ـ[تاريخ بغداد]ـ
المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ)
المحقق: الدكتور بشار عواد معروف
الناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002 م
عدد الأجزاء: 16
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو مشكول الأحاديث، ومضاف لخدمة التراجم]
أعده للشاملة: مصطفى الشقيري
__________
* كل ترجمة في صفحة ما عدا:
(أ) - تسع تراجم طويلة عدد صفحاتها زادت على العشرين صفحة، فصلتُها في صفحتين أرقامها:
1- محمد بن إسحاق بن يسار
374- محمد بن إسماعيل البخاري
404- محمد بن إدريس الشافعي
1203- محمد بنُ عُمر بن واقد، أبو عبد الله الواقدي
4185- الْحُسَيْن بن مَنْصُور الحلاج
4716- سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري
5259- عبد اللَّه بن المبارك أبو عبد الرحمن الْمَرْوَزِيّ
6605- عمرو بْن عبيد بْن باب أَبُو عثمان باب من سبي فارس
7510- يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة
(ب) - ترجمة طويلة عدد صفحاتها 141 صفحة، فصلتُها في عشر صفحات رقمها:
7249- النعمان بن ثابت أبو حنيفة(/)
تاريخ مدينة السلام
وأخبار مُحَدِّثيها وذكر قُطَّانِها العلماء من غير أهلها ووارديها
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب البغدادي
392 - 463 هـ
المجلد الأول
محمد بن إسحاق - محمد بن الحسن
المقدمة والخطط
حققه، وضبط نصه، وعلَّق عليه
الدكتور بشار عواد
دار الغرب الإسلامي(1/1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ أَسْتَعِينُ
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}
لا يحصي عدد نعمه العادون، ولا يؤدي حق شكره المجتهدون، ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون،
{بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} .
أحمده على الآلاء، وأشكره على النعماء وأستعين به في الشدة والرخاء، وأتوكل عليه فيما أجراه من القدر والقضاء، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأعتقد أن لا رب إلا إياه، شهادة من لا يرتاب في شهادته، واعتقاد من لا يستنكف عَنْ عبادته، وأشهد أن محمدا عبده الأمين، ورسوله المكين، ختم الله به النبيين، وأرسله إلى الخلق أجمعين، بلسان عربي مبين؛ فبلغ الرسالة، وأوضح الدلالة، وأظهر المقالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في سبيل الله المشركين، وعبد ربه حتى أتاه اليقين؛ فصلى الله على محمد سيد المرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين، وأصحابه المنتجبين، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، وتابعيهم بالإحسان إلى يوم الدين.
هذا كتاب تاريخ مدينة السلام، وخبر بنائها، وذكر كبراء نزالها(1/291)
ووارديها، وتسمية علمائها.
ذكرت من ذلك ما بلغني علمه، وانتهت إلي معرفته، مستعينا على ما يعرض من جميع الأمور بالله الكريم، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بْن أَبِي الْحَسَن القرميسيني، قَالَ: سمعت عُمَر بْن أحمد بْن عثمان، يقول: سمعت أبا بكر النيسابوري، يقول: سمعت يونس بْن عَبْد الأعلى، يقول: قَالَ لي الشافعي: " يا أبا موسى دخلت بغداد؟ قَالَ: قلت: لا.
قَالَ: ما رأيت الدنيا "!.
باب القول في حكم بلد بغداد وغلته وما جاء في جواز بيع أرضه
وكراهته أول ما نبدأ به في كتابنا هذا: ذكر أقوال العلماء في أرض بغداد وحكمها وما حفظ عنهم من الجواز والكراهة لبيعها؛ فذكر عَنْ غير واحد منهم أن بغداد دار غصب لا تشترى مساكنها ولا تباع.
ورأى بعضهم نزولها باستئجار، فإن تطاولت الأيام فمات صاحب منزل أو حانوت أو غير ذلك من الأبنية لم يجيزوا بيع الموروث، بل رأوا أن تباع الأنقاض دون الأرض؛ لأن الأنقاض ملك لأصحابها، وأما الأرض فلا حق لهم فيها إذ كانت غصبا.
(1) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الْحُسَيْنِ، قَالَ:(1/292)
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَنَّ أَبَاهُ لَمَّا مَاتَ، أَرَادَتْ وَالِدَتُهُ أَنْ تَبِيعَ دَارًا وَرِثَتْهَا، قَالَ: فَقَالَتْ لِي: " يَا بُنَيَّ، امْضِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَإِلَى بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ، فَسَلْهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ أَقْطَعَ أَمْرًا دُونَهُمَا، وَأَعْلِمْهُمَا أَنَّ بِنَا حَاجَةً إِلَى بَيْعِهَا.
قَالَ: فَسَأَلْتُهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَاتَّفَقَ قَوْلُهُمَا عَلَى بَيْعِ الأَنْقَاضِ دُونَ الأَرْضِ، فَرَجَعْتُ إِلَى وَالِدَتِي، فَأَخْبَرْتُهَا بِذَلِكَ فَلَمْ تَبِعْهَا ".
وَمَنَعَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ بَيْعِ أَرْضِ بَغْدَادَ لِكَوْنِهَا مِنْ أَرْضِ السَّوَادِ؛ وَأَرْضُ السَّوَادِ عِنْدَهُمْ مَوْقُوفَةٌ لا يَصِحُّ بَيْعُهَا.
وَأَجَازَتْ طَائِفَةٌ بَيْعَهَا، وَاحْتَجَّتْ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَقَرَّ السَّوَادَ فِي أَيْدِي أَهْلِهِ، وَجَعَلَ أَخْذَ الْخَرَاجِ مِنْهُمْ عِوَضًا عَنْ ذَلِكَ.
وَكَانَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ يَكْرَهُ سُكْنَى بَغْدَادَ وَالْمُقَامَ بِهَا، وَيَحُثُّ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْهَا، وَقِيلَ: إِنَّ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ كَانَ لا يَرَى الصَّلاةَ فِي شَيْءٍ مِنْ بَغْدَادَ؛ لأَجْلِ أَنَّهَا عِنْدَهُ غَصْبٌ أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بْن محمد بْن موسى القرشي، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن علي الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن العباس الخزاز، قالا: أَخْبَرَنَا أحمد بْن جعفر بْن محمد بْن عبيد الله المنادي، قَالَ: حدثنا أَبُو العباس أحمد بْن محمد بْن بكر بْن خالد النيسابوري، المعروف بابن القصير، قال: حدثنا عمرو بْن أيوب، قَالَ: " سألت الفضيل بْن عياض، عَنِ المقام ببغداد، فقال لي: لا تقم بها، اخرج عنها، فإن أخبثهم مؤذنوهم ".
أنبأ أَبُو نعيم أحمد بْن عَبْد الله بْن أحمد بْن إسحاق الحافظ، بأصبهان،(1/293)
قَالَ: أخبرنا أحمد بْن بندار بْن إسحاق، قَالَ: حدثنا محمد بْن يحيى بْن منده، قَالَ: حدثنا إبراهيم بْن يزداد البغدادي، بأصبهان، قَالَ: حدثنا محمد بْن يحيى الأزدي، قَالَ: قلت لعبد الله بْن داود: " إن لي خالة ببغداد، قَالَ: اقطعها قطع القثاء ".
حَدَّثَنِي أَبُو محمد الْحَسَن بْن محمد بْن الْحَسَن الخلال، وأبو طالب عُمَر بْن إبراهيم بْن سعيد الفقيه، قالا: أخبرنا يوسف بْن عُمَر القواس، قال: حدثنا محمد بْن إسحاق المقرئ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله أحمد بْن يوسف بْن الضحاك، قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت بشر بْن الحارث، يقول: " بغداد ضيقة على المتقين، ما ينبغي لمؤمن أن يقيم فيها.
قلت له: فهذا أحمد بْن حَنْبَل، فما تقول؟ قَالَ: دفعتنا الضرورة إلى المقام بها كما دفعت الضرورة إلى أكل الميتة.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن أحمد بْن أَبِي جعفر القطيعي، قَالَ: حدثنا عبيد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: أخبرنا أبي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد الزهري، قَالَ: حدثنا محمد بْن إبراهيم بْن جناد، قَالَ: سمعت أبا عمران الجصاص، قَالَ: قلت لأحمد بْن حَنْبَل: " يا أبا عَبْد الله هذه أربعة دراهم: درهم من تجارة برة، ودرهم من صلة الإخوان، ودرهم من التعليم، ودرهم من غلة بغداد، فقال: ما منها شيء أحب إلي من التجارة، ولا فيها شيء أكره عندي من صلة الإخوان، وأما التعليم، فإني أرجو أن لا يكون به بأس لمن احتاج إليه، وأما غلة بغداد فأنت تعرفها، إيش تسألني عنها ".
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن علي الوراق، قَالَ: أخبرنا علي بْن عَبْد الله(1/294)
الهمذاني بمكة، قَالَ: حدثنا الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن عَبْد الله بْن خالد، قَالَ: سئل أحمد بْن محمد بْن حَنْبَل عَنْ مسألة في الورع، فقال: أنا أستغفر الله لا يحل لي أن أتكلم في الورع، وأنا آكل من غلة بغداد، لو كان بشر بْن الحارث صلح أن يجيبك عنه، فإنه كان لا يأكل من غلة بغداد ولا من طعام السواد، فهو يصلح أن يتكلم في الورع ".
أخبرنا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا أحمد بْن محمد بْن موسى، وَأخبرنا الْحَسَن بْن علي الجوهري، قَالَ: أخبرنا محمد بْن العباس، قالا: أخبرنا أحمد بْن جعفر بْن محمد، قَالَ: وكان مما بقي في كتابي غير مسموع، عَنْ أَبِي الْحَسَن علي بْن إسماعيل البزاز المعروف بعلويه، قَالَ: حدثنا يحيى بْن الصامت، قَالَ: " سأل رجل عَبْد الله بْن المبارك: أين ترى لي أن أنزل من بغداد متى ما دخلتها؟ قَالَ: إن ابتليت بذلك، فانزل نهر الدجاج، فإنه في أيدي أربابه لم يغصبوا عليه أحدا ".
أَخْبَرَنا عبيد الله بْن أَبِي الفتح الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن محمد بْن إبراهيم الجوهري، قال: حدثنا أَبُو الحسين طلحة بْن أحمد بْن حفص الصفار، قال: حدثنا العباس بْن يوسف، قال: حدثنا أَبُو الطيب الرام، قَالَ: سمعت ابْن المبارك، يقول:
الزم الثغر والتعبد فيه ليس بغداد مسكن الزهاد
إن بغداد للملوك محل ومناخ للقارئ الصياد(1/295)
أَخْبَرَنَا أَبُو محمد عَبْد الله بْن أحمد بْن عَبْد الله الأصبهاني، أخبرنا جعفر بْن محمد بْن نصير الخلدي، قال: أخبرنا مفضل بْن محمد الجندي، قال: أخبرنا يونس بْن محمد، قال: حدثنا يزيد بْن أَبِي حكيم، قَالَ: سمعت سفيان الثوري، يقول: المتعبد ببغداد كالمتعبد في الكنيف.
أخبرنا الأزهري، قَالَ: أخبرنا أحمد بْن محمد بْن موسى، وَأخبرنا الجوهري: قال أخبرنا محمد بْن العباس، قالا: أخبرنا أحمد بْن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنِي جدي محمد بْن عبيد الله المنادي، قَالَ: قَالَ لي أحمد بْن حَنْبَل: " أنا أذرع هذه الدار التي أسكنها، فأخرج الزكاة عنها في كل سنة، أذهب في ذلك إلى قول عُمَر بْن الخطاب في أرض السواد ".
أخبرنا أَبُو الحسين محمد بْن علي بْن محمد بْن مخلد الوراق، وأبو الحسين أحمد بْن علي بْن الحسين التوزي المحتسب، قالا: أخبرنا أَبُو الْحَسَن محمد بْن جعفر بْن هارون النحوي الكوفي، حدثنا أَبُو القاسم الْحَسَن بْن محمد السكوني، قَالَ: قَالَ أَبُو بكر محمد بْن خلف، وهو وكيع الْقَاضِي: " لم تزل بغداد مثل أرض السواد إلى سنة خمس وأربعين ومائة.
قلت: يعني أنها كانت تمسح ويؤخذ عنها الخراج، حتى بناها أَبُو جعفر المنصور ومصرها ونزلها وأنزلها الناس معه ".(1/296)
باب الخبر عَنِ السواد وفعل عُمَر فيه ولأية علة ترك قسمته بين مفتتحيه
(2) أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ السَّوَادَ، قَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: اقْسِمْهُ بَيْنَنَا، فَأَبَى، فَقَالُوا: إِنَّا افْتَتَحْنَاهَا عَنْوَةً، قَالَ: " فَمَا لِمَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَخَافُ أَنْ تَفَاسَدُوا بَيْنَكُمْ فِي الْمِيَاهِ، وَأَخَافُ أَنْ تَقْتَتِلُوا، فَأَقَرَّ أَهْلَ السَّوَادِ فِي أَرْضِهِمْ، وَضَرَبَ عَلَى رُءُوسِهِمُ الضَّرَائِبَ، يَعْنِي: الْجِزْيَةَ، وَعَلَى أَرْضِهِمُ الطَّسْقَ، يَعْنِي: الْخَرَاجَ، وَلَمْ يَقْسِمْهَا بَيْنَهُمْ "
(3) -[1: 297] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُئِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي: ابْنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: " لَوْلا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ مَا فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلا قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ(1/297)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ "
(4) -[1: 298] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: " لَوْلا أَنِّي أَتْرُكُ النَّاسَ بَبَّانًا لا شَيْءَ لَهُمْ، مَا فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلا قَسَمْنَاهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ "
(5) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارِزْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ نُوحٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: " أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُقَسِّمَ السَّوَادَ، فَعَدُّوهُمْ فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ ثَلاثَةً مِنَ الْفَلاحِينَ، فَاسْتَشَارَ عُمَرُ فِيهِمْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا لِلنَّاسِ نَائِبَةٌ، وَلا يَبْقَى لِمَنْ بَعْدَهُمْ شَيْءٌ، فَتَرَكَهُمْ "(1/298)
(6) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ حِينَ افْتَتَحَ الْعِرَاقَ، أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ أَنَّ النَّاسَ سَأَلُوكَ أَنْ تُقَسِّمَ بَيْنَهُمْ مَغَانِمَهُمْ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَانْظُرْ مَا أَجْلَبَ النَّاسُ بِهِ عَلَيْهِ إِلَى الْعَسْكَرِ مِنْ كُرَاعٍ أَوْ مَالٍ فَاقْسِمْهُ بَيْنَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَاتْرُكِ الأَرَضِينَ وَالأَنْهَارَ لِعُمَّالِهَا لِيَكُونَ ذَلِكَ فِي أُعْطِيَاتِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّكَ إِنْ قَسَّمْتَهَا بَيْنَ مَنْ حَضَرَ لَمْ يَكُنْ لِمَنْ بَقِيَ بَعْدَهُمْ شَيْءٌ " قلت: اختلف الفقهاء في الأرض التي يغنمها المسلمون ويقهرون العدو عليها، فذهب بعضهم إلى أن الإمام بالخيار بين أن يقسمها على خمسة أسهم فيعزل منها السهم الذي ذكره الله تعالى في آية الغنيمة، فقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} الآية، ويقسم السهام الأربعة الباقية بين الذين افتتحوها، فإن لم يختر ذلك وقف جميعها كما فعل عُمَر بْن الخطاب في أرض السواد.
وممن ذهب إلى هذا القول: سفيان بْن سعيد الثوري، وأَبُو حنيفة النعمان بْن ثابت.
وَقَالَ مالك بْن أنس: تصير الأرض وقفا بنفس الاغتنام، ولا خيار فيها للإمام.(1/299)
وَقَالَ مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي: ليس للإمام إيقافها، وإنما يلزمه قسمتها؛ فإن اتفق المسلمون على إيقافها ورضوا ألا تقسم جاز ذلك.
واحتج من ذهب إلى هذا القول بما روي أن عُمَر بْن الخطاب قسم أرض السواد بين غانميها وحازوها، ثم استنزلهم بعد ذلك عنها واسترضاهم منها ووقفها.
فأما الأحاديث التي تقدمت بأن عُمَر لم يقسمها فإنها محمولة على أنه امتنع من إمضاء القسم واستدامته بأن انتزع الأرض من أيديهم، أو أنه لم يقسم بعض السواد وقسم بعضه ثم رجع فيه.
(7) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: كُنَّا رُبْعَ النَّاسِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، فَأَعْطَانَا عُمَرُ رُبْعَ السَّوَادِ، فَأَخَذْنَاهُ ثَلاثَ سِنِينَ، ثُمَّ وَفَدَ جَرِيرٌ إِلَى عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: " أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ لَكُنْتُمْ عَلَى مَا قُسِّمَ لَكُمْ، فَأَرَى أَنْ تَرُدَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَفَعَلَ، وَأَجَازَهُ بِثَمَانِينَ دِينَارًا "
(8) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَجِيلَةَ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ كُرْزٍ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَبِي هَلَكَ وَسَهْمُهُ ثَابِتٌ فِي السَّوَادِ، وَإِنِّي لَمْ أُسْلِمْهُ، فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ كُرْزٍ إِنَّ قَوْمَكِ قَدْ صَنَعُوا مَا قَدْ عَلِمْتِ.
قَالَتْ: إِنْ كَانُوا صَنَعُوا مَا صَنَعُوا، فَإِنِّي لَسْتُ أُسْلِمُ حَتَّى تَحْمِلَنِي عَلَى نَاقَةٍ ذَلُولٍ عَلَيْهَا قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ وَتَمْلأَ كَفِّي ذَهَبًا.
قَالَ: فَفَعَلَ عُمَرُ ذَلِكَ(1/300)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فَاحْتَجَّ قَوْمٌ بِفِعْلِ عُمَرَ هَذَا وَقَالُوا أَلا تُرَاهُ قَدْ أَرْضَى جَرِيرًا وَالْبَجَلِيَّةَ وَعَوَّضَهُمَا، وَإِنَّمَا وَجْهُ ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّ عُمَرَ كَانَ نَفَّلَ جَرِيرًا وَقَوْمَهُ ذَلِكَ نَفْلا قَبْلَ الْقِتَالِ، وَقَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْعِرَاقِ، فَأَمْضَى لَهُ نَفْلَهُ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ نَفْلا مَا خَصَّهُ، وَقَوْمَهُ بِالْقِسْمَةِ خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ، وَإِنَّمَا اسْتَطَابَ أَنْفُسَهُمْ خَاصَّةً؛ لأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَحْرَزُوا ذَلِكَ وَمَلَكُوهُ بِالنَّفْلِ، فَلا حُجَّةَ فِي هَذَا لِمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لا بُدَّ للإِمَامِ مِنَ اسْتِرْضَائِهِمْ.
قُلْتُ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ أَقَرَّ أَهْلَ السَّوَادِ فِيهِ وَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الْخَرَاجَ بَعْدَ أَنْ سَلَّمَ إِلَيْهِمُ الأَرْضَ يَعْمَلُونَ فِيهَا وَيَنْتَفِعُونَ بِهَا، وَبَعَثَ عُمَّالَهُ لِمِسَاحَتِهَا وَقَبَضَ الْوَاجِبَ عَنْهَا
(9) فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلا أَعْلَمُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، إِلا قَدْ حَدَّثَنَاهُ أَيْضًا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى صَلاتِهِمْ وَجُيُوشِهِمْ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى قَضَائِهِمْ وَبَيْتِ مَالِهِمْ، وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مِسَاحَةِ الأَرْضِ، ثُمَّ فَرَضَ لَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ شَاةً، أَوْ قَالَ: جَعَلَ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، شَطْرُهَا وَسَوَاقِطُهَا لِعَمَّارٍ، وَالشَّطْرُ الآخَرُ بَيْنَ هَذَيْنِ.
ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَى قَرْيَةً يُؤْخَذُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ شَاةٌ إِلا سَرِيعًا فِي خَرَابِهَا.
قَالَ: فَمَسَحَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَرْضَ، فَجَعَلَ عَلَى جَرِيبِ الْكَرْمِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ النَّخْلِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الْقَضْبِ سِتَّةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الْبُرِّ أَرْبَعَةَ(1/301)
دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الشَّعِيرِ دِرْهَمَيْنِ
(10) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ، فَمَسَحَ السَّوَادَ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ جَرِيبٍ عَامِرٍ أَوْ غَامِرٍ حَيْثُ يَنَالُهُ الْمَاءُ قَفِيزًا وَدِرْهَمًا.
قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي: الْحِنْطَةَ وَالشِّعِيرَ، وَوَضَعَ لِي جَرِيبَ الْكَرْمِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الرِّطَابِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ
(11) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ، فَمَسَحَ السَّوَادَ، فَوَجَدَهُ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلْفَ أَلْفِ جَرِيبٍ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ جَرِيبٍ دِرْهَمًا وَقَفِيزًا، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَرَى حَدِيثَ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ هُوَ الْمَحْفُوظُ،(1/302)
وَيُقَالُ: إِنَّ حَدَّ السَّوَادِ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْمَسَاحَةُ، مِنْ لَدُنِ تُخُومِ الْمَوْصِلِ مَادًّا مَعَ الْمَاءِ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ بِبِلادِ عَبَّادَانَ مِنْ شَرْقِيِّ دِجْلَةَ، هَذَا طُولُهُ.
وَأَمَّا عَرْضُهُ: فَحَدُّهُ مُنْقَطِعُ الْجَبَلِ مِنْ أَرْضِ حُلْوَانَ إِلَى مُنْتَهَى طَرَفِ الْقَادِسِيَّةِ الْمُتَّصِلِ بِالْعَذِيبِ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ.
فَهَذَا حُدُودُ السَّوَادِ، وَعَلَيْهَا وَقَعَ الْخَرَاجُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله الحسين بْن شجاع الصوفي قَالَ: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الصواف، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن عبدوس بْن كامل، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، قالا: حدثنا أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة، قَالَ: حدثنا حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ حصين، عَنْ مطرف، قَالَ: ما فوق حلوان فهو ذمة، وما دون حلوان من السواد فهو فيء، وسوادنا هذا فيء.
أَخبرنا أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْد الله الحافظ، بأصبهان، قَالَ: حدثنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن الليث الواسطي، قَالَ: حدثنا أسلم بْن سهل، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن صالح، قَالَ: حدثنا هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب، قَالَ: سمعت أَبِي، يقول: إنما سمي السواد سوادا؛ لأن العرب حين جاءوا نظروا إلى مثل الليل من النخل والشجر والماء فسموه سوادا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسين الأصبهاني بها، قَالَ: أخبرنا أَبُو القاسم سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، قَالَ: حدثنا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد: كان الأصمعي يتأول في سواد العراق، إنما سمي به للكثرة، وأما أنا فأحسبه سمي بالسواد للخضرة التي في النخيل والشجر والزرع؛ لأن العرب قد تلحق لون الخضرة بالسواد فتوضع أحدهما موضع الآخر.
ومن ذلك قول الله تعالى حين ذكر الجنتين، فقال: {مُدْهَامَّتَانِ} هما في التفسير: خضراوان، فوصفت الخضرة(1/303)
بالدهمة وهي من سواد الليل، وقد وجدنا مثله في أشعارهم، قَالَ ذو الرمة:
قد أقطع النازح المجهول معسفه في ظل أخضر يدعو هامه البوم
يريد بالأخضر: الليل، سماه بهذا لظلمته وسواده.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عفان، قَالَ: حدثنا يحيى بْن آدم، قَالَ: قَالَ حسن، يَعْنِي ابْنَ صالح: وأما سوادنا هذا فإنا سمعنا أنه كان في أيدي النبط، فظهر عليهم أهل فارس، فكانوا يؤدون إليهم الخراج، فلما ظهر المسلمون على أهل فارس تركوا السواد ومن لم يقاتلهم من النبط والدهاقين على حالهم، ووضعوا الجزية على رءوس الرجال، ومسحوا عليهم ما كان في أيديهم من الأرض، ووضعوا عليها الخراج، وقبضوا كل أرض ليست في يد أحد، فكانت صوافي إلى الإمام، قَالَ يحيى: كل أرض كانت لعبدة الأوثان من العجم، أو لأهل الكتاب من العجم أو العرب، ممن تقبل منهم الجزية، فإن أرضيهم أرض خراج إن صالحوا على الجزية على رءوسهم والخراج على أرضيهم، فإن ذلك يقبل منهم، وإن ظهر عليهم المسلمون، فإن الإمام يقسم جميع ما أجلبوا به في العسكر من كراع أو سلاح أو مال بعد ما يخمسه وهي الغنيمة التي لا يوقف شيء منها، وذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} وأما القرى والمدائن والأرض فهي فيء، كما قَالَ الله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} فالإمام بالخيار في ذلك إن شاء وقفه وتركه للمسلمين، وإن شاء قسمه بين من حضره.(1/304)
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن إسحاق، قَالَ: حدثنا عَلِيّ بْن عبد العزيز، قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد: إنما جعل، يَعْنِي عُمَر، الخراج على الأرضين التي تغل من ذوات الحب والثمار والتي تصلح للغلة من العامر والغامر، وعطل من ذلك المساكن والدور التي هي منازلهم فلم يجعل عليهم فيها شيئا.
باب ذكر حكم بيع أرض السواد وما روي في ذلك من الصحة والفساد
(12) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ: أَظُنُّهُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: لا تُبَاعُ أَرْضٌ دُونَ الْجَبَلِ إِلا أَرْضَ بَنِي صَلُوبَا وَأَرْضَ الْحِيرَةِ فَإِنَّ لَهُمْ عَهْدًا
(13) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ(1/305)
الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: لا تَشْتَرِيَنَّ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ إِلا مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ وَبَانِقْيَا وَأُلَيْسَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَأَمَّا أَهْلُ الْحِيرَةِ فَإِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ كَانَ صَالَحَهُمْ فِي دَهْرِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَمَّا أَهْلُ بَانِقْيَا وَأُلَيْسَ فَإِنَّهُمْ دَلُّوا أَبَا عُبَيْدٍ وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ عَلَى مَخَاضَةٍ حَتَّى عَبَرُوا إِلَى فَارِسَ، فَبِذَلِكَ كَانَ صُلْحُهُمْ وَأَمَانُهُمْ قلت: ويروى عَنِ الْحَسَن بْن صالح بْن حي: إنه رخص في شراء أرض الصلح وكره شراء أرض العنوة، وهو مذهب مالك بْن أنس.
وجاء عَنْ مجاهد بْن جبر في أرض العنوة نحو ذلك، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزاز، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن حرب الطائي، قَالَ: حدثنا عَلِيّ بْن حرب، عَنْ سفيان بْن عيينة، عَنِ ابْن أَبِي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ: أيما مدينة افتتحت عنوة فأسلموا قبل أن يقسموا فأموالهم للمسلمين.
أخبرنا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر النرسي، قَالَ: حَدَّثَنِي جدي عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف الْقَاضِي بِسُرَّ مَنْ رَأَى، قَالَ: أخبرنا إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، قَالَ: أخبرنا أَبُو مصعب، عَنْ مالك بْن أنس، قَالَ: أما أهل الصلح، فإن من أسلم منهم أحق بأرضه وماله، وأما أهل العنوة الذين أخذوا عنوة فإن من أسلم منهم أحرز له إسلامه نفسه، وكانت أرضه للمسلمين فيئا؛ لأن أهل العنوة قد غلبوا على بلادهم وصارت فيئا للمسلمين.(1/306)
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: أخبرنا عَبْد الله بْن إسحاق، قَالَ: أخبرنا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حدثنا أَبُو عبيد، قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بْن عَبْد الله بْن بكير، قَالَ: قَالَ مالك: كل أرض فتحت صلحا فهي لأهلها؛ لأنهم منعوا بلادهم حتى صالحوا عليها، وكل بلاد أخذت عنوة فهي فيء للمسلمين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ العامري، قَالَ: قَالَ يحيى بْن آدم، وكره حسن، يَعْنِي: ابْنَ صالح، شراء أرض الخراج، ولم ير بأسا بشراء أرض الصلح مثل الحيرة ونحوها.
قلت: فهؤلاء الذين كرهوا شراء أرض السواد إنما كرهوه لجهتين؛ هما: أن الخارج كانوا يذهبون إلى أنه صغار فلم يروا أن يدخلوا فيه، والثانية: أن السواد لما فتح عنوة ووقف فلم يقسم حصل عندهم مما لا يجوز بيعه سوى من رخص في المواضع التي ذكر أن لأهلها ذمة، وهي بانقيا والحيرة وأليس خاصة.
وقد روي عَنْ مُحَمَّد بْن سيرين أنه قَالَ: بعض السواد عنوة وبعضه صلح، من غير تمييز لأحد الأمرين من الآخر.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن آدم، قَالَ: أخبرنا أَبُو زبيد، عَنْ أشعث، عَنِ ابْن سيرين، قَالَ: السواد منه صلح ومنه عنوة، فما(1/307)
كان منه عنوة فهو للمسلمين، وما كان منه صلحا فلهم أموالهم.
وَقَالَ يحيى: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن صالح، عَنْ أشعث، عَنِ ابن سيرين، قَالَ: ما نعلم من له صلح ممن ليس له صلح من أهل السواد.
قلت: فيحتمل أن يكون الصلح الذي ذكره ابْن سيرين من السواد هو لأهل المواضع التي سميناها في حديث أَبِي عبيد، ويحتمل أن يكون لقوم آخرين، وإنا نظرنا في ذلك فوجدنا من السواد شيئا ذكر أنه صلح سوى ما تقدم ذكرنا له.
(14) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: صَالَحَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: أَهْلَ الْحِيرَةِ وَأَهْلَ عَيْنِ التَّمْرِ، قَالَ: وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَجَازَهُ، قَالَ يَحْيَى: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ: فَأَهْلُ عَيْنِ التَّمْرِ مِثْلُ أَهْلِ الْحِيرَةِ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَلَيْهِمْ، وَلَيْسَ عَلَى أَرَضِيهِمْ، قَالَ: نَعَمْ، وَقَالَ: يَحْيَى: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لأَهْلِ الأَنْبَارِ عَهْدٌ أَوْ قَالَ عَقْدٌ
وذكر مُحَمَّد بْن خلف، وكيع الْقَاضِي أن مُحَمَّد بْن إسحاق الصغاني أخبرهم، قَالَ: حدثنا أَبُو سعيد الحداد، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن الحسن، عَنْ أَبِي شيبة، عَنِ الحكم، قَالَ: كلواذا صلح، أَخْبَرَنَا بذلك مُحَمَّد بْن عَلِيّ(1/308)
الوراق، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن خلف.
وبغداد من أفنية كلواذا، فقد حصلت من بلاد الصلح على هذه الرواية، وفي كونها صلحا جواز بيع أرضها، ولا أحسب الذين كرهوا شراء أرض بغداد انتهت إليهم هذه الرواية عَنِ الحكم.
وقد كان الليث بْن سعد اشترى شيئا من أرض مصر وحكمها حكم سواد العراق، وإنما استجاز الليث ذلك؛ لأنه كان يحدث عَنْ يزيد بْن أَبِي حبيب، أن مصر صلح.
وكان مالك بْن أنس وعبد الله بْن لهيعة ونافع بْن يزيد ينكرون على الليث ذلك الفعل؛ لأن مصر كانت عندهم عنوة.
ولعل حديث يزيد بْن أَبِي حبيب لم ينته إليهم، أو بلغهم فلم يثبت عندهم، والله أعلم.
فصل قد ذكرنا فيما تقدم القول بأن السواد في الجملة فتح عنوة، وصار غنيمة للمسلمين، فقال بعض أهل العلم: لما لم يقسم ووقف صار بيعه لا يصح، ويؤيد هذا قول عُمَر بْن الخطاب لطلحة بْن عبيد الله وعتبة بْن فرقد.
أما قوله لطلحة
(15) فَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ شُجَاعٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: اشْتَرَى طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرْضًا مِنَ النّشَاستك، نشَاستك بَنِي طَلْحَةَ، هَذَا الَّذِي عِنْدَ السَّيْلَحِينَ، فَأَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ أَرْضًا مُعْجَبَةً، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مِمَّنِ اشْتَرَيْتَهَا؟ اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ،(1/309)
اشْتَرَيْتَهَا مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: وَكَيْفَ أَشْتَرِيهَا مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ كُلِّهِمْ؟ قَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا إِنَّمَا هِيَ فَيْءٌ
وَأَمَّا قَوْلُهُ لِعُتْبَةَ:
(16) فَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: اشْتَرَى عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: مِمَّنِ اشْتَرَيْتَهَا؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِهَا.
قَالَ: فَهُؤَلاءِ أَهْلُهَا الْمُسْلِمُونَ أَبِعْتُمُوهُ شَيْئًا؟ قَالُوا: لا.
قَالَ: فَاذْهَبْ فَاطْلُبْ مَالَكَ
(17) وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ وَابْنُ بِشْرَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ، قَالَ: " اشْتَرَيْتُ عَشَرَةَ أَجْرِبَةٍ مِنْ أَرْضِ السَّوَادِ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ؛ لِقَضْبٍ لِدَوَابِّي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ،(1/310)
فَقَالَ لِي: اشْتَرَيْتَهَا مِنْ أَصْحَابِهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: رُحْ إِلَيَّ، فَرُحْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا هَؤُلاءِ، أَبِعْتُمُوهُ شَيْئًا؟ قَالُوا: لا، قَالَ: ابْتَغِ مَالَكَ حَيْثُ وَضَعْتَهُ، وَقَالَ قَوْمٌ: بَلِ السَّوَادُ مِلْكٌ لأَهْلِهِ؛ لأَنَّ عُمَرُ أَقَرَّهُ فِي أَيْدِيهِمْ وَفَرَضَ الْخَرَاجَ عَلَيْهِمْ.
وَقَالَ قَوْمٌ: بَاعَهُمْ عُمَرُ الأَرْضَ بِالْخَارِجِ، فَلَهُمْ رِقَابُ الأَرْضِ يَتَوَارَثُونَهَا وَيَتَبَايَعُونَهَا، وَاحْتَجُّوا عَلَى ذَلِكَ بِمَا
(18) أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ لا يَرَيَانِ بَأْسًا بِأَرْضِ الْخَرَاجِ
(19) وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ وَابْنُ بِشْرَانَ، قَالا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: اشْتَرَى الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مِلْحَةً أَوْ مِلْحًا، وَاشْتَرَى الْحُسَيْنُ شَرِيدَيْنِ مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ، وَقَالَ: قَدْ رَدَّ إِلَيْهِمْ عُمَرُ أَرَضِيهِمْ وَصَالَحَهُمْ عَلَى الْخَرَاجِ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَيْهِمْ.
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى لا يَرَى بِشِرَائِهَا بَأْسًا(1/311)
َخْبَرَنَا عَبْد الله بْن يحيى بْن عَبْد الجبار السكري، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن آدم، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن المبارك، عَنْ سفيان بْن سعيد، قَالَ: إذا ظهر على بلاد العدو فالإمام بالخيار إن شاء قسم البلاد والأموال والسبي بعد ما يخرج الخمس من ذلك، وإن شاء من عليهم فترك الأرض والأموال فكانوا ذمة للمسلمين كما صنع عُمَر بْن الخطاب بأهل السواد.
فإن تركهم صاروا عهدا توارثوا، وباعوا أرضهم، قَالَ يحيى: وسمعت حفص بْن غياث، يقول: تباع ويقضى بها الدين وتقسم في المواريث.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد: ومع هذا كله، إنه قد تسهل في الدخول، في أرض الخراج أئمة يقتدى بهم، ولم يشترطوا عنوة، ولا صلحا، منهم من الصحابة عبد الله بْن مسعود، ومن التابعين مُحَمَّد بْن سيرين، وعمر بْن عَبْد العزيز، وكان ذلك رأي سفيان الثوري، فيما يحكى عنه.
أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ
(20) -[1: 312] فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ، بِنَيْسَابُورَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ، وَهُوَ الأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ(1/312)
بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ، فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا "، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ، وَبِرَاذَانَ مَا بِرَاذَانَ، وَبِالْمَدِينَةِ مَا بِالْمَدِينَةِ، فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ لَهُ بِرَاذَانَ، مَالا
(21) أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: اشْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهَا، يَعْنِي دِهْقَانَهَا: أَنَا أَكْفِيكَ إِعْطَاءَ خَرَاجِهَا وَالْقِيَامَ عَلَيْهَا وأما حديث ابْن سيرين، فأخبرناه الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْن إسحاق البغوي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد، قَالَ: حَدَّثَنِي قبيصة، عَنْ سفيان، عَنْ عَبْد العزيز بْن قرير، عَنِ ابن سيرين: إنه كانت له أرض من أرض الخراج، فكان يعطيها بالثلث والربع.(1/313)
وأما حديث عُمَر بْن عَبْد العزيز، فأخبرناه الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْن إسحاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مهدي، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ رجاء أَبِي المقدام، عَنْ نعيم بْن عَبْد الله، أن عُمَر بْن عَبْد العزيز أعطاه أرضا بجزيتها، قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ: يَعْنِي من أرض السواد، قَالَ أَبُو عبيد: وكأن عُمَر بْن عَبْد العزيز تأول الرخصة في أرض الخراج أن الجزية التي قَالَ الله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} إنما هي على الرءوس لا على الأرض، وكذلك يروى عنه.
قَالَ أَبُو عبيد: يقول فالداخل في أرض الجزية ليس يدخل في هذه الآية.
قَالَ أَبُو عبيد: وقد احتج قوم من أهل الرخصة بإقطاع عثمان من أقطع من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسواد، والذي يروى عَنْ سفيان، أنه قَالَ: إذا أقر الإمام أهل العنوة في أرضهم توارثوها وتبايعوها، فهذا يبين لك أن رأيه الرخصة فيها.
قَالَ أَبُو عبيد: وإنما كان اختلافهم في الأرضين المغلة التي يلزمها الخراج من ذات المزارع والشجر، فأما المساكن والدور بأرض السواد، فما علمنا أحدا كره شراءها وحيازتها وسكناها، قد اقتسمت الكوفة خططا في زمن عُمَر بْن الخطاب، وهو أذن في ذلك، ونزلها من أكبار أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجال منهم: سعد بْن أَبِي وقاص، وعبد الله بْن مسعود، وعمار،(1/314)
وحذيفة، وسلمان، وخباب، وأبو مسعود، وغيرهم.
ثم قدمها علي عليه السلام، فيمن معه من الصحابة، فأقام بها خلافته كلها، ثم كان التابعون بعد بها، فما بلغنا أن أحدا منهم ارتاب بها ولا كان في نفسه منها شيء بحمد الله ونعمته، وكذلك سائر السواد، والحديث في هذا أكثر من أن يحصى.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى القرشي، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن العباس ابن حيويه الخزاز، قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر أَبُو الحسين، قَالَ: كان فيما حَدَّثَنِي عَنِ العباس بْن عَبْد الله الترقفي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن الصباح بْن أخت الهروي، قَالَ: أتيت عَبْد الله بْن داود الخريبي، فسألته عن سكنى بغداد، قَالَ: وما بأس.
قلت له: فإن سفيان الثوري كان لا يدخلها، فقال: كان سفيان يكره جوار القوم وقربهم.
قلت: فابن المبارك يقولون: إنه كان كلما دخلها تصدق بدينار.
فقال: ومن يصحح هذا لنا عَنِ ابْن المبارك؟ قلت: فشعيب بْن حرب والفضيل بْن عياض، فقال: لم تذكر لنا فقيها بعد، قلت: فما تقول في أرض السواد، فقال: خذ بيدك من اتخذ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أرض السواد، اتخذ بها سعد بْن أَبِي وقاص، وابن(1/315)
مسعود، وعمار، وحذيفة، وسلمان الفارسي، وأنس بْن مالك، قَالَ الترقفي: وسمعت الْحَسَن بْن الربيع البوراني، قَالَ: قيل لابن المبارك: إن الناس يقولون: إنك كلما دخلت بغداد تصدقت بدينار.
، فقال: إن دنانيرنا إذا لكثيرة.
قَالَ أَبُو الحسين أَحْمَد بْن جعفر: وهذا احتجاز منِ ابْن المبارك وليس هو بجواب سؤال السائل، وكأنه كره المراجعة، فاستعمل المحاجزة، وإلا فإن المشهور عنه فيها التغليظ والذم الصريح، والصدقة إذا دخلها مجتازا غير مختار، وقد ذكر عنه في ذم ساكنيها، مع الكلام أشعار، فمنها ما أخبرته عَنْ أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المعروف بِحبش بْن أَبِي الورد، قَالَ: قَالَ ابْن المبارك يذم الناسك الذي يسكن بغداد.
أيها الناسك الذي لبس الصوف وأضحى يعد في العباد
الزم الثغر والتعبد فيه ليس بغداد مسكن الزهاد(1/316)
إن بغداد للملوك محل ومناخ للقارئ الصياد
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عبيد الله بْن أَحْمَد بْن عثمان الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يحيى بْن أيوب العابد، قَالَ: شهدت معروفا، يَعْنِي: الكرخي، ورجل عنده، فذكر أن بغداد غصب، فقال له معروف: يا هذا اتق الله، احفظ لسانك ما نعرف شيئا غصب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ التوزي القاضي المحتسب، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن هارون الكوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: زعم عَبْد الله بْن أَبِي سعد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن حميد بْن جبلة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جدي جبلة قَالَ: كانت مدينة أَبِي جعفر قبل بنائها مزرعة للبغداديين، يقال لها: المباركة، وكانت لستين نفسا من البغداديين، فعوضهم منها عوضا أرضاهم، فأخذ جدي جبلة قسمه منهم، وكان شارع طريق الأنبار لأهل قرية بباب الشام يسمون الترابنة.
قَالَ: وَقَالَ ابْن أَبِي سعد، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سمعت السري بْن الحكم، وأظنه من بجيلة يزعم أن المنصور كان ابتاع منه ما بين قنطرة البردان إلى الجسر، وأنه لم يقبض ثمن ذلك منه، وأن(1/317)
حد أرضه من الجسر حتى ينتهي إلى قرية تعرف بالأثلة على فرسخ من الجانب الشرقي، ومنزله بالحطمية على ميلين من بغداد، ورفع في ذلك إلى الرشيد وإلى المأمون فلم يعطياه.
قلت: وفي حديثي ابْن أَبِي سعد هذين إبطال لقول من زعم أن بغداد دار غصب، ودحض لزعمه وكسر لدعواه.
وقد قدمنا القول عمن حكيناه عنه في إجازة بيع أرض السواد، ويحصل منه أن أرض بغداد ملك لأربابها، يصح أن تورث وتستغل وتباع، وعلى ذلك كان من أدركنا من العلماء والقضاة والشهود والفقهاء، لا يكرهون الشهادة في مبيع، ولا يتوقفون عَنِ الحكم في موروث، وبهم يقتدى فيما وقع التنازع فيه، وحكمهم هو الحجة على مخالفيه.
مع ما أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن العباس بْن حيويه، قالا: أخبرنا أَحْمَد بْن جعفر بْن المنادي، قَالَ: سأل رجل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل عَنِ العقار الذي كان يستغله، ويسكن في دار منه، كيف سبيله عنده؟، فقال له: هذا شيء ورثته عَنْ أَبِي، فإن جاءني أحد فصحح أنه له خرجت عنه ودفعته إليه.(1/318)
ذكر أقاليم الأرض السبعة وقسمتها وأن الإقليم الذي فيه بغداد سرتها ذكر علماء الأوائل أن أقاليم الأرض سبعة، وأن الهند رسمتها، فجعلت إقليم بابل وسطها، وجعلت صفة الأقاليم كأنها حلقة مستديرة يكتنفها ست دوائر على هذه الصفة: فالدائرة الوسطى هي إقليم بابل، والدوائر الست المحدقة بالدائرة الوسطى، كل دائرة منها إقليم من الأقاليم الستة.
فالإقليم الأول منها إقليم بلاد الهند، والإقليم الثاني إقليم الحجاز، والإقليم الثالث إقليم مصر، والإقليم الرابع إقليم بابل، وهو الممثل بالدائرة الوسطى التي اكتنفتها سائر الدوائر، وهو أوسط الأقاليم وأعمرها وفيه جزيرة العرب، وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا.
وحد هذا الإقليم مما يلي أرض الحجاز وأرض نجد الثعلبية من طريق مكة، وحده مما يلي الشام وراء مدينة نصيبين من ديار ربيعة بثلاثة عشر فرسخا، وحده مما يلي أرض خراسان، وراء نهر بلخ، وحده مما يلي الهند خلف الدبيل بستة فراسخ، وبغداد في وسط هذا الإقليم.(1/319)
والإقليم الخامس بلاد الروم والشام، والإقليم السادس بلاد الترك، والإقليم السابع بلاد الصين.
فالإقليم الرابع الذي فيه العراق، وفي العراق بغداد، هو صفوة الأرض ووسطها لا يلحق من فيه عيب سرف ولا تقصير.
قالوا: ولذلك اعتدلت ألوان أهله، وامتدت أجسامهم، وسلموا من شقرة الروم والصقالبة، ومن سواد الحبش وسائر أجناس السودان، ومن غلظة الترك، ومن جفاء أهل الجبال، وخراسان، ومن دمامة أهل الصين ومن جانسهم وشاكل خلقهم، فسلموا من ذلك كله.
واجتمعت في أهل هذا القسم من الأرض محاسن جميع أهل الأقطار بلطف من العزيز القهار، وكما اعتدلوا في الخلقة كذلك لطفوا في الفطنة والتمسك بالعلم والأدب ومحاسن الأمور، وهم أهل العراق ومن جاورهم وشاكلهم.
ذكر تعريب اسم العراق ومعناه وأن حده حد السواد ومنتهاه أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ البصري، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن سعيد المعدل، قَالَ: قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بْن القاسم بْن بشار الأنباري: قَالَ ابن الأعرابي: إنما سمي العراق عراقا، لأنه سفل عَنْ نجد ودنا من البحر، أخذ من عراق القربة، وهو الخرز الذي في أسفلها.
وَقَالَ غيره: العراق معناه في كلامهم الطير.
قالوا: وهو جمع عرقة والعرقة ضرب من الطير.
ويقال أيضا: العراق جمع عرق، وَقَالَ قطرب: إنما سمي العراق عراقا؛ لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر، يقال: استعرقت إبلكم إذا أتت ذلك الموضع.(1/320)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوَيْهِ الْخَزَّازُ، قَالَ:، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ: الْعِرَاقُ من بلد إلى عبادان، وعرضا من العذيب إلى جبل حلوان، وإنما سميت العراق عراقا؛ لأن كل استواء عند نهر أو عند بحر عراق، وإنما سمي السواد سوادا؛ لأنهم قدموا يفتحون الكوفة فلما، أبصروا سواد النخل، قالوا: ما هذا السواد؟
(22) -[1: 321] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَنْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَلِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، عَنِ ابْن أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مَعْنِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا وَفِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا وَفِي حِجَازِنَا ".
قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي عِرَاقِنَا، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي عِرَاقِنَا، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي عِرَاقِنَا، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَلَّى الرَّجُلُ وَهُوَ يَبْكِي، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَمِنَ الْعِرَاقِ أَنْتَ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " إِنَّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ هَمَّ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِمْ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ لا تَفْعَلْ، فَإِنِّي جَعَلْتُ خَزَائِنَ عِلْمِي فِيهِمْ، وَأَسْكَنْتُ الرَّحْمَةَ قُلُوبَهُمْ "(1/321)
(23) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُلُودِيُّ، يَعْنِي أَبَا أَحْمَدَ الْبَصْرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكُّوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى كَعْبِ الأَحْبَارِ اخْتَرْ لِي الْمَنَازِلَ، قَالَ: فَكَتَبَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ الأَشْيَاءَ اجْتَمَعَتْ، فَقَالَ السَّخَاءُ: أُرِيدُ الْيَمَنَ، فَقَالَ: حُسْنُ الْخُلُقِ، أَنَا مَعَكَ، وَقَالَ الْجَفَاءُ أُرِيدُ الْحِجَازَ، فَقَالَ الْفَقْرُ: وَأَنَا مَعَكَ، وَقَالَ الْبَأْسُ: أُرِيدُ الشَّامَ، فَقَالَ السَّيْفُ: وَأَنَا مَعَكَ، وَقَالَ الْعِلْمُ: أُرِيدُ الْعِرَاقَ، فَقَالَ: الْعَقْلُ وَأَنَا مَعَكَ.
وَقَالَ الْغِنَى: أُرِيدُ مِصْرَ، فَقَالَ الذُّلُّ: وَأَنَا مَعَكَ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ، قَالَ: فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَى عُمَرَ، قَالَ: فَالْعِرَاقُ إِذًا، فَالْعِرَاقُ إِذًا
(24) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ: كَنْزُ الإِيمَانِ، وَجُمْجُمَةُ الْعَرَبِ، وَهُمْ رُمْحُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُحْرِزُونَ ثُغُورَهُمْ وَيَمُدُّونَ الأَمْصَارَ(1/322)
ذكر خبر غارة المسلمين على سوق بغداد كانت بغداد في أيام مملكة العجم قرية يجتمع فيها رأس كل سنة التجار، ويقوم بها للفرس سوق عظيمة.
فلما توجه المسلمون إلى العراق وفتحوا أول السواد، ذكر للمثنى بْن حارثة الشيباني أمر سوق بغداد.
فأخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الصواف، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن عيسى العطار، قَالَ: أخبرنا إسحاق بْن بشر أَبُو حذيفة، قَالَ: قَالَ ابْن إسحاق: وَحَدَّثَنِي عبيد الله، أن أهل الحيرة قالوا للمثنى: ألا ندلك على قرية تأتيها تجار مدائن كسرى وتجار السواد، ويجتمع بها في كل سنة من أموال الناس مثل خراج العراق، وهذه أيام سوقهم التي يجتمعون فيها، فإن أنت قدرت على أن تعبر إليهم، وهم لا يشعرون أصبت بها مالا يكون فيه عز للمسلمين وقوة على عدوهم، وبينها وبين مدائن كسرى عامة يوم، فقال لهم: فكيف لي بها؟ فقالوا له: إن أردتها فخذ طريق البر حتى تنتهي إلى الأنبار، ثم تأخذ رءوس الدهاقين فيبعثون معك الأدلاء، فتسير سواد ليلة من الأنبار، حتى تأتيهم ضحى، قَالَ: فخرج من النخيلة ومعه أدلاء أهل الحيرة حتى دخل الأنبار، فنزل بصاحبها فتحصن منه، فأرسل إليه: ما يمنعك من النزول؟ فأرسل إليه: إني أخاف، فأرسل إليه: انزل فإنك آمن على دمك وقريتك وترجع سالما إلى حصنك، فتوثق عليه ثم نزل، فقال: إني أريد أن تبعث معي دليلا يدلني على بغداد، فإني أريد أن أعبر منها إلى المدائن، قَالَ: أنا أجيء معك.
قَالَ المثنى: لا أريد أن تجيء معي ولكن ابعث معي من يعرف الطريق.
ففعل، وأمر لهم بعلف وطعام وزاد، وبعث معهم دليلا، فأقبل حتى إذا بلغ المنصف، قَالَ له المثنى: كم بيننا وبين هذه القرية؟ قَالَ: أربعة فراسخ أو خمسة، وقد بقي(1/323)
عليك ليل، فقال لأصحابه: انزلوا فاقضموا واطعموا، وابعثوا الطلائع، فلا يلقون أحدا إلا حبسوه، ثم سار بهم فصبحهم في أسواقهم فوضع فيهم السيف فقتل وأخذ الأموال، وَقَالَ لأصحابه: لا تأخذوا إلا الذهب والفضة، ومن المتاع ما يقدر الرجل منكم على حمله على دابته، وهرب الناس وتركوا أمتعتهم وأموالهم، وملأ المسلمون أيديهم من الصفراء والبيضاء، ثم رجع راجعا حتى نزل بنهر السيلحين، فقال للمسلمين: احمدوا الله الذي سلمكم وغنمكم، انزلوا، فأعلفوا خيلكم من هذا القضب وعلقوا عليها وأصيبوا من أزوادكم، ثم سار وسمع القوم يهمس بعضهم إلى بعض: أن القوم سراع الآن في طلبنا، فقال: قبح الله ما تتناجون به، أيسر بعضكم إلى بعض أتحسبونهم الآن في طلبكم؟، فوالله لو كان الصريخ قد بلغهم الآن إنه لكثير، ولو كان الصريخ عندهم لدخلهم من رعب غارتنا عليهم إلى جنب مدائنهم ما يشغلهم عَنْ طلبنا حتى نلحق معسكرنا وجماعتنا، ولو كان بهم من القوة والجرأة ما يحملهم على طلبنا ثم جهدوا جهدهم ما أدركونا نحن على الجياد العراب وهم على المقاريف البطاء، ولو أنهم طلبونا فأدركونا لم نكن نقاتلهم إلا التماس الثواب ورجاء النصر، عمركم الله، لقد نصرتم عليهم، وهم أكثر منكم وأعز.
فأقبلوا ومعهم دليلهم حتى انتهى إلى الأنبار، واستقبلهم صاحبها بالكرامة، فوعده المثنى الإحسان إليه لو قد استقام أمرهم، فرجع المثنى إلى عسكره.
قلت: والمثنى هو ابْن حارثة بْن سلمة بْن ضمضم بْن سعد بْن مرة بْن ذهل بْن شيبان بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَلِيّ بْن بكر بْن وائل، وهو أول من حارب الفرس في أيام أَبِي بكر الصديق.(1/324)
باب ذكر أحاديث رويت في الثلب لبغداد والطعن على أهليها وبيان فسادها وعللها وشرح أحوال رواتها وناقليها
(25) -[1: 325] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَسْأَلُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَهُ عَاصِمٌ، وَأَنَا حَاضِرٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، تُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ، وَجَبَابِرَتُهَا، لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "
(26) -[1: 326] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَفْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: مَرَّ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِقَنْطَرَةِ الصَّرَاةِ، فَقِيلَ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ أَلا تَنْزِلُ، فَتُصِيبُ مِنَ الْغَدَاءِ؟ قَالَ: فَضَرَبَ خَاصِرَةَ فَرَسِهِ بِسَوْطِهِ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ(1/325)
وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَمْصَارِ وَجَبَابِرَتُهَا، يُخْسَفُ بِهَا، وَبِمَنْ فِيهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "
(27) -[1: 326] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمِّلِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الأَشْقَرُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ يُجْبَى إِلَيْهَا خَرَاجُ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَجَبَابِرَتُهَا لَهِيَ أَسْرَعُ انْقِلابًا بِأَهْلِهَا مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "
(28) -[1: 326] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَيْخَابَ الطِّيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ، وَسَأَلَهُ سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ قُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ وَدِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ يَخْرُجُ بِهَا جَبَابِرَةُ أَهْلِ الأَرْضِ يُجْبَى إِلَيْهِمُ الْخَرَاجُ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهَا فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْمِعْوَلِ فِي الأَرْضِ النَّخِرَةِ أَوِ الْخَوَّارَةِ "
(29) -[1: 326] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّرْصَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ:(1/326)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْكَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَهُ بِقُطْرُبُّلَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: قُطْرُبُّلُ، قَالَ: فَضَرَبَ بَطْنَ فَرَسِهِ حَتَّى وَقَفَ خَارِجًا مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَالصَّرَاةِ، وَقُطْرُبُّلَ يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا يُخْسَفُ بِأَهْلِهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ هَوِيًّا فِي الأَرْضِ مِنْ وَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "، قَالَ عَمَّارٌ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بِهِ رَجُلا، قَالَ أَبُو غَسَّانَ: فَقُلْتُ لَهُ أَبَا سُفْيَانَ، فَقَالَ: قَدْ أَخَذَ عَلَيَّ أَنْ لا أُسَمِّيَهُ، وَلَمْ يَقُلْ لِي: قَالَ عَمَّارٌ: فَشَكَكْتُ فِي بَعْضِهِ، فَقَوَّمَنِي فِيهِ، وَقَدْ حَفِظْتُ إِسْنَادَهُ مِنْ عَاصِمٍ، وَالْحَدِيثُ إِلا الشَّيْءُ
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد الجعابي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أمية مُحَمَّد بْن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يعقوب المسعودي، قَالَ: قلت لعمار بْن سيف: سمعت هذا الحديث من عاصم، قَالَ: لا قلت: من حدثك عَنْ عاصم؟، قَالَ: رجل ثقة، كأنك تسمعه منه، يَعْنِي: حديث جرير تبنى مدينة.
قلت: هذا خلاف الحديث الذي بدأنا به؛ لأن عمارا ذكر في تلك الرواية، أنه حضر الثوري يسأل عاصما عنه، وفي هذه الرواية أنكر أن يكون سمعه من عاصم، والله أعلم.
وقد روى هذا الحديث عَنْ عاصم: سيف بْن مُحَمَّد بْن أخت سفيان الثوري، وهو أخو عمار بْن مُحَمَّد ومحمد بْن جابر اليمامي، وأبو شهاب الحناط.
وروي عَنْ سفيان الثوري، عَنْ عاصم.
(30) -[1: 327] فَأَمَّا حَدِيثُ سَيْفٍ، فَأَخْبَرَنَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ الْقَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ(1/327)
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ وَعُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِقُطْرُبُّلَ، فَقَالَ: مَا اسْمُ هَذِهِ الْقَرْيَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: قُطْرُبُّلُ، قَالَ: ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى الدُّجَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ: دُجَيْلٌ، قَالَ: ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى دِجْلَةَ، قَالَ: قُلْتُ: دِجْلَةَ، قَالَ: ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَىالصَّرَاةِ، قَالَ: قُلْتُ: ذَاكَ يُسَمَّى الصَّرَاةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَكُنُوزُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا، يُخْسَفُ بِأَهْلِهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "، لَفْظُ حَدِيثِ إِدْرِيسَ
(31) -[1: 328] وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَلَبِيُّ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجَيْلِ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ يُجْبَى إِلَيْهَا خَرَاجُ الأَرْضِ، هِيَ أَسْرَعُ خَسْفًا مِنَ السَّكَّةِ فِي الأَرْضِ الْخَوَّارَةِ "
(32) -[1: 328] وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي شِهَابٍ فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الشَّطَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ(1/328)
عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ يَرْفَعُهُ، قَالَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، لأَهْلُهَا أَسْرَعُ هَلاكًا فِي الأَرْضِ مِنَ السِّكَّةِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "
(33) -[1: 329] وَأَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُبَابِ الدَّلالُ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَالصَّرَاةِ وَقُطْرُبُّلَ يَجْتَمِعُ فِيهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْحَدِيدِ، أَوِ الْحَدِيدَةِ، فِي الأَرْضِ الْخَوَّارَةِ "
(34) -[1: 329] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أَبُو بَكْرٍ الْخَوَارَزْمِيُّ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَعْيَنُ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ خَسْفٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، بِأُمَرَاءَ جَبَابِرَةٍ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ، وَلَهِيَ أَسْرَعُ بِهِمْ هَوِيًّا مِنَ الْوَتَدِ الْيَابِسِ فِي الأَرْضِ الرَّطْبَةِ "، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ:(1/329)
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو: وَلا أَعْلَمُ رَوَى أَبُو عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ غَيْرَ هَذَا
(35) -[1: 330] حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْكَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجَيْلِ، لَهِيَ أَسْرَعُ خَرَابًا مِنَ السِّكَّةِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "
(36) -[1: 330] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُوحٍ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَاذَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَجِيحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ جَرِيرٍ بِالتَّلِّ وَالتَّلُّولِ، فَقَالَ: أَيْنَ الدِّجْلَةُ؟ فَقُلْتُ: هَذِهِ، فَقَالَ: أَيْنَ الدُّجَيْلُ؟ فَقُلْتُ: هَذِهِ، فَقَالَ: أَيْنَ قُطْرُبُّلُ؟ قَالَ: قُلْتُ: هَذِهِ، فَقَالَ لِي: النَّجَاءَ النَّجَاءَ، ارْتَحِلِ ارْتَحِلْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ، لَهِيَ أَشَدُّ خَرَابًا مِنَ الْمِرْوَدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "
(37) -[1: 330] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ(1/330)
عُثْمَانَ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: نا أَبُو سُفْيَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ الْغُدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ: دِجْلَةُ، وَنَهْرٍ يُقَالُ لَهُ: دُجَيْلٌ، وَنَهْرٌ، يُقَالُ لَهُ: الصَّرَاةُ، يَجْتَمِعُ فِيهَا مُلُوكُ أَهْلِ الأَرْضِ وَجَبَابِرَةُ أَهْلِ الأَرْضِ وَخَزَائِنُ أَهْلِ الأَرْضِ، لَهِيَ أَشَدُّ رُسُوخًا فِي الأَرْضِ مِنَ السِّكَّةِ الْحَدِيدِ "
(38) -[1: 331] أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَهْوَازِيَّانِ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: أَحَدَّثَكَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: نَزَلَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُطْرُبُّلَ، فَقَالَ: أَيُّ نَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: دِجْلَةُ وَدُجَيْلٌ، قَالَ: هَا هُنَا نَهْرٌ سِوَى هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ: الصَّرَاةُ أَسْفَلَ مِنْهُ بِفَرْسَخٍ، فَقَالَ: الرَّحِيلَ، الرَّحِيلَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ نَهْرَيْنِ يُقَالُ لَهُمَا: دِجْلَةُ وَدُجَيْلٌ وَالآخَرُ، يُقَالُ لَهُ: الصَّرَاةُ، يَجْتَمِعُ فِيهَا جَبَابِرَةُ الأَرْضِ وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَكُنُوزُ الأَرْضِ، لَهِيَ بِهِمْ أَسْرَعُ رُسُوخًا فِي الأَرْضِ مِنْ سِكَّةِ حَدِيدٍ "، فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ لِعُمَرَ: نَعَمْ، مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا عَنِّي؟ فَقُلْتُ: أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: نَعَمْ، مَا حُدِّثْتَ بِهِ غَيْرَهُ وَلا أُحَدِّثُ بِهِ غَيْرَكَ "
(39) -[1: 331] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدَكَوَيْهِ الإِمَامُ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُطَهَّرٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ الطَّبَرَانِيُّ، وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ(1/331)
الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ النَّهْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ، لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ وَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ "
أَبُو عبيدة هو حميد الطويل.
وهذا الإسناد ليس بمحفوظ، وصالح بْن بيان ضعيف، وهمام بْن مسلم مجهول، والمحفوظ حديث عاصم الأحول، عَنْ أَبِي عثمان، عَنْ جرير.
ونحن ذاكرون ما انتهى إلينا من علله إن شاء الله.
ذكر علل هذا الحديث
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل إجازة، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن.
ثم أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ قراءة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان، قالا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، قَالَ: سئل أَبِي عَنْ حديث جرير تبنى مدينة، فقال: ما حدث به إنسان ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الجوهري، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن العباس بن حيويه الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطيب مُحَمَّد بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الجنيد، قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين، يقول: قَالَ لي يَحْيَى بْن آدم حديث عاصم، عَنْ أَبِي عثمان، عَنْ جرير ما رواه أحد إلا(1/332)
عمار بْن سيف، ثم قَالَ يَحْيَى بْن معين: ومنهم من يرويه عنه، عَنْ سفيان، عَنْ عاصم، ومنهم من يرويه عنه عَنْ عاصم، وليس للحديث أصل أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب الفقيه، قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني، يقول: عمار بْن سيف الضبي كوفي متروك.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر القطيعي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن أَحْمَد الصيدلاني بمكة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: ذكرت لأحمد، يَعْنِي: ابْنَ منيع، حديث عاصم، عَنْ أَبِي عثمان، عَنْ جرير تبنى مدينة، ففارقني ثم رجع إلي، فقال: ذهبت إلى أَحْمَد بْن حَنْبَل، فأخبرته به، فقال لي: يا أبا جعفر ليس لهذا الحديث أصل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن خلف بْن حيان، وكيع، وذكر حديث عمار بْن سيف، فقال: قَالَ المخرمي، يَعْنِي: مُحَمَّد بْن عَبْد الله، سمعت يَحْيَى بْن معين، يقول: ما أصاب عمار هذا الحديث إلا على ظهر كتاب.
أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد الله أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن حميد المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الحسين بْن حبان، قَالَ: وجدت في كتاب أَبِي بخط يده، قَالَ أَبُو زكريا، يَعْنِي: يَحْيَى بْن معين: عَبْد العزيز بْن أبان كذاب خبيث، قلت له: بأي شيء استدللت على كذبه؟ قَالَ: حدث عَنْ سفيان، عَنْ عاصم، عَنْ أَبِي عثمان، عَنْ جرير في دجلة ودجيل، فقلت له: فقد حدث به عمار بْن سيف، عَنْ سفيان، قَالَ: عمار كان رجلا مغفلا لا يدري من سفيان سمعه أو من عاصم، كذا قَالَ يَحْيَى بْن آدم.
قلت: هذا الكلام على عمار بْن سيف في روايته هذا الحديث.(1/333)
وأما سيف بْن مُحَمَّد، فأخبرنا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن جعفر، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّد بْن العباس بن حيويه الخزاز، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن سعيد السوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين، يقول: سيف بْن مُحَمَّد ابْن أخت سفيان الثوري ضعيف.
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن، قَالَ: نَبَّأَنَا عَبْدُ الله بْن أَحْمَد، قَالَ: سمعت أَبِي، يقول: لا يكتب حديث سيف بْن مُحَمَّد ابْن أخت سفيان الثوري ليس سيف بشيء.
وَقَالَ أَبِي: كان سيف يضع الحديث
(40) -[1: 334] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوَيْهِ، قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: ذَكَرَ أَبِي حَدِيثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَالصَّرَاةِ وَقُطْرُبُّلَ، يُجْبَى إِلَيْهَا كُنُوزُ الأَرْضِ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهَا كُلَّ إِنْسَانٍ، فلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْحَدِيدَةِ الْمُحَمَّاةِ فِي الأَرْضِ الْخَوَّارَةِ " فقال: كان المحاربي جليسا لسيف بْن مُحَمَّد ابْن أخت سفيان الثوري، وكان سيف كذابا، فأظن المحاربي سمعه منه، قَالَ عَبْد الله: فقيل لأبي، فإن عَبْد العزيز بْن أبان رواه عَنْ سفيان الثوري، عَنْ عاصم الأحول، فقال أَبِي: كل من حدث هذا الحديث، عَنْ سفيان الثوري فهو كذاب.
قَالَ عَبْد الله: فقلت له: إن لوينا حَدَّثَنَاه عَنْ مُحَمَّد بْن جابر(1/334)
الحنفي، فقال: كان مُحَمَّد بْن جابر ربما ألحق في كتابه الحديث، ثم قَالَ أَبِي: إن هذا الحديث ليس بصحيح أو قَالَ: كذب.
قَالَ أَبُو الحسين أَحْمَد بْن جعفر: وقد رواه عمار بْن سيف الضبي، عَنْ سفيان الثوري، ورواه عَنْ عمار جماعة نفر منهم يَحْيَى بْن بكير الكرماني، وإسحاق بْن بشر الكاهلي، وقد رواه عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي بكير: يَحْيَى بْن معين إلا أنه لم يروه على أنه صحيح وإنما رواه على المذاكرة ثم عرف محله من الوهاء، فقال: ليس بشيء.
هكذا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق الصاغاني، عَنْ يَحْيَى بْن معين.
قلت: وقد بين أَبُو عَبْد الله أَحْمَد بْن حَنْبَل علة رواية مُحَمَّد بْن جابر، عَنْ عاصم هذا الحديث.
وأما أَبُو شهاب الحناط فقد كان صدوقا، إلا أن يَحْيَى بْن سعيد القطان لم يكن يرضى أمره، وكان يقول: لم يكن بالحافظ، وأحسب أنه وقع إليه حديث عاصم من جهة عمار بْن سيف أو سيف بْن مُحَمَّد أو مُحَمَّد بْن جابر، فرواه عَنْ عاصم مرسلا، لأن الْحَسَن بْن الربيع لم يذكر عنه الخبر فيه، والله أعلم.
وممن رواه عَنِ الثوري، وأوردنا حديثه عنه: إسماعيل بْن أبان، وهو أَبُو إسحاق الغنوي، وله روايات عَنْ هشام بْن عروة، وعبد الملك بْن جريج، وقد ذكره مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري، فقال: مَا أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن الحسين بْن مُحَمَّد بْن الفضل القطان، قَالَ: أَخبرنا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ المستملي، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن شعيب الغازي، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن(1/335)
إسماعيل البخاري، يقول: إسماعيل بْن أبان متروك، هو أَبُو إسحاق الكوفي.
قلت: وفي رواة الكوفيين أيضا إسماعيل بْن أبان آخر إلا أنه أزدي، وهو دون الغنوي في الطبقة، يروي عَنْ أَبِي أويس ومندل بْن عَلِيّ، وكان ثقة حدث عنه البخاري في كتابه الصحيح.
وأما عَبْد العزيز بْن أبان، فقد ذكرنا كلام أَحْمَد بْن حَنْبَل فيه.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الأشناني، بنيسابور، قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بْن سعيد الدارمي، يقول: سمعت يَحْيَى بْن معين، يقول: عَبْد العزيز بْن أبان القرشي ليس بثقة.
قيل له: من أين جاء ضعفه؟ قَالَ: كان يأخذ حديث الناس فيرويه.
وإسماعيل بْن نجيح هو إسماعيل بْن عمرو بْن نجيح البجلي، نسب في الرواية إلى جده، وهو صاحب غرائب ومناكير عَنْ سفيان الثوري وعن غيره.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الواحد الوكيل، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن الفرج الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد، قَالَ إسماعيل بْن عمرو: ضعيف ذاهب.(1/336)
وأما عبيد الله بْن سفيان أَبُو سفيان الغداني، فإنه بصري يعرف بابن رواحة.
وقد ذكره يَحْيَى بْن معين، أَخْبَرَنِي أَبُو بكر البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الآدمي، قَالَ: نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي، قَالَ: أَبُو سفيان الصواف، كان يقال له: ابن رواحة، عَنِ ابْن عون هو بصري قدم بغداد، فحدثهم، ما سمعت أحدا من مشايخنا بالبصرة حدث عنه، قَالَ يَحْيَى بْن معين: أَبُو سفيان الصوفي كذاب.
وأما حديث عَبْد الرزاق بْن همام، عَنِ الثوري، فإنه رواه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر اليمامي، وتفرد بروايته عَنْ عَبْد الرزاق وليس بمحل الحجة، أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن عدي الحافظ، قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر اليمامي حدث بأحاديث مناكير عَنْ ثقات، وحدث بنسخ وعجائب.
أَخْبَرَنِي إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ذكرت اليمامي هذا لعبيد الكشوري، فقال: هو فينا كالواقدي فيكم.
قلت: والواقدي عند أئمة أهل النقل ذاهب الحديث.(1/337)
بقية الأحاديث التابعة لحديث أَبِي عثمان عَنْ جرير لكونها في معناه
(41) -[1: 338] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ زَنْجُوَيْهِ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّبَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعِيشَ الْخُتُّلِيُّ الْعَسْكَرِيُّ أَبُو السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَكُونُ وَقْعَةٌ بَيْنَ زَوْرَاءَ "، قَالُوا: وَمَا الزَّوْرَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " مَدِينَةٌ بَيْنَ أَنْهَارٍ فِي أَرْضِ جُوخَى، يَسْكُنُهَا جَبَابِرَةُ أُمَّتِي، تُعَذَّبُ بِأَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ، بِخَسْفٍ وَمَسْخٍ وَقَذْفٍ "، قَالَ الْبَرْقَانِيُّ وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّابِعَ
(42) -[1: 338] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا شُجَاعُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عِمْرَانَ الْعُجَيْفِيُّ، عَنْ نَايِلِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمْرٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي(1/338)
الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالا: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، سَمِعْتُ حَبِيبِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ لِبَنِي عَمِّي مَدِينَةٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يُشَيَّدُ فِيهَا بِالْخَشَبِ وَالآجُرِّ وَالْجَصِّ وَالذَّهَبِ، يَسْكُنُهَا شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ، وَجَبَابِرَةُ أُمَّتِي، أَمَا إِنَّ هَلاكَهَا عَلَى يَدِ السُّفْيَانِيِّ كَأَنِّي بِهَا وَاللَّهِ قَدْ صَارَتْ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا "
(43) -[1: 339] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي، قَالَ: ذُكِرَ فِي إِسْنَادٍ شَدِيدِ الضَّعْفِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " تَكُونُ مَدِينَةٌ بَيْنَ الْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ يَكُونُ فِيهَا مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَهِيَ الزَّوْرَاءُ، يَكُونُ فِيهَا حَرْبٌ مُقَطِّعَةٌ يُسْبَى فِيهَا النِّسَاءُ وَيُذْبَحُ فِيهَا الرِّجَالُ كَمَا تُذْبَحُ الْغَنَمِ "، قَالَ أَبُو قَيْسٍ: فَقِيلَ لِعَلِيٍّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَ سَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّوْرَاءَ؟ قَالَ: لأَنَّ الْحَرْبَ تَدُورُ فِي جَوَانِبِهَا حَتَّى تَطْبِقَهَا
(44) -[1: 339] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ(1/339)
الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ أَبُو زَيْدٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ صَاحِبٌ لَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا عَبَرَ السُّفْيَانِيُّ الْفُرَاتَ، وَبَلَغَ مَوْضِعًا، يُقَالُ لَهُ: عَاقَرْقُوفَا، مَحَا اللَّهُ الإِيمَانَ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَقْتُلُ بِهَا إِلَى نَهْرٍ، يُقَالُ لَهُ: الدُّجَيْلُ سَبْعِينَ أَلْفًا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفًا مُحَلاةً، وَمَا سِوَاهُمْ أَكْثَرُ مِنْهُمْ، فَيَظْهَرُونَ عَلَى بَيْتِ الذَّهَبِ فَيَقْتُلُونَ الْمُقَاتِلَةَ وَالأَبْطَالَ وَيَبْقُرُونَ بُطُونَ النِّسَاءِ، يَقُولُونَ لَعَلَّهَا حُبْلَى بِغُلامٍ، وَتَسْتَغِيثُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةٌ إِلَى الْمَارَّةِ، مِنْ أَهْلِ السُّفُنِ يَطْلُبْنَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوهُنَّ حَتَّى يُلْقُوهُنَّ إِلَى النَّاسِ، فَلا يَحْمِلُوهُنَّ بُغْضًا بِبَنِي هَاشِمٍ، فَلا تَبْغَضُوا بَنِي هَاشِمٍ، فَإِنَّ مِنْهُمْ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَمِنْهُمُ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ، فَأَمَّا النِّسَاءُ، فَإِذَا جَنَّهُنَّ اللَّيْلُ أَوَيْنَ إِلَى أَغْوَرِهَا مَكَانًا مَخَافَةَ الْفُسَّاقِ، ثُمَّ يَأْتِيهِمُ الْمَدَدُ مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى يَسْتَنْقِذُوا مَا مَعَ السُّفْيَانِيِّ مِنَ الذَّرَارِي وَالنِّسَاءِ مِنْ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ "
(45) -[1: 340] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحْبِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ثَوْبَانَ يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ السُّفْيَانِيُّ حَتَّى يَنْزِلَ(1/340)
دِمَشْقَ، فَيَبْعَثُ جَيْشَيْنِ جَيْشًا إِلَى الْمَدِينَةِ خَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفًا، فَيَنْتَهِبُونَ الْمَدِينَةَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، ثُمَّ يَسِيرُونَ مُتَوَجِّهِينَ إِلَى مَكَّةَ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: " ثُمَّ يَسِيرُ جَيْشُهُ الآخَرُ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ حَتَّى يَأْتُوا بَغْدَادَ، فَيَقْتُلُونَ بِهَا ثَلاثَ مِائَةِ كَبْشٍ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، وَيَبْقُرُونَ بِهَا ثَلاثَ مِائَةِ امْرَأَةٍ ".
قَالَ ثَوْبَانُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَمَا اللَّهُ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ "، فَيَقْتُلُونَ بِبَغْدَادَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مِائَةِ أَلْفٍ، وَذَكَرَ حَدِيثًا فِي الْمَلاحِمِ طَوِيلا كَتَبْنَا مِنْهُ هَذَا
(46) أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، يَعْنِي: ابْنَ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ وَعِنْدَهُ حُذَيْفَةُ، فَقَالَ: يَابْنَ عَبَّاسٍ، قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {حم (1) عسق (2) } فَأَطْرَقَ سَاعَةً وَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ كَرَّرَهَا، فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أُنْبِئُكَ قَدْ عَرَفْتَ لِمَ كَرِهَهَا، إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الإِلَهِ أَوْ عَبْدُ اللَّهِ، يَنْزِلُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْمَشْرِقِ تُبْنَى عَلَيْهِ مَدِينَتَانِ يَشُقُّ النَّهْرُ بَيْنَهُمَا شَقًّا يَجْتَمِعُ فِيهِمَا كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ.
وَقَالَ أَرْطَاةُ، عَنْ كَعْبٍ: إِذَا بُنِيَتْ مَدِينَةٌ عَلَى شَاطِئَ الْفُرَاتِ، ثُمَّ أَتَتْكُمُ(1/341)
الْعَوَاضِلُ وَالْقَوَاصِمُ، وَإِذَا بُنِيَتْ مَدِينَةٌ بَيْنَ النَّهْرَيْنِ بِأَرْضٍ مُنْقَطِعَةٍ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ أَتَتْكُمُ الدُّهَيْمَاءُ
(47) وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ: {حم (1) عسق (2) } وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُضُورٌ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: الْعَيْنُ عَذَابٌ، وَالسِّينُ السَّنَةُ وَالْمَجَاعَةُ، وَالْقَافُ: قَوْمٌ يُقْذَفُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ.
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مِمَّنْ هُمْ؟ قَالَ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فِي مَدِينَةٍ، يُقَالُ لَهَا: الزَّوْرَاءُ، وَيُقْتَلُ فِيهَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَ ذَلِكَ فِينَا.
وَلَكِنَّ الْقَافَ: قَذْفٌ وَخَسْفٌ يَكُونُ.
قَالَ عُمَرُ لِحُذَيْفَةَ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَصَبْتَ التَّفْسِيرَ، وَأَصَابَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمَعْنَى.
فَأَصَابَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحُمَّى حَتَّى عَادَهُ عُمَرُ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا سَمِعَ مِنْ حُذَيْفَةَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن غالب، قَالَ: حَدَّثَنَا غسان بْن المفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا آدم بْن عيينة أخو سفيان بْن عيينة، قَالَ: أَخْبَرَنِي سفيان بْن عيينة، قَالَ: رآني قيس بْن الربيع على قنطرة الصراة، فقال: النجاء النجاء، فإنا كنا نتحدث أن هذا المكان الذي يخسف به.
قَالَ سفيان: ورآني أَبُو بكر الهذلي، ببغداد، فقال: بأي ذنب دخلت بغداد؟ !
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ:(1/342)
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الحسين الوادعي، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سبرة أَبُو وعلة المرهبي في بني مرهبة، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن أَبِي ثور، عَنْ سماك بْن حرب: أنه بعثه ابْن هبيرة إلى أهل بغداد، وهي خربة قبل أن تكون، فنزل على موضع يقال له: العقر وعنده قوم من أهل بغداد، فجاء رجل حتى وقف على فرس له عَلى دجلة من ذلك الجانب، فأقحم فرسه الماء، فشق الماء شقا حتى وقف عَلى العقر، فقال: لعنك الله من قرية، ما أجمعك لخبيث البلدان، وأجمعك للمال الحرام، وأسفكك للدم الحرام، ثم غاب بفرسه فذهب في الأرض.
قَالَ سماك: والهفتاه ألا سألته أي قرية هي؟ ثم انصرف سماك إِلَى ابْن هبيرة، فأخبره ثم عاد من قابل، فجاء ذلك الرجل حتى قَالَ ذلك القول، ثم غاب في الماء، فذهب حتى إذا كانت الثالثة رجع الرجل فصنع صنيعة الأول، فوثب إليه سماك حتى تعلق بدابته، فقال: يا عَبْد الله أي قرية هذه؟، قَالَ: بغداد، أما إنه سيصيبها خسف ومسخ، فخرج سماك عنها وما يرى إلا أنه سيصيبه بعض ما قَالَ الرجل.
قلت: وكل هذه الأحاديث التي ذكرناها واهية الأسانيد عند أهل العلم والمعرفة بالنقل لا يثبت بأمثالها حجة، وأما متونها فإنها غير محفوظة، إلا عَنْ هذه الطرق الفاسدة، وأمرها إلى الله العالم بها، لا معقب لأمره، ولا راد لحكمه، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
قرأت عَلى مُحَمَّد بْن الحسين القطان، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد السجستاني، قَالَ أَخبرنا أَحْمَد بْن عَلِيّ الأبار.
ثم أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّد بْن العباس بن حيويه، قَالا: أَخبرنا أَبُو الحسين أَحْمَد بْن جعفر بْن المنادي، قَالَ: حَدَّثَنِي هارون بْن عَلِيّ بْن الحكم المزوق.
قَالَ الأبار: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن سعيد، قَالَ: حدثنا خضر بْن اليسع البصري، قَالَ: قيل لأبي(1/343)
يعقوب الإسرائيلي، وَقَالَ هارون: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن سعيد الجوهري، قَالَ: حدثنا خضر بْن اليسع البصري، عَنْ مسعدة بْن اليسع، عَنْ أَبِي يعقوب الإسرائيلي، وكان قد قرأ الكتب، أنه قيل له: ما بال بغداد لا تكاد ترى فيها إلا مستعجلا؟ فقال: لأنها قطعة من بابل فهي تبلبل بأهلها.
واللفظ لحديث هارون.
قَالَ أَبُو الحسين ابْن المنادي، فنظرنا في كلام هذا الإسرائيلي، فإذا هو كلام لا يصح في المعتبر، وذلك لأن الناس في سائر البلدان يبادرون في حوائجهم غدوا، ويبادرون الانقلاب إلى أهليهم رواحا، لأن طرفي النهار يوجبان ذلك ضرورة، فبابل كغيرها من البلدان الآهلة بلا فرق.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن حفص بْن الخليل الماليني قراءة عليه، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن عدي الحافظ، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن نوح الجنديسابوري بمصر، يقول: سمعت مُحَمَّد بْن عثمان العبسي، يقول: سمعت يحيي بْن معين، يقول: ما رأيت الكذب أنفق منه ببغداد.
قلت: إنما قَالَ يحيي هذا القول تنبيها عَلى أن البغداديين أرغب الناس في طلب الحديث، وأشدهم حرصا عليه، وأكثرهم كتبا له، وليس يعيب طالب الحديث أن يكتب عَنِ الضعفاء والمطعون فيهم، فإن الحفاظ ما زالوا يكتبون الروايات الضعيفة، والأحاديث المقلوبة، والأسانيد المركبة، لينقروا عَنْ واضعيها، ويبينوا حال من أخطا فيها.
وقد حفظ عَنْ يحيي بْن معين كلام في نحو هذا المعني، من ذلك ما حَدَّثَنِي به الْحَسَن بْن أَبِي طالب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن المطلب الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ذر مُحَمَّد بْن يوسف بْن عبيد الفقيه، بورثان، قَالَ: حَدَّثَنِي العباس بْن مُحَمَّد بْن حاتم، قَالَ: قَالَ يحيي بْن معين: إذا كتبت فقمش وإذا حدثت ففتش.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، قَالَ: أَخبرنا أَبُو أَحْمَد بْن عدي الحافظ،(1/344)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خالد بْن يزيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عصام بْن رواد، قَالَ: سمعت يحيى بْن معين، يقول: وأي صاحب حديث لا يكتب عَنْ كذاب ألف حديث؟ أجاز لي أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن مكي بْن عثمان المصري.
وَحَدَّثَنِي نصر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه ببيت المقدس عنه، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن رزيق المخزومي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم الصدفي، قَالَ: سمعت الْحَسَن بْن عرفة، يقول: من لم يوثقه أهل بغداد فقد سقط، هم جهابذة العلم.
قلت: فأهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة والتثبت في أخذ الحديث وآدابه وشدة الورع في روايته، اشتهر ذلك عنهم وعرفوا به، حتى قَالَ إسماعيل ابْن علية، فيما أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن حسنويه الأصبهاني، بها، قَالَ: أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سلم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سعيد بْن زياد، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد بْن أيوب، قَالَ: سمعت ابْن علية، يقول: ما رأيت أحسن رغبة في طلب الحديث من أهل بغداد.
وَقَالَ ابْن عيينة فيما أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الماليني، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الله بْن(1/345)
عدي الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعيد الحراني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن ميمون، قَالَ: سمعت أَبِي، يقول: سمعت سفيان بْن عيينة، يقول: شباب البغداديين أورع، أو خير من شباب من البصرة والكوفة.
قلت: وهذا قاله سفيان مع صحة رواية البصريين الذين ما زالوا بالتحفظ والورع معروفين.
فأما أهل الكوفة، وأهل خراسان أيضا، فلهم من الأحاديث الموضوعة والأسانيد المصنوعة نسخ كثيرة، وقل ما يوجد بحمد الله في محدثي البغداديين ما يوجد في غيرهم من الاشتهار بوضع الحديث والكذب في الرواية، اختصاصا لهم وتوفيقا من الله الكريم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
باب المحفوظ من مناقب بغداد وفضلها وذكر المأثور من محاسن أخلاق أهلها
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ بْن سعيد الفقيه، وأبو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بن مُحَمَّد الجوهري، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خليفة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلام، قَالَ: سمعت أبا الوليد، يقول: قَالَ لي شعبة: أدخلت بغداد؟ قلت: لا.
قَالَ: فكأنك لم تر الدنيا.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن(1/346)
يعقوب الجرجرائي، يقول: سمعت أَحْمَد بْن يوسف بْن موسى، يقول: سمعت يونس بْن عَبْد الأعلى، يقول: قَالَ لي مُحَمَّد بْن إدريس: يا يونس دخلت بغداد؟ قلت: لا.
قَالَ: يا يونس ما رأيت الدنيا، ولا رأيت الناس.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن حسنويه، الكاتب بأصبهان، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن شبة، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الواحد بْن غياث، قَالَ: أرسل إلي سعيد بْن سلم، ببغداد، فأتيته، فقال: حَدَّثَنِي يزيد بْن مزيد، أنه كان يسامر الرشيد، فقال له: يا أعرابي، هل لك في هذه السكة دار؟ قَالَ: قلت: لا.
قَالَ: اتخذ فيها دارا فإنها سكة الدنيا بلغني عَنْ أَحْمَد بْن أَبِي طاهر، قَالَ: قيل لرجل: كيف رأيت بغداد؟ قَالَ: الأرض كلها بادية، وبغداد حاضرتها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الوراق، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الباقي بْن قانع، قَالَ: حَدَّثَنَا خلف بْن عمرو العكبري، قَالَ: سمعت ابْن عائشة، يقول: ما رأيت أحسن من تلطف أصحاب الحديث ببغداد للحديث.
أَخْبَرَنَا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه، والحسن بْن عَلِيّ الجوهري، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خليفة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلام، قَالَ: سمعت ابْن علية، يقول: ما رأيت قوما أعقل في طلب الحديث من أهل بغداد.
قرأت عَلَى مُحَمَّد بْن الحسين القطان، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا خلف بْن عمرو العكبري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد المجيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن علية، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا رضوان بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الدينوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مهدي بواسط، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن شوذب المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن عامر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الحميد، قَالَ: سمعت ابن علية، يقول: ما رأيت قوما أحسن رغبة ولا أعقل لطلب الحديث(1/347)
من أهل بغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يوسف الصواف إملاء من لفظه من كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بْن أَحْمَد التنيسي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن ميمون الرقي، قَالَ: سمعت أَبِي يقول، قَالَ: سمعت سفيان بْن عيينة، يقول: شباب البغداديين، أحسن رغبة من شباب البصريين والكوفيين.
أَخْبَرَنَا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه، والحسن بْن عَلِيّ الجوهري، وعلي بْن أَبِي عَلِيّ المعدل، قالوا: أخبرنا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذكوان، قَالَ: حَدَّثَنِي من سمع الشافعي، يقول: ما دخلت بلدا قط إلا عددته سفرا، إلا بغداد، فإني حين دخلتها عددتها وطنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن الحسين بْن إِبْرَاهِيمَ الخفاف، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الصوفي الواسطي في مجلس ابْن مالك القطيعي، قَالَ: سمعت أبا بكر بْن مجاهد، يقول: وَأَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن عُمَر القواس، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الواسطي، قَالَ: سمعت ابْن مجاهد المقرئ إمام الزمان، قَالَ: رأيت أبا عمرو بْن العلاء في النوم، فقلت له: ما فعل الله بك، فقال لي: دعني مما فعل الله بي، من أقام ببغداد على السنة والجماعة ومات نقل من جنة إِلَى جنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى البزاز فيما أذن أن نرويه عنه، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سلم الْقَاضِي، قَالَ: سمعت عُمَر بْن أيوب بْن مالك، يقول: سمعت أبا معمر الهذلي، يقول: قلت لرجل من أهل الكوفة: خير موضع بالكوفة أين هو؟ قَالَ: مسجد الجامع، قلت: وشر موضع عندنا دار(1/348)
البطيخ، فلو قَالَ رجل في خير موضع عندكم رحم الله عثمان قتل، ولو قَالَ في شر موضع عندنا لا رحم الله معاوية قتل، فشر موضع عندنا خير من خير موضع عندكم.
حَدَّثَنَا أَبُو طالب يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن الطيب الدسكري، لفظا بحلوان، قَالَ: أَخبرنا أَبُو بكر ابن المقرئ، بأصبهان، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن عبيد بْن الأصبغ الحراني، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور، قَالَ: سمعت ابن المبارك، يقول: من أراد الشهادة فليدخل دار البطيخ بالكوفة، وليقل رحم الله عثمان بْن عفان! أَخْبَرَنَا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه، والحسن بْن عَلِيّ الجوهري، وعلي بْن أَبِي عَلِيّ التنوخي، قالوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس بْن حيويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بْن إسماعيل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو محلم، قَالَ: سمعت أبا بكر بْن عياش، يقول: الإسلام ببغداد، وإنها لصيادة تصيد الرجال، ومن لم يرها فلم ير الدنيا.
قرأت في كتاب أَبِي الْحَسَن الدارقطني بخطه: أَخبرنا الْحَسَن بْن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سعيد بْن بشير، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بْن أَبِي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بحر، قَالَ: سمعت أبا معاوية، ذكر بغداد، فقال: هي دار دنيا وآخرة.
سمعت الْقَاضِي أبا القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، يقول: كان يقال:(1/349)
من محاسن الإسلام يوم الجمعة ببغداد، وصلاة التراويح بمكة، ويوم العيد بطرسوس.
قلت: ومن حضر الجمعة بمدينة السلام عظم في قلبه محل الإسلام، لأن شيوخنا كانوا يقولون: يوم الجمعة ببغداد كيوم العيد في غيرها من البلاد.
وسمعت أبا الحسين عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران المعدل، يقول حَدَّثَنِي من سمع أبا بكر بْن الصلت، يقول: كنت أصلي صلاة الجمعة في جامع المدينة، فانقطعت عَنْ ذلك جمعة لعارض عرض لي، فرأيت في تلك الليلة في المنام كأن قائلا يقول لي: تركت الصلاة في جامع المدينة، وإنه ليصلي فيه كل جمعة سبعون وليا لله عَزَّ وَجَلَّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الزاهد، قَالَ: أَخْبَرَنِي السعدي، يَعْنِي: عَلِيّ بْن أَحْمَد، عَنْ عَبْد الله الرملي، قَالَ: حَدَّثَنِي صديق لي، عَنْ صديق له من الصالحين، قَالَ: أردت الانتقال من بغداد إِلَى بلد آخر، فأريت في منامي: أتنتقل من بلد فيه عشرة آلاف ولي لله عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فجلست ولم أنتقل من بغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي، قَالَ: أَخبرنا أَبُو الفضل عبيد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الزهري، قَالَ: قرأت في كتاب أَبِي: حَدَّثَنِي أَبُو بكر بْن حمزة، قَالَ: كتب إلي صديق لي من حلوان، إني رأيت فيما يرى النائم، كأن ملكين أتيا بغداد، فقال أحدهما للآخر: اقلبها فقد حق القول عليها.
فقال له الآخر: كيف أقلبها وقد ختم الليلة فيها خمسة آلاف ختمة.(1/350)
قلت: وعلى ذكر الجمعة ببغداد، حَدَّثَنِي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن بْن إِبْرَاهِيمَ، بْن هلال الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنِي وشاح مولى الْقَاضِي أَبِي تمام الزينبي في مسجد جامع المنصور يوم جمعة، وقد تجارينا ذكر من دخل المقصورة وقلة عددهم عما عهد قديما منهم: أن الْقَاضِي أبا تمام كان يصلي في أيام الجمع على باب داره الراكبة لدجلة بباب خراسان، والصفوف مادة من المسجد إِلَى ذلك المكان، والصلاة قائمة بمكبرين ينقلون التكبير عند الركوع والسجود والنهوض والقعود.
قَالَ: وَقَالَ لي وشاح أيضا: كان على أبواب المقصورة بوابون بثياب سواد يمنعون من دخول أحد إليها إلا من كان من الخواص المتميزين بالأقبية السود، وأنه حضر في يوم جمعة بدراعة يتبع الْقَاضِي أبا تمام فرد حتى مضى ولبس القباء، فكان هذا رسما جاريا مأخوذا به في سائر مقاصير الجوامع.
وقد بطل الآن ذلك فليس يلبس السواد والقباء سوى الخطيب والمؤذنين.
قَالَ لي هلال بْن المحسن: وَحَدَّثَنِي أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن محفوظ، قَالَ: كنت أمضي مع والدي إِلَى المسجد الجامع بالمدينة لصلاة الجمعة، فربما وصلنا إِلَى باب خراسان في دجلة، وقد ضاق الوقت وقامت الصلاة، وامتدت الصفوف إِلَى الشاطئ، فنصعد ونفرش إِلَى السميرية ونصلي.
قَالَ هلال: وأذكر وأنا أحبو وذاك في أيام الملك عضد الدولة، وقد حملني خادم كان يلازمني ويحفظني في يوم جمعة لمشاهدة الناس في اجتماعهم وليصلي هو معهم، فوقف عند الباب الجديد من شارع الرصافة،(1/351)
والصفوف ممتدة من المسجد الجامع بالرصافة إِلَى هذا الموضع، ومسافة ما بينهما كمسافة ما بين المسجد الجامع بالمدينة ودجلة.
قرأت على أَبِي بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جعفر اليزدي، بأصبهان، عَنْ أَبِي شيخ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن حيان، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَن البغدادي، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ: جئت أنا وأبي إِلَى أَبِي عثمان الجاحظ في آخر عمره، فقال: جئت إِلَى شق مائل، ولعاب سائل، الأمصار عشرة: فالصناعة بالبصرة، والفصاحة بالكوفة، والخير ببغداد، والغدر بالري، والحسد بهراة، والجفاء بنيسابور، والبخل بمرو، والطرمذة بسمرقند، والمروءة ببلخ، والتجارة بمصر.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ أَبُو القاسم بزياش بْن الْحَسَن الديلمي، وهو شيخ لقيته ببغداد يتعلق بعلوم فصيح بالعربية: سافرت الآفاق، ودخلت البلدان من حد سمرقند إِلَى القيروان، ومن سرنديب إِلَى بلد الروم، فما وجدت بلدا أفضل، ولا أطيب من بغداد.
قَالَ: وكان سبكتكين حاجب معز الدولة المعروف بالحاجب الكبير آنسا بي، فقال لي يوما: قد سافرت الأسفار الطويلة، فأي بلد وجدت أطيب وأفضل؟ فقلت له: أيها الحاجب إذا خرجت من العراق، فالدنيا كلها رستاق.
حَدَّثَنِي أَبُو القاسم عبيد الله بْن عَلِيّ بن عبيد الله الرقي، وكان أحد الأدباء، قَالَ: أخذ أَبُو العلاء المعري، وهو ببغداد يوما يدي فغمزها، ثم قَالَ لي: يا أبا القاسم هذا بلد عظيم، لا يأتي عليك يوم وأنت به إلا رأيت فيه من(1/352)
أهل الفضل من لم تره فيما تقدم.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، قَالَ: سمعت عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ الهمذاني بمكة يقول: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد الفامي الوراق، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحسين المالكي، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بْن مُحَمَّد التميمي، قَالَ: سمعت ذا النون، يقول بمصر: من أراد أن يتعلم المروءة والظرف، فعليه بسقاة الماء ببغداد.
قيل له: وكيف ذاك؟ فقال: لما حملت إِلَى بغداد، رمي بي على باب السلطان مقيدا، فمر بي رجل متزر بمنديل مصري، معتم بمنديل ديبقي، بيده كيزان خزف رقاق وزجاج مخروط.
فسألت: هذا ساقي السلطان؟ فقيل لي: لا، هذا ساقي العامة، فأومأت إليه ليسقيني، فتقدم وسقاني فشممت من الكوز رائحة مسك، فقلت لمن معي: ادفع إليه دينارا، فأعطاه الدينار، فأبى، وَقَالَ: ليس آخذ شيئا.
فقلت له: ولم؟ فقال: أنت أسير وليس من المروءة أن آخذ منك شيئا.
فقلت: كمل الظرف في هذا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر البجلي، قَالَ: حدثنا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عمرو البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن عَبْد العزيز، عَنْ سُلَيْمَان بْن موسي، قَالَ: إذا كان علم الرجل حجازيا، وخلقه عراقيا، وطاعته شامية، فقد كمل.(1/353)
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسي، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الجوهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّد بْن العباس بْن حيويه، قالا: قَالَ أَبُو الحسين أَحْمَد بْن جعفر ابْن المنادي: ثم إن بغداد سميت حين سكنت مدينة السلام، فليس في الأرض مدينة عَلى هذا الاسم غيرها وكان بعض إخواننا إذا ذكرها يقرأ قول الله تعالى: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} .
قَالَ أَبُو الحسين: هذا إلى تركنا ذكر أشياء كثيرة من مناقبها التي أفردها الله بها دون سائر الدنيا شرقا وغربا، وبين ذلك من الأخلاق الكريمة، والسجايا الرضية، والمياه العذبة الغدقة، والفواكه الكثيرة الدمثة والأحوال الجميلة، والحذق في كل صنعة، والجمع لكل حاجة، والأمن من ظهور البدع، والاغتباط بكثرة العلماء والمتعلمين، والفقهاء والمتفقهين، ورؤساء المتكلمين، وسادة الحساب والنحوية ومجيدي الشعراء، ورواة الأخبار، والأنساب وفنون الآداب، وحضور كل طرفة، واجتماع ثمار الأزمنة في زمن واحد، لا يوجد ذلك في بلد من مدن الدنيا إلا بها لا سيما زمن الخريف.
ثم إن ضاق مسكن بساكن وجد خيرا منه، وإن لاح له مكان أحب إليه من مكانه لم يتعذر عليه النقلة إليه من أي جانب من جانبيه أراده ومن أي طرف من أطرافه خف عليه.
ومتى هرب أحد من خصمه وجد من يستره في قرب أو بعد، وإن آثر أن يستبدل دارا بدار أو سكة بسكة أو شارعا بشارع أو زقاقا بزقاق فغير ذلك من التبديل، اتسع له الإمكان في ذلك حسب الحال والوقت ثم عيون التجار المجهزين والسلاطين المعظمين، وأهل البيوتات المبجلين، في ناحية ناحية، تنبعث الخيرات بهم إلى الذين هم في الحال دونهم غير منقطع ذلك ولا مفقود، فهي من خزائن الله العظام التي لا(1/354)
يقف عَلى حقيقتها إلا هو وحده.
ثم هي مع ذلك منصورة محبورة، كلما ظن عدو الإسلام أنه فائز باستئصال أهلها كبته الله وكبه لمنخريه، وأتى جلت قدرته بما ليس في تقدير الخلق أجمعين، فضلا من الله ونعمة، والله ذو الفضل العظيم.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنِي جدي مُحَمَّد بْن عبيد الله بْن الفضل بْن قفرجل، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن يَحْيَى النديم، قَالَ: حَدَّثَنَا عون بْن مُحَمَّد، قَالَ: نَبَّأَنَا سعيد بْن هريم، قَالَ: قالت زبيدة لمنصور النمري: قل شعرا تحبب فيه بغداد إلى أمير المؤمنين الرشيد، فقد اختار عليها الرافقة، فقال:
ماذا ببغداد من طيب الأفانين ومن منازه للدنيا وللدين
تحيي الرياح بها المرضى إذا نسمت وجوشت بين أغصان الرياحين
قَالَ: فأعطته ألفي دينار.
أنشدنا أَبُو بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب البرقاني، قَالَ: أنشدنا أَبُو نصر الشاشي لأبي قاسم الشاعر الوراق:
أعاينت في طول من الأرض والعرض كبغداد دارا إنها جنة الأرض
صفا العيش في بغداد واخضر عوده وعود سواه غير صاف ولا غض
تطول بها الأعمار إن غذاءها مريء وبعض الأرض أمرأ من بعض
هذا القدر أنشدنا البرقاني من هذه الأبيات، وهي أكثر من هذه وقائلها عمارة بْن عقيل، ولها خبر سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.(1/355)
أنشدنا القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي، قَالَ: أنشدنا أَبُو علي الهائم، قَالَ: أنشدنا السري بْن أَحْمَد الرفاء الموصلي لنفسه من أبيات:
إذا سقى الله منزلا فسقى بغداد ما حاولت من الديم
يا حبذا صحبة العلوم بها والعيش بين اليسار والعدم
وأنشدنا التنوخي، قَالَ: أنشدنا أَبُو سعد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن خلف الهمذاني لنفسه:
فدى لك يا بغداد كل قبيلة من الأرض حتى خطتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها وسيرت رحلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرق شمائلا وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا
وكم قائل لو كان ودك صادقا لبغداد لم ترحل فكان جوابيا
يقيم الرجال الأغنياء بأرضهم وترمي النوى بالمقترين المراميا
قرأت في كتاب طاهر بْن المظفر بْن طاهر الخازن بخطه من شعره:
سقى الله صوب الغاديات محلة ببغداد بين الكرخ فالخلد فالجسر
هي البلدة الحسناء خصت لأهلها بأشياء لم يجمعن مذ كن في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحة وماء له طعم ألذ من الخمر
ودجلتها شطان قد نظما لنا بتاج إلى تاج وقصر إلى قصر
تراها كمسك والمياه كفضة وحصباؤها مثل اليواقيت والدر
حَدَّثَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب الشافعي البصري،(1/356)
قَالَ: أنشد أَبُو مُحَمَّد البافي قول الشاعر:
دخلنا كارهين لها فلما ألفناها خرجنا مكرهينا
فقال: يوشك أن يكون هذا في بغداد، وأنشد لنفسه في معنى ذلك وضمنه البيت:
عَلَى بغداد معدن كل طيب ومغنى نزهة المتنزهينا
سلام كلما جرحت بلحظ عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها فلما ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حب الديار بنا ولكن أمر العيش فرقة من هوينا
وَحَدَّثَنَا على بْن مُحَمَّد بْن حبيب، قَالَ: كتب إلي أخي من بغداد، وأنا بالبصرة شعرا يتشوقني فيه، يقول من الهزج:
ولولا وجد مشتاق يقاسي فيكم جهدا
وما بالقلب من نار إذا ما ذكركم جدا
لقلنا قول مشتاق إلى البصرة قد جدا
شربنا ماء بغداد فأنساناكم جدا
وهذا البيت مضمن وهو لأبي نؤاس.
ولكن ذكركم أضحى عَلَى الأيام مشتدا
فلا ننسى لكم ذكرا ولا نطوي لكم عهدا(1/357)
قَالَ: وكتب إلي أخي أيضا من البصرة، وأنا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوقني قدما إليها وإن عاقت معاذير
فكيف صبري عنها الآن إذ جمعت طيب الهواءين ممدود ومقصور
ذكر نهري بغداد دجلة والفرات وما جعل الله فيهما من المنافع والبركات
(48) -[1: 358] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيِّ، قُلْتُ: حَدَّثَكُمْ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَهْرَانِ مِنَ الْجَنَّةِ: النِّيلُ وَالْفُرَاتُ "
(49) -[1: 358] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِيسَى الْبَلَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَمْرُو بْنُ هِشَامِ بْنِ عَمْرِو، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَنْطَرِيِّ حَدَّثَكُمْ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ وَأَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكِتَّانِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(1/358)
قَالَ: " فُجِّرَتْ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنَ الْجَنَّةِ: الْفُرَاتُ وَالنِّيلُ وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ "
(50) -[1: 359] أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَيْضَاوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوَيْهِ الْخَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُجَدَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النِّيلُ وَالْفُرَاتُ وَدِجْلَةُ وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ "
(51) -[1: 359] أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُبَابِ الدَّلالُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَرْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ابْنُ الطَّبَّاعِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ، بِهَمَذَانَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ(1/359)
طَرْخَانَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُحَيْدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مُحَمَّدَ بْنَ حَفْصٍ حَدَّثَهُمْ، قَالا: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ فِي الْفُرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ مَثَاقِيلُ مِنْ بَرَكَةِ الْجَنَّةِ "
(52) -[1: 360] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْخُتُّلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ فِي الأَرْضِ مِنَ الْجَنَّةِ إِلا ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ: غَرْسُ الْعَجْوَةِ، وَأَوَاقٌ تَنْزِلُ فِي الْفُرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بَرَكَةِ الْجَنَّةِ، وَالْحَجَرُ "(1/360)
(53) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الإِيَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: " نَهْرُ النِّيلِ: نَهْرُ الْعَسَلِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ دِجْلَةَ: نَهْرُ اللَّبَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ الْفُرَاتِ: نَهْرُ الْخَمْرِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ سَيْحَانَ: نَهْرُ الْمَاءِ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَأَطْفَأَ اللَّهُ نُورَهُنَّ لِيُصَيِّرَهُنَّ إِلَى الْجَنَّةِ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد المنعم بْن إدريس، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: ذكر وهب بْن منبه أن في ربض الجنة ترّا من أنهار الجنة، فهو أصل أنهار الأرض كلها التي أظهرها الله تعالى حيث ما أراد أن يظهرها، وأن النيل نهر العسل في الجنة، ودجلة نهر اللبن في الجنة، والفرات نهر الخمر في الجنة، وسيحان وجيحان نهران بأرض الهند، وهما نهرا الماء في الجنة.
(54) أَخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخبرنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَانِيَالَ الأْكَبْرِ: أَنْ فَجِّرْ لِعِبَادِي نَهْرَيْنِ، وَاجْعَلْ مَغِيضَهُمَا الْبَحْرَ، فَقَدْ أَمَرْتُ الأَرْضَ أَنْ تُطِيعَكَ، قَالَ: فَأَخَذَ قَنَاةً أَوْ قَصَبَةً فَجَعَلَ يَخُدُّهَا فِي الأَرْضِ وَيُتْبِعُهُ الْمَاءَ، فَإِذَا مَرَّ بِأَرْضٍ شَيْخٌ كَبِيرٌ أَوْ يَتِيمٌ نَاشَدَهُ اللَّهُ فَيَحِيدَ عَنْ أَرْضِهِ، فَعَوَاقِيلُ دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ مِنْ ذَلِكَ
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حماد الواعظ، مولى بني(1/361)
هاشم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار إملاء، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن إدريس الشعراني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ الأنصاري، عَنْ إسماعيل بْن جعفر المدني، عَنْ عثمان بْن عطاء، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أوحى الله تعالى إِلَى دانيال أن احفر لي سِيبَيْنِ نهرين بالعراق.
قَالَ دانيال: إلهي بأي مكاتل، وبأي مساحي، وبأي رجال، وبأي قوة، أحفر لك هذين النهرين، فأوحى الله تعالى أن أعد سكة حديد وعرضها واجعلها في خشبة وألقها خلف ظهرك، فإني باعث إليك الملائكة يعينونك على حفر هذين السِّيبَيْنِ.
قَالَ: ففعل، فحفر، فكان إذا انتهى إِلَى أرض أرملة أو يتيم حاد عنه، حتى حفر الدجلة والفرات، فهذه العواقيل التي في الدجلة والفرات من حفر دانيال.
قلت: ذكر بعض من تقدم من العلماء بأخبار الأوائل، أن ملك الأردوان، وهم النبط، كان في السواد قبل ملك فارس، وأن النبط هم الذين استنبطوا الأرض، وعمروا السواد، وحفروا الأنهار العظام فيه.
ويقال لهم: ملوك الطوائف.
وحكى الهيثم بْن عدي، عَنْ عَبْد الله بْن عياش المنتوف، قَالَ: كان حد ملك النبط الأنبار إِلَى عانات كسكر، إِلَى ما والاها من كور دجلة إِلَى جوخى وما حول ذلك من السواد.
قَالَ ابْن عياش: وكانت سرة الدنيا في أيدي النبط، واعتبر ذلك أن الفرات ودجلة ينصبان من الشام والجزيرة، ولا ينتفع بهما حتى يأتيا بلادهم فيفجرونهما في كل موضع، ثم يسوقون بقيتهما إِلَى البحر.
قَالَ: وكان ملكهم ألف سنة، وإنما سموا نبطا؛ لأنهم أنبطوا الأرض وحفروا الأنهار العظام، منها الصراة العظمى، ونهر أبا، ونهر سورا، ونهر الملك.
حفر الصراة العظمى فيروز جشنش، وحفر نهر أبا أبا بْن الصامغان، وحفر نهر الملك أفقورشه، وكان آخر ملوك النبط، ملك مائتي سنة.(1/362)
قَالَ: ثم وليت فارس، فحفروا الأنهار الصغار، كوثا والصراة الصغرى التي عليها قصر ابْن هبيرة وكل سيب بالعراق، ثم حفروا النهروان.
قَالَ: وكان يقال له: نهرواي لأنه إذا قل ماؤه عطش أهله، وإذا كثر ماؤه غرقوا.
(55) -[1: 363] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي وَأَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الإِيَادِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ الإِيَادِيُّ: حَدَّثَنَا، وَقَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّلْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَابِقٍ، زَادَ ابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ شَاذَانَ: أَبُو عُثْمَانَ مِنْ أَهْلِ رَشِيدٍ، ثُمَّ اتَّفَقُوا قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ خَمْسَةَ أَنْهَارٍ: سَيْحُونَ، وَهُوَ نَهْرُ الْهِنْدِ، وَجَيْحُونَ وَهُوَ نَهْرُ بَلْخٍ، وَدِجْلَةَ وَالْفُرَاتَ وَهُمَا نَهَرَا الْعِرَاقِ، وَالنِّيلَ وَهُوَ نَهْرُ مِصْرَ، أَنْزَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ مِنْ أَسْفَلِ دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِهَا عَلَى جَنَاحَيْ جِبْرِيلَ، فَاسْتَوْدَعَهَا الْجِبَالَ وَأَجْرَاهَا فِي الأَرْضِ، وَجَعَلَ فِيهَا مَنَافِعَ لِلنَّاسِ فِي أَصْنَافِ مَعَايِشِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ} ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى جِبْرِيلَ، فَرَفَعَ مِنَ الأَرْضِ الْقُرْآنَ، زَادَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ شَاذَانَ: وَالْعِلْمَ كُلَّهُ، ثُمَّ اتَّفَقُوا وَالْحَجَرَ مِنْ رُكْنِ الْبَيْتِ، وَمَقَامَ إِبْرَاهِيمَ، وَتَابُوتَ مُوسَى بِمَا فِيهِ، وَهَذِهِ الأَنْهَارَ الْخَمْسَةَ، فَيَرْفَعُ كُلَّ ذَلِكَ إِلَى السَّمَاءِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} .
فَإِذَا رُفِعَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءُ مِنَ الأَرْضِ فَقَدَ أَهْلُهَا خَيْرَ الدِّينِ وَخَيْرَ الدُّنْيَا، وَقَالَ الإِيَادِيُّ: خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ(1/363)
باب تعريب اسم بغداد
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الكوفي النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي السري، عَنِ ابْن الكلبي، قَالَ: إنما سميت بغداد بالفرس؛ لأنه أهدي لكسرى خصي من المشرق، فأقطعه بغداد، وكان لهم صنم يعبدونه بالمشرق، يقال له: البغ، فقال: بغ داد.
يقول: أعطاني الصنم.
والفقهاء يكرهون هذا الاسم من أجل هذا، وسماها أَبُو جعفر مدينة السلام؛ لأن دجلة كان يقال لها: وادي السلام.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى وَأَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاسِ بْن حيويه، قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر ابْن المنادي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى هارون بْن عَلِيّ بْن الحكم المقرئ المعروف بالمزوق، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعيد الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا داود بْن منصور قاضي المصيصة: أن رجلا ذكر عند عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد بغداد، فسأله عَنْ معنى هذا الاسم، فقال: بغ بالفارسية صنم، وداد عطيته.
أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عَلِيّ بْن حمويه الهمذاني بها، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن(1/364)
عَبْد الرَّحْمَنِ الشيرازي، قَالَ، أَخبرنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن علك، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْن ساسويه، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حميد بْن سُلَيْمَان بْن حفص بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي جهم بْن حذيفة العدوي المدني، قَالَ: حَدَّثَنِي أسمر بْن سورة المجاشعي الدارمي من أهل فارس، قَالَ: حَدَّثَنِي كرماني بْن عمرو الأزدي أخو معاوية بْن عمرو صاحب زائدة، قَالَ: سمعت عَبْد الله بْن المبارك، يقول: لا يقال بغداذ بالذال، فإن بغ شيطان وداذ عطيته، وإنها شرك، ولكن تقول بغداد وبغدان كما تقول العرب.
أَخْبَرَنَا علي بْن أَبِي عَلِيّ المعدل، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم المازني، قَالَ: أَخبرنا عبيد الله بْن أَحْمَد بْن بكير التميمي، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن مسلم بْن قتيبة، قَالَ: كان الأصمعي لا يقول بغداد، وينهى عَنْ ذاك، ويقول: مدينة السلام؛ لأنه سمع في الحديث أن بغ صنم وداد عطيته بالفارسية، كأنها عطية الصنم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن زياد، قَالَ، قَالَ المبرد: قَالَ الثوري، عَنْ أَبِي عبيدة، وأبي زَيْد، وأشك في الأصمعي، يقال: بغداذ وبغداد، ومغدان، وبغدان.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، وَأَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاسِ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن مُحَمَّد أَبُو الحسين، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن فرج النحوي البغدادي، قَالَ: أَخْبَرَنَا سلمة بْن عاصم، عَنْ أَبِي زكريا يَحْيَى بْن زياد الفراء، مولى بني عبس، قَالَ: يقال: بغداد بالباء والدال، ويقال: بغدان أيضا بالباء(1/365)
في أولها والنون في آخرها، ومغدان بالميم أولا، وبالنون آخرا.
قَالَ أَبُو الحسين: وذلك كله راجع إِلَى ما فسره ابْن أَبِي رواد، أنه عطية الصنم، وربما قيل: عطية الملك.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ البصري التنوخي، قَالَ: أَخبرنا إسماعيل بْن سعيد بْن سويد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، قَالَ: وقولهم: هذه بغداد، أصل هذا الاسم للأعاجم، والعرب تختلف في لفظه إذ لم يكن أصله من كلامها، ولا اشتقاقه من لغاتها.
وبعض الأعاجم يزعم: أن تفسيره بالعربية بستان رجل، فبغ بستان، وداد رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم صنم كان لبعض الفرس يعبده، وداذ رجل، ولذلك كره جماعة من الفقهاء أن تسمى هذه المدينة بغداد لعلة اسم الصنم، وسميت مدينة السلام لمقاربتها دجلة، وكانت دجلة تسمى قصر السلام، فمن العرب من يقول: بغدان بالباء والنون، وبعضهم يقول بغداد بالباء والدالين، وهاتان اللغتان هما السائرتان في العرب المشهورتان.
أنشدنا أَبُو بكر المخزومي في مجلس أَبِي العباس، يَعْنِي ثعلبا:
قل للشمال التي هبت مزعزعة تذري مع الليل شفانا بصراد
اقرأ سلاما على نجد وساكنه وحاضر باللوى إن كان أو بادي
سلام مغترب بغداد منزله إن أنجد الناس لم يهمم بإنجاد
قَالَ أَبُو بكر ابْن الأنباري: وأنشدنا أَبُو شعيب، قَالَ: أنشدنا يعقوب بْن السكيت:(1/366)
لعمرك لولا هاشم ما تغبرت ببغدان في بوغائه القدمان
قَالَ: وَقَالَ الآخر:
يا ليلة خرس الدجاج طويلة ببغدان ما كانت عَنِ الصبح تنجلي
قَالَ: وَقَالَ الآخر:
ألا يا غراب البين ما لك واقفا ببغدان لا تجلو وأنت صحيح
فقال غراب البين وانهل دمعه نقضي لبانات لنا ونروح
ألا إنما بغدان سجن إقامة أراحك من سجن العذاب مريح
قَالَ أَبُو بكر: وأنشدني أَبِي، قَالَ: أنشدنا أَبُو عكرمة:
ترحل فما بغداد دار إقامة ولا عند من أضحى ببغداد طائل
محل ملوك سمنهم في أديمهم فكلهم من حلية المجد عاطل
زادني الْقَاضِي أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن المهتدي بالله ها هنا بيتا ذكر لي أن أبا الفضل مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن المأمون أخبرهم به عَنِ ابْن الأنباري وهو:
سوى معشر قلوا وجل قليلهم يضاف إِلَى بذل الندى وهو باخل
ثم رجع إِلَى رواية ابْن سويد:
ولا غرو إن شلت يد المجد والعلى وقل سماح من رجال ونائل
إذا غضغض البحر الغطامط ماءه فليس عجيبا أن تغيض الجداول(1/367)
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران، قَالَ: أَخبرنا أَبُو الحسين إسحاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الكاذي الزاهد، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن يَحْيَى يَعْنِي: ثعلبا:
ترحل فما بغداذ دار إقامة ولا عند من أضحى ببغداذ طائل
هكذا في أصل كتابي عَنِ ابْن بشران، بغداذ بالذال المعجمة في الموضعين، ثم ساق بقية الأبيات مثل ما تقدم عَنِ ابْن سويد.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ التنوخي، قَالَ: أَخبرنا إسماعيل بْن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن الأنباري، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أخبرنا الطوسي، وابن الحكم، عَنِ اللحياني، قَالَ: يقال: بغدان، ومغدان، للمجانسة التي بين الباء والميم كما يقال: باسمك وما سمك، وعذاب لازم ولازب، في حروف كثيرة، وبعضهم يقول: بغداذ بالذال، وهي أشد اللغات وأقلها.
قَالَ أَبُو بكر: وأنشدني أَبِي، قَالَ: أنشدنا الطوسي، وابن الحكم، عَنِ اللحياني لأعرابي يمدح الكسائي:
وما لي صديق ناصح أغتدي له ببغداذ إلا أنت بر موافق
قَالَ: وَقَالَ الآخر:
بغداد سقيا لك من بلاد يا دار دار الأنس والإسعاد
بدلت منك وحشة البوادي وقطع واد وورود واد
قَالَ أَبُو بكر ابْن الأنباري: وبغداد في جميع اللغات تذكر وتؤنث، فيقال: هذه بغدان، وهذا بغدان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عبيد الله الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن(1/368)
أَحْمَد بْن يعقوب المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم المظفر بْن عاصم بْن أَبِي الأغر، قَالَ: دخلت إِلَى بغداد، وهي أجمة ليس فيها إلا كوخ واحد، وفيه رجل من الأولين ينظر مبقلة له، فلما أن جاء المنصور ووضع الأساس، قَالَ: ما اسم هذا الموضع؟ قالوا له: لا ندري، ولكن ها هنا رجل من الأولين سله، فبعث إليه، فقال له: ما اسمك؟ فقال: اسمي داذ.
فقال له: وما يقال لهذا الموضع؟ فقال: هذا باغ لي، يَعْنِي البستان.
فقال: سموه باغ داذ، فسميت بغداذ.
قلت: والمحفوظ أن هذا الاسم كان يعرف به الموضع قديما قبل أَبِي جعفر المنصور، وقول ابْن أَبِي الأغر هذا أن المنصور هو الذي سمى الموضع بغداذ لم يتابعه عليه أحد، والله أعلم بالصواب.
باب أخبار أمير المؤمنين أَبِي جعفر المنصور
(56) -[1: 369] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا(1/369)
الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ "، قَالَ النَّجَّادُ: هَكَذَا قَرَأَهُ عَلَيْنَا أَبُو قِلابَةَ مَرْفُوعًا قلت: وكذلك
(57) -[1: 370] رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ عَنْ أَبِي عوَانَةَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنَّا السَّفَّاحُ وَالْمَنْصُورُ وَالْمَهْدِيُّ "
(58) -[1: 370] حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الزَّعْفَرَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَاشِدٍ الْهِلالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ(1/370)
خَيْثَمٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلالِيَّةِ، قَالَتْ: مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ، فَقَالَ " يَا أُمَّ الْفَضْلِ إِنَّكِ حَامِلٌ بِغُلامٍ ".
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ وَقَدْ تَحَالَفَ الْفَرِيقَانِ أَنْ لا يَأْتُوا النِّسَاءَ، قَالَ: " هُوَ مَا أَقُولُ لَكِ، فَإِذَا وَضَعْتِيهِ فَائْتِينِي بِهِ ".
قَالَتْ: فَلَمَّا وَضَعْتُهُ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِكَ الْيُمْنَى، وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ الْيُسْرَى، وَقَالَ: " اذْهَبِي بِأَبِي الْخُلَفَاءِ ".
قَالَتْ: فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ فَأَعْلَمْتُهُ، وَكَانَ رَجُلا جَمِيلا لَبَّاسًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَيْهِ فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ أَقْعَدَهُ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا عَمِّي فَمَنْ شَاءَ فَلَيُبَاهِ بِعَمِّهِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعْضَ هَذَا الْقَوْلِ.
فَقَالَ: " يَا عَبَّاسُ لِمَ لا أَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ؟ وَأَنْتَ عَمِّي وَصِنْوُ أَبِي وَخْيَرُ مَنْ أَخْلَفَ بَعْدِي مِنْ أَهْلِي ".
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَيْءٌ أَخْبَرَتْنِي بِهِ أُمُّ الْفَضْلِ مِنْ مَوْلُودِنَا هَذَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، يَا عَبَّاسُ، إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسَ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فَهِيَ لَكَ وَلِوَلَدِكَ، مِنْهُمُ السَّفَّاحُ، وَمِنْهُمُ الْمَنْصُورُ، وَمِنْهُمُ الْمَهْدِيُّ "، لَفْظُ حَدِيثِ الْحَسَنِ(1/371)
(59) أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حاتم المرادي، قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم بْن حماد، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن مسلم، عَنْ شيخ، عَنْ يزيد بْن الوليد الخزاعي، عَنْ كعب، قَالَ: " المنصور والمهدى والسفاح من ولد العباس "
(60) أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ النَّجَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ، يعني ابْنَ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرْنَا الْمَهْدِيَّ وَكَانَ مُنْضَجِعًا، فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ: مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يعقوب الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن عَلِيّ بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد بْن مُوسَى الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْد الصمد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الإمام، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ المنصور يوما، ونحن جلوس عنده، أتذكرون رؤيا كنت رأيتها ونحن بالشراة؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين ما نذكرها، فغضب من ذلك، وَقَالَ: كان ينبغي لكم أن تثبتوها في ألواح الذهب وتعلقوها في أعناق الصبيان.
فقال عِيسَى بْن عَلِيّ: إن كنا قصرنا في ذلك فنستغفر الله يا أمير المؤمنين، فليحدثنا(1/372)
أمير المؤمنين بها، قَالَ: نعم، رأيت كأني في المسجد الحرام، وكأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكعبة وبابها مفتوح، والدرجة موضوعة وما أفقد أحدا من الهاشميين ولا من القرشيين، إذا مناد ينادي أين عَبْد الله؟ فقام أخي أبو العباس يتخطى الناس حتى صار على الدرجة، فأخذ بيده فأدخل البيت، فما لبث أن خرج علينا، ومعه قناة عليها لواء قدر أربع أذرع أو أرجح، فرجع حتى خرج من باب المسجد.
ثم نودي أين عَبْد الله؟ فقمت أنا وعبد الله بْن عَلِيّ نستبق حتى صرنا إِلَى الدرجة فجلس، وأخذ بيدي فأصعدت فأدخلت الكعبة، وإذا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس، ومعه أَبُو بكر وعمر وبلال.
فعقد لي وأوصاني بأمته وعممني، فكان كورها ثلاثة وعشرين كورا، وَقَالَ: خذها إليك أبا الخلفاء إِلَى يوم القيامة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ، الزاهد قَالَ: أَخبرنا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن أَبِي قيس الرفاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن صالح، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مسعود الرياحي، قَالَ: حَدَّثَنِي عبيد الله بْن الْعَبَّاسِ، قَالَ: ولد أَبُو جعفر سنة خمسة وتسعين.
وَقَالَ بْن أَبِي الدنيا: حَدَّثَنِي حمدون بْن سعد المؤذن، قَالَ: رأيت أبا جعفر يخطب على المنبر معرق الوجه، يخضب بالسواد، وكان أسمر طويلا نحيفا خفيف العارضين، وأمه أم ولد يقال لها: سلامة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْعَبَّاسِ بْن مُحَمَّد بْن صول الصولي النديم، قَالَ: توفي المنصور بمكة، وكان حاجا، في سنة ثمان وخمسين ومائة، ودفن ما بين الحجون وبئر ميمون بْن الحضرمي، وله يوم(1/373)
توفي أربع وستون سنة.
قَالَ الصولي: ويروى أنه ولد سنة خمس وتسعين في اليوم الذي مات فيه الحجاج.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حدثنا عُمَر بْن مُحَمَّد ابن الزيات إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد البزاز، واللفظ له، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا الحارث بْن مُحَمَّد، قالا: حَدَّثَنَا منصور بْن أَبِي مزاحم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سهل الحاسب، قَالَ: حَدَّثَنِي طيفور مولى أمير المؤمنين، قَالَ: حدثتني سلامة أم أمير المؤمنين، قالت: لما حملت بأبي جعفر، رأيت كأنه خرج من فرجي أسد فزأر، ثم أقعى فاجتمعت حوله الأسد، فكلما انتهى إليه أسد سجد له.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طالب، قَالَ: أخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عروة بْن الجراح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الصولي: قَالَ: قَالَ رجل من ولد الربيع: لما أراد أَبُو جعفر أن يبني لنفسه، كان يؤتى من كل مدينة بتراب فيعفنه فيصير عقارب وهوام، حتى أتى بتربة بغداد فخرج صرارات، وأتى الخلد فنظر إِلَى دجلة والفرات فأعجبه، فرآه راهب كان هناك وهو يقدر بناءها، فقال: لا تتم، فبلغه فأتاه.
فقال: نعم، نجد في كتبنا أن الذي يبنيها ملك يقال له: مقلاص، قَالَ أَبُو جعفر: كانت والله أمي تلقبني في صغري مقلاصا(1/374)
باب ذكر خبر بناء مدينة السلام
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ المعدل التنوخي، قَالَ: أَخبرنا طلحة بْن مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جرير إجازة: أن أبا جعفر المنصور بويع له سنة ست وثلاثين ومائة، وأنه ابتدأ أساس المدينة سنة خمس وأربعين ومائة، واستتم البناء سنة ست وأربعين ومائة وسماها مدينة السلام.
قلت: وبلغني أن المنصور لما عزم على بنائها، أحضر المهندسين وأهل المعرفة بالبناء والعلم بالذرع والمساحة وقسمة الأرضين، فمثل لهم صفتها التي في نفسه، ثم أحضر الفعلة والصناع من النجارين والحفارين والحدادين، وغيرهم، وأجرى عليهم الأرزاق، وكتب إِلَى كل بلد بحمل من فيه ممن يفهم شيئا من أمر البناء، ولم يبتدئ في البناء حتى تكامل بحضرته من أهل المهن والصناعات ألوف كثيرة، ثم اختطها وجعلها مدورة.
ويقال: لا يعرف في أقطار الدنيا كلها مدينة مدورة سواها، ووضع أساسها في وقت اختاره له نوبخت المنجم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخبرنا(1/375)
مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: أَنْبَأَنِي مُحَمَّد بْن مُوسَى القيسي، عَنْ مُحَمَّد بْن مُوسَى الخوارزمي الحاسب: أن أبا جعفر تحول من الهاشمية إِلَى بغداد، وأمر ببنائها، ثم رجع إِلَى الكوفة بعد مائة سنة وأربع وأربعين سنة وأربعة أشهر وخمسة أيام من الهجرة، قَالَ: وفرغ أَبُو جعفر من بنائها ونزلها مع جنده، وسماها " مدينة السلام " بعد مائة سنة وخمس وأربعين سنة وأربعة أشهر وثمانية أيام من الهجرة.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف قَالَ الخوارزمي: واستتم حائط بغداد وجميع عملها بعد مائة سنة وثمان وأربعين سنة وستة أشهر وأربعة أيام من الهجرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن جعفر بْن درستويه النحوي، قَالَ: حدثنا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: سنة ست وأربعين ومائة، فيها فرغ أَبُو جعفر من بناء مدينة السلام ونزوله إياها، ونقل الخزائن وبيوت الأموال والدواوين إليها.
وفي سنة تسع وأربعين ومائة استتم بناء سور خندق مدينة السلام وجميع أمورها.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَسَن، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَبْد الله إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة الأزدي، قَالَ: حكي عَنْ بعض المنجمين، قَالَ: قَالَ لي المنصور لما فرغ من مدينة السلام: خذ الطالع.
فنظرت في طالعها وكان المشتري في القوس، فأخبرته بما تدل عليه النجوم من طول زمانها وكثرة عمارتها وانصباب الدنيا إليها، وفقر الناس إلي ما فيها.
ثم قلت له: وأبشرك يا أمير المؤمنين أكرمك الله بخلة أخرى من دلائل النجوم: لا يموت فيها خليفة من الخلفاء أبدا.
فرأيته تبسم لذلك، ثم قَالَ: الحمد الله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فلذلك(1/376)
قَالَ عمارة بْن عقيل بْن بلال بْن جرير بْن الخطفى عند تحول الخلفاء من بغداد:
أعاينت في طول من الأرض والعرض كبغداد دارا إنها جنة الأرض
صفا العيش في بغداد واخضر عوده وعيش سواها غير صاف ولا غض
تطول بها الأعمار إن غذاءها مريء وبعض الأرض امرأُ من بعض
قضى ربها أن لا يموت خليفة بها إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب ولن ترى غريبا بأرض الشام يطمع في غمض
فإن خربت بغداد منهم بقرضها فما أسلفت إلا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وقد رويت هذه الأبيات لمنصور النمري والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الكاتب، قَالَ: أَخبرنا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد مولى بني هاشم يعرف بابن متيم، قَالَ: حدثنا أَحْمَد بْن عبيد الله بْن عمار، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن داود بْن الجراح: ولم يمت بمدينة السلام خليفة مذ بنيت إلا مُحَمَّد الأمين، فإنه قتل في شارع باب الأنبار، وحمل رأسه إِلَى طاهر بْن الحسين، وهو في معسكره بين بطاطيا وباب الأنبار.
فأما المنصور، وهو الذي بناها، فمات حاجا وقد دخل الحرم، ومات المهدي بماسبذان، ومات الهادي بعيساباذ، ومات هارون بطوس، ومات المأمون بالبذندون من بلاد الروم، وحمل فيما قيل إلى طرطوس فدفن بها، ومات المعتصم بسر من رأى.
وكل من ولي الخلافة بعده من ولده وولد ولده إلا المعتمد والمعتضد والمكتفي، فإنهم ماتوا بالقصور من الزندورد، فحمل المعتمد ميتا إلى سر من رأى، ودفن المعتضد في موضع من دار مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن طاهر، ودفن المكتفي في موضع من دار ابْن طاهر.(1/377)
قلت: ذكرت هذا الخبر للقاضي أبي القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي رحمه الله، فقال: مُحَمَّد الأمين أيضا لم يقتل في المدينة، وإنما كان قد نزل في سفينة إِلَى دجلة يتنزه، فقبض عليه في وسط دجلة وقتل هناك، ذكر ذلك الصولي وغيره.
وَقَالَ أَحْمَد بْن يعقوب الكاتب: وقتل الأمين خارج باب الأنبار عند بستان طاهر.
عدنا إلى خبر بناء مدينة السلام:
ذكر خط مدينة المنصور وتحديدها
ومن جعل إليه النظر في ترتيبها
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الْحَسَن بْن عثمان بْن أَحْمَد بْن الفلو الواعظ، قَالَ: أَنْبَأَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحكم الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الفضل العباس بْن أَحْمَد الحداد، قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن البربري، يقول: مدينة أبي جعفر ثلاثون ومائة جريب، خنادقها وسورها ثلاثون جريبا، وأنفق عليها ثمانية عشر ألف ألف، وبنيت في سنة خمس وأربعين ومائة.
وَقَالَ أَبُو الفضل: حَدَّثَنِي أَبُو الطيب البزاز، قَالَ: قَالَ لي خالي وكان قيم بدر: قَالَ لنا بدر غلام المعتضد: قَالَ أمير المؤمنين: انظروا كم هي مدينة أبي جعفر؟ فنظرنا وحسبنا، فإذا هي ميلين مكسر في ميلين.
قلت: ورأيت في بعض الكتب أن أبا جعفر المنصور أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمان مائة وثلاثة وثمانين درهما، مبلغها من الفلوس مائة ألف(1/378)
ألف فلس وثلاثة وعشرون ألف فلس، وذلك أن الأستاذ من الصناع كان يعمل يومه بقيراط إِلَى خمس حبات، والروزجاري يعمل بحبتين إِلَى ثلاث حبات.
قلت: وهذا خلاف ما تقدم ذكره من مبلغ النفقة على المدينة، وأرى بين القولين تفاوتا كثيرا، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر الخلدي إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بْن مخلد الدقاق، قَالَ: سمعت داود بْن صغير بْن شبيب بْن رستم البخاري، يقول: رأيت في زمن أَبِي جعفر كبشا بدرهم، وحملا بأربعة دوانق، والتمر ستين رطلا بدرهم، والزيت ستة عشر رطلا بدرهم، والسمن ثمانة أرطال بدرهم، والرجل يعمل بالروزجار في السور كل يوم بخمس حبات.
قلت: وشبيه بهذا الخبر ما أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن سلام السواق، قَالَ: سمعت أبا نعيم الفضل بْن دكين، يقول: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة تسعين رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستين رطلا بدرهم، ثم ذكر العسل، فقال: عشرة أرطال، والسمن اثني عشر رطلا.
قَالَ الْحَسَن بْن سلام: فقدمت بغداد فحدثت به عفان، فقال: كانت في تكتي قطعة فسقطت على ظهر قدمي(1/379)
فأحسست بها، فاشتريت بها ستة مكاكيك دقيق الأرز.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ يحيي بْن الْحَسَن بْن عَبْد الخالق: خط المدينة ميل في ميل، ولبنها ذراع في ذراع.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وزعم أَحْمَد بْن محمود الشروي أن الذي تولى الوقوف على خط بغداد: الحجاج بْن أرطاة وجماعة من أهل الكوفة.
وزعم أَبُو النضر المروزي أنه سمع أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: بغداد من الصراة إِلَى باب التبن.
قلت: عنى أَحْمَد بهذا القول مدينة المنصور وما لاصقها واتصل ببنائها خاصة؛ لأن أعلى البلد قطيعة أم جعفر دونها الخندق يقطع بينها وبين البناء المتصل بالمدينة، وكذلك أسفل البلد من محال الكرخ وما يتصل به يقطع بينه وبين المدينة الصراة، وهذا حد المدينة وما اتصل بها طولا.
فأما حد ذلك عرضا، فمن شاطئ دجلة إِلَى الموضع المعروف الكبش والأسد، وكل ذلك كان متصل الأبنية متلاصق الدور والمساكن، والكبش والأسد الآن صحراء مزروعة، وهي على مسافة من البلد، وقد رأيت ذلك الموضع مرة واحدة خرجت فيها لزيارة قبر إِبْرَاهِيم الحربي وهو مدفون هناك، فرأيت في الموضع أبياتا كهيئة القرية يسكنها المزارعون والحطابون، وعدت إِلَى الموضع بعد ذلك فلم أر فيه أثرا لمسكن.
وَقَالَ لي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن الكاتب:(1/380)
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ بشر بْن عَلِيّ بْن عبيد الكاتب النصراني، قَالَ: كنت أجتاز بالكبش والأسد مع والدي، فلا أتخلص في أسواقها من كثرة الزحمة.
بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن خلف وكيع: أن أبا حنيفة النعمان بْن ثابت، كان يتولى القيام بضرب لبن المدينة وعدده حتى فرغ من استتمام بناء حائط المدينة مما يلي الخندق.
وكان أَبُو حنيفة يعد اللبن بالقصب، وهو أول من فعل ذلك فاستفاده الناس منه.
وذكر مُحَمَّد بْن إسحاق البغوي: أن رباحا البناء حدثه، وكان ممن تولى بناء سور مدينة المنصور، قَالَ: وكان بين كل باب من أبواب المدينة إِلَى الباب الآخر ميل، وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنتان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، فلما بنينا الثلث من السور لقطناه، فصيرنا في الساف مائة ألف لبنة وخمسين ألف لبنة، فلما جاوزنا الثلثين لقطناه، فصيرنا في الساف مائة ألف لبنة وأربعين ألف إِلَى أعلاه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ ابْن الشروي: هدمنا من السور الذي يلي باب المحول قطعة، فوجدنا فيها لبنة مكتوب عليها بمغرة: وزنها مائة وسبعة عشر رطلا.
قَالَ: فوزناها فوجدناها كذلك.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: قالوا: وبنى المنصور مدينته، وبنى لها أربعة أبواب، فإذا جاء أحد من الحجاز دخل من باب الكوفة، وإذا جاء من المغرب دخل من باب الشام، وإذا جاء أحد من الأهواز والبصرة وواسط واليمامة(1/381)
والبحرين دخل من باب البصرة، وإذا جاء الجائي من المشرق دخل من باب خراسان، وذكر باب خراسان كان قد سقط من الكتاب فلم يذكره مُحَمَّد بْن جعفر عَنِ السكوني وإنما استدركناه من رواية غيره وجعل، يعني: المنصور، كل باب مقابلا للقصر، وبنى على كل باب قبة، وجعل بين كل بابين ثمانية وعشرين برجا، إلا بين باب البصرة وباب الكوفة فإنه يزيد واحدا، وجعل الطول من باب خراسان إِلَى باب الكوفة ثمان مائة ذراع، ومن باب الشام إِلَى باب البصرة ست مائة ذراع، ومن أول أبواب المدينة إِلَى الباب الذي يشرع إِلَى الرحبة خمسة أبواب حديد.
وذكر وكيع فيما بلغني عنه: أن أبا جعفر بنى المدينة مدورة؛ لأن المدورة لها معان سوى المربعة، وذلك أن المربعة إذا كان الملك في وسطها كان بعضها أقرب إليه من بعض، والمدور من حيث قسم كان مستويا لا يزيد هذا على هذا ولا هذا على هذا، وبنى لها أربعة أبواب، وعمل عليها الخنادق، وعمل لها سورين وفصيلين بين كل بابين فصيلان، والسور الداخل أطول من الخارج.
وأمر أن لا يسكن تحت السور الطويل الداخل أحد ولا يبني منزلا، وأمر أن تبنى الفصيل الثاني مع السور المنازل لأنه أحصن للسور، ثم بنى القصر والمسجد الجامع.
وكان في صدر قصر المنصور إيوان طوله ثلاثون ذراعا، وعرضه عشرون ذراعا، وفي صدر الإيوان مجلس عشرون ذراعا في عشرين ذراعا، وسمكه عشرون ذراعا، وسقفه قبة، وعليه مجلس مثله فوقه القبة الخضراء، وسمكه إِلَى أول حد عقد القبة عشرون ذراعا، فصار من الأرض إِلَى رأس القبة الخضراء ثمانين ذراعا، وعلى رأس القبة تمثال فرس عليه فارس، وكانت القبة الخضراء ترى من أطراف بغداد.(1/382)
حَدَّثَنِي القاضي أَبُو القاسم التنوخي، قَالَ: سمعت جماعة من شيوخنا يذكرون: أن القبة الخضراء كان على رأسها صنم على صورة فارس في يده رمح، فكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومد الرمح نحوها، علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة فلا يطول الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيا قد نجم من تلك الجهة، أو كما قَالَ.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد القاضي، قَالَ: أَخبرنا إسماعيل بْن عَلِيّ الخطبي، قَالَ: سقط رأس القبة الخضراء، خضراء أبي جعفر المنصور، التي في قصره بمدينته يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاث مائة، وكان ليلتئذ مطر عظيم ورعد هائل وبرق شديد، وكانت هذه القبة تاج بغداد وعلم البلد ومأثرة من مآثر بني العباس عظيمة، بنيت أول ملكهم وبقيت إِلَى هذا الوقت، فكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة.
قَالَ وكيع فيما بلغني عنه: إن المدينة مدورة عليها سور مدور، قطرها من باب خراسان إِلَى باب الكوفة ألفا ذراع ومئتا ذراع، ومن باب البصرة إِلَى باب الشام ألفا ذراع ومائتا ذراع، وسمك ارتفاع هذا السور الداخل وهو سور المدينة في السماء خمسة وثلاثون ذراعا، وعليه أبرجة سمك كل برج منها فوق السور خمسة أذرع، وعلى السور شرف.
وعرض السور من أسفله نحو عشرين ذراعا.
ثم الفصيل بين السورين وعرضه ستون ذراعا.
ثم السور الأول وهو سور الفصيل ودونه خندق.
وللمدينة أربعة أبواب: شرقي وغربي وقبلي وشمالي، لكل باب منها بابان باب دون باب، بينهما دهليز ورحبة يدخل إِلَى الفصيل الدائر بين السورين، فالأول باب الفصيل، والثاني باب المدينة، فإذا دخل الداخل من باب خراسان الأول عطف على يساره في دهليز أزج معقود بالآجر والجص، عرضه عشرون ذراعا وطوله ثلاثون ذراعا، المدخل إليه في(1/383)
عرضه، والمخرج منه من طوله مخرج إِلَى رحبة مادة إِلَى الباب الثاني طولها ستون ذراعا وعرضها أربعون ذراعا، ولها في جنبتيها حائطان من الباب الأول إِلَى الباب الثاني طولها ستون ذراعا وعرضها أربعون ذراعا في صدر هذه الرحبة في طولها الباب الثاني وهو باب المدينة، وعن يمينه وشماله في جنبتي هذه الرحبة بابان إِلَى الفصيل، فالأيمن يؤدي إِلَى فصيل باب الشام، والأيسر يؤدي إِلَى فصيل باب البصرة، ثم يدور من باب البصرة إِلَى باب الكوفة، ويدور الذي انتهى إِلَى باب الشام إِلَى باب الكوفة، على نعت واحد وحكاية واحدة.
والأبواب الأربعة على صورة واحدة، في الأبواب والفصلان والرحاب والطاقات.
ثم الباب الثاني وهو باب المدينة وعليه السور الكبير الذي وصفنا، فيدخل من الباب الكبير إِلَى دهليز أزج معقود بالآجر والجص، طوله عشرون ذراعا، وعرضه اثني عشر ذراعا، وكذلك سائر الأبواب الأربعة.
وعلى كل أزج من آزاج هذه الأبواب مجلس له درجة على السور يرتقى إليه منها.
على هذا المجلس قبة عظيمة ذاهبة في السماء سمكها خمسون ذراعا مزخرفة، وعلى رأس كل قبة منها تمثال تديره الريح لا يشبه نظائره.
وكانت هذه القبة مجلس المنصور إذا أحب النظر إِلَى الماء، وإلى من يقبل من ناحية خراسان.
وقبة على باب الشام كانت مجلس المنصور إذا أحب النظر إِلَى الأرباض وما والاها.
وقبة على باب البصرة كانت مجلسه إذا أحب النظر إِلَى الكرخ ومن أقبل من تلك الناحية.
وقبة على باب الكوفة كانت مجلسه إذا أحب النظر إِلَى البساتين والضياع، وعلى كل باب من أبواب المدينة الأوائل والثواني باب حديد عظيم جليل المقدار، كل باب منها فردان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا(1/384)
مُحَمَّد ابْن خلف، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن الحارث، عَنِ العتابي: أن أبا جعفر نقل الأبواب من واسط، وهي أبواب الحجاج، وأن الحجاج وجدها على مدينة كان بناها سُلَيْمَان بْن داود عليهما السلام بإزاء واسط، كانت تعرف بزندورد وكانت خمسة، وصير على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة، وعلى باب الكوفة الخارج بابا جيء به من الكوفة من عمل القسري.
وعمل هو لباب الشام بابا فهو أضعفها.
وابتنى قصره الذي يسمى الخلد على دجلة، وتولى ذلك أبان بْن صدقة والربيع، وأمر أن يعقد الجسر عند باب الشعير، وأقطع أصحابه خمسين في خمسين.
قلت: إنما سمي قصر المنصور الخلد تشبيها له بجنة الخلد، وما يحويه من كل منظر رائق، ومطلب فائق، وغرض غريب، ومراد عجيب.
وكان موضعه وراء باب خراسان، وقد اندرس الآن فلا عين له ولا أثر.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن عبيد الزجاج الشاهد، وكان مولده في شهر رمضان من سنة أربع وتسعين ومائتين، قَالَ: أذكر في سنة سبع وثلاث مائة، وقد كسرت العامة الحبوس بمدينة المنصور، فأفلت من كان فيها، وكانت الأبواب الحديد التي للمدينة باقية، فغلقت وتتبع أصحاب الشرط من أفلت من الحبوس، فأخذوا جميعهم حتى لم يفتهم منهم أحد.
عدنا إِلَى كلام وكيع المتقدم، قَالَ: ثم يدخل من الدهليز الثاني إِلَى رحبة مربعة عشرون ذراعا في مثلها، فعلى يمين الداخل إليها طريق وعلى يساره طريق، يؤدي الأيمن إِلَى باب الشام والأيسر إِلَى باب البصرة.
والرحبة كالرحبة التي وصفنا، ثم يدور هذا الفصيل على سائر الأبواب بهذه الصورة، وتشرع في هذا الفصيل أبواب السكك، وهو فصيل ماد مع السور، وعرض كل فصيل من هذه الفصلان من السور إِلَى أفواه السكك خمس وعشرون ذراعا،(1/385)
ثم يدخل من الرحبة التي وصفنا إِلَى الطاقات، وهي ثلاثة وخمسون طاقا سوى طاق المدخل إليها من هذه الرحبة، وعليه باب ساج كبير فردين، وعرض الطاقات خمس عشرة ذراعا، وطولها من أولها إِلَى الرحبة التي بين هذه الطاقات والطاقات الصغرى مائتا ذراع، وفي جنبتي الطاقات بين كل طاقين منها غرف كانت للمرابطة، وكذلك لسائر الأبواب الباقية، فعلى هذه الصفة سواء، ثم يخرج من الطاقات إِلَى رحبة مربعة عشرون ذراعا في عشرين ذراعا، فعن يمينك طريق يؤدي إِلَى نظيرتها من باب الشام، ثم تدور إِلَى نظيرتها من باب الكوفة، ثم إِلَى نظيرتها من باب البصرة.
ثم نعود إِلَى وصفنا لباب خراسان: كل واحدة منهن نظيرة لصواحباتها، وفي هذا الفصيل تشرع أبواب لبعض السكك، وتجاهك الطاقات الصغرى التي تلي دهليز المدينة الذي يخرج منه إِلَى الرحبة الدائرة حول القصر والمسجد.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن المحسن، قَالَ: قَالَ لي الْقَاضِي أَبُو بكر بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي: انبثق البثق من قبين، وجاء الماء الأسود فهدم طاقات باب الكوفة، ودخل المدينة فهدم دورنا، فخرجنا إِلَى الموصل وذلك في سني نيف وثلاثين وثلاث مائة، وأقمنا بالموصل سنين عدة ثم عدنا إِلَى بغداد فسكنا طاقات العكي.
قلت: بلغني عَنْ أَبِي عثمان عمرو بْن بحر الجاحظ، قَالَ: قد رأيت المدن العظام، والمذكورة بالإتقان والإحكام، بالشامات وبلاد الروم وفي(1/386)
غيرهما من البلدان، لم أر مدينة قط أرفع سمكا، ولا أجود استدارة، ولا أنبل نبلا، ولا أوسع أبوابا، ولا أجود فصيلا، من الزوراء، وهي مدينة أَبِي جعفر المنصور، كأنما صبت في قالب وكأنما أفرغت إفراغا، والدليل على أن اسمها الزوراء قول سلم الخاسر:
أين رب الزوراء إذ قلدته الملك عشرين حجة واثنتان
أَخْبَرَنَا الحسين بْن محمد المؤدب، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ الشطي، قَالَ: نَبَّأَنَا أَبُو إسحاق الهجيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم أَبُو العيناء، قَالَ: قَالَ الربيع: قَالَ لي المنصور: يا ربيع هل تعلم في بنائي هذا موضعا إن أخذني فيه الحصار خرجت خارجا منه على فرسخين؟ قَالَ: قلت: لا.
قَالَ: بلى، في بنائي هذا ما إن أخذني فيه الحصار خرجت خارجا منه على فرسخين.
حدثت عَنْ أبي عبيد الله مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى المرزباني، قَالَ: دفع إِلي العباس بْن الْعَبَّاسِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن المغيرة الجوهري كتابا، ذكر أنه بخط عَبْد الله بْن أَبِي سعد الوراق فكان فيه: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عياش التميمي المروروذي، قَالَ: سمعت جدي عياش بْن القاسم، يقول: كان على أبواب المدينة مما يلي الرحاب ستور وحجاب، وعلى كل باب قائد.
فكان على باب الشام سُلَيْمَان بْن مجالد في ألف، وعلى باب البصرة أَبُو الأزهر التميمي في ألف، وعلى باب الكوفة خالد العكي في ألف، وعلى باب خراسان مسلمة بْن صهيب الغساني في ألف.
وكان لا يدخل أحد من عمومته، يَعْنِي: عمومة المنصور، ولا غيرهم من هذه الأبوب إلا راجلا، إلا داود بْن عَلِيّ عمه فإنه كان منقرسا، فكان يحمل في محفة، ومحمد المهدي ابنه،(1/387)
وكانت تكنس الرحاب في كل يوم يكنسها الفراشون، ويحمل التراب إِلَى خارج المدينة، فقال له عمه عَبْد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم يأذن له.
فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الروايا التي تصل إِلَى الرحاب.
فقال: يا ربيع بغال الروايا تصل إِلَى رحابي؟ فقال: نعم، يا أمير المؤمنين.
فقال: تتخذ الساعة قني بالساج من باب خراسان حتى تجيء إِلَى قصري، ففعل.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدب، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ الشطي بجرجان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق الهجيمي، قَالَ: قَالَ أَبُو العيناء: بلغني أن المنصور جلس يوما، فقال للربيع: انظر من بالباب من وفود الملوك فأدخله.
قَالَ: قلت وافد من قبل ملك الروم.
قَالَ: أدخله.
فدخل، فبينا هو جالس عند أمير المؤمنين، إذ سمع المنصور صرخة كادت تقلع القصر، فقال: يا ربيع ينظر ما هذا؟ قَالَ: ثم سمع صرخة هي أشد من الأولى، فقال: يا ربيع ينظر ما هذا؟ قَالَ: ثم سمع صرخة هي أشد من الأوليين.
فقال: يا ربيع اخرج بنفسك.
قَالَ: فخرج الربيع ثم دخل، فقال: يا أمير المؤمنين بقرة قربت لتذبح، فغلبت الجازر وخرجت تدور في الأسواق، فأصغى الرومي إِلَى الربيع يتفهم ما قَالَ، ففطن المنصور لإصغاء الرومي، فقال: يا ربيع أفهمه.
قَالَ: فأفهمه.
فقال الرومي: يا أمير المؤمنين إنك بنيت(1/388)
بناء لم يبنه أحد كان قبلك، وفيه ثلاثة عيوب.
قَالَ: وما هي؟ قَالَ: أما أول عيب فيه فبعده من الماء، ولا بد للناس من الماء لشفاههم، وأما العيب الثاني فإن العين خضرة وتشتاق إِلَى الخضرة، وليس في بنائك هذا بستان، وأما العيب الثالث فإن رعيتك معك في بنائك وإذا كانت الرعية مع الملك في بنائه فشا سره.
قَالَ: فتجلد عليه المنصور، فقال له: أما قولك في الماء فحسبنا من الماء ما بل شفاهنا، وأما العيب الثاني فإنا لم نخلق للهو واللعب، وأما قولك في سري فمالي سر دون رعيتي.
قَالَ: ثم عرف الصواب فوجه بشميس وخلاد، وخلاد هو جد أَبِي العيناء، فقال: مدا لي قناتين من دجلة، واغرسوا لي العباسية، وانقلوا الناس إلى الكرخ.
قلت: مد المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة، وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات، وجرهما إلى مدينته في عقود وثيقة من أسفلها، محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها، فكانت كل قناة منهما تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض، وتجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في وقت، وجر لأهل الكرخ وما اتصل به نهرا يقال له: نهر الدجاج، وإنما سمي بذلك لأن أصحاب الدجاج كانوا يقفون عنده، ونهرا يقال له: نهر القلائين حَدَّثَنَا من أدركه جاريا يلقي في دجلة تحت الفرضة، ونهرا يسمى نهر طابق، ونهرا يقال له نهر البزازين فسمعت من يذكر أنه توضأ منه، ونهرا في مسجد الأنباريين رأيته لا ماء فيه.
وقد تعطلت هذه الأنهار ودرس أكثرها حتى لا يوجد له أثر.
وأنهارا نذكرها بعد إن شاء الله تعالى.(1/389)
خبر بناء الكرخ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بن الفضل القطان، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن جعفر بْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: سنة سبع وخمسين ومائة فيها نقل أَبُو جعفر الأسواق من المدينة ومدينة الشرقية إِلَى باب الكرخ وباب الشعير والمحول، وهي السوق التي تعرف بالكرخ، وأمر ببنائها من ماله على يدي الربيع مولاه.
وفيها وسع طرق المدينة وأرباضها ووضعها على مقدار أربعين ذراعا، وأمر بهدم ما شاع من الدور عَنْ ذلك القدر.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَسَن، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة الأزدي، قَالَ: فلما دخلت سنة سبع وخمسين، وكان أَبُو جعفر قد ولي الحسبة يَحْيَى بْن زكريا، فاستغوى العامة، وزين لهم الجموع، فقتله أَبُو جعفر بباب الذهب، وحول أسواق المدينة إِلَى باب الكرخ وباب الشعير وباب المحول، وأمر ببناء الأسواق على يد الربيع، وأوسع الطرق بمدينة السلام وجعلها على أربعين ذراعا وأمر بهدم ما شخص من الدور عَنْ ذلك المقدار.
وفي سنة ثمان وخمسين بنى المنصور قصره على دجلة وسماه الخلد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: قَالَ الخوارزمي، يَعْنِي مُحَمَّد بْن مُوسَى: وحول أَبُو جعفر(1/390)
الأسواق إِلَى الكرخ، وبناها من ماله بعد مائة سنة وست وخمسين سنة وخمسة أشهر وعشرين يوما، ثم بدأ بعد ذلك في بناء قصر الخلد على شاطئ دجلة بعد شهر وأحد عشر يوما.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وَأَخْبَرَنِي الحارث بْن أَبِي أسامة، قَالَ: لما فرغ أَبُو جعفر المنصور من مدينة السلام، وصير الأسواق في طاقات مدينته من كل جانب، قدم عليه وفد ملك الروم، فأمر أن يطاف بهم في المدينة ثم دعاهم، فقال: للبطريق: كيف رأيت هذه المدينة؟ قَالَ: رأيت أمرها كاملا إلا في خلة واحدة.
قَالَ: ما هي؟ قَالَ: عدوك يخترقها متى شاء وأنت لا تعلم، وأخبارك مبثوثة في الآفاق لا يمكنك سترها.
قَالَ: كيف؟ قَالَ: الأسواق فيها، والأسواق غير ممنوع منها أحد، فيدخل العدو، كأنه يريد أن يتسوق، وأما التجار، فإنها ترد الآفاق، فيتحدثون بأخبارك، قَالَ: فزعموا أنه أمر المنصور حينئذ بإخراج الأسواق من المدينة إِلَى الكرخ، وأن يبنى ما بين الصراة إِلَى نهر عِيسَى، وولى ذلك مُحَمَّد بْن حبيش الكاتب، ودعا المنصور بثوب واسع فحد فيه الأسواق، ورتب كل صنف منها في موضعه.
وَقَالَ: اجعلوا سوق القصابين في آخر الأسواق، فإنهم سفهاء وفي أيديهم الحديد القاطع.
ثم أمر أن يبنى لأهل الأسواق مسجد يجتمعون فيه يوم الجمعة لا يدخلون المدينة ويفرد لهم ذلك.
وقلد ذلك رجلا يقال له: الوضاح بْن شبا، فبنى القصر الذي يقال له: قصر الوضاح والمسجد فيه وسميت الشرقية لأنها في شرقي الصراة، ولم يضع المنصور على الأسواق غلة حتى مات.
فلما استخلف المهدي أشار عليه أَبُو عبيد الله بذلك، فأمر فوضع على الحوانيت الخراج وولي(1/391)
ذلك سعيدا الخرسي سنة سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ وأحمد بْن عَلِيّ، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: كانت سوق دار البطيخ قبل أن تنقل إِلَى الكرخ في درب يعرف بدرب الأساكفة، ودرب يعرف بدرب الزيت، العاج، فنقلت السوق إِلَى داخل الكرخ في أيام المهدي، ودخل أكثر الدروب في الدور التي اشتراها أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطائي.
وكانت القطائع التي من جانب الصراة مما يلي باب المحول لعقبة بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن الأشعث، من ولد أهبان بْن صيفي مكلم الذئب، إقطاعا من المنصور، ثم خرج عقبة على المأمون فنهبت داره، ثم أقطعها المأمون ولد عِيسَى بْن جعفر.
وكانت الدور التي بين الخندق مما يلي باب البصرة وشط الصراة وإزاء دور الصحابة للأشاعثة، وهي دور آل حماد بْن زَيْد اليوم.
وكانت دار جعفر بْن مُحَمَّد بْن الأشعث الكندي مما يلي باب المحول ثم صارت للعباس ابنه.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن الْعَبَّاسِ الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد الناقد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن غالب، قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يونس أبا مسلم يذكر عَنِ الواقدي، قَالَ: الكرخ مغيض السفل.
قلت: إنما عنى الواقدي بقوله هذا مواضع من الكرخ مخصوصة يسكنها الرافضة دون غيرهم، ولم يرد سائر نواحي الكرخ، والله أعلم.
أنشدنا الْحَسَن بْن أبي بكر بْن شاذان، قَالَ: أنشدنا أَبِي، قَالَ: أنشدنا أَبُو عَبْد الله إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة نفطويه لنفسه:(1/392)
سقى أربع الكرخ الغوادي بديمة وكل ملث دائم الهطل مسبل
منازل فيها كل حسن وبهجة وتلك لها فضل على كل منزل
خبر بناء الرصافة
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلد الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ بْن الحسين التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد السري، عَنْ أَبِيهِ: قدم المهدي من المحمدية بالري سنة إحدى وخمسين ومائة في شوال، ووفدت إليه الوفود وبنى له المنصور الرصافة، وعمل لها سورا وخندقا وميدانا وبستانا، وأجرى لها الماء.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وَقَالَ يَحْيَى بْن الْحَسَن: كان بناء المهدي بالرهوص إلا ما كان يسكنه هو، واستتم بناء الرصافة وجميع ما فيها سنة تسع وخمسين ومائة، هكذا قَالَ يَحْيَى بْن الْحَسَن.
وَأَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدثنا السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بْن أَبِي أسامة، قَالَ: فرغ من بناء الرصافة سنة أربع وخمسين ومائة.
(61) -[1: 393] قَرَأْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: لَمَّا بَنَى الْمَهْدِيُّ قَصْرَهُ بِالرَّصَافَةِ دَخَلَ يَطُوفُ فِيهِ وَمَعَهُ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ.
قَالَ: فَقَالُ لَهُ: هَلْ تَرْوِي فِي هَذَا شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ صُحُونِكُمْ مَا سَافَرَتْ فِيهِ أَبْصَارُكُمْ "
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ المعدل، قَالَ: حدثنا عثمان(1/393)
ابْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء، قَالَ: قَالَ عَلِيّ بْن يقطين: خرجنا مع المهدي، فقال لنا يوما: إني داخل ذلك البهو فنائم فيه فلا يوقظني أحدا حتى أستيقظ.
قَالَ: فنام ونمنا فما أنبهنا إلا بكاؤه، فقمنا فزعين، فقلنا: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: أتاني الساعة آت في منامي شيخ والله لو كان في مائة ألف شيخ لعرفته، فأخذ بعضادتي الباب وهو يقول
كأني بهذا القصر قد باد أهله وأوحش منه ركنه ومنازله
وصار عميد القوم من بعد بهجة وملك إِلَى قبر عليه جنادله
أَخْبَرَنا الْقَاضِي أَبُو عَبْد الله الحسين بْن عَلِيّ الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مُوسَى المنجم: أن المعتصم وابن أَبِي دؤاد اختلفا في مدينة أَبِي جعفر والرصافة أيما أعلى، قَالَ: فأمرني المعتصم فوزنتهما، فوجدت المدينة أعلى من الرصافة بذراعين ونحو من ثلثي ذراع.
قلت: وربع الرصافة يسمى عسكر المهدي، وإنما سمي بذلك؛ لأن المهدي عسكر به عند شخوصه إِلَى الري.
ذكر محال مدينة السلام وطاقاتها وسككها ودروبها وأرباضها ومعرفة من نسبت إليه من ذلك نواحي الجانب الغربي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلد وأحمد بْن عَلِيّ بْن الحسين التوزي، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف وكيع، قَالَ: طاقات العكي، هو مقاتل بْن حكيم أصله من الشام.(1/394)
وطاقات الغطريف بْن عطاء، وهو أخو الخيزران خال الهادي والرشيد ولي اليمن، ويقال: إنه من بني الحارث بْن كعب، وإن الخيزران كانت لسلمة بْن سعيد اشتراها من قوم قدموا من جرش مولدة.
طاقات أَبِي سويد، اسمه الجارود مما يلي مقابر باب الشام.
ربض العلاء بْن مُوسَى عند درب أَبِي حية ربض أَبِي نعيم مُوسَى بْن صبيح من أهل مرو عند درب شيرويه.
ويقال: إن أبا نعيم خال الفضل بْن الربيع.
قلت: يقال: شيرويه، هو اسم موضع في هذا الربض.
وربض أَبِي عون عَبْد الملك بْن يزيد، الدرب النافذ إِلَى درب طاهر.
وربض أَبِي أيوب الخوزي، وربض الترجمان يتصل بربض حرب، وهو الترجمان بْن بلج.
مربعة شبيب بْن روح المروروذي.
كذا ذكر لي ابْن مخلد وابن التوزي، وإنما هو شبيب بْن واج، قَالَ ذلك أَحْمَد بْن أَبِي طاهر وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة الأزدي، ومحمد بْن عُمَر الجعابي.
مربعة أَبِي العباس، وهو الفضل بْن سُلَيْمَان الطوسي، وهو من أهل أبيورد، قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وَقَالَ أَحْمَد بْن أَبِي طاهر: حَدَّثَنِي أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الفرات الكاتب أن القرية التي كانت في مربعة أَبِي العباس كانت قرية جده من قبل أمه وأنه من دهاقين يقال لهم بنو زرارى،(1/395)
وكانت القرية التي تسمى الوردانية وقرية أخرى قائمة إِلَى اليوم مما يلي مربعة أَبِي قرة.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: ومربعة أَبِي قرة، هو عبيد بْن هلال القاساني من أصحاب الدولة.
وزعم أَحْمَد بْن الحارث، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى، قَالَ: كان في الموضع الذي هو اليوم معروف بدار سعيد الخطيب قرية يقال لها: شرقانية، ولها نخل قائم إِلَى اليوم مما يلي قنطرة أَبِي الجوز، وأبو الجوز من دهاقين بغداد من أهل القرية.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وربض سُلَيْمَان بْن مجالد.
وربض إِبْرَاهِيم بْن حميد وربض حمزة بْن مالك الخزاعي وربض رداد بْن سنان أحد القواد، وربض حميد بْن قحطبة بْن شبيب بْن خالد بْن معدان بْن شمس الطائي، وقرية معدان بعمان على ساحل البحر يقال لها: بوسن.(1/396)
وربض نصر بْن عَبْدِ اللَّهِ، وهو شارع دجيل يعرف بالنصرية.
وربض عَبْد الملك بْن حميد كاتب المنصور قبل أَبِي أيوب.
وربض عمرو بْن المهلب.
وربض حميد بْن أَبِي الحارث، أحد القواد.
وربض إِبْرَاهِيم بْن عثمان بْن نهيك عند مقابر قريش وربض زهير بْن المسيب.
وربض الفرس ومربعتهم أقطعهم المنصور.
ثم قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وَقَالَ الفراسي أَحْمَد بْن الهيثم: إقطاع المسيب بْن زهير في شارع باب الكوفة ما بين حد دار الكندي إِلَى حد سويقة عَبْد الوهاب إِلَى داخل المقابر.
وإقطاع القحاطبة من شارع باب الكوفة إِلَى باب الشام.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة، قَالَ: وأما شارع القحاطبة، فمنسوب إِلَى الْحَسَن بْن قحطبة، وهنالك منزله، وكان الْحَسَن من رجالات الدولة ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وأقطع المأمون طاهر بْن الحسين داره، وكانت قبله لعبيد الخادم مولى المنصور.
قَالَ: والبغيين إقطاع المنصور لهم، وهو من درب سوار إِلَى آخر ربض(1/397)
البرجلانية، وفي البرجلانية منازل حمرة بْن مالك.
الخوارزمية جند من جند المنصور.
الحربية نسبت إِلَى حرب بْن عَبْدِ اللَّهِ صاحب حرس المنصور.
الزهيرية، إِلَى زهير بْن مُحَمَّد قائد من أهل أبيورد.
منارة حميد الطوسي الطائي.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: قَالَ أَبُو زَيْد الخطيب: سمعت أَبِي يقول: شهارسوج الهيثم، هو الهيثم بْن معاوية القائد.
وَقَالَ أَبُو زَيْد الخطيب: المنارة التي في شارع الأنبار بناء طاهر وقت دخوله.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: بستان القس، قس كان ثم قبل بناء بغداد.(1/398)
سويقة عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الإمام، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخبرنا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي مريم، قَالَ: مررت بسويقة عَبْد الوهاب، وقد خربت منازلها، وعلى جدار منها مكتوب:
هذي منازل أقوام عهدتهم في رغد عيش رغيب ماله خطر
صاحت بهم نائبات الدهر فانقلبوا إِلَى القبور فلا عين ولا أثر
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: ودور الصحابة، منهم أَبُو بكر الهذلي، وله مسجد ودرب، ومحمد بْن يزيد وشبة بْن عقال، وحنظلة بْن عقال، ولهم درب ينسب إِلَى الاستخراجي اليوم.
ولعبد الله بْن عياش دار على شاطئ الصراة.
ولعبد الله بْن الربيع الحارثي دار في دور الصحابة.
ولابن أَبِي سعلى الشاعر.
ولأبي دلامة زَيْد بْن جون إقطاع.
هكذا في رواية مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ، عَنِ السكوني: زَيْد بالياء، وقد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: أخبرنا أَبُو أَحْمَد الْحَسَن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن سعيد العسكري، قَالَ: أَخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْن عمار، قَالَ: أَخبرنا ابْن أَبِي سعد، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن كلثوم: رأيت أبا عثمان المازني والجماز عند جدي مُحَمَّد بْن أَبِي رجاء، فقال لهم: ما اسم أَبِي دلامة؟ فلم يردوا عليه شيئا.
فقال جدي: هو زند إياك أن تصحف، فتقول زَيْد.
قَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: أَبُو دلامة هو زند بْن الجون مولى(1/399)
قصاقص الأسدي، صحب السفاح والمنصور ومدحهما، وفي أجداد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نسب إسماعيل زند بْن بري بْن أعراق الثري.
أَخْبَرَنِي عَبيد الله بْن أَحْمَد بْن عثمان الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن عبيد الله بْن عمار الثقفي، قَالَ: قَالَ أَبُو أيوب: يَعْنِي: سُلَيْمَان بْن أَبِي شيخ: كان أَبُو جعفر المنصور أمر بدور من دور الصحابة أن تهدم أو تقبض وفيها دار لأبي دلامة، فقال:
يا بني وارث النبي الذي حل بكفيه ماله وعقاره
لكم الأرض كلها فأعيروا عبدكم ما احتوى عليه جداره
وكأن قد مضى وخلف فيكم ما أعرتم وحل مالا يعاره
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد، وابن التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: كان موضع السجن الجديد إقطاعا لعبد الله بْن مالك نزلها مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن خالد بْن برمك ثم دخلت في بناء أم جعفر أيام مُحَمَّد الذي سمته القرار.
وكانت دار سُلَيْمَان بْن أَبِي جعفر قطيعة لهشام بْن عمرو الفزاري.
ودار عمرو بْن مسعدة للعباس بْن عبيد الله بْن جعفر بْن المنصور.
دار صالح المسكين أقطعه إياها أَبُو جعفر.
وسويقة الهيثم بْن شعبة بْن ظهير مولى المنصور، توفي سنة ست وخمسين ومائة، وهو على بطن جارية.(1/400)
دار عمارة بْن حمزة أحد الكتاب البلغاء الجلة، يقال: هو من ولد أَبِي أمامة مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقال: هو من ولد عكرمة.
قصر عبدويه من الأزد من وجوه الدولة، تولى بناءه أيام المنصور.
ودار أَبِي يزيد الشروي مولى عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عباس.
سكة مهلهل بْن صفوان مولى عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ.
صحراء أَبِي السري الحكم بْن يوسف قائد، وهو مولى لبني ضبة.
الرهينة كانت لقوم أخذوا رهينة أيام المنصور، وهي متصلة بربض نوح بْن فرقد، قائد.
صحراء قيراط، مولى طاهر، وابنه عِيسَى بْن قيراط.
دار إسحاق، كانت جزيرة أقطعها المأمون إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ.
سويقة أَبِي الورد، هو عُمَر بْن مطرف المروزي كان يلي المظالم للمهدي.
وتتصل بها قطيعة إسحاق الأزرق الشروي، من ثقات المنصور.
حدثت عَنْ أَبِي عبيد الله المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الباقي بْن قانع.
قَالَ: إنما سميت سويقة أَبِي الورد؛ لأن عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَنِ كان يقال له: أَبُو الورد، وكان مع المنصور، فالسويقة به سميت.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: بركة زلزل الضارب، وكان غلاما لعيسى بْنُ جَعْفَرٍ، فحفر هذه البركة للسبيل.
أنشدنا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: أنشدنا أَبِي، قَالَ: أنشدنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة نفطويه لنفسه:(1/401)
لو أن زهيرا وامرأ القيس أبصرا ملاحة ما تحويه بركة زلزل
لما وصفا سلمى ولا أم سالم ولا أكثرا ذكر الدخول فحومل
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدثنا السكوني، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن أَبِي طاهر: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُوسَى من دهاقين بادوريا، قَالَ: كانت قطيعة الربيع مزارع للناس من قرية، يقال لها: بناورا من رستاق الفروسيج من بادوريا واسمها إِلَى الساعة معروف في الديوان.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وقالوا: أقطع المنصور الربيع قطيعته الخارجة، وقطيعة أخرى بين السورين ظهر درب جميل، وأن التجار وساكني قطيعة الربيع غصبوا ولد الربيع عليها، وكانت قطيعة الربيع وسويقة غالب تسمى قبل ذلك ورثالا.
ويقال: أن الخارجة أقطعها المهدي للربيع والمنصور أقطعه الداخلة.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة، قَالَ: وأما قطيعة الربيع فمنسوبة إِلَى الربيع مولى المنصور.
وأما قطيعة الأنصار فإن المهدي أقدمهم ليكثر بهم أنصاره ويتميز بهم، فأقطعهم هذه القطيعة، وكانت منازل البرامكة بالقرب منهم.
قَالَ ابْن عرفة: وأما قطيعة الكلاب، فأخبرني بعض الشيوخ عَنْ رجل من أهلها، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لما أقطع أَبُو جعفر القطائع بقيت هذه الناحية لم يقطعها أحدا، وكانت الكلاب فيها كثيرا، فقال بعض أهلها: هذه قطيعة الكلاب فسميت بذلك.
وأما سكك المدينة فمنسوبة إِلَى موالي أَبِي جعفر وقواده، منها سكة شيخ بْن عميرة، وكان يخلف البرامكة على الحرس، وكان قائدا.
وأما دار خازم، فهو خازم بْن خزيمة النهشلي، وهو أحد الجبابرة قتل(1/402)
في وقعة سبعين ألفا وأسر بضعة عشر ألفا، فضرب أعناقهم، وذلك بخراسان.
وأما درب الأبرد، فإنه الأبرد بْن عَبْدِ اللَّهِ قائد من قواد الرشيد، وكان يتولى همذان.
وأما درب سُلَيْمَان فمنسوب إِلَى سُلَيْمَان بْن أَبِي جعفر المنصور.
وسكة الشرط في المدينة كان ينزلها أصحاب شرط المنصور وسكة سيابة منسوبة إليه، وهو أحد أصحاب المنصور.
وأما الزبيدية التي بين باب خراسان وبين شارع دار الرقيق، فمنسوبة إِلَى زبيدة بنت جعفر بْن أَبِي جعفر المنصور.
وكذلك الزبيدية التي أسفل مدينة السلام في الجانب الغربي.
وأما قصر وضاح، فمنسوب إِلَى وضاح الشروي مولى المنصور، وأما دور بني نهيك التي تقرب من باب المحول، فهم أهل بيت من أهل سِمَّر، وكانوا كتابا وعمالا متصلين بعبد الله بْن طاهر.
وأما درب جميل، فهو جميل بْن مُحَمَّد، وكان أحد الكتاب.
وأما مسجد الأنباريين، فينسب إليهم لكثرة من سكنه منهم، وأقدم من سكنه منهم زياد القندي، وكان يتصرف في أيام الرشيد، وكان الرشيد ولى أبا وكيع الجراح بْن مليح بيت المال فاستخلف زيادا، وكان زياد شيعيا من الغالية، فاختان هو وجماعة من الكتاب واقتطعوا من بيت المال، وصح ذلك عند الرشيد فأمر بقطع يد زياد، فقال: يا أمير المؤمنين لا يجب عَلِيّ قطع اليد إنما أنا مؤتمن، وإنما خنت، فكف عَنْ قطع يده.
قَالَ ابْن عرفة: وممن نزل مسجد الأنباريين من كبرائهم أَحْمَد بْن إسرائيل ومنزله في درب جميل، ودليل بْن يعقوب ومنزله في دور بني نهيك.
وهنالك دار أَبِي الصقر إسماعيل بْن(1/403)
بلبل.
وممن أدركنا من سراة الأنباريين: أَبُو أَحْمَد القاسم بْن سعيد، وكان كاتبا أديبا.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: طاق الحراني إِبْرَاهِيم بْن ذكوان، ثم السوق العتيقة إِلَى باب الشعير.
قلت: وفي السوق العتيقة مسجد تغشاه الشيعة وتزوره وتعظمه، وتزعم أن أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب صلى في ذلك الموضع، ولم أر أحدا من أهل العلم يثبت أن عليا دخل بغداد ولا روي لنا في ذلك شيء غير ما أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد الله الحسين بْن عَلِيّ الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الجعابي الحافظ، وذكر بغداد، فقال: يقال إن أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب اجتاز بها إِلَى النهروان راجعا منه، وأنه صلى في مواضع منها فإن صح ذلك فقد دخلها من كان معه من الصحابة.
قلت: والمحفوظ أن عليا سلك طريق المدائن في ذهابه إِلَى النهروان، وفي رجوعه، والله أعلم.
حَدَّثَنِي أَبُو الفضل عِيسَى بْن أَحْمَد بْن عثمان الهمداني، قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن بْن رزقويه، يقول: كنت يوما عند أَبِي بكر بْن الجعابي فجاءه قوم من الشيعة فسلموا عليه ودفعوا إليه صرة فيها دراهم، ثم قالوا له: أيها الْقَاضِي إنك قد جمعت أسماء محدثي بغداد، وذكرت من قدم إليها، وأمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب قد وردها، فنسألك أن تذكره في كتابك.
فقال: نعم يا غلام هات الكتاب فجيء به فكتب فيه: وأمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب، يقال: إنه قدمها.
قَالَ ابْن رزقويه: فلما انصرف القوم قلت له: أيها الْقَاضِي هذا الذي ألحقته في الكتاب من ذكره؟ فقال: هؤلاء الذين رأيتهم، أو كما قَالَ.(1/404)
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي الْقَاضِي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: مسجد ابْن رغبان عَبْد الرَّحْمَنِ بْن رغبان مولى حبيب بْن مسلمة.
ونهر طابق إنما هو نهر بابك بْن بهرام بْن بابك، وهو الذي اتخذ العقر الذي عليه قصر عِيسَى بْن عَلِيّ، واحتفر هذا النهر.
ونهر عِيسَى غربيه من الفروسيج وشرقيه من رستاق الكرخ.
وفيه دور المعبديين وقنطرة بني زريق ودار البطيخ ودار القطن وقطيعة النصارى إِلَى قنطرة الشوك من نهر طابق، وشرقيه وغربيه من قرية بناورا.
ومسجد الواسطيين مع ظلة ميشويه، وميشويه نصراني من الدهاقين، إِلَى خندق الصينيات إِلَى الياسرية.
وما كان غربي الشارع فهو من قرى تعرف ببراثا، وما كان من شرقيه فهو من رستاق الفروسيج، وما كان من درب الحجارة، وقنطرة العباس شرقيا وغربيا فهو من نهر كرخايا، وهو من براثا، وإنما سمى كرخايا لأنه كان يسقى في رستاق الفروسيج والكرخ، فلما أحدث عِيسَى الرحا المعروف بأبي جعفر قطع نهر كرخايا وشق لرستاق الكرخ شربا من نهر رفيل.
العباسية قطيعة للعباس بْن مُحَمَّد.
الياسرية لياسر مولى زبيدة.
قنطرة بني زريق دهاقين من أهل بادوريا.
قنطرة المعبدي عَبْد الله بْن معبد المعبدي.(1/405)
أرحاء البطريق، وافد لملك الروم، واسمه طاراث بْن الليث بْن العيزار بْن طريف بْن قوق بْن مورق، بنى هذا المستغل ثم مات فقبضت عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله الحسين بْن مُحَمَّد بْن جعفر الخالع فيما أذن أن نرويه عنه، قَالَ: أَخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن السري الهمداني، قَالَ: أَخبرنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن خلف:، قَالَ: أَخْبَرَنِي إسحاق بْن مُحَمَّد بْن إسحاق قال: أنبئت أن يعقوب بْن المهدي سأل الفضل بْن الربيع عَنْ أرحاء البطريق، فقال له: من هذا البطريق الذي نسبت إليه هذه الأرحاء؟ فقال الفضل: إن أباك رضي الله عنه لما أفضت إليه الخلافة قدم عليه وافد من الروم يهنيه، فاستدناه ثم كلمه بترجمان يعبر عنه، فقال الرومي: إني لم أقدم على أمير المؤمنين لمال ولا غرض، وإنما قدمت شوقا إليه وإلى النظر إِلَى وجهه، لأنا نجد في كتبنا أن الثالث من أهل بيت نبي هذه الأمة يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
فقال المهدي: قد سرني ما قلت، ولك عندنا كل ما تحب، ثم أمر الربيع بإنزاله وإكرامه، فأقام مدة، ثم خرج يتنزه فمر بموضع الأرحاء فنظر إليه، فقال للربيع: أقرضني خمس مائة ألف درهم أبني بها مستغلا يؤدي في السنة خمس مائة ألف درهم، فقال: أفعل، ثم أخبر المهدي بما ذكر.
فقال: أعطه خمس مائة ألف درهم وخمس مائة ألف درهم، وما أغلت فادفعه إليه، فإذا خرج إِلَى بلاده، فأبعث به إليه في كل سنة قَالَ: ففعل، فبنى الأرحاء، ثم خرج إِلَى بلاده، فكانوا يبعثون بغلتها إليه حتى مات الرومي، فأمر المهدي أن يضم إِلَى مستغله، قَالَ: واسم البطريق طاراث بْن الليث بْن العيزار بْن طريف، وكان(1/406)
أبوه ملكا من ملوك الروم في أيام معاوية بْن أَبِي سفيان.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة، قَالَ: وأما قطيعة خزيمة فهو خزيمة بْن خازم أحد قواد الرشيد، وعاش إِلَى أيام الأمين، وعمي في آخر عمره.
وأما شاطئ دجلة فمن قصر عِيسَى إِلَى الدار التي ينزلها في هذا اليوم على قرن الصراة إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد فإنما كان إقطاعا لعيسى بْن عَلِيّ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْن عباس وإليه ينسب نهر عِيسَى وقصر عِيسَى، وعيسى بْن جعفر وجعفر بْن أَبِي جعفر، وإليه تنسب فرضة جعفر وقطيعة جعفر.
وأما قصر حميد فأحدث بعد.
وأما شاطئ دجلة من قرن الصراة إِلَى الجسر ومن حد الدار التي كانت لنجاح بْن سلمة ثم صارت لأحمد بْن إسرائيل، ثم هي اليوم بيد خاقان المفلحي إِلَى باب خراسان، فذلك الخلد.
ثم ما بعده إِلَى الجسر، فهو القرار، نزله المنصور في آخر أيامه ثم أوطنه الأمين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بْن صفوان البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن جهور، قَالَ: مررت مع عَلِيّ بْن أَبِي هاشم الكوفي بالخلد والقرار، فنظر إِلَى تلك الآثار، فوقف متأملا وَقَالَ:
بنوا وقالوا لا نموت وللخراب بني المبني
ما عاقل فيما رأيت إِلَى الحياة بمطمئن(1/407)
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن عرفة، قَالَ: وأما دار إسحاق فمنسوبة إِلَى إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ المصعبي، ولم يزل يتولى الشرطة من أيام المأمون إِلَى أيام المتوكل، ومات في سنة خمس وثلاثين ومائتين، وسنه ثمان وخمسون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما.
وأما قطيعة أم جعفر فمنسوبة إليها.
تسمية نواحي الجانب الشرقي
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلد، وأحمد بْن عَلِيّ التوزي، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: درب خزيمة بْن خازم إقطاع.
طاق أسماء بنت المنصور، وهي التي صارت لعلي بْن جهشيار بين القصرين، قصر أسماء وقصر عبيد الله بْن المهدي.
سويقة خضير مولى صالح صاحب المصلى، كان يبيع الجرار هناك.
سويقة يَحْيَى بْن خالد إقطاع، ثم صارت لأم جعفر، ثم أقطعها المأمون طاهرا.
سويقة أَبِي عبيد الله معاوية بْن عبيد الله مولى عَبْد الله ابن عضاه الأشعري الوزير.(1/408)
قصر أم حبيب، إقطاع من المهدي لعمار بْن أَبِي الحصيب.
سويقة نصر بْن مالك بْن الهيثم الخزاعي، وكان هناك مسجد فتعطل أيام المستعين.
سوق العطش بناه سعيد الخرسي للمهدي، وحول إليه كل ضرب من التجار فشبه بالكرخ، وسماه سوق الري، فغلب عليه سوق العطش.
ومن قنطرة البردان إِلَى الجسر للسري بْن الحطم.
وقالوا: اشترى أَبُو النضر هاشم بْن القاسم موضع داره من السري بْن الحطم، وكان يقال: ليس(1/409)
في ذلك الشارع أصح من دار أَبِي النضر.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله الحسين بْن مُحَمَّد بْن جعفر الخالع، فيما أذن أن نرويه عنه، قَالَ: أَخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن السري الهمداني، قَالَ: أَخبرنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن الحارث: إن بغداد صورت لملك الروم أرضها وأسواقها وشوارعها وقصورها وأنهارها غربيها وشرقيها، وأن الجانب الشرقي منها لما صورت شوارعه، فصور شارع الميدان وشارع سويقة نصر بْن مالك، من باب الجسر إِلَى الثلاثة الأبواب والقصور التي فيه، والأسواق والشوارع من سويقة خضير إِلَى قنطرة البردان، فكان ملك الروم إذا شرب دعا بالصورة، فيشرب على مثال صورة شارع سويقة نصر، ويقول: لم أر صورة شيء من الأبنية أحسن منه.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: مربعة الخرسي، هو سعيد الخرسي.
دار فرج الرخجي، كان مملوكا لحمدونة بنت غضيض أم ولد الرشيد، أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة، قَالَ: وقصر فرج منسوب إِلَى فرج الرخجي، وابنه عُمَر بْن فرج كان يتولى الدواوين، وأوقع به المتوكل.
وأما شارع عَبْد الصمد، فمنسوب إِلَى عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْعَبَّاسِ، وكان أقعد أهل دهره نسبا.
وكان بينه وبين عَبْد مناف كما بين يزيد بْن معاوية وبين عَبْد مناف، وبينهما في الوفاة مائة وإحدى وعشرون سنة.
ومات مُحَمَّد بْن عَلِيّ سنة ثماني عشرة، وبينه وبين عَبْد الصمد خمس وستون سنة، وبين داود بْن عَلِيّ، وعبد الصمد بْن عَلِيّ اثنتان وخمسون سنة، ومات في(1/410)
أيام الرشيد، وهو عم جده، وله أخبار كثيرة، وكانت أسنان عَبْد الصمد وأضراسه قطعة واحدة ما ثغر، وقد كان الرشيد حبسه ثم رضي عنه، فأطلقه.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: درب المفضل بْن زمام مولى المهدي إقطاع.
رحبة يعقوب بْن داود الكاتب مولى بني سليم.
خان أَبِي زياد، كان ممن وسم الحجاج من النبط، وهو من سواد الكوفة وعاش إِلَى أيام المنصور، ثم انتقل فنزل في هذا الموضع، وكان يكنى أبا زينب فغلب عليه أَبُو زياد، ونشأ له ابْن تأدب وفصح.
دار البانوجة بنت المهدي.
وكذلك سويقة العباسة، ودار العباسة بالمخرم.
وقطيعة العباس بباب المخرم، هو العباس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عباس أخو أَبِي جعفر.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن عرفة، قَالَ: قطيعة العباس التي في الجانب الشرقي تنسب إِلَى العباس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْعَبَّاسِ، وهو أخو المنصور وبينه وبين وفاة أَبِي العباس خمسون سنة، وهو أخوه، لأن أبا العباس مات سنة ست وثلاثين ومائة، ومات العباس سنة ست وثمانين ومائة، وكان يتولى الجزيرة، وأهله يتهمون فيه الرشيد، ويزعمون أنه سمه وأنه سقى بطنه فمات في هذه العلة، وإليه تنسب العباسية.
قلت: يَعْنِي بالعباسية قطيعته التي بالجانب الغربي، وقد ذكرناها فيما مضى.(1/411)
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن أَحْمَد بن عثمان الصيرفي، قَالَ: أَخبرنا أبو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ، قَالَ: قَالَ ابْن دريد: يزيد بْن مخرم الحارثي من ولده صاحب المخرم ببغداد.
سمعت أبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، يقول: سمعت أبا عُمَر الزاهد، يقول: سمعت أبا عَلِيّ الخرقي، يقول: سمعت عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، يقول: سمعت أَبِي، يقول: المخرم كنانة السنة.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد، وابن التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن محمد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: أَنْبَأَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن إدريس، عَنْ هشام بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعت بني الحارث بْن كعب، يقولون: إنما سميت مخرم بغداد بمخرم بْن شريح بْن مخرم بْن زياد بْن الحارث بْن مالك بْن ربيعة بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن عمرو.
وكانت له أقطعها أيام نزلت العرب في عهد عُمَر بْن الخطاب.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدثنا السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: وذكر يَحْيَى بْن الْحَسَن بْن عَبْد الخالق، قَالَ: كانت دار أَبِي عباد ثابت بْن يَحْيَى إقطاعا من المهدي لشبيب بْن شيبة الخطيب، فاشتراها أَبُو عباد من ورثته في أيام المأمون.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: سوق الثلاثاء كانت لقوم من أهل كلواذا وبغداد.
سويقة حجاج الوصيف مولى المهدي.(1/412)
دار عمار بْن أَبِي الحصيب مولى لروح بْن حاتم، وقد قيل: إنه مولى للمنصور.
نهر المعلى بْن طريف مولى المهدي، وأخوه الليث بْن طريف.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عرفة، قَالَ: أما نهر المهدي فمنسوب إِلَى المهدي ومنزله كان هنالك، وكان مستقره في عيساباذ، وأما نهر المعلى فكان المعلى من كبار قواد الرشيد، وجمع له من الأعمال ما لم يجمع لكبير أحد، ولي المعلى البصرة، وفارس، والأهواز، واليمامة، والبحرين، والغوص، وهذه الأعمال جمعت لمحمد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْعَبَّاسِ بْن عَبْد المطلب، وجمعت لعمارة بْن حمزة، وإليه تنسب دار عمارة.
وعمارة بْن حمزة مولى لبني هاشم، وهو من ولد عكرمة مولى ابن عباس أمه بنت عكرمة، وكان أتيه الناس، فكان يقال: أتيه من عمارة، وزعموا أنه دخل عليه رجل من أصحابه وتحت مقعده جوهر خطير، فأراد أن يدفعه إِلَى صاحبه ذاك، فترفع عَنْ مد يده إليه، فقال لصاحبه: ارفع المقعد فخذ ما تحته.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: درب الأغلب على نهر المهدي، هو الأغلب بْن سالم بْن وسوادة أَبُو صاحب المغرب، من بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم.
وعقد هرثمة لإبراهيم بْن الأغلب ابنه.
الصالحية، لصالح المسكين.
قباب الحسين في طريق خراسان، هو الحسين بْن قرة الفزاري.
عيساباذ، هو عِيسَى بْن المهدي وأمه الخيزران.(1/413)
أَخبرنا إِبْرَاهِيم بْن مخلد، قَالَ: أَخبرنا إسماعيل بْن عَلِيّ الخطبي، قَالَ: سنة أربع وستين، يَعْنِي: ومائة، بنى المهدي بعيساباذ قصره الذي سماه قصر السلام.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا ابْن عرفة، قَالَ: حوض داود، منسوب إِلَى داود بْن عَلِيّ.
أَخْبَرَنِي ابْن مخلد وابن التوزي، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكوني، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: حوض داود بْن الهندي مولى المهدي.
وقيل هو: داود مولى نصير، ونصير مولى المهدي.
حوض هيلانة، قيل: إنها كانت قيمة للمنصور حفرت هذا الحوض، ولها ربض بين الكرخ وبين باب المحول يعرف بها.
وَقَالَ قوم: هيلانة جارية الرشيد التي يقول فيها:
أف للدنيا وللزينة فيها والأثاث
إذ حثا الترب على هيلان في الحفرة حاث
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّد بْن عمران بْن عبيد الله المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى المكي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن خلاد، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: كان الرشيد شديد الحب لهيلانة، وكانت قبله ليحيى بْن خالد، فدخل يوما إِلَى يَحْيَى قبل الخلافة، فلقيته في ممر فأخذت بكميه، فقالت: نحن لا يصيبنا منك يوم مرة.
فقال لها: بلى، فكيف السبيل إِلَى ذلك؟ قالت: تأخذني من هذا الشيخ، فقال ليحيى: أحب أن تهب لي فلانة، فوهبها له حتى غلبت عليه، وكانت تكثر أن تقول: هي إلانه فسماها هيلانة.
فأقامت عنده ثلاث سنين ثم ماتت، فوجد عليها وجدا شديدا وأنشد:(1/414)
أقول لما ضمنوك الثرى وجالت الحسرة في صدري
اذهب فلا والله لا سرني بعدك شيء آخر الدهر
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِيّ الأصبهاني، قَالَ: أَخبرنا أَبُو أَحْمَد الْحَسَن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن سعيد العسكري، عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا الغلابي، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: لما توفيت هيلانة جارية الرشيد، أمر العباس بْن الأحنف أن يرثيها، فقال:
يا من تباشرت القبور لموتها قصد الزمان مساءتي فرماك
أبغي الأنيس فلا أرى لي مؤنسا إلا التردد حيث كنت أراك
ملك بكاك وطال بعدك حزنه لو يستطيع بملكه لفداك
يحمي الفؤاد عَنِ النساء حفيظة كيلا يحل حمى الفؤاد سواك
فأمر له بأربعين ألف درهم، لكل بيت عشرة آلاف درهم.
وَقَالَ: لو زدتنا لزدناك.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن عرفة، قَالَ: وأما شاطئ دجلة من الجانب الشرقي: فأوله بناء الْحَسَن بْن سهل، وهو قصر الخليفة في هذا الوقت، ودار دينار، دار رجاء بْن أَبِي الضحاك، ثم منازل الهاشميين، ثم قصر المعتصم وقصر المأمون، ثم منازل آل وهب إِلَى الجسر كانت أقطاعا لناس من الهاشميين، ومن حاشية الخلفاء.
وبمدينة السلام دروب ومواضع منسوبة إِلَى كور خراسان، ومواضع كثيرة منسوبة إِلَى رجال ليست بإقطاع لهم.
وقيل: إن الدروب والسكك ببغداد أحصيت فكانت ستة آلاف درب وسكة بالجانب الغربي، وأربع آلاف درب وسكة بالجانب الشرقي.(1/415)
ذكر دار الخلافة والقصر الحسني والتاج
حَدَّثَنِي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن، قَالَ: كانت دار الخلافة التي على شاطئ دجلة تحت نهر معلى قديما للحسن بْن سهل، وتسمى القصر الحسني.
فلما توفي صارت لبوران بنته، فاستنزلها المعتضد بالله عنها فاستنظرته أياما في تفريغها وتسليمها، ثم رمتها وعمرتها وجصصتها وبيضتها وفرشتها بأجل الفرش وأحسنه، وعلقت أصناف الستور على أبوابها، وملأت خزائنها بكل ما يخدم الخلفاء به، ورتبت فيها من الخدم والجواري ما تدعو الحاجة إليه، فلما فرغت من ذلك انتقلت، وراسلته بالانتقال، فانتقل المعتضد إِلَى الدار، ووجد ما استكثره واستحسنه.
ثم استضاف المعتضد بالله إِلَى الدار مما جاورها كل ما وسعها به وكبرها، وعمل عليها سورا جمعها به وحصنها.
وقام المكتفي بالله بعده ببناء التاج على دجلة، وعمل وراءه من القباب والمجالس ما تناهى في توسعته وتعليته.
ووافى المقتدر بالله فزاد في ذلك، وأوفى مما أنشأه واستحدثه.
وكان الميدان والثريا وحير الوحوش متصلا بالدار.
قلت: كذا ذكر لي هلال بْن المحسن أن بوران سلمت الدار إِلَى المعتضد، وذلك غير صحيح؛ لأن بوران لم تعش إِلَى وقت المعتضد، وذكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مهدي الإسكافي في تاريخه أنها ماتت في سنة إحدى وسبعين ومائتين، وقد بلغت ثمانين سنة، ويشبه أن تكون سلمت الدار إلى(1/416)
المعتمد على الله، والله أعلم.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الفتح أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هارون المنجم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ أَبُو القاسم عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحواري في بعض أيام المقتدر بالله، وقد جرى حديثه وعظم أمره وكثرة الخدم في داره: قد اشتملت الجريدة إلى هذا الوقت على أحد عشر ألف خادم خصي، وكذا من صقلبي ورومي وأسود.
وَقَالَ: هذا جنس واحد ممن تضمه الدار، فدع الآن الغلمان الحجرية، وهم ألوف كثيرة، والحواشي من الفحول.
وَقَالَ أيضا: حَدَّثَنِي أَبُو الفتح، عَنْ أَبِيهِ وعمه، عَنْ أبيهما أَبِي القاسم عَلِيّ بْن يَحْيَى: أنه كانت عدة كل نوبة من نوب الفراشين في دار المتوكل على الله أربعة آلاف فراش.
قالا: فذهب علينا أن نسأله كم نوبة كانوا.
حَدَّثَنِي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نصر خواشاذة خازن عضد الدولة، قَالَ: طفت دار الخلافة، عامرها وخرابها وحريمها، وما يجاورها ويتاخمها، فكان ذلك مثل مدينة شيراز.
قَالَ هلال: وسمعت هذا القول من جماعة آخرين عارفين خبيرين.
ولقد(1/417)
ورد رسول لصاحب الروم في أيام المقتدر بالله، ففرشت الدار بالفروش الجميلة، وزينت بالآلات الجليلة، ورتب الحجاب وخلفاؤهم والحواشي على طبقاتهم، على أبوابها ودهاليزها وممراتها ومخترقاتها وصحونها ومجالسها، ووقف الجند صفين بالثياب الحسنة، وتحتهم الدواب بمراكب الذهب والفضة، وبين أيديهم الجنائب على مثل هذه الصورة.
وقد أظهروا العدد الكثيرة والأسلحة المختلفة، فكانوا من أعلى باب الشماسية إلى قريب من دار الخلافة، وبعدهم الغلمان الحجرية والخدم الخواص الدارية والبرانية إِلَى حضرة الخليفة، بالبزة الرائقة والسيوف والمناطق المحلاة.
وأسواق الجانب الشرقي وشوارعه وسطوحه ومسالكه مملوءة بالعامة النظارة، وقد اكتري كل دكان وغرفة مشرفة بدراهم كثيرة، وفي دجلة الشذاءات والطيارات والزبازب والزلالات والسميريات، بأفضل زينة وأحسن ترتيب وتعبئة.
وسار الرسول ومن معه من المواكب إِلَى أن وصلوا إِلَى الدار، ودخل الرسول فمر به على دار نصر القشوري الحاجب.
ورأى ضففا كثيرا ومنظرا عظيما، فظنه الخليفة، وتداخلته له هيبة وروعة، حتى قيل له: إنه الحاجب، وحمل من بعد ذلك إِلَى الدار التي كانت برسم الوزير، وفيها مجلس أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الفرات يومئذ، فرأى أكثر مما رآه لنصر الحاجب، ولم يشك في أنه الخليفة، حتى قيل له: هذا الوزير، وأجلس بين دجلة والبساتين في مجلس قد علقت ستوره، واختيرت فروشه، ونصبت فيه الدسوت، وأحاط به(1/418)
الخدم بالأعمدة والسيوف.
ثم استدعي، بعد أن طيف به في الدار، إِلَى حضرة المقتدر بالله، وقد جلس وأولاده من جانبيه، فشاهد من الأمر ما هاله، ثم انصرف إِلَى دار قد أعدت له.
وَحَدَّثَنِي الوزير أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن المعروف بابن المسلمة، قَالَ: حَدَّثَنِي أمير المؤمنين القائم بأمر الله، قَالَ: حَدَّثَنِي أمير المؤمنين القادر بالله، قَالَ: حدثتني جدتي أم أَبِي إسحاق بْن المقتدر بالله: أن رسول ملك الروم لما وصل إِلَى تكريت أمر أمير المؤمنين المقتدر بالله باحتباسه هناك شهرين، ولما وصل إِلَى بغداد أنزل دار صاعد، ومكث شهرين لا يؤذن له في الوصول، حتى فرغ المقتدر من تزيين قصره وترتيب آلته فيه.
ثم صف العسكر من دار صاعد إِلَى دار الخلافة، وكان عدد الجيش مائة وستين ألف فارس وراجل، فسار الرسول بينهم إِلَى أن بلغ الدار ثم أدخل في أزج تحت الأرض، فسار فيه حتى مثل بين يدي المقتدر بالله وأدى رسالة صاحبه، ثم رسم أن يطاف به في الدار وليس فيها من العسكر أحد ألبتة، وإنما فيها الخدم والحجاب والغلمان السودان، وكان عدد الخدم إذ ذاك سبعة آلاف خادم، منهم أربعة آلاف بيض، وثلاثة آلاف سود، وعدد الحجاب سبع مائة حاجب، وعدد الغلمان السودان غير الخدم أربعة آلاف غلام.
قد جعلوا على سطوح الدار والعلالي وفتحت الخزائن، والآلات فيها مرتبة كما يفعل بخزائن العرائس، وقد علقت الستور، ونظم جوهر الخلافة في قلابات(1/419)
على درج غشيت بالديباج الأسود، ولما دخل الرسول إِلَى دار الشجرة ورآها كثر تعجبه منها، وكانت شجرة من الفضة وزنها خمس مائة ألف درهم، عليها أطيار مصوغة من الفضة تصفر بحركات قد جعلت لها، فكان تعجب الرسول من ذلك أكثر من تعجبه من جميع ما شاهده.
قَالَ لي هلال بْن المحسن الكاتب: ووجدت من شرح ذلك ما ذكر كاتبه أنه نقله من خط الْقَاضِي أَبِي الحسين ابْن أم شيبان الهاشمي، وذكر أَبُو الحسين أنه نقله من خط الأمير، وأحسبه الأمير أبا مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى بْن المقتدر بالله، قَالَ: كان عدد ما علق في قصور أمير المؤمنين المقتدر بالله من الستور الديباج المذهبة بالطرز المذهبة الجليلة، المصورة بالجامات والفيلة والخيل والجمال والسباع والطرد، والستور الكبار البصنائية والأرمنية والواسطية والبهنسية السواذج والمنقوشة، والديبقية المطرزة، ثمانية وثلاثين ألف ستر، منها الستور الديباج المذهبة المقدم وصفها اثنا عشر ألفا وخمس مائة ستر، وعدد البسط والنخاخ الجهرمية والدارابجردية والدورقية في الممرات والصحون التي وطئ عليها القواد ورسل صاحب الروم، من حد باب العامة الجديد إِلَى حضرة المقتدر بالله، سوى ما في المقاصير والمجالس من الأنماط الطبري والديبقي التي تحتها، للنظر دون الدوس: اثنان وعشرون ألف قطعة.(1/420)
وأدخل رسل صاحب الروم من دهليز باب العامة الأعظم إِلَى الدار المعروفة بخان الخيل، وهي دار أكثرها أروقة بأساطين رخام، وكان فيها من الجانب الأيمن خمس مائة فرس عليها خمس مائة مركب ذهبا وفضة بغير أغشية، ومن الجانب الأيسر خمس مائة فرس عليها الجلال الديباج بالبراقع الطوال، وكل فرس في يدي شاكري بالبزة الجميلة.
ثم أدخلوا من هذه الدار إِلَى الممرات والدهاليز المتصلة بحير الوحش، وكان في هذه الدار من أصناف الوحش التي أخرجت إليها من الحير قطعان تقرب من الناس وتتشممهم وتأكل من أيديهم.
ثم أخرجوا إِلَى دار فيها أربعة فيلة مزينة بالديباج والوشي، على كل فيل ثمانية نفر من السند والزراقين بالنار، فهال الرسل أمرها.
ثم أخرجوا إِلَى دار فيها مائة سبع خمسون يمنة وخمسون يسرة، كل سبع منها في يد سباع وفي رءوسها وأعناقها السلاسل والحديد.
ثم أخرجوا إِلَى الجوسق المحدث، وهي دار بين بساتين في وسطها بركة رصاص قلعي، حواليها نهر رصاص قلعي أحسن من الفضة المجلوة، طول البركة ثلاثون ذراعا في عشرين ذراعا، فيها أربع طيارات لطاف بمجالس مذهبة مزينة بالديبقي المطرز وأغشيتها دبيقي مذهب.
وحوالي هذه البركة بستان بميادين فيه نخل قيل: إن عدده أربع مائة نخلة، وطول كل واحدة خمسة أذرع، قد لبس جميعها ساجا منقوشا من أصلها إِلَى حد الجمارة،(1/421)
بحلق من شبه مذهبة، وجميع النخل حامل بغرائب البسر الذي أكثره خلال لم يتغير.
وفي جوانب البستان أترج حامل ودستنبوا ومقفع وغير ذلك.
ثم أخرجوا من هذه الدار إِلَى دار الشجرة، وفيها شجرة في وسط بركة كبيرة، مدورة فيها ماء صاف، وللشجرة ثمانية عشر غصنا، لكل غصن منها شاخات كثيرة عليها الطيور والعصافير من كل نوع مذهبة ومفضضة، وأكثر قضبان الشجرة فضة، وبعضها مذهب.
وهي تتمايل في أوقات، ولها ورق مختلف الألوان يتحرك كما تحرك الريح ورق الشجر، وكل من هذه الطيور بصفر ويهدر.
وفي جانب الدار يمنة البركة تماثيل خمسة عشر فارسا على خمسة عشر فرسا قد ألبسوا الديباج وغيره، وفي أيديهم مطارد على رماح يدورون على خط واحد في الناورد خببا وتقريبا، فيظن أن كل واحد منهم إِلَى صاحبه قاصد.
وفي الجانب الأيسر مثل ذلك.
ثم أدخلوا إِلَى القصر المعروف بالفردوس، فكان فيه من الفرش والآلات ما لا يحصى ولا يحصر كثرة، وفي دهاليز الفردوس عشرة آلاف جوشن مذهبة معلقة.
ثم أخرجوا منه إِلَى ممر طوله ثلاث مائة ذراع، قد علق من جانبيه نحو من عشرة آلاف درقة وخوذة وبيضة ودرع وزردية وجعبة محلاة وقسي، وقد أقيم نحو ألفي خادم بيضا وسودا صفين يمنة ويسره.
ثم أخرجوا بعد أن طيف بهم ثلاثة وعشرين قصرا إِلَى الصحن التسعيني،(1/422)
وفيه الغلمان الحجرية، بالسلاح الكامل والبزة الحسنة، والهيئة الرائقة، وفي أيديهم الشروخ والطبرزينات والأعمدة.
ثم مروا بمصاف من علية السواد من خلفاء الحجاب الجند والرجالة وأصاغر القواد، ودخلوا دار السلام.
وكانت عدة كثيرة من الخدم والصقالبة في سائر القصور، يسقون الناس الماء المبرد بالثلج والأشربة والفقاع، ومنهم من كان يطوف مع الرسل، فلطول المشي بهم جلسوا واستراحوا في سبعة مواضع، واستسقوا الماء فسقوا.
وكان أَبُو عُمَر عدي بْن أَحْمَد بْن عَبْد الباقي الطرسوسي، صاحب السلطان ورئيس الثغور الشامية، معهم في كل ذلك، وعليه قباء أسود وسيف ومنطقة.
ووصلوا إِلَى حضرة المقتدر بالله وهو جالس في التاج مما يلي دجلة، بعد أن لبس بالثياب الديبقية المطرزة بالذهب، على سرير آبنوس قد فرش بالدبيقي المطرز بالذهب، وعلى رأسه الطويلة، وعن يمنة السرير تسعة عقود مثل السبح معلقة، ومن يسرته سبعة أخرى من أفخر الجواهر وأعظمها قيمة غالبة الضوء على ضوء النهار، وبين يديه خمسة من ولده ثلاثة يمنة واثنان يسرة.
ومثل الرسول وترجمانه بين يدي المقتدر بالله، فكفر له.
وَقَالَ(1/423)
الرسول لمؤنس الخادم ونصر القشوري، وكانا يترجمان عَنِ المقتدر: لولا أني لا آمن أن يطالب صاحبكم بتقبيل البساط لقبلته، ولكنني فعلت ما لا يطالب رسولكم بمثله، لأن التكفير من رسم شريعتنا.
ووقفا ساعة، وكانا شابا وشيخا، فالشاب الرسول المتقدم، والشيخ الترجمان.
وقد كان ملك الروم عقد الأمر في الرسالة للشيخ متى حدث بالشاب حدث الموت.
وناوله المقتدر بالله من يده جواب ملك الروم، وكان ضخما كبيرا فتناوله وقبله إعظاما له، وأخرجا من باب الخاصة إِلَى دجلة، وأقعدا وسائر أصحابهما في شذا من الشذوات الخاصة وصاعدا إِلَى حيث أنزلا فيه من الدار المعروفة بصاعد، وحمل إليهما خمسون بدرة ورقا، في كل بدرة خمسة آلاف درهم، وخلع على أَبِي عُمَر عدي الخلع السلطانية، وحمل على فرس بمركب، وركب على الظهر، وكان ذلك في سنة خمس وثلاث مائة.
ذكر دار المملكة التي بأعلى المخرم
حَدَّثَنِي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن الكاتب، قَالَ: كانت دار المملكة التي بأعلى المخرم، محاذية الفرضة قديما لسبكتكين غلام معز الدولة، فنفض عضد الدولة أكثرها، ولم يستبق إلا البيت الستيني الذي هو في وسط أروقة من ورائها أروقة في أطرافها قباب معقودة، وتنفتح أبوابه الغربية إِلَى دجلة وأبوابه الشرقية إِلَى صحن من خلفه بستان ونخل وشجر.
وكان عضد الدولة جعل الدار التي هذا البيت فيها دار العامة، والبيت برسم جلوس(1/424)
الوزراء، وما يتصل به من الأروقة والقباب مواضع الدواوين، والصحن مناما لديلم النوبة في ليالي الصيف.
قَالَ هلال: وهذه الدار وما تحتوي عليه من البيت المذكور والأروقة خراب.
ولقد شاهدت مجلس الوزراء في ذلك ومحفل من يقصدهم ويحضرهم، وقد جعله جلال الدولة اصطبلا أقام فيه دوابه وسواسه، وأما ما بدأه عضد الدولة وولده بعده في هذه الدار فهو متماسك على تشعثه.
قلت: ولما ورد طغرلبك الغزي بغداد واستولى عليها عَمر هذه الدار وجدد كثيرا مما كان وهي منها في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة، فمكثت كذلك إِلَى سنة خمسين وأربع مائة، ثم أحرقت وسلب أكثر آلاتها، ثم عمرت بعد وأعيد ما كان وهي منها.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، قَالَ: سمعت أَبِي يقول: ماشيت الملك عضد الدولة في دار المملكة بالمخرم التي كانت دار سبكتكين حاجب معز الدولة من قبل، وهو يتأمل ما عمل وهدم منها.
وقد كان أراد أن يترك في الميدان السبكتكيني أذرعا ليجعله بستانا ويرد بدل التراب رملا ويطرح التراب تحت الروشن على دجلة.
وقد ابتاع دورا كثيرة كبارا وصغارا ونقضها ورمى حيطانها بالفيلة تخفيفا للمؤنة، وأضاف عرصاتها إِلَى الميدان، وكانت مثل الميدان دفعتين، وبنى على الجميع مسناة.
فقال لي في هذا اليوم، وقد شاهد ما شاهد مما عمل وقدر ما قدر لما يعمل: تدرى أيها الْقَاضِي كم أنفق على قلع ما قلع من التراب إِلَى هذه الغاية، وبناء هذه المسناة السخيفة مع ثمن ما ابتيع من الدور واستضيف؟ قلت: أظنه شيئا كثيرا.
فقال: هو إِلَى وقتنا هذا تسع مائة ألف درهم صحاحا، ونحتاج إِلَى مثلها دفعة أو دفعتين حتى(1/425)
يتكامل قلع التراب ويحصل موضعه الرمل موازيا لوجه البستان.
فلما فرغ من ذلك وصار البستان أرضا بيضاء لا شيء فيها من غرس ولا نبات، قَالَ: قد أنفق على هذا حتى صار كذا أكثر من ألفي ألف درهم صحاحا.
ثم فكر في أن يجعل شرب البستان من دواليب ينصبها على دجلة، وعلم أن الدواليب لا تكفي، فأخرج المهندسين إِلَى الأنهار التي في ظاهر الجانب الشرقي من مدينة السلام ليستخرجوا منها نهرا يسيح ماؤه إِلَى داره، فلم يجدوا ما أرادوه إلا في نهر الخالص، فعلى الأرض بين البلد وبينه تعلية أمكن معها أن يجري الماء على قدر من غير أن يحدث به ضرر، وعمل تلين عظيمين يساويان سطح ماء الخالص، ويرتفعان عَنْ أرض الصحراء أذرعا، وشق في وسطها نهرا جعل له خورين من جانبيه، وداس الجميع بالفيلة دوسا كثيرا حتى قوي واشتد وصلب وتلبد، فلما بلغ إِلَى منازل البلد وأراد سوق النهر إِلَى داره، عمد إِلَى درب السلسلة فدك أرضه دكا قويا، ورفع أبواب الدور وأوثقها، وبنى جوانب النهر طول البلد بالآجر والكلس والنورة، حتى وصل الماء إِلَى الدار وسقى البستان.
قَالَ أَبِي: وبلغت النفقة على عمل البستان وسوق الماء إليه على ما(1/426)
سمعته من حواشي عضد الدولة خمسة آلاف ألف درهم، ولعله قد أنفق على أبنية الدار على ما أظن مثل ذلك، وكان عضد الدولة عازما على أن يهدم الدور التي بين داره وبين الزاهر، ويصل الدار بالزاهر فمات قبل ذلك.
ذكر تسمية مساجد الجانبين المخصوصة بصلاة الجمعة والعيدين
كان أَبُو جعفر المنصور جعل المسجد الجامع بالمدينة ملاصق قصره المعروف بقصر الذهب، وهو الصحن العتيق، وبناه باللبن والطين.
ومساحته على ما أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: وكانت مساحة قصر المنصور أربع مائة ذراع في أربع مائة ذراع، ومساحة المسجد الأول مائتين في مائتين، وأساطين الخشب في المسجد يَعْنِي كل أسطوانة قطعتين معقبتين بالعقب والغراء وضبات الحديد، إلا خمسا أو ستا عند المنارة، فإن في كل أسطوانة قطعا ملفقة مدورة من خشب الأساطين.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: قَالَ ابْن الأعرابي: تحتاج القبلة إِلَى أن تحرف إِلَى باب البصرة قليلا، وإن قبلة الرصافة أصوب منها.
فلم يزل المسجد الجامع بالمدينة على حاله إِلَى وقت هارون الرشيد، فأمر هارون بنقضه وإعادة بنائه بالآجر والجص ففعل ذلك، وكتب عليه اسم الرشيد، وذكر أمره ببنائه، وتسمية البناء والنجار وتاريخ ذلك، وهو ظاهر على الجدار خارج المسجد مما يلي باب خراسان إِلَى وقتنا هذا.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد، قَالَ: أَخبرنا إسماعيل بْن عَلِيّ الخطبي، قَالَ: وهدم مسجد أَبِي جعفر المنصور وزيد في نواحيه وجدد بناؤه وأحكم.
وكان الابتداء به في سنة ثنتين وتسعين، والفراغ منه في سنة ثلاث وتسعين، فكانت(1/427)
الصلاة في الصحن العتيق الذي هو الجامع حتى زيد فيه الدار المعروفة بالقطان، وكانت قديما ديوانا للمنصور.
فأمر مفلح التركي ببنائها على يد صاحبه القطان فنسبت إليه.
وجعلت مصلى للناس، وذلك في سنة ستين أو إحدى وستين ومائتين.
ثم زاد المعتضد بالله الصحن الأول، وهو قصر المنصور، ووصله بالجامع، وفتح بين القصر والجامع العتيق في الجدار سبعة عشر طاقا، منها إِلَى الصحن ثلاثة عشر، وإلى الأروقة أربعة، وحول المنبر والمحراب والمقصورة إِلَى المسجد الجديد.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد، قَالَ: أَخبرنا إسماعيل بْن عَلِيّ، قَالَ: وأخبر أمير المؤمنين المعتضد بالله بضيق المسجد الجامع بالجانب الغربي من مدينة السلام في مدينة المنصور، وأن الناس يضطرهم الضيق إِلَى أن يصلوا في المواضع التي لا تجوز في مثلها الصلاة، فأمر بالزيادة فيه من قصر أمير المؤمنين المنصور، فبني مسجد على مثال المسجد الأول في مقداره أو نحوه، ثم فتح في صدر المسجد العتيق ووصل به، فاتسع به الناس.
وكان الفراغ من بنائه والصلاة فيه في سنة ثمانين ومائتين.
قلت: وزاد بدر مولى المعتضد من قصر المنصور المسقطات المعروفة بالبدرية في ذلك الوقت.
وأما المسجد الجامع بالرصافة فإن المهدي بناه في أول خلافته، أَخْبَرَنَا بذلك مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن جعفر بْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: سنة تسع وخمسين ومائة فيها بنى المهدي المسجد الذي بالرصافة.
فلم تكن صلاة الجمعة تقام بمدينة السلام إلا في مسجدي المدينة والرصافة إِلَى وقت خلافة المعتضد.
فلما استخلف المعتضد أمر بعمارة القصر المعروف بالحسني على دجلة في سنة ثمانين ومائتين وأنفق عليه مالا عظيما،(1/428)
وهو القصر المرسوم بدار الخلافة، وأمر ببناء مطامير في القصر رسمها هو للصناع، فبنيت بناء لم ير مثله على غاية ما يكون من الإحكام والضيق، وجعلها محابس للأعداء.
وكان الناس يصلون الجمعة في الدار، وليس هناك رسم لمسجد، وإنما يؤذن للناس في الدخول وقت الصلاة ويخرجون عند انقضائها.
فلما استخلف المكتفي في سنة تسع وثمانين ومائتين، ترك القصر وأمر بهدم المطامير التي كان المعتضد بناها، وأمر أن يجعل موضعها مسجد جامع في داره يصلي فيه الناس، فعمل ذلك وصار الناس يبكرون إِلَى المسجد الجامع في الدار يوم الجمعة فلا يمنعون من دخوله، ويقيمون فيه إِلَى آخر النهار.
وحصل ذلك رسما باقيا إِلَى الآن، واستقرت صلاة الجمعة ببغداد في المساجد الثلاثة التي ذكرناها إِلَى وقت خلافة المتقي.
وكان في الموضع المعروف ببراثا مسجد يجتمع فيه قوم ممن ينسب إِلَى التشيع ويقصدونه للصلاة والجلوس فيه، فرفع إِلَى المقتدر أن الرافضة يجتمعون في ذلك المسجد لسب الصحابة، والخروج عَنِ الطاعة، فأمر بكبسه يوم جمعة وقت الصلاة، فكبس، وأخذ من وجد فيه فعوقبوا، وحبسوا حبسا طويلا، وهدم المسجد حتى سوي بالأرض، وعفي رسمه، ووصل بالمقبرة التي تليه، ومكث خرابا إِلَى سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة، فأمر الأمير بجكم بإعادة بنائه وتوسعته وإحكامه، فبني بالجص والآجر وسقف بالساج المنقوش، ووسع فيه ببعض ما يليه مما ابتيع له من أملاك الناس، وكتب في صدره اسم الراضي بالله.
وكان الناس ينتابونه للصلاة فيه والتبرك به.
ثم أمر المتقي لله بعده بنصب منبر فيه كان في مسجد مدينة المنصور معطلا مخبوءا في خزانة المسجد عليه اسم هارون الرشيد، فنصب في قبلة المسجد، وتقدم إِلَى(1/429)
أَحْمَد بْن الفضل بْن عَبْد الملك الهاشمي، وكان الإمام في جامع الرصافة، بالخروج إليه والصلاة بالناس فيه الجمعة.
فخرج وخرج الناس من جانبي مدينة السلام حتى حضروا في هذا المسجد، وكثر الجمع هناك وحضر صاحب الشرطة.
فأقيمت صلاة الجمعة فيه يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثلاث مائة، وتوالت صلاة الجمعة فيه، وصار أحد مساجد الحضرة، وأفرد أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن الفضل الهاشمي بإمامته، وأخرجت الصلاة بمسجد جامع الرصافة عَنْ يده.
قلت: ذكر معنى جميع ما أوردته إسماعيل بْن عَلِيّ الخطبي فيما أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد أنه سمعه منه.
وَحَدَّثَنِي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن الكاتب، أن الناس تحدثوا في ذي الحجة من سنة تسع وسبعين وثلاث مائة، بأن امرأة من أهل الجانب الشرقي رأت في منامها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه يخبرها بأنها تموت من غد عصرا، وأنه صلى في مسجد بقطيعة أم جعفر من الجانب الغربي في القافلائين، ووضع كفه في حائط القبلة، وأنها فسرت هذه الرؤيا عند انتباهها من نومها، فقصد الموضع ووجد أثر كف، وماتت المرأة في ذلك الوقت، وعمر المسجد ووسعه أَبُو أَحْمَد الموسوي بعد ذلك وكبره وبناه وعمره، واستأذن الطائع لله في أن يجعله مسجدا يصلى فيه في أيام الجمعات، واحتج بأنه من وراء خندق يقطع بينه وبين البلد، ويصير به ذلك الصقع بلدا آخر، فأذن في ذلك وصار جامعا يصلى فيه الجمعات.
وذكر لي هلال بْن المحسن أيضا: أن أبا بكر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد العزيز الهاشمي كان بنى مسجد بالحربية في أيام المطيع لله ليكون جامعا(1/430)
يخطب فيه، فمنع المطيع من ذلك، ومكث المسجد على تلك الحال حتى استخلف القادر بالله فاستفتى الفقهاء في أمره، فأجمعوا على وجوب الصلاة فيه.
فرسم أن يعمر ويكسى وينصب فيه منبر، ورتب إماما يصلي فيه الجمعة، وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة، فأدركت صلاة الجمعة وهي تقام ببغداد: في مسجد المدينة، ومسجد الرصافة، ومسجد دار الخلافة، ومسجد براثا، ومسجد قطيعة أم جعفر وتعرف بقطيعة الرقيق ومسجد الحربية.
ولم تزل على هذا إِلَى أن خرجت من بغداد في سنة إحدى وخمسين وأربع مائة، ثم تعطلت في مسجد براثا فلم تكن تصلي فيه.
باب ذكر أنهار بغداد الجارية التي كانت بين الدور والمساكن وتسمية ما كانت تنتهي إليه من المواضع والأماكن
أما الأنهار التي كانت تجري بمدينة المنصور والكرخ من الجانب الغربي وتتخرق بين المحال والدور، فأكثرها كان يأخذ من نهر عِيسَى بْن عَلِيّ.
ونهر عِيسَى يحمل من الفرات، وكان عند فوهته قنطرة يقال لها قنطرة دمما، يمر النهر جاريا فيسقي طسوج فيروزسابور، وعلى جانبيه قرى وضياع، حتى إذا انتهى إِلَى المحول تفرع منه الأنهار التي كانت تتخرق مدينة السلام.
ثم يمر إِلَى قرية الياسرية وعليه هناك قنطرة.
ثم يمر إِلَى الرومية وعليه هناك قنطرة تعرف بالرومية.
ثم يفضي إِلَى الزياتين وعليه هناك قنطرة تعرف بقنطرة(1/431)
الزياتين، ثم يمر إِلَى موضع باعة الأشنان، وعليه هناك قنطرة تعرف بقنطرة الأشنان.
ثم ينتهي إِلَى موضع باعة الشوك.
وعليه هناك قنطرة تعرف بقنطرة الشوك.
ثم يصير إِلَى موضع باعة الرمان، وعليه هناك قنطرة تعرف بقنطرة الرمان، ثم يصير إِلَى قنطرة المغيض، والمغيض ثم وعنده الأرحاء.
ثم يمر إِلَى قنطرة البستان.
ثم إِلَى قنطرة المعبدي.
ثم يصير إِلَى قنطرة بني زريق، ثم يصب في دجلة أسفل قصر عِيسَى.
فحدثني عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ البغدادي بأطرابلس عَنْ بعض متقدمي العلماء وذكر أنهار بغداد، فقال: منها الصراة، وهو نهر يأخذ من نهر عِيسَى فوق المحول، ويسقي ضياع بادوريا وبساتينها، ويتفرع منه أنهار كثيرة إِلَى أن يصل إِلَى بغداد، فيمر بقنطرة العباس.
ثم يمر إِلَى قنطرة الصينيات، ثم إِلَى قنطرة رحا البطريق وهي قنطرة الزبد.
ثم يمر إِلَى القنطرة العتيقة.
ثم يمر إِلَى القنطرة الجديدة.
ثم يصب في دجلة.
قَالَ: ويحمل من الصراة نهر يقال له: خندق طاهر أوله أسفل من فوهة الصراة بفرسخ.
يمر فيسقي الضياع ويدور حول سور مدينة السلام مما يلي الحربية إِلَى أن يصل إِلَى باب الأنبار، وعليه هناك قنطرة، ثم يمر إِلَى باب الحديد، وعليه أيضا هناك قنطرة.
ويمر إِلَى باب حرب وعليه هناك قنطرة.
ثم يمر إِلَى باب قطربل وعليه هناك قنطرة.
ثم يمر في وسط قطيعة أم جعفر ويصب في دجلة فوق دار إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ الطاهري.
قَالَ: ويحمل من نهر عِيسَى نهر يقال له: كرخايا أوله تحت المحول يمر في وسط طسوج بادوريا، وتتفرع منه أنهار تنبث في ضياع على جانبيه إِلَى أن يدخل بغداد من موضع يقال له: باب أَبِي قبيصة، ويمر إِلَى قنطرة قطيعة اليهود،(1/432)
ثم إِلَى قنطرة درب الحجارة، وقنطرة البيمارستان وباب محول.
وتتفرع منه أنهار الكرخ كلها، من ذلك نهر يقال له نهر رزين يأخذ في ربض حميد فيدور فيه، ثم ينتهي إِلَى سويقة أَبِي الورد.
ثم يمر إِلَى بركة زلزل فيدور فيها، ثم يمضي إِلَى باب طاق الحراني، ثم يصب في الصراة أسفل من القنطرة الجديدة.
وإذا صار نهر رزين بباب سويقة أَبِي الورد، ويحمل منه نهر يعبر في عبارة على قنطرة العتيقة، فيمر إِلَى شارع باب الكوفة، فيدخل من هناك إِلَى مدينة المنصور.
ويمر النهر من باب الكوفة إِلَى شارع القحاطبة، ثم إِلَى باب الشام.
ويمر في شارع الجسر إِلَى الزبيدية ويفنى هناك.
ثم يمر كرخايا من قنطرة البيمارستان، فإذا صار إِلَى الدرابات سمي هناك العمود، وهو الذي تتفرع منه أنهار الكرخ الداخلة.
فيمر النهر من هناك إِلَى موضع يعرف بالواسطيين، ثم يمر إِلَى موضع يسمى الخفقة، فيحمل منه هناك نهر البزازين، يعطف فيخرج إِلَى شارع المصور، ثم يمر إِلَى دار كعب، ثم يخرج إِلَى باب الكرخ، ثم يدخل البزازين، ثم يمر إِلَى الخزازين، ويدخل أصحاب الصابون، ثم يصب في دجلة.
ثم يمر النهر الكبير من الخفقة إِلَى طرف مربعة الزيات، فيعطف منه هناك نهر يقال له: نهر الدجاج، فيأخذ إِلَى أصحاب القصب، وشارع القبارين، ثم يصب في دجلة عند سوق الطعام.
ويمر النهر الكبير من مربعة الزيات إِلَى دوارة الحمار، فيعطف منه هناك نهر يقال له: نهر قطيعة الكلاب مادا حتى يصب تحت قنطرة الشوك في نهر عِيسَى.(1/433)
ويمر النهر الكبير من دوارة الحمار إِلَى موضع يقال له: مربعة صالح فيعطف منها هناك نهر يقال له: نهر القلائين، يمر إِلَى السواقين، ثم إِلَى أصحاب القصب ويصب في نهر الدجاج فيصيران نهرا واحدا.
ويمر النهر الكبير من مربعة صالح إِلَى موضع يعرف بنهر طابق، ثم يصب في نهر عِيسَى بحضرة دار البطيخ.
فهذه أنهار الكرخ.
قَالَ: فأما أنهار الحربية فمنها نهر يحمل من دجيل يقال له: نهر بطاطيا أوله أسفل فوهة دجيل بست فراسخ، يسقي ضياعا وقرى كثيرة في وسط مسكن ويفنى فيها.
ويحمل منه نهر أوله أسفل جسر بطاطيا بشيء يسير يجيء نحو مدينة السلام، فيمر على عبارة قنطرة باب الأنبار ثم يدخل بغداد فيمر في شارع باب الأنبار، ويمر إِلَى شارع الكبش ويفنى هناك.
ويحمل من نهر بطاطيا نهر أسفل من النهر الأول يجيء نحو بغداد على عبارة، يقال لها عبارة الكرخ بين باب حرب وباب الحديد، يمر فيدخل بغداد من هناك، ويمر في شارع دجيل إِلَى مربعة الفرس، فيحمل منه هناك نهر يمر إِلَى دكان الأبناء ويفنى هناك.
ويمر النهر الكبير من مربعة الفرس إِلَى قنطرة أبي الجوز فيحمل منه من هناك نهر يمر إِلَى كتاب اليتامى وإلى مربعة شبيب، ويصب في نهر في الشارع.
ويمر النهر الكبير من قنطرة أبي الجوز إِلَى شارع قصر هانئ، ثم إِلَى بستان القس.
ويصب في النهر الذي يمر في شارع القحاطبة.
ويحمل من نهر بطاطيا نهر أوله أسفل من قناة الكرخ، يجيء نحو بغداد، ويمر على عبارة قنطرة باب حرب، ويدخل من هناك في وسط شارع باب(1/434)
حرب، ثم يجيء إِلَى مربعة أبي العباس ثم إِلَى مربعة شبيب، فيصب فيه النهر الذي ذكرناه.
ثم يمر إِلَى باب الشام، فيصب في نهر باب الشام.
قَالَ: وهذه الأنهار كلها مكشوفة إلا التي في الحربية، فإنها قنوات تحت الأرض وأوائلها مكشوفة.
قَالَ: وفي الجانب الشرقي نهر مُوسَى، يأخذ من نهر بين إِلَى أن يصل إِلَى قصر المعتضد بالله المعروف بالثريا، فيدخل القصر ويدور فيه، ويخرج منه ويصير إِلَى موضع يقال له: مقسم الماء، فينقسم هناك ثلاثة أنهار: يمر الأول منها إِلَى باب سوق الدواب ثم إِلَى دار البانوجة ويفنى هناك.
ويدخل بعضه باب سوق الدواب ويمر إِلَى العلافين فيصب في نهر كان المعتضد حفره.
ويمر شيء منه إِلَى باب سوق الغنم، ثم إِلَى خندق العباس بباب المخرم ويبز في دجلة.
ويمر نهر مُوسَى أيضا إِلَى قنطرة الأنصار، فيحمل منه هناك ثلاثة أنهار: يصب أحدها في حوض الأنصار، والثاني في حوض هيلانة، والثالث في حوض داود.
ويمر نهر مُوسَى أيضا إِلَى قصر المعتصم بالله، فيحمل منه هناك نهر يمر إِلَى سوق العطش في وسط شارع كرم المعرش، ويصب في دار عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الفرات الوزير، ويفنى هناك.
ويمر نهر مُوسَى أيضا ملاصقا لقصر المعتصم إِلَى أن يخرج إِلَى شارع عمرو الرومي، ثم يدخل بستان الزاهر فيسقيه، ويصب في دجلة أسفل البستان.
ثم يمر النهر الثاني من المقسم إِلَى باب بيبرز، فيدخل البلد من هناك، ويسمى نهر معلى، ويمر بين الدور إلى باب سوق الثلاثاء، ثم يدخل قصر(1/435)
الخلافة المسمى بالفردوس، فيدور فيه، ويصب في دجلة.
ويمر النهر الثالث من المقسم إِلَى باب قطيعة موشجير.
ثم يدخل إِلَى القصر الحسني فيدور فيه، ثم يصب في دجلة.
قَالَ: ويحمل من نهر الخالص نهر يقال له: نهر الفضل إِلَى أن ينتهي إِلَى باب الشماسية، فيؤخذ منه نهر، يقال له: نهر المهدي، ويدخل المدينة في الشارع المعروف بشارع المهدي.
ثم يجيء إِلَى قنطرة البردان، ويدخل دار الروميين، ويخرج إِلَى سويقة نصر بْن مالك، ثم يدخل الرصافة ويمر في المسجد الجامع إِلَى بستان حفص، ويصب في بركة جوف قصر الرصافة، ويحمل من هذا النهر نهر أوله في سويقة نصر، ثم يمر في وسط شارع باب خراسان إِلَى أن يصب في نهر الفضل بباب خراسان.
فهذه أنهار الجانب الشرقي.
ذكر عدد جسور مدينة السلام التي كانت بها على قديم الأيام
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن جعفر بْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: سنة سبع وخمسين ومائة، فيها ابتنى أَبُو جعفر قصره الذي يعرف بالخلد، وفيها عقد الجسر عند باب الشعير.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا(1/436)
مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن الخليل بْن مالك: عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كان المنصور قد أمر بعقد ثلاثة جسور أحدها للنساء، ثم عقد لنفسه وحشمه جسرين بباب البستان، وكان بالزندورد جسران عقدهما مُحَمَّد، وكان الرشيد قد عقد عند باب الشماسية جسرين.
وكان لأبي جعفر جسر عند سويقة قاطوطا، فلم تزل هذه الجسور إِلَى أن قتل مُحَمَّد.
ثم عطلت وبقي منها ثلاثة إِلَى أيام المأمون، ثم عطل واحد.
وسمعت أبا عَلِيّ بْن شاذان، يقول: أدركت ببغداد ثلاثة جسور: أحدها محاذي سوق الثلاثاء، وآخر بباب الطاق، والثالث في أعلى البلد عند الدار المعزية محاذي الميدان.
وذكر لي غير ابْن شاذان أن الجسر الذي كان محاذي الميدان نقل إِلَى الفرضة بباب الطاق، فصار هناك جسران يمضي الناس على أحدهما ويرجعون على الآخر.
وَقَالَ لي هلال بْن المحسن: عقد جسر بمشرعة القطانين في سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة، فمكث مدة ثم تعطل، ولم يبق ببغداد بعد ذلك سوى جسر واحد بباب الطاق، إِلَى أن حول في سنة ثماني وأربعين وأربع مائة، فعقد بين مشرعة الروايا من الجانب الغربي، وبين مشرعة الحطابين من الجانب الشرقي، ثم عطل في سنة خمسين وأربع مائة ثم نصب بمشرعة القطانين.
قلت: ولم أزل أسمع أن جسر بغداد طرازها.
أنشدني عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن الصقر أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: أنشدنا عَلِيّ بْن الفرج الفقيه الشافعي لنفسه:(1/437)
أيا حبذا جسر على متن دجلة بإتقان تأسيس وحسن ورونق
جمال وفخر للعراق ونزهة وسلوة من أضناه فرط التشوق
تراه إذا ما جئته متأملا كشطر عبير خط في وسط مفرق
أو العاج فيه الآبنوس مرقش مثال فيول تحتها أرض زئبق
أنشدنا أبو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، قَالَ: أنشدني أَبِي لنفسه:
يوم سرقنا العيش فيه خلسة في مجلس بفناء دجلة مفرد
رق الهواء برقة قدامه فغدوت رقا للزمان المسعد
فكأن دجلة طيلسان أبيض والجسر فيها كالطراز الأسود
حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن، قَالَ: ذكر أنه أحصيت السميريات المعبرانيات بدجلة في أيام الناصر لدين الله، وهو أَبُو أَحْمَد طلحة الموفق، فكانت ثلاثين ألفا، قدر من كسب ملاحيها في كل يوم تسعون ألف درهم
ذكر مقدار ذرع جانبي بغداد طولا وعرضا ومبلغ مساحة أرضها وعدد مساجدها وحماماتها
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، قَالَ: أَخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، قَالَ: أخبرنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يَحْيَى النديم، قَالَ: ذكر أَحْمَد بْن أَبِي طاهر في كتاب بغداد: أن ذرع بغداد الجانبين، ثلاثة وخمسون ألف جريب وسبع مائة وخمسون جريبا، منها الجانب الشرقي ستة وعشرون ألف جريب وسبع مائة وخمسون جريبا، والغربي سبعة وعشرون ألف جريب(1/438)
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: ورأيت في نسخة أخرى غير نسخة مُحَمَّد بْن يَحْيَى: أن ذرع بغداد ثلاثة وأربعون ألف جريب وسبع مائة جريب وخمسون جريبا، منها الجانب الشرقي سنة عشر ألف جريب وسبع مائة وخمسون جريبا والجانب الغربي سبعة وعشرون ألف جريب.
رجع إِلَى حديث مُحَمَّد بْن يَحْيَى: وأن عدد الحمامات كانت في ذلك الوقت ببغداد ستين ألف حمام.
وَقَالَ: أقل ما يكون في كل حمام خمسة نفر، حمامي وقيم وزبال ووقاد وسقاء.
يكون ذلك ثلاث مائة ألف رجل، وذكر أنه يكون بإزاء كل حمام خمسة مساجد يكون ذلك ثلاث مائة ألف مسجد، وتقدير ذلك أن يكون أقل ما يكون في كل مسجد خمسة أنفس، يكون ذلك ألف ألف وخمس مائة ألف إنسان، يحتاج كل إنسان من هؤلاء في ليلة العيد إِلَى رطل صابون، يكون ذلك ألف ألف وخمس مائة ألف رطل صابون، يكون ذلك حساب الجرة مائة وثلاثين رطلا: ألف جرة ومائة وخمسين جرة وثمانية جرار ونصفا.
يكون ذلك زيتا، حساب الجرة ستين رطلا، ست مائة ألف رطل وتسعة آلاف رطل وخمس مائة رطل وعشرة أرطال.
حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن، قَالَ: كنت يوما بحضرة جدي أَبِي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن هلال الصابي في سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة، إذ دخل عليه أحد التحار الذين كانوا يغشونه ويخدمونه، فقال له: في عرض حديث حدثه به، قَالَ: قال لي أحد التحار: إن ببغداد اليوم ثلاثة آلاف حمام.
فقال له جدي: سبحان الله، هذا سدس ما كنا عددناه وحصرناه.
فقال له: كيف ذاك؟ فقال جدي: أذكر وقد كتب ركن الدولة أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَن بْن بويه إِلَى الوزير أَبِي مُحَمَّد المهلبي بما قَالَ فيه: ذكر لنا كثرة المساجد والحمامات ببغداد،(1/439)
واختلفت علينا فيها الأقاويل، وأحببنا أن نعرفها على حقيقة وتحصيل، فتعرفنا الصحيح من ذلك.
قَالَ جدي: وأعطاني أَبُو مُحَمَّد الكتاب، وَقَالَ لي: امض إِلَى الأمير معز الدولة، فأعرضه عليه واستأذنه فيه، ففعلت.
فقال له الأمير: استعلم ذلك وعرفنيه، فتقدم أَبُو مُحَمَّد المهلبي إِلَى أَبِي الْحَسَن البازعجي، وهو صاحب المعونة، بعد المساجد والحمامات.
قَالَ جدي: فأما المساجد، فلا أذكر ما قيل فيها كثرة، وأما الحمامات فكانت بضعة عشر ألف حمام.
وعدت إِلَى معز الدولة وعرفته ذلك، فقال: اكتبوا في الحمامات أنها أربعة آلاف، واستدللنا من قوله على إشفاقه وحسده أباه على بلد هذا عظمه وكبره.
وأخذ أَبُو مُحَمَّد، وأخذنا نتعجب من كون الحمامات هذا القدر، وقد أحصيت في أيام المقتدر بالله فكانت سبعة وعشرين ألف حمام، وليس بين الوقتين من التباعد ما يقتضي هذا التفاوت.
قَالَ هلال: وقيل إنها كانت في أيام عضد الدولة خمسة آلاف حمام وكسرا.
قلت: لم يكن لبغداد في الدنيا نظير في جلالة قدرها، وفخامة أمرها، وكثرة علمائها وأعلامها، وتميز خواصها وعوامها، وعظم أقطارها وسعة أطرارها، وكثرة دورها ومنازلها، ودروبها وشوارعها، ومحالها، وأسواقها، وسككها، وأزقتها، ومساجدها، وحماماتها، وطررها، وخاناتها، وطيب هوائها، وعذوبة مائها، وبرد ظلالها وأفيائها، واعتدال صيفها وشتائها، وصحة ربيعها وخريفها، وزيادة ما حصر من عدة سكانها.
وأكثر ما كانت عمارة وأهلا في أيام الرشيد، إذ الدنيا قارة المضاجع، دارة المراضع، خصيبة، المراتع، مورودة المشارع.
ثم حدثت بها الفتن، وتتابعت على أهلها(1/440)
المحن، فخرب عمرانها، وانتقل قطانها، إلا أنها كانت قبل وقتنا والسابق لعصرنا على ما بها من الاختلال والتناقص في جميع الأحوال، ومباينة لجميع الأمصار، ومخالفة لسائر الديار.
ولقد حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي في سنة ستين وثلاث مائة، قَالَ: أَخْبَرَنِي رجل يبيع سويق الحمص منفردا به، وأسماه لي وأنسيته، أنه حصر ما يعمل في سوقه من هذا السويق كل سنة، فكان مائة وأربعين كرا، يكون حمصا مائتين وثمانين كرا، يخرج في كل سنة حتى لا يبقى منه شيء، ويستأنف عمل ذلك للسنة الأخرى.
قَالَ: وسويق الحمص غير طيب، وإنما يأكله المتجملون والضعفاء شهرين أو ثلاثة عند عدم الفواكه، ومن لا يأكله من الناس أكثر.
قلت: ولو طلب من هذا السويق اليوم في جانبي بغداد مكوك واحد ما وجد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ أَبُو الفضل أَحْمَد بْن أَبِي طاهر: أخذ الطول من الجانب الشرقي من بغداد لأبي أَحْمَد، يَعْنِي: الموفق بالله، عند دخوله مدينة السلام، فوجد مائتي حبل وخمسين حبلا وعرضه مائة وخمسة أحبل، فيكون ستة وعشرين ألف جريب، ومائتين وخمسين جريبا، ووجد الجانب الغربي طوله(1/441)
مائتين وخمسين حبلا أيضا، وعرضه سبعون حبلا، يكون ذلك سبعة عشر ألف جريب، وخمس مائة جريب، فالجميع من ذلك ثلاثة وأربعون ألف جريب، وسبع مائة وخمسون جريبا، من ذلك مقابر أربعة وسبعون جريبا
باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد
بالجانب الغربي في أعلى المدينة مقابر قريش، دفن بها مُوسَى بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وجماعة من الأفاضل معه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الحسين بْن مُحَمَّد بْن رامين الإستراباذي، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن جعفر بْن حمدان القطيعي، قَالَ: سمعت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيمَ أبا عَلِيّ الخلال، يقول: ما همني أمر فقصدت قبر مُوسَى بْن جعفر، فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قَالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدثنا السكوني، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: وكان أول من دفن في مقابر قريش جعفر الأكبر ابْن المنصور، وأول من دفن في مقابر باب الشام عَبْد الله بْن عَلِيّ، سنة سبع وأربعين ومائة وهو ابْن اثنتين وخمسين سنة.
ومقبرة باب الشام أقدم مقابر بغداد، ودفن بها جماعة من العلماء والمحدثين والفقهاء.(1/442)
وكذلك بمقبرة باب التبن، وهي على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر.
حَدَّثَنِي أَبُو يعلى مُحَمَّد بْن الحسين بْن مُحَمَّد بْن الفراء الحنبلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو طاهر بْن أَبِي بكر، قَالَ: حكى لي والدي عَنْ رجل كان يختلف إِلَى أَبِي بكر بْن مالك أنه قيل له: أين تحب أن تدفن إذا مت؟ فقال: بالقطيعة، وإن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل مدفون بالقطيعة، وقيل له، يَعْنِي لعبد الله، في ذلك، قَالَ: وأظنه كان أوصى بأن يدفن هناك، فقَالَ: قد صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا، ولأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أكون في جوار أَبِي.
ومقبرة باب حرب، خارج المدينة وراء الخندق مما يلي طريق قطربل، معروفة بأهل الصلاح والخير، وفيها قبر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل، وبشر بْن الحارث.
وينسب باب حرب إِلَى حرب بْن عَبْدِ اللَّهِ أحد صحابة أَبِي جعفر المنصور، وإليه أيضا تنسب المحلة المعروفة بالحربية أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ إسماعيل بْن أَحْمَد الحيري الضرير، قَالَ: أَخبرنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الحسين السلمي، بنيسابور، قَالَ: سمعت أبا بكر الرازي، يقول: سمعت عَبْد الله بْن مُوسَى الطلحي، يقول: سمعت أَحْمَد بْن الْعَبَّاسِ، يقول: خرجت من بغداد، فاستقبلني رجل عليه أثر العبادة، فقال لي: من أين خرجت؟ قلت: من بغداد هربت منها لما رأيت فيها من الفساد، خفت أن يخسف بأهلها.
فقال: ارجع ولا تخف، فإن فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن لهم من جميع البلايا.
قلت: من هم؟ قَالَ: ثم الإمام أَحْمَد بْن حَنْبَل، ومعروف الكرخي، وبشر الحافي، ومنصور بْن عمار.
فرجعت وزرت القبور، ولم أخرج تلك السنة.(1/443)
قلت: أما قبر معروف فهو في مقبرة باب الدير.
وأما الثلاثة الآخرون فقبورهم بباب حرب.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن عُمَر القواس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مقاتل مُحَمَّد بْن شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يوسف بْن بختان، وكان من خيار المسلمين، قَالَ: لما مات أَحْمَد بْن حَنْبَل رأى رجل في منامه كأن على كل قبر قنديلا، فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنه نور لأهل القبور قبورهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم، قد كان فيهم من يعذب فرحم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج الحسين بْن عَلِيّ بْن عبيد الله الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سويد المؤدب، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بْن إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي بكر السكري، قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت أَحْمَد بْن الدورقي، يقول: مات جار لي فرأيته في الليل، وعليه حلتين قد كسي، فقلت: إيش قصتك؟ ما هذا؟ قَالَ: دفن في مقبرتنا بشر بْن الحارث فكسي أهل المقبرة حلتين حلتين.
قلت: وبنواحي الكرخ مقابر عدة، منها مقبرة باب الكناس مما يلي براثا، دفن فيها جماعة من كبراء أصحاب الحديث.
ومقبرة الشونيزي، فيها قبر سري السقطي وغيره من الزهاد، وهي وراء المحلة المعروفة بالتوثة بالقرب من نهر عِيسَى بْن عَلِيّ الهاشمي.
سمعت بعض شيوخنا، يقول: مقابر قريش كانت قديما تعرف بمقبرة الشونيزي الصغير، والمقبرة التي وراء النوثة تعرف بمقبرة الشونيزي الكبير.
وكان أخوان، يقال لكل واحد منهما الشونيزي، فدفن كل واحد منهما في إحدى هاتين المقبرتين ونسبت المقبرة إليه.
ومقبرة باب الدير، وهي التي فيها قبر معروف الكرخي.(1/444)
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أَحْمَد الحيري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّد بْن الحسين السلمي، قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن بْن مقسم، يقول: سمعت أبا عَلِيّ الصفار، يقول: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي، يقول: قبر معروف الترياق المجرب.
أَخْبَرَنِي أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل عبيد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الزهري، قَالَ: سمعت أَبِي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج، ويقال: إنه من قرأ عنده مائة مرة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته.
حَدَّثَني أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ الصوري، قَالَ: سمعت أبا الحسين مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جميع، يقول: سمعت أبا عَبْد الله ابْن المحاملي، يقول: أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه.
وبالجانب الشرقي مقبرة الخيزران، فيها قبر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن يسار صاحب السيرة، وقبر أَبِي حنيفة النعمان بْن ثابت الفقيه إمام أصحاب الرأي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد الله الحسين بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الصيمري، قَالَ: أَخبرنا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن ميمون، قَالَ: سمعت الشافعي، يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إِلَى قبره في كل يوم، يَعْنِي زائرا، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين، وجئت إِلَى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى.
ومقبرة عَبْد الله بْن مالك، دفن بها خلق كثير من الفقهاء والمحدثين والزهاد والصالحين، وتعرف بالمالكية.
ومقبرة باب البردان فيها أيضا جماعة من أهل الفضل.(1/445)
وعند المصلى المرسوم بصلاة العيد كان قبره يعرف بقبر النذور، يقال: إن المدفون فيه رجل من ولد عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنه يتبرك الناس بزيارته، ويقصده ذو الحاجة منهم لقضاء حاجته.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كنت جالسا بحضرة عضد الدولة ونحن مخيمون بالقرب من مصلى الأعياد في الجانب الشرقي من مدينة السلام، نريد الخروج معه إِلَى همذان في أول يوم نزل المعسكر، فوقع طرفه على البناء الذي على قبر النذور، فقال لي: ما هذا البناء؟ فقلت: هذا مشهد النذور، ولم أقل قبر لعلمي بطيرته من دون هذا، فاستحسن اللفظة، وَقَالَ: قد علمت أنه قبر النذور، وإنما أردت شرح أمره.
فقلت: هذا يقال: إنه قبر عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
ويقال: إنه قبر عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وإن بعض الخلفاء أراد قتله خفية، فجعلت له هناك زبية، وسير عليها وهو لا يعلم، فوقع فيها وهيل عليه التراب حيا، وإنما شهر بقبر النذور لأنه ما يكاد ينذر له نذر إلا صح، وبلغ الناذر ما يريد ولزمه الوفاء بالنذر، وأنا أحد من نذر له مرارا لا أحصيها كثرة، نذورا على أمور متعذرة، فبلغتها ولزمني النذر فوفيت به.
فلم يتقبل هذا القول، وتكلم بما دل أن هذا إنما يقع منه اليسير اتفاقا فيتسوق العوام بأضعافه، ويسيرون الأحاديث الباطلة فيه.
فأمسكت.
فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا.
استدعاني في غدوة يوم، وَقَالَ: اركب معي إِلَى مشهد النذور، فركبت وركب في نفر من حاشيته إِلَى أن جئت به إِلَى الموضع، فدخله وزار القبر، وصلى عنده ركعتين سجد بعدهما سجدة أطال فيها المناجاة بما لم يسمعه أحد.
ثم(1/446)
ركبنا معه إِلَى خيمته وأقمنا أياما، ثم رحل ورحلنا معه يريد همذان، فبلغناها وأقمنا فيها معه شهورا، فلما كان بعد ذلك استدعاني، وَقَالَ لي: ألست تذكر ما حدثتني به في أمر مشهد النذور ببغداد؟ فقلت: بلى.
فقال: إني خاطبتك في معناه بدون ما كان في نفسي، اعتمادا لإحسان عشرتك، والذي كان في نفسي في الحقيقة أن جميع ما يقال فيه كذب.
فلما كان بعد ذلك بمديدة.
طرقني أمر خشيت أن يقع ويتم، وأعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو بجميع ما في بيوت أموالي وسائر عساكري، فلم أجد لذلك فيه مذهبا، فذكرت ما أخبرتني به في النذر لقبر النذور، فقلت: لم لا أجرب ذلك؟ فنذرت إن كفاني الله تعالى ذلك الأمر أن أحمل إِلَى صندوق هذا المشهد عشرة آلاف درهم صحاحا، فلما كان اليوم جاءتني الأخبار بكفايتي ذلك الأمر، فتقدمت إِلَى أَبِي القاسم عَبْد العزيز بْن يوسف، يَعْنِي: كاتبه، أن يكتب إِلَى أَبِي الريان، وكانت خليفته ببغداد، يحملها إِلَى المشهد.
ثم التفت إِلَى عَبْد العزيز، وكان حاضرا، فقال له عَبْد العزيز: قد كتبت بذلك ونفذ الكتاب.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ المعدل، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بكر الدوري الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن همام بْن سهيل الكاتب الشيعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حماد البربري، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَبِي شيخ، وقلت له: هذا الذي بقبر النذور، ويقال: إنه عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
فقال ليس كذلك، بل هو عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وعبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب مدفون في ضيعة له بناحية الكوفة يقال لها لُبَيَّا.
وَقَالَ أَبُو بكر الدوري: قَالَ لي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد ابْن أخي طاهر(1/447)
العلوي: عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب مدفون في ضيعة له بناحية الكوفة، يقال لها: ألبي، وقبر النذور إنما هو قبر عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
قلت: وأقدم المقابر التي بالجانب الشرقي مقبرة الخيزران، فأخبرني أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة، قَالَ: وأما مقابر الخيزران، فمنسوبة إِلَى الخيزران أم مُوسَى وهارون، يَعْنِي: ابني المهدي، وهي أقدم المقابر فيها قبر أَبِي حنيفة، وقبر مُحَمَّد بْن إسحاق صاحب المغازي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ بعض الناس: إن موضع مقابر الخيزران كان مقابر المجوس قبل بناء بغداد، وأول من دفن فيها البانوقة بنت المهدي، ثم الخيزران، ودفن فيها مُحَمَّد بْن إسحاق صاحب المغازي، والحسن بْن زَيْد، والنعمان بْن ثابت، وقيل: هشام بْن عروة.
قلت: كان المشهور عندنا أن قبر هشام بْن عروة في الجانب الغربي وراء الخندق أعلا مقابر باب حرب، وهو ظاهر معروف هناك، وعليه لوح منقوش فيه أنه قبر هشام، مع ما أَخْبَرَنَا به الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاسِ الخزاز.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الحسين بْن المنادي، قَالَ: أَبُو المنذر هشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام القرشي، مات أيام خلافة أَبِي جعفر(1/448)
في سنة ست وأربعين ومائة، ودفن بالجانب الغربي خارج السور نحو باب قطربل.
فحدثني أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، وكان من أهل الفهم وله قدم في العلم، أنه سمع أبا الحسين أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الخضر ينكر أن يكون قبر هشام بْن عروة بْن الزبير هو المشهور بالجانب الغربي، وَقَالَ: هذا قبر هشام بْن عروة المروزي صاحب ابْن المبارك، وإنما قبر هشام بْن عروة بْن الزبير بالخيزرانية من الجانب الشرقي.
ثم أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب بْن شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: هشام بْن عروة يكنى أبا المنذر، توفي ببغداد سنة ست وأربعين ومائة.
وقد قيل: إن قبره في مقابر الخيزران.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحسين بْن الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخبرنا جدي لأمي إسحاق بْن مُحَمَّد النعالي، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن إسحاق المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا قعنب بْن المحرر أَبُو عمرو الباهلي، قَالَ: مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان، وهشام بْن عروة، ببغداد سنة خمس وأربعين ومائة، ودفنا بسوق يَحْيَى.
ومقبرة الخيزران بالقرب من سوق يَحْيَى، وإليها أشار قعنب بْن المحرر.
ونرى أن قول أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الخضر، هو الصواب، إلا أنا لا نعرف في أصحاب بْن المبارك من يسمى هشام بْن عروة، ولا نعلم أيضا روي العلم عَنْ أحد يسمى هشاما واسم أَبِيهِ عروة، سوى هشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام والله أعلم.(1/449)
وبالقرب من القبر المنسوب إِلَى هشام بالجانب الغربي: قبور جماعة تعرف بقبور الشهداء، لم أزل أسمع العامة تذكر أنها قبور قوم من أصحاب أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب، كانوا شهدوا معه قتال الخوارج بالنهروان وارتثوا في الوقعة، ثم لما رجعوا أدركهم الموت في ذلك الموضع فدفنهم عَلِيّ هناك.
وقيل: إن فيه من له صحبة.
وقد كان حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر ينكر أيضا ما اشتهر عند العامة من ذلك، وسمعته يزعم أنه لا أصل له، والله أعلم.(1/450)
ذكر خبر المدائن على الاختصار وتسمية من وردها من الصحابة الأبرار
إنما أوردنا ذكر المدائن في كتابنا لقربها من مدينتنا، وذلك أن المسافة إليها بعض يوم فكانت في القرب منا كالمتصلة بنا.
وسنورد في هذا الكتاب أسماء من كان من أهل العلم بالنواحي القريبة من بغداد، كالنهروان، وعكبرا، والأنبار، وسر من رأى، وما أشبه ذلك عند وصولنا إِلَى ذكرها إن شاء الله.
فأما تقديمنا ذكر المدائن فإنما فعلنا ذلك تبركا بأسماء الصحابة الذين وردوها، والسادة الأفاضل الذين نزلوها.
وقد قبر بالمدائن غير واحد من الصحابة والتابعين رحمة الله عليهم.
(62) -[1: 451] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: أَخبرنا مَكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِي بِأَرْضٍ كَانَ نُورُهُمْ وَقَائِدُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1/451)
وقيل: إنما سميت المدائن لكثرة ما بنى بها الملوك والأكاسرة، وأثروا فيها من الآثار.
وهي على جانبي دجلة شرقا وغربا، ودجلة تشق بينهما وتسمى المدينة الشرقية: العتيقة، وفيها القصر الأبيض القديم الذي لا يدرى من بناه، وتتصل به المدينة التي كانت الملوك تنزلها، وفيها الإيوان، وتعرف بأسبانبر.
وأما المدينة الغربية فتسمى بهرسير.
وكان الإسكندر أجل ملوك الأرض، نزلها، وقيل: إنه ذو القرنين الذي ذكر الله تعالى في كتابه، فقال: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} الكهف، وبلغ مشارق الأرض ومغاربها، وله في كل إقليم أثر، فبنى بالمغرب الإسكندرية، وبنى بخراسان العليا على ما يقال: سمرقند ومدينة الصغد، وبنى بخراسان السفلى مرو وهراة، وبنى بناحية الجبل جي مدينة أصبهان، وبنى مدنا أخر كثيرة من نواحي الأرض وأطرافها، وجول الدنيا كلها ووطئها، فلم يختر منها منزلا سوى المدائن فنزلها.
وبنى بها مدينة عظيمة وجعل عليها سورا أثره باق إِلَى وقتنا هذا موجود بالأثر، وهي المدينة التي تسمى الرومية في جانب دجلة الشرقي، وأقام الإسكندر بها راغبا عَنْ بقاع الأرض جميعا وعن بلاده ووطنه.
وذكر بعض أهل العلم: أنها لم تزل مستقرة بعد أن دخلها حتى مات بها، وحمل منها فدفن بالإسكندرية لمكان والدته، فإنها كانت باقية هناك.
وقد كان ملوك الفرس لهم حسن التدبير والسياسة والنظر في الممالك، واختيار المنازل، فكلهم اختار المدائن وما جاورها، لصحة تربتها وطيب(1/452)
هوائها، واجتماع مصب دجلة والفرات بها.
ويذكر عَنِ الحكماء أنهم يقولون: إذا أقام الغريب على دجلة من بلاد الموصل تبين في بدنه قوة، وإذا أقام بين دجلة والفرات بأرض بابل تبين في فطنته ذكاء وحدة وفي عقله زيادة وشدة، وذلك الذي أورث أهل بغداد الاختصاص بحسن الأخلاق والتفرد بجميل الأوصاف، وقل ما اجتمع اثنان متشاكلان، وكان أحدهما بغداديا، إلا كان المقدم في لطف الفطنة، وحسن الحيلة، وحلاوة القول، وسهولة البذل، ووجد ألينهما معاملة، وأجملهما معاشرة.
وكان حكم المدائن، إذ كانت عامرة آهلة، هذا الحكم.
ولم تزل دار مملكة الأكاسرة، ومحل كبار الأساورة.
ولهم بها آثار عظيمة، وأبنية قديمة، منها: الإيوان العجيب الشأن، لم أر في معناه أحسن منه صنعة، ولا أعجب منه عملا، وقد وصفه أَبُو عبادة الوليد بْن عبيد البحتري في قصيدته التي أولها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عَنْ جدا كل جبس
إِلَى أن قَالَ:
وكان الإيوان من عجب الصنعة جون في جنب أرعن جلس
يتظنى من الكآبة إذ يبدو لعيني مصبح أو ممسي
مزعجا بالفراق عَنْ أنس ألف عز أو مرهقا بتطليق عرس
عكست حظه الليالي وبات المشتري فيه وهو كوكب نحس
فهو يبدى تجلدا وعليه كلكل من كلاكل الدهر مرسي(1/453)
لم يعبه أن بز من بسط الديباج واستل من ستور الدمقس
مشمخر تعلو له شرفات رفعت في رءوس رضوى وقدس
لابسات من البياض فما تبصر منها إلا سبايخ برس
ليس يدرى أصنع إنس لجن سكنوه أم صنع جن لإنس
غير أني أراه يشهد أن لم يك بانيه في الملوك بنكس
أنشدني الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّد بْن القاسم العلوي، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن عَلِيّ البتي، قَالَ: أنشدنا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ القطان، قَالَ: أنشدنا البحتري لنفسه: صنت نفسي عما يدنس نفسي وذكر القصيدة بطولها.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن أيوب القمي، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن عمران الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي، قَالَ: سمعت عَبْد الله بْن المعتز، يقول: لو لم يكن للبحتري من الشعر إلا قصيدته السينية في وصف إيوان كسرى فليس للعرب سينية مثلها، وقصيدته في صفة البركة، لكان أشعر الناس في زمانه.
والذي بنى الإيوان على ما ذكر عَبْد الله بْن مسلم بْن قتيبة هو سابور بْن هرمز المعروف بذي الأكتاف، وقد بنى أيضا ببلاد فارس وخراسان مدنا كثيرة، وله في كتب سير العجم أخبار عجيبة، وذكر أن مدة ملكه كانت اثنتين وسبعين سنة.(1/454)
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسين عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: لما صارت الخلافة إِلَى المنصور هم بنقض إيوان المدائن، فاستشار جماعة من أصحابه، فكلهم أشار بمثل ما هم به، وكان معه كاتب من الفرس، فاستشاره في ذلك فقال له: يا أمير المؤمنين، أنت تعلم أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج من تلك القرية، يَعْنِي: المدينة، وكان له بها مثل ذلك المنزل، ولأصحابه مثل تلك الحجر، فخرج أصحاب ذلك الرسول حتى جاءوا مع ضعفهم إِلَى صاحب هذا الإيوان مع عزته وصعوبة أمره، فغلبوه وأخذوه من يديه قسرا وقهرا، ثم قتلوه، فيجيء الجائي من أقاصي الأرض فينظر إِلَى تلك المدينة وإلى هذا الإيوان، ويعلم أن صاحبها قهر صاحب هذا الإيوان، فلا يشك أنه بأمر الله تعالى، وأنه هو الذي أيده وكان معه ومع أصحابه، وفي تركه فخر لكم.
فاستغشه المنصور واتهمه لقرابته من القوم، ثم بعث في نقض الإيوان فنقض منه الشيء اليسير، ثم كتب إليه: هو ذا يغرم في نقضه أكثر مما يسترجع منه، وأن هذا تلف الأموال وذهابها فدعا الكاتب فاستشاره فيما كتب به إليه، فقال: لقد كنت أشرت بشيء لم يقبل مني، فأما الآن فإني آنف لكم أن يكون أولئك بنوا بناء تعجزون أنتم عَنْ هدمه، والصواب أن تبلغ به الماء، ففكر المنصور، فعلم أنه قد صدق.
ثم نظر فإذا هدمه يتلف الأموال، فأمر بالإمساك عنه.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بْن أَبِي الفتح الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن سعيد بْن سويد، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ المبرد، قَالَ: أَخْبَرَنِي القاسم بْن سهل النوشجاني: أن ستر باب الإيوان أحرقه المسلمون لما افتتحوا المدائن، فأخرجوا منه ألف ألف مثقال ذهبا، فبيع المثقال بعشرة دراهم، فبلغ ذلك عشرة آلاف ألف درهم.(1/455)
ذكر بشارة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه أن الله يفتح المدائن على أمته
(63) -[1: 456] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ حِينَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، وَعَرَضَتْ لَنَا فِي بَعْضِ الْخَنْدَقِ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ شَدِيدَةٌ لا تَأْخُذُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ.
قَالَ: فَاشْتَكَيْنَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهَا أَلْقَى ثَوْبَهُ، وَأَخَذَ الْمِعْوَلَ، فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ ثُمَّ ضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَهَا، وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، واللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ السَّاعَةَ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ فَقَطَعَ ثُلُثًا آخَرَ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الأَبْيَضَ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ، وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ، وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا السَّاعَةَ "
(64) -[1: 456] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ بَعْضِ الْمَشْيَخَةِ، قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ إِلَى(1/456)
كِسْرَى: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ، أَنْ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، مَنْ شَهِدَ شَهَادَتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَلَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ.
فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ، قَالَ: عَجَزَ صَاحِبُكُمْ أَنْ يَكْتُبَ إِليَّ إِلا فِي كَرَاعٍ.
قَالَ: فَدَعَا بِالْجَلَمَيْنِ فَقَطَعَهُ، ثُمَّ دَعَا بِالنَّارِ فَأَحْرَقَهُ، ثُمَّ نَدِمَ، فَقَالَ: لا بُدَّ أَنْ أُهْدِيَ لَهُ هَدِيَّةً، قَالَ: فَكَلَّمَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ كَلامًا شَدِيدًا.
قَالَ: فَأَدْرَجَ لَهُ سَفَطًا مِنْ دِيبَاجٍ وَحَرِيرٍ، فَأَهْدَاهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَزَّقَ كِسْرَى كِتَابِي لَيُمَزَّقَنَّ مُلْكُهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ، ثُمَّ لَيَهْلِكَنَّ كِسْرَى ثُمَّ لا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ.
وَلَيَهْلِكَنَّ قَيْصَرُ ثُمَّ لا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
(65) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى صِفِّينَ مَرَّ بِخَرَابِ الْمَدَائِنِ، فَتَمَثَّلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:(1/457)
جَرَتِ الرِّيَاحُ عَلَى مَحَلِّ دِيَارِهِمْ فَكَأَنَّمَا كَانُوا عَلَى مِيعَادِ
وَإِذَا النَّعِيمُ وَكُلُّ مَا يُلْهَى بِهِ يَوْمًا يَصِيرُ إِلَى بِلًى وَنَفَادِ
فَقَالَ عَلِيٌّ: لا تَقُلْ هَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) } ، إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ كَانُوا وَارِثِينَ فَأَصْبَحُوا مَوْرُوثِينَ، وَإِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ اسْتَحَلُّوا الْحُرُمَ فَحَلَّتْ بِهِمُ النِّقَمُ، فَلا تَسْتَحِلُّوا الْحُرُمَ فَتَحِلُّ بِكُمُ النِّقَمُ وكان فتح المدائن في صفر من سنة ست عشرة للهجرة؛ وهي السنة الرابعة من خلافة أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه، وفتحت على يد سعد بْن أَبِي وقاص، وفي قصة فتحها أخبار كثيرة يطول شرحها، وهي مذكورة في كتب الفتوح، ولا حاجة بنا إِلَى إيرادها في هذا الموضع، وإنما غرضنا ذكر من سمي لنا من مشهوري الصحابة الذين وردوا المدائن دون غيرهم، رحمة الله وبركاته عليهم.
فممن حفظنا أنه وردها من جلة أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(علي بْن أَبِي طالب)
أمير المؤمنين وابن عم خاتم النبيين، علي بْن أَبِي طالب، واسم أَبِي طالب عَبْد مناف بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن قصي بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة بْن خزيمة بْن مدركة بْن الياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان، يكنى أبا الْحَسَن وأبا(1/458)
تراب.
وأمه فاطمة بنت أسد بْن هاشم بْن عَبْد مناف، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي.
وعلي أول من صدق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني هاشم، وشهد المشاهد معه، وجاهد بين يديه، ومناقبه أشهر من أن تذكر، وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان وروده المدائن في طريقه لما قاتل الخوارج بالنهروان، ولما خرج إِلَى صفين أيضا.
(66) -[1: 459] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو كُلْثُومٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ وَهُوَ بِالْمَدَائِنِ: جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ إِلَيْكَ نَاسٌ مِنْ أَرِقَّائِنَا، لَيْسَ بِهِمُ الدِّينُ تَعُبَّدًا، فَارْدُدْهُمْ عَلَيْنَا.
فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ تَنْتَهُوا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ رَجُلا امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالإِيمَانِ يَضْرِبُ أَعْنَاقَكُمْ، وَأَنْتُمْ مُجْفِلُونَ عَنْهُ إجْفَالَ النِّعَمِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " لا "، قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " لا، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ "، قَالَ: " وَفِي كَفِّ عَلِيٍّ نَعْلٌ يَخْصِفُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(1/459)
(67) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " اسْتَنُبِئَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَأَسْلَمَ عَلِيٌّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصلحي، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب الجرجرائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن معاذ الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بْن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلي بْن سبع سنين ".
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق الثقفي، قَالَ: حَدَّثَنَا قتيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا الليث، عَنْ أَبِي الأسود، عمن حدثه أن عَلِيّ بْن أَبِي طالب أسلم وهو(1/460)
ابْن ثمان سنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، قَالَ: أخبرنا عَبْد الله بْن جَعْفَرِ بْن درستويه النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: سمعت سُلَيْمَان بْن حرب، يقول: شهد عَلِيّ بدرا، وهو ابْن عشرين سنة، وشهد الفتح، وهو ابْن ثمان وعشرين سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: أَخبرنا الحسين بْن صفوان البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي سبرة، عَنْ إسحاق بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي فروة، قَالَ: سألت أبا جعفر مُحَمَّد بْن عَلِيّ: كم كان سن عَلِيّ يوم قتل؟ قَالَ: ثلاثا وستين سنة.
قلت: ما كانت صفته؟ قَالَ: رجل آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمهما، ذو بطن، أصلع، هو إِلَى القصر أقرب.
قلت: أين دفن؟ فقال: بالكوفة ليلا وقد غُبِّيَ عَنْ دفنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ، قَالَ: أخبرنا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن أَبِي قيس الرفاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بْن هشام، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بويع عَلِيّ بْن أَبِي طالب بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف بالمدينة يوم الجمعة حين قتل عثمان، لاثنتي عشرة ليلة بقين من ذي الحجة، فاستقبل المحرم سنة ست وثلاثين.
قَالَ غير عباس:(1/461)
وكانت بيعته في دار عمرو بْن محصن الأنصاري ثم أحد بني عمرو بْن مبذول يوم الجمعة، ثم بويع بيعته العامة من الغد يوم السبت في مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر الزاهد مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنِي السياري، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْن مسروق الطوسي، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، قَالَ: كنت بين يدي أَبِي جالسا ذات يوم، فجاءت طائفة من الكرخيين، فذكروا خلافة أَبِي بكر، وخلافة عُمَر بْن الخطاب، وخلافة عثمان بْن عفان، فأكثروا، وذكروا خلافة عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وزادوا، فأطالوا، فرفع أَبِي رأسه إليهم، فقال: يا هؤلاء، قد أكثرتم القول في عَلِيّ والخلافة، والخلافة وعلي، أتحسبون أن الخلافة تزين عليا؟ بل زينها عَلِيّ، قَالَ السياري: فحدثت بهذا بعض الشيعة، فقال لي: قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أَحْمَد بْن حَنْبَل من البغض!
(68) -[1: 462] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصَّغَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَلِّمِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: " مَنْ أَشْقَى الأَوَّلِينَ "؟ قَالَ: عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ: " فَمَنْ أَشْقَى الآخِرِينَ "؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " قَاتِلُكَ "(1/462)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزاز، قَالَ: أَخبرنا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: أَخبرنا حَنْبَل بْن إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله، يَعْنِي: أَحْمَد بْن حَنْبَل، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن عِيسَى، عَنْ أَبِي معشر، قَالَ حَنْبَل: وحَدَّثَنَا عاصم بْن عَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معشر، قَالَ: وقتل عَلِيّ بْن أَبِي طالب في رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ، قَالَ: أَخبرنا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن أَبِي قيس، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّد بْن عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن عَلِيّ العجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا حسين الجعفي، قَالَ: سمعت سفيان بْن عيينة يسأل جعفر بْن مُحَمَّد: كم كان لعلي يوم قتل؟ قَالَ: ثمان وخمسون سنة.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الحسين بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن حسين، عَنْ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عقيل، قَالَ: سمعت ابْن الحنفية، يقول: سنة الجحاف حين دخلت إحدى وثمانون هذه: لي خمس وستون سنة قد جاوزت سن أَبِي.
قلت: وكم كانت سنه يوم قتل؟ قَالَ: ثلاث وستون قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: ودفن علي بالكوفة عند مسجد الجامع في قصر الإمارة.
(69) أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، يَعْنِي: أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى الْعُلَوِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: دَفَنْتُ أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي حَجَلَةٍ، أَوْ قَالَ فِي حُجْرَةٍ، مِنْ دُورِ آلِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ(1/463)
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، قَالَ: أَخبرنا الوليد بْن بكر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بْن أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: وعلي بْن أَبِي طالب، قتل بالكوفة قتله عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ملجم المرادي، وقتله الْحَسَن بْن عَلِيّ، بعد موت أبيه، ودفن عَلِيّ بالكوفة فلا يعلم أين موضع قبره.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطان، قَالَ: أَخبرنا عَبْد الله بْن إِسْحَاقَ الخراساني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْد بْن طريف، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو المحياة، عَنْ عَبْد الملك بْن عمير، قَالَ: لما حفر خالد بْن عَبْدِ اللَّهِ أساس دار يزيد ابنه، استخرجوا شيخا مدفونا أبيض الرأس واللحية، فقال: أتحب أن أريك عَلِيّ بْن أَبِي طالب؟ فكشف لي فإذا بشيخ أبيض الرأس واللحية، كأنما دفن بالأمس طري.
وزاد في الحديث إسماعيل بْن بهرام، فقال: يا غلام عَلِيّ بحطب ونار.
فقال الهيثم بْن العريان: أصلح الله الأمير ليس يريد القوم منك هذا كله.
فقال: يا غلام عَلِيّ بقباطي، فلفه فيها وحنطه وتركه مكانه.
قَالَ أَبُو زَيْد بْن طريف: هذا الموضع بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد بيت إسكاف، وما يكاد يقر في ذلك الموضع أحد إلا انتقل عنه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَرٍ المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة.
ح وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخبرنا عَبْد الله بْن إِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيمَ البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الملك بْن(1/464)
مُحَمَّد، وهو أَبُو قلابة الرقاشي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد النخعي، قَالَ: جاء رجل إِلَى شريك، فقال: أين قبر عَلِيّ بْن أَبِي طالب؟ فأعرض عنه، حتى سأله ثلاث مرات، فقال له: في الرابعة: نقله والله الْحَسَن بْن عَلِيّ إِلَى المدينة، هذا لفظ حديث البغوي.
قَالَ: وَقَالَ عَبْد الملك: وكنت عند أَبِي نعيم فمر قوم على حمير، قلت: أين يذهب هؤلاء؟ قَالَ: يأتون إِلَى قبر عَلِيّ بْن أَبِي طالب، فالتفت إلي أَبُو نعيم، فقال: كذبوا نقله الْحَسَن ابنه إِلَى المدينة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلد الوراق، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا المبرد، عَنْ مُحَمَّد بْن حبيب، قَالَ: أول من حول من قبر إِلَى قبر أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب، حوله ابنه الْحَسَن.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: كتب إِلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن عمران الجوري من شيراز أن أَحْمَد بْن حمدان بْن الخضر أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يونس الضبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي، قَالَ: دفن عَلِيّ بالكوفة عند قصر الإمارة عند المسجد الجامع ليلا، وعمي موضع قبره.
ويقال: دفن في موضع القصر.
ويقال: في الرحبة التي تنسب إليه.
ويقال: في الكناسة.
وَقَالَ أَبُو حسان حَدَّثَنِي النخعي عَنْ شريك، أن الْحَسَن بْن عَلِيّ حمله بعد صلح معاوية والحسن فدفنه بالمدينة.
ويقال: حمله فدفنه بالثوية.
ويقال: دفن بالبقيع مع فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الله.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أخبرنا أَبُو حاتم مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الرازي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن القاسم الأديب، قَالَ: نا أَبُو الفيض صالح بْن أَحْمَد النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا صالح بْن شعيب، عَنِ الْحَسَن بْن شعيب الفروي، عَنْ عِيسَى بْن داب، قَالَ: عُمِّيَ قبر عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَن: أنه صير في صندوق وأكثر عليه من الكافور، وحمل على بعير يريدون به المدينة، فلما كان ببلاد طيئ أضلوا(1/465)
البعير ليلا فأخذته طيئ، وهم يظنون أن بالصندوق مالا.
فلما رأوا ما فيه خافوا أن يطلبوا، فدفنوا الصندوق بما فيه، ونحروا البعير فأكلوه.
حكى لنا أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الحافظ، قَالَ: سمعت أبا بكر الطلحي يذكر أن أبا جعفر الحضرمي مطينا كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
وكان يقول: لو علمت الرافضة قبر من هذا لرجمته بالحجارة، هذا قبر المغيرة بْن شعبة.
وَقَالَ مطين: لو كان هذا قبر عَلِيّ بْن أَبِي طالب، لجعلت منزلي ومقيلي عنده أبدا
(الْحَسَن والحسين)
وسيدا شباب أهل الجنة الْحَسَن والحسين ابنا عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وأمهما فاطمة الزهراء بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هلال بْن خباب: أن عليا لما قتل توجه الْحَسَن والحسين إِلَى المدائن فلحقهما الناس بساباط، فحمل على الْحَسَن رجل، فطعنه في خاصرته، فسبقهم حتى دخل قصر المدائن، فأقام فيه نحوا من أربعين ليلة، ثم وجه إِلَى معاوية فصالحه.
(70) أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ هِلالَ بْنَ خَبَّابٍ، يَقُولُ: قَالَ فُلانٌ: جَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ.
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْخَشَّابُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ(1/466)
فَهْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ هِلالَ بْنَ خَبَّابٍ، يَقُولُ: جَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رُءُوسَ أَصْحَابِهِ فِي قَصْرِ الْمَدَائِنِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ لَوْ لَمْ تَذْهَلْ نَفْسِي عَنْكُمْ إِلا لِثَلاثِ خِصَالٍ لَذَهَلْتُ: مَقْتَلِكُمْ أَبِي، وَمَطْعَنِكُمْ بَغْلَتِي، وَانْتِهَابِكُمْ ثَقَلِي، أَوْ قَالَ: رِدَائِي عَنْ عَاتِقِي، وَإِنَّكُمْ قَدْ بَايَعْتُمُونِي عَلَى أَنْ تُسَالِمُوا مَنْ سَالَمْتُ، وَتُحَارِبُوا مَنْ حَارَبْتُ، وَإِنِّي قَدْ بَايَعْتُ مُعَاوِيَةَ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا.
قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ الْقَصْرَ.
وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
وَكُنْيَةُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يُشَبَّهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(71) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الشَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي وَاللَّفْظُ لِعِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَحْمِلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيٍّ، وَعَلِيٌّ مَعَهُ يَتَبَسَّمُ
(72) -[1: 467] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا(1/467)
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّاشِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ وَأَبُو مَرْيَمَ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَامِلا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ "
(73) -[1: 468] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَزْهَرَ السَّلْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَعْشَى، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا "(1/468)
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ، قَالَ: نَبَّأَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَنِ بْن شعيب المدائني بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرحيم البرقي، قَالَ: الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب يقال: أنه ولد في النصف من شهر رمضان في سنة ثلاث من الهجرة أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن داود، وأحمد بْن أَبِي مريم، عَنْ سعيد بْن كثير بْن عفير، قَالَ: وفي سنة تسع وأربعين مات الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: توفي الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب في ربيع الأول من سنة تسع وأربعين، وهو ابْن سبع وأربعين سنة،(1/469)
وصلى عليه سعيد بْن العاص بالمدينة، ودفن بالبقيع.
أَخبرنا ابْن رزق، قَالَ: أَخبرنا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَل بْن إِسْحَاقَ، قَالَ: سمعت عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عائشة، يقول: مات الْحَسَن بْن عَلِيّ سنة إحدى وخمسين، ويقال: سنة خمسين أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن مُحَمَّد، يعني القصباني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى هو البربري، عَنِ ابْن أَبِي السري، عَنْ هشام ابن الكلبي، قَالَ: وفي سنة خمسين مات الْحَسَن بن عَلِيّ بالمدينة.
وَأَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد الهمداني، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن عمرو الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زيدان بْن عُمَر بْن البختري، قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْحَسَنِ، يقول: توفي الْحَسَن بْن عَلِيّ سنة خمسين، وهو ابْن سبع وأربعين سنة وكنية الحسين بْن عَلِيّ أَبُو عَبْد الله، وكان أصغر من الْحَسَن بسنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شعيب المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر ابْن البرقي، قَالَ: ولد الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب في ليال خلون من شعبان، سنة أربع من الهجرة
(74) -[1: 470] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(1/470)
" مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي "
(75) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَصَعِدْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي وَاذْهَبْ إِلَى مِنْبَرِ أَبِيكَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَمْ يَكُنْ لأَبِي مِنْبَرٌ، وَأَخَذَنِي وَأَجْلَسَنِي مَعَهُ، فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُ حَصًى بِيَدِي، فَلَمَّا نَزَلَ انْطَلَقَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ، فقَالَ لِي: مَنْ عَلَّمَكَ؟ فَقُلْتُ، وَاللَّهِ مَا عَلَّمْنِيهِ أَحَدٌ، قَالَ: يَا بُنَيَّ لَوْ جَعَلْتَ تَغْشَانَا، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا وَهُوَ خَالٍ بِمُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُمَرَ بِالْبَابِ، فَرَجَعَ ابْنُ عُمَرَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَلَقِيَنِي بَعْدُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَكَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي جِئْتُ وَأَنْتَ خَالٍ بِمُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُمَرَ بِالْبَابِ، فَرَجَعَ ابْنُ عُمَرَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ.(1/471)
فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِالإِذْنِ مِنِ ابْنِ عُمَرَ، وَإِنَّمَا أَنْبَتَ مَا تَرَى فِي رُءُوسِنَا اللَّهُ، ثُمَّ أَنْتُمْ
(76) أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مِيَاحٍ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ قَدْ قَتَلْتُ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا، وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ ابْنَتِكَ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَسَبْعِينَ أَلْفًا(1/472)
(77) أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيَمَا يَرَى النَّائِمُ نِصْفَ النَّهَارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، بِيَدِهِ قَارُورَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْقَارُورَةُ؟ قَالَ: " دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابُهُ، مَا زِلْتُ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ "، فَنَظَرْنَا فَإِذَا هُوَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمَ قُتِلَ
(78) -[1: 473] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سَعْدِ بْن طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُقْتَلُ حُسَيْنٌ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ مِنْ مُهَاجَرِي "(1/473)
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنِي هارون بْن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سمعت أبا نعيم، يقول: قتل الحسين بْن عَلِيّ سنة ستين، يوم السبت يوم عاشوراء، وقتل وهو ابْن خمس وستين، أو ست وستين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر، قَالَ: قَالَ لي أَبِي: وهذه الرواية لأبي نعيم وهم من جهتين في القتل والمولد، فأما مولد الحسين، فإنه كان بينه وبين أخيه الْحَسَن طهر، وولد الْحَسَن للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وأما الوهم في تاريخ موته، فأجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم سنة إحدى وستين إلا هشام ابْن الكلبي، فإنه قَالَ: سنة اثنتين وستين، وهو وهم أيضا
أَخْبَرَنَا عبيد الله، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْن حماد، عَنِ ابْن أَبِي السري، عَنْ هشام ابْن الكلبي، قَالَ: وفي سنة اثنتين وستين قتل الحسين بْن عَلِيّ يوم عاشوراء أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الحسين بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب قتل بنهر كربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين، وهو ابْن ست وخمسين سنة
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة، عَنْ أَحْمَد، يَعْنِي: ابْنَ حَنْبَل، عَنْ إِسْحَاق بْن عِيسَى، وَأَخْبَرَنَا ابْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد: قَالَ حَدَّثَنَا حَنْبَل،(1/474)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله، عَنْ إِسْحَاق بْن عِيسَى، عَنْ أَبِي معشر، قَالَ حَنْبَل: وَحَدَّثَنَا عاصم بْن عَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معشر، قَالَ: وقتل الحسين بْن عَلِيّ لعشر ليال خلون من المحرم سنة إحدى وستين.
واللفظ لحديث سلمة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن الْحَسَنِ الصوف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن عَلِيّ، قَالَ: وقتل الحسين بْن عَلِيّ، وكان يكنى بأبي عَبْد الله سنة إحدى وستين، وهو يومئذ ابْن ست وخمسين سنة، في المحرم يوم عاشوراء.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بْن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن زنجويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأسود، قَالَ: قتل الحسين سنة ستين.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا عباد، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قتل الحسين بْن عَلِيّ سنة ستين.
قلت: وقول من قَالَ: سنة إحدى وستين أصح.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: أخبرت عَنِ ابْن عيينة، قَالَ: سمعت الهذلي يسأل جعفر بْن مُحَمَّد، فقال: قتل الحسين، وهو ابْن ثمان وخمسين سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن الْعَبَّاسِ الخزاز، قَالَ: أَخبرنا مكرم بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد الجمال، قَالَ: سألت أبا نعيم، عَنْ زيارة قبر الحسين، فكأنه أنكر أن يعلم أين قبره.(1/475)
(سعد بْن أَبِي وقاص)
وسعد بن أبي وقاص، واسم أَبِي وقاص مالك بْن وهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بْن غالب، يكنى أبا إِسْحَاق.
وأمه حمنة بنت أَبِي سفيان بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف.
وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وأحد الستة من أهل الشورى، ومن المهاجرين الأولين، تقدم إسلامه، وحضر مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشاهده، وجاهد بين يديه، وفداه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأبويه، فقال له: " فداك أَبِي وأمي ".
ودعا له، فقال: " اللهم سدد رميته، وأجب دعوته "، فكان مجاب الدعوة.
ولما وجه أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب جيوش المسلمين إِلَى العراق، أمر سعدا عليهم، ففتح الله على يده المدائن وغيرها من بلاد الفرس، ثم ولاه عُمَر أيضا الكوفة لما مصرت.
وله أخبار كثيرة، ومناقب غير يسيرة.(1/476)
وروى عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث حدث بها عنه عَبْد الله بْن عباس، وجابر بْن سمرة، والسائب بْن يزيد، وعائشة أم المؤمنين، وجماعة من التابعين.
(79) -[1: 477] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو الْمُطَرِّفِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَنَا؟ قَالَ: " أَنْتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ "
(80) أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ بُخْتٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: أَسْلَمْتُ وَأَنَا ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً
(81) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ(1/477)
السَّمَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ سَعْدًا، قَالَ: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلامِ
(82) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: لا يَحْسُنُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا، فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَيِ الْعَشِيِّ أَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ.
فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، وَبَعَثَ رِجَالا يَسْأَلُونَ عَنْهُ فِي مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَلا يَأْتُونَ مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ إِلا أَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، وَقَالُوا مَعْرُوفًا، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي عَبْسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو سَعْدَةَ: اللَّهُمَّ فَإِنَّهُ كَانَ لا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ، وَلا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ.
فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ وعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتَهُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ.
فَإِذَا قِيلَ لَهُ: أَبَا سَعْدَةَ؟ يَقُولُ: مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ(1/478)
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا بكير بْن مسمار، عَنْ عائشة بنت سعد، قالت: مات أَبِي في قصره بالعقيق على عشرة أميال، فحمل إِلَى المدينة على رقاب الرجال، وكان قصيرا دحداحا، غليظا ذا هامة، شثن الأصابع، أشعر.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، قَالَ: أَخبرنا عثمان بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَل، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا نوح المعلم، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيم بْن سعد: توفي سعد بْن أَبِي وقاص: في زمن معاوية بعد حجته الأولى، وهو ابْن ثلاث وثمانين.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الحسين بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: أَخْبَرَنِي الهيثم بْن عدي، قَالَ: توفي سعد بالمدينة سنة خمسين.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ العبدوي، بنيسابور، قَالَ: أَخبرنا أَبُو مُحَمَّد القاسم بْن غانم بْن حمويه المهلبي، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوشنجي، قَالَ: سمعت ابْن بكير يقول: مات سعد بْن أَبِي وقاص سنة أربع وخمسين، قَالَ: هو آخر المهاجرين وفاة.(1/479)
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن داود، عَنْ سعيد بْن عفير، قَالَ: وفي سنة خمس وخمسين، توفي سعد بْن أَبِي وقاص
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب، بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرِ بْن حيان، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، وَأَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيّ الأصبهاني، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الشاهد، بالأهواز، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: وسعد بْن أَبِي وقاص ولاه عُمَر وعثمان الكوفة، ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد ابن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن عَلِيّ، قَالَ: ومات سعد بْن أَبِي وقاص سنة خمس وخمسين، وصلى عليه مروان، ومات وهو ابْن أربع وسبعين أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِسْحَاقَ المادرائي، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن زهير قراءة عليه، عَنِ المدائني، قَالَ: مات سعد بْن أَبِي وقاص بالعقيق، على عشرة أميال من المدينة، سنة خمس وخمسين، فحمل على أعناق الرجال إِلَى المدينة، وصلى عليه مروان.
وكان يقول: أنا يوم بدر ابْن تسع عشرة سنة.
ويقال: ابْن أربع وعشرين سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ الترمذي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم.
ح وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: قَالَ أَبُو نعيم: مات سعد بْن أَبِي وقاص سنة ثمان وخمسين.(1/480)
(عَبْد الله بْن مسعود)
وعبد الله بْن مسعود بْن غافل، وقيل: عاقل بْن حبيب بْن شمخ بْن فار بْن مخزوم بْن صاهلة بْن كاهل بْن الحارث بْن تميم بْن سعد بْن هذيل بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، حليف بني زهرة بْن كلاب.
ذكر نسبه هكذا مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وخليفة بْن خياط العصفري، غير أن ابْن سعد سمى جده غافلا بالغين المعجمة وبألف، وسماه خليفة عاقلا بالعين المهملة وبالقاف.
وَقَالَ خليفة أيضا: ابْن حبيب بْن فار بْن شمخ بْن مخزوم.
ونسبه مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ بْن يسار صاحب المغازي، فقال: عَبْد الله بْن مسعود بْن الحارث بْن شمخ بْن مخزوم، ولم يذكر ما تخلل ذلك من الأسماء التي ذكرناها.
وكذلك نسبه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرحيم البرقي.
وأم عَبْد الله بْن مسعود، أم عَبْد بنت عَبْد الله بْن الحارث بْن زهرة.
ويقال: إنها من القارة.
وقيل: بل هي من بني صاهلة بْن كاهل.
تقدم إسلام عَبْد الله بمكة وهاجر إِلَى المدينة، وشهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشاهده.
وكان أحد حفاظ القرآن، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من سره أن يقرأ(1/481)
القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابْن أم عَبْد ".
وكان أيضا من فقهاء الصحابة ذكره عُمَر بْن الخطاب، فقال: كنيف مليء علما.
وبعثه إِلَى أهل الكوفة ليقرئهم القرآن، ويعلمهم الشرائع والأحكام، فبث عَبْد الله فيهم علما كثيرا، وفقه منهم جما غفيرا.
وحدث عنه الأسود بْن يزيد، وعلقمة بْن قيس، وزيد بْن وهب، والحارث بْن قيس، وأبو وائل شقيق بْن سلمة، وزر بْن حبيش، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد، وأبو معمر عَبْد الله بْن سخبرة، وأبو عمرو الشيباني، وأبو الأحوص الجشمي، وغيرهم.
وورد المدائن ثم عاد إِلَى مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقام بها إِلَى حين وفاته.
(83) حَدَّثَنِي أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّابُلُسِيُّ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: أَخبرنا عَلِيُّ بْنُ طَاهِرٍ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صُبَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنَ الْمَدَائِنِ، فَصَحِبَنَا مَجُوسِيٌّ فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ تَخَلَّفَ عَبْدُ اللَّهِ لِحَاجَتِهِ، وَلَحِقَنَا وَقَدْ عَرَضَ لِلْمَجُوسِيِّ طَرِيقٌ فَأَخَذَ فِيهِ، فَأَتْبَعَهُ السَّلامَ، وَقَالَ: إِنَّ لِلصُّحْبَةِ حَقًّا
(84) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ إِمْلاءً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ(1/482)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيُّ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَا صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ أُحُدٍ وَيَوْمَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ "
(85) -[1: 483] أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادِ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ الدَّلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَجْنِي لَهُمْ نَخْلَةً، فَهَبَّتِ الرِّيحُ فَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهِ.
قَالَ: فَضَحِكُوا مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَضْحَكُونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ "(1/483)
(86) -[1: 484] أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي بَدرْزِيجَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الإِمَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي، عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْهُمْ، لأَمَّرْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أُمَّ عَبْدٍ "
(87) أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ: قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً(1/484)
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّدِ بْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن جَعْفَرٍ الزهري، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد القاري، عَنْ عبيد الله بن عبد الله بْن عتبة، قَالَ: مات عَبْد الله بْن مسعود بالمدينة، ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين، وكان رجلا نحيفا شديد الأدمة.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن القطان، قَالَ: أَخبرنا جعفر بْن مُحَمَّدِ بْن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن نمير، يقول: مات عَبْد الله بْن مسعود سنة اثنتين وثلاثين أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بن حسنويه الأصبهاني، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: ومات عَبْد الله بالمدينة، وصلى عليه الزبير بْن العوام سنة اثنين وثلاثين أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الرزاز، قَالَ: أَخبرنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَنِ الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: قَالَ أَبُو حفص عمرو بْن عَلِيّ: ومات ابْن مسعود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وكان نحيفا خفيف الجسم، آدم شديد الأدمة، ومات ابْن نيف وستين سنة.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر، حَدَّثَنَا(1/485)
عَبْدُ الحميد بْن عمران العجلي، عَنْ عون بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عتبة، قَالَ: توفي عَبْد الله بْن مسعود، وهو ابْن بضع وستين سنة.
قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: وسمعت من يقول: صلى عليه عمار بْن ياسر، وَقَالَ قائل: صلى عليه عثمان بْن عفان، وهو أثبت عندنا.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل القطان، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن جَعْفَرِ بْن درستويه، قال: حدثنا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: سنة اثنتين وثلاثين، فيها مات عَبْد الله بْن مسعود بالمدينة، وهو ابْن بضع وستين سنة، قبل قتل عثمان.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدويي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد القاسم بْن غانم بْن حمويه المهلبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوشنجي، قَالَ: سمعت ابْن بكير، يقول: مات ابْن مسعود سنة ثلاث وثلاثين.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفي، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن حاتم البزاز، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن أَبِي غنية: ومات عَبْد الله بْن مسعود سنة ثلاث وثلاثين، وله ثلاث وستون.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخبرنا ابْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سيار، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنِ الأعمش، عَنْ عمارة بْن عمير، عَنْ حريث بْن ظهير، قَالَ: لما جاء نعي عَبْد الله بن مسعود إِلَى أَبِي الدرداء، قَالَ: ما خلف بعده مثله.(1/486)
(عمار بْن ياسر)
وعمار بْن ياسر بْن عامر بْن مالك بْن كنانة بْن قيس بْن الحصين بْن الوذيم بْن ثعلبة بْن عوف بْن حارثة بْن عامر الأكبر بْن يام بْن عنس، وهو زَيْد بْن مالك بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب بْن عريب بن زَيْد بْن كهلان بْن سبأ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان، ويكنى أبا اليقظان.
تقدم إسلامه ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وهو معدود في السابقين الأولين من المهاجرين، وممن عذب في الله بمكة.
أسلم هو وأبوه وأمه سمية مولاة أَبِي حذيفة بْن المغيرة، وهي أول شهيدة في الإسلام، طعنها أَبُو جهل بحربة في قبلها فقتلها، ومر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعمار وأبيه وأمه وهم يعذبون.
فقال: " اصبروا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة ".
وشهد عمار مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرا وأحدا والخندق ومشاهده كلها.
ونزل فيه آيات من القرآن فمن ذلك أن المشركين أخذوه وعذبوه حتى سب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم جاءه وذكر ذلك له، فأنزل الله تعالى فيه: {إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} الآية.
ويقال: إن عظماء قريش اجتمعوا إِلَى أَبِي طالب، فقالوا له: لو أن ابْن أخيك طرد موالينا وحلفاءنا كان أطوع له عندنا وأعظم في صدورنا، وأشاروا إِلَى عمار، وبلال، وابن مسعود، فأنزل الله تعالى: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} في غير ذلك من الآيات.
ومناقبه مشهورة وسوابقه معروفة.
وورد المدائن غير مرة في خلافة عُمَر وبعدها، وشهد مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب حروبه حتى قتل بين يديه بصفين، وصلى عليه عَلِيّ ودفنه هناك.(1/487)
(88) -[1: 488] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُئِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ بِالْمَدَائِنِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَتَقَدَّمَ عَمَّارٌ وَقَامَ عَلَى دُكَّانٍ يُصَلِّي وَالنَّاسُ أَسْفَلَ مِنْهُ، فَتَقَدَّمَ حُذَيْفَةُ فَأَخَذَ عَلَى يَدَيْهِ فَاتَّبَعَهُ عَمَّارٌ حَتَّى أَنْزَلَهُ حُذَيْفَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ عَمَّارٌ مِنْ صَلاتِهِ، قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَمَّ الرَّجُلُ الْقَوْمَ فَلا يَقُمْ فِي مَكَانٍ أَرْفَعَ مِنْ مَقَامِهِمْ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ "، قَالَ عَمَّارٌ: لِذَلِكَ اتَّبَعْتُكَ حِينَ أَخَذْتَ عَلَى يَدَيَّ
(89) -[1: 488] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرِفَ صَوْتَهُ، فَقَالَ: " مَرْحَبًا بِالطِّيِّبِ الْمُطَيَّبِ "(1/488)
(90) أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرُّ مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: رَجُلانِ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ
(91) -[1: 489] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ شَيْءٌ، فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ(1/489)
يَشْكُو خَالِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ لا يَزِيدُهُ إِلا غِلَظًا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ، فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ألا تَرَاهُ؟، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " مَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَمَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ ".
قَالَ خَالِدٌ: فَخَرَجْتُ وَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَمَّارٍ فَلَقِيتُهُ فَرَضِيَ(1/490)
وَأَخْبَرَنَا ابْن مهدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حدثت عَنِ الواقدي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن أَبِي عبيدة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار، أنها وصفت لهم عمارا، فقالت: كان طويلا آدم طوالا مضطربا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، رجلا لا يغير شيبه.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن عَبْد الرحيم، قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة، عَنْ يَحْيَى بْن زَيْد، قَالَ: شهد عمار صفين، وهو ابْن تسعين سنة، على رمكة، حمائل سيفه نسعة
(92) -[1: 491] أَخْبَرَنَا وِلادُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، يَعْنِي: الْحِمَّانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ وَمَيْسَرَةَ أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ أَتَى بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، ثُمّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: " هَذِهِ آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا "، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ(1/491)
حَتَّى قُتِلَ
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: عمار بْن ياسر من عنس من اليمن، حليف لبني مخزوم، يكنى أبا اليقظان، قتل بصفين مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب سنة سبع وثلاثين، وهو ابْن ثلاث وتسعين سنة، ودفن هناك.
(93) وَقَالَ(1/492)
ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ: أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى عَمَّارٍ وَلَمْ يَغْسِلْهُ
(أَبُو أيوب الأنصاري)
وأَبُو أيوب الأنصاري الخزرجي، واسمه خالد بْن زَيْد بْن كليب بْن ثعلبة بْن عَبْد عمرو بْن عوف بْن غنم بْن مالك بْن النجار، وهو تيم الله، ابْن ثعلبة بْن الخزرج بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد بْن الغوث بْن نبت بْن مالك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبأ.
وأمه هند بنت سعد بْن قيس بْن عمرو بْن امرئ القيس بْن مالك بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأكبر.
حضر أَبُو أيوب العقبة، ونزل عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قدم المدينة في الهجرة، وشهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرا والمشاهد كلها، وكان مسكنه بالمدينة، وحضر مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب حرب الخوارج بالنهروان، وورد المدائن في صحبته، وعاش بعد ذلك زمانا طويلا، حتى مات ببلد الروم غازيا في خلافة معاوية بْن أَبِي سفيان، وقبره في أصل سور القسطنطينية.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن خميرويه الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس الأنصاري، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن عمار، وهو مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عمار الموصلي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بن(1/493)
محمد، عَنْ شعبة، قَالَ: قلت للحكم بْن عتيبة: شهد أَبُو أيوب مع عَلِيّ صفين؟ قَالَ: لا، ولكن شهد معه قتال أهل النهر.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْن سعيد الحافظ، أن جعفر بْن مُحَمَّدِ بْن عمرو الخشاب أخبرهم قراءة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدان بْن عُمَر بْن البختري، قَالَ: حَدَّثَنِي غياث بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأجلح بْن عَبْدِ اللَّهِ الكندي، قَالَ: سمعت زَيْد بْن عَلِيّ، وعبد الله بْن الْحَسَنِ، وجعفر بْن مُحَمَّد، ومحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْحَسَنِ، يذكرون تسمية من شهد مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم ذكره عَنْ آبائه وعمن أدرك من أهله، وسمعته أيضا من غيرهم فذكر أسماء جماعة من الصحابة، ثم قَالَ: وخالد بْن زَيْد أَبُو أيوب الأنصاري بدري، وهو صاحب منزل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل عليه حين قدم المدينة، حتى بنوا مسجده.
وكان على مقدمة عَلِيّ يوم النهر وعلى الرجالة يومئذ.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدويي، قَالَ: أَخبرنا القاسم بْن غانم المهلبي، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوشنجي، قَالَ: سمعت يحيي بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بكير، يقول: مات أَبُو أيوب سنة اثنتين وخمسين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طالب، يَعْنِي أَحْمَد بْن نصر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، وهو الدمشقي،(1/494)
قَالَ: مات أَبُو أيوب الأنصاري سنة خمس وخمسين بالقسطنطينية.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الفضل بْن طاهر إمام الجامع بدمشق، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الوهاب بْن الْحَسَنِ الكلابي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عمير بْن يوسف، قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن محمود بْن إِبْرَاهِيمَ بْن مُحَمَّدِ بْن عِيسَى بْن القاسم بْن سميع يقول: وأبو أيوب خالد بْن زَيْد بْن كليب بْن ثعلبة بدري، من بني النجار، قبره بالقسطنطينية أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا صفوان بْن صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن جابر، أن أبا أيوب لم يقعد عَنِ الغزو في زمان عُمَر، وعثمان، ومعاوية، وأنه توفي في غزاة يزيد بْن معاوية بالقسطنطينية، قَالَ الوليد فحدثني شيخ من أهل فلسطين أنه رأى بنية بيضاء دون حائط القسطنطينية، فقالوا: هذا قبر أَبِي أيوب الأنصاري صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتيت تلك البنية، فرأيت قبره في تلك البنية، وعليه قنديل معلق بسلسلة.
(عتبة بْن غزوان المازني)
وعتبة بْن غزوان المازني، حليف بني نوفل بْن عَبْد مناف، وهو عتبة بْن غزوان بْن جابر بْن وهيب، ويقال: أهيب، ابْن نسيب بْن مالك بْن عوف بْن الحارث بْن مازن بْن منصور بْن عكرمة بْن حصفة بْن قيس بْن عيلان بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان.
ومن العلماء من قدم نسيبا على وهيب في نسبه، وزاد فيه زيدا، فجعله: ابْن نسيب بْن وهيب بْن زَيْد بْن مالك.
كان عتبة من المهاجرين، وشهد بدرا، ويكنى أبا عَبْد الله، ويقال: أبا(1/495)
غزوان.
وهو أول من اختط البصرة ونزلها، ومن المدائن سار إليها، وكانت وفاته بالمدينة، ويقال: في الطريق بين المدينة والبصرة.
(94) أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَطَلْحَةَ وَالْمُهَلَّبِ وَزِيَادٍ وَسَعِيدٍ وَعَمْرٍو، قَالُوا: مَصَّرَ الْمُسْلِمُونَ الْمَدَائِنَ وَأَوْطَنُوهَا، حَتَّى إِذَا فَرَغُوا مِنْ جَلُولا وَتَكْرِيتَ، وَأَخَذُوا الْحِصْنَيْنِ، كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ، أَنِ ابْعَثْ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ إِلَى فَرَجِ الْهِنْدِ فَلْيَرْتَدَّ مَنْزِلا يُمَصِّرُهُ، وَابْعَثْ مَعَهُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فِي سَبْعِ مِائَةٍ مِنَ الْمَدَائِنِ فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، وَتَبَوَّأَ دَارَ مُقَامِهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
(95) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ الْكَاتِبُ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ أَمِيرًا بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَامَ فِينَا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْ دَارِكُمْ هَذِهِ، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَرَ لَيُلْقَى فِي شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَمَا يَبْلُغُ قَعْرَهَا سَبْعِينَ عَامًا، فَوَاللَّهِ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ عَامًا، لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَلَهُ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ، وَلَقَدْ(1/496)
رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَسَلَّقَتْ أَفْوَاهُهُمْ مِنْ أَكْلِ الشَّجَرِ، وَمَا مِنَّا رَجُلٌ إِلا وَقَدْ أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا أَنَا وَسَعْدًا اسْتَبَقْنَا بُرْدَةً فَاشْتَقَقْنَاهَا فَأَخَذْتُ أَنَا نِصْفَهَا وَسَعْدٌ نِصْفَهَا، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلا وَسَتُنْسَخُ مُلْكًا، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ حَقِيرًا، وَسُتَجَّرُبوَن الأُمَرَاءَ بَعْدِي
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر، حَدَّثَنِي جبير بْن عَبْدِ اللَّهِ، وإبراهيم بْن عَبْدِ اللَّهِ من ولد عتبة بْن غزوان، قالا: قدم عتبة المدينة في الهجرة، وهو ابْن أربعين سنة، وتوفي وهو ابْن سبع وخمسين، وكان طوالا جميلا، يكنى أبا عَبْد الله، ومات سنة سبع عشرة بطريق(1/497)
البصرة عاملا لعمر عليها.
قَالَ ابْن سعد: أَخْبَرَنِي الهيثم بْن عدي، قَالَ: كانت كنيته أبا غزوان.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: ومات عتبة بْن غزوان بالبصرة سنة سبع عشرة
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن عَلِيّ، قَالَ: مات عتبة بْن غزوان سنة سبع عشرة، قدم المدينة في الهجرة وهو ابْن أربعين سنة، فتوفي وهو ابْن سبع وخمسين، وكان يكنى بأبي عَبْد الله، وهو رجل من بني سليم
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَنِ المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر ابْن البرقي، قَالَ: ومات عتبة بْن غزوان بطريق البصرة سنة سبع عشرة، ويقال: سنة عشرين، وهو الذي مصر البصرة، واختط بها المنازل، وبنى مسجدها بقصب، وهو الذي افتتح الأبلة، وكانت ولايته البصرة ستة أشهر، ولاه إياها عُمَر بْن الخطاب.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن داود، وأحمد بْن أَبِي مريم، عَنْ سعيد بْن عفير، قَالَ: وفي سنة سبع عشرة مات عتبة بْن غزوان
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: ومات أَبُو قحافة سنة أربع عشرة، وفيها مات عتبة بْن غزوان
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه الأصبهاني، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن(1/498)
خياط، قَالَ: وعتبة بْن غزوان، ولاه عُمَر البصرة، وله بناحيتها فتوح، ومات بالمدينة سنة أربع عشرة.
ويقال: مات حين شخص من المدينة، ويكنى أبا عَبْد الله أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: كتب إِلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري من شيراز يذكر أن أَحْمَد بْن حمدان بْن الخضر أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يونس الضبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي، قَالَ: سنة خمس عشرة، فيها مات عتبة بْن غزوان المازني، وهو والي عُمَر بْن الخطاب على البصرة، مات بالطريق راجعا إِلَى البصرة، وكان قد استعفى عُمَر، فأبى أن يعفيه، وكان من دعائه: اللهم لا تردني إِلَى البصرة واليا لعمر، فمات قبل أن يصل إليها، وهو ابْن تسع وخمسين سنة، وكان يكنى أبا عَبْد الله.
قَالَ: وقصت به ناقته فسقط عنها فمات، ويقال: كان ذلك في سنة سبع عشرة، ويقال: سنة عشرين.
قَالَ أَبُو حسان: والأول أثبت قلت: والأشبه بالصواب أن عتبة مات سنة سبع عشرة، لأن المدائن فتحت سنة ست عشرة، ثم مصرت البصرة بعد ذلك ونزلها المسلمون على ما شرحناه فيما تقدم، وعتبة أول من اختطها وسكنها، فالله أعلم.
(أَبُو مسعود البدري)
وأبو مسعود البدري من الأنصار، واسمه عقبة بْن عمرو بْن ثعلبة بْن أسيرة.
وقيل: أسيرة، وقيل: يسيرة بالياء، وقيل: نسيرة بالنون ابْن عسيرة بْن عطية بْن جدارة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد.(1/499)
وأمه سلمى بنت عازب، وقيل: سلمى بنت عامر بْن عوف بْن عَبْدِ اللَّهِ من قضاعة.
ذكر بعض العلماء أن أبا مسعود شهد بدرا، والصحيح أنه لم يشهدها، وإنما قيل له: البدري لأنه كان يسكن ماء بدر، لكنه قد شهد العقبة مع الأنصار، وكان أصغر من شهدها.
وسكن الكوفة وحفظ عنه الحديث بها.
(96) وَذُكِرَ وُرُودُهُ الْمَدَائِنَ فِي حَدِيثٍ أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبِيعٍ الْعَبَسِيِّ، قَالَ: سَمِعْنَا بِوَجَعِ حُذَيْفَةَ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ فِي نَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ إِلَى الْمَدَائِنِ.
قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: أَيُّ اللَّيْلِ سَاعَةٌ هَذِهِ؟ قُلْنَا: بَعْضُ اللَّيْلِ أَوْ جَوْفُ اللَّيْلِ.
قَالَ: هَلْ جِئْتُمْ بِأَكْفَانِي؟ قُلْنَا: نَعَمْ.
قَالَ: فَلا تُغَالُوا بِكَفَنِي فَإِنْ يَكُنْ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يُبَدَّلُ خَيْرًا مِنْ كِسْوَتِكُمْ، وَإِلا سُلِبُ سَلْبًا سَرِيعًا، قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَمْ أَشْهَدْ وَلَمْ أَقْتُلْ وَلَمْ أَرْضَ "
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفي، بنيسابور، قَالَ: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري، يقول: قيل ليحيى بْن معين: أَبُو مسعود البدري شهد بدرا؟ قَالَ: لم يشهد بدرا وشهد العقبة.(1/500)
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ أَبُو مسعود الأنصاري: اسمه عقبة بْن عمرو، وهو من بني جدارة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج، ابتنى بالكوفة دارا في سوق المراضيع.
قَالَ مُحَمَّد بْن عمر والهيثم بْن عدي: توفي في آخر خلافة معاوية بالمدينة، وانقرض عقبه.
وَقَالَ ابْن سعد في موضع آخر: توفي في أول خلافة معاوية.
قَالَ: وَقَالَ الواقدي: شهد العقبة ولم يشهد بدرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه الأصبهاني، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: أَبُو مسعود البدري من ساكني الكوفة، مات قبل الأربعين أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: ومات أَبُو مسعود قبل عَلِيّ، وقتل عَلِيّ سنة أربعين أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْن الْحَسَنِ السمسار، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن عثمان الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الباقي بْن قانع، أن أبا مسعود توفي في سنة تسع وثلاثين.
أَبُو قتادة الأنصاري
وأبو قتادة الأنصاري أحد بني سلمة بْن سعد بْن الخزرج، واسمه الحارث بْن ربعي.
هكذا سماه غير واحد من العلماء.
وَقَالَ الواقدي: اسمه النعمان بْن ربعي.
وَقَالَ الهيثم بْن عدي: اسمه عمرو بْن ربعي.(1/501)
وكان من أفاضل الصحابة لم يشهد بدرا، وشهد ما بعدها، وعاش إِلَى خلافة عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وحضر معه قتال الخوارج بالنهروان، وورد المدائن في صحبته، ومات في خلافته، وقيل: بل بقي بعده زمانا طويلا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، قَالَ: أَخبرنا عَبْد الله بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: أَبُو قتادة اسمه النعمان بْن ربعي بْن بلدمة بْن خناس بْن سنان بْن عُبَيْدِ بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عَلِيّ بْن أسد بْن ساردة بْن يزيد بْن جشم بْن الخزرج الأكبر بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس.
وَأَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شعيب المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْن البرقي، قَالَ: أَبُو قتادة الحارث بْن ربعي، ويقال: النعمان بْن ربعي بْن بلدمة، ثم ساق نسبه، كما قَالَ: خليفة سواء، وقالا جميعا: أم أَبِي قتادة كبشة بنت مطهر بْن حرام بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة.
(97) -[1: 502] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّيَّانِ الْمِصْرِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ الأَشْجَعِيُّ، بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ قِتَال ِأَهْلِ النَّهْرِ قَفَلَ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ وَمَعَهُ سِتُّونَ أَوْ سَبْعُون مِنَ الأَنْصَارِ.
قَالَ: فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهَا، قَالَتْ: مَا وَرَاءَكَ؟ فَأَخْبَرْتُهَا أَنَّهُ لَمَّا تَفَرَّقَتِ الْمَحْكَمَةُ(1/502)
مِنْ عَسْكَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لَحِقْنَاهُمْ فَقَتَلْنَاهُمْ.
فَقَالَتْ: مَا كَانَ مَعَكَ مِنَ الْوَفْدِ غَيْرِكَ؟ قُلْتُ: بَلَى سِتُّونَ أَوْ.
قَالَتْ: أَفَكُلُّهُمْ يَقُولُ مِثْلَ الَّذِي تَقُولُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَتْ: قُصَّ عَلِيَّة ْقِصَّةَ.
فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، تَفَرَّقَتِ الْفِرْقَةُ وَهُمْ نَحْوٌ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا يُنَادُونَ: لا حُكْمَ إِلا لِلَّهِ، فَقَالَ َلِيٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ.
فَقَاتَلْنَاهُمْ بَعْدَ أَنْ نَاشَدْنَاهُمُ اللَّهَ وَكِتَابَهُ، فَقَالُوا: كَفَرَ عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعَائِشَةُ، وَمُعَاوِيَةُ.
فَلَمْ نَزَلْ نُحَارِبُهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْقُرْآنَ، فَقَاتَلْنَاهُمْ وَقَاتَلُونَا، وَوَلَّى مِنْهُمْ مَنْ وَلَّى، فَقَالَ: لا تَتْبَعُوا مُوَلِّيًا.
فَأَقَمْنَا نَدُورُ عَلَى الْقَتْلَى حَتَّى وَقَفَتْ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ رَاكِبُهَا، فَقَالَ: اقْلِبُوا الْقَتْلَى، فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ عَلَى نَهْرٍ فِيهِ الْقَتْلَى، فَقَلَبْنَاهُمْ، حَتَّى خَرَجَ فِي آخِرِهِمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: اللَّهُ أَكْبَرُ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَسَمَ فَيْئًا، فَجَاءَ هَذَا، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ، فَوَاللَّهِ مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكَ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ "، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا، دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ مَنْ يَقْتُلُهُ ".
وَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا يَمْنَعُنِي مَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَلِيٍّ أَنْ أَقُولَ الحَقَّ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى فِرْقَتَيْنِ تَمْرُقُ بَيْنَهُمَا فِرْقَةٌ مُحَلِّقُونَ رُءُوسَهُمْ مُحِفُّونَ شَوَارِبَهُمْ، أُزُرُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ سَوْقِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يَتَجَاوَزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَقْتُلُهُمْ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى "، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ َأَنْتِ تَعْلَمِينَ هَذَا، فَلِمَ كَانَ الَّذِي كَانَ مِنْكِ؟ قَالَتْ: يَا أَبَا قَتَادَةَ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا، وَلِلْقَدَرِ أَسْبَابٌ، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ(1/503)
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَل بْن إِسْحَاقَ، قَالَ: وبلغني أنه توفي أَبُو قتادة الحارث بْن ربعي سنة ثمان وثلاثين في خلافة عَلِيّ، وصلى عليه عَلِيّ بالكوفة.
(98) أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى أَبِي قَتَادَةَ، كَبَّرَ عَلَيْهِ سَبْعًا، وَكَانَ بَدْرِيًّا، قُلْتُ: قَوْلُهُ وَكَانَ بَدْرِيًّا خَطَئًا لا شُبْهَةَ فِيهِ؛ لأَنَّ أَبَا قَتَادَةَ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَلا نَعْلَمُ أَهْلَ الْمَغَازِي اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن صفوان، قال: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا،(1/504)
قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي قتادة، قَالَ: توفي أَبُو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين، وهو ابْن سبعين سنة.
قَالَ ابْن سعد: وَأخبرنا الهيثم بْن عدي، قَالَ: توفي أَبُو قتادة بالكوفة وعلي بها، وهو صلى عليه.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن داود، عَنْ سعيد بْن عفير، قَالَ: وفيها، يَعْنِي: سنة أربع وخمسين، مات أَبُو قتادة الحارث بْن ربعي، ويقال: النعمان بْن ربعي، وهو ابْن سبعين بالمدينة.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، قَالَ: قَالَ ابْن بكير: قَالَ الليث: وفيها، يَعْنِي: سنة أربع وخمسين مات أَبُو قتادة الحارث بْن ربعي بْن النعمان الأنصاري.
(حذيفة بْن اليمان)
وحذيفة بْن اليمان العبسي، حليف بني عَبْد الأشهل، واليمان لقب، واسمه حسل، ويقال: حسيل بْن جابر بْن أسيد بْن عمرو بْن مازن، وقيل: اليمان بْن جابر بْن عمرو بْن ربيعة بْن جروة بْن الحارث بْن مازن بْن ربيعة بْن قطيعة بْن عبس بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان.
يكنى حذيفة أبا عَبْد الله، وأمه من بني عَبْد الأشهل تسمى الرباب.
لم يشهد حذيفة بدرا وشهد أحدا وقتل أبوه يومئذ مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحضر ما بعد أحد من الوقائع.
وكان صاحب سر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقربه منه،(1/505)
وثقته به وعلو منزلته عنده.
وولاه أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب المدائن، فأقام بها إِلَى حين وفاته.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مكرم بْن أَحْمَد الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ صاحب النرسي، قَالَ: سمعت عَلِيّ ابْن المديني، يقول: حذيفة بْن اليمان هو حذيفة بْن حسل، وحسل كان يقال له: اليمان، وهو رجل من عبس حليف للأنصار.
(99) أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ وَفِّقْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ فَإِذَا هُوَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
فَقَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ الْوِسَادِ وَالسِّوَاكِ؟ يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ.
ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟ يَعْنِي: حُذَيْفَةَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
(100) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا كَتَبَ إِلَيْهِمْ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلانًا وَأَمَرْتَهُ بِكَذَا وَكَذَا، فَاسْمَعُوا(1/506)
لَهُ وَأَطِيعُوا.
فَلَمَّا بَعَثَ حُذَيْفَةُ إِلَى الْمَدَائِنِ كَتَبَ إِلَيْهِمْ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلانا فَأَطِيعُوهُ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ لَهُ شَأْنٌ فَرَكِبُوا لِيَتَلَقَّوْهُ، فَلَقُوهُ عَلَى بَغْلٍ تَحْتَهُ إِكَافٌ، وَهُوَ مُعْتَرِضٌ عَلَيْهِ رِجْلاهُ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ فَأَجَازُوهُ، فَلَقِيَهُمُ النَّاسُ فَقَالُوا لَهُمْ: أَيْنَ الأَمِيرُ؟ قَالُوا: هُوَ الَّذِي لَقِيتُمْ، قَالَ: فَرَكَضُوا فِي إِثْرِهِ فَأَدْرَكُوهُ وَفِي يَدِهِ رَغِيفٌ وَفِي الأُخْرَى عِرْقٌ وَهُوَ يَأْكُلُ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَى عَظِيمٍ مِنْهُمْ فَنَاوَلَهُ الْعِرْقَ وَالرَّغِيفَ، قَالَ: فَلَمَّا غَفِلَ أَلْقَاهُ أَوْ قَالَ أَعْطَاهُ خَادِمَهُ أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: حذيفة بْن اليمان بْن حسل، ويقال: حسيل بْن جابر العبسي، حليف بني عَبْد الأشهل، وابن أختهم الرباب بنت كعب بْن عدي بْن كعب بْن عَبْد الأشهل، ويكنى أبا عَبْد الله، وشهد أحدا وقتل أبوه يومئذ، وجاء نعي عثمان وهو بالمدائن، ومات بها سنة ست وثلاثين، اجتمع على ذلك مُحَمَّد بْن عُمَر، يَعْنِي: الواقدي، والهيثم بْن عدي.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سعد بْن أوس، عَنْ بلال بْن يَحْيَى، قَالَ: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة.(1/507)
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخبرنا أَبُو عَلِيِّ ابن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن عَلِيّ، وَأَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، قالا: ومات حذيفة بْن اليمان، ويكنى بأبي عَبْد الله بالمدائن سنة ست وثلاثين قبل قتل عثمان بأربعين ليلة، لفظهما سواء.
وقولهما قبل قتل عثمان خطأ؛ لأن عثمان قتل في آخر سنة خمس وثلاثين.
(سلمان الفارسي)
وسلمان الفارسي، يكنى أبا عَبْد الله، من أهل مدينة أصبهان، ويقال: من رامهرمز.
أسلم في السنة الأولى من الهجرة، وأول مشهد شهده مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الخندق، وإنما منعه عَنْ حضور ما قبل ذلك أنه كان مسترقا لقوم من اليهود وكاتبهم، وأدى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابته، وعتق، ولم يزل بالمدينة حتى غزا المسلمون العراق فخرج معهم، وحضر فتح المدائن ونزلها حتى مات بها، وقبره الآن ظاهر معروف بقرب إيوان كسرى عليه بناء، وهناك خادم مقيم لحفظ الموضع وعمارته والنظر في أمر مصالحه، وقد رأيت الموضع وزرته غير مرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن القاسم العبدي بجرجان، قَالَ: حَدَّثَنَا المنيعي، يَعْنِي: عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن زنجويه، قَالَ: حَدَّثَنَا الفريابي، عَنْ سفيان، عَنْ عوف، عَنْ أَبِي عثمان،(1/508)
قَالَ: سمعت سلمان الفارسي، يقول: أنا من رامهرمز.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ سلمان الفارسي يكنى أبا عَبْد الله أسلم: عند قدوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وكان قبل ذلك يقرأ الكتب ويطلب الدين، وكان عبدا لقوم من بني قريظة فكاتبهم، فأدى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابته وعتق، فهو إِلَى بني هاشم، وأول مشاهده الخندق، وتوفي في خلافة عثمان بالمدائن.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن يعقوب بْن شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: قد كان سلمان الفارسي نزل الكوفة في خلافة عثمان، وتوفي بالمدائن وقبره هناك.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: سمعت جعفر بْن أَحْمَد بْن فارس، قَالَ: سمعت العباس بْن يزيد، يقول لمحمد بْن النعمان: يقول أهل العلم: عاش سلمان ثلاث مائة وخمسين سنة، فأما مائتين وخمسين فلا يشكون فيه وكان من المعمرين، قيل: إنه أدرك وصي عِيسَى بْن مريم، وأعطي علم الأول والآخر وقرأ الكتابين.
(101) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ: أَخْبَرَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخبرنا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَصَّاصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: تَنَاوَلَنِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبٍّ.(1/509)
خَبَرُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَابْتِدَاءُ أَمْرِهِ، وَشَرْحُ مَا لَقِيَ فِي طُولِ عُمْرِهِ
(102) -[1: 510] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عثمانَ بْنِ مَيَّاحٍ السُّكَّرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، قَالَ أَحْمَدُ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِيَادِيُّ أَيْضًا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْقَاضِي الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بَكْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأُسْوَارِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: أَخبرنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرَاءُ، وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّطَوِيُّ أَبُو أَحْمَدَ، قَالا: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ زَادَ الشَّطَوِيُّ: ابْنُ غَانِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قال الشَّطَوِيُّ: ابْنُ الْفَضْلِ قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَلَفْظُ الْحَدِيثِ وَسِيَاقُهُ لِيُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي(1/510)
سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: جَيٌّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ، وَكَانَ يُحَبُّنِي حُبًّا شَدِيدًا لَمْ يُحِبَّهُ شَيْئًا مِنْ مَالِهِ وَلا وَلَدِهِ، فَمَا زَالَ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ.
وَاجْتَهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطِنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا فَلا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً، فَكُنْتُ كَذَلِكَ لا أَعْلَمُ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا إِلا مَا أَنَا فِيهِ، حَتَّى بَنَى أَبِي بُنْيَانًا لَهُ، وَكَانَتْ لَهْ ضَيْعَةٌ فِيهَا بَعْضُ الْعَمَلِ.
فَدَعَانِي، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ إِنَّهُ قَدْ شَغَلَنِي مَا تَرَى مِنْ بُنْيَانِي عَنْ ضَيْعَتِي هَذِهِ، وَلا بُدَّ لِي مِنَ اطِّلاعِهَا، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ، فَمُرْهُمْ بِكَذَا وَكَذَا، وَلا تَحْتَبِسْ عَنِّي، فَإِنَّكَ إِنِ احْتَبَسْتَ عَنِّي شَغَلْتَنِي، عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ.
فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةِ النَّصَارَى، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: هَؤُلاءِ النَّصَارَى يُصَلُّونَ، فَدَخَلْتُ أَنْظُرُ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِمْ، فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَالِسًا عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَبَعَثَ أَبِي فِي طَلَبِي فِي كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى جِئْتُهُ حِينَ أَمْسَيْت، وَلَمْ أَذْهَبْ إِلَى ضَيْعَتِهِ، فَقَالَ أَبِي: أَيْنَ كُنْتَ؟ أَلَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَكَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُقَالُ لَهُمُ: النَّصَارَى، فَأَعْجَبَنِي صَلاتُهُمْ وَدُعَاؤُهُمْ فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ كَيْفَ يَفْعَلُونَ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ، فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ، هَؤُلاءِ قَوْمٌ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيَدْعُونَهُ وَيُصَلُّونَ لَهُ، وَنَحْنُ نَعْبُدُ نَارًا نُوقِدُهَا بِأَيْدِينَا إِذَا تَرَكْنَاهُ مَاتَتْ، فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلِي حَدِيدًا وَحَبَسَنِي فِي بَيْتٍ عِنْدَهُ، فَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى، فَقُلْتُ لَهُمْ: أَيْنَ أَصِلُ هَذَا الدِّينَ الَّذِي أَرَاكُمْ عَلَيْهِ؟ فَقَالُوا: بِالشَّامِ.
فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ مِنْ هُنَاكَ نَاسٌ،(1/511)
فَآذِنُونِي.
قَالُوا: نَفْعَلُ.
فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ نَاسٌ مِنْ تُجَّارِهِمْ، فَبَعَثُوا إِلَيَّ أَنَّهُ قَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا تُجَّارٌ مِنْ تُجَّارِنَا، فَبَعَثْتُ إِلَيْهِمْ إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الْخُرُوجَ فَآذِنُونِي بِهِمْ.
قَالُوا: نَفْعَلُ.
فَلَمَّا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّحِيلَ بَعَثُوا إِلَيَّ بِذَلِكَ.
فَطَرَحْتُ الْحَدِيدَ الَّذِي فِي رِجْلِي وَلَحِقْتُ بِهِمْ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا، قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: الأَسْقُفُّ صَاحِبُ الْكَنِيسَةِ.
فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي كَنِيسَتِكَ، وَأَعْبُدُ اللَّهَ فِيهَا مَعَكَ، وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ الْخَيْرَ.
قَالَ: فَكُنْ مَعِي.
قَالَ: فَكُنْتُ مَعَهُ، وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ، كَانَ يَأْمُرُهْم بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوهَا إِلَيْهِ اكْتَنَزَهَا وَلَمْ يُعْطِهَا الْمَسَاكِينَ.
فَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِ، فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ، فَلَمَّا جَاءُوا لِيَدْفِنُوهُ، قُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا رَجُلُ سُوءٍ كَانَ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا، حَتَّى إِذَا جَمَعْتُمُوهَا إِلَيْهِ اكْتَنَزَهَا إِلَيْهِ وَلَمْ يُعْطِهَا الْمَسَاكِينَ، فَقَالُوا: وَمَا عَلامَةُ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أُخْرِجُ إِلَيْكُمْ كَنْزَهُ.
فَقَالُوا: فَهَاتِهِ.
فَأَخْرَجْتُ لَهُمْ سَبْعَ قِلالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا: وَاللَّهِ لا يُدْفَنُ أَبَدًا، فَصَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ، وَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ، وَجَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ مَكَانَهُ، فَلا وَاللَّهِ يَابْنَ عَبَّاسٍ، مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ لا يُصَلِّي الْخُمْسَ أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَأَشَدَّ اجْتِهَادًا، وَلا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا، وَلا أَدْأَبَ لَيْلا وَنَهَارًا مِنْهُ، مَا أَعْلَمُنِي أَحْبَبْتُ شَيْئًا قَطُّ قَبْلَهُ حُبَّهُ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ: يَا فُلانُ قَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ شَيْئًا قَطُّ حُبَّكَ، فَمَاذَا تَأْمُرُنِي؟ وَإِلَى مَنْ تُوصِينِي؟ فَقَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ إِلا رَجُلا بِالْمَوْصِلِ فَأْتِهِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِي،(1/512)
فَلَمَّا مَاتَ وَغُيَّبَ لَحِقْتُ بِالْمَوْصِلِ، فَأَتَيْتُ صَاحِبَهَا، فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ مِنَ الاجْتِهَادِ وَالزَّهَادَةِ فِي الدُّنْيَا، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فُلانًا أَوْصَانِي إِلَيْكَ أَنْ آتِيكَ وَأَكُونَ مَعَكَ.
قَالَ: فَأَقِمْ أَيْ بُنَيَّ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى مِثْلِ أَمْرِ صَاحِبِهِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فُلانًا أَوْصَانِي إِلَيْكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى، فَإِلَى مَنْ تُوصِينِي؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ أَيْ بُنَيَّ إِلا رَجُلا بِنَصِيبِينَ، وَهُوَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فَالْحَقْ بِهِ، فَلَمَّا دَفَنَّاهُ لَحِقْتُ بِالآخَرِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلانُ، إِنَّ فُلانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلانٍ، وَفُلانٌ أَوْصَى بِي إِلَيْكَ.
قَالَ: فَأَقِمْ أَيْ بُنَيَّ، قَالَ: فَأَقَمْتُ عِنْدَهُمْ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلانُ إِنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى، وَقَدْ كَانَ فُلانٌ أَوْصَى بِي إِلَى فُلانٍ، وَأَوْصَى بِي فُلانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَ لَيْهِ إِ لا رَجُل ابِعَمُورِيَّةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَأْتِهِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ، فَلَمَّا وَارَيْتُهُ خَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى صَاحِبِ عَمُورِيَّةَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَتْ لِي غَنِيمَةٌ وَبَقَرَاتٌ، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ: يَا فُلانُ إِنَّ فُلانا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلانٍ وَفُلانٌ إِلَى فُلانٍ وَفُلانٌ إِلَيْكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِلَى مَنْ تُوصِينِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ بَقِيَ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ مِنَ الْحَرَمِ، مُهَاجَرُهُ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ إِلَى أَرْضِ سَبَخَةٍ ذَاتِ نَخْلٍ، وَإِنَّ فِيهِ عَلامَاتٍ لا تُخْفَى، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَى تِلْكَ البلاد فَافْعَلْ، فَإِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُهُ، فَلَمَّا وَارَيْنَاهُ أَقَمْتُ حَتَّى مَرَّ رِجَالٌ مِنْ تُجَّارِ الْعَرَبِ مِنْ كَلْبٍ، فَقُلْتُ لَهُمْ:(1/513)
تَحْمِلُونِي مَعَكُمْ حَتَّى تَقْدُمُوا بِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأُعْطِيكُمْ غُنَيْمَتِي هَذِهِ وَبَقَرَاتِي؟ قَالُوا: نَعَمْ.
فَأَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا وَحَمَلُونِي حَتَّى إِذَا جَاءُوا بِي وَادِي الْقُرَى ظلموني فَبَاعُونِي عَبْدًا مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ بِوَادِي الْقُرَى.
فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّخْلَ وَطَمَعْتُ أَنْ يَكُونَ الْبَلَدُ الَّذِي نَعَتَ لِي صَاحِبِي، وَمَا حَقَّتْ عِنْدِي حَتَّى قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ مِنْ يَهُودِ وَادِي الْقُرَى، فَابْتَاعَنِي مِنْ صَاحِبي الَّذِي كُنْتُ عِنْدَهُ، فَخَرَجَ بِي حَتَّى قَدِمَ بِي الْمَدِينَةَ، فَوَاللَّهِ، مَا هُوَ إِلا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُ نَعْتَهُ، فَأَقَمْتُ فِي رِقِّي مَعَ صَاحِبِي، وَبَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ لا يُذْكَرُ لِي شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الرِّقِّ، حَتَّى قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبَاءَ وَأَنَا أَعْمَلُ فِي نَخْلَةٍ لَهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِيهَا إِذْ جَاءَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ، فَقَالَ: يَا فُلانُ قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ، وَاللَّهِ إِنَّهُمُ الآنَ لَفِي قُبَاءٍ مُجْتَمِعُونَ عَلَى رَجُلٍ جَاءَ مِنْ مَكَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِ لا أَنْ سَمِعْتُهَا فَأَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ، يَقُولُ: الرِّعْدَةُ، حَتَّى ظَنَنْتُ لأَسْقُطَنَّ عَلَى صَاحِبِي، وَنَزَلْتُ أَقُولُ: مَا هَذَا الْخَبَرُ؟ مَا هُوَ؟ فَرَفَعَ مَوْلايَ يَدَهُ فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ.
فَقُلْتُ لا شَيْءٌ إِنَّمَا سَمِعْتُ خَبَرًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَهُ.
قَالَ فَلَمَّا أَمْسَيْتُ، وَكَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ طَعَامٍ، فَحَمَلْتُهُ وَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ بِقُبَاءَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَأَنَّ مَعَكَ أَصْحَابًا لَكَ غُرَبَاءَ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ لِلصَّدَقَةِ فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ مَنْ بِهَذِهِ الْبِلادِ فَهَاكَ هَذَا فَكُلْ مِنْهُ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَقَالَ لأَصْحَابِهِ: كُلُوا،(1/514)
وَلَمْ يَأْكُلْ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ خَلَّةٌ مِمَّا وَصَفَ لِي صَاحِبِي.
ثُمَّ رَجَعْتُ وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَمَعْتُ شَيْئًا كَانَ عِنْدِي ثُمَّ جِئْتُهُ بِهِ، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ لا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ وَكَرَامَةٌ لَيْسَتْ بِالصَّدَقَةِ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلَ أَصْحَابُهُ.
فَقُلْتُ: هَذِهِ خَلَّتَانِ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتْبَعُ جِنَازَةً وَعَلَيَّ شَمْلَتَانِ لِي، وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ، فَاسْتَدَرْتُ بِهِ لأَنْظُرَ إِلَى الْخَاتَمِ فِي ظَهْرِهِ.
فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ اسْتَدْبَرْتُهُ عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثَبْتُ شَيْئًا قَدْ وُصِفَ لِي، فَرَفَعَ رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَمَا وَصَفَ لِي صَاحِبِي، فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي.
فَقَالَ: تَحَوَّلْ يَا سَلْمَانَ هَكَذَا.
فَتَحَوَّلْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَحَبَّ أَنْ يُسْمِعَ أَصْحَابُهُ حَدِيثِ عَنْهُ.
فَحَدَّثْتُهُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا حَدَّثْتُكَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ.
فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلاثِ مِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَأَعَانَنِي أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّخْلِ ثَلاثِينَ وَدِيَّةً، وَعِشْرِينَ وَدِيَّةً، وَعَشْرًا، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ مَا عِنْدَهُ.
فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقِّرْ لَهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَآذِنِّي، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَضَعُهَا بِيَدِي، فَفَقَّرْتُهَا وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي، يَقُولُ: حَفَرْتُ لَهَا حَيْثُ تُوضَعُ، حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهَا، فَخَرَجَ مَعِي حَتَّى جَاءَهَا، فَكُنَّا نَحْمِلُ إِلَيْهِ الْوَدِيَّ فَيَضَعُهُ بِيَدِهِ وَيُسَوِّي عَلَيْهَا، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَبَقِيَتْ عَلِيَّ الدَّرَاهِمُ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْمَعَادِنِ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنَ الذَّهَبِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ الْفَارِسِيُّ الْمُسْلِمُ الْمُكَاتِبُ؟ " فَدُعِيتُ لَهُ، فَقَالَ: " خُذْ هَذِهِ يَا سَلْمَانُ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ ".
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِمَّا عَلِيَّ.
قَالَ: فَإِنَّ اللَّهُ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ.
فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ لَقَدْ(1/515)
وَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِمْ، وَعَتَقَ سَلْمَانُ.
وَكَانَ الرِّقُّ قَدْ حَبَسَنِي حَتَّى فَاتَنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرٌ وَأُحُدٌ، ثُمَّ عَتَقْتُ فَشَهِدْتُ الْخَنْدَقَ، ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ(1/516)
(103) -[1: 517] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسٍ الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، وَالسِّيَاقُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَبِي كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَى الْكُتَّابَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " هَذَا مَا فَادَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ، فَدَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَشْهَلِ الْيَهُودِيِّ ثُمَّ الْقُرَظِيِّ بِغَرْسِ ثَلاثِ مِائَةِ نَخْلَةٍ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً ذَهَبًا.
وَقَدْ بَرِئَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ لِثَمَنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَوَلاؤُهُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ،(1/517)
فَلَيْسَ لأَحَدٍ عَلَى سَلْمَانَ سَبِيلٌ ".
شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْيَمَانِ، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ، وَبِلالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ مُهَاجَرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّدِ بْن الحجاج.
ذكر هذا الحديث لأبي بكر بْن أَبِي داود، فقال لسلمان ثلاث بنات: بنت بأصبهان، وزعم جماعة أنهم من ولدها، وابنتان بمصر.
قلت: في هذا الحديث نظر، وذلك أن أول مشاهد سلمان مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة الخندق، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة، ولو كان تخلص سلمان من الرق في السنة الأولى من الهجرة لم يفته شيء من المغازي مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن التاريخ بالهجرة لم يكن في عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأول من أرخ بها عُمَر بْن الخطاب في خلافته، والله أعلم.
وقد ذكرنا فيما تقدم من القول بأن سلمان توفي في خلافة أمير المؤمنين عثمان بْن عفان
أَخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن عثمان الصفار، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الباقي بْن قانع: أن سلمان توفي بالمدائن سنة ست(1/518)
وثلاثين، فعلى هذا القول كانت وفاته في خلافة أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب، والله اعلم.
(عبد الله بْن عُمَر)
وعبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب بْن نفيل بْن عَبْد العزى بْن رياح بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن قرظ بْن رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي بْن غالب يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَنِ.
وأمه زينب بنت مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح.
كان إسلامه بمكة مع إسلام أَبِيهِ وهو صغير قبل أن يبلغ.
وهاجر مع أَبِيهِ إِلَى المدينة.
وشهد غزاة الخندق، وما بعدها.
وخرج إِلَى العراق، فشهد يوم القادسية، ويوم جلولاء، وما بينهما من وقائع الفرس.
وورد المدائن غير مرة.
(104) أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ شُجَاعٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالا: أَخبرنا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الأَعْرَجِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: اخْتَلَفْتُ أَنَا، وَسَعْدٌ فِي ذَلِكَ، وَنَحْنُ بِجَلُولاءَ(1/519)
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم علي بْن محمد بْن عيسى البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد المصري، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، قَالَ: أَخبرنا حماد بْن سلمة، عَنْ عَلِيِّ بْن زَيْد، عَنْ أنس بْن مالك، وسعيد بْن المسيب قالا: قد شهد ابْن عُمَر بدرا، قَالَ: يزيد ليس هكذا هو.
قلت: والأمر على ما قال يزيد، كان ابْن عُمَر يصغر عَنْ شهود بدر
(105) وَقَدْ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ عُرِضَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَمْ يَقْبَلْهُ، وَعُرِضَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَقَبِلَهُ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً
(106) وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَلَمْ يَقْبَلْنِي، وَأَجَازَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ(1/520)
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أَخبرنا عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّد البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا شيبان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هلال، قَالَ: حَدَّثَنَا قتادة، عَنْ سعيد بْن المسيب، قَالَ: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة، لشهدت لعبد الله بْن عُمَر.
قَالَ البغوي: قَالَ الزبير، يَعْنِي: ابْنَ بكار: وكان عَبْد الله بْن عُمَر يتحفظ ما يسمع من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا لم يحضر يسأل من يحضر عما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعل.
وكان يتتبع آثار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل مسجد صلى فيه، وكان يعترض براحلته في كل طريق مر بها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقال له في ذلك، فيقول: أتحرى أن تقع أخفاف راحلتي على بعض أخفاف راحلة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي زكير، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وهب، عَنْ مالك، قَالَ: أقام ابْن عُمَر بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستين سنة يفتي الناس في الموسم وغير ذلك، قَالَ: وكان ابْن عُمَر من أئمة الدين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، قَالَ حَدَّثَنِي سعيد، هو ابْن أسد بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة، عَنْ رجاء بْن أَبِي سلمة، عَنْ رجاء بْن حيوة، قَالَ: أتانا نعي ابْن عُمَر ونحن في مجلس ابْن محيريز، فقال ابْن محيريز: والله إن كنت لأعد بقاء ابْن عُمَر أمانا لأهل الأرض قَالَ يعقوب: قَالَ أَبُو نعيم: مات ابْن عُمَر في سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدويي، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاسم بْن غانم المهلبي، قَالَ:(1/521)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوشنجي، قَالَ: سمعت ابْن بكير، يقول: مات عَبْد الله بْن عُمَر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَل بْن إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله، قَالَ: مات عَبْد الله بْن عُمَر سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن داود، عَنْ سعيد بْن عفير، قَالَ: وفي سنة أربع وسبعين مات عَبْد الله بْن عُمَر، بمكة، ودفن بذي طوى في مقبرة المهاجرين، وقد قيل: إنه دفن بفج، وهو ابْن أربع وثمانين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي زكير: قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدَّثَنِي مالك، قَالَ: بلغ عَبْد الله بْن عُمَر من السن سبعا وثمانين.
(عبد الله بْن الْعَبَّاسِ)
وعبد الله بْن الْعَبَّاسِ بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف، ويكنى أبا العباس.
وأمه لبابة بنت الحارث بْن حزن بْن بجير الهلالية أخت ميمونة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة في شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين.
ودعا له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " اللهم فقهه في الدين وعلمه الحكمة والتأويل ".
وكان عُمَر بْن الخطاب يقربه ويدنيه ويستشيره مع شيوخ الصحابة، ويقول: نعم ترجمان القرآن ابْن عباس، وكانت عائشة، تقول: هو أعلم من بقي بالسنة، وكان ابْن(1/522)
عُمَر، يقول: هو أعلم الناس بما أنزل على مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن عباس مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب صفين وقتال الخوارج بالنهروان، وورد في صحبته المدائن.
(107) أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: وُلِدْتُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ وَنَحْنُ فِي الشِّعْبِ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً
(108) أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ خَرَجَ عَلِيٌّ وَأَنَا خَلْفَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَيْلَكُمُ الْتَمِسُوهُ، يَعْنِي: الْمِخْدَجَ، فَالْتَمَسُوهُ فَجَاءُوا، فَقَالُوا: لَمْ نَجِدْهُ، فَعُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: وَيْلَكُمْ ضَعُوا عَلَيْهِمُ الْقَصَبَ، أَيْ عَلِّمُوا كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِالْقَصَبِ، فَجَاءُوا بِهِ فَلَمَّا رَآهُ خَرَّ سَاجِدًا أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْن أَبِي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أسامة، عَنِ الأعمش، عَنْ مجاهد، قَالَ: كان ابْن عباس يسمى البحر من كثرة علمه.
(109) -[1: 523] أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ(1/523)
مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَاعِدَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ يَدْعُو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، فَيُقَرِّبُهُ، وَيَقُولُ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعَاكَ يَوْمًا فَمَسَحَ رَأْسَكَ، وَتَفَلَ فِي فِيكَ، وَقَالَ: " اللَّهُمَّ فَهِّمْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ "
(110) أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ،(1/524)
قَالَ: لَوْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَدْرَكَ أَسْنَانَنَا مَا عَشَرَ مِنَّا رَجُلٌ، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَخْبَرَنَا القاسم بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن شاكر الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا داود بْن مهران، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الجبار، يَعْنِي: ابْنَ الورد، قَالَ: سمعت عطاء، يقول: ما رأيت مجلسا قط كان أكرم من مجلس ابْن عباس، وأكثر علما وأعظم جفنة، وأن أصحاب القرآن عنده يسألونه، وأصحاب النحو عنده يسألونه، وأصحاب الشعر عنده يسألونه، وأصحاب الفقه عنده يسألونه، كلهم يصدرهم في واد واسع.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن عَلِيّ المقنعي، قَالَ: أَخبرنا عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ الناقد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاقَ الصوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى بْن حماد، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بْن عيينة، عَنْ سالم بْن أَبِي حفصة، عَنْ منذر الثوري، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن عَلِيّ حين مات ابْن عباس: اليوم مات رباني هذه الأمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدويي، قَالَ: أَخبرنا القاسم بْن غانم المهلبي، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوشنجي، قَالَ: سمعت ابْن بكير يقول: مات ابْن عباس سنة خمس وستين، ويقال: ثمان وستين، ومات بالطائف، وصلى عليه مُحَمَّد ابْن الحنفية، وكبر عليه أربعا، وأدخله من قبل القبلة.(1/525)
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: قَالَ أَبُو نعيم: مات ابْن عباس سنة ثمان وستين.
أَخْبَرَنَا القاسم بْن جَعْفَرٍ الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب، قَالَ: توفي ابْن عباس سنة ثمان وستين، وهو ابْن إحدى وسبعين سنة.
وأما المدائني، فقال: توفي وهو ابْن أربع وسبعين.
وسمعت أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: مات ابْن عباس سنة ثمان وستين
(ثابت بْن قيس بْن الخطيم)
وثابت بْن قيس بْن الخطيم بْن عدي بْن عمرو بْن سواد بْن ظفر، وهو كعب، ابْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن أوس بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد.
شهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا والمشاهد بعدها.
ويقال: إنه جرح يوم أحد اثنتي عشرة جراحة، وعاش إِلَى خلافة معاوية، واستعمله عَلِيّ بْن أَبِي طالب على المدائن.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ الرافقي في كتابه، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن سعيد بْن شاهين، قَالَ: حَدَّثَنِي مصعب بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن مصعب، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمارة بْن القداح، قَالَ: كان ثابت بْن قيس بْن الخطيم، شديد النفس، وكان له بلاء مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب، واستعمله عَلِيّ بْن أَبِي طالب على المدائن، فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بْن شعبة الكوفة، وكان معاوية يتقى مكانه، فانصرف ثابت بْن قيس إِلَى منزله(1/526)
فيجد الأنصار مجتمعة في مسجد بني ظفر يريدون أن يكتبوا إِلَى معاوية في حقوقهم أول ما استخلف، وذاك أنه حبسهم سنتين أو ثلاثا لم يعطهم شيئا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: نريد أن نكتب إِلَى معاوية.
فقال: ما تصنعون أن يكتب إليه جماعة، يكتب إليه رجل منا، فإن كانت كائنة برجل منكم فهو خير من أن تقع بكم جميعا، وتقع أسماؤكم عنده.
فقالوا: فمن ذاك الذي يبذل نفسه لنا؟ قَالَ: أنا.
قالوا: فشأنك.
فكتب إليه وبدأ بنفسه، فذكر أشياء منها: نصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغير ذلك، وَقَالَ: حبست حقوقنا، واعتديت علينا، وظلمتنا، وما لنا إليك ذنب إلا نصرتنا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فلما قدم كتابه على معاوية دفعه إِلَى يزيد فقرأه ثم قَالَ له: ما الرأي؟ قال: تبعث فتصلبه على بابه.
فدعا كبراء أهل الشام فاستشارهم، فقالوا: تبعث إليه حتى تقدم به ههنا وتقفه لشيعتك ولأشراف الناس حتى يروه، ثم تصلبه، فقال: هل عندكم غير هذا؟ قالوا: لا.
فكتب إليه قد فهمت كتابك، وما ذكرت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد علمت أنها كانت ضجرة لشغلي وما كنت فيه من الفتنة التي شهرت فيها نفسك، فأنظرني ثلاثا، فقدم كتابه على ثابت فقرأه على قومه، وصبحهم العطاء في اليوم الرابع.
قَالَ ابْن القداح: حَدَّثَنِي بهذا الحديث كله مُحَمَّد بْن صالح بْن دينار مرسلا، وَحَدَّثَنِي به ابنه صالح بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعت يعقوب بْن عُمَر بْن قتادة يحدث بهذا الحديث: ثم أتاه بعد فأقام عنده فمكث نحوا من شهرين لا يلتفت إليه.
ثم استأذنه للخروج فبعث إليه بمائة ألف درهم، فوضعها في منزله وتركها وخرج.(1/527)
(البراء بْن عازب)
والبراء بْن عازب بْن الحارث بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن أوس بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر، يكنى أبا عمارة، وقيل: أبا عمرو، وقيل: أبا الطفيل.
غزا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس عشرة غزوة، ونزل الكوفة بعده، وكان رسول عَلِيّ بْن أَبِي طالب إِلَى الخوارج بالنهروان يدعوهم إِلَى الطاعة وترك المشاقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح النهرواني بها، قَالَ: أَخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن سلمة الكهيلي بالكوفة، قَالَ: أَخبرنا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بْن زكريا بْن دينار، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، يَعْنِي: ابْنَ منصور، عَنْ هريم، عَنْ مطرف، عَنْ أَبِي الجهم، قَالَ: بعث عَلِيّ البراء بْن عازب إِلَى أهل النهر يدعوهم ثلاثة أيام، فلما أبوا سار إليهم.
وللبراء عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روايات كثيرة، حدث عنه عَبْد اللَّهِ بْن يزيد الخطمي، وأبو جحيفة السوائي، وعامر الشعبي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وأبو إِسْحَاق السبيعي، وعدي بْن ثابت، وسعد بْن عُبَيْدة، والمسيب بْن رافع، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه الأصبهاني، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ البراء بْن عازب يكنى أبا عمارة: مات في ولاية مصعب بْن الزبير بْن العوام.(1/528)
(قيس بْن سعد بْن عبادة)
وقيس بْن سعد بْن عبادة بْن دليم بْن حارثة بْن أَبِي حزيمة، بالحاء المهملة المفتوحة، وقيل: دليم بْن حارثة بْن خزيم بْن أَبِي خزيمة، بالخاء المعجمة المرفوعة، ابْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأكبر بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، ويقال: أبا عَبْد الملك.
وأمه فكيهة بنت عبيد بْن دليم بْن حارثة.
وكان شجاعا بطلا كريما سخيا، وحمل لواء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض مغازيه، وولاه عَلِيّ بْن أَبِي طالب إمارة مصر، وحضر معه حرب الخوارج بالنهروان، ووقعة صفين.
وكان مع الْحَسَن بْن عَلِيّ على مقدمته بالمدائن، ثم لما صالح الْحَسَن معاوية وبايعه دخل قيس في الصلح وتابع الجماعة ورجع إِلَى المدينة فتوفي بها.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ عمار الدهني، قَالَ: نزل الْحَسَن المدائن، وكان قيس بْن سعد على مقدمته، فنزل الأنبار، وطعنوا حسنا وانتهبوا سرادقه.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخبرنا عثمان بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَل بْن إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحميدي، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ عمرو، قَالَ: كان قيس بْن سعد رجلا ضخما جسيما صغير الرأس له(1/529)
لحية، وأشار سفيان إِلَى ذقنه، وكان إذا ركب الحمار خطت رجلاه إِلَى الأرض.
(111) أَخْبَرَنَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: بَاعَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مَالا مِنْ مُعَاوِيَةَ بِتِسْعِينَ أَلْفًا، فَأَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى فِي الْمَدِينَةِ مَنْ أَرَادَ الْقَرْضَ، فَلْيَأْتِ مَنْزِلَ سَعْدٍ، فَأَقْرَضَ أَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ، وَأَجَازَ بِالْبَاقِي، وَكَتَبَ عَلَى مَنْ أَقْرَضَهُ صَكًّا، فَمَرِضَ مَرَضًا قَلَّ عُوَّادُهُ، فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ قَرِيبَةَ بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ أُخْتِ أَبِي بَكْرٍ: يَا قَرِيبَةُ لِمَ تَرَيِنَّ قَلَّ عُوَّادِي؟ قَالَتْ: لِلَّذِي لَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الدَّيْنِ.
فَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ بِصَكِّهِ.
وَقَالَ عُرْوَةُ: قَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مَالا وَفِعَالا، فَإِنَّهُ لا تَصْلُحُ الْفِعَالُ إِلا بِالْمَالِ "
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: قيس بْن سعد بْن عبادة، قَالَ الهيثم بْن عدي: توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية.
(عثمان بْن حنيف)
وعثمان بْن حنيف بْن واهب بْن العكيم بْن ثعلبة بْن الحارث بْن مجدعة بْن عمرو بْن حنش بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس بْن حارثة(1/530)
ابْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر.
أمه أم سهل بنت رافع بْن قيس بْن معاوية بْن أمية بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف، ويكنى أبا عَبْد اللَّهِ.
وهو أخو سهل بْن حنيف.
شهد أحدا وما بعدها من المشاهد.
وله رواية عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث عنه عمارة بْن خزيمة بْن ثابت.
وكان عُمَر بْن الخطاب بعثه إِلَى العراق عاملا وأمره بمساحة سقي الفرات، فمسح الكور والطساسيج بالجانب الغربي من دجلة، فكان أولها كورة فيروز وهي طسوج الأنبار، وكان أول السواد شربا من الفرات.
ثم طسوج مسكن، وهو أول حدود السواد في الجانب الغربي من دجلة وشربه من دجيل، ويتلوه طسوج قطربل وشربه أيضا من دجيل، ثم طسوج بادوريا، وهو طسوج مدينة السلام، وكان أجل طساسيج السواد جميعا.
وكان كل طسوج يتقلده فيما تقدم عامل واحد، سوى طسوج بادوريا فإنه كان يتقلده عاملان لجلالته وكثرة ارتفاعه، ولم يزل خطيرا عند الفرس ومقدما على ما سواه.
وورد عثمان بْن حنيف المدائن في حال ولايته.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق البزاز، وعلي بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ اللَّهِ السكري، قالا: أَخبرنا إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْن عياش، وقيس بْن الربيع، عَنْ حصين بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ عمرو بْن ميمون، قَالَ: شهدت عُمَر بْن الخطاب قبل أن يطعن بثلاثة أيام، وعنده حذيفة، وعثمان بْن حنيف، وكان قد استعمل حذيفة على ما سقت دجلة، واستعمل عثمان بْن حنيف على ما سقى الفرات.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن(1/531)
أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ عثمان بْن حنيف بْن واهب بْن العكيم: مات في خلافة معاوية
(أَبُو سعيد الخدري)
وأبو سعيد الخدري، واسمه سعد بْن مالك بْن سنان بْن عُبَيْدِ بْن ثعلبة بْن عُبَيْدِ بْن الأبجر، وهو خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الأكبر بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر.
وأمه أنيسة بنت أَبِي حارثة من بين عدي بْن النجار، وأخوه لأمه قتادة بْن النعمان.
وكان أَبُو سعيد من أفاضل الأنصار، وحفظ عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا كثيرا، وروى عنه من الصحابة: جابر بْن عَبْدِ اللَّهِ، وعَبْد اللَّهِ بْن عباس، وورد المدائن في حياة حذيفة بْن اليمان، وبعد ذلك مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب لما حارب الخوارج بالنهروان.
(112) -[1: 532] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ أَتَاهُمْ بِالْمَدَائِنِ فَقَامَ يُصَلِّي عَلَى دُكَّانٍ فَجَذَبَهُ سَلْمَانُ، ثُمَّ قَالَ: لا أَدْرِي أَطَالَ الْعَهْدُ أَمْ نَسِيتَ؟ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ: " لا يُصَلِّي الإِمَامُ عَلَى أَنْشَزَ مِمَّا عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ "(1/532)
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ الصلحي، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن معاذ الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بْن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا حنظلة بْن أَبِي سفيان، عَنْ أشياخه، قَالَ: لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلم من أَبِي سعيد الخدري.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، وَأَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الخزاز، قَالَ: أَخبرنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، قالا: مات أَبُو سعيد سنة أربع وسبعين.
(عبد الرَّحْمَن بْن سمرة)
وعبد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف بْن قصي بْن كلاب، يكنى أبا سعيد.
وأمه أروى بنت أَبِي الفرعة، ويقال: بنت أَبِي الفارعة بْن حارثة بْن كعب من بني فراس بْن غنم.
كان اسمه عَبْد الكعبة، فلما أسلم سماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَنِ، وَقَالَ له: " يا عَبْد الرَّحْمَنِ لا تسل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عَنْ مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عَنْ غير مسألة أعنت عليها ".(1/533)
وتحول عَبْد الرَّحْمَنِ بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى البصرة، فنزلها، واستعمله عَبْد اللَّهِ بْن عامر على سجستان، وغزا خراسان ففتح بها فتوحا.
ثم رجع إِلَى البصرة فأقام بها حتى مات، ودفن بها، وصلى عليه زياد.
وكان وروده المدائن رسولا إِلَى الْحَسَن بْن عَلِيّ من عند معاوية، أَخْبَرَنَا بذلك الأزهري، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: أَخبرنا أَبُو عبيد، قلت: " وليس بالقاسم بْن سلام، هذا شيخ كبير قديم عَنْ مجالد، عَنِ الشعبي، وعن يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبِيهِ، وعن أَبِي السفر، وغيرهم، قالوا: بايع أهل العراق بعد عَلِيّ بْن أَبِي طالب الْحَسَن بْن عَلِيّ، فذكر الحديث وقصة نزول الْحَسَن المدائن.
قَالَ: وكتب إِلَى معاوية بْن أَبِي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له خصالا ذكرها، فأجابه معاوية إِلَى ذلك وأعطاه ما سأل.
ويقال: بل أرسل الْحَسَن بْن عَلِيّ: عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل إِلَى معاوية حتى أخذ له ما سأل، وأرسل معاوية عَبْد اللَّهِ بْن عامر بْن كريز وعبد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس، فقدما المدائن إِلَى الْحَسَن فأعطياه ما أراد ووثقا له.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة أتى سجستان، وأقام بالبصرة حتى مات بها سنة إحدى وخمسين، ويقال: خمسين.(1/534)
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخبرنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: مات عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة سنة خمسين.
(أَبُو برزة الأسلمي)
وأبو برزة الأسلمي، واسمه نضلة بْن عُبَيْدِ ذكر ذلك عدة من العلماء، وَقَالَ الهيثم بْن عدي: هو خالد بْن نضلة.
وزعم الواقدي أن ولده يقولون: اسمه عَبْد اللَّهِ بْن نضلة.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن سعد، وأحمد بْن سيار المروزي اسمه نضلة بْن عَبْد الله بْن الحارث بْن حبال بْن ربيع بْن دعبل، وَقَالَ ابْن سيار دعيل بْن أنس بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى بْن حارثة، وهكذا نسبه خليفة بْن خياط، وسماه غير أنه أسقط ربيعا ودعبلا فلم يذكرهما.
سكن أَبُو برزة المدينة، وشهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة، ثم تحول إِلَى البصرة، فنزلها، وحضر مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب قتال الخوارج بالنهروان، وورد المدائن في صحبته، وغزا بعد ذلك خراسان فمات بها.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخبرنا عَبْد اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي عبيد الله، يَعْنِي: ابْنَ معاذ العنبري، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،(1/535)
عَنْ عمران بْن حدير، عَنْ لاحق، يَعْنِي: أبا مجلز، قَالَ: كان الذين خرجوا على عَلِيّ بالنهروان أربعة آلاف في الحديد، فركبهم المسلمون فقتلوهم ولم يقتل من المسلمين إلا تسعة رهط، فإن شئت فاذهب إِلَى أَبِي برزة فاسأله فإنه قد شهد ذلك.
(113) -[1: 536] أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ النَّسَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بِسْطَامَ الْمَرْوَزِيَّ، يقول: سمعت أَحْمَدَ بْنَ سَيَّارٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا الشَّاهُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ، كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى قَبْرٍ وَصَاحِبُهُ يُعَذَّبُ، فَأَخَذَ جَرِيدَةً فَغَرَسَهَا فِي الْقَبْرِ، وَقَالَ: " عَسَى أَنْ يَرْفَهَ عَنْهُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً ".
فَكَانَ أَبُو بَرْزَةَ يُوصِي: إِذَا مُتُّ فَضَعُوا فِي قَبْرِي مَعِي جَرِيدَتَيْنِ.
قَالَ: فَمَاتَ فِي مَفَازَةٍ بَيْنَ كَرْمَانَ وَقُومِسَ، فَقَالُوا: كَانَ يُوصِينَا أَنْ نَضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَيْنِ وَهَذَا مَوْضِعٌ لا نُصِيبُهُمَا فِيهِ.
فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ سِجِسْتَانَ فَأَصَابُوا مَعَهُمْ سَعْفًا، فَأَخَذُوا مِنْهُ جَرِيدَتَيْنِ فَوَضَعُوهُمَا مَعَهُ فِي قَبْرِهِ
أَخْبَرَنَا ابْن حسنويه، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط،(1/536)
قَالَ: وأبو برزة الأسلمي له دار بالبصرة، وأتى خراسان، ومات بها بعد أربع وستين، بعدما أخرج ابْن زياد من البصرة.
(عياض بْن غنم)
وعياض بْن غنم الفهري، من رهط أَبِي عبيدة بْن الجراح، وهو عياض بْن غنم بْن زهير بْن أَبِي شداد بْن ربيعة بْن هلال بْن مالك بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة.
شهد الحديبية مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحضر فتح المدائن مع سعد أَبِي وقاص وذلك مشهور عند أهل السيرة.
وفتح بعد ذلك فتوحا كثيرة ببلاد الشام ونواحي الجزيرة.
وكان عُمَر بْن الخطاب ولاه الإمارة بالشام بعد أَبِي عبيدة بْن الجراح، وبها كانت وفاته.
حَدَّثَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي، قال: حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار، قَالَ: وعياض بْن غنم بْن زهير بْن أَبِي شداد بْن ربيعة بْن هلال، كان شريفا، وله فتوح بناحية الجزيرة، في زمن عُمَر بْن الخطاب، وهو أول من أجاز الدرب إِلَى أرض الروم، وقد ذكره عبيد الله بْن قيس الرقيات، فيمن ذكر من أشراف قريش، فقال:
وعياض منا عياض بْن غنم كان من خير من أجن النساء
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: عياض بْن غنم الفهري، شهد الحديبية مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات بالشام سنة عشرين، وهو ابْن ستين سنة، حَدَّثَنِي(1/537)
بذلك مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي.
(114) أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَادَا، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ وَأَبُو الْفَضْلِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْفَارِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ الْحَرَّانِيُّ، بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَتَحَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الشَّامَ وَالْعِرَاقَ، فَابْعَثْ مِنْ قِبَلِكَ جُنْدًا مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى الْجَزِيرَةِ وَأَمِّرْ عَلَيْهِمْ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، أَوْ هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ، أَوْ عِيَاضَ بْنَ غُنْمٍ.
فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى سَعْدٍ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: مَا أَخَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِيَاضَ بْنَ غُنْمٍ إِلا أَنَّ لَهُ فِيهِ رَأْيًا أَنْ أُوَلِّيَهُ، وَأَنَا مُوَلِّيهِ، فَبَعَثَهُ وَبَعَثَ مَعَهُ جَيْشًا، وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، وَابْنَهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَهُوَ غُلامٌ حَدِيثُ السِّنِّ لَيْسَ إِلَيْهِ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرٍ الثَّقَفِيَّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ.
فَخَرَجَ عِيَاضٌ إِلَى الْجَزِيرَةِ، فَنَزَلَ بِجُنْدِهِ عَلَى الرُّهَا، فَصَالَحَهُ أَهْلُهَا عَلَى الْجَزِيرَةِ، كَذَا قَالَ الأَبْهَرِيُّ: وَإِنَّمَا هُوَ: عَلَى الْجِزْيَةِ وَصَالَحَتْ حَرَّانُ حِينَ صَالَحَتِ الرُّهَا أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي عمار، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة، عَنِ ابْن إِسْحَاقَ، قَالَ: ويقال: مات بلال مؤذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدمشق سنة عشرين، وفيها مات عياض بْن غنم.
(قرظة بْن كعب)
وقرظة بْن كعب بْن عمرو بْن كعب بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر، حليف(1/538)
بني عَبْد الأشهل، يكنى أبا عمرو.
وأمه خليدة بنت ثابت بْن سنان بْن عُبَيْدِ بْن الأبجر بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج.
كان أحد العشرة من الأنصار الذين بعثهم عُمَر بْن الخطاب إِلَى الكوفة، فنزلها وأعقب بها.
وورد المدائن في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب لما سار إِلَى صفين، وكان على راية الأنصار يومئذ، ذكر ذلك أَبُو البختري وهب بْن وهب الْقَاضِي عَنْ جعفر بْن مُحَمَّد وغيره من شيوخه الذي ساق عنهم خبر صفين، أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ بْن سعيد الفقيه.
قال: أخبرنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن شاذان، قَالَ: أَخبرنا أَبُو عَلِيٍّ إسماعيل بْن عباد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو البختري، به.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قال أخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قال: حدثنا ابْن أَبِي الدنيا، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قال: حَدَّثَنَا الهيثم بْن عدي، قَالَ: توفي قرظة بالكوفة في خلافة عَلِيّ، وهو الذي صلى عليه، وولده بالكوفة.
(نافع بْن عتبة بْن أَبِي وقاص)
ونافع بْن عتبة بْن أَبِي وقاص، واسم أَبِي وقاص مالك بْن وهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة بْن كلاب، وهو ابْن أخي سعد بْن أَبِي وقاص.
وأمه زينب بنت خالد بْن عُبَيْدِ بْن سويد الكنانية.
ويقال: بل أمه عاتكة بنت عوف أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف.
حفظ عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا رواه عنه جابر بْن سمرة السوائي.
ويعد نافع فيمن نزل الكوفة من الصحابة، وورد المدائن في صحبة عَلِيّ لما سار إِلَى صفين، ذكر ذلك أَبُو البختري، عَنْ رجاله، وأخبرناه أَبُو طالب عُمَر بْن(1/539)
إِبْرَاهِيمَ الفقيه بالإسناد الذي سقناه عنه.
(سمرة بْن عمرو بْن جندب)
وسمرة بْن عمرو بْن جندب، وقيل: سمرة بْن جنادة بْن جندب بْن حجير بْن رئاب بْن سواءة.
وقيل: ابْن رئاب بْن حبيب بْن سواءة بْن عامر بْن صعصعة بْن معاوية بْن بكر بْن هوازن بْن منصور بْن عكرمة بْن خصفة بْن قيس بْن عيلان بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان.
كان مع سعد بْن أَبِي وقاص في فتح المدائن، ونزل الكوفة بعد هو وابنه.
(115) -[1: 540] وَقَدْ رَوَى جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً مِنْ حَدِيثٍ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا: يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا: أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ "، فَقَالَ كَلِمَةٌ لَمْ أَفْهَمْهَا، فَقُلْتُ لأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " فَاحْذَرُوهُمْ "(1/540)
(جابر بْن سمرة)
وابنه جابر بْن سمرة السوائي، حضر فتح المدائن أيضا.
(116) -[1: 541] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَالُ وَأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ يَعْنِي: ابْنَ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَيَفْتَتِحَنَّ رَهَطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَنْزُ كِسْرَى الَّذِي فِي الْقَصْرِ الأَبْيَضِ "، كُنْتُ أَنَا وَأَبِي مِنْهُمْ، فَأَصَبْنَا مِنْ ذَلِكَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ
أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ نَزَلَ بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سمرة بْن جنادة بْن جندب بْن حجير، صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابنه جابر بْن سمرة السوائي، وهم حلفاء بني زهرة بْن كلاب، ويكنى جابر(1/541)
أبا عَبْد اللَّهِ، ابتنى بها دارا في بني سواءة، وتوفي بها في خلافة عَبْد الملك في ولاية بشر بْن مروان على الكوفة.
(أَبُو ليلى الأنصاري)
وأبو ليلى الأنصاري، والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى، واسمه يسار، ويقال: داود بْن بلال بْن مالك بْن أحيحة بْن الجلاح.
أسند عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ممن نزل الكوفة وأعقب بها، وفي ولده جماعة يذكرون بالفقه ويعرفون بالعلم.
وكان أَبُو ليلى خصيصا بعلي يسمر معه وينقطع إليه، وورد المدائن في صحبته وشهد صفين معه، ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: وأبو ليلى اسمه يسار بْن بلال بْن مالك بْن أحيحة بْن الجلاح بْن حريش بْن جحجبا بْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن أوس بْن حارثة.
وَقَالَ خليفة في موضع آخر: اسم أَبِي ليلى بلال بْن أحيحة، وساق نسبه إِلَى أن قَالَ: ابْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس، قَالَ: ويقال: ليس لأبي ليلى اسم.
ويقال: بلال هو أخو أَبِي ليلى.(1/542)
حَدَّثَنَا أَبُو حازم العبدويي إملاء، بنيسابور، قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الْقَاضِي الهمداني، يقول: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن أسيد، بأصبهان، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّدِ بْن شاكر، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عمران بْن أَبِي ليلى، يقول: اسم أَبِي ليلى داود بْن بلال، ولقبه أيسر.
قلت: وزعم عَبْد اللَّهِ بْن عمارة بْن القداح أن اسم أَبِي ليلى يسار بْن عبورة بْن بلبل بْن بلال بْن أحيحة.
(جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ البجلي)
وجرير بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن مالك بْن نصر بْن ثعلبة بْن جشم بْن عويف بْن شليل بْن خزيمة بْن يشكر بْن عَلِيّ بْن مالك بْن زَيْد بْن قسر بْن عبقر.
وقيل: هو جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن جابر، وهو الشليل بْن مالك بْن نصر بْن ثعلبة بْن جشم بْن عويف بْن خزيمة بْن حرب بْن عَلِيّ بْن مالك بْن سعد بْن نذير بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش بْن عمرو بْن الغوث بْن نبت بْن مالك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبا بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان، ذكر هذا القول خليفة بْن خياط فيما أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، قَالَ: أَخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قال: حدثنا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة به.
وأما القول الأول فأخبرنا الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شعيب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن البرقي به.
وجرير يكنى أبا عمرو، وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ.(1/543)
أسلم في السنة التي توفي فيها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي سنة عشر من الهجرة في شهر رمضان منها.
وكان سيدا في قومه، وبسط له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثوبا ليجلس عليه وقت مبايعته له، وَقَالَ لأصحابه: " إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه ".
ووجهه إِلَى الخلصة طاغية دوس فهدمها، ودعا له حين بعثه إليها.
وشهد جرير مع المسلمين يوم المدائن، وله فيها أخبار مأثورة ذكرها أهل السيرة.
ولما مصرت الكوفة نزلها فمكث بها إِلَى خلافة عثمان، ثم بدت الفتنة، فانتقل إِلَى قرقيسيا فسكنها إِلَى أن مات ودفن بها.
(117) -[1: 544] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَيْتُهُ لأُبَايِعَهُ فَبَسَطَ لِي كِسَاءً لَهُ، وَقَالَ: " إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ "
(118) -[1: 544] أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي، بِدَرْزِيجَانَ، قَالَ:(1/544)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا تَسُبُّوا جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ جَرِيرًا مِنَّا أَهْلِ الْبَيْتِ " أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ البجلي، ابتنى بها دارا في بجيلة، وكان إسلامه في السنة التي توفي فيها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي: جريرا، بالسراة في ولاية الضحاك بْن قيس على الكوفة، وكانت ولايته سنتين ونصفا بعد زياد.
أَخْبَرَنَا ابْن حسنويه، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة، قَالَ: ونزل جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ قرقيسيا، ومات بها سنة إحدى وخمسين.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم(1/545)
ابْن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: ومات جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ سنة إحدى وخمسين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد القصباني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْن حماد المقرئ، قَالَ: قرئ على مُحَمَّد بْن أَبِي السري، قَالَ: قرئ على أَبِي المنذر هشام بْن مُحَمَّد الكلبي، قَالَ: وفي سنة أربع وخمسين مات جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ البجلي.
(عدي بْن حاتم الطائي)
وعدي بْن حاتم بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس بْن عدي بْن أخزم بْن أَبِي أخزم بْن ربيعة بْن جرول بْن ثعل بْن عمرو بْن الغوث بْن طيء بْن أدد يكنى أبا طريف، ويقال: أبا وهب.
كان نصرانيا فلما بلغه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث أصحابه نحو جبل طيء، حمل أهله إِلَى الجزيرة فأنزلهم بها، وأدرك المسلمون أخته في حاضر طيء فأخذوها وقدموا بها على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمكثت عنده، ثم أسلمت، وسألته أن يأذن لها في المصير إِلَى أخيها عدي، ففعل، وأعطاها قطعة من تبر فيها عشرة مثاقيل.
فلما قدمت على عدي أخبرته أنها قد أسلمت وقصت عليه قصتها.
فقدم عدي على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما رآه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزع وسادة كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها، وسأله عَنْ أشياء فأجابه عنها، ثم أسلم وحسن إسلامه، ورجع إِلَى بلاد قومه.
فلما قبض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وارتدت العرب ثبت عدي وقومه على الإسلام، وجاء بصدقاتهم إِلَى أَبِي بكر الصديق، وحضر فتح المدائن، وشهد مع عَلِيّ الجمل وصفين والنهروان، ومات بعد(1/546)
ذلك بالكوفة، ويقال: بقرقيسيا.
(119) أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حِبَّانَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَشَكَى الْفَاقَةَ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَشَكَى قَطْعَ السَّبِيلِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ " قُلْتُ: لا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا.
قَالَ: " لَئِنْ طَالَتْ بِكَ الْحَيَاةُ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ يَرْتَحِلُونَ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى يَطُوفُوا بِالْكَعْبَةِ آمِنِينَ لا يَخَافُونَ إِلا اللَّهَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ "، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
قَالَ عَدِيٌّ: فَقَدْ رَأَيْتُ الظَّعِينَةَ يَرْتَحِلُونَ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى يَطُوفُوا بِالْكَعْبَةِ آمِنِينَ لا يَخَافُونَ إِلا اللَّهَ، وَقَدْ كُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ
(120) أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّهُ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي أُنَاسٍ مِنْ طَيْءٍ، أَوْ قَالَ: مِنْ قَوْمِهِ، فَجَعَلَ يَفْرِضُ لِلرِّجَالِ مِنْ طَيْءٍ فِي أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ؟، فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنِّي وَاللَّهِ لأَعْرِفُكَ أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، وَوَفَّيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَإِنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُجُوهَ أَصْحَابِهِ صَدَقَةُ طَيْءٍ، جِئْتَ بِهَا إِلَى رَسُولِ(1/547)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: عدي بْن حاتم أحد بني ثعل، مات في زمن المختار سنة ثمان وستين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد، يَعْنِي: القصباني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْن أَبِي السري، عَنْ هشام ابْن الكلبي، قَالَ: وفي سنة تسع وستين مات عدي بْن حاتم، وهو ابْن عشرين ومائة سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: عدي بْن حاتم شهد الجمل بالبصرة وصفين ناحية الشام، ومات بالكوفة زمن المختار، وهو ابْن عشرين ومائة سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بن البراء، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ ابْن المديني، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير بْن عَبْد الحميد، عَنِ المغيرة.
قَالَ: خرج عدي بْن حاتم، وجرير بْن عَبْدِ اللَّهِ البجلي، وحنظلة الكاتب، من الكوفة فنزلوا قرقيسيا، وقالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان.
قَالَ لي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري، أنا رأيت قبورهم بقرقيسيا.(1/548)
(المغيرة بْن شعبة)
والمغيرة بْن شعبة بْن أَبِي عامر بْن مسعود بْن عامر بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن عمرو بْن سعد بْن عوف بْن قسي، وهو ثقيف، ابْن منبه بْن بكر بْن هوازن بْن منصور.
وقد ذكرنا ما فوق هذا من الأسماء في نسب جابر بْن سمرة، فغنينا عَنْ إعادته ههنا.
يكنى المغيرة أبا عَبْد اللَّهِ، ويقال: أبا عِيسَى، وأمه امرأة من بني نصر بْن معاوية.
شهد الحديبية مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك أول مشاهده، وأصيبت عينه يوم الطائف، وحضر مع المسلمين قتال الفرس بالعراق، وورد المدائن.
وولاه أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب البصرة نحوا من سنتين، وله بها فتوح.
وولي الكوفة وبها كانت وفاته.
وقد ذكر أنه توفي بالمدائن في حديث أخبرنيه أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكاتب، قَالَ: أَخبرنا أَبُو مسلم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن مهران، قَالَ: حَدَّثَنا أَبُو عَبْد اللَّهِ جعفر بْن مُحَمَّدِ بْن شعيب بْن عَبْد الغفار في قرية من قرى دمشق يقال لها: بج حوران، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن بسر القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ التميمي، قَالَ: المغيرة بْن شعبة، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، مات بالمدائن سنة ست وثلاثين، وجاءه نعي عثمان.
وهذا القول قد دخل الوهم فيه على ناقله ولم يتقن حفظه عَنْ قائله، وفي موضعين منه خطأ فاحش: أحدهما التاريخ، والآخر ذكر المدائن، لأن المغيرة مات سنة خمسين، أجمع العلماء على ذلك، ولم يختلفوا أن وفاته كانت بالكوفة لا بالمدائن، وقد روى أَبُو نشيط مُحَمَّد بْن هارون، وكان أحد الحفاظ، عَنْ سلمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْن عَبْدِ اللَّهِ التميمي ذكر وفاة(1/549)
المغيرة على الصواب بخلاف الرواية التي تقدمت عَنِ البسري عَنْ سُلَيْمَان.
وتبين لنا أيضا من رواية أَبِي نشيط وجه الفساد في تلك الرواية وعرفنا علة الخطأ فيها.
فأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جنيد بْن حكيم إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نشيط مُحَمَّد بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ التميمي، قَالَ: المغيرة بْن شعبة يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، مات سنة خمسين.
وذكر بعد ذلك وفاة أَبِي مُوسَى الأشعري، ثم قَالَ: وحذيفة بْن اليمان يكنى أبا عَبْد اللَّهِ مات بالمدائن سنة ست وثلاثين، وجاءه نعي عثمان.
فبان بما ذكرناه أن أحد النقلة للقول الأول أخطأ في حال نقله، وخرج من ذكر المغيرة إِلَى ذكر حذيفة، ونحن نذكر من أخبار المغيرة ما يزيد هذا القول وضوحا وإن كان واضحا لا شبهة فيه.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن بكير، عَنِ الليث بْن سعد، قَالَ: حج سنة أربعين بالناس المغيرة بْن شعبة، وذلك أن المغيرة كان معتزلا بالطائف، فافتعل كتابا عام الجماعة بإمارة الموسم، فقدم الحج يوما خشية أن يجيء أمير، فتخلف عنه ابْن عُمَر، وصار عظم الناس مع ابْن عُمَر.
قَالَ نافع: فلقد رأيتنا ونحن غادون من منى واستقبلونا مفيضين من جمع، فأقمنا بعدهم ليلة بمنى.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن الخطاب الرزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يوسف بْن بشر الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سلم البغدادي، بالرملة، قَالَ: أخبرنا الهيثم بْن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن عياش، قَالَ: وحج بالناس في هذه السنة، أعني سنة أربعين، المغيرة بْن شعبة.(1/550)
قلت: وفي سنة أربعين كان مقتل أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب، والمغيرة إنما ولي إمارة الكوفة بعد قتله ولاه ذلك معاوية.
أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح البصري، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْن إِسْمَاعِيلَ المهندس، بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد الله معاوية بْن صالح، قَالَ: مات المغيرة بْن شعبة، وهو أول وال لمعاوية على الكوفة.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ في تسمية من نزل بالكوفة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المغيرة بْن شعبة الثقفي ابتنى بها دارا في ثقيف، وتوفي بها سنة خمسين، وكان واليا عليها.
قَالَ الواقدي: أَخْبَرَنِي بموته مُحَمَّد بْن مُوسَى الثقفي، عَنْ أَبِيهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ المغيرة بْن شعبة: ولي البصرة نحوا من سنتين، وولي الكوفة ومات بها، وله بها دار، مات سنة خمسين أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري أن أَحْمَد بْن حمدان بْن الخضر أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يونس الضبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي، قَالَ: سنة خمسين فيها مات المغيرة بْن شعبة في شعبان، ودفن بالكوفة بموضع يقال له الثوية.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن(1/551)
عَلِيّ بْن شعيب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر ابْن البرقي، قَالَ: المغيرة بْن شعبة ولي البصرة وولي الكوفة، ومات بها سنة خمسين، وله بالكوفة دار.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن عَلِيّ.
وَأَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخبرنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قالا: ومات المغيرة بْن شعبة سنة خمسين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ الشافعي، قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي، يقول: وتوفي المغيرة بْن شعبة في شعبان سنة خمسين، وهو ابْن سبعين سنة
(عروة بْن الجعد البارقي)
وعروة بْن الجعد، ويقال: ابْن أَبِي الجعد البارقي.
حدث عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدة أحاديث، روى عنه العيزار بْن حريث، وعامر الشعبي وشبيب بْن غرقدة.
وكان قد نزل الكوفة، وولي القضاء بها، وأتى المدائن، ثم انتقل إِلَى برازالروز على مرحلة من النهروان فأقام بها مرابطا.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: أَخبرنا الفضل بْن دكين، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن صالح، عَنِ الأشعث، عَنِ الشعبي، قَالَ: كان على قضاء الكوفة قبل شريح، عروة بْن أَبِي الجعد البارقي، وسلمان بْن ربيعة.
قَالَ مُحَمَّد بْن سعد في غير(1/552)
هذا الحديث: وكان عروة مرابطا ببرازالروز، وكان له فيها فرس أخذه بعشرين ألف درهم.
(عُمَر بْن أَبِي سلمة)
وعمر بْن أَبِي سلمة أَبُو حفص المخزومي ربيب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسم أَبِيهِ أَبِي سلمة عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الأسد بْن هلال بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم بْن يقظة بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بْن غالب، وأمه أم سلمة بنت أمية بْن المغيرة المخزومي زوج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أخو سلمة بْن أَبِي سلمة ذكر أنه كان ابْن تسع سنين حين توفي الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد حفظ عنه، وكان يسكن المدينة، وورد المدائن في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب لما سار إِلَى صفين، ذكر ذلك أَبُو البختري الْقَاضِي عَنْ جعفر بْن مُحَمَّد وغيره من رجاله الذين ساق عنهم خبر صفين، وأخبرناه أَبُو طالب عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه بالإسناد الذي قدمناه عنه.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حدثنا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: وعمر بْن أَبِي سلمة، يكنى أبا حفص توفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابْن تسع سنين، وقد حفظ عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفي في خلافة عَبْد الملك بْن مروان بالمدينة.(1/553)
(بشير بْن الخصاصية)
وبشير بْن الخصاصية السدوسي، كان اسمه زحم فسماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرا، وهو بشير بْن معبد بْن شراحيل بْن سبع بْن ضبارى بْن سدوس بْن ذهل بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَلِيّ بْن بكر بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمى بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان.
والخصاصية امرأة نسب إليها، وهي أم ضبارى بْن سدوس، واسمها كبشة، ويقال: ماوية بنت عمرو بْن الحارث من الغطاريف من الأزد.
شهد فتح المدائن، وحمل الخمس إِلَى حضرة أمير المؤمنين عُمَر، أَخْبَرَنَا بذلك الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن أَحْمَد المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا السري بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شعيب بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سيف بْن عُمَر، عَنْ مُحَمَّد والمهلب وطلحة وعمر وسعيد، قالوا: وكان الذي ذهب بالأخماس أخماس المدائن، يَعْنِي حملها إِلَى عُمَر بْن الخطاب، بشير بْن الخصاصية.
(121) -[1: 554] وَقَدْ رَوَى بَشِيرٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ مِنْهَا مَا أَخْبَرَنِيهِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ التَّغْلِبِيُّ الْهِيتِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ(1/554)
الْحُسَيْنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الدَّقْمِ بِالرَّقَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْن الْخَصَاصِيَّةِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُبَايِعَهُ، فَقُلْتُ: عَلَى مَا تُبَايِعُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَمَدَّ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: " تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ الْمَكْتُوبَةَ لِوَقْتِهَا، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ".
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَلا أُطِيقُ إِلا اثْنَتَيْنِ: أَمَّا الزَّكَاةُ فَمَا لِي إِلا حُمُولَةُ أَهْلِي وَمَا يَقْوَوْنَ بِهِ، وَأَمَّا الْجِهَادُ فَإِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ فَأَخَافُ أَنْ تَجْشَعَ نَفْسِي فَأَبُوءُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ، فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: " يَا بَشِيرُ لا جِهَادَ وَلا صَدَقَةَ، فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْسِطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ، فَبَايَعْتُهُ عَلَيْهِنَّ
وروى عَنْ بشير: امرأته ليلى، وأبو المثنى العبدي، وبشير بْن نهيك.
وهو معدود فيمن نزل البصرة من الصحابة.(1/555)
(هاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص)
وهاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص، المعروف بالمرقال، وهو أخو نافع بْن عتبة وابن أخي سعد بْن أَبِي وقاص.
أسلم يوم فتح مكة، وحضر مع عمه سعد حرب الفرس بالقادسية، فلما هزم الله العدو ورجعوا إِلَى المدائن اتبعهم سعد والمسلمون، فدل علج من أهل المدائن سعدا على مخاضة بقطربل فخاضها المسلمون، ثم ساروا حتى انتهوا إِلَى ساباط، فخشوا أن يكون هناك كمين للفرس، ثم نظروا فلم يروا أحدا، فساروا حتى أتوا المدائن فحاصروها حتى فتحها الله.
وكان هاشم بْن عتبة في جماعة المسلمين، وخبره مذكور في كتاب الفتوح.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري والحسن بْن عَلِيّ الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الخزاز، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: هاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص، أمه ابنة خالد بْن عُبَيْدِ بْن سويد بْن جابر بْن تيم بْن عامر بْن عوف بْن الحارث بْن عَبْد مناة بْن كنانة، أسلم يوم فتح مكة.
وهو المرقال، وقتل بصفين مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
(الأشعث بْن قيس الكندي)
والأشعث بْن قيس بْن معدي كرب بْن معاوية بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعة بْن معاوية بْن الحارث بْن معاوية بْن الحارث بْن ثور بْن مرتع بْن معاوية بْن ثور، وهو كندة بْن عفير بْن عدي بْن الحارث بْن مرة بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب ابْن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبأ بْن يشجب(1/556)
بْن يعرب بْن قحطان، وأمه كبشة بنت يزيد من ولد الحارث بْن عمرو، وكنية الأشعث أَبُو مُحَمَّد.
قدم على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد كندة.
ويعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة.
وله عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية.
وقد شهد مع سعد بْن أَبِي وقاص قتال الفرس بالعراق، وكان على راية كندة يوم صفين مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وحضر قتال الخوارج بالنهروان، وورد المدائن، ثم عاد إِلَى الكوفة، فأقام بها حتى مات في الوقت الذي صالح فيه الْحَسَن بْن عَلِيّ معاوية بْن أَبِي سفيان، وصلى عليه الْحَسَن.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَد الجريري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الحارث الخزاز، قَالَ: أَخبرنا أَبُو الْحَسَنِ المدائني عَنْ شيوخه الذين روى عنهم خبر النهروان، قَالَ: وأمر عَلِيّ بالرحيل، يَعْنِي بعد فراغه من قتال الحرورية، وَقَالَ لأصحابه: قد أعزكم الله وأذهب ما كنتم تخافون، فامضوا من وجهكم هذا إِلَى الشام.
فقال الأشعث: يا أمير المؤمنين نفدت نبالنا، وكلت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا، فلو أتينا مصرنا حتى نستعد، ثم نسير إِلَى عدونا.
فركن الناس إِلَى ذلك، فسار علي يريد الكوفة فأخذ على المدائن حتى انتهى إِلَى النخيلة فنزلها، وساق بقية الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: الأشعث بْن قيس يكنى أبا مُحَمَّد، مات في آخر سنة أربعين بعد قتل(1/557)
عَلِيّ قليلا.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى المزكي النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثقفي السراج، قَالَ: رأيت في كتاب أَبِي حسان الزيادي: الأشعث بْن قيس، كان يكنى أبا مُحَمَّد، مات بعد قتل عَلِيّ بْن أَبِي طالب بأربعين ليلة فيما أخبرت عَنْ ولده، وتوفي وهو ابْن ثلاث وستين.
(وائل بْن حجر الكندي)
ووائل بْن حجر بْن سعد بْن مسروق بْن وائل بْن ضمعج بْن وائل بْن ربيعة بْن وائل بْن النعمان بْن زَيْد بْن مالك بْن زَيْد بْن الحضرمي الكندي، كان ملك قومه.
قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، فقربه وأدناه وبسط رداءه فأجلسه عليه.
ونزل بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكوفة، وأعقب بها.
وورد المدائن في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب حين خرج إِلَى صفين، وكان على راية حضرموت يومئذ، ذكر ذلك أَبُو البختري الْقَاضِي عَنْ رجاله الذين ساق عنهم خبر صفين، وأخبرناه أَبُو طالب عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه بالإسناد الذي قدمناه عنه.
وقد روى وائل عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدة أحاديث، وحدث عنه ابناه علقمة وعَبْد الجبار، وكليب بْن شهاب الجرمي.(1/558)
(أبو الطفيل عامر بن واثلة)
وأبو الطفيل عامر بْن واثلة بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عامر، وقيل: عمير بْن جحش، وقيل: حميس بْن جري، وقيل: جدي بْن سعد بْن ليث بْن بكر بْن عَبْد مناة بْن كنانة بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان.
ولد عام أحد، وأدرك ثمان سنين من حياة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر أنه رأى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطوف بالبيت.
وروى عَنْ عُمَر وعلي.
ونزل الكوفة، وورد المدائن في حياة حذيفة بْن اليمان، وبعد ذلك في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
وعاد إِلَى مكة فأقام بها حتى مات.
وهو آخر من توفي من الصحابة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخبرنا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْد المجيد الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نعيم الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا ربعي بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الجارود، قَالَ: حَدَّثَنَا سيف بْن وهب مولى لبني تيم، قَالَ: دخلت شعب ابْن عامر على أَبِي الطفيل عامر بْن واثلة، فساق حديثا طويلا، قَالَ أَبُو الطفيل فيه: فأتينا حذيفة، وهو بالمدائن.
(122) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا(1/559)
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْقُسْطَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ بِمَسْكَنٍ: لا أَغْسِلُ رَأْسِي بِغُسْلٍ حَتَّى آتِيَ الْبَصْرَةَ فَأُحْرِقَهَا، ثُمَّ أَسُوقَ النَّاسَ بِعَصَايَ إِلَى مِصْرَ، فَأَتَيْتُ أَبَا مَسْعُودٍ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: إِنَّ عَلَيْنَا يُورِدُ الأُمُورِ مَوَارِدَهَا، وَلا تُحْسِنُونَ أَنْ تُصْدِرُوهَا، عَلِيٌّ لا يَغْسِلُ رَأْسَهُ بِغُسْلٍ، وَلا يَأْتِي الْبَصْرَةَ وَلا يُحْرِقُهَا وَلا يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ إِلَى مِصْرَ، عَلِيٌّ رَجُلٌ أَصْلَعُ رَأْسَهُ مِثْلَ الطَّسْتِ، إِنَّمَا حَوْلَهُ مِثْلُ الشَّعَرَاتِ، أَوْ قَالَ: زُغَيْبَاتِ
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط، قَالَ: وأبو الطفيل عامر بْن واثلة مات بعد المائة.
(أَبُو جحيفة السوائي)
وأبو جحيفة السوائي، واسمه وهب بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن مسلمة بْن جنادة بْن جندب بْن حبيب بْن رئاب بْن حجير بْن سواءة بْن عامر بْن صعصعة، وقيل: بل هو وهب بن وهب ويعرف بوهب الخير.(1/560)
رأى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عنه.
ويقال: إنه لم يكن بلغ الحلم وقت وفاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ممن نزل الكوفة، وابتنى بها دارا في بني سواءة، وشهد مع عَلِيّ يوم النهروان، وورد المدائن في صحبته، ومات في ولاية بشر بْن مروان على الكوفة.
وروى عنه الحديث ابنه عون بْن أَبِي جحيفة، وعلي بْن الأقمر، والحكم بْن عتيبة، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، وغيرهم.
(123) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي: عَبْدَ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو جُحَيْفَةَ: قَالَ عَلِيٌّ: حِينَ فَرَغْنَا مِنَ الْحَرُورِيَّةِ، إِنَّ فِيهِمْ رَجُلا مُخْدَجًا لَيْسَ فِي عَضُدِهِ عَظْمٌ، أَوْ عَضُدُهُ حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الثَّدْيِ، عَلَيْهَا شَعْرَاتٌ طِوَالٌ عَقْفٌ، فَالْتَمِسُوهُ، فَالْتَمِسُوهُ، فَلَمْ يُوجَدْ، وَأَنَا فِيمَنْ يَلْتَمِسُ.
قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ عَلِيًّا خَرَجَ جَزِعًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْ جَزَعِهِ يَوْمَئِذٍ، فَقَالُوا: مَا نَجِدُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: وَيْلَكُمْ مَا اسْمُ هَذَا الْمَكَانِ؟ قَالُوا: النَّهْرَوَانُ.
قَالَ: كَذَبْتُمْ إِنَّهُ لَفِيهِمْ، فَثَوَّرْنَا الْقَتْلَى فَلَمْ نَجِدْهُ، فَعُدْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نَجِدُهُ، قَالَ: وَيْلَكُمْ مَا اسْمُ هَذَا الْمَكَانِ؟ قَالُوا: النَّهْرَوَانُ.
قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَكَذَبْتُمْ إِنَّهُ لَفِيهِمْ، فَالْتَمِسُوهُ، فَالْتَمَسْنَاهُ فِي سَاقِيَةٍ فَوَجَدْنَاهُ، فَجِئْنَا بِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى عَضُدِهِ لَيْسَ فِيهَا عَظْمٌ، وَعَلَيْهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، عَلَيْهَا شَعْرَاتٌ طِوَالٌ عَقْفٌ(1/561)
(خالد بْن عرفطة العذري)
وخالد بْن عرفطة العذري، حليف بني زهرة، وهو خالد بْن عرفطة بْن أبرهة بْن سنان بْن صفي، وقيل: صيفي، ابن العيلة بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن غيلان، وقيل: عيلان بعين غير معجمة، ابن أسلم بْن حزار بْن كاهل بْن عذرة بْن سعد بْن زَيْد بْن ليث بْن سود بْن أسلم بْن الحاف بْن قضاعة بْن مالك بْن حمير بْن سبأ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان.
صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عنه، وشهد فتح المدائن، وولاه سعد قتال الفرس يوم القادسية.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَان الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن أَبِي النعمان، عَنْ أم حكيم بنت عمرو الجدلية، قالت: لما قدم معاوية، يَعْنِي: الكوفة، فنزل النخيلة دخل من باب الفيل، وخالد بْن عرفطة يحمل راية معاوية حتى ركزها في المسجد.
قلت: حدث عَنْ خالد بْن عرفطة مسلم مولاه، وعَبْد اللَّهِ بْن يسار، وأبو عثمان النهدي
(ضرار بْن الخطاب الفهري)
وضرار بْن الخطاب الفهري الشاعر.
حضر فتح المدائن ونزل بلاد الشام، له عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية.(1/562)
أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أَخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ في تسمية من أسلم من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد فتح مكة: ضرار بْن الخطاب بْن مرداس بْن حبيب بْن عمرو بْن كبير بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر، وكان فارس قريش وشاعرهم.
قَالَ غير ابن سعد: هو ضرار بْن الخطاب بْن مرداس بْن كبير بْن عمرو بْن حبيب بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر.
(سليمان بْن صرد الخزاعي)
وسليمان بْن صرد بْن الجون بْن أَبِي الجون الخزاعي، يكنى أبا المطرف.
نزل الكوفة وابتنى بها دارا في خزاعة، وورد المدائن وبغداد، وحضر صفين مع عَلِيّ، وقتل يوم عين الوردة بالجزيرة، وكان يومئذ أمير التوابين الذين طلبوا بدم الْحُسَيْن بْن عَلِيّ فقتلهم أهل الشام.
(124) أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ عَجْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مِدْرَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي طَاهِرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَيْرَةَ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: وَقَفْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، وَنَحْنُ نَسِيرُ عَلَى مَوْضِعٍ، فَقَالَ لِي: يَا زَاذَانَ أَمَا تَرَاهُ؟ قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَكَّنَ خَيْلَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ.
قَالَ: سَلْمٌ، قُلْتُ لِزَاذَانَ: وَأَيْنَ الْمَوْضِعُ؟ قَالَ: صَرَاتُكُمْ هَذِهِ الَّتِي بَيْنَ قُطْرُبُّلَ وَالْمَدَائِنِ(1/563)
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جرير، عَنْ رجاله، قَالَ: وسليمان بْن صرد بْن الجون بْن أَبِي الجون، وهو عَبْد العزى، ابن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بْن حرام بْن حبشية بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة بْن حارثة بْن عمرو مزيقياء بْن عامر ماء السماء بْن حارثة الغطريف بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد، ويكنى أبا مطرف.
أسلم وصحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان اسمه يسارا، فلما أسلم سماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُلَيْمَان.
وكانت له سن عالية وشرف في قومه، ونزل الكوفة حين نزلها المسلمون، وشهد مع عَلِيّ صفين.
وكان فيمن كتب إِلَى الْحُسَيْن بْن عَلِيّ يسأله قدوم الكوفة، فلما قدمها ترك القتال معه، فلما قتل الْحُسَيْن ندم هو والمسيب بْن نجية الفزاري وجميع من خذله فلم يقاتل معه، ثم قالوا: ما لنا توبة مما فعلنا إلا أنا نقتل أنفسنا في الطلب بدمه، فعسكروا بالنخيلة مستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سُلَيْمَان بْن صرد وخرجوا إِلَى الشام في الطلب بدم الْحُسَيْن فسموا التوابين، وكانوا أربعة آلاف، فقتل سُلَيْمَان بْن صرد في هذه الوقعة رماه يزيد بْن الحصين بْن نمير بسهم فقتله، وحمل رأسه ورأس المسيب بْن نجية إِلَى مروان بْن الحكم، وكان سُلَيْمَان يوم قتل ابْن ثلاث وتسعين سنة.
(حبيب بْن ربيعة)
وحبيب بْن ربيعة، والد أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي.
ورد المدائن(1/564)
في حياة حذيفة بْن اليمان.
(125) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: جَمَعْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يَقُولُ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} ، أَلا وَإِنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ السَّاعَةَ اقْتَرَبَتْ، أَلا إِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمَ وَالسَّبْقَ غَدًا.
قَالَ: فَقُلْتُ لأَبِي: غَدًا تَجْرِي الْخَيْلُ؟ قَالَ: إِنَّكَ لَغَافِلٌ حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: السَّابِقُ مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الحراني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعيد بْن هلال الرسعني، قَالَ: حَدَّثَنَا المعافى، قَالَ: حَدَّثَنَا زهير، وَأَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، واللفظ له، قَالَ: أَخبرنا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيم أَحْمَد بْن سعد بْن إِبْرَاهِيمَ الزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن خالد، قَالَ: حَدَّثَنَا زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حبيب أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: والدي علمني القرآن، وإن أبي كان من أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد معه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عدي بْن زحر البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن الأشقر، قَالَ:(1/565)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البخاري، قَالَ: واسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ: عَبْد اللَّهِ بْن حبيب السلمي كوفي ولأبيه صحبة.
(السائب بْن الأقرع الثقفي)
والسائب بْن الأقرع الثقفي، ولاه أمير المؤمنين عُمَر بن الخطاب قبض الأخماس من غنائم أموال الفرس.
وورد المدائن واليا عليها.
(126) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ شُجَاعٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ابْنُ الصَّوَّافِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ السَّرَّاجُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ السَّائِبَ بْنَ الأَقْرَعِ عَلَى الْمَدَائِنِ فَبَيْنَا فِي مَجْلِسِهِ.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي(1/566)
شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ، عَنِ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي إِيوَانِ كِسْرَى، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى تِمْثَالٍ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى مَوْضِعٍ، قَالَ: فَوَقَعَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ يُشِيرُ إِلَى كَنْزٍ.
قَالَ: فَاحْتَفَرْتُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَاسْتَخْرَجْتُ كَنْزًا عَظِيمًا، وَكَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ أُخْبِرُهُ أَنَّ هَذَا شَيْءٌ أَفَاءَهُ اللَّهُ عَلَيَّ دُونَ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ: فَكَتَب إِلَى عُمَرَ إِنَّكَ أَمِيرٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَاقْسِمْهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ القطان، قَالَ: أخبرنا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ المستملي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد بْن فارس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البخاري، قَالَ: السائب بْن الأقرع الثقفي أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومسح(1/567)
برأسه، نسبه أَبُو إِسْحَاق الهمداني.
(يزيد بْن نويرة)
ويزيد بْن نويرة، ورد المدائن، وقتل مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب يوم النهروان.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني، قَالَ: أَخبرنا الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، قَالَ: أَخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْن سعيد، أن جعفر بْن مُحَمَّدِ بْن عمرو الخشاب أخبرهم قراءة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زيدان بْن عُمَر بْن البختري، قَالَ: حَدَّثَنِي غياث بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأجلح بْن عَبْدِ اللَّهِ الكندي، قَالَ: سمعت زَيْد بْن عَلِيّ، وعَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَنِ، وجعفر بْن مُحَمَّد ومحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْحَسَنِ يذكرون تسمية من شهد مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم ذكره، عَنْ آبائه، وعمن أدرك من أهله، وسمعته أيضا من غيرهم فسمى جماعة، ثم قَالَ: ويزيد بْن نويرة قتل يوم النهروان، وكانت له سابقة مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(127) -[1: 568] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بَخِيتٍ الْعُكْبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: وَأَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: يَزِيدُ بْنُ نُوَيْرَةَ، شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ مَرَّتَيْنِ، شَهِدَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَازَ التَّلَّ فَلَهُ(1/568)
الْجَنَّةُ "، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ نُوَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْجَنَّةِ هَذَا التَّلُّ؟ فَأَخَذَ يَزِيدُ سَيْفَهُ فَضَارَبَ حَتَّى جَازَ التَّلَّ، فَقَالَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَجْعَلُ لِي مَا جَعَلْتَ لابْنِ عَمِّي يَزِيدَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَاتَلَ حَتَّى جَازَ التَّلَّ، ثُمَّ أَقْبَلا يَخْتَلِفَانِ فِي قَتِيلٍ قَتَلاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمَا: " كِلاكُمَا قَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَلَكَ يَا يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِكَ دَرَجَةٌ "، قَالَ: فَشَهِدَ يَزِيدُ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ
(عَبْد اللَّهِ ومحمد ابنا بديل بْن ورقاء)
وعَبْد اللَّهِ، ومحمد ابنا بديل بْن ورقاء بْن عمرو بْن ربيعة بْن عَبْد العزى بْن ربيعة بْن جزي، وقيل: حزن، ابن عامر بْن مازن بْن عدي بْن عمرو بْن ربيعة بْن حارثة بْن عمرو بْن مزيقياء بْن عامر ماء السماء.
وقد ذكرنا ما وراء ذلك من الأسماء في نسب سُلَيْمَان بْن صرد.
ورد عَبْد اللَّهِ ومحمد ابنا بديل المدائن في عسكر عَلِيّ حيث سارا إِلَى صفين، وذكر أنهما قتلا بصفين.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن هارون الضبي بالإسناد الذي ذكرناه في خبر يزيد بْن نويرة عَنِ الأجلح بْن عَبْدِ اللَّهِ الكندي عَنْ رجاله الذين ذكر أنهم سموا له من شهد مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر أسماء جماعة منهم، ثم قَالَ: وعَبْد اللَّهِ بْن بديل بْن ورقاء،(1/569)
ومحمد بْن بديل بْن ورقاء الخزاعيان، قتلا بصفين، وهما رسولا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهل اليمن، وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إِلَى أبيهما بديل بْن ورقاء.
(عَبْد اللَّهِ بْن خباب بْن الأرت)
وعَبْد اللَّهِ بْن خباب بْن الأرت بْن جندلة بْن سعد بْن خزيمة بْن كعب بْن سعد، من بني سعد بْن زَيْد مناة.
ويقال: إنه مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية.
وذكر أن عَبْد اللَّهِ بْن خباب ولد في زمان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان موصوفا بالخير والصلاح والفضل، وورد المدائن، وقتلته الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يوسف بْن خراش، قَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن خباب بْن الأرت قد أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(128) -[1: 570] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بِن الْفَتْحِ، قَالَ: أَخبرنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَقَالَ لِخَبَّابٍ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ "(1/570)
(129) -[1: 571] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي صَابِرٍ الدَّلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَةَ الشَّيْبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ وَهُوَ جَدُّ الْجَرَوِيُّ لأُمِّهِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ النَّهْرِ، فَجَاءَتِ الْحَرُورِيَّةُ فَكَانَتْ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ، قَالَ: وَاللَّهِ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ.
ثُمَّ نَزَلُوا فَقَالُوا لِعَلِيٍّ: قَدْ نَزَلُوا.
قَالَ: وَاللَّهِ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ، فَأَعَادُوا هَذِهِ الْمَقَالَةَ عَلَيْهِ ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُمْ عَلِيٌّ مِثْلَ قَوْلِهِ الأَوَّلِ.
قَالَ: فَقَالَتِ الْحَرُورِيَّةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: يَرَى عَلِيٌّ أَنَّا نَخَافُهُ، فَأَجَازُوا، فَقَالَ عَلِيٌّ لأَصْحَابِهِ: لا تُحَرِّكُوهُمْ حَتَّى يُحْدِثُوا حَدَثًا، فَذَهَبُوا إِلَى مَنْزِلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، وَكَانَ مَنْزِلَهُ عَلَى شَطِّ النَّهْرِ، فَأَخْرَجُوهُ مِنْ مَنْزِلِهِ، فَقَالُوا: حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ حَدَّثَكَهُ أَبُوكَ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ".
فَقَدَّمُوهُ إِلَى الْمَاءِ، فَذَبَحُوهُ كَمَا تُذْبَحُ الشَّاةُ، فَسَالَ دَمُهُ فِي الْمَاءِ مِثْلَ الشِّرَاكِ مَا امْذَقَرَّ.
قَالَ الْحَكَمُ: فَسَأَلْتُ أَيُّوبَ: مَا امْذَقَرَّ؟ قَالَ: مَا اخْتَلَطَ.
قَالَ: وَأَخْرَجُوا أُمَّ وَلَدِهِ، فَشَقُّوا عَمَّا فِي بَطْنِهَا، فَأُخْبِرَ عَلِيٌّ بِمَا صَنَعُوا، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، نَادُوهُمْ أَخْرِجُوا لَنَا قَاتِلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ.
قَالُوا: كُلُّنَا قَتَلَهُ.
فَنَادَاهُمْ ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُونَ هَذَا الْقَوْلِ.
فَقَالَ عَلِيٌّ لأَصْحَابِهِ: دُونَكُمُ الْقَوْمَ.
قَالَ: فَمَا لَبِثُوا أَنْ قَتَلُوهُمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: اطْلُبُوا فِي الْقَوْمِ رَجُلا يَدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ.
فَطَلَبُوا ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا وَجَدْنَا.
فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، وَإِنَّهُ لَفِي الْقَوْمِ.
ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَجِيئُونَهُ فَيَقُولُ لَهُمْ هَذَا الْقَوْلَ، ثُمَّ قَامَ هُوَ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَ لا يَمُرُّ بِقَتْلَى جَمِيعًا إِلا بَحَثَهُمْ، فَلا يَجِدُهُ فِيهِمْ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى حُفْرَةٍ مِنَ الأَرْضِ فِيهَا(1/571)
قَتْلَى كَثِيرٌ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَبَحَثُوا فَوُجِدَ فِيهِمْ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: لَوْلا أَنْ تَبْطُرُوا لأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ تَعَالَى لِمَنْ قَتَلَ هَؤُلاءِ
قلت: هذا آخر ما انتهى إليه حفظنا، وجميع ما أحاط به علمنا من تسمية مشهوري أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذين وردوا المدائن، ولكل واحد منهم عندنا من الأخبار ما لو ذكرناه لطال به الكتاب واتسع فيه الخطاب، لكنا سلكنا فيما رسمناه سبيل الاختصار، إشفاقا على الناظر فيه من الإضجار، ونسأل الله التوفيق لما يقرب منه بمنه وفضله.
ومما ينبغي أن نذكره ههنا:(1/572)
(عياض الأشعري)
عياض الأشعري، وهو عياض بْن عمرو، سكن الكوفة، وورد الأنبار.
(130) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلِجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوشَنْجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: شَهِدَ أَوْ شَهِدْتُ عِيدًا بِالأَنْبَارِ، فَقَالَ: يَعْنِي عِيَاضًا الأَشْعَرِيَّ: مَا لِي لا أَرَاكُمْ تَقْلِسُونَ؟ وَقَدْ كَانُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُونَهُ قَالَ يوسف بْن عدي: التقليس أن يقعد الجواري والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل وغير ذلك.
(131) أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّرَّابُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَرَّ عِيَاضٌ الأَشْعَرِيُّ بِالأَنْبَارِ، فَقَالَ: مَا لِي لا أَرَاهُمْ يَقْلِسُونَ؟ فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أَخبرنا عِيسَى بْن عَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، قَالَ: عياض بْن عمرو الأشعري سكن الكوفة ويشك في صحبته.
قلت: وقد ذكره غير واحد من العلماء في جملة الصحابة، وأخرج حديثه في المسند.(1/573)
(معاوية بْن أَبِي سفيان)
ومعاوية بْن أَبِي سفيان صخر بْن حرب بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف بْن قصي بْن كلاب، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَنِ.
وأمه هند بنت عتبة بْن ربيعة بْن عَبْد شمس.
أسلم وهو ابْن ثماني عشرة سنة، وكان يقول: أسلمت عام القضية، ولقيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضعت عنده إسلامي.
واستكتبه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وولاه عُمَر بْن الخطاب الشام بعد وفاة أخيه يزيد بْن أَبِي سفيان، فلم يزل عليها مدة خلافة عُمَر، وأقره عثمان بْن عفان على عمله.
ولما قتل عَلِيّ بْن أَبِي طالب سار معاوية من الشام إِلَى العراق، فنزل بمسكن ناحية حربي، إِلَى أن وجه إليه الْحَسَن بْن عَلِيّ فصالحه، وقدم معاوية الكوفة فبايع له الْحَسَن بالخلافة، وسمي عام الجماعة.
(132) -[1: 574] أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِسْهَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزْنِيِّ، قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي مُعَاوِيَةَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ "(1/574)
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الجريري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الحارث الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ المدائني في قصة الْحَسَن بْن عَلِيّ لما بايع له الناس بعد قتل عَلِيّ، قَالَ: وأقبل معاوية إِلَى العراق في ستين ألفا.
واستخلف على الشام الضحاك بْن قيس الفهري، والحسن مقيم بالكوفة لم يشخص حتى بلغه أن معاوية قد عبر جسر منبج، فعقد لقيس بْن سعد بْن عبادة على اثني عشر ألفا وودعهم وأوصاهم، فأخذوا على الفرات وقرى الفلوجة، وسار قيس إِلَى مسكن، ثم أتى الأخنونية، وهي حربي، فنزلها، وأقبل معاوية من جسر منبج إِلَى الأخنونية فسار عشرة أيام معه القصاص يقصون في كل يوم، يحضون أهل الشام عند وقت كل صلاة، فقال بعض شعرائهم:
من جسر منبج أضحى غب عاشرة في نخل مسكن تتلى حوله السور
قَالَ: ونزل معاوية بإزاء عسكر قيس بْن سعد، وقدم بسر بْن أرطاة(1/575)
إليهم، فكانت بينهم مناوشة ولم تكن قتلى ولا جراح، ثم تحاجزوا، وساق بقية الحديث.
(133) أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أبي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِمَ وَافِدًا عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَعَاهُ فَأَخْلاهُ، فَقَالَ: يَا مِسْوَرُ، مَا فَعَلَ طَعْنُكَ عَلَى الأَئِمَّةِ؟ فَقَالَ الْمِسْوَرُ: دَعْنَا مِنْ هَذَا وَأَحْسِنْ فِيمَا قَدَّمْنَا لَهُ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: لا، وَاللَّهِ وَلَتُكَلِّمَنَّ بِذَاتِ نَفْسِكَ، وَالَّذِي تَعِيبُ عَلَيَّ.
قَالَ الْمِسْوَرُ: فَلَمْ أَتْرُكْ شَيْئًا أَعِيبُهُ عَلَيْهِ إِلا بَيَّنْتُهُ لَهُ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: لا بَرِئَ مِنَ الذَّنْبِ.
فَهَلْ تَعُدُّ يَا مِسْوَرُ مَا نَلِي مِنَ الإِصْلاحِ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا؟ أَمْ تَعُدُّ الذُّنُوبَ وَتَتْرُكُ الْحَسَنَاتِ؟ قَالَ الْمِسْوَرُ: لا، وَاللَّهِ مَا نَذْكُرُ إِلا مَا تَرَى مِنْ هَذِهِ الذُّنُوبِ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَإِنَّا نَعْتَرِفُ لِلَّهِ بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ فَهَلْ لَكَ يَا مِسْوَرُ ذُنُوبٌ فِي خَاصَّتِكَ تَخْشَى أَنْ تُهْلِكَكَ إِنْ لَمْ يَغْفِرْهَا اللَّهُ؟ قَالَ مِسْوَرٌ: نَعَمْ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا يَجْعَلُكَ أَحَقَّ أَنْ تَرْجُو الْمَغْفِرَةَ مِنِّي؟ فَوَاللَّهِ لَمَا أَلِي مِنَ الإِصْلاحِ أَكْثَرَ مِمَّا تَلِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لا أُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ، بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ غَيْرِهِ إِلا اخْتَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا سِوَاهُ، وَإِنَّا عَلَى دِينٍ يَقْبَلُ اللَّهُ فِيهِ الْعَمَلَ، وَيُجْزِي فِيهِ بِالْحَسَنَاتِ، وَيُجْزِي فِيهِ بِالذُّنُوبِ، إِلا أَنْ يَعْفُوَ عَمَّنْ يَشَاءُ، فَأَنَا أَحْتَسِبُ كُلَّ حَسَنَةٍ عَمِلْتُهَا بِأَضْعَافِهَا، وَأُوَازِي أُمُورًا عِظَامًا لا أُحْصِيهَا وَلا تُحْصِيهَا مِنْ عَمَلِ لِلَّهِ فِي إِقَامَةِ صَلَوَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْحُكْمِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى، وَالأُمُورِ الَّتِي لَسْتَ تُحْصِيهَا وَإِنْ عَدَدْتُهَا(1/576)
لَكَ فَتَفَكَّرْ فِي ذَلِكَ.
قَالَ الْمِسْوَرُ: فَعَرَفْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ خَصَمَنِي حِينَ ذَكَر لِي مَا ذَكَرَ.
قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمْ يَسْمَعِ الْمِسْوَرُ بَعْدَ ذَلِكَ يُذْكَرُ مُعَاوِيَةُ إِلا صَلَّى عَلَيْهِ
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق البزاز، قَالَ: حَدَّثَنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنا أَبُو عَمْرو أحمد بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد الحيري قراءة عليه، قَالَ: حَدَّثَنا عثمان بْن سعيد، قَالَ: سمعت الربيع بْن نافع، يقول: معاوية بْن أَبِي سفيان ستر أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا كشف الرجل الستر اجترئ على ما وراءه.
(134) -[1: 577] وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنا رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَسْأَلُ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ، فَقَالَ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ أَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؟ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لا يُقَاسُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ، مُعَاوِيَةُ صَاحِبُهُ وَصِهْرُهُ وَكَاتِبُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوا لِي أَصْحَابِي وَأَصْهَارِي فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْن جَعْفَرِ بْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنا ابْن بكير، عَنِ الليث بْن سعد، قَالَ: بويع معاوية بإيلياء في رمضان بيعة الجماعة، ودخل الكوفة سنة أربعين.
قلت: هذه البيعة كانت بيعة أهل الشام لمعاوية عند مقتل عَلِيّ، وذلك في سنة أربعين، وأما دخوله الكوفة ومبايعة الْحَسَن بْن عَلِيّ له فإنما كان ذلك في سنة إحدى وأربعين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن أَبِي قيس الرفاء، قَالَ: حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنا سعيد بْن يَحْيَى، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سعيد، عَنْ زياد بْن عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْن إِسْحَاقَ، قَالَ: بويع معاوية بالخلافة في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين.(1/577)
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنا يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بكير، عَنِ الليث، قَالَ: توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه سنة ستين، فكانت خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر.
(135) -[1: 578] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خمي، قَالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَعُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَنَا ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ.
وَلَكِنَّهُ عُمِّرَ بَعْدَهَا حَتَّى بَلَغَ الثَّمَانِينَ(1/578)
(بسر بْن أرطاة)
وبسر بْن أبي أرطاة، ويقال: بسر بْن أرطاة، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ العامري.
نزل دمشق، وورد العراق في صحبة معاوية بْن أَبِي سفيان، وقد ذكرنا ذلك.
ولبسر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية غير أنها يسيرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الفضل بْن طاهر بْن الفرات المقرئ إمام الجامع بدمشق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بْن الْحَسَنِ بْن الوليد الكلابي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن عمير بْن يوسف، قَالَ: سمعت محمود بْن إِبْرَاهِيمَ بْن سميع، يقول: وبسر بْن أرطاة من بني عامر بْن لؤي، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، واسم أَبِي أرطاة عمير بْن عويمر بْن عمران، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن عمير: حَدَّثَنِي بكار بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بسر، وسألته عَنِ اسم أَبِي أرطاة، فحدثني عَنْ أَبِيهِ بنسب جده بسر بْن عمير بْن أبي أرطاة بْن عويمر بْن عمران، قَالَ: وبسر يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَنِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنا عُمَر بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنا خليفة بْن(1/579)
خياط، قَالَ: وبسر بْن أرطاة، ويقال: ابن أَبِي أرطاة بْن عويمر بْن عمران بْن الحليس بْن سيار بْن نزار بْن معيص بْن عامر بْن لؤي، أتى الشام واليمن، ومات بالمدينة، وقد خرف وله بالبصرة دار، مات في ولاية عَبْد الملك بْن مروان.
(عَبْد اللَّهِ بْن الحارث)
وكنا لما شرحنا خبر ورود عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة المدائن، تضمن القول بأن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث كان رسول الْحَسَن بْن عَلِيّ من المدائن إِلَى معاوية.
وعَبْد اللَّهِ هذا، ولد على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفل في فيه ودعا له، وهو عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف، ويكنى أبا مُحَمَّد ويلقب بَبَّه، وأمه هند بنت أَبِي سفيان صخر بْن حرب بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف.
وقد صحب عَبْد اللَّهِ بْن الحارث عُمَر بْن الخطاب، وروى عنه، وعن عثمان بْن عفان أيضا، وكان من أفاضل المسلمين، تحول إِلَى البصرة فسكنها وبنى بها دارا.
ولما كان أيام مسعود بْن عمرو وخروج عبيد الله بْن زياد عَنِ البصرة، واختلف الناس بينهم، أجمعوا أمرهم فولوا عَبْد اللَّهِ بْن الحارث صلاتهم وفيئهم، وكتبوا بذلك إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، وقالوا: إنا قد رضينا به، فأقره ابْن الزبير على البصرة، فلم يزل عاملا عليها سنة ثم عزله، وخرج عَبْد اللَّهِ بْن الحارث إِلَى عمان فمات بها.(1/580)
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن الفضل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي خلاد بْن أسلم، قَالَ: حَدَّثَنا النضر بْن شميل، قَالَ: حَدَّثَنا الربيع بْن مسلم، قَالَ: حَدَّثَنا عمرو بْن دينار، قَالَ: قدم عَبْد اللَّهِ بْن الحارث حاجا، فأتى ابْن عُمَر فسلم عليه، والقوم جلوس، فلم يره بش به كما كان يفعل، فقال: يا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، أما تعرفني؟ قَالَ: بلى، ألست بَبَّه؟ قَالَ: فشق ذلك عليه وتضاحك القوم، ففطن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، فقال: إن الذي قلت لا بأس به، ليس يعيب الرجل، إنما كان غلاما خادرا، وكانت أمه تنزيه أو تنبزه تقول:
لأنكحن ببه جارية خدبه
قَالَ يعقوب: وهذا عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب الهاشمي، كان بقي أهل البصرة بعد موت يزيد بْن معاوية بلا أمير، فاصطلح عَلِيه أهل البصرة، وكان ظاهر الصلاح، وله رضا في العامة، وأراده أشراف أهل البصرة على التعسف لصلاح البلد، فعزل نفسه وقعد في منزله.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن الْحَسَنِ الصواف، قَالَ: حَدَّثَنا بشر بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنا أَبُو حفص عمرو بْن عَلِيّ، قَالَ: ومات عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل بْن عَبْد المطلب سنة أربع وثمانين.
قلت: لم تخل بلد المدائن فيما مضى من أهل الفضل، وقد كان به جماعة ممن يذكر بالعلم فبدأنا بذكر الصحابة مفردا عمن سواهم، وأما التابعون ومن بعدهم، فإنا سنورد أسماءهم في جملة البغداديين عند وصولنا إِلَى ذكر كل واحد منهم إن شاء الله تعالى.(1/581)
تاريخ مدينة السلام
وأخبار مُحَدِّثيها وذكر قُطَّانِها العلماء من غير أهلها ووارديها
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب البغدادي
392 - 463 هـ
المجلد الثاني
محمد بن إسحاق - محمد بن الحسن
1 - 615
حققه، وضبط نصه، وعلَّق عليه
الدكتور بشار عواد
دار الغرب الإسلامي(2/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذه تسمية: الخلفاء، والأشراف، والكبراء، والقضاة، والفقهاء، والمحدثين، والقراء، والزهاد، والصلحاء، والمتأدبين، والشعراء، من أهل مدينة السلام، الذين ولدوا بها وبسواها من البلدان ونزلوها، وذكر من انتقل منهم عنها ومات ببلدة غيرها، ومن كان بالنواحي القريبة منها، ومن قدمها من غير أهلها، وما انتهى إليَّ من معرفة كناهم، وأنسابهم، ومشهور مآثرهم وأحسابهم، ومستحسن أخبارهم، ومبلغ أعمارهم، وتاريخ وفاتهم، وبيان حالاتهم، وما حفظ فيهم من الألفاظ عن أسلاف أئمتنا الحفاظ، من ثناء ومدح، وذم وقدح، وقبول وطرح، وتعديل وجرح، جمعت ذلك كله وألفته أبوابا مرتبة على نسق حروف المعجم من أوائل أسمائهم، وبدأت منهم بذكر من اسمه محمد تبركا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم أتبعته بذكر من ابتدأ اسمه حرف الألف، وثنيت بحرف الباء ثم ما بعدها من الحروف على ترتيبها إلى آخرها، ليسهل إدراك ذلك على طالبيه، وتقرب معرفته من مبتغيه، فإني رأيت الكتاب الكثير الإفادة المحكم الإجادة، ربما أريد منه الشيء فيعمد من يريده إلى إخراجه فيغمض عنه موضعه، ويذهب بطلبه زمانه، فيتركه وبه حاجة إليه وافتقار إلى وجوده.
ولم أذكر من محدثي الغرباء الذين قدموا مدينة السلام ولم يستوطنوها سوى من صح عندي أنه روى العلم بها.
فأما من وردها ولم يحدث بها فإني أطرحت ذكره، وأهملت أمره، لكثرة أسمائهم، وتعذر إحصائهم، غير نفر يسير عددهم، عظيم عند أهل العلم محلهم، ثبت عندي ورودهم مدينتنا ولم أتحقق تحديثهم بها.
فرأيت أن لا أخلي كتابي من ذكرهم لرفعة أخطارهم، وعلو أقدارهم.(2/5)
وكل من تقدمت وفاته بدأت بذكره دون غيره ممن مات بعده، وإن كان المتأخر أكبر سنا وأعلا إسنادا، إلا أن تتسع ترجمة في بعض الأبواب فأرتب أصحابها على توالي حروف المعجم من أوائل تسمية الآباء.
ومن شذ عني معرفة تاريخ وفاته ذكرته في أثناء أهل طبقته ممن عاصره.
ونسأل الله أن يعصمنا من الخطأ والزلل، ويوفقنا لصالح القول والعمل، إنه لطيف خبير، وهو على كل شيء قدير.
أَخْبَرَنَا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، قَالَ: سمعت أبا الفضل صالح بن أحمد بن محمد التميمي الحافظ، يقول: ينبغي لطالب الحديث ومن عني به، أن يبدأ بكتب حديث بلده ومعرفة أهله، وتفهمه وضبطه حتى بعلم صحيحه وسقيمه، ويعرف أهل التحديث به وأحوالهم معرفة تامة إذا كان في بلده علم وعلماء قديما وحديثا، ثم يشتغل بعد بحديث البلدان والرحلة فيه.(2/6)
باب ذكر من اسمه محمد وابتداء اسم أبيه حرف الألف(2/7)
1- محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار وقيل ابن يسار بن كوثان المديني مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف.
قلت: لم أر في جملة المحمدين الذين كانوا في مدينة السلام من أهلها والواردين إليها أكبر سنا وأعلى إسنادا وأقدم موتا منه، ولهذه الأسباب المجتمعة فيه افتتحت كتابي بتسميته، وأتبعته بمن يلحق به من أهل ترجمته، ولولا ذلك لكان أولى الأشياء تقديم ترجمة " محمد بن أحمد " على ما عداها من الأسماء اقتداء بما رسمه لنا أئمة شيوخنا، والله ولي عصمتنا وتوفيقنا.
ومحمد بن إسحاق يكنى أبا بكر، وقيل: أبا عبد الله، وله أخوان هما أبو بكر وعمر ابنا إسحاق.
رأى محمد: أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وسمع القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأبان بن عثمان بن عفان، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافعا مولى عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وغيرهم.
وكان عالما بالسير والمغازي وأيام الناس، وأخبار المبتدأ، وقصص الأنبياء.
وحدث عنه أئمة العلماء، منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان بن سعيد الثوري، وابن جريج، وشعبة بن الحجاج، وجرير بن حازم، [ص:8] والحمادان، ابن سلمة وابن زيد، وإبراهيم بن سعد الزهري، وشريك بن عبد الله النخعي، وسفيان بن عيينة، ومن بعدهم.
وكان ابن إسحاق قدم بغداد فنزلها حتى مات بها، ودفن بمقبرة الخيزران في الجانب الشرقي منها.
وقد احتج بروايته في الإحكام قوم من أهل العلم، وصدف عنها آخرون، وأنا ذاكر ما حفظت من قول العلماء في عدالته، واختلافهم في الاحتجاج بروايته، والمشهور من تاريخ وفاته بعون الله ومشيئته.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم، يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن إسحاق مولى قيس بن مخرمة.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، قَالَ: حدثنا عمر بن محمد بن سيف الكاتب، قَالَ، حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو جعفر أحمد بن محمد اليزيدي عمي، قَالَ: أخبرنا مؤرج بن عمرو أبو فيد السدوسي، قَالَ: ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة مولى لبني قيس بن مخرمة بن المطلب.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، قَالَ: حدثنا يعقوب بن سفيان، قَالَ: محمد [ص:9] ابن إسحاق بن يسار صاحب السيرة مولى فارسي.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أخبرنا بدر بن الهيثم القاضي إملاء، قَالَ: محمد بن إسحاق، قالوا: هو محمد بن إسحاق بن يسار بن كوثان، وله أخ يقال له: عمر بن إسحاق.
وموسى بن يسار، الذي يروي عن أبي هريرة عمهما.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: وابن إسحاق صاحب المغازي، هو: محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، وكان خيار لقيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، قَالَ ذلك: الهيثم بن عدي، وأبو الحسن المدائني.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: أخبرنَا علي بن الحسن الوراق الرازي، قَالَ: أخبرَنَا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: أخبرَنَا أحمد بن زهير، قَالَ: أخبرَنَا مصعب بن عبد الله، قَالَ: يسار مولى عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب، جد محمد بن إسحاق صاحب المغازي من سبي عين التمر، وهو أول سبي دخل المدينة من العراق.
الاختلاف في كنية ابن إسحاق:
أَخْبَرَنَا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، قَالَ: أخبرَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، قَالَ: قرئ على أبي الحسن محمد بن أحمد بن البراء وأنا حاضر.
ح وَأَخْبَرَنَا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب بالدينور، قَالَ: أخبرَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، قَالَ: أخبرَنَا أحمد بن يحيى بن الجارود، قالا: قَالَ علي ابن المديني: محمد بن [ص:10] إسحاق بن يسار يكنى أبا بكر.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، قَالَ: حدثنا علي بن إبراهيم المستملي، قَالَ: حدثنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قَالَ: محمد بن إسحاق مديني كنيته أبو بكر.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور، قَالَ: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي، يقول: أخبرَنَا مكي بن عبدان، قَالَ: سمعت مسلم بن الحجاج، يقول: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، قَالَ: أخبرَنَا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أخبرَنَا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان، قَالَ: أخبرَنَا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قَالَ: أخبرَنَا عمر بن أحمد الأهوازي، ثم أَخْبَرَنَا محمد بن أبي علي الأصبهاني ببغداد، قَالَ: أخبرَنَا محمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد بالأهواز، قَالَ: حدثنا عمر بن أحمد، قَالَ: حدثنا خليفة بن خياط، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
أَخْبَرَنَا ابن بشران، قَالَ: أخبرَنَا الحسين بن صفوان البرذعي، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قَالَ: حدثنا محمد بن سعد، قَالَ: [ص:11] محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قَالَ: حدثنا جدي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
تسمية قدماء شيوخ بن إسحاق الذين أدركهم وبعض حكاياته عنهم.
أَخْبَرَنَا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز إجازة، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.
ثم أَخْبَرَنِي الأزهري قراءة، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: حدثنا جدي، قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق بن إبراهيم ختن سلمة، قَالَ: حدثنا سلمة، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق، قَالَ: رأيت أنس بن مالك عليه عمامة سوداء، والصبيان يشتدون ويقولون: هذا رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يموت حتى يلقى الدجال.
وحدثنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قَالَ: قرأنا علي الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قَالَ: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حدثنا أبو داود المباركي، قَالَ: حدثنا أبو شهاب، قَالَ: قيل لمحمد بن إسحاق: أدركت سعيد بن المسيب؟ قَالَ: أدركته وأنا غلام.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، قَالَ: حدثنا [ص:12] أحمد بن سلمان النجاد.
وَأَخْبَرَنِي أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قالا: حَدَّثَنَا جعفر بن محمد بن الأزهر، قَالَ: حدثنا ابن الغلابي، قَالَ: سألت يحيى بن معين عن محمد بن إسحاق، فقال: كان ثقة، وكان حسن الحديث.
فقلت: إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيب.
فقال: إنه لقديم.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصيرفي، قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم، يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: قد سمع محمد بن إسحاق من أبان بن عثمان، وسمع من عطاء، وسمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسمع أيضا من القاسم بن محمد.
قَالَ لنا أبو سعيد في موضع آخر: سمعت الأصم، يقول: سمعت العباس، يقول: سمعت يحيى، يقول: قد سمع محمد بن إسحاق من القاسم بن محمد، وسمع من مكحول، وسمع من عبد الرحمن بن الأسود.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أخبرنا أبو بكر الشافعي، قَالَ: حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، قَالَ: حدثنا ابن الغلابي، قَالَ: حدثنا يحيى بن معين، قَالَ: حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق، قَالَ: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يلبس الصوف، وكان علج الخلق يعالج بيديه ويعمل.
[ص:13]
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصيرفي، قَالَ: حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قَالَ: حدثنا أبي، قَالَ: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، قَالَ: حدثنا سلمة بن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق، قَالَ: رأيت أبا سلمة بن عبد الرحمن يأخذ بيد الصبي من الكتاب، فيذهب به إلى البيت فيملي عليه الحديث يكتب له.
مناقب ابن إسحاق ومعرفة حاله أَخْبَرَنَا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن ماشاذة الأصبهاني، بها قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قَالَ: حَدَّثَنِي حمزة بن أبي شداد، قَالَ: سمعت إبراهيم بن الحسين، قَالَ: سمعت علي ابن المديني، يقول.
وَأَخْبَرَنَا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الشروطي، قَالَ: أخبرنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنِي هارون بن عيسى، قَالَ: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد، قَالَ: سمعت علي ابن المديني، يقول: مدار حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ستة، فذكرهم، ثم قَالَ: فصار علم الستة عند اثني عشر أحدهم ابن إسحاق.
هذا لفظ حديث الأصبهاني، وحديث الشروطي بمعناه غير أنه قَالَ: ثلاثة عشر أحدهم محمد بن إسحاق.
[ص:14]
أخبرنا ابن بشران، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري، قَالَ: حدثَنَا عبد الله بن أبي مريم، قَالَ: حدثَنَا نعيم بن حماد، قَالَ: حدثَنَا سفيان بن عيينة، قَالَ: رأيت الزهري أتاه محمد بن إسحاق فاستبطأه، فقال له: أين كنت؟ فقال له محمد بن إسحاق: وهل يصل إليك أحد مع حاجبك؟ قَالَ: فدعا حاجبه، فقال له: لا تحجبه إذا جاء.
قَالَ ابن عيينة: قَالَ أبو بكر الهذلي: سمعت الزهري، يقول: لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق.
أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني، قَالَ: قرأت على أبي العباس بن حمدان: حدثكم تميم بن محمد، قَالَ: حدثنا أبو كريب، قَالَ: حدثنا ابن إدريس، عن سفيان بن عيينة، قَالَ: قَالَ الزهري: لا يزال بالمدينة جم ما بقي، وذكر ابن إسحاق.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، أن معاذ بن المثنى حدثهم، قَالَ: حدثنا علي ابن المديني، قَالَ: سمعت سفيان، يقول: قَالَ ابن شهاب: وسئل عن مغازيه، فقال: هذا أعلم الناس بها، يعني: ابن إسحاق.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أحمد الفشني، قدم علينا، قَالَ: حدثنا أبو الفضل [ص:15] العباس بن عزير القطان المروزي، قَالَ: حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي، قَالَ: سمعت محمد بن إدريس الشافعي، يقول: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حدثنا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: سألت يحيى بن معين عن محمد بن إسحاق؟ فقال: قَالَ عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق.
وَقَالَ أحمد بن زهير: حَدَّثَنَا هارون بن معروف، قَالَ: سمعت أبا معاوية، يقول: كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، وَقَالَ: احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، قَالَ: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد الزهري، قَالَ: حدثنا أحمد بن سعد الزهري.
وَأَخْبَرَنَا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، قَالَ: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، قَالَ: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي سعيد، قَالَ: حدثنا أحمد بن سعد، قَالَ: حدثنا ابن نفيل، قَالَ: حدثنا عبد الله بن فايد، قَالَ: كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم، قضى مجلسه في ذلك الفن.
أَخْبَرَنَا أبو محمد عبيد الله بن الحسين بن نصر العطار، قَالَ: حدثنا علي [ص:16] ابن عمر الحافظ، قَالَ: حدثنا يزداد بن عبد الرحمن الكاتب، قَالَ: حدثنا عبد الله بن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن يحيى بن محمد بن هانئ الشجري، عن أبيه، قَالَ: لما أراد محمد بن إسحاق الخروج إلى العراق، قَالَ له رجل من أصحابه: إني أحسب السفر غدا خسيسة يا أبا عبد الله وكان ابن إسحاق قد رق، فقال ابن إسحاق: والله ما أخلاقنا بخسيسة ولربما قصر الدهر باع الكريم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، قَالَ: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، قَالَ: حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران أبو الحسن الميموني، قَالَ: حدثنا أبو عبد الله، يعني: أحمد بن حنبل، بحديث استحسنه عن محمد بن إسحاق، فقلت له: يا أبا عبد الله ما أحسن هذه القصص التي يجيء بها ابن إسحاق.
فتبسم إلى متعجبا.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى، قَالَ: سمعت حامدا أبا علي الهروي، يقول: سمعت الحسن بن محمد المؤدب، قَالَ: سمعت عمارا، يقول: دخل محمد بن إسحاق على المهدي وبين يديه ابنه، فقال له: أتعرف هذا يابن إسحاق؟ قَالَ: نعم، هذا ابن أمير المؤمنين.
قَالَ: اذهب فصنف له كتابا منذ خلق الله تعالى آدم عليه السلام إلى يومك هذا.
قَالَ: فذهب فصنف له هذا الكتاب.
فقال له: لقد طولته يا ابن إسحاق اذهب فاختصره.
قَالَ: فذهب فاختصره، فهو هذا الكتاب المختصر، وألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين.
قَالَ: قَالَ الحسن: وسمعت أبا الهيثم، يقول: صنف محمد بن إسحاق هذا الكتاب في القراطيس ثم صير القراطيس لسلمة، يعني: [ص:17] ابن الفضل، فكانت تفضل رواية سلمة على رواية غيره لحال تلك القراطيس.
هكذا قَالَ هذا الراوي دخل ابن إسحاق على المهدي وبين يديه ابنه وفي ذلك عندي نظر ولعله أراد أن يقول دخل على المنصور وبين يديه المهدي ابنه لأن ذلك أشبه بالصواب، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن السراجي السروي، قَالَ: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: حدثنا صالح بن أحمد، قَالَ: حدثنا علي، قَالَ: سمعت سفيان، وسئل عن محمد بن إسحاق، قيل له: لم يرو أهل المدينة عنه.
قَالَ سفيان: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا.
قلت لسفيان: كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال: أَخْبَرَنِي ابن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها.
(136) -[2: 17] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو بِدِمَشْقَ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ امْرَأَةً وَهِيَ تَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ لِي ضَرَّةً وَإِنِّي أَسْتَشْبِعُ مِنْ زَوْجِي بِمَا لَمْ [ص:18] يُعْطِنِيهِ لأَغِيظَهَا بِذَلِكَ.
قَالَ: " الْمُسْتَشْبِعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ " فاطمة بنت المنذر هي زوجة هشام بن عروة بن الزبير، وكان هشام ينكر على ابن إسحاق روايته عنها، ويقول: لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَنَا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان، قَالَ: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، قَالَ: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: حدثنا علي ابن المديني، قَالَ: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: سألت هشام بن عروة عن محمد بن إسحاق، فقلت: كان يدخل على فاطمة بنت المنذر؟ فقال: أهو كان يصل إليها؟ وأخبرناه أبو نعيم في موضع آخر بهذا الإسناد، فقال فيه: قلت لهشام بن عروة: إن ابن إسحاق، يحدث عن فاطمة بنت المنذر، فقال: وهو كان يصل إليها؟ أَخْبَرَنَا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق، قَالَ: حدثنا عيسى بن حامد الرخجي، قَالَ: حدثنا هيثم بن خلف الدوري، قَالَ: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قَالَ: حدثنا أبو داود صاحب الطيالسة، قَالَ: حَدَّثَنِي من سمع هشام بن عروة وقيل له: إن ابن إسحاق يحدث بكذا وكذا عن فاطمة.
فقال: كذب الخبيث.
[ص:19]
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة بن محمد المقرئ، قَالَ: أخبرنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، قَالَ: أخبرنا محمد بن داود الكرجي، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، قَالَ: وروى يحيى عن سعيد القطان، قَالَ: سمعت هشام بن عروة وذكر محمد بن إسحاق، فقال: العدوُّ لله الكذاب يروي عن امرأتي، من أين رآها؟ ! أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن ابن الصواف، قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد، قَالَ: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قَالَ: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: سمعت هشام بن عروة، يقول: يحدث ابن إسحاق، عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، والله إن رآها قط.
قَالَ عبد الله بن أحمد: فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق، فقال: وما ينكر هشام، لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له، أحسبه قَالَ: ولم يعلم.
وكان مالك بن أنس يسيء القول في ابن إسحاق.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أخبرنا الحسين بن علي التميمي، قَالَ: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، قَالَ: حدثنا الميموني، قَالَ: سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك، يقول: كان مالك بن أنس سيئ الرأي في ابن إسحاق.
أَخْبَرَنِي محمد بن الحسين القطان، قَالَ: أخبرنا دعلج بن أحمد، قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، قَالَ: حدثنا حسين بن عروة، قَالَ: سمعت مالك بن أنس، يقول: محمد بن إسحاق كذاب.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسن السروي، قَالَ: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: حدثنا أبو سعيد الأشج، قَالَ: حدثنا ابن [ص:20] إدريس، قَالَ: قلت لمالك بن أنس، وذكر المغازي، فقلت: قَالَ ابن إسحاق أنا بيطارها.
فقال: قَالَ لك أنا بيطارها؟ نحن نفيناه عن المدينة.
وَأَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أخبرنا الحسين بن علي التميمي، قَالَ: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم، قَالَ: سألته، يعني: أحمد بن حنبل، عن محمد بن إسحاق كيف هو؟ فقال: هو حسن الحديث، وَقَالَ: قَالَ مالك حين ذكره: دجال من الدجاجلة.
قد ذكر بعض العلماء أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه، بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة، واحتج بما أَخْبَرَنِي البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي، قَالَ: حدثنا محمد بن علي الإيادي، قَالَ: حدثنا زكريا الساجي، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن محمد البغدادي، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قَالَ: حدثنا محمد بن فليح، قَالَ: قَالَ لي مالك بن أنس: هشام بن عروة كذاب.
قَالَ أحمد بن محمد: فسألت يحيى بن معين، فَقَالَ: عسى أراد في الكلام، وأما في الحديث فهو ثقة، وهو من الرواة عنه.
قَالَ: وَقَالَ إبراهيم حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع، قَالَ: كان ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وابن أبي حازم، ومحمد بن إسحاق، يتكلمون في مالك بن أنس، [ص:21] وكان أشدهم فيه كلاما محمد بن إسحاق، كان يقول: ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطار كتبه.
أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور غير خاف على أحد من أهل العلم بالحديث، وأما حكاية ابن فليح عنه في هشام بن عروة، فليست بالمحفوظة إلا من الوجه الذي ذكرناه، وراويها عن إبراهيم بن المنذر، غير معروف عندنا، فالله أعلم.
وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب منها أنه كان يتشيع، وينسب إلى القدر، ويدلس في حديثه، فأما الصدق فليس بمدفوع عنه.
أَخْبَرَنَا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم الدمشقي في كتابه إلينا، قَالَ: أخبرنا أبو الميمون البجلي.
ثم أَخْبَرَنَا البرقاني قراءة، قَالَ: أخبرنا محمد بن عثمان القاضي، قَالَ: حدثنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلي بدمشق، قَالَ: قَالَ أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري: ومحمد بن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ منه، منهم: سفيان، وشعبة، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد.
وروى عنه: من الأكابر: يزيد بن أبي حبيب.
وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا، مع مدحة ابن شهاب له، وقد ذاكرت دحيما قول مالك، يعني فيه، فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر.(2/7)
حَدَّثَنَا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي الكتاني لفظا بدمشق، قَالَ: حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قَالَ: حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، قَالَ: حدثنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصار، قَالَ: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قَالَ: محمد بن إسحاق الناس يشتهون حديثه، وكان يرمي بغير نوع من البدع.
أَخْبَرَنَا أبو حازم العبدوي، قَالَ: أخبرنا أبو محمد القاسم بن غانم بن حمويه الصيدلاني المهلبي، قَالَ: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي، قَالَ: حدثنا ابن بكير، قَالَ: حدثنا هارون بن عبد الله القاضي، عن ابن أبي حازم، قَالَ: كنا قعودا في المسجد معنا محمد بن إسحاق، إذ نعس ثم فتح عينيه، فقال: رأيت الساعة كأن حمارا أخرج من دار مروان في عنقه حبل، فأدخل المسجد حتى أخرج من الباب الآخر.
قَالَ: وكان قدم وال، قَالَ: فجاءه عون من قبل الوالي، فقال: من هذا الجالس معكم؟ قلنا: محمد بن إسحاق.
قَالَ: فأخذه، فرأيناه قد مر علينا في عقه حبل من دار مروان حتى أدخل المسجد وأخرج من الباب الآخر.
أَخْبَرَنَا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، فيما أجاز لنا، وَحَدَّثَنَاه ثقة سمعه منه، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قَالَ: حدثنا جدي، قَالَ: سمعت سعيد بن داود الزنبري، قَالَ: حَدَّثَنِي والله عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قَالَ: كنا في مجلس محمد بن إسحاق نتعلم، قَالَ: فأغفى إغفاءة، فقال: إني رأيت في المنام الساعة كأن إنسانا دخل المسجد ومعه حبل فوضعه في عنق حمار فأخرجه.
فما لبثنا أن دخل المسجد رجل معه حبل حتى وضعه في عنق ابن إسحاق فأخرجه فذهب به إلى [ص:23] السلطان، فجلد.
قَالَ ابن أبي زنبر: من أجل القدر.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: حدثنا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: سمعت هارون بن معروف، يقول: كان محمد بن إسحاق قدريا.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قَالَ: قرأنا علي الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: حدثنا موسى بن هارون بن إسحاق، قَالَ: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير، يقول: كان محمد بن إسحاق يرمى بالقدر، وكان أبعد الناس منه.
أخبرنا ابن الفضل، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قَالَ: حدثنا يعقوب بن سفيان، قَالَ: سمعت مكي بن إبراهيم، يقول: جلست إلى محمد بن إسحاق، وكان يخضب بالسواد فذكر أحاديث في الصفة فنفرت منها، فلم أعد إليه.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدل، قَالَ: أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي البخاري، قَالَ: حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري، قَالَ: سمعت عبد الصمد بن الفضل، يقول: سمعت مكي بن إبراهيم، يقول: حضرت مجلس محمد بن إسحاق، فإذا هو يروي أحاديث في صفة الله تعالى لم يحتملها قلبي، فلم أعد إليه.
حدثنا محمد بن الحسين القطان، قَالَ: أخبرنا دعلج بن أحمد، [ص:24] قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قَالَ: حدثنا عبد الرحيم بن حازم، قَالَ: قَالَ مكي بن إبراهيم جعفر بن محمد، ومحمد بن إسحاق، والحجاج بن أرطأة، نبلوا بعد موتهم.
قَالَ: وسمعته يقول: تركت حديث ابن إسحاق، وقد سمعت منه بالري عشرين مجلسا، فسمعت منه شيئا فتركته.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن أحمد الأدمي، قَالَ: حدثنا محمد بن علي الأيادي، قَالَ: حدثنا زكريا بن يحيى، قَالَ: حدثت عن، مفضل يعني: ابن غسان، قَالَ: حضرت يزيد بن هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائة بالمدينة وهو يحدث بالبقيع، وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون منه شيئا بأخرة، فحدث بأحاديث، حتى حدثهم عن محمد بن إسحاق، فأمسكوا، وقالوا: لا تحدثنا عنه نحن أعلم به، فذهب يزيد يحاولهم فلم يقبلوا، فأمسك يزيد.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي، قَالَ: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قَالَ: ما سمعت يحيى، يعني القطان، يحدث عن محمد بن إسحاق، شيئا قط.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر القاسم النرسي، قَالَ: أخبرنا أبو بكر الشافعي، قَالَ: حدثنا الهيثم بن مجاهد، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن الدورقي، قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن معين، عن يحيى القطان أنه كان لا يرضى ابن إسحاق، ولا يروي عنه.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهدي، فيما أجاز لنا روايته عنه، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: حدثنا جدي، قَالَ: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير، وذكر ابن إسحاق، فقال: إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين فهو [ص:25] حسن الحديث صدوق، وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قَالَ: أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي، قَالَ: حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: لمحمد بن إسحاق، ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها، لا يشاركه فيها أحد.
قَالَ: وسمعت محمد بن إسماعيل، يقول: سمعت علي بن عبد الله، يقول: سمعت سفيان، يقول: ما رأيت أحدا يتهم محمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب، قَالَ: سألت إبراهيم الحربي، تكلم أحد في ابن إسحاق، فقال: أما سفيان، يعني: ابن عيينة، فكان يقول: لا يزال بالمدينة علم ما عاش هذا الغلام، يعني: ابن إسحاق، قَالَ إبراهيم: ولكن حَدَّثَنِي مصعب، قَالَ: كانوا يطعنون عليه بشيء من غير جنس الحديث.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن خزيمة، قَالَ: حدثنا محمد بن يحيى، قَالَ: حدثنا أبو سعيد الجعفي، قَالَ: حدثنا محمد بن إدريس، وكان معجبا بابن إسحاق كثير الذكر له، ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، قَالَ: أخبرنا دعلج بن أحمد، قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قَالَ: حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة [ص:26] الحراني، قَالَ: حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، قَالَ: لو سود أحد في الحديث، لسود محمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أخبرنا الحسين بن علي النيسابوري، قَالَ: أخبرنا أبو بكر بن خزيمة، وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، قَالَ: أخبرنا عمر بن محمد بن سيف الكاتب، قَالَ: حدثنا عبد الله بن أبي داود، قالا: حدثنا محمد بن يزيد الأسفاطي، قَالَ: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قَالَ: سمعت شعبة، وفي حديث ابن خزيمة، قَالَ: سمعت يحيى بن كثير العنبري، يقول: سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي الرازي، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا العباس بن يزيد البحراني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قَالَ: حدثنا محمد بن علي الوراق، قَالَ: حدثنا عبيد بن يعيش، قَالَ: حدثنا يونس بن بكير، قَالَ: سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المحدثين.
فقيل له: لم؟ فقال: لحفظه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأت على أبي العباس بن حمدان، قَالَ: سمعت [ص:27] محمد بن أيوب، يقول: سمعت عبيد بن يعيش، يقول: سمعت يونس بن بكير، يقول: قَالَ شعبة: ابن إسحاق سيد المحدثين لحال حفظه.
أخبرنا ابن الفضل، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حدثنا يعقوب بن سفيان، قَالَ: حدثنا مجاهد بن موسى، قَالَ: حدثنا يحيى بن آدم، قَالَ: حدثنا أبو شهاب، قَالَ: قَالَ لي شعبة: عليك بالحجاج بن أرطاة، ومحمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصيرفي، قَالَ: حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن مهدي، عن ابن علية، قَالَ: قَالَ شعبة.
وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، قَالَ: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن مهدي، قَالَ: سمعت ابن علية، يقول: في مسجده، قَالَ شعبة: أما محمد بن إسحاق وجابر الجعفي، فصدوقان.
زاد ابن حنبل، في الحديث.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: حدثنا جدي، قَالَ: سألت علي ابن المديني، عن ابن إسحاق، قلت: كيف حديث محمد بن إسحاق عندك صحيح؟ فقال: نعم، حديثه عندي صحيح، قلت له: فكلام مالك فيه؟ قَالَ علي: مالك لم يجالسه ولم يعرفه.
ثم قَالَ علي: ابن إسحاق، أي شيء حدث بالمدينة؟ قلت له: فهشام بن عروة قد تكلم فيه.
فقال علي: الذي قَالَ هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها.
قَالَ: وسمعت عليا، يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق، يروي مرة حَدَّثَنِي أبو الزناد، ومرة [ص:28] ذكر أبو الزناد، وروى عن رجل عمن سمع منه يقول: حَدَّثَنِي سفيان بن سعيد، عن سالم أبي النضر، عن عمر، صوم يوم عرفة، وهو من أروى الناس، عن أبي النضر، ويقول: حَدَّثَنِي الحسن بن دينار، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب، في سلف وبيع، وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَجِدْ لابْنِ إِسْحَاقَ إِلا حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ، نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ "، وَالزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ " إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ " هذان لم يروهما عن أحد، والباقون، يقول: ذكر فلان، ولكن هذا فيه: حَدَّثَنَا وَقَالَ يعقوب سمعت بعض ولد جويرية ابن أسماء وكان ملازما لعلي، قَالَ: سمعت عليا، يقول: وقع إلي من حديث ابن إسحاق شيء فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث، ظننت أن بعضه منه ليس منه. أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، قَالَ: أخبرنا الحسين بن إدريس، قَالَ: حدثنا سليمان بن الأشعث، قَالَ: سمعت أحمد، يعني: ابن حنبل، ذكر محمد بن إسحاق، فقال: كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه.
أخبرنا ابن الفضل، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حدثنا يعقوب [ص:29] ابن سفيان، قَالَ: حدثنا الفضل بن زياد، قَالَ: سمعت أبا عبد الله، وسأله أبو جعفر، أيما أحب إليك، موسى بن عبيدة الربذي، أو محمد بن إسحاق؟ قَالَ: لا، محمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أخبرنا الحسين بن علي التميمي، قَالَ: حدثنا أبو عوانة الاسفراييني، قَالَ: حدثنا أبو بكر المروذي، قَالَ: قيل له: يعني: أحمد بن حنبل، أيما أحب إليك، موسى بن عبيدة، أم محمد بن إسحاق؟ فقال: محمد بن إسحاق. وَقَالَ قَالَ أحمد بن حنبل: كان ابن إسحاق يدلس، إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع، قَالَ: حَدَّثَنِي، وإذا لم يكن قَالَ: قَالَ. وَقَالَ: قَالَ أبو عبد الله: قدم محمد بن إسحاق إلى بغداد، فكان لا يبالي عمن يحكي، عن الكلبي وغيره. أخبرنا ابن رزق، قَالَ: أخبرنا عثمان بن أحمد، قَالَ: حدثنا حنبل بن إسحاق، قَالَ: سمعت أبا عبد الله، يقول: ابن إسحاق ليس بحجة. أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد، وسأله رجل عن محمد بن إسحاق؟ فقال: كان أبي يتتبع حديثه ويكتبه كثيرا بالعلو والنزول، ويخرجه في المسند وما رأيته أنفى حديثه قط. قيل له: يحتج به؟ قَالَ: لم يكن يحتج به في السنن.
[ص:30]
أَخْبَرَنَا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان، قَالَ: أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، قَالَ: حدثنا سلامة بن محمود القيسي بعسقلان، قَالَ: حدثنا أيوب بن إسحاق بن سافري، قَالَ: سألت أحمد بن حنبل، فقلت: يا أبا عبد الله بن إسحاق، إذا تفرد بحديث تقبله؟ قَالَ: لا والله، إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا. قَالَ: وأما علي ابن المديني فكان يثني عليه ويقدمه. أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر بن مروان العطار ببغداد، قَالَ: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: سألت عليا، يعني: ابن المديني، عن محمد بن إسحاق بن يسار مولى آل مخرمة، فقال: هو صالح وسط.
أَخْبَرَنَا عبد الكريم وعبد الصمد ابنا علي بن محمد بن المأمون الهاشمي، قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن موسى الملاحمي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري، قَالَ: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق، وَقَالَ: علي، عن ابن عيينة: ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق. وَقَالَ لي علي بن عبد الله: نظرت في كتاب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين.
أخبرنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، قَالَ: حدثنا أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي بأطرابلس المغرب، قَالَ: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح [ص:31] العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: محمد بن إسحاق مدني ثقة.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، قَالَ: حدثنا المفضل بن غسان الغلابي، قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: ابن إسحاق ثبت في الحديث. أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: حدثنا جدي، قَالَ: سألت يحيى بن معين عنه، يعني: ابن إسحاق، فقلت: في نفسك من صدقه شيء؟ فقال لا، هو صدوق. أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أخبرنا الحسين بن علي التميمي، قَالَ: حدثنا أبو عوانة الإسفراييني، قَالَ: حدثنا الميموني، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن إسحاق ضعيف.
أَخْبَرَنِي علي بن عبد العزيز الطاهري، قَالَ: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قَالَ: وجدت في كتاب جدي محمد بن عبيد الله، عن يحيى بن معين، قَالَ: محمد بن إسحاق ليس بذاك. أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصيرفي، قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم، يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن إسحاق ثقة، ولكنه ليس بحجة.
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي، يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم، قَالَ أخبرنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، قَالَ: قلت ليحيى بن معين، وذكرت له الحجة، فقلت: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان [ص:32] ثقة إنما الحجة عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وذكر قوما آخرين. أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: حدثنا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن إسحاق ليس به بأس. قَالَ: وسئل يحيى بن معين عنه مرة أخرى، فقال: ليس بذاك، ضعيف. قَالَ: وسمعت يحيى بن معين، يقول مرة أخرى: محمد بن إسحاق عندي سقيم ليس بالقوي. أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه، قَالَ: أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد وكيل دعلج، قَالَ: حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، قَالَ: حدثنا أبي، قَالَ: محمد بن إسحاق ليس بالقوي. أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ، عن محمد بن إسحاق بن يسار، عن أبيه، فقال: جميعا لا يحتج بهما، وإنما يعتبر بهما. الاختلاف في تاريخ وفاة محمد بن إسحاق
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن [ص:33] الحسن الصواف، قَالَ: حدثنا بشر بن موسى، قَالَ: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قَالَ: مات محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة، سنة خمسين ومائة. أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، قَالَ: مات محمد بن إسحاق سنة مائة وخمسين. أخبرنا ابن الفضل، قَالَ: حدثنا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حدثنا يعقوب بن سفيان، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، قَالَ: سمعت أحمد بن خالد الوهبي، يقول: مات ابن إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة. أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: حدثنا جدي، قَالَ: توفي محمد بن إسحاق بن يسار، سنة إحدى وخمسين ومائة ببغداد، ويقال: إنه دفن في مقابر الخيزران.
أخبرنا ابن بشران، قَالَ: أخبرنا الحسين بن صفوان، قَالَ: حدثنا ابن أبي الدنيا، قَالَ: حدثنا محمد بن سعد، قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: توفي، [ص:34] يعني: ابن إسحاق، سنة إحدى وخمسين ومائة. قال: وَقَالَ ابنه توفي سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسن السمسار، قَالَ: أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق، قَالَ: حدثنا محمد بن مخلد وَأَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ، قَالَ: أخبرنا محمد بن مخلد، قَالَ: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار سنة إحدى وخمسين ومائة، يعني: مات. أخبرنا ابن بشران، قَالَ: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، قَالَ: قرئ على أبي الحسن بن البراء، وأنا حاضر، قَالَ: قَالَ علي ابن المديني: ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى بني مخرمة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب بالدينور، قَالَ: أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد، قَالَ: أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود، قَالَ: قَالَ علي ابن المديني: ومات محمد بن إسحاق بن يسار، سنة أربع وأربعين ومائة.وهم ابن الجارود على علي في هذا القول أو من دونه، والصواب ما ذكره ابن البراء عن علي.
أَخْبَرَنِي البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن أحمد الأدمي، قَالَ: حدثنا محمد بن علي الأيادي، قَالَ: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار مولى قيس بن مخرمة من سبي عين التمر، توفي سنة اثنتين [ص:35] وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: حدثنا علي بن الحسن الرازي، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين، قَالَ: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن إسحاق، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قَالَ: حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي، قَالَ: حدثنا خليفة بن خياط، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار، توفي سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائة.(2/22)
2- محمد بن إسحاق بن حرب أبو عبد الله اللؤلؤي السهمي مولاهم من أهل بلخ ويعرف بابن أبي يعقوب،
كان حافظا لعلوم الحديث والأدب، عارفا بأيام الناس، وقدم بغداد فجالس بها الحفاظ من أهلها وذاكرهم.
وحدث عن مالك بن أنس، وخارجة بن مصعب، وبشر بن السري، ويحيى بن اليمان، وخالد بن عبد الرحمن المخزومي، وغيرهم.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والفضل بن محمد اليزيدي، وأبو عبد الله بن أبي الأحوص الثقفي، وعبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي الرازي، ولم يكن يوثق في علمه.
(137) -[2: 36] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، قَالا: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سَوَادَةَ الطَّائِيُّ، ثُمَّ النَّبْهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوَّلِ الإِسْلامِ، فَاستْقَدَمَ زَيْدٌ الْخَيْلَ، وَهُوَ زَيْدُ بْنُ مُهَلْهَلٍ الطَّائِيُّ، فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَقَفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَقَدَّمْ يَا زَيْدُ، فَمَا رَأَيْتُكَ حَتَّى أَحْبَبْتُ أَنْ أَرَاكَ ".
فَتَقَدَّمَ زَيْدٌ، فَشَهِدَ شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ تَكَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا زَيْدُ مَا أَظُنُّ فِي طَيِّئٍ أَفْضَلَ مِنْكَ؟ قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ، إِنَ فِينَا حَاتِمًا الْقَارِيَ للأَضْيَافِ، وَالطَّوِيلَ الْعَفَافِ.
قَالَ: فَمَا تَرَكْتَ لِمَنْ بَقَى خَيْرًا.
قَالَ: إِنَّ مِنَّا لَمَقْرُومَ بْنَ حَوْمَةَ الشُّجَاعَ صَدْرًا، النَّافِذَ فِينَا أَمْرًا.
قَالَ: فَمَا تَرَكْتَ لِمَنْ بَقِيَ خَيْرًا.
قَالَ بَلَى وَاللَّهِ ...
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قَالَ: أخبرنا الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: محمد بن إسحاق البلخي اللؤلؤي، سمعت محمد بن عبيد الكندي، يقول: قدم الكوفة قبل سنة ثلاثين ومائتين، وكان من أحفظ الناس، كان يجلس مع أبي بكر بن أبي شيبة، فلا ينبعث معه أبو بكر إنما يهدر هدرا.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام، يقول: سمعت أحمد بن سيار بن أيوب، وذكر من كان ببلخ من أهل العلم، فقال: وكان بها إنسان يقال له: ابن أبي يعقوب، واسمه محمد بن إسحاق أبو عبد الله، وكان لا يخضب، وكان قد قارب ثمانين سنة، وكان آية من الآيات في حفظ الحديث ومعرفة أيام الناس، وله لسان وبصر بالشعر، ومعرفة بالأدب، ولا يكلمه إنسان إلا علاه في كل فن، وقدم بغداد في سنة اثنتين وعشرين ومائتين، فذكره أبو خيثمة زهير بن حرب وذكر حفظه، فقال: لا تعرف هذا؟ قلت: ليس هو من أهل مرو.
فقال: هو خراساني وأنت خراساني.
قلت: خراسان كبيرة.
فذكر حفظه وما هو فيه من العلم، وذكر لي أنهم سألوه: ما أقدمك بغداد؟ قَالَ: قدمت لأحفظ كتب أرسطاطاليس.
قَالَ أحمد بن سيار بن أيوب: فذكرته لأبي رجاء قتيبة، فجعل يذكره بأسوأ الذكر، قَالَ: وسمعت أبا رجاء: يقول حدثت أنه بالكوفة شتم أمير المؤمنين، فأرادوا أخذه فهرب من ثم.
قَالَ أحمد: وَأَخْبَرَنِي أبو حاتم الجوزجاني أن ابن أبي يعقوب كان إذا نظر إلى العربي، يقول: ممن الرجل؟ فيقول: من بني فلان، فيقول: أتعرف من فيهم من الشعراء؟ ثم يبتدئ، فيقول: فلان وفلان وشعره كذا وكذا، وشعره كذا وكذا، والعلماء منهم فلان وفلان، ومن صحب منهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلان وفلان، ومن كان منهم من القواد.
قَالَ: فيبقى الرجل مبهوتا.
وإن ناظره صاحب عربية، قَالَ: فيحدث كلمة، فيقول: تعرف كذا وكذا؟ فإن قَالَ: ليست هذه عربية، قَالَ: يقول فيها الشاعر كذا وكذا، وَقَالَ فلان كذا وكذا فيضع شعرا على تلك الكلمة، وإن لقي صاحب حديث، فيذاكره فيسأله عن أبواب لا يعرف فيها حديث، فيقول: فيه كذا وفيه كذا كذا.
وزعموا أنه ذاكر ابن الشاذكوني، فكان كل واحد منهما ينتصف من صاحبه، فقال له ابن أبي يعقوب: أي شيء عندك في كذا؟ لشيء ذكره، فلم يكن عند سليمان في ذلك شيء، قَالَ: فروى له فيه بابا ثم قام، فقال ابن الشاذكوني: ليس من ذا شيء.(2/35)
3- محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب بن عايذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو عبد الله المديني، يعرف بالمسيبي وكان أبوه أحد القراء بمدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ على نافع بن أبي نعيم، وهو جليل القدر.
وأما محمد: فإنه سكن بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن محمد بن فليح الخزاعي، وأبي ضمرة أنس بن عياض الليثي، ومعن بن عيسى الأشجعي، وعبد الله بن نافع الزبيري.
روى عنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وعبد الله بن الصقر السكري، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي.
أَخْبَرَنَا طاهر بن عبد العزيز الدعاء، قَالَ: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، قَالَ: أخبرنا محمد بن إسحاق المسيبي، قَالَ: ثنا أبو ضمرة، عن صالح بن حسان، عن محمد بن كعب، قَالَ: لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، قَالَ: أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي الصفار، قَالَ: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، قَالَ: حدثنا صالح بن محمد، قَالَ: سمعت مصعبا الزبيري، يقول: لا أعلم في قريش كلها أفضل من المسيبي.
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن الصقر، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق المسيبي الشيخ الصالح.
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف أبو عبد الرحمن النيسابوري، قَالَ: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر، قَالَ: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أبو عبد الله محمد بن إسحاق المسيبي سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو أحمد علي بن محمد الحبيني، بمرو، قَالَ: وسألته، يعني: صالح بن محمد المعروف بجزرة، عن محمد بن إسحاق المسيبي، فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: أخبرنا الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: محمد بن إسحاق المسيبي، نزل بغداد، سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف، يقول: كان ثقة.
حدثت عن محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثني عبد الباقي بن قانع، قال: محمد بن إسحاق المسيبي، ثقة.
أخبرنا ابن الفضل القطان، قَالَ: أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، قَالَ: حدثنا أبو أحمد بن فارس، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قَالَ: محمد بن إسحاق المسيبي، أبو عبد الله مخزومي مديني سكن بغداد.
توفي سنة ست وثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: أخبرنا محمد بن المظفر، قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: مات محمد بن إسحاق المسيبي ليومين بقين من ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين.(2/38)
4- محمد بن إسحاق السلمي أحد الغرباء المجهولين.
حدث عن عبد الله بن المبارك حديثا منكرا، رواه عنه سهل بن بحر، وذكر أنه سمعه منه ببغداد.
(138) -[2: 40] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَوْشَبِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السُّكَّرِيُّ بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، قَالَ: حدثنا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّلَمِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي خَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِيَارُ أُمَّتِي عُلَمَاؤُهَا، وَخِيَارُ عُلَمَائِهَا رُحَمَاؤُهَا، أَلا وَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِلْجَاهِلِ أَرْبَعِينَ ذَنْبًا قَبْلَ أَنْ يَغْفِرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبًا وَاحِدًا، أَلا وَإِنَّ الْعَالِمَ الرَّحِيمَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإنَّ نُورَهُ قَدْ أَضَاءَ، يَمْشِي فِيهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، كَمَا يَسْرِي الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ "(2/40)
5- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس بن المغيرة بن ماهان أبو العنبس الصيمري الشاعر كان أحد الأدباء الملحاء، وكان خبيث اللسان، هاجي أكثر شعراء زمانه، وقدم بغداد ونادم جعفرا المتوكل، وهو القائل يهجو أحمد بن المدبر:
أسَلُ الذي عطف المواكب بالأعنة نحو بابك
وأراك نفسك مالكا ما لم يكن لك في حسابك
وأذل موقفي العزيز على وقوف في رحابك
ألا يطيل تجرعي غصص المنية من حجابك
أَخْبَرَنَا عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني بها، قَالَ: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، قَالَ: أنشدنا أبو عمر لاحق بن الحسين، قَالَ: أنشدنا علي بن عاذل بن وهب القطان الحافظ لأبي العنبس:
كم مريض قد عاش من بعد يأس بعد موت الطبيب والعواد
قد يصاد القطا فينجو سليما ويحل القضاء بالصياد(2/41)
6- محمد بن إسحاق بن يزيد أبو عبد الله يعرف بالصيني حدث عن عبد الله بن داود الخريبي، وروح بن عبادة، ونصر بن حماد الوراق، وعمرو بن عبد الغفار، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وسلام بن واقد المروزي، وعبد الله بن نافع الصائغ، وغيرهم.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، ومحمد بن حنيفة، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطيان، ومحمد بن موسى الصيدلاني، وبكر بن أحمد بن مقبل البصري، وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري.
وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه بمكة، وسألت عنه أبا عون عمرو بن عون فتكلم فيه، وَقَالَ: هو كذاب، فتركت حديثه.
(139) -[2: 42] أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا عَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حدثنا فَضَالَةُ بْنُ دِينَارٍ الشَّحَّامُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حدثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا " أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، قَالَ: حدثنا محمد بن حنيفة الواطسي، وبكر بن مقبل البصري، قالا: حدثنا محمد بن إسحاق الصيني.
(140) -[2: 43] وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ مُظَفَّرٍ حَدَّثَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ، فَقَالَ: " جَزَاكُمُ اللَّهُ مِنْ عِصَابَةٍ شَرًّا، فَقَدْ خَوَّنْتُمُونِي أَمِينًا، وَكَذَّبْتُمُونِي صَادِقًا ".
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، فَقَالَ: " هَذَا أَعْتَى عَلَى اللَّهِ مِنْ فِرْعَوْنَ، لَمَّا أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ وَحَّدَ اللَّهَ، وَإِنَّ هَذَا لَمَّا أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ دَعَا بِاللاتِ وَالْعُزَّى " قال ابن غالب: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: تفرد به نصر بن حماد، عن شعبة، وتفرد به محمد بن إسحاق الصيني، عنه.
(141) -[2: 43] وَقَدْ رُوِيَ لَنَا، عَنْ نَصْرِ بْنِ حَمَّادٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الصِّينِيِّ، أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بن علي التنوخي، الْقَاضِي رحمه الله، قَالَ: حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَرِمِيسِينِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدَانُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حدثنا نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ، فَقَالَ: " جَزَاكُمُ اللَّهُ مِنْ عِصَابَةٍ شَرًّا، فَقَدْ خَوَّنْتُمُونِي أَمِينًا، وَكَذَّبْتُمُونِي صَادِقًا "، ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ(2/42)
7- محمد بن إسحاق بن جعفر وقيل محمد بن إسحاق بن محمد أبو بكر الصاغاني ساكن بغداد.
كان أحد الأثبات المتقنين، مع صلابة في الدين واشتهار بالسنة، واتساع في الرواية.
ورحل في طلب العلم، وكتب عن أهل بغداد والبصرة، والكوفة، والمدينة، ومكة، والشام، ومصر، وسمع يعلى بن عبيد الطنافسي، وجعفر بن عون العمري، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومحاضر بن المورع، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأبا اليمان الحمصي، وأبا مسهر الدمشقي، وخلقا كثيرا من طبقتهم.
حدث عنه موسى بن هارون، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجعفر الفريابي، وأحمد بن هارون البرديجي، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو الحسين بن المنادي، وغيرهم.
وحدث عنه أيضا مسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، في كتبهم الصحاح.
وبلغني عن أبي مزاحم الخاقاني، قَالَ: كان الصاغاني يشبه يحيى بن معين في وقته.
وَقَالَ الدارقطني: وكان ثقة وفوق الثقة.
(142) -[2: 45] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حدثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيّ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَدَعُوا الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبَ " أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قَالَ: حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد الصاغاني، وسأله أبي، فقال له: إلى أي قبيلة تنسب يا أبا بكر؟ فقال: إن جدي كان في الصحراء فاستقبله رجل فقال له: أسلم، فأسلم وقطع الزنار.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: أخبرنا الحسن بن رشيق، قَالَ: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، قَالَ: ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن وكتب لي بخطه، قَالَ: سمعت أبي، يقول: محمد بن إسحاق صاغاني ثقة، وكنيته أبو بكر.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، يقول: أبو بكر بن إسحاق ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، قَالَ: أخبرنا محمد بن مظفر، قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن إسحاق الصاغاني في صفر سنة سبعين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي.
وَأَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر البزاز، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي، وأنا أسمع، قالا: مات محمد بن إسحاق الصاغاني لسبع خلون من صفر سنة سبعين ومائتين.
زاد ابن المنادي: وذلك يوم الخميس.(2/44)
8- محمد بن إسحاق بن عمار الدوري حدث عن سليمان بن داود الشاذكوني.
روى عنه: عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز.(2/46)
9- محمد بن إسحاق الخياط.
حدث عن أبي منصور الحارث بن منصور الواسطي.
روى عنه: القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.(2/47)
10- محمد بن إسحاق البغوي سكن بغداد وحدث بها عن أبي الوليد الطيالسي، وعبيد الله بن محمد ابن عائشة، وخالد بن خداش.
روى عنه: محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، وعبد الواحد بن محمد الخصيبي، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وعبد الصمد بن علي الطستي.
وكان ثقة.
(143) -[2: 47] أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حدثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حدثنا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ يَوْمَ عَرَفَةَ: " يَابْنَ أَخِي، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(2/47)
11- محمد بن إسحاق بن أسد أبو جعفر الخراز يعرف بزريق وهو هروي الأصل.
حدث عن محمد بن معاوية النيسابوري، وداود بن رشيد الخوارزمي، وعبد الله بن عبد الوهاب البرجمي.
روى عنه: محمد بن مخلد الدوري، وأبو مزاحم الخاقاني، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وما علمت من حاله إلا خيرا.
(144) -[2: 48] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَرَّازُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى التَّوْأَمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَالَ، فَاتَّبَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الْمَاءُ يَا عُمَرُ؟ ".
فَقَالَ: مَاءٌ تَوَضَّأْ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: " إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ كُلَّمَا بُلْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ، لَوْ فَعَلْتُهُ كَانَتْ سُنَّةً " قرأت في كتاب محمد بن مخلد الدوري بخطه، مات زريق أبو جعفر الخراز جارنا يوم الأحد لأربع عشرة خلت من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.(2/47)
12- محمد بن إسحاق بن العباس بن سام وهو ابن عم جعفر بن أحمد بن العباس بن سام صاحب إسحاق الفروي.
حدث عن يحيى بن أيوب العابد، وأحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح الكوفي، وأبي الصلت الهروي، وإسحاق بن وهب الواسطي العلاف.
روى عنه: أحمد بن كامل القاضي.(2/48)
13- محمد بن إسحاق بن إسماعيل حدث عن منصور بن أبي مزاحم.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني.
(145) -[2: 49] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ التَّاجِرُ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، أَوْ فَطَّرَ صَائِمًا، أَوْ جَهَّزَ حَاجًّا، كَانَ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا " قال سليمان: لم يروه عن يعقوب بن عطاء إلا أبو إسماعيل.(2/49)
14- محمد بن إسحاق أبو الفتح المؤدب حدث عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل.
روى عنه: عبد الصمد بن علي الطستي.
(146) -[2: 49] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حدثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُفْطِرُ قَبْلَ الصَّلاةِ عَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ " أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الباقي بن قانع، أن أبا الفتح المعلم مات في المحرم من سنة اثنتين وتسعين ومائتين.(2/49)
15- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن كامجر المعروف والده بإسحاق بن أبي إسرائيل مروزي الأصل سكن بغداد.
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، قَالَ: قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجاج الوراق، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قَالَ: توفي محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي إسرائيل سنة ثلاث وتسعين ومائتين، قَالَ: ورأيته عندنا بالكوفة وببغداد يخضب بالحمرة.(2/50)
16- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم أبو الحسن المروزي المعروف بابن راهويه ولد بمرو، ونشأ بنيسابور، وكتب ببلاد خراسان، وبالعراق، والحجاز، والشام، ومصر، وسمع أباه إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر المروزيين، ومحمد بن رافع القشيري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وأبا مصعب الزهري، ويونس بن عبد الأعلى المصري، وعصام بن رواد بن الجراح العسقلاني.
وحدث ببغداد فروى عنه: من أهلها، محمد بن مخلد الدوري، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي.
وكان عالما بالفقه، جميل الطريقة، مستقيم الحديث.
(147) -[2: 51] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدثنا أَبِي، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلْ بِحَلِيلَتِهِ الْحَمَّامَ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَقْعُدْ عَلَى مَائِدَةٍ تُدَارُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، أَوْ قَالَ: تُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلا بِمِئْزَرٍ ".
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَذَاكَرْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا عُمَيْرٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي هَذَا حَدِيثًا مُسْنَدًا إِلا عِنْدِي، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلْ بِحَلِيلَتِهِ الْحَمَّامَ "
(148) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدثنا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِي بَكَّارٍ الْحَكَمِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ غَدَاةَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، يُكَبِّرُ فِي الْعَصْرِ وَيَقْطَعُ فِي الْمَغْرِبِ " قال محمد بن رافع: فسألت أبا يعقوب عن هذا الحديث وأعلمته أن يحيى بن آدم حَدَّثَنِي به، فقال: قد كتب عني يحيى زهاء ثلاثة آلاف حديث في المذاكرة.
قَالَ: محمد فحدثنا به إسحاق.
قَالَ أبو الحسن بن راهويه: وَحَدَّثَنَا به أبي.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري، قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب، يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، يقول: دخلت على أحمد بن حنبل، فقال: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: بلى.
فقال: أما إنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك فإنك لم تر مثله.
وَقَالَ ابن نعيم: سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن مأمون الحافظ، يقول: انصرف أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم إلى خراسان بعد وفاة أبيه بسنين، فصادف الليثية فلم يعرفوا حقه، إلى أن جلس الأمير أبو الهيثم خالد بن أحمد فقلده قضاء مرو أولا، ثم نيسابور، ثم انصرف إلى مرو وتوفي بها سنة تسع وثمانين ومائتين.
قلت: القول خطأ، إنما قتلته القرامطة في طريق مكة حاجا بعد سنة تسعين.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسن السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الباقي بن قانع، أن محمد بن إسحاق بن راهويه مات في سنة أربع وتسعين ومائتين في طريق مكة.
وَأَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: محمد بن إسحاق بن راهويه، قتلته القرامطة مرجعه من الحج سنة أربع وتسعين ومائتين.
وقد كنا سمعنا منه إذ كان بمدينتنا.(2/50)
17- محمد بن إسحاق بن أبي إسحاق واسم أبي إسحاق إبراهيم وكنية محمد أبو العباس الصفار المعدل.
سمع أباه، ومحمد بن بكار بن الريان، ويزيد بن خالد الرملي، وسريج بن يونس، وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي.
روى عنه: إسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، وأبو سهل بن زياد القطان، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وأبو بكر الشافعي.
ولم أعرف من حاله إلا خيرا.
والشافعي يسميه في بعض المواضع: أحمد بن إسحاق.
(149) -[2: 53] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ التَّمَّارُ وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسْيِن بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالا: حدثنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ الْمُعَدَّلُ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مَكِّيٍّ، قَالَ: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَاسْتَقْبَلَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ لَهُ: " يَا عَلِيُّ، أَتُحِبُّ هَذَيْنِ الشَّيْخَيْنِ "؟، قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: " أَحِبَّهُمَا تَدْخُلِ الْجَنَّةَ "، هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ.
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ الْحَسَنُ بْنُ مَكِّيٍّ، عَنِ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّفَّارِ عَنْهُ(2/53)
18- محمد بن إسحاق بن مهران أبو جعفر الشقاق حدث عن إسحاق بن يوسف الأفطس.
روى عنه: عبد الله بن إسحاق بن الخراساني.
(150) -[2: 54] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مِهْرَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الشَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَفْطَسُ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ أَوْ نَخْلٌ فَلا يَبِعْهَا حَتَّى يَعْرِضَهَا عَلَى شَرِيكِهِ "(2/54)
19- محمد بن إسحاق أبو جعفر البغدادي المؤدب حدث عن عبيد الله بن محمد ابن عائشة.
روى عنه: سليمان بن محمد الخزاعي الدمشقي.(2/55)
20- محمد بن إسحاق بن موسى أبو عبد الله البزاز الخراساني قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق.
روى عنه: إسماعيل بن علي الخطبي.
(151) -[2: 55] أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْبَزَّارُ خُرَاسَانِيٌّ، قَدِمَ عَلَيْنَا مَعَ الْحَاجّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: أخبرنا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَذَّنَ سَبْعَ سِنِينَ مُحْتَسِبًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ(2/55)
21- محمد بن إسحاق بن موسى المروزي قدم بغداد، وحدث بها عن محمود بن العباس صاحب ابن المبارك، وعن علي بن الحسين المروزي.
روى عنه: محمد بن مخلد، وعبد الباقي بن قانع، وسليمان بن أحمد الطبراني.
وأخشى أن يكون الشيخ الذي روى عنه: الخطبي، عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، والله أعلم.
(152) -[2: 56] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ الْعَبَّاسِ صَاحِبُ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أُعْطِيَ الذِّكْرَ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى لأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} ، وَمَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ أُعْطِيَ الإِجَابَةَ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ أُعْطِيَ الزِّيَادَةَ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} ، وَمَنْ أُعْطِيَ الاسْتِغْفَارَ أُعْطِيَ الْمَغْفِرَةَ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يَقُولُ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَعْمَشِ، إِلا هُشَيْمٌ، تَفَرَّدَ بِهِ مَحْمُودُ بْنُ الْعَبَّاسِ(2/55)
22- محمد بن إسحاق بن عبد الملك الهاشمي الخطيب.
كان يلي صلاة الجمعة في المسجد الجامع بدار الخلافة وصلاة الأعياد في المصلى، وتوفي يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة.(2/56)
23- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله أبو العباس السراج مولى ثقيف وهو أخو إبراهيم وإسماعيل ابني إسحاق من أهل نيسابور.
سمع قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى الماسرجسي، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن أبان البلخي، ومحمد بن عمرو زنيجا، ومحمد بن بكار بن الريان، ومحمد بن حميد الرازي، وهناد بن السري، ومحمد بن أبي عمر العدني، وخلقا كثيرا من أهل خراسان، وبغداد، والكوفة، والبصرة، والحجاز.
روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو حاتم الرازي.
وورد السراج بغداد قديما وحديثا، وأقام بها دهرا طويلا، ثم رجع إلى نيسابور فاستقر بها إلى حين وفاته.
وكان قد حدث ببغداد شيئا يسيرا، فسمع منه بها وروى عنه من أهلها: أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن مخلد العطار، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو عمرو ابن السماك.
وحديثه عند الخراسانيين منتشر، وكان من المكثرين الثقات الصادقين الأثبات، عني بالحديث، وصنف كتبا كثيرة وهي معروفة مشهورة.
(153) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ....
بن أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ النَّيْسَابُورِيُّ وَيَعْقُوبُ بْنُ مَاهَانَ، قَالا: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: مَا حَبَسَكَ عَنِ الصَّلاةِ؟ قُلْتُ: لَمَّا أَنْ سَمِعْتُ الأَذَانَ تَوَضَّأْتُ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ.
قَالَ عُمَرُ: الْوُضُوءُ أَيْضًا مَا بِهَذَا أُمِرْنَا.
قَالَ: فَمَا تَرَكْتُ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدُ أَخْبَرَنَا أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر الأصبهاني بالري، قَالَ: أخبرنا إسحاق بن أحمد القايني، قَالَ: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، قَالَ: حدثنا أبو همام السكوني، قَالَ: حدثنا مبشر، يعني: ابن إسماعيل، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج، عن أبيه، عن جده، قَالَ: أسلمت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن خمسين سنة، ومات اللجلاج وهو ابن عشرين ومائة سنة.
قَالَ: ما ملأت بطني من طعام منذ أسلمت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكل حسبي واشرب حسبي.
قَالَ السراج: كتب عني هذا الحديث محمد بن إسماعيل البخاري.
(154) -[2: 58] أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ الْخَلِيلِ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ مُوسَى النَّجَّارُ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَالِدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حدثنا أَخِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حدثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " قَالَ لنا أبو سعد: سمع مني أحمد بن منصور الحافظ هذا الحديث واستغربه، وَقَالَ: للبخاري عن السراج أحاديث ولكن هذا غريب.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن محمد الرزاز، قَالَ: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قَالَ: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قَالَ: سمعت أحمد بن سعيد الدارمي، يقول: عادني محمد بن كثير الصنعاني، فقال: لي أقالك الله عثرتك، ورفع جثتك وفرغك لعبادة ربك.
قَالَ أبو العباس السراج: كتب عني هذه الحكاية أبو حاتم الرازي.
وَأَخْبَرَنَا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري، قَالَ: أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني، قَالَ: حدثنا العباس بن أحمد الأردستاني، قَالَ: حدثنا أبو حاتم الرازي، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، فذكر مثله سواء غير أنه قَالَ: ورفع جنبك.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق الثقفي، قَالَ: قَالَ بعض الحكماء: المؤمن الكيس شديد الحذر على نفسه، يخاف على عقله الآفات، من الغضب، والهوى والشهوة، والحرص، والكبر، والغفلة، وذلك أن العقل إذا كان هو القاهر الغالب ملك هذه الأخلاق الردية، وإذا غلب على العقل واحدة من هذه الأخلاق أورثته المهالك، وأحلت به النقمة وعدم من الله حسن المعرفة.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري، قَالَ: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي، يقول: سمعت أبا العباس السراج، يقول: نظر محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب التاريخ تصنيفي، وكتب منه بخطه أطباقا وقرأتها عليه.
وَقَالَ أبو نعيم: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد المقرى الواعظ، يقول: سمعت أبا تراب محمد بن سهل الحافظ، يقول: كتبنا عن أبي العباس السراج في مجلس محمد بن يحيى، ثم خرجت أنا إلى العراق ومصر وانصرفت بعد سنين كثيرة إلى بغداد، وأبو العباس السراج بها يكتب عن يحيى بن أبي طالب، وأبي قلابة وطبقتهما، فقلت له يا أبا العباس، كتبنا عنك في مجلس محمد بن يحيى وأنت إلى الآن تكتب؟ فقال: يا هذا أما علمت أن صاحب الحديث لا يصبر؟ حدثت عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قَالَ: سمعت أبا عبد الله العبدوي، يقول: سمعت أبا العباس السراج، يقول: في سنة ثلاث وثلاث مائة كتبوا عني في مجلس محمد بن يحيى منذ نيف وستين سنة.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد الواسطي، قَالَ: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي الكوفي، قَالَ: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد الفقيه، يقول: سمعت أبا العباس السراج يوما يقول لبعض من حضر وأشار إلى كتب منضدة عنده، فقال: هذه سبعون ألف مسألة لمالك، ما نفضت التراب عنها منذ كتبتها.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم، قَالَ: سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه، يقول: دخل أبو العباس السراج على أبي عمرو الخفاف، فقال له: يا أبا العباس من أين جمعت هذا المال؟ فقال: يا أبا عمرو بغيبة عن نيسابور مائة وعشرين سنة.
قَالَ: وكيف ذاك؟ قَالَ: غاب أخي إبراهيم أربعين سنة، وغاب أخي إسماعيل أربعين سنة، وغبت أنا مقيما ببغداد أربعين سنة، أكلنا الجشب، ولبسنا الخشن، حتى جمعنا هذا المال، ولكن أنت يا أبا عمرو، من أين جمعت هذا المال؟
أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير
فسبحان الذي أعطاك ملكا وعلمك الجلوس على السرير
إنما أخذ أبو العباس هذا الشعر من حكاية ذكرها الأصمعي عن بعض الأعراب.
وأخبرناها الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن يونس، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: كان أعرابيان متواخيين بالبادية، غير أن أحدهما استوطن الريف، واختلف إلى باب الحجاج بن يوسف، واستعمله على أصبهان فسمع أخوه الذي بالبادية فضرب إليه، فأقام ببابه حينا لا يصل إليه، ثم أذن له بالدخول، فأخذه الحاجب فمشى به وهو يقول: سلم على الأمير.
فلم يلتفت إلى قوله ثم أنشأ يقول:
فلست مسلما ما دمت حيا على زيد بتسليم الأمير
قَالَ زيد لا أبالي، فقال الأعرابي:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير
فقال: نعم، فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا وعلمك الجلوس على السرير
أَخْبَرَنَا أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي إجازة، شافهني بها بالكرج، قَالَ: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن بشر، قَالَ: أخبرني عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: محمد بن إسحاق السراج النيسابوري صدوق ثقة.
أَخْبَرَنِي أبو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قَالَ: كان أبو العباس محمد بن إسحاق السراج مجاب الدعوة.
سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي، يقول: سمعت أبا العباس بن حمدان، يقول: سمعت محمد بن إسحاق السراج، يقول: رأيت في المنام كأني أرقى في سلم طويل، فصعدت تسعا وتسعين مرقاة، وكل من قصصت عليه ذلك المنام يقول لي: تعيش تسعا وتسعين سنة.
قَالَ ابن حمدان: فكان كذلك عمر السراج تسعا وتسعين سنة ثم مات.
قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني بخطه، أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن يحيى، قَالَ: قَالَ أبو العباس السراج: ولدت في سنة ثمان عشرة ومائتين.
قرأت على قبر السراج بنيسابور في لوح عند رأسه مكتوبا: هذا قبر أبي العباس محمد بن إسحاق السراج، مات في سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.(2/56)
24- محمد بن إسحاق أبو العباس الصيرفي الشاهد حكى عن الزبير بن بكار حكاية أخبرنيها أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: سمعت الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق، يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الشاهد، يقول: سألت الزبير بن بكار، فقلت: منذ كم زوجتك معك؟ فقال لا تسلني ليس يرد القيامة أكثر كباشا منها، ضحيت عنها سبعين كبشا.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطي، قَالَ: قَالَ لنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري: توفي أبو العباس محمد بن إسحاق الصيرفي الشاهد لثلاث خلون من شوال سنة ست عشرة وثلاث مائة.(2/62)
25- محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن أبو أحمد النيسابوري قدم بغداد، وحدث بها عن عبد الله بن هاشم الطوسي، وأبي الأزهر أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي.
روى عنه: علي بن عمر السكري الحربي.
(155) -[2: 63] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أخبرنا يَحْيَى الْبَكَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ يَعْدِلْنَ بِمِثْلِهِنَّ مِنْ صَلاةِ اللَّيْلِ "
(156) -[2: 63] وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ إِلا وَهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى تِلْكَ السَّاعَةَ "(2/63)
26- محمد بن إسحاق بن يحيى أبو الطيب النحوي يعرف بابن الوشاء كان من أهل الأدب، حسن التصانيف، مليح الأخبار، وحدث عن عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأحمد بن عبيد بن ناصح، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن أحمد بن النضر، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبي العباس ثعلب، وأبي العباس والمبرد، وطبقتهم.
روت عنه منية جارية خلافة أم ولد المعتمد على الله.
(157) -[2: 64] أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ بْنِ الْبَزَّازِ الأَنْبَارِيُّ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُنْيَةُ الْكَاتِبَةُ جَارِيَةُ خَلافَةَ أُمِّ وَلَدِ الْمُعْتَمِدِ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهَا، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أُسْتَاذِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى النَّحْوِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْوَشَّاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَرَّاقُ، قَالَ: حدثنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حدثنا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، فَمَنْ كَانَ سَخِيًّا أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا، فَلَمْ يَتْرُكْهُ الْغُصْنُ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَالشُّحُّ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ، فَمَنْ كَانَ شَحِيحًا أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَلَمْ يَتْرُكْهُ الْغُصْنُ حَتَّى يُدْخِلَهُ النَّارَ " أَخْبَرَنَا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، قَالَ: أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قَالَ: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قَالَ: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أبي سعد، قَالَ: حدثنا عمر بن شبة، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو غسان محمد بن يحيى، بإسناده مثله سواء.(2/63)
27- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن فروخ بن عبد الله أبو بكر المزني سكن الرقة، وحدث بها عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس، وأبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، وأبي عبيد الله يحيى بن محمد بن السكن البزار، والقاسم بن أحمد بن بشر بن معروف، وعبد الله بن محمد بن عيشون الحراني.
روى عنه: أبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر الحافظ، وغيرهم.
(158) -[2: 65] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَرُّوخَ الْبَغْدَادِيُّ بِالرَّافِقَةِ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيْشُونَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو قَتَادَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يُوتِرُ بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وَقُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " قال سليمان: لم يروه عن سفيان إلا أبو قتادة.
حَدَّثَنِي علي بن محمد بن نصر الدينوري، قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي بجرجان، يقول: سألت الدارقطني، عن محمد بن إسحاق بن عيسى بن فروخ المقري البغدادي، فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: محمد بن إسحاق بن عيسى بن فروخ البغدادي سكن الرقة، توفي بعد العشرين والثلاث مائة.(2/65)
28- محمد بن إسحاق أبو عبد الله الصريفيني المعدل حدث بعكبرا، عن زكريا بن يحيى المعروف بزكرويه، صاحب سفيان بن عيينة، روى عنه: عمر بن القاسم بن الحداد المقرئ.
(159) -[2: 66] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بْنُ الْحُسَيْنِ التَّوَّزِيُّ، قَالَ: أخبرنا عُمَرُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُعَدَّلُ الصَّرِيفِينِيُّ بِعُكْبَرَا، قَالَ: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: " وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا "، فَلَمْ يَذْكُرْ كَبِيرًا إِلا أَنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
قَالَ: " فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ".
لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ(2/66)
29- محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الله أبو جعفر الهروي قدم بغداد، وحدث بها عن عبد الله بن عروة الفقيه، والحسين بن إدريس الهروي.
روى عنه: الحسين بن أحمد بن دينار الدقاق، والمعافى بن زكريا الجريري.
(160) -[2: 67] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَيْرَكٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ "، لَفْظُ حَدِيثِ الْحَرْبِيِّ(2/67)
30- محمد بن إسحاق بن المرزبان الفارسي قدم بغداد، وحدث بها عن أحمد بن الحباب الحميري.
وروى عنه: أبو جعفر بن شاهين.
(161) -[2: 67] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْفَارِسِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُبَابِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ غَيْلانَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حدثنا مَكِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يُقْطَعُ الْخَائِنُ، وَلا الْمُخْتَلِسُ، وَلا الْمُنْتَهِبُ " قلت: لا أعلم روى هذا الحديث عن ابن جريج مجودا هكذا غير مكي بن إبراهيم إن كان أحمد بن الحباب حفظه عنه فإن الثوري، وعيسى بن يونس وغيرهما رووه عن ابن جريج، عن أبي الزبير، ولم يذكروا فيه الخبر، وكان أهل العلم، يقولون: لم يسمع ابن جريج هذا الحديث من أبي الزبير، وإنما سمعه من ياسين الزيات عنه فدلسه في روايته عن أبي الزبير، والله أعلم.(2/67)
31- محمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو أحمد الهلالي أظنه خراسانيا يعرف بالكوفي.
قدم بغداد، وحدث بها عن يحيى بن محمد بن غالب النسوي.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني.(2/68)
32- محمد بن إسحاق بن الأمام أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله بأصبهان، قَالَ: سمعت أبا الحسن بن مقسم، يقول: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق بن الإمام، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: سألت الحارث بن أسد المحاسبي: ما تفسير: خير الرزق ما يكفي؟ قَالَ: هو قوت يوم بيوم ولا يهتم لرزق غد.(2/68)
33- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عثمان أبو بكر بن أبي يعقوب المقرئ حدث عن محمد بن حمزة بن زياد الطوسي، وسهل بن إسماعيل النصيبي، ومحمد بن عبيد الله المنادي.
روى عنه: أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي نزيل مصر، وعبيد الله بن أحمد المعروف بجخجخ النحوي، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي.
وكان صدوقا.
(162) -[2: 69] أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الْقَاضِي بِصُورَ، وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ الْمُقْرِئُ أَبُو بَكْرٍ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ زِيَادٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانٍ يُحَدِّثُ أَبَا بُرْدَةَ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنُّ ".
زَادَ ابْنُ أَبِي عَقِيلٍ وَابْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُثْمَانَ نَحْوَهُ بلغني أن هذا الشيخ كان حيا في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة.(2/69)
34- محمد بن إسحاق بن سليمان بن رزام بن روزبه أبو بكر المؤدب يعرف بالخشاب حدث أبو القاسم عبد الله بن محمد ابن الثلاج عنه، عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، وذكر أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة، قَالَ: وكان أطروشا.(2/70)
35- محمد بن إسحاق بن محمد بن عيسى أبو بكر التمار يعرف بابن خضرون، ويقال: ابن أبي خضرون حدث عن علي بن حرب الموصلي، وعباس بن عبد الله الترقفي.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق، ومحمد بن الحسن بن سليم البزاز.
وذكر أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي جخجخ، أنه توفي في آخر ذي الحجة من سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة.
وكان ثقة.(2/70)
36- محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم أبو بكر السوسي قدم بغداد في سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة، وحدث بها عن الحسين ابن إسحاق الدقيقي، وأبي سيار أحمد بن حمويه التستريين، وعبد الله بن محمد بن نصر الرملي، أحاديث مستقيمة.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن الفضل القطان.
وروى عنه: أبو الحسن الدارقطني.
(163) -[2: 71] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْْقَطَّانُ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّوسِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَلَّمَ أَبَاهُ فِي الاسْتِخْلافِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَافِظُ دِينِهِ وَأَيَّ ذَلِكَ أَفْعَلُ فَقَدْ بُيِّنَ لِي، إِنْ لا أَسْتَخْلِفْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخَلَفَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ(2/70)
37- محمد بن إسحاق بن يعقوب بن إسحاق أبو بكر الشيباني الطبري قدم بغداد حاجا في سنة خمسين وثلاث مائة، وحدث بها عن محمد بن الفضل بن حاتم، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
حَدَّثَنَا عنه ابن رزقويه..
(164) -[2: 71] حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ إِمْلاءً فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو بَكْرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ حَاتِمٍ أَبُو بَكْرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، عَنْ سُلَيْمٍ يَعْنِي: الْمَكِّيَّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لَهُ "(2/71)
38- محمد بن إسحاق بن مهران أبو بكر المقرئ يعرف بشاموخ حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد البراثي، والحسن بن الحباب الدقاق، وأحمد بن يوسف بن الضحاك الفقيه، وعلي بن حماد الخشاب.
وحديثه كثير المناكير.
روى عنه: يوسف بن عمر القواس، وعلي بن أحمد بن حمويه المؤدب، ومحمد بن أحمد بن رزقويه.
(165) -[2: 72] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّوَيْهِ الْحُلْوَانِيُّ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ الْخَشَّابُ، قَالَ: حدثنا عَلِيٌّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حدثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حدثنا جَابِرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْلَةَ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، رَأَيْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، عَلِيٌّ حِبُّ اللَّهِ، الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ، فَاطِمَةُ أَمَةُ اللَّهِ، عَلَى بَاغِضِهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ " قلت: حديث منكر بهذا الإسناد، وعلي بن حماد مستقيم الروايات لا يحتمل مثل هذا.
(166) -[2: 73] حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الزَّاهِدُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ الْغَازِي، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حدثنا بَكْرُ بْنُ أَيْمَنَ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: حدثنا عَامِرُ بْنُ يَحْيَى الصَّرِيمِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْبَلُوهُ، فَإِنَّهُ أَمِينٌ مَأْمُونٌ " لم أكتب هذا الحديث إلا من هذا الوجه ورجال إسناده ما بين محمد بن إسحاق وأبي الزبير كلهم مجهولون.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: وجدت في كتاب أبي الفتح القواس: مات أبو بكر المعروف بشاموخ سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة.(2/72)
39- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أفلح بن رافع بن إبراهيم بن أفلح بن عبد الرحمن بن عبيد بن رفاعة بن رافع أبو الحسن الأنصاري الزرقي وكان رفاعة بن رافع أحد النقباء عقيبا، وشهد أحدا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محمد بن إسحاق نقيب الأنصار ببغداد، وحدث عن الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، وعبد الله بن محمد البغوي.
روى عنه: أحمد بن عمر البقال.
وَقَالَ محمد بن أبي الفوارس: كان ثقة ولم أسمع منه.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن الفرات، قَالَ: كان محمد بن إسحاق الزرقي ثقة جميل الأمر حافظا لأمور الأنصار ومناقبهم ومشاهدهم، وقد كتبت عنه شيئا يسيرا.
وذكر لي أن كتبه تلفت.
وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وستين وثلاث مائة، ودفن في مقابر الأنصار عند أبيه.(2/73)
40- محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق أبو بكر النعالي سمع علي بن دليل الوراق، وأبا سعيد بن رميح النسوي، ومن في تلك الطبقة.
حَدَّثَنَا عنه ابن أخته أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما النعالي.
أخبرنا ابن دوما، قَالَ: حَدَّثَنِي خالي أبو بكر محمد بن إسحاق النعالي، قَالَ: حدثنا علي بن الحسن بن دليل، قَالَ: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المقدمي، قَالَ: حدثنا عمرو بن علي، قَالَ: سمعت أبا عاصم يقول: سمعت وهيب بن الورد، يقول: إذا أردت أن تذكر فضائل علي بن أبي طالب، فابدأ بفضائل أبي بكر وعمر، ثم اذكر فضائل علي.
سألت ابن دوما عن وفاة خاله، فقال: مات قبل سنة سبعين وثلاث مائة.(2/74)
41- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران أبو بكر الصفار الضرير سمع عبد الله بن محمد البغوي، وإبراهيم بن حماد القاضي، وإسماعيل بن العباس الوراق وأبا عروبة الحراني، ومحمد بن محمد بن النفاح الباهلي، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي، وعلان الصيقل المصري.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وَحَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، وعلي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الجوهري، وَقَالَ لنا التنوخي سمعت منه في سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة.
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: سألت محمد بن إسحاق الصفار عن مولده، فقال: ولدت في شوال سنة تسع وثمانين ومائتين.
سألت البرقاني عنه، فقال: شيخ ثقة فاضل أصله من الشام وسمع بمصر.(2/74)
42- محمد بن إسحاق بن هبة الله بن إبراهيم بن المهتدي بالله أبو أحمد الهاشمي كان ينزل بالجانب الشرقي في جوار أبي الحسن بن الفرات، وحدث عن الحسين بن يحيى بن عياش القطان.
حَدَّثَنِي عنه عبد العزيز بن علي الأزجي.
(167) -[2: 75] حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ أَبُو أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أخبرنا شُعْبَةُ وَهِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ".
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، قَالَ شُعْبَةُ: وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ، لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ قال أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس: حدث هذا الشيخ مدة يسيرة ولم أسمع منه شيئا، وتوفي ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لأربع بقين من شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي بن الحسين التوزي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي الفوارس بذلك.
قلت: وكل ما أذكره من وفاة الشيوخ عن ابن أبي الفوارس، فأخبرني ابن التوزي به عنه.(2/75)
43- محمد بن إسحاق بن عيسى بن طارق أبو بكر القطيعي الناقد سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني، وعبد الله بن محمد البغوي، والحسن بن محمد بن شعبة، وبدر بن الهيثم، وصالح بن أبي مقاتل، ويوسف بن يعقوب النيسابوري، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومن في طبقتهم.
حَدَّثَنَا عنه أبو علي بن شاذان، بحديث واحد، ومحمد بن الفرج البزاز، وأبو القاسم الأزهري، والقاضيان أبو العلاء محمد بن علي، وأبو تمام علي بن محمد الواسطيان، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني، والحسن بن محمد الخلال.
وَقَالَ محمد بن أبي الفوارس: كان يدعي الحفظ وفيه بعض التساهل.
(168) -[2: 77] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حدثنا مَكِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ " قلت: لا نعلم أن إسماعيل بن الفضل روى عن مكي بن إبراهيم شيئا ولا أدركه، وقد أخطأ محمد بن إسحاق القطيعي في هذا الحديث وصوابه، ما حَدَّثَنِي به عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، قَالَ: حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الباقي بن قانع، قَالَ: حدثنا إسماعيل بن الفضل، قَالَ: قرأت في كتاب مكي بن إبراهيم: حَدَّثَنَا ابن جريج، فذكر بإسناده مثله، غير أنه لم ينسب أنسا.
قلت: قَالَ لي أبو القاسم الأزهري: توفي محمد بن إسحاق القطيعي في سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة.
زاد غيره: في شهر ربيع الآخر.(2/76)
44- محمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو حاتم القاضي الهروي أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد الخلال، قَالَ: حدثنا أبو حاتم محمد بن إسحاق القاضي الهروي، قدم علينا، قَالَ: أخبرنا الحسن بن يعقوب، قَالَ: حدثنا أحمد، يعني: ابن الخليل، قَالَ: حدثنا أبو النضر، قَالَ: حدثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، قَالَ: قَالَ كعب: لأغتسلن يوم الجمعة ولو كأسا بدينار.(2/77)
45- محمد بن إسحاق بن محمد بن الطل بن وابل أبو بكر الأزدي الأنباري سمع أحمد بن يعقوب القرنجلي.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، أنه سمع منه بالأنبار في سنة ثمان عشرة وأربع مائة، قَالَ: ومات في تلك السنة.(2/78)
46- محمد بن إسحاق بن محمد بن فدويه أبو الحسن الكوفي المعدل قدم علينا في سنة أربع وعشرين وأربع مائة، وَحَدَّثَنَا عن أبي الحسن بن أبي السري البكائي، وكان شيخا ثقة له هيئة حسنة ووقار ظاهر.
(169) -[2: 78] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ فَدَوَيْهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جَامِعِ الْمَنْصُورِ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ وَأَبُو حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَبِيبٍ الْوَادِعِيُّ إِمْلاءً سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالا: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ أبي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فَلَمْ يُضِفْنِي وَلَمْ يُقِرْنِي ثُمَّ مَرَّ بِي، فَأَجْزِيهِ أَمْ أُقْرِيهِ؟ قَالَ: " بَلْ أَقْرِهِ " قلت: لم يكن مع ابن فدويه لما قدم علينا غير جزء واحد فسمعناه منه، وكان أبو عبد الله الصوري قد كتب عنه بالكوفة أشياء من حديثه فسألته عنه فأثنى عليه خيرا، وَقَالَ: أصوله جياد وسماعه صحيح، والشيخ في نفسه حسن الاعتقاد من أهل السنة، وليت كان كل من لقيته بالكوفة مثله.
قلت: مات ابن فدويه بالكوفة في اليوم السادس من شوال من سنة ست وأربعين وأربع مائة.(2/78)
وهذا ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أحمد جعلت ترتيبهم على حروف المعجم من أوائل أسماء أجدادهم لتقرب معرفته وتسهل طلبته.(2/80)
47- محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد أبو العباس بن الأثرم المقرئ هكذا نسبه أبو الحسن الدارقطني، والمحسن بن علي التنوخي.
وسمعت القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي بالبصرة ينسبه كذلك غير مرة.
وَقَالَ أبو بكر بن شاذان: هو محمد بن أحمد بن حماد بن إبراهيم بن ثعلب بن الشد.
وكذلك قرأت في أصل ابن شاذان بخطه.
سمع الحسن بن عرفة، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة.
وبشر بن مطر، وعلي بن حرب، وسعدان بن يزيد، وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن يحيى السوسي، وعلي بن داود القنطري.
كتب الناس عنه بانتقاء عمر البصري، وحدث عنه محمد بن المظفر، وأحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وعمر بن إبراهيم الكتاني.
وكان الأثرم يسكن في درب يعقوب بن سوار، ثم انتقل إلى البصرة فسكنها حتى مات بها، حَدَّثَنَا عنه من البصريين: القاضي أبو عمر بن عبد الواحد الهاشمي، وعلي بن القاسم بن النجاد المعدل، والحسن بن علي النيسابوري.
(170) -[2: 80] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الأَثْرَمِ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَلا تَضَعُوهَا إِلا فِي الأَكْفَاءِ "، هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، اشْتُهِرَ بِرِوَايَةِ الْحَارِثِ بْنِ عِمْرَانَ الْجَعْفَرِيِّ عَنْهُ وقد روى أيضا عن أبي أمية بن يعلى، وعكرمة بن إبراهيم، وأيوب بن واقد، ويحيى بن هشام السمسار، عن هشام.
واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه، فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي، عنه عن هشام، ورواه هشام بن عمار، عن الحكم بن هشام، عن مندل بن علي، عن هشام.
وكل طرقه واهية.
وروى عن قتادة، عن عروة، عن عائشة كذلك، حدث به أبو معاوية الضرير، عن المختار بن منيح، عن قتادة.
ويقال: لم يروه عن المختار غير أبي معاوية.
ورواه أبو المقدام هشام بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وهو أشبه بالصواب، والله أعلم.
أخبرنا القاضي علي بن المحسن التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد بن إبراهيم بن ثعلب الأثرم بالبصرة في سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.
ومولده بسر من رأى سنة أربعين ومائتين.
أَخْبَرَنِي أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، قَالَ: حدثنا أبو العباس بن الأثرم الخياط المقرى، محمد بن أحمد شيخ ثقة فاضل.
سمعت أبا محمد الحسن بن علي بن أحمد السابوري وأبا عبد الله الحسين بن محمد القساملي جميعا بالبصرة يقولان: مات الأثرم في سنة ست وثلاثين وثلاث مائة.(2/80)
48- محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس بن كامل أبو الحسين الدلال يعرف بالزعفراني سمع أبا الحسن علي بن محمد المصري، وأبا عمرو ابن السماك، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبا بكر الشافعي، وحبيب بن الحسن القزاز، ونحوهم.
حَدَّثَنِي عنه القاضي أبو القاسم التنوخي.
(171) -[2: 82] أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ الْكُوفِيُّ إِمْلاءً.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ زَادَ الزَّعْفَرَانِيُّ الشَّيْبَانِيُّ.
ثُمَّ اتَّفَقَا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " سألت أبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد المؤدب المعروف بالزعفراني عن موت أبيه، فقال: مات في سنة ثلاث أو أربع وتسعين وثلاث مائة.
قلت: قَالَ لي التنوخي: كان أبو الحسين الزعفراني ثقة، وكان يختلف إلى أبي بكر الرازي ويأخذ عنه الفقه.(2/82)
49- محمد بن أبي علي أحمد بن إبراهيم الموصلي سكن بغداد، وسمع الحديث من يحيى بن عبد الحميد الحماني ونظرائه.
وكان من أهل الفهم والمعرفة.
حكى عنه موسى بن هارون الحافظ.
كتب إلي أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفر بن محمد الطوسي حدثهم، قَالَ: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي، قَالَ: حدثنا موسى بن هارون الحمال، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الموصلي، قَالَ: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم، فقلت: يا رسول الله، إن يحيى الحماني حَدَّثَنَا، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، عنك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الله عليك أنك قلت: ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رءوسهم، ويقولون: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} ، فقال: صدق ابن الحماني.(2/82)
50- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن داود بن أبان أبو جعفر السراج نيسابوري الأصل.
سمع علي بن الجعد، ويحيى بن معين، ومحمد بن جعفر الوركاني، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأبا إبراهيم الترجماني، وعباد بن موسى الختلي.
حدث عنه محمد بن مخلد الدوري، وأبو عمرو ابن السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو سهل بن زياد القطان.
وأحاديثه مستقيمة.
(172) -[2: 84] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قَالَ: حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ السَّرَّاجُ، قَالَ: حدثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ أَعْلاهَا الْحُلَلُ وَمِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ بُلْقٌ مِنْ ذَهَبٍ مُسْرَجَةٌ مُلَجَّمَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، لا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ، ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ، فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَتَطِيرُ بِهِمْ حَيْثُ شَاءُوا، فَيَقُولُ الَّذِينَ أَسْفَلَ مِنْهُمْ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ نَاصِفُونَا.
يَا رَبُّ مَا بَلَغَ بِهَؤُلاءِ هَذِهِ الْكَرَامَةَ؟ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَكُنْتُمْ تُفْطِرُونَ، وَكَانُوا يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَكُنْتُمْ تَنَامُونَ، وَكَانُوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتُمْ تَبْخَلُونَ، وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَكُنْتُمْ تَجْبُنُونَ "
(173) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ السَّرَّاجُ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حدثنا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ الْخَيَّاطِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " الْوِتْرُ عَلَى أَهْلِ الْقُرْآنِ سُنَّةٌ "(2/83)
51- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن خالد بن يزيد أبو عيسى البصري يعرف بالشلاثائي قدم بغداد في سنة تسع عشرة وثلاث مائة، وسكن بدرب الآجر، وحدث عن نصر بن علي، وبندار بن بشار، وإسحاق بن إبراهيم الشهيدي، وعمرو بن علي الصيرفي، ومحمد بن الوليد البسري، وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وأحمد بن محمد بن عمران ابن الجندي.
(174) -[2: 85] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدُونَ الْبَزَّازُ، قَالُوا: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: حدثنا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصْرِيُّ الشُّلاثَائِيُّ، قَالَ: حدثنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ لا يُبَعْنَ وَلا يُوهَبْنَ وَلا يُورَثْنَ، فَإِذَا مَاتَ صَاحِبُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ قلت: لم أكتبه إلا بهذا الإسناد، والمحفوظ: عن ابن عمر، قَالَ: قضى عمر أن أمهات الأولاد.(2/84)
52- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش بن حازم بن صبيح بن صباح أبو عبد الله الكاتب يعرف بالحكيمي سمع زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، ومحمد بن عبد النور المقرئ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، والحسن بن مكرَم، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن الحسين الحبيني، وغيرهم من هذه الطبقة.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، وأبو عمر بن حيويه، ومحمد بن عمران المرزباني.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست البزاز، وأبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي.
وكان بلخي الأصل ومنزله في درب الأعراب.
(175) -[2: 86] أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي مُوسَى عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: " وَقَعَ فِي نَفْسِ مُوسَى هَلْ يَنَامُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا فَأَرَّقَهُ ثَلاثًا ثُمَّ أَعْطَاهُ قَارُورَتَيْنِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْتَفِظَ بِهِمَا، فَجَعَلَ يَنَامُ وَتَكَادُ يَدَاهُ تَلْتَقِيَانِ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ فَيُنَحِّي إِحْدَاهُمَا عَنِ الأُخْرَى، حَتَّى نَامَ نَوْمَةً فَاصْطَفَقَتْ يَدَاهُ فَانْكَفَأَتِ الْقَارُورَتَانِ، قَالَ: ضَرَبَ اللَّهُ لَهُ مَثَلا، إِنَّ اللَّهَ لَوْ كَانَ يَنَامُ لَمْ تُسْتَمْسَكِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ " قلت: هكذا رواه أمية بن شبل عن الحكم بن أبان موصولا مرفوعا، وخالفه معمر بن راشد، فرواه عن الحكم، عن عكرمة، قوله لم يذكر فيه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أبا هريرة، أخبرناه الحسن بن علي الجوهري، قَالَ: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي، قَالَ: أخبرنا الحسن بن أبي الربيع، قَالَ: أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: قَالَ معمر: أَخْبَرَنِي الحكم بن أبان، عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} ، أن موسى سأل الملائكة هل ينام الله تعالى؟ فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا فلا يتركوه ينام، ففعلوا.
ثم أعطوه قارورتين فأمسكها ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما.
قَالَ: فجعل ينعس وهما في يديه في كل يد واحدة.
قَالَ: فجعل ينعس وينتبه حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما.
قَالَ معمر: إنما هو مثل ضربه الله تعالى، يقول: فكذلك السموات والأرض في يديه.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم، قَالَ: سئل بعض المجان فقيل له: كيف أنت في دينك؟ فقال: أخرِّقه بالمعاصي وأرقعه بالاستغفار.
سألت أبا بكر البرقاني، عن الحكيمي، فقال: ثقة إلا أنه يروي مناكير.
قلت: وقد اعتبرت أنا حديثه فقلما رأيت فيه منكرا.
ذكر أبو عبيد الله المرزباني فيما قرأت بخطه: أن الحكيمي ولد في ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين ومائتين، أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسن السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الباقي بن قانع.
وَأَخْبَرَنَا الأزهري، عن طلحة بن محمد بن جعفر، قالا: مات الحكيمي في ذي الحجة.
وَقَالَ طلحة: لأيام بقيت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثلاث مائة.
ثم قرأت بخط عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، وبخط أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات: توفي الحكيمي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثلاث مائة، ودفن يوم الجمعة.(2/85)
53- محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو سعيد الخوارزمي قدم بغداد، وحدث بها عن يوسف بن محمد الطويلي، ويوسف هذا: شيخ من أهل خوارزم ثقة نبيل، يروي عن قتيبة بن سعيد، ومحمد بن الصباح الجرجرائي.
حدث عن أبي سعيد المعافى بن زكريا الجريري.(2/88)
54- محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله الرازي قدم بغداد، وحدث بها عن أبي عامر عمرو بن تميم الطبري.
روى عنه: المعافى بن زكريا أيضا.(2/88)
55- محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو أحمد الفقيه الجرجاني.
قدم بغداد، وحدث بها عن أحمد بن العباس بن موسى العدوي.
وروى عنه: أبو الحسن علي بن عمر الحافظ الدارقطني.(2/88)
56- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله أبو أحمد العسال الأصبهاني سمع محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن زهير الحلواني، والحسن بن علي السري، وبكر بن سهل الدمياطي، ونحوهم.
وقدم بغداد وحدث بها.
أنبأنا أبو سعد الماليني، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجاني، قَالَ: سمعت محمد بن أحمد بن إبراهيم أبا أحمد العسال الأصبهاني ببغداد، يقول: حَدَّثَنَا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، فذكر عنه حديثا.
وقد حَدَّثَنَا عنه أبو نعيم الأصبهاني الحافظ حديثا كثيرا، وسمعت أبا نعيم يقول: ولي أبو أحمد العسال القضاء وكان من كبار الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة.
حَدَّثَنِي أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان، وكان دينا صالحا، قَالَ: سمعت أبا عبد الله بن منده، يقول: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال.
قَالَ لي أبو نعيم الحافظ: توفي أبو أحمد العسال في شهر رمضان من سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.(2/89)
57- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن بلال أبو الحسن يعرف بالمتوثي حدث عن بشر بن موسى الأسدي.
حَدَّثَنَا عنه هلال بن محمد بن جعفر الحفار.
أَخْبَرَنَا هلال الحفار، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن بلال المتوثي، قَالَ: حدثنا بشر بن موسى، قَالَ: حدثنا روح بن عبادة، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، قَالَ: ثمن الجنة لا إله إلا الله.
لم يرو بشر بن موسى، عن روح بن عبادة غير هذا الحديث.(2/89)
58- محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله الأصبهاني سكن بغداد، وحدث بها عن محمد بن علي بن مخلد الفرقدي، والحسن بن محمد الداركي، وزنجويه بن محمد اللباد النيسابوري، وعبد الله بن إسحاق الخرجاني.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر الصابوني، وأبو الحسن علي بن أحمد الرزاز.
(176) -[2: 90] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الصَّابُونِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْخَرْجَانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ طَوَّقَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " قلت: هذا هو الخرجاني بالخاء المعجمة وليس بالجيم.
وخرجان محلة بأصبهان.
سألت أبا نعيم الحافظ عن هذا الشيخ، فقال: سمعت منه ببغداد وهو ثقة.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات، قَالَ: توفي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني في ذي القعدة سنة ستين وثلاث مائة، وكان ثقة جميل الأمر ذا هيئة.(2/90)
59- محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الحسن الشافعي سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة والحسن بن الطيب الشجاعي روى عنه: إبراهيم بن مخلد بن جعفر.
قرأت بخط أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن الثلاج الشاهد: توفي أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الشافعي البزاز يوم الخميس سلخ جمادى الأولى سنة ثمان وستين.(2/91)
60- محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج المقرئ يعرف بغلام الشنبوذي روى عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ، وغيره كتبا في القراءات وتكلم الناس في رواياته، وغيره كتبا في القراءات وتكلم الناس في رواياته، فحدثني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرى الواسطي، قَالَ: كان أبو الفرج الشنبوذي يذكر أنه قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني فتكلم الناس فيه.
قَالَ: وقرأت عليه القرآن بحرف ابن كثير، وزعم أنه قرأ بذلك الحرف على أبي بكر بن مجاهد، فسألت أبا الحسن الدارقطني عنه، فأساء القول فيه والثناء عليه.
سمعت أبا الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي يذكر أبا الفرج الشنبوذي فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات وحفظه للتفسير، وَقَالَ: سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقراءات.
قَالَ لي أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ: مولد الشنبوذي في سنة ثلاث مائة.
حَدَّثَنِي القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب: أن أبا الفرج الشنبوذي مات في سنة سبع وثمانين وثلاث مائة.
وَحَدَّثَنِي القاضي أبو القاسم علي بن المحسن، قَالَ: مات أبو الفرج الشنبوذي يوم الاثنين الثالث عشر من صفر سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة.(2/91)
61- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو بكر البلخي قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن عمرو بن موسى العقيلي.
حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
(177) -[2: 92] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالا: حدثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسْوَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَكُنْتُ فِيمَنْ وَسْوَسَ، فَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَلَمْ أَرُدَّ عَلَيْهِ، فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ فَشَكَانِي إِلَيْهِ، فَقَالَ: سَلَّمَ عَلَيْكَ أَخُوكَ فَلَمْ تُسَلِّمْ عَلَيْهِ؟ فَقُلْتُ: مَا عَلِمْتُ بِتَسْلِيمِهِ وَإِنِّي عَنْ ذَلِكَ لَفِي شُغْلٍ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلِمَ؟ فَقُلْتُ: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأَمْرِ.
فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ.
فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَاعْتَنَقْتُهُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنَا وَأُمِّي أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، فَقَالَ: " مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ "، لَفْظُ حَدِيثِ الْبَلْخِيِّ وَالآخَرُ بِنَحْوِهِ قلت: هكذا روى هذا الحديث عبد الله بن بشر الرقي عن الزهري.
وقيل: عن مالك بن أنس، وعن ابن أبي ذئب جميعا، عن الزهري مثله.
ورواه ابن أخي الزهري، واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم، وعمر بن سعيد بن سرحة التنوخي، وعيسى بن المطلب المديني، ثلاثتهم عن الزهري، عن ابن المسيب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عثمان.
وكلا القولين وهم والصواب: " عن الزهري، قَالَ: حَدَّثَنِي رجال من الأنصار لم يسمهم أن عثمان دخل على أبي بكر " رواه كذلك عن الزهري الحفاظ من أصحابه.
منهم يونس بن يزيد، وعقيل بن خالد، وغيرهما.(2/92)
62- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن بوزيد أبو عبد الله الفارسي حدث عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.
حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو القاسم التنوخي.
(178) -[2: 94] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمحسنِ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بوزَيْدٍ قَرَابَةَ أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ النَّحْوِيِّ، وَكَانَ يَنْزِلُ فِي دَرْبِ الدَّيْزَجِ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، فِي دَارِ نَصْرٍ الْقُشُورِيِّ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا، قَالَ: حدثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ.
فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ " قلت: قَالَ لنا علي بن المحسن: لم يكن عند هذا الشيخ غير هذا الحديث، وذكر أن كتبه احترقت.(2/94)
63- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد أبو بكر الكاتب حدث عن محمد بن يحيى الصولي.
حَدَّثَنَا عنه أبو طاهر محمد بن علي السماك، وذكر لنا أنه سمع منه في سنة تسع وتسعين وثلاث مائة.(2/94)
64- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر أبو إسحاق العطار يعرف بالقديسي سمع محمد بن مخلد الدوري.
أدركته ولم أسمع منه شيئا لكن حَدَّثَنِي عنه أبو بكر البرقاني، وسألت عنه أبا القاسم الأزهري، فقال: ثقة.(2/94)
65- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي أبو الحسن الهمذاني قدم علينا حاجا، وحدث ببغداد عن الفضل بن الفضل الكندي.
كتبت عنه عند رجوعه من الحج، وذلك في سنة تسع وأربع مائة، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي في مسجد عبد الله بن المبارك بقطيعة الربيع، قَالَ: حدثنا أبو العباس الفضل بن الفضل بن العباس الكندي بهمذان، قَالَ: أخبرنا أبو يعلى الموصلي، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن سلام، قَالَ: حدثنا فضيل بن عياض، عن ليث، عن مجاهد، قَالَ: إن الله تعالى ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده.(2/95)
66- محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل أبو الحسين الواعظ المعروف بابن سمعون كان واحد دهره، وفرد عصره في الكلام على علم الخواطر والإشارات ولسان الوعظ.
دون الناس حكمه وجمعوا كلامه.
وحدث عن عبد الله بن أبي داود السجستاني، وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي، ومحمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وأحمد بن سليمان بن زبان الدمشقيين، وعمر بن الحسن الشيباني.
حَدَّثَنَا عنه حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، والقاضي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، والحسن بن محمد الخلال، وأبو بكر الطاهري، وعبد العزيز علي الأزجي، وغيرهم.
وكان بعض شيوخنا إذا حدث عنه، قَالَ: حَدَّثَنَا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة أبو الحسين بن سمعون.
(179) -[2: 96] أَخْبَرَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعُونَ الْوَاعِظُ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالا: حدثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: حدثنا ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ رَبٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ " قَالَ لي عبد العزيز: ذكر لنا ابن سمعون أن جده إسماعيل كسر اسمه فقيل: سمعون.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: سمعت أبا الحسين بن سمعون، يقول: ولدت في سنة ثلاث مائة.
حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، قَالَ: قلت لأبي الحسين بن سمعون: أيها الشيخ أنت تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا والترك لها، وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام فكيف هذا؟ فقال: كل ما يصلحك لله فافعله، إذا صلح حالك مع الله بلبس لين الثياب، وأكل طيب الطعام، فلا يضرك.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال، قَالَ: قَالَ لي أبو الحسين بن سمعون: ما اسمك؟ فقلت: حسن.
فقال: قد أعطاك الله الاسم فسله أن يعطيك المعنى.
حَدَّثَنَا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن المظفر الملاح، قَالَ: سمعت ابن سمعون، يقول: رأيت المعاصي نذالة، فتركتها مروءة، فاستحالت ديانة.
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن محمد الطاهري، قَالَ: سمعت أبا الحسين بن سمعون يذكر أنه خرج من مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاصدا بيت المقدس، وحمل في صحبته تمرا صيحانيا، فلما وصل إلى بيت المقدس ترك التمر مع غيره من الطعام في الموضع الذي كان يأوي إليه، ثم طالبته نفسه بأكل الرطب فأقبل عليها باللائمة، وَقَالَ: من أين لنا في هذا الموضع رطب؟ فلما كان وقت الإفطار عمد إلي التمر ليأكل منه فوجده رطبا صيحانيا، فلم يأكل منه شيئا، ثم عاد إليه من الغد عشية فوجده تمرا على حالته الأولى، فأكل منه أو كما قَالَ.
سمعت أبا الحسن أحمد بن علي بن الحسن بن البادا يقول: سمعت أبا الفتح القواس، يقول: لحقتني إضاقة وقتا من الزمان، فنظرت فلم أجد في البيت غير قوس لي وخفين كنت ألبسهما، فأصبحت وقد عزمت على بيعهما، وكان يوم مجلس أبي الحسين بن سمعون، فقلت في نفسي، أحضر المجلس ثم انصرف فأبيع الخفين والقوس، قَالَ: وكان القواس قل ما يتخلف عن حضور مجلس ابن سمعون.
قَالَ أبو الفتح: فحضرت المجلس، فلما أردت الانصراف، ناداني أبو الحسين: يا أبا الفتح، لا تبع الخفين ولا تبع القوس، فأن الله سيأتيك برزق من عنده.
أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي رئيس الرؤساء شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف، قَالَ: حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم، وكان أبو الفتح القواس جالسا إلى جنب الكرسي، فغشيه النعاس ونام، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح ورفع رأسه.
فقال له أبو الحسين: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نومك؟ قَالَ: نعم، فقال أبو الحسين: لذلك أمسكت عن الكلام خوفا أن تنزعج وتنقطع عما كنت فيه.
أو كما قَالَ.
وَحَدَّثَنِي رئيس الرؤساء أيضا، قَالَ: حكى لي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، قَالَ: حكى لي دجى مولى الطائع لله، قَالَ: أمرني الطائع لله بأن أوجه إلى ابن سمعون فاحضره دار الخلافة، ورأيت الطائع على صفة من الغضب، وكان يتقي في تلك الحال، لأنه كان ذا حدة، فبعثت إلى ابن سمعون وأنا مشغول القلب لأجله، فلما حضر أعلمت الطائع حضوره، فجلس مجلسه فأذن له بالدخول، فدخل وسلم عليه بالخلافة، ثم أخذ في وعظه، فأول ما ابتدأ به أن قَالَ: روى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وذكر خبرا، وأحاديث بعده، ثم قَالَ: روى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وذكر عنه خبرا.
ولم يزل يجري في ميدان الوعظ حتى بكى الطائع وسمع شهيقه، وابتل منديل بين يديه بدموعه، فأمسك ابن سمعون حينئذ، ودفع إلي الطائع درجا فيه طيب وغيره فدفعته إليه وانصرف.
وعدت إلى حضرة الطائع، فقلت: يا مولاي رأيتك على صفة من شدة الغضب على ابن سمعون، ثم انتقلت عن تلك الصفة عند حضوره، فما السبب؟ فقال: رفع إلي عنه أنه يتنقص علي بن أبي طالب فأحببت أن أتيقن ذاك لأقابله عليه إن صح ذلك منه، فلما حضر بين يدي افتتح كلامه بذكر علي بن أبي طالب والصلاة عليه، وأعاد وأبدى في ذلك، وقد كان له مندوحة في الرواية عن غيره وترك الابتداء به، فعلمت أنه وفق لما تزول به عنه الظنة، وتبرأ ساحته عندي، ولعله كوشف بذلك.
أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنِي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ، قَالَ: سمعت أبا الفضل التميمي، يقول: سمعت أبا بكر الأصبهاني، وكان خادم الشبلي، قَالَ: كنت بين يدي الشبلي في الجامع يوم الجمعة، فدخل أبو الحسين بن سمعون وهو صبي وعلى رأسه قلنسوة بشفاشك مطلس بفوطة، فجاز علينا وما سلم، فنظر الشبلي إلى ظهره، وَقَالَ: يا أبا بكر تدري أيش لله في هذا الفتى من الذخائر؟ أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: توفي أبو الحسين بن سمعون في ذي القعدة، أو ذي الحجة سنة سبع وثمانين وثلاث مائة مئة، الشك من أبي نعيم.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: سنة سبع وثمانين وثلاث مائة، فيها توفي أبو الحسين بن سمعون الواعظ يوم النصف من ذي القعدة، وكان ثقة مأمونا.
قلت: ذكر لي غير العتيقي أنه توفي يوم الخميس الرابع عشر من ذي القعدة، ودفن في داره في شارع العتابيين، فلم يزل هناك حتى نقل يوم الخميس الحادي عشر من رجب سنة ست وعشرين وأربع مائة، فدفن بباب حرب وقيل لي إن أكفانه لم تكن بليت بعد.(2/95)
67- محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد أبو عمرو النيسابوري ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا في سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة، وحدثهم في سوق يحيى عن أبي بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحراني.(2/100)
68- محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مزين أبو علي السرخسي قدم بغداد حاجا في سنة خمس وأربعين وثلاث مائة، وحدث بها عن أبيه، وعن محمد بن عبد الرحمن السامي، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد، ومحمد بن المنذر: الهرويين، وعن الحسين بن سفيان النسائي.
حَدَّثَنَا عنه محمد بن أحمد بن رزق.
(180) -[2: 100] أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَخْسِيُّ، قَدِمَ حَاجًّا، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: ثنا عِصَامُ بْنُ الْوَضَّاحِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن عَمْرٍو،، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ لَمْ يَرْضَ اللَّهُ لَهُ بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ ".
وَقَالَ عِصَامُ بْنُ الْوَضَّاحِ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ اليَزْنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ(2/100)
69- محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان أبو طالب التنوخي أصله من الأنبار.
سمع أبا مسلم إبراهيم عبد الله الكجي، وبشر بن موسى الأسدي، وعمه بهلول بن إسحاق، ومحمد بن العباس المؤدب، وأحمد بن محمد بن مسروق، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
حَدَّثَنَا عنه محمد بن أحمد بن رزق، وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن النقيب الخفاف.
وكان ثقة.
أخبرنا ابن رزق، قَالَ: حدثنا أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي، قَالَ: حدثنا بشر بن موسى، قَالَ: حدثنا سعيد بن منصور، قَالَ: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} .
قَالَ: فبذنبك، وأنا قدرتها عليك.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، قَالَ: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، قَالَ: ولم يزل أحمد بن إسحاق بن البهلول على قضاء المدينة، يعني: مدينة المنصور، من سنة ست وتسعين ومائتين، إلى شهر ربيع الآخر، من سنة ست عشرة وثلاث مائة، وكان ربما اعتل، فيخلفه ابنه أبو طالب محمد بن أحمد، وهو رجل جميل الأمر، حسن المذهب، شديد التصون، وممن كتب العلم وحدث بعد أبيه بسنين.
حَدَّثَنِي الحسين بن أبي طالب، قَالَ: حدثنا علي بن عمرو الجريري، قَالَ: توفي أبو طالب بن البهلول في يوم الأحد ضحوة لست عشرة خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة.(2/101)
70- محمد ابن أمير المؤمنين القادر بالله أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر بالله يكنى أبا الفضل كان أبوه رشحه للخلافة وجعله ولي عهده ولقبه الغالب بالله، ونقش على السكة اسمه، ودعى له في الخطبة بولاية العهد بعده.
ثم أدركه أجله فتوفي في شهر رمضان من سنة تسع وأربع مائة، وكان مولده في ليلة الاثنين لسبع بقين من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة، ودفن بالرصافة في تربة القادر بالله وأهله.(2/102)
71- محمد بن أحمد بن أسد أبو بكر الحافظ يعرف بابن البستنبان وهو هروي الأصل.
سمع الزبير بن بكار، وإبراهيم بن زياد المؤدب، وعيسى بن أبي حرب الصفار، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي.
روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي، وعلي بن عمر الدارقطني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ، والمعافى بن زكريا الجريري.
وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: محمد بن أحمد بن أسد المعروف بابن البستنبان شيخنا، كان يلقب كزاز.
بلغني عن محمد بن العباس بن الفرات، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي، قَالَ: ولد أبو بكر بن البستنبان الحافظ سنة إحدى وأربعين ومائتين، وهو أَخْبَرَنِي بذلك.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حدثنا أبو بكر بن شاذان، قَالَ: توفي ابن أبي الثلج الكاتب في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة، وفي هذه السنة توفي ابن البستنبان الحافظ.
وكذلك ذكر طلحة بن محمد بن جعفر وفاة ابن البستنبان فيما حدثت عنه.
وقرأت بخط أبي القاسم ابن الثلاج: توفي ابن البستنبان في رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة.
وَأَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان، قَالَ: حدثنا ابن قانع، أن ابن البستنبان مات في سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.
والقول الأول أشبه بالصواب، غير أن ابن شاذان أخطأ في وفاة ابن أبي الثلج، والله أعلم.(2/102)
72- محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت أبو الحسن المقرئ المعروف بابن شنبوذ حدث عن أبي مسلم الكجي، وبشر بن موسى، وعن محمد بن الحسين الحبيني، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبد الرحمن بن جابر الكلاعي الحمصي، وعن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان، ومحمد بن إسحاق القطيعي، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
وكان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الإجماع، فقرأ بها.
فصنف أبو بكر ابن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن مخلد فيما أذن أن أرويه عنه، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي في كتاب " التاريخ "، قَالَ: اشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ، يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف، مما يروى، عن عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان، ويتبع الشواذ فيقرأ بها، ويجادل، حتى عظم أمره وفحش، وأنكره الناس.
فوجه السلطان فقبض عليه يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة، وحمل إلى دار الوزير محمد بن علي، يعني: ابن مقلة، وأحضر القضاة والفقهاء والقراء وناظره، يعني: الوزير، بحضرتهم، فأقام على ما ذكر عنه ونصره، واستنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه، أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف وتخالفه، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس، وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع.
فأمر بتجريده وإقامته بين الهنبازين وضربه بالدرة على قفاه، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر، واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فَخُلِّيَ عنه، وأعيدت عليه ثيابه، واستتيب، وكتب عليه كتاب بتوبته، وأخذ فيه خطه بالتوبة.
حَدَّثَنِي القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قَالَ: قَالَ لي أبو الفرج الشنبوذي وغيره: مات ابن شنبوذ في سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة.
قلت: قَالَ لي غير أبي العلاء: إنه توفي يوم الاثنين لثلاث خلون من صفر.(2/103)
73- محمد بن أحمد بن البراء بن المبارك أبو الحسن العبدي القاضي سمع المعافى بن سليمان، وخلف بن هشام البزار، ومحمد بن حسان السمتي، وعلي ابن المديني، ومحمد بن الصباح، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، والفضل بن غانم، وعبد المنعم بن إدريس، وأمثالهم.
روى عنه: الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وعثمان بن أحمد الدقاق، وأبو جعفر بن بريه الهاشمي، وعبد الباقي بن قانع، في آخرين.
وكان ثقة.
(181) -[2: 105] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حدثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيّ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الْبَرَاءُ، قَالَ: أخبرنا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حدثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي، قَالَ: حدثنا الحسن بن إسماعيل الكندي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو جعفر بن البراء، قَالَ: اتصل بعمي أبي الحسن، عن القاضي إسماعيل بن إسحاق شيء، فعزم إسماعيل على الركوب إليه، فبادره عمي أبو الحسن بالركوب، فلما دخل أنشا يقول: صفحت برغمي عنك صفح ضرورة إليك وفي قلبي ندوب من العتب، فأجابه إسماعيل: ولا زال بي شوق إليك مبرح يذلل مني كل ممتنع صعب.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: توفي محمد بن أحمد بن البراء سنة إحدى وتسعين.
وكذلك قرأت بخط محمد بن مخلد الدوري، وزاد: في شوال.(2/104)
74- محمد بن أحمد بن بشر أبو عبد الله النيسابوري يعرف بابن بشرويه ذكر ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا في سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة، وحدثهم عن محمد بن إسماعيل الإسماعيلي، وَقَالَ: سمعت منه في درب السلولي.(2/106)
75- محمد بن أحمد بن بالويه أبو علي النيسابوري المعدل سمع عبد الله بن محمد بن شيرويه، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن صالح الصيمري، وعلي بن سعيد العسكري.
حَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، وسألته عنه، فقال: ثقة.
(182) -[2: 106] وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حدثنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مُشْكَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ السُّكُونِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكُمْ فِي الْعِنَبِ أَشْيَاءُ، تَأْكُلُونَهُ عِنَبًا، وَتَشْرَبُونَهُ عَصِيرًا مَا لَمْ يَنْش، وَتَتَّخِذُونَ مِنْهُ زَبِيبًا وَرُبًّا " حدثت عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري أن أبا علي بن بالويه، مات بنيسابور في يوم الخميس سلخ شوال من سنة أربع وسبعين وثلاث مائة، وهو ابن أربع وتسعين سنة.(2/106)
76- محمد بن أحمد بن تميم الأنماطي سمع محمد بن حسان الأزرق، وحميد بن الربيع.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وعمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين.
(183) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ، قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَبِيعَهُ وَلا يُبَدِّلَهُ، وَلا يَمْنَعَ أَحَدًا أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ، وَلَهُ أَنْ يَمْنَعَ كُلَّ صَاحِبِ هَوًى أَوْ بِدْعَةٍ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ " قلت: عمرو بن محمد يعرف بالأعسم وكان ضعيفا.(2/107)
77- محمد بن أحمد بن تميم، أبو الحسين الخياط القنطري وكان ينزل قنطرة البردان.
وحدث عن أحمد بن عبيد الله النرسي، وأبي قلابة الرقاشي، ومحمد ابن سعد العوفي، وأبي إسماعيل الترمذي، ومحمد بن يونس الكديمي، والحسن بن علي بن المتوكل.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، وأبو الحسن علي بن الحسين بن دوما النعالي.
(184) -[2: 108] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ دُومَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: حدثنا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حدثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ، أَوْ سُوَيْدَ بْنَ طَارِقٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَمْرِ فَنَهَاهُ عَنْهَا، فَقَالَ: إِنَّهَا دَوَاءٌ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَتْ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهَا دَاءٌ " قرأت في كتاب أبي القاسم ابن الثلاج بخطه: قَالَ لنا محمد بن أحمد بن تميم الخياط: ولدت في صفر، سنة تسع وخمسين ومائتين.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري يوم الجمعة سلخ شعبان سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة، وذكر أنه كان فيه لين.(2/107)
78- محمد بن أحمد بن تميم أبو نصر السرخسي قدم بغداد، وحدث عن أبي لبيد محمد بن إدريس السامي، وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم السرخسي.
حَدَّثَنَا عنه ابن رزقويه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني، نزيل نيسابور، وكان ثقة.
(185) -[2: 109] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ السَّرَخْسِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا لِلْحَجِّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَخْسِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا عِصَامُ بْنُ الْوَضَّاحِ الزَّبِيدِيُّ، عَنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ كُلُّهَا، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَاحِدٌ الشَّهْرَ كُلَّهُ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلا يُفْتَحُ مِنْهَا بَابٌ وَاحِدٌ الشَّهْرَ كُلَّهُ، وَغُلَّتْ عُتَاةُ الْجِنِّ، وَنَادَى مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى انْفِجَارِ الصُّبْحِ، يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ انْتَهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ.
هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ؟ وَلِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ وَقْتِ كُلِّ لَيْلَةِ فِطْرٍ مِنْ رَمَضَانَ عُتَقَاءُ يُعْتِقُهُمْ مِنَ النَّارِ " بَلَغَنِي أنا أبا نصر السرخسي مات بعد سنة سبعين وثلاث مائة.(2/109)
79- محمد بن أحمد بن ثابت الواسطي حدث ببغداد عن شعيب بن أيوب الصريفيني.
روى عنه: أبو الحسين بن جميع الصيداوي.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت الواسطي البزاز ببغداد، قَالَ: حدثنا شعيب بن أيوب.(2/110)
80- محمد بن أحمد بن ثابت بن بيان أبو صالح العكبري حدث عن أبي الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد القاضي، ومحمد بن يونس الكديمي، والحسن بن عليل العنزي.
روى عنه: أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان المعروف بابن بطة العكبري(2/110)
81- محمد بن أحمد بن ثابت أبو الحسين التاجر
قرأت في كتاب أبي سعد الماليني، أَخْبَرَنَا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي بسمرقند، قَالَ: محمد بن أحمد بن ثابت، أبو الحسين البغدادي التاجر، كان فصيحا متكلما كثير الاختلاف إلينا، كتب ببغداد عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب وغيره، ولم يكن معه أصوله، كتبنا عنه من حفظه بسمرقند شيئا من الأشعار.
وكان خرج إلى فرغانة للتجارة فمات في منصرفه منها.
وَقَالَ الإدريسي أيضا: أنشدني أبو الحسين محمد بن أحمد بن ثابت البغدادي بسمرقند، قَالَ: أنشدني أبو عمر الزاهد غلام ثعلب ببغداد لنفسه وقام لبعض من دخل عليه، فأنشأ يقول:
لا تراني أبدا أكرم ذا مال لماله
لا ولا يزرى بمن يعقل عندي سوء حاله
إنما أقضي على ذاك وهذا بفعاله(2/110)
82- محمد بن أحمد بن أبي ثمامة أبو العباس القاضي من أهل الأنبار.
حدث عن وجوده في كتاب جده وضاح بن حسان الأنباري.
روى عنه: محمد بن عمر، ابن الجعابي.
وذكر أبو القاسم عبد الله بن محمد ابن الثلاج أنه حدثه عن أبي مسلم الكجي.
ويقال فيه: أحمد بن محمد بن أبي ثمامة، والله أعلم.(2/111)
83- محمد بن أحمد بن الجنيد أبو جعفر الدقاق
سمع أبا عاصم النبيل، وأسود بن عامر شاذان، ويونس بن محمد المؤدب، وعمرو بن عاصم الكلابي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، ويحيى بن غيلان، والوليد بن القاسم الهمداني.
روى عنه: إبراهيم بن إسحاق الحربي، وموسى بن هارون الحافظ، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وحمزة بن القاسم الهاشمي.
وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه مع أبي، وهو شيخ صدوق.
(186) -[2: 111] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ، أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ، فَتِلْكَ ثَلاثُونَ "
(187) -[2: 112] أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حدثنا حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ، قَالَ: حدثنا مُوسَى يَعْنِي: ابْنَ مَطِيرٍ، وَقَيْسٌ وَأَبُو عَوَانَةَ، قَالُوا: حدثنا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ "
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال، قَالَ: حدثنا يوسف بن عمر القواس، قَالَ: قرئ على أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي وأنا أسمع، قيل له: حدثكم محمد بن أحمد بن الجنيد البغدادي بالأنبار، شيخ ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، عن أبيه، قَالَ: سمعت أبي يقول: مات محمد بن أحمد بن الجنيد سنة ست وستين ومائتين، وصلى عليه إسماعيل بن إسحاق القاضي.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: توفي ابن الجنيد الدقاق يوم الثلاثاء لعشر خلت من جمادى الأولى سنة سبع وستين ودفن في مقبرة باب حرب، وقد قارب التسعين، كان لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد أخ اسمه أيضا محمد، ويكنى أبا الحسن، وكان أصغر منه إلا أنه شاركه في السماع من كافة شيوخه، فما أذكره عن محمد بن عبد الواحد، عن أبي عمر محمد بن العباس، عن ابن المنادي من وفاة الشيوخ، فهو عن أبي عبد الله، ولم يكن سماع أبي الحسن، فليعلم ذلك.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد الدوري بخطه: توفي ابن الجنيد يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الأولى سنة سبع وستين ومائتين.(2/111)
84- محمد بن أحمد بن الجهم بن صالح أبو عبد الله البلخي قدم بغداد، وحدث بها عن عصام بن يوسف البلخي، روى عنه: محمد بن مخلد الدوري، في مسند " أبي حنيفة ".(2/113)
85- محمد بن أحمد بن الجهم أبو بكر الوراق حدث عن أحمد بن عبيد الله النرسي، وأبي الوليد بن برد الأنطاكي، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك المستملي، وموسى بن إسحاق الأنصاري.
روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري المالكي، وذكر لي أنه كان فقيها مالكيا، وله مصنفات حسان، محشوة بالآثار، يحتج فيها لمالك وينصر مذهبه، ويرد على من خالفه.(2/113)
86- محمد بن أحمد بن جعفر أبو الحسن يعرف بالفسطاطي حدث عن علي بن أحمد الطاهري، حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن أبي عمرو الشافعي.
أَخْبَرَنَا عبد الواحد بن محمد، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن جعفر الفسطاطي، قَالَ: حدثنا علي بن أحمد الطاهري، قَالَ: سمعت المبرد، يقول في قول علي بن أبي طالب عليه السلام: إن تسألوا عنا فأنا قوم من أهل كوثى، قَالَ: إنما يعني: بكوثى مكة، قَالَ: وكانت تسمى كوثى.
قَالَ: وأنشد لحسان:(2/113)
87- محمد بن أحمد بن الحسن بن خراش أبو الحسن حدث عن بشر بن الوليد الكندي، ومحمود بن غيلان المروزي، وأبي همام الوليد بن شجاع السكوني، ومحمد بن معاوية بن مالج الأنماطي.
روى عنه: أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، وغيره.
أَنْبَأَنِي أحمد بن علي الحافظ اليزدي، قَالَ: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري، قَالَ: محمد بن أحمد بن الحسن بن خراش، كتبنا عنه، كان عبد الله بن محمد البغوي سيئ الرأي فيه.
حَدَّثَنِي أبو بكر أحمد بن محمد الغزال المستملي، قَالَ: أخبرنا محمد بن جعفر الوراق، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين الأزدي الحافظ، قَالَ: كان ابن خراش شيخا عسرا في الحديث، كتبت عنه في المذاكرة، نحو عشرين حديثا.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع، أن أبا الحسن بن خراش، مات في رجب من سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.
لعن الله أهل كوثاء دارا ورماها بالذل والإمعار
لست أعني كوثى العراق ولكن ربة الدار دار عبد الدار
قال: إن محلة بني عبد الدار بمكة خاصة تسمى: كوثى.(2/114)
88- محمد بن أحمد بن الحسن بن واقد أبو بكر المؤدب يعرف بميمون السامري حدث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن محمد بن عمر اليمامي، وعبد الله بن أبي سعد الوراق.
روى عنه: عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.(2/115)
89- محمد بن أحمد بن الحسن بن بأبويه أبو العباس الحنائي حدث عن أبي بكر بن أبي الدنيا بكتاب الرهبان.
رواه عنه علي بن محمد بن إبراهيم بن علوية الجوهري.(2/115)
90- محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله أبو علي المعروف بابن الصواف سمع إسحاق بن الحسن الحربي، وبشر بن موسى الأسدي، وأبا إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وغيره من المتقدمين.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، ومحمد بن أبي الفوارس، وعبد الله بن يحيى السكري، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، في آخرين.
سمعت محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، يقول: سمعت أبا الحسن الدارقطني، يقول: ما رأت عيناي مثل أبي علي ابن الصواف ورجل آخر بمصر لم يسمه أبو الفتح.
سمعت أبا بكر البرقاني، يقول: توفي ابن الصواف في سنة تسع وخمسين وثلاث مائة.
حَدَّثَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان إملاء، قَالَ: مات أبو علي ابن الصواف في آخر سنة تسع وخمسين وثلاث مائة.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: مات ابن الصواف لثلاث خلون من شعبان سنة تسع وخمسين وثلاث مائة، وله يوم مات تسع وثمانون سنة، لأن مولده في شعبان سنة سبعين ومائتين، وكان ثقة مأمونا من أهل التحرز، ما رأيت مثله في التحرز.(2/115)
91- محمد بن أحمد بن الحسن بن الشخير أبو بكر حدث عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي.
حَدَّثَنِي عنه عبد العزيز بن علي الأزجي.(2/116)
92- محمد بن أحمد بن الحسن أبو الحسين التميمي الدلال يلقب حريقا حدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد، وسهل بن إسماعيل الطرسوسي، وكان صدوقا.
كتب عنه بعض أصحابنا في سنة عشر وأربع مائة.(2/116)
93- محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى بن عبد الجبار أبو الفرج القاضي الشافعي يعرف بابن سميكة من أهل الجانب الشرقي، كان يسكن في حريم دار الخلافة قريبا من باب النوبي.
وحدث عن أحمد بن سلمان النجاد، وأبي علي ابن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وحبيب بن الحسن القزاز، ومحمد بن علي بن حبيش، وغيرهم.
كتبنا عنه بانتقاء محمد بن أبي الفوارس.
وكان ثقة.
توفي يوم الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء لست خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وأربع مائة، وكان دفنه في مقبرة باب حرب.(2/116)
94- محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق أبو الحسن البزاز سمع بمكة من عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي، وأحمد بن محبوب الفقيه.
كتبنا عنه بعد أن كف بصره وكان ثقة.
(188) -[2: 117] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حدثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرئُ، قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ " توفي أبو الحسن بن إسحاق في سنة سبع عشرة وأربع مائة.(2/117)
95- محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف أبو بكر الوراق يعرف بابن زريق حدث عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي، وغيره.
حَدَّثَنَا عنه محمد بن عمر بن بكير النجار، ولم يحدثنا عنه أحد غيره.
(189) -[2: 118] أَخْبَرَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يُوسُفَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زُرَيْقٍ، قَالَ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حدثنا جَدِّي، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " بلغني أن ابن زريق هذا كان حافظا فهما، وليس بمشهور عندنا، لأنه تغرب وأقام ببلاد خراسان مدة طويلة، ثم استوطن أذربيجان، وأظنه مات بها.(2/118)
96- محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز أبو نصر العكبري حدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي علي ابن الصواف، وعن أبيه أحمد بن الحسين، وغيرهم.
كتب عنه محمد بن علي الصوري بعكبرا، وَحَدَّثَنِي عنه عبد العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق، وذكر لي ابنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز، أنه مات بعكبرا في يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر ربيع الأول من سنة عشرين وأربع مائة.
وكان صدوقا.(2/118)
97- محمد بن أحمد بن الحسين بن محمد أبو الحسن القطان المعروف بابن المحاملي سمع علي بن عمر السكري، وموسى بن عيسى السراج، وأبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن علي بن عيسى الوزير، وأبا طاهر المخلص.
كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا من أهل القرآن حسن التلاوة جميل الطريقة.
(190) -[2: 119] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: حدثنا ابْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حدثنا لَيْثُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ " سمعت أبا الحسن ابن المحاملي، يقول: ولدت في سحر يوم الأحد يوم العشرين من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة.
ومات في ليلة الثلاثاء الرابع عشرة من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة، ودفن يوم الثلاثاء في داره بدرب الآجر من نواحي نهر طابق.(2/119)
98- محمد بن أحمد بن أبي الحارث البزاز سمع الحسن بن محمد المروزي.
روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد.(2/120)
99- محمد بن أحمد بن حبيب الذارع حدث عن أبي عاصم النبيل، وعباد بن صهيب، ويحيى بن حماد، وعباد بن صهيب، ويحيى بن حماد صاحب أبي عوانة.
روى عنه: عبد الصمد بن علي الطستي، ومحمد بن أحمد بن تميم الخياط.
وكان صدوقا.
(191) -[2: 120] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الدَّلالُ، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ الذَّارِعُ، قَالَ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْصَانِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَوُرِّثُهُ " أَوْ قَالَ: " سَيَجْعَلُهُ وَارِثًا " أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، أن أبا بكر بن حبيب الذارع مات في سنة ثمانين ومائتين.(2/120)
100- محمد بن أحمد بن حميد بن نعيم بن شماس مروروذي الأصل.
سمع عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبد الصمد بن حسان، وزكريا بن عدي.
روى عنه: أحمد بن كامل القاضي، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
وكان ثقة، وكان الشافعي ربما سماه: أحمد بن محمد بن حميد بن نعيم.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان، قَالَ: حدثنا ابن قانع: أن محمد بن أحمد بن حميد بن نعيم توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.(2/121)
101- محمد بن أحمد بن حنين أبو بكر العطار حدث عن داود بن رُشَيد، ويحيى بن عثمان الحربي.
روى عنه: محمد ابن مخلد، وأبو القاسم الطبراني.
(192) -[2: 121] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حُنَيْنٍ الْعَطَّارُ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ قَطُّ، وَلا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ، إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَما نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَانْتَقَمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لَهُ ".
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ إِلا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ تَفَرَّدَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: سنة تسع وثمانين ومائتين، فيها مات أبو بكر محمد بن أحمد بن حنين العطار يوم الجمعة للنصف من ذي الحجة.(2/121)
102- محمد بن أحمد بن الحباب المروزي قدم بغداد، وحدث بها عن عبد الله بن عمر بن مهاجر المروزي.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني.
(193) -[2: 122] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُبَابِ الْمَرْوَزِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُهَاجِرٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ، حدثنا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصَوْا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ، وَلا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلا مُؤْمِنٌ ".
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَم يَرْوِهِ عَنْ وَرْقَاءَ إِلا يَحْيَى بْنُ نَصْرٍ(2/122)
103- محمد بن أحمد بن حكيم بن كثير بن عطاء بن قيس بن الأغر بن مغيرة بن مرداس أبو الحسن السلمي البغدادي كان يذكر أنه ابن أخي منصور بن عمار، وحدث عن سليم بن منصور بن عمار.
روى عنه: عبد الله بن عدي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بجرجان.(2/123)
104- محمد بن أحمد بن حامد أبو جعفر الكندي البخاري أَخْبَرَنِي أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى، قَالَ: أبو جعفر محمد بن أحمد بن حامد الكندي البخاري سكن بغداد وحدث بها في سنة ثلاث وتسعين ومائتين، عن داود بن رشيد، وأبي الوليد رباح بن الجراح الموصلي، وأبي همام الوليد بن شجاع، وأبي نشيط محمد بن هارون.
قلت: روى عنه: محمد بن الحسن بن حمويه أبو نعيم التاجر.(2/123)
105- محمد بن أحمد بن حماد الدباس يعرف بابن أبي الشوك حدث عن الحسن بن علوية القطان، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبي شعيب الحراني، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وإسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي.
روى عنه: أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان المقرئ المعروف بابن النخاس، وذكر أنه كان خاله.(2/123)
106- محمد بن أحمد بن الحجاج بن هارون أبو عبد الله البزاز حدث عن محمد بن أبي العوام الرياحي.
روى عنه: أحمد بن أبي الفرج بن الحجاج الوراق.(2/124)
107- محمد بن أحمد بن أبي حسان أبو الحسن المؤدب حدث عن أبي العباس بن عقدة الكوفي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأبي بكر النقاش المقرئ.
حَدَّثَنِي عنه أحمد بن محمد العتيقي، وَقَالَ لي: كان ينزل بحذاء دار ابن الحراني بباب درب القراطيس.
قلت: فكيف حاله؟ قَالَ: كان فيه تساهل.(2/124)
108- محمد بن أحمد بن خالد بن موسى بن زياد بن فروخان أبو جعفر البيكندي البخاري قدم بغداد، وحدث بها عن رجاء بن أبي رجاء الحافظ، ويحيى بن محمد بن السكن البزار.
روى عنه: أبو علي ابن الصواف.
(194) -[2: 124] أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُوسَى بْنِ زِيَادِ بْنِ فَرُّوخَانَ الْبُخَارِيُّ الْبَيْكَنْدِيُّ، قَالَ: حدثنا رَجَاءُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حدثنا شَاذَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ أَخُو عَبْدَانَ، قَالَ: حدثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ وَالْعَبَّاسُ بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟ فَقَالُوا: مَجْلِسُنَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِحَاشِيَةِ بُرْدٍ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَلَمْ يَصْعَدْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: " أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ فَإِنَّهُمْ عَيْبَتِي وَكَرَشِي، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ " قلت: غريب من حديث شعبة، تفرد بروايته عنه عثمان بن جبلة بن أبي رواد، وقد روى عن الحسين بن الوليد النيسابوري أيضا عن شعبة.(2/124)
109- محمد بن أحمد بن خالد بن شيرزاذ أبو بكر البوراني قاضي تكريت.
حدث ببغداد عن القاسم بن يزيد صاحب وكيع، وأحمد بن منيع، ومحمد بن سليمان لوين، وأبي عمار الحسين بن حريث وغيرهم.
روى عنه: محمد بن المظفر الحافظ، ومحمد بن زيد بن مروان الأنصاري، في آخرين.
وبعضهم يسميه، أحمد بن محمد بن خالد.
(195) -[2: 125] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ مُظَفَّرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْقَاضِي، قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حدثنا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، قَالَ: " حَتَّى يُسْمَعَ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ الرَّحْلِ " قلت: قَالَ لنا ابن غالب: قَالَ أبو الحسن الدارقطني: تفرد به القاضي البوراني، قَالَ: ابن غالب، يقال إنه وهم، والمحفوظ: عن ابن قتيبة، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، وحديث شعبة موقوف.
حَدَّثَنِي علي بن محمد بن نصر الدينوري، قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي، يقول: سألت الدارقطني، عن محمد بن أحمد بن خالد البوراني، فقال: لا بأس به، ولكنه يحدث عن شيوخ ضعفاء.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان، قَالَ: حدثنا عبد الباقي بن قانع، أن محمد بن أحمد البوراني القاضي مات في سنة أربع وثلاث مائة.
قرأت في كتاب محمد بن المظفر بخطه: توفي أبو بكر البوراني يوم الأحد قبل الظهر، ودفن العصر في مقابر القطيعة، لثمان خلون من صفر سنة أربع وثلاث مائة.
قرأت في كتاب محمد بن المظفر بخطه: توفي أبو بكر البوراني يوم الأحد قبل الظهر، ودفن العصر في مقابر القطيعة، لثمان خلون من صفر سنة أربع وثلاث مائة.(2/125)
110- محمد بن أحمد بن خنب بن أحمد بن راجيان بن جاميهان بن ماجك بن ماتي أبو بكر الدهقان سكن بخارى، وحدث بها عن يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، وأبي قلابة الرقاشي، وجعفر الصائغ، وأبي بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن بكر القصير، وغيرهم.
روى عنه: أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري وغيره من الخراسانيين.
حَدَّثَنِي أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان، قَالَ: حدثنا علي بن القاسم بن شاذان الرازي، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن خنب البغدادي ببخارى، قَالَ: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.
وَأَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قَالَ: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنِي سلمة بن عقار، عن حجاج بن محمد، قَالَ: كتب إلي أبو خالد الأحمر فكان في كتابه إلي: واعلم أن الصديقين كانوا يستحيون من الله، أن يكونوا اليوم على منزلة أمس.
ليس في حديث البرذعي واعلم.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: ابن خنب شيخ بغدادي وقع إلى بخارى، يروي عن يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، ومحمد بن شاذان الجوهري، وغيرهم من البغداديين، حدث ببخارى بحديث كثير، وبكتب عبد الوهاب بن عطاء عن يحيى بن أبي طالب، وبقي إلى نحو سنة خمسين وثلاث مائة.
أَخْبَرَنَا أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري الحافظ المعروف بغنجار، قَالَ: ولد أبو بكر بن خنب ببغداد في سنة ست وستين ومائتين، ودخل بخارى سنة سبع وثمانين ومائتين، ومات ببخارى يوم السبت غرة رجب سنة خمسين وثلاث مائة.
وصليت على جنازته.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري، قَالَ: قَالَ لنا أبو محمد إسماعيل بن الحسين الزاهد: توفي أبو بكر بن خنب في رجب سنة خمسين وثلاث مائة.(2/126)
111- محمد بن أحمد بن خشنام أبو منصور العطار من أهل نيسابور.
قدم بغداد في سنة ستين وثلاث مائة، وحدث بها عن عبد الله بن القاسم بن حمويه الطويل.
سمع منه محمد بن أبي الفوارس، وأبو بكر بن أبي سعد الوراق، وأحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب.(2/128)
112- محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان أبو الطيب العكبري سكن بغداد، وحدث بها عن أبي بكر محمد بن أيوب بن المعافى الزاهد، وإبراهيم بن علي بن الحسن القافلائي وغيرهما.
حَدَّثَنِي عنه أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، وَقَالَ لي ولد أبو الطيب بعكبرا في سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة، وسمعنا منه ببغداد وبعكبرا، وَحَدَّثَنَا عن أبي ذر أحمد بن محمد بن محمد الباغندي، وكان سماعه من محمد بن أيوب بن المعافى في سنة خمس وعشرين وثلاث مائة، ومات ببغداد في سنة سبع وأربع مائة.
سألت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري عن ابن خاقان فعرفه، ووثقه، وأثنى عليه ثناء حسنا، فقلت: إنه روى عن أبي ذر بن الباغندي.
فقال: كان صدوقا.(2/128)
113- محمد بن أحمد بن أبي دؤاد أبو الوليد الأيادي القاضي وهو أخو حريز بن أحمد قيل إن اسم أبي دؤاد الفرج وقيل: دعمي وقيل بل اسمه: كنيته.
ولاه أمير المؤمنين المتوكل على الله القضاء، بعد فلج أبوه، ومات في حياة أبيه، وكانت وفاته ببغداد، في ذي الحجة من سنة تسع وثلاثين ومائتين.
ذكر ذلك إسماعيل بن علي الخطبي، فيما أَنْبَأَنِي إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه.
أَخْبَرَنِي القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قَالَ: أحمد بن أبي دؤاد القاضي هو أحمد بن أبي داود بن حريز بن مالك بن عبد الله بن عباد بن سلام بن مالك بن عبد هند بن لجم بن مالك بن قنص بن منعة بن برحان بن دوس بن الدئل بن أمية بن حذافة بن زهر بن نزار بن معد بن عدنان.
أَخْبَرَنِي بذلك رجل من ولده، قدم علينا من البصرة.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قَالَ: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن يحيى الصولي، قَالَ: كان المتوكل يوجب لأحمد بن أبي دؤاد، ويستحي أن ينكبه، وإن كان يكره مذهبه، لما كان يقوم به من أمره أيام الواثق وعقد الأمر له والقيام به من بين الناس، فلما فلج أحمد بن أبي دؤاد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، أول ما ولي المتوكل الخلافة، ولي المتوكل ابنه محمد بن أحمد أبا الوليد القضاء ومظالم العسكر مكان أبيه، ثم عزله عنها يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر سنة أربعين ومائتين ووكل بضياعه وضياع أبيه.
ثم صولح على ألف ألف دينار، وأشهد على ابن أبي دؤاد وابنه بشراء ضياعهم وحدرهم إلى بغداد، وولي يحيى بن أكثم ما كان إلى ابن أبي دؤاد.
ومات أبو الوليد محمد بن أحمد ببغداد في ذي القعدة سنة أربعين ومائتين، ومات أبوه أحمد بعده بعشرين يوما.
قلت: وهذا خطأ، والذي قدمناه من وفاة أبي الوليد هو الصواب، لأن أحمد بن أبي دؤاد توفي أول سنة أربعين ومائتين بغير شك، وتقدمت وفاة ابنه أبي الوليد على وفاته.
عدنا إلى خبر الصولي، قَالَ: فقال علي بن الجهم يهجوهما:
يا أحمد بن أبي دؤاد دعوة لعبت عليك جنادلا وحديدا
فسدت أمور الدين حين وليته ورميته بأبي الوليد وليدا
لا محكما جزلا ولا مستظرفا كهلا ولا متشببا محمودا
شرها إذا ذكر المكارم والعلى ذكر القلايا مبديا ومعيدا
وإذا تربع في المجالس خلته ضبعا وخلت بني أبيه قرودا
ما صبحت بالخير عين أبصرت تلك المناخر والثنايا السودا
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: حدثنا محمد بن عمران المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، عن أبيه، قَالَ: عزل المتوكل أبا الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد عن مظالم العسكر سنة سبع وثلاثين ومائتين، ووليها محمد بن إبراهيم بن الربيع الأنباري.
ثم صرف أبو الوليد في يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول عن قضاء القضاة، وولي يحيى بن أكثم قضاء القضاة، ثم عزل ابن الربيع الأنباري، عن المظالم ووليها يحيى بن أكثم لسبع بقين من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومائتين.
وصرف أبو الوليد يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر، وحبس يوم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر في ديوان الخراج.
وحبس إخوته عبد الله بن السري صاحب الشرطة، فلما كان يوم الاثنين من هذا الشهر حمل أبو الوليد مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار وجوهرا قيمته عشرون ألف دينار، ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف درهم وأشهد عليهم جميعا ببيع كل ضيعة لهم.
وكان أحمد بن أبي دؤاد قد فلج، فلما كان يوم الأربعاء لسبع خلون من شهر رمضان أمر المتوكل بولد أحمد بن أبي دؤاد جميعا فحدروا إلى بغداد.
أَخْبَرَنِي الصيمري، قَالَ: حدثنا المرزباني، قَالَ: وجدت بخط أحمد بن إسماعيل نطاحة، قَالَ: بعضهم في ابن أبي دؤاد:
إلى كم تجعل الأعراب طرا ذوي الأرحام منك بكل وادي
تضم على لصوصهم جناحا لتثبت دعوة لك في إياد
فأقسم أن رحمك في إياد كرحم بني أمية من زياد
وَأَخْبَرَنِي الصيمري، قَالَ: حدثنا المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنِي حريز بن أحمد بن أبي دؤاد، قَالَ: كان عمك إبراهيم بن العباس من أصدق الناس لأبي، فعتب على ابنه أبي الوليد في شيء، فقال فيه أحسن قول، ذمه ومدح أباه:
عفت مساو تبدت منك واضحة على محاسن بقاها أبوك لكا
لئن تقدمت أبناء الكرام به لقد تقدم آباء اللئام بكا
قلت: كان أحمد بن أبي دواد ممن اشتهر بالجود والسخاء، وابنه أبو الوليد كان بخيلا وله في البخل أخبار طريفة حفظت عنه.
أَخْبَرَنِي الصيمري، قَالَ: حدثنا المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن أحمد الكاتب، قَالَ: حدثنا أبو العيناء، قَالَ: كان أولاد بن أبي دؤاد في أخلاقهم مختلفين، وكان أبو لوليد منهم بخيلا ولهم أخبار في كثيرة، فأما أبو الوليد فإنه شكا إلى خبازه فساد الخبز، فقال له: إنما أخبز كل يوم أرغفة لا تملأ التنور.
فقال له: اقطع التنور ببراستج.
فقطع نصف التنور ببراستج فكان يخبز فيه.
قَالَ المرزباني: أبو العيناء خبيث اللسان ولعله سأل أبا الوليد حاجة فلم يقضها له فوضع هذا الحديث.
قلت: قد ذكر هذه الحكاية عن أبي الوليد غير أبي العيناء، فبرئت عهدته مما اتهمه المرزباني به، أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الحنفي، قَالَ: حدثنا محمد بن عمران الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن خلف وكيع، قَالَ: حدثنا أبو خالد المهلبي، قَالَ: سمعت المستعين، يقول: شكى أبو الوليد بن أبي دؤاد إلى خبازه أن الخبز يبقى عنده حتى يجف، وكان يخبز له في كل يوم مكوكا.
فقال: ما أخبز إلا بالكفاية وبقدر ما يسع التنور.
فأمر فقطع نصف التنور.
قَالَ: أبو خالد: فحدث أنا كنا نأكل معه والأرغفة بعددنا، فجاء نفسان، فقال: هاتوا خبزا، فجاءوا برغيفين، فلم يبق خبز فاستزاد فما جاءوا بشيء، فقال: هاتوا من خبز الجواري فما جاءوا بشيء، فلما قمنا قلت لطباخه: فضحتنا كنت قد أخذت من خبز الجواري؟ فقال: إنه قوت لهن، وإذا أخذ منهن خبزا لم يردده، قد فعل هذا بهن مرات.
أَخْبَرَنِي الصيمري، قَالَ: أخبرنا المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي، قَالَ: أنشدنا محمد بن موسى، قَالَ: أنشدنا أبو العبر لنفسه يهجوا أبا الوليد بن أبي دؤاد:
لو كنت من شيء خلافك لم تكن لتكون إلا مشجبا في مشجب
لو أن لي من جلد وجهك رقعة لجعلت منها حافرا للأشهب
أَخْبَرَنِي الصيمري، قَالَ: حدثنا المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، عن أبيه، قَالَ: مات أبو الوليد بن أبي دؤاد في آخر سنة تسع وثلاثين ومائتين، ومات أبوه بعده بعشرين يوما ببغداد مفلوجا.(2/129)
114- محمد بن أحمد بن داود بن أبي نصر السراج حدث عن سريج بن يونس.
روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد.(2/133)
115- محمد بن أحمد بن داود بن سيار بن أبي عتاب أبو بكر المؤدب سمع يوسف بن واضح البصري، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى بن فياض الزماني، وسلمة بن شبيب النيسابوري.
روى عنه: محمد بن مخلد الدوري، وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن معمر أبو مسلم الأصبهاني.
وذكره الدارقطني، فقال لا بأس به.
(196) -[2: 133] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الذُّهْلِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْمُؤَدِّبُ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا محمد بن يحيى بن فياض الزماني، قَالَ: حدثني أبي يحيى بن فياض، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَهَا إِلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ طَائِلا.
فَقَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتِ خَالا بِخَدِّهَا اقْشَعَرَّتْ مِنْهُ ذُؤَابَتُكَ ".
فَقَالَتْ: مَا دُونَكَ سِرٌّ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكْتُمَكَ؟(2/133)
116- محمد بن أحمد بن رزين أبو عبد الله حدث عن شبابة بن سوار، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وأسود بن عامر، وأبي النصر هاشم بن القاسم، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وأبي أحمد الزبيري.
روى عنه: عبد الله بن سليمان بن عيسى الفامي، وأبو العباس بن عقدة الكوفي، وغيرهما.
(197) -[2: 134] أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، قَالَ: أخبرنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رُزَيْنٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ بِثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ " أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان، قَالَ: حدثنا ابن قانع: أن محمد بن أحمد بن رزين مات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين.(2/134)
117- محمد بن أحمد بن روح بن حرب بن راشد بن شداد أبو عبد الله الكسائي قرابة أبي صفوان.
حدث عن محمد بن عباد المكي، وأحمد بن عبد الصمد الأنصاري، وغيرهما.
روى عنه: محمد بن مخلد الدوري، وأبو القاسم الطبراني.
(198) -[2: 135] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَوْحٍ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو سَعْدٍ الأَشْهَلِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فَضْلُ صَلاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلاةِ الْفَذِّ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً ".
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَم يَرْوِهِ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ إِلا أَبُو سَعْدٍ الأَشْهَلِيُّ أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان، قَالَ: حدثنا ابن قانع، أن محمد بن روح البزاز الصفواني مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
قرأت بخط محمد بن مخلد: سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها مات أبو عبد الله محمد بن أحمد بن روح قرابة أبي صفوان في شهر ربيع الأول.(2/134)
118- محمد بن أحمد بن راشد الأصبهاني قدم بغداد، وحدث بها عن يونس بن حبيب صاحب أبي داود الطيالسي.
روى عنه: أبو الحسين بن المنادي.(2/135)
119- محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله جد شيخنا أبي الحسن بن رزقويه.
سمع محمد بن غالب التمتام.
حَدَّثَنَا أبو الحسن بن رزقويه عن وجوده في كتابه.
سمعت محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق، يقول: وجدت في كتاب جدي محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن غالب بن حرب الضبي، قَالَ: سمعت أبا حذيفة، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين(2/135)
120- محمد بن أحمد بن ريحان أبو نصر البغدادي ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه حدثه بالرملة عن الحسن بن علوية القطان.(2/136)
121- محمد بن أحمد بن روح أبو بكر الحريري سمع إبراهيم بن عبد الله الزينبي بعسكر مكرم.
حَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، وسألته عنه، فقال: ثقة فاضل.
(199) -[2: 136] أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَوْحٍ الْحَرِيرِيُّ، حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّيْنَبِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي، يَقُولُ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ: " فَقَرَأَ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ، {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} ، قَالَ شُعْبَةُ: فَلَقِيتُهُ فِي السُّوقِ، فَقَالَ: قَافْ حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات، قَالَ: توفي محمد بن أحمد بن روح الحريري في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة، مستور ثقة.(2/136)
122- محمد بن أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شداد أبو عبد الله نسائي الأصل.
كان فهما عارفا، وحدث عن نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن معمر البحراني، وإبراهيم بن إسماعيل الكهيلي، وعمرو بن علي الصيرفي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وسعيد بن يحيى الأموي، ومحمد بن منصور الطوسي، والفضل بن سهل الأعرج، والحسين بن حريث المروزي، وعبد العزيز بن محمد بن زبالة المديني، وأحمد بن محمد بن سعيد التبعيي، وغيرهم.
روى عنه: أحمد بن كامل القاضي، ومحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، وأحمد بن عبد الله الذارع النهرواني.
(200) -[2: 137] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَمَّالُ جَارُ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ إِبْرَاهِيمَ خَيْرًا، قَالَ: حدثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا بَعْدَ حُلُولِ أَجَلِهِ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ "
(201) -[2: 138] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْد الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} ، قَالَ: " مِنْ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " حدثني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: قَالَ لي علي بن الحسن الرازي، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني، كان لأبي بكر بن أبي خيثمة ابنٌ حافظ، استعان به أبو بكر في تصنيف كتاب التاريخ.
قلت: وهو وأبو عبد الله هذا.
قرأت في كتاب أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي: سمعت القاضي ابن كامل يقول: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطبري، والبربري، وأبو عبد الله بن أبي خيثمة، والمعمري فما رأيت أفهم منهم ولا أحفظ.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قَالَ: مات أبو عبد الله بن أبي خيثمة في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قَالَ: أخبرنا الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قَالَ: محمد بن أحمد بن زهير بن حرب النسائي أبو عبد الله بن أبي خيثمة، توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين، ورأيته لا يخضب.(2/137)
123- محمد بن أحمد بن زنجويه النيسابوري قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن عبد الصمد بن الفضل البلخي.
روى عنه: أبو جعفر اليقطيني.
(202) -[2: 139] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَنْجَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَدِمَ حَاجًّا، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حدثنا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ زُفَرَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالإِنَاءِ، فَأَبْدَأُ فَأَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يَشْرَبُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَضَعُ فَاهُ مَوْضِعَ فِيِّ(2/139)
124- محمد بن أحمد بن زيد أبو بكر الحنائي حدث عن محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، وعمر بن محمد بن حفص الشطوي، وأحمد بن خليل البصري.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني.(2/140)
125- محمد بن أحمد بن السكن أبو بكر القطيعي يعرف بأبي خراسان سمع أبا عاصم الضحاك بن مخلد، وأحوص بن جواب، والحسين بن محمد المروذي، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبد الصمد بن النعمان.
روى عنه: أبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأخوه أبو عبيد، ومحمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري، وغيرهم.
وكان ثقة.
(203) -[2: 140] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْجَوَابِ، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ قرأت بخط محمد بن مخلد، سنة ثمان وستين ومائتين فيها مات أحمد ابن محمد بن السكن، أبو بكر، ويعرف بأبي خراسان، في شهر ربيع الأول.
قلت: كذا سماه هاهنا أحمد بن محمد، وسماه في مواضع عدة، محمد بن أحمد بن السكن، وهو الصواب.(2/140)
126- محمد بن أحمد بن سفيان أبو عبد الله البزاز الترمذي سكن بغداد، وحدث بها عن عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن جعفر الفيدي، وغيرهما.
روى عنه: أحمد بن كامل القاضي، وسليمان بن أحمد الطبراني.
وكان ثقة.
(204) -[2: 141] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ التُّرْمِذِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَرَدْتُ أَنْ أَتَعَجَّلَ، قَالَ: " أَمْهِلْ حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعْثَةُ " قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ إِلا هُشَيْمٌ، تَفَرَّدَ بِهِ الْقَوَارِيرِيُّ(2/141)
127- محمد بن أحمد بن أبي سعيد أبو بكر البزاز سمع أحمد بن حازم بن أبي عرزة الكوفي، ونحوه.
روى عنه: عبيد الله ابن أحمد بن يعقوب المقرئ، ويوسف بن عمر القواس.
وَحَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: أخبرنا ابن قانع، أن أبا بكر بن أبي سعيد مات في ذي القعدة سنة اثنين وثلاثين وثلاث مائة، قَالَ: غير الصفار، عن ابن قانع، مات يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة.(2/141)
128- محمد بن أحمد بن سليمان أبو الفضل المعروف بابن القواس كان ينزل بالجانب الشرقي بين القصرين، وحدث عن أحمد بن موسى الشطوي، وإسحاق بن سنين الختلي.
روى عنه: الدارقطني، وأبو الفتح بن مسرور البلخي، وذكر فيما قرأت بخطه، أنه توفي ببغداد في أول سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة، قَالَ: وكان ثقة.(2/142)
129- محمد بن أحمد بن سليمان أبو بكر أَخْبَرَنَا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا، قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان أبو بكر البغدادي، قَالَ: حدثنا الحسين بن عمر وهو ابن أبي الأحوص الثقفي الكوفي، بحديث ذكره.(2/142)
130- محمد بن أحمد بن سهل الحداد روى عن الجنيد بن محمد، عن الحسن بن عرفة حديثا مسندا، حدث به عنه علي بن محمد بن علوية الجوهري.(2/142)
131- محمد بن أحمد بن سهل بن عقيل أبو بكر الأصباغي البغدادي صاحب المواريث سكن دمشق، وحدث بها عن محمد بن الحسين البستنبان.
روى عنه: أبو الفتح بن مسرور، وَقَالَ: ما علمت من أمره إلا خيرا.(2/143)
132- محمد بن أحمد بن السري الحنائي.
حدث عن أحمد بن بديل اليامي.
روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي.(2/143)
133- محمد بن أحمد بن السري بن أبي عون أبو الحسن النهرواني سمع أبا بكر بن مالك الإسكافي، والحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، وعمر بن جعفر بن سلم الختلي، وعلي بن أحمد المعروف ببادوية القزويني، وعلي بن محمد بن سعيد الموصلي.
قدم علينا بغداد في حياة أبي الحسين بن بشران، وكتبنا عنه في قطيعة الربيع.
وكان صدوقا.
(205) -[2: 143] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْن النَّهْرَوَانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ الإِسْكَافِيُّ بِهَا، قَالَ: حدثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ " قلت: توفي ابن أبي عون بعد سنة عشرين وأربع مائة.(2/143)
134- محمد بن أحمد بن شعيب بن عبد الله بن الفضل بن عقبة أبو منصور الروياني صاحب أبي حامد الإسفراييني سكن بغداد، وحدث بها عن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، وأبي حفص ابن الزيات، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وسهل بن أحمد الديباجي، وأبي بكر المفيد، ومن في طبقتهم.
كتبنا عنه، وكان صدوقا يسكن قطيعة الربيع.
قلت: ومات يوم الأربعاء السابع من شهر ربيع الأول سنة ستة وثلاثين وأربع مائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.(2/144)
135- محمد بن أحمد بن الصلت بن دينار أبو بكر الكاتب سمع وهب بن بقية، ومحمد بن خالد بن عبد الله الواسطيين، وعبد الله بن عمر بن أبان الكوفي، وسوار بن عبد الله البصري.
روى عنه: أبو بكر ابن الجعابي، ومحمد بن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وعلي بن عمر الحربي، وغيرهم.
وربما سمي أحمد بن محمد بن الصلت، ومحمد بن أحمد أشهر وأكثر.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أخبرنا عمر بن جعفر البصري الحافظ، قَالَ: محمد بن أحمد بن الصلت الكاتب ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر السكري، قَالَ: وجدت في كتاب أخي، مات ابن الصلت الكاتب في المحرم سنة إحدى عشرة وثلاث مائة.(2/144)
136- محمد بن أحمد بن صالح بن علي بن سيار بن علي بن أبي طالب بن أبي ليلى أبو بكر الأزدي أصله من سر من رأي، سمع أحمد بن بديل اليامي، والحسن بن عرفة العبدي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، والزبير بن بكار، وعلي بن حرب.
روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو طاهر المخلص.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: محمد بن أحمد بن صالح السامري الدانقي باب الطاق ثقة.
قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه، توفي محمد بن أحمد بن صالح بن علي بن سيار في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.(2/145)
137- محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل أبو جعفر الشيباني حدث عن أبيه، وعن عمه زهير بن صالح، وإبراهيم بن خالد الهسنجاني، وعمير بن مرداس الدونقي، وإبراهيم بن سعدان الأصبهاني.
روى عنه: أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني.
(206) -[2: 146] حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، أَمْلاهُ عَلَيْنَا فِي مَجْلِسِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الْبَرْبَهَارِيِّ، قَالَ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حدثنا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حدثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ " قال أبو الحسن: هكذا حَدَّثَنَا به هذا الشيخ.
وهذا الحديث إنما يعرف عن روح، عن ابن جريج، ليس فيه مالك ولا الثوري، والله أعلم.
قلت: لم أر هذا الحديث من رواية أحمد بن حنبل، عن روح بن عبادة، عن ابن جريج، لكن حدثنيه الحسن بن علي بن محمد الواعظ لفظا، قَالَ: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حدثنا عبد الرزاق، قَالَ: أخبرنا ابن جريح، عن عطاء، عن عائشة بنحو معناه. حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل مات في سنة ثلاثين وثلاث مائة.(2/145)
138- محمد بن أحمد بن صديق أبو بكر الأصبهاني قدم بغداد، وحدث بها عن علي بن الحسن بن إدريس التستري.
روى عنه: الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الصيرفي، وشيخنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدل، قَالَ: حَدَّثَنِي الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو بكر محمد بن أحمد بن صديق الأصبهاني في جامع المدينة لفظا، قَالَ: حدثنا علي بن الحسن بن إدريس بتستر، قَالَ: حدثنا محمد بن صدقة العنبري، قَالَ: حدثنا موسى بن جعفر، بحديث ذكره.(2/147)
139- محمد بن أحمد بن طالب أبو الحسن الأخباري سكن الشام، وحدث بطرابلس عن عبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وحرمي بن أبي العلاء، ومحمد بن الحسن بن دريد، وإبراهيم بن محمد بن عرفة، وأبي علي الكوكبي، ومحمد بن القاسم ابن الأنباري.
روى عنه: عبيد الله بن القاسم الأطرابلسي.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن القاسم بن زيد بن إسماعيل الهمداني القاضي بأطرابلس، قَالَ: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن طالب البغدادي، قَالَ: أنشدني أبو علي ابن الأعرابي لنفسه:(2/147)
140- محمد بن أحمد بن عبد الله أبو بكر يعرف بالقبطي حدث عن مجاهد بن موسى، وعثمان بن عبد الله العثماني.
روى عنه: أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري، وأبو الحسن أحمد بن إسحاق بن محمد الزيات.
كنت دهرا أعلل النفس بالوعد وأخلو مستأنسا بالأماني
فمضى الواعدون واقتطعنا عن فضول المنى صروف الزمان
بلغني أن أبا الحسن بن طالب توفي بعد سنة سبعين وثلاث مائة.
(207) -[2: 148] أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِبْطِيُّ، قَالَ: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حدثنا غُنَيْمُ بْنُ سَالِمٍ مِنْ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: " مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ خَلْقٍ، أَخَفَّ صَلاةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَمَامٍ "(2/148)
141- محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن سالم الحراني مولى بني أمية يكنى أبا جعفر قدم بغداد، وحدث بها عن عمه سليمان بن عبد الله.
روى عنه: علي بن عمر السكري.
(208) -[2: 149] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّلْمَاسِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالا: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، وَاسْلمُ أَبِي دَاوُدَ سَالِمٌ، مَوْلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَدِمَ عَلَيْنَا لِلْحَجِّ، قَالَ: حدثنا عَمِّي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ وَلا يُنْزِلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ "
(209) -[2: 149] ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ عِنْدَهُ: " أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ " قَالَ بَعْضُهُمْ: الْمُؤْمِنُ الْغَنِيُّ الَّذِي يُعْطِي فَيَتَصَدَّقُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا الَّذِي إِذَا سئلَ أعطى، وَإِذَا لَمْ يُعْطَ اسْتَغْنَى "(2/149)
142- محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي عون أبو جعفر النسوي قدم بغداد، وحدث بها عن علي بن حجر المروزي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وحميد بن زنجويه النسائي.
روى عنه: محمد بن مخلد الدوري، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وإسماعيل بن علي الخطبي.
وكان ثقة.
(210) -[2: 150] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ النَّسَائِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ أَيُّوبَ وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ: " أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ لا تُعْمِرُوهَا، فَمَنْ أَعْمَرَ شَيْئًا فَهُوَ لِلْمَجْعُولِ لَهُ حَيَاتَهُ وَلِوَرَثَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ " أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، قَالَ: أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي عون النسائي ببغداد، فذكر عنه حديثا.
بلغني أن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي عون مات سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.(2/149)
143- محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد أبو بكر البرمكي حدث عن أبي عمر حفص بن عمر الدوري بكتاب الخلاف في القراءات بين أبي عمرو بن العلاء وأهل المدينة وحمزة والكسائي.
روى عنه: طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، وقيل لي: إن أبا طاهر بن أبي هاشم روى عنه: أيضا.(2/150)
144- محمد بن أحمد بن عبد الله بن سهل الحربي حدث عن أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي.
روى عنه: أبو عمر بن أبي علي المسيبي، شيخ لأبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي.(2/151)
145- محمد بن أبي الطيب أحمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، يكنى أبا الفتح حدث عن بشر بن موسى الأسدي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
وروى عن جده عبد الله بن محمد البغوي كتاب المعجم الكبير.
حَدَّثَنِي عنه أبو الحسن بن رزقويه وغيره.
216 & أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، عَنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى جَمَلا لأَبِي جَهْلٍ فقال: باطل.
فقلت: حدث به يعقوب بن الأخرم عن سويد بن سعيد.
قَالَ: أخطأ فيه فإنه لم يتابع عليه.
قلت: وقد حدث به أيضا شيخكم أحمد بن الحسن الصوفي عن سويد، فأنكره جدا عن أحمد بن الحسن، وَقَالَ: من يرويه؟ قلت: حدثنيه أبو الفتح ابن بنت منيع في المذاكرة.
قَالَ: قد عرفت أبا الفتح هذا هو طبل لا يدري ما يخرج من رأسه.
قلت: أبو بكر الإسماعيلي ترضاه؟ قَالَ: إمام.
قلت: قد حدث بهذا الحديث عن الصوفي.
فسكت أبو علي.
قلت: أما أبو الفتح فلم يبلغني من حاله إلا خيرا.
وحديث الصوفي هذا مشهور، رواه عنه جماعة ونحن نورده في موضعه إن شاء الله.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الفتح بن أبي الطيب بن أبي القاسم ابن بنت منيع يوم السبت لاثنى عشرة بقين من المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.(2/151)
146- محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة أبو الطاهر الذهلي القاضي سمع أبا شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وأحمد بن يحيى ثعلبا، وموسى بن هارون الحافظ، وجماعة من طبقتهم.
وولي القضاء بمدينة المنصور وبالشرقية.
حدث ببغداد شيئا يسيرا، ونزل مصر وحدث بها فأكثر، وكتب عنه عامة أهلها، وسمع منه أبو الحسن الدارقطني وعبد الغني بن سعيد، الحافظان.
وكان ثقة.
وآخر من حدث عنه أبو الحسن محمد بن الحسين المعروف بابن الطفال المصري.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قَالَ: صرف الحسين بن عمر بن محمد القاضي، عن قضاء مدينة المنصور، وولي مكانه أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصير بن بجير.
وكان أبو طاهر يشهد ببغداد عند قاضي القضاة عمر بن محمد، وله تقدم عنده وخاصية به، ثم ولاه القضاء بواسط، وأقام بها مدة طويلة يلي القضاء بين أهلها إلى أن توفي عمر بن محمد وهو على ذلك.
وأقام بعده مدة على ولايته، ثم عزله بجكم عند دخوله إلى واسط ونكبه، وصار إلى بغداد، فأقام في منزله، ثم ولي قضاء المدينة وأعمالها ببغداد ونواحيها، وكان حسن السيرة جميل الأمر.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي، قَالَ: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، قَالَ: واستقضى المتقي لله على مدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاث مائة أبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر، وله أبوة في القضاء شديد المذهب، متوسط الفقه على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويتناظرون بحضرته، فكان يتوسط بينهم ويكلمهم كلاما شديدا، ويجري معهم فيما يجرون فيه على مذهب محمود وطريقة حسنة، ثم صرف أبو طاهر بعد أربعة أشهر من هذه السنة في شوال، ثم استقضى المستكفي أبا الطاهر على الشرقية في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة، فكانت ولايته أقل من خمسة أشهر.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: توفي أبو الطاهر القاضي سنة سبع وستين وثلاث مائة، حَدَّثَنِي بذلك جماعة من شيوخنا المصريين، قَالَ: ومولده في سنة تسع وسبعين ومائتين، وكان قاضيا بمصر ثم استعفى من القضاء قبل موته بيسير، وبمصر مات، وكان فاضلا ذكيا متقنا لما حدث به.(2/152)
147- محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد أبو زيد المروزي الفقيه سمع محمد بن عبد الله السعدي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وأكثر عن أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري.
وكان أحد أئمة المسلمين، حافظا لمذهب الشافعي، حسن النظر، مشهورا بالزهد والورع.
ورد بغداد وحدث بها، فسمع منه وروى عنه: أبو الحسن الدارقطني.
ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي.
وخرج أبو زيد إلى مكة فجاور بها، وحدث هناك بكتاب صحيح البخاري عن محمد بن يوسف الفربري.
وأبو زيد أجل من روى ذلك الكتاب.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري، قَالَ: سمعت أبا بكر البزاز، يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
قَالَ ابن نعيم: توفي أبو زيد الفقيه بمرو يوم الخميس الثالث عشر من رجب سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة.(2/154)
148- محمد بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن علي بن محمد أبو الحسن الجواليقي مولى بني تميم من أهل الكوفة، سمع: إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، وجعفر بن محمد الأحمسي، وإبراهيم بن أبي حصين، ومحمد بن العباس العصمي الهروي، وخلقا من هذه الطبقة.
وقدم بغداد حدود سنة عشر وأربع مائة، وحدث بها، وكتب عنه بعض أصحابنا، ولم يقدر لي لقاؤه، لكنه كتب إلي بالإجازة بجميع حديثه من الكوفة وكان ثقة، وبلغنا أنه توفي بمصر في سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة.(2/154)
149- محمد بن أحمد بن عبد الله أبو بكر المؤدب الأعور يعرف بابن أبي العباس الصابوني سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبا القاسم بن حبابة.
كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان سماعه صحيحا.
(211) -[2: 155] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأَذَى، وَلْيَأْكُلْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ " سألت ابن أبي العباس عن مولده، فقال: في سنة ثلاث، أو أربع، وخمسين وثلاث مائة، شك في ذلك، ومات في شوال من سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة.(2/155)
150- محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الحراني قدم بغداد، وحدث بها عن أبيه.
روى عنه: أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي.
(212) أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ بِبَغْدَادَ فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ "(2/155)
151- محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن عبد الرحمن بن إسحاق الزهيري أبو ذر المؤدب صاحب عبارة الرؤيا ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه حدثهم عن موسى بن سهل الوشاء وغيره في سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة في جامع المدينة.
وروى عنه: أبو الفتح بن مسرور البلخي، عن جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وَقَالَ: كان ثقة.(2/156)
152- محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو عبد الله التميمي المؤدب سمع أبا جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي مطينا.
حَدَّثَنَا عنه علي بن أحمد الرزاز.(2/157)
153- محمد بن أحمد بن عبيد الله بن مروان أبو يعلى الملطي قدم بغداد، وحدث بها عن أبيه، وعن مسعود بن جويرية، والفتح بن سلومة، وعلي بن محمد بن أبي المضاء، والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي.
روى عنه: محمد بن مخلد الدوري.(2/157)
154- محمد بن أحمد بن عبدويه أبو الفضل يعرف بالإفريقي من شيوخ محمد بن مخلد أيضا.
ذكر في تاريخه الذي قرأته بخطه: أنه مات ليومين مضيا من المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين.(2/157)
155- محمد بن أحمد بن عبد الكريم أبو العباس البزاز المخرمي سمع أبا علقمة الفروي، وعبد الله بن حبيق الأنطاكي، ورضوان بن سعيد المصيصي، وجميل بن الحسن العتكي.
روى عنه: عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البزاز، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني، وذكر لي أبو بكر البرقاني أن الإسماعيلي وصفه لهم بالحفظ.(2/157)
156- محمد بن أحمد بن عبد الرحيم أبو الحسن المؤدب
(213) -[2: 158] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْوَكِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَاسِبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي خُزَيْمَةُ بْنُ خَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُي مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُي عَلِيِّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُي عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَالِسَيْنِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَشَّ بِهِ وَقَامَ إِلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُحِبُّ هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَلَّهُ أَشَدُّ حُبًّا لَهُ مِنِّي، إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلِّ نَبِيٍّ فِي صُلْبِهِ، وَجَعَلَ ذُرِّيَّتِي فِي صُلْبِ هَذَا "(2/158)
157- محمد بن أحمد بن عباد أبو العباس الخزاز سمع أبا هاشم الرفاعي، والحسن بن عرفة.
روى عنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ الأصبهاني، وذكر أنه سمع منه بمكة.
(214) حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ بِحُلْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبَّادٍ الْخَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُنَيْسُ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} .
قَالَ: نَبِيِّهِمْ "(2/158)
158- محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك أبو بكر الرازي سكن بغداد، وحدث بها عن محمد بن أيوب الرازي، وعمرو بن تميم الروياني، والحسين بن إسحاق التستري، روى عنه: أبو الحسن الدارقطني.
وَحَدَّثَنَا عنه محمد بن أحمد بن رزق، ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان.
وكان ثقة.
(215) -[2: 159] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدَكَ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: أخبرنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُقُوبَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالسَّيْفِ " قال محمد بن أبي الفوراس: توفي أبو بكر محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرازي، في جمادى الأولى من سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة.(2/159)
159- محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يحيى أبو بكر الصفار يعرف بابن العسكري حدث عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعباد بن علي السيريني.
سمع منه أبو بكر ابن البقال الوراق، وشيخنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، وروى لنا عنه أبو الحسن بن رزقويه قصيدة أبي بكر بن أبي داود في السنة.(2/160)
160- محمد بن أحمد بن عمر بن علي أبو الحسن يعرف بابن الصابوني سمع أبا بكر الشافعي، وعمر بن جعفر بن سلم، وأبا سليمان الحراني.
كتبت عنه، وكان صدوقا.
(216) -[2: 160] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ابْنِ الصَّابُونِيِّ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَحْسَابَ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِي يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ لَهَذَا الْمَالُ " توفي ابن الصابوني في يوم الخميس السادس عشر من رجب سنة خمس عشرة وأربع مائة، ودفن في مقبرة باب الشام، ذكر ذلك لي من أثق به وكنت غائبا عن بغداد إذ ذاك في رحلتي إلى نيسابور.
وكان مولد هذا الشيخ في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة.(2/160)
161- محمد بن أحمد بن عثمان بن العنبر بن عثمان بن عبد الجبار أبو نصر المروزي قدم بغداد، وحدث بها سنة أربع وخمسين وثلاث مائة، عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبي العباس السراج النيسابوريين، وعبد الله بن محمود، ومحمد بن يحيى بن خالد المروزيين، وأحمد بن محمد بن عمر المنكدري، وأبي النضر محمد بن أحمد الحلقاني، وأبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي.
روى عنه: الدارقطني.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعبد الله بن يحيى السكري، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ.
وكان ثقة.
(217) -[2: 161] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْعَنْبَرِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ الْمَحْبُوبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا كَبَّرَ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ " قلت: هذا حديث غريب من حديث الثوري عن أبي الزبير، عن جابر، تفرد بروايته عنه محمد بن كثير العبدي، ولم يروه عن ابن كثير غير أحمد بن سيار المروزي، ولا نعلم رواه عن أحمد بن سيار إلا المحبوبي.(2/161)
162- محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر أبو طالب المعروف بابن السوادي أخو أبي القاسم الأزهري وكان الأصغر سمع أبا حفص ابن الزيات والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن إسحاق القطيعي، ومحمد بن المظفر، وأبا بكر بن شاذان.
كتبنا عنه وكان صدوقا.
(218) -[2: 162] أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عقبةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ قال لي أبو القاسم الأزهري: ولد أخي أبو طالب في سنة ثلاث وستين وثلاث مائة، فأنا أكبر منه بثمان سنين، ولدت في سنة خمس وخمسين.
سألت أبا طالب عن مولده، فقال: ولدت في ليلة الجمعة لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وثلاث مائة، وتوفي بواسط في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين وأربع مائة، وكنت إذ ذاك بمكة.(2/162)
163- محمد بن أحمد بن علي بن سعيد بن سليمان أبو بكر البغدادي أحسب أنه نزل بعض بلاد الشام وحدث هناك.
(219) -[2: 163] أَخْبَرَنِي بِحَدِيثِهِ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي الْخَطَّابُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَنْزٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " مَا كَانَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الشَّاةِ لَوِ انْتَفَعُوا بِإِهَابِهَا " رواه البخاري في جامعه الصحيح عن الخطاب بن عثمان.
وهو حديث عزيز ضيق المخرج.(2/163)
164- محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن سعيد بن سليم البغدادي يلقب هليلجة حدث بمصر عن أبي قلابة الرقاشي.
روى عنه: أبو نزار أحمد بن عبد القوي المصري.(2/164)
165- محمد بن أحمد بن علي أبو بكر يعرف بابن الريحاني سمع عبد الله بن محمد بن سنان الروحي.
ذكره أبو أحمد الحافظ النيسابوري في كتاب الأسماء والكنى، وَقَالَ: بغدادي سكن طرسوس.(2/164)
166- محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن يزيد بن حاتم أبو يعقوب النحوي البغدادي ذكر أبو الفتح بن مسرور أنه حدثه بتدمر عن أبي مسلم الكجي، قَالَ: وتوفي بمصر يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.
وكان ثقة.(2/164)
167- محمد بن أحمد بن علي بن مخلد بن أبان أبو عبد الله الجوهري المحتسب يعرف بابن المحرم كان أحد غلمان محمد بن جرير الطبري، وحدث عن محمد بن يوسف ابن الطباع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأبي إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن موسى الشطوي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يونس الكديمي.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن أحمد بن يوسف الصياد، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو علي بن شاذان، والحسين بن شجاع الصوفي، وأبو نعيم الأصبهاني، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر المعروف بابن البقال بسوق السلاح، قَالَ: تزوج ابن المحرم شيخنا، قَالَ: فلما حُملت المرأة إلي جلست في بعض الأيام على العادة أكتب شيئا والمحبرة بين يدي، فجاءت أمها فأخذت المحبرة، فلم أشعر بها حتى ضربت بها الأرض وكسرتها، فقلت لها في ذلك؟ فقالت: بس، هذه شر على ابنتي من ثلاث مائة ضرة.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: سنة سبع وخمسين وثلاث مائة فيها مات أبو عبد الله ابن المحرم في شهر ربيع الآخر، ومولده سنة أربع وستين ومائتين، وكان يقال: في كتبه أحاديث مناكير، ولم يكن عندهم بذاك.
سألت أبا بكر البرقاني عن ابن المحرم، فقال: لا بأس به.
سمعت محمد بن أبي الفوارس سئل عن ابن المحرم، فقال: ضعيف.(2/165)
168- محمد بن أحمد بن علي بن يزيد أبو جعفر الهروي حدث عن محمد بن معاذ الهروي.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق، وذكر أنه قدم عليهم بغداد حاجا.(2/166)
169- محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن مهران أبو عبد الله التميمي العنبري البغدادي حدث عن عبد الله بن محمد البغوي.
روى عنه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي الكوفي، وذكر أنه سمع منه بالكوفة عند مرجعه من الحج في سنة تسع وخمسين وثلاث مائة.(2/166)
170- محمد بن أحمد بن علي بن نصير بن عبد الله أبو عبد الله النصيري النيسابوري سمع محمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن عمرو بن حفص المقابري، وأحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي.
قدم بغداد حاجا، وحدث بها.
حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي.
(220) -[2: 166] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُصَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النُّصَيْرِيّ النَّيْسَابُورِيُّ، بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حدثنا بَكْرٌ وَهُوَ ابْنُ مُضَرَ، عَن محمد بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، طَوَّقَهُ اللَّهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " ذكر أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن بكير أنه سمع من النصيري في صفر من سنة خمس وسبعين وثلاث مائة.(2/166)
171- محمد بن أحمد بن أبي طالب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب يكنى أبا الفياض حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن حمدويه المروزي، وحمزة بن الحسين السمسار، وحمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي.
حَدَّثَنِي عنه أبو علي بن المذهب الواعظ.
(221) -[2: 167] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْفَيَّاضِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: حدثنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الْفَزَارِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أخبرنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: إِنِّي أَول رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلا وَرَقَ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرَ، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةِ مَالَهُ خَلَطَ، فَأَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يُعَزِّرُونِي عَلَى الدِّينِ أَوْ كَلِمَةٍ نَحْوِهَا لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي " ذكر محمد بن أبي الفوارس أبا الفياض، فقال: كان فيه تساهل في الحديث.
قَالَ لي أبو علي بن المذهب: مات أبو الفياض يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وثلاث مائة.
قَالَ: وكان أبوه قد مات قبله بخمسة أيام، وماتت والدته بعد أبيه بيومين.(2/167)
172- محمد بن أحمد بن علي أبو الفتح المعروف بالحداد كان يورق بالأجرة، وحدث عن أحمد بن سلمان النجاد، وأبي بكر الشافعي، وعلي بن إبراهيم بن حماد القاضي، وأبي سليمان الحراني، وغيرهم.
حدثنا عنه القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله ابن المهتدي بالله، وقَالَ لي: كان عبدا صالحا، وأثنى علية ثناء حسنا.(2/168)
173- محمد بن أحمد بن علي بن الحسين، أبو مسلم، كاتب الوزير أبي الفضل بن حنزابة نزل مصر، وحدث بها عن أبي القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وبدر بن الهيثم، وسعيد بن محمد أخي زبير الحافظ، وأبي بكر بن دريد، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي.
حَدَّثَنَا عنه أحمد بن محمد العتيقي، والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المصري بمكة، وغيرهما.
قَالَ لي أبو عبد الله محمد بن علي الصوري: كان بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جيادا، قلت: فكيف كانت حاله من حال ابن الجندي؟ فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي.
وَحَدَّثَنِي الصوري، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين العطار وكيل أبي مسلم الكاتب وكان من أهل العلم والمعرفة بالحديث، كتب وجمع ولم يكن بمصر بعد عبد الغني بن سعيد أفهم منه، قَالَ: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيا صحيحا غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحا، وما عدا ذلك مفسودا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: سنة تسع وتسعين وثلاث مائة فيها توفي أبو مسلم الكاتب البغدادي بمصر، وكان آخر من بقي من أصحاب ابن منيع.
قَالَ لي الصوري: مات أبو مسلم في آخر سنة تسع وتسعين.
وَقَالَ غيره: مات في ذي القعدة.(2/168)
174- محمد بن أحمد بن علي أبو الحسن الوراق يعرف بمشفر الشروطي من أهل الجانب الشرقي، روى شيئا يسيرا عن أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي.
حَدَّثَني عنه أحمد بن علي ابن التوزي، وسألته عنه، فقال: صدوق مقل.(2/169)
175- محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن جعفر بن هارون أبو الحسن المعروف بابن أبي شيخ كان أحد الشهود المعدلين، وحدث عن محمد بن المظفر.
كتبت عنه شيئا يسيرا.
وكان ثقة.
(222) -[2: 170] أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، قَالَ: حدثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حدثنا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدَارَءُوا فِي الْكَمْأَةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَرَاهَا الشَّجَرَةَ الَّتِي اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَالَهَا مِنْ قَرَارٍ؟ قَالَ: فَأَمْسَكَ عَنْهُ بَعْضُهُمْ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْكَمْأَةَ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " سمعت ابن أبي شيخ يقول: ولدت في يوم السبت للنصف من شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وسمعت من ابن مالك القطيعي جميع مسند أحمد بن حنبل، وسمعت من ابن المظفر شيئا كثيرا، وكان يجيء إلينا فنسمع منه في منزلنا.
وذكر لنا أنه كان كتب له شيء كثير من الحديث لكن ذهبت كتبه.
ومات في ليلة الثلاثاء السادس عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة، ودفن في صبيحة تلك الليلة بمقابر قريش.(2/170)
176- محمد بن أحمد بن علي أبو طاهر الدقاق يعرف بابن الأشناني سمع من قدماء شيوخنا كأبي عمر بن مهدي، وابن المتيم، وابن الصلت، وابن الغوري، وأبي عبد الله بن دوست، وأبي سعد الماليني، ونحوهم.
كتبت عنه شيئا يسيرا.
وكان ثقة.
مات في يوم السبت للنصف من صفر سنة ثمان وأربعين وأربع مائة.(2/171)
177- محمد بن أحمد بن علي أبو الحسين الفزاري أخو أبي الفضل بن الكوفي الصيرفي سمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص.
كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
(223) -[2: 172] أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى " قال ابن صاعد: وهذا إسناد غريب ما سمعناه إلا منه.
سألت أبا الحسين عن مولده، فقال: أظنه في سنة سبع وثمانين وثلاث مائة.
ومات في يوم الخميس الثامن من صفر سنة إحدى وخمسين وأربع مائة.(2/171)
178- محمد بن أحمد بن العباس المستملي حدث عن سعدان بن نصر الثقفي.
روى عنه: عبد العزيز بن جعفر الحنبلي المعروف بغلام الخلال.(2/172)
179- محمد بن أحمد بن العباس بن أحمد بن خلاد بن أسلم بن سهل بن مرداس أبو جعفر السلمي نقاش الفضة سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، والحسن بن محمي المخرمي، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبا بكر بن مجاهد المقرئ، حَدَّثَنَا عنه أبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
(224) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْجَوْهَرِيُّ الأَشْعَرِيُّ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ الْمَخْرَمِيِّ، حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ شُرَيْحًا الْقَاضِيَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ أَنَا "
لم يكن عند ابن شاذان عنه غير هذا الحديث.
(225) أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مَحْمِيٍّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، فَأَنَا.
(226) وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ يُعْرَفُ بِابْنِ محمي الْمَخْرَمِيِّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حدثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: " خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ "
(227) وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ محمي الْمَخْرَمِيُّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَمْ يَزِدْ " سألت الأزهري عن أبي جعفر النقاش.
فقال: ثقة.
قَالَ: وكان أحد المتكلمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلم أبو علي بن شاذان الكلام.
قَالَ لنا التنوخي علي بن المحسن: مولد أبي جعفر محمد بن أحمد بن العباس النقاش للنصف من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمعت منه في سنة أربع وسبعين وثلاث مائة، وكان يسكن درب الديزج.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: سنة تسع وسبعين وثلاث مائة فيها توفي أبو جعفر الأشعري النقاش يوم الأحد أو الاثنين لست خلون من المحرم، وكان ثقة.(2/173)
180- محمد بن أحمد بن عمرو أبو بكر السجستاني قدم بغداد، وحدث بها عن مؤمل بن إهاب.
روى عنه: أبو بكر الشافعي.
(228) -[174] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُكْتِبُ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو أَبُو بَكْرٍ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤَمَّلُ بْنُ أَهَابٍ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ "(2/174)
181- محمد بن أحمد بن عمرويه أبو عبد الله الصفار النيسابوري قدم بغداد، وحدث بها عن عمران بن بكار الحمصي، ومحمد بن أحمد بن عصمة الرملي، وغيرهما.
روى عنه: محمد بن مخلد، ومحمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، ومحمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني ساكن نيسابور.
(229) -[2: 175] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْدَلانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِصْمَةَ، قَالَ: حدثنا سَوَّارُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ " أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي بنيسابور، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني، قَالَ: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النيسابوري ببغداد، قَالَ: حدثنا محمد بن حبيب، قَالَ: سمعت علي بن عثام، يقول: سمعت الأصمعي، يقول: مررت بالبادية على رأس بئر وإذا على رأسه جوار، وإذا واحدة فيهن كأنها البدر، فوقع علي الرعدة، وقلت لها:
يا أحسن الناس إنسانا وأملحهم هل باشتكائي إليك الحب من باس؟
فبيني لي بقول غير ذي خلف أبالصريمة نمضي عنك أم ياس؟
قَالَ: فرفعت رأسها وقالت لي: اخسأ.
فوقع في قلبي مثل جمرة الغضا، فانصرفت عنها وأنا حزين.
قَالَ: ثم رجعت إلى رأس البئر فإذا هي على رأس البئر، فقالت:
هلم نمح الذي قد كان أوله ونحدث الآن إقبالا من الراس
حتى نكون ثبيرا في مودتنا مثل الذي يحتذى نعلا بمقياس
فانطلقت معها إلى أبيها فتزوجتها فابني علي منها.(2/175)
182- محمد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد الله أبو العباس العتكي البزاز سمع أبا علاثة محمد بن عمرو بن خالد المصري، والحسين بن محمد بن موسى العكي، وإسحاق بن إبراهيم بن جابر، وعبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري، وأحمد بن محمد بن رشدين، والقاسم بن الليث الرسعني، والحسين بن إسحاق التستري، وأبا الأحوص محمد بن الهيثم القاضي.
روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وعمر بن أحمد بن شاهين، وغيرهم، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع أن محمد بن أحمد بن عمرو البزاز مات في شعبان من سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة، قَالَ غير الصفار، عن ابن قانع: مات في يوم الأحد لعشر خلون من شعبان.(2/176)
183- محمد بن أحمد بن عمران بن موسي بن هارون بن دينار، أبو بكر الجشمي المطرز سمع محمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي، وإسماعيل بن العباس الوارق، وأحمد بن محمد يزيد الزعفراني، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبا الدحداح أحمد بن محمد الدمشقي، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي، وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي.
حَدَّثَنَا عنه أبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي، وَقَالَ لي الأزهري: كان هذا الشيخ زمنا ينزل في التستريين، وسمعت منه مع ابن طلحة النعالي، وكان ثقة.
وَقَالَ لي التنوخي: سمعت من الجشمي في دكانه بباب الشعير في سنة أربع وسبعين وثلاث مائة، أفادني عنه أبو عبد الله بن بكير.(2/177)
184- محمد بن أحمد بن عمران أبو المنذر الخزاعي، يعرف بابن أبي الحبال من أهل بغلان، قدم بغداد، وحدث بها عن قتيبة بن سعيد.
روى عنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي.
(230) -[2: 178] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو المنذر محمد بن أحمد بن عمران بن أبي الحبال الخزاعي: خراساني قدم علينا حاجا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ كَانَ يَلْبَسُهَا وَقَمِيصٍ "(2/177)
185- محمد بن أحمد بن عبسون نزل الرملة من بلاد الشام، وحدث بها عن الهيثم بن خلف الدوري، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وعيسى بن سليمان وراق داود بن رشيد.
روى عنه: عبد الله بن محمد بن أحمد بن سختويه الصوري، وغيره.
وكان ابن سختويه سمع منه بعد سنة خمسين وثلاث مائة.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: أخبرنا عبد الغني بن سعيد الحافظ، قَالَ: محمد بن أحمد بن عبسون البغدادي كان بالرملة يحدث عنه أبو عبد الله محمد بن المحسن الأذني.(2/178)
186- محمد بن أحمد بن عمير أبو بكر البخاري
(231) -[2: 179] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ النِّعَالِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَيْرٍ أَبُو بَكْرٍ الْبُخَارِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعيدٍ، قَالَ: حدثنا حَمْدَانُ بْنُ ذِي النُّونِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاقِ عِنْدَ اللَّهِ "، قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ "(2/179)
187- محمد بن أحمد بن الفرج أبو بكر حَدَّثَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَامِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ الْجِعَابِيِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ الْبَسْتِيُّ.
(232) -[2: 179] أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنَوَيْهِ الْكَاتِبُ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حدثنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَالِمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الْبَغْدَادِيُّ بِالأُبَلَّةِ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: حدثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ كَرَامَتِي أَنِّي وُلِدْتُ مَخْتُونًا، وَلَمْ يَرَ أَحَدٌ سَوْأَتِي " قلت: لم يروه فيما يقال عن يونس غير هشيم، وتفرد به سفيان بن محمد.(2/179)
188- محمد بن أحمد بن القاسم أبو علي الروذباري من كبار الصوفية، سكن مصر، وكان من أهل الفضل والفهم، وله تصانيف حسان في التصوف نقلت عنه.
وأخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي، قَالَ: أبو علي الروذباري الحسن بن همام، ويقال: أحمد بن محمد، قَالَ: وهذا أصح، أصله بغدادي كان من أبناء الرؤساء والوزراء والكتبة، لزم الجنيد وصحبه وصار أحد أئمة الزمان، وأقام بمصر وصار شيخ الصوفية ورئيسهم بها.
وَقَالَ: محمد بن الحسين: سمعت عبد الله بن علي يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول: كان اسم خالي أبو علي أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور بن شهريار بن مهرقاذار بن فرغدذ بن كسرى.
قلت: ولا أشك أن الذي حكى عن أحمد بن عطاء هو الواهم في اسم أبي علي، وذلك أن اسمه، محمد بن أحمد بن القاسم ذكره غير واحد، وحكت عنه أخته أم سلمة فاطمة بنت أحمد، وزوجته أم اليمن عزيزة بنت محمد بن عمرو بن فارس.
وَحَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: رأيت أجزاء بخط أبي علي الروذباري في آخرها مكتوب، وكتب محمد بن أحمد بن القاسم.
علي أن شهرة اسمه تغني عن الاستشهاد بما ذكرته.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين، قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن زكريا، يقول: سمعت أحمد بن عطاء، يقول: كان خالي يتفقه بالحديث، ويفتي بالمقاطيع.
وَقَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن زكريا، يقول: سمعت أبا عبد الله الروذباري، يقول: قَالَ لي أبو أحمد الرندي الحافظ، ما رأينا أحفظ من خالك أبي علي.
قرأت على محمد بن أبي الحسن الساحلي، عن أبي العباس أحمد بن محمد النسوي، قَالَ: سمعت أحمد بن أحمد الرازي، يقول: سمعت محمد بن عمر الجعابي الحافظ، يقول: قصدت عبدان الأهوازي فقصدت مسجده، فرأيت شيخا وحده قاعدا في المسجد ربعا حسن الشيبة، عليه كساء بركان حسن، فذاكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب، وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي كان عليه، فلما دخل عبدان المسجد ورآه اعتنقه وبش به، فقلت لهم من هذا الشيخ؟ قالوا: هذا أبو علي الروذباري.
ثم كان له معاودة في الحديث، فرأيت من حفظه للحديث ما تعجبت.
وَقَالَ لي محمد بن أبي الحسن: بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قَالَ: أستاذي في التصوف الجنيد، وأستاذي في الحديث والفقه إبراهيم الحربي، وأستاذي في النحو أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
أَخْبَرَنَا محمد بن علي بن الفتح الحربي، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري، قَالَ: سمعت أبا عثمان المغربي، يقول: كان ابن الكاتب إذا ذكر الروذباري، يقول: سيدنا أبو علي.
فقيل له في ذلك، فقال: لأنه ذهب من علم الشريعة إلى علم الحقيقة، ونحن رجعنا من الحقيقة إلى علم الشريعة.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين أحمد بن الحسين الواعظ، قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري بصور الساحل، قَالَ: كان خالي أبو علي قد خرج من القرافة يريد الجامع، فإذا بأصحاب الحديث قد خرجوا من عند رجل قد كتبوا عنه، فقال لهم: يا أصحاب الحديث جعلكم الحديث حديثا.
أَخْبَرَنَا إسماعيل الحيري، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين، قَالَ: سمعت سعيد بن سلام المغربي، يقول: سمعت أبا علي الكاتب، يقول: ما رأيت أحدا أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري.
(233) وأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حدثنا الزَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ حر، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} ، قَالَ: مَخَافَةَ الإِجْلالِ " أَخْبَرَنِي أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري بالري، قَالَ: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن سعيد السرخسي ببخارى، يقول: سئل أبو علي الروذباري فقيل له: من الصوفي؟ فقال: من لبس الصوف على الصفا، وسلك طريق المصطفى، وأطعم الهوى ذوق الجفا، وكانت الدنيا منه على القفا.
أنشدنا أحمد بن الحسين الواعظ، قَالَ: أنشدنا أبو الفرج الورثاني الصوفي، قَالَ: أنشدني محمد بن عبد العزيز الصوفي، قَالَ: أحمد بن الحسين وقد رأيته ولم أسمع منه، قَالَ: أنشدني أبو علي الروذباري:
أنزه في روض المحاسن مقلتي وأمنع نفسي أن تنال المحرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه على جامد الصلد الأصم تهدما
ويظهر سري عن مترجم خاطري فلولا اختلاس الطرف عنه تكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطيب الطبري، قَالَ: أنشدنا أبو علي محمد بن عمر البلخي، قَالَ: أنشدنا أبو علي الروذباري الصوفي لنفسه بصور:
أهلا بمن زار فما وارد أحق بالإكرام من زائر
ونحن لا نسأم من أمنا ونضمر الحزن على السائر
أنشدني أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري بحلوان للروذباري:
ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا وإنما عجبي للبعض كيف بقي
أدرك بقية روح فيك قد تلفت قبل الفراق فهذا آخر الرمق
حَدَّثَنَا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني بها، قَالَ: حدثنا أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد الأصبهاني، قَالَ: بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قَالَ: أنفقت على الفقراء كذا وكذا ألفا فما وضعت شيئا في يد فقير فإني كنت أضع ما أدفع إلى الفقراء في يدي فيأخذونه من يدي حتى تكون يدي تحت أيديهم، ولا تكون يدي فوق يد فقير.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو الحسن محمد بن العباس بن عبد الملك المعدل بصور، قَالَ: حدثنا أبو القاسم عبد السلام بن محمد المخرمي بمكة، قَالَ: أنشدنا أبو علي محمد بن أحمد الروذباري لنفسه
إني أجلك عن روحي وأبذلها فداء عبدك حال أنت واهبها
وكيف تفديك روح أنت تملكها وقد مننت على من يفتديك بها
قَالَ: وأنشدنا أبو علي الروذباري لنفسه أيضا:
لو كل جارحة مني لها لغة تثني عليك بما أوليت من حسن
لكان ما زان شكري إذا أشرت به إليك أجمل في الإحسان والمنن
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن العباس المعدل، قَالَ: أنشدنا أبو القاسم عبد السلام بن محمد، قَالَ: أنشدني أبو علي الروذباري لنفسه:
كم نعمنا بغلة الأشجان وجرينا مع الهوى في عنان
شربنا في روضة العطف صرفا من نعيم الوصال في كتمان
ونسيم الأنيس في ظل عيش تحت سجف من لحظ طرف الزمان
بك تاج الوفاء بالود لاحت فيه أنوار بهجة الإحسان
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، قَالَ: سمعت الحسين بن أحمد يقول: توفي أبو علي الروذباري سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة.
قَالَ محمد: وذكر أبو زرعة الطبري أنه مات سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة.(2/180)
189- محمد بن أحمد بن القاسم بن الخليل بن الضحاك بن عبد الله بن رزين بن قيميذين أبو جعفر مولى عثمان بن عفان يعرف بالكديمي وبالطيالسي أيضا سكن مصر، وحدث بها عن الحسن بن علي بن الوليد الفارسي.
روى عنه: أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور، وَقَالَ: ما علمت من أمره إلا خيرا.(2/184)
190- محمد بن أحمد بن القاسم النيسابوري قدم بغداد حاجا في سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة، وحدث بها عن إبراهيم بن نصر بن المبارك.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني.(2/184)
191- محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان أبو الحسين الضبي القاضي المعروف بابن المحاملي سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو ابن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبا عمر الزاهد، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش.
وكان ثقة صادقا خيرا فاضلا، حضرت مجلسه غير مرة، وسمعت منه ولم يحصل عندي عنه شيء.
أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي أبو الحسين ابن المحاملي، الفقيه الشافعي الشاهد، حفظ القرآن والفرائض وحسابها والدور، ودرس الفقه على مذهب الشافعي، وكتب الحديث ولزم العلم، ونشأ فيه، وهو عندي ممن يزداد خيرا كل يوم.
مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة.
قلت: ومات أبو الحسين ابن المحاملي في يوم الخميس العاشر من رجب سنة سبع وأربع مائة.(2/185)
192- محمد بن أحمد بن قطن بن خالد بن حيان بن مسلم بن أبي سلمة بن قيس بن حارثة بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان أبو عيسى السمسار سمع الحسن بن عرفة، وحماد بن الحسن بن عنبسة، وأحمد بن إبراهيم وراق خلف بن هشام، وعلي بن حرب، وحميد بن الربيع، وعمر بن مدرك، ونحوهم.
روى عنه: عمر بن محمد بن سيف، والقاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وعمر بن إبراهيم الكتاني.
وكان ثقة.
حَدَّثَنِي أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: سمعت محمد بن أحمد بن علي الكاتب، يقول: قَالَ لي أبو بكر بن مجاهد: امض إلى أبي عيسى بن قطن فاسمع منه قراءة أبي عمرو، فاني قد سمعتها منه.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، عن أبيه، قَالَ: مات أبو عيسى بن قطن في شهر ربيع الآخر من سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي الوراق، قَالَ: ذكر ابن قطن أنه ولد في سنة خمس وثلاثين ومائتين يوم جمعة، وكان يوم عاشوراء، وتوفي يوم الجمعة لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.(2/185)
193- محمد بن أحمد بن قبيصة أبو عبد الله حدث عن الحسين بن فهم.
روى عنه: إبراهيم بن مخلد الباقرحي.(2/186)
194- محمد بن أحمد بن كيسان أبو الحسن النحوي كان أحد المذكورين بالعلم والموصوفين بالفهم، وبلغني أنه مات في سنة تسع وتسعين ومائتين.
وذكر أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان، أن كيسان ليس باسم جده وإنما هو لقب أبيه، والله أعلم.
وكان يحفظ مذهب البصريين والكوفيين معا في النحو، لأنه أخذ عن المبرد وثعلب.
وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: أبو الحسن بن كيسان أنحى من الشيخين، يعني: ثعلبا والمبرد.(2/187)
195- محمد بن أحمد بن أبي خلف مولى بني سليم واسم أبي خلف محمد يكنى أبا عبد الله سمع محمد بن طلحة بن الطويل التيمي، وسفيان بن عيينة، ويعلى بن شبيب الأسدي، ويحيى بن يمان العجلي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وأبا المنذر إسماعيل بن عمر، وروح بن عبادة.
روى عنه جعفر بن أحمد بن سام، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم: محمد بن أبي خلف البغدادي، سألت أبي عنه، فقال: ثقة صدوق.
(234) -[2: 188] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْكُوفِيِّ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حدثنا مِسْعَرٌ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَوَاكٍ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيًّا مَرِيعًا عَاجِلا غَيْرَ آجِلٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ " قال: فأطبقت عليهم.
هكذا رواه محمد بن عبيد، عن مسعر موصولا.
ورواه أخوه يعلى بن عبيد، عن مسعر، عن يزيد، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، لم يذكر فيه جابرا.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق فيما أذن أن نرويه عنه، قَالَ: أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، قَالَ: أخبرنا موسى بن هارون، قَالَ: مات محمد بن الفرج، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف ببغداد جميعا سنة ست وثلاثين، يعني ومائتين، وكانا لا يخضبان، ماتا جميعا قبل خروجي إلى البصرة، وشهدت جنازتهما، رحمهما الله.(2/187)
196- محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مقدم أبو عبد الله القاضي المقدمي مولى ثقيف، سمع عمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن خالد بن خداش، ومحمد بن يحيى القطيعي، ومقدم بن محمد المقدمي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن المثنى، وزيد بن أخزم.
روى عنه: محمد بن يحيى الصولي، ومحمد بن عمر ابن الجعابي، وأحمد بن عبد الرحمن المقرئ المعروف بالولي، وأبو حفص ابن الزيات، وغيرهم.
وكان ثقة.
(235) -[2: 189] أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: حدثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالا: حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ أَوْ يَشْرَبَ بِشِمَالِهِ " أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع، أن أبا عبد الله بن المقدمي، مات في سنة إحدى وثلاث مائة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قَالَ: وفي غرة شوال من هذه السنة، يعني سنة إحدى وثلاث مائة، توفي أبو عبد الله القاضي المقدمي، وكان حسن الرواية للأخبار ولا أعلمه غير شيبه.(2/189)
197- محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة أبو جعفر المروزي قدم بغداد، وحدث بها عن أبي الموجه محمد بن عمرو، وأحمد بن علي بن سلمان المروزيين.
روى عنه: علي بن عمر السكري.
(236) -[2: 190] أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتَّلِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: حدثنا خَارِجَةُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ "(2/190)
198- محمد بن أحمد بن محمد بن هشام بن عيسى بن عبد الرحمن أبو نصر مروروذي الأصل سمع جده محمد بن هشام، وعمرو بن علي، ومهني بن يحيى، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان.
روى عنه: أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن سليمان الوراق، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وأبو حفص بن شاهين.
أَخْبَرَنَا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير، قَالَ: أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن هشام المرورذي في طاقات العكي، قَالَ: حدثنا جدي محمد بن هشام، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عبيدة الضبي، عن شقيق، عن الصبي بن معبد، قَالَ: أفردت الحج.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي المحاربي، عن عمر بن ذر، عن مجاهد بهذا.(2/190)
199- محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج أبو بكر الكاتب سمع جده محمدا، وعمر بن شبة، ومحمد بن حماد المقرئ، والقاسم بن محمد المروزي.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
وَحَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال: أن يوسف القواس ذكره في جملة الثقات من شيوخه الذين كتب عنهم.
قرأت بخط أبي القاسم ابن الثلاج: ذكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج أن مولده في سنة ثمان وثلاثين، يعني ومائتين.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وَأَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع، قالا: توفي ابن أبي الثلج في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة.
قلت: وكذلك قرأت في كتاب أبي عمرو بن جابر العطار، وزاد، يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان.
وقد كنا حكينا عن أبي بكر بن شاذان فيما تقدم من ذكر محمد بن أحمد بن البستنبان، أن ابن أبي الثلج مات في سنة ثلاث وعشرين، وذكرنا أنه خطأ وهذا هو الصواب.(2/191)
200- محمد بن أحمد بن محمد بن بختويه أبو بكر البلخي قدم بغداد، وحدث بها عن أحمد بن محمد بن سهل القاضي البلخي.
روى عنه: محمد بن المظفر.
(237) -[2: 192] أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَخْتَوَيْهِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُشَيْشٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي خُشَيْشٍ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ لا يَكُونَ شَاخِصًا إِلا فِي ثَلاثٍ: طَلَبٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ خُطْوَةٍ لِمَعَادٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مَحْرَمٍ "(2/192)
201- محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن علي بن يقطين بن موسى بن عبد الرحمن أبو عبد الله البزاز سمع الفضل بن موسى البصري مولى بني هاشم روى عنه: ابن شاهين.
(238) -[2: 192] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، قَالا: أخبرنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّازُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حدثنا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حدثنا رَبَاحٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنَ السُّحْتِ: كَسْبُ الْحَجَّامِ، وَثَمَنُ الْكَلْبِ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ "(2/192)
202- محمد بن أحمد بن محمد بن الحارث بن كثير بن غزوان بن عبد ربه أبو الطيب يعرف بابن الكاتب ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه حدثه في سنة ست وعشرين وثلاث مائة عن محمد بن علي الوراق.(2/193)
203- محمد بن أحمد بن محمد أبو طاهر الرازي
ذكر ابن الثلاج أيضا أنه حدثه في سنة سبع وعشرين وثلاث مائة عن عمرو بن تميم الطبري.(2/193)
204- محمد أمير المؤمنين القاهر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد الموفق بالله واسمه محمد وقيل طلحة بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب يكنى أبا منصور وأمه مولدة المغرب يقال لها قبول ذكر لنا الحسن بن أبي بكر أنه لما استخلف نقش على سكة العين والورق، محمد رسول الله القاهر بالله، المنتقم من أعداء الله لدين الله.
وَأنبأنا إبراهيم بن مخلد، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قَالَ: استخلف محمد القاهر بالله يوم الخميس ضحوة النهار لليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلاث مائة، وبويع له في هذا اليوم، وخلع يوم السبت لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة، وسملت عيناه في هذا اليوم حتى سالتا جميعا فعمى، وارتكب منه أمر عظيم لم يسمع بمثله في الإسلام، فكانت خلافته إلى هذا اليوم الذي نزل به فيه ما نزل سنة وستة أشهر وسبعة أيام.
وكان رجلا ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، أسمر معتدل الجسم أصهب الشعر، طويل الأنف، في مقدم لحيته طول، لم يشب إلى وقت خلع، ثم لم يزل محبوسا مرة ومخلى مرة في حال نقص إلى أن توفي في ليلة الجمعة لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين، وكانت وفاته في منزله من دور ابن طاهر، ودفن إلى جنب أبيه المعتضد بالله، وسنه وقت توفي اثنتان وخمسون سنة، ومولده لخمس خلون من جمادى الأولى من سنة سبع وثمانين ومائتين.(2/193)
205- محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو أبو الحسن البغدادي
(239) -[2: 195] كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ وَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكِتَّانِيُّ عَنْهُ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْبَغْدَادِيُّ، إِمَامُ جُونِيَةَ وَخَطِيبُهَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ السَّرَّاجُ، قَالَ: حدثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، عَنْ كَثِيرٍ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ " جونية من أعمال أطرابلس.(2/195)
206- محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق أبو بكر يعرف بالحجاري بالراء حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وإسماعيل بن محمد المزني الكوفيين، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن عبد الله بن زكريا الجبلي.
روى عنه: محمد بن إسحاق القطيعي، وأبو الحسن الدارقطني.(2/195)
207- محمد بن أحمد بن محمد بن سهل أبو الفضل الصيرفي نيسابوري الأصل كان يسكن قطيعة الربيع، وحدث عن أبي مسلم الكجي، وسعيد بن عياش الخياط صاحب ذي النون المصري.
روى عنه: عبد الله بن عثمان بن يحيى، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المعدل، ومحمد بن أسد الكاتب.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو الحسن ابن رزقويه.
وكان ثقة.
(240) -[2: 196] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَجِّيُّ، قَالَ: حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ لِي الْبَرَاءُ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَبْصَرَ جَمَاعَةً مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: " عَلَامَ اجْتَمَعَ هَؤُلاءِ؟ " قِيلَ: عَلَى قَبْرٍ يَحْفِرُونَهُ.
قَالَ: فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَدَرَ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ، فَجَثَا عَلَيْهِ، وَاسْتَقْبَلْنَاهُ لِنُبْصِرَ مَا يَصْنَعُ، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ.
قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا " قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الفضل محمد بن أحمد بن سهل النيسابوري بقطيعة الربيع في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاث مائة.(2/195)
208- محمد بن أحمد بن محمد بن الخطاب بن عمر بن الخطاب بن زياد بن الحارث بن زيد بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب يكنى أبا الحسن البزاز سمع محمد بن عيسى بن أبي قماش الواسطي، وأحمد بن علي البربهاري، وموسى بن إسحاق الأنصاري، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الثقفي، والحسن بن علي المعمري، ومحمد بن الحسن بن سماعه الكوفي، وموسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي.
روى عنه: عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، وهو نسبه.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو الحسين ابن رزقويه، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ المعروف بابن الحمامي.
وكان ثقة.
(241) -[2: 197] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّاز، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: حدثنا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ أَبُو يَزِيدَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حدثنا شَرِيكٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ " ذكر أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق فيما قرأت بخطه أن هذا الشيخ توفي يوم الخميس، ودفن من الغد يوم الجمعة، لاثنتي عشرة خلون من جمادى الأولى سنة خمسين وثلاث مائة.(2/196)
209- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبيد بن يقطين بن موسى بن عبد الرحيم أبو بكر الأسدي المقرئ البغدادي نزل مكة، وذكر أبو الفتح بن مسرور أنه قدم عليهم مصر، وحدثهم بها عن أحمد بن محمد ابن بنت الحسن بن عيسى الماسرجسي، قَالَ: وتوفي بمكة في سنة خمسين وثلاث مائة، وكان ثقة.(2/197)
210- محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن قريش أبو العباس البزاز سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وقاسم بن زكريا المطرز.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وطلحة بن علي بن الصقر الكتاني.
وكان ثقة.
(242) -[2: 198] أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْقَاسِمِ الْكِتَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ الْمُجْهِزُ، قَالَ: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ سَعِيدِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ إِذَا اشْتَكَى اقْتَمَحَ كَفًّا مِنْ شُونِيزٍ، وَشَرِبَ عَلَيْهِ مَاءً وَعَسَلا " قرأت بخط محمد بن أبي الفوارس، قَالَ: لنا أبو عمر بن حيويه، توفي أبو العباس بن قريش يوم الحادي عشر من رجب سنة أربع وخمسين وثلاث مائة.(2/198)
211- محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان أبو قلابة السراج نزل البصرة وكان يؤم بالناس في جامعها، وحدث بها عن موسى بن سهل الجوني، والحسن بن الطيب الشجاعي، والحسين بن محمد بن عفير، وأبي حفص الحلبي، ومحمد بن الحسن بن بدينا، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني، حَدَّثَنَا عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن الصقر المعروف بابن النمط المقرئ، وكان سماعه منه في سنة ستين وثلاث مائة.
(243) -[2: 199] حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الصَّقْرِ، قَالَ: حدثنا أَبُو قِلابَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ السَّرَّاجُ أَمَامَ مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: حدثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْجُونِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أَنَّ امْرَأَتَهُ اشْتَكَتْ شَكْوَى، فَقَالَتْ: لَئِنْ شَفَانِيَ اللَّهُ لأَخْرُجَنَّ فَلأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَبَرَأَتْ ثُمَّ تَجَهَّزَتْ فَجَاءَتْ مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُسَلِّمَ عَلَيْهَا فَأَخْبَرَتْهَا، فَقَالَتِ: اجْلِسِي فَكُلِي مَا صَنَعْتِ، وَصَلِّي فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَصَلاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ "(2/199)
212- محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد أبو عبد الله الطائي المتكلم صاحب أبي الحسن الأشعري وهو من أهل البصرة، قدم بغداد، وعليه درس القاضي أبو بكر محمد ابن الطيب الكلام، وله كتب حسان في الأصول.
وذكر لنا غير واحد من شيوخنا عنه أنه كان ثخين الستر، حسن التدين، جميل الطريقة.
وكان أبو بكر البرقاني يثني عليه ثناء حسنا، وقد أدركه في بغداد فيما أحسب والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزهري، قَالَ: حدثنا الحسن بن الحسين الشافعي الهمذاني، قَالَ: أنشدني أبو عبد الله بن مجاهد المتكلم لبعضهم:
أيها المغتدي ليطلب علما كل علم عبد لعلم الكلام
تطلب الفقه كي تصحح حكما ثم أغفلت منزل الأحكام(2/200)
213- محمد بن أحمد بن محمد بن جابر أبو الحسن حدث بالبصرة عن الحسن بن الطيب الشجاعي.
حَدَّثَنَا عنه علي بن حمزة البصري المؤذن.
(244) -[2: 200] أَخَبْرَني أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الْبَغْدَادِيُّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيَّ الْبَلْخِيَّ، قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حدثنا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلْعُونٌ مَنْ ضَرَّ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ "(2/200)
214- محمد بن أحمد بن محمد بن حماد أبو جعفر مولى الهادي بالله يعرف بابن المتيم سمع محمد بن يحيى المروزي، وجعفر بن محمد الفريابي، وعلي بن طيفور النسوي، وموسى بن سهل الجوني، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، ومحمد بن جعفر القتات، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن خلف وكيعا.
حَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن جعفر بن علان الوراق، وأبو عبد الله أحمد بن محمد الكاتب، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو طاهر محمد بن علي بن العلاف، وأبو نعيم الأصبهاني، وسألت أبا نعيم عنه، فقال: لم أسمع فيه إلا خيرا.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو جعفر بن متيم يوم الثلاثاء لسبع خلون من شوال سنة سبعين وثلاث مائة، وكان لا بأس به في الحديث وكان فيه دعابة.(2/201)
215- محمد بن أحمد بن محمد أبو بكر الكاتب حدث عن محمد بن العباس اليزيدي وأحمد بن عبيد الله بن عمار الأخباري.
روى عنه: إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي.(2/201)
216- محمد بن أحمد بن محمد بن عبدان بن فضال بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن العباس، أبو الفرج الأسدي الصفار سمع محمد بن محمد الباغندي، وأبا صخرة عبد الرحمن بن محمد السامي، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز، وأبا بكر بن أبي داود.
حَدَّثَنَا عنه أبو الفرج الطناجيري، وعلي بن المحسن التنوخي، وَقَالَ لنا التنوخي: سمعته يقول: ولدت في سنة تسع وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: توفي أبو الفرج بن عبدان في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاث مائة، وكان ثقة مأمونا.(2/201)
217- محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه أبو سهل النيسابوري يعرف بالحسنويي أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري، قَالَ: محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه أبو سهل بن أبي بشر الحسنوي، كان أبوه من العباد المجتهدين.
وأبو سهل أديب قد تفقه على مذهب الشافعي.
سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى البزاز، وأبا بكر محمد بن الحسين القطان، وأبا الطاهر محمد بن الحسن، وغيرهم، طبقة قبل الأصم.
وكان أبو سهل من التاركين لما لا يعنيهم، المشتغلين بأسباب نفوسهم.
خرج متوجها إلى الحج في شهر رمضان سنة أربع وسبعين وثلاث مائة، وحدث ببغداد ومكة وسائر المدن.
وحج وانصرف إلى بغداد فتوفي بها، ليلة الاثنين الثاني عشر من صفر سنة خمس وسبعين وثلاث مائة، وهو ابن تسع وخمسين سنة.
قلت: ودفن ببغداد في مقبرة الخيزران.(2/202)
218- محمد بن أحمد بن محمد بن أبي صالح أبو بكر نزل بلخ، وأقام بها حتى مات، وحدث هناك عن أبي شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن يحيى المروزي، وأبي يعلى الموصلي.
حَدَّثَنَا عنه: أبو الحسن محمد بن إسماعيل الزاهد، وأبو علي الحسن بن أحمد بن محمد الخطيب البلخيان.
وذكر لنا أبو علي أنه سمع منه ببلخ في سنة سبع وستين وثلاث مائة.
وَقَالَ لنا أيضا: ولد ابن أبي صالح ببغداد، ونزل بلخ فأقام بها.
(245) -[2: 203] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكُلابِيُّ الزَّاهِدُ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن أَبِي صَالِحٍ الْبَغْدَادِيُّ بِبَلْخَ، قَالَ: حدثنا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حدثنا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ أَيُّ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: " {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّخْشَبِيُّ، قَالَ: مَاتَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ بِبَلْخَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: وَكَانَ وَاهِيًا عِنْدَ أَهْلِ بَلْخَ، تَكَلم فيه أبو إسحاق المستملي وغيره.(2/203)
219- محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله أبو بكر المفيد ذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه بغدادي الأصل سكن جرجرايا، ووصفه بالحفظ، وسمعت محمد بن عبد الله بن محمد يحكي عنه، قَالَ: موسى بن هارون سماني المفيد.
وَقَالَ لنا محمد بن أحمد بن شعيب الروياني: لم أر أحفظ من أبي بكر المفيد.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو سعد الماليني، فقال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب الشيخ الصالح.
حدث المفيد عن علي بن محمد بن أبي الشوارب القاضي، وأبي شعيب الحراني، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وموسى بن هارون الحافظ، وأبي يعلى الموصلي، وعن خلق لا يحصون من أهل الشام ومصر، فإنه كان سافر الكثير، وكتب عن الغرباء، وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين، منهم: الحسن بن عبيد الله العبدي حدث عنه، عن عفان، وعبد الله بن رجاء، ومحمد بن كثير، وعمرو بن مرزوق، ومسدد، ومنهم: أحمد بن عبد الرحمن السقطي، روى عنه: جزءا عن يزيد بن هارون، وذكر أنه سمع منه ببغداد في سنة خمس وتسعين ومائتين.
والسقطي هذا مجهول.
فحدثني عبد العزيز بن علي، قَالَ: رأيت في كتاب أبي سعد الماليني بخطه سمعت أبا سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن ممجة، يقول: سمعت أبا الحسن الدارقطني، وسئل عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي الذي حدث عنه أبو بكر المفيد، فقال: قد حَدَّثَنَا عنه جماعة، عن يزيد بن هارون.
قلت: ولا أعلم أحدا من البغداديين ولا غيرهم، عرف أحمد بن عبد الرحمن السقطي هذا، ولا روى عنه: سوى المفيد، وفي هذه الحكاية نظر من جهة ابن ممجة.
وأكثر أحاديث السقطي عن يزيد صحاح ومشاهير إلا ما.
(246) -[2: 205] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد الْمُفِيدُ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ، قَالَ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أخبرنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ "
(247) -[2: 205] قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُحْفَظُ مِنْ رِوَايَةِ مُفَرِّجِ بْنِ شُجَاعٍ الْمَوْصِلِيّ عَنْ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّومَارِيُّ، قَالا: حدثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حدثنا مُفَرِّجُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " وحدثني أبو بكر أحمد بن محمد المستملي الغزال، قَالَ: أخبرنا محمد بن جعفر الوراق، قَالَ: أخبرنا أبو الفتح الأزدي الحافظ، قَالَ: مفرج بن شجاع الموصلي واهي الحديث قلت: إنما عنى الأزدي هذا الحديث خاصة، ومفرج في عداد المجهولين والحديث عن يزيد شاذ، مع أنه قد روي عن نصر ابن علي الجهضمي أيضا عن يزيد وليس بثابت عنه.
ورواه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، عن الحسن بن صالح، عن عاصم الأحول.
وإسماعيل كان كذابا.
ورواه أصرم بن غياث النيسابوري، عن عاصم الأحول، وأصرم لا تقوم به حجة، والله اعلم.
وكان شيخنا أبو بكر البرقاني قد أخرج في مسنده الصحيح عن المفيد حديثا واحدا، وكان كلما قرئ عليه اعتذر من روايته عنه، وذكر أن ذلك الحديث لم يقع إلا من جهته فأخرجه عنه، وسألته عنه، فقال: ليس بحجة.
وَقَالَ لنا البرقاني أيضا: رحلت إلى المفيد فكتبت عنه الموطأ، فلما رجعت إلى بغداد قَالَ لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف الله عليك نفقتك، فدفعته إلى بعض الناس وأخذت به بياضا.
قلت: روى المفيد الموطأ عن الحسن بن عبيد الله العبدي، عن القعنبي، فأشار ابن أبي سعد إلى أن نفقة البرقاني ضاعت في رحلته، وذلك أن العبدي مجهول لا يعرف.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي، قَالَ: ذكر لنا المفيد أن مولده سنة أربع وثمانين ومائتين، فسألت عبد العزيز، عن وفاته، فقال: مات قبل سنة ثمانين وثلاث مائة.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: توفي أبو بكر المفيد في سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة.
وَقَالَ لي القاضي أبو العلاء الواسطي: مات المفيد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة.
قلت: وكان مولده ببغداد، ووفاته بجرجرايا، وقبره هناك معروف قد رأيته.(2/204)
220- محمد بن أحمد بن أبي مسلم واسم أبي مسلم محمد بن علي بن مهران يكنى أبا الحسن وهو أصبهاني الأصل، سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، والحسن بن الطيب الشجاعي، وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي، وطبقتهم.
روى عنه: ابنه أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي.
وكان ثقة.(2/207)
221- محمد بن أحمد بن محمد أبو عمر الأنماطي المروزي قدم بغداد حاجا في سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة، وحدث بها عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم النيسابوري.
حَدَّثَنَا عنه أحمد بن محمد العتيقي.
(248) -[2: 207] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ وَأَخْبرنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَمْرٍو الْمَكِّيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ أَعْطَاكُمْ ثُلُثَ أَمْوَالِكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ زِيَادَةٌ فِي أَعْمَالِكُمْ "(2/207)
222- محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن أبو الفتح الخواص سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي.
حَدَّثَنَا عنه أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي، وَقَالَ لي أبو بكر: كان هذا الخواص شيخا صالحا فاضلا حضر عند أبي إسحاق الطبري فسمعت منه.(2/208)
223- محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الملك أبو الحسن الأدمي حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني عنه عن محمد بن علي بن أبي دؤاد الأيادي بكتاب العلل لزكريا الساجي.
وَقَالَ لي أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق: لم يكن الأدمي هذا صدوقا في الحديث كان يسمع لنفسه في كتب لم يسمعها، فسألت البرقاني عن الأدمي، فقال: ما علمت عنه إلا خيرا، وكان شيخا قديما أظن سماعه من إسماعيل الصفار ونحوه، غير أنه كان يطلق لسانه في الناس ويتكلم في ابن مظفر والدارقطني.
وَقَالَ لي البرقاني أيضا: كان القاضي الجراحي رجلا كريما سخيا يدعو أصحاب الحديث وينفق عليهم ويبرهم، وإذا لم يكن معه شيء باع ثيابه وأنفق عليهم فكان أبو بكر ابن البقال وغيره من كتبة الحديث يحضرون عنده لذلك ويسمعون منه وينتخبون عليه، وكان محمد بن أحمد بن عبد الملك الأدمي يذكرهم، ويقول: سماعون للكذب أكالون للسحت.
وَحَدَّثَنِي عبد العزيز الأزجي عن الأدمي عن أبي سهل بن زياد.(2/208)
224- محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر أبو نصر البخاري المعروف بالملاحمي قدم بغداد وحدث بها، عن محمود بن إسحاق، عن محمد بن إسماعيل البخاري كتاب القراءة وراء الإمام، وكتاب رفع اليدين في الصلاة.
وروى أيضا عن عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وعلي بن محمد بن قريش، ومحمد بن قريش بن سليمان، وحاتم بن عقيل البخاريين، والهيثم بن كليب الشاشي، وغيرهم.
سمع منه أبو الحسن الدارقطني، وَحَدَّثَنَا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وعبد الكريم وعبد الصمد ابنا علي بن محمد بن المأمون الهاشمي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، في آخرين.
وَقَالَ لي القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب: توفي أبو نصر الملاحمي ببخارى في سنة خمس وتسعين وثلاث مائة، بلغني ذلك وكان من أعيان أصحاب الحديث وحفاظهم.
قرأت في كتاب أبي القاسم ابن الثلاج: قَالَ لنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر الملاحمي البخاري: مولدي في سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى، قَالَ: توفي أبو نصر الملاحمي يوم السبت السابع من شعبان سنة خمس وتسعين وثلاث مائة.(2/209)
225- محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح بن مختار أبو عمرو المزكي من أهل نيسابور يعرف بالبحيري، سمع يحيى بن منصور القاضي، ومحمدا وعلينا ابني المؤمل بن الحسن، ونحوهم.
ورحل إلى العراق فكتب بها وبالحجاز بعد سنة ستين وثلاث مائة، ثم ورد بغداد فحدث بها، فذكر لي القاضي أبو العلاء محمد بن علي أنه قدم عليهم بغداد وسمع منه بها في سنة ثمانين وثلاث مائة.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو العلاء ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني، وكان ثقة حافظا مبرزا في المذاكرة.
حَدَّثَنَا محمد بن علي بن يعقوب، قَالَ: بلغني أن أبا عمرو البجيري توفي بنيسابور في شعبان سنة ست وتسعين وثلاث مائة، وهو ابن ثلاث وستين سنة.(2/210)
226- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو بكر الصفار يعرف بابن أبي العباس حدث عن الحسين بن إسماعيل المحاملي.
حَدَّثَنِي عنه أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الشروطي، وَقَالَ: لي سمعت منه في سنة ست وتسعين وثلاث مائة.
وَحَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري أنه سمع منه، فسألته عنه، فقال: نبيل ثقة.(2/211)
227- محمد بن أحمد بن محمد بن شاذان أبو بكر النيسابوري قدم بغداد وحدث بها عن أبي العباس الأصم.
سمع منه أبو عبد الله بن الأبنوسي، وحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق.
وَحَدَّثَنِي عنه محمد بن علي بن الفتح الحربي.(2/211)
228- محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه أبو بكر الطوسي قدم بغداد في سنة خمس وأربع مائة حاجا، وحدث بها عن أبي العباس الأصم.
سمع منه هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، وَحَدَّثَنِي عنه أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي، وكان صدوقا وأحسبه مات بعد سنة خمس بيسير.(2/211)
229- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله بن يزيد بن خالد أبو الحسن البزاز المعروف بابن رزقويه كان يذكر أن له نسبا في همدان سمع إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبا الحسن المصري، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، والحسن بن علي بن الشيرازي، وأبا العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري، ومن في طبقتهم، ومن بعدهم.
وكان ثقة صدوقا، كثير السماع والكتابة، حسن الاعتقاد، جميل المذهب، مديما لتلاوة القرآن، شديدا على أهل البدع.
ومكث يملي في جامع المدينة من بعد سنة ثمانين وثلاث مائة إلى قبل وفاته بمديدة.
وهو أول شيخ كتبت عنه وأول ما سمعت منه في سنة ثلاث وأربع مائة، وكتبت عنه إملاء مجلسا واحدا، ثم انقطعت عنه إلى أول سنة ست، وعدت فوجدته قد كف بصره فلازمته إلى آخر عمره، وسمعته يقول: ولدت في يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.
(249) قَالَ: وَأَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنَ الصَّفَّارِ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: " إِنَّمَا كَانَتِ الْفُتْيَا فِي الْمَاءِ مِنَ الْمَاءِ رُخْصَةً فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ، ثُمَّ نَهَى عَنْهَا " قَالَ لنا ابن رزقويه: كتبت هذا الحديث عن الصفار بخطي إملاء في يوم الأربعاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة، والصفار أول من سمعت منه.
سمعت الأزهري يذكر أن بعض الوزراء دخل بغداد ففرق مالا كثيرا على أهل العلم وكان ابن رزقويه فيمن وجه إليه من ذلك المال فقبلوا كلهم سواه فإنه رده تورعا وظلف نفس.
وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه وعلق على مذهب الشافعي، وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة في الدنيا لكسب ولا تجارة ولكني أحبها لذكر الله، ولقراءتي عليكم الحديث.
وذكره هبة الله بن الحسن الطبري فوصفه بالإكثار من الحديث.
وسمعت أبا بكر البرقاني سئل عنه فقال: ثقة.
وكانت وفاته غداة يوم الاثنين السادس عشر من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وأربع مائة، ودفن من يومه بعد صلاة الظهر في مقبرة باب الدير بالقرب من معروف الكرخي، وصلى عليه ابنه أبو بكر، وحضرت الصلاة عليه.(2/211)
230- محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل أبو الفتح بن أبي الفوارس كان جده سهل يكنى أبا الفوارس ولد أبو الفتح في سحر يوم الأحد لثمان بقين من شوال سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة.
وسمع من أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي ابن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد، ومن في طبقتهم، وبعدهم.
وسافر في طلب الحديث إلى البصرة وبلد فارس وخراسان، وكتب الكثير وجمع، وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة وثقة مشهورا بالصلاح.
وكتب الناس بانتخابه على الشيوخ وتخريجه.
وحدث عنه أبو سعد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وهبة الله بن الحسن الطبري.
وسمعت منه بعض أماليه، وقرأت عليه قطعة من حديثه، وكان يسكن بالجانب الشرقي ويملي في جامع الرصافة.
وتوفي في يوم الأربعاء السادس عشر من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربع مائة، ودفن من الغد وذلك يوم الخميس بمقبرة باب حرب، وقبره إلى جنب قبر أحمد بن حنبل غير أن بينهما قبور التميميين الثلاثة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: علي ومحمد أبو الفتح يعرفان ببني أبي الفوارس، كتبا الحديث، ورحل محمد في طلبه إلى خراسان وأصبهان وغيرهما.
قلت: وكان أخوه علي بن أحمد بن أبي الفوارس، عبدا صالحا ومات قبل أن يحدث(2/213)
231- محمد بن أحمد بن محمد بن منصور أبو جعفر البيع ويعرف بالعتيقي ذكر لي ابنه أبو الحسن أحمد، أنه ولد برويان في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة، قَالَ: وحمل إلى طرسوس وهو ابن سبع سنين، فنشأ بها وسمع الحديث من شيخ كان بها يعرف بالخواتيمي، وسمع أيضا من أبي العباس بن القاص كتاب المفتاح.
وكان أبو العباس فقيه أهل طرسوس ومفتيهم، ولم يزل بها حتى غلبت الروم على البلد فانتقل عنه إلى دمشق، ثم ورد بغداد فسكنها، حتى مات بها في يوم الجمعة الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث عشرة وأربع مائة.
قَالَ أبو الحسن: وقد حدث بشيء يسير وسمعت منه.(2/214)
232- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الفرج بن أبي طاهر أبو عبد الله الدقاق يعرف بابن البياض ولد في صفر من سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة، وسمع أحمد بن سلمان النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأحمد بن عثمان ابن الأدمي، وجعفر الخلدي، وأبا بكر الشافعي، ونحوهم.
كتبنا عنه بانتخاب هبة الله ابن الحسن الطبري، وكان شيخا فاضلا دينا صالحا ثقة من أهل القرآن.
ومات في يوم الخميس التاسع والعشرين من شعبان سنة خمس عشرة وأربع مائة، وكنت إذ ذاك غائبا عن بغداد في رحلتي إلى نيسابور.(2/215)
233- محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى واسم أبي موسى عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب أبو علي الهاشمي القاضي سمع محمد بن المظفر، وأبا الحسين بن سمعون.
كتبت عنه وكان ثقة.
وهو أحد الفقهاء الحنابلة، كان يدرس ويفتي في جامع المدينة وله تصانيف على مذهب أحمد بن حنبل.
حَدَّثَنِي علي بن المحسن التنوخي، قَالَ: قَالَ لي أبو علي بن أبي موسى: ولدت في ذي القعدة من سنة خمس وأربعين وثلاث مائة.
ومات في يوم الأحد الثالث من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربع مائة، ودفن من الغد بباب حرب، وصليت عليه في جامع المنصور، وكان الجمع وافرا جدا.(2/215)
234- محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو الفتح المصري سمع القاضي أبا الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي، ومن بعده بمصر، وأبا الحسين بن جميع بصيدا.
وقدم بغداد قبل سنة أربع مائة، فأقام بها وكتب عن عامة شيوخها حديثا كثيرا، واحترقت كتبه دفعات، وروى شيئا يسيرا، فكتبت عنه على سبيل التذكرة.
(250) -[2: 216] حَدَّثَنِي أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حدثنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْحَلَبِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحَمَّادَانِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً " سمعت أبا علي الحسن بن أحمد الباقلاني وغيره من أصحابنا يذكرون، أن المصري كان يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها ويسمع فيها لنفسه.
وَحَدَّثَنِي أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، قَالَ: حَدَّثَنِي خالي الحسن بن أحمد الباقلاني، قَالَ: جاءني المصري بأصل لأبي الحسن بن رزقويه عليه سماعي لأشتريه منه ولم يكن عليه سماعه.
وَقَالَ لي: لو كان هذا سماعي لم أبعه.
فمكث عندي مدة ثم رددته عليه، فلما كان بعد سنين كثيرة حمل إلي ذلك الأصل بعينه، وقد سمع عليه لنفسه ونسي أنه كان قد حمله إلي قبل التسميع فرددته عليه.
قَالَ أبو الفضل: وأنا رأيت الأصل عند خالي وعليه تسميع المصري لنفسه بخطه.
سألت أبا الفتح المصري عن مولده، فقال: في سنة أربع وسبعين وثلاث مائة.
ومات ببغداد في يوم الجمعة تاسع المحرم من سنة أربعين وأربع مائة.(2/216)
235- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود أبو جعفر القاضي السمناني سكن بغداد، وحدث بها عن علي بن عمر السكري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي القاسم بن حبابة وغيرهم من البغداديين، وعن نصر بن أحمد بن الخليل الموصلي.
كتبت عنه، وكان ثقة عالما فاضلا سخيا حسن الكلام، عراقي المذهب، ويعتقد في الأصول مذهب الأشعري.
وكان له في داره مجلس نظر يحضره الفقهاء ويتكلمون.
(251) -[2: 218] حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ السَّمْنَانِيُّ مِنْ حِفْظِهِ بَعْدَ أَنْ كُفَّ بَصَرُهُ، قَالَ: لَقَّنَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ الْمَوْصِلِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُرْجِي بِالْمَوْصِلِ، قَالَ: لَقَّنَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: لَقَّنَنِي شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ الأُبَلِّيُّ، قَالَ: لَقَّنَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: لَقَّنَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيِ الْعَبْدِ فَصَبَرَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ ".
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً " سمعت السمناني سئل عن مولده، فقال: ولدت في سنة إحدى وستين وثلاث مائة.
ومات بالموصل وهو على القضاء بها وكانت وفاته في يوم الاثنين السادس من شهر ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وأربع مائة.(2/217)
236- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون أبو الحسين المعروف بابن النرسي سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وموسى بن عيسى السراج، وعلي بن عمر الحربي، وأبا حفص الكتاني، ومحمد بن عبد الله ابن أخي ميمي، وأحمد بن منصور النوشري، وغيرهم من البغداديين.
وسمع بدمشق عبد الوهاب ابن الحسن الكلابي.
كتبنا عنه، وكان صدوقا ثقة من أهل القرآن، حسن الاعتقاد، وسألته عن مولده، فقال: في سنة سبع وستين وثلاث مائة.
ومات في يوم الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء الثالث عشر من صفر سنة ست وخمسين وأربع مائة في مقبرة باب حرب.(2/219)
237- محمد بن أحمد بن محمد بن علي أبو الحسين بن الآبنوسي سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم ابن حبابة، وأبا حفص الكتاني، وأبا طاهر المخلص، وأبا الحسن ابن النجار الكوفي، وأحمد بن عبيد الواسطي.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان يسكن محلة التوثة.
وسألته عن مولده، فقال: في سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة.
ومات في ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين التاسع والعشرين من شوال سنة سبع وخمسين وأربع مائة في مقبرة باب حرب.(2/219)
238- محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله أبو الحسن الهاشمي خطيب جامع المنصور، حدث شيئا يسيرا عن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير.
وكان صدوقا شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله ابن ماكولا وقاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني فقبلاه.
كتبت عنه وسألته عن مولده، فقال: في سنة أربع وثمانين وثلاث مائة.
وَقَالَ لي: قرأت القرآن على أبي القاسم الصيدلاني، وسمعت منه ولم يكن عنده عنه شيء.(2/220)
239- محمد بن أحمد بن محمد بن عمر، أبو جعفر المعدل المعروف بابن المسلمة سمع أبا الفضل الزهري، وعثمان بن محمد الأدمي، وعيسى بن علي الوزير، وأبا طاهر المخلص، وأبا الحسين ابن أخي ميمي، وأبا محمد ابن معروف القاضي، وإسماعيل بن سعيد بن سويد.
كتبت عنه وكان ثقة.
(252) -[2: 221] أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا " قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: وُلِدْتُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَثَلاث مائة.
وَقَالَ أبي: هو أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل من الفرس، أسلم الرفيل على يد عمر بن الخطاب.(2/221)
240- محمد بن أحمد بن موسى أبو عبد الله المصيصي يعرف بالسوانيطي قدم بغداد وحدث بها عن علي بن بكار، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وإسحاق بن خالد البالسي.
روى عنه: إسحاق بن محمد النعالي، وعبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، ومحمد بن عبيد الله ابن الشخير الصيرفي، وأبو الفضل الشيباني.
قرأت في كتاب موسى بن محمد بن عتاب، مات السوانيطي وهو متوجه إلى بلده برأس العين في سنة تسع وثلاث مائة.(2/222)
241- محمد بن أحمد بن موسى أبو بكر العصفري سمع الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وحفص بن عمرو الربالي، وأحمد بن منصور الرمادي، وغيرهم.
روى عنه: أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري، وذكر أنه بغدادي سكن طرسوس، وهناك سمع منه.
(253) -[2: 223] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارِزْمِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْعُصْفُرِيُّ بِطَرْسُوسَ، قَالَ: حدثنا الرَّمَادِيُّ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ مَنْصُورٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا لا نَرَى بِالْمُزَارَعَةِ بَأْسًا حَتَّى سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ، يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ " قال أبو أحمد: هكذا أخبرناه من كتابه عن الرمادي، ويقال: إنه حديث يعقوب بن عبيد النهرتيري، فلا أدري أشاركه فيه الرمادي أو اشتبه على أبي بكر العصفري مع ما أنه وهم ممن حدث به عن الثوري، وقد حدث به جماعة عن الثوري، عن عمرو بن دينار وهو الصواب.
قلت: لم يشتبه على العصفري لأن أبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قد رواه عن الرمادي كروايته عنه، وتابع أبا عاصم أبو داود الحفري فرواه عن سفيان عن عبد الله بن دينار.(2/223)
242- محمد بن أحمد بن موسى السرخسي قدم بغداد، وحدث بها عن أبيه، عن المغيث بن بديل.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين.(2/224)
243- محمد بن أحمد بن موسى، أبو المثنى الدهقان المعروف بالدردائي من أهل الكوفة، قدم بغداد وحدث بها عن الحسن بن علي بن عفان العامري.
حَدَّثَنَا عنه أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يحيى العلوي، وكان سمع منه في بالكوفة.
وقرأت بخط أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أبو المثنى محمد بن أحمد بن موسى الدهقان الكوفي قدم علينا بغداد وَحَدَّثَنَا من حفظه إملاء في منزل أبي الحسن بن عقبة الشيباني سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة وكان ثقة.
كتب إلي أبو طاهر محمد بن محمد ابن الحسين ابن الصباغ المعدل من الكوفة.
وحدثنيه محمد بن علي الصوري عنه، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ، قَالَ: مات أبو المثنى محمد بن أحمد بن موسى الدهقان الدردائي الفقيه لتسع بقين من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة.
قَالَ: وكان رجلا صالحا أحد من يفتي في الحلال والحرام والفروج والدماء، ثقة صدوقا، وكان يرمي بالقدر، وقد جالسته الطويل العريض فما سمعت منه في هذا شيئا.(2/224)
244- محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت أبو الطيب الأهوازي سكن بغداد، وحدث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب البصري، ومحمد بن جعفر القتات، وإبراهيم بن شريك الكوفيين، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن محمد البراثي.
حَدَّثَنَا عنه ابنه أحمد، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحربي.
وروى عنه: الدارقطني، وكان صدوقا.
(254) -[2: 225] أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ إِمْلاءً فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: أخبرنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} .
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي! وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ " قَالَ لي عبد الرحمن بن عبيد الله: مات أبو الطيب بن الصلت، في سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة.(2/225)
245- محمد بن أحمد بن موسى الوزان، يعرف بأبي حنش حدث عن أبي حصين محمد بن الحسين الكوفي.
روى عنه: أحمد بن الفرج بن محمد بن الحجاج.(2/226)
246- محمد بن أحمد بن موسى أبو عبد الله الواعظ الشيرازي قدم بغداد، وأقام بها مدة يتكلم على الناس بلسان الوعظ، ويشير إلى طريقة الزهد، ويلبس المرقعة، ويظهر عزوف النفس عن طلب الدنيا، فافتتن الناس به لما رأوا من حسن طريقه، وكان يحضر مجلس وعظه خلق لا يحصون، وعمر مسجدا كان خرابا بالشونيزية فسكنه وسكن فيه معه جماعة من الفقراء، وكان يعلو سطح المسجد في جوف الليل، ويذكر الناس.
ثم إنه قبل ما كان يوصل به بعد امتناع شديد كان يظهره من قبل، وحصل له ببغداد مال كثير ونزع المرقعة ولبس الثياب الناعمة الفاخرة، وجرت له أقاصيص، وصار له تبع وأصحاب.
ثم أظهر أنه يريد الغزو، فحشد الناس إليه وصار معه من أتباعه عسكر كبير، ونزل بظاهر البلد من أعلاه.
وكان يضرب له بالطبل في أوقات الصلوات، ورحل إلى الموصل، ثم رجع جماعة من أتباعه.
وبلغني أنه صار إلى نواحي أذربيجان واجتمع له أيضا جمع وضاهى أمير تلك الناحية.
وقد كان حدث ببغداد عن علي بن محمد بن عمر القصار الرازي، ومحمد بن عمر بن خزر الهمذاني، وإسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، وأحمد بن محمد بن عمران ابن الجندي، وغيرهم.
وكتبت عنه أحاديث يسيرة وذلك في سنة عشر وأربع مائة.
وَحَدَّثَنِي عنه بعض أصحابنا بشيء يدل على ضعفه في الحديث.
أنشدني أبو عبد الله الشيرازي لبعضهم:(2/226)
247- محمد بن أحمد بن المهدي، أبو عمارة حدث عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن سليمان لوين، وعيسى بن سليمان العسقلاني، وعبدوس بن مالك العطار، وعلي بن الموفق، ومحمد بن المثنى السمسار.
وفي حديثه مناكير وغرائب.
روى عنه: أبو عمرو ابن السماك، وأبو سهل ابن زياد القطان، ودعلج بن أحمد وأبو بكر الشافعي.
إذا ما أطعت النفس في كل لذة نسبت إلى غير الحجى والتكرم
إذا ما أجبت النفس في كل دعوة دعتك إلى الأمر القبيح المحرم
حَدَّثَنِي المعمر بن أحمد الصوفي أن أبا عبد الله الشيرازي مات بنواحي أذربيجان في سنة تسع وثلاثين وأربع مائة.
(255) -[2: 228] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكِتَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَهْدِيِّ أَبُو عُمَارَةَ، قَالَ: حدثنا أَبُو نَافِعٍ أَحْمَدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ، قَالَ: حدثنا أَبُو يَعْقُوبَ الأَعْمَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّغْشِيِّ، قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ، لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ، فَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هذا الحديث منكر جدا وفي إسناده غير واحد من المجهولين.
وقد روى أحمد بن بشير الكوفي، عن مجالد منه كلمات موقوفة على عبد الله بن مسعود كذلك.
(256) أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ الْبَكَّائِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَال: حدثنا ضِرَارٌ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: حدثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ " الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ " أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: أبو عمارة ضعيف جدا(2/227)
248- محمد بن أحمد بن المؤمل بن أبان بن تمام بن خرزاذ أبو عبيد الصيرفي سمع أباه، والقاسم بن هاشم السمسار، وأبا يحيى محمد بن سعيد العطار، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، والفضل بن يعقوب الرخامي.
روى عنه: أبو بكر ابن الجعابي، وعمر بن بشران السكري، وأبو عمر بن حيويه، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: حدثنا عمر بن بشران، قَالَ: أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي كان ثقة يفهم.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي، يقول: محمد بن أحمد بن المؤمل ثقة مات سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، عن أبيه.
وأخبرنا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع، قالوا: مات أبو عبيد ابن المؤمل الصيرفي سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.
زاد ابن قانع: في جمادى الأولى.(2/229)
249- محمد بن أحمد بن معمر أبو عيسى الشداد الحربي سمع علي بن الحسين بن إشكاب، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، عن أبيه، قَالَ: مات أبو عيسى الشداد في رجب سنة ثمان عشرة وثلاث مائة.(2/230)
250- محمد بن أحمد بن مسرور حدث عن الحسن بن علي بن عفان الكوفي.
روى عنه: عبد الله بن الحسن بن النخاس المقرئ، وذكر أنه كان خال أمه.(2/230)
251- محمد بن أحمد بن مالك أبو الحسن الأزدي العاجي ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه حدثه في سنة ست وعشرين وثلاث مائة عن الحسين بن محمد بن أبي معشر المدني، وروى عنه: غيره فسمى أباه حمدان.(2/230)
252- محمد بن أحمد بن مخزوم أبو الحسين المقرئ حدث عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وإسحاق بن سنين الختلي.
روى عنه: أبو بكر الأبهري الفقيه، وأبو حفص الكتاني، وأبو عبيد الله المرزباني.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسن المالكي، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن مخزوم أبو الحسين المقرئ ببغداد سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي.
حَدَّثَنِي علي بن محمد بن نصر الدينوري، قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي، يقول: سألت أبا محمد ابن غلام الزهري عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن مخزوم المقرئ، فقال: ضعيف.
بلغني: أن أبا الحسين بن مخزوم خرج إلى البصرة لما اشتد الغلاء ببغداد بعد سنة ثلاثين وثلاث مائة وأحسبه مات هناك، وكان مولده في سنة ثمان وستين ومائتين.(2/230)
253- محمد بن أحمد بن المطلب بن عبد الله بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور أبو أحمد الهاشمي حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون بن المجدر، وإسحاق بن محمد بن مروان الكوفي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعمر بن محمد بن شعيب الصابوني.
روى عنه: أبو القاسم عبد الله بن عثمان الحصري وذكر أنه سمع منه في جامع المدينة إملاء في سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.(2/231)
254- محمد بن أحمد بن محمى أبو بكر الجوهري سمع عبد الله بن محمد البغوي.
حَدَّثَنَا عنه أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، والقاضي أبو عبد الله الصيرمي، ومحمد بن علي بن الفتح الحربي.
سألت الأزهري عنه، فقال: ثقة، سمعت منه في سنة سبع وثمانين وثلاث مائة، ومولده في سنة إحدى وثلاث مائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمى اللؤلؤي ثقة مأمون، توفي في شعبان سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة.(2/232)
255- محمد بن أحمد بن ممشاد أبو بكر المؤدب حدث عن أبي عمرو ابن السماك، ومحمد بن جعفر الأدمي القارئ، وأحمد بن سلمان النجاد.
حَدَّثَنِي عنه أحمد بن محمد العتيقي.(2/232)
256- محمد بن أحمد بن نعيم أبو عبد الله النيسابوري نزل بغداد، وحدث بها عن سلمة بن شبيب، وسفيان بن وكيع، ومحمد بن رافع، ومسلم بن الحجاج.
روى عنه: محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني ساكن نيسابور.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْمٍ النَّيْسَابُورِيُّ بِبَغْدَادَ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَهْزَاذَ، يَقُولُ: قُلْتُ لأَبِي: الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْبِرِّ بَعْدَ الْبِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لأَبَوَيْكَ مَعَ صَلاتِكَ، وَأَنْ تَصُومَ لَهُمَا مَعَ صِيَامِكَ "، فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ قُلْتُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، قَالَ: ثِقَةٌ، عَمَّنْ؟ قُلْتُ: عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ.
قَالَ: ثِقَةٌ، عَمَّنْ؟ قُلْتُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ بَيْنَ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَفَازَةٌ تَنْقَطِعُ فِيهَا أَعْنَاقُ الْمَطِيِّ، وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ اخْتِلافٌ(2/232)
257- محمد بن أحمد بن نصر، أبو جعفر الفقيه الشافعي الترمذي سكن بغداد، وحدث بها عن يحيى بن بكير المصري، ويوسف بن عدي، وكثير بن يحيى، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن حميد بن كاسب.
روى عنه: أحمد بن كامل القاضي، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وعبد الرحمن بن سيما المجبر، وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي.
وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا.
وَقَالَ الدارقطني: هو ثقة مأمون ناسك.
(257) -[2: 233] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ " حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، وَذَكَرَ أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ أَحْمَدَ بْنَ عُثْمَانَ السِّمْسَارَ وَالِدَ أَبِي حَفْصِ بْنِ شَاهِينَ، يَقُولُ: حَضَرْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيِّ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى: يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ فقال أبو جعفر الترمذي: النزول معقول، والكيف مجهول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قَالَ: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن، قَالَ: سمعت محمد بن نصر الترمذي، يقول: كتبت الحديث تسعا وعشرين سنة وسمعت مسائل مالك وقوله، ولم يكن لي حسن رأي في الشافعي، فبينا أنا قاعد في مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، إذ غفوت غفوة فرأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقلت: يا رسول الله أكتب رأى أبي حنيفة؟ قَالَ: لا، قلت: أكتب رأى مالك؟ قَالَ: ما وافق حديثي.
قلت له: أكتب رأى الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي، وَقَالَ: ليس هذا بالرأي، هذا رد على من خالف سنتي.
فخرجت في أثر هذه الرؤيا إلى مصر فكتبت كتب الشافعي.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قَالَ: مات أبو جعفر الترمذي الفقيه في المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قَالَ: توفي أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين، وقيل: كان مولده في ذي الحجة سنة مائتين، ولم يغير شيبه، وكان قد اختلط في آخر عمره اختلاطا عظيما، ولم يكن للشافعيين بالعراق أريس منه، ولا أشد ورعا وكان من التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقر.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن السري الزجاج أنه كان يجري عليه أربعة دراهم في الشهر، وكان لا يسأل أحدا شيئا، وَأَخْبَرَنِي محمد بن موسى بن حماد أنه أخبره: أنه تقوت في بضعة عشر يوما، أراه قَالَ سبعة عشر خمس حبات أو قَالَ ثلاث حبات.
قَالَ: قلت: كيف عملت؟ فقال: لم يكن عندي غيرها، فاشتريت بها لفتا فكنت آكل كل يوم واحدة.(2/233)
258- محمد بن أحمد بن نصر بن منصور بن خليفة بن إسحاق بن عبد الله أبو بكر العطار حدث عن العباس بن أبي طالب، والسرى بن عاصم، ومحمد بن سنان القزاز.
روى عنه: عبيد الله بن أحمد ابن البواب المقرئ، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وغيرهما.
(258) -[2: 235] أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْعَطَّارُ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حدثنا مَرْدَوَيْهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اتَّخَذَ قَوْسًا فِي بَيْتِهِ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً " كذا أَخْبَرَنَا أبو سعد بهذا الحديث قَالَ فيه: عن الحسن بن أبي الحسن، وإنما هو ابن أبي الحسناء بزيادة ألف، أخبرناه الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حدثنا علي بن الحسن القاضي، قَالَ: حدثنا عبد الله بن إسحاق المروزي، قَالَ: حدثنا محمد بن سنان، قَالَ: حدثنا مردويه بن يزيد، قَالَ: حدثنا الحسن بن أبي الحسناء عن أبي العالية، بنحوه.(2/235)
259- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ أَبُو بَكْرٍ الْمعني ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ سَمِعَ جَدَّهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَمْرٍو، وَأَبَا غَسَّانَ مَالِكَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيَّ.
روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو ابن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن كامل القاضي، وإسماعيل بن علي الخطبي.
قرأت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات بخطه، حَدَّثَنَا إسماعيل بن علي، قَالَ: سمعت محمد بن أحمد بن النضر، يقول: ولدت سنة ستة وتسعين ومئة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي.
قرأت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات بخطه، حَدَّثَنَا إسماعيل بن علي، قَالَ: سمعت محمد بن أحمد بن النضر، يقول: ولدت سنة ست وتسع ومائة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي، قَالَ: مات أبو بكر محمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية بن عمرو، يوم الجمعة قبل الصلاة، ودفن وقت العصر، وذلك لخمس ليال خلون من صفر سنة إحدى وتسعين ومئتين، ودفن في مقابر باب الشام، وصلى عليه أخوه أبو غالب.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على أبي الحسين ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: توفي محمد بن أحمد بن النضر يوم الجمعة لخمس خلون من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
وكذلك قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه غير أنه قَالَ: لست خلوان من شهر ربيع الأول أَخْبَرَنَا أبو منصور علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قَالَ: محمد بن أحمد بن النضر، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قَالَ: محمد بن أحمد بن النضر أبو بكر المعني الأزدي، أصله كوفي انتقل إلى بغداد، سمعت عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبدوس يقولان: ثقة لا بأس به.(2/236)
260- محمد بن أحمد بن نباته أبو بكر البغدادي حدث بحران عن محمد بن يونس الكديمي.
روى عنه: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الحراني، شيخ لتمام بن محمد الرازي ساكن دمشق.(2/237)
261- محمد بن أحمد بن واصل أبو العباس المقرئ سمع أباه، ومحمد بن صالح الخياط، ومحمد بن سعدان النحوي، وخلف بن هشام البزار.
روى عنه: أبو بكر بن مجاهد، وأبو مزاحم الخاقاني، وأبو الحسن بن شنبوذ، وغيرهم.
وقيل: إن اسمه أحمد بن محمد بن واصل، ونحن نذكره في باب أحمد إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع أن محمد بن أحمد بن واصل المقرئ مات في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين ومائتين.(2/237)
262- محمد بن أحمد بن الوليد بن محمد بن برد بن يزيد بن سخت أبو الوليد الأنطاكي سمع رواد بن الجراح، ومحمد بن كثير الصنعاني، والهيثم بن جميل، وأبا توبة الربيع بن نافع، وموسى بن داود، ومحمد بن عيسى ابن الطباع.
وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه: القاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو الحسين ابن المنادي وإسماعيل بن محمد الصفار، ومكرم بن أحمد القاضي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
(259) -[2: 238] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ بُرْدٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ " حَدَّثَنِي محمد بن يوسف النيسابوري، قَالَ: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر، قَالَ: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: أبو الوليد محمد بن أحمد بن الوليد بن برد أنطاكي صالح.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني، قَالَ: محمد بن أحمد بن برد الأنطاكي ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: وجاءنا الخبر بموت أبي الوليد بن برد الأنطاكي من أنطاكية مع الرحالين، يعني، سنة ثمان وسبعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: محمد بن أحمد بن برد أبو الوليد الأنطاكي، توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين راجعا من مكة.(2/238)
263- محمد بن أحمد بن الوليد أبو بكر الكرابيسي حدث عن أبيه، وعن إسحاق بن الأركون الدمشقي.
روى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن يوسف بن خلاد العطار.
(260) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكَرَابِيسِيُّ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَرْكُونَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حدثنا سَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أنبأنا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ " لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمَ عَنْ عُلَمَائِهِمْ وَكُبَرَائِهِمْ وَذَوِي أَسْنَانِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ عَنْ صِغَارِهِمْ وَسِفْلَتِهِمْ فَقَدْ هَلَكُوا " قلت: هذا حديث غريب عجيب من رواية إبراهيم بن أدهم الزاهد، عن شعبة، لا أعلم حدث به غير سهل بن هاشم، ولا عن سهل سوى ابن الأركون، والله أعلم.(2/239)
264- محمد بن أحمد بن الوليد البغدادي حدث عن محمد بن أبي السري العسقلاني.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني.
(261) -[2: 240] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عبدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمِرْبَدِ، فَرَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُودُ نَاقَةً تَحْمِلُ دَقِيقًا وَسَمْنًا وَعَسَلا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنِخْ " فَأَنَاخَ فَدَعَا بِبُرْمَةٍ فَجَعَلَ فِيهَا مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ وَالدَّقِيقِ، ثُمَّ أَمَرَ فَأَوْقَدَ تَحْتَهَا حَتَّى نَضَجَ.
ثُمَّ قَالَ: " كُلُوا " فَأَكَلَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: " هَذَا شَيْءٌ يَدْعُوهُ أَهْلُ فَارِسٍ الْخَبِيصَ "، قَالَ سُلَيْمَانُ: لا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ الْوَلِيدُ(2/239)
265- محمد بن أحمد بن وهب بن مدرك أبو عبد الله القطان، يعرف بابن الإمام حدث عن عبيد الله بن جرير بن جبلة.
روى عنه: عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد.(2/240)
266- محمد بن أحمد بن هارون أبو العباس الدقاق السامري حدث عن محمد بن عبد الله المخرمي، وعباس بن عبد الله الترقفي.
روى عنه: ابن عدي أيضا، وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.(2/240)
267- محمد بن أحمد بن هارون أبو بكر العسكري الفقيه كان يتفقه لأبي ثور، وحدث عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد تصانيفه في الزهد، وعن الحسن بن عرفة، وعباس الدوري، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، والقاضي أبو الحسن الجراحي، ومحمد بن عبد الله بن محمد البزاز، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف القواس، وأبو عبيد الله المرزباني، وعبد الله بن عثمان الصفار.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: محمد بن أحمد بن هارون العسكري ثقة.
قرأت في كتاب أبي القاسم ابن الثلاج: توفي أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون الفقيه في شوال سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.(2/241)
268- محمد بن أحمد بن الهيثم بن منصور أبو جعفر الدوري سمع أباه، وهارون بن إسحاق الهمداني، وأحمد بن منصور المعروف بزاج، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي.
روى عنه: أبو بكر الشافعي، وأحمد بن عبد الله الذارع النهرواني، ومحمد بن الحسن اليقطيني، ومحمد بن المظفر الحافظ.
وكان ثقة.
(262) -[2: 241] أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ السُّتُورِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ، قَالا: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَوْرَةُ بْنُ الْحَكَمِ صَاحِبُ الرَّأْيِ، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ وَيَحْيَى بْنُ ثَعْلَبَةَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَمْلِكُ النَّاسَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلا وَقِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا " حدثني أبو القاسم الأزهري، قَالَ: قَالَ لنا محمد بن المظفر: توفي أبو جعفر الدوري يوم السبت لثمان خلون من المحرم سنة أربع وثلاث مائة.(2/241)
269- محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد الله بن الحصين بن علقمة بن لبيد بن نعيم بن عطارد بن حاجب بن زرارة أبو الحسن التميمي المصري يلقب فروجة قدم بغداد، وحدث بها عن جماعة من المصريين.
روى عنه: أحمد بن جعفر بن سلم، ومحمد بن عمر الجعابي، ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
وكان ثقة حافظا.
(263) أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حدثنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ التَّمِيمِيُّ، قَدِمَ مِنْ مِصْرَ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو الشَّرِيفِ، قَالَ: حدثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلا فَكَثَّرَكُمْ} ، قَالَ: فِي أَعْيُنِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ "(2/242)
270- محمد بن أحمد بن الهيثم أبو بكر كوفي الأصل حدث عن بشر بن موسى.
روى عنه: عبد الله بن عثمان الصفار.(2/243)
271- محمد بن أحمد بن هشام السجزي حدث ببغداد عن عبد الله بن عمر مشكدانة.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني.
(264) -[2: 243] أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ السِّجْزِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، قَالَ: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ "، قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ هِشَامٍ إِلا زَائِدَةُ، تَفَرَّدَ بِهِ الْجُعْفِيُّ(2/243)
272- محمد بن أحمد بن هشام أبو نصر يعرف بالطالقاني سمع محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، وفتح بن شخرف.
روى عنه: علي بن عمر السكري، وأبو حفص بن شاهين.
وكان ثقة.
وربما سماه السكري أحمد بن محمد بن هشام.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، عن أبيه، قَالَ: سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة فيها مات أبو نصر الطالقاني.(2/244)
273- محمد بن أحمد بن هلال، أبو بكر الشطوي سمع سفيان بن وكيع بن الجراح، وأبا كريب محمد بن العلاء، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن بهلول الأنباري، وأبا هشام الرفاعي، وعبد الوهاب بن فليح.
روى عنه: عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وعثمان المجاشي، وأبو الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن خلف بن جيان، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري.
وربما سماه بعضهم، أحمد بن محمد بن هلال، ومحمد بن أحمد أكثر.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، عن أبي الحسن الدارقطني، قَالَ: محمد بن أحمد بن هلال الشطوي ثقة.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قَالَ: وجدت في كتاب أخي مات أبو بكر الشطوي، في سنة عشر وثلاث مائة لأربع خلون من شهر ربيع الأول.(2/245)
274- محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار أبو بكر الرياحي التميمي سمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وقريش بن أنس، وأبا عامر العقدي وعبد العزيز بن أبان القرشي.
روى عنه: القاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو العباس بن عقدة الكوفي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو ابن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأحمد بن عثمان ابن الأدمي، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن جعفر بن الهيثم البندار، وهو آخر من روى عنه، قَالَ الدارقطني: هو صدوق.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قَالَ: قرأنا علي الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي التميمي المستملي البغدادي، سألت عنه عبد الله بن أحمد، فقال: صدوق ما علمت إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: مات أبو بكر بن أبي العوام، لأيام خلون من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين.(2/245)
275- محمد بن أحمد بن يزيد النرسي حدث عن أبي عمر الدوري المقرئ.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني.
(265) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ النَّرْسِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الدُّورِيُّ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْيَزِيدِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ عَلَى مَنْ يَقْرَأُ " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُغَلَّ سورة آل عمران آية 161، وَيَقُولُ: كَيْفَ لا يَكُونُ لَهُ أَنْ يُغَلَّ وَقَدْ كَانَ لَهُ أَنْ يَقْتُلَ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ اتَّهَمُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} ، قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو إِلا الْيَزِيدِيُّ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ(2/246)
276- محمد بن أحمد بن يزيد بن منصور أبو الطيب البغدادي حدث عن حرمي بن يونس بن محمد المؤدب.
روى عنه: محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي.(2/247)
277- محمد بن أحمد بن يزيد بن خالد الوراق حدث عن محمد بن سعد العوفي.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين.(2/247)
278- محمد بن أحمد بن يزيد السمسار حدث عن محمد بن أبي العوام الرياحي.
روى عنه: ابن شاهين أيضا.(2/247)
279- محمد بن أحمد بن أبي سهل واسم أبي سهل يزيد بن خالد بن يزيد ويكنى محمد أبا الحسين الحربي حدث عن أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي.
روى عنه: أبو عبد الله بن بطة العكبري، وأبو القاسم ابن الثلاج، وذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه، أنه توفي في شعبان من سنة تسع وعشرين وثلاث مائة.(2/247)
280- محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور بن شداد بن هميان أبو بكر السدوسي مولاهم حَدَّثَنِي بنسبه هذا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي.
سمع جده يعقوب بن شيبة، ومحمد بن شجاع الثلجي، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن محمد الدوري.
روى عنه: أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، والقاضي أبو الحسن الجراحي، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، وعبد الرحمن بن عمر بن حمة الخلال.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو عمر بن مهدي.
وكان ثقة يسكن في دولاب مبارك في الجانب الشرقي.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري، قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قَالَ: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة يقول: سمعت المسند من جدي في سنة ستين وإحدى وستين ومائتين بسامراء، وتوفي في ربيع الأول سنة اثنتين وستين ومائتين.
وكان قد سمع إبراهيم الأصبهاني، وأبو مسلم الكجي، فسمع أبو مسلم الكجي من جدي وبقي عليه شيء سمعه مني، ومات جدي وهو يقرأ علي، والذي سمعت منه العشرة، والعباس وابن مسعود وبعض الموالي، وتوفي وهو يقرأ علي عتبة بن غزوان، ولم يتمه علي، وكان لي في ذلك الوقت دون العشر سنين، لأنه كان وجه إلى فجاء بي إلى سامراء، لأن السلطان حمله إلى سامراء، فلما ثقل جاء إلى بغداد وتوفي ببغداد.
وَقَالَ أبو بكر: ولدت في أول سنة أربع وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي البصري، قَالَ: أخبرنا أبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو بكر عمر بن عبد الملك السقطي، قَالَ: سمعت أبا بكر بن يعقوب بن شيبة في سنة سبع أو ثمان وعشرين يحدث، قَالَ: لما ولدت دخل أبي على أمي، فقال لها: إن المنجمين قد أخذوا مولد هذا الصبي وحسبوه، فإذا هو يعيش كذا وكذا ذكرها الشيخ وأنسيها أبو بكر بن السقطي، وقد حسبتها أياما، وقد عزمت أن أعد له لكل يوم دينارا مدة عمره، فإن ذلك يكفي الرجل المتوسط له ولعياله، فأعدي له حبا.
فأعدته وتركه في الأرض وملأه بالدنانير، ثم قَالَ لها: أعدي حبا آخر أجعل فيه مثل هذا يكون له استظهارا، ففعلت، وملأه، ثم استدعى حبا آخر وملأه بمثل ما ملأ به كل واحد من الحبين ودفن الجميع.
قَالَ الشيخ: وما نفعني ذلك مع حوادث الزمان فقد احتجت إلى ما ترون.
قَالَ أبو بكر بن السقطي: ورأيناه فقيرا يجيئنا بلا إزار ونقرأ عليه الحديث ونبره بالشيء بعد الشيء أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر، أن أبا بكر بن شيبة توفي في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة.(2/248)
281- محمد بن أحمد بن يعقوب أبو عبد الله الوزيري حدث عن أحمد بن عبيد الله النرسي، وأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب، وأحمد بن علي الأبار.
روى عنه: أبو عبيد الله المرزباني.
وذكر أبو الحسن بن الفرات فيما بلغني عنه، أنه مات يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة.(2/249)
282- محمد بن أحمد بن يعقوب أبو بكر الصفار يعرف بابن غزال حدث عن محمد بن علي بن العباس النسائي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وعلي بن الحسن بن سليمان القطيعي، وأبي بكر بن دريد.
روى عنه: عبد الله بن عثمان الصفار، وإبراهيم بن مخلد بن جعفر، وغيرهما.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو بكر بن غزال الصفار جارنا، لسبع خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.(2/250)
283- محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو الفضل الهاشمي من أهل المصيصة، ولي القضاء بدسكرة الملك في طريق خراسان، وورد بغداد، وحدث بها عن علي بن عبد الحميد الغضائري، ومحمد بن سعيد الترخمي الحمصي، وأبي عروبة الحراني، وسعيد بن عثمان الوراق الحلبي، وأحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني، وأحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي.
حَدَّثَنَا عنه أبو القاسم الأزهري، وعبيد الله بن عبد العزيز البرذعي، الحال في الحديث.
(266) -[2: 251] أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيُّ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَوْصَا الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حدثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حدثنا مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ "
(267) -[2: 251] وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: حدثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حدثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ قِيمَتُهُ ثَلاثَةُ دَرَاهِمَ " قلت: هكذا روى هذين الحديثين عن ابن جوصا، عن هشام بن عمار، ولا نعلم أن ابن جوصا روى عن هشام شيئا ولا سمع منه حرفا، فالله أعلم.(2/250)
284- محمد بن أحمد بن يعقوب أبو عمر الأنباري يعرف بالقرنجلي روى عن أبيه، عن إبراهيم الحربي.
كتب عنه علي بن أحمد بن أبي الفوارس بالأنبار.(2/251)
285- محمد بن أحمد بن يوسف بن إسماعيل بن خالد بن عبد الملك بن جرير بن عبد الله أبو أحمد الجريري حدث عن أحمد بن الحارث الخراز بكتب أبي الحسن المدايني، وحدث أيضا عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي.
روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني، وعلي بن عمرو الحريري.
سألت أبا القاسم الأزهري، عن أبي أحمد الجريري، فقال: ما سمعت فيه إلا خيرا.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر، أن الجريري مات في المحرم من سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.
قَالَ غير طلحة: يوم السبت لثمان خلون من المحرم.(2/252)
286- محمد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد أبو بكر الطائي الكوفي سمع إبراهيم بن أحمد بن عمرو الصحاف، وأحمد بن موسى بن إسحاق الحمار، والقاسم بن محمد الدلال، ومحمد بن معاذ دران، وأحمد بن خليد الحلبي.
وقدم بغداد، وحدث بها، روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن بن رزقويه.
وكان ثقة.
(268) -[2: 253] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ إِمْلاءً فِي صَفَرَ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ بُرَيْدٍ، قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ الْمُسْتَهِلِّ دَرَّانُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ هَكَذَا فِي كِتَابِي عَنِ ابْنِ رِزْقٍ، قَالَ: " بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا، لا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائم " قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه توفي أبو بكر بن بريد الكوفي الخزاز بدمشق في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاث مائة.(2/252)
287- محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر أبو الطيب المقرئ يعرف بغلام ابن شنبوذ خرج عن بغداد وتغرب، وحدث بجرجان وأصبهان، عن إدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأبي الحسن بن شنبوذ.
روى عنه: أبو نصر محمد بن أبي بكر الإسماعيلي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصبهاني.
(269) -[2: 254] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ الْبَغْدَادِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا قَالَ: حدثنا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْحَدَّادُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى خَلَفٍ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ، {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ} ، قَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَ أْسِكَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى سُلَيْمٍ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ، قَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى حَمْزَةَ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ، قَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى الأَعْمَشِ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ، قَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ، قَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ، قَالا: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنَّا قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا بَلَغْنَا هَذِهِ الآيَةَ، قَالَ: ضَعَا أَيْدِيَكُمَا عَلَى رُءُوسِكُمَا، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ، قَالَ لِي: " ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ لَمَّا نَزَلَ بِهَا إِلَيَّ، قَالَ لِي: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ فَإِنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ، وَالسَّامُ: الْمَوْتُ " ذكر بعض أصحابنا عن أبي نعيم، قَالَ: سمعت من هذا الشيخ في سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.(2/253)
288- محمد بن أحمد بن يوسف أبو أحمد النسفي قدم بغداد، وحدث بها عن أبيه، عن أبي عيسى الترمذي.
روى عنه: إبراهيم بن مخلد بن جعفر.(2/255)
289- محمد بن أحمد بن يوسف بن وصيف، أبو بكر الصياد سمع أبا بكر الشافعي، وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن المحرم، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وأبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن حمدان السقطي البصري.
كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقا خيرا سديدا.
انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس.
سمعت أبا بكر الصياد يقول: ولدت يوم الاثنين لثلاث خلون من المحرم سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.
ومات يوم الجمعة لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربع مائة، ودفن من غد ذلك اليوم.(2/255)
290- محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد أبو منصور البزاز صاحب القراءة بالألحان من أهل الجانب الشرقي، سمع محمد بن المظفر.
كتبنا عنه، وكان صدوقا يسكن درب سليم ناحية الرصافة.
(270) -[2: 255] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْقَارِئُ فِي جَامِعِ الْمَهْدِيِّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّهَاوِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو قَتَادَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الرُّكُوعِ ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ سألت أبا منصور بن يوسف عن مولده، فقال: ولدت يوم الثالث عشر من ذي الحجة سنة تسع وخمسين وثلاث مائة.
ومات في جمادى الأولى من سنة سبع وثلاثين وأربع مائة.(2/255)
291- محمد بن أحمد بن يحيى بن بكار أبو عبد الله حدث عن إسحاق بن محمد النخعي.
روى عنه: أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق المعروف بابن السماك.(2/256)
292- محمد بن أحمد بن يحيى بن زكريا بن الربيع أبو بكر البزاز يعرف بابن الصواف روى عن محمد بن يحيى بن الحسين العمى.
حَدَّثَنَا عنه محمد بن أحمد بن رزق.
(271) -[2: 256] أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ الرَّبِيعِ الْمَعْرُوفُ بِابْن الصَّوَّافِ الْبَزَّازُ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حدثنا مَهْدِيُّ بْنُ هِلالٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُطَّلِبِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّجَاةُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ مَا أَلْصَتُ عَلَيْهِ عَمِّي أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ، شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ "(2/256)
293- محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن إسماعيل أبو علي البزاز العطشي سمع جعفر بن محمد الفريابي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وعلي بن حماد الخشاب، ومحمد بن علي بن العباس النسائي، وإسحاق بن بنان الأنماطي، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني.
حَدَّثَنَا عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، والحسن بن محمد الخلال، وعلي بن طلحة المقرئ، وأبو الفرج الطناجيري، والحسن بن علي الجوهري، وسألت الخلال عنه، فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: سنة أربع وسبعين وثلاث مائة فيها توفي أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي في ذي الحجة وكان ثقة مأمونا.
وَقَالَ لنا الحسن بن علي الجوهري: توفي أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي فجأة في ليلة الاثنين، ودفن في يوم الاثنين السابع عشر من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاث مائة(2/257)
294- محمد بن أحمد بن يونس بن يزيد أبو بكر البزاز سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وبشر بن معاذ، وحميدة بن مسعدة، والزبير بن بكار، وإبراهيم بن يوسف الكوفي.
روى عنه: أبو بكر بن مقسم المقرئ.
(272) -[2: 258] أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْبَزَّارُ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حدثنا الأَشْجَعِيُّ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ، فَقَالَ: " أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّكَ شَيْءٌ حَتَّى تُصْبِحَ " قلت: تفرد برواية هذا الحديث عن سفيان الثوري، هكذا مجودا الأشجعي.
ورواه غير واحد، عن الثوري، عن سهيل، عن أبيه، عن رجل من أسلم.
أنه لدغته عقرب من غير ذكر لأبي هريرة.
ورواه عمر بن مدرك الرازي، عن عصام بن يوسف، عن الثوري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رجل من أسلم.
وروى هذا الحديث، عن سهيل، كما رواه الأشجعي، عن سفيان، عن مالك بن أنس، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، ومحمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي.
ورواه عن سهيل أيضا، عن أبيه، عن رجل من أسلم شعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، وخالد بن عبد الله الطحان.
ونرى أن سهيلا كان يضطرب فيه ويرويه على الوجهين جميعا، والله أعلم.(2/258)
295- محمد بن أحمد بن أبي مقاتل واسم أبي مقاتل يونس وكنية محمد أبو عبد الله وهو أخو صالح بن أبي مقاتل المعروف بالقيراطي نزل نصيبين وحدث بها عن عمر بن شبة، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد بن يحيى الصوفي.
روى عنه: عبد الله بن عدي الجرجاني وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي.
وممن لم نحفظ اسم جده من أصحاب هذه الترجمة(2/259)
296- محمد بن أحمد يعرف بابن الخشن حدث عن القاسم بن عبيد الله الهمداني.
روى عنه: محمد بن الحسن بن دريد الأزدي.
(273) أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ، قَالَ: حدثنا ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَشِنِ، قَالَ: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ.
قَالَ: حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " إِنِّي لأَسْتَحِي مِنَ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ ذَنْبٌ أَعْظَمُ مِنْ عَفْوِي، أَوْ جَهْلٌ أَعْظَمُ مِنْ حِلْمِي، أَوْ عَوْرَةٌ لا يُوَارِيهَا سِتْرِي، أَوْ خَلَّةٌ لا يَسُدُّهَا جُودِي "(2/259)
297- محمد بن أحمد أبو الحسن الشامي سكن بغداد، وحدث بها عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، والحسن بن العباس بن أبي مهران الجمال.
روى عنه: أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، وَقَالَ: كان رجلا من أهل الحديث رأيته في مجلس أبي.(2/260)
298- محمد بن أحمد أبو بكر الصيدلاني حدث عن الحسين بن مرزوق المؤذن.
روى عنه: أبو الحسين ابن البواب المقرئ.
(274) -[2: 260] أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْدَلانِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطْلَبَ عَثَرَاتُ النِّسَاءِ " أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قَالَ: وجدت في كتاب أخي، مات أبو بكر الصيدلاني، أول يوم من المحرم سنة إحدى عشرة وثلاث مائة، ودفن في قنطرة باب بردان.(2/260)
299- محمد بن أحمد أبو بكر النخاس، يعرف بابن الرواس حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الوهاب بن الحكم الوراق.
روى عنه: محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: حدثنا محمد بن عبيد الله بن الشخير، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد النخاس، قَالَ: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن ابن المبارك، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله تعالى: {يَا أُخْتَ هَارُونَ} .
قَالَ كان رجلا صالحا في بني إسرائيل حضر جنازته أربعون ألفا ممن اسمه هارون سواه.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع، أن ابن الرواس مات في سنة خمس عشرة وثلاث مائة في نصف المحرم، ينزل باب الرصافة.(2/261)
300- محمد بن أحمد أبو عبد الله البرزاطي حدث عن الحسن بن عرفة، وأبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعلي بن حرب الطائي.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان.
(275) -[2: 262] أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازُ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْزَاطِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، قَالَ: حدثنا الْجَارُودُ أَبُو الضَّحَّاكِ النَّيْسَابُورِيُّ، عَنْ بَهْزٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَرْعَوْنَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ؟ ! اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَحْذَرْهُ النَّاسُ "(2/261)
301- محمد بن أحمد أبو سعيد المطبخي الأصبهاني نزل بغداد، وحدث بها عن محمد بن عمر بن حفص الأصبهاني حديثا واحدا، رواه عنه أبو الحسن ابن الجندي.
(276) -[2: 262] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حدثنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ صَاحِبُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ مِنْ حِفْظِهِ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ حَدِيثٌ غَيْرُهُ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو هُدْبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَحَبُّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَى اللَّهِ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُلْتَمِسُونَ لَهُمُ الْعَثَرَاتِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الإِخْوَانِ " وكتبت هذا الحديث عن أبي سعيد محمد بن العباس بن الفرات.(2/262)
302- محمد بن أحمد أبو أحمد الذهلي الأحول البغدادي حدث عن القاسم بن محمد الخطابي صاحب هوذة بن خليفة.
روى عنه: عبد الله بن عدي، وذكر أنه سمع منه بجرجان.(2/263)
303- محمد بن أحمد بن القطان، والد أبي الحسين بن القطان الفقيه حدث عن حرمي بن أبي العلاء المكي.
روى عنه: الدارقطني في كتاب المؤتلف والمختلف.(2/263)
304- محمد بن أحمد أبو بكر المؤذن الأرزي حدث عن أبي العباس الكديمي.
روى عنه: أحمد بن الفرج بن حجاج، وذكر أنه سمع منه في وصف الجوهري.(2/263)
305- محمد بن أحمد أبو الطيب الدجاجي ذكره محمد بن أبي الفوارس، فقال: كان ينزل بستان حفص، وَحَدَّثَنَا عن أبي شعيب الحراني، وجعفر الفريابي، وكان ثقة، مولده سنة ثمانين ومائتين، ومات في سنة سبع وخمسين وثلاث مائة ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لخمس خلون من رجب.(2/263)
306- محمد بن أحمد أبو الحسن الواعظ البغدادي يعرف بصاحب الجلاء حدث بدمشق عن أبي بكر بن أبي داود.
روى عنه: عبد الوهاب بن عبد الله المري الدمشقي.
" آخر ترجمة محمد بن أحمد "(2/264)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه إبراهيم(2/265)
307- محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي الكوفي وهو والد أبي بكر وعثمان والقاسم سمع أباه أبا شيبة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الحميد بن جعفر.
روى عنه: يزيد بن هارون وابنه عثمان بن محمد، وسعيد بن سليمان الواسطي.
أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، قَالَ: أخبرنا محمد بن حميد بن سهيل المخرمي، قَالَ: حدثنا علي بن الحسين بن حبان، قَالَ: وجدت في كتاب أبي الحسين بن حبان بخط يده، قَالَ: أبو زكريا يعني: يحيى بن معين: محمد بن إبراهيم بن عثمان، قد رأيته ببغداد وكان رجلا جميلا ثقة، كيسا، أكيس من يزيد بن هارون، فلم أكتب عنه شيئا.
وكان محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة على قضاء فارس، مات بفارس قديما، ويزعم ولده أن أبا سعدة صاحب سعد جدهم.
وفي موضع آخر قَالَ أبو زكريا: قد رأيت محمد بن أبي شيبة أبا هؤلاء شاب جميل، وكان ثقة مأمونا مات قبل أن يكتب عنه، ولم أكتب عنه شيئا.
(277) -[2: 265] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمَ اللَّذَّاتِ " أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: أخبرنا أحمد بن سعيد بن محمد، قَالَ: حدثنا عباس بن محمد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن أبي شيبة كان قاضيا ببعض فارس، ومات بها وهو أبو ابني أبي شيبة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن عثمان الأموي، قَالَ: سمعت القاسم بن محمد، يقول: مات أبي سنة ثنتين وثمانين، يعني ومائة، وهو ابن سبع وسبعين.(2/265)
308- محمد بن إبراهيم المعروف بالإمام ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب كان يلي إمارة الحج والمسير بالناس إلى مكة وإقامة المناسك في خلافة المنصور عدة سنين، وتوفي ببغداد في خلافة الرشيد سنة خمس وثمانين ومائة، وكان الرشيد إذ ذاك قد شخص عن بغداد إلى الرقة، فصلى على محمد بن إبراهيم، محمد بن هارون الأمين وهو ولي العهد، ودفن في المقبرة المعروفة بالعباسية بباب الميدان، ذكر ذلك إسماعيل بن علي الخطبي فيما أنبأنا إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه.
ولمحمد بن إبراهيم عقب ببغداد، وقد روى العلم عن جعفر بن محمد بن علي وعبد الصمد بن علي، وابن أبي ليلى، وعن عمه أبي جعفر المنصور أيضا.
(278) -[2: 267] حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ لَفْظًا، قَالَ: حدثنا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ عِيسَى بِنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخَطِيبُ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام الهاشمي قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِمَامُ، وَكَانَ يَجْلِسُ لِوَلَدِهِ وَوَلَد وَلَدِهِ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ يَعِظ هُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورِ بَكْرًا وَاسْتَعَجَلَنِي الرَّسُولُ، فَظَنَنْتُ ذَلِكَ لأَمْرٍ حَادِثٍ، فَرَكِبْتُ إِذْ سَمِعْتُ وَقْعَ الْحَافِرِ فَقُلْتُ لِلْغُلامِ: انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا أَخُوك عَبْدُ الْوَهَّابِ، فَرَفَقْتُ فِي السَّيْرِ فَلَحِقَنِي فسَلَّمَ عَلَيَّ، فَقَالَ: أَتَاكَ رَسُولُ هَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَهَلْ أَتَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَقُلْتُ: فِيمَ ذَاكَ تَرَى؟ قَالَ: تَجِدُهُ اشْتَهَى خَلا وَزَيْتًا بَرْدَ الْغَدَاةِ، فَأَحَبُّ أَنْ نَأْكُلَ مَعَهُ.
فَقُلْتُ: مَا أَرَى ذَلِكَ وَمَا أَظُنُّ هَذَا إِلا لأَمْرٍ.
قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ فَدَخَلْنَا، فَإِذَا الرَّبِيعُ وَاقِفٌ عِنْدَ السِّتْرِ، فَإِذَا الْمَهْدِيُّ وَلِيُّ ال عَهْدِ هُوَ فِي الدِّهْلِيزِ جَالِسٌ، وَإِذَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِي، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: اجْلِسُوا مَعَ بَنِي عَمِّكُمْ.
قَالَ: فَجَلَسْنَا ثُمَّ دَخَلَ الرَّبِيعُ، وَخَرَجَ وَقَالَ لِلْمَهْدِيِّ: ادْخُلْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ.
ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: ادْخُلُوا جَمِيعًا.
فَدَخَلْنَا فَسَلَّمْنَا وَأَخَذْنَا مَجَالِسَنَا، فَقَالَ لِلرَّبِيعِ: هَاتِ دَوَايًا وَمَا يَكْتُبُونَ فِيهِ، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا دَوَاةً وَوَرَقٌ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: يَا عَمُّ حَدِّثْ وَلَدَكَ وَإِخْوَتَك وبني أَخِيكَ بِحَدِيثِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ.
فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ لَيُطِيلانِ الأَعْمَارَ وَيُعَمِّرَانِ الدِّيَارَ وَيُثْرِيَانِ الأَمْوَالَ وَلَوْ كَانَ الْقَوْمُ فُجَّارًا ".
ثُمَّ قَالَ: يَا عَمُّ الْحَدِيثَ الآخَرَ
(279) -[2: 268] فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ.
لَيُخَفِّفَانِ سُوءَ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: يَا عَمُّ الْحَدِيثَ الآخَرَ
(280) -[2: 268] فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلَكَانِ أَخَوَانِ عَلَى مَدِينَتَيْنِ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا بَرًّا بِرَحِمِهِ، عَادِلا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَكَانَ الآخَرُ عَاقًّا بِرَحِمِهِ، جَائِرًا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَكَانَ فِي عَصْرِهِمَا نَبِيٌّ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ، أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ ثَلاثُ سِنِينَ، وَبَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْعَاقِّ ثَلاثُونَ سَنَةً، قَالَ: فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ رَعِيَّةَ هَذَا وَرَعِيَّةَ هَذَا، فَأَحْزَنَ ذَلِكَ رَعِيَّةَ الْعَادِلِ وَأَحْزَنَ ذَلِكَ رَعِيَّةَ الْجَائِرِ.
قَالَ: فَفَرَّقُوا بَيْنَ الأَطْفَالِ وَالأُمَّهَاتِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، وَخَرَجُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ يَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُمَتِّعَهُمْ بِالْعَادِلِ، وَأَنْ يُزِيلَ عَنْهُمْ أَمْرَ الْجَائِرِ، فَأَقَامُوا ثَلاثًا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ، أَنْ أَخْبِرْ عِبَادِي أَنِّي قَدْ رَحِمْتُهُمْ وَأَجَبْتُ دُعَاءَهُمْ، فَجَعَلْتُ مَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ لِذَلِكَ الْجَائِرِ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ الْجَائِرِ لِهَذَا الْبَارِّ.
قَالَ: فَرَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ، وَمَاتَ الْعَاقُّ لِتَمَامِ ثَلاثِ سِنِينَ، وَبَقِيَ الْعَادِلُ فِيهِمْ ثَلاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} ، ثُمَّ الْتَفَتَ الْمَنْصُورُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْ إِخْوَتَكَ وَبَنِي عَمِّكَ بِحَدِيثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبِرِّ
(281) -[2: 269] فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَلِكٍ يَصِلُ رَحِمَهُ وَذَا قَرَابَتِهِ، وَيَعْدِلُ عَلَى رَعِيَّتِهِ، إِلا شَدَّ اللَّهُ لَهُ مُلْكَهُ وَأَجْزَلَ لَهُ ثَوَابَهُ، وَأَكْرَمَ مَآبَهُ، وَخَفَّفَ حِسَابَهُ " أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر، قَالَ: كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري من شيراز يذكر، أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم، قَالَ: حدثنا أحمد بن يونس الضبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي، قَالَ: سنة خمس وثمانين ومائة فيها مات محمد بن إبراهيم الهاشمي، لإحدى عشرة بقيت من شوال.(2/266)
309- محمد بن إبراهيم بن معمر بن الحسن أبو بكر الهذلي وقيل مولى بني تميم كان هروي الأصل وهو أخو أبي معمر إسماعيل وأبي الهذيل إسحاق، سمع سفيان بن عيينة، وإبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر، وعبد الله بن عبد القدوس، ويحيى بن سليم الطايفي، وحماد بن خالد الخياط.
روى عنه: أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ولا أعلم روى عنه: غيره.
(282) -[2: 270] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ بِهَا، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخُو أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاووسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " يَدْعُونِي إِلَى السُّحُورِ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ الْغَدَاءَ الْمُبَارَكَ " قال الطبراني: لا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن الحسين صاحب العباسي، قَالَ: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، قَالَ: حدثنا بكر بن سهل، قَالَ: حدثنا عبد الخالق بن منصور، قَالَ: سئل يحيى بن معين عن أبي معمر الكرخي، فقال: مثل أبي معمر لا يسأل عنه وهو وأخوه من أهل الحديث.
قرأت في سماع محمد بن أبي الفوارس، عن محمد بن العباس العصمي، عن أحمد بن محمد بن ياسين الهروي، قَالَ: سمعت موسى بن هارون، يقول: محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر صدوق لا بأس به.(2/269)
310- محمد بن إبراهيم أبو جعفر الأنماطي المعروف بمربع صاحب يحيى بن معين، كان أحد الحفاظ الفهماء.
وحدث عن أبي سلمة التبوذكي، وأبي حذيفة النهدي، وأبي الوليد الطيالسي، وأبو بكر بن أبي الأسود، وأحمد بن يونس، وسعيد بن أسد بن موسى.
روى عنه: محمد بن غالب المعروف بالتمتام، وقاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، في آخرين.
(283) -[2: 271] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِرْبَعٌ، قَالَ: حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِخَمْسٍ " حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب، قَالَ: حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأنماطي مربع، قَالَ: كنت عند أحمد بن حنبل وبين يديه محبرة، فذكر أبو عبد الله حديثا فاستأذنته بأن أكتبه من محبرته، فقال لي: أكتب يا هذا، فهذا ورع مظلم.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: بلغني عن جعفر بن محمد بن كزال، قَالَ: كان يحيى بن معين يلقب أصحابه، فلقب محمد بن إبراهيم بمربع، والحسين بن محمد بعبيد العجل، وصالح بن محمد بجزرة، ومحمد بن صالح بكيلجة، وعلي بن عبد الصمد بعلان ماغمه.
قَالَ: وهؤلاء من كبار أصحابه وحفاظ الحديث.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: محمد بن إبراهيم الأنماطي يعرف بمربع، كان حافظا بغداديا له تصنيف وتاريخ، حدث عنه أبو محمد بن صاعد، وابن مخلد، وغيرهما.
قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه: مات أبو جعفر محمد بن إبراهيم مربع الأنماطي في جمادى الأولى سنة ست وثمانين ومائتين.
وقد وهم محمد بن مخلد في هذا، إنما ذاك محمد بن عبد الله بن عتاب مربع مات سنة ست وثمانين ومائتين، وأما أبو جعفر هذا فمات قديما.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الباقي بن قانع أن محمد بن إبراهيم مربعا الأنماطي مات في سنة ست وخمسين ومائتين.(2/270)
311- محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن قحطبة أبو عبد الله المؤدب يعرف بالقحطبي سمع إسحاق بن إبراهيم الحنيني، ومعاوية بن عمرو الأزدي.
روى عنه: إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي، وأبو الآذان عمر بن إبراهيم الحافظ، وقاسم بن زكريا المطرز.
وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم: محمد بن إبراهيم القحطبي، بغدادي، كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
كتب لنا إبراهيم بن أورمة بخطه ما سمعنا منه.
(284) -[2: 273] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّاهِرِيُّ، قَالَ: أخبرنا عِيسَى بْنُ حَامِدِ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ: حدثنا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَحْطَبَةَ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ، قَالَ: حدثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ يُصَلِّي يُومِئُ إِيمَاءً " قلت: روى هذا الحديث أبو الحسن الدارقطني، عن أبي محمد بن السبيعي، عن قاسم.
ويقال: إن الحنيني تفرد بروايته عن مالك، وتفرد به أيضا القحطبي عنه، وقد تابعه علي بن زيد الفرائضي فرواه عن الحنيني كذلك وهو وهم، إنما حدث به مالك، عن عمرو بن يحيى، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن ابن عمر، كذلك هو في الموطأ.
بلغني أن القحطبي مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين، وكان يلقب حموس.(2/272)
312- محمد بن إبراهيم بن حفص أبو سفيان الترمذي قدم بغداد، وحدث بها عن الجارود بن معاذ.
روى عنه: محمد بن مخلد، وذكر أنه سمع منه في سنة اثنتين وستين ومائتين.(2/273)
313- محمد بن إبراهيم بن هدي الأنباري هكذا رأيته بخط الدارقطني مضبوطا.
حدث عن يعلى بن عبيد الطنافسي.
روى عنه: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي.
(285) -[2: 274] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْبَارِيُّ، قَالَ: حدثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حدثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا رُؤِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ فِي الْعَشْرِ قَطُّ "(2/274)
314- محمد بن إبراهيم أبو بكر البرمكي البغدادي يعرف بالحكيمي حدث عن هوذة بن خليفة.
روى عنه: الحسن بن أحمد بن صالح الزيات الواسطي.(2/274)
315- محمد بن إبراهيم أبو حمزة الصوفي من كبار شيوخهم، كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة.
وكان عالما بالقراءات وبقراءة أبي عمرو خصوصا.
جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسريا السقطي.
وسافر مع أبي تراب النخشبي.
حكى عنه محمد بن علي الكتاني، وخير النساج، وغيرهما.
وَقَالَ لي أبو نعيم الحافظ: أبو حمزة بغدادي، واسمه محمد بن إبراهيم، كان مولى عيسى بن أبان القاضي.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، قَالَ: سمعت محمد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي، قَالَ: قَالَ أبو حمزة كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول: ما تقول فيها يا صوفي؟ حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، قَالَ سمعت أبا الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمداني بمكة يقول: حَدَّثَنَا الخلدي، قَالَ: كان لأبي حمزة مهر قد رباه، وكان يحب الغزو، وكان يركب المهر ويخرج عليه، وهو يرعى التوكل، فقيل له: يا أبا حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل، فالدابة أيش كنت تعمل في أمرها؟ قَالَ: كان إذا رحل العسكر تبقى تلك الفضلات من الدواب ومن الناس، تدور فتأكل.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري، قَالَ: سمعت أبا بكر الرازي، يقول: سمعت خيرا النساج، يقول: سمعت أبا حمزة، يقول: خرجت من بلاد الروم فوقفت على راهب، فقلت: هل عندك من خبر من قد مضى؟ فقال: نعم.
فريق في الجنة، وفريق في السعير.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري، قَالَ: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي، يقول: سمعت محمد بن عبد الله الواعظ، يقول: سمعت خيرا النساج، يقول: سمعت أبا حمزة، يقول: إني لأستحي من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان وقد اعتقدت التوكل، لئلا يكون سعي على الشبع زادا أتزوده.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم قَالَ حَدَّثَنِي أبو بدر الخياطي الصوفي، قَالَ: سمعت أبا حمزة، يقول: سافرت سفرة على التوكل، فبينا أنا أسير ذات ليلة والنوم في عيني، إذ وقعت في بئر، فرأيتني قد حصلت فيها، فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينا أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة؟ فقال الآخر: فما نصنع؟ قَالَ نطمها.
قَالَ: فبدرت نفسي أن تقول: أنا فيها، فتوقرت، تتوكل علينا وتشكو بلاءنا إلى سوانا؟ فسكت.
فمضيا ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به.
فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجونا.
فيها فمكثت يومي وليلتي فلما كان الغد ناداني شيء، يهتف بي ولا أراه: تمسك بي شديدا، فمددت يدي فوقعت على شيء خشن فتمسكت به، فعلاها وطرحني، فتأملت فوق الأرض فإذا هو سبع، فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف، يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف مما تخاف.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري، قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبد الله النيسابوري، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الحافظ، يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن نعيم، يحكي عن أبي حمزة الصوفي الدمشقي، أنه لما أخرج من البئر أنشأ يقول:
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى وأغنيتني بالقرب منك عن الكشف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما تبشرني بالغيب أنك في الكف
أراك وبي من هيبتي لك وحشة فتؤنسني بالعطف منك وباللطف
وتحيى محبا أنت في الحب حتفه وذا عجب كون الحياة مع الحتف
قلت: كذا قَالَ في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي، وذكر لنا أبو نعيم أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، وكذلك يحكي عن أبي بكر الشبلي.
وَأَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، أن الذي وقع في البئر في البادية وهو أبو حمزة الخراساني، من أقران الجنيد وليس بأبي حمزة البغدادي، والله أعلم بذلك.
أَخْبَرَنِي أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري، قَالَ: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن الحسن الأزدي الخطيب بسمنان، يقول: قَالَ جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه، فقال الجريري: يا سيد هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قَالَ: معاذ الله، لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك العالم، ولكنه ساكن الأسرار فحملها، وأعرض عن الصفات فلا شاها، ثم تركنا وولى وهو يقول
كما ترى صيرني قطع قفار الدمن
شردني عن وطن كأنني لم أكن
إذا تغيبت بدا وإن بدا غيبني
يقول لا تشهد ما يشهد أو تشهدني
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد المالك التاريخي بخطه، سمعت أبا حمزة الصوفي ينشد:
تخفي على أصحابك المونا أو لا فلست إذا لهم سكنا
لا تغترر بدنو لطفك لا يدنو إليك وإن دنوت دنا
واعلم جزاك الله صالحة أن ابن آدم لم يزل أذنا
متصرفا شرس الطباع له عين تريه قبيحه حسنا
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي المحتسب، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري، قَالَ: سمعت نصر بن أبي نصر، يقول: سمعت محمد بن عبد الله المتأفف البغدادي، قَالَ: سمعت الجنيد، يقول: وافي أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر، فسلمت عليه وشهيته، فقال: سكباج وعصيدة تخليني بهما فأخذت مكوك دقيق، وعشرة أرطال لحم، وباذنجان وخل، وأخذت عشرة أرطال دبس، وعملنا له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيرى لنا، وأدخلته الدار وأسبلت الستر، فدخل وأكله كله، فلما فرغ من أكله، قَالَ: يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة.
حدثنَا أبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي لفظا، قَالَ: سمعت غالب بن علي الرازي، يقول: سمعت أبا عثمان المغربي، يقول: كان أبو حمزة وجماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع، فبلغوا ذلك الموضع، فإذا الباب مغلق، فقال أبو حمزة لأصحابه: ليتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه وإخلاصه، فينفتح عليه الباب من غير معالجة أحد، فتقدم كل واحد من القوم فلم ينفتح على أحد.
فتقدم أبو حمزة إلى الباب فقال: بكذبي إلا فتحت، ففتح عليه الباب فدخلوا ذلك الموضع.
أَخْبَرَنِي أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قَالَ: حدثنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ، قَالَ: حدثنا أبو سعيد الزيادي، قَالَ: كان أبو حمزة أستاذ البغداديين، وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب، من صفاء الذكر، وجمع الهمة، والمحبة، والشوق، والقرب، والأنس، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رء وس الناس ببغداد أحد.
وما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي، وتوفي سنة تسع وستين ومائتين، ودفن بباب الكوفة.
أَخْبَرَنَا إسماعيل الحيري، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، قَالَ: أبو حمزة البزاز محمد بن إبراهيم من أقران سري السقطي، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.
وقول الزيادي في وفاته أصح من هذا، والله أعلم.(2/274)
316- محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم أبو أمية سكن طرسوس فقيل له الطرسوسي وهو بغدادي، سمع عمر بن يونس اليمامي، وعمر بن حبيب القاضي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبا عاصم النبيل، ومكي بن إبراهيم، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة، وحسين بن محمد المروذي، وعبيد الله بن موسى العبسي، وإسحاق بن منصور السلولي، وأسود بن عامر شاذان، وأبا نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي، ومعلي بن منصور الرازي.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن خلف وكيع القاضي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين والقاسم ابنا إسماعيل المحاملي، وغيرهم.
(286) -[2: 280] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ، قَالَ: حدثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّرْسُوسِيُّ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، قَالَ: حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أُصِيبَ عَبْدٌ بَعْدَ ذَهَابِ دِينِهِ، بِأَشَدَّ مِنْ ذَهَابِ بَصَرِهِ، وَمَا ذَهَبَ بَصَرُ عَبْدٍ قَطُّ فَصَبَرَ، إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ "
(287) -[2: 280] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ وَأَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَّاءِ، قَالا: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ بِبَغْدَادَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالا: حدثنا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرْسُوسِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ "، قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: قَوْلُ أَبِي أُمَيَّةَ " عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ " وَهْمٌ مِنْهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَوْلُ أَبِي عَاصِمٍ فِيهِ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ، وَهْمٌ مِنْ أَبِي عَاصِمٍ لِكَثْرَةِ مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ هَكَذَا قُلْتُ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَحْدَهُ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزَّبِيدِيُّ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَاتَّفَقُوا كُلُّهُمْ وَابْنُ جُرَيْجٍ مِنْهُمْ، عَلَى أَنَّ لَفْظَهُ: " مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ "، وأما المتن الذي ذكره أبو عاصم فإنما يروي عن ابن أبي مليكة، عن ابن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب، قَالَ، قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: قدم أبو أمية الطرسوسي بغداد فسمعوا منه.
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف النيسابوري، قَالَ: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، قَالَ: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: محمد بن إبراهيم بن مسلم بغدادي سكن طرسوس.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: أخبرنا محمد بن عدي بن زحر البصري في كتابه، قَالَ: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قَالَ: سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن أبي أمية الثغري، فقال: ثقة.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، قَالَ: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال، قَالَ: أبو أمية محمد بن إبراهيم رجل رفيع القدر جدا، كان إماما في الحديث مقدما في زمانه.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد الأزدي، قَالَ: حدثنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي، قَالَ: حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، قَالَ: محمد بن إبراهيم بن مسلم يكنى أبا أمية، بغدادي أقام بطرسوس.
ويقال: إنه من أهل سجستان، كان من أهل الرحلة، فهما بالحديث وكان حسن الحديث، توفي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على أبي الحسن بن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: وجاءنا نعي أبي أمية محمد بن إبراهيم من طرسوس في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين وكان له مذ مات نحو شهرين.(2/279)
317- محمد بن إبراهيم بن كثير أبو عبد الله الصيرفي البابشامي نسب إلى نزوله باب الشام ويقال له أستاذ ليث، روى عنه: عن أبي نواس الشاعر حديثان مسندان وهما:
(288) -[2: 283] مَا أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْقَاسِمِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ بِبَغْدَادَ بِبَابِ الشَّامِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حدثنا أَبُو نُوَاسٍ الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِاللَّهِ، فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الْجَنَّةِ "
(289) -[2: 284] وَأَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي نُوَاسٍ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ: يَا أَبَا عَلِيٍّ أَنْتَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ هَنَاتٌ فَتُبْ إِلَى اللَّهِ.
فَقَالَ أَبُو نُوَاسٍ: اسْنِدُونِي، فَلَمَّا اسْتَوَى جَالِسًا، قَالَ: إِيَّايَ تُخَوِّفُ بِاللَّهِ، وَقَدْ حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ شَفَاعَةٌ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " أَفَتَرَى لا أَكُونُ مِنْهُمْ؟ قلت: لم يرو عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن علي الخزاعي وإسماعيل غير ثقة.(2/283)
318- محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إسحاق بن جناد أبو بكر المنقري يقال إن أصله من مرو الروذ سمع مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وأبا والوليد الطيالسي، وأبا عمر الحوضي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، ومحمد بن أبي غالب.
روى عنه: موسى بن هارون، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبو عبد الله الحكيمي، وعلي بن محمد المصري، ومحمد بن العباس بن نجيح البزاز، وغيرهم.
(290) -[2: 285] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَنَّادٍ، قَالا: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وَأَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقِ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَنَّادٍ، قَالَ: حدثنا مُسْلِمٌ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يُسَافَرُ بِالْقُرْآنِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " لفظ البغوي.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قَالَ: حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي غالب، قَالَ: حدثنا هشيم، عن العوام بن حوشب، قَالَ: قَالَ إبراهيم التيمي: رأيت في المنام كأني ورد بي على نهر، فقيل لي: اشرب واسق من شئت كما صبرت وكنت من الكاظمين.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: أخبرنا الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، يقول: أبو بكر بن جناد عدل ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: وجاءنا الخبر بموت أبي بكر محمد بن إبراهيم بن جناد البزاز أنه توفي بين السيالة والمدينة سنة ست وسبعين.
أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع: أن أبا بكر محمد بن إبراهيم بن جناد مات في طريق مكة في ذي الحجة من سنة ست وسبعين ومائتين.(2/284)
319- محمد بن إبراهيم بن يوسف أبو حمزة المروزي سكن بغداد، وانتخب عليه عبيد العجل.
وحدث عن عبدان بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق المروزيين، وعلي بن بحر بن بري.
روى عنه: محمد بن مخلد، وأبو عمرو ابن السماك.
وكان ثقة.
(291) -[2: 286] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا أَبُو حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أخبرنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أخبرنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتِهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا عَنْهُ، وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَلَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءِ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ "(2/286)
320- محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد أبو بكر الحلواني قاضي بلخ سكن بغداد: وحدث بها عن أبي جعفر النفيلي، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، وعلي بن بحر القطان، وسعيد بن أشعث السمان، ومحمد بن إسماعيل بن عياش، وموسى بن محمد المقدسي، ومحمد بن جعفر الفيدي.
روى عنه: إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو ابن السماك، وحمزة بن محمد الدهقان.
وكان ثقة.
(292) -[2: 288] أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حدثنا ضَمْضَمُ ابْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحٍ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مَوسَى حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ رِجَالا تُقْرَضُ جُلُودُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، قُلْتُ: مَا شَأْنُ هَؤُلاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَتَزَيَّنُونَ إِلَى مَا لا يَحِلُّ لَهُمْ، وَرَأَيْتُ جُبًّا خَبِيثَ الرِّيحِ وَفِيهِ صِيَاحٌ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هُنَّ نِسَاءٌ يَتَزَيَنَّ إِلَى مَا لا يَحِلُّ لَهُنَّ، وَرَأَيْتُ قَوْمًا اغْتَسَلُوا فِي مَاءِ الْحَيَاةِ، قُلْتُ مَا هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا "(2/287)
321- محمد بن إبراهيم بن هاشم بن مشكان حدث عن أبيه.
روى عنه: محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.(2/288)
322- محمد بن إبراهيم بن ميمون أبو عبد الله الدهان حدث عن بشار بن موسى الخفاف.
روى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر ابن الجعابي.(2/288)
323- محمد بن إبراهيم بن حمدون أبو الحسن الخزاز الكوفي قدم بغداد، وحدث بها عن عبد الله بن أبي زياد القطواني، وأبي كريب محمد بن العلاء الهمذاني، ويعيش بن الجهم الحديثي، وعثمان بن يحيى الصياد.
روى عنه: عبد الرحمن بن العباس والد أبي طاهر المخلص، وعبد الله بن إبراهيم بن ماسي، وعثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز.
(293) -[2: 289] أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْدُونَ الْخَزَّازُ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُخْرَصَ أَعْنَابُ ثَقِيفٍ كَمَا تُخْرَصُ النَّخْلُ ثُمَّ يُؤَدَّى زَكَاتُهُ زَبِيبًا كَمَا يُؤَدَّى زَكَاةُ النَّخْلِ تَمْرًا أَخْبَرَنَا أحمد بن علي المحتسب، قَالَ: قرأنا على أحمد بن الفرج بن حجاج الوراق، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قَالَ: توفي أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حمدون الرؤاسي الخزاز ببغداد ليلة الأربعاء، ودفن غداة الأربعاء أول يوم من جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين ومائتين، ورأيته لا يخضب.(2/288)
324- محمد بن إبراهيم بن أيوب أبو عبد الله البزاز حدث عن أحمد بن إبراهيم الموصلي.
روى عنه: علي بن محمد بن المعلى الشونيزي.
(294) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الشُّونِيزِيُّ، إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ الْبَزَّازُ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حدثنا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: يُوشِكُ أَنْ يُدْرَسَ الإِسْلامُ كَمَا يُدْرَسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، وَيَقْرَأُ النَّاسُ الْقُرْآنَ لا يَجِدُونَ لَهُ حَلاوَةً، فَيَبِيتُونَ لَيْلَةً وَيُصْبِحُونَ وَقَدْ أَسْرَى بِالْقُرْآنِ وَمَا كَانَ قَبْلَهُ مِنْ كِتَابٍ، حَتَّى يُنْتَزَعَ مِنْ قَلْبِ شَيْخٍ كَبِيرٍ، وَعَجُوزٍ كَبِيرَةٍ، فَلا يَعْرِفُونَ وَقْتَ صَلاةٍ وَلا صِيَامٍ وَلا نُسُكٍ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: إِنَّا سَمِعْنَا النَّاسَ، يَقُولُونَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
فَقَالَ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ: فَمَا يُغْنِي عَنْهُمْ قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَهُمْ لا يَعْرِفُونَ وَقْتَ صَلاةٍ وَلا صَوْمٍ وَلا نُسُكٍ؟ فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا قُلْتَ يَا صِلَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ: يَنْجُونَ مِنَ النَّارِ يَا صِلَةَ(2/290)
325- محمد بن إبراهيم أبو بكر بن القربي البزاز أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: أخبرنا الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: محمد بن إبراهيم أبو بكر البغدادي ابن القربي البزاز، سمع أبا همام الوليد بن شجاع، والخليل بن عمرو، ومحمد بن علي بن خلف، وهذه الطبقة، وكان صاحب حديث.(2/290)
326- محمد بن إبراهيم الرفاء حدث عن إبراهيم بن سعيد الجوهري.
روى عنه: أبو بكر بن سلم الختلي.
(295) -[2: 291] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّفَّاءُ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْجَوَابِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ "، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ وَهُوَ وَهْمٌ قلت: وهذا الحديث إنما رواه أبو الجواب عن سفيان الثوري لا عن مسعر، ويقال: إن أبا الجواب تفرد بروايته، عن الثوري.
(296) -[2: 291] أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ: ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ، وَبُرْدٍ حِبَرَةٍ "(2/291)
327- محمد بن إبراهيم البرجلاني حدث عن أبيه، عن بشر بن الحارث.
روى عنه: محمد بن علي بن يحيى البزاز.(2/291)
328- محمد بن إبراهيم بن أبان بن ميمون أبو عبد الله السراج سمع يحيى بن عبد الحميد الحماني، وعبيد الله بن عمر القواريري، والحكم بن موسى، وسريج بن يونس، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
روى عنه: أبو حفص ابن الزيات، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، ومحمد بن زيد بن مروان الأنصاري، وغيرهم.
وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر، وَأَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع.
قالا: سنة خمس وثلاث مائة مات محمد بن إبراهيم بن أبان السراج.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، أن محمد بن إبراهيم السراج توفي في سنة ست وثلاث مائة.(2/292)
329- محمد بن إبراهيم بن إسحاق أبو بكر يعرف بالفاذجاني وهو أصبهاني سكن بغداد، وحدث بها عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي، وأسيد بن عاصم، وأحمد بن عصام الأصبهانيين.
روى عنه: أبو بكر بن مالك القطيعي، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي.
(297) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ، جَارُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حدثنا أَبُو مَسْعُودٍ، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: وَاللَّهِ مَا مَنَعَنَا أَنْ نُبَايِعَكَ إِنْكَارًا مِنَّا لِفَضْلِكَ، وَلا تَنَافُسًا مِنَّا عَلَيْكَ لِخَيْرٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكِ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ(2/292)
330- محمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو جعفر الجرجاني يعرف بابن الشلاثائي
(298) -[2: 293] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُرْجَانِيُّ يُعْرَفُ بِابْنِ الشُّلاثَائِيِّ، كَتَبَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي غَالِبٍ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: حدثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أخبرنا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأهْلُ النَّارِ النَّارِ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِيدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ.
فَيَقُولُونَ: أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُخْرِجْنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيُرْفَعُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ وَلا أَقَرَّ لأَعْيُنِهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ " وحدث أبو جعفر هذا أيضا عن الحسين بن عيسى البسطامي.(2/293)
331- محمد بن إبراهيم بن هارون أبو العباس الدقاق من أهل سر من رأى، حدث عن الحسن بن عرفة العبدي، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن حرب المقرئ، والحسن بن عليل العنزي.
روى عنه: أبو علي بن حبش الدينوري.
أَخْبَرَنَا محمد بن علي بن يعقوب، من أصله، قَالَ: أخبرنا أبو علي حبش المقرئ بالدينور، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن هارون الدقاق بسامرا في سنة ست وثلاث مائة، قَالَ: حدثنا علي بن مسلم الطوسي.(2/294)
332- محمد بن إبراهيم بن إدريس بن جامع أبو أحمد البوراني حدث عن محمد بن الحسين بن إشكاب.
روى عنه: علي بن عمر بن محمد السكري.(2/294)
333- محمد بن إبراهيم أبو جعفر الغزال يلقب سمسمة حدث عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني.
(299) -[2: 295] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَزَّالُ، فِي مَسْجِدِ الرَّصَافَة، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المخرمي، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ، وَمَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا أَوْ غَرَّهُ "، قُلْتُ: كَذَا قَالَ عَامِر: عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَالْمَحْفُوظُ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَذِكْرُ مَسْرُوقٍ لا وَجْهَ لَهُ
(300) -[2: 295] أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدِ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ " وَهَكَذَا رَوَاهُ فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قَالَ: وجدت في كتاب أخي، مات أبو جعفر الغزال المعروف بسمسمة سنة ثمان وثلاث مائة في النصف من رجب يوم الجمعة، ودفن قبل الصلاة.(2/294)
334- محمد بن إبراهيم بن آدم بن أبي الرجال أبو جعفر الصلحي سكن بغداد، وحدث بها عن بشر بن هلال الصواف، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وأزهر بن جميل البصري.
روى عنه: أبو بكر بن سلم الختلي، وعمر بن جعفر البصري الحافظ، وعثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز المعروف بالمحاسني، ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر، أن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال مات في سنة عشر وثلاث مائة.(2/296)
335- محمد بن إبراهيم أبو جعفر الأطروش البرتي الكاتب سمع محمد بن حاتم الزمي، وأبا عمر الدوري، ويحيى بن أكثم القاضي وعمر بن شبة النميري.
روى عنه: القاضي أبو بكر ابن الجعابي، وعبد الله بن الحسن بن النخاس، وأبو الحسين ابن البواب المقرئ، وعلي بن عمر السكري أحاديث مستقيمة.
(301) -[2: 296] حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حدثنا عُبيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبِرْتِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ الأَطْرُوشُ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، قَالَ: حدثنا مُحْرِزُ بْنُ الْوَضَّاحِ شَيْخٌ مَرْوَزِيٌّ قَدِيمٌ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع، أن أبا جعفر البرتي مات في شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.
وَأَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قَالَ: وجدت في كتاب أخي، مات أبو جعفر البرتي الأطروش، وكان ينزل درب ثوابة سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان يوم الأربعاء.(2/296)
336- محمد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله أبو عبد الله الطيالسي الرازي كان جوالا، حدث ببغداد، وبمصر، وطرسوس، وسكن قرميسين، وعمر عمرا طويلا.
كان يحدث عن إبراهيم بن موسى الفراء، والمعافى بن سليمان الرسعني، ويحيى بن معين، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأبي مصعب الزهري، وعلي بن حكيم الأودي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبي غسان ذنيج، وهارون بن عبد الله البغدادي، وأبي سلمة المخزومي، وعبد الكريم بن أبي عمير الدهقان، وعبد الرحمن بن يونس الرقي، وغيرهم.
روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بن محمد بن شعبة، ومكرم بن أحمد القاضي، وجعفر بن محمد الخلدي، وأبو بكر ابن الجعابي، في آخرين.
(302) -[2: 298] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حدثنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، قَالَ: حدثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا قَتَادَةُ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يَنْتَظِرُوا بِصَلاةِ الْمَغْرِبِ اشْتِبَاكَ النُّجُومِ "
(303) -[2: 298] أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ بِهَمَذَانَ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْفَضْلِ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، قَالَ: حدثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرُ فَذُكِرَ مِثْلُ حَدِيثِ الْمِنْهَالِ عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ مُوسَى بْنُ هَارُونَ بِبَغْدَادَ فَحَدَّثْتُهُ
(304) -[2: 299] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغَوِيُّ، وَكَانَ جَارَنَا، قَالَ: حدثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: حدثنا هُشَيْمُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " قلت: تفرد بواية هذا الحديث عن مالك أبو الأحوص البغوي، ولم يروه عن أحمد بن منيع موصولا هكذا سوى محمد بن إبراهيم بن زياد وأخطأ فيه والصواب ما.
(305) -[2: 299] حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ وَأَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ وَآخَرُونَ، قَالُوا: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغَوِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ هُشَيْمِ بْنِ أَبِي خَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ صَخْرًا.
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ لا يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ إِلا فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَاحِدَةً أَخْبَرَنَا محمد بن عيسى البزاز، قَالَ: حدثنا صالح بن أحمد الحافظ، قَالَ: محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي نزيل قرميسين، حَدَّثَنَا عنه أحمد بن محمد المقرئ ومحمد بن أحمد الصفار.
سمعت أبا جعفر يعني الصفار يقول: تكلموا فيه وكان فهما بالحديث مسنا.
وَقَالَ صالح: سمعت أبي، يقول: كتب عنه ابن وهب الدينوري، وأفسد حاله بمرة، فذكرت ذلك لأبي جعفر، فقال: ابن وهب يتكلم في الناس، وله في نفسه من الشغل ما لا يتفرغ لغيره.
قَالَ صالح: وسمعت أبا جعفر يقول: توهمت أن الناس لا يحملون حديثه لضعفه.
أَنْبَأَنِي أحمد بن علي اليزدي، قَالَ: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، قَالَ: محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي عمر الكثير، فكان يروي، عن المعافى بن سليمان الرسعني، وأمية بن بسطام العيشي، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، فالله أعلم أشرها كان ذلك منه أم صدقا؟ قلت: قد كان محمد بن إبراهيم حيا سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.
سألت أبا حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدويي الحافظ بنيسابور، عن محمد بن إبراهيم بن زياد، فقال: سمعت أبا أحمد الحافظ ذكره، فقال: لو أنه اقتصر على سماعه لكان له فيه مقنع، لكنه حدث عن شيوخ لم يدركهم، أو قَالَ كلاما هذا معناه.
قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني بخطه، محمد بن إبراهيم بن زياد متروك، وفي موضع آخر: ضعيف.
سألت عنه أبا بكر البرقاني، فقال: بئس الرجل.(2/297)
337- محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطال أبو عبد الله اليماني نزيل المصيصة وهو من صعدة اليمن، قدم بغداد، وحدث بها عن علي بن مسلم الهاشمي.
روى عنه: حبيب بن الحسن القزاز.
أَخْبَرَنَا علي بن المظفر الأصبهاني، قَالَ: حدثنا حبيب بن الحسن بن داود القزاز إملاء، قَالَ: حدثنا محمد بن إبراهيم بن بطال الصعدي، قدم علينا من صعدة وهي من طريق اليمن، قَالَ: حدثنا علي بن مسلم الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن يحيى الصيدواني، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن أبي بكر بن عياش، قَالَ: بكيت عند أبي حين حضرته الوفاة، فقال لي: ما يبكيك؟ أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم فيها القرآن كل ليلة.
وحدث أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الجلي، وغيره من أهل المصيصة عن محمد بن إبراهيم، عن سلمة بن شبيب، ومحمد بن آدم المصيصي، والحسين بن علي بن الأسود الكوفي، وأحمد بن يحيى بن الجلاب البغدادي، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ونحوهم.(2/301)
338- محمد بن إبراهيم أبو نصر الكسائي السمرقندي قدم بغداد، وحدث بها عن الحسين بن حميد العكي، وأبي العباس بن قتيبة العسقلاني، ونحوهما.
روى عنه: أبو عمرو ابن السماك حديث وصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي بن أبي طالب وغير ذلك.
وحدث عنه أيضا عمر بن محمد بن عبد الله البندار ابن قيوما النهرواني.
(306) -[2: 302] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، قَالَ: أخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبُنْدَارُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ قَيُّومَا الْمُعَدَّلُ بِالنَّهْرَوَانِ، قَالَ: حدثنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ "(2/302)
339- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحكم، أبو عبد الله الطرسوسي قدم بغداد، وحدث بها عن أبي فروة يزيد بن محمد الرهاوي.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو حفص بن شاهين، وذكر أبو حفص، أنه سمع منه في سنة خمس عشرة وثلاث مائة.(2/302)
340- محمد بن إبراهيم بن نيروز أبو بكر الأنماطي سمع عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى العنزي، ومحمد بن عمرو بن نافع المصري، ومحمد بن عوف الحمصي، ويزيد بن محمد أبا فروة الرهاوي.
روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، ومحمد بن إبراهيم بن حمدان العاقولي، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي، ومحمد بن المظفر، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس.
وَحَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
قرأت بخط أبي القاسم ابن الثلاج، توفي ابن نيروز الأنماطي في رمضان سنة ثمان عشرة وثلاث مائة.
وَحَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر، أن ابن نيروز مات في سنة تسع عشرة وثلاث مائة.(2/303)
341- محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي الجحيم، أبو كثير الشيباني البصري قدم بغداد، وحدث بها عن جميل بن الحسن، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ووفاء بن سهيل المصريين، ومحمد بن إسماعيل بن سالم المكي الصائغ.
روى عنه: محمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة، ومحمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين.
حَدَّثَنِي علي بن محمد بن نصر، قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي، يقول: سألت أبا محمد بن غلام الزهري، عن محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم، فقال: هو ثقة.(2/303)
342- محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين أبو الحسن البزاز كان ينزل بدرب الزعفراني، وحدث عن يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن الوليد البسري، وأحمد بن منصور زاج، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني، وعمر بن إبراهيم الكتاني، ويوسف القواس.
وَحَدَّثَنِي الخلال، أن يوسف ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي يذكر أن ابن شاهين هذا مات فجأة، وقد خرج من الحمام، في عاقبة يوم الاثنين لخمس خلون من شهر رمضان سنة عشرين وثلاث مائة.(2/304)
343- محمد بن إبراهيم بن عبد الملك أبو جعفر الواسطي حدث ببغداد عن أبي هشام الرفاعي أحاديث مستقيمة.
روى عنه: أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب الإمام.(2/305)
344- محمد بن إبراهيم بن محمد أبو عبد الله القصار الرازي ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه حدثه عن الحسن بن علي بن زياد السري في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة.(2/305)
345- محمد بن إبراهيم بن العباس أبو هشام الطائي الملطي حدث بعكبرا عن إبراهيم بن عبد الله بن زاذفروخ الفارسي.
روى عنه: محمد بن عبد الله بن بخيت العكبري.
(307) -[2: 305] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِصُورَ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ الطَّائِيُّ الْمَلْطِيُّ بِعُكْبَرَا، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَ فَرُّوخُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ شَبِيبٍ السَّلَمِيُّ، قَالَ: حدثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ تُفَّاحَةً وَكَسَرْتُهَا فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ أَشْفَارُ عَيْنَيْهَا كَرِيشِ النِّسْرِ، قُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ "(2/305)
346- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن دينار أبو الحسن المعدل يعرف بابن حبيش لأن أحمد جده كان يلقب حبيشا حدث عن محمد بن شجاع الثلجي، وعباس الدوري وإبراهيم بن عبد الله القصار الكوفي، وإسحاق بن الحسن الحربي.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وعبد الرحمن بن عمر بن حمة الخلال، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وغيرهم، وكان يسكن درب يعقوب بن سوار.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، قَالَ: محمد بن إبراهيم بن حبيش شيخنا لم يكن بالقوي.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حدثنا عبيد الله بن عثمان الدقاق، قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن بن حبيش.
وَأَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن حمويه البزاز، قَالَ: حدثنا محمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي المعدل، قَالَ: ولدت يوم الجمعة لتسع بقين من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
قَالَ عبيد الله بن عثمان: وَقَالَ أبو الحسن: إنما سمينا بالبغيين لأنا من قرية من خراسان من مرو الروذ يقال لها بغشور.
قَالَ: وكان المنصور بنى لهم مسجد البغيين.
قَالَ: وصلى المنصور في مسجدنا واستسقى فيه ماء.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان، قَالَ: حدثنا ابن قانع، أن محمد بن إبراهيم بن حبيش مات في جمادى الآخرة من سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة.
قَالَ غيره عن عبد الباقي: مات يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الآخرة.(2/305)
347- محمد بن إبراهيم بن أبي الورد الحربي حدث عن محمد بن يونس الكديمي، وأحمد بن علي البربهاري، وعبد الله بن أيوب الخزاز، ومحمد بن علي بن شعيب السمسار.
روى عنه: أبي حفص بن شاهين.(2/306)
348- محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي حليمة الصائغ حدث عن سعدان بن نصر، ومحمد بن أحمد بن نصر الترمذي.
روى عنه: ابن شاهين أيضا، وعبد الواحد بن علي اللحياني.(2/307)
349- محمد بن إبراهيم بن خالد بن مخلد أبو بكر المقرئ حدث عن محمد بن أيوب الرازي.
روى عنه: المعافى بن زكريا الجريري.(2/307)
350- محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن الضحاك أبو بكر البخاري ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه قدم بغداد، وحدثهم عن إسحاق بن أحمد بن خلف الحافظ.(2/307)
351- محمد بن إبراهيم بن أبي الحزور أبو بكر حدث عن بشر بن موسى، وأبي زيد أحمد بن محمد بن طريف الكوفي.
روى عنه: إبراهيم بن مخلد بن جعفر.
قرأت في كتاب أبي الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن الفرات بخطه: توفي أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أبي الحزور يوم السبت لليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة، ودفن يوم الأحد.(2/307)
352- محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران أبو عبد الله مولى ثقيف وهو ابن أخي أبي العباس محمد بن إسحاق السراج النيسابوري ولد أبو عبد الله ببغداد، وسمع بها من الحارث بن أبي أسامة والكديمي، وانتقل بآخرة إلى الشام فسكن بيت المقدس، وحدث بها.
روى عنه: تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، وأبو عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، وكان صدوقا، وكان يسكن درب يعقوب بن سوار.
قلت: وحدث محمد بن إبراهيم بن إسحاق ابن أخي أبي العباس السراج، عن أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن ربح البزاز، وموسى بن الحسن النسائي، وعمر بن فيروز التوزي، ومحمد أن غالب التمتام، وعن أبيه إبراهيم بن إسحاق.
روى عنه: عبد الله بن علي الأبروني.(2/308)
353- محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبدان بن جبلة أبو جعفر القوهستاني قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن إسحاق السراج النيسابوري، وأبي قريش محمد بن جمعة بن خلف القوهستاني.
روى عنه: أبو بكر الدوري الوراق، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن المعدل، قَالَ: حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري الوراق، قَالَ: حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبدان بن جبلة، قدم علينا بغداد.(2/308)
354- محمد بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن البزاز العكبري حدث عن أبي الفضل العباس بن الفضل بن العباس بن موسى الهاشمي.
روى عنه: أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور، وذكر أنه سمع منه ببغداد، وَقَالَ: ما علمت من أمره إلا خيرا.(2/309)
355- محمد بن إبراهيم بن محمد بن جناح أبو أحمد البستي ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا في سنة ست وأربعين وثلاث مائة، وحدثهم عن إسحاق بن إبراهيم القاضي البستي، صاحب حامد بن آدم.(2/309)
356- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يزيد بن خالد أبو بكر المتطبب
ذكر ابن الثلاج، أيضا أنه حدثهم عن عباد بن علي السيريني، وَقَالَ: كان ينزل سوق العطش.(2/309)
357- محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد الخلال حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب.
روى عنه: أبو الفتح بن مسرور، وَقَالَ: حَدَّثَنَا في منزله بمدينة المنصور، وكان ثقة.(2/309)
358- محمد بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق أبو الفرج البغدادي الفقيه الشافعي يعرف بابن سكرة سكن مصر، وحدث بها عن أبي عمر حفص بن أبي عمر الضرير البصري.
روى عنه: أبو الفتح بن مسرور أيضا، وذكر أنه سمع منه في سنة خمس وخمسين وثلاث مائة، قَالَ: وكان فيه لين.(2/309)
359- محمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد بن عيسى بن عبد الحميد أبو العباس يعرف بابن الشيرجي مروزي الأصل سمع جعفر بن محمد الفريابي، وإبراهيم بن شريك الأسدي، وأبا العباس البراثي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبا القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود السجستاني.
كتب عنه أبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس.
وحدث عنه أبو الحسن بن رزقويه.
(308) -[2: 310] أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن محمد المروزي، يعرف بابن الشيرجي من لفظه وحفظه، قَالَ: حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: تعرف لأبي العشراء الدارمي حديثا غير: لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك؟ قَالَ: لا فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذُكِرَتِ الْعَتِيرَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَسَّنَهَا، فَقَالَ أَحْمَدُ: مَا أَحْسَنَهُ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا لأَنَّهُ مِنْ كَلامِ الأَعْرَابِ، وَقَالَ لابْنِهِ: هَاتِ الدَّوَاةَ وَالْوَرَقَةَ فَكَتَبَهُ عَنِّي
(309) -[2: 311] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقِرْمِسِينِيُّ، قَالَ: حدثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أخبرنا أَبُو مَسْعُودٍ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ الْفُرَاتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ الدَّارِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا قَالَ محمد بن أبي الفوارس: مات أبو العباس محمد بن إبراهيم المروزي، ويعرف بالشيرجي لتسع بقين من ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وكان شيخا ثقة مستورا لا بأس به.(2/310)
360- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي الحكم أبو عبد الله الختلي حدث عن محمد بن أحمد بن النضر الأزدي، وأبي مسلم الكجي.
حَدَّثَنَا عنه محمد بن طلحة النعالي.
(310) -[2: 312] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ النِّعَالِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ الْخُتَّلِيُّ وَحَبِيبٌ الْقَزَّازُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالُوا: حدثنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ، لا ضَرَبَ، وَلا طَرَدَ، وَلا جَلْدَ، وَلا إِلَيْكَ إِلَيْكَ "(2/311)
361- محمد بن إبراهيم الفروي سمع أبا مسلم الكجي.
حَدَّثَنَا عنه أبو نعيم الأصبهاني.
(311) -[2: 312] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَوِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، قَالَ: حدثنا مِسْوَرُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حدثنا يَاسِينُ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنْ مَعَادِنِ التَّقْوَى تَعَلُّمُكَ إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ عِلْمَ مَا لَمْ تَعْلَمْ، وَالنَّقْصُ فِيمَا قَدْ عَلِمْتَ قِلَّةُ الزِّيَادَةِ فِيهِ، وَإِنَّمَا يَزْهَدُ الرَّجُلُ فِي عِلْمِ مَا لَمْ يَعْلَمْ قِلَّةَ الانْتِفَاعِ بِمَا قَدْ عَلِمَ "، قَالَ لِي أَبُو نُعَيْمٍ: هَذَا الشَّيْخُ مِنْ وَلَدِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ وَسَمِعْتُ مِنْهُ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ شَيْخًا لَهُ هَيْئَةٌ حَسَنَةٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ(2/312)
362- محمد بن إبراهيم بن العباس بن الفضيل أبو اليسر الموصلي قدم بغداد في سنة اثنتين وستين وثلاث مائة، وروى بها عن أبي يعلى الموصلي كتاب معجم شيوخه.
سمعه منه محمد بن أبي الفوارس، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن الكاتب.(2/313)
363- محمد بن إبراهيم بن محمد أبو بكر الشاهد المعروف بالربيعي حدث عن الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن محمد بن ياسين، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن ضو الرامهرمزي، ومحمد بن محمد بن عقبة الكوفي.
حَدَّثَنَا عنه أبو القاسم عبيد الله بن عمر ابن البقال الفقيه، وأبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار.
(312) -[2: 313] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّبِيعِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَرٍ الْوَشَّاءُ، قَالَ: حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، قَالَ: حدثنا رَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ فِي الشَّدَائِدِ وَالْكَرْبِ، فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ " قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو بكر الربيعي في سنة أربع وستين وثلاث مائة، وفيه نظر.(2/313)
364- محمد بن إبراهيم أبو الحسن الحضرمي
(313) -[2: 314] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَضْرَمِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ قُدَامَةَ الْبَلْخِيُّ الْوَرَّاقُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةُ بُنْ سَعِيدٍ، قَالَ: حدثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ "(2/314)
365- محمد بن إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس ابن نيظرا أبو بكر قاضي دير العاقول حدث ببغداد عن جده حمدان، وعن أبيه إبراهيم، وعن عمرو بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي، وأحمد بن مكرم البرتي، ومحمد بن الحسين الأشناني، وعلي بن العباس المقانعي، وعبد الله بن زيدان الكوفيين، وأبي القاسم البغوي، وبدر بن الهيثم القاضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عنه الحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي، ومحمد بن عبد الملك بن بشران.
وسألت الخلال والأزهري، عنه، فقالا: ثقة.
حَدَّثَنِي الأزهري، قَالَ: جاءنا الخبر من دير العاقول أن ابن نيظرا توفي في شهر ربيع الأول من سنة ثمانين وثلاث مائة.(2/314)
366- محمد بن إبراهيم بن أحمد أبو نعيم الهمذاني حدث عن محمد بن عمرو بن البختري الرزاز.
حَدَّثَنِي عنه عبد العزيز بن علي الأزجي.(2/315)
367- محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد أبو الفتح البزاز الغازي الطرسوسي يعرف بابن البصري سمع محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي، وأحمد بن محمد بن أحمد بن سلام، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ومحمد بن محمد بن داود بن عيسى الكرجي، وسليمان بن أحمد المطلي، وعبيد الله بن الحسين الأنطاكي، وأحمد بن بهزاد السيرافي، وأبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي، والحسن بن عبد الرحمن بن زريق الحمصي.
وقدم بغداد، وحدث بها، فحدثنا عنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن الفرج بن علي البزاز، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن طلحة المقرئ، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وغيرهم.
(314) -[2: 316] أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالا: أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الطَّرْسُوسِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَيْقٍ بِحِمْصَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الشِّيزَرِيُّ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حِبَّانَ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَفَاعَتِي لأَهْلِ الذُّنُوبِ مِنْ أُمَّتِي ".
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَإِنْ زَنَا وَإِنْ سَرَقَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي الدَّرْدَاءِ "، قَالَ لي الأزهري: سمعت من أبي الفتح في سنة ست وسبعين وثلاث مائة.
سألت الأزهري عنه، فقال: ثقة قلت: وكان أبو الفتح قد استوطن بآخرة بيت المقدس وبها مات.
سمعت أبا الخير سلامة بن إسماعيل الفقيه ببيت المقدس، يقول: مات أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن البصري ببيت المقدس نحو سنة سبع أو ثماني وأربع مائة، شك في ذلك.
وَقَالَ لي محمد بن علي الصوري وقد سمع منه، مات أبو الفتح ببيت المقدس في سنة تسع أو عشر وأربع مائة، الشك من الصوري، قَالَ: وكان ثقة.
سمعت الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم النابلسي ببيت المقدس، يقول: مات أبو الفتح بن البصري ببيت المقدس نحو سنة عشر وأربع مائة.(2/315)
368- محمد بن إبراهيم بن حوران بن بكران أبو بكر الحداد سمع أبا بكر الشافعي، وعمر بن جعفر بن سلم.
وروى عن أبي جعفر بن بريه الهاشمي كتاب " المبتدأ " لوهب بن منبه.
كتبت عنه وكان صدوقا.
(315) -[2: 317] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَوْرَانَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حدثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالأَكُولِ الشَّرُوبِ الْعَظِيمِ، فَيُوزَنُ فَلا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ "، وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} مات أبو بكر بن حوران في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة، وكنت إذ ذاك بالبصرة.(2/316)
369- محمد بن إبراهيم بن أحمد أبو بكر الأردستاني ساكن أصبهان كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة، ويحج ماشيا، وحدث ببغداد عن أبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف النيسابوري، وأحمد بن عبدان الشيرازي، وأبي الحسن الدارقطني، وغيرهم من هذه الطبقة.
كتبت عنه، وكان ثقة يفهم الحديث.
(316) -[2: 317] حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الأَرْدَسْتَانِيُّ بِلَفْظِهِ وَبِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَفَّافُ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْجَمَّالُ، قَالا: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِنَ بلغنا أن أبا بكر الأردستاني مات بهمذان في سنة سبع وعشرين وأربع مائة.(2/317)
370- محمد بن إبراهيم بن علي أبو بكر العطار الأصبهاني مستملي أبي نعيم الحافظ ورد بغداد أيام أبي علي بن شاذان وهو شاب، وكتب عني وعلقت عنه حديثا واحدا ذكره لي من حفظه.
(317) -[2: 318] قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَرَجِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَرِيبٍ الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبِي، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السُّرْعَةُ فِي الْمَشْيِ تُذْهِبُ بَهَاءَ الْمُؤْمِنِ " قلت: لم أسمع لمحمد بن الأصمعي ذكرا إلا في هذا الحديث.
وذكر لي بعض الأصبهانيين أنه خلف أبا بكر العطار بأصبهان حيا في سنة ثلاث وستين وأربع مائة.(2/318)
371- محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن موسى أبو الحسن يعرف بالمطرز أصبهاني الأصل، كان يتوكل بين يدي القضاة، ومنزله ناحية نهر الدجاج بالقرب من دار بن الحراني.
وحدث عن علي بن محمد بن كيسان الحربي، وأحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال، ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق.
كتبت عنه شيئا يسيرا.
وكان صدوقا صحيح الأصول.
(318) -[2: 319] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُطَرِّزُ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَأَمَرَ فِيهِ بِأَمْرٍ، ثُمَّ قَامَ فَحَمَلَ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ عَلَى عُنُقِهِ، فَجَعَلَ لُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ يَلُوكُ تَمْرَةً، فَحَرَّكَ خَدَّهُ، فَقَالَ: " أَلْقِهَا أَيْ بُنَيَّ، أَلْقِهَا أَيْ بُنَيَّ أَمَا شَعُرْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ؟ " سألت أبا الحسن عن مولده، فقال: ولدت يوم السبت لعشر بقين من شوال سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة، قَالَ: وجدي من أهل أصبهان، وأما أبي فولد ببغداد.
توفي محمد بن إبراهيم المطرز في شوال من سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة.(2/319)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه إسماعيل(2/320)
372- محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة أبو عبد الله البصري سمع إسماعيل ابن علية، ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، ومعاذ بن هشام، وعثمان بن عثمان الغطفاني.
قدم بغداد وحدث بها، فروى عنه: محمد بن أبي غالب القومسي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، ومحمد بن عبيد بن أبي الأسد، وصالح بن محمد حزرة، وموسى بن هارون، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
(319) -[2: 320] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّزَّازُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الأَسَدِ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالا: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، قَالَ: حدثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يُؤَخِّرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ "، أَوْ كَمَا قَالَ: " وَيُرْزَقُونَ الْقُوَّةَ فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ " أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: قَالَ محمد العباس العصمي الهروي: حَدَّثَنَا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ، قَالَ أخبرنا أبو علي صالح بن محمد بن عمرو الأسدي، قَالَ: محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري أبو عبد الله كان ثقة.
وَقَالَ في موضع آخر: محمد بن يحيى بن أبي سمينة التمار، كان جليسا لعمرو الناقد، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري أوثق منه.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، قَالَ: أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وكان يخضب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أخبرنا محمد بن عمرو بن غالب، قَالَ: أخبرنا موسى بن هارون، قَالَ: مات محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري وهو متوجه إلى طرسوس في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين، وكان لا يخضب.(2/320)
373- محمد بن إسماعيل بن محرز أبو جعفر نزل البصرة، وحدث بها عن حفص بن غياث النخعي.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن محمد الحراني.
(320) -[2: 321] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالا: حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحْرِزٍ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ فِي سِكَّةِ قُرَيْشٍ، قَالَ: أخبرنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ، يَعْنِي فِيهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ مَا سِوَى ذَلِكَ، مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِرًا يَتْبَعُ السَّحَرَةَ، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيهِ "(2/321)
374- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة أبو عبد الله الجعفي البخاري الإمام في علم الحديث صاحب الجامع الصحيح والتاريخ،
رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز، والشام، ومصر، وسمع مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وعبيد الله بن موسى العبسي، وأبا عاصم الشيباني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان النهدي، وسليمان بن حرب الواشحي، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا معمر المنقري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا بكر الحميدي، وسعيد بن أبي مريم المصري، ويحيى بن بكير المخزومي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأبا اليمان الحمصي، وإسماعيل بن أبي أويس المديني، وعبد القدوس بن الحجاج، وحجاج بن المنهال، ومحمد بن كثير العبدي، وخالد بن مخلد القطواني، وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وخلقا سواهم يتسع ذكرهم.
[ص:323] وورد بغداد دفعات، وحدث بها فروى عنه: من أهلها: إبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأخر من حدث عنه بها الحسين بن إسماعيل المحاملي.
(321) -[2: 323] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حدثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يُسْنِدُ بَعْضُهُ بَعْضًا "، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِذْ جَاءَهُ رَجَلٌ أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ "
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة عليه، قَالَ: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، قَالَ: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان البخاري، يقول: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بذدزبة البخاري، وبذدزبه مجوسي مات عليها، والمغيرة بن بذدزبة، أسلم على يدي يمان البخاري والى بخارى، ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمد المسندي الجعفي، وعبد الله بن محمد هو ابن جعفر بن يمان البخاري الجعفي، والبخاري قيل له:
[ص:324] جعفي لأن أبا جده، أسلم على يدي أبي جد عبد الله المسندي، ويمان جعفي فنسب إليه لأنه مولاه من فوق.
وعبد الله قيل له: مسندي لأنه كان يطلب المسند من حداثته.
وَأَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عدي، قَالَ: سمعت الحسن بن الحسين البزاز ببخارى، يقول: رأيت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير.
ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرة شوال من سنة ست وخمسين ومائتين.
عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، قَالَ: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوري، قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزي، يقول: سمعت أحمد بن سيار، يقول: ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، أبو عبد الله طلب العلم، وجالس الناس، ورحل في الحديث، ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة، حسن الحفظ، وكان يتفقه.
حَدَّثَنِي أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي أحمد بن علي الفارسي، قَالَ: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد، قَالَ: سمعت جدي محمد بن يوسف بن مطر الفربري، يقول: حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي، قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قَالَ: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب.
قَالَ: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقَالَ: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر، [ص:325] فجعلت اختلف إلى الداخلي وغيره، وَقَالَ يوما فيما كان يقرأ للناس: " سفيان عن أبي الزبير، عن إبراهيم ".
فقلت له: يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يروه عن إبراهيم.
فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي بن إبراهيم.
فأخذ القلم مني وأحكم كتابه، فقال: صدقت.
فقال له بعض أصحابه: ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال: ابن إحدى عشرة فلما طعنت في ست عشرة سنة، حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء.
ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع أخي.
بها تخلفت بها في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليالي المقمرة، وَقَالَ: قل اسم في التاريخ إلا وله عندي قصة، إلا أني كرهت تطويل الكتاب.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي بن أحمد المقرئ، قَالَ: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني في كتابه إلى، وَحَدَّثَنِي عنه أبو عمرو البحيري، قَالَ: أخبرنا خلف بن محمد بن إسماعيل، قَالَ: أخبرنا محمد بن يوسف، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي حاتم وراق البخاري، قَالَ: سمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذي، هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب التاريخ ولا عرفوه.
ثم قَالَ: صنفته ثلاث مرات.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قَالَ: حدثنا محمد بن [ص:326] حام البخاري، قَالَ: أخبرنا محمد بن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: أخذ إسحاق بن راهويه كتاب التاريخ الذي صنفت، فأدخله على عبد الله بن طاهر، فقال: أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قَالَ: فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه، وَقَالَ: لست أفهم تصنيفه.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، قَالَ: سمعت محمد بن حميد اللخمي، يقول: سمعت القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي، يقول: سمعت أبا العباس بن سعيد، يقول: لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري.
قرأت على الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب أخي أبي محمد الخلال عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن عبد الله بن محمد بن سعيد الحافظ أبو عبد الله السرخسي بسمرقند، قَالَ: حَدَّثَنِي الحسن بن الحسين البخاري، قَالَ: حدثنا عامر بن المنتجع، قَالَ: سمعت أبا بكر المديني، يقول: كنا يوما بنيسابور عند إسحاق بن راهويه، ومحمد بن إسماعيل حاضر في المجلس في المجلس، فمر إسحاق بحديث من أحاديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان دون صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عطاء الكيخاراني فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله أيش كيخاران؟ قَالَ: قرية باليمن كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن فسمع منه عطاء حديثين.
فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله كأنك قد شهدت القوم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: سمعت إبراهيم بن معقل النسفي، يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل، يقول: كنت عند إسحاق بن راهويه، فقال لنا بعض أصحابنا: لو جمعتم كتابا مختصرا [ص:327] لسنن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب يعني: كتاب الجامع.
كتب إلي علي بن أبي حامد الأصبهاني يذكر أن أبا أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني حدثهم، قَالَ: سمعت السعداني، يقول: سمعت بعض أصحابنا، يقول: قَالَ محمد بن إسماعيل: أخرجت هذا الكتاب يعني الصحيح من زهاء ست مائة ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عدي، قَالَ: سمعت الحسن بن الحسين البخاري، يقول: سمعت إبراهيم بن معقل، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: حدثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ، قَالَ: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن الفضل، قَالَ: أخبرنا محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون، قَالَ: سئل أبو عبد الرحمن يعني النسائي، عن العلاء وسهيل، فقال: هما خير من فليح ومع هذا فما في هذه الكتب أجود من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري.
حَدَّثَنِي أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر العطار الأصبهاني بالري، قَالَ: سمعت أبا الهيثم الكشمهيني، يقول: سمعت محمد بن يوسف الفربري، يقول: قَالَ لي محمد بن إسماعيل البخاري: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن الساحلي، قَالَ: أخبرنا أحمد بن الحسن الرازي، قَالَ: سمعت عبد الله بن عدي، يقول: سمعت عبد القدوس بن همام، يقول: سمعت عدة من المشايخ يقولون: حول محمد بن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنبره، وكان يصلى لكل ترجمة ركعتين.
[ص:328]
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور، قَالَ: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه البلخي، يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن عبد الله الصفار البلخي، يقول: سمعت أبا إسحاق المستملي يروى، عن محمد بن يوسف الفربري أنه كان يقول: سمع كتاب الصحيح لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل فما بقى أحد يروى عنه: غيرى.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال، عن عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن حم، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف الفربري، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل: تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف؟ فقال: لا يخفى على جميع ما فيه.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه السمرقندي، قَالَ: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مت الأشتيخني بها، قَالَ: حدثنا الفربري محمد بن يوسف، قَالَ: سمعت محمدا البخاري بخوارزم، يقول: رأيت أبا عبد الله محمد ابن إسماعيل، يعني في المنام، خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشي فكلما رفع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدمه وضع أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عدي، قَالَ: سمعت محمد بن يوسف الفربري، قَالَ، سمعت النجم بن الفضيل وكان من أهل الفهم، يقول: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام خرج من قرية ماستي، ومحمد بن إسماعيل خلفه فكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خطا خطوة يخطو محمد بن إسماعيل ويضع قدمه على خطوة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتبع أثره.
كتب إلى أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسين الخرجاني [ص:329] من أصبهان يذكر أنه سمع أبا أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني، يقول: سمعت محمد بن يوسف الفربري، يقول: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد محمد بن إسماعيل البخاري.
فقال: أقرئه مني السلام.
حَدَّثَنِي أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان من لفظه، قَالَ: حدثنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد الخيام، قَالَ: سمعت أبا محمد المؤذن عبد الله بن محمد بن إسحاق السمسار، يقول: سمعت شيخي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك.
قَالَ: فأصبح وقد رد الله عليه بصره.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل الحافظ ببخارى، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، قَالَ: سمعت أبا حسان مهيب بن سليم، يقول: سمعت جعفر بن محمد القطان إمام الجامع بكرمينية، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: كتبت عن ألف شيخ وأكثر ما عندي حديث لا أذكر إسناده.
وَقَالَ أبو عبد الله سمعت أبا عمر وأحمد بن محمد بن عمر المقرئ، يقول: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن عمر الأديب، يقول: سمعت أحيد بن أبي جعفر والي بخارى، يقول: قَالَ محمد بن إسماعيل يوما: رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر.
قَالَ: فقلت له يا أبا عبد الله بكماله؟ قَالَ: فسكت.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، وأبو نصر [ص:330] أحمد بن أبي حامد الباهلي، قالا: سمعنا أبا سعيد بن بكر بن منير، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، يقول: كنت عند أبي حفص أحمد بن حفص أسمع كتاب الجامع، جامع سفيان، في كتاب والدي فمر أبو حفص على حرف ولم يكن عندي ما ذكر، فراجعته فقال الثانية كذلك، فراجعته الثانية فقال كذلك، فراجعته الثالثة فسكت سويعة، ثم قَالَ: من هذا؟ قالوا: هذا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بذدزبة، فقال أبو حفص: هو كما قَالَ، واحفظوا فإن هذا يوما بصير رجلا.
قَالَ أبو نصر الباهلي: سمعت بكر بن منير، يقول: ابن بذدزبة هو بالبخارية، وبالعربية الزراع.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد البلخي الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ ببخارى، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، قَالَ: حدثنا أبو سعيد بكر بن منير، قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول: منذ ولدت ما اشتريت من أحد بدرهم شيئا قط ولا بعت من أحد بدرهم شيئا.
فسألوه عن شراء الحبر والكواغد، فقال: كنت أمر إنسانا يشترى لي.
وَقَالَ أبو سعيد بكر بن منير: كان حمل إلى محمد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه فلان، فاجتمع بعض التجار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم، فقال لهم: انصرفوا الليلة.
فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم فردهم، وَقَالَ: إني نويت البارحة أن أدفع إليهم بما طلبوا يعني الذين طلبوا أول مرة ودفع بربح خمسة آلاف درهم، وَقَالَ: لا أحب أن أنقض نيتي.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن خالد المطوعي، قَالَ: حدثنا مسبح بن [ص:331] سعيد، قَالَ: كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلى بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية وكذلك إلى أن يختم القرآن.
وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة، وتكون ختمة عند الإفطار كل ليلة ويقول: عند كل ختم دعوة مستجابة.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، قَالَ: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، قَالَ: سمعت أبا سعيد بكر بن منير، يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلى ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى صلاته قَالَ: انظروا أيش هذا الذي آذاني في صلاتي؟ فنظروا فإذا الزنبور قد ورمه في سبعة عشر موضعا، ولم يقطع صلاته.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي أحمد بن علي الفارسي، قَالَ: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد، قَالَ: حدثني جدي محمد بن يوسف الفربري، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه، فلما حضرت صلاة الظهر صلى بالقوم، ثم قام للتطوع فأطال القيام، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه، فقال لبعض من معه: انظر هل ترى تحت قميصى شيئا؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا، وقد تورم من ذلك جسده، وكان آثار الزنبور في جسده ظاهرة فقال له بعضهم: كيف لم تخرج من الصلاة في أول ما أبرك؟ فقال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني، قَالَ: سمعت أحمد بن علي السليماني، يقول: سمعت علي بن محمد بن منصور، يقول: سمعت أبي يقول: كنا في مجلس أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، فرفع إنسان من لحيته قذاة فطرحها على الأرض، قَالَ: فرأيت [ص:332] محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس، فلما غفل الناس رايته مد يده فرفع القذاة من الأرض فأدخلها في كمه، فلما خرج من المسجد رايته أخرجها فطرحها على الأرض.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أحبرنا محمد بن أبي بكر البخاري الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ، قَالَ: سمعت بكر بن منير، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: إني أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا.
وَأَخْبَرَنِي الحسن بن محمد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الملاحمي، قَالَ: سمعت أبا بكر محمد بن صابر بن كاتب، يقول: سمعت عمر بن حفص الأشقر، يقول: كنا مع محمد بن إسماعيل البخاري بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أياما فطلبناه، فوجدناه في بيت وهو عريان، وقد نفد ما عنده ولم يبق معه شيء، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قَالَ: حدثنا محمد بن حام، قَالَ: أخبرنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا، فكنت أراه يوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا بيده ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها ثم يضع رأسه، وكان يصلى في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، وكان لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت له: إنك تحمل على نفسك كل هذا ولا توقظني، قَالَ: أنت شاب فلا أحب أن أفسد عليك نومك.
ورأيته استلقى على [ص:333] قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيف التفسير، وكان أتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث، فقت له: يا أبا عبد الله سمعتك تقول يوما إني ما أتيت شيئا بغير علم قط منذ عقلت، فأي علم في هذا الاستلقاء؟ فقال: أتعبنا أنفسنا في هذا اليوم، وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو فأحببت أن أستريح وآخذ أهبة ذلك، فإن غافصنا العدو كان بنا حراك.
حَدَّثَنِي أبو عبد الله محمد بن علي الصوري ببغداد، وأبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور، وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا، قالوا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن محمد بن آدم بن عبيد أبو سعيد، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف البخاري، قَالَ: كنت عند محمد بن إسماعيل البخاري بمنزله ذات ليلة فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة، ثماني عشرة مرة.
حَدَّثَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: سمعت محمد بن الفضل المفسر، يقول: سمعت أبا إسحاق الريحاني، يقول: سمعت عبد الرحمن بن رساين البخاري، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: صنفت كتابي الصحاح لست عشرة سنة، خرجته من ست مائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.
وَأَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، [ص:334] قَالَ: حدثنا محمد بن سعيد التاجر، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوارق، قَالَ: سمعت حاشد بن إسماعيل، يقول: كان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام، فكنا، نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب فما معناك فيما تصنع؟ فقال لنا بعد ستة عشرة يوما: إنكما قد أكثرتما على وألححتما، فأعرضا علي ما كتبتما فأخرجنا ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر القلب حتى جعلنا نحكم كتبنا على حفظه، ثم قَالَ: أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامى؟ فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
قَالَ: وكان أهل المعرفة من أهل البصرة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسونه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه.
قَالَ: وكان أبو عبد الله عند ذلك شاب لم يخرج وجهه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد، قَالَ: سمعت أبا العباس الفضل بن إسحاق بن الفضل البزاز، يقول: حَدَّثَنَا أحمد بن المنهال العابد، قَالَ: حدثنا أبو بكر الأعين، قَالَ: كتبنا عن محمد بن إسماعيل على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة، فقلت: ابن كم كنت؟ قَالَ: ابن سبع عشرة سنة.
(322) -[2: 334] وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ مَنْصُورَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا [ص:335] مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّاغُونِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُوسَى الْمَرُّورُوذِيُّ، يَقُولُ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ فِي جَامِعِهَا إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي، يَا أَهْلَ الْعِلْمِ قَدْ قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَقَامُوا فِي طَلَبِهِ وَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَرَأَيْنَا رَجُلا شَابًّا لَمْ يَكُنْ فِي لِحْيَتِهِ شَيْءٌ مِنَ الْبَيَاضِ يُصَلِّي خَلْفَ الأُسْطُوَانَةِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ أَحْدَقُوا بِهِ وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، فَقَامَ الْمُنَادِي ثَانِيًا فَنَادَى فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ، قَدْ قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَعْقِدَ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَقَدْ أَجَابَ بِأَنْ يَجْلِسَ غَدًا فِي َوْضِعِ كَذَا.
قَالَ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ بِالْغَدَاةِ حَضَرَ الْفُقَهَاءُ وَالْمُحَدِّثُونَ وَالْحُفَّاظُ وَالنُّظَّارُ حَتَّى اجْتَمَعَ قَرِيبٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا.
فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ للإِمْلاءِ، فَقَالَ: قَبْلَ أَنْ أخُذَ فِي الإِمْلاءِ، قَالَ لَهُمْ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ أَنَا شَابٌّ وَقَدْ سَأَلْتُمُونِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِيثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِكُمْ تَسْتَفِيدُونَ الْكُلَّ.
قَالَ: فَبَقَوْا النَّاسُ وَتَعَجَّبُوا مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الإِمْلاءِ، فَقَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ أَبِي رَوَّادٍ الْعَتَكِيُّ، بُلَدَيْكُمْ، قَالَ: أخبرنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ.
فَذَكَرَ حَدِيثَ " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "
ثم قَالَ محمد بن إسماعيل: هذا ليس عندكم إنما عندكم عن غير منصور، عن سالم.
قَالَ يوسف بن موسى: وأملى عليهم مجلسا على هذا النسق، يقول: في [ص:336] كل حديث روى شعبة هذا الحديث عندكم كذا، فأما من رواية فلان فليس عندكم، أو كلاما ذا معناه.
قَالَ يوسف بن موسى: وكان دخولي البصرة أيام محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وهلال الرأي، وأحمد بن عبدة الضبي، وحميد بن مسعدة، وغيرهم.
ثم دخلت البصرة مرات بعد ذلك.
ذكر وصف البصريين البخاري ومدحهم إياه
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا محمد بن سعيد التاجر، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف بن مطر، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت حاشد بن إسماعيل، يقول: كنت بالبصرة فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل، فلما قدم، قَالَ: محمد بن بشار: دخل اليوم سيد الفقهاء.
وَأَخْبَرَنِي الحسن، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: أخبرنا أبو شجاع الفضيل بن العباس بن الخصيب التميمي، قَالَ: حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف، قَالَ: سمعت بندارا محمد بن بشار، يقول: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابورى، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل، قَالَ: حدثنا عمر بن محمد بن بجير، قَالَ: سمعت محمد بن بشار العبدي بندارا، يقول: عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، غلماني خرجوا من تحت كرسيي.
وَقَالَ خلف: سمعت أبا علي الحسين بن إسماعيل الفارسي، يقول: سمعت محمد بن إبراهيم البوشنجي، يقول: سمعت بندارا محمد بن بشار، سنة ثمان وعشرين ومائتين، يقول: [ص:337] ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال، عن أبي سعد الإدريسي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن حام بن ناقب البخاري بسمرقند، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف الفربري، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: لما دخلت البصرة صرت إلى مجلس محمد بن بشار، فلما خرج وقع بصره علي، فقال: من أين الفتى؟ قلت: من أهل بخارى.
قَالَ: كيف تركت أبا عبد الله؟ فامسكت.
فقال له أصحابه: رحمك الله هو أبو عبد الله.
فقام فأخذ بيدي وعانقني، وَقَالَ: مرحبا بمن افتخر به منذ سنين.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: أخبرنا أبو الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الأمير ببخارى، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي يوسف بن ريحان، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: كان علي ابن المديني يسألني عن شيوخ خراسان، فكنت أذكر له محمد بن سلام فلا يعرفه إلى أن قَالَ لي يوما: يا أبا عبد الله كل من أثنيت عليه فهو عندنا الرضا.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي، قَالَ: سمعت محمد بن محمد بن العباس، يقول: سمعت جدي أحمد بن عبد الله، يقول: سمعت جدي محمد بن يوسف، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني، وربما كنت أغرب عليه.
حَدَّثَنِي عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني لفظا، قَالَ: حدثنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه، قَالَ: حدثنا خلف الخيام، قَالَ: سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل غير مرة، يقول: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني، ما سمعت الحديث من في إنسان [ص:338] أشهى عندي أن أسمعه من في على.
وَقَالَ إسحاق: حَدَّثَنِي حامد بن أحمد، قَالَ: ذكر لعلي ابن المديني قول محمد بن إسماعيل: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني، فقال: ذروا قوله هو ما رأى مثل نفسه.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدل، قَالَ: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي البخاري، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حريث، قَالَ: حدثنا أحمد بن سلمة، قَالَ: حَدَّثَنِي فتح بن نوح النيسابوري، قَالَ: أتيت علي ابن المديني، فرأيت محمد بن إسماعيل جالسا عن يمنيه، وكان إذا حدث التفت إليه كأنه يهابه.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قَالَ: حدثنا محمد بن حام، قَالَ: أخبرنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن علي بحديث، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك، وصاروا إلى عمرو بن علي، فقالوا له: ذاكرنا محمد بن إسماعيل البخاري بحديث فلم يعرفه.
فقال عمرو بن علي: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا أبو نصر محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف بن مطر، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: سمعت محمد بن قتيبة، قريب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، يقول: كنت عند أبي عاصم النبيل فرأيت عنده غلاما فقلت له: من أين أنت؟ قَالَ: من بخارى.
قلت: ابن من؟ فقال: ابن إسماعيل.
فقلت له: أنت قرابتي، فعانقته، فقال لي الرجل في مجلس أبي عاصم: هذا الغلام يناطح الكباش.
[ص:339]
أَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، قَالَ: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الخولاني، قَالَ: حدثنا أبو ذر محمد بن محمد بن يوسف القاضي، قَالَ: سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطاب، يقول: لما قدم أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل من العراق قدمته الأخيرة، وتلقاه من تلقاه من الناس، وازدحموا عليه وبالغوا في بره.
فقيل له في ذلك وفيما كان من كرامة الناس وبرهم له.
فقال: فكيف لو رأيتم يوم دخولنا البصرة.
وصف أهل الحجاز والكوفة له
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، قَالَ: حدثنا محمد بن سعيد التاجر، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه، وَقَالَ: هذه أحاديث انتخبها محمد بن إسماعيل من حديثي.
قَالَ محمد بن أبي حاتم: وسمعت حاشد بن عبد الله، يقول: قَالَ لي أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني: محمد بن إسماعيل افقه عندنا وأبصر من ابن حنبل.
فقال رجل من جلسائه: جاوزت الحد.
فقال أبو مصعب: لو أدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت: كلاهما واحدا في الفقه والحديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد، قَالَ: حدثنا أبو عمرو عامر بن المنتجع، قَالَ: حدثنا أحمد بن الضوء، قَالَ: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير، يقولان: ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، قَالَ:(2/322)
حدثنا محمد بن سعيد، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي، يقول: دخلت البصرة، والشام، والحجاز، والكوفة، ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.
ذكر عقد البخاري مجلس التحديث ببغداد وامتحان البغداديين له
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي، قَالَ: سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف، قَالَ: سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي، يقول: كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد وكنت أستملى له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا.
وَقَالَ محمد بن أبي بكر: سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول: سمعت محمد بن يوسف بن عاصم، يقول: رأيت لمحمد بن إسماعيل ثلاثة مستملين ببغداد، وكان اجتمع في مجلسه زيادة على عشرين ألف رجل.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن الساحلي، قَالَ: أخبرنا أحمد بن الحسن الرازي، قَالَ: سمعت أبا أحمد بن عدي، يقول: سمعت عدة مشايخ يحكون، أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقبلوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين، فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث، فقال البخاري: لا [ص:341] أعرفه.
فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه فما زال يلقى عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول: لا أعرفه فكان الفهماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم، ومن كان منهم غير ذلك يقضى على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم، ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، فلم يزل يلقى عليه واحدا بعد آخر حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول: لا أعرفه، ثم انتدب له الثالث، والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، والبخاري لا يزيدهم على لا أعرفه.
فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم، فقال: أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاء، حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها.
فأقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل.
وكان ابن صاعد إذا ذكر محمد بن إسماعيل، يقول: الكبش النطاح.
ذكر البغداديين فضله.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يوسف الأزدي، قَالَ: حدثنا أبو عمرو محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي، قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: سمعت أبي، يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أبو زرعة الرازي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي.
[ص:342]
وَأَخْبَرَنِي الحسن بن محمد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن موسى البزاز، قَالَ: سمعت أبا بكر عبد الرحمن بن محمد بن علوية الأبهري، يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، قَالَ: حدثنا أبو نصر محمد بن سعيد، قَالَ: سمعت محمد بن يوسف بن مطر، يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم، يقول: حَدَّثَنِي حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد، قَالَ: سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي، يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد، قَالَ: حدثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي، قَالَ: سمعت أبا سعيد حاتم بن محمد بن حازم، يقول: سمعت موسى بن هارون الحمال ببغداد، يقول: عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل محمد بن إسماعيل آخر ما قدروا عليه.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرى، قَالَ: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران الحافظ، قَالَ: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن محمد بن إسماعيل، وأبي زرعة، وعبد الله بن عبد الرحمن، فقال: عن أي شيء تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء.
فقلت: من أعلمهم بالحديث؟ فقال: محمد بن إسماعيل، وأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثا.
فقلت: عبد الله بن عبد الرحمن؟ فقال: ليس من هؤلاء في شيء.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: قَالَ محمد بن العباس العصمي: حَدَّثَنَا يعقوب بن إسحاق بن محمود، قَالَ: قَالَ أبو علي صالح بن محمد الأسدي، [ص:343] وذكر البخاري، فقال: ما رأيت خراسانيا افهم منه.
أَخْبَرَنِي أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ، قَالَ: سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه، يقول: سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه، يقول: كتب أهل بغداد إلى محمد بن إسماعيل:
المسلمون بخير ما بقيت لهم وليس بعدك خير حين تفتقد
أَخْبَرَنَا أبو حازم العبدويي، قَالَ: سمعت محمد بن محمد بن العباس الضبي، يقول: سمعت أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن مطر، يقول: سمعت جدي محمد بن يوسف، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: دخلت بغداد آخر ثمان مرات كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل، فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان؟ قَالَ أبو عبد الله: فأنا الآن أذكر قوله.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب، قَالَ: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الله بن محمد الفرهياني، قَالَ: حضرت مجلس ابن إشكاب فجاءه رجل ذكر اسمه من الحفاظ، فقال: ما لنا بمحمد بن إسماعيل البخاري طاقة، فقام وترك المجلس.
أي: أتقول هذا وانا بالحضرة؟
قول أهل الرأي فيه
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: أخبرنا خلف بن محمد، قَالَ: سمعت أبا بكر محمد بن حريث، يقول: سمعت أبا زرعة الرازي يقول، وسألته عن ابن لهيعة فقال: تركه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل.
وسألته عن ابن حميد الرازي، فقال: تركه أبو عبد الله، قَالَ محمد بن حريث، فذكرت ذلك لمحمد بن إسماعيل، فقال: بره لنا قديم.
وَقَالَ خلف: سمعت أبا بكر محمد بن حريث، يقول: سمعت الفضل بن [ص:344] العباس الرازي، وسألته فقلت: أيهما أحفظ، أبو زرعة أو محمد بن إسماعيل؟ فقال لم أكن التقيت مع محمد بن إسماعيل، فاستقبلني ما بين حلوان وبغداد، قَالَ: فرجعت معه مرحلة، قَالَ: وجهدت الجهد على أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكنني.
قَالَ: وانا أغرب على أبي زرعة عدد شعره.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، قَالَ: حدثنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب الجويباري، قَالَ: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، قَالَ: حدثنا إسحاق بن أحمد بن زبرك، قَالَ: سمعت محمد بن إدريس الرازي، يقول: في سنة سبع وأربعين ومائتين يقدم عليكم رجل من أهل خراسان لن يخرج منها أحفظ منه ولا قدم العراق أعلم منه.
فقدم علينا بعد ذلك محمد بن إسماعيل بأشهر.
قَالَ: وَقَالَ أبو حاتم الرازي في هذا المجلس: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق، ومحمد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم من أهل الحديث، ومحمد بن أسلم أورعهم، وعبد الله بن عبد الرحمن أثبتهم.
ما حفظ عن أهل خراسان وما وراء النهر من القول فيه.
أَخْبَرَني أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، قَالَ: حدثنا محمد بن سعيد التاجر، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف بن مطر، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت عمر بن حفص الأشقر، يقول: سمعت عبدان، يقول: ما رأيت بعيني شابا أبصر من هذا، وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل، قَالَ: وسمعت صالح بن مسمار، يقول: سمعت نعيم بن حماد، يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
[ص:345]
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: قَالَ لي محمد بن سلام: انظر في كتبي فما وجدت فيها من خطأ فأضرب عليه، كي لا أرويه، ففعلت ذلك.
وكان محمد بن سلام كتب عند الأحاديث التي احكمها محمد بن إسماعيل، رضي الفتى، وفي الأحاديث الضعيفة، لم يرض الفتى.
فقال له بعض أصحابه: من هذا الفتى؟ فقال: هو الذي ليس مثله، محمد بن إسماعيل.
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت يحيى بن جعفر يقول: لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموت محمد بن إسماعيل ذهاب العلم.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي أحمد بن علي الفارسي، قَالَ: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد، قَالَ: حدثنا جدي محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: سمعت سليم بن مجاهد، يقول: كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فقال: لي لو جئت قبل لرايت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث.
قَالَ: فخرجت في طلبه حتى لقيته، فقلت: أنت الذي تقول: أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قَالَ: نعم، وأكثر منه، ولا أجيئك بحديث من الصحابة أو التابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل، أحفظ حفظا عن كتاب الله وسنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر البخاري، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، قَالَ: حدثنا أبو بكر محمد بن يعقوب بن يوسف البيكندي، قَالَ: سمعت علي بن الحسين بن عاصم البيكندي، يقول: قدم علينا محمد بن إسماعيل فاجتمعنا عنده، ولم يكن يتخلف عنه من المشايخ أحد، فتذاكرنا عنده، فقال رجل من أصحابنا، أراه حامد بن حفص، سمعت إسحاق بن راهويه، يقول: كأني أنظر [ص:346] إلى سبعين ألف حديث من كتابي.
قَالَ: فقال محمد بن إسماعيل: أو تعجب من هذا؟ لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه، وإنما عني به نفسه.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن أحمد القومسي، قَالَ: سمعت محمد بن حمدويه، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قَالَ: حدثنا محمد بن حام، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سئل محمد بن إسماعيل، عن خبر حديث، فقال: با أبا فلان أتراني أدلس؟ تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل فيه نظر، وتركت مثله أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، قَالَ: حدثنا محمد بن سعيد، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري، قَالَ: سمعت رجاء بن المرجى، يقول: فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء، فقال: له رجل يا أبا محمد كل ذلك بمرة، فقال: هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض.
أَخْبَرَنِي الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الملاحمي، قَالَ: حدثنا أبو ذر محمد بن محمد بن يوسف القاضي، قَالَ: سمعت عمر بن حفص الأشقر، يقول: لما قدم رجاء بن مرجى المروزي الحافظ بخارى يريد الخروج إلى الشاش نزل الرباط وصار إليه مشايخنا وصرت فيمن صار إليه، فسألني عن أبي عبد الله محمد بن [ص:347] إسماعيل، فأخبرته بسلامته، وقلت له: لعله يجيئك الساعة، فأملى علينا وانقضى المجلس ولم يَجِئْ أبو عبد الله.
فلما كان اليوم الثاني لم يجئه، فلما كان اليوم الثالث قَالَ رجاء: إن أبا عبد الله لم يرنا أهلا للزيارة فمروا بنا إليه نقضي حقه، فإني على الخروج، وكان كالمترغم عليه، فجئنا بجماعتنا إليه، ودخلنا على أبي عبد الله، وسأل به، فقال له رجاء: يا أبا عبد الله كنت بالأشواق إليك وأشتهي أن تذكر شيئا من الحديث، فإني على الخروج.
قَالَ: ما شئت.
فألقى عليه رجاء شيئا من حديث أيوب، وأبو عبد الله يجيب إلى أن سكت رجاء عن الإلقاء، فقال لأبي عبد الله: ترى بقي شيء لم نذكره؟ فأخذ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يلقي، ويقول رجاء: من روى هذا؟ وأبو عبد الله يجيء بإسناده إلى أن ألقى قريبا من بضعة عشر حديثا أو أكثر أعدها.
وتغير رجاء تغيرا شديدا، وحانت من أبي عبد الله نظرة إلى وجهه فعرف التغير فيه، فقطع الحديث.
فلما خرج رجاء قَالَ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل: أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيته إلا أني خشيت أن يدخله شيء فأمسكت.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد، قَالَ: حدثنا أبو عمرو نصر بن زكريا المروزي، قَالَ: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد، يقول: شباب خراسان أربعة محمد بن إسماعيل، وعبد الله بن عبد الرحمن، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي، والحسن بن شجاع البلخي،
وَقَالَ خلف: حَدَّثَنَا إسحاق بن أحمد بن خلف، قَالَ: سمعت أبا عيسى محمد بن عيسى الترمذي، يقول: كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير، فلما قام من عنده، قَالَ: يا أبا عبد الله جعلك الله زين هذه الأمة، قَالَ [ص:348] أبو عيسى: فاستجيب له فيه.
أَخْبَرَنَا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، قَالَ: أخبرنا الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة السنجي المروزي، قَالَ: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، قَالَ: حدثنا أبو عيسى الترمذي، قَالَ: ولم أر أحدا بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الله الضبي في كتابه.
وَأَخْبَرَنِي أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المرورذي، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ، قَالَ: سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق، يقول: ما رأيت تحت أديم هذه السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، قَالَ: حدثنا محمد بن سعيد، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد، يقول: رأيت عمرو بن زرارة، ومحمد بن رافع عند محمد بن إسماعيل وهما يسألان عن علل الحديث، فلما قاما قالا لمن حضر المجلس: لا تخدعوا عن أبي عبد الله فإنه افقه منا واعلم وأبصر.
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت حاشد بن إسماعيل، يقول: رأيت إسحاق بن راهويه جالسا على السرير، ومحمد بن إسماعيل معه، فأنكر عليه محمد بن إسماعيل شيئا، فرجع إلى قول محمد، وَقَالَ إسحاق بن راهويه: يا معشر أصحاب الحديث انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه، فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.
[ص:349]
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: أخبرنا خلف بن محمد، قَالَ: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف، يقول: محمد بن إسماعيل أعلم بالحديث، من إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وغيره بعشرين درجة.
قَالَ أبو عمرو الخفاف: ومن قَالَ في محمد بن إسماعيل شيئا فمني عليه ألف لعنة.
قَالَ: وسمعت أبا عمرو الخفاف، يقول: لو دخل محمد بن إسماعيل البخاري من هذا الباب لملئت منه رعبا يعني لا أقدر أن أحدث بين يديه.
وَقَالَ خلف: سمعت أبا عمرو الخفاف، يقول: حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري التقى النقي العالم الذي لم أر مثله.
أَخْبَرَنِي الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن يوسف الشافعي، وخلف بن محمد، قالا: سمعنا أبا جعفر محمد بن يوسف بن الصديق الوراق، يقول: سمعت عبد الله بن حماد الآملي، يقول: وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال عن أبي سعد الإدريسي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن حام بن ناقب البخاري بسمرقند، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف الفربري، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت علي بن حجر، يقول: أخرجت خراسان ثلاثة: أبا زرعة الرازي بالري، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى، وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل عندي أبصرهم، وأعلمهم، وأفقههم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو بكر محمد بن خالد المطوعي ببخارى، قَالَ: أخبرنا مسبح بن سعيد البخاري، قَالَ: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، [ص:350] يقول: قد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراقين، فما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب، قَالَ: حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف، قَالَ: سمعت العباس بن سورة، يقول: سمعت أبا جعفر عبد الله بن محمد الجعفي المسندي، يقول: محمد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماما فاتهمه.
(323) أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِييُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الزِّنْجَوِييَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْدُونَ الْحَافِظَ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ فَجَاءَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ، عَنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ.
فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ الْقِصَّةَ، بِطُولِهِ.
فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ حَدِيثَ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ إِذَا قَامَ الْعَبْدُ، أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ".
فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: فِي الدُّنْيَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ ابْنُ [ص:351] جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ.
يُعْرَفُ بِهَذَا الإِسْنَادِ فِي الدُّنْيَا، حَدِيثًا؟ قَالَ مُحَمَّدٌ: لا.
إِلا أَنَّهُ مَعْلُولٌ.
فَقَالَ مُسْلِمٌ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ وَارْتَعَدَ.
قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ.
قَالَ: اسْتُرْ مَا سَتَرَ اللَّهُ، فَإِنَّ هَذَا حَدِيثٌ جَلِيلٌ رَوَاهُ الْخَلْقُ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَكَادَ أَنْ يَبْكِيَ مُسْلِمٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: اكْتُبْ إِنْ كَانَ لا بُدَّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حدثنا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ ".
فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ لا يُبْغِضُكَ إِلا حَاسِدٌ، وَأشْهَدُ أَنَّ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، يقول: سمعت أبي، يقول: رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي محمد بن إسماعيل البخاري وهو يسأله سؤال الصبي المتعلم.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين البغدادي، قَالَ: حدثنا عبد المؤمن بن خلف التميمي، قَالَ: سمعت الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل، يقول: ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل، [ص:352] ومسلم الحافظ لم يكن يبلغ محمد بن إسماعيل.
ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعون إلى محمد بن إسماعيل أي شيء يقول يجلسون بجنبه، فذكرت له قصة محمد بن يحيى، فقال: ماله ولمحمد بن إسماعيل، كان محمد بن إسماعيل أمة من الأمم، وكان أعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا، وكان محمد بن إسماعيل دينا فاضلا يحسن كل شيء.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن علي السليماني، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن محمد القاري، قَالَ: سمعت أبا حسان مهيب بن سليم، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: الحامد والذام عندي سواء.
ذكر قصة البخاري مع محمد بن يحيى الذهلي بنيسابور.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت محمد بن حامد البزاز، يقول: سمعت الحسن بن محمد بن جابر، يقول: سمعت محمد بن يحيى، يقول: لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور، قَالَ: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح العالم فاسمعوا منه، قَالَ: فذهب الناس إليه واقبلوا على السماع منه، حتى ظهر الخلل في مجالس محمد بن يحيى فحسده بعد ذلك وتكلم فيه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب، قَالَ: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن خشنام، وسمعته يقول: سئل محمد بن إسماعيل، بنيسابور عن اللفظ، فقال: حَدَّثَنِي عبيد الله بن سعيد، يعني أبا قدامة، عن يحيى بن سعيد، قَالَ: أعمال العباد كلها مخلوقة.
فمرقوا عليه، قَالَ: فقالوا له بعد ذلك، ترجع عن هذا القول حتى [ص:353] يعودوا إليك؟ قَالَ: لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي.
وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته.
(324) -[2: 353] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْمُطَّوِّعِيُّ بِبُخَارَى، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرَبْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ فَمَخْلُوقَةٌ، فَقَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حدثنا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ " قَالَ أبو عبد الله: وسمعت عبيد الله بن سعيد، يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ما زلت أسمع أصحابنا، يقولون: إن أفعال العباد مخلوقة.
قَالَ أبو عبد الله البخاري: حركاتهم وأصواتهم، واكسابهم، وكتابتهم، مخلوقة.
فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بخلق، قَالَ الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} .
أَخْبَرَنَا أبو حازم العبدويي، قَالَ: سمعت الحسن بن أحمد بن شيبان، يقول: سمعت أبا حامد الأعمشي، يقول: رأيت محمد بن إسماعيل البخاري، في جنازة أبي عثمان سعيد بن مروان، ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي والكنى وعلل الحديث ويمر فيه محمد بن إسماعيل مثل السهم كأنه يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فما أتى على هذا شهر، حتى قَالَ محمد بن يحيى: إلا [ص:354] من يختلف إلى مجلسه لا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ ونهيناه فلم ينته، فلا تقربوه، ومن يقربه فلا يقربنا.
فأقام محمد بن إسماعيل هاهنا مدة وخرج إلى بخارى.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوري، قَالَ: أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون، قَالَ: سمعت أبا حامد بن الشرقي، يقول: سمعت محمد بن يحيى، يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته، وحيث يتصرف، فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ وعما سواه من الكلام في القرآن، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر وخرج عن الإيمان، وبانت منه امرأته، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وجعل ماله فيئا بين المسلمين، ولم يدفن في مقابر المسلمين.
ومن وقف فقال: لا أقول مخلوق أو غير مخلوق فقد ضاهى الكفر، ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل، قَالَ: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بالخفاف ببخارى، يقول: كنا يوما عند أبي إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري، فقال محمد بن نصر: سمعته يقول: من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله.
فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه؟ فقال: ليس إلا ما أقول وأحكي لك عنه.
قَالَ أبو عمرو الخفاف: فأتيت محمد بن إسماعيل فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه فقلت: يا أبا عبد الله هاهنا أحد يحكى عنك أنك قلت هذه المقالة.
فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل [ص:355] نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والبصرة، أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقل هذه المقالة إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، قَالَ: حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه، قَالَ: حدثنا أبو العباس الفضل بن بسام، قَالَ: سمعت إبراهيم بن محمد، يقول: أنا توليت دفن محمد بن إسماعيل لما أن مات بخرتنك أردت حمله إلى مدينة سمرقند أن أدفنه بها، فلم يتركني صاحب لنا، فدفناه بها.
فلما أن فرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه، قَالَ لي صاحب القصر: سألته أمس، قلت: يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟ فقال: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قَالَ: فقلت له: إن الناس يزعمون أنك تقول: ليس في المصاحف قرآن ولا في صدور الناس.
فقال: استغفر الله أن تشهد على بشيء لم تسمعه مني أقول كما قَالَ الله تعالى {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) } أقول في المصاحف قرآن وفي صدور الناس قرآن، فمن قَالَ غير هذا يستتاب، فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر.
ذكر خبر البخاري مع خالد بن أحمد الأمير بعد عوده إلى بخارى.
& أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَشْقَرُ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ بَكْرَ بْنَ مُنِيرِ بْنِ خُلَيْدِ بْنِ عَسْكَرٍ، يَقُولُ: بَعَثَ الأَمِيرُ خَالِدَ بْنَ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ وَالِي بُخَارَى إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنِ احْمِلْ إِلَيَّ كِتَابَ الْجَامِعِ وَالتَّارِيخِ وَغَيْرِهِمَا لأَسْمَعَ مِنْكَ.
فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ لِرَسُولِهِ: أَنَا لا أُذِلُّ الْعِلْمَ وَلا أَحْمِلُهُ إِلَى أَبْوَابِ النَّاسِ، فَإِنْ كَانَتْ لَكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ [ص:356] حَاجَةٌ فَاحْضُرْنِي فِي مَسْجِدِي أَوْ فِي دَارِي، وَإِنْ لَمْ يُعْجِبْكَ هَذَا فَأَنْتَ سُلْطَانٌ فَامْنَعْنِي مِنَ الْمَجْلِسِ لِيَكُونَ لِي عُذْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ لأَنِّي لا أَكْتُمُ الْعِلْمَ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ " قَالَ فكان سبب الوحشة بينهما هذا.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي بن أحمد المقرئ، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قَالَ: سمعت محمد بن العباس الضبي، يقول: سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ، يقول: كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري البلد، يعني: بخارى، أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير، خليفة الطاهرية ببخارى، سأل أن يحضر منزله فيقرأ الجامع والتاريخ على أولاده فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده، فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا، وَقَالَ: لا يسعني أن أخص بالسماع قوما دون قوم، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه، حتى تكلموا في مذهبه ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل، فقال: اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم.
فأما خالد فلم يأت عليه إلا أقل من شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى عليه، فنودي عليه، وهو على أتان، وأشخص على أكاف ثم صار عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر وشاع.
وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلى بأهله فرأى فيها ما يجل عن الوصف.
وأما فلان أحد القوم وسماه فإنه ابتلي بأولاده [ص:357] وأراه الله فيهم البلايا.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن الساحلي، قَالَ: أخبرنا أحمد بن الحسن الرازي، قَالَ: سمعت أبا أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني، يقول: سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي، يقول: جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك، قرية من قرى سمرقند، على فرسخين منها وكان له بها أقرباء فنزل عندهم، قَالَ: فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: اللهم إنه قد ضاقت على الأرض بما رحبت فاقبضني إليك.
قَالَ: فما تم الشهر حتى قبضه الله تعالى وقبره بخرتنك.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي حامد الأصبهاني في كتابه، قَالَ: حدثنا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني، قَالَ: سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسى، قَالَ: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع ذكره فسلمت عليه فرد السلام.
فقلت: ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري.
فلما كان بعد أيام بلغني موته فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، وأبو عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم، قالا: سمعنا أبا الحسن مهيب بن سليم بن مجاهد، يقول: توفي أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ليلة السبت، ليلة الفطر، سنة ست وخمسين ومائتين.(2/340)
375- محمد بن أبي العتاهية الشاعر، واسم أبي العتاهية إسماعيل بن القاسم، وكنيته محمد أبو عبد الله ويلقب عتاهية وكان شاعرا أيضا.
حذا طريقة أبيه في القول في الزهد، وحدث عن هشام بن محمد الكلبي.
روى عنه: أحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العباس المبرد، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
قرأت في كتاب أبي عبيد الله المرزباني بخطه.
وحدثنيه علي بن أبي على البصري عنه، قَالَ: محمد بن أبي العتاهية، لقبه عتاهية، ويكنى أبا عبد الله، وأمه هاشمية بنت عمرو اليمامي مولى لمعن بن زائدة.
وكان محمد ناسكا شاعرا وهو القائل:
قد أفلح الساكت الصموت كلام راعي الكلام قوت
ما كل نطق له جواب جواب ما يكره السكوت
يا عجبي لامرئ ظلوم مستيقن أنه يموت
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي، قَالَ: حدثنا ابن أبي الدنيا، قَالَ: أنشدني ابن أبي العتاهية:
لربما غوفص ذو شرة أصح ما كان ولم يسقم
يا واضع الميت في قبره خاطبك اللحد فلم تفهم
(325) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَتَّابٍ الإِيَادِيُّ، قَالَ: حدثنا عَتَاهِيَةُ بْنُ أَبِي الْعَتَاهِيَةِ، قَالَ: حدثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَجَدْتُ جُمْجُمَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا:
أَذَّنَ الْحَيِّ فَاسْمَعِي إِسْمَعِي ثُمَّ عِي وَعِي
أَنَا رَهْنٌ بِمَصْرَعِي فَاحْذَرِي مِثْلَ مَصْرَعِي
أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي جعفر الأخرم، قَالَ: أخبرنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر الطوماري، قَالَ: حدثنا محمد بن يزيد المبرد، قَالَ: أنشدنا عتاهية بن أبي العتاهية:
يا لاهيا مقبلا على أمله وطرفه للفناء في عمله
كم لذة لامرئ يسر بها لعلها منه منتهى أجله
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قَالَ: أنشدنا إبراهيم الحربي لعتاهية بن أبي العتاهية:
علل المريض من المنية لا يعالجها الطبيب
إن الذي ذهب أهله وبقي بها لهو الغريب(2/357)
376- محمد بن إسماعيل بن البخترى أبو عبد الله الواسطي يعرف بالحساني سكن بغداد، وحدث بها عن وكيع بن الجراح، وأبي معاوية الضرير، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وعبد الله بن نمير.
روى عنه: محمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بن محمد بن شعبة، وعمر بن أحمد الدربي، والحسن بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وغيرهم.
ويقال: إن الحساني عمى في آخر عمره.
(326) -[2: 359] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا وَكِيعٌ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَمِسْعَرٌ وَالْبَخْتَرِيُّ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَنْ يَلِجَ النَّارَ رَجُلٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا "، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قَالَ: كان محمد بن إسماعيل الحساني، خيرا مرضيا صدوقا.
أَخْبَرَنَا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي، قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن إسماعيل البخترى الحساني ثقة.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، قَالَ: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قَالَ: حدثنا محمد بن مخلد العطار، قَالَ: ومات الحساني سنة ثمان وخمسين يعني ومائتين.(2/359)
377- محمد بن إسماعيل بن علي أبو عبد الله الهاشمي حدث بنيسابور بعد سنة ستين ومائتين عن شبابة بن سوار، وعبيد الله بن موسى، وأبى النضر هاشم بن القاسم.
روى عنه: محمد بن الحسين القطان، وسفيان بن محمد الجوهري النيسابوريان.
(327) -[2: 361] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ الْهَاشِمِيُّ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حدثنا شُبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حدثنا شُبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنا نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ جَالِسًا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ "، لَفْظُ حَدِيثِ الْهَاشِمِيِّ(2/360)
378- محمد بن إسماعيل الكلوذاني حدث عن خالد بن عمرو الأموي.
روى عنه: القاسم بن المؤمل المقرئ.
(328) -[2: 361] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: أخبرنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَلْوَذَانِيُّ بِالْعَسْكَرِ، قَالَ: حدثنا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ التَّكْبِيرُ أَوْ كَانَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ.
الشَّكُّ مِنْ مِسْعَرٍ(2/361)
379- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو علي العلوي سكن بغداد، وحدث بها عن عمى أبيه عبد الله والحسن ابني موسى بن جعفر، وعن أحمد بن نوح الخزاز، وغيرهم.
روى عنه: محمد بن خلف وكيع.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو علي، سكن بغداد، وسمع عبد الله والحسن ابني موسى بن جعفر، وأحمد بن هلال، وهذا الضرب.(2/362)
380- محمد بن إسماعيل بن زياد أبو عبد الله وقيل أبو بكر الدولابي سمع منصور بن سلمة الخزاعي، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وأبا مسهر الدمشقي، وأبا اليمان الحمصي.
روى عنه: محمد بن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي، وكنياه أبا عبد الله، وحدث عنه أبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي، وأبو عمرو ابن السماك، وكنياه أبا بكر.
وكان ثقة.
(329) -[2: 362] أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِيَادٍ الدُّولابِيُّ الْبَزَّازُ، قَالَ: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَالَ: " رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، كُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: سنة أربع وسبعين ومائتين، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الدولابي بالجانب الغربي في هذه السنة يعني توفي.(2/362)
381- محمد بن إسماعيل بن سالم أبو جعفر الصائغ سكن مكة، وحدث بها عن حجاج بن محمد الأعور، وشبابة بن سوار، وروح بن عبادة، وأبى أسامة حماد بن أسامة، وأبى داود الحفري، وقبيصة بن عقبة.
روى عنه: موسى بن هارون الحافظ، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري، في آخرين.
وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه بمكة وهو صدوق.
(330) -[2: 363] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أخبرنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسَنَوَيْهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّائِغُ الْبَغْدَادِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: حدثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} أَوْمَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ: " هُمْ قَوْمُ هَذَا " أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: رأيت في كتاب أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن قريش الهروي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسماعيل الصائغ، قَالَ: كنت أصوغ مع أبي ببغداد فمر بنا أحمد بن حنبل، وساق خبرا ذكرناه في موضع آخر.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي من كتابه، قَالَ: سمعت يوسف بن أحمد الصيدناني بمكة، يقول: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الطوسي صهر الصائغ، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل الصائغ، يقول: سألني همام شراء هاون فأتيته بهاون فجعل يقرأ علي، فأقول له: زدني، فيقول: أذلني الهاون أذلني الهاون.
قلت: كذا قَالَ لنا العتيقي همام، وأحسبه أبا همام، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، يقول: محمد بن إسماعيل الصائغ من أهل الفهم والأمانة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: وجاءنا الخبر بموت محمد بن إسماعيل الصائغ المكي بأنه مات في جمادى الأولى سنة ست وسبعين ومائتين، وكنت سمعت منه إملاء عند باب الصفا سنة ثلاث وسبعين.(2/363)
382- محمد بن إسماعيل عم العباس بن يوسف الشكلي حدث عن علي بن أبي مريم.
روى عنه: ابن أخيه أبو الفضل الشكلي.
أَخْبَرَنَا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ، قَالَ: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حدثنا العباس بن يوسف الشكلي، قَالَ: حَدَّثَنِي عمى محمد بن إسماعيل، قَالَ: حدثنا ابن أبي مريم، قَالَ: حدثنا عمار بن عثمان، قَالَ: حَدَّثَنِي مسمع ابن عاصم، قَالَ: قالت رابعة العدوية: اعتللت علة قطعتني عن التهجد وقيام الليل، فمكثت أياما أقرأ جزئي إذا ارتفع النهار، لما يذكر أنه يعد بقيام الليل، ثم رزقني الله العافية فكنت قد سكنت إلى قراءة جزئي بالنهار، وانقطع عني قيام الليل، فبينا أنا ذات ليلة راقدة إذ في منامي كأني قد دفعت إلى روضة خضراء ذات قصور وبيت حسن، فبينا أنا أجول فيها أتعجب من حسنها، إذا أنا بطائر أخضر وجارية تطارده كأنها تريد أخذه، فشغلني حسنها عن حسنه.
فقلت لها: دعيه ما تريدين منه، فوالله ما رأيت طائرا قط هو أحسن منه؟ فقالت: فهلا أريك شيئا هو أحسن منه؟ قلت: بلى فأخذت بيدي فأدارتني في تلك الرياض حتى انتهيت إلى باب قصر، فاستفتحت ففتح لها باب مخرق إلى بستان، قالت: فدخلت، ثم قالت: افتحوا لي باب بيت المقة، ففتح لنا باب شاع منه شعاع استنار من ضوء نوره ما بين يدي وما خلفى، فدخلت، ثم قالت: ادخلي، فدخلت.
فتلقانا فيه وصفاء بأيديهم المجامر، فقالت لهم: أين تريدون؟ قالوا: نريد فلانا قتل في البحر شهيدا نجمره.
فقالت لهم: أفلا تجمرون هذه المرأة؟ فقالوا: قد كان لها في ذاك حظ فتركته.
فأرسلت يدها من يدي ثم أقبلت على بوجهها، وقالت:(2/365)
383- محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الصيرفي يعرف بابن بنت ربح حدث إسماعيل بن علي الدعبلي عنه عن يزيد بن هارون.
صلاتك نور والعباد رقود ونومك ضد للصلاة عميد
وعمرك غنم إن عقلت ومهلة يسير ويفنى دائما ويبيد
ثم غابت عني، واستيقظت بنداء الفجر، فقالت رابعة: فوالله ما ذكرتها فتوهمتها إلا طاش عقلي، وطار نومي.
(331) أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ الْخُزَاعِيُّ بِوَاسِطَ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ ابْنُ بِنْتِ رَبْحٍ بِبَغْدَادَ الْكَرْخِ دَرْبَ عَوْنٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أخبرنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " إِذَا حَدَّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي هُوَ أَتْقَى، وَالَّذِي هُوَ أَهْيَا، وَالَّذِي هُوَ أَهْدَى " قلت: المعروف عندنا محمد بن ربح البزاز، حدث عن يزيد بن هارون، وأما ابن بنت ربح هذا فلا نعرفه، وليس إسماعيل بن علي الخزاعي ممن يعتمد عليه.
فإن كان أراد محمد بن ربح فإنه يكنى أبا بكر وذكره يرد في موضعه من كتابنا بعد إن شاء الله.(2/366)
384- محمد بن إسماعيل بن جعفر أبو جعفر القرشي حدث عن شبابة بن سوار، ويزيد بن هارون، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وعفان بن مسلم.
وروى عن: الأصمعي حروف أبي عمرو بن العلاء في القرآن.
حدث بذلك أبو القاسم بن النخاس المقرئ، عن محمد بن الحسين التميمي، عنه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني والقاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، قالوا: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن الحسين بن علي التميمي قراءة علي في سنة تسع وثلاث مائة، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سعيد بن علي بن محمد بن علي بن جعفر بن موسى بن سعد بن إسماعيل بن جعفر بن سعيد بن ثعلبة بن عكابة بن سعد بن إدريس بن عبد الله بن مازن بن سعدان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن سعد بن عبد المطلب في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان من سنة أربع وسبعين ومائتين بعد منصرفي من مجلس إبراهيم الحربي قراءة علي، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الملك بن قريب الأصمعي، وسألته عن حروف وقعت إلي عنه عن أبي عمرو، فذكر الحروف كلها.
قَالَ محمد بن الحسين: أَخْبَرَنِي أبو جعفر القرشي أنه ابن أربع وتسعين سنة، وأخرج لنا مولده أنه ولد في يوم الجمعة لليلتين خلتا من رمضان سنة مائة وثمانين.(2/367)
385- محمد بن إسماعيل بن يوسف أبو إسماعيل السلمي الترمذي سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا نعيم الفضل بن دكين، والحسن بن سوار البغوي، وإسحاق بن محمد الفروي، وقبيصة بن عقبة، وأيوب بن سليمان بن بلال، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعارم بن الفضل، وأبا صالح كاتب الليث بن سعد، ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري، وعبد الله بن الزبير الحميدي، في أمثالهم من الشيوخ.
وكان فهما متقنا، مشهورا بمذهب السنة، وسكن بغداد، وحدث بها، فروى عنه، أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وجعفر الفريابي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو ابن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي.
وروى عنه: أيضا أبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي في صحيحهما.
(332) -[2: 369] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، وَهَذَا لَفْظُ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حدثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
وَقَالَ ابْنُ شَبِيبٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ، أَتَى رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْمَاشِيَةُ، هَلَكَ الْعِيَالُ، هَلَكَ النَّاسُ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو اللَّهَ وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَ.
قَالَ: فَمَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى مُطِرْنَا، فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ حَتَّى كَانَتِ الْجُمُعَةُ الأُخْرَى زَادَ التِّرْمِذِيُّ فَأَتَى الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لُثِقَ الْمُسَافِرُ وَمُنِعَ الطَّرِيقُ
(333) -[2: 370] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَطَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكِتَّانِيُّ، قَالا: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حدثنا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا حَفْصُ أَبُو عُمَرَ، قَالَ: حدثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ دخل لفظ أحد الحديثين في الآخر، إلا أن طلحة قَالَ في حديثه: حَدَّثَنَا أبو حفص عمر بن حفص، قَالَ: حدثنا زيد بن أسلم.
والذي ذكرناه الصواب.
(334) -[2: 371] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ بِنَيْسَابُورَ وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ " قال الصفار: قَالَ أبو إسماعيل الترمذي: ذاكرت به بندارا ولم يكن عنده فكتبه عني.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: حدثنا الحسن بن رشيق، قَالَ: حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر، قَالَ: ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن وكتب لي بخطه، قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن إسماعيل الترمذي خراساني ثقة.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، قَالَ: أخبرنا أبو بكر الخلال، قَالَ: وأبو إسماعيل الترمذي رجل معروف ثقة كثير العلم متفقه.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: أخبرنا الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: سمعت عمر بن إبراهيم، يقول: أبو إسماعيل الترمذي صدوق مشهور بالطلب.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي، قَالَ: مات أبو إسماعيل الترمذي في شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين، ودفن عند قبر أحمد بن حنبل.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: ومات أبو إسماعيل الترمذي بمدينتنا لأيام بقيت من شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين.(2/368)
386- محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن والد أبي علي الصفار سمع سعيد بن سليمان، وعاصم بن علي الواسطيين، وعلي بن الجعد الجوهري، وأحمد بن جميل المروزي.
وما أراه حدث، وإنما روى ابنه عن وجوده في كتابه.
(335) -[2: 372] أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ التَّمَّارُ وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالا: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ إِمْلاءً، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عَلِيٍّ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حدثنا أَبُو مَعْشَرٍ، قَالَ: إِسْمَاعِيلُ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حدثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ بَدْرٍ فَفَقَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَادَتِ الرِّفَاقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، أَفِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ؟ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْنَاكَ؟ فَقَالَ: " إِنَّ أَبَا حَسَنٍ وَجَدَ مَغَصًا فِي بَطْنِهِ فَتَخَلَّفْتُ عَلَيْهِ "(2/372)
387- محمد بن إسماعيل بن عامر أبو بكر التمار الرقي سكن بغداد، وحدث بها عن أحمد بن سنان الواسطي، وأحمد بن خالد الكرماني، وسري السقطي، والربيع بن سليمان المرادي، وغيرهم.
روى عنه أبو عمرو ابن السماك.
(336) -[2: 373] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّمَّارُ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حدثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا ادَّعَتِ الْمَرْأَةُ طَلاقَ زَوْجِهَا فَجَاءَتْ عَلَى ذَلِكَ بِشَاهِدٍ عَدْلٍ اسْتَحْلَفَ زَوْجَهَا فَإِنْ حَلَفَ بَطَلَتْ شَهَادَةُ الشَّاهِدِ، وَإِنْ نَكَّلَ فَنُكُولُهُ بِمَنْزِلَةِ شَاهِدٍ آخَرَ وَجَازَ طَلاقُهُ " وَأَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: حدثنا عثمان بن أحمد، قَالَ: سألت محمد بن إسماعيل أبا بكر، ونحن نسمع منه في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فقلت: كم أتى لك من السن؟ فقال: أما أمي فانها كانت تقول: ولدت في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وَقَالَ لي بعض أصحابنا: لا، أنا أعلم بهذا منها، ولدت في سنة ثلاثين ومائتين.
قَالَ أبو عمرو الدقاق: فكأنه كان له من السن إلى وقت كنا نسمع منه على قول والدته ستين سنة، وعلى قول صاحبه اثنتين وستين سنة، وكان أسود اللحية.(2/373)
388- محمد بن إسماعيل بن أبي بردة أبو جعفر الموصلي قدم بغداد، وحدث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، ومسعود بن جويرية الموصليين.
روى عنه: أحمد بن نصر بن طالب الحافظ.
أَخْبَرَنَا محمد بن علي بن الفتح الحربي، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن نصر أبو طالب، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي بردة أبو جعفر الموصلي ببغداد، قَالَ: أخبرنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصلي.(2/374)
389- محمد بن إسماعيل بن الغصن الموصلي قدم بغداد وحدث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير.
روى عنه: إسماعيل بن علي الخطبي.
(337) -[2: 374] أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْغُصْنِ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ "(2/374)
390- محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد أبو بكر البندار المعروف بالبصلاني سمع علي بن الحسين الدرهمي ومحمد بن معاوية الأنماطي، وخالد بن يوسف السمتي، ومحمد بن بشار بندارا.
روى عنه: عبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو القاسم بن النخاس المقرئ، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، وغيرهم.
حَدَّثَنِي علي بن محمد بن نصر الدينوري، قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي، يقول: سألت الدارقطني، عن محمد بن إسماعيل البصلاني، فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر، قَالَ: مات البصلاني في شعبان سنة إحدى عشرة وثلاث مائة.(2/375)
391- محمد بن إسماعيل أبو بكر المقرئ البغدادي سكن مكة، وحدث بها عن محمود بن خداش، وأبي الأشعث أحمد بن المقدام.
ذكره عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري، وروى عنه:(2/375)
392- محمد بن إسماعيل الدقاق حدث عن أبي هشام الرفاعي.
روى عنه: أبو الحسن بن لؤلؤ.
(338) -[2: 376] أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدَّقَّاقُ جَارُنَا، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: حدثنا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، فَقَالَ: " هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ "، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا فَقَالَ: " هَذِهِ سُبُلُ الشَّيْطَانِ فَمَا مِنْهَا سَبِيلٌ إِلا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ وَلا تَفَرَّقُوا "(2/375)
393- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر العلوي حدث عن أبي السائب سلم بن جنادة.
روى عنه: القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي.
(339) -[2: 376] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّمِيمِيُّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: أخبرنا يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانِجِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ السُّوَائِيُّ، قَالَ: حدثنا وَكِيعٌ، قَالَ: حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسْتَأْجَرَ الأَرْضُ بِالدَّرَاهِمِ أَوْ بِالثُّلُثِ أَوْ بِالرُّبُعِ(2/376)
394- محمد بن إسماعيل بن بيزن أبو جعفر الجزري حدث ببغداد عن أبي عمار الحسين بن حريث المروزي، وأبي هشام الرفاعي، ومحمد بن عمرو بن أبي مذعور، وأبي همام الوليد بن شجاع، وحجاج بن الشاعر.
روى عنه: القاضي أبو بكر الميانجي أيضا.
(340) -[2: 379] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: أخبرنا يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانِجِيُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَزَرِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا غَدَا رَجُلٌ يَلْتَمِسُ عِلْمًا إِلا فَرَشَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً بِمَا يَصْنَعُ "(2/378)
395- محمد بن إسماعيل بن صالح المعروف بزنجي الكاتب حدث عن عسل بن ذكوان الأخباري.
روى عنه: ابنه إسماعيل بن زنجي.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، قَالَ: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن زنجي الكاتب إملاء، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حدثنا عسل بن ذكوان.
قَالَ: قَالَ الأصمعي: أحسن الدنيا ثلاثة: نهر الأبلة، وغوطة دمشق، وسمرقند.
وَقَالَ: حشوش الدنيا ثلاثة: عمان، وأردبيل، وهيت.(2/379)
396- محمد بن إسماعيل المعروف بخير النساج يكنى أبا الحسن وكان من كبار الصوفية، ذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه من أهل سامراء سكن بغداد، وَقَالَ: صحب سريا السقطي، وأبا حمزة.
وَأَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، قَالَ: قَالَ فارس البغدادي: كان اسم خير النساج، محمد بن إسماعيل السامري، وكان أستاذ إبراهيم الخواص.
قلت: كذا قَالَ، ولعله: كان أستاذه إبراهيم الخواس، والله أعلم، وللصوفية عن خير حكايات عجيبة جدا نحن نذكر بعضها مع البراءة من عهدتها.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الحسين بن جعفر بن علي، قَالَ أَخْبَرَنِي عبيد الله بن إبراهيم الجرزي، قَالَ: قَالَ أبو الخير الديلمي: كنت جالسا عند خير النساج فأتته امرأة وقالت: أعطني المنديل الذي دفعته إليك.
قَالَ: نعم.
فدفعه إليها، فقالت: كم الأجرة؟ قَالَ: درهمان.
قالت: ما معي الساعة شيء وأنا قد ترددت إليك مرارا فلم أرك، آتيك به غدا إن شاء الله.
فقال لها خير: إن أتيتيني به ولم تريني فارمي به في الدجلة، فإني إذا رجعت أخذته.
فقالت المرأة: كيف تأخذ من الدجلة؟ فقال خير: هذا التفتيش فضول منك افعلي ما أمرتك.
قالت: إن شاء الله.
فمرت المرأة.
قَالَ أبو الخير: فجئت كالغد وكان خير غائبا، فإذا بالمرأة قد جاءت ومعها خرقة فيها درهمان فلم تر خيرا، فقعدت ساعة ثم قامت ورمت بالخرقة في دجلة، فإذا بسرطان تعلقت بالخرقة وغاصت، وبعد ساعة جاء خير، وفتح باب حانوته، وجلس على الشط يتوضأ، فإذا بسرطان خرجت من الماء تسعى نحوه والخرقة على ظهرها، فلما قربت من الشيخ أخذها، فقلت له: رأيت كذا وكذا.
فقال: أحب أن لا تبوح به في حياتي، فأجبته إلى ذلك.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي الحسن القرمسيني، قَالَ: سمعت علي بن عبد الله الهمداني بمكة، يقول: حدثنا علي بن محمد الفرضي، قَالَ: حدثنا أبو الحسين المالكي، قَالَ: كنت أصحب خيرا النساج سنين كثيرة ورأيت له من كرامات الله تعالى ما يكثر ذكره غير أنه قَالَ لي قبل وفاته بثمانية أيام: إني أموت يوم الخميس المغرب، وأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة، وستنسى فلا تنساه.
قَالَ أبو الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة، فلقيني من خبرني بموته، فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين، فسالتهم: لم رجعوا؟ فذكروا أنه يدفن بعد الصلاة.
فبادرت ولم ألتفت إلى قولهم فوجدت الجنازة قد أخرجت قبل الصلاة، أو كما قَالَ.
فسالت من حضره عن حاله عند خروج روحه، فقال: إنه لما حضر غشي عليه ثم فتح عينيه وأومأ إلى ناحية باب البيت، وَقَالَ: قف عافاك الله، فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وما أمرت به يفوتني، فدعني أمضي لما أمرت به، ثم امض لما أمرت به، فدعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى، ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد.
وَأَخْبَرَنِي بعض أصحابنا أنه رآه في النوم فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: لا تسألني أنت عن هذا، ولكن استرحنا من دنياكم الوضرة.(2/380)
397- محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر أبو عبد الله الفارسي كان يتفقه على مذهب الشافعي.
وحدث عن أبي زرعة الدمشقي، وعبد الله بن محمد بن أبي مريم المصري، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي، وبكر بن سهل الدمياطي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وجماعة من هذه الطبقة.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني فأكثر، وأبو الحسين بن حمة الخلال.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو عمر بن مهدي وهو آخر من حدث عنه.
وكان ثقة ثبتا فاضلا.
(341) -[2: 382] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: " جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ لِلْمُسَافِرِ ثَلاثًا، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا " قرأت في كتاب أبي القاسم ابن الثلاج بخطه: قَالَ أبو عبد الله الفارسي: ولدت في سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائتين.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وَأَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع، أن الفارسي مات في سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.
قَالَ غير الصفار عن ابن قانع: في شوال.(2/382)
398- محمد بن إسماعيل بن موسى بن هارون أبو الحسين الرازي المكتب سكن بغداد وحدث بها عن عيسى بن علي، وحدث عن أبي عمران موسى بن نصر المقانعي، صاحب جرير بن عبد الحميد، وعن أبي حاتم الرازي، ويحيى بن عبدك القزويني، وعمرو بن تميم بن الطبري، ومحمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو علي بن شاذان.
وكان غير ثقة.
(342) -[2: 385] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى الرَّازِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَامِرٍ عَمْرُو بْنُ تَمِيمِ بْنِ سَيَّارٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حدثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْبَكْرَاوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تُزَكُّوا صَلاتَكُمْ، فَقَدِّمُوا خِيَارَكُمْ " قلت: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، ورجاله كلهم ثقات، والحمل فيه على الرازي
(343) -[2: 385] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ، قَالَ: أخبرنا هَوْذَةُ، قَالَ: حدثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ فَكَأَنَّمَا شَافَهْتُهُ ".
ثُمَّ قَرَأ َ {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}
(344) -[2: 385] وَأَخْبَرَنا عَلِيٌّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدٌ، قَالَ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حدثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حدثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يُدِيمُ النَّظَرَ عَلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْتُ: مَالَكَ تُدِيمُ النَّظَرَ إِلَى عَلِيٍّ كَأَنَّكَ لَمْ تَرَهُ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ " قلت: وهذان الحديثان بهذين الإسنادين باطلان.
على أنا لا نعلم أن محمد بن أيوب روى عن هوذة بن خليفة شيئا قط، ولا سمع منه، لأن هوذة مات في سنة ست عشرة ومائتين، وطلب محمد بن أيوب الحديث في سنة عشرين ومائتين.
(345) -[2: 386] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالا: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّوْطِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هَارُونَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حدثنا الأَعْمَشُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الأَمَلُ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ لأُمَّتِي، لَوْلا الأَمَلُ مَا أَرْضَعَتْ أُمٌّ وَلَدًا، وَلا غَرَسَ غَارِسٌ شَجَرًا "
(346) -[2: 386] وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّوْطِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حدثنا الأَعْمَشُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَظَاهَرَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ فَلْيُكْثِرِ الْحَمْدَ لِلَّهِ، وَمَنْ كَثُرَتْ هُمُومُهُ فَعَلَيْهِ بِالاسْتِغْفَارِ، وَمَنْ أَلَحَّ عَلَيْهِ الْفَقْرُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ "
(347) -[2: 386] وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نُزِعَتِ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ " قلت: وهذه الأحاديث الثلاثة بهذا الإسناد باطلة، لا أعلم جاء بها إلا محمد بن إسماعيل الرازي.
حَدَّثَنِي علي بن محمد بن نصر، قَالَ: سمعت حمزة السهمي يقول: سمعت أبا محمد بن غلام الزهري، يقول: محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي المكتب ضعيف.
أَخْبَرَنَا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، قَالَ: أخبرنا أبو نصر محمد بن أبي بكر الإسماعيلي، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل، المكتب ببغداد يقول: ولدت في شهر رمضان لليلتين خلتا من سنة سبع وستين ومائتين، وأحضرني أبي مجلس أبي حاتم الحنظلي وأنا إذ ذاك ابن خمس سنين وكنت أنعس، فقال لي والدي: انظر إلى الشيخ فإنك تحكيه غدا، فرأيته وسمعني أبي وكتب لي بخطه، وسمعت منه بعد ذلك بسنين إلى سنة أربع وسبعين ومائتين، وفيها توفي أبو حاتم.
قلت: وهذا القول غير صحيح، كانت وفاة أبي حاتم الرازي في سنة سبع وسبعين ومائتين، وعاش محمد بن إسماعيل إلى بعد سنة خمسين وثلاث مائة، وكان يذكر أنه سمع من موسى بن نصر المقانعي صاحب جرير سنة ثلاث وسبعين ومائتين، فذكرت ذلك لأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الحافظ، فقال: موسى بن نصر شيخ قديم حدث عنه كبار الرازيين، وأنكر أن يكون محمد بن إسماعيل أدركه، وكذبه في روايته عنه.(2/384)
399- محمد بن إسماعيل بن محمد بن موسى أبو بكر القاضي سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، والحسن بن الطيب الشجاعي.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو نعيم الحافظ.
(348) -[2: 388] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْحَجَرِيُّ الْقَاضِي، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعَبَّاسِ يَعُودُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَالْعَبَّاسُ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْعَدَهُ فِي مَكَانِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَفَعَكَ اللَّهُ يَا عَمُّ " قرأت في كتاب أبي بشر محمد بن عمر الوكيل، توفي أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد القاضي في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة.(2/388)
400- محمد بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن عمر بن مهران بن فيروز بن سعيد أبو بكر المستملي الوراق سمع أباه، والحسن بن الطيب الشجاعي، وعمر بن أبي غيلان الثقفي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، ومحمد بن يحيى بن الحسين العمي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي، ومن بعدهم.
روى عنه: الدارقطني.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري، وجماعة يطول ذكرهم.
(349) -[2: 389] حَدَّثَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ، قَالَ: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا حَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَشِيدٍ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ " الْحَدِيثَ حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، بإسناده مثله.
حَدَّثَنَا علي بن المحسن القاضي، قَالَ: قَالَ لنا محمد بن إسماعيل الوراق: ولدت ببغداد سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
حَدَّثَنِي أبو الحسين أحمد بن عمر بن علي القاضي، قَالَ: سمعت أبا بكر بن إسماعيل الوراق، يقول: دققت على أبي محمد بن صاعد بابه، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا أبو بكر بن أبي علي، يحيى هاهنا؟ فسمعته يقول للجارية: هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكنى نفسه وأباه ويسميني فأصفعه.
قلت: ذكرت هذه الحكاية لبعض شيوخنا، فقال: كان في ابن إسماعيل سلامة، والحكاية مشهورة عنه.
وَحَدَّثَنِي الأزهري، قَالَ: كان ابن إسماعيل كثيرا ما يسئل عن حكاية ابن صاعد هذه فيقول للذي يسأله اسكت الآن، فإذا ألحوا عليه في السؤال حكاها لهم.
حَدَّثَنِي أحمد بن عمر بن علي، قَالَ: سمعت أبا حفص ابن الزيات، يقول: حضرت عند أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وحضر محمد بن إسماعيل الوراق مع أبيه فسمع نسخة يحيى بن معين، ثم قام إسماعيل قائما وأخذ بيد ابنه، وَقَالَ للجماعة: اشهدوا أن ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن معين.
أو كما قَالَ.
وَحَدَّثَنِي علي بن طلحة المقرئ، عن ابن الزيات بهذه الحكاية إلا أنه قَالَ: نسخة محمد بن يوسف الغضيضي.
سألت أبا بكر البرقاني، عن ابن إسماعيل، فقال: ثقة.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: أبو بكر بن إسماعيل متيقظ حسن المعرفة، وكان كتبه ضاعت واستحدث من كتب الناس، فيه بعض التساهل.
حَدَّثَنِي الأزهري، قَالَ: كان ابن إسماعيل حافظا إلا أنه لين في الرواية، قَالَ: وذلك أن أبا القاسم ابن زوج الحرة كان عنده صحف كثيرة، عن يحيى بن صاعد من مسنده وجموعه، وكان ابن إسماعيل شيخا فقيرا يحضر دار أبي القاسم كثيرا، فقال له: إن هذه الكتب كلها سماعي من ابن صاعد، فقرأها عليه أبو القاسم من غير أن يكون سماعه فيها ولا له أصول بها.
قلت: وقد اشتريت قطعة من تلك الكتب فوجدت الأمر فيها على ما حكى لي الأزهري، لأني لم أجد لابن إسماعيل سماعا فيها ولا رأيت علامات الإصلاح والمعارضة في شيء منها.
وَقَالَ لي الأزهري أيضا: كنت اشتريت وأنا صبي جزءا فيه حديث المائدة التي أنزلت علي بني إسرائيل فرآه معي بن إسماعيل، فقال: قد سمعت هذا الحديث، ثم حَدَّثَنِي به، ولم يكن في الجزء سماعه ولا أحضر أصله منه.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب وعبيد الله بن أبي الفتح، قالا: مات أبو بكر محمد بن إسماعيل في شهر ربيع الأخر من سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة.
قَالَ الحسن: ودفن بباب حرب.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة، فيها توفي أبو بكر بن إسماعيل الوراق يوم الأحد لاثنى عشرة بقين من شهر ربيع الآخرة، كان يفهم، حدث قديما، وكان أمره مستقيما، وكانت كتبه ضاعت.(2/388)
401- محمد بن إسماعيل بن أحمد بن سهل أبو المرجى الأزدي الدقاق روى عن الحسين بن محمد بن سعيد البزاز، عن يوسف بن موسى المروروذي كتاب " الزهد " لعبد الله بن حبيق الأنطاكي سمعه منه وكتبه عنه: علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي.(2/391)
402- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن طور بن نالون بن جريب أبو الحسن البلخي الزاهد من بني كلاب قدم علينا حاجا في سنة ثلاثة وعشرين وأربع مائة، وحدث ببغداد، عن محمد بن أحمد بن أبي صالح البغدادي، نزيل بلخ كتبنا عنه وكان لا بأس به.(2/391)
403- محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد بن إسحاق بن خالد بن عبد الملك بن جرير بن عبد الله البجلي، يكنى أبا الحسن، ويعرف بابن سبنك من أهل الأزج، كان أحد الشهود المعدلين، وحدث عن جده عمر بن محمد، وعن الحسين بن محمد بن عبيد العسكري وأبى سعيد الحرفي وأبى بكر بن شاذان، وأبى حفص بن شاهين، وعلي بن عمر الحربي، وأبى الحسن الدارقطني، وأبى القاسم بن حبابة، ونحوهم.
كتبت عنه وكان صدوقا، سألته عن مولده فقال: في سنة خمس وستين وثلاث مائة.
ومات في ليلة الخميس ودفن يوم الخميس الرابع والعشرة من شهر رمضان سنة أربع وأربعين وأربع مائة.(2/392)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه إدريس(2/392)
404- محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله الشافعي الإمام زين الفقهاء وتاج العلماء.
[ص:393] ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ بمكة، وكتب العلم بها، وبمدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقدم بغداد مرتين، وحدث بها، وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وداود بن عبد الرحمن، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلم بن خالد الزنجي، وإبراهيم بن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى بن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان التنيسي، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل ابن علية، وغير هؤلاء.
حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، وأبو يحيى محمد بن سعيد العطار، وغيرهم.
وكتاب الشافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
(350) -[2: 393] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أخبرنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءُوهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ.
فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ "
[ص:394]
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قَالَ: أخبرنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي، قَالَ: الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ابن عم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب العكبري فيما أجاز لنا، قَالَ: أخبرنا علي بن أحمد بن أبي غسان البصري بها، قَالَ: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي، وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي، قراءة قَالَ: أخبرنا عياش بن الحسن البندار، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى الساجي، قَالَ: سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة، يقول: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أم السائب الشفا بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف، أسر السائب يوم بدر كافرا، وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم الشفا بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد: محض لا قذى فيه، وأم هاشم بن المطلب، خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس [ص:395] بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد.
سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، يَقُولُ: شَافِعُ بْنُ السَّائِبِ الَّذِي يُنْسَبُ الشَّافِعِيُّ إِلَيْهِ، قَدْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَرَعْرِعٌ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ السَّائِبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ فَأُسِرَ وَفْدَا نَفْسَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ تُسْلِمْ قَبْلَ أَنْ تَفْتَدِيَ فِدَاكَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحَرمُ الْمُؤْمِنِينَ طَمَعًا لَهُمْ فِيَّ.
قَالَ القاضي: وَقَالَ بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نسبه وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم بن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه.
فقد ولد الشافعي الهاشمان: هاشم بن المطلب، وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابن عم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمته، لأن المطلب عم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والشفاء بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم الشافعي فهي أزدية، وقد قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأزد جرثومة العرب "
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قَالَ: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي بالكوفة، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن إدريس البلخي، قَالَ: سمعت نصر بن المكي، يقول: سمعت [ص:396] ابن عبد الحكم، يقول: لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن شظيم الفامي قدم للحج، قَالَ: أخبرنا نصر بن مكي ببلخ، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: قَالَ لي محمد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمس يعني ومائة، وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين.
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي غيره عن الشافعي، قَالَ: لم يكن لي مال فكنت أطلب العلم في الحداثة، أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذغي، قَالَ: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، قَالَ: حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب، قَالَ: سمعت محمد بن إدريس الشافعي، يقول: ولدت باليمن، فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة، فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شيبه بذلك، فصرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم، فيقول لي: لا تشغل بهذا وأقبل على ما ينفعك.
فعجلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدل، قَالَ: أخبرنا علي بن عبد العزيز [ص:397] البرذعي، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: حدثنا أبي، قَالَ: سمعت عمرو بن سواد، يقول: قَالَ لي الشافعي: ولدت بعسقلان، فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم.
فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي.
أَخْبَرَنَا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الإستراباذي ببيت المقدس، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بإستراباذ، قَالَ: حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد، قَالَ: حدثنا الربيع، قَالَ: سمعت الشافعي، يقول: كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي: أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر.
قَالَ: وَقَالَ الشافعي: كنت أصيب من عشرة تسعة.
أو نحوا مما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي الهمذاني، قَالَ: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان، قَالَ: سمعت أبا الحسن المغازلي، يقول: سمعت المزني، يقول: سمعت الشافعي، يقول: رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم علي وصافحني وخلع خاتمه فجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال لي: أما مصافحتك لعلي فأمان من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا الحسن بن الحسين أبو علي الفقيه الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: والله لقد فشا ذكر الشافعي في الناس [ص:398] بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب.
(351) -[2: 398] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حدثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ مَعْبَدٍ الْكِنْدِيِّ أَوِ الْعَبْدِيِّ، عَنِ الْجَارُود، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا، أَوْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا "
(352) -[2: 398] أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الإِسْتَرَابَاذِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حدثنا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا " دعا بها ثلاث مرات.
قَالَ عبد الملك بن محمد في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق الأرض "، علامة بينة [ص:399] للمميز أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، استظهروا أقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفتي ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه يعنيه لا غيره، وهو الذي شرح الأصول والفروع وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا
(353) -[2: 399] أخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرٌ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْجَارُودِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: نَاظَرَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بِالرَّقَّةِ فَقَطَعَهُ الشَّافِعِيُّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ الرَّشِيدَ فَقَالَ هَارُونُ: أَمَا عَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِذَا نَاظَرَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ يَقْطَعُهُ سَائِلا أَوْ مُجِيبًا؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا، فَإِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ "
(354) -[2: 399] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا عَنِ النَّبِيِّ [ص:400] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا " أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي، قَالَ: حدثنا أبو محمد بن الورد، قَالَ: حدثنا أبو سعيد الفريابي، قَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب.
فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشافعي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة، قَالَ: حدثنا علي بن أحمد بن أبي غسان البصري، قَالَ: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة، قَالَ: أخبرنا عياش بن الحسن، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: أَخْبَرَنِي زكريا الساجي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن خلاد، وفي حديث ابن أيوب: محمد بن خالد البغدادي، قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل، قَالَ: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعوا الله للشافعي واستغفر له.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قَالَ: حدثنا الشافعي محمد بن إدريس، قَالَ: حدثنا إسماعيل بن قسطنطين، قَالَ: قرأت على شبل، وأخبر شبل: أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير: أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد: أنه قرأ [ص:401] على ابن عباس، وأخبر ابن عباس: أنه قرأ على أبي، وَقَالَ ابن عباس: وقرأ أبي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الشافعي: وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول: القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت، ولو أخذ من قرأت، كان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن، مثل التوراة والإنجيل.
تهمز قرأت ولا يهمز القرآن، وإذا قرأت القرآن تهمز قرأت، ولا تهمز القرآن.
أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الطبري، قَالَ: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل، قَالَ: حدثنا علي بن محمد بن سعيد، قَالَ: حدثنا أحمد بن إبراهيم الطائي الأقطع، قَالَ: حدثنا إسماعيل بن يحيى، قَالَ: سمعت الشافعي، يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وانا ابن عشر سنين.
أَخْبَرَنَا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني بصيدا، قَالَ: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة، يقول: قَالَ أبي: سمعت عمي، يقول: سمعت الشافعي، يقول: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه، والمراد ما خلا حرفين.
قَالَ أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما " دساها ".
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، قَالَ: أخبرنا عياش بن الحسن بن عياش، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل، قَالَ: حَدَّثَنِي [ص:402] حسين بن علي يعني الكرابيسي، قَالَ: بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رايته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها، وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين.
قَالَ: فكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعا.
قلت: قد كان الشافعي بأخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة، فأخبرنا علي بن المحسن القاضي، قَالَ: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني بمصر، قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منها ختمة وفي كل يوم ختمة فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا أبي، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قَالَ: حدثنا الربيع، قَالَ: كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة.
قلت: في صلاة رمضان؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذبي، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزبير بن عبد الواحد، قَالَ: سمعت عباس بن الحسين، قَالَ: سمعت بحر بن نصر، يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض: [ص:403] قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة، من حسن صوته.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قَالَ: حدثنا علي بن إبراهيم البيضاوي، قَالَ: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: حدثنا محمد بن محمد الباغندي، قَالَ: حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان، قَالَ: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير، قَالَ: سمعت مسلم بن خالد الزنجي ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة، فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتي.
قلت: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد، ومر على الشافعي، وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي، فقال له: أفت وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن.
والصواب ما أَخْبَرَنَا علي بن المحسن، قَالَ: حدثنا محمد بن إسحاق الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي، يقول: قَالَ مسلم بن خالد(2/392)
الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: حدثنا دعلج بن أحمد، قَالَ: سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي، يقول: سمعت جعفر ابن أخي أبي ثور، يقول: سمعت عمي يقول: كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن، ويجمع قبون الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة.
فوضع له كتاب الرسالة.
قَالَ: عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قَالَ: حدثنا عبدان بن أحمد، قَالَ: حدثنا عمرو بن العباس، قَالَ: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، وذكر الشافعي، فقال: كان شابا مفهما.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قَالَ: أخبرنا حسان بن محمد، قَالَ: سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد، قَالَ: حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه، يعني الشافعي.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، قَالَ: أخبرنا عياش بن الحسن، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنِي الحسن بن محمد الزعفراني، قَالَ: حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم، فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا، ما رأيت مثله سائلا ولا [ص:405] مجيبا، يعني الشافعي.
قَالَ: فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد فاجتمع، إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم فقال: إنه قد تغير عما كان عليه.
قَالَ الزعفراني: فما كان مثله إلا مثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا: سيدنا وابن سيدنا، فقال لهم: فإن أسلم؟ قالوا شرُّنا وابن شرُّنا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، قَالَ: حدثنا علي بن عبد العزيز البرذعي، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، قَالَ: سمعت أبا إسماعيل الترمذي، قَالَ: سمعت إسحاق بن راهويه، يقول: ما تكلم أحد بالرأي وذكر الثوري، والأوزاعي، ومالكا، وأبا حنيفة إلا والشافعي أكثر أتباعا وأقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل الرقي، قَالَ: حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان، قَالَ: سمعت بعض من، يقول: سمعت إسحاق بن راهويه، يقول: أخذ أحمد بن حنبل بيدي، وَقَالَ: تعال أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشافعي.
حَدَّثَني الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنِي علي بن عمر التمار، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حدثوني عن إبراهيم الحربي، أنه قَالَ: قَالَ أستاذ الأستاذين.
قالوا: من هو؟ قَالَ: الشافعي، أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟.
أَخْبَرَنِي عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، قَالَ: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد، قَالَ: سمعت الميموني [ص:406] بالرقة، يقول: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: ستة أدعو لهم سحرا أحدهم الشافعي.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم، قَالَ: حدثنا محمد بن خلف بن جيان الخلال، قَالَ: حَدَّثَنِي عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع، قَالَ: حَدَّثَنِي صالح بن أحمد بن حنبل، قَالَ: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين، فقال له: يا أبا عبد الله، أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني، قَالَ: حدثنا محمد بن هارون الزنجاني بزنجان، قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قَالَ: قلت لأبي: يا أبة، أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟ أَخْبَرَنِي محمد بن أبي علي الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز، قَالَ: أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قَالَ: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث، يقول: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي، قَالَ: أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو عثمان [ص:407] الخوارزمي نزيل مكة، فيما كتب إلي، قَالَ: حدثنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصري، قَالَ: كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في مسألة، فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله، لا يصح فيه حديث.
فقال إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه.
ثم قَالَ: قلت للشافعي: ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قَالَ: فأجاب فيها فقلت من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟ قَالَ: بلى.
فنزع في ذلك حديثا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حديث نص.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن بندار بن إسحاق الفقيه، قَالَ: حدثنا أحمد بن روح البغدادي، قَالَ: حدثنا أحمد بن العباس، قَالَ: سمعت علي بن عثمان وجعفر الوراق، يقولان: سمعنا أبا عبيد، يقول: ما رأيت رجل أعقل من الشافعي.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله المؤذن محمد بن عبد الله النيسابوري، قَالَ: أَخْبَرَنِي القاسم بن غانم، قَالَ: سمعت أبا عبد الله البوشنجي، يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد، يقول: الشافعي إمام.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أخبرنا الحسن بن الحسين الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنِي الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي، قَالَ: حدثنا الحسن بن سفيان، قَالَ: حدثنا أبو ثور، قَالَ: من زعم أنه رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب، كان محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يُعتض منه.
[ص:408]
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب إجازة، قَالَ: أخبرنا علي بن أحمد بن أبي غسان، قَالَ: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك قراءة، قَالَ: أخبرنا عياش بن الحسن، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: أخبرنا زكريا بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن بنت الشافعي، قَالَ: سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود، يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي، فإن لسانه كان أكثر من كتابه.
وَقَالَ زكريا: حَدَّثَنِي أبو بكر بن سعدان، قَالَ: سمعت هارون بن سعيد الأيلي، يقول: لو أن الشافعي ناظر على هذا العمود الذي من حجارة أنه من خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني، قَالَ: حدثنا عبد الملك بن محمد بن عدي، قَالَ: حدثنا محمد بن يزداد، قَالَ: سمعت أحمد بن علي الجرجاني، يقول: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي، يقول: حَدَّثَنَا سيد الفقهاء الشافعي.
أَخْبَرَنَا عبد الله بن علي بن عياض القاضي بصور، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع، قَالَ: قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان، حدثكم أحمد بن عبد الله، قَالَ: سمعت حرملة، يقول: سمعت الشافعي، يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم، قَالَ: حدثنا محمد بن خلف بن جيان الخلال، قَالَ: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسن بن الجنيد، قَالَ: سمعت الحسن بن محمد، يقول: كنا [ص:409] نختلف إلى الشافعي عندما قدم إلى بغداد ستة أنفس: أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وأنا ورجل آخر سماه.
وما عرضنا على الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك.
قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ، عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، قَالَ: حدثنا أبو نعيم الإستراباذي، قَالَ: سئل الزعفراني وقيل له: أي سنة قدم بغداد الشافعي؟ قَالَ: قدم سنة خمس وتسعين ومائة، قَالَ: وسألته كان مخضوبا؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا أحمد بن بندار بن إسحاق، قَالَ: حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي، قَالَ: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قَالَ: قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين فأقام عندنا أشهرا، ثم خرج، وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد المجهز، قَالَ: سمعت عبد العزيز الحنبلي صاحب الزجاج، يقول: سمعت أبا الفضل الزجاج، يقول: لما قدم الشافعي إلى بغداد وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قَالَ الله وَقَالَ الرسول.
وهم يقولون: قَالَ أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره.
(355) أَخْبَرَنَا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن الأبهري، قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الأعلى الأندلسي بأصبهان، قَالَ: سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، قَالَ: سمعت المزني، يقول: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسألته عن الشافعي، فقال لي: " من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي فإنه مني وأنا منه "
[ص:410]
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أخبرنا الحسن بن الحسين الهمذاني، قَالَ: حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدابادي، قَالَ: حدثنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي، بها قَالَ: حدثنا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان، قَالَ: حدثنا أحمد بن حسن الترمذي، قَالَ: كنت في الروضة فأغفيت فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف ونفض يده.
قلت: فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ، وَقَالَ: أصاب وأخطأ.
قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قَالَ: بأبي ابن عمي أحيى سنتي.
أنشدني هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي، قَالَ: أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمد الفقيه، قَالَ: أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء مثل البدر في نجوم السماء
قل لمن قاسه بنعمان جهلا أيقاس الضياء بالظلماء
أَخْبَرَنِي أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني، قَالَ: حدثنا عياش بن الحسن بن عياش، قَالَ: سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، يقول: سمعت عبيد بن محمد بن خلف البزاز، يقول: سئل أبو ثور، فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟ فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد، وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، قَالَ: سمعت إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي، عن الربيع، قَالَ: سمعت الشافعي، يقول في قصة ذكرها:
لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر ومن دونها أرض المهامه والقفر
فوالله ما أدري أللفوز والغنى أساق إليها أم أساق إلى قبري؟
قَالَ: فوالله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.
[ص:411]
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، قَالَ: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قَالَ: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قَالَ: ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين، عاش أربعا وخمسين سنة.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، قَالَ، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، قَالَ: قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام، هذا قبر محمد بن إدريس الشافعي وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله.
توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذي، قَالَ: سمعت طاهر بن محمد البكري، يقول: حدثنا الحسن بن حبيب الدمشقي، قَالَ: حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان، قَالَ رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قَالَ أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب.
قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، عن أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي، قَالَ: قَالَ أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي يرثي أبا عبد الله الشافعي: [ص:412]
بملتفتيه للمشيب طوالع ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرفه طول العنان وربما دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المدعو للحظ راجع أم النصح مقبول أم الوعظ نافع؟
أم الهمك المهموم بالجمع عالم بأن الذي يوعى من المال ضائع
وأن قصاراه على فرط ضنه فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد وتنخفض الأعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المفظعلات المشكلات تشابهت سما منه نور في دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه وعلوه وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطيء عن الرأي المخوف التباسه إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشية من خير معدن خلائق هن الباهرات البوارع
[ص:413]
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعي إمامه فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر وآثاره فينا نجوم طوالع
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، يقول: لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيه في صدقها، ووضع أوصافه في حقها، فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم ألفاظا، وأوسعهم خاطرا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيرة وأكثرهم بصيرة.
للقاضي أبي الطيب فيه:
وإذا قرأت كلامه قدرته سحبان أو يوفي على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا وذوو الفصاحة من بني قحطان
لأقر كل طائعين بأنه أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى ومجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر أمضى وأنفذ من شباة سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه يبغي التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد يسمو بهمته إلى الرضوان
[ص:414]
أضحت وجوه الحق في صفحاتها تومي إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سبرها غر القرائح من ذوى الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله ممن قضى بالري والحسبان
قلت: لو استوفينا مناقب الشافعي، وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء، لكنا اقتصرنا منها على هذا المقدار، ميلا إلى التخفيف، وإيثارا للاختصار، ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتاب نفرده لها إن شاء الله.(2/404)
405- محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو حاتم الحنظلي الرازي كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات، مشهورا بالعلم، مذكورا بالفضل.
وسمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا زيد النحوي، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وهوذة بن خليفة، وعبيد الله بن موسى، وعتاب بن زياد، وأبا مسهر الدمشقي، وأبا الجماهر محمد بن عثمان التنوخي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأبا اليمان الحمصي في أمثالهم.
وكان أول كتبه الحديث في سنة تسع ومائتين.
روى عنه: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المصريان، وهما أكبر منه سنا، وأقدم سماعا وأبو زرعة الرازي، والدمشقي ومحمد بن عوف الحمصي.
وقدم بغداد، وحدث بها وروى عنه من أهلها: أحمد بن منصور الرمادي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، وغيرهم.
(356) -[2: 415] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حدثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رَبِيعٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وُلِدَ غُلامٌ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: وُلِدَ لِي غُلامٌ فَمَا أُسَمِّيهِ؟ قَالَ: " سَمِّهِ بِأَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ حَمْزَةَ "، هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْهُ.
وَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الأسفَاطِيُّ، وَغَيْرُهُ مِنَ الأَكَابِرِ
(357) -[2: 415] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حدثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِيُّ، قَالَ: حدثنا حَاتِمٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَابْنَ آدَمَ إِنْ لَقِيتَنِي بِمِلْءِ الأَرْضِ ذُنُوبًا لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُكَ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً "
(358) -[2: 416] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي الْحَرْبِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو حَاتِمٍ، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَلَسَ بَيْن شُعَبِهَا الأَرْبَعِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قَالَ: حكى لنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قَالَ: سمعت أبا حاتم، يقول: نحن من أهل أصبهان من قرية جز، وكان أهلها يقدمون علينا في حياة أبي ثم انقطعوا عنا.
أَخْبَرَنِي أبو زرعة روح بن محمد الرازي إجازة شافهني بها، قَالَ: أخبرنا علي بن محمد بن عمر القصار الفقيه، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت أبي، يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث، أقمت سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، لم أزل أحصى حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته.
وَقَالَ: سمعت أبي يقول: بقيت بالبصرة في سنة أربع عشرة ومائتين ثمانية أشهر، وكان في نفسي أن أقيم سنة، فانقطع نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي شيئا بعد شيء حتى بقيت بلا نفقه، ومضيت أطوف مع صديق لي، إلى المشيخة، وأسمع منهم إلى المساء، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيت خال، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد وغدا على رفيقي، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف عنى وانصرفت جائعا، فلما كان من الغد غدا علي، فقال: مر بنا إلى المشايخ فقلت: أنا ضعيف لا يمكني قَالَ: ما ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري قد مضى يومان ما طعمت فيهما، فقال لي رفيقي: معي دينار فأنا أواسيك بنصفه، وتجعل النصف الأخر في الكراء، فخرجنا من البصرة، وقبضت منه النصف دينار.
وقَالَ عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب علي حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به، فله علي درهم يتصدق به.
وقد حضر على باب أبي الوليد خلق من الحلق، أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقى على ما لم أسمع به ليقولوا: هو عند فلان فأذهب فاسمع، وكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب على حديثا.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الله الضبي في كتابه.
وَأَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله الضبي بنيسابور، قَالَ: أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، قَالَ: حدثنا أحمد بن سلمة، قَالَ: ما رأيت بعد إسحاق، يعني: ابن راهويه، ومحمد بن يحيى، أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمد بن إدريس.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول: سمعت أبا حاتم الرازي، يقول: أورع من رأيت أربعة: آدم بن أبي إياس، وثابت بن محمد الزاهد الكوفي، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة.
قَالَ القاسم: فذكرته لعثمان بن خرزاذ، فقال عثمان: أنا أقول: أحفظ من رأيت أربعة: محمد بن المنهال، وإبراهيم بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.
أجاز لي أبو زرعة الرازي، أن علي بن محمد بن عمر القصار أخبرهم، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت يونس ابن عبد الأعلى، يقول: أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان، ودعا لهما، وَقَالَ: بقاؤهما صلاح للمسلمين.
وَقَالَ عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: جرى بيني وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قل من يفهم هذا، ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين، فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء، أو يتخالجني شيء في حديث، فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه.
قَالَ أبي: وكذلك كان أمري.
367 & أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ بِهَمَذَانَ، قَالَ: حدثنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو زُرْعَةَ: تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي الْقُنُوتِ؟ قُلْتُ: لا، فَقُلْتُ لَهُ: فَتَرَفُع أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: مَا حُجَّتُكَ؟ قَالَ: حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ، قُلْتُ: رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، قُلْتُ: رَوَاهَ عَوْفٌ، قَالَ: فَمَا حُجَّتُكَ فِي تَرْكِهِ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ إِلا فِي الاسْتِسْقَاءِ.
فَسَكَتَ " أَخْبَرَنَا أبو زرعة الرازي إجازة، قَالَ: أخبرنا علي بن محمد بن عمر، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت موسى بن إسحاق، يقول: ما رأيت أحفظ من أبيك.
قَالَ عبد الرحمن: وقد رأى أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وغيرهم.
فقلت له: فرأيت أبا زرعة؟ فقال: لا.
وَقَالَ عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: قَالَ لي هشام بن عمار: أي شيء تحفظ عن الأذواء؟ قلت له: ذو الأصابع، وذو الجوشن، وذو الزوائد، وذو اليدين، وذو اللحية الكلابي، وعددت له ستة، فضحك وَقَالَ: حفظنا نحن ثلاثة، وزدت أنت ثلاثة.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي، بها، قَالَ: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن القاسم القاضي، قَالَ: حدثنا ابن أبي حاتم الرازي، قَالَ: سمعت أبي، يقول: أكتب أحسن ما تسمع، واحفظ أحسن ما تكتب، وذاكر بأحسن ما تحفظ.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن محمد بن إسحاق السوطي، قَالَ: أنشدنا محمد بن هارون الرازي، قَالَ: أنشدنا أبو حاتم الرازي،
تفكرت في الدنيا فأبصرت رشدها وذللت بالتقوى من الله خدها
أسأت بها ظنا فأخلفت وعدها وأصبحت مولاها وقد كنت عبدها
حدثت عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو عيسى العروضي، قَالَ: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، قَالَ: محمد بن إدريس أبو حاتم رازي ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، يقول: كان أبو حاتم من أهل الأمانة والمعرفة.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أبو حاتم الرازي إمام في الحفظ.
وَقَالَ لنا هبة الله بن الحسن الطبري: كان أبو حاتم الرازي إماما عالما بالحديث حافظا له، متقنا متثبتا.
قَالَ أبو أحمد الحافظ: روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري.
وَقَالَ هبة الله أخرجه الكلاباذي في كتابه، يعني الذي جمع فيه أسامي شيوخ البخاري، وَقَالَ: أنه أخرج عنه.
قَالَ هبة الله: فلعله من الأسماء المطلقة التي لم ينسبها البخاري، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم، قَالَ: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبيح، يقول: سنة سبع وسبعين فيها مات أبو حاتم الرازي بالري.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: وجاءنا الخبر مع الرحالين بموت أبي حاتم الرازي أنه مات في شعبان سنة سبع وسبعين ومائتين.(2/414)
406- محمد بن إدريس أبو بكر الشعراني حدث عن أبي نصر التمار، وموسى بن إبراهيم الأنصاري.
روى عنه: أبو علي الصفار، وحمزة بن محمد الدهقان.
(359) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَبُو بَكْرٍ الشَّعْرَانِيُّ شَيْخٌ كَتَبْتُ عَنْهُ فِي دُكَّانِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حدثنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ وَيُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ، قَالَ: " الْمُسْلِمُ مَنِ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ " قال أبو علي الصفار: قَالَ لنا هذا الشيخ: هكذا قَالَ لنا أبو نصر التمار.(2/422)
407- محمد بن إدريس بن وهب الأعور حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، قَالَ: أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور، قَالَ: حدثنا أبو سعيد بن يونس، قَالَ: محمد بن إدريس بن وهب الأعور البغدادي قدم مصر وكتب عنه، توفي في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وثلاث مائة، وَقَالَ لي ابنه أبو عبد الله: إن أباه حدث عن سعدان بن نصر وطبقة نحوه.(2/422)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أبان(2/423)
408- محمد بن أبان بن وزير أبو بكر البلخي مستملي وكيع قدم بغداد، وحدث بها عن أبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعقبة بن خالد، وعبد الله بن إدريس، ومروان بن معاوية، وأبي خالد الأحمر، ووكيع بن الجراح، وأبي أسامة، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر غندر.
روى عنه: إسماعيل بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، والحسن بن علي المعمري، وموسى بن هارون، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن هارون بن المجدر.
وحدث عنه أيضا محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه الصحيح.
(360) -[2: 423] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّاهِرِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجَدِّرِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ إِلا آبَتِ الشَّمْسُ بِذُنُوبِهِ "
تفرد بروايته محمد ابن أبان، عن عبد الرزاق، عن الثوري، وخالفه الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، فرواه عن عبد الرزاق، عن ياسين الزيات، عن ابن المنكدر.
(361) -[2: 424] أَخْبَرَنَاهُ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُهَنْدِسُ بِمِصْرَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حدثنا يَاسِينُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَرِّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ إِلا آبَتِ الشَّمْسُ بِذُنُوبِهِ " أخبرنا أبو المظفر محمد بن الحسن بن أحمد القرينيني، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قَالَ: قَالَ: أبو عبد الله أحمد محمد بن حنبل: كان محمد بن أبان يستملي لنا عند وكيع.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أخبرنا الحسين بن علي التميمي النيسابوري، قَالَ: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، قَالَ: حدثنا أبو بكر المروزي، قَالَ: قلت لأبي عبد الله: فأبو بكر مستملي وكيع تعرفه؟ قَالَ: نعم، قد كان معنا يكتب الحديث، كتب لي كتابا بخطه، أظنه قَالَ: الطلاق، قلت: إنه حدث بحديث أنكروه ما أقل من هو عنده عن عبد الرزاق، هو عندك؟ وكان عند خلف.
قَالَ: قد كان معنا تلك السنة.
(362) -[2: 424] قَرَأْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّلَقِيِّ بِجُرْجَانَ، قَالَ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ بَلْخَ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَعَرَفَهُ وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَكَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ قَدْ حَدَّثَنَا عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَظُنُّهُ قَالَ رَاكِبًا وَتَحْتَهُ أَوْ قَالَ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ، فَأَنْكَرَهُ أَبِي فَقُلْتُ لَهُ: تَرَاهُ وَهِمَ؟ فَقَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ.
فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، قَالَ: عَلِمْتُ أَنِّي قد تَفَكَّرْتُ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ وَقَدْ كَانَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَاهُ، عَنْ أَيُّوبَ، يَقُولُ الثَّقَفِيُّ: وَكَانَ الْبَتِّيُّ يَفْعَلُ كَذَا، وَيَقُولُ: كَذَا رَأْيُ الْبَتِّيِّ، وَكُنْتُ أَنَا أَكْتُبُهُ، فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَيَّ إِذَا كَتَبْتُهُ فَكَانَ يُعْجِبُهُ ذَلِكَ، فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا كَتَبَ هَذَا الإِسْنَادَ.
وَقَالَ الثَّقَفِيُّ فِي أَثَرِ هَذَا الإِسْنَادِ: رَأَيْتُ الْبَتِّيَّ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ
فإذا كان في الحديث رأيت النبي أراد أن يقول رأيت البتي، فأخطأ فقال النبي.
(363) -[2: 425] قَالَ: فَأَخْبَرْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبَانٍ بِهَذَا فَرَجَعَ عَنِ الْحَدِيثِ، وَقَالَ: اضْرِبُوا عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَلِهَذَا مَخْرَجٌ يُوقَفُ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الثَّقَفِيَّ قَدْ رَوَاهُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: أَسَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ، فَأَوْثَقُوهُ وَتَرَكُوهُ فِي الْحَرَّةِ، فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مَعَهُ، أَوْ قَالَ أَتَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ وَتَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فِي بَعْضِ أَرْضِ الْحَرَّةِ أَوِ الْجَزِيرَةِ، فَنَادَاهُ يَا مُحَمَّدُ فذكر الحديث بطوله، فلم يغلط محمد بن أبان من الجهة التي ذكر أبو عبد الله أحمد بن حنبل، أنه لعله غلظ فما بين النبي والبتي، وذلك أن الحديث ذكر فيه قطيفة في بعض أرض الحرة أو الجزيرة.
حَدَّثَنَا بهذا الحديث عمر بن شبة البصري، قَالَ: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، بإسناده بطوله ليس فيه أبو المهلب.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت عبد الرحمن بن محمد السناباذي، يقول: سمعت أحمد بن قتيبة، يقول: سمعت عمرو بن حماد بن فرافصة، وكان يختلف إلى محمد بن أبان المستملي، يقول: قدمت الكوفة فأتيت أبا بكر بن أبي شيبة، فسألني عن محمد بن أبان فقلت: خلفته على أنه يقدم فإنه كان أزمع على الخروج، قَالَ: ليته قدم حتى ينتفع به.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري، قَالَ: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر، قَالَ: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: محمد بن أبان أبو بكر البلخي مستملي وكيع ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: أخبرنا محمد بن المظفر، قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن أبان البلخي ببلخ سنة أربع وأربعين، يعني ومائتين، وكذلك قَالَ موسى بن هارون، وزاد: في المحرم.(2/423)
409- محمد بن أبان المخرمي حدث عن داود بن مهران الدباغ.
روى عنه: أحمد بن حفص السعدي.
(364) -[2: 427] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْمَخْرَمِيُّ، قَالَ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حدثنا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الأَغَرِّ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوَّلُكُمْ وَارِدًا عَلَى الْحَوْضِ، أَوَّلُكُمْ إِسْلامًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ "(2/427)
410- محمد بن أبان العلاف
حدث عن عامر بن سيار الحلبي.
روى عنه: محمد بن مخلد الدوري.
أَخْبَرَنا أحمد بن علي بن محمد المحتسب، قَالَ: حدثنا عمر بن القاسم بن محمد المقرئ، قَالَ: حدثنا محمد بن مخلد العطار، قَالَ: حدثنا محمد بن أبان العلاف، قَالَ: حدثنا عامر بن سيار، قَالَ: حدثنا سليمان بن أرقم، عن الحسن، أن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان كانا يرزقان المؤذنين والأئمة والمعلمين والقضاة.(2/427)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أسد(2/428)
411- محمد بن أسد أبو عبد الله الخراساني يعرف بالخشي نسب بذلك إلى قرية من قرى إسفرايين، سمع عبد الله بن المبارك، وعمر بن هارون البلخي، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة والوليد بن مسلم، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وبقية بن الوليد، وإسماعيل ابن علية، ووكيع بن الجراح.
وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه: محمد بن إسحاق الصغاني، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وإبراهيم الحربي، إلا أنه سماه أحمد، وغيرهم.
وكان ثقة.
(365) -[2: 428] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ، أَيُّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ بِنْتَ الْجَوْنِ الْكِلابِيَّةَ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
قَالَ: " لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ الْحَقِي بِأَهْلِكِ " أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: حدثنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان، يقول: سمعت أبا عوانة الإسفراييني، يقول: حدث عن محمد بن أسد ببغداد وهو ابن خمس وعشرين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: محمد بن أسد الخشى سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي، يقول: كان ثقة جيد الفهم.(2/428)
412- محمد بن أسد بن أبي الحارث سمع محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن كثير الكوفي.
روى عنه: عبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.
(366) -[2: 429] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، قَالَ: أخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حدثنا ابْنُ نَاجِيَةَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ يَتَحَدَّثُ يُكْثِرُ أَنْ يَرْفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النرسي، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حدثنا أحمد بن الحسين أبو الحسن الصوفي، قَالَ: حدثنا محمد بن أسد بن أبي الحارث وكان ثقة.(2/429)
413- محمد بن أسد بن الحارث بن كثير بن غزوان أبو الطيب الكاتب الأشقر حدث عن عمير بن مرداس الدونقي.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وابن الثلاج.(2/430)
414- محمد بن أسد بن علي بن سعيد أبو الحسن الكاتب المقرئ سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وجعفر الخلدي، وعبد الملك بن الحسن السقطي، وجماعة من هذه الطبقة.
كتبت عنه وكان صدوقا.
(367) -[2: 430] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلانِيُّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنِ ابْنِ مَرْسَا، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَقُولُ: كَسَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ الْحِبَرَاتِ مات محمد بن أسد في يوم الأحد لليلتين خلتا من المحرم سنة عشر وأربع مائة، ودفن في مقبرة الشونيزي.(2/430)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أزهر(2/431)
415- محمد بن أزهر أبو جعفر الكاتب سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا الوليد الطيالسي، وعمرو بن مرزوق، ومسددا، وسويد بن سعيد، وسليمان الشاذكوني.
روى عنه: محمد بن خلف وكيع، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
(368) -[2: 431] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْهَرِ الْكَاتِبُ، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالا: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، يَقُولُ لأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "؟ قَالَ: نَعَمْ أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: مات أبو جعفر محمد بن أزهر في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين، يعني ومائتين، وكان قد بلغ الثمانين، وكان عند الناس مقبولا.(2/431)
416- محمد بن أزهر بن نجم بن القاسم بن حرب أبو بكر التميمي البخاري قدم بغداد، وحدث بها عن أبي شهاب معمر بن محمد العوفي، وعبد الصمد بن الفضل البلخيين، وعلي بن إسماعيل الفرغاني، وغيرهم.
روى عنه: محمد بن إسحاق القطيعي، وأبو حفص بن شاهين، وهو نسبه.
ويوسف بن عمر القواس، إلا أن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أزهر بن محمد بن القاسم.(2/432)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أيوب(2/432)
417- محمد بن أيوب بن المعافى بن العباس أبو بكر العكبري حدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، ومحمد بن أحمد بن المهدي.
روى عنه: علي بن عمرو الجريري، وأبو عبد الله بن بطة، وأحمد بن سهيل العكبريان.
وكان ثقة صادقا صالحا زاهدا.
حَدَّثَنِي أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي، قَالَ: كان أبو عبد الله بن بطة، يقول: ما رأيت أفضل من أبي بكر بن أيوب.
سمعت أبا منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري، يقول: مات أبو بكر بن أيوب في شهر رمضان من سنة تسع وعشرين وثلاث مائة.(2/432)
418- محمد بن أيوب بن سليمان بن يوسف بن أشروسنبذاذ، أبو عبد الله العودي الكلهي
قدم بغداد وحدث بها عن أبي المهلب سليمان بن محمد بن الحسن الصيني، عن الأعمش، حديثا منكرا، رواه عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.(2/432)
ذكر مفاريد الأسماء في هذه الترجمة(2/433)
419- محمد بن أبي أمية الكاتب من ظرفاء كتاب البغداديين وشعرائهم، وهو: محمد بن أبي أمية بن عمرو مولى بني أمية بن عبد شمس، وأصله من البصرة، وله إخوة وأقارب كلهم شعراء، فمنهم: أمية، وعلى، والعباس، وسعيد، بنو أمية ذكرهم دعبل بن علي هكذا، وَقَالَ في موضع آخر: أصبنا آل أبي أمية الكاتب شعراء كلهم، منهم: شيخهم أمية، ومحمد ابنه، وابنه علي بن أمية، وابنه عبد الله بن أمية، وابنه أبو العباس بن أمية، وأخوه علي بن أبي أمية، كان شاعرا، ومحمد بن أبي أمية، وسعيد بن أبي أمية، وقد اختلطت أشعارهم، واختلفت الروايات أيضا في أنسابهم، إلا أن محمد بن أبي أمية أشهرهم ذكرا، وأكثرهم شعرا، وأحسنهم قولا، والباقون أشعارهم نزرة يسيرة جدا.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني، قَالَ: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، قَالَ: حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قَالَ: حدثنا عون بن محمد الكندي، قَالَ: خرجت مع محمد بن أبي أمية إلى ناحية الجسر ببغداد فرأى فتى من أولاد الكتاب جميلا، فمازحه فغضب، وهدده، فطلب من غلامه داوة وكتب من وقته:
دون باب الجسر دار لهوى لا أسميه ومن شاء فطن
قَالَ كالمازح واستعلمني أنت صب عاشق لي أو لمن؟
قلت سل قلبك يخبرك به فتحامى بعد ما كان مجن
حسن ذا الوجه لا يسلمني أبدا منه إلى غير حسن
ثم دفع الرقعة إليه، فاعتذر وحلف أنه لم يعرفه.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي أبو علي المحسن بن علي، قَالَ: حدثنا أبو بكر الصولي، قَالَ: حدثنا عون بن محمد الكندي، قَالَ: قَالَ لي محمد بن أبي أمية الكاتب: كنت أنا وأخي نكتب للعباس بن الفضل بن الربيع، فجاءه أبو العتاهية مسلما، فأمره بالمقام عنده، فقال على شريطة أن ينشدني كاتبك هذا من شعره وأومأ إلي.
فقال: ذلك لك، وتغدينا، فقال: الشرط؟ فأمرني أن أنشده، فحصرت، وقلت ما أجسر على ذلك ولا ذاك قدري.
فقال: إن أنشدتني وإلا قمت.
فجد بي، فأنشدته:
رب قول منك لا أنساه لي واجب الشكر وإن لم تفعل
أقطع الدهر بظن حسن وأجلي غمرة ما تنجلي
وأرى الأيام لا تدني الذي أرتجي منك وتدني أجلي
كلما أملت يوم صالحا عرض المكروه لي في أملي
قَالَ: فبكى أبو العتاهية أشد بكاء، ثم قَالَ لي: إن لم تزدني قمت.
فقال لي: زده، فأنشدته:
بنفسي من يناجيه ضميري بأمانيه
ومن يعرض عن ذكري كأني لست أعنيه
لقد أسرفت في الذل كما أسرفت في التيه
أما تعرف لي إحسان يوم فتجازيه؟
قَالَ فزاده والله بكاؤه.(2/433)
420- محمد بن أمية بن أبي أمية الكاتب وهو ابن أخي محمد بن أبي أمية شاعر رقيق الشعر، وقد اختلط شعره بشعر عمه، لان كثيرا من الناس لم يفرقوا بينهما.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصري، قَالَ: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أنشدنا أبو بكر ابن الأنباري، قَالَ: أنشدنا أبي، قَالَ: أنشدنا أحمد بن عبيد النحوي لمحمد بن أمية:(2/435)
421- محمد بن إسرائيل بن يعقوب أبو بكر الجوهري سمع محمد بن سابق، ومعاوية بن عمرو، وعمار بن عبد الجبار، وعمرو بن حكام..
روى عنه: ابنه طلحة، ويحيى بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي.
وكان ثقة.
تتيه جهلا بلا دين ولا حسب على ذوي الدين والأنساب والحسب
من هاشم أنت بخ بخ وأنت غدا مولى وبعد غد جلف من العرب
إن صح هذا فأنت الناس كلهم يا هاشمي ويا مولى ويا عربي
(369) -[2: 435] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ جَعَلَ جِبْرِيلُ يَحْثُو فِي فِيهِ الطِّينَ وَالتُّرَابَ " أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: مات محمد بن إسرائيل الجوهري في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائتين، وكذلك قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه.
ثم أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الباقي بن قانع، أن محمد بن إسرائيل مات في سنة تسع وسبعين.
قَالَ عبد الباقي: وقيل سنة ثمانين.(2/435)
422- محمد بن أنس أبو جعفر الشعوبي حدث عن يعقوب بن إسماعيل بن صبيح، ويعقوب بن سواك.
روى عنه: ميمون بن هارون الكاتب، وأبو عمر الزاهد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الواحد أبو عمر الزاهد فيما أذن أن نرويه عنه، قَالَ: حدثنا محمد بن أنس الشعوبي أبو جعفر، قَالَ: حدثنا ابن سواك، قَالَ: كنا عند أبي نصر بشر بن الحارث في الشارع، قَالَ: فوقفت عليه جارية، ما رأينا أحسن منها، فقالت: يا شيخ أين مكان باب حرب؟ قَالَ: فقال لها: هذا الباب الذي يقال له باب حرب.
ثم جاء بعدها غلام ما رأينا أحسن منه، قَالَ: فسأله، فقال يا شيخ أين مكان باب حرب؟ فأطرق بشر فزاد عليه الغلام في السؤال، قَالَ: فغمض عينيه فقلنا للغلام: تعال أيش تريد؟ فقال: باب حرب.
قلنا: بين يديك.
قَالَ: فلما غاب قلنا لأبي نصر: يا أبا نصر جاءتك جارية فاجبتها وكلمتها، وجاءك غلام فلم تكلمه؟ قَالَ: فقال: نعم، يروى عن سفيان الثوري، أنه قَالَ: مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان فخشيت على نفسي من شيطانيه.(2/436)
423- محمد بن الأغلب أبو الحسن حدث عن أبي الأحوص محمد بن الهيثم القاضي.
روى عنه: محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق.(2/437)
424- محمد بن الأشعث بن أحمد بن محمد بن العباس أبو الحسن الطائي المروزي قدم بغداد، وحدث بها عن الحسين بن محمد بن مصعب السنجي.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق.
(370) -[2: 437] أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الطَّائِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا لِلْحَجِّ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصَعْبٍ السِّنْجِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى الطَّهَوِيُّ، قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مَطَرُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى عَلِيًّا مُقْبِلا، فَقَالَ: " أَنَا وَهَذَا حُجَّةٌ عَلَى أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " آخر حرف الألف في آباء المحمدين(2/437)
حرف الباء في آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بشر(2/438)
425- محمد بن بشر بن مروان سمع علي بن هاشم بن البريد.
روى عنه: أحمد بن مهران الأصبهاني.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني، قَالَ: حدثنا أحمد بن مهران الأصبهاني، قَالَ: حدثنا محمد بن بشر بن مروان ببغداد، قَالَ: حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن زيد بن علي، قَالَ: البراءة من أبي بكر، وعمر، وعثمان، البراءة من على، والبراءة من على البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان.(2/438)
426- محمد بن بشر البغدادي حدث عن إسحاق بن نجيح الملطي.
روى عنه: النعمان بن مدرك الرسعني.
(371) -[2: 438] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكِتَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حدثنا النُّعْمَانُ بْنُ مُدْرِكٍ برأس الْعَيْنِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ وَالٍ بالْيَمَنِ: " مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: سَلامٌ عَلَيْكَ، إِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ ابْنَكَ فُلانًا قَدْ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا، فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ، وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ، وَرَزَقَكَ الصَّبْرَ عِنْدَ الْبَلاءِ، وَالشُّكْرَ عِنْدَ الرَّخَاءِ، أَنْفُسُنَا وَأَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ، وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، يُمَتِّعُنَا بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ، وَيَقْبِضُهَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ، وَحَقُّهُ عَلَيْنَا هُنَاكَ إِذَا أَبْلانَا الصَّبْرُ، فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنِ الْعَزَاءِ، فَإِنَّ الْحُزْنَ لا يَرُدُّ مَيِّتًا، وَلا يُؤَخِّرُ أَجَلا، وَإِنَّ الأَسَفَ لا يَرُدُّ مَا هُوَ نَازِلٌ بِالْعِبَادِ "(2/438)
427- محمد بن بشر المدائني
(372) -[2: 439] أَخْبَرَنِي بِحَدِيثِهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا أحمدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ التَّبَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْعَرٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي إِحْدَى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِف وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌق(2/439)
428- محمد بن بشر أبو عبد الله الرقى حدث عن خلف بن بيان كتاب الحيل في الفقه لأبي حنيفة، رواه عنه أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي، وذكر أنه سمعه منه في سنة ثمان وخمسين ومائتين، بسر من رأى.(2/440)
429- محمد بن بشر بن حبيب البزاز
حدث عن يحيى بن نصر بن حاجب المروزي.
روى عنه: محمد بن مخلد الدوري.
(373) -[2: 440] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حَبِيبٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا وَفَصُّهُ حَبَشِيٌّ(2/440)
430- محمد بن أبي بشر الدقاق والد يحيى بن محمد بن أبي بشر حدث عن معاذ بن معاذ العنبري.
روى عنه: الحسن بن مكرم البزاز.(2/440)
431- محمد بن بشر بن مطر أبو بكر الوراق وهو أخو خطاب بن بشر المذكر سمع عاصم بن علي، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ويحيى بن يوسف الزمي، وشيبان بن فروخ، وطبقتهم.
روى عنه: موسى بن هارون، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو جعفر بن برية الهاشمي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الحلاب، قَالَ: قَالَ لي إبراهيم الحربي: أخو خطاب صدوق لا يكذب.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، عن علي بن عمر الحافظ، قَالَ: محمد بن بشر بن مطر ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: مات أخو خطاب في شهر رمضان، سنة خمس وثمانين ومائتين.(2/441)
432- محمد بن بشر بن مروان أبو عبد الله الصيرفي حدث عن عبد الله بن حيران، ومحمد بن حسان السمتي، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى، والمنذر بن عمار بن حبيب بن أبي الأشرس، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.
روى عنه: يحيى بن صاعد، وعبد الباقي بن قانع، وغيرهما.
أحاديث مستقيمة.
(374) -[2: 441] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الْبَاقِي ابْنُ قَانِعٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حدثنا الْمُنْذِرُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو شَيْبَةَ، عَنْ زِيَا دِ بْنِ عَلاقَةَ، وَأَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، وَقَالَ أَبُو شَيْبَةَ: أَوْ عَرْفَجَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}
أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع، أن محمد بن بشر بن مروان الصيرفي مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.(2/441)
433- محمد بن بشر بن موسى بن مروان أبو بكر القراطيسي أصله من أنطاكية وكان يسكن بدار كعب، وحدث عن الحسن بن عرفة، ومحمد بن شعبة بن جوان.
روى عنه: القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، وذكر يوسف أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاث مائة.
(375) حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُطَرِّفٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ الأَنْطَاكِيُّ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ الاشْتِرَاطَ فِي الْحَجِّ وَيَقُولُ: أَلَيْسَ حَسْبَكُمْ سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(2/442)
434- محمد بن بشر بن مروان أبو بكر القراطيسي من أهل دمشق، قدم بغداد وحدث بها عن بحر بن نصر، والربيع بن سليمان المصريين.
روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن جعفر بن العباس النجار.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: حدثنا محمد بن بشر بن مروان القراطيسي، أبو بكر الدمشقي، قدم علينا في سنة عشرين وثلاث مائة، قَالَ: حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني بفسطاط مصر.(2/443)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بكر(2/443)
435- محمد بن بكر بن عثمان، أبو عثمان، وقيل: أبو عبد الله البصري يعرف بالبرساني، وبرسان من الأزد سمع ابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج، وقدم بغداد، وحدث بها.
فروى عنه: من أهلها أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وهارون بن عبد الله البزاز، وعلي بن مسلم الطوسي، في آخرين.
(376) -[2: 443] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ " أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الحنفي، قَالَ: حدثنا الحسين بن هارون الضبي، قَالَ: أخبرنا محمد بن عمر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزاز، قَالَ: حدثنا أبي، عن رجل، قَالَ: حدثنا عمران بن محمد المسجدي، قَالَ: حدثنا محمد بن بكر البرساني إملاء ببغداد.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، قَالَ: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرايا السوسي، قَالَ: حدثنا عباس بن محمد، قَالَ: حدثنا يحيى بن معين، قَالَ: حدثنا محمد بن بكر البرساني، وكان ظريفا.
أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور، قَالَ: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: قلت ليحيى بن معين: فالبرساني؟ قَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد الدقاق، قَالَ: أخبرنا أحمد بن إبراهيم البزاز، قَالَ: حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، قَالَ: حدثنا حنبل بن إسحاق، قَالَ: قَالَ أبو عبد الله: يعني أحمد بن حنبل، محمد بن بكر، صالح الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، قَالَ: حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، بأطرابلس المغرب، قَالَ: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: محمد بن بكر البرساني بصري ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، قَالَ: أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قَالَ: سألت أبا داود، عن محمد بن بكر، فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن حمرويه الهروي، قَالَ: أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري، قَالَ: قَالَ ابن عمار: محمد بن بكر البرساني لم يكن صاحب حديث.
قَالَ: تركناه لم نسمع منه.
قلت: يعني أنه لم يكن كغيره من الحفاظ في وقته، وهم يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأشباههما.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قَالَ: حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي، قَالَ: حدثنا خليفة بن خياط، قَالَ: ومحمد بن بكر البرساني يكنى أبا عثمان، مات سنة ثلاث ومائتين.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري وأبو محمد الجوهري، قالا: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب، قَالَ: حدثنا الحسين بن فهم، قَالَ: حدثنا محمد بن سعد، قَالَ: محمد بن بكر بن عثمان البرساني من الأزد، يكنى أبا عبد الله، وكان ثقة، مات بالبصرة في ذي الحجة، سنة ثلاث ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، قَالَ: أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: سنة ثلاث ومائتين فيها مات محمد بن بكر البرساني في جمادى الآخرة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أخبرنا محمد بن العباس، قَالَ: أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي، قَالَ: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قَالَ: مات محمد بن بكر البرساني سنة أربع ومائتين.(2/443)
436- محمد بن بكر بن خالد أبو جعفر القصير كاتب أبي يوسف القاضي سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وفضيل بن عياض، وأبا صيفي بشير بن ميمون، ومحمد بن مناذر الشاعر.
روى عنه: ابنه أحمد، وأحمد بن علي الخزاز، وشعيب بن محمد الذراع، وأحمد بن محمد بن نصر الضبعي، ومحمد بن بنان الخلال، وأحمد بن محمد بن شبيب بن أبي شيبة، وصالح بن أحمد القيراطي.
وكان ثقة.
(377) -[2: 446] أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْقَصِيرُ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ تَلِيدَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَاجِرُوا تُوَرِّثُوا أَبْنَاءَكُمْ مَجْدًا " حَدَّثَنِي محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي، قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن بكر بن خالد القصير النيسابوري سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، قَالَ: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قَالَ: وجدت في كتاب جدي، عن أحمد بن محمد بن بكر، قَالَ: مات أبي محمد بن بكر بن خالد لسبع خلون من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.(2/446)
437- محمد بن بكر بن محمد بن مذكر أبو جعفر يعرف بالجاورساني سكن بخارى، وحدث بها عن أبي يحيى الحماني، وأبي أسامة حماد بن أسامة، والحسين بن علي الجعفي، وسعيد بن عامر الضبعي.
روى عنه: أحمد بن محمد بن الخليل، وإسحاق بن أحمد بن خلف البخاريان.
ويقال: إنه كان كثير الصلاة، حسن العبادة، وكان ضريرا، وكان يحدث من حفظه، وكان حافظا.
(378) أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ سَكَنَ بُخَارَى، قَالَ: أخبرنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامَ حَتَّى تَسْتَوِيَ غُضُونُ بَطْنِهِ قال إسحاق بن أحمد: سمعت حريث بن أبي الورقاء يسأل محمد بن بكر، من سليمان هذا؟ فقال سليمان بن مهران الكوفي، يعني الأعمش.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد: قَالَ: أخبرنا محمد، قَالَ: حدثنا سهل بن عثمان السلمي، قَالَ: سمعت أحمد بن خالد بن الخيل، يقول: توفي محمد بن بكر البغدادي بآمل في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
قلت: يعني آمل جيحون لا آمل طبرستان.(2/447)
438- محمد بن بكر أبو يوسف الفقيه حدث عن عبد الرزاق بن همام.
روى عنه: محمد بن مخلد العطار.(2/448)
439- محمد بن بكر بن محمد بن مسعود بن علويه بن مخلد أبو النضر القرشي السمرقندي ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا في سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة، وحدثهم عن عمر بن محمد بن يحيى السمرقندي.(2/448)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بكير(2/449)
440- محمد بن بكير بن واصل أبو الحسين الحضرمي سمع شريك بن عبد الله النخعي، وعمر بن مسافر البصري، وخالد بن عبد الله الواسطي، ومصعب بن سلام الكوفي، وأبا معشر المدني، وعبد الله بن وهب المصري.
روى عنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة النسائي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وعيسى بن عبد الله زغاث، وغيرهم.
(379) -[2: 449] أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَفَعَهُ: " خَيْرُكُمْ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَأَقْرَأَهُ " أخبرنا ابن الفضل القطان، قَالَ: أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، قَالَ: حدثنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قَالَ: محمد بن بكير واصل الحضرمي بغدادي.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، وعبد العزيز بن أبي الحسن، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قَالَ: حدثنا جدي، قَالَ: محمد بن بكير الحضرمي شيخ ثقة صدوق.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق، قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: سمعت محمد بن غالب، يقول: حدثنا محمد بن بكير الحضرمي الثقة.(2/449)
441- محمد بن بكير بن محمد بن بكير بن واصل أبو الحسين الحضرمي سمع محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، ومحمد بن يزيد المحاربي مولى بني هاشم وعثمان بن عبد الله القرشي.
روى عنه: محمد بن مخلد، وذكر فيما قرأت بخطه: أنه مات في شوال من سنة اثنتين وستين ومائتين.(2/450)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بيان(2/451)
442- محمد بن بيان بن حمران المدائني أصله من تفليس حدث عن أبيه، وعن حماد بن زيد، وعثمان البري، ومروان بن شجاع الجزري، وسعيد بن مسلمة الأموي، وعبد الله بن حماد التفليسي، والمعافى بن عمران، وعبد العزيز بن خالد، ويحيى بن نصر بن حاجب، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
روى عنه: أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي الكوفي.
(380) -[2: 451] أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَيَانٍ وَهُوَ ابْنُ حُمْرَانَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبِي وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَسَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَحْمَ الصَّيْدِ يَأْكُلُهُ الْمُحْرِمُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ " فِيمَ تَنَازَعُونَ؟ قُلْنَا: فِي لَحْمِ الصَّيْدِ، فَأَمَرَنَا بِأَكْلِهِ "، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حدثنا ابْنِ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنَكْدِرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ(2/451)
443- محمد بن بيان بن مسلم أبو العباس الثقفي حدث عن الحسن بن عرفة.
روى عنه: محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي.
(381) أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ بَيَانِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَخْتَرِيِّ فِي مَجْلِسِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ.
قَالَ ابْنُ الشِّخِّيرِ وَكَانَ ثِقَةً.
أَمْلَى عَلَيْنَا مِنْ أَصْلِهِ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ التِّينِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرِحَ لَهَا فَرَحًا شَدِيدًا حَتَّى بَانَ لَنَا شِدَّةُ فَرَحِهِ، فَسَأَلْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ تَفْسِيرِهَا، فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالتِّينِ} فَبِلادُ الشَّامِ، {وَالزَّيْتُونِ} فَبِلادُ فِلِسْطِينَ، {وَطُورِ سِينِينَ} فَطُورِ سِينَا الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى، {وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ} فَبَلَدُ مَكَّةَ، وَ {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} عُبَّادُ اللاتِ وَالْعُزَّى، {إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} أَنْ بَعَثَكَ فِيهِمْ نَبِيًّا وَجَمَعَكُمْ عَلَى التَّقْوَى يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل لا أصل له يصح فيما نعلم، والرجال المذكورون في إسناده كلهم أئمة مشهورون غير محمد بن بيان، ونرى العلة من جهته، وتوثيق ابن الشخير له ليس بشيء، لأن من أورد مثل هذا الحديث بهذا الإسناد، قد أغنى أهل العلم، عن أن ينظروا في حاله، ويبحثوا عن أمره، ولعله كان يتظاهر بالصلاح، فأحسن ابن الشخير به الظن، وأثنى عليه لذلك، وقد قَالَ يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث.(2/452)
ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب(2/454)
444- محمد بن أبي بلال حدث عن مالك بن أنس.
روى عنه: موسى بن هارون الحافظ.
قرأت على أبي بكر البرقاني، عن محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري، قَالَ: حدثنا أبو الفضل جعفر بن درستويه بن المرزبان الفسوي، قَالَ: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز، قَالَ: سألت يحيى بن معين، عن ابن أبي بلال شيخ كان ببغداد، كتبنا عنه في طريق باب الأنبار اشتر العين، قَالَ: ليس به بأس.
حديث عن محمد بن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع، قَالَ: محمد بن أبي بلال صالح توفي ببغداد محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، قَالَ: أخبرنا موسى بن هارون، قَالَ: مات محمد بن أبي بلال ببغداد سنة ثمان وعشرين يعني ومائتين.(2/454)
445- محمد بن بشير بن مروان بن عطاء أبو جعفر الكندي الواعظ يعرف بالدعاء حدث عن محمد بن صبيح بن السماك، وإسماعيل ابن علية، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وأبي حفص الأبار، ويحيى بن يمان، وقران بن تمام، وعلي بن مجاهد.
روى عنه: أحمد بن أبي خيثمة، وصالح بن عمران الدعاء، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، ويوسف بن الحكم بن سعيد، وأحمد بن زنجويه القطان، ومحمد بن يحيى بن عمر الواسطي، وأبو يعلى الموصلي.
(382) -[2: 455] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الْكِنْدِيُّ الدَّعَّاءُ، قَالَ: حدثنا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ أَبِي طَاهِرٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا، وَاخْتَارَ لِي مِنْهُمْ أَصْهَارًا وَأَنْصَارًا، فَمَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ حَفِظَهُ اللَّهُ، وَمَنْ آذَانِي فِيهِمْ آذَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " رواه غيره عن قران، عن أبي عياض مولى الحسن بن علي، عن أنس.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قَالَ: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد، قَالَ: محمد بن بشير صدوق.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، قَالَ: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن بشير القاضي ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي، قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن بشير الكندي الدعاء ليس بالقوي، في حديثه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، قَالَ: أخبرنا محمد بن المظفر، قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن بشير الدعاء في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، يعني ومائتين.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، قَالَ: أخبرنا موسى بن هارون، قَالَ: مات محمد بن بشير أبو جعفر الدعاء ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وشهدت جنازته، أبيض الراس واللحية.(2/454)
446- محمد بن بكار بن الريان أبو عبد الله الرصافي مولى بني هاشم سمع الفرج بن فضالة، وقيس بن الربيع، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، والجراح بن مليح أبا وكيع، وعبد الحميد بن بهرام، وفليح بن سليمان، وأبا معشر المدني، وعطاف بن خالد، وحسان بن إبراهيم.
روى عنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، وأحمد بن أبي خيثمة، ويعقوب بن يوسف المطوعي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وغيرهم.
(383) -[2: 456] أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ عِدَّةَ بَرِيرَةَ عِدَّةَ الْمُطَلَّقَةِ حِينَ فَارَقَتْ زَوْجَهَا أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: وسألته، يعني يحيى بن معين، عن محمد بن بكار، فقال: شيخ لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن الحسين صاحب العباسي، قَالَ: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، قَالَ: حدثنا بكر بن سهل، قَالَ: حدثنا عبد الخالق بن منصور، قَالَ: سألت يحيى بن معين، عن ابن بكار، فقال: ثقة.
أنبأنا ابن رزق، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قَالَ: كان أبي لا يرى بالكتاب، عن هؤلاء الشيوخ بأسا، وكان يرضاهم، وقد حَدَّثَنَا عن بعضهم منهم محمد بن بكار.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن محمد الحبيبي بمرو، قَالَ: وسألته يعني صالح بن محمد جزرة، عن محمد بن بكار، فقال: صدوق يحدث، عن الضعفي.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، عن علي بن عمر الحافظ، قَالَ: محمد بن بكار بن الريان ثقة.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، قَالَ: أخبرنا أحمد بن عبيد، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين، هو الزعفراني، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي خيثمة، قَالَ: سمعت محمد بن بكار في سنة ثنتين وثلاثين ومائتين، يقول: أنا اليوم ابن سبع وثمانين سنة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، قَالَ: أخبرنا محمد بن المظفر، قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن بكار بن الريان في ربيع الأخر سنة ثمان وثلاثين.
كتبت عنه.(2/456)
447- محمد بن بشار بن عثمان بن كيسان أبو بكر البصري يعرف ببندار سمع محمد بن جعفر غندار، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي، ووكيع بن الجراح، وعباد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، وروح بن عبادة.
روى عنه: إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن ياسين، وقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن إسماعيل البصلاني وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم.
وقدم بندار بغداد وحدث بها.
(384) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حدثنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أَبُو بَكْرٍ بِبَغْدَادَ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمْ يُقَصَّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا أَبِي بَكْرٍ، وَلا عُمَرَ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ أَحْدَثُوهُ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعاء، قَالَ: أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، قَالَ: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، يقول: سمعت بندارا، يقول: اختلفت إِلَى يحيى بن سعيد القطان، ذكر أكثر من عشرين سنة، قَالَ بندار: ولو عاش يحيى بعد تلك المدة لكنت أسمع منه شيئا كثيرا.
هذا معنى حكايته.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله أحمد بن محمد الكاتب، قَالَ: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي، قَالَ: حدثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي السلمي، قَالَ: سمعت بندار، يقول: أردت الخروج، يعني السفر في طلب الحديث فمنعتنى أمي، فأطعتها، ولم أخرج، فبورك لي فيه.
أَخْبَرَنَا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ بالري، قَالَ: سمعت أبا أحمد يوسف بن محمد الطوسي، يقول: سمعت محمد بن المسيب، يقول: سمعت بشار، يقول: قد كتب عنى خمسة قرون، وسألوني الحديث، وأنا ابن ثمان عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان، وأطعمتهم الرطب وحدثتهم.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد بن صالح الهاشمي الكوفي بالبصرة، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد الخيام ببخارى، قَالَ: حدثنا نصر بن أحمد، قَالَ: مر الشاذكوني يوما بالبصرة على حمار، فمر على بندار، فقام إليه وَقَالَ: سلام الله عليك يا أبا أيوب.
فقال الشاذكوني لبندار: من أنت؟ قَالَ أنا بندار.
قَالَ: فقنعه بالسوط يعني، وَقَالَ يا كذا وكذا، تحدث وأنا حي؟ قرأت على أبي بكر البرقاني، عن إبراهيم بن يحيى المزكي، قَالَ: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، قَالَ: سمعت أبا سيار، يقول: سمعت بندارا، يقول: ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة، ومات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي علي الأصبهاني، قَالَ: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز، قَالَ: أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قَالَ: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث، يقول: كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئا وهو أثبت من بندار.
ثم قَالَ: لولا سلامة في بندار ترك حديثه.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد البزاز، قَالَ: أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: بندار بن بشار، يكنى أبا بكر كثير الحديث، وكان حائكا.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس، قَالَ: حدثنا أبو بكر الصولي، قَالَ: حدثنا إسحاق بن إبراهيم القزاز، قَالَ: كنا عند بندار، فقال في حديث، عن عائشة، قالت: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له رجل يسخر منه: أعيذك بالله ما أفصحك! فقال: كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبي عبيدة، فقال: قد بان ذاك عليك.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب، قَالَ: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني، قَالَ: سمعت أبا حفص عمرو بن علي يحلف، أن بندارا يكذب فيما يروى عن يحيى، وَقَالَ الفرهياني: سمعت أبا موسى، وكان صنف حديث داود بن أبي هند، ولم يكن بندار صنفة فسمعت أبا موسى، يقول: منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه، يعني به بندارا.
(385) -[2: 461] أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، قَالا: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ بُنْدَارٌ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً " فَقَالَ: هَذَا كَذِبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ مَوْقُوفًا وَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ أَخْبَرَنَا محمد بن جعفر بن علان الشروطي فيما أذن أن نرويه عنه، قَالَ: أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ، قَالَ: حدثنا محمد بن جعفر المطيري، قَالَ: حدثنا عبد الله بن الدورقي، قَالَ: كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه.
قَالَ ابن الدورقي: ورأيت القواريري لا يرضاه، وَقَالَ: كان صاحب حمام.
قَالَ الأزدي: بندار قد كتب الناس عنه وقبلوه، وليس قول يحيى والقواريري مما يجرحه، وما رأيت أحدا يذكره إلا بخير وصدق.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب، قَالَ: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قَالَ: سمعت عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني، يقول: أبو موسى وبندار ثقتان، وأبو موسى أحج لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وبندار يقرأ من كل كتاب.
قلت: بندار وإن كان يقرأ من كل كتاب، فإنه كان يحفظ حديثه، وقد أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت أبا أحمد محمد بن الحسين الشيباني، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق، يقول: سمعت بندارا، يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجت.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر البوشنجي، قَالَ: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قَالَ: حدثنا الإمام محمد بن بشار بندار.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، قَالَ: حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حدثنا صالح بن أحمد بن عبد الله أبو مسلم، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: بندار بن بشار بصري ثقة كثير الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: حدثنا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: حدثنا الحسن بن رشيق، قَالَ: حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه، ثم حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: حدثنا الخصيب بن عبد الله القاضي، قَالَ: أخبرنا عبد الكريم بن أحمد النسائي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي، قَالَ: محمد بن بشار بندار بصري.
قَالَ ابن رشيق: صالح.
وَقَالَ الخصيب: ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا محمد بن محمد بن عبيد الله بن عمرو بن زيد الجرجاني، قَالَ: سمعت محمد بن المسيب، يقول: لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى، فقال: يا أبا موسى البشرى مات بندار، قَالَ: جئت تبشرني بموته؟ على ثلاثون حجة إن حدثت أبدا بحديث.
فبقي أبو موسى بعد بندر تسعين يوما ولم يحدث بحديث ومات.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا محمد بن العباس، قَالَ: قَالَ لنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد الكندي: مات بندار محمد بن بشار في رجب سنة ثنتين وخمسين ومائتين.(2/458)
448- محمد بن بحر بن مطر أبو بكر البزاز سمع يزيد بن هارون، وأبا بدر شجاع بن الوليد، وأبا النضر هاشم بن القاسم، والحسن بن قتيبة المدائني ومعمر بن مخلد السروجي.
روى عنه: أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، وأبو جعفر الطحاوي، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأبو كثير محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم البصري.
(386) -[2: 464] أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: حدثنا أَبُو كَثِيرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْجحيمِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرِ بْنِ مَطَرٍ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ تُجِبْهُ لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ "(2/463)
449- محمد بن بابشاذ أبو عبيد الله البصري سكن بغداد، وحدث بها عن عبيد الله بن معاذ العنبري، وبشر بن معاذ العقدي، وسلمة بن شبيب النيسابوري، والحسن بن الحسين الأسواري.
روى عنه: عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق الهاشمي، وعمر بن بشران السكري، ومحمد بن خلف بن جيان الخلال، وغيرهم في حديثه غرائب ومناكير.
(387) -[2: 465] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا عُمَرُ بْنُ بِشْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ جَيَّانَ الْخَلالُ، وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِيَانِ أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ أَبُو الْقَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، قَالا: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ جَيَّانَ، قَالَا: حدثنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ بَابْشَاذَ الْبَصْرِيُّ، زَادَ ابْنُ بِشْرَانَ: مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَقَالَ الْقَاضِيَانِ فِي حَدِيثِهِمَا: بِبَغْدَادَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا بِحُلْوَانَ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَابْشَاذَ أَخُو سَهْلٍ الْجُبَّائِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو عَلِيٍ الأَسْوَارِيُّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ قَدْ خَلَّهَا عَلَى صَدْرِهِ بِخِلالٍ؟ فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: مَالِيَ أَرَى أَبَا بَكْرٍ عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ قَدْ خَلَّهَا عَلَى صَدْرِهِ بِخِلالٍ؟ قَالَ: " أَنْفَقَ مَالَهُ عَلَيَّ قَبْلَ الْفَتْحِ ".
قَالَ: فَأَقْرِئْهُ عَنِ اللَّهِ السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَرَاضٍ أَنْتَ عَنِّي فِي فَقْرِكَ هَذَا أَمْ سَاخِطٌ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ عَنِ اللَّهِ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ: أَرَاضٍ أَنْتَ عَنِّي فِي فَقْرِكَ هَذَا أَمْ سَاخِطٌ؟ ".
قَالَ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: أَعَلَى رَبِّي أَسْخَطُ! أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ، أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ، أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ وَأَخْبَرَنَا التَّنُوخِيُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ جَيَّانَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَابشَاذَ، قَالَ: حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ صُبَيْحٍ الْيَمَانِيُّ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حدثنا الأَشْجَعِيُّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ
قلت: رواه أيضا محمد بن الحسين الحنيني، وغيره عن العلاء بن عمرو الشيباني، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الثوري.
(388) -[2: 466] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّلْحِيُّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ بَابشَاذَ الْبَصْرِيُّ بِهَا وَكَانَ يَسْأَلُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ كَثِيرًا وَلَمْ يَكْتُبْهُ إِلا عَنْهُ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " قلت: ذكر هشيم في هذا الحديث خطأ فاحش، والصواب عن شعبة، عن يعلى بن عطاء نفسه.
(389) -[2: 466] كَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ، وَرَوَاهُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ عَلَى الصَّوَابِ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حدثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ حَدِيدٍ يُحَدِّثُ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حدثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حدثنا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: سُلَيْمَانُ.
وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حدثنا قَبِيصَةُ، قَالا: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بِنَحْوِهِ أَخْبَرَنَا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حدثنا ابن قانع أن محمد بن بابشاذ مات في سنة ست وثلاث مائة.(2/464)
450- محمد بن بنان بن معن أبو إسحاق الخلال سمع محمد بن معاوية بن صالح، ومحمد بن بكر بن خالد النيسابوري، وهارون بن إسحاق الهمداني، وأحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي، وأبا موسى محمد بن المثنى، ومهنى بن يحيى السامي، وأبا عبيد الله يحيى بن محمد البزار.
روى عنه: عمر بن أحمد بن يوسف الوكيل، وعلي بن عمر السكري، وأبو الفضل الزهري.
(390) -[2: 467] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، قَالَ: حدثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْوَكِيلُ، قَالَ: حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ بَنَانٍ، جَارُ الْقَاضِي الْمَحَامِلِيِّ، قَالَ: حدثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَنَّادُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْعَدَوِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ تِسْعَةٌ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعَةٌ، أَحَدُ الْعَدَدْيِن مِنَ الْعَرَبِ، وَالآخَرُ مِنَ الْعَجَمِ، فَقَالَ: " اسْمَعُوا هَلْ سَمِعْتُمْ؟ إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَى الْحَوْضِ، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: محمد بن بنان الخلال بغدادي، سكن درب الآجر لم يكن به بأس.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قَالَ: وجدت في كتاب أخي، مات ابن بنان الخلال الذي كان ينزل درب الأجر لسبع بقين من شعبان سنة عشر وثلاث مائة.(2/467)
451- محمد بن بدر أبو بكر كان والده يعرف ببدر الحمامي، غلام ابن طولون، ويسمى بدر الكبير، وكان أميرا على بلاد فارس كلها وتوفي بتلك النواحي، فقام ابنه محمد بن الناحية مقامه، وضبط عمله وكتب السلطان إليه بالولاية مكان أبيه، وكتب إلى من معه من القواد بالسمع والطاعة له، فأطاعه الناس وصار أميرا على بلاد فارس مدة، ثم قدم بغداد، وحدث بها عن بكر بن سهل الدمياطي، وحماد بن مدرك، وأبى عبد الرحمن النسوي.
روى عنه: الدارقطني وَحَدَّثَنَا عنه علي بن أحمد بن عمر المقرئ، وأبو نعيم الأصبهاني، وبشرى بن عبد الله الفاتني.
(391) أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ.
وَأَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ، قَالَ: حدثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حدثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى قُبَاءَ، فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ سألت أبا نعيم الحافظ، عن محمد بن بدر، فقال: كان ثقة صحيح السماع.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات، قَالَ: توفي محمد بن بدر الحمامي في رجب سنة أربع وستين وثلاث مائة، وكان ثقة إن شاء الله.
ما علمته ولم يكن من أهل هذا الشأن، يعني الحديث ولا يحسنه، وكان له مذهب في الرفض.
قلت: وببغداد كانت وفاته.(2/468)
452- محمد بن بكران بن عمران بن موسى بن المبارك أبو عبد الله البزاز يعرف بابن الرازي سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري.
حَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، وأبو بكر أحمد بن سليمان بن علي الواسطي.
سألت عنه البرقاني، فقال: ثقة ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: سنة اثنين وأربع مائة فيها توفي محمد بن بكران بن الرازي ثقة.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي، قَالَ: توفي أبو عبد الله بن الرازي في يوم الخميس لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربع مائة ودفن في مقبرة الشونيزي.(2/469)
حرف التاء(2/470)
453- محمد بن تميم المخرمي حدث عن عيسى بن إسحاق بن موسى الخطمي، وأحمد بن محمد بن غالب الباهلي.
روى عنه: أحمد بن الحسن بن بطانة البصري، وعمر بن محمد بن سيف الكاتب.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن حمزة بن أحمد المؤذن بجامع البصرة، قَالَ: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن بطانة، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن تميم المخرمي، قَالَ: حدثنا ابن أبي موسى، يعني عيسى بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حدثنا أبو خالد الأحمر، قَالَ: لما كلم الله تعالى موسى عليه السلام، عرض إبليس على الجبل، فإذا جبريل عليه السلام قد وافاه، فقال: اخز يالعين أيش تعمل هاهنا؟ قَالَ: جئت أتوقع من موسى ما توقعت من أبيه.
فقال له جبريل: اخز يالعين، ثم قعد جبريل يبكي حيال موسى، فأنطق الله الجبة أو الزرمانقة، فقالت: يا جبريل أيش هذا البكاء، قَالَ: إني في القرب من الله تعالى، وإني لأشتهي أن أسمع كلام الله كما يسمعه موسى، قالت الجبة: يا جبريل أنا جبة موسى، وأنا على جلد موسى، أنا أقرب إلى موسى أو أنت؟ والكلام هو ألطف اللغات وهو مثل الرعد القاصف، يا جبريل أنا لا أسمعه فتسمعه أنت؟.(2/470)
حرف الثاء(2/471)
454- محمد بن ثمامة بن وكيع أبو بكر السراج حدث عن محمد بن سعيد الأيلي.
روى عنه: أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي.
(392) -[2: 471] قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ بِخَطِّهِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ ثُمَامَةَ بْنِ وَكِيعٍ السَّرَّاجُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ الْعَطَّارُ، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَيْسَانَ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تَوَاضَعُوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَاضَع لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ "، وَقَالَ: " انْتَعِشْ رَفَعَكَ اللَّهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ صَغِيرٌ وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ عَظِيمٌ، وَمَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ اللَّهُ " وَقَالَ: " اخْسَأْ خَفَضَكَ اللَّهُ، فَهُوَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ صَغِيرٌ، وَفِي نَفْسِهِ كَبِير، حَتَّى يَكُونَ أَهْوَنَ عَلَيْهِمْ مِنْ كَلْبٍ " لفظ حديث ابن كيسان، وهو غريب من حديث الثوري، تفرد به سعيد بن سلام عنه.(2/471)
455- محمد بن ثابت بن أحمد أبو بكر الواسطي قدم بغداد وحدث بها عن شعيب بن أيوب الصريفيني، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن أبي العوام الرياحي.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وعبد الواحد بن علي الخرقي، وكان ثقة.
كتب الناس عنه بانتخاب أبي أحمد الزيدي.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، قَالَ: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، قَالَ: حدثنا محمد بن ثابت بن أحمد الواسطي قدم علينا، قَالَ: حدثنا شعيب بن أيوب.(2/472)
456- محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت أبو الحسن الصيرفي سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو ابن السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي.
حَدَّثَنِي عنه عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي.
ذكر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي الآبنوسي فيما قرأت بخطه: أن محمد بن ثابت الصيرفي توفي يوم السبت، ودفن يوم الأحد الثامن من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة.(2/472)
حرف الجيم
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه جعفر(2/473)
457- محمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب كان فاضلا أديبا وعاقلا لبيبا، مشهورا بالسخاء والجود والمروءة، وكان له اختصاص بأبي جعفر المنصور، فأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، قَالَ: أخبرنا أحمد بن إبراهيم البزاز، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري، عن يحيى بن زكريا مولى علي بن عبد الله، عن أبيه، قَالَ: كان المنصور يعجب لمحمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب يؤانسه، ويفاوضه، ويداعبه، ويلتذ بمحادثته، وكان أديبا لبيبا لسنا، وكان لحسن منزلته من المنصور، وعظيم قدره عنده يفزع إليه الناس في حوائجهم، فيكلمه فيها فيقضيها، حتى أكثر عليه من الحوائج، وأفرط فأمر الربيع أن يحجبه، فلما حجبه قعد في منزله أياما، فظمئ المنصور إلى رؤيته، وقرم إلى محادثته، فقال: يا ربيع، إن جميع لذات مولاك قد أخلقن عنده، ورثثن في عينه سوى لذته من محادثة محمد بن جعفر، فإنها تجدد عنده في كل يوم وليلة، وقد كدرها على بكثرة ما يحملني عليه من حوائج الناس، فاحتل لمولاك فيما كدر عليه من لذته، فقال الربيع: أفعل يا أمير المؤمنين.
وخرج من عنده فأتى محمد بن جعفر فعاتبه على ما يحمل المنصور عليه من حوائج الناس وسأله إعفاءه من ذلك.
فنضح عن نفسه فيما عاتبه عليه، وأجابه إلى أن لا يسأله حاجة لأحد.
فأمره بالغدو على المنصور، ورجع إلى المنصور فأعلمه ذلك.
وبلغ قوما من قريش قدموا العراق لحوائجهم، ما كان من أمر محمد بن جعفر ومن الربيع، وأنه عازم على الغدو على المنصور، وكتبوا حوائجهم في رقاع ووقفوا بها على طريق محمد بن جعفر.
فلما غدا يريد المنصور، عرضوا له بها، ومتوا إليه بقراباتهم وتوسلوا، بأرحامهم، وسألوه إيصال رقاعهم، والتماس نجاح ما فيها.
فاعتذر إليهم وسألهم أن يعفوه من ذلك فأبوا أن يقبلوا ذلك منه، وألحوا عليه، فقال: لست أكلم المنصور في حاجة لأحد من الناس، فإن أحببتم أن تودعوا رقاعكم كمي فافعلوا.
فقذفوا رقاعهم في كمه ومضى حتى دخل على المنصور وهو في الخضراء مشرف على مدينة السلام ودجلة والصراة وما حولهما من البساتين والمزارع.
فعاتبه فنضح عن نفسه، ثم حادثه ساعة، قَالَ له المنصور: أما ترى حسن مستشرفنا هذا؟ قَالَ: أرى يا أمير المؤمنين فبارك الله لك فيما آتاك، وهنأك بإتمام النعمة عليك ما أعطاك، فما بنت العرب في دولة الإسلام، ولا العجم في مدة الكفر، مدينة أحصن ولا أحسن ولا أجمع للخصال المحمودة منها، وقد سمجتها في عيني يا أمير المؤمنين خصلة.
قَالَ: وما هي، قَالَ: ليس لي فيها ضيعة، فتبسم ثم قَالَ: فإني أحسنها في عينيك بثلاث ضياع أقطعك في أكنافها، فاغد على أمير المؤمنين يسجل لك بها، فقال: أنت والله يا أمير المؤمنين سهل الموارد كريم المصادر، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، فقد بررت فأفضلت، ووصلت فأجزلت، وأنعمت فأسبغت، فبدرت الرقاع من كمه وهو يتشكر له، فأقبل يردهن في كمه، ويقول: ارجعن خاسئات فضحك، وَقَالَ: بحق أمير المؤمنين عليك لما أخبرته خبر هذه الرقاع، فأعلمه فقال: أبيت يا ابن معلم الخير إلا كرما، فف للقوم بضمانك، وألقها عن كمك لننظر في حوائجهم.
فطرح الرقاع بين يديه.
فتصفحها ثم دفعها إلى الربيع، ثم التفت إليه فتمثل بقول امرئ القيس:
لسنا وإن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا
ثم قَالَ: قد قضى أمير المؤمنين حوائجهم، فأمرهم بلقاء الربيع.
قَالَ محمد: فخرجت من عند أمير المؤمنين وقد ربحت وأربحت.(2/473)