7083- مَرْوَان بن موسى
حدث عن: حفص بن سليمان الأسدي المقرئ.
روى عنه: عبد الرحمن بن إسحاق الصائدي.
(4439) حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ بُشْرَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَطَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ شُعَيْبٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِدِيُّ مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَتَلا ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الآيَةَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ.
قَالَ: {فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى} عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، {عَلَى سُوقِهِ} عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُغْضِهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ(15/196)
7084- مَرْوَان بن أبي الجنوب بن مَرْوَان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة أَبُو السمط شاعر كان في أيام الواثق والمتوكل، وله في المتوكل وفي أَحْمَد بن أبي دؤاد قصائد عدة، وكان يسكن سر من رأى.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن عمران المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أَحْمَد بن أبي طاهر، عن أبيه، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَرْوَان بن أبي الجنوب، قَالَ: لما استخلف المتوكل بعثت بقصيدة إلى ابن أبي دؤاد فيها مدح، وفي آخرها بيتان ذكرت فيها أمر ابن الزيات، وهما: وقيل لي الزيات لاقي حمامه
فقلت أتاني الله بالفتح والنصر لقد حفر الزيات بالغدر حفرة
فألقاه فيها ما نواه من الغدر فلما وصلت قصيدتي إلى ابن أبي دؤاد ذكرني للمتوكل، وأنشده البيتين، فأمره بإحضاري، فقال: هو باليمامة، نفاه الواثق لحبه كان لأمير المؤمنين، وعليه دين ستة آلاف دينار، قَالَ: يقضى عنه.
فوجه إلي بالمال فقبضته، وصرت إلى سر من رأى، فامتدحت المتوكل بقصيدتي التي أولها:
رحل الشباب وليته لم يرحل والشيب حل وليته لم يحلل
فلما بلغت قولي:
كانت خلافة جعفر كنبوة جاءت بلا طلب ولا بتنحل
وهب الإله له الخلافة مثلما وهب النبوة للنبي المرسل
قَالَ: فأمر لي بخمسين ألف درهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عُمَر بن إبراهيم الفقيه، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم، يعني: الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي سعد، قَالَ: حَدَّثَنِي حماد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سليم الكلبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو السمط مَرْوَان بن أبي الجنوب، قَالَ: لما صرت إلى أمير المؤمنين المتوكل على الله مدحت ولاة العهد، وأنشدته:
سقى الله نجدا والسلام على نجد ويا حبذا نجد على النأي والبعد
نظرت إلى نجد وبغداد دونها لعلي أرى نجدا وهيهات من نجد
ونجد بها قوم هواهم زيارتي ولا شيء أحل من زيارتهم عندي
فلما استتممت إنشادها أمر لي بعشرين ومائة ألف درهم، وخمسين ثوبا، وثلاثة من الظهر: فرس، وبغلة، وحمار، فلم أبرح قلت في شكره:
تخير رب الناس للناس جعفرا فملكه أمر العباد تخيرا
فلما صرت إلى هذا البيت:
فأمسك ندا كفيك عني ولا تزد فقد خفت أن أطغى وأن أتجبرا
قَالَ لا والله لا أمسك حتى أغرقك بجودي أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي، قَالَ: حَدَّثَنِي عون بن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: مرض مَرْوَان بن أبي الجنوب بسر من رأى فعاده ابن أبي دؤاد، فقال مَرْوَان:
ألم ترني مرضت بسر مرى فلم يغني الأطبة والدواء
فلما عادني ابن أبي دؤاد برأت وفي عيادته الشفاء
فلم يبق أحد إلا عاد مَرْوَان بعد ابن أبي دؤاد(15/197)
ذكر من اسمه المحسن(15/199)
7085- المحسن بن مُحَمَّد بن الحسن بن عبد الله، أَبُو طاهر الجوهري، عم شيخنا أبي مُحَمَّد الجوهري حدث عن: إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار.
حَدَّثَنَا عنه: ابن أخيه أَبُو مُحَمَّد الحسن بن علي، وكان ثقة.
قَالَ لي الجوهري: مات عمي في سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة، وكان أكبر من أبي.
سمعت التنوخي، يقول: مات أَبُو طاهر الجوهري المحسن بن مُحَمَّد في سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة، وهو شيرازي نزل بغداد، وكان أكبر من أخيه أبي الحسن، وشهدا جميعا.
قَالَ: وكان عند أبي طاهر عن الحسن بن مُحَمَّد بن عثمان الفسوي.(15/199)
7086- المحسن بن علي بن مُحَمَّد بن أبي الفهم، أَبُو علي التنوخي القاضي
ولد بالبصرة، وسمع بها من واهب بن يحيى المازني، وأبي العباس الأثرم، ومحمد بن يحيى الصولي، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، وأبي بكر بن داسة، وأحمد بن عبيد الصفار، وطبقتهم.
ونزل بغداد، وأقام بها، وحدث إلى حين وفاته، وكان سماعه صحيحا، وكان أديبا شاعرا إخباريا، أَخْبَرَنَا عنه ابنه: أَبُو القاسم علي.
(4440) -[15: 199] أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ وَمِنْ أَصْلِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَاهِبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَازِنِيُّ الْبَصْرِيُّ بِهَا مِنْ حِفْظِهِ.
قَالَ التَّنُوخِيُّ وَحَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ فَكَّ عَنْ مَكْرُوبٍ فَكَّ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ "، قَالَ لِي التَّنُوخِيُّ: قَالَ لِي أَبِي: لَمْ يَكُنْ عِنْدَ وَاهِبِ بْنِ يَحْيَى غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا التنوخي، قَالَ: قَالَ لي أبي: مولدي سنة سبع وعشرين وثلاث مائة بالبصرة.
قَالَ: وكان مولده في ليلة الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الأول، وأول سماعه الحديث في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة، وأول ما تقلد القضاء من قبل أبي السائب عتبة بن عبيد الله بالقصر وبابل وسورا في سنة تسع وأربعين، ثم ولاه المطيع لله القضاء بعسكر مكرم وإيذج ورامهرمز، وتقلد بعد ذلك أعمالا كثيرة في نواحي مختلفة، وتوفي ببغداد في ليلة الإثنين لخمس بقين من المحرم سنة أربع وثمانين وثلاث مائة(15/199)
7087- المحسن بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن المنجم أَبُو القاسم وهو أخو أَحْمَد، والحسن، والفضل، حدث عن أبيه، حَدَّثَنَا عنه أَبُو القاسم التنوخي.(15/201)
7088- المحسن بن مُحَمَّد بن علي بن العباس بن أَحْمَد أَبُو يعلى العطار سمع: مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الوراق، وأبا حفص الكتاني، وقرأ على الكتاني القرآن بحرف عاصم.
وكان مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة، ومات في ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وأربع مائة.
وكان صدوقا يسكن نهر القلائين، سمع منه: ابنه أَحْمَد بن المحسن.(15/201)
7089- المحسن بن جعفر بن مُحَمَّد بن جعفر بن داود بن الحسن أَبُو طاهر بن السلماسي سمع: علي بن عُمَر الحربي، وأبا حفص بن شاهين، وأبا طاهر المخلص، ونحوهم.
كتبت عنه وكان ثقة، صحب أبا حامد الإسفراييني مدة، وعلق عنه الفقه، وكان يفهم، وقيل: إنه كان أصغر من أخيه الحسين بعشر سنين.
أَخْبَرَنِي المحسن بن جعفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن هارون بن عبد الله الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا المسعودي، عن عون بن عبد الله، قَالَ: ما تفرغ أحد لعيب الناس إلا من غفلة غفلها هُوَ نفسه.
مات أَبُو طاهر بن السلماسي في يوم الجمعة الثاني من شوال سنة ست وثلاثين وأربع مائة، ودفن من الغد في داره بدرب الزعفراني، وصلى عليه أخوه أَبُو عبد الله.(15/202)
7090- المحسن بن عيسى بن شهفيروز، أَبُو طالب الفقيه الشافعي سمع: أبا طاهر المخلص، والمعافى بن زكريا.
وهو من بعض سواد النهروان من قرية تسمى: جللتا، لقيته بالنهروان في سنة ثلاثين وأربع مائة، وكتبت عنه، وكان شيخا فاضلا ثقة، درس الفقه على أبي حامد الإسفراييني.
(4441) -[15: 203] أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبِ بْنُ شَهْفَيْرُوزَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " قدم ابن شهفيروز بغداد، وحدث بها بأخرة، ومات في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وأربع مائة.(15/202)
ذكر من اسمه مالك(15/203)
7091- مالك أَبُو داود الأحمري يقال: إنه من أهل المدائن،
روى عن حذيفة بن اليمان قوله.
حدث عنه شداد بن أبي العالية الثوري.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد بن فارس، قَالَ البخاري: قَالَ مُحَمَّد بن كثير: حَدَّثَنَا سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا شداد بن أبي العالية، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود الأحمري، قَالَ: خطبنا حذيفة حين قدم المدائن، فقال: تعاهدوا ضرائب أرقائكم(15/203)
7092- مالك بن الحارث، أَبُو موسى الهمداني يعد في أهل الكوفة،
سمع: علي بن أبي طالب، وحضر معه الحرب بالنهروان.
روى عنه: مُحَمَّد بن قيس الأسدي.
(4442) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، وأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ، وَزِيرُ الْخَلِيفَةِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّرْصَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، زَادَ الْفِرْيَابِيُّ: الْهَمْدَانِيُّ، ثُمَّ اتَّفَقَا أَنَّهُ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ قَدْ طَلَبَ الْمُخْدَجَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ جَبِينَهُ يَعْرَقُ وَأَخَذَهُ الْكَرْبُ، ثُمَّ قَدِرَ عَلَيْهِ فَخَرَّ سَاجِدًا، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، رَوَاهُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْهَمْدَانِيِّ، وَسَمَّاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِ الْحَارِثِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ(15/204)
7093- مالك بن سلام أظنه تغرب، وحدث عن: مالك بن أنس، والفضل بن عمار.
روى عنه: عبد الله بن حماد الآملي، وعباد بن عمرو التميمي، وفي حديثه نكرة.
(4443) -[15: 205] أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبَّادُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَخْلَدٍ، بِالدِّينَوَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سَلامٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ذَاكَ الْكُوفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ "
(4444) -[15: 205] حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سَلامٍ، وَهُوَ بَغْدَادِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، اللَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى الْقَرْضِ وَهُوَ عَنِ الْقَرْضِ غَنِيٌّ؟ قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَكُمْ بِذَلِكَ الْجَنَّةَ "، قَالَ: فَأَقْبَلَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى أَبِي الدَّحْدَاحِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً مُحْكَمَةً، فِيهَا شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ، يَبْلُغُ بِهَا صَاحِبُهَا دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} فَأَقْبَلَ أَبُو الدَّحْدَاحِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَاقَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ بِطُولِهِ(15/204)
7094- مالك بن سليمان، أَبُو أنس الألهاني الحمصي قدم سر من رأى، وحدث بها عن: إِسْمَاعِيل بن عياش، وبقية بن الوليد.
روى عنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء، وعلي بن أَحْمَد بن النضر الأزدي، وأَبُو برزة الفضل بن مُحَمَّد الحاسب، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سليمان الباغندي.
(4445) -[15: 206] أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَرْزَةَ الْحَاسِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ، كَتَبْتُ عَنْهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ مِنْ لُحُومِ الطَّيْرِ وَالْوَحْشِ مَا أَكَلَ الْجِيَفَ " قرأت في كتاب أبي الحسين مُحَمَّد بن عبد الله بن جعفر الرازي، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يوسف بن بشر الهروي، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عوف الحمصي، يقول: أَبُو أنس مالك بن سليمان الحمصي كان ابن عم زوجتي، وهو ضعيف الحديث(15/206)
ذكر من اسمه مقاتل(15/207)
7095- مقاتل بن سليمان بن بشير، أَبُو الحسن البلخي قدم بغداد، وحدث بها عن: عطية العوفي، وسعيد المقبري، والضحاك بن مزاحم، وعمرو بن شعيب، وغيرهم.
روى عنه: شبابة بن سوار، وحمزة بن زياد الطوسي، وحماد بن مُحَمَّد الفزاري، وأَبُو الجنيد الضرير، وعلي بن الجعد في آخرين، وكان له معرفة بتفسير القرآن، ولم يكن في الحديث بذاك.
(4446) -[15: 207] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُقَاتِلٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا بَعْدَكَ رَجُلا نَعْرِفُهُ وَنُنْهِي إِلَيْهِ أَمْرَنَا فَإِنَّا لا نَدْرِي مَا يَكُونُ بَعْدَكَ، فَقَالَ: " إِنِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ رَجُلا فَأَمَرَكُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَعَصَيْتُمُوهُ كَانَ مَعْصِيَتُهُ مَعْصِيَتِي، وَمَعْصِيَتِي مَعْصِيَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ أَمَرَكُمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَأَطَعْتُمُوهُ كَانَتْ لَكُمُ الْحُجَّةُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَكِنْ أَكِلُكُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عُمَر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسن بن راشد، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الجعد، قَالَ: سمعت مقاتل بن سليمان في قول الله: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} ، قَالَ: أَبُو بكر، وعمر، وعلي.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، والجوهري، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إبراهيم الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل ميمون بن هارون الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أخي سليمان بن يحيى بن معاذ أن أبا جعفر المنصور كان جالسا فألح عليه ذباب يقع على وجهه، وألح في الوقوع مرارا حتى أضجره، فقال: انظروا من بالباب، فقيل: مقاتل بن سليمان، فقال: علي به، فلما دخل عليه، قَالَ له: هل تعلم لماذا خلق الله تعالى الذباب؟ قَالَ: نعم، ليذل الله به الجبارين، فسكت المنصور.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم بن النخاس لفظا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحنبلي الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل الترمذي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا حيوة بن شريح الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا بقية، قَالَ: كنت كثيرا أسمع شعبة وهو يسأل عن مقاتل بن سليمان، فما سمعته قط ذكره إلا بخير.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر الراشدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم، قَالَ: سمعت أبا عبد الله هو أَحْمَد بن حنبل يسأل عن مقاتل بن سليمان، فقال: كانت له كتب ينظر فيها، إلا إني أرى أنه كان له علم بالقرآن.
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد الحوشبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن خليل الجلاب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يوسف، قَالَ: سمعت أبا الحارث الجوزجاني، يقول: حكى لي عن الشافعي أنه قَالَ: الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل في التفسير، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر، وعلى أبي حنيفة في الكلام أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، قَالَ: سمعت مسعرا، يقول لحماد بن عمرو: كيف رأيت الرجل؟ يعني: مقاتلا، قَالَ: إن كان ما يجيء به علما فما أعلمه أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو بن موسى العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن بويه، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن قهزاذ، قَالَ: سمعت علي بن الحسين بن واقد، قَالَ: ذهب رجل بجزء من أجزاء تفسير مقاتل إلى عبد الله، قَالَ: فأخذه عبد الله منه، وَقَالَ: دعه، قَالَ: فلما ذهب يسترده، قَالَ: يا أبا عَبْد الرَّحْمَن، كيف رأيت؟ قَالَ: يا له من علم لو كان له إسناد.
قرأت في أصل كتاب أَحْمَد بن قاج الوراق بخطه، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الفضل بن طاهر البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الصمد بن الفضل أَبُو يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا مكي بن إبراهيم، عن يحيى بن شبل، قَالَ: كنت جالسا عند مقاتل بن سليمان، فجاء شاب فسأله ما تقول في قول الله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} ؟ قَالَ: فقال مقاتل: هذا جهمي، قَالَ: ما أدري ما جهم، إن كان عندك علم فيما أقول وإلا فقل لا أدري، قَالَ: ويحك، إن جهما والله ما حج هذا البيت ولا جالس العلماء، إنما كان رجلا أعطي لسانا، وقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} أنما هو كل شيء فيه الروح كما قَالَ ههنا لملكة سبأ: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} لم تؤت إلا ملك بلادها، وكما قَالَ: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} لم يؤتى إلا ما في يده من الملك، ولم يدع في القرآن كل شيء، وكل شيء، إلا سرد علينا
أنبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بن أبي داود، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا المكي بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن شبل، قَالَ: قَالَ لي عباد بن كثير: ما يمنعك من مقاتل؟ قَالَ: قلت: إن أهل بلادنا كرهوه، قَالَ: فلا تكرهنه، فما بقي أحد أعلم بكتاب الله منه.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عبد الله الأنماطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن سليمان المصري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعد بن أبي مريم، قَالَ: قَالَ لي نعيم، يعني: ابن حماد: رأيت عند سفيان بن عيينة كتاب لمقاتل بن سليمان، فقلت: يا أبا مُحَمَّد، تروي لمقاتل في التفسير؟ قَالَ: لا، ولكن أستدل به وأستعين.
أنبأنا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بن أبي داود، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عقيل، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن الحسين بن واقد، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد المجيد من أهل مرو، قَالَ: سألت مقاتل بن حيان، قلت: يا أبا بسطام، أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان؟ قَالَ: ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن واقد، قَالَ: سمعت أبا نصير، يقول: صحبت مقاتل بن سليمان ثلاث عشرة سنة فما رأيته لبس قميصا قط إلا لبس تحته صوفا.
أنبأنا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن دبيس المفسر الضرير، قَالَ: سمعت القاسم بن أَحْمَد الصفار، يقول: كان إبراهيم الحربي يأخذ مني كتب مقاتل فينظر فيها، فقلت له ذات يوم: أَخْبَرَنِي يا أبا إسحاق ما للناس يطعنون على مقاتل؟ قَالَ: حسدا منهم لمقاتل.
أَخْبَرَنِي العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قَالَ: سئل إبراهيم الحربي عن مقاتل بن سليمان: هل سمع من الضحاك بن مزاحم شيئا؟ قَالَ: لا مات الضحاك قبل أن يولد مقاتل بن سليمان بأربع سنين، وَقَالَ مقاتل: أغلق علي وعلى الضحاك باب أربع سنين، قَالَ إبراهيم: وأراد بقوله باب، يعني: باب المدينة، وذاك في المقابر.
قيل لإبراهيم: من أين كان؟ قَالَ: من أهل مرو، قَالَ إبراهيم: ولم يسمع من مجاهد شيئا ولم يلقه، قَالَ إبراهيم: وإنما جمع مقاتل بن سليمان تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع، ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه، قَالَ إبراهيم: لم أدخل في تفسيري منه شيئا، قَالَ إبراهيم: تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء.
قَالَ إبراهيم: قعد مقاتل بن سليمان، فقال: سلوني عما دون العرش إلى لوياثا، فقال له رجل: آدم حين حج من حلق رأسه؟ قَالَ: فقال له: ليس هذا من عملكم، ولكن الله أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أَحْمَد بن مُحَمَّد بن رميح النسوي، قَالَ: سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عُمَر بن بسطام، يقول: سمعت أَحْمَد بن سيار بن أيوب، يقول: ومقاتل بن سليمان كان من أهل بلخ تحول إلى مرو، وخرج إلى العراق ومات بها، يكنى: أبا الحسن، وهو متهم متروك الحديث، مهجور القول، وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه.
سمعت إسحاق بن إبراهيم، يقول: أَخْبَرَنِي حمزة بن عميرة، وكان من أهل العلم، أن خارجة مر بمقاتل وهو يحدث الناس، فذكر فيما حدثهم، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو النضر، يعني: الكلبي، إذ مررت معه عليه، فوقف الكلبي فقال: أبا الحجاج، ما حدثت بهذا الحديث الذي ترويه عني قط، فربضني ودنا منه، فقال: يا أبا الحسن، أنا الكلبي وما حدثت بهذا الحديث قط، فقال: اسكت يا أبا النضر، فإن تزيين الحديث لنا إنما هو بالرجال.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن القاسم بن عَبْد الرَّحْمَن العتكي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي القاضي الخوارزمي، قَالَ: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، يقول: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير، يعني: في البدعة والكذب: جهم بن صفوان، وعمر بن صبح، ومقاتل بن سليمان.
حَدَّثَنِي مسعود بن ناصر السجزي، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن بشرى السجستاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين الآبري، قَالَ: سمعت إِسْمَاعِيل بن أسد، يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم، يقول: قَالَ أَبُو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل، ومقاتل مشبه.
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عُمَر الحربي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن إِسْمَاعِيل السكري، قَالَ: سمعت الفضل بن عبد الجبار، قَالَ: سمعت أبا معاذ النحوي، يقول: سمعت خارجة بن مصعب، يقول: كان جهم ومقاتل بن سليمان عندنا فاسقين فاجرين، قَالَ: وسمعت خارجة، يقول: لم أستحل دم يهودي ولا ذمي، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني أحد لقتلته.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إشكاب، قَالَ: سمعت أبي، يقول: سمعت أبا يوسف، يقول بخراسان: صنفان ما على الأرض أبغض إلي منهما: المقاتلية، والجهمية.
أَخْبَرَنَا العُقَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن مُحَمَّد بن سعدويه المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله بن بشير المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن عبد الملك، قَالَ: سمعت ابن المبارك، وسئل، عن مقاتل بن سليمان، وأبي شبة الواسطي، فقال: ارم بهما، ومقاتل بن سليمان ما أحسن تفسيره لو كان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، وَمُحَمَّد بن الحسين بن الفضل، قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا، وفي حديث ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن علي الحلواني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن داود الحداني، قَالَ: سمعت عيسى بن يونس، وسئل عن مقاتل بن سليمان، فقال: ابن دوال دوز، فقال: جئت إليه أنا وحفص بن غياث، فسألناه عن حديث، فقال أَخْبَرَنِي به الضحاك فتركته أياما، ثُمَّ سألته عن ذلك الحديث، فقال أَخْبَرَنِي به عطاء، فتركته أياما، ثم جئت إليه، فقال أَخْبَرَنِي به أَبُو جعفر، أو فلان.
قَالَ عيسى: كان يحفظ الرياح كذا وكذا.
أَخْبَرَنَاه أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن يحيى المزكي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق السراج، قَالَ: سمعت يحيى بن موسى ابن أخت البلخي، يقول: أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، قَالَ: سمعت ابن عيينة، يقول: قلت لمقاتل تحدث عن الضحاك، وزعموا أنك لم تسمع منه؟ قَالَ: كان يغلق علي وعليه الباب، قَالَ ابن عيينة: قلت في نفسي: أجل، باب المدينة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن عبد الملك، قَالَ: قَالَ عبد الرزاق: كنا عند مقاتل بن سليمان، فمر سفيان الثوري، فقام الناس عنه، فاستحييت، فجلست عنده، وَقَالَ: قَالَ ابن عيينة: إنك تحدث عن الضحاك وهم يقولون إنك لم تسمع منه؟ قَالَ: لقد كان يغلق علي وعليه الباب، قَالَ: فقلت في نفسي: أجل، باب المدينة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين القطان، وعبد الله بن يحيى السكري، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الترمذي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد العزيز الأويسي، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك أنه بلغه أن مقاتل جاءه إنسان، فقال له، إن إنسانا سألني: ما لون كلب أصحاب الكهف؟ فلم أدري ما أقول له.
فقال له مقاتل: ألا قلت: هو أبقع، فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك قولك، قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيل: سمعت نعيم بن حماد، يقول: أول ما ظهر من مقاتل من الكذب هذا، قَالَ للرجل: يا مائق، لو قلت: أصفر أو كذا أو كذا من كان يرد عليك؟.
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصوفي، والحسن بن أبي بكر، وعثمان بن مُحَمَّد بن يوسف العلاف، قالوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مضر بن مُحَمَّد الأسدي، قَالَ: سمعت حامدا هو ابن يحيى البلخي، يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: قَالَ مقاتل بن سليمان يوما: سلوني عما دون العرش، فقال له إنسانا: يا أبا الحسن، أرأيت الذرة أو النملة، معاها في مقدمها أو مؤخرها؟ قَالَ: فبقي الشيخ لا يدري ما يقول له، قَالَ سفيان: فظننت أنها عقوبة عوقب بها أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يَعْقُوب الجوزجاني، قَالَ: مقاتل بن سليمان كان دجالا جسورا، سمعت أبا اليمان، يقول: قدم ههنا، فلما أن صلى الإمام، أسند ظهره إلى القبلة، وَقَالَ سلوني عما دون العرش، وحدثت أنه قَالَ مثلها بمكة، فقام إليه رجل، فقال: أَخْبَرَنِي عن النملة أين أمعاؤها؟ فسكت أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إبراهيم الحازمي البخاري، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن إِسْمَاعِيل بن حيان، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بن علي أَبُو حفص، قَالَ: سمعت يوسف السمتي، يقول: قَالَ مقاتل بن سليمان بمكة: سلوني ما دون العرش، فقام قيس القياس، فقال: من حلق رأس آدم في حجته؟ فبقي أَخْبَرَنَا الحسن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عمرو الحريري، أن علي بن مُحَمَّد بن كاس النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن أَحْمَد الطنجوري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، عن مُحَمَّد بن سماعة، عن أبي يوسف، أن أبا حنيفة ذكر عنده جهم ومقاتل، فقال: كلاهما مفرط، أفرط جهم في نفي الشبيه، حتى قَالَ: إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل بن سليمان، حتى جعل الله مثل خلقه أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا خالي مُحَمَّد بن إسحاق النعالي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن بن دليل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد المقدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بن علي، قَالَ: سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث، قَالَ: قدم علينا مقاتل بن سليمان، فجعل يحَدَّثَنَا عن عطاء بن أبي رباح، ثم قَالَ: حَدَّثَنَا بتلك الأحاديث نفسها، عن الضحاك بن مزاحم، ثم حَدَّثَنَا بها عن عمرو بن شعيب، فقلنا له: ممن سمعتها؟ قَالَ: عنهم كلهم، ثم قَالَ بعد لا والله، ما أدري ممن سمعتها، قَالَ: ولم يكن بشيء كتب إلي عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان الدمشقي، يذكر أن أبا الميمون بن راشد، أخبرهم، ثم أَخْبَرَنَا البرقاني، قراءة، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عثمان النصيبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عُمَر بن راشد البجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بن عمرو، قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا، عن منصور الكاتب، عن أبي عبيد الله، قَالَ: قَالَ لي أمير المؤمنين المهدي لما أتانا نعي مقاتل: " اشتد ذلك علي "، فذكرته لأمير المؤمنين أبي جعفر، فقال: " لا يكبر عليك، فإنه كان يقول لي: أنظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه " حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يوسف القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن حمدويه الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن وكيع، قَالَ: حَدَّثَنِي داود بن سليمان القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن عَبْد الرَّحْمَن السمرقندي، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بن أبي عبيد الله، عن أبيه، قَالَ: قَالَ لي المهدي: ألا ترى ما يقول لي هذا؟ يعني: مقاتلا، قَالَ: إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس، قَالَ: قلت: لا حاجة لي فيها أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مضر بن مُحَمَّد الأسدي، قَالَ: حَدَّثَنَا حامد بن يحيى، عن سفيان بن عيينة، قَالَ: أول من جالست من الناس: مقاتل بن سليمان، وأَبا بكر الهذلي، وعمرو بن عبيد، وإنسانا يقال له: صدقة الكوفي، فكانوا يجتمعون خلف المقام، فيتذاكرون القرآن بينهم، فيقول مقاتل بن سليمان: حَدَّثَنَا الضحاك، ويقول الهذلي: حَدَّثَنِي الحسن، ويقول صدقة: حَدَّثَنِي السدي، ويقول عمرو بن عبيد: حَدَّثَنِي الحسن.
فقال لي مقاتل بن سليمان، وأردت أن أخرج إلى الكوفة: إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي، قَالَ: فقدمت الكوفة، فسألت عن الكلبي، فقلت: إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك، قَالَ: من هو؟ قلت: مقاتل بن سليمان، فلم يحمده أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن عبد السلام، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، قَالَ: قَالَ ابن عيينة: سمعت مقاتلا، يقول: إن لم يخرج الدجال الأخير سنة خمسين ومائة، فاعلموا أني كذاب، قَالَ عبد الله: قيل لمحمد: أي شيء تقول في مقاتل؟ قَالَ: أي شيء أقول فيه؟ هو ذاهب حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن علي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن القاسم بن مرزوق المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسن بن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة: إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، وَمُحَمَّد بن سَعِيد، ويعرف بالمصلوب بالشام أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، وَمُحَمَّد بن الحسين بن الفضل، قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا، وفي حديث ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن خشرم، قَالَ: سمعت وكيع بن الجراح، يقول: مقاتل بن سليمان لقيناه، ولكنه كان كذابا فلم نكتب عنه أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأت على أبي القاسم بن النخاس: أخبركم ابن أبي داود، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن خشرم، قَالَ: سمعت وكيعا، قَالَ: أردنا أن نرحل إلى مقاتل بن سليمان، فقدم علينا، فأتيناه، فوجدناه كذابا أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: وجدت في كتاب جدي، عن ابن رشدين، قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن سليمان، قَالَ: ما سمعت وكيعا يتكلم في أحد قط يكذبه إلا أنه ذكر يوما مقاتل بن سليمان، فقال: كان كذابا أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن مُحَمَّد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: مقاتل بن سليمان ليس حديثه بشيء أَخْبَرَنِي السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: مقاتل بن سليمان مولى للأسد، مات بالبصرة وقدمها، ذمه أَبُو زكريا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن عمار، قَالَ: ومقاتل بن سليمان لا شيء أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنِي آدم بن موسى، قَالَ: سمعت البخاري، قَالَ: مقاتل بن سليمان سكتوا عنه.
وفي موضع آخر: لا شيء البتة أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب ابن سفيان، قَالَ: باب من يرغب عن الرواية عنهم، فذكر جماعة منهم: مقاتل بن سليمان أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أبي علي الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحسين بن مُحَمَّد الشافعي بالأهواز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي الآجري، قَالَ: سألته، يعني: أبا داود سليمان بن الأشعث، عن مقاتل بن سليمان، فقال: تركوا حديثه أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا سهل بن أَحْمَد الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عمرو بن علي، قَالَ: مقاتل بن سليمان الخراساني كذاب متروك الحديث أَخْبَرَنِي البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي، قَالَ: مقاتل بن سليمان من أهل خراسان، قالوا: كان كذابا متروك الحديث بلغني عن الهذيل بن حبيب: أن مقاتلا مات في سنة خمسين ومائة.(15/207)
7096- مقاتل بن صالح، أَبُو علي، وقيل: أَبُو صالح المطرز
حدث عن: الليث بن داود القيسي، وسعيد بن منصور، وإسحاق بن كعب، وعمرو بن مُحَمَّد الأعسم، وأحمد بن عبد الله بن يونس.
روى عنه: مُحَمَّد بن إسحاق السراج النيسابوري، ويحيى بن مُحَمَّد بن صاعد، وَمُحَمَّد بن مخلد العطار، وأَبُو عبد الله الحكيمي، وعلي بن إسحاق المادرائي.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إبراهيم الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مقاتل بن صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله ابن يونس، قَالَ: حَدَّثَنَا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن أبي عَبْد الرَّحْمَن، عن عبد الله، قَالَ: التسبيح بالحصى بدعة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي، وأنا أسمع، قَالَ: مات أَبُو صالح المطرز، وكان من المبرزين في الصلاح ولم يحدث، وقد كان يحضر معنا مجلس عباس الدوري كثيرا يسمع ولا يكتب، ولا يسمع مع أحد، يوم الخميس لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة سنة خمس وسبعين، يعني: ومائتين.
قلت: معنى قول ابن المنادي إنه لم يحدث، أي: لم يتسع في رواية الحديث، وكذا كناه ابن صاعد: أبا صالح، وكناه الحكيمي: أبا علي.(15/219)
7097- مقاتل بن صالح بن راشد أَبُو الحسن الأنماطي حدث عن: إسحاق بن منصور الكوسج.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي، وأنا أسمع، قَالَ: وأَبُو الحسن المقاتل بن صالح الأنماطي مات يوم السبت غرة رجب سنة ست وثمانين، كان أحد الثقات المستورين، روى كتاب أبي يَعْقُوب الكوسج وغير ذلك.(15/220)
7098- مقاتل بن مُحَمَّد بن بنان العكي روى عن: إبراهيم الحربي حكايات، حَدَّثَنَا بها عنه: أَبُو طالب عُمَر بن إبراهيم الفقيه، وسألته عنه، فقلت: أين سمعت منه؟ فقال: رأينا هذا الشيخ في جامع المدينة، فسألناه: هل سمعت شيئا من الحديث؟ فلم نجد عنده مسندا، وحَدَّثَنَا بهذه الحكايات عن إبراهيم من حفظه.(15/220)
ذكر من اسمه المثنى(15/221)
7099- المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال، أَبُو علي التميمي، المعروف بالبازبدائي، جد أبي يعلى الموصلي
سكن بغداد، وحدث بها عن: أبي شهاب الحناط، وعلي بن مسهر.
روى عنه: أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ومحمد بن غالب التمام.
(4447) -[15: 221] أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ يَحْيَى البَازَبْدَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلِّمْنِي الإِسْلامَ، قَالَ: تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ " كتب إلي أَبُو الفرج مُحَمَّد بن إدريس الموصلي، يذكر: أن أبا منصور المظفر بن مُحَمَّد الطوسي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يزيد بن مُحَمَّد بن إياس الأزدي، قَالَ: المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي جد أبي يعلى، روى: عن أبي شهاب، وعلي بن مسهر، فأكثر الرواية عنهما، وحدث وكتب الناس، وتوفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين قَالَ أَبُو يعلى: كتب المثنى بن يحيى، عن علي بن مسهر كتبه على الوجه، وأكثر عن أبي شهاب، ورحل عن الموصل فأوطن مدينة السلام للتجارة، وكان له هناك قدر.(15/221)
7100- المثنى بن عبد الكريم المازني، ابن عم النضر بن شميل
بغدادي المولد والمنشأ.
سمع: النضر بن شميل، وزافر بن سليمان.
روى عنه: إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو زيد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل شيخ لأحمد بن محمد بن ياسين الهروي، وكان المثنى قد سكن هراة فحصل حديثه عند أهلها.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الصفار الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا المثنى بن عبد الكريم، قَالَ: حَدَّثَنَا زافر بن سليمان، عن يحيى بن سليم، بلغه أن ملك الموت استأذن ربه تعالى أن يسلم على يَعْقُوب عليه السلام، فأذن له، فأتاه، فسلم عليه، فقال له: بالذي خلقك هل قبضت روح يوسف؟ قَالَ: لا، قَالَ: ألا أعلمك كلمات لا تسأل الله شيئا بها إلا أعطاك؟ قَالَ: بلى، قَالَ: قل: يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، ولا يحصيه غيره، قَالَ: فما طلع الفجر حتى أتي بقميص يوسف.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس الهروي الضبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق أَحْمَد بن مُحَمَّد بن ياسين، قَالَ: المثنى بن عبد الكريم ابن عم النضر بن شميل، ولد ببغداد، ونشأ بها، وسكن هراة، وكان من أهل السنة يحدث أيام ابن الرماح، وكان رجلا صالحا.(15/222)
7101- المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان، أَبُو الحسن العنبري البصري قدم بغداد، وحدث بها عن أبيه، وعن بشر بن المفضل، ومعتمر بن سليمان، وسلم بن قتيبة، ويحيى بن سعيد القطان.
روى عنه: ابنه معاذ، وأَبُو يحيى مُحَمَّد بن سعيد بن غالب العطار، وأَبُو بكر بن أبي الدنيا، وأَبُو يحيى زكريا بن يحيى الناقد، وأحمد بن علي الأبار، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان التميمي بدمشق، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن أَحْمَد الناقد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى مُحَمَّد بن سعيد العطار، قَالَ: قدم علينا المثنى بن معاذ بن معاذ، فسألته عن حديث ذكره أَبُو يحيى، فزعم أنه حدثه به.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أبي طاهر الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى الناقد زكريا بن يحيى بن مَرْوَان، قَالَ: حَدَّثَنَا مثنى بن معاذ، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى القطان، عن مُحَمَّد بن عيينة أخي سفيان بن عيينة، قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قَالَ: ما رأيت من يطلب بعلمه ما عند الله غير عطاء، وطاوس، ومجاهد أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: مثنى بن معاذ لا بأس به.
أنبأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان، قَالَ: وجدت في كتاب أبي بخط يده، قَالَ: أَبُو زكريا، وهو يحيى بن معين: المثنى بن معاذ بن معاذ رجل صدق، ثقة، صدوق، من خيار المسلمين، ما زال مذ هو حدث وهو خير من أخيه عبيد الله بن معاذ مائة مرة أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات المثنى بن معاذ العنبري.(15/223)
7102- المثنى بن جامع، أَبُو الحسن الأنباري حدث عن: سعيد بن سليمان الواسطي، وَمُحَمَّد بن الصباح الدولابي، وعمار بن نصر الخراساني، وَمُحَمَّد بن عبد الله الحذاء، وأحمد بن حنبل، وسريج بن يونس.
روى عنه: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الهيثم الدوري، ويوسف بن يَعْقُوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي.
وكان ثقة، صالحا، دينا، مشهورا بالسنة.
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن أَحْمَد بن يوسف بن يَعْقُوب بن إسحاق بن البهلول، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن المثنى بن جامع، قَالَ: حَدَّثَنَا سريج بن يونس، قَالَ: حَدَّثَنَا فرج بن فضالة، عن كليب بن ميمون، عن ميمون بن مهران، قَالَ: أوصاني عُمَر بن عبد العزيز، فقال: يا ميمون، لا تخل بامرأة لا تحل لك وإن أقرأتها القرآن، ولا تتبع السلطان وإن رأيت أنك تأمره بمعروف وتنهاه عن منكر، ولا تجالس ذا هوى فيلقي في نفسك شيئا يسخط الله به عليك.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عبد الله الأنماطي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الهيثم الدوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن مثنى بن جامع الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر الحذاء، قَالَ: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل، وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل، وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الخلال، قَالَ: مثنى بن جامع الأنباري رجل جليل جدا من أصحاب أبي عبد الله، جليل القدر عند بشر بن الحارث أيضا، وعبد الوهاب الوراق، ويقال إنه كان مستجاب الدعوة، وكان أَبُو عبد الله يعرف له حقه وقدره.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد العكبري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طالب بن بهلول الأنباري، قَالَ: قَالَ أَبُو العباس أَحْمَد بن أصرم بن خزيمة المغفلي: إذا رأيت الأنباري يحب أبا جعفر الحذاء، ومثنى بن جامع الأنباري فاعلم أنه صاحب سنة(15/224)
7103- المثنى بن مُحَمَّد بن المثنى بن مُحَمَّد بن المثنى بن عبد الله أَبُو الهيثم الأزدي الفقيه من أهل مرو، قدم بغداد حاجا، وحدث عن: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عُمَر المنكدري، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد بن معدان الفقيه، وَمُحَمَّد بن أبي يزيد الصيرفي.
حَدَّثَنَا عنه: القاضي أَبُو العلاء الواسطي، وعلي بن طلحة بن مُحَمَّد المقرئ.
(4448) -[15: 226] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُنْكَدِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيُّ بِسُرَّ مَنْ رَأَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ " أَنَّ رَجُلا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَاتِبَ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ " أَخْبَرَنَا هناد بن إبراهيم النسفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سليمان الحافظ ببخارى، قَالَ: توفي أَبُو الهيثم المثنى بن مُحَمَّد بن المثنى المروزي بمرو، وأنا بها، في شعبان لأربع خلون منه سنة ست وثمانين وثلاث مائة، سقط من السطح فاندقت عنقه(15/225)
ذكر من اسمه مخلد(15/226)
7104- مخلد بن أبي قريش من أهل الأنبار، حدث عن: عبد الجبار بن العباس الشبامي، ومنصور بن أبي الأسود، وجعفر بن زياد الأحمر.
روى عنه: يَعْقُوب بن شيبة السدوسي، وَمُحَمَّد بن الحسين الحنيني الكوفي.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنِي مخلد بن أبي قريش الأنباري، قَالَ: سمعت عبد الجبار بن العباس، قَالَ: قلت لجعفر بن مُحَمَّد: إن قبلنا قوما يذكرون أبا بكر وعمر؟ قَالَ: فأخبرهم أنه من زعم منهم أني أبرأ منهما، فإني منه برئ(15/226)
7105- مخلد بن خالد بن يزيد، أَبُو مُحَمَّد الشعيري حدث عن: إبراهيم بن خالد، وعبد الرزاق بن همام الصنعانيين.
روى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عوف البزوري، وابنه أحمد.
(4449) -[15: 227] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدٍ الْكَاتِبُ وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ السَّقَطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَظَرَ إِلَى قَوْمٍ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَهُمْ يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: كُلُّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فَلا يُؤْذِ بَعْضُكُمْ بَعْضًا " أَخْبَرَنِي العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن علي الآجري، قَالَ: سئل أَبُو داود، عن خالد بن مخلد الشعيري، كذا في الكتاب، والصواب: مخلد بن خالد، فقال: ثقة(15/227)
7106- مخلد بن الحسن بن أبي زميل، أَبُو أَحْمَد الحراني سكن بغداد، وحدث بها عن: عبيد الله بن عمرو، وأبي المليح الحسن بن عُمَر، وإسماعيل ابن علية.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وقاسم المطرز، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وعبد الله بن صالح البخاري، وهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن هارون بن المجدر.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هو صدوق.
(4450) -[15: 228] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ وَعُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ الْبَيِّعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ أَبِي زُمَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بَرْهَانَ الْغَزَّالُ، بِصُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ، قَالَ: أَتَقْرَءُونَ خَلْفَ الإِمَامِ وَالإِمَامُ يَقْرَأُ؟ قَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ.
قَالَ: فَلا تَفْعَلُوا، وَلْيَقْرَأْ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي نَفْسِهِ "، لَفْظُ حَدِيثِ الْخَلالِ، هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ.
وَخَالَفَهُ سَلامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ فَرَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَخَالَفَهُمَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ وَغَيْرُهُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا.
وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمَد بن شهريار الأصبهاني بها، قَالَ: أَخْبَرَنَا سليمان بن أَحْمَد الطبراني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مخلد بن الحسن بن أبي زميل البغدادي، بحديث ذكره، قلت: نسبه إلى بغداد لسكناه إياها.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عُمَر الدارقطني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، عن أبيه، ثم قَالَ: أَخْبَرَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عبد الله القاضي، قَالَ: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه، قَالَ: سمعت أبي، يقول: مخلد بن الحسن بغدادي، لا بأس به(15/228)
7107- مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران، أَبُو علي الدقاق الفارسي، المعروف بالباقرحي وقد سقنا نسبه عند ذكر ابنه إبراهيم.
سمع: يحيى بن مُحَمَّد بن البختري الحنائي، ويوسف بن يَعْقُوب القاضي، وأحمد بن مسروق الطوسي، والحسن بن علويه القطان، وأحمد بن مُحَمَّد بن منصور الحاسب، وأحمد بن يحيى الحلواني، وَمُحَمَّد بن يحيى المروزي، وجعفرا الفريابي، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وَمُحَمَّد بن جرير الطبري، وَمُحَمَّد بن حنيفة الواسطي.
حَدَّثَنَا عنه: مُحَمَّد بن أبي الفوارس، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، وأَبُو نعيم الحافظ، والقاضي أَبُو العلاء الواسطي، وَمُحَمَّد بن جعفر بن علان، وأَبُو طالب بن بكير، وَمُحَمَّد بن علي بن العلاف، وَمُحَمَّد بن عُمَر بن بكير المقرئ.
سألت أبا نعيم الحافظ، عن مخلد بن جعفر، فقال: لما سمعنا منه كان أمره مستقيما، ثم لما خرجنا من بغداد بلغنا أنه خلط وحدث عن أَحْمَد بن يحيى الحلواني وغيره.
ذكرت لأحمد بن علي البادا مخلد بن جعفر، فقال: كان ثقة صحيح السماع، غير أنه لم يكن يعرف شيئا من الحديث.
حدثت عن أبي الحسن مُحَمَّد بن العباس بن الفرات، قَالَ: كان مخلد بن جعفر في ابتداء ما حدث ثقة على حال جميلة، وأصول حسنة صحيحة جيدة، رأيت منها شيئا كثيرا، هذه سبيله، ثم إن ابنه حمله في آخر أمره على ادعاء أشياء كثيرة، منها: " المغازي " عن المروزي، و " المبتدأ " عن ابن علوية، و " تاريخ الطبري الكبير "، و " الطهارة " لأبي عبيد، وأشياء غير ذلك، فشرهت نفسه إلى ذلك وقبل منه، واشترى له هذه الكتب من السوق فحدث بها دفعات فانهتك وافتضح.
قَالَ مُحَمَّد بن أبي الفوارس: توفي مخلد بن جعفر ليلة السبت، ودفن يوم السبت لليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبعين وثلاث مائة، كان له أصول كثيرة جياد بخطه، وحدث ب " التاريخ الكبير "، و " المبتدأ " عن ابن علوية من كتاب ليس له فيه سماع.(15/230)
ذكر من اسمه المؤمل(15/231)
7108- المؤمل بن أميل، أَبُو أميل المحاربي الشاعر كوفي، قدم بغداد، ومدح أمير المؤمنين المهدي، وله في ذلك خبر طريف؛ أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بن عبد الواحد بن علي البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن مُحَمَّد النحوي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحسن علي بن مُحَمَّد بن العباس القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن الحسين بن سعد، قَالَ أبي: وحَدَّثَنَاه أَبُو مُحَمَّد بن أبي سعد الوراق، فدخل بعض الكلام والشعر في بعض والمعاني متقاربة، قَالَ: خرج المؤمل بن أميل المحاربي إلى المهدي، وهو أمير على الري ممتدحا له، فأمر له بعشرين ألف درهم، ورفع الخبر إلى المنصور، قَالَ: فلما اتصل به قربي من العراق أقعد لي قاعدا على جسر النهروان يستقرئ القوافل، فلما مررت به، قَالَ لي: من أنت؟ قلت: المؤمل بن أميل مادح الأمير المهدي وشاعره، قَالَ: إياك طلبت، ثم أخذ بيدي فأدخلني على المنصور وهو بقصر الذهب، فقال لي: أتيت غلاما غرا فخدعته، قلت: بل أتيت غلاما كريما فخدعته فانخدع، قَالَ: فأنشدني ما قلت فيه، فأنشدته:
هو المهدي إلا أن فيه مشابه صورة القمر المنير
تشابه ذا، وذا فهما إذا ما أنارا يشكلان على البصير
فهذا في الظلام سراج نور وهذا بالنهار سراج نور
ولكن فضل الرحمن هذا على ذا بالمنابر والسرير
وبالملك العزيز فذا أمير وماذا بالأمير ولا الوزير
ونقص الشهر يخمد ذا وهذا منير عند نقصان الشهور
فيابن خليفة الله المصفى به تعلو مفاخرة الفخور
لقد فت الملوك وقد توانوا إليك من السهولة والوعور
لقد سبق الملوك أَبُوك حتى بقوا من بين كاب أو حسير
وجئت وراءه تجري حثيثا وما بك حين تجري من فتور
فقال الناس ما هذان إلا كما بين الفتيل إلى النقير
فإن سبق الكبير فأهل سبق له فضل الكبير على الصغير
وإن بلغ الصغير مدى كبير فقد خلق الصغير من الكبير
فقال لي: ما أحسن ما قلت! ولكن لا تساوي ما أخذت، يا ربيع، حط ثقله وخذ منه ستة عشر ألفا، وخله والبقية، قَالَ: فحط والله الربيع ثقلي، وأخذ مني ستة عشر ألفا، فما بقيت معي إلا نفيقة يسيرة، لأني كنت اشتريت لأهلي طرائف من طرائف الري، فشخصت وآليت أن لا أدخل بغداد وللمنصور بها ولاية، فلما مات المنصور واستخلف المهدي قدمت بغداد، فألفيت رجلا يقال له: ابن ثوبان قد نصبه المهدي للمظالم، فكتبت قصة أشرح فيها ما جرى علي، فرفعها ابن ثوبان إلى المهدي، فلما قرأها ضحك، حتى استلقى، ثم قَالَ: هذه مظلمة أنا بها عارف، ردوا عليه ماله الأول، وضموا إليه عشرين ألفا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حماد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر يوسف بن يَعْقُوب بن إسحاق بن البهلول الأنباري إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: سمعت عباءة بن كليب، قَالَ: أتاني المؤمل الشاعر، فقال: أروي لك ثلاثة أبيات؟ قلت له: أنت تقول في الغزل والنساء، قَالَ: اسمعها، فإن أعجبتك فاروها، قلت: هات، قَالَ: إذا سفه عليك أحدا فاروها ولا تكلمه:
إذا نطق اللئيم فلا تجبه فخير من إجابتك السكوت
لئيم القوم يشتمني فيخطئ ولو دمه سفكت لما خطيت
فلست مشاتما أبدا لئيما خزيت لمن يشاتمه خزيت
قَالَ لنا ابن حماد: وخزيت بالزاي في الموضعين.
قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: ذكر المؤمل بين يدي أبي العباس المبرد، فقالوا: كانوا يقولون له: المؤمل البارد، فقال أَبُو العباس: في شعره ذلك ولكنه شاعر، ثم قَالَ: أنشدني له عبد الصمد بن المعذل:
لا تغضبن علي قوم تحبهم فليس ينجيك من أحبابك الغضب
ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا إن القضاة إذا ما خوصموا غلبوا
يا جائرين علينا في حكومتهم والجور أعظم ما يؤتى ويرتكب
لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا جرتم ولكن إليكم منكم الهرب
وَقَالَ المرزباني أَخْبَرَنِي الصولي، قَالَ: يقال إن المؤمل لما قَالَ: شف المؤمل يوم الحيرة النظر ليت المؤمل لم يخلق له بصر عمي فرأى في منامه إنسانا، يقول له: هذا ما تمنيت في شعرك.(15/231)
7109- المؤمل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة شاعر كان في أيام المهدي يعرف بقتيل الهوى، وهو ابن عم مَرْوَان بن أبي حفصة.
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنِي يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة، عن أبيه، قَالَ: كان المؤمل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة شاعرا غزلا ظريفا، وكان منقطعا إلى جعفر بن سليمان بالمدينة، ثم قدم العراق، فكان مع عبد الله بن مالك الخزاعي، فذكره للمهدي فحظي عنده، وهو القائل:(15/234)
7110- المؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل بن سدل، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الربعي كوفي، قدم بغداد، وحدث بها عن: مالك بن سعير بن الخمس، وضمرة بن ربيعة، وسيار بن حاتم، والنضر بن مُحَمَّد الحرشي، وأبي داود الطيالسي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن يوسف الفريابي.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وصالح جزرة، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، وهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: روى عنه: أبي، وسئل عنه، فقال: صدوق.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن صفوان البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنِي المؤمل بن إهاب، قَالَ: حَدَّثَنَا سيار بن حاتم، عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، قَالَ: بلغني أن ريحا تكون في آخر الزمان وظلمة، فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا.
قلن من ذا؟ فقلت: هذا اليمامي قتيل الهوى أَبُو الخطاب
قلن بالله أنت ذاك يقينا لا تقل قول مازح لعاب
إن يكن أنت هو فأنت منانا خاليا كنت أو مع الأصحاب
قَالَ: فسمي قتيل الهوى، قَالَ: وهو القائل
أنا ميت من جوى الحب فيا طيب مماتي
اندبوني يا ثقاتي احضروا اليوم وفاتي
ثم قولوا عند قبري يا قتيل الغانيات
قَالَ: وله أيضا:
إنا إلى الله راجعون أما يرهب من رام قتلي القوادا؟
أصبحت لا أرتجي السلو ولا أرجو من الحب راحة أبدا
إني إذا لم أطق زيارتكم وخفت موتا لفقدكم كمدا
أخلوا بذكراكم فيؤنسني فما أبالي أن لا أرى أحدا
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن موسى الأردبيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن طاهر الميانجي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو البرذعي، قَالَ: قَالَ لي أَبُو زرعة: كان المؤمل بن إهاب ببغداد، فقلت لأبي بكر الأعين: امض بنا إليه، قَالَ: إنه يتعسر، قلت: فدعه إذا، قَالَ أَبُو زرعة: ما سهل علي احتمال العسرة وهذه الأشياء.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي الآجري، قَالَ: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث، يقول: كتبت عن مؤمل بن إهاب بالرملة، وبحلب، وبحمص.
قرأت على الجوهري، عن مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قَالَ: سئل يحيى بن معين، وأنا أسمع، عن مؤمل بن إهاب، فكأنه ضعفه.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن القاسم الهمداني بأطرابلس، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل العروضي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النسائي، قَالَ: مؤمل بن إهاب لا بأس به.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النِّسَائِيُّ، عن أبيه، ثم أَخْبَرَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عبد الله، قَالَ: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه، قَالَ: سمعت أبي، يقول: مؤمل بن إهاب رملي أصله كرماني ثقة، قلت: كان مؤمل قد نزل بالرملة بأخرة وبها مات.
حَدَّثَنِي الصوري، لفظا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحاج الإشبيلي بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين ابن السندي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن الحسين، قَالَ: حَدَّثَنِي علي بن مُحَمَّد بن أبي سليمان، قَالَ: قدم مؤمل بن إهاب الرملة، فاجتمع عليه أصحاب الحديث، وكان زعرا ممتنعا فألحوا عليه، فامتنع أن يحدثهم، فمضوا بأجمعهم، وألفوا منهم فئتين فتقدموا إلى السلطان، فقالوا: إن لنا عبدا خلاسيا له علينا حق صحبة وتربية، وقد كان أدبنا وأحسن لنا التأديب، وآلت بنا الحال إلى الإضاقة بحمل المحبرة، وطلب الحديث، وإنا أردنا بيعه فامتنع علينا، فقال لهم السلطان: وكيف أعلم صحة ما ذكرتم؟ قالوا: إن معنا بالباب جماعة من حملة الآثار وطلاب العلم وثقات الناس، يكتفى بالنظر إليهم دون المسألة عنهم، وهم يعلمون ذلك، فتأذن بوصولهم إليك لتسمع منهم، فأدخلهم وسمع منهم مقالتهم، ووجه خلف المؤمل بالشرط والأعوان يدعونه إلى السطان، فتعزز، فجذبوه وجرروه، وقالوا: أَخْبَرَنَا إنك قد استطعمت الإباق، فصار معهم إلى السلطان، فلما دخل عليه، قَالَ له: ما يكفيك ما أنت فيه من الأباق حتى تتعزز على سلطانك؟ امضوا به إلى الحبس، فحبس مؤمل وكان من هيئته أنه أصفر، طوال، خفيف اللحية، يشبه عبيد أهل الحجاز، فلم يزل في حبسه أياما حتى علم بذلك جماعة من إخوانه، فصاروا إلى السطان، وقالوا: هذا مؤمل بن إهاب في حبسك مظلوم، فقال لهم: ومن ظلمه؟ فقالوا له: أنت، قَالَ: ما أعرف من هذا شيئا، ومن مؤمل هذا؟ قالوا: الشيخ الذي اجتمع عليه جماعة، فقال: ذاك العبد الآبق؟ فقالوا: ما هو بآبق، بل هو إمام من أئمة المسلمين في الحديث، فأمر بإخراجه وسأله عن حاله، فأخبره كما أخبره الذين جاءوا يذكرون له حاله، فصرفه وسأله أن يحله، فلم ير مؤمل بعد ذلك ممتنعا امتناعه الأول حتى لحق بالله عَزَّ وَجَلَّ حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مكي بن مُحَمَّد بن الغمر المؤدب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سليمان مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمَد بن زبر، قَالَ: سنة أربع وخمسين، قَالَ الحسن بن علي بن داود بن سليمان: فيها مات مؤمل بن إهاب حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن الأزدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الواحد بن مُحَمَّد بن مسرور، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن يونس، قَالَ: مؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل الربعي ثم العجلي، يكنى: أبا عَبْد الرَّحْمَن، كوفي، قدم مصر وكتب عنه وخرج، فكانت وفاته بالرملة يوم الخميس لسبع ليال خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين(15/235)
7111- المؤمل بن أَحْمَد بن مُحَمَّد أَبُو القاسم الشيباني البزاز سكن مصر، وحدث بها عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وَمُحَمَّد بن هارون الحضرمي، وأبي عُمَر مُحَمَّد بن يوسف القاضي، ويعقوب بن إبراهيم المعروف بالجراب.
حَدَّثَنَا عنه: يوسف بن رباح البَصْرِيُّ، وَمُحَمَّد بن مكي الأزدي المصري، وكان ثقة.
(4451) -[15: 239] أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ رَبَاحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُؤَمَّلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ الْبَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ خَلَفٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِلالٍ أَبِي عَمْرٍو الْجِهْبَذِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: " لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، فَإِنَّهُمُ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "، يَقُولُ: ذَلِكَ ثَلاثًا مِرَارًا يُرَدِّدُهُ، قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: " لَوْلا أَنْ يُتَّخَذَ قَبْرُهُ مَسْجِدًا لأُبْرِزَ "، تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ خَلَفٍ عَنْهُ بلغني أن المؤمل بن أَحْمَد مات بمصر، في يوم السبت لسبع خلون من المحرم، سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة، وكان مولده في سنة سبع وتسعين ومائتين.(15/238)
7112- المؤمل بن أَحْمَد بن إبراهيم بن ذر، أَبُو القاسم الصفار سمع: أبا حفص الكتاني، وأبا الفضل الشيباني، كتبت عنه في سنة تسع وأربع مائة، وكان ثقة.
(4452) -[15: 239] حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ أَحْمَدَ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بُكَيْرٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخَصِيبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ، ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا "(15/239)
ذكر من اسمه مهدي(15/240)
7113- مهدي بن عبد الله البغدادي روى عن: مُحَمَّد بن جابر، وإسماعيل بن جعفر، ذكره عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم الرازي، وَقَالَ: سمعت أبي يقول ذلك.(15/240)
7114- مهدي بن حفص، أَبُو أَحْمَد حدث عن: أبي الأحوص سلام بن سليم، وحماد بن زيد، والقاسم بن عبد الله العمري، وإسماعيل بن عياش، وعيسى بن يونس، وَمُحَمَّد بن ربيعة، وخلف بن خليفة، وإسحاق الأزرق.
روى عنه: العباس بن أبي طالب، وعباس بن مُحَمَّد الدوري، وَمُحَمَّد بن الفضل بن جابر السقطي، وَمُحَمَّد بن سليمان بن سهل بن زريق، وإبراهيم الحربي، وأَبُو بكر بن أبي الدنيا، وكان ثقة.
وذكر ابن أبي حاتم أنه مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وَقَالَ: سمعت أبي يقول ذلك.
(4453) -[15: 240] أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ قَالَ الْبُخَارِيُّ: مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ كَانَ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا، قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: صَلُّوهَا، وَاجْعَلُوهَا مَعَهُمْ نَافِلَةً "(15/240)
7115- مهدي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مهدي بن سعيد بن عاصم بن عبد الله، أَبُو سلمة القشيري الصيدلاني النيسابوري قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن: عبد الله بن مُحَمَّد بن الحسن بن الشرقي، وأبي حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يحيى بن بلال، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد بن دلويه الدقاق، وأبي العباس الأصم، وأبي علي الحسين بن علي الواعظ النيسابوري.
حَدَّثَنَا عنه: أَبُو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري، والقاضي أَبُو القاسم التنوخي، ورواياته مستقيمة.
(4454) -[15: 242] أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، بَعْدَ عَوْدِهِ مِنَ الْحَجِّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُبَيْدٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ "، قُلْتُ لأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ سَمِعْتُهُ مَنْ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ لنا التنوخي: سألت مهدي بن مُحَمَّد، عن مولده، فقال: مولدي في سنة ثمان عشرة وثلاث مائة، وسألته عن أول سماعه، فقال: في سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.(15/241)
7116- مهدي بن مُحَمَّد بن العباس، أَبُو الحسن الهاشمي الطبري ذكر لي أنه من ولد عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، قدم بغداد، وحدث بها عن: مُحَمَّد بن أَحْمَد الحاجي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السلمي، وعَبْد الرَّحْمَن بن أبي إسحاق المزكي، وسهل بن أبي سهل الصعلوكي، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد بن عَبْدُوس المُزَكِّي، والحاكم أَبِي عبد الله بن البيع النيسابوريين.
كتبت عنه، وسألته عن مولده، فقال: ولدت بطبرستان في أول سنة ست وسبعين وثلاث مائة.
(4455) -[15: 243] أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ خَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَاجِّيُّ، بِأَهْلُمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، بِالرَّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبَى اللَّهُ أَنْ يَقْبَلَ عَمَلَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَتَهُ "، خَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا مَهْدِيٌّ وَقْتَ سَمِعْنَا مِنْهُ وَرَجَعَ إِلَى بِلادِ الْعَجَمِ(15/242)
ذكر من اسمه معلى(15/243)
7117- معلى بن عَبْد الرَّحْمَن الواسطي قدم بغداد، وحدث بها عن: سليمان الأعمش، وسفيان الثوري، ومبارك بن فضالة، وشريك بن عبد الله، وعبد الحميد بن جعفر.
روى عنه: إبراهيم بن راشد الأدمي، وَأَحْمَد بن عبد الله المؤدب السامري، وخلف بن مُحَمَّد بن كردوس الواسطي، وَمُحَمَّد بن عبد الملك الواسطي الدقيقي، وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا.
(4456) -[15: 244] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَسَحَ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْخِمَارِ "
(4457) -[15: 244] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ، بِسُرَّ مَنْ رَأَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ، قَالا: أَتَيْنَا أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَكَ بِنُزُولِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَجِيءِ نَاقَتِهِ تَفَضُّلا مِنَ اللَّهِ وَإِكْرَامًا لَكَ، حَتَّى أَنَاخَتْ بِبَابِكَ دُونَ النَّاسِ، ثُمَّ جِئْتَ بِسَيْفِكَ عَلَى عَاتِقِكَ تَضْرِبُ بِهِ أَهْلَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ فَقَالَ: يَا هَذَا، إِنَّ الرَّائِدَ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِقِتَالِ ثَلاثَةٍ مَعَ عَلِيٍّ: بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ، فَأَمَّا النَّاكِثُونَ: فَقَدْ قَاتَلْنَاهُمْ أَهْلَ الْجَمَلِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ: فَهَذَا مُنْصَرَفُنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، يَعْنِي: مُعَاوِيَةَ وَعَمْرًا، وَأَمَّا الْمَارِقُونَ: فَهُمْ أَهْلُ الطَّرْفَاوَاتِ، وَأَهْلُ السُّعَيْفَاتِ، وَأَهْلُ النُّخَيْلاتِ، وَأَهْلُ النَّهْرَوَانَاتِ، وَاللَّهُ مَا أَدْرِي أَيْنَ هُمْ، وَلَكِنْ لا بُدَّ مِنْ قِتَالِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ: " يَا عَمَّارُ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ وَأَنْتَ إِذْ ذَاكَ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَكَ، يَا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، إِنْ رَأَيْتَ عَلِيًّا قَدْ سَلَكَ وَادِيًا وَسَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا غَيْرَهُ فَاسْلُكْ مَعَ عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ لَنْ يُدْلِيَكَ فِي رَدًى، وَلَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ هُدًى، يَا عَمَّارُ، مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا أَعَانَ بِهِ عَلِيًّا عَلَى عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنْ دُرٍّ، وَمَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا أَعَانَ بِهِ عَدُوَّ عَلِيٍّ عَلَيْهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنْ نَارٍ ".
قُلْنَا: يَا هَذَا، حَسْبُكَ رَحِمَكَ اللَّهُ، حَسْبُكَ رَحِمَكَ اللَّهُ أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد بن الحسن الحربي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني، قَالَ: سمعت أبي، يقول: معلى بن عَبْد الرَّحْمَن ضعيف الحديث، وذهب إلى أنه كان يضع الحديث، روى عن الأعمش، عن زيد بن وهب حديثا طويلا: أقبلنا مع علي من صفين، وحدث عن شريك، عن ابن ظبيان، عن أبي نجاء، قَالَ علي: إن أخوف ما أخاف عليكم: رجل قرأ القرآن حتى إذا ربت عليه بهجته، ورميت بحديثه، وضعفه جدا وَقَالَ في موضع آخر: سمعت أبي، يقول: المعلى بن عَبْد الرَّحْمَن أخذ أحاديث من أحاديث أبي الهيثم، عن ليث بن سعد، وذهب إلى أنه كان يكذب.
قلت: أَبُو الهيثم هو خالد المدائني، وكان غير ثقة، فذهب علي إلى أن معلى سرق أحاديث من أحاديث خالد ورواها، وقد ذكر لنا الْبَرْقَانِيُّ، أن يَعْقُوب بن موسى الأردبيلي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن طاهر بن النجم، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو البرذعي، قَالَ: قلت، يعني: لأبي زرعة الرازي: معلى بن عَبْد الرَّحْمَن الواسطي؟ قَالَ: ذاهب الحديث.(15/243)
7118- معلى بن منصور، أَبُو يعلى الرازي سكن بغداد، وحدث بها عن: مالك بن أنس، وليث بن سعد، وأبي عوانة، وشريك، والهيثم بن حميد، وابن لهيعة، وموسى بن أعين، ويحيى بن حمزة، وأبي يوسف القاضي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبي بكر بن عياش، وهشيم.
روى عنه: علي ابن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، وأبو يحيى صاعقة، وأحمد بن منصور الرمادي، وسلمان بن توبة، وعباس الدوري، والحسن بن مكرم، ومحمد بن إسرائيل الجوهري، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن شاذان الجوهري، وغيرهم.
وكان فقيها من أصحاب الرأي، أخذ عن أبي يوسف القاضي، وكان ثقة.
(4458) -[15: 246] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ " أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي، قَالَ: قرأت بخط أبي عمرو المستملي، قَالَ: حَدَّثَنِي سهل بن عمار، قَالَ: كنت عند المعلى بن منصور، وإبراهيم بن حرب النيسابوري في أيام خاض الناس في القرآن، فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزي يذكر للمعلى أن الناس قد خاضوا في أمره، قَالَ: في ماذا؟ قَالَ: يقولون إنك تقول القرآن مخلوق، فقال: ما قلته، ومن قَالَ: القرآن مخلوق فهو عندي كافر حدثت عن أبي الحسن مُحَمَّد بن العباس بن الفرات، قَالَ: أَخْبَرَنِي الحسن بن يوسف الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن هارون الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طالب، أنه سأل أبا عبد الله يعني: أَحْمَد بن حنبل عن المعلى بن منصور، قَالَ: كان يحدث بما وافق الرأي، وكان كل يوم يخطئ في حديثين وثلاثة، فكنت أجوزه إلى عبيد بن أبي قرة في قطيعة الربيع.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن موسى الأردبيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن طاهر بن النجم الميانجي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو البرذعي، قَالَ: قَالَ أَبُو زرعة رحم الله أَحْمَد بن حنبل، بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور كان يحتاج إليها، وكان المعلى أشبه القوم، يعني: أصحاب الرأي بأهل العلم، وذلك أنه كان طلابة للعلم، ورحل وعني، فتصبر أَحْمَد عن تلك الأحاديث ولم يسمع منه حرفا، وأما علي ابن المديني، وأَبُو خيثمة، وعامة أصحابنا سمعوا منه، المعلى صدوق أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر ابن الأنباري إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن بكار القافلائي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق، والعباس بن مُحَمَّد، قالا: سمعنا يحيى بن معين، يقول: كان المعلى بن منصور الرازي يوما يصلي، فوقع على رأسه كور الزنابير فما التفت ولا انفتل حتى أتم صلاته، فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدة الانتفاخ أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: وسألته، يعني: يحيى بن معين، عن المعلى بن منصور، فقال: ثقة أنبأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان، قَالَ: وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ أَبُو زكريا: إذا اختلف معلى الرازي، وإسحاق ابن الطباع في حديث عن مالك بن أنس فالقول قول معلى، وفي كل حديثه معلى أثبت منه وخير منه أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: معلى بن منصور أَبُو يعلى الرازي ثقة أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا الوليد بن بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: معلى بن منصور الرازي، أَبُو يعلى: ثقة صاحب سنة، وكان نبيلا طلبوه على القضاء غير مرة فأبَى قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بن كامل القاضي، قَالَ: المعلى بن منصور الرازي من كبار أصحاب أبي يوسف وَمُحَمَّد، ومن ثقاتهم في النقل والرواية.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن معروف الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قَالَ: المعلى بن منصور الرازي نزل بغداد، وطلب الحديث، وكان صدوقا صاحب حديث ورأي وفقه، وكان ينزل الكرخ في قطيعة الربيع، وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بن حسنويه، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بن خياط، قَالَ: المعلى بن منصور الرازي، مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن مُحَمَّد بن عبيد الله المنادي، قَالَ: ومات بها، يعني: ببغداد، المعلى بن منصور الرازي أَبُو يعلى، كان قد سكن الجانب الغربي وهنالك حين مات دفن.(15/246)
7119- معلى بن سعيد أَبُو خازم التنوخي، يعرف بالشبيبي سكن مصر، وحدث بها عن: بشر بن موسى الأسدي، والفضل بن الحباب الجمحي، وَمُحَمَّد بن جرير الطبري، وغيرهم.
روى عنه: أَبُو بكر بن شاذان، وأَبُو القاسم ابن الثلاج.
حَدَّثَنَا التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله ابن الثلاج الشاهد، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو خازم المعلى بن سعيد التنوخي، ويعرف بالشبيبي بفسطاط مصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خليفة القاضي بحديث ذكره.
قَالَ ابن الثلاج قَالَ لي أَبُو خازم أنا أنفق في كل يوم دينارا لا يكفيني أقل منه بقيراط، قَالَ: وإن مت لم يوجد لي بعد كفني شيء، قَالَ ابن الثلاج: وكان يشرب النبيذ.
قَالَ أَبُو خازم: وكنت أنادي ببغداد في باب الطاق على الثياب قديما فعاداني قوم منهم، فنفوني عن السوق، فلزمت سوق البزازين في الكرخ، وخدمت أبا عُمَر القاضي، فرأيته يوما راكبا في الطريق فدعوت له فأسرفت، قَالَ: فقال لي: إن قوما نفوا مثلك لقوم نبال، قَالَ ابن الثلاج: كان أَبُو خازم هذا جوالة، كتب ببغداد والبصرة وغيرهما، ومات في حدود سنة خمسين وثلاث مائة.
قلت: بلغني أنه مات بمصر في سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن علي الصوري، وأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سلامة بن جعفر القضاعي قاضي مصر بمكة، قالا: أَخْبَرَنَا عبد الغني بن سعيد الحافظ، قَالَ: وأَبُو خازم المعلى بن سعيد كتبنا عنه، وما كان ممن يفرح به(15/249)
ذكر من اسمه محفوظ(15/251)
7120- محفوظ بن الفضل بن أبي توبة، أَبُو عبد الله حدث عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، ومعن بن عيسى، وعبد الرزاق بن همام، وعمرو بن الربيع بن طارق، وعثمان بن صالح السهمي، وَمُحَمَّد بن يزيد بن سنان الرهاوي.
روى عنه: إِسْمَاعِيل بن إسحاق القاضي، والحسن بن علوية القطان، وصالح بن مُحَمَّد جزرة، وعمر بن أيوب السقطي.
(4459) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، أَنَّ مِقْسَمًا مَوْلَى بْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} ، قَالَ: " تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِذَا أَصْبَحَ أَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ، يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْتُلُوهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ أَخْرِجُوهُ، فَأَطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلَى ذَلِكَ، فَبَاتَ عَلِيٌّ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ، وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عَلِيًّا يَحْسَبُونَ أَنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا رَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكَ هَذَا؟ قَالَ: لا أَدْرِي، فَاقْتَصُّوا أَثَرَهُ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ اخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ، فَمَرُّوا بِالْغَارِ، فَرَأَوْا عَلَى بَابِهِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ، فَقَالُوا: لَوْ دَخَلَ هَاهُنَا لَمْ يَكُنْ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى بَابِهِ، فَمَكَثَ فِيهِ ثَلاثًا " أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن الدارقطني، قَالَ: محفوظ بن أبي توبة بغدادي أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد، قَالَ: سمعت أبي، يقول: محفوظ بن أبي توبة كان معنا باليمن، إلا أنه لم يكن يكتب كل ذلك، كان يسمع مع إبراهيم أخي أبان، ولم يكن ينسخ، وضعف أمره جدا أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع أن محفوظ بن أبي توبة بغدادي، مات في سنة سبع وثلاثين ومائتين.
وكذلك ذكر البخاري، وقال: مات يوم الأحد لتسع بقين من ذي القعدة(15/251)
7121- محفوظ بن إبراهيم الفركي حدث عن سلام بن سليمان المدائني.
روى عنه: أَبُو عيسى الختلي المعروف بالشص.
(4460) -[15: 253] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى مُوسَى بْنُ مُوسَى الْخُتُّلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْفُوظُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفِرْكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامٌ، وَهُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ الْقَارِئُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَرَأَ: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ سورة الروم آية 54 بِالضَّمِّ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمَد بن شهريار الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا سليمان بن أَحْمَد بن أيوب الطبراني، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بن موسى الأخفش المقرئ الدمشقي، قَالَ: حَدَّثَنَا سلام بن سليمان المدائني، بإسناد نحوه.(15/253)
7122- محفوظ بن مُحَمَّد بن موسى بن هارون بن حيان، أَبُو الأحوص القزويني قدم بغداد حاجا في سنة سبع وأربعين وثلاث مائة، وحدث بها عن: عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حماد الطهراني.
سمع منه وكتب عنه: أَبُو الحسن بن رزقويه.(15/254)
ذكر من اسمه مغيرة(15/254)
7123- مغيرة بن مسلم، أَبُو سلمة السراج وهو أخو عبد العزيز بن مسلم القسملي، ولدا بمرو، وسكن عبد العزيز البصرة، ومغيرة سكن المدائن، وحدث بها عن: عبد الله بن بريدة، وأبي الزبير المكي، وأبي مريم صاحب أبي هريرة، وعكرمة مولى ابن عباس، والربيع بن أنس، ومطر الوراق.
روى عنه: سفيان الثوري، وشبابة بن سوار، ويحيى بن نصر بن حاجب، وعبد الله بن المبارك، وأبو خالد الأحمر، وأبو معاوية الضرير، ومروان بن معاوية الفزاري.
(4461) -[15: 254] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِمَّ لَهُ بَنُو آدَمَ قِيَامًا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ " أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي الآجري، قَالَ: سألت أبا داود عن المغيرة بن مسلم، قَالَ: أخو عبد العزيز بن مسلم كان يكون بالمدائن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: المغيرة بن مسلم هو أخو عبد العزيز بن مسلم القسملي، وكان المغيرة بن مسلم ينزل المدائن.
وأحسب يحيى، قَالَ: وهما من أهل خراسان.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: وسئل يحيى بن معين عن المغيرة بن مسلم، فقال: صالح، وكان ينزل المدائن.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: قَالَ أَبُو زكريا: والمغيرة بن مسلم السراج ثقة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني، يقول: مغيرة بن مسلم يحدث عنه: مَرْوَان بن معاوية، خراساني، لا بأس به(15/254)
7124- مغيرة بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المديني وفد هو وأخوه الزبير بن خبيب على أمير المؤمنين المهدي وهو ببغداد، فأجازهما ووصلهما، وانصرف الزبير بن خبيب إلى المدينة، وأبي المغيرة أن ينصرف فأقام، وتسببت له صحبة العباس بن مُحَمَّد بن علي، ثم طلبه المهدي من العباس فصار إليه، وكانت له به خاصة.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سليمان الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بن بكار، قَالَ: وأما المغيرة بن خبيب، فكان لطيفًا بأمير المؤمنين المهدي، ولاه عطاء أهل المدينة، وكان يوله القسوم، وأعطاه ألف فريضة يضعها حيث يشاء، ففرضه مشهور بالمدينة.
وَقَالَ الزبير: حَدَّثَنِي يحيى بن مُحَمَّد، قَالَ: قسم أمير المؤمنين المهدي قسما على يدي المغيرة بن خبيب سنة أربع وستين ومائة، فأصاب مشيخة بني هاشم أكثرهم خمسة وستون دينارا، وأقلهم خمسة وأربعون دينارا، ومشيخة القرشيين أكثرهم خمسة وأربعون دينارا، وأقل القرشيين سبعة وعشرون دينارا، ومشيخة الأنصار أكثرهم سبعة وعشرون دينارا، وأقل الأنصار سبعة عشر دينارا، والعرب أكثر من الموالي، ولا أدري كم أعطوا، ومشيخة الموالي خمسة عشرة دينارا، وأقل الموالي على الشبر السداسي ستة دنانير، والخماسي خمسة دنانير، والرباعي أقلهم أربعة دنانير، فكان عدد الذين اكتتبوا ثمانين ألف إنسان، قَالَ: وَقَالَ المغيرة بن خبيب: ربما رأيت الإنسان الهيئ قد قصر به نقيبه فكتبه في غير نظرائه، فأعطيه من مالي حتى غرمت مالا.
قَالَ الزبير: وأقطعه أمير المؤمنين المهدي عيونا رغابا بإضم من ناحية المدينة، منها عين يقال لها: النيق، وأولات الحب، وأعطاه أموالا عظاما؛ ربما أعطاه في المرة الواحدة ثلاثين ألف دينارا، ويعطيه المسك والعنبر الكثير، والثياب الفاخرة من ثياب الخاصة.
قَالَ: وسمعت أصحابنا يزعمون أن المغيرة بن خبيب أعتق أم ولد صغيرة، ثم تزوجها فأصدقها عنه أمير المؤمنين المهدي مكوك لؤلؤ، وهي أم ابنه يحيى.(15/256)
7125- مغيرة بن مُحَمَّد بن المهلب بن المغيرة بن حرب بن مُحَمَّد بن المهلب بن أبي صفرة، أَبُو حاتم المهلبي الأزدي
حدث عن: مُحَمَّد بن عبد الله الأنصاري، ومسلم بن إبراهيم الأَزْدِيّ، وعبد الله بن رجاء الغداني، وعبد الغفار بن مُحَمَّد الكلابي، وعمر بن عبد الوهاب الرياحي، والنضر بن حماد المهلبي، وهارون بن موسى الفروي، والنضر بن مُحَمَّد الأَزْدِيّ، وسليمان الشاذكوني، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي.
روى عنه: هارون بن مُحَمَّد بن عبد الملك الزيات، وَمُحَمَّد بن خلف بن المَرْزُبان، ويوسف بن يَعْقُوب بن إسحاق بن البهلول، وَمُحَمَّد بن يحيى الصولي، وغيرهم.
وكان أديبا إخباريا ثقة، وهو من أهل البصرة، ورد بغداد وحدث بها.
(4462) -[15: 258] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْمُهَلَّبِ الْمُهَلَّبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَهْلٍ النَّضْرُ بْنُ حَمَّادٍ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَسُبُّونَ أَصْحَابِي، فَقُولُوا: لَعَنَ اللَّهُ شَرَّكُمْ " أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بن مُحَمَّد بن علي البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم عبد الله بن مُحَمَّد التوزي بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق الهجيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا المغيرة بن مُحَمَّد المهلبي، قَالَ: دخلت على المتوكل فمثلت بين يديه قائما، قَالَ: فقال: انتسب، فقلت أنا المغيرة بن مُحَمَّد، فقال:
قتل المغيرة بعد طول تعرض للقتل بين أسنة وصفائح
قَالَ: فغمزني شنيف حاجبه، فقال لي: أجبه، قَالَ: فقلت والله يا أمير المؤمنين لقد بر قسم أخي يزيد، وكان يزيد حاضرا، حين يقول:
فأحلف حلفة لا أتقيها بحنث في اليمين ولا ارتياب
لوجهك أحسن الخلفاء وجها وأسمحهم يدين ولا أحابي
قَالَ: فجعل يردد الشعر حتى حفظه، وأجازني بسبعة آلاف درهم.
بلغني أن مغيرة بن مُحَمَّد مات في سنة ثمان وسبعين ومائتين(15/257)
ذكر من اسمه معاوية(15/259)
7126- معاوية بن عبيد الله بن يسار، أَبُو عبيد الله الأشعري؛ مولاهم
كان كاتب المهدي أمير المؤمنين ووزيره، وإليه تنسب مربعة أبي عبيد الله بالجانب الشرقي، وكان قد كتب الحديث، وطلب العلم، وسمع: أبا إسحاق السبيعي، ومنصور بن المعتمر، ونحوهما.
روى عنه: منصور بن أبي مزاحم، وكان خيرا فاضلا عابدا، وهو من أهل طبرية، وكان يكتب للمهدي قبل الخلافة، وأمره كله إليه، رسمه المنصور بذلك.
وكان المهدي يعظمه ولا يخالفه في شيء يشير به عليه.
(4463) -[15: 259] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ، بِالنَّهْرَوَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُعَاذٍ الأُبُلِّيُّ، بِالأُبُلَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ صَاحِبُ الْمَهْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَهْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " عَارَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنَازَةَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا عَمِّ " قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني بخطه: حَدَّثَنِي القاضي أَبُو الطاهر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عبد الله بن نصر بن بجير بمصر، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الملك السراج التاريخي، قَالَ: حَدَّثَنِي عيسى بن أبي عباد، قَالَ: حَدَّثَنِي عبيد الله بن سليمان بن أبي عبيد الله، قَالَ: أبلى أَبُو عبيد الله مصليين، وأسرع في الثالث، أو ثلاثة وأسرع في الرابع، موضع الركبتين، والوجه، واليدين لكثرة صلواته، وكان له في كل يوم كر دقيق يتصدق به على المساكين، وكان يلي ذلك مولى له، فلما اشتد الغلاء أتاه، فقال: قد غلا السعر، فلو نقصنا من هذا؟ فقال: أنت شيطان، أو رسول الشيطان، صيره كرين، فكان له في كل يوم بعد ذلك كران يخبزان للمساكين قَالَ: وأخبرت أن الجسور يوم مات امتلأت فلم يعبر عليها إلا من تبع جنازته من مواليه، واليتامى، والأرامل، والمساكين، ودفن في مقبرة قريش ببغداد، وصلى عليه علي بن المهدي.
قلت: ومات في سنة سبعين، وقيل: في سنة تسع وستين ومائة، وكان مولده في سنة مائة.(15/259)
7127- معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو بن شبيب، أَبُو عُمَر الأزدي المعني، كوفي الأصل، وهو أخو كرماني بن عمرو سمع: زائدة بن قدامة، وعَبْد الرَّحْمَن المسعودي، وجرير بن حازم، وزهير بن معاوية، وأبا إسحاق الفزاري.
روى عنه: يحيى بن معين، وأَبُو خيثمة، وعمرو بن مُحَمَّد الناقد، وزياد بن أيوب، وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن مُحَمَّد الدوري، وَمُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، وحمدان بن علي الوراق، والحارث بن أبي أسامة، وَمُحَمَّد وعلي ابنا أَحْمَد بن النضر، وغيرهم.
(4464) -[15: 261] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ وَلا يَبُولُونَ وَلا يَتْفُلُونَ وَلا يَتَمَخَّطُونَ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالْحَمْدَ كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ، يَكُونُ طَعَامُهُمْ جُشَاءً وَرَشْحًا كَرَشْحِ الْمِسْكِ " أَخْبَرَنِي علي بن الحسن بن مُحَمَّد الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن شعيب الصابوني، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قَالَ: قَالَ أَبُو عبد الله أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل: معاوية بن عمرو صدوق ثقة حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي، قَالَ: حَدَّثَنِي مهنى أنه سأل أبا عبد الله عن خلف بن تميم.
قلت له: كان مثل معاوية بن عمرو؟ قَالَ: لا، معاوية كان أنفذ في الحديث منه.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد بن فارس، قَالَ البخاري: معاوية بن عمرو بن المهلب أَبُو عمرو الأزدي بغدادي وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: سنة أربع عشرة ومائتين فيها مات معاوية بن عمرو الأزدي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن إسحاق بن وهب البندار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غالب علي بن أَحْمَد بن النضر، قَالَ: رأيت جدي معاوية بن عمرو وهو عند رأس أمي وهي في الموت، فجعل وجهها بحذاء القبلة، ورجليها بحذاء القبلة، فلما قاربت أن تقضي سترها منا، وصلى عليها فكبر أربعا، ومات معاوية بن عمرو سنة أربع عشرة، وولد معاوية بن عمرو في سنة ثمان وعشرين ومائة، وكان أسن من وكيع بسنة أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عُمَر الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحارث بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قَالَ: سنة أربع عشرة ومائتين فيها مات معاوية بن عمرو الأزدي صاحب زائدة، وأبي إسحاق الفزاري يوم الأربعاء غرة جمادى الأولى(15/260)
7128- معاوية بن يزيد بن أبي المغراء بن أبي الروقاء، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الكندي
(4465) -[15: 262] حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ، وَحَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ النَّخَعِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاكِرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَنَّهُ بَغْدَادِيٌّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الرَّوْقَاءِ قَالُوا، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ(15/262)
ذكر من اسمه معروف(15/263)
7129- معروف بن الفيرزان، أَبُو محفوظ العابد المعروف بالكرخي منسوب إلى كرخ بغداد، كان أحد المشتهرين بالزهد والعزوف عن الدنيا، يغشاه الصالحون، ويتبرك بلقائه العارفون، وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة، ويحكى عنه كرامات.
وأسند أحاديث يسيرة عن بكر بن خنيس، والربيع بن صبيح، وغيرهما.
روى عنه: خلف بن هشام البزاز، وزكريا بن يحيى المروزي، ويحيى بن أبي طالب في آخرين.
(4466) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَوْ رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ اللَّهَ إِلا الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ "
(4467) -[15: 264] أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّاهِدُ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ دُبَيْسٌ النَّهْرَبَطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ مَعْرُوفًا كَثِيرًا، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَنَا وَنَوَاصِينَا بِيَدِكَ لَمْ تُمَلِّكْنَا مِنْهَا شَيْئًا، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهَا فَكُنْ أَنْتَ وَلِيَّهَا وَاهْدِهَا إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ، قُلْتُ: يَا أَبَا مَحْفُوظٍ، أَسْمَعُكَ تَدْعُوا بِهَذَا كَثِيرًا، هَلْ سَمِعْتَ فِيهِ حَدِيثًا؟ قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن الحسن المقرئ المعروف بالنقاش، وسئل عن معروف الكرخي، فقال: سمعت إدريس بن عبد الكريم، يقول: هو معروف بن الفيزران، وبيني وبينه قرابة، وكان أَبُوه صابئا من أهل نهربان من قرى واسط، وكان في صغره يصلي بالصبيان، ويعرض على أبيه الإسلام فيصيح عليه، قَالَ: وسمعته يقول: جاءه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل يكتبان عنه، وكان عنده جزء عن أبي خازم كذا قَالَ ابن رزق: ولعله عن ابن أبي حازم، قَالَ: فقال يحيى: أريد أن أسأله عن مسألة، فقال له أَحْمَد: دعه، فسأله يحيى عن سجدتي السهو، فقال له معروف: عقوبة للقلب، لم اشتغل وغفل عن الصلاة؟ فقال له أَحْمَد بن حنبل: هذا في كيسك أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين السلمي، قَالَ: سمعت عبد الواحد بن بكر، يقول: سمعت عبد العزيز بن منصور، يقول: سمعت جدي، يقول: كنت عند أَحْمَد بن حنبل فذكر في مجلسه أمر معروف الكرخي، فقال بعض من حضر: هو قصير العلم، فقال أَحْمَد: أمسك، عافاك الله، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح النَّهْرَوَانِيُّ، وَمُحَمَّد بن الحسين بن مُحَمَّد الجازري، قَالَ أَحْمَد: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ مُحَمَّد: حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا الجريري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا الغلابي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن عائشة، قَالَ: سمى رجل ولدا له معروفا، وكناه بأبي الحسن، فلما شب، قَالَ له: يا بني، إنما سميتك معروفا وكنيتك بأبي الحسن لأحبب إليك ما سميتك به وكنيتك به، قَالَ الصولي: فحدثت بهذا الحديث وكيعا، فقال لي: يقال: إن قائل هذا أَبُو معروف الكرخي لمعروف، قَالَ المعافى: المعروف من كنية معروف الكرخي أَبُو محفوظ، واسم أبيه الفيرزان، وكان من المعروفين بالصلاح في دينه، مشهورا بالاجتهاد في العبادة، والورع والزهادة، فكان الناس في زمانه وبعد مضيه لسبيله يتحدثون أنه مستجاب الدعوة، وله أخبار مستحسنة جمعها الناس تشتمل على أخلاقه وسيرته، وحدثت عن عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، أنه قَالَ: قلت لأبي: هل كان مع معروف الكرخي شيء من العلم؟ فقال لي: يا بني، كان معه رأس العلم، خشية الله تعالى أَخْبَرَنَا الحسين بن الحسن بن مُحَمَّد بن القاسم المخزومي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو بن البختري الرزاز، إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن أبي طالب، قَالَ: سمعت إِسْمَاعِيل بن شداد، قَالَ: قَالَ لنا سفيان بن عيينة: من أين أنتم؟ قلنا: من أهل بغداد، قَالَ: ما فعل ذاك الحبر الذي فيكم؟ قلنا: من هو؟ قَالَ: أَبُو محفوظ معروف، قَالَ: قلنا: بخير، قَالَ: لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بن عثمان بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن يوسف الشكلي، قَالَ: حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان، قَالَ: كنا عند مُحَمَّد بن منصور الطوسي يوما وعنده جماعة من أصحاب الحديث، وجماعة من الزهاد، وكان ذلك اليوم يوم خميس، فسمعته يقول: صمت يوما، وقلت لا آكل إلا حلالا، فمضى يومي ولم أجد شيئا، فواصلت اليوم الثاني والثالث والرابع، حتى إذا كان عند الفطر، قلت: لأجعلن فطري الليلة عند من يزكي الله طعامه، فصرت إلى معروف الكرخي فسلمت عليه، وقعدت حتى صلى المغرب، وخرج من كان معه في المسجد فما بقي إلا أنا وهو ورجل آخر، فالتفت إلي، فقال: يا طوسي، قلت: لبيك، فقال لي: تحول إلى أخيك فتعش معه، فقلت في نفسي: صمت أربعة وأفطر على ما لا أعلم، فقلت: ما بي من عشاء، فتركني، ثم رد علي القول، فقلت: ما بي من عشاء، ثم فعل ذلك الثالثة، فقلت: ما بي من عشاء، فسكت عني ساعة، ثم قَالَ لي: تقدم إلي، فتحاملت وما بي من تحامل من شدة الضعف، فقعدت عن يساره، فأخذ كفي اليمنى فأدخلها إلى كمه الأيسر، فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة، فأكلتها فوجدت فيها طعم كل طعام طيب، واستغنيت بها عن الماء، قَالَ: فسأله رجل معنا حاضر: أنت يا أبا جعفر؟ قَالَ: نعم، وأزيدك أني ما أكلت منذ ذلك حلوا ولا غيره إلا أصبت فيه طعام تلك السفرجلة، ثم التفت مُحَمَّد بن منصور إلى أصحابه، فقال: أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عني وأنا حي وأَخْبَرَنَا الحسن بن عثمان، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن مالك القطيعي، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن منصور، يقول: مضيت يوما إلى معروف الكرخي، ثم عدت إليه من غد، فرأيت في وجهه أثر شجة، فهبت أن أسأله عنها، وكان عنده رجل أجرأ عليه مني، فقال له: يا أبا مُحَمَّد، كنا عندك البارحة ومعنا مُحَمَّد بن منصور، فلم نر في وجهك هذا الأثر، فقال له معروف: خذ فيما تنتفع به، فقال له: أسألك بحق الله، قَالَ: فانتفض معروف، ثم قَالَ له ويحك! وما حاجتك إلى هذا؟ مضيت البارحة إلى بيت الله الحرام، ثم صرت إلى زمزم فشربت منها، فزلت رجلي فنطح وجهي الباب، فهذا الذي ترى من ذلك أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن عمرو الإمام، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد الزيات، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شعيب صاحب معروف الكرخي، قَالَ: جاء رجل يوما إلى معروف، فقال له: اشتهي مصلية، فخرج إلى البقال فأجلسه مكانه، فأخرج قطعة دانق، فقال: أعطني بهذه مصلية، قَالَ: فقال له البقال: يا أبا محفوظ، البقال لا يبيع مصلية، إنما هو شيء يصنع، يؤخذ لحم ولبن وسلق وبصل فيطبخ، فرمى إليه درهما، قَالَ: اذهب فاصنعه، وآتنا به إلى المسجد، فجاء به إلى المسجد بعدما أصلحه، فأكله الرجل، ثم قَالَ معروف: والله ما أكلت مصلية قط أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن علي أَبُو الطيب اللحياني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان الفامي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أبي هارون الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنِي عيسى أخو معروف، قَالَ: دخل رجل على معروف في مرضه الذي مات فيه، فقال له: يا أبا محفوظ، أَخْبِرْنِي عن صومك، قَالَ: كان عيسى عليه السلام يصوم كذا، قَالَ: أَخْبِرْنِي عن صومك، قَالَ: كان داود عليه السلام يصوم كذا، قَالَ: أَخْبَرَنِي عن صومك، قَالَ: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم كذا، قَالَ: أَخْبَرَنِي عن صومك، قَالَ: أما أنا فكنت أصبح دهري كله صائما فإن دعيت إلى طعام أكلت، ولم أقل: إني صائم وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي هارون: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن حماد، قَالَ: حَدَّثَنِي الحسن بن علي الوشاء، قَالَ: كنت عند معروف، وكان قد أعد لإفطاره رغيفا وجزرة كبيرة، قَالَ: فجاء سائل فسأله، قَالَ: فطوى الرغيف باثنين فأعطى السائل نصفه، وأكل هو النصف الآخر والجزرة، قَالَ: وجاء سائل فسأل فلم يعطه شيئا، فقال له: ادع بكذا وكذا، دعاء علمه، فإنه ما دعا به أحد إلا رزق، قَالَ: فدعا به السائل فجاءه إنسان فأعطاه شيئا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطان فيما أذن أن أرويه عنه، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو العباس المؤدب، قَالَ: حَدَّثَنِي جار لي هاشمي في سوق يحيى، وكانت حاله رقيقة، قَالَ: ولد لي مولود، فقالت لي زوجتي: هو ذا ترى حالي وصورتي، ولا بد لي من شيء أتغدى به، ولا يمكنني الصبر على هذا الحال فاطلب شيئا، فخرجت بعد عشاء الآخرة، فجئت إلى بقال كنت أعامله فعرفته حالي، وسألته شيئا يدفعه لي، وكان له علي دين، فلم يفعل، فصرت إلى غيره ممن كنت أرجو أن يغير حالي، فلم يدفع إلي شيئا، فبقيت متحيرا لا أدري إلى أين أتوجه، فصرت إلى دجلة، فرأيت ملاحا في سمارية ينادي: فرضة عثمان، قصر عيسى، أصحاب الساج، فصحت به، فقرب إلى الشط، فجلست معه وانحدر بي، فقال لي: إلى أين تريد؟ فقلت لا أدري أين أريد! فقال: ما رأيت أعجب أمرا منك، تجلس معي في مثل هذا الوقت وأنحدر بك، وتقول: لا أدري أين أتوجه؟ فقصصت عليه قصتي، فقال لي الملاح: لا تغتم، فإني من أصحاب الساج، وأنا أقصد بك إلى بغيتك إن شاء الله، فحملني إلى مسجد معروف الكرخي الذي على دجلة في أصحاب الساج، وَقَالَ لي: هذا معروف الكرخي، يبيت في المسجد ويصلي فيه، تطهر للصلاة وامض إليه إلى المسجد، وقص عليه حالك، وسله أن يدعو لك، ففعلت، ودخلت المسجد، فإذا معروف يصلي في المحراب، فسلمت وصليت ركعتين وجلست، فلما سلم رد علي السلام، وَقَالَ لي: من أنت رحمك الله؟ فقصصت عليه قصتي وحالي، فسمع ذلك مني، وقام يصلي، ومطرت السماء مطرا كثيرا، فاغتممت، وقلت: كيف جئت إلى هذا الموضع ومنزلي بسوق يحيى وقد جاء هذا المطر؟ وكيف أرجع إلى منزلي؟ واشتغل قلبي بذلك، فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت حافر دابة، فقلت: في مثل هذا الوقت حافر دابة؟ فإذا هو يريد المسجد، فنزل ودخل المسجد وسلم وجلس، فسلم معروف، وَقَالَ: من أنت رحمك الله؟ فقال له الرجل: أنا رسول فلان، وهو يقرأ عليك السلام، ويقول لك: كنت نائما على وطاء وفوقي دثار، فانتبهت على صورة نعمة الله علي، فشكرت الله، ووجهت إليك بهذا الكيس تدفعه إلى مستحقه، فقال له: ادفعه إلى هذا الرجل الهاشمي، فقال له: إنه خمس مائة دينار، فقال له: أعطه، فكذلك طلب له، قَالَ: فدفعها إلي، فشددتها في وسطي وخضت الوحل والطين في الليل حتى صرت إلى منزلي، وجئت إلى البقال، فقلت له: افتح لي بابك، ففتح، فقلت: هذه خمس مائة دينار قد رزقني الله فخذ ما لك علي، وخذ ثمن ما أريد، فقال لي: دعها معك إلى غد وخذ ما تريد، فأخذ مفاتيحه وصار إلى دكانه، ودفع إلي عسلا وسكرا وشيرجا وأرزا وشحما، وما نحتاج إليه، وَقَالَ لي: خذ، فقلت: لا أطيق حمله، فقال لي: أنا أحمل معك، فحمل بعضه، وحملت أنا بعضه، وجئت إلى منزلي، والباب مفتوح، ولم يكن فيها نهوض تغلقه، وقد كادت تتلف، يعني: زوجته، فوبختني على تركي إياها على مثل صورتها، فقلت لها: هذا عسل وسكر وشيرج، وجميع ما تحتاجين إليه، فسري عنها بعض ما كانت تجده، ولم أعلمها بالدنانير خوفا أن تتلف، فرحا فلما أصبحنا أريتها الدنانير، وشرحت لها القصة، واشتريت بها عقارا نحن نستغله ونعيش من فضله ومن غلته، وكشف الله عنا ما كنا فيه ببركة معروف الكرخي أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي بن الحسين التوزي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن الحسين بن حمكان الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الحسن بن عثمان البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر ابن الزيات، قَالَ: سمعت ابن شيرويه، يقول: جاء رجل إلى معروف الكرخي، فقال: يا أبا محفوظ، جاءني البارحة مولود، وجئت لأتبرك بالنظر إليك، قَالَ: اقعد عافاك الله، وقل مائة مرة: ما شاء الله كان، فقال الرجل، فقال: قل مائة أخرى، فقال، قَالَ له: قل مائة أخرى، حتى قَالَ له ذلك خمس مرات، فقالها خمس مائة مرة، فلما استوفى الخمس مائة مرة دخل عليه خادم أم جعفر زبيدة وبيده رقعة وصرة، فقال: يا أبا محفوظ، ستنا تقرأ عليك السلام، وقالت لك: خذ هذه الصرة وادفعها إلى قوم مساكين، فقال له: ادفعها إلى ذلك الرجل، فقال له: يا أبا محفوظ، فيها خمس مائة درهم، فقال: قد قَالَ خمس مائة مرة: ما شاء الله كان، ثم أقبل على الرجل، فقال: يا عافاك الله لو زدتنا لزدناك وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ التَّوَّزِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَمْكَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ ابْنَ الزَّيَّاتِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ شِيرَوَيْهِ، يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ مَعْرُوفٍ الْكَرْخِيُّ إِذَ أَتَاهُ ضَرِيرٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ لَهُ: مُرَّ، عَافَاكَ اللَّهُ ارْجِعْ إِلَى عِيَالِكَ، وَقُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، قَالَ: فَمَضَى الضَّرِيرُ، وَمَعَهُ قَائِدٌ يَقُودُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى قَنْطَرَةِ الْمَعْبَدِيُّ إِذَا بِرَاكِبٍ يَرْكُضُ خَلْفَهُ، وَيَقُولُ لَهُ: مَكَانَكَ يَا ضَرِيرُ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ صُرَّةً وَمَرَّ، فَقَالَ الضَّرِيرُ لِمَنْ يَقُودُهُ: انْظُرْ أَيْشَ هِيَ، فَإِذَا هِيَ دَنَانِيرُ، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى الشَّيْخِ وَبَشِّرْهُ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى الشَّيْخِ لِيُبَشِّرَهُ، فَلَمَّا دَخَلا عَلَى مَعْرُوفٍ، قَالَ لَهُ مَعْرُوفٌ: لِمَ رَجَعْتَ وَقَدْ قَضَيْتَ الْحَاجَةَ؟ مُرَّ، عَافَاكَ اللَّهُ، وَقُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ أَخْبَرَنَا الحسن بن عثمان الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن يوسف الشكلي، قَالَ: حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان، قَالَ: قلت لأخ لمعروف: إن الناس يتحدثون عن عرس كان لكم، وأنكم سألتم معروفا أن يقعد على الدكان حتى ينقضي عرسكم، فقعد والسؤال حواليه، ففرق الدقيق فاغتممتم بذلك، وسألتموه عن الدقيق، فقال لا تغتموا، انظروا كم ثمن دقيقكم، هو في الصندوق، فقال لي: قد كان بعض هذا، فقلت له: أصبتم دراهم في الصندوق كما قَالَ الناس؟ قَالَ: نعم أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنِي عبيد الله بن مُحَمَّد الصابوني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شعيب، قَالَ: قَالَ لي معروف: كنت ليلة في المسجد، فإذا بصوت من ذلك الجانب، يقول لملاح: علي ثلاثة أطفال وقد خرجت من غدوة وليس عندهم شيء، خذ من قوتنا من هذا الخبز وعبرني، فأبَى عليه، فنزلت إلى الشط إلى زورق فقعدت في الزورق، فضربت بيدي إلى المجداف فلم أحسن، فجعل الزورق يجدف نفسه، وليس أرى أحدا حتى عبرت، فعبرت بالرجل، وقعدت عند المجداف، والمجداف يجدف نفسه حتى أوصلته إلى منزله أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن علي ابن التوزي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن الحسين الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الحسن بن عثمان بن عبد الله البزاز البغدادي في دار أبي الحسن بن المرزبان، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بكر ابن الزيات البغدادي، قَالَ: سمعت ابن شيرويه، يقول: كنت أجالس معروف الكرخي كثيرا، فلما كان ذات يوم رأيت وجهه قد خلا، فقلت له: يا أبا محفوظ، بلغني أنك تمشي على الماء، فقال لي: ما مشيت قط على الماء، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفاها فأتخطاها أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان الفامي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أبي هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: رؤي معروف في النوم، فقيل له: ما صنع بك ربك؟ قَالَ: أباحني الجنة، غير أن في نفسي حسرة أني خرجت من الدنيا ولم أتزوج، أو قَالَ: وددت أني كنت، يعني: تزوجت، قَالَ: وبلغني أنه قيل له: يا أبا محفوظ، إنهم قَالُوا: إنك تمشي على الماء؟ قَالَ: هو ذا الماء، وهو ذا أنا أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى، قَالَ: رؤي معروف الكرخي في المنام، فقيل له: ما صنع الله بك؟ فقال:
موت التقي حياة لا انقطاع لها قد مات قوم وهم في الناس أحياء
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن عمرو الإمام، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد، قَالَ: قرئ على الحسن بن عبد الوهاب، وأنا أسمع، قَالَ: سمعت أبي، يقول: قالوا: إن معروفا الكرخي يمشي على الماء، لو قيل لي: إنه يمشي في الهواء لصدقت.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنِي يوسف بن عُمَر القواس، قَالَ: قرأت على جعفر بن مُحَمَّد الخواص حدثكم أَحْمَد بن مسروق، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوب ابن أخي معروف، قَالَ: قالوا لمعروف: يا أبا محفوظ، لو سألت الله أن يمطرنا؟ قَالَ: وكان يوما صائفا شديد الحر، قَالَ: ارفعوا إذا ثيابكم، قَالَ: فما استتموا رفع ثيابهم حتى جاء المطر حَدَّثَنِي أَبُو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظًا بحلوان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد بن الفضل بن مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، قَالَ: سمعت أبا العباس السراج، يقول: سمعت أبا سليمان الرومي، يقول: سمعت وكفاك به، خليلا الصياد قَالَ: غاب ابني إلى الأنبار فوجدت أمه وجدا شديدا، فأتيت معروفا، فقلت له: يا أبا محفوظ، غاب ابني فوجدت أمه وجدا شديدا، قَالَ: فما تشاء؟ قلت: تدعو الله أن يرده عليها، فقال: اللهم إن السماء سماؤك، والأرض أرضك، وما بينهما لك فائت به، قَالَ خليل: فأتيت باب الشام فإذا ابني قائم منبهر، فقلت: يا مُحَمَّد، فقال: يا أبة الساعة كنت بالأنبار.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد بن يحيى المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن إسحاق السراج، قَالَ: سمعت عبيد الله بن مُحَمَّد الوراق، قَالَ: كان معروف أَبُو محفوظ بال، فتيمم، فقيل له: يا أبا محفوظ، هذا الماء منك قريب، قَالَ: حتى نبلغ الماء.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إسحاق المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا السراج، قَالَ: حَدَّثَنِي القاسم بن نصر، قَالَ: جاء قوم إلى معروف فأطالوا عنده الجلوس، فقال: أما تريدون أن تقوموا، وملك الشمس ليس يفتر عن سوقه؟.
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن علي الفامي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن سليمان الفامي الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أبي هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المبارك أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن صبيح، قَالَ: مر معروف على سقاء يسقي الماء وهو يقول: رحم الله من شرب، فشرب وكان صائما، وَقَالَ: لعل الله أن يستجيب له.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن مخلد العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الصمد بن حميد بن الصباح، قَالَ: سمعت عبد الوهاب، يقول: ما رأيت أزهد من معروف، ولا أخشع من وكيع، ولا أقدر على ترك شهوة من بشر بن الحارث، ولا أتقى لله في لسانه من إبراهيم بن أبي نعيم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر العجوزي، قَالَ: سمعت ثعلبا، يقول: مات معروف الكرخي سنة مائتين.
حدثت عن مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: سمعت أبا الحسين ابن المنادي، قَالَ: سمعت جدي، يقول: كنا عند أبي النضر في سنة مائتين نسمع منه، فجاء رجل، فقال: أعظم الله أجرك في أخيك معروف، فاستعظم ذلك، وَقَالَ: قوموا بنا، فقمنا إلى جنازته.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بن حيويه، عن مُحَمَّد بن مخلد، قَالَ: سمعت عبد الرزاق بن منصور، يقول: سنة إحدى ومائتين فيها مات معروف الكرخي.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: سمعت أبا سهل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطان، يقول: يحيى بن أبي طالب، يقول: مات معروف الكرخي سنة أربع ومائتين، قلت: والصحيح والصحيح أنه مات في سنة مائتين.
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ المنادي، قَالَ: كان بالجانب الغربي من بغداد أَبُو محفوظ معروف بن الفيرزان، ويعرف بالكرخي، وربما قيل: العابد، وكان أحد المشتهرين بالصلاح، والعبادة، والعقل، والفضل قديما وحديثا إلى أن توفي ببغداد في سنة مائتين، وكان قد سمع طرفا من الحديث، قلت: ودفن في مقبرة باب الدير، وقبره ظاهر معروف هناك يغشى ويزار(15/263)
7130- معروف بن مُحَمَّد بن زياد بن معروف الجرجاني
سكن بغداد، وحدث بها عن: المنسجر بن الصلت القزويني، وإسحاق بن مهران الرازي، وَمُحَمَّد بن يَعْقُوب الحنفي الجرجاني، وعبد العزيز بن مُحَمَّد بن الحسن بن زبالة المديني، والحسن بن علي بن عفان الكوفي، وَمُحَمَّد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني، وأبي قلابة الرقاشي، ويحيى بن أبي طالب، وأبي العباس الكديمي، وغيرهم.
روى عنه: أَحْمَد بن جعفر بن مُحَمَّد ابن الخلال، وَمُحَمَّد بن عبيد الله بن الشخير، وأَبُو بكر الأبهري الفقيه.
(4468) -[15: 275] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْرُوفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْرُوفٍ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، وَسَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يُوَثِّقُهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لا يَعْتَكِفُ إِلا الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ " أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله الأبهري، قَالَ: حَدَّثَنِي معروف بن مُحَمَّد بن معروف الجرجاني ببغداد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة(15/275)
7131- معروف بن مُحَمَّد بن معروف، أَبُو المشهور الواعظ كان يذكر أنه ولد مالك بن الحارث الأشتر النخعي.
وهو من أهل زنجان، سكن الري، وقدم بغداد، وحدث بها عن: عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد ابن المقرئ المكي، وقاسم بن إبراهيم الملطي، وأبي سعيد ابن الأعرابي، والحسن بن مليح المَصْرِيِّ، وعبيد الله بن الحسن القاضي الأنطاكي.
حَدَّثَنَا عنه: الْبَرْقَانِيُّ، ورضوان بن مُحَمَّد الدينوري، والعتيقي.
(4469) -[15: 276] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَشْهُورِ مَعْرُوفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ الْفَيْضِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ أَعْيَنَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَالِكٍ الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ الْوَاعِظُ الزَّنْجَانِيُّ، نَزِيلُ الرَّيِّ، قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: " حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لا أَصُومُهُ، وَلا آمُرُ بِهِ، وَلا أَنْهَى عَنْهُ " حَدَّثَنِي يحيى بن الحسين العلوي الرازي، وكان فاضلا صادقا، قَالَ: سمعت أبا سعد السمان، يقول: طعن الناس في نسب معروف هذا، وذكروا أنه ادعى النسب إلى مالك الأشتر، وأشار إلى أنه لم يكن ثقة(15/276)
ذكر من اسمه ميمون(15/277)
7132- ميمون بن حفص، أَبُو توبة النحوي كان أحد الرواة للغة والأدب، وحدث عن: علي بن حمزة الكسائي.
روى عنه: مُحَمَّد بن الجهم السمري، وكان ثقة.
(4470) -[15: 277] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ بْنِ هَارُونَ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ مَيْمُونُ بْنُ حَفْصٍ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْكِسَائِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالا: قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، قَالَ الصَّفَّارُ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ الْجَهْمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنَا هلال بن المحسن الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الجراح الخزاز، قَالَ: قَالَ أَبُو بكر ابن الأنباري: وكان ببغداد من رواة اللغة الأموي، وأَبُو توبة ميمون بن حفص، وذكر آخرين غيرهما(15/277)
7133- ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان أَبُو الفضل الكاتب صاحب أخبار وحكايات وآداب وأشعار.
حدث عن: أبي الحسن المدائني، وعبيد الله بن مُحَمَّد ابن عائشة، وأبي عثمان الجاحظ، وأبي دعامة الشاعر، وعلي بن الجهم، وأبي هفان، وإبراهيم بن المدبر، وأحمد بن أبي طاهر، وعلي بن الصباح بن الفرات، وإسحاق بن مُحَمَّد النخعي.
روى عنه: جعفر بن قدامة، وَمُحَمَّد بن يحيى الصولي، وأَبُو عبد الله الحكيمي.
قَالَ لي هلال بن المحسن: مات أَبُو الفضل ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب في سنة سبع وسبعين ومائتين، وبلغ من السن ستا وتسعين سنة.(15/278)
7134- ميمون بن إسحاق بن الحسن بن علي بن سليمان بن منصور بن عيسى أَبُو مُحَمَّد الصواف مولى مُحَمَّد بن الحنفية سمع: أَحْمَد بن عبد الجبار العطاردي، والحسن بن الفضل بن السمح البوصرائي، وأحمد بن هارون البرديجي.
حَدَّثَنَا عنه: أَبُو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أَحْمَد بن الحمامي المقرئ، وأَبُو الحسين بن الفضل، وعلي، وعبيد الله ابنا أَحْمَد بن مُحَمَّد الرزاز، وأَبُو علي بن شاذان، وكان صدوقا.
قَالَ لنا أَبُو علي بن شاذان: سأل أبي ميمون بن إسحاق عن مولده، وأنا أسمع، فقال: في سنة ستين ومائتين.
قرأت في كتاب أبي القاسم ابن الثلاج بخطه: توفي ميمون بن إسحاق الصواف في شهر ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.
وَحَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن عُمَر المقرئ، قَالَ: مات أَبُو مُحَمَّد ميمون بن إسحاق الصواف في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.(15/278)
ذكر من اسمه المبارك(15/279)
7135- المبارك بن فضالة بن أبي أمية، أَبُو فضالة مولى زيد بن الخطاب من أهل البصرة حدث عن: الحسن البصري، وثابت البناني، وعبد العزيز بن صهيب، وحميد الطويل، وحبيب بن أبي ثابت، وهشام بن عروة، وخبيب بن عَبْد الرَّحْمَن، ويونس بن عبيد، ونصر بن راشد، وعبيد الله بن عُمَر العمري.
روى عنه: الحسن بن موسى الأشيب، والهيثم بن جميل، ويزيد بن هارون، وعفان بن مسلم، وموسى بن داود، وسعيد بن سليمان، وعبد الله بن خيران، وعلي بن الجعد.
(4471) -[15: 279] وَكَانَ الْمُبَارَكُ قَدْ قَدِمَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا، كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحُرْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَوَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: وَفَدَ ابْنُ سَوَّارٍ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَإِنَّا لَعِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ أُتِيَ بِرَجُلٍ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: يُقْتَلُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَنَا حَاضِرٌ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنَ الْحَسَنِ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، جُمِعَ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ حَيْثُ يَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرَ، فَيَقُومُ مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، فَيَقُولُ: لَيَقُومَنَّ مَنْ لَهُ عَلَى اللَّهِ يَدٌ، فَلا يَقُومُ إِلا مَنْ عَفَا "، فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: آللَّهِ لَسَمِعْتَهُ مِنَ الْحَسَنِ؟ قَالَ: قُلْتُ: آللَّهِ لَسَمِعْتُهُ مِنَ الْحَسَنِ، قَالَ: خَلِّيَا عَنْهُ أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن علي الخطبي، وأَبُو علي ابن الصواف، وأحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا وهيب، قَالَ: رأيت مبارك بن فضالة، يحدث يونس، أو في حلقة يونس، ويونس شاهد، قَالَ حماد: كان مبارك يجالسنا عند الأعلم، يعني: زياد، فإذا جاءت المسندة المرفوعة فإلى مبارك فإذا جاءت الفتيا فإلى الأعلم
(4472) -[15: 280] أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخُرَسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ شُعْبَةَ جَالِسًا بَيْنَ يَدَيِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثِ نَصْرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ تَجْصِيصِ الْقُبُورِ وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا الْبُنْيَانُ "
(4473) -[15: 281] وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ نَصْرٍ، أَوْ نَضْرِ بْنِ رَاشِدٍ، شَكَّ غَسَّانُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُجَصَّصَ الْقُبُورُ أَوْ يُبْنَى عَلَيْهَا "
(4474) -[15: 281] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْبُنْدَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ رَاشِدٍ سَنَةَ مِائَةٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ وَيُبْنَى عَلَيْهِ بِنَاءٌ " أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: سمعت سليمان بن حرب، قَالَ: كنت أجلس إلى مبارك بن فضالة يوم الجمعة يحَدَّثَنَا وأكتب، قَالَ: وكان الحسن بن أبي جعفر الجفري يجلس إليه، وكان يقول لي: يا غلام، انظر ما يكتب من مبارك فاجمعه واكتبه لي، قَالَ: فكنت أجمع ما يحدث به بالجمع فاكتبه وأحمله إليه أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عبد الله بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر ابن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن علي بن بحر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عمرو بن علي، قَالَ: سمعت يحيى بن سعيد، وذكر مبارك بن فضالة، فأحسن الثناء عليه، قَالَ أَبُو حفص: وسمعت عفان، يقول: كان من النساك، قَالَ أَبُو حفص وكان يحيى، وعَبْد الرَّحْمَن لا يحدثان عن مبارك بن فضالة أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، وأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، قالا: حَدَّثَنَا علي بن عبد الله، قَالَ: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: كنا كتبنا عن مبارك بن فضالة في ذاك الزمان، عن الحسن، عن علي: إذا سماها، زاد أَبُو نعيم: فهي طالق، ثم اتفقا، وعن الحسن، عن عُمَر، وسطا من الركوع، قَالَ يحيى: ولم أقبل منه شيئا إلا شيئا يقول فيه: حَدَّثَنَا أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد الحسين بن علي التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بن إسحاق الإسفراييني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي، قَالَ: سألته، يعني: أَحْمَد بن حنبل عن مبارك بن فضالة، قَالَ: ما روي عن الحسن يحتج به، وَقَالَ: دخل على أبي جعفر، فجعل يقول: يا أمير المؤمنين، سمعت الحسن يقول، وسمعت الحسن يقول، ثم قَالَ أَبُو عبد الله: كان أَبُو جعفر يعجبه أمر الحسن أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل إجازة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنِي حجاج، قَالَ: سألت شعبة، قلت: أيهما أحب إليك، حديث مبارك أو الربيع بن صبيح؟ فقال: مبارك أحب إلي منه أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل هو ابن زياد، قَالَ: سمعت أبا عبد الله، وسأله أَبُو جعفر: مبارك أحب إليك أم الربيع؟ قَالَ: ربيع، وأما عفان وهؤلاء فيقدمون مباركا عليه، ولكن الربيع صاحب غزو وفضل.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعت أبا الحسن الطرائفي، يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: وسألته، يعني: يحيى بن معين عن الربيع بن صبيح، فقال: ليس به بأس، كأنه لم يطره، قلت: هو أحب إليك أم المبارك؟ فقال: ما أقربهما.
قَالَ أَبُو سعيد: المبارك عندي فوقه فيما سمع من الحسن إلا أنه ربما دلس أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: قَالَ أَبُو زكريا يحيى بن معين: الربيع بن صبيح، والمبارك بن فضالة صالحان أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المهندس بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بن صالح، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: مبارك بن فضالة ليس به بأس أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن إسحاق البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: سمعت يحيى بن معين وسئل عن المبارك، فقال: ضعيف، وسمعته مرة أخرى، يقول: ثقة أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد، قَالَ: سألت يحيى بن معين عن مبارك بن فضالة، فقال: ضعيف الحديث، هو مثل الربيع بن صبيح في الضعف أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: قَالَ علي: يعني: ابن المديني: ضرب عَبْد الرَّحْمَن على حديث إِسْمَاعِيل بن عياش، وعلى حديث المبارك بن فضالة أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: مبارك بن فضالة ضعيف أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني، يقول: مبارك بن فضالة لين كثير الخطأ، بصري يعتبر به أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد بن الحسن الحربي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن علي ابن المديني، قَالَ: سمعت أبي، يقول: عند مبارك أحاديث مناكير، عن عبيد الله، وغيره.
قيل له: أيما أحب إليك: الربيع أو مبارك؟ فقال: سئل يحيى عن هذا، فذهب إلى أن الربيع أحب إليه، وكان عَبْد الرَّحْمَن يحدث عن الربيع، وكان يحيى لا يحدث عن الربيع، ولا عن مبارك أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أبي علي الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو على الحسين بن مُحَمَّد الشافعي بالأهواز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي الآجري، قَالَ: قلت له، يعني: أبا داود سليمان بن الأشعث: مبارك أحب إليك أو الربيع بن صبيح؟ قَالَ: سألت علي بن عبد الله، فقال: المبارك أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: وسألت عليا، عن المبارك بن فضالة، فقال: هو صالح وسط أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن علي ابن المديني، قَالَ: سألت أبي، عن مبارك بن فضالة، فضعفه أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن إسحاق البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد البغوي، قَالَ: حَدَّثَنِي صالح بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنِي على، قَالَ: قَالَ يحيى بن سعيد: مبارك أحب إلى من الربيع أَخْبَرَنَا حمزة بن حمد بن طاهر الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: مبارك بن فضالة بصري لا بأس به أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جعفر بن حيان، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد بن إسحاق الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بن الخياط، قَالَ: ومبارك بن فضالة بن أبي أمية بن كنانة مولى زيد بن الخطاب، يكنى: أبا فضالة، مات سنة أربع وستين ومائة أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: قلت ليحيى بن معين: قَالَ المدائني: إن مباركًا مات سنة ست وستين، فقال يحيى: يقال ذاك(15/279)
7136- المبارك بن سعيد بن مسروق، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الثوري أخو سفيان، وكان أعمى، وهو كوفي سكن بغداد، وحدث بها عن: أبيه، وأخيه سفيان، ونسير بن ذعلوق، والحارث بن الجارود، وموسى الجهني.
روى عنه: أَبُو النضر هاشم بن القاسم، وَمُحَمَّد بن عيسى ابن الطباع، وسعيد بن سليمان سعدويه، وَمُحَمَّد بن مقاتل المروزي، وعبد الله بن عون الخزاز، وأَبُو همام السكوني، والحسن بن عرفة العبدي، وغيرهم.
(4475) -[15: 286] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الثَّانِي وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْقَطَّانِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ مِنْ كِتَابِهِ بِلَفْظِهِ، وَأَنَا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ الْمُعَدَّلِ بِمِصْرَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيَّ الْكِنَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النِّسَائِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسَبِّحَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا، وَيُكَبِّرَ عَشْرًا، وَيَحْمَدَ عَشْرًا فَذَلِكَ فِي خَمْسِ صَلَوَاتٍ خَمْسُونَ، وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسِ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ سَبَّحَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَيْنِ وَخَمْسِ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ " لَفْظُ حَدِيثِ النَّسَائِيِّ حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي الخياط، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بن عُمَر بن بهتة البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن إِسْمَاعِيل الضبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان بن حكيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عطية بن العلاء بن المنهال، قَالَ: جاء مبارك بن سعيد بن مسروق إلى مشايخنا، فقال: إن لي إليكم حاجة وقد هممت أن أستشفع عليكم بغيركم فوثقت برغبتكم في المعروف، قَالَ: فقال له خالي: من أَنْتَ يرحمك الله؟ قَالَ: أنا مبارك بن سعيد بن مسروق، قَالَ: حياك الله، لو توسل إلينا بك متوسل قمنا بحاجته، فكيف بك؟ قَالَ: فقال مبارك: أما لئن قلت ذاك لقد أتيت الأعمش فدققت عليه بابه، فخرج إلي، فشبك أصابعه في أصابعي، ثم قَالَ لي: يا مبارك أتيت الشعبي، فخرج إلي، فشبك أصابعه في أصابعي كما فعلت بك ثم، قَالَ لي: إن المودة بين كرام الناس أشد شيء اتصالا، وأبطأ شيء انقطاعا، مثل ذلك مثل الكوز من الفضة بطئ الانكسار، سريع الانجبار، وإن مثل المودة بين لئام الناس مثل الكوز من الفخار، سريع الانكسار، بطئ الانجبار أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سنان، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبيد، يقول: ما رأيت الأعمش أوسع لأحد في مجلسه قط إلا يوما قيل له هذا مبارك أخو سفيان، فقال: هاهنا، فأجلسه إلى جنبه، وحَدَّثَنَا بسبعة أحاديث، ثم التفت إلينا، فقال: هذا السيل أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المقرئ الحذاء، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن مُحَمَّد بن سلم الختلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الخالق، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوب بن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن خبيق، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله ابن السندي، قَالَ: كتب مبارك بن سعيد إلى سفيان يشكو إليه ذهاب بصره، فكتب إليه سفيان: من سفيان بن سعيد إلى مبارك بن سعيد، أما بعد، فقد فهمت كتابك فيه شكاية ربك، فاذكر الموت يهن عليك ذهاب بصرك، والسلام أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد ابن الحسن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل إجازة، قَالَ: قَالَ أبي.
وأَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن أَحْمَد الصيدلاني بمكة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد، قَالَ: سمعت أبي، يقول: رأيت مبارك بن سعيد بن مسروق أخا الثوري من ذاك الجانب، يعني: ببغداد، ولم أكتب عنه شيئا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد بن فارس قَالَ البخاري: مبارك بن سعيد بن مسروق أخو سفيان الأعمى كان يكون ببغداد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يوسف القطان النيسابوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مبارك بن سعيد بن مسروق كان يكون ببغداد أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: مبارك بن سعيد أخو سفيان ثقة أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: ومبارك بن سعيد بن مسروق كوفي ثقة أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بن العباس العصمي: حَدَّثَنَا يَعْقُوب ابن إسحاق بن محمود الهروي الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد الأسدي، قَالَ: مبارك بن سعيد صدوق، قَالَ: أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قَالَ: المبارك بن سعيد بن مسروق الثوري، أخو سفيان الثوري، توفي بالكوفة في أول سنة ثمانين ومائة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: مات المبارك بن سعيد بن مسروق الثوري سنة ثمانين ومائة في أولها(15/286)
7137- المبارك بن مُحَمَّد بن المبارك، وقيل: المبارك بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الزيات
حدث عن: أبي يحيى مُحَمَّد بن سعيد العطار، وأحمد بن منصور الرمادي.
روى عنه: أَبُو القاسم عبد الله بن الحسن بن النخاس المقرئ.
(4476) -[15: 290] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ النَّخَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُبَارَكُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ فَكَبُرَ ذَلِكَ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلْثُ الْقُرْآنِ "(15/290)
ذكر من اسمه المطهر(15/292)
7138- المطهر بن طاهر بن عبد الله بن طاهر أَبُو مُحَمَّد حدث عن: أَحْمَد بن سعيد الدرامي.
روى عنه: عُمَر بن بشران السكري.
(4477) -[15: 292] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عُمَرَ بْنِ بِشْرَانَ، وَأَنَا أَسْمَعُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ مُطَهَّرُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ فِي دَارِ عُمَارَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَعْنِي: ابْنَ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ، فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ "(15/292)
7139- المطهر بن سليمان بن مُحَمَّد، أَبُو بكر المعدل أصله من الأنبار كتب للقاضي أبي مُحَمَّد بن معروف، وخلفه على الجانب الغربي، وكان عالما بالفضائل، وينتحل في الفقه مذهب أهل العراق أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني، يقول: مطهر بن سليمان، يعني: الفقيه كذاب، قلت: لم؟ قَالَ: سمعته يوما يقول: سمعت من الفريابي، حملني أبي إليه في سنة أربع وثلاث مائة، قَالَ أَبُو الحسن: فقلت له: فهذا بعد أن مات بأربع سنين، قَالَ أَبُو الحسن: فحدثت بهذا دعلج، فقال: إنا لله، لو مات قبل هذا كان خيرا له.
قَالَ أَبُو الحسن: والفريابي قطع الحديث في شهر شوال من سنة ثلاث مائة، ومات في المحرم من سنة إحدى وثلاث مائة أَخْبَرَنِي هلال بن المحسن، قَالَ: مات أَبُو بكر المطهر بن سليمان بن مُحَمَّد الشاهد الأنباري الفرضي العراقي في يوم الخميس الثالث عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وثلاث مائة(15/293)
7140- المطهر بن مُحَمَّد بن إبراهيم، أَبُو عبد الله الشيرازي الصوفي المعروف باللحافي كان أحد الشيوخ الصالحين وممن جاور بمدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثًا وأربعين سنة، وقدم بغداد، وسكن في الرباط الذي كان عند جامع المدينة.
وحدث عن: أبي العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن زكريا النسوي.
كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
(4478) -[15: 294] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ اللَّحَافِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّسَوِيُّ، بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَيَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ شَاذَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَتَكِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُوَاقَعَةِ قَبْلَ الْمُلاعَبَةِ " توفي اللحافي بإيذج في رجب من سنة خمس وأربعين وأربع مائة، وبلغتنا وفاته ونحن في بيت المقدس بعد رجوعنا من الحج.(15/293)
ذكر من اسمه مكرم(15/294)
7141- مكرم بن بكر بن محمود بن مكرم، أَبُو بشر حدث عن: أَحْمَد بن عبد الجبار العطاردي، والحسن بن مكرم البزاز، وَمُحَمَّد بن هارون بن عيسى الأسدي، وعبد الله بن روح المدائني.
روى عنه: أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن عبد الله بن جامع الدهان، وذكر أنه سمع منه في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة.
وأحاديثه مستقيمة.(15/294)
7142- مكرم بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مكرم، أَبُو بكر القاضي البزاز سمع: يحيى بن أبي طالب، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وَمُحَمَّد بن الحسين الحنيني، وأحمد بن يوسف التغلبي، وأبا الوليد بن برد الأنطاكي، وعبد الله بن روح المدائني، وَمُحَمَّد بن غالب التمتام، وعلي بن الحسن بن عبدويه الخزاز، وَمُحَمَّد بن عيسى بن حيان المدائني، وأحمد بن سعيد الجمال، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وأحمد بن علي الأبار، وغيرهم من طبقتهم.
حَدَّثَنَا عنه: أَبُو الحسن بن رزقويه، وأَبُو الحسين بن الفضل القطان، وأَبُو علي بن شاذان، وكان ثقة.
قَالَ لنا ابن شاذان: توفي مكرم بن أَحْمَد القاضي يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وثلاث مائة.
وَحَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن عُمَر المقرئ، قَالَ: توفي مكرم يوم الخميس لثلاث خلون من جمادى الأولى.(15/295)
7143- مكرم بن عبد الصمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر بن أَحْمَد بن مكرم أَبُو العباس البزاز سمع: أبا الحسن ابن الجندي، وأبا الفضل بن المأمون الهاشمي، والحسن بن الحسين بن علي النوبختي، ومن بعدهم.
علقت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا.
ومات قبل أبيه أبي الخطاب بسنين كثيرة، وذلك في سنة إحدى وعشرين وأربع مائة، وكان إذ ذاك حدثا.(15/295)
ذكر مثاني الأسماء في هذا الباب(15/296)
7144- ميسرة أَبُو صالح يعد في الكوفيين، حدث عن: علي بن أبي طالب، وسويد بن غفلة.
روى عنه: سلمة بن كهيل، وعطاء بن السائب، وهلال بن خباب، وكان ممن حضر مع علي قتال الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حسنون النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عُمَر الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا حامد بن بلال البخاري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد بحير بن النضر، قَالَ: حَدَّثَنَا غنجار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حمزة، عن عطاء بن السائب، قَالَ: دعاني ميسرة أَبُو صالح، وأرسل إليَّ رجلا يقال له: أَبُو عياش مولى أبي جحيفة السوائي، قَالَ: فحَدَّثَنَا، قَالَ: ما رأيت مثل جزع علي يوم النهروان، قَالَ: جعل، يقول: اطلبوا ذا الثدية، قَالَ: فكنا نلتمسه، وأنا فيمن يلتمسه فلا نجده، فآتيه، فيقول: ما اسم هذا المكان؟ فنقول: نهروان، قَالَ: فيجزع، ثم يقول: صدق الله، ورسوله، وكذبتم، والله إنه لفيهم، قَالَ: ثم يعرق من شدة الجزع في غير حين عرق، وأعاد ذلك مرارا يلتمسه فلم يجده، ويعود إليه، فيقول: أي مكان هذا؟ وأي نهر هذا؟ قَالَ: ثم قَالَ: على يده حلمة كحلمة الثدي، عليه سبع شعرات أو خمس شعرات عددا، قَالَ: فوجدناه كما قَالَ.(15/296)
7145- ميسرة بن عبد ربه حدث عن: موسى بن حامان، وليث بن أبي سليم، وحنظلة بن وداعة الدؤلي، وغالب بن عبيد الله الجزري، والمغيرة بن حبيب بن قيس، وزياد بن بشير العبسي، وزياد بن عمير القيسي، وموسى بن عبيدة الربذي، وغيرهم.
روى عنه: شعيب بن حرب المدائني خطبة الوداع، وداود بن المحبر بن قحذم أحاديث باطلة في كتاب العقل، ومجاشع بن عمرو، ويحيى بن غيلان التستري.
(4479) -[15: 297] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ الْمُحْرِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ حَامَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْجَاهِلَ لا تَكْشِفُهُ إِلا عَنْ سُوئِهِ وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَالْعَاقِلَ لا تَكْشِفُهُ إِلا عَنْ فَضْلٍ، وَإِنْ كَانَ عَيِيًّا مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ " أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي الآجري، قَالَ: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث، يقول: ميسرة بن عبد ربه أقر بوضع الحديث حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد اللخمي بالأنبار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد الغساني بصيدا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان هو الطرسوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن جابر بن عبد الله البزار، قَالَ: سمعت جعفر بن مُحَمَّد بن نوح، يقول: سمعت مُحَمَّد بن عيسى ابن الطباع، يقول: قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث، من قرأ كذا فله كذا؟ قَالَ: وضعته أرغب الناس فيه.
أنبأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان، قَالَ: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قَالَ أَبُو زكريا، وهو يحيى بن معين: ميسرة بن عبد ربه ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم الغازي، قَالَ: حَدَّثَنَا البخاري، قَالَ: ميسرة بن عبد ربه يرمى بالكذب.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: ميسرة بن عبد ربه متروك الحديث.
قَالَ مُحَمَّد بن أبي الفوارس قرأت على أبي الحسن الدارقطني، قَالَ: ميسرة بن عبد ربه بغدادي متروك، يروى عنه: داود بن المحبر.(15/297)
7146- مشرف بن أبان، أَبُو ثابت الخطاب حدث عن: سفيان بن عيينة، وعمرو بن جرير البجلي، ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، وصالح بن عبد الكريم العابد.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، ويحيى بن محمد بن صاعد.
(4480) -[15: 299] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقِيقِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ الْخَطَّابُ مُشَرِّفُ بْنُ أَبَانٍ، بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ "، قَالَ: وَكَانَ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ، وَوَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ(15/299)
7147- مشرف بن سعيد، أَبُو زيد الواسطي، مولى سعيد بن العاص
قدم بغداد، وحدث بها عن: علي بن عاصم، وعن إسحاق بن يوسف الأزرق، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبي سعيد أَحْمَد بن داود الحداد.
روى عنه: أَبُو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن مُحَمَّد بن إسحاق المروزي، وَمُحَمَّد بن مخلد العطار، وأَبُو علي الصفار، وكان ثقة.
(4481) -[15: 300] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُشَرِّفُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَيَنَّ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا ".
قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: فَإِنْ كَانُوا أَرْبَعَةً؟ قَالَ: " لا بَأْسَ بِهِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي، وأنا أسمع، قَالَ: ومات بواسط المشرف بن سعيد أَبُو زيد، وكان مولى سعيد بن العاص، يوم السبت لثمان خلون من شهر رمضان سنة ست وستين، يعني: ومائتين، وله خمس وثمانون سنة، كان ميلاده سنة إحدى وثمانين ومائة(15/300)
7148- مطيع بن إياس، أَبُو سلمى الكناني الكوفي قدم بغداد، وصحب المنصور، والمهدي من بعده، وكان شاعرا ماجنا، ورمي بالزندقة.
ومن شعره ما قرأت على الجوهري، عن مُحَمَّد بن عمران بن موسى الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن يحيى، عن أَحْمَد بن علي، قَالَ: اجتمع مطيع مع إخوان له ببغداد في يوم من أيامهم، فقال مطيع يصف مجلسهم:
ويوم ببغداد نعمنا صباحه على وجه حوراء المدامع تطرب
ببيت ترى فيه الزجاج كأنه نجوم الدجى بين الندامى يقلب
يصرف ساقينا ويقطب تارة فيا طيبها مقطوبة حين تقطب
علينا سحيق الزعفران وفوقنا أكاليل فيها الياسمين المذهب
فما زلت أسقي بين صنج ومزهر من الراح حتى كادت الشمس تغرب
قَالَ: وله يذم بغداد:
زاد هذا الزمان شرا وعسرا عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلدة تمطر الغبار على الناس كما تمطر السماء الرذاذا
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن المظفر بن يحيى الشرابي، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله المرثدي، عن أبي إسحاق الطلحي، قَالَ: أنشدني أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: قَالَ مطيع بن إياس:
حبذا عيشنا الذي زال عنا حبذا ذاك حين لا حبذا ذا
أين هذا من ذاك سقيا لهذاك ولسنا نقول سقيا لهذا
زاد هذا الزمان شرا وعسرا عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلدة تمطر التراب على القوم كما تمطر الشمال الرذاذا
فإذا ما أعاذ ربي بلادا من عذاب كبعض ما قد أعاذا
خربت عاجلا كما خرب الله بأعمال أهلها كلواذا
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد الله المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن يحيى المنجم، قَالَ: قَالَ مطيع بن إياس:
نازعني الحب مدى غاية بليت فيها وهو غض جديد
لو صب ما بالقلب من حبها على حديد ذاب منه الحديد
حبي لها صاف وودي لها محض وإشفاقي عليها شديد
وزادني صبرا على جهد ما ألقى وقلبي مستهام عميد
إني سعيد الجد إن نلتها وإنني إن مت منه شهيد(15/301)
7149- مطيع بن عَبْد الله بن مطيع بن راشد البَكْرِي حَدَّثَ عن: أَبِي مَرْوَان العُثْمانِيِّ، وَيَعْقُوب بن حُمَيْد بن كاسب، وَمُحَمَّد بن أَبِي عمر العدني، وأبي مصعب الزهري.
روى عنه: أبو الحسن المادرائي.
(4482) -[15: 302] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطِيعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مُطِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّبْرُ نِصْفُ الإِيمَانِ، وَالْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ "، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ(15/302)
7150- المعافى بن عمران، أَبُو مسعود الأزدي الموصلي رحل في الحديث إلى البلدان النائية، وجالس العلماء، ولزم سفيان الثوري فتفقه به، وتأدب بآدابه، وأكثر الكتاب عنه وعن غيره، فصنف كتبا في: السنن، والزهد، والأدب.
وحدث عن: سفيان الثوري، وابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وابن جريج، وعبد الحميد بن جعفر، وعبد الله العمري، ومسعر بن كدام، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق، والحسن، وعلي ابني صالح، وإسرائيل بن يونس، وشريك، وهشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وقرة بن خالد، وحماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وأبي عمرو الأوزاعي، وثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وجعفر بن برقان.
روى عنه: موسى بن أعين، وعبد الله بن المبارك، وبقية بن الوليد، وكافة المواصلة.
وقدم بغداد غير مرة وحدث بها، فروى عنه من أهلها: بشر بن الحارث، وَمُحَمَّد بن جعفر الوركاني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وكان زاهدا فاضلا كريما عاقلا.
أنبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن سلم الحافظ من لفظه، قَالَ: حَدَّثَنِي علي بن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن هاشم، عن بشر، قال: مر المعافى ببغداد، فجعل يقول للملاح: عجل عجل حتى خرج منها أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن معروف الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قال: المعافى بن عمران بن مُحَمَّد بن عمران بن نفيل بن جابر بن وهب بن عبيد بن لبيد بن جبلة بن غنم بن دوس بن مخاشن بن سلمة بن فهم من الأزد، كان ثقة فاضلا، خيرا صاحب سنة أَخْبَرَنِي السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قال: قال أَبُو الحارث، وقد كان صحب المعافى بن عمران، قال: كان في شرف من الأزد بالموصل أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عُمَر بن إبراهيم الفقيه، قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بن عُمَر القواس، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن الصباح المقرئ، قال: سمعت الجنيد، قال: سمعت سريا السقطي، يقول: جاء بشر بن الحارث يوم الجمعة يدخل المسجد، فطرده البوابون ظنوه سائلا، فقعد في قبة الشعراء يبكي، فأتاه المعافى بن عمران، قال: مالك تبكي؟ قال: طردني البوابون، لم يدعوني أدخل المسجد، قال: قد اغتممت؟ قال: نعم، قال: قم حتى أدخلك المسجد أنا، قال: ليس أريد، قال المعافى: سمعت سفيان الثوري، يقول: لا يستكمل المؤمن حقيقة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان كتب إلي أَبُو الفرج مُحَمَّد بن إدريس الموصلي يذكر أن المُظَفَّر بن مُحَمَّد الطوسي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يزيد بن مُحَمَّد بن إياس الأزدي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن المغيرة الهاشمي، عن بشر بن الحارث، قال: كان ابن المبارك، يقول: حَدَّثَنِي ذلك الرجل الصالح، يعني: المعافى بن عمران.
وقال أَبُو زكريا: حَدَّثَنَا عبد الله بن المغيرة القرشي، عن بشر بن الحارث، قال: كان سفيان الثوري، يقول للمعافى: أنت معافى كاسمك، وكان يسميه الياقوتة أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح النهرواني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي داود، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن خشرم، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: بلغني أن سفيان الثوري كان إذا ذكر المعافى، قال: ذاك الياقوتة أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن السراج، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: سمعت أَحْمَد بن يونس، قال: سمعت الثوري وذكر المعافى بن عمران، فقال ياقوتة العلماء أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن القاسم النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن مجاهد، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن الضيف، قال: سمعت بشرا، هو ابن الحارث، يقول: قتل للمعافى بن عمران ابنان في وقعة الموصل، فجاء إخوانه يعزونه من الغد، فقال لهم: إن كنتم جئتم لتعزوني فلا تعزوني، ولكن هنئوني، قال: فهنئوه، قال: فما برحوا حتى غداهم، وغلفهم بالغالية.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمار، وذكر المعافى بن عمران: لم أر قط بعد أفضل منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد الأشناني، قال: سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: وسألته، يعني: يحيى بن معين، عن المعافى بن عمران، فقال: ثقة أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: المعافى بن عمران الموصلي ثقة أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن يوسف بن خراش، قال: المعافى بن عمران موصلي ثقة كتب إلي مُحَمَّد بن إدريس الموصلي، يذكر أن المظفر بن مُحَمَّد الطوسي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يزيد بن مُحَمَّد بن إياس الأزدي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن زياد، قَالَ: حَدَّثَنِي إدريس بن سليم، قال: سمعت ابن عمار، يقول: كنت عند عيسى بن يونس بالحدث، فقال لي: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الموصل، قال: رأيت المعافى بن عمران؟ قلت: نعم، قال: وسمعت منه؟ قلت: نعم، قال: ما أحسب أحدا رأى المعافى سمع من غيره يريد الله بعلمه أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع أن معافى بن عمران الموصلي مات في سنة أربع وثمانين ومائة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قال: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله بن عمار، قال: مات المعافى سنة خمس وثمانين ومائة أَخْبَرَنَا البَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن خميرويه الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمار: هلك المعافى سنة خمس وثمانين ومائة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إدريس الموصلي في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا المظفر بن مُحَمَّد الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يزيد بن مُحَمَّد بن إياس، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن مغيرة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن حسين الخواص، قال: مات المعافى سنة أربع وثمانين ومائة، وصلى عليه عمرو بن الهيثم بن خارجة والي الموصل من قبل هرثمة بن أعين وقال أَبُو زكريا: حَدَّثَنَا عبد الله بن أبان، عن الهيثم بن خارجة، قال: مات المعافى سنة ست وثمانين ومائة، وقال أيضا: حَدَّثَنَا عبد الله بن زياد، قَالَ: حَدَّثَنَا حاتم الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا رباح بن الجراح، قال: مات المعافى سنة ست وثمانين ومائة.(15/303)
7151- المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد بن داود، أَبُو الفرج النهرواني، القاضي المعروف بابن طرارا كان يذهب إلى مذهب مُحَمَّد بن جرير الطبري، وكان من أعلم الناس في وقته بالفقه، والنحو، واللغة، وأصناف الأدب.
وذكر لي القاضي أَبُو القاسم التنوخي أن المعافى ولي القضاء بباب الطاق نيابة عن ابن صبر، وحدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وأبي سعيد العدوي، وأبي حامد مُحَمَّد بن هارون الحضرمي، وسعيد بن مُحَمَّد أخي زبير الحافظ، وَمُحَمَّد بن أبي الأزهر، ومن في طبقتهم، وبعدهم.
حَدَّثَنَا عنه: أَبُو القاسم الأَزْهَرِيُّ، والقاضي أَبُو الطيب الطبري، وأحمد بن علي ابن التوزي، وأحمد بن عُمَر بن روح النهرواني، وَمُحَمَّد بن الحسين الجازري، وغيرهم.
أنشدنا القاضي أَبُو الطيب الطبري، قال: أنشدنا القاضي أَبُو الفرج المعافى بن زكريا الجريري لنفسه:
ألا قل لمن كان لي حاسدا أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله لأنك لم ترض لي ما وهب
فجازاك عنه بأن زادني وسد عليك وجوه الطلب
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عُمَر بن روح، أن المعافى بن زكريا حضر في دار لبعض الرؤساء، وكان هناك جماعة من أهل العلم والأدب، فقالوا له: في أي نوع من العلوم نتذاكر؟ فقال المعافى لذلك الرئيس: خزانتك قد جمعت أنواع العلوم، وأصناف الأدب، فإن رأيت أن تبعث بالغلام إليها وتأمره أن يفتح بابها ويضرب بيده إلى أي كتاب قرب منها فيحمله، ثم تفتحه وتنظر في أي نوع هو فنتذاكره ونتجارى فيه، قال ابن روح وهذا يدل على أن المعافى كان له أنسة بسائر العلوم.
حَدَّثَنِي أَبُو طالب المحسن بن عيسى بن شهفيروز الفقيه بالنهروان، قال: حكى لي عن أبي مُحَمَّد الباقي، أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أَبُو الفرج فقد حضرت العلوم كلها حَدَّثَنِي القاضي أَبُو حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد الدلوي، قال: كان أَبُو مُحَمَّد البافي، يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا.
سألت الْبَرْقَانِيَّ عن المعافى بن زكريا، فقال: كان أعلم الناس.
قلت: فكيف حاله في الحديث؟ فقال: لا أعرف حاله.
وقال لي: كان البافي، يقول: لو أوصى رجل في ماله بأن يدفع إلى أعلم الناس لأفتيت بأن يدفع إلى ابن طرارا، قال الْبَرْقَانِيُّ: لكن كان كثير الرواية للأحاديث التي تميل إليها الشيعة سألت الْبَرْقَانِيَّ عنه مرة أخرى، فقال: ثقة، ولم أسمع منه شيئا.
قال لنا ابن روح: سمعت المعافى، يقول: ولدت في سنة ثلاث وثلاث مائة، هكذا حفظي عنه.
وَحَدَّثَنِي من سمعه يقول: ولدت في سنة خمس وثلاث مائة، قال ابن روح: وهو أشبه بالصواب.
حَدَّثَنَا التنوخي، قال: قال لي القاضي أَبُو الفرج المعافى بن زكريا: ولدت يوم الخميس لسبع خلون من رجب سنة خمس وثلاث مائة.
حَدَّثَنَا الحسن بن مُحَمَّد الخلال، وأحمد بن مُحَمَّد العتيقي، قالا: مات المعافى بن زكريا في ذي الحجة من سنة تسعين وثلاث مائة، قال العتيقي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا التنوخي، وهلال بن المحسن، قالا: توفي المعافى بن زكريا بالنهروان في يوم الاثنين الثامن عشر من ذي الحجة سنة تسعين وثلاث مائة(15/308)
7152- مسافر بن أَحْمَد بن جَعْفَر، أَبُو المعافى البَغْدَادِيُّ، خطيب تنيس حَدَّثَ بدمشق عن: مُحَمَّد بن جَعْفَر القتات.
رَوَى عَنْهُ: تمام بن مُحَمَّد بن عَبْد الله الرَّازِيُّ ساكن دمشق.(15/310)
7153- مسافر بن الطيب بن عباد، أَبُو الْقَاسِم المُقْرِئ البَصْرِيُّ نزل بَغْدَاد، وقرأ عَلَيْهِ النَّاس القُرْآن بحرف يَعْقُوب بن إِسْحَاق الحَضْرَمِيِّ، وكانت قراءته عَلَى أَبِي الحَسَن بن خشنام بالبصرة، وَكَانَ شيخا صالحا.
قَالَ لي أَحْمَد بن الحَسَن بن خيرون: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ولدت في سنة أربع وأربعين وثلاث مائة، وَسَمِعْتُ من أَبِي إِسْحَاق الهجيمي مجلسين، ولم يكن عنده شيء من الحديث.
وَتُوُفِّي ببَغْدَاد في ليلة الأحد، ودُفن في مقبرة باب حرب يوم الأحد الثاني عشر من شَوَّال سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة.(15/310)
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب(15/311)
7154- مسروق بن الأجدع بن مالك، وهو: مسروق بن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عائشة الهمداني كوفي،
يقال: إنه سرق وهو صغير، ثم وجد فسمي مسروقا، وأسلم أَبُوه الأجدع، ورأى مسروق أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليا، وعبد الله بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين.
روى عنه جماعة منهم: عامر الشعبي، وإبراهيم النخعي.
وكان ممن حضر مع علي حرب الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يوسف الجريري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحارث الخراز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن المدائني، عن عبد ربه بن نافع، وبشير بن عاصم، عن ابن أبي ليلى، قال: شهد مسروق النهر مع علي، فلما قتلهم قام علي وفي يده قدوم فضرب بابا، وقال صدق الله ورسوله، فقلت أسمعت من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا شيئا؟ قال: لا، ولكن الحرب خدعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد بن إسحاق الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بن خياط، قال: مسروق بن الأجدع بن مالك من ولد عبد الله بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، يكنى: أبا عائشة، مات سنة ثلاث وستين وذكر بعض أهل العلم أنه: مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله مر بن سلامان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة.
(4483) -[15: 312] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ وَأَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقُلْتُ: مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الأَجْدَعُ شَيْطَانٌ "، أَنْتَ مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَرَأَيْتُهُ فِي الدِّيوَانِ: مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود، يقول: مسروق بن الأجدع كان أَبُوه أفرس فارس باليمن، ومسروق ابن أخت عمرو بن معدي كرب، وعمرو خاله أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قال: قرئ على مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء، وأنا حاضر، قال: قال علي ابن المديني: ما أقدم على مسروق أحدا من أصحاب عبد الله، وصلى خلف أبي بكر، ولقي عُمَر، وعليا، ولم يرو عن عثمان شيئا، وزيد بن ثابت، وعبد الله، والمغيرة، وخباب بن الأرت، هذا ما انتهى إلينا من لقيه من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إليَّ عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان الدمشقي: يذكر أن أبا الميمون البجلي، أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بن عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بن مغول، قال: سمعت أبا السفر، عن مرة، قال: ما ولدت همدانية مثل مسروق أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن علي الخطبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق بن راهويه، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن بشر بن الحكم، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن أيوب الطائي، عن عَامِر الشعبي، قال: ما علمت أن أحدا كَانَ أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن علي الخطبي، وأَبُو علي ابن الصواف، وأحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: كان أصحاب عبد الله الذين يقرئون الناس، ويعلمونهم السنة: علقمة، والأسود، وعبيدة، ومسروق، والحارث بن قيس، وعمرو بن شرحبيل أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب ابن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا قبيصة، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عن عبد الملك بن أبجر، عن الشعبي، قال: كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح، وكان شريح أعلم بالقضاء من مسروق، وكان شريح يستشير مسروقا، وكان مسروق لا يستشير شريحا أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج بن مُحَمَّد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا على وجهه حتى رجع أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الدنيا، قال: حَدَّثَنِي أزهر بن مَرْوَان، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين، عن امرأة مسروق، قالت: كان، يعني: مسروقا، يصلي حتى تورم قدماه، فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن أَحْمَد بن ثوابة بحمص، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن عثمان التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الشامي، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان الثوري، عن فطر بن خليفة، عن الشعبي، قال: غشي على مسروق بن الأجدع في يوم صائف وهو صائم، وكانت عائشة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تبنته، فسمى ابنته: عائشة، وكان لا يعصي ابنته شيئا، قال: فنزلت إليه، فقالت: يا أبتاه، افطر واشرب، قال: ما أردت بي يا بنية؟ قالت: الرفق، قال: يا بنية، إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، وَمُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، قال حمزة: حَدَّثَنَا، وقال محمد أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: مسروق بن الأجدع يكنى: أبا عائشة كوفي، تابعي، ثقة، وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون، ويفتون، وكان يصلي حتى ترم قدماه أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عبد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، قال: بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، وأَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا جدي إسحاق بن مُحَمَّد النعالي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن إسحاق المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر الباهلي، قالا: قال أَبُو نعيم ومات مسروق بن الأجدع سنة اثنتين وستين أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن نمير، قال: مات مسروق بن الأجدع سنة ثلاث وستين أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن صفوان البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قال: مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني ثم الوادعي، ويكنى: أبا عائشة توفي سنة ثلاث وستين بالكوفة أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن زيد بن علي بن مَرْوَان الكوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عقبة الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بن حاتم، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بن عمرو، قال: مات مسروق وله ثلاث وستون(15/311)
7155- مِهْرَان بن عَبْد الله تابعي، نزل المدائن، وَسَمِعَ بها عَليّ بن أَبِي طَالِب.
رَوَى عَنْهُ: مكرم بن حكيم الخثعمي.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن المحسن التَّنُوخِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عيسى بن عَليّ بن عيسى الوزير، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد البَغَوِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُد بن عَمْرو، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن حكيم أبو عبد الله الخثعمي، قَالَ: حَدَّثَنِي مِهْرَان بن عَبْد الله، قَالَ: لقيت عَليّ بن أَبِي طَالِب وَهُوَ مقبل من قصر المدائن وحوله المهاجرون حَتَّى بلغ قنطرة دن، فتوزر عَلَى صدره من عظم بطنه.
وقد وقع بدنه عَلَى إزاره، ضخم البطن، ذو عضلات ومناكب، أصلع، أجلح، قد خرج الشعر من أذنيه، وَأَنَا أمشي بجنباته وَهُوَ يريد أسبانبر، فجاء غلام فلطم وجهي، فالتفت عَليّ، فَلَمَّا رفعت يدي لألطم وجه الغلام، فقال: حر انتصر.
فكأنما صوت عَليّ في أذني الساعة.(15/316)
7156- معن بن زائدة، أَبُو الوليد الشيباني وهو معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك بن الصلب، بضم الصاد، وبالباء المعجمة بنقطة واحدة، واسم الصلب: عمرو بن قيس بن شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
كان معن من صحابة المنصور ببغداد لما بنيت، ثم ولاه اليمن وغير اليمن، وكان سمحا جوادا.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن المغيرة، قَالَ: حَدَّثَنَا المدائني، عن غياث بن إبراهيم، أن معن بن زائدة دخل على أبي جعفر أمير المؤمنين فقارب في خطوه، فقال له أَبُو جعفر: كبرت سنك يا معن، قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين، قال: إنك لتجلد، قال: لأعدائك، قال: وإن فيك لبقية، قال: هي لك.
أَخْبَرَنِي الحسين بن مُحَمَّد بن عثمان النصيبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن سعيد المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن دريد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو معاذ المؤدب خلف بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان المازني، قَالَ: حَدَّثَنِي صاحب شرطة معن، قال: بينا أنا على رأس معن إذا هو براكب يوضع، قال: قال معن: ما أحسب الرجل يريد غيري، قال: ثم قال لحاجبه: لا تحجبه، قال: فجاء حتى مثل بين يديه، قال: فقال:
أصلحك الله قل ما بيدي فما أطيق العيال إذ كثروا
ألح دهر رمى بكلكله فأرسلوني إليك وانتظروا
قال: فقال معن وأخذته أريحية: لا جرم، والله لأعجلن أوبتك.
ثم قال: يا غلام، ناقتي الفلانية وألف دينار، فدفعها إليه وهو لا يعرفه أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح النهرواني، وَمُحَمَّد بن الحسين بن مُحَمَّد الجازري، قال أَحْمَد: أَخْبَرَنَا، وقال محمد: حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا قعنب، قال: قال سعيد بن سلم: لما ولي المنصور معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة، فلما صاروا ببابه واستأذنوا عليه فدخل الآذن، فقال: أصلح الله الأمير، بالباب وفد من أهل العراق، قال: من أي أهل العراق؟ قال: من الكوفة، قال: ائذن لهم، فدخلوا عليه، فنظر إليهم معن في هيئة زرية، فوثب على أريكته، وأنشأ يقول:
إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم مرمتها فالدهر بالناس قلب
فأحسن ثوبيك الذي هو لابس وأفره مهريك الذي هو يركب
وبادر بمعروف إذا كنت قادرا زوال اقتدار أو غنى عنك يعقب
قال: فوثب إليه رجل من القوم، فقال: أصلح الله الأمير، ألا أنشدك أحسن من هذا؟ قال: لمن؟ قال: لابن عمك ابن هرمة، قال: هات، فأنشأ يقول:
وللنفس تارات تحل بها العرى وتسخو عن المال النفوس الشحائح
إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه أقل إذا ضمت عليه الصفائح
لأية حال يمنع المرء ماله غدا فغدا والموت غاد ورائح
فقال معن: أحسنت والله، وإن كان الشعر لغيرك، يا غلام، أعطهم أربعة آلاف، أربعة آلاف، يستعينوا بها على أمورهم إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد، فقال الغلام: يا سيدي أجعلها دنانير أم دراهم؟ فقال معن: والله لا تكون همتك أرفع من همتي، صفرها لهم أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن دريد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عثمان، يعني: الأشنانداني، عن الثوري، عن أبي عبيدة، قال: وقف شاعر بباب معن بن زائدة حولا لا يصل إليه، وكان معن شديد الحجاب، فلما طال مقامه، سأل الحاجب أن يوصل له رقعة، وكان الحاجب حدبا عليه، فأوصل الرقعة فإذا فيها:
إذا كان الجواد له حجاب فما فضل الجواد على البخيل
فألقى معن الرقعة إلى كتابه، وقال: أجيبوه عن بيته، فخلطوا وأكثروا ولم يأتوا بمعنى، فأخذ الرقعة، وكتب فيها:
إذا كان الجواد قليل مال ولم يعذر تعلل بالحجاب
فقال الشاعر: إنا لله، أيؤيسني من معروفه، ثم ارتحل منصرفا، فسأل معن عنه، فأخبر بانصرافه، فأتبعه بعشرة آلاف، وقال: هي لك عندنا في كل زورة أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن سعيد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكوكبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غسان، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم بن خنيس الأصبحي، قال: مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة، فقال له معن: إن شئت مدحتك، وإن شئت أثبتك، فاستحيا من اختيار الثواب، وكره اختيار المدح فكتب إليه:
ثناء من أمير خير كسب لصاحب مغنم وأخي ثراء
ولكن الزمان برى عظامي وما مثل الدراهم من دواء
فأمر له بألف دينار أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح، قَالَ: أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزداد بن عَبْد الرَّحْمَن الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو موسى، يعني: عيسى بن إِسْمَاعِيل البصري، قَالَ: حَدَّثَنِي العتبي، قال: قدم معن بن زائدة بغداد فأتاه الناس، وأتاه ابن أبي حفصة، فإذا المجلس غاص بأهله فأخذ بعضادتي الباب، ثم قال:
وما أحجم الأعداء عنك بقية عليك ولكن لم يروا فيك مطعما
له راحتان الجود والحتف فيهما أبَى الله إلا أن تضر وتنفعا
فقال معن: احتكم يا أبا السمط، فقال: عشرة آلاف، فقال معن: ربحت عليك والله تسعين ألفا أَخْبَرَنِي الحسين بن مُحَمَّد النصيبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن سعيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن دريد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو معاذ، عن أبي عثمان، قال: ولي أَبُو جعفر قثم، رجلا من ولد العباس، فأتاه أعرابي، فقال:
يا قثم الخير جزيت الجنة أكس بناتي وأمهن
أقسم بالله لتفعلن قال: فقال: والله لا أفعل، فقال الأعرابي: لكن لو أقسمت على معن لأبر قسمي، فبلغت الكلمة معنا فبعث إليه ألف دينار أَخْبَرَنَا أَبُو الخطاب عبد الصمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مكرم، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن سعيد بن سويد، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم، قَالَ: أَخْبَرَنِي السهمي، قال: أذن معن بن زائدة إذنا عاما، فدخل عليه كل رجل يمت بوسيلة وذكر حاجته، ثم دخل في آخرهم فتى، فقال: من أنت، وما سببك؟ فقال:
أتاك بي الرحمن لا شيء غيره وفضل وإحسان عليك دليل
فشفع كريما سيدا متفضلا فليس إلى رد الجليل سبيل
فقال: يا فتى، لقد توسلت بأجل من توسل به أحد، فأعطاه وفضله على سائر من أعطى أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بن جعفر التميمي الكوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عقدة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بن طيفور، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن عَبْد الرَّحْمَن، قال: وفد قوم على معن بن زائدة، فوصلهم، وأعطاهم إلا رجلا جاء بعدما خرجوا من عنده، قال: فكتب إليه:
بأي الخلتين عليك أثني فإني بعد منصرفي مسول
أبا النعمى وليس لها ضياء علي فمن يصدق ما أقول
فقال له معن بن زائدة: لا أحد والله، وأمر له بعشرة آلاف درهم أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن علي بن إسحاق خازندار العلم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يونس القرشي الكديمي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي عبد الملك بن قريب، قال: أتى أعرابي إلى معن بن زائدة، ومعه نطع فيه صبي حين ولد، فاستأذن عليه، فلما دخل دهده الصبي بين يديه، وقال:
سميت معنا بمعن ثم قلت له هذا سمي فتى في الناس محمود
أنت الجواد ومنك الجود نعرفه ما مثل جودك معهود وموجود
أمست يمينك من جود مصورة لا بل يمينك منها صور الجود
قال: كم الأبيات؟ قال: ثلاثة، قال: أعطوه ثلاثة مائة دينار لو كنت زدت لزدناك، قال: حسبك ما سمعت، وحسبي ما أخذت أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم عبيد الله بن أَحْمَد المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طالب الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عكرمة عمرو بن عامر، كذا قال: وإنما هو عامر بن عمران الضبي، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان، قال: خرج المهدي يوما يتصيد، فلقيه الحسين بن مطير الأسدي، فأنشده:
أضحت يمينك من جود مصورة لا بل يمينك منها صورة الجود
من حسن وجهك تضحى الأرض مشرقة ومن بنانك يجري الماء في العود
فقال المهدي: كذبت يا فاسق، وهل تركت في شعرك موضعا لأحد مع قولك في معن بن زائدة:
ألما بمعن ثم قولا لقبره سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا
فيا قبر معن كنت أول حفرة من الأرض خطت للمكارم مضجعا
ويا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مترعا
ولكن حويت الجود والجود ميت ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا
وما كان إلا الجود صورة وجهه فعاش ربيعا ثم وَلى فودعا
فلما مضى معن مضى الجود والندى وأصبح عرنين المكارم أجدعا
فأطرق الحسين، ثم قال: يا أمير المؤمنين، وهل معن إلا حسنة من حسناتك، فرضي عنه وأمر له بألفي دينار أَخْبَرَنِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: حدثنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الله بن مُحَمَّد، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن سلام، قال: كتب رجل إلى معن بن زائدة وهو والي اليمن يستهديه خطرا، فأرسل إليه بجراب خطر، وفي الخطر ألف دينار، وكتب إليه: أن اختضب بالخطر وانتفع ابن خالته، وكان الرجل قبل أن يكتب إلى معن قد سأل بعض إخوانه خطرا، فلم يبعث إليه فلما، ورد عليه الخطر من معن أنشأ، يقول:
إِذَا ما أَبُو العباس ضن بخطره كتبنا إلى معن فأهدى لنا خطرا
وأهدى دنانيرا وأهدى دراهما وأهدى لنا بزا وأهدى لنا عطرا
وما الناس إلا معدنان فمعدن قريش وشيبان التي فرعت بكرا
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قال: سنة اثنتين وخمسين ومائة فيها قتل معن بن زائدة بأرض خراسان، بلغني أن أبا جعفر المنصور وَلى معن بن زائدة سجستان، فنزل بست وأساء السيرة في أهلها، فقتلوه أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الحسين مُحَمَّد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي الخطيب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، قال: أنشدنا مُحَمَّد بن القاسم الأنباري، قال: أنشدني أبي، عن غير واحد من شيوخه، لمروان بن أبي حفصة يرثي معن بن زائدة الشيباني:
مضى لسبيله معن وأبقى محامد لن تبيد ولن تنالا
كأن الشمس يوم أصيب معن من الإظلام ملبسة جلالا
هو الجبل الذي كانت نزار تهد من العدو به الجبالا
وعطلت الثغور لفقد معن وقد يروي بها الأسل النهالا
وأظلمت العراق وألبستها مصيبته المجللة اختلالا
وظل الشام يرجف جانباه لركن العز حين وَهَى فَمَالا
وكادت من تهامة كل أرض ومن نجد تزول غداة زالا
فإن يعل البلاد له خشوع فقد كانت تطول به اختيالا
أصاب الموت يوم أصاب معنا من الأخيار أكرمهم فعالا
وكان الناس كلهم لمعن إلى أن زار حفرته عيالا
ولم يك طالب للعرف ينوي إلى غير بن زائدة ارتحالا
ثوى من كان يحمل كل ثقل ويسبق فيض راحته السؤالا
وما نزل الوفود بمثل معن ولا حطوا بساحته الرحالا
وما بلغت أكف ذوي العطايا يمينا من يديه ولا شمالا
وما كانت تجف له حياض من المعروف مترعة سجالا
لأبيض لا يعد المال حتى يعم به بغاة الخير مالا
فليت الشامتين به فدوه وليت العمر مد له فطالا
ولم يك كنزه ذهبا ولكن سيوف الهند والحلق المذالا
ومارنة من الخطي سمرا ترى فيهن لينا واعتدالا
وذخرا من مكارم باقيات وفضل تقى به التفضيل نالا
لئن أمست زوائد قد أزيلت جياد كان يكره أن تزالا
لقد كانت تصان به وتسمو بها عققا ويرجعها خيالا
وقد حوت النهاب فأحرزته وقد غشيت من الموت الطلالا
مضى لسبيله من كنت ترجو به عثرات دهرك أن تقالا
فلست بما لك عبرات عين أبت بدموعها إلا انهمالا
وفي الأحشاء منك غليل حزن كحر النار تشتعل اشتعالا
وقائلة رأت جسدي ولوني معا عن عهدها قلبا فحالا
رأت رجلا براه الحزن حتى أضر به وأورثه خبالا
أرى مَرْوَان عاد كذي نحول من الهندي قد فقد الصقالا
فقلت لها الذي أنكرت مني لفجع مصيبة أبكى وغالا
وأيام المنون لها صروف تقلب بالفتى حالا فحالا
كأن الليل واصل بعد معن ليالي قد قرن به فطالا
لقد أورثتني وبني هما وأحزانا نطيل بها اشتغالا
يرانا الناس بعدك قبل دهر أبى لجدودنا إلا اغتيالا
فنحن كأسهم لم تبق ريشا لها رِيَبُ الزمان ولا نصالا
وقد كنا بحوض نداك نروي ولا نرد المصردة السمالا
فلهف أبي عليك إذ العطايا جعلن مُنًى كواذب واعتلالا
ولهف أبي عليك إذا الأسارى شكوا حلقا بأسوقهم ثقالا
ولهف أبي عليك إذ اليتامى غدوا شعثا كأن بهم سلالا
ولهف أبي عليك إذ المواشي رعت جدبا تموت به هزالا
ولهف أبي عليك لكل هيجا لها تلقي حواملها السخالا
ولهف أبي عليك إذا القوافي لممتدح بها ذهبت ضلالا
ولهف أبي عليك لكل أمر يقول له النجي ألا احتيالا
أقمنا باليمامة بعد معن مقاما ما نريد به زيالا
وقلنا أين نذهب بعد معن وقد ذهب النوال فلا نوالا
فإن تذهب فرب رعال خيل عوابس قد لففت بها رعالا
وقوم قد جعلت لهم ربيعا وقوم قد جعلت لهم نكالا
فما شهد الوقائع منك أمضى وأكرم محتدا وأشد آلا
سيذكرك الخليفة غير قال إذا هو في الأمور بلى الرجالا
ولا ينسى وقائعك اللواتي على أعدائه جعلت وبالا
ومعترك شهدت به حفاظا وقد كرهت فوارسه النزالا
حباك أخو أمية بالمراثي مع المدح اللواتي كان قالا
أقام وكان نحوك كل عام يطيل بواسط الرحل اعتقالا
فألقى رحله أسفا وآلى يمينا لا يشد له حبالا(15/316)
7157- المنذر بن عبد الله بن المنذر، والد إبراهيم بن المنذر الحزامي من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان من سادة قريش، وقدم بغداد في زمن المهدي فأقام بها مدة، وأراده المهدي على أن يلي قضاء المدينة فأبَى، وقد سمع الحديث من هشام بن عروة وغيره.
روى عنه: مصعب بن عثمان الزبيري.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سليمان الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بن بكار، قال: ومن ولد المغيرة بن عبد الله: المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام، أمه من بني سليم، وكان من سروات قريش وأهل الهدي والفضل وَحَدَّثَنِي عمي مصعب، قَالَ: أَخْبَرَنِي الفضل بن الربيع، قال: دعاه أمير المؤمنين المهدي إلى قضاء المدينة، فلم أرى رجلا قط كان أصح استعفاء منه، قال لأمير المؤمنين: إني كنت وليت ولاية فخشيت أن لا أكون سلمت منها، فأعطيت الله عهدا أن لا ألي ولاية أبدا، وأنا أعيذ أمير المؤمنين بالله، ونفسي أن يحملني على أن أخيس بعهد الله، قال له المهدي: فوالله لقد أعطيت هذا من نفسك قبل أن أدعوك؟ قَالَ: آلله لقد أعطيت هذا من نفسي قبل أن تدعوني، قال: فقد أعفيتك.
قال الزبير: وَحَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد الله، قال: كان المنذر بن عبد الله قد شخص إلى بغداد، وكان آخى إخوانا أهل فضل ودين وأدب، يخرجون المخارج ويكونون بالعقيق الأيام يجتمعون ويتحدثون، وبين ذلك خير كثير، وصلاة وذكر، وتنازع في العلم، فقال المنذر بن عبد الله يتطرب إليهم:
من مبلغ عبد المجيد ودونه مسيرة شهر أو تزيد على الشهر
وعمران والرهط الذين تركتهم بطيبة في الفرع المهذب من فهري
وإلا فهم من معشر قد بلوتهم يزيدون طيبا حين يبلون بالخبر
بأني لما شطت الدار بيننا وأشفقت أن لا نلتقي آخر الدهر
ذكرتكم فاعتادني الشوق والأسى وضاق بما أضمرت من ذكركم صدري
وأعجبني إن لم تفض عين واحد غداة الوداع من مقيم ومن سفر
كأنا علمنا أننا سوف نلتقي ولست إخال تعلمون ولا أدري
أآخر عهد بيننا أم ذاك لنا تلاق على ما نشتهي بباقي العصر
فأقسم أنساكم ولو حال دونكم من الأرض غيطان المتوهة الغبر
ولا مجلسا في قصر إسحاق بينكم تنازعنا في محكم الرأي والشعر
ولهو من اللهو الجميل تزينه خلائق أقوام عففن عن الغدر
وإبرازهم ذات النفوس فما ترى لهم خلقا يوما يدني ولا يزري(15/326)
7158- مسور بن الصلت بن ثابت بن وردان أَبُو الحسن مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل المدينة وقيل بل هو كوفي،
قدم بغداد، وحدث بها عن: أبي جعفر مُحَمَّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وعن زيد بن أسلم، وَمُحَمَّد بن المنكدر.
روى عنه: يحيى بن حسان التنيسي، وزيد بن الحباب الكوفي، وسعيد بن سليمان الواسطي، وبشر بن الوليد البغدادي.
(4484) -[15: 328] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ، كَتَبْتُ عَنْهُ بِبَغْدَادَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ، قَالَ: " أُحِلَّ لَنَا مِنَ الْمَيْتَةِ مَيْتَتَانِ، وَمِنَ الدَّمِ دَمَانِ: الْحِيتَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالطِّحَالُ، وَالْكَبِدُ "
(4485) -[15: 328] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ حَدَّثَكُمْ مِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ "، قَالَ: نَعَمْ
(4486) -[15: 328] هَكَذَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَعْرُوفُ بِسَعْدوَيْهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَخَالَفَهُ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ الْقَاضِي، فَرَوَاهُ عَنِ الْمِسْوَرِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، أَخْبَرَنَاه أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ طَلِيقٌ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مرابا السوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: مسور بن الصلت كان كوفيا قد سمع منه سعدويه، وكان يحدث بأحاديث الشيعة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، قال: سمعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، يقول: مسور بن الصلت ضعيف أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: مسور بن الصلت متروك الحديث أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قال: قال لنا أَبُو الحسن الدارقطني: المسور بن الصلت ضعيف(15/327)
7159- معبد بن راشد، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الكوفي سكن بغداد، وحدث بها عن: معاوية بن عمار الدهني.
روى عنه: موسى بن داود الضبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح هلال بن مُحَمَّد بن جعفر الحفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جعفر بن مُحَمَّد الأدمي المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يوسف ابن الطباع أَبُو بكر، قال: أملى علي موسى بن داود، قال: حَدَّثَنِي معبد أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، عن معاوية بن عمار الدهني، قال: قلت لجعفر بن مُحَمَّد: إن ههنا أناسا يسألونَّا عن القرآن.
قال: فقال: ليس بخالق، ولا مخلوق، ولكنه كلام الله تعالى، قال ابن الطباع قال لنا أَحْمَد بن حنبل، يحكي، حين سئل عن القرآن، قال: فقال: كلام الله، تعالى، ليس بمخلوق.
قال: قلت عن ثلاثة من قريش: عن جعفر بن مُحَمَّد، وعن إبراهيم بن سعد، وعن سعيد بن عَبْد الرَّحْمَن الجمحي رحمهم الله جميعا.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بن يوسف القطان النيسابوري بلفظه، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قال: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن معبد بن راشد كوفي، نزل بغداد، وحديثه عن معاوية بن عمار.
قال: قلت لجعفر بن مُحَمَّد: إنهم يسألونَّا عن القرآن مخلوق هو؟ قال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله تعالى.(15/330)
7160- مندل بن علي، أَبُو عبد الله العنزي أخو حبان بن علي الكوفي، وكان الأصغر حدث عن: أبي إسحاق الشيباني، وعاصم الأحول، وسليمان الأعمش، وليث بن أبي سليم، وهشام بن عروة، وحميد الطويل، والسري بن إسماعيل.
روى عنه: المنذر بن عمار، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن الصلت الأسدي، وجندل بن والق، وعبد الله بن صالح العجلي، وعون بن سلام.
وقدم مندل بغداد في أيام المهدي، وحدث بها، ويقال: إن اسمه عمرو، ولقبه: مندل إلا أنه غلب عليه.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن العباسي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن عمرو الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هشام، قال: مرت جارية معها سلة فيها رطب بمندل بن علي العنزي وأصحاب الحديث حوله، فوقفت تنظر وتسمع، فنظر إليها مندل، فظن أن السلة قد أهديت له، فقال: قدميها، قدميها، وقال لمن حوله: كلوا، فأكلوا ما فيها، وانصرفت الجارية إلى سيدها وقد احتبست، فقال لها: ما أسرع ما جئت، فقالت: وقفت أسمع من هذا الشيخ، فقال: قدمي السلة، ففعلت، فأكل الذين حوله ما فيها، وكان سيدها رجلا من العرب، فقال لها: أنت حرة لوجه الله عَزَّ وَجَلَّ
(4487) -[15: 332] أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جَنْدَلٍ، قَالَ: أَتَيْتُ شَرِيكًا أَنَا وَقُطْبَةُ، فَقَالَ لَهُ قُطْبَةُ، أَوْ قُلْتُ لَهُ: إِنَّ مِنْدلا حَدَّثَنَا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ، وَلا يَتَجَرَّدْ تَجَرُّدَ الْعِيرِ "، فَقَالَ شَرِيكٌ: كَذَبَ مِنْدَلٌ، فَقُلْتُ لَهُ: وَكَذَبَ بِمَرَّةٍ؟ فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الأَعْمَشَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، فَاسْتَعَادَنِيهِ، أَوْ فَأَعْجَبَهُ، فَأَتَيْتُ مِنْدلا فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: كَذَبَ بِمَرَّةٍ؟ ! لَعَلَّ الأَعْمَشَ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ فَوَصَلَ هَذَا فِيهِ فَتَوَهَمْتُهُ، وَرَجَعَ عَنْهُ
(4488) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُهُ، يَعْنِي: أَبَاهُ عَنْ مِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، فَقُلْتُ لَهُ: حِبَّانُ أَخُوهُ؟ فَقَالَ لا، هُوَ أَصْلَحُ مِنْهُ، يَعْنِي: مِنْدَلا.
وَقَالَ مَرَّةً: مَا أَقْرَبَهُمَا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: مِنْدَلٌ وَحِبَّانُ فِيهِمَا ضَعْفٌ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَشٍ الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هَيْثَمٍ الْحسابَ يَسْأَلُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مِنْدَلٍ وَحِبَّانَ ابْنَيْ عَلِيٍّ، فَقَالَ هُمَا صَالِحَانِ وَلَيْسَا بِذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُشْنَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ، يَقُولُ: وَسَأَلْتُهُ يَعْنِي: يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، عَنْ مِنْدَلِ بْنِ عَلي، فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ يَعْنِي: يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٍ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَلابِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: حِبَّانُ وَمِنْدَلٌ لَيْسَ عِنْدَهُمَا حَدِيثٌ، وَلَيْسَ بِهِمَا بَأْسٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مرَابَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: رَوَى مِنْدَلٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ "، قَالَ يَحْيَى: وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ عَبَّاسٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، يَقُولُ: مِنْدَلٌ وَحِبَّانُ فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: مندل بن علي ليس حديثه بشيء.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يَعْقُوب الجوزجاني، قَالَ: مندل وحبان ذاهبا الحديث أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: مندل بن علي ضعيف أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: مندل بن علي العنزي جائز الحديث، وكان يتشيع، وهو قديم الموت لم يدركه إلا الشيوخ حَدَّثَنَا أَبُو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر ابن المقرئ بأصبهان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن مخلد الداركي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن عمرو، قال: قال معاذ بن معاذ: دخلت الكوفة فلم أر أحدا أورع من مندل بن علي العنزي.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المفيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن معاذ الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي، قال: توفي مندل بن علي العنزي في خلافة المهدي في آخرها.
أَخْبَرَنِي الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: ولد مندل بن علي سنة ثلاث ومائة، ومات سنة سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب بن شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قال: مندل بن علي عنزي، من أنفسهم، يكنى: أبا عبد الله، وكان أشهر من أخيه حبان بن علي، وهو أصغر سنا من حبان، وتوفي بالكوفة سنة سبع، أو ثمان وستين ومائة في خلافة المهدي قبل أخيه، وأصحابنا: يحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وغيرهم من نظرائهم يضعفونه في الحديث، وكان خيرا فاضلا صدوقا، وهو ضعيف الحديث، وهو أقوى من أخيه في الحديث، وقد كان المهدي أشخصه، وحبانا من الكوفة، فلما دخلا عليه سلما، فقال: أيكما مندل؟ فقال مندل: وكان أصغر سنا، هذا حبان يا أمير المؤمنين.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بن الحسين بن مُحَمَّد الفراء، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحلبي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أَبُو عمران بن الأشيب، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قال: مندل بن علي العنزي من أنفسهم، يكنى: أبا عبد الله، مات سنة ثمان، أو سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: مات مندل بن علي العنزي سنة ثمان، ويقال: سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بن خياط، قال: مندل بن علي مات سنة ثمان وستين ومائة.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر، قال: كتب إلي مُحَمَّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أَحْمَد بن حمدان بن الخضر، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يونس الضبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي، قال: سنة ثمان وستين فيها مات مندل بن علي العنزي في شهر رمضان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن أَحْمَد الجعفي، قَالَ: حَدَّثَنِي وضاح بن يحيى، قال: لما حضرت مندل بن علي الوفاة، وحضره حبان بن علي أخوه، فقال له مندل: يا أخي، تتحمل عني دينا؟ قال: نعم والله، وذنوبك أتحملها.
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن عُمَر القواس، قال: قرئ على ابن غيلان، وأنا أسمع، قيل له: حدثكم أَبُو هشام، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حماد المقرئ، قال: رثى حبان مندلا، وكان يقال لمندل: عمرو، فقال:
عجبا يا عمرو من غفلتنا والمنايا مقبلات عنقا
قاصدات نحونا مسرعة يتخللن إلينا الطرقا
فإذا أذكر فقدان أخي أتقلب في لحافي أرقا
وإذا أذكر موتي قبله خفت من بعدي عليه رنقا
وأخي أي أخ مثل أخي قد جرى في كل خير سبقا(15/331)
7161- مشمعل بن ملحان أَبُو عبد الله الطائي
كوفي، نزل بغداد، وحدث بها عن: النضر أبي عُمَر الخراز، وحجاج بن أرطاة، وعطاء بن عجلان، وصالح بن حيان، وَمُحَمَّد بن عُمَر الليثي، وعبد الملك بن هارون بن عنترة.
روى عنه: نصر بن حريش الصامت، وبشر بن آدم الضرير، وأَبُو العوام أَحْمَد بن يزيد الرياحي، وأَبُو إبراهيم الترجماني.
أنبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن سلم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم علي بن الحسين بن أبي العنبر ابن عم شريح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إبراهيم الترجماني، قَالَ: حَدَّثَنَا مشمعل بن ملحان، ببغداد في الرصافة.
(4489) -[15: 337] أَخْبَرَنِي أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمَأْمُونِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا التَّرْجُمَانِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: قرأنا عَلَى الحُسَيْن بن هَارُون الضَّبِّيّ عن أَبِي العَبَّاس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سَعِيد، قَالَ: المشمعل بن ملحان الطائي كوفي، نزل بَغْدَاد أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله بن الجُنَيْد، قَالَ: سألت يَحْيَى بن معين عن المشمعل بن ملحان الطائي، فَقَالَ: كَانَ ههنا ما أرى كَانَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، يَقُولُ: والمشمعل بن ملحان صالح الحديث، إِلا أَنَّ المشمعل بن إياس أوثق منه كثيرًا أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ: المشمعل بن ملحان بغدادي ضعيف(15/337)
7162- معمر بن المثنى، أَبُو عبيدة التيمي البصري النحوي العلامة يقال: إنه ولد في سنة عشر ومائة في الليلة التي مات فيها الحسن البصري، وقال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جامعي أعلم بجميع العلوم منه، وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد، وقرئ عليه بها أشياء من كتبه، وأسند الحديث عن هشام بن عروة وغيره.
روى عنه من البغداديين وغيرهم: علي بن المغيرة الأثرم، وأَبُو عبيد القاسم بن سلام، وأَبُو عثمان المازني، وأَبُو حاتم السجستاني، وعمر بن شبة النميري في آخرين.
(4490) -[15: 339] أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ قَاعِدَةً أَغْزِلُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، فَجَعَلَ جَبِينُهُ يَعْرَقُ وَجَعَل عَرَقُهُ يَتَوَلَّدُ نُورًا، فَبُهِتُّ، فَنَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ بُهِتِّ؟ قُلْتُ: جَعَلَ جَبِينُكَ يَعْرَقُ، وَجَعَلَ عَرَقُكَ يَتَوَلَّدُ نُورًا، وَلَوْ رَآكَ أَبُو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ لَعَلِمَ أَنَّكَ أَحَقُّ بِشِعْرِهِ، قَالَ: وَمَا يَقُولُ أَبُو كَبِيرٍ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: يَقُولُ:
وَمُبَرَّأٌ مِنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ وَفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وَدَاءٍ مُغْيَلِ
فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ بَرَقَتْ كَبَرْقِ الْعَارِضِ الْمُتَهَلِّلِ
قَالَتْ: فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيَّ، وَقَالَ: جَزَاكِ اللَّهُ يَا عَائِشَةُ عَنِّي خَيْرًا مَا سُرِرْتِ مِنِّي كَسُرُورِي مِنْكِ "
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يوسف القاضي إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيدة معمر بن المثنى، قال: حَدَّثَنِي هشام بن عروة، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: حدثتني عائشة بنحوه.
قال أَبُو ذر: سألني أَبُو علي صالح بن مُحَمَّد البغدادي عن حديث أبي عبيدة معمر بن المثنى أن أحدثه به، فحدثته به، فقال لو سمعت بهذا عن غير أبيك، عن مُحَمَّد، لأنكرته أشد الإنكار، لأني لم أعلم قط أن أبا عبيدة حدث عن هشام بن عروة شيئا، ولكنه حسن عندي حين صار مخرجه، عن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
(4491) -[15: 340] أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِسَائِيُّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا فَسَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقُرْآنِ إِلا آيَاتٌ يَسِيرَةٌ، قَوْلُهُ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} قَالَ: شُكْرَكُمْ "
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران أَبُو عبيد الله المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يحيى الصولي، قال: إسحاق بن إبراهيم هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه، فورد أَبُو عبيدة في سنة ثمان وثمانين ومائة بغداد، فأخذ إسحاق عنه، وعن الأصمعي علما كثيرا أَخْبَرَنِي علي بن أيوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الفضل بن الأسود، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن مُحَمَّد النوفلي، قال: سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنى، يقول.
قال الصولي وحَدَّثَنَا أَبُو ذكوان، عن التوزي، عن أبي عبيدة، قال: أرسل إلي الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه، فقدمت عليه، وكنت أخبر عن تجبره، فأذن لي، فدخلت، وهو في مجلس له طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، وفي صدره فرش عالية لا يرتقى إليها إلا على كرسي وهو جالس عليها، فسلمت بالوزارة فرد وضحك إلي واستدناني حتى جلست مع فرشه، ثم سألني وألطفني وبسطني، وقال: أنشدني، فأنشدته من عيون أشعار أحفظها جاهلية، فقال لي: قد عرفت أكثر هذه، وأريد من ملح الشعر، فأنشدته، فطرب وضحك وزاد نشاطه، ثم دخل رجل في زي الكتاب له هيئة، فأجلسه إلى جانبي، وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا أَبُو عبيدة، علامة أهل البصرة، أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا، وقال لي: إن كنت إليك لمشتاقا، وقد سئلت عن مسألة، أفتأذن لي أن أعرفك إياها؟ قلت: هات، قال: قال الله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} ، وإنما يقع الوعد والإيعاد بما قد عرف مثله، وهذا لم يعرف، فقلت: إنما كلم الله العرب على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وهم لم يروا الغول قط، ولكنه لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به، فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، واعتقدت من ذلك اليوم أن أصنع كتابا في القرآن لمثل هذا وأشباهه، ولما يحتاج إليه من علمه، فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته المجاز، وسألت عن الرجل، فقيل لي: هو من كتاب الوزير وجلسائه، يقال له: إبراهيم بن إِسْمَاعِيل بن داود الكاتب العبرتائي
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم الخاقاني، قال: حَدَّثَنِي أَبُو جعفر مُحَمَّد بن فرج الغساني، قال: سمعت سلمة، يقول: سمعت الفراء، يقول لرجل لو حمل لي أَبُو عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد الله المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا المبرد، أحسبه عن التوزي، قال: بلغ أَبُو عبيدة أن الأصمعي يعيب عليه تأليفه كتاب المجاز في القرآن، وأنه قال: يفسر كتاب الله برأيه؟ قال: فسأل عن مجلس الأصمعي في أي يوم هو، فركب حماره في ذلك اليوم، ومر بحلقة الأصمعي، فنزل عن حماره وسلم عليه، وجلس عنده وحادثه، ثم قال له: يا أبا سعيد، ما تقول في الخبز أي شيء هو؟ قال: هو الذي نأكله ونخبزه، فقال أَبُو عبيدة: قد فسرت كتاب الله برأيك، فإن الله قال: {أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا} فقال الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته لم أفسره برأيي، فقال أَبُو عبيدة: والذي تعيب علينا كله شيء بان لنا فقلناه ولم نفسره برأينا، ثم قام فركب حماره وانصرف
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن بن علي بن مُحَمَّد التنوخي، قال: وجدت في كتاب جدي: حَدَّثَنَا الحرمي بن أبي العلاء، قال: أنشدنا أَبُو خالد يزيد بن مُحَمَّد المهلبي، قال: أنشدني إسحاق الموصلي لنفسه، بقوله للفضل بن الربيع يهجو الأصمعي:
عليك أبا عبيدة فاصطنعه فإن العلم عند أبي عبيدة
وقدمه وآثره علينا ودع عنك القريد بن القريدة
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن القاسم بن بشار الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن عليل العنزي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان المازني، قال: سمعت أبا عبيدة، يقول: أدخلت على الرشيد، فقال لي: يا معمر، بلغني أن عندك كتابا حسنا في صفة الخيل أحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما تصنع بالكتب، يحضر فرس ونضع أيدينا على عضو عضو منه، ونسميه ونذكر ما فيه، فقال الرشيد: يا غلام، فرس، فأحضر فرس، فقام الأصمعي فجعل يده على عضو عضو، ويقول: هذا كذا، قال فيه الشاعر: كذا، حتى انقضى قوله، فقال لي الرشيد: ما تقول فيما قال؟ قلت: قد أصاب في بعض وأخطأ في بعض، فالذي أصاب فيه مني تعلمه، والذي أخطأ فيه لا أدري من أين أتى به وأَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر ابن الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن عمرو بن لقيط، قال: لما أخبر أَبُو نواس بأن الخليفة عمل على أن يجمع بين الأصمعي وأبي عبيدة، قال: أما أَبُو عبيدة فعالم ما ترك مع أسفاره يقرؤها، والأصمعي بمنزلة بلبل في قفص نسمع من نغمه لحونا، ونرى كل وقت من لحمه فنونا أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن هارون النحوي بالكوفة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا ثعلب، قال: زعم الباهلي صاحب المعاني أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر، والمعنى أن الأصمعي كان حسن الإنشاد والزخرفة لرديء الأخبار والأشعار حتى يحسن عنده القبيح، وأن الفائدة عنده مع ذاك قليلة، وأن أبا عبيدة كان معه سوء عبارة وفوائد كثيرة، والعلم عنده جم أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي ابن التوزي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غسان دماز، قال: تكلم أَبُو عبيدة يوما في باب من العلم ورجل يكسر عينه حياء له يوهمه أنه يعلم ما يقول، فقال أَبُو عبيدة:
يكلمني ويخلج حاجبيه لأحسب عنده علما دفينا
وما يدري قبيلا من دبير إذا قسم الذي يدري الظنونا
قال دماز: فكنا نرى أن البيتين لأبي عبيدة، وكان لا يقر بالشعر قرأت علي الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يحيى، قال: قال أَبُو العباس مُحَمَّد بن يزيد: كان أَبُو زيد أعلم من الأصمعي وأبي عبيدة بالنحو، وكانا بعده يتقاربان، وكان أَبُو عبيدة أكمل القوم أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عبيد الله بن أَحْمَد بن عثمان، وأَبُو الفضل عبيد الله بن أَحْمَد بن علي الصيرفيان، قالا: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قال: سمعت علي بن عبد الله بن جعفر المديني وذكر أبا عبيدة معمر بن المثنى فأحسن ذكره، وصحح روايته، وقال: كان لا يحكي عن العرب إلا الشيء الصحيح أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو موسى مُحَمَّد بن المثنى، قال: ومات أَبُو عبيدة النحوي سنة ثمان ومائتين أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد بن علي البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى البربري، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن أبي الحسين، قال: حَدَّثَنِي علي بن أَحْمَد بن سلمان، قَالَ: حَدَّثَنِي الخليل بن أسد بن إِسْمَاعِيل النوشجاني، قال: أطعم مُحَمَّد بن القاسم بن سهل النوشجاني أبا عبيدة موزا، وكان سبب موته، ثم أتاه أَبُو العتاهية فقدم إليه موزا، فقال له: ما هذا يا أبا جعفر؟ قتلت أبا عبيدة بالموز، وتريد أن تقتلني به؟ لقد استحليت قتل العلماء.
قال الصولي ومات أَبُو عبيدة سنة تسع ومائتين
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد بن علي، قَالَ: أخبرنا المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنِي المظفر بن يحيى، قال: مات أَبُو عبيدة سنة تسع ومائتين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أَحْمَد بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: وجدت في كتاب جدي، عن ابن عفير، عن أبيه، قال: مات أَبُو عبيدة معمر بن المثنى التيمي سنة إحدى عشرة ومائتين
أَخْبَرَنَا الحسن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمران، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يحيى الصولي، قال: سنة إحدى عشرة ومائتين فيها مات أَبُو عبيدة معمر بن المثنى، وقيل: بل مات في سنة عشر، وقيل: في سنة تسع
قرأت في كتاب علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري: مات أَبُو عبيدة بالبصرة في سنة ثلاث عشرة ومائتين وله ثمان وتسعون سنة.(15/338)
7163- مؤرج بن عمرو أَبُو فيد السدوسي صاحب العربية وهو مؤرج بن عمرو بن الحارث بن ثور بن حرملة بن علقمة بن عمرو بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، كان بخراسان وقدم بغداد مع المأمون، وله كتاب في غريب القرآن رواه عنه أهل مرو، وهو من أصحاب الخليل بن أَحْمَد، وقد أسند الحديث عن: شعبة بن الحجاج، وأبي عمرو بن العلاء، وغيرهما.
روى عنه من العراقيين: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد اليزيدي.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القاسم بن خلف الدهقان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن زياد المُقْرِئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن خالد بن أَحْمَد بن خالد، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا المؤرج بن عمرو السدوسي أَبُو فيد، وكان مع المأمون بمرو، وقدم معه العراق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد بن علي البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمر بن مُحَمَّد بن سيف، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن العباس اليزيدي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو جعفر عمي، قَالَ: أَخْبَرَنِي مؤرج: أنه قدم من البادية ولا معرفة له بالقياس بالعربية، إنما كانت معرفته بالعربية قريحة، قال: فأول ما تعلمت القياس في حلقة أبي زيد الأنصاري بالبصرة.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد بن علي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس اليزيدي، قَالَ: حَدَّثَنِي عمي عبيد الله، قَالَ: حَدَّثَنِي أخي أَحْمَد بن مُحَمَّد، قال: قال لنا مؤرج بن عمرو السدوسي: اسمي وكنيتي عربيان اسمي مؤرج، والعرب تقول: أرجت بين القوم وأرشت إذا حرشت، وأنا أَبُو الفيد، والفيد: ورد الزعفران، ويقال: فاد الرجل يفيد فيدا إذا مات.
قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عبد الله البصري، عن إِسْمَاعِيل بن إسحاق، عن نصر بن علي، قال: كنت عند مُحَمَّد بن المهلب، فإذا الأخفش قد جاء إليه، فقال له مُحَمَّد بن المهلب: من أين جئت؟ قال: من عند القاضي؛ يحيى بن أكثم، قال: فما جرى؟ قال: سألني عن الثقة المقدم من غلمان الخليل من هو؟ ومن الذي كان يوثق بعلمه؟ فقلت له: النضر بن شميل، وسيبويه، ومؤرج السدوسي.
وَحَدَّثَنِي الجوهري، عن المرزباني، قال: وجدت بخط اليزيدي، يعني: مُحَمَّد بن العباس: أهدى أَبُو فيد مؤرج السدوسي إلى جدي مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد كساء، فقال جدي يشكره:
سأشكر ما أولى ابن عمرو مؤرج وأمنحه حسن الثناء مع الود
أغر سدوسي نماه إلى العلا أب كان صبا بالمكارم والمجد
أتينا أبا فيد نؤمل سيبه ونقدح زندا غير كاب ولا صلد
فأصدرنا بالري والبذل والغنى وما زال محمود المصادر والورد
كساني ولم أستكسه متبرعا وذلك أهنى ما يكون من الرفد
كسانيه فضفاضا إذا ما لبسته تروحت مختالا وجرت عن القصد
كساء جمال إن أردت جماله وثوب شتاء إن خشيت شتا البرد
ترى حبكا فيه كأن اطرارها فرند حديث صقله سل من غمد
سأشكر ما عشت السدوسي بره وأوصي بشكر للسدوسي من بعدي(15/346)
7164- معمر بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مديني الأصل سكن بغداد، وحدث بها عن: أبيه، وعمه معاوية.
روى عنه: مُحَمَّد بن بكير الحضرمي، وعباس الدوري، والحسن بن مكرم، وجعفر الصائغ.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي، يقول: رأيته ولم أكتب عنه في سنة ثلاث عشرة ومائتين، أتيته فخرج علينا وهو مخضوب الرأس واللحية، فلم أسأله عن شيء، ودخل البيت فرآني بعض أهل الحديث وأنا قاعد على بابه، فقال: ما يقعدك؟ قلت: أنتظر الشيخ أن يخرج، قال: هذا كذاب، كان يحيى بن معين، يقول: هذا ليس بشيء، ولا أَبُوه بشيء، قال عَبْد الرَّحْمَن: قلت لأبي: ما تقول؟ فقال: هذا شيخ مديني كان ببغداد، أتيت عفان يوما فانصرفت من عنده، فمررت على بابه وإذا قوم قعود، فقلت: من هذا؟ قالوا: باب معمر، فقعدت أنتظر خروجه، فقلت له: فما قولك فيه وفي أَبِيهِ؟ فقال: كان أَبُوه ضعيف الحديث، فكان لا يترك أباه بضعفه حتى يحدث عنه ما يزيد نفسه ويزيد أباه ضعفا.
(4492) -[15: 349] أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَهُوَ عَمِّي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَلْمَى مَوْلاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ جَدَّتُنَا، قَالَتْ: " كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا جَالِسَةً، إِذْ أَتَى إِلَيْهِ رَجْلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي رَأْسِهِ، فَأَمَرَهُ بِالْحِجَامَةِ وَسْطَ رَأْسِهِ، وَشَكَا إِلَيْهِ ضَرْبَانًا يَجِدُهُ فِي قَدَمَيْهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَخْضِبَهَا بِالْحِنَّاءِ، وَيُلْقِي فِي الْحِنَّاءِ شَيْئًا مِنْ مِلْحٍ "
(4493) -[15: 349] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَلْمَى مَوْلاةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ أَوَّلُ مَمْلُوكَةٌ مَلَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا جَالِسَةً، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي رَأْسِهِ، فَأَمَرَهُ بِالْحِجَامَةِ وَسَطَ رَأْسِهِ، وَشَكَا إِلَيْهِ ضَرْبَانًا يَجِدُهُ فِي قَدَمَيْهِ، فَأَمَرَهُ بِخَضْبِهِمَا بِحِنَّاءٍ وَيُلْقِي فِي الْحِنَّاءِ شَيْئًا مِنْ حَرْمَلٍ "، وَقَالَ مُعَمَّرٌ: حَدَّثَنَا عَمِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَلْمَى، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ أَخْبَرَنَا الحَسَن بن أَبِي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْل، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر، قَالَ: سَمِعْتُ معمرًا، يَقُولُ: رَأَيْت سُلَيْمَان الأعمش، قَالَ جَعْفَر: فَقُلْتُ أَنَا لَهُ: أَنْتَ رَأَيْت الأعمش؟ قَالَ: نعم، ولم أكتب عَنْهُ شيئا، مرارا انطلقت إلى الأعمش، وسفيان الثوري، ومندل بن عَليّ، وابن أَبِي ليلى، قَالَ جَعْفَر: وطلبت إِلَيْهِ أَنَا فأبَى أن يحَدِّثَنِي سنة، ثُمَّ حَدَّثَنِي أَخْبَرَنَا علي بن الحُسَيْن صاحب العَبَّاسيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْر بن سَهْل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بن منصور، قَالَ: وسَأَلْتُهُ، يعني: يَحْيَى بن معين، عن معمر بن مُحَمَّد بن عُبَيْد الله بن أَبِي رافع، فَقَالَ: لم يكن من أهل الحديث لا هُوَ ولا أَبُوه، كَانَ يلعب بالحمام أَخْبَرَنَا الجَوْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله بن الجُنَيْد، قَالَ: شهدت يَحْيَى بن معين وسئل عن أَبِي رافع مولى رَسُول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: قَالَ لي معمر: هَذَا الَّذِي كَانَ من ولده أن اسمه إِبْرَاهِيم، فَقُلْتُ ليحيى: مُعَمَّر هَذَا ثقة؟ قَالَ: ما كَانَ بثقة ولا مأمون قرأت في كتاب أَبِي الحَسَن بن الفرات بخطه: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس الضَّبِّيّ الهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد الفقيه، قَالَ: قَالَ صالح بن مُحَمَّد: معمر من وُلِدَ أَبِي رافع لَيْسَ بشيء(15/348)
7165- مجاعة بن ثابت وهو مجاعة بن أبي مُجَّاعة الخراساني
سكن بغداد، وحدث بها عن: عبد الله بن لهيعة.
روى عنه: علي بن حماد بن السكن، وغيره.
(4494) -[15: 351] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمَّادِ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَّاعَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " لَمَّا اشْتَبَكَتِ الْحَرْبُ يَوْمَ حُنَيْنٍ دَخَلَ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ الْحَرْبَ قَدِ اشْتَبَكَتْ وَلَسْنَا نَدْرِي مَا يَكُونُ، أَفَلا تُخْبِرُنَا بِأَخْيَرِ أَصْحَابِكَ وَأَحَبِّهِمْ إِلَيْكَ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ يَا هِيهِ لِلَّهِ أَبُوكَ، أَنْتَ الْقَائِدُ لَهَا بِأَزْمَتِهَا، هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَقُومُ فِي النَّاسِ مِنْ بَعْدِي، وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَبِيبِي يَنْطِقُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِي، وَهَذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ هُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَصَاحِبِي حَتَّى تَقُومَ الْقِيَامَةِ "
(4495) -[15: 351] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيُّ أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَّاعَةُ بْنُ أَبِي مُجَّاعَةَ، قَالَ: وَلَقِيتُهُ بِبَغْدَادَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ فِي الرَّجُلِ إِذَا أَتَى امْرَأَتَهُ مِنْ خَلْفِهَا وَهِيَ بَارِكَةٌ كَانَ وَلَدَهُ أَحْوَلُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} ، قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ بِخَطِّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شَيْخٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَكَرَ رَجُلا كَانَ يَكُونُ فِي التَّعْيِينِ يُحَدِّثُ، مَاتَ قَرِيبًا، يُقَالُ لَهُ: مُجَّاعَةُ، فَقَالَ: لَمْ يَكْنُ بِهِ بَأْسٌ إِلا أَنَّهُ كَانَ فِي الْجُنْدِ أنبانا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده، قال أَبُو زكريا: مجاعة كذاب ليس بشيء.(15/351)
7166- محرز بن عون بن أَبِي عون، واسم جَدّه أَبِي عون عَبْد الملك بن زيد، وكنية محرز أَبُو الفضل
سَمِعَ: مالك بن أنس، وعَلِيَّ بن مُسْهِر، وحسان بن إِبْرَاهِيم، وَعَبْد الله بن إدريس، وخلف بن خليفة، ومسلم بن خَالِد.
كتب عَنْهُ: أَحْمَد بن حَنْبَل.
وَرَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بن معين، وَأَحْمَد بن مُحَمَّد بن بَكْر القصير، وَيُوسُف بن الضَّحَّاك الفقيه، وموسى بن هَارُون، وإدريس بن عَبْد الكريم، وَعَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل، وَأَبُو الْقَاسِم البَغَوِيّ.
(4496) أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الأَصَمَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ مُحْرِزَ بْنَ عَوْنٍ جَاءَ يَوْمًا فَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، فَقَالَ لِي: أَيُّ شَيْءٍ يُحَدِّثُ؟ فَقُلْتُ عَنْ حَسَّانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ "، فَكَتَبَهُ عَنْهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن علي الخطبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن فهم، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن معين، قال: حَدَّثَنِي محرز بن أبي محرز العابد وهو ابن عون، قال: سمعت بكرا العابد، يقول: سمعت فضيل بن عياض، يقول: في قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} قال: أتوا بأعمال ظنوها حسنات، فإذا هي سيئات، قال: فرأيت يحيى بن معين بكى أَخْبَرَنَا عبد الملك بن مُحَمَّد بن عبد الله الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا إدريس بن عبد الكريم، قَالَ: حَدَّثَنَا محرز بن عون، قال: سألت فضيل بن عياض عن حديث، فقال لي: وأنت أيضا منهم؟ عليكم بالقرآن، فإنه ينبغي لنا أن لو بلغنا أن حرفا من كلام ربنا نزل باليمن لذهبنا حتى نسمعه، ولكن وجدتم هذا الأمر أيسر عليكم أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: نعيت ليحيى بن معين محرز بن أبي عون، فاستغفر له وترحم عليه، وقال: كان شيخ صدق، لا بأس به أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد، قال: سألت يحيى بن معين عن محرز بن عون، فقال: ليس به بأس، ثقة أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قال مُحَمَّد بن العباس العصمي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن إسحاق بن محمود الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد الأسدي، قال: محرز بن عون ثقة، كتب عنه يحيى بن معين أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد المروزي، قال: سألت صالحا جزرة عن محرز بن عون، فقال: لا بأس به أنبأنا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن غالب الجعفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا موسى بن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي: أن مولد محرز بن عون سنة خمس وأربعين ومائة.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ: عن أبي إسحاق المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسحاق السراج، قال: سمعت الجوهري، وهو حاتم بن الليث، يقول: محرز بن عون بن أبي عون ويكنى أبا الفضل ولد سنة أربع وأربعين ومائة، ومات ببغداد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وله سبع وثمانون سنة.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات محرز بن عون في رجب لثلاث بقين منه سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وكان لا يخضب، وقد سمعت منه.(15/352)
7167- مختار بن عون بن أَبِي عون أخو محرز بن عون حَدَّثَ عن: جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، رَوَى عَنْهُ: أخوه محرز.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد الرَّزَّاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّافِعِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُف بن الضَّحَّاك، قَالَ: حَدَّثَنَا محرز، قَالَ: حَدَّثَنِي أخي مختار بن عون، عن جَعْفَر بن سُلَيْمَان، قَالَ: مررت بمالك بن دينار وعنده كلب، فَقُلْتُ: ما هَذَا؟ قَالَ: هَذَا خير من جليس السوء.(15/355)
7168- مغلس البَغْدَادِيّ حَدَّثَ عن: هشام بن خَالِد الدِّمَشْقِيّ، رَوَى عنه: عَبْد الله بن أَحْمَد بن موسى المعروف بعبدان الأهوازي.
(4497) -[15: 355] أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُغَلِّسٌ الْبَغْدَادِيُّ، شَيْخٌ ثِقَةٌ، سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاثِينَ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى هِشَامَ بْنَ خَالِدٍ بِعَشْرِ سِنِينَ فَلَمَّا لَقِيتُ هِشَامَ بْنَ خَالِدٍ نَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ.
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا "(15/355)
7169- مسرور بن أبي عوانة واسم أبي عوانة الوضاح مولى يزيد بن عطاء الواسطي نزل بغداد، وكان عابدا مجتهدا، وأظنه أسند يسيرا من الحديث.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمار: كان لأبي عوانة ابن، يقال له: مسرور، وكان معي في الدار ببغداد، ومعه كتب أبيه، قال: وكان من العباد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين، قال: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بن زياد أَبُو يَعْقُوب، قال: قد رأيت العباد والمجتهدين، ما رأيت أحد قط أصبر على صلاة بالليل والنهار، وطول السهر، والقيام من مسرور بن أبي عوانة، كان يصلي الليل والنهار ولا يفتر، قال: وقدم علينا مرة، فقال: أخرجوني إلى الساحل أنظر إلى الماء حتى لا أنام وقال ابن أبي الدنيا: حَدَّثَنِي محمد، قال: حَدَّثَنِي الفضيل بن عبد الوهاب، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو المساور ختن أبي عوانة، قال: كان أَبُو عوانة من أكثر الناس صلاة بالليل وأطوله اجتهادا، فلما قدم علينا مسرور بن أبي عوانة، قال لي أَبُو عوانة: يا أبا المساور احتقرت والله نفسي، أو قال: تصاغرت والله إليَّ نفسي.(15/355)
7170- مجاهد بن موسى بن فروخ أَبُو علي الخوارزمي سكن بغداد، وحدث بها عن: سفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير، وعبد الله بن إدريس، والقاسم بن مالك المزني، ويحيى بن سليم الطائفي، وَأَبِي بكر بن عياش، ويحيى بن آدم، وأبي معاوية الضرير، وإسماعيل ابن علية، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي.
روى عنه: مُحَمَّد بن يحيى الذهلي، وأَبُو زرعة، وأَبُو حاتم الرازيان، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأَبُو عَبْد الرَّحْمَن النسائي، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي، والحسين بن مُحَمَّد ابن عفير، وإبراهيم بن موسى بن الرواس، وعبد الله بن مُحَمَّد البغوي.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ، عن مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مسعدة الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن القاسم بن محرز، قال: سألت يحيى بن معين عن مجاهد بن موسى الخوارزمي، فقال: ثقة، لا بأس به أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد علي بن مُحَمَّد الحبيبي بمرو، قال: وسألته، يعني: صالح بن مُحَمَّد جزرة عن مجاهد بن موسى، فقال: صدوق أَخْبَرَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الحَسَن عُبَيْد الله بن القاسم الهَمْدَانِيّ بأطرابلس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل العروضي بمصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النَّسَائِي، قَالَ: مجاهد بن موسى بغدادي ثقة، وأصله خراساني قرأت في كتاب عُبَيْد الله بن جَعْفَر بن أَحْمَد بن حَمْدَان: حَدَّثَنَا عُثْمَان بن الحَسَن الطُّوسِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الأَزْدِيّ، قَالَ: قَالَ لنا مجاهد بن موسى: وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ بالشيء رمى بأصله إما يغسله، وإما في دجلة، فجاء يوما ومعه طبق، فَقَالَ: هَذَا بقي، وما أراكم تروني بعدها، فحَدَّثَنَا بِهِ ورمى بِهِ، ثُمَّ مات بعد ذَلِكَ أَنْبَأَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن غالب الجُعْفِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا موسى بن هَارُون، قَالَ: كَانَ مولد مجاهد بن موسى، فيما أرى، سنة ثمان وخمسين ومائة؛ لِأَنَّهُ ذكر لنا أن أَحْمَد بن حَنْبَل أصغر منه بست سنين أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله الحَضْرَمِيّ، قَالَ.
وَأَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المُظَفَّر، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بن مُحَمَّد البَغَوِيّ: مات مجاهد بن موسى سنة أربع وأربعين ومائتين، زاد البَغَوِيّ: ببَغْدَاد في ربيع الأَوَّل(15/356)
7171- مهنى بن يحيى أَبُو عبد الله شامي الأصل وهو من كبار أصحاب أبي عبد الله أَحْمَد بن حنبل، رحل في صحبته إلى عبد الرزاق بن همام، وسكن بغداد، وحدث بها عن: بقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ومكي بن إبراهيم، ويوسف بن يَعْقُوب صاحب السلعة، ورواد بن الجراح، وزيد بن أبي الزرقاء، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وأحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث.
روى عنه: حمدان بن علي الوراق، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن بيان الخلال، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.
(4498) -[15: 358] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَيَانٍ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو بَكْرٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُهَنَّى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ الْجُمُعَةَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَلا فَمَنْ تَرَكَهَا اسْتِخْفَافًا بِهَا أَوْ تَهَاوُنًا فَلا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ، وَلا بَارَكَ لَهُ، أَلا وَلا صَلاةَ لَهُ، أَلا وَلا يَؤُمَّنَّ فَاجِرٌ بَرًّا " قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث سفيان الثوري، عن علي بن زيد بن جدعان.
تفرد به زيد بن أبي الزرقاء عنه، وتفرد به مهنى بن يحيى، عن زيد.
قلت: وهذا الحديث إنما يحفظ من رواية بقية بن الوليد، عن حمزة بن حسان، عن علي بن زيد، ولا نحفظه عن الثوري بوجه من الوجوه حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد الغزال، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جعفر الشروطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بن الحسين الأزدي الحافظ، قال: مهنى بن يحيى الشامي نزل بغداد، منكر الحديث.
وروى أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي، عن الدارقطني، قال: مهنى بن يحيى ثقة نبيل حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الخلال، قال: وأَبُو عبد الله مهنى بن يحيى من كبار أصحاب أبي عبد الله، وكان أَبُو عبد الله يكرمه ويعرف له حق الصحبة، وقدمه ورحل مع أبي عبد الله إلى عبد الرزاق، وصحبه إلى أن مات، وكان يستجرئ على أبي عبد الله ما لم يستجرئ عليه أحد مثله، ويحتمله أَبُو عبد الله ما لم يحتمل أحد مثله، وسأله عن كبار المسائل، ومسائله أكثر من أن تحد، وكتب عنه عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل مسائل كثيرة، بضعة عشر جزءا عن أبيه لم تكن عند عبد الله، عن أبيه، ولا عند غيره، وكان عبد الله يرفع قدره ويذكره كثيرا، وحَدَّثَنَا عنه بأشياء كثيرة عن أبيه وغيره.
قال عبد الله: وكنت أرى مهنى يسأل أبي حتى يضجره، ويكرر عليه جدا، حتى ربما قام وضجر، قال أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: قال مهنى: لزمت أبا عبد الله ثلاثا وأربعين سنة، واتفقنا عند عبد الرزاق، ورأيته بمكة عند سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين، وكان معنا أيضا عند عبد الرزاق إسحاق بن راهويه وجماعة.(15/358)
7172- مبشر بن الحَسَن بن مبشر بن مكسر أَبُو بِشْر القَيْسِيّ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بن عَليّ اليَزْدِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إِسْحَاق الحَافِظ: أَنَّهُ بغدادي، سكن الفسطاط، وَحَدَّثَ عن: يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَد: كناه لنا أَبُو بَكْر بن خُزَيْمَة.
وحَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن الأَزْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الواحد بن مُحَمَّد بن مسرور، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بن يُونُس، قَالَ: مبشر بن الحَسَن بن مبشر بن مكسر القَيْسِيّ يكنى أَبَا بِشْر بصري، قدم مِصْر وَحَدَّثَ بها، وَكَانَ ثقة، وبها كانت وفاته في صفر سنة تسع وخمسين ومائتين.(15/360)
7173- مذكور بن سُلَيْمَان أَبُو نصر القصباني المخرمي
حَدَّثَ عن: خَالِد بن مَخْلَد، وزكريا بن عَدِيّ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بن مَخْلَد الدُّورِيّ، وَعَبْد الله بن مُحَمَّد بن مُسْلِم الإسْفَرَايينيّ.
حَدَّثَنِي يحيى بن عَليّ الدسكري لفظا بحلوان، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحَسَن بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المَخْلَديّ بنَيْسَابور، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الله بن مُحَمَّد بن مُسْلِم، قَالَ: حَدَّثَنَا مذكور بن سُلَيْمَان أَبُو نصر بالمخرم، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن عَدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن إدريس، عن يَحْيَى بن أيوب البَجَلِيّ، عن الشَّعْبِيّ في قول الله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} قَالَ: أَمَّا أَنَّهُم كانوا يقرءونه ولكن نبذوا العمل بِهِ.
ذكر مُحَمَّد بن مَخْلَد فيما قرأت بخطه: أَنَّ مذكر بن سُلَيْمَان مات في صفر سنة ثلاث وستين ومائتين.(15/360)
7174- مضر بن مُحَمَّد بن خَالِد بن الوليد بن مضر أَبُو مُحَمَّد الأَسَدِيّ سَمِعَ: يَحْيَى بن معين، وَأَحْمَد بن حَنْبَل، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي، وَسَعِيد بن عَبْد الجبار الكرابيسي، وَيَحْيَى بن حبيب بن عربي، وأبا كامل الجحدري، وَسَعِيد بن حفص النفيلي، وحيان بن بِشْر القاضي، وَمُحَمَّد بن أبان الوَاسِطِيّ، والأزرق بن عَليّ، وَإِبْرَاهِيم بن الحجاج السامي، وَعَبْد الرَّحْمَن بن سلام الجمحي، وَبِشْر بن هلال البَصْرِيّ، وحامد بن يَحْيَى البَلْخِيّ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بن صاعد، وَأَبُو بَكْر بن مجاهد المُقْرِئ، وَمُحَمَّد بن مَخْلَد، وَأَبُو عَمْرو ابن السَّمَّاك، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: هُوَ ثقة.
(4499) -[15: 361] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْسَرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ، أُرَاهُ قَالَ: مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ".
يَا بُنَيَّ: فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلا تَكُنْ مِمَّنْ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن عُمَر الحَافِظ، قَالَ: مضر بن مُحَمَّد الأَسَدِيّ القاضي بَغْدَادِيّ، ولي قضاء واسط، وَكَانَ راوية لحروف القراءات حَدَّثَنَا عَنْهُ جماعة من شيوخنا.
أَخْبَرَنَا الحَسَن بن أَبِي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّافِعِيّ، قَالَ: ومات مضر بن مُحَمَّد الأَسَدِيّ سنة سبع وسبعين ومائتين.(15/361)
7175- منتصر بن مُحَمَّد بن منتصر أَبُو منصور حدث عن: مسروق بن المَرْزُبان، وَعَبْد الله بن عُمَر بن أبان، وعَليَّ بن شبرمة الكُوفِيّين.
روى عنه: محمد بن مخلد، وزكريا بن يحيى والد المعافى بن زكريا، وسليمان بن أحمد الطبراني.
(4500) -[15: 362] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْتَصِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُنْتَصِرٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ شُبْرُمَةَ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ، وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ "، قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَنْصُورٍ إِلا شَرِيكٌ، وَلا رَوَاهُ عَنْ شَرِيكٍ إِلا عَلِيُّ بْنُ شُبْرُمَةَ وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ(15/362)
7176- مليح بن رقبة الأواني
حدث عن: عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَة.
رَوَى عَنْهُ: مَخْلَد بن جَعْفَر الدَّقَّاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَن مليح بن رقبة الأواني، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَة، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عن ثعلبة: عزمت عَلَى شيطان مرة، فحضرته، فَقَالَ: دعني فإني شيعي، قُلْتُ: ومن تعرف من الشيعة؟ قَالَ: الأعمش وأبا إِسْحَاق.(15/363)
7177- مُطَرِّف بن جمهور بن الفضل أَبُو بَكْر الأسروشني
قدم بَغْدَاد حاجًّا، وحدث بها عن: حَمْدَان بن ذي النون، وَعَبْد الصَّمَد بن الفضل البلخيين.
رَوَى عَنْهُ: عَليّ بن عُمَر الحَرْبِيّ السُّكَّري.
(4501) -[15: 363] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُطَرِّفُ بْنُ جُمْهُورَ الأُسْرُوشَنِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ ذِي النُّونِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْدُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَإِنَّ الْغُدُوَّ بَرَكَةٌ وَنَجَاحٌ "(15/363)
7178- مفتاح بن خلف بن الفَتْح أَبُو سَعِيد الخُرَاسَانِيّ أظنه من أهل بَلْخ.
قدم بَغْدَاد حاجا، وحدث بها عن: أَحْمَد بن صالح الكرابيسي البَلْخِيّ.
رَوَى عَنْهُ: عَليّ بن عُمَر الحَرْبِيّ أَيْضًا.
أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن عُمَر السُّكَّري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد مفتاح بن خلف بن الفَتْح، قدم علينا حاجا في سنة تسع وثلاث مائة باب الشماسية، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن صالح الكرابيسي البَلْخِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن يزيد الجصاص، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحِيم بن واقد، قَالَ: حَدَّثَنَا الفرات بن السائب، عن ميمون بن مِهْرَان، عن ابن عَبَّاس، قَالَ: إن لكل شيء سببا، وَلَيْسَ كل أحد يفطن لَهُ ولا سَمِعَ بِهِ، وإن لأبي جاد لحديثا عجبا.
أَمَّا أَبُو جاد: فأبَى آدم الطاعة، وجد في أكل الشجرة.
وأَمَّا هواز: فهوى من السماء إلى الأرض.
وأَمَّا حطي: فحطت عَنْهُ خطاياه.
وأَمَّا كلمن: فأكل من الشجرة ومن عَلَيْهِ بالتوبة، وأَمَّا سعفص: فعصى آدم ربه فأخرج من النعيم إلى النكد، وأما قريشات: فأقر بالذنب وسلم من العقوبة.
عَبْد الرَّحِيم بن واقد، والفرات بن السائب كلاهما ضعيفان(15/364)
7179- مطلب بن إِبْرَاهِيم بن عَبْد العزيز أَبُو هاشم الهَاشِمِيّ كَانَ خطيب جامع المهدي، فأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن مَخْلَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن عَليّ الخطبي، قَالَ: تُوُفِّي أَبُو هاشم المطلب بن إِبْرَاهِيم بن عَبْد العزيز الهَاشِمِيّ، وَهُوَ يلي الصَّلاة بِالنَّاس في مسجد الجامع بالرصافة ببَغْدَاد، وكانت وفاته يوم الخميس لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة، وَلَهُ ثمانون سنة، فولي مكانه أَبُو الحَسَن أَحْمَد بن الفضل بن عَبْد الملك الهَاشِمِيّ.(15/364)
7180- مسرة بن عبد الله أَبُو شاكر الخادم مولى المتوكل على الله حَدَّثَ عَنِ: الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ الْعَبْدِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ عِصْمَةَ النَّيْسَابُورِيِّ وَيَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ وَيُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيِّ الْمِصْرِيَّيْنِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْمُقْرِئُ وَأَبُو عَمْرِو ابْنُ السَّمَّاكِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ وَالْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ، وَكَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ.
(4502) أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شَاكِرٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقْرَأُ: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلْبَيْتِ
(4503) -[15: 365] أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو شَاكِرٍ الْخَادِمُ مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ، بِالرَّيِّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِائَةَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ إِلا رَجُلانِ فَإِنَّهُمَا دَاخِلانِ فِي أُمَّتِي، تَسَتَّرُوا مِنِّي وَلَيْسَ هُمْ مُنْهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يَعْتِقُهُمْ فِيمَنْ أَعْتَقَ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْهُمْ هُمْ مَعَ الْكَبَائِرِ فِي طَبَقَتِهِمْ، وَأَنَّهُمْ مُصَفَّدُونَ مَعَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ: مُبْغِضِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَلَيْسَ هُمْ دَاخِلُونَ فِي الإِسْلامِ، وَإِنَّمَا هُمْ يَهُودُ هَذِهِ الأُمَّةِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى مُبْغِضِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ "، هَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ، وَالرِّجَالُ الْمَذْكُورُونَ فِي إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ أَئِمَّةٌ سِوَى مَسَرَّةَ، وَالحْمَلُ عَلَيْهِ فِيهِ: عَلَى أَنَّهُ ذَكَرَ سَمَاعَهُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ؛ لأَنَّ أَبَا زُرْعَةَ مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ خِلافٍ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي أَخْبَارِ أَبِي زُرْعَةَ
(4504) -[15: 366] أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الأُسْتَوَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَازِنِ صَاحِبٌ لَنَا، قَالَ: أَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو شَاكِرٍ مَسَرَّةُ حَدِيثًا ذَكَرَ إِسْنَادَهُ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتَحِلُوا وِتْرًا، وَاذْهَبُوا عَنَّا "، وَإِنَّمَا أَرَادَ: " وَادَّهِنُوا غِبًّا " بلغني عن أبي الفتح عبيد الله بن أَحْمَد النحوي المعروف بجخجخ، قال: مات مسرة خادم المتوكل في ذي الحجة من سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة، وكان يضعف.
قال غيره: مات يوم الخميس لخمس بقين من ذي الحجة.(15/365)
7181- مسدد بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن زياد القلوسي أَبُو الحُسَيْن بَصْرِيّ حدث ببَغْدَاد عن: عَليّ بن حرب الطائي، وموسى بن سُفْيَان الجنديسابوري.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بن جَعْفَر زوج الحرة، وَأَبُو حفص بن شاهين.
وَكَانَ صدوقًا.
(4505) -[15: 367] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ الْفَضْلِ بِالأُبَلَّةِ، وَمُسَدَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بِبَغْدَادَ، قَالا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ " تُوُفِّيَ رَجُلٌ مُحْرِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تُغَطُّوا وَجْهَهُ، وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا "، قَالَ: وَأَرَاهُ قَدْ ذَكَرَ: " أَنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلَبِّي " بلغني أن مسدد بن يَعْقُوب مات في أَوَّل المحرم من سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.(15/367)
7182- مؤنس بن وصيف أَبُو الحَسَن حدث بتنيس عن: الحَسَن بن عرفة.
رَوَى عَنْهُ: ابن جميع الصيداوي.
(4506) -[15: 367] أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي، بِصُورَ، وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ، بِصَيْدَا، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤْنِسُ بْنُ وَصِيفٍ أَبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ، بِتِنِّيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الأَبَّارِ، فَلَقِيتُهُ بِمَكَّةَ، قَالَ الْحَسَنُ فَحَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْخَلَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَرَحًا أَوْ سُرُورًا فِي دَارِ الدُّنْيَا خَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ خَلْقًا يَدْفَعُ بِهِ عَنْهُ الآفَاتِ فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَانَ مِنْهُ قَرِيبٌ، فَإِذَا مَرَّ بِهِ قَالَ لَهُ: لا تَخَفْ، فَيَقُولُ لَهُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الْفَرَحُ أَوِ السُّرُورُ الَّذِي أَدْخَلْتَهُ عَلَى أَخِيكَ فِي دَارِ الدُّنْيَا "(15/367)
7183- مدرك بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الشَّيْبَانِيّ الشَّاعِر لَهُ قول مستحلى في الغزل والمديح والهجاء والمراثي.
رَوَى عَنْهُ: المعافى بن زكريا، وغيره.
أنشدني أَبُو الحَسَن عَليّ بن أيوب القمي، قَالَ: أنشدنا عَليّ بن هَارُون القرميسيني، قَالَ: أنشدنا مدرك الشَّيْبَانِيّ لنفسه، يخاطب الشعراء:(15/368)
7184- مهلهل بن يموت بن المزرع بن يموت أَبُو نضلة العبدي شاعر مليح الشعر في الغزل وغيره.
وَهُوَ بصري الأصل، سكن بَغْدَاد، وَسَمِعَ منه وكتب عَنْهُ شعره أَوْ بعضه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المعروف بتوزون.
أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيّ، قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الحُسَيْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن العَبَّاس الأخباري: حضرت في سنة ستٍّ وعشرين وثلاث مائة مجلس تحفة القوالة جارية أَبِي عَبْد الله بن عُمَر البازيار، وإلى جانبي عن يسرتي أَبُو نضلة مهلهل بن يموت بن المزرع، وعن يمنتي أَبُو الْقَاسِم بن أَبِي الحَسَن البَغْدَادِيّ نديم ابن الحواري قديما واليزيديين بعد، فغنت تحفة من وراء الستارة: أَبُو نضلة: هذا الشعر لي، فسمعه أَبُو القاسم بن البغدادي وكان ينحرف عن أبي نضلة، فقال له: إن كان الشعر له أن يزيد فيه بيتا، فقلت له ذلك على وجه جميل، فقال في الحال:
إِذَا ما امرؤ غركم مرة فعدتم فغركم ثانيه
فقولوا لَهُ يابن ثم اسكتوا فشرح السكوت هُوَ الزانيه
بي شغل به عن الشغل عنه بهواه وإن تشاغل عني
سره أن أكون فيه حزينا فسروري إذا تضاعف حزني
ظن بي جفوة فأعرض عني وبدا منه ما تخوف مني
فقال لي
هو في الحسن فتنة قد أصارت فتنتي في هواه من كل فن
وأَخْبَرَنَا التنوخي، قال: أنشدنا أَبُو الحُسَيْن بن الأخباري، قال: أنشدني أَبُو نضلة لنفسه، ونحن في مجلس أبي بكر الصولي:
وخمرة جاء بها شبهها ظلمت لا بل شبهه الخمر
فبات يسقيني على وجهه حتى توفي عقلي السكر
في ليلة قصرها طيبها بمثلها كم بخل الدهر
قال: وأنشدني أَبُو نضلة لنفسه:
ولما التقينا للوداع ولم يزل ينيل لثاما دائما وعناقا
شممت نسيما منه يستجلب الكرى ولو رقد المخمور فيه أفاقا(15/368)
7185- مرزوق بن أَحْمَد بن مرزوق أَبُو صالح السقطي حدث عن: أبي بكر بن أبي الدنيا.
روى عنه: أَبُو القاسم ابن النخاس المقرئ، وأبو بكر بن شاذان، وكان ثقة.(15/369)
7186- مسعدة بن بكر بن يوسف بن ساسان أَبُو سعيد الفرغاني قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن: الحسن بن سفيان النسوي.
روى عنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة.
(4507) -[15: 370] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَسْعَدَةُ بْنُ بَكْرِ بْنِ يُوسُفَ الْفَرْغَانِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ الشَّامِيُّ، عَنِ ابْنِ عُلاثَةَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا حَسَدَ وَلا مَلَقَ إِلا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ "، أَخْبَرَنَاهُ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ سَوَاءً(15/369)
7187- ميسور بن مُحَمَّد بن ميسور التكريتي حدث عن: موسى بن إسحاق القاضي.
روى عنه: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمران ابن الجندي، وذكر أنه سمع منه بعكبرا.(15/370)
7188- مطر بن مُحَمَّد بن نصر أَبُو طاهر التَّمِيمِيّ الهَرَويّ قدم بَغْدَاد حاجا، وحدث بها عن: مُحَمَّد بن عبدة العبقسي.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بن الحَسَن بن أَحْمَد الوكيل.
أَخْبَرَنِي عَبْد العزيز بن عَليّ الوَرَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس أَحْمَد بن الحَسَن بن أَحْمَد الوكيل الأزَجِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طاهر مطر بن مُحَمَّد بن نصر التَّمِيمِيّ الهَرَويّ قدم حاجا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبدة العبقسي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن حُمَيْد بن كاسب.(15/370)
7189- مأمون بن أَحْمَد بن مأمون بن سلمة بن غالب أَبُو العَبَّاس النَّيْسَابُوري قدم بَغْدَاد حاجا، وحدث بها عن: أَبِي العَبَّاس السَّرَّاج.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الحَسَن بن زرقويه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس مأمون بن أَحْمَد بن مأمون بن سلمة بن غالب النَّيْسَابُوري قدم للحج، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق السَّرَّاج، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معمر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن معمر، قال: أخبرنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، عن الحكم، عن يزيد بن شريك، عن أَبِي ذر في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} قَالَ: رآه بقلبه.(15/371)
7190- محارب بن مُحَمَّد بن محارب أَبُو العلاء القاضي الفقيه الشَّافِعِيّ السَّدُوسي من وُلِدَ محارب بن دثار
حدث عن: جَعْفَر بن مُحَمَّد الفِرْيَابِيّ، وعَليَّ بن إِسْحَاق بن زاطيا المخرمي، وَأَحْمَد بن الحَسَن بن عَبْد الجبار الصُّوفِيّ، وَمُحَمَّد بن الْقَاسِم بن هاشم السِّمْسَار، وَأَبِي جَعْفَر بن بدينا المَوْصِليّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّد الصَّيْدَلانِي الحَنْبَلِيّ.
سَمِعَ منه وكتب عنه: عَبْد الله بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق المعروف بابن أَبِي سَعِيد الجواربي، وَقَالَ: تُوُفِّي أَبُو العلاء محارب بن مُحَمَّد فجاءة ليلة الاثنين، ودفن يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وثلاث مائة.
قرأت ذَلِكَ بخط ابن أَبِي سَعْد.
قُلْتُ: وَكَانَ صداقا عالما بالأصول، وَلَهُ مصنف في الرد عَلَى لمخالفين من القدرية والجهمية والرافضة، وغيرهم.(15/371)
7191- مهيار بن مرزويه أَبُو الحَسَن الكاتب الفارسي كَانَ مجوسيا فأسلم، وَكَانَ شاعرا جزل القول، مقدما عَلَى أهل وقته.
وكنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات، ويقرأ عَلَيْهِ ديوان شعره، فلم يقدر لي أن أسمع منه شيئا.
ومات في ليلة الأحد لخمس خلون من جُمَادَى الآخرة سنة ثمان وعشرين وأربع مائة.(15/372)
7192- مبادر بن عُبَيْد الله أَبُو سابق الرَّقِّيّ صاحب أَبِي سَعْد الماليني
صحبه في الغربة وسافر معه، وتأدب بِهِ، وَسَمِعَ: مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن منده الأصبهاني، ومن بعده، وقدم بَغْدَاد، وحدث بها.
فسمعت منه حديثا واحدًا عن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السلمي النَّيْسَابُوري، وَكَانَ صدوقا.
(4508) -[15: 372] أَخْبَرَنَا مُبَادِرٌ الرَّقِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ خَلادِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى أَصْحَابِ الصُّفَّةِ فَرَأَى فَقْرَهُمْ وَجُهْدَهُمْ وَطِيبَ قُلُوبِهِمْ، فَقَالَ: " أَبْشِرُوا يَا أَصْحَابَ الصُّفَّةِ، فَمَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى النَّعْتِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ الْيَوْمَ رَاضِيًا بِمَا فِيهِ فَإِنَّهُ مِنْ رُفَقَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " بلغنا أن مبادر بن عُبَيْد الله مات بالرقة في شعبان من سنة أربعين وأربع مائة.(15/372)
باب النون
ذكر من اسمه نصر(15/374)
7193- نصر بن حاجب أَبُو مُحَمَّد وقيل: أَبُو يحيى القرشي الخراساني، والد يحيى بن نصر من أهل نيسابور،
وهو نصر بن حاجب بن عمرو بن سلمة بن سكن بن الجون بن زنيب بن عبد الله بن عدي بن الحارث بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، أصله من البصرة، ثم خرج حاجب بن عمرو إلى خراسان فنزلها، وولد له نصر بها، فانتقل إلى العراق، وسكن المدائن إلى حين وفاته، وروى عن: أبي نهيك، وصفوان بن سليم، وربيعة بن أبي عَبْد الرَّحْمَن، والعلاء بن عَبْد الرَّحْمَن، وجرير بن يزيد.
روى عنه: عنبسة بن سعيد قاضي الري، وعبد العزيز بن مسلم، وَمُحَمَّد بن يزيد الواسطي، ويزيد بن هارون.
وذكر عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم: أن أبا زرعة الرازي سئل عنه، فقال: صدوق، لا بأس به.
أَخْبَرَنِي السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قال: قال أَبُو زكريا يحيى بن معين: نصر بن حاجب خراساني قرشي، ثقة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: نصر بن حاجب قرشي خراساني، ليس بشيء أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن نصر بن حاجب، فقال: ليس بشيء أنبأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، قال: أخبرنا أَبُو مسلم عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهران، قال: قرأت على أبي جعفر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حريم السنجي، فأقر به، قَالَ: سمعت أبا رجاء مُحَمَّد بن حمدويه السنجي، يقول: نصر بن حاجب أَبُو مُحَمَّد مات سنة اثنتين وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن معروف الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قال: نصر بن حاجب القرشي من بني الحارث بن لؤي، ويكنى: أبا يحيى، أصله من خراسان، ونزل المدائن ومات بها سنة خمس وأربعين ومائة وهو ابن بضع وخمسين سنة.
قلت: وهذا القول أصح من الأول الذي ذكره مُحَمَّد بن حمدويه، والله أعلم.(15/374)
7194- نصر بن عبد الكريم أَبُو سهل البلخي المعروف بالصيقل
قرأت في كتاب أَحْمَد بن قاج الوراق بخطه، وسماعه من علي بن الفضل بن طاهر البلخي، قال: نصر بن عبد الكريم الصيقل يكنى: أبا سهل، وكان فقيها راوية للأحاديث، قياسا صاحب مجلس، صحب أبا حنيفة فأكثر، مات ببغداد عند أبي يوسف سنة تسع وستين ومائة كما أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غالب روى عنه: إسحاق بن سليمان الرازي، وعلي بن يُونُس العابد، وسليمان بن سلم، ومنصور بن عمرو، وسليمان بن منصور البزاز، وغيرهم.
وروى نصر عن مُحَمَّد بن عمرو بن علقمة، وعمرو بن شمر، وعثمان بن مرة، وموسى بن عبيدة، وهشام الدستوائي، وسفيان الثوري، وطلحة بن عمرو.(15/375)
7195- نصر بن باب أبو سهل الخراساني
سكن بغداد، وحدث بها عن: إبراهيم بن ميمون الصائغ، وحجاج بن أرطاة، وإسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، وهشام بن حسان، وعوف الأعرابي.
روى عنه: محمد بن عيسى ابن الطباع، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بن قدامة المصيصي، وعمرو بن عثمان بن سعيد القرشي، وإبراهيم بن محمد العتيقي، وغيرهم.
(4509) -[15: 376] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ابْنُ الطَّبَّاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ، فَلَوْ أَنَّ رَجُلا عَيَّرَ رَجُلا بِرَضَاعِ كَلْبَةٍ لَرَضَعَهَا " أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن أَحْمَد الصيدلاني بمكة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد، قال: سألت أبي عن نصر بن باب، فقال: ما كان به بأس أَخْبَرَنَا الحسن بن علي التميمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قال: قلت لأبي: سمعت أبا خيثمة يقول: نصر بن باب كذاب؟ فقال: أستغفر الله، كذاب؟ ! إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ، وإبراهيم من أهل بلده، ولا ينكر أن يكون سمع منه أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، وعلي بن مُحَمَّد بن الحسن الحربي، قالا: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني، قال: سمعت أبي، يقول: كتب يحيى بن معين، عن نصر بن باب عشرين ألف حديث، فرأى في كتاب له عن إبراهيم الصائغ، وكان يحدثهم عنه، فرأى في أوله رجلا قد محا اسمه عن إبراهيم أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن علي ابن المديني، قال: سمعت أبي، يقول: نصر بن باب كتبت عنه شيئا ورميت بحديثه، وضعفه أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مسعدة الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن القاسم بن محرز، قال: سمعت يحيى بن معين وذكرت عنده نصر بن باب، فقال: كذاب، خبيث، عدو الله، ذهبت إليه أنا وابن الحجاج بن أرطاة، فأخرج إلينا كتبا كان فيها كتاب عوف، فجعل يحَدَّثَنَا، فطوى رأس الكتاب، فاستربت به، فقلت: ناولني الكتاب، وظننت أنه قد حبس عنا بعض الأحاديث، فأبَى أن يعطيني، فوثبت عليه فأخذت الكتاب منه، فنظرت فيه، وكان يحدث عن عوف فإذا أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، حَدَّثَنِي نوح بن أبي مريم أَبُو عصمة الخراساني، عن عوف، فطرحت الكتاب من يدي، وقمت وتركناه، فقلت له: كيف هذا؟ فقال: هذه كتبناها عن أبي عصمة، ثم سمعتها بعد فقمنا وتركناه أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المهندس بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: نصر بن باب ضعيف أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد، قال: سمعت يحيى، يقول.
وأَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قال: سمعت يحيى، يقول: نصر بن باب ليس بشيء.
وقال الصيمري: ليس حديثه بشيء أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن جعفر المالكي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أَبُو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم المشغرائي، وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي الإمام، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر القاسم بن عيسى العصار، قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يَعْقُوب الجوزجاني، قال: نصر بن باب لا يسوى حديثه شيئا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، قال: قال أَبُو أَحْمَد بن فارس قال البخاري: نصر بن باب كان بنيسابور يرمونه بالكذب أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن موسى الأردبيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن طاهر بن النجم الميانجي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو البرذعي، قال: سمعت أبا زرعة، يقول: نصر بن باب لا ينبغي أن يحدث عنه أَخْبَرَنَا العتيقي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي، قال: سألت أبا داود عن نصر بن باب فوهاه جدا أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: نصر بن باب متروك الحديث وَأَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الآدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي، قال: نصر بن باب خراساني، سمعت سلمة بن شبيب يحدث عنه بمناكير، وقال يحيى بن معين: ليس هو بشيء أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قال: نصر بن باب الخراساني نزل بغداد فسمعوا منه ورووا عنه، ثم حدث عن إبراهيم الصائغ فاتهموه، فتركوا حديثه، وتوفي ببغداد في عسكر المهدي أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بن إبراهيم بن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن مُحَمَّد بن زياد، قال: سمعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، يقول: توفي نصر بن باب سنة ثلاث وتسعين ومائة(15/376)
7196- نصر بن حَمَّاد بن عجلان أَبُو الحارث البَجَلِيّ الوَرَّاق حدث عن: شُعْبَة، والربيع بن صبيح والمسعودي، وَأَبِي غسان مُحَمَّد بن مُطَرِّف، وعاصم بن مُحَمَّد العمري، وقيس بن الربيع.
روى عنه: ابنه أحمد، والحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن إسحاق الصيني، وأبو يحيى محمد بن سعيد العطار، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُف بن أَحْمَد الصَّيْدَلانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو العُقَيْلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بن أَحْمَد، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: نصر بن حَمَّاد كذاب.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي، قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله الجوزقي، يَقُولُ: قرئ عَلَى مكي بن عبدان، وَأَنَا أسمع، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِم بن الحجاج، يَقُولُ: أَبُو الحارث نصر بن حَمَّاد الوَرَّاق ذاهب الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَليّ المُقْرِئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد عَبْد الله بن مِهْرَان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بن خلف النَّسَفِيّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَليّ صالح بن مُحَمَّد: نصر بن حَمَّاد أَبُو الحارث لا يكتب حديثه.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عَبْد الله القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بن أَحْمَد بن شُعَيْب النَّسَائِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَبُو الحارث نصر بن حَمَّاد الوَرَّاق لَيْسَ بثقة.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد الآدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن يَحْيَى الساجي، قَالَ: أَبُو الحارث نصر بن حَمَّاد الوَرَّاق يعد من الضعفاء.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد الغزال، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر الشُّرُوطِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ الأَزْدِيّ، قَالَ: نصر بن حَمَّاد الوَرَّاق أَبُو الحارث البَجَلِيّ متروك الحديث، كَانَ ببَغْدَاد.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن عَليّ بن عُمَر الدَّارَقُطْنيّ، قَالَ: نصر بن حَمَّاد أَبُو الحارث البَجَلِيّ الوَرَّاق لَيْسَ بالقوي في الحديث.(15/380)
7197- نصر بن مُزَاحِم أَبُو الفضل المنقري كوفي، سكن بَغْدَاد، وحدث بها عن: سُفْيَان الثوري، وَشُعْبَة، وحبيب بن حسان، وَعَبْد العزيز بن سياه، ويزيد بن إِبْرَاهِيم التُّسْتَرِي، وَأَبِي الجارود زياد بن المنذر.
رَوَى عَنْهُ: ابنه الحُسَيْن بن نصر، ونوح بن حبيب القومسي، وَأَبُو الصلت الهَرَويّ، وَأَبُو سَعِيد الأشج، وعَليُّ بن المنذر الطريقي، وجماعة من الكوفيين.
(4510) -[15: 382] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَلِيمٍ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لَقَدْ عَلِمَ ذُو الْعِلْمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَصْحَابَ الأُسُودِ ذِي الثُّدَيَّةِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن إِبْرَاهِيم المُسْتَمْلِي، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد بن فارس: قَالَ البُخَارِي: نصر بن مُزَاحِم المنقري سكن بَغْدَاد أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن عُمَر الحَافِظ، قَالَ: نصر بن مُزَاحِم المنقري سكن بَغْدَاد عداده في الكوفيين أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر المالكي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أَبُو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم بن الحُسَيْن بن طلاب.
وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوَهَّاب بن جَعْفَر الميداني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الجبار بن عَبْد الصَّمَد السُّلَمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن عيسى العصار، قَالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الجَوْزَجَانيّ، قَالَ: نصر بن مُزَاحِم العَطَّار كَانَ زائغا عن الحق مائلا قُلْتُ: أراد بذلك غلوه في الرفض، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عَليّ المُقْرِئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بن مِهْرَان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بن خلف النَّسَفِيّ، قَالَ: قَالَ صالح بن مُحَمَّد: نصر بن مُزَاحِم رَوَى عن الضعفاء أحاديث مناكير.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد الغزال، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر الشُّرُوطِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ، قَالَ: نصر بن مُزَاحِم غال في مذهبه، غير محمود في حديثه.
أَخْبَرَنَا ابن الفاضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيْمَان الحَضْرَمِيّ، قَالَ: سنة اثنتي عشرة ومائتين فيها مات نصر بن مُزَاحِم المنقري.(15/382)
7198- نصر بن بجير الذهلي، جد القاضي أبي طاهر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عبد الله بن نصر بن بجير ذكر أَبُو طاهر القاضي أنه كان من أصحاب أبي يوسف القاضي، قال: وكان أَبُو يوسف قد كلم الرشيد، فرد إليه قضاء الري، وكان عنده الموطأ عن مالك بن أنس.(15/383)
7199- نصر بن زيد أَبُو الحسن المجدر أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد في تسمية من كان ببغداد من العلماء، قال: نصر بن زيد المجدر يكنى: أبا الحسن، وكان ثقة صاحب حديث، سمع من: جرير بن حازم، ومن أبي هلال، ووهيب، وغيرهم، ومات قديما قبل أن يحدث، وكان أصله من سجستان، وهو مولى جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور.
بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: سألت يحيى بن معين، عن نصر المجدر، فقال: ليس به بأس.(15/384)
7200- نصر بن المغيرة أَبُو الفتح البخاري سكن بغداد، وحدث بها عن: مسلم بن خالد، وجرير بن حازم، وحاتم بن، وردان، وسفيان بن عيينة.
روى عنه: محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وأبو بكر بن أبي خيثمة، وأحمد بن سعيد الجمال، وعباس بن محمد الدوري.
وذكر ابن أبي حاتم أنه سأل أباه عنه، فقال: صدوق.
(4511) -[15: 384] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَبُو الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بن مُحَمَّد بن علي البلخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سليمان الحافظ ببخارى، قال: أَبُو الفتح نصر بن المغيرة بخارى سكن بغداد.
بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: سألت يحيى بن معين، عن نصر بن المغيرة، فقال: ثقة مأمون، قد كتبت عنه نحوا من جلدين.
رأى ابن عيينة، وهو أَبُو الفتح البخاري أخو هذا البخاري صديق الحكم بن موسى كان لا بأس به، وأحسن عليه الثناء(15/384)
7201- نصر بن الحكم بن زياد أَبُو منصور الياسري حدث عن: خلف بن خليفة، وداود بن الزبرقان، وهشيم، والسكن بن إِسْمَاعِيل.
روى عنه: مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء، وإسحاق بن سنين الختلي، والحسن بن علوية القطان، وأحمد بن علي الأبار.
(4512) -[15: 385] أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّبِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلُّويَةَ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْحَكَمِ الْيَاسِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ قَرْظَةَ الْعِجْلِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " وَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا غُلامًا مِنَ الْفَيْءِ فَجَاءَ الرَّجُلُ لِطَلَبِ عِدَتِهِ، فَقَالَ: لَمْ يَبْقَى إِلا غُلامَانِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَشِرْ عَلَيَّ أَيَّهُمَا آخُذُ، قَالَ: خُذْ هَذَا، لأَحَدِهِمَا، وَلا تَضْرِبْهُ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَيْتُ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ، وَالْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ " أخبرتنا فاطمة بنت هلال بن أَحْمَد الكرجي، قَالَتْ: حَدَّثَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو منصور نصر بن زياد صاحب الياسرية الذي روى حديث أم معبد، قَالَ: حَدَّثَنَا خلف بن خليفة، عن أبي حساب في قوله تعالى: {تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} قال: بغباره(15/385)
7202- نصر بن حريش أَبُو القاسم الصامت حدث عن المشمعل بن ملحان، ومسلم بن أبي سهل الخراساني.
روى عنه إسحاق بن سنين، والحسين بن بشار الخياط، ومحمد بن بشر بن مطر.
(4513) -[15: 386] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى بْنِ بُرَيْهٍ الإِمَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَرِيشٍ الصَّامِتُ إِمْلاءً مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، سَمِعْتُكَ الْبَارِحَةَ وَأَنْتَ تُصَلِّي، وَأَنْتَ تُخَافِتُ بِقِرَاءَتِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ، ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ: وَسَمِعْتُكَ يَا عُمَرُ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَطْرُدُ الشَّيْطَانَ وَأُوقِظُ الْوَسْنَانَ، ثُمَّ قَالَ: يَا بِلالُ، وَسَمِعْتُكَ الْبَارِحَةَ وَأَنْتَ تُصَلِّي، تَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَمِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلامٌ طَيِّبٌ جَمَعَ اللَّهُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، وَكُنْتُ أَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَمِنْ هَذِهِ، وَمِنْ هَذِهِ، قَالَ: كُلُّكُمْ أَصَابَ " أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن سنين، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بن حريش الصامت، قال: حججت أربعين حجة ما كلمت فيها أحدا، فسمي الصامت لذلك أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قال: روى لنا أَبُو الحسن الدارقطني حديثا عن نصر بن حريش الصامت، عن أبي سهل مسلم الخراساني، عن أبي عمرو الوقاصي، ثم قال أَبُو الحسن: هذا إسناد ضعيف لا وأبو سهل ونصر بن حريش كلهم ضعفاء(15/386)
7203- نصر بن منصور بن عَبْد الرَّحْمَن بن هشام بن عبد الله والد مُحَمَّد بن نصر الصائغ حدث يثبت الوقاصي عن نجيح أبي معشر المدني.
روى عنه: ابنه مُحَمَّد.(15/387)
7204- نصر بن منصور بن عَبْد الله الثَّقَفِيّ والد سعدان بن نصر حدث عن: أَبِي عُمَر حفص بن سُلَيْمَان المُقْرِئ صاحب عاصم بن بهدلة.
رَوَى عَنْهُ ابنه سعدان.
(4514) -[15: 387] أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي نَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: " مَرِضْتُ مَرَضًا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي، فَعَوَّذَنِي يَوْمًا، فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أُعَوِّذُكَ بِالأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوًا أَحَدٌ، مِنْ شَرِّ مَا تَجِدُ، فَبَرِئْتُ، فَشَفَانِي اللَّهُ، فَلَمَّا شَفَانِي، قَالَ لِي: يَا عُثْمَانُ، تَعَوَّذْ بِهِنَّ، فَمَا تَعَوَّذْتُمْ بِمِثْلِهِنَّ "(15/387)
7205- نصر بن منصور أَبُو الفَتْح صاحب بِشْر بن الحارث وَهُوَ مروزي الأصل رَوَى عن: بِشْر.
حدث عَنْهُ: مُحَمَّد بن يُوسُف الجَوْهَرِيّ، وَجَعْفَر الطَّيَالِسِيّ، وأحمد بن مُحَمَّد بن بَكْر القصير، وَأَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المُعَدَّل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس بن مطر صاحب أَحْمَد بن حَنْبَل، قَالَ: حَدَّثَنِي نصر بن منصور، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث، يَقُولُ: دخل مالك بن دينار عَلَى الْقَاسِم بن مُحَمَّد، وَكَانَ ابن عم الحجاج بن يُوسُف، فغلظ لَهُ في الكلام، فَقَالَ لَهُ الْقَاسِم: تعلم لم أمسكت عنك؟ قَالَ: ولم؟ قَالَ: لأنك لم ترزأنا شيئا، فذاك جرأك عَليّ، قَالَ: فأفادني علما كثيرا(15/388)
7206- نصر بن مالك بن نصر بن مالك الخُزَاعِي وَهُوَ ابن أخي أَحْمَد بن نصر الشهيد
(4515) حَدَّثَ عَنْ عَليِّ بْنِ بَكَّارٍ الْمِصِّيصِيِّ.
رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليُّ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ بِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ(15/388)
7207- نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي أَبُو عمرو الجهضمي البصري سمع: نوح بن قيس، وحاتم بن وردان، ومعتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، وبشر بن المفضل، وغندرا، ويزيد بن زريع، وأبا داود الطيالسي، والأصمعي، وأبا أَحْمَد الزبيري، وغيرهم.
روى عنه: إِسْمَاعِيل بن إسحاق القاضي، ومسلم بن الحجاج في صحيحه، وعبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، وأحمد بن مسروق الطوسي، وأبو معشر الدرامي، وعبد الله بن مُحَمَّد بن ياسين، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّد الباغندي، وأبو خبيب البرتي، وأبو القاسم البغوي، وَمُحَمَّد بن منصور الشيعي، وأحمد بن زنجويه القطان، وأبو بكر بن أبي داود في آخرين.
وهو من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها.
(4516) -[15: 389] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ، فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عبد الله: لما حدث بهذا الحديث نصر بن علي، أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه، وكان له أرزاق فوفرها عليه موسى، قلت: إنما أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن الأهوازي، قال: سمعت أبا حكيم العسكري، يقول: سمعت الزبيبي، يعني: إبراهيم بن عبد الله، يقول: سمعت نصر بن علي، يقول: دخلت على المتوكل فإذا هو يمدح الرفق، فأكثر، فقلت: يا أمير المؤمنين، أنشدني الأصمعي:
لم أر مثل الرفق في لينه أخرج للعذراء من خدرها
من يستعن بالرفق في أمره يستخرج الحية من جحرها
فقال: يا غلام، الدواة والقرطاس، فكتبهما أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم الإسماعيلي، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الله بن مُحَمَّد الفرهياني، قال: حضرت نصر بن علي، وسأله إبراهيم بن الأصبهاني عن أحاديث في التفسير، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، فأخذ يحدثه بها، فلو تركه لقال في كلها: عن ابن عباس، حتى قال: " إبراهيم، عن ابن عباس "، إنما هو في قوسين، والباقي عن عكرمة.
قال الفرهياني: وكان عندي نصر من نبلاء الناس أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عُمَر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، عن أبيه.
ثم أَخْبَرَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عبد الله القاضي، قال: ناولني عبد الكريم، وكتب لي بخطه، قال: سمعت أبي، يقول: نصر بن علي بن نصر أَبُو عمرو ثقة أَخْبَرَنَا عَليّ بن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بن إبراهيم الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن يوسف بن خراش، قال: نصر بن علي ثقة، وأبوه صدوق أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حسنويه الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس الأنصاري، قال: سئل مُحَمَّد بن علي النيسابوري، كذا في كتاب الْبَرْقَانِيّ، وأحسبه مُحَمَّد بن يحيى، عن نصر بن علي، فقال: حجة أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بن عثمان الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحكم الواسطي، قال: سمعت أبا بكر بن أبي داود، يقول: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه للقضاء فدعاه عبد الملك أمير البصرة، فأمره بذلك، فقال: أرجع فأستخير الله، فرجع إلى بيته نصف النهار فصلى ركعتين، وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك، فنام، فأنبهوه فإذا هو ميت أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عثمان المزني بواسط، قال: سمعت أبا عُمَر بكر بن مُحَمَّد بن عبد الوهاب القزاز، يقول: ومات نصر بن علي سنة خمسين.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ، عن أبي إسحاق المُزَكِّي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسحاق السراج، قال: مات نصر بن علي أَبُو عمرو الجهضمي، رأيته وكان لا يخضب، أبيض الرأس واللحية، بالبصرة سنة خمسين ومائتين، رأيته ببغداد، ولم يحَدِّثْنَا أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قال: قال لنا أَبُو إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد الكندي الصيرفي: مات نصر بن علي الجهضمي في أحد الربيعين سنة خمسين ومائتين(15/389)
7208- نصر بن الأصبغ بن منصور أَبُو الْقَاسِم سكن بَلْخ، وحدث بها عن: عَبْد الوَهَّاب بن عطاء، وحسين بن علوان، ونحوهما.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق بن حَمْدَان النَّيْسَابُوري، وجماعة من الخُرَاسَانِيّين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المُظَفَّر الدَّقَّاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن عُمَر بن مُحَمَّد الخُتُّليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حامد البَلْخِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم نصر بن الأصبغ البَغْدَادِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوَهَّاب، يعني: ابن عطاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِد شيخ في حجرة سَعِيد بن أَبِي عروبة، قَالَ: لَمَّا استخلف عُمَر بن عَبْد العزيز صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يأيها النَّاس، " لتحسنن سرائركم يحسن الله لكم علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم، إن امرءا لَيْسَ بينه وبين آدم إِلا ميت لمعرق لَهُ في الموت، ثُمَّ بكى ونزل ".(15/392)
7209- نصر بن أَحْمَد بن أَبِي سورة أَبُو اللَّيْث المَرْوَزِيّ
سكن بَغْدَاد، وحدث بها عن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المُقْرِئ.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد ابن مَخْلَد الدُّورِيّ.
(4517) -[15: 393] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَوْرَةَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ " وَضَعَ لأْمَتَهُ وَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ دَعَا بِثَوْبٍ فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ "، تَفَرَّدَ أَبُو حَنِيفَةَ بِرِوَايَتِهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ(15/393)
7210- نصر بن عبد الله بن مَرْوَان أَبُو القاسم المؤدب سمع: أسود بن عامر، ويونس بن مُحَمَّد، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، وأبا الجواب أحوص بن جواب، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وعبد الصمد بن النعمان، وخالد بن خداش.
روى عنه: موسى بن هارون الحافظ، ويحيى بن صاعد، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد بن المؤمل الناقد، وَمُحَمَّد بن مخلد، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق.
روى عنه أبي.
(4518) -[15: 394] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْكَتَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: " الْعَظَمَةُ إِزَارِي، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدَةً مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ "(15/394)
7211- نصر بن عبد الله أَبُو القاسم اليشكري
حدث عن: مُحَمَّد بن حسان السمتي، وسريج بن يونس، وأحمد ابن الدورقي، وعبد الجبار بن عاصم.
روى عنه: مُحَمَّد بن مخلد.
قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه: سنة سبعين ومائتين فيها مات أَبُو القاسم اليشكري نصر بن عبد الله في جمادى الآخرة يوم الأربعاء(15/395)
7212- نصر بن منصور بن زاذان التنوخي من أهل مرو، قدم بغداد، وحدث بها في سنة سبع ومائتين عن: آدم بن إياس، روى عنه: إبراهيم بن بهويه الفارسي، وقد سقنا حديثه في باب إبراهيم.(15/395)
7213- نصر بن الليث بن سعد أَبُو منصور الوراق حدث عن: يزيد بن موهب الرملي، وسليمان بن عَبْد الرَّحْمَن الدمشقي.
روى عنه: مُحَمَّد بن مخلد، وعبيد الله بن عَبْد الرَّحْمَن السكري، وعلي بن إسحاق المادرائي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن طلحة الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بن الليث بن سعد الوراق أَبُو منصور، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن عَبْد الرَّحْمَن.
(4519) -[15: 395] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ نَصْرُ ابْنُ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَارِقٍ، وَذَكَرَهُ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ خَيْفَانَ بْنِ عُرَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَرَحَا الإِيمَانُ فِي قَحْطَانَ، وَالْقَسْوَةُ وَالْجَفَاءُ فِيمَا وَلَدَ عَدْنَانُ، حِمْيَرُ رَأْسُ الْعَرَبِ وَنَابُهَا، وَالأَزْدُ كَاهِلُهَا وَجُمْجُمَتُهَا، وَمَذْحِجٌ هَامَتُهَا وَغَلْصَمَتُهَا، وَهَمْدَانُ غَارِبُهَا وَذَرْوَتُهَا، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الأَنْصَارَ الَّذِينَ أَقَامَ اللَّهُ بِهِمْ، يَعْنِي: الدِّينَ، وَالأَنْصَارُ هُمُ الَّذِينَ آوَوْنِي وَنَصَرُونِي وَآزَرُونِي وَحَمَوْنِي وَهُمْ أَصْحَابِي فِي الدُّنْيَا وَهُمْ شِيعَتِي فِي الآخِرَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ مِنْ أُمَّتِي " أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادي، وأنا أسمع، قال: ومات أَبُو منصور نصر بن الليث يوم الأربعاء لثمان عشر خلت من شعبان سنة سبعين(15/395)
7214- نصر بن داود بن منصور بن طوق أَبُو منصور الصاغاني ويعرف بالخلنجي سكن بغداد، وحدث بها عن: مُحَمَّد بن الصلت الأسدي، وسليمان بن داود الهاشمي، وعفان بن مسلم، وحرمي بن حفص، وسعيد بن منصور، والعباس بن الفضل الأزرق، وشاذ بن فياض، وَمُحَمَّد بن معاوية، ويحيى بن يوسف الزمي، وعبيد الله بن عمرو الآمدي، وخالد بن خداش، وأبي عبيد القاسم بن سلام.
روى عنه: موسى بن إسحاق الْقَاضِي، وقاسم بن مُحَمَّد الأنباري، وعمر بن مُحَمَّد الجوهري، وَمُحَمَّد بن جعفر الخرائطي، وَمُحَمَّد بن مخلد الدوري، وَمُحَمَّد بن جعفر المطيري.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه، ومحله الصدق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادي، وأنا أسمع، قال: ومات أَبُو منصور الصاغاني صاحب أبي عبيد سلخ صفر سنة إحدى وسبعين.
قال ابن مخلد: مات يوم الأربعاء مستهل شهر ربيع الأول، كذلك قرأت بخط ابن مخلد.(15/397)
7215- نصر بن الفتح بن الشخير أَبُو القاسم الصيرفي بغدادي، ذكره أَبُو أَحْمَد الحافظ النيسابوري في كتاب الأسماء والكنى، وقال: سمع أبا موسى الزمن.
وأَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع، أن نصر بن الفتح البزاز مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين.(15/397)
7216- نصر بن الحكم بن حامد أَبُو سهل الأحول المروزي قدم بغداد، وحدث بها عن: العلاء بن عمران، وعلي بن حجر، وحصين بن عبد الحليم، وَمُحَمَّد بن بسام المراوزة.
روى عنه: محمد بن مخلد، وأبو القاسم الطبراني.
(4520) -[15: 398] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَرْوَزِيُّ، بِبَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَسَّامٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْقَارِئُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ "، قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ نَافِعٍ إِلا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
(4521) -[15: 399] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ نَصْرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ حَامِدٍ الأَحْوَلُ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ الْمَرْوَزِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بِسْطَامَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ أَبُو قُدَامَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ يَسْتَلِمُ بِمِحْجَنِهِ الرُّكْنَ، ثُمَّ يَعْطِفُ طَرَفَ الْمِحْجَنِ فَيُقَبِّلُهُ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ سَبْعِهِ "، هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الْخَلالِ.
وَزَادَ ابْنُ شَاذَانَ: " ثُمَّ أَنَاخَهَا عِنْدَ الْمَقَامِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَابِ الصَّفَا ".
قَالَ: " وَأَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أَمِّ مَكْتُومٍ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، فَجَعَلَ يَرْتَجِزُ، وَيَقُولُ:
يَا حَبَّذَا مَكَّةُ مِنْ وَادِي بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي
بِهَا أَمْشِي بِلا هَادِي بِهَا تَرْسَخُ أَوْتَادِي
قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكٌ مِنْ قَوْلِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ سَبْعِهِ "(15/398)
7217- نصر بن أَحْمَد بن نصر بن عبد العزيز أَبُو مُحَمَّد الكندي الحافظ المعروف بنصرك كان أحد أئمة أهل الحديث، وسمع: عبيد الله بن عمرو القواريري، وَمُحَمَّد بن بكار بن الريان، وعبد الأعلى بن حماد، والربيع بن ثعلب، ووهب بن بقية، وعبد الله بن الصباح العطار، وَمُحَمَّد بن حميد الرازي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن أبي سريج، وَمُحَمَّد بن بشار، وأبا موسى مُحَمَّد بن المثنى، ونصر بن علي، وعمرو بن علي، وَمُحَمَّد بن يزيد الأسفاطي، وخلاد بن أسلم، وَمُحَمَّد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن حفص السلمي، وخلقا يتسع ذكرهم من طبقتهم.
وكان خالد بن أَحْمَد الذهلي أمير بخارى قد حمله إليه فأقام عنده، وصنف له المسند، وحدث هنالك فوقع حديثه إلى البخاريين، وروى عنه منهم: خلف بن مُحَمَّد الخيام، وغيره.
روى عنه من أهل العراق: أَبُو العباس بن عقدة الحافظ، فلا أدري أسمع منه ببغداد أم بالكوفة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي ابن التوزي، قال: قرأه على أَحْمَد بن الفرج بن الحجاج، عن أبي العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سعيد، قال: توفي أَبُو مُحَمَّد نصر بن أَحْمَد بن نصر الكندي البغدادي الحافظ ببخارى سنة ثلاث وتسعين ومائتين ورأيته لا يخضب أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي، قال: سمعت خلف بن مُحَمَّد البخاري، يقول: مات نصرك الحافظ البغدادي ببخارى في رجب سنة ثلاث وتسعين ومائتين أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد البلخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سليمان الحافظ ببخارى، قال: حَدَّثَنِي عُمَر بن مُحَمَّد بن حفص بن عُمَر بن الخطاب، وأبو مُحَمَّد أَحْمَد بن مُحَمَّد المحمودي، قالا: سمعنا الحسين بن إِسْمَاعِيل بن سليمان، يقول: سمعت أبا مُحَمَّد نصر بن أَحْمَد الكندي، يقول: ولدت في سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ومات ليلة الأربعاء وهي ليلة سبع وعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين(15/400)
7218- نصر بن عمار البغدادي حدث عن: علي بن الحسين بن إشكاب.
روى عنه: أَبُو جعفر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سلامة الطحاوي.(15/401)
7219- نصر بن جعفر بن مُحَمَّد أَبُو القاسم الفقيه السمرقندي قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن: عبد الصمد بن الفضل، وَمُحَمَّد بن منصور البلخيين.
روى عنه: أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن المظفر.
(4522) -[15: 401] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ غَزْوَةً مَا رَأَيْتُهُ تَارِكًا رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ "(15/401)
7220- نصر بن القاسم بن نصر بن زيد أَبُو الليث الفرائضي سمع: عبيد الله بن عُمَر القواريري، وأبا همام الوليد بن شجاع، وعبد الأعلى بن حماد، وأبا بكر بن أبي شيبة، وسريج بن يونس.
روى عنه: أَبُو الحسين ابن البواب المقرئ، وعمر بن مُحَمَّد بن سبنك، وأبو الفضل الزهري، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم، وكان ثقة مأمونا.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يوسف بن يَعْقُوب بن إسحاق بن بهلول التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الليث نصر بن القاسم بن نصر، وكان فرائضيا كبير المنزلة في العلم بها، وكان فقيها على مذهب أبي حنيفة، وكان مقرئا جليلا على قراءة أبي عمرو، وقرأ على ابن غالب، وقرأ ابن غالب على شجاع بن أبي نصر، وقرأ شجاع على أبي عمرو بن العلاء، وكان أَبُو الليث حائكا في قديم أيامه أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أَحْمَد بن علي الصيرفي، قال: قال لنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمران: مات أَبُو الليث الفرائضي سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.
كذا قال، وهو وهم، والصواب ما أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قال: قال لنا أَبُو بكر بن شاذان: مات أَبُو الليث الفرائضي سنة أربع عشرة وثلاث مائة وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، عن أبيه، قال: مات أَبُو الليث الفرائضي يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاث مائة(15/402)
7221- نصر بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة الذهلي
حدث عن: هارون بن إسحاق الهمداني، وأبي السكين زكريا بن يحيى الطائي الكوفيين، وَمُحَمَّد بن عبد الملك بن زنجويه.
روى عنه: ابن أخيه أَبُو الطاهر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عبد الله الْقَاضِي.(15/403)
7222- نصر بن ببرويه بن جوانويه وهو نصر بن أبي نصر أَبُو القاسم الشيرازي سكن بغداد، وحدث بها عن: إسحاق بن إبراهيم المعروف بشاذان الفارسي، وإسماعيل بن أبي الحارث، والحسن بن مُحَمَّد الصباح الزعفراني، وغيرهم.
روى عنه: أَحْمَد بن جعفر بن سلم، وأبو بكر بن شاذان، والدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني.
(4523) -[15: 403] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ بَبْرُوَيْهِ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاكِبًا يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ "، قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ لا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: رَاكِبًا غَيْرَ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ.
قُلْتُ: وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى ذَلِكَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ سِوَى شَاذَانَ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، مَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ " أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن الدارقطني، قال: نصر بن ببرويه الشيرازي أَبُو القاسم ثقة مأمون أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن الدارقطني، قال: نصر بن ببرويه أَبُو القاسم الشيرازي شيخ صدوق، كتبنا عنه، مات قديما قبل العشرين وثلاث مائة.
ذكر غير الدارقطني: أنه مات في جمادى الأولى من سنة عشرين وثلاث مائة(15/403)
7223- نصر بن أَحْمَد أَبُو القاسم البصري المعروف بالخبزأرزي الشاعر نزل بغداد، وأقام بها دهرا طويلا، وقرئ عليه ديوانه.
روى عنه مقطعات من شعره المعافى بن زكريا الجريري، وأحمد بن منصور النوشري، وأبو الحسن ابن الجندي، وأحمد بن مُحَمَّد بن العباس الأخباري، وغيرهم.
وذكر النوشري أنه سمع منه ببغداد باب خراسان في سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن علي بن مخلد الوراق، قَالَ: أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري بالنهروان، قال: أنشدنا نصر بن أَحْمَد الخبزأرزي لنفسه:
بأبي أنت من ملول ألوف رضتني بالأمان والتخويف
حار عقلي في حكمك الجائر العدل وفي خلقك الجليل اللطيف
أنت بالخصر والمؤزر تحكي قوة الشوق بالفؤاد الضعيف
ليس عن خبرة وصفتك لكن حركات دلت على الموصوف
لك وجه كأنه البدر في التم عليه تطرف من كسوف
وأَخْبَرَنَا ابن مخلد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمران، قال: أنشدنا نصر بن أَحْمَد الخبزأرزي:
كم شهوة مستقرة فرحا قد انجلت عن حلول آفات
وكم جهول تراه مشتريا سرور وقت بغم أوقات
كم شهوات سلبنا صاحبها ثوب الديانات والمروءات
أنشدنا التنوخي، قال: أنشدنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن العباس الأخباري، قال: أنشدنا نصر بن أَحْمَد الخباز البصري لنفسه:
لما جفاني من كان لي أنسا أنست شوقا ببعض أسبابه
كمثل يَعْقُوب بعد يوسف إذ حن إلى شم بعض أثوابه
دخلت باب الهوى ولي بصر وفي خروجي عميت عن بابه
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأَزْهَرِيّ، وعلي بن أبي علي البصري، قالا: أنشدنا أَحْمَد بن منصور الوراق، قال: أنشدنا نصر الخبزأرزي لنفسه:
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل وكل امرئ ما بين فكيه مقتل
إذا ما لسان المرء أكثر هذره فذاك لسان بالبلاء موكل
وكم فاتح أبواب شر لنفسه إذا لم يكن قفل على فيه مقفل
كذا من رمى يوما شرارات لفظه تلقته نيران الجوابات تشعل
ومن لم يقيد لفظه متجملا سيطلق فيه كل ما ليس يجمل
ومن لم يكن في فيه ماء صيانة فمن وجهه غصن المهابة يذبل
فلا تحسبن الفضل في الحلم وحده بل الجهل في بعض الأحاديث أفضل
ومن ينتصر ممن بغى فهو ما بغى وشر المسيئين الذي هو أول
وقد أوجب الله القصاص بعدله ولله حكم في العقوبات منزل
فإن كان قول قد أصاب مقاتلا فإن جواب القول أدهى وأقتل
وقد قيل في حفظ اللسان وصونه مسائل من كل الفضائل أكمل
ومن لم تقربه سلامة غيبه فقربانه في الوجه لا يتقبل
ومن يتخذ سوء التخلف عادة فليس لديه في كتاب معول
ومن كثرت منه الوقيعة طالبا بها عزة فهو المهين المذلل
وعدل مكافاة المُسِيء بفعله فماذا على من في القضية يعدل
ولا فضل في الحسنى إلى من يخسها بلى عند من يزكو لديه التفضل
ومن جعل التعريض محصول مزحه فذاك على المقت المصرح يحصل
ومن آمن الآفات عجبا برأيه أحاطت به الآفات من حيث يجهل
أعلمكم ما علمتني تجاربي وقد قال قبلي قائل متمثل
إذا قلت قولا كنت رهن جوابه فحاذر جواب السوء إن كنت تعقل
إذا شئت أن تحيا سعيدا مسلما فدبر وميز ما تقول وتفعل
حَدَّثَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري لفظا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الحسين بن مُحَمَّد المالكي البصري بعكبرا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد الأكفاني البصري، قال: خرجت مع عمي أبي عبد الله الأكفاني الشاعر، وأبي الحسين بن لنكك، وأبي عبد الله المفجع، وأبي الحسن السباك في بطالة عيد، وأنا يومئذ صبي أصحبهم، فمشوا حتى انتهوا إلى نصر بن أَحْمَد الخبزأرزي وهو جالس يخبز على طابقه، فجلست الجماعة عنده يهنئونه بالعيد ويتعرفون خبره، وهو يوقد السعف تحت الطابق، فزاد في الوقود فدخنهم، فنهضت الجماعة عند تزايد الدخان، فقال نصر بن أَحْمَد لأبي الحسين بن لنكك: متى أراك يا أبا الحسين؟ فقال له أَبُو الحسين: إذا اتسخت ثيابي، وكانت ثيابه يومئذ جددا على أنقى ما يكون من البياض للتجمل بها في العيد، فمشينا في سكة بني سمرة حتى انتهينا إلى دار أبي أَحْمَد بن المثنى، فجلس أَبُو الحسين بن لنكك، وقال: يا أصحابنا، إن نصرا لا يخلي هذا المجلس الذي مضى لنا معه من شيء يقوله فيه، ونحب أن نبدأه قبل أن يبدأنا، واستدعى دواة وكتب:
لنصر في فؤادي فرط حب أنيف به على كل الصحاب
أتيناه فبخرنا بخورا من السعف المدخن بالثياب
فقمت مبادرا وظننت نصرا أراد بذاك طردي أو ذهابي
فقال متى أراك أبا حسين فقلت له إذا اتسخت ثيابي
فأنفذ الأبيات إلى نصر، فأملى جوابها، فقرأناه، فإذا هو قد أجاب:
منحت أبا الحسين صميم ودي فداعبني بألفاظ عذاب
أتى وثيابه كقتير شيب فعدن له كريعان الشباب
ظننت جلوسه عندي كعرس فجدت له بتمسيك الثياب
فقلت متى أراك أبا حسين فجاوبني إذا اتسخت ثيابي
فإن كان التقزز فيه فخر فلم يكنى الوصي أبا تراب(15/404)
7224- نصر بن مُحَمَّد بن عبد العزيز بن شيرزاذ أَبُو القاسم الدلال المعروف بالباقرحي حدث عن: الحسن بن مُحَمَّد بن الصباح الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي، وعلي بن أَحْمَد بن إبراهيم السواق.
روى عنه: مُحَمَّد بن المظفر، والقاضي أَبُو الحسن الجراحي، وأحمد بن مُحَمَّد بن عمران ابن الجندي، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وأبو القاسم ابن الثلاج.
وذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه أنه مات في رجب من سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة.(15/408)
7225- نصر بن أَحْمَد الخطاب حدث عن: علي بن يَعْقُوب بن عمرو الرقي.
روى عنه: الحاكم أَبُو عبد الله بن البيع النيسابوري، وذكر أنه سمع منه ببغداد.(15/409)
7226- نصر بن أَحْمَد بن سهل بن أزهر أَبُو القاسم ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن عبيد الله بن جعفر بن أعين، وقال: توفي سنة ست وأربعين وثلاث مائة.(15/409)
7227- نصر بن أَحْمَد بن مسعود بن عصمة أَبُو الحسن الشاشي قدم بغداد، وحدث بها عن: الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي.
روى عنه: إبراهيم بن مخلد بن جعفر.(15/409)
7228- نصر بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن خالد أَبُو الحسين، ويقال: أَبُو الحسن المعدل المعروف بابن هرمزينا من أهل النهروان،
قدم بغداد، وحدث بها عن: أبي القاسم البغوي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والعباس بن العباس بن المغيرة الجوهري، وأحمد بن محمد بن الجراح الضراب، وعبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، والقاضي أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري.
حَدَّثَنَا عنه: القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو علي بن دوما النعالي، وذكرا لي: أنهما سمعا منه بالنهروان.
وحَدَّثَنَا عنه أَبُو القاسم الأَزْهَرِيّ، وقال لي سمعت منه ببغداد في سنة سبع وسبعين وثلاث مائة.
(4524) -[15: 410] أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الشَّاهِدُ النَّهْرَوَانِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَغَوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَطَرِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ الدُّفِّ، وَلَعِبِ الصَّنْجِ، وَصَوْتِ الزَّمَّارَةِ "، كَنَّاهُ لِي الأَزْهَرِيُّ: أَبَا الْحُسَيْنِ، وَكَنَّاهُ لِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ وَابْنُ دُومَا: أَبَا الْحَسَنِ(15/409)
7229- نصر بن غالب بن إسحاق بن إبراهيم بن يَعْقُوب أَبُو الفتح البزاز، من أهل باب الطاق، حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وبشران بن مُحَمَّد القزاز.
حَدَّثَنَا عنه: العتيقي، وأحمد بن علي ابن التوزي.
وقال لنا العتيقي: توفي أَبُو الفتح نصر بن غالب البزاز في ذي الحجة من سنة أربع وثمانين وثلاث مائة.
قال: وكان ثقة ينزل في الجانب الشرقي.
قال مُحَمَّد بن أبي الفوارس: توفي يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجة.(15/410)
7230- نصر بن مُحَمَّد أَبُو الليث البخاري الزاهد قدم بغداد، وحدث بها عن: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا عنه: علي بن أَحْمَد الرزاز بحكاية نذكرها في أخبار أبي حنيفة إن شاء الله.(15/411)
7231- نصر بن مُحَمَّد بن هابيل البخاري قدم بغداد، وحدث بها عن: أبي أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحسن الْقَاضِي، شيخ يروي عن عبد الله بن محمود المروزي.
حَدَّثَنَا عنه: الحسن بن مُحَمَّد الخلال.(15/411)
7232- نصر بن علي بن نصر أَبُو أَحْمَد الطحان المعروف بابن علالة سمع: أَحْمَد بن سلمان النجاد، كتبنا عنه، وكان ثقة يسكن النصرية ناحية باب الشام.
(4525) -[15: 411] أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُلالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَهَا أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ " مات ابن علالة في يوم الثلاثاء التاسع عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة، ودفن من الغد.(15/411)
7233- نصر الله بن أَحْمَد بن القاسم بن سيما أَبُو الحسن المعروف بابن السندي البيع من أهل باب الأزج، حدث عن: أبي القاسم بن سبنك، كتبت عنه، وكان صدوقا.
(4526) -[15: 412] أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ عِنْدَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَقَانِي وَمَسَحَهَا " مات نصر الله في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة.(15/412)
ذكر من اسمه نعيم(15/413)
7234- نعيم بن حكيم المدائني سمع: قيسا، وأبا مريم.
روى عنه: أَبُو عَوَانَة، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وشبابة بن سوار، وعبد الله بن داود الخريبي، وغيرهم.
(4527) -[15: 413] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: انْطَلَقَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الأَصْنَامِ، فَقَالَ: " اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: انْهَضْ بِي إِلَى الصَّنَمِ، فَنَهَضْتُ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى ضَعْفِي تَحْتَهُ، قَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ وَأَنْزَلْتُهُ عَنِّي، وَجَلَسَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا عَلِيُّ، اصْعَدْ عَلَى مَنْكِبِي، فَصَعِدْتُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ نَهَضَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا نَهَضَ بِي خُيِّلَ لِي أَنِّي لَوْ شِئْتُ نِلْتُ السَّمَاءَ، وَصَعِدْتُ عَلَى الْكَعْبَةِ، وَتَنَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَلْقَيْتُ صَنَمَهُمُ الأَكْبَرَ: صَنَمَ قُرَيْشٍ، وَكَانَ مِنْ نُحَاسٍ مُوتَدًا بِأَوْتَادٍ مِنْ حَدِيدٍ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَالِجْهُ "، فَعَالَجْتُهُ، فَمَا زِلْتُ أُعَالِجُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِيهٍ إِيهٍ إِيهٍ "، فَلَمْ أَزَلْ أُعَالِجُهُ حَتَّى اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: " دُقَّهُ "، فَدَقَقْتُهُ، فَكَسَرْتُهُ، وَنَزَلْتُ " أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قال لي: قرئ على مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء، وأنا حاضر، قال: قال علي بن عبد الله المديني: قد روى عن نعيم، يعني: ابن حكيم: يحيى بن سعيد القطان، وأبو عوانة، وَمُحَمَّد بن بشر العبدي، وعبيد الله بن موسى أنبأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، قال: أخبرنا مُحَمَّد بن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أَبُو زكريا: نعيم بن حكيم، وعبد الملك بن حكيم أخوان جميعا، حدث عنهما: شبابة، وكان نعيم أثبتهما، وأكبرهما أَخْبَرَنَا علي بن الحسين صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الخالق بن منصور، قال: وسئل يحيى بن معين عن نعيم بن حكيم الذي يروي عنه عبيد الله بن موسى، فقال: ثقة أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: نعيم بن حكيم ثقة من أهل المدائن أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بن إبراهيم الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن يوسف بن خراش، قال: نعيم بن حكيم صدوق، لا بأس به أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي الآجري، قال: قلت لأبي داود سمع يحيى القطان من نعيم بن حكيم؟ قال: نعم، قلت: سنة كم مات نعيم بن حكيم؟ فقال: سنة ثمان وأربعين، يعني: ومائة(15/413)
7235- نعيم بن ميسرة أَبُو عمرو النحوي الكوفي سكن الري، وحدث بها عن: أبي إسحاق الهمداني، وعبد العزيز بن عُمَر.
روى عنه: يحيى بن يحيى النيسابوري، ومحمد بن حميد الرازي، ذكر ذلك محمد بن إسماعيل البخاري.
وبلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: سألت يحيى بن معين، عن نعيم بن ميسرة، فقال: رازي ليس به بأس، قلت: كنت أظنه كوفيا انتقل إلى الري، قال: لا، هو من أهل الري، وَمُحَمَّد بن حميد راوية عنه، ثم قال يحيى: قدم نعيم بن ميسرة ههنا بغداد فكتبوا عنه.
قلت وحدث أيضا عن: قيس بن مسلم الجدلي، والوليد بن العيزار، وعطاء بن السائب.
وروى عنه: جرير بن عبد الحميد، ويحيى بن الضريس، وإسحاق بن سليمان الرازي، ويحيى بن أبي بكر، والحسين بن إبراهيم المعروف بإشكاب، وأَبُو الربيع الزهراني، وعبيد الله بن إدريس النرسي، وحماد بن زاذان العطار.
أَخْبَرَنِي مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن عنبر الوشاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الربيع الزهراني، قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم بن ميسرة، عن عطاء بن السائب، أن أبا عَبْد الرَّحْمَن كان يقرأ: فَقَدَّرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ يثقل الدال.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد السوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله صاحب النرسي، قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم بن ميسرة أنه كان يقرأ: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا لولى.
وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن حميد، قال: سمعت نعيم بن ميسرة، يقول: ربما خاصمت إلى محارب بن دثار، يقول: إنه كبير، وقال: روى عن قيس بن مسلم الجدلي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس، قال: سمعت يحيى، يقول: نعيم بن ميسرة رازي، وقد روى عنه: جرير، وإسحاق الرازي، ويحيى بن ضريس، وروى عنه: إشكاب، وينبغي أن يكون إشكاب سمع منه ههنا ببغداد أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قال: قال يحيى بن معين: الرازيون لا بأس بهم: حكام بن سلم، والخليل بن زرارة، ونعيم بن ميسرة، وسلمة بن الفضل الأبرش قاضيهم أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد بن مُحَمَّد بن علي، قال: سمعت أبا داود، يقول: نعيم بن ميسرة ليس به بأس أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، قال: قال أَبُو أَحْمَد بن فارس قال البخاري: قال قتيبة بن سعيد: مات نعيم بن ميسرة النحوي بمدينة الري، ونحن عند جرير بن عبد الحميد سنة أربع وسبعين ومائة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب ابن سفيان، قال: قال مُحَمَّد بن حميد: ومات نعيم بن ميسرة سنة خمس وسبعين وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قال: سمعت ابن حميد، يقول: مات نعيم بن ميسرة سنة خمس أو ست وسبعين ومائة(15/415)
7236- نعيم بن الهيصم أَبُو مُحَمَّد الهروي سكن بغداد، وحدث بها عن: فرج بن فضالة، وأبي عوانة، وجعفر بن سليمان، وبشر بن المفضل، وبشر بن الحارث.
روى عنه: حاتم بن الليث الجوهري، وأبو إبراهيم أَحْمَد بن سعد الزهري، وموسى بن هارون، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي أَخْبَرَنَا علي بن الحسين صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الخالق بن منصور، قال: سألت يحيى بن معين، عن نعيم بن هيصم، فقال: رجل صدوق، وهو من العرب.
حَدَّثَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال، قال: قال أَبُو الحسن الدارقطني: نعيم بن هيصم ثقة.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات نعيم بن الهيصم في شوال سنة ثمان وعشرين، يعني: ومائتين، وقد كتبت عنه.
وقرأت على الْبَرْقَانِيّ، عن أبي إسحاق المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسحاق السراج، قَالَ: حَدَّثَنَا الجوهري، وأبي بكر، قالا: نعيم بن الهيصم الخراساني من الأبناء، يكنى: أبا مُحَمَّد، مات ببغداد في شوال سنة ثمان وعشرين.
قلت: ذكر موسى بن هارون أنه مات لسبع بقين من شوال.(15/418)
7237- نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك أَبُو عبد الله الخزاعي الأعور الفارض المروزي سمع من: إبراهيم بن طهمان حديثا واحدا، وسمع الكثير من إبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وأبي حمزة السكري، وعيسى بن عبيد، وعبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى السيناني.
روى عنه: يحيى بن معين، وأحمد بن منصور الرمادي، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، وَمُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، وعلي بن داود القنطري، وعبيد بن شريك البزار، وأبو إِسْمَاعِيل الترمذي، وجماعة آخرهم حمزة بن مُحَمَّد بن عيسى الكاتب.
وكان نعيم قد سكن مصر، ولم يزل مقيما بها حتى أشخص للمحنة في القرآن إلى سر من رأى في أيام المعتصم، فسئل عن القرآن فأبَى أن يجيبهم إلى القول بخلقه، فسجن، فلم يزل في السجن إلى أن مات، وفي السجن سمع منه: حمزة بن مُحَمَّد الكاتب.
وذكر الدارقطني، فقال: إمام في السنة كثير الوهم.
حدثت عن عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسن بن يوسف الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن هارون الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد الله، يقول: جاءنا نعيم بن حماد، ونحن على باب هشيم نتذاكر المقطعات، فقال: جمعتم حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فعنينا بها منذ يومئذ.
قلت: ويقال: إن أول من جمع المسند وصنفه: نعيم بن حماد.
أَخْبَرَنَا عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحكم المؤدب، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، وذكر حديثا لشعبة، عن أبي عصمة، قال أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: سألت أبي: من أَبُو عصمة هذا؟ قال: رجل روى عنه شعبة، وليس هو أَبُو عصمة صاحب نعيم بن حماد، وكان أَبُو عصمة صاحب نعيم خراسانيا، وكان نعيم كاتبا لأبي عصمة، وكان أَبُو عصمة شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء، ومنه تعلم نعيم بن حماد، قال أبي: وكنا نسميه نعيما الفارض، كان من أعلم الناس بالفرائض.
أنبأنا محمد بن جعفر بن علان، قَالَ: أَخْبَرَنَا مخلد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جرير الطبري، قال: سمعت صالح بن مسمار، يقول: سمعت نعيم بن حماد، يقول: أنا كنت جهميا، فلذلك عرفت كلامهم، فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل
(4528) -[15: 420] كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الْمَيْمُونِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيَّ أَخْبَرَهُمْ، وَأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيُّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ "، فَرَدَهُ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ فِي حَدِيثِ نُعَيْمٍ هَذَا، وَسَأَلْتُهُ عَنْ صِحَّتِهِ، فَأَنْكَرَهُ، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يُؤْتَى؟ قَالَ: شُبِّهَ لَهُ
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: هَذَا كِتَابُ جَدِّي أَبِي الْفَضْلِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ فَقَرَأْتُ فِيهِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ نُعَيْمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي: حَدِيثَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي ".
قَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، قُلْتُ: فَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؟ قَالَ: نُعْيَمٌ ثِقَةٌ، قُلْتُ: كَيْفَ يُحَدِّثُ ثِقَةٌ بِبَاطِلٍ؟ قَالَ: شُبِّهَ لَهُ
(4529) -[15: 421] أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ الْفُوِّيُّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ حَرِيزِ ابْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ "، وَافَقَ نُعَيْمًا عَلَى رِوَايَتِهِ هَكَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَدَثَانِيُّ.
وَقِيلَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، كُلُّهِمْ عَنْ عِيسَى
(4530) -[15: 422] أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيَسْتَحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ "
(4531) -[15: 422] وَأَمَّا حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، فَحَدَّثَنِيهِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ بِدَيْرِ الْعَاقُولِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَطَّانُ، قَالَ: قَالَ لِي سُوَيْدٌ: ارْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِّي، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَيُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "
(4532) -[15: 422] أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ إِجَازَةً، وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِرْمَانِيُّ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْفِرْيَابِيُّ، يَقُولُ: أَفَادَنِي أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ بِحَضْرَةِ أَبِي زُرْعَةَ، وَجَمْعٍ كَثِيرٍ مِنْ رُؤَسَاءِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ حِينَ أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى سُوَيْدٍ، وَقَالَ لِي وَقِّفْهُ، وَثَبِّتْ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ، هَلْ سَمِعَ عِيسَى بْنَ يُونُسَ؟ فَقَدِمْتُ عَلَى سُوَيْدٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِضْعًا وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، شَرُّهَا فِرْقَةً قَوْمٌ يَقِيسُونَ الرَّأْيَ يَسْتَحِلُّونَ بِهِ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ بِهِ الْحَلالَ "، قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: وَقَّفْتُ سُوَيْدًا عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي، وَدَارَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلامٌ كَثِيرٌ
قال ابن عدي: وهذا إنما يعرف بنعيم بن حماد، رواه عن عيسى بن يونس، فتكلم الناس فيه مجراه، ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له: الحكم بن المبارك، يكنى: أبا صالح يقال له: الخواشتي، ويقال: إنه لا بأس به، ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث، منهم: عبد الوهاب بن الضحاك، والنضر بن طاهر، وثالثهم سويد الأنباري.
(4533) -[15: 423] وَأَمَّا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْجُشَمِيُّ، بِالْحَدَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي لأُمِّي أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ دِهْقَانَ الْقَاضِي الْحَدَثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى بْنِ يُونُسَ السَّبِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، شَرُّ فِرْقَةً مِنْهَا قَوْمٌ يَقِيسُونَ الدِّينَ بِالرَّأْيِ فَيُحِلُّونَ بِهِ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ بِهِ الْحَلالَ "، قُلْتُ: وَقَدْ وَقَعَ إِلَيْنَا حَدِيثُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الضَّحَّاكِ، أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ الْعُرْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْتَرَقَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَأَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُخْطِئُونَ فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ "
وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الْمَنْبِجِيِّ جَمِيعًا، عَنْ عِيسَى.
(4534) -[15: 424] أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ وَهْبٍ، فَأَنْبَأَنَاهُ أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصَّدَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ، وَيَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ "، كَذَا قَالَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، لا عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، وَسَاقَهُ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ
(4535) -[15: 424] وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الْمَنْبِجِيِّ، فَأَخْبَرَنَاهُ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارَ الأَذَنِيُّ، بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ الْبَصْرِيُّ بِأَنْطَاكِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقْتَاسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ "
(4536) -[15: 425] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ، وَذَكَرَ حَدِيثَ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً "، مِنْ حَدِيثِ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ، وَمِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمِّهِ، وَمِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الْمَنْبِجِيِّ، جَمِيعًا عَنْ عِيسَى، فَقَالَ: كُلُّ مَنْ حَدَّثَ بِهِ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ غَيْرَ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ فَإِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ نُعَيْمٍ، وَبِهَذَا الْحَدِيثِ سَقَطَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، إِلا أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ لَمْ يَكُنْ يَنْسِبُهُ إِلَى الْكَذِبِ، بَلْ كَانَ يَنْسِبُهُ إِلَى الْوَهْمِ
فأما حديث ابن وهب فبليته من ابن أخيه لا منه، لأن الله قد رفعه عن ادعاء مثل هذا، ولأن حمزة بن مُحَمَّد حَدَّثَنِي عن عليك الرازي، أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق من قنادق ابن وهب لما أخرجه إليه بحشل ابن أخي ابن وهب، وأما مُحَمَّد بن سلام فليس بحجة.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الخالق بن منصور، قال: ورأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية، ويقول: ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا الحديث.
قلت: وأنا أذكر حديث أم الطفيل ليعرف
(4537) -[15: 425] أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هُوَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ امْرَأَةِ أُبَيٍّ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ: " أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ تَعَالَى فِي الْمَنَامِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ شَابًّا مُوفَرًا، رِجْلاهُ فِي خُفٍّ عَلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى وَجْهِهِ فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ " حَدَّثَنِي الصوري، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الغني بن سعيد الحافظ، وأَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم بن سعيد النحوي، جميعا بمصر، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد الرعيني، قال: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحداد، يقول: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَن النسوي، يقول: ومن مَرْوَان بن عثمان حتى يصدق على الله عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قال: قال مُحَمَّد بن العباس العصمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل يَعْقُوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي صالح بن مُحَمَّد الأسدي، قال: حديث شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: كان مُحَمَّد بن جبير بن مطعم يحدث، عن معاوية، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأمراء، والزهري إذا قال: كان فلان يحدث فليس هو سماع.
وقد روى هذا الحديث نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن مُحَمَّد بن جبير، عن معاوية، عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه، وليس لهذا الحديث أصل، ولا يعرف من حديث ابن المبارك، ولا أدري من أين جاء به نعيم، وكان نعيم يحدث من حفظه، وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها، وسمعت يحيى بن معين: سئل عنه، فقال: ليس في الحديث بشيء، ولكنه كان صاحب سنة
(4538) -[15: 427] وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْخُتَّلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ فَيْرُوزَ التَّوَّزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: " لا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَهَا رَجَلٌ مِنْ قَحْطَانَ "، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ؟ ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ لا يُنَاوِئُهُمْ فِيهِ أَحَدٌ إِلا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ " أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: نعيم بن حماد ضعيف مروزي حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يوسف القطان النيسابوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عبد الله الْقَاضِي بمصر، قال: أنبأنا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قال: أَبُو عبد الله نعيم بن حماد مروزي، سكن مصر، ليس بثقة أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين وسئل عن نعيم بن حماد، فقال: ثقة، كان نعيم بن حماد رفيقي بالبصرة أنبأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، قال: أخبرنا مُحَمَّد بن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أَبُو زكريا: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد، ثقة صدوق رجل صدق، أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث.
قال أَبُو زكريا أنا قلت له قبل خروجي من مصر: هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني، أي شيء هذه؟ فقال: يا أبا زكريا، مثلك يستقبلني بهذا؟ فقلت له: إنما قلت هذا من الشفقة عليك، قال: إنما كان معي نسخ أصابها الماء فدرس بعض الكتاب، فكنت أنظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل علي، فإذا كان مثل كتابي عرفته، فأما أن أكون كتبت منه شيئا قط، فلا والله الذي لا إله إلا هو، قال أَبُو زكريا: ثم قدم عليه ابن أخيه، وجاءه بأصول كتبه من خراسان، إلا أنه كان يتوهم الشيء كذا يخطئ فيه، فأما هو فكان من أهل الصدق.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: نعيم بن حماد المروزي ثقة أَخْبَرَنَا أَبُو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني بها، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن الشيرازي، قال: سمعت أبا العباس أَحْمَد بن سعيد بن معدان، يقول: سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سهل الخالدي، يقول: سمعت أبا بكر الطرسوسي، يقول: أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة سنة ثلاث وعشرين أو أربع وعشرين وألقوه في السجن، ومات في سنة سبع وعشرين، وأوصى أن يدفن في قيوده، وقال: إني مخاصم أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن معروف الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قال: نعيم بن حماد كان من أهل مرو، وطلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق والحجاز، ثم نزل مصر، فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون، فسئل عن القرآن فأبَى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه، فحبس بسامرا، فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين ومائتين أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيه مات نعيم بن حماد حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن الأزدي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن مُحَمَّد بن مسرور، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن يونس، قال: نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي، يكنى: أبا عبد الله، حمل من مصر إلى العراق في المحنة، فامتنع أن يجيبهم، فسجن فمات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكان يفهم الحديث.
روى أحاديث مناكير عن الثقات أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي مات نعيم بن حماد بسر من رأى في السجن سنة تسع وعشرين ومائتين أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن عرفة، قال: سنة تسع وعشرين ومائتين فيها مات نعيم بن حماد، وكان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القرآن، فجر بأقياده فألقي في حفرة، ولم يكفن، ولم يصل عليه، فعل ذلك به صاحب ابن أبي دؤاد(15/419)
7238- نعيم بن حماد بن مُحَمَّد بن عيسى بن الحسن بن نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك أَبُو القاسم الخزاعي أحسبه من أهل الدينور.
قدم بغداد، وحدث بها عن: عيسى بن علي بن زيد الدينوري، وأحمد بن مُحَمَّد بن خالد الْقَاضِي.
كتبنا عنه في مسجد أبي عُمَر بن مهدي في سنة تسع وأربع مائة.
(4539) -[15: 430] أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ "(15/430)
ذكر من اسمه نوح(15/431)
7239- نوح بن دراج أَبُو مُحَمَّد الكوفي مولى النخع حدث عن: مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، وسعد بن طريف، وسليمان الأعمش، وَمُحَمَّد بن إسحاق بن يسار، وعبد الله بن شبرمة، ومسلم الملائي.
وأخذ الفقه عن أبي حنيفة، وزفر بن الهذيل.
روى عنه: سعيد بن منصور، وضرار بن صرد، وَمُحَمَّد بن الصباح الجرجرائي، وإسماعيل بن موسى الفزاري.
ولي نوح بن دراج قضاء الكوفة، وولي أيضا ببغداد قضاء الشرقية، ثم عزل بحفص بن غياث.
(4540) -[15: 431] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قَفَرْجَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ، فَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ " أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله الدوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زيد عُمَر بن شبة، قال: حكم بن أبي ليلى بحكم ونوح بن دراج حاضر، فنبهه نوح، فانتبه ورجع عن حكمه ذلك، فقال ابن شبرمة: العباس أيضا: سئل يحيى عن نوح بن دراج، فقال: لم يكن يدري ما الحديث، ولا يحسن شيئا، وكان عنده حديث غريب عن ابن شبرمة، عن الشعبي في المحرم يضطر إلى الميتة أو إلى الصيد، ليس يرويه أحد غيره، ولم يكن ثقة، وكان أسد بن عمرو أوثق منه، وكان لنوح كاتب فأخذ حنطة الصدقة، فذهب فطرحها في السفينة، فلحقوه فأخذوها منه، وكان يقضي وهو أعمى ثلاث سنين، وكان لا يخبر الناس أنه أعمى من خبثه حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي الإمام، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يَعْقُوب الجوزجاني، قال: نوح بن دراج زائغ.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: نوح بن دراج متروك الحديث.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي، قال: نوح بن دراج كان قاضيا بالكوفة، وكان صاحب رأي ممن أخذ عن أبي حنيفة، حدث عن مُحَمَّد بن إسحاق بأحاديث لم يتابع عليها ليس هو عندهم بشيء.
وقال زكريا: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن خلف التيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بسطام التيمي، قال: كنت أختلف أنا والحسن اللؤلؤي إلى زفر بن الهذيل، فرأى اللؤلؤي رؤيا كأنه على فرس هاد، ثم صار على حمار قبيح المنظر، فعبرناها على رجل، فقال: تلزمان رجلا فقيها نبيلا يموت عن قليل، وتلزمان بعده رجلا دنيا فمات زفر، فلزمنا نوح بن دراج بعده، فقال لي اللؤلؤي: ما كان أسرع صحة الرؤيا!.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، قال: نوح بن دراج الْقَاضِي ليس بذاك، قال عَبْد الرَّحْمَن بن شيبة: مات نوح بن دراج سنة ثنتين وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر، قال: كتب إلي مُحَمَّد بن إبراهيم الجوري من شيراز يذكر أن أَحْمَد بن حمدان بن الخضر، حدثهم قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن يونس الضبي، قال: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي، قال: مات نوح بن دراج النخعي، يكنى: أبا مُحَمَّد، في سنة اثنتين وثمانين ومائة، وهو قاضي الجانب الشرقي ببغداد.
كادت تزل بها من حالق قدم لولا تداركها نوح بن دراج
لما رأى هفوة الْقَاضِي أخرجها من معدن الحكم نوح أي إخراج
يقال إن الحاكم كان ابن شبرمة لا ابن أبي ليلى، وأن رجلا ادعى قراحا فيه نخل، فأتاه بشهود شهدوا له بذلك، فسألهم بن شبرمة: كم في القراح نخلة؟ فقالوا: لا نعلم، فرد شهادتهم، فقال له نوح: أنت تقضي في هذا المسجد مذ ثلاثين سنة، ولا تعلم كم فيه أسطوانة! فقال للمدعي: اردد على شهودك، وقضى له بالقراح، وقال هذا الشعر أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: نوح بن دراج ضعيف الحديث، وكان له فقه، وكان أبوه بقالا بالكوفة، وكان نوح ولي قضاء الكوفة، حكم ابن شبرمة بحكم فرده نوح، وكان من أصحابه فرجع إلى قوله، فقال ابن شبرمة:
كادت تزل به من حالق قدم لولا تداركها نوح بن دراج
وكان شريك بن عبد الله إذا قيل له في ولده أن يؤدبهم، قال: من أدب نوحا؟ دراج أدب نوحا! أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد، قال: كان لشريك بنون كثير فيهم رهق، فقال له وكيع بن الجراح: لو أدبتهم، فقال: أدراج أدب نوحا؟ وكان دراج حائكا من النبط له بنون أربعة، كلهم ولي القضاء، وكان نوحا بن دراج قاضي الكوفة، فقال شاعر:
إن القيامة فيما أحسب اقتربت إذ صار قاضينا نوح بن دراج
أَخْبَرَنَا أَبُو علي مُحَمَّد بن الحسين الجازري، قَالَ: حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن علي العدوي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسن بن علي بن راشد، قال: قيل لشريك بن عبد الله: قد تقلد نوح بن دراج القضاء، فقال: ذهبت العرب الذين كانوا إذا غضبوا كفروا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الحميدي، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، قال: سأل ابن شبرمة، عن مسألة، فأفتى فيها فلم يصب، فقال له نوح بن دراج: أنظر فيها وتثبت يا أبا شبرمة، فعرف أنه لم يصب، فقال ابن شبرمة: ردوا علي الرجل، ثم أنشأ يقول:
كادت تزل بها من حالق قدم لولا تداركها نوح بن دراج
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قرئ علي أبي علي ابن الصواف، وأنا أسمع: حدثكم جعفر بن مُحَمَّد الفريابي، قال: وسألته، يعني: مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير عن نوح بن دراج، فقال: ثقة أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، وعلي بن مُحَمَّد بن الحسن الحربي، قالا: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن علي ابن المديني، قال: سمعت أبي، يقول: نوح بن الدراج، وأسد بن عمرو، وعلي بن غراب طبقة لم يكونوا في الحديث بذاك، وضعفهم أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قال: بلغني عن ابن معين، قال: نوح بن دراج كذاب خبيث، قضى سنين وهو أعمى أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: نوح بن دراج كذاب خبيث، قضى سنتين وهو أعمى.
وقال(15/431)
7240- نوح بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال، أَبُو سعيد العجلي، المعروف بالمضروب، سمي بذلك لضربة كانت في وجهه ضربه اللصوص سمع: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وعبد الله بن عُمَر العمري، وأبا معشر المديني، وعقبة بن أبي الصهباء.
روى عنه: أَحْمَد بن حنبل، وأبو يحيى صاعقة، وَمُحَمَّد بن عبد الملك الدقيقي، وَمُحَمَّد بن غالب التمتام.
وكان ثقة.
(4541) -[15: 436] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ "
(4542) -[15: 436] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ، قَالا: " أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى لَيْلا "(15/435)
7241- نوح بن يزيد بن سيار أَبُو مُحَمَّد المؤدب سمع: إبراهيم بن سَعْد.
روى عنه: أَحْمَد بن حنبل، وَمُحَمَّد بن المثنى السمسار، وعباس الدوري، وأبو إبراهيم أَحْمَد بن سعد الزهري، وأحمد بن علي الخزاز.
(4543) -[15: 437] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُعَلِّمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَأَلْتُ رَبِّي تَعَالَى ثَلاثًا، فَأَعْطَانِي مِنْهَا اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الأُمَمَ قَبْلَكُمْ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَلْبِسَنَا شِيَعًا فَمَنَعَنِيهَا " أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر الراشدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم، قال: ذكر لي أَبُو عبد الله نوح بن يزيد المؤدب، فقال: هذا شيخ كيس، أخرج إلي كتاب إبراهيم بن سعد فرأيت فيه ألفاظا، قال أَبُو عبد الله: نوح لم يكن به بأس كان مستثبتا حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي علي بن عُمَر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا علي ابن عبد الله بن مبشر بواسط، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بن المثنى البزاز ببغداد، قَالَ: حَدَّثَنَا نوح بن يزيد بن سيار، وسألت عنه أَحْمَد بن حنبل، فقال: اكتب عنه فإنه ثقة، حج مع إبراهيم بن سعد، وكان يؤدب ولده.
وَأَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قال: نوح بن يزيد المؤدب يكنى أبا مُحَمَّد، وكان ثقة فيه عسر.(15/437)
7242- نوح بن حبيب أَبُو مُحَمَّد البذشي القومسي سمع: أبا بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وَمُحَمَّد بن فضيل، ووكيعا، وحفص بن غياث، ويحيى بن سعيد القطان، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، ومؤمل بن إِسْمَاعِيل، وعبد الرزاق بن همام.
روى عنه جماعة من الغرباء، وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه من أهلها: أَبُو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، وموسى بن هارون، وَمُحَمَّد بن عبدوس بن كامل، وَمُحَمَّد بن الليث الجوهري، وأبو برزة الحاسب، وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وكان ثقة.
(4544) -[15: 438] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ الْقُومِسِيُّ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَادَ فِي خَانِ السِّنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلْحَفَةٌ مَصْبُوغَةٌ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ يَدُورُ بِهَا عَلَى نِسَائِهِ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ هَذِهِ رَشَّتْهَا بِالْمَاءِ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ هَذِهِ رَشَّتْهَا بِالْمَاءِ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ هَذِهِ رَشَّتْهَا بِالْمَاءِ "
(4545) -[15: 439] أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: " لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ "، وَقَالَ نُوحٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: " لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ " قال موسى بن هارون: حَدَّثَنَا نوح بهذين الحديثين معا، أحدهما يتلو الآخر من كتابه، كتبتهما ثم قرأهما علينا في منزلنا، فأما حديث ابن حرملة فلا أعلم أحدا رواه غيره، وأما حديث يحيى بن سعيد الأنصاري فإن جماعة رووه عن يحيى بن سعيد فيهم شعبة، وزائدة، اتفقوا في إسناده ولم يختلفوا، رووه كلهم عن يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن سعد، وتفرد ابن عيينة، فرواه عن يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن علي، فإن كان ابن عيينة حفظه عن يحيى بن سعيد فإنه حديث غريب، ويكون الحديث صحيحا، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن سعد، وعن يحيى بن سعيد، عن علي.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن علي التميمي النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بن إسحاق الإسفراييني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي، قال: وذكر، يعني: أَحْمَد بن حنبل نوح بن حبيب القومسي، فقال: لم يكن يكاتبني، إن الخير عليه لبين، قلت: أكتب عنه؟ قال: نعم.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عُمَر الدارقطني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، عن أبيه، ثم قَالَ: أَخْبَرَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنِي الخصيب بن عبد الله الْقَاضِي، قال: ناولني عبد الكريم، وكتب لي بخطه، قال: سمعت أبي، يقول: نوح بن حبيب قومسي، لا بأس به.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أَحْمَد بن مُحَمَّد بن رميح النسوي، قال: سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عُمَر بن بسطام، يقول: سمعت أَحْمَد بن سيار، يقول: نوح بن حبيب أَبُو مُحَمَّد كان ثقة، صاحب سنة وجماعة، ورأيته لا يخضب، مات في رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات نوح بن حبيب القومسي بقومس سنة اثنتين وأربعين.
قلت: ذكر موسى بن هارون أنه مات في شعبان.(15/438)
7243- نوح بن خلف بن مُحَمَّد بن الخصيب بن نوح عيسى بن بريق بن مالك بن غوث أَبُو عيسى البجلي حدث عن: أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، حَدَّثَنَا عنه: أَبُو الحسن بن رزقويه، وكان ثقة، وعمي في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا نوح بن خلف البجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم الكجي، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس أن الوليد بن عُقْبَة، قال لعلي بن أبي طالب: ألست أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأملأ منك حشوا؟ فأنزل الله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ} .
قرأت في كتاب أبي القاسم ابن الثلاج بخطه: توفي أَبُو عيسى نوح بن خلف بن مُحَمَّد البجلي الضرير في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وثلاث مائة، وذكر أن مولده في سنة خمسين ومائتين.(15/441)
ذكر من اسمه نافع(15/442)
7244- نافع بن عبد المنعم أَبُو الهياج الجواليقي روى أَبُو القاسم ابن الثلاج عنه، عن أَحْمَد بن سعيد الجمال.
وذكر أنه سمع منه بكلواذا في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة.(15/442)
7245- نافع بن أَحْمَد بن نافع بن الحسن بن حاجب أَبُو سعيد المروروذي
(4546) قَدِمَ بَغْدَادَ حَاجًّا، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُوَيْهِ بْنِ سِنْجَانَ الْمَرْوَزِيَّيْنِ.
حَدَّثَنِي عَنْهُ: أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقوَيْهِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ نَافِعُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَاجِبٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا لِلْحَجِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدوَيْهِ بْنِ سِنْجَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا أَحْرَمُوا لَمْ يَدْخُلُوا الْبُيُوتَ إِلا مِنْ ظُهُورِهَا، فَأَنْزَل اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}(15/442)
7246- نافع بن علي بن يحيى أَبُو عبد الله السروي الفقيه من أهل أذربيجان، قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن: علي بن مُحَمَّد بن مهرويه، وأبي داود سليمان بن يزيد، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القزوينيين، وعن حفص بن عمر الأردبيلي، حَدَّثَنَا عنه العتيقي.
(4547) -[15: 443] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَافِعُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى السَّرْوِيُّ الْفَقِيهُ مِنْ أَهْلِ أَذْرِبِيجَانَ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْحَمُوا حَاجَةَ الْغَنِيِّ.
قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا حَاجَةُ الْغَنِيِّ، فَقَالَ: الرَّجُلُ الْمُوسِرُ يَحْتَاجُ صَدَقَةً، الدِّرْهَمُ عَلَيْهِ عِنْدَ اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ سَبْعِينَ أَلْفًا "، هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَمِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ.
لا أَعْلَمُ رَوَاهُ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الطُّوسِيِّ، عَنِ الْفِرْيَابِيِّ(15/442)
7247- نافع بن مُحَمَّد بن الحسن بن علويه أَبُو سعيد الأبيوردي قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن أبي العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي.(15/443)
ذكر من اسمه النعمان(15/444)
7248- النعمان بن حميد أَبُو قدامة من كبار تابعي أهل الكوفة.
ذكر البخاري أنه صلى مع عُمَر بن الخطاب، وروى عن: عبد الله بن مسعود.
روى عنه: السماك بن حرب.
قلت: وورد المدائن، وأقام بها مدة في حياة سلمان الفارسي.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحاكم أَبُو حامد أَحْمَد بن الحسين بن علي المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحارث بن مُحَمَّد بن عبد الكريم العبدي، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسرائيل، عن سماك، عن أبي قدامة، قال: كان سلمان علينا بالمدائن وهو أميرنا، فقال: إنا أمرنا أن لا نؤمكم، تقدم يا زيد.
فكان زيد بن صوحان يؤمنا ويخطبنا أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بن أَحْمَد بن إبراهيم العبدوي، قال: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي، يقول: قرئ على مكي بن عبدان، وأنا أسمع سمعت مسلم بن الحجاج، يقول: أَبُو قدامة النعمان بن حميد، عن عُمَر، وعبد الله، روى عنه سماك.(15/444)
7249- النعمان بن ثابت أبو حنيفة التيمي
[ص:445] إمام أصحاب الرأي، وفقيه أهل العراق.
رأى أنس بن مالك، وسمع عطاء بن أبي رباح، وأبا إسحاق السبيعي، ومحارب بن دثار، وحماد بن أبي سليمان، والهيثم بن حبيب الصراف، وقيس بن مسلم، وَمُحَمَّد بن المنكدر، ونافعا مولى ابن عُمَر، وهشام بن عروة، ويزيد الفقير، وسماك بن حرب، وعلقمة بن مرثد، وعطية العوفي، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الكريم أبا أمية، وغيرهم.
روى عنه: أَبُو يحيى الحماني، وهشيم بن بشير، وعباد بن العوام، وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، ويحيى بن نصر بن حاجب، وأبو يوسف الْقَاضِي، وَمُحَمَّد بن الحسن الشيباني، وعمرو بن مُحَمَّد العنقزي، وهوذة بن خليفة، وأبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وعبد الرزاق بن همام في آخرين،
وهو من أهل الكوفة نقله أَبُو جعفر المنصور إلى بغداد، فأقام بها حتى مات، ودفن بالجانب الشرقي منها في مقبرة الخيزران، وقبره هناك ظاهر معروف.
[ص:446]
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله بن صالح العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت: كوفي، تيمي، من رهط حمزة الزيات، وكان خزازا يبيع الخز أنبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس بن أبي دهل الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يونس الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: سمعت محبوب بن موسى، يقول: سمعت ابن أسباط، يقول: ولد أَبُو حنيفة وأبوه نصراني.
أَخْبَرَنَا الحسن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عمرو الحريري، أن أبا القاسم علي بن مُحَمَّد بن كاس النخعي، أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق البكائي، عن عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة، قال: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى، فأما زوطى فإنه من أهل كابل، وولد ثابت على الإسلام، وكان زوطى مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة فأعتق، فولاؤه لبني تيم الله بن ثعلبة، ثم لبني قفل، وكان أَبُو حنيفة خزازا، ودكانه معروف في دار عمرو بن حريث.
قَالَ مُحَمَّد بن علي بن عفان: وسمعت أبا نعيم الفضل بن دكين، يقول: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى أصله من كابل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الغطريفي، قال: سمعت الساجي، يقول: سمعت مُحَمَّد بن معاوية الزيادي، يقول: سمعت أبا جعفر، يقول: كان أَبُو حنيفة اسمه عتيك بن زوطرة، فسمى نفسه: النعمان، وأباه ثابتا.
[ص:447]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن مُحَمَّد بن سلم الختلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد العتكي البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب الذارع، قال: سمعت يزيد بن زريع، يقول: كان أَبُو حنيفة نبطيا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح النهرواني، قَالَ: أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن نصر بن طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن ميمون، قال: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، يقول: كان أَبُو حنيفة من أهل بابل، وربما، قال: في قول البابلي كذا.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن عَمْرو الحريري، أن علي بن مُحَمَّد بن كاس النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي، قَالَ: حَدَّثَنَا النضر بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن النضر القرشي، قال: كان والد أَبُو حنيفة من نسا.
وقال النخعي أَيْضًا حَدَّثَنَا سليمان بن الربيع، قال: سمعت الحارث بن إدريس، يقول: أَبُو حنيفة أصله من ترمذ.
وقال النخعي أيضا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر أَحْمَد بن إسحاق بن البهلول الْقَاضِي، قال: سمعت أبي، يقول: عن جدي، قال: ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن [ص:448] عبيد الله بن شاذان المروزي، قال: حَدَّثَنِي أبي، عن جدي، قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة، يقول: أنا إِسْمَاعِيل بن حماد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان، من أبناء فارس الأحرار، والله ما وقع علينا رق قط، ولد جدي في سنة ثمانين، وذهب ثابت إلى علي بن أبي طالب وهو صغير فدعا له بالبركة فيه، وفي ذريته، ونحن نرجوا من الله أن يكون قد استجاب الله ذلك لعلي بن أبي طالب فينا، قال: والنعمان بن المرزبان، أَبُو ثابت، هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب الفالوذج في يوم النيروز، فقال: نورزونا كل يوم، وقيل كان ذلك في المهرجان، فقال: مهرجونا كل يوم.
ذكر إرادة ابن هبيرة أبا حنيفة على ولاية القضاة وامتناع أبي حنيفة من ذلك
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حماد بن سفيان بالكوفة، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن مُحَمَّد بن الفرزدق الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله عمرو بن أَحْمَد بن عمرو بن السرح بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن سليمان الجعفي الكوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن معبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرو الرقي، قال: كلم بن هبيرة أبا حنيفة أن يلي له قضاء الكوفة، فأبَى عليه، فضربه مائة سوط وعشرة أسواط، في كل يوم عشرة أسواط، وهو على الامتناع، فلما رأى ذلك خلى سبيله.
كتب إليَّ الْقَاضِي أَبُو القاسم الحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إبراهيم المعروف بالأنباري من مصر، وَحَدَّثَنِي أَبُو طاهر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي الصقر إمام الجامع بالأنبار عنه، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن المسور البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمرو المقدام بن داود الرعيني، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن [ص:449] معبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرو أن ابن هبيرة ضرب أبا حنيفة مائة سوط وعشرة أسواط في أن يلي القضاء فأبَى، وكان ابن هبيرة عامل مَرْوَان على العراق في زمن بني أمية
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق المادرائي، قال: سمعت إبراهيم بن عُمَر الدهقان، يقول: سمعت أبا معمر، يقول: سمعت أبا بكر بن عياش، يقول: إن أبا حنيفة ضرب على القضاء
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله الدوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن القاسم بن نصر أخو أبي الليث الفرائضي، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، قال: حَدَّثَنِي الربيع بن عاصم مولى بني فزارة، قال: أرسلني يزيد بن عُمَر بن هبيرة فقدمت بأبي حنيفة، فأراده على بيت المال فأبَى، فضربه أسواطا
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن عبد الحميد، عن أبيه، قال: كان أَبُو حنيفة يخرج كل يوم، أو قال: بين الأيام فيضرب ليدخل في القضاء، فيأبَى، ولقد بكى في بعض الأيام، فلما أطلق قال لي: كان غم والدتي أشد علي من الضرب
وقال النخعي: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سهل بن أبي منصور المروزي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن النضر، قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن سالم البغدادي، يقول: ضرب أَبُو حنيفة على الدخول في القضاء فلم يقبل القضاء، قال: وكان أَحْمَد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى وترحم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضرب أَحْمَد.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم بن عُمَر المؤدب، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب بن شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الله بن الحسن بن المبارك، عن إِسْمَاعِيل [ص:450] ابن حماد بن أبي حنيفة، قال: مررت مع أبي بالكناسة فبكى، فقلت له: يا أبت، ما يبكيك؟ قال: يا بني، في هذا الموضع ضرب ابن هبيرة أبي عشرة أيام، في كل يوم عشرة أسواط على أن يلي القضاء فلم يفعل.
وقيل: إن أبا جعفر المنصور أشخص أبا حنيفة من الكوفة إلى بغداد ليوليه القضاء.
ذكر قدوم أبي حنيفة بغداد وموته بها
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بن عثمان الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحكم الواسطي، وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر المعدل، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندي، قال: أشخص أَبُو جعفر أمير المؤمنين أبا حنيفة، فأراده على أن يوليه القضاء، فأبَى، فحلف عليه ليفعلن، فحلف أَبُو حنيفة أن لا يفعل، فحلف المنصور ليفعلن، فحلف أَبُو حنيفة أن لا يفعل، فقال الربيع الحاجب: ألا ترى أمير المؤمنين يحلف؟ فقال أَبُو حنيفة: أمير المؤمنين على كفارة أيمانه أقدر مني على كفارة أيماني، وأبَى أن يلي، فأمر به إلى الحبس في الوقت، هذا لفظ أبي العلاء، وانتهى حديث الواعظ، وزاد أَبُو العلاء: والعوام يدعون أنه تولى عدد اللبن أياما ليكفر بذلك عن يمينه، ولم يصح هذا من جهة النقل، والصحيح أنه توفي وهو في السجن.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا خارجة بن مصعب بن خارجة، قال: سمعت مغيث بن بديل، يقول: قال خارجة: دعا أَبُو جعفر أبا حنيفة إلى القضاء، فأبَى عليه، فحبسه، ثم دعا به يوما، فقال: أترغب عما نحن فيه؟ قال: أصلح الله أمير المؤمنين، إني لا أصلح للقضاء، فقال له: كذبت، قال: ثم عرض عليه الثانية، فقال أَبُو حنيفة: قد حكم علي أمير المؤمنين أني لا أصلح للقضاء لأنه [ص:451] نسبني إلى الكذب، فإن كنت كاذبا فلا أصلح، وإن كنت صادقا فقد أخبرت أمير المؤمنين أني لا أصلح، قال: فرده إلى الحبس أَخْبَرَنِي أَبُو بشر مُحَمَّد بن عُمَر الوكيل، وأبو الفتح عبد الكريم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد الضبي المحاملي، قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الحماني، قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن أبي أويس، يقول: سمعت الربيع بن يونس، يقول: رأيت أمير المؤمنين المنصور ينازل أبا حنيفة في أمر القضاء، وهو يقول: اتق الله، ولا ترعي أمانتك إلا من يخاف الله، والله ما أنا بمأمون الرضا، فكيف أكون مأمون الغضب؟ ولو اتجه الحكم عليك ثم تهددتني أن تغرقني في الفرات أو أن تلي الحكم لاخترت أن أغرق، ولك حاشية يحتاجون إلى من يكرمهم لك فلا أصلح لذلك، فقال له: كذبت، أنت تصلح، فقال: قد حكمت لي على نفسك، كيف يحل لك أن تولي قاضيا على أمانتك وهو كذاب؟
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد الله المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس الدوري، قال: حدثونا عن المنصور، أنه لما بنَى مدينته ونزلها، ونزل المهدي في الجانب الشرقي، وبنَى مسجد الرصافة، أرسل إلى أبي حنيفة فجيء به، فعرض عليه قضاء الرصافة، فأبَى، فقال له: إن لم تفعل ضربتك بالسياط، قال: أو تفعل؟ قال: نعم، فقعد في القضاء يومين فلم يأته أحد، فلما كان في اليوم الثالث أتاه رجل صفار ومعه آخر، فقال الصفار: لي على هذا درهمان وأربعة دوانيق بقية ثمن تور صفر، فقال أَبُو حنيفة: اتق الله، وانظر فيما يقول الصفار، قال: ليس له علي شيء، فقال أَبُو حنيفة للصفار: ما تقول؟ قال: استحلفه لي، فقال أَبُو حنيفة للرجل: قل: والله الذي لا إله إلا هو، فجعل يقول، فلما رآه أَبُو حنيفة معزما [ص:452] على أن يحلف قطع عليه، وضرب بيده إلى كمه، فحل صرة وأخرج درهمين ثقيلين، فقال للصفار: هذان الدرهمان عوض من باقي تورك، فنظر الصفار إليهما، وقال: نعم.
فأخذ الدرهمين، فلما كان بعد يومين اشتكى أَبُو حنيفة، فمرض ستة أيام ثم مات، قال أَبُو الفضل، يعني: عباس: فهذا قبره في مقام الخيزران، إذا دخلت من باب القطانين يسرة بعد قبرين أو ثلاثة.
وقيل: إن المنصور أقدمه بغداد لأمر آخر غير القضاء
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب بن شيبة، عن جده يَعْقُوب، قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن الحسن، قال: سمعت الواقدي، يقول: كنت بالكوفة، وقد أشخص أَبُو جعفر أمير المؤمنين أبا حنيفة إلى بغداد
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ، قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَجْهَرُ بِالْكَلامِ أَيَّامَ إِبْرَاهِيمَ جِهَارًا شَدِيدًا، فَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ حَتَّى تُوضَعَ الْحِبَالُ فِي أَعْنَاقِنَا.
قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ كِتَابُ الْمَنْصُورُ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى أَنِ احْمِلْ أَبَا حَنِيفَةَ، قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ وَوَجْهَهُ كَأَنَّهُ مُسِحَ، قَالَ: فَحَمَلَهُ إِلَى بَغْدَادَ فَعَاشَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ثُمَّ سَقَاهُ فَمَاتَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ، وَمَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ وَلَهُ سَبْعُونَ سَنَةً
[ص:453]
صفة أبي حنيفة وذكر السنة التي ولد فيها
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عبد الله الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا حسن ابن الخلال، قال: سمعت مزاحم بن ذواد بن علبة يذكر، عن أبيه أو غيره، قال: ولد أَبُو حنيفة سنة إحدى وستين، ومات سنة خمسين ومائة، لا أعلم لصاحب هذا القول متابعا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني بنيسابور، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق الثقفي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قال: ولد أَبُو حنيفة سنة ثمانين، وكان له يوم مات سبعون سنة، ومات في سنة خمسين ومائة، وهو النعمان بن ثابت.
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح النيسابوري بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت بن المغلس الحماني، قال: سمعت أبا نعيم، يقول: ولد أَبُو حنيفة سنة ثمانين بلا مائة، ومات سنة خمسين ومائة، وعاش سبعين سنة، قال أَبُو نعيم: وكان أَبُو حنيفة حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، حسن المجلس، شديد الكرم، حسن المواساة لإخوانه.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عفان، قال: سمعت نمر بن جدار، يقول: سمعت أبا يوسف، يقول: كان أَبُو حنيفة ربعة من الرجال، ليس بالقصير ولا بالطويل، وكان أحسن الناس منطقا، وأحلاه نغمة، وأنبهه على ما يريده.
[ص:454]
وقال النخعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن إسحاق، عن عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة، أن أبا حنيفة كان طوالا تعلوه سمرة، وكان لباسا حسن الهيئة، كثير التعطر، يعرف بريح الطيب إذا أقبل، وإذا خرج من منزله قبل أن تراه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر أَحْمَد بن الحسن الحرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الجهم، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة، قال: قال أَبُو حنيفة: لا يكتنى بكنيتي بعدي إلا مجنون، قال: فرأينا عدة اكتنوا بها فكان في عقولهم ضعف.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن عبيد الله الطلحي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الطلحي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن سالم البصري، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: لقيت عطاء بمكة، فسألته عن شيء، فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا؟ قلت: نعم، قال: فمن أي الأصناف أنت؟ قلت: ممن لا يسب السلف، ويؤمن بالقدر، ولا يكفر أحدا بذنب، قال: فقال لي عطاء: عرفت فالزم.
ذكر خبر ابتداء أبي حنيفة بالنظر في العلم
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عمرو الحريري، أن علي بن مُحَمَّد النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن محمود الصيدناني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن شجاع ابن الثلجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن أبي مالك، عن أبي يوسف، قال: قال أَبُو حنيفة: لما أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم، [ص:455] وأسأل عن عواقبها، فقيل لي: تعلم القرآن، فقلت: إذا تعلمت القرآن وحفظته فما يكون آخره؟ قالوا: تجلس في المسجد ويقرأ عليك الصبيان والأحداث، ثم لا تلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو يساويك في الحفظ فتذهب رئاستك، قلت: فإن سمعت الحديث وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني؟ قالوا: إذا كبرت وضعفت، حدثت واجتمع عليك الأحداث والصبيان، ثم لا تأمن أن تغلط فيرموك بالكذب، فيصير عارا عليك في عقبك، فقلت لا حاجة لي في هذا، ثم قلت: أتعلم النحو، فقلت: إذا حفظت النحو والعربية، ما يكون آخر أمري؟ قالوا: تقعد معلما، فأكثر رزقك ديناران إلى الثلاثة، قلت: وهذا لا عاقبة له، قلت: فإن نظرت في الشعر فلم يكن أحد أشعر مني، ما يكون أمري؟ قالوا: تمدح هذا فيهب لك، أو يحملك على دابة، أو يخلع عليك خلعة، وإن حرمك هجوته فصرت تقذف المحصنات، فقلت لا حاجة لي في هذا، قلت: فإن نظرت في الكلام ما يكون آخره؟ قالوا: لا يسلم من نظر في الكلام من مشنعات الكلام، فيرمى بالزندقة، فإما أن تؤخذ فتقتل، وإما أن تسلم فتكون مذموما ملوما، قلت: فإن تعلمت الفقه؟ قالوا: تسأل وتفتي الناس وتطلب للقضاء، وإن كنت شابا، قلت: ليس في العلوم شيء أنفع من هذا، فلزمت الفقه وتعلمته.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قال: سمعت إبراهيم الحربي، يقول: كان أَبُو حنيفة طلب النحو في أول أمره، فذهب يقيس فلم يجيء، وأراد أن يكون فيه أستاذا، فقال: قلب، وقلوب، وكلب، وكلوب، فقيل له: كلب، وكلاب، فتركه ووقع في الفقه، فكان يقيس، ولم يكن له علم بالنحو، فسأله رجل بمكة، فقال [ص:456] له: رجل شج رجلا بحجر؟ فقال: هذا خطأ ليس عليه شيء، لو أنه حتى يرميه " بأبا قبيس " لم يكن عليه شيء.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مالك بن أبي بهز البجلي، عن عبد الله بن صالح، عن أبي يوسف، قال: قال لي أَبُو حنيفة: إنهم يقرءون حرفا في يوسف يلحنون فيه، قلت: ما هو؟ قال: قوله: {لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ} فقلت: فكيف هو؟ قال: ترزقانه
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قال: حَدَّثَنِي جعفر بن مُحَمَّد بن حازم، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن حماد، عن الحسن بن زياد، عن زفر بن الهذيل، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأة يوما، فقالت لي: رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة، كم يطلقها؟ فلم أدر ما أقول، فأمرتها أن تسأل حماد ثم ترجع فتخبرني، فسألت حمادا، فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة، ثم يتركها حتى تحيض حيضتين، فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج، فرجعت فأخبرتني، فقلت: لا حاجة لي في الكلام، وأخذت نعلي فجلست إلى حماد، فكنت أسمع مسائله، فأحفظ قوله، ثم يعيدها من الغد فأحفظها، ويخطئ أصحابه، فقال لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة، فصحبته [ص:457] عشر سنين، ثم نازعتني نفسي الطلب للرياسة فأحببت أن أعتزله، وأجلس في حلقة لنفسي، فخرجت يوما بالعشي، وعزمي أن أفعل، فلما دخلت المسجد فرأيته لم تطب نفسي أن أعتزله، فجئت، فجلست معه، فجاءه في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالبصرة، وترك مالا وليس له وارث غيره، فأمرني أن أجلس مكانه، فما هو إلا أن خرج حتى وردت علي مسائل لم أسمعها منه، فكنت أجيب وأكتب جوابي، فغاب شهرين ثم قدم، فعرضت عليه المسائل وكانت نحوا من ستين مسألة، فوافقني في أربعين وخالفني في عشرين، فآليت على نفسي أن لا أفارقه حتى يموت، فلم أفارقه حتى مات
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: قال أَبُو حنيفة: قدمت البصرة فظننت أني لا أسأل عن شيء إلا أجبت عَنْهُ، فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب، فجعلت على نفسي أن لا أفارق حمادا حتى يموت، فصحبته ثماني عشرة سنة
أَخْبَرَنِي الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبيد بن عتبة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين أَبُو بشير، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سماعة مولى بني ضبة، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علما أو علمته علما
وأَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن مغلس، قَالَ: حَدَّثَنَا هناد بن السري، قال: سمعت يونس بن بكير، يقول: سمعت إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي سليمان، يقول: غاب أبي غيبة في سفر له ثم قدم، فقلت له: يا أبت، إلى أي شيء كنت أشوق؟ [ص:458] قال: وأنا أرى أنه يقول: إلى ابني، فقال: إلى أبي حنيفة، ولو أمكنني أن لا أرفع طرفي عنه فعلت
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عبد الملك القرشي، قال: أَبُو العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد الفارسي، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بن فضيل هو البلخي العابد، قال: حدثنا أَبُو مطيع، قال: قال أَبُو حنيفة: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين، فقال لي: يا أبا حنيفة عمن أخذت العلم؟ قال: قلت عن حماد، عن إبراهيم، عن عُمَر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، قال: فقال أَبُو جعفر: بخ، بخ، استوثقت ما شئت يا أبا حنيفة الطيبين الطاهرين المباركين، صلوات الله عليهم
أَخْبَرَنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بن عُمَر الوكيل، وأبو الفتح عبد الكريم بن مُحَمَّد الضبي، قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية الكوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي أويس، قال: سمعت الربيع بن يونس، يقول: دخل أَبُو حنيفة يوما على المنصور، وعنده عيسى بن موسى، فقال للمنصور: هذا عالم الدنيا اليوم، فقال له: يا نعمان عمن أخذت العلم؟ قال: عن أصحاب عُمَر، عن عُمَر، وعن أصحاب علي، عن علي، وعن أصحاب عبد الله، عن عبد الله، وما كان في وقت ابن عباس على وجه الأرض أعلم منه، قال: لقد استوثقت لنفسك
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عُمَر الداودي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أَحْمَد بن يَعْقُوب المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سليمان الباغندي، قَالَ: حَدَّثَنِي شعيب بن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يحيى الحماني،(15/444)
قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: رأيت رؤيا فأفزعتني، رأيت كأني أنبش قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتيت البصرة فأمرت رجلا يسأل مُحَمَّد بن سيرين، فسأله، فقال: هذا رجل ينبش أخبار رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْبَرَنِي الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بن عبد الله بن سالم، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت هشام بن مهران، يقول: رأى أَبُو حنيفة في النوم كأنه ينبش قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبعث من سأل له مُحَمَّد بن سيرين، فقال مُحَمَّد بن سيرين: من صاحب هذه الرؤيا؟ ولم يجبه عنها، ثم سأله الثانية، فقال: مثل ذلك، ثم سأله الثالثة، فقال: صاحب هذه الرؤيا يثور علما لم يسبقه إليه أحد قبله، قال هشام: فنظر أَبُو حنيفة وتكلم حينئذ
مناقب أبي حنيفة
(4548) -[15: 459] أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَصْرِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو زَيْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَامِرٍ الْكِنْدِيُّ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ البُورَقِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَاسِرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي أُمَّتِي رَجُلا "، وَفِي حَدِيثِ الْقَصْرِيِّ: " يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ اسْمُهُ النُّعْمَانُ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي، هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي، هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي "، قَالَ لِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ: كَتَبَ عَنِّي هَذَا الْحَدِيثَ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْمَرِيُّ، [ص:460] قُلْتُ: وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ الْبُورَقِيُّ، وَقَدْ شَرَحْنَا فِيمَا تَقَدَّمَ أَمْرَهُ وَبَيَّنَّا حَالَهُ
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي، حدثهم قَالَ: أَخْبَرَنَا سليمان بن الربيع الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حفص، عن الحسن بن سليمان، أنه قال في تفسير الحديث " لا تقوم الساعة حتى يظهر العلم "، قال: هو علم أبي حنيفة، وتفسيره الآثار
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر أَحْمَد بن نصر بن مُحَمَّد بن إشكاب البخاري، قال: سمعت مُحَمَّد بن خلف بن رجاء، يقول: سمعت مُحَمَّد بن سلمة، يقول: قال خلف بن أيوب: صار العلم من الله تعالى إلى مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم صار إلى أصحابه، ثم صار إلى التابعين، ثم صار إلى أبي حنيفة، وأصحابه، فمن شاء فليرض ومن شاء فليسخط
أنبئنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر الجعابي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بكر إبراهيم بن مُحَمَّد بن داود بن سليمان القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن البهلول، قال: سمعت ابن عيينة، يقول: ما مقلت عيني مثل أبي حنيفة
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي، قال: سمعت أبا الفضل مُحَمَّد بن الحسين قاضي نيسابور، يَقُولُ: [ص:461] سمعت حماد بن أَحْمَد الْقَاضِي المروزي، يقول: سمعت إبراهيم بن عبد الله الخلال، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: كان أَبُو حنيفة آية، فقال له قائل: في الشر يا أبا عَبْد الرَّحْمَن أو في الخير؟ فقال: اسكت يا هذا، فإنه يقال غاية في الشر، وآية في الخير، ثم تلا هذه الآية، {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً}
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مغلس، قَالَ: حَدَّثَنَا الحماني، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: ما كان أوقر مجلس أبي حنيفة، كان يشبه الفقهاء، وكان حسن السمت، حسن الوجه، حسن الثوب، ولقد كنا يوما في مسجد الجامع فوقعت حية، فسقطت في حجر أبي حنيفة، وهرب الناس غيره، فما رأيته زاد على أن نفض الحية وجلس مكانه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمود بن مُحَمَّد المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا حامد بن آدم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وهب مُحَمَّد بن مزاحم، قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: لولا أن الله أغاثني بأبي حنيفة وسفيان، كنت كسائر الناس
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا علي بن أَحْمَد بن أبي غسان الدقيقي البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن موسى النيسابوري الحافظ، قال: سمعت علي بن سالم العامري، يقول: سمعت أبا يحيى الحماني، يقول: [ص:462] ما رأيت رجلا قط خيرا من أبي حنيفة أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل، وأبو الفتح الضبي، قالا: أَخْبَرَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية العوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا منجاب، قال: سمعت أبا بكر بن عياش، يقول: أَبُو حنيفة أفضل أهل زمانه أَخْبَرَنِي الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي حاتم، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن أَحْمَد الخزاعي، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت سهل بن مزاحم، يقول: بذلت الدنيا لأبي حنيفة فلم يردها، وضرب عليها بالسياط فلم يقبلها أَخْبَرَنَا علي بن القاسم الشاهد بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق المادرائي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن زهير إجازة، قَالَ: أَخْبَرَنِي سليمان بن أبي شيخ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل، وأبو الفتح الضبي، قالا: حدثنا عُمَر بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن أَحْمَد بن صدقة الفرائضي، وهذا لفظ حديثه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن أَبِي خيثمة، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، قَالَ: حَدَّثَنِي حجر بن عبد الجبار، قال: قيل للقاسم بن معن بن عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مسعود: ترضى أن تكون من غلمان أبي حنيفة؟ قال: ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبي حنيفة، وقال له القاسم: تعال معي إليه، فجاء، فلما جلس إليه لزمه، وقال: ما رأيت مثل هذا، زاد الفرائضي: قال [ص:463] سليمان: وكان أَبُو حنيفة ورعا سخيا
ما قيل في فقه أبي حنيفة
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس بن حمدان لفظا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن الصباح، قال: سمعت الشافعي مُحَمَّد بن إدريس، قال: قيل لمالك بن أنس: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.
حَدَّثَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عبد الله الْقَاضِي بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن جابر البزاز، قال: سمعت جعفر بن مُحَمَّد بن عيسى بن نوح، يقول: سمعت مُحَمَّد بن عيسى ابن الطباع، يقول: سمعت روح بن عبادة، يقول: كنت عند ابن جريج سنة خمسين، وأتاه موت أبي حنيفة فاسترجع وتوجع، وقال أي علم ذهب؟ قال: ومات فيها ابن جريج.
أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل، وأبو الفتح الضبي، قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عصمة الخراساني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن بسطام، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بن عبد الجبار، قال: سمعت أبا عثمان حمدون بن أبي الطوسي، يقول: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: قدمت الشام على الأوزاعي فرأيته ببيروت، فقال لي: يا خراساني، من هذا المبتدع الذي خرج بالكوفة، يكنى: أبا حنيفة، فرجعت إلى بيتي فأقبلت على كتب أبي حنيفة، فأخرجت منها مسائل من جياد المسائل، وبقيت في ذلك ثلاثة أيام، فجئت يوم الثالث، وهو مؤذن مسجدهم وإمامهم، والكتاب في يدي، فقال لي: أي [ص:464] شيء هذا الكتاب؟ فناولته، فنظر في مسألة منها وقعت عليها، قال: النعمان بن ثابت، فما زال قائما بعد ما أذن حتى قرأ صدرا من الكتاب، ثم وضع الكتاب في كمه، ثم أقام وصلى، ثم أخرج الكتاب حتى أتى عليها، فقال لي: يا خراساني، من النعمان بن ثابت هذا؟ قلت: شيخ لقيته بالعراق، فقال: هذا نبيل من المشايخ، اذهب فاستكثر منه، قلت: هذا أَبُو حنيفة الذي نهيت عنه.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا همام بن مسلم، قال: سمعت مسعر بن كدام، يقول: ما أحسد أحدا بالكوفة إلا رجلين: أَبُو حنيفة في فقهه، والحسن بن صالح في زهده.
أَخْبَرَنِي الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن مسرور، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن مكنف، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، عن إبراهيم بن الزبرقان، قال: كنت يوما عند مسعر فمر بنا أَبُو حنيفة فسلم، ووقف عليه ثم مضى، فقال بعض القوم لمسعر: ما أكثر خصوم أبي حنيفة، فاستوى مسعرا منتصبا، ثم قال: إليك فما رأيته خاصم أحدا قط إلا فلج عليه.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مغلس، قَالَ: حدثنا أَبُو غسان، قال: سمعت إسرائيل، يقول: كان نعم الرجل النعمان، ما كان أحفظه لكل حديث فيه فقه، وأشد فحصه عنه، وأعلمه بما فيه من الفقه، وكان قد [ص:465] ضبط عن حماد فأحسن الضبط عنه، فأكرمه الخلفاء، والأمراء، والوزراء، وكان إذا ناظره رجل في شيء من الفقه همته نفسه، ولقد كان مسعر، يقول: من جعل أبا حنيفة بينه وبين الله رجوت أن لا يخاف، ولا يكون فرط في الاحتياط لنفسه.
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا علي ابن المديني، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: كنت عند معمر، فأتاه ابن المبارك، فسمعنا معمرا، يقول: ما أعرف رجلا يحسن يتكلم في الفقه أو يسعه أو يقيس ويشرح لمخلوق النجاة في الفقه أحسن معرفة من أبي حنيفة، ولا أشفق على نفسه من أن يدخل في دين الله شيئا من الشك من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن تميم بن عباد المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا حامد بن آدم، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي جعفر الرازي، قال: سمعت أبي، يقول: ما رأيت أحدا أفقه من أبي حنيفة، وما رأيت أحدا أورع من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل، وأبو الفتح الضبي، قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن منصور.
وَأَخْبَرَنِي التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن منصور، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: كان أَبُو حنيفة رجلا فقيها [ص:466] معروفا بالفقه، مشهورا بالورع، واسع المال، معروفا بالإفضال على كل من يطيف به، صبورا على تعليم العلم بالليل والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام، حتى ترد مسألة في حلال أو حرام، وكان يحسن أن يدل على الحق هاربا من مال السلطان.
هذا آخر حديث مكرم، وزاد ابن الصباح: وكان إذا وردت عليه مسألة فيها حديث صحيح اتبعه، وإن كان عن الصحابة والتابعين، وإلا قاس فأحسن القياس.
أَخْبَرَنِي التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، قال: سمعت أبا يوسف، يقول: ما رأيت أحدا أعلم بتفسير الحديث ومواضع النكت التي فيه من الفقه من أبي حنيفة أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مغلس، قال: سمعت مُحَمَّد بن سماعة، يقول: سمعت أبا يوسف، يقول: ما خالفت أبا حنيفة في شيء قط فتدبرته إلا رأيت مذهبه الذي ذهب إليه أنجى في الآخرة، وكنت ربما ملت إلى الحديث، وكان هو أبصر بالحديث الصحيح مني
أَخْبَرَنِي أَبُو منصور علي بن مُحَمَّد بن الحسين الدقاق، قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نوفل، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بن فضل بن موفق، قَالَ: أَخْبَرَنِي إبراهيم بن مسلمة الطيالسي، قال: سمعت أبا يوسف، يقول: إني لأدعو لأبي حنيفة قبل أبوي، ولقد سمعت أبا حنيفة، يقول: إني لأدعو لحماد مع أبوي
[ص:467] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي علي بن أبي علي البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله الدوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن القاسم بن نصر أخو أبي الليث الفرائضي، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عُمَر الحنفي، عن أبي عباد شيخ لهم قال: قال الأعمش لأبي يوسف: كيف ترك صاحبك أَبُو حنيفة قول عبد الله عتق الأمة طلاقها؟ قال: تركه لحديثك الذي حدثته، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، أن بريرة حين أعتقت خيرت، قال الأعمش: إن أبا حنيفة لفطن، قال: وأعجبه ما أخذ به أَبُو حنيفة أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو جعفر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد السمناني، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن الحسين بن علي البخاري الزاهد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن سعد بن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن موسى القمي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سعدان، قال: سمعت أبا سليمان الجوزجاني، يقول: سمعت حماد بن زيد، يقول: أردت الحج، فأتيت أيوب أودعه، فقال: بلغني أن الرجل الصالح فقيه أهل الكوفة، يعني: أبا حنيفة يحج العام فإذا لقيته فأقرئه مني السلام أَخْبَرَنَا الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن نمير، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن البصير، عن إِسْمَاعِيل بن حماد، عن أبي بكر بن عياش، قال: مات عُمَر بن سعيد أخو سفيان، فأتيناه نعزيه، فإذا المجلس غاص بأهله، وفيهم: عبد الله بن إدريس، إذ أقبل أَبُو حنيفة في جماعة معه، فلما رآه سفيان تحرك من مجلسه ثم قام فاعتنقه، وأجلسه في موضعه وقعد بين يديه، قال أَبُو بكر: فاغتظت عليه، وقال ابن إدريس ويحك، ألا ترى؟ فجلسنا حتى تفرق الناس، [ص:468] فقلت لعبد الله بن إدريس لا تقم حتى نعلم ما عنده في هذا، فقلت: يا أبا عبد الله، رأيتك اليوم فعلت شيئا أنكرته وأنكره أصحابنا عليك، قال: وما هو؟ قلت: جاءك أَبُو حنيفة فقمت إليه، وأجلسته في مجلسك، وصنعت به صنيعا بليغا، وهذا عند أصحابنا منكر، فقال: وما أنكرت من ذَلِكَ؟ هذا رجل من العلم بمكان، فإن لم أقم لعلمه قمت لسنه، وإن لم أقم لسنه قمت لفقهه، وإن لم أقم لفقهه قمت لورعه، فأحجمني فلم يكن عندي جواب أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل، وأبو الفتح الضبي، قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد، قال: سمعت مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القاسم النيسابوري قدم علينا، قال: سمعت أَحْمَد بن حام العفيفي، يقول: سمعت مُحَمَّد بن الفضل الزاهد البلخي، يقول: سمعت أبا مطيع الحكم بن عبد الله، يقول: ما رأيت صاحب يعني: حديث، أفقه من سفيان الثوري، وكان أَبُو حنيفة أفقه منه
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب بن شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوب بن أَحْمَد، قال: سمعت الحسن بن علي، قال: سمعت يزيد بن هارون، وسأله إنسان، فقال: يا أبا خالد، من أفقه من رأيت؟ قال: أَبُو حنيفة.
قال الحسن، ولقد قلت لأبي عاصم، يعني: النبيل: أَبُو حنيفة أفقه أو سفيان؟ قال: عبد أبي حنيفة أفقه من سفيان
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي، حدثهم قَالَ: [ص:469] حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا ضرار بن صرد، قال: سئل يزيد بن هارون أيما أفقه: أَبُو حنيفة أو سفيان؟ قال: سفيان أحفظ للحديث، وأبو حنيفة أفقه.
قال: وسألت أبا عاصم النبيل، فقلت: أيما أفقه: سفيان أو أَبُو حنيفة؟ قال: غلام من غلمان أبي حنيفة أفقه من سفيان أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنيفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الحلواني، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد، يعني: الحماني، قال: سمعت سجادة، يقول: دخلت أنا وأبو مسلم المستملي على يزيد بن هارون، وهو نازل ببغداد على منصور بن المهدي، فصعدنا إلى غرفة هو فيها، فقال له أَبُو مسلم: ما تقول يا أبا خالد في أبي حنيفة والنظر في كتبه؟ قال: انظروا فيها إن كنتم تريدون أن تفقهوا، فإني ما رأيت أحدا من الفقهاء يكره النظر في قوله، ولقد احتال الثوري في كتاب الرهن حتى نسخه
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كريب، قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن الفضل المذكر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حمزة يَعْلَى بن حمزة، قال: سمعت أبا وهب مُحَمَّد بن مزاحم، يقول: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس، فأما أعبد الناس: فعبد العزيز بن أبي رواد، وأما أورع الناس: فالفضيل بن عياض، وأما أعلم الناس: فسفيان الثوري، وأما أفقه الناس: فأبو حنيفة، ثم قال: ما رأيت في الفقه مثله
[ص:470]
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مغلس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مقاتل، قال: سمعت ابن المبارك، قال: إن كان الأثر قد عرف، واحتيج إلى الرأي، فرأي مالك وسفيان وأبي حنيفة، وأبو حنيفة أحسنهم وأدقهم فطنة، وأغوصهم على الفقه، وهو أفقه الثلاثة، وقال أَحْمَد بن مُحَمَّد: حَدَّثَنَا نصر بن علي، قال: سمعت أبا عاصم النبيل سئل أيما أفقه سفيان أو أَبُو حنيفة؟ فقال: إنما يقاس الشيء إلى شكله، أَبُو حنيفة فقيه تام الفقه، وسفيان رجل متفقه أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين بن الفضل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم أَبُو حمزة المروزي، قال: سمعت ابن أعين أبا الوزير المروزي، قال: قال عبد الله، يعني: ابن المبارك إذا اجتمع سفيان، وأبو حنيفة فمن يقوم لهما على فتيا أَخْبَرَنَا الحسين بن علي بن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن بن شقيق، قال: كان عبد الله بن المبارك، يقول: إذا اجتمع هذان على شيء فذاك قوي، يعني: الثوري، وأبا حنيفة
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت بن المغلس، قَالَ: حَدَّثَنَا الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن المبارك، قال: رأيت مسعرا في حلقة أبي حنيفة جالسا بين يديه، يسأله ويستفيد منه، وما رأيت أحدا قط تكلم في الفقه أحسن [ص:471] من أبي حنيفة
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم بن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عروبة الحراني، قال: سمعت سلمة بن شبيب، يقول: سمعت عبد الرزاق، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: إن كان أحد ينبغي له أن يقول برأيه، فأبو حنيفة ينبغي له أن يقول برأيه
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قال: حَدَّثَنِي علي بن أبي الربيع، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: سمعت عبد الله بن داود.
قال جدي وَحَدَّثَنِيه إبراهيم بن هاشم، قال: بشر حَدَّثَنِيه، عن ابن داود، قال: إذا أردت الآثار، أو قال: الحديث، وأحسبه قال: والورع فسفيان، وإذا أردت تلك الدقائق فأبو حنيفة أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن شهاب العبدي، قَالَ: حَدَّثَنَا جندل بن والق، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن بشر، قال: كنت أختلف إلى أبي حنيفة، وإلى سفيان، فآتي أبا حنيفة، فيقول لي: من أين جئت؟ فأقول: من عند سفيان، فيقول: لقد جئت من عند رجل لو أن علقمة والأسود حضرا لاحتاجا إلى مثله، فآتي سفيان، فيقول لي: من أين جئت؟ فأقول: من عند أبي حنيفة، فيقول: لقد جئت من عند أفقه أهل الأرض
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن شعيب البخاري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن موسى القمي، قال: سمعت مُحَمَّد بن عمار، يقول: قال علي بن عاصم: كنا في مجلس، فذكر أَبُو حنيفة، فقال لي خالد [ص:472] البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق المادرائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بن يحيى بن زبان، عن أبيه، قال: قال لي أَبُو حنيفة: يا أهل البصرة، أنتم أورع منا ونحن أفقه منكم أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق الثقفي، قَالَ: حَدَّثَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قال: كان أَبُو حنيفة صاحب غوص في المسائل.
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن مُحَمَّد الخصيبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مسلم الكجي إبراهيم بن عبد الله، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سعيد أَبُو عبد الله الكاتب، قال: سمعت عبد الله بن داود الخريبي، يقول: يجب على أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبي حنيفة في صلاتهم، قال: وذكر حفظه عليهم السنن والفقه
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو علي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إسحاق المعدل النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد بن بلال، قال: سمعت مُحَمَّد بن يزيد، يقول: سمعت عبد الله بن يزيد المقرئ، يقول: ما رأيت أسود رأس أفقه من أبي حنيفة(15/459)
الطحان: ليت بعض علمه بيني وبينك أَخْبَرَنَا علي بن القاسم أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل، وأبو الفتح الضبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخزوم، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وكان إذا حَدَّثَنَا عن أبي حنيفة، قَالَ: حَدَّثَنَا شاهانشاه.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد البلخي، قال: سمعت شداد بن حكيم، يقول: ما رأيت أعلم من أبي حنيفة.
وقال النخعي: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الفارسي، قال: سمعت مكي بن إبراهيم ذكر أبا حنيفة، فقال: كان أعلم أهل زمانه أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت، قال: سمعت مليح بن وكيع، يقول: سمعت أبي، يقول: ما لقيت أحدا أفقه من أبي حنيفة، ولا أحسن صلاة منه، وقال ابن الصلت: سمعت الحسين بن حريث، يقول: سمعت النضر بن شميل، يقول: كان الناس نياما عن الفقه حتى أيقظهم أَبُو حنيفة بما فتقه، وبينه، ولخصه
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف الدوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن منصور بن سيار، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: كم من شيء حسن قد قاله أَبُو حنيفة.
أَخْبَرَنَا علي بن القاسم الشاهد، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق المادرائي، قال: سمعت أبا جعفر بن أشرس، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى القطان، يقول: لا نكذب الله، ربما آخذ بالشيء من رأي أَبُو حنيفة
[ص:474]
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر بن نصر بن مُحَمَّد الدمشقي بها، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن سعيد الْقَاضِي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان، يقول: لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله.
قال يحيى بن معين: وكان يحيى بن سعيد يذهب في الفتوى إلى قول الكوفيين، ويختار قوله من أقوالهم، ويتبع رأيه من بين أصحابه أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم بن علي، قال: سمعت حمزة بن علي البصري، يقول: سمعت الربيع، يقول: سمعت الشافعي، يقول: الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه أَخْبَرَنَا علي بن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق المادرائي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن أَحْمَد، قال: قال هارون بن سعيد: سمعت الشافعي، يقول: ما رأيت أحدا أفقه من أبي حنيفة.
قلت: أراد بقوله " ما رأيت ": ما علمت أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد بن علي بن مُحَمَّد بن يُوسُف الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد أَبُو إسحاق البخاري، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن عزير أَبُو الفضل القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا حرملة بن يحيى، قال: سمعت مُحَمَّد بن إدريس الشافعي، يقول: الناس عيال على هؤلاء الخمسة، من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة.
قال: وسمعته، يعني: الشافعي، يقول: كان أَبُو حنيفة ممن وفق له الفقه، ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى، ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على مُحَمَّد بن إسحاق، ومن أراد أن [ص:475] يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي، ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت الحماني، قال: سمعت أبا عبيد، يقول: سمعت الشافعي، يقول: من أراد أن يعرف الفقه فليلزم أبا حنيفة وأصحابه، فإن الناس كلهم عيال عليه في الفقه.
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بن مُحَمَّد الدربندي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن سليمان الحافظ ببخارى، قال: سمعت علي بن الحسن بن عبد الرحيم الكندي، يقول: سمعت أبا مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن عُمَر الأديب، يقول: سمعت يَعْقُوب بن إبراهيم بن أبي خيران، يقول: سمعت الحسن بن عثمان الْقَاضِي، يقول: وجدت العلم بالعراق والحجاز ثلاثة: علم أبي حنيفة، وتفسير الكلبي، ومغازي مُحَمَّد بن إسحاق أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: القراءة عندي: قراءة حمزة، والفقه: فقه أبي حنيفة، على هذا أدركت الناس.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن مخلد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر أَحْمَد بن كامل، إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: شيئان ما ظننت أنهما يجاوزان قنطرة الكوفة، وقد بلغا الآفاق: قراءة حمزة، ورأي أَبِي حنيفة.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قال: سمعت علي [ص:476] ابن المديني، يقول: كان يزيد بن زريع يقول: وذكر أَبَا حنيفة: هيهات، طارت بفتياه البغال الشهب
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي حدثهم، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سهل، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن هانئ، قال: سمعت جعفر بن الربيع، يقول: أقمت على أبي حنيفة خمس سنين فما رأيت أطول صمتا منه، فإذا سئل عن شيء من الفقه تفتح وسال كالوادي، وسمعت له دويا وجهارة بالكلام أَخْبَرَنَا الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن بهلول، قال: هذا كتاب جدي إِسْمَاعِيل بن حماد، فقرأت فيه: حَدَّثَنِي سعيد بن سويد القرشي، قال: سمعت إبراهيم بن عكرمة المخزومي، يقول: ما رأيت أحدا أورع ولا أفقه من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قَالَ: حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر المطيري، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن منصور الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عاصم، قال: دخلت على أبي حنيفة، وعنده حجام يأخذ من شعره، فقال للحجام: تتبع مواضع البياض، قال الحجام: لا ترد، قال: ولم؟ قال: لأنه يكثر، قال: فتتبع مواضع السواد لعله يكثر.
بلغني أن شريكا حكيت له هذه الحكاية عن أبي حنيفة فضحك، وقال: لو ترك قياسه لتركه مع الحجام
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، وَمُحَمَّد بن عبد الملك القرشي قال الحسن: حَدَّثَنَا، وقال محمد: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد الفارسي الفقيه، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن فضيل الزاهد، قال: سمعت أبا مطيع، يقول: مات رجل وأوصى إلى أبي حنيفة وهو [ص:477] غائب، قال: فقدم أَبُو حنيفة، فارتفع إلى ابن شبرمة، وادعى الوصية، وأقام البينة أن فلانا مات وأوصى إليه، فقال له ابن شبرمة: يا أبا حنيفة، احلف أن شهودك شهدوا بحق، قال: ليس علي يمين كنت غائبا، قال: ضلت مقاليدك يا أبا حنيفة، قال: ضلت مقاليدي؟ ! ما تقول في أعمى شج فشهد له شاهدان أن فلانا شجه، على الأعمى يمين أن شهوده شهدوا بالحق ولا يرى؟ أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل، وأبو الفتح الضبي، قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سليمان المروزي قدم علينا، قال: قرئ على عبد الله بن علي القزاز، عن أَحْمَد بن إسحاق، عن النضر بن مُحَمَّد، قال: دخل قتادة الكوفة، ونزل في دار أبي بردة، فخرج يوما وقد اجتمع إليه خلق كثير، فقال قتادة: والله الذي لا إله إلا هو، ما يسألني اليوم أحد عن الحلال والحرام إلا أجبته، فقام إليه أَبُو حنيفة، فقال: يا أبا الخطاب، ما تقول في رجل غاب عن أهله أعواما، فظنت امرأته أن زوجها مات، فتزوجت، ثم رجع زوجها الأول، ما تقول في صداقها؟ وقال لأصحابه الذين اجتمعوا إليه: لئن حدث بحديث ليكذبن، ولئن قال برأي نفسه ليخطئن، فقال قتادة: ويحك، أوقعت هذه المسألة؟ قال: لا، قال: فلم تسألني عما لم يقع؟ فقال أَبُو حنيفة: إنا نستعد للبلاء قبل نزوله، فإذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه، قال قتادة: والله لا أحدثكم بشيء من الحلال والحرام، سلوني عن التفسير، فقام إليه أَبُو حنيفة، فقال له: يا أبا الخطاب، ما تقول في قول الله تعالى: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} قال: نعم، هذا آصف بن برخيا بن شمعيا كاتب سليمان بن داود وكان يعرف اسم الله الأعظم، فقال أَبُو حنيفة: وهل كان يعرف الاسم سليمان؟ قال: لا، قال: فيجوز أن يكون في زمان نبي من هو أعلم من النبي؟ قال: فقال قتادة، والله لا أحدثكم بشيء من التفسير، سلوني عما اختلف فيه العلماء، قال: فقام إليه أَبُو حنيفة، فقال: يا أبا الخطاب، أمؤمن أنت؟ قال: أرجو، قال: ولم؟ قال: لقول إبراهيم [ص:478] عليه السلام: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} فقال أَبُو حنيفة: فهلا قلت كما قال إبراهيم عليه السلام: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى} فهلا قلت: بلى؟ قال: فقام قتادة مغضبا، ودخل الدار، وحلف أن لا يحدثهم أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد، يعني: الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بن غانم، قال: كان أَبُو يوسف مريضا شديد المرض، فعاده أَبُو حنيفة مرارا، فصار إليه آخر مرة فرآه ثقيلا، فاسترجع، ثم قال: لقد كنت أؤملك بعدي للمسلمين، ولئن أصيب الناس بك ليموتن معك علم كثير، ثم رزق العافية، وخرج من العلة، فأخبر أَبُو يوسف بقول أبي حنيفة فيه، فارتفعت نفسه، وانصرفت وجوه الناس إليه، فعقد لنفسه مجلسا في الفقه، وقصر عن لزوم مجلس أبي حنيفة، فسأل عنه، فأخبر أنه قد عقد لنفسه مجلسا، وأنه قد بلغه كلامك فيه فدعا رجلا كان له عنده قدر، فقال: صر إلى مجلس يَعْقُوب فقل له: ما تقول في رجل دفع إلى قصار ثوبا ليقصره بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب، فقال له القصار: مالك عندي شيء وأنكره، ثم إن رب الثوب رجع إليه فدفع إليه الثوب مقصورا، أله أجرة؟ فإن قال: له أجرة، فقل: أخطأت، وإن قال: لا أجرة له، فقل: أخطأت، فصار إليه، فسأله، فقال أَبُو يوسف: له الأجرة، فقال: أخطأت، فنظر ساعة، ثم قال: لا أجرة له، فقال: أخطأت، فقام أَبُو يوسف من ساعته، فأتى أبا حنيفة، فقال له: ما جاء [ص:479] بك إلا مسألة القصار؟ قال: أجل، قال: سبحان الله، من قعد يفتي الناس، وعقد مجلسا يتكلم في دين الله، وهذا قدره لا يحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات، فقال: يا أبا حنيفة، علمني، فقال: أن كان قصره بعدما غصبه فلا أجرة له لأنه قصره لنفسه، وإن كان قصره قبل أن يغصبه فله الأجرة لأنه قصره لصاحبه، ثم قال: من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبك على نفسه
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قال: أملى علي بعض أصحابنا أبياتا مدح بها عبد الله بن المبارك أبا حنيفة:
رأيت أبا حنيفة كل يوم يزيد نبالة ويزيد خيرا
وينطق بالصواب ويصطفيه إذا ما قال أهل الجور جورا
يقايس من يقايسه بلب فمن ذا تجعلون له نظيرا
كفانا فقد حماد وكانت مصيبتنا به أمرا كبيرا
فرد شماتة العداء عنا وأبدى بعده علما كثيرا
رأيت أبا حنيفة حين يؤتى ويطلب علمه بحرا غزيرا
إذا ما المشكلات تدافعتها رجال العلم كان بها بصيرا
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنيفي، قال: أنشدنا أَبُو القاسم عبد الله بن مُحَمَّد الشاهد، قَالَ: أنشدنا مكرم بن أَحْمَد، لأبي القاسم غسان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سالم التَّيْمِيّ:
وضع القياس أَبُو حنيفة كله فأتى بأوضح حجة وقياس
وبنَى على الآثار أس بنائه فأتت غوامضه على الأساس
والناس يتبعون فيها قوله لما استبان ضياؤه للناس
[ص:480]
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن يحيى أَبُو يحيى السمرقندي، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بن يحيى البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن زياد اللؤلؤي، قال: كانت ههنا امرأة يقال لها: أم عمران، مجنونة، وكانت جالسة في الكناسة، فمر بها رجل فكلمها بشيء، فقالت له: يا ابن الزانيين، وابن أبي ليلى حاضر يسمع ذلك، فقال للرجل: أدخلها عَليّ المسجد، وأقام عليها حدين، حدا لأبيه، وحدا لأمه، فبلغ ذلك أبا حنيفة، فقال: أخطأ فيها في ستة مواضع: أقام الحد في المسجد، ولا تقام الحدود في المساجد، وضربها قائمة والنساء يضربن قعودا، وضرب لأبيه حدا ولأمه حدا، ولو أن رجلا قذف جماعة كان عليه حد واحد، وجمع بين حدين، ولا يجمع بين حدين حتى يخف أحدهما، والمجنونة ليس عليها حد، وحد لأبويه وهما غائبان لم يحضرا فيدعيان، فبلغ ذلك ابن أبي ليلى، فدخل على الأمير فشكى إليه، وحجر على أبي حنيفة، وقال: لا يفتي، فلم يفت أياما حتى قدم رسول من ولي العهد، فأمر أن يعرض على أبي حنيفة مسائل حتى يفتي فيها، فأبَى أَبُو حنيفة، وقال: أنا محجور علي، فذهب الرسول إلى الأمير، فقال الأمير: قد أذنت له، فقعد فأفتى
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله الوراق الدوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن القاسم بن نصر أخو أبي الليث الفرائضي، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، قال: قال رجل بالشام للحكم بن هشام الثقفي أَخْبَرَنِي عن أبي حنيفة، قال: على الخبير سقطت، كان أَبُو حنيفة لا يخرج أحدا من قبلة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يخرج من الباب الذي منه دخل، وكان من أعظم الناس أمانة، وأراده سلطاننا على أن يتولى مفاتيح خزائنه أو يضرب ظهره فاختار عذابهم على عذاب الله، فقال له: [ص:481] ما رأيت أحدا وصف أبا حنيفة بمثل ما وصفته به، قال: هو كما قلت لك أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن منصور الرمادي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرزاق، قال: شهدت أبا حنيفة في مسجد الخيف، فسأله رجل عن شيء، فأجابه، فقال رجل: إن الحسن يقول: كذا، وكذا، قال أَبُو حنيفة: أخطأ الحسن، قال: فجاء رجل مغطى الوجه قد عصب على وجهه، فقال: أنت تقول: أخطأ الحسن يابن الزانية، ثم مضى، فما تغير وجهه ولا تلون، ثم قال: إي والله، أخطأ الحسن وأصاب بن مسعود أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن مُحَمَّد المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا حامد بن آدم، قال: سمعت سهل بن مزاحم، يقول: سمعت أبا حنيفة، يقول: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} ، قال: كان أَبُو حنيفة يكثر من قول: اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن مُحَمَّد الخصيبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو خازم الْقَاضِي، قال: حَدَّثَنِي شعيب بن أيوب الصريفيني، قال: سمعت الحسن بن زياد اللؤلؤي، يقول: سمعت أبا حنيفة، يقول: قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا
وأَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الأبهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عروبة الحراني، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن سيف، قال: سمعت أبا عاصم، يقول: قال رجل لأبي حنيفة: متى يحرم الطعام على الصائم؟ قال: إذا طلع الفجر، قال: فقال له السائل: فإن طلع نصف الليل؟ قال: فقال له أَبُو حنيفة: [ص:482] قم يا أعرج
ما ذكر من عبادة أبي حنيفة وورعه
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن عُمَر بن حبيش الرازي، قال: سمعت مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عصام، يقول: سمعت مُحَمَّد بن سعد العوفي، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى القطان، يقول: جالسنا، والله، أبا حنيفة وسمعنا منه، وكنت، والله، إذا نظرت إليه عرفت في وجهه أنه يتقي الله عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَنَا الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن الوليد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق البلخي، قال: سمعت الحسن بن مُحَمَّد الليثي، يقول: قدمت الكوفة، فسألت عن أعبد أهلها، فدفعت إلى أبي حنيفة، ثُمَّ قدمتها وَأَنَا شيخ، فسألت عن أفقه أهلها، فدفعت إلى أَبِي حنيفة
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قال: سمعت أبا نصر، وَأَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بن نصر بن مُحَمَّد بن إشكاب البخاري، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد بن سفيان، يقول: سمعت علي بن سلمة، يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: رحم الله أبا حنيفة، كان من المصلين، أعني: أنه كان كثير الصلاة
[ص:483]
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت الحماني، قال: سمعت سويد بن سعيد، يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: ما قدم مكة رجل في وقتنا أكثر صلاة من أبي حنيفة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك القرشي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن فضيل، قال: قال أَبُو مطيع: كنت بمكة، فما دخلت الطواف في ساعة من ساعات الليل إلا رأيت أبا حنيفة وسفيان في الطواف أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إبراهيم الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مقاتل بن صالح أَبُو علي المطرز، قال: سمعت يحيى بن أيوب الزاهد، يقول: كان أَبُو حنيفة لا ينام الليل
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن فارس، فيما أذن لي أن أرويه عنه، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بن سليمان، قَالَ: حَدَّثَنَا علي ابن المديني، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: كان أَبُو حنيفة له مروءة، وله صلاة في أول زمانه.
قال سفيان: اشترى أبي مملوكا، فأعتقه، وكان له صلاة من الليل في داره، فكان الناس ينتابونه فيها، يصلون معه من الليل، فكان أَبُو حنيفة فيمن يجيء يصلي
[ص:484]
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن بكر، قال: سمعت أبا عاصم النبيل، يقول: كان أَبُو حنيفة يسمى: الوتد، لكثرة صلاته أَخْبَرَنِي الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن نوح، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بن عَبْد الرَّحْمَن، قال: كان أَبُو حنيفة يحيي الليل بقراءة القرآن في ركعة ثلاثين سنة وقال ابن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: سمعت زافر بن سليمان، يقول: كان أَبُو حنيفة يحيي الليل بركعة يقرأ فيها القرآن.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الكاغدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الحارث الحارثي البخاري ببخارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عمرو، يقول: صلى أَبُو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه [ص:485] جيرانه، وحفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة.
أَخْبَرَنِي الحُسَيْن بن مُحَمَّد أخو الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد ابن حَمْدَان المُهَلَّبِيّ ببُخَارَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا قيس بن أَبِي قيس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حرب المَرْوَزِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن أَبِي حنيفة، عن أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا مات أَبِي سألنا الحَسَن ابن عمارة أن يتولى غسله ففعل، فَلَمَّا غسله، قَالَ: رحمك الله وغفر لك، لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم تتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبت من بعدك، وفضحت القراء
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد المُعَدَّل، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَهْل النَّيْسَابُوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن هَارُون الفقيه، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن المنذر بن سَعِيد الهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَهْل بن منصور المَرْوَزِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: سَمِعْتُ منصور بن هاشم، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ عَبْد الله بن المبارك بالقادسية إِذْ جاءه رجلٌ من أهل الكوفة، فوقع في أَبِي حنيفة، فَقَالَ لَهُ عَبْد الله: ويحك، أتقع في رجل صلى خمسًا وأربعين سنة خمس صلوات على وضوء واحد؟ وَكَانَ يجمع القُرْآن في ركعتين في ليلة، وتعلمت الفقه الَّذِي عندي من أَبِي حنيفة.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحَسَن بن مكرم، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بن الوليد، عن أَبِي يُوسُف، قَالَ: بينا أَنَا أمشي مَعَ أَبِي حنيفة، إِذْ سَمِعَ رجلا يَقُولُ لرجل: هَذَا أَبُو حنيفة، لا [ص:486] ينام الليل، فَقَالَ أَبُو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لا أفعل، فَكَانَ يحيى الليل صلاةً، ودعاءً، وتضرعًا أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيّ وَالجَوْهَرِيّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الخِرقِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف الدُّورِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يزيد بن سليم مولى بني هاشم، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن فضيل، قَالَ: كُنْت مَعَ جماعة، فأقبل أَبُو حنيفة، فَقَالَ بعض القوم: ما ترونه ما ينام هَذَا الليل، قَالَ: وَسَمِعَ أَبُو حنيفة ذَلِكَ، فَقَالَ: أراني عند النَّاس خلاف ما أَنَا عند الله، لا توسدت فراشا حَتَّى ألقى الله، قَالَ يَحْيَى: كَانَ أَبُو حنيفة يقوم الليل كله حَتَّى تُوُفِّي، أَوْ قَالَ: حَتَّى مات أَخْبَرَنِي أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن فضالة النَّيْسَابُوري الحَافِظ بالري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن المذكر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن موسى الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن فضيل العابد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الحماني، قَالَ: حَدَّثَنِي سلم بن سالم، عن أَبِي الجويرية، قَالَ: صحبت حَمَّاد بن أَبِي سُلَيْمَان، ومحارب بن دثار، وعلقمة بن مرثد، وعون بن عَبْد الله، وصحبت أَبَا حنيفة، فما كَانَ في القوم رجل أحسن ليلا من أَبِي حنيفة، لقد صحبته أشهرًا فما منها ليلة وضع فيها جنبه،(15/473)
قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الحماني عن بعض أصحابه: أَنَّ أَبَا حنيفة كَانَ يصلي الفجر بوضوء العشاء، وَكَانَ إِذَا أراد أن يصلي من الليل تزين حَتَّى يسرح لحيته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا نصر وَأَخْبَرَنَا الحَسَن بن أَبِي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر أَحْمَد بن نصر بن مُحَمَّد بن إشكاب البُخَارِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن خلف بن رجاء، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن سلمة، عن ابن أَبِي معاذ، عن مسعر بن كدام، قَالَ: أتيت أَبَا حنيفة في مسجده، فرأيته يصلي الغداة، ثُمَّ يجلس للناس في العلم إلى أن يصلي الظهر، ثم يجلس إلى العصر، فإذا صلى العصر جلس إلى المغرب، فإذا صلى المغرب جلس إلى أن يصلي العشاء، فَقُلْتُ في نفسي: هَذَا الرجل في هَذَا الشغل مَتَى يفرغ للعبادة؟ لأتعاهدنه الليلة، قَالَ: فتعاهدته، فَلَمَّا هدأ النَّاس، خرج إلى المسجد فانتصب للصلاة إلى أن طلع الفجر، ودخل منزله ولبس ثيابه، وخرج إلى المسجد وصلى الغداة، فجلس للنَّاس إلى الظهر، ثُمَّ إلى العصر، ثُمَّ إلى المغرب، ثُمَّ إلى العشاء، فَقُلْتُ في نفسي: إِنَّ الرجل قد تنشط الليلة، لأتعاهدنه الليلة، فتعاهدته، فَلَمَّا هدأ النَّاس خرج فانتصب للصلاة، ففعل كفعله في الليلة الأولى، فَلَمَّا أصبح خرج إلى الصَّلاة، وفعل كفعله في يوميه، حَتَّى إِذَا صلى العشاء قُلْتُ في نفسي: إِنَّ الرجل لينشط الليلة والليلة، لأتعاهدنه الليلة، ففعل كفعله في ليلتيه، فَلَمَّا أصبح جلس كذلك، فَقُلْتُ في نفسي: لألزمنه إلى أن يموت أَوْ أموت، قَالَ: فلازمته في مسجده، قَالَ ابن أَبِي معاذ: فبلغني أَنَّ مسعرًا مات في مسجد أَبِي حنيفة في سجوده
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أَنَّ النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن عَفَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن حفص البَزَّاز، قَالَ: سَمِعْتُ [ص:488] حفص بن عَبْد الرَّحْمَن، يَقُولُ: سَمِعَت مسعر بن كدام، يَقُولُ: دخلت ذات ليلة المسجد فرأيت رجلا يصلي، فاستحليت قراءته فقرأ سبعا، فَقُلْتُ: يركع، ثُمَّ قرأ الثالث، ثُمَّ النصف، فلم يزل يقرأ القُرْآن حَتَّى ختمه كله في ركعة، فنظرت فَإِذَا هُوَ أَبُو حنيفة وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن مَخْلَد البَلْخِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن رستم المَرْوَزِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ خارجة بن مُصْعَب، يَقُولُ: ختم القُرْآن في ركعة أربعة من الأئمة: عُثْمَان بن عَفَّان، وتميم الداري، وَسَعِيد بن جُبَيْر، وَأَبُو حنيفة.
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن مَخْلَد: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يَحْيَى الباهلي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن نصر، قَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة ربما ختم القُرْآن في شهر رمضان ستين ختمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْر الوكيل، وَأَبُو الفَتْح الضَّبِّيّ، قَالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يُونُس، قَالَ: سَمِعْتُ زائدة، يَقُولُ صليت مَعَ أَبِي حنيفة في مسجده عشاء الآخرة، وخرج النَّاس ولم يعلم أني في المسجد، وأردت أن أسأله عن مسألة، من حيث لا يراني أحد، قَالَ: فقام، فقرأ، وقد افتتح الصَّلاة، حَتَّى بلغ إلى هذه الآية: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} فأقمت في المسجد أنتظر فراغه، فلم يزل يرددها حَتَّى أذن المُؤَذِّن لصلاة الفجر.
[ص:489]
وَقَالَ أَحْمَد بن مُحَمَّد سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْم ضرار بن صرد، يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بن الكميت، وَكَانَ من خيار الناس، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة شديد الخوف من الله، فقرأ بنا عَليّ بن الحُسَيْن المُؤَذِّن ليلة في عشاء الآخرة إِذَا زُلْزِلَتِ وَأَبُو حنيفة خلفه، فَلَمَّا قضى الصَّلاة وخرج النَّاس، نظرت إلى أَبِي حنيفة وَهُوَ جالس يفكر ويتنفس، فَقُلْتُ: أقوم لا يشتغل قلبه بي، فَلَمَّا خرجت تركت القنديل ولم يكن فيه إِلا زيت قليل، فجئت وقد طلع الفجر وَهُوَ قائم قد أخذ بلحية نفسه وَهُوَ يَقُولُ: يا من يجزي بمثقال ذرة خير خيرًا، ويا من يجزي بمثقال ذرة شر شرًا، أجر النُّعْمَان عبدك من النار، وما يقرب منها من السوء، وأدخله في سعة رحمتك، قَالَ: فأذنت، فَإِذَا القنديل يزهر وَهُوَ قائم، فَلَمَّا دخلت، قَالَ لي: تريد أن تأخذ القنديل؟ قَالَ: قُلْتُ: قد أذنت لصلاة الغداة، قَالَ: اكتم عَليّ ما رَأَيْت، وركع ركعتي الفجر، وجلس حَتَّى أقمت الصَّلاة، وصلى معنا الغداة عل وضوء أَوَّل الليل.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا بختري بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سماعة، عن مُحَمَّد بن الحَسَن، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِم بن مَعْن أَنَّ أَبَا حنيفة قام ليلة بهذه الآية {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} ، يرددها ويبكي ويتضرع.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا حبان بن موسى، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن المبارك، يَقُولُ: قدمت الكوفة فسألت عن أورع أهلها، فقالوا: أَبُو حنيفة.
وَقَالَ سُلَيْمَان: سَمِعْتُ مكي بن إِبْرَاهِيم، يَقُولُ: جالست الكوفيين، فما [ص:490] رَأَيْت منهم أورع من أَبِي حنيفة.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا الحُسَيْن بن الحكم الحبري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن حفص البَزَّاز، قَالَ: كَانَ حفص بن عَبْد الرَّحْمَن شريك أَبِي حنيفة، وَكَانَ أَبُو حنيفة يجهز عَلَيْهِ، فبعث إِلَيْهِ في رفقة بمتاع، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيبا، فَإِذَا بعته فبين، فباع حفص المتاع ونسي أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فَلَمَّا علم أَبُو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله.
أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْر الوكيل، وَأَبُو الفَتْح الضَّبِّيّ، قَالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن المغلس الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا مليح بن وكيع، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة قد جعل عَلَى نفسه أن لا يحلف بالله في عرض كلامه إِلا تصدق بدرهم، فحلف فتصدق بِهِ، ثُمَّ جعل عَلَى نفسه إن حلف أن يتصدق بدينار، فَكَانَ إِذَا حلف صادقا في عرض الكلام تصدق بدينار، وَكَانَ إِذَا أنفق عَلَى عياله نفقة تصدق بمثلها، وَكَانَ إِذَا اكتسى ثوبًا جديدا كسى بقدر ثمنه الشيوخ العُلَمَاء، وَكَانَ إِذَا وضع بين يديه الطعام أخذ منه، فوضعه عَلَى الخبز حَتَّى يأخذ منه بقدر ضعف ما كَانَ يأكل، فيضعه عَلَى الخبز ثُمَّ يعطيه إنسانا فقيرا، فإن كَانَ في الدار من عياله إِنْسَان يحتاج إِلَيْهِ دفعه إِلَيْهِ، وإلا أعطاه مسكينا.
أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حَمْدَان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت الحماني، قَالَ: سَمِعْتُ مليح بن وكيع، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: كَانَ والله أَبُو حنيفة عظيم الأمانة، وَكَانَ الله في قلبه جليلا كبيرا عظيما، وَكَانَ يؤثر رضا ربه عَلَى كل شيء، ولو أخذته السيوف في الله لاحتمل، رحمه الله ورضي عَنْهُ رضا الأبرار فلقد كَانَ منهم
[ص:491]
أَخْبَرَنَا الحَسَن بن أَبِي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحَسَن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله الخلال، ذكروا لَهُ عن حامد بن آدم، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن المبارك، يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدا أورع من أَبِي حنيفة، فَقَالَ: من رأيي أن أخرج إلى حامد في هَذَا الحرف الواحد أسمع منه وَأَخْبَرَنَا الحَسَن، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ حامد بن آدم، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن المبارك، يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدا أورع من أَبِي حنيفة، وقد جرب بالسياط والأموال أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَبِي عَليّ البَصْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحِيم المازني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُسَيْن بن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَن الديباجي، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بن أخزم، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن صهيب الكلبي، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت يتمثل كثيرا:
عطاء ذي العرش خير من عطائكم وسيبه واسع يرجى وينتظر
أنتم يكدر ما تعطون منكم والله يعطي بلا من ولا كدر
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أَنَّ النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد القصار، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المسعودي، عن أَبِيهِ، قَالَ: ما رَأَيْت أحسن أمانة من أَبِي حنيفة، مات يوم مات وعنده ودائع بخمسين ألفا، ما ضاع منها ولا درهم واحد
[ص:492] وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن مَخْلَد، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْر العمي، عن هلال بن يَحْيَى، عن يُوسُف السمتي، أن أَبَا جَعْفَر المنصور، أجاز أَبَا حنيفة بثلاثين ألف درهم في دفعات، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين، إني ببَغْدَاد غريب، وَلَيْسَ لها عندي موضع، فأجعلها في بيت المال، فأجابه المنصور إلى ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمَّا مات أَبُو حنيفة أخرجت ودائع النَّاس من بيته، فَقَالَ المنصور: خدعنا أَبُو حنيفة.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا سوادة بن عَليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خارجة بن مُصْعَب بن خارجة، قَالَ: سَمِعْتُ مغيث بن بديل، يَقُولُ: قَالَ خارجة بن مُصْعَب: أجاز المنصور أَبَا حنيفة بعشرة آلاف درهم، فدعي ليقبضها، فشاورني، وَقَالَ: هَذَا رجل إن رددتها عَلَيْهِ غضب، وإن قبلتها دخل عَليّ في ديني ما أكرهه؟ فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا المال عظيم في عينه، فَإِذَا دعيت لتقبضها، فقل: لم يكن هَذَا أملي من أمير المؤمنين، فدعي ليقبضها، فَقَالَ ذَلِكَ، فرفع إِلَيْهِ خبره، فحبس الجائزة، قَالَ: فَكَانَ أَبُو حنيفة لا يكاد يشاور في أمره غيري.
ما ذكر من جود أَبِي حنيفة وسماحه وحسن عهده.
أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْر الوكيل، وَأَبُو الفَتْح الضَّبِّيّ، قَالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا عاصم بن عَليّ، قَالَ: سَمِعْتُ قيس بن الربيع، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة رجلا ورعا فقيها محسودا، وَكَانَ كثير الصلة والبر لكل من لجأ إليه، كثير الإفضال عَلَى إخوانه، قَالَ: وَسَمِعْتُ قيسا، يَقُولُ: كَانَ النُّعْمَان بن ثابت من عقلاء الرجال.
[ص:493]
وَقَالَ مكرم: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن الربيع، قَالَ: كَانَ قيس بن الربيع يحَدّثَنِي عن أَبِي حنيفة أَنَّهُ كَانَ يبعث بالبضائع إلى بَغْدَاد، فيشتري بها الأمتعة ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين، وأقواتهم وكسوتهم وجميع حوائجهم، ثُمَّ يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول: أنفقوا في حوائجكم ولا تحمدوا إِلا الله، فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عَليّ فيكم، وهذه أرباح بضائعكم، فَإِنَّهُ هُوَ والله مما يجريه الله لكم عَلَى يدي، فما في رزق الله حولٌ لغيره.
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن عَليّ الحنيفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن الحَسَن الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن أَبِي شيخ، قَالَ: حَدَّثَنِي حجر بن عَبْد الجبار، قَالَ: ما رأى النَّاس أكرم مجالسة من أَبِي حنيفة، ولا إكراما لأصحابه، قَالَ حجر: كَانَ يُقَال: إِنَّ ذوي الشرف أتم عقولا من غيرهم
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: قرأنا عَلَى الحُسَيْن بن هَارُون، عن أَبِي العَبَّاس بن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يَحْيَى الخازمي، قَالَ: حَدَّثَنَا حسين بن سَعِيد اللَّخْميّ، قَالَ: سَمِعْتُ حفص بن حمزة القُرَشِيّ، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة ربما مر بِهِ الرجل، فيجلس إِلَيْهِ لغير قصد ولا مجالسة، فَإِذَا قام سَأَلَ عَنْهُ، فإن كانت بِهِ فاقة وصله، وإن مرض عاده حَتَّى يجره إلى مواصلته، وَكَانَ أكرم النَّاس مجالسة
[ص:494]
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أَنَّ النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَمَّار بن أَبِي مالك الجنبي، عن أَبِيهِ، عن الحَسَن بن زياد، قَالَ: رَأَى أَبُو حنيفة عَلَى بعض جلسائه ثيابا رثة، فأمره فجلس حَتَّى تفرق النَّاس وبقي وحده، فَقَالَ لَهُ: ارفع المصلى وخذ ما تحته، فرفع الرجل المصلى فَكَانَ تحته ألف درهم، فَقَالَ لَهُ: خذ هذه الدراهم فغير بها من حالك، فَقَالَ الرجل: إني موسر، وَأَنَا في نعمة ولست أحتاج إليها، فَقَالَ لَهُ: أَمَّا بلغك الحديث " إِنَّ الله يحب بأن يرى أثر نعمته عَلَى عبده "؟ فينبغي لك أن تغير حالك حَتَّى لا يغتم بك صديقك
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ عَفَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الشنبزي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُف، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة لا يكاد يسأل حاجة إِلا قضاها، فجاءه رجل، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ لفلان عَليّ خمس مائة درهم وَأَنَا مضيق، فسله أن يصبر عني ويؤخرني بها، فكلم أَبُو حنيفة صاحب المال، فَقَالَ صاحب المال: هِيَ لَهُ قد أبرأته منها، فَقَالَ الَّذِي عَلَيْهِ الحق لا حاجة لي فيها، فَقَالَ أَبُو حنيفة: لَيْسَ الحاجة لك، وإنما الحاجة لي قضيت.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد بن البهلول الكُوفِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد البَجَلِيّ، عن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن أَبِي حنيفة، أَنَّ أَبَا حنيفة حين حذق حَمَّاد ابنه، وَهب للمعلم خمس مائة درهم.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق البكائي، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَر بن عون العمري، يَقُولُ: أَتَتِ امْرَأَة أَبَا حنيفة تطلب منه ثوب خز، فأخرج لها [ص:495] ثوبا، فَقَالَتْ لَهُ: إني مرأة ضعيفة، وإنها أمانة، فبعني هَذَا الثوب بما يقوم عليك، فَقَالَ: خذيه بأربعة دراهم، فَقَالَتْ لا تسخر بي وَأَنَا عجوز كبيرة، فَقَالَ: إني اشتريت ثوبين، فبعت أحدهما برأس المال إِلا أربعة دراهم، فبقي هَذَا الثوب عَليّ بأربعة دراهم أجاز لي مُحَمَّد بن أسد الكاتب، أَنَّ جعفرا الخلدي، حدثهم، ثُمّ أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ قراءة، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن عُثْمَان، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الطُّوسِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيد الكِنْدِيّ عَبْد الله بن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا شيخ سماه أَبُو سَعِيد الكِنْدِيّ، قَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة يبيع الخز، فجاءه رجل، فَقَالَ: يا أَبَا حنيفة، قد احتجت إلى ثوب خز، فَقَالَ: ما لونه؟ فَقَالَ: كذا وكذا، فَقَالَ لَهُ: اصبر حَتَّى يقع وآخذه لك إن شاء الله، قَالَ: فما دارت الجُمُعة حَتَّى وقع، فمر بِهِ الرجل، فَقَالَ لَهُ أَبُو حنيفة: قد وقعت حاجتك، قَالَ: فأخرج إِلَيْهِ الثوب، فأعجبه، فَقَالَ: يا أَبَا حنيفة، كم أزن للغلام؟ قَالَ: درهما، قَالَ: يا أَبَا حنيفة، ما كُنْت أظنك تهزأ؟ قَالَ: ما هزأت، إني اشتريت ثوبين بعشرين دينارا ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين دينارا، وبقي هَذَا بدرهم، وما كُنْت لأربح عَلَى صديق.
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن عَليّ الحنيفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن الحَسَن الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَان بن أَبِي شيخ، قَالَ: قَالَ مساور الوَرَّاق:
كُنَّا من الدِّين قبل اليوم في سعة حَتَّى ابتلينا بأصحاب المقاييس
[ص:496]
قاموا من السوق إِذْ قُلْتُ مكاسبهم فاستعملوا الرأي عند الفقر والبؤس
أَمَّا العريب فأمسوا لا عطاء لهم وفي الموالي علامات المغاليس
فلقيه أَبُو حنيفة، فَقَالَ: هجوتنا نَحْنُ نرضيك، فبعث إليه بدراهم، فَقَالَ:
إِذَا ما أهل مِصْر بادهونا بداهية من الفتيا لطيفه
أتيناهم بمقياس صحيح صليب من طراز أَبِي حنيفة
إِذَا سَمِعَ الفقيه بِهِ حواه وأثبته بحبر في صحيفة
أَخْبَرَنِي عَليّ بن أَحْمَد الرَّزَّاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو اللَّيْث نصر بن مُحَمَّد الزاهد البُخَارِي قدم علينا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَهْل النَّيْسَابُوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن أَحْمَد الشعيبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أسد بن نوح، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عباد، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن غسان، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْد الله بن رجاء الغداني، قَالَ: كَانَ لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكاف يعمل نهاره أجمع، حَتَّى إذا جنه الليل رجع إلى منزله، وقد حمل لحما فطبخه، أَوْ سمكة فيشويها، ثُمَّ لا يزال يشرب حَتَّى إِذَا دب الشراب فيه غنى بصوت، وَهُوَ يَقُولُ:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
فلا يزال يشرب ويردد هَذَا البيت حَتَّى يأخذه النوم، وَكَانَ أَبُو حنيفة يسمع جلبته كل يوم، وَكَانَ أَبُو حنيفة يصلي الليل كله، ففقد أَبُو حنيفة [ص:497] صوته، فسأل عَنْهُ، فَقِيلَ: أخذه العسس منذ ليال وَهُوَ محبوس، فصلة أَبُو حنيفة صلاة الفجر من غد، وركب بغلته، واستأذن عَلَى الأمير قَالَ الأمير: ائذنوا لَهُ، وأقبلوا بِهِ راكبا ولا تدعوه ينزل حَتَّى يطأ البساط، ففعل، فلم يزل الأمير يوسع لَهُ من مجلسه، وَقَالَ: ما حاجتك؟ قَالَ: لي جار إسكاف أخذه العسس منذ ليال، يأمر الأمير بتخليته، فَقَالَ: نعم، وكل من أخذ في تِلْكَ الليلة إلى يومنا هَذَا، فأمر بتخليتهم أجميعن، فركب أَبُو حنيفة والإسكاف يمشي وراءه، فَلَمَّا نزل أَبُو حنيفة مضى إِلَيْهِ، فَقَالَ: يا فتى، أضعناك؟ فَقَالَ لا، بل حفظت ورعيت، جزاك الله خيرا عن حرمة الجوار ورعاية الحق، وتاب الرجل ولم يعد إلى ما كان.
ما ذكر من وفور عقل أبي حنيفة وفطنته وتلطفه
أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْر الوكيل، وَأَبُو الفَتْح الضَّبِّيّ، قَالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الحماني، قَالَ: سَمِعْتُ ابن المبارك، يَقُولُ: قُلْتُ لسفيان الثوري: يا أَبَا عَبْد الله، ما أبعد أَبَا حنيفة من الغيبة، ما سَمِعْتُهُ يغتاب عدوا لَهُ قط، قَالَ: هُوَ والله أعقل من أن يسلط عَلَى حسناته ما يذهب بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الوليد الحَسَن بن مُحَمَّد الدَّرْبَنْدِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سلميان الحَافِظ ببُخَارَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص أَحْمَد بن أحيد بن حَمْدَان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن موسى القمي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن شجاع، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَليّ بن عاصم، يَقُولُ: لو وزن عقل أَبِي حنيفة بعقل نصف أهل الأرض لرجح بهم.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نُعَيْم الضَّبِّيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاس أَحْمَد بن هَارُون الفقيه، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد [ص:498] ابن إِبْرَاهِيم السَّرْخَسِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن الربع النهدي الكُوفِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ همام بن مُسْلِم، يَقُولُ: سَمِعْتُ خارجة بن مُصْعَب، وذكر أَبُو حنيفة عنده، فَقَالَ: لقيت ألفا من العُلَمَاء، فوجدت العاقل فيه ثلاثة أَوْ أربعة، فذكر أَبَا حنيفة في الثلاثة أَوِ الأربعة قَالَ خارجة بن مُصْعَب: من لا يرى المسح عَلَى الخفين، أَوْ يقع في أَبِي حنيفة، فَهُوَ ناقص العقل أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أَنَّ النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن عَفَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الملك الدقيقي، قَالَ: سَمِعْتُ يزيد بن هَارُون، يَقُولُ: أدركت النَّاس فما رَأَيْت أحدا أعقل، ولا أفضل، ولا أورع من أَبِي حنيفة وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ، قَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة يتبين عقله في منطقه، ومشيته، ومدخله، ومخرجه أَخْبَرَنَا عَليّ بن الْقَاسِم الشاهد بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن إِسْحَاق المادرائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الأهلي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: كان رجل بالكوفة، يقول عثمان بن عفان كان يهوديًا، فأتاه أَبُو حنيفة، فقال: أتيتك خاطبا، قَالَ: لمن؟ قَالَ: لابنتك، رجل شريف غني من المال، حافظ لكتاب الله، سخي، يقوم الليل في ركعة، كثير البكاء من خوف الله، قال: في دون هَذَا مقنع يا أَبَا حنيفة، قَالَ: إِلا أن فيه خصلة، قَالَ: [ص:499] وما هِيَ؟ قَالَ: يهودي، قَالَ: سبحان الله، تأمرني أن أزوج ابنتي من يهودي؟ قَالَ: لا تفعل؟ قَال: لا، قَالَ: فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوج ابنتيه من يهودي، قَالَ: أستغفر الله فإني تائب إلى الله عَزَّ وَجَلَّ
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن حَيَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْل بن عُثْمَان، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن أَبِي حنيفة، قَالَ: كَانَ لنا جار طحان رافضي، وَكَانَ له بغلان، سمى أحدهما: أَبَا بَكْر، والآخر عُمَر، فرمحه ذات ليلة أحدهما فقتله، فأخبر أَبُو حنيفة، فَقَالَ: انظروا البغل الَّذِي رمحه الَّذِي سماه عُمَر؟ فنظروا فَكَانَ كذلك
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد المُعَدَّل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الله بن مُحَمَّد الحلواني، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية، قَالَ: حَدَّثَنَا الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن المبارك، قَالَ: رَأَيْت أَبَا حنيفة في طريق مَكَّة وشوي لَهُ فصيل سمين، فاشتهوا أن يأكلوه بخل، فلم يجدوا شيئا يصبون فيه الخل، فتحيروا، فرأيت أَبَا حنيفة وقد حفر في الرمل حفرة، وبسط عليها السفرة وسكب الخل عَلَى ذَلِكَ الموضع، فأكلوا الشواء بالخل، فقالوا لَهُ: تحسن كل شيء، قَالَ: عليكم بالشكر، فإن هَذَا شيء ألهمته لكم فضلا من الله عليكم
(4549) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرِيرِيُّ، أَنَّ عَليَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ كَاسٍ النَّخَعِيَّ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَليِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَمِرُ بْنُ جِدَارٍ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: دَعَا الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ، فَقَالَ الرَّبِيعُ حَاجِبُ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ يُعَادِي أَبَا حَنِيفَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ يُخَالِفُ جَدَّكَ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِذَا حُلِفَ عَلَى الْيَمِينِ ثُمَّ [ص:500] اسْتُثْنِيَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ جَازَ الاسْتِثْنَاءُ، وَقَالَ: أَبُو حَنِيفَةَ لا يَجُوزُ الاسْتِثْنَاءُ إِلا مُتَّصِلا بِالْيَمِينِ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الرَّبِيعَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لَكَ فِي رِقَابِ جُنْدِكَ بَيْعَةٌ، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: يَحْلِفُونَ لَكَ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فَيَسْثَنُونَ، فَتَبْطُلُ أَيْمَانُهُمْ؟ قَالَ: فَضَحِكَ الْمَنْصُورُ، وَقَالَ: يَا رَبِعُ لا تَعَرَّضْ لأَبِي حَنِيفَةَ، فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو حَنِيفَةَ، قَالَ لَهُ الرَّبِيعُ: أَرَدْتَ أَنْ تَشِيطَ بِدَمِي؟ قَالَ: لا، وَلَكِنَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تَشِيطَ بِدَمِي فَخَلَّصْتُكَ وَخَلَّصْتُ نَفْسِي
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِد بن النضر، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الواحد بن غياث، يَقُولُ: كَانَ أَبُو العَبَّاس الطُّوسِيّ سيئ الرأي في أَبِي حنيفة، وَكَانَ أَبُو حنيفة يعرف ذَلِكَ، فدخل أَبُو حنيفة عَلَى أَبِي جَعْفَر أمير المؤمنين وكثر النَّاس، فَقَالَ الطُّوسِيّ: اليوم أقتل أَبَا حنيفة، فأقبل عَلَيْهِ، فَقَالَ: يا أَبَا حنيفة، إن أمير المؤمنين يدعو الرجل منا فيأمره بضرب عنق الرجل لا يدري ما هُوَ، أيسعه لأن يضرب عنقه؟ فَقَالَ: يا أَبَا العَبَّاس، أمير المؤمنين يأمر بالحق أَوْ بالباطل؟ قَالَ: بالحق، قَالَ: انفذ الحق حيث كَانَ ولا تسل عَنْهُ، ثُمّ قَالَ أَبُو حنيفة لمن قرب منه: إِنَّ هَذَا أراد أن يوثقني فربطته
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد السوسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: دخل الخوارج مسجد الكوفة وَأَبُو حنيفة وأصحابه جلوس، فَقَالَ أَبُو حنيفة: لا تبرحوا، فجاءوا حَتَّى وقفوا عليهم، فقالوا لهم: ما أنتم؟ فَقَالَ أَبُو حنيفة: نَحْنُ مستجيرون، فَقَالَ أمير الخوارج: دعوهم، [ص:501] وأبلغوهم مأمنهم، واقرءوا عليهم القُرْآن، فقرءوا عليهم القُرْآن، وأبلغوهم مأمنهم أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صالح البَخْتَرِيّ بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن شَيْبَة، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بن منصور، قَالَ: حَدَّثَنِي حجر بن عَبْد الجبار الحَضْرَمِيّ، قَالَ: كَانَ في مسجدنا قاص يُقَال لَهُ: زُرْعَة، فنسب مسجدنا إِلَيْهِ وَهُوَ مسجد الحضرميين، فأرادت أم أَبِي حنيفة أن تستفتني في شيء، فأفتاها أَبُو حنيفة فلم تقبل، فَقَالَتْ لا أقبل إِلا ما يَقُولُ زُرْعَة القاص، فجاء بها أبو حنيفة إلى زُرْعَة، فَقَالَ: هذه أمي تستفتيك في كذا وكذا، فَقَالَ: أنت أعلم مني وأفقه، فأفتها أنت، فقال أبو حنيفة: قد أفتيتها بكذا وكذا، فقال زُرْعَة: القول كما قَالَ أَبُو حنيفة، فرضيت وانصرفت وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن محمود الصيدناني، قَالَ حَدَّثَنِي ابن شجاع، قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَن بن زياد، يَقُولُ: حلفت أم أَبِي حنيفة بيمين فحنثت، فاستفتت أبا حنيفة فأفتاها فام ترض، وقالت: لا أرضى إِلا بما يَقُولُ زُرْعَة القاص، فجاء بها أَبُو حنيفة إلى زُرْعَة، فسألته، فقال: أفتيك ومعك فقيه الكوفة؟ فَقَالَ أَبُو حنيفة: أفتها بكذا وكذا؟ فأفتاها، فرضيت.
أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْر مُحَمَّد بن عُمَر الوكيل، وَأَبُو الفَتْح عَبْد الكريم بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ؛ قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية، قَالَ: حَدَّثَنَا الحماني، قَالَ: سَمِعْتُ ابن المبارك، يَقُولُ: رَأَيْت الحَسَن بن عمارة آخذا بركاب أبي حنيفة، وَهُوَ يَقُولُ: والله ما أدركنا أحدا تكلم في الفقه أبلغ ولا أصبر ولا أحضر جوابا منك، وَإِنَّك لسيد،(15/487)
من تكلم فيه في وقتك غير مدافع، وما يتكلمون فيك إِلا حسدًا.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن الْقَاسِم البَصْرِيّ الشاهد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن إِسْحَاق المادرائي، قَالَ: ذكر أَبُو دَاوُد يعني: السِّجِسْتَاني، ولم أسمعه منه، عن نصر بن عَليّ، قال: سَمِعْتُ ابن دَاوُد، يَقُولُ: الناس في أبي حنيفة حاسد وجاهل، وأحسنهم عندي حالا الجاهل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن أَحْمَد الأهوازي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن إسحاق بن إبراهيم الْقَاضِي بالأهواز، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عزرة، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الربيع الحارثي، قال: سمعت عبد الله بن داود، يقول: الناس في أبي حنيفة رجلان، جاهل به، وحاسدٌ له.
وأَخْبَرَنَا الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن مُحَمَّد الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان بن وكيع، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دخلت عَلَى أَبِي حنيفة، فرأيته مطرقًا مفكرًا، فَقَالَ لي: من أَيْنَ أقبلت، من عند شريك؟ ورفع رأسه وأنشأ يَقُولُ:
إن يحسدوني فإني غير لائمهم قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم ومات أكثرنا غيظا بما يجد
قَالَ وكيع: وأظنه كَانَ بلغه عَنْهُ شيء
[ص:503]
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَليّ بن الحُسَيْن التوزي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن الحُسَيْن بن حكمان الفقيه الشَّافِعِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نصر أَحْمَد بن نصر البُخَارِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الله الزَّعْفَرَانِيّ، يَقُولُ: ذكر لمحمد بن الحَسَن ما يجري النَّاس من الحسد لأبي حنيفة، فَقَالَ:
محسدون وشر النَّاس منزلة من عاش في النَّاس يوما غير محسود
حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ البادا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن شاذان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن حُمَيْد بن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن الربيع بن هشام النهدي، قَالَ: سَمِعْتُ الحارث بن إدريس، يَقُولُ: قَالَ أَبُو وَهْب العابد: قل من لا يرى المسح عَلَى الخفين، أَوْ يقع في أَبِي حنيفة إِلا ناقص العقل
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن شُعَيْب البُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن موسى القمي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عَبْد قاضي الري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كُنَّا عند ابن عَائِشَة فذكر حديثا لأبي حنيفة، فَقَالَ بعض من حضر: لا نريده، فَقَالَ لَهُم: أَمَا إنكم لو رأيتموه لأردتموه، وما أعرف لَهُ ولكم مثلا إِلا ما قَالَ الشَّاعِر:
[ص:504]
أقلوا عليهم ويلكم لا أَبَا لكم من اللؤم أَوْ سدوا المكان الَّذِي سدوا
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بن موسى بن الفضل الصَّيْرَفِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصاغاني، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن معين، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْد بن أبي قرة، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن ضريس، يَقُولُ: شهدت سُفْيَان وأتاه رجل، فَقَالَ لَهُ: ما تنقم عَلَى أَبِي حنيفة؟ قَالَ: وما لَهُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: آخذ بكتاب الله، فما لم أجد فبسنة رَسُول الله، فإن لم أجد في كتاب الله ولا سنة رَسُول الله، أخذت بقول أصحابه، آخذ بقول من شئت منهم، وأدع من شئت منهم، ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فَأَمَّا إِذَا انتهى الأمر، أَوْ جاء إلى إِبْرَاهِيم، وَالشَّعْبِيّ، وابن سيرين، وَالحَسَن، وعطاء، وَسَعِيد بن المسيب، وعدد رجالا، فقوم اجتهدوا فأجتهد كما اجتهدوا، قَالَ: فسكت سُفْيَان طويلا ثُمَّ قَالَ كلمات برأيه ما بقي في المجلس أحد إِلا كتبه: نسمع الشديد من الحديث فنخافه، ونسمع اللين فنرجوه، ولا نحاسب الأحياء، ولا نقضي على الأموات، نسلم ما سمعنا، ونكل ما لا نعلم إلى عالمه، ونتهم رأينا لرأيهم.
قد سقنا عن أيوب السختياني، وسفيان الثوري، وسفيان بن عُيَيْنَةَ، وَأَبِي بَكْر بن عَيَّاش، وغيرهم من الأئمة أخبارا كثيرة تتضمن تقريظ أَبِي حنيفة والمدح لَهُ، والثناء عَلَيْهِ والمحفوظ عند نقلة الحديث عن الأئمة المتقدمين وَهَؤُلاءِ المذكورون منهم في أَبِي حنيفة خلال ذَلِكَ، وكلامهم فيه كثير [ص:505] لأمور شنيعة حفظت عَلَيْهِ، متعلق بعضها بأصول الديانات، وبعضها بالفروع، نَحْنُ ذاكروها بمشيئة الله، ومعتذرون إلى من وقف عليها وكره سماعها، بأن أَبَا حنيفة عندنا مَعَ جلالة قدره أسوة غيره من العُلَمَاء الَّذِين دونا ذكرهم في هذا الكتاب، وأوردنا أخبارهم، وحكينا أقوال النَّاس فيهم عَلَى تباينها، والله الموفق للصواب
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بن عَبْد الكريم بن عُمَر المُؤَدِّب، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن سَهْل، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن أيوب، قَالَ: سَمِعْتُ يزيد بن هَارُون، وذكر أَبَا حنيفة، فَقَالَ: أَبُو حنيفة رجل من النَّاس، خطؤه كخطأ النَّاس، وصوابه كصواب النَّاس
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن سلم الخُتُّليّ، قَالَ: أملى علينا أَبُو العَبَّاس أَحْمَد بن عَليّ بن مُسْلِم الأبَّار في شهر جُمَادَى الآخرة من سنة ثمان وثمانين ومائتين، قَالَ: ذكر القوم الَّذِين ردوا عَلَى أَبِي حنيفة: أَيوب السختياني، وجرير بن حازم، وهمام بن [ص:506] يَحْيَى، وَحَمَّاد بن سلمة، وَحَمَّاد بن زيد، وَأَبُو عَوَانَة، وَعَبْد الوارث، وسوار العَنْبَريّ الْقَاضِي، ويزيد بن زريع، وعَليَّ بن عاصم، ومالك بن أنس، وَجَعْفَر بن مُحَمَّد، وَعُمَر بن قيس، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن المُقْرِئ، وَسَعِيد بن عَبْد العزيز، والأوزاعي، وَعَبْد الله بن المبارك، وَأَبُو إِسْحَاق الفزاري، وَيُوسُف بن أسباط، وَمُحَمَّد بن جَابِر، وسفيان الثوري، وسفيان بن عُيَيْنَةَ، وَحَمَّاد بن أَبِي سُلَيْمَان، وابن أَبِي ليلى، وحفص بن غياث، وَأَبُو بَكْر بن عَيَّاش، وشريك بن عَبْد الله، ووكيع بن الجراح، ورقبة بن مصقلة، والفضل بن موسى، وعيسى بن يُونُس، والحجاج بن أرطاة، ومالك بن مغول، والقاسم بن حبيب، وابن شبرمة.
ما حكي عن أَبِي حنيفة في الإيمان
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الحَسَن أخو الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا جبريل بن مُحَمَّد العدل بهمذان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جبويه النَّخَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، قَالَ: سَمِعْتُ الثوري، يَقُولُ: [ص:507] نَحْنُ المؤمنون، وأهل القبلة عندنا مؤمنون؛ في المناكحة، والمواريث، والصلاة، والإقرار، ولنا ذنوب ولا ندري ما حالنا عند الله؟ قَالَ وكيع: وَقَالَ أَبُو حنيفة: من قَالَ بقول سُفْيَان هَذَا فَهُوَ عندنا شاك، نَحْنُ المؤمنون هنا وعند الله حقا، قَالَ وكيع: وَنَحْنُ نقول بقول سُفْيَان، وقول أَبِي حنيفة عندنا جرأة
أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المُعَدَّل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن البَخْتَرِيّ الرَّزَّاز، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَل بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حمزة بن الحارث بن عُمَيْر، عن أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رجلا يسأل أَبَا حنيفة في المسجد الحرام عن رجل قَالَ: أشهد أن الكعبة حق، ولكن لا أدري: هِيَ هذه التي بمَكَّة أم لا؟ فَقَالَ: مؤمن حقا، وسأله عن رجل قَالَ: أشهد أن مُحَمَّد بن عَبْد الله نبي ولكن لا أدري: هُوَ الَّذِي قبره بالمدينة أم لا؟ فَقَالَ: مؤمن حقا، قَالَ الحُمَيْدِيّ ومن قَالَ هَذَا فقد كفر، قَالَ: وَكَانَ سُفْيَان يحدث بِهِ عن حمزة بن الحارث
أَخْبَرَنِي الحَسَن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس الخزاز، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حسنون النَّرْسيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا موسى بن عيسى بن عَبْد الله السَّرَّاج، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد البَاغَنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كُنْت عند عَبْد الله بن الزُّبَيْر، فأتاه كتاب أَحْمَد بن حَنْبَل: اكتب إليَّ بأشنع مسألة عن أَبِي حنيفة، فكتب إِلَيْهِ: حَدَّثَنِي الحارث بن عُمَيْر، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة، يَقُولُ: لو أَنَّ رجلا قَالَ: أعرف لله بيتا ولا أدري أهو الَّذِي بمَكَّة أَوْ غيره، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم، ولو أن رجلا قَالَ: أعلم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مات ولا أدري أدفن بالمدينة أَوْ غيرها، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم [ص:508] قَالَ الحارث بن عُمَيْر: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لو أَنَّ شاهدين شهدا عند قاض أَنَّ فلان بن فلان طلق امرأته، وعلما جميعا أنهما شهدا بالزور، ففرق الْقَاضِي بينهما، ثُمَّ لقيها أحد الشاهدين، فله أن يتزوج بها؟ قَالَ: نعم، قَالَ: ثُمَّ علم الْقَاضِي بعد، أله أن يفرق بينهما؟ قَالَ: لا، هكذا قَالَ في هذه الرواية: عن عَبْد الله بن الزُّبَيْر الحُمَيْدِيّ، عن الحارث بن عُمَيْر من غير أن يذكر ابنه بينهما.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، وَأَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيّ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الهَيْثَم الأَنْبَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن شاكر، زاد بن رزق: الزاهد، ثُمَّ اتفقا، قَالَ: حَدَّثَنَا رجاء ابن السندي الخُرَاسَانِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ حمزة بن الحارث بن عُمَيْر ذكره عن أبيه، قَالَ: قُلْتُ لأبي حنيفة، أَوْ قِيلَ لَهُ وَهُوَ يسمع: رجل قَالَ: أشهد أَنَّ الكعبة حق، غير أني لا أدري هُوَ هَذَا البيت الَّذِي يحج النَّاس إليه، ويطوفون حوله، أَوْ بيت بخُرَاسَان، أمؤمن هَذَا؟ وَقَالَ البرقاني: أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيْمَان الحَضْرَمِيّ في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين، فقال: حَدَّثَنَا عامر بن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا مؤمل، عن سفيان الثوري، قال: حَدَّثَنَا عباد بن كثير، قَالَ: قُلْتُ لأبي حنيفة: رجل قَالَ: أَنَا أعلم أن الكعبة حق، وأنها بيت الله، ولكن لا أدري هِيَ التي بمَكَّة، أَوْ هِيَ بخُرَاسَان، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم مؤمن، قُلْتُ لَهُ: فما تَقُولُ في رجل قَالَ: أَنَا أعلم أَنَّ محمدا رَسُول الله، ولكن لا أدري هُوَ الَّذِي كَانَ بالمدينة من قريش أَوْ مُحَمَّد آخر، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم.
قَالَ مُؤَمِّل: قَالَ سُفْيَان: وَأَنَا أقول من شك في هَذَا فَهُوَ كافر
[ص:509]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن الفضل القَطَّان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنِي عَليّ بن عُثْمَان بن نفيل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن حمزة، وَسَعِيد يسمع، أَنَّ أَبَا حنيفة، قَالَ: لو أَنَّ رجلا عَبْد هذه النعل يتقرب بها إلى الله، لم أر بذلك بأسا، فَقَالَ سَعِيد: هَذَا الكفر صراحا
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الحَسَن بن مُحَمَّد بن حسنويه الكاتب بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عيسى بن مزيد الخَشَّاب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مهدي بن رستم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد السَّلام، يعني: ابن عَبْد الرَّحْمَن، حَدَّثَنِي إسماعيل بن عيسى بن عَليّ، قَالَ: قَالَ لي شريك: كفر أَبُو حنيفة بآيتين من كتاب الله تعالى، قَالَ الله تعالى: {وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} ، وَقَالَ الله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} وزعم أَبُو حنيفة أَنَّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وزعم أَنَّ الصَّلاة ليست من دين الله
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَبْد الله السَّرَّاج بنَيْسَابُور، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْدُوس الطرائفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان بن سَعِيد الدَّارِمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا محبوب بن موسى الأنطاكي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاق الفزاري، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة، يَقُولُ: إيمان أَبِي بَكْر الصديق، وإيمان إبليس واحد، قَالَ إبليس: يا رب، وَقَالَ أَبُو بَكْر الصديق: يا [ص:510] رب، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: ومن كَانَ من المرجئة ثُمَّ لم يقل هَذَا انكسر عَلَيْهِ قوله أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحُمَيْدِيّ، عن أَبِي صالح الفَرَّاء، عن الفزاري، قَالَ: قَالَ أَبُو حنيفة: إيمان آدم، وإيمان إبليس واحد.
قَالَ إبليس: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} وَقَالَ: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} وَقَالَ آدم: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب يَحْيَى بن عَليّ بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن موسى بن إِبْرَاهِيم السهمي بجرجان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شافع معبد بن جمعة الروياني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن هشام بن طويل، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِم بن عُثْمَان، يَقُولُ: مر أَبُو حنيفة بسكران يبول قائما، فَقَالَ أَبُو حنيفة لو بلت جالسا؟ قَالَ: فنظر في وجهه، وَقَالَ: ألا تمر يا مرجئ؟ قَالَ لَهُ أَبُو حنيفة: هَذَا جزائي منك؟ صيرت إيمانك كإيمان جبريل!.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى بن واصل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن فضيل عن الْقَاسِم بن حبيب، قَالَ: وضعت نعلي في الحصى ثُمَّ قُلْتُ لأبي حنيفة: أرأيت رجلا صلى لهذه النعل حَتَّى مات، إِلا أَنَّهُ يعرف الله بقلبه؟ فَقَالَ: مؤمن، فَقُلْتُ: لا أكلمك أبدا.
أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن عُمَر بن مُحَمَّد المشتري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا طاهر [ص:511] ابن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، قَالَ: اجتمع سُفْيَان الثوري، وشريك، وَالحَسَن بن صالح، وابن أَبِي ليلى، فبعثوا إلى أَبِي حنيفة، قَالَ: فأتاهم، فقالوا لَهُ: ما تَقُولُ في رجل قتل أباه؟ ونكح أمه؟ وشرب الخمر في رأس أبيه؟ فَقَالَ: مؤمن، فَقَالَ لَهُ: ابن أَبِي ليلى: لا قبلت لك شهادة أبدا، وَقَالَ لَهُ سُفْيَان الثوري: لا كلمتك أبدا، وَقَالَ لَهُ شريك: لو كَانَ لي من الأمر شيء لضربت عنقك، وَقَالَ لَهُ الحَسَن بن صالح: وجهي من وجهك حرام، أن أنظر إلى وجهك أبدا
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن حرب وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل أَيْضًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى البربري، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، عن سُلَيْمَان بن حرب، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد بن زيد، قَالَ: جلست إلى أَبِي حنيفة، فذكر سَعِيد بن جُبَيْر، فانتحله في الإرجاء، فَقُلْتُ: يا أَبَا حنيفة، من حدثك؟ قَالَ: سالم الأفطس، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: سالم الأفطس كَانَ مرجئا ولكن حَدَّثَنِي أيوب، قَالَ: رآني سَعِيد بن جُبَيْر جلست إلى طلق، فَقَالَ: ألم أرك جلست إلى طلق؟ لا تجالسه.
قَالَ حَمَّاد: وَكَانَ طلق يرى الإرجاء، قَالَ: فَقَالَ رجل لأبي حنيفة: يا أَبَا حنيفة، ما كَانَ رأي طلق؟ فأعرض عَنْهُ، ثُمَّ سأله فأعرض عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: ويحك، كَانَ يرى العدل.
واللفظ لحديث ابن الغلابي
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المُؤَدِّب بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر ابن المُقْرِئ، قَالَ: حَدَّثَنَا سلامة بن محمود القَيْسِيّ بعسقلان، [ص:512] قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عَمْرو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِر، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة رأس المرجئة
أَخْبَرَنَا الحَسَن بن الحُسَيْن بن العَبَّاس النعالي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّد بن عَبْد الله بن يزيد المُقْرِئ، عن أبيه، قَالَ: دعاني أَبُو حنيفة إلى الإرجاء أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ
أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن عَبْد الله بن سُلَيْمَان الحَضْرَمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد المُقْرِئ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: دعاني أَبُو حنيفة إلى الإرجاء، فأبيت
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا عبدة، قَالَ: سَمِعْتُ ابن المبارك، وذكر أَبَا حنيفة، فَقَالَ رجل: هَلْ كَانَ فيه من الهوى شيء؟ قَالَ: نعم، الإرجاء، وَقَالَ يَعْقُوب: حَدَّثَنَا أَبُو جزي بن عَمْرو بن سَعِيد بن [ص:513] سالم، قَالَ: سَمِعْتُ جدي، قَالَ: قُلْتُ لأبي يُوسُف: أكان أَبُو حنيفة مرجئًا؟ قَالَ: نعم، قُلْتُ: أكان جهميا؟ قَالَ: نعم، قلت: فأين أَنْتَ منه؟ قَالَ: إنما كَانَ أَبُو حنيفة مدرسا، فما كَانَ من قوله حسنا قبلناه، وما كَانَ قبيحا تركناه عَلَيْهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن عُمَر بن بُكَيْر المُقْرِئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد بن سمعان الرَّزَّاز، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف الدُّورِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعِيد، عن أَبِيهِ، قَالَ: كُنْت مَعَ أمير المؤمنين موسى بجرجان ومعنا أَبُو يُوسُف، فسألته عن أَبِي حنيفة، فَقَالَ: وما تصنع بِهِ وقد مات جهميا
[ص:514]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عُمَر البَجَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المطوعي النَّيْسَابُوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حامد بن بلال، قَالَ: حَدَّثَنَا سختويه بن مازيار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن عُثْمَان، قَالَ: سَمِعْتُ زنبورا، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة، يَقُولُ: قدمت علينا امْرَأَة جهم بن صَفْوَان فأدبت نساءنا
أَخْبَرَنَا الحَسَن بن الحُسَيْن بن العَبَّاس بن دوما النعالي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم الخُتُّليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا منصور بن أَبِي مُزَاحِم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الأخنس الكِنَانِيّ، قَالَ: رَأَيْت أَبَا حنيفة، أَوْ حَدَّثَنِي الثقة أَنَّهُ رأى أَبَا حنيفة، آخذا بزمام بعير مولاة للجهم، قدمت من خُرَاسَان، يقود جملها بظهر الكوفة يمشي قد حكي، عن بِشْر بن الوليد، عن أَبِي يُوسُف، أَنَّ أَبَا حنيفة كَانَ يذم جهما ويعيب قوله.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أَنَّ عَليّ بن مُحَمَّد النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحَسَن بن مكرم، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بن الوليد، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُف، يَقُولُ: قَالَ أَبُو حنيفة: صنفان من شر النَّاس بخُرَاسَان، الجهمية والمشبهة، وربما قَالَ: والمقاتلية
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن عَفَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن [ص:515] عَبْد الحميد بن عَبْد الرَّحْمَن الحماني، عن أَبِيهِ، سَمِعْتُ أَبَا حنيفة، يَقُولُ: جهم بن صَفْوَان كافر.
وَلَيْسَ عندنا شك في أَنَّ أَبَا حنيفة يخالف المعتزلة في الوعيد، لِأَنَّهُ مرجئ، وفي خلق الأفعال لِأَنَّهُ كَانَ يثبت القدر.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى ابن المُقْرِئ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: رَأَيْت رجلا أحمر كَأَنَّهُ من رجال الشَّام، سَأَلَ أَبَا حنيفة، فَقَالَ: رجل لزم غريما لَهُ، فحلف لَهُ بالطلاق أن يعطيه حقه غدا، إِلا أن يحول بينه وبينه قضاء الله عَزَّ وَجَلَّ فَلَمَّا كَانَ من الغد جلس عَلَى الزنا وشرب الخمر؟ قَالَ: لم يحنث، ولم تطلق منه امرأته
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن محمود(15/502)
السمناني من حفظه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الحَسَن بن أَبِي عَبْد الله السمناني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُسَيْن بن رحمة الويمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن شجاع الثلجي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سماعة، عن أَبِي يُوسُف، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة، يَقُولُ: إِذَا كلمت القدري، فإنما هُوَ حرفان، إما أن يسكت، وإما أن يكفر.
يُقَال لَهُ: هَلْ علم الله في سابق علمه أن تكون هذه الأشياء كما هِيَ؟ فإن قَالَ: لا، فقد كفر، وإن قَالَ: نعم، يُقَال لَهُ: أفأراد أن تكون كما علم، أَوْ أراد أن تكون بخلاف ما علم؟ فإن قَالَ: أراد أن تكون كما علم، فقد أقر أَنَّهُ أراد من المؤمن الإيمان ومن الكافر الكفر، وإن قَالَ: أراد أن تكون بخلاف ما علم، فقد جعل ربه متمنيا متحسرا، لأن من أراد أن يكون ما علم أَنَّهُ لا يكون، أَوْ لا يكون ما علم أَنَّهُ يكون، فَإِنَّهُ متمَنٍّ متحسر، ومن جعل ربه متمنيا متحسرا فَهُوَ كافر.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَبِي عَليّ البَصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الكاغدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد الحارثي، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُد بن أَبِي العوام، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عن يَحْيَى بن نصر، قَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة يفضل أَبَا بَكْر وَعُمَر، ويحب عليا وَعُثْمَان، وَكَانَ يؤمن بالأقدار، ولا يتكلم في القدر، وَكَانَ يمسح عَلَى الخفين، وَكَانَ من أعلم النَّاس في زمانه، وأتقاهم
وأَمَّا القول بخلق القرآن، فقد قِيلَ: إِنَّ أَبَا حنيفة لم يكن يذهب إليه، والمشهور عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يقوله واستتيب منه، فَأَمَّا من رَوَى عَنْهُ نفي خلقه، فأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن مُحَمَّد [ص:517] القَزْوِينِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن شَيْبَان الرَّازِيّ العَطَّار بالري، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن الحَسَن النرمقي، قَالَ: سَمِعْتُ الحكم بن بشير، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَان بن سَعِيد الثوري، والنعمان بن ثابت، يقولان: القُرْآن كلام الله غير مخلوق.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَر السمناني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن أَبِي عَبْد الله السمناني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُسَيْن بن رحمة الويمي، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع الثلجي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سماعة، عن أَبِي يُوسُف، قَالَ: ناظرت أَبَا حنيفة ستة أشهر، حَتَّى قَالَ: من قَالَ: القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أَنَّ النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بن الوليد، عن أَبِي يُوسُف، عن أَبِي حنيفة، قَالَ: من قَالَ: القُرْآن مخلوق فَهُوَ مبتدع، فلا يقولن أحد بقوله، ولا يصلين أحد خلفه.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا نَجِيح بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أَبِي كرامة وراق أَبِي بَكْر بن أَبِي شَيْبَة، قَالَ: قدم ابن مبارك عَلَى أَبِي حنيفة، فَقَالَ لَهُ أَبُو حنيفة: ما هَذَا الَّذِي دب فيكم؟ قَالَ لَهُ: رجل يُقَال لَهُ: جهم، قَالَ: وما يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ: القُرْآن مخلوق، فَقَالَ أَبُو حنيفة: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا} .
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الله أَحْمَد بن حَنْبَل، يَقُولُ: لم يصح عندنا أَنَّ أَبَا حنيفة كَانَ يَقُولُ: القُرْآن مخلوق.
[ص:518]
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن شاذان الجَوْهَرِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَان الجَوْزَجَانيّ، وَمُعَلَّى بن منصور الرَّازِيّ، يقولان: ما تكلم أَبُو حنيفة ولا أَبُو يُوسُف، ولا زُفَر، ولا مُحَمَّد، ولا أحد من أصحابهم في القُرْآن، وإنما تكلم في القُرْآن بِشْر المريسي، وابن أَبِي دؤاد، فهؤلاء شانوا أصحاب أَبِي حنيفة.
ذكر الروايات عمن حكى عن أبي حنيفة القول بخلق القرآن
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد الصندلي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم ابن عم ابن منيع، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدَّثَنَا حسن بن أبي مالك، عن أبي يوسف، قال: أول من قال: القرآن مخلوق: أَبُو حنيفة.
كتب إلى عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان الدمشقي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي طاهر، عنه، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون البجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بن عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن الوليد، قال: سمعت أبا مسهر، يقول: قال سلمة بن عمرو الْقَاضِي على المنبر: لا رحم الله أبا حنيفة، فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق
[ص:519]
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن علي الطاهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد بن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنِي حسن بن أبي مالك، وكان من خيار عباد الله، قال: قلت لأبي يوسف الْقَاضِي: ما كان أَبُو حنيفة يقول في القرآن؟ قال: فقال: كان يقول: القرآن مخلوق، قال: قلت: فأنت يا أبا يوسف؟ فقال: لا، قال أَبُو القاسم: فحدثت بهذا الحديث الْقَاضِي البرتي، فقال لي: وأي حسن كان، وأي حسن كان؟ ! يعني الحسن بن أبي مالك، قال أَبُو القاسم: فقلت للبرتي: هذا قول أبي حنيفة؟ قال: نعم، المشئوم.
قال: وجعل يقول: أحدث بحلقي
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن الحسن الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن سلم الباهلي، قال: قلنا لأبي يوسف: لم لا تحَدَّثَنَا عن أبي حنيفة؟ قال: ما تصنعون به؟ مات يوم مات يقول: القرآن مخلوق
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، قال: سمعت مُحَمَّد بن صالح بن هانئ، يقول: سمعت مسدد بن قطن، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد، يقول: سمعت عشرة، كلهم ثقات، يقولون: سمعنا أبا حنيفة، يقول: القرآن مخلوق
[ص:520]
حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله الحسين بن شجاع الصوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن جعفر بن مُحَمَّد بن سلم الختلي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن يوسف المطوعي، قَالَ: حَدَّثَنَا حسين بن الأسود، قَالَ: حَدَّثَنَا حسين بن عبد الأول، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة، قال: هو قول أبي حنيفة: القرآن مخلوق
أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن الحسن الْقَاضِي، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حَدَّثَنَا عباس بن عبد العظيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يونس، قال: كان أَبُو حنيفة في مجلس عيسى بن موسى، فقال: القرآن مخلوق، قال: فقال: أخرجوه، فإن تاب وإلا فاضربوا عنقه
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إسحاق بن، وهب البندار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، يعني: المؤدب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد، شيخ له، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن يونس، قال: اجتمع ابن أبي ليلى، وأبو حنيفة عند عيسى بن موسى العباسي، والي الكوفة، قال: فتكلما عنده، قال: فقال أَبُو حنيفة: القرآن مخلوق، قال: فقال عيسى لابن أبي ليلى: اخرج فاستتبه، فإن تاب وإلا فاضرب عنقه
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع، قال: جاء عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة فجلس إلينا، فقال سمعت أبي حمادا، يقول: بعث ابن أبي ليلى إلى أبي حنيفة، فسأله عن القرآن، فقال: مخلوق، فقال: تتوب وإلا أقدمت عليك؟ قال: فتابعه، فقال: القرآن كلام الله، قال: فدار به في الخلق يخبرهم أنه قد تاب من قوله: القرآن مخلوق، فقال أبي، فقلت لأبي حنيفة: كيف صرت إلى [ص:521] هذا وتابعته؟ قال: يا بني، خفت أن يقدم علي فأعطيته التقية
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خلف الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن عيسى الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم، قال: حَدَّثَنِي هارون بن إسحاق، قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن أبي الحكم، يذكر عن عُمَر بن عبيد الطنافسي، عن أبيه، أن حماد بن أبي سليمان بعث إلى أبي حنيفة: إني برئ مما تقول، إلا أن تتوب، قال: وكان عنده ابن أَبِي غنية، فقال أَخْبَرَنِي جار لي أن أبا حنيفة دعاه إلى ما استتيب منه بعد ما استتيب
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن غنام، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن السفر بن مالك بن مغول، قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة، يقول: قال أَبُو حنيفة: إن ابن أبي ليلى ليستحل مني مالا أستحل من بهيمة
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله الحنائي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَر بن الهيصم البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن سعيد بقصر ابن هبيرة، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، أن أباه أخبره، أن ابن أبي ليلى كان يتمثل بهذه الأبيات
إني شنيت المرجئين ورأيهم عُمَر بن ذر وابن قيس الماصر
[ص:522]
وعتيبة الدباب لا نرضى به وأبو حنيفة شيخ سوء كافر
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله الحنائي، والحسن بن أبي بكر، وَمُحَمَّد بن عُمَر النَّرْسيّ، قالوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يونس، قَالَ: حَدَّثَنَا ضرار بن صرد، قال: حَدَّثَنِي سليم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان الثوري، قال: قال لي حماد بن أبي سليمان: أبلغ عني أبا حنيفة المشرك أني برئ منه حتى يرجع عن قوله في القرآن
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن جعفر بن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن واصل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم ضرار بن صرد، قال: سمعت سليم بن عيسى المقرئ، قال: سمعت سفيان بن سعيد الثوري، يقول: سمعت حماد بن أبي سليمان، يقول: أبلغوا أبا حنيفة المشرك أني من دينه برئ إلى أن يتوب.
قال سليم: كان يزعم أن القرآن مخلوق
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنِي جدي، قال: حَدَّثَنِي علي بن ياسر، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بن الحكم بن بشير بن سلمان، عن أبيه أو غيره، وأكبر ظني أنه عن غير أبيه، قال: كنت عند حماد بن أبي سليمان، إذ أقبل أَبُو حنيفة، فلما رآه حماد، قال: لا مرحبا ولا أهلا، إن سلم فلا تردوا عليه، وإن جلس فلا توسعوا له، قال: فجاء أَبُو حنيفة، فجلس، فتكلم حماد بشيء، فرد عليه أَبُو حنيفة، فأخذ حماد كفا من حصى [ص:523] فرماه به
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن سلم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قال: قيل لشريك: استتيب أَبُو حنيفة؟ قال: قد علم ذاك العواتق في خدورهن
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي الوليد، قال: حَدَّثَنِي أَبُو مسهر، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن فليح المدني، عن أخيه سليمان، وكان علامة بالناس أن الذي استتاب أبا حنيفة: خالد القسري، قال: فلما رأى ذلك، أخذ في الرأي ليعمي به،
وروي أن يوسف بن عُمَر استتابه، وقيل: إنه لما تاب رجع أظهر القول بخلق القرآن، فاستتيب دفعة ثانية، فيحتمل أن يكون يوسف استتابه مرة، وخالد استتابه مرة، والله أعلم
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، والحسن بن علي الجوهري، قالا: أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق بن زاطيا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معمر القطيعي، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج الأعور، عن قيس بن الربيع، قال: رأيت يوسف بن عُمَر أمير الكوفة أقام أبا حنيفة على المصطبة يستتيبه [ص:524] من الكفر
أَخْبَرَنَا الحسين بن مُحَمَّد أخو الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا جبريل بن مُحَمَّد المعدل بهمذان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جبويه النخاس، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، قال: سمعت شريكا، يقول: استتيب أَبُو حنيفة مرتين
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنِي الوليد بن عتبة الدمشقي، وكان ممن تهمه نفسه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن حمزة، وسعيد بن عبد العزيز جالس، قال: حَدَّثَنِي شريك بن عبد الله قاضي الكوفة: أن أبا حنيفة استتيب من الزندقة مرتين
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل إجازة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو معمر، قال: قيل لشريك مم استتبتم أبا حنيفة؟ قال: من الكفر
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عبد الله الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن علي بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا المخرمي، قال: سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري، يقول: سمعت معاذ بن معاذ وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا سهل بن أبي سهل الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عمرو بن علي، قال: سمعت معاذ بن معاذ، يقول: [ص:525] سمعت سفيان الثوري، يقول: استتيب أَبُو حنيفة من الكفر مرتين
وأَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، ومعاذ بن معاذ، قالا، وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم، قال: سمعت معاذ بن معاذ، ويحيى بن سعيد، يقولان: سمعنا سفيان، يقول: استتيب أَبُو حنيفة من الكفر مرتين، وقال يَعْقُوب: مرارا
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: سمعت مؤملا، يقول: استتيب أَبُو حنيفة من الدهر مرتين
أَخْبَرَنَاه أَبُو سعيد الحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن عيسى بن مزيد الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مهدي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن معمر، قَالَ: حَدَّثَنَا مؤمل بن إِسْمَاعِيل، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: إن أبا حنيفة استتيب من الزندقة مرتين.
وقال أَحْمَد بن مهدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بن عبيد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عن ثعلبة، قال: [ص:526] سمعت سفيان الثوري، وذُكِرَ أبو حنيفة، فقال: لقد استتابه أصحابه من الكفر مرارا
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الحميدي، قال: سمعت سفيان، وهو ابن عيينة، يقول: استتيب أَبُو حنيفة من الدهر ثلاث مرات.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد، قال: قال يحيى بن حمزة، وسعيد بن عبد العزيز: استتيب أَبُو حنيفة من الزندقة مرتين
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن إسحاق البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن عليل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين صاحب القوهي، قال: سمعت يزيد بن زريع، قال: استتيب أَبُو حنيفة مرتين
أَخْبَرَنَا ابن رزق، والبرقاني، قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن شاكر، وأَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن شاكر، قَالَ: حَدَّثَنَا رجاء وهو ابن السندي، قال: سمعت عبد الله بن إدريس، يقول: استتيب أَبُو حنيفة مرتين. قال: وسمعت ابن إدريس، يقول: كذب من زعم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر الحيري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن [ص:527] يَعْقُوب الأصم، قال: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: سمعت أسد بن موسى، قال: استتيب أَبُو حنيفة مرتين
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن أبان الهيتي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قال: قلت لأبي: كان أَبُو حنيفة استتيب؟ قال: نعم
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن مخلد الوراق لفظا، قال: في كتابي عن أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن صالح الأبهري الفقيه المالكي، قال: سمعت أبا بكر بن أبي داود السجستاني، يوما وهو يقول لأصحابه: ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه، والشافعي وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، والحسن بن صالح وأصحابه، وسفيان الثوري وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟ فقالوا له: يا أبا بكر، لا تكون مسألة أصح من هذه، فقال: هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة.
[ص:528]
ذكر ما حكي عن أبي حنيفة من رأيه في الخروج على السلطان
أَخْبَرَنَا ابن الفضل قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي صفوان بن صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن عبد الواحد، قال: سمعت الأوزاعي، يقول: أتاني شعيب بن إسحاق، وابن أبي مالك، وابن علاق، وابن ناصح، فقالوا: قد أخذنا عن أبي حنيفة شيئا، فانظر فيه، فلم يبرح بي وبهم حتى أريتهم، فيما جاءوني به عنه أنه أحل لهم الخروج على الأئمة
أَخْبَرَنَا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قال: حَدَّثَنِي أَبُو شيخ الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، وأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خلف الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله، يقول: قال ابن المبارك: ذكرت أبا حنيفة يوما عند الأوزاعي فأعرض عني، فعاتبته، فقال: تجيء إلى رجل يرى السيف في أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتذكره عندنا؟
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمود المروزي، قال: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله بن قهزاد، يقول: سمعت أبا الوزير أنه حضر عبد الله بن المبارك فروى عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا، فقال له رجل: ما قول أبي حنيفة في هذا، فقال عبد الله: أحدثك عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتجيئ برجل كان يرى السيف في أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْبَرَنَا ابن دوما النعالي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن سلم، قَالَ: [ص:529] حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن علي الحلواني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي رزمة، عن ابن المبارك، قال: كنت عند الأوزاعي، فذكرت أبا حنيفة، فلما كان عند الوداع، قلت: أوصني، قال: قد أردت ذلك، ولو لم تسألني، سمعتك تطري رجلا يرى السيف في الأمة، قال: فقلت: ألا أخبرتني؟
وقال الأبار: حَدَّثَنَا منصور بن أبي مزاحم، قَالَ: حَدَّثَنِي يزيد بن يوسف، قال: قال لي أَبُو إسحاق الفزاري: جاءني نعي أخي من العراق وخرج مع إبراهيم بن عبد الله الطالبي، فقدمت الكوفة، فأخبروني أنه قتل، وأنه قد استشار سفيان الثوري، وأبا حنيفة، فأتيت سفيان، فَقُلْتُ: أنبئت بمصيبتي بأخي وأخبرت أنه استفتاك، قال: نعم، قد جاءني فاستفتاني، فقلت: ماذا أفتيته؟ قال: قلت: لا آمرك بالخروج، ولا أنهاك، قال: فأتيت أبا حنيفة، فقلت له: بلغني أن أخي أتاك فاستفتاك، قال: قد أتاني واستفتاني، قال: قلت: فبما أفتيته؟ قال: أفتيته بالخروج، قال: فأقبلت عليه، فقلت: لا جزاك الله خيرا، قال: هذا رأيي، قال: فحدثته بحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرد لهذا، فقال: هذه خرافة، يعني: حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قال: حَدَّثَنِي صفوان بن صالح الدمشقي، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَر بن عبد الواحد السلمي، قال: سمعت إبراهيم بن مُحَمَّد الفزاري يحدث الأوزاعي، قال: قتل أخي مع إبراهيم الفاطمي بالبصرة، فركبت لأنظر في تركته، فلقيت أبا حنيفة، فقال لي: من أين أقبلت؟ وأين أردت؟ فأخبرته أني أقبلت من المصيصة، وأردت أخا لي قتل مع إبراهيم، فقال لو أنك قتلت مع أخيك كان خيرا لك من(15/516)
المكان الذي جئت منه، قلت: فما منعك أنت من ذاك؟ قال: لولا ودائع كانت عندي وأشياء للناس، ما استأنيت في ذلك
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن يحيى المزكي النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المسيب، قال: سمعت عبد الله بن خبيق، قال: سمعت الهيثم بن جميل، يقول: سمعت أبا عوانة، يقول: كان أَبُو حنيفة مرجئا يرى السيف، فقيل له: فحماد بن أبي سليمان؟ قال: كان أستاذه في ذلك
أَخْبَرَنِي علي بن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن سعيد الموصلي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن الوضاح المؤدب، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم بن أبي مسلم الحرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق الفزاري، قال: سمعت سفيان الثوري، والأوزاعي، يقولان: ما ولد في الإسلام مولود أشأم على هذه الأمة من أبي حنيفة، وكان أَبُو حنيفة مرجئا يرى السيف، قال لي يوما: يا أبا إسحاق، أين تسكن؟ قلت: المصيصة، قال: لو ذهبت حيث ذهب أخوك كان خيرا، قال: وكان أخو أبي إسحاق خرج مع المبيضة على المسودة فقتل
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن زياد النقاش، أن مُحَمَّد بن علي أخبره، عن سعيد بن سالم، قال: قلت لقاضي القضاة أبي يوسف سمعت أهل خراسان يقولون: إن أبا حنيفة جهمي مرجئ؟ قال لي: صدقوا، ويرى السيف أيضا، قلت له: فأين أنت منه؟ فقال: إنما كنا نأتيه يدرسنا الفقه، ولم نكن نقلده ديننا
[ص:531]
ذكر ما حكي عنه من مستشنعات الألفاظ والأفعال
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي سعد، قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عبد الخالق بن منصور النيسابوري، قال: سمعت أبا داود المصاحفي، قال: سمعت أبا مطيع، يقول: قال أَبُو حنيفة: إن كانت الجنة والنار مخلوقتين فإنهما تفنيان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين بن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إبراهيم النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق السراج، قال: سمعت إبراهيم بن أبي طالب، يقول: سمعت عبد الله بن عُمَر ابن الرماح، يقول: سمعت أبا مطيع البلخي، يقول: سمعت أبا حنيفة، يقول: إن كانت الجنة والنار خلقتا فإنهما تفنيان، قال أَبُو مطيع: وكذب والله، قال السراج: وكذب والله، قال النجاد: وكذب والله، قال الله [ص:532] تعالى أُكُلُهَا دَائِمٌ، قال ابن الفضل: وكذب والله،
قلت: وهذا القول يحكي أن أبا مطيع كان يذهب إليه لا أبا حنيفة، وكذب والله كل من قاله.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا محبوب بن موسى، قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: قال أَبُو حنيفة: لو أدركني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأدركته لأخذ بكثير من قولي.
أخبرني علي بن أحمد الرزاز قال: أخبرنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي، قال: حدثنا الحسن بن الوضاح المؤدب، قال: حدثنا المسيب بن واضح قال: حدثنا يوسف بن أسباط، قال: قال أبو حنيفة: لو أدركني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أدركته لأخذ بكثير من قولي.
قَالَ: وسمعت أبا إسحاق، يقول: كان أَبُو حنيفة يجيئه الشيء عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخالفه إلى غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عيسى الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مهدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد السلام بن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بن عيسى بن علي الهاشمي، قال: حَدَّثَنِي أَبُو إسحاق الفزاري، قال: كنت آتي أبا حنيفة أسأله عن الشيء من أمر الغزو، فسألته عن مسألة فأجاب فيها، فقلت له: إنه يروى فيها عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذا وكذا، قال: دعنا من هذا. [ص:533] قَالَ: وسألته يوما آخر عن مسألة، قال: فأجاب فيها، قال: فقلت له: إن هذا يروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه كذا وكذا، فقال: حك هذا بذنب خنزير أَخْبَرَنَا ابن دوما، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن علي الحلواني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صالح، يعني: الفراء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق الفزاري، قال: حدثت أبا حنيفة حديثا في رد السيف، فقال: هذا حديث خرافة، وقال الأبار: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حسان الأزرق، قال: سمعت علي بن عاصم، يقول: حَدَّثَنَا أبا حنيفة بحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لا آخذ به، فقلت: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لا آخذ به
(4550) -[15: 533] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النَّرْسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ بَهْتَةَ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُفَضَّلٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي حَنِيفَةَ: نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا "، قَالَ: هَذَا رَجَزٌ، قُلْتُ: قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَخَ رَأْسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَرَضَخَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ".
قَالَ: هَذَيَانُ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْمَحْمُودِيُّ بِمَرْوَ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: [ص:534] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذُكِرَ لأَبِي حَنِيفَةَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ ".
فَقَالَ: هَذَا سَجْعٌ، وَذُكِرَ لَهُ قَضَاءٌ مِنْ قَضَاءِ عُمَرَ، أَوْ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ فِي الْوَلاءِ، فَقَالَ: هَذَا قَوْلُ شَيْطَانٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ وَبِهَا أَبُو حَنِيفَةَ، فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: فَمَا رِوَايَةٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: ذَاكَ قَوْلُ شَيْطَانٍ، قَالَ: فَسَبَّحْتُ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ: أَتَعْجَبُ؟ فَقَدْ جَاءَهُ رَجُلٌ قَبْلَ هَذَا فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَجَابَهُ، فقَالَ لَهُ: فَمَا رِوَايَةٌ رُوِيَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "؟ فَقَالَ: هَذَا سَجْعٌ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا مَجْلِسٌ لا أَعُودُ فِيهِ أَبَدًا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ذُكِرَ لأَبِي حَنِيفَةَ هَذَا الْحَدِيثُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوُضُوءُ نِصْفُ الإِيمَانِ ".
قَالَ: لِيَتَوَضَّأْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى يَكْمُلَ الإِيمَانُ، قَالَ إِسْحَاقُ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: الْوُضُوءُ نِصْفُ الإِيمَانِ يَعْنِي: نِصْفَ الصَّلاةِ، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى الصَّلاةَ إِيمَانًا، فَقَالَ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} يَعْنِي: صَلاتَكُمْ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تُقْبَلُ صَلاةٌ إِلا بِطُهُورٍ ".
فَالطُّهُورُ نِصْفُ الإِيمَانِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى، إِذْ كَانَتِ الصَّلاةُ لا تَتِمُّ إِلا بِهِ، قَالَ أَبُو [ص:535] عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ إِسْحَاقُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: وَذُكِرَ لأَبِي حَنِيفَةَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: لا أَدْرِي نِصْفَ الْعِلْمِ، قَالَ: فَلْيَقُلْ مَرَّتَيْنِ لا أَدْرِي حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعِلْمَ، قَالَ يَحْيَى: وَتَفْسِيرُ قَوْلِهِ لا أَدْرِي نِصْفَ الْعِلْمِ، لأَنَّ الْعِلْمَ إِنَّمَا هُوَ أَدْرِي وَلا أَدْرِي فَأَحَدُهُمَا نِصْفُ الآخَرِ
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم إبراهيم بن مُحَمَّد بن سليمان المؤدب بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر ابن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا سلامة بن محمود القيسي بعسقلان، قَالَ: حَدَّثَنَا عمران بن موسى الطائي، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن بشار الرمادي، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، قال: ما رأيت أجرأ على الله من أبي حنيفة، كان يضرب الأمثال لحديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيرده، بلغه أني أروي: " إن البيعين بالخيار ما لم يفترقا "، فجعل يقول: أرأيت إن كانا في سفينة؟ أرأيت إن كانا في سجن؟ أرأيت إن كانا في سفر؟ كيف يفترقان؟
أَخْبَرَنَا ابْنُ دُومَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَبَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى السِّينَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ، يَقُولُ: مِنْ أَصْحَابِي مَنْ يَبُولُ قُلَّتَيْنِ، يَرُدُّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَنْجَسْ "
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن شماس، قال: سمعت وكيعا، يقول: سأل ابن المبارك أبا حنيفة عن رفع اليدين في الركوع، فقال أَبُو حنيفة: يريد أن يطير فيرفع يديه؟ قال وكيع: وكان ابن المبارك رجلا عاقلا، فقال ابن المبارك: إن كان طار في الأولى فإنه يطير في الثانية، فسكت أَبُو حنيفة ولم يقل شيئا
[ص:536]
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الحميدي، قال: سمعت سفيان، يَقُولُ: كنت في جنازة أم خصيب بالكوفة، فسأل رجل أبا حنيفة عن مسألة من الصرف، فأفتاه، فقلت: يا أبا حنيفة، إن أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد اختلفوا في هذه، فغضب وقال للذي استفتاه: اذهب فاعمل بها، فما كان فيها من إثم فهو علي
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو القاسم عبد الواحد بن مُحَمَّد بن عثمان البجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن عُمَر بن الفياض، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طلحة أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الكريم الوساوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن خبيق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صالح الفراء، قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: رد أَبُو حنيفة على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع مائة حديث أو أكثر، قلت له: يا أبا مُحَمَّد، تعرفها؟ قال: نعم، قلت: أَخْبَرَنِي بشيء منها، فقال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " للفرس سهمان، وللراجل سهم ".
قال أَبُو حنيفة: أنا لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن.
وأشعر رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه البدن، وقال أَبُو حنيفة: الإشعار مُثْلَةٌ، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ".
وقال أَبُو حنيفة: إذا وجب البيع فلا خيار، وكان النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يقرع بين نسائه إذا أراد أن يخرج في سفر "، وأقرع أصحابه، وقال أَبُو حنيفة: القرعة قمار، وقال أَبُو حنيفة: لو أدركني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأدركته لأخذ بكثير من قولي، وهل الدين إلا الرأي الحسن؟
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: حَدَّثَنِي عثمان بن عُمَر بن خفيف الدراج، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البصلاني، وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قرأت على أبي حفص ابن الزيات: حدثكم عُمَر بن مُحَمَّد الكاغدي، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو [ص:537] السائب، قال: سمعت وكيعا، يقول: وجدنا أبا حنيفة خالف مائتي حديث أَخْبَرَنِي علي بن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن سعيد الموصلي، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بن فيروز الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حماد، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، أو سمعته يقول: أَبُو حنيفة استقبل الآثار واستدبرها برأيه
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مؤمل، قال: سمعت حماد بن سلمة، يقول: وذكر أبا حنيفة، فقال: إن أبا حنيفة استقبل الآثار والسنن فردها برأيه.
أَخْبَرَنَا ابن دوما، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، عن مؤمل، قال: سمعت حماد بن سلمة، يقول: أَبُو حنيفة هذا يستقبل السنة يردها برأيه.
(4551) -[15: 537] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجَاءُ ابْنُ السِّنْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ السَّرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَوَانَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّ عِنْدَكَ كِتَابًا لأَبِي حَنِيفَةَ أَخْرِجْهُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، ذَكَّرْتَنِي، فَقَامَ إِلَى صُنْدُوقٍ لَهُ، فَاسْتَخْرَجَ كِتَابًا فَقَطَّعَهُ قِطْعَةً قِطْعَةً فَرَمَى بِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ جَالِسًا، فَأَتَاهُ رَسُولٌ بِعَجَلَةٍ مِنْ قِبَلِ السُّلْطَانِ كَأَنَّمَا قَدْ حَمُوا الْحَدِيدَ، وَأَرَادُوا أَنْ يُقَلِّدُوهُ الأَمْرَ، فَقَالَ: يَقُولُ الأَمِيرُ: رَجُلٌ سَرَقَ وَدْيًا فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ غَيْرُ مُتَعْتِعٍ: إِنْ كَانَتْ قِيمَتُهُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ فَاقْطَعُوهُ، [ص:538] فَذَهَبَ الرَّجُلُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ، أَلا تَتَّقِي اللَّهَ؟ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ، وَلا كَثَرٍ "، أَدْرِكِ الرَّجُلَ فَإِنَّهُ يُقْطَعُ، فَقَالَ غَيْرُ مُتَعْتِعٍ: ذَاكَ حُكْمٌ قَدْ مَضَى فَانْتَهَى، وَقَدْ قُطِعَ الرَّجُلُ، فَهَذَا مَا يَكُونُ لَهُ عِنْدِي كِتَابٌ
(4552) -[15: 538] أَخْبَرَنَا ابْنُ دُومَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَبَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، فَسَأَلَهُ رَجْلٌ عَنْ رَجُلٍ سَرَقَ وَدْيًا، فَقَالَ: عَلَيْهِ الْقَطْعُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ، وَلا كَثَرٍ "، قَالَ: أَيْشَ تَقُولُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: مَا بَلَغَنِي هَذَا.
قُلْتُ: الرَّجُلُ الَّذِي أَفْتَيْتَهُ فَرُدَّهُ، قَالَ: دَعْهُ، فَقَدْ جَرَتْ بِهِ الْبِغَالُ الشُّهْبُ، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَخَافُ أَنْ تَكُونَ جَرَتْ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ، وَقَالَ الْحُلْوَانِيُّ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ وَسُئِلَ عَنْ مُحْرِمٍ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلَبِسَ سَرَاوِيلَ؟ قَالَ: عَلَيْهِ الْفِدْيَةُ، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ!
[ص:539]
(4553) -[15: 539] أَخْبَرَنَا ابْنُ دُومَا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَبَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عِيسَى بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَارِمٌ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ، مُحْرِمٌ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلَبِسَ خُفًّا؟ قَالَ: عَلَيْهِ دَمٌ، قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمُحْرِمِ: " إِذَا لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ "
(4554) -[15: 539] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الآبَنْدُونِيَّ، يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، وَقُرِئَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ بِمَكَّةَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: لَبِسْتُ سَرَاوِيلَ وَأَنَا مُحْرِمٌ؟ أَوْ قَالَ: لَبِسْتُ خُفَّيْنِ وَأَنَا مُحْرِمٌ؟ شَكَّ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْكَ دَمٌ قَالَ حَمَّادٌ: وَجَدْتُ نَعْلَيْنِ، أَوْ وَجَدْتُ إِزَارًا؟ قَالَ: لا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ، هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ، فَقَالَ: سَوَاءٌ وَجَدَ أَوْ لَمْ يَجِدْ، قَالَ حَمَّادٌ: فَقُلْتُ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَالْخُفَّانِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ "، [ص:540] وَحَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَالْخُفَّانِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ ".
فَقَالَ بِيَدِهِ، وَحَرَّكَ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ، أَيْ لا شَيْءَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَنْتَ عَمَّنْ تَقُولُ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: عَلَيْهِ دَمٌ وَجَدَ أَوْ لَمْ يَجِدْ، لَمْ يَذْكُرِ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي حَدِيثِهِ حَدِيثَ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ: فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَتَلَقَّانِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَاةَ، مَا تَقُولُ فِي مُحْرِمٍ لَبِسَ السَّرَاوِيلَ وَلَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَلَبِسَ الْخُفَّيْنِ وَلَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَالْخُفَّانِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ ".
فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَاةَ، مَا تَحْفَظُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا.
وَحَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَالْخُفَّانِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ ".
قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَالْخُفَّانِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ.
فَقُلْتُ: فَمَا بَالُ صَاحِبِكُمْ قَالَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: وَمَنْ ذَاكَ؟ وَصَاحِبُ مَنْ ذَاكَ؟ قَبَّحَ اللَّهُ ذَاكَ، لَفْظُ أَبِي يَعْلَى
أَخْبَرَنَا ابن دوما، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن علي الحلواني، قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، قال: قدمت الكوفة، فحدثتهم، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد،
[ص:541] يعني: حديث ابن عباس، فقالوا: إن أبا حنيفة يذكر هذا، عن جابر بن عبد الله، قال: قلت لا، إنما هو جابر بن زيد، قال: فذكروا ذلك لأبي حنيفة، فقال لا تبالون، إن شئتم صيروه عن جابر بن عبد الله، وإن شئتم صيروه عن جابر بن زيد
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عبد الله الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن صالح البغوي، قال: أنشدني أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن زيد الواسطي، لأحمد بن المعذل:
إن كنت كاذبة الذي حدثتني فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر
المائلين إلى القياس تعمدا والراغبين عن التمسك بالخبر
أنبأنا عبد الله بن يحيى السكري، والحسن بن أبي بكر، وَمُحَمَّد بن عُمَر النرسي قالوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن غالب أَبُو جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، قال: سمعت أبا حنيفة، وسئل عن الأشربة، قال: فما سئل عن شيء منها إلا قال: حلال، حتى سئل عن السكر، أو السكر، شك أَبُو جعفر، فقال: حلال، قال: قلت: يا هؤلاء، إنها زلة عالم فلا تأخذوا عنه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن مُحَمَّد بن حسنون النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا موسى بن عيسى السراج، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سليمان الباغندي، قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق بن يَعْقُوب المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن راهويه، [ص:542] قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن النضر، قال: سمعت أبا حمزة السكري، يقول: سمعت أبا حنيفة، يقول: لو أن ميتا مات فدفن، ثم احتاج أهله إلى الكفن فلهم أن ينبشوه فيبيعوه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، قَالَ: حَدَّثَنَا صالح بن أَحْمَد التميمي الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن أبي صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن بشار، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: ما رأيت أحدا أجرأ على الله من أبي حنيفة، ولقد أتاه يوما رجل من أهل خراسان، فقال: يا أبا حنيفة، قد أتيتك بمائة ألف مسألة أريد أن أسألك عنها، قال: هاتها، فهل سمعتم أحدا أجرأ من هذا؟ وَأَخْبَرَنِي عطاء بن السائب، عن ابن أبي ليلى، قال: لقد أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار، إن كان أحدهم ليسأل عن المسألة فيردها إلى غيره، فيرد هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول، وإن كان أحدهم ليقول في شيء وإنه ليرتعد، وهذا يقول: هات مائة ألف مسألة، فهل سمعتهم بأحد أجرأ من هذا؟
[ص:543]
ذكر ما قاله العلماء في ذم رأيه والتحذير عنه
إلى ما يتصل بذلك من أخباره
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن علي بن أَحْمَد بن إبراهيم البزاز بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو علي الحسن بن مُحَمَّد بن عثمان الفسوي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عوف، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش الحمصي، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان الأمر في بني إسرائيل مستقيما، حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم، فقالوا بالرأي فهلكوا وأهلكوا
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا الحميدي، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى ظهر فيهم المولدون، أبناء سبايا الأمم، فقالوا فيهم بالرأي، فضلوا وأضلوا، قال سفيان: ولم يزل أمر الناس معتدلا حتى غير ذلك أَبُو حنيفة بالكوفة، والبتي بالبصرة، وربيعة بالمدينة، فنظرنا فوجدناهم من أبناء سبايا الأمم
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الحميدي، قال: سمعت سفيان، يقول: كان هذا الأمر مستقيما حتى نشأ أَبُو حنيفة بالكوفة، وربيعة بالمدينة، والبتي بالبصرة، قال: ثم نظر إلي سفيان، فقال: فأما بلدكم فكان على قول عطاء، ثم قال سفيان: نظرنا في ذلك فظننا أنه كما قال هشام بن عروة، عن أبيه، إن أمر بني إسرائيل لم يزل مستقيما معتدلا حتى ظهر فيهم المولدون، أبناء سبايا الأمم، فقالوا فيهم بالرأي، فضلوا وأضلوا.
قال سفيان: فنظرنا فوجدنا ربيعة ابن سبي،(15/530)
والبتي ابن سبي، وأبو حنيفة ابن سبي، فنرى أن هذا من ذاك
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الحسن بن الحسين بن رامين الإستراباذي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن أَحْمَد بن جعفر بن أبي توبة الصوفي بشيراز، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن معدان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمار الحسين بن حريث، قَالَ: حَدَّثَنَا الحميدي، قال قال سفيان بن عيينة: نظرنا فإذا أول من بدل هذا الشأن أَبُو حنيفة بالكوفة، والبتي بالبصرة، وربيعة بالمدينة، فنظرنا فوجدناهم من مولدي سبايا الأمم
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن خميرويه الهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن إدريس، قَالَ: قَالَ ابن عَمَّار قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ: نظرنا في سبايا الأمم في هَذَا الحديث فوجدناهم: أَبُو حنيفة بالكوفة، وَإِذَا عُثْمَان البتي بالبصرة، وَإِذَا ربيعة الرأي بالمدينة
(4555) -[15: 544] أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي، وَأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْمَامَطِيرِيُّ بِهَا، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ الْغَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا، عَنْ حَمْدَوَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ لمحَمَّد بْن َمسلَمَةَ مَا لِرَأْيِ النُّعْمَانِ دَخَلَ الْبُلْدَانَ كُلَّهَا إِلا الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وَلا الطَّاعُونُ "، وَهُوَ دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ
[ص:545]
(4556) -[15: 545] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، أَنَّ أَبَا رَجَاءٍ الْمَرْوَزِيَّ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ: قَالَ حَمْدَوَيْهِ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْمَدِينِيُّ، وَقِيلَ لَهُ: مَا بَالُ رَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ دَخَلَ هَذِهِ الأَمْصَارَ كُلَّهَا وَلَمْ يَدْخُلِ الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ نَقَبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا مَلَكٌ يَمْنَعُ الدَّجَّالَ مِنْ دُخُولِهَا "، وَهَذَا مِنْ كَلامِ الدَّجَّالِينَ، فَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَدْخُلْهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي الحسن بن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال: قال مالك: ما ولد في الإسلام مولود أضر على أهل الإسلام من أبي حنيفة، وكان يعيب الرأي، ويقول: قبض رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد تم هذا الأمر واستكمل، فإنما ينبغي أن تتبع آثار رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، ولا تتبع الرأي، وإنه متى اتبع الرأي، جاء رجل آخر أقوى منك في الرأي فاتبعته، فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته، أرى هذا الأمر لا يتم
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا حبيب كاتب مالك بن أنس، عن مالك بن أنس، قال: كانت فتنة أبي حنيفة أضر على هذه الأمة من فتنة إبليس في الوجهين جميعا: في الأرجاء وما وضع من نقض السنن
[ص:546]
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو المفضل الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد الجصاص، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن بشر، قال: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، يقول: ما أعلم في الإسلام فتنة بعد فتنة الدجال أعظم من رأي أبي حنيفة
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يونس، قال: سمعت نعيما، يقول: قال سفيان: ما وضع في الإسلام من الشر ما وضع أَبُو حنيفة إلا فلان، لرجل صلب
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عَبْد الرَّحْمَن البكائي بالكوفة، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن زيدان، قَالَ: حَدَّثَنَا كثير بن مُحَمَّد الخياط، قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق بن إبراهيم أَبُو صالح الأسدي، قال: سمعت شريك، يقول: لأن يكون في كل حي من الأحياء خمار خير من أن يكون فيه رجل من أصحاب أبي حنيفة
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، وأَخْبَرَنَا ابن دوما، واللفظ له، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قالا: حَدَّثَنَا منصور بن أبي مزاحم، قال: سمعت شريك بن عبد الله، يقول: لو أن في كل ربع من أرباع الكوفة خمار يبيع الخمر، كان خيرا من أن يكون فيه من يقول بقول أبي حنيفة
[ص:547]
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن خلاد، قال: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، قال: سمعت حماد بن زيد، يقول: سمعت أيوب، وذكر أَبُو حنيفة، فقال: {أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ}
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر أَحْمَد بن الحسن الحيري، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد السراج، وأبو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، قالوا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن عامر، قَالَ: حَدَّثَنَا سلام بن أبي مطيع، قال: كان أيوب قاعدا في المسجد الحرام، فرآه أَبُو حنيفة فأقبل نحوه، فلما رآه أيوب قد أقبل نحوه، قال لأصحابه: قوموا لا يعرنا بجربه، قوموا، فقاموا، فتفرقوا
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل بن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا الأسود بن عامر، عن شريك، قال: إنما كان أَبُو حنيفة جربا
أَخْبَرَنَا ابن رزق، والبرقاني، قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن شاكر، قَالَ: حَدَّثَنَا رجاء ابن السندي، قال: سمعت سليمان بن حسان الحلبي، يقول: سمعت الأوزاعي مالا أحصيه، يقول: عمد أَبُو حنيفة إلى عرى الإسلام، فنقضها عروة عروة
[ص:548]
وأَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو توبة، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة بن كلثوم، وكان من العابدين، ولم يكن في أصحاب الأوزاعي أهيأ منه، قال: قال الأوزاعي لما مات أَبُو حنيفة: الحمد لله إن كان لينقض الإسلام عروة عروة
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، وأَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عيسى الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مهدي، قالا: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد الفزاري، قال: كنا. وفي حديث ابن مهدي: كنت عند سفيان الثوري إذ جاء نعي أبي حنيفة، فقال: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه، لقد كان ينقض عرى الإسلام عروة عروة، ما ولد في الإسلام مولود أشأم على أهل الإسلام منه وأَخْبَرَنَا ابن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مهدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنِي سليمان بن عبد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عن ثعلبة، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: ما ولد في الإسلام مولود أشأم على أهل الإسلام منه
أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بن إبراهيم المقدسي بساوة، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله مُحَمَّد بن جعفر المعروف بصاحب الخان بأرمية، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم الديبلي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن صدقة، قال: [ص:549] سمعت مُحَمَّد بن كثير، قال: سمعت الأوزاعي، يقول: ما ولد مولود في الإسلام أضر على الإسلام من أبي حنيفة أَخْبَرَنَا أَبُو العلاء مُحَمَّد بن الحسن بن محمد الوراق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَر النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الملك بن مُحَمَّد بن عبد الله الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن الفضل بن خزيمة، قالوا: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل الترمذي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو توبة، قَالَ: حَدَّثَنَا الفزاري، قال: سمعت الأوزاعي، وسفيان، يقولان: ما ولد في الإسلام مولود أشام عليهم، وقال الشافعي: شر عليهم، من أبي حنيفة
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا أيوب بن مُحَمَّد الضبي، قَالَ: سمعت يحيى بن السكن البصري، قال: سمعت حمادا، يقول: ما ولد في الإسلام مولود أضر عليهم من أبي حنيفة
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، وأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى، قالا: حَدَّثَنَا الحميدي، قال: سمعت سفيان، يقول: ما ولد في الإسلام مولود أضر على الإسلام من أبي حنيفة
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا حامد بن مُحَمَّد الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن السامي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا مؤمل بن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن إسحاق، قال: سمعت ابن عون، يقول: ما ولد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة، إن كان لينقض [ص:550] عرى الإسلام عروة عروة
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن بكير المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد بن سمعان الرزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا المؤمل، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بن قيس شريك الربيع، قال: سمعت ابن عون، يقول: ما ولد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن حرب، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد، قال: قال ابن عون: نبئت أن فيكم صدادين يصدون عن سبيل الله، قال سليمان بن حرب: وأبو حنيفة وأصحابه ممن يصدون عن سبيل الله.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: حَدَّثَنِي يوسف بن عُمَر القواس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله العلاف المستعيني، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن حرب، قَالَ: حَدَّثَنَا أبان بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد، قال: ذكر أَبُو حنيفة عند البتي، فقال: ذاك رجل أخطأ عظم دينه كيف يكون حاله أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن سليمان الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر ابن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا سلامة بن محمود القيسي بعسقلان، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا الفريابي، قال: سمعت سفيان، يقول: قيل لسوار: لو نظرت في شيء من كلام أبي حنيفة وقضاياه؟ فقال: كيف أنظر في كلام رجل لم يؤت الرفق في دينه؟
[ص:551]
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ أَبُو مُصْعَبٍ الأَصَمُّ، قَالَ: سُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ قَوْلِ عُمَرَ فِي الْعِرَاقَ: " بِهَا الدَّاءُ الْعُضَالُ "، قَالَ: الْهَلَكَةُ فِي الدِّينِ، وَمِنْهُمْ: أَبُو حَنِيفَةَ أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الحسن الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الرحيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معمر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم، قال: قال لي مالك بن أنس: أيتكلم برأي أبي حنيفة عندكم؟ قلت: نعم، قال: ما ينبغي لبلدكم أن تسكن أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معمر، عن الوليد بن مسلم، قال: قال لي مالك بن أنس: أيذكر أَبُو حنيفة ببلدكم؟ قلت: نعم، قال: ما ينبغي لبلدكم أن تسكن أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، والحسين بن جعفر السلماسي، والحسن بن علي الجوهري، قالوا: أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز البرذعي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي سريج، قال: سمعت الشافعي، يقول: سمعت مالك بن أنس، وقيل له: تعرف أبا حنيفة؟ فقال: نعم، ما ظنكم برجل لو قال: هذه السارية من ذهب لقام دونها حتى يجعلها من ذهب، وهي من خشب أو حجارة؟ قال أَبُو مُحَمَّد: يعني: أنه كان يثبت على الخطأ، ويحتج دونه، ولا يرجع إلى الصواب إذا بان له
[ص:552]
أنبأنا علي بن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي ابن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنَا منصور بن أبي مزاحم، قال: سمعت مالك بن أنس، وذكر أبا حنيفة، فقال: كاد الدين، كاد الدين أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الحسن الْقَاضِي، قال: سمعت منصور بن أبي مزاحم، يقول: سمعت مالكا، يقول: إن أبا حنيفة كاد الدين، ومن كاد الدين فليس له دين وقال جعفر: حَدَّثَنَا الحسن بن علي الحلواني، قال: سمعت مطرفا، يقول: سمعت مالكا، يقول: الداء العضال: الهلاك في الدين، وأبو حنيفة من الداء العضال.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن زكريا العسكري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن زيد الفرائضي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحنيني، قال: سمعت مالكا، يقول: ما ولد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنِي حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عُمَر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد بن حفص، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يحيى بن عاصم الكوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بلال الأشعري، قال: سمعت أبا يوسف الْقَاضِي، يقول: كنا عند هارون أنا، وشريك، وإبراهيم بن أبي يحيى، وحفص بن غياث، قال: فسأل هارون عن مسألة، فقال إبراهيم بن أبي يحيى: حَدَّثَنَا صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وقال شريك: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: قال عُمَر بن الخطاب، [ص:553] وقال حفص: حَدَّثَنَا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قال عبد الله، قال: وقال لي أنا: ما تقول أنت؟ قال: قلت قال أَبُو حنيفة، قال: فقال: خاك بسر، قلت: تفسيره: تراب على رأسك.
أنبأنا الْقَاضِي أَبُو بكر أَحْمَد بن الحسن الحرشي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد حاجب بن أَحْمَد الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحيم بن منيب، قال: قال عفان: سمعت أبا عوانة، قال: اختلفت إلى أبي حنيفة حتى مهرت في كلامه، ثم خرجت حاجا، فلما قدمت أتيت مجلسه، فجعل أصحابه يسألوني عن مسائل وكنت عرفتها وخالفوني فيها، فقلت: سمعت من أبي حنيفة على ما قلت، فلما خرج سألته عنها، فإذا هو قد رجع عنها، فقال: رأيت هذا أحسن منه، قلت: كل دين يتحول عنه فلا حاجة لي فيه، فنفضت ثيابي ثم لم أعد إليه.
وأَخْبَرَنَا أَحْمَد بن الحسن، قَالَ: أَخْبَرَنَا حاجب بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحيم بن منيب، قَالَ: حَدَّثَنَا النضر بن مُحَمَّد، قال: كنا نختلف إلى أبي حنيفة وشامي معنا، فلما أراد الخروج جاء ليودعه، فقال: يا شامي، تحمل هذا الكلام إلى الشام؟ فقال: نعم، قال: تحمل شرا كثيرا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، وقرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن علي قراءة عليه، أن دحيما، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، عن مزاحم بن زفر، قال: قلت لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة، هذا الذي تفتي، والذي وضعت في [ص:554] كتبك، هو الحق الذي لا شك فيه؟ قال: فقال والله ما أدري لعله الباطل الذي لا شك فيه.
أَخْبَرَنَا علي بن القاسم بن الحسن البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق المادرائي، قال: سمعت العباس بن مُحَمَّد، يقول: سمعت أبا نعيم، يقول: سمعت زفر، يقول: كنا نختلف إلى أبي حنيفة ومعنا أَبُو يوسف وَمُحَمَّد بن الحسن، فكنا نكتب عنه، قال زفر، فقال يوما أَبُو حنيفة لأبي يوسف: ويحك يا يَعْقُوب، لا تكتب كل ما تسمع مني، فإني قد أرى الرأي اليوم فأتركه غدا، وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد.
أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بكران، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن أبي عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول لأبي يوسف لا ترو عني شيئا، فإني والله ما أدري أمخطئ أنا أم مصيب.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، إبراهيم بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن حفص بن غياث، عن أبيه، قال: كنت أجلس إلى أبي حنيفة فأسمعه يسأل عن مسألة في اليوم الواحد فيفتي فيها بخمسة أقاويل، فلما رأيت ذلك تركته وأقبلت على الحديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن حبابة، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: ما رأيت أفضل من عطاء، وعامة ما [ص:555] أحدثكم به خطأ.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن المقرئ، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: عامة ما أحدثكم به خطأ.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل، قَالَ: حَدَّثَنَا الحميدي، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حنيفة، أنه سمع عطاء إن كان سمعه.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الحبابي الخوارزمي بها، قال: سمعت أبا مُحَمَّد عبد الله بن أبي العاص، يقول: سمعت مُحَمَّد بن حماد، يقول: رأيت النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقلت: يا رسول الله، ما تقول في النظر في كلام أبي حنيفة وأصحابه، أنظر فيها وأعمل عليه؟ قال: لا، لا، لا، ثلاث مرات، قلت: فما تقول في النظر في حديثك وحديث أصحابك؟ أنظر فيها وأعمل عليها؟ قال: نعم، نعم، نعم، ثلاث مرات، ثم قلت: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به، فعلمني دعاء، وقاله لي ثلاث مرات، فلما استيقظت نسيته
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله الحنائي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو توبة الربيع بن نافع، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله ابن المبارك، قال: من نظر في كتاب الحيل لأبي حنيفة أحل ما حرم الله، وحرم ما أحل الله
[ص:556]
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الحافظ النيسابوري، قال: سمعت أبا جعفر مُحَمَّد بن صالح، يقول: سمعت يحيى بن منصور الهروي، يقول: سمعت أَحْمَد بن سعيد الدارمي، يقول: سمعت النضر بن شميل، يقول: في كتاب الحيل كذا مسألة كلها كفر
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن إسحاق المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن موسى الحزامي، قَالَ: حَدَّثَنَا هدبة وهو ابن عبد الوهاب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق الطالقاني، قال: سمعت عبد الله ابن المبارك، يقول: من كان عنده كتاب حيل أبي حنيفة يستعمله أو يفتي به، فقد بطل حجه، وبانت منه امرأته، فقال مولى ابن المبارك: يا أبا عَبْد الرَّحْمَن، ما أرى وضع كتاب الحيل إلا شيطان، فقال ابن المبارك: الذي وضع كتاب الحيل أشر من الشيطان.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خلف الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم، قال: حَدَّثَنِي زكريا بن سهل المروزي، قال: سمعت الطالقاني أبا إسحاق، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: من كان كتاب الحيل في بيته يفتي به أو يعمل بما فيه فهو كافر، بانت امرأته، وبطل حجه.
قال: فقيل له: إن في هذا الكتاب إذا أرادت المرأة أن تختلع من زوجها ارتدت عن الإسلام حتى تبين، ثم تراجع الإسلام، فقال عبد الله: من وضع هذا فهو كافر، بانت منه امرأته، وبطل حجه، فقال له خاقان المؤذن: ما وضعه إلا إبليس، قال: الذي وضعه عندي أبلس من إبليس.
وقال زكريا: أَخْبَرَنَا الحسين بن عبد الله النيسابوري، قال: أشهد على عبد الله، يعني: ابن المبارك شهادة يسألني الله عنها، أنه قال لي: يا حسين، قد تركت كل شيء رويته عن أبي حنيفة، فأستغفر الله وأتوب إليه.
[ص:557]
وقال زكريا: سمعت عبدان، وعلي بن شقيق، كليهما يقول: قال ابن المبارك: كنت إذا أتيت مجلس سفيان فشئت أن تسمع كتاب الله سمعته، وإن شئت أن تسمع آثار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمعتها، وإن شئت أن تسمع كلاما في الزهد سمعته، وأما مجلس لا أذكر أني سمعت فيه قط صُلِّيَ على رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمجلس أبي حنيفة.
أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الواحد بن علي الفامي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سالم مُحَمَّد بن سعيد بن حماد، قال: قال أَبُو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال ابن المبارك: ما مجلس ما رأيت ذكر فيه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قط ولا يصلى عليه إلا مجلس أبي حنيفة، وما كنا نأتيه إلا خفيا من سفيان الثوري أَخْبَرَنِي أَبُو نصر أَحْمَد بن الحسين الْقَاضِي بالدينور، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إسحاق السني الحافظ، قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بن إسحاق، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الوهاب القناد، يقول: حضرت مجلس أبي حنيفة، فرأيت مجلس لغو، لا وقار فيه، وحضرت مجلس سفيان الثوري فكان الوقار والسكينة والعلم فيه، فلزمته أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسن الترمذي، قال: سمعت الفريابي، يقول: سمعت الثوري ينهى عن مجالسة أبي حنيفة وأصحاب الرأي أَخْبَرَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن أبان التغلبي الهيتي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن شاهين، قَالَ: حَدَّثَنَا(15/544)
مُحَمَّد بن سهل، قال: سمعت مُحَمَّد بن يوسف الفريابي، يقول: كان سفيان ينهى عن النظر في رأي أبي حنيفة، قال: وسمعت مُحَمَّد بن يوسف وسئل: هل روى سفيان الثوري عن أبي حنيفة شيئا؟ قال: معاذ الله، سمعت سفيان الثوري، يقول: ربما استقبلني أَبُو حنيفة يسألني عن مسألة، فأجيبه وأنا كاره، وما سألته عن شيء قط أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عُمَر الداودي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أَحْمَد بن يَعْقُوب المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين بن حميد بن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن وليد، قال: سمعت مُحَمَّد بن عبيد الطنافسي، يقول: سمعت سفيان وذكر عنده أَبُو حنيفة، فقال: يتعسف الأمور بغير علم ولا سنة
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع بن الجراح، قال: سمعت أبي، يقول: ذكروا أبا حنيفة في مجلس سفيان، فقال: كان يقال: عوذوا بالله من شر النبطي إذا استعرب، وقال: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن عَبْد الرَّحْمَن، قال: سئل قيس بن الربيع عن أبي حنيفة، فقال: من أجهل الناس بما كان، وأعلمه بما لم يكن
أَخْبَرَنَا البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بن مُحَمَّد الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم، قَالَ: حَدَّثَنَا سنيد بن [ص:559] داود، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قال: سألت قيس بن الربيع عن أبي حنيفة، فقال أنا من أعلم الناس به، كان من أعلم الناس بما لم يكن، وأجهلهم بما كان
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي، قَالَ: حَدَّثَنَا بعض أصحابنا، قال: قال ابن إدريس: إني لأشتهي من الدنيا أن يخرج من الكوفة قول أبي حنيفة، وشرب المسكر، وقراءة حمزة وقال زكريا: سمعت مُحَمَّد بن الوليد البسري، قال: كنت قد تحفظت قول أبي حنيفة، فبينا أنا يوما عند أبي عاصم، فدرست عليه شيئا من مسائل أبي حنيفة، فقال: ما أحسن حفظك، ولكن ما دعاك أن تحفظ شيئا تحتاج أن تتوب إلى الله منه
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله العتكي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، وسمعت منه بمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب بن خارجة بن مصعب، قَالَ: سمعت حمادا، يقول في مسجد الجامع: وما علم أبي حنيفة؟ علمه أحدث من خضاب لحيتي هذه
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن علي بن عبد الله الزجاجي الطبري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يعلى عبد الله بن مسلم الدباس، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يحيى بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن سعيد، وشريك بن عبد الله، والحسن بن صالح، قالوا: أدركنا أبا [ص:560] حنيفة، وما يعرف بشيء من الفقه ما نعرفه إلا بالخصومات أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان بن مُحَمَّد بن بيان الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن مُحَمَّد الفقيه المصري، قَالَ: حَدَّثَنَا عصام بن الفضل الرازي، قال: سمعت المزني، يقول: سمعت الشافعي، يقول: ناظر أَبُو حنيفة رجلا، فكان يرفع صوته في مناظرته إياه، فوقف عليه رجل، فقال الرجل لأبي حنيفة: أخطأت، فقال أَبُو حنيفة للرجل: تعرف المسألة ما هي؟ قال: لا، قال: فكيف تعرف أني أخطأت؟ قال: أعرفك إذا كان لك الحجة ترفق بصاحبك، وإذا كانت عليك تشغب وتجلب أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يحيى زنجويه بن حامد بن حمدان النصري الإسفراييني، إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس السراج، قال: سمعت أبا قدامة، يقول: سمعت سلمة بن سليمان، قال: قال رجل لابن المبارك: كان أَبُو حنيفة مجتهدا؟ قال: ما كان بخليق لذاك، كان يصبح نشيطا في الخوض إلى الظهر، ومن الظهر إلى العصر، ومن العصر إلى المغرب، ومن المغرب إلى العشاء، فمتى كان مجتهدا؟ وسمعت أبا قدامة، يقول: سمعت سلمة بن سليمان، يقول: قال رجل لابن المبارك: أكان أَبُو حنيفة عالما؟ قال: لا، ما كان بخليق لذاك، ترك عطاء وأقبل على أبي العطوف.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم بن بشار، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن راشد الأدمي، قال: سمعت أبا ربيعة فَهْدَ [ص:561] ابن عوف، يقول: سمعت حماد بن سلمة، يكني أبا حنيفة: أبا جيفة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت الحميدي، يقول لأبي حنيفة، إذا كناه: أَبُو جيفة، لا يكني عن ذاك، ويظهره في المسجد الحرام في حلقته والناس حوله.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنِي زكريا بن يحيى الحلواني، قال: سمعت مُحَمَّد بن بشار العبدي بندارا، يقول: قلما كان عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي يذكر أبا حنيفة، إلا قال: كان بينه وبين الحق حجاب.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قرأت على مُحَمَّد بن محمود المروزي بها: حدثكم مُحَمَّد بن علي الحافظ، قال: قيل لبندار، وأنا أسمع: أسمعت عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، يقول: كان بين أبي حنيفة وبين الحق حجاب؟ فقال: نعم، قد قاله لي.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بشار، قال: سمعت عَبْد الرَّحْمَن، يقول: بين أبي حنيفة وبين الحق حجاب.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة بن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن عتبة، قال: سمعت مؤمل بن إِسْمَاعِيل، قال: قال عُمَر بن قيس: من أراد الحق فليأت الكوفة، فلينظر ما قال أَبُو حنيفة وأصحابه، فليخالفهم.
[ص:562]
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن العباس الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم البغوي، وأَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي، قَالَ: أَخْبَرَنَا زاهر بن أَحْمَد السرخسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن ثابت البزاز، قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الجواب، قال: قال لي عمار بن رزيق: خالف أبا حنيفة فإنك تصيب، وقال بشرى: فإنك إذا خالفته أصبت.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن نمير، قَالَ: حَدَّثَنَا بعض أصحابنا، عن عمار بن رزيق، قال: إذا سئلت عن شيء فلم يكن عندك شيء، فانظر ما قال أَبُو حنيفة فخالفه، فإنك تصيب.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خمرويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمار: إذا شككت في شيء، نظرت إلى ما قال أَبُو حنيفة فخالفته، كان هو الحق، أو قال: البركة في خلافه.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا منصور بن مُحَمَّد الزاهد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، قال: قال مساور الوراق:
إذا ما أهل رأي حاورونا بآبدة من الفتوى طريفه
أتيناهم بمقياس صحيح صليب من طراز أبي حنيفة
[ص:563]
إذا سمع الفقيه بها وعاها وأثبتها بحبر في صحيفه
فأجابه بعضهم بقوله:
إذا ذو الرأي خاصم عن قياس وجاء ببدعة هنة سخيفة
أتيناه بقول الله فيها وآيات محبرة شريفه
فكم من فرج محصنة عفيف أحل حرامها بأبي حنيفة
فكان أَبُو حنيفة إذا رأى مساورا الوراق أوسع له، وقال: ههنا، ههنا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صالح هدية بن عبد الوهاب المروزي، قال: قدم علينا شقيق البلخي، فجعل يطري أبا حنيفة، فقيل له لا تطر أبا حنيفة بمرو، فإنهم لا يحتملونك، قال شقيق: أليس قد قال مساور الوراق:
إذا ما الناس يوما قايسونا بآبدة من الفتوى طريفه
أتيناهم بمقياس تليد طريف من طراز أبي حنيفة
فقالوا له: أما سمعت ما أجابوه، قال رجل:
إذا ذو الرأي خاصم في قياس وجاء ببدعة هنة سخيفه
أتيناه بقول الله فيها وآثار مبرزة شريفة
فكم من فرج محصنة عفيف أحل حرامها بأبي حنيفة
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا إدريس بن عبد الكريم، قال: سمعت يحيى بن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا صاحب لنا ثقة، قال: كنت جالسا عند أبي بكر بن عياش، فجاء إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة، فسلم وجلس، فقال أَبُو بكر: من هذا؟ فقال أنا إِسْمَاعِيل يا أبا بكر، [ص:564] قال: فضرب أَبُو بكر يده على ركبة إِسْمَاعِيل، ثم قال: كم من فرج حرام إباحة جدك؟.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن صالح، قال: سمعت أسود بن سالم، يقول: قال أَبُو بكر بن عياش: سود الله وجه أبي حنيفة.
أَخْبَرَنِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن نصر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الرحيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معمر، قال: قال أَبُو بكر بن عياش: يقولون: إن أبا حنيفة ضرب على القضاء، إنما ضرب على أن يكون عريفا على طرز حاكة الخزازين.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بكران البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حفص هو الدوري، قال: سمعت أبا عبيد، يقول: كنت جالسا مع الأسود بن سالم في مسجد الجامع بالرصافة، فتذاكروا مسألة، فقلت: إن أبا حنيفة يقول فيها كيت وكيت، فقال لي الأسود: تذكر أبا حنيفة في المسجد؟ فلم يكلمني حتى مات.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم [ص:565] الضبي، قال: سمعت مُحَمَّد بن حامد البزاز، يقول: سمعت الحسن بن منصور، يقول: سمعت مُحَمَّد بن عبد الوهاب، يقول: قلت لعلي بن عثام: أَبُو حنيفة حجة؟ فقال: لا للدين، ولا للدنيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بن أَحْمَد بن إبراهيم العبدوي الحافظ بنيسابور، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الغطريف العبدي بجرجان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي البلخي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد التميمي بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر الأسامي، قال: كان أَبُو حنيفة يتهم شيطان الطاق بالرجعة، وكان شيطان الطاق يتهم أبا حنيفة بالتناسخ، قال: فخرج أَبُو حنيفة يوما إلى السوق فاستقبله شيطان الطاق، ومعه ثوب يريد بيعه، فقال له أَبُو حنيفة: أتبيع هذا الثوب إلى رجوع علي؟ فقال: إن أعطيتني كفيلا أن لا تمسخ قردا بعتك، فبهت أَبُو حنيفة، قال: ولما مات جعفر بن مُحَمَّد، التقى هو وأبو حنيفة، فقال له أَبُو حنيفة: أما إمامك فقد مات، فقال له شيطان الطاق: أما إمامك فمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن جعفر بن حيان، قَالَ: حَدَّثَنَا سلم بن عصام، قَالَ: حَدَّثَنَا رسته، عن موسى بن المساور، قال: سمعت جبر وهو عصام بن يزيد الأصبهاني، يقول: سمعت [ص:566] سفيان الثوري، يقول: أَبُو حنيفة ضال مضل.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن سليمان المؤدب الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر ابن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا سلامة بن محمود القيسي، قَالَ: حَدَّثَنَا أيوب بن إسحاق بن سافري، قَالَ: حَدَّثَنَا رجاء السندي، قال: قال عبد الله بن إدريس: أما أَبُو حنيفة فضال مضل، وأما أَبُو يوسف ففاسق من الفساق.
وقال أيوب: حَدَّثَنَا شاذ بن يحيى الواسطي صاحب يزيد بن هارون، قال: سمعت يزيد بن هارون، يقول: ما رأيت قوما أشبه بالنصارى من أصحاب أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، والحسين بن جعفر السلماسي، والحسن بن علي الجوهري، قالوا: أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز البرذعي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، [ص:567] قال: قال لي مُحَمَّد بن إدريس الشافعي: نظرت في كتب لأصحاب أبي حنيفة فإذا فيها مائة وثلاثون ورقة، فعددت منها ثمانين ورقة خلاف الكتاب والسنة، قال أَبُو مُحَمَّد: لأن الأصل كان خطأ، فصارت الفروع ماضية على الخطأ.
وقال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا الربيع بن سليمان المرادي، قال: سمعت الشافعي، يقول: أَبُو حنيفة يضع أول المسألة خطأ، ثم يقيس الكتاب كله عليها.
وقال أيضا: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بن سعيد الأيلي، قال: سمعت الشافعي، يقول: ما أعلم أحدا وضع الكتاب أدل على عوار قوله من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الرقي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن سنان بن أسد القطان، قال: سمعت الشافعي، يقول: ما شبهت رأي أبي حنيفة إلا بخيط السحارة يمد كذا فيجيء أخضر، ويمد كذا فيجيء أصفر.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن العباس أَبُو عمر الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل جعفر بن مُحَمَّد الصندلي، وأثنى عليه أَبُو عمر جدا، قَالَ: حَدَّثَنِي المروذي أَبُو بكر أَحْمَد بن الحجاج، قَالَ: سألت أبا عبد الله، وهو أَحْمَد بن حنبل، عن أبي حنيفة وعمرو بن عبيد، فقال: أبو حنيفة أشد [ص:568] على المسلمين من عمرو بن عبيد، لأن له أصحابا.
أَخْبَرَنَا طلحة بن علي الكتاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شيخ الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، قال: رأيت أبا عبد الله مرارا يعيب أبا حنيفة ومذهبه، ويحكي الشيء من قوله على الإنكار والتعجب.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر الراشدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله بباب في العقيقة فيه عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث مسندة، وعن أصحابه وعن التابعين، ثم قال: وقال أَبُو حنيفة: هو من عمل الجاهلية، ويتبسم كالمتعجب.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عبد الملك القرشي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن إسحاق بن محمود القواس ببخارى، قال: سمعت أبا عمرو حريث بن عَبْد الرَّحْمَن، يقول: سمعت مُحَمَّد بن يوسف البيكندي، يقول: قيل لأحمد بن حنبل قول أبي حنيفة: الطلاق قبل النكاح؟ فقال: مسكين أَبُو حنيفة، كأنه لم يكن من العراق، كأنه لم يكن من العلم بشيء، قد جاء فيه عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن الصحابة، وعن نيف وعشرين من التابعين، مثل: سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، وعطاء، وطاوس، وعكرمة، كيف يجترئ أن يقول: تطلق؟
[ص:569]
أَخْبَرَنِي ابن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان الفقيه المعروف بالنجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قَال: حَدَّثَنَا مهنى بن يحيى، قال: سمعت أَحْمَد بن حنبل، يقول: ما قول أبي حنيفة والبعر عندي إلا سواء
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن روح، قال: سمعت أَحْمَد بن حنبل، يقول: لو أن رجلا ولي القضاء ثم حكم برأي أبي حنيفة ثم سئلت عنه، لرأيت أن أرد أحكامه
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نصر بن أَحْمَد بن نصر بن مالك، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن علي بن إبراهيم النجاد، من لفظه قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المسيب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هبيرة الدمشقي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، قَالَ: حَدَّثَنَا خالد بن يزيد بن أبي مالك، قال: أحل أَبُو حنيفة الزنا، وأحل الربا، وأهدر الدماء، فسأله رجل: ما تفسير هذا؟ فقال: أما تحليل الربا، فقال: درهم وجوزة بدرهمين نسيئة لا بأس به، وأما الدماء، فقال لو أن رجلا ضرب رجلا بحجر عظيم فقتله كان على العاقلة ديته، ثم تكلم في شيء من النحو فلم يحسنه، ثم قال: لو ضربه بأبا قبيس كان على العاقلة، قال: وأما تحليل الزنا، فقال لو أن رجلا وامرأة أصيبا في بيت وهما معروفا الأبوين، فقالت المرأة هو زوجي، وقال هو: هي امرأتي، لم أعرض لهما.
قال أَبُو [ص:570] الحسن النجاد: وفي هذا إبطال الشرائع والأحكام
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بشر بن أَحْمَد الإسفراييني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سيار الفرهياني، قال: سمعت القاسم بن عبد الملك أبا عثمان، يقول: سمعت أبا مسهر، يقول: كانت الأئمة تلعن أبا فلان على هذا المنبر، وأشار إلى منبر دمشق، قال الفرهياني وهو أَبُو حنيفة
أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل عبيد الله بن عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد السكري، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن عبيد الله الترقفي، قال: سمعت الفريابي، يقول: كنا في مجلس سعيد بن عبد العزيز بدمشق، فقال رجل: رأيت فيما يرى النائم كأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد دخل من باب الشرقي، يعني: باب المسجد، ومعه أَبُو بكر وعمر، وذكر غير واحد من الصحابة، وفي القوم رجل وسخ الثياب رث الهيئة، فقال: تدري من ذا؟ قلت: لا، قال: هذا أَبُو حنيفة، هذا ممن أعين بعقله على الفجور، فقال له سعيد بن عبد العزيز: أنا أشهد أنك صادق، لولا أنك رأيت هذا لم تكن تحسن تقول هذا
[ص:571]
أَخْبَرَنِي أَبُو الفتح مُحَمَّد بن المظفر بن إبراهيم الخياط، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عطية المكي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن خالد الأموي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن حرب، قال: سمعت مُحَمَّد بن عامر الطائي، وكان خيرا، يقول: رأيت في النوم كأن الناس مجتمعون على درج دمشق، إذ خرج شيخ ملبب بشيخ، فقال: أيها الناس، إن هذا بدل دين مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت لرجل إلى جنبي: من ذان الشيخان؟ فقال: هذا أَبُو بكر الصديق ملبب بأبي حنيفة
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عثمان المزني بواسط، قَالَ: حَدَّثَنَا طريف بن عبيد الله، قال: سمعت ابن أبي شيبة وذكر أبا حنيفة، فقال: أراه كان يهوديا.
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بن عُمَر البَرْمَكِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمدان العُكْبَريّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب بن المعافى البَزَّاز، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحَرْبِيّ، يَقُولُ: وضع أَبُو حنيفة أشياء في العلم، مضغ الماء أحسن منها، وعرضت يوما شيئا من مسائله عَلَى أَحْمَد بن حَنْبَل، فجعل يتعجب منها، ثُمَّ قَالَ: كَأَنَّهُ هُوَ يبتدئ الإِسْلام
[ص:572]
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأبَّار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المهلب السَّرْخَسِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن جرير، قَالَ: كُنْت في الكوفة، فقدمت البصرة ويها ابن المبارك، فَقَالَ لي: كيف تركت النَّاس؟ قُلْتُ: تركت بالكوفة قوما يزعمون أن أَبَا حنيفة أعلم من رَسُول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كفر، قُلْتُ: اتخذوك في الكفر إماما، قَالَ: فبكى حَتَّى ابتلت لحيته، يعني: أَنَّهُ حدث عَنْهُ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عَليّ المُقْرِئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله النَّيْسَابُوري، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بن صالح بن هانئ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا مسدد بن قطن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَبِي عتاب الأعين، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن جرير الأبيوردي، قَالَ: قدمت عَلَى ابن المبارك، فَقَالَ لَهُ رجل: إن رجلين تماريا عندنا في مسألة، فَقَالَ أحدهما قَالَ أَبُو حنيفة، وَقَالَ الآخر: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة أعلم بالقضاء، فَقَالَ ابن المبارك: أعد عَليّ، فأعاد عَلَيْهِ، فَقَالَ: كفر، كفر، قُلْتُ: بك كفروا، وبك اتخذوا الكفر إماما.
قَالَ: ولم؟ قُلْتُ: بروايتك عن أَبِي حنيفة، قَالَ: أستغفر الله من رواياتي عن أَبِي حنيفة
أَخْبَرَنِي الحَسَن بن أَبِي طَالِب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يُوسُف، قَال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر المطيري، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بن عَبْد الله الطَّيَالِسِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابن المبارك، يَقُولُ: صليت(15/558)
خلف أَبِي حنيفة صلاة، وفي نفسي منها شيء قَالَ: وَسَمِعْتُ ابن المبارك، يَقُولُ: كتبت عن أَبِي حنيفة أربع مائة حديث، إذا رجعت إلى العراق إن شاء الله محوتها.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المُؤَدِّب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر ابن المُقْرِئ، قَالَ: حَدَّثَنَا سلامة بن محمود القَيْسِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن حَمْدَوَيْه البِيكَنْدِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ الحُمَيْدِيّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن شَمَّاس، يَقُولُ: كُنْت مَعَ ابن المبارك بالثغر، فَقَالَ: لئن رجعت من هذه لأخرجن أَبَا حنيفة من كتبي.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُف بن أَحْمَد الصَّيْدَلانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو العُقَيْلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جناد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأعين، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن شَمَّاس، قَالَ: سعت ابن المبارك، يَقُولُ: اضربوا عَلَى حديث أَبِي حنيفة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن سُلَيْمَان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل، يُقَال حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأعين، عن الحَسَن بن الربيع، قَالَ: ضرب ابن المبارك عَلَى حديث أَبِي حنيفة قبل أن يموت بأيام يسيرة.
كذا رواه لنا، وأظنه عن عَبْد الله بن أَحْمَد عن أَبِي بَكْر الأعين نفسه والله أعلم.
[ص:574]
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نُعَيْم الضَّبِّيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بن أَحْمَد المقرئ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن البلخي، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَليّ بن الحَسَن بن شقيق، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الله ابن المبارك، يَقُولُ: لحديث واحد من حديث الزُّهْرِيّ أحب إليَّ من جميع كلام أَبِي حنيفة.
أَخْبَرَنَا ابن دوما، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن خشرم، عن عَليّ بن إِسْحَاق التِّرْمِذِي، قَالَ: قَالَ ابن المبارك: كَانَ أَبُو حنيفة يتيما في الحديث.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: قرئ عَلَى عُمَر بن بِشْرَان، وَأَنَا أسمع: حدثكم عَليّ بن الحُسَيْن بن حبان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد بن شَبُّويَه، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَهْب، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الله، هُوَ ابن المبارك، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة يتيما في الحديث.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله المُعَدَّل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ ابن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل، إجازة، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْج بن يُونُس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قطن، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حنيفة، وَكَانَ زمنا في الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الأزرق، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن عَبْد الرَّحْمَن بن عيسى الكُوفِيّ، يُقَال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن حازم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غسان، قَالَ: ذكرت للحسن بن صالح رجلا قد كان جالس أَبَا حنيفة من النخع، فَقَالَ: لو كَانَ أخذ من فقه النخع كَانَ خيرا لَهُ، انظروا عمن تأخذون.
أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن يحيى السُّكَّري، وَالحَسَن بن أَبِي بَكْر، وَمُحَمَّد بن عُمَر النَّرْسيّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّافِعِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا [ص:575] مُحَمَّد بن يُونُس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمّل بن إِسْمَاعِيل أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: سألت سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ، قُلْتُ: يا أَبَا مُحَمَّد، تحفظ عن أَبِي حنيفة شيئا؟ قَالَ: لا، ولا نعمة عين.
أَخْبَرَنَا العُتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُف بن أَحْمَد الصَّيْدَلانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو العُقَيْلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن نمير، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، وَأَخْبَرَنَا البَرْمَكِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن نمير، قَالَ: أدركت النَّاس وما يكتبون عن أَبِي حنيفة، فكيف الرأي؟.
وَأَخْبَرَنِي العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُف بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا العُقَيْلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن حرب، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بن زيد، يَقُولُ: سَمِعْتُ الحجاج بن أرطأة، يَقُولُ: ومن أَبُو حنيفة؟ ومن يأخذ عن أَبِي حنيفة؟ وما أَبُو حنيفة؟
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس بن حيويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مَخْلَد، قَال: حَدَّثَنَا صالح بن أَحْمَد بن حَنْبَل، قَال: حَدَّثَنَا عَليّ، يعني: ابن المَدينِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، هُوَ ابن سَعِيد القَطَّان، وذكر عنده أَبُو حنيفة، قَالُوا: كيف كَانَ حديثه؟ قَالَ: لم يكن صاحب حديث.
أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن شاذان، قَالَ: أَخْبَرَنَا [ص:576] عَلِي بن مُحَمَّد بن مِهْرَان السواق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حَمَّاد المُقْرِئ، قَالَ: وسألت يَحْيَى بن معين عن أَبِي حنيفة، فَقَالَ: وأيش كَانَ عند أَبِي حنيفة من الحديث حَتَّى تسأل عَنْهُ؟ أَخْبَرَنَا الحَسَن بن الحَسَن بن المنذر الْقَاضِي، وَالحَسَن بن أَبِي بَكْر البَزَّاز، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله الشَّافِعِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الحَرْبِيّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن حَنْبَل وسئل عن مالك، فَقَالَ: حديث صحيح، ورأي ضعيف.
وسئل عن الأوزاعي، فَقَالَ: حديث ضعيف، ورأي ضعيف، وسئل عن أَبِي حنيفة، فَقَالَ: لا رأي ولا حديث.
وسئل عن الشَّافِعِيّ، فَقَالَ: حديث صحيح، ورأي صحيح.
سَمِعْتُ أَحْمَد بن عَليّ البادا، يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو بَكْر بن شاذان: قَالَ لي أَبُو بَكْر بن أَبِي دَاوُد: جميع ما رَوَى أَبُو حنيفة من الحديث مائة وخمسون حديثا أخطأ، أَوْ قَالَ: غلط، في نصفها.
أَخْبَرَنَا ابن دوما، قَالَ أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن سَعِيد، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَة، يَقُولُ: مر رجل عَلَى رقبة، فَقَالَ: من أَيْنَ أقبلت؟ قَالَ: من عند أَبِي حنيفة.
قَالَ: يمكنك من رأي ما مضغت، وترجع إلى أهلك بغير ثقة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْبَل بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيّ، قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَان، يَقُولُ: كُنَّا جلوسا.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحَسَن، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَان: كُنْت جالسا عند رقبة بن مصقلة فرأى جماعة منجفلين، فَقَالَ: من أَيْنَ؟ قَالُوا: من عند أَبِي [ص:577] حنيفة، فَقَالَ رقبة: يمكنهم من رأي ما مضغوا، وينقلبون إلى أهليهم بغير ثقة.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَال: حَدَّثَنَا يُوسُف بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا العُقَيْلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بن اللَّيْث المَرْوَزِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يُونُس الجمال، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن سَعِيد، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَة، يَقُولُ: كف من تراب خير من رأي أَبِي حنيفة.
أَخْبَرَنَا البَرْمَكِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، قَالَ: سألت سُفْيَان عن حديث عاصم في المرتدة؟ فَقَالَ: أَمَّا من ثقة فلا، كَانَ يرويه أَبُو حنيفة، قَالَ أَبُو عَبْد الله: والحديث كَانَ يرويه أَبُو حنيفة، عن عاصم، عن أَبِي رزين، عن ابن عَبَّاس في المرأة إِذَا ارتدت، قَالَ: تحبس ولا تقتل.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مغلس، قَالَ: حَدَّثَنَا مجاهد بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة منصور بن سلمة الخُزَاعِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بن عَيَّاش، وذكر حديث عاصم، فَقَالَ: والله ما سمعه أَبُو حنيفة قط.
أَخْبَرَنِي عَليّ بن أَحْمَد الرَّزَّاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن سَعِيد المَوْصِليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ياسين بن سَهْل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمِّل، قَالَ: ذكروا أَبَا حنيفة عند سُفْيَان الثوري، فَقَالَ: غير ثقة ولا مأمون، غير ثقة ولا مأمون.
[ص:578]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن بُكَيْر المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد بن سمعان الرزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا المُؤَمِّل، قَالَ: ذكر أَبُو حنيفة عند الثوري وَهُوَ في الحجر، فَقَالَ: غير ثقة ولا مأمون، فلم يزل يَقُولُ حَتَّى جاز الطواف.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد بن حسنويه، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عيسى الخَشَّاب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مهدي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن أَبِي اللَّيْث، قَالَ: سَمِعْتُ الأشجعي غير مرة، قَالَ: سَأَلَ رجل سُفْيَان عن أَبِي حنيفة، فَقَالَ: غير ثقة ولا مأمون، غير ثقة ولا مأمون، غير ثقة ولا مأمون.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحَسَن السراجي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن أَبِي حاتم الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن كثير العبدي، يَقُولُ: كُنْت عند سُفْيَان الثوري فذكر حديثا، فَقَالَ رجل حَدَّثَنِي فلان بغير هَذَا، فَقَالَ: من هُوَ؟ فَقَالَ: أَبُو حنيفة، قَالَ: أحلتني عَلَى غير مليء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن مُحَمَّد المتوثي، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصَّفَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن الفضل البوصرائي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن كثير العبدي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان الثوري، قَالَ: رأيته وسأله رجل عن مسألة فأفتاه فيها، فَقَالَ لَهُ الرجل: إِنَّ فيها أثرًا، قَالَ لَهُ: عمن؟ قَالَ: عن أَبِي حنيفة، قَالَ: أحلتني عَلَى غير مليء
أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّد بن الحَسَن الدِّينَوَري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن [ص:579] أَحْمَد بن عَليّ الهَمَذَانِيّ بها، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بن الفضل الكندي، قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَن بن صاحب، يَقُولُ: سمعن أبا سلمة الفقيه، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّزَّاق، يَقُولُ: ما كتبت عن أَبِي حنيفة إِلا لأكثر بِهِ رجالي، وكان يروي عنه نَيِّفًا وعشرين حديثا.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن عُمَر المُقْرِئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن عَليّ الخطبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل، قَالَ: سألت أَبِي عن الرجل يريد أن يسأل عن الشيء من أمر دينه، يعني: مما يبتلى بِهِ من الأيمان في الطلاق وغيره، وفي مصره من أصحاب الرأي، ومن أصحاب الحديث لا يحفظون ولا يعرفون الحديث الضعيف ولا الإسناد القوي، فمن يسأل؟ أصحاب الرأي، أَوْ هَؤُلاءِ، أعني: أصحاب الحديث، عَلَى ما كَانَ من قلة معرفتهم؟ قَالَ: يسأل أصحاب الحديث، ولا يسأل أصحاب الرأي، ضعيف الحديث خير من رأي أَبِي حنيفة أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُف بن أَحْمَد الصَّيْدَلانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو العُقَيْلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حديث أَبِي حنيفة ضعيف، ورأيه ضعيف وَأَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُف، قَالَ: حَدَّثَنَا العُقَيْلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد العُقَيْلِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن الحَسَن التِّرْمِذِي، يَقُولُ.
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد السبيعي، قَالَ: حَدَّثَنَا الفِرْيَابِيّ جَعْفَر بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحَسَن التِّرْمِذِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن حَنْبَل، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة يكذب، لم يقل العتيقي: كَانَ
[ص:580]
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطيب طاهر بن عَبْد الله الطَّبَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن إِبْرَاهِيم البيضاوي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن بن الجارود الرَّقِّيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدُّورِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: وَقَالَ لَهُ رجل: أَبُو حنيفة كذاب، قَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة أنبل من أن يكذب، كَانَ صدوقا إِلا أن في حديثه ما في حديث الشيوخ أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يُونُس الأزرق، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن أَبِي عُثْمَان، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى وسَأَلْتُهُ عن أَبِي يُوسُف وَأَبِي حنيفة قُلْتُ: فَكَانَ أَبُو حنيفة يكذب؟ قَالَ: كَانَ أنبل في نفسه من أن يكذب قرأت عَلَى الْبَرْقَانِيّ، عن مُحَمَّد بن العَبَّاس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مسعدة الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن محرز، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة لا بأس بِهِ وَكَانَ لا يكذب.
وَسَمِعْتُ يَحْيَى مرة أخرى، يَقُولُ: أَبُو حنيفة عندنا من أهل الصدق ولم يتهم بالكذب، ولقد ضربه ابن هُبَيْرَة عَلَى القضاء فأبَى أن يكون قاضيا.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا تمام بن مُحَمَّد بن عَبْد الله الرَّازِيّ بدمشق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله البَجَلِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ نصر بن مُحَمَّد البَغْدَادِيّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّد بن الحَسَن كذابا وَكَانَ جهميا، وَكَانَ أَبُو حنيفة جهميا ولم يكن كذابا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ بن عُمَر بن حُبَيْش الرَّازِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عصام، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن سَعْد العوفي، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة ثقة لا يحدث [ص:581] بالحديث إِلا ما يحفظ، ولا يحدث بما لا يحفظ.
أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حَمْدَان بن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت الحماني، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين وَهُوَ يُسْأَلُ عن أَبِي حنيفة: أثقة هُوَ في الحديث؟ قَالَ: نعم، ثقة ثقة، كَانَ والله أورع من أن يكذب، وَهُوَ أجل قدرا من ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إِبْرَاهِيم المُقْرِئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية، قَالَ: سئل يَحْيَى بن معين: هَلْ حدث سُفْيَان عن أَبِي حنيفة؟ قَالَ: نعم، كَانَ أَبُو حنيفة ثقة صدوقا في الحديث والفقه، مأمونًا عَلَى دين الله.
قُلْتُ: أَحْمَد بن الصلت هُوَ أَحْمَد بن عطية وَكَانَ غير ثقة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بن حبش الفَرَّاء، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَة، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين وسئل عن أَبِي حنيفة، فَقَالَ: كَانَ يضعف في الحديث.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَبْد الله الأَنْمَاطِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المُظَفَّر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان المَصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سَعْد بن أَبِي مريم، قَالَ: وسَأَلْتُهُ، يعني: يَحْيَى بن معين عن أَبِي حنيفة، فَقَالَ لا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنِي عَليّ بن مُحَمَّد المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن عُثْمَان الصَّفَّار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران الصَّيْرَفِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن عَليّ بن عَبْد الله المَدينِي، قَالَ: وسَأَلْتُهُ، يعني: أباه، عن أَبِي حنيفة صاحب الرأي، فضعفه جدا، وقال: لو كان بيدي ما سألته عن شيء، وروى خمسين حديثا أخطأ فيها.
أَخْبَرَنِي عَبْد الله بن يَحْيَى السُّكَّري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: أَبُو حنيفة ضعيف.
[ص:582]
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْل بن أَحْمَد الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عَمْرو بن عَليّ، قَالَ: وَأَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت صاحب الرأي، لَيْسَ بالحافظ مضطرب الحديث، واهي الحديث، وصاحب هوى.
أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوَهَّاب بن جَعْفَر الميداني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الجبار بن عَبْد الصَّمَد السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن عيسى العصار، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الجَوْزَجَانيّ، قَالَ: أَبُو حنيفة لا يقنع بحديثه ولا برأيه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر عَبْد الواحد بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مهدي البَزَّاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب بن شَيْبَة، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت صدوق ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوني، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله الجوزقي، يَقُولُ، قرئ عَلَى مكي بن عبدان، وَأَنَا أسمع، قِيلَ لَهُ: سَمِعْتَ مُسْلِم بن الحجاج، يَقُولُ: أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت صاحب الرأي مضطرب الحديث، لَيْسَ لَهُ كبير حديث صحيح.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد بن سَعْد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بن أَحْمَد بن شُعَيْب النَّسَائِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت كوفي، لَيْسَ بالقوي في الحديث.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن عَليّ الوَاسِطِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المفيد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن معاذ أَبُو جَعْفَر الهَرَويّ، [ص:583] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دواد السنجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الهَيْثَم بن عَدِيّ، قَالَ: وَأَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت التَّيْمِيّ، تيم بن ثعلبة مولى لهم، توفي ببَغْدَاد سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْم، وَأَخْبَرَنَا ابن رزق، وابن الفضل؛ قَالا: حَدَّثَنَا دَعْلَج بن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا، وفي حديث ابن رزق: حَدَّثَنَا، أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُف، يعني: ابن موسى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْم، يَقُولُ: مات أَبُو حنيفة في سنة خمسين ومائة، وولد سنة ثمانين.
زاد يَعْقُوب: وَكَانَ لَهُ يوم مات سبعون سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الله بن يَحْيَى الطلحي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَبْد الله الحَضْرَمِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَة، يَقُولُ: مات أَبُو حنيفة سنة خمسين ومائة.
25 وَأَخْبَرَنِي ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الخلدي، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيْمَان الحَضْرَمِيّ، قَالَ: مات أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت، مولى بني تيم بن ثعلبة، سنة خمسين ومائة، وأخبرت أَنَّهُ كَانَ ابن سبعين، لفظهما سواء.
أخبرنا الحَسَن بن الحُسَيْن بن العَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا جدي إِسْحَاق بن مُحَمَّد النعالي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن إِسْحَاق المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا قعنب ابن المحرر بن قعنب، قَالَ: ومات أَبُو حنيفة بسوق يَحْيَى سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن الحَسَن الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا [ص:584] مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَان بن أَبِي شيخ، قَالَ: الحَسَن بن عمارة صلى عَلَى أَبِي حنيفة وَهُوَ قاضي بَغْدَاد سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُسَيْن بن الْقَاسِم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن دَاوُد، واحمد بن أَبِي مريم، عن ابن عُفَيْر، قَالَ: وفي سنة خمسين ومائة مات أَبُو حنيفة في رجب، وَهُوَ ابن سبعين سنة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن إِبْرَاهِيم المُسْتَمْلِي، وَأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن عَليّ المامطيري، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن شُعَيْب الغازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِي، قَالَ: أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت الكُوفِيّ مات سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، وَالحُسَيْن بن عَليّ الطناجيري، قَالَ عبيد الله: حَدَّثَنِي أَبِي، وَقَالَ الآخر: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُسَيْن بن صدقة.
وَأَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن الحَسَن الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ، قَالا: حَدَّثَنَا ابن أَبِي خَيْثَمَة، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: مات أَبُو حنيفة سنة إحدى وخمسين ومائة، زاد الزَّعْفَرَانِيّ: ودفن في مقابر الخيزران.
أَخْبَرَنِي الحَسَن بن أَبِي الْقَاسِم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد أَحْمَد بن مُحَمَّد بن رميح النسوي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ الحُسَيْن بن الحَسَن البَزَّاز ببُخَارَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاق بن أَحْمَد بن صَفْوَان السلمي، قَالَ: سَمِعْتُ مكي بن إِبْرَاهِيم، يَقُولُ: ومات أَبُو حنيفة في سنة ثلاث وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَليّ [ص:585] الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِم بن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَكِّيّ، قَالَ: ومات أَبُو حنيفة في سنة ثلاث وخمسين ومائة ولقيته بالكوفة، وببغداد، وبمكة، وَكَانَ أَبُو حنيفة خزازًا.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ قرأنا عَلَى الحُسَيْن بن هَارُون الضَّبِّيّ، عن أَبِي العَبَّاس بن سَعِيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن حموك بن خنجة البخاري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حفص البُخَارِي، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بن عَبْد الله الأسلمي: حَدَّثَنَا الحَسَن بن يُوسُف الرجل الصالح، قَالَ: يوم مات أَبُو حنيفة صلي عَلَيْهِ ستُّ مرار، من كثرة الزحام، آخرهم صلى عَلَيْهِ ابنه حَمَّاد، وغسله الحَسَن بن عمارة ورجلٌ آخر.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بن الحَسَن الحرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة الرقاشي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَان الثوري بمَكَّة، وَقِيلَ لَهُ: مات أَبُو حنيفة، فَقَالَ: الحمد لله الَّذِي عافاني مما ابتلى بِهِ كثيرا من النَّاس.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بن موسى الصَّيْرَفِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ الوَرَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مسدد، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عاصم، يَقُولُ: ذكر عند سُفْيَان موت أَبِي حنيفة فما سَمِعْتُهُ يَقُولُ: رحمه الله ولا شيئا.
قَالَ: الحمد لله الَّذِي عافانا مما ابتلاه بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن بُكَيْر المُقْرِئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن أَحْمَد الهَرَويّ الصَّفَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن ياسين، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الوَهَّاب بن يَعْلَى الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن مِسْمَعٍ الهَرَويّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الصَّمَد بن حسان، يَقُولُ: لَمَّا مات أَبُو حنيفة، قَالَ لي سُفْيَان الثوري: [ص:586] اذهب إلى إِبْرَاهِيم بن طهمان فبشره أن فتان هذه الأمة قد مات، فذهبت إِلَيْهِ فوجدته قائلا، فرجعت إلى سُفْيَان، فَقُلْتُ: إِنَّهُ قائل، قَالَ: اذهب فصح بِهِ: إِنَّ فتان هذه الأمة قد مات،
قُلْتُ: أراد الثوري أن يغم إِبْرَاهِيم بوفاة أَبِي حنيفة، لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى مذهبه في الإرجاء.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: سَمِعْتُ عَليّ ابن المَدينِي، قَالَ: قَالَ لي بِشْر بن أَبِي الأزهر النَّيْسَابُوري: رأيت في المنام جنازة عليها ثوب أسود، وحولها قسيسين، فَقُلْتُ: جنازة من هذه؟ فقالوا: جنازة أَبِي حنيفة، فحدثت بِهِ أَبَا يُوسُف، فَقَالَ لا تحدث بِهِ أحدا! .(15/573)
7250- النعمان بن هارون بن مُحَمَّد بن هارون بن جابر بن النعمان أَبُو القاسم الشيباني البلدي يعرف بابن أبي الدلهاث قدم بغداد، وحدث بها عن: سعيد بن عمرو السكوني الحمصي، والحسن بن عَبْد الرَّحْمَن الفزاري، وعبد الله بن حمزة المديني، وهاشم بن القاسم الحراني، وَمُحَمَّد بن خلف العسقلاني، والحسين بن عَبْد الرَّحْمَن الاحتياطي، وعلي بن سهل الرملي، وأبي النضر إِسْمَاعِيل بن عبد الله العجلي البغدادي، وسفيان بن زياد بن آدم البلدي، وحماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، وعيسى بن أبي حرب الصفار.
روى عنه: مُحَمَّد بن المظفر، وعلي بن عُمَر السكري، وما علمت من حاله إلا خيرا.(15/586)
7251- النعمان بن أَحْمَد بن نعيم بن أبان أَبُو الطيب الْقَاضِي الواسطي قدم بغداد، وحدث بها عن: إسحاق بن شاهين، وَمُحَمَّد بن حرب النسائي، والحسن بن خلف البزار، وإسحاق بن وهب العلاف، وأحمد بن سنان الواسطيين، وشعيب بن أيوب الصريفيني، والسري بن عاصم، والقاسم بن محمد بن عباد المهلبي، وعلي بن يونس الطحان.
روى عنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر ابن الجعابي، وأبو بكر بن شاذان، ومحمد بن عبد الله الأبهري المالكي، وأبو حفص بن شاهين، وكان ثقة.
(4557) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُرْوَةَ الْبُنْدَارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ تَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى " أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَى ذُؤَابَتَهَا مِنْ وَرَائِهِ "
(4558) -[15: 587] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي الْوَاسِطِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " حَدَّثَنِي الخلال، قال: قال لنا أَبُو بكر بن شاذان: بلغني أن النعمان بن أَحْمَد الْقَاضِي توفي بالبصرة في شهر رمضان سنة خمس عشرة وثلاث مائة(15/587)
ذكر من اسمه نهشل(15/588)
7252- نهشل بن يزيد حدث مُحَمَّد بن تميم الفريابي عنه، عن سفيان الثوري، وَمُحَمَّد بن تميم غير ثقة.
(4559) -[15: 588] أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ، بِبُخَارَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الْكِسِّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بْنُ يَزِيدَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقٌ، كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ "(15/588)
7253- نهشل بن دارم أَبُو إسحاق الدارمي حدث عن: علي بن حرب الطائي.
روى عنه: أَبُو حفص بن شاهين، والكتاني المقرئ، وغيرهما، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع أن نهشل بن دارم مات في شوال من سنة خمس وعشرين وثلاث مائة(15/588)
ذكر من اسمه ناجية(15/589)
7254- ناجية بن حَيَّان بن بشر بن حَيَّان بن المخارق بن شبيب بن حَيَّان بن سراقة بن مرثد بن حميري بن عتبة بن جذيمة ابن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يكنى: أبا الصيداء
(4560) -[15: 589] وَكَانَ يَتَوَلَّى الْقَضَاءَ بِبَعْضِ النَّوَاحِي، وَحَدَّثَ عَنِ: الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانِ الرَّقِّيِّ، وَعُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الْمَنْبِجِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيِّ الْحَلَبِيِّ.
قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ: الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ الأَنْبَارِيُّ صَاحِبُ الأَبْهَرِيِّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن علِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الصَّيْدَاءِ نَاجِيَةُ بْنُ حَيَّانَ بْنِ بِشْرٍ بَغْدَادِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الْمَنْبِجِيُّ بِالْمِصِّيصَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ حَجْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ "(15/589)
7255- ناجية بن مُحَمَّد بن سلمان أَبُو الحسن الكاتب حدث عن: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي الرجال الصلحي، وأبي بكر مُحَمَّد بن القاسم بن بشار الأنباري، والقاضي أبي عبد الله المحاملي، وَمُحَمَّد بن مخلد الدوري، وعمر بن الحسن بن الأشناني.
قَالَ: حَدَّثَنَا عنه: مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عُمَر بن سبنك البَجَلِيّ، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأحمد بن مُحَمَّد العتيقي، والقاضي أَبُو القاسم التنوخي، وغيرهم، وكان ثقة.
(4561) -[15: 590] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ نَاجِيَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ الْكَاتِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ الصِّلْحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُدَيْرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، قَالَ: " تَقُولُ الْعَدْلَ، وَتُعْطِي الْفَضْلَ ".
قَالَ: مَا أُطِيقُ ذَلِكَ.
قَالَ: " تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتُفْشِي السَّلامَ "، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أُطِيقُ ذَلِكَ.
قَالَ: " هَلْ لَكَ إِبِلٌ؟ ".
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَخُذْ بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكَ، ثُمَّ خُذْ سِقَاءً فَانْظُرْ أَهْلَ أَبْيَاتٍ لا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلا غِبًّا فَاسْقِهِمْ، فَلَعَلَّ بَعِيرَكَ لا يَهْلِكَ، وَلا يَتَخَرَّقُ سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث التميمي، قال: أنشدنا ناجية بن مُحَمَّد النديم لنفسه، وكتب بها إلى صديق له، وكان أهدى إليه مدادا على يد غلام له أسود اسمه أبزون التنوخي: مات ناجية بن مُحَمَّد في يوم الجمعة ثالث المحرم من سنة تسعين وثلاث مائة.
أمددتني بمداد كلون أبزون بادي
كمسكنيك جميعا من منظري وفؤادي
أو كالليالي اللواتي رميننا بالبعاد
أكرم به من سواد مبيض للوداد
أنشدنا التنوخي، قال: أنشدني أَبُو الحسن ناجية بن مُحَمَّد الكاتب لنفسه:
ولما رأيت الصبح قد سل سيفه وولى انهزاما ليله، وكواكبه
ولاح احمرار قلت قد ذبح الدجى وهذا دم قد ضمخ الأفق ساكبه
قال لي(15/590)
ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب(15/591)
7256- نجيح بن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو معشر السندي المدني رأى: أبا أمامة سهل بن حنيف، وسمع: مُحَمَّد بن كعب القرظي، ونافعا مولى ابن عُمَر، وسعيدا المقبري، وَمُحَمَّد بن المنكدر، وهشام بن عروة.
روى عنه: ابنه مُحَمَّد، ويزيد بن هارون، وَمُحَمَّد بن عُمَر الواقدي، وإسحاق بن عيسى ابن الطباع، وَمُحَمَّد بن بكار بن الريان، وغيرهم.
وكان المهدي قد أقدمه من مدينة رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بغداد فلم يزل بها حتى مات، وكان من أعلم الناس بالمغازي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين بن الفضل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنِي داود بن مُحَمَّد بن أبي معشر، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، أن أبا معشر كان أصله من اليمن، وكان سبي في وقعة يزيد بن المهلب باليمامة والبحرين، وكان أبيض كتب إلي عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان الدمشقي أن أبا الميمون عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله البجلي أخبرهم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زرعة، قال: سمعت أبا مسهر، يقول: كان أَبُو معشر أسود أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، قال: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، يقول: سمعت العباس بن مُحَمَّد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: أَبُو معشر، اسمه: نجيح، وهو مولى أم موسى.
قرأت على الْقَاضِي أَبي العلاء الواسطي، عن أبي يَعْقُوب يوسف بن إبراهيم بن موسى الجرجاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم عبد الملك بن مُحَمَّد بن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الحسين بن مُحَمَّد بن أبي معشر، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: كان اسم أبي معشر قبل أن يسرق: عَبْد الرَّحْمَن بن الوليد بن هلال، فسرق، فبيع بالمدينة، فاشتراه قوم من بني أسد فسموه نجيحا، فاشتري لأم موسى بن المهدي، فأعتقته، فصار ميراثه لبني هاشم، وعقله على حمير، قال: وكان أَبُو معشر يذكر أنه من ولد حنظلة بن مالك، وَأَخْبَرَنِي أَبِي: أنه كان ينتسب حتى يبلغ آدم، قال: وقال لي: ولاؤنا في بني هاشم أحب إلي من نسبي في بني حنظلة وقال أَبُو نعيم: حَدَّثَنَا الفضل بن هارون البغدادي، قال: سمعت مُحَمَّد بن أبي معشر، قال: كان أبي سنديا أخرم خياطا، قالوا: وكيف حفظ المغازي؟ قال: كان التابعون يجلسون إلى أستاذه، فكانوا يتذاكرون المغازي، فحفظ.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن كامل، قَالَ: أَخْبَرَنِي داود بن مُحَمَّد بن أبي معشر نجيح بن عَبْد الرَّحْمَن المدني، عن أبيه، قال: قدم المهدي بعد خلافته المدينة في سنة ستين، فأشخصه، يعني: أبا معشر، معه إلى العراق، وأمر له بألف دينار، وقال: تكون بحضرتنا فَتُفَقِّهَ من حولنا، فشخص أَبُو معشر معه إلى مدينة السلام سنة إحدى وستين.
(4562) -[15: 593] أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَلَهُ وَفْرَةٌ، وَذَكَرَ الزُّهْرِيُّ " أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْعَدَ " أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قِرَاءَةً قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ شَيْخًا كَبِيرًا يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَلَهُ ضَفِيرَتَانِ، وَقَدْ كَانَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا آخِرُ حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ وَالْمُقْرِئُ.
وَزَادَ الآخَرَانِ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ: قَالَ جَدِّي: " وُلِدَ أَبُو أُمَامَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُتِيَ بِهِ إِلَيْهِ، فَسَمَّاهُ: أَسْعَدَ، وَكَنَّاهُ: أَبَا أُمَامَةَ، بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمَامَةَ وَكُنْيَتُهُ ".
قُلْتُ: يَعْنِي: جَدَّهُ أَبَا أُمِّهِ، وَهِيَ حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ النَّقِيبُ أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قرأت على عبدان، وأبي الفيض المروزيين: حدثكم الحسين بن مُحَمَّد بن مصعب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إشكاب الصغير، قال: سمعت يزيد بن هارون، يقول: سمعت أبا جزء، يقول: أَبُو معشر أكذب من في السماء، ومن في الأرض، قال: قلت في نفسي: هذا علمك بالأرض فكيف علمك بالسماء؟ قال يزيد: فوضع الله أبا جزء ورفع أبا معشر.
كتب إليَّ عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان أَنَّ أَبَا الميمون البَجَلِيّ، أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَة، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن إدريس، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرو بن عون، قَالَ: سَمِعْتُ هشيما، يَقُولُ: ما رأيا مدنيا أكيس من أَبِي معشر.
قَالَ أَبُو زُرْعَة: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْم، يَقُولُ: كَانَ أَبُو معشر كيسا حافظا أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الله بن أَحْمَد بن عَليّ السوذرجاني بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر ابن المُقْرِئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحَسَن بن عَليّ بن بحر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عَمْرو بن عَليّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بن سَعِيد لا يحدث عن أَبِي معشر المَدينِي ويستضعفه جدا، ويضحك إِذَا ذكره، وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَن يحدث عَنْهُ أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن الحَسَن الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن بكار، يَقُولُ: قد كَانَ أَبُو معشر تغير قبل أن يموت تغيرا شديدا، حَتَّى كَانَ يخرج منه الريح ولا يشعر بها، وَقَالَ أَحْمَد بن زهير سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: أَبُو معشر السندي لَيْسَ بشيء، أَبُو معشر ريح.
وَسَمِعْتُهُ مرة أخرى، يَقُولُ: أَبُو معشر لَيْسَ حديثه بشيء أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأشناني، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْدُوس الطرائفي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَان بن سَعِيد الدَّارِمِيّ، يَقُولُ: وسَأَلْتُهُ، يعني: يَحْيَى بن معين عن أَبِي معشر المَدينِي، فَقَالَ: نَجِيح ضعيف أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بن موسى الصَّيْرَفِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، يَقُولُ: سَمِعْتُ العَبَّاس بن مُحَمَّد الدُّورِيّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: وَأَبُو معشر لَيْسَ بشيء أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عَبْد الله الأَنْمَاطِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المُظَفَّر الحَافِظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان البَزَّاز المَصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سَعْد بن أَبِي مريم، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: أَبُو معشر المَدينِي ضعيف، يكتب من حديثه الرقاق.
وَكَانَ رجلا أميا يتقى أن يروى من حديثه المسندات أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ، قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن إِبْرَاهِيم بن النضر العَطَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَة، قَالَ: وسألت عَليّ بن عَبْد الله المَدينِي، عن أَبِي معشر الْمَدَنِيّ، فَقَالَ: كَانَ ذاك شيخا ضعيفا ضعيفا، وَكَانَ يحدث عن مُحَمَّد بن قيس، ويحدث عن مُحَمَّد بن كعب بأحاديث صالحة، وَكَانَ يحدث عن المَقْبُرِي، وعن نافع بأحاديث منكرة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن القَطَّان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْل بن أَحْمَد الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عَمْرو بن عَليّ، قَالَ: وَأَبُو معشر ضعيف، ما رَوَى عن مُحَمَّد بن قيس، وَمُحَمَّد بن كعب ومشايخه فَهُوَ صالح، وما رَوَى عن المَقْبُرِي، وهشام بن عُرْوَة، ونافع، وابن المنكدر رديئة لا تكتب أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحَسَن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل، قَالَ: سَأَلْتُهُ، يعني: أباه، عن أَبِي معشر نَجِيح الْمَدَنِيّ، فَقَالَ: صدوق، ولكنه لا يقيم الإسناد وَأَخْبَرَنَا البَرْمَكِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن خلف الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: قُلْتُ لأبي عَبْد الله: أَبُو معشر الْمَدَنِيّ يكتب حديثه؟ فَقَالَ: عندي حديثه مضطرب لا يقيم الإسناد، ولكن أكتب حديثه أعتبر بِهِ أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن عَليّ المامطيري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن شُعَيْب الغازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِي، قَالَ: نَجِيح أَبُو معشر السندي مدني، وَهُوَ مولى المهدي، منكر الحديث، قَالَ ابن مهدي: كَانَ أَبُو معشر تعرف وتنكر أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَدِيّ البَصْرِيّ في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بن عَليّ الآجُرِّيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد، قَالَ: قدم أَبُو معشر بَغْدَاد، وَكَانَ ضعيفا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عَليّ المُقْرِئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مسلم بن مِهْرَان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بن خلف النَّسَفِيّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَليّ صالح بن مُحَمَّد: أَبُو معشر لا يسوى حديثه شيئا أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد بن سَعْد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بن أَحْمَد بن شُعَيْب النَّسَائِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: نَجِيح أَبُو معشر ضعيف مدني أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المُعَدَّل، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن صَفْوَان البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعْد، قال: أَبُو معشر نَجِيح كَانَ مكاتبا لامرأة من بني مخزوم، فأدى وعتق، فاشترت أم موسى بنت منصور ولاءه، مات ببغداد سنة سبعين ومائة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُد بن مُحَمَّد بن أَبِي معشر نَجِيح بن عَبْد الرَّحْمَن، مولى بني هاشم، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ أَبَا معشر تُوُفِّي سنة سبعين ومائة قرأت عَلَى الحَسَن بن أَبِي بَكْر عن أَحْمَد بن كامل، قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُد بن مُحَمَّد بن أَبِي معشر، عن أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّي أَبُو معشر سنة سبعين ومائة في خلافة هَارُون الرشيد، وَكَانَ أبيض أزرق سمينا، وَقِيلَ: كَانَ مكاتبا لامرأة من بني مخزوم فأدى فعتق، فاشترت أم موسى بنت المنصور ولاءه، ومات ببَغْدَاد.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد البَغَوِيّ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بن بكار: مات أَبُو معشر في سنة سبعين ومائة في رمضان.(15/591)
7257- النضر بن إِسْمَاعِيل بن حازم أَبُو المغيرة البَجَلِيّ من أهل الكوفة، حدث عن: مُحَمَّد بن سوقة، وَإسْمَاعِيل بن مُسْلِم، وَإسْمَاعِيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، وابن أبي ليلى.
روى عنه: فضيل بن عبد الوهاب، وعلي بن الجعد، وسعد بن محمد العوفي، وأحمد بن عمران الأخنسي، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة زهير بن حرب، والحسن بن عرفة.
وكان قاصا، وقدم بغداد، وحدث بها، ذكره ابن الجعابي في جملة البغداديين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر عَبْد الواحد بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مهدي الديباجي، وَأَبُو الحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق الثاني، وَأَبُو الحُسَيْن مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن الفضل القَطَّان، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بن يَحْيَى بن عَبْد الجبار السُّكَّري، وَأَبُو الحَسَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَخْلَد البَزَّاز، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصَّفَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن ابن عرفة، قَالَ: حَدَّثَنِي النضر بن إِسْمَاعِيل أَبُو المغيرة، عن مُحَمَّد بن سوقة، عن منذر الثوري، عن مُحَمَّد ابن الحنفية، قَالَ: قُلْتُ لأبي: يا أبت من خير النَّاس بعد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يا بني، أَوَما تعلم؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: أَبُو بَكْر، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ من؟ قَالَ: يا بني، أَوَما تعلم؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: ثُمَّ عُمَر، قَالَ: ثُمَّ بدرته، فَقُلْتُ: يا أبت ثُمَّ أَنْتَ الثالث؟ قَالَ: فَقَالَ لي: يا بني، أبوك رجل من المسلمين لَهُ ما لهم وَعَلَيْهِ ما عليهم.
(4563) -[15: 598] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ الْقَاصُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: أَقْعَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ عَلَى طَعَامِهِ، فَقَالَ لِي: " سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مَخْلَد، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عُثْمَان، هُوَ ابن أَبِي شَيْبَة، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن مُحَمَّد البَجَلِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: شهد النضر بن إِسْمَاعِيل البَجَلِيّ، وَحَمَّاد بن أَبِي حنيفة عند شريك فرد شهادتهما، فاجتمع إِلَيْهِ مشايخ أهل الكوفة، وقالوا: رددت شهادة النضر وَهُوَ إمامنا مذ أربعين سنة، وَهُوَ ابن عمك، فما باله؟ فما زالوا بِهِ حَتَّى أجاز شهادته، فَقَالَ لَهُ النضر: لم رددت شهادتي؟ قَالَ: لأنك تبيع الصَّلاة، وَكَانَ أجري عَلَيْهِ كل شهر ديناران، فَقَالَ لَهُ النضر: وَأَنْتَ تبيع القضاء، فَقَالَ لَهُ شريك: فَإِذَا شهدت عندك فلا تقبل شهادتي، فَلَمَّا بلغ حَمَّاد بن أَبِي حنيفة أن شريكا أجاز شهادة النضر، جمع جماعة وأتى شريكا، فَلَمَّا بصر بِهِ شريك، قَالَ: مداك يا حَمَّاد، لست كالنضر أَنْتَ وأبوك تزعمان أَنَّ إيمان شر أهل الأرض كإيمان أخير أهل السماء، فأبَى أن يجيز شهادته أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق السَّرَّاج، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن السَّرِيّ السقطي، يَقُولُ: مرض أَبُو المغيرة القاص فبعث إلى أَبِي بالسلام، فَقَالَ أَبِي: أقرئه السَّلام، وقل لَهُ: لَيْسَ من حمد الله عَلَى سيلان الصديد كمن حمده عَلَى أكل الثريد.
قَالَ: فوقع من أَبِي المغيرة ذاك الكلام بالموقع، فما أظهر ما بِهِ حَتَّى مات قرأت في أصل كتاب أبي الحَسَن بن رزقويه: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحَسَن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد، قَالَ: سألت أَبِي عن النضر ابن إِسْمَاعِيل أَبِي المغيرة القاص، فَقَالَ: لم يكن يحفظ الإسناد، رَوَى عن: إِسْمَاعِيل حديثا منكرا عن قيس: رَأَيْت أَبَا بَكْر آخذا بلسانه، وإنما هَذَا حديث زيد بن أسلم.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن عَليّ التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَة يَعْقُوب بن إِسْحَاق الإسْفَرَايينيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي، قَالَ: وسئل، يعني: أَحْمَد بن حَنْبَل، عن النضر بن إِسْمَاعِيل أَبِي المغيرة، فَقَالَ: قد كتبنا عَنْهُ، لَيْسَ هُوَ بقوي يعتبر بحديثه، ولكن ما كَانَ من رقائق، وَكَانَ أكثر حديثا من ابن السَّمَّاك.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بَكْر الأنْدَلُسِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن زكريا الهَاشِمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالح بن أَحْمَد بن عَبْد الله العِجْليّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: النضر بن إِسْمَاعِيل بن حازم البَجَلِيّ كوفي ثقة، وَكَانَ إمام مسجد الجامع.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بن حبش الفَرَّاء، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان بن أَبِي شَيْبَة، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين وذكر لَهُ النضر بن إسماعيل البَجَلِيّ، فَقَالَ: كَانَ ضعيفا، ولكن عيسى بن عَبْد الرَّحْمَن البَجَلِيّ كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد، قَالَ: سألت يَحْيَى بن معين عن النضر بن إِسْمَاعِيل البَجَلِيّ، فَقَالَ: لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن الحَسَن الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: سئل يحيى بن معين عن النضر بن إسماعيل، فَقَالَ لا شيء، وَقَالَ يَحْيَى مرة أخرى: لَيْسَ حديثه بشيء.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: النضر بن إِسْمَاعِيل البَجَلِيّ يعرف بأبي المغيرة القاص، صدوق، ضعيف الحديث، قَالَ يَحْيَى بن معين وذكره، فقال النضر بن إسماعيل ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: النضر بن إِسْمَاعِيل البَجَلِيّ ضعيف.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد بن سَعْد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بن أَحْمَد بن شُعَيْب النَّسَائِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: النضر بن إِسْمَاعِيل لَيْسَ بالقوي.
وَأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، يَقُولُ: النضر بن إِسْمَاعِيل بن حازم أَبُو المغيرة القاص كوفي صالح.(15/597)
7258- نائل بن نَجِيح الحَنَفِيّ حدث عن: سُفْيَان الثوري، وكامل أَبِي العلاء، وموسى بن مطير.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بن خذام السَّقَطِي، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد بن الجُنَيْد الدَّقَّاق، وَمُحَمَّد بن سنان القَزَّاز، وَهُوَ بصري ورد بَغْدَاد وحدث بها.
(4564) -[15: 601] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ الْمِصْرِيُّ، بِدِمَشْقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُزَيْقٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً "
(4565) -[15: 602] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ يَزِيدَ الْقَزَّازُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، مَرَّةً رَفَعَهُ، وَمَرَّةً لَمْ يَرْفَعْهُ، قَالَ: " لا شُفْعَةَ لِنَصْرَانِيٍّ "
(4566) أخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا شُفَعَةَ لِنَصْرَانِيٍّ "، فَقَالَ: يَرْوِيهِ نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ مِنْ قَوْلِهِ.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: نَائِلٌ بَغْدَادِيٌّ، قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: قُلْتُ: ثِقَةٌ؟ قَالَ: لا قُلْتُ: رَوَى حديث الشفعة مُحَمَّد بن يُوسُف الفِرْيَابِيّ، وَمُحَمَّد بن كثير العبدي، عن سُفْيَان، عن حُمَيْد، عن الحَسَن، قوله، وَهُوَ الصحيح، أَخْبَرَنَاه عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المُعَدَّل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمَد المَصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أَبِي مريم، قَالَ: حَدَّثَنَا الفِرْيَابِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان، عن حُمَيْد الطويل، عن الحَسَن، قَالَ: لا شفعة لنصراني.
وأَخْبَرَنَاه أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُف بن أَحْمَد الصَّيْدَلانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو العُقَيْلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن كثير، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان، عن حُمَيْد، عن الحَسَن، قَالَ: لَيْسَ لليهودي، والنصراني شفعة.
وكذا رواه وكيع، وَأَبُو حُذَيْفة موسى بن مَسْعُود، عن سُفْيَان(15/601)
7259- نصير بن يزيد بن مرة أَبُو حمزة الحنفي، سكن سمرقند قرأت على الحسين بن مُحَمَّد أخي الخلال، عن أبي سعد عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الإدريسي، قال: نصير بن يزيد بن مرة بن خالد بن عبد الله بن سنان الحنفي البغدادي، كنيته: أَبُو حمزة، سكن سمرقند، وحدث بها عن: سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبي أسامة، وسعيد بن مسلمة، وأبي معاوية الضرير، وأبي بدر شجاع بن الوليد، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
روى عنه: أَبُو يَعْقُوب يوسف بن علي الأبار، وَمُحَمَّد بن سهل، وَمُحَمَّد بن عيسى الغزالان السمرقنديان، وإبراهيم بن نصر الكبوذنجكثي، وجبريل ابن مجاع الكشاني، وسيف بن حفص السمرقندي، وغيرهم.
وقال إبراهيم بن عَبْد الرَّحْمَن الدارمي: مات أَبُو حمزة نصير بن يزيد سنة سبع وأربعين ومائتين لعشر بقين من ربيع الآخر.
أَخْبَرَنَا أخو الخلال، عن الإدريسي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد العياضي، والحسن بن حفص النهرواني بسمرقند، قالا: وجدنا في كتاب مسعود بن سهل بن كامل بخطه: سألت أبا يَعْقُوب الأبار عن أبي حمزة نصير ابن يزيد، كان ثقة؟ قال: نعم، قلت: كان صحيح الأحاديث؟ قال: نعم، قلت: فهل كانوا يغمزونه بشيء؟ قال: لا، كان رجلا صالحا لم يكن يغمز في شيء إلا في مخالطته مع السلطان.(15/603)
7260- نفيس بن عبد الله أَبُو سعيد من الموالي حدث عن: شجاع بن مخلد الفلاس، وأبي موسى إسحاق بن موسى الأنصاري.
روى عنه: مُحَمَّد بن مخلد الدوري.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر عبد الواحد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا نفيس بن عبد الله أَبُو سعيد، قال: سمعت أبا موسى الأنصاري، يقول: كان عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، يقول: ما بقي أحد آمن على حديث رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مالك بن أنس.(15/604)
7261- ناعم بن السري بن عاصم الهمداني حدث عن: أبيه، وعن: هارون بن إسحاق الهمداني، وأبي سعيد الأشج.
روى عنه: أَبُو جعفر اليقطيني، وأبو الفتح مُحَمَّد بن الحسين الأزدي الموصلي.
(4567) -[15: 604] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْيَقْطِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَاعِمُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَنْزَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ "، قَالَ: قُلْتُ: مَا هَمْزُهُ؟ قَالَ: كَهَيْئَةِ الْمَوْتَةِ حَتَّى يَفْزَعَ، قُلْتُ: فَمَا نَفْخُهُ؟ قَالَ: الْكِبْرُ، قُلْتُ: فَمَا نَفْثُهُ؟ قَالَ: الشِّعْرُ حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد الغزال، قال: قرأت على مُحَمَّد بن جَعْفَر الشروطي، عن أبي الفتح الأزدي الحافظ، قال: ناعم بن السري بن عاصم صدوق(15/604)
7262- نزار بن عبد العزيز أَبُو مضر حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن الأزدي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن مُحَمَّد بن مسرور، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن يونس، قال: نزار بن عبد العزيز يكنى: أبا مضر، بغدادي قدم مصر، وروى عن: عباس الدوري تاريخ يحيى بن معين، وغير ذلك.(15/605)
7263- نازوك بن عبد الله أَبُو منصور مولى أبي أَحْمَد ابن المكتفي بالله حدث عن: أَحْمَد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
حَدَّثَنَا عنه: الْقَاضِي أَبُو الفرج بن سميكة.
(4568) -[15: 606] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَازُوكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ بْنِ الْمُكْتَفِي بِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةِ وحبيب بن الشهيد عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ: مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ "(15/606)
7264- نسيم بن عبد الله أَبُو الهواء الخادم مولى المقتدر بالله سكن بيت المقدس، وكان يتولى النظر في مصالح المسجد الأقصى، وحدث عن: أبي عمرو، ويوسف بن يَعْقُوب النيسابوري، وأحمد بن القاسم أخي أبي الليث الفرائضي، وَمُحَمَّد بن هارون الحضرمي، وسعيد بن مُحَمَّد أخي زبير الحافظ، وعبد الله بن مُحَمَّد بن زياد النيسابوري، وإبراهيم بن حماد الْقَاضِي، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وَمُحَمَّد بن صالح الجواربي، والحسين، والقاسم ابني إِسْمَاعِيل المحاملي، وَمُحَمَّد بن مخلد الدوري، وخلق كثير من طبقتهم.
روى عنه: عبد الله بن علي الآبروني، وعمر بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الواسطي ساكن بيت المقدس.
وذكر عُمَر أنه سمع منه في سنة سبع وستين وثلاث مائة، وأحاديثه مستقيمة تدل على صدقه.(15/607)
7265- ناصر بن مُحَمَّد البغدادي أظنه كان يتصوف، وحكى عن أبي بَكْر الشبلي.
روى عنه: الخليل بن عبد الله القزويني.
كتب إليَّ أَبُو يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ من قزوين، وَحَدَّثَنِي أَبُو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي عنه، قال: سمعت ناصر بن مُحَمَّد البغدادي، يقول: سمعت أبا بكر الشبلي، يقول: " الموت على ثلاثة أضرب: موت في حب الدنيا، وموت في حب العقبى، وموت في حب المولى، فمن مات في حب الدنيا مات منافقا، ومن مات في حب العقبي مات زاهدا، ومن مات في حب المولى مات عارفا "(15/607)
7266- نميلة بن عبد الله بن جعفر أَبُو مُحَمَّد البغدادي كتب إلي إبراهيم بن سعيد الحبال من مصر.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أبي نصر الحميدي عنه، قَالَ: أَخْبَرَنَا يحيى بن علي بن مُحَمَّد الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد نميلة بن عبد الله بن جعفر البغدادي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد الحكيمي بحديث ذكره.(15/608)
باب الواو
ذكر من اسمه الوليد(15/609)
7267- الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدث بها عن: سماك بن حرب، وزياد بن علاقة، وَمُحَمَّد بن سوقة، وعاصم بن بهدلة.
روى عنه: الوليد بن صالح النخاس، ومحمد بن الصباح الدولابي، وجبارة بن مغلس الحماني، ومحمد بن بكار بن الريان الرصافي.
(4569) -[15: 609] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ الْمُنَادِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن صاعد، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب الدورقي، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن صالح النخاس، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني، قال: وسألت عنه شريكا فزكاه أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قال مُحَمَّد بن العباس بن أَحْمَد الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن إسحاق بن محمود الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد، قال: سألنا مُحَمَّد بن الصباح، عن الوليد بن أبي ثور، فقال: جاء إلى هشيم فأكرمه، فكتبنا عنه أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حسنويه الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس الأنصاري، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث، قال: قلت لأحمد بن حنبل: الوليد بن أبي ثور؟ قال: ما لي به ذاك الخبر، كان شيخا قدم هنا، كان ابن الصباح يحدث عنه، وزعموا أن هذا ابن بكار يحدث عنه أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: والوليد بن أبي ثور ليس بشيء أَخْبَرَنَا علي بن الحسين صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الخالق بن منصور، قال: سئل يحيى بن معين عن الوليد بن أبي ثور، فقال: لم يكن بشيء أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى بن عيسى الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي داود، قال: سألت يحيى بن معين، عن الوليد بن أبي ثور، فقال: ليس بشيء.
قال: وسألت مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، عن الوليد بن أبي ثور، فقال: كذاب أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان، قال: سألت ابن نمير عن الوليد بن أبي ثور، فقال: كذاب أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن موسى الأردبيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن طاهر بن النجم، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو البرذعي، قال: قلت لأبي زرعة، وهو الرازي: الوليد بن أبي ثور؟ قال: منكر الحديث، يهم كثيرا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قال: الوليد بن أبي ثور، وأبو حمزة الثمالي ضعيفان أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مسلم بن مهران، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف النسفي، قال: سمعت أبا علي صالح بن مُحَمَّد، يقول: الوليد بن أبي ثور ضعيف أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: وليد بن أبي ثور ضعيف أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قانع أن الوليد بن أبي ثور مات في سنة اثنتين وسبعين ومائة(15/609)
7268- الوليد بن الحصين الكوفي وهو شرقي بن القطامي العلامة
قدم بغداد، وحدث بها عن: مجالد بن سعيد، وغيره.
روى عنه: مُحَمَّد بن زياد بن زبار الكلبي، وقد ذكرنا أخباره في باب الشين فغنينا عن إعادتها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن علي بن الفتح، قال: قال لنا أَبُو الحسن الدارقطني: الشرقي بن القطامي اسمه: الوليد بن الحصين.(15/612)
7269- الوليد بن أبان الكرابيسي كان أحد المتكلمين في الأصول على مذاهب أهل الحق، وهو أستاذ الحسين بن علي الكرابيسي.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْمَحَامِلِيُّ مُذَاكَرَةً، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيَّ، يَقُولُ: كَانَ بِشْرٌ الْمَرِيسِيُّ يَخْرُجُ إِلَى نَاحِيَةَ الزَّابِينَ لِيَغْتَسِلَ وَيَتَطَهَّرَ، وَكَانَ بِهِ الْمَذْهَبُ.
قَالَ: فَمَضَى وَلِيدٌ الْكَرَابِيسِيُّ إليه وهو في الماء، فقال له مسألة، قَالَ: وَأَنَا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ؟ فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَلَيْسَ رَوَوْا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ، وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ ".
فَهَذَا الَّذِي أَنْتَ فِيهِ أَيْشَ؟ قَالَ: إِبْلِيسُ يُوَسْوِسُ لِي، وَيُوهِمُنِي أَنِّي لَمْ أَطْهُرْ.
قَالَ: فَهُوَ الَّذِي وَسْوَسَكَ حَتَّى قُلْتَ: الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن شاذان، قال: قال لي أَبُو عبيد: بلغني أن الوليد بن أبان، قال له يحيى بن أكثم: ألا تشهد عندي؟ قال: أكره أن أحكم الناس في، قال: فلست أحتاج أن أسأل عنك، قال: فأكره أن أحكمك في نفسي وأخبرت عنه أنه قال: ثلاث إذا فعلهن الرجل فقد ذل: إذا حدث، وإذا أم الناس، وإذا شهد، فقيل له: فالتزويج؟ قال: التزويج حال ضرورة، فليس ينبغي للعاقل أن يخطب إلى من يظن أنه يرده.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، قَالَ: حَدَّثَنَا صالح بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبيد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: سمعت أَحْمَد بن سنان، يقول: كان الوليد الكرابيسي خالي، فلما حضرته الوفاة، قال لبنيه: تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني؟ قالوا: لا، قال: فتتهموني؟ قالوا: لا، قال: فإني أوصيكم، أتقبلون؟ قالوا: نعم، قال: عليكم بما عليه أصحاب الحديث، فإني رأيت الحق معهم لست أعني الرؤساء، ولكن هؤلاء الممزقين، ألم ترى أحدهم يجيء إلى الرئيس منهم فيخطئه ويهجنه.
قال أَبُو بكر بن سليمان بن الأشعث: كان أعرف الناس بالكلام بعد حفص الفرد الكرابيسي، وكان حسين الكرابيسي قد تعلم منه الكلام(15/612)
7270- الوليد بن صالح أَبُو مُحَمَّد الضبي النخاس سمع: الليث بن سعد، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم، وموسى بن خلف العمي، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وسوادة بن أبي الأسود، وعطاء بن مسلم، وعيسى بن يونس، وَمُحَمَّد بن عبد العزيز التيمي.
روى عنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، ويعقوب، وأحمد ابنا إبراهيم الدورقي، والحسن بن مُحَمَّد بن الصباح الزعفراني، وأحمد بن الوليد الفحام، وحنبل بن إسحاق، وَمُحَمَّد بن حاتم السمين، وَمُحَمَّد بن غالب التمتام، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأحمد بن الهيثم المعدل، والقاسم بن المغيرة الجوهري.
وقال أَحْمَد بن إبراهيم الدورقي: كان الوليد ثقة.
(4570) -[15: 614] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَلَبَ طَعَامًا إِلَى مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ، فَبَاعَهُ بِسِعْرِ يَوْمِهِ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ أَجْرُ شَهِيدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، قال: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، يقول: سمعت عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، وأَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن عُمَر المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد، وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، وعلي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد، قال: قلت لأبي: لِمَ لَمْ تكتب عن الوليد بن صالح؟، زاد النجاد: النخاس، ثم اتفقوا، قال: رأيته يصلي في مسجد الجامع يسِيء الصلاة، زاد النجاد: فتركته(15/613)
7271- الوليد بن الفضل أَبُو مُحَمَّد العنزي كناه عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، وذكر أنه بغدادي، حدث عن: إبراهيم بن سعد الزهري، وإسماعيل بن عبيد العجلي، وجرير بن عبد الحميد.
روى عنه: الحسن بن عرفة العبدي، وَمُحَمَّد بن خلف بن عبد السلام المروزي.
(4571) -[15: 615] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلانُ، قَالَ الشَّافِعِيُّ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنَزِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ بِشْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَارَنِي، وَاخْتَارَ أَصْحَابِي فَجَعَلَهُمْ أَصْهَارِي، وَجَعَلَهُمْ أَنْصَارِي، وَأَنَّهُ سَيَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَنْتَقِصُونَهُمْ، أَلا فَلا تُنَاكِحُوهُمْ، أَلا وَلا تَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ، أَلا وَلا تُصَلُّوا مَعَهُمْ، أَلا وَلا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ، عَلَيْهِمْ حَلَّتِ اللَّعْنَةُ "(15/615)
7272- الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس أَبُو همام بن أبي بدر السكوني كوفي الأصل سمع: علي بن مسهر، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الله ابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن نمير، والوليد بن مسلم، ويحيى بن حمزة.
روى عنه: أَبُو حاتم الرازي، وعباس الدوري، وأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الخالق الوراق، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن مُحَمَّد بن عفير، وأبو القاسم البغوي، وأبو الليث الفرائضي، وأخوه أَحْمَد بن القاسم، ويحيى بن صاعد، وغيرهم.
(4572) -[15: 616] أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ: أَخْبَرَكُمُ ابْنُ نَاجِيَةَ، وَحَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَرَضَ فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالأَنْهَارُ وَالْعُيُونُ الْعُشْرَ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّوَاضِحِ نِصْفَ الْعُشْرِ " قال الْبَرْقَانِيّ: قال لي أَبُو بكر الإسماعيلي: لهذا الحديث تكلم أَحْمَد بن حنبل في أبي همام لما رواه عن ابن وهب، قلت له: لأي معنى؟ قال: لأنه قال هذا الحديث لم يروه عن ابن وهب إلا الكبار.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قرئ على مُحَمَّد بن جعفر الشاهد، وأنا أسمع، قال: قال أَبُو الليث الفرائضي، قال: قال لي إبراهيم الوكيعي، عن أبيه: إن أبا همام ليس من الكوفة، وإنما هو شامي نزل الكوفة، قلت: ولا أعرف وجه هذا الكلام، لأن أبا بدر والد أبي همام كوفي، وأما أَبُو همام فقد كان رحل إلى الشام، وعاد فنزل بغداد، واستوطنها إلى حين وفاته.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قال: سمعت سريج بن يونس، يقول: ما فعل ابن أبي بدر، كانوا يضعفونه في الجراح أبي وكيع، وقال الأبار سمعت يحيى بن أيوب ذكره، فقال: كتبنا عن أبي البدر، عن ابنه أبي همام منذ ثلاثين سنة، فربما أردت أن أسأله عنها، فأقول: أَبُو البدر ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، وَأَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن حفص، زاد عبيد الله: الكوفي الشيخ الصالح، ثم اتفقا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن صدقة، قال: سمعت أَحْمَد بن حنبل سئل عن أبي همام، فقال: اكتبوا عنه.
حَدَّثَنِي الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن أَحْمَد بن يَعْقُوب المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا الغلابي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات.
قال الغلابي: وما سمعته يقول فيه سوءا قط، وكان يقول: ليس له بخت.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ، عن مُحَمَّد بن العباس، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مسعدة الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد القاسم بن محرز، قال: سألت يحيى بن معين، عن أبي همام بن أبي بدر لا بأس به، ليس هو ممن يكذب أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قال: سمعت يحيى بن معين، وسأله رجل، فسمعته يقول: ليس به بأس، فقلت للرجل: عمن سألته؟ فقال عن أبي همام أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: وجدت في كتاب جدي أَحْمَد بن شاهين: حَدَّثَنِي أَبُو علي المخرمي، قال: سألت أبا كريب، عن أبي همام، فقال: ما له، ما له؟ قلت: يحدث عن ابن أبي زائدة، وعن ابن المبارك، وعن يحيى بن حمزة، قال: فكم عندي عن ابن أبي زائدة؟ قلت: عندك كذا وكذا، قال: وعن ابن المبارك؟ قلت: كذا وكذا، فقال لي: أَبُو همام أقدم سماعا مني، كان يمر بنا ونحن نلعب بالخشب، وعليه صالحية، وهو يكتب الحديث، وكان مذهبه مذهب المشايخ، فما جئت إلى محدث قط بالكوفة، فقلت له: كتب عنك؟ إلا قال: ما زال يختلف السكوني إلى، وما أخرجوا إلي كتابا إلا فيه: فرغ أَبُو همام، فرغ أَبُو همام، ويوقفني على علامته، قال: وأما يحيى بن حمزة فخرجت أريد إفريقية، وكان أَبُو همام قد خرج إلى الشام، فجئت إلى دمشق فسألت عنه، فقالوا: قد كان ههنا مقيما، وسمع من: يحيى بن حمزة، وقد خرج، ورأيت يحيى بن حمزة، وعليه سواد القضاء فلم أسمع منه، قلت: فابن وهب؟ قال: أما حديث ابن وهب فإنه خرج من عندنا إلى مصر، وغاب عنا حتى نسيناه، ثم قدم علينا من مصر، وجعل يذكر من فضائله أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد الحبيبي، قال: وسألته، يعني: صالح بن محمد جزرة، عن: الوليد بن شجاع، فقال: تكلموا فيه، سئل عن يحيى بن معين، فقال: ليس له بخت مثل أبيه أَخْبَرَنَا البراقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن عُمَر الحَافِظ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن النَّسَائِي، عن أَبِيهِ.
ثُمّ أَخْبَرَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عَبْد الله الْقَاضِي، قَالَ: ناولني عَبْد الكريم وكتب لي بخطه، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: الوليد بن شجاع بن الوليد، بغدادي، لا بأس بِهِ أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيْمَان الحَضْرَمِيّ، قَالَ: مات أَبُو همام الوليد بن شجاع، ببَغْدَاد سنة اثنتين وأربعين ومائتين أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المُظَفَّر، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بن مُحَمَّد البَغَوِيّ: مات الوليد بن شجاع ببَغْدَاد سنة ثلاث وأربعين أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إِسْحَاق بن وَهْب البندار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَليّ بن أَحْمَد بن النضر، قَالَ: ومات أَبُو همام سنة ثلاث وأربعين، وسلم من المحنة، قَالَ غيره: مات في شهر ربيع الأَوَّل حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله هُوَ المُعَدَّل الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرَّاج يعني: أَبَا العَبَّاس مُحَمَّد بن إِسْحَاق الثَّقَفِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن أَحْمَد ابن بنت معاوية بن عَمْرو، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى مستملي أَبِي همام، يَقُولُ: رَأَيْت أَبَا همام في المنام عَلَى رأسه قناديل معلقة، فَقُلْتُ: يا أَبَا همام، بماذا نلت هذه القناديل؟ قَالَ: هَذَا بحديث الحوض، وَهَذَا بحديث الشفاعة، وَهَذَا بحديث كذا، وَهَذَا بحديث كذا(15/615)
7273- الوليد بن عُبَيْد أَبُو عبادة الطائي البُحْتُريّ من أهل منبج، بها وُلِدَ ونشأ وتأدب، وخرج منها إلى العراق فمدح جَعْفَر المتوكل عَلَى الله وخلقا من الأكابر والرؤساء، وأقام ببَغْدَاد دهرا طويلا، ثُمَّ عاد إلى بلده فمات بها.
وقد رَوَى عَنْهُ أشياء من شعره: مُحَمَّد بن يزيد المبرد، وَمُحَمَّد بن خلف بن المَرْزُبان، والقاضي أَبُو عَبْد الله المحاملي، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد الحكيمي، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّولِيّ، وَعَبْد الله بن جَعْفَر بن درستويه النَّحْوِيّ، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المُظَفَّر الدَّقَّاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْد الله مُحَمَّد بن عمران بن موسى المَرْزُباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى، قَالَ: أملى عَليّ أَبُو الغوث يَحْيَى بن البُحْتُريّ نسب أَبِيهِ بالرقة سنة إحدى وتسعين ومائتين، فَقَالَ: هُوَ الوليد بن عُبَيْد بن يَحْيَى بن عُبَيْد بن شملال بن جَابِر بن سلمة بن مُسْهِر بن الحارث بن خثيم بن أَبِي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود بن عُنَيْن بن سلامان بن ثعل بن عَمْرو بن الغوث بن جلهمة، وَهُوَ طيء، بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وَقَالَ المَرْزُباني: وجدت بخط أَبِي الحَسَن أَحْمَد بن يَحْيَى المنجم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الغوث، قَالَ: وُلِدَ أَبِي سنة مائتين، قَالَ المَرْزُباني وَقَالَ أَبُو عُثْمَان الناجم وُلِدَ البُحْتُريّ سنة ست ومائتين، حَدَّثَنِيه عنه المظفر بن يحيى أَخْبَرَنِي عَليّ بن أيوب القمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّولِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن البُحْتُريّ، قَالَ: كَانَ أَبِي يكنى: أَبَا الحَسَن، وأبا عبادة، فأشير عَلَيْهِ في أيام المتوكل أن يقتصر عَلَى أَبِي عبادة فَإِنَّهُ أشهر قَالَ مُحَمَّد بن عمران: وَرُوِيَ أَنَّ كنيته الأولى أَبُو الحَسَن، وَأَنَّ المتوكل كناه: أَبَا عبادة، وَهُوَ شامي من أهل منبج من أعمال جندقنسرين، وبها مولده ومنشؤه ووفاته.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَبِي عَليّ البَصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفَرَج مُحَمَّد بن جَعْفَر الصالحي، قَالَ: حَدَّثَنِي صالح بن الأصبغ التَّنُوخِيّ المنبجي، قَالَ: رَأَيْت البُحْتُريّ ههنا عندنا قبل أن يخرج إلى العراق، يجتاز بنا في الجامع من هَذَا الباب إلى هَذَا الباب، وأومأ إلى جنبتي المسجد، يمدح أصحاب البصل والباذنجان، وينشد الشعر في ذهابه ومجيئه، ثُمَّ كَانَ منه ما كَانَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المُظَفَّر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْد الله المَرْزُباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي الصُّولِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّد عَبْد الله بن الحُسَيْن بن سَعْد القُطْرُبُلِّيّ، يَقُولُ للبحتري وقد اجتمعا في دار عَبْد الله، يعني: ابن المعتز، بالخلد وعنده أَبُو العَبَّاس مُحَمَّد بن يزيد المبرد، وَذَلِكَ في سنة ستٍّ وسبعين ومائتين، وقد أنشد البُحْتُريّ شعرا في معنى قد قَالَ في مثله أَبُو تمام، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أشعر في هَذَا من أَبِي تمام، فَقَالَ كلا والله، ذاك الرئيس الأستاذ، والله ما أكلت الخبز إِلا بِهِ، فَقَالَ لَهُ المبرد: يا أَبَا الحَسَن تأبَى إِلا شرفا من جميع جوانبك.
وَأَخْبَرَنَا ابن المُظَفَّر، قَالَ: أَخْبَرَنَا المَرْزُباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي الحُسَيْن بن عَليّ الكاتب، قَالَ: قَالَ لي البُحْتُريّ: أنشدت أَبَا تماما يوما شيئا من شعري، فأنشد بيت أوس بن حجر: عَليّ بن أَبِي عَليّ البَصْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران الكاتب، أن أَبَا بَكْر الجُرْجَانِيّ أخبره، عن مُحَمَّد بن يزيد النَّحْوِيّ، قَالَ: كتبنا إلى البُحْتُريّ أن يجيئنا بعقب مطر، فكتب إلينا:
إذا مقرم منا ذرا حد نابه تخمط فينا ناب آخر مقرم
، فقال: نعيت إلى نفسي، فقلت: أعيذك بالله من هذا، فقال: إن عمري ليس بطويل، وقد نشأ مثلك لطيء، أما علمت أن خالد بن صفوان المنقري رأى شبيب بن شَيْبَة، وهو من رهطه يتكلم، فقال: يا بني، نعي نفسي إلى إحسانك في كلامك، لأنا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلا مات من قبله، قال: فمات أَبُو تمام بعد سنة من قوله هذا.
وقال مُحَمَّد بن يَحْيَى: حَدَّثَنِي أَبُو الغوث، قَالَ: قَالَ أَبِي: أنشدت أَبَا تمام شعرا لي في بعض بني حُمَيْد، وصلت بِهِ إلى مال لَهُ خطر، فَقَالَ لي: أحسنت، أَنْتَ أمير الشعر بعدي، فَكَانَ قوله هَذَا أحب إليَّ من جميع ما حويته.
أَخْبَرَنَا ابن المُظَفَّر، قَالَ: أَخْبَرَنَا المَرْزُباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: أنشد رجل أَبَا العَبَّاس ثعلبا قول البُحْتُريّ:
وَإِذَا دجت أقلامه ثُمَّ انتحت برقت مصابيح الدجى في كتبه
باللفظ يقرب فهمه في بعده منا ويبعد نيله في قربه
حكم سحائبها خلال بنانه هطالة وقليبها في قلبه
كالروض مؤتلقا بحمرة نوره وبياض زهرته وخضرة عشبه
وكأنها والسمع معقود بها شخص الحبيب بدا لعين محبه
فَقَالَ أَبُو العَبَّاس: لو سَمِعَ الأوائل هَذَا الشعر ما فضلوا عَلَيْهِ شعرا.
أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَد بن عَبْد الواحد الوكيل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بن جَعْفَر التَّمِيمِيّ الكُوفِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الصُّولِيّ، عن ابن البُحْتُريّ، قَالَ: دخل أَبِي عَلَى بعض العمال، قد ذكره، في حبس المتوكل بسر من رَأَى، يطالب بما لا يقدر عَلَيْهِ من الأموال، فأنشأ يَقُولُ:
جعلت فداك الدهر ليس بمنفك من الحادث المشكو والنازل المشكي
وما هذه الأيام إلا منازل فمن منزل رحب ومن منزل ضنك
وقد هذبتك الحادثات وإنما صفا الذهب الإبريز قبلك بالسبك
أما في نبي الله يوسف أسوة لمثلك مسجونا على الزور والإفك
أقام جميل الصبر في السجن برهة فأسلمه الصبر الجميل إلى الملك
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن مَخْلَد الوَرَّاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمران، قَالَ: أنشدنا الحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المحاملي، قَالَ: أنشدنا أَبُو عبادة البُحْتُريّ:
إذا المرء لم يرض ما أمكنه ولم يأت من أمره أزينه
وأعجب بالعجب فاقتاده وتاه به التيه فاستحسنه
فدعه فقد ساء تدبيره سيضحك يوما ويبكي سنه
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي، قال: قرئ على البحتري لنفسه، وأنا أسمع:
خليلي أبلاني هوى متلون له شيمة تأبَى وأخرى تطاوع
فلا تحسبا أني نزعت ولم أكن لأنزع عن إلف إليه أنازع
وإن شفاء النفس لو تستطيعه حبيب مؤات أو شباب مراجع
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي السماك، قَالَ: أَخْبَرَنَا العباس بن أَحْمَد بن أبي نواس الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الطوماري، قال: حَدَّثَنِي أَبُو العباس بن طومار، قال: كنت أنادم المتوكل، فكنت عنده يوما، ومعنا البحتري، وكان بين يديه غلام حسن الوجه يقال له: راح، فقال المتوكل للفتح: يا فتح، إن البحتري يعشق راحا، فنظر إليه الفتح وأدمن النظر، فلم يره ينظر إليه، فقال له الفتح: يا أمير المؤمنين، أرى البحتري في شغل عنه، فقال: ذاك دليلي عليه، ثم قال المتوكل: يا راح خذ رطل بلور فاملأه شرابا وادفعه إليه، ففعل، فلما دفعه إليه بهت البحتري ينظر إليه، فقال المتوكل للفتح: كيف ترى؟ ثم قال: يا بحتري، قل في راح بيت شعر ولا تصرح باسمه، فقال:
حاز بالود فتى أمسى رهينا بك مدنف
اسم من أهواه في شعري مقلوب مصحف
أَخْبَرَنِي
إن التزاور فيما بيننا خطر والأرض من وطأة البرذون تنخسف
إِذَا اجتمعنا عَلَى يوم الشتاء فلي هم بما أَنَا لاق حين أنصرف
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قال: أنشدنا عَبْد الرَّحْمَن بن وليدويه، قال: أنشدني أبي يهجو البحتري:
قل لمن جاءنا بنسبة زور يدعي أنه لبحتر طي
يتبازى كأنه عربي فإذا ما امتحنت ليس بشي
قد تعدى وجاء أمرا فريا كيف ينساغ ذا له يا أخي
إن يجوز الذي ادعيت فإني قائل في غد أبي من لؤي
أَخْبَرَنِي التَّنُوخِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ، أَنَّ الصُّولِيّ أخبره، قَالَ: رُوِيَ عن أَبِي الغوث: أن أَبَاه مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين وَأَخْبَرَنِي التَّنُوخِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا المَرْزُباني، أن مُحَمَّد بن يَحْيَى أخبره، قَالَ: مات البُحْتُريّ بمنبج، وَقِيلَ: بحلب في أَوَّل سنة خمس وثمانين ومائتين، وَقِيلَ: في آخر سنة أربع وثمانين ومائتين، ومولده سنة ستٍّ ومائتين أَخْبَرَنَا الحَسَن بن أَبِي بَكْر، عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي، قَالَ: سنة خمس وثمانين ومائتين، فيها مات أَبُو عبادة البُحْتُريّ الشَّاعِر بالشام، وبلغ ثمانين سنة، وَقِيلَ: مولده سنة ستٍّ ومائتين(15/620)
7274- الوليد بن بَكْر بن مَخْلَد بن أَبِي زياد أَبُو العَبَّاس الغمري من أهل الأنْدَلُس، سافر الكثير في بلاد الشَّام، والعراق، والجبال، وَخُرَاسَان، وما وراء النَّهْر.
وعاد إلى بَغْدَاد، فَحَدَّثَ بِهَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْهَاشِمِيِّ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ، وَكَانَ ثِقَةً أَمِينًا، أَكْثَرَ السَّمَاعَ وَالْكِتَابَ فِي بَلَدِهِ، وَفِي الْغُرْبَةِ.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأَكْبَرُ، وَالْعَتِيقِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو الْقَاسِم التنوخي، وَغَيْرُهُمْ.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو العلاء الوَاسِطِيّ، قَالَ: تُوُفِّي الوليد بن بَكْر الأنْدَلُسِيّ بالدينور في رجب من سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة(15/625)
ذكر من اسمه وهب(15/625)
7275- وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أَبُو البختري القرشي المديني حدث عن: عبيد الله بن عُمَر العمري، وهشام بن عروة، وجعفر بن مُحَمَّد بن علي، وابن جريج.
روى عنه: رجاء بن سهل الصغاني، والقاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك، وغيرهما.
وكان قد انتقل عن المدينة إلى بغداد فسكنها، وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله، فولاه مدينة الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد بكار بن عبد الله، وجعل إليه صلاتها، وقضاءها، وحربها، وكان جوادا سخيا، ثم عزل عن المدينة، فقدم بغداد، وأقام بها حتى مات.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن الحَسَن الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: أَخْبَرَنَا مصعب بن عبد الله، قال: أَبُو البختري اسمه: وهب بن وهب وهو قاضي الرشيد، وأم أبي البختري: عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف، وأمها: بنت عقيل بن أبي طالب.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد سهل بن أَحْمَد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أبي الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير، يعني: ابن بكار، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نافع، قال: دخل شاعر على أبي البختري وهب بن وهب، فأنشده:
إذا أفتر وهب خلته برق عارض تبقق في الأرضين أسعده السكب
وما ضر وهبا ذم من خالف الملا كما لا يضر البدر ينبحه الكلب
لكل أناس من أبيهم ذخيرة وذخر بني فهر عقيد الندي وهب
قال: فاستهل أَبُو البختري ضاحكا، وسر سرورا شديدا، ثم دعا عونا له، فأسر إليه شيئا، فأتاه بصرة فيها خمس مائة دينار، فدفعها إليه، وقال عثمان بن نهيك: كان أَبُو البختري إذا أعطى عطاء قليلا أو كثيرا أتبعه عذرا إلى صاحبه، وكان يتهلل عند طلب الحاجة إليه، حتى لو رآه من لا يعرفه لقال هذا الذي قضيت حاجته.
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر، قال: كان أَبُو البختري، وهب بن وهب جوادا سمحا، فربما أنشدني مُحَمَّد بن العباس اليزيدي، وَمُحَمَّد بن السري للعطوي:
هلاك فعلت هداك المليك فينا كفعل أبي البختري
تتبع إخوانه في البلاد فأغنى المقل عن المكثر
قال اليزيدي عن عُمَر بن شبة، عن أبي يحيى الزهري، قال: فبعث إليه مالا.
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد، قال: قال أَبُو البختري: لأن أكون في قوم أعلم مني، أحب إلي من أن أكون في قوم أنا أعلم منهم، لأني إن كنت أعلمهم لم أستفد، وإن كنت مع من هم أعلم مني استفدت.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيب الطبري، وأحمد بن عُمَر بن روح النهرواني، قال الطبري: حَدَّثَنَا، وقال الآخر: أَخْبَرَنَا، المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن مسعود الزرقي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن عثمان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سعيد العقيلي، وكان من ظرفاء الناس وشعرائهم، قال: لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قباء أسود، ومنطقة، فقال أَبُو البختري: حَدَّثَنِي جعفر بن مُحَمَّد، عن أبيه، قال: " نزل جبريل على النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ قباء ومنطقة، محتجزا فيها بخنجر "، فقال المعافى التيمي:
ويل وعول لأبي البختري إذا توافى الناس في المحشر
من قوله الزور وإعلانه بالكذب في الناس على جعفر
والله ما جالسه ساعة للفقه في بدو ولا محضر
ولا رآه الناس في دهره يمر بين القبر والمنبر
يا قاتل الله ابن وهب لقد أعلن بالزور وبالمنكر
يزعم أن المصطفى أحمدا أتاه جبريل التقي البري
عليه خف وقبا أسود محتجزا في الحقو بالخنجر
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَر بن الحسن الأشناني، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر الطيالسي، عن يحيى بن معين، أنه وقف على حلقة أبي البختري، فإذا هو يحدث بهذا الحديث، عن جعفر بن مُحَمَّد، عن أبيه، عن جابر، فقال له: كذبت يا عدو الله على رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فأخذني الشرط، قال: فقلت لهم: هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه قباء، قال: فقالوا لي: هذا والله قاض كذاب، وأفرجوا عني
(4573) أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَكَانَ مَعَ هَارُونَ بِالرَّيِّ قَالَ هَارُونُ لأَبِي الْبَخْتَرِيِّ: أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ، يَقُولُ: إِذَا رُؤِيَ الْهِلالُ قَبْلَ الزَّوَالِ فَهُوَ لِلَّيْلَةِ الْمَاضِيَةِ، وَإِذَا رُئِيَ بَعْدَ الزَّوَالِ فَهُوَ لِلْمُسْتَقْبِلَةِ.
فَقَالَ لا، فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ: بَلَى وَاللَّهِ، لَقَدْ حَدَّثْتَنَا بِهِ فِي الْبُسْتَانِ، فَقَالَ: صَدَقْتَ
(4574) -[15: 629] أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ وَهُوَ قَاضٍ، وَهَارُونُ إِذْ ذَاكَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ، فَقَالَ: هَلْ تَحْفَظُ فِي هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يُطَيِّرُ الْحَمَامَ "، فَقَالَ هَارُونُ: اخْرُجْ عَنِّي، لَوْلا أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَعَزَلْتُهُ
(4575) أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ رَوَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ كَانُوا يَقْطَعُونَ النَّبَّاشَ، وَسَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ هَلْ سَمِعْتَ فِي النَّبَّاشِ شَيْئًا؟ قَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ شَيْئًا، وَحَدَّثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ لَهُ مُشْطٌ عَلَيْهِ جَلاجِلُ مِنْ فِضَّةٍ "، وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَسْتَقْرِضُ مِنْ جَارَتِي الْخَمِيرَةَ.
قَالَ أَبِي: هُوَ كَذَّابٌ
(4576) أخبرنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الأَصَمَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ، يَقُول: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَذَكَرَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ، فَقَالَ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ، يُحَدِّثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذٍ، وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمِيرِ: " تُقْتَرَضُ لا بَأْسَ بِهِ "، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ:......
أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي يَضَعُ الْحَدِيثَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: وأبو البختري كان يأخذ بيتا فيتذكر عامة الليل يضع الحديث أَخْبَرَنَا عَليّ بن الحُسَيْن صاحب العَبَّاسيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْر بن سَهْل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بن منصور، قَالَ: وسألت يَحْيَى بن معين عن أَبِي البَخْتَرِيّ الْقَاضِي، فَقَالَ: كَانَ يكذب عَلَى الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَر بن حيويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مسعدة الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن محرز، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: أَبُو البَخْتَرِيّ، يعني: القُرَشِيّ، كذاب، عدو الله، خبيث أَخْبَرَنَا يُوسُف بن رباح البَصْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المهندس بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بن صالح عن يَحْيَى بن معين، قَالَ: أَبُو البَخْتَرِيّ ضعيف أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن الحَسَن الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: لو اجترأت أن أقول لأحد أَنَّهُ كذب عَلَى رَسُول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقلت: أَبُو البَخْتَرِيّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْن بن الفضل، قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَج بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا، وفي حديث ابن الفضل: أَخْبَرَنَا، أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن ميمون العَطَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خليد، قَالَ: قَالَ مالك بن أنس: ما بال أقوام إِذَا خرجوا من المدينة، يقولون: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد، وحَدَّثَنَا هشام بن عُرْوَة، فَإِذَا قدموا انجحروا في البيوت، يريد بذلك: أَبَا البَخْتَرِيّ أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: وجدت في كتاب جدي، عن ابن رشدين، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن سليمان، قال: سمعت أبا بكر بن عياش، وذكر أبا البختري الْقَاضِي، فقال: لم يكن صاحب حديث كان كذابا، قال يحيى: وقد رأيته شيخا كبيرا، رجلا من قريش، أبيض الرأس واللحية وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا حسين بن إدريس، قال: سمعت عثمان بن أبي شيبة، يقول: وهب بن وهب، يعني: القرشي، ذاك دجال، أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالا أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عُمَر البرمكي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمدان العكبري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب بن المعافى البزاز، قال: سمعت إبراهيم الحربي، يقول: قيل لأحمد بن حنبل: تعلم أحدا روى " لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو جناح "؟ فقال: ما روى هذا إلا ذاك الكذاب، أَبُو البختري أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر بن حيويه، على شك دخلني فيه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم الخاقاني، قال: سمعت إبراهيم الحربي، غير مرة، يقول: ما سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول في رجل كذاب إلا في أبي البختري، يعني: الْقَاضِي أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يَعْقُوب الجوزجاني، قال: أَبُو البختري وهب بن وهب، كان يكذب ويجسر، فسقط ومال أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدويي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله الجوزقي، يَقُولُ: قرئ عَلَى مكي بن عبدان، وَأَنَا أسمع، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِم بن الحجاج، يَقُولُ: أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب الْقَاضِي القُرَشِيّ متروك الحديث أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَدِيّ البَصْرِيّ في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بن عَليّ الآجُرِّيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد، يَقُولُ: كذابو المدينة: مُحَمَّد بن الحَسَن بن زبالة، ووهب بن وَهْب أَبُو البَخْتَرِيّ، بلغني أَنَّهُ كَانَ يضع الحديث بالليل في السّراج أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد بن سَعْد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بن أَحْمَد بن شُعَيْب النَّسَائِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: وَهْب بن وَهْب أَبُو البَخْتَرِيّ متروك الحديث أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الآدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن يَحْيَى الساجي، قَالَ: أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب، كَانَ كذابا، لَمَّا بلغ عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي موته، قَالَ: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه، قُلْتُ: هَذَا القول وهم، لأن عبد الرحمن بن مهدي مات في سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات أبو البختري بعده في سنة مائتين، وقيل في سنة تسع وتسعين ومائة قرأت عَلَى الحَسَن بن أَبِي بَكْر، عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي، قَالَ: قِيلَ: مات أَبُو البَخْتَرِيّ الْقَاضِي ببَغْدَاد سنة تسع وتسعين ومائة، وَقِيلَ: مات في سنة مائتين.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن عُمَر الحَافِظ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحارث بن مُحَمَّد بن أَبِي أُسَامَة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعْد، وَأَخْبَرَنَا الحَسَن بن أَبِي بَكْر، قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمران الجوري من شيراز يذكر أن أَحْمَد بن حَمْدَان بن الخضر، أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يُونُس الضَّبِّيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي، قَالا: سنة مائتين فيها مات أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب، قَالَ ابن سَعْد: الزمعي، وَقَالَ أَبُو حسان: الْقَاضِي القُرَشِيّ، وقالا جميعا: ببَغْدَاد.
أَخْبَرَنَا ابن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بن خياط، قَالَ: مات أَبُو البَخْتَرِيّ الْقَاضِي سنة مائتين.(15/625)
7276- وهب بن بقية أَبُو مُحَمَّد الواسطي المعروف بوهبان سمع: حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وهشيم بن بشير، وجعفر ابن سليمان، ونوح بن قيس.
روى عنه: مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وحنبل بن إسحاق، وأبو داود السجستاني، وَمُحَمَّد بن عبدوس بن كامل، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وعبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، وَمُحَمَّد بن بشر بن مطر، وعبد الله بن مُحَمَّد ابن ناجية، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وأبو القاسم البغوي.
وكان ثقة قدم بغداد، وحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن أَحْمَد بن الليث الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن أسلم بن سهل، قال: أَبُو مُحَمَّد، وهب بن بقية بن عثمان بن شابور بن عبيد بن آدم بن زياد، رضيع قيس بن سعد بن عبادة، قال: أسلم، قَالَ: أَخْبَرَنِي بذلك زكريا بن يحيى زحمويه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أبي نصر النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عُمَر السكري، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا، وهب بن بقية الواسطي، قال: سمعت حماد بن زيد، يقول: لقنت سلمة بن علقمة حديثا فحَدَّثَنِي، ثم رجع عنه، وقال: إذا سرك أن تكذب صاحبك فلقنه.
بلغني أن، وهب بن بقية لم يكن عنده، عن حماد بن زيد سوى هذه الحكاية.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن أَحْمَد بن الليث، قَالَ: حَدَّثَنَا أسلم بن سهل، قال: ولد وهب في سنة خمس، وخمسين، ومائة، ومات في سنة تسع، وثلاثين، ومائتين، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: سنة تسع وثلاثين ومائتين فيها مات وهب بن بقية الواسطي.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات وهب بن بقية في ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي، قال: توفي أَبُو مُحَمَّد، وهب بن بقية، سنة تسع وثلاثين ومائتين، وقيل: ولد في سنة خمس، وخمسين، ومائة، وكان يخضب بالحناء، ومات بواسط، وكان قدم إلى بغداد فحمل عنه شيوخنا(15/633)
7277- وهب بن حفص بن عمرو أَبُو الوليد البجلي الحراني قدم بغداد، وحدث بها عن: عثمان بن عَبْد الرَّحْمَن الطرائفي، وأبي قتادة عبد الله بن واقد، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي، وَمُحَمَّد بن يوسف الفريابي، وعثمان بن صالح السهمي.
روى عنه: أَبُو شعيب صالح بن عمران الدعاء، وعبد الله بن مُحَمَّد بن ياسين، والقاضي المحاملي، وغيرهم.
(4577) -[15: 635] أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْحَرَّانِيُّ وَهْبُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا يُدْعَى بِاسْمِهِ إِلا آدَمَ، فَإِنَّهُ يُكْنَى بِأَبِي مُحَمَّدٍ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا وَهُمْ جُرْدٌ مُرْدٌ، إِلا مَا كَانَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ، فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَبْلُغُ سُرَّتَهُ " أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، قَالَ: وَهْب بن حفص الحَرَّانيّ كَانَ ضعيفا أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عَليّ الآبنوسي، قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الحَسَن عَليّ بن عُمَر الحَافِظ: وَهْب بن حفص أَبُو الوليد الحَرَّانيّ يضع الحديث وفيما ذكر لنا مُحَمَّد بن عَليّ الصوري، أن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن الأَزْدِيّ أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفَتْح بن مسرور، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بن يُونُس، قَالَ: تُوُفِّي وَهْب بن حفص الحَرَّانيّ بعد الخمسين ومائتين بيسير.(15/635)
7278- وهب بن داود بن سليمان أبو القاسم المخرمي حدث عن: إِسْمَاعِيل ابن علية.
روى عنه: مُحَمَّد بن جعفر المطيري، وكان ضريرا، ولم يكن ثقة.
(4578) -[15: 636] أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَمَانِينَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ ثَمَانِينَ عَامًا، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وَتَعْقِدُ وَاحِدَةً "(15/636)
7279- وهب بن بيان الديرعاقولي سمع: سري بن مغلس السقطي.
روى عنه: إِسْمَاعِيل بن ميمون شيخ لأحمد بن نصر الذارع.(15/637)
7280- وَهْب بن جميل بن الفضل الأربنجي
(4579) قَدِمَ بَغْدَادَ حَاجًّا، وَحَدَّثَ بِهَا عَنِ: الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَلْخِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَنِ ابْنِ الْجُنْدِيِّ.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْغَزَّالُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ جَمِيلِ بْنِ الْفَضْلِ الأَرْبِنْجِيُّ، قَدِمَ حَاجًّا سَنَةَ عِشْرِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بحير بن النضر، قال: حدثنا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ، وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِ عُمَرَ وَهُوَ طَعِينٌ: " هَذَا أَحَبُّ الأُمَّةِ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ "(15/637)
7281- وهب بن عَبْد الرَّحْمَن بن العباس بن علي أَبُو داود الجوهري روى أَبُو القاسم ابن الثلاج عنه عن علي بن حرب الطائي.
وذكر أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة في جامع المدينة.(15/638)
ذكر من اسمه الوضاح(15/638)
7282- الوضاح أَبُو عوانة مولى يزيد بن عطاء الواسطي كان من سبي جرجان.
ورأى الحسن البصري، وَمُحَمَّد بن سيرين، وسمع من مُحَمَّد بن المنكدر حديثا واحدا.
وروى عن: سعد بن إبراهيم، وعمرو بن دينار، وقتادة، وأيوب، وبيان بن بشر، ومنصور بن المعتمر، ومغيرة بن مقسم، والحكم بن عتيبة، وسماك بن حرب، ومعاوية بن قرة، وزياد بن علاقة، وسليمان الأعمش.
روى عنه: شعبة، وإسماعيل ابن علية، ويزيد بن زريع، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، ووكيع، وعفان، وأبو نعيم، وأبو الوليد، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وخالد بن خداش، ويحيى بن يحيى في آخرين، وقدم بغداد وحدث بها.
كذلك حدثت، عن علي بن عُمَر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يوسف بن سليمان الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بن سهل أَبُو بشر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة الوضاح ببغداد، قَالَ: حَدَّثَنَا بيان، عن قيس، عن أبي بكر الصديق، أنه دخل على امرأة أحمسية، فرآها لا تكلم، يقال لها: زينب، فقال: ما لها لا تكلم؟ قالوا: حجت مصمتة، وذكر الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن أَحْمَد بن الليث الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أسلم بن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبان، قال: سمعت أبي، يقول: اشترى عطاء بن يزيد أبا عوانة ليكون مع ابنه يزيد، وكان لأبي عوانة صديق قاص، وكان أَبُو عوانة يحسن إليه، فقال القاص: ما أدري أي شيء أكافئه؟ فكان بعد ذلك لا يجلسن مجلسا، إلا قال لمن حضره: ادعوا الله لعطاء البزاز، فإنه قد اعتق أبا عوانة، فكان قل مجلس إلا ذهب إلى عطاء من يشكره، فلما كثر عليه ذلك أعتقه أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بن موسى الصَّيْرَفِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن عَبْد الله بن أَحْمَد الصَّفَّار الإصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن غالب بن حرب، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: كَانَ أَبُو عَوَانَة يقرأ ولا يكتب أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد بم مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: كَانَ أَبُو عاونة أميا، يستعين بإنسان يكتب لَهُ، وَكَانَ يقرأ الحديث حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عَبْد الله الْقَاضِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جَعْفَر بن حَمْدَان الطرسوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن جَابِر بن عَبْد الله البَزَّاز، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عيسى بن نوح، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عيسى ابن الطباع، يَقُولُ: قَالَ ابن الشاذكوني ليحيى بن سَعِيد القَطَّان: في حديث أَبِي عَوَانَة، عن منصور، عن إبراهيم في المرأة الموسرة تريد أن تحج، فيمنعها زوجها؟ قَالَ: تحج مَعَ ذي محرم من أهلها، لا تطيعه، فَقِيلَ لَهُ: إن هَذَا لم يوجد في كتابه، فَقَالَ يَحْيَى: إن أَبَا عَوَانَة كَانَ مأمونا.
أجاز لنا أَبُو عُمَر بن مهدي، وَحَدَّثَنِيه الحَسَن بن عَليّ بن عَبْد الله المُقْرِئ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: سَمِعْتُ مسددا يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن سَعِيد يَقُولُ: ما كَانَ أشبه حديث أَبِي عَوَانَة بحديث شُعْبَة وسفيان.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَج بن أَحْمَد، قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُود بن خلف، قَالَ: قَالَ: الحجاج بن مُحَمَّد حَدَّثَنِي شربة عَلَى المبارك بن فضالة، وَعَلَى أَبِي عَوَانَة، وَقَالَ لي: الزم أَبَا عَوَانَة.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدويي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الْقَاسِم العبدي بجرجان، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحَسَن بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد العزيز، يعني: ابن منيب، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بن عيسى، يَقُولُ: ما رَأَيْت أَبَا عَوَانَة يضحك، قَالَ: وترك ابن علية الضحك قبل موته بتسع سنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن الفضل القَطَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن زياد القَطَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن غالب، قَالَ: حَدَّثَنِي الحَسَن الْحُلْوَانِي.
وَأَخْبَرَنِي ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن عَليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّان، قَالَ: قَالَ شعبة، وفي حديث أَبِي سَهْل، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَة، يَقُولُ: إِذَا حدثكم أَبُو عَوَانَة عن أَبِي هُرَيْرَة فصدقوه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْل بن زياد، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن أَبِي عُثْمَان، قَالَ: سَمِعْتُ قاسما المَدينِي يسأل يَحْيَى بن معين عَلَى باب عَفَّان، فَقَالَ: من لأهل البصرة مثل سفيان؟ قَالَ: شعبة، قَالَ: من لهم مثل زائدة؟ قَالَ: أَبُو عَوَانَة، قَالَ: من لهم مثل زهير قَالَ: وهيب.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: قرأت عَلَى أَبِي بَكْر أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم: حدثكم أَحْمَد بن بِشْر أَبُو أيوب الطَّيَالِسِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، وسأله رجل: أيما أثبت: زائدة، أَوْ أَبُو عَوَانَة؟ قَالَ: كلاهما ثبت صدوقين، فأعاد عَلَيْهِ، فأعاد مثل هَذَا، ثُمَّ رأيته كأنه قد مال إلى أَبِي عَوَانَة.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَج، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عرفة بن الهَيْثَم، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، وأبا خَيْثَمَة يسألان عَفَّان عن شُعْبَة، وأبي عَوَانَة، فقال كان شعبة يحذف الأحاديث، وكان أبو عوانة يكتبها بأصولها وَقَالَ الأبَّار: حَدَّثَنَا أَبُو قدامة السَّرْخَسِيّ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، يَقُولُ: أَبُو عَوَانَة، وهشام كسعيد بن أبي عروبة وهمام، إذا كان الكتاب فكتاب أبي عوانة صحيح، وإذا كان الحفظ فحفظ هشام، وإذا كان الكتاب فكتاب هماما، وإذا كان الحفظ فحفظ سعيد.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الوَاسِطِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن حبش المُقْرِئ بالدينور، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن عَليّ بن زيد البَزَّاز، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن الحُسَيْن المَخْزُومِيّ، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بن سَعِيد القَطَّان: أَبُو عَوَانَة من كتابه أحب إليَّ من شعبة من حفظه.
أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاس الفضل بن عَبْد الرَّحْمَن الأبهري، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن المُقْرِئ بأصبهان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله أَحْمَد بن عَمْرو بن عُثْمَان المُعَدَّل الوَاسِطِيّ، بواسط، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن سنان، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، يَقُولُ: كتاب أَبِي عَوَانَة أحب إليَّ من حفظ هشيم، وحفظ هشيم أحب إليَّ من حفظ أَبِي عَوَانَة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، وذكر زهير بن معاوية، وأبا عَوَانَة، فكأنه ساوى بين أَبِي عَوَانَة وزهير بن معاوية، وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: إِذَا اختلف أَبُو عَوَانَة وشريك فالقول قول أَبِي عَوَانَة.
أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيّ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الحازمي البُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن أَحْمَد بن خلف الأَزْدِيّ الحافظ، قال: سمعت محمد بن إسماعيل سئل عن أبي عوانة، فَقَالَ: كَانَ صاحب كتاب، اسمه: وضاح، مولى يزيد بن عطاء.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل، وَهُوَ ابن زياد، قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل، عن جرير الرَّازِيّ، وَأَبِي عَوَانَة، أيهما أحب إليك؟ قَالَ: أَبُو عَوَانَة من كتابه.
قَالَ الفضل: وسئل: أَبُو عَوَانَة أثبت، أَوْ شريك؟ فَقَالَ: إِذَا حدث أَبُو عَوَانَة من كتابه فَهُوَ أثبت، وَإِذَا حدث من غير كتابه ربما وهم، قَالَ عَفَّان: كَانَ أَبُو عَوَانَة صحيح الكتاب، كثير العجم والنقط، كَانَ ثبتا.
قال: وأبو عوانة أكثر رواية عن أبي بشر من شعبة، وهشيم، في جميع الحديث، أَبُو عوانة كتابه صحيح، وأخبار يجيء بها، وطول الحديث بطوله، وهشيم أحفظ، وإنما يختصر الحديث، وأبو عوانة يطوله، ففي جميع حاله أصح حديثا عندنا من هشيم إلا أنه بأخرة كان يقرأ من كتب الناس فيقرأ الخطأ، فأما إذا كان من كتابه فهو ثبت.
أَخْبَرَنَا الجهوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله بن الجُنَيْد، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: أَبُو عَوَانَة أروى عن مغيرة من جرير.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَل بن إِسْحَاق، قَالَ: سَمِعْتُ عَليّ بن عَبْد الله المَدينِي، قَالَ: كَانَ أَبُو عَوَانَة في قَتَادَة ضعيفا، لِأَنَّهُ كَانَ ذهب كتابه، وَكَانَ يحفظ من سَعِيد، وقد أغرب فيها أحاديث أَخْبَرَنِي أَبُو نصر أَحْمَد بن عَبْد الملك القَطَّان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حدثني جدي قال: كان يحيى بن معين يقول: أثبتهم في مغيرة أبو عوانة، قال: وَهُوَ في قَتَادَة لَيْسَ بذاك أَخْبَرَنِي ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْد الله ابن عَائِشَة العيشي، يَقُولُ: قَالَ شُعْبَة لأبي عَوَانَة: كتابك صالح وحفظك لا يسوى شيئا، مَعَ من طلبت الحديث؟ قَالَ: مَعَ منذر الصَّيْرَفِيّ، قَالَ: منذر صنع بك هَذَا أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن الحَسَن الرَّازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: أَبُو عَوَانَة الوضاح ثقة، وَسَمِعْتُ يَحْيَى، يَقُولُ: كَانَ أَبُو عَوَانَة عبدا ليزيد بن عطاء، وحديث أَبِي عَوَانَة جائز، وحديث يزيد بن عطاء ضعيف أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يُونُس، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن أَبِي عُثْمَان، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: كَانَ أَبُو عَوَانَة ثقة أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بَكْر الأنْدَلُسِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن زكريا الهَاشِمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالح بن أَحْمَد بن عَبْد الله العِجْليّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: وَأَبُو عَوَانَة وضاح بصري، ثقة، مولى يزيد بن عطاء الوَاسِطِيّ أجاز لنا أَبُو عُمَر بن مهدي، وَحَدَّثَنِيه الحسن بن عَليّ بن عَبْد الله المُقْرِئ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب بن شَيْبَة، قَالَ: حَدَّثَنِي جدي، قَالَ: وَأَبُو عَوَانَة ثبت صحيح الكتاب، وحفظه صالح، وَكَانَ أَبُو عَوَانَة سبيا، وجدت في كتابي عن خَالِد بن خداش مما لم أر عَلَيْهِ إجازة، قَالَ: سألت أَبَا عَوَانَة: ابن من؟ فَقَالَ: ابن لأحدٍ، يعني: أَنَّهُ كَانَ ممن سبي.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن طلحة المُقْرِئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دواد الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن خراش، قَالَ: أَبُو عَوَانَة صدوق في الحديث أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بن موسى الصَّيْرَفِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن عَبْد الله بن أَحْمَد الصَّفَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن غالب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، قَالَ: قَالَ لي أَبُو هشام المَخْزُومِيّ: من لم يكتب عن أَبِي عَوَانَة قبل سنة سبعين ومائة فَإِنَّهُ لم يسمع منه أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المُعَدَّل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء، قَالَ: قَالَ لي عَليّ ابن المَدينِي، وَأَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إِسْحَاق بن وَهْب البندار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَليّ بن أَحْمَد بن النضر، قَالا: ومات أَبُو عَوَانَة في سنة خمس وسبعين أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَج، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن عَليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عيسى، قَالَ: ومات أَبُو عَوَانَة سنة ستٍّ وسبعين أَخْبَرَنَا البَرْمَكِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن خلف الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الله أَحْمَد بن حَنْبَل ذكر موت أَبِي عَوَانَة، فَقَالَ: سنة ستٍّ وسبعين أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: ومات أَبُو عَوَانَة سنة ستٍّ وسبعين ومائة(15/638)
7283- الوضاح بن حسان الأنباري حدث عن: فضيل بن مرزوق، وَشُعْبَة بن الحجاج، وَأَبِي هلال الراسبي، وإسرائيل بن يُونُس، ووزير بن عَبْد الله،، وَأَبِي الأحوص سلام بن سليم، وَعَمْرو بن شمر، وأبي مريم الأَنْصَارِيّ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الله بن أَبِي المودة الأَنْبَارِيّ، وعباس بن أَبِي طَالِب، وعباس الدُّورِيّ، وَمُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، وأبو عوف البزوري، والحسين بن الحسن الشيلماني، ومحمد بن سعد العوفي، وذكر أن الوضاح هَذَا كَانَ عابدا.
(4580) -[15: 646] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَضَّاحُ بْنُ حَسَّانَ الأَنْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَكْتَحِلُ وِتْرًا "، وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: يَكْتَحِلُ فِي كُلِّ عَيْنٍ وَيَقْسِمُ بَيْنَهُمَا وَاحِدَةً
(4581) -[15: 646] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَضَّاحُ بْنُ حَسَّانَ الأَنْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَزِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ الله، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا، فَقَالَ: هَاكَ هَذَا يَا مُعَاوِيَةُ، حَتَّى تُوَافِينِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ "
(4582) -[15: 646] أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَضَّاحٌ بْنُ حسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَزِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا، فَقَالَ: " خُذْ هَذَا السَّهْمَ حَتَّى تَلْقَانِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ "، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْ عَطَاءٍ غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَكَانَ ضَعِيفًا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: وقد رَوَى شيخ كهل مُغَفَّل أنباري، يُقَال لَهُ: وضاح بن حسان، قَالَ: حَدَّثَنَا وزير بن عَبْد الله، فذكر هذا الحديث(15/645)
ذكر من اسمه وكيع(15/647)
7284- وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة هكذا نسبه أبو أحمد الحافظ النيسابوري، ولم يزد على هذا، وغيره رفع نسبه، إلا أنه لم يذكر جمجمة، وقد سقناه عند ذكر الجراح بن مليح، وكنية وكيع: أَبُو سفيان الرؤاسي الكوفي، من قيس عيلان، قيل: إن أصله من قرية من قرى نيسابور، وقيل: بل أصله من السغد.
سمع: إِسْمَاعِيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وعبد الله بن عون، وابن جريج، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وشعبة.
روى عنه: عبد الله بن المبارك، ويحيى بن آدم، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وأحمد بن جعفر الوكيعي، وعباس بن غالب الوراق، ويعقوب الدورقي، وغيرهم، وقدم بغداد، وحدث بها.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر الراشدي، وأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خلف الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله، يقول: ولد وكيع سنة تسع وعشرين، يعني: ومائة أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن زيد بن علي بن مَرْوَان الكوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عقبة الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بن حاتم، قال: سأل داود بن يحيى بن يمان وكيعا، وأنا أسمع، فقال: يا أبا سفيان، متى ولدت؟ قال: سنة ثمان وعشرين ومائة أَخْبَرَنَا علي بن الحسن بن مُحَمَّد الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن شعيب الصابوني، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله، يقول: قدم وكيع بغداد، وكان أبوه على بيت المال، قلت: وورد وكيع بغداد بعد هذه المرة هو وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وأراد الرشيد أن يولي أحدهم القضاء، فامتنع عليه وكيع وابن إدريس، وأجابه حفص، وقد ذكرنا ذلك في أخبار حفص بن غياث، وورد بغداد مرة أخرى أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن منصور النوشري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يوسف الجوهري، قال: سمعت بشر بن الحارث، إن شاء الله، وسأله عباس العنبري عن الاعتكاف، فقال: أما ههنا، فلا، يعني: بغداد، قال له عباس: قد اعتكف وكيع أربعين يوما، وحدثهم بحديثه كله.
قال: قد كنت عنده، أحسبه قال: في شهر رمضان، فقال له عباس: وهو معتكف؟ قال: نعم أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أَبُو زكريا: حَدَّثَنَا وكيع ببغداد، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} ، قال: مثقلة بِهِ موقرة، ثم قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع بالكوفة، عن سفيان، عن جابر، عن عكرمة {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أيوب، سليمان بن إسحاق الجلاب، قال: قال إبراهيم الحربي: حدث وكيع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وحدث ابن مهدي وهو ابن أقل من خمس وثلاثين سنة أَخْبَرَنِي الجوهري، والأزهري، والطناجيري، قال الجوهري: أَخْبَرَنَا، وقالا: حَدَّثَنَا علي بن مُحَمَّد بن لؤلؤ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سويد الزيات، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى الناقد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن خلف التَّيْمِيّ، قال: سمعت وكيعا، يقول: أتيت الأعمش، فقلت: حَدَّثَنِي، فقال لي: ما اسمك؟ فقلت: وكيع، قال: اسم نبيل، ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس، قال: أين من منزل الجراح بن مليح؟ قال: قلت: ذاك أبي، وكان على بيت المال، قال: فقال لي: اذهب فجئني بعطائي، وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث، قال: فجئت إلى أبي فأخبرته، فقال: خذ نصف العطاء فاذهب به، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر، فاذهب به حتى يكون عشرة.
قال: فأتيته بنصف عطائه، فأخذه، فوضعه في كفه، وقال: هكذا، ثم سكت، فقلت: حَدَّثَنِي، قال: اكتب، فأملى علي حديثين، قال: قلت وعدتني خمسة، قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يعلم أن الأعمش مدرب قد شهد الوقائع، اذهب فجئني بتمامها وتعال أحدثك بخمسة أحاديث، قال: فجئته، فحَدَّثَنِي بخمسة، قال: فكان إذا كان كل شهر جئته بعطائه فحَدَّثَنِي بخمسة أحاديث أَخْبَرَنَا عثمان بن مُحَمَّد بن يوسف العلاف، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشافعي، وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن أبان الهيتي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد، قالا: حَدَّثَنَا معاذ بن المثنى، قَالَ: حَدَّثَنَا الأخنسي، قال: سمعت يحيى بن يمان، يقول: نظر سفيان إلى عيني وكيع، فقال: ترون هذا الرؤاسي؟ لا يموت حتى يكون له شأن أَخْبَرَنَا إبراهيم ابن مخلد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إبراهيم الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يوسف، هو التغلبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الاخنسي، قال: سمعت يحيى بن يمان، يقول: مات سفيان الثوري، فجلس وكيع بن الجراح في موضعه وأَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد البرتي، قَالَ: حَدَّثَنَا القعنبي، قال: كنا عند حماد بن زيد سنة سبعين، وكان عنده وكيع، فلما قام، قالوا: هذا راوية سفيان؟ فقال: هذا، إن شئتم، أرجح من سفيان أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمار: أخبرت عن شريك، أن رجلا قدَّم إليه رجلا، فادعى عليه مائة ألف دينار، قال: فأقر به، قال: فقال شريك: أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير أَخْبَرَنَا عثمان بن مُحَمَّد العلاف، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن غالب، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، قال: حَدَّثَنِي رجل من أهل بيت وكيع، قال: أَوْرَثَتْ وَكِيعًا أُمُّهُ مائة ألف، قال: وما قَاسَمَ وكيع ميراثا قط، قال يحيى بن أيوب: فأَخْبَرَنِي معاوية الهمداني، قال: قلت: أيش صنعتم؟ قال: كما كنا نصنع في الميراث، قال: وكان يؤتى بطعامه ولباسه، ولا يَسْأَلُ عن شيء ولا يطلب شيئا، وكان لا يستعين بأحد ولا على وضوء، كان إذا أراد ذلك قام هو أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عثمان الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن مُحَمَّد المصري، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بن حاتم المرادي، قَالَ: حَدَّثَنِي أسد بن عفير، أخو سعيد بن عفير، قَالَ: أَخْبَرَنِي رجل من أهل هذا الشأن، ثقة، من أهل المروءة والأدب، قال: جاء رجل إلى وكيع بن الجراح، فقال له: إني أمت إليك بحرمة، قال: وما حرمتك؟ قال: كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش، قال: فوثب وكيع، فدخل منزله، فأخرج له صرة فيها دنانير، فقال: اعذرني فإني لا أملك غيرها أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قرئ على إسحاق النعالي، وأنا أسمع: حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عثمان النفيلي، قال: قلت له، يعني: أَحْمَد بن حنبل: إن أبا قتادة كان يتكلم في وكيع، وعيسى بن يونس، وابن المبارك، فقال: من كذَّب أهل الصدق فهو الكاذب أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت يحيى بن معين، قال: رأيت عند مَرْوَان بن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ: فلان رافضي، وفلان كذا، وفلان كذا، ووكيع رافضي، قال يحيى: فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني؟ قلت: نعم، قال: فما قال لي شيئا، ولو قال لي شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه، قال: فبلغ ذلك وكيعا، فقال وكيع: يحيى صاحبنا، قال: فكان وكيع بعد ذلك يعرف لي ويوجب أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عُمَر بن إبراهيم الفقيه، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن ثابت الحريري، قال: سمعت عباسا الدوري، يقول: ذاكرت أَحْمَد بن حنبل بحديث عن الأعمش، فقال: حَدَّثَنَاه وكيع، قلت: يا أبا عبد الله، حُدِّثْنَاه عن أبي معاوية، فقال لي: حَدَّثَنَا وكيع بن الجراح، ولو رأيت وكيعا لعلمت أنك ما رأيت مثله أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي، قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الفضل الشعراني، يقول: سمعت جدي، يقول: سمعت يحيى بن أكثم الْقَاضِي، يقول: صحبت وكيعا في السفر والحضر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة أجاز لنا إبراهيم ابن مخلد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مكرم بن أَحْمَد الْقَاضِي، ثم قَالَ: أَخْبَرَنَا الصيمري، قراءة قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن الحسين بن حبان، عن أبيه، قال: سمعت يحيى بن معين، قال: ما رأيت أفضل من وكيع بن الجراح، قيل له: ولا ابن المبارك؟ قال: قد كان لابن المبارك فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع، كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان قد سمع منه شيئا كثيرا، قال يحيى بن معين: وكان يحيى بن سعيد القطان يفتي بقوله أيضا.
أَخْبَرَنَا عثمان بن مُحَمَّد العلاف، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن غالب، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أصحاب وكيع، الذين كانوا يلزمونه، قالوا: كان لا ينام، يعني: وكيعا، حتى يقرأ جزءه في كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس، فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر، فيصلي الركعتين.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن يوسف بن خراش، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سعيد الأشج، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن وكيع، قال: كان أبي يصلي الليل، فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى، حتى إن جارية لنا سوداء لتصلي.
قال: وبلغني عن أبي نعيم، قال: لا نفلح وذاك الكبش في بني رؤاس.
حُدِّثْتُ عن أبي الحسن الدارقطني، قال: حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الحسن مُحَمَّد بن صالح بن علي ابن أم شيبان الهاشمي، قال: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن سفيان بن وكيع بن الجراح، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: كان أبي وكيع يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف، فيقيل إلى وقت صلاة الظهر، ثم يخرج فيصلي الظهر ويقصد طريق المشرعة التي كان يصعد فيها أصحاب الروايا، فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرائض إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده فيصلي العصر، ثم يجلس فيدرس القرآن ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل إلى منزله فيقدم إليه إفطاره، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم يقدم له قربة فيها نحو من عشرة أرطال نبيذا، فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه، ويقوم فيصلي ورده من الليل، وكلما صلى ركعتين أو أكثر من شفع أو وتر شرب منها حتى ينفذها، ثم ينام.
قرأت على التنوخي، عن أبي الحسن أَحْمَد بن يوسف بن يَعْقُوب بن إسحاق بن البهلول الأنباري، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: حَدَّثَنِي جدي إسحاق بن البهلول، قال: قدم علينا وكيع بن الجراح، فنزل في مسجد على الفرات، فكنت أصير إليه لاستماع الحديث منه، فطلب مني نبيذا، فجئته بمخيسة ليلا، فأقبلت أقرأ عليه الحديث وهو يشرب، فلما نفذ ما كنت جئته به أطفأ السراج، فقلت له ما هذا؟ فقال لو زدتنا لزدناك أَخْبَرَنَا هلال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد، يعني: الطيالسي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت رجلا يسأل وكيعا، فقال يا أبا سفيان، شربت البارحة نبيذا، فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلا يقول: إنك شربت خمرا؟ فقال: وكيع ذاك الشيطان أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى، قال: قال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع، أو قال: تغدينا، فقال: أي شيء تريدون أجيئكم به، نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ قال: قلت: تتكلم بهذا؟ قال: هو عندي أحل من ماء الفرات، قلت له: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن خميرويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمار: كان وكيع يصوم الدهر، وكان يفطر يوم الشك والعيد، قال: فأخبرت أنه كان يشتكي إذا أفطر في هذه الأيام، قال: وولد، إما قال: لوكيع، وإما قال: لابن وكيع، ولد، قال: فأطعم وكيع الناس الخبيص، قال: وأخرج ثمان جفان خبيص في المسجد، وأراه قال: في البيت، قال: فجعل يدخل يده فيه ويسويه كما يسوي اللقمة، ويقول: كل يا موصلي، ولا يذوق منه شيئا لأنه كان صائما، وكان يصوم الدهر
(4583) -[15: 655] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَرَابَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ كَثِيرًا: وَأَيُّ يَوْمٍ لَنَا مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ يَحْيَى: وَرَأَيْتُ وَكِيعًا أَخَذَ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ يَقْرَءُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ حَدِيثًا مِنْهُ تَرَكَ الْكِتَابَ، ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يُحَدِّثْ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ وَأَخَذَ فِيهِ بَلَغَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ، قَامَ أَيْضًا وَلَمْ يُحَدِّثْ، حَتَّى صَنَعَ ذَلِكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، قُلْتُ لِيَحْيَى: وَأَيُّ حَدِيثٍ هُوَ؟ قَالَ: حَدِيثُ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِبَعْضِ جَسَدِي، وَقَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي، فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ "، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد، قَالَ: أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا عن وكيع، قال: أغلظ رجل لوكيع بن الجراح، فدخل وكيع بيتا، فعفر وجهه بالتراب، ثم خرج إلى الرجل، فقال: زد وكيعا بذنبه، فلولاه ما سلطت عليه أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أبي علي الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق الْقَاضِي بالأهواز، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بن سليمان وراق داود بن رشيد، قَالَ: حَدَّثَنَا داود، قال: سمعت إبراهيم بن الشماس، يقول: لو تمنيت، كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي، صبر ولم يتزوج ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحسن بن لؤلؤ الوراق، قال: سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الخالق، يقول: سمعت عباسا الدوري، قال: قال يحيى بن معين: رأيت ستة أو سبعة يحدثون ديانة، قلت: من هم؟ قال: سعيد بن عامر، وأبو داود الحفري، وحسين الجعفي، ووكيع بن الجراح، وعبد الله ابن المبارك، والقعنبي أَخْبَرَنِيه الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن جامع الدهان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن العلاء، قال: سمعت عباسا، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: رأيت من يحدث لله ستة: وكيع، وابن المبارك، وسعيد بن عامر، وحسين الجعفي، وأبو داود الحفري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن حبيش، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن نعيم، هو البلخي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: والله ما رأيت أحدا يحدث لله تعالى غير وكيع بن الجراح، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قال: ذكر الْقَاضِي أَبُو الحَسَن علي بن الحسن الجراحي، أن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سعيد، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، قال: سمعت يحيى بن معين، وذكر وكيعا، فقال: ثقات الناس، أو أصحاب الحديث أربعة: وكيع، ويعلى بن عبيد، والقعنبي، وأحمد بن حنبل أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قال: سمعت أبي، وذكر وكيعا، فقال: ما رأيت أحدا أوعى للعلم منه ولا أحفظ أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي ابن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن أَحْمَد إجازة، قال: سمعت أبي، يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظا.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى، قال: سمعت أبا عبد الله أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل، يقول: ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم، والحفظ، والإسناد، والأبواب، مع خشوع وورع أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عُمَر البرمكي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمدان العكبري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب بن المعافى، قال: سمعت إبراهيم الحربي، يقول: سمعت أَحْمَد بن حنبل ذكر يوما وكيعا، فقال: ما رأت عيني مثله قط، يحفظ الحديث جيدا، ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد حَدَّثَنِي علي بن أَحْمَد الهاشمي، قال: هذا كتاب جدي عيسى بن موسى بن أبي مُحَمَّد ابن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن داود النيسابوري، قال: سمعت أبا بكر الجارودي، يقول: سمعت إسحاق، وذكر من حفظ وكيع شيئا لم أحفظه، ثم ختم بهذا، فقال: إن حفظ وكيع طبعيا، وحفظنا تكلف.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن خميرويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قال: سمعت ابن عمار، يقول: سمعت قاسما الجرمي، قال: كان سفيان يدعو وكيعا وهو غلام، فيقول: يا رؤاسي تعال، أي شيء سمعت؟ فيقول: حَدَّثَنِي فلان كذا، قال: وسفيان يتبسم ويتعجب من حفظه.
قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع بن الجراح أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، كان وكيع جهبذا.
قال ابن عمار: وسمعت وكيعا، يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة، إلا في صحيفة يوما فنظرت في طرف منه ثم أعدته مكانه.
قال ابن عمار: قلت لوكيع: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها، قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمس مائة حديث، وأربعة أحاديث ليس بكثير في ألف وخمس مائة حديث.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث، يقول: ما رؤي لوكيع كتاب قط، وأملى عليهم وكيع حديث سفيان عن الشيوخ، ثم قال: لا عدت لهذا المجلس أبدا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن الحسن بن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحسين بن مُحَمَّد الشافعي بالأهواز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي الآجري، قال: وسمعته، يعني: أبا داود، يقول: ما رؤي لوكيع كتاب قط، ولا لهيثم، ولا لحماد، ولا لمعمر، قلت: حماد هو: ابن زيد.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بن إبراهيم الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن يوسف بن خراش، قال: وكيع لم ير في يده كتاب قط، وابن عيينة، والثوري، وشعبة لم ير في أيديهم كتاب قط.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قال: بلغني عن يحيى بن معين، قال: سمعت وكيعا، يقول: ما كتبت عن الثوري حديثا قط، كنت أحفظه، فإذا رجعت إلى المنزل كتبته.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت وكيعا، يقول: ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط، كنت أحفظ، فإذا رجعت إلى المنزل كتبته.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، قال: سمعت مُحَمَّد بن صالح بن هانئ، يقول: سمعت أبا سعيد، مُحَمَّد بن شاذان، يقول: سمعت أبا رجاء، قتيبة بن سعيد، يقول: ألحوا يوما على أبي بكر بن عياش، فقال: ما تريدون؟ عليكم بهذا الغلام الذي في بني رؤاس، عنى به: وكيعا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد المزكي: أخبركم السراج، قال: سمعت أبا رجاء، يقول: سمعت جريرا، يقول: جاءني ابن المبارك، فقلت له: يا أبا عَبْد الرَّحْمَن، من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني، ثم قال لي: رجل المصرين، يعني: وكيعا.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قرأت على أبي القاسم ابن النخاس: حدثكم ابن أبي داود، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، عن شيخ ذكره، قال: سمعت عيسى بن يونس، يقول: خرجت من الكوفة وما بها أحد أروى عن إِسْمَاعِيل بن أبي خالد مني، إلا غليم من بني رؤاس، يقال له: وكيع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد، قال: سئل يحيى بن معين عن وكيع، وابن أبي زائدة، فقال وكيع أثبت من ابن أبي زائدة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان: حدثكم تميم بن مُحَمَّد الطوسي، قال: سمعت أَحْمَد بن حنبل، يقول: عليكم بمصنفات وكيع بن الْجَرَّاح.
حَدَّثَنِي إبراهيم بن عُمَر البرمكي، وعبد العزيز بن علي الأزجي، قالا: أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن أبي الحواري، قال: أشهد على أَحْمَد بن حنبل، أنه قال: الثبت عندنا بالعراق: وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي.
كتب إلي عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان الدمشقي، وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي طاهر عنه، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون البجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن أبي الحواري، قَالَ: سمعت أَحْمَد بن حنبل، يقول: الثبت بالعراق: يحيى، وعَبْد الرَّحْمَن، ووكيع.
قال: فذكرت ذلك ليحيى بن معين، فقال: الثبت بالعراق: وكيع.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الجراحي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الجراح، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الوراق، قال: سألت أَحْمَد بن حنبل، فقلت: أيما أحب إليك، وكيع بن الجراح، أو عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي؟ فقال: أما وكيع، فصديقه حفص بن غياث النخعي، فلما ولي حفص القضاء ما كلمه وكيع حتى مات، وأما عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، فصديقه معاذ بن معاذ العنبري، فلما ولي معاذ القضاء ما زال عَبْد الرَّحْمَن صديقه حتى مات أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد، قال: سمعت أبي، يقول: ابن مهدي أكثر تصحيفا من وكيع، ووكيع أكثر خطأ من ابن المهدي، وكيع قليل التصحيف.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن علي التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بن إسحاق الإسفراييني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي، قال: قلت، يعني: لأحمد بن حنبل: من أصحاب الثوري؟ قال يحيى: ووكيع، وعَبْد الرَّحْمَن، وأبو نعيم، قلت: قدمت وكيعا على عَبْد الرَّحْمَن؟ قال: وكيع شيخ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُشْنَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ، يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ وَكِيعٌ؟ فَقَالَ: وَكِيعٌ، قُلْتُ: فَوَكِيعٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ أَبُو نُعَيْمٍ؟ فَقَالَ: وَكِيعٌ كتب إلي عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان الدمشقي، وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي طاهر عنه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الميمون البجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، قال: قلت ليحيى بن معين: وكيع فوق أبي نعيم؟ قال: نعم أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: وكيع أثبت من عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي في سفيان، وقال يحيى، قال وكيع: ما كتبت عن سفيان حديثا قط، إنما كنت أعدها، يعني: أحفظها.
وقال عباس: سمعت يحيى، وذُكِرَ له عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، ووكيع، فقال له رجل: تقدمون عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي؟ فقال يحيى: من قدم عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي على وكيع فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين.
وقيل ليحيى: إن قوما يقولون: الفضل بن دكين أقل خطأ من وكيع، فدعا على من قال هذا أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن خميرويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمار في وكيع، وأبي معاوية: وكيع أثبت، قال: وسمعت ابن عمار، يقول: سمعت أبا نعيم، يقول: لا نفلح ما دام هذا الرؤاسي حيا، يعني: وكيعا حَدَّثَنَا أَبُو طالب يحيى بن علي الدسكري، لفظا بحلوان قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر ابن المقرئ بأصبهان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي المُؤَدِّب بطرسوس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله المخرمي، قال: قال عَبْد الرَّحْمَن: وكيع، ويحيى يخالفاني، وهما أحفظ مني أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن أورمة الأصبهاني، قال: حَدَّثَنِي عباس العنبري، عن علي ابن المديني، قال: جاء رجل إلى عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، فجعل يعرض بوكيع، قال: وكان بين عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي وبين وكيع بعض ما يكون بين الناس.
قال: فقال عَبْد الرَّحْمَن للذي جعل يعرض بوكيع: قم عنا، بلغ من الأمر أن تعرض بشيخنا؟ وكيع شيخنا وكبيرنا، ومن حملنا عنه العلم أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي، قال: سئل أَبُو داود: أيما أحفظ، وكيع أو عَبْد الرَّحْمَن؟ فقال: وكيع كان أحفظ من عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، وكان عَبْد الرَّحْمَن أقل وهما، وكان أتقن، وسمعت أبا داود، يقول: التقى وكيع وعَبْد الرَّحْمَن في المسجد الحرام بعد عشاء الآخرة، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح أَخْبَرَنَا أبو عثمان سعيد بن العباس القرشي الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن العَبَّاس العصمي، إملاء قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الفضل يَعْقُوب بن إِسْحَاق الفقيه الحَافِظ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد البَغْدَادِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من وكيع، فَقَالَ لَهُ رجل: ولا هشيم؟ فَقَالَ: وأين يقع حديث هشيم من وكيع؟ فَقَالَ لَهُ الرجل: فإني سَمِعْتُ عَليّ ابن المَدِينِيّ، يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من يزيد بن هَارُون، قَالَ: كَانَ يزيد بن هَارُون يتحفظ من كتاب، كانت لَهُ جارية تحفظه من كتاب أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي ابن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قال: قال أبي: ما رأيت وكيعا قط شك في حديث إلا يوما واحدا، فقال: أَيْنَ ابن أبي شيبة؟ كأنه أراد أن يسأله أو يستثبته، قال أبي: وما رأيت مع وكيع قط كتابا ولا رقعة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أبي طاهر الدقاق، وعثمان بن مُحَمَّد بن يوسف العلاف، قال محمد: أَخْبَرَنَا، وقال عثمان: حَدَّثَنَا، علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد القزويني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن الليث الرازي، قال: سمعت أبا هشام الرفاعي مُحَمَّد بن يزيد، قال: دخلت مسجد الحرام، فإذا رجل جالس يحدث، والناس مجتمعون عليه كثير، قال: فاطلعت، فإذا عبيد الله بن موسى، قال: فقلت: يا أبا مُحَمَّد، كثر الزبون، كثر الزبون، قال: فدخلت الطواف، فطفت أسبوعا واحدا، قال: فخرجت، فإذا عبيد الله وحده قاعد، وإذا رجل خلف اسطوانة الحمراء قاعد يحدث، وقد اجتمع عليه زحام مثل ما على عبيد الله وزيادة، فاطلعت فنظرت، فإذا وكيع بن الجراح، فقلت لعبيد الله: ما فعل الناس؟ أين زبونك؟ قال: قدم التنين فأخذهم، قدم وكيع بن الجراح، تركوني وحدي أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَلِيحَ بْنَ وَكِيعٍ، يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي الْمَوْتُ أَخْرَجَ إِلَيَّ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، تَرَى يَدَيَّ؟ مَا ضَرَبْتُ بِهِمَا شَيْئًا قَطُّ، قَالَ مَلِيحٌ وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، قَالَ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنِ الأَبْدَالِ؟ قَالَ: الَّذِينَ لا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْئًا، وَإِنَّ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ مِنْهُمْ " أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: وكيع بن الجراح كوفي ثقة، عابد، صالح، أديب، من حفاظ الحديث، وكان يفتي أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قال: قال لي إبراهيم الحربي: حج وكيع، فكان لا يفتي بمنى حتى يرجع إلى مكة، فجاءه رجل إلى منى وهو عند قرن الثعالب محتبي، فقال: يا أبا سفيان، بت البارحة بمكة، وكان جاء إلى طواف الزيارة، فنام بمكة، قال: فقال لرجل بجنبه خراساني: قل له ذلك، قل له، قال: فقال لي: إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال: فقلت: يا أبا سفيان أنا رجل منك وإليك، أفتني، قال: فقال للرجل الذي بجنبه: قل له والك، قل له، قال: فقال لي الرجل أن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال: فقلت له: هو ذا أقول لك، فإن كان علي دم فقل لي برأسك: نعم، وإن لم يكن علي شيء فقل لي برأسك: لا، قال: فقال للذي بجنبه: قل له والك، قل له، قال: فقال لي: أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال: فانصرفت، فجئته بمكة، والناس حوله حلق، قال: فقلت له: يا أبا سفيان، ما تقول في رجل جاء إلى طواف الزيارة، فنام بمكة؟ قال: فعرفني، وقال: ادخل، ادخل، فدخلت إليه، فقال لي: هات مسألتك، قال: فقلت له: جئت إلى طواف الزيارة فبت بمكة، قال: فأكثر الليل أين كنت، بمكة أو بمنى؟ قلت: بمنى، قال: قم، ليس عليك شيء، قال إبراهيم: لم يقل هذا أحد إلا مغيرة، عن إبراهيم، ومجاهد، قالا: " من بات من وراء العقبة فعليه دم ".
وكأن أبا إسحاق الحربي ذهب إلى قول وكيع: " إذا كان أكثر الليل بمنى فليس عليه شيء ".
قال إبراهيم: فحج في تلك الحجة، ثم أخذه البطن فما زال به البطن إلى فيد، فكان ينزل في كل ميل مرارا، فمات بفيد، ودفن في الجبل آخر القبور، سنة ثمان وتسعين ومائة في آخرها، وثَمَّ قبر عَبْد الرَّحْمَن بن إسحاق الْقَاضِي أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي ابن الصواف، قال: قال أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل: وكيع كان بينه وبين أبي نعيم سنة، هو أسن من أبي نعيم بسنة، ولد وكيع سنة تسع وعشرين، وأبو نعيم سنة ثلاثين أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قال: قرئ على مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء، وأنا حاضر، قال: قال علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني: ووكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس، ويكنى: أبا سفيان، مات سنة سبع وتسعين ومائة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، قال.
وَأَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سليمان الباهلي، قال: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج الضبي، يقول.
وأَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إسحاق بن وهب البندار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غالب علي بن أَحْمَد بن النضر، قال: مات وكيع سنة سبع وتسعين، زاد ابن الفضل، والطناجيري: ومائة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا دعلج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قال: سألت أبا هشام، فقال: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء، ودفن بفيد أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو موسى مُحَمَّد بن المثنى، قال: ومات وكيع في سنة ثمان وتسعين ومائة في طريق مكة بفيد أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر الراشدي، وأَخْبَرَنَا البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله، قال: ومات وكيع وهو ابن ست وستين سنة(15/647)
7285- وكيع بن سفيان أَبُو سفيان المروزي قدم بغداد، وحدث بها عن: زيد بن المهتدي المروذي.
روى عنه: مُحَمَّد بن عبد الرحيم المازني.
(4584) -[15: 668] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ، وَكِيعُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَبِيبٍ، زَيْدُ بْنُ الْمُهَتَدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ ابْنُ الْمُهْتَدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالَقَانِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ الْبَلْخِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ بِالْخَاتَمِ وَالنَّعْلَيْنِ "، لَفْظُ حَدِيثِ وَكِيعٍ(15/668)
ذكر الأسماء المفردة في هَذَا الباب(15/668)
7286- الوضين بن عطاء بن كنانة أَبُو كنانة الخزاعي من أهل دمشق، حدث عن: مكحول، ومحفوظ بن علقمة، وسالم بن عبد الله بن عُمَر، وعطاء بن أبي رباح، وجنادة بن أبي أمية، وخالد بن معدان.
روى عنه: صدقة بن عبد الله السمين، ويحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم، وَمُحَمَّد بن عُمَر الواقدي، وبقية بن الوليد، وعبد الله بن بكر السهمي.
وبلغني عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، قال: سمعت ناعم بن مرثد يذكر، عن الوضين بن عطاء، قال: استزارني أَبُو جعفر، وكانت بيني وبينه حالة قبل الخلافة، فصرت إلى مدينة السلام، فخلونا يوما، فقال لي: يا أبا عبد الله، ما مالك؟ قال: قلت: الذي تعرف يا أمير المؤمنين، قال: وما عيالك؟ قلت: ثلاث بنات، والمرأة، وخادم لهم، قال: فقال: أربع في بيتك؟ قال: قلت: نعم، قال: فوالله لردد ذلك حتى ظننت أنه سيلومني، ثم رفع رأسه، فقال: أنت أيسر العرب، أربعة مغازل تدور في بيتك.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، إمام مسجد الجامع بدمشق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن أَحْمَد بن عمير بن يوسف، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن الوضين، كذا قال لنا، وإنما هو يحيى بن أَحْمَد بن الوضين، عن أبيه، ينسب إلى جده الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد الله بن مصدع أَبُو كنانة أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر أَحْمَد بن الحسن الحرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بن مُحَمَّد بن عبد الصمد الدمشقي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الجماهر مُحَمَّد بن عثمان، قال: سألت سعيد بن بشير، عن الوضين بن عطاء، قال: كان صاحب منطق.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي طاهر الدمشقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان التَّمِيمِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عُمَر بن راشد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، قال: قلت لعَبْد الرَّحْمَن بن إبراهيم: فما تقول في أبي معيد حفص بن غيلان؟ قال: ثقة، قلت: فما تقول في الوضين بن عطاء؟ قال: ثقة، قلت: فأين هو من أبي معيد؟ قال: فوقه لِسِنِّهِ، ولُقِيِّهِ أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي، بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا سليمان بن أَحْمَد بن أيوب الطبراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قال: سألت أبي عن الوضين بن عطاء، فقال: ثقة أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي ابن الصواف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن أَحْمَد، إجازة، قال: قال أبي: الوضين بن عطاء ثقة أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي، قال: سألت أبا داود عن الوضين بن عطاء، فقال: صالح الحديث.
قلت: هو قدري؟ قال: نعم أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن الهيثم البندار، قال: قال أَبُو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي: الوضين بن عطاء يكنى: أبا كنانة، غيره أوثق منه أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع، قال: الوضين بن عطاء ضعيف أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قال: سألت عَبْد الرَّحْمَن بن إبراهيم عن موت الوضين بن عطاء، قال: سنة سبع وأربعين ومائة، أو نحوه.
وقال يَعْقُوب: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بن عَمْرو الدمشقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان أَبُو الجماهر، قال: رأيت الوضين بن عطاء، وكنت أمر عليه مات سنة تسع وأربعين ومائة كتب إلي عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان الدمشقي، يذكر أن أبا الميمون البجلي، أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بن عمرو، قال: قال لي مُحَمَّد بن عثمان: مات الوضين بن عطاء سنة تسع وأربعين ومائة أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بن خياط، قال: الوضين بن عطاء بن كنانة، يكنى: أبا كنانة، دمشقي، مات سنة تسع وأربعين ومائة أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن معروف الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد، قال: الوضين بن عطاء بن كنانة يكنى: أبا كنانة، وكان ضعيفا في الحديث، مات بدمشق، في عشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين ومائة، في خلافة أبي جعفر أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المهندس بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية ابن صالح، قال: الوضين بن عطاء، قال أَبُو مسهر: بلغني أن كنيته: أَبُو كنانة، وهو ابن عطاء بن كنانة، مات سنة نيف وخمسين(15/668)
7287- وقاء بن إياس أَبُو يزيد الوالبي الكوفي نزل المدائن، وحدث بها عن: المختار بن فلفل، وعلي بن ربيعة، وسعيد بن جبير.
روى عنه: ابنه إياس بن وقاء، وسفيان الثوري، وعبد الله ابن المبارك، وأبو معاوية الضرير، ويزيد بن هارون.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري، في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي، قال: سمعت أبا داود، يقول: وقاء بن إياس أَبُو يزيد مدائني.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا قبيصة، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عن وقاء أبي يزيد بن إياس، كوفي لا بأس به.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا علي.
وأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحَسَن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عبد الله المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان، يقول: ما كان وقاء بن إياس بالذي يعتمد عليه.(15/672)
7288- ورقاء بن عُمَر بن كليب أَبُو بشر اليشكري وقيل: الشيباني أصله من خوارزم، ويقال: من مرو ويقال: من الكوفة،
سكن المدائن، وحدث بها عن: عمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار، وعبيد الله بن أبي يزيد، ومنصور بن المعتمر، وعبد الله بن أبي نجيح، وأبي الزناد.
روى عنه: شعبة، وعبد الله ابن المبارك، ووكيع، وشبابة بن سوار، وعلي بن حفص، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وآدم بن أبي إياس، ونصر بن حماد الوراق، ومحمد بن سابق، وعبد الصمد بن النعمان، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، أنه سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، وذهب أصله به، ثم قَالَ: أَخْبَرَنِي العتيقي، قراءة، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن العباس المخرمي، قَالَ: أَخْبَرَنِي الأصم، أن العباس بن مُحَمَّد الدوري، حدثهم قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: وأَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير، قال: سمعت يحيى، يقول: كان ورقاء بن عُمَر خراسانيا ينزل المدائن.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عبد الله الْقَاضِي بمصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قال: أَبُو بشر ورقاء بن عُمَر، قيل: أصله خوارزمي، نزل المدائن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سلمان الفقيه، وَأَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قالا: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن معين، قال: سمعت معاذ بن معاذ، يقول ليحيى القطان: سمعت حديث منصور، فقال: يحيى ممن سمعت أحاديث منصور؟ من ورقاء؟ لا يساوي شيئا.
وفي حديث ابن رزق: ممن سمعت أحاديث منصور؟ قال: من ورقاء، قال: لا يساوي شيئا أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله، يقول: ورقاء من أهل خراسان.
قال: وقال حجاج، كان يقول لي: كيف هذا الحرف عندك؟ فأقول له: كذا وكذا، قال أَبُو عبد الله وهو يصحف في غير حرف، وكأن أبا عبد الله ضعفه في التفسير أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس الأنصاري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود سليمان بن الأشعث، قال: سمعت أَحْمَد، قيل له: ورقاء؟ قال: ثقة، صاحب سنة، قيل له: كان مرجئا؟ قال: لا أدري أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي ابن المديني، قال: قال يحيى بن سعيد: قال معاذ قَالَ ورقاء: كتاب التفسير قرأت نصفه على ابن أبي نجيح، وقرأ عَلَيَّ نصفه، وقال ابن أبي نجيح: هذا تفسير مجاهد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد، قال: سألت يحيى بن معين: أيما أحب إليك، تفسير سعيد عن قتادة، أو تفسير شيبان عن قتادة؟ قال: تفسير سعيد، فقلت له: تفسير ورقاء أحب إليك، أو تفسير شيبان؟ قال: تفسير ورقاء، لأنه عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، ومجاهد أحب إلي من قتادة.
قلت ليحيى: فأيما أحب إليك، تفسير ورقاء أو تفسير ابن جريج؟ قال: تفسير ورقاء؛ لأن تفسير ابن جريج عن مجاهد هو مرسل، لم يسمع من مجاهد إلا حرفا، قلت له: فتفسير سعيد أعجب إليك أو تفسير ورقاء؟ قال: تفسير ورقاء أعجب إلي؛ لأنه عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، وذاك عن سعيد، عن قتادة، ومجاهد أعجب إلي من قتادة أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عدي البصري، في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن علي، قال: سألت أبا داود عن ورقاء وشبل في ابن أبي نجيح، فقال: ورقاء صاحب سنة، إلا أن فيه أرجاء، وشبل قدري أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاب، قال: قال لي إبراهيم الحربي: لما قرأ وكيع التفسير، قال للناس: خذوه، فليس فيه عن الكلبي، ولا ورقاء شيء أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أبي القاسم الأزرق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بن عبد الله بن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن العَبَّاس الرازي، وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن بكير المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد بن سمعان الرزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف الدوري، قالا: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود، قال: قال لي شعبة: لا تلقى حتى ترجع مثل ورقاء بن عُمَر، قال محمود: قلت لأبي داود: أي شيء يعني بقوله؟ قال: أفضل، وأورع، وخير منه.
واللفظ للهيثم أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عبد الله بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر ابن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن علي بن بحر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عمرو بن علي، قال: سمعت معاذ بن معاذ، وذكر ورقاء، فأحسن عَلَيْهِ الثناء، ورضيه، وحَدَّثَنَا عنه، وحَدَّثَنَا غندر، قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة، عن ورقاء، وسمعت أبا داود، قال: قال شعبة: لا تكتب عن مثل ورقاء حتى ترجع أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عبد الله الأنماطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن سليمان المِصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سعد بن أبي مريم، قال: وسألته، يعني: يحيى بن معين عن ورقاء بن عُمَر، فقال: ثقة أَخْبَرَنِي السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، قال: جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قال: قال يحيى بن معين: شيبان بن عَبْد الرَّحْمَن التميمي المؤدب، وورقاء بن عُمَر اليشكري، ثقتان أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين بن مُحَمَّد الأزرق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو المنذر إِسْمَاعِيل بن عُمَر، قال: دخلنا على، ورقاء بن عُمَر اليشكري، وهو في الموت فجعل يهلل، ويكبر، ويذكر الله، عَزَّ وَجَلَّ وجعل الناس يدخلون عليه أرسالا فيسلمون، فيرد عليهم، فلما أكثروا، التفت إلى ابنه، فقال: يا بني، اكفني رد السلام على هؤلاء، لا يشغلوني عن ربي عَزَّ وَجَلَّ(15/673)
7289- والبة بن الحباب أَبُو أسامة الشاعر من بني نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر، وهو كوفي، وكان من الفتيان الخلعاء المجان، وله شعر في الغزل والشراب، وغير ذلك، ولما مات رثاه أَبُو نواس، وكان والبة أستاذه.
فحَدَّثَنِي أَبُو القاسم الأَزْهَرِيّ، لفظا قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عَبْد الرَّحْمَن السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي سعد، قال: حَدَّثَنِي علي بن الحسن الشيباني، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يحيى الدهقان، عن عمه، قال: ولي عمي خراج الأهواز، فأخرج معه والبة بن الحباب، وكان يأنس به، فوجهه إلى البصرة ليشتري له بها حوائج، وكان فيما يشتري له بخورا، فصار إلى سوق العطارين، فاشترى منها عودا هنديا، وكان أَبُو نواس يبري العود وهو غلام، فاحتيج إليه في بري ذلك العود وتنقيته، فلما رآه والبة كاد أن يذهب عقله عليه، فلم يزل يخدعه حتى صار إليه، فحمله إلى الأهواز، وقدم به إلى الكوفة بعد منصرفهم فشاهد معه أدباء الكوفة في ذلك الوقت، فتأدب بأدبهم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطيب الطبري، قَالَ: حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل بن القاسم الشرقي، قَالَ: حَدَّثَنِي الحَسَن بن سلام السكوني، قَالَ: أَخْبَرَنِي إبراهيم بن جناح المحاربي، قال: سمعت أبا نواس، يقول: سبقني والبة إلى بيتين من شعر قالهما، وددت أني كنت سبقته، وأن بعض أعضائي اختلج مني:
وليس فتى الفتيان من راح أو غدا لشرب صبوح أو لشرب غبوق
ولكن فتى الفتيان من راح أو غدا لضر عدو أو لنفع صديق
وقدم والبة بغداد بأخرة، وجرى بينه وبين أبي العتاهية مهاجاة حتى خرج عن بغداد فرارا من أبي العتاهية.
قرأت على الجوهري، عن مُحَمَّد بن عمران بن موسى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يحيى الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد ابن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق بن إبراهيم السالمي الكوفي، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عُمَر الجرجاني، قال: رأيت أبا العتاهية جاء إلى أبي، فقال له: إن والبة بن الحباب قد هجاني، ومن أنا منه؟ أنا جرار مسكين، فجعل يرفع من والبة ويضع من نفسه، فأحب أن تكلمه أن يمسك عني، قال: فكلم أبي والبة في أمره، وقال له: تكف عنه، وعرفه أن أبا العتاهية جاءه وسأله ذلك، فلم يقبل، وجعل يشتم أبا العتاهية، فتركه، ثم جاءه أَبُو العتاهية، فسأله عما عمل في حاجته، فأخبره بما رد عليه والبة، فقال لأبي لي الآن إليك حاجة، قال: وما هي؟ قال: لا تكلمني في أمره، قال: قلت: هذا أقل ما يجب لك، قال: فقال أَبُو العتاهية يهجوه:
أوالب أنت في العرب كمثل الشيص في الرطب
هلم إلى الموالي الصيد في سعة وفي رحب
فأنت بنا لعمر الله أشبه منك بالعرب
غضبت عليك ثم رأيت وجهك فانجلى غضبي
لما ذكرتني من لون أجدادي ولون أبي
قال: وكان والبة أشقر اللون، والشعر أبيض، فأخرجه أَبُو العتاهية بلونه من العرب، وأضافه إلى الموالي، وعيره بالشقرة إذ كانت من ألوان العجم دون العرب، وقال فيه أيضا:
نطقت بنو أسد ولم تظهر وتكلمت سرا ولم تجهر
أما ورب البيت لو جهرت لتركتها وصباحها أغبر
أيروم شتمي منهم رجل في وجهه عبر لمن فكر
وابن الحباب صليبة زعموا ومن المحال صليبة أشقر
ما بال من آباؤه عرب الألوان يحسب من بني قيصر
أترون أهل البدو قد مسخوا شقرا أما هذا من المنكر؟
أكذا خلقت أبا أسامة أم لطخت سالفتيك بالعصفر؟
قال: فبلغ الشعر والبة، فجاء إلى أبي، فقال له: قد كلمتني في أبي العتاهية، وقد رغبت في الصلح، فقال له: هيهات، إنه قد أكد علي إذ لم تقبل ما طلب، أن أخلي بينك وبينه، وقد فعلت، فقال والبة: فما الرأي عندك، فقد فضحني وهتكني؟ قال: أرى أن تخرج الساعة إلى الكوفة.
قال: فركب زورقا، ومضى من بغداد إلى الكوفة.(15/676)
7290- ورد بن عَبْد الله التَّمِيمِيّ طبري الأصل، سكن بغداد، وحدث بها عن: عَدِيّ بن الفضل، وَمُحَمَّد بن طلحة بن مصرف، والقاسم بن عَبْد الله العمري، ومحمد بن جابر، وجرير بن عبد الحميد.
روى عنه: ابناه يحيى، ومحمد، وأحمد بن ملاعب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر عَبْد القاهر بن مُحَمَّد بن عترة المَوْصِليّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو هارون موسى بن مُحَمَّد بن هَارُون الزرقي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن ملاعب، قَالَ: حَدَّثَنَا ورد بن عَبْد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جَابِر، عن أَبِي إِسْحَاق، عن الأسود، قَالَ: قُلْتُ لأبي محذورة: كيف كُنْت تؤذن لرسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأي ذَلِكَ كُنْت تصنع؟ قَالَ: كُنْت أثني الإقامة كما أثني الأذان، واجعل آخر أذاني: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إِلا الله.
أَخْبَرَنِي عَليّ بن مُحَمَّد بن الحَسَن المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد الله الأبهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَيْر بن جوصا بدمشق، قَالَ: سألت إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب السَّعْديّ عن ورد بن عَبْد الله، فَقَالَ: ثقة.(15/679)
7291- وهيب بن عبد الله بن مُحَمَّد بن رزين أَبُو بكر المروروذي المؤدب سكن بغداد، وحدث بها عن: عاصم بن علي، ويحيى بن عثمان الحربي، وأبي الفرج الهيثم بن خالد، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، والحسن بن المبارك الأنماطي.
روى عنه: أبو الحسين ابن المنادي، وعبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وأبو القاسم الطبراني.
(4585) -[15: 680] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ عُقَيْلٍ وَقُرَّةُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ دَخَلَ مِنْكُمُ الْغَائِطَ فَلا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلا يَسْتَدْبِرْهَا "
(4586) -[15: 680] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ الْمُعَلِّمُ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ ابْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ رَأَى مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَسَتَرَهَا عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ "، قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لا يُرْوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ.
تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادي، وأنا أسمع، قال: ومات وهيب بن عبد الله أَبُو بكر المروروذي، يوم الخميس لثلاث خلون من ذي القعدة سنة سبع وثمانين، كان ينزل الجانب الغربي في درب عَيَّاش، كتب الناس عنه، كان ثقة(15/680)
7292- واقد بن أبي شبيل عبيد الله بن عَبْد الرَّحْمَن بن واقد أَبُو الحسين الواقدي الدقاق حدث عن: أبيه، وعن عكرمة بن سهل الدمياطي، وأبي العباس الكديمي.
روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن الحسين بن نصر العطار، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عُمَر الحافظ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الحسين واقد بن عبيد الله بن عَبْد الرَّحْمَن بن واقد الواقدي الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بن سهل، ببطن مرو.
(4587) -[15: 681] أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ الْقُرَشِيُّ، بِدِمْيَاطَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ "(15/681)
7293- وائل بن عَبْد المنعم أَبُو همام الجواليقي ذكر أَبُو الْقَاسِم ابن الثلاج أَنَّهُ حدثه في جامع كلواذا، عن أَحْمَد بن سَعِيد الجمال في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة.(15/682)
7294- وجيه بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن عَبْد الله بن محرز بن إِبْرَاهِيم أَبُو الحَسَن حدث عن مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن مخلد بن جَعْفَر الباقرحي.(15/682)
7295- ولاد بن عَليّ بن سَهْل أَبُو الصهباء التَّيْمِيّ الكُوفِيّ قدم بَغْدَاد، وحدث بها عن: أَبِي جَعْفَر بن دُحَيْم الشَّيْبَانِيّ.
كتبنا عَنْهُ وَكَانَ ثقة.
وَهُوَ ولاد بن عَليّ بن سَهْل بن مُحَمَّد بن سَهْل بن غليظ ابن الصباح بن عامر بن أَبِي الصهباء بن ضبع بن ربيعة بن جندل بن خلف بن حبيب بن ربيعة بن ولاد بن خُزَيْمَة بن لؤي بن عَمْرو بن حارث بن تيم بن عَبْد مناة بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
قرأت نسبه هَذَا بخط بعض أصحابنا، وذكر أن ولادا أملاه عَلَيْهِ.
(4588) -[15: 683] أَخْبَرَنَا وَلادُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي عَرْزَةَ الْغِفَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ " كَانَ مولد ولاد في جُمَادَى الأولى من سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة، وَتُوُفِّي يوم الأربعاء الحادي عشر من صفر من سنة ثلاث عشرة وأربع مائة ببَغْدَاد، ودفن في مقبرة باب الكناس.
آخر ما سمعنا من ولاد في المحرم سنة ثلاث عشرة وأربع مائة، ومات إثر ذَلِكَ.(15/682)
7296- وشاح بن عَبْد الله أَبُو الحَسَن مولى الْقَاضِي أَبِي تمام الزَّيْنَبي سَمِعَ: عُثْمَان بن مُحَمَّد بن سنقة البيع، وَمُحَمَّد بن الحَسَن اليقطيني.
كتبنا عَنْهُ وَكَانَ صدوقا، كثير الدرس للقرآن، وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ لَهُ رأي في الاعتزال، فالله أعلم.
(4589) -[15: 684] أَخْبَرَنَا وِشَاحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْبَيِّعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ الْمُسَاحِقِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَقَالَ: " يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ " مات وشاح في ليلة الأربعاء الرابع من جُمَادَى الأولى سنة خمس وعشرين وأربع مائة، ودفن صبيحة تِلْكَ الليلة في داره بالكرخ، وَحَدَّثَنِي من سمعه قبل أن يموت بشهرين يذكر أَنَّهُ قد بلغ تسعين سنة.(15/684)
7297- واصل بن حمزة بن عَليّ بن أَحْمَد بن نصر أَبُو الْقَاسِم الصُّوفِيّ البُخَارِي قدم بَغْدَاد، وحدث بها عن: عَبْد الكريم بن عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد، وَأَبِي حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد الحَافِظ البخاريين.
كتبت عَنْهُ، ولم يكن بِهِ بأس.
(4590) -[15: 685] أَخْبَرَنَا وَاصِلُ بْنُ حَمْزَةَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، بِبُخَارَى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَيَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ هَاشِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزَاةٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدِمْتُمْ خَيْرَ مَقْدَمٍ، وَقَدِمْتُمْ مِنَ الْجِهَادِ الأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الأَكْبَرِ ".
قَالُوا: وَمَا الْجِهَادُ الأَكْبَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " مُجَاهَدَةُ الْعَبْدِ هَوَاهُ "(15/685)
تاريخ مدينة السلام
وأخبار مُحَدِّثيها وذكر قُطَّانِها العلماء من غير أهلها ووارديها
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب البغدادي
392 - 463 هـ
المجلد السادس عشر
هارون - النساء
7298 - 7783
حققه، وضبط نصه، وعلَّق عليه
الدكتور بشار عواد
دار الغرب الإسلامي(16/1)
باب الْهَاء
ذكر من اسمه هارون(16/5)
7298- هارون بن موسى أبو عبد الله وقيل أبو موسى القارئ النحوي الأعور من أهل البصرة، سَمِعَ: طاوسًا اليماني، وشعيب بن الحبحاب، وثابتًا البناني، وداود بن أبي هند، والزبير بن الْخريت، وبديل بن ميسرة، ويزيد الرقاشي، وحُمَيْدًا الطويل، وأبان بن تغلب.
روى عنه: شعبة، وأبو عبيدة الحداد، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد الطيالسي، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ.
وقدم بغداد وحدث بِهَا، فروى عنه من أهلها: شبابة بن سوار، ويونس بن مُحمد المؤدب، وبشر بن محمد السكري، وعلي بن الجعد.
(4591) -[16: 5] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ، يَعْنِي: ابْنَ مُوسَى الأَعْوَرَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ " سَمِعَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى "
(4592) -[16: 5] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ الأَعْوَرُ وَعُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ: إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ " أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قال: أَخْبَرَنَا مُحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو شبيل، يعني: الواقدي، قال: سمعت أبا العباس الوراق، يقول: كان هارون يهوديًا فطلب القراءة فصار رأسًا حدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال، قال: حَدَّثَنَا سليمان بن أيوب المعدل، قال: سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: سمعت أبي، يقول: كان هارون الأعور يهوديًا، فأسلم وحسن إسلامه، وحفظ القرآن وضبطه، وحفظ النحو، فناظره إنسان يومًا في مسألة فغلبه هارون، فلم يدر المغلوب ما يصنع، فقال له: أنت كنت يهوديًا فأسلمت، فقال له هارون: فبئسما صنعت؟ ! قال: فغلبه أيضًا في هذا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن حرب، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون الأعور، وكان شديد القول في القدر أَخْبَرَنَا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن بن عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن محمد الجرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبيدة الحداد، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون الأعور، وكان صدوقًا حافظًا أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف الدوري، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قال: سمعت شعبة، يقول: هارون النحوي من أصحاب القرآن أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قال: سَمعت يحيى بن معين، يقول: هارون الأعور، هو هارون بن موسى، وكان شعبة دلهم عليه ببغداد.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن محمد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قال: قال أبو زكريا: هارون الأعور، وهو النحوي، هو هارون بن موسى، وقد دلَّهم عليه شعبة ببغداد.
حَدَّثَنَا الصوري، قال: حَدَّثَنَا الخصيب بن عبد الله القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: هارون بن موسى الأعور النحوي أبو عبد الله، وقيل: أبو موسى أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن أحمد، هو أبو سعيد الإصطخري، قال: قرئ على العباس، وأنا أسمع، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: هارون صاحب القراءة ثقة، روى عنه: حماد بن زيد وأَخْبَرَنَا عبيد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو حاتم السجستاني، قال: سألت الأصمعي، عن هارون بن موسى النحوي مولى العتيك، وهو هارون الأعور، فقال: كان ثقة مأمونًا أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عدي البصري، في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: سئل أبو داود، عن هارون النحوي، فقال: ثقة ولو كان لي عليه سلطان لضربته(16/5)
7299- هارون أمير المؤمنين الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد المطلب أبو جعفر
ولد بالري، واستخلف بعد وفاة أخيه موسى الهادي أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد بن المفيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي، قال: سمعت أبا موسى العباسي، يقول: حدَّثَنِي عبد الله بن عيسى الأموي، قَالَ: أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر، قال: هارون الرشيد أمه الخيزران الجرشية، ولد بالري لثلاث بقين من ذي الحجة سنة خمسين ومائة أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حَدَّثَنَا عباس، يعني: ابن هاشم، عن أبيه، قال: استخلف الرشيد هارون بن محمد حيث مات أخوه موسى بن محمد سنة سبعين ومائة، قال ابن أبي الدنيا: ولد هارون سنة تسع وأربعين ومائة، وكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة، وثلاثة أشهر، وأيامًا، وكان هارون أبيض، طويلًا، مسمنًا، جَميلًا، قد وخطه الشيب، ويكنى أبا جعفر، وأمه أم ولد يُقالُ لَهَا: الخيزران أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن البراء، قال: الرشيد هارون بن المهدي وكنيته أبو جعفر، ولد بالري، وكان يحج سنة، ويغزو سنة، قال أبو السعلى
فمن يطلب لقاءك أو يُرِدْهُ فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمرٍّ وفي أرض البنية فوق طور
وما جاز الثغور سواك خلق من المستخلفين على الأمور
أَخْبَرَنَا الأزجي، قَالَ: أَخْبَرَنَا المفيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد، قال: أَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي، عن عبد الله بن عيسى الأموي، قال: أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر، قال: استخلف هارون، وبويع له يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة، وهو ابن تسع عشرة سنة وشهرين وثلاث عشرة ليلة وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن أيوب، قال: بويع لأبي جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة، ببغداد مدينة السلام أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: الرشيد يكنى أبا جعفر، وبويع له سنة سبعين ومائة في اليوم الذي توفي فيه الهادي، وولد المأمون في تلك الليلة فاجتمعت له البشارة بالخلافة والولد، وكان يقال: ولد في هذه الليلة خليفة، وولي خليفة، ومات خليفة، وكان ينزل الخلد، وحكي عن بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا إلا أن تعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لَمْ يَحج أحج في كل سنة ثلاث مائة رجل بالنفقة السابغة، والكسوة الظاهرة، وكان يقتفي أخلاق المنصور ويعمل بِها إلا في العطايا والجوائز، فإنه كان أسنى الناس عطية ابتداء وسؤالًا، وكان لا تضيع عنده يد ولا عارفة، وكان لا يؤخر عطاءه، ولا يمنع عطاء اليوم من عطاء غد، وكان يُحب الفقه والفقهاء، ويَميل إلى العلماء، ويُحب الشعر والشعراء، ويعظم في صدره الأدب والأدباء، وكان يكره المراء في الدين والجدال، ويقول: إنه لَخليق ألا ينتج خيرًا، وكان يصغى إلى المديح ويحبه، ويجزل عليه العطاء، لا سيما إذا كان من شاعر فصيح مجيد
(4593) -[16: 11] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: حَدَّثْتُ هَارُونَ الرَّشِيدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي: قَوْلَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَدِدْتُ أَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلَ ".
فَبَكَى هَارُونُ حَتَّى انْتَحَبَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ، تَرَى لِي أَنْ أَغْزُوَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَكَانُكَ فِي الإِسْلامِ أَكْبَرُ، وَمَقَامُكَ أَعْظَمُ، وَلَكِنْ تُرْسِلُ الْجُيُوشَ، قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَمَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَطُّ؛ إِلا قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي أَخْبَرَنَا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبزك الهمذاني بِها، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الرَّحْمَن الشيرازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو القاسم علي بن أحْمَد الخزاعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الحسين مُحَمَّد بن إبراهيم بن محمد بن عتاب البزاز البخاري، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير البخاري، قال: حدَّثَنِي محمد بن عيسى بن يزيد السعدي الطرسوسي، قال: سمعت خرزاذ العابد، يقول: كنت عند الرشيد، فدخل عليه أبو معاوية الضرير، وعنده رجل من وجوه قريش، فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة " أن موسى لقي آدم، فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة؟ ".
وذكر الحديث، فقال القرشي: أين لقي آدم موسى؟ قال فغضب الرشيد، وقال: النطع والسيف زنديق والله، يطعن في حديث رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فما زال أبو معاوية يسكنه، ويقول: كانت منه بادرة، ولَم يفهم يا أمير المؤمنين، حتى سكنه أَخْبَرَنَا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد المزني، بواسط، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو طاهر المري عبد الله بن محمد بن مرة، بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا حسن الأزدي، قال: سَمعت علي ابن المديني، يقول: سمعت أبا معاوية، يقول: أكلت مع هارون الرشيد أمير المؤمنين طعامًا يومًا من الأيام، فصب على يدي رجل لا أعرفه، فقال هارون الرشيد: يا أبا معاوية، تدري من يصب على يديك؟ قلت: لا، قال: أنا، قلت: أنت يا أمير المؤمنين؟ ! قال: نعم، إجلالًا للعلم أَخْبَرَنَا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكوكبي، قَالَ: أَخْبَرَنِي الربعي، عن أبيه، قال: كان الرشيد، يقول: إنا من أهل بيت عظمت رزيتهم، وحسن بقيتهم، رزيتنا رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبقيت فينا خلافة الله أَخْبَرَنَا محمد بن أبي علي الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد، بالأهواز، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن منيع، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب العابد، قال: سمعت منصور بن عمار، يقول: ما رأيت أغزر دمعًا عند الذكر من ثلاثة: فضيل بن عياض، وأبو عبد الرحمن الزاهد، وهارون الرشيد أَخْبَرَنَا الجوهري، قال: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: لَما لقي هارون الرشيد فضيل بن عياض، قال له الفضيل: يا حسن الوجه، أنت المسئول عن هذه الأمة، حَدَّثَنَا ليث، عن مجاهدف وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُق، قال: الوصل الذي كان بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارون يبكى ويشهق أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن دريد، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، يعني: ابن أخي الأصمعي، عن عمه، قال أحمد بن إبراهيم، وقال إِبْرَاهِيم بْن مُحَمد بن عرفة: أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو زيد، عن الأصمعي، قال: سَمِعْتُ بيتين لَم أحفل بِهما، قلت: هُمَا على كل حال خير من موضعهما من الكتاب، فإني عند الرشيد يومًا وعنده عيسى بن جعفر، فأقبل على مسرور الكبير، فقال له: يا مسرور، كم في بيت مال السرور؟ قال: ليس فيه شيء، فقال عيسى: هذا بيت الحزن، قال: فاغتم لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى، فقال: والله لتعطين الأصمعي سلفًا على بيت مال السرور ألف دينار، فاغتم عيسى وانكسر، قال: فقلت في نفسي: جاء موضع البيتين فأنشدت الرشيد:
إذا شئت أن تلقى أخاك معبسا وجداه في الماضين كعب وحاتم
فكشفه عما في يديه فإنما تكشف أخبار الرجال الدراهم
قال: فتجلى عن الرشيد، وقال لِمسرور: أعطه عَلَى بيت مال السرور ألفي دينار، وما كان البيتان يساويان عندي درهمين.
أَخْبَرَنَا أبو علي مُحَمَّد بن الحسين الجازري، قَالَ: حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: دخلت على هارون الرشيد ومَجْلسه حافل، فقال: يا أصمعي ما أغفلك عنا وأجفاك لِحضرتنا؟ قلت: والله يا أمير المؤمنين ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك، قال: فأمرني بالجلوس، فجلست وسكت عني، فَلمَّا تفرق الناس إلا أقلهم نَهضت للقيام، فأشار إليَّ أن أجلس، فجلست حتى خَلا المجلس، فلم يبق غيري وغيره ومن بين يديه من الغلمان، فقال لي: يا أبا سعيد، ما ألاقتني؟ قلت: أمسكتني يا أمير المؤمنين
كفاك كف ما تليق درهما جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
فقال: أحسنت، وهكذا فكن: وقرنا في الملإ، وعلمنا في الخلاء، وأمر لي بِخمسة آلاف دينار أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الله الدمشقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن أحمد بن ربيعة القاضي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، قال: دخلت أنا وابن حفص الشطرنجي على هارون الرشيد، فخرج علينا وهو كالمتغير النفس، فقال: يا أصمعي، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: أيكما قال بيتًا وأصاب بِه المعنى الذي في نفسي فله عشرة آلاف درهم، قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت يا أمير المؤمنين، قال: هاته، فأنشأ يقول:
مَجلس يألف السرور إليه لِمحب ريحانه ذكراك
قال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، ثُمَّ قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت ثان يا أمير المؤمنين، قال هاته: فأنشأ يقول:
كلما دارت الزجاجة زادته حنينا ولوعة فبكاك
قال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، قال الأصمعي: فنزل بي في ذلك اليوم ما لَمْ ينزل بي قط مثله، إن ابن أبي حفص يرجع بعشرين ألف درهم وبفخر ذلك المجلس، وأرجع صفرًا منهما جَميعًا، ثُمَّ حضرني بيت، فقلت: يا أمير المؤمنين، قد حضرني ثالث، فقال هاته، فأنشأت أقول:
لَمْ ينلك المنى بأن تحضريني وتجافت أمنيتي عن سواك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرين ألف درهم، ثُمَّ قال هارون: قد حضرني رابع، فقلنا: إن رأى أمير المؤمنين أن ينشدنا فعل، فأنشأ يقول:
فتمنيت أن يغشيني الله نعاسًا لعل عيني تراك
قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين، أنت والله أشعر منا، فجوائزنا لأمير المؤمنين، فقال: جوائزكما لكما وانصرفا أَخْبَرَنَا التنوخي، والجوهري، قالا: أَخْبَرَنَا محمد بن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش، قال: قال مُحمد بن حبيب: حَدَّثَنَا أبو عكرمة عامر بن عمران الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسحاق بن إبراهيم الموصلي، قَالَ: دخلت على أمير المؤمنين الرشيد يومًا، فقال: أنشدني من شعرك، فأنشدته
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري فذلك شيء ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى بَخيلَا له في العالمين خليل
ومن خير حالات الفتى لو علمته إذا نال خيرًا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما ومالي كما قد تعلمين قليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله ويحقر يومًا أن يقال بخيل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ورأي أمير المؤمنين جَميل؟
قال: لا، كيف إن شاء الله يا فضل أعطه مائة ألف درهم، لله در أبيات تأتينا بِهَا، ما أحسن فصولها، وأثبت أصولَهَا، فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أجود من شعري، قال: أحسنت، يا فضل أعطه مائة ألف أخرى أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري، عن عمرو بن بَحر، قال: اجتمع للرشيد ما لَمْ يَجتمع لأحد من جد وهزل، وزراؤه البرامكة لَم ير مثلهم سخاء وسرورًا، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، كان في عصره كجرير في عصره، ونديمه عم أبيه العباس بن محمد صاحب العباسية، وحاجبة الفضل بن الربيع أتيه الناس وأشده تعاظما، ومغنيه إبراهيم الموصلي واحد عصره في صناعته، وضاربه زلزل، وزامره برصوما، وزوجته أم جعفر أرغب الناس في خير وأسرعهم إلى كل بر، وهي أسرع الناس في معروف، أدخلت الماء الحرم بعد امتناعه من ذلك، إلى أشياء من المعروف أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطيب الطبري، قَالَ: حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحمد بن القاسم الضرير، قال: قال الأصمعي: دخل العباس بن الأحنف على هارون الرشيد، فقال له هارون: أنشدني أرق بيت قالته العرب، فقال: قد أكثر الناس في بيت جميل، حيث يقول:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني بثينة لا يَخْفَى علي كلامها
قال له هارون: أنت، والله، أرق منه، حيث تقول:
طاف الهوى في عباد الله كلهم حتى إذا مر بي من بينهم وقفا
قال العباس: أنت والله يا أمير المؤمنين أرق قولًا مني ومنه، حيث تقول:
أما يكفيك أنك تَملكيني وأن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت يدي ورجلي لقلت من الهوى أحسنت زيدي
فأعجب بقوله، وضحك أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحمد بن موسى بن حَماد البربري، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا عمي علي بن صالِح، قال: قال هارون الرشيد ابن المهدي ابن المنصور في ثلاث جوار له:
ملك الثلاث الغانيات عناني وحللن من قلبي بكل مكان
ما لي تطاوعني البرية كلها وأطيعهن وهن في عصيان؟
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى وبه قوين أعز من سلطاني
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار، قال: حَدَّثَنَا محمد، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: كنت جالسًا مع فضيل بن عياض، بِمكة، قال: فمر هارون، فقال فضيل بن عياض: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه، لو أنه حتى يضع رأسه لرأيت أمورًا عظامًا أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن كثير الواسطي، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تَموت أشد علي موتًا من هارون أمير المؤمنين، قال: وددت أنه، أو قال: " ولوددت أن الله، زاد في عمره من عمري، فكبر ذلك علينا؛ فلما مات هارون، وظهرت تلك الفتن، وكان من المأمون ما حَمل الناس على قول القرآن مَخلوق، قلنا: الشيخ كان أعلم بِما تكلم به أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمر بن حفص السدوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يزيد، قال: استخلف هارون الرشيد ابن المهدي سنة سبعين ومائة في ربيع الأول، وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة لثلاث بقين من جمادى الأولى، فكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة وشهرين وثلاث عشرة يومًا، أو نَحو هذا، وذكرت وفاته، ونعاه محمد بن هارون بِمدينة السلام يوم الجمعة لست عشرة خلت من جمادى الآخرة، وأمه الخيزران، قال أبو بكر السدوسي ومات بطوس، وصلى عليه صالح بن الرشيد، فتوفي وله ست وأربعون سنة أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن البراء، قال: ومات الرشيد بطوس لغرة جُمَادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان عمره خَمْسًا وأربعين سنة، وخلافته ثلاثًا وعشرين سنة وشهرين وستة عشر يومًا أَخْبَرَنِي علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: ومات هارون بطوس ليلة السبت لأربع خلون من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وتسعين ومائة، ودفن بقرية، يقال لَها: سناباذ، وصلى عليه ابنه صالِح(16/9)
7300- هارون بن عمر أبو عمرو الدمشقي روى عنه: أحمد بن علي المعروف بِخسرو، فقال: حَدَّثَنَا هارون بن عمر أبو عمرو الدمشقي، ببغداد، سنة اثنتين وعشرين ومائتين، قَالَ: حَدَّثَنَا أيوب بن سويد الرملي.(16/18)
7301- هارون بن عبد الله بن محمد بن كثير بن معن بن عبد الرحمن بن عوف أبو يَحيى الزهري المديني سَمِعَ: مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن سلمة الزبيري، روى عنه: يحيى بن بكير المصري، وعبد السلام بن صالح الهروي، والزبير بن بكار المديني، وولي قضاء عسكر المهدي، ببغداد، في أيام المأمون، ثم عزل عنه، وولي قضاء مصر، وكان من فقهاء أصحاب مالك، وكان أيضا متأدبا شاعرا أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار، قَالَ: ومن ولد معن بْن عَبْد الرَّحْمَن: هارون بْن عَبْد الله بْن محمد بن كثير بْن معن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، وأمه سهلة بِنْت معن بْن عُمَر بْن معن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، كَانَ من الفقهاء، وكان يقوم بنصرة قول أهل المدينة فيحسن، ولاه المأمون قضاء المصيصة، ثُمَّ صرفه عنها، وولاهُ قضاءَ الرقة، ثُمَّ صرفه عنها، وولاه قضاء عسكر المهدي، ببغداد، ثُمَّ صرفه، وولاهُ قضاء مصر حتى صرف فِي آخر خلافة أمير المؤمنين المعتصم(16/19)
7302- هارون بن معروف أبو علي المروزي
سكن بغداد، وحدث بِهَا عن: عبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وحاتم بن إسماعيل، وسفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وهشيم بن بشير، ومخلد ابن يزيد الحراني ومروان بن شجاع الجزري، وعبد الله بن وهب المصري، روى عنه: أحمد بن حنبل، وهو حي، وكان أسن من أحمد بسبع سنين، وروى عنه أيضًا: هارون بن عبد الله الحمال، وأبو يَحيى صاعقة، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن يوسف التغلبي، وحنبل بن إسحاق، ومحمد بن عبيد بن أبي الأسد، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وصالح جزرة، وأبو القاسم البغوي.
(4594) -[16: 20] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ، يَعْنِي: ابْنَ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ خُصَيْفَةَ حَدَّثَهُ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا صَلَّوُا الْمَغْرِبَ قَبْلَ طُلُوعِ النُّجُومِ ".
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ الْمَدَنِيِّ، لا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَلا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلا ابْنَ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْحَدَّادُ، قَالَ: سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ مَعْرُوفٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ بَصَرِي بِسَنَةٍ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ: مَنْ آثَرَ الْحَدِيثَ عَلَى الْقُرْآنِ عُذِّبَ أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأت عَلَى أبي الْعَبَّاس بْن حمدان: حدثكم أَبُو الْعَبَّاس السراج، قَالَ: سمعتُ هارون بْن عَبْد الله، يَقُولُ: سمعتُ هارون بْن معروف، يَقُولُ: من زعم أن القرآن مخلوق فكأنمَّا عَبْد اللات والعزى، احكها عني يا أَبَا مُوسَى أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْن الْحُسَيْن بْن حبان، قَالَ: وجدتُ فِي كتاب أبي، بِخط يده، عَن يَحْيَى بْن معين، قَالَ: هارون بْن معروف ثقة أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: هارون بْن معروف سكن بغداد، ثقة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بْن مهران، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي، قَالَ: وسئلَ أَبُو علي صالِح بْن مُحَمَّد، عن هارون بْن معروف، فقال: ثقة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: سنة إحدى وثلاثين ومائتين فيها مات هارون بْن معروف البغدادي أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: سمعتُ هارون بْن معروف، يَقُولُ: سنة سبع وعشرين ومائتين، أَنَا فِي سبعين سنة، ومات هارون سنة إحدى وثلاثين ومائتين أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي: مات هارون بْن معروف فِي آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين، وقد رَأَيْته، ودخلت إِلَيْهِ فِي منزله وكان لا يخضب(16/19)
7303- هارون أمير المؤمنين الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ويكنى أبا جعفر
استخلف بعد أبيه المعتصم، وكان يسكن سر من رأى فأَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: وبويع هارون بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبوه المعتصم بسر من رأى، وهو يومئذ ابن تسع وعشرين سنة، وورد رسوله إلى بغداد يوم الجمعة على إسحاق بن إبراهيم فلم يظهر ذَلِكَ، ودعا للمعتصم على منبري بغداد وهو ميت، فلما كان من الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد والناس بِحضور دار أمير المؤمنين فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ البيعة، فبايع الناس أَخْبَرَنَا الأزجي، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد المفيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بشر الدولابي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي، قَالَ: ولد هارون الواثق بالله ابن المعتصم بالله بن هارون الرشيد سنة تسعين ومائة، وأمه أم ولد، يقال لَها: قراطيس، وولي الخلافة سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي لست أيام بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين ومائتين أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن البراء، قَالَ: الواثق بالله كنيته أبو جعفر، ولد بطريق مكة أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمر بن حفص السدوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن يزيد، قال: واستخلف هارون بن أبي إسحاق الواثق بالله في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي يوم الأربعاء في ذي الحجة لثلاث بقين سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، فكانت خلافته خَمس سنين وثلاثة أشهر وخمسة عشر يومًا، وكانت أمه أم ولد، يقالُ لَها: قراطيس، وكنيته أبو جعفر أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: الواثق يكنى أبا جعفر، وهو هارون بن محمد المعتصم، وكانت أمه مولدة، ومولده سنة ست وتسعين ومائة، ولَما مات المعتصم وتولى الواثق الخلافة كتب دعبل بن علي الخزاعي أبياتًا ثُم أتى بِها الحاجب، فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام، وقل: مديح الدعبل، قال فأخذ الحاجب الطومار، فأدخله إلى الواثق ففضه، فإذا فيه:
الحمد لله لا صبر ولا جلد ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لَم يَحزن له أحد وآخر قام لَم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشؤم يتبعه وقام هذا وقام الويل والنكد
فطلب فلم يوجد أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو حامد أحمد بن الحسين المروزي، إجازة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الخضر، قال: قال الأمير منصور بن طلحة يَمدح الواثق بالله:
إن الذي بعث النبي محمدًا وهب الخلافة للإمام المهتدي
قمر إذا أجدى ونار إن سطا لا يعدلان عن الطريق الأقصد
أشرب على وجه السرور مدامة حَمراء كالعيوق أو كالفرقد
من كف أغير قد تضرج كفه من لونِها أو خده المتورد
حدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكاتب أبو علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن عجلان، قَالَ: أَخْبَرَنِي حمدون بن إسماعيل، قال: كتب محمد بن حماد بْن دنْقَش، للواثق بيتين من شعر هما:
جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى وقلت لَها عفي عن الطلب النزر
فإن أمير المؤمنين بكفه مدار رحى الأرزاق دائبة تجري
فوقع: جذبك نفسك عن امتهانِها دعا إلى صونك بسعة فضلي عليك، فخذ ما طلبت هنيئًا حدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمَّد بن عروة، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى، قال: حدَّثَنِي علي بن محمد، قال: سمعت خالي محمد بن أحمد بن حمدون، يقول: دخل هارون بن زياد مؤدب الواثق، على الواثق فأكرمه وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟ فقال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله، وأدناني من رحمة الله عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن يحيى النديم، قَالَ: حَدَّثَنَا الخزنبل، قال: أمر الواثق ابن أبي دؤاد أن يصلي بالناس في يوم عيد وكان عليلًا؛ فلما انصرف، قال له: يا أبا عبد الله، كيف كان عيدكم؟ قال: كنا في نَهار لا شمس فيه، فضحك، وقال: يا أبا عبد الله، أنا مؤيد بك، قلت: وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله عل التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بِخلق القرآن، ويقال: إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته فأَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: حدَّثَنِي حامد بن العباس، عن رجل، عن المهتدي: أن الواثق مات وقد تاب عن القول بِخلق القرآن أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عمران، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى، قال: حدَّثَنِي عبد الله بن المعتز، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن هارون النحوي، عن محمد بن عطية، مؤدب المهتدي، قال: قال محمد ابن المهتدي: كنت أمشي مع الواثق في صحن داره، فقال لي: يا محمد ادع لي بإداوة وقرطاس فدعوت له، فقال: اكتب، فكتبت:
تنح عن القبيح ولا ترده ومن أوليته حسنا فزده
ستكفي من عدوك كل كيد إذا كاد العدو ولم تكده
ثُمَّ قال: اكتب:
هي المقادير تجري في أعنتها واصبر فليس لَها صبر على حال
ثم أفكر طويلًا فلم يأته شيء آخر، فقال: حسبك أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو عبيد الله المرزباني، قَال: أَخْبَرَنِي محمد بن يحيى، قَالَ: حدَّثَنِي علي بن محمد بن نصر بن بسام، قَالَ: حدَّثَنِي خالي أحمد بن حمدون، قال: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شيء فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح بن خاقان نَحتال لنشاطه، فرآني أضاحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف، حيث يقول:
عدل من الله أبكاني وأضحككم فالْحمد لله عدل كل ما صنعا
اليوم أبكي على قلبي وأندبه قلب ألَح عليه الحب فانصدعا
للحب في كل عضو لي على حدة نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا
فقال الفتح: أنت، والله، يا أمير المؤمنين في وضع التمثيل موضعه أشعر منه وأعلم وأظرف أَخْبَرَنَا باي بن جعفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: سمعتُ الْحُسَيْن بْن فهم، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم، يَقُولُ: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب من خلفاء بني العباس ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير أَخْبَرَنَا أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد الرازي الواعظ، في كتابه إلينا بِخطه، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الواحد بن محمد المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن علي أبو الحسن الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن عبد الله بن يحيى البرمكي، قَالَ: حَدَّثَنَا زرقان بن أبي دؤاد، قال: لَما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:
الموت فيه جَميع الخلق مشترك لا سوقة منهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تفاقرهم وليس يغني عن الأملاك ما ملكوا
ثُمَّ مر بالبسط فطويت، وألصق خذه بالأرض، وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه أَخْبَرَنَا التنوخي، قال: أَخْبَرَنِي أبي، قال: حدَّثَنِي الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمد الواثقي، قال: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي أحمد بن محمد، أمير البصرة، قال: حدَّثَنِي أبي، قال: كنت أحد من مَرَّضَ الواثق في علته التي مات فيها، فكنت قائمًا بين يدي الواثق أنا وَجَمَاعة من الأولياء والموالي والخدم؛ إذ لَحِقَتْهُ غشية، فما شككنا أنه قد مات، فقال بعضنا لبعض: تقدموا فاعرفوا خبره، فما جسر أحد منهم يتقدم، فتقدمت أنا، فلما صرت عند رأسه وأردت أن أضع يدي على أنفه أعتبر نفسه لَحقته إفاقة ففتح عينيه، فكدت أن أموت فزعًا من أن يراني قد مشيت في مجلسه إلى غير رتبتي، فتراجعت إلى خلف، وتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس وعثرت به، فاتكأت عليه، فاندق سيفي وكاد أن يدخل في لَحْمِي ويَجرحني، فسلمت وخرجت، فاستدعيت سيفًا ومنطقة أخرى، فلبستها وجئت حتى وقفت فِي مرتبتي ساعة، فتلف الواثق تلفًا لَم تشك جَماعتنا فيه، فتقدمت فشددت لِحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إلى القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا ما تَحْتَه في المجلس ليردوه إلى الخزائن؛ لأن جَميعه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت، وقال لي ابن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يَحفظ الميت إلى أن يدفن، فأحب أن تكون أنت ذلك الرجل، وقد كنت من أخصهم به في حياته، وذلك أنه اصطنعني واختصني حتى لقبني الواثقي باسمه، فحزنت عليه حزنًا شديدًا، فقلت: دعوني وامضوا، فرددت باب المجلس وجلست في الصحن عند الباب أحفظه، وكان المجلس في بستان عظيم أجربة، وهو بين بستانين، فحسست بعد ساعة في البيت بِحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي، فإذا بِجرذون من دواب البستان قد جاء حتى استل عين الواثق فأكلها، فقلت: لا إله إلا الله هذه العين التي فتحها منذ ساعة، فاندق سيفي هيبة لَها، صارت طعمة لدابة ضعيفة، قال: وجاءوا فغسلوه بعد ساعة، فسألني ابن أبي دؤاد عن سبب عينه، فأخبرته، قال: والجرذون دابة أكبر من اليربوع قليلًا أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن البراء، قال: ومات الواثق بالله بالقصر الهاروني من سر من رأى يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة، وخلافته خَمس سنين وتسعة أشهر وخمسة أيام أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي الدُّنْيَا، قال: حدَّثَنِي أحمد ابن الواثق، قال: بلغ أبي ثَمانيًا وثلاثين سنة، قال ابن أبي الدنيا: مات الواثق بسر من رأى يوم الأربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وصلى عليه جعفر أخوه، ودفن هناك، وكانت خلافته خَمس سنين وشهرين وأحد وعشرين يومًا، وكان أبيض يعلوه صفرة، حسن اللحية، في عينه نكتة(16/22)
7304- هارون بن أبي هارون العبدي
حدث عن: أبي المليح الرقي، وبقية بن الوليد الحمصي، روى عنه: جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألتُ موسى بن إسحاق عنه، فقال: هو صدوق.
(4595) -[16: 29] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مَسْلَمَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَاشِمٌ الأَوْقَصُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ فِيهِ صَلاةٌ ".
قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ ابْنُ عُمَرَ يَدَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ، وَيَقُولُ: صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا رَوَاهُ هَارُونُ، عَنْ بَقِيَّةَ، وَخَالَفَهُ أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ
(4596) -[16: 29] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْوَنَةَ، عَنْ هَاشِمٍ الأَوْقَصِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَفِي ثَمَنِهِ دِرْهَمٌ مِنْ حَرَامٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ ".
ثُمَّ أَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا
(4597) -[16: 30] ، خَالَفَهُمَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، فَقَالَ: مَا أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيُّ بِهَا قَالَ: أَخْبَرَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلانَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ جَعْوَنَةَ، عَنْ هَاشِمٍ الأَوْقَصِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً مَا دَامَ عَلَيْهِ ".
ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ جَعْوَنَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَامِرِيُّ أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الآبَنُوسِيُّ لَفْظًا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ(16/29)
7305- هارون بن عبد الله بن مروان أبو موسى البزاز المعروف بالْحَمَّال
سَمِعَ: سفيان بن عيينة، وابن أبي فُدَيْك، وسيار بن حاتم، ومعن بن عيسى، وأبا أسامة، وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة، وأبا عاصم النبيل، وأبا عامر العقدي، روى عنه: ابنه موسى، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم الحربي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن محمد البراثي، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بْن صاعد، وكان ثقة حافظًا، عارفًا.
أَخْبَرَنِي عَبْد الغفار بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المؤدب، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بن أحمد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن الفضل أبو العباس المؤذن، جارنا، قال: سمعت هارون بن عبد الله الحمال، يقول: جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدق الباب عليَّ، فقلت: من هذا؟ فقال: أنا أحمد، فبادرت أن خرجت إليه فمساني ومسيته، قلت: حاجة يا أبا عبد الله؟، قال: نعم.
شغلت اليوم قلبي، قلت: بِماذا يا أبا عبد الله؟ قال: جزت عليك اليوم وأنت قاعد تُحَدِّثُ الناس في الفيء، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر، لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد مع الناس.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن الفرات، قال: أَخْبَرَنَا الحسن بن يوسف الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بكر المروذي، أنه سأل أبا عبد الله، عن هارون الحمال، قال: فقلت: أكتب عنه؟ قال: إي والله، قلت: إنهم حكوا عنك أنك سكت حين سألوك، قال: ما أعرف هذا.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاب، قال: وسمعته، يعني: إبراهيم الحربي، يقول: كان هارون بن عبد الله صدوقًا، لو كان الكذب حلالًا لتركه تنزهًا أَخْبَرَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن القاسم الهمداني، بأطرابلس، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن النسائي، قال: هارون بن عبد الله الحمال ثقة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا جعفر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: سنة ثلاث وأربعين ومائتين فيها مات هارون بن عبد الله الحمال، وكان لا يخضب أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن خلف البزاز، قَالَ: مات هارون بْن عَبْد الله الحمال لعشر مضين من شوال، سنة تسع وأربعين ومائتين، كذا قَالَ، وهو وهم، والصواب سنة ثلاث أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن الحسين بن بندار الأذني بِمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عبد الحميد الغضائري، قال: وتوفي هارون بن عبد الله بن مروان البزاز، وكان يلقب بالحمال، سنة ثلاث وأربعين ومائتين(16/31)
7306- هارون بْن مُسْلِم بْن سعدان الكاتب من أهل سر من رأى، حَدَّث عَن: مسعدة بْن صدقة العبدي، روى عَنْهُ: رجاء بْن يَحْيَى العبرتائي.
(4598) -[16: 33] أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجَاءُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَبَرَتَائِيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ سَعْدَانَ الْكَاتِبُ، بِسُرَّ مَنْ رَأَى، سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ، وَلا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَأْثُرَ عَنْ مُؤْمِنٍ "، أَوْ قَالَ: " عَنْ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ قَبِيحًا ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يُحَدِّثَ بِحَدِيثِ أَخِيهِ إِلا أَنْ يَسْتَأْذِنَهُ إِلا أَنْ يَكُونَ فِقْهًا أَوْ ذِكْرًا بِخَيْرٍ(16/33)
7307- هارون بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان والد أبي حامد الحضرمي
حَدَّث عَن: أصرم بْن حوشب الهمداني، روى عَنْهُ: ابنه مُحَمَّد بْن هارون.
(4599) -[16: 34] أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ الْبَيِّعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، وَهُوَ يُصَلِّي فَأَشَارَ إِلَيَّ: " مَا صَنَعْتَ؟ "، وَأَوْمَأَ هِشَامٌ بِيَدِهِ، كَيْفَ صَنَعَ؟(16/33)
7308- هارون بن سفيان بن راشد أبو سفيان المستملي المعروف بِمكحلة
حدث عن: محمد بن حرب الخولاني، وبقية بن الوليد، ويعلى بن الأشدق، ويحيى بن سليم الطائفي، روى عنه: عُبَيْد العجل، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.
(4600) -[16: 34] أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَعْرُوفُ بِمُكْحَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو ابْنِ سُهَيْلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "
(4601) -[16: 35] أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْجَعْدِ فِي دَرْبِ الآجُرِّ نَهْرِ طَابَقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ الْمُسْتَمْلِي الْكَبِيرُ مُكْحَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الأَشْدَقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَرَسٍ، فَرَكِبَهُ، وَقَالَ: " يَرْكَبُ هَذَا الْفَرَسَ مَنْ يَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي ".
فَرَكِبَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَخْبَرَنَا الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر بن خشيش، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن هانئ النيسابوري، قال: سمعت هارون المستملي، يقول: قال لي أبو نعيم: يا هارون، اطلب لنفسك صناعة غير الحديث، فكأنك بالحديث قد صار على مزبلة.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن إسحاق السراج، قال: مات هارون مكحلة ببغداد في شعبان سنة سبع وأربعين ومائتين(16/34)
7309- هارون بن سفيان بن بشير أبو سفيان مستملي يزيد بن هارون يعرف بالديك
حدث عن: يزيد بن هارون، ومعاذ بن فضالة، وأبي زيد النحوي، وزياد بن سهل الحارثي، ومطرف بن عبد الله المديني، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن جعفر الرقي، روى عنه: جعفر بن محمد بن كزال، وعبيد العجل، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن إسحاق المدائني.
(4602) -[16: 36] أَخْبَرَنِي الأَزَجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَعْرُوفُ بِالدِّيكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَهْلٍ الْحَارِثِيُّ أَبُو سُفْيَانَ، وَكَانَ ثِقَةً بَصْرِيًّا، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ الأَنْصَارِيَّةُ، وَكَانَتْ أُخْتَ أُمِّ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: " مَا تَقُولُونَ؟ "، قَالُوا: لا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا، قَالَ: " لَكِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْرَ مَا عَلِمْتُمْ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا حَالُهُ؟ قَالَ: " قَبِلَ شَهَادَتَكُمْ فِيهِ، وَغَفَرَ لَهُ مَا لا تَعْلَمُونَ " قرأت على البرقاني، عن المزكي، قال: أَخْبَرَنَا السراجي، قال: مات هارون بن سفيان الديك ببغداد سنة إحدى وخمسين أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن هارون بن سفيان المستملي مات في سنة خَمسين ومائتين، وذكر عبد الباقي فيما بعد أنه مات في سنة إحدى وخمسين، وقال: أَخْبَرَنِي ابنه بذلك(16/36)
7310- هارون بْن أَحْمَد أَبُو القاسم الورداني بلخي، نَزَلَ بغداد، وحدث بِهَا عَن: النضر بْن شميل، روى عَنْهُ: القاضي المحاملي، وَمُحَمَّد بْن مخلد الدوري.
(4603) -[16: 37] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَلْخِيُّ الْوَرْدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، يَعْنِي: ابْنَ شُمَيْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَنَالُ مِنْ وُجُوهِنَا وَهُوَ صَائِمٌ ".
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفَارِسِيُّ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ(16/37)
7311- هارون بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أبان بْن أبي حمزة أَبُو مُوسَى الكاتب المعروف بابن الزَّيَّات
حَدَّث عَن: سُلَيْمَان بْن أبي شيخ، وَمُحَمَّد بْن صالِح بْن النطاح، والزبير بْن بكّار، وعمر بْن شبة، وَأَحْمَد بْن أبي خيثمة، ومغيرة بْن مُحَمَّد المهلبي.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الملك التاريخي، وعبيد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن السكري، والقاضي المحاملي، والحسين بْن القاسم الكوكبي، وكان ثقة.
(4604) -[16: 38] قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيِّ بِخَطِّهِ، ثُمَّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتُ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ النَّطَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْيَقْظَانِ سُحَيْمُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ عَزَمَ عَلَى أَنْ يَحُجَّ وَيَقْبِضَ مَالا لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَخَرَجَ بِمَنْ خَفَّ مَعَهُ فَبَلَغَنِي، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَرَأَيْتُ خَيْلا مَرْبُوطَةً وَآلَةً مِنْ آلَةِ الْحَرْبِ، فَقُلْتُ لَهُ: تُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ؟ قَالَ: إِي، وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هذا حديث غريب من حديث عَبْد الله بْن الزبير، عَن الزبير، تفرَّد بِهِ أَبُو اليقظان عَن جويرية، ولم نكتبه إلا عَن القاضي المحاملي.(16/38)
7312- هارون بن مسعود أبو موسى الدهان المؤذن حَدَّث عَن: عَبْد الله بْن داود الخريبي، وأبي عتَّاب الدلال، وعلي بْن إِسْحَاق الْمَرْوَزِيّ، وذَوَّاد بْن سَعِيد الْكِنْدِي الْبَصْرِيّ، روى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المطرز، والحسن بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المجيد المقرئ، وَمُحَمَّد بْن مخلد الدُّوري.
(4605) -[16: 39] أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمُطَرِّزُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ الدَّلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " أَخْبَرَنَا السِّمْسَار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصَّفَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قانع: أنَّ هارون بْن مَسْعُود مؤذن مسجد دار عُمارة ماتَ فِي سنة ست وستين ومائتين(16/39)
7313- هارون بْن الْعَبَّاس أَبُو الْعَبَّاس الهاشمي حَدَّث عَن: إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، وأبي مُوسَى إِسْحَاق بْن مُوسَى الْأنْصَارِيّ، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، وأبي مُصعب الزُّهْرِيّ، وداود بْن سُلَيْمَان الخراساني.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الملك التاريخي.
وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مَخْلَد العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن الْعَبَّاس الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأنْصَارِيّ، قَالَ: سمعتُ مَعْن بْن عيسى، يَقُولُ: إن طالَ بالناس زمانٌ كَانَ كلام مالك مثل رواية ابن عَون وابن سيرين أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: قُرئ عَلَى ابن المنادي، وأنا أسمعُ، قَالَ: وجاءنا الخَبَر بوفاة هارون بْن الْعَبَّاس الهاشمي الْإِمَام، أنّها كانت بالرويثة، وقيل: بالعرج، فِي آخر ذي الحجة سنة خمس وسبعين، ثُمَّ حمل فدُفِنَ بالمدينة فِي أول المحرم سنة ست وسبعين، وكان قد استكمل سبعًا وستين سنة، وميلاده كَانَ فِي سنة ثمان ومائتين(16/40)
7314- هارون بْن عيسى المدائني حَدَّث عَن: إِبْرَاهِيم بْن نافع، أظنُّه الجَلاب، رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس بْن عُقْدة الحافظ.(16/41)
7315- هارون بْن عيسى أَبُو جَعْفَر الهاشمي المنصوري والد مُحَمَّد بْن هارون المعروف بابن بُرَيْه
حَدَّث عَن: صالِح بْن جميل المَدَني الزَّيَّات، وداود بْن عَمْرو الضَّبي، والْحُسين بْن عَمرو العَنْقزي.
رَوى عَنْهُ: زكريا بْن يَحْيَى والد القاضي أَبي الفرج بْن طرارا، وعبد الخالق بْن الْحَسَن بْن أبي رُؤبة الْمُعدل، ودَعْلج بْن أَحْمَد السجستاني.
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ، فقال: لَيْسَ بالقوي.
(4606) -[16: 41] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رُؤْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عِيسَى الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا، فَإِنْ عَجَلَتْ بِكَ حَاجَةٌ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالْمَسْجِدِ، وَرَكْعَتَيْنِ فِي أَهْلِكَ "(16/41)
7316- هارون بْن عيسى أَبُو حامد الخيَّاط سَمِعَ: أَحْمَد بْن حنبل، رَوَى عَنْهُ: ابن مخلد.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن طَلْحَة الكَتَّاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخَزَّاز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن عيسى أَبُو حامد الخيَّاط، قَالَ: سُئِلَ أَحْمَد بْن حنبل، وأنا شاهد، عَن رجلٍ حَلَف بالطلاق ثلاثًا أن لا يتزوج ما دامت أمه فِي الأحياء؟ قَالَ: إن كَانَ قد تزوَّج لَم آمره أن يُطلق، وإن كَانَ لَمْ يتزوَّج لَمْ آمره أن يتزوَّج.
وسأله: ما تقولُ فِي الْمُسْكِر؟ فَقَالَ: لا آمر أن يشرب مُسْكرًا قَالَ ابن مَخْلَد: قَالَ لي هارون بْن عيسى: الَّذِي سأل أَبَا عَبْد الله، ابن عمتك.
قرأتُ فِي كتاب ابن مَخْلَد بِخطه: سنة ست وتسعين ومائتين، فيها مات أَبُو حامد هارون بْن عيسى الخياط جارُنا يوم الخميس لثلاث عشرة بَقين من جُمادى الأولى.(16/42)
7317- هارون بْن أبي هارون الْمُخَرِّميُّ
(4607) -[16: 42] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْكَتَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ الْمَخْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّكَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ بَرِيرَةَ، فَقَالَتْ لِي: أَرَى أَنَّ فِيكَ خِصَالا خَلِيقَ أَنْ تَلِيَ الأَمْرَ، فَإِنْ وَلِيتَهُ فَاتَّقِ الدِّمَاءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْفَعُ عَنْ بَابِ الْجَنَّةِ بَعْدَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا بِمِلْءِ مَحْجَمَةٍ مِنْ دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَرَاقَهُ "(16/42)
7318- هارون بْن يوسف بْن هارون بْن زياد أَبُو أَحْمَد المعروف بابن مقراض الشطوي سَمِعَ: مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أبي عُمر العَدَني، وأبا مروان مُحَمَّد بْن عثمان العثماني، والحسن بْن عيسى بْن ماسرجس النيسابوري، وأبا هشام الرفاعي.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم، وأبو بَكْر ابْن الجعابي، وعبد العزيز بْن جَعْفَر الخرقي، وأبو عَبْد الله ابْن العسكري، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، وأبو حفص ابن الزيات، وغيرهم.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري، قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يوسف السهمي، يَقُولُ: سمعتُ أَبَا بَكْر الإسماعيلي، يَقُولُ: أَبُو أَحْمَد هارون بْن يوسف بْن هارون القطيعي كَانَ ثَبْتًا أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: قُرئ عَلَى ابن المنادي، وأنا أسمعُ، قَالَ: ومات أَبُو أَحْمَد هارون بْن يوسف بْن هارون الشَّطوي يوم الأربعاء، لأربع عشرة خَلَون من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاث مائة(16/43)
7319- هارون بْن الْحُسَيْن وقيل الْحَسَن بْن سَعِيد بْن سابور أَبُو مُوسَى النَّجَّاد حَدَّث عَن: زيد بْن أخزم الطائي، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن المبارك المخرمي، والسري بْن عاصم الهمداني، وعلي بْن عبدة التميمي.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَحْمَد بْن جَعْفَر ابْن الخلال المقرئ، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ.
(4608) -[16: 44] أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُوسَى النَّجَّادُ، إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ فِي جِوَارِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ سَابُورَ الدَّقَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابْنَتِهِ فَاطِمَةَ: " مَا لِي لا أَسْمَعُكَ بِالْغَدَاةِ وَلا الْعَشِيِّ تَقُولِينَ: يَا حَيُّ، يَا قَيُّومُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي؟ ".
تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ هَارُونُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّجَّادُ بِإِسْنَادِهِ، وَكَذَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْخَلالِ فَسَمَّى أَبَاهُ الْحُسَيْنَ، وَأَمَّا ابْنُ مَخْلَدٍ فَسَمَّاهُ الْحَسَنَ(16/44)
7320- هارون بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حَمَّاد بْن زيد بن درهم الأزدي حدث عن: عباس الدوري، روى عنه: أبو القاسم الطبراني.
(4609) -[16: 45] ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن شهريار الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني.
قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمَّادٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْتَنِعُ مِنْ شَيْءٍ مِنْ وَجْهِي وَهُوَ صَائِمٌ " قَالَ سُلَيْمَان: لَم يروه عَن شُعْبَة إلا عَبْد السلام بْن حرب، ولا عَنْهُ إلا أَبُو نُعَيْم، تفرَّد بِهِ الْعَبَّاس.(16/45)
7321- هارون بْن عَلِيّ بْن الحكم أَبُو مُوسَى الْمُزّوِّق سَمِعَ: يعقوب بْن ماهان، وأبا عُمَر الدوري، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهري، والحسين بْن علي الصدائي، وزياد بْن أيوب الطوسي.
روى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادي، وَمُحَمَّد بْن حميد المخرمي، وعثمان المجاشي، وعمر بْن أَحْمَد بْن يوسف الوكيل، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: قُرئ عَلَى ابن المنادي، وأنا أسمعُ، قَالَ: وأبو مُوسَى هارون بْن علي المزوق، تُوُفِّيَ ليلة الثلاثاء، ودُفِنَ يوم الأربعاء لاثنتين وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة خمس وثلاث مائة(16/46)
7322- هارون بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو مُوسَى الْعُكْبَريُّ رَوى عَن: أَحْمَد بْن حنبل مسألة، وحدث عَن: أبي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، وسَعْدان بْن نَصْر، وغيرهما.
رَوى عَنْهُ: يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن سهل الخضيب الْعُكبري، وأبو بَكْر بْن بُخَيت الدقَّاق.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خَلَف بْن بُخَيْت، قَالَ: أَخْبَرَنِي جدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هارون بْن عَبْد الرَّحْمَن العكبري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: حدَّثَنِي عَبْد السلام بْن هاشم أَبُو عُثمان، عَن الْحَسَن بْن حُصَيْن أبي عُبيد الله بْن الْحَسَن، قَالَ: رأيتُ طاوسًا مرَّ بَروَّاس بِمكة قد أخرج رأسًا، فلما رآهُ صُعِق(16/46)
7323- هارون أَبُو مُحَمَّد الطَّرْسوسيُّ قدمَ بغداد، وحدث بِهَا عَن: أبي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، وَأَحْمَد بْن بُدَيْل الْكُوفيّ، وأبي أمية الطرسوسي، روى عنه: علي بن عمر السكري.
(4610) -[16: 47] أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ الطَّرَسُوسِيُّ فِي مَسْجِدِ جَامِعِ الرُّصَافَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانٍ: " اهْجُ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ "(16/47)
7324- هارون بْن مُحَمَّد بْن سَعْدان حَدَّث عَن: عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النَّرسي.
، رَوى عَنْهُ: أَبُو حَفْص بْن شاهين.
(4611) -[16: 48] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْخَلِيلِ الْجَلابُ وَهَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ الْبَغْدَادِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ الزَّبِيدِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَزُورُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ "(16/48)
7325- هارون بْن صاحب أَبُو مُوسَى الأرْبِنْجيُّ
(4612) -[16: 48] أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّلْمَاسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ صَاحِبٍ الأَرْبِنْجِيِّ قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: يَا أَهْلَ الْجُمَعِ تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ بَيْنَكُمْ، وَثَوَابُكُمْ عَلَيَّ "(16/48)
7326- هارون بْن مُوسَى بْن هارون بْن حيَّان أَبُو مُوسَى القَزْوينيُّ قدم بغداد، وحدث بِهَا عَن: أبي حاتِم الرازي، روى عَنْهُ: عَلِيّ بْن عُمَر الحربي.
(4613) -[16: 49] أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ حَيَّانَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ أَبُو حُصَيْنٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاق الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ كَانُوا يَصْعَدُونَ إِلَى السَّمَاءِ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ مِنَ الْوَحْيِ فَيَهْبِطُونَ بِهَا إِلَى الأَرْضِ، فَيَزِيدُونَ مَعَهَا تِسْعًا، فَيَجِدُ أَهْلُ الأَرْضِ تِلْكَ الْكَلِمَةَ حَقًّا وَالتِّسْعَ بَاطِلًا، فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمُنِعُوا تِلْكَ الْمَقَاعِدَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لإِبْلِيسَ، فَقَالَ: لَقَدْ حَدَثَ فِي الأَرْضِ حَدَثٌ، فَبَعَثَهُمْ فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو الْقُرْآنَ، فَقَالُوا: هَذَا وَاللَّهِ الْحَدَثُ، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ(16/49)
7327- هارون بْن مُحَمَّد بْن هارون أَبُو جَعْفَر الضَّبِّيُّ والد القاضي أبي عَبْد الله الْحُسَيْن بْن هارون وهو من أهل عمان،
سكنَ بغداد، وحدث بِهَا عَن: صالِح بْن مُحَمَّد بْن مهران الأبلي، وغيره.
روى عَنْهُ: ابنه القاضي أَبُو عَبْد الله.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الدَّارَقُطْنِيّ، وذكر هارون بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن عَلِيّ بْن مُوسَى بْن عُمَرو بْن جَابِر بْن يزيد بْن جَابِر، والد القاضي أبي عَبْد الله الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، فقال: يُكْنَى أَبَا جَعْفَر، استولى عَلَى الفضائل، وساد بعمان فِي حداثة سنه، ثُمَّ خَرَج عنها فَلقِيَ العلماء بمكة والكوفة والبصرة ودخل إلى مدينة السلام سنة خمس وثلاث مائة فعلت منزلته عِنْدَ السلطان، وارتفعَ قدره، وانتشرت مكارمه وعطاياه، وانتابه الشعراء من كل موضع، وامتدحوه وأكثروا، وأجزلَ صلاتهم، وأنفقَ أمواله فِي بر العلماء، والإفضال عليهم، وفي صلات الأشراف من الطالبيين والعباسيين، وغيرهم، واقتناء الكتب المنسوبة، وكان مبرّزًا فِي العلم باللغة والشعر والنحو ومعاني القرآن والكلام.
وكانت داره مجمعًا لأهل العلم فِي كل فن، إلى أن تُوُفِّيَ فِي سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.
قلت: كَانَ أسلاف الضبي مُلوكُ عُمان فِي قديم الدهر، ويزيد بْن جَابِر أدركَ الْإسْلَام فأسلمَ وَحسُنَ إسلامه، وهو يزيد بْن جَابِر بْن عامر بْن أسيد بْن سالِم بْن تيم بْن صبح بْن ذهل بْن مالك بْن بَكْر بْن سعد بْن ضبة بْن أد.
وقيل: إن سالِم بْن تَيم أول من دخل عُمان من بني ضبة فتملك بِهَا، ثُمَّ لم يزل ولده من بعده يرثون هناك السيادة والشرف، وأول من انتقلَ منهم هارون بْن مُحَمَّد الضبي.(16/49)
7328- هارون بْن عيسى بْن السكين بْن عيسى أَبُو يزيد الشيباني البلدي
قدم بغداد، وحدث بِهَا عَن: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بكير الحضرمي، وحميد بْن الربيع الْكُوفيّ، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن المظفر، وعبيد الله بْن خليفة البلدي، وقد ذكرنا لَهُ حديثًا فِي باب عُبَيْد الله.(16/51)
7329- هارون بْن سَعِيد أَبُو مُوسَى الدعاء حَدَّث عَن: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغيرة، حَدَّثَنَا عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير المقرئ النجار.
(4614) -[16: 51] أَخْبَرَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّعَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِعَبَّادَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَ جَلِيسَهُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يَقُولُ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ يَوْمُهُ ذَلِكَ فِي حِرْزِ اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحِرْزٌ عَلَيْهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَلا يَنْبَغِي لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ إِلا الإِشْرَاكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "(16/51)
7330- هارون بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الملك أَبُو مُوسَى الهاشمي حَدَّث عَن: القاسم بْن يَحْيَى بْن نَصْر ابْن أخي سعدان، والحسين بْن مُحَمَّد بْن عُفَيْر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نصر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي، وذكر أَنَّهُ سَمِعَ منه ببغداد.(16/52)
7331- هارون بْن عيسى بْن المطلب بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الله بْن عُبَيْد الله بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الله بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب أبو موسى الهاشمي الخطيب سَمِعَ: أَبَا القاسم البغوي، وأبا بَكْر بْن أبي داود، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، حَدَّثَنَا عَنْهُ: بُشْرَى بْن عَبْد الله الرومي، وَمُحَمَّد بْن عُمر بْن بُكير المقرئ، وأبو طالب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، وعبد العزيز بْن علي الأزجي.
(4615) -[16: 53] أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى هَارُونُ الْهَاشِمِيُّ الْخَطِيبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ وَصَبٌ ولا نَصَبٌ، وَلا هَمٌّ، وَلا حَزَنٌ، وَلا أَذًى، وَلا سَقَمٌ إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا ذُنُوبَهُ " قرأتُ بِخط أبي الفضل أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن دُودان الهاشمي: تُوُفِّيَ هارون بْن عيسى بْن المطلب الهاشمي فِي شعبان سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة.(16/52)
7332- هارون بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن أسْلَم بْن زيْد بْن أسْلم أَبُو القاسم القطان
حَدَّث عَن: أبي القاسم البغوي، وَأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الأدمي.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، وأبو عليّ ابْن المذهب.
(4616) -[16: 54] أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنِّي مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ، أَوْ خَبَّبَ امْرَأَةَ رَجُلٍ أَوْ مَمْلُوكَهُ "
(4617) -[16: 54] حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُذْهِبِ الْوَاعِظُ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ الْعَتِيقِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلافُ الْمَعْرُوفُ بِالْقَطَّانِ، إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الآدَمِيُّ الْمُقْرِئُ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا ضَمَّنِي وَإِيَّاهُ الْفِرَاشُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْتُ أَكْرَمَ أَزْوَاجِكَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " بَلَى يَا عَائِشَةُ ".
قُلْتُ: فَحَدِّثْنِي عَنْ أَبِي بِفَضِيلَةٍ، قَالَ: " حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الأَرْوَاحَ، اخْتَارَ رُوحَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ بَيْنِ الأَرْوَاحِ، وَجَعَلَ تُرَابَهَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَاءَهَا مِنَ الْحَيَوَانِ، وَجَعَلَ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، مَقَاصِيرُهَا فِيهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ الْبَيْضَاءِ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى آلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَسْلُبَهُ حَسَنَةً، وَلا يَسْأَلَهُ عَنْ سَيِّئَةٍ، وَإِنِّي ضَمِنْتُ عَلَى اللَّهِ كَمَا ضَمِنَ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَكُونَ لِي ضَجِيعًا فِي حُفْرَتِي، وَلا أَنِيسًا فِي وَحْدَتِي، وَلا خَلِيفَةً عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي إِلا أَبُوكِ يَا عَائِشَةُ، بَايَعَ عَلَى ذَلِكَ جِبْرِيلُ، وَمِيكَائِيلُ، وَعَقَدْتُ خِلافَتَهُ بِرَايَةٍ بَيْضَاءَ، وَعُقِدَ لِوَاؤُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، قَالَ اللَّهُ لِلْمَلائِكَةِ: رَضِيتُمْ مَا رَضِيتُ لِعَبْدِي؟ فَكَفَى بِأَبِيكِ فَخْرًا أَنْ بَايَعَ لَهُ جِبْرِيلُ، وَمِيكَائِيلُ، وَمَلائِكَةُ السَّمَاءِ، وَطَائِفَةٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ يَسْكُنُونَ الْبَحْرَ، فَمَنْ لَمْ يَقْبَلْ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ ".
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَبَّلْتُ أَنْفَهُ وَمَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: " حَسْبُكِ يَا عَائِشَةُ، فَمَنْ لَسْتِ بِأُمِّهِ فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِنَبِيِّهِ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَرَّأَ مِنَ اللَّهِ وَمِنِّي فَلْيَتَبَرَّأْ مِنْكِ يَا عَائِشَةُ ".
قُلْتُ: لا يَثْبُتُ هَذَا الْحَدِيثُ، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَلَعَلَّهُ شُبِّهَ لِهَذَا الشَّيْخِ الْقَطَّانِ، أَوْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ، مَعَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ بَابِشَاذَ الْبَصْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَاشَاذَ، رَاوِي مَنَاكِيرَ عَنِ الثِّقَاتِ وقد كَانَ فِي أصل ابن المذهب أحاديث صالحة عَن هارون القطان عَن البغوي، وكلها مستقيمة، وسألتُ ابن المذهب عَنه، فقال: كَانَ يسكن دار البطيخ العليا التي عند دار إِسْحَاق، ولَم يكن ممن يُظن بِهِ الكذب، ولا تلحقه التهمة؛ لأنه لم يكن ممن يتصدى للحديث ولا يُحْسنه، وكان من أهل القرآن والخير.(16/53)
7333- هارون بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى أَبُو القاسم القاضي حَدَّث عَن: يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول الأزرق، وَأَحْمَد بْن عُثمان بْن يَحْيَى الأدمي، وأبي عُمر مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد اللغوي.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: عَبْد العزيز بْن عليّ الأزَجِيّ، والقاضي أَبُو عَبْد الله الصَّيْمَري، وقال لي الصيمري: سمعتُ منه بباب الطَّاق(16/55)
7334- هارون بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى أَبُو بَكْر المقرئ الدَّقَّاق سَمِعَ: أحمد بْن سَلْمَان النَّجَّاد، وأبا بَكْر الشافعي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الحكم المؤدب.
حدَّثَنِي عَنْهُ: عَبْد العزيز الأزجي.(16/56)
ذكر من اسْمُه هشام(16/56)
7335- هشام بْن عُروة بْن الزبير بْن العَوَّام أَبُو المنذر وقيل أَبُو عَبْد الله الأسدي الْمَدِينِيّ رأى: عَبْد الله بْن عُمَر، وجابر بْن عَبْد الله، وأنس بْن مالك، وسَهْل بْن سعد.
وسمع: عمه عَبْد الله بْن الزبير، وأباهُ عروة بْن الزبير، ووهب بْن كيسان، وَمُحَمَّد بْن المنكدر، وكريبًا مولى ابن عَبَّاس، وابن شهاب الزُّهْرِيّ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ، وأيوب السختياني، ومالك بْن أنس، وعبيد الله بْن عُمَر العمري، وابن جُريج، وسُفيان الثوري، والليث بْن سعد، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سَعِيد القَطَّان، ووكيع بْن الجراح، وجماعة سواهم يتسع ذكرهم.
قدم هشام عَلَى أبي جَعْفَر المنصور بغداد، فأدركه أجله بها.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بْن مُوسَى الصيرفي، قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، يَقُولُ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد أكبر من هشام بْن عروة، وقد بلغني أن يَحْيَى بْن سَعِيد يروي عَن هشام بْن عروة.
قَالَ هشام بْن عروة: رأيتُ سهل بْن سعد، وجابر بْن عَبْد الله، وأنس بْن مالك، وابن عُمَر.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الحميدي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَن هشام بْن عروة، قَالَ: أتي بي إلى عَبْد الله بْن عُمَر، فمسح عَلَى رأسي وصلى عليّ، يَقُولُ: ودعا لي أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن بكير، عَن هشام بْن عروة، قَالَ: رأيتُ ابن عُمَر لَهُ جمَّة، أظنُّها تضربُ أطرافَ منكبيه وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد أيضًا، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، عَن هشام بْن عروة، قَالَ: رأيتُ جَابِر بْن عَبْد الله، وابن عُمَر، ولكل واحد منهما جُمَّة أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قُرئ عَلَى أبي عليّ ابْن الصواف، وأنا أسمع، حدثكم جَعْفَر بْن مُحَمَّد الفريابي، قَالَ: حَدَّثَنَا منجاب، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن مُسهر، عَن هشام، قَالَ: انطلق بي، وبأخ لي، يُقال لَهُ: مُحَمَّد، إلى عَبْد الله بْن عُمَر، فصعد بنا إِلَيْهِ وهو عَلَى المروة، فأخذنا فأجلسنا فِي حجره، وقبلنا، وأنا يومئذ ابن عشر سنين أو نحو ذَلِكَ، قَالَ: وله جميمة قد فرّقها من مُقدم رأسه ومن مؤخره وقال منجاب: أَخْبَرَنَا عليّ بْن مسهر، عَن هشام، قَالَ: رأيتُ عَبْد الله بْن الزبير إذا صلى العَصر، قام فصفّنا خلفه، فصلى بنا ركعتين وقال: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مسهر، عَن هشام، قَالَ: رأيتُ عَبْد الله بْن الزبير بِمكة، يصعد المنبر يوم الجمعة، وفي يده عصا، فيسلم ثُمَّ يجلس عَلَى المنبر، ويؤذن المؤذنون، فإذا فرغوا من أذانِهم قام فتوكأ عَلَى العصا، فخَطَب، فإذا فرغَ من خطبته جلس من غير أن يتكلم، ثُمَّ يقوم فيخطب، فإذا فرغ من خطبته نَزَل أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزَّاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الصَّواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عمرو بْن علي، قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن داود، يَقُولُ: طلحة بْن يَحْيَى، والأعمش، وهشام بْن عروة، وعمر بْن عَبْد العزيز، ولدوا مقتل الْحُسَيْن قَالَ أَبُو حفص: مقتل الْحُسَيْن سنة إحدى وستين.
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذهبي، وَأَحْمَد بْن عَبْد الله الوراق، قالا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار، قَالَ: حدَّثَنِي مصعب بْن عُثمان، عَن المنذر بْن عَبْد الله، قَالَ: ما سمعتُ من هشام بْن عروة رفثًا قط إلا يومًا واحدًا، فإن رجلا من أهل البصرة كَانَ يلزمه، قَالَ: يا أَبَا المنذر، نافعٌ مولى ابن عُمَر كَانَ يُفضل أباك عروة عَلَى أخيه عَبْد الله.
فقال: كذب نافع، وما يُدري نافعًا عاض بظر أمه؟ عَبْد الله، والله، خيرٌ وأفضل من عروة أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأحوص مُحَمَّد بْن الهيثم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهيب، قَالَ: قَدِمَ علينا هشام بْن عروة، فكان فينا مثل الْحَسَن، وابن سيرين أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار، قَالَ: أَخْبَرَنِي عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: قَالَ أميرُ المؤمنين المنصور، لِهشام بْن عروة، حين دخل عَلَيْهِ هشام: يا أَبَا المنذر.
تذكرُ يوم دخلت عليك أَنَا وإخوتي الخلائف، وأنتَ تشربُ سويقًا بقصبة يَرَاع، فلما خرجنا من عندك، قَالَ لنا أبونا: اعرفوا لِهذا الشيخ حقه، فإنه لا يزال فِي قومكم بقية ما بقي؟ قَالَ: لا أذكرُ ذَلِكَ يا أمير المؤمنين، فلمّا خرج هشام، قِيلَ لَهُ: يذكرك أمير المؤمنين ما تمت بِهِ إِلَيْهِ، فتقول لا أذكره؟ ! فقال: لم أكن أذكرُ ذَلِكَ، ولم يعودني الله فِي الصدق إلا خيرًا
(4618) -[16: 59] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو بَشْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، إِمْلاءً فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي، قَالَ: وَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ دَيْنًا مِائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، شَبَّ فَتَيَانِ مِنْ فِتْيَانِنَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا أَكْرَهُ، فَبَوَّأْتُهُمْ، وَاتَّخَذْتُ لَهُمْ مَنَازِلَ، وَأَوْلَمْتُ عَنْهُمْ؛ ثِقَةً بِاللَّهِ، وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَرَدَّدَ عَلَيْهِ: مِائَةَ أَلْفٍ، مِائَةَ أَلْفٍ؟ اسْتِعْظَامًا لَهَا.
ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشَرَةِ آلافٍ.
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَعْطِنِي مَا أَعْطَيْتَ وَأَنْتَ طَيِّبُ النَّفْسِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي وَلِلْمُعْطَى لَهُ "، قَالَ: فَإِنِّي بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ. أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ وَالْخَلالُ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الْخَلالُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: أَهْوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ إِلَى يَدِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ يُقَبِّلُهَا فَمَنَعَهُ، وَقَالَ: يَابْنَ عُرْوَةَ، إِنَّا نُكْرِمُكَ عَنْهَا، وَنُكْرِمُهَا عَنْ غَيْرِكَ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عثمان بْن أبي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الله بْن جَعْفَر الْمَدِينِيّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن سَعِيد قَالَ هشام بْن عروة: جلستُ فِي مجلس فِيهِ مجمع من قريش، فحدثت بحديث، فأنكره علي بعضهم، فقلتُ: أَنَا سَمِعْتُهُ من أبي، فممن سَمِعْتُهُ أنت؟ فلم يكن عنده حُجَّة.
قَالَ يَحْيَى: رأيتُ مالك بْن أنس فِي النوم، فسألته عَن عُبَيْد الله بْن عُمَر، فقال شيئًا لا أحفظه، وسألته عَن هشام بْن عروة، فقال: أمّا ما حَدَّث بِهِ وهو عندنا فهو، أي كأنه يصححه، وما حَدَّث بِهِ بعد ما خرج من عندنا فهو فكأنه يُوَهِّنه أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خِراش، قَالَ: هشام بْن عُروة كَانَ مالك لا يرضاهُ، وكان هشام صدوقًا تدخلُ أخباره فِي الصحيح قَالَ ابن خِراش: بلغني أن مالكًا نقمَ عَلَيْهِ حديثه لأهل العراق، قدم الكوفة ثلاث مرات، قدمة كَانَ يَقُولُ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: سمعتُ عَائِشَة، وقدم الثانية، فكان يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أبي، عن عَائِشَة، وقدم الثالثة، فكان يَقُولُ: أبي، عَن عَائِشَة، سَمِعَ منه بأخرة وكيع، وابن نُمير، ومحاضر أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: وهشام بْن عروة ثبتٌ ثقةٌ، لم يُنكر عَلَيْهِ شيء إلا بعد ما صارَ إلى العراق، فإنه انبَسط فِي الرواية، فأنكرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ أهلُ بلده.
قَالَ جدي: والذي نَرَى أن هشامًا يَتسهَّل لأهل العراق، أَنَّهُ كَانَ لا يحدث عَن أَبِيهِ إلا بِما سمعه منه، فكان تسهله أن أرسَلَ عَن أَبِيهِ مما كَانَ يسمعه من غير أَبِيهِ، عَن أَبِيهِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: قلت، يعني: ليحيى بْن معين: هشام بْن عروة أحب إليك عَن أَبِيهِ، أو الزُّهْرِيّ؟ فقال: كلاهما، ولَمْ يفضل أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: وهشام بْن عُروة بْن الزبير كَانَ ثقة أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن شعيب الصابوني، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الله: ومات هشام بْن عروة ههنا أو بالكوفة أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار، قَالَ: وَتُوُفِّيَ هشام بْن عروة بِمدينة السلام عِنْدَ أمير المؤمنين أبي جَعْفَر فِي صحابته سنة ست وأربعين ومائة قَالَ الزبير: حدَّثَنِي شيخ من بني هاشم، قَالَ: تُوُفِّيَ هشام بْن عروة ومولى لأمير المؤمنين المنصور لَهُ عنده قدرٌ، فخرج بِهما فِي وقت واحد، فبدأ أميرُ المؤمنين المنصور بِهشام بْن عروة فصلى عَلَيْهِ، وكبر عَلَيْهِ أربع تكبيرات، ثُمَّ صلى عَلَى مولاهُ وكَبَّر عَلَيْهِ خمس تكبيرات.
قَالَ الزبير: كَبَّر عَلَيْهِ أربع تكبيرات بالْقُرشية، وكَبَّر عَلَى هذا خمس تكبيرات بالهاشمية أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن مهيار، واسمه مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى أَبُو أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عُليل، قَالَ: حدَّثَنِي عباد بْن يعقوب، قَالَ: حدَّثَنِي الزبير بْن بكار، وغيره من مشايخنا، قَالُوا: كَانَ هشام بْن عروة قد زار أمير المؤمنين المنصور، فتوفي عنده، قَالَ: فخرجَ المنصور للصلاة عَلَيْهِ، وقد تُوُفِّيَ فِي ذَلِكَ اليوم مولى للعباسيين، عظيم القدر عندهم فأحضر سريره مَعَ سرير هشام، قَالَ: فأمر المنصور بتقديم سرير هشام فصلى عَلَيْهِ وكبر أربعًا، ثُمَّ نحي وقُدم سرير مولاهم، فصلى عَلَيْهِ وكبر خمسًا، ثُمّ قَالَ: صلينا عَلَى هذا برأيه، وعلى هذا برأيه أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْم.
وَأَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم، قَالَ: مات هشام بْن عروة سنة خمس وأربعين ومائة أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: ومات هشام بْن عروة، وعبد الملك بْن أبي سُلَيْمَان سنة خمس وأربعين ومائة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن القاسم النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بْن مُجاهد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْأزْدِيّ، قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن داود، يَقُولُ: مات هشام بْن عروة سنة ست وأربعين ببغداد أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن علي الطناجيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زيد بْن عليَّ بْن مروان الْأنْصَارِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عقبة الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن حاتم، قَالَ: حَدَّثَنَا عبدة بْن سُلَيْمَان الكلابي، قَالَ: مات هشام بْن عروة سنة ست وأربعين ومائة أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المفيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن معاذ الْهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بْن عدي، قَالَ: وهشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام الأسدي تُوُفِّيَ سنة ست وأربعين ومائة ببغداد أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن صفوان البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن أبي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: هشام بْن عروة بْن الزبير يُكنى أَبَا المنذر، قَالَ الهيثم بْن عدي: تُوُفِّيَ ببغداد سنة ست وأربعين ومائة أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن حسنويه الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: هشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام، أمه أم ولد، يُكنى أَبَا المنذر، تُوُفِّيَ سنة ست وأربعين ومائة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ ابْن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عمرو بْن علي، قَالَ: ومات هشام بْن عروة سنة سبع وأربعين ومائة، ويُكنى أَبَا المنذر(16/56)
7336- هشام بْن الغاز بْن ربيعة أَبُو العباس وقيل أَبُو عَبْد الله الْجُرشي الشامي سَمِعَ: عطاء بْن أبي رباح، ونافعًا مولى ابن عُمَر، ومكحولا الدمشقي، وعُبادة بْن نُسَيٍّ، وحَيَّان أَبَا النضر.
رَوى عَنْهُ: عَبْد الله بْن المبارك، والوليد بْن مُسلم، ووكيع بْن الجراح، وشبابة بْن سوَّار، وغيرهم.
نزل هشام بغداد وحدث بِهَا، وولاه المنصور بيت المال.
(4619) -[16: 64] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ وَعُبَادَةَ بْنُ نُسَيٍّ، قَالا: مَرَّ سَلْمَانُ بِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَهُوَ مُرَابِطٌ بِبَعْضِ فَارِسٍ، فَقَالَ: أَلا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ يَكُونُ لَكَ عَوْنًا عَلَى مُرَابَطَتِكَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رِبَاطُ لَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُجِيرَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَجَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن مُحَمَّد المخرمي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، أن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن حاتِم حدثهم، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: كَانَ هشام بْن الغاز ببغداد أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام، يعني: ابن عمار، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن خَالِد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس هشام بْن الغاز الجرشي، وهو ثقة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ ابْن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: قَالَ أبي: هشام بْن الغاز صالِح الحديث أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج عَبْد السلام بْن عَبْد الوهاب الْقُرَشِيّ بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: سألتُ أبي عَن هشام بْن الغاز بْن ربيعة الجرشي، فقال: صالِحُ الحديث أَخْبَرَنَا ابنُ الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: قلتُ لعبد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم: هشام بْن الغاز ما أحسن استقامته فِي الحديث، قَالَ: وكان الوليد يُثني عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَخْلد، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: هشام بْن الغاز لَيْسَ بِهِ بأسٌ أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: قَالَ ابن عمّار: هشام بْن الغاز شاميٌّ ثقة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خراش، قَالَ: هشام بْن الغاز شاميٌّ، كَانَ من خيار الناس أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الباقي بْن قانع: أن هشام بْن الغاز مات فِي سنة ثلاث وخمسين ومائة أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح الْبَصْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المهندس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاويَة بْن صالِح، قَالَ: هشام بْن الغاز بْن ربيعة الجرشي، قَالَ أَبُو مسهر: مات قبل سَعِيد، يعني: ابن عَبْد العزيز، فِي سنة ست وخمسين، وكان عَلَى بيت مال أبي جَعْفَر أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن يَحْيَى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغَلابي، قَالَ: مات هشام بْن الغاز فِي سنة ست وخمسين ومائة، وكان هشام بْن الغاز عَلَى بيت مال أبي جَعْفَر(16/64)
7337- هشام بْن لاحق أَبُو عثمان المدائنيُّ
حَدَّث عَن: عاصم الأحول، ونُعيم بْن حكيم، رَوى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وهشام بْن بَهْرام المدائني.
(4620) -[16: 67] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ لاحِقٍ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ".
ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ ".
فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَاكَ فُلانٌ وَفُلانٌ فَحَيَّيْتَهُمَا بِأَفْضَلَ مِمَّا حَيَّيْتَنِي بِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ لَنْ، أَوْ لَمْ، تَدْعُ شَيْئًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} .
فَرَدَدْتُ عَلَيْكَ التَّحِيَّةَ " أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد: سألتُ أبي، عَن هشام بْن لاحق، فقال: كَانَ يحدث عَن عاصم الأحول، كتبنا عَنْهُ أحاديث، لَمْ يكن بِهِ بأسٌ، ورفع عَن عاصم أحاديث لم تُرفع أسندها إلى سلمان حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد الله القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: أَبُو عثمان هشام بْن لاحق المدائني لَيْسَ بِهِ بأس(16/67)
7338- هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب بْن بشر أَبُو المنذر الكلبي صاحب النسب حَدَّث عَن: أَبِيهِ، روى عَنْهُ: ابنه الْعَبَّاس، وخليفة بْن خيَّاط شباب، وَمُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وَمُحَمَّد بْن أبي السري، وأبو الأشعث أَحْمَد بْن المقدام، وغيرهم.
وهو من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدث بِهَا.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: مُحَمَّد بْن السائب الكلبي بْن بشر بْن عمرو بْن الحارث بْن عَبْد الحارث بْن عَبْد العزى بْن امرئ القيس بْن عامر بْن النعمان بْن عامر بْن عبدود بْن كنانة بْن عوف بْن عُذرة بْن زيد اللات بْن رُفَيْدة بْن ثَوْر بْن كلب أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن أَحْمَد بْن علي المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الجهم الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن الفضل، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أبي السري، بغدادي، قَالَ: قَالَ لي هشام ابْن الكلبي: حفظت ما لم يحفظه أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد، كن لي عم يعاتبني عَلَى حفظ القرآن فدخلت بيتًا وحلفت أن لا أخرج منه حتى أحفظ القرآن، فحفظته فِي ثلاثة أيام، ونظرت يومًا فِي المرآة، فقبطت عَلَى لحيتي لآخذ ما دون القبضة، فأخذت ما فوق القبضة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم إِسْمَاعِيل بْن سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن القاسم بْن جَعْفَر الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النضر الفقيه، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم: دعاني ابن الكلبي يومًا فأقعدني فِي بيت خيش فرشه ميساني، وأطعمني فِي يوم حار فجلية، ثُمَّ قَالَ لي: لما مات أبي نَدِمَ المأمون أشد ندامة فِي الدُّنْيَا، قلت: أكان عذبه حتى مات؟ قَالَ: لا، قلت: فحبسه فِي ضيق؟ قَالَ: لا، قلت: فإنّما مات حتف أنفه؟ قَالَ: نعم، قلت: فما سببُ ندامته؟ قَالَ: لا، والله، ما أدري، هكذا حدَّثَنِي سعد غُلامنا أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد، قَالَ: سمعتُ أبي يَقُولُ: هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب الكلبي من يحدث عَنْهُ؟ إنّما هُوَ صاحب نسب وسمر، ما ظننت أن أحدًا يُحدث عَنْهُ بلغني أن هشام ابْن الكلبي مات فِي سنة أربع ومائتين، وقيل: سنة ست ومائتين.(16/68)
7339- هشام بْن سَعِيد أَبُو أحمد البزاز طالقاني الأصل
سَمِعَ: عَبْد الله بْن لهيعة، وأبا عوانة، ومُعاوية بْن سَلام، وحماد بْن زيد، وَمُحَمَّد بْن مُهاجر الْأنْصَارِيّ.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن عَبْد الله الحمَّال، وَمُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وأبو بَكْر بْن أبي خيثمة النسائي.
حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عبد الله القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شُعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أَبُو أَحْمَد هشام بْن سَعِيد بغدادي، لَيْسَ بِهِ بأس أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فَهْم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: هشام بْن سَعِيد البزاز يُكنى أَبَا أَحْمَد، وكان ثقة، مات قبل أن يسمع منه الناس قلت: أراد أَنَّهُ رَوى شيئًا يسيرًا، وعاجله أجله قبل أن تتسع روايته وينتشر حديثه.(16/70)
7340- هشام بن معدان كاتب أبي يوسف القاضي
خرج إلى بلاد المغرب، وسكن إفريقية، ومات بِها.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصري، قَالَ: حدَّثَنِي أبي أبو سعيد، قَالَ: حدَّثَنِي محمد بن موسى بن النعمان، قَالَ: حدَّثَنِي يحيى بن محمد بن خشيش، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن عمران، قَالَ: سمعت هشام بن معدان، قال: حضرت أبا العتاهية في مقبرة بغداد وهو ينشد، فقلت له: يا أبا العتاهية، ما أشعر ما قلت؟ قال قولي:(16/71)
7341- هشام بْن بَهْرام أَبُو مُحَمَّد المدائني حَدَّث عَن: أبي شهاب الحناط، وسُفيان بْن عُيَيْنَة، وهشام بْن لاحق، وحاتِم بْن إِسْمَاعِيل، وعليّ بْن مسهر، ومعافى بْن عمران، وعبد الله بْن رجاء الْمَكِّيّ.
روى عنه: عباس الدوري، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، وأحمد بن زياد السمسار، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي.
وكان ثقة.
وذكر عثمان بن خرزاذ: أَنَّهُ سَمِعَ منه ببغداد فِي سنة تسع عشرة ومائتين.
الناس في غفلاتِهم ورحى المنية تطحن
قال علي: قال أبي أبو سعيد: توفي هشام بن معدان بإفريقية سنة ثلاث عشرة ومائتين
(4621) -[16: 72] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ بَهْرَامَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يَحْتَكِرُ إِلا خَاطِئٌ "
(4622) -[16: 72] أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرِيِّ النَّهْرَوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِهِ، وَهُوَ أَتَمُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ بَهْرَامَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ مِصْرَ وَالشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ " قَالَ أَبُو غَالِبٍ: بَلَغَنَا أَنَّ شُيُوخَنَا كَتَبُوا هَذَا عَنْهُ، يَعْنِي: عَنْ هِشَامٍ؛ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وعلي ابْن الْمَدِينِيّ، وابنا أبي شيبة.(16/71)
7342- هشام بْن منصور بْن شبيب بْن حبيب بْن مالك بْن حوذ بْن كامل بْن نعمان بْن عَبْد الملك أَبُو سَعِيد السكسكي ويُعرف بالْيُخامري
حَدَّث عَن: كثير بْن هشام الكلابي، ويعقوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، وَأَحْمَد بْن سلمان الباهلي، وكان ضريرًا.
روى عنه: هيثم بْن خلف الدوري، وَأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل السوطي، وَمُحَمَّد بْن مخلد العطَّار.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن طلحة الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام بْن منصور الْيُخامري، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن مُحَمَّد، يعني: الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رفاعة بْن هرير، عَن جده، قَالَ: كَانَ لرافع بْن خديج خاتم فضه أخضر قرأتُ فِي كتاب مُحَمَّد بْن مَخْلد بِخطه: سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات الْيُخامري الضرير؛ هشام بْن منصور.(16/73)
7343- هشام بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هشام أَبُو مُحَمَّد التيْمُلي الْكُوفيّ
قدم بغداد عدة دُفعات، فسمع بِهَا من: أبي حفص الكتاني، وأبي طاهر المخلص، ومن بعدهما.
وآخر ما دَخلها قُبَيْل سنة عشر وأربع مائة.
وكان يسمع معنا فِي ذَلِكَ الوقت من أبي الْحَسَن بْن الصلت، وأبي الْحَسَن بْن رزقويه، وأبي الْحُسَيْن بْن بشران، ثُمَّ خرج إلى الكوفة، وأقام بِهَا دهرًا طويلا، إلى أن علت سنه وحدث، وكان قد سَمِعَ الكثير وكتب.
وله أدنى فهم وتصور.
(4623) -[16: 74] وَكُنْتُ قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ بِبَغْدَادَ حَدِيثًا وَاحِدًا حَدَّثَنِي بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْبُهْلُولِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا، وَأَصْدَقُ بَيْتٍ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ: أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلٌ "
(4624) -[16: 74] ثُمَّ سَهَّلَ اللَّهُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، فَسَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِيهِ هِشَامٌ عَنْهُ، وَحَدَّثَ هِشَامٌ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ الْمُقْرِئُ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْوَقَّاصِ الْعَامِرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حَافِظَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لَيَفْخَرَانِ عَلَى سَائِرِ الْحَفَظَةِ لِكَيْنُونَتِهِمَا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمَا لَمْ يَصْعَدَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِعَمَلٍ يُسْخِطُهُ ".
حدثني الصُّورِيُّ بِلَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ الصُّورِيُّ: فَوَافَقْتُهُ عَلَيْهِ وَطَالَبْتُهُ بِإِخْرَاجِ أَصْلِهِ فَوَعَدَنِي بِذَلِكَ، ثُمَّ طَالَبْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْهُ، ثُمَّ رَاجَعْتُهُ فِيمَا بَعْدُ، فَذَكَرَ أَنَّهُ اجْتَهَدَ فِي طَلَبِهِ وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: وَلا تَقْدِرُ عَلَيْهِ أَبَدًا، وَالَّذِي عِنْدَ الْبَغَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ مَحْصُورٌ مَشْهُورٌ مَحْفُوظٌ لا يُزَادُ فِيهِ وَلا يُنْقَصُ مِنْهُ، وَشَيْخُكُمْ أَبُو حَفْصٍ فَمِنَ الثِّقَاتِ، وَأَرَى لَكَ أَنْ تَخُطَّ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَلا تَذْكُرَهُ.
فَقَالَ لِي: لِمَ؟ أَتَظُنُّ بِي أَنِّي وَضَعْتُهُ أَوْ رَكَّبْتُهُ؟ فَقُلْتُ: هَذا لا يُؤْمَنُ، وَإِنْ أُحْسِنَ الظَّنُّ بِكَ /ذَلِكَ أَنْ يُقَالُ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْكَ حَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ طُولِبْتَ بِالأَصْلِ لِيُنْظَرَ فِيهِ فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَتُوَجِّهُ عَلَيْكَ فِيهِ الْحِمْلَ.
فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ حَدَّثَ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ
(4625) -[16: 75] قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُرْوَى مِنْ طَرِيقِ مُظْلِمٍ عَنْ شَرِيكٍ، وَهُوَ حَدِيثٌ لا أَصْلَ لَهُ، حَدَّثَنِيهِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعُتْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَرَاجِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْوَقَّاصِ الْعَامِرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ حَافِظَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لَيَفْتَخِرَانِ عَلَى جَمِيعِ الْحَفَظَةِ بِكَيْنُونَتِهِمَا مَعَ عَلِيٍّ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمَا لَمْ يَصْعَدَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِشَيْءٍ مِنْهُ يُسْخِطُ اللَّهَ تَعَالَى "
(4626) -[16: 75] وَأَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُشَيْشٍ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَوْفِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ حَافِظَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لَيَفْخَرَانِ عَلَى جَمِيعِ الْحَفَظَةِ لِكَوْنِهِمَا مَعَهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا لَمْ يَصْعَدَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِشَيْءٍ يُسْخِطُهُ مِنْهُ قَطُّ ".
وفِي إِسْنَادِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ.
وَقَدْ وَقَعَ هَذَا الْحَدِيثُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَدَوِيِّ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ وَرَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْوَقَّاصِ، فَمَنْ رَآهُ فَلا يَغْتَرَّ بِهِ؛ لأَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْعَدَوِيَّ كَانَ كَذَّابًا أَفَّاكًا وَضَّاعًا قَالَ لي لامع بْن عَبْد الرَّحْمَن السجستاني: مات هشام بْن مُحَمَّد الْكُوفيّ فِي جُمادى الأولى من سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة، وكنتُ إذ ذاك بالكوفة.(16/73)
ذكر من اسمه الهيثم(16/76)
7344- الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن بن زيد بن أسيد بن جابر بن عدي بن خالد بن خثيم بن أبي حارثة بن جدي بن تَدُول بن بُحْتُر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث أبو عبد الرحمن الطائي
حَدَّث عَن: هشام بْن عروة، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق، ومجالد بْن سَعِيد، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي ليلى، وسعيد بْن أبي عروبة، وشُعبة بْن الحجاج، وغيرهم.
روى عَنْهُ: العلاء بْن مُوسَى، وَمُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، والقاسم ابْن سَعِيد بْن المسيب بْن شريك، وعلي بْن عمرو الْأنْصَارِيّ، وَأَحْمَد بْن عُبَيْد بن ناصح.
وكان أَبُوهُ واسطيًا، وأمه من سبي منبج، وأمّا هُوَ فمن أهل الكوفة بِهَا ولد ونشأ، ثُمَّ انتقلَ إلى بغداد فسكنها وحدث بِهَا.
(4627) -[16: 77] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُقْرَنَ التَّمْرَتَانِ فِي الأَكْلَةِ، وَأَنْ تُفَتَّشَ التَّمْرَةُ عَمَّا فِيهَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الفتح، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عُمَر السكري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن صالِح بْن شيخ بْن عميرة الأسدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السميدع يَحْيَى بْن يوسف الْمَرْوَزِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الهيثم بْن عدي، ببغداد، قَالَ: حَدَّثَنَا المجالد بْن سَعِيد، عَن الشِّعْبِيّ، قَالَ: سألنا ابن عَبَّاس، أو سُئِلَ ابن عَبَّاس عَن أول الناس إسلامًا؟ قَالَ: فقال: أَبُو بَكْر الصديق، أما سَمِعْتَ إلى قول الشاعر:
إذا تذكرت شجوًا من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بِما فَعَلا
خير البرية أتقاها وأفضلها إلا النبي وأوفاها بِما حَملا
والثاني التالي المحمود مشهدهُ وأولُ الناس منهم صَدَّق الرُّسلا
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حدَّثَنِي أَحْمَد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: قلت ليحيى بْن معين: حديث مُجالد، عَن الشِّعْبِيّ، عَن ابن عَبَّاس: أول القوم إسلامًا أَبُو بَكْر، أَوَلَمْ تسمع إلى قول الشاعر؟ قَالَ: من حَدَّث بِهِ عَن هشيم؟ قلت لَهُ: بشار الخفاف، فقال: باطلٌ ما علمتُ هشيمًا سمعه من مجالد، ولَم يحدث بِهِ هُشيم، قلت: أفرواهُ أحدٌ؟ قَالَ: نعم، الهيثم بْن عدي، قلت: أثقة هُوَ؟ قَالَ: لَيْسَ هُوَ بثقة، قلت: سمعه منه؟ قَالَ: نعم.
وأحاديث وليس بثقة دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أصل كتابه الَّذِي سمعه من مُكْرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلت منه ثُمَّ أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: الهيثم بْن عدي لَيْسَ بشيء أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد، قَالَ: قرئ عَلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: الهيثم بْن عدي كوفي لَيْسَ بثقة، كَانَ يكذب أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، قَالَ: حدَّثَنِي عمرو بْن مُوسَى الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا المغيرة بْن مُحَمَّد بْن المهلبي، قَالَ: سمعت عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ، يَقُولُ: الهيثم بْن عدي أوثق عندي من الواقدي، ولا أرضاه فِي الحديث، ولا فِي الأنساب، ولا فِي شيء أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: الهيثم بْن عدي الطائي كذاب، وقد رَأَيْته أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المالكي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أَبُو خازم عَبْد المؤمن بْن المتوكل بْن مُشكان ببيروت، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن طلاب المشغراني.
وَحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب بْن جَعْفَر الميداني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الجبار بْن عَبْد الصمد السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بْن عيسى العصَّار، قالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني، قَالَ: الهيثم بْن عدي ساقط قد كشف قناعه أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن مُوسَى الأردُبيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عمرو البرذعي، قَالَ: قلتُ، يعني: لأبي زرعة الرازي: الهيثم بْن عدي؟ قَالَ: لَيْسَ بشيء أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: والهيثم بْن عدي كانت لَهُ معرفة بأمور الناس وأخبارهم، ولَمْ يكن فِي الحديث بالقوي، ولا كانت لَهُ بِهِ معرفة، وبعضُ الناس يحمل عَلَيْهِ فِي صدقه أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد، قَالَ: قرئ عَلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ بعض أصحابنا، يَقُولُ: قَالَتْ جارية الهيثم: كَانَ مولاي يقوم عامة الليل يصلي، فإذا أصبح جلس يكذب أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أبي علي الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الشافعي، بالأهواز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْد، وَأَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بْن علي الآجري، قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن الهيثم بْن عدي، فقَالَ: كذاب أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شُعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: هيثم بْن عدي متروك الحديث أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن عَبْد الواحد الوكيل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عثمان الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا ميمون بْن هارون الكاتب، عَن أبي شبل عصم بْن وهب الشاعر الْبَصْرِيّ، قَالَ: حدَّثَنِي جماعة من أصحابنا أن أَبَا نواس صار فِي حداثته إلى مجلس الهيثم بْن عدي، فجلس والهيثم لا يعرفه، فلم يستدنه ولم يقرب مجلسه، فقام محفظًا، وتبين الهيثم فِي وثبته الغضب، فسأل عَنْهُ فأخبر باسمه، فقال: إنا لله، هذه، والله، بلية لم أجنها عَلَى نفسي، قوموا بنا إِلَيْهِ لنعتذر، فصار إِلَيْهِ فدق الباب عَلَيْهِ، وتسمى لَهُ، فقال: ادخل، فدخل فإذا هُوَ قاعد يصفي نبيذًا لَهُ وقد أصلح بيته بِما يصلح بِهِ مثله، فقال: المعذرة إلى الله، ثُمَّ إليك، لا والله ما عرفتك، وما الذنب إلا لك حين لم تُعرفنا نفسك، فنقضي حَقَّك، ونبلغ الواجب من برك، فأظهرَ لَهُ قبول العذر، فقال لَهُ الهيثم: ما استعهدك من قول سبق منك فيّ.
فقال: ما قد مضى فلا حيلة فِيهِ ولك الأمان فيما يُستأنف، قَالَ: وما الَّذِي مضى جعلت فداك؟ قَالَ: بيت مَرَّ، وأنا فيما ترى، قَالَ: فتنشدنيه؟ فدافعه، فألحَّ عَلَيْهِ، فأنشده:
إذا نسبت عديًّا فِي بني ثُعَل فقدم الدَّال قبل العين فِي النَّسَبِ
قَالَ ميمون بْن هارون: وأنشدنا أَبُو شبل لأبي نواس فِي الهيثم تَمام هذه الأبيات
لهيثم بْن عدي فِي تلونه فِي كل يوم لَهُ رحل عَلَى خشب
فما يزالُ أخا حل ومرتحل إلى الموالي وأحيانًا إلى العرب
لَهُ لسانُ يزجيه بجوهره كأنه لم يزل يغدو عَلَى قتب
لله أنت فما قربى تهم بِهَا إلا اجتلبت لَهَا الأنساب من كثب
إذا نسبت عديًّا فِي بني ثعل فقدم الدال قبل العين فِي النسب
فعاد إِلَيْهِ الهيثم حين بلغته الأبيات، فقال: يا سبحان الله أليس قد لقيتني وجعلت لي عهدًا أن لا تهجوني؟ فقال: وإنَّهم يقولون ما لا يفعلون أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن أبي بَكْر بْن شاذان الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي بتنيس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أمية الطرسوسي، قَالَ: سنة ست ومائتين فيها مات الهيثم بْن عدي أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حامد أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن علي الْمَرْوَزِيّ، إجازة، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حبيب البزناني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سيَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن يَحْيَى بْن بُكير، قَالَ: مات الهيثم بْن عدي سنة ست ومائتين أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحارث بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات الهيثم بْن عدي الطائي فِي أول المحرم بفم الصلح أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات الهيثم بْن عدي قلت: وقيل: إنه بلغ ثلاثًا وتسعين سنة.(16/76)
7345- الْهَيثم بن عبد الرحمن حدث عَن: عمار بْن سيف الضبي، روى عَنْهُ: إبراهيم بْن عَبْد الرَّحيم بْن دنُوقا.
(4628) -[16: 82] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمَدِينَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَهُ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى قُطْرَبُّلَ، قَالَ: أَيُّ قَرْيَةٍ هَذِهِ؟ قُلْتُ: قُطْرَبُّلُ، قَالَ: فَضَرَبَ بَطْنَ فَرَسِهِ حَتَّى وَقَفَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجَيْلِ، وَقُطْرَبُّلَ وَالصَّرَاةَ، تُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا، يُخْسَفُ بِأَهْلِهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ هَوِيًّا بِأَهْلِهَا مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "(16/82)
7346- الهيثم بن عبد الغفار الطائي من أهل البصرة، قدم بغداد، وحدث بِهَا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: كَانَ يقدم علينا من البصرة رجلٌ يُقالُ لَهُ: الهيثم بْن عَبْد الغفار الطائي، يُحَدِّثنَا عَن هَمَّام، عَن قتادة رأيه، وعن رجلٍ يُقال لَهُ: الربيع بْن حبيب، عَن ضمام، عَن جَابِر بْن زيد، وعن رجاء بْن أبي سلمة أحاديث، وعن سَعِيد بْن عَبْد العزيز، وكنّا معجبين بِهِ، فحَدَّثَنَا بشيء أنكرتُه، أو ارتبتُ بِهِ، ثُمَّ لقيته، فقال لي: ذاك الحديث اتركه أو دعه، فقدمت عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي فعَرَضتُ عَلَيْهِ بعض حديثه، فقال: هذا رجلٌ كذاب، أو قَالَ: هُوَ غير ثقة.
قَالَ أبي: ولقيت الأقرع بِمكة، فذكرتُ لَهُ بعض هذا، فقال: هذا حديث البري، عَن قتادة، يعني: أحاديث هَمّام قلبها، قَالَ: فخرقت حديثه وتركناهُ بعد وقال فِي حديث آخر: عرضت عَلَى ابن مهدي أحاديث الهيثم بْن عَبْد الغفار الطائي عَن همّام، وغيره، فقال: هذا يضع الحديث.
أَخْبَرَنِي الأزهري، وعلي بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الحربي؛ قالا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَلِيّ بْن عبد الله الْمَدِينِيّ، قَالَ: سمعتُ أبي يَقُولُ: كَانَ الهيثم بْن عَبْد الغفار يَروي عَن هَمَّام، وعن هشام بْن سعد أمرًا عظيمًا، وعن زُهير بْن مُحَمَّد كتبه، وكان أعلم الناس بقول جابر بْن زيد وكنَّا نكتب عَنْهُ، وكان شابًا أسود الرأس واللحية، خرج إلى بغداد فحدث واجتمعَ الناس عَلَيْهِ، وجاءوا إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي بأحاديث حَدَّث بِهَا، فأنكرها عَبْد الرَّحْمَن، وتكلم فِيهِ بشيء غمزه بِهِ فسقط وذهب حديثه، قَالَ: وسمعتُ أبي يَقُولُ: الهيثم بْن عَبْد الغفار كتبت عَنْهُ أحاديث وضربتُ عليها(16/83)
7347- الهيثم بن جميل أبو سهل نزلَ أنطاكية بأخرة، وحدث عَن مالك بْن أنس، ويزيد بْن عياض بْن جُعدبة، وزهير بْن مُعَاويَة، وأبي عوانة، وعبيد الله بْن عمرو، وأبي الأحوص، وشريك بْن عَبْد الله، وعبد الله بْن المثنى الْأنْصَارِيّ، وجرير بْن حازم، وحسام بْن مصك، وحماد بْن سلمة، وعبد الله بْن عُمَر العمري، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وقيس بْن الربيع.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ وَسَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهَيْرِيُّ وَأَبُو الْوَلِيدِ بْنُ بُرْدٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
(4629) -[16: 84] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاتَيْنِ بِجَمْعٍ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: سمعتُ مُوسَى بْن داود، يَقُولُ: أفلس الهيثم بْن جميل فِي طلب الحديث مرتين، وكان من أهل بغداد، تحول فنزل أنطاكية حتى مات بِهَا، وكان ثقة نقلتُ من أصل أبي الْحَسَن بْن رزقويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: قَالَ أبي، وذكر الهيثم بن جَميل، فقال: كَانَ من أصحاب الحديث ببغداد هُوَ وأبو كامل، وأبو سلمة الخزاعي، وكان الهيثم أحفظ الثلاثة، وكان أَبُو كامل أتقنَ للحديث منه قلتُ: أَبُو كامل هُوَ مظفر بْن مُدرك.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: الهيثم بْن جميل ثقة صاحب سنة بغدادي سكن أنطاكية أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الجلاب، قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيم الحربي، ممن كَانَ الهيثم بْن جميل؟ فقَالَ: كَانَ من أبناء خراسان، وكان ببغداد، ثُمَّ انتقلَ إلى الشام، وهو ثقةٌ، فقيل لإبراهيم: كَانَ صدوقًا فِي الحديث؟ قَالَ: أما الصدق فلا يدفع أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الطيب طاهر بْن عَبْد الله الطبري، قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ: الهيثم بْن جميل ثقة حافظ أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان المصيصي، قَالَ: شهدتُ الهيثم بْن جميل وهو يموت وقد سُجي نحو القبلة، قَالَ: فقامت جاريته تغمز رجله، فقال: اغمزيها فإنه يعلم أَنَّهُ ما مشتا إلى حرام قط أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الباقي بْن قانع: أن الهيثم بْن جميل مات فِي سنة ثلاث عشرة ومائتين(16/84)
7348- الهيثم أبو علي صاحب معروف الكرخي
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: قرئ على أبي محمد بن ماسي، وأنا أسمع، أخبركم إبراهيم بن موسى الجوزي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم أَبُو علي، وكان من أصحاب معروف، قَالَ: جاء رجلٌ إلى معروف، فقال: يا أَبَا محفوظ هذه عشرة دنانير أرسَلَ بِهَا إليك فلان، قَالَ: نعم، فارددها عَلَيْهِ، قَالَ: لا أفعل أتخوف أن يحدث عليها شيء فأضمنها، قَالَ: ضعها فِي حجرك فوضعها فِي حجره، قَالَ: فدخلَ سائلٌ يسأل، فقال: ادفعها إِلَيْهِ، قَالَ: كلها؟ قَالَ: كلها، قَالَ: كلها؟ قَالَ: كلها، أليس أمركَ أن تدفعها إليَّ؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فأنا آمرك أن تدفعها إلى هذا، قَالَ: فدفعها إِلَيْهِ فأخذها وذهب(16/87)
7349- الهيثم بن خارجة أبو أحمد خراساني الأصل
سمع: الليث بن سعد، ويعقوب القمي، والجراح بن مليح البهراني، وإسماعيل بن عياش، روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسماعيل بن أبي الحارث، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وأبي زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأحمد بن أبي خيثمة، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم بن سنين، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
قرأت على البرقاني، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت أبا يحيى، يعني: صاعقة، يقول: الهيثم بن خارجة يكنى أبا يحيى قلت: كناه صاعقة أبا يحيى، وكناه الناس أبا أحمد.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: قال محمد بن العباس الهروي: حَدَّثَنَا يعقوب بن إسحاق بن محمود الحافظ، قال: أَخْبَرَنَا أبو علي صالح بن محمد، قال: سمعت هشام بن عمار، وذكر الهيثم بن خارجة، فقال: كنا نسميه شعبة الصغير، قال صالح: وكان أحمد بن حنبل يثني عليه، وكان يتزهد، وكان سيئ الخلق مع أصحاب الحديث والهيثم بن خارجة أصله من مرو الرُّوذ وقع ببغداد.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْر بْن سَهْل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور، قَالَ: وسئل يَحْيَى بْن معين عَن الهيثم بْن خارجة، فقال: ثقة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ ابْن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: كَانَ أبي إذا رضي عَن إنسان وكان عنده ثقة حَدَّث عَنْهُ وهو حي، فحَدَّثَنَا عَن الحكم بْن مُوسَى، وهو حي، وعن هيثم بْن خارجة، وأبي الأحوص، وخلف وشُجاع، وهم أحياء أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح الْبَصْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المهندس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله بْن مُعَاويَة بْن صالِح بْن أبي عُبَيْد الله، قَالَ: الهيثم بْن خارجة، قَالَ أَحْمَد، يعني؛ ابْن حنبل: اكتب عَنْهُ فقد كتبتُ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد الله القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أَبُو أَحْمَد الهيثم بْن خارجة لَيْسَ بِهِ بأس أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زُهير، قَالَ: الهيثم بْن خارجة يُكنى أَبَا أَحْمَد، تُوُفِّيَ فِي آخر ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر الْخُلْدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات الهيثم بْن خارجة أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي: مات الهيثم بْن خارجة فِي ذي الحجة سنة سبع وعشرين، وكان لا يخضب، وقد رَأَيْته وما كتبتُ عَنْهُ أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحارث بْن مُحَمَّد، قَالَ: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها تُوُفِّيَ الهيثم بْن خارجة المحدث يوم الاثنين لِثمان ليالٍ بقينَ من ذي الحجة قرأتُ عَلَى البرقاني، عَن أبي إِسْحَاق المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، قَالَ: حدَّثَنِي الجوهري، وإسماعيل بْن أبي الحارث؛ قالا: رأينا الهيثم بْن خارجة أَبَا أَحْمَد أبيض الرأس واللحية، مات ببغداد فِي المحرم سنة ثمان وعشرين ومائتين(16/87)
7350- الهيثم بن خالد أبو الحسن القرشي قال لي أبو نعيم الحافظ: هو بصري الأصل انتقل إلى بغداد، فنسب إليها.
حدث عن: الهيثم بن جَميل، ويزيد بن قبيس، ويحيى بن صالح الوحاظي.
قلت وحدث أيضًا عن: أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا، وعلي بْن الْحَسَن بْن سلم الأصبهاني، وغيرهما.
(4630) -[16: 90] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ ثُوَبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا، قَالَ: " اقْصُرِ الصَّلاةَ، وَأَقِلَّ مِنَ الْكَلامِ فَإِنَّ مِنَ الْكَلامِ سِحْرًا "(16/90)
7351- الهيثم بْن خلف حَدَّث عَن: الهيثم بْن جميل، روى عَنْهُ: عبدان بْن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيّ، وما أظنه إلا الهيثم بْن خَالِد الَّذِي ذكرته آنفًا، غير أن فِي الرواية: الهيثم بْن خلف، بالفاء، فالله أعلم.
(4631) -[16: 91] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ الْهَرَوِيُّ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ الْمُنْكَدِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ ".
قَالَ عَبْدَانُ: دَخَلْتُ مَعَ أَحْمَدَ بْنِ السُّكَّرِيِّ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ فَسَأَلَهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَاسْتَغْرَبَهُ جِدًّا(16/91)
7352- الهيثم بن صفوان بن هبيرة أبو علي
حدث عن: أبيه، روى عنه: أبو بكر بن الخنازيري.
(4632) -[16: 92] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْكِنْدِيُّ الصَّيْرَفِيُّ، يُعْرَفُ بِابْنِ الْخَنَازِيرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْهَيْثَمُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ هُبَيْرَةَ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ، فَإِذَا قَامَ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنَّ الأُولَى لَيْسَتْ بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ "(16/91)
7353- الهيثم بن سهل التستري سكن بغداد، وحدث بِها عن: حماد بن زيد، وأبي عوانة، وعبثر بن القاسم، وعلي بن مسهر، والمسيب بن شريك، وعمران بن عيينة، ومحمد بن فضيل بن غزوان، ووكيع بن الجراح.
روى عنه: عليّ بن حماد الخشاب، وجعفر بن حمدان، والد أبي بكر بن مالك القطيعي، ومحمد بن يوسف بن سليمان الزيات، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وغيرهم.
(4633) -[16: 93] أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَامَوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ، وَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ ".
لَمْ يَرْوِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ
(4634) -[16: 93] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ ابْنُ بِنْتِ كَعْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، يَعْنِي: ابْنَ سَهْلٍ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، جَاءَ عَلَى حِمَارٍ إِلَى دَارِ قَارُونَدَا، وَكَانَ بَزَّازًا، فَقَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ، يُقَالُ لَهُ: عُمَارَةُ الْقُرَشِيُّ لِيَأْخُذَ بِرِكَابِهِ لِيَنْزِلَ، فَقَالَ: مَهْ، فَقَالَ: تَنْفُسُ عَلِيَّ الأَجْرُ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ أُجِلُّكَ، فَقَالَ عُمَارَةُ حَدَّثَنِي وَالِدِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاثَةٌ لا يَسْتَخِفُّ بِحَقِّهِمْ إِلا مُنَافِقٌ بَيِّنُ النِّفَاقِ: ذُو الشَّيْبَةِ فِي الْإِسْلَامِ، وَمُعَلِّمُ الْخَيْرِ، وَإِمَامٌ عَادِلٌ " حدَّثَنِي الصوري، قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الحافظ يذكر أن: إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق القاضي ضرب الهيثم بْن سهل عَلَى تحديثه عَن حماد بْن زيد، وأنكرَ عَلَيْهِ ذَلِكَ وقال لي الصوري: تُوُفِّيَ الهيثم بْن سهل بعد سنة ستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ: الهيثم بْن سهل كَانَ ضعيفًا(16/92)
7354- الْهَيْثَم بن خالد بن يزيد هروي الأصل ينتسب إلى ولاء ولد عُثمان بْن عفَّان، وحدث عَن: هانئ بْن يَحْيَى، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، وَمُحَمَّد بْن عيسى ابْن الطباع، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الواقعي، وموسى بْن مُحَمَّد المقدسي.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، ويحيى بْن صاعد، وصالِح بْن أبي مُقاتل، والقاضي المحاملي.
(4635) -[16: 94] دَفَعَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ كِتَابَ جَدِّهِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِخَطِّ يَدِهِ فَقَرَأْتُ فِيهِ.
ثُمَّ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أَمَةُ الْوَاحِدِ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيِّ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْهَرَوِيُّ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَرَّ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ لِسَوْدَةَ، فَقَالَ: " أَلا انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا، فَإِنَّهَا يُحِلُّهَا دِبَاغُهَا كَمَا يُحِلُّ خَلُّ الْخَمْرِ "(16/94)
7355- الهيثم بن خالد أبو عمرو الكندي المراغي
حَدَّث ببغداد عَن: عَبْد الله بْن عُمَر الأصبهاني أخي رُسْتة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَخْلَد.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن طلحة الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بْن خَالِد أَبُو عمرو المراغي الكندي، كتبت عَنْهُ عِنْدَ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عُمَر الزُّهْرِيّ الأصبهاني أخو رستة، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن أبي الوضَّاح، عَن الْحَسَن فِي تفسير هذه الآية: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ} فقال الْحَسَن: إن أقوامًا غَدَوا فِي المطارف الْعِتَاق، والعمائم الرقاق، يطلبونَ الإمارات، يتعرضونَ للبلاء، وهم منه فِي عافية، حتى إذا أصابوها خافوا من فوقهم من أهل العقد، وظلموا بِهَا من تحتهم من أهل العهد، هزلوا بِهَا دينهم، وسمَّنوا بِهَا براذينهم، ووسعوا بِهَا دورهم، وضيقوا بِهَا قبورهم، ألم ترهم قد جددوا الثياب، وأخلقوا الدين؟ يتكئ أحدهم عَلَى يمينه فيأكل من غير طعامه، طعامه غصبٌ، وخدمه سُخرة، يدعو بحلو بعد حامض، ورطب بعد يابس، حتى إذا أخذته الكظة تجشأ من البشم، ثُمَّ قَالَ: يا جارية هاتي حاطومًا، هاتي ما يهضمُ الطعام، يا أحمق لا والله، إن تهضم إلا دينك، أَيْنَ جارك، أَيْنَ يتيمك، أَيْنَ مسكينُك، أَيْنَ ما أوصى الله بِهِ؟(16/95)
7356- الهيثم بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد أبو محمد الدوري سَمِعَ: إِسْحَاق بْن مُوسَى الْأنْصَارِيّ، وعبيد الله بْن عُمَر القواريري، وعثمان بْن أبي شيبة، ومحمود بْن غَيْلان، وعبد الأعلى بْن حماد، وَمُحَمَّد بْن يوسف الغضيضي، وَمُحَمَّد بْن حميد الرازي.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الشافعي، وعثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، وعبد العزيز بْن جَعْفَر الخرقي، وعبيد الله بْن أبي سمرة البغوي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ الوراق، وغيرهم.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري، قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يوسف السهمي، يَقُولُ: سمعتُ أَبَا بَكْر الإسماعيلي، يَقُولُ: الهيثم بْن خَلَف الدوري كَانَ أحد الأثبات أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الحافظ، قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن حيَّان، يَقُولُ: مات هيثم بْن خلف الدوري سنة سبع وثلاث مائة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: قُرئ عَلَى ابن المنادي، وأنا أسمعُ: أن الهيثم بْن خلف الدوري مات يوم الخميس فِي صفر من سنة سبع وثلاث مائة قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أبي بَكْر، عَن أَحْمَد بْن كامل القاضي، قَالَ: سنة سبع وثلاث مائة تُوُفِّيَ الهيثم الدوري فِي شهر ربيع الأول منها، ولَم يغير شيبه، وكان كثير الحديث جدًّا ضابطًا لكتابه(16/96)
7357- الهيثم بْن جَابِر بْن الهيثم أَبُو القاسم الْبَصْرِيّ ذكر أَبُو القاسم ابْن الثَّلاج أَنَّهُ قدم بغداد عليهم من البصرة فِي سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة، وحدثهم عَن: هشام بْن علي السيرافي، قَالَ: وَتُوُفِّيَ بالبصرة فِي سنة أربعين.(16/97)
ذكر من اسمُه هاشم(16/97)
7358- هاشم بن القاسم أبو النضر الكناني من بني ليث بن كنانة من أنفسهم خراساني الأصل
سَمِعَ: شُعْبَة بْن الحجاج، وشيبان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وسليمان بْن المغيرة، وعبد الرَّحْمَن المسعودي، وأبا مالك النخعي، وليث بْن سعد، وزُهير بْن مُعَاويَة، وعبيد الله الأشجعي.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حَنْبل، ويحيى بْن معين، وأبو خيثمة، وإسحاق بْن راهويه، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وعباس الدوري، وَمُحَمَّد بْن عُبَيْد الله المنادي، ويعقوب بْن شيبة، والحسن بْن مُكرم، وَأَحْمَد بْن الخليل البرجلاني، والحارث بْن أبي أسامة، وكان يُلقب قيصرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن القاسم النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النضر هاشم بْن القاسم الكناني من بني ليث من أنفسهم، وهو من أهل خراسان، وكان يلقب قيصرًا، وإنّما لقب بقيصر أن نصر بْن مالك بْن الهيثم الخزاعي، وكان عَلَى شرطة هارون الرشيد، دخلَ الحمَّام فِي وقت صلاة العصر، وقال للمؤذن: لا تُقم الصلاة حتى أخرج، فجاء أَبُو النضر إلى المسجد وقد أذن المؤذن، فقال لَهُ أَبُو النضر: ما لك لا تُقيمُ الصلاة؟ قَالَ: أنتظر أَبَا القاسم، فقال لَهُ أَبُو النضر: أقم، فأقام الصلاة، فصلوا، فلما جاء نصرُ بْن مالك، قَالَ للمؤذن: ألم أقل لك لا تُقم حتى أخرج؟ قَالَ: لم يدعني هاشم بْن القاسم، وقال لي: أقم، فقال نصر: لَيْسَ هذا هاشم، هذا قيصر تمثل بِملك الروم، فبقي هذا اللقب عَلَى أبي النضر وقال الحارث: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل، يَقُولُ: أَبُو النضر شيخنا من الآمرين بالمعروف، والناهين عَن المنكر.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ ابْن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أحمد بْن حنبل، قَالَ: سمعتُ أبي يَقُولُ: قَالَ أَبُو النضر ولدتُ سنة أربع وثلاثين ومائة أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القزويني، قَالَ: سمعتُ عَلِيّ بْن سهل بْن المغيرة، قَالَ: قَالَ لي أَبُو نُعَيْم: أما يتقي الله قَيْصر يحدث عَن الأشجعي بكتاب سُفْيَان؟ يعني بقيصر: أَبَا النضر أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: أول ما كتبنا عَن أبي النضر هاشم بْن القاسم، قَالَ: إن عندي كتابًا لشعبة نَحوًا من ثمان مائة حديث، سألتُ عنها شُعْبَة، فحَدَّثَنَا بِهَا، وقال: عندي غير هذه لست أجترئ عليها، ثُمَّ حصرناه من بعد فِي تِلْكَ الأحاديث الباقية، فكان يَقُولُ فيها: حَدَّثَنَا شُعْبَة، والحديث فتنة، وكانت نحوًا من أربعة آلاف، كذا قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: قلت، يعني: ليحيى بْن معين: فهاشم بْن القاسم ما حاله؟ فقال: ثقة أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن منصور الرمادي، يَقُولُ: اجتمعت ليلة مَعَ مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة فذكرنا أصحاب شُعْبَة، فقلتُ أَنَا: أَبُو النضر أثبت من وهب بْن جرير، وقال هُوَ وهب بْن جرير أثبت.
فغدونا عَلَى أبي عَبْد الله أَحْمَد بْن حنبل، فقال: أَبُو النضر عَن شُعْبَة، إملاء حُدِّثتُ عَن عَبْد العزيز بْن جَعْفَر الحنبلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُهَنَّى، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد، يَقُولُ: أَبُو النضر أثبت من شاذان أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: وأبو النضر هاشم بْن القاسم من الأبناء، يسكن بغداد، ثقة، صاحب سنة، وكان أهل بغداد يفخرون بِهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن واضح وغيره: أن رجلا جاء إلى أبي النضر فسأله أن يكلم لَهُ عَبْد الله بْن مالك فقال لَهُ أَبُو النضر: قد مضيتُ إِلَيْهِ مَعَ رَجُل وسألته لَهُ فاعتذر، وقال: فقال الرجل لأبي النضر: لعل ذاك لَمْ يرزق، وأنا أرزق، فثقُل عَلَى أبي النضر العود إلى عَبْد الله بْن مالك، فأشارَ إلى وجهه، وقال: أخلقه ليوم تجدد فِيهِ الوجوه.
وَأَخْبَرَنَا النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث، قَالَ: مات أَبُو النضر ببغداد سنة سبع ومائتين أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات هاشم بْن القاسم قلتُ: وذكر مُحَمَّد بْن جرير الطبري أَنَّهُ دفن فِي مقابر عَبْد الله بْن مالك بالجانب الشرقي.(16/97)
7359- هاشم بن الحارث أبو محمد الْمَرْوَروذِيّ سكن بغداد، وحدث بِها عن: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن علي السمسار، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وكان ثقة.
(4636) -[16: 100] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: " شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ لَمْ نُصَلِّهَا حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ نَارًا، أَوْ بُيُوتَهُمْ نَارًا " أَنْبَأنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن غالب الجعفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْن هارون، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي: مات هاشم بْن الحارث سنة أربع وثلاثين، قَالَ مُوسَى: ببغداد.
وقال البغوي: وقد كتبتُ عَنْهُ(16/100)
7360- هاشم بْن الوليد بْن خَالِد بْن مُحَمَّد بْن خَالِد بْن نَجْران مولى عَلِيّ بْن أبي طالب يُكْنَى أَبَا طالب من أهل هَراة،
قدمَ بغداد، وحدث بِهَا عَن: فضيل بْن عياض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومُسلم بْن خَالِد، ويحيى بْن سليم، وأبي خَالِد الأحمر، وأبي بَكْر بْن عياش، وعرعرة بْن البرند، وأبي مُعَاويَة الضرير، والنضر بْن شُميل، ويحيى بْن سَعِيد القطان، وأبي حفص العبدي.
روى عَنْهُ: إِسْحَاق بْن الْحَسَن الحربي، وأبو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا، وعبيد بْن مُحَمَّد بْن خلف البزاز، وَمُحَمَّد بْن بشر بْن مطر، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن الجعد، وَمُحَمَّد بْن هارون بْن المجدر، وكان ثقة.
(4637) -[16: 102] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْهَرَوِيُّ هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ عَاصِمٌ، قَالَ زِرٌّ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّكُمْ تُدْرِكُونَ قَوْمًا يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ، فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَصَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ لِلْوَقْتِ الَّذِي تَعْرِفُونَ، وَصَلُّوا مَعَهُمْ، وَاجْعَلُوهَا سُبْحَةً " وَأَخْبَرَنَا عَبْد الملك، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن رفيع، عَن إِبْرَاهِيم، عَن علقمة، عَن عَبْد الله، قِيلَ لِهاشم، عَن النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إي والله، مثله أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عمر ابْن الجعابي، قَالَ: وأبو طالب هاشم بْن الوليد بْن خَالِد بْن مُحَمَّد بْن خَالِد بْن نَجْران، مولى عَلِيّ بْن أبي طالب من أهل هراة، قدم بغداد فكتبوا عَنْهُ أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي حامد الحسنوي، حدثكم أَبُو جَعْفَر الشامي، وهو مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْهَرَويّ، قَالَ: مات هاشم بْن الوليد أَبُو طالب الْهَرَويّ سنة أربعين(16/101)
7361- هاشم بْن سَعِيد بْن سعد بْن عَبْد الله بْن سيف بْن زيد بْن حبيب السمسار حَدَّث عَن: الْحُسَيْن بْن علوان الكلبي، وسعيد بْن زربي.
روى عَنْهُ: ابنه القاسم.
(4638) -[16: 103] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ السِّمْسَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمَّى اللَّهَ عَلَى وُضُوئِهِ لَمْ يَزَلْ كَاتِبَاهُ يَكْتُبَانِ لَهُ الْحَسَنَاتِ حَتَّى يُحْدِثَ "(16/103)
7362- هاشم بن عبد العزيز المخرمي حَدَّث عَن: روح بْن عبادة.
روى عَنْهُ: أَبُو لبيد السامي السرخسي.
(4639) -[16: 104] أَخْبَرَتْنَا كَرِيمَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَتْ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ بِسَرَخْسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَخْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ، يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانَ يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ".
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُعَدَّلُ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ(16/104)
7363- هاشم بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن عَبْد الله بْن مالك أبو دلف الخزاعي حَدَّث عَن: عَبَّاس بْن الفَرَج الرياشي، وعبد الرَّحْمَن ابْن أخي الأصمعي، روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن سلم، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حماد بْن المتيم، وبلغني أَنَّهُ مات فِي يوم السبت لعشر بقين من رَجَب سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة.(16/104)
7364- هاشم بْن القاسم بْن هاشم بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الله بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب أَبُو الْعَبَّاس الهاشمي سَمِعَ: الزبير بْن بكَّار الزبيري، وعلي بْن عَبْد الله بْن مُعَاويَة الشريحي، وعباس بْن يزيد البحراني، وأبا حاتِم الرازي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن ابْن البَوَّاب المقرئ، وأبو بَكْر بْن شاذان، ويوسف بْن عُمَر القواس، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف القواس، قَالَ: هاشم بْن القاسم بْن هاشم الهاشمي، كَانَ يُقالُ لَهُ: راهب بني هاشم أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قانع، أن أَبَا الْعَبَّاس هاشِمًا مات بسر من رأى فِي جمادى الآخرة من سنة تسع عشرة وثلاث مائة(16/105)
7365- هاشم بن مسرور بن عبد الله أبو بكر المؤدب حَدَّث عَن: أبي الْعَبَّاس المبرد.
روى عَنه: أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن نصر العطَّار، وَأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، قَالَ العتيقي: حَدَّثَنَا، وقال الآخر: أَخْبَرَنَا، عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو بَكْر هاشم بْن مسرور بْن عَبْد الله المؤدب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يزيد بْن عَبْد الأكبر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان المازني، قَالَ: حَدَّثَنَا محبوب بْن الْحَسَن، عَن الكلبي، عَن أبي صالِح فِي قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} ، قَالَ: هُمْ بنو هاشم.
قلت: من مضى منهم أم من بقي؟ قَالَ: مَنْ مضى منهم ومن بقي.
قَالَ العتيقي: قَالَ عَلِيّ بْن عُمَر: ما كتبناهُ إلا عَن هذا الشيخ(16/105)
ذكر من اسمه هِبَةُ الله(16/106)
7366- هبة الله بن عبد الوهاب بن محمد بن عبيد الله بن المهدي أبو محمد بن أبي تَمام الهاشمي
ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه حدثه عن: أبي شعيب الحراني في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة.(16/106)
7367- هبة الله بْن جَعْفَر بْن الهيثم بْن القاسم أَبُو القاسم المقرئ حَدَّث عَن: مُوسَى بْن هارون الحافظ، وَأَحْمَد بْن عمرو بْن عَبْد الخالق البزار، وَأَحْمَد بْن الصلت الحماني، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وكان ثقة
(4640) -[16: 106] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُقْرِئُ، مِنْ لَفْظِهِ فِي مَنْزِلِهِ بِدَرْبِ الْخُوَارِزْمِيَّةِ عِنْدَ بَابِ الْكُوفَةِ فِي الْمُحَّرَمِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطِيعٌ الغَزَّالُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ النَّخَعِيَّ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَهُ، قَالَ: كَانَ يُنْبَذُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَيَشْرَبُهُ مِنَ الْغَدِ، وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ، فَإِذَا كَانَ فِي الْمَسَاءِ إِنْ كَانَ فِي الإِنَاءِ شَيْءٌ أَمَرَ بِهِ فَأُهْرِيقَ قرأت فِي كتاب ابن الثَّلاج بِخطه: تُوُفِّيَ هبة الله بْن جَعْفَر المقرئ فِي صفر سنة خمسين وثلاث مائة.(16/106)
7368- هبة الله بن محمد بن حبش أبو الحسين الفراء سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عثمان بْن أبي شيبة، وأبا الْعَبَّاس الكديمي، وإبراهيم بْن إِسْحَاق الحربي، وَأَحْمَد بْن يَحْيَى السوطي، وَأَحْمَد بْن علي الخزاز، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وَأَحْمَد بْن علي الأبَّار، والحسن بْن عليّ المعمري، وَمُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وأبو القاسم عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أبي عمرو القاضي، وكان ثقة قَالَ مُحَمَّد بْن أبي الفوارس: تُوُفِّيَ أَبُو الْحُسَيْن هبة الله بْن مُحَمَّد بْن حبش الفراء ليلة الأحد، ودُفِنَ يوم الأحد، لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة خمسين وثلاث مائة، ومولده سنة سبعين ومائتين.(16/107)
7369- هبة الله بن سلامة أبو القاسم الضرير المفسر كَانَ من أحفظ الناس لتفسير القرآن، وكان لَهُ حلقة فِي جامع المنصور، وقد سَمِعَ الحديث من أبي بَكْر بْن مالك القطيعي، وغيره.
ذكر لي أَبُو عَبْد الله الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الوني، أَنَّهُ سَمِعَ منه حديثًا، وَتُوُفِّيَ يوم الثلاثاء، ودُفِنَ يوم الأربعاء العاشر من رجب سنة عشر، وأربع مائة فِي مقبرة جامع المنصور.(16/107)
7370- هبة الله بْن الْحَسَن بْن منصور أَبُو القاسم الرازي طبري الأصل ويُعرف باللالكائي
قدم بغداد فاستوطنها، ودرسَ فقه الشافعي عَلَى أبي حامد الإسفراييني، وسمع: عيسى بْن عَلِيّ بْن عيسى الوزير، وأبا طاهر المخلص، وأبا الْحَسَن ابْن الجندي، وطبقتهم ومن بعدهم.
وكان قد سَمِعَ بالري من جَعْفَر بْن عَبْد الله الفناكي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن عُمَر القصَّار، والعلاء بْن مُحَمَّد الروياني، وغيرهم.
كتبنا عَنْهُ، وكان يفهم ويحفظ، وصنف كتابًا فِي السنن، وكتابًا فِي معرفة أسماء من فِي الصحيحين، وكتابًا فِي شرح السنة، وغير ذَلِكَ، وعاجلته المنية فلم يُنشَر عَنْهُ كثير شيء من الحديث.
(4641) حَدَّثَنِي الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: جَاءَنِي هِبَةُ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ يَوْمًا نِصْفَ النَّهَارِ، فَقَالَ لِي: ذَكَرَ أَبُو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ فِي تَعْلِيقِهِ أَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ ".
مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأُرِيدُ أَنْ تُخْرِجَهُ لِي مِنْ كِتَابِكَ، قَالَ البرقاني: فنظرتُ فِي صحيحي، فرأيتُ مكان الحديث مبيضًا، فقلتُ لَهُ: لَيْسَ الحديث عندي، فقال هبة الله: قد غَلِطَ أَبُو مَسْعُود فِي ترجمته، وإنّما هذا الحديث عَن إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، عَن أبي سهيل، عَن أَبِيهِ، عَن أبي هُرَيْرَةَ، وأبو سهيل هُوَ نافع بْن مالك، قَالَ البرقاني: فنظرتُ فإذا الأمرُ عَلَى ما قَالَ، قَالَ البرقاني: وقد غلط خلف الواسطي أيضًا فِي تعليقه، ذكر حديثًا آخر بِهذا الإسناد وجعله فِي ترجمة إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، عَن سهيل، وإنّما هُوَ عَن أبي سهيل.
مات هبة الله الطبري بالدينور، وكان خرج إليها لِحاجة لَهُ فتوفي يوم الثلاثاء لست خَلَون من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مائة.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن جدَّا الْعُكبري، قَالَ: رأيتُ أَبَا القاسم هبة الله بْن الْحَسَن الطبري فِي المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قَالَ: غَفَر لي.
قلت: بِماذا؟ فكأني بِهِ.
قَالَ كلمة خفيَّة، يَقُولُ: بالسُّنَّة.(16/108)
7371- هبة الله بن الحسن أبو الحسين المعروف بالحاجب كان من أهل الفضل والأدب، متدينًا مواظبًا على الجمعات، وكان شاعرًا مليح الشعر، أنشدني لنفسه:
يا ليلة سلك الزمان بطيبها بي كل مسلك
إذ أرتعي روض المسرة مدركًا ما ليس يدرك
والبدر قد فضح الظلام فستره فيه مهتك
وكأنما زهر النجوم بلمعها شعل تحرك
والغيم أحيانا يلوح كأنه ثوب ممسك
وكأن تجعيد الرياح لدجلة ثوب مفرك
وكأن نشر المسك ينفح في النسيم إذا تحرك
وكأنَّما المنثور مصفر الذرا ذهب مشبك
والنور يبسم في الرياض فإن نظرت إليه سرك
شارطت نفسي أن أقوم بِحقها والشرط أملك
حتى تولى الليل منهزمًا وجاء الصبح يضحك
واه الفتى لو أنه في ظل طيب العيش يترك
والدهر يحسب عمره فإذا أتاه الشيب فَذْلَكْ
مات الحاجب أبو الحسين هبة الله بن الحسن فُجَاءة في آخر شهر رمضان من سنة ثَمان وعشرين وأربع مائة.(16/109)
7372- هبة الله بن محمد بْن عَلِيّ أبو رجاء الشيرازي الكاتب قدم بغداد في أيام أبي الحسين بن بشران، فسمع: منه، ومن أبي الفضل القطان، وغيرهما من شيوخ ذلك الوقت، وكان قد سمع بأصبهان من: أبي سعيد محمد بن علي النقاش، وعلي بن محمد بن أحمد بن نُميلة الفقيه، وسَمع أيضًا من: الفضل بن عبيد الله الأردستاني، ومن الحسن بن أحمد بن الليث الحافظ صاحب أبي العباس الأصم.
علقت عنه شيئًا يسيرًا وكان ثقة يفهم، وخرج من عندنا إلى مصر فسكنها إلى أن توفي بِها، وكانت وفاته على ما بلغنا ونَحن بِمكة في سلخ صفر من سنة خمس وأربعين وأربع مائة.(16/110)
7373- هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الحسين بن أحمد أبو الفضل المعروف بالمأموني
سَمِعَ: أَبَا طاهر المخلص.
كتبت عَنْهُ وكَانَ لا بأس بِهِ، يسكن قطيعة عيسى بْن علي الهاشمي.
(4642) -[16: 111] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَأْمُونِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرَادِ، فَقَالَ: " أَكْثَرُ جُنُودِ اللَّهِ، لا آكُلُهُ وَلا أُحَرِّمُهُ " مات المأموني فِي يوم السبت الرابع من شهر ربيع الآخر سنة خمسين وأربع مائة.(16/111)
7374- هبة الله بن عليّ بن محمد بن الطيب بن الْجاز أبو الفتح القرشي الكوفي
سكن بغداد، وحدث بِهَا عَن: القاضي أبي عَبْد الله ابْن الهرواني، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر ابْن النجار.
كتبت عَنْهُ وكان سماعه صحيحًا.
(4643) -[16: 112] أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْفَتْحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ النَّحْوِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ تَعْتَرِيَ الْحِدَّةُ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي إِلا خِيَارَهَا " سألتُ أَبَا الفتح عَن مولده، فقال: فِي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين وثلاث مائة، شك فِي ذَلِكَ.(16/112)
ذكر من اسْمُهُ هلال(16/113)
7375- هلال بن خباب أبو العلاء مولى زيد بن صُوحان العبدي وهو بصري
سكن المدائن، وحدث بِهَا عَن: أبي جُحَيْفَة السُّوائي، وسعيد بْن جُبَيْر، وعكرمة مولى ابن عَبَّاس، ويَحْيى بْن جعدة.
رَوَى عَنْهُ: مسعر بْن كدام، وَسُفْيَان الثوري، وإسماعيل بْن زكريا الخلقاني، وعَبَّاد بْن العوام، ويحيى بْن نصر بْن حاجب.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَن هلال بْن خَبَّاب، كَانَ ينزلُ المدائن ثقةً إلا أنَّه تَغَيَّر، عمل فِيهِ السن أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حامد بْن مُحَمَّد بْن حَسْنويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس الْأنْصَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل، قِيلَ لَهُ: هلال بْن خَبَّاب؟ قَالَ: شيخٌ ثقة أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين، عَن هلال بْن خَبَّاب، فقال: ثقة أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الجنيد، قَالَ: سَأَلْت يَحْيَى بْن معين، عَن هلال بْن خَبَّاب، وقلت: إن يَحْيَى القطان يزعم أَنَّهُ تغير قبل أن يموت واختلط؟ فقال يَحْيَى: لا، ما اختلط ولا تغير.
قلت: ليحيى: فثقة هُوَ؟ قَالَ: ثقة مأمون أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد، هُوَ الإصطخري، قَالَ: قُرئ عَلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن معين، عَن هلال بْن خَبَّاب، فقال: مدائني ثقة أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خميرويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: سمعتُ ابن عمار، يَقُولُ: هلال بْن خَبّاب كوفي ثقة، وكان هنا بالموصل، وولده هنا بالموصل، ويونس بْن خَبَّاب، هُوَ أخوه، ضعيف قلت: وقد وهِم مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عمَار فِي قوله: إن يونس بْن خَباب أخو هلال بْن خباب؛ لأنَّا لا نعلم بينهما مناسبة، وزعم إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني أن هلال بْن خَباب، ويونس بْن خباب، وصالِح بْن خباب، الذي حَدَّث عَنْهُ الأعمش ثلاثتهم إخوة، ووهم الجوزجاني أيضًا فِي ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: هلال بْن خباب ثقة، لَيْسَ بينه وبين يونس بْن خَباب رحم وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى، يَقُولُ: كَانَ يونس بْن خباب ينزل فارس، وكان كوفيًا، وهلال ابْن خباب مدائني ثقة، وليس بينه وبين هذا قرابة أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن يَحْيَى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: أَبُو العلاء هلال بْن خَبَّاب ثقة أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فَهْم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: هلال بْن خباب كَانَ أصله من البصرة، ثُمَّ نزل المدائن ومات بِهَا فِي آخر سنة أربع وأربعين ومائة(16/113)
7376- هلال بن النجم بن هلال بن عصام أبو النجم الباهلي
حدث عن: أبي قلابة الرقاشي.
روى عنه: الدَّارَقُطْنِيّ.
(4644) -[16: 115] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّجْمِ هِلالُ بْنُ النَّجْمِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَاصِمٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خِدَاشُ بْنُ الدَّحْدَاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَرْبُ خُدْعَةٌ "(16/115)
7377- هلال بن عمر الصريفيني سكن بغداد، وحدث بِهَا عَن: أَحْمَد بْن عثمان بْن يَحْيَى الأدمي.
سَمِعَ منه: صاحبانا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الْعَبَّاس الكرجي، والحسين بْن مُحَمَّد الوني.(16/116)
7378- هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمن بن ماهويه بن مهيار بن المرزبان أبو الفتح الحفار
قرأتُ نسبه هذا بِخطه.
سَمِعَ: الْحُسَيْن بْن يَحْيَى بْن عياش القطان، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وعلي بْن مُحَمَّد الْمِصْرِيّ، وأبا عمرو ابْن السّماك، وَأَحْمَد بْن عثمان بْن يَحْيَى الأدمي، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر الأدمي القارئ، وحمزة بْن مُحَمَّد الدهقان، وَأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأبا عَلِيّ ابْن الصواف، وأحمد بْن يوسف بْن خلاد.
كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا ينزل بالجانب الشرقي قريبًا من الحطابين، وسألته عَن مولده، فقال: ولدتُ فِي شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة بعد قَتل المقتدر بسنة ونصف؛ لأن المقتدر قتل فِي سنة عشرين.
مات هلال الحفار فِي يوم الجمعة الثالث من صفر سنة أربع عشرة، وأربع مائة.(16/116)
7379- هلال بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله الطيبي مؤدبي
سكن بغداد، وحدث بِها عن: ابن مالك القطيعي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبي محمد ابن الجرادي.
كتبت عَنْهُ، وكان سماعه صحيحًا، وبلغني أن قومًا قرءوا عَلَيْهِ بأخرة شيئًا عَن أبي بَكْر الشافعي، وما عرفت الحال فِي ذَلِكَ، فالله أعلم.
مات مؤدبي أَبُو عَبْد الله الطيبي فِي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة.(16/117)
7380- هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال أبو الحسين الكاتب سَمِعَ: أَبَا علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الغفار الفارسي، وعلي بْن عيسى الرماني، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز.
كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا.
وجده هُوَ أَبُو إِسْحَاق الصابئ صاحب الرسائل.
وكان أَبُوهُ المحسن صابئًا أيضًا، وأما أَبُو الْحُسَيْن فأسلم بأخرة وسمع من العلماء فِي حال كفره؛ لأنه كَانَ يطلب الأدب، وسألته عَن مولده، فقال: فِي شوال من سنة تسع وخمسين وثلاث مائة.
ومات فِي ليلة الخميس، ودُفِنَ فِي يوم الخميس السابع عشر من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وأربع مائة.(16/117)
ذكر من اسمه الْهُذَيْل(16/118)
7381- الهذيل بْن بلال أَبُو البهلول الفزاري المدائني حَدَّث عَن: نافع مولى عَبْد الله بْن عُمَر، وعن عَبْد الملك بْن أبي محذورة، وعبد الله بْن عُبَيْد بْن عمير، وهشام بْن خَالِد بْن الوليد.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وأبو داود الطيالسي، والهيثم بْن جميل، والحسين بْن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيّ، وعبد الصمد بْن النعمان، وخلف بْن الوليد، وسعيد بْن سُلَيْمَان الواسطي، ومنصور بْن أبي مزاحم، وَمُحَمَّد بْن سُلَيْمَان لوين.
(4645) -[16: 118] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْبُهْلُولِ الْهُذَيْلُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَذَانَ لَنَا وَلِمَوَالِينَا، وَالسِّقَايَةَ لِبَنِي هَاشِمٍ، وَالْحِجَابَةَ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خلف الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: قِيلَ لأبي عَبْد الله أَحْمَد بْن حنبل: هُذَيْل بْن بلال كيف هُوَ؟ قَالَ: ما أرى بِهِ بأسًا أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح الْبَصْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المهندس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاويَة بْن صالِح، قَالَ: الهذيل بْن بلال الفزاري، قَالَ لي أَحْمَد: ثقة أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن خميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: قَالَ ابن عَمَّار: الهذيل أَبُو البهلول مدائني صالِح
(4646) -[16: 119] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَوَيْهِ، يَقُولُ: لَمْ أَغْرَمْ فِي الْحَدِيثِ إِلا دِرْهَمَيْنِ، رَكِبْتُ بِهِمَا زَوْرَقًا إِلَى الْمَدَائِنِ إِلَى هُذَيْلِ بْنِ بِلالٍ الْفَزَارِيِّ فَلَمْ يُبَارَكْ لِي فِيهِ، كَانَ ضَعِيفًا، حَدَّثَنَا عَنْ نَافِعٍ مَوْلى ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ "، قَالَ: وَسَمِعْتُ هُذَيْلا، خَرَّبَ اللَّهُ بَيْتَهُ، يَقُولُ: رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، قَالَ صَالِحٌ: كَأَنَّهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَخْبَرَنِي السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَلابِيِّ، قَالَ: وَذَكَرَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ الْهُذَيْلَ بْنَ بِلالٍ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ: مَدَائِنِيٌّ ضَعِيفٌ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: الهذيل بْن بلال لَيْسَ بشيء، وكان ينزل المدائن أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: الهذيل بْن بلال الفزاري كَانَ ضعيفًا فِي الحديث أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن مُوسَى الأردبيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عمرو البرذعي، قَالَ: سألتُ أَبَا زرعة، عَن الهذيل بْن بلال، فقال: لَيْسَ بالقوي أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بْن علي الآجري، قَالَ: سألتُ أَبَا داود، عَن هذيل بْن بلال، فقال: قَالَ سعدويه: رحلتُ إِلَيْهِ فبطلت رحلتي، وضاعت نفقتي، ووهاهُ أَبُو داود أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: هذيل بْن بلال ضعيف مدائني(16/118)
7382- الهذيل بن ميمون الجعفي من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدث بِهَا عَن: مطرح بْن يزيد الشامي، ويحيى بْن أبي أنيسة الجزري، وزكريا بْن أبي زائدة الْكُوفيّ.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وَمُحَمَّد بْن الصباح الجرجرائي.
(4647) -[16: 120] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ مَيْمُونٍ الْكُوفِيُّ الْجُعْفِيُّ، كَانَ يَجْلِسُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، يَعْنِي: مَدِينَةَ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ عَنْ مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا خَشْفَةً بَيْنَ يَدَيَّ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: بِلالٌ.
فَمَضَيْتُ، فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، وَذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ أَرَ فِيهَا أَحَدًا أَقَلَّ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ؛ قِيلَ لِي: أَمَّا الأَغْنِيَاءُ فَهُمْ هَهُنَا بِالْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُونَ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَأَلْهَاهُمُ الأَحْمَرَانِ؛ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ أَحَدِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، فَلَمَّا كُنْتُ عِنْدَ الْبَابِ أَتَيْتُ بِكِفَّةِ فَوَضَعْتُ فِيهَا وَوَضَعْتُ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ فَرَجَحْتُ بِهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعُوا فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ أُتِيَ بِعُمَرَ فَوَضَعَ فِي كِفَّةٍ، وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعُوا، فَرَجَحَ عُمَرُ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي رَجُلا رَجُلا فَجَعَلُوا يَمُرُّونَ فَاسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ الإِيَاسِ، فَقُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي لا أَنْظُرُ إِلَيْكَ أَبَدًا، إِلا بَعْدَ الْمُشِيبَاتِ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ كَثْرَةِ مَالِي، أُحَاسَبُ فَأُمَحَّصُ "(16/120)
7383- الهذيل بْن حبيب أَبُو صالِح الدندانيُّ حَدَّث عَن: حمزة بْن حبيب الزيَّات.
وروى عَن: مُقاتل بْن سُلَيْمَان كتاب التفسير.
حَدَّث عَنْهُ: ثابت بْن يعقوب التَّوزي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الخالق بْن الْحَسَن المعدل، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن ثابت، وهو المقرئ التوزي: رأيتُ فِي كتاب أبي مكتوبًا: سمعتُ هذا الكتاب من أوله إلى آخره، يعني: كتاب التفسير، من هذيل أبي صالِح، عَن مقاتل بْن سُليمان، ببغداد فِي درب السدرة، بالمدينة فِي سنة تسعين ومائة(16/121)
7384- الهذيل بن عمير بن أبي الغريف الهمداني الكوفي وهو أخو محمد بن عمير
قدم بغداد، وحدث بِها عن: يعقوب بن عبد الله القمي، وموسى بن هلال النخعي، وعبد الله بن المبارك.
روى عنه: محمد بن خلف الحدادي.
(4648) -[16: 122] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي الْغَرِيفِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُرَقِّعِ، قَالَ: أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْعَاصِ فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُحَدِّثَنَا بِمَا حَدَّثَ بِهِ إِخْوَانَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ فَقَرَاءُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وَذَلِكَ خَمْسُ مِائَةِ عَامٍ، الْمَقْهُورُونَ الْمُسْتَأْثَرُ عَلَيْهِمْ، الْمُتَّقَى بِهِمْ مَا يَكْرَهُ "
(4649) -[16: 123] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْحَدَّادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي الْغَرِيفِ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي النِّسَاءُ وَالْخَمْرُ " قَالَ السراج: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن خلف، يَقُولُ: الهذيل بْن عمير أخو مُحَمَّد بْن عمير قدم علينا بغداد، صدوق إلا أَنَّهُ يتشيع، مات سنة خمس عشرة أو ست عشرة ومائتين.(16/122)
ذكر من اسْمُهُ هَمَّام(16/123)
7385- هَمَّام بن إدريس بن محمد بن جعفر أبو سعد البخاري قد بغداد حاجًا، وحدث بِهَا عَن: أبي شهاب معمر بْن مُحَمَّد البلخي، والحسن بْن سهل بْن أبان الْبَصْرِيّ، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الخلال، وعلي بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد المطرز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر ابْن مُحَمَّد بْن الفَرَج الخلال المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد هَمَّام بْن إدريس بْن مُحَمَّد الْبُخَاريّ، قدمَ حاجًّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمرو الْحُسَيْن بْن عمرو، قَالَ: سمعتُ وكيعًا، يَقُولُ رَوَى شُعْبَة حديثًا، فقيل لَهُ: إنك مُخالفٌ فِي هذا الحديث، فقال: من يُخالفني؟ قَالُوا: سُفْيَان، قَالَ: دعوه، سُفْيَان أحفظُ مني(16/123)
7386- هَمَّام بْن الصقر أَبُو علي الْمَوْصِليّ
سكن بغداد، وحدث بِهَا عَن: مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفضل الخياط.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: العتيقي، وسألته عَنْهُ، فقال: كَانَ ثقة ينزلُ بغداد.(16/124)
ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب(16/124)
7387- الهياج بن بسطام أبو بسطام وقيل أبو خالد وقيل أبو يحيى التميمي الحنظلي الهروي رحلَ إلى العراق، وسمع علماء عصره، مثل: يونس بْن عُبَيْد، وداود بْن أبي هند، وعبد الله بْن عون، ويزيد بْن كيسان، وإسماعيل بْن أبي خَالِد، وليث بْن أبي سليم، وسعيد الجريري، وهشام الدستوائي، وعَوْف الأعرابي، وحُسين بْن ذكوان المعلم، وحبيب بْن أبي العالية، وأبي حنيفة الفقيه.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٌ، وَغَيْرُهُ مِنَ الْخُرَاسَانِيِّينَ.
وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا، فَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِهَا: يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمِ بْنِ طِبْرَاخٍ وَيَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَيْضًا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُوهِسْتَانِيُّ وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ
(4650) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَفَّافُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: " إِنِّي لَعَلِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ تَصْلُحُ لَكُمْ، وَآمُرُكُمْ بِأَشْيَاءَ لا تَصْلُحُ لَكُمْ، وَإِنَّ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ نُزُولا آيَةَ الرِّبَا، وَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْهَا لَنَا، فَدَعُوا مَا يُرِيبُكُمْ إِلَى مَا لا يُرِيبُكُمْ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصفار الْهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن هُوَ السامي، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِد بْن الهياج بْن بسطام، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي الهياج بْن بسطام أَبُو بسطام قَالَ ابن ياسين: وسمعتُ يزيد بْن خَالِد ابْن ابْنَة الهَيَّاج يذكرُ عَن أهل بيته أن كنية الهياج بن بسطام أَبُو خَالِد، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، بِمكة، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله الْهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الهَيَّاج بْن بسطام الْهَرَويّ أَبُو يَحْيَى قرأتُ فِي كتاب أبي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفرات، بِخطه: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين الْهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم، قَالَ: سمعتُ أَبَا الهذيل خَالِد بْن الهياج، يَقُولُ: أنا خَالِد بْن الهياج بْن بسطام بْن الهياج بْن عمران بْن الفضيل بْن عائذ بْن قتيرة بْن عجر بْن همس بْن غالب بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم بْن مر بْن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مُضَر بْن نزار بْن مَعَد بْن عدنان قلت: وكان خَالِد بْن الهياج يروي عَن أَبِيهِ، عَن جده: أن عمران بْن الفضيل أَبَا الهياج وفَد عَلَى النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، فأقام بِحضرة رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ملازمًا لَهُ إلى أن مات، وأن النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عَلَيْهِ ودفنه بيده.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بُكير، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن عُصْم، يَقُولُ: سمعتُ أبي يحكيه، عَن أَبِيهِ، قَالَ: حج الهَيَّاج بْن بسطام معنا، فلمّا أن قدمنا بغداد وحدَّث الناس، اجتمعَ عَلَيْهِ من الخلائق ما لا يُحصون، فلمَا أراد الخروج مَعَ الناس، قَالَ أصحاب الحديث: فَنِيَ ما فِي جراب الخراساني فهو يهرب، ففاسخ الكراء، وأقام فيهم أشهرًا يُحدثهم.
قَالَ ابن ياسين: وسمعتُ الْحُسَيْن بْن إدريس يَحْكي هذه الحكاية أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بُكير، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ، يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن هَنَّاد، يَقُولُ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: ما رأيتُ محدثًا أفصح لسانًا من الهياج بْن بسطام الحنظلي، ولقد حَدَّث بالعراق، واجتمعَ عَلَيْهِ مائة ألف من الناس يتعجبونَ من فصاحته يكتبونَ عَنْهُ.
قَالَ أبي: فكنتُ عِنْدَ جَرير بْن عبد الحميد وكنت مقدمًا عنده، فذكرت له الهياج، فقلت له: أكنت تراه عند المحدثين؟ قَالَ: كنت أراهُ عِنْدَ ليث بْن أبي سليم، وكان نبيل الطيلسان ما علمته وقال ابن ياسين: سمعتُ يوسف بْن إدريس يحكي، عَن أَحْمَد بْن جرير، قَالَ: سمعتُ ابن مكي بْن إِبْرَاهِيم، يَقُولُ: قَالَ الْمَكِّيّ بْن إِبْرَاهِيم: ما علمنا الهَيَّاج إلا ثقة صادقًا عالِمًا، وكانت فتيا بغداد عَلَيْهِ ما كَانَ بِهَا ومحدثهم، لَم يجتمع ببغداد عَلَى أحد ما اجتمعَ عَلَيْهِ، وكان أكبرهم وأفصحهم لسانًا قَالَ وسمعتُ الْمَكِّيّ، يَقُولُ: فتيا بغداد كانت إلى الهياج، وكان فقيهًا أديب النفس.
وقال ابن ياسين: سمعتُ الفضل بْن عَبْد الله، يَقُولُ: سمعتُ مالك بْن سُلَيْمَان، يَقُولُ: كَانَ الهياج أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس، وأكمل الناس، وأرحم الناس، وأشد الناس فِي دين الله عَزَّ وَجَلَّ وقال: سمعتُ الفضل بْن عَبْد الله، يَقُولُ: سمعتُ مالك بْن سُليمان، يَقُولُ: كُنَّا نكتب عَن الهياج بْن بسطام، فكلما فرغنا من الحديث دعا بالوضوء والخوان، فلم يَدَع أحدًا منا شاء أو أبي حتى أكلنا الجميع وقال: أَخْبَرَنَا الفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عمير الأعمش، قَالَ: كان الهياج بْن بسطام لا يُمكن أحدًا من حديثه حتى يطعم من طعامه، كَانَ لَهُ مائدة مبسوطة لأصحاب الحديث، كل من يأتيه لا يُحدثه إلا من يأكل من طعامه أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عُثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: وسألته، يعني: يَحْيَى بْن معين، عَن هَيَّاج بْن بسطام، فقال: لَيْسَ بشيء أَخْبَرَنِي السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن معين: هَيَّاج بْن بسطام لَيْسَ بثقة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: هَيَّاج بْن بسطام هروي ضعيف الحديث أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: هياج بْن بسطام حديثه لَيْسَ بشيء أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بْن علي الآجري، قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن هياج بْن بسطام، فقال: هروي تركوا حديثه لَيْسَ بشيء أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسلم عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مهران، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي، قَالَ: سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد، عَن الهياج بْن بسطام، فقال: تركوا حديثه أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نُعَيْم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن نُعَيْم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفقيه الْبُخَاريّ، قَالَ: قَالَ صالِح بْن مُحَمَّد: هَيَّاج بْن بسطام شيخٌ هروي، منكر الحديث، لَيْسَ فِيهِ معنى، لا يُكتب من حديثه إلا حديثين ثلاثة للاعتبار، ولَمْ أعلم أَنَّهُ بكل ذَلِكَ منكر الحديث حتى قدمت هراة، فرأيتُ عِنْدَ الهرويين حديثًا كثيرًا مناكير قَالَ ابن نُعَيْم: تِلْكَ المناكير التي رآها صالِح بْن مُحَمَّد بِهراة من حديث الهَيَّاج لَيْسَ الذنب فيها للهياج، إنَّما الذنب فيها لابنه خَالِد، والحملُ عَلَيْهِ فيها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري الحافظ، قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن داود بْن سُلَيْمَان، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن أَحْمَد بْن زياد الْهَرَويّ، يَقُولُ: كل ما أنكر عَلَى الهياج من جهة ابنه خَالِد، فإن الهياج فِي نفسه ثقة أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: هَيَّاج بْن بسطام هروي ضعيف أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: باب من يرغب عَن الرواية عنهم، وكنت أسمعُ أصحابنا يضعفونهم: فذكر جماعة منهم الهياج بْن بسطام أَخْبَرَنَا ابن بُكير، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بْن أَحْمَد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، قَالَ: سمعتُ الْحُسَيْن بْن إدريس، يَقُولُ: سمعتُ خَالِد بْن الهياج، يَقُولُ: مَرِضَ أبي فوجه إِلَيْهِ الأمير خزيمة بْن خازم بطبيب هندي، فنهاهُ سبعة أيام أن يأكل شيئًا، فصبرَ وجهد فجاءه فِي السبع الآخر فنهاهُ سبعة أيام أخر فوجه أبي إلى خزيمة بْن خازم: أي شيطان وجهت إليّ تريد أن تقتلني، قَالَ: فوجه إِلَيْهِ طبيبًا آخر، قَالَ: فقال لَهُ: اعمد إلى حَملٍ سمين فيشوى ثُمَّ كل حتى تشبع، قَالَ: ففعل أبي فبرأ وقال ابن ياسين سمعتُ يزيد بْن خَالِد ابْن بِنْت الهياج، يَقُولُ: قَالَ خَالِد بْن الهياج جدي: قَالَ أبي الهياج: لولا الأكل والباه ما أردتُ الدُّنْيَا، ولولا لقاء الله والجنة ونعيمها والحور وحُسنها ما أردت الآخرة، ولولا الله ما أردتُ الدُّنْيَا والآخرة أَخْبَرَنَا ابن بكير، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن ياسين، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن السامي، يَقُولُ: مات الهياج قبل الفزع سنة سبع وسبعين ومائة وكذلك سمعتُ أَحْمَد بْن حيويه، قَالَ: سمعتُ أَبَا الصلت، يَقُولُ: مات الهياج سنة سبع وسبعين، قَالَ أَبُو الصلت: وسمعتُ من الهياج قبل أن أدخل إلى العراق(16/124)
7388- هشيم بن بشير بن أبي خازم واسم أبي خازم القاسم بن دينار وكنيته هُشيم أبو معاوية السلمي الواسطي قيل إنه بُخاري الأصل
سَمِعَ: عمرو بْن دينار، والزهري، ويونس بْن عُبَيْد، وأيوب السختياني، وابن عون، وخالد الحذاء، وأشعث بْن عَبْد الملك، ومنصور بْن زاذان، ومغيرة بْن مقسم، وعبد الملك بْن عمير، وإسماعيل بْن أبي خَالِد، وحُصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبا بشر جَعْفَر بْن أبي وحشية، وعبيد الله بْن عُمَر العمري، وسليمان الأعمش.
روى عَنْهُ: مالك بْن أنس، وَسُفْيَان الثوري، وشعبة، وعبد الله بْن المبارك، ويحيى بْن سَعِيد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، وغُنْدر، ووكيع، ويزيد بْن هارون، وأسود بْن عامر، وَمُحَمَّد بْن عيسى ابْن الطباع، وسعيد بْن سُلَيْمَان، وقتيبة بْن سَعِيد، وَأَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وعلي ابْن الْمَدِينِيّ، وأبو خيثمة، وأبو الربيع الزهراني، وأبو عُبَيْد القاسم بْن سلام، وشُجاع بْن مخلد، وزياد بْن أيوب، ويعقوب الدورقي، وإبراهيم بْن مجشر، والحسن بْن عرفة.
وكان قد انتقل عَن واسط قديمًا إلى بغداد فسكنها إلى أن مات بِهَا.
(4651) -[16: 131] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: قَمُلْتُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ كُلَّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِي فِيهَا الْقَمْلُ مِنْ أَصْلِهَا إِلَى فَرْعِهَا، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَى ذَلِكَ، فَقَالَ: " احْلِقْ ".
وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن هارون بْن الصلت الأهوازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر المطيري، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عرفة، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشيم بْن بشير، عَن يونس بْن عُبَيْد، عَن الْحَسَن، وعبيدة، عَن إِبْرَاهِيم، أنَّهما كَانَا لا يُجيزان شهادة النساء فِي الطلاق، ولا فِي الحدود أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن علي الدربندي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الحافظ ببخارى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: سمعتُ أَبَا مَعْشَر حمدويه بْن الْخَطَّاب، يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن، يَقُولُ: كَانَ هُشيم بْن بشير بخاريًّا، وكان أَبُوهُ بشير طباخ الحجاج بْن يوسُف قرأت فِي نسخة الكتاب الَّذِي ذكر لنا أَبُو سَعِيد الصيرفي أَنَّهُ سمعه من أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، وذهب أصله بِهِ، ثُمَّ أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن مُحَمَّد المخرمي، قَالَ: أَخْبَرَنِي الأصم، أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد حدثهم، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: هُشيم أكبر من سُفْيَان بْن عُيَيْنَة بثلاث سنين أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن علي الطناجيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زيد بْن عَلِيّ بْن مروان الْأنْصَارِيّ، بالكوفة، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عقبة الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن حاتِم البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بْن حَمَّاد الوراق، قَالَ: سألتُ هشيمًا مَتَى وُلدت؟ قَالَ: فِي سنة أربع ومائة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله، قَالَ: وُلِدَ هشيم سنة أربع ومائة أَخْبَرَنِي العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد بْن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشيم، قَالَ: رأيتُ إياس بْن مُعَاويَة أَبُو واثلة، وكان جارنا بواسط، فقيل لَهُ: ما كَانَ خضابه؟ قَالَ: كَانَ أبيض الرأس واللحية، ما يَخضب أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن الحيري، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله السراج، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان البرُلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن عون، قَالَ: سمعتُ هشيمًا، يَقُولُ: سمعتُ من الزُّهْرِيّ نحوًا من مائة حديث فلم أكتبها، وسمعتُ من أبي الزبير ثمانية، قلت لعمرو بْن عون فِي تِلْكَ السنة: سَمِعَ من الزُّهْرِيّ، وأبي الزبير، وعمرو بْن دينار؟ قَالَ: نعم، قلت لَهُ: كم سَمِعَ من جَابِر الجعفي؟ قَالَ: حديثين قلت: وقد دلس هُشيم، عَن جَابِر الجعفي، وعن غيره من شيوخه أحاديث كثيرة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فَهْم، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْهَرَويّ أن هشيمًا كتب عَن الزُّهْرِيّ نحوًا من ثلاث مائة حديث، فكانت فِي صحيفة، وإنَّما سَمِعَ منه بِمكة، فكان ينظر فِي الصحيفة فِي المحمل، فجاءت الريح فرمت بالصحيفة، فنزلوا فلم يجدوها، وحفظ هشيم منها تسعة أحاديث أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: قَالَ الفضل، وهو ابن زياد: سألتُ أَحْمَد: أَيْنَ كتب هُشيم عَن الزُّهْرِيّ؟ قَالَ: بِمكة، ثُمَّ رجع الزُّهْرِيّ، فمات بعد قليل أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الجلاب، قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحربي، كَانَ هشيم رجلا كَانَ أَبُوهُ صاحب صِحْنَاءة وكواميخ، يقال له: بشير، فطلب ابنه هشيم الحديث، فاشتهاه، وكان أبوه يمنعه، فكتب الحديث حتى جالس أبا شيبة القاضي، فكان يناظر أبا شيبة في الفقه، فمرض هشيم، فقال أبو شيبة: ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجيء إلينا؟ قَالُوا: عليلٌ، قَالَ: فقال: قوموا بنا حتى نعوده، فقام أهل المجلس جميعًا يعودونه حتى جاءوا إلى منزل بشير، فدخلوا إلى هشيم، فجاء رجلٌ إلى بشير ويده فِي الصحناءة، فقال: الحق ابنك قد جاء القاضي إِلَيْهِ يعوده، فجاء بشير والقاضي فِي داره، فلما خرجَ قَالَ لابنه: يا بُني قد كنت أمنعك من طلب الحديث، فأمّا اليوم فلا، صار القاضي يجيء إلى بابي مَتَى أملت أَنَا هذا؟ أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد، هُوَ البغوي، إملاءً، قَالَ: حدَّثَنِي جدي، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو كنانة أخو أبي مُسْلِم، وكان مستملي هشيم، قَالَ: لما قدم هشيم الكوفة، قَالَ لَهُ الكوفيون: حَدِّثْنَا بِحديث أبي بشر، عَن أبي عمير، عَن أنس، عَن عمومته من الأنصار فِي رؤية الهلال، فإن الثوري حَدَّثَنَا عنك، أظنه قَالَ: فحدثهم بِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَين مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان التميمي، بدمشق، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر يوسف بْن القاسم الميانجي، قَالَ: سمعتُ أَبَا القاسم عَبْد الله بْن مُحَمَّد ابْن بِنْت أَحْمَد بْن منيع، يَقُولُ: سمعتُ جدي وذكر هشيمًا ومن رَوَى عَنْهُ من القدماء، فقال: رَوَى عَنْهُ سُفْيَان الثوري، وشعبة بْن الحجاج، ومالك بْن أنس قرأت عَلَى ابن الفضل، عَن دعلج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبَّار، قَالَ: سمعتُ يعقوب ابْن الدورقي، يَقُولُ: كَانَ عِنْدَ هشيم عشرين ألف حديث أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي، قَالَ: حدَّثَنِي شجاع بْن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: قَدِمَ علينا هُشيم البصرة فِي أيام شُعْبَة، فسألنا شُعْبَة: نكتبُ عَن هشيم؟ فقال شُعْبَة: إن حدثكم هشيمًا، عَن ابن عُمَر فصدقوه حَدَّثَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي، بنيسابور، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد ابْن الغطريفي العبدي، بجرجان، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأعين، قَالَ: حدَّثَنِي يَحْيَى بْن أيوب.
وَحَدَّثَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن منيع، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أيوب.
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ واللفظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أيوب العابد، قَالَ: سمعتُ أَبَا عبيدة الحداد، قَالَ: قَدِمَ علينا هُشيم البصرة فذكرناهُ لشعبة، فقلنا: قدم صديقك هشيم، نكتب عَنْهُ؟ فقال: إن حدثكم عَن ابن عَبَّاس، وابن عُمَر، فصدقوه هذا آخر حديث أبي حازم، وزاد الآخران: فأتينا هشيمًا، فحَدَّثَنَا برقائق مُغيرة، فأتينا شُعْبَة فأَخْبَرَنَاهُ، فأعرضَ بوجهه، وقال: أكثر أَبُو مُعَاويَة.
انتهى حديث الأزهري، وزاد الواعظ قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّد: وأخبرتُ عَن هشيم، قَالَ: كَانَ جدي القاسم وأبو شُعْبَة بْن الحجاج شريكين فِي بناء قصر الحجاج، يعني: بواسط أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله المحاملي، قَالَ: وجدتُ فِي كتاب جدي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل بخط يده: حَدَّثَنَا عثمان بْن سَعِيد الخياط، يعني: الواسطي بواسط، قَالَ: سمعتُ عمرو بْن عون، يَقُولُ: سمعتُ حماد بْن زيد، يَقُولُ: ما رأيتُ فِي المحدثين أنبلَ من هُشيم أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أبي علي الْبَصْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم الزبيبي، قَالَ: قَالَ لنا الْحَسَن بْن علويه: سمعتُ بشار بْن مُوسَى الخفاف، يَقُولُ: دخلتُ أَنَا وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي عَلَى هشيم، فقال لَهُ عَبْد الرَّحْمَن: يا أَبَا مُعَاويَة بَلَغني عنك بالبصرة حديث حسن قد نسيته، فقال لَهُ هشيم: فِي أي باب هُوَ؟ قَالَ: فِي التفسير، قَالَ: فأنا أُحدثك؛ أَخْبَرَنَا الحجاج، عَن عطاء، عَن ابن عَبَّاس، فِي قول الله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} ، قَالَ: نفخنا فِيهِ الروح.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن: هُوَ والله، هُوَ بعينه
(4652) -[16: 136] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ ابْنُ الصَّوَّافِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ مَنْ أَشْعَثُ؟ قَالَ: ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا قَوَدَ إِلا بِحَدِيدَةٍ ".
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: لَزِمْتُ هُشَيْمًا أَرْبَعَ أَوْ خَمْسَ سِنِينَ مَا سَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ هَيْبَةً لَهُ إِلا مَرَّتَيْنِ؛ مَسْأَلَةٌ فِي الْوَتْرِ، وَهَذَا الَّذِي قُلْتُ لَهُ: مَنْ أَشْعَثُ؟.
قَالَ أَبِي: كَانَ هُشَيْمٌ كَثِيرَ التَّسْبِيحِ بَيِّنَ الْحَدِيثِ، يَقُولُ بَيْنَ ذَلِكَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن شعيب الصابوني، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله، يَقُولُ: حفظتُ كل شيء سَمِعْتُهُ من هشيم، وهشيم حي قبل موته أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القزويني، قَالَ: حدَّثَنِي جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نوح، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن عيسى ابْن الطباع، يَقُولُ: رأيتُ وكيعًا قد لج فِي هشيم، وجهد أن يطرح حديثه، فلم يقدر عَلَيْهِ حدَّثَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد الله القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان الطرسوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن جَابِر بْن عَبْد الله البزاز، قَالَ: سمعتُ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن نوح، يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن عيسى ابْن الطباع، يَقُولُ: جهد وكيع أن يسقط هشيمًا ويرفع عَلِيّ بْن عاصم، ويقول: إنّما كانت الحلقة لعلي بْن عاصم، قَالَ: فهذا أمرٌ من الله تعالى سقط علي، وارتفع هشيم وقال عَبْد الله بْن جَابِر: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عيسى، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن عيسى ابْن الطباع، قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: كَانَ هشيم أحفظ للحديث من سُفْيَان الثوري قَالَ مُحَمَّد: فقلتُ لعبد الرَّحْمَن تعجبًا: كَانَ أحفظ منه؟ فقال: إن هشيمًا كَانَ يقوى من الحديث عَلَى شيء لَمْ يكن يقوى عَلَيْهِ سُفْيَان وقال مُحَمَّد بْن عيسى: قَالَ وكيع: أغربوا عني هشيمًا وهاتُمْ من شئتم، يعني: فِي المذاكرة أَخْبَرَنِي الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن منيع، قَالَ: حدَّثَنِي يَحْيَى بْن أيوب العابد، قَالَ: قَالَ هشيم سمعتُ منه خمسين حديثًا أو نحوها ما كتبتها قط قَالَ يَحْيَى: يعني أني كنتُ أحفظها.
أَنْبَأنَا أَبُو سعد الماليني، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن الكرخي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حاتِم المؤدب، قَالَ: قِيلَ لهشيم: كم كنت تَحفظ يا أَبَا مُعَاويَة؟ قَالَ: كنتُ أحفظ فِي مجلس مائة، ولو سئلتُ عنها بعد شهر لأجبت وأنبأنا الماليني، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن العَرَّاد، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن شيبة، قَالَ: حدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن هاشم، قَالَ: سمعتُ يزيد بْن هارون، يَقُولُ: ما رأيتُ أحفظ من هُشيم إلا سُفْيَان الثوري إن شاء الله أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بْن علي الآجري، قَالَ: قِيلَ لأبي داود: أيُّما أحفظ هشيم أو سُفْيَان؟ فقال حدَّثَنِي الثقة، عَن مُحَمَّد بْن عيسى، قَالَ: قَالَ لي ابن مهدي: كَانَ هشيم أحفظُ للحديث من سُفْيَان، قَالَ: وقال: كَانَ هشيم يقدر من الحديث عَلَى شيء لا يقدر عَلَيْهِ سُفْيَان أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حدَّثَنِي من سَمِعَ مُحَمَّد بْن عيسى ابْن الطباع، يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، يَقُولُ: كَانَ هُشيم أحفظ من سُفْيَان.
قلت: أحفظ من سُفْيَان؟ قَالَ: كَانَ يقوى من الحديث عَلَى ما لا يقوى عَلَيْهِ سُفْيَان قَالَ مُحَمَّد بْن عيسى: وسمعتُ وكيعًا، يَقُولُ: نحُّوا هشيمًا، وهاتوا من شئتم أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلان السروطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْأزْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، هُوَ الْمَوْصِليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بْن سريج، قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، يَقُولُ: هُشيم أعلم الناس بِحديث هَؤُلَاءِ الأربعة: أعلم الناس بِحديث منصور بْن زاذان، ويونس، وسيَّار، وأثبت الناس فِي حصين.
قَالَ الحارث بْن سريج: فقلتُ لعبد الرَّحْمَن بْن مهدي: إذا اختلف الثوري وهشيم؟ قَالَ: هُشيم أثبت فِيهِ، قلت: شُعبة وهشيم؟ قَالَ: هُشيم حتى يَجتمعا، يعني: يجتمع سُفْيَان وشعبة فِي حديث أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان، قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن، يَقُولُ: أحاديث حُصين عِنْدَ هشيم أحبُّ إليَّ منها عِنْدَ سُفْيَان أجازَ لي أَبُو عُمَر بْن مهدي، وَحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عبد الله المقرئ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: سمعتُ الحارث بْن سريج، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، يقولان: هُشيم فِي حصين أثبت من سُفْيَان وشعبة أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس الْأنْصَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن الأشعث، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: لَيْسَ أحدٌ أصح حديثًا عَن حصين من هشيم أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بْن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عليّ الأبّار، قَالَ: سمعتُ عَلِيّ بْن حجر، يَقُولُ: هُشيم فِي أبي بشر مثل ابن عُيَيْنَة فِي الزُّهْرِيّ، سبق الناس هشيم فِي أبي بشر أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم المستملي، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد بْن فارس: قَالَ الْبُخَاريّ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى: سَمِعَ عنبسة، عَن ابن المبارك، قَالَ: من غيّر الدهر حفظه فلم يُغير حفظ هُشيم أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان الواسطي، قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، يَقُولُ: حفظ هُشيم عندي أثبت من حفظ أبي عوانة، وكتاب أبي عوانة أثبت عندي من حفظ هشيم أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن خميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: قَالَ ابن عمار: إذا اختلف أَبُو عوانة وهُشيم، فالقولُ قول هشيم، لَمْ يُعد عَلَيْهِ خطأ أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الجلاب، قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم الحربي: كَانَ حُفاظ الحديث أربعة، كَانَ هشيم شيخهم، كَانَ هُشيم يحفظُ هذه الأحاديث، يعني: المقطوعة، حفظًا عجيبًا، كَانَ يَقُولُ: يونس عَن الْحَسَن كذا وكذا، مُغيرة عَن إِبْرَاهِيم مثله، فلان عَن فلان مثله.
قلت لَهُ: هذا كله حفظًا؟ قَالَ: نعم، يزعمون أَنَّهُ ما رُؤيَ لَهُ إلا دفترٌ واحد، وكان عنده شَكَّةٌ قد سمعها من مغيرة، عَن إِبْرَاهِيم، فجاء إلى يونس فجعل يسأله عَن المسألة من حديث مغيرة، عَن إِبْرَاهِيم، فكان يَقُولُ لَهُ: كيف قَالَ الْحَسَن فِي كذا كذا، فيقول يونس: كرهه، لم ير بِهِ بأسًا، فكان إذا وافقَ الْحَسَن إِبْرَاهِيم فِي شيء ثَقَبَ هُشيم فِي الدارة ثقبة بالمسلة، يعني: الدراة التي آخر الحديث، فكان إذا حَدَّث بذلك الحديث عَن مغيرة، عَن إِبْرَاهِيم، يَقُولُ بعده: يونس عَن الْحَسَن مثله إذا كَانَ فِي الدارة ثقبة.
قَالَ إِبْرَاهِيم: وكان هُشيم يصفُ المعنى أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأتُ عَلَى أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسنويه: أخبركم الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بْن أبي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشيم بْن بشير، قَالَ عثمان: وما رأيتُ يزيد يُثني عَلَى أحدٍ ما يُثني عَلَى هُشيم أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ ابْن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: سألتُ أبي، قلت: من أروى عَن يونس؟ فقال: هُشيم أروى الناس عَن يونس، وكان بعضُ الناس، يَقُولُ: وهيب، فبلغني عَن هُشيم أَنَّهُ قَالَ: كنت أسأل يونس، فكان وُهَيْب يجيء فيحضر مسألتي أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: وهُشيم بْن بشير أَبُو مُعَاويَة واسطي ثقة، وكان يُدلس، وكان يُعد من حفاظ الحديث أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْمِصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سهل عبدة بْن سُلَيْمَان بْن بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن معبد، قَالَ: جاء رجلٌ من أهل العراق فذاكر مالك بْن أنس بِحديث، فقال مالك: وهل بالعراق أحدٌ يُحسن يُحدِّث إلا ذاك الواسطي، يعني: هشيمًا أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّيَ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الزِّيَادِيَّ، يَقُولُ: كُنْتُ بِبَغْدَادَ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى هُشَيْمٍ، فَرَأَى رَجُلٌ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِمَّنْ هُوَ ذَا تَسْمَعُ؟ فَتَبِعْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَسْمَعُ مِنْ هُشَيْمٍ، فَسَكَتَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَسْمَعُ مِنْ هُشَيْمٍ، قَالَ: " نَعَمْ، اسْمَعُوا مِنْ هُشَيْمٍ، فَنِعْمَ الرَّجُلُ هُشَيْمٌ " أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ، أَلْزَمُ أَبَا يُوسُفَ أَوْ هُشَيْمًا؟ قَالَ: " الْزَمْ هُشَيْمًا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن يعقوب العطار، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن أيوب العابد، يَقُولُ: وَحَدَّثَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم ابْن بِنْت منيع، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو زكريا يَحْيَى بْن أيوب العابد.
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، واللفظ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أيوب، قَالَ: حدَّثَنِي نصر بْن بَسَّام وغيره من أصحابنا؛ قَالُوا: أتينا أَبَا محفوظ معروفًا الكرخي، فقال لنا: رأيتُ النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام وهو يَقُولُ لهشيم: يا هُشيم، جَزَاكَ اللَّهُ عَنْ أُمَّتِي خَيْرًا، قَالَ ابن بسَّام: فقلتُ لَهُ: يا أَبَا محفوظ أنت رَأَيْته؟ قَالَ: نعم، هُشيم خيرٌ مما تظن، هُشيم خيرٌ مما تظن، رضي الله عَن هُشيم أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سلمان النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن أبي الدُّنْيَا، قَالَ: حدَّثَنِي من سَمِعَ عمرو بْن عون، قَالَ: مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء عشاء الآخرة قبل أن يموت عشرين سنة أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن وزير وَأَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأتُ عَلَى بشر الإسفراييني: حدثكم عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن ناجية، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبَّاد، قالا: مات هُشيم سنة ثلاث وثَمانين ومائة، قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد: سمعتُ أبي، يَقُولُ: وخرجتُ إلى الكوفة فِي تِلْكَ الأيام أَخْبَرَنِي الطناجيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زيد بْن عَلِيّ بْن مروان الْكُوفيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عقبة، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن حاتِم، قَالَ: ومات هشيم بْن بشير الواسطي ببغداد سنة ثلاث وثَمانين أَخْبَرَنَا ابن رزق، وعلي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ ابن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بْن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا دلويه زياد بْن أيوب، قَالَ: ومات هُشيم فِي شعبان سنة ثلاث وثَمانين ومائة، زاد زياد: يوم الأربعاء أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا إدريس بْن عَبْد الكريم المقرئ، قَالَ: سمعتُ إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل، والهروي، يقولان: مات هُشيم فِي سنة ثلاث وثَمانين ومائة فِي شعبان، قَالَ الْهَرَويّ: يوم الأربعاء لعشر مضين من شعبان(16/130)
7389- هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة أبو الأشهب الثقفي الْبَصْرِيّ
سكن بغداد، وحدث بِها عن: سليمان التميمي، وعوف الأعرابي، وعبد الله بن عون، وابن جريج، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، وغيرهم، روى عنه: محمد بن سعد كاتب الواقدي، ويوسف بن موسى، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وعباس الدوري، ومحمد بن الفرج الأزرق، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن شاذان الجوهري، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن علي الخزاز، وبشر بن موسى الأسدي.
(4653) -[16: 144] أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ الْمَعْرُوفُ بِالزَّعْفَرَانِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْرَدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ " أَخْبَرَنِي الصَّيْمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: هَوْذَةُ، عَنْ عَوْفٍ ضَعِيفٌ قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس الخزاز، قال: حدَّثَنِي أحمد بن محمد بن مسعدة، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: هوذة لَم يكن بالمحمود، قيل له: لِمَ؟ قال: لَم يأت أحد بِهذه الأحاديث كما جاء بِها، وكان أطروشًا أيضًا أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث، قال: سمعت أحمد، يقول: هوذة بن خليفة ما كان أصلح حديثه أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر الراشدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله ذكر عوفًا الأعرابي، فقال: أدرك شريحًا، وذكر عن عوف: شهدت هشام بن هبيرة يقضي في كذا وكذا، قال: وهذا في زمان شريح، قَالَ أَبُو عَبْد الله: ما أضبط هذا الأصم عَنْهُ، يعني: هوذة قَالَ أَبُو عَبْد الله: أرجو أن يكون صدوقًا إن شاء الله، قَالَ هذا أَبُو عَبْد الله فِي شوال سنة أربع عشرة ومائتين، وهوذة يومئذ حي.
وقال أَبُو عَبْد الله: حدَّثَنِي بعضُ أصحاب الحديث، قَالَ: سمعتُ عمرو بْن عاصم الكلابي، يَقُولُ: كتبتُ عن هوذة صحيفة عوف منذ كم حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد الله القاضي، قال: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أَبُو الأشهب هوذة بْن خليفة بصري سكن بغداد، لَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: كتب إليّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجوري، من شيراز يذكرُ أنَّ أَحْمَد بْن حمدان بْن الخضر أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يونس الضبي، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي، قَالَ: مات هوذة بْن خليفة البكراوي فِي شوال سنة خمس عشرة ومائتين ببغداد، وهو ابن نحو من التسعين، وصلى عَلَيْهِ ابنه عَبْد الملك، ودُفِنَ بباب البَردان أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: وُلِدَ هوذة بْن خليفة سنة خمس وعشرين ومائة، وطلب الحديث، وكتب عَن يونس، وهشام، وعوف، وابن عون، وابن جريج، وسليمان التيمي، وغيرهم، فذهبت كتبه ولم يبق عنده إلا كتاب عوف، وشيء يسير لابن عون، وابن جريج، وأشعث، والتيمي.
ومات ببغداد ليلة الثلاثاء لعشر ليال خلون من شوال سنة ست عشرة ومائتين في خلافة المأمون، ودفن خارج باب خراسان، وصلى عليه ابنه، وكان رجلا طويلا أسمر يخضب بالحناء أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: مات هوذة سنة ست عشرة ومائتين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة، بَلَغني أَنَّهُ ولد سنة خمس وعشرين ومائة، وكان يُخضب بالحناء قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أبي بَكْر، عَن أَحْمَد بْن كامل القاضي، قَالَ: مات أَبُو الأشهب هوذة بْن خليفة ببغداد سنة ست عشرة ومائتين، وقبره مشهور إلى اليوم فِي مقابر باب البَردان(16/144)
7390- هيذام بن قتيبة يعرف بالمروزي
سمع: سليمان بن حرب، وعاصم بْن عَلِيّ، وأبا بلال الأشعري، وغسان ابن الربيع، وعبد الله بن صالح العجلي، وعبيد الله بن محمد ابن عائشة، وعبد الملك بن زيد المدائني.
روى عنه: عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز، وعبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي حامض رأسه، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وأبو عمرو ابن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وكان ثقة عابدًا.
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ، فقال: لا بأس به.
(4654) -[16: 147] أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَيْذَامُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتُلِيَ بِالْقَضَاءِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَلا يَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ " أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي، سنة أربع وسبعين فيها مات هيذام بْن قُتيبة أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: ذكر أَبُو عمرو ابْن السماك: أنَّ هيذام بْن قُتَيْبَة الْمَرْوَزِيّ، تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر سنة أربع وسبعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: قرئ عَلَى ابن المنادي، وأنا أسمعُ، قَالَ: وهيذام بْن قُتَيْبَة تُوُفِّيَ يوم الخميس لسبع خلون من ربيع الآخر سنة أربع وسبعين(16/146)
7391- هبيرة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هُبَيْرة أَبُو علي الشيباني
حَدَّث عَن: أبي ميسرة أَحْمَد بْن عَبْد الله الحراني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص عُمر بْن مُحَمَّد ابْن الزيَّات، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص الكتاني، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الْعَبَّاس النجار، وأبو القاسم ابْن الثلاج.
وذكر ابن الثلاج أَنَّهُ سَمِعَ منه فِي صفر من سنة تسع وعشرين وثلاث مائة بباب الشام.
(4655) -[16: 148] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ هُبَيْرَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هُبَيْرَةَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْحَرَّانِيُّ بِنَهَاوَنْدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْهُ، وَلا نَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ غَيْرَ أَبِي مَيْسَرَةَ(16/148)
7392- هناد بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن إسماعيل بن عصمة أبو المظفر النسفي قدم علينا بغداد في حياة أبي الحسين بن بشران فسمع منه، ومن ابن الفضل القطان، وغيرهما من شيوخ ذلك الوقت.
وكان قد سمع بالبصرة من: القاضي أبي عمر بن عبد الواحد الهاشمي، وأبي الحسن بن النجاد، وسمع بنيسابور من: أبي عبد الرحمن السلمي، وغيره، وببخارى من: أبي عبد الله الغنجار، فعلقت عنه أحاديث.
(4656) -[16: 149] أَخْبَرَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عُمَرَ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ذُو النُّونِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّاهِدُ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ الزَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجَاوَزُوا عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ، وَزَلَّةِ الْعَالِمِ، وَسَطْوَةِ السُّلْطَانِ الْعَادِلِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخَذَ بِأَيْدِيهِمْ كُلَّمَا عَثَرَ عَاثِرٌ مِنْهُمْ " لَمَّا أردت الخروج إلى نيسابور دفع إليَّ هنَّاد كتابه وفيه أحاديث عَن شيخ ذكر أَنَّهُ حي بالنَّهْروان يُعرف بابن كُردي، عَن جَعْفَر الخلدي، وَأَحْمَد بْن سلمان النجاد، فعلَّقْتُ بعضها، فلما صرت بالنهروان اجتمعت مَعَ ذَلِكَ الشيخ وأردت قراءة تِلْكَ الأحاديث عَلَيْهِ، فأنكرَ أن يكون يعرف الْخُلدي والنجاد، وقال: إنّما حدَّثَنِي عَبْد الملك بْن بَكران المقرئ بِهذه الأحاديث عَمَّن سميت من المشايخ.
ولَم يزل هنَّاد بالعراق وسكن قرية من سواد عُكْبَرا، وولي قضاء حَرْبَى، وكان يقدم إلى بغداد فِي الأحايين، وآخر عهدي بِهِ فِي سنة خمسين وأربع مائة.(16/149)
باب اللام ألف(16/150)
7393- لاهز بن عبد الله أبو عمرو التميمي وقيل التيمي
حَدَّث عَن: مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان التيمي.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عيسى الخشاب التنيسي.
(4657) -[16: 150] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ الْحِيرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التِّنِّيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو لاهِزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، فَقَالَ لَهُ، وَأَنَا أَسْمَعُهُ: " يَا أَبَا بَرْزَةَ، إِنَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ تَعَالَى عَهِدَ إِلَيَّ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَهْدًا، فَقَالَ: عَلِيٌّ رَايَةُ الْهُدَى، وَمَنَارُ الْإِيمَانِ، وَإِمَامُ أَوْلِيَائِي، وَنُورُ جَمِيعِ مَنْ أَطَاعَنِي، يَا أَبَا بَرْزَةَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَعِيَ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ عَلَى حَوْضِي، وَصَاحِبُ لِوَائِي، وَمَعِيَ غَدًا عَلَى مَفَاتِيحِ خَزَائِنِ جَنَّةِ رَبِّي ".
لَمْ أَرَ لِلاهِزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ حدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد المستملي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر الوراق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْأزْدِيّ الحافظ، قَالَ: لاهز ابْن عَبْد الله التيمي البغدادي غير ثقة ولا مأمون، وهو أيضًا مجهول(16/150)
7394- لاحق بن غالب أبو المفضل التميمي ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه حدثهم في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة، عن خالد بن طاهر البالسي.(16/151)
7395- لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد أبو عمر يعرف بالمقدسي
تغرب وحدث بأصبهان وخُراسان وما وراء النهر عَن: خلق لا يُحصون من الغرباء والمجاهيل أحاديث مناكير وأباطيل.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم الأصبهاني.
(4658) -[16: 151] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ لاحِقُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ الْبَغْدَادِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكِيمِ الطَّائِفِيُّ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ إِنْفَاذَ أَمْرٍ سَلَبَ كُلَّ ذِي لُبٍّ لُبَّهُ " حدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخو الخلال، والقاضي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي؛ كلاهما عَن أبي سعد عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الإدريسي، قَالَ: لاحق بْن الْحُسَيْن بْن عمران بْن أبي الورد مُحَمَّد بْن عمران بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن المسيب بْن حَزْن، كنيته أَبُو عُمَر كَانَ يذكرُ أَنَّهُ مقدسي الأصل، وربما كَانَ يَقُولُ: إِنَّهُ بغدادي.
كَانَ كذابًا أفَّاكًا يضعُ الحديث عَلَى الثقات، ويسند المراسيل، ويُحدِّث عَمَّن لَم يسمع منهم.
حَدَّثَنَا يومًا عَن الربيع بْن حسان الكسي، والمفضل بْن مُحَمَّد الجندي، فقلت: أَيْنَ كتبت، ومتى كتبت عَنْهُمَا؟ فذكر أَنَّهُ كتب عَنْهُمَا بِمكة بعد العشرين والثلاث مائة.
فقلت: كيف كتبت عَنْهُمَا بعد العشرين؟ وقد ماتا قبل العشر والثلاث مائة؟ ! ووضع نسخًا لأناس لا تعرف أساميهم فِي جملة رواة الحديث مثل: طرغال، وطربال، وكركدن، وشعبوب، ومثل هذا شيئًا غير قليل، ولا نعلمُ رأينا فِي عصرنا مثله فِي الكذب والوقاحة، مَعَ قلة الدراية.
قِيلَ: إن اسمه كَانَ محمدًا فتسمى بلاحق؛ لكي يكتب عَنْهُ أصحاب الحديث، فقلتُ لَهُ: فقال: سماني أبي لاحقًا وأنا سميتُ نفسي محمدًا.
كتبنا عَنْهُ بسمرقند حتى قَالَ لي: ما بقيت عندي شيئًا، وكتب لي بِخطه زيادة عَلَى خمسين جزءًا من حديثه، وكانت كتابتي عَنْهُ لأعلم ما وضعه وما يسند من المراسيل والمقطوعات، ومع ذَلِكَ فقد رأيناهُ حَدَّث بعد أن فارقنا بأحاديث أنشأها بعد أن خرج من سمرقند.
ذكر لي أَنَّهُ خرج إلى نواحي خوارزم فِي سنة أربع وثمانين وثلاث مائة.
ومات بِهَا فِي تِلْكَ الأيام وتخلص الناس من وضعه الأحاديث، ولعله لم يخلف مثله من الكذابين إن شاء الله.
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الدربندي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الحافظ بُبخارى، قَالَ: تُوُفِّيَ لاحق بْن الْحُسَيْن المقدسي بِخوارزم فِي سنة أربع وثمانين وثلاث مائة، وكان كذابًا(16/151)
7396- لاحق بن القاسم بن خالد بن محمد أبو القاسم العماني
قدم بغداد، وحدث بِها عن: أبي النضر شافع بن محمد بن أبي عوانة الإسفراييني.
حدَّثَنِي عنه: القاضي أبو القاسم التنوخي، وقال لي: سمعت منه في سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة في دار أبي إسحاق الطبري وبِحضرته.(16/152)
7397- لامع بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن حمدون أبو عبد الرحمن الثقفي من أهل سجستان،
قدم بغداد، وحدث بِهَا عَن: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالِح السِّجزي.
كتبنا عَنْهُ، وذكر لنا أَنَّهُ سَمِعَ بنيسابور من الحاكم أبي عَبْد الله بْن البيع، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السلمي.
(4659) -[16: 153] حَدَّثَنَا لامِعُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِلَفْظِهِ فِي مَجْلِسِ الْقَاضِي أَبِي الْقَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ السِّجْزِيُّ، بِهَرَاةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ الْحَافِظُ الْبَصْرِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا سِجِسْتَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْجَوْزِيُّ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ أَخُو عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: " أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا "(16/153)
باب الياء
ذكر من اسمه يَحْيَى(16/155)
7398- يَحْيَى بْن سَعِيد بْن قيس بْن عمرو بْن سهل بْن ثعلبة بْن الحارث بْن زيد بْن ثعلبة بْن غَنم بْن مالك بْن النجار أَبُو سَعِيد الْأنْصَارِيّ الْمَدِينِيّ سَمِعَ: أنس بْن مالك، والسائب بْن يزيد، وعبد الله بْن عامر بْن ربيعة، وأبا أمامة بْن سهل بْن حنيف، وسعيد بْن المسيب، والقاسم بْن مُحَمَّد بْن أبي بَكْر الصديق، وسليمان بْن يسار، وأبا سلمة بْن عَبْد الرحمن بْن عوف، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: هشام بْن عُرْوة، ومالك بْن أنس، وابن جريج، وشعبة، والثوري، والحمَّادان، وليث بْن سعد، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزهير بْن مُعَاويَة، وجرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الله بْن المبارك، وهُشيم، ويحيى بْن سَعِيد القطان، وعبد الوهاب الثقفي، وأبو أسامة، وعبد الله بْن نُمير، ويزيد بْن هارون.
وكان يتولى القضاء بِمدينة الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقدمه المنصور العراق، ووَلَّاهُ القضاء بالهاشمية.
وذكر غير واحد من أهل العلم أَنَّهُ ولي القضاء بِمدينة السلام، وليس ذَلِكَ بثابت عندي، إنّما وليه بالهاشمية قبل أن تُبنَى بغداد، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، إجازة، قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الجعابي لفظًا، ثُمَّ أَخْبَرَنَا الصيمري، قراءة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أَبُو بَكْر ابْن الجعابي، قَالَ: قَالَ خليفة فيما أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن أَحْمَد الزعفراني، عَن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مطهر الجنديسابوري، عَنْهُ: ومن أبناء بغداد يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ أَبُو سعيد قَالَ ابن الجعابي وقد ذكر بعضُ أهل العلم أن ذكره فِي بغداد وهم من قائله، وأنه إنَّما كَانَ جاء إلى الهاشمية استدعاهُ أَبُو جَعْفَر يقضي بِهَا، وكان معه ربيعة الرَّأي، وأنَّهما لَمْ يَدْخُلا بغداد.
أَنْبَأنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي، قَالَ: قضاة المنصور ببغداد فِي خلافته: أولهم يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ، كَانَ قاضي أبي الْعَبَّاس بالأنبار فأقرَّهُ أَبُو جَعْفَر، وقدمَ بغداد وهو معه عَلَى القضاء، والحسن بْن عُمارة عَلَى المظالِم أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن المحسن، قَالَ: أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المعدل، قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَر لَمَّا قدم بغداد معه يَحْيَى بْن سَعِيد وهو قاض لأبي الْعَبَّاس السفاح عَلَى المدينة الهاشمية بالأنبار، والحسن بْن عُمارة عَلَى المظالم أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب بْن شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: ويحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ يُكنَى أَبَا سَعِيد، وكان قاضيًا لبني أمية، وقضى لبني الْعَبَّاس، وأول من ولاهُ القضاء الوليد بْن عَبْد الملك.
لما استخلف استعمل عَلَى المدينة يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف الثقفي، فاستقضى يوسفُ سعدَ بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف ثُمَّ عزله، واستعملَ عَلَى المدينة يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ، ثُمَّ قضى بعد ذَلِكَ لأبي جَعْفَر المنصور وقال جدي: سمعتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: أَخْبَرَنَا يحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ قاضي أمير المؤمنين أبي جَعْفَر أَخْبَرَنَا هبة الله بْن الْحَسَن الطبري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُبَيْد الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي خَيْثَمة، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن سَلام، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم الهاشمي، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد خفيف الحال، فاستقضاهُ أَبُو جعفر، وارتفعَ شأنه، فلم يتغير حاله، فقيل لَهُ فِي ذَلِكَ، فقال: من كانت نفسه واحدة لَم يغيره المال أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: يزيد بْن هارون لقي يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ، وروى عَنْهُ نحوًا من مائة حديث وسبعين حديثًا، لقيه بالحيرة، وكان يَحْيَى قاضيًا عَلَى الحيرة قَالَ أَبُو مُسْلِم قلتُ لَهُ: من استقضاهُ؟ قَالَ: بعضُ بني أمية، ثُمَّ لقيه يزيد.
وكان جد يَحْيَى من أصحاب النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار، وكان يَحْيَى رجلا صالِحًا، قَالَ: وقال يزيد يومًا بالبصرة: حدَّثَنِي يَحْيَى بْن سَعِيد، قِيلَ لَهُ: من يَحْيَى بْن سَعِيد؟ قَالَ: الْأنْصَارِيّ، وليس بقطانكم هذا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بْن مسكين، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن وهب، قَالَ: قَالَ لي عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد قاضيًا بالمدينة فِي زمن بني أمية، وقضى فِي زمان بني هاشم بالعراق، قَالَ جدي أَبُو يوسف: وإنّما ولّى يوسف بْن مُحَمَّد الثقفي يَحْيَى بْن سَعِيد القضاء فِي زمن الوليد بْن عَبْد الملك؛ لأن ولاة الأمصار كانوا يستقضون الْقُضاة ويولُّونهُمْ دون الخلفاء حتى استُخلف أَبُو جَعْفَر المنصور أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد، عَن أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: حدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن المنذر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن طلحة بْن عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بَكْر الصديق، قَالَ: حدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن بلال، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد قد ساءت حاله وأصابه ضيقٌ شديد وركبه الدين، فبينا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إذ جاءه كتاب أبي الْعَبَّاس يستقضيه، قَالَ سُلَيْمَان: فوكلني يَحْيَى بأهله وقال لي والله ما خرجتُ وأنا أجهلُ شيئًا، فلما قدم العراق كتب إليّ: إني قلت لك حين خرجت قد خرجت وما أجهل شيئًا، وإنه، والله، لأول خصيمين جلسا بين يدي فاقتضيا، والله، بشيء ما سَمِعْتُهُ قط، فإذا جاءك كتابي هذا فسل ربيعة بْن أبي عَبْد الرَّحْمَن، واكتب إليّ بِما يَقُولُ، ولا يعلم أني كتبتُ إليك بذلك أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن حرب، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، قَالَ: قدم أيوب مرة من المدينة، فقيل لَهُ: يا أَبَا بَكْر من بالمدينة؟ فقال: ما تركتُ بِهَا أحدًا أفقه من يَحْيَى بْن سَعِيد، لفظ حديث ابن مَخْلد أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن هاشم، قَالَ: سمعتُ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، يَقُولُ: قدم أيوب فجالس عمرو بْن دينار من العشاء إلى الصبح، فلمّا أراد الخروج إلى المدينة، قَالَ: اكتب لي عيون حديث يَحْيَى بْن سَعِيد وَأَخْبَرَنَا ابن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان وذكر أيوب، فقال: لَم يكن يصنعُ بي ما يصنع بي غيره فِي الكلام، فكنتُ أظن أَنَّهُ يَمْنعه مني أني رَجُل موسر، يَكره أن ينبسط إلي فغمني ذَلِكَ، فتركتُ الحج عامًا لَم أحج، فلما كَانَ من قابل حججتُ فأي شيء صنع بي قَالَ سُفْيَان: وكتبتُ لَهُ أحاديث عَن يَحْيَى بْن سَعِيد، وكان يريد المدينة وكان معجبًا بيحيى بْن سَعِيد.
قَالَ سُفْيَان: فأخبرت أَنَّهُ قَالَ: سقطت الرقعة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم المستملي، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد بْن فارس: قَالَ الْبُخَاريّ: قَالَ أَحْمَد بْن ثابت، عَن عَبْد الرزاق، عَن ابن عُيَيْنَة، قَالَ: كَانَ محدثو الحجاز؛ ابن شهاب، وابن جريج، ويحيى بْن سَعِيد يجيئون بالحديث عَلَى وجهه أَخْبَرَنَا أَبُو عُمر بْن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي الأسود، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن، عَن وهيب، قَالَ: قدمتُ المدينة فما رأيتُ أحدًا إلا تَعرف وتنكر، إلا يَحْيَى بْن سَعِيد، ومالك بْن أنس أَخْبَرَنَا ابن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد، قَالَ: قَالَ جدي: ومما نسخت من كتاب عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ مما أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سماعه من يَحْيَى بْن سَعِيد، وقال لي: اروه عني، قَالَ: ذكرنا يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ عِنْدَ يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، فقال يَحْيَى بْن سَعِيد القطان: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد، وجعل يُعظمه أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن حفص السدوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن زياد سبَلان، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام بْن عروة، قَالَ: حدَّثَنِي الثقة يَحْيَى بْن سَعِيد بْن قيس الْأنْصَارِيّ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن جَعْفَر السلماسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن الْحُسَيْن الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلاد الباهلي، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى، وهو ابن سَعِيد القطان، لا يقدم عَلَى يَحْيَى بْن سَعِيد أحدًا من الحجازيين، فقيل لَهُ: الزُّهْرِيّ؟ فقال: الزُّهْرِيّ خولف عَنْهُ، ويحيى لَم يُختلف عَنْهُ أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: حدَّثَنِي ابْن عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زُهير، عَن يَحْيَى بْن معين، قَالَ: يَحْيَى بْن سَعِيد ثقة أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: قَالَ ابن عَمَّار: موازين أصحاب الحديث من الكوفيين والمدنيين: عَبْد الملك بْن أبي سُلَيْمَان، وعاصم الأحول، وعبيد الله بْن عُمَر، ويحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا الوليد بْن بَكْر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالِح بْن أَحْمَد، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: ويحيى بْن سَعِيد بْن قيس الْأنْصَارِيّ مدني تابعي ثقة، وكان لَهُ فقه، وولي القضاء، وكان رجلا صالِحًا أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خراش، قَالَ: يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ أحد الأئمة مديني أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن شعيب الصابوني، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الله: ومات يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ ههنا.
قلت: يعني: بالعراق أَخْبَرَنَا ابن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن نُمير، يَقُولُ: ماتَ يَحْيَى بْن سَعِيد سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكانوا إخوة ثلاثة؛ يَحْيَى بْن سَعِيد، وعبد ربه بْن سَعِيد، وسعد بْن سَعِيد أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن حسنويه الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: ويحيى بْن سَعِيد يُكنى أَبَا سَعِيد تُوُفِّيَ سنة ثلاث وأربعين ومائة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن صفوان البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن أبي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: يَحْيَى بْن سَعِيد بْن قيس بْن عمرو بْن سهل الْأنْصَارِيّ، أحد بني مالك بْن النجار، ويُكنى أَبَا سَعِيد.
تُوُفِّيَ بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان قاضيًا بِهَا لأبي جَعْفَر أَخْبَرَنَا ابن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: سمعتُ الْحَسَن بْن عثمان، يَقُولُ: قَالَ الواقدي: مات يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ القاضي، ويُكنى أَبَا سَعِيد بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة، ويُقالُ: سنة أربع وأربعين ومائة وَأَخْبَرَنَا ابن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن أَحْمَد، قَالَ: قَالَ يزيد بْن هارون: مات يَحْيَى بْن سَعِيد بالهاشمية سنة أربع وأربعين ومائة، وكان يُكنى أَبَا سَعِيد أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: سمعتُ ابن بُكَيْر، يَقُولُ: مات يَحْيَى بْن سَعِيد فِي سنة ست وأربعين ومائة(16/155)
7399- يحيى بن زياد الحارثي
وهو يحيى بن زياد بن عبيد الله بن عبد الله، وكان يقال له: عبد الحجر بن عبد المدان بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وكانت عمته ريطة بنت عبيد الله زوجة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، فولدت السفاح، فيحيى بن زياد ابن خال أبي العباس السفاح، وهو من أهل الكوفة.
وكان شاعرًا أديبًا ماجنًا نسب إلى الزندقة، وكان صديق مطيع بْن إياس، وحماد عجرد، ووالبة بن الحباب، وغيرهم من ظرفاء الكوفيين، وله في السفاح مدائح، وفي المهدي أيضًا.
وقدم بغداد فأقام بِها مدة ثم خرج عنها.
قرأت على الجوهري، عن محمد بن عمران بن موسى، قال: أَخْبَرَنِي علي بن هارون، عن عمه أبي أحمد، عن حماد بن إسحاق بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الفضل السكوني، قال: قدم يحيى بن زياد بغداد فلم يحمد زمانه فيها، فقال:
لقد جاورت بغداذا فما أحببت بغداذا
ولا أحببت كرخايا ولا أحببت كلوذا
ولا وافقني فيها أخي ذاك ولا هذا
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حدَّثَنِي أبو عبيد الله المرزباني، قال: أنشدنا علي بن سليمان الأخفش، عن ثعلب، قال: قال مطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي:
انظر إلى الموت حين بادهه والموت مقدامة على البهم
لو قد تدبرت ما سعيت به قرعت سنًّا عليه من ندم
اذهب بِمن شئت إذ ذهبت به ما بعد يَحيى للرزء من ألَمِ
قال: وأنشدنا ثعلب لِمطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي:
قد راح يحيى ولو تطاوعني الأقدار لَم نبتكر ولم نرح
يا خير من يجمل البكاء به اليوم ومن كان أمس للمدح
قد ظفر الحزن بالسرور وقد أديل مكروهه من الفرح(16/162)
7400- يَحْيَى بْن أبي سُلَيْمَان الْمَدينيُّ
ورد بغداد، وحدث بِهَا عَن: عطاء بْن أبي رباح.
روى عَنه: عَبْد الله بْن رجاء الْغُداني.
(4660) -[16: 163] أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوسٍ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلالُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الصَّيْرَفِيُّ، وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، لَقِينَاهُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَيْنَ كُنْتَ أَمْسِ؟ "، قَالَ: زُرْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِي، قَالَ: " زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا ".
لَفْظُ حَدِيثِ بُنَانٍ
(4661) -[16: 164] وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُنَانٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ذُكِرَ السُّودَانُ عِنْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " دَعُونِي مِنَ السُّودَانِ، إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ "(16/163)
7401- يحيى بن المتوكل أبو عقيل الضرير كوفي قدم بغداد، وحدث بِهَا عَن: بُهية، وعن القاسم بْن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب.
روى عَنْهُ: عَبْد الله بْن المبارك، ويزيد بْن هارون، وأبو نُعَيْم الفضل بْن دُكين، وأبو الوليد الطيالسي، وسعيد بْن سُلَيْمَان سعدويه، وعمرو بْن عون، وَمُحَمَّد بْن بكار بْن الريان، وعلي بْن الجعد، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر الوركاني، وبشر بْن الوليد الكندي، وأبو الربيع الزهراني.
(4662) -[16: 164] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ غَالِبٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ بُهَيَّةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ تُرَى الْمَرْأَةُ لَيْسَ بِيَدِهَا أَثَرُ الْحِنَّاءِ وَالْخِضَابِ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن النضر العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عثمان بْن أبي شيبة، قَالَ: سُئِلَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ، وأنا أسمع، عَن أبي عقيل يَحْيَى بْن المتوكل، فقال: ذاك عندنا ضعيفٌ، وكان منزله ببغداد أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ، قَالَ: وسألته، يعني: أباهُ، عَن أبي عقيل يَحْيَى بْن المتوكل فضعفه أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَبَا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، أَبَا سَعِيد يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فأبو عقيل يَحْيَى بْن المتوكل؟ قَالَ: لَيْسَ بِهِ بأس.
قَالَ أَبُو سَعِيد: هُوَ ضعيف دفع إليّ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي، فنقلتُ منه.
ثُمَّ أَخْبَرَنَا الأزهري، قراءة، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عثمان بْن يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مكرم، قَالَ: حدَّثَنِي يزيد بْن الهيثم البادا، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: أَبُو عقيل رَوى عَن بُهية، كَانَ ببغداد ضعيف أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البابسيري بواسط، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أمية الأحوص بْن المفضل بْن غسَّان الغلابي، قَالَ: قَالَ أبي: قَالَ أَبُو زكريا: أَبُو عقيل كوفي مات فِي مدينة أبي جَعْفَر، مُنكرُ الحديث أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مَرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى يَقُولُ: أَبُو عقيل صاحب بهية اسمه يَحْيَى بْن المتوكل، لَيْسَ حديثه بشيء أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: سمعتُ ابن عَمَّار، يَقُولُ: أَبُو عقيل صاحب بهية، وبهية ليس بحجة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا سهل بْن أَحْمَد الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عمرو بْن علي، قَالَ: وأبو عقيل يَحْيَى بْن المتوكل فِيهِ ضعف شديد، وقد سمعتُ ابن داود، وأبا الوليد يُحدثان عنه أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ ابْن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن علي، قَالَ: وأبو عقيل صاحب بهية هُوَ ضعيف، اسمه يَحْيَى بْن المتوكل أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: يَحْيَى بْن المتوكل أَبُو عقيل يروي عَن بهية ضعيف أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الباقي بْن قانع، أن أَبَا عقيل يَحْيَى بْن المتوكل مات فِي سنة سبع وستين ومائة(16/164)
7402- يَحْيَى بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أبي طالب من أهل المدينة، وهو أخو مُحَمَّد وإبراهيم؛ ابني عَبْد الله بْن الْحَسَن،
ذكر يَحْيَى بْن مُحَمَّد العلوي، صاحب كتاب نسب الطالبيين، أنَّ يَحْيَى بْن عَبْد الله كَانَ قد صارَ إلى جبل الدَّيْلَم فِي سبعين رجلا من أصحابه، ثُمَّ آمنه هارون الرشيد وكتب لَهُ أمانًا وللسبعين الذين كانوا معه وأشهد عَلَى ذَلِكَ شُهودًا وأجازه بمائتي ألف دينار.
قلت: وقدم يَحْيَى بْن عَبْد الله عَلَى الرشيد بغداد فأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: أخبرنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى العلوي، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حدَّثَنِي مُوسَى بْن عَبْد الله، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله البكري، قالا: حَدَّثَنَا سلمة بْن عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي، قَالَ: حدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بْن عُمَر بْن حفص العمري، قَالَ: دُعينا ليحيى بْن عَبْد الله أَنَا وأبو البختري وهب بْن وهب، وعبد الله بْن مصعب، وأبو يوسف الفقيه، فإذا بيحيى بن عبد الله جالس عند هارون الرشيد أمير المؤمنين، قَالَ: فقال لنا: يا هَؤُلَاءِ إني أمنت هذا الرجل وسبعين رجلا معه، فكلما أخذتُ رجلا قَالَ هذا منهم، فقلتُ لَهُ: أسمهم لي، فقال يَحْيَى: أَنَا رجلٌ من السبعين معروف بنسبي وعيني، فهل ينفعني ذَلِكَ؟ والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم، قال: فقلنا لَهُ: يا يَحْيَى اتق الله، فليس لك أمان إلا أن تخبر بهم فأبَى، فقلت: يا يَحْيَى:
لأنت أصغرُ من حرباء تنضبة لا يرسل الساق إلا ممسكًا ساقا
قَالَ: فنظر إليّ، ثُمّ قَالَ: يا عدو الله أتضربُ فيَّ الأمثال، قَالَ: وأخذ أَبُو البختري الأمان فشقه، وقال: يا أمير المؤمنين لا أمان لَهُ، وسأل أَبَا يوسف القاضي، فقال: لَيْسَ لك أن تسأله عنهم، قَالَ: ثُمَّ أقمنا أيامًا، ثُمَّ دعينا لَهُ مرةً أخرى، فإذا هُوَ مصفر متغير، وإذا هارون يُكلمه فلا يكلمه، فقال: ألا ترون إلى هذا الرجل أكلمه فلا يكلمني؟ فلما أكثرنا عَلَيْهِ أخرج لسانه كأنه كرفسة ووضع يده عَلَيْهِ، أي أني لا أقدرُ أتكلم، قَالَ: فجعل هارون يتغيظ، ويقول: إنه يَقُولُ: إني سقيته السم، والله لو رأيت عَلَيْهِ القتل لضربت عنقه، قَالَ: وقال: علي أيمان البيعة إن كنت سقيته أو أمرت أن يُسْقَى، قَالَ: فالتفت حين بلغت الستر وإذا بيحيى قد سقط عَلَى وجهه لا حركة بِهِ قَالَ جدي: وسمعتُ فِي غير هذا الحديث أن عَبْد الله بْن مصعب جعل يفحش عَلَى يَحْيَى فِي المجلس ويشتمه ويقول لَهُ فيما يَقُولُ: لقد سمج الله خلقك وخُلُقك، قَالَ: فقال يَحْيَى لما أكثر عَلَيْهِ: يا أمير المؤمنين، إن هذا عدوٌ لي ولك وهو يضرب بعضنا ببعض، هذا بالأمس مَعَ أخي مُحَمَّد بْن عَبْد الله، وهو القائل:
قوموا بأمركمو نُجْبٌ بطاعتنا إن الخلافة فيكم يا بني حَسَن
وهو اليوم يأمر بقتلي قَالَ: فقال لَهُ ابن مصعب: كذبت ما قلتُ هذا الشعر.
فقال لَهُ يَحْيَى: فاحلف إن برئت من حول الله وقوته، ووكلك إلى حولك وقوتك إن كنت قلت هذا.
قَالَ ابن مصعب لا أحلفُ، فالتفت إِلَيْهِ الرشيد، فقال: احلف بما حلفك بِهِ، فحلف.
فقال يَحْيَى: الله أكبر قطعت والله أجله، حدَّثَنِي بذلك إِسْمَاعِيل بْن يعقوب وغيره.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حدَّثَنِي جدي، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد المنصوري، قَالَ: سمعتُ فِي عَبْد الله بْن مصعب حديثين أنَّ يَحْيَى بْن عَبْد الله لَمّا حَلَّفه لم يمض بِهِ ثلاث حتى مات.
ويُقال: مات من يومه انقلبَ إلى منزله فسقط عَن دابته فانتخع فمات.
فكان الرشيد إذا ذكره، قَالَ: لا إله إلا الله ما أسرع ما أديل ليحيى من ابن مصعب قَالَ جدي: وكان إدريس بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، يَقُولُ: مات جدي يَحْيَى بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن فِي حبس أمير المؤمنين هارون.
قَالَ جدي: وسمعتُ عَلِيّ بْن طاهر بْن زيد، يَقُولُ: لما تُوُفِّيَ يَحْيَى بْن عَبْد الله، وخرج بِجنازته بعث أمير المؤمنين إلى رَجُل من العلويين يُقالُ لَهُ: الْعَبَّاس بْن الْحَسَن بْن عُبيد الله بْن الْعَبَّاس بْن علي، فقال يَقُولُ لك أمير المؤمنين: صَلِّ عَلَى صاحبكم، فقال الرجل: ما كنت لأصلي عَلَى جيفة خرجَ منها روحها وأميرُ المؤمنين عليها ساخطٌ.(16/167)
7403- يحيى بن عبد العزيز الأردني
أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن حِبَّان، قَالَ: وجدتُ فِي كتاب أبي بِخط يده قَالَ أَبُو زكريا: يَحْيَى بْن عَبْد العزيز الأردني حَدَّث عَنْهُ: الوليد بْن مُسْلِم كَانَ ههنا ببغداد، وهو أَبُو الشافعي الأعمى هذا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، قلت لأبي زكريا: فكيفَ حديثه؟ قَالَ: ما أعرفه لم يحدث عَنْهُ إلا وليد بْن مُسْلِم قلت: قد حَدَّث أيضًا عُمَر بْن يونس اليمامي عَنْهُ عَن يَحْيَى بْن أبي كثير.(16/169)
7404- يحيى بن عقبة بن أبي العيزار أبو القاسم الكوفي
قد بغداد، وحدث بِهَا عَن: مُحَمَّد بْن جحادة، وهشام بْن عروة، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن علي.
روى عنه: الربيع بن ثعلب، ومحمد بن بكار بن الريان، وعبد الرحمن بن واقد الواقدي.
(4663) -[16: 170] أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْمَخْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعِيزَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ قَالَ: لا بَأْسَ، إِنَّمَا هِيَ رَيْحَانَةٌ يَشُمُّهَا " دفع إليّ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلتُ منه.
ثُمَّ أَخْبَرَنَا عُبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قراءة، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: يَحْيَى بْن عقبة بْن أبي العيزار شيخ كوفي لَيْسَ بثقة يكذب أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن يَحْيَى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغَلابي، قَالَ: قَالَ أَبُو زكريا يَحْيَى بْن معين: يَحْيَى بْن عقبة بْن أبي العيزار لَم يكن ثقة.
قَالَ ابن الغلابي: قد رآه أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جَعْفَر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بْن علي الآجُري، قَالَ: سألتُ أَبَا داود، عَن يَحْيَى بْن عقبة بْن أبي العيزار، فقال: لَيْسَ بشيء وفيما ذكر لنا البرْقَاني أن يعقوب بْن مُوسَى الأردُبيلي حدَّثهم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عمرو البرذعي، قَالَ: قلتُ لأبي زُرعة: يَحْيَى بْن عقبة بْن أبي العيزار؟ قَالَ: ضعيف الحديث أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْهَرَويّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل صالح بْن مُحَمَّد الأسدي، قَالَ: يَحْيَى بْن عُقبة بْن أبي العيزار كوفي، قدم بغداد، ضعيف منكر الحديث جدًّا وَأَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: يَحْيَى بْن عقبة بْن أبي العيزار لَيْسَ بثقة(16/170)
7405- يحيى بن سابق أبو زكريا الْمَدِينِيّ قدم بغداد، وحدث بِها عن: أبي حازم سلمة بن دينار، وزيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن حرملة، وخيثمة بن خليفة الجعفي.
روى عَنه: حجين بْن المثنى، وَمُحَمَّد بْن مُعَاويَة النيسابوري، وأبو العوام أَحْمَد بْن يزيد الرياحي، وقتيبة بْن سَعِيد، وعلي بْن حجر.
(4664) -[16: 172] أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامِ بْنِ الصَّقْرِ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ خَلادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَابِقٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ ".
يَعْنِي: الْقَدَرِيَّةَ حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد الله القاضي بِمصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شُعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أَبُو زكريا يَحْيَى بْن سابق الْمَدِينِيّ، عَن ابن حرملة، روى عَنْهُ عَلِيّ بْن حجر، وقال: رَأَيْته ببغداد(16/171)
7406- يحيى بن زكريا بن أبي زائدة أبو سعيد قيل: إنه وادعيّ من أنفسهم، وقيل: إنه مولى محمد بن المنتشر الهمداني، من أهل الكوفة،
سَمِعَ: أباهُ، وهشام بْن عروة، وإسماعيل بْن أبي خَالِد، وسليمان الأعمش، وعُبَيْد الله بْن عُمر الْعُمري، وحجَّاج بْن أرطاة.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْن آدم، وقُتيبة بْن سَعِيد، وهنَّاد بْن السَّري، وأبو داود الحفري، وَمُحَمَّد بْن عيسى ابْن الطباع، وَأَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وأبو بَكْر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وسريج بْن يونس، وأبو كريب مُحَمَّد بْن العلاء، وزياد بْن أيوب، والحسن بْن عرفة.
وَلِيَ يَحْيَى قضاء المدائن، وقدم بغداد وحدث بِهَا.
(4665) -[16: 173] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ فِي الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ زَكَاةٌ، إِلا أَنَّ فِي الرَّقِيقِ صَدَقَةَ الْفِطْرِ "
(4666) -[16: 174] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّرَّاعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ زِيَادٌ: وَلَمْ يُحَدِّثْ بِبَغْدَادَ غَيْرَ هَذَا الْمَجْلِسِ، وَخَرَجَ إِلَى النَّصِيرِيَّةِ عَلَى الْقَضَاءِ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلاحُهَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّد عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مَرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: زكريا بْن أبي زائدة هُوَ زكريا بْن ميمون بْن فيروز أَخْبَرَنِي ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بْن أَحْمَد، قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن علي الأبّار: واسم أبي زائدة جد يَحْيَى بْن زكريا ميمون بْن فيروز أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن يَحْيَى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغَلابي، قَالَ: قَالَ أَبُو زكريا يَحْيَى بْن معين: يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة بْن ميمون بْن فيروز، ميمون إسلامي، وفيروز جاهلي، وهم موالي عمرو بْن عَبْد الله الوادعي أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عمرو الحريري، أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن النضر الْأزْدِيّ، قَالَ: سمعتُ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ، يَقُولُ: انتهى العلم إلى ابن عَبَّاس فِي زمانه، ثُمَّ إلى الشِّعْبِيّ فِي زمانه، ثُمَّ إلى سُفْيَان الثوري فِي زمانه، ثُمَّ إلى يَحْيَى بْن أبي زائدة فِي زمانه أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن وهب البندار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر، قَالَ: قَالَ علي ابْن الْمَدِينِيّ: ولَمْ يكن بالكوفة بعد سُفْيَان الثوري أثبت من يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب، بالدينور، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن راشد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود، قَالَ: قَالَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ: نظرتُ فإذا الإسناد يدور عَلَى ستة وذكرهم، ثُمَّ صار علم هَؤُلَاءِ الستة إلى أصحاب الأصناف ممن يُصنف العلم وسماهم، وقال: ثُمَّ انتهى علم هَؤُلَاءِ إلى يَحْيَى بْن سَعِيد، ويُكنى أَبَا سَعِيد مولى بني تَميم، ومات فِي صفر سنة ثَمان وتسعين ومائة، وإلى يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة، ويُكنى أَبَا سَعِيد مولى لِهمدان، مات فِي سنة اثنتين وثَمانين ومائة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء، قَالَ: قَالَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ: مات يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة سنة ثنتين وثَمانين أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علي أَنَا أظنه الأشناني، قَالَ: سمعتُ حارثًا النَّقَّال، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد، يَقُولُ: ما بالكوفة رجلٌ يُخالفني أشد علي من يَحْيَى بْن أبي زائدة أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم المستملي، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد بْن فارس: قَالَ الْبُخَاريّ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى: سمعتُ أَبَا خَالِد الأحمر، يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن جيد الأخذ للحديث، قَالَ إِبْرَاهِيم: وسمعتُ الْحَسَن، يَقُولُ: نزلتم بأفقه أهل الكوفة، يعني: يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسلم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: زكريا بْن أبي زائدة ثقة، وابنه يَحْيَى بْن زكريا ثقة، وهو ممن جمع لَهُ الفقه والحديث، وكان عَلَى قضاء المدائن ويُعد من حفاظ الكوفيين للحديث، مفتيًا ثبتًا صاحب سنة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى بن أبي زائدة قلت: وذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم أنّ يَحْيَى بْن أبي زائدة أول من صنف الكتب بالكوفة.
حدَّثَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر التجيبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بْن يوسف الجعفي، قَالَ: سمعتُ حسينًا العنقزي، يَقُولُ: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن حمّاد بْن أبي حنيفة، يَقُولُ: يَحْيَى بْن أبي زائدة فِي الحديث مثل العَرُوس العطرة أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن يَحْيَى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغَلابي، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن معين.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد السوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن زكريا كيسًا، ولا أعلمه أخطأ إلا فِي حديث واحد، حَدَّث عَن سُفْيَان، عَن أبي إِسْحَاق وقال السكري عَن سُفْيَان، عَن أبي حصين ثُمَّ اتفقا عَن قبيصة بْن بُرمة، قَالَ: قَالَ عَبْد الله: ما أحب أن يكون عبيدكم مؤذنيكم، وإنّما هُوَ عَن واصل، عَن قبيصة أَخْبَرَنَا عثمان بْن مُحَمَّد بْن يوسف العلاف، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو الناقد، قَالَ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة، يَقُولُ: ما قدم علينا من أصحابنا أحدٌ يشبه هذين الرجلين: عَبْد الله بْن المبارك، ويحيى بْن زكريا بْن أبي زائدة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن داود، قَالَ: سمعتُ عيسى بْن يونس، وسئل عَن يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة، فقال: ثقة، قَالَ: وقد رأيتُ زكريا يجيء بِهِ إلى مجالد بْن سَعِيد، فيقول لَهُ: يا بني، احفظ أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبُو بَكْر الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَبَا الْحَسَن الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن مُسهر أحب إليك، أو يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة؟ قَالَ: كلاهما ثقتان أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله الأنماطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الْمِصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعد بْن أبي مريم، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة ثقة حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد الله القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أَبُو سَعِيد يَحْيَى بن زكريا بْن أبي زائدة كوفي ثقة أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحافظ إجازة، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، قَالَ: سمعتُ زياد بْن أيوب، يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة ولي قضاء المدائن أربعة أشهر، ثُمَّ مات، وكان يَحْيَى بْن أبي زائدة يُحدث حفظًا أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المفيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُعاذ الْهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بْن عدي، قَالَ: ويحيى بْن زكريا بْن أبي زائدة الهمداني تُوُفِّيَ فِي خلافة هارون أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج الطناجيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زيد بْن عَلِيّ بْن مروان الْأنْصَارِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُقبة الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن حاتم، وَأَخْبَرَنَا أَبُو خازم بْن الفَرَّاء، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمران بْن الأشيب، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد؛ قالا: ومات يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة بالمدائن سنة ثلاث وثَمانين ومائة، زاد بْن سعد: وهو قاض بِهَا أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: وأمّا يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة، فإنه همداني من بني وادعة يُكْنَى أَبَا سَعِيد، تُوُفِّيَ بالمدائن، وهو قاض بِهَا لهارون أمير المؤمنين، كَانَت وفاته سنة ثلاث وثَمانين ومائة، وبلغَ من السن يوم تُوُفِّيَ ثلاثًا وستين سنة، وكان ثقة حسن الحديث، ويقولون: إنه أول من صنف الكتب بالكوفة.
وكان يعد فِي فقهاء محدثي أهل الكوفة، وكانت وفاته فِي جمادى الأولى أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، قَالَ: سنة ثلاث وثَمانين ومائة فيها مات أَبُو سَعِيد يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة بالمدائن أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد بْن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خيَّاط، قَالَ: ويحيى بْن زكريا بْن أبي زائدة مولى هَمدان مات سنة ثلاث أو أربع وثَمانين ومائة أَخْبَرَنِي ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بْن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا مسروق بْن المرزبان، قَالَ: مات ابن أبي زائدة سنة أربع وثمانين ومائة أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قانع، أن يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة مات فِي سنة أربع وثَمانين ومائة أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: وأَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن يَحْيَى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: قَالَ أَبُو زكريا: ومات يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة وهو ابن ثلاث وستين(16/172)
7407- يَحيى بن بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري يكنى أبا بردة
حدث عن: أبيه، وعن إسماعيل بن أبي خالد، وابن جريج.
روى عنه: العلاء بن عمرو الحنفي، ومحمد بن عقبة السدوسي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وهو من أهل الكوفة قدم بغداد، وحدث بِها، وسمع منه يحيى بن معين.
أَخْبَرَنِي الأزهري، وعلي بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الحربي؛ قالا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: حديث يَحْيَى بْن أبي بُردة، عَن إِسْمَاعِيل، عَن قيس، عَن أَبِيهِ: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو رث الهيئة، هُوَ حديث منكر، إنّما هُوَ حديث أبي إِسْحَاق، عَن أبي الأحوص، عَن أَبِيهِ، وقد سمعتُه من يَحْيَى بْن أبي بُردة وأَخْبَرَنِي الحربي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن علي، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: يَحْيَى بْن أبي بُرْدة رَوى أحاديث مُنكرة قرأتُ فِي نسخة الكتاب الَّذِي ذكر لنا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفي أَنَّهُ سمعه من أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، وذهب أصله بِهِ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن مُحَمَّد المخرمي، قَالَ: أَخْبَرَنِي الأصم، أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن حاتِم، حدثهم، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِين، يَقُولُ: كَانَ ههنا رجلٌ، يُقالُ لَهُ: يَحْيَى من ولد بُريد بْن أبي بردة كَانَ عَلَى السيب، وقد سمعتُ منه وهو ضعيف الحديث.
قِيلَ ليحيى: بُريد كيف هُوَ؟ قَالَ: لَيْسَ بِهِ بأس وفيما ذكر لنا البرقاني أنّ يعقوب بْن مُوسَى الأردبيلي، حدثهم، قَالَ: حدثنا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عمرو البرذعي، قَالَ: قلتُ، يعني: لأبي زرعة الرازي: أَبُو بُردة يَحْيَى بْن أبي بردة؟ قَالَ: واهي الحديث أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مهران، قَالَ: قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن طالب بْن علي، فأقرَّ بِهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو علي صالِح بْن مُحَمَّد: يَحْيَى بْن بُريد بْن عَبْد الله بْن أبي بردة بْن أبي مُوسَى ضعيف الحديث، يروي عَن جده أحاديث مناكير، وحديث " إذا جلس القاضي ".
لَيْسَ لَهُ أصل، ابن جريج لا يَحْتمل هذا
(4667) -[16: 182] قُلْتُ: وَهُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُرَيْدٍ الأَشْعَرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَلَسَ الْقَاضِي فِي مَكَانِهِ هَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ يُسَدِّدَانِهِ، وَيُوَفِّقَانِهِ، وَيُرْشِدَانِهِ، مَا لَمْ يَجُرْ، فَإِذَا جَارَ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ " أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ: يَحْيَى بْن بريد بْن عَبْد الله بْن أبي بردة لَيْسَ بالقوي فِي الحديث(16/181)
7408- يَحْيَى بن يَمان أبو زكريا العجلي من أنفسهم كوفي
سَمِعَ: سُفْيَان الثوري، وأشعث الْقُمي، ومعمر بْن راشد.
رَوى عَنْهُ: جماعة من أهل الكوفة، وقدم بغداد، وحدث بِهَا، فرَوى عَنْهُ من أهلها: مُحَمَّد بْن عيسى ابْن الطبَّاع، ويَحْيَى بْن مَعِين، والحسن بْن عرفة.
(4668) -[16: 183] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ الْعِجْلِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ " أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زيد بْن عَلِيّ بْن مروان الْأنْصَارِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عقبة الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن حاتم، قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن يمان، فقلتُ: يا أَبَا زكريا مَتَى وُلدت؟ قَالَ: سنة سبع عشرة ومائة أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: كتب إليّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْجُوري من شيراز يذكر، أن عَبْد الله بْن أَحْمَد الهمداني حدثهم، قَالَ: سمعتُ أَبَا حاتِم الرازي، يَقُولُ: سمعتُ ابن الطباع، يَقُولُ: كُنَّا ببغداد فقدمها الأشجعي، ويحيى بْن يَمان فدعوناهما إلى البستان فأجابا، وحَمَلا معهما كُتبًا وانتخبنا عليهما أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عمرو الشيعي، قَالَ: سمعتُ بشرًا وهو ابن الحارث، يَقُولُ: كنت جالِسًا بين يدي يَحْيَى بْن يَمان، قَالَ: فكنتُ أعجب من ثيابه، وكان يعجب من ثيابي قَالَ بشر: أخذتُ جوربًا فخيطته ثُمَّ شددته، أي عَلَى عورته؛ لأنه لَم تكن تسترني ثيابي، وذكر كثرة رقاع فِي جبة يَحْيَى بْن يَمان، قَالَ بشر: فمر إنسان عَلَيْهِ بزة، فقال: ثيابك أحسن من ثيابي.
قَالَ بشر: أراد أن يقويني أَخْبَرَنِي الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران الأخنسي، قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن عَيَّاش، وذكر يَحْيَى بْن يَمان، فقال: ذاك راهب أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمر الخَلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عفان، يَقُولُ: سمعتُ وكيع بْن الجراح، يَقُولُ: ما كَانَ أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يَحْيَى بْن يَمان، كَانَ يحفظُ فِي المجلس خمس مائة حديث، ثُمَّ نَسِي، فلا أعلم بالكوفة أحدًا أحفظ من داود ابنه أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان التميمي، بدمشق، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر يوسف بْن القاسم الميانجي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حفص، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ أَبَا هشام الرفاعي، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن يَمان، يَقُولُ: أحفظ عَن سُفْيَان أربعة آلاف حديث فِي التفسير أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَج بْن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هشام، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن يَمان، يَقُولُ: ما حملتُ إلى سُفْيَان ألواحًا قط، كنت أقوم من عنده بالسبعين ونحوها، ويقومون من عِنْدَ سُفْيَان فيطلبون إليّ فأملي عليهم، فذُكِرَ لوكيع قول يَحْيَى، فقال: صدق، كَانَ إذا كتبها نسيها أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس الْأنْصَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: قَالَ وكيع: كُنَّا نعدها عِنْدَ سُفْيَان، ثُمَّ نكتب فِي البيت، وكان يَحْيَى بْن يَمان يَعقد خيطًا، يعني: يعد بِهِ الحديث عَند سُفْيَان، ثُمَّ يذهب إلى البيت فيحل عقدة ويكتبُ حديثًا، ولكن عنده تخليط وقال مرة: فأيش يُخلّط، يعني: ابن يَمان.
وَأَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن عمّار، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن يَمان، وقد أفلج، ولَمْ يكن يحَدَّثَنَا من كتاب إنّما كَانَ يُحَدّثنَا حفظًا، ويحيى بْن يَمان لا يُحتج بِهِ أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَلِيّ بْن عَبْد الله الْمَدِينِيّ، قَالَ: سألتُ أبي عَن يَحْيَى بْن اليمان، فقال: صدوق، وكان قد أفلج فتغير حفظه أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن يَحْيَى السكري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: قَالَ أَبُو زكريا يَحْيَى بْن معين: رُبَّما عارضت أحاديث يَحْيَى بْن يَمان بأحاديث الناس، فما خالف ضربت عَلَيْهِ، وقد أتيت بحديثه وكيعًا، فقال وكيع: لَيْسَ هذا سُفْيَان الَّذِي سمعنا نحنُ منه، أنكَرَها جدًّا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: سألتُ ابن نُمير أن يُخرج إليّ حديث يَحْيَى بْن اليمان، فأخرج إليّ أجزاء، ثُمَّ رَأَيْته يتثاقل، فقلتُ لَهُ: ما هذا؟ قَالَ: تخفف فإنّ حديثه لا يشبه حديث أصحابنا، يتوَّهم الشيء فيحدث بِهِ، وخاصة لما فُلج؛ فامتنعَ عَلَى أن يُخرج إلي بقية سماعه منه.
قَالَ يعقوب: وبلغني عَن يَحْيَى بْن معين، قَالَ: قَالَ لي وكيع: إن كَانَ سُفْيَان الَّذِي يُحدث عَنْهُ يَحْيَى بْن يَمان الَّذِي لقيناهُ نَحْنُ فليس هُوَ ذاك أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَبَا الْحَسَن الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: قلتُ ليحيى بْن معين: فيحيى بْن يَمان؟ قَالَ: أرجو أن يكون صدوقًا، قلتُ: كيف هُوَ فِي حديثه؟ قَالَ: لَيْسَ بالقوي أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بْن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور، قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بْن معين عن يَحْيَى بْن اليمان، فقال: لَيْسَ بِهِ بأسٌ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا هبة الله بْن مُحَمَّد بْن حبش الفرَّاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عثمان بْن أبي شيبة، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، وذكر يَحْيَى بْن يمان، فقال: كَانَ يُضعف فِي آخر عمره فِي حديثه أَخْبَرَنِي السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغَلابي، قَالَ: قَالَ أَبُو زكريا يَحْيَى بْن معين: يَحْيَى بْن اليمان ضعيف أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الله الأنماطي، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الْمِصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعد بْن أبي مريم، قَالَ: وسألته، يعني: يَحْيَى بْن معين، عَن يَحْيَى بْن اليمان، فقال: ضعيف الحديث أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله، يقول: لَيْسَ يَحْيَى بْن يَمان بِحجة فِي الحديث أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: قَالَ جدي: ويحيى بْن يَمان كَانَ صدوقًا كثيرَ الحديث، وإنّما أنكرَ أصحابُنا عَلَيْهِ كثرة الغلَط، وليس بحجة إذا خُولِفَ، وهو من متقدمي أصحاب سُفْيَان فِي الكثرة عَنْهُ، ويُعد من أصحاب سُفْيَان مَعَ أبي أَحْمَد الزبيري، ومؤمَّل بْن إِسْمَاعِيل، وقبيصة بْن عُقبة، وَمُحَمَّد بْن يوسف الفريابي، ونُظرائِهم من المتأخرين ويُعد فِي كثرة الرواية عَن سُفْيَان مَعَ الأشجعي والمتقدمين أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بْن علي الآجري، قَالَ: سمعتُ أَبَا داود وذكر يَحْيَى بْن يَمان، فقال: يُخطئ فِي الأحاديث ويقلبُها أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: يَحْيَى بْن اليمان لَيْسَ بالقوي وأَخْبَرَنِي البرقاني، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى السَّاجي، قَالَ: يَحْيَى بْن يَمان ضعفَّه أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: حَدَّث عَن الثوري بعجائب لا أدري لم يزل هكذا أو تغير حين لقيناه أو لم يزل الخطأ فِي كتُبه، ورَوى من التفسير عَن الثوري عجائب أَخْبَرَنِي الطناجيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زيد بْن عليّ بْن مروان، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُقبة الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن حاتِم، قَالَ: ومات يَحْيَى بْن اليمان العجلي سنة ثَمان وثَمانين ومائة أَخْبَرَنِي ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبّار، قَالَ: سألتُ أَبَا هشام، فقال: مات ابن يَمان فِي سنة تسع وثَمانين " أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر الْخُلْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: مات أَبُو زكريا يَحْيَى بْن اليمان العجلي سنة تسع وثَمانين ومائة فِي رجب(16/183)
7409- يحيى بن ميمون بن عطاء أبو أيوب التمار قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: هو بغدادي.
قلت: ولم يكن بغداديًا وإنَّما كَانَ من أهل البصرة، وسكن بغداد، وحدث بِهَا عَن: عاصم الأحول، وعلي بْن زيد بْن جُدعان، وليث بْن أبي سُليم، وعبد الله بْن المثنى.
رَوَى عَنه: مُحَمَّد بْن أبي الوليد الفَحَّام، وحفص بْن عمرو الربالي، والحسن بْن الصباح البزار، وعلي بْن مُسْلِم الطوسي، وَمُحَمَّد بْن مرزوق الْبَصْرِيّ.
(4669) -[16: 189] أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ التَّمَّارُ يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ بَكْرٍ الْخُوَارِزْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونِ بْنِ عَطَاءٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا غُلامُ يَا غُلَيِّمُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ يَا غُلامُ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ".
زَادَ ابْنُ صَاعِدٍ: " تَعَرَّفْ عَلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ عِنْدَ الشِّدَةِ، فَقَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَوْ جَهَدَ الْخَلْقُ أَنْ يَضُرُّوكَ بِغَيْرِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا، وَلَوْ جَهَدُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِغَيْرِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا، وَاعْلَمْ أَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ".
وَقَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: " فَلَوْ أَنَّ النَّاسَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُعْطُوكَ شَيْئًا لَمْ يُعْطِكَ اللَّهُ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ أَنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَمْنَعُوكَ شَيْئًا قَدَّرَهُ اللَّهُ لَكَ وَكَتَبَهُ لَكَ مَا اسْتَطَاعُوا، اعْبُدِ اللَّهَ بِالصَّبْرِ مَعَ الْيَقِينِ، وَاعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ شِدَّةٍ رَخَاءً، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "
(4670) -[16: 190] أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ مَدَارَاةُ النَّاسُ "، قَالَ: هَذَا رَوَاهُ شَيْخٌ ضَعِيفٌ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو أَيُّوبَ التَّمَّارُ، وَكَانَ عِنْدِي ضَعِيفًا، وَلَمْ يَسْمَعْهُ هُشَيْمٌ مِنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ
(4671) -[16: 190] أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ وَيَحْيَى بْنُ مَيْمُونِ بْنِ عَطَاءٍ التَّمَّارُ كَانَ كَذَّابًا، قَالَ أَبُو حَفْصٍ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: " يَا غُلَيِّمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؟ " & قَالَ أَبُو حَفْصٍ: وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَيْظَ عَامِ الأَوَّلِ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ: وَرَوَى عَنْ عَاصِمٍ أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً، مِنْهَا: رَأَيْتُ حَفْصَةَ كَبَّرَتْ فَرَفَعَتْ يَدَيْهَا.
وَرَوَى عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَرْجِسَ مُضَبِّبًا أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ حَمَّادٍ؟ فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الله الجوزقي، يَقُولُ: قُرئ عَلَى مكي بْن عبدان، وأنا أسمع، قَالَ: سمعتُ مُسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو أيوب يَحْيَى بْن ميمون بْن عطاء التَّمار مُنكر الحديث حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد الله القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أَبُو أيوب يَحْيَى بْن ميمون بْن عطاء التمار بصري، لَيْسَ بثقة ولا مأمون أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن خميرويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن عمار، قَالَ: يَحْيَى بْن ميمون الْبَصْرِيّ التَّمار رَأَيْته ببغداد فِي مسجد ابن رغْبَان، قلت: كيف هُوَ؟ قَالَ: لا أدري قلت: بلغني أن يَحْيَى بْن ميمون قدم بغداد فِي سنة تسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ: يَحْيَى بْن ميمون بْن عطاء بغدادي أَبُو أيوب التمار متروك(16/189)
7410- يَحْيَى بن واضح أبو تُمَيْلة الأنصاري من أهل مرو،
سَمِعَ: أَبَا عمرو الأوزاعي، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يسار، والحسين بْن واقد، وأبا المنيب العتكي.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن نُمير، وسعيد بْن مُحَمَّد الجرمي، وإسحاق بْن راهويه، وقدم بغداد، وحدث بِهَا فروى عَنْهُ من أهلها: مُحَمَّد بْن عيسى ابْن الطباع، وعلي بْن بحر بْن بري، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله الأرزي، وَأَحْمَد بْن منيع، ويعقوب الدورقي، والحسن بْن عرفة.
(4672) -[16: 192] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّزِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: حَانَتِ الصَّلاةُ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أُتِيَ بِقَعْبٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ عَلَى فَمِهِ، ثُمَّ قَالَ: " ادْنُوا إِلَيَّ الْوَضُوءَ "، قَالَ: فَتَوَضَّأْنَا مِنْهُ يَخْرُجُ عَلَيْنَا الْمَاءُ مِنَ الْقَعْبِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ حَتَّى فَرَغْنَا "، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَمْ كَانَ الْقَوْمُ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ: مِائَتَيْ رَجُلٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي بِهِ أَيْضًا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا ثَمَانِينَ رَجُلا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بْن أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غسَّان، يعني: زُنَيْجًا، قَالَ: قَالَ أَبُو تُميلة: كَانَ أبي والمبارك، يعني: أَبَا عَبْد الله بْن المبارك، وكانا تاجرين، فكانا قد جعلا لنا من حفظ منا قصيدة فله درهم، قَالَ: فكنتُ أتحفظ أَنَا وابن المبارك القصائد، قَالَ أَبُو غسَّان: فخرجا شاعرين كلاهما أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ، قَالَ: سمعتُ أبي وسئل عَن يَحْيَى بْن واضح والسيناني، فقدم يحيى بن واضح على الفضل بن موسى، قَالَ: رَوَى الفضل أحاديث مناكير أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خلف الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمر بْن مُحَمَّد الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله يُسأل عَن أبي تُميلة يَحْيَى بْن واضح كيف هُوَ، ثقة هُوَ؟ فقال: لَيْسَ بِهِ بأس، ثُمَّ قَالَ: أرجو إن شاء الله ألا يكون بِهِ بأس، ثُمَّ قَالَ: كتبنا عَنْهُ عَلَى باب هشيم، كَانَ يجيء إلى باب هشيم ثُمَّ بقي بعد ذَلِكَ زمانًا، وكان يختلف يكتب الحديث، قِيلَ لَهُ: هُوَ خراساني؟ فقال: نعم، من أهل مرو، جارنا ثَمَّ أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: سمعتُ أَبَا داود، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى، يعني: ابن معين، يَقُولُ: أبو تميلة قد رأيته ما كان يحسن شيئا.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: وسألته، يعني: يَحْيَى بْن معين، عَن يَحْيَى بْن واضح، فقال: لَيْسَ بِهِ بأس أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عمرو الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن صدقة، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي خيثمة، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعين، يَقُولُ: وَأَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الجنيد، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن معين: أَبُو تُميلة ثقة حَدَّثَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد الله القاضي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أَبُو تميلة يَحْيَى بْن واضح مروزي لَيْسَ بِهِ بأس أجاز لنا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد العبدوي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قاسم بْن القاسم السياري بِمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل الْعَبَّاس بْن مصعب بْن بشر، قَالَ: كَانَ أَبُو تُميلة يَحْيَى بْن واضح عالِمًا بأيام الناس، وكان يُقال: من دخل مرو واليًا أو صاحب خُراسان كَانَ يكفيه أن يسأل عَن أمور مرو أَبَا تميلة ومُعاذ بْن شهرب، وكان أَبُو تُميلة وقع عَلَيْهِ دين فِي كفالة لرجل فخرج إلى العراق حتى أصلح أمره، ومات بِهَا أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد الله الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خراش، قَالَ: أَبُو تُمَيْلة يَحْيَى بْن واضح الْمَرْوَزِيّ صدوق(16/191)
7411- يَحْيَى بن خالد بن برمك أبو عليّ كَانَ المهدي قد ضمَّ هارون الرشيد إِلَيْهِ وجعله فِي حجره، فلمّا استخلف هارون عرف ليحيى حقه، وكان يعظمه، وإذا ذكره قَالَ: أبي، وجعل إصدار الأمور وإيرادها إِلَيْهِ، إلى أن نَكَبَ هارون البرامكة فغضب عَلَيْهِ، وخَلَّده الحبس إلى أن مات فِيهِ، وقتل جعفرًا ابنه. أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يَحْيَى النديم، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن خَالِد: ثلاثة أشياء تدل عَلَى عقول أربابِها؛ الهدية، والكتاب، والرسول. وكان يَقُولُ لولده: اكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو بْن البختري الرزاز، إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن سُنَين، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أبي رجاء، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن خَالِد يقعد فِي بيت مجتمع صغير مكتوبٌ عَلَيْهِ
كفى بِملتمس التواضع رفعةً وكفى بملتمس الْعُلو سفالا
حدَّثَنِي الْحَسَن بْن أبي طالب لفظًا، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّكَّري، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن خَالِد، يَقُولُ: الدُّنْيَا دول، والمال عارية، ولنا بِمن قبلنا أسوة، وبِمن بعدنا عِبْرة أَخْبَرَنَا أَبُو تغلب عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الملحمي، قَالَ: حَدَّثَنَا المعافى بْن زكريا الجريري، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: حدَّثَنِي محرز الكاتب، قَالَ: سَمِعْتُ الفضل بْن مروان، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن خَالِد: من لَم أحسن إِلَيْهِ، فأنا مخيرٌ فِيهِ، ومن أحسنتُ إِلَيْهِ فأنا مرتَهنٌ بِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد الله السيرافي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي الأزهر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار، قَالَ: سمعتُ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، يَقُولُ: كانت صلات يَحْيَى بْن خَالِد إذا ركبَ لِمن تعرض لَهُ مائتي درهم، فركبَ ذات يوم فتعرض لَهُ أديب شاعر، فقال لَهُ:
يا سَمِي الحصور يَحْيَى أتيحت لك من فضل ربنا جنتان
كل من مرَّ فِي الطريق عليكم فله من نوالكم مائتان
مئتا درهم لمثلي قليلٌ هِيَ منكم للقابس العَجْلان
قَالَ يَحْيَى: صدقت، وأمر بحمله إلى داره، فلما رَجَع من دار الخليفة سأله عَن حاله، فذكر أَنَّهُ تزوج، وقد أخذ بواحدة من ثلاث، إمّا أن يؤدي المهر وهو أربعة آلاف، وإمّا أن يُطلق، وإمّا أن يُقيم جاريًا للمرأة ما يكفيها إلى أن يتهيأ لَه نقلها، فأمر لَهُ يَحْيَى بأربعة آلاف للمهر، وبأربعة آلاف لِثمن منزل، وأربعة آلاف لِما يحتاج إِلَيْهِ المنزل، وأربعة آلاف للبنية، وأربعة آلاف يستظهرُ بِهَا، فأخذ عشرين ألف درهم. وقال الزبير: سمعتُ إِسْحَاق، يَقُولُ: حدَّثَنِي يَحْيَى بْن أكثم، أَنَّهُ سَمِعَ المأمون، يَقُولُ: لَم يكن كيحيى بْن خَالِد وكولده فِي الكفاية والبلاغة والجود والشجاعة، ولقد صدق القائل حيث يَقُولُ:
أولادُ يَحْيَى أربعٌ كالأربع الطبائع
فهم إذا اختبرتَهُم طبائع الصنائع
فقلتُ: يا أمير المؤمنين، أما الكفاية والبلاغة والسماحة فنعرفها، ففيمن الشجاعة؟ فقال: فِي مُوسَى بْن يَحْيَى، وقد رأيتُ أن أوليه ثَغْرَ السِّنْد أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الواحد الدمشقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا جدي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان السلمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر السامري، قَالَ: أنشدني أَبُو الفضل الرَّبعي لأبي قابوس الحميري فِي يحيى بْن خَالِد:
رأيتُ يَحْيَى أتم الله نعمته عَلَيْهِ يأتي الَّذِي لَم يأته أحدُ
يَنْسَى الَّذِي كَانَ من معروفه أبدًا إلى الرجال ولا يَنْسَى الَّذِي يَعِدُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر النهرواني، ومحمد بْن الْحُسَيْن الجازري، قَالَ أَحْمَد: أَخْبَرَنَا، وقال مُحَمَّد: حَدَّثَنَا، المعافى بْن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي الثلج، قَالَ: حَدَّثَنَا حسين بْن فهم، قَالَ: قَالَ ابن الْمَوْصِليّ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: أتيتُ يَحْيَى بْن خَالِد بْن بَرْمك فشكوتُ إِلَيْهِ ضيقةً، فقال: ويحك ما أصنعُ بك؟ لَيْسَ عندنا فِي هذا الوقت شيء، ولكن ههنا أمرٌ أدلك عَلَيْهِ فكن فِيهِ رجلا، قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئًا، وقد أبيتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فألحَّ عليّ وقد بلغني أنك قد أعطيت بجاريتك فلانة آلاف دنانير، فهو ذا أستهديه إياها وأخبره أنّها قد أعجبتني، فإياك أن تنقصها من ثلاثين ألف دينار، وانظر كيف يكون، قَالَ: فوالله ما شعرتُ إلا بالرجل قد وافاني فساومني بالجارية، فقلتُ لا أنقصها من ثلاثين ألف دينار، فلم يزل يُساومني حتى بَذَل لي عشرين ألف دينار، فلمّا سَمعتُها ضعف قلبي عَن ردها فبعتها، وقبضتُ العشرين ألفًا، ثُمَّ صرتُ إلى يَحْيَى بْن خَالِد، فقال لي: كيف صنعت فِي بيعك الجارية؟ فأخبرته، فقلت: والله ما ملكت نفسي أن أجبت إلى العشرين ألفًا حين سمعتها، فقال: إنك لخسيس، وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني فِي مثل هذا، فخذ جاريتك فإذا ساومك بِهَا فلا تنقصها من خمسين ألف دينار، فإنه لا بد أن يشتريها منك بذلك، قَالَ: فجاءني الرجل فاستمتُ عَلَيْهِ خمسين ألف دينار، فلم يزل يساومني حتى أعطاني ثلاثين ألف دينار، فضعف قلبي عَن ردها، ولَم أصدق بِهَا فأوجبتها لَهُ بِهَا، ثُمَّ صرتُ إلى يَحْيَى بْن خَالِد، فقال لي: بكم بعت الجارية؟ فأخبرته، فقال: ويحك ألَم تؤدبك الأولى عَن الثانية؟ قَالَ: قلتُ قد ضعفتُ، والله، عَن رد شيء لم أطمع فِيهِ، قَالَ: فقال: هذه جاريتك فخُذها إليك، قَالَ: فقلتُ: جارية أفدت بِهَا خمسين ألف دينار ثُمَّ أملكها أشهدك أنها حرة، وأني قد تزوجتها أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِمْران، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله الحكيمي، قَالَ: حدَّثَنِي ميمون بْن هارون، قَالَ: حدَّثَنِي عَلِيّ بْن عيسى بْن بردانيزوذ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن خَالِد، يَقُولُ: إذا أقبلت الدُّنْيَا فأنفق فإنَّها لا تَفْنَى، وإذا أدْبَرَت فأنفق فإنَّها لا تَبْقَى أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر الأخرم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي عيسى بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الطوماري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يزيد المبرد، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن يَحْيَى بْن خَالِد بْن برمك، قَالَ: قَالَ أبي لأبيه يَحْيَى بْن خَالِد بْن برمك، وهم فِي القيود، والحبس: يا أبة، بعد الأمر والنهي والأموال العظيمة أصارنا الدهر إلى القيود ولبس الصفوف والحبس؟ قال: فقال لَهُ أَبُوهُ: يا بني دعوة مظلوم سرت بليل غَفَلْنَا عنها، ولَمْ يغفل الله عنها، ثُمَّ أنشأ يَقُولُ
رب قوم قد غُذُّوا فِي نِعمةٍ زمَنًا والدَّهرُ رَيَّان غَدِقْ
سكتَ الدَّهْرُ زمانًا عنهم ثُمَّ بكَّاهم دَمًا حين نَطقْ
قد تقدم فِي أخبار الفضل بْن يَحْيَى بْن خَالِد: أن يَحْيَى مات فِي سنة تسعين ومائة، وكانت وفاته فِي حبس الرشيد بالرافقة، لثلاث خَلَون من المحرم، وهو ابن سبعين سنة، وصلى عَلَيْهِ ابنه الفضل، ودُفِنَ عَلَى شاطئ الفرات فِي موضع يُقالُ لَهُ: رَبَض هَرْثَمة(16/195)
7412- يَحْيَى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو أيوب القرشي ثم الأموي من أهل الكوفة، سكن بغداد، وحدث بِها عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وعبيد الله العمري، وابن جريج، وروى عن: محمد بن إسحاق كتاب المغازي.
حدث عنه: ابنه سعيد، وأحمد بن حنبل، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، ومحمد بن حسان الأزرق.
(4673) -[16: 199] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: قرأنا عَلَى الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، قَالَ: يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي كوفي، نزل بغداد وَأَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: سمعتُ سَعِيد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد، قَالَ: قَالَ أبي: كَانَ مُحَمَّد بْن سَعِيد أخي والعوفي سمعوا المغازي سماعًا من ابن إِسْحَاق، وأمّا أَنَا وأبو يوسف وأصحاب لنا عرضًا، إلا الشيء يَمر، يعني: أَبَا يوسف القاضي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي: كنتُ أقعدُ إلى حَلْقَة أبي بَكْر بن عيَّاش، فقالَ لي رجلٌ منهم: يا غُلام قُم فاسقني ماءً، فقمتُ فلمّا وَلَّيت، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: تدري من هذا؟ هذا ابن سَعِيد بْن العاص، تَقُولُ لَهُ: قم فاسقني ماءً! ثُمَّ قَالَ لي: ما تصنعُ بحلقة هَؤُلَاءِ؟ وهذه حلقة الأعمش، قَالَ: فذهبتُ إلى الأعمش أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن علي التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوانة يعقوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي، قَالَ: سُئِلَ، يعني: أَحْمَد بْن حنبل، عَن يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي، فقال: لم تكن لَهُ حركة فِي الحديث أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْن عَبْد الله الرومي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حَمْدان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر الراشدي، وَأَخْبَرَنَا البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمر بْن مُحَمَّد الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله ذكر يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي، فقال لي: ما كنت أظن عنده هذه الكتب الكثيرة، وقال البرمكي: هذا الحديث الكثير، فإذا هُمْ يزعمون أن عنده عَن الأعمش حديثٌ كثير، وعن غيره، وقد كتبنا عَنْهُ وكان لَهُ أخ كَانَ لَهُ قدر وعلم، يُقال لَهُ: عَبْد الله بْن سَعِيد، ولَم يُثبِّت أمر يَحْيَى فِي الحديث، كأنه يَقُولُ: كَانَ يصدق وليس بصاحب حديث.
فقلت لَهُ: عَن الأعمش، عَن أبي وائل، عَن عَبْد الله حديثًا منكرًا، أعني قوله لا يزال المسروق يتظنَّى حتى يكون أعظم إثمًا من السَّارق؟ فقال أَبُو عَبْد الله: نعم أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسنويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس الْأنْصَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل، يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي لَيْسَ بِهِ بأس، عنده عَن الأعمش غرائب دفع إليَّ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزقويه أصل كتابه الَّذِي سَمِعَهُ من مُكْرَم بْن أَحْمَد القاضي فنقلتُ منه ثُمَّ أَخْبَرَنَا الأزهري، قراءةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبيد الله بْن عُثمان بْن يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُكْرَم، قَالَ: حدَّثَنِي يزيد بْن الهيثم البادا، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِين، يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي من أهل الصدق لَيْسَ بِهِ بأس أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مَرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى، يَقُولُ، وأَخْبَرَنِي الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زُهير، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي، ثقةٌ.
زادَ عَبَّاس: وكان يُلَقّب جَملايا أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن خميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: قَالَ ابن عَمَّار: يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي كوفيٌّ ثقة أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبيد مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي، فقال: لا بأسَ بِهِ ثقة حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد الله القاضي، بِمصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النسائي، قَالَ: أَخْبَرَني أبي، قَالَ: أَبُو أيوب يَحْيَى بْن سَعِيد بْن أبان بْن سَعِيد بْن العاص كوفيٌّ، سكن بغداد، لَيْسَ بِهِ بأس أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قلتُ لأبي الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ: يَحْيَى بْن سَعِيد ابْن أبان بْن سَعِيد بْن العاص الأموي؟ قَالَ: ثقة أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فَهْم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: يَحْيَى بْن سَعِيد بْن أبان بْن سَعِيد بْن العاص بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس، ويُكنى أَبَا أيوب، تَحوَّل فنزل بغداد فمات بِهَا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: سمعتُ سَعِيد بْن يَحْيَى الأموي، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، قَالَ: سمعتُ سَعِيد بْن يَحْيَى، يَقُولُ: مات أبي سنة أربع وتسعين ومائة، زاد السراج: فِي النصف من شعبان، وبلغ ثَمانين أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: كتب إلينا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجوري يذكرُ، أنَّ أَحْمَد بْن حَمْدان بْن الخضر أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يونس الضبي، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو حسَّان الزِّيادي، قَالَ: سنة أربع وتسعين ومائة فيها مات يَحْيَى بْن سَعِيد بْن أبان بْن سَعِيد بْن العاص، ويُكنى أَبَا أيوب للنصف من شعبان، وهو ابن أربع وسبعين(16/199)
7413- يَحْيَى بْن سَعِيد بْن فَرُّوخ أَبُو سَعِيد القَطَّان الأحول يُقال: مولى بَنِي تَمِيم من أهل البصرة،
سَمِعَ: أَبَا جَعْفَر الخَطْمي، وهشام بْن عُروة، وعُبيد الله العمري، ويحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ، وسُليمان الأعمش، وابن جُرَيْج، وسُفيان الثوري، وشُعبة، ومالكًا، فِي آخرين من أمثالِهم.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وعفَّان بْن مُسلم، وعليّ ابْن الْمَدِينِيّ، ومُسدد، وَأَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وأبو خيثمة، وعبيد الله القواريري، وبُندار، وَمُحَمَّد بْن المثنى، وعمرو بْن عليّ، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله المخرمي، ويعقوب الدورقي، وحَفص بْن عمرو الربالي، وغيرهم، وقدمَ يَحْيَى بْن سَعِيد بغداد وحدَّث بِهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمر بْن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زُهير بْن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأصفري البغدادي، قَالَ: سمعتُ بِشر بْن الحارث، يَقُولُ: لقيني يَحْيَى بْن سَعِيد، ببغداد، فقال: معك ألواح؟ فقلتُ: نعم، قَالَ: ناولني، قَالَ: فناولته وكتبَ لي عشرة أحاديث وقرأها علي، فلمّا مضى محوته، قَالَ: فقيل لَهُ: لِمَ ذاك؟ قَالَ: لَمْ أكن أراهُ يفعل بغيري هذا أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرَّزَّاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ ابْن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن علي، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد، يَقُولُ: وُلِدت سنة عشرين فِي أولها، وولد مُعاذ بْن معاذ سنة تسع عشرة فِي آخرها، هُوَ أسن مني بشهرين، وما اجتمعتُ أَنَا وخالد ومعاذ في شيء إلا قدماني أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد السوذرجاني، بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر ابْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بَحْر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عليّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى: كنتُ أَنَا وخالد ومُعاذ نجتمع، ما تقدماني في شيء قط أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الوليد، قَالَ: قلتُ ليحيى: كم اختلفت إلى شُعبة؟ قَالَ: عشرين سنة أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد الطبراني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعاذ بْن المثنى، قَالَ: سمعتُ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، يَقُولُ: لزمتُ شُعبة عشرين سنة، فما كنتُ أرجع من عنده إلا بثلاث أحاديث وعشرة، أكثر ما كنت أسمع منه فِي كل يوم أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن يَحْيَى السُّكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغَلابي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن معين، قَالَ: قَالَ لي يَحْيَى بْن سَعِيد القطان: لَيْسَ لأحد علي عقد ولاء أَنْبَأنَا أَبُو زُرعة رَوح بْن مُحَمَّد الرازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عُمَر القَصَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم، قَالَ: ذكره أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتة الأصبهاني، قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، يَقُولُ: اختلفوا يومًا عِنْدَ شُعبة، فقالوا: اجعل بيننا وبينك حَكَمًا، فقال: قد رضيت بالأحول، يعني: يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، فما برحنا حتى جاء يَحْيَى فتحاكموا إِلَيْهِ فقضَى عَلَى شُعْبَة، فقال شُعْبَة: ومن يُطيق نقدك يا أحول أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو عُبيد الله بْن عَرْعَرة، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: قَالَ خَالِد بْن الحارث: غَلبنا يَحْيَى بسفيان الثوري
(4674) -[16: 206] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَخْطَأْتُ، قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: أَخْطَأْتَ يَا يَحْيَى، فَحَدَّثَ يَوْمًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: فَقُلْتُ: أَخْطَأْتَ يَا عَبْدِ اللَّهِ، هَذَا أَهْوَنُ عَلَيْكَ، قَالَ: فَكَيْفَ هُوَ يَا يَحْيَى؟ قَالَ: قُلْتُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: صَدَقْتَ يَا يَحْيَى اعْرِضْ عَلَيَّ كُتُبَكَ.
قُلْتُ: تُرِيدُ أَنْ أَلْقَى مِنْكَ مَا لَقِيَ زَائِدَةُ؟ قَالَ: وَمَا لَقِيَ زَائِدَةُ؟ أَصْلَحْتُ لَهُ كُتُبَهُ وَذَكَّرْتُهُ حَدِيثَهُ أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن عَلِيّ بْن الهيثم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد البادا، قَالَ: سمعتُ عُبيد الله بْن عُمَر، قَالَ: وقال يَحْيَى بْن سَعِيد: باتَ عندي سُفْيَان ليلة، فحدثته بحديثين، حديثٌ عَن شُعْبَة، وحديث عَن عمرو بْن عُبَيْد.
قال: وقام يتوضأ فنظرتُ تحت المصلى الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ جالسا، وإذا هُوَ قد كتبهما عني، قلت: يا أَبَا سَعِيد، حدَّثَنِي بِهما، قَالَ: حدثته عَن شُعْبَة، عَن أبي بشر، عَن عكرمة فِي قول الله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ} ، قَالَ: تقاتلوا دونه بالسيف.
وحديثه عَن عمرو بْن عُبَيْد، عَن الْحَسَن، فِي قول الله تعالى: {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} ، قَالَ: شَدَدْنَا أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأتُ عَلَى الْحُسَيْن بْن علي التميمي: حدثكم مُحَمَّد بْن المسيب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الخصيب المصيصي، قَالَ: سمعتُ القواريري، يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا أحسن أخذًا للحديث، ولا أحسن طلبًا لَهُ من يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وسُفيان بْن حبيب أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم، قَالَ: سمعتُ عليًا وذكر من طلب الحديث، فقال لَمْ يكن من أصحابنا ممن طلب وعُنِيَ بِهِ وحفظه وأقامَ عَلَيْهِ حتى حَدَّث لَم يزل فِيهِ إلا ثلاثة: يَحْيَى بْن سَعِيد، وَسُفْيَان بْن حبيب، ويزيد بْن زُرَيْع، هَؤُلَاءِ لَم يدعوه منذ طلبوه، لم يشتغلوا عَنْهُ، لَمْ يزالوا فِيهِ إلى أن حدثوا أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خميرويه، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: قَالَ ابنُ عَمَّار: أدخل عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي فِي تصنيفه ألفي حديث ليحيى بْن سَعِيد القطان وهو حي، فكان يُحدث بِهَا عَنْهُ وهو حي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْأزْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علي، قَالَ: سمعتُ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد التيمي، يَقُولُ: ما رأيتُ أعلم بالرجال من يَحْيَى القطان، وما رأيتُ أعلم بصواب الحديث من ابن مهدي أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَبَا الْحَسَن الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين، قلت: يَحْيَى أحب إليك فِي سُفْيَان أو عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي؟ فقال: يَحْيَى أَخْبَرَنَا الحسن بْن الْحُسَيْن بْن الْعَبَّاس، قَالَ: حدَّثَنِي خالي مُحَمَّد بْن إِسْحَاق النعالي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن دليل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله المقدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشهيد، قَالَ: قَالَ لي عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بالرجال من يَحْيَى بْن سَعِيد أَخْبَرَنَا منصور بْن ربيعة الخطيب، بالدينور، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن راشد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود، قَالَ: قَالَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ: لم أر أحدًا أثبت من يَحْيَى بْن سَعِيد القطان أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن مَرابا، قال: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد أثبت من عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي فِي سُفْيَان أَخْبَرَني البرقاني، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا الساجي، قَالَ: حدثت عَن علي ابْن الْمَدِينِيّ، قَالَ: ما رأيتُ أعلم بالرجال من يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، ولا رأيتُ أعلم بصواب الحديث والخطإ من عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، فإذا اجتمع يَحْيَى، وعبد الرَّحْمَن عَلَى ترك حديث رَجُل تركتُ حديثه، وإذا حَدَّث عَنْهُ أحدهما حدثتُ عَنْهُ أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر البوشنجي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة، قَالَ: حَدَّثَنَا الْإِمَام مُحَمَّد بْن بشار بُندار، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد القطان إمام أهل زمانه أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمر البرمكي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عمران بْن مُوسَى بْن هلال، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: حدَّثَنِي يَحْيَى القطان وما رأت عيناي مثله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، وَمُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل، قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا، وفي حديث ابن الفضل: أَخْبَرَنَا، أَحْمَد بْن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن الترمذي، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل، وسئل عَن يَحْيَى بْن سَعِيد، ووكيع، فقال لم تر عيني مثل يحيى بن سعيد أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن داود، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل، يَقُولُ: ما رأيتُ فِي هذا الشأن مثل يَحْيَى بن سَعِيد أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: قَالَ الفضل بْن زياد: سمعتُ أَبَا عَبْد الله، وذكر يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، فقال: لا، والله، ما أدركنا مثله، ثُمَّ قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وذكر يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، فقال: لَم تَرَ عيناك مثله أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن مَرابا، قال: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: قَالَ لي عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: لا تَرَى بعينيك مثل يَحْيَى بْن سَعِيد القطان أبدًا أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المنكدري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الحافظ، بنيسابور، قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله مُحَمَّد بْن يعقوب الحافظ، يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الله بْن بشر الطالقاني، يَقُولُ: سمعتُ أحمد بن حنبل، يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد أثبت الناس، قَالَ أَحْمَد: وما كتبتُ عَن مثل يَحْيَى بْن سَعِيد أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المزني الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُكرم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل، يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا أثبت من يَحْيَى، يعني: القطان أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: قَالَ لي أَبُو عَبْد الله: رَحِمَ الله يَحْيَى القطان، ما كَانَ أضبطه وأشد تفقده، كَانَ محدثًا.
وأثنَى عَلَيْهِ فأحسن الثناء عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس الْأنْصَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث، قَالَ: قلتُ لأحمد: كَانَ يَحْيَى يُحدثكم من حفظه؟ قَالَ: ما رأينا لَهُ كتابًا، كَانَ يُحَدِّثُنَا من حفظه، ويقرأ علينا الطوال من كتابنا أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله، يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا أقل خطأ من يَحْيَى بْن سَعِيد، ولقد أخطأ فِي أحاديث، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْد الله: ومن يُعرَّى من الخطإ والتصحيف أَخْبَرَنَا الأزهري، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَسْنون النرسي، والحسن بن محمد الخلال، قَالَ مُحَمَّد: أَخْبَرَنَا، وقالا، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الْخُتُّلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبدة القاضي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن خلاد، قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، يَقُولُ: لو كنت لقيت إِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد لكتبتُ عَن يَحْيَى، عَن إِسْمَاعِيل لأعرف صحيحها من سقيمها كتب إليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان الدمشقي، وَحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أبي طاهر عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون البجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة، قَالَ: قلتُ ليحيى بْن معين: يَحْيَى بْن سَعِيد فوق ابن مهدي؟ قَالَ: نعم أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل بْن خَميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: قَالَ ابن عَمَّار: كنتُ إذا نظرت إلى يَحْيَى بْن سَعِيد ظننت أَنَّهُ رَجُل لا يُحسن شيئًا، فإذا تكلم أنصتَ لَهُ الفقهاء وقال فِي موضع آخر: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد يُشبه التَّجار إذا نظرت إِلَيْهِ، حتى يأخذ فِي الحديث، فإذا أخذَ فِي الحديث علمت أَنَّهُ صاحب حديث.
أَنْبَأنَا أَبُو زرعة الرازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عُمر القَصَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، قَالَ: لَمْ يكن أَبُو سَعِيد، يعني: جده يَحْيَى بْن سَعِيد، يَمزح ولا يضحك إلا تبسمًا، ما أعلم أني رَأَيْته قهقه قط، ولا دخل حمامًا قَط، ولا اكتحل، ولا ادَّهن، وكان يخضب خضابًا حَسَنًا أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: قَالَ علي: كَانَ يَحْيَى يختمُ القرآن فِي كل يوم وليلة بين المغرب والعشاء أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن العلاء الجوزجاني، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أبي مريم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ، قَالَ: وقال ابن يَحْيَى بْن سَعِيد: إن أباهُ يختم القرآن فِي كل يوم، قَالَ علي: فتفقدته وأنا معه فِي البستان فختمه بين المغرب والعشاء قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أبي بَكْر، عَن أَحْمَد بْن كامل القاضي، قَالَ: حدَّثَنِي الْحَسَن بْن الْحُباب، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعين، يَقُولُ: أقام يَحْيَى بْن سَعِيد عشرين سنة يختم القرآن فِي كل ليلة، ولَم يفته الزَّوال فِي المسجد أربعين سنة، وما رُؤيَ يطلبُ جماعة قط أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مَرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد لَم يَفُتْه الزَّوال مذ أربعين سنة أَخْبَرَنِي طاهر بْن عَبْد العزيز الدَّعَّاء، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاق بْن سعد بْن الْحَسَن بْن سُفْيَان النَّسوي، قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة، يَقُولُ: سمعتُ بُندارا، يَقُولُ: اختلفت إلى يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، ذكر أكثر من عشرين سنة، فما أظن أَنَّهُ عصى الله قط أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحكم الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن معين، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خيثمة زُهير بْن حرب، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْن سَعِيد فجاء مُحَمَّد بْن سَعِيد الترمذي، فقال لَهُ يَحْيَى بْن سَعِيد: اقرأ، فقرأ، فغُشي عَلَى يَحْيَى بْن سَعِيد حتى حُمِلَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مَرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: سمعتُ عفان، يَقُولُ: رأى رَجُل ليحيى بْن سَعِيد قبل موته بعشرين سنة: بَشِّر يَحْيَى بْن سَعِيد بأمان من الله يوم القيامة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ، وعلي بْن المحسن التنوخي، وأبو طاهر مُحَمَّد بْن هَمّام بْن الصقر الْمَوْصِليّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن هارون بْن حُميد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن بشر، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو بحر البكراوي، قَالَ: حدَّثَنِي عَبْد الله بْن سَوّار بْن عَبْد الله أَنَّهُ رأى فِي المنام، أو أخبره رَجُل أَنَّهُ رأى فِي المنام، كأن كتابًا معلق من السماء، قَالَ: فقرأته فإذا فِيهِ: بسم الله الرَّحْمَن الرحيم، هذا كتاب براءة من الله ليحيى بْن سَعِيد الأحول القطان أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن جَعْفَر السلماسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن الْحُسَيْن الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز البغوي، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر بْن خَلاد: سمعتُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بِنْ سَعِيد القطان، يَقُولُ: رأيتُ أبي فِي المنام، فرأيت أمرًا عظيمًا جليلا، قَالَ: فجعلتُ أهابه أن أدنو، فقلتُ: ما هذا؟ قَالَ: أثبت الناس فِي حديث رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ ثلاثين سنة أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي الْعَبَّاس عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن حيَّان البوشَنْجي بِهَا: حدثكم مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة، قَالَ: وأَخْبَرَنِي طاهر بْن عَبْد العزيز الدعاء، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاق بْن سعد بْن الْحَسَن بْن سُفْيَان، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن أبي صفوان الثقفي، يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد نفقته من غَلّته، إن دخلَ من غَلّته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرًا، وإن دَخل تمر أكل تمرًا.
لفظهما سواء.
وقال ابن حيّان: هذا معنى الحكاية أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسلم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: ويحيى بْن سَعِيد القطان يُكنى أَبَا سَعِيد بصري ثقة، نقي الحديث، كَانَ لا يُحدث إلا عَن ثقة أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عثمان بْن أبي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الله الْمَدِينِيّ، قَالَ: قلتُ ليحيى بْن سَعِيد.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي، وَأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان، قالا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا رجلٌ، قَالَ: قلتُ ليحيى بْن سَعِيد فِي ربيع الأول سنة تسعين ومائة: كم لك من سنة؟ قَالَ: إذا مضى شهر أو شهران استوفيتُ سبعين، ودخلتُ فِي إحدى، قِيلَ لَهُ: فِي أي سنة وُلِدت؟ قَالَ: سنة عشرين ومائة فِي أولها قلتُ: والرجل الَّذِي رَوى هذا الخبر عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل ولَمْ يُسَمِّه هُوَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن وَهْب الْبُندار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غالب عليّ بْن أَحْمَد بْن النضر، قَالَ: ومات يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي فِي سنة ثمان وتسعين، عَبْد الرَّحْمَن قبله بأربعة أشهر قلت: هذا القول الأخير وهم؛ لأن يَحْيَى بْن سَعِيد تقدمت وفاته عَلَى وفاة عَبْد الرَّحْمَن بأربعة أشهر.
أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا يعقوب، قال: سمعت أبا موسى، يقول.
وأخبرنا الأزهري، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي، قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: ومات يحيى بن سعيد القطان سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات عبد الرحمن بن مهدي بعده بأربعة أشهر أَخْبَرَنِي الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي صَفْوان الثقفي، قَالَ: مات يَحْيَى بْن سَعِيد القطان سنة ثَمان وتسعين ومائة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: قُرئ عَلَى مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء، وأنا حاضر، قَالَ: قَالَ عَلِيّ بْن عَبْد الله الْمَدِينِيّ: يَحْيَى بْن سَعِيد القطان يُكنى أَبَا سَعِيد، وهو مولى لبني تَمِيم، ومات سنة ثَمان وتسعين ومائة فِي صفر أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد المتوثي، وعبد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الواعظ؛ قالا: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن أبي عثمان، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عمرو بْن عبيدة الْعُصفري، قَالَ: سمعتُ عليّ ابْن الْمَدِينِيّ، يَقُولُ: مكثتُ أشتهي أرى يَحْيَى بْن سَعِيد القطان فِي النوم مدة، قَالَ: فصليتُ ليلة العتمة، ثُمَّ أوترتُ واتكأتُ عَلَى سريري، قَالَ: فسنح لي خَالِد بْن الحارث، فقُمت فسلمت عَلَيْهِ، وعانقته، ثُمّ قلت لَهُ: ما فعل بك ربك؟ قَالَ: غفر لي عَلَى أنَّ الأمر شديد، قلت: أَيْنَ مُعاذ فقد كَانَ رَسيلك فِي الحديث؟ فقال لي: محبوس.
قلت: فما فعل يَحْيَى بْن سَعِيد القطان؟ قَالَ: نراهُ كما ترون الكوكب الدري فِي أفق السماء(16/203)
7414- يَحْيَى بْن عباد السعدي حَدَّث عَن: ابن جُريج، رَوَى عَنْهُ: داود بْن شَبيب الْبَصْرِيّ.
(4675) -[16: 216] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: لَقِيتُهُ بِبَغْدَادَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ "، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَدَّادُ وَحَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ السَّعْدِيُّ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ جُرَيْجٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جَعْفَر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبيد مُحَمَّد بْن علي الآجري، قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن يَحْيَى بْن عَبَّاد السعدي، فقال: لا أعرفه.
فقلتُ لَهُ: حَدَّث عَن ابن جريج، عَن عطاء، عَن ابن عَبَّاس، فرض رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقة الفطر؟ فأنكر الحديث قرأتُ بِخط الدَّارَقُطْنِيّ: يَحْيَى بْن عَبَّاد السعدي ضعيف.(16/216)
7415- يَحْيَى بْن عَبَّاد أَبُو عَبَّاد الضبعي الْبَصْرِيّ نزل بغداد، وحدث بِهَا عَن: شُعْبَة، والحمادين، وفليح بْن سُليمان، وإبراهيم بْن سعد، ووُهَيْب بْن خَالِد.
رَوى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وأبو ثَوْر الكلبي، وَمُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وَمُحَمَّد بْن حاتِم السمين، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي خَلف، والحسن بْن مُحَمَّد بْن الصبَّاح الزعفراني.
(4676) -[16: 217] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَسْأَلُ الأَغَرَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلا الْكَعْبَةَ " أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَلِيّ بْن عَبْد الله الْمَدِينِيّ، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: يَحْيَى بْن عبَّاد لَيْسَ ممن أحدث عَنْهُ، وبَشار الخَفَّاف أمثلُ منه أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن حُميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن حبَّان، قَالَ: وجدتُ فِي كتاب أبي بِخط يده: سألتُ أَبَا زكريا قلتُ لَهُ: فأبو عباد يَحْيَى بْن عباد الْبَصْرِيّ؟ قَالَ: لَمْ يكن بذاك، قد سَمِعَ، وكان صدوقًا، وقد أتيناهُ فأخرج كتابًا فإذا هُوَ لا يُحسن يقرأه فانصرفنا عَنْهُ.
قلتُ لَهُ: فيحيى بْن السكن أثبتُ عندك منه؟ قَالَ: نعم، هذا أيقظهما وأكيسهما أَخْبَرَنِي البرقاني، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي، قَالَ: يَحْيَى بْن عَبَّاد بصري نزل بغداد ضعيف، حَدَّث عَنْهُ أهل بغداد، سمعتُ الْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني يُحدث عَنْهُ عَن شُعْبَة وغيره، لم يحدث عَنْهُ أحد من أصحابنا بالبصرة، لا بُندار، ولا ابن المثنى قلتُ: تَرْكُ أهل البصرة الرواية عنه، لا يوجب ردَّ حديثه، وحسبك برواية أَحْمَد بْن حنبل، وأبي ثَور عَنْهُ، ومع هذا فقد احتج بحديثه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَاريّ، ومسلم بْن الحجاج النيسابوري، وأحاديثه مستقيمة لا نعلمهُ رَوى منكرًا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قلتُ لأبي الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ: يَحْيَى بْن عباد الضبعي أَبُو عباد؟ قَالَ: بغدادي يُحتج بِهِ أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الباقي بْن قانع أن أَبَا عباد يَحْيَى بْن عباد الضبعي، مات فِي سنة ثَمان وتسعين ومائة(16/217)
7416- يَحْيَى بْن السَّكن الْبَصْرِيّ نَزَلَ الرَّقة وقدم بغداد، وحدث بِهَا عَن: شُعبة بْن الحجاج، ومُستمر بْن الريَّان، وعِمْرَان القَطَّان.
روى عنه: الفضل بن يعقوب الرخامي، ويحيى بن أبي طالب، وهلال بن العلاء، وغيرهم.
(4677) -[16: 219] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْحَمْ مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ " أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْعُصْمي: حَدَّثَنَا يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي صالِح بْن مُحَمَّد الأسدي، قَالَ: يَحْيَى بْن السكن الْبَصْرِيّ كَانَ يكون بالرقة، وكان أَبُو الوليد، يَقُولُ: هُوَ يَكذب، وهو شيخ مُقارب كَانَ يكون بالرقة وببغداد قرأتُ عَلَى القاضي أبي العلاء مُحَمَّد بْن علي الواسطي، عَن أبي مُسْلِم بْن مهران، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بْن خَلَف النسفي، قَالَ: قَالَ أَبُو علي صالِح بْن مُحَمَّد: يَحْيَى بْن السكن لا يسوى فلسًا أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قانع: أن يَحْيَى بْن السكن الرقي أصله بصري، مات بالرقة سنة اثنتين ومائتين(16/219)
7417- يَحْيَى بْن الْمبارك بْن المغيرة أَبُو مُحَمَّد العَدَوي المعروف باليزيدي المقرئ صاحب أبي عَمْرو بن العلاء،
بصريٌّ سكن بغداد، وحدث بِهَا عَن: أبي عمرو بْن العلاء، وابن جُريج.
رَوَى عَنْهُ: ابنه مُحَمَّد، وأبو شعيب صالِح بْن زياد السوسي، وأبو عُبَيْد القاسم بْن سَلام، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِليّ، وأبو عُمَر الدوري، وَأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن المبارك اليزيدي، وإبراهيم بْن مُحَمَّد أخوه.
وهو مولى لبني عدي بْن عَبْد مناة من الرباب، وإنَّما قِيلَ لَهُ: اليزيدي؛ لأنه كَانَ منقطعًا إلى يزيد بْن منصور الحميري، خال وَلد المهدي يؤدب ولده، فنُسِبَ إِلَيْهِ، ثُمَّ اتصل بالرشيد فجعل المأمون فِي حجره وأدَّبَه.
وكان اليزيدي ثقةً، وكان أحد القراء الفصحاء، عالمًا بلُغات العرب، وله كتاب نوادر فِي اللغة، عَلَى مثال كتاب نوادر الأصمعي الَّذِي عمله لجعفر بْن يَحْيَى، وفي مثل عدد ورقه، وكان أيضًا أحد الشعراء، وله جامع شعر، وأدب.
وكان قد أخذ علم العربية وأخبار الناس عَن أبي عمرو، وابن أبي إِسْحَاق الحضرمي، والخليل بن أحمد، ومن كان معهم في زمانهم.
وحكي عَن أبي حَمْدون الطيب بْن إِسْمَاعِيل، أَنَّهُ قَالَ: شهدتُ ابن أبي العتاهية، وكتب عَن أبي مُحَمَّد اليزيدي قريبًا من ألف جلد، عَن أبي عمرو بْن العلاء خاصة يكون ذَلِكَ نحو عشرة آلاف ورقة؛ لأن تقدير الجلد عشر ورقات.
وأخذ عَن الخليل من اللغة أمرًا عظيمًا، وكتب عَنْهُ العروض فِي ابتداء صنعه إياه إلا أن اعتماده كَانَ عَلَى أبي عمرو، لسعة علم أبي عمرو باللغة.
وكان اليزيدي يعلم بحذاء منزل أبي عمرو، وكان أَبُو عمرو يُدْنيه ويَميلُ إِلَيْهِ لذكائه.
وكان اليزيدي صحيح الرواية صدوق اللهجة، وألف من الكتب كتاب النوادر، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب مختصر نحو، وكتاب النقط والشكل، وكان يجلس فِي أيام الرشيد مَعَ الكسائي ببغداد فِي مجلس واحد يقرئان الناس، فكان الكسائي يؤدب مُحَمَّدا الأمين، وكان اليزيدي يؤدب عَبْد الله المأمون، فأمّا الأمين فإن أباهُ أمر الكسائي أن يأخذ عَلَيْهِ بحرف حمزة، وأمّا المأمون فإن أباهُ لَمَّا اختار لَهُ اليزيدي تركه يتعلم منه حرف أَبي عمرو.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد، إجازة، وَحَدَّثَنِيه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن قَفَرجل الكاتب عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا المظفر بْن يَحْيَى الشرابي، قَالَ: حَدَّثَنَا العنزي، قَالَ: حدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن سعدان، قَالَ: حدَّثَنِي الأثرم، قَالَ: دخلَ اليزيدي عَلَى الخليل بْن أَحْمَد يومًا وعنده جماعة وهو عَلَى وسادة جالس فأوسع لَهُ، فجلسَ معه اليزيدي عَلَى وسادته، فقال لَهُ اليزيدي: أحسبُني قد ضَيَّقْتُ عليك؟ فقال الخليل: ما ضاقَ شيء عَلَى اثنين مُتحابين، والدنيا لا تَسَع متباغضين أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد عُبيد الله بْن مُحَمَّد المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى النديم، قَالَ: حَدَّثَنَا المبرد، قَالَ: سأل المأمون يَحْيَى بْن المبارك عَن شيء، فقال: لا، وجعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، فقال: لله درك ما وضعت واوٌ موضعًا أحسن من موضعها فِي لفظك هذا، ووصله وحمله أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد الله السيرافي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي الأزهر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار، قَالَ: أنشدني إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: أنشدني أَبُو مُحَمَّد يَحْيَى بْن المبارك اليزيدي
إذا نكباتُ الدَّهْرِ لَمْ تَعظِ الْفَتَى وتقرع منه لَمْ تعظه عواذله
ومن لَمْ يؤدِّبه أبوهُ وأمُّه تؤدبه رَوْعَات الرَّدَى وزلازله
فدع عنك ما لا تستطيع ولا تُطع هواك ولا يغلب بحقك باطلُه
قرأتُ بِخط أبي عُبَيْد الله المرزباني: حدَّثَنِي أَحْمَد بْن عثمان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم عُبيد الله بْن مُحَمَّد اليزيدي، قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو مُحَمَّد اليزيدي فِي سنة اثنتين ومائتين(16/220)
7418- يَحْيَى بْن المتوكل أَبُو بَكْر الباهلي الْبَصْرِيّ
قدم بغداد، وحدث بِهَا عَن: أسامة بْن زيد الليثي، وهلال بْن أبي هلال، وإبراهيم بْن يزيد الخوزي، وهشام بْن حسان، وعَنْبسة بْن مهران.
رَوَى عَنه: مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أبي مَذعور، والحسين بْن أبي زيد الدَّبَّاغ، وإسحاق بْن الْبُهلول التنوخي.
(4678) -[16: 223] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ الأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْخُوزِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانُوا يَقْرَءُونَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قرأنا عَلَى الجوهري، عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الجنيد، قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن معين، عَن يَحْيَى بْن المتوكل أبي بَكْر الْبَصْرِيّ، كَانَ قدم بغداد فحدثهم عَن هشام بْن حسان، وغيره، ثم خرج إلى المصيصة فمات بها؟ قَالَ: لا أعرفه(16/222)
7419- يَحْيَى بْن زياد بْن عَبْد الله بْن منظور أَبُو زكريا الفَرَّاء مولى بَنِي أسد من أهل الكوفة،
نزل بغداد، وأملَى بِهَا كتبه فِي معاني القرآن، وعلومه.
وحدث عَن: قيس بْن الربيع، ومندل بْن علي، وخازم بْن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ، وعليّ بْن حمزة الكسائي، وأبي الأحوص سلام بْن سُليم، وأبي بَكْر بْن عياش، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
رَوى عَنه: سلمة بْن عاصم، وَمُحَمَّد بْن الجهم السِّمَّري، وغيرهما.
وكان ثقة إماما.
ويحكى عَن أبي الْعَبَّاس ثَعلب، أَنَّهُ قَالَ: لولا الفراء لما كانت عربية؛ لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية؛ لأنّها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد ويتكلم الناسُ فيها عَلَى مقادير عقولِهم وقرائحهم فتذهب.
(4679) -[16: 224] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْعَسْكَرِيُّ، إِمْلاءً، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " قَرَأَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .
بِالأَلِفِ " أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون التميمي، بالكوفة، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن داود، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر عقدة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُديل الوضَّاحي، قَالَ: أمرَ أمير المؤمنين المأمون الفراء أن يؤلف ما يجمع بِهِ أصول النحو وما سَمِعَ من العرب، وأمر أن يُفرد فِي حجرة من حجر الدار، ووكل بِهِ جواري، وخدمًا يَقُمن بِما يحتاج إِلَيْهِ حتى لا يتعلق قلبه ولا تتشرف نفسه إلى شيء، حتى أنّهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصلاة، وصيَّر لَهُ الوراقين، وألزمه الأمناء والمنفقين، فكان يُملي والوراقون يكتبون، حتى صنف الحدود فِي سنين، وأمر المأمون بكتبه فِي الخزائن، فبعد أن فرغ من ذَلِكَ خرج إلى الناس وابتدأ يُمل كتاب المعاني، وكان ورَّاقيه سلمة، وأبو نصر، قَالَ: فأردنا أن نَعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب المعاني فلم يُضبط، قَالَ: فعددنا القضاة فكانوا ثَمانين قاضيًا، فلم يزل يُمله حتى أتمه.
وله كتابان فِي المشكل، أحدهما أكبر من الآخر، قَالَ: فلمّا فرغ من إملاء المعاني خَزَنه الوراقون عَن الناس ليكتسبوا بِهِ، وقالوا لا نُخرجه إلى أحد إلا إلى من أراد أن ننسخه لَهُ عَلَى خمس أوراق بدرهم، فشكى الناس ذَلِكَ إلى الفراء فدَعا الوراقين، فقال لَهم فِي ذَلِكَ، فقالوا: إنَّما صحبناك لننتفع بك، وكل ما نصفته فليس بالناس إِلَيْهِ من الحاجة ما بِهم إلى هذا الكتاب، فدعنا نعش بِهِ، قَالَ: فقاربوهم تنتفعوا وينتفعوا، فأبوا عليه، فقال سأريكم، وقال للناس: إني مُملّ كتاب معان أتم شرحًا، وأبسط قولا من الَّذِي أمللت، فجلس يُمل، فأمل الحمد فِي مائة ورقة فجاء الوراقون إِلَيْهِ، فقالوا: نحنُ نبلغ للناس ما يحبون، فنسخوا كل عشرة أوراق بدرهم قَالَ: وكان المأمون قد وَكَّل الفراء يُلَقن ابنيه النحو، فلما كَانَ يومًا أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء يُقدمانه لَهُ، فتنازعا أيهما يقدمه، ثُمَّ اصطلحا عَلَى أن يُقدم كل واحد منهما فردًا، فقدماها.
وكان المأمون لَهُ عَلَى كل شيء صاحب، فرفع ذَلِكَ إِلَيْهِ فِي الخبر، فوجه إلى الفراء فاستدعاه، فلما دخلَ عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ: من أعز الناس؟ قَالَ: ما أعرفُ أعز من أمير المؤمنين، قَالَ: بلى، من إذا نهض تقاتل عَلَى تقديم نعليه وليَّا عهد المسلمين، حتى رضي كل واحد أن يقدم لَهُ فردًا، قَالَ: يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهُما عَن ذَلِكَ، ولكن خشيت أن أدفعهما عَن مكرمة سبقا إليها، أو أكسر نفوسهما عَن شريفة حرصا عليها، وقد يُروى عَن ابن عَبَّاس: أَنَّهُ أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده، فقال لَهُ بعضُ من حضر: أتمسكُ لهذين الحدثين ركابيهما، وأنت أسن منهما؟ قَالَ لَهُ: اسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذو الفضل.
قَالَ لَهُ المأمون: لو منعتهما عَن ذَلِكَ لأوجعتك لومًا وعتبًا، وألزمتك ذنبًا، وما وضع ما فعلاهُ من شرفهما، بل رفع من قدرهما، وبين عَن جوهرهما ولقد ثبتت لي مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبرُ الرجل، وإن كَانَ كبيرًا، عَن ثلاث: عَن تواضعه لسلطانه، ووالده، ومعلمه العلم.
وقد عوضتهما مما فعلاهُ عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم عَلَى حسن أدبك لَهما.
وَأَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس ثعلب، عَن ابن نجدة، قَالَ: لَمَّا تصدى أَبُو زكريا للاتصال بالمأمون كَانَ يتردد إلى الباب، فلما أن كَانَ ذات يوم جاء ثُمامة، قَالَ: فرأيتُ أبّهة أدب، فجلستُ إِلَيْهِ ففاتشته عَن اللغة فوجدته بحرًا، وفاتشته عَن النحو فشاهدت نسيج وحده، وعن الفقه فوجدتُ رجلا فقيهًا عارفًا باختلاف القوم، وبالنجوم ماهرًا، وبالطب خبيرًا، وبأيام العرب وأشعارها حاذقًا، فقلتُ: من تكون؟ وما أظنك إلا الفراء؟ قَالَ: أَنَا هُوَ، فدخلتُ فأعلمت أمير المؤمنين، فأمر بإحضاره لوقته، وكان سبب اتصاله بِهِ أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن يوسف الأزرق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر ابْن الأنباري، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، يَقُولُ: ما أحدق برع فِي علم الأدلة عَلَى غيره من العلوم، قَالَ بشر المريسي للفراء: يا أَبَا زكريا أريد أن أسألك عَن مسألة فِي الفقه، فقال: سَل، فقال: ما تقولُ فِي رجلٍ سهى فِي سجدتي السهو؟ قَالَ: لا شيء عَلَيْهِ، قَالَ: من أَيْنَ قلت؟ قَالَ: قسته عَلَى مذاهبنا فِي العربية، وذلك أن المصغر عندنا لا يُصغر، فكذلك لا يُلتفت إلى السهو فِي السهو، فسكت بشر، وحُكي أن مُحَمَّد بْن الْحَسَن سأل الفراء عَن هذه المسألة، لا بشر أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا بَنَّان بْن يعقوب الزقومي أخو حمدان الكندي، قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن الوليد صَعُودا، يَقُولُ: كَانَ محمد بْن الْحَسَن الفقيه ابن خالة الفراء، وكان الفراء عنده يومًا جالسا، فقال الفراء: قل رجلٌ أنعم النظر فِي باب من العلم فأراده غيره إلا سهل عَلَيْهِ، فقال لَهُ مُحَمَّد: يا أَبَا زكريا، فأنت الآن قد أنعمتَ النظر فِي العربية، فنسألك عَن باب من الفقه؟ قَالَ: هات عَلَى بركة الله، قَالَ: ما تقولُ فِي رَجُل صَلَّى فسهى فسجد سجدتي السهو فسهى فيهما؟ ففكر الفراء ساعة، ثُمَّ قَالَ: لا شيء عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ مُحَمَّد: ولِمَ؟ قَالَ: لأن التصغير عندنا لا تصغير لَهُ، وإنَّما السجدتان تَمامُ الصلاة فليس للتمام تَمام.
فقال مُحَمَّد بْن الْحَسَن: ما ظننتُ آدميًا يَلِدُ مثلك أَخْبَرَنَا هلال بْن المحسن الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر ابْن الأنباري: ولو لَمْ يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلا الكسائي والفراء لكان لَهم بِهما الافتخار عَلَى جميع الناس، إذ انتهت العلوم إليهما، وكان يُقالُ: النحو الفراء، والفراء أمير المؤمنين فِي النحو أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر التميمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الْحَسَن بْن داود، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي مُوسَى العجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السري، قَالَ: كَانَ الفراء يُطوف معنا عَلَى الشيوخ، فما رأيناهُ أثبتَ سوداء فِي بيضاء قط، لكنه إذا مَرَّ حديث فِيهِ شيء من التفسير، أو متعلق بشيء من اللغة، قَالَ للشيخ: أعده علي.
وظننا أَنَّهُ كَانَ يحفظُ ما يحتاج إِلَيْهِ قرأتُ عَلَى عَلِيّ بْن أبي علي الْبَصْرِيّ، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن مُجاهد، قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بْن الجهم: كَانَ الفراء يَخرجُ إلينا وقد لبس ثيابه فِي المسجد الَّذِي فِي خندق عَبويه، وعلى رأسه قلنسوة كبيرة، فيجلس فيقرأ أَبُو طلحة الناقط عُشرًا من القرآن، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أمسك، فيُملي من حفظه المجلس، ثُمَّ يجي سلمة بعد أن ننصرف نحنُ، فيأخذ كتاب بعضنا فيقرأ عَلَيْهِ، ويُغير ويزيد وينقص، فمن ههنا وقع الاختلاف بين النسختين قَالَ ابن مُجاهد: وسمعتُ ابن الجهم، يَقُولُ: ما رأيتُ مَعَ الفراء كتابًا قط إلا كتاب يافع ويفعة، قَالَ ابن مجاهد، وقال لنا ثعلب: لما مات الفراء لم يوجد لَهُ إلا رءوس أسفاط، فيها مسائل تذكرة، وأبيات شعر أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي الشروطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن علي الكاتب الْمَرْوَزِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة، قَالَ: أملَّ الفراء كتبه كلها حفظًا، لَم يأخذ بيده نسخة إلا فِي كتابين؛ كتاب ملازم، وكتاب يافع ويفعة، قَالَ أَبُو بَكْر ابْن الأنباري: ومقدار الكتابين خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة أَخْبَرَنَا الجوهري، والتنوخي؛ قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْن، هُوَ ابن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا سعدون، قَالَ: قلتُ للكسائي: الفراء أعلمُ أم الأحمر؟ فقال: الأحمر أكثر حفظًا، والفراء أحسنُ عقلا، وأبعدُ فكرًا، وأعلمُ بِما يخرج من رأسه أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر التميمي.
وَأَخْبَرَنَا هلال بْن المحسن، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح، قَالَ مُحَمَّد: أَخْبَرَنَا، وقال أَحْمَد: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة، قَالَ: خرجتُ من منزلي، فرأيتُ أَبَا عُمر الجرمي واقفًا عَلَى بابي، فقال لي: يا أَبَا مُحَمَّد، امض بي إلى فرائكم هذا، فقلتُ لَهُ: امض.
فانتهينا إلى الفراء، وهو جَالسٌ عَلَى بابه يُخاطبُ قومًا من أصحابه فِي النحو، فلما عزم عَلَى النهوض، قلت لَهُ: يا أَبَا زكريا، هذا أَبُو عُمَر صاحب البصريين يُحب أن تكلمه فِي شيء، فقال: نعم، ما يَقُولُ أصحابك فِي كذا وكذا، قَالَ: كذا وكذا، قَالَ: يلزمهم كذا وكذا، ويفسد هذا من جهة كذا وكذا، قَالَ: فألقى عَلَيْهِ مسائل وعرَّفه الإلزامات فيها، فنَهَض وهو يَقُولُ: يا أَبَا مُحَمَّد، ما هذا الرجل إلا شيطان، يكرر ذَلِكَ مرتين أو ثلاثًا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السليطي، بنيسابور، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن الجهم، يَقُولُ: سَمِعْتُ الفراء، يَقُولُ: كَانَ عندنا رجلٌ يفسر القرآن برأيه، فقيل لَهُ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} ، فقال: رجلُ سوء والله، فقيل: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} ، قَالَ: فسكت طويلا، ثُمَّ قَالَ: من هذا أعجب أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن بْن النجار الْكُوفيّ، قَالَ: أنشدنا أَبُو علي الْحَسَن بْن داود النَّقَّار، قَالَ: أنشدنا أَبُو عيسى بْن زهير التغلبي عَن مُحَمَّد بْن الجهم السمري يَمدح الفراء:
يا طالب النحو التمس علم ما ألَّفه الفراء في نَحوه
أفاد من يأتيه ما لَم يكن يعلم من قبل ولَم يحوه
ستين حدًّا قاسها عالِمَا أملها بالحفظ من شدوه
على كلام العرب المنتقى من كل منسوب إلى بدوه
سوى لغات ومعان لقد أرشده الله ولَم يغوه
وجمع ما احتيج إلى جَمعه والوقف في القرآن أو بدوه
ومصدر الفعل وتصريفه في كل فن جاء من نشوه
إلى حروف طرف أثبتت في أول الباب وفي حشوه
وصنف المقصور والممدود والتحويل في الخاطين أو شلوه
أو مثل بادى الرأي في قولِهم يخطف من البرق لدى ضوئه
وفي البهي الكلم المرتضى من حسنه والنهى عن سوئه
رام سواه فانثنى خائبًا وأخطأ المعنى ولَم يشوه
فرحمة الله على شيخنا يَحيى مع الأبرار في علوه
كافأه الرحمن عنا كما أروى الصدي بالسيب من نوِّه
فاصطف ما أملاه من علمه وصنه واستمسك به واروه
وقول سيبويه وأصحابه وقطرب مشتبه فازوه
عنك وما أملى هشام وما صنفه الأحمر في زهوه
أو قاسم مولى بني مالك من المعاني فاسم عن غروه
فليس من يغلط فيما روى كحافظ يؤمن من سهوه
ولا ذوو ضحل إذا ما اجتدوا كالبحر إذا يغرق عن رهوه
ولا وضيع القوم مثل الذي يحتل بالإشراف من سروه
بلغني أن الفراء مات ببغداد في سنة سبع ومائتين، وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، وقيل: بل مات في طريق مكة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن عمران، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى الصولي، قال: وفي سنة سبع ومائتين، مات يحيى بن زياد الفراء النحوي(16/224)
7420- يَحْيَى بْن الْحُسَيْن المدائني مولى بَني هاشم
حَدَّث عَن: عَبْد الله بْن لهيعة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مغيرة الشهرزوري.
(4680) -[16: 231] قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ الْجِعَابِيِّ بِخَطِّ يَدِهِ، ثُمَّ أَخْبَرَنَاهُ الصَّيْمَرِيُّ، قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُغِيرَةَ الشَّهْرَزُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَدَائِنِيُّ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثَةٌ لَمْ يَكْفُرُوا بِالْوَحْيِ طَرْفَةَ عَيْنٍ: مُؤْمِنُ آلِ يَاسِينَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ "(16/231)
7421- يحيى بن أبي بكير أبو زكريا العبدي واسم والد أبي بكير نسر وقيل بشر وقيل بشير بن أسيد كوفي الأصل
سكن يَحْيَى بغداد، وولي قضاء كرمان، وحدث عَن: شُعْبَة، وإبراهيم بْن طهمان، وإسرائيل، وحسن بْن صالِح، وأبي جَعْفَر الرازي، وشبل بْن عَبَّاد، وزائدة بْن قُدامة، وجعفر الأحمر، وشريك بْن عَبْد الله.
رَوى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن سَعِيد ابْن الأصبهاني، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أبي بكير، وعيسى بْن أبي حرب الصفار، وعلي بْن سهل البزاز، وعباس الدوري، وَمُحَمَّد بْن سعد العوفي، والحارث بْن أبي أسامة التميمي، وَأَحْمَد بْن عُبَيْد الله النرسي.
(4681) -[16: 232] أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا تُجْزِئُ صَلاةٌ لا يُقِيمُ الرَّجُلُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ".
قَالَ أَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يَرْوِهِ إِلا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا
(4682) -[16: 232] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ بِخَبَرٍ خَطَإٍ كَانَ يَفْتَخِرُ بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا تَجُوزُ صَلاةٌ لا يُقِيمُ الرَّجُلُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ " قلت: تفرد برواية هذا الحديث هكذا عَن الأعمش إسرائيل بْن يونس، ولا نعلم رَوَاهُ عَن إسرائيل إلا يَحْيَى بْن أبي بُكير، وخالفه غير واحد، فرووه عَن الأعمش، عَن عُمارة بْن عُمير، عَن أبي معمر، عَن أبي مَسْعُود، عَن النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذاك المحفوظ الصحيح.
أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن يَحْيَى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: قَالَ أَبُو زكريا يَحْيَى بْن معين: يَحْيَى بْن أبي بُكير قاضي كرمان كوفي هُوَ ابن بشر بْن أسيد من عَبْد القيس أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خلف الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الله: كَانَ يَحْيَى بْن أبي بُكير كَيِّسًا، ثُمَّ قَالَ: قل إنسانٌ كتب عَن شُعْبَة إلا جاء بشيء، جاء بلفظ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عُثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: وسألته، يعني: يَحْيَى بْن معين، عَن يَحْيَى بْن أبي بُكير، فقال: ثقة أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالِح بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله العجلي، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: يَحْيَى بْن أبي بُكير قاضي كرمان كوفي ثقة أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: ومات سنة ثَمان ومائتين يَحْيَى بْن أبي بُكير الكرماني أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قانع: أنّ يَحْيَى بْن أبي بُكير مات فِي سنة تسع ومائتين(16/232)
7422- يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي المعروف بالسيلحيني سَمِعَ: حَمَّاد بن سلمة، وعبد الله بن لُهيعة، وفُلَيْح بن سليمان، وأبان بن يزيد، ويحيى بن أيوب، والربيع بن بدر، وشريك بن عبد الله.
روى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بن الحسين بن إشكاب، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن أبي خيثمة، وعباس الدوري، وبشر بن موسى الأسدي، وغيرهم.
(4683) -[16: 235] أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ " أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَلِيّ بْن عَبْد الله الْمَدِينِيّ، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن يُنكرُ حديث مُبارك عَن الْحَسَن فِي حل العقد فِي القبر، يعني: عَلَى السيلحيني أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين، قلت: فالسالحيني أيش حاله؟ فقال: صدوق المسكين، قَالَ أَبُو سَعِيد عثمان بْن سَعِيد: هُوَ يَحْيَى بْن إِسْحَاق، رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر، وعثمان ابنا أبي شيبة أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن شعيب الصابوني، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق، قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله، يَقُولُ: يَحْيَى بْن إِسْحَاق أَبُو زكريا السيلحيني شيخٌ صالِح ثقة، سَمِعَ من: الشاميين، ومن ابن لهيعة، وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فَهْم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: أَبُو زكريا السيلحيني البجلي ذكر أَنَّهُ من أنفسهم، وكان ثقة حافظًا لحديثه، وكان ينزل بغداد فِي دار الرقيق، ومات بِهَا فِي سنة عشر ومائتين فِي خلافة المأمون أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نُصير الْخُلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: سنة عشر ومائتين فيها مات يَحْيَى بْن إِسْحَاق السيلحيني(16/234)
7423- يحيى بن غيلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة الأسلمي من خزاعة سَمِعَ: مالك بن أنس، وأبا عوانة، ومفضل بن فضالة، ورشدين بن سعد، ويزيد بن زريع.
روى عنه: أحمد بن حنبل، وفضل بن سهل الأعرج، ومحمد بن عبد الله بن أبي الثلج، وإسحاق بن الحسن الحربي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سعد، قال: يحيى بن غيلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة من خزاعة، وكان ثقة نزل بغداد، ثُم خرج إلى البصرة في حاجة له فمات هناك سنة عشر ومائتين أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: سنة عشر ومائتين فيها مات يحيى بن غيلان(16/236)
7424- يَحْيَى بْن نَصْر بْن حاجب بْن عَمرو بْن سَلَمة الْقُرشي من أهل مرو، نزل بغداد، وحدث بِهَا عَن: عاصم الأحول، وهلال بْن خَبَّاب، وحَيْوة بْن شريح، ويونس بْن يزيد، وورقاء بْن عُمَر، ومغيرة بْن مُسْلِم، وثور بْن يزيد، وأبي حنيفة الفقيه، وعبد الله بْن شُبرمة.
روى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري، ورجاء بْن الجارود، وَمُحَمَّد بْن الجارود القطان، وَأَحْمَد بْن منصور بْن راشد، وحمزة بْن الْعَبَّاس المروزيان، وعبد العزيز بْن عَبْد الله الهاشمي.
(4684) -[16: 237] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ الْجَارُودِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُشَاةً عُرَاةً غُرْلا " يَعْنِي: قُلْفًا قرأتُ فِي أصل كتاب أبي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الْفُرات: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد بْن رُمَيْح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام الْمَرْوَزِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سَيَّار، قَالَ: نَصْر بْن حاجب بْن عمرو بْن سلمة الْقُرَشِيّ المخزومي، كَانَ شيخًا قديمًا، وأمّا ابنه يَحْيَى بْن نصر بْن حاجب فقد رَأَيْته وكتبتُ عَنْهُ، وكان شيخًا طوالا ممشوق البدن، خفيف اللحية طويلها، صاحب عربية ولسان، وكتبنا عَنْهُ.
وكان يُحدث عَن سُفْيَان الثوري، وعن مالك بْن أنس، وعن حنظلة بْن أبي سُفْيَان، ويونس بْن يزيد الأيلي، وابن شبرمة، وثور بْن يزيد، وكان يَقُولُ لنا: تعالوا حتى أحدثكم عَن أستاذي أستاذكم، يعني: عَبْد الله بْن المبارك، وكان أول ما حَدَّث كَانَ عَلَيْهِ جماعة عظيمة، فلمّا حَدَّث عَن هلال بْن خَبَّاب، وإسحاق بْن سويد برد أمره قليلا، وفتر الناس عَنْهُ، وبقي فِي شرذمة، ثُمَّ خرج من ههنا ومات بالعراق حدثت عَن عُبَيْد الله بْن عثمان بْن يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن يوسف الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي هُوَ الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا مهنى، قَالَ: سألتُ أَحْمَد عَن يَحْيَى بْن نصر بْن حاجب، فقال: خراساني كَانَ قدم ههنا، يعني: بغداد، قلت: كيف كَانَ؟ فقال: كَانَ جهميًا يَقُولُ قول جهم، كَانَ قدم ههنا بغداد، فأول من دخلَ عَلَيْهِ بشر المريسي قلت: وبلغني عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم الرازي، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: قلتُ ليحيى بْن نصر بْن حاجب: أيش قصَّتك مَعَ أصحاب الحديث منقبضين عنك؟ قَالَ: كَانَ بيني وبين بشر المريسي فِي الحداثة معرفة، فلمّا قدمتُ أتاني مُسَلِّمًا علي، قِيلَ لأبي: فضعُفَ حاله لذلك؟ قَالَ: هُوَ ادَّعى ذاك، وعندي بليته قدم رجاله.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن مُوسَى الأردبيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عمرو البرذعي، قَالَ: قلتُ، يعني: لأبي زرعة الرازي: يَحْيَى بْن نصر بْن حاجب؟ قَالَ: لَيْسَ بشيء أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي، قَالَ: أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، قَالَ: سمعتُ عَبْد العزيز بْن عَبْد الله الهاشمي، قَالَ: مات يَحْيَى بْن نصر حاجب سنة خمس عشرة ومائتين ببغداد(16/237)
7425- يحيى بن أبي الخصيب وهو يحيى بن زياد قاضي عكبرا
سمع: حماد بن زيد، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وعلي بن مسهر، وهشام بن يوسف، والوليد بن مسلم، وهانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة الشامي، ومحمد بن يحيى بن قيس المأربي.
روى عنه: علي ابن المديني، ويعقوب بن شيبة، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن عامر بن العلاء الأنطاكي.
وبلغني عَن أبي حاتِم الرازي، قَالَ: يَحْيَى بْن أبي الخصيب ثقةٌ، لا أعلمُ فِي زمانه أكثر حديثًا منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُشرق بْن عَبْد الله الفقيه الزَّاهد، بِحلب، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن عَبْد الله بْن أبي أسامة، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن الْحُسَيْن الصابوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عامر بْن العلاء، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أبي الخصيب البغدادي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن قيس المأربي، عَن أَبِيهِ، عَن ثُمامة بْن شراحيل، عَن سُمَيِّ بْن قَيس، عَن شُمير، عَن أبيض بْن حَمَّال، قَالَ: استقطعتُ النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الماء الَّذِي بِمأرب فأقطعنيه، فلما وُلِّيتُ، قَالَ لَهُ رَجُل: إنّما أقطعته الماء الْعِد، قَالَ: فرجعه، أو قَالَ: فلا إذًا أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمر بْن مُحَمَّد بْن علي الناقد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أبي سمينة التَّمار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن قيس المأربي، عَن ثُمامة بْن شراحيل، بإسناده نحوه، ولَمْ يذكر أَبَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى فِي إسناده، ولا بدَّ منه(16/239)
7426- يَحْيَى بْن العريان الْهَرَويّ نزل بغداد، وحدث بِهَا عَن: حاتِم بْن إِسْمَاعِيل.
رَوَى عَنْهُ: الجراح بْن مخلد الْبَصْرِيّ.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ ابْنِ الْفُرَاتِ بِخَطِّهِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الضَّبِّيُّ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ، قَالَ: يَحْيَى بْنُ الْعُرْيَانِ الْهَرَوِيُّ ابْنُ عُمَرَ بَنِي نَجْدَةَ، كَانَ بِبَغْدَادَ مُحَدِّثًا.
(4685) -[16: 240] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ وَجَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالا: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعُرْيَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ "(16/240)
7427- يَحْيَى بْن عنبسة الْقُرَشِيّ بصري الأصل
حَدَّث عَن: حُميد الطويل، وعن مالك بْن أنس، وَسُفْيَان الثوري، وأبي حنيفة النعمان بْن ثابت.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن إِسْحَاق العصفري، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم، وعلي بْن الْحَسَن بْن بيان المقرئ، وَأَحْمَد بْن زياد الحداد، وَمُحَمَّد بْن غالب التَّمتام.
(4686) -[16: 241] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَزَالُ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى الْغَازِي مَا دَامَ حَمَائِلُ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ ".
لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ حُمَيْدٍ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ عَنْبَسَةَ
(4687) -[16: 242] أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، قُلْتُ: كَذَا رَوَاهُ ابْنُ شَاهِينَ، وَإِنَّمَا هُوَ يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يَجْتَمِعُ عَلَى مُؤْمِنٍ خَرَاجٌ وَعُشْرٌ ".
أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدٍ الْمُعَدَّلُ، بِالْمَوْصِلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَهْزُولٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ شَاهِينَ سَوَاءً.
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ، وَلَيْسَ يُرْوَى إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، قَالَ: يَحْيَى بْن عنبسة لَيْسَ بشيء قَالَ مُحَمَّد بْن أبي الفوارس: قرأتُ عَلَى أبي الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ: يَحْيَى بْن عنبسة بغدادي كذاب(16/241)
7428- يَحْيَى بْن أبي الحكم الواسطي المعروف بدهقانة
رَوى عَن: أيوب بْن سيَّار، وعَبَّاد بْن العوام، والحكم بْن عمرو صاحب عُمَر بْن عَبْد العزيز.
ذكره عَبْد الرَّحْمَن ابْن أبي حاتِم، وقال: سَمِعَ منه أبي ببغداد مَعَ أبي بَكْر الأعين، وسألتُ أبي عَنه، فقال: صدوق.(16/243)
7429- يَحْيَى بْن عمران أَبُو زكريا من ساكني شارع دار الرقيق حَدَّث عَن: سُلَيْمَان بْن أرقم، وحصين بْن عُمَر الأحمسي.
روى عنه: القاسم بن المغيرة الجوهري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن غالب التمتام، وأحمد بن علي الخزاز، وأحمد بن سيار المروزي، وكان أبو يوسف القاضي ولاه قضاء فارس.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن غالب، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عمران فِي شارع دار الرقيق، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أرقم، عَن الْحَسَن، عَن علي، قَالَ: كفنتُ النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قميص أبيض، وثَوْبَيْ حِبَرَةٍ(16/243)
7430- يَحْيَى بْن الصامت المدائني سَمِعَ: أَبَا إِسْحَاق الفزاري، وعبد الله بْن المبارك.
رَوَى عَنه: عَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري، وموسى بْن هارون الطوسي، وَمُحَمَّد بْن غالب التمتام، وكان ثقةً.
(4688) -[16: 244] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى الطُّوسِيُّ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الصَّامِتِ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ ابْنُ رِزْقٍ: كَذَا فِي الأَصْلِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ".
قُلْتُ: قَوْلُهُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ: عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ الفَرَّاءُ، عَنِ الْفَزَارِيِّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ؛ ثَلاثَتُهُمْ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَمَّنْ سَمِعَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(16/244)
7431- يَحْيَى بْن هاشم بْن كثير بْن قيس الغساني أَبُو زكريا السمسار حَدَّث عَن: هشام بْن عروة، وإسماعيل بْن أبي خَالِد، وسُليمان الأعمش، ويونس بْن أبي إِسْحَاق، وابن أبي ليلى، وَسُفْيَان الثوري.
رَوَى عَنه: الحارث بْن أبي أسامة، وَمُحَمَّد بْن خَلف بْن عَبْد السلام الْمَرْوَزِيّ، والحسين بْن بشار الخَيَّاط، وَمُحَمَّد بْن غالب التمتام، ومُعاذ بْن المثنى العنبري، وموسى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ.
(4689) -[16: 245] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيُّ وَحُسَيْنُ بْنُ بَشَّارٍ الْخَيَّاطُ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ وَدِينٍ، كَمَا أَنَّ الرِّيَاضَةَ لا تَصْلُحُ إِلا فِي نَجِيبٍ " أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بْن أَحْمَد القاضي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد الأنباري، قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن معين، عَن يَحْيَى بْن هاشم السمسار أهو كذاب؟ فقال: لا أعرفُ كذبًا، ولكنه شيخ قد خَرِفَ وكبر أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن حُميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن حبان، قَالَ: وجدتُ فِي كتاب أبي بِخط يده: قَالَ أَبُو زكريا: أَبُو زكري السمسار كذاب خبيث، دجال عدو الله، كَانَ جارنا ههنا، وكان يحدث بِحديث إِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد، عَن مصعب بْن سعد، فقلتُ لَهُ تِلْكَ الأيام: عندك كتاب عندك شيء، عَن إِسْمَاعِيل أو عَن الأعمش؟ فقال: لا أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأتُ عَلَى بشر الإسفراييني: سمعتُ أَبَا يَعْلَى الْمَوْصِليّ، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعين وذكر لَهُ السمسار وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثمان التميمي بدمشق، قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بْن القاسم الميانجي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، قَالَ: وذكر لَهُ، يعني: ليحيى بْن معين، السمسار الَّذِي كَانَ يُحدث عَن هشام بْن عروة، وعن الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، فكأنه وقف عنه، وقال: كَانَ جاري، لا يُحمل عَن مثله الحديث، هكذا وقال الميانجي: كذا قَالَ: إن شاء الله أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: السمسار، يعني: يَحْيَى بْن هاشم، دَجَّال هذه الأمة أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن درستويه الفَسَوي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن محمد بْن القاسم بْن محرز، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: السمسار كذاب خبيث، هُوَ الدجال أَبُو زكريا هذا، يخرج الدجال من هذه القرية، وهو أشرهم، يعني: أشر من الملطي، ومن أبي البختري، ومن أبي داود حُدِّثْتُ عَن أبي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن يوسف الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُهَنَّى، قَالَ: سألتُ أَحْمَد عَن يَحْيَى بْن هاشم السمسار؟ فقال: آه آه، لا يُكتب عَنْهُ قَالَ مهنى: وقال يَحْيَى بْن معين: لَيْسَ هُوَ بالثقة، كذاب خبيث، قلت ليحيى: قد حَدَّث عَنْهُ يزيد بْن هارون؟ قَالَ: ولو حَدَّث عَنْهُ منصور بْن المعتمر لم يكن بالثقة، قلتُ ليحيى: تراهُ وضع هذه الأحاديث؟ قَالَ: هُوَ لا يُحسن يضع هذه الأحاديث، ولكن وُضعت لَهُ قرأتُ عَلَى البرقاني، عَن أبي إِسْحَاق المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، قَالَ: سمعتُ أَبَا يَحْيَى، وهو مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم، يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْن هاشم السمسار يروي عَن إِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد، وكان يضعُ الحديث أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بْن مهران، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي، قَالَ: سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد عَن يَحْيَى بْن هاشم، فقال: رأيتُه وكان يَكذب فِي الحديث أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شُعيب، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: يَحْيَى بْن هاشم السمسار أَبُو زكريا متروك الحديث وَأَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن هاشم السمسار ضعيفًا(16/245)
7432- يَحْيَى بْن عبدويه أَبُو زكريا مولى عُبَيْد الله بْن المهدي
حَدَّث عَن: شُعْبَة، وشيبان النحوي، وقيس بن الربيع.
روى عنه: جعفر بن محمد بن كزال، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن سنين الختلي.
(4690) -[16: 248] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ ".
يُقَالُ: تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ دَعْلَجٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ عِنْدَ غَيْرِهِ أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القاسم بْن مُحرز، قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن معين، عَن يَحْيَى بْن عبدويه، شيخ كَانَ فِي الربض كبير، فقال: لَيْسَ بشيء أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور، قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بْن معين، عَن يَحْيَى بْن عبدويه، فقال: هُوَ فِي الحياة؟ فقالوا: نعم، فقال: كذاب رجلُ سوء أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن سَلْم، يَقُولُ: عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل لَمْ يكن عنده عَن رَجُل، عَن شُعْبَة إلا عَن يَحْيَى بْن عبدويه، عَن شُعْبَة، ولَمْ يسمع من عَلِيّ بْن الجعد، منعه أَبُوهُ عَنْهُ إذ أجابَ فِي الفتنة، وحثَّه أَبُوهُ عَلَى السماع من يَحْيَى بْن عبدويه، وأثنى عَلَيْهِ(16/248)
7433- يَحْيَى بْن عَبْد الله الأوانيُّ من أهل أوانا.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي زَيْدٍ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ الأَحْوَلِ، رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَحْوَلُ
(4691) -[16: 249] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّازُ، هُوَ ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَحْوَلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُصَلِّي الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ تَطَوُّعًا حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ ".
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ مَرْفُوعًا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، عَن عَاصِمٍ وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ مَوْقُوفًا، وَهُوَ الصَّحِيحُ(16/249)
7434- يَحْيَى بْن يوسف بْن أبي كريمة أَبُو يوسف الزَّمِّيُّ
سكنَ بغداد، وحدث بِهَا عَن: شريك بْن عَبْد الله، وعبيد الله بْن عمرو، وأبي المليح، وضمّام بْن إِسْمَاعِيل، ونجيح أبي معشر، وإسماعيل بْن عيَّاش، وأبي بَكْر بْن عيَّاش، وسُفيان بْن عُيينة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَمُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخاري، وأبو حاتِم الرازي، ونصر بْن داود بْن طوق، وحنبل بْن إِسْحَاق، والقاسم بْن زاهر بْن حرب، وَمُحَمَّد بْن غالب التَّمتام، وعلي بْن أَحْمَد بْن النضر الْأزْدِيّ، وأبو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: كَتَبْنَا عَنْهُ بِالرَّيِّ قَدِيمًا، ثُمَّ كَتَبْنَا عَنْهُ بِبَغْدَادَ.
وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْهُ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ.
قُلْتُ لأَبِي: مَا قَوْلُكَ فِيهِ؟ قَالَ: هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ، وَهُوَ مِنْ قَرْيَةٍ بِخُرَاسَانَ، يُقَالُ لَهَا: زم
(4692) -[16: 250] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزَّمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ الْقُرْآنُ يُعْرَضُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا " أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي: مات يَحْيَى بْن يوسف الزمي فِي رجب سنة خمس وعشرين ومائتين أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قانع: أن يَحْيَى بْن يوسف الزمي مات فِي رجب من سنة ست وعشرين ومائتين قرأتُ عَلَى البرقاني، عَن أبي إِسْحَاق المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، قَالَ: سمعتُ الجوهري، وهو حاتِم بْن الليث، يَقُولُ: مات يَحْيَى بْن يوسف الزمي، يُكنى أَبَا زكريا، ببغداد سنة تسع وعشرين ومائتين(16/250)
7435- يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون بْن عَبْد الرَّحْمَن وميمون يُلقب بَشْمِين ويُكنَى يَحْيَى أَبَا زكريا الحمَّاني الْكُوفيّ
قدم بغداد، وحدث بِهَا عَن: سُلَيْمَان بْن بلال، وإبراهيم بْن سعد، وشريك بْن عَبْد الله، وأبي عوانة، وحَمَّاد بْن زيد، وخالد بْن عَبْد الله، وقيس بْن الربيع، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي بَكْر بْن عيَّاش، وأبي خَالِد الأحمر، وجرير بْن عَبْد الحميد، وأبي إسرائيل الملائي، والحكم بْن ظُهير، ويحيى بْن يَمان، وهُشيم، ووكيع، وأبي مُعَاويَة.
رَوَى عَنْهُ: حمدان بْن علي الوراق، وَأَحْمَد بْن يَحْيَى الحلواني، وَمُحَمَّد ابْن عُبَيْد بْن أبي الأسد، وموسى بْن هارون، وأبو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا، وأبو قلابة الرقاشي، وعبد الله بْن مُحَمَّد البغوي، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي البرقاني، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا الساجي، قَالَ: حدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ القعنبي، يَقُولُ: رأيتُ رجلا طويلًا شابًا فِي مجلس ابْن عُيَيْنَة، فقال ابن عُيَيْنَة: من يسأل لأهل الكوفة؟ ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ ابن الحماني؟ فقام، فقال: من أنت؟ فانتسب لَهُ، فقال: نعم، كَانَ أبوك جليسنا عِنْدَ مسعر، فجعل يسأل.
وقال أَحْمَد: حَدَّثَنَا الرمادي إِبْرَاهِيم بْن بشار، قَالَ: رأيتُ عِنْدَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة جماعة من البصريين يتذاكرونَ الحديث، قَالَ: فتحرك سُفْيَان للكوفية، فسمعته يَقُولُ: أَيْنَ أصحابنا الكوفيون؟ أَيْنَ ابن آدم؟ أَيْنَ ابن عَبْد الحميد الحماني؟ أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن، صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور، قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بْن معين أن ابن الحماني يزعم أن هذه الأحاديث التي يُحدث بِهَا ابن سليم، وضرار بْن صُرد إنّما سمعاها مني، فقال يَحْيَى: منه سمعاها أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: كتب إلينا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْجُوري، يذكر أن عبدان بْن أَحْمَد بْن أبي صالِح الهمذاني حدثهم، قَالَ: سمعتُ أَبَا حاتِم الرازي، يَقُولُ: سَأَلْت يَحْيَى بْن معين، عَن الحماني فأجمل القول فِيهِ، وقال: ما لَهُ؟ وكان يسرد مُسنده أربعة آلاف سردًا، وشَريك ثلاثة آلاف وخمس مائة كمثل، وذكر أَبُو حاتِم نحو عشرة آلاف، وقال: كَانَ أحد المحدثين أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الطرائفي، يَقُولُ: سمعتُ أَبَا سَعِيد عثمان بْن سَعِيد الدارمي، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: ابن الحماني صدوق مشهور، ما بالكوفة مثل ابن الحماني، ما يُقال فِيهِ إلا من حسد، قَالَ أَبُو سَعِيد: وكان ابن الحماني شيخًا فِيهِ غفلة، لم يكن يقدر أن يصون نفسه كما يفعل أصحاب الحديث، ربما يجيء رَجُل فيفتري عَلَيْهِ، وربما يلطمه أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: يَحْيَى بْن عَبْد الحميد الحماني ثقة، وما كَانَ بالكوفة فِي أيامه رَجُل يحفظ معه، وهَؤُلاءِ يحسدونه أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا هبة الله بْن مُحَمَّد بْن حبش الفراء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عثمان بْن أبي شيبة، قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن معين، عَن يَحْيَى بْن عَبْد الحميد، فقال: ثقة، وكان أَبُوهُ عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن ثقة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مرابا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى، يَقُولُ: أَبُو يَحْيَى الحماني وابنه ثقة، قَالَ عَبَّاس: ناظرناهُ فِي هذا غير مرة أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عثمان السواق، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بْن حامد بْن بشر الرخجي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الجعد بْن الوشَّاء، قَالَ: سمعتُ عباسًا الدوري، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: أَبُو يَحْيَى الحماني ثقة، ويحيى بْن عَبْد الحميد الحماني ثقة، قَالَ عَبَّاس: لَمْ يزل يَحْيَى يَقُولُ هذا حتى مات أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نُعَيْم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو النضر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الفقيه، قَالَ: قَالَ صالِح بْن مُحَمَّد: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، وسئل عَن يَحْيَى بْن عَبْد الحميد الحماني، فقال: صاحب حديث، صدوق أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور، قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بْن معين عَن يَحْيَى بْن الحماني، فقال: صدوق ثقة أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثني عُمَر ابْن أبي السري الحافظ الْبَصْرِيّ، قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن منيع، يَقُولُ: كُنَّا عَلَى باب يَحْيَى بْن عَبْد الحميد الحماني، فجاء يَحْيَى بْن معين عَلَى بغلته فسأله أصحاب الحديث، يعني: أن يُحدثهم، فأبَى، وقال: جئتُ مسلمًا عَلَى أبي زكريا.
فدخل ثُمَّ خرج، فسألوهُ عَنه، فقال: ثقة ابن ثقة أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بْن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، قَالَ: سمعتُ عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى الحماني، يَقُولُ لقوم غرباء فِي مجلسه: من أَيْنَ أنتم؟ فأخبروهُ ببلدهم، فقال: سمعتم ببلدكم أحدًا يتكلمُ فِيّ، ويقول: إني ضعيفٌ فِي الحديث؟ لا تسمعوا كلام أهل الكوفة، فإنَّهم يحسدوني لأني أول من جمع المسند، وقد تقدمتهم فِي غير شيء أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسلم بْن مهران، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي، قَالَ: سمعتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد، يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَد بْن يوسف السلمي، يَقُولُ: سمعتُ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ، يَقُولُ: أدركتُ ثلاثةً يُحدثون بِما لا يَحْفَظونَ: يَحْيَى بْن عَبْد الحميد، وعبد الأعلى السامي، والمعتمر بْن سُليمان أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نُصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: سألتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن نُمير، عَن يَحْيَى الحماني؟ فقال: هُوَ ثقة، هُوَ أكبر من هَؤُلَاءِ كلهم، فاكتب عَنْهُ.
وسألتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل عَن يَحْيَى الحماني، قلت لَهُ: تعرفه، لك بِهِ علم؟ فقال أَحْمَد: كيف لا أعرفه، فقلتُ لَهُ: كَانَ ثقةً؟ فقال أَحْمَد: أنتم أعرف بمشايخكم، وسألتُ يَحْيَى بْن معين، عَن يَحْيَى الحماني، فقال: ثقة أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي حاتِم مُحَمَّد بْن يعقوب الْهَرَويّ، أخبركم مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن السامي، قَالَ: وسُئِلَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل عَن يَحْيَى الحماني فسكتَ عَنْهُ فلم يَقُل شيئًا
(4693) -[16: 255] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ يَعْقُوبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نُوحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُوسَنْجِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
قَالَ الْبُوسَنْجِيُّ: وَحَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، فَقَالَ لَنَا: " أَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرَّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ "
أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَقَدِمْتُ مِنَ الْكُوفَةِ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بِحَدِيثِ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ " أَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ " فَقُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ ابْنَ الْحِمَّانِيِّ حَدَّثَنَا عَنْكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَا أَعْلَمُ أَنِّي حَدَّثْتُهُ بِهِ، وَلا أَدْرِي لَعَلَّهُ عَلَى الْمُذَاكَرَةِ حَفِظَهُ، وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ حَدَّثَهُ بِهِ أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: وَذَكَرَ، يَعْنِي: أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ الْحِمَّانِيُّ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ رَوَى عَنْكَ حَدِيث إِسْحَاق الأزرق حديث المغيرة بْن شُعْبَة " أَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ ".
وزعم أَنَّهُ سمعه عَلَى باب ابن علية، فأنكرَ أن يكون سمعه، وقال: لَيْسَ من ذا شيء، قلت: إنه ادَّعى أن هذا عَلَى المذاكرة، فقال: وأنا علمت فِي أيام إِسْمَاعِيل أن هذا عندي، يعني: إنَّما أخرجته بأخَرَة، وقال: قولوا لهارون الحمّال يضرب عَلَى حديث الحماني أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ، فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد مُحَمَّد بْن علي الآجُري، قَالَ: سمعتُ أَبَا داود، يَقُولُ: حَدَّث يَحْيَى بْن عَبْد الحميد، عَن أَحْمَد بْن حنبل بِحديث إِسْحَاق الأزرق، عَن شريك، عَن بيان حديث المغيرة بْن شُعْبَة، فأنكره أَحْمَد، وقال: ما حدثته بِهِ، فقال يَحْيَى: حَدَّثَنَا أَحْمَد عَلَى باب إِسْمَاعِيل ابْن عُليَّة، فقال أَحْمَد: ما سمعناهُ من إِسْحَاق إلا بعد موت إِسْمَاعِيل، يعني: حديث المواقيت، وقال أَبُو عُبَيْد: سمعتُ أَبَا داود، يَقُولُ: كَانَ حافظًا، وسألتُ أَحْمَد بْن حنبل عَنْهُ، فقال: ألم ترَهُ؟ قلت: بلى، قَالَ: إنك إذا رَأَيْته عرفته أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ ابْن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد، قَالَ: سمعتُ أبي، وذكر ابن الحماني، فقال: قد كَانَ كتبَ وطلبَ لو اقتصرَ عَلَى ما سَمِعَ.
(4694) -[16: 257] أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: إِنَّ ابْنَيْ أَبِي شَيْبَةَ ذَكَرُوا أَنَّهُمْ يَقْدَمُونَ بَغْدَادَ فَمَا تَرَى فِيهِمْ؟ فَقَالَ: قَدْ جَاءَ ابْنُ الْحِمَّانِيِّ إِلَى هَهُنَا، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَكَانَ يكذب جهارا، ابْن أَبِي شَيْبَةَ عَلَى حَالٍ يَصْدُقُ.
قُلْتُ لأَبِي: إِنَّ ابْنَ الْحِمَّانِيِّ حَدَّثَ عَنْكَ، عَنْ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ "؟ فَقَالَ: كَذَبَ، مَا حَدَّثْتُهُ بِهِ.
فَقُلْتُ: حَكَوْا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فِي الْمُذَاكَرَةِ عَلَى بَابِ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ.
فَقَالَ: كَذَبَ، إِنَّمَا سَمِعْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ إِسْحَاقَ، أَنَا لَمْ أَعْلَمْ تِلْكَ الأَيَّامَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ غَرِيبٌ، حَتَّى سَأَلُونِي عَنْهُ هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ، أَوْ هَؤُلَاءِ الأَحْدَاثُ.
قَالَ أَبِي: وَقْتَ الْتَقَيْنَا عَلَى بَابِ ابْنِ عُلَيَّةَ، إِنَّمَا كُنَّا نَتَذَاكَرُ الْفِقْهَ وَالأَبْوَابَ.
قَالَ أَبِي: كَانَ وَقَعَ إِلَيْنَا كِتَابُ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ، فَانْتَخَبْتُ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ.
قُلْتُ لأَبِي: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الْحِمَّانِيِّ يُحَدِّثُ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} ، قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُسْتَذَلُّوا.
فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا الْحَدِيثُ فِي كُتُبِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْحَكَمِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، فَقَالَ ابْنُ الْحِمَّانِيِّ: حَدَّثَنَاهُ شَرِيكٌ، عَنِ الْحَكَمِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، فَقَالَ أَبِي: مَا كَانَ أَجْرَأَهُ، هَذِهِ جُرْأَةٌ شَدِيدَةٌ.
وَقَالَ: مَا زِلْنَا نَعْرِفُهُ أَنَّهُ يَسْرِقُ الأَحَادِيثَ أَوْ يَتَلَقَّطُهَا أَوْ يَتَلَقَّفُهَا
قَالَ: وسمعت أبي مرة أخرى، وذكر ابن الحماني، فقال: قد طلب وسمع، ولو اقتصر عَلَى ما سَمِعَ لكان فِيهِ كفاية، قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: وهذا أحسن ما سَمِعْتُ من أبي فِيهِ.
(4695) أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَبْدِيُّ، بِجُرْجَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلٍ الدَّقَّاقُ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ تَرَكَ حَدِيثَ الْحِمَّانِيِّ مِنْ أَجْلِ الْحَدِيثِ الَّذِي ادَّعَى أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ ".
حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، قَالَ الْحِمَّانِيُّ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ عَلَى بَابِ هُشَيْمٍ.
فَقَالَ أَحْمَدُ: مَا حَدَّثْتُ وَلا سَمِعَهُ مِنِّي، وَلا سَأَلَنِي بِهِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: لَيْسَ الْعِلَّةُ هَذَا فِي تَرْكِ حَدِيثِهِ وَكَذِبِهِ، وَلَكِنْ حَدَّثَ عَنْ قُرَيْشِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَظْفَارِ، وَقُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ الْحِمَّانِيُّ الْبَصْرَةَ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ وَكِيعٍ، عَنْ قُرَيْشٍ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خلف الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قلتُ لأبي عَبْد الله: ما تقولُ فِي ابن الحماني؟ فقال: لَيْسَ هُوَ واحد ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أربعة يحكون عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: الأمرُ فِيهِ أعظم من ذاك، وحمل عَلَيْهِ حملا شديدًا فِي أمر الحديث أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْن عَبْد الله الرُّومي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر الراشدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، قَالَ: قَالَ لي أَبُو عَبْد الله: الحديث الَّذِي كَانَ أَبُو الهيثم يرويه عَن سُفيان بْن حسين، عَن يَعْلَى بْن مُسْلِم، عَن سَعِيد بْن جُبَيْر، عَن ابن عَبَّاس، عَن أبيف لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْق رَأَيْته فِي كتب عَبْد الله بْن مُوسَى؟ فقلتُ: لا، فقال: قد رواهُ يَحْيَى بْن إِسْمَاعِيل ذاك الواسطي عَن عبَّاد، عَن سُفْيَان بْن حُسين: لَيْسَ فِيهِ أُبي، أوْقَفَهُ عَلَى ابن عَبَّاس، قلت لأبي عَبْد الله: فإن ابن الحماني يرويه، فنفض يده نفضة شديدة، ثُمَّ قَالَ: ابن الحماني الآن لَيْسَ عَلَيْهِ قياس، أمر ذاك عظيم، أو كما قَالَ: إلا أَنَّهُ قَالَ: ابن الحماني الآن لَيْسَ عَلَيْهِ قياس، ثُمَّ قَالَ: سُبحان الَّذِي يسترُ من يشاء، ورأيتُه شديد الغيظ عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان، قَالَ: وأمّا الحماني فإن أَحْمَد بْن حنبل سيئ الرأي فِيهِ، وأبو عَبْد الله مُتحرٍّ فِي مذهبه، مذهبه أَحْمَد من مذهب غيره أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: سمعتُ ابن عمّار، يَقُولُ: يَحْيَى بْن عَبْد الحميد الحماني قد سقط حديثه، قِيلَ: فما عِلته؟ قَالَ: لَم يكن لأهل الكوفة حديثٌ جيد غريب، ولا لأهل المدينة، ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواهُ، فهذا يكون هكذا! أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أحد بْن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نُعيم، قَالَ: سمعتُ أَبَا يَحْيَى أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صالِح السمرقندي، بنيسابور، يَقُولُ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مَسْعُود الْمَرْوَزِيّ، يَقُولُ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن السمرقندي، يَقُولُ: قدمتُ الكوفة فنزلت بالقرب من يَحْيَى الحماني، فذاكرته بأحاديث سمعتها بالبصرة، ومن أحاديث سُلَيْمَان بْن بلال، وكان يستغربها، ويقول: ما سمعتُ هذا من سُلَيْمَان، ثُمَّ أردتُ الخروج إلى الشام فأودعته كُتبي، وخَتمتُ عليها، فلمّا انصرفتُ وجدت الخواتيم قد كُسرت، فقلتُ: ما شأن هذه الكتب وهذه الخواتيم؟ فقال: ما أدري، ووجدت تِلْكَ الأحاديث التي كنت ذاكرته بِهَا عَن سُلَيْمَان بْن بلال قد أدخلها فِي مصنفاته، فقلتُ لَهُ: سمعتُ من سُليمان بْن بلال؟ قَالَ: نعم أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خراش، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَن عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن السمرقندي، قَالَ: أودعتُ يَحْيَى الحماني كُتُبي، وكان فيها حديث خَالِد الواسطي، عَن عمرو بْن عون، وفيها حديث سُلَيْمَان بْن بلال، عَن يَحْيَى بْن حسان، وكنتُ قد سَمِعْتُ منه المسند، ولَمْ يكن فِيهِ من حديث خَالِد وسليمان حديث واحد، فقدمتُ فإذا كتبي عَلَى خلاف ما تركتها عنده، وإذا قد نسخ حديث خَالِد وسُليمان ووضعه فِي المسند، قَالَ مُحَمَّد بْن يَحْيَى: ما أستحل الرواية عَنْهُ، وقال الرمادي: هُوَ عندي أوثق من أبي بَكْر بْن أبي شيبة، وما يتكلمون فِيهِ إلا من الحسد أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بْن أَحْمَد الصيدلاني، بِمكة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو بْن مُوسَى الْعُقيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن داود القطان بالري، قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن السمرقندي، يَقُولُ: قدمتُ الكوفة حاجًّا فأودعتُ يَحْيَى بْن عَبْد الحميد كُتُبًا لي وخرجتُ إلى مكة، فلمّا رجعت من الحج أتيته فطلبتها منه، فجحدني وأنكر، فرفقتُ بِهِ، فلم ينفع ذَلِكَ فصايحته واجتمعَ الناس علينا، فقام إليّ ورَّاقه فأخذ بيدي فنحَّاني، وقال لي: إن أمسكت تخلَّصت لك الكتب، فأمسكت، فإذا الوراق قد جاءني بالكتب، وكانت مشدودة فِي خرقة ولبد، فإذا الشد مُتغيرٌ، فنظرتُ فِي الأجزاء، فإذا فيها علامات بالحمرة، ولم يكن نظر فيها أحد، وإذا أكثر العلامات عَلَى حديث مروان الطاطري، عَن سُلَيْمَان بْن بلال، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِيّ، فافتقدت منها جزأين أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد العبدوي، قَالَ: سمعتُ أَبَا عمرو مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الفامي، يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة، يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى، وذكر يَحْيَى بْن عَبْد الحميد الحماني، فقال: ذهبَ كالأمس الذاهب وفيما ذكر لنا أَبُو بَكْر: أنّ يعقوب بْن مُوسَى الأردُبيلي حدثهم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عمرو البرذعي، قَالَ: قَالَ لي أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري: أخذتُ كتاب قيس من يَحْيَى الحماني، فرأيتُ عَلَى ظهره شيئًا مضروبًا عَلَيْهِ، قَالَ مُحَمَّد بْن يَحْيَى: فبلغني أنَّهُ كَانَ كتاب مُحَمَّد بْن الصلت، وأنه كَانَ ضَرب عَلَى اسمه أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أخبرنا أَبُو أَحْمَد الْحُسَيْن بْن علي التميمي، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّد بْن المسيب، يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى، يَقُولُ: اضربوا عَلَى حديث يَحْيَى بْن عَبْد الحميد الحماني ستة أقلام قرأت عَلَى البرقاني، عَن أبي إِسْحَاق المزكي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، قَالَ: سمعتُ أَبَا يَحْيَى، يعني: مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم، يَقُولُ: كُنَّا إذا قعدنا إلى الحماني تبيّن لنا منه بَلايَا أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بْن أَحْمَد الصيدلاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، قَالَ: حدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صدقة، قَالَ: سمعتُ زياد بْن أيوب دلويه وَأَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الداوديّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشافعي، قَالَ: سمعتُ أَبَا شيخ الأصبهاني، يَقُولُ: سمعتُ دلويه، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن عَبْد الحميد، يَقُولُ كَانَ مُعَاويَة، وفي حديث العتيقي: مات مُعَاويَة، عَلَى غير ملة الْإسْلَام، وزاد الداودي: قَالَ دلويه: كذب عدو الله حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب بْن جَعْفَر الميداني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الجبار بْن عَبْد الصمد السُّلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بْن عيسى العَصَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني، قَالَ: يَحْيَى بْن عَبْد الحميد ساقط مُتَلوِّن، تُرِكَ حديثه فلا يَنْبعث أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شُعيب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: يَحْيَى بْن عَبْد الحميد ضعيف أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن وهب الْبُندار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر، قَالَ: ومات يَحْيَى الحماني فِي سنة خمس وعشرين.
قلت: هذا القول خطأ، والصواب ما أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح الْبَصْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المهندس، بِمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر الدولابي، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْد الله مُعَاويَة بْن صالِح: تُوُفِّيَ يَحْيَى الحماني سنة ثَمان وعشرين ومائتين أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نُصير الْخُلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: ومات يَحْيَى بْن عَبْد الحميد الْحِمَّاني، وكان لا يخضب فِي رمضان من سنة ثَمان وعشرين ومائتين بالعَسْكر أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي: ومات يَحْيَى بْن عَبْد الحميد الحماني بسر من رأى فِي شهر رمضان سنة ثَمان وعشرين، وكان أول من مات بسامرا من المحدثين الذين أقدموا، وكان لا يخضب، وقد كتبتُ عَنْهُ(16/251)