583 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد، ناصر الدِّين الحَلَبِيّ الخيّاط، [المتوفى: 699 هـ]
من فقهاء الشاميّة.
تُوُفّي فِي شوّال.(15/896)
584 - أَحْمَد بْن مفضّل بْن عِيسَى، الفاضل الأديب شمس الدين ابن أخي الصّاحب جمال الدِّين ابن مطروح الأَنْصَارِيّ الشاعر الضّرير. [المتوفى: 699 هـ]
تُوُفّي فِي السابع والعشرين من رمضان كهلًا، وله شِعر كثير، فمنه:
رُوَيد الهوى كم ذا يريق دمي عمدا ... ويفني وجودي في أهيل الحمى وجدا
ولي بالكثيب الفرد أنّة وامقٌ ... تذيب الحديد الصلب والحجر الصلدا
وكم وقفة لي بالغوير ورامة ... أبثّ غراما جاوز الوصف والحدّا
وهي جلدي عن حمل ما أنا واجد ... وجار الهوى ظلمًا ولم يألني جهدا
أراقت دمي في الحب ذات تمنع ... خذوا قودي منها فقد قتلت عمدا
فتاة بوعد الوصل تمطل صبها ... وكم أنجزت بالصدّ عشّاقها وعدًا(15/896)
585 - أَحْمَد بْن محسّن - بالتشديد - بن ملي بن حسن بن عبق [المتوفى: 699 هـ][ص:897]
ابن ملي، العالم، البارع، الكبير نجم الدّين، المعروف بابن مَلِيّ، الأَنْصَارِيّ البَعْلَبَكيّ، الشّافعيّ، المتكلِّم.
وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة ببَعْلَبَكَّ وسمع من البهاء عَبْد الرَّحْمَن وأبي المجد القزوينيّ، وابن الزَّبِيديّ وابن رواحة. واشتغل بدمشق وأخذ العربية عن أبي عمرو ابن الحاجب، والفقه عن ابن عَبد السّلام، والحديث عن الزكي المنذريّ، والأصول عن جماعة والفلسفة والرفْض عن جماعة. ودرّس وأفتى وناظَرَ وأشغل وتخرَّج به الأصحاب.
وكان مُتبحّرًا فِي العلوم، كثير الفضائل، أسدًا فِي المناظرة، فصيح العبارة، ذكيّا، متيقظًا، فارهًا، حاضر الحجّة، حادّ القريحة، مِقدامًا، شجاعًا. أشغل مدّة بدمشق ومدّة بحلب. ودخل مصر غير مرّة. وكان شهمًا جريئًا، مشتلقًا يخلّ بالصّلوات ويتكلّم فِي الصّحابة، نسأل اللَّه السّلامة. وكان يقول فِي الدّرس: عيّنوا آيةً حَتَّى نتكلَّم عليها. ثُمَّ يعيّنون ويتكلّم على تفسيرها بعبارة جزْلة كأنّما يقرأ من كتاب.
قرأ عليه البِرْزاليّ " موطّأ القعَنبيّ " وغير ذَلِكَ. وسمع منه الطَّلَبة. ولم أسمع منه. وكان عارفًا بالحكمة والطّبّ ومذهب الأوائل. وكانت وفاته فِي جُمَادَى الأولى بقرية بخعون من جبل الضنيّين وبلغني عَنْهُ عظائم.(15/896)
586 - أَحْمَد بْن مكّيّ بْن عثمان، المَوْصِليّ، ثُمَّ الصّالحيّ، النّسّاج. [المتوفى: 699 هـ]
أحد من كتب فِي الإجازات وحدَّث.
قال ابن الخبّاز: سمع من ابن اللَّتّيّ. واستُشهد فِي ربيع الآخر وبقي أيامًا على سطح لم يُعلم به.(15/897)
587 - أَحْمَد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد، فخر الدِّين ابن المفتي تاج الدِّين ابْن الحيوان المراغيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الشّافعيّ، [المتوفى: 699 هـ]
مدرّس الإقباليّة.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم شابًّا.(15/897)
588 - أَحْمَد بْن هبة اللَّه ابْن تاج الْأمناء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحسن بْن هبة اللَّه بْن عَبْد الله بن الحسين ابن عساكر، شيخنا، المُسْنِد الجليل، شَرَف الدِّين، أبو الفَضْل. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِد سنة أربع عشرة وستّمائة. وأجاز لَهُ المؤيِّد الطُّوسيّ وأبو رَوْح [ص:898]
الهروي وزينب بنت الشعري وأبو المظفر ابن السمعاني والقاسم ابن الصَّفّار وطائفة من الخُراسانيّين. وسمع من عمّ أَبِيهِ زين الأمناء والقزوينيّ وأبي القَاسِم بْن صَصْرَى وعزّ الدِّين ابن الأثير وابن صباح وابن غسّان وابن الزَّبِيديّ والمسلّم المازنيّ ومحمد بن المجاور ومكرم وأبي بكر محمد ابن الشَّيْرجيّ وابن إيداش السّلار وابن أَبِي يدّاس البرزالي وعبد الرزاق ابن سُكَيْنَة وطائفة سواهم.
وسمع الكثير وأسمعه. وحدَّث " بالصحيحين " مرات، " وبمسند أبي يعلى " و " مسند أبي عوانة " و " مسند أبي العباس السراج " و " تفسير البغوي " بفوت و " موطأ أبي مصعب " و " الزهد " للبيهقي و " مشيخة أبي المظفَّر السَّمْعانيّ " وأجزاء كثيرة لا يمكن ضبطها و " رسالة القُشَيْريّ " وأكثرت عَنْهُ أَنَا والمِزّيّ والبِرْزاليّ والمقاتلي والخَتنيّ والنّابلسيّ وسمع منه خَلْقٌ كثير. وانتهى إليه عُلُو الإسناد بدمشق.
وكان شيخًا مهيبًا، تُركيّ الأمّ، فِيهِ خَيّر وإيثار وعدالة وعنده عاميّة، خرَّج له ابن المهندس " مشيخة " فِي أربعة أجزاء وسمعها منه أهل البلد وأهل الجبل، وكانت له قاعة كيّسة عند المعينيّة، فاحترقت فيما احترق حول القلعة، فانتقل إلى درب الأكفانيين وقاسى مشقّة ومصادرة. وتُوُفيّ وهو قاعد ولم تلين مفاصله، فبقي مقرفصًا على النعش، وصلينا عليه بالجامع وشيّعه عدد كثير، وخرجنا به من نقب فِي السّور بقرب باب النّصر، وهي أوّل جنازة أخرجت على العادة. وقبل ذَلِكَ كان النّاس يُخرجون أمواتهم كيف جاء بحسب الحال. ودفنّاه بتُربة بني عساكر التي فِي أوّل مقابر الصُّوفيّة يوم الخامس والعشرين من جُمَادَى الأولى.(15/897)
589 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن أبي عَمْرو، البرهان، الْمَصْرِيّ، الإسكندرانيّ، [المتوفى: 699 هـ]
تلميذ العفيف التِّلمِسانيّ.
وكان يبالغ فِي تعظيمه. وكان يشهد بسوق القمح ويبخل عن نفسه ويقتّر عليها، فمات على حصيرٍ وهو فِي حال ضنْك. وقد سمع الكثير من أصحاب الخُشُوعيّ مع ابن جعوان وغيره. وخلَّف جملةً من المال. [ص:899]
تُوُفّي بالرّواحيّة فِي المُحَرَّم.(15/898)
590 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن راجح بْن بلال، الشيخ عماد الدين ابن القاضي نجم الدِّين المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ، الماسح. [المتوفى: 699 هـ]
عدلٌ، خَيّر، خبير بقسمة الأرضين. أقامه القُضاة لذلك، وُلِد سنة ثمانٍ وعشرين وستّمائة، وسمع من والده وإسماعيل بْن ظفر، والضّياء الحافظ. وحضر على ابن الزَّبِيديّ بعض " الْبُخَارِيّ ". وأجاز له عُمَر بْن كرم وأبو الوفاء محمود بْن مَنْده وجماعة، سمعنا منه. وهو ابن بِنْت الشَّيْخ العماد. سُلب وذهب أهله وقماشه ودخل البلد فقيرًا، وقاسى الجوع وشحذ مُتَخفيًّا. ثُمَّ طلع الجبل وقَرُب الأجل، فتُوُفيّ فِي الرابع والعشرين من رجب ووقع أجره على اللَّه.(15/899)
591 - إِبْرَاهِيم بْن شُعيفات، الجمال الفاكهانيّ. [المتوفى: 699 هـ]
صاحب مخازن وثروة ودائرة، مات فِي أيّام من ذي القعدة.(15/899)
592 - إِبْرَاهِيم بْن عنبر، الماردانيّ، قيّم الماردانيّة ثُمَّ قيّم التُّربة الأسَدية ومؤذّنها. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ في رجب سنة ست وعشرين. وحدثنا عن ابن اللَّتّيّ.
تُوُفّي فِي أوائل ربيع الآخر بالجبل. وكان أبوه عبدًا حبشيًا.(15/899)
593 - إبراهيم بن نصر الله ابْن الشَّيْخ الزَّاهد إِبْرَاهِيم بْن سَعْد اللَّه بْن جماعة، صاحبنا جمال الدِّين الحَمَويّ [المتوفى: 699 هـ]
ابن أخي قاضي القُضاة.
كان شابًّا مليحًا، تامّ الشكل، له فضيلة وعقل وفيه حُسن عشرة. وكان يشهد تحت السّاعات.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل وله خمسٌ وعشرون سنة، سامحه الله وإياناه.(15/899)
594 - إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن يُوسُف بْن طرخان، الفقيه برهان الدِّين، الكِنانيّ، العسقلانيّ، الحنبليّ، المعروف في مصر بالغزاوي. [المتوفى: 699 هـ]
ولد بغزة سنة ثلاثٍ وعشرين وستّمائة واشتغل بالقاهرة وسمع بها من [ص:900]
عَبْد الوهّاب بْن رواج ويوسف السّاوي وابن الْجُمّيْزيّ وجماعة وكان عدلًا صالحًا، عالمًا، مقرئًا، يشهد بين القصرين وعُمي فِي أواخر عُمُره. لم ألقه. ومات فِي المُحَرَّم.(15/899)
595 - إِبْرَاهِيم بْن أبي الْحَسَن بْن عَمْرو بْن مُوسَى بْن عُمَيْرة، أبو إسحاق المرداويّ، الصّالحيّ، الفرّاء [المتوفى: 699 هـ]
ابْن عم عز الدين إسماعيل ابن الفراء وكان من أقرانه.
أصابه ارتعاش وفالج مدّة، سمع من الشَّيْخ الموفَّق والمجد القزوينيّ والجمال أبي حمزة وكريمة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن وجماعة، روى عَنْهُ ابن الخبّاز فِي سنة اثنتين وستِّين فِي " معجمه " وسمع منه جماعة كثيرة. ومات شهيدًا فِي وقعة الصّالحيّة.(15/900)
596 - إِبْرَاهِيم العجميّ، مؤذّن بيت لِهْيا. [المتوفى: 699 هـ]
قام مع التتر فشُنِق.(15/900)
597 - أقوش، الأجلّ، حسام الدِّين، أبو الحمد الافتخاريّ، الشبليّ. [المتوفى: 699 هـ]
رَجُل جيّد، متميّز، مشكور، حَسَن الخط، له اعتناء بالفضيلة وبالخطوط المنسوبة وتحصيلها وحدَّث قديمًا مع أستاذه الطواشيّ شِبل الدّولة كافور الصَّفَويّ خزندار قلعة دمشق. وكان ينظر فِي وقف التُّربة الكامليّة، سمع بالقاهرة من ابن رواج والسّاوي وجماعة وسمع بدمياط كتاب " النّاسخ والمنسوخ " للحازميّ من الجلال الدّمياطيّ وسمع بدمشق من المؤتمن بْن قُمِيرة وابن مَسْلَمَة، وسمع منه الطَّلَبة، وقرأتُ عليه " الناسخ والمنسوخ ".
مولده بالكُرج فِي سنة ثلاثين وستّمائة تقريبًا. وتُوُفيّ بدمشق فِي ثالث عَشْر ذي القعدة.(15/900)
598 - إمام الدِّين، هو قاضي الشام، أبو المعالي عمر ابن القاضي سعد الدين بن عبد الرحمن ابْن إمام الدِّين عُمَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد القزوينيّ، الشّافعيّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ بتبريز سنة ثلاثٍ وخمسين وستّمائة واشتغل فِي العجم والروم. [ص:901]
وقدِم دمشق فِي الدّولة الأشرفيّة هُوَ وأخوه الخطيب جلال الدِّين فأُكرم مورده، وعومل بالاحترام والإجلال لرياسته وفضله وعِلمه، وكان تامّ الشكل، مُسمنًا وسيمًا، جميلًا، حَسَن الأخلاق، متواضعًا، فاضلًا، عاقلًا. درّس بدمشق بعدّة مدارس، ثُمَّ وُلّي القضاء فِي سنة ستٍّ وتسعين وصُرف القاضي بدر الدِّين، فأحسن السّيرة ودارى النّاس وساسَ الأمور. ولمّا بلغه خبرُ الهزيمة ركب وانجفل إلى القاهرة، فدخلها وأقام بها جمعة وتُوُفيّ وشيّعه خَلْقٌ، وقد صلّوا عليه بعد ذَلِكَ بمدّة صلاة الغائب فِي تاسع شعبان. وكانت وفاته فِي الخامس والعشرين من ربيع الآخر وله ستٌّ وأربعون سنة.(15/900)
599 - الأمين المنجّم واسمه سالم المَوْصِليّ. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ متميّز فِي النّجوم وحلّ الأزياج وحسابها وعمل التّقاويم والفسار، مات بدمشق فِي ذي القعدة.(15/901)
600 - أيّوب بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن قُدَامة بْن مِقْدام بْن نصر، نجم الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الجمّاعيليّ، المَقْدِسيّ، الحنبليّ، [المتوفى: 699 هـ]
خطيب جمّاعيل والد صاحبنا تقيُّ الدِّين عَبْد اللَّه الجمّاعيليّ، المقرئ.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وعشرين وستّمائة وسمع من خطيب مردا وعلي بْن صالح شيخ أجاز له الصَّيْدلانيّ، روى عَنْهُ ابن الخبّاز وغيره، وكان فقيهًا مباركًا، له مدّة يخطب بالقرية. رَأَيْته وقد جاء يسلّم على شيخنا ابن تيميّة.
تُوُفّي فِي أواخر السَّنَة بجمّاعيل.(15/901)
601 - أيّوب بْن أبي بَكْر بْن إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن طارق بن سالم، الإمام، العالم، بهاء الدين، أبو صابر ابن النّحّاس الأسَدِيُ، الحَلَبِيّ، الحَنَفِيّ، [المتوفى: 699 هـ]
مدرس القليجيَّة وشيخ الحديث بها.
وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة وستّمائة وسمع من مُكَرَّم والموفَّق يعيش وابن رواحة وابن خليل وجماعة بحلب وقال لنا: إنّه سمع من ابن روزبة " صحيح الْبُخَارِيّ " وسمع ببغداد من أبي إسحاق الكاشْغَريّ وأبي بَكْر ابن [ص:902]
الخازن وأبي بكر ابن النّحّال وابن العليق وفضل اللَّه الجيليّ وابن السَّكَن وغيرهم، وسمع بالقاهرة من يُوسُف السّاوي وغيره. وبمكة من شُعيب الزّعفرانيّ وبهاء الدين ابن الْجُمّيْزيّ.
وقدِم دمشق من حلب فقيرًا، فنزل بالخانكاه مُدّة. ثُمَّ أُعطي تدريس القليجيّة وكان شيخًا فاضلًا، مطبوعًا، حَسَن الأخلاق، صحيح الاعتقاد، كثير المسموع، مُحبًّا للحديث. روى " سُنَن الدارقطني " وأشياء كثيرة.
تُوُفّي فِي ثاني عَشْر شوّال ودفن بمقابر الصوفية.(15/901)
602 - بلال المغيثيّ الطُّواشيّ، الأمير الكبير، حُسام الدِّين، أبو المناقب الحبشيّ، الْجَمْدار، الصّالحيّ. [المتوفى: 699 هـ]
كان لالا الملك الصالح على ولد السّلطان الملك المنصور. ثُمَّ جعله الملك العادل يتكلّم فِي أمر السّلطان الملك النّاصر وينظر فِي مصالحه. وهو كبير الخدّام المقيمين بالحرم النّبويّ، وله أموال طائلة وغلمان وحُرمة فِي الدولة، حدث بدمشق ومصر. وقرأت عليه جماعة أجزاء يرويها عن ابن رواج وكان فِيه دين وبِرّ وصدقات.
حضر المَصَافّ وردّ، فأدركه أجَلُهُ بالسّوادة وحُمل إلى قطيَة فدُفن بها فِي تاسع ربيع الآخر. وكان من أبناء التّسعين. وكان ضخمًا، مهيبًا، تامّ الشكل، حالك السواد.(15/902)
603 - جاغان، الأمير الكبير، سيف الدِّين المَنْصُورِيّ، الحُساميّ. [المتوفى: 699 هـ]
كان فِيهِ دين وعقل. وكان أشقر مليح الشكل. مات قبل الكهولة بأرض البلقاء فِي شوّال، وصلّوا عليه صلاة الغائب.(15/902)
604 - جمال الدِّين ابن الهنديّ، الفقيه العَدْل، أَحْمَد بْن محمود الشّافعيّ. [المتوفى: 699 هـ]
تُوُفّي بمسجده شماليّ العُقَيْبة. وكان ثقة أمينًا، من أبناء السّبعين، تُوُفّي فِي شعبان. وهو والد بدر الدين وأخويه.(15/902)
605 - حازم بْن عَبْد الغني بْن حازم، الجمّاعيلي، التاجر. [المتوفى: 699 هـ][ص:903]
حافظ للقرآن، كثير التّلاوة وهو خَتَن القاضي تقي الدين سُلَيْمَان على بِنْته الكبرى.
مات يوم عاشوراء بالجبل.(15/902)
606 - حبيبة بِنْت الكمال أَحْمَد ابْن الكمال عَبْد الرحيم، [المتوفى: 699 هـ]
أخت الضّياء وزينب.
أجاز لها السِّبْط وسمعتْ من خطيب مردا وإبراهيم بْن خليل وهي زوجة الشهاب أحمد ابن النّاصح. تُوُفّيَتْ قبله بيسير وحدَّثت.(15/903)
607 - الْحَسَن بْن أحمد بن الحسن بن أنوشروان، قاضي القُضاة، حسامُ الدِّين، أبو الفضائل ابن قاضي القُضاة تاج الدِّين أبي المفاخر، الرّازيّ، ثُمَّ الروميّ، الحَنَفِيّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ فِي ثالث عَشْر المُحَرَّم سنة إحدى وثلاثين وستّمائة بأقصرا، إحدى مدن الرّوم وولي قضاء مَلَطْية أكثر من عشرين سنة. ثُمَّ نزح إلى الشَّام سنة خمسٍ وسبعين وستّمائة خوفًا من التَّتَار، فأقام بدمشق، ثُمَّ وُلّي قضاءها فِي سنة سبْعٍ وسبعين بعد الصّدر سُلَيْمَان وامتدّت أيامه إلى أنّ تسلطن حسام الدِّين لاجين، فسار إليه سنة ستٍّ وتسعين، فأقبل عليه وأحبّ مُقامه عنده لمودّةٍ بينهما من أيّام نيابته على دمشق وولاه القضاء بالدّيار المصريّة وولّى ابنه جلال الدِّين مكانه بدمشق. وبقي معظَّمًا وافر الحُرمة، فَلَمّا زالت دولة حُسام الدِّين لاجين قدم القاضي حسام الدين دمشق فِي ذي الحجّة سنة ثمانٍ وتسعين على مناصبه وقضائه بدمشق وعزل ولده.
وكان مجموع الفضائل، كثير المكارم، متودّدًا إلى النّاس، له أدب وشِعر وفيه خَيّر ومروءة وحشمة. حضرتُ مجلسه فجرى شيء من الكلام، فرأيته يرجّح طريقة السّلف ويصوّبها.
ثُمَّ إنّه خرج فِي الغَزَاة وشهد المَصافّ وكان آخر العهد به والأصحّ أنّه لم يُقتَل فِي المَصَافّ، وكثُرت الأخبار بمروره مع المنهزمين بناحية جبل الْجُرْديّين وأنّه أُسِر وبِيع للفرنج وأُدخل إلى قبرس هُوَ وجمال الدِّين المطروحيّ الحاجب. وقيل: إنه تعاطي الطّبّ والعلاج وأنّه جلس يطبّب [ص:904]
بقبرس وهو فِي الأسر ولكن لم يثبُت ذَلِكَ، فالله أَعلم بما صار إليه.(15/903)
608 - الْحَسَن بْن حمزة، العَدْل، المرتضى، بدرُ الدِّين الْحُسَيْنيّ الشريف. [المتوفى: 699 هـ]
من أعيان شهود تحت السّاعات، تُوُفّي فِي المُحَرَّم بالجبل. وخرج قاضي القُضاة إمام الدِّين وشهد دفنه.(15/904)
609 - الْحَسَن بْن عليّ بْن عِيسَى بْن الْحَسَن، الإِمَام، المحدّث، شَرَف الدِّين ابن الصَّيْرَفيّ، اللَّخْميّ، الْمَصْرِيّ، [المتوفى: 699 هـ]
شيخ الحديث بمدرسة الفارقانيّ.
فقيه، محدّث، مفيد، صدوق، خَيّر، ديّن، متواضع، حَسَن الأخلاق، مليح الشَّيبة، سمع من عبد الوهاب بن رواج وأبي الحسن ابن الجميزي ويوسف الساوي وفخر القضاة ابن الجباب والمؤتمن بن القميرة والزّكيّ عَبْد العظيم والرشيد العَطَّار. وبالإسكندريّة من سِبْط السِّلَفيّ وجماعة.
سَمِعت منه. وتُوُفيّ فِي الحادي والعشرين من ذي الحجة وهو فِي عَشْر الثمانين أو نيَّف عليها.(15/904)
610 - الْحَسَن بْن عليّ بْن يُوسُف بْن هود، الشَّيْخ، الزَّاهد الكبير، بدر الدِّين، أبو عليّ، ابن هُود المُرسيّ. [المتوفى: 699 هـ]
أحد الكبار فِي التّصوف على طريقة أهل الوحدة، أعاذنا اللَّه من ذَلِكَ.
قال عَلَمُ الدِّين البِرْزاليّ: سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين وستّمائة بمُرسية.
وذكر أنّ أَبَاهُ كان نائب السَّلْطَنَة بمُرسِية عن أخيه الخليفة المُلقّب بالمتوكّل أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن هود صاحب الأندلس.
قلت: وحصل لهذا المرء زُهد مُفْرِط وفراغ عن الدّنيا وسكرة عن إيّاه وغفلة مُتتابعة، فسافر وترك الحشمة وتغرَّب وصحِب ابن سبعين واشتغل بالفلسفة والطّبّ وتُرَّهات الاتّحاديّة وزُهْديّات الصوفية وخلط هذا بهذا.
وحجّ ودخل اليمن وقدِم الشَّام، رَأَيْته مرّات وكان أشقر، أزرق، ذا شيبة وهَيبة وسكون وفنون وتلامذة وزبون وعلى رأسه قبع دلك. وعلى [ص:905]
جسده دلق وكان غارقًا في الفكر، قليل الصلاة والذكر، متواصل الأحزان، عديم اللّذّة كأنّه فاقد، وفيه انقباض عن الناس وسكوت متواصل وأعرف، وقد حُمِل مرّة إلى والي البلد وهو سكران، أخذوه من حارة اليهود فأحسن الوالي به الظّنّ وسرّحه.
وقال بعض النّاس: إنّما سقاه اليهود ليغضّوا منه بذلك خُبثَا منهم.
قال الشَّيْخ تاج الدِّين فِي " تاريخه ": وفي سنة خمسة وثمانين تحدّث النّاس أنّ ابن هود وُجد سكرانًا، فلا حول ولا قوة إلا بالله. وقيل: إنّه أُخذ إلى الوالي فاعترف، ثُمَّ سرّحه وأُخرج من الأندلسيّة.
وقال شيخنا عماد الدِّين الواسطيّ وكان من أكبر المُحِطّين عليه لِما رَأَى منه أتيته وقلت له: أريد أنّ تسلّكني. فقال لي: من أيّ الطُّرُق تريد أن تسلك؟ من الموسوية أو العيسوية أو المحمّدية؟ أي أنّ كلّ المِلَل توصل إلى اللَّه.
وقال: كان إذا طلعت الشمس استقبلها وصلّب على وجهه، لا أدري ما يقصد بذلك.
وله أبيات مشهورة فِي الاتحاد وهي:
عِلْمُ قومي بي جَهْلُ.
يقول فيها:
أَنَا ربّ أَنَا عَبْد ... أَنَا بعضٌ أَنَا كل
أنا دنيا أنا أخرى ... أنا هجرأنا وصل
أنا معشوق لذاتي ... لست عني الدّهر أسلو
وقد صحِبه العفيف عِمْرَانَ الطّبيب والشيخ سَعِيد المغربيّ وغير واحد من هَؤُلَاءِ، اللَّهُمّ يا مثبّت القلوب ثبّت قلوبنا على دينك.
وكان له مشاركات جيّدة فِي العلوم، تُوُفّي فِي السادس والعشرين من شعبان وصلّى عليه قاضي القُضاة بدر الدِّين ابن جماعة ودُفِن بسفح قاسيون وكان يعجبني سَمْتُه وصمْته ولعلّه رجع وأناب.(15/904)
611 - حَسَن بْن هارون بْن حَسَن، الفقيه الصالح نجمُ الدِّين الهَذبانيّ الشّافعيّ، [المتوفى: 699 هـ]
أحد أصحاب الشَّيْخ محيي الدِّين النّواويّ.
ديّن، خَيّر، ورع، قانع، متتبّع، عندهُ فوائد كثيرة وطلبٌ للعلم، سمع [ص:906]
من ابن عَبْد الدّائم وجماعة. ولم يحدّث.
توفي في تاسع شعبان وهو كهل.(15/905)
612 - الحكيمي، الأجلّ عزَّ الدِّين مملوك الأمير عَلَمُ الدِّين أرجواش. [المتوفى: 699 هـ]
شابٌّ حَسَن، عاقل، عزيز عند مخدومه، نزل المدينة من جهة أرجواش وعمل الولاية أيامًا. توفي في رمضان.(15/906)
613 - خضر بْن دانيال، زين الدِّين الزّراديّ، المقرئ، الضّرير. [المتوفى: 699 هـ]
تُوُفّي فِي شعبان. وكان يخيط الثّياب ويُدْخِل الخيطّ فِي الإبرة وهو أعمى.(15/906)
614 - خضر بْن عليّ بْن أقجا، الأمير الأجل، شمس الدِّين الأوشريّ. [المتوفى: 699 هـ]
روى عن الشرف الإربليّ والنّظّام عبد الله ابن البانياسيّ.
تُوُفّي فِي وسط العام.(15/906)
615 - خطّاب بْن مُحَمَّد بْن زنطار بْن حريز بْن رافع، مَعِين الدِّين اللَّخْميّ، الأشرفيّ، [المتوفى: 699 هـ]
خازن النّعل الَّذِي بدار الحديث.
روى لنا عن: فرح الحبشي وعثمان ابن خطيب القرافة.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وأربعين وتُوُفيّ فِي خامس شعبان وكان عاقلًا له خبرة بالأمور.(15/906)
616 - خديجة بِنْت أَحْمَد بْن عُمَر بْن أبي بَكْر بْن شُكر، [المتوفى: 699 هـ]
زَوْجَة الشمس مُحَمَّد ابن العماد عَبْد الحميد المَقْدِسيّ.
روت عن جَعْفَر الهمداني وتوفيت بالبلد عند البغدادية في الثاني والعشرين من جمادى الأولى.(15/906)
617 - خديجة بِنْت التّقّي مُحَمَّد بْن محمود بْن عَبْد المنعم المراتبيّ، الحنبليّ، أمّ مُحَمَّد. [المتوفى: 699 هـ]
عجوز صالحة، عابدة، خيرة، كثيرة التلاوة، من خَيّر نساء الدّير، رَوَت عن ابن الزَّبِيديّ والإربليّ، وهي بِنْت الزَّاهدة حبيبة بِنْت الشَّيْخ أبي عمر. [ص:907]
سمعنا منها وتُوفَّيت فِي التّاسع والعشرين من جُمَادَى الأولى فِي عَشْر الثّمانين.(15/906)
618 - خديجة بِنْت يُوسُف بْن غُنَيْمة بْن حُسَيْن، العالمة، الفاضلة، أمَة العزيز، البغداديّة ثُمَّ الدمشقية، وتُعرف ببنت القيم. [المتوفى: 699 هـ]
كان أبوها قيّم حمّام، فحرص عليها لمّا رَأَى نجابتها وأسمعها الكثير، وعلّمها الخطّ والقرآن والوعْظ وغير ذَلِكَ. وكانت تعِظ النّساء، ثُمَّ تركت ذَلِكَ ولِزمت بيتها. وهي زَوْجَة الحاجّ محمود الذّهبيّ.
وُلِدت سنة ثمانٍ وعشرين وستّمائة وسمعت من مُكَرَّم وابن الشّيرازيّ وابن اللَّتّيّ وابن المُقَيَّر وكريمة، وبمصر من عليّ بن مختار العامري وأبي الحسن ابن الْجُمّيْزيّ، وحدَّثت بدمشق والعُلا وتَبُوك، وجودّت على الولي وابن الشواء والرضي التونسي والنجار، لكن لم تقو يدها وقرأت مقدّمتين فِي العربيّة أو أكثر وأعربت على النحاة. قرأ لنا عليها البِرْزاليّ، أبقاه اللَّه، " مقامات الحريريّ " وكانت قد تفردت بها بدمشق.
توفيت في مستهل شعبان.(15/907)
619 - الرشيد أوْحَشْتَني المسلمانيّ، [المتوفى: 699 هـ]
كاتب البيوتات.
دُفن فِي ذي الحجّة بتُربته بمقبرة باب شرقيّ.(15/907)
620 - رضوان بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد، السّواديّ المقرئ، [المتوفى: 699 هـ]
الرجل الصّالح. كان يلقّن بدار الحديث وبالجامع احتسابًا.
روى لنا " جزء الوخشيّ "، عن ابن الأوحد.
تُوُفّي فِي رمضان وقد نيّف على الستّين.(15/907)
621 - الزويزاني، الأمير عزَّ الدِّين أيبك الحاجب. [المتوفى: 699 هـ]
تُوُفّي بنواحي عسقلان فِي شعبان وقد جاوز السّبعين.(15/907)
622 - زينب بنت إسماعيل ابن المحبّ مُحَمَّد بْن عُمَر الحَرَّانيّ، أمّ أَحْمَد. [المتوفى: 699 هـ][ص:908]
سَمِعت من خطيب مردا ومحمد بْن عَبْد الهادي وإبراهيم بن خليل. وحدثت.
توفيت في جمادى الآخرة.(15/907)
623 - زينب بِنْت عُمَر بْن كِنْدي بْن سَعِيد بْن عليّ، أمّ مُحَمَّد بِنْت الحاجّ زكيّ الدِّين الدّمشقيّ، [المتوفى: 699 هـ]
زَوْجَة ناصر الدِّين ابن قرقين، معتمد قلعة بعلبك.
امرأة صالحة، خيرة، لها بر وصَدَقة. بَنَت رباطًا ووقَفَت أوقافًا، وعاشت فِي خيرٍ ونعمة وحجّت وروت الكثير وتفرّدت فِي الوقت. أجاز لها المؤيِّد الطُّوسيّ وأبو رَوْح الهروي وزينب الشعرية والقاسم ابن الصَّفّار وأبو البقاء العُكْبَريّ وعبد العظيم بْن عَبْد اللّطيف الشرابيّ وأحمد بْن ظَفَر بْن هُبَيرة. حدُّثت بدمشق وبَعْلَبَكَّ. وتُوُفّيَتْ فِي التّاسع والعشرين من جمادى الآخرة بقلعة بَعْلَبَكَّ عن نحو تسعين سنة.
سمع منها: أبو الْحُسَيْن اليُونينيّ وأولاده وأقاربه، وابن أبي الفتح وابناه، والمِزّيّ وابنه الكبير، والبِرْزاليّ، وابن النّابلسيّ، وأبو بَكْر الرحبيّ، وابن المهندس، وأحمد ابن الدريبي، وأبي وخالي، وخلْق من أهل بَعْلَبَكَّ. قرأ عليها ابن سامة " صحيح مسلم " وقرأت عليها من أول " الصحيح " إلى أوّل النكاح، وسمعت ما بقي من الكتاب على ابن عساكر. وسمعت منها عدّة أجزاء رحمها اللَّه.(15/908)
624 - زين الدِّين ابن القصّاع، الدّمشقيّ. واسمه محمد ابن الشرف إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل. [المتوفى: 699 هـ]
شهد على القُضاة. وكان من عدول القيمة، تُوُفّي فِي شوّال.(15/908)
625 - زين الدِّين ابن المغيزل، هُوَ الخطيب أبو عبد الله ابن الشَّيْخ تاج الدِّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن محمد ابن المغيزل الحَمَويّ، [المتوفى: 699 هـ]
خطيب الجامع الأسفل.
سمع من شيخ الشيوخ عبد العزيز وتُوُفيّ بحماة فِي المُحَرَّم.(15/908)
626 - سالم بْن ناصر، الفقيه شَرَف الدِّين [المتوفى: 699 هـ]
قاضي قارا وخطيبها. [ص:909]
فصيح، مفوَّه، شاعر، فِيهِ مكارم ومروءة، أقام بقارا مدّةً وبها تُوُفّي فِي الرابع والعشرين من رمضان.(15/908)
627 - سَعْد اللَّه بْن عُقْبة الحَنَفِيّ. [المتوفى: 699 هـ]
هلك فِي الجبل بالبرد والعذاب. له إجازة من ابن الزَّبِيديّ.(15/909)
628 - سَعِيد الدِّين الكاسانيّ الفَرَغانيّ، الصُّوفيّ، شيخ خانكاه الطاحون. [المتوفى: 699 هـ]
رَأَيْته شيخًا مزرَّع الشَّيب، مات بالخانكاه فِي سابع عَشْر ذي الحجة وكان من رؤوس الاتحاديّة.
فاضل فِي فنّه، بصير بأقوال القوم. قرأ هُوَ والأيْكيّ على الشَّيْخ صدر الدِّين القُونويّ هذا العلم. وهو قرأ على ابن العربيّ. وقد شرح قصيدة ابن الفارض فِي السّلوك فِي مجلَّدتين واسمه مُحَمَّد بْن أَحْمَد واشتهر بالشيخ سَعِيد.(15/909)
629 - سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد ابن عساكر، صاحبنا شمس الدِّين. [المتوفى: 699 هـ]
سمع معنا الكثير على والده. وسمع قبلي من جماعة وورث أَبَاهُ وعاش بعده أيامًا، فورثه ابن عمّ أبيه الشيخ الفخر ابن عساكر.
تُوُفّي فِي ثالث رجب. وكان من أبناء الثلاثين.(15/909)
630 - سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن مَنْصُور بْن رطلين، الفقيه العالم جمال الدِّين أبو مَنْصُور البغداديّ الحنبليّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ فِي حدود الثلاثين وستّمائة. وكان من فقهاء المدارس. وفيه ديانة ومروءة وله بيت بالجوزيّة.
قرأ عليه أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ " كرامات الأولياء " للخلال، بسماعه من الأعز ابن العُلَّيق.
تُوُفّي فِي رجب.(15/909)
631 - سَنْجَر، الأمير الكبير العالِم المحدّث عَلَمُ الدِّين، أبو مُوسَى التُّركيّ البرليّ الدُّوَيْداريّ الصّالحيّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ سنة نيَّفٍ وعشرين وستّمائة، وقدِم من التّرْك فِي حدود الأربعين [ص:910]
وستّمائة. وكان مليح الشكل، مهيبًا، كبير الوجه، خفيف اللّحية، صغير العَين، ربعَةً من الرجال، حَسَن الخَلْق والخُلُق، فارسًا، شجاعًا، ديِّنًا، خيِّرًا، عالمًا، فاضلًا، مليح الخطّ، حافظًا لكتاب اللَّه. قرأ القرآن بمكة على الشَّيْخ جبريل الدّلاصيّ وغيره. وحفظ " الإشارة " فِي الفقه لسُليم الرّازيّ وهي فِي أربعة كراريس. وحصل له عناية بالحديث وبسماعه سنة بضعٍ وخمسين، فسمع الكثير وكتب بخطه وحصل الأصول. خرج له المزي جزأين " عوالي " وخرّج له البِرْزاليّ " معجمًا " فِي أربعة عَشْر جزءًا وخرّج له ابن الظّاهريّ قبل ذَلِكَ شيئًا.
وحجّ ستّ مرّات. وكان يُعرف عند المكّيين بالسّتُوريّ لأنّه أوّل من سار بكسوة البيت بعد أخْذ بغداد من الدّيار المصريّة، وقبل ذَلِكَ كانت تأتيها الأستار من الخليفة. وحجَّ مرَّةً هُوَ واثنان من مصر على الهُجن.
وكان من أمراء الحلقة فِي الأيام الظاهرية، ثم أعطي إمرية بحلب، ثُمَّ قَدِمَ دمشق وولي الشّدّ مُدّة. ثُمَّ كان من أصحاب سُنْقُر الأشقر، ثُمَّ مُسِك، ثُمَّ أعيد إلى رُتبته وأكثر وأُعطيّ خبزًا وتقدمة على ألف وتنقّلت به الأحوال وعَلَت رُتْبتُه فِي دولة الملك المنصور لاجين وقدّمه على الجيش فِي غَزَاة سيس.
وكان لطيفًا مع أهل الصّلاح والحديث، يتواضع لهم ويحادثهم ويؤانسهم ويَصِلهم، وله معروف كثير وأوقاف بالقدس ودمشق. وكان مجلسه عامرًا بالعلماء والأعيان والشعراء. وقد مدحه جماعة كبيرة ودُوِّنت مدائحه في مجلدتين وفيها قطع مؤنقة.
وسمع الكثير بمصر والشام والحجاز. وروى عن: الزكيّ عَبْد العظيم والرشيد العَطَّار والكمال الضّرير وابن عَبْد السّلام والشرف المُرسي وعبد الغني بْن بنين وإبراهيم بْن بشارة وأحمد بْن حامد الأرتاحيّ وإسماعيل بْن عَزُّون وسعد اللَّه بن أبي الفضل التُّنوخيّ وعبد اللَّه بْن يُوسُف بْن اللّمط وعبد الرَّحْمَن بْن يُوسُف المَنْبِجيّ ولاحق الأرتاحيّ وأبي بَكْر بْن مكارم وفاطمة بِنْت الملثّم بالقاهرة. وفاطمة بِنْت الحزام الحِمْيريّة بمكة؛ وابن عَبْد الدّائم وطائفة بدمشق وهبة اللَّه بْن زوين وأحمد ابن النحاس [ص:911]
بالإسكندريّة وعبد اللَّه بْن عليّ بْن معزوز بمُنْية بني خصيب وبأنطاكية وحلب وبَعْلَبَكَّ والقدس وقوص والكَرَك وصفد وحماة وحمص وينبُع وطيبة والفيّوم وجدّة. وقلّ من أنجب من التُّرْك مثله، وقد سمع منه خَلْقٌ بدمشق والقاهرة. وشهد الوقعة وهو ضعيف، ثُمَّ التجأ بأصحابه إلى حصن الأكراد فتوفي به في ليلة الجمعة ثالث رجب.(15/909)
632 - سنجر الجمالي، عَلَمُ الدِّين، [المتوفى: 699 هـ]
مَوْلَى الأمير جمال الدِّين أيدُغْديّ، العزيزيّ.
يروي " جزء الذُّهْليّ "، عن السِّبْط. قُتِل يوم المصافّ هُوَ ورفيقه أيدكين الجماليّ العزيزيّ أحد من سمع المُرسي والأمير منكُبَرس الجماليّ العزيزي.(15/911)
633 - شجاع الدِّين مُحَمَّد بْن شَهْري الكرديّ، الأمير، [المتوفى: 699 هـ]
نائب بَعْلَبَكَّ.
شيخ كبير من أبناء الثمانين. تُوُفّي ببعلبك فِي رجب. وكان عاقلا محمود السّيرة، قليل الشرّ، ضبط بَعْلَبَكَّ من التَّتَار وامتنع عليهم بإعانة أهلها، فلم يقدروا عليها.(15/911)
634 - شمس الدِّين الحُنَيْبليّ، [محمد ابن الظّهير يحيى بْن محمود، الإصبهانيّ الأصل الدّمشقيّ] [المتوفى: 699 هـ]
مُشْرف الجامع المعمور.
كهل، حَسَن الشكل، له هيبة وصورة، سمع من ابن عَبْد الدّائم وعمر الكرمانيّ. ولم يرو. واسمه محمد ابن الظّهير يحيى بْن محمود، الإصبهانيّ الأصل الدّمشقيّ، وعُرف بالحُنَيْبليّ لأنّه أخو الأخَوَين: النّجم والشهاب ابني الحنبليّ لأمّهما.
تُوُفّي رابع ربيع الأوّل.(15/911)
635 - الشمس الأحول، كاتب مصطبة الوالي. [المتوفى: 699 هـ]
أكثر الفضول وتعاون أيام التتار، فلما انقلعوا مُسِك وشُنِق فِي ثالث شوّال، هُوَ وكاتب يهودي.
ثُمَّ شُنق بعد يومين إِبْرَاهِيم مؤذّن بيت لِهْيا لقيامه وشرّه وسُمِّر الشريف القُمّيّ وابن العوني البرددار وابن خطليشيّ المِزّيّ وقُطِع لسان [ص:912]
ابن ظاعن من نقباء الوالي وقُطِعت يد الدُلدرميّ ورِجله وكُحِّل الشجاع همام فمات بعد يوم، ومات الدلدرميّ بعد ثلاثٍ، وكُحِّل مَنْدُوة الجنديّ الكرديّ وليس له ذنْبٌ إلا قيامة فِي خدمة قبجق.(15/911)
636 - شمس الدِّين ابن الصّائغ، الأنصاري، الدمشقي، الكاتب، عبد الله ابن الشَّيْخ عماد الدِّين عبد العزيز. [المتوفى: 699 هـ]
كان أشقر، سمينًا، رئيسًا، يخدم فِي ديوان الخاصّ. وله عقل ومروءة وفيه محافظة على الصّلوات وديانة وسمع من ابن عَبْد الدّائم وابن أَبِي اليُسر. وما حدّث.
قال أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ: حَدَّثني ثقة رآه فِي النّوم فسأله: ماذا لقيت؟ قال: كلّ خَيّر.
مات كهلًا.(15/912)
637 - شهاب الدِّين، إمام مغارة العزيز بجبل قاسيون [المتوفى: 699 هـ]
وشيخ زاوية ابن المجاور.
شيخ حَسَن، عاقل، فاضل، من فقهاء الظاهريّة والغزالية.
غص فمات فجاءة في نصف شعبان، رحمه الله.(15/912)
638 - صَدَقة بْن عليّ بْن حُسَيْن بْن عبد العزيز بن هلالة، الشيخ المقرئ محبّ الدِّين اللَّخْميّ، الإشبيليّ، الطّبيريّ. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ عالم قرأ القراءات وروى عن إِبْرَاهِيم بْن خليل وابن البرهان. وله حلقة بجامع دمشق. وأظنّه ابن حبشيّة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة وله أربعٌ وسبعون سنة. وكان مولده بإشبيلية.(15/912)
639 - صدّيق بْن مُحَمَّد بْن صديق، الفلاح ببيت الأَبَّار. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ أمّي جاهل، بلغني أنّه يتهاون بالصّلاة، فلم أسمع منه. روى عن الإربليّ وغيره.
تُوُفّي بالمدينة بعد رواح التَّتَار.(15/912)
640 - صفية بنت عبد الرحمن بن عمرو الفراء، [المتوفى: 699 هـ]
أخت شيخنا عزَّ الدِّين.
سمعنا منهما جزءًا. رويا عن الشَّيْخ الموفَّق وكان فيها خَيّر وصلاح وهي داية بالجبل، توفيت بالجبل بعد دخول أهل الجبل إلى البلد شهيدة بالبرد والجوع عن سبْعٍ وثمانين سنة. وسماعها فِي الخامسة.
أخبرنا إسماعيل وصفية قالا: أخبرنا ابن قدامة، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد، قال: أخبرنا رزق الله، قال: أخبرنا ابن بشران، قال: أخبرنا ابن البختري، حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرنا عبد الوهاب، قال: أخبرنا طَلْحَة بْن عَمْرو، عن ابن طاوس، أنّ أَبَاهُ كان يصوم بعد الفِطْر ستّة أيّام ويقول: تعدل صيام السَّنَة، ثلاثين بعشرة أشهر وستة أيام بشهرين.(15/913)
641 - صواب الطواشي، شمس الدِّين الحبشيّ، [المتوفى: 699 هـ]
خادم القاضي شَرَف الدِّين عبد الرحمن عم قاضي القضاة نجم الدين ابن صَصْرَى.
سمع من خطيب مَرْدا وإبراهيم بْن خليل وابن البرهان وحدَّث. وكان من أبناء السّبعين فيما أحسب.
تُوُفّي فِي ثالث عَشْر جمادى الآخرة.(15/913)
642 - طَلْحَة بْن الخضِر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْعَزِيز بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ، [المتوفى: 699 هـ]
وعليّ هو القاضي الزّكي ابن المنتجب الْقُرَشِيّ، قاضي قُضاة دمشق.
وُلِدَ شمس الدِّين طَلْحَة بعد الأربعين، وسمع من مكّيّ بْن علان والصَدْر البكريّ، سمعنا منه. وتُوُفيّ في الرابع والعشرين من رجب.(15/913)
643 - الطيّار، الأمير الكبير، بدر الدِّين بكتاش. [المتوفى: 699 هـ]
من كبار الأمراء المنصورية بدمشق.
أدرَكَتْه طلائع التَّتَار بفلسطين ومعه حريمه وأصحابه، فثبت وأبلى بلاءً حسنًا وقاتل حَتَّى قُتِل وحصل له خاتمة خَير، فإنّه كان مُسرفًا على نفسه. [ص:914]
وكان من أبناء الستّين. وقد حجّ بالنّاس مرة سنة اثنتين وتسعين.(15/913)
644 - عبد الله ابن العز أَحْمَد ابْن العماد عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي، تقيّ الدِّين المَقْدِسيّ، الحنبليّ، النّقيب. [المتوفى: 699 هـ]
وُلّي نقابة القاضي الحنبليّ بعد التَّتَار وقبل موته بشهر، وحدث عن إِبْرَاهِيم بْن خليل وغيره، وعاش ثمانيًا وأربعين سنة وسمع من جَدّه وأخي جده محمد، وكان مليح الخط نسخ الكثير وتَفَقَّه، ومات فِي ثاني عَشْر شعبان.(15/914)
645 - عَبْد اللَّه ابْن الفقيه عَبْد الولي بْن جُبَارة بْن عَبْد الوليّ،، الإِمَام تقيُّ الدِّين عَبْد اللَّه المَقْدِسيّ، الحنبلي، الصّالحيّ. [المتوفى: 699 هـ]
إمام، مُفْتٍ، مدرّس، صالح، عارف بالمذهب، متبحّر فِي الفرائض والْجَبْر والمقابلة، كبير السّنّ.
تُوُفّي فِي العشر الأوسط من ربيع الآخر بالجبل، رحمه اللَّه.(15/914)
646 - عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن سوندك بْن كيار، الفقيه، الأديب، كمال الدين الكركي. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ فاضل، أديب، لُغَويّ، من نُقباء السُّبْع، سمع الكثير مع الشَّيْخ عليّ المَوْصِليّ. وله أسمعة قديمة وروى " نسخة أبي مسهر "، عن ابن خليل. وأوّل سماعه سنة تسعٍ وأربعين.
تُوُفّي فِي رجب بالمارستان.(15/914)
• - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، الشَّيْخ أبو مُحَمَّد المُرْجانيّ. [المتوفى: 699 هـ]
مشهور بكُنْيته، سيأتي إن شاء اللَّه.(15/914)
647 - عَبْد الحميد بْن رضوان بْن إِسْمَاعِيل، جمال الدِّين العامريّ. المعروف بالبسطيّ. [المتوفى: 699 هـ]
سمع من عتيق السّلمانيّ حديث ابن راهويه. ولم يحدث، ومات في جمادى الأولى ودُفِن بالبلد بداره.(15/914)
648 - عَبْد الدّائم بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن ربح، الشَّيْخ الصّالح، أبو أحمد المحجي، الصالحي، القباني. [المتوفى: 699 هـ][ص:915]
رَجُل جيّد، متواضع، سمع: ابن الزَّبِيديّ وابن اللتي وابن المقير والإربلي والعلم ابن الصّابونيّ وجعفرًا الهمْدانيّ وجماعة. حدُّث عَنْهُ ابن الخبّاز فِي " معجمه " سنة اثنتين وستّين. وعاش إلى هذا الوقت وسمعنا منه. وكان وزّانًا بسوق الجبل.
تُوُفّي فِي تاسع جُمَادَى الأولى بالجبل.(15/914)
649 - عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد اللَّه ابن الشَّيْخ أبي الْحَسَن عليّ بْن الْحُسَيْن ابن المُقَيَّر، المقرئ، الزَّاهد، المجاهد، أبو جَعْفَر البغداديّ، الملقّن على باب الغزاليّة، الخيّاط. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ سنة تسعٍ وعشرين وستّمائة. وسمع من أبي جَعْفَر ابن السّيديّ وإبراهيم بْن الخيّر وابن قُمَيْرة وابن المَنّي وغيرهم ببغداد. وأجاز له جَدّه وأبو المنجى ابن اللَّتّيّ والنّاصح ابن الحنبليّ ومُكَرَّم وجماعة. وروى الكثير. وكان ملازمًا للسّماع مع الشَّيْخ عليّ، وكان شيخًا صالحًا، خشن العيش، حريصًا على تسميع صبيان حلقته، فكان يحصّل لهم القرآن والحديث.
خرج فِي الجيش وحضر المَصَافّ واستشهد فِي ربيع الأوّل عن سبعين سنة.(15/915)
650 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن صَوْمع، أبو محمد الديرقانوني، ثُمَّ الصّالحيّ، [المتوفى: 699 هـ]
سِبْط الزين ابن عَبْد الدّائم.
رَجُل صالح، خَيّر، شهيد، روى عن ابن اللَّتّيّ وجعفر الهمْدانيّ والضياء المقدسي وسمع منه الجماعة. ووجدنا له بعد موته حضورا في " البخاري ". ضربت عنقه بالصالحية ولم يتفق دفنه لشدة البلاء. وكان صائما من أيام. وكان قد جاوز السبعين.(15/915)
651 - عبد الرحمن بن محمد بن علي، المؤرخ المحدث أبو زيد الأنصاري، الأسيدي، القيرواني، المعمر، [المتوفى: 699 هـ]
صاحب " تاريخ القيروان ".
وُلِدَ بها سنة خمسٍ وستّمائة فِي ذي الحجّة، وأخذ عن عَبْد الرحيم بْن طَلْحَة وعبد السّلام بْن عَبْد الغالب الصُّوفيّ وطائفة. وأجاز له ابن رواج [ص:916]
وابن الجميزي وسبط السلفي وجماعة وخرج أربعين تساعيّات بالإجازة، سمع منه مُحَمَّد بْن جَابِر الوادياشيّ. ومن خطّه نقلت ترجمته.
مات ببلده فِي نصف ربيع الآخر سنة تسعٍ وتسعين.(15/915)
652 - عبد الرحيم ابن الوزير صفيّ الدِّين إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مرزوق، العسقلاني، التّاجر، السّفّار. [المتوفى: 699 هـ]
سمع من كريمة والسّخاويّ وجماعة وأجاز للبرزاليّ.
تُوُفّي بمقدشوة.(15/916)
653 - عَبْد الرحيم بْن عُمَر بْن عثمان، الإِمَام، المفتي، الزّاهد، جمال الدِّين، أبو مُحَمَّد الباجُرْبَقي، المَوْصِليّ، الشّافعيّ. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ فقيه، محقّق، نقّال، طويل، مَهيب، ساكن، كثير الصّلاة، ملازم للجامع والإشغال، له حلقة تحت النَّسْر إلى جانب البرّادة وكان لازمًا لشأنه حافظَا للسانه منقبضًا عن النّاس على طريقة واحدة، وقد أشغل بالموصل وأفاد. ثُمَّ قَدِمَ دمشق فِي سنة سبْعٍ وسبعين بأولاده، فخطب بجامع دمشق نيابة ودرّس بالغزاليّة نيابةً وولي تدريس الفتحيّة وحدَّث " بجامع الأصول " لابن الأثير عن واحدٍ عن المصنّف. وله نظْمٌ ونثْر وسَجَع ووعظ. قد نَظَم كتاب " التّعجيز " وعمله برموز وهو والد الشيخ المشهور محمد ابن الباجُرْبَقي الَّذِي حكم المالكيّ بقتله لزندقته وضلاله.
تُوُفّي الشَّيْخ جمال الدِّين فِي خامس شوّال وصلّينا عليه عَقِيب الجمعة رحمه اللَّه وقد وُلّي قضاء غزّة سنة تسعٍ وسبعين.(15/916)
654 - عبد العزيز ابن فخر الدين عبد الرحمن ابن الشَّيْخ مخلص الدِّين عَبْد الواحد بْن عَبْد الرحمن ابن الشَّيْخ أبي المكارم بْن هلال، الأَزْدِيّ، العَدْل، الجليل، شَرَف الدِّين. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ سنة ستٍّ وثلاثين وروى عن جَدّه وعن السَّخاويّ وابن أبي جعفر وجماعة وشهد على القضاة وتكلم في القيم. [ص:917]
توفي في شعبان.(15/916)
655 - عبد العزيز بن محمد بْن عَبْد الحق بْن خَلَف بْن عبد الحق، العدل الإمام الفقيه، أبو محمد الدمشقي، الشافعي، الشروطي. [المتوفى: 699 هـ]
ولد سنة خمس وعشرين في شعبان. وسمع من ابن الزَّبِيديّ وابن اللَّتّيّ وأبي صادق بْن صبّاح والإربِليّ وجعفر الهمْدانيّ وجماعة، وأجاز له جماعة من بغداد. وتَفَقَّه وشارك فِي العلوم والفضائل وتميّز ودرّس بالمدرسة الأسَديّة. وكان من كبار عُدول القُضاة وأخبرهم وأحسنهم كتابةً.
سمع منه الجماعة وَتُوُفّي فِي الحادي والعشرين من جُمَادَى الآخرة بالمدرسة النّاصريّة.(15/917)
656 - عبد العزيز بْن يحيى بْن عليّ بْن أبي بَكْر، عزَّ الدِّين الشاطبيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، المقرئ، [المتوفى: 699 هـ]
نقيب الغزَاليَّة والسُبْع.
وُلِدَ سنة خمسٍ وأربعين وحضر على ابن مَسْلَمَة والرشيد العراقي وجماعة، وسمع من خطيب مردا واليلداني وفرج الحبشيّ، وكتب فِي الإجازات ولم يحدّث.
تُوُفّي فِي صَفَر.(15/917)
657 - عبد العزيز ابْن قاضي القُضاة محيي الدِّين يحيى ابْن قاضي القُضاة محيي الدين محمد ابن الزّكيّ، القاضي الرئيس، عزَّ الدِّين، أبو مُحَمَّد الْقُرَشِيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، [المتوفى: 699 هـ]
مدرّس العزيزيّة والتَّقَويّة. وأحد من وُلّي نظر الجامع غير مرّة.
كان صدرًا، رئيسًا، محتشمًا، مليح الشكل. درّس وأفتى وتصدَّر فِي المجالس وعُيِّن للقضاء. قرأ عليه البِرْزاليّ " نسخة أبي مُسِهر "، بروايته حضورًا عن إِبْرَاهِيم بْن خليل.
مولده فِي العشرين من رمضان سنة أربعٍ وخمسين وتُوُفيّ فِي حادي عَشْر ذي الحجّة ودُفِن بتُربتهم بالجبل.(15/917)
658 - عَبْد اللّطيف بْن عبد العزيز ابْن الشَّيْخ مجد الدِّين عَبْد السّلام بْن عَبْد اللَّه، ابن تيميّة، الخطيب، العَدْل، نجم الدِّين الحَرَّانيّ، الحنبليّ. [المتوفى: 699 هـ]
روى عن جَدّه وعن عِيسَى بْن سلامة وابن عَبْد الدّائم وخطب بحرّان [ص:918]
سنوات. وكان خيِّرًا، عدْلًا، مشكورًا، متحرّزًا.
تُوُفّي في رمضان عن إحدى وستِّين سنة. وكان أشقر، طويلًا، لم يِشنه شَيْب. ودُفِن بمقابر الصُّوفيّة إلى جانب عمّه الإمام شهاب الدِّين ابن تيميّة.(15/917)
659 - عَبْد المؤمن بْن حَسَن، الأجلّ، أمين الدِّين، النّصيبيّ، التّاجر بسوق عليّ. [المتوفى: 699 هـ]
عدْلٌ، خَيّر، ملازم لمجالس الذِكْر. سمع أولاده كثيرًا فِي حدود السبعين وسمع معهم، كتب عَنْهُ الدّمياطيّ مع جلالته فِي كتاب " العِقْد المثّمن ".
تُوُفّي فِي صَفَر.(15/918)
660 - عَبْد الوهّاب الأسود، ابن الشَّيْخ زين الدِّين عُمَر الوكيل، [المتوفى: 699 هـ]
أخو الشَّيْخ صدر الدِّين، وأُمّه حبشيّة.
تفقَّه وحفظ وحضر المدارس، ثُمَّ تَمَفْقَر وتجرَّد وحجَّ وجَرَد العالم.
تُوُفّي شابًّا فِي صَفَر ودُفن عند أبيه.(15/918)
661 - عَبْد الولي بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن أبي الغنائم، عماد الدِّين ابن السماقيّ، الطّحّان، الصّالحيّ. [المتوفى: 699 هـ]
خَيّر، ديِّن، له بِرٌّ وصدقة، روى لنا عن ابن اللَّتّيّ. ومات فِي وسط الشّدّة فدفُن ببستان القطّ داخل دمشق.(15/918)
662 - عَبْد الولي بْن أَحْمَد بْن مشهور، الشَّيْخ الصالح، [المتوفى: 699 هـ]
إمام مسجد حُميص.
روى عن ابن عَبْد الدّائم، سمع منه عَلَمُ الدِّين وتُوُفيّ يوم الأضحى.(15/918)
663 - عُبَيْد اللَّه ابْن الجمّال أَبِي حمزة أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدامة، المَقْدِسيّ، جمال الدين أبو مُحَمَّد العلاف، [المتوفى: 699 هـ]
عمّ قاضي القُضاة تقي الدِّين سُلَيْمَان.
وُلِدَ فِي حدود الثلاثين وسمع من جَعْفَر وكريمة والضياء.
أخذ عَنْهُ الجماعة. وكان ديّنًا، متواضعًا، يتسبّب لعياله. وكان قد دخل البلد، ثُمَّ بادر [ص:919]
بالخروج عند رحيل العدوّ، فأدركه أجَلُه فِي ثاني جمادى الآخرة. سمعت منه خمسة أحاديث.(15/918)
664 - العز ابن صَدَقة، الكاتب. وهو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن إِسْمَاعِيل الحَرَّانيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ. [المتوفى: 699 هـ]
رئيس متميّز، متموّل، يخدم فِي الجهات، روى عن مكّيّ بْن علان وابن مسْلَمة ومات في جمادى الآخرة عن خمسٍ وستِّين سنة.(15/919)
665 - عليّ بْن إِبْرَاهِيم ابْن الخطيب يحيى بْن عَبْد الرّزّاق بْن يحيى، العَدْل، المُسِند، مؤيّد الدِّين أبو الْحَسَن الزَّبِيديّ، المَقْدِسيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، [المتوفى: 699 هـ]
ابن خطيب عَقْرَبا.
وُلِدَ فِي رجب سنة إحدى وعشرين وستمائة. وسمع من جده والناصح ابن الحنبليّ وابن غسّان والإربِليّ وابن اللَّتّيّ والقاضي ابن الشّيرازيّ وسالم بْن صَصْرَى ومحمد بْن نصر الْقُرَشِيّ، وحجّ فسمع بالمدينة النّبويّة من النجم ابن سلام، وكان رجلًا دَيِّنًا متودّدًا متواضعًا. وُلّي مخزن الأيتام وناب فِي نظر الجامع وغير ذَلِكَ وشهد على القُضاة.
تُوُفّي فِي منتصف رجب.(15/919)
666 - عليّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الدّائم بْن نعمة بْن أَحْمَد، الشَّيْخ أبو الْحَسَن المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، قيّم جامع الجبل. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ صالح، عابد، كثير التّلاوة. انقطع وأصابه زمانة وكان لا يبرح المصحف بين يديه، فقيل: إنّه يتلو كلّ يوم ختمة. وابتُلي قبل الموت بالتتار وعذبوه وحموا له سِيخًا ووضعوه على فَرْجه ومات شهيدًا فِي العذاب، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عن نحو ثمانين سنة أو أزيد.
سمع من البهاء عَبْد الرَّحْمَن وابن صبّاح والزَّبِيديّ وابن غسّان ومكرم والإربلي وأبي موسى ابن الحافظ وجماعة بدمشق، ولزِم جعفرًا الهمْدانيّ ونسخ عَنْهُ أجزاء بخطٍّ وحش. ورحل إلى بغداد وسمع من الكاشْغَريّ وجماعة وجوّد القرآن بواسط. ثم رجع وسكن بعلبك في خدمة الشَّيْخ الفقيه وأجاز له ابن راجح ومسمار ابن العُوَيْس وجماعة. وتفرَّد [ص:920]
برواية أجزاء، فمن ذَلِكَ الرابع من " حديث ابن البختري "، تفرد به عن الكاشغري و " جزء الدّقيقيّ ".(15/919)
667 - عليّ ابْن الصّدر بهاء الدِّين بْن عَبْد اللَّه بْن محبوب، البَعْلَبَكيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، المولى علاء الدِّين الكاتب. [المتوفى: 699 هـ]
إنسان عاقل، ديّن، خبير بالكتابة، حَسَن المشاركة فِي العلم. خدم فِي ديوان ابن أتابك وغيره. وكانت أمّه حبشيّة.
تُوُفّي فِي الثالث والعشرين من رمضان وقد قارب الخمسين.(15/920)
668 - عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن عَبْدُوس، الشَّيْخ أبو الْحَسَن ابن الحلاوي الحَرَّانيّ، الزَّاهد، الصُّوفيّ، [المتوفى: 699 هـ]
خال شيخنا ابن تيميّة.
روى عن عِيسَى الخيّاط. وصحِب المشايخ وتجرّد وسافر ولقي الكبار وحفظ عَنْهُمْ كثيرًا من أخبار الصّوفيّة وآدابهم. وأنفق ماله فِي وجوه الخير واختلّ عقله مرّةً من الذِكْر والعبادة وعولج ثُمَّ تماثل وكان مقيمًا بالخانكاه الأسَديّة.
تُوُفّي إلى رحمة اللَّه فِي سادس عَشْر رمضان، روى عَنْهُ البِرْزاليّ.(15/920)
669 - عليّ ابنُ الشيخُ شمس الدِّين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي. [المتوفى: 699 هـ]
شاب حسن وفقيه متقن، حسن الديانة والتواضع، مطرح التكلف، مقتصد فِي لباسه وأموره. درّس بحلقة الحنابلة بجامع دمشق وبمدرسة جَدّه أبي عُمَر. وأمّ مدّةً بالجامع المظفَّريّ وأصيب مع النّاس بحريمه وماله وتوجّه إلى الشرق فِي تخليص أهله هو وجماعة من المقادسة وغيرهم، فخرجت عليهم فرقة من التَّتَار فقتلتهم فِي سادس عَشْر ذي القعدة بديار بَكْر.(15/920)
670 - عليّ بْن مطر بْن ربْح بْن حُميد، أَبُو الْحَسَن المحجّيّ، الصّالحيّ، الفاميّ، البقّال. [المتوفى: 699 هـ]
فقير ديّن متواضع متعفِّف مبارك خاشع، روى عن ابن الزَّبِيديّ، [ص:921]
وابن اللَّتّيّ والإربليّ. سمعنا منه. وقد حدُّث بعد الستين. وهو عم عبد الدائم القباني وأصغر منه.
قُتِل شهيدا بعد الشّدائد بالصّالحيّة عن أربعٍ وسبعين سنة.(15/920)
671 - عماد الدِّين ابن النّشّابيّ، الأمير والي دمشق واسمه حَسَن بن علي بن محمد. [المتوفى: 699 هـ]
تعلم الصياغة، ثم خدم جنْديًّا وتقلّبت به الأحوال وولي ولايات بالبرّ، ثُمَّ وُلّي ولاية دمشق مدّةً، ثُمَّ وُلّي ولاية البرّ. ثُمَّ أعطي الطّبل خاناه. وكان شاطرا، كافيًا، ناهضًا فِي ولايته، له خبرة بالأمور ومعرفة بسياسة البلد. وكان من أبناء الخمسين أو أقلّ.
تُوُفّي بالبقاع وحُمِل فدفُن بسفح قاسيون بتُربة مليحة فِي شوّال.(15/921)
672 - عماد الدِّين ابْن الأثير، هُوَ إِسْمَاعِيل ابْن الصّدر تاج الدِّين أَحْمَد بْن سَعِيد ابْن الأثير الحَلَبِيّ الكاتب. [المتوفى: 699 هـ]
وُلّي كتابة الدّرْج بعد والده بالدّيار المصريّة مُدّة، ثُمَّ تركها دِينًا وتورُّعًا وله خُطَبٌ مدوَّنة. وهو الذي علّق " شرح العُمدة " عن الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن دقيق العيد.
عُدِم فِي الوقْعة.(15/921)
673 - عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن حُسَيْن بْن سلامة بْن الْحُسَيْن، الإِمَام، الأديب، المُسنِد، المعمّر، جمال الدِّين، أبو حفص الأنصاري، العقيمي، الرسعني. [المتوفى: 699 هـ]
ولد برأس عين سنة ستٍّ وستّمائة. وذكر لنا أنّ الكِنْديّ أجاز له وأن الاستدعاء كان بخطّ الشَّيْخ الموفَّق، رحمه اللَّه. وأنّ الإجازة ذهبت منه أيّام هولاكو، فسمعنا عليه بها وسمع من المجد القزوينيّ وأبي الْحَسَن بْن رُوزبة وأبي القاسم بن رواحة. ثم قدم دمشق في شبيبته واشتغل وسمع من أبي عبد الله ابن الزَّبِيديّ وعبد السّلام بْن أبي عُصْرُون ومحمود بْن قرقين والضّياء الحافظ، وتنزّل بالمدرسة الشاميّة، إذ مدرّسها القاضي شمسُ الدِّين [ص:922]
أبو نصر ابن الشّيرازيّ. وقرأ العربيّة وبرع فِي الشِعْر والتّرسُّل. وكان يُذكر فِي الأيام الناصريّة ويُعدّ من الشعراء. وقد كتب عَنْهُ الصّاحب كَمَال الدِّين ابن العديم برأس عين. وبقي إلى هذا الوقت وتنقّل فِي الخدم. وكان موصوفًا بالدين والأمانة والصّيانة والعدالة وله حُرمة ومخالطة للعلماء.
قال الشَّيْخ كمال الدِّين ابن الزَّمْلكانيّ عَنْهُ انتهت إليه مشيخة الشعر وفنونه. وتنقّل فِي الخدم السّلطانيّة.
قلت: وروى عَنْهُ الدّمياطيّ فِي " معجمه ":
يا راكبًا نحو الغُوير مغورا
فذكر أبياتًا.
وروى عَنْهُ ابن الخبّاز وابن الصَّيْرَفيّ والمقاتلي وطائفة ومن شعره:
أغُصن النّقا أين القدود الموايس ... وأين الظّباء النّافرات الأوانس
لقد درست أطلالهن وهل تُرَى ... يهيج الشّجا إلا الطّلول الدوارس
وعندي دواع جمّة لفراقهم ... على أنّني من ذَلِكَ الوصل آيس
مهاة كناس فارقته فما لها ... شبيه سوى ما مثّلته الكنائس
بجفني على آثارهم مطلقٌ دمي ... ودمعي وقلبي للصّبابة حابس
أبى بيننا إلا جماحًا وقسوة ... تذوب لمرماها نفوس نفائس
تُوُفّي الأديب جمال الدِّين ابن العقيميّ - وعقيمة قرية كبيرة مقابلة سَنْجَار - فِي السابع والعشرين من شوّال وقد جاوز ثلاثًا وتسعين سنة.(15/921)
674 - عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الدّائم بْن نعمة، الحاجّ الصّالح، أبو حفص الفاميّ، المعروف باللاويّ، ابْن الشَّيْخ زين الدِّين المَقْدِسيّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ فِي حدود سنة خمسٍ وعشرين وحضر على أبي موسى ابن الحافظ عَبْد الغني فِي سنة ثمانٍ وسمع من ابن الزبيدي وابن صباح والناصح ابن الحنبليّ وجعفر الهمْدانيّ والفخر الإربِليّ وجماعة.
عذّبه التَّتَار أشدّ عذاب، ثُمَّ حُمِل إلى البلد وهو فِي حال نحسة، قد وقع أجره على الله. ورزئ في الأهل والمال فتعلل، وتوفي بدرب القلى فِي جُمَادَى الأولى ودُفِن بالكشك من أجل التتار.(15/922)
675 - عُمَر بْن حَسَن بْن جبريل، العَدْل زين الدِّين الحَمَويّ، الشاهد، [المتوفى: 699 هـ]
نقيب قاضي القُضاة بدر الدِّين ابن جماعة.
تُوُفّي فِي سلْخ شعبان كهلًا.(15/923)
676 - عُمَر بْن مُحَمَّد، الشَّيْخ نور الدِّين الهمذاني، المُرجانيّ، التّاجر [المتوفى: 699 هـ]
والد المولى الرئيس شهاب الدِّين ابن المرجانيّ الدّمشقيّ.
تُوُفّي فِي مُسْتَهَلّ المُحَرَّم وشيّعه قاضي القُضاة والأكابر لمكان ولده وكان قد جاوز السبعين.(15/923)
677 - عُمَر بْن ناصر بْن نصّار، الجمال العُرضيّ الشاعر الكاتب. [المتوفى: 699 هـ]
تُوُفّي فِي رمضان.(15/923)
678 - عُمَر بْن يحيى بْن أبي بَكْر بْن طرخان، أبو حفص البَعْلَبَكيّ، الدّلال. ويُعرف بابن المَعَرّيّ. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ خضيب عامّيّ ليس بعدل، وسماعه صحيح من الإربِليّ وابن رواحة، سمع منه البرزاليّ والنّابلسيّ وأنا على سبيل التكاثر والشَّرَه.
ومات فِي أيّام التَّتَار ودُفِن بداخل بعلبك وهو في عَشْر الثمانين.(15/923)
679 - عِيسَى بْن أَحْمَد بْن طَالِب، عَلَمُ الدِّين الخشّاب، الدّمشقيّ. [المتوفى: 699 هـ]
قال البِرْزاليّ: تُوُفّي فِي العشرين من شوّال ودُفِن بباب الصّغير، روى لنا عن المُرسيّ والبكْريّ.(15/923)
680 - عِيسَى بْن أَحْمَد بْن عليّ، الشرف ابن النّحّاس الحَلَبِيّ، ثُمَّ الصّالحيّ. [المتوفى: 699 هـ]
روى عن ابن اللَّتّيّ. وكان ضعيف العقل، لم أسمع منه. وكان رجلًا جيّدًا. قتلته التَّتَار بالصّالحية. وكان يركب فرسًا ويتعانى الْجُنْديّة فيضحك منه الصّبيان.(15/923)
681 - عِيسَى بْن بركة بْن والي، الرجل الصّالح، أبو مُحَمَّد السُّلَميّ المَفْعَليّ، ثُمَّ الصّالحيّ الحنبليّ المقرئ المؤدِّب، ويقال له: تُبّع. [المتوفى: 699 هـ][ص:924]
رَجُل خَيّر، صالح، كثير التّلاوة، خشن العَيش، يعلّم الصّغار ويكابد العِيال ويُكثِر حمْدَ اللَّه على كلّ حال. وُلِدَ بجبل بني هلال فِي حدود العشرين وستّمائة. وقدِم الصّالحيّة وتلَقّن وسمع من ابن اللَّتّيّ والضّياء وعبد الحقّ والرضي عَبْد الرَّحْمَن. سمع منه الجماعة وحدَّث قديمًا.
وجد ميتًا فِي بيتٍ من بيوت المدرسة بالجبل، فقيل: إنّه عُذِّب بالرمي فِي الماء وكانت أيامًا شديدة البرد، فمات من ذَلِكَ ومن العُري والجوع، رحمة اللَّه عليه.(15/923)
682 - الغرزيّ، هُوَ الأمير الكبير سيف الدِّين بكتوت الغرزيّ، العزيزيّ النّاصريّ. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ مليح الشكل، نضر الوجه، أبيض الشيبة من أهل الدِّين والجهاد وحضور الجماعات وله همّة على كِبَر السِّنّ، سمع هُوَ وأولاده من النّجيب عَبْد اللّطيف. وكان حاجب الشام.
توفي في خامس ربيع الأول ودفن بسفح قاسيون.(15/924)
683 - فَاطِمَة بِنْت الإِمَام أبي العَبَّاس أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه. [المتوفى: 699 هـ]
رَوَت عن إِبْرَاهِيم بْن خليل وأجاز لها السِّبْط، سمع منها البِرْزاليّ وجماعة وتُوُفّيَتْ فِي رجب.(15/924)
684 - فَاطِمَة بِنْت عَبْد اللَّه ابْن الرِّضَى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْجَبَّار، أمّ مُحَمَّد [المتوفى: 699 هـ]
أخت زينب.
سَمِعت من كريمة والضّياء واليَلْدانيّ ووُجد لها حضور فِي سنة ثمانٍ وثلاثين. وهي زوجة الشهاب ابن أبي راجح.
تُوُفّيَتْ فِي شعبان.(15/924)
685 - فَاطِمَة بِنْت الصدر المرتضى مجد الدِّين، أَبِي الفتح نصر اللَّه بْن أحمد بن رسلان بن فتيان ابن البعلبكي [المتوفى: 699 هـ]
والدة القاضي شهاب الدين أحمد ابن الشَّرَف حَسَن ابن الحافظ.
وكانت من نساء الدّير، ذات عبادة وصلاح وخُتم لها بخير. وابتُليت بالتتار وأسروا أحِبّاءها وأقاربها، فصبرت واحتسبت وأقبلت على الذِكْر والتّسبيح تلك الأيام. [ص:925]
قال عَلَمُ الدِّين: روَت لنا بالإجازة عن محمود بْن مَنْدَه ومحمد بْن عَبْد الواحد المدينيّ. وتوفيت في سادس ذي القعدة.(15/924)
686 - فتح الدين ابن الزملكاني، هو العدل الفقيه المؤرخ أبو العباس أحمد بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم بْن خلف الأنصاري السِّماكيُّ الشافعي. [المتوفى: 699 هـ]
والد الشيخ شرف الدين ونظام الدين وعلاء الدين. وعم شيخنا الإمام كمال الدين.
ولد سنة خمس وأربعين وستمائة وروى عن خطيب مَرْدا والصّدر البكْريّ واليَلْدانيّ وجماعة وشرع فِي تاريخ كبير على نمط " تاريخ القاضي شمس الدِّين ابن خِلِّكان " ولو كمّل لجاء فِي ثلاثين مجلدًا. وعمل فِيهِ إلى حرف الجيم، فِي نحو ثلاثة مجلّدات.
تُوُفّي فِي ثالث عَشْر صَفَر.(15/925)
687 - فخر الدِّين ابْن الشَّيْرجيّ، هُوَ الرئيس الصّاحب، أبو الفَضْل سليمان ابن الشيخ عماد الدين بن محمد ابن شرف الدين أحمد ابن الشَّيْخ فخر الدِّين مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب ابْن الشَّيْرجيّ، الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ. [المتوفى: 699 هـ]
سمع من الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن الصّلاح والشرف المُرسي. ولم يحدث وتعاني الكتابة وولي نظر الدّيوان الكبير. وكان من أكابر البلد ورؤسائها الموصوفين بالكرم والحِشْمة والسُّؤدُد والإحسان. وكان فِيهِ عقل وتواضع وسكينة.
ولمّا استولى التَّتَار على البلد ألزموه بوزارتهم والسّعي فِي تحصيل الأموال، فدخل فِي ذلك مكرهًا أو مختارًا، فكان قليل الأذية، حَسَن الطَّويّة. فَلَمّا قلعهم اللَّه تعالى تمرَّض ومات فِي التّاسع والعشرين من رجب وهو فِي عَشْر السّبعين ومشى الأعيان فِي جنازته إلى باب البريد فجاء مرسوم من أرجواش بردهم ونهاهم عن حضور الجنازة وضربوا النّاس. فَلَمّا وصلت الجنازة إلى جهة القلعة أُذِن لولده شَرَف الدِّين فِي اتّباعها.(15/925)
688 - الفلك ابْن الفاخر، هُوَ الشَّيْخ المعمَّر عليّ بْن مُحَمَّد بْن أبي المفاخر العَلوي، الحسينيّ الواسطيّ الصُّوفيّ. [المتوفى: 699 هـ][ص:926]
ولد في جمادى الآخرة سنة ستمائة وخدم جنْديًا مع الأمير باتكين بالبصرة وبإربل. وقدِم دمشق سنة ثلاثٍ وأربعين وصار تاجرًا، ثُمَّ عاد إلى العراق وحج وجاور، ثُمَّ في الآخر قَدِمَ دمشق ونزل بالخانكاه الأندلسية وكان الكِبَر ظاهرًا عليه والهَرَم. وكان يمكنه السّماع ببلده من أبي الفتح المندائيّ. ولو تهيّأ ذَلِكَ لصار مُسْنَد الوقت.
تُوُفّي فِي أوائل ربيع الآخر ودُفِن بخان ابن المقدم.(15/925)
689 - القشْتَمُريّ، الأمير الكبير سيف الدِّين بلَبَان. [المتوفى: 699 هـ]
من أمراء دمشق.
تُوُفّي بداره بدرب الرَّيْحان فِي المُحَرَّم.(15/926)
690 - القُمّيّ الشريف. [المتوفى: 699 هـ]
إنسان أعجميّ، مليح الشكل، حَسَن البِزّة، يحضر المدارس ويناظر، وله فضيلة وتحصيل ومادّة كلاميّة، وفيه رفْض وقِلّة دين، فقام مع التَّتَار وداخلهم، وآذى المسلمين ورافع الأعيان وشفى غيظه من أهل السُّنة. ثُمَّ اغترّ وقعد، فقبض عليه أرجواش، ثُمَّ سُمِّر هو وابن العوني البرددار وابن خطليشي.
واسم القُمِّيّ: شمس الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن أحمد ابن المرتضى العلوي. كان يلبس بقيارًا.(15/926)
691 - كُرْت ويقال: كُرْد، الأمير سيف الدِّين المَنْصُورِيّ، نائب طرابُلُس. [المتوفى: 699 هـ]
أمير فارس شجاع من الأبطال المذكورين وفيه دين وخير. وله معروف وصدقة واعتناء بأهل الحرمين. وله رباط بالقدس ومحاسن. وكان مملوكًا للأمير ضياء الدِّين ابن الخطير، ثُمَّ جعله السّلطان حسام الدِّين لاجين حاجبًا وقد أبلى بلاء حسنًا يوم الوقعة وقتل جماعة من التَّتَار، ثُمَّ حمل وخاض فيهم، فاستشهد رحمه اللَّه.(15/926)
692 - الكمال. [المتوفى: 699 هـ]
من أعيان مُقرئي الجنائز. وكان مؤذّنًا بالجامع، اسمه أَحْمَد بْن خَلَف، وتُوُفيّ فِي ذي الحجّة كهلًا وكان فِيهِ عقل ودين.(15/926)
693 - ليشة بِنْت مفاخر بْن تمام بْن عَبْد الرحمن بن حمزة ابن البُنّ الأسَديّ، أمّ أَحْمَد، [المتوفى: 699 هـ]
من أهل حموريّة.
ربيت يتيمة عند الرشيد ابن مَسْلَمَة وسمعت منه. أخذ عَنْهَا الفَرَضيّ والبِرْزاليّ وجماعة ولم أسمع منها.
تُوُفّيَتْ أيّام التَّتَار بالبلد ودفنت إلى جانب السور.(15/927)
694 - مالك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد الرحمن، أبو الحكم ابن المرحّل، الأديب شاعر المغرب. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ بمالقة سنة أربعٍ وستّمائة وله اليد البيضاء فِي النِّظْم والنَّثْر أخذ عن الشُلُوبّين وابن الدّبّاج وعدّة. روى لنا عَنْهُ أبو القَاسِم بْن عِمْرَانَ ومحمد بْن أَحْمَد القَيْسيّ وغيرهما واستوطن سبْتَة وبها مات فِي سنة تسعٍ وتسعين.
ومن شعره:
يا أيها الشيخ الذي عمره ... قد زاد عَشْرًا بعد سبعينا
سَكِرتَ من أكؤسِ خمر الصّبا ... فحدَّكَ الدهرُ ثمانينا
وليته زادَكَ من بعد ذا ... لأجل تخليطكَ عشرينا
ورأيت له قصيدةً أزْيد من ألفي بيت، قد نظم فيها " التّيسير " فِي وزن الشاطبية ورَوِيَها بلا رمزٍ.
وله:
مذْهبي تقبيلُ خدّ مُذْهبِ سيّدي ... ماذا ترى في مَذْهبي
لا يخالف مالكًا فِي رأيه ... فعليه جلّ أهل المغربِ
وعندي مقطّعات من شِعره سوى هذا.(15/927)
695 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نوح بْن أَحْمَد بْن زَيْدُ بْن مُحَمَّد بْن عُصْفُور، الأديب الفاضل، أبو عَبْد اللَّه الإشبيليّ. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ مطبوع، حُلْو المجالسة، دمث الأخلاق، متفنّن فِي الأدب والشعر واللّغة وله نصيب من عَلَمُ القرآن والأثر والبلاغة والحساب. وله يد بيضاء فِي القريض وفيه ديانة وتعفف وخير وعقل، جالستُه مرّات وكان قد أخذ عن علماء المغرب. وهو ابن أخت أبي الْحَسَن بْن عُصْفور صاحب " المقرّب ".
طلع أمينًا إلى مسرابا بالمرج فتوفي بها فِي ذي القعدة. ووُلِدَ بإشبيلية فِي [ص:928]
أول سنة إحدى وثلاثين وخرج منها فِي سنة ستٍّ وأربعين عند استيلاء الفرنج عليها، فأقام بمالقة مدّة ثُمَّ بتونس. وقدِم دمشق سنة تسعين.
كتب عَنْهُ من شِعره: عَلَمُ الدِّين والختنيّ.(15/927)
696 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد المحسن، الْحُسَيْنيّ، الغرافيّ، [المتوفى: 699 هـ]
أخو شيخنا تاج الدِّين.
رَأَيْته بمصر وكان يروي عن ابن بهروز حضورًا وسمع من أصحاب السِّلَفيّ. أخذ عَنْهُ ابن حبيب وابن سيّد النّاس.
تُوُفّي فِي صَفَر سنة تسع. قاله البِرْزاليّ وقال: كان صوفيًّا بالسّعيدية وكان رأسًا فِي الرمي وله تلامذة، سمع مجلسي السُّلَميّ وابن بالوَيْه من ابن الصّابونيّ.(15/928)
697 - مُحَمَّد بْن أَبِي حمزة أَحْمَد بْن عُمَر ابن الشّيْخ أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة، المَقْدِسيّ، السّيف أبو عَبْد اللَّه. [المتوفى: 699 هـ]
عمّ القاضي تقيُّ الدِّين وأخو الجمال عُبَيْد اللَّه.
روى أيضًا عن جَعْفَر وكريمة والضّياء، كأخيه. وماتا في سنة وكان رجلا صالحا، فقيرا، يخرج أمينا إلى الضياع ويتصيد بالحجل.
توفي في الرابع والعشرين من شوال بالجبل وقد قارب السبعين.(15/928)
698 - محمد بن أحمد بن نوال بن عثور بن علي، أبو عبد الله الرصافي، ثم الصالحي. [المتوفى: 699 هـ]
ولد ليلة عرفة سنة أربع وعشرين بالصالحية. وسمع " الصّحيح " من ابن الزَّبِيديّ وسمع من الضّياء. وكان فقيرًا يقرأ على الموتى ويوهَب الشَّيء، سمعنا منه.
توفي بالبلد ودُفِن بخان ابن المقدّم فِي قوّة الشّدّة.(15/928)
699 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صلاح، الشمس، الشروانيّ، الصوفي، [المتوفى: 699 هـ]
شيخ الخانقاه الشهابية. [ص:929]
كان عارفًا من الفلسفة بالرياضيّ والنّجوم والأرصاد والأحكام ويخبر ذَلِكَ ويقرئه ويشارك فِي غيره من العقليّات.
تُوُفّي فِي ثاني المحرم عن ستين سنة.(15/928)
700 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن نصر اللَّه، الخطيب، زين الدِّين ابن المحتسب تاج الدِّين الحَمَويّ ابن المغيزل. [المتوفى: 699 هـ]
سمع من شيخ الشيوخ شَرَف الدِّين.
ومات فِي المُحَرَّم ودُفِن عند أبيه.(15/929)
701 - محمد ابن العز أَحْمَد ابْن العماد عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن قُدامة، شَرَف الدِّين الحنبليّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلّي حسبة الصّالحيّة وسمع من المؤتمن ابن قُمَيْرة والمُرسي واليَلْدانيّ وعمّ والده مُحَمَّد بْن عَبْد الهادي وجماعة. وأجاز له ابن القَبّيْطي والكاشْغَريّ وابن رواج وجماعة.
وُلِدَ فِي ربيع الأوّل سنة أربعين وستّمائة وحدَّث. وقدِم من مصر إلى صفد وقد حصل شيئًا. ومن عزْمه العَوْد إلى لقاء العسكر، فعُدِم ولم يظهر أثره، رحمه اللَّه.(15/929)
702 - مُحَمَّد بْن آدم، شمس الدِّين الدَّرْبَنْديّ، الصُّوفيّ، الشاهد. [المتوفى: 699 هـ]
تُوُفّي فِي جمادى الآخرة. وكان فقيهًا بالمدارس.(15/929)
703 - محمد ابن الحُسام، النّاصريّ. [المتوفى: 699 هـ]
كان مُلازمًا لأولاد الناصر صاحب الكَرَك وكان جنْديًا، فاضلًا، أديبًا، ذكر أنّه سمع من ابن اللَّتّيّ.
مات فِي آخر شوّال.(15/929)
704 - مُحَمَّد بْن درباس بْن باساك بْن درباس، ناصر الدِّين الجاكي، الكرديّ، الجنديّ، الحنبليّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ بالرُّها سنة سبْعٍ وعشرين وستّمائة وسمع من عيسى الخياط ومجد الدين ابن تيمية بحران؛ ومن الرشيد العَطَّار بمصر ومن الضياء صقر بحلب ومن جماعة وكان صالحًا فاضلًا. وكان من أعيان الْجُنْد، فقُطِع خُبزه من القاهرة، فحجّ وقدِم دمشق وافتقر وصبر. [ص:930]
توفي في شوال.(15/929)
705 - محمد بن سعيد بن عَبْد اللَّه، الفقيه، تقيُّ الدِّين الْمَدَنِيّ، الحجازي، الأسود. [المتوفى: 699 هـ]
قارئ الحديث بالمدينة النّبويّة.
أقام بدمشق أيّام التَّتَار وتعب وآلى على نفسه أنّ لا يخرج بعدها من المدينة من المشاقّ الَّذِي قاسى وانتظر سفر الحجّاج، فلم يحجّ أحد من دمشق، فسافر إلى القاهرة، فأدركه أجَلُه بها فِي شوّال وكان فاضلًا فِي الأدب، جيّد الشِعر، من أبناء الأربعين.(15/930)
706 - مُحَمَّد بْن سلمان بْن حمائل بْن عليّ، الشَّيْخ، الإِمَام، البارع، الأديب، البليغ، ذو الفضائل، شمس الدِّين ابن غانم المَقْدِسيّ، الشّافعيّ، [المتوفى: 699 هـ]
سِبْط الشَّيْخ القُدوة الكبير غانم النّابلسيّ، رحمه اللَّه.
وُلِدَ سنة سبع عشرة وستّمائة واشتغل وحصّل وتَفَقَّه وشارك فِي الفنون، وسمع بنابلس فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين من الشَّيْخ تقيُّ الدِّين يُوسُف بْن عَبْد المنعم. وقدِم دمشق فِي حدود الأربعين وأدرك بها الأئمّة الكبار وسمع من الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن الصّلاح وتاج الدِّين ابن حمُّوَيْه وابن أبي جعفر القرطبي والرشيد ابن مَسْلَمَة وجماعة. وكان من أعيان فضلاء الوقت ومتميّزيهم، موصوفًا بالخبرة والرأي والمعرفة والتّقدّم وحُسْن المذاكرة وتحصيل الكُتُب النّفيسة وجودة الكتابة والإنشاء وغير ذَلِكَ من المعارف، وُلّي تدريس العصرونيّة وغيرها وكتب فِي ديوان الرسائل مدّة.
سمع منه البِرْزاليّ وابن سامة والمقاتلي وجماعة وسمعت منه كتاب " مجابي الدّعوة " لابن أبي الدّنيا. وهو والد المولى الأوحد علاء الدِّين، أبقاه اللَّه.
تُوُفّي يوم الجمعة سادس عَشْر شعبان ودُفِن من الغد بسفح قاسيون.(15/930)
707 - مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد، الْجَزَريّ. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ صالح، خَيّر، حافظ لكتاب اللَّه، مُدِيم لطلب الحديث وسماعه وتحصيل بعض مَرْوِيّاته، سمع من ابن البخاريّ وطبقته. وكان من صوفية [ص:931]
الرباط النّاصريّ، فقُتل شهيدًا بظاهر الرباط، ثُمَّ وجد فدفن بعد أيّام فِي الخامس والعشرين من جُمَادَى الأولى. واحترق بيته وذهبت أجزاؤه.(15/930)
708 - مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي العزّ بْن وُهَيْب، الإِمَام المفتيّ شمس الدِّين ابن العَلامَة الأوحد شيخ الطائفة قاضي القُضاة صدر الدِّين الحَنَفِيّ، [المتوفى: 699 هـ]
مدرِّس النورية والعذراوية.
كان من كبار الحنفيّة، مقصودًا بالفتوى، أفتى نيِّفًا وثلاثين سنة وناب فِي القضاء عن أَبِيهِ بدمشق. وكان منقبضًا عن النّاس، كثير الانقطاع، عديم المخالطة، تاركًا للرياسة والرُعونة.
تُوُفّي إلى رحمة اللَّه فِي سادس عَشْر ذي الحجّة بالمدرسة النّوريّة ودُفِن بالجبل.(15/931)
709 - مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، الإِمَام المفتي وجيهُ الدِّين الروميّ، القُونَويّ، الحَنَفِيّ، [المتوفى: 699 هـ]
إمام الربْوة.
شيخ فاضل، متواضع، أبيض اللحية. أمَّ بالربوة مدّة وخطب بالنّيرب نيابةً. ووُليّ فِي الآخر تدريس العزّيّة التي بالميادين. وأعاد وأفتى وكان يشهد.
تُوُفّي يوم الجمعة يوم عَرَفَة. بتُّ عنده ليلة بالربْوة وكان حَسَن المحاضرة، متواضعًا.(15/931)
710 - مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد، الإِمَام المفتي البارع شمسُ الدِّين، أبو عَبْد اللَّه ابن الشَّيْخ المفتي الزّاهد فخر الدين البَعْلَبَكيّ الحنبليّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ سنة أربعٍ وأربعين وستّمائة، وسمع من خطيب مَرْدا وشيخ الشيوخ شَرَف الدِّين الأَنْصَارِيّ والفقيه محمد اليونيني والزين ابن عبد الدائم والرضي ابن البرهان والنجم الباذرائي وجماعة. وتَفَقَّه على والده وعلى الشَّيْخ شمس الدِّين بْن قُدامة وجمال الدِّين ابن البُغَيداديّ ونجم الدِّين بْن حَمْدان. وقرأ الأصول على مجد الدِّين الرّوذْرَاوَرِيّ وبرهان الدِّين المَرَاغيّ. وقرأ الأدب على الشيخ جمال الدين ابن مالك والشيخ أَحْمَد الْمَصْرِيّ، وقرأ المعاني والبديع على بدر الدين ابن مالك، وحفظ القرآن [ص:932]
وصلى بالناس ابن تسع وحفظ " المقنع " و " منتهى السُّول " للآمِديّ ومقدّمتي أبي البقاء. ثُمَّ قرأ معظّم " الشافية " لابن مالك.
وكان أحد الأذكياء المناظرين والأئمّة المدرّسين. وكان عارفًا بالمذهب وأصوله وبالنّحو وشواهده وله معرفة حَسَنة بالحديث والأسماء وغير ذَلِكَ، وعناية بالرواية. أسمع أولاده الحديث وتُوُفيّ إلى رحمة اللَّه وهم صِغار، فَلَطَفَ الله بهم وحفظوا القرآن والعلم، ونشؤوا فِي صيانةٍ وخير.
تُوُفّي فِي تاسع رمضان وقد روى اليسير. وفاتني السّماع منه.(15/931)
711 - مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ شمس الدِّين عَبْد الرَّحْمَن ابْن الشَّيْخ أبي عُمَر، الفقيه العَدْل عزَّ الدِّين المَقْدِسيّ الحنبليّ [المتوفى: 699 هـ]
والد الإِمَام نجم الدِّين.
سمع من اليَلْدانيّ وخطيب مَرْدا وإبراهيم بْن خليل وجماعة. وأجاز له سِبْط السِّلَفيّ. وسافر مع جماعة من العدول فِي أمر الدّولة فأُكرم لمكان أَبِيهِ وخُلِع عليه بطيلسان فِي سنة أربعٍ وسبعين، سَمِعت منه. وتُوُفيّ فِي التّاسع والعشرين من ذي القعدة.(15/932)
712 - مُحَمَّد بْن عَبْد الغني بْن عَبْد الكافي بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن أبي الفَضْل، الشَّيْخ زين الدِّين الأَنْصَارِيّ، ابن الحَرَسْتانيّ [المتوفى: 699 هـ]
وعبد الوهّاب هُوَ أخو قاضي القضاة أبي القاسم ابن الحَرَسْتانيّ.
وُلِدَ فِي رجب سنة خمسٍ وعشرين وستّمائة وسمع من ابن صبّاح وابن اللَّتّيّ وغيرهما وحدَّث " بالدّارمي "، قرأه عليه ابن حبيب. وكان ذهبيًّا بقَيْسارية المدّ، له حُرمة ووجاهة فِي سوقه لدِينه ومكارمه وتواضُعه وفضيلته. فإنّه كان حافظًا للقرآن، حفَظَة للحكايات والأشعار، يوردها إيرادًا جيّدًا. وكان يلقب بالنَّحْويّ. وقد اجتمعنا به مرّات وكنّا نفرح به ونحن صغار. وكان يطلع إلى بستاننا بأهله.
وهو أخو القاضي أَحْمَد الذّهبيّ، زوج خالتي سَمِعت منهما وتُوُفيّ الزَّين النَّحْويّ فِي سابع عَشْر ذي القعدة بدمشق وصُلّي عليه يوم الجمعة.(15/932)
713 - مُحَمَّد بْن عَبْد القوي بْن بدران، الإِمَام، المفتيّ، النَّحْويّ، شمس الدِّين، أبو عَبْد اللَّه المَقْدِسيّ، المرداويّ، الجمّاعيليّ، الحنبليّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ بمَرْدا سنة ثلاثين وقدِم إلى الصّالحيّة، فقرأ وتَفَقَّه على الشَّيْخ شمس الدِّين وغيره. وبرع فِي العربيّة واللّغة وأشغل ودرّس وأفتى وصنَّف. وكان حَسَن الدّيانة، دمث الأخلاق، كثير الإفادة، مُطَّرحًا للتَّكلُّف. وُلّي تدريس الصّاحبيّة مدّة. وكان يحضر دار الحديث ويُشغل بها وبالجبل. وقد سمع من خطيب مَرْدا ومحمد بْن عَبْد الهادي وعثمان ابن خطيب القرافة ومظفر ابن الشيرجي وإبراهيم بن خليل وتاج الدين عبد الوهاب ابن عساكر وطائفة. وقرأ بنفسه على الشيوخ. وله قصيدة داليّة فِي الفقه وحكايات ونوادر وكان من محاسن الشيوخ.
تُوُفّي فِي ثاني عَشْر ربيع الأوّل. ودُفِن بمقبرة المرداويّين بالجبل.
وقد أخذ العربية عن الشيخ جمال الدين ابن مالك وغيره. وأخذها عَنْهُ القاضيان شمس الدِّين ابن مسلم وجمال الدين ابن جملة وجماعة، ونظم قصيدةً داليّة فِي ثمانية عَشْر ألف بيت في المذهب تنبئ بإمامته، رحمه اللَّه.(15/933)
714 - مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن عَبْد القويّ بْن عَبْد اللَّه بْن سلامة، ناصر الدِّين، أبو السّعود المنذريّ، الْمَصْرِيّ، القرافيّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ سنة ستٍّ وثلاثين وسمع من ابن المقير وابن الجميزي وابن قميرة وسبط السِّلَفيّ وكان ثقة، صدوقًا. سَمِعت منه مجلس مُعَمَّر.
تُوُفّي فِي أحد الربيعين ودُفِن عند عمّه الحافظ زكيّ الدِّين. وهو أخو شيخنا عَبْد القوي. وأحسب عَبْد القوي مات قبله.(15/933)
715 - مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الحُسَيْن، القاضي، الرئيس، زين الدين ابن الجباب، السَّعديّ، الْمَصْرِيّ، [المتوفى: 699 هـ]
ناظر الخزانة.
سمع من جَدّه ومن عليّ بْن مختار وابن الْجُمّيْزيّ. وكان رئيسًا نزهًا، [ص:934]
متواضعًا، مائلًا إلى التّزهّد والدين، موصوفًا بالأمانة، قرأت عليه جزءًا. وتُوُفيّ فِي حادي عَشْر ربيع الأوّل وقد كمَّل خمسًا وسبعين سنة.(15/933)
716 - مُحَمَّد بْن عسكر بْن شداد، الفقيه الزَّاهد، شمس الدين الزرعي. [المتوفى: 699 هـ]
رَأَيْته يبحث بالظاهريّة وكان على رأسه خرقة. وبلغني أنّه لم يكن فِي بيته حصير. ومكث سنوات يصوم الدّهر ويقرأ كلّ يوم ختمة.
مات في ثالث شوال بدمشق، رحمه اللَّه.(15/934)
717 - مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن فضل، المُسِند، المبارَك، شمس الدِّين، أبو عَبْد اللَّه، [المتوفى: 699 هـ]
أخو الإِمَام القُدوة تقيُّ الدين ابن الواسطيّ.
وُلِدَ سنة خمس عشرة وستّمائة تقريبًا وحضر على الشَّيْخ الموفَّق وموسى بْن عَبْد القادر والشهاب ابن راجح وغيرهم. وسمع من ابن أبي لُقمة والقزوينيّ وابن البُنّ وابن صَصْرَى والبهاء وابن صبّاح والكاشْغَريّ، وابن غسّان وابن الزَّبِيديّ وعمر بْن شافع وطائفة. وكان من بقايا الشيوخ المسنِدين. خرّجتُ له " عوالي " فِي جزءٍ ضخم وخرَّج له ابن النّابلسيّ " مشيخة " فِي جزئين.
وروى عَنْهُ فِي حياته: ابن الخبّاز وابن العَطَّار وسمع منه بَشَر كثير منهم: المِزّيّ والبرزالي وابن سيد الناس والمقاتلي والمجد الصيرفي والمُحِبّ المَقْدِسيّ وابن المهندس ونجم الدِّين القحفازيّ النَّحْويّ وشمس الدِّين ابن المهينيّ.
وقاسى التَّتَار، ثُمَّ دخل البلد فقيرًا وتُوُفيّ فِي منتصف رجب.(15/934)
718 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي عابد مُرّيّ بْن ماضي، الصّالحيّ، الصّحراويّ. [المتوفى: 699 هـ]
روى عن جَعْفَر الهمْدانيّ، أخذ عَنْهُ البِرْزاليّ والمقاتليّ ولم أسمع منه. جُرِح وأوذيّ ومات فِي جُمَادَى الأولى.(15/934)
719 - مُحَمَّد ابْن القاضي بهاء الدِّين مُحَمَّد ابْن بهاء الدِّينِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي بَكْر ابْن خِلِّكان، القاضي، عماد الدِّين الشّافعيّ، [المتوفى: 699 هـ]
قاضي عجلون.
رئيس جليل، صاحب مكارم. قرأ عليه عَلَمُ الدِّين جزءًا بإجازته من ابن الجميزي والسبط.
توفي في ربيع الآخر بقلعة عجلون.(15/935)
• - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، هُوَ الخطيب موفّق الدِّين. [المتوفى: 699 هـ]
يأتي بلَقَبه.(15/935)
720 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مالك، تقيُّ الدِّين، المعروف بالأسد ولدَ العَلامَة حُجّة العرب جمال الدِّين. [المتوفى: 699 هـ]
بلغني أنّ والده صنَّف " الألفيّة " لأجله ليحفظها، فلم يحذق فِي نحو، وكان طيّب الصّوت، يقرأ بالظّاهريّة وغيرها. وله مسجد ومجلس مع الشهود.
تُوُفي فِي شوال.(15/935)
721 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن نصر، صاحب الأندلس، أمير المسلمين، أبو عَبْد اللَّه ابن الأحمر. [المتوفى: 699 هـ]
تملّك بعد والده سنة إحدى وسبعين وامتدّت أيّامه ومات فِي هذه السَّنَة فِي عشر الثمانين وتملك بعده ابنه محمد تسعة أعوام وخلع. ومملكة الأندلس اليوم فِي قدر نصف مملكة الشَّام بل أقلّ.(15/935)
722 - مُحَمَّد بْن مظفر بن قيماز، شمس الدِّين الدّمشقيّ، السَّقَطيّ بالّزيادة. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ فِي حدود العشرين وستّمائة وقرأ القرآن على الفقيه سُلَيْمَان بْن عَبْد الكريم، فسمّعه من ابن المُقَيَّر وكريمة والسَّخاويّ ونسخ بخطّه شيئًا من سماعه. وله ثبت وإجازات، سمعنا منه " نسخة فليح " وكان جَدّه عتيق سلامة الرقّي صاحب القُبة التي بالصّالحيّة.
تُوُفّي فِي عاشر جُمَادَى الآخرة.(15/935)
723 - محمد ابن القاضي الشديد أبي الفَضْل معالي بْن فضل اللَّه بْن معالي بْن بركات، ابن المَلاق، زينُ الدِّين الرَّقّيّ، [المتوفى: 699 هـ]
الكاتب بدمشق فِي ديوان السُّكّر.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين بالَّرقّة وسكن دمشق من أوّل الدّولة الظّاهريّة، وُلّي أَبُوهُ القضاء والوزارة بالرَّقّة؛ وهم بيت قديم بالرَّقَّة.
روى بالإجازة عن عَبْد السّلام الدّاهريّ والسُّهْرَوَرْديّ، سمع منه البِرْزاليّ وغيره ومات عَقِيب التَّتَار بدمشق وورثه الأمين إسماعيل الشاهد قواليج.(15/936)
724 - مُحَمَّد بْن مكّيّ بْن أبي الذِّكْر بْن عَبْد الغني، الشَّيْخ شمس الدِّين أبو عَبْد اللَّه بْن أبي الحَرَم الْقُرَشِيّ، الصّقَليّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، [المتوفى: 699 هـ]
نزيل القاهرة وأحد الرقّامين بدار الطّراز.
وُلِدَ فِي رجب سنة أربعٍ وعشرين. وسمع من ابن صبّاح وابن الزَّبِيديّ وابن اللَّتّيّ، ومُكَرَّم، والإربليّ، وابن الشّيرازيّ، وابن المُقَيَّر وكريمة وجماعة. وحدَّث " بالصّحيح " عن ابن الزَّبِيديّ. وكان مكثِرًا، صحيح السَّماع، سمع منه المصريّون والرحّالة. وقرأت عليه عشرة أجزاء.
تُوُفّي فِي الحادي والعشرين من ربيع الآخر بالقاهرة. ومن مسموعه كتاب " التيسير " من محيي الدِّين ابن العربيّ قال: أخبرنا أبو الْحَسَن بْن هُذيْل إجازة.(15/936)
725 - مُحَمَّد بْن نصر اللَّه بْن محمود، الشهاب العَطَّار، الشَّيْبَانيّ، الدمشقي. [المتوفى: 699 هـ]
سمع من ابن مسلمة وفرج الحبشيّ. ولم يحدِّث. ومات فِي ربيع الأوّل.(15/936)
726 - مُحَمَّد بْن هاشم ابْن الشريف البهاء عَبْد القاهر الشُّرُوطيّ ابن عَقِيل بْن عُثمان بْن عَبْد القاهر بْن الربيع بْن سُلَيْمَان بْن حمزة، الشريف المعمَّر، شمس الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الهاشميّ، الْعَبَّاسيّ، الصّالحيّ. [المتوفى: 699 هـ]
من وُلِدَ الأمير صالح بن علي. [ص:937]
شيخ عدْل، دمشقيّ، أصيل، مشهور.
وُلِدَ فِي ثامن عشر جمادى الأولى سنة ستٍّ وستّمائة وروى عن عمّ أَبِيهِ الفَضْل بْن عقيل. وحدَّث " بالصّحيح " غير مرَّة عن ابن الزَّبِيديّ.
وحدَّث بالإجازة من أبي رَوْح وليس اسمه مصرَّحًا فِي الإجازة.
وكان يمكنه السّماع من الكِنْديّ وطبقته، فلم يظهر له ذَلِكَ وانقطع فِي الآخر ببستانه ببيت لِهْيا بناحية المصّيصة وبه كان موته فِي تاسع رمضان، يوم مات شمس الدِّين ابن الفخر ودُفِن بمقبرة باب الفراديس.
سمع منه المِزّيّ وابنه والبرزالي والمقاتلي والنابلسي وشهاب الدين الظاهري وكان شيخًا كبيرًا فانيًا.
أخبرنا أبو المحاسن محمد، قال: أخبرنا أبو المحاسن الفَضْل سنة خمس وعشرين وستّمائة قال: أخبرنا حسّان الزّيّات، فذكر مجلسّا سمعه من الفقيه نصر.(15/936)
• - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن إِسْمَاعِيل، هُوَ الموفَّق. [المتوفى: 699 هـ](15/937)
727 - مُحَمَّد بْن يُوسُف ابْن الحافظ زكيّ الدِّين مُحَمَّد بْن يوسُفَ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي يدّاس، الشَّيْخ الإِمَام العَدْل المرتضى بهاء الدِّين أَبُو الفَضْل بْن أبي الحَجَّاج ابن البرزالي، الإشبيليّ الأصل الدّمشقيّ الشّافعيّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ فِي رجب سنة ثمانٍ وثلاثين وستّمائة وأحضره والده على جماعة منهم: السخاوي وابن الصلاح وكريمة وعتيق السلماني والمخلص ابن هلال والتاج ابن أبي جعفر ومحاسن الجوبري والمرجى بْن شُقَيْرة وطائفة. ثُمَّ تُوُفّي والده شابًّا وخلّفه طفلا له خمسة أعوام، فرُبِّيَ فِي حجْر جَدّه لأمّه الشَّيْخ الإِمَام عَلَمُ الدِّين القَاسِم بْن أَحْمَد اللُّورقيّ وقرأ عليه القراءات وشيئًا من الفقه والنّحْو، وكتب الخطّ المنسوب وبرع فِيهِ ونسخ جملةً من الكتب. وأجاز له طائفة من شيوخ بغداد ومصر والشام. وقرأ عليه ولده الحافظ أبو مُحَمَّد القَاسِم - أبقاه اللَّه - شيئًا كثيرًا، حَتَّى أنّه قرأ عليه الكتب السّتّة بالإجازات. وحدَّث بدمشق ومصر والحجاز. وبرع في كتابة الشروط وكتب الحُكْم للقضاة ومَهَرَ فِي ذَلِكَ، ورُزِق حَظْوةً مع التّصوُّن والدّيانة والتّقوى والتّحري والنّزاهة والوقار والتعبد. [ص:938]
وكان قليل المثل فِي فنّه، تفضّل وزكّاني مرّةً عند القاضي جمال الدِّين الزُّرَعيّ.
تُوُفّي يوم الجمعة العشرين من شوّال ودُفِن بعد العصر بمقبرة باب شرقيّ، عند والده.(15/937)
728 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن خطّاب بْن حَسَن، شمس الدِّين التّلّيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ. [المتوفى: 699 هـ]
رَجُل مبارك، كثير الحجّ، قرأ لنا عليه البِرْزاليّ جزءًا عن جَعْفَر الهمْدانيّ. ومات فِي السّابع والعشرين من جُمَادَى الأولى وقد قاربَ السبعينَ.(15/938)
729 - مريم بِنْت أَحْمَد بْن حاتم بْن عليّ. [المتوفى: 699 هـ]
ديّنة، صالحة، مُبتلاة بالآلام، صابرة، محتسبة. روت عن الإربِليّ وحضرت على البهاء عَبْد الرَّحْمَن، سَمِعت منها جزءًا.
مولدها ببَعْلَبَكَّ سنة اثنتين وعشرين وستّمائة وتُوُفّيَتْ بها فِي التّاسع والعشرين من رمضان.
وهي أخت الشَّيْخ الزَّاهد إِبْرَاهِيم بْن حاتم.(15/938)
730 - مريم بِنْت أَحْمَد ابْن الإِمَام أبي بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد المَقْدِسيّ، أمّ عَبْد اللَّه. [المتوفى: 699 هـ]
حضرت على الفقيه مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن عثمان وأجاز لها أبو طَالِب بْن القُبّيْطي وأبو إسحاق الكاشْغَريّ. وهي أخت المحدّث مُحِبّ الدِّين عَبْد اللَّه وزوجة أحمد بن أبي محمد المغاري. سمع منها محب الدين عبد الله والبرزالي وجماعة. وماتت في جمادى الأولى داخل المدينة ودُفنت إلى جانب السّور.(15/938)
731 - المطروحيّ، الأمير جمال الدِّين أقوش الحاجب. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ مليح الشكل، مديد القامة، ظاهر الهيبة. كان حاجبًا، جليلًا، خبيرًا، عاقلًا، ناهضًا، مجملًا لمنصبه. أُعطي الطبْلَخاناه فِي أواخر عُمُره. [ص:939]
جُهِل أمره من بعد الوقعة فقيل: إنَّ الكسْروانيّين باعوه للفرنج.(15/938)
732 - مَنْصُور بْن عَبْد الكريم، أبو أحمد ابن العجمي السَّراويّ ويُعرف بابن الحمصيّ أيضًا. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ بحمص سنة خمسٍ وأربعين. وأقام مدّة فِي بستانٍ فِي جوار خان الطُّعْم، ثُمَّ انتقل إلى حمص. وكان فِيهِ زُهد وانقطاع.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر بعد أنّ شهد الوقعة.(15/939)
733 - مَنْكُبَرْس الجماليّ، الأمير الكبير رُكن الدِّين، أبو سَعِيد التُّركيّ الساقي، [المتوفى: 699 هـ]
أحد غلمان الأمير جمال الدِّين أيدُغْديّ العزيزيّ.
بطل شجاع، مهيب، من أمراء الدّولة المَنْصُورِيّة والأشرفيّة. وولّي نيابة غُزة فِي الدّولة الحساميّة وبعد ذَلِكَ سَمِعت منه بحضرة شيخنا ابن الظّاهريّ وكان يتردّد إلى الشَّيْخ. شهد المصاف وثبت، فجاءته ضربة في وجهه، فصرخ في أصحابه وحمل بهم في التَّتَار، فجاءه سهم واشتغل عَنْهُ أصحابه بالعَدْو، ثُمَّ رجعوا فوجدوه قد استند إلى رُمحه ومال، فلم يدركوه إلا وقد سقط، فترجّلوا إليه، ثُمَّ عجزوا عن دفنه.
روى عن سِبْط السِّلَفيّ. وكان ممّن جاوز السّبعين.(15/939)
734 - موفّق الدِّين الخطيب الحَمَويّ. هُوَ أبو المعالي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المفضّل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن حُسَيْن بْن حمزة بْن حُسَيْن بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن طاهر بْن حُبَيْش، القاضي الإِمَام الخطيب المفتي، ولدَ القاضي عزَّ الدِّين أبي المبشّر، ابن القاضي نجم الدِّين أبي المكارم، ابن القاضي مهذَّب الدِّين أبي عَدِيّ، ابْن القاضي تاج الدِّين أبي سالم، ابن القاضي أمين الدِّين أبي القَاسِم، حُسَيْن بْن حمزة البَهْرانيّ، القُضاعيّ، الحَمَويّ الشّافعيّ، المعروف بابن حُبَيْش. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ فِي العشرين من جُمَادَى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستّمائة بحماة، وتَفَقَّه بها وحصّل وشارك فِي الفضائل وسمع من أبي القَاسِم بْن رواحة والكمال بْن طَلْحَة وجماعة. وروى لنا بالإجازة عن جَدّه لأمّه أبي [ص:940]
المشكور مُدْرك بْن أَحْمَد بْن مدرك بْن حُسَيْن بْن حمزة القُضاعيّ.
وكان إمامًا، جليلًا، كبير القدر وافر الحُرمة، ظاهر الحشْمة، كبير البيت. ولي خطابة حماة مدة، ثم نزح عنها لتهديد السلطان له لما أنكر وأراق الخمور، فأقام بدمشق مدّة، ثُمَّ وُلّي خطابتها سنة ثلاثٍ وتسعين. ثُمَّ عُزل ثُمَّ طُلب إلى حماة وولي قضاءها مدّة. ثُمَّ قَدِمَ إلينا منجفلًا، فتعب وحضر أجَلُه، فتوفي فِي السادس والعشرين من جُمَادَى الآخرة بدرب القاضي الفاضل عند ابنته، ودُفِن بمقبرة باب الفراديس.
وكان شيخًا ضخمًا، تامّ الشكل، أبيض اللّحية، حَسَن البِزَّة، جهوريّ الصّوت، من أهل الدِّين والخير والسُّنّة.(15/939)
735 - موفّق الدِّين، هُوَ مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن طَلْحَة المَقْدِسيّ، الحنبليّ، الشاهد. [المتوفى: 699 هـ]
رَجُل جيّد، خَيّر، متنسّك، متودّد إلى النّاس، روى لنا عن ابن المُقَيَّر.
تُوُفّي فِي رابع شعبان عن خمسٍ وسبعين سنة.(15/940)
736 - موفّق الدِّين الكحّال، هُوَ الحكيم أبو الفَضْل جَعْفَر بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن نبيل العُبَاديّ. [المتوفى: 699 هـ]
رَجُل جيّد، متميّز في الكحالة، روى عن الرضي ابن البرهان، كتب عَنْهُ البِرْزاليّ وغيره.
تُوُفّي كهْلًا فِي ذي الحجّة وله أولاد.(15/940)
737 - موفّق الدِّين اليسري، البغداديّ، الفقيه الحنبليّ. [المتوفى: 699 هـ]
من أعيان شيوخ الحنابلة بدمشق، تُوُفّي فِي رجب، وصُلِّيّ عليه عقيب الجمعة هُوَ وعشرة أنفُس، أحدهم الشَّيْخ يونس اليُونسي عمّ الشَّيْخ سيف الدِّين الرجيحيّ.(15/940)
738 - الموفَّق القَيْسيّ، الشَّيْخ الجنائزيّ، [المتوفى: 699 هـ]
نقيب الوعّاظ والموتى. [ص:941]
مات في رجب.(15/940)
739 - ناصر الصالحي، المقرئ، الملقن، [المتوفى: 699 هـ]
أخو أمين الدين الخيّاط، الفقير، الصُّوفيّ.
تُوُفّي فِي رمضان، كان له حلقة كبيرة بالتّلقين بجامع الجبل.(15/941)
740 - النّجيب مُحَمَّد ابْن شيخنا الكمال مُحَمَّد بْن أبي الفتح نصر اللَّه بْن إِسْمَاعِيل، ابن النّحّاس الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، الكاتب. [المتوفى: 699 هـ]
رئيس متميّز، كافٍ فِي التّصُّرف، سمع " جزء ابن عَرَفَة " من ابن عبد الدائم.
توفي زمن التتار بحصن صافيثا. وهو والد المولى أمين الدِّين.(15/941)
741 - النّجيب، نجيب بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف، الخِلاطيّ، الصُّوفيّ، المقيم بالقَيْمُريَّة التي بالقباقبيّين. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ ضخم، تامّ الخلقة، أَبِيض اللّحية، كبير السّنّ. كان يصّلى بالأمراء القَيْمُريَّة، وله صوت طيّب وكلام فِي التّصوف.
تُوُفّي فِي أوّل يوم من جُمَادَى الآخرة وقد نيّف على التّسعين. وقد كتب فِي إجازةٍ لابن الخبّاز فِي آخر سنة ثمانين وستّمائة: مولدي فِي سنة أربعٍ وستّمائة بخلاط.(15/941)
742 - نجم الدين الديلمي الشافعي. [المتوفى: 699 هـ]
فقيه بالمدارس بدمشق. له خبرة " بالحاوي " وفيه خَيّر وسكون، مات يوم الفطر.(15/941)
743 - نوح بن عبد الملك ابن الأمير الكبير شمس الدين مُحَمَّد بْن عَبْد الملك ابن المقدَّم، الأمير نجم الدِّين أبو البقاء. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ سنة أربع وعشرين وأصيب يوم المَصَافّ وحُمِل إلى حَمَاة فدُفن بها، روى عن ابن رواحة، سمع منه البِرْزاليّ وغيره. وهو من أمراء حماة.(15/941)
744 - النّور ابن عبد الكافي، هو عبد الله ابن شيخنا العَدْل ضياء الدِّين ابن الخطيب الكبير جمال الدِّين عَبْد الكافي بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الكافي الرَّبعيّ، الدّمشقيّ الشُّرُوطيّ، الأديب. [المتوفى: 699 هـ][ص:942]
وُلِدَ سنة أربعٍ وستِّين وستّمائة وسمع من جماعة مع عمه الحافظ علي بن عَبْد الكافي. وكان حَسَن الكتابة، جيّد النَّظْم، فِيهِ لِعب وعِشْرة وانطباع واشتلاق.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل. رحمه اللَّه.(15/941)
745 - النّورس المؤذّن، النّحّاس إِبْرَاهِيم. [المتوفى: 699 هـ]
من مؤذّني الجامع، تُوُفّي فِي صَفَر.(15/942)
746 - النّورس الخيّاط، المجاور بالحائط الشمالي، مُحَمَّد بْن حامد التُّنوخيّ، [المتوفى: 699 هـ]
أخو الشَّيْخ أَحْمَد الأعقف الحريريّ.
توفي في شوال.(15/942)
747 - هديّة بِنْت الشَّيْخ عَبْد الحميد بْن مُحَمَّد بْن سَعْد بن إِبْرَاهِيم المَقْدِسيّ، المَرْداويّ، أمّ مُحَمَّد. [المتوفى: 699 هـ]
امْرَأَة صالحة، ديَّنة، زَوْجَة الفقيه أَحْمَد المَرْداويّ وأمّ أولاده: عَبْد الحميد وعبد الرَّحْمَن ومحمد وعائشة، روت " صحيح الْبُخَارِيّ " عن ابن الزبيدي وسمعنا منها.
تُوُفّيَتْ فِي ربيع الآخر.(15/942)
748 - همّام، شجاع الدِّين، النّقيب بدار الولاية بدمشق. [المتوفى: 699 هـ]
كُحِّلت عيناه ومات بعد يوم وكان قد أعان التَّتَار. وما كان بذاك الظالم، سامحه الله.(15/942)
749 - وَهْبان بْن عليّ بْن محفوظ بْن أبي الحياء، زين الدِّين، أبو الكرم الشَيْبيّ، الْجَزَريّ، المؤذّن. [المتوفى: 699 هـ]
روى لنا عن عبد العزيز بْن باقا وحدَّث بدمشق ومصر. وكان مؤذّنًا بدار السلطنة معمرًا.
ولد بجزيرة ابن عُمَر سنة أربعٍ وستّمائة. ومات بالقاهرة فِي ربيع الأول.(15/942)
750 - يحيى بْن أَحْمَد بْن يحيى، الشَّيْخ جمال الدين الحنفي. [المتوفى: 699 هـ][ص:943]
انقطع عن الخدَم والكتابة ولازم الخير والعبادة وهو والد المحتسب الرئيس بهاء الدين ابن عُلَيْمة.
تُوُفّي فِي رجب.(15/942)
751 - يُوسُف ابْن القاضي محيي الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابْن الأُستاذ القاضي بهاء الدِّين الأسَديّ، الحَلَبِيّ، الشّافعيّ، قاضي سرمين. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ سنة تسع وثلاثين بحلب وسمع من ابن رواحة والمؤتمن بْن قُمَيرة وابن خليل. وحدَّث بدمشق، ومصر، وحلب، وسرمين، وولي قضاءها مدّة.
تُوُفّي بدمشق في أواخر رجب.(15/943)
752 - يُوسُف ابْن الشَّيْخ تاج الدِّين مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن الحيوان، بهاء الدِّين الأديب. [المتوفى: 699 هـ]
شابّ ذكيّ، فاضل، تفقَّه وحصّل وسمع الحديث ونظم الشعر الجيد. ثم تمفقر ولازم ابن الباجربقي، فأفسد عقيدته ودمر عليه. وكان كيسا متواضعا حسن العشرة. وهذا من شعره:
أناشدكم بالله إلا وقفتم ... ليقضي أوطارا من الوصل مغرم
أخو صبوة ما زال يكتم حبه ... فأظهر قاني الدمع ما كان يكتم
يقولون لي ما العشق والوجْد والأسى ... وما البُعد حَتَّى يشتكيه المتيَّم
فَوَاحسرتي من طول حزني ولوعتي ... يهوّن أمرَ الحبّ من ليس يعلم
توفي البهاء يوسف ابن الحيوان في ثاني ذي القعدة وقد قارب الثلاثين.(15/943)
753 - يُوسُف بْن أبي نصر بْن أبي الفَرَج بن أبي نصر ابن الشقاري، الشيخ الأمير المُسنِد عماد الدِّين أَبُو الحَجَّاج الدّمشقيّ. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ فِي حدود سنة عشرٍ وستّمائة. وسمع " الصّحيح " من ابن الزَّبِيديّ وابن الصّلاح وسمع من الناصح ابن الحنبلي والفخر الإربلي والرشيد ابن الهادي والسّخاويّ. وولي إمرّة الحاجّ مرّات متعدّدة، وأنفق فِي ذَلِكَ وفي وجوه البِرّ أموالًا كثيرة. وكان رجلًا جيّدًا، متواضعًا، سليمَ الباطن، سهل [ص:944]
العريكة، فِيهِ دين وعدالة وسماحة. وكان جيّد السّيرة والمداراة فِي الطّريق. وَقَفَ بالنّيرب تُربة مليحة نقيّة وخانكاه ومسجدًا. ووقف على ذَلِكَ أماكن. وحدَّث بالصحيح غير مرة وحدَّث بالحرمين. وكان مُحِّبًا للرواية، رحمه اللَّه. قرأت عليه " الصّحيح " فِي عشرة أيّام.
تُوُفّي فِي الثاني والعشرين من ربيع الآخر ودُفِن بداره، ثُمَّ نقل إلى تربته بعد خمسين يومًا.(15/943)
754 - أَبُو بَكْر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن يُوسُف بْن يحيى، الشَّيْخ محيي الدِّين ابن الخطيب نجيب الدِّين المَقْدِسيّ، [المتوفى: 699 هـ]
ابن خطيب بيت الآبار.
مؤذّن القرية.
وُلِدَ سنة أربع وعشرين وستّمائة. وسمع أَبَاهُ وعمّه وجدّته أمّ البنين زينب بِنْت عَبْد الرّزّاق وابن اللَّتّيّ والإربِليّ والتّاج القُرْطُبيّ وتُوُفيّ فِي عاشر شعبان.
سَمِعت منه " المائة الشريحيّة " وهي جزء عدّته نيّفٌ وستّون حديثًا.(15/944)
755 - أبو حامد بْن مُحَمَّد بْن مَسْعُود بْن الْحَسَن بْن سَعْد اللَّه بْن سرايا، الحَرَّانيّ، المقرئ، مؤذّن جامع جَرّاح. [المتوفى: 699 هـ]
وُلِدَ بحَرّان سنة عشرين. وسمع: ابن اللَّتّيّ وابن رواحة وابن خليل بحلب، وكان يلازم السبع الكبير وبه سَمِعت منه.
تُوُفّي فِي وسط ربيع الآخر ودُفِن من غير غسْل إلى جانب السّور، رحمه اللَّه.(15/944)
756 - أبو طَالِب، العَلوي، الْحُسَيْنيّ، المعمار. [المتوفى: 699 هـ]
شيخ سمين، فِيهِ سُنّة ودِين وبُغْضٌ للمبتدعين. وله دكان بالرحبة لبيع الأبواب والرُخام وآلات العمارة.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.(15/944)
757 - أبو عَبْد اللَّه المرجانيّ، الواعظ، المذكّر، الزَّاهد، الْقُرَشِيّ، التّونسيّ. [المتوفى: 699 هـ]
كان متفنّنًا، عالمًا، مفسّرًا، مذكّرًا، حلو العبارة، كبير القدر، له شهرة فِي الآفاق. قَدِمَ الإسكندريّة مرَّة وذكّر بها وبالديار المصريّة.
سَأَلت الفقيه أَبَا مروان المالكيّ وكان قد صحِبَه، فأثنى عليه وأسهب فِي وصفه وقال: كان مقتصدًا في لباسه، يتطلسن فوق العمامة على زيّ علماء بلده. وكان بارعًا في مذهب مالك، رأسًا فِي التّفسير، عارفًا بالحديث، له قَدِمَ فِي التصوف والعبادة والزهد. وكان أشقر أشهل، أبيض الرأس واللحية، خفيف اللحم لم يصنّف شيئًا، ولا كان أحد يقدر أنّ يعيد ما يقوله لكثرة ما يقول على الآية، وربّما فسَّر فِي الآية الواحدة على لسان القوم ثلاثة أشهر. خلّف كتبًا كثيرة وعدّة أولاد.
قلت: تُوُفّي فِي هذا العام وصلّوا عليه بالقاهرة صلاة الغائب فِي رابع عَشْر رمضان. وكانت وفاته بتونس ودُفِن بظاهرها بجبل الزّلاج وشيّعه سائر أهل تونس. وكان جمعًا مشهودًا وحضره صاحب تونس المستنصر بالله أبو عبد الله محمد ابن الواثق يحيى ابن المستنصر أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن عبد الواحد بن عمر الهنتاتي، وعاش اثنتين وستّين سنة، وكانت وفاته ليلة السّبت الثاني والعشرين من ربيع الآخر من السنة.(15/945)
-وفيها ولد:
القاضي عماد الدين ابن قاضي القُضاة عَلَمُ الدِّين ابن الأحنائيّ، وبدر الدين محمد بن علي بن محمد ابن السّكاكريّ، وجمال الدِّين إِبْرَاهِيم بْن يونس الغانميّ.(15/945)
-سنة سبعمائة(15/946)
758 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر، الفقيه، شهاب الدِّين ابن الْجَزَريّ، [المتوفى: 700 هـ]
أخو العَدْل شمس الدِّين.
شابّ فاضل، كثير المحفوظ، من أبناء الثلاثين. قرأ الفقه والأصلين والعربيّة وسمع الكثير مع الشَّيْخ عَلَمُ الدِّين. وكان متواضعًا، متودّدًا، جيّد الفهم.
تُوُفّي فِي تاسع عَشْر المُحَرَّم، رحمه الله.(15/946)
759 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عبد الرحيم، العدل، الأمين، أبو بكر ابن العجمي الحلبي. [المتوفى: 700 هـ]
مات في حدود سنة سبعمائة، حدثنا عن ابن اللتي حضورًا. وسمع من ابن رواحة وابن خليل وابن مَسْلَمَة. وكان عاقدًا بمصر قارب السبعين سنة.(15/946)
760 - أَحْمَد ابْن العماد عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن قُدامة، الشَّيْخ المُسْنِد المبارك عزَّ الدِّين أبو الْعَبَّاس المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ تقريبًا سنة اثنتي عشرة، وسمع من: الشيخ موفق الدين ابن قُدامة وموسى بْن عَبْد القادر وابن راجح وابن أبي لُقمة والبهاء وأبي القَاسِم بْن صَصْرَى وشمس الدِّين أَحْمَد الْبُخَارِيّ وابن غسّان وابن الزَّبِيديّ وجماعة.
خرّجتُ له " مشيخة " فِي ثلاثة أجزاء وسمعها خلْق. وعُدِم منها جزءان زمان التتار. وظهر له أيام التتار سماع " مُسْنَد أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ "، من الشَّيْخ الموفق وأظن له فوت. وقد حدث بالكثير وصار من أعيان المُسنِدِين فِي زمانه وقُصد بالزّيارة وبقيت له صورة كبيرة.
وكان قد انقطع فِي جُنينته بالجبل وأقبل على الخير والذِّكْر والتّطوّع. [ص:947]
وكان متواضعًا، ظريفًا، متودّدًا، صحيح السَّماع. تفرّد بشيوخ وأجزاء عالية وظهر له حضورٌ بعد موته من الشمس أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العطار وتفرد بذلك.
توفي في ثالث المحرم وله ثمان وثمانون سنة.(15/946)
761 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعْد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعْد بْن مفلح، الشَّيْخ، الصالح، الفاضل، المُسِند، عماد الدِّين ابن المولى الأديب العالم شمس الدِّين المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة وستّمائة، يروي عن: المجد القزويني وابن الزَّبِيديّ والإربليّ وابن اللَّتّيّ وابن المُقَيَّر وجماعة.
وأجاز له الشَّيْخ الموفَّق والفتح ابن عَبْد السّلام ومسمار بْن العوَيْس وطائفة. وحدَّث قبل السّتّين وستّمائة وإلى أنّ مات. وكان شيخًا صالحًا، خَيّرًا وقُورًا، صحِب الصّالحين وحجّ مرات وحدَّث بالحجاز وحماة ودمشق وأماكن وسمع منه خلْق.
تُوُفّي فِي رابع عَشْر المُحَرَّم.(15/947)
762 - أَحْمَد بْن ياقوت النّابلسيّ، الشَّيْخ الصالح المقرئ، شهاب الدِّين ابن الأرمنيّة. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة، وسمع من: خطيب مَرْدا ومن الجمال عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المنعم بْن نِعمة وتَفَقَّه عليه. وكان إمام مسجد شيخنا العماد بن بدران. سمعت منه أَنَا والبِرْزاليّ ومات فِي صَفَر.(15/947)
763 - إِبْرَاهِيم بْن عليّ الصُّهْيُونيّ، المقرئ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ باللاذقيّة سنة أربعين وستمائة وسمع من ابن عَبْد الدّائم. أخذ عَنْهُ البِرْزاليّ. وكانت له حلقة تلقين بجامع دمشق وله أولاد حفظوا القرآن.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.(15/947)
764 - إِبْرَاهِيم ابْن الشَّيْخ عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن بقاء، الصّالحيّ، الملقّن ابن الملقّن. [المتوفى: 700 هـ][ص:948]
رَجُل صالح، روى عن ابن عَبْد الدّائم. وكان من أبناء الأربعين.
تُوُفّي فِي صَفَر.(15/947)
765 - إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بْن سونج، الصّالحيّ، المعروف بابن الحكيم. وكان يُعرف بالشيخ إِسْمَاعِيل البكريّ. [المتوفى: 700 هـ]
شيخ صالح مشهور، له أصحاب وطريقة وعُرف بالبكريّ لأنّه كان يتوّب ويأخذ العهد لأبي بَكْر الصِّدّيق. وكانت سوقه نافقة وحلقته عامرة. وفيه فِي الجملة خَيّر ودين وسُنّة وتواضع، وحُسْن سَمْت، وله أُبَّهة المشيخة، ويعمل السّماعات والأوقات الطّيبة، وله زاوية بالجبل، وحلقة بجامع دمشق بعد الصّلاة، ويحفظ كثيرًا من الحديث والرقائق ملحونًا. سمع من ابن عَبْد الدّائم؛ ولم يحدّث وهو أخو حَسَن وحُسَيْن.
اتّفق أنّه طلع إلى جبل لبنان بأصحابه فمرض بالاستسقاء وقدِم قريةً فقال: ها هنا أموت. وعيَّن موضعًا لدفنه. فَلَمّا مات عظَّمه أهل تلك الجهة وبنوا على قبره، رحمه اللَّه.
تُوُفّي كهلًا فِي السّابع والعشرين من جُمَادَى الآخرة.(15/948)
766 - إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن مُوسَى بْن عُمَيْرة، الشَّيْخ العَدْل، الجليل، المُسْنِد الصّالح، عزَّ الدين، أبو الفداء ابن المنادي وابن الفرّاء المرداويّ، ثُمَّ الصّالحيّ، الحنبليّ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ سنة عشرٍ وستّمائة. وسمع من الشَّيْخ الموفَّق فأكثر ومن ابن البُنّ وابن راجح وابن أبي لُقمة والقزوينيّ والبهاء عبد الرَّحْمَن وأبي القَاسِم بْن صَصْرَى وابن الزَّبِيديّ وابن صبّاح وجماعة. وخرّجت له " مشيخة " فِي جزء واحد وحدث بالكثير. وروى " الصحيح " و " شرح السنة " و " معالم التّنزيل " مرات. وكان محبا للحديث، كثير التلاوة والذكر والطاعة، حسن الأخلاق، دائم التواضع، حسن الهيئة والبزة، مبادرا إلى التسميع، حيث ما قيد انقاد. وفاتني عليه كتابا محيي السنة البغوي بالكسل والتسويف وسمعت عليه بحمد اللَّه جملةً صالحةً وانقطع بموته شيء كثير. [ص:949]
وكان من محاسن الشيوخ. وكان له كفاية جيدة من ملكه وأكثر ذلك بالعقيبة، فاحترق وأصيب في الجبل في نفسه وأهله ودخل البلد ضعيف الحال وبقي مسكينًا بعد النّعمة، عليه فروة عتيقة وعلى رأسه خِرقة وسخة. وقاسي بردًا وجوعًا ولَطَفَ اللَّه به وعوضه بالصبر والاحتساب وحمل عَنْهُ، وانتقل إلى رحمة اللَّه بُكرة الجمعة سابع جُمَادَى الآخرة بسفح قاسيون بجُنَينته، وصُلي عليه بالجامع المظفّريّ، عَقِيب الجمعة.(15/948)
767 - الإسنائي، هُوَ الإِمَام الفاضل عزَّ الدِّين إِسْمَاعِيل بْن عليّ الْمَصْرِيّ، الشّافعيّ. [المتوفى: 700 هـ]
كان رئيسًا له شكل مهيب واشتغال ومعرفة. وكان يكتب فِي الفتاوى. وُلّي نظر الأوقاف بحلب مدّة ومات بالقاهرة.(15/949)
768 - إلياس بن عثمان، الفقيه سعد الدين الخويي، الحَنَفِيّ، معيد الظّاهريّة والشِّبْليّة. [المتوفى: 700 هـ]
تُوُفّي بدمشق فِي ربيع الأوّل، من كبار الحنفيّة.(15/949)
769 - أيدُمر الظّاهريّ، الأمير الكبير عزَّ الدِّين نائب دمشق فِي أواخر دولة الملك الظّاهر. [المتوفى: 700 هـ]
رَأَيْته فِي هذه السَّنَة عابرًا إلى الجامع، شيخًا، عليه قباء أبيض وتخفيفة، لا يُؤبَه له، فأعجبني سمْته وشَيبته. وقد حُبس مدّة فِي الدّولة المَنْصُورِيّة وأطلقه الملك الأشرف، فقدِم دمشق وأقام برباطه الَّذِي على ثورا عند الجسر الأبيض. وتُوُفيّ في ثاني ربيع الأوّل ودُفِن بتُربته التي مع الرباط وقد شاخ.(15/949)
770 - جوهر الطواشيّ صفيُّ الدِّين الحبشيّ، الظّهيريّ، التّفْليسيّ. [المتوفى: 700 هـ]
سمع الكثير وعُني بالرواية واستنسخ الأجزاء وأكثر عن أصحاب ابن طَبَرْزَد وغيرهم، روى لنا جزءًا عن أَحْمَد بْن أبي الخير سلامة، ووقف أجزاءه، ووقف وقفًا على قراءة قرآن، وكرسي حديث، وكان صالحًا، مباركًا، حَسَن الخُلُق، أوذيَ أيّام التتار وسلبوه. [ص:950]
تُوُفّي فِي رابع عَشْر رمضان وهو فِي أوائل الشيخوخة.(15/949)
771 - حَسَن الكرديّ. [المتوفى: 700 هـ]
شيخ صالح، زاهد، صاحب حال وكشف. وكان كبيرًا معمَّرًا، من أبناء التّسعين. وهو مقيم بالشاغور بحاكورة له يزرع بها القِنَّبيط والبَقَل ويرتفق بذلك ويُطعم كلّ من يدخل لزيارته. وكان يصّلي الجمعة ويجلس مع الشيخ علي السقباني. ويقال: إنّه عند الموت اغتسل وأخذ من شَعره واستقبل القبْلة وركع ركعات وعبر إلى الله فِي رابع جُمَادَى الأولى.(15/950)
772 - حُسَيْن بْن عليّ بْن حُسَيْن بْن منّاع، العَدْل الأجلّ شَرَف الدِّين التّكريتيّ التاجر. [المتوفى: 700 هـ]
رَجُل متميّز، عاقل، مهيب، له ثروة، وفيه ديانة وأمانة. سمع من ابن عَبْد الدّائم ولم يحدّث.
تُوُفّي كهلًا في صفر.(15/950)
773 - حينئذ، هُوَ الفقيه المناظر محيي الدِّين عَبْد القادر بْن أَحْمَد البغداديّ. [المتوفى: 700 هـ]
فقيه كهْل، تامّ الشكل، لديه معرفة وفضل وكان فِي بحوثه يكثر من قول " حينئذ " فلُقّب بذلك. وكان يحضر المدارس وجلس يشهد فِي الآخر. وحصل له خاتمة خير، فإنه سقط من سلم فمات يوم الجمعة ثاني رمضان.(15/950)
774 - خديجة بِنْت القاضي كمال الدِّين إسحاق بْن خليل بْن فارس الشَّيْبَانيّ الشّافعيّ. [المتوفى: 700 هـ]
روت لنا بالإجازة عن ابن صبّاح وابن اللَّتّيّ وابن باسويه والإربلي وجماعة. وتُوُفّيَتْ بأذرعات عند أخيها القاضي محيي الدِّين في المحرم.(15/950)
775 - الخَضِرُ بنُ عَبْد الرَّحْمَن بْن الخَضِر بْن الْحُسَيْن بْن الخَضِر بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْدَان، الشَّيْخ الأصيل، شمس الدِّين، بقيّة المُسنِدين، أبو القَاسِم بْن أبي الْحُسَيْن الأَزْدِيّ، الدّمشقيّ، الكاتب. [المتوفى: 700 هـ]
كان شيخًا بشوشًا، متودّدًا، عاميًا، ناقص الفضيلة، ارتزق بالخدم في [ص:951]
جهات المُكْس وغيرها، ثُمَّ فِي آخر أمره عُزِل وبطل.
وُلِدَ فِي ربيع الأوّل سنة سبع عشرة وستّمائة، وتفرّد بأشياء من المَرْويّات والشيوخ. روى عن النفيس ابن البن " مغازي ابن عائذ " وعن أبي القَاسِم بْن صَصْرَى وأبي المجد القزوينيّ وزين الأُمَناء والمعافَى بْن أبي السّنان والمسلم المازنيّ وابن غسّان. وحضر على ابن أبي لُقمة. وأجاز له الشَّيْخ الموفَّق والفتح ابن عَبْد السّلام. خرَّج له الشَّيْخ عَلَمُ الدِّين " مشيخة "، وسمع منه خَلْقٌ على ضعفه، منهم المزي وابن حبيب والمحب وابن النابلسي والواني والشهاب المنبجي وابنه عبد الرحمن. وحضر عليه محمد ابن المِزّيّ.
تُوُفّي فِي أول ذي الحجّة ودُفِن بتُربة آبائه عند الكهف.(15/950)
776 - خليل بْن إِسْمَاعِيل بْن نابت، بالنّون، المحدّث الفقيه فخر الدِّين الأَنْصَارِيّ القُدسيّ. [المتوفى: 700 هـ]
فقيه ذكيّ، متيقّظ، كثير العلم، حَسَن البحث، فاضل فِي الحديث. رَحل إلى مصر وإلى دمشق ولقي المشايخ وكتب. وكان محدّث القدس ومفيده.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل. ودرس في القدس بالأمجدية وغيرها. وعاش إحدى وأربعين سنة. روى عن العز الحراني. روى عنه ابن الخباز مع تقدمه.(15/951)
777 - دَاوُد بْن مُحَمَّد بْن أبي القَاسِم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، الأمير الرئيس الجليل عماد الدِّين ابن الأمير بدر الدِّين الهكّاريّ المَقْدِسيّ الدار. [المتوفى: 700 هـ]
وبالقدس وُلِدَ فِي سنة تسعٍ وستّمائة. سمع من: ابن اللَّتّيّ وحامد بْن أبي العميد القزوينيّ والمحدّث زكيّ الدِّين البِرْزاليّ وأبي القَاسِم بْن رواحة وأبي الحَجَّاج بْن خليل، وأبي القاسم بن قميرة بحلب، والتاج ابن أبي جَعْفَر بدمشق، وعمّار بْن منيع بحرّان، وعبد الغني بْن بنين بمصر.
وكان فاضلًا، نبيلًا، جليلًا، بطلًا، شجاعًا، سمْحًا، كريمًا، لم يزل يركب ويتصيّد إلى أنّ مات. وولي نيابة قلعة جَعْبر فِي دولة النّاصر. وكان محبًا [ص:952]
للحديث والسُّنّة. حدُّث بدمشق والقدس وفاتني لقيّه، فإنّني قصدته بالقدس مقدَمي من مصر، فإذا هُوَ بدمشق، فأتيت دمشق فإذا هُوَ رجع على أريحيا وجئتُ على نابلس.
تُوُفّي فِي رجب وله إحدى وتسعون سنة.(15/951)
778 - الزّكيّ، الزّعيم مفسّر المنامات بجامع دمشق. [المتوفى: 700 هـ]
كان ضريرًا، مليح الشكل، جيّد التّعبير، وهو عَبْد اللّطيف الحَرَّانيّ، أخو الشَّيْخ أَحْمَد المنجنيقيّ الفقير.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر كهلًا.(15/952)
779 - زينب، أمّ الخير بِنْت قاضي القُضاة محيي الدِّين يحيى بن محمد ابن الزّكيّ، الْقُرَشِيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ. [المتوفى: 700 هـ]
زَوْجَة النّظّام عَبْد الله ابن البانياسي.
روت لنا عن: أبي الْحَسَن بْن المُقَيَّر، وعلي بْن حَجّاج البَتْلَهيّ وأبي القاسم بن رواحة وفتوح بن نوح الخويي. وسمعت أيضًا من: محيي الدين ابن العربي صاحب التّصانيف. سمعنا منها ببستان أولادها عند بركة الحِمْيريّين أَنَا والبِرْزاليّ والمقاتليّ وابن النابلسيّ وجماعة. وتُوُفّيَتْ بالبستان فِي تاسع شعبان ودُفنت بالجبل.(15/952)
780 - زينب بِنْت يُوسُف بْن عمر [المتوفى: 700 هـ]
ابن خطيب بيت الآبار.
روت عن الفخر الإربِليّ، لم أسمع منها. وتُوُفّيَتْ فِي ربيع الآخر.(15/952)
781 - ستّ الأُمَنَاء بِنْت الشَّيْخ صدر الدِّين أسعد بن عثمان بن أسعد ابن المنجى، والدة الخطيب مَعِين الدِّين ابن المُغَيْزل وإخوته وتدعى أمّ عزَّ الدِّين. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدت سنة ثمانٍ وعشرين أو نحوها. وروت عن جَدّها. جفلت مع [ص:953]
النّاس إلى مصر، فأدركها الموت بالسّعيديّة قبل بلبيس في ربيع الأول، رحمها الله.(15/952)
782 - الشريف الدّقّاق. [المتوفى: 700 هـ]
كهل، مهيب، حَسَن البزّة، تامّ الشكل، كثير الأموال، من أعيان تجّار الخوّاصين ورؤسائهم، وله أولاد مِلاح يركبون الخيل ويتجمّلون.
مات فِي ربيع الأوّل، وقد صودر أيّام التَّتَار، وأخذوا منه ثلاثين ألفًا أو أزيد.
وحدّثني أَبِي أنّ والد هذا كان منجّمًا بعقبة الكتّان، قال: وكنت أراه عنده وهو فقير شاب، ثُمَّ صار دقّاقًا مدّة فصمّد وحصّل، ثُمَّ صار تاجرًا، وأقبلت عليه الدّنيا.(15/953)
783 - الشريفيّ، الأمير الكبير جمال الدِّين أقوش والي البلاد القِبْليّة بالشام. [المتوفى: 700 هـ]
كان ذا صرامة ومهابة وسطوة وعسف، حتى هذب الناحية.
مات في شوال.(15/953)
784 - الصّدر المغسّل الحَرَّانيّ، مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن مَنْصُور. [المتوفى: 700 هـ]
كهل، فقيه، عالم، متميّز فِي التّغسيل، وفيه دِين ومروءة، وهو عمّ صاحبنا الفقيه عبادة، أحسن اللَّه إليه.
تُوُفّي فِي ذي القعدة ببستانه عند عين الكرش.(15/953)
785 - الطّبّاخيّ، ملك الأمراء، سيف الدِّين بلَبَان المَنْصُورِيّ. [المتوفى: 700 هـ]
أمير جليل، موصوف بالشجاعة والحشمة وكثرة الغلمان والعُدد والخيول وجودة السياسة. عمل نيابة حلب مدّة ونيابة طرابُلُس وغير ذَلِكَ.
تُوُفّي بالسّاحل في ربيع الأول كهلًا.(15/953)
786 - عائشة بنت القاضي إسحاق بْن خليل الشَّيْبَانيّ، أمّ عِيسَى، [المتوفى: 700 هـ]
أخت خديجة المذكورة.
روت لنا بالإجازة مع أختها عن ابن اللَّتّيّ وابن صبّاح وجماعة. [ص:954]
وتُوُفّيَتْ بدمشق ودُفنت عند أبيها بقاسيون.(15/953)
787 - عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، القاضي بدر الدِّين الحسبانيّ، قاضي بلاطُنُس. [المتوفى: 700 هـ]
تُوُفّي بها فِي المُحَرَّم.(15/954)
788 - عَبْد اللَّه الفاتولة، الحَلَبِيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ. [المتوفى: 700 هـ]
شيخ مُسنّ، حرفوش، مكشوف الرأس، عليه دلق رقيق وسِخ من رِقاع، وله مجمرة يتوضّأ بها، ويجلس عند قناة عُقْبة الكتّان، ويكابد البرد والمَشَقّة ولا يسأل أحدًا فيما علمت، ولا يقرب الصّلاة وعقله ثابت. ورأيتهم يذكرون له كرامات وكشفا من بابة كشف الرهْبان والكُهّان. وكان الصّبيان يعبثون به فيزطّ عليهم.
تُوُفّي فِي شوّال وصُلّيَ عليه بجامع دمشق عَقِيب الجمعة، وازدحم النّاس على نعشه وكانت جنازته مشهودة وكان لهم فيه اعتقاد ويعدّونه من عُقلاء المجانين، ودُفِن بالجبل بتُربة المولّهين.(15/954)
789 - عَبْد الرَّحْمَن ابْن الشَّيْخ الزَّاهد إِبْرَاهِيم بْن سَعْد اللَّه بْن جماعة، الشَّيْخ العالم الصّالح، زين الدِّين أبو الفَرَج الكَنانيّ الحَمَويّ، [المتوفى: 700 هـ]
شيخ البيانيّة بحماة، وأخو قاضي القُضاة.
وُلِدَ فِي سنة سبْعٍ وعشرين وستّمائة وتُوُفيّ بحماة في سابع شعبان، رأيته بدمشق شيخًا وقورًا، عاقلًا، حَسَن السَمْت، خَيّرًا.(15/954)
790 - عَبْد الرَّحْمَن بْن حصْن بْن غَيْلان، أبو محمد النحلي، البَعْلَبَكيّ، المقرئ الزَّاهد، [المتوفى: 700 هـ]
أخو الشَّيْخ الزَّاهد أَبِي الْحَسَن.
روى عن الشَّيْخ الفقيه مُحَمَّد وأجاز لنا. وكان صالحًا، صوّامًا قوّامًا، كثير التّلاوة والملازمة لمسجد الحنابلة ببَعْلَبَكَّ، من خيار عباد اللَّه. وكان من أصحاب الفقيه مُحَمَّد، صحِبه الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الصّيّاح وحكى عَنْهُ.
تُوُفّي فِي سابع عَشْر رجب وله نيّفٌ وسبعون سنة.(15/954)
791 - عَبْد الرحيم بْن أبي القَاسِم بْن عليّ بْن مكّيّ بْن ورّخز، الشَّيْخ عزَّ الدِّين أبو أَحْمَد البغداديّ، الحنبليّ. [المتوفى: 700 هـ][ص:955]
سمع ابن اللَّتّيّ وابن القُبَّيْطيّ وعبد اللَّه بْن عليّ بْن ثابت ابن النّعّال وغيرهم. مولده تقريبًا سنة عَشْرٍ وستّمائة. وأجاز لنا.
مات فِي سادس ربيع الأوّل.(15/954)
792 - عَبْد الرحيم بْن يَعْقُوب بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هِبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن قرناص، الشَّيْخ شهاب الدِّين الحَمَويّ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ بحماة سنة سبْعٍ وعشرين كابن جماعة المذكور. وسمع من صفيّة الْقُرَشِيّة وغيرها بحماة، ومن يُوسُف بْن خليل بدمشق، ومن ابن مَسْلَمَة بدمشق. وطلب بنفسه وكتب أجزاء، سمع منه عَلَمُ الدِّين بالمدينة النّبويّة. وتُوُفيّ فِي هذه السَّنَة ببلده.(15/955)
793 - عَبْد الغني بن قائد، المكبر للأئمة المطوعة بالجامع. [المتوفى: 700 هـ]
مات فِي شعبان. وقد سمع معنا الحديث.(15/955)
794 - عَبْد اللّطيف بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الأحد بْن عبد العزيز، نجم الدِّين ابن العُنيقة، العَطَّار. [المتوفى: 700 هـ]
سمع بحران من مُحَمَّد بْن عبدان وعبد القادر عبد الله ابن تيميّة شيئًا من " مسند الإِمَام أَحْمَد ". سمع منه البِرْزاليّ. ومات فِي رجب.(15/955)
795 - عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الأحد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي نصر بْن حمّاد بن صدقة، الشيخ جمال الدين ابن العُنيّقة الحَرَّانيّ، العَطَّار، التاجر. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ بحرّان سنة ثمان عشرة وستّمائة تقريبًا، وتفرّد بالرواية عن معالي بْن سلامة العَطَّار. وسمع بحلب من ابن رواحة وابن خليل ويعيش النَّحْويّ. وسمعت منه خمسة أجزاء أو أزيد. وكان رجلًا دينًا، عاقلًا، مُسنِدًا، موصوفًا بالشجاعة والإقدام في أيّام أسفاره فِي التّجارة.
تُوُفّي فِي أواخر ربيع الأوّل بين الصّالحيّة والعبّاسة مع الْجُفّال ودُفِن بالعبّاسة.(15/955)
796 - عبد المنعم بن عبد اللطيف ابن زين الأُمناء أبي البركات الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن الحسن، شرف الدين، أبو محمد ابن عساكر الدّمشقيّ. [المتوفى: 700 هـ]
شيخ فقير، متعفّف، كثير القراءة فِي المُصحف فِي الجامع، متواضع، مطّرح التَّكلُّف وُلِدَ سنة خمسٍ وعشرين وستّمائة. وسمع حضورًا من ابن غسّان والمُسلم بْن أَحْمَد.
وروى عن أبي نصر ابن الشّيرازيّ وابن اللَّتّيّ ومُكَرَّم والإربِليّ وكريمة وغيرهم. وله إجازات من جماعة. سَمِعت منه أجزاء عديدة.
وكان فِي الآخر من جملة فقراء الخانكاه الحُسَاميّة وبها تُوُفّي فِي ثامن عَشْر رجب، رحمه الله.(15/956)
797 - عثمان ابن الشَّيْخ شَرَف الدِّين مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ القُدوة عثمان الروميّ، [المتوفى: 700 هـ]
شيخ زاوية جَدّه وأَبِيهِ التي بالجبل.
كان فِيهِ مروءة وخدمة للفقراء وسمع من ابن عَبْد الدّائم.
تُوُفّي ليلة عيد النحر.(15/956)
798 - عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، الشَّيْخ فخر الدِّين المَعَريّ، المقرئ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ سنة أربعٍ وأربعين وستّمائة وقدِم دمشق فاشتغل بها وتَفَقَّه. وقرأ القراءات على الزّواويّ وغيره. وولي إمامة المدرسة الظاهريّة. وسمع الحديث من ابن عَبْد الدّائم وغيره. وكانت له حلقة يجلس بين باب الزيادة وباب المقصورة وتلقّن عليه جماعة.
تُوُفّي فِي صفر.(15/956)
799 - عز الدين محمد بن أبي الهيجاء بْن مُحَمَّد، الأمير، الفاضل، الهذبانيّ الإربليّ، [المتوفى: 700 هـ]
والي دمشق.
وُلِدَ سنة عشرين بإربِل وقدِم الشَّام فِي شبيبته. واشتغل وجالس العزّ الضرير. وكان جيد المشاركة في التارخ والأدب والكلام. وهو معروف بالتّشيُّع والرفْض. وكان شيخًا كُرديًّا، مَهيبًا، يلبس عمامة مدوّرة ويُرسل شَعره على أكتافه. وُلّي ولاية دمشق مدّة، وكان جيّد السياسة، خبيرًا.
وكان موته بالسّوادة برمل مصر فِي جُمَادَى الآخرة وله ثمانون سنة.(15/956)
800 - عليّ بْن مُوسَى بْن سُلَيْمَان، علاء الدِّين ابن الكاتب فخر الدين ابن ستيت. [المتوفى: 700 هـ]
قتله العشير بأرض صرخد. كان شابًّا حسنًا، شجاعًا، سمع معنا وقبلنا سنة بضعٍ وثمانين. وقرأ بنفسه وكتب الطّباق.(15/957)
801 - العماد الفصاص، الفقير الأحمدي، الرفاعي، المزمزم. [المتوفى: 700 هـ]
كان شيخا مليح الهيئة، أبيض الشَّيبة، له حُرمة بين الفقراء وصورة وفيه دين وخير.
حضرت سماعه وكان مطربًا فِيهِ روح وحسّ.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
وكان من أبناء الثمانين.(15/957)
802 - عُمَر بْن عَبَّاس بْن أبي بَكْر بْن جَعْوان، العَدْل، الجليل، شمس الدِّين، [المتوفى: 700 هـ]
عمّ الحافظ الأديب شمس الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وثلاثين. وسمع من الشَّيْخ الضّياء. سمعتُ منه بالمدينة النّبويّة. وكان رجلًا جيدًا متواضعًا. أصيب بحريق أملاكه وذهاب ماله زمن التَّتَار. وتُوُفيّ فِي ثاني عَشْر صَفَر، رحمه اللَّه.(15/957)
803 - عُمَر بْن غلام اللَّه بْن رضوان بْن الْحَسَن، شمس الدِّين الْمَصْرِيّ، الأشرفيّ، [المتوفى: 700 هـ]
أحد الحريريّة.
كان ينتمي إلى الحريريّة ويلي شيئًا من المكوس، سمع من ابن الزَّبِيديّ وابن اللَّتّيّ، وحدَّث ولم أسمع منه قصدًا.
تُوُفّي فِي رابع صَفَر وله اثنتان وثمانون سنة ومولده وموته بدمشق.(15/957)
804 - عِيسَى بْن عُمَر بْن أبي بكر، الشيخ الشرف ابن الأغرّ المَقْدِسيّ، [المتوفى: 700 هـ]
إمام مسجد الخوّاصين المعّلق.
رَجُل ديّن، منقبض عن النّاس، يحضر بدار الحديث الظاهرية. وسمع الحديث وسمع قبل السبعين ولم يحدث. [ص:958]
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.(15/957)
805 - عِيسَى بْن عَبْد الغني بْن حازم، أبو مُحَمَّد الجمّاعيليّ، ثُمَّ الصّالحيّ، التّاجر. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ سنة ثمانٍ وأربعين وروى عن خطيب مَرْدا والتّقيّ اليَلْدانيّ وغيرهما. وتوجّه فِي تخليص أولاده من التَّتَار، فأدركه أجَلُه بخلاط في هذه السنة.(15/958)
806 - الفاشوشة، الشَّيْخ الكبير، شمس الدِّين إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر بْن عبد العزيز الْجَزَريّ، الكُتُبيّ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ سنة اثنتين وستّمائة. وكان يذكر أنّه سمع من فخر الدين ابن تيميّة بحرّان. وكان تاجرًا فِي الكُتُب، له دكان كبيرة وكتب كثيرة وخبرة تامة بالكتب وله فضيلة ومذاكرة.
عاش ثمانيًا وتسعين سنة وكان إلى آخر وقت يقرأ الخطّ الرفيع بلا كُلفة.
تُوُفّي فِي رجب. وكان يترفض.(15/958)
807 - كُرجي، الأمير الكبير، عزَّ الدِّين أيْبَك. [المتوفى: 700 هـ]
من كبار أمراء دمشق ومقدّميهم. وكان فارسًا مجاهدًا، يحفظ أحاديث الجهاد وحجّ بالنّاس.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.(15/958)
808 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ، الصّالح، الزَّاهد، موفّق الدِّين ابن القُدوة الإِمَام تقيُّ الدِّين ابن الواسطيّ. [المتوفى: 700 هـ]
سمع الكثير على أصحاب ابن طَبَرْزَد وكان صالحًا، منقبضًا عن النّاس، مشتغلًا بنفسه، منفردًا، كثير التّلاوة، يصوم يَوْمًا ويفطر يَوْمًا.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.(15/958)
809 - مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد الآمُليّ، شمس الدِّين [غُنْدر] [المتوفى: 700 هـ]
ابن خال صفي الدِّين محمود الأُرْمَويّ المحدّث.
سمع كثيرًا مع ابن عمّته وكتب بخطّه ولم يبلغ الثلاثين. وكان يُلقّب بغُنْدر. [ص:959]
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.(15/958)
810 - مُحَمَّد بْن حَسَن بْن يُوسُف بْن مُوسَى، الفقيه الزَّاهد المعمَّر، صَدْر الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الأُرمَويّ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ سنة عَشْرٍ وستّمائة وقدِم دمشق، فسمع من: الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن الصّلاح وحضر حلقته، وسمع من: كريمة وعتيق السّلمانيّ وابن قُمَيْرة وشيخ الشيوخ تاج الدِّين ابن حمُّوَيْه وابن أبي جعفر وجماعة. وينزل فِي دار الحديث من أيّام ابن الصّلاح وفي المدارس. وكان فقيهًا زاهدًا، عابدًا، متهجدًا ورِعًا، متنسكًا، ما أظنّه تزوَّج. سمعنا منه معشر الطلبة ونعم الشيخ كان.
توفي بالمرستان الصّغير فِي الرابع والعشرين من شعبان وقد كمّل التّسعين.(15/959)
811 - مُحَمَّد بْن أبي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه، الشَّيْخ الصّالح، أبو عَبْد اللَّه الكنْجيّ، [المتوفى: 700 هـ]
المجاور بجامع دمشق من نحو ستين سنة.
سمع من الزّين خَالِد والخطيب عماد الدِّين ابن الحَرَسْتانيّ وابن عَبْد الدّائم وجماعة. سَمِعت منه أحاديث وكان ديّنًا، خَيّرًا، عاقلًا وهو والد مُحَمَّد صاحب الخزانة بالجامع.
تُوُفّي فِي رابع عَشْر ربيع الآخر. وكان من أبناء التّسعين.(15/959)
812 - مُحَمَّد بْن عَبْد الكافي بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الكافي، العَدْل شمس الدِّين وُلِدَ الخطيب جمال الدِّين الرَّبَعيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ. [المتوفى: 700 هـ]
شاهِد جليل، مشكور مشهور، من كتّاب الحُكم كأخيه ضياء الدِّين وُلِدَ سنة سبْعٍ وثلاثين وستّمائة. وروى لنا " جزء ابن عَرَفَة " عن النّجيب الحَرَّانيّ.
تُوُفّي فِي تاسع رمضان ببستانه.(15/959)
813 - محمد بن محمد بن منجى، العَدْل زكي الدِّين الحَمَويّ. [المتوفى: 700 هـ]
سمع من عَبْد المنعم بْن أبي المضاء " مجلس بلوغ السّبعين "، لابن عساكر؛ قرأه عليه عَلَمُ الدِّين بحماه.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.(15/960)
814 - مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن مُوسَى، الشَّيْخ شمس الدِّين أبو عَبْد اللَّه الحَلَبِيّ الحاضريّ المقرئ النَّحْويّ. [المتوفى: 700 هـ]
قرأ القراءات على الكمال الضّرير والشيخ عليّ الدّهان. وقرأ العربية على الشيخ جمال الدين ابن مالك وكان أحد شيخي الإقراء بالتُّربة العادليَّة وله تصدير فِي جامع دمشق بمعلوم شيخنا التاذفي. قرأت عليه القراءات أَنَا وابن غدير فِي سنة اثنتين وتسعين ولم يكن بذاك الحاذق فيها ولا فِي النَّحْو، بل له معرفة متوسّطة.
تُوُفّي فِي خامس صَفَر عن بضعٍ وستّين سنة.(15/960)
815 - مُحَمَّد بْن أبي زَيْد، الشَّيْخ شمس الدِّين الصُّوفيّ، [المتوفى: 700 هـ]
شيخ خانكاه خاتون.
كان شيخًا مُلسنًا، فصيحًا، سمينًا، فِيهِ شهامة وتبحُّر وشطارة، توفي فِي ربيع الأوّل.(15/960)
816 - مُحَمَّد بْن أبي غانم، الشمس المعري، [المتوفى: 700 هـ]
إمام مسجد التوثة الَّذِي بداخل باب شرقيّ.
كان فقيهًا بالمدارس وتلقن عليه خلق.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.(15/960)
817 - محمود بْن عليّ بْن محمود، الحاجّ الصّالح، شَرَف الدِّين السّرّاج، شريك الشرف ابن بصخان بالسّرّاجين. [المتوفى: 700 هـ]
كان حريصًا فِي كِبَره على العِلم وله دار مليحة عند الدّيماس، سمع فيها " البخاري " و " شرح السنة " و " التفسير " وغير ذَلِكَ بقراءة ابن نفيس، وبسببه سمع صاحبنا المقرئ بدر الدين ابن بصخان فإنّه كان فِي حُجْره، ثُمَّ [ص:961]
كان ملازمًا للجامع يجلس عند الباجربقيّ. وقد أجاز لنا مَرْوِيّاته.
تُوُفّي فِي رجب وكان من أبناء السّبعين.(15/960)
818 - محمود بْن أَبِي بَكْر بْن أبي العلاء بْن عليّ بْن أبي العلاء، الإِمَام، المحدّث، الفَرَضيّ، شمس الدِّين، أَبُو العلاء الْبُخَارِيّ، الكلاباذيّ، الحَنَفِيّ، الصُّوفيّ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ بمحلّة كلاباذ فِي سنة أربعٍ وأربعين وتَفَقَّه ببخارى وسمع بها فِي سنة سبعين وحولها. ثُمَّ قَدِمَ العراق سنة بضعٍ وسبعين فسمع بها من محمد ابن أبي الدينة ومحمد بن عمر ابن المريخ وابن بلدّجيّ وابن الدّبّاب وطائفة، وبالموصل من الشَّيْخ موفّق الدِّين الكواشي المفسّر وجماعة، وبماردين ودُنَيْسر، وقدِم دمشق سنة أربعٍ وثمانين فسمع بها ورحل إلى مصر سنة سبْعٍ وثمانين فأكثر بها وبدمشق. وكتب الكثير بخطّه المليح الحُلْو وصنَّف فِي الفرائض تصانيف. وكان بارعًا فيها. له أصحاب يشتغلون عليه.
وكان ديّنًا، نزهًا ورِعًا، متحريًّا، متقنًا، كثير المعارف، حَسَن العِشْرة، كثير الإفادة، مُحِبًّا للطَّلبة، سمع من سبعمائة وخمسين شيخًا وسوَّد معجمًا لنفسه، استفدنا منه وكان لا يمسّ الأجزاء إلا على وضوء، روى عَنْهُ شيخنا الدّمياطيّ فِي " معجمه " وفاة ابن أبي الدينة، وسمع منه المِزّيّ وأبو حيان وابن سيّد النّاس والبِرْزاليّ وقُطْب الدِّين والمقاتليّ والمجد الصَّيْرَفيّ وطائفة. وقد سمع أشياء نازلة بمرُو وسرخس ودامغان، وحج سنة سبع وتسعين.
حدثنا أبو العلاء الفرضي، قال: أخبرنا أحمد بن معشر ببخارى، قال: حدثنا أبو رشيد الغزال، فذكر حديثا، ولمّا انقضت أيّام التَّتَار سافر من دمشق خوفًا من الغلاء إلى ماردين، فأقام بها أشهرًا وتُوُفيّ فِي أوائل ربيع الأوّل عن ستٍّ وخمسين سنة.
وكان أشقر، رَبْع القامة وافر اللّحية، كبير الهامة، منعجم اللّسان، كثير [ص:962]
التودّدّ، حَسَن الدّيانة والمعتَقَد. وكان من أعيان صوفية الخانقاه وقف أجزاءه بالخانقاه وتركها ولم يسافر بها.(15/961)
819 - النّجم ابن عُبَيْد اللَّه، هُوَ الفقيه، أبو العباس أحمد ابن الإِمَام شمس الدِّين عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه، المَقْدِسيّ. [المتوفى: 700 هـ]
شابّ فاضل، خَيّر، متواضع، حَسَن البِشْر.
سمّعه أَبُوهُ من جماعة، وحضر ابن عَبْد الدّائم. ولم يحدث.(15/962)
820 - النجم ابن عساكر، هُوَ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمود ابن تاج الأُمَناء [المتوفى: 700 هـ]
ابن عمّ بهاء الدِّين القَاسِم بْن مظفّر الطّبيب، وهو عمّ الإِمَام شَرَف الدِّين حُسين بْن سلام لأمّه.
كان فِيهِ زهد وانجماع وانقباض وفيه دين ومَعْرفة، تُوُفّي كهلًا فِي ذي الحجّة وله سماعات ولم يحدث.(15/962)
821 - يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن أبي عَبْد اللَّه بْن حَمّاد العَسْقَلانيّ ثُمَّ الصَّالحيّ اللبان. [المتوفى: 700 هـ]
روى عن الحافظ الضياء وسعيدة بِنْت عَبْد الملك، سمع منه الطَّلَبة. وما سَمِعت منه.
تُوُفّي فِي حدود ربيع الآخر.(15/962)
822 - يحيى، الملك إمام الدِّين البكْريّ، القزوينيّ، [المتوفى: 700 هـ]
صاحب الديوان بالعراق.
مات بالحِلّة ونُقل إلى بغداد فدُفن بمدرسته بدرب فراشا، ووُلّي منصبه ابنه افتخار الدِّين.(15/962)
823 - يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن مَنْصُور، الشَّيْخ محيي الدِّين الزُّرَعيّ، الحنبليّ، [المتوفى: 700 هـ]
خطيب زُرَع.
قَدِمَ دمشق فتمرَّض بها خمسة أيّام. ومات فِي نصف ربيع الأوّل.(15/962)
824 - يُوسُف بْن أَحْمَد بْن أبي بَكْر بْن عليّ بْن إِسْمَاعِيل بْن عُمَر بْن عَبْد المجيد، المُسنِد، المعمَّر، بقيّة الرُواة، أبو عليّ الغُسُوليّ، المُرَجيّ ثُمَّ الصّالحيّ، المعروف بابن غالية. [المتوفى: 700 هـ][ص:963]
وُلِدَ سنة اثنتي عشرة بقاسيون وسمع من مُوسَى بْن عَبْد القادر والشيخ الموفَّق وتفرّد فِي وقته. وسمع منه خَلْقٌ. سمعتُ منه بجامع الجبل وبدار الدّواداريّ وبالنّوريّة وبمنزلنا، قرات عليه للأولاد.
وكان شيخًا ساكنًا، فقيرًا، متعفّفًا، وقد بدت منه هناتٌ فِي وسط عُمره، ثُمَّ كبُر وصلُح أمره وكان حجّارًا، ثُمَّ عجز وشاخ ولزِم بيته. وقد غاب مدّةً فِي الحصون يخدم حجّارًا بها وحدَّث قديمًا فِي سنة خمسٍ وستّين، ثُمَّ غاب ونُسِيَ، ثُمَّ ظهر فِي آخر سنة أربعٍ وتسعين ففرحنا به لأنّه كان قد انقطع من دمشق حديث المخلّص، فظهر له سماع " المنتقى " من سبعة أجزاء والثّاني من حديث زُغْبة عن اللَّيْث. ودُلِلْنا عليه فأتيناه.
وسمع منه: المِزّيّ والبِرْزاليّ والمقاتليّ وابن النّابلسيّ والمحبّ والصّدر أبو بكر ابن خطيب حماة والشهاب ابن عُدَيْسة ونجم الدِّين القحفازيّ وخلْق.
تُوُفّي فِي ثالث عشر جمادى الآخرة وجبوا له كفنًا، رحمه الله.(15/962)
825 - أَبُو جَلَنْك، هُوَ الفقيه، الأديب، الشاعر، شهاب الدِّين أَحْمَد بْن أبي بَكْر الحَلَبِيّ. [المتوفى: 700 هـ]
مشهور بالعشْرة والنّوادر والفضيلة وفيه همّة وشجاعة، نزل من قلعة حلب فِي طائفةٍ للإغارة والكسْب، فلاطخوا التَّتَار، فوقعت فِي فَرَسه نشّابه، فوقف وبقي هُوَ راجلًا. وكان ضخمًا، سمينًا، فأسروه وأُحضر بين يدي المقدَّم، فسأله عن عسكر المسلمين، فكثرهم ورفع شأنهم، فأمر به فضربت عنقه وحصلت له خاتمة صالحة. فالله يختم لنا بخير في عافية ويرزقنا الإخلاص ويمدنا بالتوفيق، إنه كريم وهاب.
ومات في سنة سبعمائة خلق بدمشق.(15/963)
-وفيها ولد:
الخطيب بدر الدين محمد ابن قاضي القضاة جلال الدين القزويني، والمولى شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله كاتب السر، والأمير عماد الدين محمد ابن قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى، وزين الدين عمر بن عبد العزيز الفارقي المؤذن.
وهذا آخر الطبقة السبعين، وهنا نقف ونحمد الله عودًا على بدء، ونسأله أن يصلي على محمد وآله ويسلم.(15/964)