184 - مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي القرَّاب. [المتوفى: 385 هـ]
تُوُفّي في ذي القعدة.(8/583)
185 - مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد، أَبُو الحسن بْن سكرة الهاشمي الأديب. [المتوفى: 385 هـ][ص:584]
بغدادي من ذرّيّة أَبِي جَعْفَر المنصور. كَانَ متسع الباع في أنواع الْأبداع، فائق الشعر، لا سيما فِي المُجُون والسّخف، وكان يقال ببغداد: إن زمانًا جاد بمثل ابن سكَّرة وابْن الحَجَّاج لَسَخِيٌ جدًا، وقد شُبِّها فِي وقتهما بجرير والفرزدق فِي وقتهما، ويقال: إنّ " ديوان " ابن سُكَّرة يُرْبي عَلَى خمسين ألف بيت.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
ومن شعره:
فِي وجه إنسانَة كَلِفْتُ بها ... أربعة ما اجتمعن فِي أَحَدِ
الوجهُ بدرٌ، والصَّدْعُ غاليةٌ ... والرِّيقُ خمرٌ، والثَّغْرُ من بَرَدِ
وقَالَ أَبُو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سكرة لنفسه، وكان طيب المزاج:
وقائل قال لي: لا بد من فرج ... فقلت واغتظت: كم لا بد من فرج؟
فَقَالَ لي: بعد حين. قلت: وَاعَجَبًا ... من يَضْمَنُ العُمْرَ لي يا بارد الحُجَج
وله:
غُصْنُ بانٍ وفي اليد منه ... غُصْنٌ فِيهِ لؤلؤ منظومُ
فتحيّرت بين غصنين فِي ذا ... قمرٌ طالعٌ وفي ذا نجومُ(8/583)
186 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بصير بْن ورقاء، أَبُو بَكْر الْأُودنيُّ [المتوفى: 385 هـ]
وأودن قرية من قري بُخَارَى.
قيّده ابن السمعاني بضم الهمزة، ونص ابن ماكولا ومن تبعه على فتحها.
كَانَ إمام الشافعية فِي زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه.
قال الحاكم: هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم عَلَى تقصيره، وأشدهم تواضعًا وإنابة. [ص:585]
قلت: رَوَى عَنِ الهيثم بْن كُلَيْب الشّاشي، وعَبْد المؤمن بْن خلف النَّسَفي، ومُحَمَّد بْن صابر الْبُخَارِيّ.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عَبْد الله الحليمي، ومحمد بن أحمد غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري،
وَتُوفِّي ببُخَارَى فِي شهر ربيع الآخر.
ومن غرائب وجوهه: أنّ الرِّبا حرام فِي كل شيء، فلا يجوز بيع مالٍ بجنسه مُطْلَقًا. ومن شيوخه ببُخَارَى يعقوب بن يوسف العاصمي.(8/584)
187 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن، أَبُو بَكْر الْإصبهاني. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن هارون الرُّويَاني، وعباس بن الوليد بن شجاع وعبد الله ابن أخي أَبِي زُرْعَة الرازي.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن محمود الثقفي.
وكان ثقة مأمونًا.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
وَرَوَى عَنْهُ أيضًا أَبُو نُعَيْم، ووصفه بالعدالة، ولكن قَالَ: مات فِي ذي القعدة.(8/585)
188 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْصَوَيْه، أَبُو الْحَسَن السَّرْخَسي، [المتوفى: 385 هـ]
جدّ الحافظ إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق القرّاب.
تُوُفِّي فِي ذي الحجة.(8/585)
189 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عثمان، أَبُو بَكْر البغدادي الطّرازيُّ، [المتوفى: 385 هـ]
نزيل نيسابُور.
من كبار القرّاء والصُّلَحَاء؛ قرأ عَلَى أَبِي بَكْر بْن مجاهد،
وَسَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ودخل البصرة وإصبهان ثم نيسابُور، وكتب بها عَنْ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان وغيره. وكان عارفًا بالعربيّة والحديث.
قَالَ الحاكم: خالف الْأئمّة فِي آخر عُمُره فِي أحاديث حدّث بها من حفظه، فالله أعلم.
تُوفِّي فِي ذي الحجة. [ص:586]
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو حفص بْن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي وغيرهم.
وقَالَ الخطيب: ذاهب الحديث.(8/585)
190 - مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن المُثَنَّى، الفقيه أَبُو بكر البغدادي الأثري الداودي الظاهري. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، وأَبَا سَعِيد العدوي.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَاني وقَالَ: كَانَ فقيهًا نبيلا عَلَى مذهب داود.
ولد سنة ثلاثمائة.(8/586)
191 - مظفر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بْن برهان، أَبُو الفتح المقرئ. [المتوفى: 385 هـ]
أقرأ القرآن بدمشق مدّة. وصنّف كتابًا فِي القراءات،
وَقَرَأَ عَلَى: أَبِي القاسم عَلِيّ بْن العقب، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْأخرم، وصالح بْن إدريس البغدادي،
وَحَدَّثَ عَنْ: أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بْن هلال، وإبراهيم ابن المولد الزاهد، وابن حذلم، وأبي علي الحصائري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فُطَيْس.
وَعَنْهُ: تمّام الرَّازي، وَأَبُو سعد المَالِيني، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي وجماعة.
والصواب بُرْهان، بالضّمّ.(8/586)
192 - هاشم بْن يحيى بْن الحَجَّاج، أَبُو الوليد البَطَلُيوسِي. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بْن اصبغ، وحجّ، فسمع من أَبِي سَعِيد ابن الأعرابي، وأبي رجاء محمد بن حامد البغدادي، وأَبِي يحيى مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن ابن المقرئ، وأبي محمد عبد الرحمن بن أسد الكازروني، وخلق بمَكّة، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السّرّاج، والفضل بْن عُبَيْد اللَّه بالقدس، وعلي بْن الْعَبَّاس الغَزِّي بغَزَّة، والحسن بْن مُليح، وأَحْمَد بن [ص:587] بَهْزَاد بمصر، واستقر ببَطَليوس، ثم سعى بِهِ إلى السلطان فامتحن، وأُسْكِن قُرْطُبَة، فقرأ الناس عَلَيْهِ كثيرًا، وكان لا بأس بِهِ فِي ضَبْطه.
تُوُفِّي فِي شوال؛ قاله ابن الفَرَضِيّ.(8/586)
193 - يوسف ابن الشَّيْخ أَبِي سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه السَّيرافي النَّحْوِيّ، أَبُو مُحَمَّد. [المتوفى: 385 هـ]
كَانَ إخباريا، لُغَوِيًّا، علامةً، عارفًا بالعربيّة معرفة جيّدة، تصدر فِي مجلس أبيه بعد موته، وقد كان يعيد له في حياته، وكَمَّل بعض تصانيف أَبِيهِ، وشرح أبيات سِيَبَويْه، فجاء نهاية فِي بابه، وشرح " إصلاح المنطق " فأجاد، وله فِي اللُّغة مصنفات.
تُوُفِّي في ثالثة تبقى من ربيع الأول. وعمره خمسٌ وخمسون سنة.(8/587)
194 - يوسف بْن عُمَر بْن مسرور، أَبُو الفتح القوّاس الزّاهد. [المتوفى: 385 هـ]
بغداديّ محدث مشهور.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلّس، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وخلقًا كثيرًا، ذكر فِي تراجمهم أنَّه رَوَى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزجي، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وآخر من روى عنه أبو الحسين ابن المهتدي بالله.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة زاهدًا صادقًا، ولد سنة ثلاثمائة، وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة. سَمِعْتُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار يَقُولُ: ما أتيت يوسف القوَّاس إلا وجدته يُصلّي، وسمعت أَبَا بَكْر البرقاني والأزهري ذكرا القواس فقالا: كان من الأبدال، زاد الأزهري: كان مُجَاب الدعوة.
وقَالَ أَبُو ذَرّ الهَرَوِي: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: كُنَّا نَتَبرّك بأبي الفتح القوّاس وهو صبيّ.
وقَالَ تمّام بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وغيره: سمعنا القواس يذكر أَنَّهُ وجد فِي [ص:588] كتبه جزءًا فِي " فضائل معاوية " قد قَرَضَتْه الفارة، فدعا عليها، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عَنْ أَبِي ذَرّ الهَرَوِي أَنَّهُ كَانَ حاضرًا لما ماتت.
قَالَ العتيقي: مات في ربيع الآخر. وكان ثقة مستجاب الدعوة، ما رَأَيْت فِي معناه مثله.
أنبأنا ابن علان، قال: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال: حدثني عبد الغفار الأرموي، قال: حدثني أبو الحسن بن حميد، قال: سَمِعْتُ أَبَا ذَرّ الهَرَوِي يَقُولُ: كنت عند أبي الفتح القواس، فأخرج جزءاً فيه قرض الفأر، فدعا اللَّه عَلَى الفارة التي قرضته، فسقطت من السقف فارة، لم تزل تضطرب حتى ماتت.
وذكر أبو الفتح أنه كان لا يكتب من لفظ المملي، بل من لفظ الشَّيْخ، فذكر أن رجلا قَالَ لَهُ: رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم فِي المنام يَقُولُ لي: من أراد السّماع كأنه يسمعه منّي فلْيَسمعه كسماع أَبِي الفتح القواس.(8/587)
-سنة ست وثمانين وثلاثمائة(8/589)
195 - أحْمَد بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن يحيى، أبو حامد ابن المزكّي النيسابُوري. [المتوفى: 386 هـ]
قَالَ الحاكم: لَهُ إجازة من أَبِي الْعَبَّاس الدَّغُولي بخطّ يده،
وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطان، وبمكة من ابن الأعرابي، وببغداد من لبن البختري والصّفّار وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُوهُ، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المظفَّر الحافظ، أملى ببغداد ونيسابُور، وحضر مجالسه القضاة والأشراف، وخرّجْت لَهُ فوائد.
وَتُوفِّي فِي شعبان، ومولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وصحبته ببغداد، وبطريق مكّة، وعندي أنّ الملائكة لم تكتب عَلَيْهِ خطيئة، وصام الدهر نيّفًا وعشرين سنة، وكان عابداً مجتهدا.
قلت: وهو أحد الْأخوة؛ حدّث بهَمَذَان، فروى عَنْهُ من أهلها جَعْفَر الْأبهري، وَأَبُو بَكْر الزنجاني، وأحمد بن عبد الرحمن بن سعيدويه، وآخرون، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.(8/589)
196 - أحْمَد بْن عَبْد الوهاب بن الحسين بْن يوسف، أَبُو عَلِيّ البغدادي القاضي، [المتوفى: 386 هـ]
نزيل مصر.
حدّث،
وَتُوُفِّي فِي المحرَّم.(8/589)
197 - أحْمَد بْن عَبْد الله بن نُعَيْم بْن الخليل، أَبُو حامد النُّعَيْمي. [المتوفى: 386 هـ]
رَاوَى " صحيح " الْبُخَارِيّ.
سَمِعَ: أَبَا عبد الله الفربري، وأَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدَّغولي، والْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مُصْعَب، وإبراهيم بْن حمدويه السلمي، وأحمد بن إسحاق بن مزيز السَّرْخَسي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القرّاب، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو بَكْر البرقاني، وأبو حازم العبدويي، وَأَبُو منصور الكرابيسي، وَأَبُو عُمَر [ص:590] عَبْد الواحد بْن أحْمَد المليجي شيخ محيي السُّنَّة البَغَوي، وغيرهم.
وهو سرخَسي نزل هراة واستوطنها،
وَتُوفِّي فِي ربيع الْأول.(8/589)
198 - أحمد بن عبيد الله البغدادي الحذاء. [المتوفى: 386 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي عبد الله المحاملي،
وَعَنْهُ: أحمد بن محمد العتيقي.(8/590)
199 - أحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ المدائني المعروف بالهائم، [المتوفى: 386 هـ]
أحد الْأدباء المذكورين.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن دُرَيْد وجماعة، وصحب عضد الدولة بْن بُوَيْه، وكان راوية للشعر؛
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن المحسّن التنوخي، وهلال بْن المحسّن الصابئ، وذكر أنّه كَانَ يحفظ ثلاثين ألف بيت شِعْر.(8/590)
200 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَغْلان. [المتوفى: 386 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي بكر ابن الْأنباري.
وَعَنْهُ: ابن المحسّن التنوخي.(8/590)
201 - أحْمَد بْن مُوسَى بْن أحْمَد بْن خصيب، أَبُو بَكْر الْأندلسي المعروف بابن الْإمَام. [المتوفى: 386 هـ]
فقيه إمام، ولي القضاء ببعض مدن الْأندلس،
وَسَمِعَ مِنْ: عمه عُمَر بْن يُوسف ومُحَمَّد بْن شبل،
وعاش ستين سنة.(8/590)
202 - أحْمَد بْن أَبِي اللَّيْث نصر بْن مُحَمَّد النَّصِيبي الْمَصْرِيّ الحافظ. [المتوفى: 386 هـ]
قدم نيسابُور؛ قَالَ الحاكم: هُوَ باقعة فِي الحِفْظ، شبهت مذاكرته بالسحر، وكان يتقشف، ويجالس الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل عَلَى الْأدب والشعر، ودخل فِي الْأعمال السلطانية، ثم اجتمعت هناك به، وحِفْظُه كما كَانَ، فكنت أتعجب منه.
سَمِعَ: أحْمَد بْن عَبْد الرحيم القَيْسَراني، وأَبَا هاشم الكناني بالشام وأَبَا عَبْد اللَّه الحكيمي، وأَبَا عَلِيّ [ص:591] الصّفّار ببغداد، وأَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأصحاب يونس بْن عَبْد الْأعلى بمصر.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وجماعة.(8/590)
203 - جُنْدُب بْن أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خَالِد، أَبُو ذَرّ المهلّبي الْأزْدِيّ الْجُرْجاني. [المتوفى: 386 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي يعقوب إِسْحَاق البحري، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن ماهيار، ودعلج السجزي، وجماعة.
وكان فقيهًا خيِّرًا.
قَالَ ابْن ماكولا: مات فِي رجب سنة ستٍ.(8/591)
204 - الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن زولاق، أَبُو مُحَمَّد. [المتوفى: 386 هـ]
أحد علماء الديار المصرية، وصاحب التصانيف والتواريخ.
مولده فِي حدود سنة ست وثلاثمائة، ومن كبار شيوخه أَبُو جَعْفَر الطَّحاوي، ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين، ولم يؤرِّخْه ابن عساكر.
توفي في ذي القعدة.(8/591)
205 - حمد بْن مُحَمَّد بْن حمدون النيسابُوري، أَبُو منصور الْجَوْزَجَاني الفقيه. [المتوفى: 386 هـ]
تفقه ببَلْخ عند أَبِي القاسم الصّفّار،
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي العبّاس الدّغُولي، وطبقته، وعمر نَيِّفًا وتسعين سنة.
توفي في ذي القعدة.(8/591)
206 - سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن مسلمة بْن مُحَمَّد بْن بُتْري، أَبُو بَكْر القُرْطُبي. [المتوفى: 386 هـ]
سَمِعَ مِنْ: عمه خطاب بْن مَسْلَمة، وقاسم بن أصبغ. [ص:592]
وولي قضاء قرمونة،
وَتُوفِّي فصلى عَلَيْهِ أخوه مَسْلَمة الزّاهد.(8/591)
207 - صالح بن جَعْفَر، أَبُو الفرج الرَّازيُّ. [المتوفى: 386 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري.
وَعَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة.
أحاديثه تدل عَلَى صِدقه.(8/592)
208 - عَبَّاس بْن أصبغ بن عبد العزيز الهمداني الحجاري، من أهل وادي الحجارة، أَبُو بَكْر القُرْطُبي. [المتوفى: 386 هـ]
ولم يكن من أهل وادي الحجارة فيما قِيلَ.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَيْمَن، وعَبْد اللَّه بْن يونس، وسيد أَبِيهِ الزّاهد، وسعيد بْن جَابِر، وعباس بْن مُحَمَّد. وكان ضابطًا لما كتب، عفيفا طاهرا، قرأ الناس عَلَيْهِ كثيرًا،
وَتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة.(8/592)
209 - عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مالك، أَبُو مُحَمَّد البَغْداديُّ البيّع. [المتوفى: 386 هـ]
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بن منصور الشيعي، وسعيداً أخا زُبَير الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو طَالِب العُشَاريُّ، وَأَبُو خَازم مُحَمَّد بْن الفَرَّاء.
وَثَّقَه ابن أبي الفوارس.
تُوُفِّي فِي جمادى الْأولى.(8/592)
210 - عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حُسْنون، أَبُو أحْمَد السَّامرِّيُّ البَغْداديُّ المقرئ، [المتوفى: 386 هـ]
مُسْنِد ديار مصر في القراءات.
ذكر أَنَّهُ قرأ لحفص عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني صاحب عُبَيْد بْن الصباح، وقرأ للسوسي على أصحابه أبي الحسن ابن الرَّقّي، وأَبِي عثمان النَّحْوِيّ، وأَبِي عمران مُوسَى بْن جرير النَّحْوِيّ. وقرأ لقالون عَلَى أَبِي [ص:593]
الحسن ابن شنبوذ، وقرأ للدوري وغيره على أبي بكر بْن مُجاهد، وكذا قرأ عَلَى ابن شنبوذ بطُرُق متعددة.
قرأ عَلَيْهِ أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخُزَاعي، وَأَبُو الفتح فارس بْن أحمد، ويوسف بن رباح البصري، وعبد الساتر بن الذرب باللاذقية، وأبو الحسين التنيسي الخشّاب، وَأَبُو القاسم عَبْد الجبار بْن أحْمَد الطَّرَسُوسِي ثم الْمَصْرِيّ، قرأ عَلَيْهِ بمذاهب السبعة، ورواياته عَنْهُ فِي كتاب " العنوان " وآخر من قرأ عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس شيخ ابن الفحّام.
وقد وقع لنا بحمد اللَّه من طريقه رواية حفص ورواية السوسي بعلو، من قراءتي عَلَى أصحاب الصَّفْراوي عَنْهُ.
إلا أنّ السَّامريّ قد تكلم فيه بعضهم، فقال محمد بن علي الصوري: قال لي أَبُو القاسم العُنّابي البزّاز: كنّا يومًا عند أَبِي أحْمَد المقرئ فحدّثنا عَنْ أَبِي العلاء مُحَمَّد بْن أحْمَد الوكيعي، فاجتمعت بأبي مُحَمَّد عَبْد الغني بْن سَعِيد، فذكرت ذَلِكَ لَهُ، فاستعظمه، وقَالَ: سَلْه مَتَى سَمِعَ منه؟ فرجعت إليه، فقال: سمعت منه بمكة في الموسم، سنة ثلاثمائة، فأتيت عبد الغني فأخبرته، فَقَالَ: أَبُو العلاء مات عندنا فِي أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدة، وَأَبُو أحْمَد قاعد يقرئ، فقلت له: ألا تسلم عليه؟ فقال: لا أسلّم عَلَى من يكذب فِي حَدِيثَ رَسُول اللَّه صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ صاحب " العنوان ": إنه قرأ لأبي الحارث اللَّيْث عَنِ الكسائي، عَلَى عَبْد الجبار الطَّرَسُوسِي، عَنْ قراءته عَلَى أَبِي أحْمَد السامريّ، وتلا أَبُو أحْمَد برواية المذكور عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى الكسائي الصغير، عن قراءته عَلَى اللَّيْث.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه القصّاع: كذا نقل الجماعة عَنْ أَبِي أحْمَد أَنَّهُ قرأ عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى، وهو وَهْمٌ، لأنّه تُوُفِّي سنة ثمانين ومائتين، وولد أَبُو أحْمَد بعد موته بنحو خمس عشرة سنة.
وقَالَ الخطيب: قَالَ الصُّوري: وقد ذكر أَبُو أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى الكِسَائي الصغير، فبلغني أنه كُتِب في ذلك إلى بغداد يُسأل [ص:594] عن وفاة الكِسَائي، فكان الْأمر من ذَلِكَ بعيدًا.
قلت: وهذا وَهْم وقع لأبي أحْمَد ثم رجع عَنْهُ، وأنمّا يروي هذه القراءة عَنْ ابن مجاهد تلاوة عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى سماعًا لحروفها، وكذا رواها أبو عمرو الداني فِي " جامع البيان "، فَقَالَ: قرأت بها عَلَى شيخنا أَبِي الفتح، وقَالَ: قرأت عَلَى عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن، قَالَ: قرأت على ابن مجاهد، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن يحيى الكِسَائي، عَنِ اللَّيْث بْن خَالِد، عَنِ الكِسَائي.
قلت: وَأَبُو الفتح من أثبت القُرّاء وأتقنهم، وأما أبو القاسم الهذلي وابْن الفحّام، وغيرهما ممّن عنده طرق أَبِي أحْمَد، فلم يذكروا قراءة أَبِي أَحْمَد عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى أصلا، وقد رواها، أعني رواية مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو الْحَسَن بْن شنبوذ، وتلا بها على محمد بن يحيى، فلعل أبا أحمد تلا بها على ابن شنبوذ، وقد سقط اسمه عَلَى صاحب " العنوان "، والله أعلم. وإنما المستغرب قراءة أَبِي أحْمَد عَلَى أحْمَد بْن سهل الأشناني فإنه توفي سنة سبع وثلاثمائة، ومولد أبي أحمد سنة خمس وتسعين ومائتين، فيكون قد قرأ عَلَيْهِ وهو ابن اثنتي عشرة سنة إنْ كَانَ قد قرأ عَلَيْهِ.
تُوُفِّي ليلة السبت لثمانٍ بقين من المحرم.
وذكر يحيى ابن الطحّان أن أَبَا أحْمَد رَوَى عَنْ أَبِي العلاء الكوفي وعبد الله ابن المعتز، ويموت بن المزرع.
قلت: ولم يدرك ابن المعتز، نسأل اللَّه السلامة، فقد بان ضَعْف أَبِي أحْمَد وتخليطه فياحَيْنَهُ.(8/592)
211 - عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد، أَبُو مُحَمَّد [المتوفى: 386 هـ]
فقيه القَيْروَان.
تُوُفِّي سنة ستٍ وثمانين، وقيل: سنة تسع، وقد ذكر هناك.(8/594)
212 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الخصيب بْن رُسته، أَبُو عَلِيّ الضبيّ الْإصبهاني. [المتوفى: 386 هـ]
سَمِعَ: الْحَسَن بن محمد الداركي، وأبا عمرو بن عقبة، وإبراهيم بْن [ص:595] عبد الله بن محمد الزبيبي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الكِسَائي.(8/594)
213 - عَبْد الكبير بْن مُحَمَّد بْن عفير، أَبُو مُحَمَّد الحكمي الْأندلسي المقرئ. [المتوفى: 386 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أبي جعفر ابن النحاس، وأبي سعيد ابن الأعرابي، وقاسم ابن أصبغ، والمظفر بْن أحْمَد الْمَصْرِيّ. وقرأ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أشته ومُحَمَّد بْن عَلِيّ. وأقرأ الناس بقُرْطُبَة مدَّةً،
وَتُوُفِّي فِي صفر.(8/595)
214 - عُبَيْد اللَّه بْن فرج، أبو مروان القرطبي النحوي، ويعرف بالطوطالقي. [المتوفى: 386 هـ]
أخذ عن أبي علي القالي، وأبي عبد الله الرباحي، وطائفة. وبرع في اللغة، والنحو والآداب، وقد اختصر كتاب " المدونة "، وأجاد.
توفي في عشر السبعين.(8/595)
215 - عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أبو أحمد الإصبهاني. [المتوفى: 386 هـ]
سَمِعَ مِنْ: جده إسحاق "مسند أحمد بن منيع " وسمع من الْحَسَن بْن عثمان الفَسَوي كُتُبَ يعقوب بْن سُفْيَان، وسمع من أحْمَد بْن جَعْفَر بْن مَحْمَوَيْه البغدادي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر أحْمَد بْن مُوسَى بْن مردَوَيْه، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذكواني، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وعَلِيّ بْن القاسم بْن إِبْرَاهِيم بْن شنبويه المقرئ، وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكِسَائي، وعثمان بن محمد بْن أحْمَد بْن سَعِيد الخلال، وعَبْد الواحد بْن أحْمَد المعلّم.
قَالَ ابن مَرْدَوَيْه: تُوُفِّي فِي شعبان.(8/595)
216 - عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهران الْإصبهاني. [المتوفى: 386 هـ][ص:596]
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن سَعِيد الفارسي، عن زيد بن أخزم.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نعيم.(8/595)
217 - علي ابن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الضبيّ المحامليّ، أَبُو القاسم البغدادي. [المتوفى: 386 هـ]
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَندي، وابْن زياد النيسابوري.
وَعَنْهُ: ابن أخيه أحْمَد بْن عَبْد اللَّه، وأبو القاسم الأزهري،
وَتُوفِّي في رمضان.
وثّقه الخطيب.(8/596)
218 - عَلِيّ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن شاذان، أَبُو الْحَسَن الحِمْيَري البغدادي الحربي، يعرف بالسكري وبالختلي وبالصيرفي وبالكيّال. [المتوفى: 386 هـ]
سَمِعَ: أحْمَد الصوفي، وعَلِيّ بْن سراج، وعباد بن علي السيريني، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، والهَيْثَم بْن خلَف، وأَبَا خبيب ابن البرْتي، وعَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن زاطيا، وعيسى بْن سُلَيْمَان، والحسن بْن الطيب البلْخي، وعَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وجماعة. تفرّد بالرواية عَنْ جماعة منهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْقَاسِمِ الْأزْهَرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، وَأَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَالْعَتِيقِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ التَّنُّوخِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَرَّاءُ، وَأَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بن علي ابن الدجاجي، وأبو الغنائم عبد الصمد ابن المأمون، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله وخلق آخرهم أبو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأبْرَقُوهِيُّ، قال: أخبرنا أحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السلام؛ قالا: قال: أخبرنا محمد بن عمر الأرموي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد البزاز، قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا [ص:597] سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَمَرَ بِوَضْعِ الْجَوَائِحِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ.
قَالَ التنوخي: سَمِعْتُ الحربي يَقُولُ: وُلِدت سنة ستٍ وتسعين ومائتين، وأول سماعي سنة ثلاث وثلاثمائة من الصوفي.
وقال الخطيب: قال لي البَرْقَاني عَنِ الحربي: لا يساوي شيئًا، فسألت الْأزهري عَنْهُ، فَقَالَ: صدوق، وكان سماعه فِي كتب أخيه، لكن بعض المحدثين قرأ عليه منها شيئاً لم يكن سماعه وألحق فيه السماع، فجاء آخرون فحكوا الإلحاق وأنكروه، وأما الشَّيْخ فكان فِي نفسه ثقة.
وقَالَ الْأزجي: كَانَ صحيح السَّماع.
وقَالَ العتيقي: كَانَ ثقة ذهب بصره فِي آخر عمره، وتُوُفِّيَ فِي شوال.(8/596)
219 - عليّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد، أبو القاسم اليزداذي الرازي [الخازن] [المتوفى: 386 هـ]
نزيل ما وراء النهر.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن زياد النَّيْسَابُوري، وابني المَحَامِلي القاسم والْحُسَيْن، وغيرهم.
يعرف بالخازن، وُلّى القضاء بمدائن عدّة.(8/597)
220 - غزوان بْن القاسم بْن عَلِيّ، أَبُو عمرو المازني البغدادي ثم الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 386 هـ]
رَوَى عَنْ: الْحَسَن بْن مليح، وقرأ القرآن على ابن شنبوذ، وأقرأ، وعمر ستًا وتسعين سنة.
وقَالَ الداني: قرأ عَلَى ابن مجاهد، وكان ماهرًا ضابطًا. تلا عَلَيْهِ إِسْمَاعِيل بْن عمرو الحدّاد.(8/597)
221 - المثّنى بْن مُحَمَّد بْن المثنّى، أَبُو الهيثم الْأزْدِيّ المَرْوَزِي. [المتوفى: 386 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أحْمَد بْن مُحَمَّد المُنْكَدِري، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر المُسْتَغْفِري، وَأَبُو العلاء الواسطي، وعلي بْن طلحة.(8/598)
222 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أبو بكر السُّوسيُّ [المتوفى: 386 هـ]
شيخ الصوفية بدمشق.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بْن شعيب، وأَبِي عَبْد اللَّه الروذباري.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الترجمان.(8/598)
223 - مُحَمَّد بْن حسّان بْن مُحَمَّد الفقيه، أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي الوليد النيسابُوري الشافعي. [المتوفى: 386 هـ]
أفتى ودرّس زمن أَبِيهِ، وروى عَنِ ابْن الشَّرْقي، وابْن عَبْدان.
وَعَنْهُ: الحاكم وجماعة.
مَاَتَ فِي شوال، وله أربعٌ وثمانون سنة.(8/598)
224 - مُحَمَّد بْن الحسن بن إبراهيم، أبو عبد الله الْإسْتَرابَاذي، وقيل: إنه جُرْجَاني، الفقيه الشافعي المعروف بالخَتَن؛ [المتوفى: 386 هـ]
كَانَ خَتَن الْإمَام أَبِي بَكْر الإسماعيلي.
ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان إمامًا فاضلا ورِعًا مشهورًا، وله وجوه حسنة فِي المذهب، وكان مُقدَّمًا فِي الْأدب، ومعاني القراءات والقرآن، مُنَاظِرًا.
سَمِعَ الحديث مِنْ: أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عدِيّ وجماعة بجُرْجَان، ومن عَبْد اللَّه بْن فارس ونحوه بإصبهان، ومن أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأكْثَرَ عن الأصم، وقد شرح " التلخيص " لأبي الْعَبَّاس بْن القاصّ.
وخلّف من الْأولاد أَبَا بشر الفَضْل، وأَبَا النَّضْر عُبَيْد اللَّه، وأَبَا عمرو عَبْد الرَّحْمَن، وأَبَا الْحَسَن عَبْد الواسع.
تُوُفِّي بجُرْجَان يوم عرفة، ودُفِن يوم الأضحى.(8/598)
225 - مُحَمَّد بْن خراسان، أَبُو عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 386 هـ]
قرأ القرآن عَلَى المظَّفر بْن أحْمَد،
وَسَمِعَ مِنْ: أبي جعفر النحاس كتبه، وبرع فِي العربية، وسكن صقلّية. وحمل عَنْهُ جماعة، وعُمِّر ستًا وتسعين سنة.(8/599)
226 - مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن يزيد الفامي القِزْوِيني، أَبُو سُلَيْمَان. [المتوفى: 386 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أَبِيهِ، ومُحَمَّد بْن جمعة بْن زهير، والعباس بْن الفضْل بْن شاذان الرّازي، وغيرهم.
وعاش تسعين سنة.(8/599)
227 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المؤمن، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي المعلّم، [المتوفى: 386 هـ]
ابن بِنْت أصبغ بْن مالك.
كَانَ عنده أصول جدّه أصبغ، ويذكر أَنَّهُ سمعها، ويدّعي أَنَّهُ أدرك مُحَمَّد بْن وضّاح، وكان شيخًا تائهًا لا معرفة لَهُ. كتب عنه قوم حدثهم عن جده، ولو أرادوه عَلَى أن يحدّثهم عَنْ نوح عَلَيْهِ السلام لفعل.
تُوُفِّي فِي المحرم، وقيل: إنه جاوز المائة، فاللَّه أعلم.(8/599)
228 - مُحَمَّد بْن عثمان بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسْفي. [المتوفى: 386 هـ]
شيخ مُسِنّ،
رَوَى عَنْ: محمود بْن عنبر تسعين حديثًا، وهو آخر أصحابه.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر المُسْتَغْفِري.(8/599)
229 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عطيه، أَبُو طَالِب الحارثيُّ المكّيُّ، [المتوفى: 386 هـ]
مصنّف كتاب " قوت القلوب ".
كَانَ من أهل الجبل، ونشأ بمكّة وتزهّد، وله لسان حلو فِي التصوف.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن أحْمَد المصِّيصي، وأَحْمَد بْن يوسف بْن خلاد النَّصِيبي، وأَحْمَد بْن الضَّحّاك الزّاهد، وأَبِي بَكْر الْأجُرّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد الحميد الصَّنْعاني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد المفيد، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الأزجي. [ص:600]
قَالَ الخطيب: حدّثني العتيقي، والأزهري أَنَّهُ كَانَ مجتهدًا فِي العبادة،
وَتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة. وقَالَ لي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ العلاف؛ إنه وعظ ببغداد، وخلّط فِي كلامه، وحُفظ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ عَلَى المخلوقين أضرّ من الخالق، فبدعه الناس وهجروه.
وقَالَ غيره: إنّ أَبَا طَالِب كَانَ يستعمل الرياضة كثيرًا، ولقي مشايخ وسَادَة، ودخل البصرة بعد وفاة أَبِي الْحَسَن بْن سالم، فانتهى إلى مقالته.
وقال أَبُو القاسم بْن بشران: دخلت عَلَى شيخنا أَبِي طَالِب الْمَكِّيّ، فَقَالَ: إذا علمت أَنَّهُ قد خُتم لي بخير فانثُرْ عَلَى جنازتي سكراً ولوزاً، وقل: هذا الحاذق، ثم قال: خذ بيدي إذا احتضرت، فإذا قبضت عَلَى يدك فاعلم أَنَّهُ قد ختم لي بخير، وإن لم أقبض عليها فاعلم أنه لم يختم لي بخير، فقعدت عنده، فلما كَانَ عند موته قبض عَلَى يدي قبضًا شديدًا، فلما خرجت جنازته نثرت عَلَيْهِ سُكَّرًا ولَوْزًا، وقلت: هذا الحاذق كما أمرني.
رَأَيْتُ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا لأبي طالب وبخطه، قد خرجها بِأَسَانِيدِهِ، وَرَوَى فِيهَا عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فَارِسٍ بالإِجَازَةٍ، وَرَوَى فِي أَوَّلِهَا: " مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا " مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ. وَقَدْ خَرَّجَ فِيهَا عنْ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ مِنْ " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " رَحِمَهُ اللَّهُ، أولها: الحمد لله، كُنْهُ حَمْدِهِ بِحَمْدِهِ ".(8/599)
230 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمشاذ، أَبُو منصور الحَمْشَاذي النيسابُوري الفقيه الْأديب الزّاهد. [المتوفى: 386 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أبي حامد بن بلال، وأبي بَكْر القطّان، وفي الرحلة من ابن الْأعْرابي، وابْن البَخْتَرِي.
وكان زاهدًا عابدًا كبير الشأن يخرّج أئمّة، وعاش اثنتين وسبعين سنة، وكان من كبار الشافعيّة.(8/600)
231 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سعدون، أَبُو عَبْد اللَّه المَعَافري القُرْطُبي الغَضَائري. [المتوفى: 386 هـ]
شيخ صالح قليل العلم، حجّ وسمع بمّكة من ابن الْأعْرابي، وبمصر من أحْمَد بْن جامع وجماعة. سقط عَلَيْهِ حائط فمات تحته فِي ربيع الآخر. وقد أخذ عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ.(8/601)
232 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أَبُو طاهر النَّسْفي الفقيه. [المتوفى: 386 هـ]
قَالَ جَعْفَر المُسْتَغْفِري: كَانَ نَسيجَ وحده فِي الفقه والزُّهْد والورع، رحمه اللَّه، ومات كَهْلا.(8/601)
233 - مُحَمَّد بْن المسيب، أَبُو الذَّوَّاد العُقيليُّ [المتوفى: 386 هـ]
صاحب المَوْصِل.
تملَّكها سنوات، ومات فوليها أخوه مُقَلد.(8/601)
234 - منصور بْن يوسف بْن بُلُكّين الصِّنْهاجي [المتوفى: 386 هـ]
صاحب إفريقية.
كَانَ بطلا شجاعًا جوادًا، فوُلّي بعد أبيه باديس فعقد باديس لعمه حماد على ولاية أشير، فعظُم حمّاد وكثُر عسكره، ثم عصى عَلَى ابن أخيه، ثم اقتتلا سنة ستٍ وأربعين، فانهزم حماد وانطحن، لكن مات باديس بعد أشهر، فقاتل المُعِزُّ بْن باديس حماداً، فانهزم حماد أيضاً، وفي بنيه ملوك أنشأوا بجاية.(8/601)
235 - ميمون بْن عَبْد الغفّار بْن حَسْنون، أَبُو سَعِيد الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 386 هـ]
تُوُفِّي عَنْ نَيِّف وستّين سنة.(8/601)
236 - نِزار، أَبُو منصور العزيز بالله ابن المعز بالله أبي تميم معد ابن المنصور بالله أبي الطاهر إسماعيل ابن القائم بأمر اللَّه مُحَمَّد العُبَيْديّ، [المتوفى: 386 هـ]
المُدَّعون أنهم علَوِيُّون فاطميّون.
وهذا هُوَ صاحب مصر والشام والغرب، ووالد الحاكم. وُلّي [ص:602] المملكة بعد والده فِي ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة، وله إحدى وعشرون سنة.
وكان كريمًا شجاعًا، حسن الصّفح.
قَالَ المسبحي: وفي أيامه بُني قصر البحر بالقاهرة الَّذِي لم يكن مثله لا فِي شرق ولا غرب، وقصر الذَّهَب، وجامع القَرَافة. وكان أسمر، أصْهَب الشَعر، أَعْيَن أَشْهَل، بعيد ما بين المنكبين، حَسَن الخَلْق، قريبًا من الناس، لا يؤثر سَفْك الدماء، وكان مُغرًى بالصَّيْد، ويتصيّد السِّباع، وكان أديبًا فاضلا، فذكر لَهُ أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي " يتيمة الدهر " هذه:
نحن بنو المصطفى ذوو مِحَن ... تجرعها فِي الحياة كاظِمُنا
عجيبةٌ فِي الْأنام محْنَتُنا ... أَوَّلُنا مُبْتَلًى وخاتمُنا
يفرح هذا الوَرَى بِعِيدهِمُ ... طُرًّا وأعيادنا مآتمنا
وكان قد مات لَهُ ابن فِي العيد، فَقَالَ هذا. ثم قَالَ أَبُو منصور: سَمِعْتُ الشَّيْخ أَبَا الطّيّب يحكي أنّ الْأمويّ صاحب الْأندلس كتب إِلَيْهِ نزار صاحب مصر كتابًا يسبّه فِيهِ ويَهْجُوه، فكتب إِلَيْهِ: " أما بعد، فإنّك قد عرفتنا فَهَجَوْتَنا، ولو عرفناك لأجبناك " قَالَ: فاشتدّ ذَلِكَ عَلَى نزار، وأفحمه عَنِ الجواب، يعني أَنَّهُ دَعِيٌّ لا يعرف قبيلته، حتى كَانَ يهجوه.
وقال أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي: كَانَ العزيز قد ولى عيسى بن نسطور النصراني، واستناب بالشام منشا اليهودي، فكتبت إليه امرأة: بالذي أعز اليهود بمنشا، والنصارى بابن نسطور، وأذلّ المسلمين بك، إلا نظرت فِي أمري، فقبض عَلَى اليهودي والنصراني، وأخذ من ابن نسطور ثلاثمائة ألف دينار.
قَالَ ابن خلّكان، رحمه اللَّه: وأكثر أهل العلم لا يصحّحون نَسَب المهديّ عُبَيْد اللَّه جدّ خلفاء مصر، حتى أنّ العزيز فِي أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد هناك ورقة فيها: [ص:603]
إذا سمعنا نسباً منكراً ... نبكي عَلَى المنبر فِي الجامعِ
إن كنتَ فيما تَدّعي صادقًا ... فاذكر أبًا بعد الْأبِ السابعِ
وإن تُرِد تحقيقَ ما قلتَهُ ... فانسب لنا نفسك كالطائعِ
أوْ لا دَعِ الْأنسابَ مستورةً ... وادخل بنا فِي النَّسَبِ الواسعِ
فإن أنسابَ بني هاشمٍ ... يَقْصُرُ عَنْهَا طمعُ الطامعِ
وصعد العزيز يومًا آخر المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب:
بالظُّلْمِ والْجُور قد رضينا ... وليس بالكُفْرِ والحماقة
إن كنت أوتيت علم غيب ... فقل لنا كاتب البطاقه
قَالَ ابن خلّكان: وذلك أنهم ادعوا علم المُغَيَّبات، وأخبارهم فِي ذَلِكَ مشهورة.
وفُتحت للعزيز حمص وحماة وحلب، وخطب لَهُ صاحب المَوْصِل أَبُو الذوّاد محمد بن المسيب العقيلي بالموصل سنة اثنتين وثمانين، وضرب اسمه عَلَى السِكَّة والإعلام، وخُطِب لَهُ أيضًا باليمن.
ومات فِي رمضان، وعمره اثنتان وأربعون سنة وأشهر، ببلبيس فِي حمّام من قُولَنْج لَحِقَه.(8/601)
237 - يوسف بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى، أَبُو يعقوب السَّهْمي الْجُرْجَاني [المتوفى: 386 هـ]
الرجل الصالح، والد الحافظ حمزة.
سَمِعَ: أبا نعيم بن عدي الإستراباذي، وموسى بن العباس الجويني، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه، ومُحَمَّد بْن إسماعيل الخوّاص.(8/603)
• - أَبُو طَالِب المكّي، اسمه مُحَمَّد بْن عَلِيّ، [المتوفى: 386 هـ]
قد تقدّم.(8/603)
• - العزيز صاحب مصر، قد ذكر، اسمه نزار. [المتوفى: 386 هـ](8/603)
• - أبو بكر يحيى بن هذيل، [المتوفى: 386 هـ]
شاعر الأندلس، يأتي في سنة تسعٍ.(8/603)
-سنة سبع وثمانين وثلاثمائة(8/604)
238 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَزْدئن، أَبُو عَلِيّ القومساني النَّهاوَنْدي الزاهد، [المتوفى: 387 هـ]
سكن أنبط، قرية من كورة هَمَذَان.
رَوَى عَنْ: أَبِي يَعْلَى مُحَمَّد بْن زهير الْأبُلي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد اللَّه بن أحمد بن عامر الطّائي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عامر النَّهَاوَنْدِي، وعَبْد الرَّحْمَن الجلاب الهَمَذَاني، وطائفة.
رَوَى عَنْه ابناه محمد وعثمان، ورافع بن محمد، وأبو نصر شعيب، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بن عيسى، وجماعة من أهل هَمَذَان.
قَالَ شِيرَوَيْه فِي " الطبقات ": كَانَ صدوقًا ثقةً، شيخ الصُّوفِيّة، ومقدّمهم فِي الجبل، والمشار إِلَيْهِ. وكان لَهُ آيات وكرامات ظاهرة، وقبره بأنبط يُزار ويُقْصَد من البلدان. سَمِعْتُ الْإمَام محمد بن عثمان القومساني يقول: سَمِعْتُ جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي يَقُولُ: دخلت على الشيخ أبي علي ابن مزدئن وهو فِي محرابه بعدما ذهب بصره، فجلست خلف عمود أفكّر فِي نفسي، هَلْ بقي فِي الدنّيا من يتكلم عَلَى السّرّ، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشَّيْخ من المحراب فَقَالَ: يا جَعْفَر، لم تقول كذا؟ وهل تخلو الدُّنيا من أولياء اللَّه الذين يتكلّمون عَلَى السّرّ؟
قَالَ شِيرَوَيْه: وسمعت أَبَا جَعْفَر محمد بن الحسين الصوفي يقول: سمعت جعفرا الْأبْهَرِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ القُومساني يَقُولُ: رأيت ربَّ العزّة فِي المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير، فشربت منهما، فانتبهت وأنا أتلو هذه الآية {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}. ورأيت مرة ربَّ العزّة فِي أيام القحط فَقَالَ: يا أَبَا عَلِيّ لا تشغل خاطرك، فإنك عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي.
قَالَ شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ أحْمَد بْن طاهر القومساني يقول: سمعت جعفرا الْأبْهَرِي يَقُولُ: دخلت عَلَى أَبِي عَلِيّ القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطست وخرجت بِهِ فشربته، فخرجت إلى بغداد، [ص:605] وما ذقت شيئاً. وكنت سمعته يَقُولُ: الرافضة أسوأ حالا عند اللَّه من إبليس، لأنّه قَالَ فِي إبليس {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}، فهذه لعنة إلى وقت معلوم. وقال في الروافض: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، يعني تكلّموا فِي عَائِشَة. سَمِعْتُ أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن عثمان الفقيه، سَمِعَ أَبَا الهيج الكردي يقول: كانت نفسي تطالبني بزيارة الشَّيْخ أَبِي عَلِيّ القومساني، فتمادت بي الْأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني نَعِيُّه فِي الطريق، فسألت ولده أَبَا إِسْحَاق أن يحكي لي بعض كراماته، فَقَالَ لي: يطول عليّ وعليك ذلك، ولكني أخبرك بما شاهدت منه فِي مرض موته، أتانا رَجُل من كرْمان، صُوفيّ فِي بِزَّة حَسَنَة، فاستأذنت لَهُ، فَقَالَ: هذا الرجل لا أحبّ لقاءه، فرجعت وتعلّلت بشدة مرضه، فَقَالَ: إنّني من مسافة بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشَّيْخ، فتبقى حسرة، فرجعت إليه، فقال لي قبل أن يكلمني: يا بني إيّاك أنْ تُدْخِل هذا الرجل عليّ، فهِبْتُ أن أُراجعه، ثم فِي المرّة الثالثة قَالَ: يا بنيّ لا تُدْخِلنّه عليّ، فإنه عاق لوالدته، فرجعت وتجرأت عليه، وأخبره بجليّة الْأمر، فاضطرب الرجل وبكى، وسقط إلى الأرض، وقال: إني تائب إلى اللَّه، فدخلت عَلَى الشَّيْخ، فَقَالَ: إنّ الرجل قد تاب، فأدخله، فإن اللَّه يقبل المَعْذِرة، فدخل يبكي ويعتذر، فَقَالَ الشَّيْخ: تذكّر خروجك من عند أمّك وهي تبكي، وتمنعك مفارقَتَها، وأنت تَقُولُ: أَنَا أريد زيارة المشايخ، وهي تمنعك، فخرجتَ وهي باكية حزينة، وَقَدْ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم لِلرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ يَغْزُو " أَلَكَ وَالِدَانِ؟ " قَالَ: نعم، فارقتهما وهما يبكيان، فقال: " ارْجِعْ فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا ". ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ له: عَلَيْكَ بِالرُّجُوعِ مِنْ فَوْرِكَ هَذَا، وَإِلا كُنْتَ مِنَ الْمَطْرُودِينَ مِنْ بَابِ اللَّه، فَرَجَعَ كَمَا أَمَرَهُ، وَمَاتَ الشَّيْخُ بَعْدَ يَوْمٍ. [ص:606]
قَالَ شِيرَوَيْه: تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.(8/604)
239 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سلمة، أَبُو بَكْر الغسّاني الدمشقي النَّحْوِيّ، المعروف بابن سرام. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: أَبَا الدَّحْداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الخرائطي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحْمَد الطّيّان، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الربعي، ورشأ بْن نظيف.
تُوُفِّي فِي شعبان.(8/606)
240 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حمّاد، أَبُو إِسْحَاق الْأسدي الْأبْهَرِي المالكي. [المتوفى: 387 هـ]
حدث بهمذان سنة سبعين كما ذكرنا، وبأبهر، وعُمِّر دهرًا.
قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: فقيه عابد كبير المحلّ، سَمِعَ: أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ساكن الزّنْجَاني، ومُحَمَّد بْن مَسْعُود القِزْوِيني، وبالعراق الْجَوْزَجَاني، وابْن عُقْدَة، ونَيِّف عَلَى المائة.
مَاَتَ سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
قلت: تفرّد بالرواية عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي وغيره.
رَوَى عَنْهُ: خلْق بهَمَذَان.(8/606)
241 - تميم بْن إِسْمَاعِيل المعروف بالفَحْل. [المتوفى: 387 هـ]
قدِم دمشق متولَّيا عليها من قِبَل صاحب مصر الحاكم في هذه السنة، ثم وَليَها سنة تسعين، ومات فيها.(8/606)
242 - جَعْفَر بْن محمد بن الفضل، أبو القاسم ابن المارستاني الدّقّاق. [المتوفى: 387 هـ]
بغداديّ، قدِم مصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
رَوَى عَنْهُ: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وَأَبُو عَلِيّ بْن المذهّب. رَوَى كتب قراءات. [ص:607]
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: يكذب، ما سَمِعَ من هَؤُلاءِ.
وقال الصوري: كان كذاباً، مات بمصر.(8/606)
243 - الحسن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْنِ عَلِيٍّ بْن خلف ابن زُولاق، أَبُو مُحَمَّد اللَّيْثي الْمَصْرِيّ المؤرخ. [المتوفى: 387 هـ]
لَهُ مصنَّف فِي " التاريخ "، وله كتاب " خطط مصر ".
تُوُفِّي فِي ذي القعدة، وكان جدّه من مشاهير العلماء.(8/607)
244 - حسن بْن أحْمَد النيسابُوري المحمي، أَبُو عَلِيّ. [المتوفى: 387 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصم.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن طلحة النِّعَالي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري.
حدّث فِي هذه السنة، وكان ثقة.(8/607)
245 - الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه الْبَصْرِيّ الرَّيحاني. [المتوفى: 387 هـ]
سكن بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وابْن مبشّر الواسطي.
وَعَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري.
قَالَ العتيقي: كَانَ شيخًا أُميًا لَهُ أُصُول صِحَاح.(8/607)
246 - الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الكاتب. [المتوفى: 387 هـ]
حدّث عَنِ البَغَوي، وأَبِي مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبِي بَكْر النيسابُوري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو الحسين ابن المهتدي بالله. [ص:608]
حدث في هذه السنة، ولم تضبط وفاته، وكان صَدُوقًا.(8/607)
247 - الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شريك، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني الطبيب. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عُمَر الْجُورْجيري، وأَحْمَد بْن محمد اللنباني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدل، وأبو نعيم.
توفي في المحرم.(8/608)
248 - سُبُكْتِكِين، الْأمير أبو منصور التُّركيُّ. [المتوفى: 387 هـ]
توفي فيها، وأخباره في ترجمة ابنه السلطان محمود.(8/608)
249 - سَعِيد بْن خلف، أَبُو عثمان الصُّوفِيّ. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ بقُرْطُبَة مِنْ: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دُلَيْم، وجماعة.
وكان فقيرًا من أهل السُّنَّة، يعيش من صِلة إخوانه.(8/608)
250 - سلمان بْن جَعْفَر بْن فلاح، أَبُو تميم الأمير. [المتوفى: 387 هـ]
ولِي دمشقَ فِي أثناء السنة للحاكم، ثم عزل في آخرها بجيش بن صَمْصامة.(8/608)
251 - سهل بْن إِبْرَاهِيم بْن سهل بْن نوح، أَبُو القاسم الْإسْتِجِي مولى بني أُمَيّة، ويُعرف بابن العطار. [المتوفى: 387 هـ]
كَانَ عالمًا زاهدًا متفنّنًا.
سَمِعَ أحمد بن خالد بن الجباب، ورحل إلى إلْبِيرة، فأكثر عَنِ ابن فُطْيس، ولزم العبادة والانقباض، وسمع الناس منه قديماً وحديثاً، وطال عمره.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ أكثر كُتُبه، وقَالَ لي: وُلِدْت سنة تسعٍ وتسعين ومائتين،
وَتُوُفِّي فِي رجب.(8/608)
252 - صدقة بْن مُحَمَّد بْن صدقة، أَبُو القاسم البزاز الْمَصْرِيّ الوكيل. [المتوفى: 387 هـ]
تُوُفّي فِي شوّال.(8/609)
253 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أسد، أَبُو القاسم الرازي الفقيه الشافعي المحدّث، نزيل مصر، وكان يُلَقَّب بالدُّود. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وغيره بالرّيّ، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادل، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي بدمشق.
قال أبو إسحاق الحبال: كان مكثر جدًّا.
قلت: رَوَى عَنْهُ عَبْد الكريم بْن عبد الواحد الحسناباذي وعَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ، ومُحَمَّد بْن مُغَلِّس، وَأَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ.
مات فِي جمادى الآخرة.(8/609)
254 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن اليسع، أَبُو القاسم المقرئ [الْأنطاكي] [المتوفى: 387 هـ]
صاحب ابن مجاهد.
قَرَأَ عَلَيْه: علي بن طلحة شيخ ابن سوار وغيره.
مات فِي هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة، ويعرف بابن اليسع الْأنطاكي.
قرأ أيضًا عَلَى إبراهيم بن عبد الرزاق مقرئ الشام، وعلى أحمد بن محمد بْن عَبْد الْأعلى، وغيرهم. وقرأ عليه أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي أيضًا، وأكبر شيخ لَهُ الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عجرم الْأنطاكي تلميذ أحْمَد بْن جُبَيْر.
وقد ذكر ثابت بن بُندار أَنَّهُ قرأ عَلَى عَلِيّ بْن طلحة الْبَصْرِيّ عَنْ قراءته عَلَيه عَنْ قراءته عَلَى مُوسَى بْن جرير الرّقّي. وهذا بعيد جدًّا باعتبار مولده وقد مرَّ في العام الماضي، وأنه ضعيف لا يوثق بِقولهِ.(8/609)
255 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم البغدادي الشاهد، أبو القاسم ابن الثلاج. [المتوفى: 387 هـ]
أصله من حُلْوان، ولد سنة سبعٍ وثلاثمائة،
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، ومن بعدهم، فأكثر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.
قَالَ التنوخي: قَالَ لنا: ما باع أحد من أسلافي ثلجا، وإنما كَانَ جدّي مُتْرَفًا يجمع لنفسه فِي كل سنة ثلْجًا كثيرًا، فمرّ بعض الخلفاء بحُلْوان، فطلب ثلجًا، فلم يوجد إلا عند جدي، فأهدى إليه منه، فوقع منه بموقع، فَقَالَ: اطلبوا عَبْد اللَّه الثّلاج، فغلب عَلَيْهِ هذا النَّسَب وعُرِف بِهِ.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه الْأزهري: كَانَ ابن الثلاج يضع الحديث عَلَى سُلَيْمَان المَلَطي وغيره.
قلت: وكذا تكلّم فِيهِ الدارقطني وغيره.
وَتُوُفِّي فجاءة فِي ربيع الْأوّل.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا يُشْتَغَل بِهِ، يضع الْأحاديث والأسانيد.(8/610)
256 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدِيل، أَبُو نصر الشّيْباني الهَمَذَاني الْأنماطي. [المتوفى: 387 هـ]
رَوَى عَنْ: الكبار الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحناء، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أوس، ومُحَمَّد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، وإبراهيم بْن عمروس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الحافظ، وأَبِي بَكْر بْن مجاهد المقرئ، وأَبِي نصر مُحَمَّد بْن حمدويه المروزي، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: حمد الزَّجَّاج، وجعفر الْأبْهَرِي، وابْن مَنْدَه الحافظ، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق، ثِقَةٌ، فقيه، أديب، يُحْسِن هذا الشأن، يعني الحديث،
تُوُفِّي لسبعٍ بقين من ذي القعدة، وصلّى عَلَيْهِ ابنُ لال.(8/611)
257 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن النُّعمان، أَبُو القاسم النيسابُوري الصّفّار. [المتوفى: 387 هـ]
عَنْ: مكّي بْن عَبْدان، وعَبْد الله ابن الشرقي، وعدّة.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/611)
258 - عَبْد السلام بْن السمح بْن نايل، أَبُو سُلَيْمَان الهواري. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: أبا سعيد ابن الأعرابي، وأبا جعفر ابن النحاس النَّحوِي وطائفة، وتفقّه بمصر للشافعي، وكان زاهدًا صالحاً سكن الأندلس.
أكثر عنه ابن الفَرَضِيّ، وقَالَ: تُوُفِّي فِي صفر، وله أربع وثمانون سنة.(8/611)
259 - عَبْد العزيز بْن حكم بْن أحمد ابن الْأمير مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَكَم بن هشام ابن الملّقب بالداخل، أَبُو الْأصبغ الْأمويّ المَرْواني القُرْطُبي. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن يونس، وقاسم بْن أصْبغ، وجماعة. وكان أديبًا شاعرًا نحويا.
وُلِد سنة عشر وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي المحرّم، وحدّث.(8/611)
260 - عَبْد القاهر بْن حِبَّان بْن عَبْد القاهر، أَبُو عُبيد اللَّه. [المتوفى: 387 هـ]
تُوُفِّي فِي جمادى الْأولى.(8/612)
261 - عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الوفاء النيسابُوري البزّاز. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن الشَّرْقي، ومكّي بْن عَبْدان، وحدّث بانتقاء أَبِي جَعْفَر المفيد العزائمي.
تُوُفِّي فِي صفر.(8/612)
• - عبد الوهاب بن عيسى، أبو العلاء بن ماهان. [المتوفى: 387 هـ]
أتي بكنيته.(8/612)
262 - عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن سهل بْن أَبِي غالب، أَبُو القاسم الْمَصْرِيّ البزّاز. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباهلي، وسعيد بْن هاشم الطبراني، وعَلِيّ بْن أحْمَد علان، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القِزْوِيني، وأَحْمَد بْن مروان الدِّينَوَرِي.
رَوَى عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح الْمَصْرِيّ، وَأَبُو عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وآخرون.
قَالَ الطَّلَمَنْكِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أقمت عَلَى هذه الدّار أبني فيها عشر سنين، وفيها ثمانية وأربعون ألف قطعة رُخَام، وأنفقت عليها نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ مني كافور الإخشيذي سبعة وثمانين ألف دينار، ولم يخلّف لي أَبِي إلا اثني عشر ألف دينار، ولكن رُزِقت من التجارة؛ ربحت فِي أربعة أيّام في عسل أربعة آلاف دينار.
قال الحبال: توفي لأربع عشرة، خَلَت من جمادى الْأولى.(8/612)
263 - عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن مُحَمَّد بْن حمدان، الْإمَام الصالح القدوة، أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُطّة العُكْبرِي الفقيه الحنبلي. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأبا ذر ابن الباغندي، وأبا [ص:613] بَكْر بْن زياد، وإِسْمَاعِيل الورّاق، والمَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأَبَا طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن ثابت العُكْبرِي، ورحل في الكهولة، فسمع بدمشق عَلِيّ بْن أَبِي العقب، وسمع بحمص أحْمَد بْن عُبَيْد، وآخرين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيم الحافظ، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو إِسْحَاق البَرْمَكِي، وَأَبُو الفضل مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة، أبو القاسم علي بن أحمد ابن البسري؛ رَوَى عَنْهُ كتاب " الْأبانة الكبرى فِي السُّنَّة " تأليفه.
قَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ العُكْبَرِي: لم أر فِي شيوخ الحديث، ولا فِي غيرهم أحسن هيئة من ابن بطّة.
قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلويي قَالَ: لما رجع ابن بطّة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يومًا منها فِي سوق، ولا رؤي مفطرًا إلا فِي عيد، وكان أمارًا بالمعروف، لم يبلغه خبرُ أمرٍ منكرٍ إلا غيَّره.
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد الجوهري: سَمِعْتُ أخي الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقلت: يا رَسُول اللَّه، قد اختلفت عليّ المذاهب. فَقَالَ لي: " عليك بابن بطة "، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت وابن بطّة فِي المسجد، فلما رآني، قَالَ لي: صَدَقَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَدَقَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن بطّة فِي المحرّم. قَالَ: وكان مستجاب الدعوة.
وقَالَ ابن بُطّة: ولدت في شوال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فَقَالَ أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث. قَالَ: هُوَ صغير. قَالَ: أَنَا أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع يقرأ عَلَيْهِ الحديث، فَقَالَ لي بعضهم: سَل الشَّيْخ أن يخرج إليك [ص:614] مُعْجَمَه ليُقرأ عَلَيْهِ، فسألت ابنه، فَقَالَ: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لامّي طاقُ مَلْحَم آخُذُه منها وأبيعه، قَالَ: ثم قرأنا عَلَيْهِ كتاب " المُعْجَم " فِي نفرٍ خاصّ، فِي نحو عشرة أيام، وذلك فِي آخر سنة خمس عشرة، وأوّل سنة ستّ عشرة، فاذكره. وقد قَالَ: حدثنا إِسْحَاق الطَّالَقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، فقال المُسْتَمْلي: خذوا هذا قبل أن يولد كلّ محدث على وجه الأرض، اليوم وسمعت المُسْتَمْلي وهو أَبُو عَبْد اللَّه بْن مهران يَقُولُ لَهُ: من ذكرت يا ثَبْتَ الْإسلام؟.
قُلْتُ: وَابْنُ بَطَّةَ ضَعِيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ، فَقَدْ أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ وَالْمُؤَمَّلُ الْبَالِسِيُّ كتابةً أن أبا اليمن الكندي أخبرهم، قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ الْأسَدِيُّ، قَالَ لِي أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ: رَوَى ابْنُ بَطَّةَ، عَنِ الْبَغَوِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّه، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: " طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ".
قَالَ الخطيب: هذا باطل، والحمل فِيهِ عَلَى ابن بطة.
قلت: يعني أنه لم يحدث البَغَوي، وتفرد بِهِ ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فِيهِ، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلّة إتقانه، لا أنّه تعمّد وضعه.
قال الخطيب: وأخبرنا العتيقي، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا مصعب، قال: حدثنا مالك عن هشام بن عروة، فذكر حديث " قَبْض العِلْم ". قَالَ الخطيب: وهو باطل بهذا الْأسناد.
قلت: والكلام فِي هذا، كالكلام فِي الَّذِي قبله، لعلّه دخل عَلَى ابن بطة حديث فِي حديث. [ص:615]
وقَالَ الخطيب: حدّثني عَبْد الواحد بْن عَلِيّ، قَالَ: قَالَ لي الْحَسَن بْن شهاب: سَأَلت ابن بطة: أَسَمِعْتَ من البَغَوي حديث عَلِيّ بْن الْجَعْد؟ فَقَالَ: لا. قَالَ عَبْد الواحد: وكنت قد رأيت في كتب ابن بطة نُسْخَة بحديث عَلِيّ بْن الجعد قد حكّها، وكتب بخطّه سماعه فيها، فذكرت ذَلِكَ للحسن بْن شهاب، فعجب منه. قَالَ عَبْد الواحد: وروى ابن بطة، عَنِ النّجّاد، عَنْ أحمد بن عبد الجبار العطاردي، فأنكر عَلَيْهِ عَلِيّ بْن يَنَال، وأساء القول فيه، حتى همت العامة بابن ينال، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرَّج تِلْكَ الْأحاديث فِي تصانيفه فتتبعها وضرب عَلَى أكثرها.
قَالَ الخطيب: وحدّثني التنوخي قَالَ: أراد أَبِي أن يخرجني إلى عكبرا لأسمع من ابن بطة " معجم البَغَوي "، فجاءه أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُكَير، فَقَالَ: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمعه.
قَالَ الخطيب: وحَدّثَنِي أحْمَد بْن الْحَسَن بْن خَيْرُون قَالَ: رَأَيْت كتاب ابن بطة " بمعجم البَغَوي " فِي نسخةٍ كانت لغيره، وقد حكّ اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها.
قلت: وقد قَالَ ابن الْجَوْزِي: قرأت بخط أبي القاسم ابن الفرّاء أخي القاضي أَبِي يَعْلَى، قَالَ: قابلت أصل ابن بطة بالمُعْجَم، ورأيت سماعه فِي كل جزء، إلا أنّي لم أر الجزء الثالث أصلا.
قَالَ الخطيب: قَالَ لي الْأزهري، ابن بطة ضعيف ضعيف، وعندي عَنْهُ " مُعْجَم البَغَوي " ولا أُخرّج عنه في الصحيح شيئاً. قلت له: فكيف كان؟ قال: لم أر له بِهِ أصلا؟ وإنما دفع إلينا نسخة طريّة بخطّ ابن شهاب، فنسخنا منها، وقرأنا عَلَيْهِ. شاهدت عند حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدّقّاق نسخة " بالغريب " لمحمد بْن عُزَيْز، وعليها سماع ابن السُّوسَنْجِردي منْ [ص:616] ابْن بطة، عَنِ ابن عُزَيْز، فسألت حمزة، فأنكر أن يكون ابن بطة سَمِعَ الكتاب، وقَالَ: ادّعى سماعه.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ كُتُبَ ابْنِ قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الدينوري عن ابن قتيبة، وابن أبي مريم هذا لا يعرفه أحد مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلا رَوَى عَنْهُ سِوَى ابْنِ بَطَّةَ.
وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ فِي " الْأبَانَةِ " فقال: حدثنا إسماعيل الصفار، قال: حدثنا ابن عرفة، قال: حدثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلَّمَ اللَّه مُوسَى، يَوْمَ كَلَّمَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي يُكَلِّمُنِي مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: أَنَا اللَّه ". تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ بَطَّةَ برفعه، وَبِهَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي آخِرِهِ، وَهُوَ فِي جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ بِدُونِهِمَا.
وَقَالَ الخطيب: حدثنا الحسن بن شهاب، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا حفص بن عمر بأردبيل، قال: حدثنا رجاء بن مرجى بسمرقند، قال: حدثنا يَحْيَى الْوُحَاضِيُّ. (ح) قَالَ ابْنُ بَطَّةَ: وحدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصفار بحمص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، قال: حدثنا مروان بن محمد؛ قالا: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثنا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ ". [ص:617]
هذا الحديث إنما حُفظ من حديث يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال، وهنا كما ترى رواه رجلان نبيلان عن سُليمان، لكن لم يصح السند إليهما.
قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ الأسدي، قال: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، أَنَّ ابْنَ بَطَّةَ كتب عنه أبو الحسن ابن الفرات كتاب " السنن " لرجاء بن مُرَجّى، حدّثه بِهِ عَنْ حفص بْن عُمَر الْأردبيلي، عَنْ رجاء، فأنكر ذَلِكَ الدارقُطني، وزعم أن حفصًا لَيْسَ عنده عن رجاء، وأَنَّهُ يَصْغُر عَنْ ذَلِكَ، فكتبوا إلى أردبيل، وكان ولد حفص بن عمر حيّا يستخبرونه، فعاد جوابهم بأن أَبَاهُ لم ير رجاء قطّ، وأن مولده بعد موت رجاء بسنين. قَالَ عَبْد الواحد: فتتبع ابن بطة النُّسَخَ التي كُتِبَت عَنْهُ، وجعلها عَنِ ابن الراجيان، عَنِ الفتح بْن شُخْرُف، عَنْ رجاء.
قلت: رحم اللَّه ابْن بطة، فَبدون ما أوردنا يُضْعِف المحدّث.
وقد تُوُفِّي فِي المحرّم.(8/612)
264 - عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جرو، أَبُو القاسم الْأسدي المَوْصِلي النَّحْوِيّ العَرُوضيّ المُعْتَزِلي. [المتوفى: 387 هـ]
أخذ العربية عَنْ أَبِي عَلِيّ الفارسي، وأَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وكان من الْأذكياء الفُصَحاء الشعراء. لَهُ كتاب " الموضَّح فِي العَرُوض " جَوَّد تصنيفه، وكتاب " الْأمد فِي علوم القرآن "، وكتاب " المُفْصح فِي القوافي ".
وكان يلثغ بالراء غَيْنًا، فَقَالَ له أبو عَلِيّ شيخه: ضع ذُبابةَ القلم تحت لسانك، ففعل، فلفظ بها.(8/617)
265 - عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن مردك بْن أحْمَد، أَبُو الْحَسَن البرذعي البزّاز، [المتوفى: 387 هـ]
نزيل بغداد. [ص:618]
حَدَّثَ عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ونصر بْن منصور الْأردبيلي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بن يعقوب بن شيبة.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ: ترك الدُّنيا عَنْ مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد الباعة الكبار ببغداد.
تُوُفِّي فِي المحرّم.(8/617)
266 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شوكر البغدادي المُعَدِّل. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: البَغَوي، ويحيى بْن صاعد.
وَعَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
تُوُفِّي فِي المحرّم.(8/618)
267 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مفلح، أبو الحسن القَزْوينيُّ الصُّوفيُّ. [المتوفى: 387 هـ]
توفي بنيسابور. عن المحاملي.
وَعَنْهُ: أبو حفص بن مسرور، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن باكويه، وجماعة.(8/618)
268 - عَلِيّ، الملك فخر الدولة، أبو الحسن ابن رُكْن الدولة بْن بُوَيْه [المتوفى: 387 هـ]
صاحب الرّيّ ونواحيها.
ترجمته فِي الحوادث، وقد تُوُفِّي فِي شعبان.(8/618)
269 - عُمَر بْن إِبْرَاهِيم، الْإمَام أَبُو حفص العُكْبَرِي [المتوفى: 387 هـ]
شيخ الحنابلة.
كَانَ قَيِّمًا بأصول الفقه وفروعه، صنّف " شرح الخِرقي " وكتابًا فِي الخلاف بين مالك وأحمد. وسمع أبا بكر النجاد، وأبا عمرو ابن السّمّاك، وجماعة. وتفقه بأبي بكر عَبْد العزيز، وبابْن بطّة، وكان يُعرف فِي زمانه بابن المسلّم. [ص:619]
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، رحمه اللَّه.(8/618)
• - أبو حفص البرمكي الفقيه [المتوفى: 387 هـ]
آخر في العام الآتي.(8/619)
270 - عمّار بْن مُحَمَّد بْن مخلد بْن جُبَيْر، أَبُو ذَرّ التميمي البغدادي، [المتوفى: 387 هـ]
نزيل بُخَارَى.
حدّث بدمشق وبغداد وخراسان وبُخَارَى عَنْ: يحيى بْن محمد بن صاعد ومحمد بن هارون الحضرمي، والمحاملي، وأخيه القاسم، وابن عُقْدَة، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، وأَبِي سَعِيد ابن الأعرابي، وعبد الكريم ابن النسائي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو سهل أحْمَد بْن عَلِيّ الْأبِيَورْدي، وعَبْد الواحد بْن مُحَمَّد اللحياني، وآخر من حدث عَنْهُ عَبْد الواحد بْن عَبْد الرحمن الزبيري.
وذكره المُسْتَغْفِري فِي " تاريخ نَسْف "، وقَالَ: رَوَى عَنِ ابن صاعد مجلسًا واحدًا، وسمع مُحَمَّد بْن محمود بن عنبر، وعبد المؤمن بْن خلف، وحج تسعًا وعشرين حجّة. ثم قال: أخبرنا أبو ذر، قال: أخبرنا الحَضْرَمِي، فذكر حديثًا.
قَالَ الحافظ ابن عساكر: أخبرنا محمود بن أبي القاسم المستملي، قال: أخبرنا الزبيري، قال: حدثنا أَبُو ذَرّ عَمّار، فذكر حديثًا.
قَالَ غُنْجار: تُوُفِّي ببُخَارَى فِي حادي عشر صفر.
وقَالَ أبو بكر ابن السَّمْعاني: هُوَ ثقة.
قلت: مات الزُّبَيْرِي بعده بمائة وثمان سنين.(8/619)
271 - قاسم بن حمداد بْن ذي النُّون العُتًقيُّ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: قاسم بْن أصبغ وغيره،
وكان أديبًا لغويًّا.
كتبوا عَنْهُ شيئًا من الْأدب، ودَاخَلَ الدولة.(8/619)
272 - محمد بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن عُبَيْس، الْإمَام أَبُو الْحُسَين بْن سَمْعُون البغدادي الواعظ. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد العطار، وأبا جعفر بن البختري، وبدمشق أحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، ومُحَمَّد بن محمد بْن أَبِي حُذَيْفَة وجماعة، وأملى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وعَلِيّ بْن طلحة المقرئ، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو طالب العشاري، وأبو الحسين ابن الْأبنوسي، وخديجة بِنْت مُحَمَّد الشّاهجانيّة الواعظة، وَأَبُو بكر أحمد بن محمد بن حمدوه الحنبلي، وآخرون.
قَالَ السُّلَمي: هُوَ من مشايخ البغداديين، لَهُ لسان عال فِي هذه العلوم لا ينتمي إلى أستاذ، وهو لسان الوقت والمرجوع إليه في آداب المعاملات، يرجع إلى فنون من العلم.
وقَالَ الخطيب: كَانَ أوْحد دهره وفرْد عصره فِي الكلام عَلَى علم الخواطر والإشارات، ولسان الوعظ، دَوَّن الناس حِكَمَه وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حدث عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخ الجليل المُنْطَق بالحكمة.
قلت: وولد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو إسماعيل جده.
أنبؤونا عَنِ القاسم بْن عَلِيّ، أنّ نصر اللَّه الفقيه أخبرهم: قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الواحد الزعفراني، قال: حَدّثَنِي أَبُو مُحَمَّد السُّنّي صاحب أَبِي الْحُسَيْن بْن سمعون، قَالَ: كَانَ ابن سمعون فِي أول أمره ينسخ بالأجْرة، وينفق عَلَى نفسه وأمه، فَقَالَ لها يومًا: أحبّ أن أحجَّ، قَالَتْ: وكيف يمكنك؟ فغلب عليها النَّوم، فنامت [ص:621] وانتبهت بعد ساعة، وقالت: يا ولدي حُجَّ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم يَقُولُ: " دعيه يحجّ فإنّ الخير لَهُ فِي حجّه ". ففرح وباع دفاتره، ودفع إليها من ثمنها، وخرج مَعَ الوفد، فأخذت العرب الوفد، قَالَ: فبقيت عريانًا، ووجدت مَعَ رجل عباءة، فقلت: هبها لي أستتر بها، فأعطانيها، قال: فجعلت إذا غلب علي الجوع ووجدت قوماً من الحجاج يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدفعون إليّ كسرةً فأقتنع بها، وأحرمت فِي العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد إخراجها من الدار، قَالَ أَبُو مُحَمَّد السُّنّي: فَقَالَ الخليفة: أطلبوا رجلا مستورًا يصلحُ. فَقَالَ بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج، فاستصوب الخليفة قوله، فزوَّجه بها، فكان ابن سمعون يجلس عَلَى الكرسي فيعِظ ويقول: خرجت حاجاً، ويشرح حاله، وها أنا اليوم عليّ من الثياب ما ترون.
قَالَ البَرْقَاني: قلت لَهُ يومًا: تدعو الناس إلى الزُّهْد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟ فَقَالَ: كل ما يُصْلِحُك لله فافعله، إذا صلح حالك مع الله.
وقال الخلال: قَالَ لي ابن سمعون: ما اسمك؟ قلت: حسن. قال: قد أعطاك الله الاسم، فسله المعنى.
وجرت لابن سمعون قصة فِي سنة بِضْعٍ وستين وثلاثمائة. رواها قاضي المارستان عَنِ القُضَاعي بالإجازة، قَالَ: حدثنا علي بن نصر بن الصباح، قال: حدثنا أَبُو الثناء شكر العَضُدي، قَالَ: لما دخل عَضُدُ الدولة بغدادَ، وقد هلك أهلها قتْلا وحرقا وجوعًا، لِلفِتَن التي اتّصلت فيها بين الشيعة والسُّنّة، فَقَالَ: آفَةُ هَؤُلاءِ القصَّاص، فنادى: لا يقص أحد في الجامع ولا الطرق ولا يتوسل متوسل بأحد من الصّحابة، ومن أحبَّ التوسُّل قرأ القرآن، فمن خالف فقد أباح دَمَه، فوقع فِي الخبر أنّ ابن سمعون جلس عَلَى كرسيّه بجامع المنصور، فأمرني أن أطلبه، فأُحْضِر، فدخل عليّ رَجُل لَهُ هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت له، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير مكترث، فقلت: إنّ هذا الملك جبّار عظيم، وما أُؤثِر لك مخالفة أمره، وإني مُوَصِّلُك إِلَيْهِ، فقبِّلِ الْأرض وتلطف لَهُ، واستعن باللَّه عَلَيْهِ، فَقَالَ: [ص:622] الخلق والأمر لله. فمضيت بِهِ إلى حجرة، قد جلس فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت لاستأذن، فإذا هُوَ إلى جانبي قد حوّل وجهه إلى نحو دار عز الدولة، ثم استفتح وقرأ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ}، قَالَ: ثم حوَّل وجهه وقرأ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تعملون} فأخذ في وعظه فأتى بالعجب، فدمعت عين الملك، وما رَأَيْت ذَلِكَ منه قطّ، وترك كُمَّه عَلَى وجهه، فلما خرج أَبُو الْحُسَيْن قَالَ الملك: اذهب إِلَيْهِ بثلاثة آلاف درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل لَهُ: فرِّقها فِي أصحابك، وإن قبلها، فجئني برأسه. ففعلت، فَقَالَ: إن ثيابي هذه فصلت من نحو أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها متعة وبقيّة ما بقيت، ونفقتي من أجره دار خلَّفها أَبِي، فما أصنع بهذا؟ فقلت: فرقها عَلَى أصحابك، فَقَالَ: ما فِي أصحابي فقير، فعدت فأخبرته، فَقَالَ: الحمد لله الَّذِي سلَّمه منّا وسلَّمنا منه.
وقَالَ أَبُو سَعِيد النّقّاش: كَانَ ابن سمعون يرجع إلى علْم القرآن، وعلْم الظاهر، متمسكًا بالكتاب والسُّنّة، لقيته وحضرت مجلسه، سَمِعْتُهُ يسأل عَنْ قوله: " أَنَا جليس من ذكرني "، قَالَ: أَنَا صائنه عَنِ المعصية، أَنَا معه حيث يذكرني، أَنَا مُعِينُه.
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُ ابن سمعون، وسُئل عن التصوُّف، فَقَالَ: أمّا الْأسم فَتَرْك الدُّنيا وأهلها، وأمّا حقيقة التصوُّف فنسيان الدُّنيا ونسيان أهلها. وسمعته يَقُولُ: أحق الناس يوم القيامة بالخسارة أهل الدعاوى والإشارة.
وقال أبو النجيب الأرموي: سَأَلت أَبَا ذَرّ هَلِ اتَّهمت ابن سمعون بشيء؟ فَقَالَ: بلغني أَنَّهُ رَوَى جزءًا عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، كَانَ عَلَيْهِ. مكتوب: وَأَبُو الْحُسَيْن ابن سمعون، وكان رجلا، آخر سواه، لأنّه كَانَ صبيًّا، ما كانوا يُكْنُونه فِي ذَلِكَ الوقت، وسماعه من غيره صحيح.
قَالَ أَبُو ذَرّ: وكان القاضي أَبُو بَكْر الْأشعري وَأَبُو حامد يُقَبّلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أَبُو بَكْر يقُولُ: ربّما خفي عليّ من كلامه بعض الشيء لدقته. [ص:623]
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثلاثين ليلة} قَالَ: مواعيد الْأحبة وإن اختلفت، فإنّها تؤْنس، كُنَّا صبيانًا ندور عَلَى الشّطّ ونقول:
مَاطِلِيني وسَوِّفي ... وعِديني ولا تَفي
واترُكِيني مُولَّهًا ... أو تجودي وتعطفي
قال الخطيب: حدثنا محمد بن محمد الطاهري: قال: سَمِعْتُ ابن سمعون يذكر أَنَّهُ أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطبًا، فلم يأكل منه وتركه، فلما كَانَ ثاني ليلة وجده تمرًا.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أحمد بن عليّ البادا، قال: سَمِعْتُ أَبَا الفتح القَوَّاس يَقُولُ: لحقتني إضاقة، فأخذت قوسًا وخُفَّيْن، وعزمت عَلَى بَيْعهما، فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرتُ، فلما فرغ ناداني: يا أَبَا الفتح لا تبع الخُفَّين والقوس، فإنّ اللَّه سيأتيك برزق، أو كما قَالَ.
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي شرف الوزراء أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن، قَالَ: حَدّثَنِي أَبُو طاهر محمد بن علي ابن العلاف، قَالَ: حضرت أَبَا الْحُسَيْن يومًا وهو يعظ، وَأَبُو الفتح القوّاس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أَبُو الْحُسَيْن عَنِ الكلام ساعة، حتى استيقظ أَبُو الفتح، ورفع رأسه، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحُسَيْن: رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نومك؟ قَالَ: نعم. فَقَالَ: لذلك أمسكت خوفاً أن تنزعج.
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي رئيس الرؤساء الوزير، قال: حدثنا أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، قال: حكى لي مولى الطائع لله أن الطائع أمره فأحضر ابن سمعون، فرأيت الطائع غضبانًا، وكان ذا حِدَّة، فأحضرت ابن [ص:624] سمعون، فأذن له الطائع في الدخول، فدخل وسلّم بالخلافة، ثم أخذ فِي وعظه، فَقَالَ: رُوِي عَنْ أمير المؤمنين عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، ثم رَوَى عَنْ أمير المؤمنين وترضى عَنْهُ، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع شهيقه، وابتلّ منديل من دموعه، فلما انصرف، سألت االطائع عَنْ سبب طلبه، فَقَالَ: رُفِع إليّ أَنَّهُ ينتقص عليا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذِكْر عَلِيّ والصلاة عَلَيْهِ، وأعاد وأبدى فِي ذِكْره، فعلمت أَنَّهُ وُفِّق، ولعله كُوشِف بذلك.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن سمعون، وكان ثقة مأمونًا، فِي نصف ذي القعدة.
قال الخطيب: ونقل سنة ست وعشرين وأربعمائة من داره، فدفن بباب حرب، ولم تكن أكفانه بُلِيَت فيما قِيلَ.(8/620)
273 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شهريار، أبو بكر [المتوفى: 387 هـ]
ابن أخي عَلِيّ بْن الفضل التاجر الْأرْدَسْتَاني.
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْم.(8/624)
274 - مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن جَعْفَر، أَبُو الطيب التَّيْمُلي الكوفي النَّخَّاس. [المتوفى: 387 هـ]
حَدَّثَ بالكوفة وبغداد عَنْ: عَبْد اللَّه بْن زيدان البَجَلي، وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المَقَانِعي، وجماعة.
وَعَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، ومُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ، ومُحَمَّد وَأَبُو طاهر ابنا مُحَمَّد بْن عيسى الحَذَّاء الكوفي وجماعة.
وكان ثقة.(8/624)
275 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه، أَبُو المُفَضَّل الشَّيْباني الكوفيُّ، [المتوفى: 387 هـ]
نزيل بغداد. [ص:625]
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، وأَبِي القاسم البَغَوي، وخلق كثير من العراقيين والشاميين والمصريين.
وَرَوَى عَنْهُ جماعة، وانتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ، ثم بان كذبه، ومزقوا حديثه.
قال الخطيب: كان بعد ذَلِكَ يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة.
قلت: وكان حافظاً عارفاً بالفن أخباريا مصنفاً، لكن لحقه الْأدْبار.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، وَأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وخلق.
قَالَ الْأزهري: كان يحفظ، وكان كذاباً دجالاً.
وقال حمزة السَّهْمي: كَانَ يضع الحديث، كتبت عَنْهُ، وله سَمْتٌ ووَقَار.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وكان كثير التخليط.(8/624)
276 - مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة بْن المغيرة، أَبُو طاهر السُّلَميُّ، [المتوفى: 387 هـ]
نافلة إمام الأئمة أَبِي بَكْر، محدِّث نيسابُور.
سَمِعَ: جدّه، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق السَّرَّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الماسَرْجَسي، وأقرانَهم.
قَالَ الحاكم: عقدتُ لَهُ مجلس التحديث سنة ثمانٍ وستّين، ودخلت بيت كُتُب جَدّه، وأخرجت لَهُ مائتين وخمسين جُزْءًا من سماعاته الصحيحة، وانتقيت لَهُ عشرة أجزاء، وقلت: دع الْأصول عندي صيانةً لها، فأخذها وفرّقها عَلَى النّاس، وذهبتْ، ومدّ يده إلى كُتُب غيره فقرأ منها، ثم إنه مرض، وتغيّر بزوال عقله فِي سنة أربع وثمانين. ثم قصدته بعد ذَلِكَ للرواية، فوجدته لا يَعْقِل،
وَتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين، فِي جمادى الْأولى، ودفن فِي دار جدّه.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو حفص بْن مسرور، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، [ص:626] وأبو المظفر سعيد بن منصور القشيري، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الرحمن الحافظ ومحمد بن محمد بن يحيى، وأبو سعد أحمد بْن إِبْرَاهِيم المُقرئ، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ المقرئ، وغيرهم من شيوخ زاهر الشّحامي، وما أعتقد أنهم سمعوا منه إلا فِي صحة عقله، فإنّ من لا يَعْقِل كيف يُسْمَع عَلَيْهِ، واللَّه أعلم.(8/625)
277 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن عبد الرحيم القَيْسرانيُّ. [المتوفى: 387 هـ]
قيل: توفي في هذه السنة، وفد مرت ترجمته.(8/626)
278 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يحيى البُوزْجَاني. [المتوفى: 387 هـ]
أحد الكبار البارعين فِي معرفة الهندسة، لَهُ فيها تصانيف عجيبة. وبوزجان: قرية من نيسابُور.(8/626)
279 - مُحَمَّد بْن المُسَيّب بْن رافع العَقِيلي، الْأمير أَبُو الذّواد. [المتوفى: 387 هـ]
تغلّب عَلَى المَوْصِل وأخذها سنة ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عَضُدِ الدولة.
وَتُوفِّي فِي سنة سبعٍ وثمانين هذه، وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلّد بْن المُسَيّب.(8/626)
280 - مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبَّاس، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي البزّاز. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ الكثير من قاسم بْن أصبغ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دُلَيْم، وأَحْمَد بْن رحيم.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، وكان صالحًا ثقةً.
تُوفِّي فِي رجب.(8/626)
281 - مُوسَى بْن عيسى بْن طايجور، أَبُو القاسم السّرّاج. [المتوفى: 387 هـ]
سَمِعَ: محمد بن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، ومُحَمَّد السَّوانيطي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي [ص:627] ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حسنون النَّرْسي وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، ووثّقه، وكان مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.(8/626)
282 - نوح بْن منصور بْن نوح بْن عَبْد الملك بْن نصر بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان، أَبُو القاسم، [المتوفى: 387 هـ]
سلطان ما وراء النهر، وابْن سلاطينها.
تُوُفِّي فِي رجب، وبقيت ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولي الْأمر بعده ابنه أبو الحارث منصور بْن نوح.
وذكره ابن الْجَوْزي فَقَالَ: ملك خراسان وغَزْنَه وما وراء النهر، ولي بعده ابنه فبقي سنة وتسعة أشهر، ثم قبض عَلَيْهِ خواصُّه، وأجلسوا فِي المُلْك أخاه عَبْد الملك بْن نوح، فقصدهم محمود بْن سبكتكين، فالتقاهم وكسرهم، فانهزموا منه إلى بُخَارَى، وانقرض مُلْكُ السّامانية.(8/627)
283 - يَنْجوتَكِين التركي العزيزي [المتوفى: 387 هـ]
مولى الملقَّب بالعزيز بْن المُعِزّ.
ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدّة. وفي سنة سبْعٍ هذه عزله الحاكم، وأرسل عوضه سُلَيْمَان بْن جَعْفَر بْن فلاح، فنزع ينجوتكين الطّاعة، وسار إلى الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت الوقعة في يوم الجمعة من جمادى الْأولى، فاقتتلوا، ثم انهزم ينجوتكين، ووصل دمشق فِي يومين، وطلب من أهل البلد النُّصْرَة، فلم يجيبوه خوفًا من الحصار [ص:628] والغلاء، ونهبوا داره، وهمُّوا بالقبض عَلَيْهِ، فانهزم إلى أَذْرِعَات، ولجأ إلى ابن الجرّاح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى الْأمير سُلَيْمَان بْن فلاح، فبعث به إلى مصر، فعفا عَنْهُ الحاكم.(8/627)
284 - أَبُو العلاء بْن ماهان، [المتوفى: 387 هـ]
راوي " صحيح مُسْلِم ".
هُوَ: عَبْد الوهاب بْن عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماهان البغدادي.
حدث بمصر وغيرها، عَنْ أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى الْأشقر الفقيه، عَنِ القلانسي صاحب مُسْلِم. وله فوت ثلاثة أجزاء من آخر " الصحيح " رواها عَنِ الْجُلُودِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد الْأشعري، وأَحْمَد بْن الفتح بن الرسان المَعَافِرِي، ومُحَمَّد بْن يحيى الحَذَّاء الْأندلسيون.
وقد كتب الدارقطني إلى أهل مصر: اكتبوا عن ابن ماهان " كتاب مسلم " ووصفه لهم بالثقة والتمييز.
قَالَ الحبَّال: تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.(8/628)
-سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.(8/629)
285 - أحمد بن جعفر بن حاجب. [المتوفى: 388 هـ]
توفي بالكُوفة في ربيع الآخر.(8/629)
286 - أحْمَد بْن عَبْدان بْن مُحَمَّد بْن الفرج، أَبُو بَكْر الشيرازي الحافظ [الباز الْأبيض] [المتوفى: 388 هـ]
نزيل الْأهواز.
كَانَ من كبار أئمّة الحديث.
سأله حمزة بن يوسف السَّهْمي عَنِ الرجّال والْجَرْح والتعديل.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، وأَبِي القاسم البَغَوي، وجماعة.
وُلِد سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين،
وَسَمِعَ: سنة أربع وثلاثمائة من أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السَّكن البغدادي بشيراز، وسمع من بَكْر بْن أحْمَد الزُّهْري بكازَرُون،
وَتُوُفِّي فِي شهر صفر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن صخر، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وقاضي الْأهواز عبد الواحد بن منصور ابن المشتري، والقاضي علي بن عبيد الله الكسائي الهمذاني من مشيخة الرازي، وعَبْد الوهاب الغندجاني وآخرون.
وكان يقال لَهُ الباز الْأبيض، وروى " تاريخ الْبُخَارِيّ ".(8/629)
287 - أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البصير أَبُو عُمَر الجذاميّ القُرْطُبي. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ الكثير مِنْ: قاسم بْن أصبغ، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، ومحمد بن محمد الخشنيّ، وخالد بْن سعد وطائفة، وكان عارفًا بالحديث وبشيء من الرجال.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن الحسن الزبيدي، وابن الفرضي وقال: أجاز لابني مصعب جميع ما رواه،
وَتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، وله سبعٌ وسبعون سنة، وكان قانعاً مقلاً.(8/629)
288 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف المُزَنيُّ. [المتوفى: 388 هـ][ص:630]
رَوَى عَنْ: أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادِل، وعَلِيّ بْن أَبِي العقب.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي.(8/629)
289 - أحْمَد بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو بَكْر النُّوشَرِي. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ: يحيى بْن صاعد، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجَاني، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، والتنوخيّ، وعاش ثمانين سنة، وكان ثقة.(8/630)
290 - أَصْبَغُ بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة، أَبُو القاسم الخيّاط القُرطُبيُّ. [المتوفى: 388 هـ]
حجّ، وَسَمِعَ: أَبَا مُحَمَّد بْن الورد، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي، وأَبَا إِسْحَاق مُحَمَّد بْن القاسم بْن شعبان، وأَبَا عَلِيّ بْن السَّكَن؛ سَمِعَ منه مصنفه " الصحيح في السنن "، وكان من الشهود.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه،
وَتُوفِّي فِي رمضان.(8/630)
291 - بَكْر بْن مُحَمَّد بْن بَكْر بْن خُرَيْم، أَبُو القاسم الدمشقي الطرائفي المعدّل. [المتوفى: 388 هـ]
رَوَى عَنْ: ابن جَوْصا.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّان، ورشأ بن نظيف، وغيرهما.(8/630)
292 - الْحَسَن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ الحرشي الحيري. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ: أباه أَبَا عمرو، وأَبَا نُعَيْم بْن عدِيّ، وعدّة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وابنه القاضي أَبُو بَكْر.
مَاَتَ فِي جُمَادَى الآخرة.(8/630)
293 - الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد، أَبُو عَلِيّ الكِنْدي الحمصي الفقيه، [المتوفى: 388 هـ]
نزيل بعلبك.
حدّث فِي هذا العام عَنْ سَعِيد بْن عَبْد العزيز الحلبي، وابْن جَوْصا.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بن الأشعث المنبجي، وعلي بن محمد الربعي، وجماعة.
وقع لنا جُزْءٌ من حديثه.(8/630)
294 - الحَسَن بن عليّ بن محمد بن بشار، أبو علي الريحاني الهَمَذَانيُّ. [المتوفى: 388 هـ]
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عمروس، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بلبل الزَّعْفَراني، ومُحَمَّد بْن حمدان بْن سُفْيَان البغدادي، والقاسم بْن أَبِي صالح، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن زَنْجَوَيْه، وَأَبُو طاهر بْن سَلَمَة، ومُحَمَّد بْن عيسى، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ صدوقًا صالحًا.(8/631)
295 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن محمد الدمشقي، [المتوفى: 388 هـ]
نزيل نيسابور.
حدث فِي هذه السنة عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الهُجَيْمي، والفضل بْن الفضل الكِنْدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عثمان الصابوني، وأحمد بن منصور المغربي.
رَوَى أحاديث لا تشبه أحاديث أهل الصِّدْق.(8/631)
296 - الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن بُكَيْر، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الصَّيْرفي الحافظ. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ: أَبَا جَعْفَر بْن البَخْتَرِي، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وعثمان ابن السماك وأبا بكر النجاد، فمَن بَعْدَهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وآخر من حدث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد ابن المهتدي باللَّه.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حديث: هذا حديث كتبه عنّي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوَرّاق، وَأَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ.
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر عند ابن بُكَيْر، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك، تذكر لي متنَ ما تريد من هذه الْأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكّر إسناده حتى أُخْبرك بمتنه؟ فكنت أذكر لَهُ المُتُون، فيحدّثني بالأسانيد كما هِيَ حِفْظًا، وفعلت هذا معه مرارًا كثيرة، وكان ثقة، لكنّهم حسدوه، وتكلّموا فِيهِ. [ص:632]
قَالَ الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث ويُلْحِق فِي بعض أُصول الشيوخ ما لَيْسَ منها، ويصل المقاطيعَ. وُلِد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه اللَّه.(8/631)
297 - حمد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خطاب، الْإمَام أَبُو سُلَيْمَان الخطّابي البُسْتي الفقيه الْأديب. [المتوفى: 388 هـ]
مصنف كتاب " معالم السنن "، وكتاب " غريب الحديث "، وكتاب " شرح أسماء اللَّه الحُسْنَى " وكتاب " الغنية عن الكلام وأهله "، وكتاب " العزلة "، وغير ذلك من التصانيف.
سَمِعَ: أبا سعيد ابن الأعرابي بمكة، وأبا بكر بن داسة بالبصرة، وإِسْمَاعِيل الصّفّار ببغداد، أَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور وطبقتهم. وأقام بنيسابور مدَّةً يصنّف ويفيد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، والشيخ أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ، وَأَبُو نصر مُحَمَّد بْن أحمد بن سليمان البلخي الغزنوي، وأبو مسعود الحسين بن محمد الكرابيسي، وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي البسطامي، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وجعفر بن محمد المروذي، وأبو بكر محمد بن الحسين الغَزْنَوِي المقرئ، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الفقيه السجزي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الملك الفارسي الفَسَوي، وَأَبُو عُبَيْد الهَرَوِي صاحب " الغريبين "، وعَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي.
وقد سماه أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي كتاب " اليتيمة ": أَبَا سُلَيْمَان أحْمَد بْن مُحَمَّد، والصّواب: حمْد، كما قاله الْجَمُّ الغفير. ويقال إنّه من ولد زيد بْن الخطَّاب بْن نُفَيْل العَدَوِي، ولم يَثْبُتْ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن اليونيني وشهدة العامرية؛ قالا: أخبرنا جعفر الهمداني، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، قال: سمعت أبا المحاسن الروياني بالري: يقول: سمعت أبا نصر البلخي بغزنة، يقول: سمعت أبا [ص:633] سليمان الخطابي، يقول: سمعت أبا سعيد ابن الْأعْرابي، ونحن نسمع عَلَيْهِ هذا الكتاب، يعني كتاب " السُّنَن " لأبي دَاوُد، وأشار إلى النسخة وهي بين يديه: لو أنّ رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المُصْحَف الَّذِي فِيهِ كتاب اللَّه، ثم هذا الكتاب، لم يحْتَجْ معهما إلى شيء من العلم بتة.
ولأبي سُلَيْمَان مُقَطَّعات من الشعر فِي كتاب " اليتيمة " للثَّعالبي، منها:
وما غربة الْأنْسَان فِي شقّة النَّوَى ... ولكنها واللَّه فِي عدم الشَّكْل.
وإنّي غريبٌ بين بُسْتَ وأهلِها ... وإنْ كَانَ فيها أُسْرَتي وبها أهلي
وله:
فسامح ولا تَسْتَوْفِ حقَّك كلَّه ... وأبق فلم يستوف قطّ كريم
ولا تَغْلُ فِي شيء من الْأمر واقتَصِدْ ... كلا طرفي قصْد الْأمور سليم
وقد أخذ الخطابي اللغة عَنْ أَبِي عُمَر الزّاهد، والفقه عَنْ أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي بَكْر القفال الشافعي وغيرهما.
وذكر أَبُو يعقوب القرّاب وفاته فِي ربيع الآخر ببست.(8/632)
298 - سَعِيد بْن حسّان بْن العلاء، أَبُو عثمان القُرْطُبي [المتوفى: 388 هـ]
نزيل مصر.
سَمِعَ بها مِنْ: عَبْد الملك بْن بحر بْن شاذان الجلاب، ومن عثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي بتنيس.
وحدّث بقُرْطُبَة، وبها تُوُفِّي فِي صفر.(8/633)
299 - شافع بْن مُحَمَّد ابن الحافظ أَبِي عوانة يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو النَّضْر الإسْفِراييني. [المتوفى: 388 هـ]
رحل وطَوَّف إلى العراق، والشام، ومصر، وخراسان بعد وفاة جَدّه.
سَمِعَ مِنْ: جَدّه، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وعبد الله بن الزفتي الدمشقي، وابن جَوْصا، وأحمد بن عبد الوارث العَسّال، وأبي جعفر أحمد [ص:634] ابن مُحَمَّد الطّحاوي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبلي، وطبقتهم.
روى عَنْهُ الحاكم، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي، وَأَبُو سعد مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكَنْجَرُوذِي.
قَالَ الحاكم: خرّجت عَنْهُ فِي " الصحيح ".
وقَالَ أَبُو القاسم بْن مَنْدَه: تُوُفّي فِي المحرَّم من السّنة.(8/633)
300 - عبد العزيز بْن يوسف، أَبُو القاسم. [المتوفى: 388 هـ]
كاتب الْأنشاء للسلطان عَضُد الدولة، ثم وَزَرَ لابنه بهاء الدولة خمسة أشهر،
وَتُوُفِّي فِي شعبان من السنة. وكان أديبًا شاعرًا رئيسًا نبيلا، ولم يشتهر لأنّه لم تَطُل وزارتُه.(8/634)
301 - عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مازيار، القاضي أَبُو الْحُسَيْن البُرُوجِرْدي. [المتوفى: 388 هـ]
حدّث بهَمَذَان فِي سنة أربعٍ وستين عَنْ أَبِيهِ، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، والباغَنْدِي، وابْن جرير، ومُحَمَّد بْن المجدِّر، وأَحْمَد بْن جوْصا.
رَوَى عَنْهُ: رافع بْن مُحَمَّد القاضي، وطاهر بْن ماهلة، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم؛ الهَمَذَانيّون.
ذكره شِيرَوَيْه ووثَّقه، وقَالَ: تُوُفِّي ببروجرد سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة.
قلت: يبعد أنّه عاش إلى الْأن.(8/634)
302 - عُبَيْد الله ابن المحدّث عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْنضْرِيّ، القاضي أَبُو القاسم المَرْوَزِي [المتوفى: 388 هـ]
قاضي نَسْف.
قَالَ المُسْتَغْفِري: كان صلب المذهب، لما دخل سبكتكبن صاحب غَزْنَة إلى بَلْخ، دعا فقهاءها إلى مناظرة الكرامية، فكان منهم القاضي عُبَيْد اللَّه، وهو يومئذ عَلَى قضاء بلْخ، فَقَالَ سبكتكين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد الْأولياء، يعني الكرامية؟ فَقَالَ القاضي: هَؤُلاءِ كفّار. فَقَالَ: ما تقولون فِي إنْ كنت أعتقد مذهبهم؟ قال: قولنا فيك كقولنا فيهم، فقام وضربهم [ص:635] بطبرزين حتى أدماهم، وشُجَّ القاضي، وقيدهم وحبسهم، ثم خاف الملامة فأطلقهم.
تُوُفِّي القاضي سنة ثمانٍ وثمانين.(8/634)
303 - عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن مُنْتاب، أَبُو القاسم البغدادي، [المتوفى: 388 هـ]
أخو أَبِي الطّيّب.
سَمِعَ: يحيى بْن صاعد، وعثمان ابن السّمّاك.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الحسين محمد بن أحمد بْن حسنون، وغيرهما.
وثَّقه العتيقي، ووُلِد سنة إحدى وثلاثمائة.(8/635)
304 - عُبَيْد الله بن محمد بن عُبَيْد الله، أبو الفضل الفامي. [المتوفى: 388 هـ]
شيخ صالح نيسابوري، مسكنه محلّة نَصْرَاباذ.
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأكثر النّاس عَنْهُ لعُلُوّ سَنَدِه.
قَالَ الحاكم: سماعاته بخطّ أَبِيهِ صحيحة.
قلت: رَوَى عَنْهُ سَعِيد العيار، وجماعة. وقع لنا من عَوَالِيه.(8/635)
305 - عَمَّار بن محمد، أبو ذر التميميُّ. [المتوفى: 388 هـ]
أرخه غنجار سنة سبع كما مرَّ، وقال الحاكم: توفي سنة ثمان، والأول أصح.(8/635)
306 - عُمَر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، الْإمَام أَبُو حفص البَرْمَكِي الحنبليُّ، [المتوفى: 388 هـ]
أحد الْأعلام والزُّهاد.
وقد ذكرنا فِي السنة الماضية أَبا حفص العُكْبَرِي المعروف بابن المُسَلَّم.
رَوَى هذا عن أبي علي الصوّاف، وإِسْمَاعِيل الخطبي، وتفقّه بأبي عَلِيّ النّجاد، وأَبِي بَكْر عَبْد العزيز، وله فِي الفقه تواليف حسنة، رحمه اللَّه تعالى. [ص:636]
وهو والد المعمَّر أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البَرْمَكِي شيخ قاضي المرسْتان.(8/635)
307 - عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عِرَاك بْن مُحَمَّد بْن عِرَاك، أَبُو حفص الحَضْرَمِي المصري المقرئ المُجَوِّد. [المتوفى: 388 هـ]
قرأ القرآن لورش عَلَى أَبِي جَعْفَر حمدان بْن عَوْن بْن حكيم الخَوْلاني صاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النحاس، وعلى أَبِي الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن جامع السكري، وعلى أبي غانم المظفر بن أحْمَد بْن حمدان.
قرأ عَلَيْهِ فارس بْن أحْمَد الضّرير، وتاج الْأئمّة أحْمَد بن عَلِيّ بن هاشم، وَأَبُو الوليد عُتْبة بْن عَبْد الملك العثماني، وغيرهم.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفِّي بمكّة يوم عاشوراء.
وقد تُوُفِّي أَبُو غانم شيخه في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي أَبُو جَعْفَر أحْمَد بْن عبد اللَّه بن هلال الأزدي سنة عشرين وثلاثمائة، وهو شيخ أبي غانم. وقرأ الْأزْدِيّ وحمدان الخَوْلاني، عَلَى إِسْمَاعِيل النّحّاس، عَنْ قراءته على أبي يعقوب الأزرق، عَنْ ورش، فقراءته عَلَى الخَوْلاني أعلى بدرجة. وكان ابن عِراك من كبار المقرئين.(8/636)
308 - عُمَر بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن، أَبُو حفص البيع. [المتوفى: 388 هـ]
بغدادي،
تُوُفِّي بتنيس.(8/636)
309 - القاسم بْن عَلقمة، أبو سعيد الأبهريُّ الشُّروطيُّ. [المتوفى: 388 هـ]
شيخٌ عالي الإسناد،
رَوَى عَنْ: العباس بن الفضل بن شاذان، والحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. أكثر عنه أبو يَعْلَى الخليلي.(8/636)
310 - القاسم بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن معروف، أَبُو أحْمَد القنطري الحاكم. [المتوفى: 388 هـ]
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر بنسف.
يَرْوِي عَنْ: الْأصم، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر المُسْتَغْفِري.(8/636)
311 - قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن أَصْبَغُ بْن مُحَمَّد البَيَّاني، أبو مُحَمَّد القُرْطُبي، [المتوفى: 388 هـ][ص:637]
قاضي مدينة الفرج.
سَمِعَ مِنْ: جده،
كتب عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ، وجماعة.
وكان مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي ربيع الأوَّل.(8/636)
312 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان، أَبُو النَّضْر الشَّرْمَغُولي النَّسَوِي. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ بدمشق، ونسا،
وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الجبّار النَّسَوِي، وأَبِي الدَّحداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وابْن جَوْصا، وأَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن سَلَمَة، والْحُسَيْن بْن عثمان الشيرازي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي.
وعاش إلى هذه السنة، ولم تُحْفَظْ وفاتُه.(8/637)
313 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إبراهيم، أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي المقرئ. [المتوفى: 388 هـ]
تلميذ ابن شَنَّبوذ، قرأ عَلَيْهِ القراءات، وعلى أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي عَبْد اللَّه إِبْرَاهِيم بْن عرفة النَّحْوِيّ نفْطَوَيْه، وابْن بشّار العلاف صاحب الدُّورِي، وهو أقدم شيخ لَهُ، ومُحَمَّد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجماعة.
واعتنى بهذا الشأن، وتصدّر للإقراء بعد أن أكثر الترحال في لقي الشيوخ المقرئين، قرأ عليه الهيثم بن أحمد الدمشقي الصّبّاغ، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن ياسين الحلبي، وَأَبُو الفرج الْأستِراباذي، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الكارزيني وطائفة آخرهم وفاةً - فيما أعلم - أَبُو عَلِيّ الْأهوازي. وكان عالمًا بالتفسير ووجوه القراءات.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفضل عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد يذكر أَبَا الفرج الشَّنَّبُوذِي. فعظَّم أمره وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن. [ص:638]
وقال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة، وتكلّم النّاس فِي رواياته، فحدثني أحْمَد بْن سُلَيْمَان الواسطي المقرئ، قَالَ: كَانَ أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي يذكر أَنَّهُ قرأ عَلَى أَبِي الْعَبَّاس الْأشناني، فتكلّم النّاس فِيهِ، وقرأت عَلَيْهِ لابن كثير، ثم سَأَلت عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ، فأساء القول فِيهِ.
قَالَ التنوخي: تُوُفِّي أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي في صفر من السنة.
وقال الداني: أخذ عرْضًا عَنِ ابن شنَّبُوذ ولازمه، فنسب إليه، وعن مُحَمَّد بْن هارون التّمّار، وأَبِي مزاحم الخاقاني، وأحمد بن حماد الثقفي، ثم سمّى جماعة، وقال: مشهور، ضابط، نبيل، حافظ، ماهر، حاذق، كَانَ يتجول فِي البلدان.
رَوَى عَنْهُ القراءة غير واحدٍ من شيوخنا.(8/637)
314 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مَتّ، أَبُو بَكْر الْإشْتِيخَني. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ: " صحيح الْبُخَارِيّ " فِي سنة تسع عشرة وثلاثمائة من أبي عبد الله الفربري، وحدث به.
تُوُفِّي فِي رجب. وكان من كبار الشافعية، مَعَ الزُّهد والعبادة، رحمه اللَّه.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الإدريسي، وعَلِيّ بْن سختام السَّمَرْقَنْدِيّ، وجماعة.(8/638)
315 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قادم، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي المالكي. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ: قاسم بْن أصبغ وذويه، ورحل فسمع بمصر، وتفقه بها على ابن شعبان. وسمع ببغداد من أَبِي بَكْر الشافعي، وأَبِي علي ابن الصّوّاف.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كَانَ ضعيفًا غير ضابط لنفسه ولا للسانه،
تُوُفِّي فِي هذا العام، وكان شاعرًا محسنًا إخباريا، وقد سمعه غير واحد ينال من عليّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وأنا سمعته ينال من الحسن بن علي، لعن اللَّه من نال منهما.(8/638)
316 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مجّ، أَبُو النَّضْر الكُشَاني الكرميني. [المتوفى: 388 هـ]
رَوَى عَنْ: دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن خُزَيْمَة، وأَبِي حسّان مُهِيب بن سليم، وغيرهما؛ وسماعه سنة سبع عشرة.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر بْن محمد المُسْتَغْفِري.
حدّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره.(8/639)
317 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عقيل، أَبُو بَكْر النيسابُوري القطّان. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن أحمد بن دلويه، ومكي بن عبدان، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأبو يعلى الصّابوني؛ ورَّخه الحاكم.(8/639)
318 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محمي، أَبُو بَكْر البغدادي الجوهري. [المتوفى: 388 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي.
رَوَى عَنْهُ: العشاري، والعتيقي، والأزهري.
وتُوُفِّي فِي شعبان، وهو ثقة.(8/639)
319 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن المُظَفَّر، أَبُو عَلِيّ البغدادي اللُّغَوِي الكاتب، المعروف بالحاتمي، [المتوفى: 388 هـ]
أحد الْأعلام والمشاهير.
أخذ اللغة عن أبي عمر الزاهد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وغيره.
وله " الرسالة الحاتمية " التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنّبي من إظهار سرقاته، وإبانة عيوبه في شعره، وهي رسالة تدل عَلَى تبحره، يذكر في أولها ذهابه عَلَى بغلته، وبين يديه غلمانه إلى أن أتى دار المتنبي، فما أكرمه ولا احترمه، وأَنَّهُ جلس، فما التفت إِلَيْهِ، فعنَّفه الحاتمي ووبخه عَلَى تيهه وعجبه.
تُوُفِّي الحاتمي فِي هذه السنة، بلغتنا أخباره مختصرة.(8/639)
320 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَلِيّ، أَبُو الطيّب المادرائي. [المتوفى: 388 هـ]
من رؤساء المصريين ومن بيت حشمة،
تُوُفِّي فِي شوّال.(8/640)
321 - مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن محمد بْن مهران القاضي، أَبُو الفضل المَرْوَزِي الحَدَّادي الواعظ الصّوفي. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمود المَرْوَزِي، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن خَالِد صاحب إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وحماد بْن أحْمَد السُّلَمي، والكبار، وعُمَر حتى جاوز المائة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وبالإجازة أَبُو يَعْلَى الخليلي.
وقَالَ فِيهِ الحاكم: شيخ أهل مَرْو فِي الفقه والحديث والتصوُّف والقضاء، مات بمَرْو فِي صفر.
قلت: حديثه من أعلى شيء وقع لمُحيي السُّنَّة البَغَوي.
وَرَوَى عَنْهُ: أبو عمرو محمد بْن عَبْد العزيز القنطري، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر الشاذياخي، ومحمد بن إبراهيم الوبري الخُوَارِزْمِي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي الهيثم الترابي، وغيرهم.(8/640)
322 - مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زكريا الحافظ، أَبُو بَكْر الشَّيْباني الْجَوْزَقي المُعَدِّل. [المتوفى: 388 هـ]
شيخ نيسابُور ومحدثها، وابْن أخت محدّثها أَبِي إسحاق إبراهيم بن محمد المُزَكّي.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس السّرّاج، وأَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ الْجُرْجَاني، وأَبِي الْعَبَّاس الدّغُولي، رحل إليه مع خاله إلى سَرْخَس، ومكّي بن عبدان، وأبي حامد ابن الشرقي، وأخيه عَبْد اللَّه بْن الشرقي، ورحل فسمع أبا سعيد ابن الْأعْرابي بمكّة، وأَبَا عَلِيّ الصّفّار ببغداد، وأَبَا حاتم الوسقندي بالرّيّ، والقاسم بْن عَبْد الواحد بهَمَذَان، وصنف " المسند الصحيح " عَلَى كتاب مُسْلِم.
وجوزق: من قرى نيسابور.
وأما أبو الفضل إِسْحَاق الهَرَوِي الْجَوْزَقي الحافظ فمنسوب إلى جَوْزَق من عمل هَرَاة.
ولأبي بَكْر الْجَوْزَقي كتاب " المتّفق " مشهور، وله كتاب " المتفق" [ص:641] الكبير " في نحو ثلاثمائة جزء، يرويه أبو عثمان الصابوني.
وروي عَنْ أَبِي بَكْر قَالَ: أنفقت فِي الحديث مائة ألف دِرْهَم، وما كسبت بِهِ دِرْهَمًا.
قَالَ الحاكم: وانتقيت لَهُ فوائد فِي عشرين جُزْءًا، ثم بعدها ظهر سماعه من السّرّاج،
وَتُوُفِّي فِي شوّال عَنِ اثنتين وثمانين سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، والكَنْجَرُوذِي، وسعيد بْن مُحَمَّد البحيري، ومحمد بن علي الخشاب، وسعيد بن أبي سعيد العيّار، وأَحْمَد بْن منصور بْن خَلَف المغربي، وآخرون.(8/640)
323 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه حَمْشَاذ، أَبُو منصور النيسابُوري الزّاهد، [المتوفى: 388 هـ]
أحد الْأئمّة.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن البَخْتَرِي، وتفقّه عَلَى جماعة، وأخذ الكلام عَنْ جماعة، والعربيّة عَنْ أَبِي عمر الزاهد ونحوه، ورحل إلى اليمين. كان مجتهدًا فِي العبادة، زاهدًا، واعظًا، كثير التصانيف، تخرّج بِهِ جماعة، وكان مُجابَ الدعوة.
تُوُفِّي فِي رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. لَهُ نحو ثلاثمائة مصنَّف.
قلت: قد ذكر أيضاً فيمن مات سنة ست، والصواب: إثباته هنا فقد أرخه الحاكم في سنة ثمان، والله أعلم.(8/641)
324 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر البغدادي الكَرْخي الكاتب. [المتوفى: 388 هـ]
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأبا بكر بن داسة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين، وهو أكبر منه، وجماعة من المتأخِّرين.
ذكره البرقاني، فقال: ثقة، ثقة، ثقة.
وقَالَ غيره: كَانَ يَقْرُب إلى الدَّارَقُطْنيّ فخرَّج لَهُ. [ص:642]
وتُوُفِّي فِي ذي الحجَّة.(8/641)
325 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحمد، الْإمَام أَبُو بَكْر الْأدْفُوِي الْمَصْرِيّ المقرئ النَّحْوِيّ المفسر. [المتوفى: 388 هـ]
وأدْفو: من الصعيد بقرب أسوان. سكن مصر، وكان خشّابًا يتكسّب فِي بيع الخشب. صحب أبا جعفر النّحّاس ولزمه، وحمل عَنْهُ سائر كُتُبه، وسمع الحديث، وقرأ القرآن برواية ورش فأتقنها، وكان سيد أهل عصره بمصر، وكانت لَهُ حلقة كبيرة. أخذ عَنْهُ طائفة. وله كتاب " تفسير القرآن " فِي مائة وعشرين مجلَّدة، ومنه نسخة بمصر، بوقف القاضي عَبْد الرحيم الفاضل.
تُوُفِّي يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الأول.
ومن قال فيه: " الْأتفوي " فعلى لغة عوامّ المصرييّن.
قرأ عَلَى أَبِي غانم المُظَفَّر بْن أحْمَد الْمَصْرِيّ، وغيره.
قَرَأَ عَلَيْه: أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخُزَاعي، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن النُّعمان، والْحَسَن بْن سُلَيْمَان، وعاش ثلاثًا وثمانين سنة. وقد سَمِعَ من أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع، وسعيد بْن السَّكَن، وعدّة.(8/642)
326 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سهل، القاضي أَبُو نصر النيسابُوري الفقيه. [المتوفى: 388 هـ]
شيخ الحنفيّة وعالمهم بخُراسَان وأحسنهم سيرةً فِي القضاء.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، وأَبَا العباس الأصم، وما زال منسوبا إلى الورع والزهد. حدث عنه أبو عبد الله الحاكم، وجعفر الأبهري، والقاضي أَبُو القاسم التنوخي. وَأَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ.
وعاش سبعين سنة.(8/642)
327 - مُوسَى بْن يحيى، أَبُو هارون الصّدَفي الفاسي الفقيه المالكي. [المتوفى: 388 هـ][ص:643]
كَانَ إمامًا عالمًا بالمذهب. لقي الْإمَام أَبَا بَكْر الْأسواني، ودخل الْأندلس فِي طلب العلم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفرج عبدوس،
وَتُوُفِّي بفاس فِي يوم عَرَفَة، يوم جمعة من سنة ثمانٍ وثمانين.(8/642)
328 - يوسف بْن أحْمَد بْن يوسف بْن الدخيل، أَبُو يعقوب الصَّيْدلاني الْمَكِّيّ [المتوفى: 388 هـ]
راوي كتاب " الضعفاء " لأبي جَعْفَر العقيلي، عَنْهُ.
تُوُفِّي بمكّة.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي رجاء، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الله ابن المقرئ، وإسحاق بْن أحْمَد الحلبي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي قراد الكوفي، وأَبَا التُرَيْك محمد بن الحسين الطرابُلُسِي، وأَبَا سَعِيد ابن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ السامرِّي صاحب الرَّماديّ، وخلقًا من القادمين إلى الحجّ.
وصنّف كتاب " سيرة أَبِي حنيفة ".
رَوَى عَنْهُ: الحكم بْن المنذر البَلُّوطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نوح الْإصبهاني، وعَلِيّ بْن الوراق.(8/643)
-سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.(8/644)
329 - أحْمَد بْن سهل بْن محسن، أَبُو جَعْفَر ابن الحدّاد الْأنْصَارِيّ الطُّليْطِلي المقرئ. [المتوفى: 389 هـ]
قرأ بمصر عَلَى عبد الباقي، والأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون، وصنف قراءة نافع.
مات كَهْلا.(8/644)
330 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بن مالك الكلابي، أبو القاسم ابن بُلَيْط القُرْطُبي. [المتوفى: 389 هـ]
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغُ، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، وكان صالحا.
قال ابن الفرضي: كتبت عن،
تُوُفِّي في ذي القعدة.(8/644)
331 - أحمد بن محمد بْن عابد، أَبُو عُمَر الْأسدي القُرْطُبي الحافظ. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حزم، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية، وحدّث باليسير.(8/644)
332 - الحسن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مخلد بْن شيبان، أَبُو مُحَمَّد المخلدي النيسابُوري العدل. [المتوفى: 389 هـ]
شيخ العدالة، وبقية أهل البيوتات.
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الذَّهبي، ومؤمل بْن الْحَسَن الماسَرْجَسي، وأَبَا حامد الْأعمشي، وأَبَا نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ، وأَبَا بكر محمد بْن حمدون، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مسلم الإسفراييني، وزنجويه بن محمد اللباد، وموسى بْن الْعَبَّاس الْجُوَيْني، وجماعة. [ص:645]
قَالَ الحاكم: وهو صحيح السَّماع، محدّث عصره.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عثمان البحيري، ويعقوب بْن أحْمَد الصَّيْرفي، وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ الخشّاب، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، وَأَبُو سَعْد الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو حامد أحْمَد بْن الْحَسَن الْأزهري.
تُوُفِّي فِي رجب.(8/644)
333 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَوْن، أَبُو مُحَمَّد الحريري. [المتوفى: 389 هـ]
بغداديّ.
رَوَى عَنْ: المَحَامِليحَدَّثَ عَنْهُ: العتيقي، ووثّقه.(8/645)
334 - زاهر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أَبُو عَلِيّ السَّرْخَسي الفقيه الشافعي المقرئ المحدّث. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ: أَبَا لبيد محمد بن إدريس السامي، وأبا يعلى مُحَمَّد بْن زهير الْأبُليّ، وأَبَا القاسم البَغَوِي، ويحيى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن حفص الْجُوَيْني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومؤمل بن الحسن الماسَرْجَسي، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق العنزي، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العسكري الزَّبيبي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، ومُحَمَّد بْن هارون الحضْرمي، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المالكي.
ذكره الحاكم فقال: شيخ عصره بخُراسَان، سَمِعْتُ مناظرته فِي مجلس أَبِي بَكْر بْن إِسْحَاق الصبغي. وكان قد قرأ عَلَى أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وتفقّه عند أَبِي إِسْحَاق المَرْوَزِي. ودرس الْأدب عَلَى أبي بكر ابن الْأنباري، وكانت كتبه ترد عليَّ عَلَى الدوام.
تُوفِّي فِي ربيع الآخر، وله ستٌ وتسعون سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عثمان إِسْمَاعِيل الصّابوني، ومحمد بن أحمد بن محمد بْن جَعْفَر المُزَكّي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد البحيري، والقاضي أَبُو المُظَفَّر منصور بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي قُرَّة الحنفي، وكريمة الكُشْمِيهَنِيّة المجاورة، وخلق سواهم.
وقد أخذ عَنْ أَبِي الْحَسَن الْأشعري عِلْم الكلام، وشهده وهو يَقُولُ [ص:646] عند الموت: لعن اللَّه المعتَزِلة مَوَّهُوا ومَخْرَقُوا.
وروى " المُوَطَّأ " عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصّمد الهاشمي، عَنْ أَبِي مُصْعَب، عَنْ مالك، سمعناه بالإجازة العالية من طريقه.(8/645)
335 - سَعِيد بْن عثمان البَطَلْيُوسي. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ بقُرْطُبَة مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغُ، ووَهْب بْن مَسَرَّة،
وتقدم فِي الْأداب، وولي قضاء بَطَلْيُوس، فلم يُحْمَد، ثم صُرف، ووُلِّي الشرطة، ثم عُزِل.
مات فِي هذه السنة.(8/646)
336 - سَعِيد بْن يُمْن، أَبُو عثمان المُرَادي. [المتوفى: 389 هـ]
رَوَى عَنْ: وهب بْن مَسَرَّة.
رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان.
مات فِي ذي القعدة بقُرْطُبَة.(8/646)
337 - طَالِب بْن هجرش، أبو العشائر. [المتوفى: 389 هـ]
حدّث بمصر، فروى عَنْهُ أَبُو سعد الماليني.(8/646)
338 - الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بْن حبّان بْن مُوسَى بْن حبّان، أَبُو الفرج الكلابي الدمشقي. [المتوفى: 389 هـ]
رَوَى عَنْ: جَدّه حبّان، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وأَحْمَد بن جوصا، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: تمام، وعلي بن الفضل بْن الفرات، وعَلِيّ بْن مُوسَى السمسار، وغيرهم.
وحِبّان: كلاهما بالكسر.
وَرَّخه ووثَّقه عَبْد العزيز الكتّاني.(8/646)
339 - عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المَعَافِرِي، أَبُو بَكْر القُرْطُبي. [المتوفى: 389 هـ]
عَنْ: وهب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وجماعة.
حَدَّثَ عَنْهُ: [ص:647] الصاحبان، وقالا: قدم علينا طُلَيْطِلة مجاهدًا، وأجاز لنا فِي سنة تسعٍ وثمانين.(8/646)
340 - عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد النيسابُوري الفقيه الواعظ. [المتوفى: 389 هـ]
كَانَ أَبُوهُ من كبار تجار إصبهان، فسكن نيسابُور، فتفقّه أبُو مُحَمَّد عَلى أبي الْحَسَن البيهقي، وأخذ علم الكلام عن أبي علي الثقفي،
وَسَمِعَ: أَبَا حامد ابْن الشَّرْقي ومكّي بْن عَبْدان، وارتحل إلى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ. وعاش ثلاثًا وثمانين سنة، وصلّى عَلَيْهِ الفقيه أَبُو بَكْر بْن فُورَك.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم وأهل نيسابُور.(8/647)
341 - عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد الفقيه القيرواني، أَبُو مُحَمَّد شيخ المالكية بالمغرب، اسم أَبِيهِ عَبْد الرَّحْمَن. [المتوفى: 389 هـ]
وكان أَبُو مُحَمَّد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، وكان واسع العلم، كثير الحِفْظ، ذا صَلاح وورع وعفة.
قال القاضي عياض: حاز رياسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الْأخذون عَنْهُ. وهو الَّذِي لخّص المذهب، وملا البلاد من تواليفه. تفقّه بفقهاء بلده، وعول على أبي بكر ابن اللَّبّاد، وأخذ عَنْ مُحَمَّد بْن مسرور الحجَّام، والعسال، وحج فسمع من أبي سعيد ابن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن الفتح، والْحَسَن بْن نصر السوسي، ودارس بْن إِسْمَاعِيل.
سَمِعَ منه خلق كثير من جميع الْأفاق، منهم: الفقيه عَبْد الرحيم بْن العجوز السَّبْتي، والفقيه عَبْد اللَّه بْن غالب السَّبْتي، وعَبْد اللَّه بْن الوليد بْن سعد الْأنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْر أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخَوْلاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب. وكان يُسمَّى مالكًا الصغير. [ص:648]
وصنَّف كتاب " النّوادر والزّيادات " نحو المائة جُزْء، واختصر " المُدَوَّنَة ". وعلى هذين الكتابين المعوَّل فِي الفتيا بالمغرب، وصنّف كتاب " العُتْبِيّة " عَلَى الْأبواب، وكتاب " الاقتداء بمذهب مالك " وكتاب " الرسالة " وهو مشهور. وكتاب الثقة بالله والتوكل عليه وكتاب المعرفة والتفسير وكتاب " إعجاز القرآن "، وكتاب النهي عن الجدال ورسالة في الرد على القدرية ورسالة في أصل التوحيد وكتاب من تأخذه عند قراءة القرآن حركة ".
وقيل: إنه صَنَّف الرسالة المشهورة، وله سبع عشرة سنة. وكان مع عظمته في العلم والعمل كثير البر والإيثار، ينفق على الطلبة ويكسوهم.
وقيل: إنه بعث إلى القاضي عبد الوهاب ألف دينار، فالله أعلم، ووصل يحيى بن عبد الله العمري حين قدم القيروان بمائة وخمسين ديناراً، وجَهَّز بنت الشيخ أبي الحسن القابسي بأربعمائة دينار. وقيل: إن محرزاً التونسي أُتي بابنة ابن أبي زيد وهي زَمِنةٌ فدعا لها فقامت، فعجبوا، فقال: والله ما قلت إلا: بحرمة والدها عندك اكشف ما بها، فشفاها الله.
ولما توفي رثاه جماعة من الشعراء.
وقال أبو إسحاق الحَبَّال: توفي أبو محمد بن أبي زيد فقيه القيروان للنصف من شعبان.
وكذا قال عبد الرحمن بن مندة.
وأما القاضي عياض وغيره فوَرَّخوا موته سنة ست وثمانين.(8/647)
342 - عبد الله بن عَتَّاب بن محمد بن عَتَّاب، أبو القاسم العَبْدي البغداديُّ. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، والحسين بن إسماعيل المحاملي.
وَعَنْهُ: أَبُو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي.
وكان ثقةً، انتقى له الدَّارقطني جزءاً.(8/648)
343 - عبد الله بن أبي القاسم عُمر بن عبد الله بن الهيثم الإصبهاني المُذَكِرُّ. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ: عبد الله ابن أخي أبي زُرعة، والوليد بن أبان، والحسن بن محمد الدَّاركي، وجماعة بمكة والبصرة.
رَوَى عَنْهُ: عبد الواحد بن أحمد كُلة، وعائشة الوركانية.(8/649)
344 - عبد الله بن يوسف بن يحيى بن عليّ المِصريُّ، أبو محمد. [المتوفى: 389 هـ]
في عشر التسعين.
تُوفِّي بمصر في شهر المحرم.(8/649)
345 - عَبْد المنعم بْن عُبَيْد اللَّه بْن غَلْبُون، أَبُو الطيّب الحلبي المقرئ الشافعيُّ، [المتوفى: 389 هـ]
نزيل مصر.
قرأ عَلَى أبي الحسن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بن المستفاض الفِرْيابي، وأبي سهل صالح بن إدريس، ونجم بن بُدير، ونصر بن يوسف المجاهدي، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرزاق الأنطاكي، وأبي الحسن عليّ بن محمد المكي، ونظيف بْن عَبْد اللَّه صاحب قُنْبُل، وأبي بكر محمد بن الحُسين النحوي، وغيرهم. وأكبر شيوخه الذين تلا عليهم ابن عبد الرزاق. وقد سمع رواية السُّوسي على جَعْفَر بْن سُلَيْمَان المشحلائي بحلب. قال: حدثنا أبو شعيب السُّوسي. وسمع قراءة ابن عامر من الْحَسَن بْن حبيب الحَصَائري. وسمع الحديث من عُبَيْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْأنطاكي، وسليمان بْن مُحَمَّد بْن زويط، وعَدِيّ بْن أحْمَد بْن عَبْد الباقي الْأذَني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمارة الدمشقي.
قرأ عَلَيْهِ القراءات ابنه طاهر مصنّف التذكرة، والْحَسَن بْن عَبْد اللَّه الصّقلّي، وأبو عمر الطَّلمنكي، والْحَسَن بْن قتيبة الصّقلّي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الرِّيغي، وَأَبُو جَعْفَر أحْمَد بْن عَلِيّ الْأزْدِيّ، ومكّي بْن أَبِي طَالِب القيسي، وَأَبُو الْعَبَّاس بْن نفيس، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هاشم تاج الْأئمة، وغيرهم.
وحدّث عَنْهُ عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن السّخت الرّقّي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن كامل الصُّوري، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الميماسي، والْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب.
قَالَ أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الغَسَّاني الحافظ: كَانَ ثقة خَيَارًا. [ص:650]
وذكره أَبُو عَمْرو الدّاني، فَقَالَ: كَانَ حافظًا للقراءة ضابطًا، ذا عَفَاف ونُسُك وفضل، وحُسْن تصنيف.
وقال غيره: ولد سنة تسع وثلاثمائة.
وقَالَ الحبّال: تُوُفِّي يوم الجمعة لسبعٍ خَلَوْن من جمادى الأولى.(8/649)
346 - عُبَيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خسرماه القِزْوِيني، أَبُو طاهر. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ بقَزْوين: عَلَى بْن مُحَمَّد مِهْرَوَيْه، وعَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وحدّث.(8/650)
347 - عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بْن حَبَابَة، أَبُو القاسم البغدادي المتُّوثي البزّاز. [المتوفى: 389 هـ]
ولد سنة ثلاثمائة،
وَسَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوِي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن هزارمَرد الصَّريْفينِي، رَوَى عَنْهُ كتاب " الْجَعْدِيّات ".
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وصلى عَلَيْهِ الْإمَام أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.(8/650)
348 - عثمان بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن المنتاب، أَبُو الطّيّب البغدادي الدّقّاق، [المتوفى: 389 هـ]
إمام جامع المنصور.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وإِسْمَاعِيل الورّاق.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.
قَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كان كثير التساهل، لم نر لَهُ أصلاً جيداً.(8/650)
349 - عَلِيّ بْن أحْمَد بْن يوسف، أَبُو الْحَسَن الحُندُرِيّ العسقلاني. [المتوفى: 389 هـ]
تُوُفِّي فِي شعبان، وله اثنان وثمانون عاماً.(8/651)
350 - عَلِيّ بْن مُعَاذ بْن سمعان بْن أَبِي شيبة، أَبُو الْحَسَن الرُّعَيْنِي البَجَّانيُّ الْأندلسي. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ: ببجّانَة من سَعِيد بْن فَحْلُون، وعَلِيّ بْن الْحَسَن المرِّي، ومسعود بْن عَلِيّ، وبقُرْطُبَة من قاسم بْن أَصْبَغُ.
وكان بليغًا شاعرًا مُفَوَّهًا نسَّابة؛ رَوَى عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ، وقَالَ: كَانَ يكذب، وقفت عَلَى ذَلِكَ منه.
تُوُفِّي فِي رجب، وله نَيِّف وثمانون سنة.(8/651)
351 - عُمَر بْن أحْمَد بْن عُمَر، أَبُو حفص النيسابُوري الزّاهد. [المتوفى: 389 هـ]
صَدُوق مُكْثِر،
سَمِعَ: ابْن الشَّرْقي، ومكّي بْن عَبْدان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.
وَعَنْهُ: الحاكم وغيره.(8/651)
352 - فائق، عميد الدولة، أَبُو الْحَسَن الْأمير، [المتوفى: 389 هـ]
فتى السلطان نوح بْن نصر السّاماني.
يَرْوِي عَنْ مُحَمَّد بْن قُرَيْش، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الْبُخَارِيّ، وعَبْد اللَّه الفاكهي المكّي، وابن أبي دارم الكوفي.
توفي ببُخَارَى. وقد وُلِّي إمرة هَرَاة مدّة، وعقد بها مجلس الْأملاء؛ رَوَى عَنْهُ أَبُو منصور المؤدِّب، وَأَبُو عُمَر عَبْد الواحد المليحي، ووُلِّي بمدن خراسان نيفًا وأربعين سنة.(8/651)
353 - فرج بْن عيشون، أَبُو ثابت الْأندلسي. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ كثيرًا مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغُ وغيره، وكان رجلا صالحًا، كَانَ إمام مدينة إسْتِجَة.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه كثيرًا،
وَتُوُفِّي في رمضان.(8/651)
354 - محبوب بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عاصم المحبوبي القاضي الهَرَوِي. [المتوفى: 389 هـ]
رَوَى عَنْ: جَدّه أَبِي بَكْر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القَرَّاب، وَأَبُو عُمَر المليحي، وغيرهما.(8/652)
355 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن نصير، أَبُو عَبْد اللَّه النيسابُوري المعدِّل. [المتوفى: 389 هـ]
رَوَى عَنْ: ابن خُزَيْمَة، وأَبِي قُرَيْش مُحَمَّد بن جمعة، وأبي العباس السراج.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم.(8/652)
356 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَصْبَغُ بْن واقد، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ: أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ.
وكان قليل الفَهْم والضَّبْط.(8/652)
357 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن يُوسُفَ بْن يَعْقُوبَ بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عَبْد اللَّه اليعقوبي النَّسَفي. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ مِنْ: جَدّه لامه سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِل، وعبد المؤمن بْن خلف الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: أهل بُخَارَى، وسمعوا منه " جامع أَبِي عيسى التِّرْمِذِيّ " ستَّ مرّات.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس المُسْتَغْفِري، وغيره.
وَتُوفِّي فِي رمضان.(8/652)
358 - مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَبْد اللَّه الغافقي، [المتوفى: 389 هـ]
من أهل فَحْص البَلُّوط.
سَمِعَ: وَهْب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وابْن القُوطِيّة،
وكان فقيهًا إماما، أخذ العربية عن الرياحي.
كتب عَنِ ابن الفَرَضِيّ.(8/652)
359 - مُحَمَّد بْن عَبْدَوس بْن حاتم، أَبُو نصر النيسابُوري الزّاهد الدَّهَّان. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم بْن عَدِيّ، وزِنْجَوَيْه بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الذَّهَبي.
وَعَنْهُ: [ص:653] الحاكم، وقَالَ: مات فِي رجب، وله مائة سنة.
وهو أَبُو الفقيه أحْمَد الحاتمي.(8/652)
360 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بَكْر، أبو بكر، [المتوفى: 389 هـ]
سِبْط ابن هانئ النيسابُوري.
سَمِعَ: أبا العباس السّرّاج، وأقرانه.
تُوُفِّي فِي جمادى الآخرة من السنة؛
وَعَنْهُ: سَعِيد العَيَّار وَأَبُو يَعْلَى الصَّابوني.(8/653)
361 - مُحَمَّد بْن محمد بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر بْن أَبِي الْحَسَن الماسَرْجِسيُّ النيسابُوري الشافعيُّ. [المتوفى: 389 هـ]
تفقّه عَلَى والده،
وَسَمِعَ مِنْ: ابن نجيد وطبقته،
ومات شابًا.(8/653)
362 - مُحَمَّد بْن مكّي بْن مُحَمَّد بْن مكّي بْن زَرَّاع بْن هارون، أَبُو الهيثم الكُشْمِيهَني المَرْوَزِي. [المتوفى: 389 هـ]
حَدَّثَ " بصحيح " الْبُخَارِيّ غير مرّة عَنْ محمد بن يوسف الفَرَبْرِي،
وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد المَرْوَزِي الدّاعوني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عاصم، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصّفّار، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد البحيري، وَأَبُو الخير مُحَمَّد بْن أَبِي عمران الصّفّار، وَأَبُو سهل مُحَمَّد بْن أحْمَد الحفصي، وكريمة المَرْوَزِية، وآخرون.
ولا أعلمه إلا من الثّقات.
قَالَ أَبُو بَكْر ابن السَّمْعاني: تُوُفِّي فِي يوم عَرَفَة سنة تسعٍ وثمانين.(8/653)
363 - مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو عَبْد اللَّه المغربي الفقيه، [المتوفى: 389 هـ]
قاضي ديار مصر وابْن قاضيها وأخو قاضيها لبني عُبَيْد.
قَالَ ابن زُولاق: لم نُشاهِد بمصر لقاض من الرياسة ما شاهدنا لمحمد بْن النُّعْمَان، ولا بلغنا ذَلِكَ عَنْ قاضٍ بالعراق، قَالَ: ووافق ذَلِكَ استحقاقًا لِما فِيهِ من العِلْم والصيانة والتحفُّظ والهَيْبَة وإقامة الحقّ.
قلت: وكان عَلَى دين بني عُبَيْد، مظهرا للرفض، مبطنا لأمور، نسأل اللَّه العفوَ. [ص:654]
وله شِعْر رائقٌ، فمنه:
أيا مُشْبهَ البدرِ بدرِ السماء ... لخمسٍ وسبعٍ مضتْ واثنتينِ.
ويا كاملَ الحُسْنِ فِي فِعْلِه ... شَغَلْتَ فؤادي وأسْهَرْتَ عيني
فهل ليَ فِي مطمعٍ أرتجيه ... وإلا انصرفتُ بخُفَّيْ حُنَيْنِ
ويشمتُ بي شامتٌ فِي هَوَاك ... ويُفصح لي ظلّت صُفْرَ اليَدَيْنِ
فإمّا مَنَنْتَ وإما قدرت ... فأنت قدير عَلَى الحالتينِ
وفي سنة ثلاثٍ وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف عَلَى القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عَبْد العزيز عَلَى الدوام، وارتفعت رتبة قاضي القضاة مُحَمَّد، حتى أقعده العزيز صاحب مصر عَلَى المنبر معه يوم عيد النَّحر، سنة خمسٍ وثمانين، وهو الَّذِي غسَّل العزيز، لما مات، وازدادت عظمته فِي أيام الحاكم ثم إنه تعلل، ولازمه النُّقْرُسُ والقَوْلَنْجُ، ومات فِي صفر من سنة تسع وثمانين، وأتى الحاكم إلى داره وشيَّعه.
وكان مَوْلِده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، ووُلّي بعده ابن أخيه أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان قضاء القُضاة، ثم إنه عزل في سنة أربع وتسعين، وضربت رقبته وأحرق لقصّةٍ يطول شرحها، ووُلِّي بعده أَبُو القاسم عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد المذكور، ثم قتله الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، ووُلِّي بعده القضاء أَبُو الْحَسَن مالك بْن سَعِيد الفارقي.(8/653)
364 - يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْأسد القيسي، أَبُو زكريا القُرْطُبي. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحْمَد بْن خَالِد وغيره،
وكان مشهورًا بالعدالة، ولم يحدّث.(8/654)
365 - يحيى بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن هلال، أَبُو القاسم القيسي القُرْطُبي الشاهد. [المتوفى: 389 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أَبِيهِ، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن رفاعة.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.(8/654)
366 - يحيى بْن هُذَيْل بْن عَبْد الملك بْن هُذَيْل بن إِسْمَاعِيل بْن نُويرة بْن إِسْمَاعِيل بْن نُويرة بْن مالك، أَبُو بَكْر التميمي القُرْطُبي الشاعر. [المتوفى: 389 هـ][ص:655]
سَمِعَ مع أخيه مِنْ: أحْمَد بْن خَالِد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَيْمَن، وقاسم بْن أَصْبَغُ.
وكان شاعر وقْته غير مُدَافَع، وطال عمره، فسمع منه بعض النّاس عَلَى سبيل الرواية.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ من حديثه وشِعْره، وأجاز لي " ديوان " شِعْرِه، وأملى عليّ نَسَبَه، وأخبرني أنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وكُفَّ بَصَرَه قبل موته بأعوام.
تُوُفِّي فِي ثالث عشر ذي القعدة بقُرْطُبَة.
قلت: هذا كان حامل لواء الشعر بالأندلس، وقد نَبَّهنا عَلَى أَنَّهُ قِيلَ: تُوُفِّي سنة إحدى وسبعين، فالله أعلم.
ومن شعر يحيى بن هُذَيْل:
إذا حبست عَلَى قلبي يدي بيدي ... وصحتُ فِي الليلة الظَّلْماء وَاكَبِدِي
ضَجَّتْ كواكبُ لَيْلي فِي مَطَالِعِها ... وذابت الصَّخْرَةُ الصَّمَّاء من كَمَدِي
ولَهُ:
عرفْتُ بَعرْفِ الرِّيح أَيْنَ تَيَمَّمُوا ... وأين استَقَلَّ الظَّاعِنُون وسَلَّمُوا
خَلِيلَيَّ رُدَّانِي إلى جانب الحِمَى ... فلستُ إلى غير الحِمَى أَتَيَمَّمُ
أبِيتُ سمير الفَرْقَدَيْن كأَنَّما ... وِسَادِي قَتَادًا وضَجِيعيَ أرقم
وأخور وَسْنَانَ الجفون كأنَّه ... قضيبٌ من الرَّيْحَان لَدِنٌ مُنَعَّمُ
نظرتُ إلى أجفانه أوَّلَ الهَوَى ... فأيقنتُ أنِّي لستُ منهنَّ أَسْلَمُ(8/654)
367 - يحيى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد ابن الملقّب بالمختفي أحْمَد بْن عِيسَى بْن زَيْدُ بْن عَلِيّ بْن الحُسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، أَبُو الْحُسَيْن الزَّيْدي الهاشمي البغدادي. [المتوفى: 389 هـ]
نزيل شيزر.
حَدَّثَ بدمشق عَنْ: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
رَوَى عَنْهُ: علي الرَّبْعِي، وعَلِيّ بْن مُوسَى السّمسار.(8/655)
-سنة تسعين وثلاثمائة(8/656)
368 - أحْمَد بْن الْحَسَين بْن مُحَمَّد بْن الْأسد التميمي الحِمَّاني، أَبُو عَمْرو الطُّبْني. [المتوفى: 390 هـ]
دخل الْأندلس،
وَسَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وحجّ سنة اثنتين وأربعين، وكان صالحًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، ومات فِي المحرَّم.(8/656)
369 - أحْمَد بْن الْحُسين بْن بُنْدار، أَبُو بَكْر الْإصبهاني ثم الطَّرَسُوسِي [المتوفى: 390 هـ]
القاضي الزّاهد.
قَدِم نيسابُور بعد محنة أهل طَرَسُوس ومصيبتهم، وحدّث عَنِ ابن الْأعْرابي.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم.(8/656)
370 - أحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو بَكْر الْآبنْدُوني، [المتوفى: 390 هـ]
وآبَنْدُون عَلَى خمسة فراسخ من جُرْجَان.
رَوَى عَنْ: جَدّه لامّه جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم، وأَبِي نُعَيْم بْن عَدِيّ، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حاتم القومسي.
تُوُفِّي بجُرْجَان؛
رَوَى عَنْهُ: مشايخ جُرْجَان.(8/656)
371 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو بَكْر السَّرْخَسي، [المتوفى: 390 هـ]
عم أبي يعقوب القرّاب.
تُوُفِّي بِهَرَاة فِي المحرَّم.(8/656)
372 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نصر بْن ميمون، أَبُو عَمْرو الْأسلمي القُرْطُبي الكفيف النَّحْوِيّ. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام الخشنيّ.
وكان صالحًا عفيفًا.
تُوفِّي فِي شوّال، وقد أدَّب جماعة من الْأعيان.(8/656)
373 - أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو عبد اللَّه الفارسي الورّاق. [المتوفى: 390 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي بَكْر بْن مجاهد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري، وجماعة.
وثقَّه الخطيب،
وَتُوُفِّي فِي ذي القعدة.(8/657)
374 - أحمد بْن مُحَمَّد بن أَبِي مُوسَى، القاضي أَبُو بَكْر الهاشمي العبّاسي الفقيه المالكي. [المتوفى: 390 هـ]
بغداديّ شريف، وُلِّي قضاءَ المدائن، ووُلِّي خطابَة جامع المنصور زمانًا، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وَسَمِعَ مِنْ: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبي عَبْد اللَّه المَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقةً، انتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ.(8/657)
375 - أحْمَد بْن هارون، أَبُو الْحُسَيْن المهلّبي البغدادي. [المتوفى: 390 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوِي، وابْن زياد النَّيْسَابُوري.
سَمِعَ منه العتيقي فِي هذه السنة، ولم يُؤَرَّخ.(8/657)
376 - إبراهيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، أَبُو سَعْد الهَرَوِي، [المتوفى: 390 هـ]
حفيد الشَّيْخ أَبِي سعد، وجَدّ أَبِي عثمان الصابوني لامّه، ووالد الحافظ أَبِي الفضل عُمَر بْن إِبْرَاهِيم.
يَرْوِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق القرّاب وجماعة.(8/657)
377 - أَمَةُ السَّلام، بنت القاضي أَبِي بَكْر أحْمَد بْن كامل بْن شجرة، أُمُّ الفتح البغدادية. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ منها جماعة؛
رَوَتْ عَنْ: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البَصْلاني، ومُحَمَّد بْن حسين بْن حُمَيْد بْن الربيع.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى ابن الفرّاء، وجماعة.
تُوُفِّيتْ فِي رجب، ولها اثنتان وتسعون سنة،
وكانت دَيِّنةً فاضلة.(8/658)
378 - بَرْجَوَان الْأستاذ. [المتوفى: 390 هـ]
من كبار خُدّام الحاكم ومُدبِّرِي دولته، وإليه تنسب حارة برجوان بالقاهرة.
قتله الحاكم فِي نصف جُمادى الْأولى. أمر رَيْدان الصَّقْلَبيّ صاحب المِظَلَّة فضربه بسكِّين، فقتله صبْرًا. ثم إنّ الحاكم قتل رَيْدان فِي سنة ثلاثٍ وتسعين.(8/658)
379 - جيش بْن مُحَمَّد بْن صمصامة، أمير دمشق، القائد أَبُو الفتح. [المتوفى: 390 هـ]
وَلِيَها من قِبَل خاله أَبِي محمود الكُتَاميّ سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ثم وليها سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عُزِل بعد سنتين، ثم وُلّي دمشق سنة تسعٍ وثمانين، إلى أن مات جيش.
وكان جبارًا ظالما سفاكًا للدماء، أَخَّاذًا للأموال، وكَثُرَ ابتهال أهل دمشق إلى اللَّه فِي هلاكه، حتى هلك بالْجُذام فِي ربيع الآخر سنة تسعين.
وكان الْأستاذ بَرْجَوَان مدبّر دولة الحاكم قد جهّز القائد جيش بْن مُحَمَّد فِي عسكر، وأمره عَلَى الشام، فنزل الرَّمْلَةَ، فسار إلى خدمته نُوَّاب الشام وخدموه، وقبض عَلَى سُلَيْمَان بْن فلاح قبْضًا جميلا، ونَفَّذ عسكرًا لمنازلة صُور، وكان أهلها قد عصوا وأمَّروا عليهم رجلا يعرف بالعلاقة [ص:659] الملاح، وجَهَّز أسطولاً فِي البحر إليها، فاستنجد العلاقة بالرّوم، فبعث إِلَيْهِ بسيل الملك عدّة مراكب، فالتقى الْأسطولان، وظفر المصريون بالروم، وأخذوا مركباً وهرب الباقون. ثم أخذت صور وأسروا العَلَّاقة وسُلِخَ حياً بالقاهرة. وولي أبو عبد الله الحسين ابن ناصر الدولة بن حمدان صور. ثم قصد جيش مفرج بن الجراج فهرب منه، ولحق بجبال طي. ثم انكفأ جيش إلى دمشق طالباً لعسكر الروم النازل على أفامية، فتلقاه عسكر دمشق وأحداثها، فأقبل على كبار الأحداث واحترمهم وخلع عليهم، وسار إلى حمص وأتته الأمداد والمُطَّوِّعة , وقصد الدَّوقس، لعنه الله، فالتقى الجمعان، فحملت الروم على القلب، فكسروه ووضعوا السيف، فانهزمت مَيْسرة جيش وعليها ميسور الصقلبي متولي طرابلس، وقتلوا نحو الألفين، واستولوا على خيامهم بما حوت. وثبت بشارة الإخشيدي في خمسمائة فارس، فَعَجَّ الخلقُ من حصن فامية بالدُّعاء واستغاثوا بالله. وكان الدُّوقس عظيم الروم على رابيةٍ وبين يديه ولداه وعشرة خَيَّالة، فقصده أحمد بن ضَحَّاك الكُردي على فرس جواد فظنَّه مستأمناً، فلما جازَ به طعنه الكُردي فقتله وصاح الناس: ألا إن عدو الله قُتِل، فانهزمت الرُّوم وتراجعت المسلمون فركبوا أقفِيتَهم قتلاً وأسراً، وألجأوهم إلى مضيقٍ في الجبل لا يسلكه إلا رجل، ومن جانبه بحيرة أفامية ونهر المَقْلوب، وأُسِر ولدا الدُوقس، وحُمِل إلى مصر من رؤوسهم عشرون ألف رأس، وألفا أسير.
ثم سار جيش إلى باب أنطاكية فسبى وغَنِمَ، ورَدَّ إلى دمشق وقد عظمت هيبته، فتلقاه الأعيانُ والأحداثُ، فبالغ في إكرامهم وخلع عليهم، ونزل بظاهر البلد، فحدثوه بالدخول، وكانوا قد زَيَّنُوا دمشق، فقال: معي العساكر وأخاف من مَعَرَّة العسكر أن يؤذوا، ونزل ببيت لِهيا، وأظهر العدل والإنصاف. وقدِمَ رؤساء الأحداث واستمالهم بكل وجهٍ حتى اطمأنوا. ثم أمر قواده بالتهيؤ والاستعداد لما يرومه، وهيأ رقاعاً مختومةً بخاتمه، وقَسَّم البلد وكتب لكل قائدٍ بذكر موضع يدخل منه ويضع السيف فيه. ورتب في حمام داره مائتين بالسيوف. وأمر الناصريَّ أحد خواصه بأن يراعي حضور الأحداث السِّماط، فإذا قاموا إلى مجلس غَسْل الأيدي أغلق بابه عليهم، [ص:660] وأمر من رتب بالحَمَّام في ذلك الوقت بالخروج على حاشية الأحداث؛ لأن كل رئيس من الأحداث كان يركب في طائفةٍ من الأحداث بالسلاح. فلما فرغوا من السِّماط قام جيش إلى حجرته، ونهض أولئك إلى مجلس غسل الأيدي كعادتهم، فأغلق الفراشون عليهم، وهن اثنا عشر مُقَدَّماً، وخرج أولئك من الحَمَّام فقتلوا الأحداث، وكانوا نحو المائتين. وركب القواد ودخلوا دمشق بلا سيف، وثلموا الشُّرَف من كل جانب، وقتلوا وبَدَّعوا. وجَرَّد إلى المرج والغوطة القائد نصرون في أصحابه، وأمره بوضع السَّيف فيمن بها من الأحداث، فيقال: إنه قتل ألف رجل منهم فاستغاث أهل دمشق إلى جيش، وسألوه العفو والكَفَّ، فكف عنهم، ثم طلب الأشراف والأعيان فلما حضروا أخرج رؤساء الأحداث وضرب أعناقهم. ثم قبض على الأعيان، وحملهم إلى مصر، وأخذ أموالهم. ووظف على أهل دمشق خمسمائة ألف دينار، فيقال: إن عدة من قتله من الأحداث والشُّطَّار ثلاثة آلاف نفس. وكَثُر الدعاء عليه فأخذه الله تعالى. وكانت أيامه هذه تسعة أشهر.
قال ابن عساكر: حدثنا الإمام أبو الحسن بن المُسَلَّم عن بعض شيوخه أن أبا بكر بن الحَرَمي الزاهد صادف أحمالاً من الخَمْر لجيش فأراقها عند بيت لهْيَا، فأُحضِر بين يدي جيش، فسأله عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفقه، فوجده عالمًا بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها محلوقةً، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتج بِهِ عليك. فلما بلغ جيش فِي مرضه ما بلغ من الْجُذَام وألقى ما فِي بطنه حتى كَانَ يَقُولُ لأصحابه: أقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كَانَ يناله من الْألم. قَالَ لأصحابه: رَأَيْت كأنّ أهل دمشق كلهم رموني بالسهام فأخطأوني، غير رجلٍ أصابني سَهْمُه، ولو سميته لَعَبَدَهُ أهل دمشق، فكانوا يرون أنه ابن الحرمي، أصابته دعوته، وعاش ابن الحرمي بعده ستًا وأربعين سنة.(8/658)
380 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طَوْق، أَبُو عَلِيّ التغلبي الجياني. [المتوفى: 390 هـ][ص:661]
رَوَى عَنْ: وهب بْن مَسَرَّة وأَحْمَد بْن زكريا بْن الشامة. وقدم طُلَيْطِلة مرابطًا، فروى عَنْهُ الصّاحبان.
وكان رجلا صالحًا،
تُوُفِّي فِي عشر ذي الحجة، وله سبعٌ وسبعون سنة، رحمه اللَّه.(8/660)
381 - الْحُسَيْن بْن أحْمَد بن جَعْفَر، أبو عبد الله ابن الكَوْسَج المعدّل. [المتوفى: 390 هـ]
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.(8/661)
382 - الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القُنَين البغدادي، أَبُو عَبْد اللَّه المقرئ الرُّصافيُّ. [المتوفى: 390 هـ]
كان يقرئ فِي مسجده عند داره، وكان من أصحاب عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم.
قَرَأَ عَلَيْه: أحْمَد بْن مُحَمَّد القَنْطري المجاور. وله سماع من أَبِي عُمَر الزّاهد وغيره.
مات فِي شعبان.(8/661)
383 - الْحُسَيْن بْن محمد بن خَلَف، أبو محمد الفرَّاء البَغْداديُّ المُعَدِّل. [المتوفى: 390 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: الحُسين بن أيوب الهاشمي، ومحمد بن إسحاق السُّوسي. وهو والد القاضي أبي يَعْلَى شيخ الحنابلة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه الآخر أبو خازم محمد بن الحُسين.
قال العتيقي: كان رجلاً صالحاً على مذهب أبي حنيفة، توفي فِي شعبان.(8/661)
384 - الْحُسَيْن بْن وليد بْن نصر، أبو القاسم القُرْطُبي العريف النَّحْوِيّ، [المتوفى: 390 هـ]
أَخُو حسن بْن وليد النحوي.
كان أيضا عارفًا بالنَّحو، بارعًا فِيهِ. أخذ عَنِ ابن القوطية، وحج، [ص:662] فسمع من أَبِي الطاهر الذُّهْلي، وابْن رشيق، وأقام بمصر أعوامًا، ثم رجع إلى الْأندلس، فأدّب أولاد المنصور مُحَمَّد بْن أَبِي عامر.
تُوُفِّي بطُلَيْطِلة فِي رجب.(8/661)
385 - سَعِيد بْن حمدون، أبو بكر القيسي الأندلسي. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ مِنْ: ابن أَصْبَغ، وابْن الشامة، وابْن حَزْم، وحجّ، فسمع عَبْد اللَّه بْن الورد، وأَبَا بَكْر الْأجُرِّي، ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: لم يكن لَهُ نفوذ فِي شيء من العلم.(8/662)
386 - طاهر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى، أَبُو الْعَبَّاس البغدادي الشاعر. [المتوفى: 390 هـ]
مدح الخلفاء، وكسب الْأموال بالأدب، وتنسّك فِي آخر عمره وتزهّد، وله رسائل فِي الزُّهْد.
وتُوُفِّي يوم عاشوراء سنة تسعين، وله خمسٌ وسبعون سنة، ودخل الأندلس في سنة أربعين وثلاثمائة فسكنها.(8/662)
387 - عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن طَالِب، أَبُو القاسم البَغْداديُّ [المتوفى: 390 هـ]
نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: حسين بن حبان وجادةً من كلام يحيى بن معين، فِي الجرْح والتعديل، والْحُسَيْن هُوَ جَدّه لامّه. روى أيضا عن أبي ذر ابن الباغندي، وإبراهيم بْن عَبْد الصّمد الهاشمي، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرازي، وَأَبُو سعد الماليني، وآخرون. [ص:663]
وثقه الخطيب، وقال: ولد سنة سبع وثلاثمائة،
وَتُوفِّي فِي المحرَّم بمصر.(8/662)
388 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْمُؤْمِنِ بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد التُّجيْبِي ويُعْرَف بقُرْطُبَة بابن الزَّيّات. [المتوفى: 390 هـ]
رحل إلى العراق مرّتين، فَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، ومُحَمَّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب وعثمان ابن السّمّاك، وسمع بالبصرة من أَبِي بَكْر بْن داسة وجماعة، وبتنيس من عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ.
وكان كثير الحديث، مسندًا، صحيح السَّماع، صدوقًا إن شاء اللَّه، إلا أنّ ضَبْطَه لم يكن جيدًا، وكان ضعيف الخطّ، ربّما أخلّ بالهجاء، وكان متصرّفًا بالتجارة.
كتب النّاس عَنْهُ كثيرًا قديمًا وحديثًا، وسمعنا منه كثيرًا؛ قال ذلك كله ابن الفَرَضِيّ. وهو من كبار شيوخ أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
تُوُفِّي فِي نصف رجب، وله سبعٌ وسبعون سنة.(8/663)
389 - عبد العزيز بْن الْعَبَّاس بْن سعدون بْن يحيى، أَبُو القاسم الخَوْلاني الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 390 هـ]
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.(8/663)
390 - عَبْد الحميد بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد البُوَيْطي الْمَصْرِيّ، [المتوفى: 390 هـ]
نزيل الرَّملة.
رَوَى عَنْ: ابن قُتَيْبَة العَسْقَلاني، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو سعد الماليني، والوليد بْن بَكْر الْأندلسي.(8/663)
391 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أبو سعيد النيسابُوري. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ الكثير مِنْ: أبي حامد بن الشرقي، ومكّي، وأَبِي بَكْر بْن حمدون، وحدّث سنين.(8/663)
392 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن صاعد القرطبي المالكي. [المتوفى: 390 هـ]
ولي الشورى أيام ابن زَرْب، وقد رحل إلى مصر،
وَسَمِعَ: الْحَسَن بْن رشيق وجماعة.(8/664)
393 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خيران، أَبُو سَعِيد الشَّيْباني المقرئ الهَمَذَاني المعروف بابن الكِسائي. [المتوفى: 390 هـ]
رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، وأحمد بن محمد بن أوس، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الله بن محمد بْن الخليل بْن الْأشقر، ورحل إلى بغداد فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وأبي عيسى بن قطن، وأبي ذر ابن الباغَنْدِي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عيسى، وعبد الرَّحْمَن الصّائغ، والهَمَذَانيون.
وقد قَالَ: وُلِدت فِي سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعت من أبي، عن جدي في سنة ثمان وثلاثمائة، ووُلِد ابني أَبُو القاسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وفيها رحلت.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة،
تُوُفِّي فِي المحرم، رحمه اللَّه.(8/664)
394 - عَبْد الكريم بْن موسى البَزْدويُّ النَّسَفيُّ. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ مِنْ: منصور أبي طلحة البزدوي صاحب البخاري، وبالبصرة من أبي علي اللؤلؤي، وحدّث.
كَانَ زاهدًا مُفْتِيا، تفقّه عَلَى أَبِي منصور الماتريدي،
رَوَى عَنْهُ: أهل سمَرْقَنْد.(8/664)
395 - عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أَبُو القاسم بْن جنيقا الدّقّاق. [المتوفى: 390 هـ]
من ثقات البغداديّين. ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة،
وَسَمِعَ: المَحَامِلي، والْحُسَيْن المُطَبِّقي، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، ومحمد بن العلاف، وسبطه القاضي أبو يعلى ابن الفراء، وآخرون. [ص:665]
قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ ثقة مأمونًا فاضلا، ما رأينا مثله فِي معناه، رحمه اللَّه.(8/664)
396 - عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أَبُو بَكْر النيسابُوري. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ: أَبَا عمرو أحْمَد بْن مُحَمَّد الحيري، ويعقوب بْن ماهان الصَّيْدَلانِي.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم.(8/665)
397 - عَبْدَوس بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس، أَبُو الفرج الطُّليْطِلي. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ ببلده من تمّام بْن عَبْد اللَّه.
ورحل مرّتين، فَسَمِعَ مِنْ: الْأجُرِّي، وأَبِي الْعَبَّاس الكِنْدِي، وحمزة بن محمد الكناني، وأَبِي زيد المَرْوَزِي.
وكان زاهدًا ورِعًا فقيرًا متقلِّلا؛ سَمِعَ منه النّاس كثيرًا، وكان ثقة، حَسَن الضبط.
تُوُفِّي فِي ذي القعدة.(8/665)
398 - عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عَوْن اللَّه القُرْطُبي، أَبُو الْحَسَن. [المتوفى: 390 هـ]
تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى.
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ مع والده صغيرًا، ثم سَمِعَ من مُحَمَّد بْن معاوية.(8/665)
399 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب المَرْزِيُّ. [المتوفى: 390 هـ]
ثقة مُكْثِر، حدّث بالرّيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بْن خَالِد الحَزَوَّري.
أكثر عَنْهُ أَبُو يَعْلَى الخليلي.(8/665)
400 - عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد، أَبُو الْحَسَن البغدادي الزَّجّاج الشّاهد. [المتوفى: 390 هـ]
عَنْ: حبشون الخلال، وأحمد بن علي ابن الجوزجاني.
وَعَنْهُ: [ص:666] التنوخي، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلِدت سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، ومات سنة تسعين، أو سنة إحدى. قَالَ: وكان نبيلا فاضلا، قرأ عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني.
قلت: فهو خاتمة أصحاب الْأشناني.(8/665)
401 - عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن كثير، أَبُو حفص الكتّاني المقرئ. [المتوفى: 390 هـ]
بغدادي مُسْنَد. قرأ عَلَى ابن مجاهد وحمل عَنْهُ كتاب " السَّبعة ".
وَسَمِعَ مِنْ: البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي سَعِيد العَدَوِي، وجماعة.
قرأ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وغيره. وحدّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وأبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي باللَّه، وَأَبُو الْحُسَيْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النَّقور، وابْن هزارَمَرْد الصريفيني.
وقد سَمِعْتُ كتاب " السبعة " لابن مجاهد من طريقه بعُلُوّ، ووقع لنا قطعة من عواليه بالإجازة. وقد قرأ أيضا على محمد بن جعفر الحربي، وبكّار بْن أحْمَد، وزيد بْن أَبِي بلال، وعَلِيّ بْن ذؤابة، وأقرأ فِي مسجده دهرًا.
قَرَأَ عَلَيْه: أحْمَد بْن مسرور، وَأَبُو عَلِيّ الشَّرْمقاني، وَأَبُو الفوارس مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْأواني، وَأَبُو الفضل عبيد الله بن أحمد ابن الكوفي.
وثّقه الخطيب،
وَتُوُفِّي فِي شهر رجب، وله تسعون سنة.
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، عَنْ أبي اليمن الكندي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن علي الهاشمي، قال: حدثنا عمر بن إبراهيم إملاءً، قال: حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا أبو معاوية الضرير، قال: حدثنا عَاصِمٌ الْأحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّوْمِ [ص:667] فِي السَّفَرِ، فَقَالَ، " مَنْ أَفْطَرَ فَرُخْصَةٌ، وَمَنْ صَامَ فَالصَّوْمُ أَفْضَلُ ". صَحِيحٌ، غَرِيبٌ.(8/666)
402 - عُمَر بْن دَاوُد بْن سلمون، أَبُو حفص الْأنْطَرَطُوسي الْأطْرَابُلُسِي. [المتوفى: 390 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبِي رَوْق الهَزّاني، وابْن عُقْدَة، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو علي الأهوازي، وأحمد بن الحسن الطيان.
كَانَ يَرْوِي الموضوعات.
وقَالَ الْأهوازي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ختمت اثنتين وأربعين ألف ختمة، وذكر أن مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وسمعته يقول: تزوجت بمائة امرأة، واشتريت ثلاثمائة جارية.
مات سنة تسعين.(8/667)
403 - عيسى بْن سَعِيد بْن سعدان الكلبي القُرْطُبي، أَبُو الْأصبغ، المقرئ، المحقّق. [المتوفى: 390 هـ]
رحل وعرض القراءة عَلَى السّامِريّ، وأَحْمَد بْن نصر الشّذَائي وعُمَر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني،
وَسَمِعَ مِنْ: القاضي أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وعدّة. وأقرأ فِي مسجده بقُرْطُبَة.
تُوُفِّي فِي جمادى الآخرة كهلا.(8/667)
404 - فحل بْن تميم الْأمير المغربي. [المتوفى: 390 هـ]
ولي إمرة دمشق للحاكم في هذه السنة، ومات فيها، فوُلّي بعده عَلِيّ بْن جَعْفَر بْن فلاح.(8/667)
405 - القاسم بْن ميمون بْن حمزة أَبُو مُحَمَّد العلوي. [المتوفى: 390 هـ]
تُوُفِّي بمصر.(8/667)
406 - مُحَمَّد بْن جعفر بْن رُهَيْل، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي ثم الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن زبّان بْن حبيب، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْأشعث.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه المَحَامِلي، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الدّقّاق، الْمَصْرِيّ.
سَمِعَ خطيب مراد جزأين من حديثه حدَّثونا بهما.
مات فِي جُمَادَى الْأولى.(8/668)
407 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن هارون، أَبُو الْحُسَيْن [المتوفى: 390 هـ]
ابْن أخي ميمي الدّقّاق.
من ثقات البغداديّين،
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن بهلول، وأَبَا حامد بْن مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وإِسْمَاعِيل الورّاق، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن بْن النَّقُّور، وَأَبُو طَالِب العشاري، وأبو محمد الصريفيني،
وَتُوفِّي في سلْخ رجب.(8/668)
408 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أَبُو سَعِيد النيسابُوري الزّاهد. [المتوفى: 390 هـ]
أحد العُبَّاد ببلده.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن حمدون، وأَبِي حامد بن الشرقي، وأبي نعيم بن عَدِيّ.
وَعَنْهُ: أحْمَد بْن منصور المغربي، وَأَبُو عثمان سَعِيد البحيري.(8/668)
409 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ذي النُّون، أَبُو عَبْد اللَّه الْأندلسي البجَّاني. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ مِنْ: سَعِيد بْن فَحْلُون، وأَحْمَد بْن جَابِر، وحدّث.
وفي سماعه من سَعِيد مقال.(8/668)
410 - مُحَمَّد بن عُمَر بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن يحيى بن الحسين ابن الشهيد زيد بْن عَلِيّ الزيدي العلوي، أَبُو الْحَسَن الكوفي، [المتوفى: 390 هـ]
نزيل بغداد. [ص:669]
كَانَ رئيس الطّالِبِيّين، مَعَ كثرة المال والضّياع واليَسَار. وُلِد سنة خمس عشرة،
وَسَمِعَ: هناد بن السّريّ الصّغير، وأَبَا الْعَبَّاس بْن عُقْدَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال وغيره، وانتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ،
وَتُوُفِّي فِي ربيع الْأول. وكان وافر الجاه والحُرْمة.
ناب عَنْ بني بُوَيْه، ولما دخل عَضُدُ الدولة بغداد، قَالَ لَهُ: امنع النّاس من الدعاء والصُّحْبة وقت دخولي، ففعل، فتعجب من طاعة العامّة لَهُ، ثم فيما بعد قبض عَلَيْهِ وسجنه، وأخذ أمواله، فبقي فِي السجن مدة، حتى أطلقه شرف الدولة أبو الفوارس ابن عَضُدِ الدولة، فأقام معه، وأشار عَلَيْهِ بطلب المُلْك، فتمّ لَهُ ذَلِكَ، ودخل معه بغدادَ وعظم شأنه.
وقيل: إنه أخذت منه لما صُودِر ألف ألف دينار عينًا.
تُوُفِّي فِي عاشر ربيع الْأول.(8/668)
411 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، أَبُو عصمة السَجْزِيُّ الصَّبغي. [المتوفى: 390 هـ]
تُوُفِّي فِي ربيع الْأول.(8/669)
412 - مُحَمَّد بْن يوسف بْن مُحَمَّد بْنِ الْجُنَيْد، أَبُو زُرْعَة الكَشِّي الحافظ الْجُرْجاني. [المتوفى: 390 هـ]
كَانَ أَبُوهُ من قرية كَشّ، وهي عَلَى ثلاثة فراسخ من جُرْجَان.
سَمِعَ أَبُو زُرْعَة مِنْ: أَبِي نُعَيْم بْن عَدِيّ، وأَبِي العباس الدغلولي، ومكي بن عبدان، وأبي محمد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ورحل إلى نيسابُور، وبغداد، وهمذان، والحجاز.
قَالَ حمزة بْن يوسف: جمع الأبواب والمشايخ، وكان يفهم ويحفظ، وأملى علينا بالبصرة، ثم إنه جاور بمكّة إلى أن توفي بها سنة تسعين وثلاثمائة.(8/669)
413 - المعافى بْن زكريا بْن يحيى بْن حُمَيْد القاضي، أبو الفرج النهرواني المعروف بابن طرارا الفقيه الجَرِيريُّ، [المتوفى: 390 هـ]
نسبة إلى مذهب مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوِي، وابْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَبَا سَعِيد العَدَوِي، وأَبَا حامد الحَضْرَمِي، وخلقًا مثلهم ودونهم، فأكثر، وقرأ عَلَى ابن شنَّبوذ، والخاقاني.
قَرَأَ عَلَيْه: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ القاضي، وَأَبُو تغلب المَلْحمي، وأَحْمَد بْن مسرور الخبّاز، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن زلال النَّهَاوَنْدِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو الطّيّب الطَّبَرِي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ التَّوَّزي، وأَحْمَد بْن عُمَر بْن رَوْح، وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، وآخرون.
قَالَ الخطيب: كَانَ من أعلم النّاس فِي وقته بالفقه والنَّحْوِ واللغة وأصناف الْأدب، ووُلّي القضاء بباب الطّاق، وكان عَلَى مذهب ابن جرير، وبلغنا عَنْ أَبِي مُحَمَّد البافي الفقيه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إذا حضر القاضي أَبُو الفرج، فقد حضرت العلوم كلُّها.
قَالَ الخطيب: حدثني أبو حامد الدلويي قَالَ: كَانَ أَبُو مُحَمَّد البافي يَقُولُ: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم النّاس، لوجب أن يُدْفَع إلى المُعَافَى بْن زكريّا.
قَالَ الخطيب: وسالت البَرْقَاني عَنِ المُعَافَى، فَقَالَ: كَانَ أعلم النّاس، وكان ثقة، لم أسمع منه.
وذكر أبو حيان التوحدي، قَالَ: رَأَيْت المُعَافَى بْن زكريّا قد نام مستدبر الشمس فِي جامع الرُّصَافة، فِي يوم شاتٍ، وبه من أثر الضُّرّ والفقر والبؤس أمر عظيم، مَعَ غزارة علمه.
وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحُمَيْدي: قرأت بخط المُعَافَى بْن زكريّا، قَالَ: حججتُ، فكنت بمِنَى، فسمعت مناديا ينادي: يا أَبَا [ص:671] الفرج. فقلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أبا الفرج المعافى. فهممت أن أجيبه، ثم إنه رجع فنادى: يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني، فقلت: ولم أشك أنه يناديني، ها أنذا، فما تريد. قَالَ: لعلّك من نَهْرُوان الشرق؟ قلت: نعم. قَالَ: نَحْنُ نريد نَهْرُوان الغرب، قَالَ: فعجبت من هذا الاتّفاق، وعلمت أنّ بالمغرب مكانا يسمى النهروان.
توفي المعافى بالنَهْرُوان فِي ذي الحجّة، وله خمسٌ وثمانون سنة.(8/670)
414 - ناجية بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الكاتب. [المتوفى: 390 هـ]
عَنْ: ابن الْأنباريّ، والمَحَامِلي، وجماعة.
وَعَنْهُ: العتيقي، والتنوخي.
وثّقه الخطيب.(8/671)
415 - وَهْب بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الحزم القُرْطُبي. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ووهب بْن مَسَرَّة، وكان حافظًا للرأي، مشاورًا فِي الْأحكام فِي أيام ابن السليم، فلما وُلّي القضاء مُحَمَّد بْن يَبْقَى ترك مشاورته. وكان شيخًا صالحًا كثير الصلاة، مواظبًا للجامع، يُقرئ الفقه ويفتي.
تُوُفِّي فِي رمضان.(8/671)
416 - يحيى بْن منصور، أَبُو سعيد البوشنجي الفقيه. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ: بنيسابور محمد بن الْحُسَيْن القطَّان، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: جمال الْإسلام أبو الحسن الداودي،
وَتُوفِّي في ذي الحجة.(8/671)
417 - يحيى بْن مُحَمَّد بْن يوسف، أَبُو زكريّا الْأشعري القُرْطُبي المعروف بابن الجياني. [المتوفى: 390 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، ومسلمة بْن قاسم، ومُحَمَّد بن أحمد الخراز، ورحل فسمع بمكّة كتاب " الضُّعَفاء " للعُقيْلي، وبمصر " صحيح " [ص:672] مُسْلِم من ابن ماهان. وكان جيد النّقل، ضابطًا.
مات فِي صفر.
وقَالَ أَبُو عُمَر بن عبد البر: أخبرنا هذا بجميع " جامع التِّرْمِذِيّ " عَنْ أَبِي يعقوب بْن الدَّخِيل المكّي، عَنْ أَبِي ذَرّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التِّرْمِذِيّ، عَنْهُ.(8/671)
-وممن كَانَ فِي هذا الوقت.(8/673)
418 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن جُوري، أَبُو الفرج العُكْبَرِي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
أكثر التَّطْواف، وسمع الكثير بالعراق، والعجم، والشام، والحجاز، ومصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: خيثمة الأطرابلسي، وأبي سعيد ابن الْأعْرابي، وعَبْد الصَّمد الطّسْتي، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر بن لال، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وَأَبُو طاهر محمد بن محمد ابن الصّبّاغ.
قَالَ الخطيب: فِي حديثه مناكير.(8/673)
419 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهلهل أَبُو القاسم الهمداني [الوفاة: 381 - 390 هـ]
إلْبيري نزيل غُرْنَاطَة.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي دُلَيْم.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، وكان صالحًا،
تُوُفِّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وثمانين.(8/673)
420 - إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن حمكان، الإمام، أبو منصور ابن الكَرَجيِّ البغدادي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
سَمِعَ: أحْمَد بْن عُبَيْد الصّفّار، وأَبَا علي ابن الصّوّاف، وطبقتهما، فأكثر. وأراد أن يصنّف مسندًا، وكان يحضر عنده الدَّارَقُطْنيّ كل أسبوع، ويعلّم عَلَى الْأحاديث فِي أُصُوله، ويُمْلي عَلَيْهِ العِلَل، حتى خرَّج من ذَلِكَ جملة كبيرة.
رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنيّ فِي كتاب " المدبَّج " حديثًا، ومات قبل الدَّارَقُطْنيّ بزمان.
قَالَ الخطيب: سَأَلت البَرْقَاني عنه، فقال: ما علَّقت عَنْهُ يسيرًا، ولم [ص:674] أر مثله، صُحْبَته نَحْوًا من عشرين سنة، أدام فيها الصيام، وكان يُصلِّي أربع ركعات بسُبع القرآن كل ليلة وقت العتمة.(8/673)
421 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد، أَبُو معشر الورّاق الهَرَويُّ. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ بْن رزين الباشاني.
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد الواحد المليحي.(8/674)
422 - الْحسن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شريك، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني العسّال. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
عَنْ: أَبِي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم، وأبي جعفر محمد بْن حفص، وأَحْمَد بْن بندار الشعّار.
وَعَنْهُ: أَبُو طاهر أحْمَد بْن محمود، وأحمد بن محمد بْن النُّعْمَان الصائغ، وغيرهما.
ذكره ابن نُقْطَة.(8/674)
423 - الْحَسَن بْن يحيى بْن قيس، أَبُو بَكْر المقرئ. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
رَوَى " مختَصَر الخِرَقي " فِي الفقه، عَنِ الخِرَقي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن حامد الختلي الفقيه، وَأَبُو طَالِب العشاري.(8/674)
424 - الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن علي بْن خُزَيْمَة النيسابُوري، أَبُو مُحَمَّد الكرابيسي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
سَمِعَ: ابن خُزَيْمَة.
وَعَنْهُ: أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.(8/674)
425 - الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، أَبُو الْعَبَّاس الحلبي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
تُوُفِّي قبل والده فيما أظنّ. قدِم بغداد، وحدّث بها عَنْ قاسم المَلَطي، والمَحَامِلي، وابْن عُقْدة، وعَلِيّ بْن أَبِي مطر الإسكندرني.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن أحْمَد النعيمي، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي.
قَالَ الخطيب: كَانَ يوصف بالحِفْظ، وما علمت من حاله إلا خيرًا.(8/674)
426 - الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر بْن مُحَمَّد الخالع الرَّافقي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
يُقَالَ: إنه من ذُرِّيّة معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، وكان من كبار النُّحَاة.
أخذ عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسي. وله من المصنفات " كتاب الشعراء "، وكتاب " المواصلة والمقاصدة "، وكتاب " الْأمثال "، وكتاب " الْأودية والجبال "، وكتاب " الرمال "، وكتاب " تخيلات العرب "، وكتاب " تفسير شِعْر أَبِي تمّام "، وكتاب " صناعة الشِعْر "، وكتب سوى هذه. وكان من الشعراء المذكورين، ولا أعرف مَتَى مات.(8/675)
427 - الربيع بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو الطّيّب الحاتمي الطُّوسي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
عَنْ: أَبِي القاسم، عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم المُزَكِّي، وإبراهيم بْن عَبْدَوس الحَرَشِيّ، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن المقرئ، وغيرهما.(8/675)
428 - زيد بْن رفاعة، أَبُو الخير. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
رَوَى بخُراسَان عَنِ ابن دُرَيْد، وابْن الْأنباري كُتُبَ اللّغة، وروى لهم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أبي كامل الْجَحْدَرِي.
ذكره الخطيب، فَقَالَ: كَانَ كذّابًا؛ سَمِعْتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه، يعني اللالكائي، يَقُولُ: رَأَيْته بالرّيّ، وأساء القول فِيهِ، وقَالَ لي التنوخي: ذُكر لنا عَنْهُ أنّه كَانَ يذهب مَذْهَبَ الفلاسفة.(8/675)
429 - سُلَيْمَان بْن حسان، أَبُو دَاوُد بْن جُلْجُل الْأندلسي الطّبيب، [الوفاة: 381 - 390 هـ]
عالم الْأندلس بالطب.
كَانَ بصيرًا بالمعالجات. خدم المؤَيَّد باللَّه هشام ابن المستنصِر، وكان إمامًا فِي معرفة الْأدوية المُفْرَدَة، لا سيما بكتاب ديسقوريدس العين زربي الَّذِي عُرِّب فِي خلافة المتوكّل، وبقي منه ألفاظ كثيرة يونانية لم تُعَرَّب ولا عُرِفَتْ. [ص:676]
قَالَ ابن جُلْجُل: وانتفع النّاس بما عُرِّب منه، فلما كَانَ فِي دولة النّاصر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد صاحب الْأندلس، كاتبه أرمانوس صاحب القسطنطينية قبل الأربعين وثلاثمائة وهاداه بنفائس، فكان منها كتاب ديسقوريدس مصوّر الحشائش بالتصوير العجيب، والكتاب باليوناني، ومنها كتاب هروشيش تاريخ عجيب فِي الْأمم والملوك باللسان اللَّطِيني. وكان بالأندلس من يتكلم بِهِ. ثم كاتبه النّاصر وسأله أن يبعث إِلَيْهِ برجل يتكلم باليوناني واللَّطِيني، ليُعَلِّم لَهُ عبيدًا، حتى يُتَرْجِموا لَهُ، فبعث إِلَيْهِ براهب يُسمى نِقَولا، فوصل قرطبة في سنة أربعين، وفسر من كتاب ديسقوريدس ما كَانَ مجهولا، وكان هناك جماعة من حُذَّاق الْأطباء، فأحكم الكتاب، وقد أدركتهم، وأدركت نِقُولا الرّاهب وصحبتهم، وفي صدر دولته مات نقولا الرّاهب.
ولابن جُلْجُل تاريخ الْأطبّاء والفلاسفة، وله تذييل وزيادات عَلَى كتاب ديسقوريدس مما لم يعرفه ديسقوريدس، صنّفه في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. ولم تبلُغْنا وفاته مَتَى كانت.(8/675)
430 - عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن تميم، أَبُو القاسم القاضي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام البلدي، وأَبِي الفوارس الصّابوني، وأَحْمَد بْن الحسن بْن إِسْحَاق الرّازي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا، خرج له ابن شاهين.(8/676)
431 - عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو الحسين الأصبهاني المقرئ [الوفاة: 381 - 390 هـ]
نزيل بغداد.
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، وابْن داسَه، وأَبِي مُحَمَّد بْن فارس، وعدة.
وَعَنْهُ: البَرْقَاني، والعتيقي. [ص:677]
ثقة عابد.(8/676)
432 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن القاسم بْن خَلَف بْن حَزْم، أَبُو محمد النَّفْزيُّ القَلْعيُّ، [الوفاة: 381 - 390 هـ]
من قلعة أيّوب بالأندلس.
سَمِعَ: وهب بن مسرة، وابن عائش، وفي الرحلة من أبي علي ابن الصّوّاف ببغداد. ورجع فلزم العبادة والجهاد، ووُلِّي قضاء بلده، ثم استعفى من القضاء، وإليه كانت الرحلة، وانتفع بِهِ النّاس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابْن الفَرَضِيّ، وابْن الشقاق.
وتُوُفِّي سنة ثلاث، وكان عارفًا بمذهب مالك.(8/677)
433 - عَبْد الباقي بْن الْحسن بن أحمد، الإمام المقرئ أبو الحسن ابن السّقّاء الخُراساني ثم الدمشقي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
أحد الحُذَّاق بالقراءات، وأحد من عُني بهذا الشأن.
قَرَأَ عَلَى: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان البعلبكي صاحب هارون الْأخفش، وعلى نظيف بن عبد الله، وعلى زيد بن علي الكوفي، وعلى محمد بن علي الجلندي، وعلى مُحَمَّد بْن الْحَسَن الدَّيْبُلي، وأَحْمَد بْن صالح وإبراهيم بْن الْحَسَن، وطائفة بالحجاز والشام والعراق ومصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عتاب ابن الزفتي، وأبي علي الحصائري، وجماعة.
قَرَأَ عَلَيْه: أبو الفتح فارس وغيره،
وَحَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيّ بْن دَاوُد المقرئ، وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن أحْمَد الْإصبهاني.
قال أبو عمر الدّاني: وكان خيرًا، فاضلا، ثقة، مأمونًا، إمامًا في القراءات، عالمًا بالعربية، بصيرًا بالمعاني. قَالَ لنا فارس بْن أحْمَد عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أدركت إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرّزّاق بأنطاكية، وحضرت مجلسه، وهو يقرئ فِي سنة أربعٍ وثلاثين، وأنا داخل، ولم أقرأ عَلَيْهِ.
قَالَ الدّاني: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: كَانَ عَبْد الباقي يسمع معنا عَلَى أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وكتب عَنْهُ كتبه فِي الشرح، ثم قَدِم مصر، فقامت لَهُ فيها رياسةٌ عظيمةٌ، وكنّا لا نظنه هناك، إذ كان ببغداد. [ص:678]
تُوُفِّي بعد سنة ثمانين بالإسكندرية، أو بمصر.(8/677)
434 - عَبْد الواحد بْن حُسَيْن، القاضي أَبُو القاسم الصَّيْمَريّ الشافعيّ، [الوفاة: 381 - 390 هـ]
أحد الْأعلام، ومن أصحاب الوجوه فِي المذهب.
تفقه بأبي حامد المَرُورُوذِي، وبأبي الفياض، وارتحل الفقهاء إليه إلى البصرة، وكان من أوعية العلم. تفقه عليه أقضى القضاة الماوردي، وغيره.
وله كتاب " الإيضاح فِي المذهب " فِي سبع مجلَّدات، وكتاب " القياس والعلل "، وغير ذَلِكَ. سمعوا منه في سنة سبعٍ وثمانين بعض كُتُبه.(8/678)
435 - عُتْبة بْن خَيْثَمَة بْن محمد بْن حاتم، القاضي أَبُو الهيثم النيسابُوري الحنفيّ الْإمَام. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
سَمِعَ: الْأصمّ وطائفة، وتفقّه عَلَى أَبِي الْحُسَيْن قاضي الحَرَمَيْن، وبرع فِي الفقه، وصار أوْحَدَ عصره، حتى لم يبق بخُراسَان قاضٍ حنفيّ إلا وهو ينتمي إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الحليمي: لقد بارك اللَّه فِي عِلْم الفقيه أبي الهَيْثَم، فليس بما وراء النهر أحدٌ يرجع إلى النّظر والْجَدل إلا أصحابه.
قلت: رَوَى عَنْهُ الحاكم حديثًا فِي تاريخه، وعظَّمَه.(8/678)
436 - عثمان بْن أحْمَد بْن جَعْفَر العِجْلي، [الوفاة: 381 - 390 هـ]
مُسْتَمْلي ابن شاهين.
رَوَى عَنْ: البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، والْحُسَيْن بْن عفير.
رَوَى عَنْهُ: الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، والعتيقي، وَأَبُو طَالِب العشاري.(8/678)
437 - عثمان بْن مُحَمَّد بْن القاسم الْأدَمي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، والبَاغَنْدِي، والبَغَوي.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، ومُحَمَّد بْن أحْمَد النَّرْسي.
وثّقه أَبُو بَكْر الخطيب.(8/678)
438 - عثمان بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم السّامِريّ الوَرّاق. [الوفاة: 381 - 390 هـ][ص:679]
سَمِعَ: أَبَا بكر بن نَيْرُوز الْأنماطي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وجَعْفَر بْن مرشد.
وَعَنْهُ: الماليني، والحاكم، وحمزة السَّهْمي، وجماعة.(8/678)
439 - عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بُنْدار بْن مُحَمَّد بن المثنَّى، أَبُو الْحَسَن التميمي الْإسّتَرابَاذي العنبريُّ الزّاهد، [الوفاة: 381 - 390 هـ]
شيخ الصُّوفِيّة بجُرْجَان.
رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيد ابن الأعرابي، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وأبي بَكْر الرقي، وخلق.
وَعَنْهُ: ابنه إسماعيل، وعلي بْن محمود الزوزني، وفضل الله أَبُو سَعيد الميهني، وسعيد بْن أبي سَعيد العيّار، وغيرهم.
قَالَ ابن طاهر المقدسي: كَانَ يقف عَلَى أفرادٍ لقَوْمٍ، فيحدّث بها عَنْ أناسٍ آخرين، لا يُحْتَج بِهِ.(8/679)
440 - عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عثمان بْن سَعِيد، أَبُو الْحَسَن الغضائري. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
قَرَأَ عَلَيْه بالروايات أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وزعم أَنَّهُ قرأ عَلَى عَبْد اللَّه بْن هاشم الزَّعْفَراني تلميذ خلف البزار، وعلى أحمد بن فرح، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير صاحبي الدوري، وعلى ابن شنَّبوذ، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأهناسي الْمَصْرِيّ، وعَبْد الله بن أحمد بن الهيثم المقرئ، دلبة تلميذ أبي حمدون الطّيّب بْن إِسْمَاعِيل.(8/679)
441 - عُمَر بْن القاسم، أَبُو الْحُسَين البغدادي المقرئ صاحب ابن مُجاهد، يُعرف بابن الحدّاد وبابن وَبَرَة. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
من بقايا من تلا عَلَى ابن مجاهد.
حَدَّثَ عَنْ: ابن مبشر الواسطي، والمَحَامِلي، وقاسم المَلَطي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، وَأَبُو الفرج الطّناجيري.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا.
قلت: بقي إلى سنة تسعين.(8/679)
442 - عيّاش بْن الْحَسَن الجَزَرِيُّ. [الوفاة: 381 - 390 هـ][ص:680]
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابوري، وابْن الْأنْباري، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنيّ، وهو أكبر منه، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، وعَبْد الكريم ابن المَحَامِلي.
وثّقه الخطيب.(8/679)
443 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه، وقيل: عَلِيّ بدل عَبْد اللَّه الفقيه، أَبُو بَكْر بْن خُوَيْزمَنْداذ المالكي، [الوفاة: 381 - 390 هـ]
صاحب أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، من كبار المالكية العراقيين.
صنف كتابًا كبيرًا فِي الخلاف، وآخر فِي أصول الفقه، وكتاب " أحكام القرآن "، وله اختيارات فِي الفقه خالف فيها المذاهب، كقوله: إن العبيد لا يدخلون فِي الْخَطَّاب للأحرار، وأنَّ خَبَر الواحد يُوجِب العلمَ؛ قاله القاضي عياض، وقَالَ: قد تكلّم فِيهِ أَبُو الوليد الباجي، وقَالَ: لم أسمع لَهُ فِي علماء العراقيين ذكرا، وكان يجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدي به ذلك إلى منافرة المتكلمين من أهل السُّنَّة، وحكم عَلَى اهل الكلام أنّهم من أهل الْأهواء الذين قَالَ مالك، رحمه اللَّه، فِي مناكحتهم وإمامتهم وشهادتهم ما قَالَ.
قلت: وذكره أَبُو إِسْحَاق فِي الطبقات، فَقَالَ فِيهِ: المعروف بابن كواز.(8/680)
444 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد، أَبُو الفضل الكاتب. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
بغداديّ صالح، رَوَى عَنِ المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
قَالَ الخطيب: حدثونا عَنْهُ.(8/680)
445 - مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حاتم أَبُو عَبْد اللَّه الزغرتاني الهَرَوِي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
سَمِعَ: أحْمَد بْن سَعِيد الراسبي صاحب أَبِي سَعِيد الْأشجّ، وأَبِي [ص:681] الْأشعث العِجْلي.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق القرَّاب، وَأَبُو عمر عَبْد الواحد المليحي، وغيرهما.(8/680)
446 - مُحَمَّد بْن علي بن يحيى، أبو بكر البغدادي البزاز العريف. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد.
رَوَى عَنْهُ: العُشاري، والعَتيقيُّ ووثَّقَه.(8/681)
447 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عُزَيْر بْن عمران، أَبُو بَكْر الهمذاني التِكَكي. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
رَوَى عَنْ: أوس الخطيب، وموسى بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن فيره الطّيّان، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي زكريّا، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد الغفَّار بْن مُحَمَّد، وعَبْد اللَّه بْن كاله، ومكي بْن المحتسب وعَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهاشمي، وهو آخر من حدّث عَنْهُ.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صَدُوق.(8/681)
448 - مُحَمَّد بن عمر بن الفضل ابن الموفَّق، أَبُو بَكْر الصُّوفِي الهَمَذَاني الخبّاز، المعروف بابن خزر [الوفاة: 381 - 390 هـ]
صاحب الشِّبْليّ.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِي صاحب يحيى بْن مُعَاذ الرّازي، وغير واحد، وروى " تفسير " جُوَيْبر عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن فيرة الطّيّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سهل بْن زيرك، وَأَبُو منصور محمد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدّب، والخليل بْن عَبْد اللَّه الخليلي، وآخرون.
وقيل: إن الدَّارَقُطْنيّ رَوَى عَنْهُ.
قَالَ شِيرَوَيْه: صَدُوق، قد رَوَى عَنْهُ من أهل بغداد أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه.(8/681)
449 - مَهْدِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو سَلَمَة القُشَيْرِي النيسابُوري الصّيْدَلانِي. [الوفاة: 381 - 390 هـ][ص:682]
عَنْ: أبي حامد بن الشَّرْقي الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن دلوَيْه، وأَبِي حامد بْن بلال. وقدم بغداد، فحدّث بها قبل سنة تسعين؛ رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم التنوخي، وهبة اللَّه اللالكائي.
قَالَ الخطيب: رواياته مستقيمة.(8/681)
450 - نصر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخليل بن المُرَجَّى، أَبُو القاسم الموْصِليّ. [الوفاة: 381 - 390 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي يَعْلَى المَوُصِليّ، فهو آخر من رَوَى فِي الدُّنيا عَنْهُ، وعُمِّر دهرًا طويلا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو نصر بْن طَوْق المَوُصِليّ، وآخر من رَوَى عَنْهُ بالإجازة عَلِيّ بْن البسري.
توفي قريبا من سنة تسعين وثلاثمائة.
آخر الطبقة والحمد لله(8/682)
-الطبقة الأربعون 391 - 400 هـ(8/683)
"صفحة فارغة"(8/684)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الحوادث)(8/685)
-سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة
فيها جلس القادر بالله للحُجَّاج الخُرَاسانية، وأعلمهم أَنَّهُ قد جعل وليّ عهده ولده أَبَا الفضل الغالب باللَّه، وله يومئذ ثمان سنين وأربعة أشهر، وسبب عَجَلَته فِي ذَلِكَ أنّ عَبْد اللَّه بْن عثمان العباسي الواثقي الخطيب خرج إلى خُرَاسان، واتفق هُوَ ورجل رئيس عَلَى أن افتعلا كتابًا من القادر بتقليد الواثقيّ ولاية العهد من بعده، ودخل عَلَى بعض السلاطين، فاحترمه وخطب لَهُ بعد القادر، وكتب إلى القادر باللَّه، فبادر بولاية العهد لابنه، وأثْبَتَ فسق الواثقي، ولم يزل الواثقيّ فِي البلاد النائية حتى مات غريبًا خائفًا من سوء افترائه.(8/685)
-سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة
فيها ثارت العامّة ببغداد عَلَى النَّصارَى، فنهبوا البيعة وأحرقوها، فسقطت على جماعة من المسلمين، فهلكوا، وعَظُمَت الفتنة ببغداد، وانتشر الدُّعار.
وبطل الحجّ من العراق فِي هذه السنة.
وفيها وُلِد الْحَسَنُ وَالْحُسَيْن توأمين للسلطان بهاء الدولة، فعاش الْحُسَيْن سبع سنين، وأمّا أَبُو عَلِيّ فعاش وملك العراق، ولُقّب مُشَرَّف الدولة.
وزاد أمر الشُّطَّار ببغداد، وواصلوا أخذ العملات والأموال، وقتلوا، وأشرف النّاس معهم عَلَى خطّه صعبة، وكان فيهم من هُوَ عباسي وعَلَوِيّ، فبعث بهاء الدولة أبا عَلِيّ عميد الجيوش إلى العراق ليدبّر أمورها، فقدم بغداد، وزينت له، فغرق جماعة، ومنع الشيعة والسنة من إظهار مذهب، ونفي الدُّعَّار، ونفي ابن المعلّم فقيه الشيعة، وقامت هيبته. [ص:686]
وفي المحرم غزا السلطان محمود بْن سبكتكين الهند، فالتقاه صاحبها الملك جيبال، ومعه ثلاثمائة فيل، فنصر الله محمودا، وقتل من الكفار خمسة آلاف، ومن الفيول خمسة عشر فيلا، وأُسِر جيبال فِي جماعة من قوّاده، فكان عَلَيْهِ من الجواهر ما قيمته مائتا ألف دينار، وبلغت الغنيمة من الرقيق خمسمائة ألف رأس نقل ذَلِكَ صاحب " سيرة محمود بن سبكتكين " الْأديب الكاتب أَبُو النَّصر مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار العُتْبي، وقد سَمِعَ هذا من أَبِي الفتح البُسْتِي وجماعة.
قَالَ أَبُو النّصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلا. وكان شيخا مُسِنًا، فتألّم مما تمّ عَلَيْهِ، وآثر النّار عَلَى العار، فحلق شعره، ثم حرّق نفسه حتى تلف.(8/685)
-سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة
فيها منع عميد الجيوش يوم عاشوراء من النوح وتعليق المسوح في الأسواق ثم منع السنة عما ابتدعوه فِي أمر مُصْعَب بْن الزُّبَيْر.
وفيها قبض بهاء الدّولة عَلَى وزيره أَبِي غالب مُحَمَّد بْن خَلَف، وقرّر عَلَيْهِ مائة ألف دينار.
وفيها برز عميد الجيوش، وذهب إلى سُورا، فاستدعى سيف الدّولة عَلِيّ بْن مَزْيَد، وقرر عَلَيْهِ فِي العام أربعين ألف دينار عَنْ بلاده، فأقره عليها.
وفي ربيع الآخر منها أمر نائب دمشق تمصولت الْأسود الحاكمي بمغربيّ، فطيف بِهِ عَلَى حمار، ونودي عَلَيْهِ: هذا جزاء من يحبّ أَبَا بَكْر وعُمَر، ثم أمر بِهِ، فأخرج إلى الرماد فضربت عُنُقُه هناك، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، ولا رضي عَنْ قاتله.
وفيها نازل السلطان محمود بن سبكتكين سجستان، وأخذها من صاحبها خَلَف بْن أحْمَد بالأمان، فاستناب عليها الحاجب قنجي من كبار [ص:687] قوّاد أَبِيهِ، فخرج عَلَيْهِ أهل سِجِسْتان بعد أشهر، فساق محمود فِي عشرة آلاف وحاربهم، وقتل منهم مقتلة كبيرة فِي ذي الحجّة.(8/686)
-سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
فيها قلد بهاء الدولة الشريفَ أَبَا أحْمَد الْحُسَيْن بْن مُوسَى المُوسَوِي قضاءَ القُضاة والحجّ والمَظَالم ونقابة الطّالبيّين، وكتب لَهُ من شيراز العهد، ولقبه " الطاهر الْأوحد ذو المناقب "، فلم ينظر فِي قضاء القُضاة، لامتناع القادر باللَّه من الْأذن لَهُ.
وحج بالنّاس أَبُو الحارث مُحَمَّد بْن مُحَمَّد العَلَوِي، فاعترض الركب الْأصيفر المنتفقي ونازلهم، وعوّل عَلَى نهبهم، فقالوا: من يكلّمه ويقرّر لَهُ ما يأخذ؟ فنفذوا أبا الحسن ابن الرفاء، وأبا عبد الله ابن الدَّجاجيّ، وكانا من أحسن النّاس قراءة، فدخلا إِلَيْهِ، وقرءا بين يديه، فَقَالَ: كيف عَيْشُكُما ببغداد؟ فقالا: نِعْمَ العيش، تصلنا الخلع والصِّلات. فقال: هل وهبوا لكما ألف ألف دينار في مرة؟ قالا: لا، ولا ألف دينار. فَقَالَ: قد وهبت لكما الحاجَّ وأموالهم، فدعوا لَهُ وانصرفوا، وفرح النّاس. ولما قرءا بعرفات، قَالَ أهل مصر والشام: ما سمعنا عنكم بتبذير مثل هذا! يكون عندكم شخصان مثل هذين، فتستصحبونهما معكم جميعا، فإن هلكا فبأي شيء تتجملون؟ وأخذ أبو الحسن بن بويه هذين مَعَ أَبِي عبد اللَّه بْن بهلول، وكانوا يُصَلُون بِهِ بالنَّوْبة التَّراويح، وهم أحداث.(8/687)
-سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
حجّ بالعراقيين جَعْفَر بْن شعيب السّلار، ولحقهم عَطَش فِي طريقهم، فهلك خلْق كثير.
وفي المحرم قتل الحاكم بمصر جماعة من الْأعيان صبَرًا.
وفيها قُتِل المنتصر أَبُو إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن نوح بْن نصر بن نوح السّاماني، وكان قد أُسِر أخوه عَبْد الملك، كما ذكرنا فِي سنة تسعٍ وثمانين. واستولى عَلَى ما وراء النهر إيلك خان، وتمكن وقبض عَلَى أَبِي إِبْرَاهِيم [ص:688] هذا، وعلى أخيه عَبْد الملك، وعلى نوح بْن منصور الرضيّ، وعلى أعمامهم أَبِي زكريّا، وأَبِي سُلَيْمَان، فتحيّل المنتصر وهرب من السجن فِي زيّ امْرَأَة كانت تنتابهم لمصالحهم، واختفى أيامًا عند عجوز، وذهب إلى خُوَارِزْم، فتلاحق بِهِ من نَدَّ وغار من بقايا الدّولة السّامانية، حتى اجتمع شَمْلُه، وكثف خيله ورِجْله، وأغار بعض أمرائه عَلَى بُخَارَى، وبيتوا بضعة عشر قائدًا من القواد الخانية، وحملوا فِي وثاقٍ إلى خُوَارِزْم، وانهزم من بقي من قوّاد إيلك خان، وعاد المنتصر إلى بخارى، وفرح به النّاس، فجمع إيلك جيوشه، وتكاثفت أيضًا جموع المنتصر، وقصد نيسابُور، وحارب أميرها نصر بْن سُبُكْتِكين أخا محمود، فهزمه، وأخذ نيسابُور، فانزعج لذلك السّلطان محمود، وطوى المفاوز، حتى وافى نيسابُور، فتقهقر عَنْهَا المنتصر إلى أَسْفِرايين، وجبى الخراج، وقدم لَهُ شمس المعالي خيلا وجمالا وبغالا، وألف ألف دِرْهَم، وثلاثين ألف دينار، مُدارةً عَنْ جُرْجَان.
ثم إن المنتصر عاد إلى نيسابور، فتحيز عنها أخو محمود، وجبى المنتصر منها الْأموال، ثم التقى هُوَ وأخو محمود، فكانت بينهما ملحمة هائلة، فكانت النصرة لصاحب الجيش نصر بْن سُبُكْتِكين، وانهزم المنتصر، فجاء إلى جُرْجَان، فدفعه عَنْهَا شمس المعالي، ثم التقى المنتصر أيضًا هُوَ والسُّبُكْتِكينيّة بظاهر سَرْخَس، وقُتِل خلْقٌ من الفريقين، وانهزم جَمْعُ المنتصر، وقُتِل جماعة من قوّاده، فسار المنتصر يعتسف المهالك، فانتبذ الركض بِهِ إلى محالّ الْأتراك الغُزِّيَّة، ولهم مَيْل إلى آل سامان، فأخذتهم المَذَمَّة من خُذْلانه، وحرّكتهم الحَمِيَّة لعونه فِي سنة ثلاث وتسعين، وقصدوا إيلك الخان، وحاربوه، ثم خافهم المنتصر وفارقهم، وراسل السُّلطانَ محمود بْن سُبُكْتِكين يذكِّره بحقوق سَلَفِه عَلَيْهِ، فأكرم محمود الرسول، وتماثل حال المنتصر، وجرت لَهُ أحوال وأمور وحروب عديدة.
وكان موصوفًا بالدَّهاء والشّجاعة المُفْرِطة، ثم قام معه فتيان أهل سمَرْقَنْد، وتراجع أمره، فسمع الخان باحتداد شوكته واشتداد وطْأَته، [ص:689] فزحف إليه والتقاه في شعبان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وانكسر الخان إيلك، ثم جمع وحَشَد وكَرَّ لطلب الثّأر، فالتقوا، فخامر خمسة آلاف من جيش المنتصر، وانحازوا إلى إيلك، فاضطّر المنتصر إلى الانهزام، واستحر القتْلُ بجيشه، وبقي المنتصر أينما قصد، شُهِرَت عَلَيْهِ السّيوف وكَثُر أضداده، ودَلف إِلَيْهِ صاحب الجيش ابن سبكتكين، ووالي سرخس، ووالي طُوس. وحثّوا الظَّهْر فِي طلبه، ففاتهم إلى بِسطام، فرماه شمس المعالي بنحو ألفين من الْأكراد والشاهجانية، فأزعجوه عَنْهَا حتى ضاقت عَلَيْهِ المسالك، فتلقّاه ابن سرخك الساماني، بكتاب يخدعه فيه، فانفعل له طمعًا فِي وفائه، فبيتتهُ خَيْل إيلك خان بطرف خُرَاسان، فطاردهم، ثم ولاهم ظهره، فأسروا أخويه، والتجأ إلى ابن بهيج الأعرابي، فأخفر حق مقدمه، وروى الأرض من دمه، فكأنما عناه أَبُو تمام بقوله:
فتًى مات بين الطَّعْن والضَّرْب مِيتَةً ... تقوم مقامَ النَّصْر إذ فاته النَّصْرُ
فأثبتَ فِي مُسْتَنْقَع الموتِ رِجْلَه ... وقَالَ لها من دون أَخْمَصِك الحَشْرُ
غدا غدوة الحمد نسج رِدائه ... فلم ينصرف إلا وأكفانه الْأجْرُ
مضى طاهرَ الْأثواب لم تبق رَوْضَةٌ ... غداةَ ثَوَى إلا اشتهتْ أَنَّها قَبْرُ
عليكَ سلامُ اللَّه وقْفًا فإنّني ... رَأَيْت الكريمَ الحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ
وانقضت الْأيام السامانيّة، وذلك فِي أوائل سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.(8/687)
-سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
فيها تولّى ابن الْأكفاني قضاءَ جميع بغداد.
وفيها جلس القادر باللَّه لأبي المنيع قرواش بْن أَبِي حسّان، ولقّبه بعميد الدولة، وتفرد قرواش بالإمارة.
وحجّ بالناس مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر العَلَوِي، وخطب بالحَرَمَيْن للحاكم صاحب مصر عَلَى القاعدة، وأمر النّاسَ بالحَرَمَيْن بالقيام عند ذكره، [ص:690] وفعل مثل ذَلِكَ بمصر، وكان إذا ذُكِر قاموا وسجدوا فِي السُّوق، وفي مواضع الاجتماع، فإنّا لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، فلقد كَانَ هَؤُلاءِ العُبَيْدِيُّون شرًّا عَلَى الْإسلام وأهله من التتر.(8/689)
-سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
فيها خروج أَبِي ركوة الْأمويّ من ولد هشام بْن عَبْد الملك، واسمه الوليد، وكان يحمل ركوة فِي السَّفر، ويتزهَّد، وقد لقي المشايخ، وكتب الحديث بمصر، وحجّ، ودخل اليمن والشام، وكان فِي خلال أسفاره يدعو إلى القائم من ولد هشام بْن عَبْد الملك، ويأخذ البَيْعَة عَلَى من ينقاد لَهُ، ثم جلس معلِّمًا، واجتمع عنده أولاد العرب، فدعاهم فوافقوه، وأسر إليهم أنه هو الإمام، ولقب نفسه بالثائر بأمر الله المنتصر من أعداء اللَّه، فعرف بهذا بعض الولاة، فكتب إلى الحاكم بأن يأذن لَهُ فِي طَلَبه قبل أن تقوَى شوكتُه، فأمره باطِّراح الْأمر والفكر فِيهِ، لئلا يجعل لَهُ سوقًا، وينبّه عَلَيْهِ، وكان يخبرهم عَنِ المُغَيَّبات، ثم حاربه ذَلِكَ الوالي فِي عسكره، فظفر أَبُو ركْوة بِهِم، وأخذ أسلابهم، فأضاءت حالته ونزل بَرْقَة، فجمع لَهُ أهلها مائتي ألف دينار، وأخذ من يهوديّ مائتي ألف دينار، ونقش السِّكَّة باسمه، وخطب النّاس ولعن الحاكم وشتمه، فحشد لَهُ الحاكم وجهّز لقتاله ستّة عشر ألفًا، عليهم الفضل بْن عَبْد اللَّه، وأنفق فيهم ذهبًا عظيمًا، فلما قارب تلقّاه أَبُو ركْوة، فرام مُناجَزَتَه، والفضلُ يُرَاوِغ، فَقَالَ أصحاب أَبِي ركْوة: قد بذلنا نفوسنا دونك، ولم يبق فينا فضْل لمعاودة حرب، ونحن مطلوبون لأجلك، فخذ لنفسك، وانظر أيّ بلدٍ شئت لنحملك إليه، فذهب إلى بلد النُّوبة لأنّه كَانَ مُهَادِنَه، فبعث الفضل فِي طلبه عسكرًا، فأدركوه، فأسلمه أصحابه، فحُمِل إلى الحاكم. فأُركب جملا وطِيف بِهِ، ثم قُتِل.
وبالغ الحاكم فِي إكرام الفضل وإعطائه الإقطاع، ومرض فعاده دفعتين، ثم فلما عُوفي قتله.
وفيها ورد كتاب من بهاء الدولة بتقليد الشريف أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَبِي أحْمَد الْحُسَيْن بْن مُوسَى العلوي الحسيني النّقابة والحجّ، وتلقيبه [ص:691] بالرِّضى ذي الحَسَبَيْن، ولُقِب أخوه أَبُو القاسم بالشريف المرتضى ذي المجدَيْن.
وفي رمضان قلّد سند الدولة علي بن مزيد ما كَانَ لقرواش، وخلع عَلَيْهِ.
وثارت عَلَى الحجَّاج ريح سوداء بالثعْلبية حتى لم ير بعضهم بعضًا، وأصابهم عطش شديد، واعتقلهم ابن الجرّاح عَلَى مال طلبه، وضاق الوقت، فردّوا، ووصل أوّلُهم إلى بغداد يوم التَّرْوِيَة، فلا قوة إلا بالله.(8/690)
-سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
فِي ربيعٍ الآخر، وقع ثلج عظيم ببغداد، حتى كَانَ سُمْكُه فِي بعض المواضع ذراعًا ونصفًا، وأقام أسبوعًا لم يذُبْ، ورُمِي إلى الشوارع، وبلغ وقْعُه إلى الكوفة، وإلى عَبَّادان.
وكثرت العملات ببغداد واللُّصُوص، وقُتِل منهم جماعة.
وفي رجب قصد بعضُ الهاشميّين أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن المعلّم شيخ الشيعة، وهو فِي مسجد، وتعرّض بِهِ تعرُّضًا امتعض منه تلامذته، فثاروا واستنفروا أهلَ الكَرْخ، وصاروا إلى دار القاضي أَبِي مُحَمَّد الْأكفاني والشيخ أَبِي حامد الإِسْفِرَايِينِيّ فسَبُّوهما، وطلبوا الفقهاء ليُوقِعوا بهم، ونشأت فتنة عظيمة، وأُحْضِر مُصْحَفٌ ذكروا أنّه مُصْحَفٌ ابن مَسْعُود، وهو يخالف المصاحف، فجمع له القضاة والكبار، فأشار أبو حامد والفقهاء بتحريقه، ففعل ذَلِكَ بمحضرهم، وبعد أيّام كتب إلى الخليفة بأنّ رجلا حضر المشهد ليلة نصف شعبان، ودعا عَلَى من أحرق المُصْحَفٌ وشتمه، فتقدّم بطلبه، فأُخِذ، فرسم بقتله، فتكلّم أهل الكرْخ فِي أمر هذا المقتول لأنّه من الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين أهل باب البصْرة وباب الشعير ونهر القلائين، وقصد أهلُ الكرْخ دار أَبِي حامد، فانتقل عَنْهَا، ونزل دار القطن، وصاحت الرَّوَافض: " يا حاكم يا منصور "، فأحفظ القادر باللَّه ذَلِكَ، وأنفذ الفرسان الذين عَلَى بابه لمعاونة السُّنَّة، وساعدهم الغلمان، فانكسر الرَّوَافض وأحرق ما يلي نهر الدَّجَاج، ثم اجتمع الرؤساء إلى الخليفة، فكلّموه، فعفى عَنْهُمْ ودخل عميد الجيوش بغداد، فراسل ابن [ص:692] المعلّم بأن يخرج عَنْ بغداد ولا يساكنه، ووكّل بِهِ، فخرج فِي رمضان، وضرب جماعة ممّن قام فِي الفتنة، وحبس آخرين، ومنع القُصَّاص من الْجُلوس، ثم سَأَلَ ابن مُزْيَد فِي ابن المعلّم فردَّ وأذِنَ للقُصَّاص، بشرط أن لا يتعرضوا للفِتَن.
وفي شعبان وقع بَرَدٌ فِي الواحدة نحو خمسة دراهم.
وفيه زُلْزِلَت الدِّينور، فمات تحت الرَّدْم أكثر من ستّة عشر ألف آدمي، وفرّ السّالمون إلى الصحراء، فاتخذوا أكواخا، وهلك ما لا يحصى، وهدمت أكثر المدينة، وزلزلت سيراف والسيب، وغرق في الماءُ عدَّة مراكب، ووقع هناك بَرَدٌ عظيم، ووُزِنَت بَرَدَةٌ، فكانت مائة وستّة دراهم.
وفيها هدم الحاكمُ بيعةَ قمامة التي بالقُدس، وهي عظيمة القدر عند النَّصارى، يحجُّون إليها، وبها من السُّتُور والآلات والأواني الذَّهب شيءٌ مفْرِط، وكانوا فِي العيد يُظْهِرون الزِّينة، وينصبون الصُّلْبان، وتعلق القُوَّامُ القناديلَ فِي بيت المذبح، ويجعلون فيها دهن الزئبق، ويجعلون بين القنديلين خيطا من الحرير متصلا، وكانوا يطلونه بدهن البلسان، ويقرب بعض الرُّهْبان، فيعلّق النّارَ فِي خيطٍ منها من موضعٍ لا يراه أحد، فينتقّل بين القناديل، فتوقد الكلّ ويقولون: نزل النُّور من السّماء فأوقدها، فيضجُّون، فلمّا وُصِفَت هذه الحالة للحاكم، كتب إلى والي الرَّمْلة، وإلى أحمد بن يعقوب الدّاعي بأن يقصد بيتَ المقدس، ويأخذ القضاةَ والأشراف والرؤساء، وينزلوا عَلَى هذه الكنيسة، ويُبِيحُوا للعامَّة نَهْبَها، ثم يخربونها إلى الْأرض، وأحسّ النَّصَارَى، فأخرجوا ما فيها من جوهر وذهب وستُور، وانْتُهِب ما بقي، وهُدِمت.
ثم أمر بهدم الكنائس، ونَقَضَ بعضها بيده، وأمر بأن تعمل مساجدَ للمسلمين، وأمر بالنّداء: من أراد الْأسْلامَ فلْيُسْلِم، ومن أراد الانتقال إلى بلد الروم كَانَ آمنًا إلى أن يخرج، ومن أراد المقام على أن يلتزم ما شُرِطَ عَلَيْهِ فلْيَقُم. وشَرَط عَلَى النصارى تعليقَ الصُّلْبان ظاهرةً عَلَى صُدُورهم، وعلى اليهود تعليق تمثال رأس العِجْل فِي أعناقهم، ومنعهم من ركوب [ص:693] الخيل، فعملوا صلبان الذَّهب والفضّة، فأنكر الحاكم ذلك، وأمر المحتسبين بإلزامهم بتعليق صُلبان الخشب، وأن يكون قدر الواحد أربعة أرطال، واليهود تعليق خشبة كالمدقّة، وزنها ستّة أرطال، وأن تشد فِي أعناقهم أجراسًا عند دخولهم الحمّامات.
ثم إنَّه قبل أن يُقْتل أذّن فِي إعادة البِيَعِ والكنائس، وأذِن لمن أسلم أن يعود إلى دينه، لكونه مُكْرَهًا. وقَالَ: ننزّه مساجدنا عمّن لا نيّة لَهُ فِي الْإسلام.(8/691)
-سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
في شعبان عصفت ريح شديدة بالعراق، وألقت رملا أحمر بالطرق والبيوت.
وفيها عزل أبو عمر قاضي البصرة، ووُلِّي القضاءَ أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي الشّوارب، فَقَالَ العُصْفُرِي الشّاعر:
عندي حديثٌ ظريفٌ ... بِمِثْلِهِ يُتَغَنَّى
من قاضيين يُعَزَّى ... هذا وهذا يُهَنّا
فذا يَقُولُ أَكْرَهُونا ... وذا يَقُولُ اسْتَرَحْنَا
ويكذِبان جميعًا ... ومَن يُصَدَّقُ مِنّا
ورجع الرَّكْبُ العراقي خوفًا من ابن الجرّاح الطّائي، فدخلوا بغدادَ يوم عرفة، وخرج بنو زغب الهلاليّون، وهم ستّمائة، عَلَى رَكْب البصْرة، فأخذوا منهم ما قيمته ألف ألف دينار. كذا نقل ابن الْجَوْزِي فِي مُنْتَظَمِه.
وفيها وُلّى دمشقَ أَبُو الجيش حامد بْن ملهم للحاكم، بعد عليّ بْن جَعْفَر بْن فلاح، فوليها سنة وأشهرًا، ثم عُزِلَ، وكان جوادًا ممدَّحًا، ووُلِّي بعده أو معه القائد أَبُو منصور ختكين الدّاعي المعروف بالضَّيف، ذكره ابن عساكر فَقَالَ: وُلِّي إمرة دمشق مرّتين للحاكم فأساء السّيرة.
وفي جُمادى الآخرة كانت الفتنة بالأندلس، وثار مُحَمَّد بْن هشام [ص:694] الْأمويّ عَلَى متولِّي الْأندلس، وانْخَرَمَ النّظام ووَهَى سلطان بني أمية بالأندلس.(8/693)
-سنة أربعمائة.
نقص فِي ربيع الآخر نهر دِجْلة نُقْصانًا لم يُعْهد مثله، وامتنع سَيْر السُّفُن من أوانا والراشدية من أعالي دجلة، وأكريت لأجل جزائر ظهرت، ولا يُعْلَم أنّ كَرْيَ دِجلةَ وقع قبل ذَلِكَ.
وفيها عمل أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الفضل بْن سهلان عَلَى مشهد عليّ سُورًا منيعًا من ماله، لكثرة من يطرقه من الْأعراب، وتحصّن المشهد.
وفي رمضان أُرْجِف بالقادر باللَّه بموته، فجلس للنّاس يوم الجمعة وعليه البُرْدَة، وبيده القضيب، وقبّل الشَّيْخ أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ الأرض، فسأل أبو الحسن بن حاجب النعمان مسألة الخليفة أن يقرأ آيات من القرآن يسمعها النّاس، فقرأ عند ذَلِكَ بصوتٍ عالٍ {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} ... الآيات.
وفيها ورد الخبر إلى العراق بأن الحاكم أنفذ إلى دار جَعْفَر الصّادق بالمدينة من فتحها وأخذ ما فيها، ولم يتعرّض لهذه الدّار أحد، وكان الحاكم قد أنفذ رجلا ومعه صلات للعلويين وزادُهم، وأمره أن يجمعهم ويُعْلِمَهم إيثاره لفتح هذه الدّار، والنّظر إلى ما فيها من آثار جَعْفَر بْن مُحَمَّد، وَحُمِلَ ذَلِكَ إِلَيْهِ ليراه ويردّه، ووعدهم عَلَى ذَلِكَ بالإكرام، فأجابوه، ففُتِحَت، فوُجِد فيها مصحفٌ وقعب من خشب مطوَّق بحديد، ودرقة خَيْزران وحربة وسرير، فحُمِل ذَلِكَ، ومضى معه جماعة من الحسينيّين، ولما وصلوا إلى مصر أعطاهم مبلغًا، وردّ عليهم السّرير وأخذ الباقي، وقَالَ: أَنَا أحقُ بِهِ.
وأمر بعمارة دار العلم، وأحضر فيها الفقهاء والمحدثين. وعمّر أيضًا الجامع الحاكمي بالقاهرة، واتّصل الدعاء له، فبقي كذلك ثلاث سنين، ثم [ص:695] أخذ يقتل أهل العلم، وأغلق دار العلم، ومنع من كل ما يفعل من الخير، إلى أن قُتِل سرًّا.
وحجّ بالنّاس من العراق أَبُو الحارث مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر العَلَوي الكُوفي.
وفيها غزا محمود بْن سُبُكْتِكين الهند، فكانت وقعة نارين، ونصر اللَّه الْإسلام، فله الحمد، وغنم المسلمون ما لا يُحدُّ ولا يوصف، وطلب صاحب الهند الهدنة، وبعث بتُحَفٍ وتقادُم مَعَ أقاربه.
قَالَ أَبُو النّصر مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار فِي سيرة السلطان محمود: نشط السلطان في سنة أربعمائة لغزو الهند تقرُّبًا إلى اللَّه، فنهض يحثّ الخيول، ويخترق الحزون والسّهول، إلى أن توسّط ديار الهند فاستباحها، ونكّس أصنامها، وأوقع بعظيم العُلُوج وقعةً أفاء اللَّه عَلَيْهِ بها أمواله، وأغنمهم خيوله وأفياله، وحكَّم فيها سيوفَ أوليائه، يحرسونهم ما بين كل سبسب وفَدْفَد، ويجزرونهم عند كلّ مهبط ومصعد، وردّ إلى غَزْنَة بالغنائم، فلما رَأَى ملك الهند ما صبّ اللَّه عَلَيْهِ وعلى أهل مملكته من سَوْط العذاب بوقائع السلطان، أيقن أَنَّهُ لا قِبَل لَهُ بثقل وطْأته، فأرسل إِلَيْهِ أعيان أقاربه ضارعًا إليه في هدنة يقف فيها عند أمره، ويسمح بماله ووفره، على أن يقود إليه بادئ الأمر خمسين فيلا، ويحمل معها مالا عظيم الخطر، بما يضاهيه من مبار تلك الديار، ومتاع تِلْكَ البقاع، وعلى أن يناوب كلّ عام من أفناء عسكره فِي خدمة باب السلطان بألفي رجل، إلى إتاوة معلومة يلتزمها كل سنة، سنة يتمسك بها من يرث مكانه ويقوم في كفالة الملك مقامه. فأوجب السلطان إجابته ببذل طاعته، وإعطائه الجزية عن يده، وبعث إِلَيْهِ من طالبه بتصحيح المال، وقود الأفيال، فنفذ ما وعد، وانعقدت الهدنة، وتتابعت القوافل من خُرَاسان والهند، ولله الحمد.
وبقيت جبال الغَوْر فِي وسط ممالك السلطان محمود، وبها قوم من الضُّلال الخالين عَنْ سِمَة الْإسلام يخِيفون السّبيل، ويتمنّعون بتلك الجبال [ص:696] الشواهق، فأَهمَّ السلطانَ شأنُهم، وصمّم عَلَى تدويخ ديارهم وانتزاع بعرة الاستطالة من رؤوسهم، فأجْلَب عليهم بخيله ورِجْله، وقدّم أمامه والي هَرَاة التونتاش، ووالي طُوس أرسلان، فسارا مقتحمين مضايق تِلْكَ المسالك، إلى مضيقٍ قد غصّ بالكماة، فتناوشوا الحربَ تناوشًا بطلت فِيهِ العوامل إلا الصّوارم فِي الجماجم والخناجر فِي الحناجر، وتصابر الفريقان، حتى سالت نفوس، وطارت رؤوس، فلحِقَهم السلطان فِي خواصّ أبطاله، وجعل يُلْجئُهم إلى ما وراءهم شيئًا فشيئًا، إلى أن فرّقهم فِي عَطَفات الجبال، واستفتح المجال إلى عظيم الكَفَرَة المعروف بابن سُورَى، فغزاه فِي عقر داره، وأحاط ببلده، وتقيد عَلَيْهِ، فبرز الرجل فِي عشرة آلاف كأنما خُلِقُوا من حديد، وكأنّ أكبادهم الجلاميد، يستأنسون بأهل الوقائع استئناس الظُّمَّأ بماء الشَّرَائع، ودام القتال إلى نصف النّهار، فأمر السلطان بتوليتهم الظهور استدراجا، فاغتروا وانقضوا عن مواقفهم، واغتنموا الفرصة، فكرّت عليهم الخيول بضربات غنيت بذواتها عَنْ أدواتها، فلم ترتفع منها واحدة إلا عَنْ دماغ منثور، ونِياط مبتور، وصُرع فِي المعركة رجالٌ كَهَشِيم المُحْتَضِر، أو أعجازِ نخْلٍ مُنْقَعِر، وأُسِر ابن سُورَى وسائر حاشيته، وأفاء اللَّه عَلَى السلطان ما اشتمل عَلَيْهِ حصنه من ذخائره التي اقتناها كابرا عن كابر، وورثها كافرا عَنْ كافر، وأمر السلطان بإقامة شعار الْإسلام فيما افتتحه من تلك القلاع، فأصفحت بالدّين المنابر، واشترك فِي عزّ دعوته البادي والحاضر، ولِعظَم ما ورد عَلَى ابن سُورَى، مصّ فصّ خاتمٍ مسموم، فاتلف نفسه، وخسر الدُّنيا والآخرة.
وأما الْأندلس فتمّ فيها فِتَنٌ هائلة، وانقضت أيام الْأمَوِيّين، وتفرقت الكلمة.
وفي ربيع الأول دخل البربر والنَّصَارَى قُرْطُبَة، فقتلوا من أهلها أَزْيَدَ من ثلاثين ألفًا، وتملّكها سُلَيْمَان الْأمويّ المستعين، واستقرّ بها سبعة أشهر، ثم بلغه أنّ المهديّ الْأمويّ، وهو ابن عمّه، قد استنجد بالنَّصَارَى لأخذ الثأر منه، فتأهَّب، ثمّ وقع بينهم مصافُّ، فانهزم البربر والمستعين، وذلك فِي رابع شوّال، ودخل المهديّ قُرْطُبَة بدولته الثانية، فصادرهم، وفعل الأفاعيل، وخرج يتتبع البربر، فكرُّوا عَلَيْهِ فهزموه، واستُبِيحَ عسكرُهُ، وقُتِل نحو العشرين ألفًا من أهل قُرْطُبَة، فإنا لله وإنا إِلَيْهِ راجعون.(8/694)
- (الوفيات)(8/697)
-سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.(8/697)
1 - أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد بْن زُرَيْق، أَبُو الْحَسَن البغدادي [المتوفى: 391 هـ]
نزيل مصر.
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الرّقّي الحافظ، ومحمد بن بكارالسكسكي، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر بن ملاس، وخلقا سواهم، وانتقى عليه خلف الواسطي.
رَوَى عَنْهُ: ابن بنته أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي الْمَصْرِيّ، ورشأ بْن نظيف، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الْأزْجِي، وَأَبُو عُمَر أحْمَد بن عبد الله الباجي، وآخرون.
وثّقه الصُّورِي.
وزُرَيْق بتقديم الزّاي.
تُوُفِّي في ربيع الأول.(8/697)
2 - أحمد بن محمد بن نوح، أَبُو حامد الْبُخَارِيّ، [المتوفى: 391 هـ]
قاضي نَسَف.
رَوَى عَنْ: أَبِي نُعَيم عَبْد الملك بْن عَدِيّ، وعيسى بْن عَبْد اللَّه العثماني [ص:698] صاحب بُنْدار.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر المُسْتَغْفِري، وقَالَ: تُوُفِّي فِي شوال.(8/697)
3 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن هارون الْأنصاري القُرْطُبي، أَبُو بَكْر. [المتوفى: 391 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن معاوية، وأَحْمَد بْن ثابت التغلبي، وحجّ فسمع أَبَا الْعَبَّاس الكِنْدِي، والْحَسَن بْن رشيق.
وكان صالحًا منقطعًا زاهدا، رحمه اللَّه.(8/698)
4 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأستاذ، أَبُو الْعَبَّاس السِجسْتاني الزّاهد، [المتوفى: 391 هـ]
نزيل نيسابُور.
صحِب الشِّبْليّ،
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَمْرو الحيري، وطبقته، وقلَّ ما رَوَى؛ أرّخه الحاكم.(8/698)
5 - أحْمَد بْن يوسف بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أيوب بْن عَمْرو بْن مُسْلِم بْن واضح، أَبُو بَكْر الثقفي الخشّاب الْإصبهاني المؤذّن. [المتوفى: 391 هـ]
رَوَى عَنْ: الحسن بن محمد بن دكة، وعُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن، والْحَسَن الداركي، والفضل بْن الخصيب، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم أحمد بن عبد الله، وأبو سهل حمد بْن أحْمَد الصَّيْرَفي، وأَحْمَد بْن الفضل الباطَرْقَانِي، وجماعة.(8/698)
6 - إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حاجب، أَبُو عَلِيّ الكشاني. [المتوفى: 391 هـ]
رَوَى الصّحيح عَنِ الفَرَبْرِي.
وقَالَ الإدريسي: تُوُفِّي فيها، وهو آخر من حدّث " بالجامع الصّحيح ". وسَيُعَاد.(8/698)
7 - جَعْفَر بْن الفضل بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن الفُرات، الوزير المحدّث، أَبُو الفضل ابن الوزير أَبِي الفتح بْن حِنْزَابة البغدادي، [المتوفى: 391 هـ]
نزيل مصر.
وَزَرَ أَبُوهُ للمقتدر فِي السنة التي قُتِل المقتدر فيها، وتقلّد أَبُو الفضل [ص:699] وزارة صاحب مصر كافور،
وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الداركي الْإصبهاني، ومُحَمَّد بْن زهير الْأبُلّي، ومُحَمَّد بْن حمزة بْن عمارة، وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخرائطي، ومُحَمَّد بْن سَعِيد الحمصي، وجماعة.
قال الخطيب: وكان يذكر أَنَّهُ سَمِعَ من أَبِي القاسم البَغَوي مجلسا، ولم يكن عنده، فكان يَقُولُ: من جاءني بِهِ أغنيته. وكان يُمْلي الحديث بمصر، وبسببه خرج الدَّارَقُطْنيّ إلى هناك، فإن ابن حنزابة كَانَ يريد أن يصنّف مسندًا، فخرج أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ إلى مصر، وأقام عنده مدّة، وحصل لَهُ منه مال كثير، وروى عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ أحاديث.
وُلِد ابن حنزابة في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي ثالث عشر ربيع الْأوّل.
ومن شعره:
من أخْملَ النفسَ أحياها ورَوَّحَها ... ولم يَبِتْ طَاويا منها عَلَى ضَجَر
إن الرّياح إذا اشتدَّت عواصفُها ... فليس ترمي سوى العالي من الشجر
وقَالَ السلفي: كَانَ أَبُو الفضل بن حنزابة من الحفاظ الثقات المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث، مع جلالة ورياسة، يرْوِي ويُملي بمصر فِي حال وزارته، ولا يختار عَلَى العلم وصحبة أهله شيئًا، وعندي من أماليه فوائد، ومن كلامه عَلَى الحديث وتصرّفه الدّالّ عَلَى حدّة فهمه ووفور علمه، وقد رَوَى عَنْهُ حمزة الكناني الحافظ مَعَ تقدمه.
وقال غير السفلي: إنّ ابن حنزابة بعد موت كافور، وَزَرَ لأبي الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيد، فقبض عَلَى جماعة من أرباب الدولة وصادرهم، وصادر يعقوب بْن كلس، وأخذ منه أربعة آلاف دِينار، فهرب إِلى المغرب، وآل أمره إِلى أن وزر لبني عُبَيْد. ثم إن ابن حنزابة لم يقدر عَلَى رِضَى الإخشيدية، واضطربت عليه الأحوال، فاختفى مرّتين ونُهِبت داره. ثم قدم أمير الرملة أبو محمد الحسن بن عبيد الله بن طغج وغلب على الأمور، فصادر الوزير ابن حنزابة وعذّبه، فنزح إلى الشام فِي سنة ثمانٍ [ص:700] وخمسين، ثم بعد ذَلِكَ رجع إلى مصر. وممّن رَوَى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني بْن سَعِيد.
وقَالَ الْحَسَن بْن أحْمَد بْن صالح السبيعي: قدِم علينا الوزير جَعْفَر بْن الفضل إلى حلب، فتلقّاه النّاس، فكنت فيهم، فعرف أنّي محدّث، فقال لي: تعرف إسنادًا فِيهِ أربعة من الصحابة، كلّ واحد يَرْوِي عَنْ صاحبه؟ قلت: نعم، وذكرت لَهُ حديث السّائب بْن يزيد، عَنْ حُوَيْطَب بْن عَبْد العُزَّى، عَنْ عَبْد اللَّه بْن السعدي، عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُم فِي العمالة، فعرف لي ذَلِكَ، وصار لي بِهِ عنده منزلة.
وقيل: إنّ الوزير ابن حنزابة كَانَ يُستعمل لَهُ الكاغَد بسَّمَرْقَنْد، ويُحمل إلى مصر فِي كل سنة، وكان عنده عدّة نُسَّاخ.
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن يوسف: حضرت عند أبي الحسين ابن المهلّبي بالقاهرة، فَقَالَ: كنت منذ أيام حاضرًا فِي دار الوزير أَبِي الفرج بْن كلّس، فدخل عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس بْن الوزير أَبِي الفضل بْن حنزابة، وكان قد زوّجه ابنَتَه، وأكرمه وأَجَلَّه، وقَالَ لَهُ: يا أَبَا الْعَبَّاس، يا سيّدي، ما أَنَا بأَجَلّ من أبيك، ولا بأفضل، أتدري ما أقعد أباك خلف النّاس، شَيْلُ أنفه بأبيه، يا أَبَا الْعَبَّاس لا تشِلْ أنفَك بأبيك، تدري ما الْأقبال؟ نشاطٌ وتواضُعُ، وتدري ما الْأدْبار؟ كسلٌ وترافعٌ.
وقَالَ غيره: كَانَ الوزير أَبُو الفضل يُفطِر وينام نومة ثم ينهض في الليل فيتوضأ ويدخل بيت مُصَلاه، فيصفّ قدميه إلى الغَداة، ولما تُوُفِّي صلّى عَلَيْهِ فِي داره الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان القاضي، وحضر جنازته قائد القوّاد وسائر الْأكابر، ودفن فِي مجلس بداره الكبيرة، المعروفة بدار العامّة.
قَالَ المختار المسبحي: إنه لما غسل، جعل في فِيهِ ثلاث شعرات مِنْ شَعْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان ابتاعها بمالٍ عظيم، وكانت عنده فِي دِرْج ذهب، مختومة الْأطراف بالمِسْك، ووصى بأن تُجعل فِي فيه، ففعل ذلك به.
وحنزابة: جارية، هِيَ أمّ والده الفضل، والحنزابة في اللغة: القصيرة الغليظة.
قال ابن طاهر: رَأَيْت عند الحبّال كثيرًا من الْأجزاء التي خُرّجت لابن [ص:701] حنزابة، وفي بعضها الجزء المُوَفى ألفًا من مسند كذا، والجزء الموفي خمسمائة من مُسْنَد كذا، وكذا سائر المُسْنَدات. ولم يزل ينفق فِي البِرّ والمعروف الْأموال، وأنفق الكثير عَلَى أهل الحرمين، إلى أن اشترى دارًا من أقرب الدُّور، إلى الضّريح النَّبَوِي، لَيْسَ بينه وبين القبر إلا الحائط، وطريق فِي المسجد، وأوصى أن يُدْفَن فيها، وقرر عند الأشراف ذاك، فسمحوا لَهُ بذلك، فلما حمل تابوته من مصر، خرجت الْأشراف من الحَرَمَيْن لتَلَقِّيه، وحجُّوا بِهِ، وطافوا بتابوته، ثم ردُّوه إلى المدينة ودفنوه فِي تِلْكَ الدار، فعلوا ذَلِكَ لِما لَهُ عليهم من الْأفضال.(8/698)
8 - حامد بْن مُحَمَّد بْن المطيّب، أَبُو منصور الماليني. [المتوفى: 391 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ الرّفّاء، وأَبِي مُحَمَّد المُزَني، وابْن أبي عون النسوي.
رَوَى عَنْهُ: الْإمَام أَبُو عاصم العَبَّادِي، وغيره،
وَتُوُفِّي فِي شعبان.(8/701)
9 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شُعْبَة، أَبُو عَلِيّ المَرْوَزِي السِّنجيُّ. [المتوفى: 391 هـ]
سكن بغداد، وحدث " بجامع " التِّرْمِذِيّ عَنِ المحبوبي. وحدّث عَنْ إِسْمَاعِيل الصّفّار وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وغيره.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُ منه، وكان ثقة فَهْمًا.
وقَالَ أحْمَد بْن عمر ابن البقّال: مات فِي نصف ذي الحجّة.(8/701)
10 - الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن الحجّاج، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الشيعي [المتوفى: 391 هـ]
الشاعر المشهور.
صاحب " الدّيوان " الكبير الَّذِي هُوَ عدّة مجلَّدات فِي الفُحْش والسُّخْف، وقد أفرد بعضُ الْأدباء من شعره شيئًا حسنًا، وكان قد وُلِّي حِسْبَةَ بغداد، وكان إذا مدح أحدا فكأنما قد هجاه لما فِي شعره فِي الزَّطاطة. [ص:702]
وكان غاليا فِي التشيُّع. ومن شعره.
نَمَّت بسري فِي الهَوَى أَدْمُعي ... ودَلَّت الواشي عَلَى موضِعي
يا معشَرَ العشّاق إن كنتمُ ... مثلي وفي حالي فموتوا معي
وله:
قَالُوا غدًا العيد فاستبشر بِهِ فَرَحًا ... فقلت ما لي وما للعيد والفَرَحِ
قد كان ذا والنَّوى لم تسر نازلةً ... بعَقْوَتي وغُراب البَيْن لم يَصِحِ
أيام لم يحترم قربي الشباب ولم ... يغد الشباب على بابي ولم يرح
وطائر نام فِي صحراء موُنِقَةٍ ... عَلَى شَفَا جدْوَلٍ بالعُشْبِ مُتَّشح
بكّى وناح ولولا أَنَّهُ شَجَن ... بشجو قلبي المُعَنَّى فيك لم يَنُحِ
بيني وبينك عهد ليس يخلفه ... بعد المزار ووعد غير مُطَّرح
وما ذكرتك والأقداح دائرة ... إلا مزجت بدمعي باكيا قدحي
ولا سمعت بصوت فيه ذكر هوىً ... إلا عصيت عَلَيْهِ كلّ مُقْتَرحِ
ومن شعره:
يا صاحبَ البيت الَّذِي ... قد مات ضيفاه جميعًا
حصّلتنا حتى نمو ... ت بدائنا عطشا وجوعا
مالي أرى فلك الرغي ... ف لديك مشترقا رفيعا
كالبدر لا نرجو إلى ... وقت المساء لَهُ طُلُوعًا
ومن شعره:
يا ذاهبا في داره جائيا ... بغير معنى وبلا فائدهْ
قد جُنّ أضيافك من جوعهم ... فاقرأ عليهم سورة المائده
وله:
فمذهبي أنَّ خير النّاس كلّهم ... بعد النَّبِيّ أميرُ المؤمنين عَلِيّ
وليس سَبُّ أَبِي بَكْرٍ ولا عُمَر ... شيءٌ يقوم بِهِ قولي ولا عملي
أعوذ باللَّه من أمرٍ يَسُوءُهما ... كلا فإنّ طريقي فِي الصَّواب جلي
وله معانٍ مبتكرة فِي الفُحْش لم يُسبَق إلى مثلها،
رَوَى عَنْهُ من شعره: التنوخي وغيره. [ص:703]
مات بالنّيل فِي جُمادى الآخرة، وحُمل إلى بغداد.(8/701)
11 - سَعِيد بْن أحْمَد بْن محمد بْن سَعِيد بْن مُوسَى بْن حُدَير، أَبُو عثمان القُرْطُبي. [المتوفى: 391 هـ]
صالح زاهد متقشف،
سَمِعَ: خَالِد بْن سعد، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَحْمَد بن محمد بْن مسور، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ.(8/703)
12 - شُعيب بْن عَلِيّ بْن شُعيب بْن عَبْد الوَهَّاب القاضي، أَبُو نصر الهَمَذَاني. [المتوفى: 391 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِيه وعَبْد الرَّحْمَن بْن حَمْدان الجلاب، والقاسم بْن أَبِي صالح، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد البزّاز، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وأَبِي سَعِيد ابْن الْأعْرابي، وابْن البَخْتَرِيّ، وأَبِي عَمْرو ابْن السّمّاك، وطائفة كبيرة.
رَوَى عَنْهُ: حمد الزَّجَّاج، وحمد بْن سهل، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن بُوَيْه الأسدآباذي، وَأَبُو منصور مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البُرُوجِرْدِي.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صَدُوقًا مرضيًّا فِي حُكْمه، مات بأسداباذ، وحُمل إلى هَمَذَان فِي ذي القعدة. وَأَخْبَرَنَا فَيْد بْن عبد الرحمن الصوفي، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن عيسى إجازةً، أَنَّهُ سَمِعَ صالحًا الحافظ يَقُولُ: رَأَيْت فِي المنام كأن الدُّنيا كلّها ظُلْمة، إلا حيث كَانَ القاضي شعيب بْن عَلِيّ واقفًا، فقلت لَهُ: يا أَبَا نصر النور، يا أَبَا نصر النّور، يا أَبَا نصر النّور!(8/703)
13 - ضِرار بْن رافع، أَبُو عَمْرو الضّبِّي الهَرَوِي. [المتوفى: 391 هـ]
سَمِعَ: أَبَا الْحُسَيْن النيسابُوري الحافظ، وغيره.(8/703)
14 - عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد الماسَرْجَسي. [المتوفى: 391 هـ]
رَوَى عَنْ: الْأصمّ وغيره.(8/703)
15 - عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد، أبو الْعَبَّاس السِجِسْتاني الصُّوفِي. [المتوفى: 391 هـ]
سَمِعَ: ابن الشَّرقِي، ومكّي بْن عَبْدان، وكان من الزُّهّاد.(8/704)
16 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن زياد، أَبُو القاسم النَيسابُوري السِّمذيُّ. [المتوفى: 391 هـ]
سَمِعَ: ابن الشَّرقِي، ومُحَمَّد بْن حمدون.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/704)
17 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد، أَبُو سهل البلْخي. [المتوفى: 391 هـ]
رَوَى عَنْ: ابن طَرْخان " المُسْنَد "، وكتب بنَسَف عَنْ عَبْد المؤمن بْن خَلَف، وجماعة.
قَالَ جَعْفَر المُسْتَغْفِري: هُوَ اليوم محدّث بلْخ. قَالَ: وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.(8/704)
18 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد، أَبُو القاسم التّاجر النّيسابُوري. [المتوفى: 391 هـ]
كان يُحمل إلى مجالس الحديث ومعه العبيد والخَدَم وجماعة من الورّاقين، فسمع من أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، ثم رحل بِهِ طاهر الورّاق إلى المحبوبي بمرُو فأَكْثَرَ عَنْهُ، وتفقّه عَلَى أَبِي سهل الصعلوكي، ثم في آخر أمره استُشْهِد عَلَى يد الملحد عَبْد الملك البُستي فِي رمضان.(8/704)
19 - عَبْد الخالق بْن شُبلون، أَبُو القاسم المغربي المالكي. [المتوفى: 391 هـ]
تفقّه عَلَى أَبِي سَعِيد خَلَف بْن أَبِي هشام، وكان الاعتماد عَلَيْهِ بالقيروان في الفتوى. رحمه اللَّه تعالى.(8/704)
20 - عَبْد العزيز بْن أحْمَد، الفقيه أَبُو الْحَسَن الخَرَزيُّ، [المتوفى: 391 هـ]
شيخ أهل الظاهر.
أخذ عَنْ قاضي القضاة بِشْر بْن الْحُسَيْن الظاهري، وقدِم من شيراز فِي [ص:705] صُحْبة السلطان عَضُد الدولة. وأخذ عَنْهُ فقهاء بغداد كأبي بكر بن محمد بن عمر القاضي الداودي، وقاضي فيروزآباد أَبُو عَلِيّ الداودي.
قَالَ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ: ما رَأَيْت فقيهًا أَنْظَرَ من الخرزي، وأَبِي حامد الإِسْفِرَايِينِيّ.(8/704)
21 - عَبْد الملك بْن مُحَمَّد الفارسي البغدادي، [المتوفى: 391 هـ]
أخو أَبِي عُمَر بْن مهدي.
سَمِعَ: إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السّمّاك. وكان سفّارًا، فحدّث بأماكن؛ رَوَى عَنْهُ أَبُو سعد السّمّاك، وَأَبُو يَعْلَى الخليلي، وأجاز لأبي القاسم ابن البسري.
مات فِي ذي القعدة.(8/705)
22 - عَلِيّ بْن الحسن بْن علي ابن الرازي، البغدادي. [المتوفى: 391 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي بكر ابن الْأنباري، والمَحَامِلي، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: الجوهري، والتنوخي، وجماعة.
قَالَ الْأزهري: كذّاب.
ووثّقه العتيقي وغيره.(8/705)
23 - عيسى بن علي بن عيسى بْن دَاوُد بْن الجرّاح، أَبُو القاسم ابن الوزير أبي الحسن، البغدادي. [المتوفى: 391 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وبدر بْن الهَيْثَم، وأَبَا بَكْر بْن دُرَيْد، ومُحَمَّد بْن نوح، وأَبَا بَكْر بْن مجاهد، وأباه أَبَا الْحَسَن، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وعبد الواحد بن شيطا، وَأَبُو جعفر ابن المسلمة، وأبو الحسين ابن النَّقُور، وآخرون.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثَبْت السَّماع، صحيح الكتاب. ولد سنة اثنتين [ص:706] وثلاثمائة، قال: وأنشدني أبو يعلى ابن الفراء، قال: أنشدنا عيسى ابن الوزير لنفسه:
رُبَّ مَيْتٍ قد صار بالعِلْم حياً ... ومبقى قد حاز جهلاً وغيا
فاقْتَنُوا العِلْمَ كي تنالوا خُلُودًا ... لا تَعُدُّوا الحياة في الجهل شيا
وقال: أنشدنا التنوخي، قال: أنشدنا عيسى بن علي لنفسه:
قد فات ما ألقاه تحديدي ... وجلّ عن وصفي وتعديدي
وقلت للأيام هزءا بها ... بحقّ مَن أغراكِ بي زيدي
وقَالَ: ذكر لي مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أنّ وفاة عيسى ابن الوزير كانت يوم الجمعة، مُسْتَهَلّ ربيع الْأول سنة إحدى وتسعين. قَالَ: وكان يُرْمى بشيء من مذهب الفلاسفة.
وقَالَ غيره: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر. وقيل: فِي المحرَّم.
وقع لنا جُزْء من عواليه عَنِ الأبرقوهي.(8/705)
24 - كَعْبُ بْن عَمْرو البلْخي. [المتوفى: 391 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن الْأعْرابي.
وَعَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي.
وضع حديثًا، قَالَ الخطيب: كَانَ غير ثقة.(8/706)
25 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عبد الله، أبو عَمْرو السَّلِيطيُّ، [المتوفى: 391 هـ]
من وجوه أهل نيسابُور، وزَوْج بِنْت الْإمَام أَبِي بَكْر الصِّبْغي.
سَمِعَ: أَبَا حامد ابن الشرقي، ومكيّ بْن عَبْدان، وغيرهما.
تُوُفِّي فِي ذي القعدة.(8/706)
26 - مُحَمَّد بْن إبراهيم بن سعيد القيسيُّ، أبو عبد الله القُرْطبيُّ. [المتوفى: 391 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحمد بن سعيد، ومحمد بن معاوية القرشي، وأحمد بن مُطَرِّف. وكان يفهم ويبصر الرجال،
تُوفِّي فجاءةً في جمادى الأولى، وصلى [ص:707] عليه ابنه.(8/706)
27 - مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مَردانبة الْإصبهاني الصُّوفِي. [المتوفى: 391 هـ]
خَرَّج لَهُ الحاكم عَنِ الْأصمّ وأقرانه، وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من أَبِي حامد ابْن الشَّرْقيّ.(8/707)
28 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سُلَيْم، أَبُو بَكْر البغداديُّ النَّجَّاد. [المتوفى: 391 هـ]
سَمِعَ: ابن عُقْدَة الحافظ، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر المطيري.
رَوَى عَنْهُ: الْأزهري، والعتيقي، ووَثَّقه.(8/707)
29 - مُحَمَّد بْن حُمَيْد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن حُمَيْد بْن الربيع اللَّخْمي الخَزَّاز، أَبُو بَكْر. [المتوفى: 391 هـ]
من بيت عِلم وشُهْرة،
رَوَى عَنْ: يوسف بْن بهلول الْأنباري، وأَبِي بَكْر الصُّولي.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، والأزهري.(8/707)
30 - مُحَمَّد بْن عثمان بْن شهاب، أَبُو الْحَسَن المعروف بالنِّفَّريِّ. [المتوفى: 391 هـ]
رجل بغداديٌ،
رَوَى عَنْ: أَبِي حامد الحَضْرَمِي، ومُحَمَّد بْن منصور الشيعي، ومُحَمَّد بْن نوح، وسعيد أخي زُبَير الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والعتيقي، وجماعة.
وثّقه العتيقي،
وَتُوُفِّي فِي رمضان عَنْ ثمانين سنة.(8/707)
31 - مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن السِّمْط، أَبُو بَكْر ابن الدّلاء الدمشقي المعدِّل. [المتوفى: 391 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي هاشم محمد بْن عَبْد الْأعلى، وابْن جَوْصَا، وأَبِي الدَّحْداح أحمد بن محمد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، وعَلِيّ الحنّائي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.(8/707)
32 - مَسْلَمة بْن مُحَمَّد بْن مَسْلَمة بْن سَعِيد بْن بُتْري، أَبُو مُحَمَّد الإياديُّ الْأندلسي، [المتوفى: 391 هـ]
ابن أخي خطّاب بْن مَسْلَمَة الزّاهد.
وكان هذا أيضًا زاهدًا متبتلا، فقيهًا عارفًا بمذهب مالك.
سَمِعَ: وَهْب بْن مَسَرَّة، وابْن عَوْن اللَّه، وبمكّة أَبَا بَكْر الْأجُرِّي، وقُرِئت عَلَيْهِ " المُدَوَّنَة " وغيرها.
وتوفي فِي هذا العام، وشيَّعه خلْقٌ عظيم.
قرأ عَلَيْهِ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ جُزْءين من حديثه.(8/708)
33 - مقلَّد بْن المُسَيّب بْن رافع، حسام الدولة أَبُو حسّان العُقَيْلِي [المتوفى: 391 هـ]
صاحب المَوْصِل.
كَانَ أخوه أَبُو الذَّوَّاد مُحَمَّد أول من تغلّب عَلَى المَوْصِل، وملكها فِي سنة ثمانين وثلاثمائة، وملك حسام الدولة بعده فِي سنة سبعٍ وثمانين. وكان أعور، لَهُ سياسة وحُسْن تدبير، واتسعت مملكته. نفّذ إِلَيْهِ الخليفة القادر باللَّه اللواء والخلع، فاستخدم من الترك والديلم ثلاثة آلاف فارس، وأطاعته عرب خَفَاجَة.
وله شِعْرٌ وسطٌ، وفيه رفضٌ وحشٌ. قتله فِي هذا العام غلام لَهُ تركيّ فِي صفر، فيقال: قتله لأنّه سمعه يوصي رجلا من الحاجّ أنْ يسلّم عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويقول: قل لَهُ لولا صاحباك لزُرْتك؛ فأخبرنا محمد بن النحاس، قال: أخبرنا يوسف الساوي، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا أبو علي البرداني، قال: أخبرنا أَبِي والْحَسَن بْن طَالِب البزّاز وابْن نبهان الكاتب، قَالُوا: أراد رَجُل الحجّ، فأحضره الْأمير مقلّد وقَالَ: اقرأ عَلَى النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم - السلام وقل لَهُ: لولا صاحباك لزرتك. قَالَ الرجل: فحججتُ وأتيت المدينة، ولم أقلْ ذَلِكَ إجلالا، فنمت، فرأيت النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم - فِي منامي، فَقَالَ: يا فلان، لِمَ لا تؤدِّ الرّسالة؟ فقلت: يا رَسُول اللَّه أجْلَلْتُك، فرفع رأسه إلى رجل قائم فقال: خذ هذا الموسى واذبح به، يعني مُقلَّداً، فوافيت إلى العراق، فسمعت أن الأمير مقلد ذُبح على فراشه، ووُجد الموسى عند [ص:709] رأسه، فذكرت للناس الرّؤيا، فشاعت فأحضرني ابنه قرواش، فحدثته، فَقَالَ لي: تعرف الموسى؟ فقلت: نعم. فأحضر طبقًا مملوءًا مواسي، فأخرجته منهم، فَقَالَ: صدقتَ، هذا وجدته عَنْد رأسه، وهو مذبوح.
رثاه الشريف الرضِيّ وجماعة، وقام بالمُلك بعده ابنه معتمد الدولة أَبُو المنيع قِرواش فبقي خمسين سنة.(8/708)
34 - المؤمل بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم الشَّيْباني البغدادي البزّاز، [المتوفى: 391 هـ]
نزيل مصر.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بن أبي داود، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، ويعقوب الجراب.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن رباح، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي الْمَصْرِيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب، وقال: عاش أربعاً وتسعين سنة.(8/709)
35 - مهدي بن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو سَلَمَة النيسابُوري الصّيْدَلانِي. [المتوفى: 391 هـ]
رَوَى عَنْ: عبد الله ابن الشرقي، وغيره،
وَتُوُفِّي فِي رجب فِي عشر الثمانين.(8/709)
36 - هِبَةُ اللَّه بْن مُوسَى بْن الْحَسَن، أَبُو الْحُسَيْن المُزَني المَوُصِليّ. [المتوفى: 391 هـ]
تُوُفِّي، وله خمسٌ وتسعون سنة.(8/709)
37 - وَهْبُ بْن مُحَمَّد بْن محمود، أبو الحَزْم الأموي القرطبي. [المتوفى: 391 هـ]
سَمِعَ: قاسم بن أصبغ، ووهب بْن مَسَرَّة. وكان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك، عابدًا مُصَلِّيا مُفْتيا، لَهُ حلقة بالجامع. شاوره ابن السليم فِي الْأحكام، وقد حدّث، وأخذ عَنْهُ جماعة؛ وقد رَوَى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وسمّاه فِي شيوخه.(8/709)
38 - يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن العاصمي النيسابُوري. [المتوفى: 391 هـ]
سَمِعَ مِنْ: الأصم، وغيره وحدث.(8/709)
-سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة(8/710)
39 - أحْمَد بْن سَعِيد بْن بشر، أَبُو الْعَبَّاس ابن الحصار القُرْطُبي. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وابْن أَبِي دُلَيْم، ومَسْلَمَة بْن القاسم، وجماعة. وكان محدّثًا مُفْتيا؛ سَمِعَ النّاس منه كثيرًا، ولم يكن بالضّابط.
تُوُفِّي فِي شعبان.(8/710)
40 - أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حسن، أَبُو عُمَر القُرْطُبي الفقيه، [المتوفى: 392 هـ]
قاضي رَيّه.
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ.(8/710)
41 - أحْمَد بْن الْعَبَّاس الْأمْلُوكي الطّحّان. [المتوفى: 392 هـ]
مصري،
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن الرّبيع الْجِيزِي، وغيره.(8/710)
42 - أحْمَد بْن الفرج، أَبُو الْحَسَن الفارسي. [المتوفى: 392 هـ]
بغدادي، ثقة فَهْم، رَوَى عَنِ المَحَامِلي، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني، وغيره.(8/710)
43 - إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن محمود الْإصبهاني. [المتوفى: 392 هـ]
من أعيان العلماء والتّجّار، حدّث بنيسابُور " بمُسْنَد " الطَّيَالِسي، عَنِ ابن فارس.
تُوُفِّي فِي صفر.(8/710)
44 - إِسْمَاعِيل بْن سَعِيد بْن سُوَيْد، أَبُو القاسم البغدادي. [المتوفى: 392 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن دريد، وابن زياد النيسابوري، وأبي بكر ابن الْأنباري، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو القاسم التنوخي، والقاضي أَبُو يعلى ابن الفراء.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل فِي السماع والدّين. [ص:711]
وقَالَ الخطيب: كَانَ بعض سماعه مفسودًا، رَأَيْت إلحاقه فِيهِ.
قلت: رَوَى كتاب " الوقف والابتداء " عَنْ مُؤَلِّفه.(8/710)
45 - إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حاجب، أَبُو عَلِيّ الكُشَاني السَّمَرْقَنْدِيّ. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ: " صحيح " البخاري سنة عشرين وثلاثمائة من الفِرَبْرِي وحدّث بِهِ.
رَوَى عَنْهُ " الصحيح ": أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الخلال أخو الحافظ أبي محمد، وأبو سهل أحْمَد بْن عَلِيّ الْأبِيَورْدي، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ الشُجاعي، وغُنْجار أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ، وعُمَر بْن أحْمَد بْن شاهين بسمرقند.
وقال أَبُو سعد الإدريسي: تُوُفِّي سنة إحدى وتسعين.
وقَالَ مؤتمن الساجي: سنة اثنتين.(8/711)
46 - أشعث بن محمد بن سعيد، أبو الحسن القرشيُّ الهَرَويُّ الفقيه. [المتوفى: 392 هـ](8/711)
47 - الْحَسَن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله، أبو علي [المحمي] [المتوفى: 392 هـ]
ابن الرئيس أبي الحسن النيسابوري.
سَمِعَ: الأصم، وببخارى أبا بكر بن خنب، وبمرو، وخرّج لَهُ الفوائد. وحدّث ببغداد ونيسابُور،
وَتُوُفِّي فِي ذي القعدة.
يقال لَهُ: المحمي.(8/711)
48 - الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الضّرّاب الْمَصْرِيّ، أَبُو مُحَمَّد [المتوفى: 392 هـ]
مصنّف " المروءة ".
سَمِعَ: أحْمَد بْن مروان الدِّينَوَرِي، وأَبَا الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحديد الْمَصْرِيّ، وأَحْمَد بْن مَسْعُود المقدسي، وعثمان بْن مُحَمَّد الذهبي، وأَحْمَد بْن عُبَيْد الحمصي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ودعْلج بْن أحْمَد [ص:712] السَّجْزِي، وطائفة. وزار بيت المقدس، فسمع بِهِ وبعسقلان.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد العزيز، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هاشم المقرئ، ورشأ بْن نظيف الدمشقي، وجماعة.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة - رحمه الله - وقد رَوَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ مَعَ تقدّمه.(8/711)
49 - عَبْد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بْن خَالِد بْن رُوزْبَة، أَبُو بَكْر الفارسيُّ الكسروي. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ: القاسم بن أبي صالح، والجلاب، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن شاذان، وعَلِيّ بن قرقور، وجماعة بهمذان، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفرا الخلْدي، وعَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل الهاشمي ببغداد، ومحمد بن العباس بن وصيف الغزي السّمّان، وحامد بْن مُحَمَّد الرّفاء، وجماعة بالشّام وأماكن.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عيسى، وحمد بْن سهل، والخليل بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني الحافظ، وآخرون.
وكان ينسخ بهَمَذَان بالأجْرة، وسكن هَمَذَان، وكان يستقي الماء للبيوتات.
وقيل: إنّه رُؤِي فِي النَّوم، فَقَالَ: غفر اللَّه لي بكثرة صلاتي عَلَى النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم -. وَكَانَ يكتب خطًّا فِي دِقَّة الشَعْر، فسُئل: لم تفعل ذَلِكَ؟ فَقَالَ: من قلّة الوَرق والورِق، والحمل عَلَى العُنُق.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا.(8/712)
50 - عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثرثال، أَبُو مُحَمَّد البغدادي، [المتوفى: 392 هـ]
نزيل مصر.
تُوُفِّي فِي شوّال.
وهو نسيب أحْمَد بْن عَبْد العزيز صاحب الجزء المشهور.(8/712)
51 - عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد، الفقيه أبو محمد الْأصيلي. [المتوفى: 392 هـ]
أصله من كورة شَذُونَة، ورحل بِهِ والده إلى أَصِيلا من بلاد العُدْوَة، [ص:713] فنشأ بها وطلب العلم، وتفقه بقُرْطُبَة،
وَسَمِعَ مِنْ: ابن المشّاط، وابْن السّليم، وأَبَان بْن عيسى، وأخذ عَنْ وهب بْن مَسَرَّة بوادي الحجارة. ثم رحل إلى المشرق، فكتب بمصر عَنْ أَبِي الطّاهر الذُّهْلِي، وابْن حَيَّوَيْهِ النيسابُوري، وأبي إسحاق بن شعبان. وكتب بمكّة عَنْ أَبِي زيد المَرْوَزِي " صحيح " الْبُخَارِيّ، وكتب عَنِ الْأجُرِّي. ثم دخل بغداد، فأخذ عن أبي بكر الشافعي، وأبي علي ابن الصّوّاف، وأَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وأَبِي الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، وأَبِي أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْجُرْجَاني.
وصنف كتابًا سمّاه " الدلائل " ذكر فِيهِ عَنْ مالك، وأَبِي حنيفة، والشافعي. وكان عالمًا بالحديث والسُّنَّة.
قَالَ القاضي عِياض: قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: حَدّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الْأصيلي، ولم أر مثله.
قَالَ عياض: وكان من حُفَّاظ مذهب مالك، ومن العالمين بالحديث وعلله ورجاله، وكان يرد القول فِي إتيان النّساء فِي أَدْبارهنّ كراهيةً دون التَّحريم، عَلَى أنّ الْأثار فِي ذَلِكَ شديدة، وكان يُنْكر الغُلُوَّ فِي كرامات الْأولياء، ويثبت منها ما صحّ، ودعاء الصّالحين.
ولّي قضاء سرقسطة، ثم إنه كره أميرها، فاقتال من القضاء، وبقي عَلَى الشُّورَى بقُرْطُبَة. وكان نظير أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي زيد بالقَيْروَان، وعلى طريقه وهَدْيِه، إلا أَنَّهُ كانت فِيهِ زعارة خلق؛ حمل النّاس عَنْهُ.
وتُوُفِّي فِي تاسع عشر ذي الحجّة، سنة اثنتين وتسعين، وشَيَّعه الخلائق.(8/712)
52 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زيرك، أَبُو سهل التميمي الهَمَذَاني. [المتوفى: 392 هـ]
صَدُوق مُكْثِر،
رَوَى عَنْ: أَبِي القاسم بْن عُبَيْد، وأَبِي الفضل الكِنْدِي، والقاسم بْن مُحَمَّد بْن السّرّاج، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد الغفّار، ويوسف الهَمَذَاني الخطيب.(8/713)
53 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الضرير المقرئ ببغداد. [المتوفى: 392 هـ]
كَانَ رجلا صالحًا،
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن البَخْتَرِي، وأَبِي عَلِيّ الصّفّار.
رَوَى عَنْهُ: آحاد المحدّثين.(8/714)
54 - عَبْد الْأعلى بْن مُحَمَّد النيسابُوري الفقيه الشافعي. [المتوفى: 392 هـ]
تفقه عَلَى أَبِي الوليد حسّان بْن مُحَمَّد،
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي العبّاس الْأصمّ، وغيره.
تُوُفِّي فِي المحرم.(8/714)
55 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يحيى بْن مَخْلَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المغيرة بْن ثابت، أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الهَرَوِي، [المتوفى: 392 هـ]
مسند خراسان في زمانه.
ولد بعد الثلاثمائة،
وَسَمِعَ: مُحَمَّد بْن عقيل البلْخي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البَغَوِي، ويحيى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن نيروز الْأنماطي، وإِسْمَاعِيل الوَرّاق، وأَحْمَد بْن سَعِيد الطبّري، وجماعة. ورحل بِهِ أَبُوهُ، وأدرك بِهِ البَغَوي فِي آخر عمره.
وكان صدوقاً صحيح السماع؛ حدث عنه خلق كثير من أهل هَرَاة، منهم: أَبُو عُمَر عَبْد الواحد بْن أحْمَد المليحي، وسفيان بْن محمد الشريحي، وأبو بكر محمد بن عبد الله العميري، وَأَبُو صاعد يَعْلَى بْن هبة اللَّه الفضيلي، وأبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي، ومُحَمَّد بْن أَبِي مَسْعُود الفارسي، وعَبْد الرَّحْمَن بن محمد كلار البُوشَنْجيّ، وبِيبي بِنْت عَبْد الصَّمد الهرثمية وآخرون.
وحديثه اليوم أعلى ما يُرْوَى فِي الدُّنيا وقد تدلّت شمسه للغروب. وكانت وفاته فِي صفر، وله خمسٌ وثمانون سنة.
أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ سَمِعُوا من ابن بهروز، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: [ص:715] أخبرنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل، قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ أَبِي شُرَيْحٍ فِي طَرِيقٍ غَوْرٍ، فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْجِبَالِ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَقَالَ: هُوَ وَلَدُكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ". فعاوَدَه، فَرَدَّ عَلَيْهِ كذلك، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا لا أَقُولُ بِهَذَا. فَقَالَ: هَذَا الْغَزْوُ، وسَلَّ عَلَيْهِ السَّيْفَ، فَأَكْبَبْنَا عَلَيْهِ وَقُلْنَا: جَاهِلٌ لا يَدْرِي مَا يَقُولُ.(8/714)
56 - عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن ماكٍ القِزْوِيني. [المتوفى: 392 هـ]
من بيت حديثٍ ورواية؛ سَمِعَ من إسحاق بن محمد الكيساني، وعلي بْن مُحَمَّد بْن مِهْرَوَيْه، وببغداد من إِسْمَاعِيل الصَّفّار. أكثر عَنْهُ أَبُو يَعْلَى الخليلي.(8/715)
57 - عَبْد الوهاب بْن أَبِي أحْمَد مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عامر الْإصبهاني العَسَّال. [المتوفى: 392 هـ](8/715)
58 - عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن حُمَيْد، أَبُو عَبْد اللَّه القَيْسي القُرْطُبي. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ ورحل سنة اثنتين وأربعين فسمع من أحْمَد بن سلمة الهلالي وابن الجراب، وأَحْمَد بْن محمود الشمعي، وجماعة كثيرة.
وكان شيخًا صالحًا متعبدًا مجاهدًا. سَمِعَ النّاس منه كثيرًا، وحجّ فِي آخر عمره، فتوفي بالحجاز فِي المحرّم - رحمه الله -.(8/715)
59 - عثمان بْن جِنِّي، أَبُو الفتح المَوْصلي النَّحْوي اللُّغَوِي، [المتوفى: 392 هـ]
صاحب التّصانيف.
كَانَ جني مملوكًا رُوميًّا لسليمان بْن فهد الْأزْدِيّ. لزم أَبُو الفتح أَبَا عَلِيّ الفارسي وتبعه فِي أسفاره حتى أحكم العربية، وصنّف فِي حياته، [ص:716] وسكن بغداد، وأقرأ بها الْأدب. وصنّف " اللُّمَع " وكتاب " سر الصّناعة "، وكتاب " شرح تصريف المازني "، وكتاب " التلقين في النحو "، كتاب " التعاقب "، كتاب " الخصائص "، كتاب " المذكر والمؤنث " كتاب " المقصور والممدود "، كتاب " إعراب الحماسة "، كتاب " المحتسب في شواذ القراءآات ".
وله شِعْر جيّد، وخدم ملوك بني بُوَيْه، كعَضُد الدولة وشرف الدولة، وكان يلزمهم. وقيل: إنّه كَانَ بفَرْد عَيْن، وقد قرأ " ديوان " المتنبي على المتنبي، وصنف شرحه.
توفي في شهر صفر، وهو فِي عشر السبعين - رحمه اللَّه -.
وله كتاب سمّاه " البشرى والظَّفَر " شرح فِيهِ بيتًا واحدًا من شعر الْأمير عَضُد الدولة، وقدّمه لَهُ، وهو:
أهلا وسهلا بذي البُشْرَى ونَوْبتها ... وباشتمال سرايانا عَلَى الظَّفَرِ
أوسَعَ الكلام فِي شرحه واشتقاق ألفاظه.
أخذ عَنْهُ الثمانيني، وعَبْد السّلام البصْري، وَأَبُو الْحَسَن الشمسي، وطائفة.(8/715)
60 - عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، القاضي أَبُو الْحَسَن الْجُرْجَاني، الفقيه الشافعي الشاعر. [المتوفى: 392 هـ]
وله " ديوان " مشهور. وكان حَسَنَ السيرة فِي أحكامه، صدوقًا، جمّ الفضائل، بديع الخط جدًّا. وَرَدَ نيسابُور سنة سبعٍ وثلاثين، مَعَ أخيه فِي الصِّبا، وسمعا سائر الشيوخ.
وُلِّي قضاء الرّيّ.
وقَالَ الثَّعَالِبي فِي " يتيمة الدَّهْر ": هُوَ فرد الزمان، ونادرة الفَلَك، وإنسان حدقة العِلْم، وقُبَّةُ تاج الْأدب، وفارس عسكر الشِّعْر، يجمع خطّ ابن مُقْلَة، إلى نثر الجاحظ، إلى نظم البحتري. [ص:717]
وشعره كثير. وله كتاب " الوساطة بين المتنبي وخصوصه "، أبان فِيهِ عَنْ فضلٍ غزير.
وهو القائل:
يقولون لي فيكَ انقباضٌ وإنَّما ... رأوا رجلا عَنْ موقف الذُّلّ أَحْجَمَا
الأبيات المشهورة.
تُوُفِّي بالرّيّ، وحُمل إلى جُرْجَان فدُفِن بها.
ومن شعر أَبِي الْحَسَن الْجُرْجَاني هذا:
ولا ذَنْبَ للأفكار أنت تركتها ... إذا حشدت لم تنتفع باحتشادها
سبقت بأفراد المعاني وأَلِفَتْ ... خَواطِرُك الْألفاظَ بعد شِرادِها
فإنْ نَحْنُ حاولنا اختراعَ بديعةٍ ... حَصَلنا عَلَى مسْرُوقها ومُعادِها
وله أيضاً:
قد بَرَّح الحُبُّ بمشتاقِكْ ... فأَوْلهٍ أحسن أخلاقِكْ
لا تَجْفُهُ وارْعَ لَهُ حقَّهُ ... فإنه آخرُ عُشَّاقِكْ
وللصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد يخاطبه:
إذا نَحْنُ سلَّمنا لك العِلْم كلَّه ... فَدَعْنَا وهذِي الكُتُبَ نُنْشِي صُدُورَها
فإنهم لا يرتَضُون مجيئنا ... بجِزع إذا نظمت أنت شُذُورَها
وللقاضي أَبِي الْحَسَن الْجُرْجَاني " تفسير القرآن "، وكتاب " تهذيب التاريخ ".
قَالَ الثَّعَالِبي: ترقَّى محلُّه إلى قضاء القُضَاة بالري فلم يعزله إلا موته. وقال غيره: صلى عَلَيْهِ القاضي عَبْد الجّبار بْن أحْمَد.
وقَالَ أَبُو سعد منصور بْن الْحُسَيْن الْأبي في " تاريخه ": وقع اختيار فخر الدولة ابن ركن الدولة على أن يولي عَلِيّ بْن عَبْد العزيز الْجُرْجَاني قضاءَ مملكته، فولاه بعد موت الصّاحب بْن عَبَّاد بعامٍ، فكان ذَلِكَ من محاسن [ص:718] فخر الدولة، وكان هذا القاضي لم ير لنفسه مثلاً ولا مقارباً، مَعَ العِفَّة والنّزاهة والعدل والصَّرامة.
وقَالَ حمزة السَّهْمي: أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الجرجاني، كان قاضي جرجان، ثم ولي قضاء القُضاة بالرّيّ، وكان من مفاخر جُرْجَان،
تُوُفِّي فِي الثالث والعشرين من ذي الحجّة.(8/716)
61 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حبيب، أَبُو سهل النيسابُوري المقرئ العابد. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ وجماعة.
تُوُفّي فِي صفر.(8/718)
62 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، أبو عبد الله النَّيسابوري المُزكِّي، [المتوفى: 392 هـ]
شيخ التزكية.
كان مُحَدِّثاً، نحوياً أديباً، صلى بالناس التراويح ثلاثاً وستين سنة بالختمة، وكان يعرف بابن أخت أبي محمد الجَلَّاب. حدَّث عن محمد بن الحُسين القطَّان، وابن بلال، وعبد الله بن يعقوب الكرماني، والمُحمدآباذي، والعباس بن قوهيار، والأصم، وعمرو بن عبد الله البصري، ودعلج.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي.
توفي في ثامن رمضان سنة اثنتين وتسعين عن خمس وسبعين سنة.(8/718)
63 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المُزَكِّي، أَبُو الْحُسَيْن النيسابُوري. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ: الْأصمّ وأقرانه، وحدّث.
وتُوُفِّي فِي شوّال.(8/718)
64 - مُحَمَّد بْن خليفة بْن عَبْد الجبار بْن عَبْد اللَّه البَلَوِي القُرْطُبي، أَبُو عبد الله المؤدب. [المتوفى: 392 هـ]
حج سنة ثمان وأربعين،
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الْحَسَن الخُزَاعي، وأَبِي بَكْر [ص:719] الْأجُرِّي، وكان ضَعِيفًا مُغَفَلا، حطّ عَلَيْهِ ابن الفَرَضِيّ.
وقد رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو الدّاني المقرئ.(8/718)
65 - مُحَمَّد بْن سعدون، أَبُو عَبْد اللَّه الْأندلسي. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ بقُرْطُبَة، وحجّ، فَسَمِعَ مِنْ: ابن الورد، وابْن أَبِي الموت، وابْن السَّكَن، والآجُرِّي.
وكان زاهدًا ورِعًا؛
سَمِعَ مِنْهُ: ابن الفَرَضِيّ، وقَالَ: كَانَ ضعيف الكتاب، غير ضابطٍ - رحمه اللَّه -.(8/719)
66 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خشنام، أبو الحسين ابن البيع. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، والقاسم بْن إِسْمَاعِيل المَحَامِلي ببغداد، وسمع بالشّام من جماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، حدثنا عَنْهُ البرقاني والأزهري.
قلت: وروى عنه أبو القاسم ابْن البُسْري، وَأَبُو الْحُسَيْن محمد بْن أحْمَد الْأبنوسي.(8/719)
67 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ، القاضي أَبُو عَبْد اللَّه ابن الدّقّاق الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ: أبا سعيد ابن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان، وأَبَا إِسْحَاق بْن أَبِي ثابت، وابْن حَذْلَم، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الصّوّاف، وانتقى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ، مَعَ جلالته.
وَرَّخه الحبّال.(8/719)
68 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْأعلى، أَبُو بَكْر النيسابُوري الفقيه. [المتوفى: 392 هـ]
سَمِعَ: الْأصمّ، وأَبَا الوليد الفقيه.(8/719)
69 - مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن زكريّا، أَبُو حاتم الخُزَاعِي الرّازي الّلّبان. [المتوفى: 392 هـ]
عَنْ: ميسرة بْن عَلِيّ، وحامد الرّفّاء، وابْن عَدِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو العلاء الواسطي، والجوهري، وابْن المهتدي باللَّه، وعدّة.
بقي إلى هذا العام.(8/720)
70 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، أَبُو بَكْر البَغْداديُّ الدّقّاق الفقيه الشافعي الحاكم. [المتوفى: 392 هـ]
قَالَ الخطيب: رَوَى حديثاً واحداً، لم يكن عنده سواه، لأن كتبه احترقت، أخبرناه الصَّيْمَريّ عَنْهُ، عَنْ أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، عَنْ أَبِي كريب. وكان أَبُو بَكْر هذا يلقّب خُبَاط. وله كتاب فِي الْأصول عَلَى مذهب الشافعي، وكان فِيهِ دُعَابَة.(8/720)
71 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْن حَمْدَوَيْه بْن نُعَيْم، أَبُو سهل الضبّي، [المتوفى: 392 هـ]
ابن أخي أبي عَبْد اللَّه الحاكم النيسابُوري.
قَالَ الحاكم: سَمِعَ الكثير قبلي ومعي، وكتب بخطّه جملةً، وحدّث، وكان أكبر منّي بخمس عشرة سنة، وكذا علقمة بْن قيس، أكبر من عمّه الأسود بن يزيد، وكذا عُمارة بن القعقاع بن شبرمة أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ عَبْد اللَّه بْن شَبْرَمَة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وتسعين فِي جُمادى الآخرة، وله سبعٌ وثمانون سنة - رحمه اللَّه -.(8/720)
72 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفضل، أَبُو حاتم النيسابُوري [المتوفى: 392 هـ]
الوكيل فِي مجالس القضاة.
حَدَّثَ عَنْ: أبي بكر القطّان، وغيره، ذكره الحاكم.(8/720)
73 - ميمون بْن حمزة بْن الْحُسَيْن بْن حمزة، أَبُو القاسم العلوي المصري. [المتوفى: 392 هـ][ص:721]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن عَبْد الوارث العسّال، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّحاوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أَبُو إِبْرَاهِيم أحْمَد بْن القاسم شيخ الرّازي.(8/720)
74 - الوليد بْن بَكْر بْن مَخْلَد بْن أَبِي دُبار، أَبُو الْعَبَّاس العُمَريّ الْأندلسيّ السِّرَقُسْطي. [المتوفى: 392 هـ]
رحل من الْأندلس إلى مصر والشام والعراق وخراسان،
وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيّ بْن أحْمَد بْن الخصيب، والْحَسَن بْن رشيق الْمَصْرِيّ، ويوسف الميانجي، وأَبِي بَكْر الرَّبْعِي، وأَحْمَد بْن جَعْفَر الرملي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو الطيب أحمد بن علي الكوفي، والحافظ عَبْد الغني الْمَصْرِيّ، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد الهَرَوِي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وأبو طالب العشاري، وأبو سعد السّمّان، وأَحْمَد بْن منصور بْن خلف المغربي، والْحُسَيْن بْن جَعْفَر السّلْماسي. وله شعر جيّد.
قال عبد الله ابن الفَرَضِيّ: كَانَ إمامًا فِي الحديث والفقه، عالمًا باللّغة والعربية، ولقي فِي رحلته - فيما ذكر - أزْيَدَ من ألف شيخ، وكان أَبُو عَلِيّ الفارسي يرفعه ويثني عَلَيْهِ.
وقَالَ الحاكم: إنه سكن نيسابُور، ثم انصرف إلى العراق، وعاد إلى نيسابُور، وهو مقدَّم فِي الْأدب، شاعر فائق.
تُوُفِّي بالدَّيِنَوَر فِي رجب.
وقَالَ الحافظ عبد الغني في نسبه: الغمري - بالغين المعجمة - حدثنا بكتاب " التاريخ " لعبد اللَّه بْن صالح العِجْلي.
وقَالَ الْحَسَن بْن شُريح: الوليد هذا عُمْريّ، ولكنّه دخل بلد إفريقية، ومضى ينقط العين حتى يسلم، وهو مؤدبي، وقال لي: إذا رجعت إلى الْأندلس جعلت النّقطة التي عَلَى الغين ضمّة.
وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة كثير السماع.(8/721)
-سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة(8/722)
75 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني المقرئ، [المتوفى: 393 هـ]
نزيل دمشق.
قَرَأَ عَلَى: زيد بْن أَبِي بلال الكوفي، وأبي بكر النقاش، وجماعة، وسمع بدمشق من جماعة متأخرين، وبأصبهان من الطبراني، وبجرجان من ابن عَدِيّ، وبالبصرة من أَبِي إِسْحَاق الهجيمي، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: تمام الرّازي، وهو أسند منه، وأبو نصر ابن الجبان، وإِسْمَاعِيل بْن رجاء العسقلاني.
ودُفِن بباب الفراديس، وشيعه خلق. وله مصنَّف فِي القراءات.
وقيل مات عام أوّل.(8/722)
76 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو حاتم الطُّوسي الفقيه. [المتوفى: 393 هـ]
سَمِعَ: أَبَا سَعِيد ابن الْأعْرابي، والصّفّار، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الحاكم.
لَيْسَ بحكيم؛ من جُزْء ابن عَرَفَة.(8/722)
77 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المَرْزُبَان بْن آذر جشْنَس، أَبُو جَعْفَر الْأبْهَرِي؛ [المتوفى: 393 هـ]
أبهر إصبهان.
سَمِعَ: " جُزْء لَوِين " من أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحزوري في سنة خمس وثلاثمائة، وكان أديبًا فاضلا.
رَوَى عَنْهُ: شجاع وأَحْمَد ابنا عَلِيّ بْن شجاع المصقلي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْدَه، وهو الَّذِي وَرَّخ وفاته، وَأَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن زياد، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الطَّهْرَاني، والمطهَّر بْن عَبْد الواحد البزاني، وأبو بكر محمد بن أحمد بن ماجة الأَبهَريّ، وغيرهم.
محله الصدق.(8/722)
77 - مكرر - أحمد بن عمر بن محمد بن خَرَشيذ قولة، أبو علي الأصبهانيُّ التاجر السَّفَّار. [المتوفى: 393 هـ][ص:723]
توفي فيها، وقيل: سنة أربع.
سيأتي.(8/722)
78 - إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو إِسْحَاق الطَّبري المقرئ المالكي المعدِّل. [المتوفى: 393 هـ]
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة،
وَحَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعَلِيّ الستوري، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان العَبَّاداني، وطبقتهم، وقرأ لقالُون عَلَى أبي الحسين بْن بويان، وقرأ لأبي عَمْرو عَلَى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الولي، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الفحّام، وقرأ لعاصم عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النَّقّاش. وقرأ لحمزة عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الحسن بْن يعقوب بْن مُقَسّم صاحب إدريس الحدّاد. وقرأ لحمزة أيضًا عَلَى أَبِي عيسى بكّار بْن أحْمَد، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُرَّة الطُّوسي.
قرأ عَلَيْهِ شيخا أَبِي طاهر بْن سوار: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي الفضل الشرمقاني، وغيرهما.
قَالَ الخطيب: كَانَ الدارقطني قد خرج للطبري خمسمائة جُزْء، وكان مفضلا عَلَى أهل العِلْم، وداره مَجْمَع أهل القرآن والحديث، وكان ثقةً.
قلت: وروى عَنْهُ جماعة، وكان عارفًا بمذهب مالك، وعليه حفظ القرآن الشريف الرضي. ونحل الرضي دارًا فاخرة بالكرخ.(8/723)
79 - إدريس بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق، أَبُو القاسم البغدادي المؤدب. [المتوفى: 393 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حامد الحَضْرَمِي، وإبراهيم بْن عَبْد الصَّمد الهاشمي، وأَبِي بَكْر بْن الْأنباري. وقرأ القرآن عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن شنَّبوذ.
قَالَ العتيقي: ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وكان ثقة مأموناً، قال: وتُوُفِّي فِي رمضان. [ص:724]
رَوَى عَنْهُ: الْأزهري، والْحُسَيْن الطَّناجيري، وجماعة.(8/723)
80 - إِسْمَاعِيل بْن حمّاد، أَبُو نصر الْجَوْهري [المتوفى: 393 هـ]
مصنّف " الصِّحاح ".
كَانَ من " فاراب " أحد بلاد التُّرْك، وكان يُضْرَب بِهِ المَثَل فِي حِفْظ اللُّغة، وحُسْن الكتابة، ويذْكر خطُّه مَعَ خطّ ابن مُقْلَة، ومهلهل والبريدي.
وكان يُؤْثِر الغُرْبَة عَلَى الوطن، دخل بلاد ربيعة، ومضر في طلب الأدب، ولما قضى وَطَرَه من قَطْع الْأفاق والأخْذ عن علماء الشام والعراق عاود خراسان، فأنزله أَبُو الْحُسَيْن الكاتب عنده، وبالغ فِي إكرام مثواه جهده، فسكن نيسابور يدرّس ويصنّف اللُّغة، ويعلّم الكتابة، وينسخ الخِتَم.
وفي كتابه " الصِّحاح " يَقُولُ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد النيسابُوري:
هذا كتاب " الصحاح " سيّد ما ... صُنِّف قبل الصحاح في الأدب
يشمل أنواعه ويجمع ما ... فُرِّق فِي غيره من الكُتُب
ومن العجب أن المصريين يَرْوُون " الصِّحاح " عَنِ ابن القطاع، ولا يرويه أحد بخُراسَان، وقد قِيلَ: إن ابن القَطَّاع ركَّب لَهُ سَنَدًا لما رَأَى رغبة المصريّين فِيهِ، ورواه لهم، نسأل اللَّه الستر.
وفي " الصحاح " أشياء لا ريب في أنه نقلها من صحف فصحف فيها، فانتُدِب لها علماء مصر، وأصلحوا أوهامًا.
وقيل: إنّه اختلط فِي آخر عمره.
ومن شِعْره:
يا صاحبَ الدَّعوةِ لا تَجْزَعَنْ ... فكلُّنا أزْهَدُ من كُرْزِ
والماءُ كالعنبر فِي قُومِسٍ ... من عِزِّهِ يُجْعَلُ فِي الحِرْزِ
فَسَقِّنَا ماءً بلا مِنَّةٍ ... وأنت فِي حِلٍّ من الخُبْز
وله:
فها أَنَا يونُسٌ فِي بطن حُوتٍ ... بنيسابُور فِي ظُلْمَ الغَمام
فبيتي والفؤاد ويوم دَجْنٍ ... ظلامٌ فِي ظلامٍ فِي ظلامِ [ص:725]
قَالَ جمال الدين عَلِيّ بْن يوسف القفطي: مات الجوهري متردِّيا من سطح داره بنيسابُور، في شهور سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة: قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة.
وقيل: إنه تَسَوْدَنَ وعمل لَهُ دفَّيْن، وشدَّهما كالجناحين يعني، وقَالَ: أريد أن أطير، وقفز، فأهلك نفسه - رحمه اللَّه -. وكان من أذكياء العالم. أخذ العربية عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسي، وأخذ اللُّغة عَنْ خاله أَبِي إِبْرَاهِيم إِسْحَاق الفارابي.
وقيل: إن " الصِّحاح " كَانَ قد بقي عَلَيْهِ منها قطعة مسوَدَّة، فبيَّضَها بعد موته تلميذه إِبْرَاهِيم بْن صالح الورّاق، فغلط فِي أماكن، حتى أَنَّهُ قَالَ فِي " سقر " هُوَ بالألف واللام، وهذا يدلّ عَلَى أَنَّهُ لم يقرأ القرآن، وقَالَ: " الجرّاضل الجبل "، فصيرها كلمةً واحدة، بضادٍ مُعْجَمة، وإنّما هِيَ " الجرّ " بالتثقيل، " أصل الجبل ". قَالَ الراجز.
وقد قطعتُ واديا وجرا
وللجوهري مقدمة في النحو: ومن شعره:
رأيتُ فتى أشقرًا أزرقًا ... قليل الدِّماغ كثيرَ الفُضُولِ
يُفَضِّلُ من حُمْقِهِ دائمًا ... يزيد ابْن هندٍ عَلَى ابن البَتُولِ(8/724)
81 - أُمَيّة بْن أحْمَد بْن حمزة، أبو العاص الْقُرَشِيّ المرْواني الْأندلسي المالكي. [المتوفى: 393 هـ]
كَانَ فقيهًا نبيلا مشاوراً بالأندلس؛ ذكره القاضي عِيَاض.(8/725)
82 - حَزْم بْن أحْمَد بْن حَزْم بْن كوثر، أَبُو بَكْر القَيْسي القُرْطُبي. [المتوفى: 393 هـ]
حجّ سنة ثمانٍ وأربعين، فسمع عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن أَبِي مَسَرَّة، وأَبَا بكر الآجري، وحدث بيسير.
تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى.(8/725)
83 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد، أَبُو مُحَمَّد بْن وكيع التنيسي، [المتوفى: 393 هـ]
الشاعر المشهور.
لَهُ ديوان شعر، وله كتاب في سرقات أَبِي الطّيّب المتنبّي، سماه " المُنصف ".
وتُوُفِّي بتنيس، وهو نافلة مُحَمَّد بْن خلف بْن حيان الضبيّ وكيع البغدادي القاضي.(8/726)
84 - الحسن بن محمد بن القاسم، أبو علي المخزومي البغدادي المؤدب. [المتوفى: 393 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي بكر بن أَبِي داود، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وابْن مجاهد المقرئ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال.
ووثّقه الخطيب. وعاش اثنتين وتسعين سنة.(8/726)
85 - الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق البغدادي المعروف بابن السَّوطي. [المتوفى: 393 هـ]
سَمِعَ: أحْمَد بْن عثمان الْأدمي وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو طَالِب العشاري، وكان كثير الوهم.(8/726)
86 - خَلَفُ بْن أحمد بن أبي جعفر القُرْطُبي. [المتوفى: 393 هـ]
سَمِعَ: أحمد بْن سَعِيد بْن حَزْم، ومحمد بْن معاوية، وأحمد بن مُطَرَّف، وجماعة.
وكان أحد الشهود، كتبوا عنه، ولم يكن ممن يفهم.(8/726)
87 - خَلَفُ بْن القاسم بْن سهل بْن أسود، أَبُو القاسم الْأندلسي بْن الدَّبّاغ، الحافظ. [المتوفى: 393 هـ]
رحل إلى المشرق، فسمع بمصر أَبَا مُحَمَّد بْن الورد البغدادي، وسَلَم بْن الفضل، والْحَسَن بْن رشيق، وجماعة. وسمع بدمشق عَلِيّ بْن أبي [ص:727] العقب، وأَبَا الميمون بْن راشد، وبمكة من بُكَيْر الحدّاد وأَبِي الْحَسَن الخُزَاعِي والآجُرِّي، وبقُرْطُبَة من أحْمَد بْن يحيى بْن الشامة ومُحَمَّد بْن معاوية. وقرأ بالرّوايات عَلَى جماعة.
وكان حافظًا فَهْمًا، عارفًا بالرجال. صنّف حديث مالك، وحديث شُعْبَة، وأشياء فِي الزُّهد.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
رَوَى عَنْهُ: جماعة. وقد قرأ بالرّملة عَلَى أحْمَد بْن صالح صاحب ابن مجاهد.
وُلِد سنة خمس وعشرين؛ رَوَى عَنْهُ أَبُو عَمْرو الدّاني، وابْن عَبْد البَرّ، وكان لا يُقدِّم عَلَيْهِ أحدًا من شيوخه، وهو محدّث الْأندلس فِي زمانه.(8/726)
88 - سَعِيد بْن مُحَمَّد، أَبُو عثمان النيسابُوري السُّكّري المعدِّل. [المتوفى: 393 هـ]
سَمِعَ: أَبَا العباس الأصم. وحدث.
تُوُفّي فِي ذي القِعْدة.(8/727)
89 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أبو مُحَمَّد ابْن الرومي. [المتوفى: 393 هـ]
نيسابُوريٌّ صالح، لكن قَالَ الحاكم: لم يقتصر عَلَى سماعه " الصّحيح " من السَّرَّاج، فروى عَنِ ابن خُزَيْمَة،
وَتُوُفِّي فِي رمضان.
قلت: رَوَى عَنْهُ أحْمَد بْن منصور بْن خَلَف المغربي، وسعيد بْن أَبِي سَعِيد العَيَّار.(8/727)
90 - عَبْد الكريم - هُوَ أمير المؤمنين - الطائع لله ابْن المطيع لله الفضل ابْن المقتدر جَعْفَر ابْن المعتضد، يُكْنَى أَبَا بَكْر، [المتوفى: 393 هـ]
وأُمُّهُ أَمَة.
قَالَ أَبُو عَلِيّ بْن شاذان: تقلد الطائع لله الخلافة فِي ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وقبضوا عَلَيْهِ فِي شعبان سنة إحدى وثمانين، وبقي إلى هذه السنة، فتوفي فيها. قَالَ: ورأيته رجلا مرْبُوعًا، كبير الْأنف، أبيض أشقر. [ص:728]
قَالَ أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي: ولما وُلِّي الطائع ركب وعليه البُرْدَة، ومعه الجيش، وبين يديه سُبُكْتِكين، فِي تاسع عشر ذي القعدة، وخلع من الغد عَلَى سُبُكْتِكين خِلَعَ السّلطنة، وعقد لَهُ اللواء، ولقّبه " نصر الدولة "، وحضر عيد الْأضحى، فركب الطائع إلى المصلَّى، وعليه قباء وعمامة، وخطب خطبة خفيفة، بعد أن صلّى بالنّاس، ثم إنّ عزّ الدولة أدخل يده فِي إقطاع سُبُكْتِكين، فجمع سُبُكْتِكين الْأتراك الذين ببغداد، ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه، وراسل أبا إسحاق معز الدولة يعلمه بالحال ويطعمه أن يعقد لَهُ الْأمر، فاستشار أمَّه، فمنعته، فصار إليها من بغداد جماعة، وصوبوا لها محاربة سبكتكين فحاربوه فقهرهم، واستولى عَلَى ما كَانَ ببغداد لعزّ الدّولة، وثارت العامة تنصر سُبُكْتِكين، فبعث إلى عزّ الدولة يَقُولُ: إنّ الْأمر قد خرج عَنْ يدك، فأفرج لي عن واسط وبغداد، ليكونا لي، ويكون لك الْأهواز والبصْرة، ودع الحرب. وكتب عزّ الدولة إلى عَضُد الدولة يستنجده، فتوانى، وصار الناس حزبين، وأهل التشيع ينادون بشعار عز الدولة، والسنة والديلم ينادون بشعار سُبُكْتِكين، واتّصلت الحروب، وسُفِكَت الدماء، وكُبِسَتْ الدُّور، وأُحْرِق الكَرْخ حريقًا ثانيا.
وكان الطائع شديد الحيل، قوياً، في خلقه حدة. خلعه بهاء الدولة ابن عضد الدولة بإشارة الْأمراء ومعونتهم. ثم كَانَ فِي دار عند القادر باللَّه مُكَرَّمًا مُحْتَرَمًا، إلى أن مات ليلة عيد الفِطْر، وصلّى عَلَيْهِ القادر باللَّه، وكبّر عَلَيْهِ خمْسًا، وحُمل إلى الرَّصافة، وشيّعه الْأكابر والخَدَم، ورثاه الشريف الرّضِيُّ بقصيدة.
وقَالَ أبو حفص بن شاهين: خلع المطيع لله نفسه غير مكره، فيما صحّ عندي، ووُلّي ابنه الطائع، وسنُّه يوم وُلّي ثلاثة وأربعون سنة.
قلت: فيكون عمره ثلاثًا وسبعين سنة. وقد ذكرنا أنه ولي بعده لما خلعوه القادر بالله أحمد.(8/727)
91 - عَبْد الملك بْن أحْمَد بْن عَبْد الملك بْن شُهَيد، الوزير أَبُو مروان القُرْطُبي. [المتوفى: 393 هـ]
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ووهب بْن مَسَرَّة.
وكان إمامًا فِي اللغة والإخبار؛ صنف " التاريخ الكبير " عَلَى السّنين، من وفاة عَلِيّ - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - إلى وقته، وهو أزيد من مائة سِفر،
وَتُوُفِّي فِي رابع ذي القعدة بالذّبحة، عَنْ سبعين سنة.
رَوَى عَنْهُ: ابن عائذ.(8/729)
92 - عثمان بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد، أَبُو عَمْرو المُخَرَّمي القارئ. [المتوفى: 393 هـ]
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، والْحُسَيْن بْن صفوان، وبنيسابور الْأصمّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، ووثّقه العتيقي.
تُوُفِّي بالدِّينَوَر.(8/729)
93 - عُمَر بْن زكَّار بن أحمد، أَبُو حفص التمّار. [المتوفى: 393 هـ]
بغدادي،
رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، وعثمان بْن جَعْفَر اللّبّان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وهبة اللَّه اللالكائي.
قَالَ العتيقي: ثقة مأمون.(8/729)
94 - القاسم بْن أحْمَد، أَبُو مُحَمَّد التُّجَيْبي الطُّليْطِلي، نزيل قُرْطُبَة، ويعرف بابن أرفع رأسه. [المتوفى: 393 هـ]
سَمِعَ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن أَيْمَن، وابْن المَشَّاط، وشاوره ابن السّليم وغيره فِي الْأحكام. ووُلِّي قضاء بلده وقضاء بَطَلْيُوس، وتولّى بناء حصون الثَّغْر.
وكان ثقة، تفقه بِهِ جماعة، وكان خبيرًا بمذهب مالك.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وجماعة. [ص:730]
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، وكان ثقة، مَزَّاحًا.(8/729)
95 - كُوهي بْن الْحَسَن، أَبُو مُحَمَّد الفارسي. [المتوفى: 393 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أحْمَد أخي أَبِي اللَّيْث الفرائضي، وأَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضْرمي.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ القاضي، وأبو القاسم التنوخي، وغيرهم.
وثّقه الخطيب،
وَتُوُفِّي فِي شوّال.(8/730)
96 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر الطاهري البغدادي الضّرير، [المتوفى: 393 هـ]
نزيل إصبهان.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الرازي، ومُحَمَّد بْن عيّاش المّوْصلي. سَمِعَ عَلِيّ بْن حرْب، وأَبَا صالح السليل بْن أحْمَد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن عَلِيّ اليزدي، وعَبْد الرَّحْمَن وعُبَيْد اللَّه ابنا أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه، وغيرهم.
ومات فِي عاشر ذي القعدة؛ ذكره ابن النّجّار.(8/730)
97 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الْأعلى، أَبُو عَبْد اللَّه المغربي المقرئ الزّاهد المعروف بالورشي. [المتوفى: 393 هـ]
سَمِعَ بمصر، والشام، والعراق، وإصبهان بعد الخمسين وثلاثمائة، وكان راسًا فِي علم القرآن.
تُوُفِّي بسجستان؛ ذكره الحاكم فِي " تاريخه ".(8/730)
98 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهدي الْإسكافي، أَبُو عَبْد اللَّه الشاهد. [المتوفى: 393 هـ]
من فُضَلاء بغداد، جمع تاريخًا كبيرًا عَلَى السنين، بدأ فِيهِ بسنة الهجرة النبوية.
قال ابن الخازن: نقلت منه أشياء حسنة.
وقَالَ ابن النّجّار: كَانَ ثقةً أمينًا عفيفًا، مات فِي رجب سنة ثلاثٍ وتسعين.(8/730)
99 - مُحَمَّد بْن ثابت، أَبُو الْحَسَن الصَّيْرَفي. [المتوفى: 393 هـ]
بغداديّ. عَنْ إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن السّمّاك.
وَعَنْهُ: عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد الصَّيْرَفي.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين فِي رمضان.(8/731)
100 - مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن دَاوُد، أخو أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الحُسين العلوي النَّيْسابوريّ. [أبو علي] [المتوفى: 393 هـ]
كَانَ كثير المروءة والإفضال عَلَى الصُّلَحاء، يُكنى أَبَا عَلِيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي شعبان.
وذكر ابن الصَّلاح هذا وأخاه فِي " طبقات الشافعيّين "، وقيل: إنّ هذا درّس فقه الشافعي.(8/731)
101 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي عامر مُحَمَّد بْن الوليد القحطانيُّ المَعَافِرِي الْأندلسي، الملك المنصور الحاجب أَبُو عامر. [المتوفى: 393 هـ]
مدبر دولة الخليفة المؤَيَّد باللَّه هشام ابْن المستنصر الْأُمويِّ صاحب الْأندلس، فإن المؤَيَّد باللَّه بُويع بعد أَبِيهِ، وله تسعُ سنين، وكان الحاجب أَبُو عامر هُوَ الكلّ، فعمد أوّل تغلُّبه عَلَى الْأمر إلى خزائن المستنصر باللَّه الحكم ابن النّاصر، الجامعة للكُتُب، فابرز ما فيها من صنوف التواليف بمَحْضر من خواصّة العلماء، وأمر بإفراد ما فيها من كتب الْأوائل، حاشى كُتُب الطّبّ والحساب، وأمر بإحراقها، فأُحرِقت، وطُمِرَ بعضُها، وكانت كثيرة جدًّا، ففعل ذَلِكَ تحبُّبًا إلى العوامّ، وتقبيحًا لرأي المستنصر عندهم.
وكان أبو عامر حازماً مدبراً، شجاعاً بطلا غزا ما لم يغزه أحد من الملوك، وافتتح فتوحًا كثيرة، وبقي فِي المملكة نَيِّفاً وعشرين سنة.
وكان عالمًا فاضلا، كثير المآثر والمحاسن، قد طلب العلوم فِي صباه، فإن أباه أبا حفص كان من العلماء الزهاد، قد سمع من محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد. تمكن أبو عامر من الأمور ودانت لهيبته [ص:732] أقطار الْأندلس، وأمنت بِهِ لفَرطْ سياسته. وقد استوزر جماعة، وكَانَ المؤيَّد باللَّه معه صورة بلا مَعْنَى، فإنّه استولى عَلَى التدبير والحجوبية، ولم يبق أحد من الدولة يقدر عَلَى رؤية المؤَيَّد، بل كَانَ أَبُو عامر يدخل عَلَيْهِ القصر ويخرج فيقول: أَمَرَ أميرُ المؤمنين بكذا، ونهى عَنْ كذا، فلا يخالفه أحد، وكان يمنع المؤَيَّد من الاجتماع بأحد، وإذا كَانَ بعد سنين أركبه وجعل عَلَيْهِ بُرْنُسًا، وألبس جواريه مثله، فلا يعرف المؤَيَّد فِي سائر الجواري، ويخرجه ليتنزّه فِي الزَّهْراء، ثم يعود إلى القصر عَلَى هذه الحالة، وليس لَهُ إلا السكة والخطبة.
وكان أَبُو عامر لَهُ فِي الجمعة مجلس حافل، تجتمع فِيهِ العلماء للمناظرة.
وغزا فِي أيّامه نيّفًا وخمسين غزوة، وملا بلاد المسلمين غنائم وسبياً، حتى قيل: لقد أبيعت بِنْت عظيم من عظماء الروم ذات حُسْن وجمال بقُرْطُبَة بعشرين دينارًا عامِرِيَّة، وكان إذا فرغ من قتال العدوّ، نَفَضَ ما عَلَيْهِ من غُبَار، ثم يجمعه وَيَتَحَفَّظُ به، فلما احتضر، أمر بما اجتمع من ذَلِكَ أن يُذَرَّ على كَفَنِه.
وَتُوفِّي - رحمه اللَّه - وهو بأقصى الثغور، عند موضعٍ يعرف بمدينة سالم، مبطونًا شهيدًا فِي هذه السنة. وللشعراء فِيهِ مدائح كثيرة، وكان يُجِيزُهم بالذَّهَب الكثير. وقام بالأمر بعده ولده أَبُو مروان عَبْد الملك بْن أَبِي عامر، ولقبوه بالمظَّفر، فدامت أيّامه فِي الْأمن والخصْب، ولكنْ لم تَطُلْ مدَّتُه، ومات، فثارت الفِتَن بالأندلس.(8/731)
102 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زكريّا، محدّث العراق، أَبُو طاهر البغدادي الذَّهبي المخلِّص. [المتوفى: 393 هـ]
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطُّوسي، ورضوان الصّيْدَلانِي، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو سعد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ السّمّان، وَأَبُو طَالِب المحسّن بْن شهفيروز الفقيه، وإبراهيم بْن [ص:733] مُحَمَّد بْن مُوسَى الشَّرَوِي الفقيه نزيل بغداد، وعَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وأحمد بن محمد بن النَّقُّور، وعلي بن أحمد ابن البُسْريّ، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الْأنماطي، وخلق كثير آخرهم أَبُو نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، مولده فِي شوّال سنة خمس وثلاثمائة.
وقَالَ المخلِّص: أول سماعي من البَغَوي فِي سنة اثنتي عشرة.
قلت: انتقى عليه أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس عدّة أجزاء، وَأَبُو بَكْر البقّال عدّة أجزاء.
والمخلِّص هُوَ الَّذِي يخلّص الغشّ من الذَّهب بالتعليق والنّار، وقد وقع لنا جملة صالحة من عوالي المخلِّص.
وكانت وفاته فِي رمضان من السنة - رحمه اللَّه -.
فَمِنْ حَدِيثِهِ: قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إسحاق بمصر: أخبركم المبارك بن أبي الجود، قال: أخبرنا أحمد ابن الطلاية، قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا كثير بن عبد الله الأبلي، قال: حَدَّثَنَا أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار ". هذا حديث تُساعيّ لنا متّصل الْأسناد، وإن كَانَ كثير من الضعفاء، فَيَبْعُدُ أَنَّهُ تعمّد الكذب فِي سماعه لهذا الحديث من أَنس، إذ فِيهِ من الوعيد ما فِيهِ.(8/732)
103 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن القُرَشي المخزومي السّلاميّ [المتوفى: 393 هـ]
الشاعر المشهور.
نشأ ببغداد، ولقي بالمَوْصِل جماعةً من الْأدباء، منهم أَبُو الفرج الببّغاء، وَأَبُو عثمان الخالدي، وَأَبُو الْحَسَن التَّلعْفَري، فأعجبتهم براعته عَلَى حداثة سِنِّه، إلا التَّلعْفَرِي، فإنه اتّهمه فِي شِعْره: [ص:734]
سَمَا التَّلَعْفَرِي إلى وصالي ... ونفسُ الكلب تكبر عَنْ وصالهْ
ينافي خُلُقه خُلُقي وتَأْبَى ... فِعَالي أنْ تُضاف إلى فِعالِهْ
وفيه يَقُولُ السَّلامي:
فصنعتيَ النفيسة فِي لساني ... وصنعته الخسيسةُ فِي قَذالهْ
فإنْ أشعر فما هُوَ من رجالي ... وإنْ يُصْفَعْ فما أَنَا من رجالهْ
قصد السَّلاميّ حضرة الصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد وهو بإصبهان، فامتدحه، فبالغ الصّاحب فِي إكرامه وإعطائه، ثم قصد حضرة السلطان عَضُد الدولة إلى شيراز، فأقبل عَلَيْهِ، واختصّ بِهِ. وكان يَقُولُ: إذا رأيت السَّلامي في مجلسي، ظننت أنه عُطَارِد قد نزل من الفَلَك، فوقف بين يديّ.
وللسَّلاميّ فِيهِ:
يُشَبِّهُهُ المُدَّاحُ فِي البأسِ والنَّدَى ... بمَنْ لو رآه كان أصغر خادم
ففي جَيْشه خَمْسون ألفًا كَعَنْتَرٍ ... وأمضى وفي خُزَّانه ألفُ حاتمِ
تُوُفِّي السَّلاميّ فِي جُمادى الْأولى من السنة، وهو فِي عشر الستّين، وشِعْرُه سائر مُدَوَّن.(8/733)
104 - مُحَمَّد بْن أبي إسماعيل عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن القاسم بْن مُحَمَّد، الشريف السيد أَبُو الْحَسَن العَلَوِي الحسني الزَّيْدي الهَمَذَاني المعروف بالوصيّ. [المتوفى: 393 هـ]
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الجلاب، وأَحْمَد بْن عُبَيْد، وعبدان بْن يزيد الدّقّاق، وجماعة بهَمَذَان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وجعفر الخُلْدي، وابْن كامل القاضي ببغداد، والطَّبراني بإصبهان، وخيثمة الأطرابلسي بالشام، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عيسى، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي اللَّيْث الصّفّار، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن عُزَيز التككي، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا صوفيًّا واعظًا، تفقه ببغداد عَلَى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وتزهّد، وجاور بمكّة، ورجع فأقام ببُخَارَى مدّةً، وبها مات فِي ثاني عشر المحرَّم، سنة ثلاث وتسعين. [ص:735]
قلت: وروى عَنْهُ أيضًا أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وسمع من الْأصمّ.
وقيل: إنه مات ببلْخ.
وقَالَ السُّلَمي: كَانَ أحد الْأشراف عِلْمًا ونَسَبًا ومحبّة للفقراء، وصحبةً لهم، مع ما يرجع إِلَيْهِ من العلوم. كُتُب الحديث والفقه، وصحب الخلدي، وكان يُكْرِمه، ودخل دُوَيْرةَ الصوفية بالرملة، فكان يخدمهم أيامًا، حتى قدِم فقير فأتى فقبّل رأسه، وقَالَ: هذا شريف الجبل، وليس بهَمَذَان أغنى منهم ولا أجلّ، فقام عَبَّاس الشاعر فقبّل رِجْله، فأخذ الشريف أَبُو الْحَسَن ركوته، وذهب إلى مصر.
وقَالَ الحاكم: عاش ثلاثًا وثمانين سنة.
وقَالَ أَبُو سعد الإدريسي: يُحْكَى عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يجازف فِي الرواية فِي آخر عمره.(8/734)
105 - مُحَمَّد بْن يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن بهلول التنوخي الْأنْباري، أَبُو غانم بْن الْأزرق. [المتوفى: 393 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي بكر ابن الْأنْباري، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد،
وَتُوُفِّي بالأنبار.(8/735)
106 - وليد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو الْعَبَّاس القيسي القُرْطُبي الزَّيّات. [المتوفى: 393 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية، وأَحْمَد بْن سَعِيد، وجماعة، وعاش سبعين سنة.(8/735)
107 - يحيى بْن مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو بِشْر النيسابُوري الكاتب. [المتوفى: 393 هـ]
رَوَى عَنْ: الْأصمّ، وعلي بن حمشاذ.
وتُوُفِّي فِي شعبان.(8/735)
108 - يوسف بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يوسف بْن عمروس، أَبُو عُمَر الأندلسي الإستجي. [المتوفى: 393 هـ][ص:736]
سَمِعَ الكثير مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي دُلَيْم وجماعة، وكان إمامًا فقيهًا رأسًا فِي الفتيا.
تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى، وله ثلاث وسبعون سنة،
وسمع منه غير واحد.
وَرَوَى عَنْهُ ابن عَبْد البَرّ.(8/735)
-سنة أربع وتسعين وثلاثمائة(8/737)
109 - أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم القصّار. [المتوفى: 394 هـ]
إصبهانيّ محدّث،
رَوَى عَنْ: أَبِي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم، وأَبِي عَلِيّ الصّحّاف، فَمن بعدَهما.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: كَانَ يختلف معنا، إلى أن توفي؛ تُوُفِّي فِي ذي الحجّة - رحمه اللَّه -.(8/737)
110 - أحْمَد بْن عُمَر بْن خَرَشِيذ قُولَة، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني التاجر. [المتوفى: 394 هـ]
حدّث بمصر عَنْ أَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وإِسْمَاعِيل بْن رجاء العسقلاني، ورشأ بْن نظيف، وخلق.
وثقه الخطيب، وقال: ذكر لي العتيقي أنّه سَمِعَ منه بمصر وبمكّة وبغداد، وكان يحجّ كل سنة.
قَالَ الخطيب: سكن مصر حتى مات.
وقَالَ الحبّال: مات فِي جُمادى الْأولى - رحمه اللَّه -.(8/737)
111 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفَضْل، أَبُو الْعَبَّاس النَّهَاوَنْدِي [المتوفى: 394 هـ]
الزّاهد العارف.
وَرَّخه السُّلَمي، وقَالَ: صحِب جعفرا الخلدي. لَهُ مجاهدة عظيمة وأحوال.(8/737)
112 - إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن سَيْبُخْت، أبو الفتح البغدادي الكاتب، [المتوفى: 394 هـ]
نزيل مصر. [ص:738]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الملك بْن عُمَر الرزّاز، ورشأ بْن نظيف، وجماعة.
قال الخطيب: كان سيئ الحال فِي الرّواية، وقَالَ مرّة: ساقط الرّواية.
توفي بمصر في جمادى الآخرة.(8/737)
113 - أفلح، أبو يحيى القُرْطُبي، [المتوفى: 394 هـ]
مولى إِبْرَاهِيم بْن يوسف.
وحجّ وَسَمِعَ مِنْ: الْأجُرِّي، وأَبِي بَكْر بْن خَرُوف، وجماعة.
كتب عَنْهُ غير واحد.(8/738)
114 - بدر، أَبُو الغصن، مولى أحْمَد بْن قطن الزّيّات، القُرْطُبي. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ: قاسم بْن أَصْبَغ، وبمصر من حمزة الكناني، وأَبِي الْعَبَّاس الرّازي، وأَبِي أحْمَد بْن النّاصح.
وكان رجلا صالحًا.
رَوَى أحاديث، ولم يكن له كبير علم.(8/738)
115 - تمصولت الأسود، ويقال: طزمُلت، الْأمير أبو محمد الْمَصْرِيّ الرافضيّ. [المتوفى: 394 هـ]
وُلِّي دمشق للحاكم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وفي سنة ثلاث عزَّر رجلا مغربيا بدمشق على حمار: هذا جزاء من يحبّ أَبَا بَكْر وعُمَر، ثم قتله.
مات إلى غير رحمة اللَّه فِي صفر.(8/738)
116 - حُبَاشة بْن حصن اليحصبيُّ. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ بالقَيْروَان: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه القلانسي، وزياد بْن عَبْد الرَّحْمَن، [ص:739] ودخل إلى الْأندلس، فصحب مُحَمَّد بْن عبد الله ابن الحرار، وتردّد فِي الثُّغور مُرابطًا، ثم رحل إلى المشرق، فسمع من أَبِي زيد المَرْوَزِي وغيره، ورجع إلى الْأندلس، وكان من فقهاء المالكية.
تُوُفِّي بقُرْطُبَة.(8/738)
117 - سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن الفضل، الفقيه، أَبُو سهل النيسابُوري الواعظ. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ: مكّي بْن عَبْدان.
وَعَنْهُ: الحاكم، وطائفة.(8/739)
118 - شاه بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو مُعاذ الهَرَوِي المالينيُّ. [المتوفى: 394 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبا بكر عبد الله بن محمد بْن زياد النيسابُوري، وله جُزْء سمعناه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر المليحي، وَأَبُو عثمان الصَّابُونِي، وَأَبُو عاصم الجوهري الهروي، وهو آخر من حدّث عَنْهُ، وحدث عَنْهُ أيضًا أَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي.
تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى بهَرَاة.(8/739)
119 - طلحة بْن أسد بْن عَبْد اللَّه بْن المختار الرّقّي، [المتوفى: 394 هـ]
نزيل دمشق.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر الْأجُرِّي، وأَبِي عَلِيّ الْحَسَن بْن منير التنوخي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّان، ورشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وغيرهم. وكان من الصالحين.
تُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل.
قَالَ الكتّاني: حدّث بكُتُب الْأجُرِّي كلّها، وكان ثقة مأمونًا، يُذْكَر عنه من الكرم والسخاء شيء عظيم - رحمه اللَّه -.(8/739)
120 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الوهاب، أَبُو عُمَر السُّلَمي الْإصبهاني المقرئ الورّاق. [المتوفى: 394 هـ]
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُمَر الزُّهْرِيّ ابن أخي رُسْتَه، وعَبْد اللَّه بْن الصبّاح، ومُحَمَّد بْن عُمَر الجورجيري، وابْن الجارود، وأَبِي الْحَسَن [ص:740] اللنباني، وغيرهم، وكتب الكثير.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذّكْواني، وعَبْد الوهاب بْن مَنْدَه.
تُوُفّي فِي ذي القِعْدة.(8/739)
121 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن زَرّ، بفتح الزاي، أبو أحمد الخواري الرازي. [المتوفى: 394 هـ]
رَوَى عَنْ: أحمد بن جَعْفَر بْن نصر الجمّال، وإِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد السمناني صاحب زغبة؛
قاله الْأمير ابن ماكولا، وأنّه مات فِي صفر.(8/740)
122 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْرَوَيْه، أَبُو مُحَمَّد النيسابُوري، [المتوفى: 394 هـ]
ابن خال الحاكم.
سَمِعَ: الْأصمّ، وأَحْمَد بن إسحاق الضبعي، وحدّث.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.(8/740)
123 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو القاسم النيسابُوري المطوّعي. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ: ببغداد من جَعْفَر الخلْدي، وعَبْد اللَّه بْن عدي الحافظ، وحدَّث.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.(8/740)
124 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَمَّار، أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ النيسابُوري الحافظ العَمَّاريُّ. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن إِسْحَاق الصِّبْغي، وأَبَا عَلِيّ الرَّفَّاء، وطبقتهما،
وصَنَّفَ وذَاكَر.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: سررت برؤيته، عاش سبْعًا وخمسين سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم.(8/740)
125 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو سَعِيد النيسابوري المعدل. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ: أبا العباس الأصم، وغيره، وحدّث بطريق مكّة.(8/740)
126 - عَبْد السلام بْن عَلِيّ، أَبُو أحْمَد البغدادي المعلّم الجذَّاع. [المتوفى: 394 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وابْن زياد النيسابُوري، وأَبِي مُزَاحم، مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه الخاقاني، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزْجِي.
وثَّقه العتيقي.(8/741)
127 - عَبْد الملك بْن إدريس الْأزْدِيّ، أَبُو مروان ابن الجزيري [المتوفى: 394 هـ]
الكاتب الشاعر، نزيل قُرْطُبَة.
تُوُفِّي فِي حبْس المظفّر بْن أَبِي عامر، ولم يخلف مثله كتابةً وبلاغةً وشعرًا، وبه خُتِم بُلَغاء كُتّابِ الْأندلس.(8/741)
128 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه ابن الخَلاص القَيْسي البَجَّاني الْأندلسي. [المتوفى: 394 هـ]
عُنِي بالحديث وحجّ،
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّد بْن الورد، وحمزة الكناني، وعلي بن الحسن علان الحرّاني، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر غُنْدر. وكان زاهدًا صالحًا متواضعًا حافظًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سمعت منه ببجانة، وسمع منه غير واحد،
وَتُوفِّي فِي رجب.(8/741)
129 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه الْأنْصَارِيّ الْأندلسي، [المتوفى: 394 هـ]
من أهل رَيَّه.
حجّ سنة ثلاثٍ وأربعين، وله اثنتان وعشرون سنة، فسمع من عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ، وأَحْمَد بْن سَلَمة بْن الضَّحّاك، وإِسْمَاعِيل بْن الْجُراب، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ومحمد بن عيسى التميمي البغدادي ابن العلاف، وسمع " صحيح " الْبُخَارِيّ من ابن السَّكَن. ورجع فلزم الزُّهْدَ والانقباض، ووُلِّي الخطابةَ بموضعه، وكان رقيقاً بكاءً.
تُوُفِّي فِي شعبان. [ص:742]
سَمِعَ النّاس منه.(8/741)
130 - مُحَمَّد بْن حسين بْن مُحَمَّد بْن أسد، أَبُو عَبْد اللَّه التميمي الطّبْني الْأديب، [المتوفى: 394 هـ]
نزيل الْأندلس.
قِيلَ: إنّه لم يدخل الْأندلس أحدٌ أشعرَ منه، وكان واسع الْأدب والمعرفة، واتَّصل بالحاجب أَبِي عامر، ووُلّي الشرطة، وعاش أكثر من تسعين سنة. وكان دخوله الأندلس في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة،
وَتُوفِّي في آخر يومٍ من سنة أربعٍ وتسعين، وشهده المُظَفَّر بْن أَبِي عامر، والأعيان.(8/742)
131 - مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن ضيفون، أَبُو عَبْد اللَّه اللَّخْمي القُرْطُبي الحدّاد. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن يونس القبري، وأَحْمَد بْن زياد، وقاسم بْن أَصْبَغ، وحجّ فِي سنة تسعٍ وثلاثين، وشهد رَدَّ الحجر الْأسود إلى مكانه فِي هذا العام. وسمع ابن الأعرابي، وعبد الكريم ابن النَّسَائي، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن دحمان المصِّيصي، سَمِعَ منه بأطْرَابُلُس، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن مسرور العسال بمدينة القَيْروَان.
وكان صالحًا عَدْلا، كتب النّاس عَنْهُ، وعلت سِنُّهُ، واضطرب فِي أشياء قُرِئت عَلَيْهِ لم يسمعها، ولم يكن ضابطًا، قَالَ لي: ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي شوّال؛ قاله ابن الفَرَضِيّ.
وآخر من حدث عنه أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ.(8/742)
132 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن حُمَيْد، أَبُو الْحَسَن بْن بهتة البغدادي البزّاز. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصَّمد الهاشمي، والمَحَامِلي، والْحُسَيْن المطبقي، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وقَالَ: ثقة.(8/742)
133 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو نصر الْأنماطي. [المتوفى: 394 هـ]
نيسابوري صالح، خدم أَبَا عَلِيّ الثقفي، وصحِب الزُّهّاد والأئمّة.(8/743)
134 - مُحَمَّد بْن عطاء اللَّه القُرْطُبي النَّحْوِيّ. [المتوفى: 394 هـ]
من كبار أئمّة العربية.(8/743)
135 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن حَسَّان الماليني، أبو جعفر [المتوفى: 394 هـ]
ختن الشاركي.
أحد المحدّثين بهَرَاة،
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الباشاني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عثمان الصّابوني، وغيره، وَأَبُو عطاء عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الجوهري.(8/743)
136 - مُحَمَّد بْن يحيى بن زكريا بن يحيى التميمي، العلامة أَبُو عَبْد اللَّه بْن بَرْطال القُرْطُبي القاضي المالكي. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحْمَد بْن خالد الجباب، وقاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عيسى، وحجّ، فسمع من إبراهيم بن فراس العبقسي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع السُّكَّري،
ووُلِّي قضاء رَيَّه، ثم وُلِّي قضاء الجماعة والصّلاة. وعاش إلى أن عَلَتْ سِنُّه، وتَفَلَّتَ ذِهْنُه، فصرفه الحاجب أَبُو عامر عن القضاء، ونقله إلى الوزارة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه ابْن الفَرَضِيّ، وسراج بْن عَبْد اللَّه.
وحدّث أيضًا عَنْ عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ وخلْقٍ، وعاش خمسًا وتسعين سنة. وكان حُجَّةً. ورحل فِي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وكان كبير الشأن وافر الجلالة، لحق مُحَمَّد بن محمد الخياش، وإسماعيل بن الجراب.
تفرّد بأشياء.(8/743)
137 - محمود بن حكيم بن منذر، أبو عبد الله الأسديُّ الأندلسيُّ البَجَّانيُّ. [المتوفى: 394 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرقندي، وعَبْد اللَّه بْن جعفر بن [ص:744] الورد، والعباس بن محمد بن الرافقي، وجماعة. وسمع كتبا كبارا في الفقه، وبقي في الرحلة عشر سنين، سمع الناس منه كثيراً.
قال ابن الفَرَضي: سمعت منه ببجانة، وكان شيخاً صالحاً صدوقاً فقيراً مُقلاً، توفي سنة أربع وتسعين.(8/743)
138 - الموفق، أبو علي الإسكافيُّ، واسمه حسن بن محمد بن إسماعيل. [المتوفى: 394 هـ]
كان مُقدماً عند بهاء الدولة أبي نصر ابن عضد الدولة فَوَلّاه بغداد نيابة، فقبض على اليهود، وأخذ منهم الوفاء من الذهب، ثم هرب إلى البطيحة فأقام بها سنين، ثم خرج منها، وانصلح أمره، وعَظُم قدره، ووزر، وكان شجاعاً منصوراً في الحروب، أخذ بلاد فارس ممن استولى عليها لمخدومه بهاء الدولة، ثم قتله بهاءُ الدولة، وله تسع وأربعون سنة، قاله أبو الفرج ابن الجوزي.(8/744)
139 - يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن زكريّا بْن حَرْب، وحرب ابن أخي الزّاهد أحْمَد بْن حرب النيسابُوري، أَبُو زكريا المزَكِّي المعروف بالحربي. [المتوفى: 394 هـ]
كَانَ أديبًا إخباريا، كثير العلوم، رئيسًا.
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، ومكيّ بْن عَبْدان، وعَبْد اللَّه بن محمد الشرقي، وأَحْمَد بْن حمدون الْأعمش، وعَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، وغيرهم.
وحدّث بنيسابُور والرّيّ وبغداد، فأكثروا عنه؛
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو بَكْر الْأرْدَسْتَاني، ومُحَمَّد بْن أَبِي عَمْرو النيسابُوري شيخ الخطيب، وَأَبُو سعد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الحاكم، وَأَبُو الْحَسَن أحْمَد بْن عَبْد الرحيم الإسماعيلي، وَأَبُو عثمان البحيري، وَأَبُو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ التاجر، وآخرون.
وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة، وهو صَدُوق فِيهِ بدعة.(8/744)
140 - يحيى بْن مُحَمَّد بْن وهب بْن مَسَرَّة بْن حكم، أَبُو زكريا التميميُّ الفَرَجيُّ، [المتوفى: 394 هـ]
من مدينة الفرج بالأندلس.
سَمِعَ مِنْ: جدِّه، ورحل فسمع بمصر من الْحَسَن بْن رشيق، وأَبِي بَكْر بْن إسماعيل المهندس، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ النّاس كثيرًا، واختصر كتاب " الْأسماء والكنى " للنَّسَائي، وعاش ستّين سنة - رحمه اللَّه -.(8/745)
141 - يعيش بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم القُرْطُبي الورّاق المعروف بابن الحَجّام. [المتوفى: 394 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي دُلَيْم، وجمع لمحمد بْن معاوية القرشي مُسْنَد حديثه.
وقد ذهب بَصَره بآخرة،
وَتُوُفِّي في صفر.
كتب الناس عنه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ.(8/745)
142 - لبنى كاتبة الخليفة المستنصر بالله الحكم ابن النّاصر الْأمويّ. [المتوفى: 394 هـ]
كانت نَحْوِيّة، حاذقة بالكتابة، شاعرة، بصيرة بالحساب، لم يكن فِي قصر الْأمرة أنبل منها، وكان خطّها مليحًا، ومعرفتها للعروض تامّة.
تُوُفِّيت فِي هذه السنة.(8/745)
-سنة خمس وتسعين وثلاثمائة(8/746)
143 - أحْمَد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عمران، أَبُو الْعَبَّاس الْإصبهاني الخلْقاني. [المتوفى: 395 هـ]
ثقة، ديِّن.
سَمِعَ بالبصرة مِنْ: علي بن إسحاق المادرائي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْم، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَتَّوَيْه، والإصبهانيّون.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.(8/746)
144 - أحْمَد بْن فارس بْن زكريّا بْن مُحَمَّد بْن حبيب، أَبُو الْحُسين الرّازي، وقيل: القِزْوِيني، المعروف بالرازي المالكي اللُّغَوِي، [المتوفى: 395 هـ]
نزيل هَمَذَان وصاحب " المُجْمَل فِي اللُّغة ".
رَوَى عَنْ: أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفامي، وعَلِيّ بْن محمد بْن مِهْرَوَيْه القِزْوِينيّين، وسعيد بْن مُحَمَّد القطّان، ومُحَمَّد بْن هارون الثقفي، وعَبْد الرَّحْمَن الجلاب، وأحمد بن عبيد الهمذانيين، وأبي القاسم الطبراني، وأبي بكر ابن السني، وجماعة. رَوَى عَنْه أَبُو سهل بْن زيرك، وَأَبُو منصور بْن عيسى الصُّوفي، وعَلِيّ بن القاسم الخياط المقرئ، وَأَبُو منصور بْن المحتسِب، وآخرون.
وُلِد بِقزْوِين، ونشأ بهَمَذَان، وكان أكثر مقامه بالرّيّ.
وكان كاملا فِي الْأدب، فقيهًا، مُنَاظِرًا، مالكيا. وكان يناظر فِي الكلام، وينصر مذهب أهل السُّنَّة. وطريقته في النحو طريقة الكوفيين، وكان بالجبل نظير ابن لنكك بالعراق، جمع إتقان العلماء، إلى ظُرْف الكُتّاب والشعراء.
وله مصنفات بديعة ورسائل مفيدة، وأشعار جيّدة، وتلامذة فيهم كثرة، وكان شديد التعصّب لال العميد، وكان الصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد يكرهه لذلك، وكان قد ألف " كتاب الحجْر " وسيّره إلى الصّاحب، فَقَالَ: رُدُّوا " الحِجْر " من حيث جاء، وأمر لَهُ بجائزة قليلة. [ص:747]
وقَالَ بعضهم: كَانَ إذا ذُكِرت اللُّغة فهو صاحب مُجْمِلها، لا بل صاحبها المجمّل لها. وكان يحثّ الفقهاء دائمًا عَلَى معرفة اللُّغة، ويلقي عليهم ويُخْجِلُهم ليتعلّموا اللُّغة، ويقول: من قصر علمه عن اللغة وغُولط غَلط.
وقَالَ سعد بْن عَلِيّ الزَّنْجاني: كَانَ أَبُو الْحُسَيْن بْن فارس من أئمّة اللغة محتجاً به فِي جميع الجهات غير مُنازَع، رحل إلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان الْأوحد فِي العلوم، ورحل إلى زَنْجان إلى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن الْحَسَن الخطيب راوية ثعلب، ورحل إلى مَيَانِج إلى أحْمَد بْن طاهر بْن النجم، وكان يَقُولُ: ما رَأَيْت مثله.
قَالَ سعد: وحُمِل ابن فارس إلى الرّيّ ليقرأ عَلَيْهِ مجد الدولة ابن فخر الدولة، وحصل بها مالا، وبرع ذَلِكَ الْأمير فِي الْأدب. قَالَ: وكان ابن فارس من الْأجواد، حتى أَنَّهُ يَهَبُ ثيابه وفرش بيته. وكان من رؤساء أهل السُّنَّة المجرّدين عَلَى مذهب أهل الحديث.
تُوفِّي بالري فِي صفر، سنة خمسٍ وتسعين. انتهى قول الزَّنْجاني.
وكذا وَرَّخه عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ وغيره.
وقيل: مات سنة تسعين، وهو قول ضعيف.
أخبرنا إسماعيل ابن الفراء، قال: أخبرنا الْبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةِ، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق، قال: أخبرنا هادي بن إسماعيل، قال: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ، قال: أخبرنا أحمد بن فارس اللغوي، قال: حدثنا علي بن أبي خالد بقزوين، قال: حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الله بن السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِنَّ للَّهِ مَلائِكَةٌ فِي الْأرْضِ سياحين يبلغونني عن أمتي السلام ". [ص:748]
ومن شعر ابن فارس:
مرَّتْ بنا هيفاءُ مجدولة ... تركيَّةٌ تنمى لتركيِّ
ترنُو بطَرْفٍ فاترٍ فاتنٍ ... أضْعَف من حُجَّةِ نحويّ
وله:
سَقَى هَمَذَانَ الغيثُ لستُ بقائلٍ ... سوى ذا وفي الْأحشاءِ نارٌ تضَرّمُ
ومالي لا أصفي الدُّعاء لبلدةٍ ... أفَدْتُ بها نِسْيَانَ ما كنتُ أعلمُ
نَسيتُ الَّذِي أحْسَنْتُهُ غيرَ أَنّني ... مَدِينٌ وما فِي جَوفِ بيتيَ دِرْهَمُ(8/746)
145 - أحْمَد بْن القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو الفضل التميمي التاهرتي البزّاز. [المتوفى: 395 هـ]
قدم قُرْطُبَة صغيرًا، فسمع من قاسم بْن أَصْبَغ، وأَحْمَد بْن الفضل الدِّينَوَرِي، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دليم، ومُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، ووهب بْن مَسَرَّة، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن رفاعة.
وكان صالحًا زاهداً منقبضاً ثقة. ولد بتاهرت سنة تسع وثلاثمائة، وأتى قرطبة مع أبيه سنة بضْعَ عشرةٍ، فسمَّعَه أبوه من هَؤُلاءِ سنة أربعٍ وثلاثين، وطلب بنفسه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
وتُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.(8/748)
146 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُمَر الزّاهد، أَبُو الْحُسَيْن بْن أَبِي نصر النيسابُوري الخفّاف. [المتوفى: 395 هـ]
قَالَ الحاكم: مُجَاب الدَّعوة، وسماعاته صحيحة بخطّ أَبِيهِ، من أَبِي الْعَبَّاس السّرّاج وأقرانه، وبقي واحدَ عصره فِي عُلُوِّ الْأسناد،
وَتُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل، وصلَّيت أَنَا عَلَيْهِ، وله ثلاث وتسعون سنة.
قلت: رَوَى عَنْهُ الحاكم، وَأَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن حسكويه، أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الصوفي، وَأَبُو الْحَسَن أحْمَد بْن عَبْد الرحيم الإسماعيلي، والسيد علي بن محمد بْن مُحَمَّد الحسيني، وَأَبُو [ص:749] المظفّر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الشجاعي، وَأَبُو نصر الحسين بن أحمد القاضي الجريميني، والفضل بْن عَبْد اللَّه بْن المحبّ، وسعيد بْن أبي سعيد العَيَّار، وعائشة بِنْت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البسطامي، وخلق سواهم. وقع لنا جملةٌ من عَوَالِيه.(8/748)
147 - أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحُسَيْن السِّمناوي. [المتوفى: 395 هـ]
تُوُفِّي بمصر فِي صفر.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن عيسى بْن قرَّة الزُّهْرِيّ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن أَبِي عَدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ فِي مشيخة الرّازي، وأَحْمَد بْن القاسم بْن ميمون بْن حمزة الحسيني.(8/749)
148 - إِبْرَاهِيم بْن مُبَشِّر، أَبُو إِسْحَاق البكريُّ الأندلسي المقرئ المؤدب. [المتوفى: 395 هـ]
عرض القراءة على علي بن محمد الأنطاكي، وكان يقرئ في دكانه. احتجم فصفي دَمُه، ومات شهيداً.(8/749)
149 - جَعْفَر بْن عَبْد الرزاق الدمشقي المهندس. [المتوفى: 395 هـ]
رَوَى عَنْ: جَدّه أحْمَد بْن محمد بن عمارة، وأَبِي بَكْر الخرائطي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي.(8/749)
150 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن درستويه، أَبُو عَلِيّ الدمشقي المعدِّل الْإمَام. [المتوفى: 395 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: مكحول، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وابْن جَوْصا، وجماعة.
وكان ثقة.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
رَوَى عَنْهُ: ابنه مُحَمَّد، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو القاسم الحنّائي، وإِبْرَاهِيم بْن الخضر الصائغ.
قَالَ الكتاني: كان ثقةً ثبتاً.(8/749)
151 - الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان، أَبُو عَبْد اللَّه، [المتوفى: 395 هـ]
قاضي قُضاة مملكة الحاكم.
وُلِّي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وعُزِل في سنة أربع وتسعين. وفي أول سنة خمس هذه قتله الحاكم وأحرق جثّته، ووُلِّي بعده ابن عمّه عَبْد العزيز.(8/750)
152 - الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي عابد، أَبُو القاسم الكوفي. [المتوفى: 395 هـ]
سَمِعَ: أحْمَد بْن عثمان الْأدمي، واليَمَان بْن مُحَمَّد الغَوْثي، وزيد العامري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وقَالَ: كَانَ ثقة، وُلِّي قضاءَ الكوفة نيابةً، وكان حنفيًّا فاضلاً، زاهدًا.(8/750)
153 - دَاوُد بْن رضوان، أَبُو عَلِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ الفقيه الحنفي. [المتوفى: 395 هـ]
تفقّه بالعراق،
وَسَمِعَ مِنْ: ابن داسة " السُّنَن "، ودرّس بنيسابُور دهرًا، وحدّث.
وتُوُفِّي فِي رجب.(8/750)
154 - سَعِيد بْن نصر، أَبُو عثمان [المتوفى: 395 هـ]
مولى الناصر لدين اللَّه عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْأمويّ.
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، ومُحَمَّد بْن معاوية، وطائفة،
وعُنِي بالرّواية والضَّبْط، وكان ثقة.
رَوَى عَنْهُ: ابن عَبْد البَرّ، وَأَبُو عَمر بْن الحذّاء، وآخرون،
ونَيِّف عَلَى الثمانين، مات فِي ذي الحجّة.
أثنى عَلَيْهِ ابن عَبْد البَرّ، وقَالَ: أحسن التّقييد والضَّبْط، وكان من أهل الورع والفضْل - رحمه اللَّه -.(8/750)
155 - شَيْبَةُ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شعيب بْن هارون، أَبُو مُحَمَّد الشعيبي. [المتوفى: 395 هـ]
سَمَّعه أَبُوهُ من عَبْد اللَّه ابْن الشرقي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الوَرّاق، وجماعة. [ص:751]
تُوُفِّي فِي المحرَّم.(8/750)
156 - عاصم بْن يحيى النيسابُوري الزّاهد. [المتوفى: 395 هـ]
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، وجماعة.
قَالَ الحاكم: وحدّثني أَبُو حازم العبدويي أَنَّهُ كتب بخطّه ألف مُصْحَف.(8/751)
157 - عبد اللَّه بْن أحْمَد، أبو الْحُسَيْن النيسابُوري الحنبليّ الواعظ. [المتوفى: 395 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان وأقرانه،
وأفتى نيفاً وخمسين سنة.
وتوفي في رجب.(8/751)
158 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أسد، أَبُو مُحَمَّد الْجُهَني الطليطلي الأندلسي الفقيه المالكي اللغوي، [المتوفى: 395 هـ]
أحد الأعلام، البزاز.
فقيه، أديب، ومحدّث مُسْنَد.
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ وغيره، ورحل فسمع بمصر عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وابْن السَّكَن، وبمكّة أحمد بن محمد ابن أَبِي الموت صاحب عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، وكان لا يعير كتاباً إلا لمن يثقه، ولا يسمع من غير كتابه، ويحّب التلاوةَ في المصحف، وقد امتحن أيام المنصور أَبِي عامر بالحَبْس والقَيْد، والإخراج من الْأندلس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وهو من كبار شيوخه، وَأَبُو المُطَرِّف بْن فطيس، وأبو عمر ابن الحذَّاء، ومُصْعَب بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد ابن الفرضي، والخولاني وآخرون.
ولد سنة عشر وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي آخر السنة.(8/751)
159 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، أَبُو الْحُسَيْن البزّاز. [المتوفى: 395 هـ][ص:752]
سَمِعَ: ابن عُقدة ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي.
وقَالَ الْأزْجِي: ثقة.(8/751)
160 - عَبْد الرَّحْمَن بْن طلحة بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أَبُو عُمَر التيميُّ الطَّلْحي الْإصبهاني. [المتوفى: 395 هـ]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أسيد، والفضل بْن الخصيب، وابْن الجارود.
من شيوخ الذَّكواني.(8/752)
161 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن عفَّان، أَبُو المُطَرِّف القُشَيْري القُرْطُبي الجيَّانيُّ. [المتوفى: 395 هـ]
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وأَحْمَد بْن ثابت القرطبي التغلبي، وسعيد ابن عثمان.
وحجّ سنة خمسٍ وخمسين.
وكان صالحًا منقبِضًا زاهدًا ثقة. وروى الكثير،
رَوَى عَنْهُ: مكّي بْن أَبِي طَالِب، وَأَبُو إِسْحَاق بْن شنظير، وَأَبُو عَمْرو الدّاني.
مولده سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي ذي الحجّة بقرية راشة.(8/752)
162 - عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مِهْران، أَبُو الْحُسَين التَّيمي. [المتوفى: 395 هـ]
عَنْ: أَبِي عَلِيّ الصّحّاف، وأَبِي عَمْرو بْن حكيم، وأَحْمَد بْن شعيب.
مات فِي شعبان بإصبهان.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيد البقّال.(8/752)
163 - عَبْد الوارث بْن سُفْيَان بْن جُبْرُون، أَبُو القاسم القُرْطُبي، المعروف بالحبيب. [المتوفى: 395 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ أكثر رواياته، وكان أوثق النّاس فِيهِ، وأكثرهم ملازمةً لَهُ. وسمع أيضًا من وهْب بْن مَسَرَّة، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن [ص:753] أَبِي دُلَيْم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه الْأصيلي فِي غير موضع من كتاب " الدلائل "، وَأَبُو عمران الفاسي الفقيه، وَأَبُو عمر ابن الحذّاء، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
وقَالَ ابن الحذّاء: كَانَ شيخًا صالحًا عفيفًا، يعيش من ضيعة ورثها من أبيه، وقال لي: مولدي سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وأوّل سماعه سنة ثلاثٍ وثلاثين،
وَتُوُفِّي لخمسٍ بقين من ذي الحجّة.
وقَالَ ابن عَبْد البَرّ: قرأت عَلَيْهِ " تاريخ " أحْمَد بْن أَبِي خيثمة جميعه، عَنْ قاسم بْن أَصْبَغ، عَنْهُ، وقرأت عَلَيْهِ " مُوَطَّأَ " ابْن وهب، ثلاثون كتابًا، عَنْ قاسم، عن ابن وَضَّاح، عَنْ سَحْنُون، عَنْهُ، وقرأت عَلَيْهِ " مُوَطَّأَ " يحيى بن بكير، وأجزاء كثيرة.(8/752)
163 - مكرر - عُبيد الله بن أبي الجوع المصريُّ [المتوفى: 395 هـ]
الكاتب الشاعر.(8/753)
164 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الشيرازي المقرئ المعروف بالمُقَّنعي، [المتوفى: 395 هـ]
نزيل بغداد، ووالد أَبِي مُحَمَّد الجوهري.
حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن علي الهُجَيْمي، وقرأ بالبصرة عَلِيّ ابن خشنام، وببغداد عَلَى عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم، وتصدّر للإقراء.
قَالَ ابنه: قَالَ لي أَبِي: ما طلع الفجر عليّ إلا وأنا أدرس القرآن.
مات فِي المحرَّم.(8/753)
165 - قاسم بن محمد بن عَسَلون الفَرَّاء القرطبيُّ، أبو محمد. [المتوفى: 395 هـ]
سَمِعَ مِنْ: خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد، وأحمد بن مُطَرِّف.
قال ابن الفرضي: كتبت عنه كثيرا.(8/753)
166 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أبي النَّجُود، أَبُو الفرج البغدادي المقرئ، [المتوفى: 395 هـ]
نزيل الدّيار المصرية.
أخذ القراءة عَرْضًا وسماعًا عَنْ أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وسمع منه كُتُبه،
وروى الحروف عَنْ أحْمَد بْن جَعْفَر الختلي،
وَسَمِعَ مِنْ: دَعْلَج السِّجْزي وجماعة.
قرأ عَلَيْهِ جماعة بمصر، وخرج منها قبل موته بيسير إلى الشام،
فتوفي سنة خمس، أو سنة ستٍ وتسعين - رحمه اللَّه -.(8/754)
167 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْحَسَن الْإخميمي الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 395 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن زبّان بْن حبيب، وعَلِيّ بْن أحْمَد علان، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سعيد المهراني، وإِسْمَاعِيل بْن دَاوُد بْن وردان، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّحاوي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المهندس. وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي ثلاثة أجزاء لطاف.
وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.(8/754)
168 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمدان، أَبُو أحْمَد المَراري النيسابُوري المعدِّل. [المتوفى: 395 هـ]
رَوَى عَنْ: مكّي بْن عَبْدان، والمَحَامِلي، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدة، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
تُوُفِّي فِي جُمَادَى الآخرة.(8/754)
169 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، أَبُو نصر المَلاحِمي الْبُخَارِيّ. [المتوفى: 395 هـ]
حدّث بنيسابُور وبغداد، عن محمود بن إسحاق بكتاب " القراءة خلف الإمام " للبخاري، وكتاب " رَفْع اليدين فِي الصّلاة " لَهُ. وروى أيضًا عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الفقيه، وعَلِيّ بْن قُرَيْش، وسهل بْن السّرِيّ الحافظ، والهيثم بْن كليب الشاشي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو العلاء الواسطي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حسنون النَّرْسي، وعَبْد الصَّمد بن علي ابن المأمون، وجماعة.
وقَالَ أَبُو العلاء: تُوُفِّي أَبُو نصر، وكان من أعيان المحدّثين وحُفَّاظهم [ص:755] فِي سنة خمسٍ وتسعين. زاد غيره: فِي جمادى الآخرة.
وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.(8/754)
170 - مُحَمَّد بْن أَبِي يعقوب إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن مَنْدَه، واسم مَنْدَهْ إِبْرَاهِيم بْن الوليد بْن سَنْدَه بْن بُطّه بْن أُسْتَنْدار الحافظ الكبير، أَبُو عَبْد اللَّه العَبْدي الْإصبهانيّ. [المتوفى: 395 هـ]
رحل وطوَّف الدُّنيا، وجمع، وصنَّف، وكتب ما لا ينحصر. وحدّث عَنْ أَبِيهِ، وعمّ أَبِيهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى، وأَبِي عَلِيّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن النَّضْر، ومُحَمَّد بْن حمزة بْن عمارة، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، أبي حامد بن بلال، وأبي سعيد ابن الْأعْرابي، وخَيْثَمة، والأصمّ، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن البَخْتَرِي، والهيثم بْن كُلَيْب الشّاشي، وأَبِي الطّاهر أحْمَد بن عمرو المَدِيني، وأَبِي الميمون بْن راشد الدمشقي، وابْن حَذْلَم، وأَبِي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المديني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محبوب المروزي، وعثمان بن أحمد ابن السّمّاك، وعَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن الصّباح، وأبي طاهر محمد بن الحسن المحمدآباذي، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن حفص الْإصبهاني، وخلق كثير، لقيهم بإصبهان، وخُرَاسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، وبُخَارَى. وبقي فِي الرّحلة نَيِّفًا وثلاثين سنة، وأقام بما وراء النَّهر زمانًا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وهو من شيوخه، والحاكم أَبُو عَبْد اللَّه، وتمّام الرّازي، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو نُعَيْم، ومُحَمَّد بْن أحْمَد غُنْجَار، وأَحْمَد بْن الفضل الباطَرْقَانِي، وأَحْمَد بْن محمود الثقفي، وَأَبُو الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد العجلي الرّازي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المَرْزُبَان، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المعداني، وعَبْد الواحد بن أحمد البقّال، والمطَّهر بْن عَبْد الواحد البزّاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر النّقّاش، والفضل بْن عَبْد الواحد الخيّام، وَأَبُو طاهر المنتجع بْن أحْمَد، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الطَّهْراني، وَأَبُو المظفَّر عَبْد اللَّه بْن شبيب المقرئ، وشجاع بْن عَلِيّ المصقليّ، وأخوه أحْمَد، وزياد بْن مُحَمَّد بْن زياد الجلاب، وَأَبُو سهل حَمْد بْن أحْمَد [ص:756] ولكِيز، وعائشة بِنْت الْحَسَن الوَركانيّة، وبنوه: عُبَيْد اللَّه، وعَبْد الرَّحْمَن، وعَبْد الوهاب، وخلْق سواهم.
قَالَ الباطَرْقَانِي: حدثنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق العَبْدي إمام الْأئمّة - لَقَّاه اللَّه رضوانه -.
وقَالَ الحاكم: أوّل خروجه إلى العراق من عندنا، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فسمع بها، وبالشّام، وأقام بمصر سنين، وصنّف " التاريخ " و " الشيوخ "، ثم التقينا ببُخَارَى، وقد زاد زيادة ظاهرة، وجاءنا إلى نيسابُور سنة أربعٍ أو خمسٍ وسبعين، ثم خرج إلى وطنه.
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن أحْمَد السُّوذَرْجاني: سَمِعْتُ ابن مَنْدَه يَقُولُ: كتبت عَنْ ألف شيخ، لم أر فيهم أتقن من أَبِي أحْمَد العَسَّال.
وقَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ النيسابُوري يَقُولُ: أَبُو عَبْد اللَّه، من بيت الحديث والحِفْظ، وأحْسَنَ الثَناءَ عَلَيْهِ، وقَالَ: ألا ترون إلى قريحته.
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد التيمي الحافظ: سَمِعْتُ عمر السمناني غير مرة يقول: ذكر أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه عند أبي نعيم، فقال: كان جبلا من الجبال.
وقَالَ ابن طاهر: سَمِعْتُ سعد بْن عَلِيّ الحافظ بمكّة يَقُولُ - وسُئل عَنِ الدارقطني، وابن منده، والحاكم، وعبد الغني بن سعيد - فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعِلَل، وأمّا ابن مَنْدَه فأكثرهم رِوايةً، مَعَ المعرفة التامّة، وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفًا، وأمّا عَبْد الغني فأعرفهم بالأنساب.
وقَالَ أَبُو عَبْد الله بن أبي ذُهَل الهَرَوِي: سَمِعْتُ ابن مَنْدَه يَقُولُ: لا يخرّج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب.
وقَالَ أحْمَد بْن الفضل الباطَرْقَانِي: كتب أَبُو أحمد العسال إلى أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه وهو بنيسابُور، فِي حديث أشْكِل عَلَيْهِ، فأجابه بإيضاحه، وبيان عِلَله.
وذكر غير واحد، عَنْ أَبِي إِسْحَاق بن حمزة الحافظ أَنَّهُ قَالَ: ما رَأَيْت مثل أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه.
قلت: أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن حمزة تُوُفِّي سنة ثلاث [ص:757] وخمسين وثلاثمائة، وقد روى مع تقدمه عن ابن مَنْدَه، وقد قَالَ فِيهِ ابن مَنْدَه: ما رَأَيْت أحفظ منه.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه: كتب أَبِي عَنْ أربعة من شيوخه، أربعة آلاف جُزْء. كتب عَنِ ابن الْأعْرابي بمكّة ألف جُزْء، وعن خَيْثَمة بأطْرَابُلُس ألف جُزْء، وعن أبي العباس الأصم بنيسابور ألف جُزْء، وعن الهَيْثَم بْن كُلَيْب ببُخَارَى ألف جُزْء. وسمعت أَبِي يَقُولُ: كتبت عَنْ ألفٍ وسبعمائة شيخ.
وقَالَ جَعْفَر بْن مُحَمَّد المُسْتَغْفِري الحافظ: ما رَأَيْت أحفظ من ابن مَنْدَه، سَأَلْتُهُ ببُخَارَى: كم تكون سماعات الشَّيْخ؟ قَالَ: تكون خمسة آلاف منٍّ.
وقَالَ أحْمَد بْن جَعْفَر الْإصبهاني الحافظ: كتبت عَنْ أكثر من ألف شيخٍ، ما فيهم أحفظ من أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه.
وكان أَبُو عَبْد اللَّه قد تزوج فِي عَشْر الثمانين، فولد لَهُ عَبْد الرَّحْمَن، وعُبَيْد اللَّه، وعَبْد الرّحيم، وعَبْد الوهاب.
وقَالَ شيخ الْإسلام أَبُو إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه سيد أهل زمانه.
وقَالَ الحافظ أَبُو زكريّا يحيى بْن عَبْد الوهاب بْن مَنْدَه: كنت مَعَ عمّي عُبَيْد اللَّه فِي طريق نيسابُور، فلما بلغنا بئر مجنة، قال عمي: كنت مرة ههنا، تعرّض لي شيخ جَمّال، فَقَالَ: كنت قافلا عَنْ خُرَاسان مَعَ أَبِي، فلما وصلنا إلى هنا، إذا نَحْنُ بأربعين وقْرًا من الْأحمال، فظننّا أَنَّهُ منسوج الثّياب، وإذا خيمة صغيرة، فيها شيخ، فإذا هُوَ والدك، فسأله بعضنا عن تلك الأحمال، فقال: هذا متاع قل من يرغب فيه في هذا الزمان، هذا حَدِيثَ رَسُول اللَّه - صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وقَالَ الباطَرْقَانِي: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: طُفْتُ الشَّرقَ والغرب مرّتين، وكنت مَعَ جماعة عند أَبِي عَبْد اللَّه فِي الليلة التي تُوُفِّي فيها، ففي آخر نَفَسِه، قَالَ واحد منَّا: لا إله إلا اللَّه، يريد تلقينه، فأشار بيده إِلَيْهِ دفعتين ثلاثة، أيْ أُسْكُت، يقال لي مثل هذا؟! وتُوُفِّي ليلة الجمعة، سلْخ ذي القعدة. [ص:758]
قلت: وكان أَبُو نُعَيْم كثير الحَطّ عَلَى ابن مَنْدَه، لمكان المعتقد واختلافهما في المذهب، فَقَالَ في تاريخه: ابن منده، حافظ من أولاد المحدّثين،
تُوُفِّي فِي سلْخ ذي القعدة، واختلط فِي آخر عمره، فحدث عَنْ أَبِي أُسَيْد، وعَبْد اللَّه ابن أخي أَبِي زُرْعَة، وابْن الجارود، بعد أن سَمِعَ منه أنّ لَهُ عَنْهُمْ إجازة، وتخبَّط فِي أماليه، ونَسَبَ إلى جماعة أقوالا فِي المعتقدات لم يعرفوا بها، نسأل اللَّه السَّتْر والصّيانة.
قلت: أي واللَّه، نسأل اللَّه السّتْر وتَرْكَ الهَوَى والعَصَبِيَّة. وسيأتي فِي ترجمة أبي نُعَيم شيء من تضعيفه، فليس ذَلِكَ موجبًا لضَعْفه، ولا قوله مُوجِبًا لضعف ابن مَنْدَه، ولو سمعنا كلام الْأقران، بعضهم فِي بعض لاتَّسَع الخَرْقُ.(8/755)
171 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن العلوي الهَمَذَانيُّ، السيد أبو الحسن. [المتوفى: 395 هـ]
مات في المحرم، قاله جعفر المستغفري.
وقد تقدّم فِي سنة ثلاث، وفي سنة خمس أرّخه غُنْجار.(8/758)
172 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن عقيل، أَبُو نصر الخُزَاعِي النيسابُوري. [المتوفى: 395 هـ]
سَمِعَ: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بن الحسين القطّان، والأصمّ،
وَتُوُفِّي فِي رجب، بعد أن حدث سنين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الصّابوني.(8/758)
173 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن القصّار الخُلْقانيُّ النيسابُوري. [المتوفى: 395 هـ]
سَمِعَ: الأصم، وأبا بكر بن إسحاق الصبغي، وحدّث.
توفي فِي رمضان.(8/758)
174 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو جعفر البَلاذُرِيّ. [المتوفى: 395 هـ][ص:759]
تفقه عَلَى أَبِي إِسْحَاق المَرْوَزِي ببغداد،
وَسَمِعَ مِنْ: الشِّبْليّ والموجودين.
لقيه الحاكم ببُخَارَى، ثم قدِم نيسابُور، ونزل عند القاضي أَبِي بَكْر الحيري.
مات فِي نصف المحرَّم، وكان من كبار الشّافعيّة.(8/758)
175 - مُحَمَّد بْن القاسم، أَبُو منصور النيسابوري المنادي. [المتوفى: 395 هـ]
روى عَنِ الْأصمّ، وأَبِي مُحَمَّد الفاكهي الْمَكِّيّ. وخرجوا لَهُ فوائد،
وَتُوُفِّي فِي ذي القعدة.(8/759)
176 - يعقوب بْن أَبِي إِسْحَاق القرّاب الهَرَوِي، [المتوفى: 395 هـ]
أخو الحافظ إِسْحَاق وإِسْمَاعِيل.
رَوَى عَنْ: أَبِي الفضل بْن خمِيرُوَيْه،
ومات شابًا - رحمه اللَّه - قَلَّ مَن حمل عنه.(8/759)
-سنة ست وتسعين وثلاثمائة(8/760)
177 - أحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن شريعة، أَبُو عُمَر اللَّخْمِي الْأشبيلي المعروف بابن البّاجي الحافظ. [المتوفى: 396 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أَبِيهِ جميع ما عنده، من ذَلِكَ " مصنّف " أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، جميعه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن يونس القَبري، عَنْ بقيّ، عَنْهُ.
قَالَ الخَوْلاني: كَانَ عارفًا بالحديث ووجوهه، إمامًا مشهورًا، لم تر عيني مثله فِي المحدثين وقارًا وسَمْتًا. رحل مَعَ ابنه مُحَمَّد، ولقي شيوخًا جِلّة، ووُلّي أَبُو عُمَر قضاء إشبيلية مدةً يسيرةً، ثم إنه رحل إلى قُرْطُبَة فاستوطنها، وأخذنا عَنْهُ كثيرًا، وكان مولده في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي حادي عشر المحرَّم، سنة ستٍ وتسعين، وشهدتُ جنازته فِي محفل عظيم من وجوه النّاس وكُبَرَائهم.
وقَالَ عَبْد الغني بْن سَعِيد فِي " مشتبه النسبة ": أَبُو عُمَر هذا كتبتُ عَنْهُ وكتب عني.
وحدّث أيضًا عَنْ أَبِي عُمَر أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وقَالَ: كَانَ يحفظ غريبي الحديث لأبي عُبَيْد وابْن قُتَيْبَة حِفْظًا حَسَنًا، وشاوره ابن أَبِي الفوارس القاضي فِي الْأحكام وهو ابن ثمان عشرة سنة، وجمع لَهُ أَبُوهُ علوم الْأرض، ولم يحتج إلى أحدٍ، إلا أَنَّهُ رحل متأخراً، ولقي في رحلته أَبَا بَكْر بْن إِسْمَاعِيل المهندس، وأَبَا العلاء بْن ماهان. قَالَ: وكان فقيه عصره، وإمام زمانه، لم أر بالأندلس مثله.
وقَالَ ابن عبد البر أيضا: كَمَّلْتُ عَلَيْهِ " مصنّف " ابن أَبِي شَيْبَة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة - رحمه الله تعالى - وكان إمامًا فِي الْأصُول والفروع.
ورَوَى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد.(8/760)
178 - أحْمَد بْن عُبيد بن بيري الواسطي [هُوَ أَبُو بَكْر أحْمَد بْن عُبَيْد بْن الفضل بْن سهل بْن بيري] [المتوفى: 396 هـ][ص:761]
ترجمته في بضع وأربعمائة.
قال لنا ابن الخلال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السِّلَفي قَالَ: سَأَلت خَمِيسًا الحَوْزي، عَنِ ابن بيري فَقَالَ: هُوَ أَبُو بَكْر أحْمَد بْن عُبَيْد بْن الفضل بْن سهل بْن بيري.
سَمِعَ: البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، والصولي، وابن مبشر الواسطي،
وكان ثقة. كف بأخرة.
آخر من حدّث عَنْهُ بواسط أَبُو الْحَسَن بْن مَخْلَد، والد أبي المُفَضَّل.
قَالَ خميس: قَالَ لي أَبُو المعالي ابن شانده: وُلِدْتُ فِي السنة التي مات فيها أَبُو بَكْر بْن بيري سنة ستٍ وتسعين.(8/760)
179 - أحْمَد بْن موسى بن نمر، أَبُو القاسم الْأمويّ القُرْطُبي. [المتوفى: 396 هـ]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، ووهب بْن مَسَرَّة، وحجّ فسمع من حمزة الكناني، وأَبِي بَكْر الْأجُرِّي.
مات فِي عَشْر الثمانين.(8/761)
180 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريّا، الْأستاذ أَبُو الْعَبَّاس النَسَوِي الزّاهد، [المتوفى: 396 هـ]
شيخ الحرم.
سَمِعَ: ابن عَدِيّ الْجُرْجَاني، وأَحْمَد بْن عطاء الروذباري، وجُمَح بْن القاسم الدمشقي، وأَبَا بَكْر الرّبعي، وطائفة بالشام، والعراق، والعجم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نصر بن الجبان، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو يَعْلَى إِسْحَاق الصَّابُونِي، وطائفة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، حدثنا عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الخلال وغيره. [ص:762]
وله تاريخ الصوفية، وكان يحكم بمذهب الشافعي، وصحب ابن خفيف، ومات بين مصر ومكة.(8/761)
181 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، أَبُو الْحَسَن ابن الجندي النهشلي البغدادي. [المتوفى: 396 هـ]
وُلِد فِي آخر سنة ست وثلاثمائة،
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبي سعيد العَدَوي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم الْأزهري، وأَبُو مُحَمَّد الخلال، وأَبُو الْحُسَيْن بْن النَّقُّور، وآخرون.
قَالَ الْأزهري: ليس بشىءٍ، حضرته وهو يُقْرَأ عَلَيْهِ كتاب " ديوان الْأنواع " الَّذِي جَمَعَهُ، فَقَالَ لي ابن الْأبنوسي: لَيْسَ هذا سماعه، وإنما رأى على نسخة عَلَى ترجمتها اسم وافق اسمه فادَّعَى ذَلِكَ.
وقَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي جمادي الآخرة، وكان يُرْمَى بالتشيُّع، وكانت لَهُ أُصُول حِسان.(8/762)
182 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ الطِّيْرائيُّ. [المتوفى: 396 هـ]
يشتبه بالطبراني بموحدة.
رَوَى عَنْ: أبي إسحاق الهُجَيْمي، وأحمد بن محمود بن خرَّزاذ الأهوازي.
رَوَى عَنْهُ: عبد الوهاب بن محمد البَقَّال، وآخرون.
حدَّث في سنة ست بإصبهان.(8/762)
183 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد ابْن الشَّرَفي الحَضْرَمِي، خطيب قُرْطُبَة، أَبُو إِسْحَاق. [المتوفى: 396 هـ]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن مَطَرِّف، وأَبِي عيسى اللَّيْثي، وجماعة،
وكان مجلسه محتفلاً بوجوه النّاس وطلبة العلم، وكان ذكيًّا حافظًا، ولكنْ أصابه فالجٌ وخَرَسٌ،
وكان إِلَيْهِ شُرْطة قُرْطُبَة، وكان ابن أبي عامر الحاجب يَقُولُ: إنه يَصْلُحُ لكلّ أمر.(8/762)
184 - إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق النّصْري، أَبُو يعقوب الحنفي، [المتوفى: 396 هـ]
شيخ الحنفيّة وعالمهم بجُرْجَان.
رَوَى عَنْ: دعلج، وأبي علي ابن الصّوّاف،
وَتُوُفِّي فِي المحرَّم.(8/763)
185 - إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن حَمْدان بْن نوح، أَبُو إِبْرَاهِيم المُهَلّبيُّ الْبُخَارِيّ الخطيب. [المتوفى: 396 هـ]
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الحارثي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، والْحُسَيْن أخو الخلال، وغيرهما.(8/763)
186 - إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس، العلامة أَبُو سعد الإسماعيلي الْجُرْجَاني الفقيه، [المتوفى: 396 هـ]
شيخ الشافعية بجُرْجَان.
كَانَ مقدَّمًا فِي الفقه والعربية، كثير التصانيف، رئيسًا مُفَضَلا عَلَى أهل العِلْم.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وابْن عَدِيّ، وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وابْن دُحَيْم الشَّيْباني، وأَحْمَد بْن كامل بْن شجرة، وعمر بْن حفص الْمَكِّيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: بنوه المفضل والسّريّ وسعد ومسعدة، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وحمزة بْن يوسف السَّهْمي، وخلْق سواهم.
وثّقه الخطيب وغيره.
قَالَ القاضي أَبُو الطيب: ورد الإمام أَبُو سعد بغداد، فأقام بها سنة، ثم حج، وعقد لَهُ الفقهاء مجلسين، فولي أحدهما أَبُو حامد الإسفراييني، والآخر أبو محمد البافي.
وَتُوفِّي فِي نصف ربيع الآخر ليلة الجمعة، وله ثلاثٌ وستُّون سنة. وممّا أكرمه اللَّه به أن مات، وهو فِي صلاة المغرب يقرأ: " إِيَّاكَ نعبد وإياك نستعين " ففاضت نفسه.
قَالَ حمزة السَّهْمي: كَانَ إمام زمانه، مقدماً في الفقه وأصول الفقه والعربيّة والكتابة والشُّروط والكلام، صنَّف فِي أصول الفقه كتابًا كبيرًا، [ص:764] وتخرج على يده جماعة، مع الورع الثخين، والمُجَاهَدَة والنُّصْح للإسلام، والسَّخاء، وحُسْن الخُلُق. بالغ السَّهْمي فِي تقريظه.(8/763)
187 - حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن حاتم بْن فرانك، أَبُو بَكْر القُرْطُبي البزَّاز. [المتوفى: 396 هـ]
وُلِد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة،
وَحَدَّثَ عَنْ: أحمد بن خالد بن الجباب، وعَبْد اللَّه بْن يونس القبري، والْحَسَن بْن سعد. وعُمِّر دهرًا؛ رَوَى عَنْهُ القاضي أَبُو عُمَر بْن الحَذَّاء، وقَالَ: أظنّه مات فِي سنة ستٍ وتسعين.(8/764)
188 - شعيب بْن مُحَمَّد بْن شعيب، أَبُو صالح العجلي البَيْهَقي. [المتوفى: 396 هـ]
وكان أَبُوهُ فقيه عصره للشّافعيّة بنيسابُور،
وَسَمِعَ: شعيب من أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عَدِيّ، ومُحَمَّد بْن حمدون، وأَبِي حامد ابْن الشَّرْقي، ومكيّ بن عبدان، وبالعراق من أبي بكر ابن الْأنباري، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي. وروى الكثير بنيسابُور؛ رَوَى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي صفر، وولد سنة تسع وثلاثمائة، وَأَبُو عثمان سَعِيد البحيري.(8/764)
189 - طَالِب بْن عثمان، أَبُو أحْمَد الْأزْدِيّ النَّحْوِيّ البغدادي المؤدّب. [المتوفى: 396 هـ]
سَمِعَ: محمد بن حمدويه المروزي، وأبا بكر ابن الْأنباري، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكي، ومحمد بن الحسين العطار، وجماعة، وآخرهم أبو الحسين ابن المهتدي.
وثَّقه الخطيب.(8/764)
190 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن أصبغ، أَبُو المُطَرِّف الْأمويّ. [المتوفى: 396 هـ]
رَوَى فِي هذه السّنة بالأندلس عَنْ أَبِي الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف الرّفّاء.(8/764)
191 - عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن مُحَمَّد، أَبُو زيد القُرْطُبي العطّار. [المتوفى: 396 هـ][ص:765]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم الصَّدَفي، وأَحْمَد بْن المُطَرِّف بْن أَبِي عيسى، وجماعة، وحج،
وَسَمِعَ مِنْ: حمزة الكناني، وبكير ابن الحدّاد، وأَبِي حفص عُمَر الْجُمَحي، والْحَسَن بْن الخضر الْأسيوطي. وسمع النّاس منه كثيرًا.
قال ابن بشكوال: كَانَ ثقة كثير السّماع.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن شنظير، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وعاش سبعين سنة - رحمه اللَّه -.(8/764)
192 - عَبْد الوهاب بْن الْحَسَن بْن الوليد بْن مُوسَى الكلابيُّ المحدّث، أَبُو الْحُسَيْن الدمشقي المعروف بأخي تبوك. [المتوفى: 396 هـ]
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن خُرَيْم، وطاهر بْن مُحَمَّد، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأَبِي الْجَهْم بْن طِلاب، وأَبِي الْحَسَن بْن جَوْصا، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان، وأَبِي عُبَيْدة أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن ذكوان، ومُحَمَّد بْن بكّار السَّكْسَكي، وخلْقٍ سواهم.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وعَبْد الوهاب الميداني، ورشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو القاسم بْن الفرات، وَأَبُو القاسم السّميساطي، وَأَبُو القاسم الحنائي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَسْنُون النَّرْسي، وخلق كثير.
وُلِد فِي ذي القعدة، سنة ست وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل، عَنْ تسعين سنة.
قال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة نبيلاً مأمونا.
قلت: كَانَ مُسْنِد وقته بدمشق.(8/765)
193 - عَلِيّ بْن جَعْفَر، أَبُو الْحُسَيْن السِّيرَوَاني الصُّوفِي الزّاهد، [المتوفى: 396 هـ]
المجاور بمكّة.
فِي سلْخ المحرَّم كَانَ موتُه. [ص:766]
قال الحبال: يقال: إنه بلغ من السن مائة وإحدى وأربعين سنة، حدثونا عَنْهُ، وَحَدَّثَ عَنْ إِبْرَاهِيم الخوّاص.
وقَالَ السُّلَمي فِي " تاريخه ": هُو من ثقات الشّيوخ بناحيته، معدوم القرين، صحِب الشِّبْليّ.
أَخْبَرَنَا ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا العثماني، قال: حدّثني أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكر القرشي المقرئ، قال: حدثنا عبد الباقي بن فارس، قال: حدثنا أَبُو حفص بْن عِرَاك إمام الجامع العتيق بمصر، قَالَ: كَانَ الشَّيْخ أَبُو الْحَسَن السِّيرَوَاني المجاور يزور إخوانه فِي البلاد، فزارني سنةً، فبينا هو جالس معي، إذ سمعنا ضوضاة فِي الجامع، فقيل لنا: رَجُل سُرِق منه شيء، فاستحضره الشَّيْخ، فسأله عَنْ أمره، فَقَالَ لَهُ: إنّي فقير، ولي عائلة، ففُتح عليّ برداء ودِينارَيْن، فصررتهما فِي الرّداء، فسُرِق ذَلِكَ مني، فقال له: قف، ثم حرّك الشَّيْخ شفتيه، ورفع طرفه إلى السّماء، فما استتمّ دعاءه حتى سمعنا قائلا يَقُولُ: من ضاع منه شيء فلْيَصِفْه ويأخذه، فوصف لَهُ الرجل صفة متاعه، فسلّمه إِلَيْهِ، فقال له الشَّيْخ: خذه وامض.
قَالَ ابن عِرَاك: فسألته عمّا دعا بِهِ، فَقَالَ: دعوت باسم اللَّه الْأعظم، فسألته أن يعلّمني إيّاه، فامتنع، ثم قَالَ لي: قل: اللَّهمّ إنّا نسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيّوم، أحرزتُ نفسي بالحيّ الَّذِي لا يموت، وألجأت ظهري للحيّ القيّوم، لا إله إلا اللَّه نِعْم القادر اللَّه، لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، أفوّض أمري إلى اللَّه، لا حول ولا قوّة إلا باللَّه العليّ العظيم.(8/765)
194 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يزيد، أَبُو الْحَسَن الحلبي القاضي الفقيه الشافعي، [المتوفى: 396 هـ]
نزيل مصر.
سَمِعَ: جدّه إِسْحَاق، وعَلِيّ بْن عَبْد الحميد الغضائري، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه ابن أخي الْإِمَام، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن نيروز الْأنماطي، [ص:767] ومُحَمَّد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُورِي، ومُحَمَّد بْن الرّبيع الجيزي، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وجماعة سواهم.
رَوَى عَنْهُ: عبد الملك بن أبي عثمان الزّاهد، ورشأ بْن نظيف، والْحُسَيْن بْن عتيق التنيسي، وعَبْد الملك بْن عُمَر البغدادي الرّزّاز، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي، وآخرون.
قَالَ أَبُو عَمْرو الدّاني: رَوَى عَنِ ابن مجاهد " كتاب السبعة " له، وهو وشيخنا أَبُو مسلم آخر من بقي من أصحاب ابن مجاهد، وعُمِّر أَبُو الْحَسَن عمرًا طويلا، حتى نَيِّف عَلَى عشرٍ ومائة فيما بلغني.
قلت: وَرَّخ موته القاضي، وقَالَ: يقال: إنّه وُلِد سنة خمسٍ وتسعين ومائتين. قلت: فعلى هذا يكون قد عاش مائة سنة وسنة.
أنبأني أحمد بن عبد القادر العامري، قال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد الحاكم، قال: أخبرنا طَاهِرُ بْنُ سَهْلٍ الإِسْفِرَايِينِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وخمسمائة، قال: أخبرنا محمد بن مكي الأزدي، قال: أخبرنا علي بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه ابن أخي الإمام بحلب، قال: حدثنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن رقبة، عن جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِمِيقَاتِ هَذِهِ الصَّلاةِ، صَلاةِ عِشَاءِ الآخِرَةِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّيها لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ. تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مِصْقَلَةٍ.(8/766)
195 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن يعقوب، الْأستاذ أَبُو الحسن ابن العلاف البغدادي المقرئ، [المتوفى: 396 هـ]
والد أبي طاهر ابن العلاف، وجدّ أَبِي الْحَسَن الحاجب.
كاد أن يقرأ عَلَى ابن مجاهد، وابْن شنَّبُوذ، فإنّه ولد سنة عشر وثلاثمائة، وعُنِيَ بالقراءات فِي كبره، وقرأ عَلَى النّقّاش، وبكار بن أحمد، وزيد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بلال، والْحَسَن بْن دَاوُد النّقّار، وعَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم.
وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الواعظ وجماعة، وتصدر للإقراء مدة، واشتهر وبعد صيته.
قَرَأَ عَلَيْه: الحَسَن بن محمد أبو علي المالكي صاحب " الروضة "، وأحمد بْن مُحَمَّد القنطري، وَأَبُو عَلِيّ الشرْمَقاني، والْحَسَن بن [ص:768] علي العطار، وأبو الفتح ابن شيطا، وآخرون.
وثّقه الخطيب.(8/767)
196 - قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن عَبَّاس، أَبُو مُحَمَّد بْن عَسْلُون القُرْطُبي الفَرَّاء. [المتوفى: 396 هـ]
يقال: مات فِي السنة الماضية.
وقال أبو عمر ابن الحذَّاء: مات في سنة ست في جمادى الآخرة، ومولده سنة أربع عشرة وثلاثمائة. أكثر عن خالد بن سعد، وكان جاراً له، وعن أحمد بن سعيد، وأحمد بن مُطرِّف، وطائفة.
وكان من الصالحين.
رَوَى عَنْهُ: ابن عبد البر، وغيره.(8/768)
197 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بْن مُحَمَّد بْن بَحير بْن نوح، أَبُو عَمْرو البحيري النيسابُوري المُزَكِّي. [المتوفى: 396 هـ]
سَمِعَ: أَبَاه أَبَا الْحُسَيْن، ويحيى بْن منصور القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الكعبي، ومحمدًا وعليا ابني المؤمِّل بْن الْحَسَن. ورحل إلى العراق بعد الستّين وثلاثمائة، فكتب عَنِ الموجودين.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي ومُحَمَّد بْن شعيب الرّوياني.
قَالَ الحاكم: كَانَ من حُفَّاظ الحديث المبرّزين فِي المذاكرة.
تُوُفِّي فِي شعبان، وله ثلاثٌ وستون سنة.
قلت: رَوَى عَنْهُ ابنه سَعِيد أيضًا، وله أربعون حديثًا، سمعناها بعُلُوٍّ.(8/768)
198 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْدَوس بْن أحْمَد، أَبُو بَكْر الْأديب النَّحْوِيّ النيسابُوري الفقيه. [المتوفى: 396 هـ]
سَمِعَ: أَبَا عَمْرو الحيري، ومكّي بْن عَبْدان، وابْن الشَّرْقي، وعمّه إِبْرَاهِيم بْن عَبْدَوس.
قَالَ الحاكم: عقدت لَهُ مجلس الْأملاء سنة ثمان وثمانين،
وَتُوُفِّي فِي شعبان سنة ستٍّ وتسعين. [ص:769]
قلت: رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو القاسم القُشَيْرِي، وَأَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي.
ومن طبقته:(8/768)
199 - أحْمَد بْن محمد بْن عَبْدَوس، أَبُو بَكْر الحافظ النَسَوِي، [المتوفى: 396 هـ]
نزيل مَرْو.
سَمِعَ بدمشق: أَبَا القاسم عَلِيّ بْن أَبِي العقب، وبُكَيْر بْن الْحَسَن الرّازي بمصر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن يوسف الْجُوَيْني الفقيه، والْحَسَن بْن القاسم المروزي، ومحمد بن الحسن الفقيه المَرْوَزِي.
ومن طبقتهما:(8/769)
200 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس الحاتميُّ، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري الفقيه الشافعي. [المتوفى: 396 هـ]
سَمِعَ: الْأصمّ وجماعة، ومات فِي الكُهُولة فِي حياة أبيه سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان من الفُضَلاء.
أما:(8/769)
• - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس العنزي الطرائفي [المتوفى: 396 هـ]
صاحب عثمان بْن سَعِيد الدّارَمي،
فقد ذُكِر فِي سنة ست وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله.(8/769)
201 - مُحَمَّد بْن أبي إِسْحَاق النيسابُوري المُطَّوِّعي الكيّال، [المتوفى: 396 هـ]
أصله من جُرْجان.
سَمِعَ مِنْ: الْأصمّ وأَبِي عَبْد اللَّه الصّفّار،
وكان من الصّالحين.(8/769)
202 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون، أَبُو بَكْر الهاشمي العباسي البغدادي. [المتوفى: 396 هـ]
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن زياد النَّيْسَابُوري، وأبا بكر ابن الْأنباري، والمَحَامِلي، وجماعة.
وهو جدّ أَبِي الغنائم عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ.
رَوَى عَنْهُ: [ص:770] أَبُو بَكْر البَرْقَاني، وهبة اللَّه اللالكائي، وعَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن غالب العطّار، وجماعة.
وعاش ستًا وثمانين سنة،
ووثّقه الخطيب.(8/769)
203 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن النَّضر، أَبُو بَكْر الديباجي البغدادي. [المتوفى: 396 هـ]
سَمِعَ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعدان الواسطي، ومُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني.
ووثّقه أَبُو الْحَسَن العتيقي.(8/770)
204 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن خَلَف بْن زُنْبور، أَبُو بَكْر الوَرّاق، [المتوفى: 396 هـ]
من شيوخ بغداد.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بكر بن أبي داود، وأبي القاسم البغوي، وعمر الدربي، وابْن صاعد، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وجماعة آخرهم أَبُو نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.
قَالَ الْأزهري: ضعف في روايته عن البغوي، وسماعه من الدربي صحيح.
وقَالَ العتيقي: فِيهِ تَساهُل،
وَتُوُفِّي فِي صفر.
وقَالَ الخطيب: كَانَ ضعيفًا جدًّا.
قلت: وهو راوي " البعث " لابن أَبِي دَاوُد، والثاني من " مُسْنَد " ابن مَسْعُود.(8/770)
205 - مُحَمَّد بْن عيسى بْن مُحَمَّد بْن مُعَلَّى بْن أَبِي ثَوْر، أَبُو عَبْد اللَّه الحَضْرَمِي الوَرّاق، [المتوفى: 396 هـ]
من أهل قرطبة.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وجماعة.
وكانت لَهُ عناية كبيرة بالرّواية، وكان صالحًا ثقة،
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة،
رَوَى عَنْهُ: أَبُو المُطَرِّف بْن فُطَيْس القاضي وغيره،
وَتُوفِّي [ص:771] فِي ربيع الآخر؛ ذكره ابن بشكوال.
وقد ذكره ابن الفَرَضِيّ فَقَالَ: سَمِعَ من أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وكان شيخًا صالحًا حَسَن المعرفة، ثقة، رحمه اللَّه.(8/770)
206 - مُحَمَّد بْن نصر بْن أحْمَد بْن مالك، أَبُو الْحَسَن القطيعي. [المتوفى: 396 هـ]
رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، ويوسف بْن البهلول الْأزرق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال وغيره، وبقي إلى هذه السنة.(8/771)
207 - نُجَيْح بْن سُلَيْمَان بْن نَجِيح الخَوْلاني الْأندلسي. [المتوفى: 396 هـ]
تُوُفِّي بالأندلس.(8/771)
208 - ياسين بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ياسين بْن النَّضْر، أَبُو يوسف الباهليُّ النيسابُوري. [المتوفى: 396 هـ]
سَمِعَ: مكّي بْن عَبْدان، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم في " تاريخه ".(8/771)
-سنة سبع وتسعين وثلاثمائة(8/772)
209 - أَصْبَغ بْن الفَرَج بْن فارس، أَبُو القاسم الطّائي القُرْطُبي المالكي الفقيه. [المتوفى: 397 هـ]
من كبار المُفْتين بقُرْطُبَة، كَانَ من أهل اليقظة والنَّباهة، بصيرًا بالفِقْه.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأَبِي مُحَمَّد بْن عَبْد المؤمن، وأَبِي مُحَمَّد الباجي.
وُلِّي قضاء بَطَلْيُوس فأحسن السيرة، ومنهم من يَقُولُ: تُوُفِّي سنة أربعمائة.
وكان أخوه حامد من الصُلَحاء القانتين، يُتَبَرَّك بلقائه وينتفع بدعائه، عاش بعد أخيه أَصْبَغ خمسةَ أعوام.(8/772)
210 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عَلِيّ النَّسويُّ. [المتوفى: 397 هـ]
قَالَ عَبْد الغافر: شيخ قديم، ثقة، كثير الحديث.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر القطّان، وأَبَا حامد بْن بلال، والأصمّ، وحدّث.(8/772)
211 - خَلَف بْن سُلَيْمَان، أبو القاسم ابن الحجَّام القُرْطُبي [النَّاقط] [المتوفى: 397 هـ]
كَانَ مجوِّدًا لحرف نافع،
قَرَأَ عَلَى: أَبِي الْحَسَن الْأنطاكي،
وكان عارفًا برسم المُصْحَف ونَقْطه بارعًا فِيهِ، ولذلك قِيلَ لَهُ: خَلَف النّاقط.(8/772)
212 - سَعِيد بْن يوسف، أَبُو عثمان الْأمويّ الْأندلسي القَلَعيّ، [المتوفى: 397 هـ]
من قلعة أيّوب.
رَوَى فِي الرحلة عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَمّار الدِّمْياطي، وإبراهيم بْن أَبِي غالب الْمَصْرِيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الصاحبان، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام.(8/772)
213 - سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن سيد أَبِيهِ، أَبُو عثمان الْأمويّ الْأندلسي. [المتوفى: 397 هـ][ص:773]
حجّ وأكثر عَنْ أَبِي بَكْر الْأجُرِّي، وحمزة بن محمد الكناني، ولقي بالقيروان علي بن مسرور، وتميم بن محمد.
وكان صالحاً زاهداً متبتلاً مجاهداً، أجاز للخولاني في هذه السنة جميع روايته، وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.(8/772)
214 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن مُحَمَّد بْن الفرج بْن مَتَّوَيْه القِزْوِيني، الفقيه النَّسَّابة الحافظ. [المتوفى: 397 هـ]
كَانَ متفنّنًا فِي العلوم.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن مِهْرَوَيْه، وفي الرّحلة من إِسْمَاعِيل الصفار، وعبد الله بن شَوْذب الواسطي، وجماعة.
ووُلِّي قضاءَ خُراسان، وعاش بِضْعًا وسبعين سنة،
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الخليل بْن عَبْد اللَّه.(8/773)
215 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن دَاوُد، أَبُو مُحَمَّد المَدِيني. [المتوفى: 397 هـ]
شيخ صالح،
يَرْوِي عَنْ: ابن داسَة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن مندة، وسعيد المعداني.
مات فِي رجب سنة سبعٍ وتسعين.(8/773)
216 - عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن يحيى، أَبُو يَعْلَى الدَّبَّاس. [المتوفى: 397 هـ]
بغداديّ ثقة،
رَوَى عَنْ: القاضي المَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وابن الغريق، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان المقرئ.(8/773)
217 - عَبْد الحميد بْن مُحَمَّد، أبو القاسم الشّاشي الخانكاهيُّ المذكِّر. [المتوفى: 397 هـ]
سَمِعَ مِنْ: الْأصمّ وطبقته،
تُوفِّي في ذي القعدة.(8/773)
218 - عبد الرحمن ابن المُزَكِّي أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري. [المتوفى: 397 هـ][ص:774]
حدث بنيسابُور وبغداد عَنْ مُحَمَّد بْن عُمر بْن حفص، وابْن الشَّرْقي، وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر القطّان، وأَبِي حامد بْن بلال، وجماعة، وخرّجوا لهُ الفوائد.
قَالَ الحاكم: تُوُفِّي فِي شعبان، وكان من عقلاء الرجال العُبَّاد.
وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، حدثنا عَنْهُ مُحَمَّد بْن طلحة.
قلت: وروى عَنْهُ عُمَر بْن أحْمَد النيسابُوري الجُوري، وَأحْمَد بْن منصور المَغْربي.(8/773)
219 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن أحْمَد بْن حمَّة، أَبُو الْحُسَيْن البغدادي الخلال. [المتوفى: 397 هـ]
سَمِعَ: المَحَامِلي، وابْن عُقْدة، وعَبْد الغافر بْن سلامة، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَاني، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان المقرئ، وَأَبُو الحسين محمد ابن المهتدي باللَّه، وطائفة.
وثّقه الخطيب، وعنده جملة كبيرة من " مُسْنَد " يعقوب بْن شَيْبَة، سمعه من حفيده، وقد مرّ أَبُوهُ فِي سنة ستين وثلاثمائة.(8/774)
220 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن محمد بْن إسحاق، أبو القاسم [المتوفى: 397 هـ]
ابن الحاكم أَبِي أحْمَد الْأنماطي المُزَكِّي.
نيسابوري، ثقة جليل،
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ وأقرانه،
وَتُوفِّي يوم الشَّك.(8/774)
221 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه، أَبُو المُطَرِّف الرُّعَيْنِي القُرْطُبي، المعروف بابن المَشَّاط. [المتوفى: 397 هـ]
أخذ القراءات عَنْ أَبِي الْحَسَن الْأنطاكي،
وَسَمِعَ مِنْ: خَلَف بْن قاسم وغيره، وكان فاضلا رئيسًا عالمًا متصلا بالدولة، نفق عَلَى المنصور مُحَمَّد بْن أَبِي عامر، وولي قضاء بلنسية وغيرها.
توفي فجاءة فِي جمادي الآخرة، وصلّى عَلَيْهِ والده الثَّكْلان به، [ص:775] وعاش بعده عامين.(8/774)
222 - عَبْد الصَّمد بْن عُمَر، أَبُو القاسم، الدِّينَوَرِي ثم البغدادي، الواعظ. [المتوفى: 397 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر النّجّاد.
قَالَ الخطيب: حدثنا عنه عَبْد العزيز الْأزْجِي، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه الصيمري، قال: وكان زاهداً ثقة أمَّارًا بالمعروف ناهيا عَنِ المنكر، صاحب مجاهدات وأوراد ومقامات، وإليه تُنْسَب الطّائفة المعروفة بأصحاب عَبْد الصّمد.
قلت: وكان ببغداد فِي زماننا الشَّيْخ عَبْد الصَّمد بْن أَبِي الجيش المقرئ الصّالح، لَهُ أصحاب منهم الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد الرّقّي الزّاهد رحمة اللَّه عَلَيْهِ، والشيخ أَبُو بَكْر المقصاتي المقرئ، وجماعة ببغداد يُنْسَبُون إِلَيْهِ أيضًا.(8/775)
223 - عَبْد الكريم بْن أحْمَد بْن أَبِي جدار، أَبُو الْحَسَن الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 397 هـ]
شيخ مُسْنِد،
يَرْوِي عَنْ: أَحْمَد بْن عبد الوارث العسَّال وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِبْرَاهِيم أحْمَد بْن القاسم بْن ميمون الحسيني، وجماعة.
تُوُفِّي فِي سلْخ رجب.(8/775)
224 - عَبْد الملك بْن سعَيِد بْن إبْرَاهِيم بْن مَعْقِل بْن الحَجّاج، أَبُو مروان النَّسفي. [المتوفى: 397 هـ]
شيخ ثقة، وُلِد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة،
وَسَمِعَ مِنْ: الطّرخاني، ونصر بْن مكّي، وخلف بْن الفتح، والهَيْثَم بْن كُلَيْب.
رَوَى عَنْهُ: المُسْتَغْفِري فِي " تاريخه ".(8/775)
225 - عُصْم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو نصر بْن أَبِي حاتم الهَرَوِي، [المتوفى: 397 هـ]
وليس هُوَ بالعُصْمِيِّ.
تُوُفّي فِي شعبان.(8/775)
226 - عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عَلِيّ النيسابُوري الشّاهد الحذّاء. [المتوفى: 397 هـ]
سَمِعَ: الْأصمّ وطبقته، وحدّث.(8/776)
227 - علي بن عمر بن أحمد الفقيه، أبو الحسن ابن القصار البغدادي المالكي. [المتوفى: 397 هـ]
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن الفضل السّتُوري وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهروي، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي باللَّه وغيرهما.
ووثقه الخطيب، وكَانَ من كبار المالكيّة ببغداد، تفقّه عَلَى القاضي أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الشيرازي: لَهُ كتاب فِي مسائل الخلاف كبير، لا أعرف لهم كتابًا فِي الخلاف أحسن منه.
وقَالَ القاضي عياض: كَانَ أُصُوليا نَظَّارًا، وُلِّي قضاءَ بغداد.
وقَالَ أَبُو ذَرّ: هُوَ أفقه من لقيت من المالكيين، وكان ثقةً قليل الحديث،
تُوفِّي سنة ثمانٍ وتسعين.
قلت: الصّحيح وفاته فِي هذه السنة في ثامن ذي القعدة؛ ضبطها ابن أَبِي الفوارس فِي " الوَفَيَات " لَهُ.(8/776)
228 - عَلِيّ بْن معاوية بْن مُصْلح، أَبُو الْحَسَن الْأندلسي. [المتوفى: 397 هـ]
حجّ وَسَمِعَ: أَبَا حفص عُمَر بْن أحْمَد الْجُمَحي، وإِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الدَّيْبُلي، والآجري، وحمزة بْن مُحَمَّد الكناني الحافظ، وأَبَا مُحَمَّد بْن الورد البغدادي، والْحَسَن بْن الخضر. وسمع بقُرْطُبَة من خَالِد بْن سعد، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وبمدينة الفرج من وهب بْن مَسَرَّة، ومُحَمَّد بن القاسم بن مسعدة.
قَالَ ابن بشكوال: كَانَ شيخًا فاضلا، ثقة فيما رَوَاهُ. سَمِعَ النّاس منه كثيرًا،
حَدَّثَ عَنْهُ: الصّاحبان،
وَتُوُفِّي فِي رجب، وكان مولده سنة ثلاث [ص:777] عشرة وثلاثمائة.(8/776)
229 - عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو سعد الهَرَوِي، [المتوفى: 397 هـ]
خال القرّاب.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي أحمد مُحَمَّد بْن قُرَيْش بْن سُلَيْمَان.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق القرّاب، وحمزة بْن فضالة.
تُوُفِّي فِي جُمَادَى الآخرة.(8/777)
230 - محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عُبَيْد، أَبُو عَبْد اللَّه الوشَّاء الفقيه المالكيُّ الزّاهد، [المتوفى: 397 هـ]
كبير المالكية بمصر.
أخذ عَنْ أَبِي إِسْحَاق مُحَمَّد بْن القاسم بْن شعبان الْمَصْرِيّ وغيره، ورحل النّاس إِلَيْهِ. وكان قويّ النّفس، شديد المبايَنَة لبني عُبَيْد أصحاب مصر. آخذ عَنْهُ أَبُو عمران الفاسي، وَأَبُو مُحَمَّد الشنتجالي، وَأَبُو مُحَمَّد بْن غالب السّبْتي.
قَالَ الحبّال: تُوُفِّي فِي تاسع جُمادى الآخرة.(8/777)
231 - مُحَمَّد بْن سَعِيد البُوشَنْجي، [المتوفى: 397 هـ]
قاضي بوشَنْج وخطيبها.
قُتِل غِيلةً في رمضان.(8/777)
231 - مكرر - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عامر بن أبي عامر مُحَمَّد بن يزيد بن الوليد، الحاجب أبو عامر المعافريُّ الأندلسيُّ، الملقب بالمنصور. [المتوفى: 397 هـ]
قيل: توفي في ربيع الأول من هذه السنة؛ قاله الأمير عزيز. وقد تقدم في سنة ثلاث، فالله أعلم أيهما أصح.(8/777)
232 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سَلْمان بْن جَعْفَر، أَبُو الْحَسَن العبديُّ البغداديُّ العطار. [المتوفى: 397 هـ]
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري، والقاسم والْحُسَيْن ابنَيِ المَحَامِلي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأدمي. [ص:778]
قَالَ العتيقي: هُوَ ثقة مأمون، مات فِي صفر.
رَوَى عَنْهُ: ابن المهتدي باللَّه.(8/777)
233 - مُوسَى بْن أحْمَد بْن سَعِيد، أَبُو مُحَمَّد اليَحْصُبِي القُرْطُبي، ويُعْرَف بالولد، الفقيه المالكي. [المتوفى: 397 هـ]
سَمِعَ: قاسم بْن مُحَمَّد وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، ودرّس الفقه، وتقلد الشُورَى.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: نُسِب إِلَيْهِ تخليط كثير عُرِفَ بِهِ.(8/778)
234 - النُّعْمَان بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن النُّعْمَان، أَبُو نصر الْجُرْجَاني التّاجر، [المتوفى: 397 هـ]
نزيل نيسابُور.
سَمِعَ: أَبَا طاهر مُحَمَّد بْن الْحَسَن المحمداباذي، والأصمّ، وأَبَا يعقوب إِسْحَاق بْن إبراهيم البحري الْجُرْجَاني. وتفقه عَلَى أَبِي بَكْر الإسماعيلي، وسمع بآمل من أصحاب أَبِي حاتم الرّازي، وأكثر عَنِ ابن عَدِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.(8/778)
235 - أَبُو سهل بْن أَبِي بشْر، هُوَ مُحَمَّد بْن هارون النيسابُوري. [المتوفى: 397 هـ]
سَمِعَ: أَبَا بَكْر القطّان، والأصمّ.
تُوُفِّي فِي رجب.(8/778)
236 - أَبُو سهل محمد بن يحيى النيسابوري الواعظ. [المتوفى: 397 هـ]
عَنْ: الْأصمّ، وأَبِي سهل القطّان.
مات فِي صفر.(8/778)
237 - أَبُو الْعَبَّاس بْن واصل. [المتوفى: 397 هـ]
كَانَ يخدم فِي الكرخ، وكانوا يقولون: إنك تملك. يهزؤون بِهِ، ويقول بعضهم: إنْ صرت ملكًا فاستخدمني. ويقول الآخر: اخلع عَلِيّ. فآل أمره إلى أن ملك سِيراف ثم البصْرة، ثم قصد الْأهواز، وحارب السلطان بهاء الدولة وهزمه، ثم تملّك البطيحة، وأخرج عَنْهَا مهَّذب الدولة [ص:779] عَلِيّ بْن نصر إلى بغداد، فنزح مهذَّب الدولة بخزائنه فأخذت فِي الطّريق، واضطر إلى أن ركب بقرة، واستولى ابن واصل عَلَى داره وأمواله. ثم إنّ فخر المُلْك أَبَا غالب قصد ابن واصل فعجز عَنْ حربه، واستجار بحسّان الخَفَاجي، ثم قصد بدر بْن حَسْنَوَيْه، فقتل بواسط في صفر.(8/778)
-سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة(8/780)
238 - أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو بَكْر بْن أبي إِسْحَاق الهَرَوِي القرّاب الشهيد. [المتوفى: 398 هـ]
سَمِعَ: أَبَا عَلِيّ بن رزين الباشاني وغيره.
وَعَنْهُ: شيخ الْإسلام إِسْمَاعِيل الصّابوني، وأبو العلاء صاعد بن منصور بن محمد بْن مُحَمَّد الْأزْدِيّ، وَأَبُو عاصم مُحَمَّد بْن أحْمَد العبّادي الفقيه، وجماعة.(8/780)
239 - أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْعَبَّاس البُرُوجِرْدِي، الوزير وزير فخر الدولة أَبِي الْحَسَن بْن بُوَيْه، كَانَ يلقّب بالأوحد الكافي. [المتوفى: 398 هـ]
وكان أديبًا شاعرًا،
تُوُفِّي فِي صفر، وأُخرِج تابوته، وشيّعه الكبار والأشراف، وحُمِل إلى مشهد كربلاء فدفن بِهِ، وكان يتشيّع، وسافر مَعَ تابوته جماعة.(8/780)
239 - مكرر - أحمد بن جعفر بن أحمد، أبو الحسن الذارع. [المتوفى: 398 هـ]
رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، ويوسف الْأزرق.
رَوَى عَنْهُ: أبو محمد الخلال، وقال: ثقة.(8/780)
240 - أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن يحيى بْن سَعِيد، أَبُو الفضل الهَمَذَاني، الملقّب ببديع الزّمان. [المتوفى: 398 هـ]
صاحب الرسائل الرائقة، وصاحب " المقامات " التي عَلَى منوالها، صنّف الحريري، واعترف لَهُ بالفضل.
ومن كلامه: الماء إذا طال مُكْثُه ظهر خُبْثُه، وإذا سكن مَتْنُهُ تحرّك نَتْنُه.
الموت خطْب قد عُظم حتى هان، ومس خُشن حتّى لان، والدنيا قد تنكّرت حتى صار الموت أخف خطوبها، وجنت حتى صار أصغر ذنوبها، فانظر يَمْنَةً هَلْ ترى إلا محنة، ثم انظر يَسْرَةً هَلْ ترى إلا حَسْرَةً.
ومن رسائله البديعة، وكان قد جرى ذِكْره فِي مجلس شيخه أَبِي الحسين بْن فارس، فَقَالَ ما معناه: إنّ بديع الزمان قد نسي حق تعليمنا إيّاه [ص:781] وعَقَّنَا، وطمح بأنفه عنّا، فالحمد لله عَلَى فساد الزّمان، وتَغَيُّر نَوْع الْأنْسَان. فبلغ ذَلِكَ بديعَ الزّمان، فكتب إِلَيْهِ: نعم، أطال اللَّه بقاء الشَّيْخ الإمام، إنّه الحَمأ المَسْنُون، وإن ظنت بِهِ الظُّنون، والناس لادم، وإن كَانَ العهد قد تقادم، وتركيب الأضداد، واختلاف الميلاد، والشيخ يقول: فسد الزمان. أفلا يقول: متى كان صالحاً؟ أفي الدّولة العباسية، فقد رأينا آخرها، وسمعنا أوّلها، أم المدّة المَرْوَانية، وفي أخبارها.
لا تكسع الشول بأغبارها
أم السّنين الحربيّة؟
والسيف يُعقَد فِي الطّلى ... والرُّمْحُ يُركز فِي الكلَى
ومبيت حجر بالفَلا ... وحرَّتان وكربلا
أم البيعة الهاشميّة، والعشرة برأس من بني فِراس؟ أَم الْأيّام الْأمَوية، والنّفير إلى الحجاز، والعيون تنظر إلى الْأعجاز؟ أم الْأمارة العَدَوِيّة، وصاحبها يَقُولُ: هَلُمّ بعد البزول إلى النزول؟ أم الخلافة التَيْميّة، وهو يَقُولُ: طُوبى لمن مات فِي نأنأة الْإسلام؟ أَمْ عَلَى عهد الرسالة ويوم الفتح، قِيلَ: اسكُني يا فلانة، فقد ذهبت الْأمانة؟ أَمْ فِي الجاهلية، ولَبِيدُ فِي خَلْفٍ كجِلْد الْأجرب؟ أمْ قبل ذَلِكَ، وأخو عادٍ يَقُولُ:
إذ النّاس ناسٌ والبلاد بلاد؟
أمْ قبل ذَلِكَ، وآدم فيما قِيلَ يَقُولُ:
تغيرت البلاد ومَن عليها؟
أمْ قبل ذَلِكَ، والملائكة تَقُولُ: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)؟ ما فسد الناس؛ إنما اطرد القياس، ولا أظلمت الأيام؛ إنما امتدّ الظلام، وهل يفسد الشيء إلا عَنْ صَلاح، ويُمسي المرء إلا عَنْ صباح؟ وإنّي عَلَى توبيخ شيخنا لي لَفَقِيرٌ إلى لقائه، شفيق عَلَى بقائه، مُنْتَسِبٌ إلى ولائه، شاكر لآلائه، لا أحل حريدًا عَنْ أمره، ولا أقْلُ بعيدًا عَنْ قلبه، وما نسيته ولا أنساه، إنّ لَهُ عليّ كلّ نِعمة خولينها الله نارا، وعَلَى كل كلمة علّمنيها اللَّه منارا، ولو عرفت لكتابي موقعًا من قلبه، لاغتنمت [ص:782] خدمته بِهِ، ولَرَدَدْتُ إِلَيْهِ سُؤْر كاسه وفَضَل أنفاسه، ولكني خشيت أن يَقُولُ: هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا.
وله - أيّده اللَّه - العُتْبَى والمَوَدَّة فِي القُرْبى، والمرباع، وما نالَه الباع، وما ضمّه الجلد، وضمّنه المشط، ليست رضًى، ولكنها جلّ ما أملك اثنتان، أيّد اللَّه الشَّيْخ الإمام الخراسانية والإنسانية، وإن لم أكن خُرَاسانيّ الطّينة فإنّي خراساني المدينة، والمرء من حيث يوجد، لا من حيث يولد، فإذا أضاف إلى خُرَاسان ولادة هَمَذَان، ارتفع القلم، وسقط التكليف، فالْجُرْح جَبار، والجاني حمار، ولا جنّة ولا نار، فليحملني عَلَى هِنَاتي، أَلَيْس صاحبنا يَقُولُ:
لا تلُمني عَلَى ركاكة عقلي ... إن تيقّنْت أنّني هَمَذَاني
والسلام.
وله:
كتابي، والبحر وإن لم أره، فقد سَمِعْتُ خبره. واللَّيْث وإنْ لم ألقه، فقد بصرت خلقه. والملك العادل وإن لم أكن لقيته، فقد بلغني صيتُه، ومن رَأَى من السيف أثره، فقد رَأَى أكثره. والحضرة وإن أحتاج إليها المأمون وقصدها، ولم يستغن عَنْهَا قارون، فإن الْأحبّ إلي أن أقصدها قصد موال، والرجوع عَنْهَا بجمال أحبّ إليّ من الرّجوع عَنْهَا بمال. قدّمت التعريف، وأنا أنتظر الجواب الشريف، فإن نشط الْأمير لضَيْفٍ ظلُّه خفيف، وضالّته رغيف، فعل، والسّلام.
وله:
إنّا لقُرْب دار مولانا كما طَرِب النَّشْوان مالت بِهِ الخمر، ومن الارتياح إلى لقائه كما انتفض العصفور بلّله القَطْرُ، ومن الامتزاج بولائه كما التقت الصَّهْباء والبارد العذْبُ، ومن الابتهاج بمزاره كما اهتزّ تحت البارح الغُصْن الرَّطب.
ومن شعره:
وكاد يحكيك صوبُ الغَيْثِ مُنْسَكبًا ... لو كَانَ طَلْقَ المُحَيَّا يمطر الذَّهَبَا
والدَّهرُ لو لم يَخُنْ والشمسُ لو نَطَقَتْ ... والليث لو لم يصل والبحر لو عَذُبا [ص:783]
وأول هذه القصيدة:
عَلَى أنْ لا أُرِيح العِيس والقتبا ... وألبس البيد والظَّلماء واليَلَبَا
واترك الخود معسولاً مقبلها ... وأهجر الكاس تعرو شربها طَرَبَا
وطفلة كقضيب البان منعطفًا ... إذا مشت وهلال العيد منتقبا
تظل تنثر من أجفانها حَبَبَا ... دوني وتنظم من أسنانها حَبَبَا
منها:
فأين الذين أعدُّوا المال من ملك ... ترى الذخيرة ما أعطى وما وهبا
ما اللَّيْث مختطمًا والسَّيُل مرتطمًا ... والبحر ملتطما والليل مقتربا
أمضى شباً منك أَدْهَى منك صاعقة ... أجدى يمينًا وأدنى منك مُطَّلَبا
يا من تراه ملوك الْأرض فوقهم ... كما يرون عَلَى أبراجها الشُّهُبَا
لا تكذبنّ فخير القول أصدقه ... ولا تهابن فِي أمثالها العَرَبَا
فما السَّمَوأَل عهدًا والخليل قرى ... ولا ابن سعدى ندى والشنفرى غلبا
من الْأمير بمعشار إذا اقتسموا ... مآثر المجد فيما أسلفوا نهبَا
ولا ابن حجر ولا ذبيان يعشرني ... والمازني ولا القيسي منتدبا
هذا لركبته أو ذا لرهبته ... أو ذا لرغبته أو ذا إذا طربا
وهي من غرر القصائد لولا ما شانها بإساءة أدبه عَلَى خليل اللَّه عَلَيْهِ السلام، وما ذاك ببعيد من الكُفْر.
تُوُفِّي البديع الهَمَذَاني بهَرَاة فِي حادي عشر جُمادى الآخرة مسمومًا، وقيل: مات بالسَّكْتة، وعُجِّل دفْنُه، وأَنَّهُ أفاق فِي قبره، وسُمِع صوتُه بالليل، وأَنَّهُ نُبِش، فوُجِد وقد قبض عَلَى لحيته من هول القبر، وقد مات، رحمه اللَّه.(8/780)
241 - أحْمَد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفرج، أَبُو بَكْر الهَمَذَاني الشافعي الفقيه، المعروف بابن لال. [المتوفى: 398 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، والقاسم بْن أَبِي صالح، وعَبْد الرَّحْمَن الجَلَّاب، وموسى الفرّاء، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد الزَّعْفَراني من أهل هَمَذَان، وإِسْمَاعِيل [ص:784] الصَّفَّار، وعَبْد الصَّمد الطَّسْتي، وعَبْد الباقي بْن قانع، وعثمان ابن السّمّاك، وعَبْد اللَّه بْن شَوْذَب الواسطي، وعَلِيّ بْن الفضل الستوري، وجماعة بالعراق، وأَبِي سَعِيد أحمد بن محمد ابن الْأعْرابي بمكّة، وحفص بْن عُمَر الْأردبيلي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عامر النَّهَاوَنْدِي، وأَبِي نصر محمد بن حمدويه المروزي، وأَبِي بَكْر بْن مَحْمَوَيْه العسكري، وأَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بن عيسى الصوفي، وحميد ابن المأمون، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي الرازي، وأحمد بن عيسى ابن عبّاد الدِّينَوَرِي، وَأَبُو الفرج عَبْد الحميد بْن الحسن الفقاعي، وَأَبُو الفرج البَجَلي، وخلق كثير من أهل همذان، ومن الواردين عليها.
وكان إمامًا ثقةً مُفْتِيا.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة، أوحد زمانه، مفتي البلد؛ يعني هَمَذَان، يُحْسِن هذا الشأن، لَهُ مصنّفات فِي علوم الحديث، غير أنّه كَانَ مشهورًا بالفقه، ورأيت له كتاب " السنن " و" معجم الصحابة "، ما رَأَيْت شيئًا أحسن منه، وُلِد سنة ثمان وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي سادس عشر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين، والدعاء عند قبره مُسْتَجَاب. وسمعت يوسف بن الحسن التفكري يقول: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بندار الفرضي بزنجان يقول: ما رأيت قطّ مثل أَبِي بَكْر بْن لال، وسمعت أَبَا طَالِب الزّاهد يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْد التِّككي وأَبَا الْحَسَن بْن حُمَيْد يقولان: كثيرًا ما سمعنا أَبَا بَكْر بْن لال يَقُولُ فِي دعائه: اللهم لا تحيني في سنة أربعمائة. قالا: فمات سنة تسعٍ وتسعين.(8/783)
242 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحافظ، أَبُو نصر الكلاباذي، [المتوفى: 398 هـ]
وكلاباذ محلّة من بُخَارَى.
سَمِعَ: الهَيْثَم بْن كليب الشاشي، وعَلِيّ بْن محتاج، وأَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد البغدادي، وعَبْد المؤمن بْن خلف النَّسَفي، ومُحَمَّد بْن محمود بْن عنبر، وجماعة. [ص:785]
قَالَ جعفر المُسْتَغْفِري بعد أن رَوَى عَنْهُ: هُوَ أحفظ مَن بما وراء النّهر اليوم فيما أعلم، ومات فِي جُمادى الآخرة عَنْ خمسٍ وسبعين سنة.
وقَالَ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه: أَبُو نصر الكلاباذي الكاتب من الحُفّاظ، حَسَن الفَهْم والمعرفة، عارفٌ " بصحيح " الْبُخَارِيّ، وكتب بما وراء النهر وبخراسان والعراق، ووجدت شيخنا أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ قد رضي فهْمَه ومعرفته، وهو متقِن ثَبْت.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، ولم يخلف بما وراء النهر مثله.
قلت: رَوَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ فِي كتاب " المُدَبّج "، والحاكم. وله مصنَّف مشهور فِي أسماء رجال " صحيح " الْبُخَارِيّ وتراجمهم، وحديثه عزيز الوقوع.(8/784)
243 - أحْمَد بْن هشام بْن أُمَيّة، أَبُو عُمَر الْأمويّ القرطبي. [المتوفى: 398 هـ]
سَمِعَ: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مَسَرَّة، ورحل إلى المشرق، وصحب هناك أَبَا مُحَمَّد بْن أسد، وأَبَا جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأَبَا عبد اللَّه بْن مُفَرّج، وانصرف إلى الْأندلس، والتزم الْأمامة والتأديب، وانْتُدِب لأعمال البِرّ والطّاعة والجهاد.
رَوَى عَنْهُ: الخَوْلاني، وابْن الفَرَضِيّ، وجماعة.
وَتُوفِّي فِي ذي الحجّة.(8/785)
244 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أيوب، أَبُو إِسْحَاق النيسابُوري، الفقيه الواعظ. [المتوفى: 398 هـ]
أملى مدَّة عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ وأقرانه،
وَتُوُفِّي فِي شعبان.(8/785)
245 - الْحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن حَمْدان العَنَزِي الْجُرْجَاني، أَبُو عَبْد اللَّه الوَرّاق الفقيه. [المتوفى: 398 هـ]
طَوَّف البلادَ،
وَسَمِعَ: أبا سعيد ابن الْأعْرابي، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وأَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ.
رَوَى عَنْهُ: حمزة السَّهْمي، وسليم الرّازي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي، وآخرون. [ص:786]
تُوُفِّي فِي رمضان.(8/785)
246 - الْحُسَيْن بْن هارون بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه الضّبّي البغدادي. [المتوفى: 398 هـ]
وُلِّي القضاء بربع الكرخ، ثم أضيف إليه قضاء مدينة المنصور وقضاء الكوفة.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدَة، والمَحَامِلي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجَاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأدمي المقرئ، ومُحَمَّد بْن صالح بْن زياد القُهُسْتاني، وغيرهم. وأملى عدّة مجالس؛ رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن النّقّور، وجماعة.
وكان قد ذهبت كُتُبُه إلا جزأين من سماعه من أحْمَد الْأدمي وابْن عُقْدة، قاله الخطيب. وقال: أخبرنا عبد الكريم المحاملي قال: أخبرنا الدَّارَقُطْنيّ قَالَ: القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الضَبّي غاية في الفضل والدين، عالم بالأقضية، ماهر بصناعة المحاضر والترسُّل، موفق فِي أحواله كلّها.
وقَالَ البَرْقَاني: حُجّة فِي الحديث، وأيّ شيء كَانَ عنده من السّماع جُزْءان، والباقي إجازة.
مات بالبصْرة فِي شوّال.(8/786)
247 - سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زهير، أَبُو عثمان الكلبيُّ الْأندلسي. [المتوفى: 398 هـ]
سكن إشبيلية،
وَحَدَّثَ عَنْ: وَهْب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وغيرهما.
قَالَ ابن بشكوال: كَانَ صالحًا زاهدًا، مائلا إلى الآخرة، واسع الرواية، كثير العناية بالعِلْم ومعاني الزُّهْد.
رَوَى عَنْهُ: الناس، وأجاز للخولاني في سنة ثمانٍ وتسعين، وذكر أن مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة.(8/786)
248 - سُلَيْمَان بْن الفتح، أبو علي ابن الزَّمَكْدم السراج الموصلي. [المتوفى: 398 هـ]
من كبار الشعراء، ديوانه مجلد، والغالب عَلَيْهِ الهجو والسُّخْف والمجون، وله مكاتبات إلى الخالديين والهائم والببغاء والبديهي.(8/787)
249 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد الْبُخَارِيّ الفقيه الشافعي، المعروف بالبافي، [المتوفى: 398 هـ]
نزيل بغداد.
تفقه عَلَى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ وأبي إسحاق المَرْوَزِي، وبرع فِي المذهب، وكان ماهرًا بالعربيّة، حاضر البديهة، حلو النَّظْم، وهو من أصحاب الوجوه، تفقّه بِهِ جماعة.
قَالَ الخطيب: أنشدنا أبو القاسم التنوخي قال: أنشدني أبو مُحَمَّد البافي لنفسه:
ثلاثة ما اجتمعن فِي رَجُل ... إلا وأسلمنه إلى الْأجلِ
ذل اغتراب وفاقة وهوى ... وكلها سائق عَلَى عَجَلِ
يا عاذل العاشقين إنّك لو ... أنصفت رفهتهم عَنِ العذْلِ
وقصد البافي صديقًا فلم يجده، فطلب دواةً وكتب لَهُ:
قد حضرنا وليس يقضي التلاقي ... نسأل اللَّه خيرَ هذا الفراقِ
إن تغِبْ لم أغِبْ وإن لم تغب غبـ ... ـت كأن افتراقنا باتّفاقِ
أثنى عَلَيْهِ الخطيب وقَالَ: كَانَ من أفقه أهل وقته فِي المذهب، بليغ العبارة مع عارضة وفصاحة، يعمل الخُطَب ويكتب الكُتُب الطويلة من غير روّية.
توفي البافي في المحرم، رحمه الله.(8/787)
250 - عَبْد الواحد بْن نصر بْن مُحَمَّد، أَبُو الفرج المخزومي النَّصِيبي الشاعر، المعروف بالبَبَّغَاء. [المتوفى: 398 هـ]
خدم سيفَ الدولة بْن حمدان.
قَالَ الخطيب: كَانَ شاعرًا مجودًا، وكاتبًا مترسِّلا، جيّد المعاني، حَسَنَ القول فِي المديح والغزل، ومن شعره:
يا من تشابه منه الخَلق والخُلق ... فما تسافِر إلا نحوَه الحَدَقُ
توريدُ دمعي من خدَّيك مختلس ... وسُقْمُ جسمي من جَفْنَيْك مُسْتَرَقُ
لم يبق لي رَمَقٌ أشكو إليك بِهِ ... وإنما يتشكّى من بِهِ رَمَقُ
وله:
استودعُ اللَّه قومًا ما ذكرتهم ... إلا وضعت يدي لَهْفًا عَلَى كَبِدي
تبدّلوا وتبدلنا وأخسرنا ... من ابتغى شيبا يسلي فلم يجد
طمعت ثم رَأَيْت اليأسَ أجْمل بي ... تنزُّهًا فخصمت الشوق بالْجَلَدِ
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد الجوهري: أنشدني البَبَّغاء لنفسه، ومرة قَالَ: أنشدنا ابن الحَجَّاج:
كثير التلوّن فِي وعده ... قليل الحُنُوِّ عَلَى عبده
يموج الكثيب على رِدْفه ... وينمي القضيب إلى قدِّهِ
ولما بدا الروض في عارضيه ... واشتعل الوردُ فِي خدِّهِ
بعثت بقلبي مستعديا ... عَلَى وجنتيه فلم يعده
وخلَّفته عنده موثقًا ... فما لي سبيل إلى ردّه
وله:
وكأنّما نقشَتْ حوافرُ خَيْلِه ... للناظرين أهِلَّةٌ فِي الْجَلْمَدِ
وكأن طَرْفَ الشمس مطروفٌ وقد ... جُعِل الغُبارُ لَهُ مكانَ الْأثْمِدِ
وله:
أوليس من إحدى العجائب أنني ... فارقته وحييت بعد فراقه
يا من يحاكي البَدْرَ عند تمامه ... ارْحَمْ فتًى يحكيه عند مَحاقِه [ص:789]
تُوُفِّي فِي شعبان سنة ثمانٍ، ولقّبوه بالبَبَّغَاء لفصاحته، وقيل: للثْغَة فِي لسانه.(8/788)
251 - عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن عَلِيّ، أَبُو القاسم ابن الصَّيْدلاني المقرئ البغدادي. [المتوفى: 398 هـ]
سَمِعَ مِنْ: ابن صاعد مجلسين، وهو آخر من حدّث عَنْهُ من الثّقات، قاله الخطيب. وسمع أَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري ومن بعده.
رَوَى عَنْهُ: هبة الله بن الحسن اللالكائي، وأبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وخلق كثير آخرهم. . .
وقَالَ العتيقي: كَانَ ثقة مأمونًا،
تُوُفِّي فِي رجب، وقد جاوز التّسعين بقليل، رحمه اللَّه.(8/789)
252 - عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن عَلِيّ، أَبُو زُرْعَة الصّيْدَلانِي البنّاء البغداديُّ. [المتوفى: 398 هـ]
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ويوسف بْن البهلول.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، وابن المهتدي بالله، وجماعة. ووثّقه عُبَيْد اللَّه الْأزهري،
تُوُفِّي فِي عشر التسعين.(8/789)
253 - عَلِيّ بْن أحْمَد بن علي، أَبُو الْحَسَن الهَمَذَاني البيّع، المعروف باقلب خُف. [المتوفى: 398 هـ]
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان، وأَبِي جعفر بن عبيد، والفضل الكندي.
رَوَى عَنْهُ: أبو الفرج البجلي، وأحمد بن عيسى، وجبريل بن علي البزاز.
قال شيرويه: صدوق.(8/789)
254 - علي بن عبد الملك بن عباس، أبو طالب القزويني النحوي. [المتوفى: 398 هـ][ص:790]
أخذ الناس عنه العربية؛ أبو يعلى الخليل بن عبد الله وغيره، وقد حدّث عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن سَلَمة القطّان.(8/789)
255 - علي بن محمد، أبو الحسين النيسابوري المقرئ، المعروف بالخَبَّازيِّ، [المتوفى: 398 هـ]
صاحب التصانيف.(8/790)
256 - عُمر بْن عَبَادِل، أَبُو حفص الرُّعَيْني الْأندلسي، [المتوفى: 398 هـ]
من كورة رية.
أحد الزُّهّاد المتبتّلين والعلماء الرّاسخين، كَانَ بصيرًا بمذهب مالك، إمامًا متواضعًا، يحرث أرضه ويحتطب، ويمتهن نفسه، صحِب الفقيه مُعَوَّذاً الزّاهد.(8/790)
257 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حاتم الفقيه، أَبُو حاتم الطُّوسي. [المتوفى: 398 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأَبِي بَكْر بْن داسة.
وتُوُفِّي بالطّابران فِي ذي الحجّة.(8/790)
258 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو عَبْد اللَّه الْآملي. [المتوفى: 398 هـ]
حدّث فِي هذه السنة بجُرْجَان عَنْ أحْمَد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عُتبة الرّازي،
نزيل مصر.(8/790)
259 - مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن مَرْدَوَيْه، أَبُو عَبْد اللَّه الْإصبهاني، [المتوفى: 398 هـ]
أخو الحافظ أَبِي بَكْر.
كَانَ إمامًا فِي الفقه والأصول، وتخرّج عَلَيْهِ جماعة، ومضى حميدًا سديدًا. روى عَنْ أَبِي عَمْرو بْن حكيم، وأَبِي الْحَسَن أحْمَد بْن مُحَمَّد اللُّنْباني.(8/790)
260 - محمد بن يحيى، أبو عبد الله الجُرْجاني، الفقيه الحنفي. [المتوفى: 398 هـ]
من علماء العراق، كان زاهداً عابداً نظيراً لأبي بكر الرازي ومن أكبر [ص:791] تلامذته، كان يدرس بالمسجد الذي بقطيعة الربيع، وفُلِج في آخر أيامه، ودفن إلى جانب قبر أبي حنيفة، رحمه الله.
وقد روى الحديث عَنْ أَبِي أحْمَد الغطريفي، وعَبْد اللَّه بْن إسحاق النضري.
رَوَى عَنْهُ: أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي، وأبو سعد السَّمَّان الرازي. وتفقه عليه أبو الحُسين القُدُوري.
توفي في العشرين من رجب، واسم جده مهدي.(8/790)
261 - مُفْلح، أبو صالح الخادم. [المتوفى: 398 هـ]
ولي إمرة دمشق للحاكم مدة خمس سنين، وصرف في هذه السنة بعلي بن فلاح.(8/791)
262 - مظفر بن نظيف. [المتوفى: 398 هـ]
يروي عَنِ المَحَامِلي، وابْن مَخْلَد. وكان كذابا.(8/791)
263 - أبو سهل النيسابوري الزاهد، المعروف بالبقال. [المتوفى: 398 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر النّجّاد، وجماعة. ووعظ وحدّث سنين.
تُوُفِّي فِي صفر.(8/791)
-سنة تسع وتسعين وثلاثمائة(8/792)
264 - أحْمَد بْن أُبي بن أحْمَد، أَبُو عَمْرو الفراتي الْأسْتَوائي الزّاهد الواعظ. [المتوفى: 399 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: الهَيْثَم بْن كُلَيْب الشّاشي، ومُحَمَّد بْن يعقوب الْأصمّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: حفيده رئيس نيسابُور أَبُو الفضل أحْمَد بْن مُحَمَّد الفراتي وغيره.
وتُوُفِّي فِي المحرَّم.(8/792)
265 - أحْمَد بْن سَعِيد بْن إبراهيم الهمداني الأندلسي، المعروف بابن الهندي [أَبُو عُمَر] [المتوفى: 399 هـ]
كان أوحد عصره فِي علم الشروط، وله فيها مصنف.
قال القاضي عياض: ولم يكن بالمقبول القول، ولا بالمَرْضِيّ فِي دينه، وهو آخر من لاعن زوجته بالأندلس، كنيته أَبُو عُمَر.
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وابْن مَسَرَّة. لاعَنَ زوجته فِي ثمان وثمانين وثلاثمائة، فقيل لَهُ: مثلك يفعل هذا؟ قَالَ: أردت إحياء سُنَّةٍ.
تُوُفِّي فِي رمضان وله تسعٌ وسبعون سنة.(8/792)
• - أحْمَد بْن عَلِيّ بْن لال، أَبُو بَكْر الهَمَذَاني. [المتوفى: 399 هـ]
مُخْتَلَفٌ فِيهِ.
مرّ فِي السنة الماضية.(8/792)
266 - أحْمَد بْن عَبْد القويّ بْن جبريل، أَبُو نزار. [المتوفى: 399 هـ]
تُوُفِّي بمصر فِي ربيع الآخر.(8/792)
267 - أحْمَد بْن عُمَر بْن عليّ، أَبُو بَكْر ابْن البقّال. [المتوفى: 399 هـ]
بغداديّ ثقة صالح،
رَوَى عَنْ: أَبِي بكر الشافعي، وأبي علي ابن [ص:793] الصّوّاف.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني.(8/792)
268 - أحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن محفوظ، القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ الجيزي. [المتوفى: 399 هـ]
قرأ عَلَى أَبِي الفتح أحْمَد بْن بُدْهن،
وَسَمِعَ: الحروف من أحمد بْن بَهْزَاد، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن منير، وأَبِي جَعْفَر بْن النّحّاس، وأَحْمَد بن مسعود الزنبري.
رَوَى عَنْهُ: فارس بْن أحْمَد، وَأَبُو عَمْرو الدّاني، وجماعة.
قَالَ أَبُو عَمْرو: كتبنا عَنْهُ شيئاً كثيراً من القراءات والحديث،
وَتُوفِّي سنة تسع وتسعين.(8/793)
269 - أحْمَد بْن أَبِي عمران الهَرَوِي، أَبُو الفضل الصّرّام الصُّوفِي، [المتوفى: 399 هـ]
المجاور بمكّة.
حمل عَنْهُ المغاربة كثيرًا، وكان زاهدًا عارفًا،
رَوَى عَنْ: محمد بن أحمد بن محبوب المروزي، ودعلج السّجزِي، وأَحْمَد بْن بُنْدار الشَّعّار، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، والطَّبَرَانِي، وخلق كثير.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القرّاب، وَأَبُو نُعَيْم، وعَلِيّ الحنَّائيّ، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحَسَن الرّازي، وآخرون من الحُجَّاج والأندلسيّين. وأخذ عَنْ مُحَمَّد بْن داود الدُّقِّي.
ووصفه الأهوازي بالحفظ.(8/793)
270 - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن بُندار الإصبهاني. [المتوفى: 399 هـ]
وهو في عَشْر التسعين.(8/793)
271 - أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الإصبهاني القصار، الفقيه الشافعي. [المتوفى: 399 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ بْن عاصم، وعَبْد اللَّه بْن خَالِد الرَّاذاني، وعَبْد اللَّه بْن [ص:794] جَعْفَر بْن فارس، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عَبَّاد البصْري، وأَبِي أحْمَد العسّال.
وكان ثَبْتًا صالحًا، كبير القدْر؛ حدّث عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه، وأخوه عَبْد الوهاب، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ السّمْسار. ومُحَمَّد بْن يحيى الصّفّار، وجماعة.(8/793)
272 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الرّازي الضّرير، ويقال لَهُ: البصير، أَبُو الْعَبَّاس. [المتوفى: 399 هـ]
وكان قد وُلِد أعمى، وكان ذكيا حافظًا، استملى عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ورحل إلى خُرَاسان وبُخَارَى، فسمع من أَبِي حامد بْن بلال، وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وجماعة. وحدّث ببغداد، وانتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ، ووثّقه الخطيب.
رَوَى عَنْهُ: عبيد اللَّه الْأزهري، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن بِشْران، وحمد الزَّجّاج وحميد بْن المأمون الهمذانيان، وسُلَيْم بْن أيّوب الفقيه، وجماعة من أهل الرّيّ وهَمَذَان.
وكان عارفًا بهذا الشّأن، وحجّ فِي هذا العام، وإن لم يكن تُوُفِّي فيه فتوفي بعده بيسير، ثم وجدتُ وفاته فِي رمضان سنة تسعٍ.
قَالَ أَبُو يعَلَى الخليلي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كنت أستملي لابن أَبِي حاتم، قال: وسمع من ابن معاوية ورحل فسمع ابن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وشيوخ مَرْو، وبِبَلْخ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن طَرْخان البلْخي الحافظ، وببخارى محمود بْن إِسْحَاق القوّاس صاحب الْبُخَارِيّ، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب. وكان عارفًا بأحاديثه حافظًا، وهو آخر من مات بالرّيّ من أصحاب ابن أَبِي حاتم.
قلت: ابن معاوية هو أحمد بن محمد بْن الحسين بْن معاوية، اسمه إلى جدّه كاسم البصير، رَوَى عَنْ أَبِي زُرْعَة الرّازي، وداود بن سُلَيْمَان القزاز، [ص:795] وجماعة.(8/794)
273 - أحمد بن محمد بن ربيع بن سليمان، أبو سعيد الأصبحيُّ الأندلسيُّ، المعروف بابن مَسْلمة، [المتوفى: 399 هـ]
وهو جده لامه.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ القالي، وكان لُغَوّيا إخباريا
حَدَّثَ عَنْهُ: الصاحبان، ومُحَمَّد بْن أبيض. وهو من أهل قَبْرَه.(8/795)
274 - أحْمَد بْن مُحَمَّد، أبو حامد الْأنطاكي، الشاعر الملقب بأبي الرَّقَعْمَق. [المتوفى: 399 هـ]
من أعيان شعراء زمانه، ظريف الشعر، كثير المُجُون والهَجْو، مدح ملوك مصر ورؤساءها؛ فمدح المُعِزّ، والعزيز، والحاكم، والوزير ابن كلّس.
وله فِي هذا الوزير:
قد سمعنا مقالَه واعتذاره ... وأقلناه ذَنْبه وعثارَهْ
والمعاني لمن عَنَيْتُ ولكنْ ... بك عرضت واسمعي يا جاره
من تراديه أنه أبد الدهـ ... ـر تراه محلّلا أَزْرارَهْ
عالم أَنَّهُ عذابٌ من اللـ ... ـه مُتاحٌ لأعين النَّظَارَهْ
هتك اللَّه ستْرَه فَلَكَمْ هتـ ... ـك من ذي تستُّر أستارَهْ
سَحَرَتْني ألحاظه وكذا كـ ... ـل مليح ألحاظه سحّارَهْ
لم أزل لا عدمته من حبيبٍ ... أشتهي قُرْبَهُ وآبَى نَفَارَهْ
ثم خرج إلى المديح.
وله:
كَتَبَ الحَصِيرُ إلى السّرير ... أن الفَصِيلَ ابن البعيرْ
فلامنعنّ حمارتي ... سَنَتَيْن من عَلْفِ الشّعيرْ
لا هُمّ إلا أنْ تطيـ ... ـر من الهزال مَعَ الطُّيورْ
إنّ الذين تَصَافَعُوا ... بالقَرْع فِي زمن القُشُورْ [ص:796]
أُفُوا عليّ لأنّهم ... حضروا ولم أَكُ فِي الحضُورْ
يا للرّجال تصافعوا ... فالصفعُ مفتاح السُّرورْ
هُوَ في المجالس كالبخو ... ر، فلا تملوا من بخورْ
تُوُفِّي سنة تسع وتسعين.(8/795)
275 - أحْمَد بْن وليد بْن هشام بْن أبي المفوز، أبو عمر القرطبي المقرئ. [المتوفى: 399 هـ]
عَرَضَ حرفَ نافع عَلَى أَبِي الْحَسَن الْأنطاكيّ، وأَقْرَأَ زمانًا بمسجده.(8/796)
276 - إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، أَبُو جَعْفَر العلوي الموسَوِي المكّي القاضي. [المتوفى: 399 هـ]
حدّث بدمشق عَنْ أَبِي سَعِيد ابن الْأعْرابي، وسلم بن الفضل، والآجري.
وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، ورشأ بْن نظيف، وعَلِيّ الحنّائي، وأخوه أَبُو القاسم إِبْرَاهِيم، وآخرون.
وكان قاضي الحَرَميْن،
تُوُفِّي فِي رمضان.(8/796)
• - إبراهيم بن أحمد، يأتي بالكنية، هو أبو إسحاق. [المتوفى: 399 هـ](8/796)
277 - جُنَادَة بْن مُحَمَّد، أَبُو أسامة الْأزدي الهَرَوِي اللُّغَوِي. [المتوفى: 399 هـ]
كَانَ علامة لْغَوِيًّا أديبًا، وكان بينه وبين الحافظ عبد الغني الأزدي المصري وأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الْأنطاكي المقرئ النّحوي اتحاد ومذاكرة وصحبة بمصر، فقتله الحاكم صبرًا، وقتل الْأنطاكي، واختفى عَبْد الغني قبلهما فِي ذي القعدة؛ قاله المسبِّحي.
وقَالَ ابن خلّكان: كَانَ جُنَادة مُكْثِرًا من حفظ اللُّغة ونقلها، عارفًا بحوشيِّها ومستعملها، لم يكن فِي زمانه مثله فِي فنِّهِ، فرحمه الله.(8/796)
278 - الْحَسَن بْن سُلَيْمَان بْن الخير، أَبُو عَلِيّ النافعي الْأنطاكي المقرئ، [المتوفى: 399 هـ]
نزيل مصر.
قرأ القراءات عَلَى أبي الفتح بن بدهن، وعلى محمد بن علي الأدفوي، وعلى أبي الفرج الشَّنَّبُوذِي، وجماعة.
قَالَ أَبُو عَمْرو الدّاني: كَانَ من أحفظ أهل عصره للقراءات والشَّواذ، ومع ذَلِكَ يحفظ تفسيرًا كثيرًا، ومعانيَ جمَّة، وإعرابًا، وعِلَلا، يسرد ذَلِكَ سَرْدًا ولا يَتتعْتَع. جلست إليه، سمعت منه، وكان يُظْهِر مذهب الرّافضة بسبب الدولة، شاهدت ذَلِكَ منه، وذاكرت بِهِ فارس بْن أحْمَد، وكان لا يرضاه فِي دينه.
وقيل: كَانَ يُؤدِّب أولاد الوزير ابن حَنْزَابَة.
قلت: كَانَ مُداخِلا للدولة العُبَيْديّة، فسلّط عَلَيْهِ الحاكم وقتله فِي آخر السنة.(8/797)
279 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَلِيّ البغدادي التّاجر الشطرنجي، [المتوفى: 399 هـ]
نزيل إصبهان.
كَانَ جدّه سُلَيْمَان بْن عَلِيّ يَرْوِي عَنْ هشام بْن عُبَيْد اللَّه الرازي، روى عنه بنوه؛ أحمد المذكور، وحسن، وعلي. وكان علي بن أحمد يروي عن أبي حاتم الرّازي.
رَوَى أَبُو عَلِيّ عَنْ: أَبِيهِ، وعن أبي القاسم عبد الله بن محمد ابن أخي أَبِي زُرْعَة، وأَحْمَد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، والْحَسَن بْن عَلِيّ الهَمَذَاني، والفضل بن الخصيب الْإصبهاني.
رَوَى عَنْهُ جماعة، منهم: محمود بْن جَعْفَر الكَوْسَج، وطلحة بْن أحْمَد القصّار، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه، وابْن شُكْرَوَيْه.
تُوُفِّي فِي رجب وله أربعٌ وتسعون سنة، وكان أسند من بقي بإصبهان، رحمه اللَّه. وهم بيت حديث بإصبهان.
انتقى لَهُ الحافظ ابن مَرْدَوَيْه عشرة أجزاء. ومن شيوخه أَبُو أُسَيْد أحْمَد [ص:798] ابن مُحَمَّد بْن أُسَيْد، والْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحنّاء الهَمَذَاني الكِسائي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد اللّنْباني.(8/797)
280 - الحسن بْن مُحَمَّد، أبو علي الفِلْجَرْديُّ الْأديب الهَرَوِي. [المتوفى: 399 هـ]
يَرْوِي عَنْ: أَبِي عَلِيّ الرَّفَّاء وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن الداودي.(8/798)
281 - الْحُسَيْن بْن حيدرة، أَبُو الخطّاب الداودي الظّاهري الشّاهد. [المتوفى: 399 هـ]
تُوُفِّي ببغداد، وكان ثقة.
رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، ويوسف الْأزرق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال.(8/798)
282 - حَكَمُ بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو العاص السَّالميُّ السِّرَقُسْطي. [المتوفى: 399 هـ]
رَوَى عَنْ: الْحَسَن بْن رشيق المصري، وكان صالحاً زاهداً يؤم بجامع سَرَقُسْطَة.
رَوَى عَنْهُ: وضّاح بْن مُحَمَّد السِّرَقُسْطي.(8/798)
283 - حَمْد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ الرّازي الْإصبهاني. [المتوفى: 399 هـ]
سَمِعَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم وغيره، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن معاوية الرّازي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الخليلي، وسُلَيْم الرّازي، وآخرون.
تُوُفِّي فِي هذا العام أو فِي حدوده؛ قَالَ سُلَيْم: تُوُفِّي فيها، أو في سنة أربعمائة.
وكتب عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ، وقَالَ: من شيوخ الرّيّ وعُدُوله.(8/798)
284 - خلف بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن اللَّيْث، [المتوفى: 399 هـ]
أمير سجِسْتان، وابْن أميرها. [ص:799]
كَانَ أوْحَد الملوك فِي إجلال العِلْم والإفضال عَلَى العلماء.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن بُنْدَار الصُّوفِي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الماليني صاحب عثمان الدّارمي، وبالحجاز عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الفاكهي، وببغداد أبا علي ابن الصواف، وأبا بكر الشافعي.
وكان مولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم مَعَ جلالته، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، وانتخب لَهُ الدَّارَقُطْنيّ.
وتُوُفِّي شهيدًا فِي الحبْس ببلاد الهند - رحمه اللَّه - في قبضة محمود بن سُبُكْتِكين، وكان محمود فِي سنة ثلاثٍ وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجهه إلى الجوزجان في هيئة ووفور هيبة. ثم بلغ السلطان عَنْهُ بعد أربع سنين من ذَلِكَ أَنَّهُ يكاتب ايلك خان الَّذِي استولى عَلَى بُخَارَى، فضيّق عَلَيْهِ السّلطان بعض الشيء إلى أن مات فِي رجب، وورِثَه ولده أَبُو حفص.
وكان خَلَف مَغْشِيَّ الجناب من النّواحي لسماحته وأفضاله، ومدحته الشُّعراء. وكان قد جمع العلماء عَلَى تأليف تفسير كبير لم يغادر فِيهِ شيئًا من أقاويل القرّاء والمفسرين والنحاة، ووشحه بما رواه عن الثقات.
قال أبو النصر فِي كتاب " اليميني ": بلغني أَنَّهُ أنفق عليهم فِي جُمعة عشرين ألف دينار، والنسخة بِهِ بنيسابُور، وهي تستغرق عُمْر الكاتب. أخبرني أَبُو الفتح البُسْتي قَالَ: عملت فِيهِ أبياتًا لم أبلغها إياه، لكنها سارت واشتهرت، فلم أشعر إلا بصُرّةٍ منه فيها ثلاثة مائة دينار، بعثها.
والأبيات هِيَ هذه الثلاثة:
خلف بن أحمد أحْمَد الْأخلافِ ... أَرْبى بسؤدَده عَلَى الْأسْلافِ
خَلَفُ بْن أحْمَد فِي الحقيقة واحدٌ ... لكنّه مُرْبٍ عَلَى الْألافِ
أضْحى لآل اللَّيْث أعلام الوَرَى ... مثل النَّبِيّ لآل عَبْدِ مَنَافِ
وقد مدحه البديع الهمذاني وغيره، وقد حكم على مملكة سجستان دهراً، وعاش رحمه الله أربعا وسبعين سنة.
وفيه يَقُولُ الثَّعَالِبي: [ص:800]
من ذا الذي لا يذل الدهر صعبت ... ولا تُلِينُ يد الْأيّام صَعْدَتَهُ
أما ترى خَلَفًا شيخَ الملوك غَدَا ... مملوك من فَتَحَ العذراء بلدته(8/798)
285 - طاهر بْن عَبْد المنعم بْن عُبَيْد اللَّه بْن غَلْبُون، أَبُو الْحَسَن، الحلبي ثم الْمَصْرِيّ، المقرئ، [المتوفى: 399 هـ]
مصنّف " التذكرة فِي القراءات " وغير ذَلِكَ.
كَانَ من كبار المقرئين هُوَ وأبوه أَبُو الطيب.
قَرَأَ عَلَى: والده، وعلى أبي عدي عَبْد العزيز بْن علي الْمَصْرِيّ بمصر، وعلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي بالبصرة، وهو من أصحاب أبي الْعَبَّاس الْأشناني، وقرأ بالبصرة أيضًا عَلَى أَبِي الحسن محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي صاحب ابن بويان،
وتصدّر للإقراء.
عَرَض عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو الدّاني، وإِبْرَاهِيم بْن ثابت الإقليسي، وروى عَنْهُ كتاب " التذكرة " أبو الفتح أحمد بْن بابشاذ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ القِزْوِيني، وغيرهما.(8/800)
286 - عَبْد اللَّه بْن بَكْر بْن مُحَمَّد، أَبُو أحْمَد الطَّبَرَانِي الزّاهد، [المتوفى: 399 هـ]
نزيل أكواخ بانياس.
حَدَّثَ عَنْ: خَيْثَمة، وابْن الْأعْرابي، وأَحْمَد بْن زكريّا المقدسي، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد السَّمَرْقَنْدِيّ، وجُمح بْن القاسم الدمشقي، وخلق كثير.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي ووثّقه، وعَلِيّ بن محمد الربعي، وأحمد بن رواد العكّاوي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري الحافظ وقَالَ: كَانَ ثقةً ثبْتًا مُكْثِرًا.
حكى عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ.
وقَالَ عَبْد العزيز الكتّاني: كَانَ ثقة يتشيع.
قلت: رحل إلى العراق سنة تسعٍ وأربعين، فكتب بها.(8/800)
287 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن أبيض الْأمويّ، أَبُو الْحَسَن الطُّليْطِلي النَّحْوِيّ المحدِّث الحافظ، [المتوفى: 399 هـ]
نزيل قُرْطُبَة.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وعبّاس بْن أَصْبَغ، وعَلِيّ بْن مصلح، وأجاز لَهُ تميم بْن مُحَمَّد القيرواني، ومُحَمَّد بْن القاسم بْن مَسْعَدَة. وعُنِيَ بالحديث وجمعه، جمع كتابًا فِي الرّدّ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة، وهو كتاب كبير حفيل.
رَوَى عَنْهُ: القاضي أَبُو عُمَر بْن سميق، وحكم بْن مُحَمَّد، وَأَبُو إِسْحَاق، وَأَبُو جَعْفَر الصّاحبان.
وكان مولده سنة تسع وعشرين وثلاثمائة،
تُوفِّي سنة تسع وتسعين أو سنة أربعمائة.(8/801)
288 - عبد الرحمن ابن الحاجب المنصور أَبِي عامر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن أَبِي عامر القحطاني الْأندلسي، المعروف بشنشول، والملقَّب بالنَّاصر. [المتوفى: 399 هـ]
لمّا تُوُفِّي المُظَفَّر عَبْد الملك بْن أَبِي عامر وُلِّي بعده أخوه هذا، وافتتح أموره باللَّهو والخلاعة واللّعب، وكان يخرج إلى النُّزَه ويتهتّك، وهشام المؤَيَّد باللَّه عَلَى عادته التي قرّرها المنصور من الاحتجاب غالبًا، فدسّ هذا عَلَى المؤَيَّد قومًا خوّفوه منه، وأعلموه أَنَّهُ عازم عَلَى قتله إنْ لم يُوَلِّه عهدَه ويجعله الخليفة من بعده، ثم أمر شنشول القاضي والفقهاء والكبار بالمثول إلى القصر الَّذِي بالزَّهراء، وهو قصر يُقَصِّر الوصف عَنْهُ، فأحضر المؤَيَّد، وأخرج كتابًا قُرئ بحضرته، كتبه عمرو بن برد، بأنّ المؤَيَّد قد خلع نفسه واستخلف عَلَى الْأمَّة النّاصر عَبْد الرَّحْمَن، لِعِلْمه بأهليّته فِي كلام طويل، فشهد من حضر بذلك عَلَى المؤَيَّد فِي ربيع الْأوّل سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة.
ثم أخذ شنشول فِي التَّهَتُّك والفِسْق، وكان زيه وزي أصحابه الشُّعُور المكشوفة، فأمر أصحابه بحلْق الشعر وشدّ العمائم، تشبُّهًا ببني زِيرِي، [ص:802] فبقوا أَوْحَشَ ما يكون وأسمجه، لأنّهم لَفُّوا العمائم بلا صنعة، فبقوا ضحكةً.
ثم سار غازيا نحو طُلَيْطِلة، فاتّصل بِهِ أنّ مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار قام بقُرْطُبَة وهدم الزَّهْراء، وقام معه ابن ذكوان القاضي، لأنّ النّاصر فوّض الْأمور إلى عيسى بْن سَعيد الوزير، فعظم ذَلِكَ عَلَى ابن ذكوان، ودب في إفساد رجال عيسى، وذكر فساد رأي المؤَيَّد هشام وخلعه نفسه وتوليته شنشول، وتصديقه بما لا يجوز من جمْع البقر البلق، وإعطائه الْأموال والجوائز لمن أتاه بحافر حمار يدّعي أنه حافر حمار العزيز، ومن يأتيه بحجر يَقُولُ هذا من الصَّخْرة، وناس يأتونه بشَعْر يقولون: هذا مِنْ شَعْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم، وهذا الذي أوجب طمع شنشول فيه.
وقيل: لهذا السّبب كَانَ المنصور أَبُو عامر يُخْفيه عَنِ النّاس.
ثم أنفق ابن عَبْد الجبّار الذَّهَبَ فِي جماعة من الشُّطَّار، فاجتمع له أربعمائة رَجُل، وأخذ يرتّب أُموره فِي السّر. فلما كانت ليلة الْأحد ثاني عشر جُمادى الآخرة من سنة تسعٍ، جمع والي المدينة العَسَسَ وطاف بهم وهجم الدُّور، فلم يقع لَهُ على أثر، ثم ركب ابن عَبْد الجبّار بعد أيام بغلته وقت الزَّوال وصرخ أصحابه، وقصد دار الوالي، فقطع رأسه، وتملّك الزَّهْراء، فخرج إلى جَوْذَر الكبير، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ المؤَيَّد؟ أَخْرِجْه، فقد أذلّ نفسه، وأذلَّنا بضعفه عَنِ الخلافة. قَالَ: فخرج إِلَيْهِ يَقُولُ: يؤمّنني وأخرج إِلَيْهِ. قَالَ: إنّي إنّما قمت لأزيل الذُّلَّ عَنْهُ، فإنْ خلع نفسه طائعًا فليس لَهُ عندي إلا ما يحبّ. قَالَ لَهُ جوذر: قد أجابك إلى ذَلِكَ، فأرسلوا إلى ابن المكوي الفقيه وابْن ذكوان القاضي والوزراء وأهل الشُّورَى، فدخلوا عَلَى هشام، فكتب كتاب الخَلعْ وعقد الْأمر لمحمد المذكور، ثم ضَعُفَ أمرُ شنشول، فظفر بِهِ ابن عَبْد الجبّار فذبحه فِي أثناء هذه السنة، وطيف برأسه.
ومن تاريخ ابن أَبِي الفيّاض قَالَ: خُتِن شنشول فِي سنة ثمانين وثلاثمائة، فانتهت النفقة في ختانه إلى خمسمائة ألف دينار، وهو ابن ثماني سنين، وخُتِن معه خمسمائة وسبعة وسبعون صبياً.(8/801)
289 - عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد بن هُدّة، أبو بكر المَدِينيُّ الإصبهانيُّ الفقيه. [المتوفى: 399 هـ]
حَدَّث عن العراقيين والمصريين؛ قاله أبو نعيم في تاريخه.(8/803)
290 - عَبْد الملك ابْن الحاجب المنصور مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي عامر المَعَافِرِي الْأندلسي، أَبُو مروان، الملقّب بالمظفّر. [المتوفى: 399 هـ]
قام بعد أَبِيهِ بإمرة الْأندلس بين يدي خليفة الْأندلس المؤَيَّد باللَّه هشام بْن المستنصر الْأمويّ، وجرى فِي الْأمور مجرَى والده، فكان هُوَ الكلّ، والمؤَيَّد معه صورة بلا حلّ ولا ربط.
ومات المُظَفَّر فِي هذه السنة، وقيل: سنة ثمانٍ وتسعين، والصّحيح فِي سابع عشر صفر سنة تسعٍ هذه.
وقَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ المراكشي: دامت أيَّامه فِي الْأمن والخصْب سبْع سنين.
قَالَ ابن أَبِي الفيّاض: كان المظفر ابن المنصور ذا سَعْدٍ عظيم، وكان من فرْط الحياء فِي غايةٍ ما سُمِع بمثلها، ومن الشجاعة فِي منزلةٍ لم يُسْبَق إليها. وكان براً تقياً، طاهر الجيب، حكي أنه لم يحلف بالله قط، وكان يرى أَنَّهُ من حلف باللَّه وحَنَثَ أَنَّهُ لا كَفَّارة لَهُ، ويراه من العظائم.
وقال غيره: إن المظفر غزا ثماني غزوات، وعاش ستًا وثلاثين سنة. وثارت الفتن بعد موته، وقام بالأمر بعده أخوه عَبْد الرَّحْمَن المذكور فِي هذه السنة، ويلقَّب بالنّاصر، وتسمّى وليّ العهد، فاضطَّربت أحواله، وقام عَلَيْهِ مُحَمَّد بن هشام بن عبد الجبار ابن النّاصر لدين اللَّه الْأمويّ، فخذلت الجيوش عَبْد الرَّحْمَن، فقُتِل وصُلِب فِي جُمادى الآخرة سنة تسعٍ وتسعين، وخلعوا المؤَيَّد باللَّه من الخلافة، وبويع مُحَمَّد بْن هشام، وتلقّب بالمهدي، ثم قتل سنة أربعمائة فِي أواخرها، ورُدَّ المؤَيَّد.(8/803)
291 - عَبْد الواحد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَوْف، أَبُو القاسم المُزَني الدمشقيُّ الشّاهد. [المتوفى: 399 هـ][ص:804]
حَدَّثَ عَنْ: خيثمة ومحمد ابني سليمان بن حيدرة، وأبي المعمر حسين بن مُحَمَّد المَوْصِلي.
رَوَى عَنْهُ: عليّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، وعَلِيّ الرّبعيّ.(8/803)
292 - عليّ ابْن الحافظ أَبِي سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن يونس بْن عَبْد الْأعلى الصَّدفيّ الْمَصْرِيّ، أَبُو الْحَسَن. [المتوفى: 399 هـ]
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحديد، عَنْ جدّهم يونس.
رَوَى عَنْهُ: الفضل بْن صالح الرُّوذَبَارِي أحد مشيخة الرّازي.
تُوُفِّي فجاءة فِي شوّال.
قلت: ولا تحلُّ الرواية عَنْهُ؛ فإنّه مُنَجِّم، وهو صاحب " الزِّيج الحاكمي "، صنّفه فِي أربع مجلّدات؛ قاله ابن خلّكان، وقَالَ: ما أقصر فِي تحريره، وله نظْم رائق، وقَالَ: قَالَ المسبّحي: أخبرني من رَأَى ابن يونس يطلع معه إلى المُقَطَّم، فوقف للزُّهْرة، فنزع ثيابه، ولبس ثوبًا أحمر ومقنَّعة حمراء، وأخرج عودًا فضرب بِهِ، والبُخور بين يديه، فكان عَجَبًا من العَجَب.
قَالَ المسبّحي: وكان أَبْلَهَ مُغَفَّلا، يعتمّ عَلَى طَرْطُورٍ طويل، ويجعل رداءه فوق العمامة، وكان طَوالا، فإذا ركب بقي ضِحْكَةً، وله إصابة بديعة فِي النِّجامة. وكان القاضي مُحَمَّد بْن النُّعْمَان قد عَدَّله وقَبِلَه فِي سنة ثمانين.
قلت: القاضي والسُّلطان أنجس منه.(8/804)
293 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الخَضِر القِزْوِيني. [المتوفى: 399 هـ]
يَرْوِي عَنْ أَبِي الْحَسَن القَطَّان وغيره.(8/804)
294 - فضل، القائد الْمَصْرِيّ، [المتوفى: 399 هـ]
من كبار قوَّاد العزيز.
قرّبه الحاكم وأدناه ثم نَقَم عَلَيْهِ، وضرب عُنُقَه في ذي القعدة، ولم يظهر منه جزع، وكان شجاعًا جواداُ ممدَّحًا نبيلا، من وجوه الدولة، [ص:805] وإليه تنسب منية القائد فضل؛ بُلَيْدة من أعمال الجيزة قِبالةَ مصر.(8/804)
295 - قَسِيم بْن أحْمَد بْن مُطَيْر، أَبُو القاسم الظهراويُّ المقرئ. [المتوفى: 399 هـ]
شيخ مُسِنٌّ، قرأ القرآن عَلَى جَدّه لامّه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الظهراوي صاحب أَبِي بَكْر بْن سيف، وكان محقِّقًا لرواية وَرْش، خيِّرًا فاضلا، أثنى عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو الدّاني وقَالَ: كَانَ من ساكني قرية أَبِي البَيس، وكان يُقْرئ بها وأنا بمصر.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وتسعين.(8/805)
296 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن حسين، أَبُو مُسْلِم البغدادي الكاتب، [المتوفى: 399 هـ]
نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأبي بَكْر بْن دُرَيْد، وأَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي بكر ابن الْأنباري، وأَبِي عيسى ابن قَطَن، وسعيد بْن مُحَمَّد أخي زُبَير الحافظ، وأَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بْن سعيد الحراني، وأبي علي الحصائري الدمشقي، وأَبِي إِسْحَاق بْن أَبِي ثابت. وسمع بالقيروان في حدود الأربعين أو بعدها من أَبِي القاسم زياد بْن يونس. وتفرّد فِي الدُّنيا بالرواية عَنْ البَغَوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني، وَأَبُو عَمْرو الدّاني، ورشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وأَحْمَد بْن بابشاذ الجوهري، وَأَبُو الفضل بْن بُنْدَار، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي، ومُحَمَّد بْن أَبِي عَدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ ثم الْمَصْرِيّ، والشريف أَبُو إِبْرَاهِيم أحْمَد بْن القاسم بْن ميمون الحسيني، وعليّ بْن بقاء الوَرّاق، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سلامة القُضَاعي، وخلق سواهم.
قَالَ الخطيب: قَالَ لي الصُّورِي: بعض أُصول أَبِي مُسْلِم عَنِ البَغَوي وغيره جِياد. قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي؟ فَقَالَ: قد اطّلع منه عَلَى تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي، حدثني وكيل أَبِي مُسْلِم - وكان محدّثًا حافظًا يقال لَهُ: أَبُو الْحُسَيْن العطّار - قَالَ: ما رَأَيْت فِي أصول أَبِي مُسْلِم عَنِ البَغَوي شيئًا صحيحًا غير جُزْء واحدٍ، كَانَ سماعه فيه [ص:806] صحيحًا، وما عداه كَانَ مفسودًا.
وقَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفِّي فِي ذي القعدة.(8/805)
297 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف، أَبُو الحسين الرقي المقرئ ابن الفحَّام، ويعرف بابن أَبِي المُعْتَمر، [المتوفى: 399 هـ]
نزيل دمشق.
قرأ القرآن عَلَى زيد بْن أَبِي بلال الكوفي،
وَحَدَّثَ عَنْ: النجاد، ودعلج، وعثمان بن محمد المقرئ، وجعفر الخلدي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، وأخوه إِبْرَاهِيم، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو الفرج عُمَر بْن عَبْد اللَّه الرّقّي، وحمزة بْن مُحَمَّد الطُّوسي.
قَالَ أَبُو عَمْرو الدّاني: كَانَ زاهدًا فاضلا متقشّفًا.
وقَالَ الْأهوازي: كَانَ يُرْمَى بالتشيّع،
تُوُفِّي فِي ربيع الأوَّل.(8/806)
298 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد، أبو عبد الله الأموي القرطبي، ابن العطّار الفقيه المالكي، [المتوفى: 399 هـ]
المتبحر فِي الفقه.
رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأبي بكر ابن القُوطِيّة، وسعيد بْن أحْمَد بْن عَبْد ربّه، وحج فذاكر أبا محمد بن أبي زيد وناظره.
وكان حافظًا متيقّظًا، أديبًا، شاعرًا، ذكيًّا، نحْوِيا، بصيرًا بالفتوى، عارفًا بالفرائض والحساب واللُّغة والإعراب، رأسًا فِي الشُّرُوط وعِلَلها، مدقّقًا لمعانيها، لا يجاريه فيها أحد، صنّف فيها كتابًا حسنًا، وجرت لَهُ مَعَ فقهاء قُرْطُبَة خُطُوب طويلة وأخبار مشهورة.
كتب عَنْهُ جماعة من الفضلاء، وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي فِي ذي الحجّة، وكان الْجَمْع فِي جنازته عظيمًا، وانتاب قبرَه طُلاب العِلْم أيّامًا، وقرؤوا عَلَى قبره خَتْمات.(8/806)
299 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بْن يحيى الْأندلسي. [المتوفى: 399 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي قُتَيْبَة سلم بْن الفضل، وأَبِي بَكْر بْن خروف. [ص:807]
رَوَى عَنْهُ: الصاحبان وقالا: مات فِي رجب.(8/806)
300 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بن القاسم بن جامع، أبو أحمد الدَّهان البغداديُّ. [المتوفى: 399 هـ]
ثقةٌ مأمون؛ قاله العتيقي.
سَمِعَ: محمد بن حمدوية، وأحمد بن علي الجُوزجاني، وأبا علي محمد بن سعيد الحَرَّاني، والمحاملي، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقاني، وأبو الحُسين ابن المهتدي بالله، وجماعة سواهم.
ومات فِي رجب.(8/807)
301 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عيسى بْن مُحَمَّد المُرِّي، الإمام أَبُو عَبْد اللَّه الْألْبِيري المعروف بابن أَبِي زَمَنِين، [المتوفى: 399 هـ]
نزيل قُرْطُبَة.
سَمِعَ ببَجَّانَة مِنْ: سَعِيد بْن فَحْلُون، فقرأ عَلَيْهِ " مختصر " ابن عَبْد الحكم،
وَسَمِعَ بقُرْطُبَة مِنْ: مُحَمَّد بْن معاوية القُرَشي، وأَحْمَد بْن المُطَرِّف، وأَحْمَد بْن الشامة. وكان عارفًا بمذهب مالك، بصيرًا بِهِ، وسمع أيضًا من وهب بْن مَسَرَّة، وتفقه عند إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطُّليْطِلي.
وكان من الرّاسخين فِي العِلْم، متفننًا فِي الْأدب والشعر، مُقْتَفِيا لآثار السَّلَف. لَهُ مصنَّفات فِي الرَّقائق والزُّهْد، وشعر رائق، مَعَ زُهْد ونُسُك وصِدْق لَهْجَة، وإقبال عَلَى الطاعة، ومُجَانَبَةٍ للسلطان، وسئل: لِمَ قِيلَ لكم: بنو زمنين؟ فلم يعرف. وقَالَ: كنت أهاب أَبِي، فلم أسأله. ثم فِي آخر عمره انتقل إلى إلْبِيرَة فسكنها.
وولد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أو فِي آخرها،
وَتُوُفِّي عَلَى الصحيح سنة تسعٍ وتسعين فِي ربيع الآخر.
وله كتاب " المُقَرّب فِي اختصار المُدَوَّنَة " لَيْسَ فِي مختصراتها مثله، وكتاب " مَنْتَخَبُ الْأحكام " الَّذِي سار فِي الْأفاق، وكتاب " الوثائق "، وكتاب " المُذَهَّب فِي الفقه "، وكتاب " مختصر تفسير ابن سلام "، وكتاب " حياة القلوب " فِي الزُّهْد، وكتاب " أُنْسُ المُرِيدين "، وكتاب " النصائح المنظومة " [ص:808] من شعره، وكتاب " أدب الْإسلام "، وكتاب " أُصُول السُّنَّة "، وكتاب " قدوة القارئ ".
ومن شعره:
الموتُ فِي كلّ حينٍ ينشُرُ الكَفَنَا ... ونحن فِي غفلة عَمَّا يُرادُ بنا
لا تطمئن إلى الدُّنيا وزُخْرُفِها ... وإن توشَّحْتَ من أثوابها الحَسَنَا
أَيْنَ الْأحِبَّةُ والجيرانُ ما فَعَلُوا ... أَيْنَ الذين هُمُ كانوا لنا سَكَنَا
سقاهُمُ الدَّهْرُ كأْسًا غيرَ صافيةٍ ... فصيَّرَتْهُم لإطباق الثَّرَى رَهَنَا
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو الدّاني، والقاضي أَبُو عُمَر ابن الحذَّاء، وطائفة من علماء الْأندلس، وكان من بقايا حملة الحُجَّة، رحمه اللَّه.(8/807)
302 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق، أَبُو طَالِب العلوي، المعروف بابن المُهَلْوِس الزّاهد. [المتوفى: 399 هـ]
كَانَ القادر باللَّه يعظّمه ويحترمه، حكى عَنْ الشِّبلي وغيره،
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن غالب البغدادي وغيره،
وكان من الزُّهّاد المعدودين.(8/808)
303 - يحيى بْن زكريّا بْن أحْمَد بن خت، أَبو بَكْر البلْخي ثم الدِّمشقيُّ، الشاهد. [المتوفى: 399 هـ]
كَانَ أَبُوهُ قد وُلِّي قضاء دمشق، فوُلِد بها هذا،
وَسَمِعَ مِنْ: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي ثابت، وأَبِي علي الحصائري، وخَيْثَمة، وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الحنّائي، وأخوه عَلِيّ والْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن يحيى بْن زكريّا حفيده.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وقد نيّف عَلَى السبعين.(8/808)
304 - أَبُو إِسْحَاق الجُبْنيانيُّ، أحد الْأئمّة والأولياء بالقَيْروَان، اسمه إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن عَلِيّ البكريُّ؛ [المتوفى: 399 هـ]
بَكْر بْن وائل. [ص:809]
أجاز لَهُ عيسى بْن مسكين، وتفقّه عَلَى حمود بْن سَهْلُون، ودرس من الفقه دواوين، وكان أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي زيد يعظّمه ويقول: طريقة عالية لا يسلكها أحد فِي هذا الوقت.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وتسعين، وكان كثيرًا ما يَقُولُ: اتَّبع ولا تبتدع، اتَّضعْ ولا ترتفع. وكان العلماء يقصدونه ويتبرّكون برؤيته.(8/808)
-سنة أربعمائة(8/810)
305 - أحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن الفرج بْن أَبِي الحُباب، أَبُو عُمَر القُرْطُبي النَّحْوِيّ، [المتوفى: 400 هـ]
صاحب أبي علي القالي.
أخذ عَنْهُ، وعن أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الثَّغْرِي القاضي.
رَوَى عَنْهُ: أبو عمر ابن الحذاء وقال: كان من جلة الشيوخ، عالمًا باللغة والإخبار، فِيهِ صلاح وخير،
تُوُفِّي فِي سلْخ المحرَّم وقد قارب التسعين.
قال ابن حيّان: وكانت فِيهِ غَفْلة زائدة، وكان متّقد الذّهن، عالمًا حافظًا ثبْتًا، بصيرًا بالعربية، وهو كَانَ مؤدِّب المُظَفَّر عَبْد الملك بْن أَبِي عامر، وهو بربريّ النَّسَب من مَصْمُودَه.(8/810)
306 - أحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَمرو، أَبُو عَبْد اللَّه الجيزي الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 400 هـ]
تُوُفِّي فِي شعبان،
وهو من شيوخ أَبِي عَمْرو الدّاني فِي الحديث.
يَرْوِي عَنْ: طبقة عثمان ابن السَّمَرْقَنْدِيّ، وأَبِي الطّاهر المَديني.(8/810)
307 - أحْمَد بْن عمّار بْن عِصْمة بْن مُعاذ النَّسَفي. [المتوفى: 400 هـ]
سَمِعَ بنَسَف مِنْ: عَلِيّ بْن مُحْتَاج، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف، ونصر بْن مُحَمَّد؛ سَمِعَ منه " جامع " التِّرْمِذِيّ. وسمع بجُرْجان من ابن عَدِيّ، وببغداد من دعلج، وجماعة.
وهو من قرية شيركث؛ إحدى قُرى نَسَف،
تُوُفِّي بها فِي شعبان في عشر الثمانين.(8/810)
308 - أحمد بن محمد بن مُحَمَّد بْن عُبَيْدة، أَبُو جَعْفَر الْأمويّ الطُّليْطِلي، ويعرف بابن ميمون. [المتوفى: 400 هـ]
صاحب أبي إسحاق بن شنظير، ونظيره فِي الجمع والإكثار والملازمة معًا، والسّماع جُملة، وهما الصاحبان، فهذا أحدهما.
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أُمَيّة، وعَبْد الله بن فتح بْن معروف، [ص:811] ومُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَيْشُون، وشَكُور بْن خبيب، وجماعة. وسمع بقُرْطُبَة مَعَ صاحبه من أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وابن مفرِّج، وعباس بن أصبغ، وخطاب بن مَسلمة، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وأبي الحسن الأنطاكي، وخلف بن القاسم. ورحلا معاً إلى المشرق سنة ثمانين وثلاثمائة، فسمعا بمكة من أبي الطاهر محمد بن محمد بن جبريل العجيفي، ويوسف بن الدخيل، وبالمدينة من قاضيها أبي الحُسين يحيى بن محمد الحَسَني وجماعة، وبوادي القُرى من أحمد بن عليّ بن مُصْعَب، وبمصر من أبي عدي عبد العزيز بن علي، وأبي بكر الأُدْفُوي، وجماعة، وبأطرابُلُس من أبي جعفر أحمد بن جعفر المؤدِّب، وبالقيروان مِن أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد ابن الصِّقِلي، وأبي محمد بن أبي زيد. وبالمَسِيلة من محمد بن أبي زيد. ثم رجع واستوطن طُلَيْطُلة ورحل الناس إليه.
قال ابن مُظاهر: كان من أهل العلم والفَهم، راويةً للحديث، حافظاً لرأي مالك، دقيق الذِّهن في جميع العلوم، محبوباً محموداً، مع الفضل والزُّهد والورع، كان يأخذ بنفسه مأخذ الأبدال، ولم يكن له أهلٌ ولا ولدٌ. وكان قد جمع من الكُتب شيئاً كثيراً، وجُلُّها بخطه. وكانت كتبه وكتب صاحبه أصح كُتُبٍ بطُلَيْطُلة.
توفي لثمان بقين من شعبان وله سبع وأربعون سنة.
رَوَى عَنْهُ: الخَوْلاني، وقاسم بن هلال، وأبو عُمر الطَّلَمَنْكي، والمنذر بن المنذر، وابن شَقّ الليل.(8/810)
309 - أحمد بن محمد، أبو نصر البَالُوييُّ. [المتوفى: 400 هـ]
أحد وجوه خُراسان،
سَمِعَ: الأصم، وكتب بالحجاز " جامع " عبد الرزاق عن أبي عبد الله الصَّنْعاني.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى.(8/811)
310 - أحمد بْن محمد بْن عِجل، ابن الأمير أبي دُلَف العِجْليُّ الكَرَجيُّ، أبو نَصْر. [المتوفى: 400 هـ]
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ عَنْ: الفضل بن الفَضْل الكِنْدي، وعلي بن إبراهيم [ص:812] الكَرَجي.
وَعَنْهُ: ابنه نَصْر وتَمَّام الرازي، وعلي الحِنَّائي.
مات بدمشق.(8/811)
311 - أحمد بن المظفر بن إبراهيم المقرئ الإصبهانيُّ [المتوفى: 400 هـ]
جار ابن مَنْده.(8/812)
312 - إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خَرَشِيذ قُولَة، أبو إسحاق، الكِرْمانيُّ ثم الإصبهانيُّ، [المتوفى: 400 هـ]
التاجر، مُسنِد إصبهان.
سَمِعَ: أبا بكر بن زياد النَّيسابوري، والمَحَاملي، وأبا العباس بن عُقْدة، وابن مَخْلَد، والحسن بن أبي الرَّبيع الأنماطي، وطائفةً كباراً.
وَعَنْهُ: أبو الوفاء محمد بن بديع، وظَفَر بن عبد الرحيم، وسليمان بن عبد الرحيم الحَسناباذي، وعبد الوهَّاب بن منده، ومحمد بن أحمد بن عليّ السِّمْسار، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطَّيّان، وأبو منصور محمد بن أحمد بن شكرُوية؛ الإصبهانيون، وغيرهم. وعند أبي الوفاء محمود بن مندة جُملة من عواليه.
توفي في شهر المحرم.
قال المَصْقلي: سمعت ابن خرشيذ قولة يقول: ولدت سنة سبع وثلاثمائة، ودخلت بغداد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.(8/812)
313 - إبراهيم بن محمد بن عُبيد، الحافظ أبو مسعود الدِّمشقيُّ، [المتوفى: 400 هـ]
مصنف " أطراف الصحيحين ".
رَحَلَ وَسَمِعَ: عبد الله بن محمد ابن السَّقّاء بواسط، وأبا بكر أحمد بن عَبْدان الشيرازي الحافظ، وأبا بكر ابن المقرئ الإصبهاني. وسمع بالكوفة أصحاب مُطَيَّن، وبالبصرة أصحاب أبي خليفة، وببغداد ونَيْسابور، ثم سكن بغداد.
وكان صدوقاً ورعاً فَهِماً؛
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم اللالكائي، وأبو ذَر الهَرَوي، وحمزة السَّهْمي، والعتيقي. [ص:813]
وتوفي في رجب. ويقال: توفي سنة إحدى وأربعمائة.
وكان من أئمة الحديث، مات كَهْلاً، وقَلَّ ما روى.(8/812)
314 - حَجَّاج بن هُرمز، الأمير أبو جعفر. [المتوفى: 400 هـ]
استنابه السُّلطان بهاء الدولة بالعراق، ونَدَبه لحرب الأكراد والأعراب. وكان متقدماً في دولة عضد الدولة وبنيه، عارفا بالحروب، شجاعاً مهيباً، ذا رأي وجلالة وأبهة وسطوة. خَرَج عن بغداد في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة فكثرت بها العملات ووقعت الفتن.
توفي بالأهواز في ربيع الأول، فذكر أبو الفرج ابن الجَوْزي أنه توفي عن مائة سنة وخمس سنين. وحاصل الأمر أنه أسنَّ وعَمَّر.(8/813)
315 - الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن حُسين بْن عليّ بْن محمد بْن علي بْن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحُسين عليه السلام، القاضي أبو محمد الحُسينيُّ القُمِّيُّ. [المتوفى: 400 هـ]
ولي قضاء دمشق من جهة قاضي الديار المصرية محمد بن النُّعمان الشيعي العُبَيْدي. وأصله من بَلَد قُم، فقدم أبوه الشام وسكن حَلَب.
توفي القاضي أبو محمد في جُمادى الأولى.(8/813)
316 - الحُسَيْن بن عُثمان، أبو عليّ المجاهديُّ الضَّرير. [المتوفى: 400 هـ]
صاحب ابن مجاهد، وهو آخر من قرأ عليه. وكان يأخذ على الإنسان الخَتْمة بدينار.
كذا وَرَّخه بعضهم، وبعضهم قال: توفي سنة أربع وأربعمائة، فالله أعلم.(8/813)
317 - الحُسَيْن بن محمد، أبو أحمد الشُّرُوطي، البَغْداديُّ الأصل، الدِّمَشقيُّ، المعروف بابن الوزير. [المتوفى: 400 هـ]
روى كتاب " الأم " عن الحسن بن حبيب الحَصَائري.
وَرَوَى عَنْ: محمد بن جعفر بن مَلَّاس. وعُمِّر نحو مائة سنة.
رَوَى عَنْهُ: علي الحِنَّائي، وأبو علي الأهوازي.(8/814)
318 - الحُسَيْن بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، الشريف الطاهر ذو المناقب، ويُلَقَّب أيضاً بالأوحد، أبو أحمد الحُسينيُّ الموسويُّ البغداديُّ، [المتوفى: 400 هـ]
والد الرضي والمرتضى.
من سادة الشيعة ومعمريهم، ولد سنة أربع وثلاثمائة، وقد وَلَّاه بهاء الدولة قضاء القضاة، فلم يُمَكِّنه القادر بالله. وقد ولِي النقابة وله خمسون سنة، ثم عزله العباس بن الحسن الشِّيرازي وزير عز الدولة، وَقَلَّدَ أبا محمد بن الناصر العلوي. ثم وَلِي الشريف أبو أحمد النقابة مدةً، ثم مَرِضَ فوَلِيَ مكانه أبو الحسن علي بْن أحمد بْن إسحاق، ثم وَلِيها أبو الفتح محمد بن عُمر العلوي الكوفي أمير الحاج، فلما مات قُلِّد أبو أحمد النقابة والمظالم وإمرة الحج، فاستخلف وَلَديه الرَّضي والمُرْتضي، ثم عُزِل وقُلِّد النقابة أبو الحسن محمد بن الحسن الزَّيْدي، ثم أعيد أبو أحمد، وهي الولاية الخامسة، وبقي إلى أن توفي عن بضع وتسعين سنة، وقد شاخ وأضَرَّ، وقلَّ من بلغ هذا السن من كبار العلويين.
توفي في هذه السنة، وصَلَّى عليه ابنه الشريف المُرْتَضَى شيخ الرافضة وعالمهم، ودُفِن في داره، ثم نُقِلَ إلى مشهد الحُسين عليه السلام.
وكان فيه دين وخَيْر وَتَعَبُّد على بدعته.(8/814)
319 - خلف بن عليّ بن ناصر، أبو محمد السَّبتيُّ الزَّاهد. [المتوفى: 400 هـ]
أخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وعبد الملك بن الحسن الصِّقلي. وكان زاهداً مُتَبتلاً، سائحاً في الأرض، لا يأوي إلى وطن. وسكن بمسجد [ص:815] في قرطبة، فكان الصلحاء والزهاد يقصدونه. أخذ عنه أبو عمر الطَّلَمنكي، والصاحبان، وأبو عبد الله الخَوْلاني.
وتوفي بإلبيرة في صدر الفتنة البَرْبَرية، رحمة الله عليه.(8/814)
320 - خَلَف بن مسعود، أبو سعيد الجراويُّ المالقيُّ. [المتوفى: 400 هـ]
حدَّث عنه الصاحبان، قالا: أجاز لنا " مختصر " النحوي " للمدونة ". قال ابنُ حَيَّان: قَدِمَ قُرْطبة، فَحُمِلَ عنه بها علمٌ كثير، وكان له من القاضي ابن ذَكْوان خاصة، وأُغْرِيَ به العامة، فأضجعوه وذبحوه حين ثورة الأندلس بالبرابرة عند قيام المهدي الأُموي.(8/815)
321 - سعيد بن عثمان بن سعيد بن محمد، أبو عُثمان البَرْبريُّ الأندلسيُّ، ابن القَزَّاز اللغويُّ القُرْطبيُّ، المعروف بلحية الزِّبل. [المتوفى: 400 هـ]
ولد سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وَرَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن أبي دُلَيْم، ووَهْب بن مَسَرَّة، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام الخُشَني، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، وسعيد بن جابر الإشبيلي، وكان بارعاً في الأدب مُقَدَّمَاً في اللغة؛ له كتاب في الرد على صاعد بن الحسن اللغوي , وكانت له عناية بالحديث.
وكان ثقةً من أجلِّ أصحاب أبي علي القالي.
فُقِد في وقعة الأندلس في ربيع الأول من السنة، وهو من شيوخ ابن عبد البر وغيره.(8/815)
322 - سُليمان بن هشام بن وليد بن كُلَيْب، أبو الربيع، ابن الغماز القرطبي المقرئ المُجَوِّد. [المتوفى: 400 هـ]
أخذ القراءات عن أبي الحسن الأنطاكي، ورحل فأخذ بمصر عن أبي بكر الأُدْفُوي، وأبي الطَّيِّب بن غَلْبون.
قال أبو عمر ابن الحَذَّاء: كان أحفظ من لقيت للقراءات، وأكثرهم ملازمة للإقراء، وكان أطيبَ من لقيتُ صوتا بالقرآن. [ص:816]
وقال أبو عَمْرو الدَّاني: كان ذا ضبط وحِفْظ للحروف، حسنَ اللفظ بالقرآن، أخذتُ عنه، وقُتِل مع سُليمان بن الحكم الأُموي الملقب بالمُستعين في شوال بعقبة البَقَر.(8/815)
323 - سُليمان بن عبد الغافر بن بَنْج مال الأمويُّ، أبو أيوب الأندلسيُّ الزاهد. [المتوفى: 400 هـ]
كان من أهل الزُّهد والتُّقَلُّل والورع، يلبس الصوف ويمشي حافياً، ولا يقبل من أحدٍ شيئاً. وكان مجابَ الدَّعْوة عُرِفَ بذلك، وقد بَكى من خَشْية الله حتى عَمِيَ. وكان إذا سُئِل عن حاله قال: كيف يكون حال مَن الدُّنيا داره، وإبليس جاره، وتُكْتَب أعماله وأخباره!
ولد سنة إحدى وثلاثمائة، وطال عُمُره حتى توفي في ذي القعدة سنة أربعمائة، وقد أشرف على المائة، وشيَّعه الخلائق. وكان آخر العُبَّاد بقرطبة، وشهده الخليفة محمد بن هشام المَهْدي. وقُتِل بعده بتسعة عشر يوماً.(8/816)
324 - طالب بن هجرس، أبو العشائر المِصْريُّ. [المتوفى: 400 هـ]
حَدَّث، ووَرَّخه الحَبَّال.(8/816)
325 - عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم القُرْطبيةُ. [المتوفى: 400 هـ]
قال ابنُ حَيَّان: لم يكن في جزائر الأندلس في زمانها مَن يعدلها فَهْماً وعِلْماً وأَدَباً وشِعْراً وفصاحةً؛ كانت تمدح ملوك الأندلس وتخاطبهم فيما يعرض لها من حاجتها. وكان حَسَنة الخط تكتب المصاحف، وماتت عَذْراء لم تنكح في سنة أربعمائة.(8/816)
326 - عبد الله بن أحمد بن قَنْد، أبو محمد القُرْطُبيُّ اللُّغويُّ، صاحب الحافظ أبي محمد الأَصيلي، يُعرف بالطبطل. [المتوفى: 400 هـ][ص:817]
كان كاتباً أديباً بليغاً فقيهاً محدثاً تُوفيَ في الوقعة التي كانت بين سُليمان بن حكم وبين المهدي بعقبة البَقَر.(8/816)
327 - عبد الله بن جعفر بن محمد بن مِهْران، أبو سَعْد السَّرْخَسيُّ النُّخاليُّ، [المتوفى: 400 هـ]
كان يبيع النُّخالة.
رَوَى عَنْ: أبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، وأبي علي بن لقمان السَّرْخَسي.
توفي في حدود الأربعمائة.(8/817)
328 - عَبْد اللَّه بْن مجالد بْن بِشْر، أبو محمد البَجَليُّ الكوفيُّ. [المتوفى: 400 هـ]
ثقةٌ،
يَرْوِي عَنْ: ابن عُقدة الحافظ،
وَتُوُفِّي فِي شوّال.(8/817)
329 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن سختُويه، أَبُو بَكْر المُزَكِّي، الفقيه الشافعي النيسابُوري. [المتوفى: 400 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ وغيره، ودرّس الفقه سنين.
مات فِي رمضان.(8/817)
330 - عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن الأزهر الْأزهري، أَبُو نُعَيْم الإِسْفِرَايِينِيّ. [المتوفى: 400 هـ]
رَوَى عَنْ: خال أَبِيهِ الحافظ أَبِي عُوَانة كتابه " الصحيح المُسْنَد " بقراءة أبيه، واحتاط له خاله في سماعه، فبارك اللَّه فِي عمره حتى سمعه الْأئمّة واشتهر بِهِ.
قَالَ الحافظ عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل: كَانَ رجلا صالحًا ثقة، حضر نيسابُور فِي آخر عمره، ولم يُعهد بعد ذَلِكَ المجلس مثله لقراءة الحديث، كما حَدَّثَنَا الثّقات، وعاد إلى إسفرايين، وذلك فِي سنة تسعٍ وتسعين.
قلت: رَوَى عَنْهُ الكتاب الْإمَام أَبُو القاسم القُشَيْرِي، وزوجته فاطمة بِنْت أَبِي عَلِيّ الدَّقّاق ولها فَوْتٌ، وعَبْد الحميد وعَبْد اللَّه ابنا عَبْد الرَّحْمَن بن [ص:818] محمد البَحِيري، وأبو القاسم علي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلَّيك الرّازي، وروى عَنْهُ بعض الكتاب عثمان بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه المَحْمِيّ، وشبيب بْن أحْمَد البَسْتِيغي، وَأَبُو الحَسَن علي بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف الْجُوَيْني، وعلي بن محمد بن علي بْن ماسرجس الخازن، وعَلِيّ بْن عَبْد العزيز الخشّاب، وَأَبُو المعالي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن حسين البسطامي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حسّان بْن مُحَمَّد، ومُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، وَأَبُو نصر مُحَمَّد بْن سهل بْن مُحَمَّد السّرّاج، وهو آخر أصحابه موتًا؛ تُوُفِّي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وقع لنا هذا " المُسْنَد " بإجازة أَبِي المظَّفر ابن السَّمْعَاني، لكنّي أَنَا سَمِعْتُ منه ستَّ مجلَّدات، وبطَّلْت.
قَالَ الحاكم فِي تاريخه: تُوُفِّي أَبُو نُعَيْم الإِسْفِرَايِينِيّ ابن أخت أَبِي عَوَانة في ربيع الأول سنة أربعمائة.
قلت: وسماعه من خاله كَانَ فِي حياة البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد،
وَتُوُفِّي خاله قبل البَغَوي بسنة، وكان مولد أَبِي نُعَيْم فِي ربيع الْأوّل سنة عشر وثلاثمائة. وقد سَمِعَ أيضًا من أَبِيهِ المحدّث أَبِي مُحَمَّد صاحب يوسف القاضي، ومن أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عَدِيّ، وأَبِي عمران الْجُوَيْني، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم الإِسْفِرَايِينِيّ، ومُحَمَّد بْن عَبدَك الشعراني، والأصمّ، وابْن الْأخرم، لكن اشتغل عَنْهُ أكثر الطَّلبة " بمُسْنَد " أَبِي عَوَانة.(8/817)
331 - عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن غياث، أَبُو بَكْر البغدادي الرّزّاز. [المتوفى: 400 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، وابْن عيّاش القطّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه، ووثّقه الخطيب.
أنبأني المسلم بن محمد القيسي قال: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن علي ابن المهتدي باللَّه قَالَ: ذكر لنا شيخنا عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن غياث أنّ مولده في رمضان سنة [ص:819] تسع وثلاثمائة، وأنه سمع الحديث من أبي القاسم ابن بِنْت منيع، وأنّ كتبه انْتُهِبت.
قال الخلال: توفي سنة أربعمائة.(8/818)
332 - عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الْحَسَن، أَبُو الفرج بْن السَّخْتِ الرَّقِّي المقرئ البزّاز. [المتوفى: 400 هـ]
حدّث بدمشق عَنِ النّجّاد، وجعفر الخلدي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو علي الأهوازي، وعلي الحنائي.(8/819)
333 - علي بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن المديني الأَدَمَيُّ. [المتوفى: 400 هـ]
تُوُفّي في رجب.(8/819)
334 - علي بن محمد بن أحمد بن داود، أبو الحسن ابن النحوي الدمشقي الشاهد الخطيب، [المتوفى: 400 هـ]
والد عبد المنعم.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن أَبِي العقب،
وَعَنْهُ: عَلِيّ الحنّائي وغيره.
تُوُفِّي فِي المحرَّم.(8/819)
335 - عَمْرو بْن عثمان بْن خَطَّار، أَبُو حفص القُرْطُبي. [المتوفى: 400 هـ]
أخذ عَنْ عَلِيّ بْن عُبَيْد مختصَرَه فِي الفقه، وعن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَيْشُون.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص الزَّهْرَاوِي وغيره.(8/819)
336 - عمران بْن الْحَسَن بْن يوسف، أَبُو الفرج الخفّاف. [المتوفى: 400 هـ]
رَوَى بدمشق عَنْ أحْمَد بْن زبّان، وأَبِي إِسْحَاق بْن أَبِي ثابت، وعثمان بْن مُحَمَّد الذَّهَبي.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، ورشأ بْن نظيف، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّان، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وآخرون.(8/819)
337 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن جَعْفَر الْإصبهاني الكَوْسَج. [المتوفى: 400 هـ]
تُوُفّي فِي صفر.(8/819)
338 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن معارك، أَبُو القاسم العُقَيْلِي القُرْطُبي النَّحْوِيّ. [المتوفى: 400 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ القالي، وكان مقدَّمًا فِي عِلْم العربية والبصر بالشعر، أقرأ النَّحْو.
وهو والد عَبْد الرَّحْمَن العُقَيْلِي.(8/820)
339 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى، أَبُو عَبْد اللَّه الخُشَني الطُّليْطِلي، ويُعرف بابن المُشْكِيالي. [المتوفى: 400 هـ]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن خليل قاضي طُلَيْطِلة، ومُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عيشون، وبقرطبة أحمد بن ثابت، وأبان بْن عيسى. وحج فسمع بمصر أَبَا مُحَمَّد بْن الورد، وأَحْمَد بْن سَلَمَة بْن الضَّحّاك، وأبا هريرة بن أَبِي العصام، وحمزة بْن مُحَمَّد الكناني، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي الموت.
وكان من كبار المالكية، عَيْنًا من أعيان طُلَيْطِلة، مَعَ زُهْدٍ وتواضع وورع وعمل بعلمه، لا تأخذه فِي اللَّه لَوْمَة لائم، ثقة، قصده المُظَفَّر بْن أَبِي عامر إلى داره، فلما علم قَالَ للطلبة: لا يقُمْ أحد، فامتثلوا أمْره، فلما دخل سأله الدعاءَ، فَقَالَ: اللَّهم أدْخِل لَهُ فِي قلوب رعيّته الطّاعة، وأدْخِل لَهُم فِي قلبه الرأفة والرحمة.
تُوُفِّي فِي سادس جمادى الآخرة، وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وكان من كبار المُسْنِدِين بالأندلس، رحمه اللَّه.(8/820)
340 - مُحَمَّد بْن خَلَف بْن الشُّوَّله، أَبُو عبد الله الْأندلسي. [المتوفى: 400 هـ]
رحل إلى مصر وأخذ عَنِ الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ " معجم الصحابة " لَهُ فِي ثلاثين جُزْءًا، وعن الْحَسَن بْن رشيق
حَدَّثَ عَنْهُ: الصاحبان، وَأَبُو مُحَمَّد بْن دنين، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام الحافظ.
وَتُوفِّي فِي جُمادى الْأولى عَنْ ستٍّ وستّين سنة.(8/820)
341 - مُحَمَّد بْن عمروس بْن العاص القُرْطُبي، أَبُو عَبْد اللَّه المالكي. [المتوفى: 400 هـ]
أخذ عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن مُفَرِّج، وحجّ سنة تسعٍ وستّين، وذهب إلى بغداد فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر الأبهري الفقيه، وأبي الحسين بْن المُظَفَّر، والدَّارَقُطْنيّ، وأخذ عَنْ أهل البصْرة ومصر والقيروان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عائذ، وغيرهما.
وتُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.(8/821)
342 - مُحَمَّد بْن هشام بْن عبد الجبار ابن النّاصر لدين اللَّه أَبِي المُطَرِّف عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الأموي الملقب بالمهدي. [المتوفى: 400 هـ]
توثب عَلَى الأمر بالأندلس، وخلع المؤيد بالله هشامًا، وحارب عبد الرحمن ابن الحاجب أَبِي عامر القحطاني شنشول الَّذِي وثب قبله بسنة، وسمى نفسه وليّ العهد، وجعل ابن عمه محمد بن المغيرة حاجبه، وأمر بإثبات كل من جاءه فِي الدّيوان، فلم يبق زاهد ولا جاهل ولا حجام ثم حتى جاءه، فاجتمع لَهُ نحوٌ من خمسين ألفا، وذلّت لَهُ الوزراء والصَّقالبة، وجاءوا وبايعوه، وأمر بنهب دور بني عامر، وانتهب جميع ما فِي الزَّهْراء من الْأموال والسلاح، حتى قُلِّعت الْأبواب، فيقال: إنَّ الَّذِي وصل إلى خزانة ابن عبد الجبار خمسة آلاف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، ومن الفضة ألف ألف دِرْهَم، ثم وجد بعد ذَلِكَ خوابي فيها ألف ألف ومائة ألف دينار، وخُطِب لَهُ بالخلافة بقُرْطُبَة، وتسمّى بالمهديّ، وقُطِعت دعوة المؤَيَّد، وصلّى المهدي الجمعة بالناس، وقُرئ كتابٌ بلعنة عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عامر الملّقب بشنشول، ثم سار إلى حربه إثْر ذَلِكَ فِي سنة تسع وتسعين، وكان القاضي ابن ذكوان يحرّض عَلَى قتاله، ويقول عَنْ شنشول: هُوَ كافر. وكان قد استعان بعسكرٍ من الفرنج وقام معه ابن غومس القومص، فسار إلى قرطبة، وأخذ أمر ابن عبد الجبار يقوى وأمر شنشول يَضْعُف، وأصحابه تتسحّب عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ القومص: ارجع بنا قبل أن يدهمنا العدوّ، فأبى ومال إلى دير شريش جَوْعَان سَهْران، فنزل لَهُ الرّاهب بخُبز ودجاجة، فأكل [ص:822] وشرِب وسكِر، وجاء لحربه حاجب المهديّ فِي خمسمائة فارس، فَجدُّوا فِي السَّيْر وقبضوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَنَا فِي طاعة المهديّ، وظهر منه جَزَع وذل، وقبل قدم الحاجب، ثم ضربت عنق شنشول، ونودي عَلَيْهِ " هذا شنشول المأبون المخذول ".
قَالَ الحُمَيْدِي: قام عَلَى المهديّ فِي شوّال سنة تسعٍ وتسعين ابن عمّه هشام بن سليمان ابن الناصر الْأمويّ مَعَ البربر، فحاربه، ثم انهزمت البربر، وأُسِر هشام فضرب المهديُّ عُنُقَه.
وقَالَ غيره: لما استوسق الْأمر لابن عَبْد الجبّار المهديّ أظهر من الخلاعة أكثر ممّا فعله شنشول، وأَرْبَى عَلَيْهِ فِي الفساد، وأخذ الحُرَم، وعمد إلى نصراني يشبه المؤيد بالله، ففصده حتى مات، وأخرجه إلى النّاس وقَالَ: هذا هشام، وصلى عَلَيْهِ ودفنه.
وفي رمضان وصل إلى ابن عَبْد الجبّار رَسُول صاحب طرابلس المغرب فلفل بْن سَعِيد الزّناتي، داخلا فِي الطّاعة، ويسأل إرسال سكّة يضرب بها الذَّهب عَلَى اسمه، كلّ ذَلِكَ ليُعِينه عَلَى باديس ابن المنصور، فخرج باديس وأخذ طرابلس، وكتب إلى عمّه حمّاد فِي إغراء القبائل عَلَى ابن عَبْد الجبار.
وكان ابن عَبْد الجبّار بخذلانه قد هَمّ بالغدر بالبربر الذين حوله، وصرّح بذلك لجهله، فَنمّ عَلَيْهِ بسببه هشام بن سليمان ابن النّاصر لدين اللَّه، وحرّضهم عَلَى خلعه، فقتلوا وزيريه مُحَمَّد بْن درّي وخَلَف بْن طريف، وثار الهيج، واجتمع لهشام عسكر، وحرقوا السراجين، وعبروا القنطرة، ثم تخاذلوا عَنْ هشام فأُخِذ، وأخذ ولده وأخوه أَبُو بَكْر فقتلهم ابن عَبْد الجبّار صبْرًا، وقُتِل خلْق من البربر، ثم تحيّز البربر إلى قلعة رباح وهرب معهم سُلَيْمَان بْن الحكم بن سليمان ابن الناصر هشام فبايعوه، وسمُّوه المستعين باللَّه، وجمعوا لَهُ مالا من كلّ قبيلة، حتى اجتمع لَهُ نحوٌ من مائة ألف دينار، فتوجّه بالبربر إلى طُلَيْطِلة، فامتنعوا عَلَيْهِ، ثم ملكها، وقتل واليها، فاعتدّ ابن عَبْد الجبّار للحصار، وجزع حتى جَرَّأ عَلَيْهِ العامّة، [ص:823] ثم بعث عسكرًا فهزمهم سُلَيْمَان، فرتّب النّاس للقتال، وكان أكثر جُنْد ابن عَبْد الجبّار لحامين وحاكة، وقارب سُلَيْمَان قُرْطُبَة، فبرز إِلَيْهِ عسكر ابن عبد الجبار، فناجزهم سليمان، فكان من غرق منهم فِي الوادي أكثر ممّن قُتل، وكانت وقعة هائلة، وذهب خلق من الأخيار والمؤذنين والأئمّة، فلما أصبح ابن عَبْد الجبّار أخرج المؤيَّد باللَّه هشام بْن الحَكَم الَّذِي كَانَ اظهر موته، فأجلسه للنّاس، وأقبل القاضي يَقُولُ: هذا أمير المؤمنين، وإنما محمد نائبه، فقال له البربر: يا ابن ذكوان، بالأمس تصلّي عَلَيْهِ، واليوم تُحْيِيه! وخرج أهل قُرْطُبَة إلى المستعين سُلَيْمَان فأحسن مَلقَاهم، واختفى ابن عَبْد الجبّار، واستوسق أمر المستعين، ودخل القصر، ووارى النّاسُ قتلاهم، فكانوا نحو اثني عشر ألفًا.
ثم هرب ابن عَبْد الجبّار إلى طُلَيْطِلة، فقاموا معه، وكتب إلى الفرنجية ووعدهم بالأموال، فاجتمع إِلَيْهِ خلْق عظيم، وهو أوّل مالٍ انتقل من بيت المال بالأندلس إلى الفرنج، وكانت الثغور كلّها باقية عَلَى طاعة ابن عَبْد الجبار، فقصد قرطبة في جيش كبير، فكان الملتقى عَلَى عقبة البقر عَلَى بريدٍ من قُرْطُبَة، فاقتتلوا قتالا شديدًا، فانهزم سُلَيْمَان، واستولى المهديّ عَلَى قُرْطُبَة ثانيا، ثم خرج بعد أيام إلى قتال جَمْهرة البربر، فالتقاهم بوادي آره، فهزموه، ففر إلى قرطبة، فوثب عليه العبيد ثم انهزم ابن عَبْد الجبّار أقبح هزيمة، وقتل من الفرنج ثلاثة آلاف فِي السّنة، وغرق منهم خلق، وأُسِر ابن عَبْد الجبّار ثم ضُرِبت عنقه، وقُطِعت أربَعْتُه في ثامن ذي الحجة سنة أربعمائة، وله أربعٌ وثلاثون سنة؛ وثب عَلَيْهِ العبيد، إذ جاء قرطبة منهزماً.(8/821)
343 - مُطَهَّر بْن أحْمَد بْن مُطَهَّر الْأشْموني. [المتوفى: 400 هـ]
تُوُفِّي بمصر فِي ذي الحجّة وله خمسٌ وثمانون سنة.(8/823)
344 - هشام بن عبيد الله ابن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الْأمويّ الْأمير، أَبُو الوليد الأندلسي، ويُعرَف بصاحب الخضراء. [المتوفى: 400 هـ]
قال الأبار: كان خير من تبقى من أهل بيت الخلافة عفافًا ومروءة [ص:824] وسخاء، إلى أدب ومعرفة، وجَمْعٍ للكتب، رغب المستعين باللَّه سُلَيْمَان فِي كتبه، فقُوِّمَتْ واشتراها.
توفي في أول سنة أربعمائة.(8/823)
345 - أَبُو سَعِيد الفلاحيُّ الحنفيُّ النيسابُوري. [المتوفى: 400 هـ]
حدث عَنِ الْأصمّ وغيره،
تُوُفِّي فِي صفر.(8/824)
346 - أَبُو نصر بن الْحَسَن بْن أحْمَد الحِيريُّ النيسابُوري، [المتوفى: 400 هـ]
أخو القاضي أَبِي بَكْر.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ وأقرانه،
وَتُوُفِّي فِي رمضان.(8/824)
-المتوفون قبل الأربعمائة(8/825)
347 - أحْمَد بْن أفلح بْن حبيب بْن عَبْد الملك، أَبُو عُمَر الْأمويّ القُرْطُبي الْأديب. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن رفاعة، ووهب بْن مَسَرَّة، وجماعة،
ورحل إلى الشرق.
حَدَّثَ عَنْهُ: الصاحبان، وابْن أبيض.(8/825)
348 - أحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أحْمَد، أَبُو بَكْر البَجَلي الجريريُّ الْمَكِّيّ. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
رحّال جوّال. رَوَى عن عبد الله بن محمد ابن السّقّاء، وأَبِي بَكْر الإسماعيلي، والمفيد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي وهو أسند منه، وعَلِيّ بْن الحسن الربعي، وأبو الحسن ابن السمسار، ومات قبل أوان الرّواية.(8/825)
349 - أحْمَد بْن عَلِيّ بْن وصيف، أَبُو الْحُسَيْن بْن خُشْكَنَانكَة البغداديُّ، الكاتب الشاعر النَّديم. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
صاحب كتاب " النثر الموصول بالنظم "، وكتاب " صناعة البلاغة ". وكان شيعيًّا مناظرًا، نادَمَ الوزير المهلّبي، وبقي إلى أيام الملك شرف الدولة، وقد نادَمَ ابن بقيّة الوزير.
فمن شعره:
سلمت بالجفون سلمى فسلمـ ... ـت إليها قلبا سليما سقيما
بالقوام القويم يهتزُّ لدنًا ... زاده الهزُّ فِي النَّقي تقويما
كم لها من مقاتلٍ وقتيلٍ ... وكلامٍ بِهِ تداوي الكَلُومَا
رُبَّ ليلٍ من شعرها ونهار ... من سَنا وجهها اتخذتُ نديما(8/825)
350 - أحْمَد بْن عيسى بْن سُلَيْمَان، من أهل بَجَّانة، أَبُو القاسم الْأندلسي. [الوفاة: 391 - 400 هـ][ص:826]
رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن فَحْلُون، وأَحْمَد بْن جَابِر.
رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان، وَأَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ.(8/825)
351 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سيّد أَبِيهِ، أَبُو عُمَر القُرْطُبي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن معاوية،
رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان؛ أَبُو إِسْحَاق، وأبو جعفر.
مات قبل الأربعمائة، وله قريبٌ من سبعين سنة.(8/826)
352 - أحْمَد بْن مُحَمَّد الْأديب، أَبُو طاهر الشِّيرازيُّ الشاعر البليغ. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
رَوَى عَنْهُ من شعره: أَبُو القاسم عُمَر بْن مُحَمَّد النّعماني، وَأَبُو غالب مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن بِشْران اللُّغَوِي، وعَلِيّ بْن الْحَسَن السِّمْسِميُّ.(8/826)
353 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المكتفي باللَّه عَلِيّ ابن المُعْتَضِد. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أَبِي القاسم البَغَوي.
وَعَنْهُ: أبو الحسين ابن المهتدي باللَّه؛ سَمِعَ منه فِي سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة.(8/826)
354 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زيد، أَبُو سعد القِزْوِيني المالكيُّ، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
صاحب أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي.
تفقه عَلَيْهِ، وعلى أَبِي بَكْر بْن علويه الْأبْهَرِي، صنّف المذهب والخلاف وله كتاب " المعتمد فِي الخلاف " فِي مائة جُزْء، وهو من أحسن الكتب،
وَسَمِعَ مِنْ: أبي زيد المَرْوَزِي.
وتُوُفِّي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة؛ قاله عياض وقرّظه.(8/826)
355 - إِبْرَاهِيم بْن شاكر بْن خَطَّاب، أَبُو إِسْحَاق القُرْطُبي اللّجّام. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن ثابت التغلبي، وأَبِي مُحَمَّد بْن عثمان، وجماعة.
وكان رجلًا صالحًا ورِعًا، حافظًا للحديث وأسماء الرجال.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو [ص:827] عُمَر بْن عَبْد البَرّ وقَالَ: إن كَانَ فِي عصره أحد من الْأبدال فيُوشَك أن يكون منهم، رحمه اللَّه.(8/826)
356 - إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن شُرَيْح، أَبُو مُحَمَّد الْجُرْجَاني. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
عَنْ: الْأصمّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصّفّار.
قَالَ الخطيب: حدثنا عَنْهُ أَبُو العلاء الواسطي، والعتيقي.(8/827)
357 - بَدِيل بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ، أَبُو بَكْر الهَرَوِي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
حدّث ببغداد عَنِ الْأصَمّ، ومنصور بْن الْحَسَن الدِّينَوَرِي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو سعد الماليني، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال.
ذكر الخطيب ترجمته مختصرة.(8/827)
358 - الْحَسَن بْن المليح بْن مُسْلِم بْن عُبَيْدِ الله بن طاهر بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن الحُسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، الْأمير الشريف أَبُو مُحَمَّد العلوي الحُسَيْنيُّ الْمَدَنِيّ، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
أمير المدينة وابْن أميرها أَبِي طاهر.
قَالَ أَبُو الغنائم النَّسَّابة فِي كتاب " نُزْهة العيون ": حكى الشريف حسن بْن المليح قَالَ: قدمت عَلَى بكجور نائب دمشق، قلت: وليها فِي سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاثمائة، قَالَ: فأتيته وأنا شابّ، وكان يحبّ العلويين، وكان أَبِي إذ ذاك أمير المدينة، فنزلت فِي فندق الطائي بسوق القمح من دمشق، وأهديت لَهُ شَعْرًا مِنْ شَعْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم، فذكر الحكاية، وأنّ بكجور وصله بأشياء، فلما خرج قَالَ بعض الحاضرين: كيف يكون هذا شَعْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ولعلّه من شعر أهل بيته. قال: فتغيّر عليّ ثاني يوم، ثم بلغني ذَلِكَ فتألّمت، وجئته وقلت: أشتهي تردّ عليّ هديتي، فأحضره، فطلبت مِنْقَلَ نارٍ فأُحْضِر، فوضعت الشَعْر - وكان أربع عشرة شعرة - عَلَى [ص:828] ذَلِكَ الجمر فلم يحترق، فبكى الْأمير وقَالَ: يا حَيَاءنا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبالغ فِي كرامتي؛ حتى أنَّني لما ركبت أخذ بركابي وقبّل رِجْلي.(8/827)
359 - الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن قَطِينا، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن زياد النَّيْسَابُوري، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني، وعَبْد العزيز الْأزْجِي.
ووثّقه الخطيب.(8/828)
360 - حَكَمُ بْن مُحَمَّد بْن حَكَم، أَبُو العاصي الْأمويّ الْأطْرُوش. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
رَوَى عَنْ: ابن النّحّاس النَّحْوِيّ، وسَلَم بْن الفضل، وابن خروف، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي الموت، وابْن حَيَّوَيْهِ النيسابوري.
وولد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان، وَأَبُو عَمْرو الدّاني.(8/828)
361 - خَلَفُ بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن زرارة، أَبُو القاسم ابن المُرَابط الكلْبي، من ذرية الْأبرش الكلْبيّ، ويُعرف بالمبرقَع المحتسِب، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
من أهل قُرْطُبَة.
رحل إلى المشرق مرّتين؛ أولاهما سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن ثلاثٍ وعشرين سنة،
فَسَمِعَ: أَبَا سعيد ابن الْأعْرابي، وابْن الورد، وأَبَا بَكْر الْأجُرِّي.
رَوَى عَنْهُ: أبو إسحاق بن شنظير، وأبو حفص الزهراوي.
وقال ابن شنظير: توفي في نحو الأربعمائة.(8/828)
362 - خَلَفُ بْن عيسى بْن سَعد الخير، أَبُو الحزم الوَشْقي، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
فقيه وَشْقَه وقاضيها.
يَرْوِي عَنْ: ابن عيشون، وأَبِي عيسى.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابنه أبو الأصبغ، وأبو [ص:829] عمر ابن الحذَّاء.
وكان من فُضَلاء المالكية.(8/828)
363 - سَعِيد بْن عثمان بْن مروان الْقُرَشِيّ الْأندلسي الشاعر، المعروف بابن عَمْرون. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
من فحول شعراء المنصور أبي عامر صاحب الْأندلس، ومن شعره فِي المنصور - وقد أحسن ما شاء:
ذَكَرَ العَقيقَ ومنزلا بالأبْرَق ... فكفاه ما يلقى الفؤاد وما لقي
رُدَّت إِلَيْهِ صبابَة رَدَّتْه من ... فرْط التوقُّد كالذّبال المحرِقِ
من لي بمن تأبَى الْجُفُونُ لفقده ... في الدهر أن لا تلتقي أو نلتقي
ريم يَرُوم - وما اجترمَتْ جريمة ... قتلي ليتلف من بقائي ما بقي
لم يلق قلبي قطّ من لَحَظَاتِه ... إلا بسَهم للحُتُوف مُفَوَّقِ
وإذا رماني عَنْ قسيّ جفونه ... لم أَدْر من أيّ الجوانب أتَّقِي
قَالَ الْإمَام أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْم: تذكر المنصور هذه القصيدة فِي سنة إحدى وثمانين فأعجبته، وكان سَعِيد قد مدحه بها قديمًا، فأمر له الآن بثلاثمائة دينار.(8/829)
364 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الفهد الْأندلسي الْإلْبِيري، أَبُو المُطَرِّف. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
أحد فُحُول شعراء قُرْطُبَة، وعين شعراء الدولة العامرية. رحل فِي شبيبته إلى المشرق، وأضمرته البلاد قبل الأربعمائة.
قَالَ أَبُو عامر بْن شهيد: عمل بحضرتي أربعين بيتًا عَلَى البديهة لَيْسَ فيها حرف معجم، أوّلها:
حِلْمُكَ ما حَدَّ حَدَّه أحدٌ(8/829)
365 - عَلِيّ بْن أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المُزَكِّي النيسابُوري. [الوفاة: 391 - 400 هـ][ص:830]
سَمِعَ: أَبَا حامد ابْن الشَّرْقي، ومكيّ بْن عَبْدان.(8/829)
366 - علِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن، الْأستاذ أَبُو الْحَسَن البصْري القطّان المقرئ، المعروف بالخاشع. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
أحد من عُنِيَ بالقراءات ورحل فيها، قرأ بمكّة عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عيسى بْن بُنْدَار صاحب قُنْبُل، وبأنطاكية عَلَى الْأستاذ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرزّاق، وبغيرها عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الصبّاح، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بقرة، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرّازي صاحب الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الْأزرق , وطائفة.
وتصدّر للإقراء ببغداد؛ قرأ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الْأهوازي , وَأَبُو نصر أحْمَد بْن مسرور، وَأَبُو بَكْر محمد بن عمر بن زلال النهاوندي.(8/830)
367 - عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن بحر بْن بِهْرَام الوزير، أَبُو القاسم ابن المَغربيِّ، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
وهو بغدادي الْأصل، والمغربيُّ لَقَب لجدّه.
وُلِد أَبُو القاسم بحلب ونشأ بها، ووزر لصاحبها سعد الدولة أبي المعالي ابن سيف الدولة بْن حمدان، ثم هرب خوفًا منه إلى مصر وعَظُم بها، ووزر للحاكم، ثم قتله الحاكم. وكان أديبا شاعرا،
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني الْأزْدِيّ.
وهو والد الوزير أَبِي القاسم الْحُسَيْن.(8/830)
368 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْحَسَن الرّازي القَصَّار، الفقيه الشافعي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: أفضل من لقيناه بالرّيّ. كَانَ مُفْتيها قريبًا من ستين سنة، أكثر عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابْن معاوية الكاغدي، وأَحْمَد بْن خَالِد الحرُورِي، ومُحَمَّد بْن قارن، ولقي بآخره شيوخ بغداد؛ ابن السّمّاك، والنّجَّاد. وكان عالمًا، لَهُ فِي كلّ عِلْم حظّ، وبلغ قريبًا من مائة [ص:831] سنة. سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الحافظ يَقُولُ: لم يعش أحد من الشافعية ما عاش هذا، وكان عالمًا بالفتاوَى والنّظر.
قلت: وروى عَنْهُ هبة اللَّه اللالكائي، وعَبْد الجبّار بْن عَبْد اللَّه بْن بُرزة الرّازي، وجماعة، ولا أعلم مَتَى تُوُفِّي.(8/830)
369 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الرّازي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
مُكْثِر عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم،
رَوَى عَنْهُ: أهل بلده.(8/831)
370 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه الحاجي، أَبُو الْحَسَن. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
سَمِعَ: الْأصمّ، وفي الرحلة من أَبِي بَكْر الشافعي وطبقته.
مات فِي صفر سنة سبعٍ أو تسعٍ وتسعين وثلاثمائة.(8/831)
371 - عُمَر بْن القاسم، أَبُو الْحُسَيْن المقرئ البغداديُّ، صاحب ابن مجاهد، يُلَقب وبره، ويُعرَف بابن الحدّاد. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن مبشّر الواسطي، وقاسم بْن إِبْرَاهِيم المَلَطي، والْحُسَيْن المَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو الفرج الطّناجيري.
قَالَ الخطيب: صَدُوق.(8/831)
372 - مُتوَكِّل بن الْحُسَيْن الْأندلسي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
شاعر مفْلِق فِي حدود الأربعمائة، فمن شعره:
تعيِّرني أنْ لا أقيم ببلدة ... وفي مثل حالي هذه القَمَرانِ
رأت رجلا لا يشرب الماء صافيا ... ويحلو لديه وهو أحمر قانِ
لَهُ هِمَمٌ سافَرْن فِي طلب العُلَى ... نجوم الثريّا عندهنّ دَوَاني
تغرُب لمّا أن تغرب ذكره ... علوا كلا هذين مغتربانِ(8/831)
373 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَمْدان النيسابُوري المَرَاريُّ العدْل. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
سَمِعَ: مكّي بْن عَبْدان، والمَحَامِلي، وابْن عُقْدَة. [ص:832]
قَالَ ابن ماكولا: حدثنا عَنْهُ أَبُو سَعِيد بْن علَّيك بالرّيّ.(8/831)
374 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان، أَبُو الفتح ابن النَّحْوِيّ الْأنباري، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
نزيل الرملة.
رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدَة، ويوسف الْأزرق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد الماليني، وعَلِيّ الحنّائي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وآخرون.
وكان كثير الحديث، واسع الرحلة.(8/832)
375 - مُحَمَّد بْن أحْمَد، أَبُو الفرج الغَسَّانيُّ الدمشقي الشاعر، المعروف بالوأواء. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
وليس للشاميين في وقته مثله.
رَوَى عَنْهُ مِنْ شِعْرِهِ: أبو الحسين المَيْدَاني، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو منصور يوسف بن هلال.
قال فيه أبو منصور الثعالبي في " اليتيمة ": هو من حسنات الشام، وأحد صاغة الكلام، ومن عجيب شأنه ما أخبرني أَبُو بَكْر الخُوَارِزْمِي قَالَ: كَانَ أَبُو الفرج الوأواء مناديا فِي دار بطّيخ بدمشق عَلَى الفواكه، فما زال يشعر حتى جاد شِعْرُه وسار، ووقع منه ما يروق ويفوق حتى يعلو العيّوق.
وقَالَ يوسف بْن هلال: أنشدني الوأواء لنفسه:
ترشفتُ منْ شفتيهِ العقارا ... وَقَبَّلْتُ مِنْ خَدِّهِ جُلَّنارا
وَشاهدتُ منهُ كَثيبًا مهيلا ... وَغصناً رطِيبًا وَبدراً ونارا
وأَبْصَرْتُ مِنْ وَجْهِهِ في الظَّلاَمِ ... بِكُلِّ مَكانٍ بِلَيْلٍ نَهَارَا
قَالَ: وأنشدني لنفسه:
زمان الرّبيع زمان أنيق ... وعيش الخلاعة عيش رقيق
وقد جمع الوقت حاليهما ... فمن ذا يفيق ومن يستفيق
ويوم ستارَتُه غَيْمُه ... وقد طَرَّزَتْ رَفْرَفَيْه البُرُوق
عقدنا من النَّدِّ دُخَّانه ... ومن شرر الراح فيه حريق [ص:833]
سجدنا لصلبان منثورة ... وقد نصَّرَتْنا لدَيْه الرَّحيق
فذا أصفر وجِلٌ خائفٌ ... وذا أحمر وكَذَاك العشيق
أدِرْ يا غلام كؤوس المُدَام ... وإلا فيكفيك لحظٌ ورِيق
تغنم بنا غفلة الحادثا ... ت فوجه الحوادث وجهٌ صَفِيق
وله فِي سيف الدولة بْن حمدان:
من قاسَ جَدْوَاك بالغَمام فما ... أنصف فِي الحُكْم بين شكلين
أنت إذا جُدْتَ ضاحكٌ أبدًا ... وهو إذا جاد باكيَ العَيْن
وله:
أتاني زائرًا من كَانَ يبدي ... ليَ الهجر الطويل ولا يزورُ
فَقَالَ النّاس لمّا أبصروه ... ليَهْنَكَ زارك القمرُ المنيرُ
مَتَى أرعى رياض الحُسْن فِيهِ ... وعيني قد تضمّنها غَدِيرُ(8/832)
376 - مُحَمَّد بْن إِسْحَاق النَّديم البغدادي، أَبُو الفرج الْأخباريّ الْأديب الشيعي المُعْتَزِلي، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
صاحب التصانيف.
فمن كُتُبه كتاب " الفهرسْت "، وكتاب " التشبيهات ". و" الفهرست " هُوَ فِي أخبار الْأدباء، ذَكَرَ أَنَّهُ صنفه في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ولا أعلم مَتَى تُوُفِّي، وإنما كتبته هنا عَلَى التّوَّهُّم.(8/833)
377 - مُحَمَّد بْن أسد، أَبُو طاهر الْأشناني، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
إمام جامع الرَّقَّة.
رَوَى عَنْ: أَبِي سهل بن زياد والخلدي، وقرأ بالروايات عَلَى النّقّاش، وأَبِي طاهر عَبْد الواحد بْن أبي هاشم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد الماليني، وَأَبُو نصر السِّجْزِي.(8/833)
378 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سُلَيْمَان، القاضي أَبُو جَعْفَر المُطّوَّعي، المعروف بالباحث. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
وُلِّي القضاء بكُور خُرَاسان، وله مصنَّفات كثيرة، أراده ابن عَبَّاد على [ص:834] القضاء عَلَى شرْط أن ينتحل الاعتزال، فامتنع.
ذكره ابن الصّلاح فِي " الشافعية ".(8/833)
379 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن، القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ الدّقّاق. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
سَمِعَ: محمد بن الربيع بن سليمان، وأبا سعيد ابن الْأعْرابي.
وَعَنْهُ: هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الصّوّاف.(8/834)
380 - مُحَمَّد بْن خَطّاب، أَبُو عَبْد اللَّه الْأزْدِيّ القرطبي النحوي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
رَوَى عَنْ: أبيه، وأبي علي القالي، وابْن القُوطية.
وبرع فِي الْأداب، وتصدّر للعربية.
قال الأبار: كان قبل الأربعمائة.(8/834)
381 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان الخَوْلاني، أَبُو بَكْر القُرْطُبي الزّاهد، ويعرف بالعَوّاد. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
رَوَى " المُوَطَّأ " عَنْ أَبِي عيسى يحيى بْن عَبْد اللَّه وغيره،
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الوليد بْن الفَرَضِيّ، وابْن أخيه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه والد أحْمَد بْن مُحَمَّد الخَوْلاني، وأبو حفص الهوزني، وأبو بكر محمد بن أحمد بن منظور.
قال أحْمَد بْن مُحَمَّد الخَوْلاني: بلغنا أَنَّهُ تُوُفِّي بعسقلان.(8/834)
382 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن وَهْب التميميُّ البغداديُّ المُذْهِب. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
سَمِعَ: يحيى بْن صاعد، وأَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن المذهّب،
وبقي إلى بعد التسعين وثلاثمائة فيما أظنّ.(8/834)
383 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الْأمويّ، أَبُو عَبْد اللَّه السَّبْتِي، ويُعرف بابن الشَّيْخ. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
كَانَ محدّث سَبْتَة فِي وقته، مشهور بالخير والورع، رحل إلى [ص:835] الْأندلس،
وَسَمِعَ مِنْ: وهب بْن مَسَرَّة وأَبِي عيسى اللَّيْثي.
قَالَ القاضي عياض: كانت عنده غرائب وعجائب.(8/834)
384 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الحميد الصَّنعاني. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
سَمِعَ مِنْ إِسْحَاق الدَّبَرِي جملة صالحة، وحدّث بمكّة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم فِي " المستدرك ".(8/835)
385 - مُحَمَّد بْن عُمَر، أَبُو الْحَسَن الْأنباري. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
الشاعر الَّذِي رثى الوزير ابن بقيّة بكلمته البديعة:
عُلُوٌّ فِي الحياة وفي الممات
تُوُفِّي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة.(8/835)
386 - مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى عيسى بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن مَعْبَدِ بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطّلب، الرئيس الْأنبل أَبُو عَبْد اللَّه الهاشمي، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
والد الشريف أَبِي بَكْر أحْمَد.
حَدَّثَ عَنْ: جعفر الفريابي، وكان ثقة؛ قاله الخطيب.
رَوَى عَنْهُ: ولده أَبُو بَكْر، قَالَ: وإليه انتهت رياسة العبّاسيين فِي زمانه.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الطَّبري: رَأَيْت ثلاثة لا يُزَاحَمُون؛ يعني فِي السُّؤدد: أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن أحْمَد الموسوي الطّالبي والد الشريف المُرْتَضي، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي، وَأَبُو بَكْر الْأكفاني صدر الشهود.(8/835)
387 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن خُشَيْش، أَبُو أحْمَد البغدادي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: يزداد الكاتب، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي وقَالَ: ثقة، كثير الْأسْفار.(8/835)
388 - مُحَمَّد بْن مَسْعُود، أَبُو عَبْد اللَّه، البَجَّاني ثم القُرْطُبي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
شاعر مُفْلِق مُكْثِر، مدح الملوك، وكان في حدود الأربعمائة.
فمن جيّد شعره:
عَلَى قَدْر فضل المرءِ تأتي خُطُوبُه ... ويُعْرَف عند الصَّبْر فيما ينوبه
وعاقبةُ الصّبر الجميل من الفَتَى ... إلى فرجٍ من ذي الجلال يثيبه
إذا المرء لم يسحب إلى الهَوْل ذَيْلَه ... ولم تعترك بالحادثات جيوبه
فقد خس فِي الدُّنيا من المال حظّه ... وقلّ من الْأخرى لَعَمْرِي نصيبه
وله:
خليليّ فِي الْأظعان بدْرُ دُجُنَّة ... أَعَارَ سَنَاهُ مَغْرِبَ الشمسِ مشْرِقا
فلا تُنْكِرَوا شَقّي جُيُوبي فإنّه ... يقلّ لقلبي بعده أن يشققا(8/836)
389 - مروان بن عبد الرحمن بن مروان ابن الْإمَام النّاصر عَبْد الرَّحْمَن الْأمويّ الْأندلسي، المعروف بالطَّلِيق، أَبُو عَبْد الملك، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
أحد فُحُول الشعراء الْأشراف.
قَالَ ابن حَزْم: هُوَ فِي بني أُمَيّة كابن المُعْتز فِي بني الْعَبَّاس. سُجِن وهو ابن ستّ عشرة سنة، فبقي فِي السجن ستّ عشرة سنة، ثم أُخْرِج ولُقِب بالطَّلِيق، وعاش بعد إطلاقه ستّ عشرة سنة، ومات كهلاً قريباً من سنة أربعمائة.
قَالَ الحُميدي: فأُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يتعشّق جارية ربيت معه وعينت لَهُ، ثم بدا لأبيه فاستأثرها، فاشتدّت بمروان الغَيْرَةُ، فقتل أَبَاه فسجن.
فمن شعره:
غُصْنٌ يهتزُّ فِي دِعْص نَقَا ... يجتني منه فؤادي حُرَقَا
أطْلَع الحُسْنُ لنا من وجهه ... قمرًا لَيْسَ يُرَى مُمَّحِقَا
ورَنَا عَنْ طَرْفِ ريمٍ أَحْورٍ ... لحظُه سهْمٌ لقلبي فُوِّقا
منها: [ص:837]
أصْبَحَت شمسًا وفُوهُ مَغْرِبًا ... ويَدُ الساقي المُحيِّي مَشْرِقا
فإذا ما غَرَبَتْ فِي فمهِ ... تركتْ فِي الخدّ منه شَفَقًا(8/836)
390 - معروف بْن مُحَمَّد، أَبُو المشهور الزَّنْجاني الواعظ، [الوفاة: 391 - 400 هـ]
نزيل الرّيّ.
رَوَى عَنْ: أبي سعيد ابن الْأعْرابي، وقاسم المَلَطي.
وَعَنْهُ: البَرْقَاني، ورضوان الدِّينَوَرِي، والعتيقي.
قَالَ الخطيب: تُكُلِّم فِيهِ. حدّث فِي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.(8/837)
391 - منصور بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو الْحَسَن البغدادي القَزَّاز المقرئ. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
قرأ القرآن برواية أَبِي عمْرو عَلَى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُوسَى بْن مجاهد، وأسنَّ وتفرّد فِي وقته.
قرأ عَلَيْهِ القرآن أَبُو نصر أحْمَد بْن مسرور الخّباز المقرئ، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، ونصر بْن عَبْد العزيز الشيرازي، وغيرهم. بقي إلى حدود الأربعمائة.
قَالَ الخطيب: حدّث عَنْ نفْطَوَيْه ونحوه. حدثنا عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الخلال وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة.(8/837)
392 - يعيش بْن سَعِيد، أَبُو عثمان الْأندلسي الوَرّاق. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
سَمِعَ: قاسم بْن أَصْبَغ ومُحَمَّد بْن معاوية بْن الْأحمر فأكثر عَنْهُمَا،
وألّف " مُسْنَد حديث ابن الأحمر " بأمر الحكم المستنصر.
قَالَ ابن عَبْد البَرّ: قرأ علينا " مسند ابن الأحمر " سنة تسعين وثلاثمائة.(8/837)
393 - أَبُو حيّان التوحيدي، صاحب المصنَّفات، واسمه عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الصُّوفِي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
كَانَ فِي حدود الأربعمائة، وله مصنَّفات عديدة فِي الْأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيئ الاعتقاد، نفاه الوزير أَبُو مُحَمَّد المهلّبي. [ص:838]
قَالَ ابن بابي فِي كتاب " الخريدة والفريدة ": كَانَ أَبُو حَيَّان كذَّابًا، قليل الدين والورع عَنِ القَذْف والمجَاهَرَة بالبُهْتَان، تعرّض لأمور جِسامٍ من القدْح فِي الشريعة والقول بالتّعطيل، ولقد وقف سيدنا الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كَانَ يُدْغِلُه ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم بزُخْرُفِه وإِفْكِه، ثم عثروا منه عَلَى قبيح دخْلته وسوء عقيدته وما يُبْطِنه من الإلحاد ويرومه فِي الْإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصّحابة من القبائح، ويضيفه إلى السَّلَف الصّالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلّبي فاستتر منه، ومات فِي الاستتار، وأراح اللَّه منه، ولم تؤثر عَنْهُ إلا مَثْلَبة أو مُخْزيَة.
وقَالَ أَبُو الفرج ابن الْجَوْزِي فِي تاريخه: زنادقة الإِسْلام ثلاثة: ابن الرّاوَنْدِيّ، وَأَبُو حَيَّان التوحيدي، وَأَبُو العلاء المَعَرِّي، وأشدّهم عَلَى الْإسلام أَبُو حَيَّان؛ لأنّهما صرَّحا، وهو مَجْمَجَ ولم يصرِّح.
قلت: وكان من تلامذة عَلِيّ بْن عيسى الرّمّاني، وقد بالغ فِي الثناء عَلَى الرّمّاني فِي كتابه الَّذِي ألّفه فِي تقريظ الجاحظ، فانظر إلى الحامد والمحمود، وأجْود الثلاثة الرّمّاني مَعَ اعتزاله وتشيّعه.
وَأَبُو حَيَّان هُوَ الَّذِي نَسَب نفسه إلى التوحيد، كما سمّى ابنُ تومرت أتباعَه فَقَالَ: الموحِّدين، وكما سمَّى صوفيّةُ الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة وأهل الاتحاد.
أخبرني أحْمَد بْن سلامة كتابةً، عَنِ الطَّرَسُوسِيِّ، عَنِ ابن طاهر الحافظ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفتح عَبْد الوهاب الشيرازي بالرّيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَيَّان التَّوْحِيدِي يَقُولُ: أناسٌ مضوا تحت التوهُّم وظنُّوا أنَّ الحقّ معهم، وكان الحقّ وراءهم.
قلت: مثلك يا مُعَثَّر، بل أنت حامل لوائهم.
وقيل: إنّ أبا حَيَّان معدود فِي كبار الشافعية. ذكره لي القاضي عزّ الدين الكناني. [ص:839]
وقال الشيخ محيي الدين النواوي في " تهذيب الْأسماء ": أَبُو حَيَّان التَّوْحِيدِي من أصحابنا المصنَّفين، من غرائبه أَنَّهُ قَالَ فِي بعض رسائله: لا رِبا فِي الزَّعْفَرَان، ووافقه عَلَيْهِ القاضي أَبُو حامد المَرْوَزِي، والصّحيح تحريم الرِّبا فِيهِ.
وقد ذكره ابن النّجّار، وقَالَ: لَهُ المصنَّفات الحَسَنَة، " كالبصائر " وغيرها، وكان فقيرًا صابرًا متديّنًا، إلى أن قَالَ: وكان صحيح العقيدة - كذا قَالَ، بل كَانَ عدوًّا لله خبيثًا - قال: وسمع أبا بكر الشافعي، وجعفرا الخلْدي، وأَبَا سَعِيد السِّيرَافِي، والقاضي أحْمَد بْن بشر العامري.
وَعَنْهُ: علي بن يوسف الفامي، ومُحَمَّد بْن منصور بْن جيْكان، وعَبْد الكريم بْن مُحَمَّد الداودي، ونصر بْن عَبْد العزيز المقرئ الفارسي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن فارس؛ الشيرازيّون. ولقي الصّاحب ابن عَبَّاد وأمثاله.
قلت: وسماع نصر بْن عَبْد العزيز منه فِي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وقد سَمِعَ منه بشيراز أَبُو سعد عَبْد الرحمن بن ممجة الأصبهاني في سنة أربعمائة.(8/837)
394 - أَبُو عَبْد اللَّه ابن القُمّي التَّاجر. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
من كبار المتموِّلين بمصر، اشتملت وصيّته عَلَى ألف ألف دينار،
وَتُوُفِّي بطريق مكة سنة أربعمائة.(8/840)
395 - أَبُو القاسم، مَسْلَمة بْن أحْمَد القُرْطُبي. [الوفاة: 391 - 400 هـ]
كَانَ أستاذًا مُقَدَّمًا فِي علْم الهيئة والهندسة والأرصاد وهذه الصنائع المظلمة، وكان حاذقًا بمعرفة كتاب المجسطي لبطلميوس، وله تصانيف عديدة فِي العلوم الرياضية،
وأنجب لَهُ تلامذةً منهم: ابن السَّمْح، وابْن الصّفّار، وابْن خلدون، والكرماني، والزَّهْراوي.
وَتُوفِّي فِي حدود سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
(آخر الطبقة والحمد لله)(8/840)
تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
لمؤرخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
المتوفى 748 هـ - 1374 م
المجلد التاسع
401 - 450 هـ
حَقّقه، وَضَبَطَ نَصَّه، وَعلَّق عَلَيْه
الدكتور بشار عوّاد معروف
دار الغرب الإسلامي(9/1)
-الطبقة الحادية والأربعون 401 - 410 هـ(9/5)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الحوادث)(9/7)
-سنة إحدى وأربعمائة
فيها ورد الخبر أنّ أبا المَنِيع قرواش بْن مُقَلّد جمع أهل المَوْصِل وأظهر عندهم طاعة الحاكم، وعرفهم بما عزم عليه مِن إقامة الدّعوة لَهُ، ودعاهم إلى ذَلِكَ، فأجابوه في الظّاهر، وذلك في المحرَّم، فأعطى الخطيبَ نسخة ما خطب بِهِ، فكانت: " الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، وله الحمد الّذي انجلت بنوره غَمَرات الغضب، وانقهرت بقُدرته أركان النَّصْب، وأطلع بنوره شمس الحقّ من الغرب، الّذي محا بعدله جور الظَّلمة، وقصم بقُوته ظهر الفِتْنة، فعاد الأمر إلى نصابه، والحقّ إلى أربابه، البائن بذاته المتفرد بصفاته، الظاهر بآياته، المتوحد بدلالاته، لم تفنه الأوقات فتسبقه الأزمنة، ولم يشْبه الصُّور فتحويه الأمكنة، ولم تره العيون فتصفه الألسنة " إلى أن قَالَ: بعد الصّلاة عَلَى الرّسول، " وعلى أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين، أساسُ الفضل والرحمة، وعماد العِلْم والحكمة، وأصل الشجرة الكرام البررة النابتة في الأرومة المقدسة المطهرة، وعلى أغصانه البواسق من تِلْكَ الشجرة ".
وقال في الخطبة الثانية بعد الصلاة على محمد: " اللهم صل على ولّيك الأكبر عليّ بن أَبِي طَالِب أَبِي الأئمّة الرّاشدين المَهْديين، اللّهم صلّ عَلَى السَّبْطَيْن الطَّاهرين الحسن والحسين، اللّهم صلّ عَلَى الإمام المهديّ بك والّذي بلّغ بأمرك وأظهر حُجتَّك، ونهض بالعدل في بلادك هاديا لعبادك، اللهم صلّ عَلَى القائم بأمرك، والمنصور بنصرك اللذين بذلا نفوسهما في رضاك وجاهدا أعداءك، وصلّ عَلَى المُعِزّ لدينك، المجاهد في سبيلك، المُظْهِر لآياتك الحقية، والحجة الجلية، اللهم وصل على العزيز بك، الذي تهذبت به البلاد، اللهم اجعل نوامي صلواتك على سيّدنا ومولانا إمام الزّمان وحصن الإيمان، وصاحب الدّعوة العلّوية والمِلّة النَّبويّة، عبدك وولّيك المنصور أبي علي [ص:8] الحاكم بأمر الله، أمير المؤمنين، كما صلّيت على آبائه الراشدين، اللهم أعنه على ما ولّيته، واحفظ له ما اسْتَرْعَيْتَهُ، وانصر جيوشه وأعلامه ".
وكان السّبب أنّ رُسُل الحاكم وكتبه تكررت إلى قرواش، فاستمالته وأفسدت نيّته. ثم انحدر إلى الأنبار، فأمر الخطيب بهذه الخطبة، فهرب الخطيب، فسار قرواش إلى الكوفة، فأقام بها الدّعوة في ثاني ربيع الأوّل، وأقيمت بالمدائن، وأبدى قرواش صفحة الخلاف، وعاث، فأنزعج القادُر بالله، وكاتبَ بهاء الدّولة، وأرسل في الرّسْليّة أبا بَكْر محمد بْن الطّيّب الباقلّانيّ، وحمّله قولًا طويلًا، فقال: إنّ عندنا أكثر ممّا عند أمَير المؤمنين، وقد كاتبنا أبا عليّ - يعني عميد الجيوش - وأمرنا بإطلاق مائة ألف دينار يستعين بها عَلَى نفقة العسكر، وإن دَعَت الحاجة إلى مسيرنا سِرنْا. ثمّ نفذ إلى قرواش في ذَلِكَ، فأعتذر ووثّق مِن نفسه في إزالة ذَلِكَ، وأعاد الخطبة للقادر، وكان الحاكم قد وجّه إلى قرواش هدايا بثلاثين ألف دينار، فسار الرَّسُول فتلقّاه قَطع الخطبة في الرَّقة فردَّ.
وفي ربيع الأول منها عُزِل عَنْ إمرة دمشق منير بالقائد مظفر، فولي أشهرا، وعُزِل بالقائد بدر العطار، ثم عُزِل بدر في أواخر العام أيضًا، وولي القائد منتجب الدّولة لؤلؤ، وكلّهم من جهة الحاكم العُبَيْديّ. ثمّ قِدم دمشقَ أبو المطاع بْن حمدان متوليا عليها من مصر يوم النَّحْر.
وفي صفر أنقضّ وقت العصر كوكب مِن الجانب الغربيّ إلى سَمْتِ دار الخلافة، لم يُرَ أعظم منه.
وفي رمضان بلغت زيادة دِجْلة إحدى وعشرين ذراعًا وثُلثا، ودخل الماء إلى أكثر الدُّور الشّاطئية وباب التِّبْن وباب الشعير وغرقت القُرى.
وفيها خرج أبو الفتح الحَسَن بْن جعفر العلوي، ودعا إلى نفسه، وتلقَّب بالراشد بالله. وكان حاكمًا عَلَى مكّة والحجاز وكثير من الشّام، فإنّ الحاكم بعث أمير الأمراء يازوخ نائبا إلى الشّام، فسار بأمواله وحُرمه، فلقِيَهم في غزَّة مفرّج بْن جرّاح، فحاز جميع ما معهم وقتل يازوخ، وسار مفرّج إلى الرملة [ص:9] فنهبها، وأقام بها الدّعوة للراشد بالله، وضرب السّكّة لَهُ، واستحوذت العربُ عَلَى الشّام من الفَرَما إلى طبرية، وحاصروا الحصون، ولم يحج ركْب من العراق.
وفيها تُوُفّي عميد الجيوش أبو عليّ الحُسين بن أبي جعفر عَنْ إحدى وخمسين سنة، وكان أَبُوهُ من حُجاب الملك عضُد الدّولة، فجعل أبا عليّ برسم خدمة ابنه صمصام الدّولة، فخَدمه وخدَم بعده بهاء الدولة، ثمّ ولّاه بهاء الدّولة تدبير العراق، فقدِم في سنة اثنتين وتسعين، والفِتَن شديدة واللّصوص قد انتشروا ففتك بهم، ثمّ غّرق طائفة، وأبطل ما تعمله الشّيعة يوم عاشوراء وقيل: إنّه أعطي غلامًا له دنانير في صينية، وقال: خُذْها عَلَى يدك وقال: سر من النَّجمي إلى الماصر الأعلى، فإن عرض لك معترض فدعْه يأخذها، وأعرف الموضع. فجاء نصف الّليل فقال: قد مشيتُ البلدَ كلّه، فلم يلْقني أحد. ودخل مرة عليه الرُّخَّجي، وأحضر مالًا كثيرًا، وقال: مات نصرانيّ مصري ولا وارث له. فقال: يترك هذا المال، فإنْ حضر وارث وإلا أُخِذ. فقال الرُّخَّجي: فيحمل إلى خزانة مولانا إلى أن يتيقن الحال، فقال: لا يجوز ذَلِكَ. ثمّ جاء أخو الميّت فأخذ التّركة.
وكان مَعَ هيبته الشّديدة عادلا، ولي العراق ثماني سِنين وسبعة أشهر. وتولّي الشريف الرضيّ أمره ودفنه بمقابر قُرَيْش. وولي بعده العراق فخر الملك. وفيه يَقُولُ الببّغاء الشاعر:
سألتُ زماني: بمن أستغيث؟ ... فقال: استغِثْ بعميد الجيوشِ
فناديتُ: ما لي من حِرْفة فجاوب ... حُوشِيت من ذا وحوشي
رجاؤك إيُّاه يُدْنيك منه ... ولو كنتَ بالصّين أو بالعريشِ
نَبَتْ بي داري وفرَّ العبيد ... وأودت ثيابي وبعت فروشي [ص:10]
وكنتُ أُلَقَّبُ بالببغاء قديما ... وقد مزق الدهرُ ريشي
وكان غذائي نقي الأرز ... فها أنا مقتنعٌ بالحشيش
وفيها كان القحط الشديد بخراسان لا سيما بَنْيسابور، فهلكَ بنَيْسابور وضواحيها مائة ألف أو يزيدون، وعجزوا عَنْ غسل الأموات وتكفينهم، وأُكِلَتْ الجيف والأرواث ولحوم الآدميّين أكْلا ذريعًا، وقُبِض عَلَى أقوام بلا عدد كانوا يغتالون بني آدم ويأكلونهم، وفي ذلك يقول أبو نصر الراهبي:
قد أصبح الناسُ في بلا ... ء وفي غلاء تداولوه
من يلزم البيت مات جوعًا ... أو يشهد النّاسَ يأكلوه
وقد أنفق محمود بْن سُبُكْتكين في هذا القَحْط أموالًا لا تُحصَى حتّى أحيا النّاس، وجاء الغيث.
وفيها وقبلها جرت بالأندلس فتنة عظيمة، وبُذِلَ السّيف بقُرْطُبة، وقُتل خلقٌ كثير وتَمَّ ما لا يعبرَّ عَنْهُ، سُقناه في تراجم الأمراء.(9/7)
-سنة اثنتين وأربعمائة
أذِنَ فخرُ المُلْك أبو غالب بْن حامد الوزير الّذي قُلِّد العراق عام أول في عمل عاشوراء والنَّوْح.
وفي ربيع الآخر كُتِبَ مِن الّديوان محضر في معنى الخلفاء الّذين بمصر والقَدْح في أنسابهم وعقائدهم، وقُرِئت النسخةُ ببغداد، وأُخِذَت فيها خطوط القُضاة والأئمة والأشراف بما عندهم من العِلْم والمعرفة بنسَب الدَيْصَانية، وهم منسوبون إلى دَيْصَان بْن سَعِيد الخُرّميّ، إخوانُ الكافرين، ونُطَف الشّياطين، شهادةً يُتقرَّبُ بها إلى الله، ومعتقد ما أوجب الله عَلَى العلماء أن يبيّنوه للنّاس، شهدوا جميعًا: أنّ الناجم بمصر وهو منصور بْن نزار المُلَقَّب بالحاكم - حكم الله عَليْهِ بالبوار والخزْي والنّكال - ابن مَعَد بْن إسماعيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد - لا أسعده الله - فإنّه لما صار سَعِيد إلى الغرب تَسَمّى بُعبَيْد الله وتلقَّب بالمهديّ، وهو ومَن تقَّدم من سلفه الأرجاس الأنجاس - عَليْهِ وعليهم اللّعنة - أدعياء خوارج لا نسبَ لهم في ولد عليّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وأنّ ذَلِكَ باطل وزُور، وأنتم لا تعلمون أنّ أحدًا من الطّالبييّن توقَّف عَنْ إطلاق القول في هَؤلَاءِ الخوارج أنّهم أدعياء. وقد كَانَ هذا الإنكار شائعًا بالحَرَمَيْن، وفي أوّل [ص:11] أمرهم بالغرب، منتشرا انتشارا يمنع من أن يُدلَّس عَلَى أحدٍ كَذِبُهُم، أو يذهب وهْمٌ إلى تصديقهم، وأنّ هذا النّاجم بمصر هو وسبيله كُفارٍ وفُساق فُجار زنادقة، ولمذهب الثّنَويّة والمَجُوسية معتقدون، قد عطّلوا الحدود، وأباحوا الفروجَ، وسفكوا الدماء، وسَبّوا الأنبياءَ ولعنوا السّلف، وادعَّوا الربوبيّة، وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
وكتبَ خلقٌ كثير في المحضر منهم الشّريف الرضي، والمرتضى أخوه، وابن الأزرق الموسويّ، ومحمد بْن محمد بْن عُمَر بْن أَبِي يَعْلَى العلويّون، والقاضي أبو محمد عبيد الله ابن الأكفانيّ، والقاضي أبو القاسم الجزري، والإمام أبو حامد الإسفراييني، والفقيه أبو محمد الكُشفليّ، والفقيه أبو الحسين القدوريّ الحنفيّ، والفقيه أبو عليّ بْن حَمَكَان، وأبو القاسم بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والقاضي أبو عبد الله الصَيْمُريّ.
وفيها فرق فخر المُلْك الوزير أموالًا عظيمة في وجوه البِرّ، وبالغ في ذَلِكَ حتى كثر الدّعاء لَهُ ببغداد، وأقام دارا هائلة أنفق عليها أموالا طائلة.
وفيها ورد كتاب يمين الدّولة أَبِي القاسم محمود بْن سُبكْتكين إلى القادر بالله بأنّه غزا قومًا من الكُفار، وقطع إليهم مَفَازَة، وأصابه عطش كادوا يهلكون، ثمّ تفضَّل الله عليهم بمطرٍ عظيم رواهم، ووصلوا إلى الكُفْار، وهم خلقٌ ومعهم ستّمائة فيل، فنصر عليهم وغنم وعاد. [ص:12]
وفي آخر السنّة وردَ كتاب أمير الحاجّ محمد بْن محمد بْن عُمَر العلويّ بأنّ ريحًا سوداء هاجت عليهم بُزبالة، وفقدوا الماء، فهلك خلْق، وبلغت مزادة الماء مائة درهم، وتخفر جماعة ببني خَفَاجة وردّوا إلى الكوفة.
وعُمل الغدير، ويوم الغدير معروف عند الشّيعة، ويوم الغار لجهلةِ السُّنّة في شهر ذي الحجّة بعد الغدير بثمانية أيّام اتّخذته العامّة عنادًا للرافضة. فَعُمِل الغدير في هذه السّنة والغار في ذي الحجّة، لكن بِطُمَأنينة وسُكُون، وأظهرت القَيْنات من التعليق شيئًا كثيرًا، واستعان السُّنّة بالأتراك، فأعاروهم القماش المفتخر والحلي والسلاح المذهبة.
وفي هذه الحدود هربَ مِن الدّيار المصريّة ناظر ديوان الزّمام بها، وهو الوزير أبو القاسم الحسن بْن عليّ المغربيّ حين قَتَلَ الحاكم أَبَاهُ وعمّه، وبقيَ إِلْبا عَلَى الحاكم يسعى في زوال دولته بما استطاع. فحصل عند المفرّج بْن جّراح الطّائيّ أمير عرب الشام، وحسّن لَهُ الخروج عَلَى الحاكم، وقتل صاحب جيشه، فقتله كما ذكرناه سنة إحدى وأربعمائة. ثمّ قَالَ أبو القاسم لحسّان ولد المفرّج بْن الجرّاح: إنّ الحَسَن بْن جعفر العلويّ صاحب مكّة لا مَطْعَن في نسبه، والصّواب أن تنصّبه إمامًا، فأجابه، ومضي أبو القاسم إلى مكّة، واجتمع بأميرها وأطمعَه في الإمامة، وسهل عليه الأمور وبايعه، وجوز أخذ مال الكْعبة وضربِهِ دراهم، وأخذَ أموالًا من رَجُل يُعرف بالمطّوعيّ، عنده ودائع كثيرة للنّاس، واتّفق موت المطّوعيّ، فاستولى عَلَى الأموال وتلقَّب بالراشد بالله، واستخلف نائبًا عَلَى مكّة، وسار إلى الشّام، فتلقّاه المفرّج وابنهُ وأمراء العرب، وسلّموا عَليْهِ بإمرة المؤمنين، وكان متقلّدًا سيفًا زعم أَنَّهُ ذو الفِقار، وكان في يده قضيب ذكر أَنَّهُ قضيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحوله جماعة من العلوييّن، وفي خدمته ألف عَبْد. فنزل الرّملة، وأقام العدل، واستفحل أمره، فراسلَ الحاكمُ ابن جرّاح، وبعث إِليْهِ أموالًا استماله بها، وأحسَّ الراشد بالله بذلك، فقال لابن المغربي: غَرَرْتني وأَوْقعتني في أيدي العرب، وأنا راضٍ من الغنيمة بالإياب والأمان. ورَكب إلى المفرّج بْن جرّاح وقال: قد فارقتُ نعمتي، وكشفتُ القناع في عداوة الحاكم سُكونا إلى ذِمامك، وثقه بقولك، واعتمادًا عَلَى عهودك، وأرى ولدكَ حسّانًا قد أصلح أمره مَعَ الحاكم وأريدُ العَوْد إلى مأمني. فسيَّره المفرَج إلى وادي القُرى، وسيرَّ أبا القاسم ابن المغربي إلى العراق. فقصدَ أبو القاسم [ص:13] فخر الملك أبا عليّ، فتوهَموا فيه أنّه يفسد الدّولة العبّاسيّة، فتسحّب إلى الموْصِل ونفقَ على قرواش، ثم عاد إلى بغداد.
وفي جُمَادى الأولى عُزل أبو المطاع بْن حمدان عَنْ إمرة دمشق، وأُعيد إليها بدر العطار. ثم صُرِف بعد أيام بالقائد ابن بزال، فولِيَها نحوًا من أربعة أعوام.(9/10)
-سنة ثلاث وأربعمائة.
فيها قُلد الشريف الرضي أبو الحسن الموسَوِيّ نقابة الطَالبييّن في سائر الممالك، وخُلِعَتْ عَليْهِ خلعة سوداء، وهو أول طالبي خُلِعَ عليه السواد.
وفيها عَمر رُستاقَ العراق فخرُ الملك الوزير، فجاء الارتفاع لحقّ السّلطان بضعة عشر ألف كُر.
وفيها، في أوّلها بل في صَفرَ، وقْعة القرعاء، جاء الخبر بأن فُلَيْتَة الخَفَاجيّ سبق الحاجّ إلى واقصة في ستّمائة من بني خَفَاجة، فغّور الماء وطرحَ في الآبار الحنظل، وقعد ينتظر الرَّكْب. فلمّا وردوا العَقبَة حَبسهم ومنعهم العبور، وطالبهم بخمسين ألف دينار. فخافوا وضعُفُوا، وأجهدهم العطش، فهجم عَليْهم، فلم يكن عندهم مَنَعَة، فاحتوى عَلَى الجِمال والأحمال وهلك الخلق، فقيل: إنّه هلك خمسة عشر ألف إنسان، ولم يُفلت إلا العدد اليسير، وأفلتَ أميرهم محمد بْن محمد بن عُمَر العلويّ في نفرٍ من الكِبار في أسوأ حال بآخر رَمقَ. فورد عَلَى فخر المُلْك الوزير من هذا أعظم ما يكون وكتبَ إلى عامل الكوفة بأن يُحسن إِلَى من توصّل ويُعينهم. وكاتب عليّ بْن مَزْيد وأمره أن يطلب العرب، وأن يُوقِع بهم، فسارَ ابن مَزْيد، فلِحقهم بالبّريّة وقد قاربوا البصرة، فأوقع بِهِم وقتل كثيرًا منهم وأسَر القوي والد فُلَيتَةَ والأشتر وأربعة عشر رجلًا من الوجوه، ووجدَ الأموال والأحمال قد تمزَّقت وتفّرقت، فانتزع ما أمكنه وعاد إلى الكوفة، وبعث الأسرى إلى بغداد، فشُهّروا وسجِنوا، وجُوع بعضهم، ثم أطعموا المالح، وتُرِكوا على دجلة يرون الماء حَتَّى ماتوا عطشا. [ص:14]
وفي رمضان انقضّ كوكبٌ من المشرق ببغداد، فغلبَ ضوؤه عَلَى ضوء القمر وتقطّع قِطعا.
وفي شوال أخرجت جنازة بنت أبي نوح الطبيب امرَأَة ابن إسرائيل كاتب النّاصح أَبِي الهيجاء ومع الجنازة النّوائح والطُّبولُ والزُّمور والرُّهْبان والصّلْبان والشُّموع. فأنكر هاشميٌ ذَلِكَ ورجَمَ الجنازة، فوثب بعض غلمان النّاصح فضربَ الهاشميّ بدبّوس فشجّه، وهربوا بالجنازة إلى بَيْعة هناك، فتبِعَتْهم العامّة، ونهبوا البيعة وما جاورَها مِن دُور النَّصارَى. وعاد ابن إسرائيل إلى داره، فهجموا عَليْهِ، فهربَ واستجار بمخدومِه، وثارت الفتنة بين العامّة وبين غلمان النّاصح وزادت ورُفِعَتْ المصاحف في الأسواق، وغُلقت الجوامع، وقصد الناسُ دار الخليفة، فركب ذو السَّعادتين إلى دار النَاصح، وتردّدت رسالة الخليفة بإنكار ذَلِكَ وطُلِبَ ابن إسرائيل، فامتنع الناصح من تسليمه، فغضب الخليفة وأمر بإصلاح الطّيّار للخروج من البلد، وجمع الهاشمييّن في داره، واجتمعت العامّة يومَ الجمعة، وقصدوا دار النّاصح، ودفعهم غلمانه عَنْهَا، فقُتل رَجُل قِيلَ إنّه علويّ، فزادت الشّناعة، وامتنع الناس من صلاة الجمعة، فظفرت العامّة بقومٍ من النّصارى فقتلوهم. ثمّ بعث الناصحُ ابن إسرائيل إلى دار الخلافة فسكن العامّة، وأُلزِمت النّصارى بالغيار، ثمّ أُطلِقَ ابن إسرائيل.
وفيها ألزمَ الحاكم صاحب مصرَ النَّصارى بحمل صلْبان خَشب ذراع في ذراع في أعناقهم، وزن الصّليب خمسة أرطال، وفي رقاب اليهود أكَر خشب بهذا الوزن، فأسلم بسبب هذا الذُّلّ طائفة، ونهى الأمراء عَنْ تقبيل الأرض وبَوْس اليد، ورسَم أن يقتصروا عَلَى: السّلام عليكم ورحمة الله. ولَبس الصّوف عَلَى جسده ورأسه، واقتصر عَلَى ركوب الحمار بغير حُجّاب ولا طرّادين.
وفيها بعث محمود بْن سُبُكْتكين كتابًا إلى القادر بالله، قد وردَ إِليْهِ من الحاكم صاحب مصر، يدعوه فيه إلى الطّاعة والدّخول في بيعته، وقد خرقه وبصق عليه. [ص:15]
وفيها قرئ عهد أبي نصر بن مروان الكُردي عَلَى آمد وديار بَكْر، وطُوق وسُور، ولُقب " نصر الدولة ".
ولم يحجّ أحدٌ من العراق، ورَدّ حاجُّ خُراسان.
وفيها مات إيلك خان صاحب ما وراء النّهر الّذي أخذها من آل سامان بعد التسعين وثلاثمائة، وكان ملكًا شجاعًا، حازمًا، ظالمًا شديد الوطأة. وكان قد وقع بينه وبين أخيه الخان الكبير طُغان ملك التُرْك، فورث مملكته أخوه طغان، فمالأ السلطان محمود بن سُبكْتكين ووالاه وهادنه، وتردد له، فجاشت من جانب الصين جيوش لقصد طغان وبلاد الإسلام من ديار التُّرك وما وراء النّهر يزيدون عَلَى مائة ألف خِركاه، لم يعهد الإسلام مثلها في صعيدٍ واحد، فجمع طغان جمعًا لم يُسمع بِمِثِلِه ونصره الله تعالى.
ومات السلطان بهاء الدولة أحمد ابن عَضد الدّولة، وكان مصافيا للسلطان محمود بْن سُبُكْتكين مداريا له، مُؤثِرا لِمصافاته لحكم الجوار، والله أعلم.(9/13)
-سنة أربع وأربعمائة
في ربيع الأول انحدر فخر المُلك إلى دار الخلافة، فلما صعِد مِن الزَّبْزَب تلقّاه أبو الحَسَن عليّ بن عبد العزيز ابن حاجب النُّعمان، وقبًّل الأرض بين يديه، وفعَل الحُجاب كذلك ودخلَ الدّار والحُجّاب بين يديهُ، وأُجلس في الرّواق، وجلس الخليفة في القُبَّة، ودعا فخر الملك، ثمّ كثر النّاس وازدحموا، وكثر البَوسَ واللَّغَط، وعجز الحُجّابُ عَنِ الأبواب، فقال الخَليفة: يا فخر الملك، امنع من هذا الاختلاط، فرد بالدّبّوس الناسَ، ووكَل النُقباء بباب القبُة. وقرأ ابن حاجب النُعمان عهد سلطان الدّولة بالتّقليد والألقاب، وكتب القادر بالله علامته عليه، وأحضرت الخِلَع والتاج والطَّوْق والسواران واللواءان، وتولّي عقْدهما الخليفةُ بيده، ثمّ أعطاه سيفًا وقال للخادم: اذهب قلّده بِهِ، فهو فخرٌ له ولعَقبه يفتح به شرق الأرض وغَربها، وبعث ذَلِكَ إلى شِيراز مَعَ جماعة. [ص:16]
وفيها أبطل الحاكم المنجمين من بلاده، وشددَّ في ذَلِكَ، وأعتقَ أكثر مماليكه وأحسن إليهم، وجعلَ وليّ عهده ابن عمّه عَبْد الرحيم بن إلياس، وخطب له بذلك، وأمر بحبس النساء في البيوت فاستمر ذلك خمسة أعوام وصلحت سيرته.
وحج بالناس أبو الحسن محمد بن الحسن ابن الأقساسي وكذلك في سنة ست.
وفي هذه السّنة كانت الملحمة الهائلة بين ملك التُّرْك طُغان رحمه الله وبين جيش الصّين فقتل فيها من الكفار نحو مائة ألف، ودامت الحرب أيّامًا ثم نزل النصر، ولله الحمد.(9/15)
-سنة خمس وأربعمائة
فيها ورد الخبر بأن الحاكم صاحب مصر حظَر عَلَى النّساء الخروج من بيوتهنّ والإطلاع من الأسطحة ودخول الحَمّامات، ومنعَ الأساكفة من عمل الخِفاف، وقتل عدّةِ نِسوة خالفنَ أمره، وكان قد لهج بالركوب في الليل يطوف بالأسواق، ورتَّب في كلّ درب أصحاب أخبار يطالعونه بما يتمّ، ورتّبوا عجائز يدخلن الدُّور ويكشفن ما يتمّ للنّساء، وأنّ فلانة تحبّ فلانًا ونحو هذا، فُيْنفذ من يُمسك تِلْكَ المرأة، فإذا اجتمع عنده جماعة منهن أمر بتغريقهن، فافتضح النّاس وضجّوا في ذَلِكَ، ثم أمر بالنّداء: أيّما امرأةٍ خرجت من بيتها أباحت دمها. فرأى بعد النّداء عجائز فغرقهن. قَالَ: فإذا ماتت امرَأَة جاء ولُيها إلى قاضي القضاة يلتمس غاسلة، فيكتب إلى صاحب المعونة، فيُرسل غاسلةٍ مَعَ اثنين من عنده ثمّ تُعاد إلى منزلها.
وكان قد هَمَّ بتغيير هذه السُنة فاتّفق أنْ مَر قاضي القضاة مالك بْن سَعِيد الفارقيّ، فنادته امرَأَة من رَوُزَنة: أقسمتُ عليك بالحاكم وآبائه أن تقف لي. فوقفَ، فبكت بكاءٍ شديدًا وقالت: لي أخ يموت، فبالله إلا ما حملتني إليه لأشاهده قبل الموت. فرق لها وأرسلها مع رجلين، فأتت بابًا فدخلته، وكانت الدّار لرجل يهواها وتهواه، وأتى زوجها فسأل الجيران فأخبروه بالحال، فذهبَ إلى القاضي وصاح، وقال: أَنَا زوج المرأة، وما لها أخ، وما أفارقك حتّى تردّها إليَّ. فعظُم ذَلِكَ عَلَى قاضي القُضاة، وخاف سطوة الحاكم، فطلع بالرجل إلى [ص:17] الحاكم مرعوبًا وقال: العفو يا أميَر المؤمنين. ثمّ شرح لَهُ القصّة. فأمره أن يركب مَعَ ذَيْنك الرجلين، فوجدوا المرأة والرجل في إزار واحدٍ نائمين على سُكر، فَحُملا إلى الحاكم، فسألها، فأحالت عَلَى الرجل وما حسَّنه لها. وسأل الرجل، فقال: هِيَ هجمت عليّ وزعمت أنّها خلْو من بعْلٍ، وإنّي إنّ لم أتزوّجها سَعَتْ بي إليك لتقتلني. فأمر الحاكم بالمرأة فلُفت في باريّة وأُحْرِقت، وضُرب الرجل ألف سوط. ثم عاد فشدد على النساء إلى أن قُتَلِ.
وفيها قلد قاضي القضاة بالحضرة أحمد بْن محمد بْن أَبِي الشّوارب بعد وفاة ابن الأكفاني.
وفيها قلّد عليّ بْن مَزْيد أعمال بني دُبَيْس بالجزيرة الأسدية.(9/16)
-سنة ستّ وأربعمائة
فيها جرت فتنة بين السُنة والرافضة ببغداد في أوّل السنة، ومنعهم فخر المُلك مِن عمل عاشوراء.
وفيها وقع وباء عظيم بالبصرة.
وقُلد الشريف المرتضى أبو القاسم الحجّ والمظالم ونقابة العلويين، وجميع ما كَانَ إلى أخيه، وحضر فخر المُلك والأشراف والقُضاة قراءة عهده، وهو: " هذا ما عهد عبدُ الله أبو العّباس أحمد القادر بالله أمير المؤمنين إلى عليّ بْن موسى العلويّ حين قّربته إِليْهِ الأنساب الزّكيّة، وقدمته لديه الأسباب القوية ... "، وذكر العهد.
وفي آخر صفر وردَ الخبر إلى بغداد بعد تأخّره، بهلاك الكثير من الحاجّ، وكانوا عشرين ألفا، فَسلم منهم ستة آلاف وأن الأمر اشتد بهم والعطش حتى شربوا أبوال الجمال، ولم يحجّ أحد في هذه السنة.
وفيها وردَ الخبر أنّ محمود بْن سُبُكْتكين غزا الهند فَغَرَّهُ أَدِلاؤهُ وأضلّوه الطّريق، فحصل في مائّية فاضت من البحر، فغرق كثير ممّن كَانَ معه، وخاض الماء بنفسه أيّامًا ثم تخلص وعاد إلى خراسان. [ص:18]
وفيها ولي إمرة دمشق سَهْم الدّولة ساتكين الحاكميّ، فولِيها سنتين وثلاثة أشهر.(9/17)
-سنة سْبع وأربعمائة
فيها احترق مشهد الحسين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بكربلاء من شمعتين سقطتا في جوف اللّيل على التأزير.
وفيها احترقت دار القطن ونهر طابق.
وفيها وقعت القُبة الكبيرة الّتي عَلَى الصّخْرة ببيت المقدس.
وفيها هاجت الفتنة بين الشيعة والسُّنة بواسط، ونُهبت دور الشيعة والزيدية وأُحرِقَت، وهرب وجوه الشّيعة والعلوييّن، فقصدوا علي بن مَزْيَد واستنصروا به.
وفيها خُلع علي أَبِي الحسن بْن الفضل الرّامَهُرْمُزِي خِلَعُ الوزارة من قِبل سلطان الدّولة، وهو الّذي بنى سور الحائرِ بمشهد الحسين.
وفيها كانت وقعة بين سلطان الدّولة أَبِي شجاع وبين أخيه أبي الفوارس بعد أن دخل شيراز وملكها.
وفيها افتتح محمود بْن سُبُكْتكين خوارزم، ونقل أهلها إلى الهند.
ولم يخرج رَكْب من العراق.(9/18)
-سنة ثمان وأربعمائة
وقعت الفتنةُ بين السُّنّة والشّيعة وتفاقمت، وعمل أهل نهر القلائين بابًا عَلَى موضعهم، وعمل أهلُ الكَرْخ بابًا عَلَى الدّقّاقين، وقُتل طائفة عَلَى هذين البابين، فركب المقدام أبو مقاتل، وكان عَلَى الشرطة، ليدخل الكَرْخ، فمنعه أهلها وقاتلوه، فأحرق الدّكاكين وأطراف نهر الدّجاج، وما تهيّأ لَهُ دخولٌ.
قَالَ هبة الله اللالكائيّ في كتاب " السُّنة " أو في غيره: فيها استتاب القادر بالله فُقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرؤوا مِن الاعتزال والرّفْض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذ خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوه عاقبهم.
وضعفت دولة بني بُويه الدَّيْلَم، وقدِم بغدادَ سلطانُ الدّولة، فكانت النَّوبة تُضْرَب لَهُ في أوقات الصّلوات الخَمْس، وما تمّ ذَلِكَ لجدّه عَضُد الدولة. [ص:19]
وامتثل يمين الدّولة محمود بْن سُبُكتكين أمرَ القادر بالله وبَثَّ سُنَّته في أعماله بُخراسان وغيرها في قتلِ المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والْجَهْميّة والمُشَبَّهة، وصَلَبهم وحَبَسهم ونفاهم وأمرَ بلعنهم على المنابر، وشردهم عن ديارهم، وصار ذلك سُنة في الإسلام.
وفيها تزوَّج سلطان الدّولة ببنت قرواش بْن المقلد على خمسين ألف دينار.
وفيها بويع بإمرة الأندلس القاسم بن حمود الإدريسي، فبقي ست سنين، وخُلع.
وفيها قتل الدوري الملحد لكونه ادّعى ربوبيّة الحاكم، فقُتِل وقُطّع.
وفيها ولي إمرة دمشق سديد الدّولة أبو منصور ثم عُزِل بعد أشهر.
وغزا السلطان محمود الهند، فافتتح بلادًا كثيرة من الهند ودانت لَهُ الملوك.(9/18)
-سنة تسعٍ وأربعمائة
في المحرَّم قُرئ بدار الخلافة كتاب بمذاهب السُنة وفيه: " مَن قَالَ القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدّم " إلى غير ذَلِكَ من أصول السنة.
وفيها زاد ماء البحر إِلَى أن وصل إلى الأُبُلة، ودخل إلى البصرة.
وفيها ورد سلطان الدولة إلى بغداد.
وفيها غزا السلطان محمود الهند، وافتتح مدينتي مهرة وقنوج، وكان فتحًا عزيزًا، وبين ذلك وبين غَزْنَة مسيرة ثلاثة أشهر.
قَالَ أبو النّصر في تاريخه: عدل السلطان بعد أخذ خوارزم إلى بُسْت [ص:20] ثمّ إلى غزْنة، فأتفقَ أن حشد إليه مِن أدني ما وراء النّهر زُهاء عشرين ألفًا من المطّوّعة، فحرّك من السّلطان محمود نفيرهم، وردّ من نفوس المسلمين تكبيرهم، واقتضى رأيه أن يزحف بهم إلى قنوج، وهي التي أعيت الملوك غير كشتاسب عَلَى ما زعمته المجوس، وهو ملك الملوك في زمانه، فزحف السّلطان بهم وبجنوده وعبرَ مياه سَيْحون وتلك الأودية التّي تجلّ أعماقها عَنِ الوصْف، ولم يطأ مملكةً من تِلْكَ الممالك إلا أتاه الرَّسُول واضعًا خدّ الطّاعة، عارضا في الخدمة كنه الاستطاعة إلى أن جاء جنكي بن سمهي صاحب درب قشمير عالمًا بأنه بعثُ الله الّذي لا يرضيه إلا الإسلام أو الحسام، فضمن إرشاد الطرّيق، وسار أمامه هاديا. فما زال يفتتح الصياصي والقلاع حتى مر بقلعة هردب، فلمّا رأى ملكُها الأرض تموج بأنصار الله ومن حولها الملائكة، زُلْزِلت قدَمُه، وأشفق أن يُراقَ دمه، ورأى أن يتّقي بالإسلام بأس الله، وقد شُهِرت حدوده ونُشِرت بعذبات العذاب بنوده، فنزل في عشرة آلاف منادين بدعوة الإسلام.
ثمّ سار بجيوشه إلى قلعة كلجند، وهو من رؤوس الشياطين، فكانت له ملحمة عظيمة، هلكَ فيها من الكُفار خمسون ألفًا، من بين قتيل وحريق وغريق. فعمد كلجند إلى زوجته فقتلها، ثمّ ألحقَ بها نفسه، وغنم السلطان مائة وخمسة وثمانين فيلًا. [ص:21]
ثم عطف إلى البلد الذي يسمى المتعبد وهو مهرة الهند يطالع ابنيتها الّتي تزعم أهلها أنها من بناء الجن، فرأى ما يخالف العادات، وتفتقر روايتها إلى الشّهادات، وهى مشتملة عَلَى بيوت أصنام بنقوشٍ مبدعة، وتزاويق تخطف البصر.
قَالَ: وكان فيما كتب بِهِ السّلطان: أنّه لو أراد مُريد أن يبني ما يعادل تِلْكَ الأبنية لعجز عنها بإنفاق مائة ألف ألف درهم في مدة مائتي سنة عَلَى أيدي عَمَلَة كَمَلَة ومَهَرة سَحرة. وفي جملة الأصنام خمسة من الذَّهب معمولة طول خمسة أذرُع، عينا واحدٍ منها ياقوتتان قيمتهما خمسون ألف دينار بل أزْيَد، وعلى آخر ياقوتة زرقاء وزنها أربعمائة وخمسون مثقالًا، فكان جملة الذّهبيّات الموجودة عَلَى أحد الأصنام المذكورة ثمانية وتسعين ألف مثقال. ثم أمر السلطان بسائر الأصنام فَضُربَت بالنِّفْط، وحاز من السبايا والنهاب ما تعجز عَنْهُ أناملُ الحُساب.
ثمّ سار قُدُما يروم قنوج وخلّف معظم العسكر، فوصل إليها في شعبان سنة تسع، وقد فارقها الملك راجيبال منهزما، فتتبع السلطان قلاعها، وكانت سبعا عَلَى البحر، وفيها قريبٌ من عشرة آلاف بيت من الأصنام، يزعم المشركون أنها متوارثة منذ مائتي ألف سنة إلى ثلاثمائة ألف سنة كذبًا وزورًا، ففتحها كلَّها في يوم واحد، ثمّ أباحها لجيشه فانتهبوها.
ثمّ ركض منها إلى قلعة البراهمة وتعرف بمنج فافتتحها وقتل بها خلقًا كثيرًا.
ثمّ افتتح قلعة جنداري، وهي ممن يُضرب المثل بحصانتها. وذكر أبو النّصر ذَلِكَ مطولًا مفصّلًا بعبارته الرائقة، فأسهب وأطنب. فلقد أقَّر عين السّامع، وسر المسلم بهذا الفتح العظيم الجامع، فلله الحمد عَلَى إعلاء كلمة [ص:22] الإسلام، وله الشُّكر عَلَى إقامة هذا السّلطان الهُمام.
وبعد الأربعمائة كَانَ قد غلب عَلَى بلاد ما وراء النّهر أيلك خان أخو صاحب التُرك طُغَان الكبير، وهما مهادنان للسّلطان يمين الدّولة محمود بن سُبُكْتكين، فقويت نفوسهما عليه، ومكرا وراوغا، وبقي كل منهما يُحيل عَلَى الآخر، فبعثوا رُسُلهم، فأكرم الرُّسُلَ، وأظهر الزّينة، وعرضَ جيشه.
قَالَ أَبُو النَّصر مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار: فأمر بتعبئة جيوشه وتغشية خيوله. ورتَّب العسكر سِماطين في هيئة لو رآها قارون قَالَ: يا ليت لي مثل ما أوتي محمود. فصفّ نحو ألفي غلام تُرك في ألوان الثياب، ونحو خمسمائة غلام بقُربه بمناطق الذَّهب المرصّعة بالجواهر، وبين أيديهم أربعون فيلًا من عظام الأفيلة بغواشي الديباج، ووراء السماطين سبعمائة فيل في تجافيف مشهرة الألوان، وعامّة الجيش في سرابيل قد كدت القيون وردت العيون، وأمامهم الرجال بالعُدد، وقام في القلب كالبدر في ظُلمة الدّيجور، وأذِن للرُسُل حينئذٍ، ثمّ عُدل بهم إلى الموائد في دارٍ مفروشة بما لم يُحك عَنْ غير الجنّة، ففي كلّ مجلس دُسُوت من الذَّهب من جِفان وأطباق فيها الأواني الفائقة والآلات الرائقة. وهّيأ لخاصّ مجلسه طارم قد جُمِعَتْ ألواحه وعضاداته بضباب الذَّهب وصفائحه، وفُرِش بأنواع الدّيباج المذهَّب، وفيه كُوات مضلَّعة تشتمل عَلَى أنواع الجواهر الّتي أَعْيَت أمثالها أكاسرة العجم وقياصرة الروم وملوك الهند وأقيال العرب. وحوالي المجلس أطباق ثخان من الذَّهب مملوءة من المِسْك والعنبر والعود، وأواني لم يُسمع بمثلها. ثمّ جهّز الرُّسُل.
ووقع بين الأخوين وتنافرا مدّة لسعادة الإسلام وسلطانه يمين الدّولة، وكان عَلَى مملكة خوارزم الملك مأمون بْن مأمون قد وليها بعد أخيه عليّ. فزوّجه السّلطان محمود بأخته ثمّ طلب منه أن يذكر اسمه في الخطبة معه، فأجابَ، وامتنع من الإجابة نائبه وكُبراء دولته، ولاموه، ثمّ إنّهم قتلوه غيلةً فغضب السلطان وسار بجيوشه لحربهم فالتقاهم بظاهر خوارزم فظفر بهم، فسمر جماعةً من الأمراء، واستناب على خوارزم حاجبه الكبير ألتونتاش [ص:23] وصفَت لَهُ مملكة خُراسان وسجِسْتان وغَزنة وخوارزم والغور، وافتتح نصف إقليم الهند في عدّة غزوات. وكانت سلطنته بضْعا وثلاثين سنة كما سيأتي في ترجمته.(9/19)
-سنة عشر وأربعمائة
وردَ من يمين الدولة محمود كتابٌ بما افتتحه مِن الهند وبما وصل إليه مِن أموالهم وغنائمهم فيه: " إنّ كتابَ العبد صَدَر من غزْنة لنصف المحرَّم سنة عشر، والدينُ مخصوصٌ بمزيد الإظهار، والشِّرْك مقهورٌ بجميع الأطراف والأقطار، وانتدب العبدُ لتنفيذ الأوامر، وتابعَ الوقائع عَلَى كُفار السّنْد والهند، فرتّب بنواحي غَزنة العبد محمدًا مَعَ خمسة عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل، وانهض العبد مسعودًا مع عشرة آلاف فارس وعشرة آلاف راجل، وشحن بلخ وطخارستان بأرسلان الحاجب مَعَ اثنتي عشر ألف فارس، وعشرة آلاف راجل، وضبط ولاية خوارزم بالتّونْتاش الحاجب مَعَ عشرين ألف فارس وعشرين ألف راجل. وانتخب ثلاثين ألف فارس وعشرة آلاف راجل لصُحبة راية الإسلام، وانضم إليه جماهير المطّوّعة. وخرج العبدُ من غَزْنة في جُمادى الأولى سنة تسعٍ بقلبٍ منشرح لطلب السّعادة، ونفس مشتاقة إلى درك الشهّادة، ففتح قلاعًا وحصونًا، وأسلم زُهاء عشرين ألفًا من عُباد الوثن، وسلّموا قدر ألف ألف من الوَرِق، ووقع الاحتواء عَلَى ثلاثين فيلًا، وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين ألفًا. ووافي العبدُ مدينةً لهم عاين فيها زهاء ألف قصر مَشِيد، وألف بيت للأصنام، ومبلغ ما فِي الصّنم ثمانية وتسعون ألف مثقال. وقلعَ مِن الأصنام الفضّة زيادةً عَلَى ألف صنم. ولهم صنم معظم يؤرخون مدته بجهالتهم بثلاثمائة ألف عام. وقد بنوا حول تِلْكَ الأصنام المنصوبة زُهاء عشرة ألاف بيت. فعُني العبد بتخريب تلك المدينة اعتناء تاما، وعمها المجاهدون بالإحراق. فلم يبقَ منها إلا الرسوم. وحين وجدَ الفراغ لاستيفاء الغنائم، حصّل منها عشرين ألف ألف درهم، وأفرد خُمس الرقيق، فبلغ ثلاثًا وخمسين ألفا، واستعرض ثلاثمائة وستة وخمسين فيلا ".
وفيها جلس القادر فَقُرِئ عهد الملك قوام الدّولة أَبِي الفوارس، وحُملت إليه خِلَع السلطنة بولاية كَرْمان. [ص:24]
وفيها مات الأُصَيْفر المنتفقيّ الذي كَانَ يأخذ الخفارة من الحجاج.
وقد ولي نيابة دمشق عدّةُ أمراء للحاكم في هذه السّنين، وكان النّاس يتعجّبون من كثرة ذَلِكَ. ثم وليها وليُّ العهد عَبْد الرحيم بْن الياس بْن أحمد بْن العزيز العُبَيدي، وكان يوم دخوله يومًا مشهودًا موصوفًا، ثم عُزِل أقبح عزلْ بعد أشهُر، وأُخِذَ إلى مصر مُقَيدًا، بعد أن قُتل وقت القبضِ عليه جماعة من أعوانه.
وفيها مات صاحبُ حرّان وثّاب بْن سابق، وتملك ابنه شبيب.(9/23)
- (الوفيات)(9/25)
-ذكر سنة إحدى وأربعمائة ومن توفي فيها(9/25)
1 - أحمد بن عبد الملك بن هاشم، أبو عمر ابن المُكوي الإشبيليّ المالكي. [المتوفى: 401 هـ]
كبير المُفْتِين بقُرْطُبَة الّذي انتهت إليه رياسة العلم بالأندلس في عصره. تفقه عَلَى إِسْحَاق بْن إبراهيم الفقيه.
وكان حافظا للمذهب، مقدما فيه، بصيرًا بأقوال أصحاب مالك، من أهلِ المتانة في دينه، والصّلابة في رأيه، والبُعد عن هوى نفسه، القريب والبعيد عنده في الحق سواء. دُعي إلى قضاءِ قُرطبة مرَّتين فأبى.
وصنّف كتاب " الاستيعاب " فِي رأي مالك للحَكَم أمير المؤمنين فجاء في مائة جزء، وكان جَمْعه لَهُ مَعَ أَبِي بَكْر محمد بن عبيد الله القُرشي المعُيطي، ورُفع إلى الحَكَمَ فَسُرَّ بذلك، ووصلهما وقدَّمهما إلى الشُّورَى.
وُلَد أبو عمر في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وعليه تفقه أبو عُمَر بْن عَبْد البّر، وأخذ عنه " المُدَونة " توفي فجاءة في سابع جُمادى الأولى، وكانت لَهُ جنازة عظيمة.(9/25)
2 - أحمد بْن عَبْدوس بْن أحمد الجُرجاني. [المتوفى: 401 هـ]
يروي عَنْ أَبِي العبّاس الأصمّ، وغيره. تُوُفّي في ربيع الأول.(9/25)
3 - أحْمَد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أبو العبّاس الرّيغيّ الباغانيّ المقرئ، الفقيه المالكيّ. [المتوفى: 401 هـ][ص:26]
قدمِ الأندلس سنة ست وسبعين، وأدَّب ولد المنصور محمد بْن أَبِي عامر، ثمّ عَلَت منزلته، وقدم للشورى بعد أبي عمر ابن المُكوي.
وكان أحد الأذكياء الموصوفين، وكان بحرًا من بحور العلم لا سيما في القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ والأحكام.
أخذ بمصر عَنْ أَبِي بَكْر الأدفويّ، وعبد المنعم بْن غَلْبُون، وتُوُفّي في ذي القعدة وله ستٌ وستّون سنة.
وقد أخذ عَنْهُ ابن عَتَّاب، وغيره.(9/25)
4 - أحمد بْن عُمَر بْن أحمد، أبو عَمْرو الْجُرْجانيّ المطرّز، عُرف بالبَكْراباذيّ المحدث. [المتوفى: 401 هـ]
أحدَ مَن عُني بالرّحلة والسَّماع، أنفق مالًا جزيلًا، وسمع بإصبهان من أَبِي الشّيخ، وببغداد من القَطِيعي، وباليمن من أَبِي عَبْد الله النِقوي آخر أصحاب إِسْحَاق الدبرِي. وتُوُفّي بجُرجان في جُمادى الأولى، وقد شاخ.(9/26)
5 - أحمد بْن عُمَر بْن أحمد بن محمد بن عبد الواحد، أبو الحسن الكِنانيّ المصريّ، [المتوفى: 401 هـ]
والد أَبِي الحسن عليّ الرواي عَنِ ابن حَيَّوَيْهِ النيسابوري.
تُوُفّي لليلتين بقيتا من ربيع الآخر، قاله أبو إِسْحَاق الحبّال.(9/26)
6 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن سَعِيد بْن الحُباب بْن الْجَسُور، أبو عُمر القُرطُبي، [المتوفى: 401 هـ]
مولي بني أميَّة. وأمّا أبو إِسْحَاق بْن شِنظير فكناه أبا عُمير، والأوّل أشهر.
رَوَى عَنْ قاسم بْن أصْبغ، ووهْب بْن مَسَرَّة، ومحمد بْن عبد الله بْن أَبِي دُليم، ومحمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. حدث عنه [ص:27] الصاحبان، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وَأَبُو عَبْد اللَّه الخولاني، وأبو محمد بن حزم، وهو أكبر شيخ لابن حزم، قال: وهو أول شيخ سمعت عليه قبل الأربعمائة.
ومات لأربع بقين من ذي القعدة، تُوفي أيّام الطّاعون.
وكان خيّرًا فاضلًا، شاعرًا، عالي الإسناد مُكثرا. وُلِد في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
قَالَ ابن عَبْد البَرّ: قرأت عَليْهِ " المُوَطّأ " عَنْ محمد بْن عيسى بْن رفاعة، عَنْ يحيى بن أيوب بن بادي العلاف، عَنْ يحيى بْن بُكيْر، وقرأت عَليْهِ " المُدونة " عَنْ وهْب بْن مَسَرة، عَنِ ابن وضّاح، عَنْ سَحْنُون مؤلّفها. وقرأت عَليْهِ " تفسير " سُفيان بن عُيينة، عن قاسم بن أصبغ.(9/26)
7 - أحمد بْن محمد بْن وسيم، أبو عُمَر الطُّليطلي. [المتوفى: 401 هـ]
كَانَ فقيهًا متفننًا، شاعرًا، لُغَويًّا، نَحْويا. غزا مَعَ محمد بْن تمّام إلى مَكادة، فلما انهزموا هربَ إلى قُرطبة، واتّبعه أهل طُليطلة فصلبوه، ثمّ رَمَوْه بالنَّبْل والحجارة حتّى هلك وهو يتلو " يس ".(9/27)
8 - أَحْمَد بْن محمد بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو عُبَيْد الهَروي المؤدّب اللُّغَويّ، [المتوفى: 401 هـ]
مصنف " الغريبيَنْ " في اللُّغَة، لغة القرآن، ولغة الحديث.
أخذ اللّغة عَنِ الأزهري وغيره، وتُوفي في رجبٍ لستٍ خَلَوْن منه.
وقد ذكره القاضي في " وَفَيَات الأَعْيان " فقال: سارَ كتابه في الآفاق، وهو من الكُتُب النافعة. ثم قَالَ: وقيل: إنّه كَانَ يحبّ البذلة، ويتناول في الخلْوة، ويعاشر أهل الأدب في مجالس الّلَذّة والطَّرَب، عفا الله عَنْهُ وعنّا. ويقال لَهُ الفاشاني، - بالفاء - وفاشان - بفاء مَشُوبة بباء - قرية من قرى هَرَاة.
وذكره ابن الصّلاح في " طبقات الشّافعّية " فقال: روى الحديث عَنْ أحمد بْن محمد بْن ياسين، وأبي إِسْحَاق أحمد بن محمد بن يونس البزاز الحافظ. روى عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي كتاب " الغريبين ".(9/27)
9 - إبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم، أبو القاسم المؤذن المقرئ الخفاف. [المتوفى: 401 هـ]
يروي عَنْ أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وتُوُفّي في شوّال في الكهولة.(9/28)
10 - إبراهيم بن محمد الحافظ، أبو مسعود الدمشقي. [المتوفى: 401 هـ]
الصحيح وفاته سنة أربعمائة، كما تقدم.(9/28)
11 - آدم بن محمد بن توبة، أبو القاسم العُكبري. [المتوفى: 401 هـ]
مات بعُكبرا في صفر. يروي عن النجاد، وابن قانع، وجماعة. وعنه أبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف.(9/28)
12 - إسحاق بن علي بن مالك، أبو القاسم الجرجاني الملحمي. [المتوفى: 401 هـ]
روى عَنْ الإسماعيليّ، ونُعيم بْن عَبْد الملك، وتُوفي في رجب.(9/28)
13 - الحُسين ابن القائد جوهر المعزي. [المتوفى: 401 هـ]
كَانَ قائد القوّاد للحاكم صاحب مصر، فنقَمَ عَليْهِ وقتله في هذه السّنة.(9/28)
14 - الحُسين بْن محمد بْن عثمان اليَبْرودي. [المتوفى: 401 هـ]
روى عَنْ عليّ بْن أَبِي العقَب. روى عَنْهُ علي الحِنَّائي، وأبو علي الأهوازي، وعليّ بْن الحسين بْن صَصَرَى.(9/28)
• - الحسين بن أبي جعفر، أبو علي عميد الجيوش. [المتوفى: 401 هـ]
تقدم في الحوادث.(9/28)
15 - الحُسين بْن مظفَّر بن كُنداج، أبو عَبْد الله البغدادي. [المتوفى: 401 هـ]
سمع إسماعيل الصفار، وجعفرا الخلدي. روى عَنْهُ أبو بَكْر البَرْقانيّ، وقال: لَيْسَ به بأس، كان يعرف.(9/28)
16 - الحُسين بن يحيى بْن عَبْد الملك بْن حيّ، أبو عَبْد الله القُرْطُبي المعروف بابن الحُزُقَّة. [المتوفى: 401 هـ]
يروي عَنْ أَبِي عيسى اللَّيثي، وابن القُوطية، ومحمد بن أحمد بن خالد. وشاوره القاضي محمد بن يبقى.
وكان من كبار المفتين بقُرطبة، عارفا بمذهب مالك. حج سنة ثمان وأربعين، وأخذ عَنْ أبي بكر الآجُري كثيرا من تصانيفه، وتردد فيها ستة أعوام، وولي قضاء مدينة سالم، ثم مدينة جيان.
قال ابن حيان: لم يكن بالمحمود في القضاء، استهواه حُب الدنيا، وارتكس مع المهدي بن عبد الجبار، وكان أحد دُعاته، فاستوزره عند ظهوره، فأخلد إلى الأرض واتّبع هواه، فلمّا زالت دولة المهديّ اختفى، والطّلب عَليْهِ شديد، إلى أن وُجد في مقبرة عَلَى نَعْش قد أُخِرج من دارٍ ميّتًا وعلى صدره ورقةٌ فيها قصتّه.(9/29)
17 - حمْد بْن عَبْد الله بْن عليّ، أبو الفَرَج الدّمشقيّ المقرئ المعدّل. [المتوفى: 401 هـ]
مِن جِلة عُدُول البلد، وهو صاحب دُوَيْرة حمْد بباب البريد. حكي عَنْهُ محمد بْن عوف المُزني.
قال هبة الله ابن الأكفاني: في سنة إحدى وأربعمائة وُجِدَ حمد وزوجته مذبوحين وصبي، ورأيته في داره بباب البريد، رحمه الله.(9/29)
18 - خَالِد بْن محمد بْن حُسين بْن نصر بْن خَالِد، أبو المستعين البُسْتي الحنفيّ الواعظ. [المتوفى: 401 هـ]
تُوفي في رجب منصرفًا من الحجّ.(9/29)
19 - خَلف بْن مروان بْن أُمَيّة، أبو القاسم القُرْطُبي الصَّخّريّ، [المتوفى: 401 هـ]
من أهل صَخرة حَيْوَة، بُليدة بغربيّ الأندلس.
كَانَ من فُقهاء الأندلس، ولي الشُّورى، ثمّ قضاء طُليطلة فاستعفي. [ص:30]
توفي في رجب.(9/29)
20 - سامة بْن لُؤَيّ، أبو مُضَر القُرشي الهَرَويّ. [المتوفى: 401 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر محمد بْن عَبْد الله حفيد العباس بن حمزة. روى عنه ناصر العُمَرّى، وتُوُفّي في ربيع الآخر.(9/30)
21 - سَعِيد بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن، أبو القاسم العُمَانيّ الفقيه. [المتوفى: 401 هـ]
تُوُفّي في جمادى الآخرة بخُراسان.(9/30)
22 - شقيق بْن عليّ بْن هُود بْن إبراهيم، أبو مُطيع الْجُرْجانيّ الفقيه. [المتوفى: 401 هـ]
رُوِي عَنْ نُعَيْم بْن عَبْد الملك، وأبي الحُسين بْن ماهيار. وولي قضاء جُرْجان سنةً ونصفًا. فمات في السادس والعشرين من المحرم.(9/30)
23 - عبد الله بن بشر بن محمد بن بشر البشري، أبو القاسم. [المتوفى: 401 هـ]
توفي في ربيع الأول.(9/30)
24 - عَبْد الله بْن عَمرو بْن مُسْلِم، أبو محمد الطَّرَسُوسيّ. [المتوفى: 401 هـ]
سَمِعَ إسماعيل الصّفّار، وأبا سهل بن زياد، وعُمر تسعين سنة، وحدَّث بَنَسف.(9/30)
25 - عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن هلال، أبو بَكْر الحِنائي الْبَغْدَادِيّ الأديب، [المتوفى: 401 هـ]
نزيل دمشق.
روى عن يعقوب الجصّاص، والحسين بْن عَيّاش القطّان، وأبي جعفر بن البختري، والصّفّار. روى عَنْهُ أحمد بْن عليّ الكَفَرطابيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو القاسم الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ.
وثَّقه الخطيب.(9/30)
26 - عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن مُحَمَّد بْن منصور، [المتوفى: 401 هـ]
قاضي مملكة الحاكم.
ولي الحكم سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة بعد ابن عمّه الحسين بْن عليّ، وعَلَتْ رُتبته عند الحاكم إلى أن أصعَده معه عَلَى المنبر في يوم العيد. ثم عزله [ص:31] في سنة ثمانٍ وتسعين بالقاضي أَبِي الحسن الفارقي، ثم قتله سنة إحدى وأربعمائة، وقتل معه القائد حسين بْن جوهر.(9/30)
27 - عَبْد الملك بن أحمد بن نُعيم ابن الحافظ أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عديّ، أبو نُعَيْم الإستراباذيّ. [المتوفى: 401 هـ]
ولي قضاء جُرجان، وحدّث عن جده نعيم، وابن ماجه القزويني، والحافظ ابن عديّ.
تُوُفّي في آخر السُّنّة.(9/31)
28 - عَبْد الواحد ابن زوج الحُرّة محمد بْن جَعْفَر، أبو القاسم البغدادي. [المتوفى: 401 هـ]
سَمِعَ أحمد بْن كامل، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراساني، وجماعة كبيرة. روى عنه البَرقاني، وعبد العزيز الأزجي.(9/31)
29 - عبيد الله بن أحمد بن الهُذيل الكاتب. [المتوفى: 401 هـ]
يروي عَنْ أبيه، عَنْ محمد بن أيوب بن الضُّرَيسْ. روى عنه أبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله. كَانَ ببغداد.(9/31)
30 - عُبَيْد الله بْن محمد بْن الْوَلِيد أبو مروان المُعيطي القْرطبي. [المتوفى: 401 هـ][ص:32]
قال ابن بشكوال: كان عالما حافظا فاضلا ورِعا كثير الصَّدقة، من بيت فقهٍ وعبادة. تُوُفي في ذي القعدة، وصلى عَليْهِ عمّه الفقيه عبد الله، وعاش ثلاثا وأربعين سنة.(9/31)
31 - عثمان بن العباس بن محمد القرشي الهروي. [المتوفى: 401 هـ]
توفي في رمضان.(9/32)
32 - عثمان بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم، أبو عَمْرو الطرسُوسي الكاتب [المتوفى: 401 هـ]
قاضي المَعرَّة.
روى عَنْ خيثمة بن سليمان، وموسى بن القاسم بن الأشيب، ومحمد بن أحمد بن صفوة المصيصي، وأبي عليّ بْن آدم، وجماعة. روى عَنْهُ أبو عليّ الأهوازيّ، وأبو الفضل محمد بْن أحمد السَّعْديّ، وعبد الواحد بْن محمد الكَفَرْطابيّ.
توفي بكفرطاب سنة إحدى وأربعمائة تقريبًا.(9/32)
33 - عَلي بْن عَبْد الواحد بْن محمد بْن الحُرّ، أبو الحُسَين البّريّ [المتوفى: 401 هـ]
قاضي أطْرابُلُس.
حدّث عَنْ خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المَدينيّ، وأحمد بْن بَهْزَاد السيرافّي، والمصرييّن. روى عَنْهُ عليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد الرحيم بْن محمد البخاريّ.
وفي ذي الحجّة وَصَل قائد من مصر وخادمان إلى أطْرَابُلُس، فقطعوا رأسَ هذا القاضي لكونه سلّم عزّاز إلى مُتولي حلب بغير أمر الحاكم؛ قاله عَبْد المنعم بْن عليّ النَّحْويّ.(9/32)
34 - عليّ بْن مُحَمَّد، أبو الفتح البُستي الكاتب الشاعر المشهور، وقيل: اسمه عليّ بْن محمد بْن حُسين بْن يوسف بْن عَبْد العزيز، وقيل: علي بْن أحمد بْن الحسن. [المتوفى: 401 هـ]
لَهُ أسلوبٌ معروف في التَّجْنيس. روى عَنْهُ من شِعره، أبو عَبْد الله الحاكم [ص:33] وأبو عثمان الصّابونيّ، وأبو عَبْد الله الحسين بن علي البردعي.
قَالَ الحاكم: هُوَ واحد عصره، حدَّثني أنه سَمِعَ الكثير من أَبِي حاتم بْن حبّان.
ومِن نثره: مَن أصلحَ فاسدهَ أرغم حاسده.
عادات السّادات سادات العادات.
لم يكن لنا طَمَعٌ في دَرَك دَرِّك، فاعفنا من شَرَك شَرِّك.
يا جهل من كَانَ عَلَى السّلطان مُدلا وللإخوان مُذِلا.
إذا صح ما قاتك، فلا تأس عَلَى ما فاتك.
المعاشرة ترك المُعاسرة.
مِن سعادة جدك وقوفك عند حدك.
ومن شعره:
أعلل بالمُنى روحي لَعَلي ... أُروّح بالأماني الهَمَّ عنّي
وأعلم أنّ وصْلك لا يُرجى ... ولكن لا أَقَل من التَّمَنّي
وله:
زيادةُ المرءِ في دنْياهُ نُقْصانُ ... وربْحُهُ غير محض الخير خُسْرانُ
وكل وجدان حظّ لا ثبات لَهُ ... فإنّ معناه في التّحقيق فقدانُ
يا عامرًا لخراب الدّار مجتهدًا ... بالله هَلْ لخراب العُمر عُمرانُ
ويا حريصَا على الأموال يجمعها ... أقْصرْ فإنّ سُرور المال أحزانُ
زع الفؤادَ عَنِ الدّنيا وزُخْرُفها ... فَصَفْوُها كَدَرٌ والوصلُ هِجرانُ
وأرعِ سَمْعَكَ أمثالًا أفصلُها ... كما يُفصل ياقوتٌ ومُرجانُ
أحسِن إلى النّاس تستعبْد قلوبُهم ... فطالما اسْتَعْبدَ الإنسانَ إحسانُ
وإن أساء مُسيءٌ فلْيكُنْ لك في ... عروض زلّته صفحٌ وغُفرانُ
واشدُدْ يديك بحبل الله معتصمًا ... فإنه الركنُ إنّ خانتْك أركانُ
مَنِ استعان بغير الله في طَلَبٍ ... فإنّ نَاصِرَه عجزٌ وخُذْلانُ [ص:34]
مَن جاد بالمال مالَ الناسُ قاطِبةً ... إِليْهِ والمالُ للإنسان فتانُ
مِن سالَم النّاسَ يسلمْ من غَوَائلهم ... وعاش وهو قرير العَيْن جذلانُ
والنّاس أعوانُ مَن وَاتَتْه دولتُه ... وهُم عَليْهِ إذا خانَتْه أعوانُ
يا ظالمًا فرِحا بالسَّعْد ساعده ... إنّ كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ
لا تَحْسبَنّ سُرورا دائمًا أبدًا ... مَن سَرّه زمنٌ سأته أزمان
لا تَغْتررْ بشباب رائق خَضِلً ... فكم تقدَّم قبل الشيبِ شُبانُ
ويا أخا الشَّيْبِ لو ناصحتَ نفسك لم ... يكن لمثلك في اللذات إمعانُ
هَبِ الشّبيبةُ تُبلي عُذر صاحبها ... ما عُذر أشْيَب يسْتَهْويه شيطانُ
كل الذُّنُوب فإن الله يغفرها ... إنّ شيع المرء إخلاصٌ وإيمانُ
وكلّ كَسْرٍ فإنّ الدّين يجْبُرُهُ ... وما لكسرِ قناةِ الدّين جُبرانُ
وهي طويلة.(9/32)
35 - عُمَر بْن حُسين بْن محمد بْن نابل، أبو حفص الأُمويّ القُرطبي. [المتوفى: 401 هـ]
شيخ محدَّث صالح مُسند، من بيت عِلم ودين كُف بصره بآخره، وسمع النّاس منه كثيرًا. رَوَى عَنْ قاسم بْن أَصْبَغ، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دُليم، ومحمد بْن عيسى بْن رفاعة، ومحمد بْن معاوية، وأبيه حسين بْن محمد.
تُوُفي في الوباء في ذي القعدة. وكان ثقة صدوقًا موسرا.
روى عنه ابن عبد البر الحاف. وآخر من روى عَنْهُ حيّان بْن خَلَفَ الأموي.(9/34)
• - عميد الجيوش، [المتوفى: 401 هـ]
مذكور في الحوادث.(9/34)
36 - فارس بْن أحمد بْن موسى بْن عمران، أبو الفتح الحمصيّ المقرئ الضّرير. [المتوفى: 401 هـ]
نزيل مصر.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الحسن عَبْد الباقي بن الحسن بن السقاء، وعبد الله [ص:35] ابن الحسين السّامرّيّ، ومحمد بْن الحَسَن الأنطاكيّ، وأبي الفَرَج الشنبُوذي، وجماعة، قرأ عليهم في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة.
وصنّفَ كتاب " المُنشا في القراءات الثّمان ". وكان أحد الحُذاق بهذا الشّأن. قرأ عَليْهِ القراءات ولده عبد الباقي، وأبو عمر الداني.
وتُوفي عن ثمان وستين سنة.
وإسناده بالقراءات في " التيسير " لأبي عَمْرو، وغيره.
قَالَ الدّانيّ: لم نلق مثله في حفظه وضبطه وحُسن تأديته وفهمه بعلم صناعته، مع ظهور نبله وفضله وصِدْق لهجته، وصبره عَلَى سَرْد الصّيام والتجهد بالقرآن، قال لي: ولُدتُ بحمص سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتُوفي بمصر فيما بلغني سنة إحدى وأربعمائة.(9/34)
37 - الفضل بن أحمد بن ماح بن جبريل، أبو محمد الهروي الماحي. [المتوفى: 401 هـ](9/35)
38 - القاسم بْن أَبِي منصور القاضي، أبو مُحَمَّد. [المتوفى: 401 هـ]
تُوفي في ربيع الأول بخُراسان.(9/35)
39 - محمد بن أحمد بن رشدين، ابن أخي صالح الأديب، أبو الحسين المِصْري. [المتوفى: 401 هـ]
تُوُفّي في ربيع الآخر.(9/35)
40 - محمد بن أَحْمَد بن عليّ، أبو الحَسَن النيسابوري الأديب، ابن الصفار. [المتوفى: 401 هـ]
سمع الأصم، وعثمان ابن السماك، وعدة. وعنه الحاكم، وقال: مات في شعبان.(9/35)
41 - محمد بْن الحسن بْن أسد، أبو نُعيم الجُرجاني الفاميّ. [المتوفى: 401 هـ]
روى عَنْ أَبِيهِ، وأبي يعقوب البحري. [ص:36]
تُوفي في رمضان.(9/35)
42 - محمد بْن الحُسين بْن داود بْن عليّ، السيّد أبو الحسن العلويّ الحَسَنيّ النَّيسابوريّ [المتوفى: 401 هـ]
شيخ الأشراف في عصره.
سَمِعَ أبا حامد وأبا محمد ابني الشَّرْقّي، ومحمد بْن إسماعيل بْن إِسْحَاق المَرْوزِيّ صاحب عليّ بْن حُجر، ومحمد بْن الحسين القطّان، ومحمد بن عمر بن جميل الأزدي، وأبا حامد بن بلال، وعُبيد الله بن إبراهيم بن بالُويه، وأبا نصر محمد بن حَمدويه بن سهل الغازي، وأبا بكر بن دلويه الدقاق، وطائفة سواهم.
روى عنه الحاكم، وقال: هُوَ ذو الهمّة العالية، والعبادة الظّاهرة، وكان يُسأل الحديث فلا يُحدث، ثم في الآخر عقدتُ لَهُ الإملاء وانتقيت لَهُ ألف حديث. وكان يُعد في مجلسه ألف مَحْبرة، فحدَّث وأملي ثلاث سِنين، ثم توفي فجاءة في جمادى الآخرة.
وروى عَنْهُ أيضًا الإمام أبو بَكْر البَيْهقّي، وهو من كبار شيوخه، بل أكبرهم، وأبو بَكْر محمد بْن القاسم الصّفّار، وأبو عُبيد صخر بْن محمد الطُوسي، وأبو القاسم إسماعيل بْن زاهر، ومحمد بْن عُبيد اللَّه الصّرّام، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، وعثمان بْن محمد بْن عُبيد الله المحْميّ، وعمر بْن شاه المقرئ، وشبيب بْن أحمد البِسْتَيغّي، وأحمد بْن محمد بْن مُكرم الصَّيدلانّي، وموسى بْن عِمران بْن محمد الأنصاريّ، وفاطمة بِنْت الزّاهد أَبِي عليّ الدقاق، وآخرون. وتفرد بالراوية عَنْ جماعةٍ مِن كِبار شيوخه.(9/36)
43 - المظفرّ أبو الفتح القائد. [المتوفى: 401 هـ]
ولى إمرة دمشق للحاكم بعد الأمير مطهر بن بذال، ثم عُزِل بعد ستّة أشهرُ في ربيع الأوّل من هذه السّنة.(9/36)
44 - المُعلى بْن عثمان، أبو أحمد المادَرَائيّ. [المتوفى: 401 هـ]
تُوُفّي بمصر في جمادى الأولى.(9/36)
45 - مُغيرة بْن محمد بْن أحمد بْن عَبْد الله بن يزيد بن شمر الفياضي، أبو عاصم. [المتوفى: 401 هـ]
تُوفي بخُراسان في شَعْبان.(9/37)
46 - منصور بْن عَبْد الله بْن خَالِد، أبو عليّ الذُهلي الخالديّ الهَرَويّ. [المتوفى: 401 هـ]
روى عَنْ ابن الأعرابيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بن سليمان، وأبي علي الرفاء، وأبي العباس الأصم، وعبد المؤمن النسفي، ودعلج.
روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد المؤدب، وأبو حازم عمر بن إبراهيم العبدويي، وأبو يعلي الصابوني، ونجيب بن ميمون الواسطي، وخلق كثير.
قال أبو سعد الإدريسي: كذاب لا يُعتمد عَليْهِ.
وقال جعفر المُستغفري: روى عن أبي طلحة منصور بن منصور بْن محمد بْن عليّ البَزْدَويّ.
قِيلَ: تُوفي سنة إحدى وأربعمائة، والصّحيح أنّه تُوفي في المحرَّم سنة اثنتين.(9/37)
47 - منصور بْن عَبْد الله بْن عدّي، الواعظ الفاضل أبو حاتم [المتوفى: 401 هـ]
ابن الحافظ أَبِي أحمد الجُرجاني.
روى عَنْ أَبِيهِ، والإسماعيليّ. روى عَنْهُ ابنه إسماعيل، وكان يَعظ في مسجد والده إلى أن مات في سابع عشر جُمادى الأولى.(9/37)
48 - منصور بْن محمد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد، أبو الطّيّب الدّوستكيّ الهروي. [المتوفى: 401 هـ][ص:38]
من شيوخ أبي يعقوب القراب.(9/37)
49 - هارون بن موسى بن صالح بْن جَنْدَل القَيْسيّ الأديب، أبو نصر القُرطبي. [المتوفى: 401 هـ]
سَمِعَ من أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبي علي القالي. روى عَنْهُ الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ رجلًا صالحا منقبضا، مقتصدا، عاقلا، مهيبا، يختلف إليه الأحداث للأدب، وكان من الثّقات في دينه وعلمه.
وأخذ عَنْهُ أيضاُ، أبو عُمَر الطَّلَمَنكيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرَ، وآخرون.
تُوفي في ذي القِعدة.(9/38)
50 - يحيى بْن أحمد بْن الحسين بْن مروان، أبو سلمة بْن أَبِي نصر المروانيّ الخُراساني. [المتوفى: 401 هـ]
تُوفي في ربيع الأوّل.(9/38)
51 - يحيى بْن عُمَر بْن حسين بْن محمد بْن عُمَر بْن نابل، أبو القاسم القُرطبي. [المتوفى: 401 هـ]
تُوفي قُبيل والده. روى عَنْ أَبِي الحسن الأنطاكيّ المقرئ.
حدَّث عَنِه الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ من أهل الفضل والصّلاح والخير، معَ التَّقدُّم في العِلم. عُني هُوَ وأبوه وجدّه بالعِلم، وحجّ كلُّ واحدٍ منهم. وسمع بالمشرق.
تُوفي في جُمادى الأولى.(9/38)
52 - يحيى بْن يحيى بْن مُحَمَّد، أبو الحَسَن [المتوفى: 401 هـ]
ابن المحدّث أَبِي زكريّا العنْبريّ.
سَمِعَ أَبَاهُ، وشهد، وحدَّث، وتُوفي في رجب، ورّخه الحاكم.(9/38)
-سنة اثنتين وأربعمائة.(9/39)
53 - أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن تُركان بن جامع، أبو العباس التميمي الهمذاني الخفاف. [المتوفى: 402 هـ]
روى عن عبد الرحمن الجلاب، والقاسم بْن أبي صالح، وإبراهيم بْن أحمد بن حمدان الدوغي، وإسحاق بْن عَبْدُوس، وأوْس الخطيب، وخلق. ورحل فأخذ عَنْ عَبْد الباقي بْن قانع، وأبي سهل بْن زياد، وطائفة. روى عَنْهُ جعفر الأَبْهَريّ، ومحمد بْن عيسى، وأبو الفَرَج بْن عَبْد الحميد، ويوسف الخطيب، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزّاهد، وأحمد بْن عيسى بْن عَبّاد، وآخرون.
وهو ثقة صدوق؛ قاله شِيرويه، وسمع مِن جماعةٍ من أصحابه، وقال: سَمِعْتُ يوسف الخطيب يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ تُركان فَجَاءَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَابُولُ الْمُقْرِئُ، فَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ فَلْيَأْتِ ابْنَ تُركان. فَبَكَى ابْنُ تُركان. وُلد سنة سبْع عشرة وثلاثمائة، ومات في ربيع الأول سنة اثنتين، وقبره يُزار.(9/39)
54 - أحمد بْن الحسين بْن أحمد، أبو العباس بن زنبيل النهاوندي. [المتوفى: 402 هـ]
حدث بهمذان في رمضان مِن السَّنة عَنْ أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الأشقر القاضي البغدادي بـ " تاريخ البخاريّ الصّغير "، برواية ابن الأشقر عَنْهُ. ورحل وسمع من الطَّبَرانيّ، ومن القطيعيّ، وأبي بَكْر المفيد، وطائفة سواهم.
روى عَنْهُ حمزة بْن أحمد الرُّوذراوري، وهَنّاد بْن إبراهيم النَّسفيّ، وسعيد بْن أحمد الجعفريّ، وأبو طاهر أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الروذراوري، وأبو منصور محمد بْن الحسن بْن محمد النّهاوّنْديّ، وآخرون. وثّقه شِيرويه.(9/39)
55 - أحمد بْن سَعِيد بْن حزم بْن غالب، أبو عُمَر الأديب، [المتوفى: 402 هـ]
والد [ص:40] العلامة أَبِي محمد بْن حزْم.
قَالَ الحُمْيديّ: كَانَ لَهُ في البلاغة يدٌ قويّة.
تُوفي في ذي القعدة.
وقد وَزَر في دولة المنصور بْن أَبِي عامر، وكان يَقُولُ: إنّي لأتعجّب ممّن يَلْحَن في مخاطبةٍ، أو يجيء بلفْظَةٍ قِلقةٍ في مُكاتبة، لأنّه ينبغي إذا شك في شيءٍ أنّ يتركه ويطلب غيره، فالكلام أوسع من هذا.
قلت: هذا لا يقوله إلا المتبحر في اللغة والعربية.(9/39)
56 - أحمد بْن عَبْد الله بْن الخضر بْن مسرور، أبو الحُسين السَّوْسَنْجِرْدِيّ، ثمّ البغداديّ المعدّل. [المتوفى: 402 هـ]
سَمِعَ أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وأبا عَمرو ابن السّمّاك، والنّجّاد. روى عَنْهُ عَبْد العزيز الأزْجيّ، وأبو بَكْر محمد بْن علي بْن موسى الخياط، وعبد الكريم بْن عثمان بْن دُوست، وأحمد بْن الحسين بْن أَبِي حنيفة، ومحمد بْن عليّ بْن سُكينة، وجماعة.
وقد قرأ بالروايات عَلَى زيد بْن أَبِي بلال الكوفي، وأَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، ومحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي مُرة الطُّوسيّ النّقّاش. قرأ عَليْهِ أبو بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط المذكور، وأبو عليّ الحسن بْن القاسم غلام الهرّاس.
وقد روى عَنْهُ ابن المهتدي بالله في " مشيخته ".
وقال الخطيب: كَانَ ثقة، دينًا، شديدًا في السُّنة، مات في رجب، وقد نّيف عَلَى الثّمانين.(9/40)
57 - أحمد بْن عَبْد الله بْن محمد، أبو العبّاس المِهْرَجانيّ النَّيْسابوريّ العدل. [المتوفى: 402 هـ]
سَمِعَ أبا العبّاس الأصمّ، وأقرانه.
تُوفي في رجب.(9/40)
58 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفُرات، أبو الحسن البزّاز المعدّل، ويُعرف بابن صغيرة. [المتوفى: 402 هـ]
عَنْ النّجّاد، ودَعْلَج، وعنه البَرْقانيّ.
وثّقه الخطيب.(9/41)
59 - أحمد بْن نصر، أبو جعفر الأزدي الداودي المالكيّ الفقيه. [المتوفى: 402 هـ]
كَانَ بأطْرابُلُس المغرب، فأملي بها كتابه في شرح " المُوَطّأ "، ثمّ نزل تِلمْسان، وكان ذا حظّ من الفصاحة والْجَدَل، وله: " الإيضاح في الرّدّ عَلَى البكريّة ". حمل عَنْهُ، أبو عبد الملك البرقي، وأبو بكر ابن الشَّيْخ، ومات بتِلِمْسان.(9/41)
60 - إبراهيم بْن محمد بْن حسين بْن شِنْظير، أبو إِسْحَاق الأمَويّ الطُّلَيْطُليّ الحافظ. [المتوفى: 402 هـ]
صاحب أَبِي جعفر بْن ميمون الطُّلَيْطُليّ، ويقال لهما: الصّاحبان؛ لأنهما كَانَا في الطَّلَب معا كَفَرسيْ رِهان.
سمعا بطُلَيْطُلَة عَلَى مَن أدركاه، ورحلا إلى قُرْطُبَة فأخذا عَنْ علمائها، وسمعا بسائر بلاد الأندلس، ورحلا إلى المشرق فسمعا وكانا لا يفترقان، وكان السّماع عليهما معًا.
وُلِد ابن شنظير في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وكان زاهدًا فاضلًا ناسكًا، صوّامًا قوّامًا، ورِعًا، كثير التّلاوة، غلب عَليْهِ علمُ الحديث ومعرفة طرقه، وكان سنيا منافرا للمُبْتدعَةَ، هاجرًا لهم، وما رُئي أزهد منه في الدّنيا ولا أوقر مجلسًا منه. رحل الناسُ إليه وإلى صاحبه من النّواحي، فلمّا توفي صاحبه أحمد بن محمد بن ميمون، انفرد هو في المجلس.
تُوُفّي ليلة النَّحْر سنة اثنتين وأربعمائة.(9/41)
61 - إسحاق بن إبراهيم بن أبي الفضل، أبو الفضل الهروي. [المتوفى: 402 هـ]
توفي في صفر.(9/41)
62 - أسعد بن محمد بن محمد الشاركي. [المتوفى: 402 هـ]
توفي في المحرم.(9/42)
63 - إسماعيل بْن الحسين بْن عليّ بْن هارون، أبو محمد الفقيه الزّاهد ببُخارى. [المتوفى: 402 هـ]
تُوُفّي في شعبان.
حج مرّات، وحدَّث عَنْ خَلَف الخيّام، ومحمد بْن أحمد بن خنب، وبكر المروزي صاحب الكُديمي. روى عنه عبد العزيز الأزجي، وجماعة.
قال الخطيب: حدثنا عَنْهُ القاضي أبو جعفر محمد بْن أحمد السمناني.(9/42)
64 - الحَسَن بْن الحسين بْن عليّ بْن أَبِي سهل، أبو محمد النُّوبَخْتيّ الكاتب. [المتوفى: 402 هـ]
روى عَنْ علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبي عَبْد الله المَحَامِليّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ سماعه صحيحا، حدثنا عَنْهُ أبو بَكْر البَرْقانيّ، والأزهريّ، وأبو القاسم التَّنُوخيّ، وقال لي الأزهريّ: كَانَ رافضيا. وقال لي البَرْقانيّ: كَانَ مُعتزليا، وقال غيره: مات في ذي القعدة، وقال البَرْقانيّ: تبيَّن لي أنّه صدوق.(9/42)
65 - الحسنُ بْن القاسم بْن خسْرُو، أبو عليّ البغداديّ الدّبّاس. [المتوفى: 402 هـ]
سَمِعَ أحمد بْن عَبْد الله وكيل أَبِي صَخْرة. روى عَنْهُ أبو الحسن العتيقيّ، وأبو محمد الخلال، وابن المهتدي بالله.
وثقه الخطيب، وقال: تُوُفّي في صفر وله إحدى وتسعون سنة.(9/42)
66 - خَلفَ بْن إبراهيم بْن محمد بْن جعفر بْن حمدان بْن خاقان، أبو القاسم المصريّ المقرئ. [المتوفى: 402 هـ]
أحد الحُذّاق، ومن كبار شيوخ أَبِي عَمْرو الدّانيّ في القراءة. قرأ لوَرْش عَلَى أحمد بن أسامة التجيبي، وأحمد بن محمد بن أبي رجاء، ومحمد بن [ص:43] عبد الله المعافري، وأبي سلمة الحمراوي، وسمع الحديث من ابن الورد، وأحمد بْن الحسن الرّازيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الموت، وطائفة.
قَالَ الدّانيّ: كَانَ ضابطًا لقراءة ورش متقنا لها، مجودّا، مشهورًا بالفضل والنُسك، واسع الرّواية، صادق اللّهْجة. كتبنا عَنْهُ الكثير من القراءات والحديث والفِقْه وغير ذَلِكَ. سمعته يَقُولُ: كتبتُ العلم ثلاثين سنة، وذهبَ بَصَره دهْرًا، ثمّ عاد إِليْهِ. وكان يؤم بمسجد. مات شيخنا بمصر في عشر الثمانين.(9/42)
67 - داود ابن الشَّيْخ أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الحُسين العلوي النيسابُوري. [المتوفى: 402 هـ]
توفي في صفر.(9/43)
68 - طاهر بن عبد الله بن عمر بن يحيى بْن عيسى بْن ماهلة، أبو بَكْر الهمذاني الزّاهد. [المتوفى: 402 هـ]
روى عَنْ أَبِيهِ، وأوْس الخطيب، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، والقاسم بْن محمد السّرّاج، ومحمد بن خيران، ومحمد بْن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وأبي بَكْر ابن السُني الحافظ، وإبراهيم المُزكي، وجماعة. روى عَنْهُ ابنه هارون الأمين، وأبو الحسن بْن حُميد، وأبو الفضل أحمد بْن عيسى الديَنَوريّ.
قَالَ شِيَرَويْه: كَانَ ثقة صدوقًا، زاهدًا ورِعا، يتبرك به، وكان يصاحب صالح الكوملاذي، وله آيات وكرامات ظاهرة، توفي في صفر.(9/43)
69 - عبد الله بن محمد، أبو أحمد المهرجاني النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 402 هـ]
سَمِعَ الأصمّ، وطبقته. وحدَّث.
مات في رجب؛ ورّخه الحاكم.(9/44)
70 - عبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عيسى بْن فُطيس بْن أَصْبَغ بْن فُطيس، العلامة أبو المُطرف، [المتوفى: 402 هـ]
قاضي الجماعة بقُرْطُبَة.
روى عَنْ أحمد بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مُفرج، وأبي الحسن الأنطاكيّ، وعبد الله بْن القاسم القلعيّ، وأبي عيسى الليثي، وأبي محمد الأصيلي، وأبي محمد بْن عَبْد المؤمن، وخَلَف بْن القاسم، وأجاز لَهُ من مصر الحسن بْن رشيق ومن بغداد أبو بكر الأبهري والدارقُطني.
وكان من جهابذة المحدثين، وكبار العلماء والحفاظ، عارفا بالرجال، وله مشاركة في سائر العلوم. جمع من الكُتُب ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس. وكان يُملي من حفظه، وكان لَهُ ستّة ورّاقين ينسخون لَهُ دائمًا. وقيل: إنّ كُتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسميةّ. وتقلّد قضاء القُضاة في سنة أربعٍ وتسعين مقرونًا بالخطابة، وصُرف بعد تسعة أشهر.
رَوَى عَنْهُ الصاحبان، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عابد، وابن أبيض، وسراج القاضي، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو عُمَر بْن سُميق، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن الحذّاء، وحاتم بْن محمد، وآخرون.
وصنَّف كتاب " القصص "، وكتاب " أسباب النُّزُول "، وهو في مائة جزء، وكتاب " فضائل الصّحابة " في مائة جزء، وكتاب " فضائل التابعين " في مائة وخمسين جزءا، و" الناسخ والمنسوخ "، ثلاثون جزءا، و" الإخوة من أهل العلم " الصّحابة ومَن بعدهم، أربعون جزءا، و" أعلام النبوة ودلالة الرسالة "، عشرة أسفار، و" كرامات الصالحات " ثلاثون جزءا، و" مُسند حديث محمد بن فُطيس "، خمسون جزءا، و" مسند قاسم بن أصبغ العوالي "، ستون جزءا، و" الكلام على الإجازة والمناولة " في عدة أجزاء.
وتوفي في نصف ذي القعدة، وصلى عَليْهِ ابنه محمد. وكان مولده في سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة.
وقد ولي الوزارة للمظفّر بْن أَبِي عامر، فلمّا ولي القضاء تركَ زيّ [ص:45] الوزراء. وكان عدْلًا، سديدًا في أحكامه، من بُحُور العلم.(9/44)
71 - عثمان بْن عيسى، أبو عَمْرو الباقلانيّ [المتوفى: 402 هـ]
الزّاهد ببغداد.
كان ملازما للوحدة، كان يكون منقطعًا، وقال مرّةً: أحبّ النّاس إليَّ من ترك السّلام علي لأنّه يشغلني عَنِ الذَّكْر بسلامه. وقال: أحسّ بروحي تخرج وقت الغروب. يعني لاشتغاله عَنِ الذَّكْر بالإفطار.
أَنْبَأَنَا المسلم القَيْسي وغيره أنّ أبا اليُمن الكنِدي أخبرهم قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد اليوسفي قال: أخبرنا محمد بن علي الهاشمي قال: أخبرنا عثمان بن عيسى الزاهد قال: حدثني أبو الحسين عَبْد الله بْن أَبِي النجم مؤذن الطائع لله قال: حدثنا يحيى بن جندب العطّار قَالَ: بَلَغَني أنّ رجلًا من العلماء قال: كتبتُ أربعمائة ألف حديث ما انتفعت منها إلا بأربعة أحاديث وما أنتفعت من الأربعة أحاديث إلا بأربع كلمات: فأوّل كلمة: أعمل لله عَلَى قدر حاجتك إِليْهِ، والكلمة الثّانية: اعمل للآخرة عَلَى قدْر إقامتك فيها، والكلمة الثالثة: اعمل للدُّنيا بقدر القُوت، والكلمة الرابعة: اعصِ ربّك عَلَى قدْر جَلَدِكَ على النار.
مات في رمضان ببغداد.(9/45)
72 - عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن عَبْد الله، القاضي أبو القاسم النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 402 هـ]
تُوفي بطريق غَزْنَة.(9/45)
73 - عَلِيّ بْن أحمد بْن محمد بْن يوسف، القاضي أبو الحَسَن السّامرّيّ الرّفّاء. [المتوفى: 402 هـ]
روى عَنْ إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وحمزة بْن القاسم، وغيرهما. روى عَنْهُ سِبْطه أبو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَسْنُون النَّرْسي، وعبد الرَّحْمَن بْن أحمد العِجلي الرّازيّ، وغيرهما.
وثقه الخطيب، وقال: قَالَ لي سِبطه: ما رأيته مُفطرا قط رحمه الله.(9/45)
74 - عليّ بْن دَاوُد بْن عَبْد الله، أبو الحسن الداراني القطان المقرئ. [المتوفى: 402 هـ]
قرأ القرآن على أبي الحسن محمد بْن النَّضْر بْن الأخرم، وأحمد بْن عثمان السّبّاك، وغيرهما. وحدَّث عَنْ أبي عليّ الحصائري، وخيثمة الأطرابلسي، وأبي الميمون بن راشد، وابن حَذْلَم.
قرأ عَليْهِ عليّ بْن الحسَن الرَّبعيّ، ورشأ بْن نظيف، وأحمد بْن محمد بْن مردة الإصبهاني. وحدَّث عَنْهُ رشأ، وعبد الرَّحْمَن بن محمد الْبُخَارِيّ، وقال رشأ: لم ألق مثله صدقا وإتقانًا في رواية ابن عامر.
قَالَ عَبْد المنعم ابن النَّحْويّ: خرج القاضي أبو محمد بْن أَبِي الحسن العلويّ وجماعة من الشيوخ إلى دارَيّا إلى ابن دَاوُد، فأخذوه ليؤمّ بجامع دمشق في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وجاؤوا بِهِ بعد أن منعهم أهلُ دارَيّا من ذلك وجرت بينهم منافسة.
قال الحافظ ابن عساكر: فسمعت ابن الأكفانيّ يحكي عَنْ بعض مشايخه الّذين أدركوا ذَلِكَ أن أبا الحسن بْن دَاوُد كَانَ إمام داريّا، فمات إمامُ الجامع، فخرج أهل دمشق إلى داريّا ليأتوا بِهِ ليصلّي بدمشق، فلبس أهل داريّا السّلاح وقالوا: لا، لا نمكنُكم من أخذ إمامنا. فقال أبو محمد بن أبي نصر: يا أهل داريّا، أما ترضون أن يُسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام؟ فقالوا: قد رضينا. فَقُدمَتْ لَهُ بغْلَة القاضي فأبي وركب حَمارَه، ودخل معهم وسكن في المنارة الشرقية. وكان يُقرئ بشرقّي الرواق الأوسط ولا يأخذ عَلَى الصّلاة أجرًا، ولا يقبل ممّن يقرأ عَليْهِ بِرًّا، ويقتات من غلة أرض له بداريا، ويحمل ما يكفيه مِن الحنطة كلّ جمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة كمسكين خارج باب السّلامة فيطحنه ثمّ يعجنه ويخبزه.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي ابن دَاوُد في جمادى الأولى، وكان ثقة، انتهت إليه الرياسة في قراءة الشّاميين. حضرت جنازته، ومضى عَلَى سداد، وكان يذهب إِلَى مذهب أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ.(9/46)
75 - علي بن محمد بن أحمد بن إدريس، أبو الحَسَن الرَّمْليّ الأنماطيّ. [المتوفى: 402 هـ]
روى عَنْ خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الميمون بْن راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وجماعة. روى عَنْهُ رشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو القاسم بن الفُرات.
وتُوفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.(9/47)
76 - عليّ بْن محمد بْن عَلّوية البغداديّ الْجَوهريّ. [المتوفى: 402 هـ]
حدث عَنْ محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوِزِيّ، ومحمد بْن الحَسَن الأنباريّ، وغيرهما. روى عَنْهُ أهل بغداد.
قال الخطيب: كان ثقة.(9/47)
77 - محمد بْن أحمد بْن إبراهيم، أبو أحمد الغُورَجِيّ الهَرَويّ. [المتوفى: 402 هـ]
قُتل هُوَ وابنه أبو الحسن بداره في رمضان.(9/47)
78 - محمد بْن أحمد بْن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بْن جُمَيْع، أبو الحُسَين الصَّيْداويّ الغسّانيّ. [المتوفى: 402 هـ]
رحل وطوّف في الحديث، فسمع بمكّة أبا سعيد ابن الأعرابيّ، وبالبصرة أبا رَوْق الهزّانيّ، وبالكوفة أبا العبّاس بْن عُقدة، وببغداد الحسين المُطبقي، وأبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وابن مَخْلد، وبمصر أبا الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المّدينيّ، وبدمشق أحمد بْن محمد بْن عُمَارة، وخلقًا سواهم بعدّة بلاد في " مُعْجمه " الّذي سمعناه عاليا.
روى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني بْن سعيد، وتّمام الرّازيّ، ومحمد بْن عليّ الصُّوريّ، وعبد الله بْن أَبِي عَقِيل، وأبو نصر بْن سَلَمَة الورّاق، وأبو عليّ الأهوازيّ، وابنه الحَسَن بْن جُميع، وأبو نصر بْن طلاب، وآخرون.
ولُد سنة خمس وثلاثمائة، وقيل: سنة ستّ. [ص:48]
قَالَ أبو الفضل السَّعْديّ، وابنه الحَسَن، وأبو إسحاق الحبال: تُوفي سنة اثنتين وأربعمائة في رجب، لكن لم يذكر ابنه الشهر. وقال الكتّانيّ: تُوفي سنة ثلاثٍ، والأوّل الصّحيح.
قَالَ ابنه الحَسَن: صام أَبِي، وله ثمان عشرة سنة إلى أن تُوفي.
ووثّقه أبو بكر الخطيب، وغيره، وأول سماعه في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وكان أسند مَن بقي بالشّام.(9/47)
79 - محمد بْن بكران بن عمران، أبو عَبْد الله الرّازيّ، ثم البغدادي البزّاز. [المتوفى: 402 هـ]
سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلد. وعنه أبو بَكْر البَرْقانيّ، وأبو الحُسين ابن المهتدي بالله.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
ووثّقه البَرْقانيّ.
يُعرف بابن الرازيّ.(9/48)
80 - محمد بْن جعفر بْن محمد بْن هارون بْن فَرْوة، أبو الحسن التميمي النحوي المقرئ، ابن النّجّار. [المتوفى: 402 هـ]
قرأ على أَبِي عليّ الحَسَن بْن عَوْن النّقّار برواية عاصم، والنّقّارُ فقرأ عَلَى القاسم بْن أحمد الخيّاط صاحب الشمّونيّ. وسمع الحديث من محمد بْن الحسين الأشْنانيّ، وأبي بَكْر بْن دُريد، وإبراهيم بْن عَرَفَة نَفْطَوَيْه، وأبي رَوْق الهزّانيّ.
قرأ عَليْهِ أبو عليّ - هو غلام الهرّاس - وحدَّث عَنْهُ أبو القاسم الأزهري، وجماعة من شيوخ أَبِي الغنائم النَّرْسيّ. وقرأ عليه أيضا الحسن بن محمد، وغيره. [ص:49]
وقال الأزهري: كان مولده في المحرم سنة ثلاث وثلاثمائة.
وقال العتيقيّ: تُوفي بالكوفة في جُمادى الأولى، وهو ثقة.
قلتُ: تُوفي وله مائة سنة، وقد حدَّث ببغداد، وهو آخر من حدَّث في الدّنيا عن الأشناني، وغلام الهرّاس هو آخر من قرأ عَليْهِ.(9/48)
81 - محمد بْن الحَسَن، أبو منصور الهَرَويّ. [المتوفى: 402 هـ]
حدَّث " بِسُنَنْ أَبِي دَاوُد " بما وراء النَّهر عَنِ ابن داسة.(9/49)
82 - محمد بْن عَبْد الله، أبو الفضل الهَرَويّ. [المتوفى: 402 هـ]
يروي عَنِ الأصمّ.(9/49)
83 - مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، أَبُو الحُسين ابن الّلّبان البصْريّ الفَرَضيّ العلامة. [المتوفى: 402 هـ]
سَمِعَ أبا العبّاس الأثرم، ومحمد بْن بَكْر بْن داسة. وحدَّث " بسنن أبي داود " ببغداد، فسمعها منه القاضي أبو الَّطيّب الطَّبَريّ، وغيره.
وقيل: إنه كَانَ يَقُولُ: لَيْسَ في الدّنيا فَرَضيّ إلا من أصحابي أو أصحاب أصحابي، أو لا يُحسن شيئا!
ورأيت أنّه إِليْهِ المنتهى في هذا الشّأن، ولكن لو سكت لكان أجمل لَهُ، فإنّ العالِم إذا قَالَ مثل هذا مجَّتْهُ نفوسُ العقلاء، ودخله كِبر وخُيَلاء.
وقال الشَّيْخ أبو إِسْحَاق: كَانَ ابن اللّبّان إمامًا في الفِقْه والفرائض، صنف فيها كُتبا كثيرة لَيْسَ لأحدٍ مثلها. أخذ عَنْهُ أئمّةٌ وعلماء.
قَالَ ابن أرسلان: دخل ابن اللّبّان خوارزم في أيّام أَبِي العبّاس مأمون بْن محمد بْن عليّ بْن مأمون خوارزم شاه، فأكرمه، وَبَرَّهُ، وبالغ وأمر فُبني باسمه مدرسة ببغداد نزل فيها فُقهاء خوارزم، وكان هُوَ يدرس بها، وخوارزم شاه يبعث إِليْهِ كلّ سنة بمال. ثم قال: أنا رَأَيْت هذه المدرسة وقد خَرَبتْ بقرب قَطيعة الربيع. [ص:50]
وثقه الخطيب، وقال: انتهى إليه علم الفرائض، وصنف فيها كُتبا، وتُوفي في ربيع الْأوّل.(9/49)
84 - محمد بن عبد اللَّه بْن الحسين بْن عبد الله بن يحيى بْن حاتم الجُعفي، القاضي أبو عَبْد الله الكوفيّ الحنفيّ، العلامة المعروف بالهَرَوَانيّ، [المتوفى: 402 هـ]
أحد الأئمّة الأعلام.
قرأ القرآن عَلَى أبي العبّاس محمد بْن الحَسَن بْن يونس النَّحويّ. وسمع من محمد بْن القاسم المُحَاربيّ، وعلي بْن محمد بْن هارون، ومحمد بْن جعفر بْن رياح الأشجعيّ، وحدَّث ببغداد، وكان يُفتي بمذهب أبي حنيفة، ويُقرئ القرآن. قرأ عَليْهِ أبو عليّ غلام الهرّاس.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، حدَّث ببغداد، قال: وكان مَن عاصَره بالكوفة يَقُولُ: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته أحد أفْقَه منه، حدَّثني عَنْهُ غير واحد، وقال لي العتيقيّ: ما رأيت بالكوفة مثله.
قال أُبَيٌّ النرسي: كان على قضاء الكوفة سِنين، ثقة مأمون.
وقال غيره: وُلد سنة خمس وثلاثمائة.
وروى عَنْهُ أبو محمد يحيى بْن محمد بْن الحَسَن العلوي الأقساسيّ، وأبو الفَرَج محمد بن أحمد بن علان الكُرجي شيخ أبي الحسن بن غبرة، وأبو [ص:51] الحَسَن محمد بْن الحَسَن بْن المنثور الجُهني، وأبو منصور محمد بن محمد العُكبري الإخباريّ.
تُوُفّي في رجب.(9/50)
85 - محمد بْن عُبَيْد الله بْن جعفر بْن حمدان، أبو الحسين البغدادي. [المتوفى: 402 هـ]
روى عَنْ إسماعيل الصفار، وابن البَخْتَرِيّ، وعنه أبو بَكْر البَرْقانيّ، وغيره.
ثقة.(9/51)
86 - محمد بْن عليّ بْن إبراهيم، أبو منصور العَمركيّ، [المتوفى: 402 هـ]
الكاتب بخُراسان.
هُوَ آخر من حدَّث عَنْ عَبْد الله بْن جعفر اليَزْديّ.(9/51)
87 - محمد بن علي بن مهدي الأنباري. [المتوفى: 402 هـ]
حدث بالأنبار عَنْ أَبِي الطَاهر الخاميّ، وابن أَبِي مطر الإسكندراني. روى عَنْهُ أبو الفَرَج الحسين الطنَاجِيريّ، وأبو محمد بْن أَبِي عثمان.
ووثّقه الخطيب.(9/51)
88 - محمد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يحيى بْن محمد بْن أحمد، أبو منصور البقّار الخُراساني. [المتوفى: 402 هـ]
أظنه هَرَويًّا، تُوفي في ربيع الأوّل.(9/51)
89 - محمد بْن يحيى بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد السلمي ابن السميساطي، الدمشقي، [المتوفى: 402 هـ]
والد أبي القاسم واقف الخانكاه.
سمع أحمد بن سليمان بن زبان الكندي، وعثمان بْن محمد الذهبيّ. روى عَنْهُ ابنه عليّ، وقال: تُوفي أَبِي في صَفَرَ.
وقال الكتّانيّ: كَانَ يذهب إلى الاعتزال، وحدَّث لابنه لا غير.(9/51)
90 - منُتجب الدّولة لؤلؤ البشراويّ، [المتوفى: 402 هـ]
أمير دمشق.
وَليها للحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، وقُرئ عهده بالجامع، ثمّ عُزل بعد ستّة أشهر يوم النَّحر، فصلّى يومئذ بالنّاس صلاة العيد، وكان يوم جمعة فصلى الجمعة بالنّاس الأمير ذو القرنين بْن حمْدان.
قَالَ عَبْد المنعم النَّحْويّ: قدِم عَلَى دمشق لؤلؤ في ثامن جُمادى الآخرة. قَالَ: وأظهر ابن الهلالّي سِجلا بعد صلاة الأضحى من أَبِي المطاع ذي القرنين ابن ناصر الدّولة بْن حمدان بأمرة دمشق وتدبير العساكر، وركب إلى الجامع وقُرئ عهده. فلمّا كَانَ آخر أيام التّشريق أرسل ذو القرنين إلى لؤلؤ يَقُولُ لَهُ: إنّ كنت في الطّاعة فأركب إلى القصر إلى الخدْمة، وإن كنت عاصيا فأخرج عَنِ البلد، فخاف، فرد إليه: أنا في الطّاعة ولا أجيء فأمهلوني ثلاثة أيام حتى أسترعي البلد. فركب ابن حمدان لوقته ومعه المغاربة والجُند، وجاء إلى باب البريد ليأخذ لؤلؤا من دار العقيقي، فركب لؤلؤ وعبأ أصحابه، واقتتلوا، ولم يزل القتال بينهم إلى العتمة، وقُتل بينهم جماعة. ثمّ طلع لؤلؤ من سطْح واختفى. فَنُهبت داره ونُوديَ في البلد: من جاء بلؤلؤ فله ألف دينار. فلما كَانَ ثاني ليلة جاء تركيّ يُعرف بخواجاه إلى الأمير، فعَّرفه أن لؤلؤا عنده، نزل إِليْهِ من سُطُوح، فأرسل معه مَن قبض عَليْهِ، ثمّ سيَره مقيَّدًا إلى بَعْلَبَكّ، فلمّا أن صار في محرَّم سنة اثنتين وأربعمائة عشرون يوما ورد مِن بَعلبك ابن الأمير ذي القرنين ومعه رأس لؤلؤ. أتاه الأمر من مصر بقتله.(9/52)
91 - منصور بْن عَبْد اللَّه، أبو علي الذُهلي الخالديّ. [المتوفى: 402 هـ]
تُوفي في المحرَّم، وقيل: في ذي الحجة من سنة إحدى وأربعمائة.
مَرّ.(9/52)
92 - يحيى بْن أحمد التّميميّ القُرطبي، [المتوفى: 402 هـ]
والد أَبِي عبد الله ابن الحذّاء.
كَانَ شيخًا أديبًا وسيمًا وقورًا. تُوفي في شوال، وله ستٌّ وتسعون سنة، وابنه قاضي بجانة.(9/52)
93 - يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود بْن موسى، أبو بكر ابن وجْه الجنة القُرطبي. [المتوفى: 402 هـ]
سَمِعَ من قاسم بْن أصْبَغ، وابْن أَبِي دُليم، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَحْمَد بْن مُطرف، ومحمد بن معاوية.
وكان رجلًا صالحًا، من عُدول القاضي أَبِي بَكْر بْن السّلَيم، عُمر دهرًا، وحدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وَأَبُو محمد بْن حزم، وجماعة.
وكان مولده في سنة أربع وثلاثمائة، وكان يلتزم صناعة الخزّازين.
تُوُفّي في ذي الحجة عَنْ ثمانٍ وتسعين سنة.(9/53)
-سنة ثلاث وأربعمائة(9/54)
94 - أحمد بْن عَبْد الله بْن الحُسين، أبو بَكْر البغداديّ الحنبليّ البزّاز. [المتوفى: 403 هـ]
سَمِعَ ابن السّمّاك، وابن زياد النّقّاش.
مات في ذي الحجّة.(9/54)
95 - أحمد بْن فتح بْن عَبْد الله بْن عليّ، أبو القاسم المَعَافرِيّ القُرطبي التّاجر المعروف بابن الرّسّان. [المتوفى: 403 هـ]
روى عَنْ إِسْحَاق بْن إبراهيم الفقيه، وحج، فأدرك حمزة الكِنَانيّ، وأبا الحَسَن بن عُتبة الرّازيّ، وابن رشيق. وروى " صحيح مُسْلِم " عَنْ أَبِي العلاء بْن ماهان. روى عَنْهُ الصّاحبان، ويونس بن عبد الله، وأبو عمر بن عبد البر، والخولاني، ومحمد بن عتاب.
قال الخولاني: هو رجل صالح على هدى وسنة. صنف في الفرائض، وكان عنده فوائد جمة عوالٍ.
وقال غيره: وُلد سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول مختفيا بعد طلب شديد بسبب مال طُلب منه.
روى ابن حزم عَنْ رجلٍ عَنْهُ.(9/54)
• - أحمد بْن فنّاخسْرو بْن الحَسَن بْن بُوَيْه، السُّلطان بهاء الدّولة أبو نصر ابن السّلطان عَضُد الدّولة. [المتوفى: 403 هـ]
مذكور بلَقَبِه.(9/54)
96 - أحمد بْن محمد بن مسعود بن الجباب، أبو عُمَر القُرطبي الفقيه. [المتوفى: 403 هـ]
قتلته البربر فيمن قتلوا يوم دخلوا قُرطبة في سادس شوّال. وكنا ذكرنا أنّ المهديّ محمد بْن هشام قُتل في آخر سنة أربعمائة. ورُدّ المؤيّد بالله إلى الخلافة، فبقى كذلك وجيوش البربر تحاصره ورأسهم ابن عمّه سليمان بْن الحَكَم، واتّصل الحصار إلى شوّال من هذا العام، فدخلوا مَعَ سليمان قُرطبة، [ص:55] وبذلوا السَّيف، وقتلوا المؤيد بالله، وقُتل بقُرْطُبَة نيفٌ وعشرون ألفًا، منهم خلْقٌ من العلماء والصُّلَحاء رحمهم الله، وبايعوا المستعين بالله سليمان بن الحكم بن سليمان ابن النّاصر لدين الله الأُمَويّ، فعاثَ وأفسد وأخرب البلاد إلى أن قُتل صَبْرًا في سنة سبع وأربعمائة.(9/54)
97 - إسماعيل بن الحسن بن هشام، أبو القاسم الصرصري البغدادي. [المتوفى: 403 هـ]
سَمِعَ أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وابن عُقدة، ومحمد بْن عُبَيْد الله بْن العلاء.
وقال البَرْقانيّ: صدوق، ثقة.
روى عَنْهُ هبةُ الله اللالكائي، وأبو القاسم علي ابن البُسْري، وجماعة أخذ أبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْديّ عَنْهُمْ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وصلى عَليْهِ الشيخ أبو حامد الإسفراييني.(9/55)
98 - إسماعيل بن عمر بن سَبَنك، القاضي أبو الحسين البَجَليّ، [المتوفى: 403 هـ]
من ولد جرير بْن عَبْد الله.
كَانَ يقضي بباب الأزج. يروي عن أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأبي عَبْد الله بْن المُحرم. حدَّث عَنْ ولده محمد، وعبد العزيز الأزجيّ.
ثقة، مات ببغداد.(9/55)
99 - إيلك الخان، [المتوفى: 403 هـ]
أخو الخان الكبير طُغان.
تجهَّز أيلك في جيش من قبل أخيه طُغان ملك بلاد التُّرْك، فاستولى عَلَى بُخارى وسَمَرْقَنْد، وأزال الدّولة السّامانيّة، وتوطَّد مُلكه. وكان قد قصد بلخ ليأخذها، فعجز عَنْ حرب ابن سُبكتكين، ووقع بينه وبين أخيه، فلمّا مات في هذه السنّة استولى أخوه طُغان عَلَى ما وراء النهر واتّسعت ممالكه. فقصده ملك الصّين في مائة ألف خِرْكاه، فجمع طُغان وحشد، وتزلزل المسلمون، واشتد الخطب، ونفرَ للجهاد خَلْقٌ من المطَّوعة حتّى اجتمع لطُغان نحوٌ من مائة ألف مقاتل، وكثُر الابتهال والتّضرُّع إلى الله تعالى، والْتقى الْجَمْعان، والتطم البحران، وصبر الفريقان، ودامت الحرب أيّامًا عَلَى مَلاحم لم يُدْرّ مِن فَتْق العُروق، [ص:56] وضَرْب الحُلوق واصْطدام الخيول، أصَوْات أنْواء أم صَب دِماء، ولَمْع بُرُوق أو وقع سُيوف، وظُلمة ليل أمْ نَقْع خيْل، فيا لها ملحمة من ملاحم الإسلام لم يُعهد مثلها في هذه الأعوام، وفي كلّ ذَلِكَ يتولّى الله الإسلام بِنَصْرِهِ، حتى وثقَ المؤمنون بالتّأييد، وتلاقوا ليومٍ عَلَى فَيْصل الحرب وثبتوا، ولذّ لهم الموتُ، حتّى قَالَ أَبُو النّصر مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار في تاريخه: فغادورا من جماهير الكُفّار قريبًا من مائة ألف عنان صَرْعى عَلَى وجه البسيطة، عَنْ نفوس موقوذة، ورؤوس منبوذة، وأيد عن السواعد مجذوذة، بدعوة جفلا للسباع والطيور. وأفاء الله على المجاهدين مائة ألف غلام كالبدور وجواري كالحُور، وخيل ملأت الفضاء وضاقت عنها الغَبْراء، فعمَّ السُّرور وزّينت المدائن والثُّغور. ولم ينشب طُغانُ بعد أن رجع من هذه الوقعة الميمونة أن تَوَّفاه الله سعيدًا شهيدًا، وتملّك بعده أخوه، فزوَّج السّلطان محمود ابنه بكريمة هذا الملك وعمل عرسه عليها ببلخ وزينت بلخ.(9/55)
100 - بهاء الدولة، أبو نصر ابن سلطان عضد الدولة ابن بُوَيْه الدَّيْلميّ. [المتوفى: 403 هـ]
تُوُفّي بأرّجان في جُمَادَى الأولى، وله اثنتان وأربعون سنة. وكانت أيّامه اثنتين وعشرين سنة ويومين، ومات بعِلة الصَّرَع. وولى بعده ابنه سلطان الدولة اثنتي عشر سنة، وولى هُوَ السَّلطنة ببغداد بعد أخيه شَرَف الدّولة، وهو الّذي خلع الطّائع لله، كما تقدم.(9/56)
101 - الحَسَن بْن حامد بْن عليّ بْن مروان، أبو عَبْد الله البغداديّ الورّاق، [المتوفى: 403 هـ]
شيخ الحنابلة.
قَالَ القاضي أبو يَعْلَى: كَانَ ابن حامد مدرّس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه، وله المصنفات العظيمة منها: كتاب " الجامع "، نحو أربعمائة جزء يشتمل عَلَى اختلاف العلماء، وله مصَّنفات في أُصول السُنّة، وأُصول الفقه، وكان معظّمًا في النُّفوس، مقَّدمًا عند الدّولة والعامّة.
قَالَ الخطيب: روى عَنْ أَبِي بَكْر محمد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، [ص:57] والخُتلي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، حدثنا عَنْهُ أبو عليّ الأهوازيّ.
وقال أبو الحسين ابن الفرّاء في " طبقات الحنابلة ": إنّه سَمِعَ من أَبِي بَكْر النّجّاد أيضًا، وأنّه تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر عَبْد العزيز غلام الخلال، وغيره. وعليه تفقّه القاضي أبو يَعْلَى، وأبو طَالِب العُشاري، وأبو بَكْر الخيّاط المقرئ. وكان قانعًا متعفّفًا، يأكل من نَسْخ يده ويتقّوت، وكان يُكثر الحجّ.
قَالَ الخطيب: تُوُفّي بطريق مكّة.
قلتُ ولعلّه هلكَ جوعًا وعطشًا، فإنّ هذا العام كانت وقعة القَرْعا، بطريق مكّة، وذاك أنّ بني خَفَاجة - قاتلهم الله - أخذوا الرَّكْب في القرعاء فقيل: إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان من الوفْد، فإنا لله وإنا إِليْهِ راجعون.(9/56)
102 - الحُسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حليم، القاضي أبو عَبْد الله الحليمي الْبُخَارِيّ الفقيه الشّافعيّ. [المتوفى: 403 هـ]
أوحدُ الشّافعّيين بما وراء النَّهر وأَنْظَرهم وآدَبُهُم بعد أستاذه أَبِي بَكْر القفّال، وأبي بكر الأودني. سَمِعَ أبا بَكْر محمد بْن أحمد بْن خنب، وبكر بْن محمد المَرْوَزِيّ، وغيرهما.
وكان مولده بجرجان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وحُمل إلى بُخارى صغيرًا، وقيل: بلُ ولِد بِبُخَارَى.
وكان رئيس أصحاب الحديث، وله التّصانيف المفيدة ينقلُ منها البَيْهقيّ كثيرًا، وله وجوه حَسَنة في المذهب. روى عَنْهُ الحاكم مَعَ تقدمه، وتوفي في ربيع الأوّل.
وروى عَنْهُ أبو زكريا عبد الرحيم البخاري، وأبو سعد الكَنْجروذي.(9/57)
103 - الحسين بن محمد بن محمد بن عليّ بن حاتم، أبو عليّ الرُّوذْبَاريّ الطُّوسيّ. [المتوفى: 403 هـ][ص:58]
سَمِعَ إسماعيل بْن محمد الصّفّار، وعبد الله بْن عُمَر بْن شَوْذب، والحُسَين بْن الحَسَن الطُّوسيّ، وأبا بَكْر بْن داسه، والقاسم بْن أَبِي صالح الهمذانيّ.
وحدَّث " بسُنن أَبِي دَاوُد " بَنْيسابور.
وقد سمّاه أبو عَبْد الله الحاكم وَحْده الحَسن، وقال: كتبنا عَنْ أَبِيهِ، وعن جدّه، وقدم نَيْسابور بمسألة جماعة من الأشراف والعلماء ليحدّثهم بالسُّنن، وعُقد لَهُ المجلس في الجامع، فمرض ورُد إلى وطنه بالطّابَرَان، فُتُوفي في ربيع الأوّل.
قلت: روى عَنْهُ الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو الفتح نصر بْن عليّ الطُّوسيّ شيخ وجيه الشّحاميّ، وفاطمة بِنْت الدقاق، وخلق.(9/57)
104 - خلف بن سلمة بن خمسين، أبو القاسم القُرطبي. [المتوفى: 403 هـ]
روى عَنْ عبّاس بْن أصْبَغ، وأبي عَبْد الله بن مفرج. وكان عدلا، قُتل يوم أخذ قُرطبة.(9/58)
105 - سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَمْرو الكاغديّ. [المتوفى: 403 هـ]
تُوفي في رجب بخُراسان.(9/58)
106 - عَبْد الله بْن إبراهيم بْن عَبْد الله بْن محمد، أبو سَلَمَة الأزْديّ المتولّي الهَرَويّ. [المتوفى: 403 هـ]
تُوفي في رمضان.(9/58)
107 - عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان، أبو محمد بْن غلْبُون الخَوْلانيّ القُرطبي. [المتوفى: 403 هـ]
روى عَنْ مَسَلَمة بْن القاسم، وأبي جعفر بْن عَوْن الله، ورحل سنة إحدى وسبعين، وسمع بمصر من عتيق بن موسي " موطأ " يحيى بن بُكير، بسماعه من أبي الرقراق، بسماعه من ابن بُكير، ومن جماعة.
ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتُوفي في شوال. [ص:59]
روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد.(9/58)
108 - عبد الله بن عبد العزيز بن أبي سُفيان، أبو بكر الغافقي القُرطبي. [المتوفى: 403 هـ]
روى عَنْ أَبِيهِ. حدَّث عَنْهُ الصّاحبان، وأبو حفْص الزّهْراويّ، ويونس بْن مُغيث، وقاسم بْن هلال، وعبد الرَّحْمَن بْن يوسف.
تُوفي فِي رجب.(9/59)
109 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن نصر، الحافظ أبو الوليد ابن الفَرَضيّ القُرطبي. [المتوفى: 403 هـ]
مصنّف " تاريخ الأندلس ".
أخذ عَنْ أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وابن مُفرج، وعبد الله بْن قاسم، وخَلَفَ بْن القاسم، وعبّاس بْن أَصْبَغ، وخلْق، وحجّ، فأخذ عَنْ يوسف بن الدخيل، وأحمد بن محمد ابن المهندس، والحسن بْن إسماعيل الضّرّاب، وأبي محمد بن أبي زيد، وأحمد بن دحمون، وأحمد بن نصر الداودي.
وله مصنف في " أخبار شعراء الأندلس "، وكتاب في " المؤتلف والمختلف "، وفي " مُشتبه النسبة ".
روى عنه ابن عبد البر، وقال: كان فقيها عالما في جميع فنون العلم فِي الحديث والرجال. أخذتُ معه عَنْ أكثر شيوخي، وكان حسن الصُّحبة والمعاشرة. قتلته البربر، وبقي مُلقى في داره ثلاثة أيام. أنشدنا لنفسه:
أسيرُ الخطايا عند بابِك واقفُ ... عَلَى وَجَل ممّا بِهِ أنتَ عارفُ
يخافُ ذُنُوبا لم يغبْ عنك غَيْبُها ... ويرجوك فيها فَهْوَ رَاجٍ وخائفُ
ومَن ذا الّذي يرجو سِواك ويتقي ... ومالك في فصلِ القضاء مُخالفُ
فيا سَيدي، لا تُخزِني في صحيفتي ... إذا نُشرتْ يوم الحساب الصحائفُ
وكُن مؤنسي في ظُلمة القبر عندما ... يصدُّ ذَوُو ودّي ويجفو المُوالِفُ
لئن ضاق عنّي عَفْوكَ الواسع الّذي ... أرَجَّى لإسرافي فإنيّ لتالفُ. [ص:60]
وقال أبو مروان بن حيان: وممن قُتل يوم فتح قُرطبة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفَرَضيّ، وَوُرِيَ متغّيرًا من غير غُسْلٍ ولا كَفَن ولا صلاة، ولم يُر مثله بقُرطبة في سعة الرواية، وحِفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والافتنان في العلوم والأدب البارع. ووُلِد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وحجّ سنة اثنتين وثمانين. وجمعَ من الكُتُب أكثر ما جمعَه أحدٌ من علماء البلد. وتقلد قراءة الكُتب بعهد العامريّة. واستقضاه محمد المهديّ ببلِنْسيَة. وكان حسَن البلاغة والخطّ.
وقال الحُميدي: حدثنا علي بن أحمد الحافظ قال: أخبرني أبو الوليد ابن الفَرَضيّ قَالَ: تعلقتُ بأستار الكعبة وسألت الله الشّهادة، ثمّ انحرفتُ وفكرتُ في هَوْل القتْلِ، فندمتُ وهممتُ أن أرجعُ، فأستقيل الله ذَلِكَ، فاستحييت. قال الحافظ ابن حزْم: فأخبرني من رآه بين القتلي ودَنَا منه فسمعه يَقُولُ بصوتٍ ضعيف: " لا يُكْلم أحدُ في سبيل الله، والله أعلم بمن يَكْلَم في سبيله إلا جاء يَوْمَ الْقِيَامَةِ وجُرحه يثعبُ دَمًا، اللّونُ لونُ الدّم، والرّيح رِيح المِسك " كأنه يُعيد عَلَى نفسه الحديث الوارد في ذَلِكَ. قَالَ: ثمّ قضي عَلَى إثْر ذَلِكَ رحمه الله.
وأنشد لَهُ ابن حزم:
إنّ الّذي أصبحتُ طَوْع يمينهِ ... إنّ لم يكن قمرًا فليس بدونهِ
ذُلي لَهُ في الحبّ من سُلطانه ... وسَقَام جسْمي من سَقام جُفونهِ.(9/59)
110 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بن دُنين بْن عاصم، أبو المُطرف الصَّدَفيّ الطُّلَيْطُليّ. [المتوفى: 403 هـ][ص:61]
روى عَنْ أَبِي المُطرف عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى، ومَسْلَمَة بْن القاسم، وتميم بْن محمد. وحجّ سنة إحدى وثمانين، وأخذ عَنْ أَبِي بَكْر المهندس، وأبي إِسْحَاق التمار، وأبي الطيب بْن غلْبُون، وأبي محمد بْن أَبِي زيد.
وكان ذا عناية بالحديث. شُهر بالعلم والعمل والورع والتعَفُّف. وكان يَعِظ ويُذكر. وكان الناس يرحلون إليه لتثبته وسعة روايته. وله تصانيف. روى عَنْهُ ابنه عبد الله، وجماعة.
وتوُفي في ذي القعدة، وهو في عُشْر الثمانين.(9/60)
111 - عَبْد العزيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك بْن جهور القُرطبي، أبو الأصبغ. [المتوفى: 403 هـ]
روى عَنْ أَبِي بَكْر محمد بْن معاوية، وأحمد بن سعيد بن حزم، رَوَى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو عبد الله الخولاني.
وتوفي في ذي الحجّة.(9/61)
112 - عَبْد الملك بْن عليّ بْن محمد بْن حاتم، أبو عليّ الشّيرازيّ السمْسار. [المتوفى: 403 هـ]
مات بشيراز في رمضان.(9/61)
113 - عليّ بْن محمد بْن خَلَف، الإمام أبو الحَسَن المعافريّ القَرَويّ القابِسيّ الفقيه المالكيّ، [المتوفى: 403 هـ]
عالم أهل إفريقّية.
حجّ، وسمع حمزة بْن محمد الكِناني، وأبا زيد المَرْوَزِيّ، وجماعة، وأخذ بإفريقيّة عَنْ ابن مسرو الدّبّاغ، ودرّاس بْن إسماعيل.
وكان حافظًا للحديث وِعَلله ورجاله، فقيهًا أُصُوليًّا متكلّمًا، مصنّفًا، صالحًا متقيا، وكان أعمي لا يرى شيئًا، وهو مَعَ ذلك من أصحّ النّاس كُتُبا، وأجودهم تقْييدًا، يضبط كُتُبه ثقاتُ أصحابه، والّذي ضبط لَهُ " صحيح الْبُخَارِيّ " بمكّة رفيقه أبو محمد الأصيليّ. [ص:62]
ذكره حاتم الأطْرَابُلُسيّ فقال: كَانَ زاهدًا، ورِعا، يقظًا، لم أَرَ بالقَيْروان إلا معترِفًا بفضله. تفقه عليه أبو عِمران الفاسي، وأبو القاسم اللّبيديّ، وعَتيق السُّوسيّ، وغيرهم، وألّف تواليف بديعة ككتاب " الممهد " في الفقه، و" أحكام الديانات " و" المنقذ من شُبه التأويل "، وكتاب " المنبّه للفِطَن من غوائل الفِتَن "، وكتاب " مُلخَّص الموطّأ "، وكتاب " المناسك "، وكتاب " الاعتقادات "، وسوى ذَلِكَ من التّصانيف.
وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القَيْروان، وبات عند قبره خلْق من النّاس وضُربت الأخبية لهم، ورثاه الشعراء.
وقيل لَهُ: القابسيّ؛ لأنّ عمه كَانَ يشدّ عمامته شدّة قابسيّة.
وممّن رَوَى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن الوليد بْن سعد الأنصاريّ الفقيه مِن شيوخ أَبِي عَبْد الله الرّازيّ.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ، أبو الحسن ابن القابسيّ أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أَبِي الفتح بن بدهن، وعليه كان اعتماده. أقرأ القرآن بالقيروان دهرًا، ثم قطَعَ الإقراء لما بلغه أنّ بعض أصحابه أقرأَ الوالي. ثمّ أعمل نفسَه في درس الفقه ورواية الحديث، إلى أن رأس فيهما، وبرع، وصار إمام عصره وفاضِل دهره.
كتبنا عَنْهُ شيئًا كثيرًا، وبقي في الرحلة من سنة اثنتين وخمسين إلى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.(9/61)
114 - علي بْن محمد بْن أحمد بْن علي، أبو القاسم النوشجاني. [المتوفى: 403 هـ]
مات في رمضان.(9/62)
115 - فتح بن إبراهيم، أبو النصر الأمَويّ القَشّاريّ الطليطلي. [المتوفى: 403 هـ]
حج وسمع بمكّة من الأجُرّيّ، وبمصر، والقيروان.
وكان صالحًا، عابدًا قانتًا مجتهدًا في طلب العلم.
روى عَنْهُ أبو جعفر بن ميمون.
وتوفي في رجب وله ثمانون.(9/62)
116 - محمد بْن سَعِيد بْن السَّريّ، أبو عَبْد الله الأُمَويّ القُرطبي الحرار. [المتوفى: 403 هـ]
رحل، ولقي أبا عبد الله البلخي، والحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن موسى النّقّاش.
وصنَّف كتاب " يوم وليلة "، وكتاب " واضح الدّلائل ". روى عَنْهُ أبو عَبْد الله بْن عَبْد السّلام الحافظ، وأبو حفص الزّهْراويّ.
قتلته البربر في دخولهم قُرطبة، وكان استقبلهم شاهرًا سيفه يناديهم: إلي إليَّ يا حطَب النّار، طُوبى لي إنّ كنتُ من قتلاكم. فقتلوه، رحمه الله عليه.
وكان قد امتحن بالعصبية مَعَ محمد بْن أَبِي عامر، فأخرجه من قُرطبة، ثمّ رجع.(9/63)
117 - محمد بْن الطّيب بْن محمد بْن جعفر بْن القاسم، القاضي أبو بكر ابن الباقلاني البصري، [المتوفى: 403 هـ]
صاحب التّصانيف في علم الكلام.
سكن بغداد، وكان في فنهِ أوحد زمانه. سَمِعَ أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي، وخرّج لَهُ أبو الفتح بْن أبي الفوارس.
وكان ثقة عارفًا بعلم الكلام، صنف في الرّدّ عَلَى الرافضة والمعتزلة والخوارج والْجَهْميّة.
وذكره القاضي عِياض في " طبقات الفقهاء المالكيّة "، فقال: هُوَ الملقب بسيف السُّنّة ولسان الأمّة، المتكلّم عَلَى لسان أهلِ الحديث وطريق أبي الحَسَن الأشعريّ. وإليه انتهت رياسة المالكيّين في وقته. وكان له بجامع المنصور حلقة عظيمة. روى عَنْهُ أبو ذَرّ الهَرَويّ، وأبو جعفر محمد بْن أحمد السّمْناني، والحسين بن حاتم.
وقال الخطيب: كَانَ وِرْدُه كلّ ليلةٍ عشرين ترويحة في الحَضَر والسَّفَر، فإذا فرغ منها، كتب خمسًا وثلاثين ورقة من تصنيفه، سمعتُ أبا الفَرَج محمد بْن عِمران يَقُولُ ذَلِكَ، وسمعتُ عليّ بْن محمد الحربيّ يَقُولُ: [ص:64] جميع ما كان يذكر أبو بكر ابن الباقِلانيّ من الخلاف بين النّاس صنّفه من حفظه، وما صنَّف أحدٌ خلافًا إلا احتاج أن يُطالع كُتب المخالفين سوى ابن الباقلانيّ.
قلت: وقد أخذ ابن باقلاني عَلْم النَّظَر عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن أحمد بْن مجاهد الطّائي صاحب الأشعريّ.
وقد ذهب في الرَسْليّة إلى ملك الروم، وجرت لَهُ أمور، منها أنّ الملك أدخله عَليْهِ من باب خَوْخة ليدخل راكعًا للملك، ففطِن لها، ودخلَ بظهره. ومنها: أنّه قَالَ لراهبهم: كيف الأهل والأولاد، فقال لَهُ الملك: أما علمتَ أنّ الراهب يتنزه عَنْ هذا؟ فقال: تنزهّونه عَنْ هذا، ولا تنزهون الله تعالى عَنِ الصّاحبة والولد؟! وقيل: إنّ طاغية الرّوم سأله كيف جرى لعائشة، وقصد توبيخه، فقال: كما جري لمرْيم، فبّرأ الله المرأتين، ولم تأتِ عائشة بولد. فأفحمه، ولم يُحِرْ جوابًا.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أبا بَكْر الخوارزمي يقول: كل مصنف ببغداد إنّما ينقل من كُتب النّاس إلى تصانيفه، سوى القاضي أَبِي بَكْر، فإنّ صدره يحوي علمه وعلم الناس.
وقال أبو محمد اليافي: لو أوصي رَجُل بثُلُث ماله لأَفْصَح النّاس، لَوَجَب أن يدفع إلى أبي بَكْر الأشعريّ.
وقال الإمام أبو حاتم محمود بْن الحسين القزوينيّ: كَانَ ما يُضْمره القاضي أبو بَكْر الأشعريّ من الورع والدّيانة أضعاف ما كَانَ يُظهره، فقيل لَهُ في ذَلِكَ، فقال: إنّما أظهر ما أظهره غيظًا لليهود والنّصارى والمعتزلة والرّافضة، لئلا يستحقروا علماء الحقّ، وأُضمر ما أضمره؛ فإني رأيت آدم مع حالته نوديّ عَليْهِ بذوقه، وداود بنظره، ويوسف بهمّه، ونبيّنا بخطره، عَليْهِم السّلام.
ولبعضهم في أَبِي بكر ابن الباقِلانيّ:
أنظر إلى جبلٍ تمشي الرجال بِهِ ... وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلفِ
وانظر إلى صارم الإسلام متغّمدًا ... وانظر إلى دُرة الإسلام في الصدفِ [ص:65]
توفي في ذي القعدة لسبْعٍ بقين منه، وصلى عَليْهِ ابنه الحسَن، ودُفن بداره، ثمّ نُقل إلى مقبرة باب حرب.(9/63)
118 - مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عفّان بْن سَعِيد، أبو جعفر الأسَديّ القُرطبي. [المتوفى: 403 هـ]
سَمِعَ من أَبِيهِ كثيرًا، ومن قاسم بْن أصْبَغ، ووهْب بْن مَسَرَّة في الصّغَر مَعَ والده. روى عَنْهُ قاسم بْن إبراهيم الخَزْرَجيّ، وأبو عُمَر بْن عبد البر، وغيرهما.
ولُد سنة عشرين وثلاثمائة: وقيل: بعدها.(9/65)
119 - محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن محبور، أبو عَبْد الرَّحْمَن الدّهّان. [المتوفى: 403 هـ]
لَهُ فوائد مُنْتَقَاة، روى فيها عَنْ أَبِي حامد بن بلال فمن بعده، وتوفي بَنْيسابور في هذه السّنة أو بعدها.(9/65)
120 - محمد بْن قاسم بْن محمد، أبو عَبْد الله الأموي القُرطبي الجالطي، [المتوفى: 403 هـ]
وجالطة: من قُرطبة.
روى عَنْ أَبِي عُبَيْد الجُبيري، وعن أَبِي عَبْد الله الرباحي، وغيرهما. وحج سنة سبعين، وأخذ هناك عَنْ جماعة. وسمع منه، أبو محمد بْن أبي زيد كتاب " رد الزُبيري علي ابن مَسَرَّة ".
وكان من أهل العلم والحفظ والصّلاح، من الفقهاء الأدباء. ولي الشُّورَى مع أَبِي بَكْر التُّجِيبيّ، وولي الصّلاة بجامع الزّهْراء، وولي أحكام الشَّرْطة، واستشهد عَلَى يد البربر يوم تغلُّبهم عَلَى قُرطبة. وكان مولده سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
حدث عنه، أبو عمر بن عبد البر، وغيره.(9/65)
121 - محمد بْن موسى، أبو بَكْر الخوارزمي الحنفيّ، [المتوفى: 403 هـ]
شيخ أهل الرأي ومُفتيهم.
وانتهت إليه الرياسة في مذهب أَبِي حنيفة بالعراق، وكان قد تفقه على أبي [ص:66] بكر أحمد بن علي الرازي، وسمع الحديث من أَبِي بَكْر الشّافعيّ. روى عَنْهُ أبو بَكْر البَرْقانيّ، وقال: سمعته يَقُولُ: ديننا دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء، وكان لَهُ إمام حنبليّ يصلى بِهِ.
وقال القاضي أبو عَبْد الله الصَّيْمريّ: ثمّ صار إمام أصحاب أبي حنيفة ومُفتيهم شيخنا أبو بَكْر محمد بْن موسي الخوارزمي، وما شاهدَ النّاس مثله في حسن الفَتْوَى وحُسن التّدريس، وقد دُعي إلى ولاية الحكم مرارًا فأمتنع وتُوُفّي في جُمادى الأولى رحمه الله.(9/65)
122 - هبة الله بْن الفضيل بْن محمد، أبو يَعْلَى الفضيلي الهَرَويّ. [المتوفى: 403 هـ]
روى عَنْهُ إِسْحَاق القرّاب. توفي في ذي القعدة.(9/66)
123 - هشام بن الحكم بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، المؤيد بالله أبو الوليد ابن المستنصر بالله الأموي المرواني. [المتوفى: 403 هـ]
بويع بخلافة الأندلس عند موت والده سنة خمس وستين وثلاثمائة، وله يومئذ اثنتا عشرة سنة أو نحوهما بإشارة الوزراء والقواد وقام بتدبير دولته المنصور أبو عامر محمد بن أبي عامر فقبض أول شيء على عمه المغيرة.
وكان المؤيد هو العاشر من بني أمية الذي ملكوا الأندلس. وكان ضعيفا، أخرق، محجورا عليه، ولكن دولب ابن أبي عامر الأمور، وحجب المؤيد عن الناس، وساس الأندلس أتم سياسة إلى أن مات، فولي بعده ابنه عبد الملك فجرى على نمطه ثم ولي ولده الآخر الملقب شنشول، فاضطربت الأمور وتفرقت الكلمة وتمت أمور صعبة آخرها في ترجمة ابن عمه محمد بن هشام المذكور في سنة أربعمائة، وكان محمد قد أظهر أنه قتل المؤيد بالله، ثم أخرجه للناس في هذه السنة. ثم أقبل ابن عمهم المستعين بالله سليمان بن الحكم في جيوش البربر فضعف محمد بن هشام، واختفى كما ذكرنا ثم قتل. [ص:67]
وأما المؤيد فانقطع خبره ونسي ذكره، فذكر عزيز في تاريخه الملقب بكتاب " الجمع والبيان في أخبار القيروان " أن هشام بن الحكم هرب بنفسه من قرطبة عام أربعمائة - يعني: وقت ظهور المستعين - قال: فلم يزل فارا بنفسه ومستخفيا حتى وصل إلى مكة، وكان معه كيس فيه جوهر وياقوت ونفقة، فشعر به حرابة مكة، فأخذوه منه، فمال إلى جهة من الحرم وأقام يومين لم يطعم طعاما، فمضى إلى المروة، فأتاه رجل فقال له: تحسن تجبل الطين؟ قال: نعم. فمضى به وأعطاه ليعجن الطين، فلم يحسن وشارطه على درهم ورغيف فقال: عجل القرض فإني جائع. فأتاه بها، فأكلها، ثم عمل فلما تعب جلس ثم هرب، وخرج مع القافلة إلى الشام على أسوأ حال فوصل البيت المقدس فمشى في السوق فرأى رجلا يعمل الحصر، فنظر إليه الرجل وهو ينظر فقال: من أنت؟ قال: غريب من المغرب قال له: أتحسن هذه الصنعة؟ قال: لا، قال: فتكون عندي تناولني الحلفاء وأعطيك أجرة؟ قال: أفعل. فأقام عنده يناوله ويعاونه فتعلم صناعة الحصر وسار يتقوت من أجرتها، وأقام بالقدس سنين ولم يعلم به أحد ثم رجع إلى الأندلس في سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
هذا نصُّ ما رواه مشايخ من أهل الأندلس قال: والذي ذكره الحافظ ابن حزم في كتابه " نقط العروس " قال: أخلوقة لم يقع في الدهر مثلها ظهر رجلٌ يقال له خَلَف الحُصْريّ بعد اثنتين وعشرين سنة من موت هشام بن الحكم فبويع له وخُطِب له على منابر الأندلس في أوقاتٍ شتى، وادعى أنه هشام بن الحكم وسفكت الدماء وتصادمت الجيوش في أمره.
قال صاحب " الجمع والبيان ": وأقام المدعي أنه هشام بن الحكم نيفا وعشرين سنة والقاضي محمد بن إسماعيل بن عباد في رتبة الوزير بين يديه والأمر إليه واستقام لمحمد أكثر بلاد الأندلس، ودفع به كلام الحساد وأهل [ص:68] العناد إلى أن توفي هشام المذكور، فاستبد القاضي بالأمر بعده إلى قريب من الخمسين وأربعمائة. كذا قال، والله أعلم. فحاصل الأمر أن المؤيد بالله بقي إلى سنة أربعمائة، وانقطع خبره، وأظنه قتل سرا.
ثم رأيت بأخرة في " تاريخ الأندلس " للحميدي أن هشام بن الحكم أعيد إلى الأمر في آخر سنة أربعمائة، فحاصرته جيوش البربر مع سليمان بن الحكم بن سليمان مدة، واتصل ذلك إلى خامس شوال سنة ثلاث وأربعمائة، فدخل البربر مع سليمان قرطبة، وأخلوها من أهلها حاشى المدينة وبعض الربض الشرقي، وقتل هشام. وكان في طول دولته متغلبا عليه لا ينفذ له أمر، ولم يولد له قط.
وقرأت في تاريخ بخط شيخنا أبي الوليد بن الحاج: أن طائفة وثبوا على المهدي فقتلوه بعد أن أخرجوا المؤيد بالله، وأحضروا المهدي إلى بين يديه فجعل المؤيد يعدد عليه، وهو يتنصل فبدر عنبر من بينهم فطير رأسه، وعاد المؤيد إلى دولته، وبايعه أهل قرطبة كلهم، وسكن الناس، وكتب إلى البربر ليدخلوا في الطاعة، فأبوا، فعول على الجد وصار يركب ويظهر، فهابه الناس. ثم بدأ هيج البربر بسليمان، وعاثوا، وعملوا ما لا يعمله مسلم، واستولى على الأندلس الدمار. ثم حاصروا قرطبة سنة اثنتين وأربعمائة وبها المؤيد، واشتد القحط والبلاء حتى فني الخلق، وعجز أهل قرطبة عنها، ودخلها البربر بالسيف في سنة ثلاث، فقتلوا الأطفال وحرقوا الأرباض، وهرب من نجا، وهرب المؤيد هشام إلى المشرق، فحج، ولقد تصرف في الدنيا عزيزا وذليلا، والعزة لله جميعا.(9/66)
124 - الهيثم بن أحمد بن محمد بن مسلمة، أبو الفَرَج القُرشي الدّمشقيّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بابن الصّبّاغ، [المتوفى: 403 هـ]
إمام مسجد سوق اللُّؤلؤ.
قرأ عَلَى: أَبِي الفَرَج الشنبُوذي، وأبي الحَسَن عليّ بْن محمد بْن إسماعيل.
وصنَّف قراءة حمزة، وحدَّث عَنْ ابن أَبِي العقِب، وأبي عَبْد الله بْن مروان، وأبي [ص:69] عليّ بْن آدم، وجماعة. روى عَنْهُ عليّ بْن محمد بْن شجاع، وعَلِيّ الحِنّائيّ، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وآخرون.
وكان من فُضلاء الشّاميّين، توفي في ربيع الأول.(9/68)
125 - يوسف بْن هارون، أبو عُمَر الرَّماديّ القُرطبي، [المتوفى: 403 هـ]
شاعر أهل الأندلس في عصره.
روى كتاب " النوادر " لأبي علي القالي، عنه. رَوَى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ قطعة من شعره.
وكان يُلقب بأبي جَنِيش. وكان فقيرًا مُعدما في آخر أيّامه، ومنهم من يلقّبه بأبي رماد. وروى عَنْهُ من القدماء الوليد بن بكر الأندلسي، فمن قصيدته في أَبِي عَلَى القاليّ، أوّلها:
مَن حاكم بيني وبين عذُولي ... الشّجْوُ شَجْوي والعويلُ عَوِيلي
في أيّ جارحةٍ أصون مُعذبي ... سلمتْ من التّعذيب والتنكيلِ
إنّ قلتُ في بَصَري فَثَّم مَدَامعي ... أو قلتُ في كَبِدي فَثَمّ غليلي
وله في أَلْثَغ:
لا الرّاء تطمع في الوصال ولا أنا ... الهجرُ يجمعنا فنحن سواءُ
فإذا خلوتُ كتبْتُها في راحتي ... وبكيتُ منتحبًا أَنَا والراءُ
وله:
لا تُنكروا غُزر الدموع فكل ما ... ينحلُ من جسميِ يصير دموعا [ص:70]
والعبدُ قد يَعْصِي وأحلف أنّني ... ما كنتُ إلا سامعًا ومُطيعا
قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلّما ... يمنُن عليّ بِرَدّهِ مصدوعَا
ومن شعره رواه عنه الوليد بن بكر:
بُحتْ بوجدي ولو عزا ... من يكون من جلمد لباحا
أضعُتمُ الرُشد في مُحب ... لَيْسَ يرى في الهوى جناحا
لم يستطْع حَمْلَ ما يُلاقي ... فشقَّ أثوابه وناحا
محير المُقلتين قل لي ... هَلْ شربَتْ مُقلتاك راحَا
نفسي فِداء لِمة وخد ... أكملت اللَّيلَ والصَّباحَا
ومُقلة أولعتْ بقتلي ... قد صيّرت لحْظَها سلاحا
وعَقْرَبٍ سُلطت علينا ... تملأ أكبادَنا جراحا
ومن شعره في صاحب سرقُسطة عَبْد الرحمن بن محمد التُجيبي، وأجازه بثلاثمائة دينار:
قفوا تشهدوا بثّي وإنكار لائمي ... عليَّ بكائي في الرُسوم الطواسم
أيأمنُ أن يغدُو حريق تَنَفُّسي ... وإلا غريقًا في الدّموع السَّواجم
وما هِيَ إلا فُرقةٌ تبعث الأَسَى ... إذا نزلت بالنّاس أو بالبهائم
وله:
قَالُوا اصْطَبِر وهو شيء لستُ أعرفه ... من لَيْسَ يعرف صبرًا كيف يصطبرُ
أوصى الخلي بأن يُغضني الملاحظ عَنْ ... غرِّ الوجوه ففي إهمالها غررُ
وفاتنُ الحُسنِ قتالُ الهَوَى نظرتْ ... عيني إِليْهِ فكان الموتُ والنظرُ
ثمّ انتصرتُ بعيني وهي قاتلتي ... ماذا تريد بقتلي حين تنتصرُ
وقد كَانَ المستنصر بالله سجَنه مُدَّةً لَكْونه هجاه تعريضا في هذا البيت:
يُولي ويعزل في يومه ... فلا ذا يتمُ ولا ذا يتمُ(9/69)
-سنة أربع وأربعمائة(9/71)
126 - أحمد بْن عليّ بْن عَمْرو، الحافظ أبو الفضل السُليماني البِيكنْدِيّ البخاريّ. [المتوفى: 404 هـ]
رحل إلى الآفاق، ولم يكن لَهُ نظيرٌ في عصره ببُخارى حِفظا وإتقانًا، وعُلو إسناد، وكثْرة تصانيف.
سَمِعَ محمد بْن حَمْدَوَيْهِ بْن سهل، وعليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد بن صابر بن كاتب البخاري، ومحمد بْن إِسْحَاق الخُزاعي وصالح بْن زُهير البُخاريين، وعليّ بْن سختُويه وعليّ بْن إبراهيم بْن معاوية النَّيْسابوريّيْن، وعبد اللَّه بْن جعفر بْن فارس الْإصبهاني.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ في كتاب " الأنساب ": السُليماني نُسب إلى جدّه لأمّه أحمد بْن سُليمان الِبْيكَنْديّ، لَهُ التّصانيف الكِبار، وكان يصنّف في كلّ جمعة شيئًا، ويدخل من بِيكَنْد إلى بُخارى، ويحدَّث بما صنَّف. روى عَنْهُ جعفر بْن محمد المستغفريّ، وولده أبو ذَرّ محمد بْن جعفر، وجماعة بتلك الدِّيار. تُوُفّي في ذي القعدة، وله من العُمر ثلاثٌ وتسعون سنة، فإنّه وُلِد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.(9/71)
127 - أحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن بِشْر، أبو عَبْد الله القطّان. [المتوفى: 404 هـ]
بغداديّ، ثقة. سَمِعَ الحسين بن عياش، وعثمان ابن السّمّاك. وعنه أبو محمد الخلال.(9/71)
128 - أحمد بْن محمد بْن نفيس، أبو الحسين المَلَطيّ. [المتوفى: 404 هـ]
روى عَنْ الحَسَن بْن حبيب الحصائريّ الدّمشقيّ. روى عَنْهُ علي الحِنّائيّ، وأبو علي الأهوازي.
وكان عدلا.(9/71)
129 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم الجوري البرويي. [المتوفى: 404 هـ]
خُراساني، تُوُفّي في ربيع الآخر.(9/72)
130 - إبراهيم بْن عَبْد الله بْن حصْن، أبو إِسْحَاق الغافِقّي الأندلسي، [المتوفى: 404 هـ]
محتسب دمشق.
طوف البلاد، وسمع أبا بكر القطيعي ببغداد، وأبا الطاهر الذهلي، وأبا أحمد الغِطْريفيّ بجُرْجان، والمَيَانجيّ بدمشق، وولي حسبتها سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. روى عنه أبو نصر ابن الجبان.
قَالَ ابن الأكفانيّ: حكى لنا شيوخنا أنّ هذا كَانَ صارمًا في الحسْبة، وكان بدمشق قَطَائِفيّ، فكان المحتسب يريد أن يؤذيه، فإذا رآه القطائفي مقبلًا قال: بحقّ مولانا امضِ عنّي. فيمضي عَنْهُ فغافله يومًا وأتاه من خلفه وقال: وحق مولانا لا بد أن ينزل. فأمرَ بإنزاله وتأديبه. فلمّا ضُرب دِرَّةً قَالَ: هذه في قفا أبي بكر. فلما ضُرب الثّانية قَالَ: هذه في قفا عُمَر. فلما ضُرب الثّالثة قَالَ: هذه في قفا عثمان. فقال المحتسب: أنت لا تعرف أسماء الصحابة، والله لأصفعنك بعدد أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر. فصفعه بعدد أهل بدرٍ وتركه. فمات بعد أيّام من ألم الصَّفْع. فبلغ الخبر إلي مصر، فأتاه كتاب الحاكم يشكره عَلَى ما صنع، وقال: هذا جزاء مَن ينتقص السَّلَف الصالح!
تُوُفّي أبو إِسْحَاق في ذي الحجة.(9/72)
131 - حاتم بْن محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود، الشيخ أبو محمد بْن أَبِي حاتم المحموديّ الهَرَويّ المحدث ابن المحدث ابن المحدث. [المتوفى: 404 هـ]
لَهُ مصنَّف في السُنن نحو مائة جزء، وكان من حُفاظ هَرَاة. روى عَنْ الحَسَن بْن عَمران الحْنظليّ، وحامد الرّفّاء، وهذه الطّبقة. روى عَنْهُ نجيب الواسطيّ.(9/72)
132 - حبيب بْن أحمد بْن محمد بْن نصر، أبو عبد الله الشطحيري الشّاعر الأديب القُرطبي، [المتوفى: 404 هـ]
مولي بني أُمَيّة.
روى عَنْ قاسم بْن أصْبَغ، وأبي عليّ البغداديّ، وثابت بْن قاسم. وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. روى عَنْهُ أبو عَمْرو الدّانيّ، وقاسم بْن هلال.
وخرج من قُرطبة هذا العام وانقطع خبره.(9/73)
133 - الحسن بْن عثمان بْن عليّ البغدادي، أبو عَبْد الله المجاهديّ المقرئ الضّرير، [المتوفى: 404 هـ]
نزيل دمشق.
تُوُفّي في جمادى الأولى، وقد جاوز المائة؛ كذا ورخه الأهوازي. وورخه الكتاني سنة أربعمائة.
وقال رشأ بن نظيف: قرأت عليه برواية أبي عمرو، وأخبرني أنّ ابن مجاهد علّمه القرآن كله.
قلت: وهو آخر من قرأ على ابن مجاهد.(9/73)
134 - الحَسَن بْن عليّ، أبو محمد السجِسْتانيّ القاضي الخطيب. [المتوفى: 404 هـ]
تُوُفّي في جمادى الآخرة.(9/73)
135 - الْحُسَيْن بْن أحْمَد بن جَعْفَر، أَبُو عَبْد الله ابن البغداديّ الزّاهد. [المتوفى: 404 هـ]
كَانَ ورِعًا زاهدًا خاشعًا، صادقًا، فقيهًا حنبليا. سَمِعَ عَبْد الله بْن إِسْحَاق الخُراساني. روى عَنْهُ القاضي محمد بْن الحُسين أبو يعلى.
وتوفي في شعبان.
وكان كبير الّشأن، لا ينام إلا عَنْ غَلَبَة، ولا يدخل حمّامًا، وربّما كان [ص:74] يخرج ورأسه مهشوم أو وجهه، كان ينعس فيقع عَلَى المحبرة، أو عَلَى المَجمَرة، رحمه الله.(9/73)
136 - الحسين بن أحمد بن محمد بن علي المديني. [المتوفى: 404 هـ]
روى عن أبي عمرو بن حكيم، وأحمد بن محمود الأهوازي. وسمع " سنن أبي داود " من ابن داسة. روى عنه عبد الرحمن بن منده، وغيره.
توفي في رمضان.(9/74)
137 - زكريّا بْن خَالِد بْن زكريّا بْن سِماك، أبو يحيى الضّنّيّ، [المتوفى: 404 هـ]
مِن أهل وادي آش، مدينة بالأندلس.
روى عَنْ سَعِيد بْن فحلُون، وقاسم بْن أصْبَغ.
ووُلِد سنة سبْع عشرة وثلاثمائة في المحرَّم، ومات في آخر سنة أربع.
روى عنه أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن الحذّاء، وقال: هُوَ صحيح الرّواية عن سَعِيد بْن فحلُون.(9/74)
138 - زيد بْن عَبْد الله بْن محمد، أبو الحسين التوجي البلوطي، [المتوفى: 404 هـ]
نزيل أكواخ بانياس.
حدَّث عَنْ شيخه إبراهيم بْن مهديّ البَلُّوطيّ بكتاب " الجوع ". روى عَنْهُ علي الحِنّائيّ، وأبو علي الأهوازي، وجماعة.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي زيد البُّلوطي العابد في شَعْبان، ودُفن بباب كيسان، وكان سالمي المذهب.(9/74)
139 - سَعِيد بْن محمد بْن عَبْد البَرّ، أبو عثمان الثَّقفيّ المقرئ، [المتوفى: 404 هـ]
من أهل ثغر الأندلس.
قرأ عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن عَبْد الله المعافري بمصر سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وسمع من حمزة الكتاني، وجماعة. [ص:75]
قال أبو عَمْرو الدّانيّ: سمعته يَقُولُ: أصلي من الطّائف، وحججتُ سنة تسعٍ وأربعين. مات بسَرَقُسْطة سنة أربع وأنا بها، رحمه الله.(9/74)
140 - سليمان بْن بَيْطير بْن سليمان بْن ربيع، أبو أيّوب القُرْطُبيّ الكلبيّ الفقيه المالكيّ. [المتوفى: 404 هـ]
كَانَ تقيا عارفًا بمذهب مالك، مصنّفًا مشاورًا. روى عَنْ أَبِي بَكْر بْن الأحمر، وأبي عيسى الليثي، وابن القوطية.
توفي بمالقة، ولد سنة ست وثلاثين.(9/75)
141 - سهل بْن محمد بْن سليمان بْن محمد، الإمام أبو الطيب ابن الإمام أَبِي سهل العِجْليّ الحنفيّ الصُّعْلُوكيّ النَّيْسابوريّ الفقيه الشّافعيّ، [المتوفى: 404 هـ]
مفتي نَيْسابور وابن مُفتيها.
تفقّه عَلَى أَبِيهِ، وسمع من أَبِي العبّاس الأصمّ، وأبي عليّ الرّفّاء، وجماعة من أقرانهما، ودرس الفقه، واجتمع إليه الخلق.
قَالَ أبو عَبْد الله الحاكم: هُوَ أنظَر من رأينا، وتخرّج بِهِ جماعة، وحدَّث وأملى. قَالَ: وبلغني أنّه كَانَ في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة.
وقال أبو إسحاق: كان فقيها أديبا جمع رياسة الدين والدنيا، وأخذ عَنْهُ فقهاء نيسابور.
وقال الحاكم: كَانَ أَبُوهُ يُجله ويقول: سهل والدٌ.
قلت: روى عَنْهُ الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، ومحمد بْن سهل أبو نصر الشّاذياخيّ، وآخرون.
ومن بديع نثره: مَن تصدَّر قبل أوانه، فقد تصدّي لهوانه.
وقال: إذا كَانَ رِضى الخلْق معسورًا لا يُدركْ، كَانَ ميسوره لا يترك. إنما نحتاج إلى إخوان العشرة وقت العسرة.
توفي في رجب.(9/75)
142 - عبد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن سَعِيد، أبو المُطرف البكْريّ، عُرف بابن عَجب القُرطبي [المتوفى: 404 هـ]
الحافظ لمذهب مالك.
كَانَ متبحّرًا في الفِقْه، من عُلماء قُرْطُبَة، تُوُفّي في ثاني المحرَّم من السنة.(9/76)
143 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الغفّار بْن محمد بْن يحيى، أبو أحمد الهمذانيّ، [المتوفى: 404 هـ]
إمام الجامع الشّيخ الصالح.
روى عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، والقاسم بْن أَبِي صالح، وأبي عَبْد الله بْن أَوْس، ومحمد بْن يوسف الكِسائيّ، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، وعبد الغفّار بْن أحمد الفقيه، وحامد الرّفّاء، وخلْق. رَوَى عَنْهُ أَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَليّ، وأبو منصور بْن عِيسَى، ويوسف خطيب همذان، وأحمد بْن عيسى بْن عبّاد الديَنَوريّ، وعبد الحميد بْن الحَسَن الفقاعيّ.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقا، ولد سنة أربع عشرة وثلاثمائة بأرْدَبِيل، ومات في جُمَادى الآخرة، وله تسعون سنة، وقبره يُزار.(9/76)
144 - عَبْد الملك بْن بكران بن العلاء، أبو الفرج النهرواني المقرئ القطّان. [المتوفى: 404 هـ]
من أعيان المقرئين بالرّوايات بالعراق. قرأ عَلَى زيد بْن أَبِي بلال الكوفي، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأبي بَكْر النّقّاش، وبكّار بْن أحمد، وأبي القاسم هبة الله بْن جعفر، وأبي بَكْر بْن مُقسم.
وله مصنّف في القراءات، وسمع من جعفر الخُلدي، وأبي بَكْر النّجّاد.
روى عَنْهُ القراءات تلاوةً أبو عليّ غلام الهَرَّاس، ونصْر بْن عبد العزيز الفارسي، وأبو علي الحسن بن عليّ بْن عَبْد الله العطّار. وحدَّث عَنْهُ أحمد بْن رضوان الصَّيْدلانيّ، وغيره. وكان عبدًا صالحًا قُدوة.
وثّقه الخطيب، وقال: تُوُفّي في رمضان.(9/76)
145 - عَبْدَة بْن محمد بْن أحمد بْن ملّة، أبو بَكْر الهَرَوِيّ البّزاز. [المتوفى: 404 هـ]
تُوُفّي في آخر السنة.(9/76)
146 - عُبَيْد الله بْن القاسم المراغي، أبو الحَسَن. [المتوفى: 404 هـ]
حدَّث بأطْرابُلُس عَنْ خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي العباس بْن عُتْبَة الرّازيّ.
روى عنه محمد بن علي الصوري، ومحمد بن أحمد بن عيسى السعدي.(9/77)
147 - علي بن جعفر بن محمد بن سعيد، أبو الحسن الرازي المقرئ الخطيب. [المتوفى: 404 هـ]
توفي في شعبان.(9/77)
148 - علي بن سعيد الإصطخري ثم البغدادي، القاضي أبو الحسن المعتزلي المتكلم. [المتوفى: 404 هـ]
حدث عَنْ إسماعيل الصّفّار.
ذكره الخطيب، وجاوز الثمانين.(9/77)
149 - عمر بن روح بن عليّ بْن عبّاد، أبو بَكْر النهْروانيّ ثمّ البغداديّ. [المتوفى: 404 هـ]
سَمِعَ محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِيّ، والحُسين المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد. روى عَنْهُ ابنه أحمد، و ... .
وكان يذهب إلى الاعتزال، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة؛ قاله الخطيب.(9/77)
150 - مأمون بْن الحَسَن، أبو عَبْد الله الهَرَوِيّ الداودي. [المتوفى: 404 هـ](9/77)
151 - محمد بْن أحمد بْن أَبِي طاهر، أبو الطاهر الهروي الداودي الفقيه. [المتوفى: 404 هـ](9/77)
152 - محمد بْن أسد بْن هلال الأُشْنانيّ، أبو طاهر المقرئ. [المتوفى: 404 هـ]
قرأ على أبي الطاهر بْن أَبِي هاشم، وأبي بَكْر النّقّاش، وسمع من أحمد بْن كامل. روى عَنْهُ أبو نصر عُبَيْد الله السّجْزِيّ.(9/77)
153 - محمد بْن عَلِيّ بْن أحمد بْن أَبِي فَرْوة، أبو الحسين المَلَطّي المقرئ، [المتوفى: 404 هـ]
نزيل دمشق.
روى عن محمد بن شاهمرد الفارسيّ، ووهْب بْن عَبْد الله الحاجّ، ومُظفر بْن محمد بْن بشْران الرَّقّيّ. روى عَنْهُ علي الحنائي، وأبو نصر ابن الجبان، وجماعة.
قَالَ علي الحنائي: سمعته يَقُولُ - وقد ظهر في الجامع من يقول باللفظ في القرآن والتّلاوة غير المَتْلُوّ - فقال لي: تقدر أن تُضِيف شعر امرئ القيس إلى نفسك؟ قلت: لا. قَالَ: أليس إذا أنشده إنسان قُلْنَا: شعر أمرئ القيس؟ فكذلك القرآن ممّن سمعناه قُلْنَا كلام الله، ولا يجوز أن يضيفه إنسان إلى نفسه.(9/78)
154 - محمد بْن ميسور، أبو عَبْد الله القُرْطُبيّ النّحّاس. [المتوفى: 404 هـ]
سَمِعَ وهْب بْن مَسَرَّة، وحجّ فسمع من الجُمحي. روى عنه قاسم بن إبراهيم.(9/78)
155 - وَسيم بْن أحمد بْن محمد بْن ناصر بْن وسيم الأُمويّ، أبو بَكْر القُرْطُبيّ المقرئ، يُعرف بالحَنْتَميّ. [المتوفى: 404 هـ]
أخذ بقُرْطُبَة عن أبي الحَسَن الأنطاكي، وحج، وأخذ بمصر عَنْ عَبْد المنعم بْن غلْبون، وأبي أحمد السّامريّ، وأبي حفص بْن عِراك. وسمع بالقَيْروان من أَبِي محمد بْن أَبِي زيد، وكتبَ شيئًا كثيرًا من القراءات والحديث والفقه، وحدَّث؛ حدث عَنْه الخَوْلانيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وجماعة.(9/78)
156 - يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن واقد، أبو بَكْر القُرْطُبيّ [المتوفى: 404 هـ]
قاضي الجماعة.
سَمِعَ أبا عيسى اللَّيْثّي، وغيره، وحجّ، وناظر أبا محمد بْن أبي زيد. [ص:79]
وكان فقيهًا، حافظًا، ذاكرًا للمسائل، بصيرًا بالأحكام، ورعًا، متواضعًا، ديّنًا، محمود الأحكام.
وكان يؤذّن في مسجده ويُقيم الصّلاة في مدّة قضائه، وامتُحِن حين تغلَّب البربر عَلَى قُرْطُبَة، وبلغوا منه مبلغًا عظيمًا، وسجنوه حتّى تُوُفّي في ذي القعدة، وصلى عليه حماد الزاهد.
وقال ابن حيّان: كَانَ أحد كُملاء الفُضَلاء بالأندلس.
وقال عياض: كَانَ متبحّرًا في عِلْم المالكيّة، حاذقًا، شديدًا عَلَى البرابرة وعلى خليفتهم المستعين. فلمّا خلعوا المؤيّد بالله وأقاموا صاحبهم المستعين كانوا أحنق شيء على القاضي ابن واقد، فاستخفى المسكين إلى أن عُثِر عَليْهِ عند امرَأَة، فَحُمِلَ راجلًا مكشوف الرأس يُقاد بعمامته، ونوديّ عَليْهِ: هذا جزاء قاضي النّصارَى وقائد الضلالة، وهو يَقُولُ: كذبتَ، بِفيكَ الحَجَر، بل الله وليُّ المؤمنين، وعدّو المارقين، وأنتم شرُّ مكانًا والله أعلم بما تصِفون، وأُدخل عَلَى المستعين فوبّخه، ثمّ أمر بصلْبه، وشُرع في ذَلِكَ، فاضطرب البلد، وردت شفاعة ابن المستعين وشفاعة بني ذكوان والفقهاء والصلحاء، فحبس حتى مات.(9/78)
-سنة خمس وأربعمائة.(9/80)
157 - أحمد بْن إبراهيم بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن فِراس، أبو الحَسَن العبْقَسيّ المّكّي، العطار. [المتوفى: 405 هـ]
بمكّة، ورخه الحبّال، وغيره. وكان مولده سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
وكان مُسند الحجاز في زمانه، روى عَنْ أبي جعفر الديبلي، وعبد الرحمن بن عبد الله ابن المقرئ، وأبي التريك محمد بن الحسين السعدي الأطرابُلُسيّ؛ سَمِعَ منه بمكّة، وجماعة، وسمع منه أبو نَصْر عُبيد الله السّجزْيّ، وأبو عَمْرو الداني، وأبو محمد الحَسَن بْن الحُسَين التُّجَيْبيّ الفُرْشيّ، والحسن بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ.
وقد دلسه السجزي مرة فقال: أخبرنا أحمد بْن أَبِي إِسْحَاق قاضي جُدة.(9/80)
158 - أحمد بْن عليّ البتّيّ الكاتب، [المتوفى: 405 هـ]
كاتب القادر بالله.
كان خطيبا بليغا وأديبا. حدَّث عَنِ ابن مُقسم المقرئ؛ قاله الخطيب.(9/80)
159 - أَحْمَد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن محمد، القاضي أبو العبّاس الكُرْجيّ. [المتوفى: 405 هـ]
عَنْ العَبّادانيّ، والنّجّاد، وعنه عَبْد العزيز الأزْجيّ، وغيره.(9/80)
160 - أحمد بْن محمد بْن موسي بْن القاسم بْن الصَّلْت بْن الحارث بْن مالك بْن سعد بْن قيس بْن عَبْد شُرحبيل بْن هاشم بْن عَبْد مَنَاف بْن عبد الدار بْن قُصي بْن كِلاب العَبْدَريّ، أبو الحَسَن البغداديّ المُجبر. [المتوفى: 405 هـ][ص:81]
سَمِعَ إبراهيم بْن عَبْد الصّمد الهَاشميّ، وأبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وأحمد بْن عبد الله وكيل أبي صخرة، وأبا بكر ابن الأنباريّ. روى عَنْهُ عُبيد الله الأزهري، وعليّ بن أحمد ابن البُسْريّ، وخلْق آخرهم مالك البانياسي.
قَالَ الخطيب: سُئل البَرْقانيّ وأنا أسمع عَنِ ابن الصَّلْت المُجبر فقال: ابنا الصَّلْت ضعيفان.
قَالَ: وسألت حمزة بْن محمد بْن طاهر عَنْهُ فقال: كَانَ صالحًا دَينًا. وسمعتُ عَبْد العزيز الأزْجيّ يَقُولُ: عمد ابن الصَّلْت إلى كُتب لابن أبي الدنيا يحدث بها عن البرذعي - يُشير الأزجي إلى أن تلك الكُتب لم تكن عند البرذعي - تُوُفّي في رجب، وله إحدى وتسعون سنة.
قلت: الكاشَغْريّ آخر من روى حديثه بعُلو.(9/80)
161 - بَكْر بْن شاذان، أبو القاسم البغداديّ الواعظ المقرئ. [المتوفى: 405 هـ]
قرأ على أبي بكر بن علوان، وزيد بْن أبي بلال الكوفيّ، وغيرهما. وروى عَنْ ابن قانع، وجعفر الخُلدي. قرأ عَليْهِ أبو عليّ غلام الهَرّاس، والحسن بْن عليّ العطّار، والشَّرْمقانيّ، وحدَّث عَنْهُ عَبْد العزيز الأزْجيّ وأبو محمد الخلال.
قَالَ الخطيب: كَانَ عبدًا صالحا، ثقة، تُوُفّي في شوّال.(9/81)
162 - الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بن الليث، الحافظ أبو عليّ الكشّيّ ثمّ الشّيرازي الفقيه. [المتوفى: 405 هـ]
كَانَ جليل القدْر مِن أهل القرآن. سَمِعَ ببغداد من إسماعيل الصّفّار، وعبد الله بْن درستويه، وبَنْيسابور من الأصمّ، وابن الأخرم الشَّيبْانيّ، وبفارس من الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن الرَّامهُرْمُزِيّ. سَمِعَ منه أبو عَبْد الله الحاكم وقال: هو متقدّم في معرفة القراءات حافظ للحديث، رحّال. قدِم علينا أيّام الأصمّ، ثمّ قِدم علينا سنة ثلاثٍ وخمسين. [ص:82]
وذكر غيره وفاته في شعبان.
ومات ابنه محمد في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وقد ذكر ابن الصّلاح أبا عليّ في " طبقات الشّافعّية " مُختصرا، وقال: هُوَ والد اللّيث وأبي بكر.
وذكره أبو عبد الله القصار في " طبقات أهل شيراز " وأثني عليه كثيرا، ثم قَالَ: ومن أصحابه زيد بْن عُمَر بْن خَلَف الحافظ، ومحمد بْن موسى الحافظ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحافظ. تُوُفّي لثمان عشرة مضت من شَعْبان، وابنه أبو بَكْر محمد سمع مرارا المِقرئ، مات سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
قَالَ يحيى بْن مَنْده: روى عَنْ أبي عليّ أبو الشَّيْخ حديثًا واحدًا. وقد سَمِعَ بإصبهان من أَبِي محمد بْن فارس.(9/81)
163 - الحَسَن بن الحسين بن حمكان، أبو علي الهمذاني الشّافعيّ الفقيه، [المتوفى: 405 هـ]
نزيل بغداد.
روى عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وعليّ بْن إبراهيم علان البلديّ، وجعفر الخُلدي، وأبي بَكْر محمد بْن الحَسَن النّقّاش. روى عَنْهُ أحمد بْن علي ابن التُّوَّزيّ، وأبو القاسم الأزهري، ومحمد بْن جعفر الأسدآباذي، وآخرون.
وكان قد عني في صباه، وطلب الحديث بحيث أَنَّهُ قَالَ: كتبتُ بالبصرة وحدها عن أربعمائة وسبعين شيخًا. ثمّ إنّه طلب الفِقْه بعد ذلك.
قال الخطيب: سمعت الأزهري يضعّفه ويقول: لَيْسَ بشيء في الحديث.(9/82)
164 - الحسن بن عثمان بن بكران، أبو محمد البغدادي العطار. [المتوفى: 405 هـ]
سمع إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السّمّاك، والنّجّاد. روى عَنْهُ البَرْقانيّ، وأبو محمد الخلال.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، صالحًا، مات وله خمسٌ وسبعون سنة.(9/82)
165 - الحَسَن بْن عليّ، أبو عليّ الدّقّاق. [المتوفى: 405 هـ][ص:83]
تُوُفّي في آخر السّنة، وقيل: سنة ست، وهو فيها مذكور.(9/82)
166 - خلف بْن يحيى بْن غَيْث الفِهْريّ، أبو القاسم الطُليطلي، [المتوفى: 405 هـ]
نزيل قُرْطُبَة.
روى عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى بْن مدراج كثيرًا، وعن أحمد بْن سَعِيد بْن حَزْم، ومحمد بْن معاوية، وأحمد بْن مُطرف، وجماعة.
وكان خيرًا فاضلًا عارفًا بما رَوى. روى عَنْهُ الخَوْلانيّ، ومحمد بن عتاب.
وتوفي في صفر، وولد سنة ثمان وعشرين.(9/83)
167 - رافع بْن عُصم بْن العبّاس، أبو العبّاس الّضَبّيّ، [المتوفى: 405 هـ]
رئيس هَرَاة.
روى عَنْ أَبِيهِ، وأبي بَكْر الزّياديّ. وآخر من حدَّث عَنْه نجيب بن ميمون.(9/83)
168 - طاهر بْن أحمد بْن هَرْثَمَة، أبو عاصم الهروي المقرئ. [المتوفى: 405 هـ](9/83)
169 - العباس بْن أحمد بْن الفضل، أبو الحَسَن الهاشمي الأهوازي، ويُعرف بابن الخطيب. [المتوفى: 405 هـ]
روى عَنْ أحمد بْن عُبيد الصفار، وأحمد بن محمود بن خُرزاذ. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأبو محمد الخلال.
وقال الخطيب: صدوق.(9/83)
170 - عَبْد الله بن أحمد بن جولة، أبو محمد الأصبهاني الأبْهَرِيُّ، [المتوفى: 405 هـ]
وأبهر من قرى إصبهان، وأكثر العلماء من أبْهر زنجان.
روى عن أبي عمرو بن حكيم المَدينيّ، وعبد الله بْن محمد بْن عيسى الخشّاب، ومحمد بْن محمد بْن يونس الغزّال، وأبي علي أحمد بن علي الأبْهَريّ، وغيرهم. روى عَنْهُ الأصبهانيون، وهو أقدم شيخ لأبي عَبْد الله الثّقفيّ الرئيس. [ص:84]
تُوُفّي في ربيع الآخر.
وروى عَنْهُ أبو القاسم بْن مَنْدَهْ، ومحمود بْن جعفر الكَوْسَج.
وقد ذكره يحيى بْن مَنْدَهْ فقال: عَبْد الله بن أحمد بن محمد بن جُولة بن جهور، أبو محمد الأديب الأبهري.(9/83)
171 - عبد الله بن محمد بن عيسى بْن وليد، أبو محمد الأسْلميّ النَّحْويّ، [المتوفى: 405 هـ]
من أهل مدينة الفَرج مِن الأندلس.
أجازَ لَهُ الحَسَن بْن رشيق المصريّ. روى عَنْهُ أبو عَبْد الله بْن شُق اللّيل، وكان بارعًا في اللّغة والعربيّة، رئيسًا، وقورًا، نزهًا، لَهُ تصانيف، وكان يكّرر عَلَى " كتاب " سِيَبَويْه. وله كلام في الاعتقادات.(9/84)
172 - عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن إبراهيم، أبو محمد الأسَدي البغداديّ، المعروف بابن الأكفانيّ [المتوفى: 405 هـ]
قاضي القضاة ببغداد.
حدّث عَنْ أَبِي عَبْد الله المَحَامِليّ، وأحمد بْن علي الجُوزجاني، وعبد الغافر الحمصيّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وابن عُقدة روى عنه محمد بن طلحة، وأبو القاسم التنوخي، وعبد العزيز الأزْجيّ، وجماعة كثيرة مِن البغداديّين والرحالة.
قال التنوخي: قَالَ لي أبو إِسْحَاق الطَّبَري: من قَالَ إنّ أحدًا أنفق عَلَى أهل العلم مائة ألف دينار فقد كِذب، غير أَبِي محمد الأكفاني.
قال التنوخي: جُمع في سنة ست وتسعين وثلاثمائة لابن الأكفانيّ جميع قضاء بغداد.
قلت: ومولده سنة ستّ عشرة وثلاثمائة وتوفي ببغداد.(9/84)
173 - عَبْد الخالق بْن عليّ بْن عَبْد الخالق، أبو القاسم المحتسب المؤذن. [المتوفى: 405 هـ]
مِن أهل خُراسان.
سَمِعَ أبا بَكْر محمد بْن المؤمّل الماسرجسي، ومحمد بن أحمد بن خنب محدَّث بُخارى. روى عَنْهُ أبو بَكْر البيهقي. [ص:85]
ومات في ذي الحجّة بنَيْسابور، وروى أيضًا عن أبي علي ابن الصواف، وأبي بكر القطيعي، وأبي أحمد بكر بن محمد الدخمسيني، وكان كثير الأمر بالمعروف.(9/84)
174 - عبد الرحمن بن أحمد بن حكيم المصري. [المتوفى: 405 هـ]
سمع من الحسن بن مُليح صاحب يونس بْن عَبْد الأعلى.(9/85)
175 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن محمد بْن عبد الله بن إدريس بْن حسن بْن مَتَّوَية، الحافظ أبو سعْد الإدريسيّ الإسْتَراباذيّ، [المتوفى: 405 هـ]
نزيل سَمَرْقَنْد.
رحل وأكثر، وصنَّف " تاريخ سَمَرْقَنْد " " وتاريخ أستْراباذ " وغير ذَلِكَ وسمع أبا العبّاس الأصّم، وأبا نُعيم محمد بْن الحَسَن بْن حَمَّوَيْه الإستْراباذيّ، وأبا سهل هارون بْن أحمد بْن هارون، وعبد الله بْن عديّ الحافظ، وخلْقًا سواهم، وجمعَ الأبواب والشّيوخ.
روى عَنْهُ أبو عليّ الشّاشيّ، وأبو عَبْد الله الخّبازيّ، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي، وَأَبُو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، وأحمد بْن محمد العَتِيقيّ، وعلي بْن المحسّن التَّنوخيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب. مات بسَمَرْقَنْد.(9/85)
176 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن الحسين، أبو القاسم الجُرجاني الخَيْميّ، [المتوفى: 405 هـ]
كَانَ يكون بمكّة.
حدَّث عَنْ أَبِي أحمد بْن عديّ، والإسماعيليّ، وجماعة، وحدَّث. دخل ابنه عَبْد العزيز إلى اليمن.(9/85)
177 - عَبْد العزيز بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن نُباتة بْن حُميد بْن نُباتة، أبو نصر التّميميّ السَّعْدي البغداديّ. [المتوفى: 405 هـ]
أحد الشُّعراء المجوُّدين، مدحَ الملوك والوزراء، وله في سيف الدّولة غُرر القصائد ونُخب المدائح، وديوان شعره كبير. [ص:86]
مولده سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. روى عَنْهُ أكثر ديوانه أَبُو الفتح بْن شِيطا.
قال رئيس الرؤساء: ما شاهد ابن نباتة أشعر منه، وكان يُعاب بكِبْرٍ فيه.
وقال أبو عليّ محمد بْن وشّاح: سمعتُ أبا نصر بْن نُباتة يَقُولُ: كنتُ يومًا في الدهْليز، فدُقّ بابي، فقلت: مَن ذا؟ قال: رجل من المشرق. قلت: ما حاجتك؟ قَالَ: أنتَ القائل:
ومَن لم يمُت بالسّيِف مات بغيره ... تنوّعت الأسبابُ والدّاء واحدُ
فقلت: نعم. قَالَ: أرويه عنك؟ قلتُ: نعم. فلمّا كَانَ آخر النّهار دُق عليَّ الباب، فقلتُ: مَن؟ قَالَ: رجلُ من تاهرت مِن المغرب. قلت: ما حاجتك؟ قال: أنت القائل: ومن لم يمت بالسيف، البيت ... ؟ فقلتُ: نعم. قَالَ: أرويه عنك؟ قلت: نعم، وعجِبتُ كيف وصلَ هذا البيت إلى الشرق والغرب.
تُوُفّي في شوّال.(9/85)
178 - عَبْد الواحد بْن الحسين، أبو القاسم الصَّيْمَرِيّ الفقيه. [المتوفى: 405 هـ]
شيخ الشّافعيّة بالبصرة،
ومن أصحاب الوجوه.
حضر مجلس القاضي أبي حامد المروروذي، وتفقّه بصاحبه الفقيه أَبِي الفيّاض البصْري. رحل الناسُ للتّفَقُّه عَليْهِ، وهو شيخ أقضى القُضاة الماوَرْدِي، وله كتاب " الإيضاح " فِي المذهب، وهو كتابٌ جليل.
ومِن غرائب وجوهه أنّه قَالَ: لا يملك الرجل الكلأ النّابت في ملكه، ومنها: لا يجوز مسّ المُصْحَف لمن بعض بدنه نجس.
وكان في هذا العصر بالبصرة، ولا أعلم تاريخ موته، وإنّما كتبته هنا اتّفاقًا.(9/86)
179 - عُبَيْد الله بْن سَلَمَة بْن حَزْم، أبو مروان اليحصُبي القُرطبي. [المتوفى: 405 هـ]
حجّ وكتب عَنْ أبي بكر بن عَزْرة، وأخذ القراءة عَنْ عُبَيْد الله بْن عطيّة، وأبي الطّيَّب بْن غَلْبُون. [ص:87]
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: وهو الّذي علّمني القرآن، وكان خيرا فاضلا صدوقا. قال: وتوفي سنة خمسٍ.(9/86)
180 - عدنان بْن محمد بْن عُبَيْد الله الضبي، أبو عامر، [المتوفى: 405 هـ]
رئيس هراة.
روى عَنْ هارون بْن أحمد الإستْراباذيّ، وأبي الفوارس أحمد بْن محمد بْن جُمعة. روى عَنْهُ إِسْحَاق القّراب، وأبو رَوْح، وغيرهما.(9/87)
181 - عُمَر بْن إبراهيم بْن محمد بْن الفاخر، أبو طاهر الإصبهانيّ السُرنجاني، [المتوفى: 405 هـ]
وسُرنجان من قرى إصبهان.
رحل وسمع ببغداد جعفرا الخُلدي، والنّجّاد، وأبا بَكْر الشّافعيّ. روى عَنْهُ أحمد الباطَرْقانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذّكْوانيّ.(9/87)
182 - غالب بْن سامة بْن لُؤَيّ، أبو لُؤَيّ السامي الهَرَويّ. [المتوفى: 405 هـ]
رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْن عَلِيٍّ بْن مهران الواسطيّ القفّال، وأقرانه، وعنه أبو الفضل الجارودي.(9/87)
183 - محمد بْن أحمد بْن ثُوَابَة، أبو بَكْر البغداديّ المعبرّ. [المتوفى: 405 هـ]
حكي عَنْ الحلاج، وأبي بَكْر الشبْليّ. روى عَنْهُ نصْر بْن عَبْد العزيز بن نوح الشيرازي، وعلي بن محمود المروزي ومات في سلْخ ذي الحجّة سنة خمسٍ، وعاش مائة سنة وثلاث سنين.(9/87)
184 - محمد ابن الإمام أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل، أبو نصر الإسماعيليّ. [المتوفى: 405 هـ][ص:88]
رأس في أيّام أَبِيهِ، وبعد موته، وكان لَهُ جاهٌ عظيم بجُرْجان، وقبولٌ زائد، وقد رحل في صباه.
وسمع من محمد بْن يعقوب الأصم، وأبي يعقوب البحري، ودعلج، وابن دُحيم الكوفيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وجماعة كثيرة.
وكان يدري الحديث. أملي مجالس كثيرة، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
روى عَنْهُ حمزة السَّهْميّ، وقال في " تاريخه ": كَانَ لَهُ جاهٌ عظيم وقبول عند الخاصّ والعامّ في كثير من البلدان، وزعم ابن عساكر أنّه كَانَ أشعريا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعِزِّ بِطَرَابُلُسَ، عَنْ محمود بن منده: قال: أخبرنا أبو رشيد أحمد بن محمد قال: أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مَنْدَهْ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وأربعمائة قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْخَلِيلِ الْآمُلِيُّ، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا ابن الْمُبَارَكِ، عَنِ ابن عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُليم، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمُسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ ".(9/87)
185 - محمد بْن أحمد بْن عثمان بْن الوليد بْن الحَكَم، أبو بَكْر بْن أَبِي الحَديد السُّلميّ الدّمشقيّ العدْل. [المتوفى: 405 هـ]
سَمِعَ أبا الدّحداح أحمد بْن محمد، ومحمد بْن جعفر الخرائطيّ، ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وعبد الغافر بْن سلامة الحمصيّ، ورحل إلى مصر فسمع محمد بن بشر الزُبَيْريّ، وعبد العزيز بْن أحمد الأحمريّ، وأبا زيد عَبْد العزيز بْن قيس، وجماعة.
روى عنه حفيداه عُبيد الله وأحمد ابنا عَبْد الواحد، وعليّ بْن الحسين الشّرابيّ، وأبو الحسن ابن السمْسار، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو القاسم الحِنائيّ، وجماعة، وهو آخر من حدّث عَنِ الخرائطيّ، والهروي. [ص:89]
قال ابن ماكولا: حدثنا عَنْهُ جماعة، وكان مِن الأعيان.
وقال أبو الفَرَج بْن عَمْرو: رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّوم، فقال لي: أبو بَكْر بْن أَبِي الحديد قوّال بالحقّ.
وقال الكتّانيّ: كَانَ ثقة مأمونًا، أعرفه، وتُوُفّي في شوال، وكان مولده في سنة تسع وثلاثمائة.
قلت: كَانَ مُسْند الشّام في وقته.(9/88)
186 - محمد بن الحسين بن عليّ، أبو بكر الهمذاني الفرّاء. [المتوفى: 405 هـ]
روى عَنْ أوْس الخطيب، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، وأبي جعفر بْن بَرْزة، وجماعة. روى عَنْهُ أبو مُسْلِم بْن غزو، وأبو جعفر محمد بْن الحسين الصُّوفيّ. وكان ثقة.(9/89)
187 - محمد بن الحسين، أبو طالب ابن الصّبّاغ الكوفيّ. [المتوفى: 405 هـ]
ثقة جليل عابد، مات في رجب. من سؤالات السلفيّ لأُبَيّ النَّرسي.(9/89)
188 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدويه بْن نُعَيْم بْن الحَكَم الضَّبَّيّ الطَّهْمانيّ النَّيْسابوريّ الحافظ، أبو عَبْد الله الحاكم المعروف بابن البَيع، [المتوفى: 405 هـ]
صاحب التّصانيف في علوم الحديث.
وُلِدَ يوم الإثنين ثالث ربيع الأوّل سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وطلب العلم من الصغَر باعتناء أبيه وخاله، فأول سماعه سنة ثلاثين، واستملي عَلَى أَبِي حاتم بْن حِبّان سنة أربع وثلاثين.
ورحل إلى العراق سنة إحدى وأربعين بعد موت إسماعيل الصّفّار بأشهر. وحجّ، ورحل إلى بلاد خُراسان وما وراء النهر. وشيوخه الّذين سَمِعَ منهم بنَيْسابور وحدها نحو ألف شيخ، وسمع بالعراق وغيرها من البلدان مِن نحو ألف شيخ.
وحدّث عَنْ أَبِيهِ، وقد رَأَى أَبُوهُ مسلم بن الحجاج، وعن محمد بْن عليّ المذّكر، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد بْن يعقوب بْن الأخرم، ومحمد بْن عَبْد الله بْن أحمد الإصبهانيّ الصّفّار نزيل نَيْسابور، ومحمد بْن [ص:90] أحمد بْن محبوب المَرْوَزِيّ، وأبي حامد أحمد بْن عليّ بْن حَسْنَوية المقرئ، والحسن بْن يعقوب البخاريّ، والقاسم بْن القاسم السّيّاريّ، وأبي بَكْر أحمد بْن إِسْحَاق الصّبْغيّ الفقيه، وأبي النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، وأبي جعفر محمد بْن صالح بن هانئ، وأبي عمرو عثمان ابن السّمّاك، وأبي بَكْر أحمد بْن سلمان النّجّاد، وأبي محمد عبد الله بْن جعفر بْن درستويه، وأبي محمد بْن حمدان الجلاب الهمْذانيّ، والحسين بْن الحَسَن الطوسيّ، وعليّ بْن محمد بْن عُقبة الشَّيْبانيّ الكوفيّ، وأبي عليّ الحسين بْن عليّ النَّيْسابوري الحافظ وبِهِ تخرّج، وأبي الوليد حسّان بْن محمد المُزكي الفقيه، وأبي جعفر محمد بْن أحمد بْن سَعِيد الرّازيّ المؤدب، وعبد الباقي بْن قانع الأمويّ الحافظ، ومحمد بْن حاتم بْن خُزيمة الكشّيّ، شيخ معمّر قدِم عليهم. روى عَنْ عَبْد بْن حُميد، وغيره، ولم يزل يسمع حتى كتب عَنْ غير واحدٍ أصغر منه سِنًا وسَنَدًا.
روى عَنْهُ أبو الحَسَن الدّارقُطْنيّ وهو مِن شيوخه، وأبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبو العلاء محمد بْن علي الواسطي، ومحمد بْن أحمد بْن يعقوب، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد الهَرَوي، وَأَبُو بَكْر أحمد بْن الحسين البَيْهقيّ، وأبو يَعْلي الخليل بْن عَبْد الله القَزْوينيّ، وأبو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القُشيري، وعثمان بْن محمد المحْمي، والزَّكيّ عَبْد الحميد بْن أَبِي نصر البحيري، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، وجماعة آخرهم أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي.
وانتخب علي خلقٍ كثير، وجرّح وعدَّل، وقُبل قوله في ذَلِكَ لسعة علمه ومعرفته بالعِلل والصّحيح والسّقيم.
وقرأ القرآن العظيم عَلَى أبي عَبْد الله محمد بْن أَبِي منصور الصّرّام، وابن الإمام بنيسابور، وعلى أبي علي ابن النّقّار الكوفيّ، وأبي عيسى بكّار البغداديّ، وتفقّه عَلَى أَبِي عليّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وأبي سهل محمد بْن سُليمان الصُّعْلُوكّي، وأبي الوليد حسّان بْن محمد، وذاكرَ أبا بَكْر محمد بن عمر [ص:91] الْجِعَابيّ، وأبا عليّ النَّيْسابوريّ، وأبا الحَسَن الدارقُطني. وسمع منه أحمد بْن أَبِي عثمان الحِيريّ، وأبو بَكْر القفّال الشّاشيّ، وأبو إِسْحَاق إبراهيم بن محمد المُزكي، وابن المظفّر، وهم من شيوخه.
وصحِبَ من الصُوفية: أبا عمرو بن نُجيد، وجعفرا الخُلدي، وأبا عثمان المغربيّ، وجماعة سواهم بنَيْسابور، ورحل إليه من البلاد، وحُدَّث عَنْهُ في حياته، وأبلغُ مِن ذا أن أبا عُمَر الطَّلَمَنْكي كتب " علوم الحديث " للحاكم، عن شيخ له سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، بسماعه من صاحب الحاكم، عَنِ الحاكم، ولم يقع لي حديثه عاليا إلا بإجازة.
أَخْبَرَنَا أبو المُرهف المِقْداد بْن هبة الله القَيْسيّ في كتابه قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بْن أحمد بْن هبة الله بْن عَبْد القادر المنصوريّ العبّاسيّ سنة اثنتي عشرة وستمائة (ح) وأخبرنا أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن عليّ الزّاهد، وعبد الرحمن بن أحمد كتابة قالا: أخبرنا الفتح بْن عَبْد الله بْن محمد الكاتب قالا: أخبرنا أبو الفضل أحمد بْن طاهر بْن سَعِيد بن فضل الله الميهني (ح) وأخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله ابن تاج الأمناء قراءةً، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحُسين ابن المقير، عن أبي الفضل الميهني (ح) وأخبرنا ابن تاج الأمناء أيضا قال: أخبرنا المؤيَّد بْن محمد بْن عليّ الطُّوسيّ إجازةً قال: أخبرنا أبو بَكْر وجيه بْن طاهر، وابن أخيه عَبْد الخالق بْن زاهر، وابن أخيه الآخر عَبْد الكريم بْن خَلَف، وعمر بْن أحمد الصّفّار الأُصوليّ، وعبد الله بْن محمد الصّاعديّ، وعبد الكريم بْن الحَسَن الكاتب، وأخوه أحمد، وأبو بَكْر عَبْد الله بْن جامع الفارسيّ، وأبو الفُتوح عَبْد الله بْن عليّ الخرجُوشي، وأبو عَبْد الله الحَسَن بْن إسماعيل العُماني، والحسن بْن محمد بْن أحمد الطُّوسيّ، ومنصور بن محمد الباخرزي، وعَرَفَة بْن عليّ السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الرّزّاق بْن أَبِي القاسم السَّيّاريّ، وجامع بْن أَبِي نصر السّقّاء، وأبو سعد محمد بْن أَبِي بَكْر الصَّيْرفيّ، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن الكَرْمانيّ، وأحمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سعْد، وسعيد بْن أَبِي بَكْر الشعَيْريّ، وعبد الوهّاب بن إسماعيل الصيرفي. قالوا هم والميهني: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بْن عَبْد اللَّه الحافظ قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق بمصر قال: حدثنا [ص:92] عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شُعبة، عن خالد الحذاء، عن سعيد بن أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ: " تَقْتُلُكَ الفِئة الْبَاغِيَةُ ".
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ الْكَوْسَجِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ. فَوَقَعَ لنا بدلا عاليا.
أخبرنا أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر الهمداني قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلفة قال: سمعتُ إسماعيل بْن عَبْد الجبّار القاضي بَقَزْوين يَقُولُ: سَمِعْتُ الخليل بْن عَبْد الله الحافظ يَقُولُ، فذَكَرَ الحاكم أبا عَبْد الله وعظّمه، وقال: لَهُ رحلتان إلى العراق والحجاز. الرحلة الثانية سنة ثمان وستّين، وناظرَ الدّارقُطْنيّ فرضيَه، وهو ثقة واسع العلم. بَلَغت تصانيفه للكُتُب الطوال والأبواب وجمع الشيوخ قريبا من خمسمائة جزء، يستقصي في ذَلِكَ، يؤلّف الغَثّ والسَّمين، ثم يتكلم عليه فيبين ذلك، وتوفي سنة ثلاث وأربعمائة.
قلتُ: وَهِمَ الخليل في وفاته.
ثمّ قَالَ: سألني في اليوم الثاني لمّا دخلت عَليْهِ، ويُقرأ عَليْهِ في فوائد العراقيّين: سُفيان الثَّوْريّ، عَنْ أبي سَلَمَة، عَنِ الزهُّرْيّ، عَنْ سهْل بْن سعد حديث الاستئذان. فقال لي: مّن أبو سَلَمَة هذا؟ فقلتُ من وقتي: هُوَ المغيرة بْن مُسلم السّرّاج. فقال لي: وكيف يروي المغيرة عَنِ الزُهري؟ فبقيتُ، ثم قَالَ: قد أمهلتك أسبوعًا حتّى تتفكَّر فيه. قَالَ: فتفكّرت ليلتي حتّى بقيت أكرر التَّفكُّر، فلمّا وقعت إلى أصحاب الجزيرة من أصحابه تذكرتُ محمد بْن أَبِي حفصة، فإذا كُنيته أبو سَلَمَة، فلمّا أصبحتُ حضرت مجلسَه، ولم أذكر [ص:93] شيئًا حتّى قرأت عَليْهِ نحو مائة حديث، فقال لي: هَلْ تفكّرت فيما جرى؟ فقلت: نعم، هُوَ محمد بْن أَبِي حفصة. فتعجب وقال لي: نظرتَ في حديث سُفيان لأبي عَمْرو البحيريّ؟ فقلتُ: لا، وذكرتُ لَهُ ما أممتُ في ذَلِكَ. فتحيَّر وأثني عليّ ثم كنتُ أسأله فقال لي: أَنَا إذا ذاكرتُ اليومَ في باب لا بدّ من المطالعة لِكِبر سِني. فرأيته في كلّ ما ألُقي عَليْهِ بحرًا، وقال لي: أعلم بأنّ خُراسان وما وراء النّهر لكلّ بلدة تاريخ صنّفه عالم منها، ووجدت نَيْسابور مَعَ كثرة العُلماء بها لم يصنّفوا فيه شيئًا، فدعاني ذَلِكَ إلى أن صنّفت " تاريخ النَّيْسابورييّن ". فتأمّلته ولم يسبقه إلى ذَلِكَ أحد، وصنَّف لأبي عليّ بْن سيمجور كتابًا فِي أَيَّامِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأزواجه، وأحاديثه، وسمّاه " الإكليل ". لم أرَ أحدًا رتَّب ذَلِكَ الترتيب، وكنت أسأله عن الضُعفاء الذين نشؤوا بعد الثلاثمائة بنَيْسابور وغيرها من شيوخ خُراسان، وكان يبيّن من غير محاباة.
أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عَلَّانَ، ومؤمل بن محمد كتابة، قالا: أخبرنا أبو اليُمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابن الْبَيِّعِ الْحَاكِمُ كَانَ ثِقَةً. أَوَّلُ سَمَاعِهِ فِي سنة ثلاثين [ص:94] وثلاثمائة، وَكَانَ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ، فَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمد الأرموي بنيسابور - وكان صالحا عالما - قَالَ: جَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَحَادِيثَ، وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم، منها: حديث " الطائر "، و" من كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ". فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى قَوْلِهِ.
وقال أبو نُعيم ابن الحدّاد: سمعتُ الحَسَن بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ الحافظ يقول: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن الشاذياخيّ الحاكم يَقُولُ: كنّا في مجلس السّيّد أَبِي الحَسَن، فَسُئل أبو عَبْد الله الحاكم عَنْ حديث " الطَّيْر " فقال: لا يصحّ، ولو صحّ لما كَانَ أحدٌ أفضل من عليّ بعد النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلتُ: هذه الحكاية سندها صحيح، فما باله أخرج حديث الطَّيْر في " المستدرك على الصحيح "؟ فلعله تغير رأيه.
أنبؤونا عَنْ أَبِي سعد عَبْد الله بْن عُمَر الصّفّار، وغيره، عَنْ أَبِي الحَسَن عَبْد الغافر بْن إسماعيل الفارسيّ قَالَ: أبو عَبْد الله الحاكم هُوَ إمام أهل الحديث في عصره، العارف بِهِ حقّ معرفته. يُقال لَهُ: الضّبّيّ لأنّ جد جدته عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن الضّبّيّ، وأمّ عيسى هي مَتُّوَيْه بِنْت إبراهيم بْن طَهْمان الفقيه، وبيته بيت الصّلاح والورع والتّأذين في الإسلام، وقد ذكر أَبَاهُ في " تاريخه "، فأغني عَنْ إعادته، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقي عبد الله بن محمد ابْن الشَّرْقيّ، وأَبَا حامد بْن بلال، وأَبَا عليّ الثّقفيّ، ولم يسمع منهم، وسمع من أبي طاهر المحمَّداباذي، وأبي بَكْر القطّان، ولم يُظفر بمسموعه منهما، وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه، وقد قرأ القرآن بُخراسان والعراق عَلَى قُرّاء وقته، وتفقّه علي: أَبِي الوليد حسّان، والأستاذ أَبِي سهل، واختصّ بُصحبة إمام وقته أَبِي بَكْر أحمد بْن إِسْحَاق الصّبْغيّ، فكان الإمام يراجعه في السّؤال والجرْح والتّعديل والعِلل، وأوصي إليه في أمور مدرسته دار السُنة، وفوّض إِليْهِ تولية أوقافه في ذَلِكَ، وذاكر مثل: الجِعابي، وأبي عليّ الماسَرْجِسِيّ الحافظ الّذي كَانَ أحفظ زمانه، وقد شرع الحاكم في التّصنيف سنة سبْعٍ وثلاثين، فأتَّفق لَهُ مِن التّصانيف ما لعلّه يبلغ قريبًا من ألف جزءٍ من [ص:95] تخريج " الصّحيحين " والعلَل، والتّراجم، والأبواب، والشيوخ، ثمّ المجموعات مثل: " معرفة علوم الحديث "، و" مُستدرك الصحيحين "، و" تاريخ النيسابوريين "، وكتاب " مزكى الأخبار "، و" المدخل إلى علم الصحيح "، وكتاب " الإكليل "، و" فضائل الشّافعيّ "، وغير ذَلِكَ، ولقد سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أيّامه، ويحكون أنّ مقدّمي عصره مثل الإمام أَبِي سهل الصُّعْلُوكيّ، والإمام ابن فُورك، وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم، ويُراعون حق فضله، ويعرفون لَهُ الحُرمة الأكيدة. ثمّ أطنب عَبْد الغافر في نحو ذَلِكَ مِن تعظيمه، وقال: هذه جُمل يسيرة هِيَ غيض من فَيْض سِيَره وأحواله، ومَن تأمّل كلامه في تصانيفه، وتصرُّفه في أمَاليه، ونظره في طُرق الحديث أذعن بفضله، واعترف له بالمزية على من تقدمه، وإتعابه مَن بعده، وتعجيزه اللاحقين عَنْ بلوغ شأوه. عاش حميدًا، ولم يخلف في وقته مثله. مضى إلى رحمه الله في ثامن صفر سنة خمسٍ وأربعمائة.
وقال أبو حازم عمر بن أحمد العبدويي الحافظ: سَمِعْتُ الحاكم أبا عَبْد الله إمام أهل الحديث في عصره يَقُولُ: شربت ماء زمزم وسألت الله تعالى أن يرزقني حُسن التَّصنيف.
قَالَ أبو حازم: وسمعتُ السُّلَميَّ يَقُولُ: كتبت عَلَى ظهر جزء من حديث أَبِي الحسين الحجّاجيّ " الحافظ ". فأخذ القلم وضَرَبَ عَلَى " الحَافظ "، وقال: أيش أحفظ أَنَا أبو عَبْد الله ابن البيّاع أحفظ منّي، وأنا لم أرَ من الحُفاظ إلا أبا عليّ الحافظ النيَّسابوريّ، وابن عُقدة. وسمعتُ السُّلميّ يَقُولُ: سالت الدارقطني: أيهما أحفظ ابن مَنْدَهْ أو ابن البَيَّع؟ فقال: ابن البيع أتقن حِفظا.
قَالَ أبو حازم: أقمتُ عند الشيخ أبي عَبْد الله العُصمي قريبًا من ثلاث سِنين، ولم أرَ في جملة مشايخنا أتقن منه ولا أكثر تنقيرًا، وكان إذا أشكلَ عَليْهِ شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم أبي عبد الله. فإذا ورد جواب كتابه حكم [ص:96] بِهِ وقطع بقوله.
ذكر هذا كلّه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر أنّه قرأه بخطّ أَبِي الحَسَن عليّ بْن سليمان اليمنيّ. قَالَ: وقع لي عَنْ أبي حازم العبدويي فذكره، وَمِمِّنْ رَوَى عَنِ الْحَاكِمِ مِنَ الْكِبَارِ، قال أبو صالح المؤذن: أخبرنا مسعود بن علي السجزي قال: حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ قال: حدثنا أبو عمر محمد بن أحمد بن جعفر البحيري الحافظ قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُطرف الكرابيسي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حمدويه الحافظ قال: حدثنا أحمد بن سلمان النجاد قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا الحماني قال: حدثنا سُعير بْنُ الْخِمْسِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنِ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ. . . الْحَدِيثَ " ثُمَّ قَالَ مَسْعُودُ السِّجْزِيُّ: حدَّثَنِيهِ الْحَاكِمُ غَيْرَ مَرَّةٍ بِهَذَا، وكان للحاكم لمّا رَوَوْه عَنْهُ ستٌّ وعشرون سنة.
وَقَالَ أَبُو مُوسَى المديني: أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حدثنا الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا الدارقُطني , قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن جعفر النسوي، قال: حدثنا الخليل بن محمد النسوي، قال: حدثنا خداش بن مخلد قال: حدثنا يعيش بن هشام قال: حدثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى عليه وسلم قال: " مَا أَحْسَنَ الْهَدِيَّةَ أَمَامَ الْحَاجَةِ! ".
هَذَا بَاطِلٌ عَنْ مَالِكٍ، وَقَدْ رَوَاهُ الْمُوَقَّرِيُّ - وَهُوَ وَاهٍ - عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا.
قَالَ أبو موسى الحافظ: أخبرنا الحسين بْن عَبْد الملك، عَنْ أَبِي القاسم [ص:97] سعد بْن عليّ أنّه سَمِعَ أبا نصر الوائلي يقول: لما ورد أبو الفضل الهمذاني إلى نَيْسابور وتعصّبوا لَهُ ولقّبوه " بديع الزّمان "، أعجِب بنفسه، إذ كَانَ يَحْفظ المائة بيت إذا أنشدت بين يديه مرة، ويُنْشدها من آخرها إلى أوّلها مقلوبة. فأنكر عَلَى النّاس قولهم: فلان الحافظ في الحديث، ثمّ قَالَ: وحِفْظ الحديث ممّا يُذكر؟! فسمع بِهِ الحاكم ابن البَيَّع، فوجّه إِليْهِ بجزءٍ، وأجّل لَهُ جمعة في حفظه، فردَّ إِليْهِ الجزء بعد الجمعة وقال: من يحفظ هذا؛ محمد بْن فلان، وجعفر بْن فلان، عَنْ فلان؟ أسامي مختلفة، وألفاظ متباينة. فقال لَهُ الحاكم: فاعرفْ نفسك، واعلم أنّ حِفْظ هذا أصْعب ممّا أنت فيه.
ثمّ روى أبو موسى المدينيّ أنّ الحاكم دخل الحمام فاغتسل وخرج، ثم قال: آه وقبض روحه وهو متّزر لم يلبس قميصه بعدُ، ودُفِن بعد العصر يوم الأربعاء، وصلى عَليْهِ القاضي أبو بَكْر الحِيريّ.
وقال الحَسَن بْن أشعث القُرَشيّ: رَأَيْت الحاكم في المنام عَلَى فرس في هيئة حسنة، وهو يَقُولُ: النَّجاة. فقلت لَهُ: أيّها الحاكم! في ماذا؟ قَالَ: في كتبه الحديث.
قَالَ الخطيب في " تاريخه ": حدَّثني الأزهريّ قَالَ: ورد ابن البيَّع بغداد قديمًا فقال: ذُكِرِ لي أنّ حافظكم - يعني الدارقطني - خرج لشيخ واحد خمسمائة جزء، فأرُوني بعضها. فَحُمِل إِليْهِ منها، وذلك ممّا خرّجه لأبي إِسْحَاق الطَّبَريّ، فنظر في أول الجزء الأول حديثًا لعطيّة العَوْفّي فقَالَ: استفتح بشيخٍ ضعيف. ثمّ إنّه رمى الجزء من يده ولم ينظر في الباقي.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين عليّ بن محمد بن أحمد ببعلبك قال: أخبرنا أبو محمد عبد العظيم المنذري قال: سمعت علي بن المفضل قال: سمعت أحمد بن محمد الحافظ يقول: سَمِعْتُ محمد بْن طاهر الحافظ يَقُولُ: سَأَلت أبا القاسم سعْد بْن عليّ الزّنْجانيّ الحافظ بمكّة قلت لَهُ: أربعة من الحفّاظ تعاصروا أيّهم أحفظ؟ فقال: مَن؟ قلت: الدّارَقُطْنيّ ببغداد، وعبد الغنيّ بمصر، وأبو عَبْد الله بْن مَنْدهَ بإصبهان وأبو عَبْد الله الحاكم بنَيْسابور. فسكت فألححتُ عَليْهِ، فقال: أمّا الدّارَقُطْنيّ فأعلمهم بالعِلَل، وأمّا عَبْد الغني فأعلمهم [ص:98] بالأنساب، وأمّا ابن مَنْدَهْ فأكثرهم حديثًا مَعَ معرفة تامّة، وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفًا. رواها أبو موسى المدينيّ في ترجمة الحاكم، بالإجازة عَنِ ابن طاهر.
أَخْبَرَنَا أبو بَكْر بْن أحمد الفقيه قال: أخبرنا محمد بن سليمان بن معالي، قال: أخبرنا يوسف بن خليل، قال: أخبرنا محمد بْن إسماعيل الطَّرَسُوسيّ (ح) وأنبأني أحمد بْن سَلامة، عَنِ الطَّرَسُوسيّ، أن محمد بْن طاهر الحافظ كتب إليهم أنه سَأَلَ أبا إسماعيل عبد الله بْن محمد الأنصاريّ عَنِ الحاكم أَبِي عَبْد الله النَّيْسابوريّ فقال: ثقة في الحديث، رافضيّ خبيث.
أَنْبَأَنَا ابن سلامة، عَنِ الطَّرَسُوسيّ، عَنِ ابن طاهر قَالَ: كَانَ الحاكم شديد التّعصُّب للشّيعة في الباطن، وكان يُظهر التَّسَنُّن في التقديم والخلافة، وكان منحرفًا غاليا عَنْ معاوية وأهل بيته، يتظاهر بِهِ ولا يعتذر منه. فسمعت أبا الفتح سَمْكَوَيْهِ بَهَراة يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الواحد المليحيّ يَقُولُ: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن السُلمي يَقُولُ: دخلتُ علي أبي عَبْد اللَّه الحاكم وهو فِي داره لا يمكنه الخروج إِلَى المسجد من أصحاب أبي عَبْد الله بْن كّرام، وذلك أنّهم كسروا مِنبره ومنعوه مِن الخروج، فقلت لَهُ: لو خرجت وأمليتَ في فضائل هذا الرجل حديثا لاسترحتَ مِن هذه المحنة. فقال: لا يجيء من قلبي، لا يجيء من قلبي، وسمعتُ المظفر بن حمزة بجُرجان، يقول: سمعتُ أبا سَعْد المالينيّ يَقُولُ: طالعت كتاب " المُسْتدَرك عَلَى الشيخين " الّذي صنَّفه الحاكم من أوّله إلى آخره، فلم أرَ فيه حديثًا على شرطهما!
قلتُ: وهذا إسراف وغُلُوٌّ من المالينيّ، وإلا ففي هذا " المستدرك " جملة وافرة عَلَى شرطهما، وجملة كبيرة عَلَى شرط أحدهما. لعلّ مجموع ذَلِكَ نحو نصف الكتاب، وفيه نحو الرُبع مما صح سنده، وفيه بعض الشيء أو له علة، وما بقي وهو نحو الرُبع، فهو مناكير وواهيات لا تصحّ، وفي بعض ذلك [ص:99] موضوعات، قد أعلمت لمّا اختصرت هذا " المُستدرك " ونّبهت عَلَى ذَلِكَ.
سمعت أبا محمد ابن السَّمَرْقَنْديّ يَقُولُ: بلغني أنّ " مستدرك " الحاكم ذُكر بين يدي الدارقُطني، فقال: نعم، يَستدرك عليهما حديث الطَّيْر. فبلغ ذَلِكَ الحاكم، فأخرج الحديث مِن الكتاب.
قلتُ: لا بل هُوَ في " المستدرك "، وفيه أشياء موضوعة نعوذ بالله مِن الخذلان.
قَالَ ابن طاهر: ورأيتُ أَنَا حديث الطّير، جمع الحاكم، في جزء ضخم بخطّه فكتبته للتَعجُّب.
قلت: وللحاكم " جزء في فضائل فاطمة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ".
وَقَدْ قَالَ الْحَاكِمُ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ الْحَافِظِ مِنْ " تاريخه "، قال: ذكرنا يَوْمًا مَا رَوَى سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، فَمَرَرْتُ أَنَا فِي التَّرْجَمَةِ، وَكَانَ بِحَضْرَةِ أَبِي عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمَشَايِخِ، إِلَى أَنْ ذَكَرْتُ حَدِيثَ: " لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ". فَحَمَلَ بَعْضُهُمْ عَلَيَّ، فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ لَهُ: لَا تَفْعَلْ، فَمَا رَأَيْتَ أَنْتَ وَلَا نَحْنُ فِي سِنِّهِ مِثْلَهُ، وَأَنَا أَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُهُ رَأَيْتُ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ.
قد مرّ أنّ الحاكم تُوُفّي في صفر سنة خمس وأربعمائة.
وذكر أبو موسى المديني في ترجمة الحاكم مفردة قال: كان دخل الحمام واغتسل، وخرج فقال: آه. وقبض روحه وهو متزر لم يلبس القميص [ص:100]
بعد وصلى عليه القاضي أبو بكر الحيري.(9/89)
189 - نُعيم بْن أحمد بْن إسماعيل، أبو الحَسَن الإستْراباذيّ، [المتوفى: 405 هـ]
نزيل سَمَرْقَنْد.
روى عَنْ أَبِي العبّاس الأصمّ، ومحمد بْن عَبْد الله الصّفّار، ونُعيم بْن عَبْد الملك الجُرجاني، وغيرهم، ومات بسَمَرْقَنْد فيها.(9/100)
190 - يوسف بْن أحمد بْن كَجّ، القاضي الشّهيد أبو القاسم الدينوري. [المتوفى: 405 هـ]
صاحب أبي الحسين ابن القطان، وحضر مجلس الداركي أيضا. وكان يُضرب بِهِ المثل في حِفْظ مذهب الشّافعيّ، وجمع بين رياسة الفقه والدنيا، وارتحل الناس إليه من الآفاق رغبةً في علمه وجوده، وله مصنّفات كثيرة، وكان بعض الناس يفضله عَلَى أبي حامد شيخ الشافعية ببغداد.
قتله العيارون بالدينَور ليلة السّابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمسٍ، رحمه الله تعالى.
وهو صاحب وجه، قَالَ لَهُ فقيه: يا أستاذ الاسم لأبي حامد والعلمُ لك. قَالَ: ذاك رفعتهُ بغداد وحطتني الدينور!(9/100)
-سنة ست وأربعمائة.(9/101)
191 - أحمد ابن الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بْن شاهين البغدادي. [المتوفى: 406 هـ]
روى عن أَبِي علي ابن الصّوّاف، وابن مُخَرّم، وأبي بحر البَرْبَهاريّ.
وثقه الخطيب.(9/101)
192 - أحمد بْن أَبِي طاهر محمد بْن أحمد، الْإِمَام أبو حامد الإسْفَرايينّي الشّافعيّ. [المتوفى: 406 هـ]
قدمِ بغداد وهو صبيّ فتفقه عَلَى أَبِي الحَسَن ابن المرزُبان، وأبي القاسم الدّاركيّ حتى صار أحد أئمة وقته، وعظُم جاهه عند الملوك. وحدث عَنْ عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي الحَسَن الدارقُطني، وجماعة.
قَالَ أبو إسحاق في " الطبقات ": انتهت إليه رياسة الدّين والدّنيا ببغداد، وعلّق عَنْهُ تعاليق في شرح المُزني، وطبق الأرض بالأصحاب، وجَمَعَ مجلسه ثلاثمائة متفقه.
وقال أبو زكريا النواوي: تعليق الشَّيْخ أَبِي حامد في نحو خمسين مجلّدًا، ذكر مذاهب العلماء، وبسط أدلّتها والجواب عَنْهَا، تفقَّه عَليْهِ أقضي القُضاة أبو الحَسَن الماورديّ، والفقيه سُليم الرّازيّ، وأبو الحَسَن المَحَامِليّ، وأبو عليّ السّنْجيّ، تفقَّه هذا السّنْجيّ عَليْهِ وعلى القفّال، وهما شيخا طريقتي العراق وخُراسان، وعنهما انتشر المذهب.
وقال الخطيب: حدثونا عَنْهُ، وكان ثقة، رَأَيْته، وحضرُت تدريسه في [ص:102] مسجد عَبْد الله بْن المبارك، وسمعتُ من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة فقيه، وكان النّاس يقولون: لو رآه الشّافعيّ لفرح به، ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وقدم بغداد سنة أربعٍ وستّين.
قَالَ الخطيب: وحدثني أبو إسحاق الشيرازي قال: سَأَلت القاضي أبا عَبْد الله الصَّيْمُريّ: مَن أَنْظَر مَن رأيتَ مِن الفقهاء؟ فقال أبو حامد الإسْفَرايينيّ.
قَالَ أبو حيّان التّوحيديّ في " رسالة ما تتمثل بِهِ العلماء ": سَمِعْتُ الشَّيْخ أبا حامد يَقُولُ لطاهر العبّادانيّ: لا تعلّق كثيرًا ممّا تسمع مني في مجالس الجدل، فإن الكلام يجري فيها على ختل الخصم ومغالطته ودفعه ومغالبته، فلسنا نتكلم لوجه الله خالصًا، ولو أردنا ذَلِكَ لكان خَطْوُنا إلى الصَّمْت أسرع مِن تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا نَبُوء بغضب الله تعالى، فإنَّا مَعَ ذلك نطمع في سعة رحمة الله.
قال ابن الصَّلَاحِ: وَعَلَى أَبِي حَامِدٍ تَأَوَّلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ حَدِيثَ: " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مَائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجدد لَهَا دِينَهَا "؛ فَكَانَ الشَّافِعِيُّ عَلَى رَأْسِ الْمَائَتَيْنِ، وَابن سُريج فِي رَأْسِ الثَّالِثَةِ، وَأَبُو حَامِدٍ فِي رَأْسِ الرَّابِعَةِ.
وعن سُليم الرّازيّ إنّ أبا حامد في أوّل أمره كَانَ يحرس في درب، فكان يطالع الدَّرس عَلَى زيت الحَرَس، وإنّه أفتى وهو ابن سبع عشرة سنة.
قَالَ الخطيب: مات في شوال، وكان يوما مشهودا، دفن في داره، ثم نُقل سنة عشر وأربعمائة ودُفن بباب حرب.(9/101)
193 - أحمد بْن بَكْر بْن أحمد بْن بقيّة، أبو طَالِب العبديّ. [المتوفى: 406 هـ]
أحد أئمّة العربيّة، لَهُ شرح " الإيضاح " لأبي عليّ الفارسي، و" التكملة "، وهو مِن أحسن الشُّروح. [ص:103]
وكان العبْديّ كاسد السُّوق لا يحضر عنده إلا القليل، وإنّما يزدحمون عَلَى ابن جنّي والربعي.
أخذ العربية عن أبي سعيد السيرافي. ثمّ لزم أبا عليّ الفارسيّ حتى أحكم الفنّ، وتصدر ببغداد، وحدَّث عَنْ دَعْلَج، وأبي عُمر الزّاهد. روى عَنْهُ القاضي أبو الطّيّب الطبري، وأبو الفضل محمد ابن المهدي، وغيرهما.(9/102)
194 - أحمد بْن عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بْن ميكال، أبو نصر النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 406 هـ]
الأمير العريض الجاه، البسيط الحشمة، إنسان عين آل ميكال، والذي كان يُضرب به المثل في الخصال، شاع ذكره، وكثر ضياعه وعقاره حتى أوقعه اتساق أموره في نكبته.
تُوُفّي بِقلعة غَزْنَة في سنة ستّ، ولم يحدَّث.
سَمِعَ من جدّه، وله شِعر حَسَن رائق، وأدب رائع، وبلاغة، وبراعة.
وكان جمال مملكة يمين الدّولة محمود بْن سُبكتكين وطراز دولته.
وفيه يقول الأديب الخوارزمي:
رف المنام إليَّ طيف خياله ... لو أنّ طيفًا كَانَ مِن أبداله
ولو أنّ هذا الدّهر يَشكر لم يدع ... شكر الأمير وقد غدا مِن آله
الوفْر عند نواله والنَّيْل عند ... سؤاله والموت عند سياله
والخلق من سُؤاله والجُود من ... عذاله والدهر من عماله
تتجمع الآمال في أمواله ... فيفرق الأموال فِي آماله
شيخ البديهة ليس يُمسك ... لفظهُ فكأنما ألفاظه من ماله(9/103)
195 - إبراهيم بْن جعفر بْن الحَسَن بْن أحمد بْن الحَسَن بْن الصّبّاح بْن عَبْدة، أبو الحسن الأسدي الهمذاني الحناط الشاهد. [المتوفى: 406 هـ]
وُلد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. وسمع سنة ثلاثٍ وأربعين من أَبِي القاسم بْن عُبيد، وأَوْس الخطيب، وأبي الصَّقْر الكاتب، ومأمون بْن أحمد، وأبي بَكْر محمد بْن حَيَّوَيْهِ الكُرْجيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد النَّصيبيّ، ومحمد بْن مَحْمَوَيْهِ النَّسَويّ، روى عَنْهُ أبو مسلم بن غزو، والحسن بْن عبد الله بْن ياسين، [ص:104] ومحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وأبو القاسم الخطيب.
قَالَ شِيَرَوَيْه: كَانَ صدوقا، توفي في جمادى الآخرة.(9/103)
196 - باديس بْن المنصور بْن بُلّكين بْن زيْري بْن مَنَاد، الأمير أبو مَنَاد الحِمْيَريّ الصنْهَاجيّ. [المتوفى: 406 هـ]
ولي إفريقيّة للحاكم، ولقَّبه الحاكم نصير الدّولة، وكان باديس ملكًا كبيرًا حازمًا شديد البأس، إذا هزّ رمحًا كسره.
ولدِ بأشِير سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، فلّما كَانَ في ذي القعدة سنة ست وأربعمائة أمر جيوشه بالعرض، فعُرضوا بين يديه إلى وقت الظُّهْر، وسرَّهُ حُسن عسكره، وانصرف إلى قصره ومدّ السماط، فأكل معه خواصُّه، ثمّ انصرفوا فلما كان الليل مات فجاءة، فأخفوا أمره، ورتبوا أخاه كرامت بْن المنصور حتى وصلوا إلى ولده المعزّ بن باديس فبايعوه، وتمّ لَهُ الأمر.
وقيل: إنّ سبب موته أنّه قصدَ طرابُلُس ونزل بقُربها عازمًا عَلَى قتالها، وحلَف أن لا يرحل عَنْهَا حتّى يُعيدها فُدُنًا للزّراعة، فاجتمع أهل البلد إلى المؤدّب محرز وقالوا: يا وليّ الله قد بلغك ما قاله باديس. فهلك في ليلته بالذَّبْحة، وكان مِن دعائه عَليْهِ أن رفع يديه إلى السّماء وقال: يا رب باديس، اكفِنا باديس.
وصِنهاجة: بكسر أوّله، قبيلةٌ مشهورة مِن حِمْيَر، وقال ابن دُرَيْد: بضمّ الصاد، لا يجوز غير ذلك.(9/104)
197 - الحَسَن بْن عليّ بْن محمد، الأستاذ أبو عليّ الدّقّاق الزّاهد النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 406 هـ]
شيخ الصُّوفيّة، وشيخ أَبِي القاسم القُشَيْريّ. تُوُفّي في ذي الحجّة. [ص:105]
سَمِعَ أبا عَمْرو بْن حمدان، وأبا الهيثم محمد بْن مكّيّ الكشميهنيّ، وأبا عليّ محمد بن عمر الشبويي.
ذكره عَبْد الغافر مُختصرًا فقال: لسان وقته وإمام عصره بعلم العربيّة، وحصّل علم الأصول، وخرجَ إلى مَرْو فتفقّه بها علي الخُضْريّ، وأعاد على أَبِي بَكْر القفّال المَرْوزيّ، وبرعَ، ثمّ أخذ في العمل وسلك طريق التَّصَوّف، وصحِب أبا القاسم النصْراباذّي. حكى عَنْهُ أبو القاسم القُشَيْريّ أحوالًا وكرامات. تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسٍ.(9/104)
198 - الحَسَن بْن محمد بْن حبيب بْن أيّوب، أبو القاسم النَّيْسابوريّ الواعظ المفسّر. [المتوفى: 406 هـ]
صنَّف في القرآن، والتّفسير، والآداب، وعُقلاء المجانين. سَمِعَ محمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبا الحَسَن الكارِزيّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، وأبا حاتم محمد بْن حِبّان البُسْتيّ، وأحمد بْن محمد بْن حمدون الشرمقاني، وجماعة. روى عَنْهُ أَبُو بَكْر محمد بْن عبد الواحد الحيري الواعظ، وأبو الفتح محمد بْن إسماعيل الفَرَغَانيّ، وأبو علي الحسين بن محمد السكاكي.
وتوفي في ذي الحجّة.(9/105)
199 - حمزة بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن أحمد بْن حمزة، أبو يعلى المهلبي النيسابوري، [المتوفى: 406 هـ]
الطبيب الحاذق.
سَمِعَ أَبَا حامد بْن بلال، وأبا جعفر محمد بْن الحَسَن الإصبهانيّ الصُّوفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن دَلُّوَيْه صاحب الْبُخَارِيّ، ومحمد بْن الحسين القطّان، وجماعة تفرّد بالسّماع منهم. وطال عُمره.
روى عَنْهُ أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو نصر عُبَيْد الله بن [ص:106] سَعِيد السجْزيّ، وأبو بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبو القاسم عَبْد الله بْن علّي الطُّوسيّ، ومحمد بْن إسماعيل التفْليسّي، وطائفة سواهم.
قَالَ الحاكم: أبو يَعْلَى حمزة الصَّيْدلانيّ هذا صحِب المشايخ، وطلب الحديث، ثمّ تقدَّم في معرفة الطّبّ.
وقال غيره: هُوَ مِن أولاد المهلّب بن أَبِي صُفْرة الأزْديّ الأمير.
تُوُفّي يوم عيد الأضحى عن سن عالية.(9/105)
200 - عُبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو القاسم السقطي. [المتوفى: 406 هـ]
بغداديّ نبيل لم يذكره الخطيب في تاريخه. سَمِعَ الكثير من إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عمر بن علي بن حرب، وأبي جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وابن السّمّاك، وأبي سهل القطان، والنّجّاد، وخلْق. وسمع بمكّة من ابن الأعرابيّ، والآجري، وجاور بها دهرا. وخرّج ابن أَبِي الفوارس لَهُ.
وروى الكثير؛ روى عَنْهُ حمزة السَّهْميّ، والمظفّر بْن الحَسَن سِبْط ابن لال، وأبو ذَرّ عَبْد بْن أحمد، وعبد العزيز الأزْجيّ، والحسن بْن عَبْد الرحمن الشافعي المكي، وخلق مِن الحاجّ.
قَالَ سعْد الزّنْجانيّ: كَانَ السَّقَطيّ يدعو الله أن يرزقه مجاورة أربع سنِين، فجاور أربعين سنة، فرأي رُؤيا كأنّ قائلًا يَقُولُ: يا أبا القاسم! طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين، لأنّ الحَسَنَة بعشر أمثالها، ومات لسنته.
قَالَ ابن النّجّار: مات سنة ست وأربعمائة.(9/106)
201 - عُبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بْن عليّ بْن مِهْران، الإمام أبو أحمد بْن أَبِي مُسلم البغداديّ الفَرَضيّ المقرئ، [المتوفى: 406 هـ]
أحد شيوخ العراق ومن سار ذكره في الآفاق.
قرأ القرآن على أحمد بْن عثمان بْن بُويان، وهو آخر مَن قرأ في الدّنيا عَليْهِ. وسمع المَحَامِليّ، ويوسف بْن البُهْلُول الأزرق، وحضر مجلس أَبِي بَكْر بْن الأنباريّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة ورعا دينا. [ص:107]
وقال العَتِيقيّ: ما رأينا في معناه مثله.
وذكره الأزهريّ عُبَيْد اللَّه، فقال: إمام من الأئمة.
وقال عيسى بن أحمد الهمذاني: كَانَ أبو أحمد إذا جاء إلى الشَّيْخ أَبِي حامد الإسْفرايينيّ قام من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا مستقبلًا لَهُ.
وقال الخطيب: حدثنا منصور بْن عُمَر الفقيه، قَالَ: لم أرَ في الشيوخ من يُعلم لله غير أَبِي أحمد الفَرَضيّ. قَالَ: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرياسة من علم وقرآن وإسناد، وحالةٍ متَّسعة من الدّنيا، وكان مَعَ ذَلِكَ أورع الخلْق، وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه، وكنتُ أُطيل القعود معه، وهو على حالة واحدة لايتحرك ولا يعبث بشيء، ولم أرَ في الشَّيوخ مثله.
قلت: قرأ عَليْهِ نصر بْن عَبْد العزيز الفارسيّ نزيل مصر، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس، والحسن بْن عليّ العطّار، وأبو بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط، وغيرهم. وحدَّث عَنْهُ أبو محمد الخلال، وعمر بْن عُبيد الله البقّال، وأحمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق، وعلي بن أحمد ابن البُسري، وعليّ بْن محمد بْن محمد بْن الأخضر الأنباري، وآخرون.
وتُوُفِّي فِي شوّال عَنِ اثنتين وثمانين سنة، وقد وقع لي حديثه بعُلو.
وأَخْبَرَنَا عُمَر بْن عَبْد المنعم برواية قالون قراءةً عَليْهِ، قال: أخبرنا بها أبو اليُمْن زيد بْن الحَسَن المقرئ إجازة، أن هبة الله بن عمر الحريري أخبره بها تلاوةً وسماعًا، قَالَ: قرأت بها على أَبِي بَكْر محمد بْن علي بْن محمد بن موسى الخيّاط في سنة إحدى وستّين وأربعمائة. وقرأ الخياط على أبي أحمد الفرضي، عن قراءته على أبي الحسين بن بويان، عن قراءته على القاضي أبي حسان أحمد بن محمد بن الأشعث، عَنْ قراءته عَلَى أَبِي نشيط، عَنْ قالون، عَنْ نافع، وقد وقعت لنا هذه الرواية - كما ترى - في غاية العُلُوّ.(9/106)
202 - عُتْبة بْن خَيْثَمَة بْن محمد بْن حاتم بْن خَيْثَمَة بْن الحَسَن بْن عَوْف، القاضي أبو الهيثم التّميميّ النَّيْسابوريّ الفقيه الحنفيّ، [المتوفى: 406 هـ]
شيخ الفقهاء والقُضاة. [ص:108]
ذكره الفارسيّ فقال: عديم النّظير في الفِقْه والتّدريس والفتوى.
تولّي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة إلى سنة خمس وأربعمائة، فأجراه أحسن مجرى. سَمِعَ من أُستاذيْه: أَبِي الحسين قاضي الحرمين، وأبي العبّاس التّبّان. وسمع بالحجاز من الديبلي، وببغداد من أبي بكر الشافعي وتوفي فِي جُمَادَى الآخره. روى عَنْهُ أَبُو بكر بن خلف.(9/107)
203 - عثمان بْن أحمد بْن إِسْحَاق بْن بُنْدار، أبو الفَرَج الإصبهاني البُرْجيّ. [المتوفى: 406 هـ]
سَمِعَ محمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ، وغيره. وعنه أبو الخير محمد بْن أحمد ررَا، وسليمان بْن إبراهيم الحافظ، والقاسم بْن الفضل الثّقفيّ، وجماعة.
تُوُفّي ليلة الفِطْر.(9/108)
204 - العلاء بْن الحسين بْن العلاء بن أحمد، أبو الفتح الزهيري الهمذاني البّزاز. [المتوفى: 406 هـ]
روى عَنْ أَبِي حاتم محمد بْن عيسى الوَسْقَنْديّ. روى عَنْهُ محمد بْن عيسى، وابن غزو، وعامة مشايخ الوقت بهمذان.
قال شيرويه: وحدثنا عَنْهُ يوسف الخطيب، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وكان صدوقا.(9/108)
205 - محمد بْن أحمد بْن خليل بْن فَرَج، أبو بَكْر القُرْطُبيّ، [المتوفى: 406 هـ]
مولي بني العبّاس.
سَمِعَ وهْب بْن مَسَرَّة، وإسماعيل بْن بدر. وحجّ، فأخذَ بمكّة عَنْ محمد بْن نافع الخُزَاعيّ، وبمصر عَنْ أَبِي عليّ بْن السَّكَن، وأبي محمد بْن الورْد، وحمزة الكِنَانيّ. روى عنه يونس بن عبد الله القاضي.
وتُوُفّي في رمضان، وله أربعٌ وثمانون سنة.
استوفي ترجمته الحافظ قطب الدين، وأنه سَمِعَ أيضًا من محمد بْن [ص:109] معاوية، وبمكّة عُمَر الْجُمَحّي، وبُكَيْر بْن محمد الحدّاد.
وكان صالحًا فاضلًا مجتهدًا في العبادة متقشّفًا، رحمه الله.(9/108)
206 - محمد بْن أحمد بْن عَبْد الوهاب الإِسْفَرايينيّ الحديثيّ الحافظ. [المتوفى: 406 هـ]
رحل وكتب عَنْ أَبِي أحمد بْن عدّي، وطبقته وكانت رحلته في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قَالَ أبو مسعود البَجَليّ: سمعتُ أبا عَبْد الله الحاكم يَقُولُ: أشهد عَلَى أَبِي بَكْر الإسفرايينيّ أنّه يحفظ من حديث مالك، وشُعبة، والثَّوْريّ، ومِسْعَر أكثر من عشرين ألف حديث.(9/109)
207 - محمد بن بذال، مختار الدّولة [المتوفى: 406 هـ]
قائد الجيوش.
ولي إمرة دمشق بعد أَبِي المُطاع بْن حمدان، فبقي أربع سنين، وعُزِل في هذه السّنة.(9/109)
208 - محمد بْن الحَسَن بْن فُورَك، أبو بَكْر الإصبهانيّ الفقيه المتكلَّم. [المتوفى: 406 هـ]
سَمِعَ مُسْنَد الطَّيَالِسيّ من عَبْد الله بْن جعفر الإصبهانيّ، واستُدعيَ إلى نَيْسابور لحاجتهم إلى عِلْمه، فاستوطنها، وتخرَّج بِهِ طائفة في الأصول والكلام، وله تصانيف جمّة.
وكان رجلًا صالحا، وقد سمع أيضا من ابن خُرَّزاد الأهوازيّ. روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو بَكْر أحمد بْن عليّ بْن خَلَف، وآخرون.
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: قبرهُ بالحِيرة يُسْتَسْقيَ بِهِ.
ذكر ابن حزم في " النّصائح " أنّ ابن سُبُكْتكين قتل ابن فُورَك لقَوله: [ص:110] أنّ نبيّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ نبيٌّ اليوم، بل كَانَ رَسُول اللهِ، وزعم ابن حزم أنّ هذا قول جميع الأشعريّة.
قَالَ ابن الصّلاح: لَيْسَ كما زعم، بل هُوَ تشنيع عليهم أثارته الكرّاميّة فيما حكاه القُشَيْريّ، وتناظر ابن فُوَرك وأبو عثمان المغربيّ في الوليّ، هَلْ يعرف أنّه وليّ؟ فكان ابن فُوَرك يُنْكر أن يعرف ذَلِكَ، وأبو عثمان يُثْبت ذَلِكَ.
وحكى بعضهم عَنِ ابن فُورَك أنّه قَالَ: كلّ موضع ترى فيه اجتهادًا ولم يكن عَليْهِ نور، فاعلم أنّه بدعة خَفِيّة.
وذكره القاضي شمس الدين في " وفيات الأعيان " فقال فيه: الأستاذ أبو بَكْر المتكلّم الأُصوليّ الأديب النحوي الواعظ الأصبهاني، درس بالعراق مدةً، ثمّ توجّه إلى الرّي، فَسَعَتْ بِهِ المبتدِعة فراسله أهل نَيْسابور، فوردَ عَليْهِم، وبنوا لَهُ بها مدرسة ودارًا، وظهرت بركته عَلَى المتفقهة، وبلغَت مصنّفاته قريبًا من مائة مصنَّف ودُعيَ إلى مدينة غَزْنَة، وجرت له بها مناظرات، وكان شديد الرّدّ عَلَى أَبِي عَبْد الله بْن كرّام، ثمّ عاد إلى نَيْسابور، فسُمّ في الطّريق، فمات بقرب بُسْت، ونُقِل إلى نَيْسابور، ومشهده بالحِيرة ظاهر يُزار ويُستجاب الدّعاء عنده.
قلت: أخذ طريقة الأشعريّ عَنْ أَبِي الحَسَن الباهليّ، وغيره.
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: سَمِعْتُ أبا صالح المؤذّن يَقُولُ: كَانَ أبو عليّ الدّقّاق يعقد المجلس ويدعو للحاضرين والغائبين من أعيان البلد وأئمّتهم، فقيل لَهُ: قد نسيت ابن فُورَك ولم تَدْع لَهُ. فقال أبو عليّ: كيف أدعو لَهُ وكنتُ أقسمُ عَلَى الله البارحة بأيْمانه أن يشفي عِلّتي، وكان بِهِ وجع البَطن تِلْكَ اللّيلة.
وقال البَيْهَقيّ: سَمِعْتُ القُشَيْريّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن فُورَك يَقُولُ: حُمِلتُ مقيدًا إلى شيراز لفتنة في الدّين، فوافينا باب البلد مُصبحًا، وكنت مهمومًا، فلمّا أسفَرَ النّهار وقع بصري علي محرابٍ في مسجدٍ عَلَى باب البلد، مكتوب عليه: " {أليس الله بكاف عبده} "، وحصل لي تعريف من باطنيّ أنّي أُكْفَى عَنْ قريب، فكان كذلك، وصرفوني بالعز. [ص:111]
قلت: كَانَ مَعَ دينه صاحب قَلَبَه وبدعة رحمه الله.
قَالَ أبو الوليد سليمان الباجيّ: لمّا طَالِب ابن فُورَك الكرّاميّة أرسلوا إلى محمود بْن سبكتكين صاحب خُراسان يقولون لَهُ: إنّ هذا الّذي يؤلب علينا أعظم بدعةٍ وكُفْرًا عندك منّا، فسَلْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المطَّلب، هَلْ هُوَ رسول الله اليوم أم لا؟ فعظُم عَلَى محمود الأمر، وقال: إنْ صحّ هذا عَنْهُ لأقتلّنه. ثمّ طلبه وسأله فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمّا اليوم فلا، فأمرَ بقتله، فشُفِعَ إِليْهِ وقيل: هُوَ رجلٌ لَهُ سِنٌ. فأمرَ بقتله بالسُّمّ، فسُقِيَ السُّمَ.
وقد دعا ابن حزم للسلطان محمود إذ وفق لقتل ابن فُورَك، لكونه قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ رسولًا في حياته فقط، وإنَّ روحه قد بطُل وتلاشي، وليس هُوَ في الجنّة عند الله تعالى يعني روحه. وفي الجملة ابن فُورَك خيرٌ من ابن حزْم وأجلّ وأحسن نِحْلَة.
قَالَ الحاكم أبو عَبْد الله: أخبرنا ابن فورك، قال: حدثنا عَبْد الله بْن جعفر، فذكر حديثًا.(9/109)
209 - محمد ابن الطّاهر ذي المناقب الحسين بْن موسى بْن محمد أبو الحَسَن العلويّ المُوسَويّ المعروف بالشّريف الرّضيّ، [المتوفى: 406 هـ]
نقيب الطّالبيّين، من ولد موسى بْن جعفر بْن محمد. [ص:112]
لَهُ " ديوان " شِعر مشهور، وشعره في غاية الحُسن. وصنَّف كتابًا في " معاني القرآن " يتعذَّر وجود مثله. وكان غير واحد من الأدباء يقولون: الشّريف الرّضيّ أشعر قُريش.
وكان مولده سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
وذكر الثّعالبيّ أنّه ابتدأ بنظْم الشعْر وهو ابن عشْر سِنين. قَالَ، وهو أشعر الطّالبيّين ممّن مضي منهم ومَن غَبَر عَلَى كثرة شُعرائهم المُفلقين، ولو قلت إنّه أشعر قُرَيش لم أبعُد عَنِ الصدْق.
وكان هُوَ وأبوه نقيب الطالبيين، ولي النقابة في أيّام أَبِيهِ. وديوانه في أربع مجلّدات.
وقيل: إنّ الشّريف الرَّضيّ أحضر درس أَبِي سَعِيد السيرافي النحوي ليعلمه ولم يبلغ عشر سِنين، فأمتحنه يومًا فقال: ما علامة النَّصْب في عُمَر؟ فقال: بُغض عليّ. فعجب السيرافيّ والجماعة من حِدّة خاطره.
وللرّضيّ كتاب " مجاز القرآن " أيضًا. [ص:113]
وكان أبوه شيخا معمرا، تُوفي سنة أربعمائة، وقيل: سنة ثلاث وأربعمائة، وقد جاوز التّسعين. فرثاه أبو العلاء المَعَريّ.
ومن شِعر الرَّضيّ
يا قلبُ ما أنتَ من نجد وساكنه ... خلفت نجدا وراء المُذبحِ الساري
راحت نوازعٌ من قلبي تتبعُهُ ... عَلَى بقايا لباناتٍ وأوطارِ
يا صاحبي قفا لي واقضيا وطرا
ً
وحَدّثاني عَنْ نجْدٍ بأخبارِ ... هَلْ رُوضتْ قاعُهُ الوَعْساء أم مُطرتْ
خميلة الطَّلْح ذات البان والغارِ ... أم هَلْ أبيتُ ودارٌ دون كاظمةٍ
داري وسُمار ذاك الحيّ سُماري ... تضوعُ أرواحُ نجد من ثيابهمُ
عند القدوم لقرب العهد بالدار
وللرضي
اشترِ العز بما شئـ ... ـت فما العزُّ بغالِي
بقِصار الصفر إنْ شئت ... أو السُمر الطوالِ
لَيْسَ بالمغبون عقلا ... من شرى عِزا بمالِ
إنما يدخر الما ... ل لأثمان المعالي
تُوُفّي فِي المحرَّم.(9/111)
210 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد، أبو بَكْر الشّيرازيّ المؤدب المعروف بالنّجّار. [المتوفى: 406 هـ]
تُوفي في جُمادى الأخرة عَنْ مائةٍ وستّ سنين.(9/113)
211 - محمد بْن عثمان بْن حسن، القاضي أبو الحُسَين النَّصِيبيّ، [المتوفى: 406 هـ]
نزيل بغداد.
روى عَنْ أَبِي الميمون بْن راشد البجلي، وإسماعيل الصفار، وأحمد بن جعفر ابن المنادي. روى عَنْهُ القاضي أبو الطّيّب الطَّبَريّ، وغيره. [ص:114]
ضعفه أحمد بن علي البادا.
وقال حمزة الدّقّاق: روى للشّيعة، ووضع لهم.
وقال الخطيب: سَأَلت الأزْهريّ عَنْهُ، فقال: كذّاب.(9/113)
212 - محمد بن علي بن يحيى بن السري الحذّاء التنيسيّ. [المتوفى: 406 هـ]
تُوُفّي بها في شعبان، ووُلد سنة سبع عشرة وثلاثمائة؛ قاله الحبّال.(9/114)
213 - محمد بْن مَوْهَب بْن محمد، أبو بكر الأزدي القبري ثم القُرطبي الحَصَّار، [المتوفى: 406 هـ]
والد القاضي أَبِي شاكر عَبْد الواحد، وجدّ الإمام أَبِي الوليد الباجيّ لأمّهِ.
روى عَنْ عَبْد الله بْن قاسم، وعبد الله بْن محمد بْن عليّ الباجيّ. ورحل فأخذ عَنْ أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ، وتفقّه عندهما، وبرع في مذهب مالك، ونظر في علم الكلام، فلمّا رجع تكلَّم في شيء من نُبوة النّساء ونحو هذه الغوامض، فشنّعوا عَليْهِ بذلك.
وكان من زُهاد العلماء، وكان القاضي ابن ذَكْوان يقدّمه عَلَى فُقهاء وقته وله مصنَّف في الفِقْه مفيد، وله شرح رسالة شيخه أَبِي محمد، ثمّ نزح إلى سبْتة لأمورٍ جرت، فأخذ عَنْهُ بها حمزة بْن إسماعيل، ثمّ عاد إلى قُرطبة مُستخفيا.
وتوفي في جُمادى الأولى.(9/114)
214 - أبو زُرعة بْن حُسين بْن أحمد القَزْوينيّ الفقيه. [المتوفى: 406 هـ]
سَمِعَ من عَبْد الله بْن عدّي بُجرجان، والفاروق الخطّابيّ بالبصرة، وجماعة.(9/114)
-سنة سبع وأربعمائة.(9/115)
215 - أحمد بن إبراهيم بن محمد البغداديّ، أبو الحسين الخازن. [المتوفى: 407 هـ]
سَمِعَ الحسين بْن عيّاش القطّان. وثّقه البَرْقانيّ، ومات في رمضان. روى جزءًا واحدًا؛ سَمِعَ منه البَرْقانيّ، وغيره.(9/115)
216 - أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بْن موسى، الحافظ أبو بَكْر الشّيرازيّ، [المتوفى: 407 هـ]
مصنّف كتاب " الألقاب ".
سَمِعَ ببغداد أبا بحر محمد بْن الحَسَن البَرْبَهاريّ، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، وعليّ بْن أحمد المَصيصيّ، وبإصبهان أبا القاسم الطَّبَرانيّ، وأبا الشّيخ وبمَرْو عَبْد الله بْن عُمَر بن علك، وبجُرجان عَبْد الله بْن عديّ، والإسماعيليّ، وبنَيْسابور محمد بْن الحَسَن السّرّاج، وبفارس عَبْد الواحد بْن الحَسَن الجنْدَيْسابوريّ، وسعيد بْن القاسم بْن العلاء المُطوعي بطراز من بلاد التُرك، وببُخَارَى محمد بْن محمد بْن صابر، وبِشيراز أسامة بْن زيد القاضي، وبالبصْرة أحمد بْن عَبْد الرحمن الخاركي، وبواسط وبلدان عدة. وأقام بهمذان مدّة، فروى عَنْهُ محمد بْن عيسى، وأبو مسلم بن غزو، وحُمَيْد بْن المأمون، وآخرون.
قَالَ الحافظ شِيرَوَيْه: حدثنا عَنْهُ أبو الفَرَج البَجَليّ، وكان صدوقًا ثقة حافظًا يُحسن هذا الشّأن جيّدًا جيدا. خرج من عندنا سنة أربع وأربعمائة إلى شِيراز، وأخبرتُ أنّه مات بها سنة إحدى عشرة.
وقال أَبُو القاسم بْن مَنْدَه: تُوفي فِي سنة سبْعٍ في شوّال.
قلت: وهذا أقرب، وقد سمعتُ كتاب " الألقاب " لَهُ من الأبرقُوهي بسماعه حضورًا سنة ثمان عشرة وستمائة، من أبي سهل السرفُولي، بسماعه [ص:116] من شهردار ابن الحافظ شيرويه؛ أخبرنا أحمد بن عمر البيع، قال: أخبرنا حُميد بْن المأمون، عَنْهُ.
قَالَ جعفر المستغفريّ: كَانَ يفهم ويحفظ. دخل نَسَف وكتبت عَنْهُ، وسمعته يَقُولُ: وقع بيني وبين أَبِي عَبْد الله ابن البَيَّع الحافظ منازعة في عَمْرو بْن زُرارة وعُمر بْن زُرارة، فكان يَقُولُ: هما واحد. فتحاكمنا إلى الحاكم أَبِي أحمد الحافظ فقلنا: ما يَقُولُ الشَّيْخ في رَجُل يَقُولُ: عَمْرو بْن زُرارة وعُمر بْن زُرارة واحد؟ فقال: مَن هذا الطّبل الّذي لا يفصل بينهما!(9/115)
217 - أحمد بْن محمد بْن خاقان، أبو الطَّيَّب العُكبري الدّقّاق. [المتوفى: 407 هـ]
حدَّث عَنْ أَبِي ذَرّ أحمد بن محمد ابن الباغَنْديّ، ومحمد بْن أيّوب بْن المُعافى، وهو آخر من حدَّث عَنْهُمَا.
وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.(9/116)
218 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دُوست، أبو عَبْد الله البغدادي البزّاز. [المتوفى: 407 هـ]
حدَّث عَنْ الحسين بْن يحيى بْن عَيّاش، ومحمد بْن جعفر المَطيريّ، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم. وعنه أبو محمد الخلال، والأزهري، وهبة الله اللالكائي، وأبو بكر الخطيب قَالَ: وكان محدَّثا مُكثرا حافظًا عارفا. مكث مدة يُملي بجامع المنصور بعد المخلّص، وكان يُملي من حفظه، وكان عارفًا بمذهب مالك. ضعّفه الأزهريّ، وطعن ابن أَبِي الفوارس في روايته عَنِ المَطيريّ.
قَالَ الخطيب: تُوفي في رمضان وله أربعٌ وثمانون سنة.
قلت: آخر من روى عَنْهُ رزق الله التّميميّ، وقع لي حديثه عاليا.
قَالَ البَرْقانيّ: كَانَ يسرد الحديث من حفظه، وتكلّموا فيه، فَقِيل: إنّه كَانَ يكتب الأجزاء ويتربُها ليُظنّ أنّها عُتق. [ص:117]
وقال الأزهريّ: غرقْتَ كُتبه فكان يجدّدها.
وأثني عَليْهِ بعض العلماء، وكان يُذاكر الدارقطني، ويسرد من حفظه.(9/116)
219 - أحمد بْن محمد بْن عَبْس، أبو مُعاذ الزّاغانيّ الهَرَويّ. [المتوفى: 407 هـ]
آخر من روى عَنْ يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الحافظ الهَرَويّ. روى عَنْهُ أبو عامر الأزْديّ شيخ الكَرُوخيّ وجماعة، وتوفي في ربيع الأول.(9/117)
220 - الحسن بن حامد بن الحسن، أبو محمد الديبلي التّاجر الأديب. [المتوفى: 407 هـ]
سَمِعَ عليّ بْن محمد بْن سَعِيد المَوْصِليّ، وأبا الطَّيّب المتنبيّ.
قَالَ الخطيب: حدثنا عنه الصوري، وكان صدوقا، تاجرا ممولا.
قَالَ لي الصُّوريّ: ذَكَر لنا ابن حامد أنّه سَمِعَ من دَعْلَج، وأن المتنّبي لمّا قدِم بغدادَ نزل عَليْهِ، فكان القيم بأموره، وقال لَهُ: لو كنتُ مادحًا تاجرًا لمدحتك.
وقال الصُّوريّ: قد روى الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابن حامد.
وقال أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي في مُستهل شوال.
قلت: وسماع الصوري منه بمصر، وروى عَنْهُ خَلَف الحُوفي.(9/117)
221 - الحسن بْن حامد، [المتوفى: 407 هـ]
شيخ الحنابلة.
قد مر سنة ثلاث وأربعمائة.(9/117)
222 - الحَسَن بْن عَلِيّ بْن المؤمَّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجِس، أبو محمد الماسَرْجِسيّ النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 407 هـ]
سَمِعَ أَبَاهُ، وأبا عثمان عَمْرو بْن عَبْد الله البصْريّ، والأصمّ.
وكان ثقة جليلًا. روى عنه أبو بكر البيهقي.
وتوفي في شعبان.(9/117)
223 - سليمان بن الحكم بن سليمان ابن النّاصر لدين الله عَبْد الرَّحْمَن الأمويّ المروانيّ الملقب بالمستعين. [المتوفى: 407 هـ]
خرج قبل الأربعمائة والتفّ عَليْهِ خلق من جيوش البربر بالأندلس، وحاصر قُرْطُبَة إلى أن أخذها كما ذكرنا في سنة ثلاث وأربعمائة، وعاث هو وجيشه وأفسدوا، وقتلوا، وعملوا ما لا تعمله الفَرَنْج، وكان من أمراء جُنده القاسم وعليّ ابنا حمّود بْن ميمون الحسني الإدريسي، فقدمهما عَلَى البربر، ثمّ استعمل أحدهما علي سبْتَة وطْنَجَة، واستعمل القاسم عَلَى الجزيرة الخضراء. ثّم إنّ عليّا متولي سبْتة راسلَ جماعةً، وحدَّث نفسه بولاية الأندلس، فاستجاب لَهُ خلْق، وبايعوه، فزحف من سبْته وعدّى إلى الأندلس، فبايعه أمير مالقه، واستفحل أمره، ثمّ زحَف بالبربر إلى قُرْطُبَة، فجهّز المستعين لحربه ولده محمد بْن سليمان، فانكسر محمد، وهجَم عليّ بْن حمُّود قُرْطُبَة فدخلها، وذبح المستعين بيده صبرًا، وذبح أَبَاهُ الحَكَم وهو شيخ في عَشْر الثمانين، وذلك في المحرّم، وانقطعت دولة بني أُميّة في جميع الأندلس.
وكان قيام سليمان في شوّال سنة تسعٍ وتسعين ثمّ كمل أمره في ربيع الآخر سنة أربعمائة، وظفر بالمهديّ محمد بْن عَبْد الجبّار في ذي الحجّة من السّنة فقتله صبرًا، وهرب المؤيّد بالله هشام بْن الحَكَم، وسار سليمان في بلاد الأندلس يعيث ويفسد ويُغير حتى دوَّخ الإسلام وأهله.
قَالَ الحُميدي: لم يزل المستعين يجول بالبربر يفسد وينهب ويقفر المدائن والقري بالسيّف لا يُبقى - معه البربر - على صغيرٍ ولا كبير ولا امرأة إلى أن غلب على قرطبة في سنة ثلاثٍ في شوّال.
قلت: عاش سليمان المستعين نيفًا وخمسين سنة، وله شِعْر رائق فمنه:
عجبا يهاب الليث حد سِناني ... وأهاب لَحْظَ فواتِر الأجفانِ
وأُقَارِعُ الأهوالَ لا متهيبًا ... منها سوى الإعراضِ والهجرانِ
وتملّكت نفسي ثلاثٌ كالدُّمَى ... زُهْرُ الوُجُوه نواعمُ الأبدانِ
ككواكب الظَّلْماءِ لُحْن لناظرٍ ... مِن فوقِ أغصانِ عَلَى كثبانِ
هذي الهلال وتلك بِنْت المشتري ... حُسْنًا وهذِي أختُ غصنِ البانِ [ص:119]
حاكمت فيهن السلُو إلى الصبا ... فقضى بسلطان على سلطاني
وإذا تجارى في الهوى أهلُ الهوى ... عاش الهوى في غبطةٍ وأمانِ(9/118)
224 - عَبْد الله بْن أحمد بْن إبراهيم، أبو القاسم الفارسيّ ثمّ البغداديّ. [المتوفى: 407 هـ]
حدَّث عَنْ أَبِي عمرو ابن السّمّاك، وأبي بَكْر النّجّاد.
قال الخطيب: سَمِعْتُ منه، وكان قَدَريّا داعية، لم أكتب ما سمعته منه.(9/119)
225 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن أَبِي المُطَرف عَبْد الرَّحْمَن الأندلسيّ، أبو المطرف، [المتوفى: 407 هـ]
قاضي الجماعة.
استقضاه الخليفة المؤيَّد بالله هشام في دولته الثّانية، فحُمِدَت سيرته، وكان الأغلب عَليْهِ الأدب والرّواية، وعُزِل عَنِ القضاء بعد سبعة أشهر، ففرح بالعزْل، وعاد إلى الانقباض والزهد إلى أن مضى لسبيله مستورا، وتوفي في صفر عَنْ إحدى وسبعين سنة.(9/119)
226 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن إبراهيم، أبو القاسم الهمذاني المؤدب. [المتوفى: 407 هـ]
روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي أحمد بْن مملوس الزَّعْفرانيّ، وحامد الصّرّام، وجماعة.
قال شيرويه: حدثنا عَنْهُ أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوذْباريّ، وأخوه أبو بَكْر، ويوسف الخَطيب، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وحديثه يدلّ عَلَى الصدْق.(9/119)
227 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حامد، أبو الحَسَن الدّيناريّ الأنصاريّ الهَرَويّ. [المتوفى: 407 هـ]
سَمِعَ أبا حامد الشّارِكيّ، وحامد بْن محمد الرّفّاء، وجماعة.
أكثر النّاس عَنْهُ.(9/119)
228 - عَبْد السّلام بْن الحَسَن بْن عَوْن، الأديب أبو الخطّاب البغداديّ الحريريّ التّاجر. [المتوفى: 407 هـ][ص:120]
من فُحُول الشُّعَراء.
ذكره ابن النّجّار، وأورد لَهُ مقطَّعات.
روى عنه مِهيار الدَّيْلَميّ، وأحمد بْن عُمَر بْن رَوْح.
مات في رجب.(9/119)
229 - عَبْد العزيز بْن عثمان بْن محمد القَرْقِسانيّ الصُّوفيّ، الشَّيْخ أبو محمد، [المتوفى: 407 هـ]
شيخ الصُّوفيّة بالشّام.
حدَّث عَنِ القاضي أحمد بْن كامل. روى عَنْه أبو عليّ الأهوازي، وعلي بْن محمد الرَّبَعيّ.
تُوُفّي في شوّال، وكان أشْعَريّا؛ قاله ابن عساكر.(9/120)
230 - عَبْد القاهر بْن محمد بْن محمد بْن عتْرة، أبو بَكْر المَوْصليّ. [المتوفى: 407 هـ]
حدَّث ببغداد عَنْ موسى بْن محمد الزّرْقيّ المَوْصِليّ. روى عَنْهُ أبو بَكْر الخطيب ووثّقه، وابن المهتدي بالله.(9/120)
231 - عَبْد الملك بْن أَبِي عثمان محمد بْن إبراهيم، أبو سعد النَّيْسابوريّ الواعظ الزّاهد المعروف بالخَركْوُشيّ، [المتوفى: 407 هـ]
وخركوش: سكّة بمدينة نيسابور.
روى عَنْ حامد بْن محمد الرّفّاء، ويحيى بْن منصور القاضي، وإسماعيل بْن نُجَيْد، وأبي عَمْرو بْن مطر. وتفقّه علي أَبِي الحَسَن الماسَرْجِسيّ، وسمع بالعراق ودمشق، وحجّ وجاوَرَ، وصحِبَ الزُّهّاد. وكان لَهُ القبول التّام.
وصّنف كتاب " دلائل النُّبُوَّة "، وكتاب " التّفسير "، وكتاب " الزُّهْد " وغير ذَلِكَ.
قَالَ الحاكم: أقول إنيّ لم أرَ أجمع منه علمًا، وزُهدًا، وتواضعًا، وإرشادًا إلى الله، وإلى الزُّهْد في الدّنيا، زاده الله توفيقًا وأسعدنا بأيّامه، وقد سارت مصنّفاته في المسلمين.
وقال الخطيب: كَانَ ثقة ورعًا صالحًا. [ص:121]
قلت: روى عَنْهُ الحاكم وهو أكبر منه، والحسن بْن محمد الخلال، وعبد العزيز الْأزجي، وَأَبُو القاسم التّنُوخيّ، وعليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو القاسم القُشيري، وأبو صالح المؤذّن، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله، وأحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بْن عثمان الإصبهانيّ البَيَّع، وآخرون.
وتوفي سنة سبْعٍ في جَمَادَى الأولى.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن هبة الله، قال: أخبرنا أبو روح إجازة، قال: أخبرنا زاهر قال: أخبرنا علي بن عثمان بن محمد البيع سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، قال: حدثنا الأُسْتَاذُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عثمان إملاء في سنة ست وتسعين وثلاثمائة قال: حدثنا يحيى بن منصور، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَامَ سُراقة بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْشُمٍ المُدلجي فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله حدثنا حديث قوم كأنما ولدنا الْيَوْمَ، عُمرتنا هَذِهِ لعامِنا هَذَا، أَمْ لِلأَبَدِ؟ قَالَ: لا، بَلْ لأَبَدِ الأَبَدِ.
كَانَ أبو سعد ممّن وُضع لَهُ القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء، وكان يعمل القَلانِس ويبيعها، ويأكل من كسْب يمينه. بني في سكته مدرسةً ودارا للمرضى، ووقف عليها الأوقاف، وله خزانة كُتب كبيرة موقوفة. فالله يرحمه.
وذكر ابن عساكر أنّه كَانَ أشعريّا.
وقال محمد بْن عُبيد الله الصّرّام: رَأَيْت الأستاذ أبا سعْد الزّاهد بالمصلى للاستسقاء عَلَى رأس الملأ، وسَمِعْتُهُ يصيح:
إليكَ جئنا وأنت جئتَ بنا ... وليس ربٌ سواك يُغنينا [ص:122]
بابُك رحبُ فناؤهٌ كرمٌ ... تُؤي إلى بابك المساكينا(9/120)
232 - عَبْد الوهّاب بن أحمد بْن الحَسَن بْن عليّ بْن منير، أبو القاسم المصريّ الأديب، [المتوفى: 407 هـ]
أخو منير.
لم يكن لَهُ في الحديث خبرة، وقد سَمِعَ أبا سعيد ابن الأعرابيّ، وغير واحد، وحدَّث، وأفاد؛ روى عَنْهُ الحافظ أبو عَمْرو الدّانيّ، وغيره من المَغَاربة والمصرييّن.
وتُوُفّي في شَعْبان من السّنة.(9/122)
233 - عطيّة بن سعيد بن عبد الله، أبو محمد الأندلسيّ. [المتوفى: 407 هـ]
سَمِعَ من أَبِي محمد الباجيّ. ثم رحل وطاف بلاد المشرق سياحةً وانتظمها سماعًا، وبلغ إلى ما وراء النّهر، ثمّ عاد إلى نَيْسابور فسكنها مدّة عَلَى قدم التوكُّل والزُّهد، ورُزق القبُول الوافر، وعادَ إليه أصحاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُلمي.
قَالَ الخطيب: ثمّ قدمِ بغداد، وحدث عَنْ زاهر السَّرْخَسيّ، وعليّ بْن الحسين الأَذَنيّ، حدَّثني عَنْهُ أبو الفضل عَبْد العزيز بْن المهديّ، وقال: كَانَ زاهدًا لا يضَع جنْبَه، إنّما ينام مُحتبيا.
وقال غيره: ثمّ خرج مِن بغداد إلى مكّة، وكان قد جمع كُتبا حملها عَلَى بخاتيّ كثيرة، وليس لَهُ إلا ركوة ومُرقعته ووطاءة، وكذلك خرج إلى الحجّ، فكان كلّ يوم يعزم عَليْهِ رجلٌ من الرَّكْب. قَالَ رفيقه: ما رَأَيْته يحمل من الزّاد شيئًا. وقُرئ عَليْهِ بمكّة " صحيح الْبُخَارِيّ "، بروايته عَنْ إسماعيل بْن حاجب صاحب الفِربْرِي، وكان عارفًا بأسماء الرّجال، وكان يجوّز السَّماع، فلذلك كانت المغاربة يتحامونه.
وذكره أبو عَمْرو الدّانيّ في " طبقات المقرئين " لَهُ، فقال: عطيّة بْن سَعِيد القفْصيّ الصُّوفيّ، أخذ القراءة عَنْ جماعة، وعرض بالأندلس على عليّ بْن محمد بْن بِشر، وبمصر عَلَى عَبْد الله - يعني السّامّريّ - ودخل الشّام، والعراق [ص:123] وخُراسان، وكتب الكثير من الحديث، وكان ثقة، كتب معنا بمكة عَنْ أحمد بْن فِراس، وأحمد بْن متٍ البخاري، قال: وبها توفي سنة سبع وأربعمائة.(9/122)
234 - علي بن الحسين بن القاسم، أبو الحسن ابن المترفق البغدادي ثم الطرسوسي الصُّوفيّ. [المتوفى: 407 هـ]
حدَّث عَنْ أَبِي القاسم الطّبَرانيّ، وعبد الله بْن عديّ، وجماعة. وحدَّث بدمشق ومصر؛ روى عَنْهُ تمّام الرّازيّ وهو أكبر منه، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو الحسن ابن السمْسار، وأبو عليّ الأهوازيّ، وهبة الله بْن إبراهيم الصَّوّاف المصريّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو إِسْحَاق الحبّال.
ومات في شَعْبان.(9/123)
235 - عليّ بْن محمد، أبو الحَسَن الخُراساني العدّاس القيّاس. [المتوفى: 407 هـ]
بمصر في ربيع الآخر. حدث عَنْ أَبِي الطّاهر القاضي، والحسن بْن رشيق. روى عنه خلف بن أحمد الحُوفي.(9/123)
236 - محمد بْن أحمد بْن شاكر، أبو عَبْد الله المصري القطان [المتوفى: 407 هـ]
الذي جمع " فضائل الشافعي ".
روى عَنْ عَبْد الله بْن جعفر بْن الورد، والحسن بْن رشيق، وجماعة. روى عَنْهُ القاضي أبو عبد الله القُضاعي، وأبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبّال، وجماعة.
تُوُفّي في المحرّم.(9/123)
• - محمد بْن أحمد، أبو بَكْر الدّمشقيّ الجُبني. [المتوفى: 407 هـ]
في العام الآتي.(9/123)
237 - محمد بْن أحمد بْن القاسم بْن إسماعيل، أبو الحسين الضّبّيّ المَحَامِليّ. [المتوفى: 407 هـ]
سمع إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك، والنجاد. [ص:124]
وكان إمامًا ثقة.
قَالَ الدارقطني: حفظ القرآن والفرائض، ودرس مذهب الشّافعيّ، وكتب الحديث، وهو عندي ممّن يزداد كلّ يوم خيرًا.
قَالَ الخطيب: مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في رجب، وقد حضرتُ مجلسَه غير مرّة.
قلت: وروى عَنْهُ سُليم الرّازيّ، وأبو الغنائم بْن أَبِي عثمان، وجماعة، وقع لي حديثه عاليا.(9/123)
238 - محمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذي، أبو الحسن المؤدب الحنبلي المعروف بابن الشعراني الهمذاني. [المتوفى: 407 هـ]
روى عَنْ أَوْس بْن أحمد، والكِنْديّ، ومحمد بن موسى البزاز. روى عنه مكي ابن المحتسب، ومحمد بن الحسين الصوفي.
وهو صدوق.(9/124)
239 - محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان، أبو الطيب العُكبري. [المتوفى: 407 هـ]
ولد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وسمع في سنة خمس وعشرين من محمد بن أيوب بن المُعافى، وإبراهيم القافلائي. روى عنه أبو منصور محمد بن محمد النديم، وهو آخر من روى عَنْ أَبِي ذر الباغَنْدِيّ.
قَالَ الخطيب: سألت عَبْد الواحد بْن برهان عَنْهُ فعرفه ووثَّقه. فقلت: إنّه روى عَنْ أَبِي ذَرّ. فقال: كَانَ صدوقًا.
مات ببغداد.
قلت: وروى عَنْهُ أبو منصور العُكبري كتاب " المُجتنى " لابن دُريد، بسماعه من ابن دُريد، سمعته بُعلو.(9/124)
240 - محمد بن الحسن بن عنبسة، أبو الحسن المذكر. [المتوفى: 407 هـ]
توفي ببخارى عن ثمانين سنة. روى عَنْ أَبِي سهل بْن زياد، وعبد الباقي بن قانع.(9/124)
241 - محمد بْن سليمان بْن الخضر، أبو بَكْر النَّسَفيّ المعدّل. [المتوفى: 407 هـ]
روى " جامع الترْمِذيّ " عَنْ محمد بْن محمود بْن عَنْبر عَنْ المصنّف.
وتُوُفّي في جمادى الأولى.(9/125)
242 - محمد بن علي بن خلف، الوزير فخر المُلك، أبو غالب ابن الصَّيْرفيّ، [المتوفى: 407 هـ]
الّذي صُنفَ " الفخْريّ " في الجبر والمقابلة من أجله.
كَانَ جوادًا ممدَّحًا رئيسًا، قتله مخدومه سلطان الدولة ابن السلطان بهاء الدولة ابن عَضُد الدّولة بنواحي الأهواز في هذه السّنة.
ولُد فخر المُلك بواسط في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وتنقلت به الأحوال حتى ولى الوزارة، وكان قد جمع بين الحِلم والكرم والرأي.
قال أبو جعفر ابن المسلمة: كنت مع أبي عند فخر المُلك أبي غالب وقد رُفعت إليه سعايةٌ برجل، فوقع فيها: "السعاية قبيحة ولو كانت صحيحة. فإن كُنت أجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها أكثر من الربح، ومعاذ الله أن نقبل من مهتوكٍ في مستور، ولولا أنّك في خَفَارة شَيْبك لعاملناك بما يُشبه مقالك، ويرتدع به أمثالك، فاكتم هذا العيب، واتق من يعلم الغيب " ثم أمر الوزير فخر المُلك أن تطرح في الكتاتيب وتُعلم الصبيان، يعني: هذه الكلمات.
وقد ذكره هلال بْن المحسّن في كتاب " الوزراء " من جَمْعه، فأسهب في وصفه، وأطنب، وطوّل ترجمته.
وكان أَبُوهُ صَيْرفيّا بديوان واسط، فنشأ فخر المُلك في الدّيوان وكان يتعانى الكَرَم والمروءة في صغره، وله نفس أبية، وأخلاق سنّية، فكان أهله يلقّبونه بالوزير الصغير، فلم يلبث أن ولى مُشارفة بعض أعمال واسط، وتوصل إلى أن ولي ديوان واسط، وتخادم لبهاء الدولة ابن عضد الدولة ولم يزل حتى وزر وناب لبهاء الدّولة بفارس، وجرت عَلَى يده فتوحات.
وتُوُفّي أبو عليّ الحَسَن بْن أستاذ هُرمز عميد الجيوش، فولى أبو غالب وزارة العراق في آخر سنة إحدى وأربعمائة، ومدحه الشّعراء. فلم يزل حاكمًا عليها حتّى أُمْسِكَ بالأهواز في ربيع الأوّل وقُتل. [ص:126]
وكان رحمه الله طلْق الوجه، كثير البِشر، جوادا، تنقل في الأعمال جليلها وحقيرها، وكان إليه المنتهى في الكفاءة، والخبرة، وتنفيذ الأمور، يوقّع أحسن توقيع وأسدهُ وألطفه، ويقوم بعد الكَدّ والنَّصْب وهو ضاحك، ما تبيَّن عليه ضجر، وكاتب ملوك الأقاليم وكاتبوه، وهاداهم وهادوه. ولم يكن في وزراء الدولة البُويهية من جمع بين الكتابة والكفاءة وكِبَر الهمّة والمروءة والمعرفة بكلّ أمرٍ مثلهُ. كان أعيان القوم أبو محمد المهلّبيّ، وأبو الفضل بْن العميد، وأبو القاسم بْن عَبّاد، وما فيهم من خبر الأعمال وجَمَعَ الأموال، مثل فخر المُلك، وكانت أيامه وعدله يزكى على أولئك، وكان من محاسن الدنيا التي يعز مثلها.
وله بيمارستان عظيم ببغداد قلّ أن عُمِل مثله، وكانت جوائزه وصِلاته واصلةً إلى العلماء والكُبراء والصُلحاء والأدباء والمساكين، وله في ذلك حكايات.
دُفن دفنا ضعيفا، فبدت رِجله ونبشته الكلاب، وهو في ثيابه لم يكفن، ثم أخذوا من وسطه هميانا فيه جوهر نفيس، وأخذوا لَهُ من النعَم والأموال ما ينيف على ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار.
وقد ولى وزارة بغداد في أيّام القادر بالله فأثر بها آثارا حسنة، وعم بإحسانه وجوده الخاص والعامّ، وعمّر البلاد، ونشر العدل والإحسان. قتل مظلوما، وقد مدحه غير واحد.(9/125)
-سنة ثمان وأربعمائة(9/127)
243 - أحمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن الحُصين. [المتوفى: 408 هـ]
حدَّث في هذه السنة عَنْ جعفر الخُلدي، والنّجّاد. روى عَنْهُ الأزهريّ، وأحمد بْن عليّ التُّوَّزيّ، ووثَّقاه.(9/127)
244 - أحمد بْن عَبْد العزيز بْن أحمد بْن حامد بْن محمود بْن ثَرْثال، أبو الحَسَن التَّيْميّ البغداديّ. [المتوفى: 408 هـ]
سكن مصر، وحدَّث عن أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار، وإبراهيم بْن محمد بْن علي بن بطحاء.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وسمع في سنة ستّ وعشرين.
وقيل: إنّ جميع ما حدث به جزءٌ واحد؛ روى عَنْهُ محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وأبو عَبْد الله محمد بْن سلامة القُضاعي، وخَلَف بْن أحمد الحُوفي.
وآخر من حدَّث عَنْهُ، أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبال.
توفي في ذي القعدة.(9/127)
245 - أحمد بْن عليّ الحاكم، أبو حامد الشَّيبْانيّ. [المتوفى: 408 هـ]
تُوُفّي في رمضان.(9/127)
246 - إسماعيل بْن حَسَن بْن عليّ بْن عَتّاس، أبو عليّ البغداديّ الصَّيْرفيّ. [المتوفى: 408 هـ][ص:128]
حدَّث عَنْ الحسين بْن عيّاش القطّان.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا، أدركته ولم أسمع منه، وتوفي في رمضان، حدثنا عنه الأزجي، وغيره.(9/127)
247 - الحَسَن بْن محمد بْن يحيى، أبو محمد ابن الفحّام السامرّيّ المقرئ. [المتوفى: 408 هـ]
شيخ مُسند متفنّنِ،
سَمِعَ: أَبَا جَعْفَر بْن البَخْتَرِي، وإِسْمَاعِيل الصَّفّار. وقرأ بالروايات عَلَى أَبِي بَكْر النّقّاش، وأبي بَكْر بْن مقسم، ومحمد بْن أحمد بْن الخليل، وعمر بْن أحمد الحمّال الّذي لقّنه، وأبي عيسى بكّار، وأبي بَكْر عَبْد الله بْن محمد الخبّاز بسامرّاء. قرأ عليه، أبو علي غلام الهراس، وغيره. وحدث عَنْهُ محمد بْن محمد بْن عَبْد العزيز العُكبري، وغيره.
وكان فقيهًا عَلَى مذهب الشّافعيّ، فاضلًا، ولكن كَانَ يتشيَّع.
قَالَ الخطيب: مات بسامراء، قال: وكان يُرمى بالتّشيُّع.(9/128)
248 - الحسين بْن الحَسَن، أبو عبد الله ابن العريف البغداديّ الجواليقيّ. [المتوفى: 408 هـ]
حدَّث عَنْ محمد بْن مَخْلَد، والصُّوليّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان فقيرًا يسأل في الطُّرُقات فلقِيناه وأعطاه بعضنا شيئًا، وسمعنا منه في سنة ثمان بقراءتي.(9/128)
249 - خَلَف بْن هانئ، أبو القاسم العدويّ العُمري، الطرطُوشي. [المتوفى: 408 هـ]
قدمِ قُرطبة، وسمع من أَبِي بَكْر أحمد بْن الفضل الدينَوريّ، وأحمد بْن معروف في سنة ستً وأربعين. روى عَنْهُ ابنه أبو مروان عُبَيْد الله، وأبو المُطرف بْن جحاف، وغيرهما. [ص:129]
وتُوُفّي في نصف رمضان، وقد جاوز الثّمانين.(9/128)
250 - سعد بْن محمد بْن يوسف، أبو رجاء الشَّيْبانيّ القَزْوينيّ، [المتوفى: 408 هـ]
نزيل بغداد.
قَالَ الخطيب: ما علمتُ بِهِ بأسًا، وحَدَّثَنَا من حفظه سنة ثمان قال: حدثنا الحسن بن حبيب الحصائري بدمشق، قال: حدثنا الربيع بْن سليمان، فذكر حديثًا، ثم قَالَ الخطيب: لم يكن عنده سوى هذا الحديث.
قلت: ورواه عَنْهُ محمد بْن إسماعيل الجوهريّ، ويوسف المَهْروانيّ، وغيرهما.(9/129)
251 - سليمان بْن خَلَف بْن سُليمان بْن عَمْرو بْن عَبْد ربّه بْن دَيْسَم، أبو أيّوب القُرطبي، ويُعرف بابن نُفيل، [المتوفى: 408 هـ]
وهو لقب أبيه.
روى عَنْ محمد بْن معاوية القُرشي، وأحمد بْن مُطرف، وأبي عليّ القالي، وأبي عيسى الليثي، وولي قضاء بعض مدن الأندلس.
وولد سنة أربع وثلاثين، وتوفي في شعبان.(9/129)
252 - صالح بْن محمد البغداديّ المؤدّب. [المتوفى: 408 هـ]
قَالَ الخطيب: حدثنا عَنْ النّجّاد، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر، وأحمد بْن كامل في سنة ثمانٍ. وكان صدوقا.(9/129)
253 - عَبْد الله بْن عُبيد الله بْن يحيى، أبو محمد البغداديّ المؤدّب المعروف بابن البَيَّع. [المتوفى: 408 هـ]
سَمِعَ الحسين بْن إسماعيل المَحَامِليّ. روى عَنْهُ أبو الغنائم مُحَمَّد بن الحَسَن بْن أَبِي عثمان، وأخوه أبو محمد أحمد، وأبو الفضل ابن البقال، ومحمد بن محمد بْن عَبْد العزيز العُكبري، وجماعة آخرهم نصر بْن أحمد بْن البطر.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: كان يسكن بدرب اليهود، وكان ثقة، وخرجت [ص:130] يومًا من مجلس أَبِي الحسين المحاملي القاضي، فأرادني أصحاب الحديث عَلَى المُضي معهم إِليْهِ، فلم أفعل لأجل الحَرّ، ولم أُرزق السّماع منه، وتُوُفّي في رجب، وله سبعٌ وثمانون سنة.(9/129)
254 - عبد الله بْن عَبْد المُلْك بْن محمد، أبو الفتح البغداديّ النّحّاس، [المتوفى: 408 هـ]
مَوْصِليّ الأصل.
سَمِعَ من القاضي المَحَامِليّ مجلسًا، وسمع من محمد بن عمرو بن البختري، وإسماعيل الصَّفّار، والنّجّاد.
وثقه البَرْقانيّ.
وقال الخطيب: لم يُقضَ لي السَّمَاع منه، ومات فِي صفر.(9/130)
255 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عفّان، أبو محمد. [المتوفى: 408 هـ]
تُوُفّي بدمشق في ذي القعدة.
عنده عَنْ خَيْثَمَة الأطرابُلسي.(9/130)
256 - عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد بْن الفلو، أبو بَكْر البغداديّ الكُتبي. [المتوفى: 408 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر النّجّاد.
قَالَ الخطيب: حدثنا في سنة ثمان وأربعمائة.(9/130)
257 - عَبْد العزيز بْن محمد بْن نصر بْن الفضل، أبو القاسم السُتوري. [المتوفى: 408 هـ]
حدَّث عَنْ إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السّمّاك، وفارس الغُوري، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ بانتخاب ابن أَبِي الفوارس، وكان لا بأس به، توفي في ذي القعدة.(9/130)
258 - عطية بن سعيد، أبو محمد الأندلسي الحافظ الزاهد، [المتوفى: 408 هـ][ص:131]
أحد الأئّمة الأعلام.
سَمِعَ من عَبْد الله بْن محمد بْن عليّ الباجيّ، وطبقته. وارتحل إلى المشرق فأكثر من التَّرْحال، ولقي نُبلاء الرجال، وبرّز في العلم والعمل، وبعد صيته، وصار له أتباع ومريدون، وبلغ إلى ما وراء النهر. وسمع من زاهر السرخسي، وعبد الله بن خيران القيرواني، وعلي بن الحسين الأذني. روى عنه محمد بن عبد العزيز ابن المهدي، وغيره. وكان لا يضع جنبه إلى الأرض لكن ينام محتبيا.
قَالَ الحُمَيْديّ: أقام بنَيْسابور مدّة، وكان صوفيا على قدم التوكل والإيثار، عاد إليه أصحاب السلمي.
وقال غيره: ثم إنه قدم بغداد، ثم حج وجاور.
وقال عبد العزيز بن بندار الشيرازي: لقيته ببغداد وصَحِبْتُه، وكان من الإيثار والسّخاء عَلَى أمرٍ عظيم، ويقتصر عَلَى فُوطة ومُرَقَّعَة. وكان قد جمع كُتُبًا حملها عَلَى بخاتيّ كثيرة، فرافقته وخرجنا جميعا إلى الياسرية، فليس معه إلا وطاؤه وركوته ومرقعته عليه، فعجبت من حاله، فلما بلغنا المنزل ذهبنا نتخلل الرّفاق، فإذا بشيخٍ خُراسانيّ حوله حَشَم، فقال لنا: أنزلوا، فجلسنا، فأتى بِسُفْرة، فأكَلْنا وقمنا، قَالَ: فلم نزل عَلَى هذه الحال يتّفق لنا كلّ يوم مَن يطعمنا ويسقينا إلى مكة وما حملنا من الزاد شيئا. وحدث بمكة " بصحيح البخاري " عن إسماعيل الحاجبي، عن الفربري، فكان يتكلم على الرجال وأحوالهم، فيتعجب من حضر. وتوفي بمكة سنة ثمان أو تسع وأربعمائة.
قَالَ الحُمَيْديّ: وله كتاب في تجويز السّماع، فكان كثير من المغاربة يتحامونه لذلك. وله " طُرُق حديث المِغْفَر ومَن رواه عَنْ مالك " في أجزاءٍ عدّة. وحَدَّثَنَا أبو غالب بن بشران النحوي، قال: حدثنا عطية بن سعيد، قال: حدثنا القاسم بن علقمة، قال: حدثنا بهز، فذكر حديثا.(9/130)
259 - عليّ بْن إبراهيم بْن إسماعيل، أبو الحَسَن المصريّ الشَّرفيّ، الفقيه الشّافعيّ الضّرير، [المتوفى: 408 هـ]
والشَّرَف: مكان بمصر. [ص:132]
حدَّث عَنْ أَبِي الفَوارس الصّابونيّ، وأبي محمد بْن الورد. روى عنه أبو الفضل السَّعْديّ، وأحمد بْن بابشاذ، وأبو إِسْحَاق الحبّال، وغيرهم.
تُوُفّي في ذي القعدة.(9/131)
260 - عليّ بْن حمّود بْن ميمون بْن أحمد بْن عليّ بْن عُبيد اللَّه بْن عُمَر بْن إدريس بْن إدريس بْن عَبْد الله المَحْض بْن الحَسَن المُثنى ابن رَيْحانة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحَسَن بْن عليّ رضي الله عنهما، الحسني الإدريسي. [المتوفى: 408 هـ]
قد ذكرنا في السنة الماضية في ذِكْر سليمان المستعين بعض أمره. لما قتل سليمان وأباه استقّل بالأمر، وحكم علي الأندلس، وتسمّي بالخلافة، وتلقَّب بالنّاصر. ثمّ خالف عَليْهِ الموالي الّذين كانوا قد نصروه وبايعوه وقدموا عَليْهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الملك ابن النّاصر لدين الله الأُمويّ، ولقّبوه بالمُرْتَضَى، وزحفوا بِهِ إلى غرناطة، ثمّ ندموا عَلَى تقديمه، لما رأوا من صرامته وقوّة نفسه، وخافوا مِن عواقب تمكُّنه، فانهزموا عَنْهُ، ودسّوا مَن اغتاله، وبقى عليّ في الإمرة اثنين وعشرين شهرًا، ثمّ قتله غِلمانٌ لَهُ صقالبة في الحمّام في أواخر هذا العام، وقام بالأمر بعده أخوه القاسم.
ولعليّ من الولد: يحيى المُعتلي، وقد ملك، وأخوه إدريس.
وشيخنا جعفر بْن محمد بْن عَبْد العزيز الإدريسيّ المصريّ الّذي روى لنا عَنْ ابن باقا من ذُرية المُعتلي.(9/132)
261 - محمد بن أحمد بن عثمان بن طلحة الأسدي الزبيري القزويني. [المتوفى: 408 هـ]
سمع علي بن محمد بن مهرويه، وإسحاق بن محمد، وعلي بن جمعة، وعلي بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفامي، وانتخب عليه أبو يعلى الخليلي.
وذكر الخليلي أنه نيف على المائة سنة، ومات أبوه قبله بنحو مائة سنة، ومات جده عثمان بعد السبعين ومائتين، وكان يروي عن سليمان [ص:133] الشاذكوني.(9/132)
262 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن هلال، أبو بكر السلمي الدّمشقيّ، المعروف بابن الجُبني، الأطروش المقرئ. [المتوفى: 408 هـ]
قرأ عَلَى أبيه، وعلى أَبِي الحَسَن محمد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجعفر بْن حمدان بْن سليمان النَّيْسابوريّ، وأحمد بْن محمد بْن الفتح النّجاد، وأبي بَكْر بْن أَبِي حمزة إمام مسجد باب الجابية، وأحمد بْن عثمان السّبّاك. قرأ عَليْهِ عليّ بْن الحَسَن الرَّبعيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو العبّاس بن مردة الأصبهاني، وانتهت إليه الرياسة في قراءة ابن عامر. قرأها عَلَى جماعة من أصحاب هارون الأخفش؛ قَالَ الكتّانيّ ذَلِكَ، وقال: تُوُفّي سنة ثمانٍ.
وقال الأهوازيّ: سنة سبْع، وكان أَبُوهُ إمام مسجد سوق الْجُبْن فقيل لَهُ: الْجُبْنيّ، وقد قرأ علي هارون بْن موسى الأخفش.
وقيل: إنّ جدّه هلال هُوَ ابن عَبْد العزيز بْن عَبْد الكريم ابن المقرئ، العلم أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن حبيب السُّلميّ مُقرئ الكوفة.
وقال الأهوازيّ: قرأت برواية ابن ذَكْوان عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن محمد السُّلميّ في منزله بدمشق، وأخبرني أنّه قرأ عَلَى أَبِي الحَسَن بْن الأخرم، وعلى أَبِي الفضل جعفر بْن حمدان النَّيْسابوريّ، وعلى أبي القاسم عليّ بْن الحُسين بْن أحمد بْن محمد بْن السفر الجرشي، وأخبروه أنهم قرؤوا عَلَى الأخفش، عَنْ ابن ذكوان.
قلتُ: وقد تُوُفّي ابن السَّفْر هذا في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة.
وقيل: إن أبا بكر ابن الجبني ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وإنّه تُوُفّي في سابع ربيع الأوّل سنة سبع وأربعمائة، وإنّ شيخه النَّيْسابوريّ تُوُفّي في صفر سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. وآخر من قرأ عَليْهِ وفاةً الحَسَن بْن عليّ الّلبّاد، بقي إلى سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.(9/133)
263 - محمد بْن إبراهيم بْن جعفر، أبو عَبْد الله اليَزْديّ الْجُرْجانيّ، [المتوفى: 408 هـ]
مُسْنِد إصبهان في وقته.
أملي مجالس كثيرة، وسمع من محمد بْن الحسين القطان، والعباس بْن محمد بْن مُعَاذ، وحاجب بْن أحمد، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد بْن الحَسَن المحمّداباذي، والحسن بْن يعقوب البخاريّ، ومحمد بْن عبد الله الصفار، شيوخ نَيْسابور.
روى عَنْهُ أبو بَكْر محمد بْن الحَسَن بْن محمد بْن سُلَيْم القاضي، وعبد الرّزّاق بْن عَبْد الكريم الْحَسَناباذيّ، وأبو مسعود سليمان بْن إبراهيم الحافظ، ورجاء بْن عَبْد الواحد بن قُولُوَيْه، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو عَمْرو بْن مَنْدَهْ، وسهل بْن عَبْد الله بْن علي الغازي، ومحمد بْن أحمد بْن عَبْد الله بْن ررا، ومحمود بْن جعفر الكَوْسَج، وأبو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد السَّمسار، وهذا آخر من حدَّث عَنْهُ.
تُوُفّي في رجب بإصبهان، وهو صدوق مقبول، عالي الإسناد. مولده بجُرْجان في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ونشأ بنَيْسابور واستوطنها مدّة، ثمّ حجّ، وقدم أصبهان بعد عام أربعين وثلاثمائة، فسمع من الأصمّ، وعدّة.
وحديثه من أعلي شيء في " الثقفيات "، ومما وقع لنا روايته أحد وأربعين مجلسًا من أماليه.(9/134)
264 - محمد بْن جعفر بْن عَبْد الكريم بْن بُدَيْل، أبو الفضل الخُزَاعيّ الْجُرْجانيّ المقرئ، [المتوفى: 408 هـ]
مصنف " الواضح في القراءات ".
جال في الآفاق في طلب القراءات، وقرأ عَلَى الحَسَن بْن سَعِيد المطّوّعيّ، وعلى أحمد بْن نصر الشّذائيّ، وطائفة كبيرة بالعراق، ومصر، وخُراسان. وسمع من أبي بكر الإسماعيلي، ويوسف النجيرمي، وأبي بَكْر القَطيعيّ، وأبي عليّ بْن حبش.
ونزل بآملُ، وكان ضعيفًا غير موثوق بِهِ؛ روى عَنْهُ أبو القاسم التّنُوخيّ، وأبو العلاء الواسطيّ، وأحمد بْن الفضل الباطَرْقانيّ، وأبو الحَسَن بْن دَاوُد الدّارانيّ، وعبد الله بْن شبيب الإصبهانيّ.
وحكى أبو العلاء أنّ الخُزاعيّ وضعَ كتابًا في الحروف نسبَه إلى أَبِي [ص:135] حنيفة، فأخذت خطّ الدّارَقُطْنيّ، وجماعة بأن الكتاب موضوع لا أصل لَهُ، فكبُر عَليْهِ ذَلِكَ، ونزح عَنْ بغداد.(9/134)
265 - محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الهيثم، أبو عُمَر البِسْطاميّ، الفقيه الشّافعيّ الواعظ، [المتوفى: 408 هـ]
قاضي نَيْسابور، وشيخ الشّافعيّة بنَيْسابور.
رحل، وسمع بالعراق، والأهواز، وأصبهان، وسجستان، وأملي، وأقرأ المذهب، وحدَّث عَنْ أَبِي القاسم الطَّبَرانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقّيّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وعلي بْن حمّاد الأهوازي، وأحمد بْن محمود بْن خُرَّزاد القاضي، وجماعة.
وكان في ابتداء أمره يعقد مجلس الوعظ والتّذكير، ثمّ تركه، وأقبل عَلَى التّدريس والمناظرة والفتوى. ثمّ ولى قضاء نَيْسابور سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وأظهر أهل الحديث من الفرح والاستبشار والاستقبال والنثار بما يطول شرحه، وأعقب ابنين: الموفّق، والمؤيّد سيّدَيْ عصرهما.
روى عَنْهُ أبو عَبْد الله الحاكم مَعَ تقدُّمه، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الفضل محمد بْن عُبيد الله الصّرّام، وسُفيان ومحمد ابنا الحسين بن فنجويه، ويوسف الهمذاني.
وكان نظير أَبِي الطَّيّب سهل بْن محمد الصُّعلوكي حشمةً وجاهًا وعلمًا وعزّة، فَصَاهره أبو الطَّيّب، وجاء من بينهما جماعة سادة وفضلاء.
تُوُفّي في ذي القعدة.
ونقل الخطيب في " تاريخه " عن أبي صالح المؤذن، ومحمد ابن المُزكي أنّه تُوُفّي سنة سبْعٍ.(9/135)
266 - محمد بْن الحسين بْن عُبَيْد الله بْن الحسين، أبو عَبْد الله النَّصِيبيّ العلويّ الشّريف، [المتوفى: 408 هـ]
قاضي دمشق وخطيبها، ونقيب السّادة، وكبير الشام.
كَانَ عفيفًا، نَزِهًا، أديبًا بليغًا، لَهُ " ديوان " شِعْر، ولي القضاء سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. [ص:136]
قَالَ ابن عساكر: ولي بعد أَبِي عَبْد الله بن أبي الدبس، وورد سِجلُّه من قاضي القُضاة بمصر مالك بْن سعد الفارقيّ، وتُوُفّي في جُمادى الآخرة سنة ثمان وأربعمائة.(9/135)
267 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الرَّحيم بْن سهل، أبو العبّاس الكاتب الخُراساني. [المتوفى: 408 هـ]
تُوُفّي في ذي الحجّة.(9/136)
268 - محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَرَفَة، أبو علي المُرادي، خراساني. [المتوفى: 408 هـ](9/136)
269 - يحيى بْن سَعِيد بْن محمد بْن العباس الهَرَويّ القطّان. [المتوفى: 408 هـ]
مات في رجب.(9/136)
270 - يوسف بْن عُمَر بْن أيّوب، أبو عُمَر الأندلسيّ. [المتوفى: 408 هـ]
روى بقُرْطُبَة عَنْ الحَسَن بْن رشيق المصريّ. روى عنه أبو عمرو الداني، وتوفي بأندة.(9/136)
-سنة تسع وأربعمائة(9/137)
271 - أحمد بْن الحَسَن بْن بُندار بْن إبراهيم، أبو العبّاس الرّازيّ المحدّث. [المتوفى: 409 هـ]
جاورَ بمكة زمانًا، وحدث بها، وبهمذان، عَنْ أَبِي بَكْر محمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم الأهوازيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد، والطَّبَرانّي، وعبد الله بْن عدّي الجُرجاني، وأحمد بْن القاسم بن الرّيّان اللّكّيّ، وفهد بْن إبراهيم، ورحلَ في الحديث. روى عَنْهُ أحمد بْن إبراهيم الرّازيّ والد صاحب " المشيخة "، وأحمد بن عمر بْن دلهاث العُذري، وأحمد بن محمد أبو مسعود البجلي، وطاهر بن أحمد الهمذاني الإمام، وآخرون. وكان يحسن هذا الشأن.
حدث في هذه السنة، ولا أعلم متى مات.(9/137)
272 - أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد، أبو الحسين ابن المُتيم الواعظ. [المتوفى: 409 هـ]
بغدادي، صدوق، كثير المزاح.
رَوَى عَنْ: المَحَامِليّ، ويوسف الأزرق، وعلي بن محمد بن عُبيد، وأبي العباس بن عُقدة، وحمزة بن القاسم، والصفار، وجميع ما كان عنده ست مجالس، وعن الأزرق، وعن الباقين مجلس مجلس. وكان يعظ في جامع المنصور.
توفي في جُمادى الآخرة.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وقال: لم أكتب عَنْ أقدم سماعا منه، وقد سمع في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. ومحمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم الباقَرْحِيّ، وعاصم بن الحسن، ورزق الله التميمي.
وقع لنا حديثه بعُلُو.(9/137)
273 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن هارون بْن الصَّلْت، أبو الحَسَن الأهوازيّ ثمّ البغداديّ. [المتوفى: 409 هـ]
وُلِد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وسمع الحسين بْن إسماعيل [ص:138] المَحَامِليّ، وأبا العبّاس بن عُقدة، وعبد الغافر بْن سلامة، ومحمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، كَانَ صدوقًا صالحًا. تُوُفّي في جمادى الآخرة أيضا.
وروى عَنْهُ الخطيب، وعبد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.(9/137)
274 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم السُلمي النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ. [المتوفى: 409 هـ]
شيخ زاهد قانت، صاحب أحوال وكرامات. يُلقب حميرويه. يروي عَنْهُ المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزكي.(9/138)
275 - إبراهيم بْن محمد بْن عليّ بن الشّاه، أبو القاسم التّميميّ. [المتوفى: 409 هـ]
تُوُفّي بِمَرْو الرُّوذ في المحرّم.(9/138)
276 - إبراهيم بْن مَخْلَد بْن جعفر بْن مَخْلَد، أبو إِسْحَاق الباقَرْحيّ. [المتوفى: 409 هـ]
سمع الحسين بْن يحيى بْن عيّاش، وحمزة بْن القاسم الهاشميّ، وأبا عَبْد الله الحكيميّ، وعليّ بْن محمد الواعظ، وخلْقًا مِن طبقتهم.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان صحيح الكتاب، جيّد الضَّبْط، من أهل المعرفة بالأدب، جريري المذهب. شُهد عند القُضاة، وفيه تشيُّع.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة عشر.
وقال ابن خَيْرون: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ.
قلت: عاش خمسا وثمانين سنة.(9/138)
277 - بشير بْن النُّعمان بْن عليّ الأنصاريّ الدّمشقيّ. [المتوفى: 409 هـ]
من وُلِد النُعمان بْن بشير. [ص:139]
حدَّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي دُجانة، وعليّ بن أبي العقب. وعنه أبو علي الأهوازي.(9/138)
278 - الْحَسَن بْن أحمد بْن محمد بْن أحمد المؤذن المؤدب القُهُنْدُزي النيسابوري. [المتوفى: 409 هـ](9/139)
279 - خَلَف بْن محمد بْن القاسم بْن محرز، أبو القاسم العَنْسيّ الدّارانيّ القاضي، [المتوفى: 409 هـ]
قاضي داريّا.
سَمِعَ أبا الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبا يعقوب الأذْرعيّ، وجماعة. وعنه أبو عليّ الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي الحِنائي.(9/139)
280 - رجاء بْن عيسى بْن محمد، الفقيه أبو العباس الأنصناني المالكيّ، [المتوفى: 409 هـ]
وأنصِنا من الصّعيد.
روى عَنْ مؤمّل بْن يحيى، وأحمد بن الحَسَن بْن عُتبة الرّازيّ، وحمزة الكناني، والحسن بن رشيق. وحدَّث ببغداد ومصر؛ روى عَنْهُ أبو الحَسَن العَتِيقيّ، والصوري.
وعاش اثنتين وثمانين سنة.(9/139)
281 - عَبْد الله بْن يوسف بْن أحمد بْن بامَوَيْه، أبو محمد الأَرْدَسْتانيّ المعروف بالإصبهانيّ، [المتوفى: 409 هـ]
نزيل نيسابور.
كَانَ من كبار الصُّوفيّة والمحدَّثين، صحِبَ أبا سعيد ابن الأَعْرابيّ، وأكثر عَنْهُ، وروى عَنْهُ وعن أَبِي العبّاس الأصمّ، وأبي الحَسَن البُوشنجي، وأبي بَكْر محمد بن الحسين القطان، وأبي رجاء محمد بن حامد التّميميّ، وأبي حامد بْن حَسْنَوَيْه، وغيرهم.
انتخب عَليْهِ الحفّاظ، ورحلوا إِليْهِ؛ روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو بَكْر بن خلف الشيرازي، ومحمد بن أحمد بن مهديّ العلويّ، ومحمد بْن عُبَيْد الله الصّرّام، وكريمة المجاورة، وأبو القاسم عُبَيْد الله بْن عَبْد الله الحسكانيّ، وخلْق سواهم. [ص:140]
تُوُفّي في رمضان. وأضرّ بأخرة. وكان مولده في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.(9/139)
282 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بْن قاسم بْن سهل، أبو بَكْر التُجيبي القُرطبي، ابن حُوبيل. [المتوفى: 409 هـ]
روى عَنْ محمد بْن معاوية القُرشي، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزْم الصَّدَفيّ، وعبد الله بْن يوسف بْن أَبِي العطّاف، وأحمد بن مُطرف، ومحمد بن حارث الخُشني، وعدّة. وصحِب القاضي أبا بَكْر بْن زرب، وتفقّه معه. روى عَنْهُ محمد بْن عتاب الفقيه، فقال: هُوَ أحد العُدول والشيوخ بقُرطبة وكبيرهم.
وقال غيره: كَانَ فقيهًا مشاورًا.
وُلِد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في صفر.
وروى عَنْهُ ابن عَبْد البَرّ، وحاتم بْن محمد، وغيرهما.(9/140)
283 - عبد الغنيّ بْن سَعِيد بْن عليّ بْن سَعِيد بْن بِشْر بْن مروان، أبو محمد الأزْديّ المصريّ الحافظ. [المتوفى: 409 هـ]
سَمِعَ من عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وإسماعيل بْن يعقوب بْن الْجُراب، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وأحمد بْن إبراهيم بْن جامع، وأحمد بْن إبراهيم بْن عطيّة، ويعقوب بن المبارك، وحمزة الكناني، وابن رشيق. ورحل إلى الشّام فسمع من المَيَانِجِيّ، والفضل بْن جعفر، وأبي سليمان بْن زَبْر، وهذه الطّبقة.
روى عَنْه سِبطه عليّ بن بقاء، ومحمد بن عليّ الصُّوريّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو عَبْد الله محمد بْن سلامة القُضاعي، وعبد الرحيم بْن أحمد البخاريّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وخلق كثير آخرهم أبو إِسْحَاق إبراهيم الحبّال.
وكان مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
ولأبيه مصنَّفات في الفرائض، ورواية عَنْ أَبِي بِشر الدُّولابيّ.
قَالَ البَرْقانيّ: سَأَلت الدارقُطني بعد قدومه من مصر: هَلْ رأيتَ في طريقك مَن يفهم شيئًا من العلم؟ قَالَ: ما رأيت في طول طريقي إلا شابًا بمصر يُقال له: عبد الغني، كأنه شُعلة نار. وجعل يفخّم أمرَه ويرفع ذِكَره. [ص:141]
وقال أبو الفتح منصور بْن عليّ الطَّرَسُوسيّ: أرادَ الدارقطني الخروج من عندنا من مصر، فخرجنا من مصر معه نودعه، فلمّا ودَّعناه بكينا، فقال لنا: تبكون وعندكم عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد، وفيه الخَلَف.
وقال عَبْد الغنيّ: لمّا رددتُ عَلَى أَبِي عَبْد الله الحاكم الأوهام الّتي في " مدخل الصّحيح " بعث إليَّ يشكرني ويدعو لي، فعلمتُ أنّه رَجلٌ عاقل.
وقال البَرْقانيّ: ما رَأَيْت بعد الدّارَقُطْنيّ أحفظ من عَبْد الغنيّ.
وقال الصُّوريّ: قَالَ لي عَبْد الغنيّ: ابتدأتُ بعمل كتاب " المؤتلف والمختلف "، فقدم علينا الدارقطني، فأخذت عَنْهُ أشياء كثيرة منه، فلما فرغت من تصنيفه سألني أن أقرأه عليه ليسمعه منّي، فقلت: عنك أخذت أكثره، قَالَ: لا تقل هكذا، فإنّك أخذته عنّي مفرَّقًا، وقد أوردته فيه مجموعًا، وفيه أشياء كثيرة أخذتها عن شيوخك، فقرأته عَليْهِ.
وذكره أبو الوليد الباجيّ، فقال: حافظ متقن.
وقال الحبال، وغيره: تُوُفّي في سابع صفر سنة تسعٍ.
وقيل: كانت لَهُ جنازة عظيمة تحدَّث بها النّاس، ونوديُ عَلَى جنازته: هذه جنازة نافي الكذِب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أبو الوليد الباجيّ: قلت لأبي ذَرّ الهَرَويّ: أخذت عَنْ عَبْد الغنيّ؟ فقال: لا، إنّ شاء الله. عَلَى معني التأكيد، وذلك أنّه كَانَ لَهُ اتّصال ببني عُبيد - يعني خُلفاء مصر -.
قلت: وكان عَبْد الغنيّ أعلم النّاس بالأنساب في زمانه مَعَ معرفته بفنون الحديث وحِذقه بِهِ.(9/140)
284 - عَبْد الواحد بْن محمد بْن عَمْرو بْن حُميد بْن معيُوف، أبو المِقْدام الهمدانيّ الدّمشقيّ [المتوفى: 409 هـ][ص:142]
، قاضي عين ثَرْما.
سمع من خَيْثَمَة الأطرابلسيّ. روى عَنْهُ عليّ بْن الخضر، وعلي بن محمد الحنائي. وتُوُفّي في ربيع الأوّل.(9/141)
285 - عُبَيْد الله بْن الحَسَن بْن أحمد، أبو العباس ابن الورّاق الإصبهانيّ، [المتوفى: 409 هـ]
إمام جامع دمشق.
حدَّث عَنْ أَبِي الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبي الميمون بْن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وجماعة. روى عَنْهُ أبو عليّ الأهوازيّ، وأبو القاسم إبراهيم بْن محمد الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتاني، وقال: سمعت منه فوائد، وكان عنده كُتُب كثيرة، وكان ثقة صالحًا، تُوُفّي في جمادى الآخرة، رحمه الله.(9/142)
286 - عُبَيْد بْن محمد بْن محمد بْن مهديّ بْن سَعِيد بْن عاصم النَّيْسابوريّ الصَّيْدلانيّ الأصمّ العدْل. [المتوفى: 409 هـ]
ثقة رَضِيّ. روى عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر الصّبْغيّ، وأبي محمد الكعبي. قَالَ أبو صالح المؤذّن: دخلت عَليْهِ، فقرأ علي جزءا من حديث الأصم بلفظ، وكان صحيح السّماع.
وروى عَنْهُ البَيْهَقيّ في " سُننه ".(9/142)
287 - علي بن أحمد التركاتي الْبُخَارِيّ. [المتوفى: 409 هـ]
روى عَنْ خَلَف بْن محمد الخيّام، ومحمد بْن موسى الرّازيّ. روى عَنْهُ أبو علي الوخشي.(9/142)
288 - عليّ بْن محمد بْن عَبْد الرّحيم بْن دينار، أبو الحسين الكاتب البصْريّ. [المتوفى: 409 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر بْن مِقسم، وسمع من المتنبيّ " ديوانه ".
وقد مدحه المتنبيّ بالقصيدة المشهورة، وهي:
ربَّ القريض إليك الحلُّ والرحلُ ... ضاقتْ إلى العلمِ إلا نحوكَ السُبُلُ
تضاءَلَ الشعراءُ اليومَ عند فَتَى ... صِعابُ كُل قريضٍ عنده ذُللُ [ص:143]
وكان شاعرًا مُجيدا، شارك المتنبيّ في مدْح أكثر ممدوحيه كسيف الدّولة، وابن العميد، وكان بارع الخطّ ينقل طريقة ابن مُقلة، وحملَ النّاسُ عَنْهُ الأدب وأكثر عَنْهُ أهلُ واسط، وكان حميد الطريقة، رئيسًا عاقلًا.(9/142)
289 - عليّ بْن محمد بْن خَزَفَة، أبو الحَسَن الواسطيّ الصَّيْدلانيّ. [المتوفى: 409 هـ]
سَمِعَ أَبَاهُ، ومحمد بْن الحسين بن سَعِيد الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي قَطَن، وأبا العلاء محمد بْن يونس.
وروى " تاريخ " أحمد بْن أَبِي خيثمة، عن الزعفراني، عنه.
قال خَميس الحَوْزيّ: كَانَ صدوقًا، أملي سِنين، وتُوُفّي سنة تسع، وكان صاحب فخر المُلك ونديمه، وأبو القاسم اللالكائي يدلسه يقول: حدثنا علي بن محمد النديم.
قلت: وروى عنه أبو غالب محمد بن الحسين ابن البيطار، وأبو عليّ المقرئ غلام الهرّاس، وأبو يَعْلَى محمد بْن عليّ بْن سُفيان، وعليّ بْن عُبَيْد الله العلاف، والمبارك بْن عَبْد العزيز الدباس، وإبراهيم بن محمد بْن خَلَف الجماريّ.(9/143)
290 - عليّ بْن محمد بْن عيسى البغداديّ، المعروف بابن الحُصَريّ. [المتوفى: 409 هـ]
سَمِعَ عليّ بْن محمد المصريّ الواعظ، وأحمد بْن كامل.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة، قَالَ لي: ولدت سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان.(9/143)
291 - عُمَر بْن محمد بْن عُمَر، أبو حفص الجُهني الأندلسيّ، [المتوفى: 409 هـ]
من أهل المريّة.
حجّ وسمع من أَبِي بَكْر الآجُريّ. روى عَنْهُ أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وحاتم بْن محمد.(9/143)
292 - فاطمة بِنْت هلال الكُرجي، [المتوفى: 409 هـ]
بغداديّة.
قَالَ الخطيب: حدثتنا عن عثمان ابن السماك في سنة تسع، وكانت صادقة.(9/144)
293 - القاسم بْن أَبِي المنذر أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن منصور، أَبُو طلحة القزوينيّ الخطيب. [المتوفى: 409 هـ]
حدَّث " بسُنن ابن ماجه " عَنْ أَبِي الحَسَن القطّان، عَنْ ابن ماجه في هذا العام، فسمعه منه أبو منصور محمد بْن الحسين المقوميّ مَعَ أَبِيهِ بقراءة خُدادُوست بْن باموسى الديلمي.(9/144)
294 - محمد بْن ذَكْوان، أبو عَبْد الله [المتوفى: 409 هـ]
سِبْط عثمان بْن محمد بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ.
سَمِعَ من جدّه.
روى عَنْهُ أبو إِسْحَاق الحبّال، والمصريون، وتوفي بمصر.(9/144)
295 - محمد بْن عَبْد الله، أبو بَكْر الجَوْهريُّ، [المتوفى: 409 هـ]
أخو الحافظ أبي القاسم الجوهري المصري.
مات في ذي الحجّة، ورّخه الحبّال.(9/144)
296 - محمد بْن عَبْد الله بْن حسّان بْن يحيى، أبو عَبْد الله الأُمَويّ القُرْطُبيّ العطّار. [المتوفى: 409 هـ]
روى عَنْ محمد بْن معاوية، وأحمد بْن سعيد بن حزْم، وجماعة، وأجازَ لَهُ أبو بَكْر بْن داسة " سُنَن أبي دَاوُد ".
وُلِد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكانت لَهُ عناية بالعِلم. روى عَنْهُ قاسم بن إبراهيم الخزرجي، وقال: تُوُفّي في صَفَر بقُرْطُبَة.(9/144)
297 - محمد بْن عَبْد العزيز بْن أنس، أبو الحَسَن البغدادي الصيدلاني. [المتوفى: 409 هـ][ص:145]
روى عَنْ دَعْلَج. روى عَنْهُ أحمد بْن عليّ التُّوزيّ، وقال: كَانَ ثقة صالحًا، معمَّرًا.(9/144)
298 - محمد بْن عثمان بْن عُبَيْد، أبو بَكْر القطان. [المتوفى: 409 هـ]
قال الخطيب: حدثنا عَنْ أَبِي بَكْر النّجّاد، ولم أرَ لَهُ أصلًا أرضاه، حدَّث في هذه السنة.
وتُوُفّي قبله بيسير.(9/145)
299 - محمد بْن عثمان بْن سمعان. [المتوفى: 409 هـ]
وكان صدوقًا، يروي عَنْ ابن البَخْتَرِيّ.(9/145)
300 - محمد بْن عليّ بْن عِمران، أبو بَكْر المصريّ المعروف بابن الإمام، الرجل الصّالح. [المتوفى: 409 هـ]
سَمِعَ سَلْم بْن قُتَيْبة، وابن خَرُوف، وغيرهما. روى عَنْهُ خلف بن أحمد الحوفي، وأبو إِسْحَاق الحبّال.
تُوُفّي في شوّال.
قَالَ الحبّال: عبدٌ صالح، عندي عَنْهُ جزءان.(9/145)
301 - محمد بْن عليّ بْن محمد، أبو نصر الشّيرازيّ الفقيه التّاجر، [المتوفى: 409 هـ]
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ محمد بْن يعقوب الأصم، ومحمد بن يعقوب ابن الأخرم. روى عَنْهُ أحمد بْن عَبْد المُلْك المؤذّن.(9/145)
302 - محمد بْن عُمَر بْن عَبْد الوارث، أبو عَبْد الله القَيْسيّ القُرْطُبيّ النَّحْويّ، ويعرف بخال الشَرفيّ. [المتوفى: 409 هـ]
سَمِعَ محمد بْن رفاعة. وأجاز لَهُ قاسم بْن أصَبَغ، ومحمد بْن قاسم بْن هلال، وجماعة. روى عَنْهُ محمد بْن عتّاب الفقيه، ووثّقه. [ص:146]
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال ابن عتّاب: حكى أهله أنّه احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وأعدّ أكفانَه وجَهازه، وجعل يَقُولُ لهم: يوم الجمعة أدخل قبري إنّ شاء الله، فكان كذلك.(9/145)
303 - محمد بْن فارس بْن محمد بْن محمود، أبو الفَرَج الغوريّ، ثمّ البغداديّ. [المتوفى: 409 هـ]
سَمِعَ أبا الحسين أحمد بن جعفر ابن المنادي، وعلي بن محمد المصري، والنجاد، وأجاز لَهُ محمد بْن مَخْلَد العطّار، وكان يُمْلي في جامع المهديّ.
قَالَ الخطيب: كتبت عَنْهُ مجلسًا، وكان صدوقًا صالحًا. بلغني أنّه وُلِد في شوّال سنة ثمانِ وعشرين، ومات في شعبان، ودفن بداره.
قلت: وروى عَنْهُ جماعة آخرهم عَبْد الواحد بْن عليّ العلاف.(9/146)
304 - محمد بْن القاسم بْن حَسْنَوَيْه، أبو بكر الأصبهاني المقرئ. [المتوفى: 409 هـ](9/146)
-سنة عشر وأربعمائة(9/147)
305 - أحمد بْن إبراهيم بْن أَبِي سُفْيان الغافقيّ القُرْطُبيّ، أبو عُمَر الفقيه. [المتوفى: 410 هـ]
كَانَ مُفْتيا مالكيّا مشاورًا، مات في صَفَر بالأندلس.(9/147)
306 - أحمد بْن إِسْحَاق بْن خَرْبان، أبو عَبْد الله النّهَاونديّ ثمّ البصريّ الشّاهد الفقيه [المتوفى: 410 هـ]
الّذي يروي عَنْ أَبِي محمد الرّامَهُرْمُزيّ، وابن داسَه، وجماعة.
تفقّه للشّافعيّ عَلَى القاضي أَبِي حامد المَرْوَرّوذِيّ. أخذ عَنْهُ أبو بَكْر البَرْقانيّ، وابن اللّبّان، وغيرهما.
وذكره ابن الصّلاح في فقهاء المذهب، وقال: مات بالبصرة في حدود سنة عشر.(9/147)
307 - أحمد بْن عليّ بْن يزداد، أبو بَكْر البغداديّ القارئ الأعور. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر الشّافعيّ، وبُجْرجان الإسماعيليّ، وبإصبهان أبا الشّيخ، وخلْقًا سواهم بعدّة بُلدان.
قَالَ الخطيب: كتبت عَنْهُ، وكان ثقة عالمًا بالقراءات.
قَالَ البَرْقانيّ: كَانَ عالمًا بعلوم القرآن مزّاحًا.(9/147)
308 - أحمد بْن عُمَر بْن عبد الله بْن منظور، الفقيه أبو القاسم الحضْرميّ، ويعرف بابن عُصْفُور، [المتوفى: 410 هـ]
خطيب جامع إشبيلية.
روى الكثير عَنْ أَبِي محمد الباجيّ. روى عَنْهُ الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ صالحًا زاهدًا عاقلًا، عالمًا، شاعرًا، وروى عَنْهُ أيضًا ابن عَبْد البَرّ.
تُوُفّي في رمضان.(9/147)
309 - أحمد بن قاسم بن عيسى بن فرح، أبو العباس اللَّخْميّ القُرْطُبيّ. [المتوفى: 410 هـ]
رحل وسمع ببغداد من عُبَيْد الله بْن حَبَابَة، وعمر الكتّانيّ. وأخذ بمصر عن أَبِي الطَّيّب بْن غلبون كُتُبَه، وقرأ عَليْهِ.
وكان أحد المقرئين. صنَّف كتبًا في معاني القراءات، وأقرأ النّاسَ بطُلَيْطلة، وكان مولده في سنة ثلاثٍ وستّين.
حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وقَالَ: قرأت عليه " الجعديات " عَنْ ابن حَبَابَة، وروى عَنْهُ أيضًا أبو عَبْد الله بْن عَبْد السّلام، والخَوْلانيّ، وكان صالحًا فاضلًا.(9/148)
310 - أحمد بْن موسى بْن مَرْدُوَيْه، أبو بَكْر الإصبهاني الحافظ العلامّة. [المتوفى: 410 هـ]
صنَّف " التفسير "، و" التاريخ "، والأبواب والشيوخ، وخرّج حديث الأئّمة، وسمع الكثير بإصبهان والعراق، وحدَّث عَنْ أَبِي سهل بْن زياد، وعبد الرَّحْمَن بْن مَتُّوَيْهِ البلْخيّ، وميمون بْن إِسْحَاق الحنفيّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراساني، ومحمد بْن عَبْد الله بْن علم الصَّفّار، وإسماعيل الخُطَبيْ، ومحمد بْن عليّ بْن دُحيم الشَّيبْانيّ، وأحمد بْن عبد الله بْن دُليل، وإسحاق بْن محمد بْن عَلِيّ بْن خَالِد الكوفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن عليّ الأسواري، وأحمد بْن عيسى الخفّاف، وأحمد بْن محمد بْن عاصم الكراني الحافظ، وخلق سواهم.
روى عَنْهُ أبو الخير محمد بْن أحمد بْن محمد بْن ررا، وعبد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأخوه، ومحمد بْن أحمد بْن شُكْرَوَيْه، وأبو بَكْر محمد بْن الحَسَن بْن محمد بْن سُلَيم، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، وآخرون كثيرون.
تُوُفّي لستٍ بقين من رمضان سنة عشر، وله نحوٌ من تسعين سنة. نعم، مولده في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وله مستخرج على البخاري.(9/148)
311 - أحمد بْن مهديّ بْن محمد بْن نصر، أبو طاهر الحنفيّ، خُراسانيّ. [المتوفى: 410 هـ](9/149)
312 - إبراهيم بْن مَخْلَد الباقَرْحِيّ. [المتوفى: 410 هـ]
قَالَ الخطيب: تُوُفّي سنة عشر.(9/149)
313 - إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن عَبّاد، أبو الوليد اللَّخْميّ، [المتوفى: 410 هـ]
قاضي إشبيلية.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من أبي محمد الأصيليّ، وبإشبيلية من أَبِي محمد الباجيّ، وكان مُعْتنيا بالعلم.
تُوُفّي بإشبيلية في خامس ربيع الآخر.(9/149)
314 - تركان بْن الفَرَج البغداديّ الباقِلانيّ. [المتوفى: 410 هـ]
قَالَ الخطيب: حدثنا عَنْ ابن مِقْسَم المقرئ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وكان صدوقا.(9/149)
315 - الْجُنَيْد بْن محمد بْن الْجُنَيْد، أبو سعْد الهروي الخطيب. [المتوفى: 410 هـ]
في رمضان.(9/149)
316 - الحسين بْن محمد بْن يحيى، أبو عَبْد الله الصّائغ. [المتوفى: 410 هـ]
قَالَ الخطيب: سَمِعَ محمد بْن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وكتبتُ عَنْهُ بُعكْبَرا سنة عشر.(9/149)
317 - الحسين بْن ميمون الصفار، أبو عبد الله المصري. [المتوفى: 410 هـ]
روى عَنْهُ أحمد بْن إبراهيم بْن جامع السُّكّريّ، وإسماعيل بن الجراب، وله شعر حسن.
ولوالده ميمون بن أحمد بن يحيى رواية عن النسائي.(9/149)
318 - سَعِيد بْن رشيق، أبو عثمان القُرْطُبيّ الزّاهد. [المتوفى: 410 هـ]
روى عَنْ أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبى عَبْد الله ابن الخراز، وأبي محمد الباجيّ، وجماعة. وحجّ سنة إحدى وثمانين، ثمّ تزهّد وأغلق باب الرّواية إلا من النّادر. روى عَنْهُ محمد بْن عَتَّاب، ومكّيّ بن أبي طالب.
وتوفي في جُمَادَى الأخرة.(9/150)
319 - سهل بْن أحمد بْن علي، أبو منصور. [المتوفى: 410 هـ]
حدث عن الطبراني، وغيره.(9/150)
320 - ظفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن زبّارة، أبو منصور الغازي، [المتوفى: 410 هـ]
ببيهق.
سَمِعَ بالكوفة من مُحَمَّد بْن عليّ بْن دُحَيْم الشَّيْبانيّ. روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن، وأبو بَكْر بْن خلف الشّيرازيّ، وعمر بْن محمد بْن الحسين البِسْطاميّ، وقد سَمِعَ أيضا: عمه أبا علي بن زبّارة، وأبا العبّاس الأصمّ، وأبا زكريّا العنْبريّ، وبُبخارى خَلَف بْن محمد الخيّام، وببغداد أبا بكر النجاد، وابن محرم، وبالكوفة عليّ بْن عيسى بْن ماتي، وخرَّج لَهُ الحاكم فوائد.
قَالَ عبد الغافر: كانت أصوله صحيحة، ثمّ احترق قصره بما فيه، وراحت أصوله، فصار يروي من الفروع الّتي نُسِخت من أصولِه. تُوُفّي بقريته ودُفِن بها، وهو ظفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن زَبّارة بْن عبد الله بْن الحَسَن بْن عَلِيّ بْن الحُسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، السيّد أبو منصور العلويّ الحسيني، أبو منصور الغازي الزكي، رحمه الله.(9/150)
321 - عَبْد الله بْن سَعِيد بْن محمد، أبو معصوم الأنصاريّ المالينيّ. [المتوفى: 410 هـ](9/150)
322 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر بْن محمد، أبو القاسم الشَّيْبانيّ البزّاز الدّمشقيّ المؤدب، [المتوفى: 410 هـ]
أصله من سامرّاء.
سَمِعَ خَيْثَمَة بْن سليمان، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وعليّ بْن أَبِي [ص:151] العَقب، وأبا يعقوب الأذْرُعيّ، وعثمان بْن محمد الذَّهبيّ، وخلْقًا من طبقتهم.
روى عَنْهُ أحمد بْن محمد العَتيقيّ، وعليّ بْن الحُسين بْن صَصْرى، وأبو عليّ الأهوازيّ، ومحمد بْن عليّ الحدّاد، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي في رجب، وقد كتب الكثير، واتُّهم في أبي إسحاق بْن أبي ثابت، وكان يُتَّهم بالإعتزال.
قلت: وله عدّة أجزاء مَرْويَّة، ولم يقع لي حديثه بعُلُوّ.(9/150)
323 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أَحْمَد بْن بالُويه، أبو محمد النَّيْسابوريّ المُزَكّيّ. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ من محمد بْن الحسين القطّان، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي بَكْر بْن المؤمّل، وأبي الحسن الطّرائفيّ، وأبي محمد الكعبي، وأبي علي الصواف، وهو آخر أصحاب القطّان. روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي، وأبو عبد الله الثقفي، وجماعة.
توفي فجاءةً في شَعْبان.
وكان أحد وجوه البلد، عقد مجلس الإملاء في داره، وكان ثقة أمينًا، معروفًا.(9/151)
324 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن أبي يزيد خَالِد بْن خَالِد الأزْديّ العتَكّي المصريّ، أبو القاسم الصّوّاف النّسّابة. [المتوفى: 410 هـ]
دخل الأندلس، وحدَّث عَنْ أَبِي عليّ بْن السَّكَن، وأبي الطّاهر الذُهلي، وأبي العلاء بن ماهان، وجماعة. روى عَنْهُ أبو عمر ابن الحذّاء، وقال: كَانَ أديبًا حُلْوًا، حافظًا للحديث وأسماء الرجال، وله أشعار في كلّ فنّ، وكان تاجرا مقارضًا لأبي بَكْر بْن إسماعيل المهندس.
وقيل: إن مولده في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.(9/151)
325 - عَبْد الصَّمد بْن منصور بْن بَابك، أبو القاسم الشاعر المشهور. [المتوفى: 410 هـ][ص:152]
بغداديّ، محسن، لَهُ " ديوان " كبير في ثلاث مجلدّات، طوّف البلاد، ومدح الكبار، وتُوُفّي ببغداد.
وهو القائل للصّاحب بْن عبّاد لما سأله: أأنت ابن بابَك؟ قَالَ: بل أَنَا ابن بابك. فاستحسن ذَلِكَ منه، ولم يزد غير كسر الباء.
وله:
وأَغْيَدَ معُسولِ الشّمائل زارني ... عَلَى فَرَقٍ والنجمُ حيرانُ طالعُ
فلمّا جَلا صبْغَ الدُجى قلت حاجبُ ... من الصُّبح أو قرنُ من الشمس لامعُ
إلى أن دنا والسحر رائدُ طرفه ... كما ريع ضبيٌ بالصّريمة راتعُ
فَبِتْنا وظلّ الوصْل دانٍ وسرُنا ... مَصُونٌ ومكنُون الضّمائر ذائعُ
إلى أنْ سلا عن ورده فارطُ القطا ... ولاذت بأطراف الغُضون السواجعُ
فولّي حليف السّكْر يكُبو لسانُه ... فتنطق عَنْهُ بالوداعِ الأصابعُ(9/151)
326 - عَبْد الواحد بْن عَبْد العزيز بْن الحارث بْن أسد التّميميّ، أبو الفضل البغداديّ الحنبليّ. [المتوفى: 410 هـ]
روى عَنْ أَبِيهِ وعن أَبِي بَكْر النّجّاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ، وأحمد بْن كامل، وجماعة، وانتخبَ عَليْهِ أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا، دُفن إلى جَنب قبر أحمد بن حنبل، وحدَّثني أَبِي، وكان ممّن حضرَ جنازته، أنّه صلى عليه من خمسين ألفًا.
قلت: وممن روى عَنْهُ أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وهو ابن أخيه، وكان يميل إلى الأشعريّ.
قَالَ أبو المعالي عزيزي: قَالَ أبو عَبْد الله الحُسين بْن محمد الدّامغانيّ: [ص:153] سمعتُ الشَّيْخ أبا الفضل التّميميّ الحنبليّ، وهو عبد الواحد بن عبد العزيز يَقُولُ: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بَكْر الباقلاني على مِخدة واحدة سبع سِنين.
قال أبو عبد الله: وحَضَر أبو الفضل التّميميّ يوم وفاته العزاء، وأمَر أن يُنادى بين يدي جنازة القاضي أبي بَكْر: هذا ناصرُ السُّنَّة والدّين، هذا إمام المسلمين، هذا الّذي كَانَ يذبّ عَنْ الشّريعة أَلْسِنةَ المخالفين، هذا الّذي صنَّف سبعين ألف ورقة ردًا عَلَى المُلحدين. وقعد للعزاء مَعَ أصحابه ثلاثة أيام، فلم يبرح، وكان يزور تُربته كلّ جمعة.
قلت: ما هذا إلا وُد عظيم بين هذا الأشعريّ وبين هذا الحنبليّ، والتّميميّون معروفون بشيءٍ من الانحراف عَنْ طريقة أحمد، كما انحرف ابن عَقيل، وابن الْجَوزيّ، وابن الزّاغونيّ، وغيرهم. كما بالغ في الشّقّ الآخر القاضي أبو يَعْلَى، ونحوه.(9/152)
327 - عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْن مهديّ، أبو عُمَر الفارسيّ الكازرُوني، ثم البغدادي البزّاز. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وابن عياش القطّان، وأبا العبّاس بْن عُقدة، ومحمد بْن أحمد بْن يعقوب السُدوسي، وغيرهم.
وتفرّد بالرّواية عَنْ جماعة؛ روى عنه أبو بَكْر الخطيب ووثَّقه، وهبة الله بْن الحسين البزّاز، وأبو الغنائم محمد بْن عليّ بْن أَبِي عثمان، وعاصم بْن الحَسَن، وعليّ بْن محمد بْن محمد الأنباريّ ابن الأخضر، وأبو يوسف عَبْد السّلام بْن محمد القَزوينيّ رأس المعتزلة، ورزق الله بْن عَبْد الوهاب التّميميّ، وخلْق آخرهم أبو عَبْد الله بْن طلحة النّعاليّ.
وقال الخطيب: كان ثقة أمينًا، تُوُفّي في رجب. قال: وولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.(9/153)
328 - عبد الواحد بن محمد بن عثمان، أبو القاسم البَجَليّ الجريريّ البغداديّ. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ من جعفر الخُلدي، والنّجّاد، وأبي بَكْر النّقّاش، وعنه أبو بكر [ص:154] الخطيب.
وكان بصيرًا بمذهب الشّافعيّ، وبالأصول، لَهُ مصنفات في الأصول، وكان أشعريا.
مات يوم موت ابن المهدي.(9/153)
329 - عليّ بْن أحمد بْن إبراهيم، أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ السُكري الأعرج المؤذّن، [المتوفى: 410 هـ]
صاحب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُلمي.
حدَّث عَنْ الأصمّ، ثمّ عَنْ أبي عمرو بن نجيد، وابن مطرَ، وغيرهم؛ ذكره عَبْد الغافر.(9/154)
330 - عليّ بْن عُبَيْد الله، أبو القاسم العُنابي. [المتوفى: 410 هـ]
قَالَ الحبّال: انتقي عَليْهِ جعفر الأندلسيّ، وأخذتُ عَنْهُ، وحضرتُ جنازته، تُوُفّي فِي صفر.(9/154)
331 - عَلِيّ بْن محمد بْن علي، أبو الحَسَن التّميميّ البغداديّ المؤدب، [المتوفى: 410 هـ]
والد أبي علي ابن المذهِب.
سَمِعَ أبا بَكْر النّجّاد، وأبا بَكْر الشّافعيّ. تُوُفّي في المحرَّم، وكان صدوقًا؛ قاله الخطيب.(9/154)
332 - عليّ بْن محمد بْن القاسم الفارسيّ، أبو الحسن العابد. [المتوفى: 410 هـ]
يروي عَنْ أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي أحمد الغِطريفي، وأبي الحَسَن الدارقُطني، وجماعة.
وكان صالحًا خيَّرًا مجتهدًا في الطّاعة.
توفي في جًمادى الآخرة، رحمه الله.(9/154)
333 - القاسم بْن أَبِي المنذر الخطيب. [المتوفى: 410 هـ]
قد ذُكر. [ص:155]
يقال: مات فيها.(9/154)
334 - محمد بْن إبراهيم بْن محمد، أبو الفتح الجُحدري الطَّرَسُوسيّ البزّاز المعروف بابن البصْريّ. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ محمد بْن إبراهيم بْن أَبِي أُمَيَّة الطَّرَسُوسيّ، وأبا سعيد ابن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة. وحدَّث بالشام، وسكن بيت المقدس بأخرة؛ روى عنه أبو القاسم عُبيد الله الأزهري، ووثقه، وعبد الرّحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن محمد العَتِيقّي، ورشأ بْن نظيف، وأبو عليّ الأهوازيّ، وجماعة.
قال الصوري: توفي سنة تسع أو عشر وأربعمائة.(9/155)
335 - محمد بْن أسد بْن عليّ، أبو الحَسَن الكاتب البغداديّ المقرئ. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ من جعفر الخُلدي، والنّجّاد.
قَالَ الخطَّيّب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقاُ.
قلت: هُوَ صاحب الخطّ المنسوب.(9/155)
336 - محمد بْن عَبْد الله بْن أبان بْن قُريش، أبو بَكْر الهيتي، المعروف بابن أَبِي عَبَايَة. [المتوفى: 410 هـ]
قَالَ الخطيب: قدمِ علينا سنة ست وأربعمائة، وكان يُملي في جامع المنصور بعد ابن رزقَوَيْه، وكتبنا عَنْهُ، عَنْ ابن السّمّاك، ومحمد بْن جعفر الأدميّ، وأحمد بن سلمان النجاد، وحدثنا أيضًا عَنْ أَبِي الطَّيّب أحمد بْن إبراهيم الَّذِي روى عَنْ الرّماديّ، ذكَر لنا أنّه سَمِعَ منه بالرحْبة، وكانت أصول أَبِي بَكْر الهيتيّ كثيرة الخطأ إلا أنه كَانَ صالحًا، مُقلا، معروفًا بالخير مَعَ خُلُوّةِ من معرفة الحديث. تُوُفّي يوم الفِطْر بالأنبار، وله تسعون سنة، وربّما حَدَّثَنَا عَنْ شيخ شيخه وهو لا يعلم.(9/155)
337 - محمد بْن عَبْد الله بْن إبراهيم، أبو الحَسَن ابن الرّازيّ المعدّل المقرئ. [المتوفى: 410 هـ][ص:156]
تُوُفّي في جُمادى الأولى ببغداد. يروي عن عثمان ابن السماك.(9/155)
338 - محمد بْن عَبْد الله بْن مُفوز، أبو عَبْد الله المَعَافريّ الشّاطبيّ الزّاهد. [المتوفى: 410 هـ]
قدِم قُرطبة، فأكثر عَنْ وهْب بْن مَسَرَّة حتى سَمِعَ منه " مُسْنَد " ابن أَبِي شيبة. ثمّ حجّ، وكتب بالقيروان، وعُمر دهراُ طويلًا.
وكان صالحًا عابدًا متقّللًا مِن الدّنيا منقطع القرين. سَمِعَ النّاسُ منه، وكان مشهورًا بإجابة الدّعوة.
تُوُفّي في آخر سنة عشر، وقد قارب المائة، وكانت جنازته مشهودة رحمه اللَّه.(9/156)
339 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن هانئ بْن هابيل، أبو عَبْد الله اللَّخْميّ القُرطبي البزّاز. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ من أحمد بْن سَعِيد بن حزم، وأحمد بْن مُطرف، وجماعة. وحجّ سنة سبْع وخمسين وثلاثمائة، فكتب عَنْ جماعة. روى عَنْهُ الخَوْلانيّ، وأبو عُمر بن سُميق، وأبو محمد بن حزم.
وتوفي في ربيع الأوّل، وكان فقيهًا محدَّثًا عالمًا.(9/156)
340 - محمد بْن عثمان بْن محمد الصُّوفيّ الجُرجاني. [المتوفى: 410 هـ]
تُوُفّي بهَرَاة. يروي عَنْ أبي عَمْرو بْن حمدان النَّيْسابوريّ، وغيره.
قَالَ أبو إسماعيل الأنصاريّ: هُوَ أوّل من سَمِعْتُ منه.(9/156)
341 - محمد بْن عُمَر بْن عيسى، أبو الحَسَن البلدّي الحِطراني. [المتوفى: 410 هـ]
سكن بغداد، وصاهَر أبا الحسين بْن بِشْران على بنته، وحدث عن أحمد [ص:157] ابن إبراهيم الإمام، ومحمد بْن العبّاس المَوْصِليّ الحنّاط. روى عَنْهُ أبو بَكْر الخطيب، وأبو عليّ الوخشي.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا، بلغني أنّه كَانَ لَهُ في كلّ يوم ختمة. تُوُفّي في جُمادى الآخرة.(9/156)
342 - محمد بن محمد بن أحمد بْن سهل التّاجر، أبو الفضل الهَرَويّ. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ أبا بكر الشافعي، وأبا علي الرفاء، وتوفي في ربيع الآخر.(9/157)
343 - محمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين، القاضي أبو منصور الأزْديّ الهَرَويّ، [المتوفى: 410 هـ]
أحد الأعلام.
محدث فقيه، رحل وسمع محمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الشَّيْبانيّ، ودعلج بْن أحمد، والحسن بْن عِمران الحنْظليّ، وأحمد بن عثمان الأدمي، وهو أكبر شيخ سَمِعَ منه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ. روى عنه أحمد بْن أحمد بْن حَمدين، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي عاصم الجوهريّ، وأبو سعد يحيى بْن أَبِي نصر العدل، وأبو عدنان القاسم بْن عليّ الْقُرَشِيّ، وشيخ الإسلام، وخلق كثير.
وكان إمام الشّافعيّة في عصرِه بهَرَاة، أملي مدّة، وطال عُمره، وكان واسع الرواية. توفي فجاءة في المحرَّم بهَرَاة.(9/157)
344 - محمد بْن محمد بْن عليّ بْن حُبَيْش، أبو عُمَر التّمّار الأعور. [المتوفى: 410 هـ]
بغداديّ صدوق، من شيوخ أَبِي بَكْر الخطيب، سَمِعَ إسماعيل الصّفّار، ومحمد بْن جعفر الأَدميّ، وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. تُوُفّي بالبطائح.(9/157)
345 - محمد بْن محمد بْن مَحْمِش بن عليّ بْن دَاوُد الفقيه، أبو طاهر الزّياديّ الأديب الفقيه الشّافعيّ. [المتوفى: 410 هـ]
كَانَ يسكن ميدان زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن من نَيْسابور، فَنُسبَ إليه، وكان [ص:158] أَبُوهُ من أعيان العُبّاد.
وُلِد أبو طاهر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وسمع سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وبعدها من أَبِي حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وعبد الله بْن يعقوب الكَرْمانيّ، والعبّاس بْن قوهيار، ومحمد بْن الحَسَن المحمّداباذيّ، وأبي عثمان عَمْرو بْن عَبْد الله البصْريّ، وأبي عليّ المَيْدانيّ، وحاجب بْن أحمد الطُّوسيّ، وعليّ بْن حمشاذ، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن عَبْد الله الصفار، وأدرك أبا حامد ابن الشّرْقيّ، ولم يسمع منه.
وكان إمام أصحاب الحديث بنَيْسابور، وفقيههم، ومُفْتيهم بلا مدافعة، وكان متبحرا في علم الشروط، قد صنف فيه كتابا، وله معرفة قويّة بالعربيّة.
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: بقي يُمْلي نحو ثلاث سِنين، ولولا ما اختصّ بِهِ من الإقتار وحِرْفة أهل العلم لما تقدَّم عَليْهِ أحدٌ من أصحابه. وأخبرنا عَنْهُ الإمام جدّي، وأبو سعد بْن رامش، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبو بَكْر بْن يحيى المُزَكّيّ، وعليّ بْن أحمد الواحديّ، وأحمد بْن خَلَف، وأبو صالح المؤذّن، ومات في شعبان.
قلت: وروى عَنْهُ أبو عَبْد الله الحاكم مَعَ تقدُّمه، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشيري، وعبد الْجَبّار بْن بُرزة، ومحمد بْن محمد الشّاماتيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وحديثه بعُلو في " الثّقفيّات ".(9/157)
346 - محمد بْن محمد بْن بالُويه بْن إسحاق، أبو عمرو النيسابوري الكتاني الصّائغ المقرئ. [المتوفى: 410 هـ]
قَالَ عَبْد الغافر: شيخ ثقة مشهور. حدَّث عَنْ الْأصمّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، والكارزي. أخبرنا عنه أحمد بن عبد الملك المؤذن. توفي
وقلت: روى عنه الثقفي، لقيه سنة عشر هذه.(9/158)
347 - محمد بن المظفر، أبو الحسن ابن السراج البغدادي المعدل. [المتوفى: 410 هـ][ص:159]
سمع من جعفر الخُلدي، وأحمد بن سلمان الفقيه. روى عنه الخطيب وقال: مات في جُمادى الأولى.(9/158)
348 - محمد بْن مُعافى بْن صُميل، أبو عَبْد الله الْجَيَّانيّ، ثمّ القُرطبي المقرئ. [المتوفى: 410 هـ]
ارتحل فقرأ لنافع علي أَبِي الطَّيّب بْن غلبُون.
وكان مؤدبًا، نزل طُلَيْطلَة.(9/159)
349 - محمد بْن منصور بْن الحسن، أبو سعْد الْجَوْلَكِيّ الجُرجاني، الرئيس العالم. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر الإسماعيليّ، وأبا أحمد الغِطريفي. روى عَنْهُ نجيب بْن ميمون، وجماعة. وحدث بنَيْسابور، وهَرَاة، وغَزْنَة.(9/159)
350 - محمد بْن يونس، أبو بَكْر العَيْن زَرْبيّ الإسكاف المقرئ. [المتوفى: 410 هـ]
سَمِعَ بدمشق أبا عُمَر بْن فَضَالة، وأبا بَكْر الرَّبَعيّ. روى عنه أبو علي الأهوازي، والكتاني.(9/159)
351 - هادي المستجيبين. [المتوفى: 410 هـ]
ظهرَ أمرُه، وبَهر كُفُره، وسار في البوادي يدعو إلى عبادة الحاكم صاحب مصر، وسبًّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصحف، فظفروا به، ثم صُلب بمكة وأُحرق.(9/159)
352 - هبة الله بن سلامة، أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر. [المتوفى: 410 هـ]
كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن، وكانت له حلقة بجامع المنصور. روى عَنْ أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وغيره، وتوفي في رجب. [ص:160]
وله كتاب " النّاسخ والمنسوخ "، روى عَنْهُ ابن بنتِه رزق الله التّميميّ، وغيره، وقرأ عَليْهِ الحَسَن بْن عليّ العطّار القرآن عنْ قراءته عَلَى زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ.(9/159)
-المتوفون بعد الأربعمائة ظنا(9/161)
353 - أحمد بن الحسن بن المرزُبان، أبو العبّاس ابن الطَّبَريّ الشّرابيّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
بغداديّ، سكن الرَّيّ، وحدَّث عَنْ أَبِي جعفر عَبْد الله بْن بُرَيْه الهاشميّ، وأبي عمر الزاهد، وجماعة. روى عَنْهُ أبو سعد إسماعيل السّمّان، والمظفَّر بن مموس، ومحمد بن جعفر الأسدآباذي.(9/161)
354 - أحْمَد بْن عُبيد بْن الفضل بْن سهل بْن بِيري، أبو بَكْر الواسطيّ، [الوفاة: 401 - 410 هـ]
مُسند واسط ومحدثها.
روى عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن أحمد بْن عثمان بْن سمعان، ومحمد بْن الحسين الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن يحيى الصُّوليّ، وأبي عليّ الحَسَن بْن منصور، وأبي جعفر محمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وعبد الباقي بْن قانع، وعبد الله بْن شَوْذب الواسطيّ، وجماعة. وأملي ورحل إلى بغداد.
قَالَ الحافظ خميس: كَانَ ثقة صدوقًا، كُف بصره بأخرَة.
قلت: روى عَنْهُ عَبْد الكريم بْن محمد الشُروطي، وأبو يَعْلَى حمزة بْن الحَسَن، ومحمد بْن عليّ بْن عيسى القارئ، وعليّ بْن الحسين بْن الطَّيّب الصُّوفيّ، وَأَبُو غالب مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن بِشْران النَّحْويّ، والقاضي أبو عليّ إسماعيل بْن محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب الفقيه ابن كُماري، وأبو الحسين محمد بْن عليّ الفقيه الشّافعيّ، وأبو الْحُسَن محمد بْن محمد بْن مخلد البزاز: الواسطيون. وآخرهم موتا ابن مخلد، وكان مولد ابن مَخْلَد سنة ستّ وتسعين، وسماعه من ابن بيري سنة نيف وأربعمائة.
وقد ذكر خميس: أنّ ابن بيريّ سَمِعَ من البَغَويّ، وابن أَبِي دَاوُد، وهذا غلط.(9/161)
355 - أحمد بْن عُمَر بْن أحمد بْن عليّ، أبو عبد الله الكاتب المعروف بحموس الهمذاني الضرير. [الوفاة: 401 - 410 هـ][ص:162]
روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي القاسم بْن عَبيد، وأحمد بْن محمد الصيدناني، وعليّ بْن عامر النّهَاونديّ، وجماعة. روى عَنْهُ محمد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدب، وحَمْد بْن عَبْد الرَّحْمَن المؤدب، وأبو مُسْلِم بن غزو، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ.
وهو صدوق.(9/161)
356 - أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بن عيسى، أبو نُعيم الإسفراييني البزاز. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
قال عبد الغافر: ثقة، قدِم نَيْسابور، وحدّث عَنْ عَبْد الله بن محمد ابن الشّرْقيّ، وأبي بَكْر القطّان، وأبي نصر بْن حمدويه، وسُفيان بن محمد الجوهري، وأملى بنيسابور. روى عَنْهُ محمد بْن يحيى المُزكي، وهو من كبار شيوخه.(9/162)
357 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد، أبو بَكْر الجوريّ النَّيْسابوريّ الدّهّان. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
شيخ مستور حافظ لكتاب الله، وثقه عَبْد الغافر الفارسيّ، قال: روى عن الأصم وأقرانه. أخبرنا عَنْهُ أبو بَكْر محمد بْن يحيى، وأبو صالح المؤذّن.(9/162)
358 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى، أبو حامد النَّيْسابوريّ الشّافعيّ، المعروف بأميرك ابن أَبِي ذَرّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
قَالَ عَبْد الغافر: نبيلٌ، موثوقٌ به، أصيل. روى عن الأصم وأقرانه. أخبرنا عَنْهُ أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى؛ سمعا منه في سنة ثمانٍ.(9/162)
359 - أحمد بْن محمد بْن حمدان، أبو الحَسَن الإصبهاني الأديب. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ أبا عَمْرو بْن حكيم، وابن داسة البصْريّ، وأبا الحسين الأسواريّ. وعنه: أحمد بْن الفضل الباطرْقانيّ، وعليّ بْن سَعِيد البقّال، وعبد الله بن أحمد السوذرجاني.(9/162)
360 - أحمد بْن محمد بْن سراج، أبو العبّاس السّنْجيّ الطّحّان. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ " جامع الترْمِذيّ " من أَبِي العبّاس المحبوبّي. روى عَنْهُ أبو الخير بْن أبي عِمران الصفار.(9/163)
361 - أحمد بْن محمد بْن العبّاس بْن حَسْنَويْه، أبو سهل الأصبهانيّ التّاجر، [الوفاة: 401 - 410 هـ]
نزيل نَيْسابور.
ثِقة. عن الأصم، وأبي الطيب الحبيبي، وعنه المؤذن.(9/163)
362 - أحْمَد بْن محمد بْن عَبْدَوس، أَبُو بَكْر النسوي الفقيه، الحافظ، [الوفاة: 401 - 410 هـ]
نزيل مرو.
وكان أحد الأئّمة الأعلام، رحّال جوّال. روى عَنْ أَبِي القاسم بْن أَبِي العَقِب، وبُكير بْن الحَسَن الرّازي ثمّ المصريّ، ومحمد بْن عليّ النّقّاش. وعنه أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن يوسف الْجُوَيْني، والحسن بْن القاسم، وعليّ بْن عبد القاهر الطُوسي، وآخرون.(9/163)
363 - أحمد بن محمد بن مزاحم، أبو سعد الصفار المؤدب. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سمع الأصم، وأقرانه، وعنه محمد المزكي.(9/163)
364 - أحمد بْن محمد بْن يوسف، أبو الحَسَن النيسابوري الصفار. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
عَنْ الأصمّ، وأبي الحَسَن الكارزيّ، وعنه محمد بن يحيى المُزكي، والمؤذن.(9/163)
365 - إبراهيم بْن محمد بْن علي بْن إبراهيم بْن معاوية، أبو إِسْحَاق النَّيْسابوريّ العطّار الصَّيْدلانيّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
قَالَ عَبْد الغافر: شيخ مستور، ثقة، من أهل الصلاح، يقعد على حانوته ويعتمده الناس لأمانته وديانته. سَمِعَ من الأصمّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن يعقوب الحافظ، وأبي بكر الصبغي، وأبي حامد أحمد بْن محمد بْن بالُويه العفصيّ، وأبي الوليد القُرشي، وغيرهم. أخبرنا عنه محمد بن يحيى.
قلت: وروى عَنْهُ البَيْهَقيّ، قَالَ: وكان أَبُوهُ من الصلحاء، وجدّهُ أبو الحَسَن محدَّث وقته، حدَّث عَنْ أَبِي زُرعة، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن عَبْد الجبار العُطارِدي.(9/163)
366 - أسد بْن إبراهيم بْن كُليب، القاضي أبو الحسن الحراني السُلمي. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
عن أبي الهيذام مُرجى بن علي الرهاوي، ويوسف بن محمد الشيزري. حدث ببغداد؛ روى عَنْهُ: أبو منصور العُكبري النّديم، والقاضي أبو عبد الله الصيمري.
والغالب عَلَى رواياته المناكير والموضوعات.(9/164)
367 - إسماعيل بْن سِيدَة، أبو بَكْر المُرسي الأديب الضّرير، [الوفاة: 401 - 410 هـ]
والد مصنّف " المحْكم " أَبِي الحَسَن.
أخذ عَنْ أبي بكر الزُبيدي " مختصر العين "، وكان من النُحاة ومن أهل المعرفة والذَّكاء، وكان أعمى. تُوُفّي بعد الأربعمائة بمدة بمدينة مُرسِيَة.(9/164)
368 - جامع بْن أحمد بْن محمد بْن مهديّ الوكيل، أبو الخير النَّيْسابوريّ المُحمدآباذي. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ من أبي طاهر محمد بن الحسن المحمدآباذي، وتوفي سنة سبع وأربعمائة.
روى عنه البيهقي.(9/164)
369 - حديد بْن جعفر، أبو نصر. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
حدَّث عَنْ خَيْثَمَة، وعليّ بْن أَبِي العَقِب. وعنه أبو القاسم الحِنائي، وعبد العزيز الكتاني، وغيرهما، والأهوازي، وعلي بن الخضر السُلمي. وهو أنباري، سكن الشام؛ قاله ابن النجار.(9/164)
370 - خلف بن عباس، أبو القاسم الزهراوي الأندلسي. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
قال الحُميدي: كان من أهل الفضل والدين والعلم، وعلمه الذي بسق علم الطب، وله فيه كتاب كبير مشهور كبير الفائدة، سماه كتاب " التصريف لمن عجز عَنْ التأليف ". ذكره ابن حزم وأثني عَليْهِ، وقال: ولئن [ص:165] قُلْنَا: إنّه لم يؤلَّف في الطّبّ أجمع منه للقول والعمل في الطّبائع، لنصدقّن.
مات بالأندلس بعد الأربعمائة.(9/164)
371 - خلف بن عمر بن خلف بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر المديني الحناط. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
همذاني نبيل، روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عبيد، وأبي القاسم بن عبيد، والأصم، وجعفر الخلدي، وأبي بكر الشافعي، وجماعة. ورحل إلى نيسابور والعراق. روى عنه أبو محمد الأبهري، وعلي بن أحمد بن سهل العطار، والحسين بن محمد البزاز، والخليل بن عبد الله الخليلي، وآخرون.
قال شيرويه: كان صدوقا حافظا، يحسن هذا الشأن.(9/165)
372 - خَلَف بْن عيسى بْن سعد الخير بْن أَبِي دِرْهم، الفقيه أبو الحزْم الوشْقيّ، [الوفاة: 401 - 410 هـ]
عالم وشْقه وقاضيها.
يروي عَنْ أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وابن عَيْشون. روى عَنْهُ ابنه أبو الأصْبَغ، وأبو عمر ابن الحذّاء.
قَالَ أبو الوليد الباجيّ: لا بأس به.
ذكره عِياض في " طبقات المالكية ".(9/165)
373 - خلفُ بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ، [الوفاة: 401 - 410 هـ]
مصنف " الأطراف ".
رحل، وروى عن أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ، وأبي محمد بن ماسي، ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة، وطوف خُراسان، والشام، ومصر، والنواحي، وكتب الكثير. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأثني عليه، وقال: كَانَ حافظًا لحديث شُعبة وغيره.
وقال أبو نُعيم: صحبْناه بنَيْسابور وإصبهان.
وروى عَنْهُ هُوَ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعُبَيْد الله بْن أحمد الأزهريّ. ثمّ في الآخر سكن الرملة، واشتغل بالتّجارة، ومات هناك بعد الأربعمائة. [ص:166]
سمع الناس الكثير بانتخابه، ولقد جود تصنيف " أطراف الصّحيحين " وأحسنَ، وهو أقلّ أوهامًا من أبي مسعود.(9/165)
374 - خلفُ المقرئ، أبو القاسم [الوفاة: 401 - 410 هـ]
من ساكنيِ طَلْبِيرة.
رحل إلى المشرق، وأخذ عن أبي محمد بْن أَبِي زيد، ولازمهُ بالقيروان مدة، وحج ثلاث حجج. وقرأ على أبي الطيب بن غلبُون، ودخل العراق.
وكان صالحا متبتلا عابدا يسرد الصوم، وكان مُفرط القصر يسكن مسجدا ويُقرئ به. حدث سنة ثمان وأربعمائة.(9/166)
375 - الخليل بن أحمد بن محمد، القاضي أبو سعيد البُستي. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
قدم نيسابور وحدث بها عَنْ أحمد بْن المظفَّر البكْريّ صاحب أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة " بالتّاريخ ". روى عَنْهُ البيهقي، وجماعة، وكان قدومه في سنة أربعمائة.
ومن الاتّفاقات النّادرة أنّه سَمِعَ من القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل السجزي سميهُ.(9/166)
376 - خوي بن علي بن صدقة، القاضي أبو القاسم السكسكي الدمشقي. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
حدث عن أبي علي بْن آدم، ومحمد بْن العبّاس بْن كَوْذك. وعنه علي بن محمد الحِنائي.(9/166)
377 - سعد بْن عَبْد الله بْن الحسين بْن عَلُّوَيْهِ، أبو القاسم النيليّ الميمونيّ، [الوفاة: 401 - 410 هـ]
من وُلِد ميمون بن مهران.
روى بهمذان عَنْ النّجّاد، وأبي سهل بْن زياد، وأبي عمرو ابن السماك، والحسين بْن صَفْوان، وجماعة.
حَضَرَ مجلسه ابن تركان، وروى عَنْهُ محمد بْن عيسى، وحُميد بن المأمون، وابن غزو، وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن بُندار، وعُبيد الله بْن أَبِي عَبْد الله بْن مَنْدَهْ. [ص:167]
قال شيرويه: وحدثنا عَنْهُ محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وأبو الفضل بْن يَرْغة، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوذْباريّ. وليس عندهم بذاك.(9/166)
378 - سعد بْن محمد بْن غسّان، أبو رجاء الشَّيْبانيّ القَزْوينيّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ بدمشق من الحسن بن حبيب الحصائريّ حديثًا رواه عَنْهُ الخطيب، ويوسف المهروانيّ، ومحمد بْن إسماعيل الجوهريّ.
قَالَ الخطيب: ما علمت به بأسا.(9/167)
379 - عَبْد الله بْن أحمد بْن الحَسَن، أبو أحمد المِهْرَجانيّ العدْل. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
روى عَنْ محمد بْن يعقوب بْن الأخرم، وأبي بَكْر محمد بْن جعفر المُزكي وغيرهما. وعنه البيهقي.(9/167)
380 - عَبْد الله بْن أَبِي عَبْد الله الحسين العلويّ الواسطيّ، أبو محمد المقرئ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
قرأ بالروايات علي أَبِي بَكْر النّقّاش، وتصدَّر للإقراء مدّة. قرأ عَليْهِ أبو عليّ غلام الهرّاس، وغيره.
توفي بعد الأربعمائة.
وأبوه الحسين بْن محمد عدْل نبيل، روى عَنْ أَبِي الحَسَن بْن مبشّر الواسطيّ، والكبار. روى عَنْهُ أبو الحَسَن بْن مَخْلَد، وغيره.(9/167)
381 - عَبْد الله بْن القاسم بْن سهل بْن جوهر، الفقيه أبو الحسين المَوْصِليّ الصَّوّاف. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ خَيْثَمَة بْن سليمان، ومحمد بْن العبّاس صاحب الطّعّام، وعبد الله بْن عليّ العُمري، وهارون بْن عيسى البلديّ، وإبراهيم بن أحمد الرقي، وجماعة. وعنه أبو نصر بْن طَوْق، وأحمد بْن عُبيد الله بْن وَدْعان، وعليّ بْن أحمد الطُّوسيّ، ومحمد بْن صَدَقَة بْن حسين، المَواصِلة؛ وعُبيد الله بْن أحمد الرَّقَّيّ، وأبو طاهر أحمد بْن محمد الخفاف، وغيرهم.(9/167)
382 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن سَعِيد، أبو محمد الدّمشقيّ البزّاز. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
روى عن خَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وأبي يعقوب الأذرعيّ، وعنه عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، ورشأ بْن نظيف، وأبو علي الأهوازيّ، وكان موصوفًا بالصّلاح.(9/168)
383 - عَبْد الصّمد بْن زهير بْن هارون بْن أَبِي جرادة، أبو الفضل العُقيلي الحلبيّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ بمكّة من أَبِي سَعِيد ابن الأعرابيّ. وعاش دهرًا، أدركه أبو نصر السجْزيّ بحلب.(9/168)
384 - عَبْد الْعَزِيزِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَن، أبو القاسم الإصبهاني التّاجر ثمّ الرّازيّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ أبا حاتم محمد بْن عيسى الوسْقَنْديّ. روى عنه أبو بكر البيهقي.(9/168)
385 - عليّ بْن عَبْد الرحيم بْن غَيْلان، أبو العلاء السُّوسيّ النَّحْويّ الخزّاز. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
حدَّث بواسط عَنْ الحسين بْن إسماعيل المُحاملي. روى عَنْهُ أبو نصر السجْزيّ، وأبو نُعيم محمد بْن عَبْد الواحد بن عبد العزيز المعدل الواسطي.(9/168)
386 - علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله، أبو الحسن الأندلسي. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سكن سرقسطة، وروى عَنْ أحمد بْن خَلَف المديوني، وحجَّ فأخذ عَنْ عليّ بْن عثمان القرافيّ، وغيره.
وكان صالحًا مُجاب الدَّعوة، ممتنعًا من الرواية غير النَّزْر اليسير لكونه مُشتغلا بالعبادة.
قَالَ بعضهم: لم أَلْقَ مثله في الزُهد والتّبتُّل.
روى عَنْهُ أبو عَمْرو الدّانيّ، والصّاحبان، وأبو حفص بن كُريب.(9/168)
387 - عُمر بْن الحَسَن بْن دُرستويه، أبو القاسم الإمام. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
روى عن خَيْثَمَة بْن سليمان. وعنه عليّ الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ.(9/169)
388 - عُمَر بْن محمد بْن محمد بْن دَاوُد، أبو سَعِيد السجِسْتانيّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
روى " صحيح مسلم " عن أبي أحمد الجُلودي، وحدث به بمكة سنة ثلاث وأربعمائة، فسمعَهُ منه أبو القاسم حاتم بْن محمد الطرابلسي المغربي، ورواه عنه.(9/169)
389 - كامل بْن أحمد بْن محمد، أبو جعفر العزائمي الحافظ المستمليّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
حدَّث بنَيْسابور عَنْ الحافظ أَبِي عَبْد الله محمد بْن عليّ بْن الحسين بْن الفَرَج البلْخيّ؛ سَمِعَ منه بهَرَاة عَنْ محمد بْن خُشنام، ومحمد بْن عليّ الصّنْعانيّ صاحب عبد الرزاق. روى عنه أبو نصر السجزي، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن يحيى المُزكي.
وقد ذكره عبد الغافر، فقال: حافظ، عارف بالنحو، حسن الخط، بارع في الرواية، حسن القراءة. استملي على المشايخ مدة وكان مكثرا. وسمع من مشايخ العراق، والحجاز، وخُراسان، وحدث عَنْ أَبِي عليّ الرّفّاء، وأبي عليّ محمد بن جعفر الكرابيسي، ومحمد بن صبيح الجوهري، وأبي عبد الله العصمي، وأبي بكر القفال الشاشي، والقاضي أبي بكر الأبهري، وكان ثقة، صحيح الرواية. اتفق أنّ المحدثين هجروه، واتَّهموه بأنّه أخفي جملةً من سماع المشايخ مغايظةً لهم، وقد حدث في سنة خمس وأربعمائة.
قلتُ: وفي هذه السنة قدِم نَيْسابور وحدَّث بها.(9/169)
390 - كامل بْن أحمد بْن محمد بْن سليمان، أبو الحَسَن الْبُخَارِيّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
عَنْ أَبِي نصر بن حَمْدَوَيْه، وأبي بَكْر بْن سعد الزّاهد، وجماعة.(9/169)
391 - محمد بن أحمد بن حيوة، أبو عبد الله القُرطبي. [الوفاة: 401 - 410 هـ][ص:170]
روى عن قاسم بن أصبغ، ومنذر بْن سعيد. روى عنه أبوا عُمَر: ابن سُميق وابن عَبْد البَرّ وجماعة.(9/169)
392 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور، أبو بكر النوقاني. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
حدث بنُوقان عن أبي العباس الأصم. روى عنه البيهقي، وغيره.(9/170)
393 - محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بْن المغيرة بْن المهلَّب، أبو بَكْر العُكلي اليوانيّ الإصبهانيّ، الزاهد العابد. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
عَنْ ابن فارس، وأحمد بْن جعفر بْن مَعْبَد، والعسّال، وفاروق الخطّابيّ، وابن كوثر البَرْبَهاريّ، وطبقتهم. وله رحلة واسعة.
مولده سنة عشر وثلاثمائة، ومات بعد الأربعمائة.(9/170)
394 - محمد بْن أحمد بْن محمد بْن حَمْدَوَيْه، أبو بكر الطوسي، المعروف بالمطوعي. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
قدم همذان سنة خمس وأربعمائة، وحدَّث عَنْ أَبِي العبّاس الأصمّ. روى عَنْهُ شيوخ همذان: أبو الفضل بن يوغة، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وأبو الفتح محمد بْن الفضل الكوكبيّ الدهْقان، وأبو الفتح عَبْدُوس بْن عَبْد الله.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ صدوقًا.
قلت: وقع لي حديثه عاليا.(9/170)
395 - محمد بْن إسماعيل بْن أحمد بْن العنبْر، أبو عُمَر العنْبريّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
روى عَنْ أَبِي العبّاس الأصمّ. سَمِعَ منه بسجستان أبو نصر السجْزيّ. وروى أيضًا عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ طرخان البلخي.(9/170)
396 - محمد بن زكريا، أبو عبد الله ابن الإفليلي، القُرطبي. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سمع من قاسم بْن أصْبَغ، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن الأحمر القرشي، وعنه ابنه أبو القاسم، وابن عبد البر.(9/170)
397 - محمد بْن عَبْد الصَّمد بْن لاوى الأطْرَابُلُسيّ. [الوفاة: 401 - 410 هـ][ص:171]
روى عَنْ خَيْثَمَة. روى عَنْهُ محمد بْن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري.(9/170)
398 - محمد بن عبد العزيز بن محمد بْن موسى بْن سَعْيه، بياء آخر الحروف، المحدث أبو منصور الخيبري الأصبهاني الطبيب. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
روى عَنْ أَبِي محمد بْن فارس، وأبي أحمد العسال، والجعابي، وأبي إسحاق بن حمزة، والطبَرانيّ. وعنه أحمد بْن الفضل الباطرقانيّ، ومحمد بن علي الجوزداني، وأبو القاسم وأبو عَمْرو ابنا الحافظ ابن مَنْدَهْ.
قَالَ يحيى بن منده: هو صاحب الكُتب الصحاح، كثير الكتاب، واسع الرواية، متعصب لأهل العلم.(9/171)
399 - محمد بْن عليّ بْن محمد، أبو نصر النَّيْسابوريّ الفقيه. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ أبا العبّاس الأصمّ، وغيره. روى عَنْهُ أبو بَكْر البيهقي.(9/171)
400 - محمد بن عيسى، أبو بكر السبتي الفقيه المعروف بابن زوبع. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
إمام جليل، رحل إلى المشرق ودخل إلى الأندلس، وولاه المظفّر بْن أَبِي عامر قضاء سبْته ونواحي المغرب.
قتله عليّ بْن حَمَّود بعد الأربعمائة.(9/171)
401 - محمد بْن محمد بْن محمد بْن بَكْر الهزاني البصري. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سمع من عمه أبي رَوْق أحمد بْن محمد. روى عَنْهُ أبو نصر عُبَيْد الله السجْزيّ؛ لقيه بالبصرة، وكنّاه أبا عمرو.(9/171)
402 - محمد بْن الهيْصم، أبو عَبْد الله، [الوفاة: 401 - 410 هـ]
شيخ الكرَّاميّة، وعالمهم في وقته بخُراسان.
وهو الّذي ناظر الإمام أبا بَكْر بْن فُورك بحضرة السّلطان محمود بْن [ص:172] سُبُكتكين، وليس للكرّاميّة مثلهُ في معرفة الكلام والنَّظَر، فهو في زمانه رأس طائفته، وأخْبَرهم وأخبثهم، كما أن القاضي عَبْد الجبّار في هذا العصر رأس المعتزلة، وأبا إِسْحَاق الإسفرايينيّ رأس الأشعريّة، والشيخ المفيد رأس الرّافضة، وأبا الحَسَن الحمّاميّ رأس القرّاء، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُلمي رأس الصُّوفيّة، وأبا عُمَر بْن درّاج رأس الشُّعَراء، والسَّلطان محمود رأس الملوك، والحافظ عَبْد الغنيّ الأزْديّ رأس المحدّثين، وابن هلال رأس المجوّدين.(9/171)
403 - محمد بْن يحيى بْن سُراقة، أبو الحَسَن العامريّ البصْريّ، الفقيه الشّافعيّ الفَرَضيّ المحدَّث [الوفاة: 401 - 410 هـ]
صاحب التّصانيف في الفقه والفرائض وأسماء الضّعفاء والمجروحين.
أقام بآمد مدّة. وكان حيا في سنة أربعمائة. أخذ عَنْ أَبِي الفتح كتابه في " الضّعفاء " ثمّ نقّحه وراجع فيه الدارقُطني، ورحل في الحديث، وروى عن ابن داسة وابن عبّاد والهجيميّ، ورحل إلى فارس وإصبهان والديَنَور. وله مصنَّف حسن في الشهادات.(9/172)
404 - محمد بْن يعقوب بْن حَمَّوَيْه، أبو بَكْر السجِستاني الوزير. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ بِبستُ من أَبِي الفضل محمد بن أحمد بن الغوث الأزدي؛ حدثه عَنْ الهيثم بْن سهل التُّسْتَريّ. أَخَذَ عَنْهُ بسجستان الحافظ أبو نصر السجزي.(9/172)
405 - يوسف بْن خَلَف بْن سُفيان، أبو عُمَر الغسّانيّ البجّانيّ المؤدب. [الوفاة: 401 - 410 هـ]
سَمِعَ من أحمد بْن سَعِيد، ومَسْلَمة بْن قاسم. وكان يؤمّ بمسجده، ويلقّن، ويَنْسَخ. روى عَنْهُ أبو عَبْد الله الخولاني.
توفي بعد الأربعمائة، وروى عنه قاسم وهشام ابنا هلال.(9/172)
-الطبقة الثانية والأربعون 411 - 420 هـ(9/173)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الحوادث)(9/175)
-سنة إحدى عشرة وأربعمائة
في شوال منها فُقِد الحاكم صاحب مصر، وكان يواصل الركوب وتتصدَّى لَهُ العامَّة فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان الخلْق في ضَنْكٍ من العَيْش معه. وكانوا يدسُّون إليه الرُقاع المختومة بالدُّعاء عَليْهِ والسّبّ لَهُ ولأسْلافه، حتى أنهم عملوا تمثال امرَأَة مِن كاغِدٍ بِخُفّ وإزار ثمّ نصبوها لَهُ، وفي يدها قصّة. فأمر بأخْذها مِن يدها، ففتحها فرأى فيها العظائم، فقال: أنظروا من هذه؟ فإذا هي تمثالٌ مصنوع. فتقدَّم بطلب الأمراء والعُرفاء فحضروا، فأمرهم بالمصير إلى مصر وضرْبها بالنّار ونَهْبها وقتْل أهلها. فتوجّهوا لذلك فقاتل المصريّون عَنْ أنفسهم بحسب ما أمكنهم. ولحق النَّهْبُ والحريق الأطراف والنّواحي الّتي لم يكن لأهلها قوّة على امتناع ولا قُدرة عَلَى دفاع، واستمرَّت الحرب بين العبيد والرّعيّة ثلاثة أيام، وهو يركب ويشاهد النّار، ويسمع الصّياح. فيسأل عَنْ ذَلِكَ، فيقال لَهُ: العبيد يحرقون مصر. فيتوجَّعُ ويقول: مِن أمرهم بهذا؟ لعنهُم الله.
قلتُ: بل لعنةُ الله عَلَى الآمر.
فلمّا كَانَ في اليوم الثّالث اجتمع الأشراف والشّيوخ إلى الجامع ورفعوا المصاحف، وعجّ الخَلْقُ بالبكاء والاستغاثة بالله. فرحمهم الأتراك وانحازوا إليهم وقاتلوا معهم، وأرسلوا إلى الحاكم يقولون لَهُ: نَحْنُ عبيدك ومماليكك، وهذه النّارُ في بلدك وفيه حُرمنا وأولادنا، وما عِلمْنا أنّ أهله جَنَوْا جنايةً تقتضي هذا. فإنْ كَانَ باطنٌ لا نعرفه عرّفْنا بِهِ، وانتظر حتّى نُخرج عيالنا وأموالنا، وإن كَانَ ما عَليْهِ هَؤلَاءِ العبيد مخالفًا لرايك أَطْلِقْنا في معاملتهم بما نُعامل بِهِ [ص:176] المفسدين، فأجابهم: إنّي ما أردتُ ذَلِكَ ولا أذِنْت فيه، وقد أذِنْت لكم في الإيقاع بهم، وراسل العبيد سرّا بأن كونوا عَلَى أمركم، وقوّاهم بالسّلاح. فاقتتلوا، وعاودوا الرّسالة: إنّا قد عرفنا غرضك، وإنّه إهلاكُ البلد، ولوّحوا بأنّهم يقصدون القاهرة. فلمّا رآهم مستظهرين، ركب حِمارهُ ووقفَ بين الفريقين، وأومأ إلى العبيد بالانصراف، وسكنت الفتنة.
وكان قدْر ما أُحرق مِن مصر ثُلثها، ونُهب نصفُها. وتَتَبَّع المصريون مِن أسر الزَّوجات والبنات، فاشتروهنَّ مِن العبيد بعد أن زَنَوْا بهنَّ، حتّى قَتَل جماعةٌ أنفسهنَّ مِن العار.
ثمّ زاد ظُلم الحاكم، وعَنَّ لَهُ أن يَدَّعي الرُّبوبيّة، كما فعل فرعون، فصار قومٌ مِن الجُهال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد، يا مُحيي يا مُميت.
وكان قد أسلم جماعةٌ مِن اليهود، فكانوا يقولون: إنّا نريد أن نعاود ديننا، فيأذَن لهم.
وأوحش أختَه بمراسلاتٍ قبيحة، وأنّها ترتكب الزّنا. فراسلت ابن دوّاس الأمير، وكان متخوفًا مِن الحاكم. ثمّ جاءت إِليْهِ فقّبل الأرض بين يديها، فقالت: قد جئتك في أمرٍ أحرسُ نفسي ونفسك. قَالَ: أَنَا خادمك. فقالت: أنت ونحن عَلَى خطرٍ عظيم مِن هذا. وقد انضاف إلى ذلك ما يظاهر بِهِ، وهتك الناموس الّذي أقامه آباؤنا، وزاد به جنونه وحمل نفسه على ما لا يصبر المسلمون عَلَى مثله، وأنا خائفة أن يثور النّاس علينا فيقتلوه ويقتلونا، فتنقضي هذه الدولة أقبح انقضاء. قال: صدقتِ، فما الرأي؟
قالت: تحلف لي وأحلف لك عَلَى الكتْمان. فتحالفا عَلَى قتله وإقامة ولده مكانه، وتكون أنت مدبر دولته. قَالَتْ: فاختْر لي عَبْدين تثق بهما عَلَى سَرَّك وتعتمد عليهما. فأحضر عبدين موصوفين بالأمانه والشهامة. فحلَّفَتْهما ووهبتهما ألف دينار، ووقَّعت لهما بإقطاع، وقالت: اصعدا إلى الجبل فاكمنا لَهُ، فإنّ غدا يصعد الحاكم إليه وليس معه إلا الرّكابيّ وصبيّ، وينفردُ بنفسه. فإذا جاء فاقتلاه مَعَ الصّبّيّ، وأعطتهما سكّينتين مغربيّتين.
وكان الحاكم ينظر في النّجوم. فنظر مولده، وكان قد حُكم عَليْهِ بَقَطْعٍ في هذا الوقت، وأنه متى تجاوزه عاش نّيفًا وثمانين سنة.
فأحضر أُمَّهَ وقال: [ص:177] عليّ في هذه الليلة قطعٌ. وكأنّي بكِ قد هتِكت وهلكتِ مَعَ أختي، فتسلّمي هذا المفتاح، فلي في هذه الخزانة صناديق تشتمل على ثلاثمائة ألف دينار، فحوليها إلى قصرك لتكون ذخيرةً لك. فبكت وقالت: إذا كنتَ تتصوَّر هذا فَدَعْ ركوبك اللّيلة. فقال: أفعلُ، وكان في رَسْمه أنّه يطوف كلّ ليلةٍ حول القصر في ألف رَجُل، ففعل ذَلِكَ ثمّ نام. فانتبه الثُلث الأخير وقال: إنّ لم أركب فأتفرج خرجت نفسي. فركب وصعِد الجبَل ومعه صبيّ. فخرج العبدان فصرَعاه وقطعا يديه وشقّا جوفَه وحملاه في كِسائه إلى ابن دَوّاس، وقتلا الصَّبيّ. فحمله ابن دَوّاس إلى أخته فدفنته في مجلسٍ لها سرّا، وأحضرت الوزير واستكتمته واستحلفتْه عَلَى الطّاعة، وأن يكاتب وليَّ العهد عَبْد الرّحيم بْن إلياس العُبيدي، ليُبادر، وكان بدمشق، وأنفذت إلى أمير يقيم في الطريق فإذا وصل وليّ العهد قبض عَليْهِ وعدلَ بِهِ إلى تِنيس. وكتبت إلى عامل تِنّيس عَنْ الحاكم أن يحمل إِليْهِ ما قد تحصّل عنده، وكان ألف ألف دينار وألفي ألف دِرهم.
وفُقِد الحاكم، فماجوا في اليوم الثّالث وقصدوا الجبل، فلم يقفوا لَهُ عَلَى أثرٍ، فعادوا إلى أخته فسألوها عَنْهُ فقالت: قد كَانَ راسلني قبل ركوبه، وأعلمني أنّه يغيب سبعة أيام. فانصرفوا مطمئنين، ورتّبت رِكابية يمضون ويعودون كأنهم يقصدون موضعه، ويقولون لكّل مِن سألهم: فارقناه في الموضع الفُلاني، وهو عائذٌ في يوم كذا.
ولم تزل الأخت في هذه الأيّام تدعو وجوه القُواد وتستحلفهم وتُعطيهم. ثم ألبست أبا الحسن علي ابن الحاكم أفخر الثّياب وأحضرت ابن دوّاس وقالت: المعوَّل في القيام بهذه الدّولة عليك، وهذا ولدك، فقبّل الأرض. وأخرجت الصّبيّ ولقّبته بالظّاهر لإعزاز دين الله، وألبسته تاج المُعز، جدّها، وأقامت المأتم عَلَى الحاكم ثلاثة أيام. وهذَّبت الأمور، وخلعت عَلَى ابن دوّاس خِلعا كثيرة، وبالغت في رفْع منزلته، وجلس معظَّمًا.
فلمّا ارتفع النهار خرج تسنيم صاحبُ السّرّ والسيفُ مَعه ومعه مائة رَجُل كانوا يختصّون بركاب السّلطان ويحفظونه، يعنى سِلحدارية، فسُلموا إلى ابن دوّاس يكونون بحكمه، وتقدَّمت إلى تسنيم أن يضبط أبواب القصر، ففعل، وقالت لَهُ: أخرج بين يدي ابن دوَّاس فقُل: يا عبيدُ، مولانا الظاهرُ أمير [ص:178] المؤمنين يَقُولُ لكم: هذا قاتلُ مولانا الحاكم، واعلُهْ بالسَّيف. ففعل ذَلِكَ. ثمّ قتلت جماعةً ممّن أطّلع عَلَى سرّها فعظُمت هيبتها.
وقيل: إنّ اسمها: ستّ المُلك. توفيت سنة أربع عشرة.
وفيها انحدر سلطان الدّولة إلى واسط، وخَلَع عَلَى أَبِي محمد بْن سهلان الوزير، وأمره أن يضرب الطَّبْل في أوقات الصّلوات. ثمّ قبض عليه وسمله.
وفيها كَانَ الغلاء بالعراق، واشتدّت المجاعة وأُكِلت الكلاب والبغال، وعظم الخطب.
وفيها كَانَ هلاك عَبْد الرّحيم وليّ عهد الحاكم. ذكرت أخباره في ترجمته. وقد عمل شاعرٌ في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة:
تقضّي أوانُ الحرب والطعنِ والضربِ ... وجاء أوانُ الوَزْن والصَّفْع والضَّرْب
وأضحت دمشقُ في مُصاب وأهلُها ... لهم خبرٌ قد سار في الشَّرق والغَربْ
حريقٌ وجوعٌ دائمٌ ومَذَلَّة ... وخوفٌ فقد حُق البُكاء مَعَ النَّدْبِ
وأضْحَتْ تِلالا قد تمحّت رسُومها ... كبعض ديار الكُفر بالخسف والقلبِ
في أبيات.
قَالَ أبو يَعْلَى حمزة في " تاريخه ": عاد عَبْد الرّحيم وليّ العهد إلى دمشق في رجب، وتعجب النّاس من اختلاف أراء الحاكم، فلم يلبث أن وصل ابن داود المغربي على نجيب مُسرع ومعه جماعة، يوم عَرَفة مِن سنة إحدى عشرة بِسِجِلّ إلى وليّ العهد المذكور، ودخلوا عَليْهِ القصر، وجرى بينهم كلامٌ طويل، ثمّ إنهم أخرجوه وضربوه. وأصبح الناسُ يوم الأضحي لم يصلُّوا صلاة العيد لا في المُصلى ولا في الجامع، وسار به أولئك إلى مصر.
ثمّ وصل عَلَى إمرة دمشق ثانيا أبو المطاع بْن حمدان، وكان سائسًا أديبًا شاعرًا، فولي مدة شهرين. ثمّ عُزِلَ بشهاب الدّولة سُختكين، فَوَلي عامين، وأعيد ابن حمدان.(9/175)
-سنة اثنتي عشرة وأربعمائة
لم يحجّ العراقّيون في العامين الماضيَيْن، وقصد طائفة يمين الدولة محمود ابن سُبُكْتكين وقالوا: أنت سلطان الإسلام، وأعظم ملوك الأرض، وفي كل سنة تفتتح مِن بلاد الكُفر ناحيةً، والثّواب في فتح طريق الحجّ أعظم، وقد كان بدر بْن حَسْنَوَيْه، وما في أمرائك إلا مِن هُوَ أكبر منه، يسير الحاجّ بماله وتدبيره عشرين سنة، فانظر لله واهتمّ بهذا الأمر. فتقدَّم إلى قاضيه أَبِي محمد النّاصحيّ بالتّأهُّب للحجّ، ونادى في أعمال خُراسان بالتأهب للحج، وأطلق للعرب في البادية ثلاثين ألف دينار سلّمها إلى النّاصحيّ، غير مال الصّدقات. فحجّ بالنّاس أبو الحَسَن الأقساسيّ، فلمّا بلغوا فَيْد حاصرتهم العرب، فبذل لهم النّاصحيّ خمسة آلاف دينار، فلم يقنعوا وصمّموا عَلَى أخذ الرَّكْب، وكان رأسهم جمّاز بْن عُدي قد انضم إِليْهِ ألف رجلٍ مِن بني نَبهان، وكان جبّارًا، فركب فرسه وعليه درع وبيده رُمح، وجال جولة يُرهبُ بها. وكان في السَّمَرْقَنْديّين غلام يُعرف بابن عفّان، فرماه بنَبْلة وقعت في قلبه فسقط ميتًا، وهرب جَمْعُه وعاد الرَّكْبُ سالمين.
وفيها قُلد الوزارة أبو الحَسَن الرُّخجي ولُقب مؤيد المُلك.
وقبض قِرْواش بْن المُقَلّد عَلَى أَبِي القاسم ابن المغربي الوزير.
وفيها توثَّب يحيى بْن عليّ الإدريسي بالأندلس عَلَى عمّه المأمون، فهرب منه، ثمّ جمع الجيوش وأقبل.(9/179)
-سنة ثلاث عشرة وأربعمائة
فيها عمد بعض المصرييّن إلى الحجر الأسود فضَربه بدبّوس كسر منه قِطَعًا. فقتله الحُجاج، وثار أهلُ مكّة بالمصرييّن فنهبوهم وقتلوا منهم جماعة. [ص:180]
ثمّ ركب أبو الفتوح الحَسَن بْن جعفر، صاحب مكّة فأطفأ الفتنة، وردّهم عَنْ المصرييّن.
قَالَ هلال بْن المحسَّن: قِيلَ إنّ الضّارب بالدّبّوس ممّن استغواهم الحاكم وأفسد أديانهم.
وقيل: كان ذلك في سنة أربع عشرة.
وقال: أبي النرسي: أخبرنا أبو عَبْد الله محمد بْن علي بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ، قَالَ: في سنة ثلاث عشرة لما صُليت الجمعة يوم النَّفْر الأوّل، ولم يكن رجع الحاجُّ بعدُ مِن مِنَى قام رجلٌ فقصد الحجَر فضربه ثلاث ضربات بدبّوس، وقال: إلى مَتَى يُعبد الحجر، ولا محمد ولا عليّ فيمنعني محمد ممّا أفعله، فإنيّ أهدم اليوم هذا البيت. فاتّقاه أكثر الحاضرين وكاد يُفلت. وكان أحمر أشقر تامّ القامة جسيمًا؛ وكان عَلَى باب المسجد عشرةٌ مِن الفُرسان عَلَى أن ينصروه، فاحتسب رجلٌ فَوَجَأه بخِنْجر وتكاثر عَليْهِ النّاس فقُتل وأُحرق، وقُتل جماعة ممّن أُّتهم بمعاونته ومُصاحبته، وأُحرقوا بالنّار. وبانت الفتنة، فكان الظّاهر من القتلى أكثر مِن عشرين رجلًا غير ما أُخفي، وألَحُّوا في ذَلِكَ اليوم عَلَى المصرييّن بالنَّهْب والسَّلْب، وفي ثاني يوم ماج النّاس واضطّربوا.
وقيل: إنّه أُخذ مِن أصحاب الخبيث أربعةٌ اعترفوا بأنّهم مائة بايعوا عَلَى ذَلِكَ، فضُربت أعناق الأربعة.
وتخشّن وجه الحجر مِن تِلْكَ الَّضربات، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وتشقّق وخرج مكسَّره أسمر يضرب إلى صُفرة محببًّا مثل الخَشْخاش. فأقام الحجرُ عَلَى ذَلِكَ يومين، ثمّ إنّ بني شَيْبة جمعوا الفُتات وعجنوه بالمِسْك واللّكّ وحَشَوا الشقُوق وطَلَوْها بطلاءٍ مِن ذَلِكَ. فهو يتبين لمن تأمله، وهو على حاله إلى اليوم.
وفيها زحف المأمون قاسم بْن محمود الإدريسي في الجيوش، وحارب ابن أخيه يحيى بْن عليّ، فهُزم يحيى واستولى المأمون عَلَى قُرطبة. ثمّ اضطّرب أمره بعد شهور، وجَرَت للمأمون أمور ذُكرت في ترجمته سنة إحدى وثلاثين.(9/179)
-سنة أربع عشرة وأربعمائة
سار السّلطان مشرّف الدّولة مُصعدا إلى بغداد مِن ناحية واسط، ورُوسل القادر بالله في البروز لِتَلَقّيه، فتلقّاه مِن الزّلاقة، ولم يكن تَلَقَّى أحدًا مِن الملوك قبله. فركب في الطّيّار، وعن جانبه الأيْمَن الأمير أبو جعفر، وعن يَساره الأمير أبو القاسم، وبين يديه أَبُو الْحَسَن علي بْن عَبْد الْعَزِيز، وحوالي القُبة الشريف أَبُو القاسم المرتضي، وأبو الحَسَن الزَّيْنبيّ، وقاضي القُضاة ابن أبي الشّوارب، وفي الزّبازب المُسودة مِن العبّاسييّن، والقُضاة، والقُرَّاء، والعلماء، ونزل مشرّف الدّولة في زَبْزَبه بخَوَاصه وصعد إلى الطّيّار، فقبَّل الأرض، وأجلس عَلَى كُرسي، وسأله الخليفة عَنْ خبره وكيف حاله، والعسكر واقفٌ بأسره عَلَى شاطئ دِجلة، والعامّة في الجانبين. ثم قام شرف الدولة فنزل إلى زبزبه، وأصعد الطيار.
وفيها ورد كتابُ يمين الدولة محمود بن سُبُكتكين إلى القادر يذكر أنّه أوغل في بلاد الهند حتّى جاء إلى قلعةٍ فيها ستّمائة صنم، وقال: أتيتُ قلعةً لَيْسَ لها في الدّنيا نظير، وما الظّنُّ بقلعة تَسَعُ خمسمائة فيْل، وعشرين ألف دابّة، وتقوم لهؤلاء بالعُلُوفة. وأعان الله حتّى طلبوا الأمان، فأمّنتُ مِلكَهم وأقْررتُه عَلَى ولايته بخراج ضُرب عَليْهِ، وأنفذ هدايا كثيرة وفيَلَة، ومن ذَلِكَ طائر عَلَى شكْل القُمري إذا حضر عَلَى الخِوان وكان فيه شيءٌ مسموم دمعتْ عينُهُ وجرى منها ماء وتحجّر، ويُحك فيُطْلَى بما تحلّل مِن دمعه المتحجر الجراحات الكبار فيلحمها، فقُبلت هديته، وانقلب العبدُ بنعمةٍ مِن الله وفضل.
قلتُ: وهذه وقعة باردين، وهي مِن الملاحم الكِبار، بلغت راية الإسلام في الهند إلى مكان لم تبلغْه قطّ، ووُجد في بيت بذّ عظيم حجر منقوش، دلّت كتابته عَلَى أنّه مَبْنيُّ من أربعين ألف سنة. فقضى السّلطان والناسُ من جهلِ القوم عَجَبا، إذ كَانَ بعضُ أهل الشّريعة يقولون: إنّ مدَّة الدّنيا سبعة آلاف سنة، وعاد السلطان بتلك الغنائم حتى كان عدد الأرقّاء يزيد عَلَى عدد [ص:182] الدَّهْماء، ونزلت قَيمُهُم حتّى اقتناهم أرباب المِهَن الخاملة.
وفيها استوزر مؤيَّد المُلْك أبا القاسم المغربيّ الوزير.
وحجّ بالعراقييّن أبو الحَسَن محمد بْن الحَسَن الأقساسيّ، وعاد عَلَى درْب الشّام لفساد الدّرْب العراقيّ، فأكرمهم والى الرملة، ونفَّذ لهم الظّاهر مِن مصر ذَهَبًا وخِلَعًا، فقبِل ذَلِكَ أميرُ الرّكْب، وساروا إلى بغداد، فتألّم القادر وهَمَّ بالأقساسيّ، وسبّ صاحب مصر وطعن في نَسَبهم، وقال: إنما أصلهم يهود. ثمّ أُحرِقت الخِلَع بباب النوبي.(9/181)
-سنة خمس عشرة وأربعمائة
فيها حجّ بالعراقييّن أبو الحسن الأقساسيّ، ومعه خشك صاحب محمود بْن سُبُكْتكين، فنفّذ إِليْهِ الظاهر صاحب مصر خِلعًا وصلةً فقبِلَها، ثمّ خاف ولم يدخل بغداد. فكاتب الخليفةُ محمودًا بما فعل خشك، فنفذ مَعَ رسوله الخِلَع المصريّة، فأُحرِقت عَلَى باب النوبي.
وفيها ولى وزارة مصر للظّاهر نجيبُ الدّين علي بن أحمد ابن الجرجرائي.
وماتت ستُّ المُلْك أخت الحاكم الّتي قتلت الحاكم.
وفيها تُوُفّي سلطان الدّولة أبو شجاع ابن عَضْد الدّولة بْن بُوَيْه بشيراز، وكانت مدّة ولايته اثني عشر عامًا وأشْهُرًا؛ وولى صبيّا ومات عن ثلاث وعشرين سنة.
وفيها هلك عدد كثير بعَقَبة واقصَة مِن الحُجّاج العراقيّين، عطّلت عليهم الأعْراب المياه والقُلُب ليأخذوا الرَّكْب، وتُسمّى " سنة القرعاءُ "؛ فروى أبو عليّ البرداني الحافظ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: عاد الرَّكب وليس لهم ماء، فهلكوا جميعًا بعَقَبَة واقصة.(9/182)
-سنة ست عشرة وأربعمائة
فيها انتشرت العيّارون ببغداد، وخرقوا الهَيْبَة، وواصلوا العملات والقتل.
وفي ربيع الأوّل تُوُفّي مشرّف الدّولة السّلطان، ونهبت خزائنه، وهو مشرف الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بويه الديلمي، واستقرّ الأمر عَلَى تولية جلال الدّولة أَبِي طاهر، فخُطب لَهُ عَلَى المنابر، وهو بالبصرة. فخلع عَلَى شرف المُلْك أَبِي سعْد بْن ماكولا وزيره، ولقّبه " عَلَم الدّين، سعْد الدّولة، أمين المِلَّة، شرف المُلْك ". وهو أوّل مِن لُقَّب بالألقاب الكثيرة.
قلتُ: ولعلّه أول مِن لقب باسم مضاف إلى الدين.
ثمّ إنّ الْجُنْد عدلوا إلى المُلْك أَبِي كاليجار ونوهوا باسمه، وكان ولي عهد أَبِيهِ سلطان الدّولة الّذي استخلفه بهاء الدّولة عليهم فخُطب لهذا ببغداد، وكُوتب جلال الدّولة بذلك، فأصعد من واسط.
وكان قد نفّذ صاحبُ مصر إلى محمود بْن سُبُكْتكين حاجبه مَعَ أَبِي العبّاس أحمد بْن محمد الرّشيديّ الملقّب بزيْن القُضاة، فجلس القادر بالله بعد أن أحضر القُضاة والأعيان، وحضر أبو العبّاس الرّشيديّ وأحضر ما كَانَ حمله صاحب مصر، وأديّ رسالة محمود بْن سُبُكْتكين بأنّه الخادم المخلص الّذي يرى الطّاعة فَرْضًا، ويبرأ مِن كلّ مِن يخالف الدعوة العبّاسية. فلمّا كَانَ بعد اليوم أُحرقت تِلْكَ الخِلَع الّتي مِن صاحب مصر كما ذكرنا، وسُبِك مركب فضّة أهداه، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستين درهمًا، فتصّدق بِهِ عَلَى ضُعَفاء الهاشميّين.
وتفاقم أمر العيارين، وأخذوا الناس نهارا جَهَارًا، وفي اللّيل بالمشاعل والشّمْع، كانوا يدخلون عَلَى الرّجل فيطالبونه بذخائره ويعذّبونه، وزاد البلاء، وأحرقت دار الشريف المرتضى، وغلت الأسعار.
ولم يحج أحد من العراق.
وكانت الأندلس كثيرة الحروب والفِتَن عَلَى المُلْك في هذا الزّمان، وهُم فِرق.(9/183)
-سنة سبع عشرة وأربعمائة
فيها ورد الإسْفَهْسِلاريّة إلى بغداد، فراسلوا العيّارين بالانصراف عن البلد، فما فكروا فيهم، وخرجوا إلى خِيَم الإسْفَهْسِلاريّة وصاحوا وشتموهم وتحاربوا، ولبس الجند من الحنق السّلاح، وضربوا الدّبادب، وهجموا عَلَى أهل الكَرْخ، وأحرقوا من الدهاقين إلى النّحّاسين، ونُهب الكَرْخ، وأخِذ شيءٌ كثير مِن القطيعة ودرب أَبِي خَلَف، وأشرف النّاس على خطة صعبة. وكان ما نهبته الغَوْغَاء أكثر ممّا نهبته الأتراك. ومضى المرتضى إلى دار الخلافة، فجاء الإسْفَهْسِلاريّة وسألوا التَّقدُّم إليه بالرجوع، فخلع عَليْهِ وتقدّم إليه بالعَوْد. ثمّ حُفظت المَحَالّ واشتدّت المصادرات، وقُرّر عَلَى أهل الكرخ مائة ألف دينار.
وفيها شهِد الحسين بْن عليّ الصَّيْمريّ عند قاضي القُضاة ابن أَبِي الشّوارب، بعد أن استتابه مما ذكر عنه من الاعتزال.
وجاء برد شديد، وجلدت أطراف دجلة، وأمّا السّواقي والمجاري فكانت تجمد كلها.
وانقضّ كوكب عظيم الضوء، كَانَ لَهُ دَوِيّ كدوي الرعد.
واعتقل جلالُ الدّولة وزيره أبا سعْد بْن ماكولا، واستوزر ابن عمه أبا علي ابن ماكولا.
ولم يحج ركب العراق.
وتوفي قاضي القُضاة ابن أَبِي الشّوارب.(9/184)
-سنة ثمان عشرة وأربعمائة
في ربيع الأوّل جاء بردٌ بقُطربل والنُّعْمانّية قتل كثيرًا مِن الغَنَم والوحْش. قِيلَ: كَانَ في البَرَدة رِطْلان وأكثر، وجاء بعده بأيّام بَرَد ببغداد كقدر البَيْض وأكبر، وجاء كتابٌ من واسط بأنه وقع بردٌ في الواحدة منه أرطال، فهلكت الغلات، وأمحلت البلاد.
وفيها قصد الإسْفَهْسِلاريّة والغلْمان دار القادر بالله بأنك مالك الأمور [ص:185] وقد كنّا عند وفاة المُلْك مشرّف الدّولة اخترنا جلال الدّولة ظنًا منّا أنّه ينظر في الأمور، فأغفلَنَا، فَعَدلْنا إلى المُلْك أَبِي كاليجار ظنا منه أنه يحقق ما يعدنا بِهِ، فكنّا عَلَى أقبح مِن الحالة الأولى، ولا بُد مِن تدبير أمورنا. فخرج الجواب: بأنّكم أبناء دولتنا، وأوّل ما نأمركم أن تكون كلمتكم واحدة. وقد وَقَع عقد لأبي كاليجار لا يحسُن حلّة، ولبني بُويه في رِقابنا عُهود لا نعدل عَنْهَا. فَدَعُونا حتّى نكاتب أبا كاليجار ونعرف ما عنده، وكتب إِليْهِ: إنّك إنّ لم تدارك الأمر خرج عَنْ اليد. ثمّ أل الأمر إلى أن عاودوا وسألوا إقامة الأمر لجلال الدّولة أَبِي الطاهر، فأُعيدت الخطبة له.
وكتب محمود بْن سُبكتكين إلى الخليفة كتابًا فيه ما فتحه مِن بلاد الهند وكسره للصنم المشهور بسومنات، وإنّ أصناف الهند افتتنوا بهذا الصَّنم، وكانوا يأتونه مِن كلّ فَجً عميقٍ، فيتقربون إليه بالأموال، ورتُب له ألف رجل للخدمة وثلاثمائة يحلقون رؤوس حجيجه، وثلاثمائة يغنّون عَلَى باب الصَّنم، ولقد كَانَ العبْد يتمنى قلْعَ هذا الصّنم، ويتعرّف الأحوال، فتوصف لَهُ المفاوز إليه وقلّة الماء وكثرة الرّمال. فاستخار العبدُ الله في الانتداب لهذا الواجب طلبًا للأجر، ونهض في شَعْبان سنة ستّ عشرة في ثلاثين ألف فارس سوى المطّوّعة، ففرّق في المطّوّعة خمسين ألف دينار معونةً، وقَضَى الله بالوصول إلى بلد الصّنم، وأعان حتى ملك البلد، وقُلِع الوثن، وأوقدت عَليْهِ النّار حتّى تقطّع، وقُتل خمسون ألفًا من أهل البلد.
وفي رمضان قِدم السّلطان جلال الدّولة بعد أن خرج القادر بالله لِتَلَقيه، واجتمعا في دِجلة. ثمّ نزل في دار السّلطنة، وأمر أن يُضرب لَهُ الطَّبْل في أوقات الصّلوات الثلاث، وعلى ذَلِكَ جرت الحال في أيّام عضُد الدّولة وصمصامها وشرفها وبهائها. فثُقل هذا الفِعْل عَلَى القادر بالله وأرسل إِليْهِ يكلّمه. فاحتجّ جلالُ الدّولة بما فعله سلطان الدّولة، فقيل: كَانَ ذَلِكَ عَلَى غير أصل ولا إذْنٍ، ولم تجر العادة بمماثلة الخليفة في هذا الأمر، وتردّد الأمرُ إلى أن قطع الملك ضرب الطبل بالواحدة، فأذن الخليفة في ضرب الطبلِ في أوقات الصّلوات الخمس.
وكان في هذه السنة بردٌ وجليد شديد بالعراق حتى جمد الخلُّ وأبوال الدواب. [ص:186]
ولم يحجّ أحدٌ مِن بغداد.(9/184)
-سنة تسع عشرة وأربعمائة
في المحَّرم اجتمع الغلمان وأكابر الإسْفَهْسِلاريّة وتحالفوا عَلَى اتفّاق الكلمة، وبرَّزوا الخِيم، ثمّ أنفذوا إلى الخليفة يقولون: نَحْنُ عُبَيْد أمير المؤمنين، وهذا المِلك متوفرٌ عَلَى لَذّاته لا يقوم بأمورنا، ونريد أن تأمره أن يصير إلى البصرة ويُنفذ ولده نائبًا لَهُ. فأجيبوا. فأنفذ إلى السّلطان أبا الحَسَن الزَّيْنبيّ، وأبا القاسم المرتضى برسالةٍ، فاعتذر، فقالوا: تُعجل ما وعدنا بِهِ. فأخرج مِن المصاغ والفضّة أكثر مِن مائة ألف درهم، فلم تُرضهم.
ثمّ بكّروا فنهبوا دار الوزير أَبِي عليّ بْن ماكولا، وعظُمت الفتنة وزالت الهيبة، ونهبوا بعض العوامّ، ووكلوا جماعةً منهم بدار السّلطنة ومنعوا مِن دخول الطّعام والماء. فضاق الأمرُ عَلَى مِن فيها حتّى أكلوا ما في البُستان وشربوا ما في الآبار. فخرج جلال الدّولة، ودعا الموكَّلين بالأبواب، فلم يجيبوه، فكتب ورقة: إنّي راجعٌ عَنْ كلّ ما أنكرتموه. فقالوا: لو أعطيتنا مال بغداد لم تصلُح لنا. فقال: أكَرِهْتُموني، فمكّنِوني مِن الانحدار.
فابتيع لَهُ زَبْزَب شِعث، فقال: يكون نزولي بالليل. قَالُوا: لا، بل السّاعة، والغلمان يَرَوْنَه فلا يسلّمون عَليْهِ. ثمّ حَمَل قوم مِن الغلمان إلى السُرادق، فظنّ أنّهم يريدون الحُرم، فخرج من الدار وفي يده طِبر، فقال: قد بلغ الأمر إِلَى الحُرم؟ فقال بعضهم: ارجْع إلى دارك فأنت مَلِكُنا، وصاحوا: " جلال الدّولة يا مَنْصُور "، وترجّلوا فقبّلوا الأرض، فأخرج المصاغ والفَرْش والآلات الكثيرة فأبيعت، ولم تفِ بمقصودهم. فاجتمعوا إلى الوزير ابن ماكولا، وهموا بقتله، فقال: لا ذنب لي.
ومات فيها ملك إقليم كَرْمان قوام الدّولة ابن بهاء الدولة ابن عضُد الدّولة، فأخذ كَرْمان بعده ابن أخيه أبو كاليجار. [ص:187]
وعُدم الرُطب ببغداد إلى أن أبيع ثلاثة أرطال بدينار جلالي.
ولم يحج أحدٌ من العراق.
وفيها ولى دمشق للعُبيديين أمير الجيوش الدّزْبَريّ، وكان شجاعًا شهمًا سائسًا منصِفا، واسمه أبو منصور أنُوشتكين التّركيّ، لَهُ ترجمة طويلة في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.(9/186)
-سنة عشرين وأربعمائة
فيها وقع بَرَدٌ كبار بالنُّعْمانية، في البَرَدَة أرطال. وجاءت ريح عظيمة قلعت الأصول والزّيتون العاتية، وكثيرًا مِن النّخْل. ووُجدت بَرَدَة عظيمة يزيد وزنها على مائة رطل، وقد نزلت في الأرض نحوا من ذراع.
وفيها ورد كتاب محمود بْن سُبُكْتكين، وهو: " سلامٌ عَلَى سيّدنا ومولانا الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إنّ كتاب العبد صَدَر عَنْ معسكره بظاهر الرَّيّ غُرة جُمادى الآخرة، وقد أزال الله عَنْ هذه البقعة أيدي الظّلَمة، وطهَّرها مِن أيدي الباطنيّة الكَفَرة، وقد تناهَتْ إلى الحضرة حقيقة الحال فيما قصَر العبدُ عَليْهِ سعْيَه واجتهاده غزْو أهل الكُفْر والضّلال، وقمع مِن نبغ بخُراسان مِن الفئة الباطنيّة، وكانت الرّيّ مخصوصة بالتجائهم إليها، وإعلانهم بالدّعاء إلى كُفْرهم فيها، يختلطون بالمعتزلة والرّافضة، ويتجاهرون بشتم الصّحابة، ويُسرون الكُفْرَ ومذهبَ الإباحة، وكان زعيمهم رستم بْن عليّ الدَّيْلَميّ. فعطف العبدُ بالعساكر فطلع بجُرجان، وتوقّف بها إلى انصراف الشّتاء. ثمّ سار إلى دامغان، ووجّه غالبَ الحاجب في مقدّمة العسكر، فبرز رستم عَلَى حُكم الاستسلام والاضطرار، فقبض عليه وعلى رؤوس الباطنيّة مِن قُواده، وخرج الدَّيالمة معترفين بذنوبهم، شاهدين بالكُفر والرَّفْض عَلَى نفوسهم، فرُجع إلى الفقهاء في تعرُّف أحوالهم، فأفْتوا بأنّهم خارجون عَنْ الطّاعة، داخلون في أهل الفساد، يجب عَليْهِم القتل والقطْع والنَّفْي عَلَى مراتب جناياتهم إن لم يكونوا مِن أهل الإلحاد. فكيف واعتقادُهم لا يخلو مِن التَّشَيُّع والرَّفْض والباطن، وذكر هَؤلَاءِ الفقهاء أن أكثر هَؤلَاءِ القوم لا يُصلّون ولا يُزّكون، ولا يعترفون بشرائط الدّين، ويُجاهرون بالقذْف وشتْم الصّحابة، والأمثَلُ منهم معتقدٌ مذهب [ص:188] الاعتزال، والباطنيّة منهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وحكموا - يعني الفقهاء - بأنّ رستم بن علي في حياله خمسون امرَأَة مِن الحرائر، وَلَدْنَ لَهُ ثلاثةً وثلاثين نفْسًا، وحوّل رَأَيْته إلى خُراسان، فانضم إليه أعيان المعتزلة والرّافضة. ثمّ نظر فيما احتجنه رستم، فعثر مِن الجواهر عَلَى ما قيمته خمسمائة ألف دينار. ثمّ ذكر أشياء مِن الذَّهب والسُّتُور والفَرْش، إلى أن قَالَ: فَخَلَت هذه البُقْعة مِن دُعاة الباطنّية وأعيان الرّوافض، وانتصرت السُنة، فطالع العبدُ بحقيقة ما يسّره الله تعالى لنصر الدولة القاهرة.
وفي رجب انقض كوكب عظيم أضاءت منه الأرض، وكان له دوي كدوي الرعد.
وفي شَعبان اضّطرب أمرُ بغداد وكثُرت العَمْلات، وكبس العيارون المحال.
وأيضًا غارَ الماء في الفُرات غَوْرًا شديدًا، وبلغ طحن الكارة الدقيق دينارا.
وفيه جُمع العلماء والقُضاة في دار الخلافة، وقُرِئ عليهم كتابٌ طويل عمله القادر بالله يتضمَّن الوعظ وتفضيل مذهب السُنة، والطّعن على المعتزلة. وفيه أخبار كثيرة في ذلك.
وفي رمضان جُمعوا أيضًا وقرأ عليهم أبو الحسن بْن حاجب النُعمان كتابًا طويلًا عمله القادر بالله، فيه أخبار ووفاة النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه ردٌ عَلَى مِن يَقُولُ بخلْق القرآن، وحكاية ما جرى بين عَبْد العزيز وبِشْر المَرِيسيّ، ثمّ ختمه بالوعظ والأمر بالمعروف والنَّهي عَنْ المنُكْر.
وفي ذي القعدة جُمعوا لكتابٍ ثالث في فضل أبي بكر، وعمر، وسب مِن يَقُولُ بخلْق القرآن، وأُعيد فيه ما جرى بين عَبْد العزيز وبِشْر المَرِيسيّ، وأقام النّاس إلى بعد العَتْمة حتّى فرغ، ثمّ أخذ خطوطهم بحضورهم وسماع ما سمعوه.
وكان يخطب بجامع براثا شيعيَّ فيُظهر شِعارهم، فتقَّدم إلى أَبِي منصور بْن تمّام الخطيب ليخطب ببراثا ويُظهر السُّنَّة. فخطب وقصَّر عمّا كَانَ يفعله مِن قَبْله في ذِكْر عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَرَموه بالآجُر، فنزل ووقف المشايخ دونه [ص:189] حَتَّى أسرع فِي الصلاة. فتألم الخليفة وغاظه ذلك، وطلب الشريف المرتضى، وأبا الحَسَن الزَّيْنبيّ وأمر بمكاتبة السلطان والوزير أَبِي عليّ بْن ماكولا، وكان فيما كتب: " إذا بلغ الأمير أطال الله بقاءه صاحب الجيش إلى الجرأة عَلَى الدّين وسياسة الدّولة والمملكة، ثَّبتها الله، مِن الرُّعاع والأَوْباش فلا صبر دون المبالغة بما توجبه الحِمية، وقد بلغه ما جرى في يوم الجمعة الماضية في مسجد براثا الّذي يجمع الكفرة والزّنادقة، ومن قد تبرّأ الله منه فصار أشبه شيء بمسجد الضرار، وذلك أن خطيبا كان فيه يجري إلى ما لا يخرج بِهِ عند الزَّنْدقة والدّعوى لعليّ بْن أَبِي طَالِب عَليْهِ السلام بما لو كَانَ حيا لقد قابله، وقد فعل ذَلِكَ في الغُواة أمثال هؤلاء الغُثاء الذين يدعون لله ما تكاد السماوات يتفطرْن منه. فإنه كَانَ في بعض ما يورده هذا الخطيب - قبحه الله - يَقُولُ بعد الصّلاة عَلَى الرَّسُول: وعلى أخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، مكلم الجمجمة، ومُحيي الأموات، البشريّ الإلهيّ، مكلَّم أصحاب الكهف، إلى غير ذَلِكَ مِن الغُلو، فأنفذ الخطيب أبو تمّام، فأقام الخطبة، فجاءه الآجُرُّ كالمطر، فخُلع كتفه، وكسر كنفه، وأدمي وجهه، وأشيط بدمه، لولا أربعة مِن الأتراك فاجتهدوا وحموه وإلا كَانَ هلك، وهذه هَجْمة عَلَى دين الله وفْتك في شريعة رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والضرورة ماسّه إلى الانتقام.
ونزل عَلَى الخطيب ثلاثون بالمشاعل، فانتهبوا داره وأغروا حريمه، فخاف الوزير والأمراء مِن فتنةٍ تتولّد، فلم يخطب أحد ببراثا في الجمعة الآتية.
وكثُرت العَمْلات والكَبْسات، وزاد الأمر، وفُتحت الدّكاكين، وعم البلاء.
وفي ذي الحجّة قُلد قضاء القُضاة أبو عبد الله الحسين بن ماكولا.
ثمّ أُقيمت الجمعة في جامع براثا بعد أشهُر، واعتذر رؤساء الشّيعة عَنْ سُفهائهم إلى الخليفة، وعُملت للخطيب نسخة يعتمدها، وأعفاهم الخطيب مِن دقّ المنبر بعقِب سيفه، فإنّ الشّيعة تنكر ذلك، وهو منكر.
وفي ذي الحجّة ورد أبو يَعْلَى المَوْصِليّ وجماعة مِن العَيّارين كانوا بأوانًا وعُكبرا، فقتلوا خمسة مِن الرّجّالة وأصحاب المصالح، وظهروا مِن الغد بالكَرْخ في أيديهم السّيوف، وأظهروا أنّ كمال الدّولة أبا سنان بعثهم لحفِظ [ص:190] البلد وخدمة السلطان، فثار بهم أهل الكرخ وظفروا بهم وصُلبوا.
وفيها جهّز صاحب مصر جيشًا لقتال صالح بْن مرداس صاحب حلب، وكان مقدَّم الجيش نوشتكين الدزْبَرِيّ، وكانت الوقعة عَلَى نهر الأُرْدنّ، فقُتل صالح وابنه، وحُمل رأساهما إلى مصر، وأقام نصر بن صالح بحلب، والله أعلم.(9/187)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الوفيات)(9/191)
-سنة إحدى عشرة وأربعمائة(9/191)
1 - أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد، أبو بَكْر الشّيرازيّ الحافظ. [المتوفى: 411 هـ]
وقد مرَّ سنة سبْع.(9/191)
2 - أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جَعْفَر، أبو بكر القاضي اليَزْديّ الإصبهاني. [المتوفى: 411 هـ]
لَهُ مجلسٌ سمعناه، روى فيه عَنْ الطبَرانيّ، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، وأَحْمَد بْن بُندار الشّعّار، والعسال. ورحل، فسمع بنيسابور وهراة وجُرجان والبصرة، ولحق إسماعيل بن نجيد، وأبا بكر الجِعابي، وجماعة.
وتوفي في جُمادى الآخرة.
قال يحيى بن منده: مقبول، ثقة. صاحب أُصول.
روى عَنْهُ محمد بْن محمد المَدينيّ شيخ السلفيّ، وأبو القاسم بْن مَنْدَهْ، وعليّ بْن شجاع.(9/191)
3 - أحمد بن علي بن أيوب، أبو الحسين، [المتوفى: 411 هـ]
قاضي عُكبرا.
وثقه الخطيب، وقال: سَمِعَ مِن محمد بْن يحيى بْن عُمَر الطّائيّ، كتبُت عنه، وتوفي في مُسْتَهَلّ جُمَادَى الآخرة، ووُلِد سنة تسعٍ وعشرين.(9/191)
4 - أحمد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن إبراهيم ابن الخليفة الواثق بالله، أبو الحسين الهاشمي البغداديّ، المعروف بابن الغريق. [المتوفى: 411 هـ][ص:192]
سَمِعَ مِن جدّه، ومن أَبِي بَكْر النّجّاد، وأبي بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.(9/191)
5 - أحمد بْن محمد بْن إبراهيم، أبو عَبْد الله المطرفيّ. [المتوفى: 411 هـ]
روى عَنْ عمّ أَبِيهِ أَبِي الحَسَن المطرفّي، وأبي بَكْر الإسماعيليّ.(9/192)
6 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بن حَسْنُونَ، أبو نصر النَّرْسِيّ البغداديّ. [المتوفى: 411 هـ]
سَمِعَ أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وعلي بْن إدريس السُّتُوريّ، وأبا عمرو ابن السّمّاك.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا صالحًا. مات في ذي القعدة.
قلت: وروى عَنْهُ ابنه أبو الحسين محمد، وطراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة، وعبد الواحد بْن عُلْوان.(9/192)
7 - أحمد بْن موسى بْن عَبْد الله، أبو عَبْد الله الزاهد العراقي، الفقيه الحنبلي المعروف بالروشناني. [المتوفى: 411 هـ]
سمع أبا بكر القطيعي، وابن ماسي.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان عابدا ناسكا يُزار.
صحِب ابن بُطة، وابن حامد، وصنَّف في الأصول. وتوفي في رجب. شيّعة خلائق، رحمه الله.(9/192)
8 - إبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم بْن يوسف، أبو إِسْحَاق الطُّوسيّ الفقيه. [المتوفى: 411 هـ]
مِن كبار الشّافعيّة، ومُناظريهم، وله الثّروة والجاه الوافر.
سَمِعَ: الأصم، [ص:193] وأبا الحَسَن الكارزيّ، وأبا الوليد الفقيه، والطّرائفي، وجماعة. وعنه البَيْهَقيّ، ومحمد بْن يحيى.
تُوُفّي في رجب.(9/192)
9 - إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن نصْرُوَيْه بْن سختام، أبو إبراهيم السَّمَرْقَنْديّ. [المتوفى: 411 هـ]
روى عَنْهُ أخوه عليّ، وغيره، وكان شيخ الحنفيّة وعالمهم في زمانه. حدَّث عَنْ أَبِي عَمْرو بْن صابر، وأبي إِسْحَاق إبراهيم بْن أحمد المستملي، ومحمد بن أحمد بن شاذان، وطائفة.(9/193)
10 - جعفر بن أبي الذكر المصري. [المتوفى: 411 هـ]
ولد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان.(9/193)
• - الحاكم، اسمه منصور بن نزار. [المتوفى: 411 هـ](9/193)
11 - الحَسَن بْن الحَسَن بْن عليّ بْن المنذر، القاضي أبو القاسم البغداديّ. [المتوفى: 411 هـ]
سَمِعَ إسماعيل الصَّفّار، ومحمد بن البختري، وعثمان ابن السّمّاك، وجماعة كثيرة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا ضابطًا، كثير الكتاب، حسن الفَهْم، حسن العلم بالفرائض. خَلَف القاضي أبا عَبْد الله الحسين الضَّبّيّ عَلَى القضاء، ثمّ ولي قضاء ميّافارقين عدّة سنين. ثمّ رجع إلى بغداد فأقام يحدَّث إلى أن مات في شَعْبان، وله ثمانون سنة.
قلت: روى عَنْهُ أبو عَبْد الله بْن طَلْحَة النعَاليّ.(9/193)
12 - الحَسَن بْن عمران بْن عَبْدُوس بْن يوسف، أبو النصر الفَسَويّ الأديب. [المتوفى: 411 هـ]
تُوُفّي بهَرَاة.(9/193)
13 - الحسين بْن عُبَيْد الله بْن إبراهيم، أبو عبد الله البغدادي الغضائري. [المتوفى: 411 هـ]
من كبار شيوخ الشّيعة، كَانَ ذا زُهْد وورع وحَفْظ، ويقال: كَانَ مِن أحفظ الشّيعة لحديث أهل البيت. روى عَنْهُ أبو جعفر الطَّوسيّ، وابن النَّجاشي. يروي عَنْ الْجِعَابيّ، وسهل بْن أحمد الدّيباجيّ، وأبي المفضَّل محمد بْن عَبْد الله الشَّيْبانيّ.
قَالَ الطُّوسيّ: كَانَ كثير السَّماع، خَدَم العلم وطلب العلم لله، وكان حُكُمُهُ أنْفَذ مِن حُكم الملوك.
وقال ابن النّجاشيّ: لَهُ كُتُبٌ منها: " كتاب يوم الغَدِير "، كتاب " مواطئ أمير المؤمنين "، كتاب " الرَّدّ عَلَى الغُلاة "، وغير ذَلِكَ.
تُوُفّي في منتصف صفر.(9/194)
14 - عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْن مسافر، أبو القاسم الهمدانيّ الوَهْراني. المعروف بابن الخرّاز، [المتوفى: 411 هـ]
مِن أهل بَجّانة.
حجّ، وأخذ عَنْ الحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن عُمَر بْن شَبُّويْه المَرْوزيّ، والقاضي أَبِي بَكْر محمد بْن صالح الأبْهريّ، وتميم بْن محمد القَرَويّ.
وكان رجلًا صالحًا منقبضًا، يتكسَّب بالتّجارة. تُوُفّي في ربيع الأول.
روى عنه أبو عمرو بْن عَبْد البَرّ، وأبو حفص الزَّهراويّ، وأبو عمر أحمد بن محمد ابن الحذّاء، وحاتم بْن محمد، وأبو عُمَر بْن سُميق، وغيرهم.
قَالَ رحمه الله: لمّا وصلت إلى مَرْو، فذكر حكايةً.
وروى عَنْهُ ابن حزْم أيضًا.
وكان مولده في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، وسمع بمَرْو مِن ابن شبُّوية.
وقد قرأ عَليْهِ ابن عَبْد البَرّ " موطأ ابن القاسم "، بروايته عَنْ تميم بْن محمد التّميميّ، عَنْ عيسى بْن مِسكين، عَنْ سُحنون، عَنْهُ، وقد روى " صحيح الْبُخَارِيّ ". عَنْ إبراهيم بْن أحمد البلخي المستملي.(9/194)
15 - عبد الرحيم بن إلياس بن أحمد ابن المهديّ العُبيدي، الأمير أبو القاسم [المتوفى: 411 هـ]
ابن عمّ الحاكم ووليّ عهده.
لَهُ ترجمة في " تاريخ دمشق "، فمن أخباره أنّ الحاكم جعله وليّ عهده من بعده في سنة أربع وأربعمائة، وقُرئ التّقليد بذلك بدمشق. ثمّ إنّه قَدِم متوليا دمشق في سنة عشر وأربعمائة، فرخّص للنّاس فيما كَانَ الحاكم نهاهم عَنْهُ، وأظهر المُنكر والأغاني والخمور، فأحبّه أحداث البلد، ولكن أبغضه الأجناد لبُخله، وكاتبوا فيه إلى الحاكم وحذروا مِن خروجه، ووقع الشّرّ بين الْجُنْد والأحداث بسببه وازداد البلاء، ووقع الحرب بدمشق والنَّهْب والحريق إلى ان طُلب مِن مصر، فسار علي رأس عشرة أشهُر مِن ولايته، ثمّ رجع إليها بعد أربعة أشهر، وقد غلب عَلَى دمشق محمد بْن أَبِي طَالِب الجرّار، والتفًّ عَليْهِ الأحداث وحاربوا الْجُنْد وقهروهم. فراسَلَه وليّ العهد ولاطَفَه فلم يُطعه. فتوثّب الْجُنْدُ ليلة عَلَى محمد بْن أَبِي طَالِب وقبضوا عَليْهِ وطلبوه، ودخل وليّ العهد وتمكّن، فأخذ في مصادرة الرّعيّة، وبالغ، فأبغضوه، فجاءهم موت الحاكم وقيام ابنه الظاهر. ثم جاء كتاب الظاهر إلى الأمراء بالقبض علي وليّ العهد فقيّدوه، وسجن إلى أن مات. فقيل: إنّه قتل نفسه بسكين في الحبْس. وقد جرت فتنةٌ يوم القبض عَليْهِ، وكان يوم عيد النَّحْر، فَلَمْ تُصَلَّ صلاةُ العيد، ولا خُطِب لأحدٍ البتة.(9/195)
16 - عبد الغني بن عبد العزيز بن الفأفاء المصريّ، السّائح. [المتوفى: 411 هـ]
سَمِعَ مِن عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وتُوُفّي في رجب.(9/195)
17 - عَبْد القاهر بْن عبد العزيز بْن إبراهيم، أبو الحسين الأزديّ المقرئ الشّاهد الصّائغ. [المتوفى: 411 هـ]
قرأ عَلَى جماعة مِن أصحاب هارون الأخفش مِن أجلّهم محمد بن النضر ابن الأخرم، وقرأ أيضًا عَلَى أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك. وسمع مِن ابن حَذْلم، وعليّ بْن أَبِي العَقِب، وادرك ابن جَوْصا، وغيره. وكان يُعرف أيضًا بالجوهري.
روى عَنْهُ علي الحِنَّائيّ، وعليّ بْن الخَضِر، والحسن بْن عليّ اللباد، [ص:196] وعبد العزيز الكتّانيّ، وقال: تُوُفّي في ذي الحجّة.(9/195)
18 - عليّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَن بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن اللَّيْثُ. من ولد أهبان بن صيفي، مكلّم الذَئب، أبو القاسم الخُزاعي البلْخي. [المتوفى: 411 هـ]
سَمِعَ من الهيثم بن كليب الشاشي " مُسنده "، و " غريب الحديث " لابن قتيبة، و " شمائل النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " للترْمِذيّ، وحدَّث عَنْ أبيه، وعن عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب البْخَاري الأستاذ، وعبد الله بْن محمد بْن عليّ بن طَرْخان البّلْخيّ، ومحمد بن أحمد بن خَنْب، وأبي عَمْرو محمد بْن إِسْحَاق العُصفري، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغداديّ، ومحمد بْن أحمد السُلمي، وغيرهم، وحدَّث ببلْخ، وبُخارى، وسَمَرْقَنْد، ونَسَف.
وكان مولده في رجب سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وتوفي ببُخارى في صَفَر.
وكان أسند مِن بقي بما وراء النّهر.
وآخر مِن حدَّث عَنْهُ أحمد بن محمد الخليلي الدهقان.(9/196)
19 - عمر ابن المحدث أَبِي عُمَر محمد بْن أحمد بْن سليمان بْن أيّوب، العلامة النَّحْويّ، أبو الحَسَن النُّوقاتي السجْزيّ الشّاعر، [المتوفى: 411 هـ]
ونوقات: محلّة مِن سجستان.
كَانَ أَبُوهُ أديبًا بارعًا علامة مصنّفًا. حمل عَنْهُ ولده هذا، وعثمان. [ص:197]
نزل عُمَر بغداد، وأخذ عَنْ السيرافيّ، وأبي عليّ الفارسيّ، وأقرأ الأدب، وكتب المنسوب، ومدح عضد الدولة، وديوانه في مجلدين. روى عنه من شعره جماعة، وقصد ابن عباد ومدحه، وتوفي في ذي الحجة عن سن عالية.(9/196)
20 - الفضل بْن محمد بْن الحَسَن بْن إبراهيم، أبو بَكْر الجُرجاني، [المتوفى: 411 هـ]
سِبْط الإمام أَبِي بَكْر الإسماعيلي.
مات في جمادى الأولى. روى عن أحمد بن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وابن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، ونُعيم بْن عبد الملك، وولي قضاء جُرجان.(9/197)
21 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن عَبْدُوَيْه، أبو بَكْر الإصبهانيّ القِفّال. [المتوفى: 411 هـ]
تُوُفّي في صفر.(9/197)
22 - محمد بْن سهل بْن محمد بْن الحَسَن، أبو عُمَر الإصبهاني. [المتوفى: 411 هـ]
في جُمَادَى الآخرة.(9/197)
23 - محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنَش، أبو سعد الْجَوْزقيّ الهَرَويّ التّاجر. [المتوفى: 411 هـ]
في شوّال.(9/197)
24 - محمد بْن يونس بن هاشم، أبو بَكْر العَيْن زَرْبيّ المقرئ الإسكاف. [المتوفى: 411 هـ]
روى عَنْ أَبِي عُمَر بْن فَضَالة، وأبي بَكْر الرَّبَعيّ، وأحمد بْن عَمْرو الدارانيّ، وألف عدد الآي. وعنه أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والحسين بن مبشر المقرئ.
قال الكتاني: ثقة، مضى على سداد، توفي في آخر السنة.(9/197)
25 - منصور الحاكم بأمر الله، أبو علي، صاحب مصر ابن العزيز نزار ابن المعز بالله العُبيدي. [المتوفى: 411 هـ]
كان جوادا سمحا، خبيثا ماكرًا، رديء الاعتقاد سفّاكًا للدّماء، قتل عددًا كثيرًا مِن كُبراء دولته صبْرًا، وكان عجيب السّيرة، يخترع كلَّ وقت أمورًا وأحكامًا يحمل الرّعيَّة عليها؛ فأمر بكتْب سَبّ الصّحابة عَلَى أبواب المساجد والشّوارع، وأمرَ العُمّال بالسّبّ في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وأمر فيها بقتل الكلاب، فقُتلت عامّة الكلاب في مملكته، وبَطَّل الفُقاع، والمُلوخيا، ونهي عَنْ السّمك الّذي لا قِشْر لَهُ، وظفر بمن باع ذلك فقتلهم، ونهى في سنة ثنتين وأربعمائة عن بيع الرطب. ثم جمع منه شيئا عظيمًا فأحرق الكُلّ، ومنع مِن بيع العِنَب، وأباد الكثير من الكروم، وفيها أمر النصارى بأن تعمل في أعناقهم الصُلبان، وأن يكون طول الصليب ذراعًا، ووزنه خمسة أرطال بالمصريّ، وأمر اليهود أن يحملوا في أعناقهم قَرَامي الخَشَبَ في زِنة الصُّلْبان، وأن يلبسوا العمائم السُّود ولا يَكْتَرُوا مِن مسلمٍ بهيمةً، وأن يدخلوا الحَمَّام بالصُّلْبان. ثمّ أُفردت لهم حَمّامات. وفي العام أمر بهدم الكنيسة المعروفة بقُمامة، وبهدْم جميع كنائس مصر، فأسلم طائفة منهم. ثمّ إنّه نهى عن تقبيل الأرض له، وعن الدعاء لَهُ في الخطْبة، وفي الكُتُب، وجعل عوض ذلك السلام عليه.
وقيل: إنّ ابن باديس أرسل يُنكر عَليْهِ أمورًا، فأراد استمالته، فأظهر التَّفَقُّه، وحمل في كُمه الدّفاتر، وطلب إِليْهِ فقيهين، وأمرهما بتدريس مذهب مالك في الجامع. ثمّ بدا لَهُ فقتلهما صبْرا، وأذن للنَّصارى الّذين أكرههم في الرجوع إلى الشرك.
وفي سنة أربع وأربعمائة نفي المنجّمين مِن البلاد، ومنع النساء مِن الخروج في الطرق ليلا ونهارا، ومنع من عمل الخفاف لهنّ. فلم يزلن ممنوعات سبْع سنين وسبعة أشهُرٍ حتّى مات. ثمّ إنّه بعد مدة أمر ببناء ما كَانَ أمر بهدْمه مِن الكنائس، وارتدّ طائفةٌ ممّن أسلم منهم.
وكان أَبُوهُ قد ابتدأ الجامع الكبير بالقاهرة، فتمّمه هُوَ، وكان عَلَى بنائه ونظره الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد.
وكان الحاكم يفعل الشَّيءَ ونقيضه. [ص:199]
خرج عَليْهِ أبو رَكْوة الوليد بْن هشام العثمانيّ الأُمويّ الأندلسيّ بنواحي بَرْقَة، فمال إِليْهِ خلقٌ عظيم، فجهّز الحاكم لحربه جيشًا، فانتصر عليهم أبو رَكْوَة ومَلَك. ثمّ تكاثروا عَليْهِ وأسروه. ويُقال: إنّه قُتل مِن أصحابه مقدار سبعين ألفًا، وحُمل إلى الحاكم فذبحه في سنة سبْعٍ وتسعين.
وكان مولد الحاكم في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان يُحب العُزلة، ويركب علي بهيمةٍ وحده في الأسواق، ويُقيم الحِسْبة بنفسه
وكَانَ خبيث الاعتقاد، مضطّرب العقل، يقال: إنّه أراد أن يدعي الإلهية، وشَرَع في ذَلِكَ، فكلّمه أعيان دولته وخوَّفوه بخروج النّاس كلّهم عَليْهِ، فانتهى. واتّفق إنّه خرج ليلة في شوّال سنة إحدى عشرة مِن القصر إلى ظاهر القاهرة، فطاف ليلته كلَّها. ثمّ أصبح فتوجَّه إلى شرقيّ حُلوان ومعه رِكابيّان، فردّ أحدهما مَعَ تسعةٍ مِن العرب السويديين، ثم أمر الآخر بالانصراف، فذكر هذا الركابي أنه فارقه عند قبر الفقاعي والمقصبة، فكان آخر العهد بِهِ. وخرج النّاس عَلَى رَسْمهم يلتمسون رجوعَه، ومعهم دوابّ الموكب والجنائب، ففعلوا ذَلِكَ جمعةً. ثمّ خرج في ثاني يوم مِن ذي القعدة مظفّر صاحب المظلّة، ونسيم، وابن نشتكين، وطائفة، فبلغوا دير القُصير، ثمّ إنهم أمعنوا في الدّخول في الجبل، فبينا هُمْ كذلك إذْ أبصروا حمارَه الأشهب المدعو بالقمر، وقد ضُربت يداه فأثَّر فيهما الضربُ، وعليه سَرْجه ولجامه. فتبعوا أثَر الحمار، فإذا أثر راجلٍ خلفه وراجل قدّامه. فلم يزالوا يقصُّون الأثر حتّى انتهوا إلى البركة الّتي في شرق حُلوان، فنزل رجلٌ إليها، فوجد فيها ثيابه وهي سبْع جِباب، فُوجدت مزررة لم تُحل أزرارها، وفيها آثار السّكاكين، فلم يشكّوا في قتله، مَعَ أنّ طائفةً مِن المتغالين في حُبه مِن الحمقى الحاكميّة يعتقدون حياته، وأنه لا بد أن يظهر، ويحلفون بغيبة الحاكم، ويقال: إنّ أخته دَسَّتْ عَليْهِ مَن قتله لأمورٍ بدت منه.
وحُلوان: قرية نزهةٌ عَلَى خمسة أميال مِن مصر، كَانَ يسكنها عَبْد العزيز بْن مروان، فوُلد له بها عمر رحمة الله عليه.
وقد مّر في الحوادث بعض أمره.(9/198)
-سنة اثنتي عشرة وأربعمائة(9/200)
26 - أحمد بْن الحسين بْن جَعْفَر، أبو الحَسَن المصري النخالي العطّار. [المتوفى: 412 هـ]
سَمِعَ أحمد بْن الحَسَن بْن عُتبة الرّازيّ، وغيره.
قَالَ أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي في حادي عشر شَعْبان، ووُلِد في سنة سَبْعٍ وثلاثين في رمضانها، وما أُقدم عَليْهِ مِن شيوخي أحدًا في الثّقة، وجميع الخِصال الّتي اجتمعت فيه.(9/200)
27 - أحمد بن عبد الخالق بْن سُويد الأنصاريّ البغداديّ، [المتوفى: 412 هـ]
خال أَبِي محمد الخلال الحافظ.
سَمِعَ مِن أَبِي بَكْر النّجّاد جزءًا. روى عَنْهُ ابن أخيه ووثَّقه، وقال: كان حيا في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة هذه.(9/200)
28 - أحمد بْن عُمَر بْن القاسم بْن بشْر، أبو الحسين البغداديّ، عُرف بابن عُديسة. [المتوفى: 412 هـ]
حدث عن علي الستوري، وعثمان ابن السّمّاك.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، وقيل لي إنّه كَانَ يحفظ عَنْ الصَّفّار حديثًا، لم أسمع منه شيئًا.(9/200)
29 - أحمد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الله بْن حفص بْن الخليل الأنصاري، الحافظ أبو سعْد الهَرَويّ المالِينيّ الصُّوفيّ الصّالح، طاووس الفُقراء. [المتوفى: 412 هـ]
سَمِعَ بخُراسان، والعراق، والشّام، ومصر، والنّواحي، وحدَّث عَنْ [ص:201] محمد بْن عَبْد الله السَّليطيّ، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عمرو بن نجيد، وأبي الشيخ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وعبد العزيز بْن هارون البصْري، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، والحسن بْن رشيق العسكريّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بْن جعفر المؤذّن، ومحمد بْن أحمد بْن عليّ بْن النُّعْمان الرّمليّ، وخلْق كثير. وكَتَبَ مِن الكُتُب الطوال ما لم يكن عنده غيره.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة متقنًا صالحًا.
روى عنه، أبو حازم العبدويي، والحافظ عَبْد الغنيّ، وتمّام الرّازيّ وهما أكبر منه، وأبو بكر الخطيب، وأبو بكر البيهقي، وأبو نصر عبيد الله بْن سَعِيد السجْزيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأحمد بْن عبد الرَّحْمَن الذَّكْوانيّ، وأبو عَبْد الله القُضاعي، ومحمد بْن أحمد بْن شبيب الكاغدي، وأبو الحسن الخِلعي، والحسين بْن طلحة النعَاليّ، وآخرون.
قَالَ حمزة السَّهميّ في " تاريخ جُرجان ": إنّ الماليني دخل جُرجان في سنة أربع وستين وثلاثمائة، ورحل رحلات كثيرة إلى إصبهان، وإلى العراق، والشّام، ومصر، والحجاز، وخُراسان، وما وراء النَّهر. ومات بمصر في سنة تسع وأربعمائة.
قلتُ: وَهِمَ في وفاته.
اخبرنا أبو الحسين اليُونيني قال: أخبرنا أبو الفضل الهمداني، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: سمعتُ عَبْد العزيز بْن عليّ الأَزَجيّ يَقُولُ: أخذت من أَبِي سعد المالينيّ أجرة النَّسْخ والمقابلة خمسين دينارًا في دفعةٍ واحدة؛ رواها أبو القاسم بْن عساكر في تاريخه، بالإجازة عَنْ السَّلَفيّ.
وقال أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي أبو سعْد المالينيّ يوم الثّلاثاء السّابع عشر مِن شوّال سنة اثنتى عشرة. [ص:202]
وذكره ابن الصّلاح في " طبقات الشّافعيّة ".(9/200)
30 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن أَبِي مُسْلِم، أبو طاهر البغداديّ، [المتوفى: 412 هـ]
أخو أَبِي أحمد الفَرَضيّ.
سكن البصرة، وحدث عن عثمان ابن السّمّاك، والنجاد.
قَالَ الخطيب: أدركته حيّا سنة اثنتى عشرة، وكان صدوقًا، لم يُقض لي السَّماع منه.
وتأخرّ بعد ذَلِكَ مدّة.(9/202)
31 - أحمد بْن محمد بْن بَطّال بْن وهْب، أبو القاسم التَّيْميّ اللورقيّ. [المتوفى: 412 هـ]
رحل مَعَ أبيه، ولقى أبا بَكْر الآجُرّيّ، وكان معتنيا بالعلم، مشاورًا ببلده.(9/202)
32 - أحمد بْن محمد بْن مالك، أبو الفضل الهَرَويّ البزاز. [المتوفى: 412 هـ]
رَجُل صالح. سَمِعَ أبا عليّ الرّفّاء، وببغداد أبا بحر محمد بْن كوثر. روى عنه شيخ الإسلام.(9/202)
33 - أحمد بْن محمد بن إسحاق، أبو سعد الهَرَويّ المُلحي. [المتوفى: 412 هـ]
تُوُفّي في ربيع الأول.(9/202)
34 - أحمد بن محمد بن جعفر، أبو عبد الله الأصبهاني المذكَّر. [المتوفى: 412 هـ](9/202)
35 - إبراهيم بْن سَعِيد، أبو إِسْحَاق الواسطيّ الرّفاعيّ المقرئ الضّرير. [المتوفى: 412 هـ]
أخذ العربيّة عَنْ أَبِي سعيد السيرافي، والقراءات عن جماعة. وحدث عن عبد الغفار الحُضيني. روى عَنْهُ أبو غالب محمد بْن أحمد بْن سهل بْن بِشْران.
وكان شيخ النّاس بواسط في القراءات والأدب.
والرفاعي: بالفاء.(9/202)
36 - الحَسَن بْن الحُسين بْن رامين، القاضي أبو محمد الإستْراباذيّ. [المتوفى: 412 هـ]
نزل بغداد، وحدَّث عَنْ خَلَف بن محمد الخيام، وبشر بن أحمد [ص:203] الإسفراييني، وعبد الله بْن عَدِي الحافظ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وإسماعيل بْن نُجيد، والقاضي يوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ. ورحل إلى خُراسان، والعراق، والشّام في الصَّبا. روى عَنْهُ أبو بَكْر الخطيب، وعبد الواحد بْن عُلوان بْن عَقيل، وطاهر بْن أحمد الفارسيّ نزيل دمشق.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا فاضلًا صالحًا، وكان يفهم الكلام عَلَى مذهب الأشْعري، والفِقْه عَلَى مذهب الشّافعيّ.(9/202)
37 - الحَسَن بْن منصور، الوزير ذو السّعادتين أبو غالب السيرافي. [المتوفى: 412 هـ]
مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وتصرّف بالأهواز، وخرج إلى شيراز، وصحِب فَخْرَ المُلك فاستخلفه ببغداد. ثمّ توجّه إلى فارس للنظر في الممالك بحضرة سلطان الدولة فناخسرُو، وخلف الوزير جعفر بْن محمد. فلمّا قبض السّلطان عَلَى جعفر ولاه الوزارة، وفي آخر أمره وقع خُلفٌ بين الجيش، فقتلوا أبا غالب في صفر.(9/203)
38 - الحسين بْن عُمَر بْن بُرهان، أبو عَبْد الله البغداديّ الغزّال البزّاز. [المتوفى: 412 هـ]
سَمِعَ إسماعيل الصّفّار، وعليّ بْن إدريس الستُّوريّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان ابن السّمّاك.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة صالحا. مات في ذي الحجّة.
قلت: وروى عنه طِراد بن محمد الزَّيْنَبيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ.(9/203)
39 - الحسين بْن محمد بْن أحمد بْن الحارث، أبو عَبْد الله التميمي المؤدب. [المتوفى: 412 هـ]
حدثنا عن عثمان ابن السماك بأحاديث، ولم يكن بحُجة؛ قاله أبو بكر الخطيب.(9/203)
40 - سهل بْن محمد، أبو بِشْر السجْزيّ. [المتوفى: 412 هـ]
تُوُفّي بسجستان.(9/203)
41 - صاعد بْن أحمد بْن محمد بْن علي بْن حبيب، أبو سهل التّميميّ الأديب. [المتوفى: 412 هـ]
تُوُفّي بهَرَاة في رجب.(9/204)
42 - صاعد بْن محمد بْن محمد بن فياض، أبو دلف الفياضي الهروي. [المتوفى: 412 هـ](9/204)
43 - عَبْد الله بْن الحَسَن بْن محمد، أبو محمد الكَلاعيّ الحمصيّ البزّاز، [المتوفى: 412 هـ]
والد عَبْد الرّزّاق.
روى عَنْ الحسين بْن خالوَيْه. وعنه الكتّانيّ، والأهوازيّ.(9/204)
44 - عَبْد الله بْن سَعِيد الأزْديّ المصريّ، أبو القاسم، [المتوفى: 412 هـ]
أخو الحافظ عَبْد الغنيّ.
تُوُفّي يوم عاشوراء، عنده عَنْ إسماعيل بْن الْجَراب، وغيره.(9/204)
45 - عَبْد الله بْن عَبْد الله بْن زاذان القَزْوينيّ. [المتوفى: 412 هـ]
سَمِعَ مِن أبي الحَسَن عليّ بْن إبراهيم القطّان، ومَيْسَرة بْن عليّ، وبالرَّيّ مِن محمد بْن إبراهيم بْن يونس، وبالدينَوَر مِن ابن السُني، وببغداد مِن أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وحدَّث.(9/204)
46 - عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز، أبو أحمد الكرجي الأصبهاني السُكري. [المتوفى: 412 هـ]
حدث عَنْ عَبْد الله بْن فارس، وعبد الله بْن الحَسَن بْن بُندار المَدينيّ، ومحمد بن محمد بن عبيد الله المقرئ، وعنه عبد الرحمن بن منده، والقاسم بن الفضل الثقفي.
توفي في رجب، ومولده سنة ثلاثين وثلاثمائة.(9/204)
47 - عبد الجبار بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الجراح بن الجُنيد بن هشام بن المرزُبان، أبو محمد الجراحي المرزُباني. [المتوفى: 412 هـ]
راوي " جامع الترمذي "، عَنْ أَبِي العبّاس محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب بْن [ص:205] فُضيل التّاجر.
ولُد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بمَرْو، وسمع، وسكن هَرَاة؛ فروى عَنْهُ الكتاب خلقٌ من الهرويين، منهم: أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ، وعبد الله بْن عطاء البغاوردانيّ، وعبد العزيز بْن محمد الترْياقيّ، وأحمد بْن عَبْد الصّمد الغُورجي، وأبو عامر محمود بْن القاسم الأزْديّ، ومحمد بن محمد العلائيّ، وآخرون. قِدم هَرَاة في سنة تسعٍ وأربعمائة.
وقال مُؤْتَمَن بْن أحمد السّاجيّ: روى الحسين بن أحمد الصفار، عن أبي علي محمد بْن محمد بْن يحيى القرّاب، عَنْ أَبِي عيسى هذا الكتاب، فسمعه منه القاضي أبو منصور الأزْديّ ونُظراؤه، فسمعت أبا عامر الأزديّ يَقُولُ: سمعتُ جدّي أبا منصور محمد بْن محمد يَقُولُ: اسمعوا، قد سمعنا هذا الكتاب منذ سنين وأنتم تُساووننا فيه الآن، يعني لمّا سمعوا مِن الجرّاحيّ.
قَالَ أبو سعدٍ السمعاني: توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة إنّ شاء الله. قَالَ: وهو صالح، ثقة.(9/204)
48 - عَبْد الرحيم بْن إلياس العُبيدي الأمير. [المتوفى: 412 هـ]
قِيلَ: إنّه هلك في هذه السنة، وقد مرّ سنة إحدى عشرة.(9/205)
49 - عبد الصّمد بْن الحَسَن بْن سلام البزّاز. [المتوفى: 412 هـ]
بغداديّ، صدوق، سَمِعَ أحمد بْن سلمان النّجّاد. وعنه محمد بْن أحمد الأُشْنانيّ.(9/205)
50 - عُبيد الله بْن أحمد، أبو القاسم الحربيّ القزّاز. [المتوفى: 412 هـ]
سَمِعَ مِن النّجّاد أيضًا.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة، يُقرئ القرآن ويصوم الدهر، رحمه الله.(9/205)
51 - علي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن عبدُوس، أبو الحسن الهمذاني. [المتوفى: 412 هـ]
رحل، وسمع مِن عليّ بْن عبد الرَّحْمَن البكّائيّ، والحسن بْن جعفر الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ الوراق. وعنه ابن أخيه عبدوس بن عبد الله بن محمد.
قال شيرويه: زاهد، عابد، صدوق.(9/206)
52 - محمد بن إبراهيم بن حوران، أبو بَكْر الحدّاد. [المتوفى: 412 هـ]
سَمِعَ أبا جعفر بْن بُريه، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.(9/206)
53 - محمد بْن أحمد بْن محمد بْن سليمان بْن كامل، أبو عَبْد الله البُخاري الحافظ غُنجار. [المتوفى: 412 هـ]
مصنف " تاريخ بُخارى ".
روى عَنْ خَلَف بْن محمد الخيّام، وسهل بْن عثمان السُلمي، وأبي عُبَيْد أحمد بْن عُروة الكَرْمينيّ، ومحمد بْن حفص بْن أسْلَم، وإبراهيم بْن هارون المَلاحميّ، والحسن بْن يوسف بْن يعقوب، وخلْق مِن أهل ما وراء النّهر، ولم يرحل.
وكان من بقايا الحفّاظ بتلك الدّيار، روى عَنْهُ أبو المظفّر هنّاد بْن إبراهيم النَّسفيّ، وجماعة، ولم تَبْلُغْنا أخباره كما ينبغي.(9/206)
54 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رَزْق بْن عبد الله بْن يزيد البغداديّ البزّاز المحدث، أبو الحَسَن بْن رَزْقُوَيْه. [المتوفى: 412 هـ]
سَمِعَ إسماعيل بْن محمد الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى الطائيّ، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعليّ بْن محمد المصريّ، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن العسكريّ، وطبقتهم، ومن بعدهم.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة صدوقًا، كثير السَّماع والكتاب، حسن الاعتقاد، مُديما لتلاوة القرآن، بقى يُملي في جامع المدينة مِن بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته بمُديدة، وهو أوّل شيخ كتبتُ عنه، وذلك في سنة [ص:207] ثلاث وأربعمائة مجلسًا، وذلك بعد أن كُف بَصَرُهً، وسَمِعْتُهُ يقول: وُلِدتُ سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وأوّل سماعي مِن الصّفّار سنة سبْعٍ وثلاثين.
وقال أبو القاسم الأزهريّ: أرسل بعض الوزراء إلى ابن رَزْقُوَيْه بمالٍ فردّه تورُّعًا، وكان ابن رَزْقُوَيْه يذكر إنّه درس الفقه عَلَى مذهب الشّافعيّ.
قَالَ الخطيب: وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: والله ما أحبّ الحياة لكسْب ولا تجارة، ولكن لذكر الله وللتحديث. وسمعتُ البَرْقانيّ يوثق ابن رَزْقُوَيْه.
قلتُ: وروى عنه أبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله، ومحمد بن علي الحندقوقي الشاعر، وعبد العزيز بْن طاهر الزاهد، ومحمد بْن إِسْحَاق الباقرحيّ، ونصر وعليّ ابنا أحمد بْن البطر، وعبد الله بن عبد الصمد ابن المأمون، وأبو الغنائم محمد بْن أَبِي عثمان.(9/206)
55 - محمد بْن أحمد بْن محمد بْن فارس بْن سهل، الحافظ أبو الفتح بْن أبي الفوارس، وهي كنيه سهل. [المتوفى: 412 هـ]
وُلِد ببغداد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة،
وَسَمِعَ سنة ستّ وأربعين فما بعدها مِنْ: أحمد بْن الفضل بْن خُزيمة، وجعفر بْن محمد الخُلدي، ودَعْلَج بْن أحمد، وأبي بَكْر النّقّاش، وأبي عيسى بكّار بْن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي ابن الصّوافّ، وأبي بَكْر محمد بْن الحَسَن بْن مقْسم، وخلْق كثير. ورحل إلى البصرة وبلاد فارس وخُراسان، وكتب وصنَّف.
قَالَ الخطيب: وكان ذا حِفْظ ومعرفة وأمانة، مشهورًا بالصّلاح، انتخب عَلَى المشايخ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وأبو سعْد المالِينيّ،
وقرأتُ عَليْهِ قطعةً مِن حديثه، وكان يُملي في جامع الرّصَافة، وتُوُفّي في ذي القعدة.
قلت: وَرَوَى عَنْهُ: أبو علي ابن البناء، وأبو الحسين ابن المهتدي بالله، ومالك بْن أحمد البانياسيّ، وآخرون.
قَالَ الحاكم: أوْل سماع ابن أَبِي الفوارس مِن أَبِي بَكْر النّجّاد.(9/207)
56 - محمد بْن جعفر، أبو عَبْد الله التّميميّ القَيْروانيّ، المعروف بالقّزاز. [المتوفى: 412 هـ]
شيخ اللُّغَة بالمغرب.
كَانَ لُغَويا نحويًّا بارعًا، مَهيبًا عَنْد الملوك، وله شِعْر مطبوع. صنَّف كتاب " الجامع في اللُّغة "، وهو كتاب كبير، يقال: إنّه ما صنَّف في اللُّغة أكبر منه، وبه نسخة بمصر في وقف القاضي الفاضل.
تُوُفّي بالقيروان.(9/208)
57 - محمد بْن الحَسَن بْن محمد، أبو العلاء البغداديّ الورّاق. [المتوفى: 412 هـ]
سَمِعَ إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر الطّائيّ، وأحمد بْن كامل، وبالبصرة محمد بْن أحمد بْن مَحْموَيْه، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة، ذكر لي أنّه ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وتُوُفّي في ربيع الأوّل.(9/208)
58 - محمد بْن الحسين بْن موسى، أبو عَبْد الرَّحْمَن الأزْديّ أبًا، السُلمي جَدًا، [المتوفى: 412 هـ]
لأنّه سِبْط أَبِي عَمْرو إسماعيل بن نُجَيْد بْن أحمد بْن يوسف السُّلَميّ النَّيْسابوريّ.
كَانَ شيخ الصُّوفيّة وعالمهم بخُراسان. سَمِعَ مِن أَبِي العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن عليّ بْن حسْنُوَيْه المقرئ، وأحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، ومحمد بْن أحمد بْن سَعِيد الرّازيّ صاحب ابن وَارَة، وأبي ظَهير عَبْد الله بْن فارس العُمري البلْخيّ، ومحمد بْن المؤمْل الماسَرْجِسيّ، والحافظ أبي عليّ الحسين بْن محمد النَّيْسابوريّ، وسعيد بْن القاسم البرذعي، وأحمد بن محمد بن رُميح النَّسَويّ، وجدّه أَبِي عَمْرو.
وكان ذا عناية تامّة بأخبار الصُّوفيّة، صنَّف لهم سُننا وتفسيرًا وتاريخًا وغير ذَلِكَ.
قَالَ الحافظ عَبْد الغافر في تاريخه، أبو عَبْد الرَّحْمَن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جمع علوم الحقائق ومعرفة طريق التّصوُّف، وصاحب [ص:209] التّصانيف المشهورة العجيبة في عِلم القوم. وقد وَرِثَ التّصوُّف عَنْ أَبِيهِ وجدَّه، وجمع مِن الكُتب مالم يُسبق إلى ترتيبه، حتّى بلغ فِهرست تصانيفه المائة أو أكثر، وحدَّث أكثَر مِن أربعين سنة إملاءً وقراءة، وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز. وانتخب عليه الحفاظ الكبار. سمع من أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القِطيعي، وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه الحاكم في " تاريخه "، وقال: قل ما رأيت في أصحاب المعاملات مثل أَبِيهِ، وأمّا هُوَ فإنّه صنَّف في علوم التّصوُّف. وسمع الأصمّ، وأقرانه. وقيل: ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطّه عَنْ الصبْغيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة.
قلتُ: وروى عَنْهُ أيضًا أبو القاسم القُشيري، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو سَعِيد بْن رامش، وأبو بَكْر محمد بن يحيى المُزَكّيّ، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن إسماعيل التَّفْليسيّ، وأبو بَكْر بْن خَلَف، وعليّ بْن أحمد المَدينيّ المؤذّن، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وخلق سواهم.
قال أبو القاسم القشيري: سمعتُ أبا عبد الرحمن السلمي يسأل أبا عليّ الدّقّاق: الذكْرُ أتمُّ أم الفِكْر؟ فقال أبو عليّ: ما الَّذِي يُفتح عليكم فيه؟ فقال أبو عَبْد الرَّحْمَن: عندي الذكرُ أتمُّ من الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالَّذكْر ولا يوصف بالفِكْر، وما وُصف بِهِ الحقّ أتمُّ ممّا أختصّ بِهِ الخَلْق. فاستحسنه الأستاذ أبو عليّ رحمه الله.
قَالَ أبو القاسم: وسمعتُ الشَّيْخ أبا عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: خرجتُ إلى مَرْو في حياة الأستاذ أَبِي سهل الصُعلوكي، وكان لَهُ قبل خروجي أيّام الجمعة بالغَدَوات مجلس دَوْر القرآن يختم فيه، فوجدتُهُ عند رجوعي قد رفع ذَلِكَ المجلس، وعقد لابن القعابي في ذَلِكَ الوقت مجلس القول، والقولُ هُوَ [ص:210] الغناء، فداخَلَنِي مِن ذَلِكَ شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختْم بمجلس القول. فقال لي يومًا: أَيْش يَقُولُ النّاس لي؟ قلت: يقولون: رفع مجلسَ القرآن ووضعَ مجلس القَوْل. فقال: مِن قَالَ لأستاذه لِمَ، لا يُفلح أبدًا.
وقال الخطيب في تاريخه: قَالَ لي محمد بْن يوسف النَّيْسابوريّ القطّان: كَانَ السُلمي غير ثقة، وكان يضع للصُّوفيّة.
قَالَ الخطيب: قدرُ أبي عَبْد الرَّحْمَن عند أهل بلده جليل، وكان مع ذَلِكَ مجودًا، صاحب حديث، وله بنَيْسابور دُويرة للصَّوفيّة.
قَالَ الخطيب: وأخبرنا أبو القاسم القُشيري، قَالَ: كنتُ بين يدي أَبِي عليّ الدّقّاق فجرى حديث أَبِي عَبْد الرحمن السُلمي، وأنه يقوم في السَّماع موافقةً للفُقراء، فقال أبو عليّ: مثله في حالة لعلّ السّكون أَوْلَى بِهِ، امضِ إِليْهِ فستجده قاعدًا في بيت كُتُبه، وعلي وجه الكُتُب مجلَّدَة صغيرة مرّبعة فيها أشعار الحسين بْن منصور، فهاتها ولا تَقُلْ لَهُ شيئًا. قَالَ: فدخلتُ عَليْهِ، فإذا هُوَ في بيت كُتبه، والمجلّدة بحيث ذكر أبو علي، فكما قعدت أخذ في الحديث، وقال: كَانَ بعض النّاس يُنكر عَلَى واحدٍ مِن العلماء حَرَكَتَه في السَّماع، فَرُؤي ذَلِكَ الْإنْسَان يومًا خاليا في بيت وهو يدور كالمتواجد، فسُئِل عَنْ حاله فقال: كانت مسألة مشكلة علي فتبين لي معناها، فلم أتمالك مِن السَّرور حتّى قمت أدور. فقلْ لَهُ: مثل هذا يكون حالُهم. فلمّا رَأَيْت ذَلِكَ منهما تحيَّرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصْدق؛ فقلت: إنّ أبا عليّ وصفَ هذه المجلَّدة، وقال: احملها إليَّ مِن غير أن تُعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يُمكِنُني مخالفته، فأيش تأمُر؟ فأخرج أجزاءً مِن كلام الحسين بْن منصور، وفيها تصنيفٌ لَهُ سمّاه " الصَّيْهُور في نَقْض الدُّهور "، وقال: احمل هذه إِليْهِ.
قَالَ الخطيب: تُوُفّي السُلمي في شَعْبان.
قلتُ: كَانَ وافر الجلالة، لَهُ أملاك ورِثها مِن أمّه، وورِثَتْها هي من أبيها [ص:211] وتصانيفه، يقال: إنّها ألف جزء، وله كتاب سمّاه " حقائق التّفسير " ليته لم يصنفْه، فإنّه تحريف وقَرْمَطَة، فدُونَك الكتاب فسترى العجب! ورُويت عَنْهُ تصانيفه وهو حيّ. وقع لي مِن عالي حديثه.(9/208)
59 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد، أبو الفَرَج الدّمشقيّ، العابد المعروف بابن المعلّم [المتوفى: 412 هـ]
الَّذِي بنى كهف جبريل بجبل قاسيون.
حكى عَنْ أَبِي يعقوب الأَذَرَعيّ، وعليّ بْن الحَسَن بْن طعّان. حكى عَنْهُ عليّ والحسين ابنا الحِنَّائيّ، وعليّ بْن الخَضِر السُلمي.
قَالَ عَبْد العزيز بْن أحمد الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا ابن المعلم صاحب الكهف، وكان عابدًا مُجاب الدعْوة في ذي الحجّة سنة اثنتى عشرة.
قَالَ ابن عساكر: كان قرابة لنا، رحمه الله.(9/211)
60 - محمد بن عبد الواحد، صريع الدلاء، وقتيل الغواشي. [المتوفى: 412 هـ]
ذكره ابن النّجّار فقال: بصْريّ سكن بغداد، وكان شاعرًا ماجنًا مطبوعًا، الغالب على شعره الهزل والمجون، وديوانه في مجلَّدة، سافر إلى الشّام، وتُوُفّي بديار مصر.
ومن شعره قصيدته:
قَلْقَلَ أحشائي تباريحُ الْجَويَ ... وبانَ صبْري حينَ حالفتُ الأسى
يا سادةً بانوا وقلبي عندهم ... مذ غبتم غاب عَنْ العين الكَرى
وإنْ تَغِبْ وُجُوهُكم عَنْ ناظري ... فذِكْرُكُم مستودعٌ طي الحشا
فسوف أسْلِي عنكُمُ خواطري ... بحُمُق يَعْجَبُ منه من وعى
وطرف أنظمها مقصورة ... إذ كنتُ قَصّارًا صَرِيعًا للدلا
مَن صفَع الناسَ ولم يَدَعْهُمُ ... أنْ يصفعُوهُ مِثْلَهُ قد اعتدى
مَن لبس الكتّان في وسط الشّتا ... ولم يغط رأسَه شكى الهوى
وألف حَمْل مِن متاع تستر ... أنفع للمسكين من لقط النَّوَى
والذَّقْنُ شَعْرٌ في الوجُوه نابِتٌ ... وإنّما الدُّبْرُ الَّذِي تحت الخُصَا [ص:212]
والْجَوْزُ لا يؤكَلُ مَعَ قُشُوِرِه ... ويُؤْكَل التَّمْرُ الجديدُ باللبا
مَن طَبَخَ الدّيكَ ولا يذبَحُهُ ... طار من القدر إلى حيث انتهى
والند لا يعدِلهُ في طِيبِه ... عند البُخُور أبدًا ريح الخرا
من أدخلت في عينه مسلة ... فسله من ساعته كيف العمى
مَن فاتَهُ العِلْمُ وأخْطَاهُ الغِنَى ... فَذَاكَ والكلْبُ عَلَى حدّ سَوَى
في أبيات.
قَالَ أبو طاهر أحمد بْن الحَسَن الكُرْجيّ: مات صريع الدلاء القصار بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
وقال ابن عساكر: صريع الدَّلاء بصْريّ، يحكي في شِعْره أصوات الطُّيور، وكان ماجنًا، قِدم دمشق واجتمع بعبد المحسن الصوري بصيدا. حكى عَنْهُ أبو نصر بْن طلاب.
ومن شِعره:
ومَن كَانَ مُستهترًا بالمِلاح ... وكان مِن الصُفْرَ صِفْرًا صُفِعْ(9/211)
61 - محمد بْن عُبَيْد الله بْن محمد بْن يوسف بْن حَجّاج، أبو الحسن البغدادي الحنائي. [المتوفى: 412 هـ]
قَالَ الخطيب: سَمِعَ إسماعيل الصَّفّار، وابن البَخْتَرِيّ، وعثمان ابن السّمّاك، والنجاد. كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة زاهدًا، ملازما لبيته، حكى عَنْهُ ابن خُرَّزاذ الورّاق جاره أنّه قَالَ: ما لمس كفّي كفّ امرأةٍ سوى أمّي. تُوُفّي في رمضان وله خمس وثمانون سنة.(9/212)
62 - محمد بن عمر، أبو الفرج ابن الحطاب المصري. [المتوفى: 412 هـ]
روى عن حمزة بن محمد الكناني، والحسن بْن رَشِيق.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.(9/212)
63 - مُنير بن أحمد بن الحَسَن بن عليّ بن منير، أبو العبّاس الْمَصْرِيّ الخشّاب المعدّل. [المتوفى: 412 هـ][ص:213]
حدّث عَنْ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي مطر الإسكندريّ، ومحمد بْن الصَّمُوت، ومحمد بْن أحمد بْن عَبْد العزيز بْن أبي الأَصْبغ، وأحمد بْن سَلَمَة بْن الضّحّاك، وجماعة. روى عنه محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وخَلَف بْن أحمد الحُوفيّ، وعليّ بْن الحَسَن الخِلعي، وآخرون.
وثقه ابن ماكولا.
وقال الحبّال: كَانَ ثقة، لا يجوز عليه تدليس. حضرتُ جنازته، وتوفي في حادي عشر ذي القعدة.
قلتُ: حديثه في " الخلعيات ".(9/212)
64 - نصر بْن عليّ البغداديّ الطّحّان، عُرِف بابن عَلالة. [المتوفى: 412 هـ]
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة كتبنا عَنْهُ عَنْ النّجّاد.(9/213)
65 - نصر بْن ناصر الدّولة سُبُكتكين، الأمير أبو المظفَّر، [المتوفى: 412 هـ]
أخو السّلطان محمود.
قِدم نيسابور واليا سنة تسعين وثلاثمائة، وصَحِب الأئّمة، وسمع مِن أَبِي عَبْد الله الحاكم، وغيره، وبني المدرسة السَّعيديّة، ووقفَ عليها الأوقاف، وعاد إلى غَزْنَة وبها تُوُفّي في رجب، وكان مشكور الولاية.(9/213)
-سنة ثلاث عشرة وأربعمائة(9/214)
66 - أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس بْن ذَكْوان، أبو العبّاس الأُمَويّ، [المتوفى: 413 هـ]
قاضي الجماعة بُقرطبة، وخطيبها.
ولي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وولي الصَّلاةَ سنة أربعٍ وتسعين مُضافا إلى القضاء. ثمّ صُرف عَنْهُمَا في آخر سنة أربعٍ وتسعين، وتولي ذَلِكَ أبو المطرف بْن فُطيس، ثمّ عُزل ابن فُطَيْس وأُعيد ابن ذكوان، فلم يزل يتقلّدهما إلى أن عُزل سنة إحدى وأربعمائة. وامتُحن محنته المشهورة، وولي الوزارة مُضافة إلى القضاء، وطُلب بعد المحنة والنَّفْي إلى المغرب ليُوَلَّى القضاء، فلم يتولاه، ولم يقطع السلطان أمرًا دونه. وكان عظيم أهل الأندلس ورئيسهم، وأقربهم مِن الدّولة، وأعلاهم محلًا.
تُوُفّي في رجب، ورَثَتْه الشُّعراء، وشيّعه الخليفة يحيى بْن عليّ بْن حمّود الإدريسيّ. وكان مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
وتُوُفّي بعده بعامٍ أخوه أبو حاتم، وكان مِن العلماء والرُّؤَساء.(9/214)
67 - أحمد بْن أَبِي الهيثم عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ القاضي، أبو عِصْمة الرَّقيّ الفقيه الحنفيّ. [المتوفى: 413 هـ]
قِدم مصرَ مِن الرَّقّة، فحدث عَنْ يونس بْن أحمد الرّافقيّ؛ سَمِعَ منه سنة اثنتين وخمسين عَنْ هلال بْن العلاء.
أخذ عَنْهُ في هذا العام خَلَف بْن أحمد الحوفيّ.(9/214)
68 - أحمد بْن عليّ، أبو عليّ البهرَام زياري. [المتوفى: 413 هـ]
تُوُفّي بأسْتَرابَاذ، روى عَنْ عَبْد الله بْن عَدِيّ الحافظ.(9/214)
69 - أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن كثير، أبو المظفَّر. [المتوفى: 413 هـ]
و(9/214)
70 - محمد بْن عَبْد الله بْن إبراهيم البهْراميّ، التّاجر. [المتوفى: 413 هـ]
و(9/214)
71 - محمد بن علي بن أحمد بن شكر الماليني، المؤدب. [المتوفى: 413 هـ]
و(9/214)
72 - أبو دُلف طاهر بْن محمد القَيْسيّ. [المتوفى: 413 هـ]
و(9/215)
73 - أبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن حسين التّاجر. [المتوفى: 413 هـ]
و(9/215)
74 - محمد بن مظفر الوراق. [المتوفى: 413 هـ]
و(9/215)
75 - علي بْن محمد العُقَبيّ. [المتوفى: 413 هـ]
هَؤلَاءِ السَّبعة سمعوا مِن حامد بْن محمد الرّفّاء، وهم هَرَوِيُّون، وكانوا في هذا الوقت.
رَوَى عَنْهُمْ: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهَرَويّ رحمه الله.(9/215)
76 - أحمد بْن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان، أبو نصر النَّيْسابوريّ الحذّاء الحنفيّ. [المتوفى: 413 هـ]
وُلد سنة نيف وعشرين، وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة مِن جماعة قبل الأصمّ.
قَالَ أبو صالح المؤذن: سمعتُ منه وكان يغلط في حديثه ويأتي بما لا يُتابع عليه.
قال عبد الغافر: وضاعت كُتبه فأقتصر عَلَى الرّواية عَنْ الأصمّ فمَن بعده. وهو جدّ شيخنا القاضي أَبِي القاسم عُبَيْد الله بْن عَبْد الله. تُوُفّي في ربيع الآخر. روى عَنْهُ حفيده شيخنا.(9/215)
77 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن علي بْن الحُويص، أبو الفوارس البُوشنجي. [المتوفى: 413 هـ]
تُوُفّي في سلْخ صَفَر. سَمِعَ حامدًا الرّفّاء. روى عَنْهُ عطاء القرّاب، وشيخ الإسلام عَبْد الله الأنصاريّ، وقال: هُوَ فقيه صالح، صدوق، واعظ.(9/215)
78 - إبراهيم بْن عليّ بْن تميم القَيْروانيّ الحُصري [المتوفى: 413 هـ]
الشّاعر المشهور، ابن خالة أبي الحسن علي الحُصري.
لَهُ ديوان شعر، وكتاب " زهْر الأداب "، وكتاب " المصُون في سرّ الهَوَى ". تُوُفّي بالقيروان؛ ورّخه ابن الفَرَضيّ.(9/215)
79 - إسماعيل بْن أحمد بْن محمد بْن بكران السُّلَميّ، أبو القاسم الأهوازيّ. [المتوفى: 413 هـ]
تُوُفّي بمصر، وقد حدَّث بها " بصحيح البخاريّ " عَنْ أبي أحمد محمد بْن محمد بْن مكّيّ الجُرجاني. روى عَنْهُ أبو الحَسَن الخِلعي، وغيره.
قَالَ الحبّال: تُوُفّي في ربيع الأوّل.(9/216)
80 - إسماعيل بْن عليّ، أبو محمد ابن الخراز. [المتوفى: 413 هـ]
تُوُفّي بمصر في رمضان.(9/216)
81 - أُمَيَّة بْن عَبْد الله الهمداني الميُورقي. [المتوفى: 413 هـ]
رحل إلى المشرق، ولقى بمكّة الأُسْيُوطيّ صاحب النَّسائيّ، وبمصر الحَسَن بْن رشيق، وأبا إِسْحَاق بْن شَعْبان.
وكان ذا فضلٍ وعفاف وستر. توفي بميورقة في ذي القعدة؛ قاله أبو عَمْرو الدّانيّ.(9/216)
82 - بشر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن بشر القُهُنْدُزي الخُراساني، أبو القاسم. [المتوفى: 413 هـ](9/216)
83 - جعفر بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بْن الحسين بْن إِسْحَاق بْن جعفر الصّادق، النّقيب أبو عَبْد الله العَلَويّ الحسيني الإسحاقيّ الحلبيّ. [المتوفى: 413 هـ]
ولي نقابة حلب بعد أَبِيهِ الشّريف أَبِي إبراهيم، وكان أديبًا شاعرًا. كَانَ عزيز الدّولة فاتك يحبّه ويُجِله، وله في فاتك مدائح.
تُوُفّي بحلب. وكان يرجع إلى دين وعبادة وزُهد، الا أنّه كَانَ شيعيّا مِن كبار الإمامية. ذكره ابن أبي طي.(9/216)
84 - حسّان بْن الحَسَن اللحْيانيّ القطّان. [المتوفى: 413 هـ]
حدَّث بمصر.(9/216)
85 - الحسين بْن الحَسَن، أبو عليّ المعدنيّ اللّوّاز، صاحب الفُقَّاع. [المتوفى: 413 هـ][ص:217]
قَال أبو إِسْحَاق الحبّال: رَجُل صالح، تُوُفّي في ربيع الآخر.
سَمِعَ مِن حمزة، وابن رشيق.(9/216)
86 - الحسين بْن بقاء بْن محمد، أبو عبد الله الْمَصْرِيّ الخشّاب. [المتوفى: 413 هـ]
روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي عصام. روى عَنْهُ خلف الحوفي، وغيره.
حدَّث في هذه السنة، ولم تُحفظ وفاته.(9/217)
87 - حمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم الزجاج، أبو نصر الهمذاني المحدث. [المتوفى: 413 هـ]
روى عَنْ أحمد بْن محمد بْن مِهرْان، وأحمد بْن محمد بْن هارون الكرابيسيّ، وعبد الله بن الحسين القطان، وطاهر بن سهلُويه، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وعامة مشايخ همذان، وخراسان. روى عنه أبو الفضل الفلكي في مصنفاته كثيرا، وجماعة.
قال شيرويه: وحدثنا عَنْهُ محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان ثقة حافظًا يُحسن هذا الشّأن. سمعت عبدوس يقول: كان حمد الزجاج يقرأ عَلَى المشايخ وربّما كَانَ نائمًا، ويقرأ عليه مستويا لحِفْظه ومعرفته بالأسانيد والمُتون. تُوُفّي في عَشْر ذي القعدة، وصلى عَليْهِ محمد بْن عيسى.
قلتُ: شيخه الكرابيسيّ سَمِعَ مِن أَبِي مسلم الكجي، وجماعة.(9/217)
88 - رفاعة بْن الفَرَج القُرشي، أبو الوليد القُرطبي. [المتوفى: 413 هـ]
كَانَ واسع الرّواية. حدَّث عَنْ أحمد بْن سَعِيد الصَّدفيّ، وغيره. روى عَنْهُ حفيده محمد بْن سَعِيد بْن رفاعة.
وعاش تسعين سنة.(9/217)
89 - سعيد بن سلمة بن عباس بن السَّمْح، أبو عثمان القُرْطُبيّ. [المتوفى: 413 هـ]
روى عَنْ محمد بْن معاوية القُرشي، وأبي محمد الباجيّ، وأبي الحَسَن الأنطاكيّ، وجماعة، وكان فاضلًا عاقلًا ضابطًا يَؤُمّ بجامع قُرطبة، وكانت كُتُبه [ص:218] في غاية الصّحّة، وحضر جنازته المعتلي بالله يحيى بْن عليّ.(9/217)
90 - سلطان الدّولة، أَبُو شجاع ابن بهاء الدولة أبي نصر ابن عضُد الدولة بْن بُوَيْه. [المتوفى: 413 هـ]
ولى السَّلطنة وهو صبيّ لَهُ عشْر سِنين بعد أَبِيهِ، وبُعثت إِليْهِ خِلع المُلك مِن جهة الخليفة إلى شيِراز. وقدم بغداد في أثناء سلطنته. ومات بشيراز، وله اثنان وعشرون عامًا وخمسة أشهر. وكانت سلطنته ضعيفةً متماسكة.(9/218)
91 - صَدَقَة بْن محمد بْن أحمد بْن محمد بْن عَبْد المُلْك، أبو القاسم الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ، المعروف بابن الدَّلَم. [المتوفى: 413 هـ]
سَمِعَ مِن أَبِي سَعِيد ابن الأعرابي، وعثمان بن محمد الذهبي، والحسن بْن حبيب الحصَائريّ، وأبي الطّيّب بْن عَبَادِل، وخَيْثَمَة بْن سليمان. روى عَنْهُ عَبْد الرّحيم بْن أحمد البخاريّ، وعليّ بْن الخَضر السُلمي، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز الكتانيّ، وعليّ بْن الحسين بْن صَدَقَة الشّرابيّ.
قَالَ الكتانيّ: كان ثقة مأمونا، مضى على سداد، وتوفي في جُمَادَى الآخرة.
قلت: كَانَ أسنَد مِن بقي بدمشق، ومات في عشر المائة.(9/218)
92 - طاهر بْن أحمد، أبو الفَرَج الإصبهانيّ. [المتوفى: 413 هـ]
قَالَ الخطيب: لقيته بسواد دُجيل، فروى لي أحاديث سمعها مِن الطبَرانيّ، وذلك في هذه السنة.(9/218)
93 - العبّاس، أبو الفتح الحمراويّ، يُعرف بمولى الخادم. [المتوفى: 413 هـ]
قَالَ الحبّال: عنده عَنْ الآجُريّ، وغيره. حضرتُ جنازته في ربيع الأوّل؛ يعني بمصر.(9/218)
94 - عَبْد الله بْن أحمد بْن إسماعيل الفقيه، أبو سهل النَّيْسابوريّ الحَرَضيّ الزّاهد الصُّوفيّ. [المتوفى: 413 هـ][ص:219]
قَالَ عَبْد الغافر: هُوَ عديم النّظير في طريقته وزُهده وفضله، وحفظ التحمل في الفقر وترك الادخار، وكان يُلقن. حدث عَنْ يحيى بْن منصور القاضي، وأبي محمد الكَعْبيّ، وأبي عليّ الحافظ النَّيْسابوريّ. وطبقتهم. وكان يمتنع مِن الرّواية خُمولا وديانة. تُوُفّي في عاشر شّوال.
روى عَنْهُ أَبُو القاسم بْن أبي مُحَمَّد القُرشي.(9/218)
95 - عبد الله بْن محمد بن المرزُبان بن منجويه، أبو محمد الإصبهاني. [المتوفى: 413 هـ]
شيخ متعبد، صحب الصّالحين والعُباد بإصبهان ونَيْسابور مثل إبراهيم النَّصْراباذيّ، وعُبَيْد الله بْن محمد البُسْتيّ. وسمع مِن أَبِي أحمد العسّال، والطبراني، وإبراهيم بْن محمد بْن حمزة.
مات في أوّل ربيع الأول، قاله أبو نُعَيْم.(9/219)
96 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن إبراهيم، أبو القاسم القزويني الصُّوفيّ الخبّاز. [المتوفى: 413 هـ]
قَالَ الخطيب: قِدم علينا حاجّا، فحدَّثنا عَنْ أبي الحَسَن عليّ بْن إبراهيم بْن سَلَمَة القطّان، وغيره. وحدَّثني أبو عَمْرو المرْوَزيّ أنّ أهل قَزْوين يضعّفونه في روايته عن ابن سَلَمَة.(9/219)
97 - عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْن محمد الحضْرميّ، الأديب أبو القاسم الإشبيليّ، المعروف بابن شِبْراق. [المتوفى: 413 هـ]
قَالَ أبو عَبْد الله الخَوْلانيّ: كَانَ نبيلًا، شاعرًا مُفلقا. كَانَ ينشدني أشعاره، وصنَّف كتابًا في الأخبار.
وقال الحُميدي: كنيته أبو المطرف.
عُمر طويلًا.(9/219)
98 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أَحْمَد بْن حبيب القاضي، أبو زيد النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 413 هـ][ص:220]
سَمِعَ أبا العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن محمد بْن بالُوَيْهِ، وغيرهما. روى عَنْهُ أبو بَكْر البيهقي، وأبو بَكْر بْن خَلَف، وأبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بنَيْسابور، وكان إمامًا مدرَّسًا.(9/219)
99 - عَبْد الرحمن بْن مروان بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو المطرف الأنصاري القَنَازعيّ القُرْطُبيّ الفقيه المالكيّ. [المتوفى: 413 هـ]
سَمِعَ مِن أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبي بَكْر محمد بْن السُّلَيْم القاضي، وأبي جعفر بْن عَوْن الله، وطبقتهم. وأخذ القرآن عَنْ أَبِي الحَسَن عليّ بْن محمد الأنطاكيّ، وأبي عَبْد الله بْن النُّعْمان، وأصْبَغ بْن تمّام، ورحل سنة سبْعٍ وستّين، فسمع " المدّونة " بالقَيْروان عَلَى هبة الله بْن أَبِي عُقبة التّميميّ، وأكثر بمصر عَنْ الحَسَن بْن رشيق، وذكر عَنْ ابن رشيق أنّه روى عن سبعمائة محدَّث.
وكتب القَنَازعيّ بمصر أيضًا عَنْ الموجودين. وحجَّ فأخذ في الموسم عَنْ أَبِي أحمد الحسين بن علي النيسابوري. وأخذ عن ابن أبي زيد جملةٌ مِن تواليفه.
وقدم قُرطبة فأقبل على الزهد والانقباض، ونشر العلم، وإقراء القرآن. وكان عالمًا عاملًا فقيهًا حافظًا ورعًا متقشفا قانعا باليسير، فقيرا دؤوبا عَلَى العلم، كثير الصّلاة والتَّهَجُّد والصّيام، عالمًا بالتّفسير والأحكام، بصيرًا بالحديث، حافظًا للرأي. لَهُ مصنفٌ في الشُّروط وعِللها، وصنَّف شرحًا " للموطّا ". وكان لَهُ معرفة باللَغة والأدب. وكان حسن الأخلاق، جميل اللّقاء. عرض عَليْهِ السّلطان الشُّورَى فامتنع.
وقال محمد بْن عَتّاب: والقَنَازِعيّ منسوب إلى صنْعته، خيرٌ فاضل.
تُوُفّي في رجب، ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وقال ابن حَيّان: كَانَ زاهدًا مُجاب الدّعوة. امتُحن بالبربر أول ظهورهم محنةً أودت بحاله، وكان أقرأ مَن بقي، وله في " الموطّأ " تفسير مشهور، واختصار كتاب ابن سلام في تفسير القرآن. روى عَنْهُ ابن عَتّاب، وأبو عمر بْن عَبْد البَرّ.(9/220)
100 - عبد الصمد بن محمد بن يحيد البَغَويّ، أبو القاسم. [المتوفى: 413 هـ]
تُوُفّي ببغ في ربيع الأول.(9/221)
101 - عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق بن محمد بن خُواستي، أبو القاسم الفارسيّ ثمّ البغداديّ المقرئ النَّحْويّ. [المتوفى: 413 هـ]
شيخ معمَّر، وُلد في رجب سنة عشرين وثلاثمائة، وسمع من أبي بكر محمد بن عبد الرّزّاق بْن داسة، وإسماعيل بْن محمد الصَّفّار، وأحمد بْن سلمان النّجّاد، وأبي عُمَر الزّاهد، وأبي بَكْر محمد بْن الحَسَن النّقّاش، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم. وجَّودَ القرآن مِرارا برواية أبي عَمْرو بْن العلاء عَلَى عَبْد الواحد المذكور. وقرأ لابن كثير وابن عامر على النقاش.
تلا عَليْهِ بهذه الثّلاث روايات أبو عَمْرو الدّانيّ، وأسندها عَنْهُ في " التَّيْسير "، وسمع منه الحديث.
وروى عنه أيضا أبو الوليد ابن الفَرَضيّ، وذكر أنّه لِقَيه بمدينة التّراب مِن الأندلس.
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: إنّه تُوُفّي في ربيع الأول، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. قَالَ: ودخل الأندلس تاجرًا سنة خمسين وثلاثمائة، يعني فسكنها، وكان خيرًا فاضلًا صَدُوقًا ضابطًا. كَانَ يُعرف بابن أَبِي غسّان. قَالَ لي: أذكر اليوم الَّذِي مات فيه ابن مجاهد، وقرأت القرآن عَلَى أَبِي بَكْر النّقّاش في حدود سنة أربعين، ولازَمْتُه مدّة، وكان أسمح الناس وأسخاهم، وسمعتُ مصنَّف أَبِي دَاوُد مِن ابن داسَة بالبصرة في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، واختلفتُ إلى أَبِي سَعِيد السيرافيّ وقرأتُ عَليْهِ " مختصر الجرمي " و " التصريف " للمازنيّ، وعدّة كتب.
قلت: وهذا كَانَ أسند مِن بالأندلس في زمانه، ولكنْ ضيّعه أهلُ الأندلس ولم يعرفوا قدْرَه ولا ازدحموا عَليْهِ لقلّة اعتنائهم بالعُلو.(9/221)
102 - عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو مروان العبْسيّ الإشبيليّ. [المتوفى: 413 هـ]
عالم وَرِع، فاضل، متّسع الرّواية، عَنْ محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وحارث بن مسلمة، وجماعة. أجاز لابن خَزْرج في شوّال مِن السُّنَّة، وتُوُفّي بعد ذَلِكَ بأشهرٍ.(9/222)
103 - عُبَيْد الله بْن محمد بْن محمد بْن عليّ، أبو محمد الصّرّام النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 413 هـ]
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بنَيْسابور.(9/222)
104 - عليّ بْن الحَسَن الإبْريسَميّ. [المتوفى: 413 هـ]
سَمِعَ مِن الإسماعيليّ، وأبي زُرعة اليمني.(9/222)
105 - علي بن عيسى بن سليمان بن اصفروخ، أبو الحسن الفارسيّ الشّاعر، المعروف بالسُّكَّريّ، [المتوفى: 413 هـ]
نزيل بغداد.
كان يعرف القراءات والكلام، وفنون الأدب. لَهُ ديوان شِعر كبير عامّته في الرّدّ عَلَى الرافضة، وكان أشعريا.(9/222)
106 - عليّ بْن هلال، أبو الحَسَن، صاحب الخطّ المنسوب، المعروف بابن البّواب. [المتوفى: 413 هـ]
قَالَ أبو الفضل بْن خيْرون: تُوُفّي في جُمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وكان مِن أهل السُّنَّة.
وقال أبو عَبْد الله ابن النّجّار في " تاريخه ": أبو الحسن ابن البوّاب مولى معاوية بْن أَبِي سُفْيان، صحِب أبا الحسين بْن سمعون، وقرأ الأدب عَلَى أَبِي الفتح بْن جِنّيّ، وسمع مِن أبي عُبيد الله المَرْزُبانيّ، وكان يعبّر الرُّؤْيا، ويقصّ عَلَى النّاس بجامع المنصور، وله نظْمٌ ونثْر، انتهت إِليْهِ الرياسة في حُسْن الخطّ. [ص:223]
وقال ابن خلّكان: أوّل مِن نقل هذه الطّريقة مِن خط الكوفيّين أبو عليّ بْن مُقلة، وخطه عظيم، لكن ابن البوّاب هذَّب طريقة ابن مُقلة ونقَّحها، وكساها طَلاوة وبَهْجة، وشيخُهُ في الكتابة أبو عبد الله محمد بْن أسد المذكور في سنة عشر وأربعمائة.
وكان ابن البوّاب يذهَّب إذهابا فائقًا، وكان في أوّل أمره مزوقًا يُصور الدُّور فيما قِيلَ. ثمّ أُذهب الكُتب. ثمّ تعاني الكتابة ففاق فيها عليّ الأوّلين والآخرين، ونادم فَخْر المُلك أبا غالب، وقيل: إنّه وعظ بجامع المنصور.
ولم يكن لَهُ في عصره ذاك النَّفَاق الَّذِي لَهُ بعد موته؛ لأنّه وُجِد بخطّه ورقة قد كتبها إلى بعض الأعيان يسأله فيها مساعدة صديق لَهُ بشيء لا يساوى دينارين، وقد بَسَطَ القول فيها نحو السّبعين سطرًا. وقد بيعت بعد ذَلِكَ بسبعة عشر دينارًا إماميّة.
ولابن البوّاب شِعْر وترسل يدل على فضله وأدبه وبلاغته، وقيل: إن بعضهم هجاه بقوله:
هذا وأنت ابن بوّاب وذُو عَدَم ... فكيف لو كنتَ ربَّ الدارِ والمالِ
وقال أبو علي الحسن بن أحمد ابن البناء: حكى لي أبو طاهر ابن الغباري أن أبا الحسن ابن البّواب أخبره أنّ ابن سَهْلان استدعاه، فأبي المُضي إليه، وتكرّر ذَلِكَ. قَالَ: فمضيتُ إلى أبي الحسن ابن القزوينيّ وقلتُ: ما يُنطقه الله بِهِ أفعله. قَالَ: فلمّا دخلتُ إليه قَالَ لي: يا أبا الحَسَن اصدُقْ والْقَ مِن شئت. قَالَ: فعدتُ في الحال، وَإِذَا على بابي رسل الوزير. قَالَ: فمضيت معهم فَلَمَّا دخلت إليه قَالَ لي: يا أبا الحَسَن، ما أخَّرك عنّا؟ فاعتذرت إِليْهِ. ثمّ قَالَ: قد رأيتُ منامًا. فقلتُ: مذهبي تعبير المنامات مِن القرآن. فقال: رضيت. ثمّ قَالَ: رَأَيْت كأنّ الشّمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حَجْري. قَالَ: وعنده فرح بذلك، كيف يجتمع لَهُ المُلْك والوزارة. قلتُ: قَالَ الله تعالى: {وجُمعَ الشمسُ والقمرُ} {يقولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أينَ المَفرُّ} {كلاَّ لاَ وَزَرَ}، وكررتُ عَليْهِ هذه ثلاثا. قَالَ: فدخل حُجرة النساء، وذهبت. فلما كان بعد [ص:224] ثلاثة أيّام انحَدَرَ إلى واسط عَلَى أقبح حال، وكان قتْله هناك. ولأبي العلاء المَعَريّ:
ولاح هِلالٌ مِثل نُون أجادها ... بماء النَّضَار الكاتبُ ابن هلالِ
وقال أبو الحَسَن محمد بن عبد الملك الهمذاني في " تاريخه ": توفي أبو الحسن ابن البواب صاحب الخطّ الحَسَن في جُمادى الأولى، ودُفن في جوار تُرْبة أحمد، يعني ابن حنبل، وكان يقصّ بجامع المدينة، وجعله فخر المُلك أحد نُدمائه لمّا دخل إلى بغداد، ورثاه المرتضي بقوله:
رُديت يا ابن هلالِ والرَّدَى عرضٌ ... لم يُحم منْهُ عَلَى سُخط لَهُ البشرُ
ما ضَرَّ فقدكُ والأيامُ شاهدةٌ ... بأنّ فضلك فيها الأنجُمُ الزُهُرُ
أغنيتَ في الأرضِ والأقوامِ كلّهم ... مِن المحاسن ما لم يغنهِ المطرُ
فللقُلُوبِ الّتي أبْهَجْتَها حزنٌ ... وللعُيُونِ الّتي اقْرَرْتَها سهرُ
وما لِعَيْشٍ وقد ودَّعته أرجٌ ... ولا لليل وقد فارقتهُ سحرُ
وما لنا بعدَ أنْ أضحتْ مَطالعُنا ... مَسلُوبةً منك أوضاح ولا غُررُ
وحدَّث أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال: حدَّثني محمد بْن عليّ بْن نصر الكاتب قال: حدثني أبو الحسن عليّ بْن هلال ابن البوّاب، فذكر حكايةً مضمونُها أنّه ظفر في خزانة بهاء الدّولة بربعة ثلاثين جزءا بخط أبي علي ابن مقلة، وهي ناقصة جزءا، وأنه كتبه وعتقه، وقلع جلدًا مِن جزء مِن الرَّبْعة فجلّده به، وجلد الجزء الَّذِي قلع عَنْهُ بجلد جديد حَتَّى بقي ذلك الجزء الجديد الكتابة لا يعرفه حُذاق الكتّاب مِن الرَّبْعَة.
ومن شِعْر ابن البواب:
فلو أني أُهديتُ ما هُوَ فرضُ ... للرّئيس الأَجَلٌ مِن أمثالي
لنظمتُ النجوم عِقدا إذا رصـ ... ـعَ غيري جواهرا بلآلي
ثم أهديتها إليه وأقرر ... ت بعجزي في القَوْل والأفعالِ
غير أنّي رَأَيْت قدْركَ يعلو ... عَنْ نظيرٍ ومُشَبَّه ومثالِ
فتفاءلتُ في الهدية بالأقـ ... ـلام عِلْمًا مني بِصدْق الفالِ
فاعتقِدْها مفاتحَ الشّرق والغر ... ب سريعا والسهل والأجبال [ص:225]
فهي تستن إن جرين على القر ... طاس بين الأرزاق والآجال
فاختبرها موقعا برسوم الـ ... ـبر والمكرُمات والإفضالِ
وابْقَ للمجد صاعد الجدّ عزّا ... والأَجَلّ الرّئيس نجم المعالي
وحقوقُ العبيد فرضٌ على السا ... دة في كل موسم للمعالي
وحياةُ الثناء تبقى على الدهـ ... ـرِ إذا ما انقضت حياة المالِ
في أبياتٍ أخر.
وقال أبو بَكْر الخطيب: ابن البوّاب، صاحب الخطّ. كَانَ رجلًا دينًا لا أعلمه روى شيئًا مِن الحديث.
قَالَ ابن خلّكان: روى ابن الكلبيّ والهيثم بْن عَدِيّ أنّ الناقل للكتابة العربية مِن الحِيرة إلى الحجاز حربُ بْن أُمية، فقيل لأبي سُفْيان: ممّن أخذ أبوك الكتابة؟ فقال: مِن ابن سدرة، وأخبره أنه أخذها مِن واضعها مرامر بن مُرة.
قَالَ: وكان لحِمير كتابة تُسمى المُسند، وحروفها متّصلة، وكانوا يمنعون العامّة تعلُّمها. فلمّا جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن مِن يقرأ ويكتب.
قلتُ: وهذا فيه نظرٌ، فإنّ اليمن كَانَ بها خلقٌ مِن أهل الكتاب يكتبون بالقلم بالعِبْرانيّ. إلى أن قَالَ: فجميع كتابات الأمم اثنتا عشرة كتابة وهي: العربية، والحميرية، واليونانية، والفارسية، والسُّرْيانيّة، والعبرانيّة، والرُّوميّة، والقِبْطّية، والبربريّة، والأندلُسيّة، والهنديّة، والصينيّة، فخمسٌ منها ذهبت: الحِمْيَريّة، واليونانيّة، والقبطيّة، والبربريّة، والأندلسيّة. وثلاثٌ لا تُعرف ببلاد الإسلام: الصينية، والرومية، والهندية.(9/222)
107 - محمد بْن أحمد بْن محمد، أبو الفضل الجاروديّ الهَرَويّ الحافظ. [المتوفى: 413 هـ]
سَمِعَ أبا عليّ حامد بْن محمد الرّفّاء، ومحمد بْن عبد الله السَّليطيّ، وأبا إِسْحَاق القرّاب والد الحافظ أَبِي يعقوب، وعبد الله بن الحسين النصري [ص:226] المروزي، وسليمان بْن أحمد الطَّبرانيّ، ومحمد بْن عليّ بن حامد، وإسماعيل بن نجيد السلمي، وأحمد بن محمد بن سَلَمْوَيْه النَّيْسابوريّ، وعمر بْن محمد بْن جعفر الأهوازي البصري، وجماعة كثيرة بنيسابور، والري، وهمذان، وإصبهان، والبصرة، وبغداد، والحجاز. روى عَنْهُ أبو العطاء المَليحيّ، وشيخ الإسلام عبد الله بْن محمد الأنصاري، والهَرَويُّون.
وكان شيخ الإسلام إذا روى عنه يقول: حدثنا إمام أهل الشرق أبو الفضل.
قَالَ أبو النَّضْر الفاميّ: كَانَ عديم النّظير في العلوم خصوصا في علم الحِفظ والتّحديث، وفي التَّقَلُّل مِن الدّنيا، والاكتفاء بالقوت، وحيدًا في الورع، وقد رَأَى بعض النّاس رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النّوم فأوصاه بزيارة قبر الجاروديّ، وقال: إنّه كَانَ فقيرًا سُنيا.
وقال بعضهم: هُوَ أول من سن بهراة تخريج الفوائد وشرْح الرجال والتّصحيح.
وقال ابن طاهر المقدسيّ: سمعتُ أبا إسماعيل عَبْد الله بْن محمد الأنصاريّ يقول: سمعت الجارودي يقول: رحلت إلى الطّبرانيّ فقرّبني وأدناني، وكان يتعسّر عليَّ في الأخذ، فقلت له: أيها الشيخ، تتعسر علي وتبذل للآخرين. قال: لأنك تعرف قدر هذا الشّأن.
تُوُفّي الجاروديّ في الثّالث والعشرين من شوال سنة ثلاث عشرة.(9/225)
108 - محمد بْن أحمد بْن يوسف، أبو بَكْر البغدادي الصياد. [المتوفى: 413 هـ]
سمع أبا بَكْر الشّافعيّ، وابن خلاد النَّصيبيّ، ومحمد بْن أحمد بْن محرم، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان القَطِيَعيّ، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان السقطي البصري.
قال الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة صدوقًا، انتخب عليه ابن أبي الفوارس، وتُوُفّي في ربيع الأوّل، وكان مولده في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.(9/226)
109 - محمد بْن أحمد بْن زكريا، النَّيْسابوريّ الزاهد. [المتوفى: 413 هـ]
مات ببلده.(9/226)
110 - محمد بن إبراهيم بن سمعان، أبو بَكْر الفقيه. [المتوفى: 413 هـ]
سَمِعَ بُبخارى مِن خَلَف الخيّام.(9/227)
111 - محمد بْن طلحة بْن محمد بْن عثمان، أبو الحَسَن النَّعَاليّ. [المتوفى: 413 هـ]
مِن محدَّثي بغداد؛ قَالَ الخطيب: كَانَ يكتب معنا، ويتتبّع الغرائب. حدَّث عَنْ أَبِي بَكْر الشّافعيّ، ومحمد بْن كوثر البربهاري، وحبيب القزاز، وأبي بكر القطيعي. كتبتُ عنه، وكان رافضيا. وسمعتُ الأزهريّ يَقُولُ: إنه سمعه يلعن معاوية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.(9/227)
112 - محمد بْن محمد بْن النُعمان البغداديّ، ابن المعلم، المعروف بالشيخ المفيد. [المتوفى: 413 هـ]
صاحب التصانيف.
كَانَ راس الرّافضة وعالمُهُم، صنَّف كُتُبًا في ضَلالات الرّافضة، وفي الطَّعْن عَلَى السَّلَف، وهلك به خلق حتّى أهلكه الله في رمضان، وأراح المسلمين منه.
وقد ذكره ابن أبي طيئ في " تاريخ الشّيعة " فقال: هُوَ شيخ مشايخ الطّائفة، ولسان الإماميّة ورئيس الكلام والفِقْه والْجَدَل. كان أوحد في جميع فنون العلوم؛ الأصولين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرّجال، والقرآن، والتّفسير، والنَّحْو، والشَّعْر، ساد في ذَلِكَ كله. وكان يُناظر أهلَ كلّ عقيدة، مَعَ الجلالة العظيمة في الدّولة البُويهية، والرُّتْبة الجسيمة عند الخُلفاء العباسيّة. وكان قويّ النَّفْس، كثير المعروف والصَّدَقة عظيم الخُشوع، كثير الصلاة والصَّوم، يلبس الخَشِن مِن الثّياب. وكان بارعًا في العِلْم وتعليمه، ملازمًا للمطالعة والفكْرة، وكان مِن أحفظ النّاس.
ثمّ قَالَ: حدَّثني رشيد الدّين المازندرانيّ: حدَّثني جماعة ممّن لقيت، أنّ الشّيخ المفيد ما ترك كتابًا للمخالفين إلا وحَفِظه وباحَثَ فيه، وبهذا قدر عَلَى حلّ شُبَه القوم، وكان يَقُولُ لتلامذته: لا تضجروا مِن العِلْم، فإنّه ما تعسَّر إلا وهان، ولا يأبى إلا ولان. لقد أقصد الشّيَخ مِن الحَشويّة، والْجَبْريّة، والمعتزلة، فأذّل لَهُ حتى أخذ منه المسألة أو اسمع منه. [ص:228]
وقال آخر: كَانَ المفيد مِن أحرص النّاس عَلَى التّعليم. وإن كَانَ لَيَدُور عَلَى المكاتب وحوانيت الحاكة، فيلمح الصبي الفطن، فيذهب إلى أَبِيهِ وأمّه حتّى يستأجره، ثمّ يعلّمه. وبذلك كثُر تلامذته.
وقال غيره: كَانَ الشّيخ المفيد ذا منزلةٍ عظيمةٍ مِن السّلطان، ربمّا زاره عضُد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول لَهُ: اشفَعْ تشفع، وكان يقوم لتلامذته بكل ما يحتاجون إليه.
وكان الشيخ المفيد رَبْعَةً نحيفًا، أسمر، وما استغلق عَليْهِ جوابُ معاند إلا فزع إلى الصلاة، ثم يسأل الله فييسّر لَهُ الجواب. عاش ستّا وسبعين سنة، وصنَّف أكثر مِن مائتي مصنَّف، وشيّعه ثمانون ألفًا، وكانت جنازته مشهودة.(9/227)
113 - محمد بْن الفضل، أبو بَكْر المفسّر. [المتوفى: 413 هـ]
تُوُفّي ببلْخ.(9/228)
114 - محمد بن علي بن محمد بن أحمد بْن علي بْن رزين، أبو عَبْد الله الباشانيّ الهَرَويّ. [المتوفى: 413 هـ]
تُوُفّي في شوّال.(9/228)
115 - محمد بْن منصور بْن عليّ، أبو طاهر البغداديّ، الشّاعر الأديب المعروف بالقطان المقرئ. [المتوفى: 413 هـ]
صاحب رسالة " التبيين في أُصُول الدّين ". رواها عَنْهُ أبو الحسين ابن المهتدي بالله، ووالد أبي الحسين ابن الطُّيُوريّ. وروى عَنْهُ مِن شِعْره أبو الفضل محمد بْن المهْديّ في " مشيخته "، وذكر أنّه مات في هذا العام.(9/228)
116 - محمود بْن عُمَر بْن جعفر بْن إِسْحَاق، أبو سهل العُكبري. [المتوفى: 413 هـ]
فارسيّ الأصل، سكن بغداد، وحدَّث عَنْ أحمد بْن عثمان الأَدَميّ، وأبي سهل بْن زياد، وأبي بَكْر النّقّاش.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وذكره لي أحمد بْن عليّ البادا، فقال: أدام الصّيام ثلاثين سنة، وليس هُوَ في الحديث بذاك، لأنّه روى كتاب " القناعة " [ص:229] لابن أبي الدّنيا، عَنْ شيخٍ لم يسمع منه، والشيخ علي بن الفرج.(9/228)
117 - ولاد بن علي، أبو الصهباء التيمي الكوفيّ. [المتوفى: 413 هـ]
قِدم بغداد، وحدث عَنْ محمد بْن عليّ بْن دُحيم الشَّيْبانيّ. روى عَنْهُ الخطيب.(9/229)
-سنة أربع عشرة وأربعمائة(9/230)
118 - أحمد بْن الحَسَن بْن عبد اللَّه بْن أحمد، أبو عبد الله المقرئ الهمذاني، إمام الجامع، ويُعرف بالصّائغ. [المتوفى: 414 هـ]
روى عَنْ أَبِي جعفر بْن بَرزة، والفضل الكِنْديّ، وأحمد بْن الحسن بن ماجه، وأبي الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبيد، ومخلد بْن جعفر الباقَرْحِيّ، وعُبيد الله بْن أحمد ابن البوّاب، والحسين بْن محمد بْن عُبَيْد العسكريّ الدّقّاق، وأبي الفتح محمد بْن الحسين الأزْديّ. روى عَنْهُ حمْد بْن سهل، وأبو الحَسَن بْن حُميد، ومحمد بْن ينال الصُّوفيّ.
قَالَ شيرويه الحافظ: وحدثنا عَنْهُ يوسف الخطيب، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وكان ثقة صدوقًا فاضلًا، مات في المحرَّم وصلى عَليْهِ ابنه طاهر.(9/230)
119 - أحمد بْن الحَسَن الدّمشقيّ الوراق. [المتوفى: 414 هـ]
حدث عن عليّ بْن أبي العَقِبَ، وغيره بديار مصر.
تُوُفّي في صفر.
روى عَنْهُ خَلَف بْن أحمد الحوفي، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو عَبْد الله القُضاعي.(9/230)
120 - أحمد بْن زيدان، أبو العبّاس المقرئ. [المتوفى: 414 هـ]
قَالَ الدّانيّ: بغداديّ، اقرأ النّاسَ ببيت المقدس. أخذ القراءة عن أبي بكر بن مجاهد، وهو الَّذِي لقنه القرآن. توفي سنة أربع عشرة، وعُمر، ونيف على المائة. قاله لي مَن قرأ عَليْهِ مِن المغاربة مِن أصحابنا.(9/230)
121 - أحمد بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن قَبِيصَة، أبو حامد المُولقاباذي. [المتوفى: 414 هـ]
حدَّث عَنْ أبي العبّاس الصبغيّ، وأبي الفضل أحمد بن إسماعيل الأزدي، وأبي عمرو بن مطر، ومات في ربيع الآخر. روى عنه أبو صالح المؤذن، وغيره.(9/230)
122 - أحمد بن محمد بن سليمان، أبو حامد البشري الهروي العدل. [المتوفى: 414 هـ]
سمع محمد بن أحمد بن قُريش المروروذي الذي يروي عَنْ عثمان بْن سَعِيد الدّارِميّ، وأبا عليّ الرّفّاء. روى عَنْهُ شيخ الإسلام الأنصاري، وأبو عطاء المليحيّ، ومحمد ابن الفضلويي.
تُوُفّي في شَعْبان.
وقيّده ابن نُقطة بكسر الباء وسكون المثلَّثة.(9/231)
123 - إسماعيل بْن أَبِي إِسْحَاق إبراهيم بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّرْخَسِيّ الهَرَويّ، أبو محمد القّراب المقرئ العابد، [المتوفى: 414 هـ]
أخو الحافظ إِسْحَاق.
كَانَ إمامًا في عدّة علوم، صنَّف التّصانيف، وكان قدوةً في الزُّهْد. سَمِعَ أحمد بْن محمد بْن مقْسم ببغداد، وأبا بَكْر الإسماعيليّ بجُرْجان، ومنصور بْن العبّاس بهَرَاة. روى عَنْهُ شيخ الإسلام، وأهل هَرَاة، وله مصنَّف في مناقب الشّافعيّ، وكتاب " درجات التّائبين ".
قَالَ الحافظ يوسف بْن أحمد الشّيرازيّ: كَانَ في عدّةٍ مِن العلوم إمامًا، منها الحديث، والقراءات، ومعاني القرآن، والفقه، والأدب، وله تصانيف كلّها في غاية الحُسْن، وله كتاب " الجمع بين الصحيحين "، وكان في الزُّهْد والتَّقلُّل مِن الدّنيا آيةً، وفي الإمامة بلا نظير. فلم يجد سوقُ فضله بهراة نفاقا. كان الصيت إذ ذاك ليحيى بْن عمّار.
وكذا قَالَ أبو النّضر الفاميّ في " تاريخه "، وأكثر.
قَالَ أَبُو عَمْرو بْن الصلاح: رَأَيْت كتابه " الكافي فِي علم القرآن " فِي عدة مجلدات، وهو كتابٌ ممتع مشتمل على علم كثير.
وقال في " مناقب الشّافعيّ ": لقيتُ جماعةً مِن أصحاب ابن سُريجُ.
وكان القرّاب قد تفقّه عَلَى الدّاركيّ عَبْد العزيز ببغداد. [ص:232]
قلت: مات في شَعْبان مِن السُّنَّة. ومن شيوخه محمد بن عبد الله السياري، وأبو عَمْرو بْن حمدان، وعلي بْن عيسى العاصميّ، وأبو أحمد الغِطْريفيّ، ومَخْلَد بْن جعفر الباقرحي، وبشر بن أحمد الإسفراييني.
روى كتابه في " درجات التّائبين " عُمَر بْن كرم الديَنَوريّ بسماعه مِن أَبِي الوقْت السجْزيّ، قال: أخبرنا أَبُو عطاء عَبْد الأعلى بْن عبد الواحد بن أحمد المليحي، عنه.(9/231)
124 - بديع، فتي القاضي المَيَانِجِيّ. [المتوفى: 414 هـ]
روى عَنْ مولاه. روى عَنْهُ عَبْد العزيز الكتّانيّ، وأبو سعْد إسماعيل السّمّان.
وثقه الكتّانيّ، وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.(9/232)
125 - تمّام بْن محمد بْن عَبْد الله بْن جعفر بْن عَبْد الله بْن الجُنيد، الحافظ أبو القاسم ابن الحافظ أبي الحسين، البَجَليّ الرّازيّ ثم الدّمشقيّ المحدَّث. [المتوفى: 414 هـ]
وُلِد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة، وسمع مِن أَبِيهِ، وخَيْثَمَة بْن سليمان، وأحمد بن حذلم القاضي، وأبي الميمون بن راشد، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن فَضَالة، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وأبي يعقوب الأذرعيّ، ومحمد بْن حُمَيْد الحَوْرانيّ، وخلْق كثير. خرَّج عَنْهُمْ في فوائده. وقرأ القرآن عَلَى أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك.
روى عَنْهُ عبد الوهاب الكلابي أحد شيوخه الصغار، وأبو الحسين المَيْدانيّ، والحسن بْن عليّ الأهوازيّ، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني، وأحمد بْن محمد العَتِيقّي، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الطّرائفيّ، وخلْق سواهم.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي أستاذنا تمام الحافظ لثلاث خلون من محرم سنة أربع عشرة. قَالَ: وكان ثقة، ولم أر أحفظ منه في حديث الشّامييّن.
وقال أبو عليّ الأهوازي: وما رَأَيْت مثله في معناه. كَانَ عالمًا بالحديث ومعرفة الرجال. [ص:233]
وقال أبو بَكْر الحدّاد: ما لقينا مثل تمام في الحفظ والخير.(9/232)
126 - الحَسَن بْن الفضل بْن سَهْلان، الوزير أبو محمد. [المتوفى: 414 هـ]
ولي وزارة العراق لسلطان الدولة ابن عضُد الدّولة بعْد فخر المُلك. فكان ضعيف الصّناعة، قليل البضاعة، سريع الغضب، فاحشًا، ربما وثب ولكم بيده، لكنه يندم. وكان فيه شجاعة وهَيْبَة وسخاء، انفحم المفسدون وانقمعوا به، فلم تُطل دولته؛ كانت شهرين ونصف، وتُوُفّي.(9/233)
127 - الحسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حَلْبَس، أبو عَبْد الله المخزوميّ الغَضَائريّ البغداديّ. [المتوفى: 414 هـ]
سَمِعَ محمد بْن يحيى الصُّوليّ، وإسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان ابن السّمّاك، والنجاد.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة فاضلًا. مات في المحرَّم.
قلتُ: وقع لنا جزء مِن حديثه عَنْ جماعة عَنْ الهمَدانيّ، عَنْ السلَفيّ، عَنْ أبي عَبْد الله الثقفيّ، عَنْهُ. وروى عَنْهُ البَيْهَقيّ، وعبّاس بْن أحمد بن بكران الهاشميّ، وابن المهتدي بالله.
وأمّا الغَضَائريّ، شيخ الشيعة، فقد مر سنة إحدى عشرة.(9/233)
128 - الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي العبسي البصري الأصل العدل. [المتوفى: 414 هـ]
روى عن أَبِيهِ، وعن خال أبيه خَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وأبي يعقوب الأَذْرعيّ، وأبي الميمون بْن راشد، ومحمد بْن إبراهيم السّرّاج نزيل القدس. وسمع بمصر عَبْد الله بْن الورد، وجماعة.
انتقي عَليْهِ خَلَف الواسطيّ، وحدَّث عَنْهُ طراد بْن الحسين بْن حمدان، ومحمد بْن عليّ الصُّوريّ، وعبد الرحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو الحَسَن أحمد بْن أَبِي الحديد، وأبو الحَسَن بْن صَصْرَى، وجماعة.
وتُوُفّي بأطْرابُلُس، وكان قد حدَّث قبل موته بدمشق. [ص:234]
وثقه أبو بَكْر الحدّاد.(9/233)
129 - الحسين بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه، أبو عليّ الرَّهاويّ المقرئ. [المتوفى: 414 هـ]
قرأ القرآن لابن عامر عَلَى أحمد بْن محمد الإصبهاني، وقرأ عَلَى غيره. وله مصنَّف في القراءات. وحدَّث عَنْ أحمد بْن صالح البغداديّ. قرأ عَليْهِ أبو عليّ غلام الهرّاس، وحكى عَنْهُ عَبْد العزيز الكتّانيّ.
تُوُفّي في رمضان.(9/234)
130 - الحُسَين بْن محمد بْن الحسين بْن عَبْد الله بْن صالح بْن شعيب بْن فنجويه الثَّقَفيّ، أبو عَبْد الله الديَنَوريّ. [المتوفى: 414 هـ]
تُوُفّي في ربيع الآخر بنيسابور.
روى عن هارون بن محمد العطار، وأبي بكر ابن السُّنّيّ، وبرهان الصُّوفيّ، وأبي عليّ الحسين بْن محمد بْن حَبْش المقرئ، وعبد الله بْن عبد الرَّحْمَن الدّقّاق الدّينَوِرِيَّيْن، وأبي الحسين أحمد بْن جعفر بْن حمدان الديَنَوريّ، وأبي بَكْر أحمد بْن جعفر بْن حمدان القَطِيَعيّ، وعيسى بْن حامد الرُّخَّجِيّ، وإسحاق بْن محمد النعَاليّ، وخلق من الهمذانيين، وغيرهم.
روى عَنْهُ جعفر الأَبْهَري، وعبد الرحمن بْن أبي عَبْد الله بْن مَنْدَهْ، وسعْد بن حمد، وولداه سفيان وأبو بكر محمد، وأبو الفضل القُومساني، وأحمد وعبد الله ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن علي، وأبو غالب ابن القصّار، وأبو الفتح بن عَبْدُوس، وأبو نصر أحمد بْن محمد بْن صاعد، وعليّ بْن أحمد بْن الأخرم، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزَكّيّ، ومكّيّ بْن محمد بْن دُلير، وأحمد بْن الحسين الْقُرَشِيّ، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة، صدوقًا كثير الرواية للمناكير، حسن الخط، كثير التصانيف، ودخل همذان فقيرا فجمعوا له وواسوه، ثمّ خرج إلى نَيْسابور ووقع لَهُ بها حِشْمة جليلة، وحدَّث عَنْهُ أبو إسحاق الثّعلبيّ المفسر، وقد تكلم فيه أبو الفضل ابن الفَلَكِي، وقال: ما سَمِعَ مِن عُبَيْد الله بن شنبة؛ فخرج لذلك من همذان ساخطًا، فتبِعَه ابن الفَلَكيّ ورجع عَنْ مقالته، واعتذر منه، فما قبل [ص:235] عُذره، وكان يدعو عَلَى ابن الفلكيّ.(9/234)
131 - الحسين بن محمد بن الحسين، أبو عَبْد الله الصُّوريّ النَّحْويّ الضّرّاب. [المتوفى: 414 هـ]
حدَّث عَنْ يوسف المَيَانِجِيّ. روى عَنْهُ عَبْد الرّحيم الْبُخَارِيّ.
وكان شيخ صور في العربيّة، والفقه.(9/235)
132 - سُختكين، شهاب الدّولة. [المتوفى: 414 هـ]
ولي أمرة دمشق للظّاهر خليفة مصر سنة اثنتي عشرة، وماتَ بدمشق في قصر السُّلطان في ذي القعدة سنة أربع عشرة.(9/235)
133 - سَعِيد بْن محمد بْن أحمد بْن حسين بْن مدرك، أبو عاصم الباشانيّ الهَرَويّ الزّاهد. [المتوفى: 414 هـ]
روى عَنْ حامد الرّفّاء. سمع منه شيخ الإسلام الأنصاريّ.(9/235)
134 - سهل بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن دينار، أبو يحيى الديناري النيسابوري الجوهري. [المتوفى: 414 هـ]
شيخ صالح، عابد، ثقة. لكنّه مُتَّهمٌ في المذهب. روى عن الأصم، وأبي العباس القطان، وأبي أحمد الشُعيبي، وعنه أبو صالح المؤذن، وغيره.(9/235)
135 - طاهر بْن محمد بْن عليّ بْن هاموش، الزاهد أبو محمد الهمذاني البزاز، الرجل الصالح. [المتوفى: 414 هـ]
روى عن إبراهيم بْن محمد بْن أَبِي حمّاد، وأبي أحمد الحسين بْن عليّ حُسينك، وشُعيب بْن عليّ القاضي. روى عَنْهُ أبو سعْد محمد بْن علي بن مموس، ويوسف الخطيب، وغيرهما.
وكان بكَّاءً خائفًا خاشعًا، من أولياء الله.(9/235)
136 - العباس بن عمر بن مروان، أبو الحسن الكلوذاني. [المتوفى: 414 هـ][ص:236]
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ عَنْ الصُّوليّ، وأبي جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وكان رافضيا غير ثقة، فخرقت ما كتبت عَنْهُ.
وقال ابن خَيْرون: حدَّث عَنْ المَحَامِليّ، وحمزة الهاشميّ، رافضيّ كذّاب، لم يكن لَهُ اصل، مات في رمضان.(9/235)
137 - عَبْد الله بْن أحمد بْن عَمْرو بْن أحمد بْن مُعَاذ، أبو الحسين، ويقال: أبو العبّاس العنْسيّ الدارانيّ. [المتوفى: 414 هـ]
روى عَنْ أبيه، وأبي الميمون بن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي الحسن بْن حَذْلَم. روى عَنْهُ عليّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو محمد اللباد، وعبد العزيز الكتاني.
وقال الكتاني: توفي بداريا في شوال؛ وكتب الكثير، وحدَّث بشيء يسير. ثقة مأمون.(9/236)
138 - عَبْد الله بْن الحَسَن بْن الخصيب، أبو محمد الإصبهاني الكرّانيّ. [المتوفى: 414 هـ](9/236)
139 - عَبْد الجبّار بْن أحمد الهَمَذَانيّ القاضي، [المتوفى: 414 هـ]
شيخ المعتزلة.
تُوُفّي بالرَّيّ في ربيع الآخر، وقيل: توفي سنة خمس عشرة كما يأتي.(9/236)
140 - عبد الرحمن بن محمد بن سليمان، أبو عقيل السُّلَميّ الأسْتُوائيّ. [المتوفى: 414 هـ]
ثقة، أصيل. روى عَنْ الأصمّ، وأقرانه، ويُعرف بالمائقيّ. روى عَنْهُ ابن أخته زَيْن الإسلام أبو القاسم القُشَيْريّ. قاله عَبْد الغافر في " السياق ".(9/236)
141 - عَبْد الرَّحْمَن بْن هشام بن عبد الجبار ابن النّاصر لدين الله الأُمَوي المُروانيّ، [المتوفى: 414 هـ]
أخو محمد المهدي.
لما انهزم البربر عَنْ قُرْطُبَة مَعَ القاسم بْن حَمُّود الحَسَنيّ، اتفّق اهل قُرْطُبَة عَلَى ردّ الأمر إلى بني أُمَيَّة، وكانت دولتهم قد زالت مِن سنة سبع وأربعمائة بابني حمّود، فاختاروا ثلاثة: عَبْد الرَّحْمَن هذا، وسليمان ابن المرتضى، وآخر. ثم قدَّموا عَبْد الرَّحْمَن وبايعوه بالخلافة في رمضان مِن السُّنَّة، وله اثنتان [ص:237] وعشرون سنة، وكُنْيته أبو المطرف، ولقّبوه بالمستظهر بالله. ثمّ قام عَليْهِ أحد بني عمّه أبو عَبْد الرَّحْمَن محمد بْن عَبْد الرحمن مَعَ طائفةٍ مِن الغَوْغاء، فقُتل المستظهر لثلاثٍ بقين مِن ذي القِعْدة.
وكان رحمه الله ذكيّا بليغًا فصيحًا مفوهًا، بارع الأدب، رقيق الطَّبْع، جيّد النَّظْم، ووزَر أبو محمد بْن حزْم الظّاهريّ لَهُ تِلْكَ الأيّام، ولم يُعقب.
ثمّ بويع أبو عَبْد الرَّحْمَن، فدام أمرُه عشرة أشهر، ولقّبوه بالمستكفي. ثمّ خُلِع ورجعَ الأمر إلى يحيى المعتلي، وسُمَّ أبو عَبْد الرحمن فهلك.(9/236)
142 - عَقيل بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن عَبْدان، أبو طَالِب الأزْديّ الدّمشقيّ الصَّفّار. [المتوفى: 414 هـ]
سَمِعَ ابن حَذْلَم، وأبا الميمون بْن راشد، وأبا بَكْر بْن معروف، والحافظ أبا الحسين الرّازيّ. روى عَنْهُ عليّ بْن الخَضِر، وعبد العزيز الكتّانيّ، وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
ووثّقه الكتّانيّ.(9/237)
143 - عليّ بْن أحمد بْن صُبيح، أبو الحَسَن القاضي. [المتوفى: 414 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر الشّافعيّ، وجعفر بْن الحَكَم المؤدب.
قَالَ الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.(9/237)
144 - عليّ بْن بِشْرى بْن عَبْد الله، أبو الحَسَن الدّمشقيّ العطّار. [المتوفى: 414 هـ]
إمام مسجد ابن أبي الحديد.
روى عَنْ أبي عليّ بْن هارون، وعلي بْن أَبِي العَقِب، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، وجمح بن القاسم، وخيثمة بن سليمان، لكن قال الكتّانيّ: إنّه اتُّهم في خَيْثَمَة.
روى عَنْهُ أبو عليّ الأهوازيّ، ورشأ بْن نَظيف، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعَربية الحلبية. [ص:238]
وقال الأهوازيّ: سمعته يَقُولُ: أسْمَعَني والدي مِن خيثمة سنة ثلاث وأربعين، ولي سبعُ سِنين.
ووثّقه محمد بْن عليّ الحدّاد.
وتوفي في صفر.(9/237)
145 - عَلَى بْن عَبْد الله بْن الحَسَن بْن جهضم بن سعيد، أبو الحسن الهمذاني الصوفيّ، [المتوفى: 414 هـ]
نزيل مكّة، ومصنّف كتاب " بهجة الأسرار " في أخبار القوم.
حدَّث عَنْ أَبِي الحَسَن عليّ بْن إبراهيم بْن سَلَمَة القطّان، وأبي سهل بْن زياد القطّان، وأحمد بْن الحَسَن بْن عُتبة الرّازيّ، وأحمد بْن إبراهيم بْن عطيّة الحدّاد، وأحمد بْن عثمان الأَدميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وعلي بْن أَبِي العَقب، وأبي بَكْر بْن أَبِي دُجانة، وأبي بكر الدقي، وجُمح بن القاسم المؤذن، وطائفة.
روى عَنْهُ عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد، وإبراهيم بْن محمد الحِنَّائيّ، وأبو عَبْد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو الحَسَن أحمد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي الحديد، وخلْق كثير مِن المغاربة والحُجاج.
تُوُفّي بمكّة.
قَالَ أبو الفضل بْن خيرون: تُكلم فيه. قَالَ: وقيل: إنّه يكذب.
وقال شِيرَوَيْه الدَّيْلَميّ: روى عَنْهُ أبو منصور بْن عيسى، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن شاذي؛ وحدثنا عَنْهُ بالإجازة، أبو القاسم الخطيب، وأبو القاسم ابن البصري، وأبو الفتح بن عبدوس.
قَالَ: وكان ثقة صدوقًا، عالمًا زاهدًا، حسن المعاملة، مذكورًا في البُلدان، حسن المعرفة. وروى عَنْهُ أبو طالب محمد بْن عليّ العشاريّ.
قرأتُ عَلَى الأَبَرْقُوهيّ: أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ مُطِيعٍ إِجَازَةً وَسَمَاعًا فِي غَالِبِ الظَّنِّ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيَّ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الجيلي، قال: أخبرنا هبة الله السقطي، قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن يحيى المكي، قال: أخبرنا الحسين [ص:239] ابن عبد الكريم الجزري، قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني، قال: أخبرنا علي بن محمد بن سعيد البصري، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا خلف بن عبد الله الصنعاني، عن حُميد الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ السلام: " رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ، وَشَعْبَانُ شَهْرِي، وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي " ثُمَّ ذَكَرَ فَضْلَ لَيْلَةِ صَلَاةِ الرغَائِبِ، وَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ، وَلَا يُعرف إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ ابن جَهْضَمٍ، وَقَدِ اتَّهَمُوهُ بِوَضْعِ هَذَا الْحَدِيثِ، وقد رواه عَنْهُ عَبْد العزيز بْن بُندار الشّيرازيّ نزيل مكّة، وغيره، ولقد أتى بمصائب يشهد القلب ببُطلانها في كتاب: " بهجة الأسرار ".(9/238)
146 - عليّ بْن القاسم بْن الحَسَن البصْريّ، أبو الحَسَن النّجّاد. [المتوفى: 414 هـ]
هُوَ خاتمة مِن روى عَنْ أَبِي رَوْق الهِزّانيّ.
كَانَ محدَّثًا عدلًا بالبصرة.
حدث عنه الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي، والحسن بن عمر بن الحسن بن يونس الأصبهانيان، وطائفة سواهم.
لم أظفر بوفاته، إلا أنه كان حيا سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. ويروى أيضًا عَنْ أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار كتاب " السُّنَن " لَهُ.(9/239)
147 - عليّ بْن محمد بْن أحمد بن ميلة بن خُرة، ويُعرف أَبُوهُ محمد بماشاذه، أبو الحَسَن الإصبهانيّ الزّاهد الفقيه الفَرَضيّ، [المتوفى: 414 هـ]
أحد أعلام الصُّوفيّة.
قَالَ أبو نُعيم: صحب أبا بَكْر عَبْد الله بْن إبراهيم بْن واضح، وأبا جعفر محمد بن الحسن، وزاد عليهما في طريقهما خُلقا وفُتُوّةً. جمع بين علم الظّاهر والباطن، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لومةُ لائِمٍ، وَكَانَ يُنْكر عَلَى المتشبهه بالصُّوفيّة، وغيرهم مِن الْجُهّال فساد مقالتهم في الحُلول والإباحة والتّشبيه، وغير ذَلِكَ مِن ذميم أخلاقهم، فعَدَلوا عَنْهُ لمّا دعاهم إلى الحق جهلا وعنادًا، وأنفرد في وقته بالرّواية عَنْ محمد بْن محمد بْن يونس الأبْهريّ، وأبي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حَكِيم، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن إبراهيم المصاحفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن عليّ الأسواريّ، وتُوُفّي يوم الفِطْر. [ص:240]
قلت: أخبرنا بلال الحبشي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن ظافر، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ؛ قالا: حدثنا علي بن ماشاذة إملاءً، قال: حدثنا أبو علي الصحاف قال: حدثنا أحمد بن مهدي، قال: حدثنا ثابت بن محمد، قال: حدثنا سُفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبير، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الكشرُ، وَلَكِنْ يقطعُها الْقَرْقَرَةُ ".
وروى أيضًا عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، ومحمد بْن عَبْد الله بْن أسيدِ، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن عاصم، وعبد الله بْن محمد بْن عيسى، وغِياث بن محمد، وأبي أحمد العسّال، وغيرهم. وأملى عدّة مجالس. رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْد الله الثَّقَفيّ في " فوائده "، ورجاء بن قُولوية، وأحمد ومحمد ابنا عَبْد الله السُّوذَرْجَانيّ، وأبو الحسين سَعِيد بْن محمد الجوهريّ، وأبو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد السمْسار، وآخرون.
قَالَ أبو بَكْر أحمد بْن جعفر اليَزْديّ: سمعتُ الإمام أبا عَبْد الله بْن مَنْدَهْ وقت قُدومه مِن خُراسان سنة إحدى وسبعين يَقُولُ: وعنده أبو جعفر ابن القاضي أبي أحمد العسّال وعدة مشايخ، فسأله ابن العسّال عَنْ أخبار مشايخ البلاد التي شاهدها، فقال: طِفتُ الشّرق والغرب، فلم أرَ في الدّنيا مثل رجُلين، أحدهما والدك القاضي، والثاني أبو الحَسَن عليّ بْن ماشاذه الفقيه، ومن عَزْمي أن أجعله وصييّ، وأسلّم كُتبي أليه، فإنّه أهلٌ لَهُ. أو كما قال.
أخبرني إسحاق الصفار، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا أبو المكارم، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نُعيم في آخر كتاب " الحلية " قَالَ: ختم التّحُّقق بطريقة المتصوَّفة بأبي الحَسَن عليّ بْن ماشاذه لِما أوْلاه الله مِن فنون العِلم والسّخاء والفُتُوّة؛ كَانَ عارفًا بالله، فقيهًا عاملا، له من الأدب الحظ الجزيل.(9/239)
148 - علي بن محمد بن علي بن حسين بن شاذان، الحاكم أبو الحسن ابن السقاء الإسفراييني، الحافظ المُحدث، [المتوفى: 414 هـ]
الثّقة. [ص:241]
مِن أولاد الشّيوخ، سَمِعَ الكُتب الكبار، وأملي دهرًا. روى عَنْ الأصمّ، وأبي عَبْد الله بْن الأخرم، وعلي بْن حَمْشاذ، وأبي عَبْد الله الصَّفّار الإصبهاني، وأبي الطَّيّب الشُعيري، وأبي الحَسَن الطّرائفيّ، وأبي منصور العَتكَيّ، وخلْق. ورحل فأخذ عَنْ أبي سهل بْن زياد، والنّجّاد، ودعلج، وجعفر الخُلدي، وعبد الله الخُرَاسانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن الحسن الهمذاني، وطائفة. روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وسِبْطه حكيم بن أحمد الإسفراييني القاضي، وجماعة.
تُوُفّي في هذه السنة.(9/240)
149 - عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن يعقوب، أبو القاسم الإياديّ البغداديّ. [المتوفى: 414 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر النّجّاد، وأبا بَكْر الشّافعيّ، وحبيبًا القزّاز، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة يتفقّه عَلَى مذهب مالك. مات في ذي الحجّة.
قلت: وروى عنه القاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأهل بغداد. لَهُ جزء معروف بِهِ سمعه السبْط.(9/241)
150 - عُمَر بْن محمد بْن إبراهيم بْن عَبَّاس، أبو حفص الدوغي المديني. [المتوفى: 414 هـ]
توفي في شعبان.(9/241)
151 - القاسم بْن جعفر بْن عبد الواحد بْن العباس بن عبد الواحد بن جَعْفَرُ بْن سُلَيْمَانُ بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ، القاضي أبو عُمَر الهاشميّ العبّاسيّ البصْريّ. [المتوفى: 414 هـ]
سَمِعَ عَبْد الغافر بن سلامة الحمصي، وأبا العبّاس محمد بْن أحمد بْن الأثرم، وعلى بْن إِسْحَاق المادرائيّ، ومحمد بْن الحسين الزَّعْفرانيّ الواسطيّ، والحسين بْن يحيى بْن عيّاش القطّان، ويزيد بْن إسماعيل الخلال صاحب الرَّماديّ، وأبا عليّ اللَّؤلُؤيّ، والحسن بْن محمد بْن عثمان الفسوي، وجماعة. [ص:242]
وولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو بكر محمد بْن إبراهيم بْن عليّ الإصبهانيّ المستملي، وأبو عليّ الوَخْشيّ، وهنّاد بْن إبراهيم النَّسَفيّ، وسُليم بْن أيُوب الرّازيّ، والمسيَّب بْن محمد الأرْغِيانيّ، وعلي بْن أحمد التُّسْتَريّ، وأبو القاسم عبد الملك بن شغبة، وجعفر بْن محمد العَبّادانيّ، وآخرون.
قَالَ أبو الحسن عليّ بْن محمد بْن نصر الديَنَوريّ ابن اللّبّان: سمعتُ " سُنَنَ أَبِي دَاوُد " عَلَى أبي عمر الهاشمي بقراءتي ست مرات. فسمعته يَقُولُ: أحضرني والدي سماعَ هذا الكتاب وأنا ابن ثمانِ سِنين، فأثبت حضوري ولم يثبت السَّماع، ثمّ أحضرني وأنا ابن تِسْع، فأثبت حضوري ولم يُثبت السماع، ثم سمعته وأنا ابن عشر سِنين، فأثبت حينئذً سماعي.
وقال الخطيب: كَانَ أبو عُمَر ثقة أمينًا، ولى القضاء بالبصْرة، وسمعتُ منه بها " سُنَنَ أَبِي دَاوُد " وغيرها، ومات في تاسعٍ وعشرين من ذي القعدة سنة أربع عشرة.(9/241)
152 - لَيْلَى بنت أحمد بْن مُسْلِم الولاديّ الإصبهانيّ، أمُّ البَهَاء. [المتوفى: 414 هـ]
تُوُفيَت في جُمَادَى الأولى، وصلى عليها ابنها.(9/242)
153 - محمد بْن أحمد بْن سميكة، القاضي أبو الفَرَج البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ. [المتوفى: 414 هـ]
روى عَنْ النّجّاد، وغيره، وانتقى عَليْهِ ابن أَبِي الفوارس.(9/242)
154 - محمد بْن خُزَيْمة بْن الحسين، أبو عبد الله المصري الدباغ البزاز. [المتوفى: 414 هـ]
روى عن ابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ، وطبقته؛ ورّخه الحبّال.(9/242)
155 - محمد بن الخضر بْن عُمَر، أبو الحسين الحمصيّ الفَرَضيُّ. [المتوفى: 414 هـ]
ولى قضاء دمشق نيابة عَنْ القاضي أَبِي عَبْد الله محمد بْن الحسين النَّصيبيّ. وسمع مِن أَبِي عَبْد الله بْن مروان، وأبي طاهر محمد بْن عَبْد العزيز الفقيه، والقاضي المَيَانِجِيّ، وأبي زيد المَرْوَزِيّ، وجماعة. روى عَنْهُ عَلَى الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بْن طلاب، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.(9/243)
156 - محمد بْن طاهر بْن يونس بْن جعفر، أبو الفتح الدّقّاق، [المتوفى: 414 هـ]
والد حمزة الحافظ.
حدَّث عَنْ أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وغيره. روى عنه ابناه حمزة والحسين، وابن أخته أبو طَالِب العشاريّ، وأبو الفضل محمد بْن المهتدي بالله.
وُلِد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وأبيضّت لِحْيَة ابنه حمزة قبله، فكانوا يحسبون الأب هو الابن، وتوفي في سلخ رجب.(9/243)
157 - محمد بن علي بن عمرو بْن مهْديّ، أبو سَعِيد النّقّاش الأصبهانيّ، الحافظ الحنْبليّ. [المتوفى: 414 هـ]
سَمِعَ مِن جدّه لأُمّه أحمد بن الحسن بن أيوب التميمي، وأحمد بن معبد، وعبد اللَّه بْن فارس، وعبد الله بْن عيسى الخشّاب، وأبي أحمد العسّال، وأحمد بْن إبراهيم بْن يوسف، وسليمان الطبَرانيّ، وجماعة سنة نيّفٍ وأربعين وثلاثمائة. ثمّ رحل إلى بغداد فسمع مِن أَبِي بَكْر الشّافعيّ، ومحمد بن الحَسَن بْن مقسم المقرئ، وعمر بن سلم، وأبي علي ابن الصّوافّ، ومحمد بْن عليّ بْن حُبَيْش الناقد، ومحمد بن علي بن محرم، وطبقتهم. وسمع بالبصرة مِن إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ وهو أكبر شيخ لِقَيه في الرّحلة. وسمع مِن فاروق الخطّابي، وحبيب القزّاز، وبالكوفة من أصحاب مطين ونذير بْن جَنَاح المُحَاربيّ القاضي، وصبّاح بْن محمد النَّهْديّ، وعبد الله بْن يحيى الطَلْحيّ، وبمَرْو مِن حاضر بْن محمد الفقيه وجماعة، وبجُرْجان مِن أَبِي بَكْر الإسماعيلي وجماعة منهم إسماعيل بْن سَعِيد الخيّاط، وبهَرَاة مِن أبي حامد أحمد بْن محمد بْن حسْنُوَيْه، وأبي منصور محمد بن أحمد بْن الأزهر اللُّغَويّ، وبنهاوند، وهمذان، ونَيْسابور، والديَنَور سَمِعَ بها مِن ابن السُّنّيّ، وبالحجاز، [ص:244] وإسفرايين، ومَرْو الرُّوذ، وعسكر مُكْرم.
وأملي، وجَمَع في الأبواب، وغير ذَلِكَ، وحدَّث بالكثير؛ روى عَنْهُ أحمد بْن عَبْد الغفار بْن أشتة، والفضل بْن عليّ الحنفيّ، وأبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد المصريّ، وخلْق كثير.
وكان مِن الثّقات المشهورين، تُوُفّي في رمضان.(9/243)
158 - محمد بْن عليّ بْن الحسين الباشانيّ الهَرَويّ، [المتوفى: 414 هـ]
الثّقة الرّضا.
تُوُفّي في صفر، وله مائةٌ وستّ سنين.
روى عَنْ أَبِي إِسْحَاق أحمد بْن محمد بْن ياسين الحافظ، ومحمد بْن إبراهيم بْن نافع. روى عَنْهُ شيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة.(9/244)
159 - محمد بْن عليّ بْن مَمُّوَيْه، أبو بَكْر الأصبهانيّ الواعظ المفسّر، المعروف بالجمّال. [المتوفى: 414 هـ]
قَالَ محمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق: كَانَ ملك العلماء في وقته بإصبهان.(9/244)
160 - محمد بْن عليّ بْن العبّاس بْن جمعة، أبو طاهر الخفّاف العَدْل. [المتوفى: 414 هـ]
تُوُفّي بخُراسان في جُمَادَى الأولى.(9/244)
161 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن ربيع بْن عَبْد الله بن ربيع بن بنوش، أبو عبد التّميميّ القُرْطُبيّ، [المتوفى: 414 هـ]
وُلِد القاضي أَبِي محمد.
روى عَنْ أَبِيهِ، وأبي عُمَر أحمد بْن خَالِد التّاجر، وعباس بْن أَصْبَغ، وأبي جعفر بْن عَوْن الله.
وكان نبيلًا مجتهدًا، قائمًا بالرّواية متقنًا؛ حدَّث عَنْهُ الخَوْلانيّ، ومات في حياة أَبِيهِ.(9/244)
162 - محمد بْن عُمَر بْن هارون، أبو الفضل الكوكبيّ الإصبهانيّ الأديب. [المتوفى: 414 هـ]
تُوُفّي في رجب.(9/244)
163 - محمد بْن محمد بْن محمد بْن إبراهيم الْجُرْجانيّ، [المتوفى: 414 هـ]
نزيل أسْتَرَاباذ، وهي عَلَى مرحلة مِن جرجان.
روى عن نُعَيْم بْن عَبْد المُلْك، وهارون بْن أحمد الإستراباذي، وغيرهما.(9/245)
164 - هلال بْن محمد بْن جعفر بْن سَعْدان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماهوَيْه بْن مِهْيار بْن المَرْزُبان، أبو الفتح الكَسْكَرِيّ، ثمّ البغداديّ الحفار. [المتوفى: 414 هـ]
ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وسمع مِن ابن عيّاش القطّان، وعلي بْن محمد المصري الواعظ، وابن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصَّفّار، وعثمان ابن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب: مات في صفر، وكان صدوقًا، كتبنا عَنْهُ.
وروى عَنْهُ أبو نصر عُبَيْد الله السجْزيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وهبة الله بْن عَبْد الرّزّاق الأنصاريّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وطراد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وخلْق كثير. وآخر مِن روى بالإجازة حديث الحفار بعلو زين الدين ابن عبد الدائم عن خطيب الموصل، عَنْ طراد.(9/245)
165 - الهيصم بْن محمد بْن إبراهيم، أبو علي البُوشنجي الشعيبي. [المتوفى: 414 هـ]
توفي ببوشنج يوم العيد.(9/245)
166 - يحيى بْن إبراهيم بْن محمد بْن يحيى، أبو زكريا ابن المُزَكّيّ أَبِي إِسْحَاق. [المتوفى: 414 هـ]
مُسند نَيْسابور وشيخ التَّزْكية.
كَانَ ثقة نبيلًا زاهدًا صالحًا، ورعِا متقنًا، وما كَانَ يحدَّث إلا وأصله بيده يُقابل بِهِ. وعقد الإملاء مدّة، وقُرئ عَليْهِ الكثير. وقد تفقَّه عَلَى الأستاذ أَبِي الوليد. [ص:246]
روى عن أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله محمد بْن يعقوب الأخرم، وأبي الحَسَن أحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، والحسن بْن يعقوب البُخاري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وطائفة مِن النَّيْسابوريّين، وأبي سهل بْن زياد، وأحمد بْن سلمان النّجّاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراساني، وأحمد بْن كامل القاضي، وأحمد بْن عثمان الأَدَميّ البغداديّين، ومحمد بْن عليّ بْن دُحيم الكوفي، وجماعة كثيرة. وانتقى عَليْهِ الحافظ أبو بَكْر أحمد بْن عليّ الإصبهاني، وغيره.
وحدَّث عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ في جميع كُتبه، وأبو صالح المؤذّن، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وعلي بْن أحمد المؤذّن ابن الأخرم، وهبة الله بْن أبي الصهْباء، وابنه أبو بَكْر محمد بْن يحيى، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وآخرون.
مات في ذي الحجّة.(9/245)
167 - يحيى بْن إبراهيم بْن مُحارِب، أبو محمد السَّرَقُسْطيّ. [المتوفى: 414 هـ]
روى عَنْ عَبْدُوس بْن محمد، وحجَّ فروى عَنْ أَبِي القاسم السَّقَطيّ صاحب إسماعيل الصَّفّار.
وكان فاضلًا زاهدًا، يُقال: كَانَ مُجاب الدّعوة، وله كتاب " صفة الجنّة ". روى عَنْهُ قاسم بْن هلال، وعُمر بْن كُريب، وموسى بْن خَلَف، ووضّاح بْن محمد السَّرَقُسْطيّ.(9/246)
-سنة خمس عشرة وأربعمائة(9/247)
168 - أحمد بْن أحمد بْن يوسف، أبو صادق الدُّوغيّ الجُرجاني البّيع. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ وطوّف، وطال عمره، وحدث عن عبد الرحمن بن عبيد الهمذاني، ودَعْلَج بْن أحمد، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وحامد الرّفّاء، وعبد الله بن عدي.
قال الحافظ علي بن محمد الزبحي: لم أرزق السماع منه، وكان يجلس بجنبي في مجلس ابن معمر، روى عنه أبو مسعود البجلي، وأقراننا، ومات في جُمادى الآخرة.(9/247)
169 - أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن شبيب، أبو نصر الفامي الشبيبي الخندقي. [المتوفى: 415 هـ]
قال عبد الغافر: شيخ ثقة معروف، يكتب الأمالي على كبر السن، وحدَّث عَنْ الأصمّ، وأبي عَبْد الله بْن الأخرم، وأبي الحَسَن الكارزي، وأبي الوليد الفقيه. حدثنا عَنْهُ جماعة. تُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: روى عَنْ أَبِي نَصْر أبو الحَسَن المَدينيّ ابن الأخرم، والبَيْهَقيّ.(9/247)
170 - أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن مُعاذ، أبو الحسين المُلقاباذي التّاجر. [المتوفى: 415 هـ]
شيخ ثقة مستور، مجاور بالجامع بنَيْسابور، ويُقال: إنّه مِن ذُرّيّة مُعَاذ بْن جَبَل.
حدَّث عَنْ أبي محمد الكَعْبيّ، ويحيى بْن منصور القاضي، وأبي بكر محمد بن المؤمل. وعنه أبو صالح المؤذن.(9/247)
171 - أحمد بْن عليّ بْن محمد، أبو عَبْد الله الدمشقي الرُماني النحوي. المعروف بالشرابي الأديب. [المتوفى: 415 هـ][ص:248]
حدث بكتاب " إصلاح المنطق " ليعقوب بن السكيت، عَنْ أَبِي جعفر محمد بْن أحمد الجُرجاني، وسمع مِن عَبْد الوهّاب الكِلابيّ. روى عَنْهُ أبو نصر بْن طلاب الخطيب.
تُوُفّي بدمشق فِي ربيع الآخر.(9/247)
172 - أحْمَد بْن عُمر بْن عثمان، أبو الفَرَج ابْن البَغْل. [المتوفى: 415 هـ]
بغداديّ، سَمِعَ مِن جعفر الخُلدي، وأبي بَكْر النّجّاد.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.(9/248)
173 - أحمد بن الفضل، أبو منصور النُعيمي الْجُرْجانيّ الحافظ. [المتوفى: 415 هـ]
عَنْ ابن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عَمْرو الحِيريّ، ونصر بْن عَبْد المُلْك الأندلسيّ، وغيرهم.
وصنَّف كتابًا في أخبار الخيْل، وله في الحديث مصنف سماه " المُجتنى ".
مات في شهر شوّال. قاله ابن ماكولا.(9/248)
174 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن القاسم بْن إسماعيل الضّبّيّ المَحَامِليّ، الفقيه الشّافعيّ، أبو الحَسَن. [المتوفى: 415 هـ]
درس الفِقْهَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي حامد، وكان عُجْبًا في الذَّكاء والفَهْم.
صنَّف في الفقه كتاب " المجموع "، وهو كتابٌ كبير، وكتاب " المقنع " في مجلَّد، وكتاب " الُلباب "، وغير ذلك، وصنف في الخلاف كثيرًا. وسمع مِن الحافظ محمد بْن المظفَّر، وطبقته. ورحل بِهِ أَبُوهُ إلى الكوفة فسمّعه مِن ابن أَبِي السَّريّ البكّائيّ.
ولد سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ أبو بَكْر الخطيب، وحضر دروسه.
وقال الشّريف المرتضى أبو القاسم عليّ بْن الحسين المُوسوي: دخل علي أبو الحسن ابن المَحَامِليّ مَعَ الشَّيْخ أَبِي حامد، ولم أكن أعرفه، فقال لي [ص:249] الشيخ أبو حامد: هذا أبو الحسن ابن المَحَامِليّ، وهو اليوم أحفظ للفقه منيّ.
وقال الشَّيْخ أبو إِسْحَاق في " الطبقات ": تفقَّه أبو الحسن على الشيخ أبي حامد الإسفراييني وله عَنْهُ " تعليقة " تُنْسب إِليْهِ، وله مصنَّفات كثيرة في الخِلاف والمَذْهب، ودرس ببغداد.
قلت: وتُوُفّي في ربيع الآخر، وتُوُفّي أبوه سنة سبْعٍ كما مرَّ.(9/248)
175 - أحمد بْن محمد بْن الحاجّ بْن يحيى، أبو العبّاس الإشبيليّ الشّاهد، [المتوفى: 415 هـ]
نزيل مصر.
رحل في صغره، وسمع عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، والحسن بْن مروان القَيْسَرانيّ، وأبا عليّ بْن هارون، وأبا القاسم عليّ بْن أبي العَقِب، وأحمد بْن محمد بْن عُمارة، وأبا الفوارس أحمد بْن محمد بْن السنْديّ، وأحمد بْن أَبِي المَوت، وأحمد بْن الحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عُتْبة الرّازي، والعبّاس بْن محمد الرّافقيّ، وأبا بَكْر أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي دُجانة الدّمشقيّ، وخلقًا سواهم بمصر، والشّام.
روى عنه أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي، وعبد الرّحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وأبو عَبْد الله القُضاعي، وأبو إسحاق الحبّال، وأبو الحَسَن الخِلَعيّ، وطائفة مِن المغاربة.
وقع لنا حديثه عاليا، وخرّج لَهُ أبو نصر المذكور أجزاءً كثيرة، وأثني عَليْهِ الحبّال وقال: مات في صفر.(9/249)
176 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل، أبو بَكْر الحربيّ، المؤدب، المؤذن. [المتوفى: 415 هـ]
كان حجاجا، كثير التلاوة، سمع من أبي بكر النّجّاد.(9/249)
177 - أحمد بْن محمد بْن أَبِي أسامة، القاضي أبو الفضل الحلبيّ. [المتوفى: 415 هـ][ص:250]
أحد كُبراء حلب.
قبض أسد الدّولة صالح بْن مرداس متولّي حلب عَليْهِ، ودفنه حيّا بقلعة حلب.
قال صاحب أبو القاسم ابن العديم: ولمّا حفر المُلْك العزيز أساسَ داره بالقلعة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ظهر لهم مطمورةٌ مُطبقة، وفيها رجلٌ في رِجْلَيه لبنةُ حديد، فلا أشك أنّه هُوَ. وهو أحمد بْن محمد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن بُهْلُول بْن أَبِي أسامة، حدَّث عَنْ أَبِي أسامة جُنَادَة بْن محمد، وسمع بحلب من أخيه عبيد الله، ومن سليمان بن محمد بن سليمان التنوخي. روى عنه القاضي أبو الحسن أحمد بْن يحيى بْن أبي جَرادة قاضي حلب. ولى ابن أبي أُسامة قضاء حلب، وتمكّن في أيّام سديد الدّولة ثُعبان بْن محمد الكتّاميّ أمير حلب، وموصوف الصَّقْلبيّ والى القلعة، وكانا يرجعان إلى رأيه، فلمّا حضر نوّاب صالح كَانَ ابن أبي أُسامة في القلعة، فتسلّمها نوّاب صالح وقتلوا موصوفا وابن أبي أسامة. وقيل: بل دفنوا ابن أبي أسامة حيّا.(9/249)
178 - أحمد بْن محمد بْن موسى، أبو الحسين البغدادي الخياط. [المتوفى: 415 هـ]
سمع منه أبو بَكْر الخطيب في هذا العام عَنْ عَبْد الصّمد الطّسْتي، والنّجّاد، ووثَّقُه.(9/250)
179 - أحمد بْن محمد بن عُمَر بْن الحَسَن، أبو الفَرَج ابن المُسْلِمَة، البغدادي المعدل. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ أَبَاهُ، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبا بَكْر النّجّاد، وابن علم، ودَعْلَج بْن أحمد.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، يُملي كلَّ سنةٍ مجلسًا واحدًا في المحرَّم.
وكان موصوفًا بالعقل والفضْل والبِر، وداره مألفٌ لأهل العلم. وُلِد سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وكان صوّامًا كثير التّلاوة. تُوُفّي في ذي القعدة رحمه الله.
روى عَنْهُ الخطيب، وطراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة. وكان قد تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ الحنفيّ، وكان يصوم الدَّهر، ويتهجَّد بِسبع القرآن. [ص:251]
قَالَ الخطيب: حدَّثني رئيس الرُّؤساء أبو القاسم الوزير قَالَ: كَانَ جدّي يختلف إلى درس أَبِي بَكْر الرّازيّ، وقال لي الوزير: إنّه رأى في النوم أبا الحسين القُدوري. فقال لَهُ: كيف حالك؟ فتغّير وجهه وطال، وأشار إلى صعوبة الأمر. قلت: فكيف حال الشَّيْخ أَبِي الفَرَج؟ يعني جَدّه. قَالَ: فعاد وجهه إلى ما كَانَ، وقال: ومن مثل الشَّيْخ أَبِي الفرج؟ ذاك. ثمّ رفعَ يده إلى السّماء. فقلتُ في نفسي: يريد " {وهُم فِي الغُرفاتِ آمِنُون} ".(9/250)
180 - أحمد بن محمد ابن الصابوني، أبو الحسين البغداديّ. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ عُمَر بْن جعفر بْن سَلْم، وأبا بَكْر الشّافعيّ.(9/251)
181 - أحمد بْن يحيى بْن سهل، أبو الحسين المَنْبِجيّ الشاهد المقرئ النَّحْويّ. [المتوفى: 415 هـ]
نزيل دمشق.
حدَّث عَنْ أَبِي عَبْد الله محمد بْن إبراهيم بْن مروان، ونظيف بن عبد الله المقرئ، وجماعة. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، وعلي بن محمد بن شجاع الربعي، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
ووثقه الكتاني.(9/251)
182 - إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق السمان. [المتوفى: 415 هـ]
سمع الإسماعيلي، وغيره.(9/251)
183 - أسد بن القاسم، أبو الليث الحلبي المقرئ، [المتوفى: 415 هـ]
إمام مسجد سوق النحاسين بدمشق.
حدث عَنْ الفضل بْن جعفر المؤذن، ويوسف المَيَانِجِيّ. روى عَنْهُ أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة.(9/251)
184 - الحَسَن بْن عَبْد الله بْن مُسْلِم، أبو عليّ الصقِلّيّ المقرئ. [المتوفى: 415 هـ]
رحل، وقرأ القراءات عَلَى أَبِي الطَّيّب بْن غَلْبُون، وعُمر بْن عراك، وأبي [ص:252] عَبْد الله بْن خُراسان.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: كَانَ رجلًا صالحًا ذا حفظ ومعرفة، وصدق، توفي بصِقِلية.(9/251)
185 - الحسين بْن سَعِيد بْن مهند بن مسلمة، أبو علي الطائي الشيزري. [المتوفى: 415 هـ]
حدَّث عَنْ يوسف المَيَانِجِيّ، وأبي عَبْد الله بْن خالَوَيْه النَّحْويّ، وشاكر بْن دَعيّ. روى عَنْهُ عليّ الحِنَّائيّ، وأبو سَعْد السّمّان، وأبو القاسم عليّ بْن محمد المَصيصيّ، وغيرهم.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي في رمضان، وكان يُتهم بالتَّشَيُّع، ولم أر في عبادته وورعه مثله.(9/252)
186 - الحسين بْن عَبْد الواحد الحذّاء المقرئ المجوّد. [المتوفى: 415 هـ]
بغداديّ، حدَّث عَنْ أحمد بْن جعفر بْن سَلْم الخُتلي.(9/252)
187 - الحسين بن يوسف، أبو علي ابن الإسكاف. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ النّجّاد، وغيره.
وحدَّث في هذه السنة، وانقطع خبره.(9/252)
188 - زكريّا بْن يحيى بْن أفلح، أبو يحيى التميمي القُرطبي، ويُعرف بابن النعمان. [المتوفى: 415 هـ]
روى عن أبي عبد الله بن مُفرج. روى عَنْهُ قاسم بْن إبراهيم الخَزْرجيّ.(9/252)
189 - زيادة بْن عليّ، التّميميّ النَّحْويّ، [المتوفى: 415 هـ]
نزيل قُرْطُبَة.
كَانَ كبير القدر في علوم اللسان، محكما للعربية، أخذ الناس عنه [ص:253] بقرطبة.(9/252)
190 - عَبْد الله بْن ربيع بْن عَبْد الله بْن محمد بْن ربيع بْن صالح، أبو محمد التميمي القرطبي. [المتوفى: 415 هـ]
روى عَنْ أَبِي بَكْر محمد بْن معاوية، وأحمد بْن مُطرف، وأحمد بْن سَعِيد الصدفيّ، وأبي عَبْد الله بْن مُفَرج، وجماعة كثيرة. وحجَّ في الكُهُولة سنة إحدى وثمانين، وسمع من أبي بكر ابن المهندس، وأبي محمد بْن أَبِي زيد الفقيه.
وكان ثقة ثبتا صالحا، دينا قانتا، يُعرف بابن بنوش.
حدَّث عَنْهُ محمد بْن عَتّاب، وأبو محمد بْن حَزْم، وأبو عُمَر بْن مهديّ المقرئ، وجماعة.
ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى، وكان ملازمًا للاشتغال.(9/253)
191 - عَبْد الله بْن محمد بْن عَقِيل، أبو محمد الباوَرِديّ. [المتوفى: 415 هـ]
حدَّث عَنْ أحمد بْن سَلْمان النّجّاد. روى عَنْهُ أبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، والإصبهانّيون.
مات في رمضان.
ومن رواته أحمد بْن أشْتَة، وهو أَبِيَوَرْدِيّ غُير فقيل البَاوَرْدِيّ. سكن إصبهان، وقع لنا حديثه بعُلُو.
وهو معتزليّ جَلْد متحرق. قَالَ يحيى بْن مندة: حدثنا عمي عبد الرحمن، قال: كتبتُ عنه جزأين فقال لي: مِن لم يكن عَلَى مذهب الاعتزال فليس بمسلم. فمزّقت ما كتبتُ عَنْه.
قلت: كَانَ الاعتزال في زمانه فاشيا بالعراق والعجم.(9/253)
192 - عَبْد الله بْن محمد بْن محمد بْن سَعِيد بْن مسعود، أبو بَكْر السُّكّريّ. [المتوفى: 415 هـ]
خُراساني نيسابوري ثقة، سمع الأصم، وأبا حامد الحسنويي المقرئ، [ص:254] وأبا بَكْر محمد بْن المؤمّل، ويحيى بْن منصور، وببغداد أبا علي ابن الصّوافّ، وابن خلاد النّصيبيّ، وبمكّة أبا إِسْحَاق الدُيبلي. روى عَنْهُ محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، ومنصور بْن إسماعيل بْن صاعد، وأبو صالح المؤذّن.
وتُوُفّي في شوّال.(9/253)
193 - عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن الخليل، القاضي أبو الحسن الهمذاني الأَسَداباذيّ، [المتوفى: 415 هـ]
شيخ المعتزلة، وصاحب التّصانيف.
عاش دهرًا طويلًا، وكان فقيهًا شافعيّ المذهب.
سمع مِن أبي الحَسَن بْن سَلَمَة القطّان، وعبد الرَّحْمَن بن حمدان الجلاب، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس، والزُّبَيْر بْن عبد الواحد الأسداباذيّ. روى عَنْهُ أبو القاسم علي بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والحسن بْن علي الصَّيْمُريّ الفقيه، وأبو يوسف عَبْد السّلام بْن محمد القَزْوينيّ المفسّر المعتزلي، وآخرون.
ولى قضاء الرّيّ وبلادها. ورحلت إِليْهِ الطَّلبة، وسار ذكره. رحم الله المسلمين.
وله تصانيف مشهورة.
مات في ذي القعدة، وقد شاخ.(9/254)
194 - عَبْد الرحمن بن الحسين بن الحسن ابن الشّيخ أَبِي القاسم عليّ بْن يعقوب بْن أَبِي العَقِب، الهمَدانيّ الدّمشقيّ، أبو القاسم. [المتوفى: 415 هـ]
روى عن جده أبي القاسم، وأبي عَبْد الله بْن مروان. روى عَنْهُ علي بن الخضر، وأبو القاسم الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وقال: كان ثقة مأمونًا، تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.(9/254)
195 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد بْن أبي الميمون بْن راشد البَجَليّ الدّمشقيّ. [المتوفى: 415 هـ]
روى عَنْ القاضي المَيَانِجِيّ. روى عَنْهُ عَبْد الرحيم بْن أحمد البخاري [ص:255] وعبد العزيز الكتّانيّ.(9/254)
196 - عَبْد العزيز بْن محمد بْن جعفر بْن المؤمن، أبو القاسم التّميميّ العطار البغدادي، والمعروف بابن شبان، [المتوفى: 415 هـ]
من ساكني البصرة.
سمع عثمان ابن السّمّاك، وأبا بَكْر النّجّاد، وابن قانع.
قَالَ الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا.
توفي في رمضان.
قلت: وروى عنه أبو بكر البيهقي.(9/255)
197 - عبد الرحمن بن عُمَر بْن ممّجة، أبو سعْد التّميميّ الإصبهانيّ. [المتوفى: 415 هـ]
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وكان يعرف ويفهم. روى عَنْ أَبِي الشَّيْخ، والقَبّاب. رحل وطَّوف، وأكثر.(9/255)
198 - عَبْد الواحد بْن عُبَيْد الله بْن الفضل بْن شهريار الإصبهانيّ التّاجر، أبو عليّ. [المتوفى: 415 هـ]
محتشم نبيل، خيّر، كتب عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
تُوُفّي في رجب.(9/255)
199 - عَبْد الوهّاب بْن عبد المُلْك بْن محمد بْن عَبْد الصّمد ابن المهتدي بالله، أبو طَالِب الهاشميّ العبّاسي الفقيه. [المتوفى: 415 هـ]
شامي، يروي عَنْ أَبِي عَبْد الله بْن مروان الدّمشقيّ، وغيره. روى عَنْهُ الخَضِر بْن عُبَيْد الله المُرّيّ، وعبد العزيز الكتاني وقال: تُوُفّي في رمضان، وكان فقيهًا يذهب إلى مذهب الأشعريّ.(9/255)
200 - عبد الوهّاب بْن محمد بْن أيّوب، أبو زُرْعة الأَرْدَبِيليّ. [المتوفى: 415 هـ]
مات في رجب.(9/255)
201 - عبيد الله بن عبد الله بن الحسين، أبو القاسم ابن النّقيب البغداديّ الخفّاف. [المتوفى: 415 هـ]
رَأَى الشبْليّ، وسمع أبا عَبْد الله بْن عَلَم الصَّفّار، وأبا طَالِب بْن البُهْلُول.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وسماعه صحيح، وكان شديدًا في السُّنَّة. قَالَ لي: ولدت سنة خمس وثلاثمائة، وأذكر المقتدر بالله.
قَالَ الخطيب: وحدثني أبو القاسم عليّ بْن الحَسَن رئيس الرُّؤساء أنّ أبا القاسم ابن النّقيب مكث كذا وكذا سنة يصلّي الفجر عَلَى وضوء العِشاء، ويُحيى اللَّيلْ بالتَّهَجُّد، وكنتُ في جواره.
وقال الخطيب: تُوُفّي في شَعْبان، وله مائة وعشر سنين، وقال لي: مات ابن مجاهد وعُمري تسع عشرة سنة.
وقال يحيى بْن عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَهْ: سَمِعْتُ أبا محمد رزْق الله التّميميّ يَقُولُ: أدركتُ مِن أصحاب ابن مجاهد أبا القاسم عُبَيْد الله بْن محمد الخفّاف. وقرأت عَليْهِ سورة البقرة، وقرأها عَلَى أَبِي بَكْر بن مجاهد.(9/256)
202 - عُبَيْد الله بْن عمر بْن عليّ، أبو القاسم المقرئ البغدادي، ابن البقّال. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر النّجّاد، وأبا علي ابن الصّوافّ، وجماعة. روى عَنْهُ أبو بَكْر الخطيب، وقال: سمعنا منه بانتقاء ابن أَبِي الفوارس، وكان فقيهًا ثقة. روى عَنْهُ الثَّقَفيّ، والبَيْهَقيّ.(9/256)
203 - علي ابن الشَّيْخ أَبِي الحسين أحمد بْن عَبْد الله السَّوْسَنْجِرْديّ. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ القَطِيَعيّ. روى عَنْهُ أبو الحسين ابن المهتدي بالله، وغيره.
هلك هُوَ وابنه وخلقٌ كثير بعَقَبَة واقِصَة في صَفَر مِن السُّنَّة، وتُعرف بسنة القَرْعاء. سدَّت عليهم العرب الآبار وعطَّلت القُلُب، فَعَاد الرَّكْب في الصَّيْف ولا ماء لهم، فهلكوا جميعًا.(9/256)
204 - عليّ بْن إبراهيم بْن يحيى، أبو محمد الدّقّاق، [المتوفى: 415 هـ]
والد أَبِي الحسين الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي في صفر، ومولده في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
قال الحبّال: سمعنا منه.(9/257)
205 - عليّ بْن أحمد بْن عَبْدان بْن الفَرَج بْن سَعِيد بْن عبدان، أبو الحسن الأهوازي الشّيرازيّ النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار، ومحمد بْن أحمد بْن محمويه الأزْديّ، وأبا القاسم الطبَرانيّ، وأبا بَكْر محمد بْن عُمَر الجِعابي، وأباه، وجماعة.
روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو سهل عَبْد المُلْك بْن عَبْد الله الدَّشْتيّ، وآخرون.
وحدَّث بنواحي خُراسان.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وكان ثقة، وابوه حافظ عصره.(9/257)
206 - علي بن عبد الله، أبو القاسم ابن الدّقيقيّ، النَّحْويّ، [المتوفى: 415 هـ]
أحد الأعلام وصاحب المصنَّفات.
أخذ عَنْ السيرافيّ، والفارسيّ، والرُّمّانيّ. وتخرّج بِهِ خلْق.
مات في صفر بعد ابن السمْسِمانيّ بشهر، وله سبعون سنة.(9/257)
207 - عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد، أبو الحَسَن الهاشميّ العِيسَويّ البغداديّ. [المتوفى: 415 هـ]
مِن وُلِد عيسى بْن موسى بْن محمد وليّ العهد بعد المنصور.
سَمِعَ أبو الحسن مِن أَبِي جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وموسى ابن القاضي إسماعيل بن إسحاق، وعبد العزيز ابن الواثق، وعثمان ابن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة، ولي قضاء مدينة المنصور [ص:258] ومات في رجب.
قلت: روى عَنْهُ البَيْهَقيّ، وطراد الزينبي وخلق.(9/257)
208 - عليّ بْن عُبَيْد الله بْن عَبْد الغفّار، أبو الحَسَن السمْسمانيّ اللُّغَويّ. [المتوفى: 415 هـ]
بغداديّ مِن كبار الأدباء. أقرأ النّاس العربيّة، وسمع مِن أَبِي بكر بن شاذان، وأبي الفضل ابن المأمون.
ذكره القاضي شمس الدّين في " وَفياته "، وعاش سبعين سنة. أخذ عَنْ أَبِي عليّ الفارسي، والسيرافي.
وتخرَّج بِهِ خلْق كثير.(9/258)
209 - علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بِشْران بْن محمد بْن بِشْر، أبو الحسين الأمويّ، البغداديّ المعدّل. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وعلي بْن محمد الْمَصْرِيّ، وإسماعيل الصَّفّار، والحسين بْن صَفْوان، وأحمد بْن محمد بْن جعفر الْجَوْزيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا ثَبْتًا، تام المروءة، ظاهر الديانة، ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفّي في شَعْبان.
قلت: وروى عَنْهُ البَيْهَقيّ، والحسن بن أحمد ابن البناء، وأبو الفضل عبد الله بن علي بن زكري الدّقّاق، وعلي بْن عَبْد الواحد المنصوريّ العباسيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، ونصر بْن أحمد بْن البَطر، وطِراد بْن محمد الزَّيْنَبيّ، والحسين بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العُكبري، وخلْق سواهم.(9/258)
210 - علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُزاحم، أبو الحَسَن الدارانيّ المقرئ. صهر الأطروش، ويُعرف أيضا بابن بجيلة، الخُراساني. [المتوفى: 415 هـ]
روى عن أَبِي عليّ عَبْد الجبّار، والدّارانيّ. وعنه أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ ووصفه بالصّلاح.(9/258)
211 - علي بْن محمد بْن عَبْد الله، أبو الحَسَن الحذاء البغداديّ المقرئ. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ أبا بحر بْن كَوْثر، وأحمد بْن جعفر بْن سَلْم، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان عالمًا بالقراءات صدوقًا. حدَّثني الوزير أبو القاسم ابن المُسلِمَة قَالَ: رَأَيْت أبا الحَسَن الحذّاء ثلاث مرّات، وكلّ مرّة يَقُولُ لَهُ الوزير: ما فعل الله بك؟ فيقول: غَفَرَ لِي.(9/259)
212 - عليّ بْن محمد بْن طَوْق بْن عَبْد الله، أبو الحسن بن الفاخوري الدمشقي، المعروف بالطبراني. [المتوفى: 415 هـ]
روى عن أبي علي الحسين بن إبراهيم الفرائضيّ، وأبي سليمان بْن زَبْر، وجماعة. روى عنه أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، ووثّقه الكتّانيّ، وقال: تُوُفّي في شَعْبان، وكان مُكْثِرًا.(9/259)
213 - عُمَر بْن أحمد بْن عُمَر، أبو سهل الصَّفّار الإصبهاني الفقيه الشّافعيّ. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ عَبْد الله بْن فارس، وأحمد بْن مَعْبَد السمسار. روى عَنْهُ جماعة آخرهم موتًا أبو الفتح الحدّاد.
تُوُفّي في ذي القِعْدة.(9/259)
214 - عُمَر بْن عَبْد الله بْن تَعْويذ، أبو حفص الدّلال. [المتوفى: 415 هـ]
بغداديّ، رَأَى الشبْليّ رِحَمه الله وحكى عَنْهُ.(9/259)
215 - عَمْرو بْن حديد. [المتوفى: 415 هـ]
قَالَ الحبّال: عندي عَنْهُ جزء، وهو رافضي.(9/259)
216 - الفضل بْن محمد بْن سمُّوَيْه، أبو القاسم الأصبهاني المقرئ. [المتوفى: 415 هـ][ص:260]
في جمادى الآخرة.(9/259)
217 - القاسم بْن أحمد بْن محمد الوليديّ الْجُرْجانيّ. [المتوفى: 415 هـ]
تُوُفّي في ذي القِعْدة. روى عن ابن عدي، والإسماعيلي.(9/260)
218 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو عَبْد الله الدمشقي البرزي الصوفي المقرئ. [المتوفى: 415 هـ]
سمع أبا سليمان بْن زَبْر. روى عَنْهُ إسماعيل السّمّان، والكتّانيّ، وجماعة.(9/260)
219 - محمد بْن أحمد بْن عُمَر، أبو الحسين ابن الصّابونيّ، البغداديّ. [المتوفى: 415 هـ]
قَالَ الخطيب: سَمِعَ أبا بَكْر الشّافعيّ، وأبا سليمان الحرّانيّ. كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.(9/260)
220 - محمد بْن أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن شاذان، أبو صادق الصَّيْدلانيّ النَّيْسابوريّ الفقيه الأديب. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ مِن الأصمّ، وابن الأخرم، وأحمد بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وغيرهم. روى عنه أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، والثَّقَفيّ.
تُوُفّي في شهر ربيع الأوّل.(9/260)
221 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الفرج بْن أَبِي طاهر، أبو عَبْد الله البغداديّ الدقاق. [المتوفى: 415 هـ][ص:261]
سَمِعَ أبا بَكْر النّجّاد، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر الكوفيّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ بانتقاء اللالكائيّ، وكان شيخًا فاضلًا صالحًا، ثقة، مات في شَعْبان وله اثنتان وثمانون سنة.(9/260)
222 - محمد بْن إبراهيم الأَرْدِسْتانيّ الإصبهانيّ، المقرئ الحافظ أبو بكر. [المتوفى: 415 هـ]
إمام مُحدَّث، أديب، مُقرئ، واسع الرحلة. سَمِعَ أبا الشَّيْخ، وأبا بَكْر بْن المقرئ، وجعفر بْن فَنَّاكيّ، وسمع بالبصرة أحمد بْن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النَّهْرِدَيْريّ، وببغداد ابن حُبَابَة، وأبا حفص الكتّانيّ، وبدمشق عَبْد الوهاب الكِلابيّ، وبعكّا مِن أَبِي زُرْعَة المقرئ، وحدَّثَ ببغداد؛ روى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو نصر الشيرازي.
وتوفي في ذي القِعْدة.
وأمّا سميّةُ في سنة أربعٍ وعشرين.(9/261)
223 - محمد بْن أحمد، أبو عَبْد الله التّميميّ الْمَصْرِيّ الخطيب. [المتوفى: 415 هـ]
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. روى عَنْ أَبِي الفوارس الصّابونيّ، والعلاف.(9/261)
224 - محمد بْن أحمد بْن إسماعيل، أبو بَكْر الفّراء المكفوف. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر بْن خلاد النَّصيبيّ، وطبقته. وحدَّث بنَيْسابور؛ روى عَنْهُ أبو [ص:262] صالح المؤذّن.(9/261)
225 - محمد بْن إدريس بْن محمد بْن إدريس بْن سليمان، الحافظ أبو بَكْر الشّافعيّ الْجَرْجَرائيّ، [المتوفى: 415 هـ]
تلميذ محمد بْن أحمد المفيد.
رحّال جوّال، سَمِعَ ببغداد مِن أحمد بْن نصر الذارع وطبقته، وبجرجان مِن أبي بَكْر الإسماعيليّ، وبإصبهان مِن ابن المقرئ، وبدمشق محمد بْن أحمد الخلال، وعثمان بْن عُمَر الشّافعيّ، وببلْخ وأنطاكيةّ والنّواحي. وسمع النّاس بانتخابه.
روى عنه عَبْد الصّمد بْن إبراهيم الْبُخَارِيّ الحافظ، وهَنّاد النَّسَفيّ، وأحمد بْن الفضل الباطِرْقْانيّ، وأبو بَكْر مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ صالح العطار، وأبو حامد أحمد بن محمد بْن ماما الحافظ، وآخرون.
سكن بُخَارى في آخر عُمره، وكان موصوفًا بالمعرفة والحِفْظ، وما علمتُ فيه جَرْحا. تُوُفّي في شهر ربيع الأوّل. ذكره ابن النّجّار.
وأمّا ابن عساكر فذكره مجهولًا ولم يَعْرِفْه.(9/262)
226 - محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الفضل الأزرق، أبو الحسين القطّان. [المتوفى: 415 هـ]
بغداديّ، ثقة مشهور، سَمِعَ إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر بن علي بن حرب، وعثمان ابن السّمّاك، وعبد الله بْن دُرُسْتُوَيه، والنّجّاد، وطبقتهم. وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم اللالكائي، وحدث عنه الخطيب، والبيهقي في سننه، ومحمد بن أبي القاسم اللالْكائيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وآخرون.
قَالَ الخطيب: قَالَ لي: ولِدتُ في شّوال سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة؛ وتوفي في رمضان، وأنا بنَيْسابور وله ثمانون سنة.(9/262)
227 - محمد بْن الحسين بْن جرير، القاضي أبو بَكْر الدَّشْتيّ. [المتوفى: 415 هـ]
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى عَنْ سِنٍّ عالية. [ص:263]
سَمِعَ محمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الشَّيْبانيّ، وأحمد بْن هشام بْن حُمَيْد البصْريّ. وعنه عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأهل إصبهان.(9/262)
228 - محمد بْن حمزة بْن محمد بن حمزة بن المغَلّس، أبو عَبْد الله، ويقال: أبو الحسين، التّميميّ الدّمشقيّ القطّان. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ مِن المظفَّر بْن حاجب الفَرغَانيّ، وجُمح بْن القاسم، ويوسف المَيَانِجِيّ. روى عنه أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء.
قَالَ الكتّانيّ: كَانَ ثقة يذهب إلى التّشيُّع.(9/263)
229 - محمد بْن سُفْيان، أبو عَبْد الله القَيْرواني المقرئ، [المتوفى: 415 هـ]
مصنّف كتاب " الهادي في القراءات ".
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الطَّيّب عَبْد المنعم بْن غَلْبُون، وتفقَّه عَلَى أَبِي الحَسَن القابِسِيّ. وكان عارفًا بمذهب مالك.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: كَانَ ذا فَهْم وحِفْظ وعَفَاف.
قلتُ: قرأ عَليْهِ أبو بَكْر القصْريّ، والحسن بن عليّ الجُلُولي، وأبو العالية البَنْدُونيّ، والزّاهد أبو عمرو عثمان بن بلال، وعبد الملك بن داود القَصْطلانيّ، وأبو محمد عَبْد الحق الجلاد، وآخرون. وحدث عنه حاتم بن محمد، والدلائي، وغيرهما.
وتوفي بمدينة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أنْ حَجّ في صَفَر.(9/263)
230 - محمد بْن صالح بْن جعفر، أبو الحَسَن ابن الرّازيّ البغداديّ القاضي. [المتوفى: 415 هـ]
روى عَنْ إسماعيل الخُطبي.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، ويقال كان معتزليا.(9/263)
231 - محمد بن عبد الرحمن بن عبيد ابن الناصر لدين الله الأمويّ، أبو عبد الرَّحْمَن الملقَّب بالمستكفي. [المتوفى: 415 هـ]
توثّب عام أوّل عَلَى ابن عمّه عَبْد الرَّحْمَن المستظهر فقتله، وبايعه أهل قُرطبة. وكان أحمق متخلفًا لا يصلُح لصالحة، وطروده ونفوه، ثمّ أطعموه حشيشةً قتّالة، فمات لوقته.(9/264)
232 - محمد بن عَبْد الرَّحْمَن بن محمد بن جعفر، أبو بَكْر الإصبهانيّ المقرئ. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ عَبْد الله بْن الحَسَن بْن بُندار المَدينيّ، وغيره. روى عَنْه أبو عبد الله الثَّقَفيّ.
ومات في رجب.(9/264)
233 - محمد بْن عُبَيْد الله بْن طاهر الحسينيّ الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 415 هـ]
مُكثر عَنْ القاضي أَبِي الطّاهر الذُهلي، وابن رشيق.(9/264)
234 - محمد بْن الفضل بْن جعفر، أبو بَكْر القُرشي العبّادانيّ. [المتوفى: 415 هـ]
روى عَنْ فاروق الخطّابيّ، وغيره.
وهو مِن الصُلحاء، وأبوه زاهد قُدوة لَهُ أتباع ورِباط، وولده جعفر بْن محمد شيخ معمَّر تاجر.
روى عَنْ محمد أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجيّ.(9/264)
235 - محمد بْن محمد بْن أحمد بْن رجاء، أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الأديب. [المتوفى: 415 هـ]
سَمِعَ أبا العباس الأصم، وأبا عَبْد الله بْن الأخرم. روى عَنْهُ البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن.
تُوُفّي في رمضان.
وروى أيضًا عَنْ أحمد بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وأبي الحسن الكارزي. [ص:265]
وانتخب عَليْهِ الحُفاظ. روى عَنْهُ أبو بَكْر محمد بْن يحيى المُزَكّيّ.(9/264)
236 - محمد بْن محمد بْن محمد بْن أحمد، أبو الحسين النَّيْسابوريّ، المعروف بابن أَبِي صادق. [المتوفى: 415 هـ]
حدَّث بمصر عَنْ الأصمّ، وعبد الله بْن محمد بْن موسى الكعبيّ، وغيرهما. روى عنه أبو نصر السجزي؛ وورخه الحبال.(9/265)
237 - يوسف بن عبد الله الزجاجي، أبو القاسم الأديب. [المتوفى: 415 هـ]
جرجاني، نبيل، عظيم القدر في اللغة والأدب والعربية، وفنونها.
قليل المثل، له شروح وتصانيف، وكان عجبا في اللغة ودقائقها.
توفي لثمان بقين من رمضان بأستراباذ، وله ثلاثٌ وستون سنة.
رَوَى عَنْ: أَبِي أحمد الغِطريفي، وغيره.(9/265)
-سنة ست عشرة وأربعمائة(9/266)
238 - أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن جانْجان، أبو العباس الهمذاني الصرام العدل. [المتوفى: 416 هـ]
روى عَنْ أبيه، والفضل الكِنْديّ، وأبي القاسم بن عُبيد، وأبي بكر بن السني الحافظ، وجماعة كثيرة. روى عنه يوسف الخطيب، وأبو محمد عبدوس بن محمد البيع، وأبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد بن هُشيم الصيرفي، والحسن بن محمد بن شاذي.
قال شيرويه: كان صدوقا. مات في ربيع الأول، وكان متعصبا للسنة، وسمعت أبا طاهر المقرئ يَقُولُ: كَانَ يُصلي طول اللّيل عليّ سطحِ داره، فكنتُ أهابُ مِن طول قامته حين يُصلّي.
وقال عَبْدُوس: كان أصحاب الحديث يقرؤون الحديث عَلَى أَبِي العبّاس ابن جانْجان فنعَس فمات فجاءة.(9/266)
239 - أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن يزداد، أبو علي غلام محسن الأصبهاني. [المتوفى: 416 هـ]
روى عن أبي محمد بْن فارس، وعنه عَبْد الرَّحْمَن بن منده، وأخوه، وأبو الفتح الحداد.
ما أرّخه يحيى بْن مَنْدَهْ. حدَّث في سنة خمس عشرة وأربعمائة.(9/266)
240 - أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن محمود الثقفي، أبو بكر النيسابوري. [المتوفى: 416 هـ]
سمع أبا عمرو بن حمدان وأبا أحمد الحاكم وخلقا وعنه الخطيب وصدقه وقال: مات بشيراز.(9/266)
241 - أحمد بن طريف، أبو بكر ابن الحطّاب القُرطبي المقرئ. [المتوفى: 416 هـ]
أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ، وأبي الطَّيّب بْن غَلْبُون [ص:267] وأبي أحمد السّامريّ، وأبي حفص بْن عِراك.
سكن في الفتنة جزيرة ميورقة، ومات في ربيع الأول عَنْ خمسٍ وسبعين سنة.(9/266)
242 - أحمد بْن عمر بْن سعيد، أبو الفتح الجهازيّ الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 416 هـ]
روى عَنْ بكير بْن الحَسَن الرّازيّ. روى عَنْهُ خلف بن أحمد الحوفيّ، وغيره.(9/267)
243 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أبي دُرة البغداديّ. [المتوفى: 416 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الله الخُراسانيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.(9/267)
244 - أحمد بن محمد بْن إبراهيم، أبو نصر الْبُخَارِيّ الفقيه. [المتوفى: 416 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر محمد بْن أحمد بْن خَنْب.(9/267)
245 - أحْمَد بْن محمد بْن محمد بْن إبراهيم بْن حمدون، أبو بَكْر الأُشْنانيّ النَّيْسابوريّ الصَّيْدلانيّ. [المتوفى: 416 هـ]
ثقة، جليل، صالح عابد. سَمِعَ الكثير مع السُلمي، وروى عن الأصم، وأبي بكر بن المؤمل، ومحمد بن إبراهيم المزني، وابن نجيد، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسي. روى عنه البيهقي، وأبو صالح المؤذّن، وأحمد بْن محمد بْن إسماعيل.
تُوُفّي يوم عَرَفة.(9/267)
246 - إِسْحَاق بْن محمد بْن يوسف، أبو عبد الله السُّوسيّ النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 416 هـ]
سَمِعَ أبا العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبا [ص:268] جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغداديّ، وغيرهم. روى عَنْهُ أبو بَكْر البيهقي، وغيره.
وكان ثقة رضا، صالحا، نبيلا.(9/267)
247 - حسان بن مالك بن أبي عبيدة، أبو عَبْدَة القُرطبي. [المتوفى: 416 هـ]
كَانَ مِن جِلة الأدباء. أخذ عَنْ أَبِي بَكْر الزُّبَيْديّ، وتُوُفّي في شوّال.(9/268)
248 - الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو عليّ الصّائغ. [المتوفى: 416 هـ]
مصريّ، سَمِعَ الدارقطني.(9/268)
249 - الحسين بْن أحمد بْن موسى، أبو القاسم ابن السمْسار، الدّمشقيّ المعدّل [المتوفى: 416 هـ]
ابن أخي أَبِي العبّاس، والحسن.
حدَّث عَنْ عمه أبي العبّاس، وعلي بن أبي العقب، وأبي زيد المروزي. روى عَنْهُ أبو سعْد السّمّان، والكتّانيّ.(9/268)
250 - الحسين بْن علي بْن الحَسَن بْن محمد بْن سَلَمَة، أبو طاهر الكعبي الهمذاني. [المتوفى: 416 هـ]
روى عن الفضل الكندي، وأبي بكر ابن السُّنّيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي إِسْحَاق المُزَكّيّ، والقَطِيَعيّ، وعبد الله بْن عدي الحافظ، وأبي بحر البرْبَهاريّ، وأبي عَمْرو بْن حمدان، ورحل إلى النّواحي.
روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، ومحمد بْن عيسى، ومحمد بْن الحسين الصوفي، وأبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، ويحيى وثابت ابنا عَبْد الرَّحْمَن الصّائغ، وأبو طَالِب بْن هُشيم الصَّيْرفيّ، وآخرون.
مِن شيوخ شِيرَوَيْه، وقال: كَانَ صدوقًا صحيح السَّماع، كثير الرحلة سَمِعْتُ ثابت بْن الحسين بْن شراعة يَقُولُ: لمّا مات أبو طاهر بْن سَلَمَة دخل أبي البيت فقال: غربت شمس أصحاب الحديث. فقلت: لماذا؟ فقال: مضى لسبيله الشيّخ أبو طاهر. مولده سنة أربعين وثلاثمائة، وتوفي في ذي القعدة.(9/268)
251 - الخصيب بْن عَبْد الله بْن محمد بْن الحُسين بْن الخصيب، أبو الحَسَن بْن أَبِي بَكْر القاضي. [المتوفى: 416 هـ]
مصريّ، ثقة. حدَّث عَنْ أَبِيهِ، وعثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وإسماعيل بْن يعقوب بن الجراب، وعبد الكريم ابن النَّسائيّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن إبراهيم بْن مروان الدّمشقيّ، ومحمد بْن العبّاس بْن كَوْذَك، ومحمد بْن جعفر بْن أَبِي كريمة الصَّيْداويّ، وجماعة.
روى عَنْهُ، أبو نصر عُبَيْد الله السجْزيّ، وأبو عبد الله الصُّوريّ، وأبو علي الأهوازيّ، وعبد الرّحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وهبة الله بْن إبراهيم الصّوافّ، وأبو إِسْحَاق الحبال، والخلعي.
توفي في ربيع الأول.(9/269)
252 - سابُور بْن أَرْدَشير، الوزير. [المتوفى: 416 هـ]
وزر لبهاء الدّولة ابن عضُد الدّولة، وكان شَهْمًا مَهِيبًا، ذا رأى وحزمٍ وخبرة، وكان بابه محطّ الشُّعراء. مدحه الكاتب أبو الفرج البَبَّغاء، وجماعة، وقد صُرف عن الوزارة، ثم أعيد إليها.
وتوفي ببغداد.(9/269)
253 - صالح بْن إبراهيم بْن رِشْدين الْمَصْرِيّ، أبو عليّ. [المتوفى: 416 هـ]
روى عَنْ العبّاس بْن محمد الرّافقيّ، وعنه خَلَف بْن أحمد الحَوْفيّ.(9/269)
254 - صالح الحسيني الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 416 هـ]
قَالَ الحبّال: سمعنا منه، عَنْ ابن الجُراب.(9/269)
255 - عَبْد الله بْن بَكْر بْن المُثنى، أبو العبّاس السَّهْميّ المدنيّ. [المتوفى: 416 هـ]
روى عَنْ أَبِي بَكْر الآجُري، وعبد الله بْن الورد، والحسن بْن رشيق.
وكان رجلًا صالحًا ذا رواية واسعة. قِدم الأندلس مَعَ والده تاجرًا، وحدَّث بها في هذا العام.(9/269)
256 - عَبْد الله بْن الحُسين بْن محمد بْن حبشان بن مسعود، أبو محمد الهمذاني العدْل. [المتوفى: 416 هـ]
روى عَنْ أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عبيد، وحامد بْن محمد الرّفّاء، والفضل الكندي، وأوس الخطيب، ومحمد بن علي بن محمويه النسوي، وجماعة.
قال شيرويه: روى عنه محمد بن عيسى، وابن غزو، وحدثنا عَنْهُ أبو الفَرَج عَبْد الحميد البُجلي، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعبد المُلْك بْن عَبْد الغفّار، وهو صدوق.(9/270)
257 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن محمد بْن سَعِيد، أبو محمد التُّجَيْبيّ الْمَصْرِيّ، البزّاز، المعروف بابن النّحّاس. [المتوفى: 416 هـ]
مُسند ديار مصر في وقته، وكان الخطيب قد هَمّ بالرحلة إِليْهِ لعُلُوّ سنَدَه.
سَمِعَ أبا سَعِيد أحمد بن محمد ابن الأَعْرابيّ بمكّة، وأبا الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المَدِينيّ، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطر الإسكندراني، والفضل بْن وهْب، ومحمد بْن وردان العامري، ومحمد بن بشر العكري، والحسن بن مُليح الطرائفي، ومحمد بن أيوب بن الصموت، وأحمد بن محمد ابن السندي، وعثمان بن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وأحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار الحمصيّ، وفاطمة بِنْت الرَّيّان، وأحمد بْن بَهْزاد السَّيرافيّ، وخلْقًا سواهم بمصر، والحرمين.
وله " مشيخة " في جزءين.
روى عَنْهُ أبو نصر السجْزيّ، ومحمد بْن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عمرو عثمان بْن سَعِيد الدّانيّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال، وأحمد ابن أبي نصر الكوفاني الهروي كاكو، وخلف بْن أحمد الحوفيّ، والحسين بْن أحمد العدّاس، وأبو عَبْد الله محمد بْن سَلامة القُضاعي، وأبو الحسن الخِلَعيّ وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
قَالَ الحبّال: تُوُفّي ليلة الثُّلاثاء عاشر صَفَر. [ص:271]
قلت: وأوّل سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وحديثه أعلي ما في " الخِلعيات "، وكان مولده في ليلة النحر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.(9/270)
258 - عَبْد الرّحيم بْن عَبْد الله بْن محمد بْن عَبْدَش، أبو نصر النَّيْسابوريّ السمْسار. [المتوفى: 416 هـ]
صالح عفيف، ثقة. حدَّث عَنْ أَبِي العبّاس الصبْغيّ، وأبي الحَسَن السّرّاج، وأبي عَمْرو بْن مطر، وعنه أحمد بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ المقرئ، وعبيد الله بن عبد الله الحسكاني.
وتوفي في شَعْبان.(9/271)
259 - عليّ بْن أحمد بْن نُوبَخْت، أبو الحَسَن. [المتوفى: 416 هـ]
مصريّ شاعر محسن، فقير، قليل الحظّ. تُوُفّي بمصر في شَعْبان.(9/271)
260 - عليّ بْن الحَسَن بْن خليل، القاضي أبو الحسين الْمَصْرِيّ الفقيه الشّافعيّ. [المتوفى: 416 هـ]
تُوُفّي في صَفَر.
قَالَ الحبّال: هُوَ مِن كبار تلامذة إسماعيل الحدّاد الفقيه.(9/271)
261 - علي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التَّهاميّ الشّاعر. [المتوفى: 416 هـ]
لَهُ " ديوان " صغير، فمن شِعْره:
أعطى وأكثر واسْتقلّ هِبَاته ... فاستحيت الأنواءُ وهي هواملُ
فاسمْ السَّحاب لَدَيْه وهو كنهور ... آلٌ وأسماء البُحُور جداول
وله في ولده:
حُكم المَنِيَّة في البريَّة جارِي ... ما هذه الدّنيا بدار قرارِ
منها:
إني لأرحمُ حاسدي لحرما ... ضمَّتْ صُدورهم مِن الأوغارِ
نظروا صنيعَ اللَّه بي فعيونُهم ... في جنّةٍ وقلوبُهم في نارِ
ومكلّف الأيامِ ضدَّ طِباعها ... متطلبٌ في الماء جذوة نارِ [ص:272]
طُبعتْ عَلَى كدرٍ وأنت تريدُها ... صَفْوًا مِن الأقذاء والأقذارِ
وإذا رجوتَ المستحيلَ فإنّما ... تبني الرَّجاء عَلَى شفيرٍ هارِ
منها:
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربهُ ... شتان بين جوارهِ وجواري
وتلهبُ الأَحْشاء شيَّب مَفْرِقي ... هذا الشُّعاع شِواظُ تِلْكَ النارِ
وبَلَغَنَا أنّ التهَاميّ وصل إلى مصر خفيةً ومعه كُتب من حسّان بْن مفرج إلى بني قُرة فظفروا بِهِ، فقال: أَنَا مِن بني تميم، ثمّ عرفوا أنّه التهَاميّ الشّاعر، فسجنوه بمصر في خزانة البُنود، ثمّ قتلوه سرًا بعد أيّام، وذلك في جُمادى الأولى سنة ستّ عشرة.
وكان يتورَّع عَنْ الهجاء، بحيث أنّه يمتنع مِن كتابة شِعر فيه هَجْو.
ذكره ابن النجار وساق من نظمه، وقال: وُلد باليمن وطرأ إلى الشّام ومنها إلى العراق والجبل، ولقي الصّاحب بْن عَبّاد وصار مُعتزليا، ثمّ ردّ إلى الشّام. ثمّ ولي خطابة الرملة، وزعم أنه علوي.(9/271)
262 - غَيْلان بْن محمد بن إبراهيم بْن غَيْلان بْن الحَكَم، أبو القاسم الهمَدانيّ البغداديّ، [المتوفى: 416 هـ]
أخو المسندِ أَبِي طَالِب محمد بْن مُحَمَّد.
سَمِعَ أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الخالق بْن أبي رُوبا، ودَعْلَج بْن أحمد.
قَالَ الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة، مات في شعبان.(9/272)
263 - الفضل بْن عُبَيْد الله بْن أحمد بْن الفضل بْن شهريار، أبو القاسم التّاجر الإصبهانيّ. [المتوفى: 416 هـ]
سَمِعَ مِن عمّ أَبِيهِ الفضل بْن عليّ بن شَهْرَيار، وعمر بْن محمد الجُمحي المكّيّ، وأحمد بْن بُندار الشّعّار، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
وتُوُفّي في شوال. [ص:273]
روى عنه الثَّقَفيّ، وأحمد بْن عَبْد الغفّار بْن أشتة، وأبو عَمْرو عَبْد الوهّاب بْن منده، ومحمد وأحمد ابنا السوذرجاني.(9/272)
264 - قُراتكين، أبو مُنْصف التُركي الوزيريّ، [المتوفى: 416 هـ]
مولى الوزير ابن كِلّس.
كَانَ صالحًا زاهدًا. روى عَنْ هشام بْن أَبِي خليفة، وعَتيق بْن موسى الأزدي.(9/273)
265 - محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب، أبو الحسين الواسطيّ الفقيه العدْل. [المتوفى: 416 هـ]
سمع بَكْر بْن أحمد بْن محْميّ، وغيره. روى عَنْهُ أبو غالب محمد بْن أحمد بْن سهل النَّحْويّ.
تُوُفّي في شوّال.(9/273)
266 - محمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن المحبّ، أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الدّقّاق. [المتوفى: 416 هـ]
سَمِعَ أبا الحَسَن الكارِزِيّ ويحيى بْن منصور القاضي.(9/273)
267 - محمد بْن جبريل بْن ماحٍ، أبو منصور الهَرَويّ الفقيه. [المتوفى: 416 هـ]
تُوُفّي في رمضان.
سَمِعَ خَلَف بْن محمد الخيّام، وحامد بْن محمد الرّفّاء، ومحمد بن حيويه الكرجي الهمذاني. روى عَنْهُ شيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بْن عليّ العُميري.(9/273)
268 - محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن يحيى بن يونس الطائي، الدّارانيّ القطّان المعروف بابن الخلال الدِّمشقيُّ. [المتوفى: 416 هـ][ص:274]
حدَّث عن خيثمة، وأبي الميمون بن راشد، وأبي الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبي يعقوب إسحاق بْن إبراهيم الأَذْرعيّ، وجماعة. روى عَنْهُ عليّ، وإبراهيم ابنا الحِنَّائيّ، وأبو عليّ الأهوازي، وأبو سعد السمان، والقاضي أبو يعلى ابن الفرّاء، وعبد الواحد بْن عليّ البُرّيّ، وعبد الله بْن إبراهيم بْن كُبيبة النّجّار، وعليّ بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ، وجماعة كبيرة.
كنيته أبو بَكْر، وكان صالحًا زاهدًا.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا أبو بَكْر القطّان في رابع عشر ربيع الأوّل، وكان قد كُف بصرهُ في آخر عمره، وكان ثقة نبيلًا، مضى عَلَى سَدادٍ وأمرٍ جميل، رحمه الله.(9/273)
269 - محمد بْن الفضل بْن محمد بْن جعفر بْن صالح، أبو بَكْر البلْخي، المفسّر المعروف بالرّوّاس. [المتوفى: 416 هـ]
صنَّف " التّفسير الكبير "، وروى عَنْ أحمد بْن حمْد بْن نافع، والحسين بْن محمد بْن الحسين، ومحمد بْن عليّ بْن عَنْبَسَة. روى عنه علي بن محمد بن حيدرة، وغيره.
قال أبو سعد ابن السّمْعاني: تُوُفّي سنة خمس عشرة أو سنة ست عشرة وأربعمائة.(9/274)
270 - محمد بْن أَبِي نصر محمد بْن الحَسَن بْن سُليمان، أبو بَكْر المعدانيّ الإصبهانيّ الفقيه الواعظ. [المتوفى: 416 هـ]
سَمِعَ أبا القاسم الطبَرانيّ، وأحمد بْن بُندار الشّعّار، وأبا الشَّيْخ، وأبا بَكْر القبّاب، وإبراهيم بن محمد بن الخصيب، ومحمد بن عبد الله بن سنين، وغيرهم، وأملي مجالس. روى عَنْهُ أبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، وأبو طَالِب أحمد بْن محمد الكُندُلاني.
تُوُفّي ليلة النَّحْر.(9/274)
271 - محمد بْن محمد بْن يوسف، أبو عاصم الزّاهد المعدّل المعروف بالمَزيديّ. [المتوفى: 416 هـ]
سَمِعَ بهَرَاة مِن حامد الرّفّاء. روى عنه شيخ الإسلام الأنصاريّ.(9/275)
272 - محمد بْن يحيى بْن أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب التميمي، أبو عبد الله ابن الحذّاء القُرطبي. [المتوفى: 416 هـ]
رَوَى عَنْ أحْمَد بْن ثابت التغلبي، وأَبِي عيسى الليثي، وأبي بكر ابن القوطيّة، وأبي جعفر بْن عَون الله. وحجّ سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن إسماعيل المهندس، وأبي بكر محمد بْن عليّ الأُدفوي، وأبي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله الجوهريّ صاحب " المُسْنَد "، ومحمد بْن يحيى الدمْياطيّ. وأتى قرطبة بعلم جم.
وكان فقيها مالكيا عارفا بالمذهب، بارعا في الحديث والأثر، اختص بأبي محمد الأصيلي وانتفع به.
قال ابنه أبو عمر أحمد بن محمد: كان لأبي علمٌ بالحديث والفقه والتعبير، وصنف كتاب " التعريف بمن ذُكر في الموطأ من الرجال والنساء "، وكتاب " الإنباه عن أسماء الله تعالى "، وكتاب " البُشرى في تأويل الرُّؤْيا " وهو عشرة أسفار، وكتاب " الخُطب وسير الخُطباء " في سفرين، وولي قضاء بَجَّانة ثمّ قضاء إشبيليّة. ثمّ سكن سَرَقُسْطة وبها تُوُفّي في رمضان، وعهد أن يُدفن بين أكفانه كتابه المعروف " بالإنباه عن أسماء الله تعالى "، فنثر ورقه وجُعل بين القميصين والأكفان، وولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ ابنه، والصّاحبان، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وَأَبُو عَبْد اللَّه الخَوْلانيّ، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم.
ذكره عِياض في " طبقات المالكيّة "، ولم يُصب في دَفْن كتابه معه.(9/275)
273 - محسن بْن جعفر بْن أَبِي الكِرام، أبو عليّ الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 416 هـ]
روى عَنْ عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وعنه خَلَف الحوفي، وغيره.(9/275)
274 - مسعود بْن محمد بْن عليّ، أبو سَعِيد الْجُرْجانيّ الأديب الحنفيّ. [المتوفى: 416 هـ]
روى أحاديث عَنْ الأصمّ.
مُتكلم فيه.
وروى عَنْ أَبِي عليّ الرّفّاء، ويحيى بْن منصور أحاديث، وكان معتزِليّا. روى عَنْهُ محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وأبو صالح المؤذّن، والخطيب.(9/276)
275 - مشرّف الدّولة، أبو عليّ بْن بُويه. [المتوفى: 416 هـ]
ولي مُلْك بغداد وغيرها. وكان فيه دين وتصوُّن وحياء. قِدم بغداد في السُّنَّة الماضية، وتلقّاه الخليفة، ولم تجرِ سابقة بذلك، وذلك بعد مراسلات طويلة وإرهاب.
وكان مدّة ملْكه خمس سِنين، وعاش ثلاثًا وعشرين سنة وثلاثة أشهر.
ونُهب يوم موته سوق التّمّارين ودورُ جماعة. ثمّ ملّكوا بعده جلال الدّولة أبا طاهر بْن بُوَيْه، وخُطب لَهُ ببغداد، وهو يومئذٍ بالأهواز. ثمّ في أثناء السُّنَّة نودي بشعار الملك أبي كاليجار.(9/276)
276 - يحيى بن علي بن محمد، أبو القاسم الحضْرميّ، ابن الطّحّان الْمَصْرِيّ الحافظ. [المتوفى: 416 هـ]
مصنَّف " التّاريخ " الَّذِي ذيّل بِهِ عَلَى تاريخ أَبِي سَعِيد بْن يونس، ومصنف " المختلف والمؤتلف ". روى عن أبي الطَّيّب محمد بْن جعفر غُندر، وأبي عُمَر المادرائيّ؛ حدَّثه عَنْ أَبِي مُسْلِم الكجّيّ وجماعة مِن أصحاب النَّسائيّ وغيره كالحسن بْن رشيق، وحمزة الكتّانيّ، والقاضي أَبِي الطّاهر الذُّهْليّ، وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ، وأبي الحَسَن الدّارَقُطْنيّ، وأبي أحمد ابن الناصح، ولم يرحل. روى عَنْهُ أبو إسحاق الحبّال، والمصريّون.
وقد قَالَ في " الملتقط في المختلف " لَهُ ممّا سمعه مِنه الحبّال، قَالَ: دخلت عَلَى عَبْد الغني الحافظ في سنة سبعين وثلاثمائة أو بعدها، وبيدي شيءٌ مِن فضائل عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فسألني عَنْهُ، فعّرفته بِهِ وحدثته، فقال: لو عملت ما عمل غيرُك مِن النّاس لكُنْتَ تنتفع بِهِ، تجردّ شيئًا مِن فضائل عليّ [ص:277] فكنت تَأمَن أن يجري عليك سببٌ، وحفظت بِهِ ما عندك مِن الكُتب. قلت: خافَ أن يؤذيه خلفاء مصر الرّوافض - قَالَ: فقلت لَهُ: نعم. قَالَ: فجردتُ من فضائل علي نحو ثلاثمائة سحاةً أو أكثر، ونظمتُ ذَلِكَ في خيط حتّى أولّفها، واجعل كلَّ شيءً في موضعه، وجعلتها في سقْف، وأقمتُ في معاشي نحو شهرين وأنا مشغول، فرأيتُ أبي في النّوم، فقال لي: أجبْ أمير المؤمنين عليّا. فقلت: نعم. فتقدّمني إلى ناحية المحراب مِن جامع عَمْرو، فإذا بعليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جالس عند القِبْلة وتحته وطاء يشبه وطاء الصُوفية، ونَعْلاه قد خرج بعضهما مِن تحت الوطاء، وله بطْن ولحية عظيمة عريضة قد ملأت صدْره، وتظهر لمن كَانَ مِن ورائه مِن فوق كِتَفيه، ولونُه فيه أَدَمة، فقلت: السّلام عليك يا أمير المؤمنين. فرد عليّ السّلام ونظر إلي وقال لي: اجلس. فجلستُ وبقي أبي قائم. ثمّ مدَّ يده إلى الحصير الَّذِي في جدار القِبلة، فأخرج ذَلِكَ الخيط بعَيْنه الَّذِي فيه الرّقاع فقال: ما هذه؟ قلتُ: فضائلك يا أمير المؤمنين. فقال: ولم أفردتني؟ كنت إذا أردت تبتدئ بفضائل أبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وفضائلي. فقلت: السّمع لك والطّاعة يا أمير المؤمنين، وأنا بين يديه ما برِحْت، ثمّ استيقظت ومضيتُ إلى المكان الَّذِي فيه تِلْكَ الرقاع، فما وجدتها إلى الآن، ولقيت مِن سألني عَنْ فضائله. قلت لَهُ: مَعَ فضائل أصحابه رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.
تُوُفّي في ذي القِعْدة بمصر.(9/276)
277 - يحيى بْن محمد بْن إدريس، أبو نصر الهَرَويّ الكِناني الحنفيّ [المتوفى: 416 هـ]
قاضي هَرَاة.
كَانَ أوحد عصره في العِلم والفضل والزُهد. انتقى عَليْهِ أبو الفضل الجاروديّ. وقد سَمِعَ أبا عليّ الرّفّاء، وأبا تُراب محمد بْن إِسْحَاق. روى عَنْهُ حفيده صاعد بْن سيار القاضي.
وتوفي في ربيع الأول.(9/277)
-سنة سبع عشرة وأربعمائة(9/278)
278 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن كثير، أبو عَبْد الله البغدادي البيّع. [المتوفى: 417 هـ]
سَمِعَ عليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر الكوفيّ، وأحمد بن سلمان النجاد.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.(9/278)
279 - أحمد بْن عليّ، أبو طاهر الدّمشقيّ الكتّانيّ الصُّوفيّ، [المتوفى: 417 هـ]
والد المحدث عَبْد العزيز.
سَمِعَ يوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ، ورحل شوقًا إلى ولده وهو في الرحلة ببغداد. فأدركه أجَلُه ببغداد في ذي القِعْدة. روى عَنْهُ ابنه، وأبو سعْد السّمّان.(9/278)
280 - أحمد بْن عُمَر ابن الإسكاف البغدادي، أبو بكر. [المتوفى: 417 هـ]
سمع عثمان ابن السّمّاك، وأحمد بْن عثمان بْن بُويان، والنجاد.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة. تُوُفّي في المحرَّم.
قلت: وروى عَنْهُ محمد بْن أحمد بن الجبان، وله جزء معروف.(9/278)
281 - أحمد بْن محمد بْن سلامة بْن عَبْد الله، أبو الحسين السُّتيتي، الدّمشقيّ الأديب المعروف بابن الطّحّان. [المتوفى: 417 هـ]
روى عَنْ خيثمة بن سليمان، وأبي الطيب المتنبي الشاعر، وأبي القاسم الزجاجي النحوي. روى عنه أبو سعد السمان، ومحمد بن إبراهيم بن حذلم، ومحمد بن أبي نصر الطالقاني، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن أبي العلاء، وآخرون.
قال: كنتُ أنام في مجلس خيثمة فينبهني أبي، فأنظر إلى خيثمة شيخ عظيم الهامة، كبير الآذان، كبير الأنف. [ص:279]
قال الكتاني: مولده سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في شوال، وكان يُتهم بالتشيع، فحلف لنا أنه بريء مِن ذَلِكَ، وأنه مِن موالي يزيد بْن معاوية، وأنّه قد زار قبر يزيد، وكانت لَهُ أُصول حسنة. وذكر أنّه مِن وُلِد سُتيتة مولاة يزيد.(9/278)
282 - أحمد بْن محمد بْن عليّ الكتانيّ الدّمشقيّ الصُّوفيّ، [المتوفى: 417 هـ]
والد الحافظ عَبْد العزيز الكتّانيّ.
روى عَنْ يوسف المَيَانِجِيّ. وعنه ابنه، وأبو سعْد السّمّان، وغيرهما.
حكى جمال الإسلام أبو الحسن أنّه كَانَ قد امتنع من أكل الأرز باللحم خوفا من أن يبتلع عظما. فلما رحل إلى بغداد شوقًا إلى ولده عَبْد العزيز صادفه وقد طبخ لحما بأرز، فقربه إليه فقال: قد عرفت عادتي في هذا. فقال: كُل لا يكون إلا الخير. فأكل فابتلع عظما فمات ببغداد؛ حدثني بهذا ولده أبو القاسم بْن أبي العلاء المَصيصيّ.
تُوُفّي في ذي القعدة.(9/279)
283 - أحمد بن محمد بن عَبْد الله بْن العبّاس بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، أبو الحَسَن الأُمَويّ الفقيه. [المتوفى: 417 هـ]
ولي قضاء القُضاة بالعراق بعد أبي محمد ابن الأكفانيّ.
قَالَ الخطيب: وكان عفيفًا نَزِهًا رئيسًا. سَمِعَ مِن أَبِي عُمَر الزّاهد، وعبد الباقي بْن قانع، ولم يحدَّث. وقد حدَّثني أبو العلاء الواسطيّ أنّه أنشده قَالَ: أنشدنا أبو عُمَر، أنشدنا ثعلب، فذكر بيتين.
وقد قِيلَ: إنّ المتوكّل عرض القضاء عَلَى محمد بْن عَبْد المُلْك؛ قَالَ أبو العلاء: فيرى النّاس أنّ بركة امتناع محمد بْن عَبْد المُلْك دخلت عَلَى ولده، فولى منهم القضاء أربعةٌ وعشرون قاضيا، ثمانية منهم تقلّدوا قضاء القُضاة آخرهم أبو الحسن هذا، وما رأينا مثله جلالةً وشرفا. [ص:280]
وكان قد ولى قضاء البصرة، وولي قضاء القُضاة في رجب سنة خمس وأربعمائة، وتوفي في شوّال سنة سبْع عشرة، وله ثمانِ وثمانون سنة.
قلت: إسناده عال فذهب بامتناعه، رحمه الله تعالى.(9/279)
284 - إبراهيم ابن الوزير أَبِي الفضل جعفر بْن الفضل بْن حنزابة. [المتوفى: 417 هـ]
توفي في ربيع الأول بمصر.
قال الحبال: سمعنا منه.(9/280)
• - الحسين التباني، [المتوفى: 417 هـ]
يأتي تقريبا.(9/280)
285 - الحسين بن دكر بْن هارون، أبو القاسم البَجَليّ العكّاوي الأصمّ. [المتوفى: 417 هـ]
سَمِعَ أبا عليّ بْن هارون الأنصاري، ويوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ. روى عَنْهُ أبو سعْد السمان، وأبو علي الأهوازي.
توفي بعكا في ربيع الآخر، وكان عالمًا زاهدًا.(9/280)
286 - الحسين بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْدان، أبو عليّ النَّيْسابوريّ التّاجر. [المتوفى: 417 هـ]
سَمِعَ مِن أَبِي العبّاس الأصمّ، وغيره. وعنه أبو عبد الله الثَّقَفيّ، وطائفة.(9/280)
287 - الحَسَن بْن عليّ بْن ثابت، [المتوفى: 417 هـ]
خطيب السَّيْلَحين.
روى عن أبي علي ابن الصواف، وعدة. وعنه أبو الفضل بن المهدي في مشيخته.(9/280)
288 - رَوْح بْن أحمد بْن عُمَر، أبو عليّ الإصبهاني، ثمّ النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 417 هـ]
ثقة، أديب، طبيب مشهور، سكن نَيْسابور، وسمع مِن أَبِي عَمْرو بْن [ص:281] حمدان. روى عنه أبو صالح المؤذن.(9/280)
289 - سَعِيد بْن محمد بْن محمد بْن أحمد بن كنجة، أبو عمرو السلمي، [المتوفى: 417 هـ]
خُراساني.(9/281)
290 - سلامة بْن عُمَر بْن عيسى، أبو الحسن النصيبي. [المتوفى: 417 هـ]
سكن بغداد، فحدَّث بها عَنْ أحمد بْن يوسف بْن خلاد، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.(9/281)
291 - سهل بْن محمد بْن أحمد بْن علي بْن هشام بْن حَمْدَوَيْه، أبو هشام المَرْوَزِيّ السنْجيّ. [المتوفى: 417 هـ]
تُوُفّي في ذي القعدة.
روى بنيسابور، وكان ثقة، عَنْ أبي الحَسَن بْن مَحْمُويْه، وعليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن البكّائيّ، وأبي الحسن بن شاذان الرازي، وعنه أبو صالح نافلة الإسكاف.(9/281)
292 - صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي، أبو العلاء البغدادي اللغوي، [المتوفى: 417 هـ]
مصنف كتاب " الفُصُوص ".
أخذ عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسي، وأبي سليمان الخطّابيّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ.
وبَرع في العربيّة واللّغة، ودخل الأندلس في أيّام المؤيَّد بالله هشام بْن الحَكَم، وكان حافظًا للآداب، سريع الجواب، طيب العِشْرة، حُلو المفاكهة، فأكرمه الحاجب المنصور محمد بْن أَبِي عامر وزاد في الإحسان إِليْهِ.
جمَع الفصوص عَلَى نحو " أمالي القالي " للمنصور، فأثابه عَليْهِ خمسة آلاف دينار. وكان متَّهَمًا في النَّقل، فلهذا هجروا كتابه، وقد تخرَّج بِهِ جماعة مِن فُضلاء الأندلس. ولما ظهر كذبِه للمنصور رمى بكتابه في النّهر. ثمّ خرج مِن الأندلس في الفتنة وقصد صقلّية، فمات بها. [ص:282]
قَالَ أبو محمد بْن حزم: تُوُفّي بصِقِلّية سنة سبْع عشرة.
قَالَ ابن بَشْكُوَال: كَانَ صاعد يُتهم بالكِذب.
وقد ذكره الحُميدي في تاريخه فقال: أخبرني شيخٌ أنّ أبا العلاء دخل على المنصور في مجلس أُنس، وقد اتخذ قميصا من رقاع الخرائط التي وصلت إليه، فيها صِلاته، فلما وجد فرصة تجرد وبقي في القميص، فقال المنصور: ما هذا؟ فقال: هذه خِرَق صِلات مولانا اتّخذتها شعارًا، وبكى وأتبع ذَلِكَ الشُكر. فأعجب بِهِ وقال: لك عندي مزيد. قَالَ: وكتابه " الفُصوص " عَلَى نحو كتاب " النوادر " للقالي، وكان كثيرًا ما تُستغرب لَهُ الألفاظ ويُسأل عَنْهَا فيُسرع الجواب، نحو ما يُحكى عن أبي عمر الزّاهد. قَالَ: ولولا أنّ أبا العلاء كَانَ كثير المُزاح لمّا حُمل إلا عَلَى التّصديق.
قلت: طوّل ترجمته بحكاياتٍ وأشعار رائقة لَهُ.(9/281)
293 - طاهر بن محمد السهلي السرخسي الطوسي، أبو الحارث. [المتوفى: 417 هـ]
فقيه عدل روى عن ابن العباس البصري، وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، ومحمد بن أحمد بن حامد العطار. حدث بنيسابور " بسنن ابن الموجه " وكان يملي بطوس؛ روى عنه محمد بن أحمد بن أبي جعفر.(9/282)
294 - عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله، الإمام أبو بَكْر المَرْوَزِيّ القَفَّال. [المتوفى: 417 هـ]
شيخ الشّافعية بُخراسان.
كَانَ يعمل الأقفال، وحَذَقَ في عملها حتّى صنع قفلًا بآلاته ومفتاحه وزْن أربع حبات. فلمّا صار ابن ثلاثين سنة أحسّ مِن نفسه ذكاءً، فأقبل عَلَى الفقه، فبرع فيه وفاق الأقران، وهو صاحب طريقة الخُراسانيين في الفِقْه.
تفقَّه عَليْهِ أبو عَبْد الله محمد بْن عَبْد المُلْك المسعوديّ، وأبو عليّ الحسين بْن شُعيب السنْجِي، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن فُوران الفُورَانيّ، وهؤلاء من كبراء فُقهاء المراوزة.
وتوفي بمَرْو في جُمَادَى الآخرة وله تسعون سنة.
قَالَ الفقيه ناصر العُمري: لم يكن في زمان أَبِي بَكْر القَفّال أفقه مِنه ولا [ص:283] يكون بعده مثله، وكنا نقول: إنّه مَلَكٌ في صورة إنسان. تفقَّه عَلَى أَبِي زيد الفاشانيّ، وسمع منه، ومن الخليل بْن أحمد القاضي، وجماعة، وحدَّث وأملي، وكان رأسًا في الفقه، قدوةً في الزُّهْد.
ذكره أبو بَكْر السّمْعانيّ في " أماليه "، فقال: وحيد زمانه فِقْهًا وحِفْظًا وَوَرَعًا وزُهدا، وله في المذهب مِن الآثار ما لَيْسَ لغيره مِن أهل عصره. وطريقته المهذَّبة في مذهب الشّافعيّ الّتي حملها عَنْهُ أصحابه أمتنُ طريقة وأكثرها تحقيقًا. رحل إليه الفقهاء مِن البلاد، وتخرَّج بِهِ أئمّة. ابتدأ بطلب العِلم وقد صار ابن ثلاثين سنة، فترك صنْعته وأقبل عَلَى العلم.
وقال غيره: كَانَ القفّال قد ذهبت عينه.
وذكر ناصر المروزي أن بعض الفُقهاء المختلفين إلى القفّال احتسب عَلَى بعض أتباع الأمير متولّي مَرْو، فرفع الأميرُ ذَلِكَ إلى محمود بْن سُبُكتكين فقال: أيأخذ القفّال شيئًا مِن ديواننا؟ قَالَ: لا. قَالَ: فهل يتلبّس بشيءٍ مِن الأوقاف؟ قَالَ: لا. قَالَ: فإن الاحتساب لهم سائغٌ. دَعْهم.
وحكى القاضي حسين عَنْ القفّال أستاذه أنّه كَانَ في كثير مِن الأوقات في الدّرْس يقع عَليْهِ الُبكاء. ثمّ يرفع رأسه ويقول: ما أغفلنا عمّا يُراد بنا.
تخرَّج القفّال عَلَى أَبِي زيد الفاشانيّ، وسمع الحديث بمَرْو، وبُخارى، وهَرَاة، وحدَّث وأملي كما ذكرنا، وقبره يُزار.(9/282)
295 - عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عثمان، أبو بَكْر، ابن بنت شيبان، العُكبري. [المتوفى: 417 هـ]
حدَّث عَنْ أَبِي بكر القطيعي، وأبي محمد ابن السّقّاء. روى عَنْهُ عَبْد العزيز الكتّانيّ، وغيره.(9/283)
296 - عَبْد الله بْن أحمد بْن عثمان، أبو محمد القُشاري الطليطلي الأندلسي. [المتوفى: 417 هـ]
كان ورعا، خيرا يغلب عَليْهِ الفقه، وكان مشاورًا في الأحكام، شاعرا، [ص:284] من أعيان العلماء.
توفي في شعبان.(9/283)
297 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى، أبو محمد الهمذاني البزاز، المعروف بسبط قاضينا. [المتوفى: 417 هـ]
روى عَنْ موسى بْن محمد بْن جعفر، وأوس الخطيب، وابن بُرْزَة، وعليّ بْن إبراهيم علان، وعنه مكّيّ بْن محمد الفقيه، وأحمد بْن عُمَر، ومحمد بْن طاهر بْن ممان.(9/284)
298 - عَبْد الله بْن يحيى بْن عبد الجبّار، أبو محمد البغداديّ السُكري. يُعرف بوجه العجوز. [المتوفى: 417 هـ]
سَمِعَ إسماعيل الصفار، وجعفرا الخُلدي، وأبا بَكْر النّجّاد، وجعفر بْن محمد بْن الحَكَم، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقا. مات في صفر.
قلتُ: وروى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، والحسين بْن عليّ ابن البُسري.(9/284)
299 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن محمد بْن إبراهيم، أبو القاسم النَّيْسابوريّ الجوريّ المقرئ الحريريّ الشّافعيّ. [المتوفى: 417 هـ]
مستور ثقة، سَمِعَ مَعَ أخيه القاضي أَبِي جعفر مِن أحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبي الحَسَن الكارِزِيّ، وأبي علي الرفاء.
وتوفي في جُمَادَى الآخرة.
سَمِعَ عَبْد الغافر مِن أصحابه.(9/284)
300 - عَبْد السّلام بْن أحمد بْن أبي عرابة، أبو محمد الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 417 هـ]
مات في ذي الحجّة.(9/284)
301 - عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن أبي حامد، أبو محمد الْجُرْجانيّ. قاضي الريّ، ويعرف بعبدك. [المتوفى: 417 هـ][ص:285]
روى عن أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وابن ماسيّ.(9/284)
302 - عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد. السُلمي الدّمشقيّ، أبو الفضل الشّاهد. [المتوفى: 417 هـ]
حدَّث عَنْ الحسين بْن إبراهيم بْن جَابِر الفرائضيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ ابنه أبو الحَسَن أحمد، والخطيب أبو نصر بْن طلاب، وأبو سعْد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
وتوفي في ذي الحجّة.(9/285)
303 - عليّ بْن أحمد بْن عمر بن حَفْص، أبو الحَسَن ابن الحمّاميّ البغداديّ، [المتوفى: 417 هـ]
مقرئ العراق.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي بَكْر محمد بن الحسن النّقّاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وهبة الله بْن جعفر، وأبي عيسى بكّار بْن أحمد، وزيد بْن أَبِي بلال الكوفّي، وجماعة سواهم.
وسمع الحديث مِن أَبِي عمرو ابن السّمّاك، وأبي بَكْر النّجّاد، وأحمد بْن عثمان الأَدَميّ، وأبي سهل القطّان، وعلي بْن محمد بْن الزُّبَيْر الكوفيّ، وعبد الباقي بْن قانع، ومحمد بْن جعفر الأَدَميّ، وخلْق سواهم. روى عنه أبو بَكْر الخطيب، ورِزْق الله التّميميّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الفضل عَبْد الله بن علي الدقاق، وطراد الزينبي، وخلق سواهم آخرهم أبو الحسن علي ابن العلاف.
وقرأ عَليْهِ القراءات، أبو الفتح عَبْد الواحد بْن شيْطا، ونصر بْن عبد العزيز الفارسيّ، وأبو عليّ الحَسَن بْن القاسم غلام الهرّاس، وأبو بَكْر محمد بْن علي بْن موسى الخياط، وأبو الخطّاب أحمد بْن عليّ الصوفي، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي الفضل الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، وأبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن فارس الخيّاط، وعبد السّيّد بْن عتّاب، ورزق الله بْن عبد الوهّاب التّميميّ، وأبو نصر أحمد بْن عليّ الهاشمي شيخ الشَّهْرَزُوريّ، وأبو عليّ الحَسَن بن أحمد ابن البنّاء، وأبو القاسم يحيى بْن أحمد السّيبيّ القَصْريّ، وخلق كثير. [ص:286]
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا دينًا، فاضلًا، تفرد بأسانيد القراءات وعُلوها في وقته، وُلِد في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ومات في رابع وعشرين شَعْبان.
أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علّان، وغيره، أنّ أبا اليُمن الكِنْديّ أخبرهم، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، قال: حدثني نصر بن إبراهيم الفقيه، قال: سمعتُ سُليم بن أيوب الرازي، يقول: سمعتُ أبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، يَقُولُ: لو رحلَ رجلٌ مِن خُراسان ليسمع كلمةً مِن أَبِي الحَسَن الحمّاميّ أو مِن أَبِي أحمد الفَرَضيّ لم تكن رحلته ضائعةً عندنا.(9/285)
304 - عليّ بْن أحمد بْن هارون بْن كُردي، أبو الحَسَن النّهْروانيّ المعدّل. [المتوفى: 417 هـ]
سَمِعَ محمد بْن يحيى بن عمر بن علي بن حرب.
قال الخطيب: كتبتُ عنه بالنهروان، وتُوُفّي في شَعْبان، وله ستٌّ وثمانون سنة.(9/286)
305 - عُمَر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سدُوس بْن عليّ بْن عَبْد اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بن مسعود، أبو حازم الهُذلي العبدويي النَّيْسابوريّ الحافظ الأعرج. [المتوفى: 417 هـ]
سَمِعَ إسماعيل بْن نجَيْد، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْدة السَّلِيطيّ، وأبا عَمْرو بْن مطر، وأبا الفضل بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ، وأبا الحَسَن السّرّاج، وأبا أحمد الغِطريفي، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، وبِشْر بْن أحمد الإسفراييني، وطبقتهم.
وحدث ببغداد في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، فسمع منه أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأحمد ابن الآبنوسيّ، وحدَّث عَنْهُ أبو القاسم التّنُوخيّ، وأحمد بْن عَبْد الواحد الوكيل، وأبو بَكْر الخطيب وقال: كَانَ ثقة، صادقًا، حافظًا [ص:287] عارفًا. كتب إلي أبو عليّ الوخْشيّ يذكر أنّ أبا حازم مات يوم عيد الفِطْر.
قلتُ: وروى عَنْهُ أبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وخلْق مِن أهل نَيْسابور، وكان مِن جِلّة الحفاظ، كان أَبُوهُ قد سمّعه مِن أَبِي العبّاس الصبْغيّ، وأبي عليّ الرّفّاء، وغيرهما، فلم يحدَّث عَنْهُمْ تورُّعًا، وقال: لست أذكرهم.
قَالَ أبو صالح المؤذّن: سَمِعْتُ أبا حازم يَقُولُ: كتبتُ بخطيّ عَنْ عشرةٍ مِن شيوخي عشرة آلاف، عَنْ كلّ شيخ ألفَ جزء. رواها عَبْد الغافر في " السّياق " عَنْ أَبِي صالح الحافظ.
وقال أبو محمد ابن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه أسم الحِفظ غير رجلين؛ أبو نُعيم، وأبو حازم العبدويي.(9/286)
306 - عُمَر بْن أحمد بْن عثمان، أبو حفص البزّاز العُكبري. [المتوفى: 417 هـ]
سَمِعَ محمد بْن يحيى الطّائيّ، وأبا بَكْر النّقّاش، وعليّ بْن صَدَقَة.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة أمينًا، وُلِد سنة عشرين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه ابن البطر.(9/287)
307 - محمد بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم الهَرَويّ [المتوفى: 417 هـ]
المجاور بمكّة.
قَالَ الدّانيّ: يُكنى أبا أُسامة. روى القراءة فيما ذكر عَنْ أَبِي بَكْر النّقّاش، وسمع منه " تفسيره ". ثمّ عرض عليّ أَبِي الطَّيّب بْن غَلْبُون، والسّامريّ بمصر. رَأَيْته يُقرئ بمكّة، وكان شيخًا صالحًا، وربّما أملي مِن حفظه الحديث فقَلب الأسانيد وغيَّر المُتُون. مولده بهراة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي بمكّة.(9/287)
308 - محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب بْن جعفر بْن كُماري، أبو الحسين الواسطيّ الطّحّان. [المتوفى: 417 هـ]
روى عن أَبِيهِ أَبِي بَكْر أحمد صاحب ابن شَوْذَب، وعن بكر بن أحمد بن مَحْمِيّ، وبرع في مذهب أَبِي حنيفة عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ، وكان مِن العدُول الكِبار.
ورخه ابن نقطة.(9/287)
309 - محمد بن أحمد بْن عليّ، أبو المظفَّر البالكيّ الهَرَويّ. [المتوفى: 417 هـ]
سَمِعَ أبا عليّ الرّفّاء، وعنه شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري.(9/288)
310 - محمد بْن أحمد بْن هارون بْن موسى بن عبدان، أبو نصر ابن الْجُنْديّ الغسّانيّ الدّمشقيّ، [المتوفى: 417 هـ]
إمام الجامع، ونائب القاضي بدمشق، ومحدَّث البلد.
روى عَنْ خَيْثَمَة بْن سليمان، وعلي بْن أَبِي العَقِب، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي علي بن جابر الفرائضي، وجماعة. روى عنه أبو نصر الجبان، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وأبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد المصيصي، وآخرون.
قال الكتاني: توفي القاضي أبو نصر بن هارون إمام جامع دمشق وقاضيها في صفر، وكان ثقة مأمونا. قال: وذكر أن مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.(9/288)
311 - محمد بْن أحمد بْن الحَسَن البزّاز، أبو الحسن البغداديّ. [المتوفى: 417 هـ]
سَمِعَ بمكّة مِن أَبِي محمد الفاكهيّ. روى عَنْهُ الخطيب، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ.
ووثقه الخطيب.(9/288)
312 - محمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي زيد، أبو بَكْر الأنّماطيّ. [المتوفى: 417 هـ]
بغداديّ، سَمِعَ عُمَر بْن سَلْم، وأبا بَكْر الشّافعيّ، وعنه الخطيب، وابن قيداس.(9/288)
313 - مُحَمَّد بْن عَتِيق بْن بَكْر، أبو عَبْد الله الأُسْوانيّ. [المتوفى: 417 هـ][ص:289]
سَمِعَ مِن هشام بْن أَبِي خليفة السَّدُوسيّ، وطبقته.(9/288)
314 - هارون بْن يحيى بْن الحَسَن الطّحّان، أبو موسى المصري. [المتوفى: 417 هـ]
توفي في ربيع الأول. عنده عَنْ الحَسَن بْن رشيق، وأبي الطّاهر الذُهلي. ذكر ذَلِكَ أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبال في " الوفيات ".(9/289)
-سنة ثمان عشرة وأربعمائة.(9/290)
315 - أحمد بْن إبراهيم بْن يزداد، أبو عليّ غلام محسن الإصبهاني. [المتوفى: 418 هـ]
سَمِعَ عَبْد الله بْن جعفر بن فارس، وأظنه سَمِعَ مِن أَبِي أحمد العسّال. روى عَنْهُ أبو حفص عُمَر بْن أحمد المعلّم، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد بْن مردوَيْه، وغيرهما. مِن شيوخ السلَفيّ.
تُوُفّي في صَفَر، وله نّيفٌ وثمانون سنة.
عند أَبِي الفتح الْقُرَشِيّ جزءٌ مِن حديثه.(9/290)
316 - أحمد بْن بُرد، أبو حفص القُرْطُبيّ الكاتب. [المتوفى: 418 هـ]
كَانَ ذا حظٍ وافرٍ مِن البلاغة، والأدب والشِعّر، رئيسًا مقدَّمًا في الدولة العامرية.(9/290)
317 - أحمد بن حمدان ابن الشَّيْخ أَبِي حامد أحمد بْن محمد بْن شارك الهروي، أبو حامد الشاركي. [المتوفى: 418 هـ]
روى عن جده. روى عنه محمد بْن علي العُمَيْريّ، وغيره.(9/290)
318 - أحمد بْن عليّ بْن سَعْدُوَيْه النَّسَويّ الحاكم. [المتوفى: 418 هـ]
سَمِعَ إسماعيل بْن نُجَيْد، وغيره. روى عَنْهُ شيخ الإسلام الأنصاريّ.(9/290)
319 - أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بْن محمد، أبو حامد المُلقاباذي النَّيْسابوريّ التّاجر الدّلال، [المتوفى: 418 هـ]
جار أَبِي سَعِيد الحافظ المحمداباذيّ.
ثقة، صالح، حدث عن أبي الحسن السراج، وأبي إسحاق المُزَكّيّ، وجماعة. روى عَنْهُ أبو القاسم بْن عَبْد الله الكريزيّ.
وتُوُفّي في أواخر صَفَر.(9/290)
320 - أحمد بْن محمد بْن أحمد، أبو سَعِيد القُهُندُزي النيسابوري الشافعي، المقرئ. [المتوفى: 418 هـ][ص:291]
روى عَنْ أَبِي بَكْر محمد بْن المؤمّل، وغيره. روى عَنْهُ أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى، وعُبَيْد الله بْن عَبْد الله.
تُوُفّي في ربيع الأول.(9/290)
321 - أحمد بن محمد ابن المهتدي الخطيب، أبو عبد الله البغداديّ. [المتوفى: 418 هـ]
سَمِعَ أبا بكر النجاد، وحدث بجزء واحد رواه عَنْهُ الخطيب.(9/291)
322 - أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن مرزوق، أبو الحَسَن الْمَصْرِيّ الأنماطيّ العدْل. [المتوفى: 418 هـ]
سَمِعَ أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار الحمصيّ، وحمزة بْن محمد الحافظ، والحسين بْن إبراهيم الفرائضيّ الدّمشقيّ. روى عَنْهُ أبو نصر السجْزيّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال، وسمع منه الحبّال " السّيرة ". حدثَّه بها، عَنْ ابن الورد، بسَنَدِه.(9/291)
323 - أحمد بْن الوليد بْن أحمد بْن محمد، أبو حامد الزَّوْزَنيّ. [المتوفى: 418 هـ]
رحل، وروى عَنْ أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وخلف الخيام، وأبي القاسم الطبراني.
وتوفي بنَيْسابور في جُمادى الآخرة.
روى عَنْهُ طاهر الشّحّاميّ وغيره.(9/291)
324 - إبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم بن مهران، الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني الأصُوليّ المتكلم الفقيه الشّافعيّ، [المتوفى: 418 هـ]
إمام أهل خُراسان، رُكن الدّين.
أحد مِن بلغ رتبة الاجتهاد، لَهُ التّصانيف المفيدة. روى عَنْ دَعْلَج بْن أحمد السجْزيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وعبد الخالق بْن أَبِي رُوبا، ومحمد بْن يزداد بْن مسعود، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وجماعة، وأملى مجالس.
روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشيري، وأبو السنابل هبة الله [ص:292] ابن أَبِي الصَّهْباء، وجماعة. وصنف كتاب " جامع الحُلي " في أُصول الدّين والرّدّ عَلَى الملحدين في خمس مجلّدات، وتصانيف كثيرة مفيدة.
أخذ عَنْهُ القاضي أبو الطيب الطَّبَريّ أُصول الفقه وغيره، وبُنيت لَهُ بنَيْسابور مدرسة مشهورة، وتُوُفّي بنَيْسابور يوم عاشُوراء مِن السَّنة.
قَالَ أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ: درس عَليْهِ شيخنا أبو الطَّيّب، وعنه أخذ الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور.
وقال غيره: نقل إلى إسفرايين ودُفِن بمشهده بها.
وقال عَبْد الغافر: كَانَ أبو إِسْحَاق طراز ناحية المشرق، فضلًا عَنْ نَيْسابور وناحيته. ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع. انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في " تاريخه " لجلالته. وخرج له أحمد بن علي الحافظ الرازي ألف حديث، وعُقد له مجلس الإملاء بعد ابن محمش، وكان ثقة، ثبتا في الحديث.
قال أبو القاسم ابن عساكر: حكى لي مَن أثق بِهِ أنّ الصّاحب بْن عباد كَانَ إذا انتهى إلى ذكر ابن الباقلاني، وابن فُورك، والإسفراييني، وكانوا متعاصرين مِن أصحاب أَبِي الحَسَن الأَشْعريّ، قَالَ لأصحابه: ابن الباقِلّانيّ بحرٌ مُغرق، وابن فُورك صل مُطرق، والإسفراييني نارٌ تحرق.
وقال الحاكم في " تاريخه ": أبو إسحاق الإسفراييني الفقيه الأُصولي المتكلم، المتقدم في هذه العلوم. انصرف مِن العراق وقد أقَّر لَهُ العلماء بالتّقدُّم. إلى أن قَالَ: وبُني لَهُ بنَيْسابور المدرسة الّتي لم يُبن بنَيْسابور قبلها مثلها. فدرس فيها.
وقال غيره: كان أبو إسحاق يقول القول: بأن كل مجتهد مُصيبٌ أوله سفسطة، وآخره زَنْدَقَة.
وقال أبو القاسم الفقيه: كَانَ شيخنا الأستاذ إذا تكلَّم في هذه المسألة قِيلَ: القلم عَنْهُ مرفوع حينئذٍ، لأنّه كَانَ يشتم ويصول، ويفعل أشياء. [ص:293]
وحكى عَنْهُ أبو القاسم القُشيري أنّه كَانَ لا يجوّز الكرامات. وهذه زَلَّة كبيرة.
أَخْبَرَنَا محمد بن حازم، قال: أخبرنا محمد بن غسان، قال: أخبرنا سَعِيدُ بْنُ سَهْلٍ الْخُوَارَزْمِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائة قال: حدثنا علي بن أحمد المؤذن إملاءً بنيسابور سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، قال: حدثنا الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الإسفراييني إملاء، قال: حدثنا محمد بن يزداد بن مسعود، قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا أيوب بن محمد الوزان، قال: حدثنا محمد بن مُصعب، قال: حدثنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعَ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " اللهُم اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزقي عِنْدَ كِبر سِني وَانْقِضَاءِ عُمري ".
قُلْتُ: عِيسَى هَذَا مَدَنِيٌّ يُقَالُ لَهُ الْخَوَّاصُ. قَالَ بَتَرْكِهِ النَّسَائِيُّ، وَضَعَّفَهُ الدارقُطني.(9/291)
325 - إسماعيل بْن بدر، أبو القاسم الأنصاريّ القُرطبي، الأديب الفَرَضيّ، المعروف بابن الغنام. [المتوفى: 418 هـ]
روى عن محمد بْن معاوية القُرشي، ومنذر بْن سَعِيد القاضي، وأبي عيسى اللَّيْثّي. حدَّث عَنْه الخَوْلانيّ، وقال: كان صالحا، متسننا، مهندسا. وروى عَنْهُ أيضًا: قاسم بْن إبراهيم، وأبو محمد بْن خزرج.(9/293)
326 - أصْبَغ بْن عيسى، أبو القاسم اليحصبي الإشبيلي العنبري. [المتوفى: 418 هـ]
روى عَنْ أَبِي محمد الباجيّ، وغيره، وعُني بالعِلم. روى عَنْهُ الخَوْلانيّ، [ص:294] وأبو محمد بن خزرج.(9/293)
327 - الحسين بْن عليّ بْن حسين بْن محمد، الوزير أبو القاسم بْن أبي الحَسَن الشيعيّ، عُرف بابن المغربيّ. [المتوفى: 418 هـ]
كَانَ مَعَ أَبِيهِ، فلمّا قتل الحاكم بمصر أباه وعمّه وإخوته هرب أبو القاسم مِن مصر، واستجار بحسّان بْن مفرّج الطّائيّ، ومدحه، فوصله وأجازه. حدث عَنْ الوزير أَبِي الفضل جعفر بْن الفُرات بْن حنْزَابَة. روى عَنْهُ ابنه عَبْد الحميد، وأبو الحَسَن بْن الطَّيّب الفارقيّ.
وقد وَزَرَ لصاحب ميافارقين أحمد بْن مروان.
ومن شِعره لمّا كَانَ مختفيا بالقاهرة والحاكم يطلب دمه، وقد كَانَ بمصر صبيٌّ أمرد يُضرب المثلُ بحُسنْه، وكان يشتهي أبو القاسم أن يراه، فأُخبِر بأنّه يسبح في الخليج، فخرج ليراه وغرَّرَ بنفسه، فنظر إِليْهِ وقال:
عُلمتُ منطقَ حاجبَيْه ... والبَيْنُ ينشر رايتيهِ
وعَرفتُ آثارَ النعيمِ ... بقُبلة في وجنتيهِ
ها قد رضِيتُ من الحياة ... بأسرها نظري إليهِ
ولقد أراه في الخليـ ... ـج يشقهُ من جانبيهِ
والموجُ مثلُ السيفِ وهـ ... ـو فرنده في صفحتيهِ
لا تشربوا مِن مائه ... أبدًا، ولا ترِدوا عليهِ
قد ذاب منه السحرُ في ... حركاتهِ من مُقلتيهِ
فكأنه في الموج قلـ ... ـبي بين أشواقي إليهِ
وله:
وكلّ أمرئٍ يدري مواقعَ رُشدهِ ... ولكنّه أعمي أسيرُ هواهُ
هوى نفسهِ يُعميهِ عَنْ قُبح عيبهِ ... وينظُرُ عَنْ فَهْمٍ عيوب سِواهُ
ابن النّجّار: أنشدنا الفَتْح بن عبد السلام، قال: أخبرنا جدي، قال: أنشدنا رزق الله التميمي، قال: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بْن عليّ المغربي لنفسه: [ص:295]
وما أمُ خشف خلَّفَتْه وبَكَّرَتْ ... لتُكسبه طَعْمًا وعادت إلى العُشِ
غدت تَرْتَعي ثمّ انْثَنَتْ لرضاعهِ ... فلم تلقَ شيئًا مِن قوائمه الحمشِ
فطافت بذاك القاع وَلْهًا فصادفتْ ... سِباع الفَلا نَهَشَتْه أيما نهشِ
بأوجعَ منّي يومَ ظلّت أناملٌ ... تودّعني بالدّرّ مِن شبك النقشِ
وأجمالهم تَحْدِي وقد لوح النَّوَى ... كأنّ مطاياهم عَلَى ناظري تمشي
وأعْجبُ ما في الأمر أنْ عشتُ بعدهُمْ ... عَلَى أنّهم ما خلَّفوا فيَّ مِن بطشِ
قَالَ مِهيار الديلمي: لما وزر أبو القاسم ابن المغربيّ ببغداد تعظم وتكبَّر ورَهِبَة النّاس، وانقبضتُ عَنْ لقائه، ثمّ خِفتُ فعملتُ فيه قصيدتي البائية، فدخلتُ فأنشدتهُ، فرفع طرْفَه إليّ وقال: اجلس أيها الشَّيْخ. فلمّا بلغت إلى قولي:
جاء بك الله عَلَى فترةٍ ... بآيةٍ مَن يَرها يعجبِ
لم تألفِ الأبصارُ مِن قَبْلها ... أن تَطْلُع الشمسُ مِن المغربِ
فقال: أحسنت يا سيّدي، وأعطاني مائتي دينار.
قلت: وكان جدُّهم يُلقب بالمغربيّ لكونه كَانَ كاتبًا عَلَى ديوان المغرب، وأصله بصْريّ.
قصد أبو القاسم فَخْرَ المُلك أبا غالب، وتوصَّل إلي أن وَزَرَ سنة أربع عشرة. وكان بليغًا مفَّوهًا مترسّلًا، يتوقَّد ذكاءً. ومن شِعْره:
تأمَّل مَنْ أهواهُ صُفرة خاتمي ... فقال حبيبي لِمْ تجنبتَ أحمَره؟
فقلت لَهُ: مِن أحمرٍ كَانَ لونُهُ ... ولكْن سَقَامي حل فيه فغيره
توفي في رمضان.
وقد ساق ابن خلّكان نَسَبَه إلى بِهرام جور، وقال: له " ديوان " شِعر، و" مختصر إصلاح المنطق "، وكتاب " الإيناس "، ومولده سنة سبعين وثلاثمائة، وحفظ كُتُبا في اللُّغة والنَّحْو. وكان يحفظ نحو خمسة عشر ألف بيت مِن الشِعر، وبرع في الحساب، وحصَّل ذَلِكَ وله أربع عشرة سنة، وكان مِن دُهاة العالم. هرب مِن الحاكم، فأفسد نيّات صاحب الرّمْلة وأقاربه على الحاكم، [ص:296] وسار إلى الحجاز، فأطمع صاحب مكّة في الحاكم وفي أخذ ديار مصر، وعمل ما قلق الحاكم منه وخاف على ملكه، وتوفي بميافارقين. وحُمل إلى الكوفة بوصيّةٍ منه، وله في ذَلِكَ حديث طويل، ودُفن في تُربة مجاورةٍ للمشهد المنسوب إلى عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
ومن شِعْره:
أقولُ لها والعيسُ تُحدجُ للسُّرَى: ... أَعِدّي لفَقْدي ما استطعتِ مِن الصبرِ
سأنفقُ ريعانَ الشبيبةِ آنِفا ... عَلَى طَلَب العلياءِ أو طلبِ الأجرِ
أليسَ مِن الخُسْران أنّ لياليا ... تمرُّ بلا نَفْعٍ وتُحسبُ مِن عمري؟
ومن شِعْره:
أرى النّاس في الدّنيا كَرَاعٍ تنكرتْ ... مراعيهِ حتّى لَيْسَ فيهنّ مرتعُ
فماءٌ بلا مَرْعَى ومَرْعَى بغيرِ ماء ... وحيثُ تَرَى ماءً ومَرْعَى فمسبعُ
وكتب إلى الحاكم:
وأنتَ وحسبي أنت تعلم أن لي ... لسانا إمام المجد يبني ويهدمُ
وليس حليمًا مِن تُقبل كفُّهُ ... فَيَرْضَى، ولكن مَن تُعض فيحلُمُ
ومن شِعْره:
قبورٌ ببغداد وطُوس وطَيْبةٍ ... وفي سُر مرا والغِريّ وكربلا
إذا ما أتاها عارفٌ بحقوقها ... ترحل عنها بالذي كان أملا(9/294)
328 - رباح بن علي بن موسى بن رباح، القاضي أبو يوسف البصْريّ. [المتوفى: 418 هـ]
سَمِعَ إبراهيم بْن عليّ الهُجيمي، وأحمد بْن محمد بْن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد بْن بَكْر الهِزاني، وسمع بدمشق، ومصر. روى عَنْهُ ابنه يوسف، وأبو القاسم التّنُوخيّ، وأبو خازم محمد بن الحسين الفراء، وآخرون.(9/296)
329 - زيد بْن عَبْد العزيز بْن مُقرن، أبو الحسين الأصبهاني. [المتوفى: 418 هـ]
توفي في المحرم.(9/296)
330 - طاهر بْن الحَسَن بْن إبراهيم، أبو محمد الهمذاني الجصّاص الزّاهد. [المتوفى: 418 هـ]
روى عَنْ محمد بْن يوسف بْن عُمَر الكِسائيّ البزّاز، والحسن بْن عليّ الصَّفّار؛ وهذا الكِسائيّ يروي عَنْ البَغَويّ شيئًا قليلًا.
روى عَنْ طاهر أبو مسلم بْن غَزْو، وحكى عَنْهُ جماعة مِن الصُلحاء، وكان كبير القدْر، صاحب كرامات. بالغ شِيرَوَيْه في تطويل ترجمته، وقال: سمعتُ أبا الحَسَن الصُّوفيّ يَقُولُ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ لطاهر الجصّاص مصنَّفات عدّة، منها: " أحكام المريدين " مشتمل عَلَى سبعة أجزاء، وكان يقرأ التّوراة، والإنجيل، والزَّبُور، والقرآن، ويعرف تفسيرها.
سُئل طاهر عَنْ التّوحيد فقال: أن يكون رجوع المرء إلى نفسه ونظره إِليْهِ اشدّ عَليْهِ مِن ضرب عُنقه.
وقال جعفر الأبهري: كان لطاهر الجصاص ثلاثمائة تلميذ كلّهم مِن الأوتاد.
وقال مكّيّ بْن عُمَر البّيع: سمعتُ محمد بْن عيسى يَقُولُ: صام طاهر الجصَّاص أربعين يومًا متواليات أربعين مرّة، وآخر أربعين عملها صامَ عَلَى قشر الدُّخن، فلفرط يبسه قرع رأسُه واختلط في عقله، ولم أرَ أكثر مجاهدةً منه.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ طاهر يذهب مذهب أهل الملامة.
وقال مكّيّ: سَمِعْتُ أبا سعد بْن زِيرَك يَقُولُ: حضرتُ مجلسا ذُكر فيه طاهر الجصَّاص، فبعضهم نسبه إلى الزَّنْدَقَة، وبعضهم نسبه إلى المعرفة. فلمّا كثرتِ الأقاويل فيه قلت: إنّ عيسى عَليْهِ السّلام كَانَ نبيا وافتتانُ النّاس بِهِ أكثر، وافِتتانُهُم بعيسى ضَرَّهم وما ضَرّه، وكذلك افتتان النّاس بطاهر يضرُّهم ولا يضرُّه.
قَالَ مكّيّ: حَضَرتْ امرأةٌ عنده فقالت: ألحَّ عَليْهِ بعض أصحابنا في [ص:298] إظهار العِلّة الّتي ترك بسببها اللّحْم والخُبز، فقال: إذا أكلتهما طالبتني نفسي بقُبلة أمردٍ مليح!
وسمعت منصورا الخيّاط الصُّوفيّ يَقُولُ: دخلت عَلَى طاهر الجصَّاص، فنظرت إِليْهِ وإلى اجتماع القمل في ثوبه، فسألته أن يعطيني فَرْوته لأغسلها وأفلّيها. قَالَ: عَلَى أن لا تقتل القمل. قلت: نعم. ثمّ حملتها إلى النَّهر، فلو كَانَ معي قفيز كنت أملؤه قملًا، فَكَنَسْتُهُ بالمِكْنَسة ونقيتهُ، فلمّا رَدَدْتُها عَليْهِ قَالَ: الحالتان عندي سواء، فإن القمل لا يؤذيني.
وقال شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ يوسف الخطيب يَقُولُ: دخلت عَلَى طاهر الجصَّاص ووضعت بين يديه تينا، فناولته تِينةً وقلت: أيُها الشّيخ اقطع هذه التّينة بأسنانك، ولم يبق في فمه سِن، فجعل يمصُّها ويَلُوكُها حتّى لانت وأمكنه قطعُها، فأكل نصفها، ووضع نصفها في فمي. فكأنّي وجدتُ في نفسي مِن ريقه ولُعابه. فبتُ تِلْكَ اللّيلة، فرأيت كأنّ آتٍ أتاني، فأخرج قلبي مِن جوفي مِن غير ألمٍ ولا وجع. فلما شاهدتُ قلبي كأنه قِنْديلٍ، فيه سبعةَ عشر سِراجا، فقال لي: هذا من ذلك اللُعاب.
سَمِعْتُ عَبْد الواحد بْن إسماعيل الُبُروجردي يَقُولُ: اشترينا شِواءً وحلْواء فأكلنا، ثمّ دخلنا عَلَى طاهر الجصَّاص فقلنا: نريد شيئًا نأكله. فقال: قوموا عنّي أكلتم الشواء والحَلْواء في السوق وتطلبون شيئا مِن عندي.
وكان طاهر يتكلَّم مِن كلام الملامة بأشياء لا بأس بها في الشَّرْع إذا فّتش، وقبرهُ يزار ويُعظم.(9/297)
331 - عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف، أبو عَبْد الرَّحْمَن المَعَافِريّ. قاضي بَلَنْسِيَّة، ويُلقب بحَيْدَرَة. [المتوفى: 418 هـ]
رَوَى عَنْ أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأَبِي بَكْر بن السليم، وأبي بكر ابن القوطية.
وكان إماما، ثقة، فاضلا، ذكره ابن خَزْرج، وحدَّث عَنْهُ أبو محمد بْن حزم، وقال: هُوَ مِن أفضل قاضٍ رَأَيْته دينًا وعقلا وتصاونا، مع حظّه الوافر مِن العلم.
تُوُفّي في رمضان.(9/298)
332 - عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد، أبو سعد الْجُرْجانيّ ثمّ النَّيْسابوريّ الواعظ. [المتوفى: 418 هـ]
كَانَ يَعِظ في مجلس المطرز، وحدَّث عَنْ أَبِي عَمْرو بْن نُجيد، وأبي الحَسَن السَّرَّاج، وطبقتهما. روى عَنْهُ أبو صالح المؤذن، وعُبيد الله الحسكاني.
كان حيّا فِي هذا العام.(9/299)
333 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدان، أبو القاسم القرشي النيسابوري السراج. [المتوفى: 418 هـ]
روى عن أبي العباس الأصم، وأبي منصور محمد بن القاسم الصبغي، ومحمد بْن سليمان البزاري، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وجماعة. روى عنه أبو بكر الخطيب، وعلي بن أحمد الأخرم المديني، وأبو صالح المؤذن، وعثمان المحمي، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة.
مات في صفر.
وكان إماما جليلا، ثقة كبير القدر فقيها. تفقه على الأستاذ أبي الوليد.(9/299)
334 - عبد الوهاب بن جعفر بن علي، أبو الحسين ابن الميداني، الدمشقي المحدث. [المتوفى: 418 هـ]
روى عَنْ أَبِي عليّ بْن هارون، وأحمد بْن محمد بْن عُمارة، وأبي عَبْد الله بْن مروان، والحسين بْن أحمد بْن أَبِي ثابت، وأبي بَكْر بْن أَبِي دَجَانة، وأبي عُمَر بْن فضالة، وخلْقٍ كثير بعدهم. روى عَنْهُ رشأ بْن نظيف، وأبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء، وأبو العبّاس أحمد بْن قُبَيْس المالكيّ، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
قَالَ الكتّانيّ: ذكر أبو الحسين أنّه كتب بمائة رطْل حِبر، وقد احترقت كُتبه وجدَّدها، وكان فيه تَسَاهُل، وقد اتُهم في ابن هارون.(9/299)
335 - عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن فاذُوَيْه، أبو عَبْد الرَّحْمَن الإصبهاني التّاجر. [المتوفى: 418 هـ]
مات في ذي الحجّة.(9/300)
336 - عليّ بن الحسن القاضي، أبو القاسم الهروي الداودي، [المتوفى: 418 هـ]
مصنف " التّفسير ".
روى عَنْ أَبِي تراب محمد بْن إِسْحَاق المَوْصِليّ، وعنه ابن أخته صاعد بْن سيّار.
تُوُفّي في ربيع الآخر، وروى أيضًا عَنْ الخليل بْن أحمد، والدارقطني.(9/300)
337 - عليّ بن عبيد الله ابن الشَّيْخ، أبو الحسن الدّمشقيّ. [المتوفى: 418 هـ]
روى عَنْ المظفَّر بن حاجب، وجُمح المؤذن، وأبي عمر بن فَضَالة. روى عنه عبد العزيز الكتاني، والسمان.(9/300)
338 - علي بن عبد الله بن يوسف الشيرازي، أبو الحسن الرشيقي. [المتوفى: 418 هـ]
توفي في ربيع الآخر.(9/300)
339 - فضلويه بن محمد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن فُضلويه، أبو نصر القزويني ثم النيسابوري المؤذن الإسكاف، [المتوفى: 418 هـ]
مؤذن مسجد المطرز.
شيخ مسن، به أدني طرش. حدث عَنْ أَبِي عثمان البصْريّ، وكان يُتّهم فيه. وعن الأصمّ، والطّرائفيّ، وأبي بَكْر بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وعَبْد الله بْن محمد الرّازيّ، وعنه أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزَكّيّ.
مات في جُمادى الأولى.(9/300)
340 - محمد بن أحمد بن خليفة، أبو الحسن التُّونسيّ الشّاعر الشهير، ويُلَقَّب بالصّرائريّ. [المتوفى: 418 هـ]
لَهُ شعرٌ كثير عَلَى نحو شِعر ابن الحَجّاج، وهَجْو، وقبائح. دخل مصر، ومات بالرّيف في هذا العام، وقد قارب السّتّين.(9/300)
341 - محمد بْن أحمد بْن عليّ بْن العبّاس، أبو بكر الخاموشي التاجر. [المتوفى: 418 هـ][ص:301]
نَّيْسابوريّ، تُوُفّي في ربيع الأوّل.(9/300)
342 - محمد بْن الحسين، أبو بَكْر البغدادي الخفّاف الورّاق. [المتوفى: 418 هـ]
عَنْ القَطِيَعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وطبقتهما.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عنه، وكان غير ثقة. يضع ويختلق الأسماء. قَالَ لي: احترقت مِن كُتبي ألف وثمانون مَنّا كلُّها سماعي!(9/301)
343 - محمد بْن زهير بْن أخطل، أبو بَكْر النَّسَائيّ، الفقيه الشّافعيّ. [المتوفى: 418 هـ]
رأس الشّافعيّة بَنَسَا وخطيبها.
رحل النّاس إِليْهِ للأخْذ عَنْهُ. سَمِعَ مِن الأصمّ، وأبي حامد بْن حسْنُوَيْه، وابن عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبي الوليد حسّان بْن محمد، وأبي سهل بْن زياد القطّان، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وعُمر دهرًا. روى عَنْهُ أبو صالح أحمد بْن عَبْد المُلْك المؤذّن.
تُوُفّي ليلة الفِطْر.(9/301)
344 - محمد بْن عليّ بْن إِسْحَاق، أبو منصور البغداديّ الكاتب. [المتوفى: 418 هـ]
حدَّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن مِقْسَم المقرئ، وأبي عليّ ابن الصّوافّ.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وسماعه صحيح.(9/301)
345 - محمد بْن محمد بْن أحمد بْن الرُّوزْبَهَان، أبو الحَسَن البغداديّ. [المتوفى: 418 هـ]
كَانَ يسكن بناحية نهر طابق. حدَّث عَنْ عليّ بْن الفضل السُّتُوريّ، وعثمان ابن السّمّاك، وجعفر الخُلدي، والنّجّاد.
قَالَ الخطَّيّب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. سمعتُ الصُّوريّ يَقُولُ: كَانَ هبة الله اللالْكَائيّ يُثني عَليْهِ إذا ذكره. تُوُفّي في رجب.
قلت: وروى عَنْهُ أبو القاسم بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ.(9/301)
346 - محمد بْن يوسف بن الفضل، أبو بَكْر الْجُرْجانيّ الشّالْنجيّ، القاضي المفتي. [المتوفى: 418 هـ][ص:302]
كَانَ عَليْهِ مَدَار الفتوى والتّدريس والإملاء والوعظ ببلده. سمع الكثير من أحمد بن الحسن بْن ماجه القَزْوينيّ، ونُعيم بْن عَبْد المُلْك الجُرجاني، ومحمد بْن حمدان، وابن عَدِيّ، وهذه الطّبقة.
ومات بجُرْجان عَنْ إحدى وتسعين سنة؛ روى عَنْهُ إسماعيل بْن مَسْعَدة الإسماعيليّ، وغيره. تُوُفّي في ذي القِعْدة، في ثامنه.(9/301)
347 - مروان بْن سليمان بْن إبراهيم بْن مَوْرقاط الغافقيّ. الإشبيلي. [المتوفى: 418 هـ]
روى عَنْ أَبِيهِ، وأحمد بْن عُبَادَة، وأبي محمد الباجي، ودخل إفريقية تاجرا فأدرك ابن أَبِي زيد.
وكان صدوقًا، صالحًا، مات في رمضان.(9/302)
348 - مُعاذ بْن عَبْد الله بْن طاهر البَلَويّ، أبو عَمْرو الإشبيلي. [المتوفى: 418 هـ]
روى عَنْ ابن القُوطيّة، والرباحيّ، وكان بارعًا في فنون الأدب، قديم الطّلب.(9/302)
349 - مَعْمر بْن أحمد بْن محمد بْن زياد، الشَّيْخ أبو منصور الإصبهاني الزّاهد، [المتوفى: 418 هـ]
كبير الصُّوفيّة بإصبهان.
سَمِعَ أبا القاسم الطبَرانيّ، وأبا الحَسَن بْن المُثَنَّى، وأبا الشَّيْخ، وابن المقرئ، وعلي بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز. وأملي عَنْهُمْ. روى عَنْهُ أبو طَالِب أحمد بْن محمد القُرشي الكُندلاني، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو مطيع، وآخرون.
مات في رمضان.
وله قصيدة منها:
لقد مات مِن يُوعى الأنامُ بعِلْمه ... وكان لَهُ ذِكر وصيتٌ فينفعُ
وقد مات حُفاظ الحديثِ وأهلهُ ... وممن دراه وهو في الناسِ مُقنعُ
أبو أحمد القاضي وقد كَانَ حافظًا ... ولم يكُ مِن أهل الضلالةِ يقنعُ
وكان أبو إِسْحَاق ممّن شهدتهُ ... يدرّس أخبارَ الرسول فيوسعُ [ص:303]
وثالثهم قُطبُ الزمانِ وعصرهُ ... أبو القاسم اللّخميّ قد كَانَ يبرعُ
ورابعهم كَانَ ابن حيَّان آخرًا ... ومات، فكيف الآن في العِلمِ نطمعُ؟
وكان ابن إسحاق ابن منده غائبا ... يسيح زمانًا وحده حيث يطلعُ
فرُد إلينا بعد دهر وبُرهة ... وقامت به الآثار والأمر أجمع
بقي وحده في عصره وزمانه ... يناطح آفات الزّمان ويدفعُ(9/302)
350 - مكّيّ بْن محمد بْن الغَمْر، أبو الحَسَن التّميميّ الدّمشقيّ الورّاق المؤدب. [المتوفى: 418 هـ]
مستملي القاضي المَيَانِجِيّ.
سَمِعَ منه، ومن أحمد بْن البرّاميّ، وجُمَح بْن القاسم، والفضل بْن جعفر، وابن أبي الرمرام، وخلْق كثير بعدهم. ورحل إلى بغداد، وسمع مِن القَطِيَعيّ، وأبي محمد بْن ماسيّ، وأبي بَكْر الورّاق.
روى عَنْهُ أبو عليّ الأهوازي، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بْن عليّ الحدّاد، ومحمد بْن عليّ المطرز، وإسماعيل بْن عليّ السّمّان، وأبو الحَسَن بْن صَصرى.
قَالَ الكتّانيّ: كان ثقة مأمونا، يورق للناس، وتوفي في رمضان سنة ثمان عشرة.
قال الأهوازي: سنة ثنتي عشرة.(9/303)
351 - هبة الله بْن الحَسَن بْن منصور، الحافظ أبو القاسم الرّازيّ الطَّبَريّ الأصل، المعروف باللالكائي، الفقيه الشّافعيّ، [المتوفى: 418 هـ]
نزيل بغداد.
تفقَّه عَلَى الشَّيْخ أَبِي حامد. وسمع بالرّيّ مِن جعفر بْن فناكيّ، وعلي بْن محمد القصّار، والعلاء بْن محمد، وببغداد مِن أَبِي القاسم الوزير، وأبي الطاهر المخلّص، فمن بعدهما.
قَالَ الخطيب: كَانَ يفهم ويحفظ، وصنَّف كتابًا في السُّنَّة، وكتاب " رجال الصّحيحين "، وكتابًا في السُنن، وعاجَلَتْه المَنَّية، وخرج إلى الدينور [ص:304] فمات بها في رمضان. حدَّثني عليّ بْن الحسين بن جدا العُكبري قَالَ: رَأَيْت هبة الله الطَّبَريّ في المنام، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي. قلت بماذا؟ قَالَ كلمة خفيّةً: بالسُّنَّة.
قلت: روى عَنْهُ كتاب " السُّنَّة " أبو بَكْر أحمد بْن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ، شيخ السلَفيّ.
قَالَ شُجاع الذُهلي: لم يُخرج عَنْهُ شيءٌ من الحديث إلا السنة.(9/303)
352 - يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم. أبو سعْد البزّاز. [المتوفى: 418 هـ]
مات في رمضان.(9/304)
353 - أبو الحسين بْن طباطبا العَلَويّ. [المتوفى: 418 هـ]
مصري، نبيل. قال الحبال: عنده الرازي فمن دونه.(9/304)
-سنة تسع عشرة وأربعمائة(9/305)
354 - أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن محمود، أبو بَكْر الثَّقَفيّ الإصبهاني الواعظ، [المتوفى: 419 هـ]
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ بها أبا سَعِيد عبد الوهّاب الرّازيّ، وأبا أحمد الحاكم، وأبا محمد الحَسَن بْن أحمد المُزَكّيّ. روى عَنْهُ أبو عَبْد الله الثَّقَفيّ في " الأربعين " لَهُ، وأبو بَكْر الخطيب.
تُوُفّي في جُمادى الأولى؛ قاله يحيى بْن مَنْدَهْ.(9/305)
355 - أحمد بْن عَبَّاس بْن أصْبَغ بْن عَبْد العزيز، أبو العبّاس الهمَدانيّ القُرْطُبيّ. [المتوفى: 419 هـ]
روى عن أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وجماعة. ثمّ حجّ وجاور، فكان مِن جلّة شيوخ الحرم، وبقي إلى هذا العام.(9/305)
356 - أحمد بْن محمد بْن منصور، أبو الحَسَين ابن العالي البُوشَنْجيّ، [المتوفى: 419 هـ]
خطيب بُوشَنْج.
سَمِعَ أبا أحمد عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبا سَعِيد محمد بْن أحمد بْن كثير بْن دَيْسَم، ومحمد بن علي الغيسقاني، وأبا بكر الإسماعيلي، ومحمد بن الحسن النَّيْسابوريّ السَّرَّاج، ومحمد بْن عَبْد الله بْن إبراهيم السَّليطيّ. روى عَنْهُ شيخ الإسلام أبو إسماعيل.
تُوُفّي في رمضان.
تفرّد ابن رُوزبة بجزءٍ مِن حديثه، وروى عَنْهُ أبو القاسم أحمد بْن محمد العاصِمي البوشَنْجيّ.(9/305)
357 - أحمد بن محمد بن الحسن، أبو الطّاهر الضّبّيّ الهَرَويّ. [المتوفى: 419 هـ]
روى عَنْ حامد بْن محمد الرّفّاء. روى عَنْهُ أبو إسماعيل الأنصاريّ، وأبو عَبْد الله العُميري.(9/306)
358 - إِسْحَاق بْن عَبْد الصمد ابن الخليفة القاهر بالله محمد ابن المعتضد العبّاسيّ. [المتوفى: 419 هـ]
تُوُفّي في ربيع الأوّل عَنْ قريبٍ مِن تسعين سنة؛ ورّخه هلال بْن المحسن.(9/306)
359 - الحَسَن بْن محمد بْن جعفر بْن جُبَارَة، أبو محمد الدّمشقيّ الضّرّاب، الجوهريّ. [المتوفى: 419 هـ]
روى عن خَيْثَمَة بْن سليمان، ومحمد بْن محمد بْن زكريّا البلْخيّ. روى عنه الكتاني، وأبو سعد السمان، وعلي الحنائي.
وجُبارة قيده ابن ماكولا.
مات في ربيع الأول؛ سمع من خيثمة مجلسا واحدا.(9/306)
360 - الحسن بن محمد بن جعفر السلماسي، أبو محمد. [المتوفى: 419 هـ]
عن الحسين بن محمد بن عبيد العسكري.
مات في صفر.(9/306)
361 - الحسين بن الحسن بن يحيى، أبو عبد الله العلوي الزيدي. [المتوفى: 419 هـ]
توفي بواسط في جمادى الآخرة. روى عَنْ أَبِي المُثنى محمد بْن أحمد الدهْقان الكوفيّ عَنْ الحَسَن بْن عليّ بْن عفّان، وكان مولده في سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة.
قال الخطيب: كان صدوقا. حدثنا عن أبي المثنى.(9/306)
362 - زكريّا بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حَمُّوَيْه، أبو يحيى البزّاز النّسّابة. [المتوفى: 419 هـ]
خُراساني. تُوُفّي في حدود سنة تسع عشرة تقريبًا.(9/306)
363 - شعيب بْن محمد بْن إبراهيم، أبو سعْد الشُعيبي البُوشَنْجيّ. [المتوفى: 419 هـ]
سَمِعَ أَبَاهُ، وإبراهيم المؤدب، وأبا عليّ الرّفّاء، وروى الكثير.
حدَّث عَنْهُ شيخ الإسلام.(9/307)
364 - عُبادة بْن عَبْد الله بْن محمد بْن عُبادة بْن أفلح الأنصاريّ، مِن وُلِد سعْد بْن عُبادة، الخَزْرَجي القُرطبي، الشّاعر المعروف بابن ماء السّماء، أبو بَكْر. [المتوفى: 419 هـ]
أخذ عَنْ أَبِي بَكْر الزُّبَيْديّ، وغيره. أخذ عَنْهُ الأدب غانم بْن وليد.(9/307)
365 - عَبْد الله بْن أحمد بْن محمد بْن عَبْد الله، أبو محمد المصاحفيّ. [المتوفى: 419 هـ]
خُراساني. تُوُفّي في شهر ذي الحجّة. وكان مجاورا بجامع نيسابور. نسخ ثمانمائة وثمانين مُصحفا؛ قَالَ عَبْد الغافر: حدَّثني مِن أثق بِهِ بذلك. ونسخ عدّة نُسخ مِن " تفسير أَبِي القاسم بْن حبيب "، وسمع مِن أبي الحسن ابن السراج، وأبي حفص الزيات البغدادي. روى عَنْهُ الحَسَن بْن أَبِي القاسم الصَّفّار، وأحمد بْن أَبِي سعْد بْن عليّ، وتوفي بنَيْسابور.(9/307)
366 - عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدوية، أبو محمد بْن أَبِي القاسم البُناني الثّابتيّ، [المتوفى: 419 هـ]
من وُلِد ثابت بْن أسلم التّابعيّ.
نَيْسابوريّ، حنفيّ. مِن مجاوريّ الجامع، كثير الحديث. حدَّث عَنْ الأصمّ، وطبقته، ولقي أبا الطَّيّب المتنّبي، وسمع من شعره. روى عنه محمد بن يحيى المُزَكّيّ.(9/307)
367 - عَبْد الله بْن محمد بْن سليمان، أبو محمد ابن الحاجّ القُرْطُبيّ، المقرئ. [المتوفى: 419 هـ]
كَانَ مجودًا طيّب الصّوت بمرّة، صالحًا، لَهُ شِعرٌ حسن، وأخذ الحديث [ص:308] عَنْ جماعة، وله مصنفٌ كبير في الزُّهْد. تُوُفّي شابًا، وقد روى عَنْ مكّيّ بْن أَبِي طَالِب.(9/307)
368 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المَرْزُبان بْن مَنْجَوَيْه، أبو القاسم الإصبهاني. [المتوفى: 419 هـ]
مات في رجب.(9/308)
369 - عَبْد المحسن بْن محمد بْن أحمد بن غالب، أبو محمد الصُّوريّ [المتوفى: 419 هـ]
الشّاعر المشهور.
كَانَ شاعرًا محسنًا، بديع القول. روى عنه شِعره محمد بْن عليّ الصُّوريّ، ومبشّر بن إبراهيم، وسلامة بْن الحسين. وحكى عَنْهُ أبو نصر بْن طلاب، وله:
بالذي أَلهم تعـ ... ذيبي ثناياك العِذابا
ما الذي قالته عيـ ... ناك لقلبي فأجابا؟
قَالَ أبو الفتْيان بْن حَيُّوس: هما أغزل ما أعلم، وأغزل مِن قول جرير حيث يَقُولُ:
إنّ العُيون الّتي في طَرْفها مَرَضٌ
ولعبد المحسن:
وتُريك نُفسك في مُعَانَدَة الهوى ... رُشدا ولستِ إذا فعلتَ براشدِ
شَغَلَتْك عَنْ أفعالها أفعالُهُم ... هلا اقتصرتَ عَلَى عدوٍّ واحدِ؟(9/308)
370 - عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بْن العبّاس، أبو سهل الشُّرُوطيّ الحنفيّ. [المتوفى: 419 هـ]
خُراساني، مات في ذي الحجّة، وروى عَنْ ابن نُجيد، وبِشْر بْن أحمد، وأبي محمد السمذي، وعنه أبو صالح المؤذّن.(9/308)
371 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يوسف، أبو محمد بن مشماس الهمداني الدمشقي. [المتوفى: 419 هـ]
حدث " بصحيح الْبُخَارِيّ " عَنْ أَبِي زيد المَرْوَزِيّ، وحدَّث عَنْ عليّ بْن يعقوب بْن أَبِي العَقِب، والحسين بْن أحمد بْن أَبِي ثابت. روى عَنْهُ عليّ بْن الخَضِر، وأبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعلي بْن محمد بْن شُجاع، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان. قاله الكتّانيّ، وقال: سمّعه أَبُوهُ الحديث، ولم يكن الحديث مِن شأنه.(9/309)
372 - عَبْد الواحد بْن أحمد بْن الحسين، أبو الحسن العُكبري، المعدّل. [المتوفى: 419 هـ]
حدَّث عَنْ أحمد بْن سلمان النّجّاد، وجعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وعدّة. روى عَنْه ابن أخيه أبو منصور محمد بْن محمد بْن أحمد، وكان صدوقًا يتشيّع؛ قاله الخطيب.(9/309)
373 - علي بْن أحمد بْن محمد بْن دَاوُد، أبو الحَسَن البغداديّ الرزاز. [المتوفى: 419 هـ]
سمع عثمان ابن السّمّاك، وأبا بَكْر النّجّاد، وعبد الصّمد بْن عليّ الطّسْتيّ، وأبا سهل بْن زياد، والخُلْديّ، وأبا عُمَر الزّاهد، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر، وميمون بْن إِسْحَاق، ودَعْلَج بْن أحمد، وقرأ القرآن لحمزة عليّ أَبِي بَكْر بْن مِقْسَم، عَنْ قراءته عَلَى إدريس بْن عَبْد الكريم.
قرأ عَليْهِ عَبْد السّيّد بْن عَتّاب، وغيره، وحدَّث بالكثير، وكُفّ بَصَرُهُ في آخر عُمره، وكان لَهُ حانوت في الرّزّازين.
قَالَ الخطيب: وكان كثير السَّماع والشّيوخ: وإلى الصدق ما هُوَ شاهدتُ جزءًا مِن أصوله مِن أمالي ابن السّمّاك، في بعضها سماعه بالخطّ العتيق، ثمّ رَأَيْته قد غُيّر بعد وقتٍ وفيه إلحاق بخط جديد، ولد سنة خمس [ص:310] وثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
قلت: وروى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو بَكْر الطّريثيثيّ، وجماعة.(9/309)
374 - عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن الْحَسَن بْن محمد بن هارون بن عصام ابن الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر بْن الحسين، أبو الحسن الخُزَاعيّ الطّاهريّ المحدث. [المتوفى: 419 هـ]
سَمِعَ مِن أَبِي بحر بْن كوثر، وعيسى الرُّخجي، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وأحمد بْن جعفر بْن سَلْم، ويحيى بْن وَصِيف، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، فمن بعدهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان دينًا، صالحًا، ثقة، تُوُفّي في ربيع الآخر.(9/310)
375 - علي بن محمد بن عبد الله بن آزاذ مرد، أبو القاسم الفارسيّ. [المتوفى: 419 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر الشافعي، وحامدا الرفاء، وحبيبا القزاز، وعثمان بن سنقة، وعدّة، وسكن مصر؛ روى عَنْهُ القاضي القُضاعيّ، والحسين بْن عليّ بْن حَجّاج النَّحْويّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال وقال: مات في رمضان.(9/310)
376 - عليّ ابن المقرئ أَبِي عَدِيّ عَبْد العزيز بْن عليّ بن محمد بن إسحاق بن الفرج ابن الإمام، أبو الحَسَن الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 419 هـ]
محدّث ابن محدّث، أرِخّه الحبّال.(9/310)
377 - عُمَر بْن أحمد بْن محمد بْن حسْنُوَيْه، أبو حفص الإصبهاني الزَّعْفرانيّ. [المتوفى: 419 هـ]
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
قَالَ يحيى بْن مَنْدَهْ: صالح، ورِع، صاحب سُنّه وصلابة. ضربه إسماعيل بن عباد بالسياط في السوق بسبب ذمه الاعتزال. له عقب بإصبهان. حدث عن أَبِي أحمد العسّال، وأحمد بْن مَعْبَد، والطبَرانيّ، وأبي إِسْحَاق بْن حمزة.(9/310)
378 - مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عُمَر بْن حفص، المحدث أبو بَكْر بْن أَبِي عليّ الهمَدانيّ الذَّكْوانيّ الإصبهاني المعدّل. [المتوفى: 419 هـ]
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: وُلِد سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة وشهد، وحدَّث ستّين سنة، وسمع بمكّة، والبصرة، والأهواز، والرّيّ، وجَمَع وصنَّف الشّيوخ. حسن الخُلُق، قويم المذهب، تُوُفّي في غُرّة شَعْبان. ثمّ ذكر بعض شيوخه.
قلت: روى عن عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد بْن الحَسَن الكِسائي، وأبي أحمد العسّال، ومحمد بن القاسم العسّال، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن كُوشيذ، ومحمد بْن يحيى بْن بَحْرَوَيْه، وأحمد بْن مَعْبَد السمسّار، وأحمد بْن محمد بْن يحيى القصّار، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، وإبراهيم بْن محمد بْن حمزة، وعبد الله بْن الحَسَن بْن بُنْدار المَدِينيّ، وأبي الشَّيخ وعاتكة بِنْت أَبِي بكر بن أبي عاصم الأصبهانيين، والطبراني، والجعابي بإصبهان، وأبي بَكْر الآجُرّيّ، وإبراهيم بْن محمد بن إبراهيم الديبلي بمكّة، وفاروق بْن عَبْد الكبير الخطّابيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن عبّاد التّمّار، وأحمد بْن القاسم بْن الرّيّان اللُّكّيّ بالبصرة.
روى عَنْهُ أبو صادق محمد بْن أحمد بْن جعفر الفقيه، وأبو بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن مَرْدُوَيْه، وإسماعيل بْن عليّ السَّيْلَقي، وأبو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد السمسار، وأبو حفص عمر بن حسن بن محمد بن أحمد بْن سُلَيْم، وعلي بْن الفضل اليَزْديّ، والفضل بن محمد الحدّاد أخو أَبِي الفتح الحدّاد، وأبو أحمد فَضْلان بْن عثمان القَيْسيّ، وأبو العلاء محمد بْن عَبْد الجبّار الفُرساني؛ شيوخ ابن سِلَفَة الحافظ.
وله مُعْجَم رواه عَبْد الرّحيم بْن الطُّفَيل.(9/311)
379 - مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن صُمادح، أبو يحيى التُّجَيْبِيّ الصُّمَادِحيّ السَّرَقُسْطيّ. [المتوفى: 419 هـ]
قَالَ الأبّار: كَانَ واليا على مدينة وَشْقَة، ثمّ تخلّي عَنْهَا لابن عمه منذر [ص:312] ابن يحيى، وله مختصر في غريب القرآن يدّل عَلَى فضله ومعرفته. روى عَنْهُ ابنه الأمير معْن صاحب المَرِيّة. غرق أبو يحيى هُوَ وأهل مركبه في جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرة رحمهم الله.(9/311)
380 - محمد بْن عَبْد الله الرّباطيّ، أبو بَكْر. [المتوفى: 419 هـ]
قِيلَ: تُوُفّي فيها، وقيل: سنة عشرين كما سيأتي.(9/312)
381 - محمد بْن عَبْد الباقي، أبو بكر المصري الجبان الرجل الصالح. [المتوفى: 419 هـ]
أرّخه الحبّال.(9/312)
382 - مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن حِيد بْن عَبْد الجبّار، أبو بَكْر الجوهريّ الصَّيْرفيّ العدْل الغازي. [المتوفى: 419 هـ]
مِن رؤساء نَيْسابور، وإليهم يُنْسب قصر حِيد. وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. سَمِعَ مِن أبي العبّاس الأصمّ، وإسماعيل بْن نُجَيْد. روى عَنْهُ حفيده منصور بْن بَكْر بْن محمد شيخ شهدة.
تُوُفّي في رجب.
وممّن روى عَنْهُ أبو صالح المؤذّن، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي.(9/312)
383 - محمد بن عمر بن يوسف، أبو عَبْد الله ابن الفخار القرطبي المالكي الحافظ [المتوفى: 419 هـ]
عالم الأندلس في عصره.
روى عَنْ أبي عيسى اللَّيْثّي، وأبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة. وحج وجاور بالمدينة وأفتى بها، فكان يفخر بذلك. تفقه بأبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي. وسمع بمصر.
وكان إماما بارعا زاهدا ورعا متقشفا، من أهل العلم والذكاء والحفظ، عارفا [ص:313] بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء. يحفظ " المدونة " حفظا جيدا، و" النوادر " لابن أبي زيد، وقد أريد على الرُّسلية إلى البربر فأبى، وقال: إنّي فيَّ جفاء وأخاف أن أؤذى. فقال الوزير: رجلٌ صالح يخاف الموت! قَالَ: إنْ أخَفْه فقد خافه أنبياء الله؛ هذا موسى حكى الله عَنْهُ أنّه قَالَ: " {ففررتُ مِنكُمْ لما خِفْتُكُمْ} ".
قَالَ ابن حيّان: تُوُفّي الفقيه المشاور، الحافظ المستبحر الرواية البعيد الأثر، الطّويل الهجرة في طلب العِلم، الناسك المتقشف أبو عبد الله ابن الفخّار بمدينة بَلَنْسِية في عاشر ربيع الأوّل، فكان الحَفْل في جنازته عظيمًا، وعاين النّاسُ فيها آيةً مِن طيور أشباه الخُطّاف، وما هِيَ بها، تخلَّلت الْجَمْع رافّةً فوق النَّعْش جانحةً إليه مُشِفّةً، لم تفارقْ نَعْشَه إلى أن وُورِيَ فتفرّقت. عاين النّاسُ منها عَجَبًا تحدَّثوا بِهِ وقْتًا، ومكث مدّةً ببلنسيةُ مُطاعا عظيم القدْر عند السّلطان والعامّة، وكان ذا منزلة عظيمة في الفِقْه والنُّسُك، صاحب أنباءٍ بديعة رحمه الله.
وقال جُماهر بْن عَبْد الرحمن: صلى عَلَى ابن الفخّار الشيّخ خليل التّاجر ورفرفت عَليْهِ الطَّير إلى أن تمّت مواراته.
وكذا ذكر الحسن بن محمد القُبُّشي مِن خبر الطّيور، وزاد: كَانَ عُمره نحو الثّمانين سنة، وكان يقال إنّه مُجَاب الدّعوة، واختُبِرَتْ دعوتُهُ في أشياء.
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: تُوُفّي في سابع ربيع الأول عن ست وسبعين سنة، وهو آخر الفقهاء الحُفّاظ الرّاسخين العالِمين بالكتاب والسُّنَّة بالأندلس رحمه الله.
وقد ذكره عياض القاضي فقال: أحفظ النّاس، وأحضرهم عِلْمًا، وأسرعهم جوابًا، وأوقفهم عَلَى اختلاف الفُقهاء وترجيح المذاهب، حافظًا للأثر، مائلًا إلى الحجّة والنَّظَر. فرّ عَنْ قُرْطُبَة إذْ نَذَرَت البربرُ دمَه عند غَلَبَتهِم على قرطبة. [ص:314]
فأما أبو عبد الله بن الفخار المالقي الحافظ، فيأتي سنة تسعين وخمسمائة.(9/312)
384 - محمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد، أبو الحَسَن البزّاز [المتوفى: 419 هـ]
شيخ بغداد.
ولد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وسمع مِن إسماعيل الصَّفّار ومحمد بْن عَمْرو الرّزّاز، وعمر بْن الحَسَن الأُشْنانيّ، وهو آخر من حدث عنهم؛ وعثمان ابن السّمّاك، وجعفر الخُلْديّ، والنجاد.
قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقا، أثني عليه أبو القاسم اللالكائي. وكان جميل الطريقة، له أُنسةٌ بالعلم ومعرفة بشيء من الفقه على مذهب أهل العراق. مات في ربيع الأول. قال: وبلغني أنّه لم يكن لَهُ كَفَن.
قلتُ: روى عَنْهُ عليّ بْن طاهر بْن الملقّب المَوْصِليّ، والحسين بْن عليّ بْن البُسْريّ وعلي بْن الحسين الرَّبَعيّ، وعليّ بْن محمد بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ، وجماعة آخرهم عليّ بْن أحمد بن بيان الرزاز، شيخ ابن كليب.(9/314)
385 - ناصر بْن مهديّ بْن الحسن، السّيّد أبو محمد العلويّ النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 419 هـ]
روى عَنْ أبي الحسين الحجاجي، وأبي علي محمد بن علي ابن السقا الإسفراييني الحافظ، وأبي عَمْرو بْن حمدان. وعنه أبو صالح المؤذّن، وغيره.
توفي في رمضان.(9/314)
386 - الهَيذام بْن عُمَر بْن أحمد بْن الهَيْذَام الأصبهاني الضراب. [المتوفى: 419 هـ]
في صفر.(9/314)
387 - يحيى بْن عُمَر، أبو الحَسَن الدّعّاء المقرئ، المعروف بالشّارب. [المتوفى: 419 هـ]
سَمِعَ مِن عَبْد الباقي بْن قانع، وحامد الرّفّاء. [ص:315]
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة مشهورًا بالسُّنَّة.(9/314)
388 - يعيش بْن محمد بْن يعيش، أبو بَكْر الأَسَديّ الطُّلَيْطُليّ. [المتوفى: 419 هـ]
روى عَنْ أَبِيهِ، ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وكان مِن كبار الفقهاء، ولي القضاء ببلده والرياسة.(9/315)
-سنة عشرين وأربعمائة.(9/316)
389 - أحمد بْن طلحة بْن أحمد بْن هارون، أبو بَكْر البغداديّ المنُقَيّ الواعظ. [المتوفى: 420 هـ]
سَمِعَ أبا بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وابن بريه الهاشمي، روى عنه الخطيب، وقال: كَانَ ثقة مستورًا، مات في ذي الحجّة.
وآخر مِن روى عَنْهُ ابن البَطِر.(9/316)
390 - أحمد بْن عَبْد القادر بْن سَعِيد، أبو عُمَر الأُمويّ الإشبيليّ. [المتوفى: 420 هـ]
أخذ عَنْ أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ، وحَكَم بْن محمد القَيْروانيّ، ومحمد بن الحارث الخُشني، وسمع من أبي علي القالي يسيرا.
وكان عارفا بالنحو والشعر، وله كتاب الوثائق وعللها سماه " المحتوى " في خمسة عشر جزءا. حدث عنه أبو محمد بن خزرج.(9/316)
391 - أحمد بن علي بن أحمد بن حماد، أبو العباس الجُرجاني، المقرئ، المعروف بالخراز. [المتوفى: 420 هـ]
سمع من المحدث أحمد بن الحسن بن ماجه في سنة تسع وأربعين بقراءة الإسماعيلي. وحدث، وسمع منه خلْق بجُرْجان.
وكان رجلًا صالحًا، مات في ذي القِعْدة.(9/316)
392 - أحمد بْن علي بن الحسن بن الهيثم، أبو الحسن ابن البَادا البغداديّ. [المتوفى: 420 هـ]
سَمِعَ أبا سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع، ودَعْلَج بْن أحمد، وابن بُرَيْه، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، مِن أهل القرآن والأدب والفقه عَلَى مذهب [ص:317] مالك. كتبتُ عَنْهُ، ومات في ذي الحجّة.(9/316)
393 - أحمد بن علي، أبو العباس المنبجي، ثمّ الرَّقّيّ المقرئ. [المتوفى: 420 هـ]
قرأ القرآن عَلَى نظيف بن عبد الله الكِسروي، وغيره.
قال أبو عمرو الداني: كان ثقةً ضابطا. عُمر عمرا طويلًا وتُوُفّي بالرَّقَّة بعد العشرين، وقد بلغ التسعين أو زاد عليها(9/317)
394 - أحمد بْن محمد بْن عفيف، أبو عُمَر الأُمويّ القُرطبي. [المتوفى: 420 هـ]
شرع في السّماع سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة، واستوسع في الرّواية والجمع والإتقان، وحدَّث عَنْ يحيى بْن هلال، ومحمد بْن عُبَيْدون، ومحمد بْن أحمد بْن مِسور، وعُنِيَ بالفقه، وبرع في الشُّروط ثمّ مال إلى الزُّهْد والوعظ، فوعظ النّاس، ولقَّن القرآن، وقصَده الصُّلحاء والطّالبون، فبيّن لهم الطّريق، وكان يغسّل الموتى، وصنَّف في تغسيلهم كتابًا، وصنَّف كتابًا في آداب المعلّمين، وصنَّف في أخبار القُضاة والفُقهاء بقُرْطُبَة كتابًا.
ولمّا وقعت الفتنة بقُرْطُبَة قصد المريّة فأكرمه صاحبُها خَيْران الصَّقْلبيّ وأدناه، وولاه قضاء لُورقةَ، فاستوطنها حتّى توفي في ربيع الآخر.
روى عَنْهُ حاتم بْن محمد، وأبو العبّاس العُذري، وطاهر بْن هشام، وغيرهم.(9/317)
395 - أحمد بْن محمد بن القاسم بن محمد بْن بِشْر بْن درسْتُوَيْه بْن يزيد، أبو الحسين الفارسيّ الفَسَويّ ثمّ الْبُخَارِيّ. [المتوفى: 420 هـ]
وُلِد سنة أربعين. وروى عَنْ أَبِي بَكْر بْن يزداد، وخَلَف الخيّام، وأبي بكر بن سعد، والقفال الشاشي.
توفي في ربيع الأول ببخارى.(9/317)
396 - أحمد بن محمد بن الحسن بن المظفر، أبو طالب، [المتوفى: 420 هـ]
ولد الأديب أبي علي الحاتمي.
كان شاعرا محسنا، وله " ديوان ". روى عنه ابنه مسعود، ومحمد بن وِشاح الزينبي.(9/317)
397 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين، أبو إسحاق الحنائي الدمشقي. [المتوفى: 420 هـ]
روى عَنْ عَبْد الوهاب الكِلابي، وسمع بمصر مِن أبي محمد ابن النَّحَّاس. روى عَنْهُ أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتاني.
وهو أخو علي وإبراهيم.(9/318)
398 - الحَسَن بْن عليّ بْن العبّاس بْن الفضل بْن زكريّا بْن يحيى بْن النَّضْر، أبو علي النضرويي الهَرَويّ الحافظ. [المتوفى: 420 هـ]
سَمِعَ محمد بْن عَبْد الله بن خميرويه، وزاهر بْن أحمد، ومحمد بْن أحمد بْن حمزة، وجماعة، وعنه عَبْد الواحد المُليحي، ومحمد بْن عليّ العُميري.(9/318)
399 - الحَسَن بْن محمد بْن أحمد بْن عُمَر، أبو بِشْر القُهُندُزي المُزَكّيّ. [المتوفى: 420 هـ]
روى عَنْ أَبِي بحر البَرْبَهاريّ، ومحمد بْن حَيَّوَيْهِ الكُرجي، وعنه صاعد بن سيار، ومحمد بن علي العميري.(9/318)
400 - الحسين بن عبد الله بن أبي عَلَّانة البغدادي. [المتوفى: 420 هـ]
سمع أبا بكر الشافعي، والقطيعي، وعدة.
وعنه الخطيب، وقال: سماعه صحيح إلا أنّه ساقط المروءة.(9/318)
401 - سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن عَبْد اللَّه بْن محمد، أبو سهل النيليّ، [المتوفى: 420 هـ]
أخو الأستاذ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن.
رَجُل جليل نَحْويّ، فقيه شافعيّ، شاعر، إمام في الطّبّ متبحّر فيه بمرة، ثقة في الحديث. روى عَنْ أَبِي عَمْرو بْن حمدان، وأبي أحمد الحافظ.
ومات فجاءةً عن سبع وستين سنة.(9/318)
402 - صالح بْن مِرداس الكلابيّ، أسد الدّولة. [المتوفى: 420 هـ]
كَانَ مِن عرب البادية، فقصد حلب وبها مرتَضَى الدولة بن لؤلؤ نائبا [ص:319] للخليفة الظاهر ابن الحاكم العُبَيْديّ، فانتزعها منه في سنة سبْعٍ عشرة وأربعمائة، وتملكها ورتب أمورها. فسار مِن مصر لحربه أمير الجيوش الدزْبَريّ، وكانت الوقعة بالأُقْحُوانة. ثمّ انْجَلت الوقعة عَنْ خلْقٍ كثير مِن القتلى منهم صالح، وهو أوّل مِن ملك حلب مِن بني مرداس.
قُتل في جُمادى الْأولى.(9/318)
403 - عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه، أبو محمد البُناني النيسابوري الحُرْضيُّ، الرجل الصّالح. [المتوفى: 420 هـ]
سَمِعَ مِن دَعْلَج، وأبي بَكْر الشّافعيّ ببغداد، وذكر أنّه لقى الأصمّ، وسمع منه شيئًا يسيرًا، وسمع بجُرْجان مِن محمد بْن أحمد بْن إسماعيل الصّرّام وحدَّث عَنْهُ. سَمِعَ منه، أبو الفضل الفَلَكيّ والمشايخ.(9/319)
404 - عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَلِيِّ بْن مهْرة، أبو محمد الأصبهاني المؤدب. [المتوفى: 420 هـ]
في جمادى الأولى، روى عَنْ الطبَرانيّ.(9/319)
405 - عَبْد الجبّار بْن أحمد، أبو القاسم الطَّرَسُوسيّ المقرئ. [المتوفى: 420 هـ]
صدْر الإقراء في وقته بمصر؛ قرأ عَلَى أَبِي عَدِيّ عَبْد العزيز بْن الفَرَج، وأبي أحمد عَبْد الله بْن الحسين السّامرّيّ. قرأ عَليْهِ أبو الطّاهر إسماعيل بن خلف مصنف " العنوان " بجميع ما في " العنوان ".
تُوُفّي في غُرّة ربيع الآخر.
وله كتاب " المُجتنى في القراءات "، وآخر من روي سَمِعَ مِنه أبو الحسين يحيى بْن البيّاز، لكنه متهم.(9/319)
406 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، أبو أحمد المَرْوَزِيّ الشّيِرنَخْشِيريّ، الفقيه المحدث. [المتوفى: 420 هـ]
سَمِعَ عبد الله بن الحسين النضري، وببغداد محمد بْن المظفَّر الحافظ [ص:320] وأملى بمرْو وهَراة. روى عَنْه عَبْد الواحد المليحيّ، وابنه أبو عطاء وعطاء القرّاب. أخذ مذهب الشّافعيّ عَنْ أَبِي زيد الفاشانيّ، وصار مِن أئمّة المذهب.(9/319)
407 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن القاسم بْن معروف بْن حبيب، أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشّيخ العفيف. [المتوفى: 420 هـ]
قرأ لأبي عَمْرو على أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك، وحدَّث عَنْ إبراهيم بْن أَبِي ثابت، والحسن بْن حبيب الحصائري، وخيثمة، وابن حذلم، وجعفر بن عدبس، وأحمد بْن محمد بْن عُمارة اللَّيْثّي، وأحمد بْن سليمان بْن زبّان الكِنْديّ، ثمّ قطع التّحديث عَنْهُ لمّا علم ضَعْفَه.
روى عَنْهُ رشأ بْن نظيف، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز بْن أحمد الكتّانيّ، وأبو القاسم الحِنَّائيّ، وأبو نصر بن طلاب، وأبو القاسم بن أَبِي العلاء، وخلْق كثير آخرهم موتًا عَبْد الكريم بن المؤمل الكفرطابي.
وكان مولده في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
قَالَ أبو الوليد الحَسَن بْن محمد الدَّرْبَنْديّ: أخبرنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بدمشق بقراءتي، وكان خيرًا مِن ألفٍ مثله إسنادًا وإتقانًا وزُهدا مَعَ تقدُّمه. ثمّ ذكر عَنْهُ حديثًا.
وقال رشأ بْن نظيف: قد شاهدتُ ساداتٍ، ما رَأَيْت مثل أَبِي محمد بْن أَبِي نصر، كَانَ قُرَّة عَيْن.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا ابن أبي نصر في جُمَادَى الآخرة، فلم أرَ جنازة كانت أعظم منها. كَانَ بين يديه جماعة مِن أصحاب الحديث يهلّلون ويُكبرون ويُظْهرون السُّنَّة، وحضر جنازته جميع أهل البلد حتّى اليهود والنّصارى، ولم ألقَ شيخًا مثله زُهدا وورعا وعبادةً ورياسة، وكان ثقةً عَدْلًا، مأمونًا، رضَيً، وكان يُلقب بالعفيف، وكانت أُصوله حِسانا بخطّ ابن فُطَيْس، والحلبي. وقد جمع له أبو العباس بن السمسار طرق من روى عن جابر " نعم الإدام الخل ".
قلت: آخر من روى حديثه بعُلُو كريمة القُرَشيّة مثل " مُسند ابن عمر " [ص:321] لابن أميّة، وحديث ابن أبي ثابت.(9/320)
408 - عَبْد الرحيم بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكُتامي الفقيه المالكيّ، أبو عَبْد الرَّحْمَن السَّبْتيّ، ويُعرف بابن العجوز. [المتوفى: 420 هـ]
قَالَ القاضي عِياض: كَانَ مِن كبار قومه كتامة، وإليه كانت الرحلة بالمغرب. وعليه كانت تدور الفَتْوى، وفي عَقِبه أئمّة نُجباء. لازم أبا محمد بْن أَبِي زيد، وأخذ عَنْ أَبِي محمد الأصيلي، وغيره. روى عَنْهُ قاسم المأمونيّ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وإبراهيم بْن يعقوب الكَلاعيّ، وجماعة. أخذ النّاس عَنْهُ بسَبْتَةَ عِلما كثيرًا.
وقال أبو محمد بن خزرج: أجاز لي سنة ثمان عشرة، وتُوُفّي بعد ذَلِكَ بنحو عامين، وولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.(9/321)
409 - عبد الصمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عيسى، أبو الفضل العاصمي البلخي. [المتوفى: 420 هـ](9/321)
410 - عَبْد الواحد بْن محمد بْن أحمد بْن جعفر بن منير، أبو محمد المنيري الجُرجاني العدْل الصّالح. [المتوفى: 420 هـ]
سَمِعَ أبا أحمد بْن عَدِيّ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، وبنَيْسابور أبا أحمد الحاكم، وببغداد أبا الحسين بْن المظفَّر، وبالشّام محمد بْن عليّ السّاويّ.
قَالَ عليّ بْن محمد الزبحي: سَمِعْتُ منه.
قلت: تُوُفّي في رمضان.(9/321)
411 - عُبَيْد الله بْن النَّضْر بْن محمد بْن أحمد بْن محمد، أبو أحمد المحْميّ النَّيْسابوريّ. [المتوفى: 420 هـ]
مِن بيت الرياسة والحشمة. سَمِعَ أبا عليّ الرّفّاء، وأبا عَمْرو بْن مطر، وهارون بْن أحمد الأسْتراباذيّ. روى عَنْهُ أبو صالح المؤذّن، وأبو القاسم عُبَيْد الله بْن أَبِي محمد الكُزْبُريّ. [ص:322]
وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.(9/321)
412 - عَلِيّ بْن أحْمَد بْن محمد بْن الحُسين، أبو الحَسَن الخَرْجانيّ الإصبهانيّ. [المتوفى: 420 هـ]
سَمِعَ بالبصرة إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ. روى السلَفيّ عَنْ أصحابه: إسماعيل بْن علي السيلقي، وروح بن محمد الراراني، وعمر بْن حسن بْن سُليم المعلّم، وغيرهم، وابن أشْتَة. ومن شيوخه أبو إِسْحَاق بْن حمزة الحافظ.
وخَرْجان: محلَّةٌ بإصبهان، بالخاء المُعْجَمة ثمّ الجيم، واختُلِف في فتح أوّله وضمّه.
وهذا الرجل يُعرف بابن أَبِي حامد.
قَالَ الخطيب: كتب إلي بالإجازة بما يصّح عندي من حديثه.
وسمع بمكة مِن إبراهيم بْن أحمد بْن فراس، وسمع ببلدة مِن أَبِي أحمد العسّال، ومن آخر مَن روى عَنْهُ أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن مردويْه.
تُوُفّي سنة عشرين، وقيل: في سنة إحدى وعشرين ببراب.(9/322)
413 - علي بن الحسين بْن دُوما البغداديّ النعَاليّ، [المتوفى: 420 هـ]
أخو الحَسَن.
قَالَ الخطيب: مات نحو سنة عشرين، سَمِعَ مِن أحمد بْن عثمان الأدَميّ، وحمزة الدهْقان، وبكّار بْن أحمد المقرئ. كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة.(9/322)
414 - عليّ بْن عيسى بْن الفَرَج، أبو الحَسَن الرَّبَعيّ البغداديّ النَّحْويّ. [المتوفى: 420 هـ]
درس النحْو عَلَى أَبِي سَعِيد السيرافيّ ببغداد، وعلي أَبِي عليّ الفارسيّ بشِيراز، ولزِمه. وبَلَغَنَا أنّ أبا عليّ قَالَ: قولوا لعليّ البغداديّ: لو سِرت مِن الشَّرق إلى الغرب لم تجد أنْحَى منك.
وكان قد واظبه بضْع عشرة سنة.
وقد صنَّف شرحًا للإيضاح لأبي عليّ، وشرحًا " لمختَصر الْجَرْمي ".
وتُوُفّي في المحرَّم، وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، [ص:323] وعاش اثنتين وتسعين سنة. اشتغل عَليْهِ خلْق.(9/322)
415 - عليّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الحَسَن الْجُرْجانيّ الحنّاطيّ المعلّم. [المتوفى: 420 هـ]
تُوُفّي قريبًا مِن سنة عشرين، روى عَنْ ابن عَدِيّ والإسماعيليّ.(9/323)
416 - عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن حُميد، أبو الحسن، وقيل: أبو محمد، الإسفراييني المقرئ المجوّد. [المتوفى: 420 هـ]
روى عَنْ الحَسَن بْن محمد بن إسحاق ابن أخت أبي عوانة الإسفراييني، وغيره. أكثر عنه أبو بكر البيهقي في كتبه.
ومثله في الاسم والبلد علي بْن محمد بن علي، أبو الحسن ابن السقاء الإسفراييني. مِن شيوخ البَيْهَقيّ أيضًا. يروي عَنْ الحَسَن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني. وقد روى البَيْهَقيّ عَنْهُمَا معًا حديثًا؛ قالا: حدثنا الحسن بن محمد، ولكن ابن السقاء أقدم سماعًا ووفاة. روى عَنْ أَبِي العبّاس الأصمّ، وابن زياد القطان.
توفي المقرئ في ذي الحجة سنة عشرين، وتوفي ابن السقاء سنة أربع عشرة، ومر.(9/323)
417 - عمر بن الحسن بن يونس، أبو بكر. [المتوفى: 420 هـ]
توفي في رمضان، أظنه إصبهانيا.(9/323)
418 - العنبر بن الطيب بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن العَنْبر، أبو صالح. [المتوفى: 420 هـ]
نيسابوري. يروي عَنْ جدّه لأمّه يحيى بْن منصور القاضي. روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ.(9/323)
419 - محمد بْن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أبو نصر العُكبري البقّال. [المتوفى: 420 هـ]
حدَّث عَنْ أَبِي عليّ ابن الصّوافّ، وأحمد بْن يوسف بْن خلاد.
رَوَى عَنْهُ: [ص:324] محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعلي بْن محمد بْن أبي العلاء.
قَالَ الخطيب: حدثنا عَنْهُ الكتّانيّ بدمشق، وكان صدوقًا. ذكر لي وفاته ابنه أبو منصور محمد بْن محمد في ربيع الأوّل.(9/323)
420 - محمد بْن بَكْر، أبو بَكْر النَّوْقَانيّ الطُّوسيّ، الفقيه، [المتوفى: 420 هـ]
شيخ الشّافعية ومدرّسهم بنَيْسابور.
تفقَّه عَليْهِ أبو القاسم القُشَيْريّ، وجماعة. وكان قد اشتغل عند الأستاذ أبي الحسن الماسرجسي، وببغداد على البافي، وكان مَعَ فضائله ورعًا صالحًا خاشعًا.
قَالَ محمد بْن مأمون: كنتُ مَعَ الشَّيْخ أَبِي عبد الرحمن السُّلَميّ ببغداد، فقال: تعال حتّى أريك شابّا لَيْسَ في جملة الصُّوفيّة ولا المتفقهة أحسن طريقة ولا أكمل أدبًا منه. فأراني أبا بَكْر الطُّوسيّ.
ومات بنَوْقان رحمه اللَّه.(9/324)
421 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بن محمد بْن إِسْحَاق، أبو بَكْر الرّباطيّ الإصبهانيّ. [المتوفى: 420 هـ]
سَمِعَ أبا القاسم الطبَرانيّ، وعبد الله بْن الحَسَن بْن بُندار، وأبا بَكْر الْجِعَابيّ، وأبا أحمد العسّال، وإبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم الرقَاعيّ. شيخ مُسند يروي عَنْ محمد بْن سليمان الباغَنْديّ.
وقد زار بيت المقدس وسمع بِهِ وأملى مجالس. روى عَنْهُ عُمَر بْن الْحَسَن بْن سليم المعلم، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن مَرْدوَيْه، وجماعة.
تُوُفّي في شهر شعبان.(9/324)
422 - محمد بْن عُبَيْد الله بْن أحمد المسبّحيّ الحرّانيّ، الأمير المختار عزّ المُلك. [المتوفى: 420 هـ]
أحد إمراء المصريّين وكُتابهم وفُضلائهم، وصاحب " التّاريخ " المشهور. كَانَ عَلَى زيّ الأَجْناد، واتّصل بخدمة الحاكم، ونال منه سعادة. [ص:325]
وله تصانيف عديدة في الأخبار والشُعر والمحاضرة، مِن ذَلِكَ كتاب " التّلويح والتّصريح في الشّعر "، وهو مائة كرّاس، وكتاب " دَرك البُغية " في وصف الأديان والعبادات، في ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة، وكتاب " أصناف الجماع " ألف ومائتا ورقة، وكتاب " القضايا الصّائبة في معاني أحكام النّجوم " ثلاثة آلاف ورقة.
وُلد بمصر سنة ست وستين وثلاثمائة، وتوفي أبوه بمصر سنة أربعمائة، وتُوُفّي هُوَ في ربيع الآخر سنة عشرين، ورّخه ابن خلّكان.(9/324)
423 - منصور بْن هانئ بْن محمد، أبو عليّ الفقيه. [المتوفى: 420 هـ]
تُوُفّي في صَفَر. وكان رديء الاعتقاد عَلَى دِين بني عُبيد، وأقلّ ذَلِكَ الرَّفْض.(9/325)
-ذكر المتوفّين تقريبًا مِن رجال هذه الطبقة.(9/326)
424 - أحمد بْن سَعْدي بْن محمد بْن سَعْدي، أبو محمد الإشبيليّ القَيْسيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
رحل، فأخذ عَنْ أبي محمد بْن أَبِي زيد. ووصل إلى العراق فأخذ عَنْ القاضي أَبِي بَكْر الأبْهريّ.
وكان فقيهًا محدَّثًا فاضلًا. روى عَنْهُ أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وحاتم بْن محمد وقال: لقِيتُهُ بالمَهْدِيّة وقد استوطنها، وكان أمرها يدور عَليْهِ في الفتوى.
تُوُفّي بعد سنة عشر.(9/326)
425 - أحمد بْن عليّ، أبو نصر الزّاهد. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
شيخ نَيْسابوريّ. سَمِعَ مِن الأصمّ.
روى عَنْهُ عليّ بْن أحمد بن الأخرم شيخ الفَلَكيّ.(9/326)
426 - أحمد بْن عليّ بْن أحمد الأصبهاني الصحاف، الأشقر. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عن أبي الشيخ، والقباب، وأبي سعيد ابن الزَّعْفرانيّ، وابن المقرئ. روى عَنْهُ أحمد بْن جعفر، وظهر سماع أبي الفتح الحدّاد منه بعد موته.
حدَّث في عام سبعة عشر.(9/326)
427 - أحمد بْن علي بن ثابت، أبو بكر ابن الماورديّة. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
سَمِعَ عليّ بْن محمد بْن كَيْسان، وعمر بْن محمد الزّيّات. وعنه عُبَيْد الله بْن إبراهيم القزّاز، وأبو الحَسَن محمد بْن أحمد البرداني، وأبو علي ابن البناء البغداديّون.(9/326)
428 - أحمد بْن محمد بْن إبراهيم، أبو سهل المهْرانيّ المُزَكّيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
سَمِعَ أبا بَكْر النّجّاد ببغداد، وحامد الرّفّاء. وعنه أبو بَكْر البَيْهَقيّ.(9/326)
429 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف، أبو الفضل النَّيْسابوريّ السَّهْليّ الأديب الصَّفّار. [الوفاة: 411 - 420 هـ][ص:327]
حدَّث عَنْ الأصمّ، والأستاذ أَبِي الوليد الفقيه، وأبي الفضل المُزَكّيّ. وتخرج بِهِ أئمّة منهم أبو الحسن الواحديّ. وروى عَنْهُ أبو سعْد عبد الله ابن القُشيري، وغيره.(9/326)
430 - أحمد بْن محمد بْن مُزاحم، أبو سعد النيسابوري الصفار الأديب. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
سمع من الأصمّ. وعنه البَيْهَقيّ، ومحمد بْن يحيى.(9/327)
431 - إسماعيل بن أحمد، أبو الفضل الجُرجاني الصوفي. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
حدث بدمشق عَنْ أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وغيره. وعنه أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.(9/327)
432 - بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب الميهني الصوفي الواعظ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
رحل وسمع مِن الطبَرانيّ، والإسماعيليّ، وإسماعيل بْن نُجيد، وأحمد بْن عطاء الرُّوذَباريّ، وأبي بَكْر المفيد. روى عَنْهُ محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وأحمد بْن أبي سَعِيد الحافظ.(9/327)
433 - بِشْر بْن محمد بْن الحسين بْن القاسم بن محمش، أبو سهل الإسفراييني. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
شيخ ثقة. حدَّث عَنْ أبي أحمد بْن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيلي، والحسن بْن محمد بن إسحاق الإسفراييني.(9/327)
434 - جناح بن نُذير بن جناح، أبو محمد المحاربي الكوفي القاضي. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
سمع أبا جعفر بن دُحيم الشيباني. وعنه البيهقي، وأبو البقاء المُعمر بن محمد، وعدة. ولي قضاء الكوفة مُديدة، ثم عزل نفسه.(9/327)
435 - الحسن بن الأشعث بن محمد، أبو علي المنبجي. [الوفاة: 411 - 420 هـ][ص:328]
روى عَنْ الحَسَن بْن عَبْد الله بْن سَعِيد البَعْلَبَكيّ، وصالح بْن الأصْبغ المَنْبِجِيّ. وعنه عَبْد الجبّار بْن عَبْد الله الأردسْتَانيّ، والحسن بْن أَبِي شَيْبة المَنْبِجِيّ، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء المُصيصي.
قَالَ عليّ بْن أحمد الشَّهْرزُوريّ: وكان مؤاخيا للشريف الحرّانيّ، يعني ابن الأشعث، فاتّفق أنّه أتاه نعي أخْ مِن إخوانه فقال: هاه، ومات.(9/327)
436 - الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد بْن بشّار، أبو محمد السّابوريّ البصْريّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
سَمِعَ محمد بْن أحمد بْن مَحْمُوَيْه العسكريّ. وعنه الخطيب.(9/328)
437 - الحسين بْن أحمد بْن عليّ بْن تُبان، أبو عبد الله ابن التُباني الواسطيّ البَيع. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ أَبِي محمد ابن السّقّاء، وأبي بَكْر محمد بْن جعفر الشّمْشاطيّ، وعلي بن أحمد الغزال، وأبي بكر البابسيري، وآخرين. روى عنه إبراهيم بن محمد بن خلف الجُماري، وأبو نُعيم أحمد بن علي المقرئ البزاز، وأحمد بن عثمان بن نفيس، والرئيس هبة الله ابن الصفار الكاتب.
قال خميس الحوزي: أملى، وكان ثقة.
آخر من حدَّث عَنْهُ هبة الله ابن الصَّفّار.
قلتُ: لَهُ مجلس يرويه الكِنْديّ، أملاهُ في سنة سبع عشرة وأربعمائة، والتُباني: بتاء مضمومة، ثمّ باء خفيفة، وهي نسبة إلى جَدّه تُبان، والطَّلَبَة يَغْلَطُون ويقولون: البُناني.
وأما البتاني فرجل مر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، اسمه محمد بن جابر.(9/328)
438 - الحسين بْن عليّ بْن عُبيد الله بْن محمد، أبو عليّ الرَّهَاويّ السُلمي المقرئ، [الوفاة: 411 - 420 هـ]
نزيل دمشق.
قرأ القرآن بالروايات عَلَى جماعة أكبرهم أبو الصقر رحمة بن محمد بن [ص:329] أحمد الكفرْتُوثي، صاحب إدريس الحدّاد، وأبو عليّ أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصفهاني بدمشق، وأحمد بْن القاسم الأحول صاحب النّقّاش، والحسن بْن سَعِيد المطوعيّ. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، وأبو عليّ الحَسَن بْن محمد بْن الفضل الكِرمانيّ شيخ للشهرزُوري.(9/328)
439 - حكم بن المنذر بن سعيد، أبو العاصي القرطبي ابن قاضي الجماعة. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ أَبِيهِ، وعن أبي علي القالي، وحج فأخذ عَنْ أَبِي يعقوب بْن الدّخيل. روى عَنْهُ أبوا عُمر: ابن سُميق، وابن عبد البر.
وكان من أهل المعرفة والذكاء، لا يلحق في الأدب. سكن طُليطلة، وتُوُفّي بمدينة سالم في نحو سنة عشرين، وله شِعر.(9/329)
440 - زكريّا بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى، أبو يحيى بْن أَبِي حامد النَّيْسابوريّ البزّاز النسابة. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
عارف بالنَّسب والطَّبّ والنَّحْو. سَمِعَ الكثير بالعراق، وروى الكثير.
وُلد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وتوفي قبل العشرين. روى عنه القاضي عبيد الله بن عبد الله الحسكاني.(9/329)
441 - سَعِيد بْن محمد بْن شعيب بْن نصر الله، أبو عثمان الخطيب الأديب الأندلسي. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ، وسمع مِن أَبِي عليّ القالي وهو صغير.
وكان عالمًا بمعاني القرآن وقراءاته، متقدما في العربية، حافظا ثبتا.
توفي أيضا في حدود العشرين.(9/329)
442 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن حموية بن بيهس، أبو بكر الروذباري الكندي. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى بهمذان عَنْ الفضل الكِنْديّ، وموسى بْن محمد بْن جعفر، وقيس [ص:330] ابن نصر النّهَاونديّ، وجماعة كثيرة.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق. مات سنة ست عشرة. حدثنا عَنْهُ محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعلي بْن أحمد بْن هُشيم، وجماعة.(9/329)
443 - عَبْد الله بْن عيسى بْن إبراهيم بْن عليّ بْن شعيب، الفقيه أبو منصور ابن المحتسب الهمذاني المالكيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ أَبِي بُرْزَة الرُّوذْراوَرِيّ، وإبراهيم بن محمد بن الممتع، وعيسى بن محمد الفامي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري، وأبي الحسن علي بن لؤلؤ الوراق البغدادي، وجماعة.
قال شيرويه: حدثنا عنه أبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، وسعد بن حسن القصري، وظفر بن هبة الله الكِسائيّ، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وسمّي جماعة. قال: وكان صدوقًا، ثقة فقيهًا.(9/330)
444 - عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق بْن عَبْد العزيز، أبو الحسين القُرشي اللهبي ابن أبي صدام. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ أَبِي عُمَر بْن فَضَالة، وأبي عبد الله بن مروان، وأبي عمر بن كوذك، والمَيَانِجِيّ. وعنه عليّ الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو سعْد السّمّان، وآخرون.
وكان خيرًا صالحًا.(9/330)
445 - عبد الرحمن بْن عليّ بْن محمد بْن إبراهيم بْن حمدان، أبو القاسم النَّيْسابوريّ الشّافعيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
ثقة صائن، روى عَنْ أَبِي الوليد حسّان بْن محمد الفقيه، وابن نُجيد، وجماعة. وعنه محمد المُزَكّيّ.(9/330)
446 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن محمد بْن أحمد بْن سَوْرَة، الفقيه، أبو سعْد بْن أَبِي سَوْرَة النَّيْسابوريّ الزّرّاد، الفقيه الشّافعيّ المتكلّم الأشعريّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ][ص:331]
ذكره عبد الغافر وقال: كَانَ اسمه في صِباه أحمد. سَمِعَ الكثير بخُراسان وما وراء النَّهر، وحدَّث عَنْ أَبِي الحَسَن السَّرَّاج، وأبي عَمْرو بْن نُجيد، وأبي حامد الصائغ، وطبقتهم. وعنه أحمد بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ.(9/330)
447 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن أحمد بْن عَقيل، أبو محمد الأنصاريّ النَّيْسابوريّ القطّان المستملي، المؤذن. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
صالح، دين، ثقة، مُكثر. حدث عن الأصم، وأبي حامد الحسنويي، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبي زكريا العنبري، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وجماعة. روى عنه محمد بن يحيى المزكي، وغيره.(9/331)
448 - عَبْد الواحد بْن محمد بْن أحمد بْن جعفر بن منير، أبو محمد المنيري الجُرجاني البزاز المعدل. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
قدم نيسابور وحدث عَنْ عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأحمد بْن أَبِي عمران الْبُخَارِيّ، وأبي الحسين بْن المظفر، وخلق. وكان أحد مِن عُنِيَ بالحديث ورحل فيه. روى عَنْهُ أحمد بْن أَبِي سعْد المقرئ.(9/331)
449 - عَبْد الواحد بْن محمد بْن محمد بْن يعقوب، أبو عاصم السجِسْتانيّ الواعظ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
نبيل جليل، ثقة، حدث بنيسابور عن أبي منصور النضرويي، وأبي الفضل بْن خَمِيروَيْه، وبشر بْن محمد المغفَّلي، ووالده أبي عصمة محمد بن محمد، وطائفة. روى عنه محمد بن يحيى المزكي، وغيره.(9/331)
450 - عبد الوهاب بن محمد بن طاهر، أبو طلحة البُوشنجي. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ حامد الرّفاء، ومنصور بْن العبّاس البُوشنجي، وأبي حامد أحمد بْن محمد الشّاركيّ، وعنه أبو صالح المؤذّن.(9/331)
451 - عُبيد الله بن أحمد بن محمد بن دَاوُد الرّزّاز البغداديّ، [الوفاة: 411 - 420 هـ]
أخو عليّ.
روى عَنْ ميمون بْن إسحاق، وأبي بَكْر الشّافعيّ. وعنه الخطيب، وقال: كَانَ صدوقًا.(9/332)
452 - عليّ بْن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي الشَّرابيُّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
عن جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه عبد العزيز الكتّانيّ، وعلي بْن الخَضِر، وإبراهيم بْن عقيل.(9/332)
453 - عليّ بْن الحَسَن بْن محمد بْن العبّاس بْن فِهْر، أبو الحَسَن الفِهْريّ الفقيه المالكيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
سَمِعَ مِن جماعة، وكان بمصر. وقد صنَّف " فضائل مالك " في اثني عشر جزءًا. وسمع بالمشرق، سَمِعَ منه الدّلائيّ، والمهلَّب بْن أَبِي صفرة، وقال: لقيته بمصر ومكة، ولم ألق مثله.(9/332)
454 - علي بن الحسن ابن النُّخَالي الدّلال. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ أبي بَكْر الشّافعيّ، وحبيب القزّاز. وعنه الخطيب، وقال: صدوق.(9/332)
455 - عليّ بْن عمر بْن إِسْحَاق، أبو القاسم الأسْدَابَاذيّ، وأسداباذ: بلد على باب همذان تنزلها قوافل العراق، ويُعرف بالأدَمي. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
رحل وطوّف، وسمع ابن عَدِيّ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، وأبا بَكْر ابن السُّنّيّ، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، وأبا الفضل بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ.
روى عَنْهُ أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن منده، وأحمد بن عبد الرحمن الذَّكْوانيّ، وأبو سهل غانم بْن محمد، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، لقيه في سنة سبْع عشرة.(9/332)
456 - عليّ بْن القاسم بْن محمد بْن إِسْحَاق، أبو الحَسَن البصْريّ الطّابثيّ، وطابث مِن قُراها، الفقيه المالكيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
تلميذ ابن الجلاب. [ص:333]
أخذ عنه، وعن الفقيه عبد الله الضرير. أخذ عَنْهُ أبو العبّاس الدّلال، وأبو محمد الشّنْجاليّ، وسكن مصر، وله مصنَّف في الفقه.(9/332)
457 - عليّ بْن محمد بْن خَلَف بْن موسى، أبو الحسن البغدادي، ثمّ النَّيْسابوريّ الفقيه. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد النَّصِيبيّ، وابن ماسيّ، وبكار بْن أحمد، وأبي بَكْر أحمد بْن السُّني، ويوسف المَيَانِجِيّ، وجعفر بْن محمد بْن عاصم الدّمشقيّ، وخلْق. روى عَنْهُ الرئيس في " الثَّقَفيّات ".
وكان فقيهًا مناظرًا، مِن علماء الشافعية.(9/333)
458 - غالب بْن عليّ، أبو مُسْلِم الرّازيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
سَمِعَ بجُرْجَان أبا أحمد بْن عَدِيّ، والإسماعيليّ، وببغداد ابن حيويه وأبا بكر الأبهري.
توفي قبل العشرين وأربعمائة.(9/333)
459 - محمد بْن أحمد بْن عَبْدُوَيْه، أبو بَكْر الإصبهاني المؤدب. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
سَمِعَ أحمد بْن إبراهيم بْن أفْرُجَّة، وأبا القاسم الطبَرانيّ، وغيرهما. وعنه الرّئيس الثَّقَفيّ في " أربعيه ".(9/333)
460 - محمد بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم، الإمام المقرئ المحدث الرحّال أبو أسامة الهروي، [الوفاة: 411 - 420 هـ]
نزيل مكّة.
سَمِعَ أبا الطّاهر الذُّهْليّ وطبقته بمصر، وأبا عليّ بْن أَبِي الرَّمْرام والفضل بْن جعفر بدمشق، والحافظ محمد بْن عليّ النّقّاش بتِنّيس، ومحمد بْن العبّاس بْن وَصِيف بغزّة، وأحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد المؤمن بمكّة.
حدَّث عَنْهُ ابنه عَبْد السّلام، وأبو عليّ الأهوازي، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الغنائم بن الغزاء، ومحمد بْن عليّ المطرّز. حدَّث بدمشق وبمكّة، وغير ذَلِكَ.
وسماع طلحة بْن عُبيد الله الجِيرفتي منه بمكة في سنة أربع عشرة وأربعمائة.(9/333)
461 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور، أبو بكر النوقاني. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
حدث بنوقان عن أبي العباس الأصم. روى عنه البَيْهَقيّ.(9/334)
462 - محمد بْن إبراهيم، أبو بَكْر الفارسيّ المشّاط. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
حدَّث بنَيْسابور عَنْ أَبِي عَمْرو بْن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم. روى عنه أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم.(9/334)
463 - محمد بن إبراهيم بن عبيد الله، أبو عبد الله البجاني. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عن أبي عيسى الليثي، وتميم بن محمد، والحسن بن رشيق بمصر. روى عنه أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر.(9/334)
464 - محمد بن الحسن، أبو عبد الله ابن الكتاني، الأندلسي القُرطبي الطبيب. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
أخذ عَنْ عمّه محمد بْن الحسين الطّبّ، وخَدَم الوزير المنصور محمد بْن أَبِي عامر وابنه المظفَّر، وانتقل في الفِتْنة إلى سَرَقُسْطَة.
وكان بارعًا في الطّبّ، عارفًا بالمنطق والنّجوم، وكثير مِن دين الأوائل. وكان مِن الأذكياء الموصوفين، أخذ المنطق عَنْ محمد بْن عَبْدُون، وعمر بْن يونس الحّرانيّ، وجماعة.
وتوفي قريبا من سنة عشرين، وله بضعٌ وسبعون سنة. أخذ عنه أبو محمد بن حزم، والمصحفي. وله مصنفات فائقة مشكورة.(9/334)
465 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عمرويه، أبو عبد الله الإسفراييني. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
نزيل غزنة.
قدم نيسابور حاجا، فحدَّث بها سنة أربع عشرة عَنْ الغِطْريفيّ وطبقته. روى عَنْهُ أبو صالح المؤذّن.(9/334)
466 - محمد بْن أحمد بْن الحسين، أبو نصر الزَّعْفرانيّ الصَّيْدلانيّ العابد. [الوفاة: 411 - 420 هـ][ص:335]
من صالحي نيسابور. حدث عَنْ أَبِي الحَسَن السَّلِيطيّ، وأبي عُمَرو بْن نُجَيْد، وعاش نيَّفًا وثمانين سنة.
قَالَ الجكّانيّ: قرأتُ عَليْهِ سنة ستٌّ عشرة.
روى عَنْهُ أبو صالح المؤذّن.(9/334)
467 - محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بْن عَبْد الله بْن غَلْبُون، أبو بَكْر الخَوْلانيّ القُرطبي، يعرف بالعوّاد. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ أَبِي عيسى اللَّيْثّي، ويحيى بْن هلال، وأبي عَبْد الله بْن الخزاز، وأحمد بْن خَالِد التّاجر، وأبي جعفر بن عون الله. وحج فسمع من أبي الفضل أحمد بن محمد المكي، وغيره. حدث عنه ابن أخيه محمد بن عبد الله، وقال: فضائله جمّة لا تُحصى، قديم الطَّلب.
وحدَّث عَنْهُ أيضًا أبو محمد بْن خَزْرج، وقال: كَانَ حافظًا ثقة، خرج مِن إشبيلية سنة أربع عشرة وأربعمائة إلى المشرق، وعمره نحو السّبعين.
وتُوُفّي بعسقلان.
وحدَّث عَنْهُ القاضي أبو بَكْر بْن منظور، وأبو حفص الهُوزَنيّ.(9/335)
468 - محمد بْن عثمان بْن مسبّح، أبو بَكْر المعروف بالْجَعْد الشَّيْبانيّ، [الوفاة: 411 - 420 هـ]
أحد العلماء.
أخذ العربيّة عَنْ ابن كَيْسان النَّحْويّ، وصنَّف كتاب " النّاسخ والمنسوخ " فجوّده، وكتاب " غريب القرآن "، وكتاب " الهجاء "، وكتاب " المقصور والممدود "، وكتاب " العِلَل في النَّحْو "، وكتاب " العَرُوض "، وغير ذَلِكَ.(9/335)
469 - محمد بن عبد الواحد بن محمد، أبو البركات الزُبيري الْمَكيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
رحل، وسمع ببغداد أبا سَعِيد السيرافيّ، وبمصر أبا بَكْر المهندس، وبدمشق ودخل الأندلس في آخر عمره، فحمل عَنْهُ أبو محمد بْن حَزْم، وأحمد بْن عُمَر بْن أَنَس العُذري. [ص:336]
ذكره الحُميدي.(9/335)
470 - محمد بْن عَبْد الواحد بْن عُبَيْد الله بن أحمد بن الفضل بن شَهْرَيار الحافظ الفقيه، أبو الحَسَن الأَرْدَسْتانيّ الإصبهانيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
مصنَّف كتاب " الدّلائل السَّمْعيّة عَلَى المسائل الشّرعيّة "، في ثلاث مجلدات.
روى فيها عن عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن جميل مِن " مُسند أحمد بْن منيع "، وهذا أكبر شيخ لَهُ. وعن الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد البغداديّ، وأحمد بْن إبراهيم العَبْقَسي المكي، وأبي عبد الله بن خُرشيذ قولة، وأبي الطاهر إبراهيم بن محمد الدهني صاحب ابن الأعرابي.
ومحمد بْن أحمد بْن جِشنِس، وأحمد بْن محمد بْن الصَّلْت المُجّبر، وأبي أحمد الفرضي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وأبي بكر بن مردويه، وخلق.
وتنزل إلى أبي نُعيم الحافظ، وأبي ذر محمد ابن الطبراني. ومن شيوخه محمد بن أحمد بن الفضل صاحب ابن أَبِي حاتم.
وينصب الخلاف في هذا الكتاب مَعَ أَبِي حنيفة ومع مالك، وينتصر لإمامه الشّافعيّ، ولكنّه لا يتكلَّم على الإسناد. وفي كتابه غرائب وفوائد تُنبيء ببراعة حِفْظه. رواه عَنْهُ الحافظ أبو مسعود سليمان بْن إبراهيم الإصبهاني سماعًا، وقد قُرئ عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن ماشاذه بإجازته مِن سُلَيْمَان والنّسخة في آخرها: فرغ الشَّيْخ مِن تأليفه سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
ورأيت في " مُعجم الحداد ": أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عُبَيْد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار الإمام، قال: أخبرنا ابن المقرئ في صفر سنة ثمانين وثلاثمائة، قال: حدثنا عبدان، قال: حدثنا داهر بن نوح، قال: حدثنا أَبُو هَمَّامٍ عَنْ هُدبة، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا - دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجنة شاءت ". [ص:337]
قرأته على أحمد بن محمد الحافظ، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا مسعود الجمال، قال: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادِ، فَذَكَرَهُ.(9/336)
471 - محمد بْن عليّ بن خُشيش، أبو الحسين التّميميّ المقرئ بالكوفة. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
روى عَنْ محمد بْن عليّ بْن دُحيم الشَّيْبانيّ. روى عَنْهُ أبو بكر البيهقي.(9/337)
472 - محمد بن عمر بن محمد بْن زِيلة، أبو بَكْر المَدِينيّ الإصبهانيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
سَمِعَ عَبْد الله بْن الحَسَن بْن بُنْدار، والطبَرانيّ، وعدة. له فوائد رواها عَنْهُ أحمد بْن عَبْد الغفار بْن أشتة، سَمِعَ منه سنة أربع عشرة.(9/337)
473 - محمد بْن محمد بْن حَمْدَوَيْه النَّيْسابوريّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
أملي عَنْ محمد بْن صالح بْن هانئ، وغيره. وعنه البَيْهَقيّ.(9/337)
474 - محمود بْن المُثنى بْن المغيرة، أبو القاسم الشيرازي الداودي، المعروف بالضّرّاب. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
نزيل جَرْجَرَايا.
سَمِعَ المفيد، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، ومَخْلَد بْن جعفر الباقَرْحِيّ، وعنه عَبْد الكريم بْن محمد بْن هارون الشّيرازيّ، وحمد بْن الحَسَن الديَنَوريّ، وهَنّاد بْن إبراهيم النَّسَفيّ، وسليمان بْن إبراهيم الحافظ. لَقِيَه سليمان في سنة تسع عشرة وأربعمائة.(9/337)
475 - أبو محمد الكتراتي القيروانيّ الفقيه المالكيّ. [الوفاة: 411 - 420 هـ]
ورِع، عالم، ذكره القاضي عِياض في " طبقات المالكيّة "، فقال: سُئل عمّن أكرهه بنو عُبَيْد، يعني خُلفاء مصر، عَلَى الدخول في دعوتهم أويُقتل؟ قال: يختار القتل، ولا يُعذر أحد بهذا الأمر. كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم، وأمّا بعد فقد وَجَب الفرار، فلا يُعذر أحد بالخوف بعد إقامته؛ لأنّ المُقام في موضع يُطلبُ مِن أهله تعطيل الشّرائع لا يجوز.
وإنّما أقام مِن أقام مِن الفقهاء عَلَى المباينة لهم؛ لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عَنْ دينهم.
وقال يوسف الرُعيني: أجمع العلماء بالقَيْروان على أنّ حال بني عُبيد حال المرتدّين والزّنادقة؛ لما أظهروا مِن خلاف الشريعة.(9/337)
476 - أبو هلال العسكريّ. الحَسَن بْن عَبْد الله بْن سهل بْن سَعِيد بْن يحيى بْن مِهْران اللُّغَويّ، الأديب، [الوفاة: 411 - 420 هـ]
صاحب المصنَّفات الأدبيّة.
أتوهّم أنّه بقي إلى هذا العصر.
تلمذ للعلامة أَبِي أحمد العسكريّ، وحمل عَنْهُ وعن أبي القاسم بْن شيران، وغير واحد، وما أظنّه رحل مِن عسكر مُكرم. روى عَنْهُ الحافظ أبو سعد السمان، وأبو الغنائم بن حمّاد المقرئ الأهوازيّ، وأبو حكيم أحْمَد بْن إسماعيل بْن فُضلان العسكري، ومظفَّر بْن طاهر الأشتري، وآخرون.
أخبرني أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي، قال: سألت أبا المظفر الأبيوردي بهمذان عَنْ أَبِي هلال العسكريّ، فأثنى عَليْهِ ووصفه بالعِلم والعفة معًا، وقال: كَانَ يتبزّز احترازًا مِن الطَّمَع والدَّناءة والتَّبذُّل.
قَالَ السلَفيّ: وكان الغالب عليه الأدب والشعر، وله مؤلف في اللغة وسمه " بالتلخيص "، و " كتاب صناعتي النظم والنثر " مفيد جدّا.
قلتُ: ولأبي هلال كتاب " الأمثال "، وكتاب " معاني الأدب "، وكتاب " مِن احتكم مِن الخلفاء إلى القُضاة "، وكتاب " التبْصِرة "، وكتاب " شرح الحماسة "، وكتاب " الدّرهم والدّينار "، وكتاب " التفسير " في خمس مجلدات، وكتاب " فضل العطاء "، وكتاب " لحن الخاصة ".
وكتاب " معاني الشعر "، وكتاب " الأوائل "، وذكر أنّه فرغ مِن تصنيف هذا الكتاب في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. وله ديوان شِعْر، ويقال: إنّه ابن أخت أبي أحمد شيخه.
أخبرنا ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي قال: أنشدنا محمد بْن عليّ المقرئ في آخرين بالأهواز قَالُوا: أنشدنا أبو الغنائم الحَسَن بْن علي بن حماد قال: أنشدني أبو هلال العسكري لنفسه:
قد تعاطاكَ شبابٌ ... وتغشاكَ مَشِيبٌ
فأتى ما ليس يمضي ... ومضى ما لا يؤوبُ
فتأهبْ لسقامِ ... لَيْسَ يَشفيهِ طبيبُ
لا توهّمه بعيدا ... إنما الآتي قريبُ(9/338)
-الطبقة الثالثة والأربعون 421 - 430 هـ(9/339)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الحوادث)(9/341)
-سنة إحدى وعشرين وأربعمائة
في عاشوراء أغلقَ أهل الكرْخ أسواقهم، وعلّقوا عليها المُسُوح وناحوا؛ وذلك لأنّ السلطان انحدر عنهم فوقع القتال بينهم وبين السُّنة. ثمّ أُنزلت المُسُوح وقُتل جماعة من الفريقين، وخرِّبت عدة دكاكين، وكَثُرت العملات من البرجميّ مقدّم العيّارين وأخذ أموالا عظيمة.
وفيها دخل جلال الدّولة وعسكره إلى الأهواز ونهبتها الأتراك وبدّعوا بها، وزاد قيمة الّذي أخذ منها على خمسة آلاف ألف دينار، وأُحرقت عدّة أماكن، بل ما يمكن ضبطه.
وفي جُمَادى الأولى جلس القادر بالله، وأذِن للخاصّة والعامّة، وذلك عقِيب شَكاةٍ عرضت له، وأظهر في هذا اليوم تقليد ولده أبي جعفر بولاية العهد وهنّأ الناس أبا جعفر ودعوا له، وذكر في السكة والخطبة.
وجاء الخبر أن مطلوبا الكُرديّ غزا الخَزَر فقَتَل وسبي وغنِم وعاد، فاتّبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسَّبْي، وقتلوا من الأكراد والمطّوعة أكثر من عشرة آلاف، واستباحوا أموالهم.
وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قَصَد حلب في ثلاثمائة ألف، ومعه أموال على سبعين جمّازة، فأشرف على عسكره مائة فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنّها كبْسة، فلبس ملكهم خُفًّا أسود حتى يخفى أمره، فهرب، وأخذوا من خاصه أربعمائة بغْل بأحمالها، وقتلوا من جيشه مقتلةً عظيمة.
وفي شوّال اجتمع الهاشميّون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف [ص:342] واستنفروا الناس، فاجتمع له الفُقَهاء، وخلقُ من الكَرْخ وغيرها، وضجوّا بالاستعْفاء من الأتراك. فلمّا رَأَوْهم قد رفعوا أوراق القرآن على القَصَب رفعوا لهم قناةً عليها صليب، وترامى الفريقان بالآجُرّ والنشّاب وقُتِل طائفة، ثمّ أُصلح الحال.
وكَثُرت العَمْلات والكَبْسات من البرجميّ ورجاله، وأخذ المخازن الكِبار وفتح الدّكاكين، وتجدد دخول الأكراد المتلصِّصة إلى بغداد، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات.
ولم يخرج رَكْبٌ من العراق في هذه السنة.
وتوفي ابن حاجب النعمان الكاتب.
وفيها اشترى ملك الروم الَّنْصرانيّ نصف مدينة الرها بعشرين ألف دينار من ابن عُطَيْر النُّمَيريّ، فهدمَ الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها. ثمّ أخذها السّلطان مَلكْشاه سنة تسعٍ وسبعين، وسلّمها إلى الأمير توران. ثمّ أخذتها الفرنج في أوّل ظهورهم على البلاد سنة اثنتين وتسعين، وبقيت بأيديهم إلى أن افتتحها زنْكي والد الملك نور الدين محمود سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة.(9/341)
-سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة
في المحرّم نقب اللُّصوص دار المملكة وأخذوا قماشًا وهربوا، وأقام التّجّار على المبيت في الأسواق، وأمْر العيّارين يتفاقم؛ لأنّ أمور الدّولة منحلة، فلا قوة إلا بالله.
وفيها عُزِل أبو الفضل محمد بن علي بن عبد العزيز بن حاجب النُّعمان عن كتابة الإنشاء للقادر بالله، وكانت مباشرته سبعة أشهر؛ لأنه لمّا تُوُفّي أبوه أبو الحسن وأُقيم مقامه لم تكن له دِرْبَةٌ بالعمل.
وفيها عزم الحرميّ الصُّوفيّ الملقّب بالمذكور على الغزو، واستأذن السّلطان، فأذِن له وكتب له منشورًا، وأُعطي منْجُوقًا، واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصلاة ولقراءة المنشور، ومرّ بطاق الحرّانيّ وعلى رأسه المَنْجُوق وقُدّامه الرّجال بالسّلاح، وصاحوا بذِكْر أبي بكر وعمر وقالوا: هذا [ص:343] يوم معاويٌّ. فرماهم أهل الكَرْخ، وثارت الفتنة، ومُنعت الصّلاة، ونُهِبت دار الشّريف المرتضى، فخرج مُرَوَّعًا، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرَمه، وأُحرقت إحدى سَرِيّاته.
ونُهبت دُور اليهود وطُلبوا؛ لأنهم أعانوا اهل الكَرْخ فيما قيل. ومن الغد اجتمع عامّة السُّنَّة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكَرْخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكَرْخ على خطّة عظيمة.
وركب الخليفة إلى الملك والإسْفَهسلاريّة يُنْكر ذلك، وأمر بإقامة الحد في الجُناة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجُرّة وسقطت عمامته، وقُتِل من أهل الكَرْخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأُحرق وخُرِّب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصّفّارين، وسوق الأنماط، وسوق الزّيّاتين، وغير ذلك.
وزاد الاختلاف والفُرْقة، وعبرَ سَكْرانٌ بالكَرْخ فضُرب بالسّيف فقُتِل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السلطان لسقوط هيبته.
ثمّ قتلت العامّة الكلالكيّ، وكان ينظر في المعونة، وتبسّط العوامّ وأثاروا الفِتَن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدّولة، وشكوا إطّراحَهم واطّراح تدبيرهم، وأشاعوا أنّهم يقطعون خطبته.
وعلم الملك فقلق، وفرَّق مالًا في بعضهم، ووعدهم وحلف لهم. ثم عادوا للخوض في قَطْع خُطْبته، وقالوا: قد وقفت أمورنا وانقطعت موَادُّنا ويئسنا من خير ذا، ودافع عنه الخليفة. هذا، والعامة في هرج وبلاء، وكبسات وويل.
وأقبلت النّصارى الرُّوم، فأخذوا من الشّام قلعة فامية.
ومات في آخر السنة القادر بالله، واستخلف القائم بأمر الله، وله إحدى وثلاثون سنة، وأمه أم ولد أرمنية اسمها بدرُ الدُّجى، أدركت خلافته.
فأوّل من بايعه الشّريف المرتضي، وقال:
إذا ما مضي جبلٌ وانْقَضَى ... فمنك لنا جبلٌ قد رسى
وإنا فُجعنا لبدر التّمامِ ... وعنه لنا نابَ بدْرُ الدُّجى
لنا حَزَنٌ في محل السُّرور ... وكم ضَحِك في خلال البكا
فيا صارما أغمدته يدٌ ... لنا بعدك الصارم المنتضى [ص:344]
ولمّا حضرناك عند البياع ... عَرفنا بِهَديِك طُرُقَ الهُدَى
فقَابَلْتَنا بوَقَار المَشِيب ... كمالًا وسِنُّك سِنُّ الفتى
وصلّى بالنّاس في دار الخلافة المغرب، ثمّ بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى ابن المقتدر، ولم يركب السّلطان للبيعة غضبًا للأتراك وذلك لأنّهم همُّوا بالشَّغب، لأجل رسْمهم على البيعة، فتكلّم تركّيٌّ بما لا يصلُح في حقّ الخليفة، فقتله هاشميّ، فثار الأتراك وقالوا: إن كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد، وإن لم يك فيسلّم إلينا القاتل.
فخرج توقيع الخليفة: لم يجرِ ذلك بإيثارنا، ونحن نقيم في القاتل حدّ الله. ثمّ ألحّوا في طلب رسْم البَيْعة، فقيل لهم: إنّ القادر لم يخلّف مالًا. ثم صولحوا على ثلاثة آلاف دينار. فعَرَضَ الخليفة خانًا بالقطيعة وبستانًا وشيئًا من أنقاض الدور على البيع.
ووَزَرَ له أبو طالب محمد بن أيّوب، ثمّ جماعة منهم: أبو الفتح بن دارْست، وأبو القاسم ابن المسلمة، وأبو نصر بن جهير. وكان قاضيه أبو عبد الله ابن ماكولا، ثم أبو عبد الله الدامغاني، وكان للقائم عناية بالأدب.
وفي ثامن عشر ذي الحجّة عملت الشّيعة " يوم الغدير "، وعمل بعدهم أهل السُّنَّة الذي يسمونه " يوم الغار "، وهذا هذيان وفشار. ثمّ إن العيّارين ألْهبوا النّاسَ بالسَّرِقَة والكبْسات، ونزلوا بواسط على قاضيها أبي الطّّيب وقتلوه، وأخذوا ما وجدوا.
ولم يحجّ أحد من العراق لاضطّراب الوقت.
وخرجت السُّنَّة ومملكة جلال الدّولة ما بين بغداد وواسط والبَطَائح، وليس له من ذلك إلا الخطْبة. فأمّا الأموال والأعمال فمُنْقَسمة بين الأعراب والأكراد، والأطراف منها في أيدي المُقْطَعين من الأتراك، والوزارة خالية من ناظرٍ فيها، والخِلافة مسْتَضْعَفة، والناس بلا رأس. فلِلّهِ الأمرُ.(9/342)
-سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة
في المحرم خرجوا ببغداد للاستسقاء.
وفي عاشوراء عُلقت المُسُوح وناحوا، أقام ذلك العيارون. [ص:345]
وفيها ثار أهل الكرخ بالعيَّارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحهم، وطلبوا من السلطان المعاونة؛ لأن العيّارين نهبوا تاجرًا فغضب له أهلُ سوقِهِ، فردَّ العيَّارون بعضَ ما أخذوا، ثم كبسوا دار ابن الفَلْو الواعظ وأخذوا ماله، وأخذوا في الكبسات، وانضاف إليهم مولدوا الأتراك وحاشيتهم.
ثمّ إنّ الغلمان صمّموا على عزل جلال الدّولة وإظهار أمر أبي كاليجار، وتحالفوا وقالوا: لا بُدَّ أن يروح عنّا إلى واسط. ثم قطعوا خطبته، فانزعج وأنفذ سراريه إلى دار الخلافة، وخيّر الباقيات في أن يُعْتِقُهُنَّ، وطلب من الغلمان أن يخْفُرُوه، وقال: لا أخرج على غير قاعدة.
وامتلأ جانبا دجلة بالناس، وتردّدت الرسل إلى الملك بالنُّزُوح، وقال: ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني. فقالوا: بل عشرون. فقال: أريد سفينةً تحملني، ونفقة تُوصلني. فقرّروا بينهم إطلاق ستّين دينارًا نَفَقَة، فالتزم بعض القوّاد منها بثلاثة دنانير. فلمّا كان اللّيل خرج نفرٌ من غلمانه إلى عُكْبِرا على وجه المخاطرة فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها.
وكَتَب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه، وطلبوا منه مَن ينوب عنه. فلمّا بلغه قال: هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يَصْدُقون. فإنْ كانوا مُحِقِّين في طاعتهم فليُظهروا شعارنا ولْيُخرجوا مَن عندهم، ولا أقل من أن يسيروا إلي منهم خمسمائة غلام لأتوجه معهم.
وكان وزيره ابن قبة الّذي وقفَ الكُتُب على العلماء، وهي تسعة عشر ألف مجلَّد، فيها أربعة آلاف بخطّ ابن مقلة.
ثمّ اختلّت المملكة، وقُطِع عن جلال الدولة المادة التي حتى باع من ثيابه الملبوسة في الأسواق، وخَلَت دارُه من حاجب وفرّاش، وقُطع ضرب الطبل لانقطاع الطبالين، وتخبّط أمر بغداد، ومدَّ الأتراك أيديهم إلى النهب، وتشاور القُوّاد أن يخطبوا للملك أبي كاليجار، وتوقفوا.
وخرج جلال الدّولة إلى عُكْبَرا وقَصَد كمال الدّولة أبا سِنان فاستقبله أبو سِنان وقبّل الأرض وقال: خزائني وأولادي لك، وأنا أتوسط بينك وبين جُنْدك، وزوّجه ابنته. ثمّ جاءه جماعة من الْجُنْد معتذرين، وأُعِيدت خُطبته. [ص:346]
وجاءته رسل الخليفة وهو يستوحش له.
ثمّ بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماوَرْديّ والطُّواشِيّ مبشِّرًا إلى الأهواز إلى أبي كاليجار. قال الماوردي: فقدمنا عليه فأنْزَلنا، وحُمِلَت إلينا أموال كثيرة، وأحضرنا وقد فُرِشت دار الإمارة، ووقف الخواصّ على مراتبهم من جانِبَيْ سريره، وفي آخر الصَّفَّين ستمائة غلام دارية بالبِزَّة الحَسَنة الملوَّنة، فخدمنا وسلَّمنا عليه وأوصلْنا الكتاب.
وتردّد القول بين إخبار واستخبار، وانصرفنا. ثمّ جرى القول فيما طلب من اللّقب، واقترح أن يكون اللّقب: " السلطان الأعظم، مالك الأمم ". قلنا: هذا لا يمكن؛ لأنّ السّلطان المعظّم الخليفة، وكذلك مالك الأمم.
فعدلوا إلى: " ملك الدولة ". فقلت: هذا ربما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بأَلطافٍ، وقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب.
قلت: الأوْلى أن يقدم. ففعلوا. وحمَّلوا معي ألفَيْ دينار، وثلاثين ألف درهم نَقْرَة، ومائتي ثوب ديباج، وعشرين منًّا عُود، وعشرة أَمْناء كافور، وألف مثقال عنْبر، وألف مثقال مسك، وثلاثمائة صحن صيني.
ووقّع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة آلاف دينار من معاملة البصرة، وأن يُسلَّم إليه ثلاثة آلاف قوصرة تمر كل سنة. وأُفرِد عميد الرؤساء أبو طالب بن أيّوب بخمسمائة دينار وعشرة آلاف درهم، وعشرة أثواب، وعُدنا إلى بغداد، فَرُسِم لي الخروج إلى جلال الدولة، فأجريت معه حديث اللّقب، وما سأله الملك. فثقل عليه ذلك، واقتضى وقوف الأمر.
واستمرّ تأخُّر الأمطار، واستسقوا مرَّتين وما سُقوا، وكان الذين خرجوا إلى الاستسقاء عددا قليلا، وأجدَبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلِفَ أكثر الثمار.
وكبس رئيس العيّارين البُرْجميّ خانًا فأخذ ما فيه، فقوتلَ، فقتل جماعة، وكان يأخذ كلّ مُصَعِّدٍ ومُنحَدِر، وكبسَ دارًا وأخذ ما فيها وأحرقها. هذا والعسكر ببغداد.
واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخُّر رسْم البيعة، فلم تُصَلّ الْجُمُعة، ثمّ تلطف في الأمر في الجمعة الآتية. [ص:347]
وفيها حلف الملكُ للخليفةِ يمينًا حضرها المرتضي وقاضي القضاة، وركب الوزير أبو القاسم ابن المسلمة من الغد، فحضر عند الخليفة هو والمرتضى والقاضي، فحلف للملك وهي:
" أقسمَ عبد الله أبو جعفر القائم بأمر الله باللهِ الّذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرِك المهلِك، عالم السِّر والعلانية، وحق رسول الله صلى الله عليه سلم، وحق القرآن العظيم - لأُقِيمنَّ لركن الدّين جلالَ الدّولة أبي طاهر ابن بهاء الدّولة أبي نصر على إخلاص النّيّة والصّفاء بما يُصْلِح حاله، ويحفظ عليه مكانه. ولأكوننَّ له على أفضل ما يؤثر من حراسته، ولوزير الوزراء أبي القاسم وسائر حاشيته، وإقراره على رُتْبَته. له بذلك عليَّ عهدُ الله وميثَاقُه، وما أخذ على ملائكته المُقرَّبين، وأنبيائه المرسَلين، والله يشهد عليَّ، وهذه اليمين مني والنية فيها بنية جلال الدولة ".
وفي جُمَادى الأولى عند تصويب الشّمس للغروب انقض كوكب كبير كثير الضوء.
وزاد شرُّ العيّارين حتّى ولي ابن النّسويّ فردعهم وانكفوا.
وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيّام احتجبت منها السماء والشمس، ورمت ترابا أحمر ورملا.
وغَلَت الأسعار، وتَلِفت غلات الموصل، ولم تردّ البذار، وكذلك الأهواز وواسط.
ووصلت الأخبار عن الإحساء وتلك النواحي بأنّ الأقوات عدِمت، واضطّرت الأعراب إلى أكل مواشيهم ثمّ أولادهم، حتّى كان الواحد يعاوض بولده ولدَ غيره لئلا تدركه رقة إذا ذبحه.
وفي شوّال انقضّ ليلة الإثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل التّرس، ولم يزل يقلّ حتّى اضمحلّ.
وفي شوّال سكر جلال الدولة ونزل من داره في سُميريه متنكّرًا إلى دار الخلافة، ومعه ثلاثة، وصعِد إلى بستان، ورمى بعض مغنياته القصب، ودخل منه، وجلس تحت شجرة، واستدعى نبيذًا يشربه، وزمّر الزَّامر.
فعرف الخليفة ذلك، فشُق عليه وأزعجه. ثمّ خرج إليه القاضي ابن أبي موسى، والحاجب أبو [ص:348] منصور بن بكران، فحدّثاه ووقفا بين يديه وقالا: قد سُرَّ الخليفة بقُرب مولانا وانبساطه، وأمّا النّبيذ والزّمْر فلا ينبغي. فلم يقبل ولا امتنع، وقال: قُلْ لأمير المؤمنين: أنا عبدك، وقد حصل وزيري أبو سعد في دارك، ووقف أمري بذلك فأُريد أتسلَّمه. وأخذوا يدارونه حتّى نزل في زَبْزَبه، وأُصعد إلى دار المملكة. واجتمع خلق من الناس على دجلة.
فلمّا كان من غدٍ استدعى الخليفة المختصّ أبا غانم، وأبا الوفاء القائد وقال: إنّا قد عرفنا ما جرى أمس، وإنّه أمرٌ زاد عن الحدّ وتناهى في القُبْح واحتملناه، وكان الأوْلى لجلال الدّولة أن يتنزّه عن فِعْله وينزّهنا عن مثله - في كلام طويل - فإن سلك معنا الطّريقة المُثْلى، وإلا فارقْنا هذا البلد ودَبَّرنا أمرنا.
فقبّلا الأرض ومضيا إلى الملك، فركب بعد ذلك في زبزبه، وأشعر الخليفة بحضوره للاعتذار، فنزل إليه عميد الرّؤساء وخدم، وقال: تذكّر حضوري للخدمة واعتذاري. فرجع الجواب بقبول العذر. ثم مضى إلى الميدان ولعب بالصولجان.
ولم يحج ركب العراق لفساد الطريق، وورد من مصر كِسْوة الكعبة، وأموال للصدقة وصلات لأمير مكة.
وورد الخبر بوباءٍ عظيم بالهند وغَزْنَة وأصبهان وجرجان والري، وأن ذلك قد زاد على مجاري العادة. وخرج من أصبهان فيه أربعون ألف جنازة، ومات بالموصل بالجدري أربعة آلاف صبي.
وخرجت السّنة ومملكة جلال الدولة مشتملة على ما بين الحضرة وواسط والبطيحة، وليس له من جميع ذلك إلا إقامة الاسم، وأما الوزارة فخالية عن آمر فيها.
وجاء إلى أصبهان مسعود بن محمود بن سُبكتكين فنهب البلد، وقتل عالمًا لا يُحصى.(9/344)
-سنة أربع وعشرين وأربعمائة
فيها هُنئ الخليفة بالعافية من جُدَري أصابه، وكتم ذلك إلى أن عُوفي.
وكبس البرجميُّ دربًا وأخذ أموالًا. وتفاوض الناسُ أنَّ جماعةً من الْجُنْد خرجوا إليه وواكلوه، فخاف الناس ونقلوا الأموال إلى دار الخلافة، وواصلوا [ص:349] المبيت في الأسواق والدُّروب، فقُتِل صاحب الشُّرطة بباب الأزج، واتصلت العَمْلات. وأُخِذ من دار تاجر ما قيمته عشرة آلاف دينار، وبقي الناس لا يتجاسرون على تسميته إلا أن يقولوا: القائد أبو عليّ.
وشاع عنه أنّه لا يتعرض لامرأة، ولا يمكِّن أحدًا من أخذ شيء عليها أو معها. فخرج جماعة من القُوّاد والجند وطلبوه لمّا تعاظَمَ خطره وزاد بلاؤه. فنزلوا الأَجَمَة التي يأوي إليها، وهي أجَمَة ذات قصب كثير تمتدّ خمسة فراسخ، وفي وسطها تلّ اتّخذه معقلًا، ووقفوا على طُرُقها. فخرج البُرْجميّ وعلى رأسه عمامة فقال: من العجب خروجكم إليّ وأنا كلّ ليلة عندكم، فإن شئتم أن ترجعوا وأدخل إليكم، وإن شئتم أن تدخلوا فافعلوا.
ثم زادت العملات والكبسات، ووقع القتال في القلائين وفي القنطرتين، وأُحرقت أماكن وأسواق ومساجد، ونُهب درب عَوْن وقُلعت أبوابه، ودَرْب القراطيس، وغير ذلك.
ثمّ ثارت الجند ووقعوا في السلطان، وأنهم ضائعون، واجتمعوا وراسلوه أن ينتقل إلى واسط أو البصرة، واعتقلوه وأنزلوه سُمَيْريّة وابتلّت ثيابه وأهين. ثم رجموه وأخرجوه ومشوا به ثم أعطاه بعض الأتراك فرسه فركبها.
وواجههوه بالشَّتم، ثم أنزلوه فوقف على العَتَبة طويلًا، ثمّ أُدخل المسجد. ثمّ تآمروا على نقله إلى دار المهلبية.
وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلامًا وحاشية الدَّار والعوّام ومن تاب من العيَّارين، وهجموا على الأتراك فتفرَّقوا، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره، وكان ذلك في رمضان.
ثمّ عبرَ في آخر الليل إلى الكَرْخ، فتلقّاه أهلُها بالدّعاء، فنزل في الدار التي للشريف المرتضى.
ثمّ اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكَرْخ؛ ليأخذوا الملك. ثمّ وقع بينهم الخُلْف وقالوا: ما بقي من بني بويه إلا هذا، وابن أخيه أبو كاليجار قد سلَّم الأمر إليه ومضى إلى فارس. ثمّ كتبوا إليه رُقْعة: " نحن عبيدك وقد ملَّكناك أمورنا مِن الآن، وقد تعدَّينا عليك، ولكنْ نكلّمك في مصالحنا، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثرًا، ولَك ممالك كثيرة فيجوز أن تطرح ذلك مدّة، وتوفر علينا هذه الصبابة من المادّة، والصواب أن لا تخالفنا ".
وأنفَذوا الرُّقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما [ص:350] ذكرتم، وما يحصل لنا نصرفه إليكم.
فلمّا وصل القول نَفَروا وقالوا: هذا غرضه المدافعة. ثمّ حلّفوه على صلاح النِّيَّة، وبعد ذلك دخلوا وقبَّلوا الأرضَ بين يديه، وهو في دار المرتضى، وسألوه الصَّفْح، وركب معهم إلى دار المملكة.
ثمّ زاد أمر العَمْلات والكبْسات، وتعدَّوا إلى الجانب الشَّرقيّ فأفسدوا. ووقع القتال، وحمل العيَّارون السلاح، وكثر الهرج.
ثم ثار العوّام إلى جامع الرّصافة ببغداد فمُنعوا من الخطبة، ورجموا القاضي أبا الحسين ابن الغريق، وقالوا: إن خطبت للبرجميّ، وإلّا فلا تخطب لخليفة ولا لملك.
ثم أُقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ، فركب وطاف وقتل، فوقعت الرَّهْبة.
ثم إنّ بعض القُوّاد أخذ أربعةً من أصحاب البرجميّ فاعتقلهم، فاحتدّ البرجميّ وأخذ أربعةً من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق عليه الباب فخرج، ووقف خلف الباب فقال له: قد أخذتُ أربعةً من أصحابك فأطلق أصحابي لأطلق أصحابك، وإلا ضربت أعناقهم وأحرقت دارك. فأطلقهم له.
وممّا يشاكل هذا الوهْن أنّ بعض أعيان الأتراك أراد أن يطهّر ولده، فأهدى إلى البرجميّ حُمْلانًا وفاكهةً وشرابًا، وقال: هذا نصيبك من طهور ولدي؛ يداريه بذلك.
ولم يحجّ العراقيّون ولا المصريّون أيضًا خوفًا من البادية.
وحجّ أهل البصرة مَعَ مَن يخفرهم، فغدروا بهم ونهبوهم، فالأمر لله.(9/348)
-سنة خمس وعشرين وأربعمائة
كان العيّارون مواصلين للعَمْلات باللّيل والنّهار، ومضى البرجميّ إلى العامل الذي على الماصر الأعلى، فقرر معه أن يعطيه كل شهر دنانير من الارتفاع. ثم أخذ عدّة عَمْلات كِبار. هذا والناس يبيتون في الأسواق. ثم جد السلطان والخليفة في طلب العيارين. [ص:351]
وورد كتاب من نصيبين أنّ ريحًا سوداء هبّت، فقلعت من بساتينها أكثر من مائتي ألف شجرة، وأنّ البحر جَزَرَ في تلك النّاحية نحو ثلاثة فراسخ، وخرج الناس يتبعون السمك والصدف، فرد البحرّ فغرق بعضهم.
وكان بالرّملة زلازل خرج النّاس منها إلى البرِّ، فأقاموا ثمانية أشهر، وهدمتِ الزلازل ثُلث البلد، وتعدت إلى نابلس، فسقط بعض بُنْيانها، وهلك ثلاثمائة نفس، وخسِف بقرية، وسقط بعض حائط بيت المقدس، وسقطت منارة عسقلان، ومنارة غزة.
وكُثر الموت بالخوانيق ببغداد والموصل، وكان أكثره في النساء. واتّصل الخبر بما كان بفارس من الوباء، حتى كانت الدور تسد على أصحابها.
وفيها أُسقط ما كان على الملح من الضّريبة، وكان ارتفاعه في السّنة نحو ألفي دينار. خاطب الملك في ذلك الدّينَوَري الزّاهد.
ثم عاد العيارون وانتشروا، واتصلت الفتن بأهل الكَرْخ مع أهل باب البصرة، ووقع القتال بينهما، وانشرت العرب ببادريا وقُطْرَبُّل، ونهبوا النّواحي، وقطعوا السُّبُل، ووصلوا إلى أطراف بغداد، وسلبوا الحريم في المقابر.
وعاد الْجُند إلى الشَّغب، وقَوِيَت أيديهم على خاصّ السّلطان، واستوفوا الجوالي وحاصل دار الضَّرْب.
وفي رمضان غرِّق البرجميّ بفم الدُّجَيلْ، أخذه معتمد الدّولة فغرَّقَه، فبذل له مالًا كثيرًا على أن يتركه، فلم يقبل. ودخل أخو البرجمي إلى بغداد، فأخذ أخًا له من سوق يحيى، وخرج فتتبع وقتل.
وفي شوّال رُوسل المرتضى بإحضار العيّارين إلى داره، وأن يقول لهم: مَن أراد منكم التوبة قُبِلت توبته، ومن أراد خدمة السلطان استُخْدِم مع صاحب المعونة، ومن أراد الانصراف عن البلد كان آمنًا على نفسه ثلاثة أيّام. فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج، وتجدّد الفساد والاستيفاء.
وفي ذي القعدة انقضّ شهابٌ كبير مُهَوِّل، ثم بعد جمعة انقض شهابٌ ملأ ضوؤه الأرض وغلب على ضوء المشاعل، وروّع مَن رآه. وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتّى قيل: انفرجت السّماء لَعِظَمِ ما شوهد منه.
وفي ذي الحجّة وقع الفناء ببغداد، فذُكِر انه مات فيها سبعون ألفًا.(9/350)
-سنة ست وعشرين وأربعمائة
تجدّد في المحرّم وصول العرب إلى أطراف الجانب الغربيّ، فعاثوا ونهبوا. ثمّ ظهر قومٌ من العيّارين ففتكوا وقتلوا. فنهض أبو الغنائم بن عليّ المتولّي فقتل اثنين، فعاودوا الخروج وقتلوا رجلين، وقاتلوا أبا الغنائم.
وتتابعت العَمْلات، فنهض أبو الغنائم ومَسَك وقتل. ثم عاد الفساد والعيّارون يكمنون في دُور الأتراك، ويخرجون ليلًا، وكتب العيّارون رقاعًا يقولون فيها: إنْ صُرف أبو الغنائم عنّا حفظْنا البلد، وإن لم يصرف ما نترك الفساد.
وكبسَ غلامٌ قراحًا للخليفة ونهبَ من ثمره، فامتعض الخليفة وكتب إلى الملك والوزير بالقبض عليه وتأديبه، فتوانوا لضَعْف الهيبة. فزاد حنق الخليفة، فأمر القُضاة بالامتناع من الحكم، والفُقَهاء من الفتوى، والخطباء من العقود، وعمل على غلْق الجوامع، فَحُمِل الغلام ورُسم عليه ثم أطلق.
وزادت الِفَتن، وكثُر القتل، ومُنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطّاق والرّصافة، وخُذل الأتراك والسّلطان في هذه الأمور حتّى لو حاولوا دفعَ فساد لزاد، وتملك العيارون البلد.
وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتحٍ فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفًا، وسبى سبعين ألفًا، وغنِم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغُزّ بلاده، فأوقع بهم، وفتح جرجان وطبرستان.
واشتد البلاء بالعيارين، وتجهرموا بالإفطار في رمضان، وشُرْب الخمور، والزّنا. وعاد القتال بين أهلِ المحَالّ، وكثُرت العَمْلات، واتّسع الخَرْق على الرّاقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر. فما التفتوا له، وتحيّر النّاس، وعظُم الخَطْب، وهاجت العرب، وقطعوا الطرق.
وعلمت الرّومُ بوهْن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها، فالتقاهم شبل الدولة ابن مرداس فهزمهم.
ونَهَبت عربُ خَفَاجة الكوفة، فلا قوة إلّا بالله.(9/352)
-سنة سبع وعشرين وأربعمائة
في المحرّم كبَس العيّارون دارًا فأخذوا ما فيها، ورد أبو محمد ابن النَّسويّ لكشف العمْلَة، فأخذ هَاشميًّا فقتله، فثار أهل النّاحية ورفعوا المصاحف على القَصَب، ومَضَوا إلى دار الخلافة، وجرى خطب طويل.
وفي ربيع الآخر دخل العيّارون بغداد في مائة نفس من الأكراد والأعراب، فأحرقوا دار ابن النّسويّ، وفتحوا خانًا وأخذوا ما فيه، وخرجوا بالكارات على رؤوسهم، والناس ينظرون.
وشغب الْجُند على جلال الدولة وقالوا: هذا البلد لا يحملنا وإيّاك، فاخرج فإنّه أَوْلَى بك. قال: كيف يمكنني الخروج على هذه الصوّرة؟ أمهِلوني ثلاثة أيام حتّى آخذ حُرِمي وولدي وأمضي. فقالوا: لا تفعل.
ورَمَوْه بآجِرَّةٍ، فتلقّاها بيده، وأُخرى في كتفه، فاستجاش بالحاشية والعامّة، وكان عنده المرتضى، والزَّيْنبيّ، والماوَرْديّ، فاستشارهم في العبور إلى الكرْخ كما فعل تلك المرَّة، فقالوا: ليس الأمر كما كان، وأحداث الموضع قد ذهبوا.
وحوّل الغلمان خيامهم إلى حول الدّار وأحاطوا بها، وبات النّاس على أصعب خطّة، فخرج الملك في نصف اللّيل إلى زُقاق غامض، فنزل إلى دجلة، وركب سُمَيْريّة فيها بعض حاشيته، ومضى إلى دار المرتضى، وبعث حُرَمه إلى دار الخلافة، ونَهب الأجناد دار الملك حتى أبوابها وساجَها، وراسلوا الخليفة أن تُقطع خطبة جلال الدّولة، فقيل لهم: سننظر، وخرج الملك إلى أَوَانا، ثمّ إلى كرْخ سامرّاء. ثمّ خرجوا إليه واعتذروا ومشى الحال.
وفي جُمَادى الآخرة وردت ظُلْمة طبّقت البلد، حتّى كان الرجل لا يرى صاحبه، وأخذت بالأنفاس حتى لو تأخر انكشافها لهلكوا.
وفي رجب ضَحْوَة نهارٍ انقضّ كوكبٌ غلب ضوؤه ضوء الشّمس، وشوهد في آخره شيء مثل التِّنين بلون الدُّخان، وبقي نحو ساعةٍ. فسبحان الله العظيم مَا أكثر البلاء بالمشرق.(9/353)
-سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
فيها قُلِّد أبو تمام محمد بن محمد بن عليّ الزَّيْنبيّ نقابة العبّاسيّين، وعُزِل أبوه.
ثمّ عاد شَغَبُ الْجُنْد على جلال الدّولة المعثّر، وآل الأمرُ إلى أن قطعوا خطْبته وخطبوا للملك أبي كاليجار، ثم عادوا فخطبوا لهما. ثمّ صلُحَت حال جلال الدّولة، وحلف الخليفة القائم له، وقبض على الوزير ابن ماكولا، ووزر أبو المعالي بن عبد الرحيم.
وفيها ورد كتاب من فم الصِّلح فيه: إنَّ قومًا من أهلِ الجبل ورَدوا فحكوا أنهم مُطروا مطرًا كثيرًا في أثنائه سمك، وزنوا بعضه فكانت رِطْلًا وَرِطْلَين، يعني بالعراقيّ.
وفيها ثار العيّارون وكبسوا الحبس، وقتلوا جماعة من رجّالة الشّرطة، وانبسطوا انبساطًا زائدًا.(9/354)
-سنة تسع وعشرين وأربعمائة
في ليلة الميلاد أوقدوا النّيران والفتائل في الأسطحة، فأوقدت فتيلةٌ في سطْحٍ كبير بعُكَبْرا، فوقع بهم، فهلك تحت الردم ثلاثة وأربعون نفسا.
وفي رجب اجتمع القضاة والدولة، واستدعي جاثليق النَّصارى ورأس جالوت اليهود، وخرج توقيع الخليفة في أمر الغِيار وإلزام أهل الذّمّة به، فامتثلوا.
وفي رمضان استقرّ أن يزاد في ألقاب جلال الدولة: " شاهنشاه الأعظم ملك الملوك "، وخطب له بذلك بأمر الخليفة، فنفَر العامّة ورموا الخُطَباء بالآجُرّ، ووقعت فتنة، وكتب إلى الفُقَهاء في ذلك. فكتب الصّيمُريّ: أنّ هذه الأسماء يُعتبر فيها القصْد والنّيّة، وكتب الطّبريّ أبو الطَّيّب: إنّ إطلاق " ملك الملوك " جائز، ويكون معناه: " ملك ملوك الأرض "، وإذا جاز أن يقال: قاضي القُضاة، وكافي الكُفاة - جاز أن يُقال: ملك الملوك، وكتب التَّميميّ نحو ذلك.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أنّ الماورديّ منع من جواز ذلك، [ص:355] وكان مختصا بجلال الدولة.
فلما امتنع من الكتابة انقطع، فطلبه جلال الدولة، فمضى على وجلٍ شديد، فلمّا دخل قال الملك: أنا أتحقق أنّك لو حابيت أحدًا لَحَابَيْتني لِما بيني وبينك، وما حملكَ إلّا الدِّين فزاد بذلك محلك في قلبي.
قال ابن الجوزيّ: والذي ذكره الأكثرون هو القياس، إذا قصَد به ملوك الدُّنيا إلّا أنّي لا أرى إلا ما رآه الماورديّ؛ لأنّه قد صحّ في الحديث ما يدلُّ على المنع، ولكنّهم عن النَّقْل بمعْزلٍ.
ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ مِنَ " الْمُسْنَدِ " عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ ". قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: سَأَلْتُ أبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ عَنْ أَخْنَعَ، فَقَالَ: أَوْضَعُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ثُمَّ سَاقَ مِنَ " الْمُسْنَدِ " مِنْ حَدِيثِ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ تَسَمَّى بِمَلِكِ الْمُلُوكِ. لَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
قلتُ: وهي بالعجمي شاهنشاه.(9/354)
-سنة ثلاثين وأربعمائة
فيها في جُمَادى الآخرة تملَّك بنو سُلْجُوق خراسان والجبل، وهرب مسعود بن محمد بن سُبُكْتِكِين، وأخذوا المُلْك منه، وتملّك طغرلبك أبو طالب محمد، وأخوه داود، واستولى أولاد ميكائيل بن سلجوق على البلاد.
وفي هذه السنة خوطب أبو منصور ابن السلطان جلال الدّولة أبي طاهر بالملك العزيز.
قلتُ: وهذا أوّل مَن لُقِب بألقاب ملوك زماننا، كالملك العادل والملك المظفر. [ص:356]
قَالَ: وَكَانَ مقيما بواسط، وبه انقرض ملك بني بويه.
ولم يحجّ في هذه السّنة من العراق ومصر والشام كبير أحد.
وفيها وقع ثلج عظيم ببغداد وبقي سبعة أيّام في الدُّروب، وقد جاء الثّلج ببغداد مرةً في خلافة الرّشيد، ومرةً في خلافة المعتمد، ومرات أخر قليلة.(9/355)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الوفيات)(9/357)
-سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ومن توفي فيها(9/357)
1 - أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بْن حفص بْن مسلم بْن يزيد، القاضي أبو بكر بن أبي عليّ ابن الشيخ المحدِّث أبي عَمْرو الحِيريّ. [المتوفى: 421 هـ]
وأبو عَمْرو هو سِبْط أحمد بن عَمْرو الحَرَشِيّ شيخ نَيْسابور في العدالة والثروة. روى أبو عَمْرو عن محمد بن رافع، وإسحاق الكَوْسَج، وهذه الطبقة. وروى ابنه الحسن عنه، وعن أبي نُعَيْم بن عَدِيّ، وعاش إلى سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة.
وأمّا القاضي أبو بكر هذا فكان شيخ خراسان علما ورياسة وعُلُوِّ إسنادٍ. سمع أبا عليّ محمد بن أحمد المَيْدانيّ، وحاجب بن أحمد، ومحمد بن يعقوب الأصمّ، وجماعة بنيسابور، وبمكّة أبا بكر الفاكهي، وبكير بن أحمد الحدّاد، وببغداد أبا سهل بن زياد، وبالكوفة أبا بكر بن أبي دارم، وبجرجان أبا أحمد بن عدي.
وقرأ بالروايات على أحمد بن العبّاس الإمام صاحب الأشْنَانيّ، ودرس الفِقْه على أبي الوليد حسّان بن محمد، ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري.
وانتقى له الحاكم أبو عبد الله فوائد، وأملى من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقُلِّدَ قضاءَ نَيْسابور، وكان إمامًا عارفًا بمذهبِ الشافعيِّ.
وكان مولده في سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، كذا ورَّخه الحافظ أبو بكر محمد بن منصور السَّمْعَانيّ، وقال: هو ثقة في الحديث.
قلتُ: روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وهو أكبر منه، وأَبَوَا بكر: البَيْهَقيّ، والخطيب. وأبو صالح المؤذّن، وأبو عليّ الحسن بن محمد الصفار، ومحمد [ص:358] ابن إسماعيل المقرئ، ومحمد بن مأمون المُتَوليّ، ومحمد بْن عبد الملك المُظفَّريّ، وأحمد بْن عبد الرحمن الكتَّانيّ، وقاضي القُضاة أبو بكر محمد بن عبد الله النّاصحيّ مفتي الحنفيّة، ومحمد بن إسماعيل بن حَسْنَويه ولعله المقرئ، ومحمد بن عليّ العميري الهَرَويّ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ، ومكّيّ بن منصور الكُرْجيّ، وأسعد بن مسعود العُتْبيّ، ومحمد بن أحمد الكامخيّ، ونصر الله بن أحمد الخُشْناميّ، وخلق كثير آخرهم موتًا عبد الغفّار بن محمد الشيروييّ.
توفي في شهر رمضان من السّنة.
قال عبد الغافر: أصابه وقْرٌ في أُذنه في آخر عُمره، وكان يقرأ عليه مع ذلك ويحتاط إلى أن اشتدّ ذلك قريبًا من سنتين أو ثلاث، فما كان يُحسن أن يسمع، وكان من أصحّ أقرانه سماعًا، وأوفرهم إتقانًا، وأتمّهم ديانة واعتقادًا، صنّف في الأصول والحديث.(9/357)
2 - أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد، أبو الحسن الدّمشقيّ الواعظ. [المتوفى: 421 هـ]
أصله من الجزيرة، ويعرف بابن الرّان. كان رجلًا صالحًا عارفًا، له مصنفات في الوعظ، وكان يعظ بالجامع.
قال عبد العزيز الكتّانيّ: لم أر أحسن وعظا منه رحمه الله.(9/358)
3 - أحمد بن عليّ بن عثمان بن الْجُنَيْد، أبو الحسين البغداديّ، المعروف بابن السَّوادي. [المتوفى: 421 هـ]
مؤلّف الخُطَب.
سمع أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.(9/358)
4 - أحمد بن عيسى بن زيد، أبو عقيل السُّلَميّ البغداديّ القزّاز. [المتوفى: 421 هـ]
سمع أبا بكر النّجّاد، والشّافعيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. مات في شوال.(9/358)
5 - أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان، أبو الحسن السَّليطيّ النَّيْسَابوريّ العدل النَّحويّ. [المتوفى: 421 هـ]
روى عن أبي العباس الأصمّ، وغيره. روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ، ومحمد بن يحيى المزكّيّ، وأبو صالح المؤذّن.
وثّقه عبد الغافر. تُوُفّي في جُمَادى الأولى.(9/359)
6 - أحمد بْن محمد بْن الحسن، أبو عليّ الأصبهاني المرزوقيّ النَّحْويّ. [المتوفى: 421 هـ]
من كبار أئمة العربية. أخذ الناس عنه، وخبّوا إليه آباط المطِيّ. له " شرح الحماسة " وهو في غاية الحسْن، وكتاب " شرح الفصيح "، وتُوُفّي في ذي الحجّة.
تخرَّج به خلق، وطال عمره. حدّث عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، وعنه سعيد بن محمد البقّال، وأبو الفتح محمد بن عبد الواحد الزّجّاج.
قال السِّلَفيّ: ما روي لنا عن المرزوقيّ سوى الزّجّاج.(9/359)
7 - أحمد بن محمد بن محمد، أبو العباس الطّبريّ ثمّ البصْريّ. [المتوفى: 421 هـ]
ورد جُرجَان، وسمع أبا أحمد بن عَدِيّ، وجماعة. روى عنه أبو مسعود البجلي.
وتوفي بآمل في شوّال.(9/359)
8 - أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج، أبو عمرو القسطلي الأديب، [المتوفى: 421 هـ]
الشاعر البليغ.
قال ابن حزْم: كان عالمًا بنقْد الشِّعْر. لو قلت: إنّه لم يكن بالأندلس أشْعَرَ من ابن درّاج - لم أبعِد.
وقال ابن حزْم أيضًا: لو لم يكن لنا من فُحُول الشّعراء إلّا أحمد بن دراج لمّا تأخر عن شأوِ حبيب والمتنبّيّ.
قلتُ: وهو من مدينة قَسْطَلَّة درّاج، وقيل: هو اسم ناحية، وكان من كُتّاب الإنشاء في أيّام المنصور بن أبي عامر. [ص:360]
وقال الثَّعالبيّ: كان بِصُقْع الأندلس كالمتنبّي بِصُقْع الشام.
ومن شعره:
أضاء لها فجر النُّهى فنهاها ... عن الدَّنِفِ المُضْنَى بحرِّ هواها
وضلّلها صُبحٌ جلا ليلة الدّجى ... وقد كاد يهديها إليَّ دُجاهَا
وفي أوّل شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور، وتكلّموا فيه واتهموه بسرِّقة الشِّعر، فقال في المجلس لوقته:
حسْبي رضاكَ من الدَّهرِ الّذي عَتَبَا ... وعطفُ نعماك للحظ الذي انقلبا
منها:
ولستُ أوّلُ من أَعيْت بدائَعهُ ... فاستدْعتِ القولَ ممن ظنّ أو حسبا
إن امرأ القيسِ في بعضٍ لمتهمٌ ... وفي يديهِ لواءُ الشِعرِ إنْ ركِبا
والشِّعر قد أَسَرَ الأعشى وقيدهُ ... دهرًا وقد قِيلَ والأعشى إذا شَرِبا
وكيفِ أظمأُ وبحري زاخِرٌ فِطَنًا ... إلى خيالٍ من الضحضاح قد نضبا
عبدٌ لنُعْماك في فكَّيه نجمُ هُدى ... سار بمدْحِكَ يجْلُو الشَّكَّ والرِّيَبَا
إنْ شئتَ أملَى بديعَ الشِّعرِ أو كَتَبَا ... أو شئتَ خاطبَ بالمنثورِ أو خَطَبا
كروضة الحرن أهدى الوشي منظرها ... والماءَ والزهر والأنوار والعشبا
أو سابق الخيل أعطى الحضر متئدا ... والشدَّ والكرَّ والتّقريب والخببا
وله في ذي الرياستين منذر بن يحيى صاحب سَرَقُسْطَة:
قُلْ للرَّبيعِ اسحبْ مُلاء سَحائبي ... واجرُر ذُيولك في مَجَرّ ذَوَائبي
لا تكذِبنّ ومن ورائك أدْمُعي ... مَدَدا إليكَ بفيضِ دمعٍ ساكبِ
وامزُج بطِيبِ تحيّتي غدْق الحَيَا ... فاجعله سقي أحِبّتي وحبائبي
واجْنَح لقُرطبةَ فعانقْ تُربهَا ... عنّي بمثل جوانحي وتَرَائبي
وانشرْ على تلك الأباطِح والرُّبا ... زهرًا يخبّر عنك أنكَ كاتبي
وهي طويلة. [ص:361]
وله فيه:
يا عاكفين على المُدامِ تنبَّهوا ... وسَلوا لساني عن مكارم منذرِ
ملكٌ لو استوهبتُ حبةَ قلْبهِ ... كَرَمًا لجَادَ بها ولم يتعذّرِ
وله " ديوان " مشهور، وقد تُوُفّي في سادس عشر جُمَادى الآخرة، وله أربعٌ وسبعون سنة.(9/359)
9 - إسماعيل بن عبد الرحمن بن عليّ، أبو محمد العامريّ المصريّ. [المتوفى: 421 هـ]
روى عن أبي إسحاق بن شعبان الفقيه المالكيّ، ومحمد بن العبّاس الحلبيّ، ودخل إلى الأندلس سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة، وكان من أهل الدّين والتّصاون والعناية بعلم الفِقْه.
ثقة، محدِّث. حدّث عنه أبو عمر بن عبد البَرّ، والخَوْلانيّ.
وُلِد بمصر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي بإشبيلية يوم عيد الفطر فجاءة، وروى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث أيضًا.(9/361)
10 - إسماعيل بن محمد بن خَزْرج بن محمد، أبو القاسم الإشبيليّ. [المتوفى: 421 هـ]
روى عن أبيه، وعن خاله إبراهيم بن سليمان، ورحل إلى المشرق، وحجّ سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وكتب الكثير وكان من أهل العلم والعمل والزُّهْد في الدّنيا، مشاركًا في عدّة علوم، يغلب عليه علم الحديث والرّجال.
تُوُفيّ في المحرم عن بضع وأربعين سنة.(9/361)
11 - إسماعيل بن يَنَال، أبو إبراهيم المَرْوَزيّ المحبوبيّ. [المتوفى: 421 هـ]
سمع من المحبوبيّ مولاه " جامع التِّرمذِيّ "، وسمع من أبي بكر الدّارَبُرْدِيّ وغيرهما.
قال الحافظ أبو بكر السّمَعَانيّ: كان ثقة عالمًا، أدركتُ بحمد الله نفرًا من [ص:362] أصحابه، ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. قال: وتُوُفْي سنة إحدى وعشرين. زاد غيره: في صفر.
وهو آخر من حدَّث عن أبي العبّاس المحبوبيّ.(9/361)
12 - إسحاق بن عليّ، الأمير أبو قدامة القرشيّ، [المتوفى: 421 هـ]
أمير الغُزاة بخراسان.(9/362)
13 - الحسن بن أحمد بن محمد بن فارس البغداديّ البزّاز. [المتوفى: 421 هـ]
وأخوه هو أبو الفتح بن أبي الفوارس. سمع هذا بإفادة أخيه من أبي عليّ بن الصّواف، وأبي بكر الشّافعيّ، وإسحاق النعّالي.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. تُوُفّي في صفر، وكنيته أبو الفوارس.(9/362)
14 - الحسن بن سهل بن محمد بن الحسن، أبو عليّ. [المتوفى: 421 هـ]
توفي في شعبان. كأنّه أصبهاني، روى عن أبي الشيخ، والقباب.(9/362)
15 - الحسن بن محمد، أبو عليّ بن أبي الطَّيّب الدّمشقيّ الورّاق. [المتوفى: 421 هـ]
حدَّث في هذه السنة عن أبي القاسم بن أبي العَقِب. روى عنه الكتّانيّ، وعلي بن محمد المَصِّيصيّ.(9/362)
16 - الحسين بْن أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى، أبو عبد الله المُعاذِي النَّيْسابوريّ الأصمّ. [المتوفى: 421 هـ]
روى مجلسين عن أبي العبّاس الأصمّ. روى عنه شيخ الإسلام الأنصاري، ورّخه ابن خيرون.
وقال الفارسيّ: تُوُفي في جُمَادي الأولى، وسمع من الأصمّ في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة مجلسين، وهو ثقة.(9/362)
17 - الحسين بن إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله الأصبهاني الجمّال. [المتوفى: 421 هـ][ص:363]
سمع عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد الثقفيّ، وجماعة. وله جزء معروف سمعناه.
روى عنه أبو بكر أحمد بن مردوَيْه، وعليّ بن الفضل بن عبد الرزاق اليَزْديّ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ، ومحمد بن عليّ الخبّاز، وآخرون.
مات في ربيع الأول.(9/362)
18 - الحسين بْن عبد الله بْن الحسين بْن يعقوب، أبو عليّ البَجّانيّ، [المتوفى: 421 هـ]
من مدينة بَجّانة بالأندلس.
روى عن أبي عثمان سعيد بن فحلون صاحب يوسف المُغاميّ كتاب " الواضحة " لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فحلون. كما أن ابن فَحْلُون آخر مَن روى عن المُغاميّ صاحب ابن حبيب، وقد تُوُفّي ابن فَحْلُون سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة.
روى عنه الخَوْلانيّ، وقال: كان قديم الطلب، كثير السَّماع من أهل العلم أسنَّ وعمّر طويلًا وقارب المائة، واحْتيج إليه. روى عنه أيضًا أبو عبد الله محمد بن عتاب، وأبو عمر بن عبد البَرّ، والمُصْحَفيّ أبو بكر، والمحدِّث أبو العباس العُذْريّ، وكان مولده في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.(9/363)
19 - الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف، أبو عليّ النَّيْسابوريّ السَّخْتيانيّ المعدّل. [المتوفى: 421 هـ]
ثقة، ثَبْت، مشهور، سماعه في كُتُب أبي عبد الرحمن السُّلَميّ عن يحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس الصِّبْغيّ، وأبي عليّ الرّفّاء.
تُوُفّي في رمضان وله تسعون سنة، روى عنه أبو صالح المؤذّن.(9/363)
20 - حُمَام بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أكدرَ بن حُمام بن حَكَم، القاضي أبو بكر القرطبي. [المتوفى: 421 هـ]
قال ابن حزْم: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرّواية، ضابِطًا لِمَا قيّده. روى عن أبي محمد الباجيّ، وأبي عبد الله بن مفرّج فأكثر، وكان [ص:364] شديد الانقباض. مَا أرى أحدًا سلِم من الفتنة سلامته مع طول مدّته فيها.
وكان حَسَن الخطّ، قويًّا على النّسخ، ينسخُ في نهاره نيفا وعشرين ورقة. حسن الشعر، حسن الخُلُق، فَكِه المُحادثة، ولي قضاءَ يابُرَة، وشَنْتَرين، والأُشبونة. وتُوُفْي في رجب بقرْطبة، ووُلِد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
روى عنه ابن حزم في تصانيفه.(9/363)
21 - خَلَف بن عيسى بن سعيد بن أبي درهم، أبو الحزم التُّجَيْبيّ الوَشْقيّ، [المتوفى: 421 هـ]
قاضي وشْقة.
رَوَى عَنْ أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر محمد بن عمر بن عبد العزيز ابن القُوطِيّة، ورحل فسمع من الحسن بن رشيق، وأبي محمد بن أبي زيد. حدَّث عنه القاضي أبو عمر ابن الحذاء، وقال: كان فاضل جهته وعاقلها. توفي في رمضان.(9/364)
22 - سعيد بن سليمان، أبو عثمان الهمداني الأندلسي المقرئ المجود، المعروف بنافع. [المتوفى: 421 هـ]
أخذ القراءة عن أبي الحسن الأنطاكي، وضبط عنه حرف نافع وأقرأ به، وعرف العربية.
وتُوُفْي بدانِية، ذكره الحافظ أبو عمرو.(9/364)
23 - عُبَادة بن عبد الله بن ماء السّماء، أبو بكر، [المتوفى: 421 هـ]
شاعر الأندلس، ورأس شعراء الدّولة العامريّة.
صنّف كتاب " شعراء الأندلس "، وبقي إلى هذه السّنة، فإنه جاء فيها بردٌ مَهُولٌ كالحجارة، فقال عبادة:
يا عِبرةً أُهْدِيَت لمُعتَبِر ... عشِيّة الأربعاء من صفرِ
أقبلنا اللهُ بأسَ منتقمٍ ... فيها وثَنَى بعفوِ مقتدرِ [ص:365]
رسل مِلءَ الأَكُفِّ من بَرَدٍ ... جلامدًا تَنْهَمي على البشرِ
فيا لها آيةٌ وموعظةٌ ... فيها نذيرٌ لكل مزدجرِ
كادت يُذيب القلوبَ منظرُها ... ولو أعِيرت قساوةَ الحجرِ
لا قدَّر الله في مشيئته ... أن يبتلينا بسيِّئ القدرِ
وخصّنا بالتُّقى ليجعلنا ... من بأسه المتَّقى على حذرِ(9/364)
24 - عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله بن حَمَدِيّة، [المتوفى: 421 هـ]
أخو الحسن.
سمع من أبي بكر النّجاد، وعبد الباقي بن قانع فيما ذُكِر.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ضعيفا. سمع لنفسه في أمالي للنجاد وقعت له.(9/365)
25 - عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن سيما الدّمشقيّ، أبو محمد المؤدِّب، [المتوفى: 421 هـ]
إمام مسجد نُعَيم.
روى عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي علي بن آدم. روى عنه عبد العزيز الكتاني، وإسماعيل السمان.(9/365)
26 - عبد الله بن الحسن بن جعفر الإصبهاني القصار، [المتوفى: 421 هـ]
سبط فاذويه.
توفي في ربيع الأول، أو في صفر.(9/365)
27 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محفوظ، أبو محمد المحفوظي الملقاباذي المعدل. [المتوفى: 421 هـ]
ثقة مشهور، حدث عن أبي العبّاس الصِّبْغيّ، وهارون الأسْتِرَابَاذيّ، وأبي عمرو بن مطر. روى عنه محمد بن يحيى المزكي.
وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة.(9/365)
28 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد، الشيخ أبو بكر الباطِرْقانيّ الأصبهاني المقرئ. [المتوفى: 421 هـ][ص:366]
إمامٌ في القراءات، حافظٌ للرّوايات. قُتِل في الجامع في جُمَادى الآخرة، وقيل: قُتِل في داره.
يروي عن الطبرانيّ، وأبي الشيخ، وأبي حامد أحمد بن محمد بن حسين الجرجانيّ. وعنه أبو عبد الله الثقفي الرئيس، وأبو منصور وأحمد بن محمد بن علي شيخا السلفي، وجماعة.(9/365)
29 - عبد الواحد بن الحسين بن الحسن، أبو أحمد الدمشقي الكاتب المعروف بابن الوراق. [المتوفى: 421 هـ]
سمع أبا عبد الله بن مروان، وعنه عبد العزيز الكتّانيّ.(9/366)
30 - عليّ بن إبراهيم بن مندويه، أبو الحسن الأصبهاني المقرئ. [المتوفى: 421 هـ]
في شعبان.(9/366)
31 - علي بن عبد العزيز ابن حاجب النعمان. [المتوفى: 421 هـ]
بغدادي، روى عن النَّجّاد، وذكر أنّه سمع أيضًا من ابن مِقْسَم، وأبي بكر الشّافعيّ.
روى عنه الخطيب، وقال: كان رئيسًا له لسنٌ وبلاغة، ولم يكن في دِينه بذاك. مات في عَشْر التّسعين.
قلتُ: كان صاحب الإنشاء ببغداد، له النَّظْم والنّثر.(9/366)
32 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن الإسفراييني المقرئ. [المتوفى: 421 هـ]
سمع كثيرا من الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني عن يوسف بن يعقوب القاضي. روى عنه البيهقي.(9/366)
33 - عليّ بن محمد بن موسى بن الفضل، أبو الحسن الصَّيرفيّ، [المتوفى: 421 هـ]
ولد أبي سعيد.(9/366)
34 - عليّ بن محمد بن عُمَيْر بن محمد بن عُمَيْر، أبو الحسن، [المتوفى: 421 هـ]
والد الزّاهد أبي عبد الله العُمَيْريّ الهَرَويّ.
روى عن العبّاس بن الفضل بن زكرّيا الهَرَويّ. روى عنه ابنه.(9/366)
35 - عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الذَّكوانيّ المعدّل، أبو حفص، [المتوفى: 421 هـ]
أخو أبي بكر بن أبي عليّ.
تُوُفّي في المحرَّم.(9/367)
36 - عمر بن عيَيْنة بن أحمد، أبو حفص الضَّبيّ العدْل. [المتوفى: 421 هـ]
يروى عن المُعافى الجريريّ. روى عنه شيخ الإسلام الهَرَويّ.(9/367)
37 - عَمْرو بن طِراد بن عمرو، أبو القاسم الأسديّ الدمشقي الجلاّد. [المتوفى: 421 هـ]
حدَّث عن يوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بن جعفر. روى عنه أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وقال: كان ثقة من أهل السنة.(9/367)
38 - القاسم بن عبد الواحد، أبو أحمد الشّيرازيّ. [المتوفى: 421 هـ]
قال أبو إسحاق الحبّال: تُوُفّي في عاشر ربيع الأوّل، وحضرتُ جنازَتَه. حدَّث أبوه وأهل بيته الكثير.(9/367)
39 - محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد، أبو الفرج الزَّمْلكانيّ الإمام. [المتوفى: 421 هـ]
روى عن عبد الوهّاب الكِلابيّ، وغيره. روى عنه عليّ بن الخِضِر السُّلَميّ، ومحمد بن أحمد بن ورقاء.(9/367)
40 - مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن جعفر، أبو الفضل الأصبهاني الخطيب. [المتوفى: 421 هـ]
في رجب.(9/367)
41 - محمد بن أحمد بن أبي عون النهرواني. [المتوفى: 421 هـ]
حدَّث في هذا الوقت عن محمد بن محمد الإسكافيّ، وعمر بن جعفر بن سَلْم. روى عنه الخطيب، وقال: كان صدوقًا.(9/367)
42 - مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عِلّان، أبو الفَرَج الطَّوَابيقيّ الورّاق. [المتوفى: 421 هـ]
بغداديّ صدوق، من شيوخ الخطيب. حدَّث عن أبي بكر بن خلاد، ومَخْلَد الباقِرْحِيّ، وقرأ القراءات.(9/368)
43 - محمد بن الحسين بن أبي أيوب. الأستاذ حجة الدين أبو منصور المتكلم [المتوفى: 421 هـ]
تلميذ أبي بكر بن فورك، وختنه.
له مصنفات مشهورة، منها: " تلخيص الدلائل ".
تُوُفّي في ذي الحجّة.(9/368)
44 - محمد بن عبد الله بن الحسين، أبو بكر، ويقال: أبو الحسن الدمشقي النحوي، الشاعر المعروف بابن الدوري. [المتوفى: 421 هـ]
روى عن أبي عبد الله بن مروان، وعليّ بن يعقوب بن أبي العقب، وأبي عليّ ابن أبي الرمرام، وأبي عمر بن فضالة، وكتب الكثير بخط حسن. روى عنه أبو سعد السمان، والكتاني وقال: كانوا يتّهمونه في دينه.(9/368)
45 - محمد بن عليّ بن حَيْد. [المتوفى: 421 هـ]
يُقال: تُوُفّي فيها، وقد مرّ سنة تسع عشرة.(9/368)
46 - محمد بْن محمد بْن عَبْد الله، أبو أحمد الهَرَويّ المعلّم. [المتوفى: 421 هـ]
روى عن أبي حاتم بن أبي الفضل، وأبي عبد الله العُصْميّ. روى عنه أبو عبد الله العُمَيْريّ.(9/368)
47 - محمد بن المظفّر، أبو الفتح البغدادي الخيّاط. [المتوفى: 421 هـ]
صدوق. حدَّث عن القَطِيعيّ، وأحمد بن جعفر بن سَلْم.
قال الخطيب: لا أعلم كتب عنه غيري.(9/368)
48 - محمد بن المنتصر بن الحسين، أبو عبد الله الهَرَويّ الباهليّ. [المتوفى: 421 هـ]
من ولد أَمِيرُ خُراسان قُتَيْبة بن مسلم. [ص:369]
سمع أبا عَلِيَّ الرّفاء، وأبا منصور الأزهريّ اللغوي. روى عنه شيخ الإسلام الأنصاريّ، ومحمد بن علي العُمَيْري، وجعفر بن مسلم العُقَيليّ.(9/368)
49 - محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، أبو سعيد بن أبي عَمْرو النَّيْسابوريّ الصَّيْرفيّ. [المتوفى: 421 هـ]
أحد الثّقات والمشاهير بنَيْسابور. سمع الكثير من أبي العبّاس الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي حامد أَحْمَد بن محمد بن شعيب، وجماعة.
وكان أبوه ينفق على الأصمّ، فكان الأصمّ لا يحدِّث حتّى يحضر أبو سعيد، وإذا غاب عن سماع جزءٍ أعاده له.
روى عنه أبوا بكر: البيهقي، والخطيب، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو عبد الله الثَّقَفيّ، وأبو القاسم بن منده، وأبو بكر أحمد بن سهل السراج، وأبو زاهر طاهر بن محمد الشّحّاميّ، وخلق آخرهم موتًا عبد الغفار الشّيرُوييّ المُتَوَفَّى سنة عشر وخمسمائة.
توفي في ذي الحجة، رحمه الله.(9/369)
50 - محمود بن سُبُكْتِكِين، السّلطان الكبير أبو القاسم يمين الدّولة ابن الأمير ناصر الدّولة أبي منصور. [المتوفى: 421 هـ]
وقد كان قبل السّلطنة يُلقَّب بسيف الدّولة. قدِم سُبُكْتِكِين بُخارى في أيّام الأمير نوح بن منصور السّاماني، فوردها في صُحْبة ابن السُّكَيْن، فعرفه أركان تلك الدّولة بالشّهامة والشّجاعة، وتوسَّموا فيه الرّفْعَة.
فلمّا خرج ابن السُّكَيْن إلى غَزْنَةَ أميرًا عليها خرج في خدمته سُبُكْتكين، فلم يلبث ابن السُّكِين أن توفي، واحتاج النّاسُ إلى من يتولى أمرهم فاتفقوا على سبكتكين وأمروه عليهم. فتمكن وأخذ في الإغارات على أطراف الهند. فافتتح قلاعا عديدة، وجرى بينه وبين الهند حروب، وعظمت سطوته، وفتح ناحية بست، واتصل به أبو الفتح علي بن محمد البستي الكاتب، فاعتمد عليه وأسر إليه أموره.
وكان سبكتكين على رأي الكرامية. قال جعفر المستغفري: كان أبو [ص:370] القاسم عبد الله بن عبد الله بن الحسين النَّضريّ المروزي قاضي نسف صلب المذهب، فلما دخل سبكتكين صاحب غَزْنَة بَلخ دعاهم إلى مناظرة الكَراميّة وكان النَّضري يومئذٍ قاضيا ببلْخ، فَقَالَ سبكتكين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد الْأولياء؟ فقال النَّضْريّ: هؤلاء عندنا كَفَرة. فقال: ما تقولون فيَّ؟ قال: إن كنت تعتقدُ مذهبهم فقَولُنا فيك كقولنا فيهم. فوثب من مجلسه وجعل يضربهم بالطَّبَرزين حتّى أدماهم، وشجّ القاضي، وأمر بهم فحبسوا وقيدوا. ثم خاف الملامةَ فأطلقهم.
ثمّ إنّه مرِض ببلْخ، فاشتاق إلى غَزْنَة، فسافر إليها ومات في الطّريق في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وجعل وليّ عهدِه ولده إسماعيل.
وكان محمود غائبًا ببلْخ، فلمّا بلغه نعي أبيه كتَب إلى أخيه ولاطَفَه على أن يكون بغَزْنَة، وأن يكون محمود بخُراسان. فلم يوافقه إسماعيل، وكان في إسماعيل رخاوة وعدم شهامة، فطمع فيه الْجُنْد وشغّبوا عليه، وطالبوه بالعَطَاء، فأنفق فيهم الخزائن.
فدعا محمود عمَّهُ إلى موافقته، فأجابه، وكان الأخ الثالث نصر بن سبكتكين أميرا على بست، فكاتبه محمود فأجابه فقويّ بعمِّه وبأخيه، وقَصَد غَزْنَة في جيشٍ عظيم، وحاصرها إلى أن افتتحها بعد أن عمل هو وأخوه مَصّافًا هائلًا، وقُتِل خلقٌ من الجيش، وانهزم أخوه إسماعيل وتحصَّن. فنازل حينئذٍ محمود البلَد، وأنزل أخاه من قلعتها بالأمان. ثمّ رجع إلى بَلْخ، وحبس أخاه ببعض الحصون حبْسًا خفيفًا، ووسَّع عليه الدّنيا والخَدَم.
وكان في خُراسان نوابٌ لصاحب ما وراء النَّهر من الملوك السَّامانية، فحاربهم محمود ونُصِر عليهم، واستولى على ممالك خُراسان، وانقطعت الدّولة السّامانية في سنة تسعٍ وثمانين. فسيَّر إليه القادر بالله أمير المؤمنين خلعة السلطنة.
وعظُم ملكُه، وفرض على نفسه كلَّ عامٍ غَزْوَ الهند، فافتتح منها بلادًا واسعة، وكسر الصَّنم المعروف بسُومنات، وكانوا يعتقدون أنّه يُحيي ويُميت، ويقصدونه مِن البلاد، وافتتن به أممٌ لا يُحصيهم إلّا الله. ولم يبقَ ملك ولا محتشم إلّا وقد قرَّب له قُرْبانًا من نفيس ماله، حتّى بلغت أوقافه عشرةَ آلاف قرية، وامتلأت خزانته من أصناف الأموال والجواهر، وكان في خدمة هذا الصّنم ألف رجل من البراهمة يخدمونه، وثلاثمائة رجل يحلقون رؤوس [ص:371] الحجاج إليه ولحاهم عند القدوم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنّون ويرقصون عند بابه.
وكان بين الإسلام وبين القلعة الّتي فيها هذا الوَثن مسيرة شهرٍ، في مَفَازةٍ صَعْبَةٍ، فسار إليها السّلطان محمود في ثلاثين ألف فارس جريدةً، وأنفق عليهم أموالًا لا تُحصى، فأتوا القلعةَ فوجدوها منيعة، فسهل الله بفتحها في ثلاثة أيّامٍ، ودخلوا هيكلِ الصّنمِ، فإذا حوله من أصناف الأصنام الذَّهب والفضة المُرصَّعة بالجواهر شيءٌ كثير، محيطون بعَرْشه، يزعمون أنّها الملائكة. فأحرقوا الصَّنم الأعظم ووجدوا في أُذُنيه نيِّفًا وثلاثين حلْقةً. فسألهم محمود عن معنى ذلك، فقالوا: كلُّ حلْقةٍ عبادة ألف سنة.
ومن مناقب محمود بن سُبُكْتِكِين ما رواه أبو النَّضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفاميّ قال: لمّا وردَ التَّاهَرْتيّ الداعي من مصر على السلطان محمود يدعوه سرا إلى مذهب الباطنية، وكان يركب البغل الذي أتى به معه، وذاك البغل يتلون كل ساعة من كل لون، ووقف السلطان محمود على شر ما كان يدعو إليه، وعلى بطلان ما حثه عليه أمر بقتله وأهدى بغله إلى القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزْديّ الشافعي شيخ هراة، وقال السّلطان: كان يركبه رأس الملحدين، فلْيَرْكَبْه رأسُ الموحّدين.
ولولا ما في السّلطان محمود من البِدْعة لَعُدَّ من ملوك العدْل.
وذكر إمام الحَرَميْن الْجُوَينيّ أنّ السّلطان محمود كان حنفيّ المذهب مولعًا بعلم الحديث، يسمع من الشيوخ ويستفسر الأحاديث، فوجدها أكثرها موافقًا لمذهب الشّافعيّ، فوقع في نفسه، فجمع الفُقَهاء في مرو، وطلبَ منهم الكلام في ترجيح أحد المَذْهَبَين. فوقع الاتفاق على أن يُصَلُّوا بين يديه على مذهب الإمامين ليختار هو.
فصلّى أبو بكر القفّال المروزي بطهارةٍ مُسْبِغةٍ، وشرائطَ مُعْتَبرةٍ من السُّتْرَة والقِبْلَةِ، والإتيان بالأركان والفرائض صلاةً لا يجوّز الشّافعي دونها.
ثمّ صلّى صلاةً على ما يجوّز أبو حنيفة رضي الله عنه، فلبس جلد كلبٍ مدبوغًا قد لُطِّخ رُبْعُهُ بالنَّجاسة، وتوضّأ بنبيذ التمر، وكان في الحرّ، فاجتمع عليه البَعُوض والذُّباب، وتوضَّأ منكِّسًا، ثمّ أحرم، وكبر بالفارسية، وقرأ [ص:372] بالفارسيّة " دو بركك سَبْز " ثمّ نقر نقرتين كنقرات الدِّيك من غير فصْلٍ ولا رُكُوع ولا تَشَهُّد، ثمّ ضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: هذه صلاة أبي حنيفة! فقال: أن لم تكن هذه الصّلاة صلاة أبي حنيفة لَقَتَلْتُكَ!
قال: فأنكرتِ الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة، فأمرَ القفّال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السّلطان نصرانيا كاتبًا يقرأ المذهبين جميعًا، فوُجِدت كذلك. فأعرض السّلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسّك بمذهب الشافعي، هكذا ذكره إمامُ الحرمين بأطول من هذه العبارة.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ في ترجمة محمود السّلطان: كان صادقَ النّيّة في إعلاء كلمة الله، مظفَّرًا في الغزوات، ما خَلَتْ سنةٌ من سِنِيّ مُلكه عن غزوةٍ وسَفْرةٍ، وكان ذكيا بعيد الغَوْرِ، موفَّقُ الرأي، وكان مجلسه مورد العلماء، وقبره بغَزْنَة يُدْعى عنده.
وقال أبو عليّ ابن البناء: حكى عليّ بن الحُسين العُكْبَريّ أنّه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البَجَليّ، قال: دخل ابن فُورَك على السُّلطان محمود، فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفَوْقيّة؛ لأنه يلزمك أن تَصِفَه بالتَّحْتيّة؛ لأن من جاز له أن يكون له فوق جاز أن يكون له تحت. فقال السّلطان: ليس أنا وصفته حتّى تُلْزِمَني، هو وصف نفسه. فبُهِت ابن فُورَك. فلمّا خرج من عنده مات، فيقال: انشقت مرارته.
وقال عبد الغافر: قد صُنِّف في أيّام محمود وغزواته تواريخ، وحُفِظَت حركاتُه وسكناتُه وأحواله لحظةً لحظة، وكانت مستغرقة في الخيرات ومصالح الرِّعية، وكان متيقّظًا ذكي القلب، بعيد الغَوْر. يسَّرَ الله له من الأسباب والجنود والهيبة والحشْمة في القلوب ما لم يره أحد. كان مجلسه مورد العلماء. [ص:373]
قلت: وقال أَبُو النَّصر مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار العُتْبي الأديب في كتاب " اليمينيّ " في سيرة هذا السلطان: رحم الله أبا الفضل الهمذاني حيث يقول في يمين الدولة وأمين الملة محمود:
تعالى الله ما شاءَ ... وزاد اللهُ إيماني
أَأَفريدون في التّاج ... أَم الإسكندرُ الثّاني؟
أم الرَّجْعَة قد عادت ... إلينا بسليمانِ؟
أَظَلَّت شَمسُ محمود ... على أَنجمِ سامانِ
وأمسى آلُ بهرامٍ ... عبيدًا لابن خاقانِ
إذا مَا ركب الفيل ... لحرب أو لميدانِ
رأت عينكَ سُلطانًا ... على مَنْكبِ شيطانِ
فمن واسطة الهند ... إلى ساحة جرجانِ
ومن قاصية السِّند ... إلى أقصى خراسانِ
فيوما رسل الشّاه ... ويوما رُسُل الخانِ
لك السَّرجُ إذا شئت ... على كاهل كيوانِ
قلتُ: ومناقب محمود كثيرة، وسيرته من أحسن السيرة، وكان مولده في سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومات بغَزْنَة في سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقام بالسّلطنة بعده ولده محمد، فأنفق الأموال، وكان منهمكًا في اللَّهو واللَّعب، فعمل عليه أخوه مسعود بإعانة الأمراء فقبض عليه، واستقرّ المُلك لمسعود.
ثمّ جرت خُطُوب وحروب لمسعود مع بني سُلْجوق، إلي أن قتل مسعود سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وتملَّك آلُ سُلْجوق، وامتدَّت أيّامُهم، وبقي منهم بقية إلى زمان السّلطان الملك الظَّاهر بَيْبَرس، وهم ملوك بلد الروم.
قال أبو الحسن عبد الغافر: تُوُفّي في جُمَادى الأولى سنة إحدى بغزنة.(9/369)
-سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة(9/374)
51 - أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو حامد الأبريسمي النيسابوري. [المتوفى: 422 هـ]
شيخ صالح، ثقة، تُوُفْي في نصف رجب عن ثمانٍ وسبعين سنة. روى عن أبي عَمْرو بن مطر، وغيره. وعنه أبو صالح المؤذِّن.(9/374)
52 - أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد بن أبي أحمد طلحة ابن المتوكل على الله ابن المعتصم ابن الرشيد، أبو العبّاس، الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين ابن الأمير أبي أحمد ابن المقتدر بالله، الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ. [المتوفى: 422 هـ]
بويع بالخلافة عند القبض على الطّائع لله في حادي عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
ومولده في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وأمه تمني مولاة عبد الواحد ابن المقتدر، كانت ديّنة خيّرة معمّرة تُوُفِّيت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
وكان أبيض كثّ اللَّحية طويلها، يَخْضِبُ شَيْبَه، وكان من أهل السِّتر والصِّيانة، وإدامة التّهجُّد. تفقّه على العلّامة أبي بِشْر أحمد بن محمد الهَرَويّ الشّافعيّ، وعدَّه ابن الصّلاح في الفُقَهاء الشّافعيّة.
قال الخطيب: كان من الدَّيانة وإدامة التهجُّد، وكثرة الصَّدقات على صفةٍ اشتهرت عنه، وصنَّف كتابًا في الأُصُول ذكر فيه فضل الصّحابة وإكفار المعتزلة والقائلين بخلْق القرآن. وكان ذلك الكتاب يُقرأ كلّ جُمُعةٍ في حلْقة أصحاب الحديث بجامع المهديّ، ويحضره النّاسُ مدّة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر.
تُوُفّي ليلة الاثنين الحادي عشر من ذي الحجّة، ودُفِن بدار الخلافة فصلّى عليه ولده الخليفة بعده القائم بأمر الله ظاهرًا، والخلْقُ وراءه، وكبَّر عليه أرْبَعًا، فلم يزل مدفونًا في الدّار حتّى نُقِل تابوته في المركب ليلا إلى الرصافة، فدفن بها بعد عشرة أشهر، وعاش سبْعًا وثمانين سنة إلّا شهرًا وثمانية أيّام، رحمه الله.(9/374)
53 - أحمد بن الحسين بن الفضل الهاشميّ، أبو الفضل بن دودان. [المتوفى: 422 هـ]
بغداديّ، سمع ابنَ خلّاد النصيبي، وكتب الكثير بخطّه.
قال الخطيب: لم يزل يسمع معنا ويكتب إلى حين وفاته. كتبتُ عنه، وكان صدوقًا. وُلِد سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة.(9/375)
54 - أحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هارون، أبو الحسين الأصبهاني الفقيه الواعِظ، المعروف بابن رَرَا، [المتوفى: 422 هـ]
والد أبي الخير إمام جامع أصبهان.
روى عن أبي القاسم الطّبرانيّ، وكان غاليا في الاعتزال. تُوُفّي في ربيع الأول.(9/375)
55 - أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو عليّ الأصبهاني الصّيدلانيّ. [المتوفى: 422 هـ]
سمع من الطَّبْرانيّ " مسند الثوري "، جمعه. وعنه سعيد بن محمد البقال، ومحمد بن إبراهيم العطار.
مات في جمادى الآخرة.(9/375)
56 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن ماجه، أبو عبد الله الأصبهاني الساماني الزاهد. [المتوفى: 422 هـ]
روى عن أبي أحمد العسّال، وجماعة، وتُوُفّي في جمادى الآخرة. ومن شيوخه أبو إسحاق بن حمزة، والطّبْرانيّ، وأحمد بن بُنْدار، وخلق كثير، وله رحلة.
وكان زاهدا، قرئ عليه ما لم يسمعه، فلم ينتبه لذلك. روى عنه عبد الرحمن بن منده، وأخوه.(9/375)
57 - إبراهيم بن عليّ بن زقازق، أبو إسحاق الصَّيْرفيّ المصريّ. [المتوفى: 422 هـ]
توفي في ربيع الآخر.(9/375)
58 - الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أبو محمد المكي العطار. [المتوفى: 422 هـ]
سمع أبا حفص عمر بن محمد الجمحي وغيره، توفي في المحرم.(9/375)
59 - الحسين بن أحمد ابن السلال الحنبلي، المؤدب. [المتوفى: 422 هـ]
روى عن عبد الباقي بن قانع.(9/376)
60 - الحسين بن الضحاك، أبو عبد الله ابن الطِّيبيّ الأنماطيّ. [المتوفى: 422 هـ]
روى عن أبي بكر الشّافعيّ.
وكان ثقة، روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.(9/376)
61 - الحسين بن محمد بن جعفر، أبو عبد الله البغدادي الشاعر، ويعرف بالخالع. [المتوفى: 422 هـ]
حدث عن أحمد بن خُزَيْمَة، وأحمد بن كامل، وأبي عُمَر الزّاهد. وعنه الخطيب، وغيره.
قال أبو الفتح محمد بن أحمد المصريّ الصّواف: لم أكتب ببغداد عمّن أطلق فيه الكَذِب غير أربعة، أحدهم أبو عبد الله الخالع.
مات في شعبان، وقد قارب التّسعين.(9/376)
62 - حَمْد بن محمد بن أحمد بن سلامة، أبو شُكْر الأصبهاني. [المتوفى: 422 هـ](9/376)
63 - سعيد بن عُبَيْد الله بن أحمد بن محمد بن فُطَيْس، أبو عثمان القُرَشيّ الورّاق. [المتوفى: 422 هـ]
حدث عن أبيه، ومحمد بن العباس بن كَوْذَك، وأبي عمر بن فَضَالة. روى عنه عبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن عليّ الحدّاد، وجماعة. ولم يكن الحديث من صنعته.(9/376)
64 - سليمان بن رستم، [المتوفى: 422 هـ]
إمام الجامع بمصر.
ورّخه الحبّال، وقال: كان عنده الكثير.(9/376)
65 - طلْحة بن عليّ بن الصّقْر البغداديّ الكتّانيّ، أبو القاسم. [المتوفى: 422 هـ][ص:377]
سمع أحمد بن عثمان الأدَميّ، وأبا بكر النّجاد، ودعْلَج بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ، وجماعة.
روى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: كان ثقة صالحًا، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم عليّ بن أبي العلاء المَصِّيصيّ، وخلْق آخرهم وفاة أبو القاسم بن بيان الرّزّاز.
ومات في ذي القعدة وله ست وثمانون سنة.(9/376)
66 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن ميلَة الأصبهاني، أخو الفقيه عليّ بن ماشَاذَه، أبو محمد. [المتوفى: 422 هـ]
تُوُفّي في المحرَّم. حدَّث عن الطَّبْرانيّ، وعنه سعيد بن محمد المَعْدانيّ.(9/377)
67 - عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بِشر بن غِرْسِيَّة، أبو المطِّرف القُرْطُبيّ، [المتوفى: 422 هـ]
قاضي الجماعة ابن الحصّار، مولى بني فُطَيْس.
روى عن أبيه، وصَحِب أبا عمر الإشبيليّ وتفقّه به. وأخذ أيضًا عن أبي محمد الأصيليّ.
وكان من أهل العلم والتَّفَنُّن والذّكاء، ولاه عليّ بن حمود القضاء في صدر سنة سبع وأربعمائة، فسار بأحسن سيرة. فلما توفي عليّ وولي الخلافة أخوه القاسم أقره أيضا على القضاء، مضافا إلى الخطابة إلى سنة تسع عشرة، فعزله المعتمد بسعايات ومطالبات.
روى عنه أبو عبد الله بن عتّاب، وقال: كان لا يفتح على نفسِهِ بابَ رواية ولا مدارسة، وصَحِبته عشرين سنة. وذهَب في أوّل أمره إلى التكلم على " الموطأ "، وقرأته في أربعة أَنْفُس، فلمّا عُرِف ذلك أتاه جماعة ليسمعوا فامتنع.
وكنّا نجتمع عنده مع شيوخ الفتوى، فيشاوَر في المسألة، فيخالفونه فيها، فلا يزال يُحاجّهم ويستظهر عليهم بالرّوايات والكُتُب حتّى ينصرفوا ويقولوا بقوله.
قال ابن بَشْكُوال: سمعت أبا محمد بن عتاب، قال: حدثنا أبي مِرارًا قال: كنت أرى القاضي ابن بِشر في المنام في هيئته وهو مقبل من داره، فأسلّم [ص:378] عليه، وأدري أنه ميت، وأسأله عن حاله وعمّا صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويُسْر بعد شدّة. فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم؟ فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يُشير إلى علْم الرّأي، ويذهب إلى أنّ الّذي انتفع به من ذلك ما كان من علم كتاب الله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تُوُفْي يوم نصف شعبان، ولم يأتِ بعده قاضٍ مثله، ووُلِد سنة أربع وستين وثلاثمائة.
قال ابن حزم في آخر كتاب " الإجماع ": ما لقيتُ أشدّ إنصافًا في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم مَن لقيت بمذهب مالك، مع قُوتّه في علم اللُّغة والنَّحو ودقَّة فَهْمِه، رحمه الله.(9/377)
68 - عبد الرحمن بن أحمد، أبو سعيد السَّرْخَسيّ. [المتوفى: 422 هـ]
سمع محمد بن إسحاق القُرشيّ صاحب عثمان بن سعيد الدّارميّ. روى عنه أبو إسماعيل الأنصاريّ.(9/378)
69 - عَبْد الوهاب بْنُ عَلِيَّ بْنُ نصر بْنُ أَحْمَد، القاضي أبو محمد البغداديّ المالكيّ الفقيه. [المتوفى: 422 هـ]
سمع الحسين بن محمد بن عُبَيْد العسْكريّ، وعمر بن سَبَنْك، وأبا حفص بن شاهين، وكان شيخ المالكيّة في عصره وعالمهم.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة، لم ألقَ من المالكيّين أفقه منه، ولي القضاء ببادَرَايا ونحوها، وخرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها في شعبان.
وقال القاضي ابن خَلِّكان: هو عبد الوهّاب بن عليّ بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طَوْق التَّغلبيّ، من أولاد صاحب الرَّحْبَة. كان شيخ المالكيَّة. صنَّف كتاب " التّلقين "، وهو مع صِغَره من خيار الكُتُب، وله كتاب المعرفة في " شرح الرِّسالة "، وغير ذلك، وقد اجتاز بالمَعَرَّة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان، وفيه يقول: [ص:379]
والمالكي ابن نصر زان في سَفَرٍ ... بلادَنا فحمدْنا النَّأْيَ والسَّفَرا
إذا تفقَّه أحيا مالِكًا جَدَلًا ... وينشر الملك الضِّلّيل إن شعرا
وقال أبو إسحاق في " الطّبقات ": أدركته وسمعت كلامه في النَّظر، وكان قد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، إلْا أنّه لم يسمع منه. وكان فقيهًا متأدِّبًا شاعرًا، وله كُتُبٌ كثيرةٌ في كلّ فنٍّ من الفقه. وخرج في آخر عمره إلى مصر، وحصل له هناك حالٌ من الدّنيا بالمَغَارِبَة.
وله في خروجه من بغداد:
سلامٌ على بغدادَ في كلِّ موطِنٍ ... وحُقَّ لها منّي سلامٌ مضاعف
فوالله ما فارقتها عن قِلى لها ... وإنّي بشَطَّيْ جانبيها لعَارِفُ
ولكنّها ضاقتْ عليّ بأسْرِها ... ولم تكنِ الأرزاقُ فيها تُساعفُ
وكانت كخِلٍّ كنتُ أهوى دُنُوَّه ... وأخلاقُهُ تَنْأى به وتخالِفُ
قلت: وله:
ونائمةٍ قبَّلتُها فتَنَبَّهَتْ ... وقالتْ تعالَوْا فاطْلُبوا اللِّصَّ بالحدِّ
فقلت لها إني فديتك غاصب ... وما حكموا في غاصب بسوى الرد
خذيها وكفي عن أثيمٍ ظُلامةً ... وإن أنتِ لم تَرْضَيْ فألفا على العدِّ
فقالت قِصاصٌ يشهدُ العقلُ أنّهُ ... على كبد الجاني ألذ من الشهد
فباتت يميني وهي هِميان خصْرها ... وباتت يساري وهي واسطة العقد
فقالت ألم أُخْبِرْ بأنّك زاهِدٌ ... فقلت: بلى ما زلت أزهدُ في الزُّهدِ
وذكره القاضي عياض، فقال: ولي قضاء الدّينَوَر وغيرها، وقد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، وتفقّه على كبار أصحابه ابن القصّار، وابن الجلْاب، ودرس علم الكلام والأصول على القاضي أبي بكر ابن الباقِلانيّ، وصنَّف في المذهب والأصول تواليف كثيرة، وشرح " المدوّنة "، وكتاب " الأدلّة في مسائل [ص:380] الخلاف " وكتاب " النُّصْرة لمذهب مالك "، وكتاب " عيون المسائل ".
وخرج من بغداد لإملاقٍ أصابه، وقيل: إنّه قال في الشّافعيّ شيئًا، فخاف على نفسه فخرج. حدَّثني بكتاب " التّلقين " له أبو عليّ الصدفي، قال: حدثنا مهديّ بن يوسف الورّاق عنه.
قلتُ: وكان مولده في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
وأخوه أبو الحسن محمد، كان أديبًا شاعرًا، توفي بواسط سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. وتوفي أبوهما سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، قاله ابن خَلِّكان.(9/378)
70 - علي بن أحمد الْجُرجَانيّ الزّاهد، عُرِف بابن عَرَفَة. [المتوفى: 422 هـ]
يروي عن ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.(9/380)
71 - عليّ بْن محمد بْن محمد بْن أحمد بن عثمان، أبو الحسن البغدادي الطرازي الحنبلي الأديب. [المتوفى: 422 هـ]
من شيوخ نيسابور سكن أبوه بها وحدث عن البغوي، وسمع ابنه هذا من الأصمّ، وأبي حامد أحمد بن علي بن حَسْنَويه المقرئ، وأبي بكر محمد بن المؤمّل، وأبي عِمْرو بن مطر، وجماعة. روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحِيري، وصاعد بن سَيّار الهَرَويّ، وآخرون. وهو آخر من حدّث عن الأصمّ في الدّنيا.
تُوُفّي في الرّابع والعشرين من ذي الحجّة.(9/380)
72 - علي بن يحيى بن جعفر بن عبْدكُويْه، أبو الحسن الأصبهاني. [المتوفى: 422 هـ]
إمام جامع أصبهان.
سمع محمد بن أحمد بن الحسن الكِسائيّ، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن الْحَسَنُ بْنُ بندار السَّدُوسيّ، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطّبرانيّ، وابن حمزة، وجماعة بأصبهان، والفارق الخطّابي، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازيّ، وأحمد بن القاسم بن الرّيّان بالبصرة، وإبراهيم بن محمد الدَّيْبُليّ بمكّة، وأملى عدّة مجالس وقع لنا منها. [ص:381]
روى عنه أبو بكر الخطيب، ومحمد بن عبد الجبار الفرساني، وروح بن محمد الراراني الصُّوفيّ، وفضلان بن عثمان القَيْسيّ، وآخرون.
تُوُفّي فِي المحرَّم.(9/380)
73 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن محمد بن عبيد الله بن جعفر بن خرْجُوش، أبو الفَرَج الشِّيرازيّ الخرْجوشيّ. [المتوفى: 422 هـ]
حدَّث ببغداد ودمشق عن أبيه، والحسن بن سعيد المّطّوعيّ المقرئ، ومحمد بن خفيف الزاهد، والطيب بن علي التميمي، وجماعة. روى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: كتبنا عنه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان صالحًا فاضلًا، ثقة أديبًا. تُوُفيَ ببغداد فِي آخر العام.
وروى عنه عليّ بن محمد بن شجاع، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو إسحاق الشّيرازيّ الفقيه، وأبو سعْد السّمّان.
حدَّثه المّطّوعيّ عن أبي مسلم الكّجّي، وأبي عبد الرحمن النسائي.(9/381)
74 - محمد بن علي بن مخلد الوراق، أبو الحسين. [المتوفى: 422 هـ]
بغدادي صدوق، روى قليلا عن أبي بكر القطيعي، وغيره. روى عنه الخطيب.(9/381)
75 - محمد بن عليّ بن موسى، أبو الحسن الجرجاني الطبري. [المتوفى: 422 هـ]
روى عن عبد الله بن عَدِيّ، والإسماعيليّ، وأبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة؛ قاله حمزة السَّهْمي.(9/381)
76 - محمد بن عليّ بن الطّبيّب، أبو الحسن المعدّل. [المتوفى: 422 هـ]
مات ببغداد عن ستٍّ وثمانين سنة. له عن أبي الفضل الزُّهريّ، وعنه أبو بكر الخطيب، وقال: ثقة.(9/381)
77 - محمد بن القاسم بن أحمد، الأستاذ أبو الحسن النَّيْسابوري الماوَرْديّ، المعروف بالقُلُوسيّ. [المتوفى: 422 هـ]
مصنّف كتاب " المصباح " وغيره. [ص:382]
كان فقيهًا متكلّمًا أُصُوليًّا واعظًا، مصنِّفًا. حدَّث عن أبي عَمْرو بن مطر، وأبي عمْرو بن نجيد، وأبي الحسن السراج، وأبي الحسن محمد بن عبد الله السليطي، وجماعة فأكثر.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: أخبرنا عنه خالي أبو سعد عبد الله.(9/381)
78 - محمد بن مروان بن زُهْر، أبو بكر الإياديّ الإشبيليّ. [المتوفى: 422 هـ]
حدَّث بقُرطُبة عن أبي بكر محمد بن معاوية القُرشيّ، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي عليّ القالي، ومحمد بن حارث القروي.
وكان فقيهًا حافظًا لمذهب مالك، حاذقًا في الفتوى، مقدّمًا في الشُّورى، أكثرَ النّاسُ عنه.
روى عنه أبو عبد الله الخَوْلانيّ، وأبو محمد بن خَزْرَج، وعبد الرحمن بن محمد الطُّلَيْطُليّ، وأبو حفص الزَّهْراويّ، وحاتم بن محمد، وجُمَاهِر بن عبد الرحمن، وأبو المطِّرف بن سَلَمة.
وكان واسع الرّواية، عُمّر ستًّا وثمانين سنة.
وهو والد الطّبيب الماهر أبي مروان عبد الملك، وجدَّ الطبيب الكبير الرئيس أبي العلاء زُهْر بن عبد الملك، وجدُّ جدَ أبي بكر محمد بن عبد الملك المُتَوَفَّى سنة خمس وتسعين وخمسمائة.(9/382)
79 - محمد بْن يحيى بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ بن مَخْلَد، أبو عبد الله المَخْلَديّ النَّيْسابوريّ المعدّل. [المتوفى: 422 هـ]
من بيت التّزكية والحديث. ثقة نبيل، حدّث عن إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفراييني، ومحمد بن الحسن السراج، وجماعة. وخرجت له فوائد. روى عنه أبو سعد عبد الله ابن القشيري، ومحمد بن يحيى ابن المزكي.(9/382)
80 - محمد بن يوسف بن أحمد، أبو عبد الرحمن النيسابوري القطان الأعرج الحافظ. [المتوفى: 422 هـ]
توفي كهلا ولم يمتع بسماعه. روى عن أبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفَرَضيّ، وأبي عمر الهاشميّ البصْريّ، وعبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس، وطبقتهم. ورحل إلى العراق، والشّام، ومصر. حدَّث عنه الخطيب، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وتُوُفّي ببغداد.(9/383)
81 - المبارك بن سعيد بن إبراهيم، أبو الحسن التّميميّ النَّصيبيّ، [المتوفى: 422 هـ]
قاضي دمشق وخطيبها.
روى عن المظفّر بن أحمد بن سليمان، والحسن بن خالُوَيْه النَّحْويّ، والقاضي أبي بكر الأبْهَريّ. روى عنه أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وجماعة.
تُوُفّي في رجب بدمشق.(9/383)
82 - مكّيّ بن عليّ بن عبد الرّزّاق، أبو طالب البغدادي الحريريّ، المؤذّن. [المتوفى: 422 هـ]
سمع أبا بكر الشّافعيّ، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبا سليمان الحرّانيّ، وأبا إسحاق المزكّيّ، وجماعة. روى عنه الخطيب، ووثّقه، ونصر بن البَطِر، وجماعة.(9/383)
83 - منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد، أبو نصر النَّيْسابوريّ المفسِّر. [المتوفى: 422 هـ]
تُوُفّي في هذه السّنة قبل الطِّرازِيّ.
روى عن أبي العبّاس الأصمّ، سمع منه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وروى عنه في عدة مواضع، وعبد الواحد ابن القشيري، وكان [ص:384] مولده في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وسمع أيضًا من أبي الحسن الكارَزَيّ، وأبي عليّ الحافظ، وجماعة، وطال عمره.
تُوُفّي في ربيع الأول.(9/383)
84 - يحيى بن عمّار بن يحيى بن عمّار بن العَنْبَس. الإمام الواعظ أبو زكرّيا الشّيْبانيّ النيهي السجستاني. [المتوفى: 422 هـ]
كان شيخ تلك الديار دينا وعلما وصيانة وتسننا، انتقل من سِجِسْتان إلى هَرَاة عندَ جَوْر الأمراء، فعظُم شأنُه بهَرَاة، وكثُر أتباعه، واقتدوا به. روى عن أبيه، وأبي عليّ حامد بن محمد الرفاء، وعبد الله بن عدي بن حمدويه الصابوني لا الْجُرْجَانيّ، وأخيه محمد بن عَدِيّ، ومحمد بن إبراهيم بن جَناح. روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ وتخرّج به، وأبو نصر الطَّبْسيّ وأبو محمد عبد الواحد الهَرَويّ، وغيرهم.
وكان متصلِّبًا على المُبْتدعة والْجَهْمية، وله قبولٌ زائد عند الكافّة لفصاحته وحسن موعظته. عملوا له المنبر وكان يعِظ. وقد فسَّر القرآن من أوله إلى آخره للناس، وختمه سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ثمّ افتتحه ثانيا فتُوُفِّيَ يُفسِّر في سورة القيامة، وصلّى عليه الإمام أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزّاهد. تُوُفّي في ذي القِعْدة، وله تسعون سنة.
وفيه يقول جمال الإسلام عبد الرحمن الداودي:
وسائلٍ: ما دهاك اليوم؟ قلتُ لَهُ: ... أنكرتِ حالي وأَنى وقتُ إنكارِ
أما ترى الأرضَ من أقطارها نقصت ... وصار أقطارها تبكي لأقطارِ
لموتِ أفضلِ أهلِ العصرِ قاطِبةً ... عمّارِ دينِ الهُدى يحيى بن عمارِ
قَرَأْتُ عَلَى أبي عليّ ابن الخلال: أخبركم ابن اللتي، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ إملاءً، قال: أخبرنا دعلج. (ح) قال: وحدثنا يحيى بن عمار إملاءً، قال: أخبرنا حامد بن محمد قالا: حدثنا أبو مسلم قال: حدثنا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عمرو، [ص:385] عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ؛ فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا. فَقَالَ: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ. . " الْحَدِيثَ.
وذكر السّلَفيّ في " معجم بغداد " له، قال: قال أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ: كَانَ يحيى بن عمّار مَلِكًا في زِيِّ عالمٍ، كان له مُحِبٌّ مُثْري يحمل إليه كل عام ألف دينار هَرَوِيّة، ولمّا تُوُفْي يحيى وجدوا في ترِكته أربعين بِدْرةً لم يُنفق منها شيئًا، ولم يكسر عنها الخَتْم.
قال شيخ الإسلام الأنصاريّ: سمعتُ يحيى بن عمّار يقول: العلوم خمسة: علمٌ هو حياة الدّين وهو علم التّوحيد، وعلمٌ هو قُوت الدّين وهو علم العِظَة والذِّكْرِ، وعلمٌ هو دواء الدّين وهو الفِقْه، وعلمٌ هو داء الدّين وهو أخبار فِتَن السَّلف، وعلمٌ هو هلاك الدّين وهو علم الكلام، وأراه ذكر النّجوم.(9/384)
85 - يحيى بن نجاح أبو الحسين ابن الفلّاس الأُمويّ، مولاهم القُرْطُبيّ. [المتوفى: 422 هـ]
رحل وحجّ، واستوطن مصر، وكان عالمًا زاهدًا ورِعًا، وهو مُصنِّف كتاب " سُبُل الخيرات في المواعظ والرّقائق "، وهو كبير بأيدي النّاس، وقد رواه بمكة؛ أخذه عنه أبو محمد عبد الله بن سعيد الشَّنْتَجَاليّ، وأبو يعقوب بن حمّاد.(9/385)
-سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة(9/386)
86 - أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس، أبو الحسين البغداديّ الصَّيْدلانيّ المقرئ. [المتوفى: 423 هـ]
سمع أبا طاهر المخلّص، وكان أحد القرّاء المذكورين بإتقان السَّبْع. له في ذلك تصانيف. تُوُفّي شابًّا، وقد كان النّاس يقرأون عليه في حياة الحمّاميّ لِعلمه.
قال الخطيب: حضرته ليلة في الجامع، فقرأ في تلك الليلة ختمتين قبل أن يطلع الفجر.
قلت: صنَّف كتاب " الواضح في القراءات العَشر "؛ قرأ به عليه عبد السّيّد بن عتاب في سنة اثنتين وعشرين، عن قراءته على عليّ بن محمد بن يوسف العلاف، وعبد الملك بن بكران النَّهْروانيّ، وطبقتهما.(9/386)
87 - أحمد بن علي بن عَبْدُوس، أبو نصر الأهوازيّ الجصاص المعدل. [المتوفى: 423 هـ]
سمع من أبي عليّ ابن الصّوّاف، وابن خلّاد النَّصِيبيّ ببغداد، وأبي القاسم الطّبْرانيّ، وأبي الشيخ بأصبهان.
قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس، وكان ثقة ثَبْتًا. ثمّ رجع إلى الأهواز، وبقي إلى سنة ثلاثٍ وعشرين.(9/386)
88 - أحمد بن محمد بن أحمد بْن محمد بْن حَسكان، أبو نصر الجذامي النَّيْسَابوريّ. [المتوفى: 423 هـ]
سمع إسماعيل بن نُجَيْد، ومحمد بن جعفر بن محمد المزكّيّ، وعنه حفيده الحاكم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني.
مات فِي ربيع الآخر.(9/386)
89 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللُّنْبانيّ، الصُّوفيّ الأصبهاني. [المتوفى: 423 هـ]
سمع أبا الشّيخ، وله تصانيف.(9/387)
90 - إسماعيل بن إبراهيم بن عُرْوة، أبو القاسم البُنْدار. [المتوفى: 423 هـ]
حدَّث عن أبي بكر الشّافعيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا، مات في المحرم.
قلت: وروى عنه البيهقي في النكاح، فقال: حدثنا أبو سهل بن زياد القطّان.
عاش خمسًا وثمانين سنة.(9/387)
91 - أحمد بن محمد بن أحمد بن زنْجُوِيه، أبو الحسن المزكّيّ. [المتوفى: 423 هـ]
روى عن أبي بكر القبّاب، وله رحلة إلى العراق وفهم.
مات في شوّال.(9/387)
92 - إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عُبَيْد الله، أبو محمد العسْقلانيّ الأديب. [المتوفى: 423 هـ]
روى عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد الحُنْدُرِيّ العسْقلانيّ، ومحمد بن محمد بن عبد الرّحيم القيسرانيّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ. وقرأ بصَيْدا على أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدّيْنَوَريّ. روى عنه أبو نصر بن طلّاب، وأبو عبد الله القُضَاعيّ، وأبو عَمْرو الدّانيّ، ومحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ.
ومات بالرملة في رمضان.(9/387)
93 - جعفر بن أحمد بن جعفر بن لُقمان، أبو الفَرَج. [المتوفى: 423 هـ]
حدَّث في هذا العام بمصر عن حمزة الكِنَانيّ، وأبي الطّاهِر الذُّهْليّ، وعنه سعْد بن عليّ الزَّنْجانيّ، وأبو طاهر بن أبي الصقر.(9/387)
94 - الحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسْنَويه، أبو سعيد المؤدِّب، الأصبهاني الكاتب. [المتوفى: 423 هـ]
سمع أبا جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفْرُجَة، وأحمد بن مَعْبَد، وغيرهما. روى عنه أبو المعالي عبد الملك بن منصور الكاتب، ولامعة بنت سعيد البقّال، وأبو الفتح الحدّاد، ومحمد بن عمر الواعِظ.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.(9/388)
95 - الحسين بن شجاع ابن الموصلي، الصوفي. [المتوفى: 423 هـ]
بغدادي، ثقة، سمع أبا عليّ ابن الصّوّاف، وأبا بكر بن مِقْسَم، وأبا بكر الشافعي، وغيرهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه.(9/388)