه أن يكون وهما لعدم المتابعين، وأيضا – لأن جماعة نسبوه في بني ظفري ولد قيس بن الخطيم الساعدي كذا ذكره الكلبي والبلاذري، وأبو عبيد، وابن حزم، والطبري في المذيل والمبرد في كتاب «اليتيمة» ومن بعدهم.
وزعم شيخنا الدمياطي الحافظ أن الصواب: عدي بن أبان بن ثابت، وهو قول جيد، لولا قول ابن سعد: ولد ثابت بن قيس بن الخطيم: أبانا، وأمه أم ولد، وعمرا، محمدا، ويزيد، ضلوا يوم الحرة جميعا وليس لهم عقب، فهذا كما يرى ابن سعد ينفي أن يكون لأبان ولدا، ومثله ذكره الكلبي في «جمهرة الجمهرة».
ثم ذكر ابن سعد عديا، ونسب أباه كالجماعة: ثابتا.
وقال الحربي في كتاب «العلل»: ليس لجد عدي بن ثابت صحبة.
وقال البرقي: لم نجد من يعرف جده معرفة صحيحة.
وقال بعضهم: عدي بن ثابت بن قيس بن الخطيم، وقيس لا يعرف له إسلام، وقتل جده لأمه عبد الله بن يزيد، كذا جاء في الحديث، ولا ينبغي أن ينسب إلى جده لأمه، فينبغي أن يتوقف ولا ينسب وننزل على ما روى أبوه، والذي نسبته من هذه الأقوال - على ما فيها - قول أبي نعيم: جده قيس الخطيمي، لأن قيسا هذا معروف في الصحابة ويعرف بجد عدي، وكذا قول من قال: دينار.
وكلام المزي يفهم منه تفرد ابن معين بتسميته، وقدمنا قول من قاله غيره.
وقول المنذري: لا يعلم جده وكلام الأئمة يدل على ذلك، غير جيد، لما أسلفناه من كلام الأئمة، اللهم إلا أن يريد لا يعلم صحبته، والله أعلم.
875 - (فق) ثابت أبو سعيد، شيخ كان بالري.
يروي عن: يحيى بن يعمر. روى عنه: ابن أبي الوضاح.(3/91)
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات». [ق 41/ أ].
876 - (مد) ثبات بن ميمون المصري، ويقال ثبات، بالتشديد.
ذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».(3/92)
من اسمه ثعلبة
877 - ثعلبة بن الحكم بن عرفطة بن الحارث بن لقيط بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثي.
كذا نسبه خليفة، وابن سعد، والبرقي، وأبو أحمد العسكري، وابن زبر، وابن قانع.
وفي قول المزي شهد حنينا - نظر، لما في «مسند» أبي داود الطيالسي: عن شعبة عن سماك، قال: سمعت ثعلبة بن الحكم يقول: أصبنا غنما يوم خيبر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقدور فأكفئت. الحديث.
وعند أبي القاسم الطبراني: فأكفئت وفيها لحوم الحمر الأهلية.
وفي «تاريخ البخاري الأوسط» في «فصل من مات من السبعين إلى الثمانين» و «الصغير»: أسره الصحابة وهو شاب.
وفي «كتاب الباوردي» عنه: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن المتعة».
وحديثه ألزم أبو الحسن الشيخين إخراجه.
وفي «معجم» البغوي: روى عن علي بن أبي طالب.(3/93)
وقال العسكري: أسر في السرية التي أنفذها النبي صلى الله عليه وسلم مع غالب الليثي إلى بني الملوح.
وقال الحاكم: حديثه صحيح الإسناد. وفيه سماع ثعلبة من النبي صلى الله عليه وسلم.
878 - ثعلبة بن زهدم التميمي اليربوعي الحنظلي، مختلف في صحبته.
كذا ذكره المزي، ولا حاجة إلى قوله: الحنظلي، لأن كل يربوعي أبوه حنظلي، فذكره هنا عي لا حاجة إليه، لأن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
وأما صحبته فإن البخاري لما ذكره [ق41/ ب] عرفه بروايته عن أبي مسعود وحذيفة، ثم قال: وقال الثوري: له صحبة. ولا يصح.
وقال الترمذي في «التاريخ»: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وعامة روايته عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره خليفة في «البراجم»، والذي لم يحفظ له نسب من بني تميم». وقال ثعلبة: كنا مع سعيد بن العاصي بطبرستان.
وقال ابن حزم في. . . . الحديث في «المحلي»: ثعلبة بن زهدم، حنظلي أحد الصحابة، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه وروى عنه.(3/94)
وقال العجلي: تابعي ثقة.
879 - (ت ق) ثعلبة بن سهيل الظهري.
كذا في «تاريخ» البخاري مجودا بخط ابن الأبار الحافظ، وعند غيره الطهوي. ويشبه أن يكون هو الصواب؛ لأنهم نسبوه تميميا وطهية من تميم.
ذكره البستي في «جملة الثقات».
والساجي في «جملة الضعفاء» وقال: كان قاضي خراسان، وذكر عن يحيى بن معين: أنه ليس بشيء.
وقال أحمد بن صالح: كوفي لا بأس به.
وقول المزي: وروى له ابن ماجة حديث مجاهد عن ابن عمر في «الغناء عند العرس»، إلا أنه سماه في روايته: ثعلبة بن أبي مالك، وهو وهم.
فيه نظر، يحتاج إلى أن يكون الإنسان له اتساع نظر في كتب العلماء، ثم بعد ذلك لا يقدم على توهيمهم إلا بعد نظر طويل، أيوهم ابن ماجة بغير دليل؟! هذا ما لا يجوز للسوقة فضلا عمن يتسم بسمة العلم، أيش الدليل على وهمه؟ وأيش المانع من أن يكون أبوه يكنى أبا مالك؟ هذا ما لا يدفع بالعقل ولا بالعادة، فضلا عن أن يكون منقولا.
والذي حمل المزي على ذلك أنه يجلس مع قوم لا يردون قوله، ويستصوبونه، فمشى على ذلك حتى اعتقد أن الناظرين في كتابه يعاملونه(3/95)
بتلك المعاملة، كلا والله.
وشيء آخر: أنه غالبا ما ينظر إلا في كتاب ابن أبي حاتم، وكتاب البخاري طرحه جملة، فرأى في كتاب ابن أبي حاتم من يسمى ثعلبة بن أبي مالك رجلا واحدا [ق 42 / أ] وهو القرظي الذي له رؤية، المذكور عند المزي بعد، فاستكبره على هذا، وهو لعمري جيد، لولا ما في كتاب البخاري: ثعلبة بن سهيل، سمع جعفر بن أبي المغيرة، وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، روي عنه جرير بن عبد الحميد، وسمع منه أبو أسامة: قال أبو أسامة: كنيته أبو مالك الطهري، وقال محمد بن يوسف: ثنا ثعلبة بن أبي مالك عن ليث(3/96)
عن مجاهد: كنت مع ابن عمر.
فهذا شيخ المحدثين يبين أن كنية أبيه كما ذكره ابن ماجة، فلا وهم على ابن ماجة إذا، والله أعلم.
وكذا كنى أباه يعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه الكبير»، وابن أبي خيثمة.
فقد بان له بهذا الصواب، وأن من وهم العلماء بغير دليل لا يقبل قوله، نسأل الله العصمة من الزلل، ونسأله التوفيق في القول والعمل.
880 - (د) ثعلبة بن صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن سلامان بن عدي بن صعير بن حراز بن كاهل بن عذرة الحرازي.
توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربع سنين.
قال الرشاطي: وذكره الدارقطني بزايين، فوجب العهدة عليه.
وقال أبو نعيم: روى عنه ابنه، وعبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك.
وفي «كتاب» أبي عمر: قال الدارقطني: لثعلبة هذا ولابنه عبد الله(3/97)
صحبة، روى عنهما جميعا الزهري.
وفي «كتاب» الباوردي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجهه.
وفي «كتاب» العسكري الذي مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه هو ابنه عبد الله قال: ورواية الزهري عنه وهم، والصحيح: الزهري عن ابنه عبد الله، عنه.
وقال الحاكم في «المستدرك» لما ذكر حديثه: رواية بكر بن وائل وبحر السقا، وغيرهما عن الزهري عن عبد الله عن أبيه: ورواه أكثر أصحاب الزهري عنه عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا أباه.
وفي «كتاب» الدوري عن يحيى: رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
881 - (عخ 4) ثعلبة بن عباد العبدي البصري.
لما ذكره ابن حبان في جملة «الثقات» نسبه ليثيا، وكذلك البخاري.
وقال علي بن المديني: الأسود يروي عن مجاهيل منهم: ثعلبة بن عباد.
وقال أبو محمد بن حزم في «المحلى»: مجهول.
ولما خرج الحاكم حديثه في «الكسوف» قال: صحيح على شرط الشيخين.
وقال فيه الطوسي والترمذي: حسن صحيح. [ق 42 / ب].
882 - ثعلبة بن عمرو بن عبيد بن محصن.
كذا ذكره المزي، والذي في كتاب الكلبي «الجمهرة»، و «جمهرة الجمهرة» و «الجامع لأنساب العرب»، والبلاذري، وأبي عبيد بن سلام: ثعلبة بن عمرو بن محصن. لم يذكروا عبيدا في ورد ولا صدر.(3/98)
وكذلك قاله أبو نعيم الأصبهاني، وأبو معشر في كتاب «المغازي».
وكذا هو في «كتاب» ابن حبان، والطبري، ومحمد بن إسحاق، وخليفة بن خياط، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وموسى بن عقبة، وابن سعد، «معجم الطبراني الكبير»، وذكره عن عروة بن الزبير وقال: قتل بجسر أبي عبيد سنة خمس عشرة، والباوردي، وغيرهم.
ولم أر من قال كقول المزي غير أبي عمرو، وكأنه لم يرها أيضا حالة النقل إنما كان ذاك بوساطة.
والدليل على ذلك: أن أبا عمر ذكر أنه مات بالمدينة في خلافة عثمان، وقيل قتل يوم الجسر في أيام عمر بن الخطاب، وذكر له أحاديث، فلو كان المزي حالة وضعه هذا الكتاب رآه لذكر ما هو كتابه موضوع له من الوفاة وغيره.
وفي «كتاب» شيخنا الحافظ أبي محمد الدمياطي: أنه أشبه بثابت بن المنذر أخو حسان لأبيه وهو أخو أبي عمرة بشير وأبي عبيدة.
883 - (خ د ق) ثعلبة بن أبي مالك القرظي.
في «الطبقات» لكاتب الواقدي: قدم أبو مالك واسمه عبد الله بن سام من اليمن وهو على دين اليهودية فتزوج امرأة من بني قريظة، فنسب إليهم وهو من كندة، وكأن يؤم بني قريظة حتى مات كبيرا وكان قليل الحديث.
وذكره البرقي «في فصل من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم».
/ 402 100(3/99)
وكناه ابن حبان أبا جعفر لما ذكره في «الثقات».
وقال ابن خلفون في «الثقات»: ثقة جليل.
وقال البخاري: كان كبيرا أيام بني قريظة.
وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.
ولما سأل ابن أبي حاتم عنه أباه في كتاب «المراسيل» قال: هو من التابعين، وأدخله أحمد بن سنان في مسنده، وليست له صحبة.
884 - (د فق) ثعلبة بن مسلم الخثعمي الشامي.
ذكره ابن حبان في كتابه «الثقات»، كذا ذكره المزي، وعرفه بروايته عن التابعين: نافع، وشهر بن حوشب، وشبههما.
وفيه نظر، من حيث إن ابن حبان لم يذكر في كتاب «الثقات» من الرواة عن التابعين غير: ثعلبة بن سهيل، وثعلبة بن بلال، وثعلبة الأسدي، ولم يذكر رابعا.
وذكر في الطبقة الأولى، وهم الرواة عن الصحابة [ق 43 / أ]، ثعلبة بن مسلم الجهني، روى عن: أبي هريرة، روى عنه: عقيل بن مدرك.(3/100)
وهذا ليس هو المذكور عند المزي يقينا، لأن الأول المذكور عنده ليس عنده من الصحابة أحد ولا كبار التابعين فضلا عن الصحابة، فكأنه اشتبه عليه أحد الطبقتين بالأخرى، أو نقله بوساطة كعادته، فرأى ثعلبة بن مسلم ذكره ابن حبان في «الثقات» فكتبه على ما رآه، ولو رآه في كتابه لما ذكره؛ لأنه غيره، وفي منزلة شيخه، فينظر؛ والله تعالى أعلم.
على زعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه روى عنه خبرا منكرا، أعني للخثعمي.
885 - (عس) ثعلبة بن يزيد الحماني الكوفي.
قال البخاري في كتاب «التاريخ» في ترجمته: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «إن الأمة ستغدر بك» ولا يتابع عليه.
وفي كتاب «الطبقات» لابن سعد: كان قليل الحديث.
وفي كتاب ابن خلفون «الثقات»: قال أبو الفتح الأزدي: في حديثه مناكير، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان ثقة.(3/101)
وفي قول ابن عدي: ولثعلبة عن علي غير هذا ولم أر حديثا منكرا في مقدار ما يرويه، وأما سماعه من علي ففيه نظر، كما قاله البخاري، نظر، لأن البخاري لم يعرض لسماعه من علي بل صرح به أول الترجمة فقال: ثعلبة بن يزيد الحماني سمع عليا روى عنه حبيب يعد في الكوفيين، فيه نظر، قال صلى الله عليه وسلم لعلي: إن الأمة ستغدر بك، ولا يتابع عليه.
هذا جميع ما ذكره وفيه كما ترى تصريحه بسماعه من علي، ويزيده وضوحا ما نذكره عن ابن حبان.
وفي «كتاب» الساجي: في حديثه نظر.
وذكره أبو محمد بن الجارود، وأبو جعفر العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجوزي: قال ابن حبان: كان على شرطة علي، وكان غاليا في التشيع، لا يحتج بأخباره إذا انفرد بها عن علي.
كذا ذكره عنه أبو الفرج البغدادي، ويشبه أن يكون وهما، وذلك أن الذي في كتاب «المجروحين» لابن حبان الموصوف بأنه يروي عن علي روى عنه البصريون كان في لسانه فضل، وكان علي بن المديني يرميه بالكذب. لم يزد على هذا شيئا.
وقال في كتاب «الثقات»: ثعلبة بن يزيد الكوفي يروي عن علي روى عنه(3/102)
حبيب بن أبي ثابت.
وكأنه ظهر له آخرا ما خفي عنه أولا، وقد نبهنا على ذلك في كتابنا الموسوم بـ «الاكتفاء في تنقيح كتاب «الضعفاء» والحمد لله وحده، وهو كتاب في ثلاثة أسفار كبار هذبت به كتاب «الضعفاء» لابن الجوزي.
886 - (مد) ثعلبة الأسلمي روى عن عبد الله بن بريدة.
ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات».(3/103)
من اسمه ثمامة [ق43 / ب]
887 - (بخ م ت س) ثمامة بن حزن القشيري البصري والد أبي الورد.
قال القاسم بن الفضل الحداني الراوي عنه في «مستدرك» الحاكم، و «تاريخ البخاري»: وفد على عمر بن الخطاب في خلافته وهو ابن خمس وثلاثين سنة. انتهى.
وهو مشعر بأنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بل قبل الهجرة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» كناه أبا الورد.
وفي إطلاق المزي روايته عن عبد الله بن عمرو وأبي الدرداء - نظر، لما ذكره البخاري: سمع عائشة: ورأى عبد الله بن عمرو وأبا الدرداء.(3/104)
وهذا مشعر بعدم الاتصال، والله تعالى أعلم.
ولهذا أن ابن أبي حاتم لما عرفه لم يذكر هذين الصحابيين عنده.
888 - (د ت) ثمامة بن شراحيل اليماني.
خرج أبو حاتم بن حبان حديثه في «صحيحه»، وذكره في «جملة الثقات»، وقال: روى عنه: عبد الله بن خريج بن جمال.
889 - (م د س ق) ثمامة بن شفي الهمداني المصري أبو علي.
ذكره ابن حبان، ويعقوب بن سفيان في «جملة الثقات» وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال أبو سعيد بن يونس في «تاريخ بلده»: وقد ذكر في كتاب الرايات التي قضى بها عبد العزيز بن مروان بمصر سنة سبع وسبعين، وغزا مع فضالة ابن عبيد رودس.
ونسبه ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: نجيبيا.(3/105)
890 - (ع) ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري قاضي البصرة.
ذكره البستي وابن شاهين في «جملة الثقات».
وذكر الأصمعي فيما حكاه عنه السكري في أخباره: أبنا ناهض بن سالم عن أبي بكر الهذلي: أنه كان مخلطا استعدته امرأة على رجل فلم يكن لها بينة، فلما أراد أن يستحلفه قالت: إنه رجل سوء يحلف فيذهب بمالي، ولكن استحلف إسحاق بن سويد فإنه جاره، فأرسل إلى إسحاق ليستحلفه.
وفي كتاب «البرصان» لعمرو بن بحر الجاحظ قال أبو عبيدة: كان ثمامة بن عبد الله بن أنس أسلع بن أسلع، ولذلك قال خليفة الاقطع أو خلف بن خليفة.
وكنا قبل مستقضى بلال ... من الشيخ المولع في عناء
بقيل سمعه وأي أية ... كما قد الجدا على الحداء
[ق 44/ أ] ويقال: إن ولد أنس بن مالك لا ينفكون في كل زمن أن يكون فيهم رؤساء إما في الفقه وإما في الزهد وإما في الخطابة، ولم يكن بالبصرة أنظر من ثمامة ومن موسى بن حمزة الشاعر وولد أنس بن مالك كلهم لم يكن يعتريهم عطاس.
وقال أبو نصر الكلاباذي: يكنى أبا عمر.
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
وقال أحمد بن صالح العجلي: تابعي ثقة. 107/ 402
وذكر ابن أبي خيثمة في كتابه «أخبار البصرة»: أن خالد بن عبد الله القسري لما عرض القضاء على بكر بن عبد الله المزني فأبى أن يقبله ولي ثمامة القضاء [ق 44/ ب]. [ق 45 / أ] [ق 45 / ب].
891 - (بخ س) ثمامة بن عقبة المحلمي الكوفي.
خرج أبو حاتم بن حبان والحاكم حديثه في «صحيحيهما»، وذكره ابن حبان وابن خلفون في «جملة الثقات»، زاد ابن خلفون: قال محمد بن عبد الله بن نمير: هو ثقة.
892 - (س) ثمامة بن كلاب ويقال كلاب بن علي.
كذا ذكر المزي، وقد قال البخاري في «التاريخ الكبير»: وقال أبو داود: ثنا حرب عن يحيى عن كلاب بن علي، وكلاب وهم.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
وقال أبو حاتم: ثمامة بن كلاب اليماني.(3/106)
893 - (ت ق) ثمامة بن الحصين، ويقال: ابن وائل بن الحصين، أبو ثفال المري الشاعر.
ذكره أبو نصر بن ماكولا في كتاب «الإكمال».
وفي «كتاب» الآجري سمعت أبا داود يقول: أبو ثفال المري ثمامة بن حصين.
ولما ذكره أبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء» سمى أباه حصينا.
وزعم المزي أنه ابن وائل بن حصين. وكأنه فيه نظر لهذا، والله تعالى أعلم.
وفي كتاب «العلل الكبير» للترمذي: سألت محمدا عن هذا يعني حديث أبي ثفال عن رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه»؟ فقال: ليس في هذا الباب حديث أحسن عندي من هذا. قلت له: أبو ثفال ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه.
وسألت الحسن بن علي الخلال فقال: اسمه ثمامة بن حصين.
وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وقال: هو مجهول. وكذا ابن القطان.(3/108)
من اسمه ثواب وثوبان وثور وثوير
894 - (ت ق) ثواب بن عتبة المهري البصري.
قال الحاكم لما خرج حديثه عن عبد الله بن بريدة في «العيدين»: قليل الحديث، لم يجرح بنوع يسقط به حديثه.
وقال الآجري عن أبي داود: هو خير من أيوب بن عتبة، وثواب ليس به بأس.
وخرج أبو حاتم بن حبان البستي حديثه في «صحيحه»، وذكره في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وفي «كتاب» عباس الدوري عن يحيى بن معين: شيخ صدوق، وكنت كتبت عن أبي زكريا فيه شيء به ضعف، فقد رجع أبو زكريا، وهذا القول هو الأخير من قوله.
وقال أبو العرب: حدثني أحمد بن مغيث عن أبي الحسن أحمد بن صالح الكوفي قال: ثواب يكتب حديثه وليس بالقوي.
وقال أبو علي الطوسي وابن خلفون لما ذكره في الموالي في «الثقات»: أرجو أن يكون صالح الحديث.(3/109)
895 - (بخ م 4) ثوبان بن بجدد وكناه المزي أبا عبد الرحمن.
وفي كتاب «الاستيعاب»: أبو عبد الله أصح، روى عنه أبو سلام الحبشي، وكان ثوبان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدى ما وعى.
وذكره أبو عبد الرحمن السلمي في أهل الصفة.
وأنشد له المرزباني في «المعجم» [ق 46 / أ].
إني لمولى رسول الله يعرف لي ... ذاك البرية أهل الدين والشرف
أصلي ملوك بني الأحرار يقدمه ... والفرع من هاشم ذي النبل والسلف
وقال أبو سليمان بن زبر وأبو منصور الباوردي: سكن دمشق.
وذكر البغوي أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتراه بالمدينة، وتوفي في خلافة معاوية.
وذكر الحافظ أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي في «تاريخ حمص»: ثوبان بن جدد، ويقال: يجدد، منزله بحمص في حمام حاتم، وصف لنا ذلك محمد بن عوف، وقال: أنا أعرف داره وخلف عقبان بها رجلا يقال له: ثوبان وهو الذي خربها ثم مات من بعد ذلك.
قال أبو القاسم: مات بحمص في إمارة عبد الله بن قرط وحبس داره على مهاجري فقراء «الهان».
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الأوسط»: ليس له عقب.
وفي «التاريخ الكبير»: زعم مصعب أن الأسد هجم عليه فقال: أنا ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فولى الأسد مستشعرا بذنبه.
وقال ابن أبي خيثمة: كذا قال، وإنما يروى هذا عن سفينة.
وفي «تاريخ القدس»: له بحمص دار ضيافة.
وفي قول المزي: ذكره ابن سعد في «الطبقة الثالثة» من موالي النبي صلى الله عليه وسلم - 111/ 402
نظر؛ لأن ابن سعد لم يذكر في كتابه هذه الترجمة، إنما ذكر الطبقة الثالثة طبقة الخدم وذكره فيهم.
وفي «كتاب» العسكري: كان ثوبان ممن انصرف مع الأخنس بن شريق يوم بدر، وولده هم مع الأخنس يدعون ولاءهم ويزعم ولده أنهم من العرب، روى عنه عبد الرحمن بن أبي الجعد، وكان لعبد الرحمن بن ثوبان انقطاع إلى عمر بن الخطاب، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان من فقهاء أهل المدينة، وكان زمن ابن الزبير هو وابنه إبراهيم بن محمد مرتضى للإمام وتوضع أموالهم على يده.
مات ثوبان بمصر، وقد أدخل بعضهم عبد الرحمن بن ثوبان في المسند، وليس يصح سماعه.
وفي كتاب «الصحابة» للبرقي عن عاصم قال: قال أبو العالية رفيع: لثوبان نسب في اليمن لم ينته إلي علمه.
وفي كتاب «الكنى» لأبي أحمد الحاكم: توفي بمصر. وكذا قاله ابن قانع ولم يذكر غيره، وقال أيضا الواقدي في «تاريخه».
فقول المزي: وذكر عامتهم يعني المؤرخين أن وفاته كانت بحمص إلا خليفة فإنه قال: بمصر - مردود بما ذكرناه.
وقوله أيضا: وقيل: إنه توفي سنة أربع وأربعين، وهو وهم، فقول لم أره عند أحد من المؤرخين. وكأنه والله أعلم أراد توهيم صاحب الكمال في قوله توفي سنة خمس وأربعين [ق 46 / ب]، فسبق قلمه إلى ما هو معروف قبل من أربع وخمسين فكتب أربعا، أو يكون قد وقعت له نسخة من «الكمال» على العادة غير مهذبة فكتب ما فيها.
والذي عنده أعين صاحب «الكمال» مقدما سنة خمس وأربعين، وكذا نقله عنه أبو إسحاق الصريفيني وغيره من العلماء، وهو الصواب عنه، وإن كنت(3/110)
لم أره عند غيره، فينظر.
ولا تتسرع إلى توهيمه إلا بعد الإحاطة بأقوال جماعة العلماء، وذاك أمر متعذر، أو يكون قد نص على توهيم هذا القول بعض العلماء بالدلالة.
على أنني رأيت بخط يونس بن أحمد بن بركة الإريلي حاشية معزوة للحاكم أبي أحمد: أنه توفي سنة خمس وأربعين ولم ينبئ في أي تصنيف للحاكم فينظر.
والذي رأيته في «الكنى» ما قدمته أولا، وأن وفاته سنة أربع وخمسين، والله تعالى أعلم.
وقول المزي: روى عنه الحسن ولم يلقه. هو كلام البزار بعينه أخذه ولم يعزه إلى قائله، وذلك أن البزار قاله في باب الحجامة للصائم في «مسنده».
وقول المزي – أيضا -: وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب «تاريخ حمص»، فذكر كلامه إلى آخره، إنما نقله من كتاب أبي سعيد بن يونس في «تاريخ مصر» مشعرا أنه رأى كتابه، وليس كذلك، وله من هذا الشيء الذي لا يحصى، وإنما تركنا التنبيه عليه لكثرته، ولأنا لو استوفينا عليه ذلك لكان تصنيفا على حدته، ولكنها نفثة مصدور إذا كثر ذلك منه نبهنا عليه ليعلم ذلك.
وقال ابن يونس: شهد فتح مصر واختط بها دارا إلى جنب عبد الله بن الحارث ابن جزء، وهي الدار التي زادها سلمة مولى صالح بن علي في المسجد.
وفي الصحابة وغيرهم جماعة يقال لهم ثوبان، منهم:
896 - ثوبان بن سعد أبو الحكم، و:(3/112)
897 - ثوبان أبو عبد الرحمن الأنصاري.
ذكرهما أبو نعيم الأصبهاني وغيره، و:
898 - ثوبان بن قرارة بن عبد يغوث بن زهير بن [ق 47 / أ] الصم بن زمعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة.
قال المرزباني في كتاب «المعجم» تأليفه: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
إليك رسول الله خبت مطيتي ... مسافة أرباع تروح وتغتدي
899 - وثوبان بن حصن النميري الشاعر الأعرج ذكره الجاحظ.
900 - وثوبان بن شهر الأشعري.
روى عن كريب بن أبرهة في «مسند» أحمد.
901 - وثوبان القيسي.
يروي عن مكحول ذكره ابن حبان، ذكرناهم للتمييز اقتداء بالمزي؛ لأنه(3/113)
يميز ممن لا يقارب المميز في الطبقة، وإن كنا لا نرى ذلك صوابا.
902 - (ع) ثور بن زيد، مولى بني الديل، مدني.
كذا ذكره المزي، وابن قانع يزعم أنه من أيلة منهم، وقال: توفي سنة أربعين ومائة.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وقال المعيطي لخلف المخرمي ويحيى بن معين وأبي خيثمة وهم قعود: كان مالك بن أنس يتكلم في سعد بن إبراهيم سيد من سادات قريش، ويروي عن داود بن الحصين وثور بن زيد الديلي خارجيين خشبيين، فما تكلم أحد منهم بشيء.
وفي «كتاب» الصريفيني، ومن خطه نقلت: توفي سنة ثمان وخمسين ومائة ولا تعرف له كنية.
ولما سأل الآجري أبا داود عنه فقال: هو نحو شريك.
وفي كتاب «الطبقات» للبرقي: سئل مالك: كيف رويت عن داود بن الحصين وثور بن زيد وذكر غيرهم، وكانوا يرمون بالقدر؟ فقال: إنهم كانوا لأن يخروا من السماء إلى الأرض أسهل عليهم من أن يكذبوا كذبة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: هو صدوق لم يتهمه أحد بالكذب وكان ينسب إلى رأي الخوارج والقول بالقدر، ولم يكن يدعو إلى شيء من ذلك وتوفي سنة [ق 47 / ب] خمس وثلاثين ومائة.
وفي كتاب ابن خلفون: روى الحسن الحلواني عن علي بن المديني قال: كان يحيى بن سعيد يأبى إلا أن يوثق ثور بن زيد، وقال: إنما كان رأيه وأما في(3/114)
الحديث فإنه ثقة.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وقال: قال أحمد بن صالح وذكر ثور بن زيد يقال: له شأن، روى عنه: مالك، وسليمان بن بلال، وأهل المدينة.
903 - (س) ثور بن عفير.
روى عن أبي هريرة: «أفطر الحاجم والمحجوم».
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
904 - (خ 4) ثور بن يزيد بن زياد الكلاعي الحمصي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم والطوسي.
وفي «كتاب» الباجي: كنيته أبو يزيد وهو ثور بن يزيد بن خالد.
وفي قول المزي: قال الهيثم بن عدي: مات سنة خمسين ومائة - نظر، لأن الهيثم لما ذكره في «الطبقة الثالثة من أهل الشام» قال: مات سنة إحدى وخمسين ومائة، وكذا لما ذكره في «تاريخه الكبير».
وقال القراب: في سنة إحدى وخمسين، أنبا عبد الله بن أحمد ثنا أحمد ابن الحارث سمعت جدي عن الهيثم بن عدي، قال: ثور بن يزيد الرحبي توفي سنة إحدى وخمسين ومائة.
وقال علي بن المديني: غمزه سفيان بن عيينة.(3/115)
وقال الآجري: سئل أبو داود عنه، فقال: ثقة، وكان يحيى بن سعيد يوثقه.
قال الآجري: قلت لأبي داود: أكان قدريا؟ قال: اتهم بالقدر وأخرجوه من حمص سحبا.
وفي «تاريخ أبي زرعة النصري الكبير»: قال عطاء الخراساني لابن عياش: لا تجالس ثورا.
ولما ذكره البستي في «جملة الثقات» قال: كان قدريا ومات وله سبعون سنة.
وقال العجلي: شامي ثقة، وكان يرى القدر.
وقال الساجي: صدوق قدري قال فيه أحمد: ليس به بأس، قدم المدينة فنهى مالك بن أنس عن مجالسته.
وفي «علل» عبد الله بن أحمد: ثنا أبي ثنا سعد بن إبراهيم ثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني ثور بن يزيد الكلاعي وكان ثقة.
وقال العقيلي في كتاب «الضعفاء» قال يزيد بن هارون كان قدريا.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» والمنتجالي في «جملة الضعفاء».
وكناه صاحب «تاريخ القدس»: أبا جعفر.(3/116)
905 - (ت) ثوير بن أبي فاختة سعيد بن جمهان.
قاله الصيريفيني، وابن الجوزي، وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: من أركان الكذب.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال البخاري في «التاريخ الأوسط»: كان ابن عيينة يغمزه.
وقال البزار: حدث عنه شعبة وإسرائيل وغيرهما، واحتملوا حديثه، كان يرمى [ق 48 / أ] بالرفض.
وقال الحاكم عندما خرج حديثه: هو وإن لم يخرجاه فلم ينقم عليه غير التشيع.
وقال أبو الحسن الكوفي: هو وأبوه لا بأس بهما، وفي موضع آخر: ثوير يكتب حديثه وهو ضعيف.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: قال أبو حفص: كان سفيان يحدث عنه.
ولما ذكره الساجي في «جملة الضعفاء» قال: قال أيوب السختياني: لم يكن مستقيم الشأن.
وذكره البلخي والمنتجالي، والفسوي، والعقيلي في «جملة الضعفاء» وفي كتاب الآجري: قال أبو داود: حدث سفيان عن ثوير وثنا ابن أبي صفوان ثنا أبي سمعت سفيان يقول: ثوير شيد أركان الكذب، قال أبو دادو:(3/117)
وضرب ابن مهدي على حديث ثوير.
وفي «كتاب» ابن الجوزي: قال السعدي: ليس بثقة.
وقال علي بن الجنيد: متروك.
وقال أبو الحسن الدارقطني: ضعيف.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان يقلب الأسانيد حتى يجيء في روايته أشياء كأنها موضوعة.
وقال يعقوب بن سفيان: لين الحديث، حدثني أحمد بن الخليل ثنا إسحاق أخبرني شبابة بن سوار قال: قلت ليونس بن أبي إسحاق: ثوير لم تركته؟ قال: لأنه رافضي. قلت: فإن أباك يروي عنه؟ قال: هو أعلم. 119/ 402
باب الجيم
من اسمه جابان وجابر
906 - (س) جابان غير منسوب.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
وقال أبو حاتم: شيخ، وفي موضع آخر: ليس بحجة. كذا نقله عنه بعض المتأخرين، ولم أره، فينظر.
وذكر أبو الفرج بن الجوزي: أنه مجهول، ويشبه أن يكون اختلط عليه بجابان الراوي عن أنس فإن جماعة قالت فيه: مجهول، وأما هذا فلم أر من قاله فيه، فينظر.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين: أنه لا يدري من هو، اعتمادا على أن شيخه لم يذكر فيه تعديلا ولا غيره، وكأنه غير جيد لما ذكرناه.
وقال أبو حاتم البستي في «صحيحه»: ذكر خبرا وهم من لم يحكم صناعة الحديث أن هذا الإسناد منقطع: أنبا أبو يعلي ثنا أبو خيثمة ثنا ابن المهدي ثنا شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن نبيط بن [ق 48 / ب] شريط عن جابان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة منان».(3/118)
قال أبو حاتم: اختلف شعبة والثوري في إسناد هذا الخبر، فقال الثوري: عن سالم عن جابان عن ابن عمرو، وقال شعبة: عن سالم عن نبيط عن جابان وهما جميعا متقنان حافظان، إلا أن الثوري كان أعلم بحديث أهل بلده من شعبة، وأحفظ لها منه، لا سيما حديث الأعمش وأبي إسحاق ومنصور، فالخبر متصل عن سالم عن جابان، سمعه منه، وسمعه من نبيط عن جابان فمرة روى كما قال شعبة، وأخرى كما قال سفيان.
ولما ذكر المزي قول البخاري: ولا يعرف لجابان سماع من عبد الله ولا لسالم من جابان ولا لنبيط. رده بقوله: وهذه طريقة للبخاري قد سلكها في مواضع كثيرة وعلل بها كثيرا من الأحاديث الصحيحة، وليست هذه علة قادحة، وقد أحسن مسلم وأجاد في الرد على من ذهب هذا المذهب في مقدمة كتابه بما فيه كفاية. انتهى كلامه. وعليه فيه مأخذان:
الأول: تركه ما ذكرناه من صحته متصلا منقولا غير مردود بالعكازة التي يدعيها بعض المحدثين المتأخرين، إذا تكلموا على حديث يزعمون أن مذهب البخاري ثبوت اللقاء ومذهب مسلم المعاصرة، انتهى.
والبخاري لم يقل هذا وحده إنما هي طريقة ينحوها ابن المديني وتلامذته.
الثاني: ما بالعهد من قدم، يا سبحان الله!! قبل هذا بثلاثة أوراق تقول أنت في ترجمة ثوبان: روى عنه الحسن البصري ولم يلقه، ورأيت أن كلامك هذا(3/120)
يكفي في انقطاع ما بينهما وكلام البخاري لا يكفي، إن هذا لعجيب. أترى الحسن لم يعاصر ثوبان ولم يك رجلا في أيامه وأيام من هو أقدم [ق 49/ 1] وفاة منه؟ أو يكون الحسن قال له، أنا ما سمعت من ثوبان شيئا، فلهذا جعله علة قادحة، فلا بمذهب البخاري تمذهبت، ولا بقول مسلم أخذت، وكلامك في لحظة نقضت.
ولعل قائلا يقول: يحتمل أن يكون المزي ثبت عنده بطريقة أنه لم يسمعها منه، وهو كلام لا يساوي سماعه، نقول: نسلم هذا للمزي ونترك نظيره للبخاري، إن هذا لحسن ظن غريب.
907 - (بخ م د س ق) جابر بن إسماعيل الحضرمي المصري.
خرج أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه» مقرونا بابن لهيعة، وقال: ابن لهيعة: ليس ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد بالرواية، وإنما أخرجت هذا الحديث لأن جابر بن إسماعيل معه في الإسناد.
908 - (ع) جابر بن زيد أبو الشعثاء البصري الجوفي.
قال أبو سليمان بن زبر: توفي سنة تسعين قبل أنس بن مالك.
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، قال: كان فقيها، وكانت الإباضية تنتحله وكان هو يتبرأ من ذلك، ودفن هو وأنس بن مالك في جمعة واحدة، وكان أعور، وكان من أعلم الناس بكتاب الله تعالى، وكان أصله من الجوف ناحية عمان، ونزل في البصرة بالأزد في درب الجوف أيضا.
وذكر أبو العباس في كتاب «المفجعين» تأليفه: لما احتضر جابر تبرأ من قرنت وزحاف ومن الإباضية.
وفي «تاريخ» البخاري: ثنا علي ثنا سفيان، قلت لعمرو: سمعت من أبي(3/121)
الشعثاء في أمر الإباضية أو شيئا مما يقولون؟ قال: ما سمعت منه شيئا قط، ولا أدركت أحدا أعلم بالفتيا منه، ولو رأيته قلت: لا يحسن شيئا.
حدثني صدقة عن الفضل بن موسى عن موسى بن عقبة عن الضحاك عن جابر بن زيد قال: لقيني ابن عمر فقال: يا جابر إنك من فقهاء أهل البصرة وستستفتى، فلا تفتين إلا بكتاب ناطق أو سنة ماضية.
وقال العجلي: تابعي ثقة، ثنا ابن أبي مريم سمعت سفيان بن عيينة، وقال له إنسان: حدثك عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن علي بن [ق 49 / ب] أبي طالب؟ فقال: اسكت، ما حدث أبو الشعثاء عن علي بحديث قط.
وفي قول المزي: قال محمد بن سعد: مات سنة ثلاث ومائة - نظر، وذلك أن ابن سعد لم يقل هذا، وإنما رواه عن شيخه الواقدي قوله: قال محمد بن عمر وغيره: مات جابر بن زيد سنة ثلاث ومائة.
وقال أبو نعيم: سنة ثلاث وسبعين مع أنس بن مالك في جمعته.
قال محمد بن سعد: وهذا خطأ وذهل أبو نعيم فيهما جميعا، مات جابر بن زيد سنة ثلاث ومائة مجمع عليه، ومات أنس سنة إحدى وتسعين. وفي قوله أخطأ.
وقال الساجي: ثنا أحمد بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول: صالح الدهان قدري، وكان يرمى بقول الخوارج، وذلك للزومه جابر بن زيد، وكان جابر إباضيا وعكرمة صفريا، وكان عمرو بن دينار يقول ببعض قول جابر وبعض قول عكرمة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان أحد الفقهاء العلماء الفضلاء، أثنى عليه ابن(3/122)
عباس بالعلم، وحسبك بذلك، انتحلته الإباضية وادعته وأسندت مذهبها إليه، وهذا لا يصح عليه، قال ابن سيرين: قد برأه الله تعالى منهم.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: لما مات جابر بن زيد قال قتادة: اليوم دفن علم أهل العراق، وقال جابر: كانت لي امرأتان، قلت: أعدل بينهما حتى أعد القبل.
وفي «الطبقات»: قال أيوب: كان جابر لبيبا لبيبا لبيبا فيه حد.
وقال إياس بن معاوية: أدركت الناس وما لهم مفت غير جابر بن زيد.
وقال قتادة: لما سجن أرسلوا إليه يستفتوه في الخنثى، فقال: تسجنوني وتستفتوني! انظروا من أيهما يبول فورثوه.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: عن سليمان كان الحسن إذا غزى أفتى الناس جابر بن زيد.
وقال سعيد بن يزيد، أتى جابرا ناس من الإباضية فذكروا السلطان ونالوا منه، فقال: ما لكم وللسلطان؟ وأنكر قولهم.
وقالت هند بنت المهلب: كان جابر يكثر الاختلاف إلي، فلا والله إن سمعته يضاهي في قوله شيئا من أمر الإباضية ولا أمر الحرورية.
وقال عمرو: جاءه رجل يوما فأثنى عليه ودعا، فقيل له: يا أبا الشعثاء أتعرفه؟ قال: أراه بعض صفرتهم هذه. قال عمرو: وما أدركت أحدا أعلم بالفتيا منه. يعني جابرا. قال عمرو: قال جابر: كتب الحكم بن أيوب ناسا للقضاء فكتبت فيهم، فلو بليت بشيء من ذلك ركبت راحلتي وذهبت في الأرض.
وقال محمد بن عتيق: ذكر جابر عند ابن سيرين، فقال: كان مسلما عند الدراهم.(3/123)
وقال عبد ربه بن أبي راشد: كان جابر يختلف إلى جارة لنا إباضية وكان جابر يصفر لحيته، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي أمير البصرة، وكان الحسن مختف إذ ذاك.
وفي «كتاب» المنتجالي: قال ثابت: قلت للحسن وهو مختف عند أبي خليفة: إن أخاك جابر بن زيد في الموت. فقال: رويدك، فبعث في بغلته فركبها وأردفني خلفه، فلم يزل الحسن عنده إلى السحر، فقام الحسن وكبر عليه أربع تكبيرات ثم انصرف.
قال المنتجالي: وكان يفتي الناس وكان ثقة، دعاه يزيد بن أبي مسلم يوما فسأله عن شيء من القرآن فحدثه به، فأمر بلحيته فغلفت بالغالية قال: فلما خرج دخل نهرا فجعل يغسله ويقول: اللهم لا تجعل هذا حظي مما عندك من الخير.
وخرج من بيته بليل فمر بحائط قوم فأخذ منه قصبة يطرد بها الكلاب، فاحتفظ بالقصبة حتى رجع إلى الحائط فوضعها في موضعها.
وقال الطبري في «طبقات الفقهاء»: كان عالما فقيها.
909 - (ع) جابر بن سمرة بن جنادة أبو عبد الله السوائي الكوفي.
[ق 50/ أ]. أبو أبي جعفر وحبير، ذكره ابن الأثير.
وفي كتاب «الجمهرة» للكلبي: ولد سواءة بن عامر حبيبا، فولد حبيب زبابا، فولد زباب حجيرا، فولد حجير جندبا، فولد جندب سمرة، وكذا نسبه البلاذري وأبو عبيد وغيرهما.
وزباب: هكذا هو مضبوط بزاي مفتوحة بعدها باء موحدة مشددة، عند العسكري في كتاب «التصحيف الكبير» على وزن علام.(3/124)
وقال ابن ماكولا: فأما زباب أوله زاي مفتوحة بعدها باء مشددة معجمة بواحدة فهو زباب بن حبيب بن سواءة.
والمزي ضبطه ابن المهندس عنه براء مكسورة بعدها ياء مثناة من تحت، وهو غير جيد.
وقوله أيضا: وقال أبو حفص الأهوازي عن خليفة: مات في ولاية بشر سنة ثلاث وسبعين، وقال موسى بن زكريا عن خليفة: مات في ولاية بشر، يعني سنة ست وسبعين، وهو المحفوظ.
يبين لك أنه لم ير كتابي خليفة إنما ينقل عنهما بوسائط، وفيه ما سنوضحه:
لأن بشر بن مروان مات سنة خمس وسبعين، قال خليفة بن خياط في «تاريخه» - ومن خط ابن الحذاء المؤرخ الحافظ نقلت -: وفي سنة أربع وسبعين جمع عبد الملك بن مروان لأخيه بشر العراق فقدم البصرة سنة أربع وسبعين، وذكر كلاما ثم قال: توفي سنة خمس وسبعين.
وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: ولي بشر بن مروان العراق سنة أربع وسبعين، ومات في أول سنة خمس وسبعين وهو ابن نيف وأربعين سنة، وفي ولاية بشر بن مروان مات جابر بن سمرة السوائي، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو جحيفة، خرشة بن الحر، وأوس بن ضمعج، وعبيد بن نضلة، وعاصم بن ضمرة، وشداد بن الأزمع، وعبد الله بن عتبة ابن مسعود، وأبو عبد الرحمن السلمي، هذا ما ذكره في «تاريخه» رواية بقي وقيل: بها قوبل أصل أبي حفص الأهوازي.
وقال في «الطبقات» ومن نسخة [ق 50 /ب] قرئت على أبي عمران موسى(3/125)
ابن زكريا بن يحيى التستري، قال: قرأنا على شباب خليفة بن خياط ابن خليفة بن خياط أبي عمرو الشيباني العصفري - رحمه الله تعالى - قال: ومن بني سواءة بن عامر بن صعصعة: سمرة بن عمرو وابنه جابر بن سمرة بن عمرو بن جندب بن حجير بن زياد، مات في ولاية بشر بن مروان، ووهب بن عبد الله أبو جحيفة مات في ولاية بشر بن مروان، انتهى.
فهذا كما ترى خليفة لم يختل كلامه في تصنيفيه، وأن المزي نقله عن موسى بن زكريا ليس كما ذكره عنه، وأنه ليس من كلام المزي في شيء، وأن المزي نقله عنه غير جيد.
وقوله: وهو المحفوظ. لك النظر في قوله كما بينته في نقله، ليت شعري: أيش الدليل على كونه محفوظا؟ ومن الذي نص على ذلك؟
هذا البغوي – رحمه الله تعالى - وابن حبان يقولان: توفي سنة أربع وسبعين بالكوفة في ولاية بشر على العراق، وصلى عليه عمرو بن حريث، وكذا قاله العسكري لم يعين سنة، وزعم ابن أبي عاصم وأبو يعقوب القراب والمسعودي وابن شبة وغيرهم أن بشر بن مروان مات سنة ثلاث وسبعين.
وقال ابن قانع: توفي جابر بن سمرة سنة ثلاث وسبعين.
وهذا موافق لقول ابن أبي عاصم وابن سعد والعسكري والباوردي، ومن تابعهم على قولهم توفي في ولاية بشر، أو بعد المختار بن أبي عبيد فيما ذكره البخاري وغيره.
وقول المزي: وروى عن أبي عبيد أنه مات سنة ست وستين. وذلك وهم.
يريد بذلك توهيم كلام صاحب «الكمال»، فإنه هو الذي نقله ولم يذكر غيره، وهو لعمري قول شاذ، ولم أر من قاله غير أبي عمر بن عبد البر، وأبي نعيم الأصبهاني، وزاد في أيام المختار بن أبي عبيد، وتبعهما ابن الأثير.(3/126)
فالله أعلم أهو وهم أم لا؟ فإن التثبت من هذه الأمور [ق 51 / ب] خير من ركوب المحذور، على أن المزي في جميع ما نقله قلد فيه ابن عساكر والكلام معهما، والله أعلم.
وروى عن جابر: المسيب بن رافع ذكره الطبراني، وذكر المزي في الرواة عنه أبا إسحاق السبيعي، وزعم البرديجي في كتابه «معرفة المتصل والمرسل» أن أبا إسحاق لم يصح سماعه منه، وقد روى عنه.
910 - جابر بن سيلان.
عن ابن مسعود، وأبي هريرة.
روى عنه: محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ.
روى أبو داود حديثه عن أبي هريرة ولم يسمه، وسماه أبو حاتم وغير واحد، وروى له موسى بن هارون عن أبي هريرة وابن مسعود وسماه جابرا، وسماه أحمد: عبد ربه. كذا ذكره المزي: قال: وسماه الشيخ – يعني عبد الغني - عيسى، وذلك وهم منه، فإن عيسى بن سيلان شيخ آخر، روى عنه المصريون: ابن لهيعة وغيره، وهو متأخر الوفاة عن هذا، ولم يذكر واحد منهم أن عيسى ابن سيلان روى عنه محمد بن زيد هذا بخلاف جابر بن سيلان، والله أعلم. انتهى كلام المزي.
أما قوله: إن عيسى بن سيلان متأخر الوفاة عن هذا فغير صواب، لأنهما جميعا اشتركا في الرواية عن أبي هريرة، نص على ذلك الأمير أبو نصر بن ماكولا، ولا رأينا من ذكر لواحد منهما تاريخ وفاة ولا مولد فصارت الطبقة واحدة وهي التابعية.
وقوله: روى له أبو داود عن أبي هريرة، ولم يسمه وسماه أبو حاتم وغير واحد. يحتاج إلى تثبت في النقل، فإن أبا حاتم لم يسم إلا جابرا الراوي عن ابن مسعود فقط، ونص ما عنده: جابر بن سيلان روى عن عبد الله بن(3/127)
مسعود، روى عنه محمد بن زيد.
وسمى الراوي عن أبي هريرة وكعب - في حرف العين -: عيسى، وقال: روى عنه عبد الله بن الوليد.
وفي «إيضاح الإشكال» لابن بطليمس: اسمه عبد الله، سماه أبو علي النيسابوري الحافظ، وقال أبو الحسن الدارقطني: قيل: اسمه علي، وقيل: عبد الله مديني يعتبر.
وفي «تاريخ مصر» لأبي سعيد بن يونس: عيسى بن سيلان، سكن مصر، وهو مكي، يروي عن: أبي هريرة، روى عنه: زيد بن أسلم، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة.
ولم أر أحدا أجمع لجابر في روايته بين أبي هريرة وابن مسعود، فينظر، والله تعالى أعلم. والذي ذكره ابن الفرضي عيسى بن سيلان هو [. . . .] روى عنهما [. . .] أخا عبد ربه بن سيلان.
وقال ابن القطان – رأيا -: ما كان جابرا أو عيسى فحاله مجهولة لا يعرف.
911 - جابر بن صبح أبو بشر الراسبي الكوفي.
[خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» وقال أبو الفتح الأزدي: لا يقوم حديثه.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وقول المزي: قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة، وقال في رواية أخرى: هو أحب إلي من المهلب بن أبي حبيبة -(3/128)
يحتاج إلى نظر، وذلك أن البخاري لما ذكره في «تاريخه الكبير» قال: سمع منه يحيى القطان ويوسف البراء، قال يحيى: جابر أحب إلي من المهلب بن أبي حبيبة.
فهذا مشعر بأن يحيى هو ابن سعيد؛ لأنه مذكور حال علمه، وذاك ليس مذكورا جملة، والبخاري عادته إذا نقل عن ابن معين شيئا على قلته عينه.
ثم إنني نظرت «السؤالات» التي عن يحيى أو معظمها فلم أر فيها إلا قول إسحاق، فالله أعلم.
وقد بين ذلك ابن أبي شيبة في «سؤالات» علي بن المديني: سألت يحيى بن سعيد عن المهلب بن أبي حبيبة؟ فقال: جابر بن صبح أحب إلي منه.
وفي قول المزي: ذكر ابن أبي حاتم في مشايخة: أمية بن عبد الرحمن بن مخشي، ولم يذكر المثنى بن عبد الرحمن، والمعروف المثنى بن عبد الرحمن عن عمه أميه بن مخشي - نظر، لقول الأمير: هو ابن ابنه، وهو المثنى بن عبد الرحمن بن أمية بن مخشي، ولأمية صحبة.
وفي كتاب «التمييز» للنسائي - الذي هو بيد أصغر الطلبة - ثنا عمرو بن علي ثنا يحيى بن سعيد ثنا جابر بن صبح ثنا مثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، قال: حدثني جدي أمية بن مخشى وكان من الصحابة فذكر حديثا في التسمية عند الأكل.
الشيخ – رحمه الله تعالى - قيل عنه: أنه مكث في كتاب «التهذيب» نحو الأربعين سنة. حتى لقد سمعت غير واحد أن الشيخ شرف الدين الدمياطي قيل له: لو وضعت على كتاب «الكمال» شيئا. قال: الكمال اتجه له المزي من(3/129)
زمان. ماذا أفاد في جمعه وتهيئته فيما ذكر هذه المدة، يدع النظر في هذه الكتب المشهورة [. . . . .].
بيضة الديك في ثلاثين عاما ... قد غوى العاجزون فيه وضلوا
زعموا الأمر ند فوق الذي قال ... أفكوا ثم بعد ذلك والله زلوا
قد أتى من له مئين من الكتب ... زاد شيئا مقداره بل أحل
في ليال قصيرة تشبه الطيف ... إذا ما ترى وضمك رحل
والحمد لله تعالى على كل حال ونعوذ بالله أن نتشبع بالمحال.
912 - (تم س ق) جابر بن طارق، ويقال: ابن أبي طارق بن عوف، - عداده في الصحابة - الأحمسي.
والد حكيم بن جابر له حديث واحد في الدباء.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: قوله يقال: ابن أبي طارق بن عوف ليس جيدا، وصوابه يقال: ابن أبي طارق والد حكيم الأحمسي، ويقال: ابن عوف، وأما أبو حاتم فإنه لم يسم أباه قال: جابر الأحمسي، وفرق ابن حبان بين جابر بن طارق الأحمسي الكوفي، وبين جابر بن عوف، والله أعلم.
كذا ذكره أبو حاتم [[. . . .] والبخاري وابن حبان جزموا(3/130)
[. . . .] بن عوف] وكذا سماه ابن حبان وابن الجوزي.
الثالث: قوله له حديث واحد وقد رأينا [ق 52/ أ] من ذكر له حديثا آخر وهو ابن الأثير، قاله لما ذكر الحديث القرع، قال: وقد روى حديثا آخر: أن أعرابيا مدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى أزبد شدقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقلة الكلام ولا يستهوينكم الشيطان، وإن تشقيق الكلام من شقائق الشيطان».
913 - (ع) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام أمه أنيسة بنت غنمة.
كذا رأيته بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي – رحمه الله - في مواضع مضبوطا مجودا، وكذا ذكره أيضا الحافظ الدمياطي، والمزي قد سمى أباها عقبة فينظر.
وفي كتاب «الاستيعاب»: توفي سنة أربع وسبعين، قال أبو عمر: وأصح ما قيل في كنيته: أبو عبد الله.
وفي «تاريخ البخاري الأوسط»: عن عمر بن زيد بن حارثة قال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «استصغر ناسا يوم أحد منهم جابر بن عبد الله»، رواه عن أحمد بن آدم ثنا منصور بن سلمة ثنا عثمان بن عبيد الله بن زيد بن حارثة عن عمر، ثم قال: قال منصور: أخاف أن لا يكون حفظ جابرا.(3/131)
وفي «تاريخ البخاري الكبير» وحدثني عبد الله ابن أبي الأسود عن حميد بن الأسود عن حجاج الصواف قال: حدثني أبو الزبير أن جابرا حدثهم قال: غزا النبي صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة.
وفي كتاب الباوردي: اثنتا عشرة.
وفي قول المزي: وقال يوسف بن الماجشون عن محمد بن المنكدر: دخلت على جابر بن عبد الله وهو يموت، فقلت: اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام - نظر، لما ذكره أبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة»: ثنا سريج ثنا يوسف الماجشون عن محمد بن المنكدر أنه دخل مع جابر بن عبد الله على رجل يموت فقال - يعني جابرا -: أبلغ محمدا منا السلام. وكذا ذكره الإمام أحمد في كتاب «الزهد».
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال جابر: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مرحبا بك يا جبير»، وغاب عن خيبر فقسم له النبي صلى الله عليه وسلم بسهم من حضرها [ق 52 / ب].
وجعله عمر بن الخطاب عريف قومه، وكان يصفر لحيته، وقال معبد بن كعب: لا تستكرهوا أحدا على حديث فإني سمعت جابر بن عبد الله استكره مرة على حديث، فجاء به على غير ما أراد.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي جعفر الطبري: أراد جابر شهود بدر فمنعه أبوه وخلفه على إخوته، وكن تسعا.
وأول غزوة غزاها مع النبي صلى الله عليه وسلم حمراء الأسد.
وفي «الكتاب» العسكري مات وهو ابن أربع وثمانين سنة.(3/132)
وفي كتاب الكلاباذي: قال الذهلي وفيما كتب إلي أبو نعيم قال: وجابر بن عبد الله سنة تسعين. قال الذهلي: أراد عندي سبعين فجرى تسعين، لأن أبا نعيم لا يهم هذا الوهم.
وذكر المزي عن خليفة بن خياط أنه توفي سنة ثمان وضبب عليه وتضبيبه غير جيد؛ لأنه ثابت في «تاريخه» كذلك وأما ما ذكره عن خليفة أو غيره أنه توفي سنة تسع وسبعين فغير جيد، لأنه لم يذكره في كتابيه، والذي فيهما: ثمان وستين، وثمان وسبعين. والله تعالى أعلم.
وكذا ما ذكره عن الهيثم بن عدي: سنة ثلاث وسبعين. لم أره مذكورا في «تواريخه» إلا في «الكبير» فإنه ذكر عنه وفاته: سنة ثمان وستين وسبع وسبعين وثمان وسبعين.
وقال زياد بن ميناء، فيما ذكره أبو إسحاق: صارت الفتوى إليه وإلى ابن عباس وذكر آخرين.
وذكر الفراء - يعني في كتاب «التبصير في المقالات»: أن جارية له وضعت محمد ابن علي في حجره وهو صغير فأداه الأمانة يعني سلام النبي صلى الله عليه وسلم ومات جابر من ليلته.
وفي «تاريخ الفسوي»: وكان آخرهم موتا بالمدينة جابر بن عبد الله بن رئاب. انتهى.
المزي وغيره يقولون: جابر بن عبد الله ويريدون هذا وهو غير جيد لما قدمناه.(3/133)
914 - (د س) جابر بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب ابن غنم بن سلمة أخو جبر بن عتيك.
يقال: إنه شهد بدرا ولم يثبت، كذا ذكر المزي.
وعند ابن حبان: جابر بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو عبد الملك.
وزعم ابن عبد البر أنه: جابر بن عتيك بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، شهد بدرا وجميع المشاهد بعدها، وتوفي سنة إحدى وستين وهو ابن إحدى وتسعين سنة [ق 53]، وكان معه راية بني معاوية عام الفتح، وهو أخو الحارث بن عتيك.
وفي «كتاب» ابن إسحاق: جابر بن عتيك، وقيل: جبير بن عتيك، ونسبه كما عند أبي عمر من غير ذكر زيد بن معاوية، وكذا قاله الكلبي، إلا أنه أسقط الحارث الأول وزيدا، ثم قالا: شهد بدرا والمشاهد كلها، وكذا ذكره موسى بن عقبة وأبو معشر نجيح.
وفي «كتاب» ابن سعد: قال محمد بن عمر: غلط ابن إسحاق وأبو معشر أو(3/134)
من روى عنهما في نسب ابن عتيك، فنسباه إلى عمه الحارث بن قيس بن هيشة، وقد شهد معه عمه بدرا.
وفي «كتاب» أبي نعيم: قال ابن منده: كنيته أبو الربيع. قال أبو نعيم: وهو وهم.
روى عنه ابنه عبد الله بن جابر.
وقال أبو القاسم الطبراني: جابر بن عتيك ويقال: جبر شهد بدرا. وكذا ذكره إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب «الطبقات» تأليفه.
وفي «كتاب» الباوردي، وابن زبر: جابر بن عتيك بن عبيد بن الحارث ابن قيس ابن هيشة. زاد ابن زبر: توفي وله إحدى وسبعون سنة.
وفي كتاب «الصحابة» للبرقي: شهد بدرا. وكذا قاله الطبري في «ذل المذيل»، وزاد: والمشاهد كلها.
وفي «كتاب» العسكري: جابر بن عتيك بن كعب بن قيس، وأخوه: عبد الله بن عتيك هو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مع جماعة إلى سلام بن أبي الحقيق فقتلوه. روى عنه أبو سفيان بن جابر وعتيك بن الحارث، وقد روى بعضهم عن جبر بن عتيك عن جابر، ولا أحسبه متصلا، وقد روى عن جبر بن(3/135)
عتيك عن عمه، وروى بعضهم عن جبر لم ينسبه. فهذا كما ترى لم أر من نسبه كما ذكره المزي.
وكلهم ذكروا شهوده بدرا، فقول المزي: يقال إنه شهد بدرا ولم يثبت، لم أر له فيه سلفا معتمدا فينظر، والله تعالى أعلم.
915 - (بخ م ت ق) جابر بن عمرو أبو الوازع الراسبي البصري.
قال [ق 53 / ب] النسائي: منكر الحديث.
وقال يحيى بن معين، في رواية عباس: ليس بشيء.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وذكره في «جملة الثقات».
وقال محمد بن سعد – كاتب الواقدي -: كان قليل الحديث.
916 - (س) جابر بن عمير بن يسار الأنصاري الحجازي.
مات سنة إحدى وستين، وله إحدى وتسعون سنة مدني، ذكره أبو إسحاق الدمشقي الحافظ، ومن خطه نقلت مجودا.
وأما ابن حبان فإنه لما ذكره قال: يقال: إن له صحبة.
917 - (س) جابر بن كردي.
واسطي ثقة، أنبأ عنه ابن مبشر.
مات سنة خمس وخمسين ومائتين، روى عنه أبو داود السجستاني، قاله(3/136)
مسلمة ابن قاسم الأندلسي في كتاب «الصلة» تأليفه.
كذا ذكر أن أبا داود روى عنه ولم أره عند غيره، فينظر.
وخرج أبو حاتم البستي حديثه في «صحيحه».
918 - (ت) جابر بن نوح بن جابر أبو بشير الحماني الكوفي.
كذا رأيته بخط المهندس مضبوطا عن المزي بفتح الباء من بشير، وكذا ذكره ابن الجوزي في كتاب «الضعفاء».
وفي «كتاب» أبي أحمد الحاكم: بشيير، يعني بضم الباء، وقال: ليس بالقوي عندهم.
وقال الساجي: ليس بثقة.
وقال العقيلي: حديثه وهم.
وفي «كتاب» ابن الجارود: لم يكن بثقة، وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال ابن حبان: يروي عن الأعمش وابن أبي خالد المناكير، كأنه كان يخطئ حتى صار في جملة من سقط الاحتجاج بهم إذا انفردوا.
وقول المزي: كان فيه - يعني «الكمال» - عن المطين: توفي سنة ثلاث(3/137)
ومائتين، وهو خطأ، والصواب ثلاث وثمانين - يعني ومائة -. قاله محمد بن عبد الله الحضرمي مطين.
فغير صواب ولا جيد: يوهم عالما من العلماء الثقات بوجدانه نقلا عن نسخة سقيمة، وهبها مستقيمة أما ينظر إلى من ذكر معه! فإنه كان ممن مات في السنة [ق54/ أ] التي توهمها حكم به أو في غيرها، والصواب الذي ذكره عبد الغني - رحمه الله تعالى - عن المطين، وذلك أني نظرت في «تاريخ» المطين وهو نسخة جيدة في غاية الجودة - وهبها سقيمة - لم نحتج إلى النظر في أمرها لذكر صاحب الترجمة في المجاورين قوله في الذين لا خلف في وفاتهم سنة ثلاث ومائتين، ونص ما عنده: وفي جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين: يحيى بن آدم بفم الصلح، والوليد بن القاسم الهمداني، وأبو بدر شجاع بن الوليد، ومحمد بن بكر البرساني وفيها مات أبو داود الحفري، وفي جمادى الآخرة وفيها مات أبو أحمد الزبيري في جمادى الأولى بالأهواز، وزيد بن الحباب أبو الحسين العكلي، ومصعب بن المقدام الخثعمي، وأبو حيوة شريح ابن يزيد الحمصي، وجابر بن نوح الحماني أبو بشير.
فهذا كما ترى ذكره في هذا العقد، ولم أر أحدا ذكر منهم واحدا في سنة ثلاث وثمانين ومائة، إنما هم مذكورون أو غالبهم في سنة ثلاث ومائتين، والله تعالى أعلم. وفي قول المزي:
ومن الأوهام:
919 - (س) جابر بن وهب الخيواني.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
والمحفوظ: وهب بن جابر، تابعا في ذلك ابن عساكر في «الأطراف»، نظر؛(3/138)
إذ لم يبينا من هو الواهم وفي أي موضع وقع، وذلك أن حديثه لم يقع إلا في «كتاب» النسائي، والذي في كتاب النسائي «الكبير» و «المجتبى» على الصواب: وهب بن جابر والله تعالى أعلم. فينظر.
920 - (د ت س) جابر بن يزيد بن الأسود السوائي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وذكره في «جملة الثقات».
وذكره مسلم في «الطائفيين».
921 - (د ت ق) جابر بن يزيد الجعفي.
قال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال ابن سعد: كان يدلس، وكان ضعيفا جدا في رأيه وروايته.
وفي «كتاب» أبي محمد بن الجارود: ليس بشيء، كذاب. لا يكتب حديثه.
وقال السمعاني: يعرف بالوايلي، بالياء المثناة من تحت وكان من غلاة الشيعة.(3/139)
وقال [ق 54 / ب] الجوزقاني: منكر الحديث.
وقال أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد في تاريخه المسمى «بالتعريف بصحيح التاريخ»: كان ضعيفا من الشيعة الغالية في الدين.
وفي كتاب «الضعفاء» لأبي القاسم البلخي عن شعبة: ما رأيت أحدا أصدق من جابر إذا قال سمعت، وكان لا يكذب. قال أبو القاسم وهو عندي ليس بشيء.
وقال الميموني: قلت لخلف قعد أحد عن جابر؟ فقال: لا أعلمه كان ابن عيينة من أشدهم قولا فيه وقد حدث عنه، وإنما كانت عنده ثلاثة أحاديث.
قلت: صح عنه شيء أنه يؤمن بالرجعة؟ قال: لا، ولكنه من شيعة علي، وشعبة والثوري والناس يحدثون عنه، إلا أن هؤلاء ليس ممن يحدث عنه بتلك الأشياء التي يجمع فيها قاسما وسالما وجماعة، هكذا سبعة، ثمانية بلى، أيش يحدث عنه بهذه الأشياء؟
قال: وسألت أحمد بن خداش عنه، فقلت: كان يرى التشيع؟ قال: نعم. قلت: يتهم في حديثه بالكذب؟ فقال لي: من طعن فيه فإنما يطعن لما يخاف من الكذب. قلت: أكان يكذب؟ قال: إي والله، وذاك في حديثه بين إذا نظرت إليه.
وذكر أبو زرعة النصري في «تاريخه الكبير»: سمعت أبا نعيم يقول لأبي بكر بن أبي شيبة: لم يختلف على جابر إلا في حديثين من حديثه.
وقال البخاري: تركه ابن مهدي وقال السعدي: كذاب، وسألت أحمد بن حنبل عنه فقال: تركه ابن مهدي فاستراح. 141/ 402
ولما ذكره الساجي في «جملة الضعفاء» قال: كذبه ابن عيينة.
وقال العقيلي: كذبه سعيد بن جبير، وقال زائدة: كان يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو الحسن الكوفي: كان ضعيفا يغلو في التشيع وكان يدلس في الحديث.
وفي «كتاب» المنتجالي: سئل شريك عنه فقال ما له العدل الرضي؟ ما له العدل الرضي؟ ومد بها صوته.
وقال جرير: كان يرمى [ق 55 / أ] بالشعبدة.
وقال أبو محمد بن قتيبة في «مشكل الحديث»: كان يؤمن بالرجعة، وكان صاحب شببه ونيرنجات.
وقال عثمان بن أبي شيبة: حدثني أبي عن جدي قال: كنت آتيه في وقت ليس فيه فاكهه ولا قثاء ولا خيار، قال: فيقول لي: يا شيبة انتظرني. ثم يذهب إلى بسيتن له في داره، فيجيء بقثاء وخيار، فيقول: كل فوالله ما زرعت من هذا شيئا قط.
ولما ذكر أبو العرب كلام شريك في جابر قال: خالف شريك الناس في جابر، وقال عامر بن شراحيل الشعبي: لجابر وداود بن يزيد الأودي لو كان لي عليكما سلطان ثم لم أجد إلا الإبر لشككتكما بها. وقال أبو بدر شجاع بن الوليد: كان جابر تهيج به مرة في وقت من السنة فيهزي ويخلط في الكلام. قال أبو بدر: فلعل ما حكي عنه وأنكر من كلامه كان في هذا الوقت.
وقال سلام بن أبي مطيع: حدثني جابر قال عندي خمسون ألفا حدثني بها محمد بن علي وصي الأوصياء.
وذكره البرقي في «باب: من نسب إلى الضعف»، وقال: كان رافضيا، وقال:(3/140)
قال لي سعيد بن منصور: قال لي ابن عيينة: سمعت من جابر ستين حديثا وما أستحل أن أروي عنه شيئا، يقول: حدثني وصي الأوصياء.
وذكره ابن شاهين في «جملة الضعفاء»، ثم أعاد ذكره في «المختلف فيهم» وقال: أقل ما في أمره أن يكون حديثه لا يحتج به إلا أن يروي حديثا يشاركه فيه الثقات، وإذا انفرد بحديث لم يعمل عليه لتفصيل سفيان له.
وقال أبو محمد بن حزم في كتابه «المحلى»: كذاب.
وقال أبو أحمد الحاكم: ضعفه إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي. وفي موضع آخر: يؤمن بالرجعة اتهم بالكذب، تركه يحيى وعبد الرحمن وجماعة سواهما من الأئمة.
وفي «كتاب» ابن الجوزي: كذبه أيوب بن أبي تميمة السختياني [ق 55/ ب] ووثقه الثوري.
وذكره يعقوب في: «من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم».
وقال ابن عبد البر في «الاستذكار»: يتكلمون فيه، إلا أنهم أجمعوا على أن يكتب حديثه واختلفوا في الاحتجاج به.
وقال أبو داود عن أحمد: لم يتكلم في جابر في حديثه إنما تكلم فيه لرأيه.
قال أبو داود: وليس هو عندي بالقوي في حديثه، وقال أبو حاتم بن حبان: كان سبائيا من أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان يقول إن عليا يرجع إلى الدنيا.
فإن احتج محتج بأن شعبة والثوري رويا عنه فإن الثوري ليس من مذهبه ترك 143/ 402
الرواية عن الضعفاء بل كان يؤدي الحديث على ما سمع، لأن يرغب الناس في كتبه الأخبار، ويطلبونها في المدن والأمصار، وأما شعبة وغيره من شيوخنا – رحمهم الله تعالى - فإنهم رأوا عنده أشياء لم يصبروا عليها، وكتبوها ليعرفوها، فربما ذكر أحدهم عنه الشيء بعد الشيء على جهة التعجب فتداوله الناس بينهم، والدليل على صحة ما قلناه: ما أنبأ به ابن فارس، قال: ثنا محمد بن رافع، قال: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس يزيد بن هارون ومعه كتاب زهير عن جابر، فقلت له: يا أبا عبد الله تنهونا عن حديث جابر وتكتبونه؟ قال: لنعرفه.
وزعم أبو إسحاق الصريفيني أن ابن حبان خرج حديثه في «صحيحه». فالله أعلم.
وفي «كتاب» الساجي عن يحيى بن معين: عجبا لشعبة وسفيان كيف حملا عنه؟! لا يكتب حديثه ولا كرامة.
قال الساجي: ثنا سلمة بن شبيب ثنا الحميدي عن ابن عيينة قال: سمعت رجلا سأل جابر عن قوله تعالى (فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي) فقال جابر: لم يجيء تأويلها بعد. فقال ابن عيينة: كذب. قلت: وما أراد بهذا؟ قال الرافضة يقولون: إن عليا لا يخرج مع من يخرج من ولده حتى ينادي مناد من السماء: اخرجوا مع فلان. فيقول جابر: هذا تأويل هذا، ألا ترى أنه كان يؤمن بالرجعة؟.
وقال أبو داود الطيالسي: سمعت وكيعا يقول: ما رأيت أحدا أورع في الحديث من جابر ولا منصور.
أخبرني روح بن الفرج فيما كتب إلي قال: سمعت أحمد بن صالح ذكر جابرا فقال: إن [ق 56/ أ] حديثه ليعجبني، ما أعلم ترك الكتابة عنه إلا جرير وحده، وكلهم أكثر من حديثه: شعبة وسفيان إماما هذا الأمر، وكان ابن(3/142)
عيينة كتب عنه وسمع منه كلاما فترك الكتابة عنه، ثم رجع بعد ذلك فكتب.
قال الساجي: لم يدع جابرا ممن روى عنه إلا زائدة بن قدامة فإنه تركه.
وقال عبد الرحمن بن شريك كان عند أبي عشرة آلاف مسألة عن جابر.
وذكر المزي روايته عن أبي الزبير الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وأبى ذلك البخاري، فقال في كتاب «القراءة خلف الإمام»: لا يدري أسمع جابر من أبي الزبير أم لا.
وفي «كتاب» ابن عدي: جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال: ما ترى في الأخذ عن الثوري؟ فقال: اكتب عنه ما خلا حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي، وحديث جابر الجعفي.
وقال ثعلبة: أردت جابر الجعفي، فقال لي ليث بن أبي سليم: لا تأته فإنه كذاب.
وقال أبو معاوية الضرير: جاء أشعث إلى الأعمش فسأله عن حديث، فقال: ألست الذي تروي عن جابر الجعفي؟ لا ولا نصف حديث.
وقال أبو الأحوص: كنت إذا مررت بجابر سألت الله تعالى العافية.
وقال ابن عيينة: سمعت جابرا يقول: دعا رسول الله عليا، فعلمه ما يعلم، ثم دعا علي الحسن فعلمه ما يعلم، ثم دعا الحسن الحسين فعلمه ما يعلم، ثم دعا ولده فعلمه ما يعلم، حتى بلغ جعفر بن محمد. قال: فتركته لذلك ولم أسمع منه.
وفي لفظ: انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي، ثم انتقل من علي إلى الحسين، ثم لم يزل حتى بلغ جعفر بن محمد.
وفي لفظ: سمعت من جابر كلاما، بادرت خفت أن يقع علينا السقف.(3/144)
وقال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى فجابر الجعفي لم يضعف؟ قال: يضعفونه.
وقال شعبة: ذاكرت الحجاج بأمر جابر، فقال: إن كان لظاهرا.
وقال شعبة: ألا ينظرون إلى هؤلاء المتجانين الذين يقعون في جابر هل جاء لكم بأحد لم يلقه؟ وفي موضع [ق 56/ ب] آخر: إيش جاءهم جابر به، جاءهم بالشعبي، لولا الشعر لجئناهم بالشعبي.
وقال أبو نعيم: قال زهير: إذا قال جابر سألت وسمعت، فلا عليك ألا تسمع من غيره.
وفي «تاريخ» أبي بشر هارون بن حاتم التميمي: سألت المفضل بن صالح متى مات جابر الجعفي؟ قال سنة سبع وعشرين ومائة، كذا ذكره مطين عن مفضل.
922 - (س) جابر بن يزيد بن رفاعة العجلي الموصلي.
روى عن: القاسم بن يزيد الجرمي.
وقال ابن عمار: هو كوفي نزل الموصل، ذكره أبو زكريا في تاريخه «طبقات أهل الموصل».
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
وقال الآجري: سألت أبا داود عن جابر بن يزيد بن رفاعة؟ فقال: روى عنه ابن مهدي. قلت: موصلي؟ قال: ما علمت. قلت: قال يحيى بن معين: حدث عنه ابن يونس. فسكت.
توفي في حدود السبعين ومائة، فيما رأيته في «كتاب» الصريفيني.(3/145)
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: روى عن: أبي العوام حسان بن مخارق الشيباني الكوفي، وأبي محمد القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم.
روى عنه: يحيى بن سعيد العطار الحمصي.
وقال أبو عمر الصدفي الحافظ: ثنا طاهر ثنا محمد بن جعفر بن الإمام، قال ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا جابر بن يزيد بن رفاعة.
قال أبو هشام: هذا شيخ لنا ثقة.
ولهم شيخ آخر في طبقته يقال له: -
923 - جابر بن يزيد.
قال الإمام أحمد بن حنبل في «مسنده»، لما روى حديثه عن أبي سلمة صاحب الطعام، عنه عن الربيع بن أنس: ليس هذا بجابر الجعفي.
وآخر يقال: -
924 - جابر بن يزيد.
روى عنه فرقد السبخي، وهو شبيه بالجعفي.
925 - جابر بن يزيد أبو الجهم.
روى عن: الربيع بن أنس.(3/146)
روى عنه: سليمان الرفاعي.
ذكرهما أبو الفضل الهروي في كتابه «المتفق والمفترق» ذكرناهم للتمييز.
926 - جابر أو جويبر العبدي.
عن عمر بن الخطاب.
قال ابن سعد: كان قليل الحديث.(3/147)
من اسمه: جارود، وجارية، وجامع
927 - (رد) الجارود بن أبي سبرة سالم بن سلمة الهذلي البصري وقد قيل: البهدلي.
مات في سنة عشرين ومائة ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» [ق 57 / أ].
وذكر المزي روايته عن أبي بن كعب وطلحة بن عبيد الله، الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن حديث حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن الجارود بن أبي سبرة، قال: قال: أبي بن كعب. فقال: مرسل.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: روى عن أبي بن كعب وطلحة ولم يسمع منهما.
وذكر المزي في الرواة عنه: ربعي بن عبد الله بن الجارود، وهو غير جيد، لأن المعروف أنه يروي عن عمرو بن أبي الحجاج عن الجارود، كذا ذكره غير واحد من العلماء، وهو قد ذكر حديثا من جهة الطبراني، كما قلناه فرد بنفسه على نفسه، والله أعلم.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: بصري ثقة.(3/148)
928 - (ت س) الجارود بن المعلى، يقال: ابن العلاء.
كذا ذكره المزي، وفي «كتاب» ابن حبان: المعلى أصح.
وفي «كتاب» الحاكم: قدم المعلى على العلاء. روى عنه: عبد الله بن عمرو. ذكره ابن قانع، وكناه الطبراني: أبا المنذر، وذكر أنه روى عنه: مطرف بن عبد الله بن الشخير، ويزيد بن عبد الله، والهيثم.
وقال العسكري: أمه شيبانية، وهو من قوم يعرفون ببني هند، وسمي الجارود؛ لأنه أصاب إبل قومه وباء ففر بإبله إلى أخواله بني شيبان وبإبله داء فهلكت إبل بني شيبان وفشت في بكر بن وائل كلها فقال الشاعر:
كما جرد الجارود بكر بن وائل
وفي ربيعة في النمر بن قاسط آخر يسمى: -
- الجارود واسمه أوس بن قيس.
سماه علي بن أبي طالب، وكان صحبه وليس بهذا.
والأول يعرف بالجارود بن المعلى، وله ابن يقال له: المنذر بن الجارود من سادات ربيعة بالبصرة، ولاه على فارس وابنه الحكم بن المنذر بن الجارود الذي يقول فيه الشاعر: [ق 57/ ب].
يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق المجد عليك ممدود
حبسه الحجاج، وقتل عبد الله بن الجارود العبدي أخا المنذر بن الجارود وصلبه برسقاباد.
ولما ارتدت ربيعة بالبحرين ثبت الجارود على الإسلام بمن أطاعه ونزل البصرة روى عنه أبو العلاء.(3/149)
وقال ابن سعد: كان شريفا في الجاهلية، وكان نصرانيا، ولم أسلم حسن إسلامه، وكان غير مغموص عليه، ولما ارتد قومه قام فيهم وقال:
رضينا بدين الله في كل حادث ... وبالله والرحمن نرضى به ربا
ووجه الحكم بن أبي العاص الجارود يوم سهرك فقتل في عقبة الطين سنة عشرين، قال: ويقال لها اليوم: عقبة الجارود.
وكان ابنه المنذر سيدا جوادا ولاه علي بن أبي طالب أصطخر فلم يأته أحد إلا وصله.
وولاه عبيد الله بن زياد ثغر الهند، فمات سنة إحدى وستين أو أول سنة اثنتين وستين وهو يومئذ ابن ستين.
وقال ابن إسحاق: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر.
قال أبو عمر: أخشى أن يكون أحد كنيتيه وهما، يعني: أبا عتاب، ويقال: أبو غياث.
وسمي الجارود؛ لأنه أغار في الجاهلية على بكر بن وائل فأصابهم وجردهم، وقد ذكر ذلك المفضل العبدي فقال:
ودسناهم بالخيل من كل جانب ... كما جرد الجارود بكر بن وائل
فغلب عليه الجارود، وعرف به، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع وأسلم، وكان(3/150)
قدومه مع المنذر بن ساوي، ومن قوله لما أسلم:
شهدت بأن الله حق وسارعت ... بنات فؤادي بالشهادة والنهض
فأبلغ رسول الله عني رسالة ... بأني حنيف حيث كنت من الأرض
قتل بفارس، وقيل بنهاوند مع النعمان بن مقرن.
وفي كتاب «الدلائل» للبيهقي أنشد الجارود لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم:
يا نبي الهدى أتتك رجال ... قطعت فدفدا وإلا فلا
وطوت بنحوك الصحاصح طير الانحال ... الكلام فيك كلالا
كل دهماء يقصر الطرف عنها ... أرفلتها قلاضا أرقلا
وطوتها الجياد يجمح فينا ... بكماة كالنجم يتلألأ
يبتغي دمع باس يوم عبوس ... أوجل القلب ثم هالا
فقربه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا جارود لقد تأخر قومك الموعد وطال عليهم الأمد. فقال: والله يا رسول الله لقد أخطأ من أخطأك قصده، وعدم رشده، وأيم الله في أكبر خيبة وأعظم حوبة والرائد لا يكذب أهله ولا يغش نفسه، لقد جئت بالحق وتسلحت بالصدق والذي بعثك بالحق نبيا واختارك للمؤمنين وليا لقد وجدت صفتك في الإنجيل ولقد بشر بك ابن البتول مريم. فذكر حديثا طويلا. وأنشد ابن دريد في (ق 58/ 1) كتاب «الجمهرة»:
وقيل من لكيز خاض رهطم ... رحوم ورهط ابن المعلى
قال: يريد المعلى جد الجارود بن عمرو بن المعلى.
وقال ابن الكلبي في كتاب «الجمهرة» تأليفه: من بني حارثة بن معاوية الجارود وسمي بذلك لبيت قاله بعض الشعراء:
كما جرد الجارود بكر بن وائل
وهو بشر بن حنش بن المعلى وهو الحارث بن زيد بن حارثة. 152/ 402
وفي «كتاب» الصريفيني: قال علي بن عبد الله بن عباس: هو بشر بن عبد الله. وفي «كتاب» ابن الأثير: روى عنه الحسن البصري.
وفي «كتاب» ابن الجوزي: ويقال الجارود واسمه بشر ويقال: ابن بشر.
وفي «المحكم»: لما أنشد: لقد جرد الجارود. قيل معناه شيم عليهم، وقيل استأصل ما عندهم.
وفرق البخاري بين جارود بن المعلى وبين وجارود بن المنذر جعلهما اثنين، فينظر.
929 - (د ت) الجارود بن معاذ.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: كان يميل إلى الإرجاء وليس هناك.
وفي «تاريخ سمرقند» للإدريسي: روى عن أبي بكر بن عياش، روى عنه يوسف بن علي الأبار السمرقندي، وعلي بن إسماعيل الجحدري، وإسحاق بن يحيى الوراق، وإسحاق بن إبراهيم بن يزيد.
930 - (ق) جارية بن ظفر الحنفي اليمامي، سكن الكوفة.
ذكره ابن منده في «جملة الصحابة»، وقال: روى عنه من الصحابة زيد بن معبد.(3/151)
وقال ابن قانع: هو من بني عتمة بن عبد الله بن الدؤل بن حنيفة.
931 - (عس) جارية بن قدامة بن زهير التميمي البصري.
في كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: جارية بن قدامة الأنصاري روى عنه الأحنف بن قيس، فيشبه أن يكون وهما لاتفاقهم على نسبته تميميا.
وفي كتاب «العبيد»: لما صلى الأحنف قال: رحمك الله كنت لا تحسد غنيا ولا تحقر فقيرا.
وقال ابن ماكولا في كتاب «الإكمال»: كان فارسا سمحا.
وفي قول المزي إنه عم الأحنف بن قيس، نظر، لما ذكره أبو عمر: عسى أن يكون عمه لأمه، لأنهما لا يجتمعان.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: إنما سماه عمه توقيرا. وهو أوجه.
وفي «كتاب» الصريفيني: جارية بن قدامة، ويقال: اسمه جويرية، فيما قاله أبو جمرة.
وقال أبو عمر: يكنى أبا عمرو.
وفي «كتاب» العسكري: وجدت بعض الشيوخ قد أخرج جارية بن قدامة في تصنيف له في موضعين أنه عم الأحنف، وإنما اغتر بحديث رواه ابن أبي خيثمة عن أبي سلمة، عن حماد، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف، عن عمه.
وجعله في مسند جارية، وهذا وهم، وإنما هو ابن عمه وإنما عم الأحنف(3/153)
صعصعة بن معاوية، وليس يتلقي الأحنف مع جارية إلا في كعب ابن سعد بن زيد مناة [ق 58 / ب].
ثم ذكر حديثا من جهة الأحنف عن ابن عم له وهو جارية بن قدامة انتهى.
وهو يبين لك أن الشيخ ما نقل من «كتاب» العسكري إلا بوساطة، وذلك أنه نقل منه في هذه الترجمة شيئا وأغفل ما ذكرناه مما هو رد لقوله، فلو نقل من أصل لما أغفله ولسلم من الإيراد.
في كتاب «الطبقات» أنبأ عبد الله بن نمير ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف بن قيس عن ابن عم له يقال له جارية بن قدامة، فذكر حديثا.
قال ابن سعد: وجارية فيمن شهد قتل عمر بن الخطاب، قال: فكنا من آخر من دخل عليه فسألناه وصية لم يسألها إياه أحد. وقال أبو القاسم الطبراني في «معجمه الكبير»: ليس بعم الأحنف أخي أبيه ولكنه كان يدعوه عمه على سبيل الإعظام له.
وممن نص على أنه ابن عمه: أبو منصور الباوردي، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، وأبو بكر محمد بن الحسن بن دريد في كتاب «الاشتقاق الكبير» تأليفه، وأبو الفرج أحمد بن الحسين الأصبهاني في «تاريخه الكبير»، وأبو القاسم بن بنت منيع، وأبو حاتم بن حبان البستي وزاد: مات في ولاية يزيد بن معاوية.
وقال الرشاطي: لا شك عندي أنه ابن عمه من قبيلته، وستجد المزي ذكره في جويرية بخلاف ما ذكره هنا، فينظر ولم ينبه عليه.(3/154)
وأسقط من نسبه هنا بين قدامة وزهير وهو مالك نذكره في جويرية.
932 - (ع) – جامع بن أبي راشد الصيرفي الكوفي.
قال أبو حاتم بن حبان في كتاب «الثقات»: جامع بن أبي راشد كنيته أبو صخرة من أهل الكوفة وربما روى عنه شريك ويقول: جامع بن راشد، والصحيح ما قاله سفيان: ابن أبي راشد.
وفرق أبو حاتم بينه وبين جامع بن راشد الكوفي الراوي عن صفوان بن محرز، روى عنه الثوري، والمزي أطلق رواية شريك عنه ولم ينبه على هذا.
وفي «كتاب» الصيريفيني: قال ابن الدباغ: لم يسمع ابن أبي راشد من حذيفة بن اليمان.
وقال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: كان رجلا صالحا، وثقه ابن وضاح وغيره.
وقال البخاري في «تاريخه»: قال علي عن سفيان: جامع أحب إلي من عبد الملك بن أعين.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي «تاريخ» أبي مسلم المستملي: ثنا سفيان عن محمد بن سوقة قال: ذكرنا(3/155)
جامع ابن أبي راشد وربيعا لمحارب بن دثار، فقال: جامع أحبهما إلي لمعونة إخوانه.
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة ثقة.
933 - (ع) جامع بن شداد المحاربي الكوفي أبو صخر [ق 59/ أ].
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وقال: توفي سنة ثماني عشرة ومائة في شهر رمضان، وقيل: سنة سبع وعشرين ومائة.
وكناه أبو إسحاق الصيريفيني: أبا صخر، قال: ويقال أبو صخرة.
وقال أحمد بن صالح العجلي: شيخ عال ثقة عاقل من قدماء شيوخ الثوري.
وذكره أبو حفص البغدادي في «جملة الثقات».
وقال أبو عمر بن عبد البر: هو عندهم ثقة.
وفي قول المزي: قال ابن سعد مات سنة ثمان وعشرين ومائة، في موضع آخر: سنة سبع وعشرين ومائة، نظر.
والذي في كتاب «الطبقات»: أنبا طلق بن غنام، قال: سمعت قيس ابن الربيع يقول: مات جامع بن شداد ليلة الجمعة لجمعة بقيت من رمضان سنة ثماني عشرة ومائة لم يزد شيئا، والله تعالى أعلم.
فإن كان تصحف على الشيخ ثماني عشرة بثمان وعشرين فكان ينبغي له أن يذكر اليوم والشهر والرواية التي ذكرها، إن كان نقل من أصل وما أخاله(3/156)
اعتمد إلا لفظ صاحب «الكمال» الذي يهذبه، فينظر.
ويؤيد ما قلناه عن ابن سعد كونه قرنه مع من توفي قبل العشرين ومائة، ولم نر لسبع وعشرين موضعا عن «كتاب» ابن سعد، وهو خلاف لما ذكره في الطبقة الرابعة، وينظر لكونه قال توفي سنة سبع وعشرين.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: ثقة متقن.
934 - [ق 60/ أ] (ي د س) جامع بن مطر الحبطي البصري.
قال الآجري: سألت أبا داود عن جامع بن مطر؟ فقال: ثقة حدث عنه يحيى.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
ونسبه البخاري جحدريا.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: جامع بن مطر بن ثمامة، روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث.(3/157)
من اسمه جبارة وجبر وجبريل وجبلة
935 - (ق) جبارة بن المغلس أبو محمد الحماني الكوفي.
قال ابن عساكر: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين لعشر مضين من المحرم. زاد الصريفيني: وهو في عشر المائة.
وفي «تاريخ المطين»: لعشر بقين من المحرم، وكان يخضب.
وقال الحافظ أبو يعقوب القراب: حديثه مضطرب.
وقال ابن سعد: كان إمام مسجد بني حمان وكان يضعف.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: لم أكتب عنه، في أحاديثه مناكير، وما زلت أراه وأجالسه وكان رجلا صالحا.
وقال البزار: كان كثير الخطأ ليس يحدث عنه رجل من أهل العلم، إنما يحدث عنه قوم فاتتهم أحاديث كانت عنده أو رجل غبي.
وذكره العقيلي في «جملة الضعفاء»، وقال عن أحمد: أحاديثه موضوعة مكذوبة.
وقال مسلمة: روى عنه من أهل بلدنا ابن مخلد وهو مولى يحيى بن عبد الحميد الحماني من فوق، وجبارة ثقة إن شاء الله تعالى. انتهى.
بقي قد ذكرنا عنه من غير وجه أنه لا يروي إلا عن ثقة.
وقال الحاكم في «تاريخ نيسابور» إثر حديث رواه من حديثه: هذا ينفرد به(3/158)
جبارة وهو لا يقبل منه.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أفسده يحيى الحماني حتى بطل الاحتجاج بأحاديثه المستقيمة لما شانها من الأشياء المستفيضة عنه التي لا أصول لها فخرج بها عن حد التعديل إلى التجريح.
سمعت يعقوب بن إسحاق، سمعت صالح بن محمد، سألت ابن نمير عن جبارة؟ فقال: ثقة. فقلت إنه حدثنا [ق 61/أ] عن ابن المبارك عن حميد عن أبي الورد عن أبيه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أحمر، فقال: «أنت أبو الورد». فقال ابن نمير: هذا منكر.
قلت: وقد ثنا عن حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر أن رجلا نادى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «لبيك». قال ابن نمير: وهذا منكر، ثم قال ابن نمير: حسبك، ثم قال: أظن أن بعض جيرانه أفسد عليه كتبه. فقلت له يعني يحيى الحماني. فقال: لا أسمي أحدا.
وفي كتاب ابن الأخضر عن أبي زرعة: قال لي ابن نمير: ما هو عندي ممن يكذب. قلت: كتبت عنه؟ قال: نعم. قلت: تحدث عنه؟ قال: لا.
وقال أبو جعفر: روى عنه البغوي.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: متروك.
936 - (بخ ق) جبر بن حبيب.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «صحيحه».
وقال أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي في «الجزء الحادي عشر من إملائه»، إثر حديث ذكره: وجبر بن حبيب لم يخرج حديثه الشيخان، وهو ثقة.
وذكره أبو حاتم ابن حبان، وابن شاهين في «جملة الثقات».(3/159)
وقال ابن خلفون في «الثقات»: كان إماما في اللغة، وثقه ابن صالح وابن وضاح، وغيرهما.
937 - (س) جبر بن عبيدة الشاعر.
قال المزي: وقال بعضهم جبير، انتهى.
الذي في «تاريخ البخاري»، و «كتاب» ابن أبي حاتم، و «كتاب» ابن ماكولا، و «مسند» أحمد بن حنبل، «ومستدرك» أبي عبد الله الحاكم، و «كتاب» المرزباني: جبر ساكنة الباء، ولم أر من قال اسمه جبير إلا ما ذكره ابن عساكر بقوله: وفي رواية عبيد الله، يعني عند النسائي في «الجهاد»: جبير. كذا ذكره.
والذي رأيت في «كتاب الجهاد» من «كتاب النسائي الكبير»: جبر. بباء ساكنة، والله تعالى أعلم. وهي نسخة مغربية قديمة جدا، واستظهرت بأخرى لا بأس بها، فينظر.
938 - (م د ت ق) جبر بن نوف البكالي أبو الوداك الكوفي.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، ونسبه بكيليا، وكذلك ابن السمعاني، وابن أبي خيثمة قبله.
ويشبه أن يكون وهما؛ لأن بكالا لا يجتمع مع بكيل بحال، وذلك أن بكيلا(3/160)
هو: ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
قاله أبو محمد الرشاطي في كتابه «اقتباس الأنوار»: وفي حمير بكير بن عرب بن حيدان بن عرب بن زهير بن أبين بن جميع بن حمير.
وفيها أيضا: بكيل بن منبه بن حجير بن ياول بن زيد بن ناعثة بن شرحيل ابن الحارث بن [ق 61 / ب] زيد بن يريم ذي رعين، وفي الهان بكيل بن الهان.
وأما البكالي بفتح الباء وكسرها فهو نسبة إلى بكال ابن دغمى - بغين معجمة - ابن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أبين بن هميسع بن حمير بن سبأ، والله أعلم.
قال السمعاني: نوف هو ابن فضالة، ونوف هو ابن امرأة كعب الأحبار، وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم وقال ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات»: غمزه بعضهم وهو ثقة، قاله ابن صالح، وغيره.
وقال أبو حاتم الرازي: هو أحب إلي من: أبي هارون العبدي وشهر بن حوشب وبشر بن حرب، وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس بالقوي.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال ابن أبي خيثمة: قيل ليحيى: عطية مثل أبي الوداك؟ قال لا. قيل: فمثل أبي هارون؟ قال: أبو الوداك ثقة. ماله ولأبي هارون؟
وفي «تاريخ البخاري»: قال يحيى القطان هو أحب إلي من عطية، وقال(3/161)
بعضهم أبو الفداك، والأول أصح يعني الوداك.
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث. وذكره مسلم في الثانية من الكوفيين.
939 - (د س) جبريل بن أحمر أبو بكر الجملي.
روى عن عبد الله بن بريدة، ذكره أبو حاتم ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
940 - (ت سي) جبلة بن حارثة.
قال ابن عبد البر: قيل له أنت أكبر أم زيد؟ قال: زيد خير مني، وأنا ولدت قبله، وسأخبركم: كانت أمنا من طيء فماتت فبقينا في حجر جدنا فأتى عماي فقالا لجدنا: نحن أحق بابني أخينا، قال: ما عندنا خير لهما. فأبيا، فقال: خذا جبلة ودعا زيدا، فأخذاني وانطلقا بي. وجاءت [ق 62/ 1] خيل من تهامة فأصابت زيدا فترامت به الأمور حتى وقع إلى خديجة رضي الله عنها. وفي «كتاب» العسكري: أمهما سعدى بنت جدعاء بن ذهل كذا يقوله الكلبي، وقال أبو عبيدة: ذهيل بن رومان من بني فطر.
وفي «كتاب» ابن الأثير. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه حارثة والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فأقام حارثة عند ابنه زيد ورجع جبلة، ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.
وقال بعضهم: جبلة نسيب لأسامة بن زيد، وروى عن جبلة بن ثابت أخي زيد والصحيح جبلة بن حارثة أخي زيد.
وفي قول المزي: روى عنه أبو إسحاق والصحيح عن أبي إسحاق عن فروة بن(3/162)
نوفل عن جبلة، نظر.
وتقدم قبله أن كل شيء يقوله الشيخ وهو غير منقول ولم يعزه لإمام نشاححه في صحته.
وذلك أن إمامي هذه الصنعة: محمد بن إسماعيل البخاري أطلق روايته عنه ولم يقيدها في «تاريخه الصغير»، وكذا أبو حاتم الرازي في كتاب ابنه ولم يتعرض لانقطاع ما بينهما في كتاب «المراسيل»، ولا «التاريخ»، وكذا ذكره: الباوردي، وابن قانع، وأبو أحمد العسكري، والطبراني، وغيرهم.
ولم أر من خالف هذا، إلا ما رواه النسائي في سننه فإنه أدخل بينهما فروة من غير أن يتعرض لانقطاع بينهما، والإنسان قد يروي عن شيخ ثم يروي عن آخر عنه وقد يكون بينهما أكثر من ذلك ولا يحكم بانقطاع بينهما بمجرد ذلك، إلا بنص صريح، والله تعالى أعلم.
وتبع النسائي: أبو عمر وغيره فقالوا: وربما أدخل بعضهم بين أبي إسحاق وبينه فروة، وهذا كلام لا اعتراض عليه.
941 - (ع) جبلة بن سحيم التيمي، ويقال: الشيباني أبو سويدة، ويقال: أبو سريرة.
كذا قاله المزي معتقدا فيهما المغايرة، ولا مغايرة، لأن تميما هذا الذي نسب إليه هو: ابن شيبان بن ذهل، نص على ذلك الرشاطي لم ذكر جبلة هذا [ق 62/ ب] وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: وثقه ابن صالح.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: وهو الذي يقال له جبلة بن صهيب، وجبلة بن زهير والصحيح: سحيم، مات في ولاية هشام بن عبد الملك حين ولي يوسف بن عمر على العراق، يكنى أبا سرين، وقيل أبو سويد.
وفي «كتاب الصريفيني»: قيل: إنه أيضا يكنى أبا سويد، وقيل: أبو سيرين 164/ 402
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وفي «صحيح البخاري»: كان ابن الزبير يرزقنا تمرا فكان ابن عمر يقول لا تقارنوا.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى يقول: حديث آدم أحسن من حديث جبلة في «الافتراش».
وقال يعقوب بن سفيان: تابعي كوفي ثقة.
وفي قول المزي: وقال خليفة بن خياط: مات سنة خمس وعشرين ومائة في ولاية يوسف بن عمر، نظر.
وذلك أن خليفة لم يقل هذا، إنما قال: مات في ولاية يوسف بن عمر لم يتعرض للسنة، وولاية يوسف على العراق أولها سنة عشرين ويوجب ذلك كون المزي ينقل بالوسائط، ولو نظر في الأصل كان يعلم خطأ ما نقله.
ونص ما عند خليفة في كتاب «الطبقات» في الطبقة الرابعة: من مضر ثم من ربيعة بن نزار فذكر جماعة، قال: وجبلة بن سحيم من بني شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر مات في ولاية يوسف بن عمر.
وقال في «التاريخ»: سنة خمس وعشرين ومائة مات هشام بن عبد الملك، ثم ذكر أنسابه وعماله إلى أن قال: وفيها مات صالح بن نبهان مولى التوأمة، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وبديل بن ميسرة، وآدم بن علي ومحمد(3/163)
ابن عمرو بن عطاء، وفي ولاية يوسف بن عمر على العراق مات: زبيد الأيامي، وسماك بن حرب الذهلي، وجبلة بن سحيم الشيباني، وأشعث بن أبي الشعثاء. انتهى.
فهذا كما ترى خليفة لم ينص على السنة كما قدمه قبل في صالح ومن معه، وفصل بين القولين بأن قال: أولئك فيها – يعني في سنة خمس - وهؤلاء في ولاية يوسف لم يعين سنة كما نص عليه في «الطبقات» سواء، وأظن الواسطة الذي نقل [ق 63 / أ] المزي كلامه رأى عقدا أوله سنة خمس وعشرين، فاعتقد أن جميع ما فيه راجع إلى ذلك العقد، ولم يثبت في النظر.
ويؤيد ما قلناه عنه قول ابن حبان: مات في ولاية هشام حين ولي يوسف.
وهشام توفي في ربيع الأول سنة خمس وعشرين، وأيضا فإنك لا ترى غالب من ذكر خليفة معه نص أحد من الأئمة على وفاته سنة خمس وعشرين وإن كنا لا نعد هذا علة ولكنه أحد الترجيحات، والله الموفق.
وذكر القراب وفاته في سنة ست وعشرين ومائة، في فتنة الوليد بن يزيد.
وفي قول المزي: ذكره ابن سعد في «الطبقة الرابعة»، نظر، إنما ذكره في الثالثة، والله تعالى أعلم.
942 - (س) جبلة بن عطية الفلسطيني.
قال ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات»: كان يكون بالبصرة، وثقه ابن نمير.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وخرج هو والحاكم حديثه(3/165)
في «صحيحهما».
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».(3/166)
من اسمه جبير
943 - (خ 4) جبير بن حية بن مسعود الثقفي البصري، يكنى أبا فرشا.
روى عنه: الزبير بن مسلم الصواف، ذكره أبو نعيم الأصبهاني في «تاريخ أصبهان».
وخرج أبو حاتم البستي حديثه في «صحيحه»، وذكره في «جملة الثقات».
وزعم الكلاباذي أنه روى عن المغيرة بن شعبة، كما ذكره المزي، قال الباجي: أراه وهم إنما هو النعمان بن مقرن المزني، وهو حديث واحد روي بعضه عن عمر، وروي بعضه عن المغيرة بن شعبة والنعمان بن مقرن انتهى.
الذي في كتاب أبي نصر – نسختي -: النعمان بن مقرن من غير كشط ولا إصلاح.
وقال ابن أبي حاتم: روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وقال ابن خلفون لما ذكره في كتاب «الثقات»: كان ثقة.
وقال أبو موسى المديني الحافظ في «كتاب الصحابة» تأليفه: جبير بن حية الثقفي أورده علي بن سعيد في الأبواب، وتبعه أبو بكر بن أبي علي ويحيى،(3/167)
وهو تابعي يروي عن الصحابة.
وفي «تاريخ» ابن عساكر: خطب الحجاج في الجمعة الثانية من مقتل ابن الزبير فقال: إنه يخيل لي أنكم لا تعرفون حقا من باطل، وإني أسألكم عن ثلاث خصال فإن أجبتم عنها وإلا ضربت عليكم الجزية وكنتم لذلك متأهلين: أسألكم عن شيء لا يستغنى عنه شيء، وعن شيء ما يعرف إلا بكنية، وعن ولد لا والد له.
فقام إليه جبير بن حية فقال: لولا عزمتك أيها الأمير لما أجبتك. أما الشيء الذي لا يستغنى عنه شيء فالاسم، وأما الشيء الذي لا يعرف إلا بكنية فأم الجنين، وأما الولد الذي لا والد له فعيسى صلوات الله وسلامه عليه.
قال: من أنت أيها المتكلم؟ قال: جبير بن حية الثقفي، قال: الآن ضل صوابك فما إبطائك عني مع قرب قرابتك؟ قال: أيها الأمير إنك لا تبقى لقومك، ولا يدوم عزك؛ لأن الدهر دول، ولا نحب أن نصيب اليوم ما يصاب منا مثله في غد. قال: فأمر له بجائزة.
944 - (خ د س ق) جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم.
ذكره أبو حاتم بن حبان في [ق 63 / ب] «جملة الثقات»، وخرج هو والحاكم حديثه في «صحيحهما».
945 - (بخ) جبير بن أبي صالح.
يروي عن الزهري، روى عنه ابن أبي ذئب.(3/168)
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
946 - (د) جبير بن محمد بن جبير بن مطعم أخو عمر وسعيد.
ذكره البستي في «جملة الثقات».
947 - (ع) جبير بن مطعم بن عدي.
قال المزي: توفي أبوه بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة انتهى.
في كتاب «الاستيعاب»: توفي في صفر سنة ثنتين من الهجرة قبل بدر بنحو سبعة أشهر، وتوفي جبير سنة تسع ويقال سبع وخمسين.
قال: ذكره بعضهم في المؤلفة قلوبهم، وفيمن حسن إسلامه منهم، وقال: إن أول من لبس طيلسانا بالمدينة جبير.
وفي «كتاب» ابن الأثير: أسلم جبير بعد الحديبية وقبل الفتح.
وقال أبو أحمد العسكري: كان جبير أحد من يتحاكم إليه، وقد تحاكم إليه عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله في قضية، ومات بالمدينة سنة ست وخمسين.(3/169)
وفي كتاب «الطبقات الكبير» لمحمد بن سعد: مات في داره بالمدينة في وسط من خلافة معاوية بن أبي سفيان، وله من الولد: أم حبيب، وأم سعيد، وأبو سليمان، وسعيد الأصغر، وعبد الرحمن الأصغر، وسعيد الأكبر، وعبد الرحمن الأكبر، وأم جبير، ومحمد الأكبر، ورملة.
وفي كتاب المزي: أمه أم جميل بنت شعبة. انتهى.
وفي كتاب «المعجم الكبير» للطبراني: شعبة، ويقال: سعيد.
روى عنه: عبد العزيز بن جريج، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح.
وقال ابن حبان: يكنى أبا سعيد، وقيل إنه توفي مع رافع بن خديج في يوم واحد. وقال عن رافع توفي سنة ثلاث أو أربع وسبعين.
ولمطعم يقول أبو طالب فيما أنشده أبو هفان في ديوانه:
أمطعم لم أحذرك في يوم ... نجده ولا عنه ظل المعظمات الجلائل
ولا يوم خصم إذا أتوك ألده ... إلى جدل من الخصوم المسجل
وفي «كتاب» الزبير: أن عمرو بن العاصي وأبا موسى لما اختلفا قال أحدهما: إن هذا لا يصلح لنا أن ننفرد به حتى يحضره رهط من قريش نستعين بهم ونستشيرهم في أمرنا فإنهم هم أعلم، فأرسلوا إلى خمسة نفر من قريش: عبد الله بن عمر، وأبي الجهم، وابن الزبير، وجبير بن مطعم وعبد الرحمن بن الحارث.
948 - (بخ م 4) جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي.
أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهو باليمن ولم يره، روى عنه ابنه عبد الرحمن قال: أتانا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فأسلمنا. ذكره ابن الأثير.(3/170)
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: أدرك الجاهلية ولا صحبة له.
وقال الحربي: أسلم أيام أبي بكر رضي الله عنه.
وذكره الطبري في كتابه طبقات الفقهاء.
ذكره ابن القداح في «نسب الأمصارش ونسبه: غفاريا، ووصفه بأنه أعلم الناس بالنسب، وفيه نظر.
وذكر ابن عساكر أن نوح بن حبيب القومسي ذكره فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن.
وقال أبو الزهراية وابن جبير: ما رأينا جبيرا يجلس مجلس قومه قط.
وقال إسحاق بن سيار النصيبي: ليس بالشام رجل هو أقدم لحديثهم من جبير بن نفير عن الصحابة والتابعين أيضا.
وقال أبو زرعة الدمشقي: أبو إدريس وجبير قد توسطا في الرواية عن الأكابر من الصحابة، وأحسن أهل الشام لقيا لأجلة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جبير وأبو إدريس وكثير بن مرة.
وقال سليم بن عامر: قال جبير: استقبلت الإسلام من أوله.
قال أبو زرعة: وهو أسن من أبي إدريس لأنه قد ثبت له إدراك عمر، وسمع كتابه يقرأ بحمص، فأما معاذ بن جبل فكلاهما لم يصح له منه سماع، فإذا تحدث جبير عن معاذ أسند ذلك إلى مالك بن يخامر، وإذا تحدث أبو إدريس عن معاذ أسند ذلك إلى يزيد الزبيدي.
قال أبو زرعة: وممن أدرك زمن عبد الملك والوليد جميعا جبير بن نفير فيما ذكره حيوة بن بقية عن صفوان عن أبي الزاهرية عن جبير وحمله الوليد بن عبد الملك على البريد، ومات عبد الملك [ق 64/ ب] سنة ست وثمانين.
وذكر معاوية بن صالح وعبد الله الأشعري أنه أدرك إمارة الوليد بن عبد الملك.(3/171)
وقال ابن سعد في «الطبقة الأولى من أهل الشام»: كان جاهليا، أسلم في خلافة أبي بكر ومات سنة خمس وسبعين، وفي رواية ابن أبي الدنيا عنه: ما سنة ثمانين وفي رواية الحسين بن الفهم وكان ثقة فيما روى من الحديث.
وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي العلماء.
وابن سميع في الطبقة الأولى من التابعين.
وقال البلاذري: أسلم في خلاف أبي بكر.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: هو من أجل تابعي الشام.
وقال يعقوب بن شيبة: مشهور بالعلم معروف، ويقال: إنه كان جاهليا وأسلم في خلافة أبي بكر.
وقال الآجري: سمعت أبا داود ذكر جبير بن نفير فقال: أكبر تابعي أهل الشام.
وقال العجلي: شامي تابعي ثقة.
وفي كتاب ابن خلفون: قال أحمد بن صالح: سئل يحيى بن معين عن جبير بن نفير من أدرك من الصحابة؟ فقال: أبا بكر، وعمر، وهلم جرا، إلى ابن عباس، وهو من كبار التابعين.
قيل لأحمد بن صالح: فأدرك جبير معاذ ابن جبل؟ قال: ينبغي أن يكون قد أدركه.
قال أحمد بن صالح: ما شبهت جبير بن نفير إلا بأبي عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم.
وفي «تاريخ القدس»: كان ثقة فيما روى من الحديث.(3/172)
وفي «كتاب» العسكري: جبير بن نفير هما اثنان، فذكر بعضهم أن جبير بن نفير الكندي هو الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن جبير بن نفير الحضرمي هو الأصغر التابعي، وقيل: إن الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو نفير والد جبير. 174/ 402
من اسمه الجراح
949 - (د) الجراح بن أبي الجرح الأشجعي.
روى قصة بروع، كذا ذكره المزي.
وفي «كتاب العسكري»: أبو الجراح الأشجعي. قال أبو حاتم: لا يعرف اسمه، وقال بعضهم: أبو الجراح اسمه رواد يذكر قصة بروع.
وفي مسند أحمد: أبو الجراح.
وقال البغوي: لا أعلم الجراح، ويقال: أبو الجراح، روى غير هذا، يعني قصة بروع، وقد اختلف في اسمه.
950 - (ت) الجراح بن الضحاك بن قيس، الكندي الكوفي، نزيل الري.
خرج له الحاكم [ق 65 /أ] حديثا في «الدعاء» وآخر في «الطب».
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون عن أبي الفتح الأزدي: عنده مناكير، وقد حمل الناس عنه وهو عزيز الحديث. روى عنه جماعة. قال ابن خلفون: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال علي بن مجاهد: ثنا الجراح بن الضحاك عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: أقبلت امرأة بابنها وزوجها قتيلين فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني عنهما. حدثني الجعفي عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن سفيان عن علقمة عن عمر بن عبد العزيز جاءت امرأة إلى(3/173)
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وهذا أصح مرسل.
وفي «كتاب» الصريفيني: قال بعضهم له ما ينكر.
951 - (قد ت) الجراح بن مخلد العجلي القزاز البصري.
قال أبو بكر البزار في «مسنده»: ثنا الجرح بن مخلد، وكان من خيار الناس.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو حاتم البستي، وأبو علي الطوسي.
وذكره ابن الأخضر في «شيوخ أبي القاسم البغوي».
952 - (بخ م د ت ق) الجراح بن مليح بن عدي بن فرس الرؤاسي أبو وكيع الكوفي.
ذكره الخطيب في «تاريخه» أنه ولد بالسغد.
وقال ابن حبان البستي: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وزعم يحيى بن معين أنه كان وضاعا للحديث.
وقال أبو سعد الإدريسي في كتابه «تاريخ سمرقند»: يروي عن يزيد بن أبي زياد، كذبه يحيى بن معين، وقال: كان وضاعا للحديث.
ثنا القاسم بن أبي بكر الفقيه الأبريسمي نا الهيثم بن كليب الشاشي سمعت(3/175)
العباس بن محمد الدوري يقول: دخل وكيع بن الجراح البصرة فاجتمع الناس عليه وقالوا: حدثنا، فحدثهم حتى قال: حدثني أبي وسفيان، صاح الناس من كل جانب، وقالوا: لا نريد أباك حدثنا عن الثوري، فقال: نا أبي وسفيان، فقالوا. لا نريد أباك حدثنا عن الثوري، فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: يا [ق 65/ ب] أصحاب الحديث من بلي بكم فليصبر.
وقال ابن الأثير: توفي سنة ست وستين ومائة وهو عنده أشياء.
وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال أبو الحسن الكوفي فيما ذكره القيرواني: جائز الحديث، وفي موضع آخر: كوفي ثقة، وابنه أنبل منه، وفي موضع آخر: لا بأس به.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات».
وأبو العرب في «جملة الضعفاء» وكناه أبا مليح، وكذلك اللالكائي.
وابن خلفون في كتاب «الثقات» لما ذكره فيهم، وقال: روى عنه الحسن بن عبد الله العبدي، وقال أبو الفتح الموصلي الأزدي: يتكلمون فيه، وليس بالمرضي عنهم، وكان ابنه من سادات المحدثين.
953 - (س ق) الجراح بن مليح البهراني أبو عبد الرحمن الحمصي.
خرج أبو حاتم ابن حبان البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي: لا بأس به.
وذكره أبو العرب القيراني في «جملة الضعفاء».(3/176)
وفي كتاب ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فقال: حمصي بهراني ليس بوالد وكيع.
وذكر ابن الأعرابي عن عباس بن محمد الدوري عن ابن معين أنه قال: الجراح بن مليح شامي ليس به بأس.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».(3/177)
من اسمه جرهد وجدير وجدي
954 - (خت د ت كن) جرهد بن رزاح بن عدي.
وقيل غير ذلك، يقال: كنيته أبو عبد الرحمن، له صحبة، كذا ذكره المزي.
وفي كتاب «الاستيعاب»: جرهد بن خويلد، كذا قاله الزهري، وقال غيره: جرهد بن رزاح بن عدي بن سهم، وقال غيره: جرهد بن خويلد بن بجرة بن عبد ياليل بن زرعة بن رزاح بن أسلم بن أفصى.
وجعل ابن أبي حاتم: جرهد بن خويلد هذا غير جرهد بن رزاح الأسلمي، وقال: يكنى أبا عبد الرحمن وكان من أهل الصفة.
وذكر ذلك عن أبيه، وهذا غلط، وهو رجل واحد من أسلم لا تكاد تثبت له صحبة، روى عن النبي [ق 66/ ب] صلى الله عليه وسلم «الفخذ عورة». وقد رواه غيره جماعة، وحديثه ذلك مضطرب.
وزعم أبو عبد الله المالكي في كتابه «رياض النفوس في تاريخ القيروان»: أنه حضر فتحها.
وفي «تاريخ» ابن يونس: غزا أفريقية سنة سبع وعشرين، ولا أعلم له رواية عند المصريين.
وفي «تاريخ» البخاري: قال أبو الزناد: حدثني نفر سوى زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن جده قال النبي صلى الله عليه وسلم: الفخذ عورة.
وزعم أبو أحمد العسكري في كتاب «الصحابة»: أن جرهد بن رزاح بن عدي 179/ 402
ابن سهم بن مازن غير جرهد بن خويلد يكنى أبا عبد الرحمن، وروى له: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه طعام فأدنى جرهد يده الشمال ليأكل بها وكانت اليمنى مصابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل باليمنى». فقال: إنها مصابة، فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فما اشتكاها حتى الساعة.
وكذا ذكره أبو أحمد العسكري في كتاب «شرح التصحيف» وهو غير كتاب «التصحيف».
وذكر الطبراني في «المعجم الكبير» أن صاحب حديث الفخذ كان من أهل الصفة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جلس يوما عندهم وفخذه مكشوفة. وذكر له حديث النفث في اليد أيضا.
وقال ابن قانع: هو جرهد بن عبد الله بن رزاح.
وفي كتاب الوزير المغربي، والجمهرة للكلبي: جرهد كان شريفا. وكذا قاله ابن سعد، وأبو عبيد القاسم ذكره.
وفي كتاب ابن حبان: جرهد بن خويلد بن غيرة بن زهير بن رزاح بن عدي، مات بالمدينة في ولاية معاوية بن أبي سفيان.
وفي «كتاب» البغوي: بقى إلى زمن معاوية.
وفي كتاب «الصحابة» لمحمد بن جرير الطبري: أهل الأنساب ينسبونه: جرهد بن رزاح بن عدي بن سهل بن مازن، ومات بالمدينة في أول خلافة يزيد بن معاوية وآخر خلافة معاوية.
وقال ابن سعد: مات في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.(3/178)
955 - جرير بن حازم بن زيد العتكي، وقيل: الجهضمي.
كذا قاله المزي، وفيه نظر، لأن مولاه حماد بن زيد جهضمي من غير تردد قاله هو وغيره.
وفي كتاب «المثالب» لأبي عبيدة معمر بن المثنى: كان من علية المحدثين حفظا وعلما وذكاء، وكان أبوه عبدا للجهاضم، قال الشاعر يخاطبه في أبيات:
يا جرير بن حازم ... يا دعي الجهاضم
[ق 66/ ب].
وقال الدوري: سألت يحيى عن جرير وأبي الأشهب؟ فقال: جرير أحسن حديثا وأسد.
وقال أبو سلمة موسى بن إسماعيل: ما سمعت حماد بن سلمة يعظم أحدا تعظيمه جرير بن حازم.
وفي «سؤالات مهنا» عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل: هو كثير الغلط.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: كان يخطئ؛ لأن أكثر ما كان يحدث من حفظه، وكان شعبة يقول: ما رأيت بالبصرة أحفظ من رجلين: هشام الدستوائي وجرير بن حازم، وكأن مولده كان سنة ثمان وثمانين، ومات سنة سبعين وقيل: سنة سبع وستين ومائة.
وفي «تاريخ بغداد» للخطيب: عن أحمد بن المقدام العجلي: مات جرير ابن حازم أول سنة سبع وسبعين، ومات حماد بن زيد في آخرها.
وقال أبو عبيد الله المرزباني: توفي في صدر الدولة الهاشمية، وكان يرمى في دينه. زاد في الكتاب «المستنير»: كان يرمى بمذهب السمنية وهو من شعب الإلحاد.(3/180)
وذكر الخوارزمي في كتابه «التاريخ»: أن السمنية هم أعراب أصحاب سمني يقولون: بقدم الدهر، وبتناسخ الأرواح، وأن الأرض تهوي سفلا ويقال لهم أيضا: الصبأة وبقاياهم بحران والعراق ويزعمون أن برداست كان قديما وبقاياهم على الحين بالصين والهند.
وقال أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي: صدوق حديث بمصر أحاديث وهم فيها وهي مقلوبة، حدثني حسين عن الأثرم قال: قال أحمد بن حنبل: جرير بن حازم حدث بالوهم بمصر لم يكن يحفظ.
حدثت عن عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن جرير بن حازم وأبي الأشهب فقال: جرير زينته خصال: كان صاحب سنة، وعنده من الحديث أمر عظيم.
وذكر عن أحمد أيضا أنه قال: روى عن أيوب عجائب، وذكر له قول حماد بن زيد: جرير أحفظنا فتبسم. قال: ولكنه بأخرة.
وقال يحيى بن معين: كان أفهم من أبي الأشهب، وكان شاعرا، حدثني عبد الله بن خراش ثنا صالح عن علي بن المديني قال: قلت ليحيى بن سعيد أبو الأشهب أحب إليك أم جرير بن حازم؟ قال: ما أقربهما، ولكن كان جرير أكثرهما، وكان يهم في الشيء، وكان يقول في حديث التصنع عن جابر عن عمر ثم جعله بعد ذلك عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثت عن عبد الله بن أحمد قال [ق 67 /أ] وحدثني أبي عن عفان قال راح أبو جزي نصر بن طريف إلى جرير يشفع لإنسان بحديثه، فقال جرير: ثنا قتادة عن أنس قال: كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة. فقال أبو جزي: كذبت، ما حدثناه قتادة إلا عن سعيد بن أبي الحسن. فقال أبي: القول قول أبي جزي، وأخطأ جرير.
حدثني أحمد بن محمد ثنا المعيطي قال: سمعت جرير بن حازم يتناول علي ابن أبي طالب، وأخبرت أن يزيد بن حازم يعني أخاه كان يقول مقالته.(3/181)
قال الساجي: وجرير بن حازم ثقة.
ولما ذكره العقيلي في «جملة الضعفاء» قال: قال يحيى بن معين ضعيف في قتادة روى عنه مناكير، وكان تغير بأخرة.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال أبو الفتح الأزدي: جرير بن حازم امرؤ صدوق، خرج عنه بمصر أحاديث مقلوبة، ولم يكن بالحافظ، حمل رشدين وغيره عنه مناكير.
وفي كتاب «العلل» للترمذي عن البخاري: ربما يهم في الشيء0 وهو صدوق.
وقال أحمد بن صالح المصري، والبزار في «مسنده»: ثقة.
وفي كتاب «الآجري»: سمعت أبا داود يقول: أصحاب جرير يتشيعون، وكان مولده في قرية من قرى الري.
وقال ابن سعد: كان ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره.
وفي «تاريخ» البخاري: مات آخر سنة سبعين.
وفي «وفيات» ابن قانع: ولد سنة خمس وثمانين.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
ووقع في «تاريخ الخطيب» عن أحمد بن المقدام العجلي قال: مات جرير ابن حازم أول سنة تسع وسبعين، ومات حماد بن زيد في آخرها. انتهى.
فتبين بوفاة حماد توضيح التسع وأنه ليس وهما من سبع.
وفي قول المزي قال الكلاباذي: حكى عنه ابنه أنه قال: مات أنس سنة تسعين 183/ 402
وأنا ابن خمس سنين، ومات جرير سنة سبعين ومائة، نظر، يتبين لك [. . .] ما ينقل من كتاب الكلاباذي إلا بواسطة، بيانه: قال الكلاباذي: حكى ابنه وهب عنه أنه قال: مات أنس سنة تسعين وأنا ابن خمس سنين ومات جرير سنة سبع ومائة.
قال البخاري: حدثني سليمان بن حرب ومحمد ابن محبوب بهذا، زاد محمد: وقال في آخرها.
فهذا كما ترى ليس للكلاباذي فيه إلا النقل عن البخاري مع إخلال المزي قوله: في أخرها، ولو له نظر في «تاريخ البخاري» لوجده ذكره كما ذكره الكلاباذي لم يغادر حرفا.
وفي كتاب «المختلف والمؤتلف» لأبي القاسم الحضرمي: كان له فنون الناس أدخلوه فيها لما اختلط فلم يخرجوه حتى مات.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» وذكر عن أحمد بن حنبل له أشياء يسندها عن قتادة باطلة، قال أبو العرب: وحدثني محمد بن بسطام قال: قال عبد الرحمن بن القاسم. هذا جرير بن حازم ينزل في داري غصبا، وكان أنزله فيها فيما أحسب يزيد بن حاتم.
وقال أبو الحسن: ثقة صاحب سنة، وكان مولى لحماد بن زيد من فوق، صالح الكتاب.
قال أبو العرب: وقد ذكرناه في كتاب «الثقات» لكثرة من قال: إنه ثقة.
وفي كتاب «الأقران» لأبي الشيخ: روى عن أبي عاصم النبيل.(3/182)
956 - (عس) جرير بن حيان بن حصين، وهو ابن أبي الهياج الأسدي الكوفي.
ذكره ابن حبان في جملة الثقات.
957 - (خ م س) جرير بن زيد بن عبد الله بن شجاع، أبو سلمة الأزدي البصري، عم جرير بن حازم.
ذكره أبو حاتم البستي في جملة الثقات. [ق 67/ ب].
958 - (ع) جرير بن عبد الله بن جابر، وهو السليك البجلي.
كذا ضبطه المهندس عن الشيخ بسين مهملة وعلى الكاف آخره وهو غير جيد إنما هو الشليل بشين معجمة ولامين، كذا ذكره ابن دريد وغيره.
وذكر المزي أنه سكن قرقيسياء، كذا ضبطه المهندس عنه بكسر القاف، وهو غير جيد؛ لما ذكره أبو عبيد الهروي: بفتح القاف الأولى والله أعلم وكذا ذكره السمعاني عنه، فينظر من سلف المزي في ذلك.
وقال ابن إسحاق: كان سيد قبيلته.
وزعم أبو جعفر الطحاوي في كتابه «مشكل الحديث» أن قول من قال: أنه أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما غلط يعني بذلك قول [. . . .] لما صح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع «استنصت لي الناس».
وذكر الجاحظ في كتاب «العوران»: كان الجمال بالكوفة ينتهي إلى أربعة: المغيرة بن شعبة، وجرير بن عبد الله، وحجر بن عدي، والأشعث بن قيس، وكلهم كان أعور.
وفي كتاب «الكامل» للمبرد: قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جرير خير ذي(3/184)
يمن» ولما جاءه قال إذا أتاكم كرمة قوم فأكرموه.
وفيه يقول الشاعر وهو عريف القوامي:
لولا جرير هلكت بجيلة ... نعم الفتى وبئست القبيلة
وقال الكلبي: وقف عريف على جرير وهو في مجلسه فقال:
ذهب على بجيلة من شقاها ... هجائي حين أدركني المشيب
فقال له جرير: ألا أشتري منك أعراضهم؟ قال: بلى، بألف درهم وبرذون، فأمر له بما طلب فقال: لولا جرير، فقال جرير: ما أراهم خيرا منك بعد.
وفي «كتاب» ابن عبد البر: لما سمعها عمر قال: ما مدح من هجي قومه.
وفي كتاب الطبراني «الأوسط»: ثنا محمد بن علي الصائغ ثنا محمد ابن مقاتل المروزي ثنا حصين بن عمر الأحمسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم عن جرير قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال لي: ما جاء بك؟ قلت: لأسلم. فألقى إلي كساءه، وقال: «إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه».
وقال: لم يروه عن ابن أبي خالد إلا الأحمسي.
وفيه - أيضا – من حديث مزاحم بن العوام: ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن جريرا دخل على النبي صلى الله عليه وسلم البيت وهو مملوء فلم يجد مجلسا فرمى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إزاره أو رداءه، وقال: «اجلس على هذا»، فأخذه، فقبله، وضمه، وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه».
ثم [ق 68/ أ] قال: لم يروه عن محمد إلا مزاحم، تفرد به محمد بن الحصين الشامي. 186/ 402
وقال البغوي: أسلم سنة عشر في رمضان، وكان طوله ستة أذرع، وكان فص خاتم جرير حجر، فيه: ربنا الله، وصورة شمس وقمر.
وفي «معجم» ابن قانع من حديث: شريك عن أبي إسحاق عن الشعبي عن جرير قال: لما نعي النجاشي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أخاكم النجاشي هلك فاستغفروا الله له». انتهى.
النجاشي توفي في رجب سنة تسع، وهذا يدل على أنه أسلم قبل ذلك وهو يؤيد ما رواه الطبراني قبل، ويزيده وضوحا ما ذكره الطبري من حديث موسى بن عبيدة عن محمد بن إبراهيم عن جرير قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم في أثر العرنيين انتهى. وكانت قضية العرنيين في سنة ست من الهجرة. روى عنه: ابنه إسماعيل في كتاب «المعجم الكبير» لأبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن أبي الهذيل، وخالد بن جرير بن عبد الله، وأبو الضحى مسلم بن صبيح، والمستظل بن حصين أبو المثنى، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري، وعبد الله ابن عميرة، وطارق التيمي، وعبد الله بن عبد الله السبيعي، وربعي بن حراش، ومجاهد بن جبر، ومحمد بن سيرين وبشر بن حرب، وأبو بكر بن عمرو بن عتبة، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وضمرة بن حبيب.
وفي «كتاب» العسكري: كان سيد قومه، وله أخ يقال له: سبيع بن عبد الله وزعم ابن إسحاق أن جريرا قال وهو ينافر الفرافصة إلى الأقرع بن حابس:
يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنك إن تصرع أخوك يصرع
انتهى كلامه، وفيه وهمان نبهنا عليهما في كتابنا المسمى «بالزهر الباسم في شرح سير أبي القاسم» ملخصه:
هذه الأرجوزة ليست لجرير إنما هي لعمرو بن الخثارم.
الثاني: المنافرة لم تكن بين جرير والفرافصة، إنما هي بين جرير وخالد بن أرطأة يبين ذلك لك ما ذكره الكلبي والزمخشري في شرح أبيات(3/185)
الكتاب، وأبو محمد الأسود الملقب بالأعرابي في كتاب «أغلاط السكري» ولفظه أسوق: كان جرير ينافر [ق 68 / ب] هو وخالد بن أرطأة الكلبي إلى الأقرع، وكان عالم العرب في زمانه فسأل الأقرع: ما عندك يا خالد؟ فقال: ننزل البراح ونطعن الرماح ونحن فتيان الصباح. فقال: ما عندك يا جرير؟ قال: نحن أهل الذهب الأصفر والأحمر المعتصر، نخيف ولا نخاف، ونطعم ولا نستطعم، ونحن حي لقاح نطعم ما هبت الرياح، نطعم الشهر ونضمن الدهر ونحن الملوك قسر. فقال الأقرع: واللات والعزى لو نافرت قيصر ملك الروم وكسرى ملك فارس والنعمان ملك العرب لنفرتك عليهم فقال عمرو بن الخثارم في تلك المنافرة: -
يا أقرع بن حابس يا أقرع
الأرجوزة.
قال أبو محمد الأسود: والذي قاله ابن إسحاق لم أر من قاله ولا من تبعه، والصواب ما نبأتك به.
وذكر ابن سعد أنه توفي في ولاية الضحاك بن قيس، كانت ولايته بعد زياد بسنتين ونصف انتهى.
زياد مات سنة ثلاث وستين ذكره ابن حبان أيضا بعد أن قال: توفي سنة ست وخمسين.
959 - (ع) جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو عبد الله القاضي الرازي.
قال ابن منجويه: ولد بالكوفة.
وفي «تاريخ أصبهان»: ولد بآية قرية من قرى أصبهان، ونزل قرية على(3/187)
باب الري يقال لها رين.
وزعم البخاري أن مولده سنة سبع أصح، ووفاته سنة سبع وثمانين أصح.
وقال البستي لما ذكره في «جملة الثقات»: كان من العباد الخشن، قال: ومات سنة سبع وثمانين ومائة، قال البخاري: ويقال: سنة ثمان أصح.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للباجي قال أبو زرعة: جرير صدوق من أهل العلم، وقال يحيى بن معين: ومثل جرير يتهم في الحديث؟ وقال لي جرير: اختلطت علي أحاديث عاصم الأحول فلم أفصل بينها وبين حديث أشعث حتى قدم علينا بهز فخلصها لي، قيل ليحيى: فكيف تكتب هذه عن جرير إذا كان هكذا؟ قال: ألا تراه قد بين لهم أمرها [ق 69/ أ] كأنه لو لم يبين لهم أمرها لم يحدثهم بها.
وقال أبو أحمد الحاكم: وهو عندهم ثقة.
وفي «كتاب» العقيلي: قال أحمد بن حنبل لم يكن بالذكي في الحديث.
وقال أحمد بن صالح: ثقة. وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال الخليلي في كتاب «الإرشاد»: ثقة متفق عليه، كان يقال: من فاته شعبة والثوري يستدرك بجرير.
وقال قتيبة: ثنا جرير الحافظ المقدم، لكني سمعته يشتم معاوية علانية، وعمر حتى أدرك الخلق.
وذكر أبو الشيخ بن حيان في كتاب «الأقران» تأليفه: أنه روى عن أبي داود الطيالسي، وأن أبا داود روى عنه.(3/188)
960 - (س ق) جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي.
روى عنه: أبي زرعة بن عمرو بن جرير، و:
961 - جرير الضبي جد فضيل بن غزوان.
يروي عن علي وعن عبادة بن الصامت.
روى معاوية بن صالح عن أبي الحكم عنه. وقد قيل: إنه عقبة بن جرير، ذكرهما ابن حبان في «جملة الثقات».
وخرج الحاكم حديث الضبي في «صحيحه».
وفي «تاريخ القدس»: كان معروفا بصحيفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وزعم بعض من ينسب نفسه إلى العلم من المتأخرين أن الضبي لا يعرف، وليس كلامه بمعروف لأنه قد روى عنه اثنان: أبو الحكم هذا وابنه غزوان المذكور عند المزي، ولكنه معذور، رأى شخصا لم يرو عنه غير واحد في كتاب يظن أن العلم قد انتهى إلى واضعه، ولم يذكر من حاله شيئا فقال ما(3/189)
قال إقداما وجسارة بغير تثبت، نسأل الله العصمة.
962 - (4) جرى بن كليب السدوسي البصري حديثه في أهل المدينة.
روى عن: علي، وبشير بن الخصاصية، تفرد عنه قتادة؛ و:
963 - جري بن كليب النهدي الكوفي عن رجل من سليم.
روى عنه: أبو إسحاق السبيعي كذا ذكره المزي، وزعم أن أبا داود فرق بينهما. انتهى.
وهو كلام يفهم منه الحصر في هذين الرجلين، وليس كذلك لأن جماعة في هذه الطبقة سموا بذلك وإن كان في بعضهم تداخل في بعض فنذكره كما هو.
ففي كتاب «الثقات» لابن حبان:
964 - جري بن كليب النهدي.
روى عنه علي وبشير بن الخصاصية روى عنه قتادة.
965 - وجري السدوسي.
روى عن علي روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
وفي «تاريخ البخاري»:
966 - جري بن كليب النهدي.
روى عنه قتادة وكان يثني عليه خيرا.
وقال العجلي جري بن كليب بصري تابعي ثقة.
وفي كتاب «المستدرك» لابن البيع:
967 - جري بن كليب العامري.
عن ميمونة بنت الحارث روى عنه أبو إسحاق السبيعي.(3/190)
وفي «مسند» الدرامي: ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن جري النهدي عن رجل من بني [ق 69/ ب] سليم فذكر حديثا.
وفي «مسند» أحمد من حديث عاصم بن أبي النجود: عن جري قال: لقي رجلا من بني سليم.
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود:
968 - جري بن بكير العبسي عن حذيفة بن اليمان.
منكر الحديث وجري ويقال: جزي بالزاي.
حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضب والثعلب والسبع. قال أبو عمر: ليس إسناده بالقائم؛ لأنه يدور على عبد الكريم أبي أمية.
969 - وجري الحنفي.
روى أبو نعيم الأصبهاني في كتاب «الصحابة»: من حديث حكيم بن سلمة عن رجل من بني حنيفة يقال له جري أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مس الفرج.
970 - وجري بن عمرو العذري أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا.
ذكره أيضا أبو نعيم. وفي كتاب ابن خلفون.
971 - جري بن كليب السدوسي.
روى عن عثمان وعلي وبشير.
وقال البزار: لا أعلم قتادة روى عن جري إلا هذين الحديثين يعني: حديث «التضحية بالعضباء»، وحديث «المتعة». وفي الرواة: 192/ 402
972 - جري بن كليب النهدي.
عن علي ورجل من بني سليم روى عنه أبو إسحاق وعاصم بن بهدلة.
وذكر الترمذي من حديثه حديثا وقال فيه: صحيح.
وزعم بعضهم أنهما واحد، والأشبه أنهما اثنان وكلاهما يروي عن علي بن أبي طالب. والله تعالى أعلم. وعند ابن ماكولا: جري العذري وجري عن ابن المنكدر.(3/191)
من اسمه جسر وجعثل وجعد وجعدة
973 - (مد) جسر بن الحسن اليمامي، ويقال البصري، يقال: كنيته أبو عثمان، قدم الشام.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وقال: ليس هذا بجسر القصاب ذاك ضعيف وهذا صدوق فزاري.
وقال الدارقطني في رواية السلمي: ليس بالقوي.
وفي قول المزي: وقال النسائي: جسر بن الحسن الكوفي ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا يكتب حديثه - نظر، من حيث إن النسائي ذكر القول الأول في كتاب «الضعفاء» كما ذكره المزي عنه، وأما القول الثاني فإنه قاله في كتاب «التمييز» في جسر [ق 70 / أ] غير منسوب، كذا هو في غير ما نسخة، فتعيين ذكره في جسر بن الحسن تحكم وتقويل النسائي ما لم يقل.
إذ لقائل أن يقول: فما المانع أن يكون قد قال هذا في جسر بن فرقد القصاب؟ لكونه مشهورا بالضعف دون ابن الحسن أو غيره، على أنني ألفيته في نسخة قديمة جدا منسوبا: ابن فرقد والله تعالى أعلم.
وفي قوله أيضا: قيده، يعني جسرا، بفتح الجيم أبو أحمد العسكري وابن ماكولا بالكسر، نظر، وذلك أن أبا أحمد لم يتعرض لاسم هذا الرجل إنما ذكر القبيلة التي هي حسر بن عمرو ابن علبة وبنو القيس بن جسر لم يذكر هذا الرجل في ورد ولا صدر، وهو في هذا اتبع أستاذه أبا بكر بن دريد 194/ 402
في قوله: كل ما في قبائل العرب وأسمائها جسر فهو بفتح الجيم فهو جسر بن محارب وجسر بن تميم، وأهل الحديث يقولونهم بالكسر والصواب هو الفتح في الكل، ولولا أن أصحاب الحديث قد اصطلحوا على ذكر هذه الأسماء بالكسر لوجب إيرادها على الصحية مفتوحة.
وفي كتاب ابن سيدة: الحسر والحسر الذي يعتبر يعني بفتح الجيم وكسرها، والله تعالى أعلم.
974 - (4) جعثل بن هاعان بن عمرو بن اليثوب أبو سعيد الرعيني، ثم القتباني المصري، قاضي إفريقية.
ذكره أبو العرب التميمي في كتاب «طبقات علماء القيروان» فقال: كان تابعيا.
وقال العلامة أبو بكر عبد الله بن محمد في كتابه «تاريخ القيروان»: روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو أحد العشرة التابعين يعني الذين أرسلهم عمر بن العزيز ليفقهوا أهل إفريقية وسمى جده عميرا، وكذا قاله أيضا ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»، وقال: كان فقيها قارئا مشهورا.
وكذا نسبه – أيضا – ابن ماكولا، قال: وهو أحد القراء الفقهاء، وقيل فيه جعثل بفتح الجيم، ولم يذكره ابن يونس إلا بضم الجيم وبالثاء المعجمة بثلاث، وكذا نسبه ابن يونس.
والمزي [ق 70 / ب] سمى جده - فيما خطه عنه المهندس - عمرا، فينظر، والله تعالى أعلم.
975 - (خ م د ت س) الجعدر بن دينار اليشكري أبو عثمان الصيرفي البصري عرف بصاحب الحلي.
قال أبو حاتم البستي لما ذكره في «جملة الثقات»: يخطئ.(3/193)
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن الجعد أبي عثمان؟ فقال: ثقة.
ولما خرج أبو عيسى الترمذي حديثه في «جامعه»، وأبو علي الطوسي في «أحكامه» قالا: هو ثقة.
976 - (خ م د ت س) الجعد بن عبد الرحمن بن أوس أبو زيد الكندي.
كذا ذكره أبو الوليد الباجي في كتاب «التعديل والتجريح» وقال: قال علي ابن المديني: لم يرو عنه مالك بن أنس شيئا.
وذكر المزي أنه روى عن السائب بن يزيد تبعا لما في «صحيح» البخاري، وأبو حاتم البستي يخالف قوله؛ وذلك أنه لما ذكره في «جملة الثقات» قال: روى عن السائب بن يزيد إن كان سمع منه.
وقال الغلابي عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن مكي: سمعت من الجعيد بن عبد الرحمن سنة سبع وأربعين ومائة.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال الساجي: مديني روى عنه الأصاغر، ولم يرو عنه مالك أحسبه لصغره.
977 - (سي) جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي البصري.
كذا سمى أباه المزي، وابن قانع سماه معاوية. 196/ 402
وقال أبو صالح المؤذن أحمد بن عبد الملك النيسابوري، وأبو الفتح الأزدي في كتاب «الصحابة» تأليفه: لا نحفظ أن أحدا روى عنه إلا أبا إسرائيل.
وصحح الحاكم إسناد حديثه لما رواه عن الأصم عن إبراهيم بن مرزوق عن وهب بن جرير عن شعبة عن أبي إسرائيل عنه.
978 - (عس) جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي والد يحيى بن جعدة.
له صحبة، وأمه أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب، كذا ذكره المزي.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي القاسم البغوي: يقال: إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست له صحبة، سكن الكوفة.
وذكر أبو العباس أحمد بن الحسين السلامي في كتابه «تاريخ ولاة خراسان» - ومن نسخة فيما قيل قرئت عليه نقلت -: أن لجعدة [ق 71 / أ] بخراسان فتوح كثيرة، وكذلك لابنه عبد الله، وفي عبد الله بن جعدة يقول القائل:
لولا ابن جعدة لم تفتح تهندزكم ... ولا خراسان حتى ينفخ الصور
وولي علي بعد جعدة بن عبد الرحمن بن أبزى على خراسان، وكان ذا عقل ودين وكان جعدة ابن خالة علي.
وفي كتاب أبي نعيم: ابن بنت علي، ويشبه أن يكونا وهما، لأن ابن الكلبي وغيره ذكرا أنه من ولد أم هانئ، يؤيد ذلك ما ذكره ابن سكويه في «التجارب» وذكر خبر كرسي المختار كان طفيل بن جعدة بن هبيرة قد صلبت يده، وكانت أمه أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب لأبيه وأمه، وكان المختار يطالب آل جعدة بكرسي علي وتوعدهم قال: فاشترى كرسيا من [. .] ودفعه إليه فكان يقول: هذا هو السكينة.(3/195)
وذكره أبو حاتم والبخاري في التابعين، زاد: وسمع عليا ومات في زمن معاوية.
وقال العجلي في «تاريخه»: هو ابن أم هانئ وهو تابعي مديني ثقة.
وقال أبو حاتم بن حبان في «الثقات»: لا أعلم لصحبته شيئا صحيحا فلذلك أدخلته في التابعين.
وذكره أبو أحمد العسكري في فصل: من يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ممن لا يدركه ولم يلقه.
وذكره الصغاني في كتاب «نقعة الصديان»، وأبو الفرج ابن الجوزي، وابن الأثير وغيرهم، في الذين في صحبتهم نظر.
وذكره الحاكم في «تاريخ نيسابور» في باب: ذكر من ورد نيسابور من التابعين مرتبة على حروف المعجم «باب الجيم»: جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي، روى عنه يزيد بن عبد الله الأودي، وقد قيل: إن له رؤية ولم يصح ذلك، وروى سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة عن أبيه عن جده.
وثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا أبو نعيم ثنا داود بن يزيد عن أبيه عن جعدة بن هبيرة. فذكر حديث «خير الناس قرني».
وثنا أبو عبد الله الصفار ثنا محمد بن يونس ثنا نجيح بن عبد الرحمن المعلم البصري ثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده فذكره.(3/197)
وقال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود: جعدة بن هبيرة رأى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لم يسمع شيئا من النبي صلى الله عليه وسلم وجعدة الجشمي رآه وروى عنه حديثين.
وفي «كتاب» ابن سعد: من ولد جعدة: الزبير، وجعفر، ونافع، ونفيع، وحمزة، وعمرو، وعاصم، وفراس، وجعدة، وجحيفة، وحبيب، وعلي، وحسن، وحسين، وقدامة، وزكريا، وعلي الأصغر، وعقيل، وحسن الأصغر، ويحيى، وأبو بكر، ويعقوب، ومحمد، وعبد الله، وداود، وعبيد الله، وعمرو، وبكير، وحسين الأصغر، ومخرمة، أولاد جعدة بن هبيرة.
979 - جعدة بن هبيرة الأشجعي. كوفي.
له عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد: «خير الناس قرني» رواه إدريس وداود ابنا يزيد عن أبيهما عنه.
ذكره أبو عمر وغيره مفردا عن الأول وهو المخزومي.
وجمعهما ابن أبي حاتم ووهم في ذلك، ذكره جميعه المزي، وفيه نظر في مواضع:
الأول: إدريس وداود ابنا يزيد رويا حديث «خير الناس قرني» عن أبيهما عن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب، ذكر ذلك عنهما أبو بكر بن أبي شيبة في «مصنفه» فقال: ثنا ابن إدريس عن أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة ابن أبي وهب فذكره.
ومن طريقه أخرجه ابن قانع: عن محمد بن العباس المؤدب ثنا بن أبي شيبة، به وتقدم برواية المعلم ابنا له كذلك. وقال أبو القاسم [ق 71/ ب] البغوي في ترجمة ابن أبي وهب: ثنا إبراهيم بن هانئ ثنا أبو نعيم ثنا داود بن يزيد الأودي قال: سمعت أبي يذكر عن جعدة بن هيبرة قال عليه الصلاة والسلام:: «خير الناس قرني» الحديث. 199/ 402
وكذا رواه الطبراني في ترجمته وأبو منصور الباوردي كلاهما عن القاسم ابن زكريا المطرف قال: ثنا أبو كريب ثنا ابن إدريس عن أبيه عن جده.
وأحمد بن منيع في «معجمه الكبير» قال: ثنا ابن إدريس به.
ولما خرجه الحاكم من طريق ابن إدريس صحح إسناده.
وقال ابن الأثير – لما ذكر كلام أبي عمر -: وغالب الظن أنه هو؛ لأن هذا الحديث قد رواه عبد الله بن إدريس بن يزيد وداود بن يزيد عن أبيهما عن جدهما عن جعدة بن هبيرة المخزومي.
الثاني: قوله: إن ابن أبي حاتم جمعهما، يعني بذلك تفرده به، وليس جيدا لما بيناه عند غيره من العلماء، وقوله عنه: إنه جمعهما غير جيد، والصواب أن أباه هو الذي جمعهما حقيقة، ليس لابنه في ذلك قول ولا فعل، إنما قال: سمعت أبي يقول ذلك.
الثالث: قوله: له حديث واحد، يرد بقول أبي داود المذكور في الترجمة التي تليها.
وفي «تاريخ البخاري الأوسط»: مات زمن معاوية بن أبي سفيان.
وفي «تاريخ» أبي بشر الدولابي: مات في فتنة ابن الزبير أول إمرة عبد الملك.(3/198)
980 - (ت س) جعدة المخزومي من ولد أم هانئ وهو ابن ابنها.
قال البخاري: لا يعرف إلا بحديث واحد فيه نظر وهو: «المتطوع أمير نفسه».
وقال أبو أحمد: لا أعرف له إلا هذا الحديث الواحد. كذا ذكره المزي، وينبغي أن نعلم أن لفظة وهو: «المتطوع أمير نفسه»، ليس من قول البخاري إنما هي من كلام المزي أدرجها بين كلام البخاري، وكلام ابن عدي يبين لك ذلك سياقة لفظ البخاري في «تاريخه الكبير» و «الصغير»: جعدة من ولد أم هانئ عن أبي صالح عن أم هانئ، روى عنه شعبة، ولا يعرف إلا بحديث فيه نظر.
هذا جميع ما قاله، وكذا نقله عنه جماعة أيضا منهم: أبو أحمد بن عدي عن ابن حماد عنه، وذكر أبو أحمد الحديث وأبو محمد ابن الجارود وأبو جعفر العقيلي.
وقال الساجي: لا يعرف إلا بحديث واحد وفيه نظر.
وقال أبو حاتم لما سئل عنه: شيخ.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء». [ق 72 / أ].(3/200)
من اسمه جعفر وجعيل
981 - (ع) جعفر بن أبي وحشية إياس، أبو بشر اليشكري الواسطي.
قال ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات»: مات في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وقال أبو الحسن الكوفي: كان شعبة يضعف ابن أبي وحشية وليس كما يقول.
ذكره عنه أبو العرب في كتاب «الضعفاء».
وقال المنتجالي: كان أبو عبد الله أحمد بن حنبل يوثقه.
وقال البرديجي: كان ثقة، وهو من أثبت الناس في سعيد بن جبير.
ولما ذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» قال: قال أحمد بن حنبل ليس به بأس.
وقال الحافظ أبو الحسن أسلم بن سهل في «تاريخ بلده»: روى عنه من أهل واسط: أصبغ بن زيد وأبو سفيان الحميري، وقال: رأيته يجلس في المسجد مما يلي باب الرخام.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أحمد بن حنبل: هو أحب إلي من المنهال بن عمرو شديدا.(3/201)
982 - (ق) جعفر بن برد عن مولاته أم سالم.
قال أبو الحسن الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: يترك الحديث، يعني الذي رواه.
983 - (بخ م 4) جعفر بن برقان الكلابي أبو عبد الله مولاهم الجزري.
قال ابن نمير: لا بأس به، وفي حديث الزهري يخطئ.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ليس به بأس.
وقال ابن خلفون لما ذكره في «الثقات»: كان رجلا صالحا، وأحاديثه عن الزهري مضطربة، وكان من أضبط الناس لحديث يزيد الأصم وميمون بن مهران وأوثقهم فيها.
وذكر أبو جعفر البغدادي أنه سأل أبا عبد الله عنه فقال: هو ثبت في ميمون.
ووثقه ابن مسعود وغيره.
وقال الساجي: عنده مناكير.
وذكره العقيلي وأبو القاسم البلخي في جملة «الضعفاء».
وقال أبو داود: لما قدم ابن برقان الكوفة جاءه سفيان فجلس إلى جنبه، فقال: أي شيء كتب العلم عمر بن عبد العزيز في كذا؟ وأي شيء قال عمر في كذا؟ فجعلها أحاديث.
قال أبو داود: وكان يخطئ على [ق 72/ ب] الزهري، وكان أميا.(3/202)
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: توفي سنة سبع وأربعين، وأربع وخمسون أصح، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله الحاكم وأبو عوانة الإسفرائيني وأبو محمد بن الجارود والدرامي وأبو علي الطوسي.
وقال خليفة بن خياط: مات بالجزيرة.
وقال أحمد بن علي الأصبهاني: مات وهو ذاهب إلى القدس سنة أربع وخمسين وهو ابن أربع وأربعين سنة. وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وذكره أبو عبد الرحمن النسائي في «الطبقة السادسة من أصحاب الزهري» مع: سفيان بن حسين، وسليمان بن كثير، والنعمان بن راشد، وزمعة بن صالح.
وذكر المزي وفاته من عند أبي عروبة سنة أربع، ومن عند هلال بن العلاء سنة خمسين أو إحدى وخمسين، كأنه جاء بشيء زائد عما في كتاب أبي عروبة فإن القولين جميعا عنده، وهذا مما يوضح لك أنه ينقل بواسطة إذ لو نقل من كتاب «الطبقات» لأبي عروبة لوجده كما قلناه، والله تعالى أعلم، قال أبو عروبة: قال لي هلال بن العلاء، فذكره.
984 - (م ق) جعفر بن أبي ثور عكرمة، وقيل: مسلم، وقيل: مسلمة السوائي أبو ثور الكوفي.
قال أبو أحمد الحاكم: هو من مشايخ الكوفيين الذين اشتهرت(3/203)
روايتهم عن جابر، روى عنه غير واحد من مشايخ الكوفيين منهم حبيب بن أبي ثابت وليس ذكر عكرمة في نسبه بمحفوظ، وكذا من قال جعفر بن ثور من غير تكنية انتهى.
المزي صدر بتسمية أبي ثور عكرمة.
وقال علي بن المديني: جعفر هذا مجهول، حكاه عنه ابنه عبد الله.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات» فقال: جعفر بن أبي ثور هو أبو ثور بن عكرمة فمن لم يحكم صناعة الحديث توهم أنهما رجلان مجهولان.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك أستاذه ابن خزيمة وأبو عوانة.
وفي «كتاب» البخاري: قال سفيان وزكريا وزائدة عن سماك عن جعفر بن أبي ثور بن جابر عن جابر، وقال حماد بن سلمة عن سماك عن جعفر بن ثور عن جده جابر، وقال النضر عن شعبة عن سماك سمعت أبا ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة عن جابر، وقال أهل النسب: ولد جابر بن سمرة خالدا وطلحة ومسلمة وهو أبو ثور، وقال روح ثنا شعبة ثنا سماك وأشعث عن أبي ثور بن عكرمة عن جده جابر.
وقال أبو أحمد: قال أبو حاتم سألت أبا السائب وهو مسلم بن جنادة عن اسم أبي [ق 73/ أ] ثور بن جابر؟ فقال: اسمه مسلم بن جابر، ومات جابر بن سمرة عن: خالد، ومسلم أبي ثور، وأبي جعفر خالد، وجبير، وجندب، فعقب منهم مسلم وخالد.(3/204)
وقال اللالكائي: الصواب قول من قال جعفر بن أبي ثور عن أبي ثور عن أبيه جابر.
وقال ابن خلفون لما ذكره في «جملة الثقات»: هو ثقة مشهور، ولما خرج ابن منده حديثه في «لحوم الإبل» قال: هذا الإسناد صحيح أخرجه الجماعة - إلا البخاري - لجعفر بن أبي ثور.
وقال البيهقي في «المعرفة»: هو حديث صحيح عند أكثر أهل العلم، وإنما لم يخرجه البخاري لاختلاف وقع في اسم جعفر، وقال شعبة عن أبي ثور بن عكرمة بن جابر أخطأ فيه، وعند الترمذي: أخطأ شعبة، وجعفر رجل مشهور وهو من ولد جابر بن سمرة، روى عنه سماك وابن موهب وأشعث، ومن روى عنه مثل هؤلاء خرج من أن يكون مجهولا.
وقال الحربي: هو كوفي، والرواية عنه قليلة، ولا أدري كيف نسبته إلى جابر بن سمرة.
وفي «الكنى» لمسلم، و «العلل» لعبد الله بن أحمد: جابر جده من قبل أمه.
985 - (م) جعفر بن حميد القرشي أبو محمد الكوفي.
قال المزي: روى عنه مسلم حديثا واحدا، ولم يذكر غيره من أصحاب الكتب خرج له سواه.
وفي كتاب «زهرة المتعلمين وأسامي مشاهير المحدثين»: روى عنه مسلم حديثين.
وقال الجياني الحافظ في كتابه «مشايخ أبي داود»: جعفر بن حميد الكوفي(3/205)
يعرف بزنبقة، حدث عنه أبو داود في ابتداء الوحي، قال: ثنا الوليد بن أبي ثور.
986 - (ع) جعفر بن حيان أبو الأشهب العطاردي.
قال البخاري: مولاهم، وقال عبد الصمد: ثنا جعفر بن حيان العطاردي الحذاء وما رأيته إلا أعمى.
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» قال: توفي سنة اثنتين وستين ومائة.
وسئل يحيى بن معين عن أبي الأشهب وأبي هلال من أحب إليك؟ فقال: أبو الأشهب ثقة.
وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من سلام بن مسكين.
وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
وقال ابن أبي شيبة: وسألته - يعني: ابن المديني – عن جعفر بن حيان؟
فقال: ثقة ثبت.
وفي كتاب «التلخيص» للحافظ أبي بكر الخطيب عن ابن المديني ثقة ثابت(3/206)
الحديث: قال أبو بكر: وهو معروف الحديث.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغنا في معرفة الكنى»: هو ثقة عندهم.
وفي «كتاب» ابن الجوزي عن يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال الرازي: ليس به بأس انتهى.
ويشبه أن يكون وهما، وأنه تداخلت عليه ترجمة في أخرى، وأن هذا القول لم أره عنهما إلا في ترجمة جعفر بن الحارث، وقد أشبعنا [ق 73/ ب] القول في هذا في كتابنا المسمى «بالاكتفاء في تنقيح الضعفاء»، وكذا قوله: هو واسطي، ولم أر من ذكره كذلك، وإنما تداخلت عليه ترجمته بالذي بعده، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات»، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وقال أبو جعفر البغدادي: سئل يحيى عن أبي الأشهب فقال: ليس هو من أهل الحديث.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون قال ابن وضاح: سمعت أبا جعفر محمد بن مسعود يقول: جعفر بن حيان بصري ثقة. وقال ابن صالح: أبو الأشهب ثقة.
وقال سعيد بن عثمان سألت ابن السكن عن أبي الأشهب؟ فقال: ثقة.(3/207)
وكذا قال ابن نمير.
ونسبه ابن السمعاني جفريا، قال: لأنه إنما قيل ولد عام الجفرة فنسب إليها، وهو ثقة توفي سنة سبعين أو إحدى وسبعين.
وفي «كتاب» ابن الأثير: توفي سنة ثلاث وستين ومائة.
وذكر المزي أن جعفر روى عن أبي الجوزاء العطاردي، وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: ثنا موسى بن إسماعيل قال: كان حماد بن زيد يقول: لم يسمع أبو الأشهب من أبي الجوزاء؛ لأن أبا الجوزاء مات قبل فتنة ابن الأشعث. انتهى كلامه. وكأنه غير جيد؛ لأن البخاري ذكر عنه مسندا في «تفسير سورة النجم» أنه قال: ثنا أبو الجوزاء، فذكر حديثا.
ولم ينبه المزي على ما في كتاب «الكمال» من قوله: قال البخاري عن يحيى بن بكير مات سنة وثلاثين ومائة. وهو وهم بغير شك، تداخلت عليه ترجمة في أخري، وبيانه: أن البخاري ذكر في تاريخه «الكبير» و «الأوسط» و «الصغير» أن جعفر بن حيان مات في آخر يوم من شعبان 209/ 402
سنة خمس وستين، لم يختلف قوله في واحد من «تواريخه».
وقال في ترجمة جعفر بن ربيعة في كتابيه: قال يحيى بن بكير مات جعفر سنة ست وثلاثين فيشبه أن يكون قد تداخلتا عليه أو نقله من غير معتمد، والله تعالى أعلم.
وأما إنكاره على صاحب «الكمال» ذكره في الرواة عنه سلم بن زرير، وقال: والمعروف أنه من رفاقه في الرواية عن أبي رجاء العطاردي، فغير منكر أن يكون رفيقه ويروي عنه [ق 74/ أ]، فقد عهدنا الشيوخ يروون عن تلاميذهم، فضلا عن النظراء، اللهم إلا أن يبدي علة غير هذه فيقبل.
987 - (د) جعفر بن الحارث أبو الأشهب النخعي الواسطي الأعمى.
روى عنه: منصور بن زاذان، والعوام بن حوشب، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وعبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة، وأبي هاشم الرماني.
روى عنه: إسماعيل بن عياش، ومحمد بن يزيد الواسطي، ويزيد بن هارون، وأبو عاصم النبيل، وموسى بن إسماعيل المنقري، ومحمد بن عبد الله(3/208)
الخزاعي البصري.
ذكره بحشل في «تاريخ واسط».
وذكر الدوري عن يحيى بن معين أنه ليس حديثه بشيء. وفي موضع آخر: ليس هو ثقة.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: ضعيف.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وفي «تاريخ البخاري»: قال يزيد بن هارون: كان ثقة صدوقا.
وقال أبو حاتم: شيخ، ليس بحديثه بأس.
وقال أبو زرعة الرازي: لا بأس به عندي.
وقال الحاكم في «تاريخ نيسابور» جعفر بن الحارث بن جميع بن عمرو ابن الأشهب النخعي من أتباع التابعين ومن ثقات أئمة المسلمين، ولد ببلخ ونشأ بواسة ثم سكن نيسابور، ودخل الشام فأكثر عنه ابن عياش وغيره من الشاميين، ولهم عنه أفراد، وأكثر الأفراد عنه لأهل نيسابور، وقد كان أبو علي(3/210)
الحافظ جمع حديثه وقرأه علينا.
وقال أبو حاتم بن حبان: هو ثقة ثقة، وليس هذا بأبي الأشهب العطاردي ذاك بصري. وهذا من أهل واسط وجميعا ثقتان.
وقال في كتاب «المجروحين» كان ممن يخطئ في الشيء بعد الشيء، ولم يكثر خطؤه حتى صار من المجروحين في الحقيقة، ولكنه ممن لا يحتج به إذا انفرد وهو من الثقات يغرب ممن نستخير الله تعالى فيه.
وفي «كتاب» أبي جعفر العقيلي: منكر الحديث في حفظه شيء يكتب حديثه، قاله البخاري.
وذكره الساجي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال أبو داود: بلغني عن ابن معين أنه ضعفه.
قيل له: روى عنه إسماعيل بن أبي خالد؟ قال: سمع منه ابن إدريس دله أبوه عليه، قال: ذهبت إليه فإذا شيخ فان.(3/211)
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: ليس بثقة، ثنا يحيى، قال: أبو الأشهب سمع منه يزيد بن هارون، فقال: أبنا جعفر بن الحارث، وكان مسلما صدوقا مرضيا، رحمه الله تعالى.
وقال أبو بشر الدولابي: منكر الحديث ليس بثقة.
وذكره ابن شاهين في «جملة الضعفاء» [ق 74/ ب] ثم أعاد ذكره في «المختلف فيهم» وقال: ينبغي أن يتوقف في أمره حتى تجيء شهادة مرجحة لأحد جانبي توثيقه أو تجريحه مبينة لقول يحيى أو أحمد بن حنبل.
وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف.
قال ابن خلفون في كتاب «المنتقى»، وأبو إسحاق الصريفيني: روى له أبو داود، لم يذكره المزي ولا نبه عليه.
988 - (د ت سي ق) جعفر بن خالد بن سارة المخزومي الحجازي.
ذكر الصيريفيني أن أبا عاصم النبيل روى عنه، وروى عن ابن جريج أيضا عنه.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه» في «كتاب الجنائز» عن أبيه - وكان صديقا لعبد الله بن جعفر - وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وجعفر بن(3/212)
خالد من أكابر مشايخ قريش، وهو كما قال شعبة: اكتبوا عن الأشراف فإنهم لا يكذبون.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للنسائي: جعفر بن خالد ثقة.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك أبو حفص بن شاهين.
وقال أبو علي الطوسي الحافظ في كتاب «الأحكام»، وأبو الحسن بن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»، وأبو محمد بن حزم، وأبو بكر البيهقي في «الخلافيات»، وأبو الفضل بن طاهر في كتاب «الذخيرة»: ثقة.
989 - (ع) جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة أو شرحبيل الكندي المصري.
قال أحمد بن صالح المصري: سكن مصر، وهو ثقة.
ومما يقوي عندك أن المزي ما ينقل من كتاب غالبا إلا بوساطة قوله: قال محمد بن سعد: مات جعفر بن ربيعة سنة خمس أو ست وثلاثين ومائة.
ولم يقل ابن سعد هذا ألبتة، وليس في كتاب «الطبقات» إلا سنة اثنتين وثلاثين على هذا تواردت نسخ كتابه، وعلى تقدير أن لو كان كذلك، فقد أغفل منه الغاية العظمى التي كتابه محتاج إليها أكثر من أمر الوفاة؛ لأنه نقل وفاته عن غيره بنحو ما نقل عنه وهي قوله: حليف بني زهرة، وكان ثقة.
وذكر المزي روايته عن الزهري المشعره بالاتصال عنده، وفي «كتاب»(3/213)
الآجري: سمع أبا داود يقول: جعفر بن ربيعة لم يسمع من الزهري.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: توفي بعد سنة ثلاث وثلاثين عند دخول المسودة مصر. وخرج حديثه في «صحيحه».
وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أنه توفي سنة [ق 75/ أ] خمس وثلاثين، وكذا قاله عبد الباقي بن قانع.
وقال الساجي: اختلفوا فيه.
وقال الإمام أحمد: ثقة ثقة.
وقال ابن صالح: ثقة.
وقال الصدفي: ثنا أحمد بن خالد، قال: سمعت ابن وضاح يقول: سألت أحمد بن سعد – يعني ابن عبد الحكم - عن جعفر بن ربيعة؟ فقال: كان من خيار أهل مصر.
وفي «كتاب» الساجي: قال يحيى بن معين: جعفر بن ربيعة ليس بشيء ضعيف.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال ابن يونس: دخل على عبيد الله بن الحبحابي عامل مصر، فقال له: ممن أنت يا أبا شرحبيل؟ فقال: نحن بنو الغوث بن مر أخي تميم بن مر. قال المزي - ومن ضبط المهندس وقرأته على الشيخ محمد -: قال أحمد: كان شيخنا من أصحاب الحديث ثقة.
كذا ضبط المزي استظهارا وهو غلط؛ إنما فيه: كان شيخا، والله تعالى أعلم.
وهذه عبارة الناس في الموثق وغيره، ولا سيما وليس شيخا لأحمد، فكان يحتمل.(3/214)
وقال الطحاوي: لا نعلم له من أبي سلمة بن عبد الرحمن سماعا، وفي «تاريخ» البخاري قال لنا أبو صالح: ثنا يحيى ثنا أيوب عن جعفر بن ربيعة عن العلاء بن جارية وأبي سلمة.
990 - (ق) جعفر بن الزبير الحنفي الدمشقي، نزيل البصرة.
قال البخاري في «تاريخه الكبير»: تركوه. وقال في «الأوسط» - وذكره في فصل من مات بين الأربعين ومائة إلى الخمسين: أدركه وكيع ثم تركه.
وقال علي بن المديني: ضعفه يحيى جدا.
وقال محمد بن الجارود: ضعيف.
وذكره البرقي في طبقة من ترك حديثه.
وقال الساجي: كان رجلا صالحا يهم في الحديث، لا يحتج به في الأحكام لغفلته، وتحتمل الرواية عنه في الأدب والزهد لفضله.
وذكره العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: من خيار الناس ولكن لا أكتب حديثه.
وقال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب «التحقيق»: أجمعوا على أنه متروك.
وقال في كتاب «الضعفاء»: قال البخاري وأبو الفتح الأزدي: متروك. وكذا قاله علي بن الجنيد وأبو الحسن الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل».(3/215)
قال أبو حاتم بن حبان: يروي عن القاسم وغيره أشياء كأنها موضوعة، وكان ممن غلب عليه التقشف حتى صار وهمه شبيها بالوضع، تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، سمعت عمر بن محمد: سمعت محمد بن حريث البخاري يقول: سمعت هانئ بن النضر يقول: سألت علي بن المديني عن جعفر بن الزبير؟ فقال: استغفر ربك.
قال أبو حاتم: روى جعفر بن الزبير [ق 75/ ب] عن القاسم عن أبي أمامة نسخة موضوعة أكثر من مائة حديث، روى عنه المكي بن إبراهيم.
ولما ذكره ابن شاهين في «جملة الضعفاء» قال: كان شعبة يحلف أنه كذاب.
وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف متروك مهجور.
991 - (ل ت ص) جعفر بن زياد الأحمر أبو عبد الله الكوفي.
وقال أبو زكريا يحيى الساجي: ثقة، وقد روى مناكير.
وفي «العلل» لعبد الله بن أحمد عن أبيه قد روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع، وكان يتشيع.
وذكره أبو الفتح الأزدي - فيما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» - فقال: مائل عن القصد فيه تحامل وشيعية غالية وحديثه مستقيم، وهو مولى مزاحم بن زفر من تيم الرباب، وكان له ابن يقال له: علي يحسن الحديث ثقة.
وقال ابن صالح: ثقة، كان فيه تشيع، وكان متعبدا.
وكناه ابن الأثير: أبا شيبة.(3/216)
وقال أبو زرعة - فيما ذكره البرذعي - بيده لما سئل عنه، فلم يثبته ولم يضعفه.
وقال البزار في كتاب «السنن» تأليفه: فيه شيعية متجاوزة، وقد كتبت حديثه على ما فيه.
وقال الخطيب: وقول السعدي فيه: مائل عن الطريق – يعني – في مذهبه، وما نسب إليه من التشيع.
وذكره العقيلي وأبو القاسم البلخي والتميمي والبرقي في «جملة الضعفاء».
وقال عثمان بن أبي شيبة: صدوق ثقة.
وقال أبو الحسن الكوفي: ثقة كوفي.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال ابن حبان: كثير الرواية عن الضعفاء وإذا روى عن الثقات تفرد عنهم بأشياء في القلب منها.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: يعتبر به.
وقال ابن قانع: توفي سنة خمس وستين ومائة، وكان زيديا.
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة.(3/217)
992 - (د) جعفر بن سعد بن سمرة أبو محمد الفزاري السمري.
قال أبو محمد بن حزم، وأبو الحسن بن القطان - لما ذكرا له حديثا في الزكاة -: هو وابن عمه خبيبا مجهولان.
وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي.
وذكره [ق 76/ أ] أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
993 - (بخ) جعفر بن سليمان الضبعي البصري.
قال ابن القطان: مختلف فيه.
وقال الخطيب الحافظ: أنبا محمد بن عبد الواحد والمنتجالي قالا: ثنا إسماعيل بن محمد الوراق ثنا محمد بن يونس قال: قال أبو الأشعث - يعني أحمد بن المقدام العجلي -: كنت قد كتبت عن جعفر بن سليمان وعبد الوارث بن سعيد، فكنا يوما في مجلس يزيد بن زريع فأقبل علينا فقال: بلغني أن جماعة منكم يأتون جعفر بن سليمان وعبد الوارث فمن كتب عنهما فلا يقربن مجلسي، إن جعفرا رافضي وعبد الوارث معتزلي، وما رأيت التنوري أتى جمعة قط.
وقال أبو حاتم بن حبان البستي: جعفر بن سليمان الضبعي كان يبغض الشيخين، ثنا الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن أبي كامل ثنا جرير ابن يزيد بن(3/218)
هارون بين يدي أبيه، قال: بعثني أبي إلى جعفر، فقلت: بلغنا أنك تسب أبا بكر وعمر. قال: أما السب فلا ولكن البغض ما شئت، فإذا هو رافضي مثل الحمار.
قال أبو حاتم: كان جعفر من الثقات المتقنين في الروايات غير أنه كان يتنتحل الميل إلى أهل البيت ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بخبره جائز، فإذا دعا إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره، ولهذه العلة ما تركوا حديث جماعة ممن كانوا ينتحلون البدع ويدعون إليها وإن كانوا ثقات، واحتجوا بأقوام ثقات انتحالهم كانتحالهم سواء غير أنهم لم يكونوا يدعون إلى ما ينتحلون، وانتحال العبد بينه وبين ربه إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه. وعلينا بقبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقات على حسب ما ذكرناه في غير موضع من كتبنا.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا المقدمي ثنا جعفر بن سليمان، قال: كنت إذا وجدت قسوة من قلبي أتيت محمد بن واسع فنظرت في وجهه.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: قال أبو الفتح الأزدي: كان فيه تحامل على بعض السلف، وكان لا يكذب في الحديث، ويؤخذ عنه الزهد والرقائق، فأما الحديث، فعامة حديثه عن ثابت وغيره فيها نظر ومنكر.
وقال ابن سعد: كان ثقة وربما ضعف، وكان يتشيع.
كذا هو في نسختي وهي صحيحة، والذي نقله [ق 78/ أ] عنه المزي: وبه ضعف - لم أره، ولا أستبعده، فينظر، وغالب الظن أن المزي إنما(3/219)
نقله من كتاب «الكمال».
وذكره أبو بشر الدولابي وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء»، زيد: بصري نسبه إلى الرفض.
وفي «كتاب» أبي العرب قال أحمد بن محمد بن زياد: سمعت أبا داود سمعت إسحاق بن إبراهيم يحدث أحمد بن حنبل قال: ما أعلم أني جلست مجلسا عند حماد بن زيد إلا نهى فيه عن: جعفر بن سليمان وعبد الوارث، قال أبو العرب: جعفر للتشيع، وعبد الوارث للقدر.
وهو خلاف ما ذكره المزي: كان حماد بن زيد لا ينهى عنه، والله أعلم.
وقال السعدي: روى أحاديث مناكير، وهو ثقة متماسك وكان لا يكتب.
وفي كتاب ابن البرقي: قيل ليحيى بن معين: إن يحيى كان لا يروي عنه، فقال: كان ابن مهدي يروي عنه فما يسوي قول يحيى فيه شيئا؟ رأيته يثبته.
وقال أبو الحسن الكوفي: ثقة.
وقال الدوري: كان جعفر إذا ذكر معاوية شتمه وإذا ذكر علي قعد يبكي.
وقال يزيد بن هارون: كان جعفر من الخائفين، وكان يتشيع، وكان ثقة، حديثه حديث الخائفين.
وقال ابن أبي شيبة: وسألته - يعني علي بن المديني - عن جعفر بن سليمان؟ فقال: هو ثقة عندنا.(3/220)
وفي موضع آخر: أكثر عن ثابت وبقية أحاديثه مناكير، وقال حماد بن زيد: كان جعفر يطلب الحديث لنفسه لم يكن يطلبه للناس.
وقال السمعاني: كان ثقة متقنا وكان يبغض الشيخين.
وقال الساجي: لم يسب الشيخين قط.
وقال عبد الرازق بن همام: كان فاضلا.
وخالف هؤلاء جميعهم الحاكم النيسابوري فذكره «فيمن عيب على مسلم إخراج حديثه في الشواهد»، بقوله: والذي عندنا أنه صدوق، وإنما أتي من النصب كان يبوح بأن طليق قالوذ أحب إلي من علي بن أبي طالب. فينظر، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في «الثقات» و «الضعفاء» وقال في «المختلف فيهم»: إنما تكلم فيه لعلة المذهب، وما رأيت من طعن في حديثه إلا ابن عمار بقوله: [ق 78/ ب] جعفر بن سليمان ضعيف.
وقال أبو الفرج بن الجوزي: في بعض حديثه منكر.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة قال: عبيد الله بن عمر لما ثنا جعفر بحديث «الحورية» سال من عينيه دموع، فلما قال في الحديث: «يا خيل الله اركبي»، تشنج حتى خشينا أن نفسه ستذهب.
994 - (سي) جعفر بن أبي طالب أبو عبد الله رضي الله عنه.
قال أبو أحمد العسكري: أسلم بمكة بعد علي بقليل، ويقال: إن أبا طالب رأى النبي صلى الله عليه وسلم وعليا يصليان فقال لجعفر: صل جناح ابن عمك، وله(3/221)
فيه شعر انتهى.
الشعر الذي أشار إليه أنشده أبو هفان في ديوان أبي طالب في شأن جعفر لما أمره بالصلاة:
إن عليا وجعفرا بفتى ... عند احتدام الأمور والكرب
أراهما عرضتا اللقاء ... إذا ساميت أو انتمى إلى حسب
وأنشد له أيضا في ذلك: -
والله لا أخذل النبي ... ولا يخذله من بني ذو حسب
إن عليا وجعفرا ثقة ... وعصمة في النوائب
لا تبعدا وانصرا ابن عمكما ... أخي لأمي من بينهم وأبي
قال العسكري: ويقال أسلم بعد أحد وثلاثين إنسانا، كان هو الثاني والثلاثين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميه أبا المساكين، وكذا ذكره أبو عيسى الترمذي في «جامعه».
قال أبو أحمد: واستشهد يوم مؤتة سنة سبع، وهو أول من عرقب فرسه في سبيل الله تعالى، وضرب في مقدمه أربعا وخمسين ضربة بالسيف، وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلقه وخلقه رضي الله عنه. وفي «ربيع الأبرار» قال جعفر لأبيه: يا أبت، إني لأستحي أن أطعم طعاما وجيراني لا يقدرون على شراءه فقال له أبوه: إني لأرجوا أن يكون منك خلف من عبد المطلب.
وفي كتاب «النسب» للشريف أبي القاسم المعروف بابن خداع:
يكنى أبا محمد، وقيل أبو عبد الله، وكان مولده بعد الفيل بعشرين سنة، وأدركه الإسلام وهو رجل.(3/222)
وفي «كتاب» البزار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علي أصلي وجعفر فرعي».
وقال: لا نعلمه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم متصلا إلا من هذا الوجه، ولا نعلم به [ق 79/ أ] إلا هذا الإسناد.
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: قال أبو هريرة: ما من ذات نطاق أحب إلي أن تكون أمي من أم ولدته - يعني جعفرا -.
وقال الطبري: أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.
وفي «سير» ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جعفر ومعاذ بن جبل.
وضعف ذلك الواقدي وقال: المؤاخاة كانت قبل بدر، وفي بدر نزلت آية الميراث وانقطعت المؤاخاة وجعفر إذ ذاك بالحبشة.
وفي «الطبقات»: الجناحان اللذان في الجنة له من ياقوت، وقال رسول الله: «رأيت جعفرا ملكا يطير في الجنة تدمي قادمتاه، ورأيت زيد دون ذلك، فقلت: ما أظن أن زيدا دون جعفر، فأتاه جبريل فقال: إن زيدا ليس دون جعفر ولكنا فضلناه لقرابته منك».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأته: «تسلي ثلاثا ثم اصنعي ما شئت».
قال محمد بن عمر: وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفرا بخيبر خمسين وسقا من تمر في كل سنة.
وفي كتاب «الصحابة» للبرقي: ولد لجعفر عبد الله وعون ومحمد، لم يولد له إلا هؤلاء الثلاثة.
ولما ذكره أبو عروبة الحراني في «طبقة البدريين» ذكر عن: جعفر بن محمد(3/223)
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لجعفر بن أبي طالب سهمه وأجره ببدر.
995 - (ع) جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري الأوسي المدني.
ذكر المزي أنه روى عن أنس، وأبى ذلك ابن حبان فقال - لما ذكره في الثقات -: روى عن أنس إن كان حفظه أبو بكر الحنفي.
وقال مسلم في «الطبقة الثانية من أهل المدينة»: هو والد عبد الحميد.
وقال البخاري في «التاريخ» رأى أنسا.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي - في بعض النسخ المعتمدة من كتاب «الجرح والتعديل» -: جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري مدني ثقة.
وفي قول المزي: وقيل إن رافع بن سنان جده لأمه - نظر، لأني لم أر أحدا خالف ذلك حتى ذكره بلفظ: وقيل، والذي رأيت أن ابن يونس لما ذكره لم يزد على: جعفر بن عبد الله بن الحكم، قال: وروى عنه حميد بن مخراق.
وقول أبي حاتم الرازي الذي حكاه عنه ابنه: جعفر بن عبد الله بن الحكم [ق 79/ ب]، ابن رافع بن سنان الأنصاري الأوسي، ورافع بن سنان هو جده لأمه، ولم أر من ذكر هذه اللفظة غيره، والله تعالى أعلم.(3/224)
وعاب المزي على صاحب «الكمال» ذكره في مشايخه علباء بن أحمر، ولم يتبين من أين سرى له هذا الوهم والذي أظنه سوى ذلك له من اللالكائي، فإنه ذكر ذلك، والله أعلم.
996 - (د) جعفر بن عبد الواحد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب من ساكني بغداد وأصله بصري.
خرج إلى الثغر قاضيا فمات به سنة ثمان وستين ومائتين وكان ثقة. روى عنه أبو داود، فيما ذكره أبو علي الجياني ومسلمة، ولم يذكره المزي.
997 - (خ م ت س ق) جعفر بن عمرو بن أمية الضمري المدني.
قال ابن حبان لما ذكره في «جملة الثقات»: أمه نخيلة بنت عبيده بن الحارث بن عبد المطلب، مات في ولاية الوليد بن عبد الملك سنة خمس وتسعين. وخرج حديثه في «صحيحه».
وفي «تاريخ البخاري»: هو والد عمرو بن جعفر وجد جعفر بن عمرو.
وذكره ابن خلفون في «جملة الثقات».
998 - (م د تم س ق) جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي الكوفي.
ذكره ابن حبان وابن خلفون في «جملة الثقات»، وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».(3/225)
999 - (ع) جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث.
ذكره البستي في «جملة الثقات»، وقال: مات منصرفا من الحج سنة سبع في رجب أو شعبان وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: وثقه ابن صالح وابن وضاح، زاد ابن صالح: وكان رجلا صالحا صاحب سنة وتعبد، وكان أصم وليس بشديد الصمم.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات» أيضا.
وقال عبد الباقي بن قانع في كتاب «الوفيات»: هو ثقة وقال أبو موسى المديني في كتاب «التابعين»: روى عن جماعة جلة من التابعين.
1000 - (س ق) جعفر بن عياض يروي عن أبي هريرة.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في الاستعاذة في «صحيحه»، وكذلك أبو عبد الله الحاكم النيسابوري.
وقال الحافظ أبو علي الطوسي - لما خرج حديثه -: معروف في المدنيين.
وفي كتاب «العلل» لعبد الله بن أحمد: سألت أبي عن جعفر بن عياض، فقال: لا أذكره.
وذكره أبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء».
وزعم بعض المتأخرين من المصنفين أنه لا يعرف والله يغفر لنا وله، وزعم الصريفيني أن الترمذي روى له أيضا. [ق80/ أ].(3/226)
1001 - (ع) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم المدني الصادق.
ذكره البستي في «جملة الثقات» وقال: كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا، يحتج بروايته ما كان من غير رواية أولاده عنه؛ لأن في حديث ولده عنه مناكير كثيرة، وإنما مرض القول فيه من مرض من أئمتنا لما رأوا في حديثه من رواية أولاده، وقد اعتبرت حديثه من حديث الثقات عنه مثل: ابن جريج والثوري ومالك وشعبة وابن عيينة ووهب بن خالد وذويهم فرأيت أحاديث مستقيمة ليس فيها شيء يخالف حديث الأثبات، ورأيت في رواية ولده عنه أشياء ليس من حديثه ولا من حديث أبيه ولا من حديث جده، ومن المحال أن يلصق به ما جنت يدا غيره.
وفي كتاب أبي الشيخ ابن حيان المسمى «بالأقران»: روى جعفر بن محمد عن سفيان بن سعيد الثوري.
وفي كتاب «المقالات» لأبي المظفر طاهر بن محمد الإسفرائيني: الناووسية يزعمون أن جعفر بن محمد لم يمت وأنه المهدي المنتظر، وجماعة من السبائية يوافقونهم في هذا القول، ويزعمون أنه كان يعلم كل ما يحتاج إلى شيء من دين أو دنيا عقلي أو شرعي ويقلدونه في جملة أبواب الدين، حتى لو سئل واحد منهم عن جواز الرؤبة على الله تعالى أو غيره مما يناسبه؟ كان جوابه أن يقول: فيه يقول جعفر.
قال أبو المظفر: وقد كذبوا على ذلك السيد الصادق.
وفي «كتاب» ابن عساكر: لما قيل له: إن حكيما الكلبي ينشد الناس بالكوفة هجاءكم. قال وما قال؟ قال:
صلبينا لكم زيدا أعلى جذع نخلة ... ولم ير زيدا بأعلى النخل يصلب
وقسيم لعثمان عليا سفاحه ... عثمان خير من علي وأطيب(3/227)
رفع يديه وهما ينتفضان إلى السماء، وقال: اللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبا من كلابك. قال: فخرج حكيم من الكوفة فأدلج فافترسه الأسد، وأكله، فلما جاء جعفر البشير خر ساجدا، وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده.
وقال الساجي: كان جعفر بن محمد صدوقا مأمونا إذا حدث عنه الثقات فحديثه مستقيم، وإذا حدث عنه من دونهم اضطرب حديثه.
سمعت ابن المثنى يقول: ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن سفيان عن جعفر بشيء، ولا عن غيره عنه بشيء قط، وسمعت يحيى يحدث عنه.
وسمعت بندارا يقول: خط عبد الرحمن بن مهدي على حديث نيف وثمانين شيخا، روى عنهم الثوري منهم جعفر بن محمد، وقال: جعفر بن محمد يقول مرة عن أبيه ومرة عن آبائه.
قال أبو يحيى: وبلغني عن ابن معين أو ابن سعيد أنه قيل له: يقدم مجالدا على جعفر بن محمد؟ فقال: كان جعفر أوثق من مجالد، ومن أين كان له أحاديث جعفر بن محمد، حديث جعفر مستقيم صحيح إذا حدث عنه [ق 80/ ب] الثقات، وإذا حدث عنه حماد بن عيسى ومغيث كاتبه فلا.
قال أبو يحيى: وقال يحيى بن سعيد: لولا جيراني هؤلاء النوفليين أخافهم ما حدثت عنه.
قال أبو يحيى: ومغيث وعلي بن أبي علي اللهبي ونظراؤهما إنما كان جعفر يؤتى من قبلهم.
وروى عن يحيى بن معين قال: يتحدث الناس – والله أعلم - أن جعفر لما دخل على المنصور هو وعبد الله بن حسن بن حسن سأل عبد الله عن ابنه فقال: ما أدري أين هو؟. فأقبل جعفر على أبي جعفر فقال: هذا يزعم أنه مثل أبي قحافة ولي ابنه وهو حي، فأكرم أبو جعفر جعفر بن محمد وحبس عبد الله بن حسن.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: عثمان بن أبي شيبة - سئل عنه -:(3/228)
بمثل جعفر يسئل عنه؟ وهو ثقة إذا روى عنه الثقات.
وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون.
وقال العلامة أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد في كتابه «التعريف بصحيح التاريخ»: كان إمام هدى وعلما من أعلام الدين، وكان أكثر كلامه حكم.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: ثقة.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: حدثني عياش بن المغيرة قال: ولد - يعني جعفرا - سنة الجحاف سنة ثمانين، حدثني عبد الله بن أبي الأسود عن يحيى بن سعيد: كان جعفر إذا أخذت منه العفو لم يكن به بأس، وإذا حملته حمل على نفسه.
وفي «كتاب» المزي: وقال الجعابي رأيت بعض من صنف يذكر أن جعفر ولد سنة ثمانين، قال المزي: وكذا قاله ابن منجويه واللالكائي أن مولده سنة ثمانين. انتهى.
وهذا قصور من الجعابي ومن بعده، يكون الشيء موجودا عند البخاري ويذكر من عند غيره تخمينا لا يقينا الحمد لله على العافية.
وقال ابن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»: كان كثير الحديث ولا يحتج به ويستضعف، سئل مرة: سمعت هذه الأحاديث التي تروي عن أبيك منه؟ فقال: نعم. وسئل مرة أخرى عن مثل ذلك فقال: إنما وجدتها في كتبه. توفي بالمدينة وهو ابن إحدى وسبعين سنة.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: لما خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة هرب [ق / 81] جعفر إلى ماله بالفرع، فلم يزل هنالك مقيما متنحيا عما كانوا فيه حتى قتل محمد بن عبد الله واطمئن الناس وأمنوا، رجع فلم يزل بالمدينة حتى توفي سنة سبع أو ثمان وأربعين في خلافة أبي جعفر، وهو(3/229)
يومئذ ابن إحدى وسبعين.
وفي «كتاب» الساجي: قال سفيان بن عيينة: أربعة من قريش لا نعتمد على حديثهم: ابن عقيل، وعاصم بن عبيد الله، وجعفر بن محمد، وعلي بن زيد بن جدعان.
وذكر مصعب الزبيري عن مالك قال: اختلفت إلى جعفر زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصلي، وإما صائم، وإما يقرأ القرآن، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه، وكان من العلماء العباد الزهاد الذي يخشون الله، ولقد حججت معه سنة فلما أتى الشجرة أحرم، فكلما أراد أن يهل يغشى عليه، فقلت له: لا بد لك من ذلك، وكان يكرمني وينبسط إلي، فقال: يا ابن أبي عامر أخشى أن قول: لبيك اللهم لبيك فيقول: لا لبيك ولا سعديك.
قال مالك: ولقد أحرم جده علي بن حسين، فلما أراد أن يقول: لبيك اللهم لبيك أو قالها غشي عليه، وسقط من ناقته فهشم وجهه.
وقال البيهقي من كتاب «السنن والآثار»: وجعفر ممن عرفت حاله وثقته وشهرته بالعلم والدين.
وفي «كتاب الزبير» بن أبي بكر: ولد جعفر بن محمد: إسماعيل، وعبد الله، وموسى، وإسحاق، ومحمد، وعلي، وجعفر، والعباس بنو جعفر بن محمد، رضي الله تعالى عنهم.
ولو أردنا أن نذكر من كلام جعفر وحلمه وفتياه أكثر مما ذكره المزي لوجدنا جماعة ممن ينسب إلى أهل البيت قد صنفت في ذلك مصنفات عدة مثل: ابن النعمان، ونصر الكاتب، وشبههما، ولكنا ما نذكر إلا ما أصلناه قبل من(3/230)
مدحة للشخص أو ذم.
1002 - جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي.
بثاء مثلثة وعين مهملة، كذا ألفيته مضبوطا باللفظ بخط ابن سيد الناس.
وفي كتاب المزي مضبوطا، بخط المهندس وغيره، بالغين المعجمة، فينظر والله تعالى أعلم.
مات سنة نيف وأربعين ومائتين، كذا هو في كتاب الصريفني. [ق 81 /ب].
1003 - (ت) جعفر بن محمد بن الفضل أبو الفضل الرسعني.
قال أبو إسحاق الصريفيني: قال فيه النسائي: صالح.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
ولم يذكر المزي أن النسائي روى عنه ولا له، ويشبه أن يكون غير جيد؛ لأنه ثابت في «مشيخته»، وعند صاحب «الزهرة»، والصريفيني، وصاحب «النبل»، فينظر، والله تعالى أعلم.
1004 - جعفر بن محمد بن الهذيل بن بنت أبي أسامة.
قال مسلمة في كتاب «الصلة»: كوفي صاحب حديث، كيس، توفي بالكوفة.(3/231)
ولما ذكرها الخلال في «أصحاب أحمد» مدحه وقال: كان عنده عن أبي عبد الله مسائل صالحة، وكناه أبا عبد الله.
1005 - (صد) جعفر بن محمود بن عبد الله بن محمد بن مسلمة، الأنصاري المدني.
خرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في «صحيحه»، وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
1006 - (د س ق) – جعفر بن مسافر بن إبراهيم التنيسي، أبو صالح الهذلي مولاهم.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: توفي بتنيس من أرض مصر، وهو ثقة، وقد أدركت ابنه، وحدثني عن أبيه، وبنحوه ذكره أبو علي الجياني الحافظ.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
1007 - (قد) جعفر بن مصعب بن الزبير بن العوام الأسدي الحجازي.
يروي عن: عروة بن الزبير، روى عنه: الزبير بن عبد الله، وهو أخو مصعب بن الزبير. قاله ابن حبان في «الثقات» لما ذكره فيهم، وزعم بعض المصنفين من المتأخرين على عادته أنه لا يدري من هو.(3/232)
1008 - (س) جعفر بن المطلب بن أبي وداعة، السهمي المدني.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» وكناه أبا كثير، وقال: روى عنه عبد العزيز بن رفيع، وقد روى ابن جريح عن ابنه سعيد بن جعفر، وابن أخيه سعيد بن كثير.
وفي «تاريخ البخاري»: روى ابن جريح عن ابن جعفر، وسعيد بن كثير عن جعفر يعني ابن كثير المكي.
1009 - (بخ د ت س فق) جعفر بن أبي المغيرة القمي الخزاعي.
خرج ابن حبان البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي.
وفي «كتاب الصريفيني»: قال ابن منده: ليس بقوي في سعيد بن جبير.
وذكر ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين، وقال: قال أحمد: هو ثقة، وهو جعفر المصور.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في «تاريخ أصبهان»: اسم أبي المغيرة دينار.(3/233)
1010 - (4) جعفر بن ميمون التميمي الأنماطي.
لما خرج الحاكم حديثه في «صحيحه» نسبه عبديا – يعني بطنا من تميم -، وقال: هو من ثقات البصريين، حدث عنه يحيى بن سعيد، ولا يحدث يحيى إلا عن الثقات.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» وذكره في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين.
وفي «سؤالات أبي داود» قال: سمعت يحيى يضعفه.
وفي كتاب العقيلي: قال أحمد بن حنبل: أخشى أن يكون ضعيف الحديث.
[ق101/أ] وقال البخاري: ليس بشيء.
وقال أبو الحسن الكوفي: بصري ثقة.
وذكره أبو العرب القيرواني في «جملة الضعفاء».
وفي كتاب أبي محمد بن الجارود: ليس بثقة.
ونسبه ابن خلفون في «كتاب الثقات»: خزاعيا.(3/234)
وذكره يعقوب في «باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنا نسمع أصحابنا يضعفونهم».
1011 - (دق) جعفر بن يحيى بن ثوبان، حجازي.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم.
وفي «كتاب البخاري»: القواس.
وقال أبو الحسن بن القطان: مجهول الحال.
1012 - (س) جعيل بن زياد، ويقال: ابن ضمرة، الأشجعي، كوفي.
في «كتاب» أبي نعيم: جعال، وفي «كتاب» ابن ماكولا: جميل، قال: وهو تصحيف.
وقال أبو عمر: حديثه في أعلام النبوة حسن.
وقال أبو صالح المؤذن، وأبو أحمد العسكري، وأبو الفتح الأزدي: تفرد عنه بالرواية عبد الله بن أبي الجعد.
وقال البغوي: لا أعلمه روى غير هذا الحديث - يعني كنت مع النبي في بعض غزواته -.(3/235)
وزعم البرديجي: أنه في الصحابة فرد. وليس جيدا، استدركناه عليه قديما لذكر أبي عمر أيضا جعيل بن سراقة الضمري في «الصحابة».(3/236)
من اسمه جمعه وجمهان
وجميع وجميل
1013 - (خ) جمعة، واسمه يحيى بن عبد الله بن زياد السلمي أبو بكر البلخي.
خرج ابن حبان حديثه في «صحيحه».
وقال ابن عساكر: مات يوم الخميس لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين.
وفي كتاب «الزهرة»: توفي سنة ثلاث وعشرين، وروى عنه البخاري حديثا واحدا.
وفي «كتاب» الكلاباذي: [ق 82/ ب] مات يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة، وصلى عليه إبراهيم بن يوسف.
1014 - (ق) جمهان أبو العلاء مولى الأسلميين.
كان علي بن المديني يقول: أمي من ولد عيسى بن جمهان.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، ومسلم في «الطبقة الأولى من أهل المدينة».(3/237)
1015 - (تم) جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي الكوفي.
قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: أخشى أن يكون كذابا.
وفي تاريخ البخاري، بخط ابن الأبار الحافظ مجودا: جميع بن عمر بن عبد الرحيم.
وقال أبو الحسن الكوفي: لا بأس به يكتب حديثه وليس بالقوي.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».
1016 - (4) جميع بن عمير بن عفاق التيمي أبو الأسود الكوفي.
قال أبو محمد ابن الجارود: فيه نظر.
وقال الساجي: له أحاديث مناكير، وفيه نظر وهو صدوق.
وقال أبو الحسن الكوفي: جميع لا بأس به، يكتب حديثه وليس بالقوي، وفي موضع آخر: [ق 101/ب] – فيما ذكره عنه أبو العرب، ولم أره -: تابعي ثقة.
قال أبو العرب: ليس يتابع أبو الحسن على جميع. انتهى كلامه، وفيه نظر لما قاله عنه أبو حاتم الرازي وغيره.
وذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، ثم قال في كتاب «المجروحين»: كان رافضيا يضع الحديث، أبنا مكحول ببيروت، قال: سمعت جعفر بن أبان الحافظ يقول: سمعت ابن نمير يقول: جميع بن عمير من أكذب الناس، وكان يقول: الكراكي تفرخ في السماء ولا تقع أفراخها.
وذكر الخطيب في «رافع الارتياب» أن أبا سفيان الحميري قال: عن هشيم عن العوام بن حوشب عن عمير بن جميع. ووهم، إنما هو جميع بن عمير، وقد رواه عمرو بن عون عن هشيم على الصواب.(3/238)
1017 - (د) جميع جد الوليد بن عبد الله بن جميع.
خرج الحافظ أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، وأبو علي الطوسي.
وأبو الحسن الدارقطني حسن حديثه في «سننه».
وأشار أبو حاتم الرازي في كتاب «العلل» إلى جودة حديثه.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين على العادة أنه لا يدري من هو. [ق 83/ أ].
1018 - (ق) جميل بن الحسن بن جميل العتكي، أبو الحسن البصري، نزيل الأهواز.
قال مسلمة في كتاب «الصلة»: أبنا عنه ابن المحاملي، وهو ثقة.
وخرج الحافظ أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو حاتم ابن حبان، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو محمد بن الجارود، والدرامي.
وفي «التاريخ الأوسط» للبخاري: حديثه ليس بشيء.
1019 - (د عس ق) جميل بن مرة الشيباني البصري.
قال عبد الرحمن بن خراش: في حديثه نكرة.(3/239)
وقال ابن أبي حاتم: أبنا عبد الله بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إلي - قال: قال لي أبي: جميل بن مرة بصري، ما أعلم إلا خيرا، ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: جميل بن مرة ثقة.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن شاهين، وخرج ابن الجارود حديثه في «منتقاه».(3/240)
من اسمه جنادة وجندب
1020 - (ع) جنادة بن أبي أمية كبير الأزد ثم الزهراني، أبو عبد الله الشامي، ويقال: الدوسي.
وقال خليفة: اسمه – يعني أبا أمية - مالكا، والصحيح أن جنادة بن مالك الأزدي آخر، كذا قاله المزي معتقدا أن زهران مناف لدوس، وما علم أن دوسا من زهران فكان يكفيه أن يقول: الدوسي، على أن الكلاباذي قال: الدوسي وهم، والصواب السدوسي، والله أعلم، وكذلك قوله: الأزدي عي من الكلام الذي لا فائدة فيه، لأن كل دوسي وزهراني من الأزد ولا ينعكس.
بيانه ما ذكره الكلبي وغيره: دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران [ق 102/ 1] بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
وأما ما ذكره عن خليفة فإني لم أجده في كتابيه «التاريخ»، و «الطبقات».
ونص ما في «الطبقات»: ومن بني غبر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب جنادة بن أبي أمية روى في صيام يوم الجمعة [ق 83/ ب] مات سنة ثمانين.
وقال في «التاريخ»: وفي سنة ثمانين مات: السائب بن يزيد، وجنادة ابن أبي أمية، وأبو إدريس الخولاني، وجبير بن نفير، وعبد الرحمن بن عبد القاري، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب. انتهى.(3/241)
فهذا كما ترى خليفة لم يتعرض لذكر أبيه بتسمية. ولا غيرها، والله أعلم.
وذكر المزي في الرواية عن جماعة منهم: حذيفة الأزدي، وأبو الفتح الأزدي يقول في كتاب «السراج»: أن جنادة الأزدي لا يحفظ أحدا حدث عنه إلا حذيفة الأزدي.
وزعم البارودي أن الذي سكن مصر هو جنادة بن مالك، قال: وجنادة بن أبي أمية روى عنه أبو الخير حديث الصيام.
وفي كتاب ابن قانع: جنادة بن أبي أمية مالك الأزدي.
وقال العسكري: جنادة بن مالك الأزدي له صحبة، سكن مصر، ومات سنة ثمانين، روى عنه: حذيفة، وروى هو عن: حذيفة حديث الصيام.
وقول المزي: والصحيح أن جنادة بن مالك الأزدي آخر. انتهى.
وهو في هذا تبع ابن عبد البر، وفاته شيء، وذلك أن أبا عمر لم يقل هذا إلا رادا على ابن أبي حاتم فيما حكى عن أبيه: جنادة بن أمية الدوسي واسم أبي أمية كبير، لأبي أمية صحبة وهو شامي. انتهى.
وقال البخاري: جنادة بن أبي أمية واسم أبي أمية كبير.
وقال الحافظ أبو القاسم يحيى بن علي بن محمد الحضرمي في كتابه «المختلف والمؤتلف» مثله وضبطه بالياء الموحدة.
وضبطه يعقوب بن سفيان في الطبقة العليا من أهل الشام.
وقال ابن سعد: جنادة بن أبي أمية غير جنادة بن مالك.(3/242)
وقد وهم ابن أبي حاتم فيه - يعني في جنادة الأزدي - وفي جنادة بن أبي أمية – يعني إذ ذكر ابن مالك الأزدي في الكوفيين والأزدي بعده - وهو كما قال ابن سعد هما اثنان عند أهل العلم. انتهى.
وفي «كتاب» البخاري: قال عمرو بن علي: مات سنة نيف وستين، وفي نسخة أخرى: سنة تسع وستين، قال البخاري: وفي وفاته نظر.
وفي سؤالات ابن الجنيد: سمعت يحيى وقيل له: جنادة بن أبي أمية الأزدي الذي روى عنه مجاهد له صحبة؟ قال: نعم. قلت: الذي روى عن عبادة؟ قال: هو هو.
وقال صاحب «تاريخ القدس» في كتابه: هو تابعي روى عنه عجير بن هانئ.
وقال الطبري في كتاب «الطبقات» تأليفه: وقد كان بالشام من أقران عبد الرحمن بن غنم ممن أخذ عن معاذ وذويه جماعة منهم: جنادة بن أبي أمية الأزدي.
وقال المنتجالي: جنادة بن أبي أمية الأزدي شامي تابعي ثقة من كبار التابعين، قال مجاهد: غزونا رودس في خلافة معاوية وعلينا جنادة بن أبي أمية الأزدي، ومعنا تبيع ابن امرأة كعب.
وقال ابن حبان: وقد قيل: إن له صحبة، وليس ذلك بصحيح.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: أراد معاوية أن يدعي جنادة فقال [ق 102/ ب].(3/243)
له: إنما أنا سهم من كنانتك، فارم بي حيث شئت.
وكتب إليه مرة يأمره بالغزو في البحر، وذلك في الشتاء بعد إغلاق البحر، فقال جنادة اللهم إن الطاعة علي، وعلى هذا البحر، اللهم إنا نسألك أن تسكنه فزعموا أنه ما أصيب فيه أحد.
1021 - (ت) جنادة بن سلم السوائي الكوفي.
قال الساجي: هو أبو أبي السائب بن جنادة، حدث عن هشام بن عروة حديثا مكرا، عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آخر بقايا في الإسلام خراب المدينة».
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
1022 - (ع) جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي.
نسبة إلى: علقة بن عبد الله بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث وهو بجيلة. كذا قاله السمعاني، والمعروف أن بجيلة هم ولد أنمار بن إراش، وكذا ذكره هو في حرف «الباء الموحدة»، فينظر.
قال الرشاطي: وهو غير علقة بن خذاعة الجشيمي، الذي ينسب إليه دريد ابن الصمة وغير علقة بن عبيد الأزدي، وعلقة بن قيس القرشي، قال أبو عمر ابن عبد البر: صحبته ليست بالقديمة. وفي «التمهيد»: ليست بالقوية.
وروى عن: أبي بن كعب، روى عنه: بكر بن عبد الله المزني، ويونس بن جبير الباهلي. زاد الطبراني: وسهل الفزاري.
وقال ابن حبان، لما ذكر قول من قال جندب بن خالد الأول - يعني ابن(3/244)
عبد الله - أصح، قال: وهو جندب الخير.
وفي «كتاب» البغوي: وهو جندب الفاروق وجندب بن أم جندب، سمعت أحمد بن حنبل يقول: جندب ليست له صحبة قديمة روى عنه طلق بن حبيب، ويقال: ليست له صحبة.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: ثنا أحمد ثنا حجاج بن محمد، قال: قال شعبة: قد كان جندب بن عبد الله رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فإن شئت قلت: له صحبة.
وقال أبو أحمد العسكري، وخليفة في كتاب «الطبقات»: مات في فتنة ابن الزبير بعد أربع وستين. زاد العسكري: ثنا إسحاق بن الخليل، ثنا الحسن ابن عرفة، ثنا عبد الرحمن بن أبان، ثنا إبراهيم ابن أبي عبلة عن الحسن قال: قدم جندب بن عبد الله البجلي علينا وكان بدريا، فخرج منها - يعني البصرة - يريد الكوفة فشيعه الحسن وخمسمائة، حتى بلغوا معه مكانا يقال له: حصن الكاتب، فأقسم عليهم أن ينصرفوا، فقال الحسن: يا صاحب رسول الله حدثنا حديثا لا وهم فيه ولا زيادة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى الصبح كان في ذمة الله فلا تخفروا الله في ذمته».
وذكره البخاري في «التاريخ الأوسط» أنه توفي بعد موت ابن الزبير وابن عمر - رضي الله عنهما -، وذكر أن أبا الجوني قال: سألت جندبا؟ فقال: كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما حذورا.
ونسبه أبو علي الجياني في كتاب «تقييد المهمل وتمييز المشكل»: قسريا.
وذكره البخاري في: فصل من مات من بين الستين إلى السبعين، ثم أعاد(3/245)
ذكره في العقد الذي بعده وهو: من بين السبعين إلى الثمانين.
وقال عياض: وقع في «مسلم» من طريق أنس بن سيرين: [ق 103/ 1] سمعت جندبا القسري فذكر حديثا. قال القاضي: لعله حالف في قسر أو سكن أو جاور.
ونسبه ابن باطيش في كتاب «المختلف والمؤتلف»: أحمسيا. وكأنه غير جيد، لأن أحمس هو: ابن الغوث بن أنمار بن إراش.
وقال ابن قانع: مات سنة أربع وستين.
1023 - (د) جندب بن مكيث بن جراد بن يربع بن طحيل بن عدي ابن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة.
كذا نسبه ابن الكلبي وابن سعد وأبو القاسم البغوي وابن قانع.
وفي «كتاب» ابن حبان: أحد بني كعب بن عوف.
وفي كتاب ابن أبي حاتم والعسكري: جندب بن عبد الله بن مكيث. زاد العسكري: وأهل الحديث ينسبونه إلى جده.
وقال ابن سعد: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات جهينة، وروى عنه أيضا أبو سبرة الحميني.(3/246)
وفي «كتاب الصحابة» للبرقي: جندب بن مكيث بن عبد الله بن عبادة من بني الربعة بن رشدان.
وفي كتاب المزي: هو أخو رافع. انتهى.
وفي «كتاب» الآجري قلت لأبي داود: جندب بن مكيث أخو رافع بن مكيث؟ فقال من قال هذا؟! وجعل لا يعتد به.
1024 - (ت) جندب الخير الأزدي الغامدي، قاتل الساحر، يكنى أبا عبد الله.
له صحبة. ويقال: جندب بن زهير، ويقال: ابن عبد الله، ويقال: ابن كعب بن عبد الله، قال الباوردي: يقال: ليست له صحبة.
وفي «كتاب» العسكري: ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «جندب، وما جندب؟ يضرب ضربة يفرق بها بين الحق والباطل.
وفي كتاب أبي عمر: لما سجن الوليد جندبا، انقض ابن أخيه، وكان فارس العرب، على صاحب السجن فقتله وأخرجه وقال:
أفي ضربة السحار يسجن جندب ... ويقتل أصحاب النبي الأوائل
فإن يك ظني بابن سلمى ورهطه ... هو الحق يطلق جندب أو يقاتل
قال: وانطلق - يعني جندبا - إلى أرض الروم فلم يزل يقاتل أهل الشرك حتى مات، لعشر سنوات خلت من خلافة معاوية.
وفي «معجم» المرزباني: قائل البيتين أبية الأزدي، وهو ابن عبد الله بن كعب بن عبد الله بن جزي. 248/ 402
قال الكلبي في «الجمهرة» وفيه يقول الشاعر:
ألا ليتني ألقى فوارس أربعا ... وأبية الأزدي ثم أموت
وفي «كتاب» ابن عساكر: كان جندبا على رجالة علي بصفين، وقتل معه بها، وكان معه يوم الجمل على خيل الأزد، وقيل: إن عثمان حبس جندبا بجبل الدخان، وقال: لولا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك لضربتك بأحد صفيحة بالمدينة.
وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب «النسب» تأليفه: فمن ولد عامر: جندب بن زهير، قتل مع علي بصفين، وكان على الرجالة يومئذ، وجندب الخير، وهو جندب بن عبد الله بن ضبة، وجندب بن كعب قاتل الساحر، وجندب بن عفيف، فهؤلاء جنادبة الأزد. وكذا ذكره [ق 103 / ب] ابن دريد في «الاشتقاق الكبير» وسمى الساحر بشتاني.
وفي «شرح التصحيف» لأبي أحمد العسكري: الذي قتل الساحر جندب ابن كعب، ويقال: كعب بن زهير وليس له صحبة، وفي «الفصوص» لصاعد: اسم الساحر بطروني.(3/247)
من اسمه جندرة وجندل وجنيد
1025 - (بخ) جندرة بن خيشنة، أبو قرصافة، الكناني الشامي.
وفي «كتاب» أبي أحمد الحاكم: خيشنة بن نقير بن مر بن عرنة بن وائلة بن الفاكة بن عمرو بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركه. قال: ويقال: إنه من بني عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة.
وفي «كتاب» البرقي: روى عنه أبو الفيض.
وفي «كتاب» أبي منصور الباوردي: سئل زياد بن سيار عن نعت أبي قرصافة وأخيه مسلم بن خيشنة فقال: كانا رجلين وضيئين تعلوهما سمرة، لا فارعين ولا قصيرين، يطيع بعضهما بعضا حتى كأن أنفسهما واحدة.
وقال ابن حبان: قبره بالقرب من عسقلان.
وقال الطبراني: هو من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
وقول المزي: وقال الطبراني: بلغني أن ابنا لأبي قرصافة أسرته الروم. الحديث، فيه نظر، وذلك أن الطبراني لم يقل هذا إلا رواية، بيانه:
ما ذكره في «معجمه الكبير»: ثنا ابن الحارث الطبراني ثنا أيوب بن علي ابن الهيثم ثنا زياد بن سيار قال: حدثتني عزة بنت عياض قالت: أسرت الروم أبنا لأبي قرصافة فذكرته.
وفي «الاستيعاب»: وقيل: اسمه قيس، والأول أشهر.(3/249)
وفي «كتاب» الحافظ أحمد بن هارون البرديجي المعروف «بالأفراد»: جندرة، ويقال: حيدرة بن خيشنة.
1026 - (بخ) جندل بن والق بن هجرس التغلبي أبو علي الكوفي.
كذا ذكره المزي، وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: أبو مالك الواسطي.
وقال البزار في كتاب «السنن»: ليس بالقوي.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه».
وقال مسلم في «الكنى»: متروك الحديث.
1027 - (س) جنيد الحجام أبو عبد الله الكوفي.
وقال الساجي: ضعيف. وقال أبو الفتح الأزدي: لا يقوم حديثه.
وقال ابن خلفون في «الثقات»: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وقد أثنى عليه أبو سعيد الأشج.
وفي «سؤالات» أبي زرعة النصري للإمام أحمد بن حنبل: قال أبو عبد الله في أثناء كلام: الضعيف المتروك جنيد الحجام، وهو غلام أبي أسامة.
1028 - (ت) جنيد.
شيخ يروي عن ابن عمر.(3/250)
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
1029 - (ت ق) جهضم بن عبد الله اليمامي أصله من خراسان.
وقال ابن خلفون – لما ذكره في «الثقات» -: تكلم في روايته عن المجهولين؛ لأنه روى عنهم مناكير، لكن هو في نفسة ثقة.
[ق 104/ 1] وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه» عن الثوري.
وقال أبو إسحاق الحداد في «تاريخ هراة»: جهضم بن إبراهيم الحنفي أبو معاذ، عم الحسن بن الأشعث، روى عن: أنس بن مالك، وقد روى عنه: الثوري.
ثنا أبو داود قلت لأحمد: جهضم الذي حدث عنه الثوري من هو؟
قال: زعموا أنه خراساني، وكان رجلا صالحا، سمعت الفضل بن عبد الله عن عبد الله بن مالك عن غسان: أن جهضم هو ابن إبراهيم الحنفي، كان من أهل هراة، وعم الحسن بن الأشعث، وكان من أهل العلم، كتب عنه أصحابنا وسمع منه الثوري. أنبأ يحيى بن عبد الله ثنا محمد بن سلم الحذاء ثنا حفص ابن عمر النجار ثنا جهضم أبو معاذ قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «السنة يوم الجمعة أن تأخذ من أظفارك وشاربك». قال: وجهضم بن عبد الله روى عنه إبراهيم بن طهمان، فلا أدري هو هذا أو غيره؟ وهو عندي جهضم الخراساني الذي قاله أحمد بن حنبل، الذي روى عنه يوسف.
1030 - (د) جهم بن الجارود
يروي عن سالم. ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك(3/251)
ابن خلفون.
وقال بعض المتأخرين: فيه جهالة، وهو غير جيد. 253/ 402
من اسمه جواب وجودان وجون
1031 - (ز عس) جواب بن عبيد الله التيمي الكوفي الأعور.
قال مسعر: رأيته فيما ذكره البخاري.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات». قال: كان مرجئا.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» مقرونا بإبراهيم بن محمد بن المنتشر.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء»، وابن خلفون في «الثقات»، وقال: تكلم في مذهبه ونسب إلى الإرجاء.
وقال يعقوب بن سفيان: ثقة يتشيع.
وفي «كتاب» ابن ماكولا: جواب بن عبيد الله التيمي الكوفي، يروي عن: [أبي] إبراهيم يزيد بن شريك، روى عنه: أبو إسحاق، ومسعر، وغيرهما. وأبو خالد: جواب بن عبد الله التيمي الأحمر نزل جرجان، وكان يقص، وليس له من المسند إلا القليل، وأكثر ما يروى عنه مقاطيع، كذلك ذكره حمزة السهمي في «تاريخ جرجان» وقال: ابن عبد الله: وهذا هو الذي قبله وذكرته لموضع الخلاف في اسم أبيه، والصواب: عبيد الله بالضم وبالياء.
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: سمع البراء بن عازب.
1032 - (ق) جودان، ويقال: ابن جودان سكن الكوفة.
مختلف في صحبته، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في: إثم من اعتذر إليه أخوه.(3/252)
ولا يعرف له سواه، كذا قاله المزي، وفيه نظر لما ذكره أبو منصور الباوردي: ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا حسان الزيادي ثنا شعيب عن الأشعث بن عمير عن جودان قال: أتى وفد عبد القيس النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا وسألوه عن النبيذ، فذكر الحديث.
وذكره أيضا الحافظ أبو نعيم الأصبهاني كلاهما بعد ذكر حديث الاعتذار، وكأن المزي نظر كلام أبي عمر فرآه قد قال: لا علم لي به أكثر من روايته: «من لا يقبل معذرة أخيه»، فتوهم المزي من هذا تفرده به، فأقدم على قوله: لا يعرف له سواه.(3/254)
وأما قوله: مختلف في صحبته، ففيه - أيضا - نظر؛ لأني لم أر أحدا ممن له كتاب في الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - تخلف عن ذكره من غير أن يحكي خلافا في صحبته.
فممن نص عليه: أبو سليمان بن زبر، والطبري، والبغويان، وأبو عيسى البوغي، وابن قانع، والعسكري، وابن منده، والطبراني، وخليفة، والبرقي، وأبو حاتم البستي، وابن أبي خيثمة في «أخبار الكوفة». وتبعهم على ذلك جماعة من المتأخرين، والله تعالى أعلم.
وزعم أبو الفتح الأزدي في كتاب «الصحابة» أنه لا يروي عنه إلا العباس بن عبد الرحمن. انتهى كلامه، وفيه نظر لما أسلفناه.
1033 - (د س) جون بن قتادة بن الأعور العبشمي البصري.
ذكر المزي جميع ما ذكره «من كتاب» ابن عساكر، يقصه لم يزد عليه حرفا واحدا، وأغفل منه ما ذكره البخاري: جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق يعد في البصريين، تميمي سمع منه الحسن، لا يعرف إلا بهذا.
وقال أبو القاسم البغوي: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.
وقال في موضع آخر: ليست له صحبة.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة ثقات التابعين»، وخرج حديثه في «صحيحه». وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال ابن ماكولا: روى عنه الحسن وقرة وغيرهما.(3/255)
وقال الآجري: سمعت أبا داود يعد مشايخ الحسن الذين لقيهم في الغزو والذين لم يحدث عنهم غيره، فذكر جماعة قال: وجون بن قتادة.(3/256)
من اسمه جويبر وجويرية
1034 - جويبر، واسمه: جابر بن سعيد أبو القاسم البلخي الكوفي.
قال أبو سعد الإدريسي في «تاريخ سمرقند»: يقال: إنه دخل سمرقند، يضعف في الحديث والرواية.
ثنا عبد الصمد بن محمد الإستراباذي ثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، ثنا أبو بكر قال: سمعت يحيى يقول: جويبر لم يكن بالقوي عن الضحاك. قال: فقلت فعن نميرة؟ قال: ليس هو بقوي في نميره، هو ضعيف.
وقال أحمد بن سيار المروزي: جويبر بن سعيد كان من أهل بلخ، وهو صاحب الضحاك، وله رواية ومعرفة بأيام الناس، وحاله حسن في التفسير، وهو لين في الرواية، روي عنه كبار الناس مثل الثوري وعبد الوارث بن سعيد.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: قال سفيان بن سعيد: لولا جويبر لمات علم الضحاك بن مزاحم.
وحدثني عبد الصمد بن محمد، ثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد، ثنا محمد بن الهيثم، ثنا هشام - يعني ابن بهرام - ثنا حماد بن دليل، قال: سمعت شعبة يقع في جابر وجويبر والحسن بن عمارة.
وحدثني أحمد بن إبراهيم بن جعفر النيسابوري بها وأنا أسمع، قال: قرئ على أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري وأنا أسمع، [ق 105/ أ] قيل له: كنت تحتج بجويبر صاحب التفسير؟ فأقر به وقال: نعم.(3/257)
قال الإدريسي: قرئ عليه كتاب عمر بن عبد العزيز وهو بخراسان.
يروى عنه: عبد الله بن شوذب، وهشيم بن بشير، وعبد الوارث، ومصاد بن عقبة.
وقال أبو حاتم بن حبان البستي: يروى عن الضحاك أشياء مقلوبة.
وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث.
وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: أنا أبرأ إلى الله من عهدته.
وفي «كتاب» الخلال قال الإمام أحمد: جويبر ما كان عن الضحاك فهو على ذاك أيسر، وما كان يسند عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو منكر.
وقال الجوزقاني: مجروح، وفي موضع آخر: متروك.
وقال: الساجي: صدوق يحتمل، ولما ذكره مع عبيدة ومحمد بن سالم قال: ليس هؤلاء بحجة في الفروج والأحكام.
وقال أبو الحسن الكوفي: ضعيف الحديث والناس يكتبون حديثه.
وذكره أبو القاسم البلخي في «جملة الضعفاء»، وكذلك أبو العرب وابن شاهين والبرقي.
وفي «كتاب» العقيلي: تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي.
وقال أبو محمد بن الجارود: ليس بشيء.
وقال أبو الفرج البغدادي في كتاب «الموضوعات»: أجمعوا على تركه، وقال في موضع آخر: متروك بمرة.(3/258)
مات سنة ست وسبعين ومائة، فيما رأيته في «كتاب» الصريفيني.
وفي كتاب «الألقاب» للشيرازي: روى عنه: محمد بن مروان.
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: كتب عمر بن عبد العزيز إلى سليمان وهو على سمرقند: انظر من قبلي من أهل عملك فارفع عنهم الخراج، واجمعهم في مدينة من مدائن أرضك، واستعمل عليهم من يعلمهم الصلاة والحلال والحرام. قال: ففعل سليمان بهم ذلك، واستعمل عليهم جويبرا صاحب الضحاك.
قال الحاكم: وهو راوية الضحاك.
وذكره البخاري في: فصل من مات من الأربعين إلى الخمسين ومائة.
1035 - [خ م د س ق] جويرية بن أسماء بن عبيد بن مخارق الضبعي البصري.
مات سنة ثلاث وسبعين ومائة، قاله شيخ الصنعة محمد بن إسماعيل، وتبعه جماعة منهم: ابن الأثير، وعبد الباقي بن قانع، وأبو يعقوب القراب، وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد في كتابه «التعريف بصحيح التاريخ».
وفي «كتاب» الكلاباذي عن أبي عيسى الترمذي: ثلاث أو أربع وسبعين.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وقال: مات سنة ثلاث وسبعين ولم يكنه بغير أبي مخراق. وكذلك الدولابي.(3/259)
وهو رد لقول المزي: مخراق وهم.
وأما الحاكم فكناه بهما، وكذلك النسائي.
وقال ابن سعد: كان صاحب علم كثير، وكان يمتنع من الإملاء.
وذكره ابن شاهين في «جملة الثقات».
وقال الخليلي: مدني سكن البصرة، لقى شيوخ مالك كنافع وغيره، ويروي عن مالك أيضا، والبخاري كلما يجد من روايته عن مالك لا يعدل إلى غيره.
ولما ذكر أبو جعفر النحاس في «ناسخه» حديثه: عن مالك عن الزهري عن عبيد الله بن محمد والحسن عن أبيهما عن علي في «النهي عن المتعة». قال:(3/260)
لا اختلاف بين العلماء في صحة الإسناد بذلك، وأجتزأنا بهذا لصحته، [ق 105 / ب] ولجلالة جويرية بن أسماء.
1036 - (خ) جويرية بن قدامة بن مالك بن زهير التيمي السعدي.
يكنى أبا عمرو، وقيل: أبو أيوب، وقيل: أبو زياد.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
وقال العجلي: جارية بن قدامة التيمي تابعي ثقة.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات».
وقال البخاري في «التاريخ»: جويرية بن قدامة التميمي نا آدم ثنا شعبة ثنا أبو جمرة قال: سمعت جويرية بن قدامة التميمي، قال سمعت عمر بن الخطاب يخطب قال: رأيت ديكا نقرني نقرة أو نقرتين. فما كان إلا جمعة أو نحوها حتى أصيب.
فهذا كما ترى البخاري صرح في غير موضع بأنه تميمي، فما حاجة المزي إلى إغرابه بما لا فائدة فيه، وهو قوله: قال اللالكائي وأبو مسعود الدمشقي: إنه تميمي، كأنهما قالا شيئا غريبا، وأتيا بفائدة لم يأت بها غيرهما، نعم هي فائدة بالنسبة إلى من لم ينظر كلام القدماء، وأما من قصد البحر، فإنه يستقل السواقيا.(3/261)
وذلك أنا لم نكتف بقول البخاري، حتى ذكرنا أن أبا جمرة التابعي نص على ذلك، وإني لأرجو فوق ذلك مظهرا، وهذا هو جارية بن قدامة المذكور قبل ولم ينبه عليه المزي.(3/262)
من اسمه الجلاح والجلاس
1037 - (م د ت س) الجلاح أبو كثير القرشي الأموى المصري. مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».
وابن خلفون قال: وهو عندي ثقة مشهور.
وقال فيه يزيد بن أبي حبيب: كان رضا فيما روى عن يزيد ومحمد بن إسحاق.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا بأس به مصري.
وسمى اللالكائي أباه يحيى، وهو مولى عمر بن عبد العزيز.
1038 - (سي) الجلاس بن عمرو، ويقال: ابن محمد.
قال البخاري: لا يصح حديثه.
وذكره أبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وفي «كتاب» ابن الجارود: جلاس بن عمرو لا يصح حديثه، روى عنه أبو جناب.(3/263)
باب الحاء
من اسمه حابس وحاتم وحاجب
1039 - (ق) حابس بن سعد، ويقال: ابن ربيعة الطائي اليماني. يقال: إن له صحبة.
قال أبو بكر بن دريد الأزدي في كتاب «المنثور» تأليفه: استعمله عمر بن الخطاب على قضاء حمص، ودفع إليه عهده، فأتاه من الغد فقال: يا أمير المؤمنين إني رأيت رؤيا. قال: وما هي؟ قال: رأيت كأن الشمس والقمر اقتتلا. قال: فمع أيهما كنت؟ قال: مع القمر. قال: كنت مع الآية الممحوة، أردد إلى عهدي، فقتل بصفين مع معاوية بن أبي سفيان [ق 106/أ].
وقال الآجري: سمعت أبا داود يحدث بحديث: عن حريز قال: سمعت عبد الله بن غابر الألهاني يقول: إن حابس بن سعد الطائي - قال أبو داود: وله صحبة - كان مع معاوية، وقتل بصفين، وكان على الميسرة، فقتل زيد بن عدي بن حاتم قاتله غدرا، فأقسم عدي ليدفعنه إلى أولياء المقتول، فهرب ولحق بمعاوية، وكان حابس ختن عدي بن حاتم وخال ابنه زيد.
وقال البخاري: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم يعد في الشاميين.
وفي «كتاب» أبي القاسم بن عساكر قال حابس يوم صفين:(3/265)
أما يعجبك أنا قد كففنا ... عن أهل الكوفة الموت العيان
أينهانا كتاب الله عنهم ... ولا تنهاهم السبع المثاني
وقال الحارث بن يزيد: لما كان يوم صفين اجتمع أبو مسلم الخولاني وحابس الطائي وربيعة الجرشي، وكانوا مع معاوية، فقالوا: ليدع كل واحد منكم بدعوة، فقال: أبو مسلم: اللهم اكفنا وعافنا، وقال حابس: اللهم اجمع بيننا وبينهم ثم احكم بيننا، وقال ربيعة: اللهم اجمع بيننا وبينهم ثم أبلنا بهم وأبلهم بنا، فلما التقوا قتل حابس، وفقئت عين ربيعة، وعوفي أبو مسلم، فقال في ذلك شاعر أهل العراق:
نحن قتلنا حابسا في عصابة ... كرام ولم نترك بصفين مغضبا
وقال جبير بن نفير: أري خارجة بن جزء العذري رؤيا، فأتى حابسا فقال: أريت أني أتيت باب الجنة، فإذا أنا بمصراعين طويلين وأنت معي وإذا حائطهما شوك طويل، فذهبنا لنلج من بابها فمنعنا، فكأنه جعل لي جناحان فطرت حتى دخلتها، فإذا أنا فيها ملقى منبطح، ثم رأيتك دخلت تمشي من بابها. فقال حابس: تلك الشهادة. فكان كما قال.
وفي «كتاب» أبي أحمد العسكري: حابس بن سعد الطائي، وقد روى عن جابر بن حابس عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: إنه ابنه.
وفي حابس يقول الشاعر:
لما رأى عكاف الأشعريين ... وحابسا يستن في الطائين
وذكره في الصحابة: أبو منصور الباوردي، وأبو القاسم البغوي، وأبو حاتم بن حبان البستي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو نعيم الأصبهاني، وابن منده، وأبو القاسم الحمصي، وقال: كان بحمص، ثم ارتحل إلى مصر. كذلك قال: محمد بن عوف، وسليمان البهراني وأبو سليمان بن زبر، ومحمد بن جرير الطبري، وغيرهم.
بل ولا أعلم متخلفا عن ذكره منهم.(3/266)
والذي قاله المزي يقال: إن له صحبة. لا أعلم له فيه سلفا، والله تعالى أعلم.
وذكر المزي عن صاحب «تاريخ حمص» أنه قضى في عهد عمر. انتهى، وقد بينا أنه لم يقض شيئا.
1040 - (خ ت) حابس التميمي والد حية بصري.
زعم المزي أن يحيى بن أبي كثير روى عن ابنه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «لا شيء في الهام».
قال: وقيل: عن يحيى عن حية عن أبيه عن أبي هريرة. انتهى كلامه، وفيه تمريض لصحبته؛ لأنه لم يصرح بها أولا، وذكر هذا وهو مشعر بألا صحبة له، وفي ذلك نظر لما ذكره أبو حاتم: له صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم [ق 106 /ب] أنه سمعه يقول: «العين حق».
وصرح البخاري سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك البغوي وقال: لا أعلم له غيره.(3/267)
وكذا صرح بصحبته بسماعه: ابن قانع، والباوردي، وأبو عمر - وقال: في إسناد حديثه اضطراب، قال: وليس هو بوالد الأقرع - وأبو نعيم الأصبهاني، وابن منده وخليفة بن خياط، والعسكري، وابن سعد، وابن جرير، وغيرهم.
1041 - (ع) حاتم بن إسماعيل أبو إسماعيل المدني مولى بني عبد المدان.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
وفي قول المزي: قال ابن سعد: كان أصله من الكوفة، فانتقل إلى المدينة فسكنها، ومات بها سنة ست وثمانين ومائة في خلافة هارون، وكان ثقة مأمونا كثير الحديث - نظر، من حيث إن ابن سعد لم يقل هذا إلا نقلا عن شيخه قال: في الطبقة السابعة - قال محمد بن عمر: أشهدني أنه مولى لبني عبد المدان، وكان أصله من الكوفة، ولكنه انتقل إلى المدينة فنزلها حتى مات بها سنة ست وثمانين ومائة في خلافة هارون، وكان ثقة مأمونا كثير الحديث.
وقال العجلي: كوفي، سكن المدينة ثقة.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال أبو جعفر البغدادي: سألت أبا عبد الله عن حاتم بن إسماعيل فقال: ضعيف.
وفي قول المزي: وقال البخاري عن أبي ثابت المديني: مات سنة سبع وثمانين(3/268)
ومائة. وقال أبو حاتم بن حبان: مات ليلة الجمعة لتسع ليال مضين من جمادى الأولى سنة سبع وثمانين ومائة - نظر، يبين لك أنه ما رأى «تاريخ البخاري» حالتئذ، إذ لو رآه لما نقل بعض كلامه ونقل عن غيره بعضه - أيضا - موهما أنه أتى بفائدة زائدة على ما عنده، وليس كذلك، ولو نظر كتاب البخاري لرأى فيه: قال أبو ثابت محمد بن عبيد الله - يعني المديني -: مات ليلة الجمعة لتسع ليال مضين من جمادى الأولى سنة سبع وثمانين ومائة، هذا لفظه في «التاريخ الكبير»، وقال في «التاريخ الأوسط»: حدثني محمد بن عبيد الله، قال: مات حاتم بن إسماعيل أبو إسماعيل يوم الجمعة لتسع ليال مضين من جمادى الأولى سنة سبع وثمانين ومائة.
وكذا قاله الكلاباذي والقراب في «تاريخه» والباجي وغيرهم عن البخاري، رحمه الله تعالى.
وأظن الحامل للمزي على ذلك أنه نقله من كتاب «الكمال» معتمدا عليه، وهو في كتاب [ق 94/ب] عبد الغني عن البخاري كما نقله المزي عن البخاري، والله أعلم، ولم يزد عليه إلا تسمية أبي ثابت، فإن ابن سرور لم يسمه، فأتى هو بفائدة لا حاجة لأحد إليها، وأغفل ما يحتاج إليه.
وفي «كتاب» ابن أبي حاتم - الذي زعم المزي أنه لا بد للمحدث من النظر فيه -: ذكره أبي إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: حاتم بن إسماعيل ثقة انتهى.(3/269)
وقال علي بن المديني: روى عن جعفر بن محمد عن أبيه أحاديث مراسيل أسندها، منها: حديث حابر الطويل في «الحج»، وحديث يحيى بن سعيد عن جعفر إرساله أثبت.
1042 - (ق) حاتم بن بكر بن غيلان الضبي أبو عمرو البصري الصيرفي.
خرج إمام الأئمة حديثه في صحيحه، [ق 107/ أ] وكذلك.(3/270)
1043 - (د س ق) حاتم بن حريث الطائي المحري.
قال القاضي أبو الوليد الوقثي: محرية من جذام.
قال الرشاطي: رحم الله أبا الوليد أين طى من جذام؟
وفي نوادر أبي علي الهجري: بنو محرية من جذام بضم الميم. انتهى.
رأيت في تاريخ البخاري بخط ابن الأبار وعليه صح: المحرى. وعلى الميم ضمة.
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه»: عن الصوفي ثنا الهيثم بن خارجة ثنا الجراح بن مليح ثنا حاتم بن حريث قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من وجد لقحة مصرة فلا يحل صرارها حتى يردها».
ولما ذكره في «جملة الثقات» قال: روى عن أبي هريرة. روى عنه أهل الشام، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
وقال ابن سعد: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة وكان معروفا.
وفي كتاب ابن عدي: قال عثمان - يعني ابن سعيد الدرامي: هو شامي ثقة. قال ابن عدي: وقد روى حاتم غير حديث فتكلم فيه حسب ما تبين له أنه ثقة أو غير ثقة، ولعزة حديثه لم يعرفه يحيى بن معين، وأرجو أنه لا بأس به.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».(3/271)
1044 - (ت) حاتم بن سياه المروزي.
روى عنه الترمذي مقرونا بسلمة بن شبيب، كذا ذكره أبو إسحاق الصريفيني وغيره، والمزي أطلق روايته عنه، فينظر.
1045 - (ع) حاتم بن أبي صغيرة مسلم، يكنى أبا يونس القشيري.
وقيل: الباهلي البصري مولاهم.
قال مسلم بن الحجاج عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل: ثقة ثقة.
وقال أبو بكر البزار في «مسنده»: ثقة.
وذكره أبو بكر حاتم بن حبان البستي – رحمه الله تعالى - في «جملة الثقات». وكذلك ابن شاهين وقال أحمد ابن صالح العجلي: ثقة.
وفي «تاريخ» أبي سعيد الطبراني: قال يحيى: لم يسمع حاتم من عكرمة شيئا.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى.
1046 - (ت) حاتم بن ميمون أبو سهل الكلابي البصري، صاحب السقط.
قال أبو حاتم ابن حبان: منكر الحديث على قلته، وهو الذي يروي عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة، إلا أن يكون عليه دين». رواه عنه أبو الربيع الزهراني يعني سليمان بن داود. انتهى.(3/272)
وهذا يوضح لك أن المزي إنما نقل كلام ابن حبان بواسطة، وهو قوله: يروي عن ثابت ما لا يشبه حديثه لا يجوز الاحتجاج به بحال.
إذ لو نقله من أصل كتابه لما أغفل منه ما ذكرناه لاحتياجه إلى ذكر راو زائد على ما عنده من قلة الرواة عنده في هذه الترجمة الضيقة، وإلى زيادة تعريف بحال الرجل المترجم باسمه، وأظنه والله أعلم نقله من كتاب ابن الجوزي.
1047 - (د ق) حاتم بن أبي نصر القنسريني.
قال أبو الحسن بن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»: لم يرو عنه غير سعد بن هشام وهو مجهول.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه»، [ق 107، ب] وذكره أبو حاتم بن حبان البستي في «جملة الثقات».
1048 - (خ م د س) حاتم بن وردن بن مروان أبو صالح السعدي البصري.
قال أحمد بن صالح العجلي: ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، قال: روى عنه ابنه محمد بن حاتم بن وردان، وذكره ابن خلفون في «الثقات».(3/273)
1049 - (س) حاجب بن سليمان بن بسام أبو سعيد المنبجي.
قال أبو الحسن الدارقطني في كتاب «العلل»: لم يكن له كتاب إنما كان يحدث من حفظه، روى عن وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ. تفرد به حاجب عن وكيع ووهم فيه، والصواب عن وكيع بهذا الإسناد: أنه كان يقبل وهو صائم.
وقال أبو عبد الله بن منده: مات بمنبج سنة خمس وستين ومائتين. رأيته في «كتاب» الصريفيني ومن خط ابن سيد الناس أيضا.
وقال مسلمة: روى عن ابن أبي رواد وابن المديني ومؤمل أحاديث منكرة، وهو صالح يكتب حديثه أنبأ عنه النيسابوري أبو بكر ثقة.
1050 - (م د ت) حاجب بن عمر بن عبد الله بن إسحاق أبو خشينة الثقفي البصري.
روى عن الحكم بن عبد الله بن إسحاق قاله ابن حبان في كتاب «الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».(3/274)
مات سنة ثمان وخمسين ومائة فيما رأيته في كتاب الصريفيني.
قال أحمد بن صالح العجلي: بصري ثقة.
وفي كتاب «الكنى» للدولابي: روى عنه زيد بن حباب.
وفي كتاب «الضعفاء» لأبي العرب حافظ القيروان والساجي: قال ابن عيينة: كان يرى رأي الإباضية.
وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: حاجب بن عمر أحد الأحدين، رجل صالح.
وذكره ابن خلفون في «الثقات».
1051 - (د س) حاجب بن المفضل بن المهلب بن أبي صفرة ظالم بن سارق الأزدي البصري.
ذكره الحافظ ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون.
وفي «كتاب» أبي إسحاق الصريفيني: وقال قتيبة عن حاجب أبي المفضل.
1052 - (م كد) حاجب بن الوليد بن ميمون الأعور أبو أحمد المؤدب الشامي.
قال صاحب «زهرة المتعلمين»، والصريفيني: روى عنه مسلم أحد عشر حديثا.(3/275)
من اسمه الحارث
1053 - (س) الحارث بن أسد بن معقل الهمداني المصري.
قال أبو إسحاق الصريفيني: يكنى أبا الأسود، وقيل: أبو الأسد، وكناه مسلمة في كتاب «الصلة» تأليفه أبا الأسود، وقال: كان يخضب بالحناء، أنبأ عنه علان.
1054 - الحارث بن أسد المحاسبي أبو عبد الله.
ذكر الحافظ أبو بكر في «تاريخ بغداد» عن إسماعيل بن إسحاق السراج قال: قال لي أحمد بن حنبل يوما: بلغني أن المحاسبي يكثر الكون عندك فلو أحضرته منزلك وأجلستني من حيث لا يراني فأسمع كلامه.
فقلت: [ق 108/أ] السمع والطاعة، وسرني هذا الابتداء من أبي عبد الله، فقصدت الحارث وسألته الحضور وأصحابه، فلما حضروا عند المغرب، وصعد أحمد غرفة فاجتهد في ورده إلى أن فرغ وصلى الحارث وأصحابه العتمة، وقعدوا بين يديه وهم سكوت لا ينطق واحد منهم إلى قريب من نصف الليل، فابتدأ واحد منهم وسأل الحارث عن مسألة، فأخذ في الكلام وأصحابه يستمعون، وكأن على رؤوسهم الطير، فمنهم من يبكي ومنهم يخر ومنهم من يرعد وهو في كلامه، فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبي عبد الله فوجدته يبكي حتى غمي عليه، فانصرفت إليهم ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا فقاموا وتفرقوا، فصعدت إلى أبي عبد الله وهو متغير الحال، فقلت: كيف رأيت هؤلاء، يا أبا عبد الله؟ فقال: ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، وعلى ما وصفت من(3/276)
أحوالهم لا أرى لك صحبتهم، ثم قام وخرج.
وقال البرذعي: سئل أبو زرعة عن المحاسبي وكتبه؟ فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه.
قيل له: في هذه الكتب عبرة. قال: من لم يكن له في كتاب الله تعالى عبرة فليس له في هذه عبرة، بلغكم أن مالكا أو الثوري أو الأوزاعي أو الأئمة المتقدمين صنفوا كتبا في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟ هؤلاء قوم قد خالفوا أهل العلم يأتونا مرة بالمحاسبي، ومرة بعبد الرحيم الديبلي، ومرة بحاتم الأصم، ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع.
وقال النصر آبادي: بلغني أن المحاسبي تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد، فاختفى في داره ببغداد، ولم يصل عليه إلا أربعة نفر.
قال الخطيب: كان أبو عبد الله أحمد يكره للحارث نظره في الكلام وتصانيفه في الكتب، ويصد الناس عنه.
وفي «تاريخ» أبي يعقوب القراب: هجره أحمد ورويم والجنيد لما تكلم في شيء من الكلام.(3/277)
ولهم شيخ آخر يقال له:
1055 - الحارث بن أسد السمرقندي. يكنى أبا الليث.
روى عن أبي مقاتل حفص بن سالم السمرقندي. وآخر يقال له:
1056 - الحارث بن أسد العتكي الدبوسي السغدي.
يروي عن سعد بن الأحوص الدبوسي، كتب عنه: القاسم بن سهل السمرقندي المعروف القزغندي، إن لم يكن الذي روى عنه محمد بن جعفر الكبوذنجكثي فغيره.
ذكرهما الإدريسي في «تاريخ» سمرقند.(3/278)
1057 - (و) الحارث بن أسد الأفريقي، صاحب مالك بن أنس.
توفي سنة ثمان ومائتين.
1058 - الحارث بن أسد أبو علي العكي.
حدث عنه يحيى بن عثمان بن صالح في ذي القعدة سنة عشرين ومائتين، ذكرهما ابن يونس في «تاريخه»، وذكرناهم للتمييز.
1059 - (ق) الحارث بن أقيش، ويقال: وقيش.
يعد في البصريين، له صحبة، كذا ذكره المزي، ولم ينسبه.
ونسبته العكلي، ويقال: العوفي، وذلك أن ولد عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طانجة، يقال لكل منهم: عكلي باسم أمة حضنتهم فنسبوا إليها.
قال أبو عمر بن عبد البر: يقال إنه كان حليفا للأنصار يعد في البصريين، [ق 108/ ب] حديثه عند حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن قيس عنه مرفوعا: «إن في أمتي لمن يشفع في أكثر من ربيعة ومضر».
وفيه أيضا: قال صلى الله عليه وسلم: «من مات له ثلاثة من الولد» وهو حديث حسن.
ومن حديثه – أيضا – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لبني زهير بن أقيش حي من(3/279)
عكل. يرويه أبو العباس بن الشخير عن رجل منهم انتهى كلامه.
وفيه رد لقول أبي القاسم البغوي: ولا أعلم للحارث غير هذا الحديث، يعني حديث: «إن في أمتي لمن يشفع».
ونسبه ابن قانع: الحارث بن أقيس بن زهير بن وقيش بن عبيد بن كعب بن عوف بن الحارث [بن عدي بن عوف بن وائل.
وسماه العسكري: الحارث] بن زهير بن وقيش.
وفي «مسند» أبي يعلى الموصلي: الحارث بن وقش أو وقيش.
1060 - (د ت س) الحارث بن أوس وقيل الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي حجازي.
سكن الطائف، له صحبة، كذا ذكره المزي.
وفي كتاب «الطبقات الكبير» لابن سعد: في ذكر من نزل من الطائف من الصحابة: الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي.
أنا عفان بن مسلم، ويحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن يعلي بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن الحارث بن عبد الله بن أوس، قال: سألت عمر بن الخطاب عن المرأة تحيض قبل أن تنفر، قال: ليكن آخر عهدها الطواف بالبيت، فقال: كذلك أفتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم.(3/280)
وأنبأ أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي بهذا الحديث، وأخطأ في اسمه فقال: ثنا عبد السلام بن حرب، عن حجاج بن عبد الملك، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن الحارث بن أوس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت». قال محمد بن سعد: إنما هو الحارث بن عبد الله بن أوس، كما حفظ أبو عوانة عن يعلى بن عطاء. ثم قال: الحارث بن أوس الثقفي قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه.
وكذا فرق بينهما جماعة، منهم: أبو حاتم البستي في كتاب «الصحابة»، والبرقي، قال: وهو الحارث بن عبد الله بن أوس بن ربيعة بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قيسي وهو ثقيف، وأبو حاتم الرازي، وجزم بأن عمرو بن أوس أخوه، وهو رد لقول المزي: يقال إنه أخوه، بصيغة التمريض.
1061 - (د س ق) الحارث بن بلال بن الحارث المزني.
خرج الحاكم حديثه في «صحيحه»، ولما خرج الإمام أحمد حديثه قال: لا أقول به، وليس إسناده بالمعروف.
ولما ذكره ابن منده في كتاب «الصحابة»: قال أبو نعيم: الصواب الحارث بن بلال بن الحارث عن أبيه، والأول وهم فيه نعيم عن الدراوردي عن ربيعة بن بلال بن الحارث عن أبيه يرفعه.(3/281)
وقول المزي ومن الأوهام: -
- الحارث بن البيلماني.
في ترجمة محمد بن الحارث بن البيلماني يحتاج إلى نظر يتعرف به من هو الواهم، فإن عبد الغني لم يذكره في «الكمال»، والله أعلم.
1062 - (ت س) الحارث بن الحارث الأشعري الشامي.
له صحبة، روى عنه [ق 109/ أ] ابن سلام: «إن الله أمر يحيى بن زكريا، الحديث» وليس له غيره. انتهى جميع ما ذكره به الشيخ.
وقد قال الحافظ أبو نعيم: يكنى أبا مالك روى عنه: ربيعة الجرشي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبو سلام ممطور، وشريح بن عبيد الحضرمي، وشهر بن حوشب، وغيرهم.
وقال ابن الأثير: ذكر بعض العلماء أن هذا الحارث بن الحارث الأشعري ليس هو أبا مالك، وأكثر ما يراد هذا غير مكنى، قال: وقاله كثير من العلماء منهم: أبو حاتم الرازي، وابن معين، وغيرهما. وأما أبو مالك الأشعري فهو كعب بن عاصم على اختلاف فيه، وقال: ذكر أحمد في «مسند الشاميين» الحارث الأشعري وروى له حديث: «إن الله عز وجل أوحى إلى يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام». ولم يكنه.
وقال أبو الفتح الأزدي وأبو صالح المؤذن في كتاب «الصحابة» الحارث الأشعري تفرد عنه أبو سلام.
وألزم الدارقطني الشيخين إخراج حديثه.(3/282)
وكناه ابن قانع: أبا ظيبة.
وفي كتاب ابن حبان: أبو مالك الأشعري اسمه الحارث بن مالك، سكن الشام، حديثه عند أبي سلام وولده وأهل الشام، وكذا قاله أبو الفرج البغدادي.
وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلم له إلا هذا يعني حديث يحيى وحديث آخر بسنده من حديث أبي ثوبة الربيع بن نافع عن معاوية بن سلام.
وقال العسكري: أبو مالك الأشعري اسمه الحارث، وقال بعضهم: هو كعب بن مالك. نزل الشام، روى عنه: أبو سلام، وأبو معانق أو ابن معانق، وإبراهيم بن مقسم مولى هذيل، وعبد الرحمن بن غنم، وشهر.
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه في سفينة، ومعه فرس أبلق، فلما أرسوا وجدوا إبلا كثيرة للمشركين فأخذوها، ثم مضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال الذي عند النبي للنبي صلى الله عليه وسلم: أعطنا من هذه الإبل، فقال صلى الله عليه وسلم: «اذهبوا إلى أبي مالك، فأتوه فقسمها أخماسا، فبعث الخمس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخذ ثلث ما بقي، فقسمه بين أصحابه والثلثين بين المسلمين، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ما رأينا مثل ما صنع أبو مالك في هذا المغنم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت أنا ما صنعت إلا ما صنع أبو مالك».
رواه عن علي بن الحسين، ثنا عمر بن الخطاب، ثنا حسان بن غالب، ثنا ابن لهيعة، عن عياش بن أبي عياش، عن إبراهيم بن مقسم مولى هذيل، عنه. 284/ 402
وفي الصحابة: -
1063 - الحارث بن الحارث أبو المخارق الغامدي.
ذكره العسكري.
1064 - والحارث بن الحارث بن قيس بن عدي السهمي.
قال أبو نعيم: قتل يوم أجنادين، ولا تعرف له رواية.
1065 - والحارث بن الحارث بن كلدة الثقفي.
ذكره أبو عمر.
1066 - والحارث بن الحارث الأزدي.
قال أبو عمر: حديثه في «الحمد عند الأكل والشرب» عند مروان الفزاري عن محمد بن قيس عن عبد الأعلى بن هلال عنه.
ذكرناهم للتمييز. [ق 109/ ب].
1067 - (د س) الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر الجمحي.
ولد بأرض الحبشة، قاله المزي.(3/283)
وفي «كتاب» ابن الكلبي: هو أخو محمد بن حاطب، والحارث أسن وقيل: إنه كان الساعي أيام مروان لما كان أميرا على المدينة لمعاوية.
وقال ابن إسحاق في «تسمية من هاجر إلى الحبشة من بني جمح»: الحارث بن حاطب، قال ابن إسحاق: وزعموا أن أبا لبابة والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فردهما وضرب لهما بسهم مع أصحاب بدر. كذا ذكره عنه ابن منده، ورد ذلك عليه ابن الأثير بأن ابن إسحاق إنما قال في المهاجرين: حاطب بن الحارث، قال: والذي رده من بدر هو الحارث بن حاطب الأنصاري، وهذا ولد بالحبشة، ولم يقدم المدينة إلا بعد بدر. كذا ذكره، وهو مردود بما ذكره أبو أحمد العسكري: الحارث بن حاطب أخو محمد بن حاطب.
قال مصعب الزبيري: كان الحارث بن حاطب من مهاجرة الحبشة، بقي إلى أيام ابن مروان: وكان الحارث يلي المساعي في أيام مروان، وروى عن عروة بن الزبير: أن أبا لبابة والحارث بن حاطب خرجا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فردهما.
وفي «كتاب» ابن حبان: له أخ آخر اسمه سعيد، ولا صحبة له.
وزاد الزبير: عبد الله بن حاطب، قال: والحارث من مهاجرة الحبشة وكان يلي المساعي في أيام مروان، سعى على عمرو وحنظلة.
فهذا كما ترى أعلم الناس بقريش، ذكر أنه من مهاجرة الحبشة، كذلك عمه،(3/285)
وقال عروة بن الزبير كما روى ابن منده، عن ابن إسحاق: سواء.
وقول ابن الأثير: ابن إسحاق إنما قال: حاطب بن الحارث ذكره عنه زياد وسلمة، ليس يصلح أن يرد به على ابن منده؛ لأن ابن إسحاق له مصنفات رواها عنه جماعة من الأثبات غير سلمة وزياد، فلعل ابن منده رأى ما نقله عنه في رواية من تلك الروايات، والله تعالى أعلم.
[وفي الصحابة: -
1068 - الحارث بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية.
ذكره أبو عمر وذكر مات بخيبر].
1069 - الحارث بن حسان بن كلدة البكري الذهلي العامري ويقال: الربعي.
ذكره المزي هكذا، وذهل وعامر لا يجتمعان في نسب إلا بطريق تجوز، وأما الربعي وبكر وذهل وربيعة فلا تغاير بينهم، فإن ذهل بن شيبان من بكر، وبكرا من ربيعة، فإذا قيل: ذهلي فهو بكري وربعي.
وفي كتاب «الصحابة» للترمذي: الحارث بن يزيد بن حسان.
وفي كتاب أبي عمر بن عبد البر: ويقال حريث بن حسان البكري، وهو الصحيح.(3/286)
وقال البغوي: كان يسكن البادية وقدم المدينة، ولا أعلم له إلا حديث قيلة.
وفي «كتاب» العسكري: الشيباني.
وقال أبو الفتح الأزدي: لا يحفظ أن أحدا روى عنه إلا أبا وائل، رواية من روى عاصم عن الحارث وهم.
وفي كتاب «الردة والفتوح»: يسق عن أبي جناب عن إياد بن لقيط عن الحارث بن حسان الذهلي قال: وقع بيننا وبين تميم أمر بالبحرين اعترضنا على العلاء بن الحضرمي وجلسنا عنه، فبعث رجلا من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن ربيعة قد كفرت ومنعت الصدقة، فبلغ ذلك ربيعة فبعثوني بطاعتهم. الحديث.
وفي «كتاب» الشيرازي: لقبه عترس.
1070 - (بخ ص) الحارث بن حصيرة أبو النعمان الأزدي الكوفي.
ذكره الدارقطني [ق110/أ] في كتاب «الجرح والتعديل» فقال: شيخ للشيعة يغلو في التشيع.
وقال أبو الفتح الأزدي: فيما ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»: الحارث بن حصيرة زائغ. وسألت أبا العباس ابن سعيد قلت: الحارث بن حصيرة كأن علته غير علة الناس؟ فقال: كان مذموم المذهب أفسدوه. وقال ابن خلفون: تكلم في مذهب الحارث هذا، وهو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين.
وقال ابن نمير: ثقة كوفي أزدي. وكذا قاله ابن صالح.(3/287)
وقال الآجري عن أبي داود: شيعي صدوق.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي «كتاب» أبي جعفر العقيلي: الحارث بن حصيرة شيعي خشبي يؤمن بالرجعة، له حديث منكر لا يتابع عليه.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وكذلك أبو حفص بن شاهين.
وفي التابعين: -
1071 - الحارث بن حصيرة.
كوفي، قال: قدمت البصرة مع علي بن أبي طالب.
روى عنه ابنه حصيرة.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ذكرناه للتمييز.
1072 - (م) الحارث بن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».(3/288)
1073 - (د) الحارث بن رافع بن مكيث الجهمي.
ذكره في «الصحابة» أبو موسى الأصبهاني الحافظ.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة الثقات»، وخرج حديثه، في «صحيحه» وكذا أبو عوانة.
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين: لا يعرف إلا بحديث واحد.
1074 - (صد) الحارث بن زياد الساعدي، قيل: إنه بدري.
يعد في الكوفيين. كذا قاله المزي.
وفي «معجم» البغوي أبي القاسم: سكن المدينة، ولا أعلم له غير هذا الحديث – يعني فضل الأنصار -.
وقال أبو صالح المؤذن: تفرد عنه حمزة بن أبي أسيد.
وفي «كتاب» ابن قانع: هو خال البراء بن عازب. وروى عنه عن خاله الحارث بن زياد حديث الرجل الذي تزوج امرأة أبيه.
وأما أبو القاسم البغوي فزعم أن خال البراء اسمه الحارث بن عمرو. وكذا قاله الباوردي وابن زبر وغيرهما.
1075 - (د س) الحارث بن زياد الشامي.
روى عن: أبي رهم.
روى عنه: يونس بن سيف.(3/289)
هذا جميع ما ذكره المزي، وهذا الرجل مختلف في صحبته.
روى الحسن بن سفيان، عن قتيبة، عن الليث، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب».
رواه الحسن بن عرفة عن قتيبة وقال فيه: الحاري بن زياد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه الزيادة وهم، ورواه أسد بن موسى وآدم وأبو صالح عن الليث، عن معاوية بن صالح، فقالوا: عن الحارث، عن أبي رهم، عن العرباض، وهو الصواب ذكره أو نعيم وغيره.
ولما ذكره أبو القاسم البغوي في «الصحابة» من غير تردد روى له حديث معاوية، قال: ولا أعلم للحارث حديثا غيره.
وخرج الحافظ أبو بكر بن خزيمة حديثه في «صحيحه» وكذلك [ق 110/ ب] ابن حبان، وذكره في «ثقات التابعين»، قال: وروى عن أبي رهم وأدرك أبا أمامة.
وقال البزار: لا نعلم كبير أحد روى عنه.
وقال أبو الحسن [ابن] القطان: حديثه حسن.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أنه مجهول، وهو قول لم يسبق إليه(3/290)
ولا يعتمد ذو لب عليه، لأن هذا الرجل من عادته في تصنيفه التقصير، وليس له في العلم تصرف بصير، لا سيما وقد رأى تصنيف رجل هو عنده بخاري زمانه، ولم يذكر من حاله سوى روايته عن أبي رهم، ورواية يونس عنه فقط، إلا ما أتعب به خاطره وخاطر من ينظر في كتابه بقوله - على عادته -. روى له أبو داود والنسائي حديثا واحدا، أنبأ به ابن أبي ابن عمر وابن البخاري وأحمد بن شيبان وزينب وابن خطيب المزة وشامية يذكره، والله تعالى أعلم.
1076 - (د ق) الحارث بن سعيد، ويقال: ابن يزيد العتقي المصري، ويقال: سعيد بن الحارث.
والأول أصح. كذا قاله المزي، ولم يتجه لي صواب قوله من خطئه، فكن منه على حذر، فإني لم أر أحد خطأ الثاني وصوب غيره، هذا ابن يونس لما ذكره منفردا بذكره أباه [نص] على القولين من غير دفع أحدهما.(3/291)
وقال ابن القطان في كتاب «الوهم والإيهام»: لا تعرف له حال.
وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه» وسكت أبو محمد الإشبيلي عن حديثه سكوته المشعر بقبول حديثه، لصحته عنده.
وقول المزي: قال ابن أبي داود العتقي بطن من غافق. وسكوته عنه مشعر بصحته عنده، وليس كذلك، فإني لم أر من قاله قبله ولا بعده، والذي رأيت في كتاب «الأنساب»: العتقي من قبائل شتى.
قال الرشاطي والدارقطني: وذلك أن العتقاء إنما هم جماع من حجر حمير، ومن سعد العشيرة، ومن كنانة مضر وغيرهم.
وقال أبو سعيد بن يونس: العتقاء الذين ينسب إليهم ليسوا من قبيلة واحدة، هم جمع من قبائل شتى.
وقال السمعاني: العتقي بضم العين وفتح التاء المثناة من فوق وفي آخرها قاف، هذه النسبة إلى العتقيين والعتقاء، وليسوا من قبيلة واحدة، وإنما هم جمع من قبائل شتى، منهم من حجر حمير، ومن كنانة مضر، ومن سعد العشيرة، وغيرهم. انتهى.
وكذا قاله وضبطه أبو علي الجياني في كتاب «التقييد».
وزعم [عمر] الحميري في كتاب «تثقيف اللسان» أن العامة تقول(3/292)
عبد الرحمن العتقي بفتح التاء، قال: والصواب بضمها.
وأفاد بعض المصنفين من المتأخرين أنه ليس له غير حديث واحد - فيما أحسب - في سجود القرآن العظيم.
1077 - (د س) الحارث بن سليمان الكندي الكوفي.
خرج الحاكم أبو عبد الله حديثه في «صحيحه» وكذلك أبو حاتم البستي وذكره في «جملة الثقات»، وكذلك ابن خلفون ولما ذكره أبو العرب في جملة الضعفاء نسبه فزاريا.
1078 - (ع) الحارث بن سويد، أبو عائشة التيمي الكوفي.
ذكروه في الصحابة. [ق 111/أ] وهو وهم اشتبه عليهم بالحارث بن سويد بن الصامت، قاله غير واحد من العلماء، ونصوا على أن هذا من أصحاب ابن مسعود، وهو الصواب.
قال ابن حبان في كتاب «الثقات»: الحارث بن سويد بن مقلاص أبو عائشة التيمي الكوفي الأعور، صلى عليه عبد الله بن يزيد الأنصاري لما مات. وخرج حديثه في «صحيحه».
وفي كتاب «التعديل والتجريح»: توفي سنة إحدى وسبعين.
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة، سمعت يحيى بن معين يقول: مات سنة إحدى أو اثنتين وسبعين وكذا ذكره القراب.
وقال أحمد بن صالح: ثقة.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: عن إبراهيم التيمي قال: إن كان الرجل من(3/293)
الحي ليجيء إلى الحارث بن سويد فيسبه فيسكت ويدخل. وقال في موضع آخر: قال محمد بن الصباح عن شريك عن أشعث بن سليم عن أبيه قال: رأيت الفقهاء من أصحاب عبد الله - يعني ابن مسعود - الحارث بن سويد وقيس بن السكن وعمرو بن ميمون.
ولما ذكره في فصل «من مات من بين الستين إلى السبعين» قال: ثنا حجاج ثنا حماد عن يحيى بن سعيد بن حيان عن أبيه أن المختار دعا الناس للبيعة، قال: فرأيت الحارث بن سويد مرقلا.
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة: قال سفيان بن عيينة: قال الحارث - يعني ابن سويد - وكان من علية أصحاب عبد الله.
ونسبه العجلي جعفيا.
وفي «كتاب» أبي أحمد الحاكم: جمع المختار بن أبي عبيد أرباع أهل الكوفة على صحيفة مختومة ليقرؤوا ما فيها ويبايعوا عليها، فلما دعيت التيم إذا الحارث بن سويد مسارع بين أيديهم.
1079 - (خ م د ت س) الحارث بن شبيل، ويقال: ابن شبل بن عوف بن أبي حبيبة الأحمسي البجلي، أبو الطفيل الكوفي.
كذا ذكره المزي، وأبو حاتم الرازي فرق بين ابن شبل وابن شبيل،(3/294)
ووثق يحيى ابن شبيل، وضعف ابن شبل.
ولما ذكر البخاري في «فصل: من مات من الخمسين إلى الستين ومائة» ابن شبل قال: ليس بمعروف الحديث.
وكذلك ابن حبان فرق بينهما لما ذكرهما في «جملة الثقات»، وخرج حديثه – أعني ابن شبل الصغير - في «صحيحه».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للباجي وذكر قول الكلاباذي: ويقال: ابن شبل، الحارث بن شبل بصري ضعيف، وابن شبيل كوفي ثقة. والله تعالى أعلم.
وقال يعقوب بن سفيان: الحارث بن شبل مجهول، لا يعرف.
1080 - (م مد س) الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة المخزومي المكي المعروف بالقباع. ويقال: الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.
قال ابن منده: استسلف منه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وهم، رواه عبد الله بن(3/295)
عبد الصمد عن القاسم الجرمي عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه عن الحارث، ورواه أصحاب الثوري عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله ابن أبي ربيعة عن أبيه عن جده، والصواب: ما رواه ابن المبارك وقبيصة وأصحاب الثوري عن الثوري عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي ربيعة عن أبيه عن جده، وكذلك رواه وكيع وبشر بن عمر وابن أبي فديك في آخرين عن إبراهيم بن إسماعيل عن أبيه عن جده، وذكر الحارث في هذا الحديث وهم، ذكره أبو نعيم أيضا بمعناه.
ولما ذكره أبو القاسم البغوي في «جملة الصحابة» ذكر له حديث «السارق»، وقال: وهذا الحديث أخرجه هارون بن عبد الله في «المسند»، ولا أحسب للحارث صحبة.
وذكره في الصحابة أيضا: ابن فتحون، وابن جرير في «الطبقة الأولى من قراء أهل المدينة».
وفي كتاب المبرد: كان الحارث جبانا، وفيه يقول بعضهم: لما ندب لقتال الخوارج فخرج:
أن القباع سار سيرا نكرا ... يسير يوما ويقيم شهرا
وقال آخر:
إن القباع سار سيرا ملسا ... بين دباهي ودبيري خمسا
قال أبو العباس: وإنما سمي القباع، لأنه تولى البصرة فغير على الناس مكايلهم، فنظر إلى مكيال صغير في مرآة العين قد أحاط بدقيق استكثره، فقال: إن مكيالكم هذا لقباع، والقباع الذي يخفى أو يخفى ما فيه.(3/296)
وأنشد المزي لأبي الأسود:
أمير المؤمنين أبا بكير ... أرضنا من بقاع بني المغيرة
وهو غير جيد []، وأنشده المبرد وغيره فينظر.
وفي تاريخ البخاري: هو والد عبد الرحمن.
وذكره ابن حبان في «جملة الثقات»، وخرج حديثه في «صحيحه».
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث ذكره في «الطبقة الأولى من المكيين».
وفي كتاب «السنن» لأبي بكر الأثرم الحافظ: عن يوسف بن مهران: أن أم الحارث لما ماتت، وكانت نصرانية، سأل ابن عمر، فقال: أحسن ولايتها، وكفنها، واتبعها، ولا تصل عليها، ولا تقم على قبرها.
وفي «تاريخ دمشق» عن الشعبي: ماتت أم الحارث وهي نصرانية فشهدها، فشيعها ناس من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
قال أبو القاسم: وذكره يحيى بن معين في تابعي أهل مكة.
وقال خليفة: أمه فراسية.
قال أبو القاسم: وقد حدث الحارث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أدري سماع أو غير سماع، وفيه يقول الفرزدق: -
أحارث داري مرتين هدمتها ... وأنت ابن أخت لا تحار غوائله
وأنت أمير بطحاء مكة لم تزل ... بها منكم معطي الجزيل وفاعله(3/297)
قال: وتزوج رجل من الموالي امرأة من العرب، ففرق الحارث بينهما وهدم داره، فأتى المولى ابن الزبير فقال: [ق 104 ب]
هذا مقام مطرد هدمت ... مساكنه ودوره
رقا عليه عداته ظلما ... فعاقبه أميره
في أن شريت بخمر ماء ... كان محلالا غديره
فكتب إليه أن يردها إليه.
قال: وجلد الحارث مرة بن محكان السعدي في بعض أحداثه، وكان يقطع الطريق فقال مرة:
عمدت فعاقبت امرءا ما كان ظالما ... فألهب في ظهري القباع وأوقدا
سياطا كأذناب الكلاب وشرطه ... مقاليس راعوا مسلما متهورا
وفي «تاريخ» أبي إسحاق الحربي، و «علله»: الحارث ولد بأرض الحبشة ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم.
1081 - (4) الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الحوثي.
كذا ضبطه ابن المهندس عن المزي، بثاء مثلثه، وصحح عليه.
والذي في «كتاب» ابن السمعاني: التاء ثالث الحروف.
وفي «تاريخ همدان» لعمران بن محمد: هو من ولد سبع بن سبع أخي السبيع بن سبع، بطن من همدان.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: قال لي أحمد بن يونس عن زائدة عن مغيرة عن إبراهيم: إنه اتهم الحارث.(3/298)
وقال ابن خيثمة: قيل ليحيى: يحتج بحديث الحارث؟ فقال: ما زال المحدثون يقبلون حديثه.
وفي كتاب «التاريخ والعلل» لابن المبارك: الحارث حديثه أشبه بالحديث من حديث عاصم بن ضمرة.
وذكر حافظ المغرب ابن عبد البر في كتاب «الجامع» تأليفه: وأظن الشعبي عوقب بقول إبراهيم فيه كذاب لقوله في الحارث كذاب، ولم يبن من الحارث كذب، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي، وتفضيله له على غيره، ومن ها هنا والله أعلم كذبه عامر، لأن الشعبي يذهب إلى غير مذهبه.
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة: ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا يحيى بن آدم عن عمرو بن ثابت قال: قيل لأبي إسحاق: إن الشعبي يقول: إن الحارث من الكذابين. فقال: وهو مثله [ق 105 أ]، الشعبي دخل بيت المال، فأخذ في خفه ثلاثمائة درهم، والحارث أعطى من السبي رؤوسا أرسلها إليه عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد، فلم يأخذ حتى خمس.
وقال محمد بن سعد: كان له قول سوء، وهو ضعيف في رأيه، وتوفي أيام ابن الزبير.
وهذا يوضح لك أن المزي ما نقل من «الطبقات» إلا بوساطة الخطيب أو ابن عساكر، ولما كانت هذه الترجمة ليست عندهما، لم يذكر من كلام ابن سعد شيئا، والله أعلم.
وقال الجوزقاني في كتاب «الموضوعات» تأليفه، والجوزجاني في «تاريخه»: أمره بين عند من لم يعم الله قلبه، وقد روى عن علي بن أبي طالب تشهدا خالف فيه الأمة.(3/299)
قال السعدي: كان يقول تعلمت القرآن في سنتين والوحى في ثلاث سنين.
قال أبو بكر بن عياش: لا وحي إلا ما بين اللوحين، وأجمع على ذلك المسلمون، ولم يسمع منه أبو إسحاق إلا ثلاثة أحاديث، وكان محمد بن سيرين يرى أن عامة ما يرويه عن علي باطل.
وذكره البرقي في «باب: من تكلم فيه أو نسب إلى رأي»، ثم قال: وأخبرني سعيد بن منصور أن الحارث كان ضعيفا جدا.
وقال أبو أحمد بن عدي: وعامة ما يرويه عنهما - يعني عليا وابن مسعود – غير محفوظ.
ولما ذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء» قال: خالف ابن معين الناس في الحارث، وأما قول الشعبي: رأيت الحسن والحسين يسألانه. فإن شريكا رواه مخالفا للناس عن جابر الجعفي. انتهى كلامه، وليس جيدا لما ذكرناه من سوء ثناء الشعبي عليه.
وقال الساجي: عن أبي حصين أنه قال: لم نكن نعرف الكذابين، حتى قدم علينا أبو إسحاق الهمداني، فحدثنا - يعني عن الحارث -.
وذكره: أبو محمد بن الجارود وأبو القاسم البلخي، وأبو جعفر العقيلي في «جملة الضعفاء».
وقال ابن شاهين لما ذكره في «المختلف فيهم» - ورجح ثقته -: وأما سؤال الحسن والحسين له فيدل على صحة روايته، وقد وثقه أحمد بن صالح إمام أهل مصر، ثم ذكره في «جملة الثقات».
وقال: قال أحمد بن صالح: الحارث الأعور ثقة، ما أحفظه، وأحسن ما روى(3/300)
عن علي وأثنى عليه، قيل له: فقد قال الشعبي: كان يكذب. قال: لم يكن يكذب في الحديث، إنما كان كذبه في رأيه.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وابن حبان، وخرج حديثه في «صحيحه» كذا ذكره عنه الصريفيني، ولم أره.
والذي رأيت أنه قال في كتاب «المجروحين»: الحارث بن عبد الله، وقيل عبيد، فإن كان [ق105 / ب] فهو تصغير عبد الله، كان غاليا في التشيع، واهيا في الحديث، سمعت الثقفي سمعت محمد بن عثمان بن كرامة، يقول: سمعت أبا نعيم، يقول: سمع الحارث من علي أربعة أحاديث، ومات الحارث في ولاية عبد الله بن يزيد الخطمي بالكونة سنة خمس وستين.
وكذا ذكر وفاته أبو يعقوب إسحاق القراب.
وفي كتاب «الضعفاء» للدارقطني: ضعيف.
وفي «كتاب» العقيلي: قال أبو إسحاق السبيعي: الحارث كذاب وقال علي بن الحسين بن الحنيد الرازي: الحارث عن علي كذاب.
وذكر جماعة، ثم قال: وأضعف هؤلاء القوم الحارث عن علي.
وقال ابن نمير: الحارث الأعور ثقة.
وفي «علل» ابن المديني: إنما علمت الحارث يحدث عن علي بحديثين، مختلف عنه في أحدهما.
1082 - (بخ مد ت س ق) الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب، المدني الدوسي من أنفسهم.
خرج الحاكم النيسابوري حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو حاتم بن(3/301)
حبان وذكره في «جملة الثقات»، وقال: مات سنة ست وأربعين ومائة.
وفي «تاريخ» البخاري: روى عن منير بن عبد الله، روى عنه عبد الرحمن بن إسحاق والجعيد بن عبد الرحمن.
ونسبه اللالكائي قرشيا من أنفسهم. وهو قول مردود، وكأنه تفرد به.
وقال الساجي: حدث عنه أهل المدينة ولم يحدث عنه مالك بن أنس، وهو مكي، وقد لقي – يعني الحارث - عمرا ويعلى بن أمية.
وقال محمد بن سعد: كان ينزل الأعوص، وتوفي بعد سنة خمس وأربعين ومائة، وكان قليل الحديث. وفي موضع آخر: قال محمد بن عمر: رأيته ولم أسمع منه شيئا، ومات بعد خروج محمد بن عبد الله بن حسن، وكان خروجه سنة خمس وأربعين.
وفي «كتاب» ابن قانع: توفي سنة ست وأربعين. وكذا قاله أبو يعقوب إسحاق القراب.
وفي كتاب «الثقات» لابن خلفون: أن أبا الفتح الأزدي ذكر حديث صفوان بن عيسى عن ابن أبي ذباب عن المقبري عن أبي هريرة يرفعه قصة آدم عليه السلام، فقال: ثنا الجرادي، نا بندار عن صفوان به، فينظر.
قال ابن خلفون: هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وقال أحمد بن صالح: مدني ثقة.
1083 - (4) الحارث بن عبد الرحمن القرشي المدني، خال ابن أبي ذئب.
قال محمد بن سعد: توفي بالمدينة سنة سبع وعشرين، ولا نعلم أحدا روى عنه غير ابن أخته، وكان قليل الحديث.(3/302)
وخرج ابن حبان [ق 106 /أ] حديثه في «صحيحه»، وقال في «الثقات»: توفي سنة سبع، وله ثلاث وسبعون سنة، وغزا مع جماعة من الصحابة.
وفي موضع آخر: مات سنة تسع. وهو الذي اعتمده المزي، والعجب منه كيف عثر على قوله هنا؟! ومن غالب عادته أنه لا ينقل من كلامه إلا ما كان في المتأخرين، والله أعلم.
ومما يوضح لك ما ذكرناه، كونه أغفل من كلام ابن حبان ما أثبتناه. وخرج الحاكم حديثه في «صحيحه»،وكذلك أبو علي الطوسي. وأبو عوانة، وأبو محمد الدرامي، وأبو محمد ابن حزم الفارسي.
وفي قول المزي: وقد روى محمد بن إسحاق عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا»، والظاهر أنه خال ابن أبي ذئب. هذا رد به قول الحاكم: لم يرو عنه غير ابن أخته. نظر، وذلك أن البخاري ذكر هذا في ترجمة ابن أبي ذباب من غير تخرص، فقال: وقال أبو الأصبغ ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن الحارث بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذباب عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم «أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا».
وفي «كتاب» الساجي عن أحمد بن حميد قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: فالحارث بن عبد الرحمن الذي يروي عنه ابن أبي ذئب؟ قال: لا أرى به بأسا.
وقال الصدفي: سمعت أحمد بن خالد يقول: سمعت ابن وضاح، يقول: سمعت محمد بن مسعود، يقول: الحارث بن عبد الرحمن القرشي ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».(3/303)
وفي «كتاب» ابن أبي حاتم: أبنا يعقوب بن إسحاق الهروي في كتابه إلي: ثنا عثمان بن سعيد الدرامي قال: سألت يحيى بن معين عن الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب؟ فقال: يروى عنه، وهو مشهور.
وهم جماعة يسمون الحارث بن عبد الرحمن منهم:
1084 - الحارث بن عبد الرحمن الأنصاري.
حدث عن طلحة بن عبيد الله.
1085 - والحارث بن عبد الرحمن شيخ لأبي حنيفة.
يروي عن الضحاك بن مزاحم.
1086 - والحارث بن عبد الرحمن النخعي الكوفي.
روى عنه طلق بن غنام.
1087 - والحارث بن عبد الرحمن الكوفي.
روى عن عطاء روى عنه محمد بن أبان.
1088 - والحارث بن عبد الرحمن الغنوي.
روى عن أبي حنيفة.
1089 - والحارث بن عبد الرحمن بن الحارث بن جنيد المدني.
حدث عن خاله عن جده عن أبي رهم، روى عنه عبد الجبار بن سعيد.
1090 - والحارث بن عبد الرحمن.
روى عن: هشيم.(3/304)
روى عنه: عبد الله بن يونس.
ذكرهم الخطيب، وذكرناهم للتمييز.
1091 - (بخ) الحارث بن عبيد الله الأنصاري من أهل الشام.
يروي عن: أم الدرداء.
ذكره ابن حبان في «جملة الثقات».
1092 - (خت م د ت) الحارث بن عبيد، أبو قدامة، الإيادي البصري المؤذن.
قال [ق 106 / ب] الساجي: الحارث بن عبيد بن واقد أبو قدامة صدوق، عنده مناكير.
وقال أبو حاتم البستي: كان شيخا صالحا ممن كثر وهمه حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا.
ومع ذلك فقد ذكر أبو إسحاق الصريفيني أنه خرج حديثه في «صحيحه»؛ فالله تعالى أعلم.
وخرج أبو علي الطوسي حديثه في «صحيحه»، وكذلك الحاكم أبو عبد الله، والدرامي أبو محمد.
وقال أبو الحسن الكوفي: ثقة.(3/305)
وذكره أبو العرب وأبو القاسم البلخي في «جملة الضعفاء».
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستغنا»: ليس بالقوي عندهم.
وقال النسائي في كتاب «الجرح والتعديل»: صالح.
وذكره أبو حفص بن شاهين في «جملة الثقات».
وفي «كتاب» ابن الجارود: ضعيف الحديث.
وزعم المزي مقلدا اللالكائي - فيما أظن – أن البخاري استشهد به وأنكر ذلك الباجي فقال: وزعم أن البخاري استشهد به، وليس بشيء لأني لم أر له في البخاري ذكرا.
وأنكر الإقليشي على اللالكائي - أيضا – قوله في كتابه «الهداية والإرشاد».
ولم يذكره الكلاباذي، رحمه الله، ولا أبو إسحاق الحبال، ولا أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، وتبعهم على ذلك الصريفيني وغيره، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات».
ولهم شيخ آخر يقال له:
1093 - الحارث بن عبيد المكي.
يروي عن: محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عبد الملك.
روى عنه: مسدد.
ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات».(3/306)
وآخر يقال له:
1094 - الحارث بن عبيد الحمصي.
يروي عن: ابن خثيم.
ذكره في كتاب «المجروحين». وذكرناهما للتمييز.
1095 - (س) الحارث بن عطية البصري، سكن المصيصة.
قال البخاري: خرج هو وعلي بن بكار ومخلد بن حسين من البصرة.
وقال الساجي: ضعيف وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: جلست إليه، فلم أكتب عنه، وكان عنده عن الأوزاعي مسائل.
وقال ابن سعد: يكنى أبا عبد الله، توفي سنة تسع وتسعين ومائة، وكان عالما.
وقال أبو الحسن الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي صالح الحديث، عن: الحارث بن عطية، ووكيع، وحجاج الأعور، وهؤلاء ثقات.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: أبنا عبد الرحمن الرقي ثنا الحارث بن عطية - وكان من زهاد الناس - عن هشام فذكر حديثا.
وقال ابن خلفون في كتاب «الثقات»: كان الحارث هذا من الزهاد، وهو عندي ممن يكتب حديثه.
1096 - (بخ د س) الحارث بن عمرو بن الحارث السهمي.
من سهم باهلة لا من سهم [ق 107/ أ] قريش، كنيته أبو سفينة، نزل البصرة، له حديث واحد.(3/307)
كذا قاله المزي مقلدا أبا عمر بن عبد البر رحمهما الله - فيما أظن – أو السمعاني، ومفهما أن ليس في العرب من ينسب سهميا، إلا إلى هذين الحيين، وما درى أن في خزاعة: سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن قصي وهو أبو خزاعة، ينسب إليهم بريدة بن الحصيب السهمي.
وفي قيس عيلان بن مضر: سهم بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان منهم نسبتهم السهمي، له صحبة.
وفي هذيل: سهم بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل منهم معقل بن خويلد بن واثلة السهمي الشاعر له صحبة، ذكره الرشاطي والآمدي في كتاب «المختلف والمؤتلف».
وقال خليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»: الحارث بن عمرو بن الحارث بن سهم بن عمرو بن ثعلبة بن تميم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر.
ولما ذكره العسكري قال: سهم هو: ابن الحارث بن عمرو بن ثعلبة، وكناه أبا مسقبة.
كذا رأيته بخط الحافظ الصريفيني في أربع مواضع مضبوطا مجودا، وكناه في كتابه كذلك، وقال: كناه أبو محمد عبد الغني: أبا سفينة. فالله أعلم انتهى.
وكذا هو في «كتاب» خليفة الذي كتب عن تلميذه كما عرفتك به قبل.
قال أبو أحمد: روى عنه ابنه عبد الله بن أبي مسقبة وله صحبة، وزرارة بن كريم. 309/ 402
ولما ذكر الطبراني حديثه في «الفرع والعتيرة» في «معجمه الأوسط» قال: لا يروى هذا الحديث عن الحارث بن عمرو إلا من حديث ولده بهذا الإسناد، ورواه عبد الوارث بن سعيد عن عتبة بن عبد الملك السهمي عن كريم بن الحارث عن أبيه الحارث.
وفي «المعجم الكبير»: لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
وكناه ابن قانع: أبا كريم.
ولما ذكر حديثه الحاكم [ق 107 ب] في «مستدركه» قال: الحارث بن عمرو أبو مسقبة صحابي مشهور، وولده بالبصرة مشهورون. انتهى.
لم أر من كناه أبا سفينة إلا أبا عمر، ومن تبعه، والله تعالى أعلم.
1097 - (ق) الحارث بن عمرو، عم البراء، ويقال: خاله.
كذا ذكره المزي، قدم العم على الخال، وابن أبي حاتم يقول عن أبيه: خاله أصح.
وكذا ذكره البخاري والبغوي وغيرهما.
وفي كتاب «إيضاح الإشكال» لأبي الفضل بن طاهر المقدسي: وروى حازم بن يحيى البجلي عن جابر عن الشعبي عن البراء قال: كان اسم خالي قليلا، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، وقال: «يا كثير، إنما نسكنا بعد صلاتنا». ورواه سيار أبو الحكم عن الشعبي، فكناه ولم يسمه.(3/308)
وفي «كتاب» ابن حبان: من زعم أن اسم أبي بردة بن نيار الحارث بن عمرو، فقد وهم، اسمه هانئ بن نيار.
1098 - (د ت) الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة الثقفي.
قال البخاري: روى عنه أبو عون، ولا يصح ولا يعرف إلا بهذا، مرسل.
وقال في «تاريخ الأوسط»: خالد حدث عن الحارث بن عمرو قاله شعبة عن أبي عون، ولا يعرف إلا بهذا ولا يصح.
ذكره في: «فصل: من مات من المائة إلى عشر ومائة».
وذكره ابن حبان البستي في «جملة الثقات».
وأبو محمد بن الجارود وأبو جعفر العقيلي وأبو العرب في «جملة الضعفاء».
وقال أبو محمد بن حزم: هو مجهول لا يعرف، ولا تقوم بحديثه حجة، يعني حديث: «أجتهد رأيي».
وقال ابن عدي: هو معروف بهذا الحديث الذي ذكره البخاري عن معاذ: «أجتهد رأيي».(3/310)
وفي «رافع الارتياب» للخطيب: وهم فيه عبد الرحمن بن زياد الرصافي على شعبة ثنا أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي، فقال: عمرو بن الحارث بن أخي المغيرة بن شعبة. والصواب: الحارث بن عمرو، وذكر الخطيب في كتابه «الفقيه والمتفقه» طرقا جيدة.
وفي هذه الطبقة.
1099 - الحارث بن عمرو الكندي.
روى عن ابن مسعود.
ذكره الحاكم في «تاريخ نيسابور» ذكرناه للتمييز.
1100 - (ق) الحارث بن عمران الجعفري المدني.
في «كتاب» الصريفيني: يقال: الجعفي، ولم يذكر البخاري غير الجعفي.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، روى [ق 108/ أ] عن هشام: «تخيروا لنطفكم»، وتابعه عكرمة بن إبراهيم عن هشام، وهما جميعا ضعيفان.
وقال الدارقطني - فيما رواه عنه البرقاني -: الحارث بن عمران الجعفري كوفي متروك، وفي «كتاب» ابن الجوزي عنه: ضعيف.(3/311)