-[حَرْفُ الْعَيْنِ](7/863)
292 - عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن ديزوَيْه، أَبُو عُمَر الدّمشقيّ. [المتوفى: 348 هـ]
رَحَلَ، وَسَمِعَ: أَبَا يَعْلَى، والبَغَوِيّ، والحسن بْن فيِل البالِسيّ، وحدَّث بمصر، ودمشق.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس، ومحمد بْن أَحْمَد بْن سدْرة المصريّان، ومحمد بْن مفرج القُرْطُبيّ، ومحمد بْن الْحَسَن الدّقّاق.(7/863)
293 - عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن إبراهيم بن طباطبا بن إسماعيل بْن إبراهيم بْن الحَسَن بْن الحَسَن ابن الْإمَام عَلي الحسني، أَبُو محمد الْمَصْريّ. [المتوفى: 348 هـ][ص:864]
صدرٌ كبير، صاحب رِباع وضِياع وثروة، وخدم وحاشية. كان عنده رَجُل يكسر اللّوز دائمًا فِي الشّهر بدينارين برسم عمل الحلواء التي ينفذها إلى كافور الإخشيديّ فَمَن دونه. وكان كثير الأفضال، محبَّبًا إلى النّاس.
وقبره مشهور بالقرافة بالدّعاء عنده.
تُوُفّي فِي رابع رجب، وله قريب من ستين سنة.(7/863)
294 - عَبْد اللَّه بْن زكريّا بْن يحيى، أَبُو محمد القُهُنْدُزِيّ. [المتوفى: 348 هـ]
تُوُفّي فِي ذي القعدة.(7/864)
295 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الْحَسَن بْن الخصيب بْن الصَّقْر، أَبُو بَكْر الأصبهانيّ الشّافعيّ. [المتوفى: 348 هـ]
ولي قضاء دمشق سنة اثنتين وثلاثين. ثمّ ولي قضاء مصر، ثمّ ولي قضاء دمشق سنة نيّف وأربعين من جهة الخليفة المطيع.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الطَّيَالِسيّ، وبُهْلُول بْن إِسْحَاق، ومحمد بْن يحيى المَرْوزِيّ، وإبراهيم بْن أسباط، وأبي شُعيب الحرّانيّ، ويوسف القاضي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، وطبقتهم.
وصنَّف كتابًا فِي الفقه سمّاه " المسائل المجالسيّة ".
رَوَى عَنْهُ: ابنه أَبُو الْحَسَن الخصيب بْن عَبْد اللَّه، ومنير بْن أَحْمَد الخَلال، والحافظ عَبْد الغنيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عمر بن نصر، وعبد الرحمن ابن النحاس.
توفي في المحرم بمصر قبل ابنه القاضي محمد الَّذِي ولي القضاء بعده بأشهِر. وحديثه فِي " الخِلَعيّات "، وغيرها.
وكان توليته القضاء من جهة محمد بن صالح ابن أمّ شَيْبان. فركبَ بالسواد فِي آخر سنة تسعٍ وثلاثين إلى دار ابن الإخشيد. وكان قد امتنع أن يخلُف ابن أمّ شَيْبان، فقيل لَهُ: فيكون ابنك محمد خليفة وأنت النّاظر. ففعل ذَلِكَ، فنظر فِي أمر مصر وبعث نواب الحَكَم إلى النواحي، ونظر فِي [ص:865] الأوقاف وتصلَّب في الأحكام، وشاور العلماء، وحُمِدت سيرته. ثمّ قدِم أَبُو طاهر الذُّهْليّ قاضي دمشق، فركب ابن الخصيب وابنه إِلَيْهِ فلم يجداه. ثمّ علم فلم يكافئهما، فصارت عداوة.
ثمّ حجّ أَبُو طاهر وعاد، وردّ إلى دمشق، وفَسَد ما بين أَبِي طاهر وبين أهل دمشق، فاستحضره كافور إلى مصر، فعمل فِيهِ أهل دمشق محضرًا وعاونهم ابن الخصيب، وهيّأ جماعة يذمّون أَبَا طاهر عند كافور، فعُزل عَنْ دمشق ووليها الخصيبيّ، فاستخلف عليها ابن حذلم.
ثم وقع بين الخصيبي وبين ولده وأراد الأبن أن يستبدّ بالقضاء، وعاند الأب. ووقع بينهما وبين أبي بكر ابن الحدّاد الفقيه. ثمّ استقل الأبُ بالقضاء. وله تصانيف، وردّ عَلَى محمد بْن جرير.(7/864)
296 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عمرو بْن يحيى، أَبُو مُسلْمِ القِرْطِميُّ المؤذّن. [المتوفى: 348 هـ]
أصبهانيّ معروف،
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
وقد سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن النُّعْمان، وأبا طَالِب بْن سَوَادة، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْم الحافظ.(7/865)
297 - عُبّيْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر، أَبُو القاسم الْأَزْدِيّ البغداديّ النَّحْويّ. [المتوفى: 348 هـ]
سَمِعَ: محمد بْن الجهم السمري، وأبا محمد بْن قُتَيْبة، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، ومسلم بْن عيسى الصّفّار.
وَعَنْهُ: المعافي الْجُرَيْريّ، وإبراهيم بْن مَخْلَد الباقرحيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن رزْقَوَيْه.(7/865)
298 - عثمان بْن القاسم بْن أبي نصر معروف بْن حبيب التّميميّ، [المتوفى: 348 هـ]
والد أَبِي محمد العفيف.
كَانَ أمير الغُزاة المطّوَّعة من أهل دمشق.
سَمِعَ: محمد بْن المُعَافَى الصَّيْداويّ.
وَعَنْهُ: ابنه عَبْد الرَّحْمَن.(7/865)
299 - علي بن أحمد بْن محمد القزوينيّ بادُوَيْه. [المتوفى: 348 هـ]
حَدَّثَ ببغداد هذا العام، عَنْ: محمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ويوسف [ص:866] ابن عاصم.
رَوَى عَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وعثمان بْن دُوَستْ، وعلي بْن دَاوُد الرّزّاز.
وثقَّه الخطيب.(7/865)
300 - عَلِيّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر، أَبُو الْحَسَن القرشي الكوفي. [المتوفى: 348 هـ]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: الحسن ومحمد ابني عليّ بن عفان، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبَس، ومحمد بْن الْحُسَيْن الحُنَيْنيّ، وإبراهيم القصّار.
وَعَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو نصر بْن حَسْنُونٍ، وأحمد بْن كثير البيِّع، وعلي بْن دَاوُد الرّزّاز، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، وجماعة.
وثقَّه الخطيب.
وَتُوفِّي فِي ذي القعدة وله أربعٌ وتسعون سنة.
وكان أديبًا مليح الكتابة، بديع الوراقة، موصوفًا بالإتقان وكثرة الضَّبْط. نسخ شيئًا كثيرًا. وكان من جلة أصحاب ثعلب.(7/866)
301 - عُمَر بْن حفص بْن عَمْرو بْن نجيح الخَوْلانيّ الإلْبِيريّ، أَبُو حفص. [المتوفى: 348 هـ]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعُبَيْد اللَّه بْن يحيى اللَّيثيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَلِيّ بْن عُمَر أحد شيوخ ابن الفرضي.(7/866)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](7/866)
302 - فارس بْن محمد الغوريّ، أبو القاسم الواعظ. [المتوفى: 348 هـ]
عَنْ: حامد بْن شعيب، والباغَنْديْ، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: ابنه محمد بْن فارس، وابن رزْقَوَيْه، وعبد العزيز الستوري.
وثقه الخطيب وورخه.(7/866)
-[حَرْفُ الْقَافِ](7/866)
303 - القاسم بْن سالم، أَبُو صالح الإخباريّ. [المتوفى: 348 هـ]
الَّذِي روى كتاب " الجمل " عن مؤلفه عبد الله ابن الْإمَام أَحْمَد.
رَوَى عَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وابن بشران. [ص:867]
ورخه الخطيب.(7/866)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](7/867)
304 - محمد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، أَبُو طَالِب الأنباريّ. [المتوفى: 348 هـ]
سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ، وأحمد بْن محمد بْن مسروق.
وَعَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وعُبَيْد الخفّاف.
وكان ينوب عَنْ أَبِيهِ فِي قضاء مدينة المنصور، وكان ثقة إمامًا.(7/867)
305 - محمد بْن أَحْمَد بْن تميم القنْطَريّ البغداديّ، أَبُو الْحَسَين الخيّاط. [المتوفى: 348 هـ]
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، ومحمد بْن سعد العَوْفيّ، وعبد الملك بْن محمد الرَّقَاشيّ.
وَعَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحماميّ، وابن دُوما.
تُوُفّي فِي شعبان، وقد قارب التسعين.(7/867)
306 - محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن جرادة الحافظ. [المتوفى: 348 هـ]
سَمِعَ: البَغَوِيّ، وابن جَوْصا.
وروى من حفظه: ثلاثين ألف حديث فيما قيل.(7/867)
307 - محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك، أبو بكر الرازي. [المتوفى: 348 هـ]
سَمِعَ: محمد بن أيوب، والحسين بن إسحاق التستري.
وثقة الخطيب وقال: حدثنا عَنْهُ ابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل.(7/867)
308 - محمد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن زِيرَك، أَبُو حفص التّميميّ الْبُخَارِيّ. [المتوفى: 348 هـ]
رَحَلَ، وَسَمِعَ: صالح بْن محمد جَزَرَة، وإبراهيم بْن عَلِيّ الذُّهْليّ، ومُطَيَّنًا.(7/867)
309 - محمد بْن أَحْمَد بْن مِنْهال، أَبُو بَكْر الحنفيّ. [المتوفى: 348 هـ][ص:868]
بمصر.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن زُغْبَة، وغيره.(7/867)
310 - محمد بْن إبْرَاهِيم بْن يوسف، أَبُو عَمْرو الَّنيْسابوريّ الزَّجّاجيّ الزّاهد. [المتوفى: 348 هـ]
نزيل الحَرَم.
كَانَ أوحد مشايخ وقته. صحب الْجُنَيْد، وأبا الْحُسَيْن النُّوريّ. وبقي شيخ الحرم مدّةً. وحجّ بضْعًا وخمسين حَجَّة. وله كلام جليل فِي التَّصَوُّف.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ: صحب النُّوريّ والخوّاص وصار شيخ الحرم.
وقال غيره صحب الْجُنَيْد، وصحِبه الأستاذ أَبُو عثمان المغربيّ سعَيِد بْن سلام نزيل نَيْسابور. ولم يَبُلْ فِي الحرم أربعين سنة، كَانَ يخرج إلى الحِلّ.(7/868)
311 - محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن فضالة البغداديّ أَبُو بَكْر الأَدَميّ القارئ الشّاهد. [المتوفى: 348 هـ]
صاحب الألحان والصّوت الطّيّب المطرب.
سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة، وأحمد بْن عبيد اللَّه النَّرْسيّ، وأحمد بْن عُبّيْد بْن ناصح.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أَحْمَد الحماميّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
قِيلَ: إنّه خلّط قُبَيْلَ موته.(7/868)
312 - محمد بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُوسَى، أَبُو بَكْر البُسْتيّ الفقيه الأديب المزكيّ. [المتوفى: 348 هـ]
كَانَ من أعيان المشايخ أَبُوَّةً ودِينًا وورعًا.
سَمِعَ: محمد بْن أيّوب الرّازيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسين بْن محمد القبانيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وجماعة. وجمع " الصحيح " المخرّج عَلَى مُسلْمِ.
قَالَ الحاكم: قرأ علينا " الموطّأ " عَنِ البُوشَنْجيّ.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.(7/868)
313 - محمد بْن الحارث بْن أبيض بْن الأسود، أَبُو بَكْر. [المتوفى: 348 هـ][ص:869]
حدَّث بمصر عَنْ: زكريّا بْن يحيى السّاجيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وغيره.
وكان عريقًا فِي الَّنسب، فإنّه محمد بْن الحارث بْن أبيض بْن الأسود بْن نافع بن أبي عبيدة ابن الأمير عُقْبة بْن نافع بْن عَبْد القَيْس بْن لُقَيْط بْن عامر بْن الضّرب بْن الحارث بْن فِهْر بْن مالك. فذلك إلى فهر ثلاثة عشر رجلًا. ومن طبقته في العدد إلى فِهْر الخليفة يَزِيدُ بْن مُعَاوِيَةَ بْن أَبِي سُفْيَان بْن حرب بْن أُميّة بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد مَنَاف بْن قُصَيّ بْن كِلاب بْن مُرَّة بْن كَعْبِ بْن لُؤَيّ بْن غالب بْن فِهْر. وبينهما فِي الموت ثلاث مائة سنة إلا خمسة عشر عامًا.(7/868)
314 - محمد بْن حامد بْن محمود، أَبُو الْعَبَّاس الَّنيْسابوريّ القطان الشّاماتيّ. [المتوفى: 348 هـ]
سَمِعَ: السَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، والحسين بْن الفضل، ومحمد بْن أيّوب الرّازيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ. وقد حدَّث فِي آخر عمره عَنْ محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوام، وأقرانه.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم.(7/869)
315 - محمد بْن حمدون بْن بُخار الْبُخَارِيّ [المتوفى: 348 هـ]
نسبةُ إلى الجدّ.
وأمّا بلده فهو نِيسابوريُّ،
من شيوخ الحاكم.
سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وإبراهيم بْن أَبِي طَالِب.(7/869)
316 - محمد بْن سُلَيْمَان بْن محمد، أَبُو جعْفَر الَّنيْسابوريّ الأَبْزَاريّ الكراميّ الواعظ. [المتوفى: 348 هـ]
عَنْ: جعفر بن طرخان الْجُرْجانيّ، ومحمد بْن أشرس، والسَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، وابن أَبِي الدُّنيا.
قَالَ الحاكم: خرجت إلى قريته أبزار وبعدها فرسخان. وكتبت عَنْهُ عجائب.
تُوُفِّي فِي صفر.(7/869)
317 - محمد بْن سمعان بْن إِسْمَاعِيل، الفقيه أَبُو الْعَبَّاس السَّمرْقَنْديّ. [المتوفى: 348 هـ][ص:870]
سَمِعَ: سهل بْن المتوكّل، ومحمد بْن الضّوء الكرمينيّ. وكان صاحب نوادر ومزاح.(7/869)
318 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن ممشاذ، أَبُو بَكْر الأصبهانيّ القارئ. ويعرف بالقِنْديل. [المتوفى: 348 هـ]
قَالَ أَبُو نُعَيْم: مُجاب الدّعوة.
يَرْوِي عَنْ: عبيد بن الحسن الغزال، وابن النُّعْمان. وصحِب جدي محمد بْن يوسف البّناء.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم، وأبو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وأهل أصبهان.(7/870)
319 - محمد بْن محمد بْن الْحَسَن، أَبُو أَحْمَد الشَّيْبانيّ. [المتوفى: 348 هـ]
ناسك، صالح، صحيح السَّماع.
سَمِعَ: محمد بْن عَمْرو الحَرَشيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ. وبمصر: أَحْمَد بْن حماد زُغْبَة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَلِيّ الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم.
وتوفي فِي شوّال بنيسابور.(7/870)
320 - المظفّر بْن يحيى، أبو الحسن ابن الشرابي. [المتوفى: 348 هـ]
عَنْ: أحمد بن يحيى الحلواني، والحسن بْن عليل.
وَعَنْهُ: إبْرَاهِيم بْن مَخْلَد، وابن رزقويه.
وثقه الخطيب.(7/870)
-سنة تسع وأربعين وثلاثمائة(7/871)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](7/871)
321 - أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن نِيخَاب، أَبُو الْحَسَن الطِّيبيّ. [المتوفى: 349 هـ]
حدَّث فِي هذا العام ببغداد عَنْ: محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، وإبراهيم بْن الْحُسَيْن بْن دِيزِيل، وبشر بْن مُوسَى، والكَجّيّ.
وَعَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن عَلِيّ، وأبو القاسم عَبْد الملك ابنا ابن بِشْران، وأبو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان.
قال الخطيب: لم أسمع فيه إلا خيرا.(7/871)
322 - أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن ماجة القَزْوِينيّ، [المتوفى: 349 هـ]
ابن أخي محمد بْن ماجة.
سَمِعَ: محمد بْن أيوب الرازي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ويعقوب بْن يوسف القَزْوِينيّ صاحب القاسم بْن الحَكَم العُرَنيّ، ومحمد بْن مَنْدَه الأصبهانيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو منصور القُومسانيّ، وأحمد بْن عَلِيّ بْن لال، وأبو عبد الله بْن منجُوَيْه، وغيرهم.
قَالَ شِيرُوَيُه: كَانَ صدوقًا.(7/871)
323 - أَحْمَد بْن عثمان بْن يحيى بْن عَمْرو البغدادي، أَبُو الْحُسَيْن العَطَشيّ الأَدَميّ. [المتوفى: 349 هـ]
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وعباس بْن محمد الدُّوريّ، والحنيني، ومحمد بْن ماهان زَنْبَقَة.
وَعَنْهُ: هلال الحفار، وابن رزْقَوَيْه، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، وأبو عبد الله الحاكم، وطلحة بن الصقر، وخلق.
كَانَ البَرْقانيّ يوثقه.
وقال الخطيب: ثقة،
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر وله أربعٌ وتسعون سنة.(7/871)
324 - أحمد بن الفضل، أبو بَكْر البَهْراميّ الدِّينَوَرِيّ المطّوّعيّ. [المتوفى: 349 هـ][ص:872]
تُوُفّي بالأندلُس غريبًا.
وقد حدَّث بها عَنْ: أَبِي خليفة، وجعفر الفِرْيابيّ.
وَعَنْهُ: خلف بن هانئ، وأهل قرطبة. ومن آخر من حدَّث عَنْهُ أَبُو الفضل التَّاهرْتيّ، وأبو عُمَر بْن الجسور؛ وأدخل إلى الأندلس جملةً من تصانيف محمد بْن جرير، رواها عَنْهُ وخدمه مدّةً.
وكان ضعيف الخطّ لَيْسَ بالمتقِن، وعنده مناكير، وإنّما طلب العلم عَلِيّ كبر السن.(7/871)
325 - أَحْمَد بْن كردوس بْن مسعود التنيسي، أبو جعفر. [المتوفى: 349 هـ]
سَمِعَ: بكر سَهْلٍ الدِّمْياطيّ.(7/872)
326 - أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بْن ثَوَابة، الكاتب [المتوفى: 349 هـ]
صاحب ديوان الإنشاء للمقتدر، ولغيره.
كَانَ بليغًا مُفَوَّهًا علامة.
تُوُفِّي فِي رمضان.
قَالَ أَبُو عَلِيّ التَّنُوخيّ: حدثني عَلِيّ بْن هشام الكاتب أنّه سَمِعَ عَلِيّ بْن عيسى الوزير يَقُولُ لأبي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بْن ثوابة: ما قَالَ أحدٌ عَلَى وجه الأرض: أمّا بعد، أَكْتبُ من جدّك، وكان أبوك أَكْتب منه، وأنت أكتب من أبيك.
قَالَ أَبُو عَلِيّ: قد رَأَيْت أَبَا عَبْد اللَّه، وكان إِلَيْهِ ديوان الرسائل، وكان نهايةً فِي حُسن الكلام.(7/872)
327 - أَحْمَد بْن محمد بْن الْحُسَيْن بْن السّنْديّ، أَبُو الفوارس الصابونيّ. [المتوفى: 349 هـ]
مصريّ معمّر. عَالِي الْإِسْنَادِ لَا يُحتج بِهِ، لِأَنَّهُ أُدخل عَلَيْهِ حَدِيثٌ فرواه عن الطهراني، ثقةٍ مَشْهُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ "، أَخرْجَةُ السّمّان فِي كتاب الموافقة، عَنِ ابْن الحاجّ، وأبي عَلِيّ بْن مهديّ الرّازيّ، بسماعهما منه. [ص:873]
سَمِعَ: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، والرّبيع بْن سُلَيْمَان، والمزني، وإبراهيم بْن مرزوق، وفهد بْن سُلَيْمَان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد التّميميّ الخطيب، وأبو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن محمد الإشبيليّ، وعبد الرحمن بن عمر ابن النّحّاس، ومحمد بْن نظيف الفرّاء، وطائفة سواهم.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال: أخبرنا الْحَسَنِ بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الأَسَدِيّ قال: أخبرنا جدي الحسين قال: أخبرنا أبو القاسم المصيصي قال: أخبرنا محمد بْن الفضل بْن نظيف قَالَ: قَالَ لنا أبو الفوارس أحمد بن محمد بْن السّنْديّ: ولدتُ فِي المحرَّم سنة خمس وأربعين ومائتين. وأول ما سَمِعْتُ الحديث ولي عشر سنين.
قلت: وتوفي فِي شوّال سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة، وله مائةٌ وخمس سنين. وحديثه يقع عاليًا فِي " الثَّقَفِيّات "، وفي " الخِلَعيّات ".(7/872)
328 - أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى، أبو عبد الله الأصبهانيّ القصّار. [المتوفى: 349 هـ]
سَمِعَ: أَحْمَد بْن مهديّ، وأحمد بْن عصام، وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل، وأَسيِد بْن عاصم.
وعاش سبعًا وتسعين سنة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر محمد بن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذّكْوانيّ، وأبو نُعَيْم الحافظ، وغيرهما.(7/873)
329 - أبان بْن عيسى بْن محمد بْن عَبْد الرحيم الغافقيّ الأندلسيّ. [المتوفى: 349 هـ]
سَمِعَ: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى، وغيره. وحدَّث. وهو من كبار المالكيّة.(7/873)
330 - إبْرَاهِيم بْن محمد بْن صالح بْن سِنان، أَبُو إِسْحَاق الْقُرَشِيّ المخزومي، [المتوفى: 349 هـ]
مولي خَالِد بْن الوليد.
وإلى جدّه تُنْسَبُ قنطرة سنان التي بباب توما.
سَمِعَ: محمد بْن سُلَيْمَان ابن بِنْت مطر، وأبا زرعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، [ص:874] وحمزة بن عبد الله الكفربطناني، وعبد الباري بْن عَبْد الملك الْجِسْرينيّ، وجعفر بْن محمد الفِرْيابيّ، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: ابنه أَحْمَد، وابن مَنْدَه، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وتمّام الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن ياسر، وآخرون.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر. ووثقه الكتاني.(7/873)
331 - أزهر بْن أَحْمَد، أَبُو غانم الخِرَقيّ. [المتوفى: 349 هـ]
بغداديّ ثقة.
رَوَى عَنْ: أَبِي قَلابة الرَّقَاشيّ، ومحمد بْن عَبْد السَّمرْقَنْديّ.
وَعَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم.(7/874)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](7/874)
332 - حسّان بْن محمد بْن أَحْمَد بْن هارون بْن حسّان بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَنْبَسَةُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَنْبَسَةَ بْن سعَيِد بْن الْعَاصِ بْن أُميّة بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد منَاف، الْقُرَشِيّ، الأُمَويّ، الأستاذ أَبُو الوليد الفقيه الشّافعيّ. [المتوفى: 349 هـ]
قَالَ فِيهِ الحاكم: إمام أهل الحديث بخُراسان. وأَزْهد من رَأَيْت من العلماء وأَعْبَدهم.
درس عَلَى ابن سُرَيْج،
وَسَمِعَ: أَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وغيره ببغداد، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، ومحمد بْن نُعَيْم بَنْيسابور؛ والحسن بْن سُفْيَان بنَسَا. وخلقا سواهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، والقاضي أَبُو بَكْر الحِيريّ، وأبو طاهر بْن محمش، وأبو الفضل أَحْمَد بْن محمد السّهليّ الصّفّار، وآخرون.
وهو صاحب وجهٍ فِي المذهب، فمن غرائبه أنَّ المصلّي إذا كرَّر الفاتحة مرَّتين بطُلَت صلاته. وهو خلاف نصّ الشافعي، وحكاه أبو حامد الإسفراييني في تعليقته عَنِ الْقديم.
ومن غرائب أَبِي الوليد أنّ الحجامة تُفطِر الحاجمَ والمحجوم، وادّعى أنّه المذهب لصحَة الحديث، وذلك غلط لأنّ الشّافعيّ قَالَ: الحديث منسوخ. [ص:875]
وصنف الأستاذ أبو الوليد " المخرج على مذهب الشافعي "، و " المخرج عَلَى صحيح مُسلْمِ ". وقال أَبُو سعَيِد الأديب: سَأَلت أَبَا علي الثَّقفيّ قلت: من نَسْأل بعدك؟ قَالَ: أَبَا الوليد.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أبا الوليد يقول: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سَمِعْتُ حَرْمَلَة يَقُولُ: سُئل الشّافعيّ عَنْ رجلٍ وضع في فِيهِ تمرة وقال لامرأته: إن أكلتُها فأنتِ طالق، وإن طرحتُها فأنت طالق. فقال الشّافعيّ: يأكل نصفها ويطرح نصفها. قَالَ أَبُو الوليد: سَمِعَ منيّ أَبُو الْعَبَّاس بْن سريج هذه الحكاية، وبني عليها باقي تفريعات الطّلاق.
وقال الحاكم: حدثنا أَبُو الْوَلِيد قَالَ: قَالَ أَبِي: أيّ كتابٍ تجمع؟ قلت: أُخرّج عَلَى كتاب الْبُخَارِيّ. قَالَ: عليك بكتاب مُسلْمِ فإنّه أكثر بركة، فإنّ الْبُخَارِيّ كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ اللفظ.
قَالَ الحاكم: أرانا أَبُو الوليد حسّان بْن محمد نقش خاتمه: " اللَّه ثقة حسّان بْن محمد ". وقال: أرانا عَبْد الملك بْن محمد بْن عديّ نقش خاتمه: " الله ثقة عَبْد الملك بْن محمد ". وقال: أرانا الرّبيع نقش خاتمه: " اللَّه ثقة الربيع بْن سُلَيْمَان ". وقال كَانَ نقش خاتم الشّافعيّ: " اللَّه ثقة محمد بْن إدريس ".
وساق الحاكم قصيدة لابن مَحْمِش الزّياديّ نيفٌ وستون بيتًا يرثي بها الْإمَام أَبَا الوليد.
تُوُفّي أَبُو الوليد رحمه اللَّه فِي ربيع الأوّل عَنِ اثْنتين وسبعين سنة.(7/874)
333 - الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن يزيد بْن دَاوُد، الحافظ أَبُو عَلِيّ الَّنيْسابوريّ. [المتوفى: 349 هـ]
قَالَ الحاكم: هُوَ واحد عصره فِي الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتّصنيف.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، وعلي بْن الْحُسَيْن، وعبد اللَّه بْن شِيرُوَيُه، وجعفر بْن أَحْمَد الحافظ. وبهَرَاة: الْحُسَيْن بْن إدريس، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن؛ وبَنَسا: الْحَسَن بْن سُفْيَان؛ وبجُرْجان: عِمران بْن مُوسَى؛ وببغداد: عَبْد اللَّه بْن ناجية، والقاسم المطّرز؛ وبالكوفة: محمد بْن جعْفَر [ص:876] القتّات؛ وبالبصرة: أَبَا خليفة؛ وبواسط: جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سنان؛ وبالأهواز: عَبْدان؛ وبإصبهان: محمد بْن نُصَيْر؛ وبالمَوْصِل؛ أَبَا يَعْلَى؛ وبمصر: أَبَا عبد الرحمن النسائي، وبغزة الحسن بن الفرج راوي " الموطأ " وبمكة المفضل الجندي وبالشام أصحاب إبْرَاهِيم بْن العلاء، والمعافي بْن سُلَيْمَان.
وُلِد سنة سبع وسبعين ومائتين،
وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى. وأوّل سماعه سنة أربع وتسعين. وكان يشتغل بالصّياغة، فنصحه بعض العلماء وأشار عَلَيْهِ بالعلم، قَالَ: خرجتُ إلى هراة سنة خمسٍ وتسعين، وحضرتُ أبا خليفة وهو يهدّد وكيلًا لَهُ يَقُولُ: تعود يا لُكَع. فقال: لا أصْلَحَك اللَّه. فقال: بل أنت لا أصلحك اللَّه. قُمْ عنيّ.
قَالَ الحاكم: وكنتُ أرى أَبَا عَلِيّ معجبًا بأبي يَعْلَى المَوْصِليّ، وإتقانه. كان لا يخفى عليه من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله بسَماع كُتُب أَبِي يوسف بْن بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة أبا الوليد وسليمان بْن حرب.
قَالَ الحاكم: كَانَ أبو عَلِيّ باقعةً فِي الحِفظْ، لا تُطاق مذاكرته ولا يفي بمذاكرته أحدٌ من حُفّاظنا. خرج إلى بغداد سنة عشر ثانيًا، وقد صنَّف وجمع، فأقام ببغداد وما بها أحدٌ أحفظ منه إلا أن يكون أبو بكر الجعابي فإني سمعت أبا علي يقول: ما رأيت ببغداد أحفظ منه، وسمعتُ أَبَا عَلِيّ يَقُولُ: كُتُب عنيّ أَبُو محمد بْن صاعد غير حديثٍ فِي المذاكرة، وكتب عنيّ ابنُ جَوْصا جملةً.
قلت: وروى عنه: أبو بكر أحمد بن إِسْحَاق الصِّبْغيّ، وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه؛ وابن مَنْدَة، والحاكم، وابن مَحْمِش، والسُّلَميّ، والمشايخ.
وقال أَبُو بَكْر بْن أَبِي دارم الحافظ: ما رَأَيْت ابن عُقْدَةَ يتواضع لأحدٍ من الحفاظ كتواضعه لأبي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ يَقُولُ: اجتمعتُ ببغداد مَعَ أَبِي أَحْمَد العسّال، وإبراهيم بْن حمزة، وأبي طَالِب بْن نصر، وأبي بَكْر الْجِعابيّ فقالوا: أَمِلّ علينا من حديث نَيْسابور مجلسًا، فامتنعت، فما زالوا بي حتى [ص:877] أميلت عَلَيْهِم ثلاثين حديثًا، ما أجاب واحدٌ منهم فِي حديثٍ منها إلا ابن حمزة فِي حديثٍ واحد.
قَالَ الحاكم: وكان أَبُو عَلِيّ يَقُولُ: ما رأينا فِي أصحابنا مثل الْجِعابيّ، حيرني حفظه. قال الحاكم: فحكيت ذلك لأبي بَكْر الجعابيّ، فقال: يَقُولُ أَبُو عَلِيّ هذا وهو أستاذي عَلَى الحقيقة.
قَالَ أَبُو عَبْد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عَنْ أَبِي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ فقال: إمام مهذّب.
أنبأنا المسلم بن علان، عن القاسم ابن عساكر قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أخي أبو الحسين قال: سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت غانم بن أحمد يقول: سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني يقول: سَمِعْتُ ابن مَنْدَه يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ الَّنيْسابوريّ، وما رَأَيْت أحفظ منه، قَالَ: ما تحت أديم السّماء أصحّ من كتاب مُسلْمِ.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن منده: سَمِعْتُ أَبِي أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما رَأَيْت فِي اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ.
وقال القاضي أَبُو بَكْر الأبْهريّ: سَمِعْتُ أبا بكر بن أبي دَاوُد يَقُولُ لأبي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ: إبْرَاهِيم، عَنْ إبْرَاهِيم، عَنْ إبْرَاهِيم، مَن هُمْ؟ فقال إبراهيم بْن طهْمان، عَنْ إبْرَاهِيم بْن عامر البَجَليّ، عَنْ إبْرَاهِيم النخعي فقال: أحسنت يا أبا علي.(7/875)
-[حَرْفُ السِّينِ](7/876)
334 - سعَيِد بْن محمد بْن أَحْمَد الذُّهْليّ. [المتوفى: 349 هـ]
نزل بُخاري، وحدَّث بالعجائب عَنْ جعْفَر بْن شاكر، وإسماعيل القاضي.
وَعَنْهُ: منصور بن عبد الله الخالدي.(7/877)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](7/877)
335 - العباس بن محمد بن إسرائيل، أبو محمد الجوهري. [المتوفى: 349 هـ]
رَوَى عَنْ: البَغَوِيّ، وأبي عَرُوبة، والطبقة بَنْيسابور.
وَعَنْهُ: الحاكم، وغيره. وكان يعرف ويفهم.
مَاَتَ ببخارى.(7/877)
336 - عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سعد، أَبُو محمد الَّنيْسابوريّ البزّاز الحاجيّ الحافظ. [المتوفى: 349 هـ]
أحد الأثبات. كَتَب الكثير، وجمع الشيّوخ والأبواب والمُلَح، ولم يرحل.
سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وأحمد بْن النَّضْر، وإبراهيم بْن أَبِي طَالِب، وطبقتهم. ثم كتب عَنْ أربع طبقات بعدهم. روى عَنْه الحاكم، وقال: سَأَلْتُهُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن شِيرُوَيُه فقال: ثقة مأمون.
قال الحاكم: توفي فجاءة، وهو فِي عَشْر الثّمانين.(7/878)
337 - عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق الخراساني: وهو ابن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز البَغَوِيّ، أَبُو محمد المعدّل. [المتوفى: 349 هـ]
وأبوه ابن عمّ أَبِي القاسم البَغَوِيّ.
سَمِعَ: يحيى بْن جعْفَر، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن منصور، وأحمد بْن عُبّيْد بْن ناصح، وأبا قِلابة، وأحمد بْن مُلاعب، وخلقًا سواهم.
وَعَنْهُ: الدارقطني، والحاكم، وابن رزْقَوَيْه، وعثمان بْن دُوَستْ، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكيّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
وسأل حمزةُ السَّهْميّ الدّارَقُطْنيّ عَنْهُ فقال: فِيهِ لِين.
تُوُفّي فِي شهر رجب.(7/878)
338 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن مُوسَى بْن كعب، أَبُو محمد الكعبيّ الَّنيْسابوريّ. [المتوفى: 349 هـ]
قَالَ الحاكم: مُحَدَّث كثير الرحلة والسماع، صحيح السماع،
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن قُتَيْبة، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وعلي بْن عَبْد العزيز، واليَسَع بْن زيد الراوي عَنْ سُفيان بْن عُيَيْنَة، ومحمد بْن غالب تَمْتَامًا.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأبو نصر بْن قَتَادة، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، ومحمد بْن محمد بْن أَبِي صادق نزيل مصر، وآخرون.(7/878)
339 - عَبْد الواحد بْن عُمَر بْن محمد بْن أَبِي هاشم، أَبُو طاهر البغداديّ، [المتوفى: 349 هـ]
شيخ القرّاء ببغداد.
كان من أعلم الناس بالقراءات وطُرُقها وعِللها، لَهُ فِي ذلك تصانيف.
رَوَى عَنْ: محمد بْن جعْفَر القتات، ووكيع القاضي، وأحمد بن فرح الضرير، وعبد الله بْن الصِّقر السُّكّريّ، وإسحاق بْن أَحْمَد الخزاعيّ، والحسن بْن الحُبَاب، وطائفة سواهم.
وَقَرَأَ عَلَى: أَبِي بكر بْن مجاهد، وأحمد بْن سهل الأشْنانيّ، وأبي عثمان سعَيِد بْن عَبْد الرحيم الضّرير، قرأ عَلَيْهِ إِلَى " التَّغابُن ".
وأقرأ الناس، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو القاسم عَبْد العزيز بْن جعْفَر الفارسيّ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر الحمّاميّ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن محمد الجوهريّ، وأبو الْحَسَن علي ابن العلاف، وأبو الفَرَج عُبّيْد اللَّه بْن عُمَر المصاحفيّ، وأبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السَّوسَنْجِرْديّ، وغيرهم.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة أمينًا، مات فِي شوّال. قلت: ويقال مولده سنة ثمانين ومائتين. وقد طوّل الدّانيّ ترجمته، وعظَّمه. قَالَ: ولم يكن بعد ابن مجاهد مثل أبي طاهر فِي علمه وفهمه مَعَ صدق لهجته واستقامة طريقته. قرأ عَلَيْهِ خلقٌ كثير، وكان ينتحِل فِي النَّحْو مذهب الكوفيين. وكان من أهل العلم بالعربيّة. سَمِعْتُ عَبْد العزيز الفارسي يَقُولُ: لمّا تُوُفّي ابن مجاهد، وأذكر يوم موته، أجمعوا عَلَى أن يقدّموا شيخنا أَبَا طاهر. فتصدَّر للإقراء فِي مجلسه، وقصده الأكابر فتحلّقوا عنده. وكان قد خالف جميع أصحابه فِي إمالة النّاس لأبي عَمْرو. وكانوا ينُكرون عَلَيْهِ ذَلِكَ.(7/879)
340 - عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم الطَّغاميّ البخاري. [المتوفى: 349 هـ][ص:880]
سَمِعَ: صالح بْن محمد جَزَرَة.(7/879)
341 - عَلِيّ بْن عُمَر، أَبُو الْحُسَن البغدادي الدّقّاق الحافظ. [المتوفى: 349 هـ]
رحّال جمّاع.
رَوَى عَنْ: البَغَوِيّ، وعِلان بْن الصَّيْقَل، وأبي عروبة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله وقال: تُوُفّي بمرو الرُّوذ فِي السنة.(7/880)
342 - عَلِيّ بْن المؤمَّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجِس الَّنيْسابوريّ، أَبُو القاسم. [المتوفى: 349 هـ]
كَانَ يُضرب بِهِ المثل فِي العقل والورع.
سَمِعَ: الفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وتميم بْن محمد الطُّوسيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، ومحمد بْن أيّوب الرازي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحاكم وأهل نيسابور.(7/880)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](7/880)
343 - محمد بْن أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان، أَبُو أَحْمَد الأصبهانيّ القاضي، المعروف بالعسَّال. [المتوفى: 349 هـ]
سَمِعَ: محمد بْن أيوب الرّازيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، وإبراهيم بْن زُهير الحُلْوانيّ، والحسن بْن عَلِيّ السّرِيّ، وأبا بَكْر بْن أبي عاصم، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن أسد المدينيّ، وأباه أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم وهو اقدم شيوخة فإنّه تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو بكر ابن المقرئ، وابن مَنْدَه، وأبو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وأبو بَكْر الذّكْوانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الرباطيّ، وأحمد بْن إبْرَاهِيم القصّار، وأحمد بْن محمد عَبْد اللَّه بْن ماجة المؤدّب، وطائفة آخرهم أبو نُعَيْم وقال: كان من كبار الحفاظ.
وقال أبو عَبْد اللَّه بْن منده: كتبت عَنْ ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أَحْمَد العسال.
قلت: تُوُفّي فِي رمضان. وكان قاضي أصبهان وعالمها.(7/880)
344 - محمد بْن أَحْمَد بْن خَالِد، أبو عبد الله الْمَصْريّ الأعْداليُّ. [المتوفى: 349 هـ][ص:881]
حدَّث بدمشق عَنِ: النَّسائيّ بسُنَنه؛ وَعَنْ: أَبِي يعقوب الْمنْجَنِيقيّ، وبكر بْن سهل الدِّمْياطيّ.
وَعَنْهُ: عبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وتمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
وتوفي بدمشق فِي جُمَادَى الآخرة.(7/880)
345 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن حَمْدَوَيْه، أَبُو الْحَسَن الصّفّار العدل الَّنيْسابوريّ. [المتوفى: 349 هـ]
سَمِعَ: البُوشَنْجيّ، وإبراهيم بْن عَلِيّ الذُّهْليّ.
وَعَنْهُ: الحاكم، وغيره.(7/881)
346 - محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ، أَبُو يعقوب البغداديّ النَّحْويّ. [المتوفى: 349 هـ]
حدَّث بتَدْمُر ومصر عَنْ: أَبِي مُسلْمِ الكَجّيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو الفتح بْن مسرور.(7/881)
347 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرويْه البغداديّ، أبو عبد الله، ويقال أبو بكر الصفار، المعروف بابن عَلَم. [المتوفى: 349 هـ]
سَمِعَ: محمد بْن إِسْحَاق الصغانيّ، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، ومحمد بْن نصر.
وَعَنْهُ: هلال الحفّار، وابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل القطّان، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
قَالَ الخطيب: جميع ما عنده جزء عَنِ الْمذكورين، ولم أسمع أحدًا يَقُولُ فِيهِ إلا خيرًا. ومات فِي شعبان. يُقال: أتي عَلَيْهِ مائة سنة وسنة.
قلتُ وقع لنا جزؤه بعُلُوّ.(7/881)
348 - محمد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن، أَبُو بَكْر الدينوري الزاهد. [المتوفى: 349 هـ]
ثقة، ورع. تذكر عَنْهُ كرامات.
حَدَّثَ ببغداد فِي هذه السنة عَنْ: إبراهيم بن زهير الحلواني، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ، وغيرهم.(7/881)
349 - محمود، وهو أنُوجُور بْن الإخشيد التُّرْكيّ، [المتوفى: 349 هـ]
صاحب مصر وابن صاحبها.
مات شابًّا كما سيأتي فِي ترجمة كافور الإخشيديّ.(7/882)
-سنة خمسين وثلاث مائة(7/883)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](7/883)
350 - أَحْمَد بْن الْحُسَيْن، أبو عَلِيّ البصريّ الحافظ الملقّب شُعْبَة. [المتوفى: 350 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بْن زكريّا الغُلابيّ، وهشام بْن عَلِيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ.
وثقَّه الخطيب ولم يُسَمِّ عَنْهُ راويًا سوى أبي الحسن ابن الجنديّ. وقال: كَانَ أحد الحفاظ المذكورين.
مَاَتَ بعد الخمسين.(7/883)
351 - أَحْمَد بْن سعَيِد بْن حزْم بْن يونس، أَبُو عُمَر الصَّدَفيّ الأندلسيّ. [المتوفى: 350 هـ]
بها، فِي جُمَادَى الآخرة بقُرْطُبة. كَانَ أحد من عُني بالسنن والآثار.
سَمِعَ مِنْ: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، وسعيد الأعْناقيّ، وسعيد بْن الزراد، ومحمد بْن أَبِي الوليد الأعرج، ومحمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة. ورحل سنة إحدى عشرة، فسمع بمكّة من: ابن المنذر، وأبي جعْفَر الدَّبِيليّ. وبمصر من: محمد بْن زبّان، ومحمد بن النفاح. وبالقيروان من: أَحْمَد بْن نصر، ومحمد بْن محمد بْن اللّبّاد. ورجع إلى الأندلس فصنَّف تاريخًا فِي المحدّثين بلغ فِيهِ الغاية، ولم يزل يُحدَّثَ إلى أن مات.
رَوَى عَنْهُ جماعةٌ كثيرة.
وستأتي ترجمة سميُّه الوزير ابن حزْم والد الفقيه أَبِي محمد.(7/883)
352 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شاذان، أَبُو حامد بْن حسنويه الَّنيْسابوريّ التّاجر. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا عيسى التِّرْمِذيّ، وأبا حاتم الرّازيّ، والسري بْن خُزَيْمَة، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن عَبْد الوهاب الفَرّاء، وطبقتهم. [ص:884]
قَالَ الحاكم: كَانَ من المجتهدين فِي العبادة اللَّيْلَ والنّهار، ولو اقتصر عَلَى سماعه الصّحيح يعني من المُسمّين، لكان أَوْلَى بِهِ. لكنّه حدَّث عَنْ جماعةٍ أشهدُ بالله أنّه لم يسمع منهم. وقد سَأَلْتُهُ سنة ثمانٍ وثلاثين عَنْ سنه فقال لي: ستٌّ وثمانون سنة. وأُدْخِلت الشّام وأنا ابن اثنتي عشرة سنة. وسمعته يَقُولُ: أخَرجتُ فِي مشايخي من اسمه أَحْمَد، فخرج مائة وعشرون شيخًا. دخلتُ عَلَيْهِ سنة تسعٍ وثلاثين فقال: قد حلفتُ أن لا أحدِّث أحدًا. ثمّ بعد ساعة قَالَ: حدثنا أَبُو سعَيِد، قَالَ: حدثنا محمد، فذكر حكايةً. ولا أعلم أن أَبَا حامد وضَعَ حديثًا أو أدخل إسنادًا فِي إسنادٍ. إنّما المُنْكَر روايته عَنْ قوم تقدم موتهم، والنفسُ تأبي ترك مثله، والله المستعان.
وقال ابن عساكر فِي تاريخه: روى عَنْ: أَحْمَد بْن شَيْبان الرَّمليّ، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي، وعيسى بْن أَحْمَد العسقلانيّ البلْخيّ، ومسلم بْن الحَجّاج، وإسحاق الدَّبَريّ؛ وسمّي طائفةً.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأبو أَحْمَد بْن عديّ، ومنصور بْن عَبْد اللَّه الخالديّ، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأحمد بْن أَبِي عمران الهَرَويّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعلي بْن محمد الطرازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد السّرّاج.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ حَدَّثَ قَدِيمًا، فَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ محمد السكوني - ثقة -، قال: حدثنا سعيد بن عبد الله الأنباري ابن عجب، قال: حدثنا محمد بن معاذ، قال: حدثنا أحمد بن علي النيسابوري، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا محمد بن عثمان التنوخي، قال: حدثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ ".
قَالَ: ودخلتُ يومًا عَلَيْهِ فقال: ألا تراقبون الله فِي توقير المشايخ؟ أما لكم حَياء يحجزكم؟ فسألته ما أصابه، فقال: جاءني أَبُو علي المعروف [ص:885] بالحافظ وأنكَر عَلِيّ روايتي عَنْ أحمد بْن أَبِي رجاء المَصِّيصيّ. وهذا كتابي وسماعي منه. ثمّ قَالَ: رأيتُ والله أكبَر من أَحْمَد بْن أَبِي رجاء، فقد كتبتُ عَنْ ثلاثة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ. وعن ثلاثة عَنْ مروان بْن معاويه، وهذا حفيدي، وأشار إلى كهلٍ واقفٍ.
وقال حمزة السَّهْميّ: سُئل ابن مَنْدَه بحضرتي عَنْ أحمد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الْمُقْرِئ فقال: كَانَ شيخًا أتي عَلَيْهِ مائةٌ وعشر سِنين.
وقال حمزة: وسألت أَبَا زُرْعَة محمد بْن يوسف الْجُرْجانيّ عَنْهُ فقال: هُوَ كذاب.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا حامد الحسنويي يَقُولُ: ما رأيت أعجب من أمر هذا الأصمّ، كَانَ يختلف معنا إلى الربيع بْن سُلَيْمَان، وكان منزل ياسين القتبانيّ لَزِيق منزل الرّبيع ولم يسمع منه الأصمّ. فكتبتُ قوله هذا وناولته أَبَا الْعَبَّاس الأصمّ، فصاح: يا معشر المسلمين، بلغني أنّ ابن حَسْنَوَيْه يروي عَنِ الرّبيع وابن عَبْد الحَكَم، ويذكر أنّه كَانَ معي بمصر، والله ما التقينا ولا عرفته إلا بعد رجوعي من مصر. وسمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: كَانَ ابن حَسْنَوَيْه يديم الاختلاف معنا إلى السّرِيّ بْن خُزَيْمَة وأقرانه، ثمّ شيعّناه يوم خروجه إلى أَبِي حاتم.
وقال أَبُو القاسم بْن مَنْدَه: تُوُفّي فِي شهر رمضان سنة خمسين.(7/883)
353 - أَحْمَد بْن الفضل بْن شبابة، أَبُو الصَّقْر الهَمَذانيُّ الكاتب الأديب. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ مِنْ: إبْرَاهِيم بْن دِيزِيل، ومحمد بْن يزيد المبردّ، وأبي الْعَبَّاس ثعلب، وأبي خليفة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن لال، وخلف بن محمد الخياط، والهمذانيون.(7/885)
354 - أَحْمَد بْن كامل بْن خَلَف بْن شَجَرَة، أَبُو بَكْر البغداديّ القاضي، [المتوفى: 350 هـ]
تلميذ محمد بْن جرير. [ص:886]
تقلَّد قضاء الكوفة من قبل أَبِي عُمَر محمد بْن يوسف القاضي.
وَحَدَّثَ عَنْ: محمد بْن الجهم، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، ومحمد بْن مَسْلَمَة الواسطي، وأبي قلابة الرَّقَاشيّ، والحسن بْن سلام، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وأبو العلاء محمد بْن الْحَسَن الورّاق، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكّيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمامي، وآخرون.
قالَ ابن رزقويه: لم تَرَ عيناي مثله. سمعته يَقُولُ: وُلِدتُ سنة ستّين ومائتين.
وقال الخطيب: كَانَ من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتواريخ، وله فِي ذَلِكَ مصنّفات.
وقال الدّارَقُطْنيّ: كَانَ متساهلًا. ربّما حدث من حفظه بما لَيْسَ فِي كتابه. وأهلكه العُجْب. كان يختار لنفسه ولا يقلد أحدًا. وكان لا يعدّ لأحد وزنًا من الفقهاء وغيرهم؛ أملي كتابًا فِي السُّنَن، وتكلّم عَلَى الأخبار.
توفي في شهر المحرم.(7/885)
355 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بْن عبّاد المحدّث، أبو سهل القطان. [المتوفى: 350 هـ]
بغداديّ مشهور.
سَمِعَ: محمد بْن عُبّيْد اللَّه ابن المنادي، ومحمد بْن عيسى المدائنيّ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن الحسين الحنيني، وإسماعيل القاضي، وطائفة.
وَعَنْهُ: الدارقطني، والحاكم، وابن منده، وابن رزقويه، وأبو الحسين، وأبو القاسم ابنا بشران، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان، وآخرون.
قال الخطيب: كان صدوقا، أديبا، شاعرا، راوية للأدب عَنْ ثعلب والمبرِّد، وكان يميل إلى التَّشيُّع.
وقال أبو عبد الله بْن بِشْر القطّان: ما رَأَيْت أحسن انتزاعًا لمَا أراد من آي القرآن من أَبِي سهل بْن زياد، وكان جارنا. وكان يديم صلاة اللّيل [ص:887] والتّلاوة، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه.
وقال الخطيب: كَانَ فِي أَبِي سهل مُزاح ودُعابة. سمعت البرقاني يَقُولُ: كرهوه لمزاحٍ فِيهِ. وهو صدوق.
وقال الصُّوريّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن نصر بْن الصّبّاح بمصر يَقُولُ: كنّا يومًا بين يدي أَبِي سهل بْن زياد، فأخذ شخصٌ سِكّينًا بين يديه ينظر فيها، فقال: ما لك ولها، أتريد أن تسرقها كما سرقُتها أَنَا؟ هذه سكّين البَغَوِيّ سرقُتها.
ولد ابن زياد سنة تسع وخمسين ومائتين،
وَتُوفِّي فِي شعبان.
وقع لنا جملة من حديثه.(7/886)
356 - أَحْمَد بْن محمد بْن فُطَيْس الْقُرَشِيّ. [المتوفى: 350 هـ]
حدَّث بدمشق بكتاب " الْجَمَل " و " صفين " عَنْ: أَبِي عَبْد الملك البُسْريّ، عَنِ ابْن عائذ. وكان يكتب خطًّا منسوبًا. وروى أيضًا عَنْ: عَلِيّ بْن غالب السَّكْسكيّ، وأحمد بْن عَلِيّ بْن سعَيِد القاضي، وهذه الطبقة.
رَوَى عَنْهُ: تمام، وأبو بكر ابن المقرئ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي نصر، وآخرون.
وكان ثقة.
تُوُفِّي فِي شوّال.(7/887)
357 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدان بْن فضال الأَسَدِيّ، أَبُو الطَّيْب الصّفّار. [المتوفى: 350 هـ]
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن محمد الفَسَويّ، وأحمد بْن عَلِيّ الخزّاز.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن عثمان الصّفّار، وأبو أَحْمَد الفَرَضيّ.
وثقَّه الخطيب.(7/887)
358 - إبْرَاهِيم بْن محمد بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن عيسى بْن أصْبغ، أَبُو إِسْحَاق الباجيّ. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة، وأحمد بن خالد الجباب، ومحمد بن [ص:888] عَبْد اللَّه بْن القوق.
وكان فصيحًا، بليغًا، شاعرًا، لُغَويًّا، فقيهًا، صاحب صلاة باجة.
عاش ثلاثًا وستين سنة.(7/887)
359 - إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى، أَبُو محمد البغداديّ الخُطَبيّ. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين، والدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم.
ولد في أول سنة تسع وستين ومائتين.
وقال الخطيب: كَانَ فاضلًا عارفًا بأيّام النّاس، وأخبارهم وخُلفَائهم. صنف تاريخًا كبيرًا عَلَى السنين.
ووثقه الدّارَقُطْنيّ.
وذكر أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، عن إسماعيل الخطبي، قال: وجه إليَّ الرّاضي بالله ليلة الفِطْر، فحُملت إليه راكبًا، فدخلت وهو جالس فِي الشموع، فقال لي: يا إِسْمَاعِيل، قد عزمتُ فِي غدٍ عَلَى الصّلاة بالنّاس، فما الَّذِي أقول إذا انتهيت إلى الدّعاء لنفسي؟ فأطرقتُ ساعة، ثمّ قلت: يا أمير المؤمنين: " {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} " الآية. فقال لي: حَسْبُك. ثمّ تبعني خادم فأعطاني أربع مائة دينار.
تُوُفّي الخطبي فِي جُمَادَى الآخرة، وكان يرتجل الخُطَب، وله فضائل.
قال محمد بن العباس بن الفرات: كَانَ الخطبي ركينًا عاقَلًا مقدَّمًا عند كبار الهاشميين، وغيرهم من أهل الفِقْه والأدب وأيّام النّاس. قلّ من رَأَيْت مثله.(7/888)
360 - إِسْمَاعِيل بْن شُعيب النَّهَاوَنْديّ، أَبُو عَلِيّ المقرئ. [المتوفى: 350 هـ]
نزيل بغداد. [ص:889]
رَوَى عَنْ: أَحْمَد بْن محمد بْن سَلْمُوَيْه الأصبهاني كتاب قراءة الكسائي لقتيبة بْن مهِران.
رَوَى عَنْهُ: إبْرَاهِيم بْن مَخْلَد الباقرحي، وغيره.(7/888)
-[حَرْفُ التَّاءِ](7/889)
361 - تمّام بْن محمد بْن سُلَيْمَان، أَبُو بَكْر الهاشميّ البغداديّ. [المتوفى: 350 هـ]
عَنْ: محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل.
وَعَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه.
تُوُفّي في ذي القعدة.(7/889)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](7/889)
362 - ثبات بْن عَمْرو بْن ميمون البَجَليّ البغداديّ، أَبُو الْعَبَّاس القطّان. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: محمد بْن غالب تَمْتَام، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وبشر بْن مُوسَى، وَعُبَيْدًا العِجْل.
وَعَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وطلحة الكتانيّ، وغيرهما.
قَالَ الخطيب: صدوق.
لم يبلغني موته. بل حدث في هذه السنة.(7/889)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](7/889)
363 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عُبّيْد، أَبُو أَحْمَد البغداديّ الخلال، يُعرف بابن الكَوْسَج. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا شعيب الحرّانيّ، والحسن بْن عَلِيّ المعمري، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، والمعافي الْجُرَيْريّ، وغيرهما.
مات فِي جُمَادَى الأولى.(7/889)
364 - الْحَسَن بْن القاسم، أَبُو عَلِيّ الطَّبَريّ الفقيه. [المتوفى: 350 هـ][ص:890]
مصنِّف " المحرَّرَ " فِي النَّظر. وهو أوّل من جرّد الخلاف وصنَّفه، وصنَّف كتاب " الإفصاح ". ودرّس مذهب الشّافعيّ ببغداد بعد شيخه أَبِي عَلَى بْن أَبِي هُرَيْرَةَ. وأخذ عَنْهُ الفقهاء، وهو صاحب وجه فِي المذهب.
وصنّف كتاب " العدة " وكتاب " المحرّر "، وله مصنّفاتٌ فِي الأصول.(7/889)
365 - الْحُسَيْن بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر الزّيّات. [المتوفى: 350 هـ]
بغدادي.
سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، وأبا شعيب الحرّانيّ.
وَعَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وجماعة.(7/890)
366 - حكيم بن محمد، أبو الفضل المالكي، [المتوفى: 350 هـ]
قاضي غوطة دمشق.
ورَّخه عبد الوهاب الميداني.(7/890)
-[حَرْفُ السِّينِ](7/890)
367 - سَلم بْن الفضْل بْن سَهْل، أَبُو قُتَيْبة الأدمي. [المتوفى: 350 هـ]
بغداديّ، سكن مصر.
وَحَدَّثَ عَنْ: محمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وموسى بْن هارون، والحسن بْن عَلِيّ المعمري، وجعفر الفِرْيابيّ.
وَعَنْهُ: عبد الغني بن سعيد الحافظ، وأبو محمد ابن النّحّاس، ومحمد بْن نظيف، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وآخرون.
وهو صدوق.(7/890)
368 - سُلَيْمَان بْن محمد بْن ناجية، أَبُو القاسم الَّنيْسابوريّ. [المتوفى: 350 هـ]
كانت لَهُ أُصول بخطّ أَبِيهِ صحيحة.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن المبارك المستملي، وأحمد بْن سَلَمَةَ، وبشر بْن مُوسَى الأَسَدِيّ، وأبا المثني العنبري، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الحاكم، وغيره.(7/890)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](7/890)
369 - عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بن إبراهيم بن عيسى ابن الخليفة أَبِي جعْفَر المنصور الهاشميّ، إمام الجامع، أبو جعفر ابن بريه. [المتوفى: 350 هـ][ص:891]
بغداديّ، شريف نبيل، ذا قُعْدُد فِي النسب.
سَمِعَ: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو القاسم بْن المنذر، وأحمد بن علي البادي، وأبو علي بن شاذان.
وكان يقول: رقي هذا المنبر الواثق وأنا، وكلانا فِي درجةٍ فِي النَّسب إلى المنصور.
ولد سنة ثلاث وستين ومائتين،
وَتُوفِّي فِي صفر سنة خمسين.
وثقَّه الخطيب. وقد عاش بعد الواثق مائة وثماني عشرة سنة.(7/890)
370 - عَبْد الرَّحْمَن بْن سَيما بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو الْحُسَيْن البغداديّ المجبِّر، [المتوفى: 350 هـ]
مولي بني هاشم.
حدَّث عَنْ: البرتيّ، ومحمد بْن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي.
وَعَنْهُ: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان.
وثقه الخطيب. وتُوُفّي فِي جمَادَى الأولى.(7/891)
371 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي المرواني، الناصر لدين الله أبو المطرف صاحب الأندلس، الملقَّب أمير المؤمنين بالأندلس. [المتوفى: 350 هـ]
بقي فِي الإمرة خمسين سنة، وقام بعده ولده الحَكَم. وقد ذكرنا من أخباره فِي الحوادث.
وكان أَبُوهُ قد قتله أخوه المُطَرِّف فِي صدر دولة أبيهما. وخلف ابنه عَبْد الرَّحْمَن هذا ابن عشرين يومًا. وتوفي جدّه عَبْد اللَّه الأمير فِي سنة ثلاث مائة، فولي عَبْد الرَّحْمَن الأمر بعد جدُّه. وكان ذَلِكَ من غرائب الوجود، لأنّه كَانَ شابًّا وبالحضرة أكابر من أعمامه وأعمام أَبِيهِ. وتقدَّم هُوَ، وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، فاستقام لَهُ الأمر، وابتني مدينة الزَّهْراء. وقسم الخراج [ص:892] أثلاثًا؛ ثلثا للجند وثُلُثًا يدّخره فِي النوائب، وثُلُثًا للنَّفقة فِي الزهراء، فجاءت من أحسن مدينةٍ على وجه الأرض. واتخذ لسطح العُليّة الصغرى التي عَلَى الصرح قراميد ذهب وفضة، وأنفق عليها أموالًا هائلة، وجعل سقفها صفراء فاقعةً إلى بيضاء ناصعة، تَسلُب الأبصار بلَمَعَانها، وجلس فِيهَا مسرورًا فرحًا، فدخل عَلِيّه القاضي أَبُو الحَكَم منذر بْن سعَيِد البلوطي، رحمه اللَّه، حزينًا، فقال: هَلْ رأيتَ ملكًا قبلي فَعَل مثل هذا؟ فبكي القاضي وقال: والله ما ظننتُ أنّ الشّيطان يبلغ منك هذا مَعَ ما آتاك اللَّه من الفضل، حتى أنزلك منازل الكافرين. فاقشعر من قوله، وقال: وكيف أنزلني منازل الكافرين؟ قَالَ: ألَيْسَ اللَّه يَقُولُ: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فضةٍ}، وتلا الآية كلَّها. فوجم عَبْد الرَّحْمَن ونكس رأسًه مليا ودموعُه تسيل عَلِيّ لِحْيته خشوعًا لله، وقال: جزاك اللَّه خيرًا، فالذي قلته الحقّ. وقام يستغفر اللَّه، وأمر بنقض السَّقْف الَّذِي للقُبّة.
وكان كَلِفًا بعمارة بلاده، وإقامة معالمها، وإنباط مياهها، وتخليد الآثار الغريبة الدّالّة عَلَى قوة مُلْكة.
وقد استفرغ الوسعَ فِي إتقان قصور الزهراء وزخرفتها. وقد أصابهم قحطٌ، وأراد النّاس الاستسقاء، فجاء عَبْد الرَّحْمَن الناصر رسولٌ من القاضي منذر بْن سعَيِد، رحمه الله، يحركه للخروج، فقال الرَّسُول لبعض الخدم: يا ليت شِعْري ما الَّذِي يصنعه الأمير؟ فقال: ما رَأَيْته أخشع لله منه فِي يومنا هذا، وأنّه منفردٌ بنفسه، لابسٌ أخشن ثيابه، يبكي ويعترف بذنوبه، وهو يَقُولُ: هذه ناصيتي بيدك، أتراك تعُذّب الرّعيّة من أجلي وأنت أحكم الحاكمين، لن يفوتك شيء منّي. فتهلّل وجه القاضي لمّا بلغه هذا، وقال: يا غلام أحمل الممْطَر معك، فقد إذِن اللَّه بسُقْيانا. إذا خشع جبار الأرض رحم جبّار السّماء. فخرج، وكان كما قَالَ.
وكان عبد الرحمن يرجع إلى دين متين وحسن خلق. وكان فِيهِ دُعابة. وكان مَهيبًا شجاعًا صارمًا، ولم يتسمَّ أحدٌ بأمير المؤمنين من أجداده. إنّما يُخطب لَهُم بالإمارة فقط. فلمّا كَانَ سنة سبع عشرة وثلاث مائة، وبلغه [ص:893] ضعف الخلافة بالعراق، وظهور الشيعة بالقيروان، وهم بنو عُبّيْد الباطنية، تسميّ بأمير المؤمنين.
تُوُفّي في أوائل رمضان، وكانت حشمته وأُبَّهَتُهُ أعظم بكثيرٍ من خلفاء زمانه الذين بالعراق. وكان الوزير أَبُو مروان أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن شُهيد الأشجعي الأندلُسيّ مَعَ جلالته وزيره.
ولقد نقل بعد المؤرخين - أظنه أَبَا مروان بْن حيّان - أنّ ابن شُهَيْد قدَّم مرّةً للخليفة الناصر تقدمة تتجاوز الوصف، وهي هذه: من المال خمس مائة ألف دينار، ومن التبّرْ أربع مائة رطل برطْلهم، ومن سبائك الفضة مائتا بدرة، ومن العود الهندي اثنا عشر رطلًا، ومن العود الصنفي مائة وثمانون رطلًا، ومن العود الأشباه مائة رطل، ومن المسك مائة أُوقية واثنتا عشر أوقية، ومن العنبر الأشهب خمس مائة أُوقية، ومن الكافور ثلاث مائة أُوقيّة، ومن الثّياب ثلاثون شُقَّة، ومن الفراء عشرة من جلود الفنك، وستة سُرادقات عراقية، وثمانية وأربعون ملحفةً بغدادية لزينة الخيل من الحرير المرقوم بالذهب، وثلاثون شقة لسروج الهيئات، وعشرة قناطير سمّور، وأربعة آلاف رطل حرير مغزول، وألف رطل حرير بلا غزل، وثلاثون بساطًا، البساط عشرون ذراعًا، وخمسة عشر نخًا من معمول الخزّ، وألف ترس سلطانيّة، وثمان مائة من تخافيف التّزّيين يوم العرض، ومائة ألف سهم، وخمسة عشر فَرَسًا فائقة، وعشرون بغلًا مسرَّجة بمراكب الخلافة. ومن الخيل العتاق مائة رأس، ومن الغلمان أربعون وصيفًا وعشرون جارية. ومن التقدمة كتاب ضيعتين من خيار ملكه، ومن الخشب عشرون ألف عود تساوي خمسين ألف دينار. فولاه الوزارة، ولقّبه ذا الوزارتين.
وابتدأ الناصر فِي إنشاء مدينة الزهراء فِي سنة خمسٍ وعشرين وثلاث مائة، فأنفق عليها من الأموال ما لا يحصى، وأصعَد الماء إلى ذروتها، ومات ولم يُتمها، فأتمّها ابنه المستنصر. وجامعُها من أحسن المساجد لَهُ منارة عظيمة لا نظير لها، ومنبره من أعظم المنابر، لم يعمل مثله فِي الآفاق. وعدّة أبواب قصر الزَّهراء المصفّحة بالنحاس والحديد المنقوش، عَلَى ما نقل ابن حيّان، خمسة عشر ألف باب، والعهدة عليه.(7/891)
372 - عبد الملك بن نوح بن نصر بن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل السامانيّ الأمير أَبُو الفوارس [المتوفى: 350 هـ]
متولّي بُخاري وسمرقند.
تُوُفّي فِي شوال. وهو من بيت إمرة.(7/894)
373 - عُتْبَة بْن عُبّيْد الله بْن مُوسَى بْن عُبّيْد اللَّه الهَمَذَانيّ القاضي أَبُو السّائب. [المتوفى: 350 هـ]
كَانَ أَبُوهُ تاجرًا يَؤُمّ بمسجد بهمذان، فاشتغل هُوَ بالعِلْم، وغلب عَلَيْهِ فِي الابتداء التصوف والزهد. وسافرَ فلقي الْجُنَيْد والعلماء. وعُني بفهم القرآن وكتب الحديث، وتفقَّه للشافعي. ثمّ دخل مراغة، واتصل بأبي القاسم بْن أَبِي الساج، وتولي قضاء مراغة، ثمّ تقلد قضاء أذْرَبَيَجْان كلّها. ثم تقلد قضاء همذان.
ثم سكن بغداد واتصل بالدولة، وعُظم شأنُه إلى أن ولي قضاء القضاة بالعراق فِي سنة ثمانٍ وثلاثين.
وَتُوُفِّي فِي ربيع الآخر وله ستٌّ وثمانون سنة.
وقد سَمِعَ فِي الكُهُولةِ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم الرازي وغيره. وهو أوّل مِن ولي قضاء القُضاة بالعراق من الشّافعيّة.(7/894)
374 - عُمَر بْن أحمد بْن أَبِي مُعَمِّر الدُّوريّ الصّفّار، أَبُو بَكْر. [المتوفى: 350 هـ]
رَوَى عَنْ: أحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي.
رَوَى عَنْهُ: الحمامي، وابن دوما النعالي.(7/894)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](7/894)
375 - فاتك المجنون الأمير أَبُو شجاع الرُّوميّ. [المتوفى: 350 هـ]
أخذه الإخشيد صاحب مصر من أستاذه بالرملة كرهًا، فأعتقه مولاه. وكان كبير الهمّة شجاعًا جرئيًا، وعظُم عند الْإخشيد، وكان رفيق الأستاذ كافور.
فلما مات الإخشيد تقرَّر كافور مدبّرًا لولد الإخشيد، فأنف فاتك المجنون من الإقامة بمصر كَيْلا يكون كافورُ أعلى مرتبةً منه. وانتقل إلى [ص:895] أقطاعه، وهي بلاد الفيُّوم، فلم يصحّ مزِاجه بِهَا لوَخَمها، وكان كافور يخافه ويكُرْمه، فمرض وقدِم مصر ليتداوى، وبها المتنبيّ، فسمع بعظمة فاتك وبكَرمه، ولم يجسر أن يمدحه خوفًا من كافور. وكان فاتك يراسله بالسّلام ويسأل عَنْهُ: فاتفق اجتماعهما يومًا بالصّحراء، وجرت بينهما مفاوضات، فلما رجع فاتك إلى داره بعث إلى المتنبيّ هديةً بقيمة ألف دينار، ثمّ أتْبعَها بهدايا بعدها فاستأذن المتنبيّ كافورًا فِي مدْحه، فأذِنَ لَهُ، فمدحه بقصيدته التي أولها:
لا خَيلَ عندك تُهْديها ولا مالُ ... فلْيُسْعِد النطق إن لم يسعد الحالُ
إلى أن قَالَ فِيهَا:
كفاتك ودخول الكاف منْقَصَةٌ ... كالشّمس قلتُ وما للشّمس أمثالُ
قلتُ: وليس هُوَ بفاتك الخَزْنَدَار الإخشيدي الّذي ولي إمرة دمشق سنة خمسٍ وأربعين.
تُوُفّي فاتك المجنون فِي شوّال بمصر، ورثاه المتنبيّ.(7/894)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](7/895)
376 - محمد بْن أَحْمَد بْن الخطّاب، أَبُو الْحَسَن البغدادي البَزَّاز. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَلِيّ البربهَاريّ، وموسى بْن هارون.
وَعَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الحسن الحمّاميّ.
وثقَّه الخطيب.(7/895)
377 - محمد بْن أَحْمَد بْن خَنْب، أَبُو بَكْر البغداديّ الدَّهْقان. [المتوفى: 350 هـ]
نزيل بُخارى ومُسْندُها.
سَمِعَ: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مُكْرَم، وابن أَبِي الدُّنيا، وجعفرًا الصّائغ، وموسى بْن سهْل الوشاء، وأبا قِلابة.
وأبوه أَحْمَد بخاري سكن بغداد، وولد له بها محمد هذا، ونشأ بها ثمّ [ص:896] رجع إلى مَحْتِده وهو ابن عشرين سنة وروى.
وكان شافعيّ المذهب محدثًا فاضلًا. وُلِد سنة ست وستين ومائتين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَد الحاكم، وإسماعيل بْن الْحُسَيْن الزّاهد، ومحمد بْن أَحْمَد الغُنْجار، وعلي بْن القاسم بْن شاذان الرّازيّ، وأحمد بْن الوليد الزّوَزنيّ شيخ البَيْهقيّ، وأبو نصر أَحْمَد بْن محمد بْن إبْرَاهِيم البخاريّ، وعامةُ أهل ما وراء النهر.
قَالَ أَبُو كامل البصيري: سَمِعْتُ بعض مشايخي يَقُولُ: كُنَّا فِي مجلس ابن خنْب فأملي فِي فضائل عَلِيّ بعد فراغه من فضائل أَبِي بَكْر وعمر وعثمان، إذ قام أَبُو الفضل السُّلَيمانيّ وصاح: أيّها النّاس، إنّ هذا دجّال فلا تكتبوا عَنْهُ. وخرج من المجلس لأنّه ما سَمِعَ فضائل الثلاثة.
وتوفي فِي غُرّة رجب.(7/895)
378 - محمد بْن أَحْمَد أَبُو بَكْر القُرْطُبيّ اللُّؤْلُؤيّ، الفقيه المالكيّ. [المتوفى: 350 هـ]
كَانَ أفقه أهل الأندلس بعد موت ابن أيمن. وله بصرٌ بالشعِّر والوثائق واللغة.
قَالَ ابن عفيف: كَانَ أفقه أهل عصره وأبصرهم بالفُتْيا. وعليه كَانَ مدار العلم فِي زمانه، وعليه تفقّه ابن زرب. وكان أخفش العينين.(7/896)
379 - محمد بْن حَيْكان بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن السنجوري البَزَّاز. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: الْحُسَيْن بْن الفضل، وأحمد بْن مخلد اللّبّاد.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم وقال: كَانَ صالحًا أمينًا يديم الاختلاف إلى الأستاذ أبي الوليد.
تُوفِّي بنيسابور.(7/896)
380 - محمد بْن زكريّا بْن يحيى بْن دَاوُد بْن مسبّح البغداديّ. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا شعيب الحرّانيّ، ويوسف القاضي،
وولي مظالم خراسان. وحدَّث هناك.(7/897)
381 - محمد بْن عَلِيّ بْن الهيثم، أبو بكر بْن عَلّون البغداديّ، البزّاز، المقرئ. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: ابن أَبِي الدُّنيا، ومحمد بْن يونس، والحارث بْن أبي أسامة، ومحمد بْن غالب بْن حرب.
وَعَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ، وأحمد بْن عَلِيّ البادي، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
وقال أَبُو عَلِيّ: كَانَ ثقة صالحًا. عاش تسعين سنة، وعرض القرآن عَلَى والده صاحب أبي حمدون الطّيبّ بْن إِسْمَاعِيل.
قَرَأْتُ عَلَى عِيسَى بْنِ يَحْيَى الصُّوفِيِّ: أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يوسف، قال: أخبرنا أحمد بن محمد السلفي، قال: أخبرنا محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَسَدِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَانيذِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السَّمْنَانِيُّ قالوا: أخبرنا الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الهيثم، قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: حدثنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ يَدْعُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ: رَجُلٌ كَانَ لَهُ دينٌ فَلَمْ يُشْهِدْ، ورجلٌ أَعْطَى سَفِيهًا مَالَهُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ "، ورجلٌ كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا ".(7/897)
382 - محمد بْن المؤمل بْن الْحَسَن بْن عيسى بْن ماسرجس الَّنيْسابوريّ، أَبُو بَكْر الماسرجسي. [المتوفى: 350 هـ]
أحد رؤساء خُراسان وأفصحهم، وأحسنهم بيانًا. لم يكن يتكلّم بالفارسيّة إلا مَعَ من لا يحسن. وكنت معه فِي الحجّ سنة إحدى وأربعين، يَقُولُ الحاكم: فكانوا يتعجبون من فصاحته. [ص:898]
سَمِعَ: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشّعْرانيّ. وأكثر سماعه قبل الثمانين، وبعدها.
تُوُفّي ليلة عيد الفطر، وله تسعٌ وثمانون سنة.
وقد بنى بَنْيسابور دارًا لأهل الحديث، وكان يجُري عليهم الأرزاق. وكان أَبُو عَلِيّ الحافظ يتولّى قراءة " التّاريخ " لأحمد بْن حنبل عَلَيْهِ.
قلتُ: رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وسعيد بْن محمد بْن محمد بْن عَبْدان.(7/897)
383 - محمد بْن يوسف بْن يعقوب بْن حفص بْن يوسف بْن نَصَيْر، أَبُو عُمَر الكنديّ، [المتوفى: 350 هـ]
مصنّف " تاريخ مصر ".
تُوُفّي فِي شوّال، وله سبعٌ وستون سنة.(7/898)
384 - مَعْبَد بْن جُمعة بْن خاقان، أَبُو شافع الشّاعر الأديب المطّوّعيّ. [المتوفى: 350 هـ]
كَانَ من أهل طبرستان، سكن جُرْجان، ثمّ نيسابور.
وَحَدَّثَ عَنْ: محمد بن أيوب البجلي، ومُطَيَّن، ويوسف القاضي، وأبي خليفة، وأبي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقال: يخالفَ فِي بعض حديثه، وقال: تُوُفّي سنة إحدى وأربعين.
وقال ابن مَنْدَه: تُوُفّي سنة خمسين، فالله أعلم.(7/898)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](7/898)
385 - هبة اللَّه بْن جعْفَر البغداديّ المقرئ. [المتوفى: 350 هـ]
تُوُفّي فِي صَفَر سنة خمسين.
عُني بالقراءات، وقرأ على أبيه، وعلى محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وأبي عبد الرحمن اللَّهَبي، وأبي ربيعة محمد بن إسحاق بن أعْيَن، وأحمد بن فَرَح، وجماعة. وتَصَدَّى للإقراء، قرأ عليه أبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن بكران.(7/898)
386 - هبة اللَّه بْن محمد بْن حَبشَ، أَبُو الْحُسَيْن البَغْداديُّ الفَرَّاء. [المتوفى: 350 هـ]
سَمِعَ: محمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بْن عَلِيّ [ص:899] الخزّاز، وأحمد بْن عَلِيّ الأبّار.
وَعَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وعبد الواحد بْن محمد القاضي.
وثقَّه الخطيب.
وَرَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقال: إنّه مقرئ.(7/898)
-المتوفون في هذه الحدود تقريباً(7/900)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](7/900)
387 - أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن غالب، أَبُو الْعَبَّاس الْإمَام البَلَديّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ مِنْ: عَلي بن حرب، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العبسيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو منصور محمد، وأبو عبد الله أَحْمَد ابنا الْحُسَيْن بْن سهل البلديّ، وعبد اللَّه بْن إبْرَاهِيم القاضي، وابن جُمَيْع الغسّاني، ومحمد بْن عمر بن عيسى البلدي الحطراني، وأبو الْحَسَن بْن المُثنَّى الأصبهانيّ(7/900)
388 - أَحْمَد بْن إِسْحَاق، أَبُو جعْفَر الحلبيّ الحنفيّ، الملقَّب بالْجُرَذ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
ولي قضاء حلب لسيف الدولة.
وَحَدَّثَ عَنْ: أحمد بْن خليل، وعمر بْن سِنان المنْبِجيّ، ومحمد بن معاذ بن المستهل، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن أخيه أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق، وتمام الرازي، وابن نظيف.
ويحتمل أنّه تُوُفّي بعد الخمسين.
وَعَنْهُ أيضًا أَبُو محمد ابن النّحّاس، حدَّث بمصر.(7/900)
389 - أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن محمد بْن الفضل بْن جَابرِ السَّقَطيّ، أبو الحسين. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: الكُدَيْميّ، وبشر بْن مُوسَى، وجماعة.
وَعَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وهلال الحفّار.
صدوق.(7/900)
390 - أَحْمَد بْن الحسين بن سهل، أبو بكر الفارسي، [الوفاة: 341 - 350 هـ]
صاحب ابن سُرَيْج.
فقيه إمام، لَهُ المصنَّفات الباهرة فِي مذهب الشّافعيّ.
ومن وجوهه: [ص:901] أنّ الكلب الأسود لا يحلّ صيده، كمذهب أحمد بن حنبل.(7/900)
391 - أَحْمَد بْن حُميّد بْن أَبِي العجائز سعَيِد بْن خَالِد بْن حُمَيْد بْن صُهَيْب الْأَزْدِيّ، أَبُو الْحَسَن الدّمشقيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
رَوَى عَنْ: عَبْد الله بْن الْحُسَيْن المَصِّيصيّ، وعلي بْن غالب السَّكْسكيّ، وأحمد بْن إبْرَاهِيم البُسْريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو هاشم المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون.(7/901)
392 - أَحْمَد بْن خلف السابح [الوفاة: 341 - 350 هـ]
بباء موحدّه.
سَمِعَ: عَبْد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد بْن رزْقَوَيْه.(7/901)
393 - أَحْمَد بْن زكريّا بْن يحيى بْن يعقوب، أَبُو الحسن المقدسيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَحْمَد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، ومحمد بْن حمّاد الطَّبَرانيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، وتمّام الرّازيّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعلي بن محمد الحلبيّ.(7/901)
394 - أَحْمَد بْن صالح، أَبُو بَكْر البغداديّ المقرئ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
صاحب أَبِي بَكْر بْن مجاهد.
قَرَأَ عَلَى: ابن مجاهد، والحسن بن الحباب،
وَسَمِعَ مِنْ: أبي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
أَخَذَ عَنْهُ: خلف بْن القاسم الأندلسيّ، وعبد المنعم بْن غلْبُون، وعَبْد الباقي بْن الْحَسَن.
قال أبو عمرو الدانيّ: كَانَ ثقة ضابطًا مشهورًا.(7/901)
395 - أَحْمَد بْن عُبّيْد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الْحَسَن الحافظ الصّفّار الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
مُحَدَّث مشهور، حدَّث ببغداد وبالأهواز عَنْ الكُدَيْميّ، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، وتمتام، وخلق.
وَعَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع، وعلي بْن [ص:902] أَحْمَد بْن عبدان الشّيرازيّ، وخلق، سَمِعَ منه ابن عبدان سنة إحدى وأربعين، وقد صنَّف المُسْنَد وجوّده.
وقيل: إنُه ابن امْرَأَة الكُدَيْميّ.
قَالَ الخطيب: ثقة، ثبت.(7/901)
• - أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن سعَيِد، أَبُو بَكْر الرُّعَيْنيّ الحِمْصيّ، الصّفّار. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
يأتي فِي سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة.(7/902)
396 - أحمد بن عُبّيْد اللَّه بْن حمدان بْن صالح، أبو عَلِيّ البغداديّ المقرئ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
تلقَّن القرآن فِي ثلاثة أعوام عَلَى إدريس بْن عَبْد الكريم، وعرض أيضًا عَلَى الْحَسَن بْن الحُباب.
قَرَأَ عَلَيْه: عَبْد الباقي بْن الْحَسَن، وغيره.(7/902)
397 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن علي بْن حاتم، أبو عبد الله التميميّ الكوفي البزاز. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه القصار، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبس، وكان أحد الشُّهود.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَد الفرضي، وأبو الحسين بْن بِشْران.
قَالَ الخطيب: مستقيم الحديث.(7/902)
398 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الجبّار، أَبُو سهل البغداديّ ابن جَبْرُوَيْه. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حَدَّث عَنْ: يحيى بْن جعْفَر بْن الزبرقان، والكديمي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم ابن الثّلاج، وعلي بْن أَحْمَد الرّزّاز، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ.
تُوُفّي بعد سنة سبعٍ وأربعين وثلاث مائة.(7/902)
399 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عُمَر بْن حُبَيْش، أَبُو سعَيِد الرّازيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
من ذُرّية أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه.
حَدَّثَ عَنْ: محمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه وغيرهما.
وثقَّه الخطيب.(7/903)
400 - أَحْمَد بْن محمد بْن أَحْمَد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بْن قيس، أَبُو الْحُسَيْن التّميميّ البزاز الحافظ الهمذاني، المعروف بابن الكوملاذي، [الوفاة: 341 - 350 هـ]
والد صالح بن أحمد الحافظ.
روى الكثير عَنْ محمد بْن صالح الطَّبَريّ، والحسن بْن يزداد، وحمزة بْن محمد الكاتب، ومحمد بْن حبان الباهليّ، وحامد بْن شُعَيب البلْخيّ، وخلق سواهم.
وَعَنْهُ: ابنه، وطاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وابن تركان، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن جَهْضَم.
وكان ثقة عارفًا. قَالَ ابنه صالح: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمد الصفار يَقُولُ: كنا نشبه أباك أيام كنا نسمع بأحمد بْن حنبل لسكونه ووقاره وما كَانَ عَلَيْهِ.(7/903)
401 - أحمد بن محمد بن سهل، أبو بكر البغداديّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي مسلم الكَجّيّ وغيره.
وَعَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وتمام الرّازيّ، وغيرهما.(7/903)
402 - أَحْمَد بْن محمد بْن شجاع، أَبُو بَكْر البغداديّ المقرئ الضراب. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
رَوَى عَنْ: ابن أَبِي الدُّنيا، وبشر بْن مُوسَى.
وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيّ منصور الخالديّ، والحسن بْن أَحْمَد بْن الليث الشّيرازيّ، وطلحة بْن خَلَف.
ذكره ابن النّجّار.(7/903)
403 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن هلال، أَبُو الْحَسَن السُّلَميّ المقرئ، الْجُبنّيّ، [الوفاة: 341 - 350 هـ]
إمام مسجد سوق الْجُبْن.
قرأ عَلَى هارون الأخفش.
قَرَأَ عَلَيْه: ابنه أَبُو بَكْر محمد.
ذكره ابن عساكر.(7/904)
404 - أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الصمد بْن يزيد، أَبُو الْعَبَّاس الرّازيّ المقرئ، [الوفاة: 341 - 350 هـ]
نزيل الأهواز.
قرأ القرآن عَلَى أَبِي الْعَبَّاس الفضل بْن شاذان الرّازيّ.
قَرَأَ عَلَيْه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن نصر الشذائي، وأحمد بْن محمد بْن عُبّيْد اللَّه العجلي، وأبو الفَرَج الشَّنَبُوذيّ.(7/904)
405 - أَحْمَد بْن محمد ابن المحدث أبي زُرْعَة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو النصري الدمشقي أبو الطيب. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: وريزة بْن محمد الغساني، وأحمد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ، والحسن بْن الفَرَج الغزّيّ.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازيّ، وغيره.(7/904)
406 - أَحْمَد بْن محمد الطَّبَرِسْتانيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حدَّث بدمشق عَنْ محمد بْن أيّوب، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، ومطين.
وَعَنْهُ: تمّام، وأبو نصر المُرِّيّ، وغيرهما.(7/904)
407 - أَحْمَد بْن محمد الواشقي الهَرَويّ، أَبُو يَعْلَى. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
يُحَرَّر أمره. ففي " ذمّ الكلام " أنّه روى عَنْ عثمان بْن سعَيِد الدّارِميّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد الجاروديّ، ويحيى بْن عمّار، ومحمد بْن جبريل. ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّباس شيوخ شيخ الْإِسلْام.(7/904)
408 - أَحْمَد بْن مكحول محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام، أَبُو عَلِيّ البيروتي. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا يزيد القَرَاطِيسيّ، وأحمد بْن نبيط، وجماعة.
وَعَنْهُ: [ص:905] ابن جُمَيْع، وأبو عبد الله بْن منده، وتمّام الرّازيّ.(7/904)
409 - إبْرَاهِيم بْن حاتم بْن مَهْديّ، أَبُو إِسْحَاق التُّسْتَرِيّ، الزّاهد المعروف بالَبلُّوطيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
نزل الشّام، وسكن بيت لِهْيا.
وَحَدَّثَ عَنْ: جماعة من أهل تُسْتَر.
رَوَى عَنْهُ: زيد بْن عَبْد اللَّه البلوطي، وأبو نصر بْن هارون، وعبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ.
وكان صاحب أحوال وكرامات ومجاهدات. ذكر عَنْ نفسه أنّه طوى سبعين يومًا.(7/905)
410 - إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن أَبُو إِسْحَاق الورّاق. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حَدَّثَ بطرابُلُس عَنْ: محمد بْن يزيد بْن عَبْد الصمد، وأحمد بْن الْمُعَلَّى.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وفَرَج بْن إبْرَاهِيم النَّصِيبّي.(7/905)
411 - إبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد، أَبُو محمد البصْريّ، المعروف بالحِنّائيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسن بْن المُثَنَّى، وأبا خليفة. وبدمشق فِي الكهولة من الحصائريّ.
وَعَنْهُ: شهاب بْن محمد الصُّوريّ، وعبد اللَّه بْن عَلِيّ الأبزونيّ، وجماعة.(7/905)
412 - إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الفارابيّ اللُّغَويّ، أَبُو إبْرَاهِيم. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
صاحب " ديوان الأدب فِي اللُّغة "، سكن اليمن مدّةً، وبها صنَّف هذا الكتاب.
وهو خال الجوهري صاحب " الصحاح ".(7/905)
413 - إِسْحَاق بْن محمد بْن عَلِيّ بْن خَالِد الكوفيّ، أَبُو أَحْمَد المقرئ. [الوفاة: 341 - 350 هـ][ص:906]
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن أَبِي العَنْبَس الزُّهْريّ.
وَعَنْهُ: ابن مردويه.
وَسَمِعَ: الحسين بن الحكم الحبري.(7/905)
414 - إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل الرّازيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: الكُدَيْميّ.
قَالَ الخليليّ: حدثنا عَنْهُ الكهول من شيوخنا.(7/906)
415 - إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن محفوظ، أَبُو محمد ابن السُّنّيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
دمشقيّ، سكن مصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: زكريّا خَياط السُّنة، وأحمد بن محمد بن يحيى بْن حمزة، وأحمد بْن عَلِيّ القاضي، وأحمد بْن إبْرَاهِيم البُسْريّ.
وَعَنْهُ: عَلِيّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وابن مَنْدَه، والحسن بْن إِسْمَاعِيل الضراب، والحسن بن نظيف.(7/906)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](7/906)
416 - بَكْر بْن أَحْمَد أَبُو عَمْرو النّخّاس. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
عَنْ: إِسْحَاق الدَّبَريّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن الحمّاميّ وحده.(7/906)
417 - بلال بْن المبارك الحقْليّ، [الوفاة: 341 - 350 هـ]
من أهل حقل أَيْلَة.
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد العزيز الأَيْليّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَلِيّ العلوي الهمذاني، والحافظ أبو عبد الله بْن مَنْدَه.
ومات في عشر المائة.(7/906)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](7/906)
418 - جعْفَر بْن محمد بْن قَضاء البصْريّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسن بْن المُثَنَّى العنبريّ.(7/906)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](7/906)
419 - الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عُمَيْر بْن جَوْصا. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأحمد بْن أنس بْن مالك، وهارون الأخفش.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله بن منده، وتمام.(7/906)
420 - الحسن بن داود، أبو علي الكوفي النحوي المقرئ، المعروف بالنقار. [الوفاة: 341 - 350 هـ][ص:907]
أخذ قراءة عاصم عَنِ الْقاسم بْن أَحْمَد الخياط، وأخذ قراءة حمزة، عن محمد الوزّان، عَنْ محمد بْن لاحق، عَنْ سُلَيْم. وأقرأ النّاس دَهرًا.
قَرَأَ عَلَيْه: زيد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بلال، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأحمد بْن نصْر الشَّذَائيّ، ومحمد بْن جعْفَر التّميميّ، وعلي بْن يوسف العلاف، وآخرون.
وكان ثقة بارعًا فِي معرفة رواية عاصم.
قال أبو أحمد السامري: حدثنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن دَاوُد بْن الْحَسَن بْن عَوْن بْن منذر بْن صُبَيْح مولى معاوية بْن أبي سُفْيَان فِي ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة أنه قرأ على القاسم الخياط أربعين ختْمة. وقرأ قاسم بْن أَحْمَد: عَلَى أبي جعفر الشموني.(7/906)
421 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن شيرزاذ، أَبُو عَلِيّ البغداديّ الشِّيرَزَاذِيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
عَنْ: عَبَّاس الدُّوريّ، والحسن بن مكرم، وعلي بن داود القنطري، وطائفة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، حدثنا عَنْهُ ابن رزْقَوَيْه.(7/907)
422 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الوثّاق، أَبُو القاسم النَّصِيبيّ الحافظ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: أَبَا خليفة الجّمَحيّ، وجعفر بْن محمد الفِرْيابيّ، وأبا يَعْلَى.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، وتّمام الرّازيّ.(7/907)
423 - الْحُسَيْن بْن محمد بْن سِنان، أَبُو المعمّر الأطْرَابُلُسيّ الضّرير. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، وأبو عبد الله بن أبي كامل.(7/907)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](7/907)
424 - خَالِد بْن محمد بْن خَالِد بْن يحيى بْن محمد بن يحيى بن حمزة، أبو القاسم الحضْرميّ البَتَلْهيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
رَوَى عَنْ: جده لأمّه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ.
وَعَنْهُ: ابن [ص:908] مَنْدَه، وتمّام الرّازيّ، وعبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وغيرهم.(7/907)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](7/908)
425 - عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن محمد بْن رُسْتُم الرّاذانيّ الخانيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي مَسَرَّة المكّيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذيّ، والصّائغ.
رَوَى عَنْهُ بالإجازة: أَبُو نُعَيْم الحافظ.(7/908)
426 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: عَلِيّ بْن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن علي الصائغ.
وَعَنْهُ: ابنه أبو عبد الله، وابن مَنْدَه.(7/908)
427 - عَبْد الرَّحْمَن بْن جَيْش، أَبُو محمد الفَرغانيّ، ثمّ الدّمشقيّ الشّاغوريّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
رَوَى عَنْ: زكريّا خيّاط السنة، وأحمد بْن عَلِيّ بْن سعَيِد المَرْوزِيّ، وإبراهيم بْن زُهَير الحُلْوانيّ، ومحمد بْن يحيى المَرْوزِيّ، وجعْفَر الفِرْيابيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وغيرهم.
جَيْش: بالجيم والياء والمثلَّثة.(7/908)
428 - عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم، أَبُو الْحُسَيْن الفَسَويّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حدَّث بشِيراز سنة نيفٍ وأربعين عَنْ يعقوب بْن سُفْيَان.(7/908)
429 - عديّ بْن يعقوب، أَبُو حاتم الطّائيّ الدّمشقيّ، [الوفاة: 341 - 350 هـ]
خطيب قرية الحِمْيريَين.
حَدَّثَ عَنْ: جدّه لأمّه محمد بْن يزيد بْن عَبْد الصّمد، وجعفر بْن أَحْمَد بن عاصم.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، وتّمام، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصْر، وغيرهم.(7/908)
430 - عَرَفَة بْن محمد بْن الغَمْر الغسّاني، أَبُو عَلِيّ الضّرّاب. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
مصريّ حافظ. عَنْ: أَحْمَد بْن دَاوُد المكّيّ، ونحوه.
قَالَ ابن يونس: كَانَ ثقة ثَبْتًا.
تُوُفِّي بعد الأربعين.(7/909)
431 - عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق، أَبُو الْحَسَن البغداديّ الأصل، المصري. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: مقدام بن داود، وحبوش بْن رزق اللَّه، وغيرهما.
وَعَنْهُ: منير بْن أَحْمَد الخشّاب، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس.(7/909)
432 - عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن محمد الهَمَذَانيّ التّمّار، ويعُرف بابن قرقور. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن دِيزِيل، ومحمد بْن معاذ دُران، وعمر بْن حفص السَّدُوسيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: صالح بْن أَحْمَد الهَمَذَانيّ، وأبو بَكْر بْن لال، وأبو عبد الله الحاكم، والقاضي عبد الجبار، وآخرون.
وله رحلة.(7/909)
433 - عليّ بن أحمد بن مَرْوان ابن المقابريِّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
بغداديُّ نزل الرَّملةَ،
وَحَدَّثَ عَنْ: محمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن شاذان الجَوهري.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد الرحمن بن أبي نصر، يقال: فيه ضعف قليل، قاله أبو الفتح بن مسرور، وروى عنه.(7/909)
434 - عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه البغداديّ العطّار [الوفاة: 341 - 350 هـ]
صاحب الحُكْم.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن حرب المَوْصِليّ.
وَعَنْهُ: الحاكم.(7/909)
435 - علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْن حبيب، أَبُو أَحْمَد الحَبِيبيّ المَرْوزِيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: سعيد بن مسعود، وعمار بن عبد الجبار، ومحمد بْن الفضل البخاري، وجماعة. [ص:910]
وكان لَهُ معرفة وحِفْظ، لكنّه يروي المناكير.
قال الخليليّ: حدثنا عَنْهُ أبو عبد الله الحاكم، وسألته عَنْهُ، فقال: هُوَ أشهر فِي اللَّين من أن تَسْألني عَنْهُ، تُوُفِّي سنة نيفٍ وأربعين. ثبت، بل تُوُفِّي سنة إحدى وخمسين.(7/909)
436 - عَلِيّ بْن محمد، أَبُو الْحَسَن القَزْوِينيّ الحافظ، ويُعرف بالمَقْبُريّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
كَتَب بالشام، والعراق، وأصبهان،
سَمِعَ: أَبَا خليفة، وطبقته.(7/910)
437 - عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن شهاب العُكْبَريّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي الأحوص محمد بْن الهيثم.
وَعَنْهُ: ابن بُطَّة، ومحمود بْن عُمَر العُكْبَرِيّان.
وثقَّه الخطيب.(7/910)
438 - عَمْرو بْن إِسْحَاق الْقُرَشِيّ الْبُخَارِيّ ولَقَبُهُ: مرس. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: صالح بْن محمد جَزَرَة، ومحمد بْن حُرَيْث.
وَعَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وأبو بَكْر الورّاق، وجماعة.(7/910)
439 - عَمْرو بْن محمد، أَبُو الْعَبَّاس الفَزَاريّ المؤدِّب. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
دمشقي.
سَمِعَ: يزيد بْن عَبْد الصمد، وأحمد بْن إبْرَاهِيم البُسْرِيّ.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازيّ، وعبد الوهاب الميداني.(7/910)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](7/910)
440 - محمد بْن أَحْمَد بْن بِشْر، أَبُو سعَيِد الهَمَذَانيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حَدَّثَ بدمشق عَنْ: أَبِي خليفة، وعَبْدان، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبي يَعْلَى المَوْصِليّ.
وَعَنْهُ: أَبُو الْحَسَين الرّازيّ وهو أكبر منه، وابنه تمّام الرازي. [ص:911]
وتوفي بالرملة بعد الأربعين.(7/910)
441 - محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي جُحُوش الخُرَيْميّ المُرّيّ، أَبُو جُحُوش، [الوفاة: 341 - 350 هـ]
خطيب دمشق.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن أنس، ومحمد بْن يزيد بْن عَبْد الصمد؛ وبنيسابور من ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازيّ، وعبد الوهّاب المَيْدانيّ.(7/911)
442 - محمد بْن أَحْمَد بْن عَرْفَجة، أَبُو بَكْر الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة، ويزيد بْن عَبْد الصمد.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وتمّام.(7/911)
443 - محمد بْن أَحْمَد بْن مَحْمُوَيْه، أَبُو بَكْر العسكريّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الدمشقي، ومحمد بن خالد بن خلي، وعبيد اللَّه بْن رُمَاحس، وأحمد بْن بِشْر الصُّوريّ.
وَعَنْهُ: عَبْد الواحد بْن محمد بْن شاه، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، وعلي بْن أَحْمَد بْن عَبْدان، وأبو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن محمد الرُّوذَبَارِيّ، وغيرهم.(7/911)
444 - محمد بْن أَحْمَد بْن مرشد، أَبُو بَكْر بْن الزَّرِز الدّمشقيّ المقرئ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
قرأ عَلي هارون الأخفش.
قَرَأَ عَلَيْه: عَبْد الباقي ابن السقاء ثلاث خِتَم، وقال: كَانَ من خيار المسلمين، صابرًا عَلَى صيام الدّهر ولُزُوم الجماعة. قرأ عَلَى الأخفش قبل التسعين ومائتين رحمه اللَّه.(7/911)
445 - محمد بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بن مهران الثقفي السراج [الوفاة: 341 - 350 هـ]
ابن أخي العباس السراج. [ص:912]
وُلِد ببغداد، فسمع: محمد بْن يونس الكُدَيْميّ، والحارث بْن أَبِي أسامة.
وسكن بيت المقدس.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازيّ، وابن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ وكان صدوقًا.(7/911)
446 - محمد بْن إبْرَاهِيم بْن سهل بْن حيّة، أَبُو بَكْر الدّمشقيّ البزّاز. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الدّمشقيّ، وإسماعيل بْن قيِراط، وعبد الرَّحْمَن بْن الرّوّاس، وعلي بْن غالب السَّكْسكيّ.
وَعَنْهُ: تمّام، وعبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر.(7/912)
447 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يعقوب بْن زُوزَان - قيده ابن ماكولا بِزايَين - أَبُو بَكْر الأنطاكيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
مُحَدَّث رحّال، سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى الأَسَدِيّ، ويوسف بْن يزيد القَرَاطِيسيّ، وزكريّا بْن يحيى خَياط السنة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَد محمد بْن عَبْد اللَّه الدّهّان، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جُمَيْع، وغيرهم.(7/912)
448 - محمد بْن إِسْحَاق السُّوسيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حدَّث ببغداد.
عَنْ: الْحَسَين بْن إِسْحَاق التُّسْتَرِيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن الفضل.
أحاديثه مستقيمة.(7/912)
449 - محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى الرّازيّ [أَبُو الْحُسَيْن] [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا حاتم الرّازيّ.
وَعَنْهُ: عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن دَاوُد الرّزّاز البغداديّ. وهو آخر من حدَّث عَنْ أَبِي حاتم. [ص:913]
عاش بعد الخمسين، وقد سكن بغداد، وكان يؤدِّب.
كُنيته أَبُو الْحُسَيْن. وهو كذاب ادَّعي لُقيّ مُوسَى بْن نصر صاحب جرير بْن عَبْد الحميد. وقال: وُلِدتُ سنة سبعٍ وستين ومائتين؛ فأنكر أَبُو القاسم اللالكائيّ وغيره ذَلِكَ. وقال: موسى شيخ قديم.
قلت: وروى عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان.
قَالَ الخطيب: كَانَ غير ثقة، روى الأباطيل. ثمّ ساق لَهُ الخطيب ستّة أحاديث باطلة بأسانيد الصِّحاح. قَالَ: وذكر أنّه سَمِعَ من مُوسَى سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.(7/912)
450 - محمد بْن جعفر بن هشام، أبو الحسن ابن السَّقَّاء الحلبيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: محمد بْن مُعَاذ دُران، وسليمان بْن المُعَافَى.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بْن الطبيز السّرّاج.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ أحمد بن الخضر الطاوسي، قال: أخبرنا حمزة بن أحمد السلمي سنة خمسين وخمس مائة، قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه، قال: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن أحمد السراج بدمشق، قال: أخبرنا محمد بن جعفر ابن السقاء بحلب: قال: حدثنا محمد بن معاذ، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام وأبان قالا: حدثنا يَحْيَى، هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ". قَالَ أبان فِي حديثه: " دعوة الوالد عَلَى ولده ".
وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَد بْن هِبَةِ اللَّه، عَنْ عَبْد الْمُعِزِّ بْن محمد، وزينب الشعرية قالا: أخبرنا زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا إسحاق بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا محمد بن أيوب البجلي قال: حدثنا مُسلْمِ بْن إبْرَاهِيم، فذكر الحديث. [ص:914]
أخرجه أَبُو دَاوُد، عَنْ مُسلْمِ، فوافقناه بعلوٍّ. وأبو جعْفَر أنصاريّ من أهل المدينة.(7/913)
451 - محمد بْن الْحَسَن بْن الفَرَج، أَبُو بَكْر المقرئ الأنباريّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، وإبراهيم بْن الهيثم البَلَدِيّ، وعبد اللَّه بْن الْحَسَن الهاشميّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وأبو بكر الورّاق، وأحمد بْن الفَرَج بْن حَجّاج، وعلي بن القاسم النجاد، والحسن بن علي السابوري، وأبو عُمَر بْن أشتافنّا القاضي.
سكن البصرة بأخرة. حديثه فِي " الثَّقَفِيّات ".(7/914)
452 - محمد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ الدّقّاق، أَبُو بَكْر البغداديّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، وأحمد بْن عَلِيّ الأبّار.
وكان ثقة.
وَعَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وغيره.(7/914)
453 - محمد بْن الْحَسَن بْن مَسْعُود. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حدَّث ببغداد عَنِ: الكُدَيْميّ.
وَعَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه أيضًا.(7/914)
454 - محمد بْن سُلَيْمَان بْن حَيْدَرة، أَبُو عَلِيّ الأطْرَابُلُسيّ، [الوفاة: 341 - 350 هـ]
أخو خَيْثَمَة.
سَمِعَ: يوسف بْن بحر القاضي، والعبّاس بْن الوليد البيروتيّ، وإسماعيل بْن حصْن، وجماعة.
وَعَنْهُ: شهاب بْن محمد الصُّوريّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وأبو محمد بْن ذَكْوان البَعْلَبكِّيّ.
وتُوُفّي بعد الأربعين أو قبلها.(7/914)
455 - محمد بْن الْعَبَّاس بْن الفُضَيْل، أَبُو بكر البزاز. [الوفاة: 341 - 350 هـ][ص:915]
نزل حلب، وحدَّث بها عَنْ إِسْمَاعِيل القاضي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة.
قَالَ الخطيب: حدَّث عَنْهُ غير واحد من الغرباء بأحاديث مستقيمة.
وَتُوُفِّي بعد سنة أربعين.
وَعَنْهُ: عَلِيّ بْن محمد الحلبيّ.(7/914)
456 - محمد بْن عَلِيّ بْن الحَسَن، أبو بَكْر الْجُلَنْدَيّ المَوْصِليّ المقرئ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
قرأ عَلَى: جعْفَر بْن أَحْمَد بْن أسد النصيبيّ، والحسن بْن الْحُسَيْن الصّوافّ، وأحمد بْن سهل الأُشْنانيّ، ومحمد بْن إسماعيل القرشي صاحب السوسي، والفضل بْن أَحْمَد الزُّبَيْدِيّ صاحب خَلَف البزّاز، ومحمد بْن هارون التّمّار، وغيرهم.
واشتهر بالضبط والإتقان.
قرأ عليه: عَبْد الباقي بن الحسن ابن السقاء، وغيره.
وله ذِكْر فِي " التَّيْسير ".
وقد صحِب الْجُنَيْد، وَسَمِعَ مِنْ: محمد بْن زكريّا الغُلابيّ، وأبي يَعْلَى المَوْصِليّ.
رَوَى عَنْهُ: عبد الواحد بْن بَكْر الوَرَثَانيّ، وأحمد بْن منصور الشّيرازيّ الحافظ.
وكان يكون بطرسوس.(7/915)
457 - محمد بْن عيسى بْن أَحْمَد، أَبُو عُمَر القَزْوِينيّ الحافظ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
قدِم دمشق، وسكن بيت لِهْيا. ودخل مصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: إدريس بْن جعْفَر العطّار، ومحمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ومعاذ بْن المُثَنَّى، وأَبِي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازيّ، وعبد الرحمن بن النّحّاس، ومنير بْن أَحْمَد.
ووثقه تمّام.(7/915)
458 - محمد بْن محمد بْن جعْفَر، أبو الْحُسَيْن بْن لَنْكك البصري النَّحْويّ الشاعر. [الوفاة: 341 - 350 هـ][ص:916]
أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو الفتح عُبّيْد اللَّه بْن أَحْمَد النَّحْويّ، والحسن بْن عَلِيّ بْن بشّار السابوري، وأحمد بن الْحَسَن القَزْوِينيّ.
فمن شِعره:
لا تخدعْنك اللِّحَى ولا الصُّوَرُ ... تسعةُ أعشارِ مَن تري بَقَرٌ
فِي شَجَرِ السَّرْوِ منهم شبهٌ ... لَهُ رواءٌ وما لهُ ثَمَرٌ(7/915)
459 - محمد بْن محمد بْن عَلِيّ، أبو عبد الله الهَرَويّ، [الوفاة: 341 - 350 هـ]
نزيل مكّة.
سَمِعَ: إِسْحَاق الدَّبَريّ.
وَعَنْهُ: أَبُو منصور محمد بن محمد الأزدي.(7/916)
460 - محمود بْن زيد، أَبُو عَلِيّ الهَمَذَانيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعُبَيْد بْن محمد الكَشْوَرِيَّ.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن الأنماطيّ، وأبو بَكْر بْن لال، وجماعة.(7/916)
461 - مُزَاحم بْن عَبْد الوارث بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الْحَسَن البصريّ العطّار. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
حدَّث بدمشق عَنْ محمد بْن زكريّا الغُلابيّ، وإبراهيم بْن فهد، وأبي مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسين بْن حُمَيْد بْن الرّبيع.
وَعَنْهُ: تمام الرازي، وصدقة بن الدلم، وأبو الخير أَحْمَد بْن عَلِيّ الحمصيّ.(7/916)
462 - مُوسَى بْن سعَيِد الحنْظَليّ الهَمَذَانيّ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: يحيى الكرابيسيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصّائغ، وبِشْر بْن مُوسَى.
وَعَنْهُ: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر ابن المقرئ، وابن مَنْدَه، والحاكم. وكان يفهم هذا الشأن.(7/916)
-[حَرْفُ النُّونِ](7/916)
463 - نظيف بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن الحلبيّ المقرئ. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
من جِلَّة المقرئين وكبارهم. قرأ عَلَى عَبْد الصمد بْن محمد العَيْنُونيّ سنة تسعين ومائتين ولم يكمل عَلَيْهِ. وسمع منه كتاب عَمْرو بْن الصّبّاح، [ص:917] عَنْ حفص. وقرأ عَلَى مُوسَى بْن جرير الرَّقّيّ، وأحمد بْن محمد اليَقْطِينيّ. أخذ عَنْهُ عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غلبون. قاله الداني.(7/916)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](7/917)
464 - يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث، أَبُو بكر ابن الزَّجَّاج الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ الكاتب. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
سَمِعَ: زكريّا خيّاط السنة، وأنس بْن السلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، وتمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن ياسر.(7/917)
-[الْكُنَى](7/917)
465 - أَبُو بَكْر الطَّمَسْتانيّ الفارسيّ [الوفاة: 341 - 350 هـ]
من أعيان مشايخ الطريق.
قَالَ السُّلَميّ: كَانَ منفردًا بحاله ووقته لا يشاركه فِيهِ أحد من المشايخ، ولا يُدانيه. وكان الشّبْليّ يُجلُّهُ ويعرف لَهُ محلَّهُ. صحِب إبْرَاهِيم الدّبّاغ، وغيره من مشايخ الفُرْس. ورد نَيْسابور وتُوُفّي بها بعد سنة أربعين.
ومن كلامه: كلّ من استعمل الصّدق بينه وبين ربّه شغلهُ صدقُه مَعَ اللَّه عَنِ الْفراغ إلى خلْق اللَّه.
وقال: من فضّل الفقر على الغنى والغنى عَلَى الفقر فهو مربوطٌ بهما، وهما محلّ عِلَل.
وقال: النَّفْس كالنار إذا طُفيّ من جانب تأجَّج من جانب، وكذلك النَّفْس.(7/917)
466 - أَبُو الْعَبَّاس الدِّينَوَرِيّ واسمه أَحْمَد بْن محمد. [الوفاة: 341 - 350 هـ]
صحِبَ يوسف بن الحسين، وعبد الله الحراز، وأبا محمد الْجَريريّ. وهو مِن أفتى المشايخ. أقام بنيسابور يعظ ويتكلم بأحسن كلام.
وَتُوُفِّي بسمرقند بعد الأربعين.
ومن كلام أَبِي الْعَبَّاس: أدنى الذكر أن ينسى ما دونه، ونهاية الذِّكْر أن يغيب الذّاكر فِي الذكر عَنِ الذّكر، ويستغرق بمذكوره عَنِ الرّجوع إلى مقام الذّكْر. وهذا حالُ فناءِ الفناء.(7/917)
467 - أَبُو الخير التيناتيّ الأقطع [الوفاة: 341 - 350 هـ]
صاحب الكرامات. [ص:918]
وهو من أهل المغرب. نزل تينات من أعمال حلب. وكان أسود اللون، سيّدًا من سادات الكَوْن. قِيلَ: اسمه حمّاد بْن عَبْد اللَّه. صحِب أَبَا عَبْد اللَّه بْن الجلاء؛ وسكن جبل لُبنان مدّةً. حكى عَنْهُ محمد بْن عبد اللَّه الرّازيّ، وأحمد بْن الْحَسَن، ومنصور بْن عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، وغيرهم.
قَالَ السُّلَميّ: كَانَ ينسج الخُوص بإحدى يديه لا يُدرى كيف ينسجه، وله آيات وكرامات، تأوي السّباع إِلَيْهِ وتأنس بِهِ.
وقال القُشَيْريّ: كَانَ كبير الشأن، له كرامات وفراسة حادة.
قَالَ القُشَيْريّ: قَالَ أَبُو الْحُسَيْن القَيْروانيّ: زرتُ أَبَا الخير التّيناتيّ، فلمّا ودعته خرج معي إلى بَابِ المسجد فقال: يا أَبَا الْحُسَيْن أَنَا أعلم أنك لا تحمل معك معلومًا، ولكن احمل معك هاتين التُّفّاحتين. قَالَ: فأخذتهما ووضعتهما فِي جيبي وسرتُ، فلم يفتح لي بشيء ثلاثة أيّام، فأخرجتُ واحدةً وأكلتها، ثم أردتُ أن أخرج الثّانية فإذا هما فِي جيبي. فكنتُ كلّما أكلت واحدة وجدتهما بحالهما إلى أن وصلت إلى باب الموصل، فقلت فِي نفسي: إنّهما يفسدان عَلِيّ حال توكُّلي، فأخرجتهما من جيبي فنظرتُ، فإذا فقير مكفوف فِي عباءة يَقُولُ: أشتهي تفاحة. فناولته إيّاهما. فلمّا عبرتُ وقع لي أنّ الشَّيْخ إنّما بعثهما إليه فرجعتُ فلم أجد الفقير.
وقال أَبُو نُعَيْم الحافظ: حدثنا غير واحد ممّن لقي أَبَا الخير يَقُولُ: أن سبب قطع يده أنّه كَانَ عاهد اللَّه أن لا يتناول لشهوة نفسه شيئًا، فرأى يومًا بجبل لُكَّام شجرة زَعْرُور، فأخذ منها غصنًا قطعه وأكل من الزَّعرُور، فذكر عهده فرماه. ثمّ كَانَ يَقُولُ: قطعتُ عضوًا من شجرة فقطع مني عضوًا.
وقال أَبُو ذَرٍّ عَبْد بْن أحمد الحافظ: سمعت عيسى بن أَبِي الخير الأقطع بمصر يَقُولُ، وكان صالحًا، وسألته: لم كان أبوك أقطع؟ فذكر أنّه كَانَ عبدًا أسود قَالَ: فضاق صدْري، فدعوتُ اللَّه فأُعْتِقتُ، فكنتُ أجيء [ص:919] إلى الإسكندريّة فأحتطب وأتقوَّت بثمنه. وكنتُ أدخل المسجد وأقف على الحلق. فيسهل الله عَلَى لسانهم ما كنتُ أريد أن أسأل عَنْهُ فأحفظه وأعمل بِهِ فسمعتُ مرّةً حكاية يحيى بْن زكريّا عَليْه السَّلَامُ وما عملوا بِهِ، فقلت فِي نفسي: إن اللَّه أبتلاني بشيءٍ فِي يدي صبرتُ. ثمّ خرجت إلى ثغر طرسوس، وكنت آكل المباحات، ومعي حجفة وسيف. وكنتُ أقاتل العدوَّ مَعَ النّاس، فأواني الليل إلى غارٍ، فقلتُ فِي نفسي: إنيّ أزاحم الطير في أكل المُبَاحات. فنويت أن لا آكل. فمررتُ بعد ذَلِكَ بشجرة، فقطعت منها شيئًا، فلمّا أردتُ أن آكلها ذكرتُ فرميته. ثمّ دخلت المغارة، فإذا قومٌ لصوص، فلم نلبث أن جاء صاحب الشرطة، فدخل الغار فأخذهم وأخذني معهم. قَالَ: ثمّ إنهم قدموني بعد أن قطعوا أيديهم، فلمّا قدُمت قَالَ اللّصوص: لم يكن هذا الأسود معنا. وكان أهل الثَّغر يعرفوني. فغّطى اللَّه تعالي عنهم أمري حتى قطعوا يدي. فلما مدّوا رِجْلي قلت: يا ربّ، هذه يدي قُطِعَتْ لعقدٍ عقَدْتُه، فما بال رِجْلي؟ قَالَ: فكأنّه كشف عَنْهُمْ فقالوا: هذا أَبُو الخير. واغتموا لي. فلمّا أرادوا أن يغمسوا يدي فِي الزَّيت امتنعتُ وخرجت، وبتُّ بليلة عظيمة، ونمت فرأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ فقلتُ: يَا رسول اللَّه فعلوا بي وفعلوا. فأخذ يدي المقطوعة فقبّلها، فأصبحتُ لا أجدُ ألم الجرح.
صَلَّى أَبُو الخير بأصحابه يومًا، فلمّا سلَّم قَالَ رجلٌ: لَحَنَ الشّيخ. فلمّا كَانَ نصف اللّيل خرج الرّجل ليبوّل، فرأي أسدًا والشّيخ يطعمه، فغُشيِ عَلَى الرجل. فقال الشَّيْخ: منهم من يكون لحْنُه فِي قلبه ومنهم من يَلْحَن بلسانه. رواها أَبُو سعْد السّمّان الحافظ عَنْ جماعة من شيوخه. ورواها الحاكم عَنْ أَبِي عثمان المغربيّ، وذكرها أَبُو القاسم القُشَيْريّ فِي " الرسالة ".
وقال أَبُو ذر الحافظ: سَأَلت عيسى كيف حديث السَّبُع؟ فقال: كَانَ أَبِي يخرج خارج الحصْن وثمَّ آجامٌ كثيرة وسِباع. وكان أبي يضربٌ السَّبع ويقول: لا تؤذي أصحابي. فلمّا كَانَ ذات يومٍ قَالَ لي: ادخل القرية فأتنا بعيشٍ فتركتُ ما أمرني بِهِ واشتغلت باللَّعِب مَعَ الصبيان وجئته العشاء، فغضب وقال: لأُبَيِّتَنَّك فِي الأَجَمَة. فأخذني تحت إبطه وحملني إلى أجمةٍ [ص:920] بعيدة لا أهتدي للطّريق منها، ورماني ورجع. فلم أزل أبكي وأصيح، ثمّ أخذني النّوم فانتبهتُ سحرا، فإذا أَنَا بالسَّبُع إلى جنْبي وأبي قائمٌ يصلي. فلما فرغ قال له: قُمْ فإنّ رزقك عَلَى الساحل. فمضي السَّبُع.
وقال السُّلَميّ: سَمِعْتُ منصور بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني يَقُولُ: سمعتُ أَبَا الخير الأقطع يَقُولُ: دخلُت مدينة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ وأنا بفاقة، فأقمتُ خمسة أيّام ما ذقتُ ذواقا، فتقدَّمت إلى القبر، وسلمتُ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ وعلى أَبِي بَكْر وعمر وقلتُ: أَنَا ضيفك اللّيلة يا رسول اللَّه. قَالَ: ونمتُ خلف المنبر، فرأيت فِي المنام رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ وَأَبُو بَكْر عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ، وعليّ بين يديه. فحرَكني عَلِيّ وقال: قم قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. فقمتُ إِلَيْهِ وقبّلتٌ بين عينيه، فدَفع إلي رغيفًا فأكلت نصفه، وانتبهتُ، فإذا فِي يدي نصف رغيف.
قَالَ السُّلَميّ: سَمِعْتُ جدّي إسماعيل بن نجيد يَقُولُ: دخل عَلَى أَبِي الخير الأقطع بعضُ البغداديين وقعدوا يتكلّمون بشطْحهم فضاقَ صدره، فخرج. فلمّا خرج جاء السَّبُع فدخل البيت فسكتوا، وانضمّ بعضهم إلي بعض، فدخل أَبُو الخير فقال: أَيْنَ تِلْكَ الدَّعاوي؟
وعن أَبِي الْحُسَيْن بْن زيد قَالَ: ما كنّا ندخل عَلَى أَبِي الخير وفي قلبنا سؤال إلا تكلَّم علينا في ذلك الموضع.
ومن كلامه قَالَ: ما بلغ أحدٌ إلى حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة، ومعانقة الأدب وأداء الفرائض، وصحبة الصالحين، وحرمة الفقراء الصّادقين.
وقال: حرامٌ عَلَى قلبٍ مأسور بحبّ الدّنيا أن يسيح فِي رَوْح الغيوب.
وقال السُّلَميّ: سمعتُ أَبَا الأزهر يَقُولُ: عاش أبو الخير مائة وعشرين سنة، ومات سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مائة، أو قريب من ذلك.
(آخر الطبقة والحمد لله)(7/917)
تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
لمؤرخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
المتوفى 748 هـ - 1374 م
المجلد الثامن
351 - 400 هـ
حَقّقه، وَضَبَطَ نَصَّه، وَعلَّق عَلَيْه
الدكتور بشار عوّاد معروف
دار الغرب الإسلامي(8/1)
-الطبقة السادسة والثلاثون 351 - 360 هـ(8/5)
"صفحة فارغة"(8/6)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الحوادث)(8/7)
-سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
فيها نقلت سنة خمسين وثلاثمائة من حيث المغلات إلى سنة إحدى وخمسين الخراجية، وكتب الصّابي كتابًا عن المطيع في المعنى، فمنه: أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يومًا وربع بالتقريب، وأنّ الهلالية ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوماً وكسرا، وما زالت الأمم السالفة تكبس زيادات السنين على اختلاف مذاهبها، وفي كتاب الله شهادة بذلك، قال الله تعالى: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثلاثمائة سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا، فكانت هذه الزيادة بإزاء ذلك. وأما الفُرْس فإنّهم أجروا معاملاتهم على السنة المعتدلة التي شهورها اثنا عشر شهراً، وأيامها ثلاثمائة وستون يومًا، ولقّبوا الشهور اثني عشر لقبًا، وسمُّوا الأيام بأسامي، وأفردوا الأيام الخمسة الزائدة وسمّوها المشرقة، وكبسوا الربع في كل مائة وعشرين سنة شهرًا؛ فلما انقرض مُلكهم بطل ذلك، وذكر كلامًا طويلاً حاصله تعجيل الخراج وحساب أيام الكبيس.
قال ثابت بن سنان: ودخلت الروم عين زَربه مع الدُّمُسْتُق في مائة وستين ألفًا، وهي في سفح جبل مُطِلٍّ عليها، فصعد بعض جيشه الجبل، ونزل هو على بابها، وأخذوا في نقب السور، فطلبوا الأمان، فأمّنَهُم، وفتحوا له، فدخلها ونَدِمَ حيث أمَّنَهم، ونادى بأن يخرج جميع من في البلد إلى الجامع. فلما أصبح بثّ رجاله، وكانوا ستين ألفًا، فكلّ من وجدوه في منزله قتلوه، فقتلوا عالمًا لا يُحْصَى، وأخذوا جميع ما كان فيها. وكان من جملة ما أخذوا أربعون ألف رمح. وقطع - لعنه الله - من حوالي البلد أربعين ألف نخلة، وهدم البيوت وأحرقها. ونادى: مَن كان في الجامع فلْيذْهب حيث شاء، ومن [ص:8] أمسى فيه قُتل، فازدحم الناس في أبوابه، ومات جماعة ومرّوا على وجوههم حُفاةً عُراةً لا يدرون أين يذهبون، فماتوا في الطُّرُقات جوعًا وعطشًا، وأخرب السُّور والجامع، وهدم حولها أربعة وخمسين حصنًا، أخذ منها بالأمان جملة ومنها بالسيف. انتهى قول ثابت.
ولما عاد إلى بلاده أعاد سيف الدولة عينَ زَربه إلى بعض ما كانت، وظنّ أنّ الدُمُسْتق لا يعود إلى البلاد في العام فلم يستعدّ، فبينا هو غافل وإذا بالدُمُسْتُق قد دَهَمه ونازل حلب ومعه ابن أخت الملك، فخرج إليه وحاربه، والدُمُسْتُق في مائتي ألفٍ بالرجالة وأهل الحصار، فلم يَقْوَ به سيف الدولة وانهزم في نفر يسير. وكانت داره بظاهر حلب، فنزلها الدمستق وأخذ منها ثلاثمائة وتسعين بدرة دراهم، وألفاً وأربعمائة بغْل، ومن السلاح ما لا يُحْصَى، فنهبها ثم أحرقها، وملك رَبَض حلب. وقاتله أهل حلب من وراء السور، فقتلوا جماعة من الروم، فسقطت ثُلمة من السور على جماعة من أهل حلب فقتلتهم، فأَكبّت الروم على تلك الثُلمة، فدافع المسلمون عنها، فلما كان الليل بنوها، ولما أصبحوا صعدوا عليها وكبّروا، فعدل الروم عنها إلى جبل جَوْشَن فنزلوا به، ومضى رَجّالة الشُّرط بحلب إلى بيوت الناس فنهبوها، فقيل لمن على السُّور: الحقوا منازلكم، فنزلوا وأخلوا السور، فتسورته الروم ونزلوا ففتحوا الأبواب ودخلوها، فوضعوا السيف في الناس حتى كلّوا وملّوا، وسبوا أهلها وأخذوا ما لا يُحصى، وأخربوا الجامع، وأحرقوا ما عجزوا عن حمله، ولم يَنْجُ إلّا من صعد القلعة.
ثم ألحّ ابن أخت الملك في أخذ القلعة، حتى أنه أخذ سيفًا وترسًا وأتى إلى القلعة، ومَسْلَكُها ضيّق لا يحمل أكثر من واحد، فصعد وصعدوا خلفه. وكان في القلعة جماعة من الدَّيْلَم، فتركوه حتى قَرُب من الباب وأرسلوا عليه حجرًا أهلكه، فانصرف به خواصُّه إلى الدُمُسْتُق، وكان قد أسر من أعيان حلب ألفًا ومائتين فضرب أعناقهم بأسرهم، وردّ إلى أرض الروم ولم يؤذ أهل القرى، وقال لهم: ازرعوا فهذا بلدنا، وبعد قليل نعود إليكم.(8/7)
-واقعة حلب من تاريخ علي بن محمد الشِّمْشاطي [ص:9]
قال: في ذي القعدة أقبلت الروم فخرجوا من الدروب، فخرج سيف الدولة من حلب، فتقدم إلى عَزَاز في أربعة آلاف فارس وراجل. ثم تيقن أنه لا طاقة له بلقاء الرُّوم لكثرتهم، فَرَدَّ إلى حلب، وخَيَّم بظاهرها، ليكون المصاف هناك. ثم جاءه الخبر بأن الروم مالوا نحو العُمق، فَجَهَّز فتاه نجا في ثلاثة آلاف لقصدهم. ثم لم يصبر سيف الدولة، فسار بعد الظهر بنفسه، ونادى في الرعية: مَن لحق بالأمير فله دينار. فلما سار فرسخا لقيه بعض العرب، فأخبره أن الروم لم يبرحوا من جِبْرين، وأنهم على أن يُصبِّحوا حلب، فرد إلى حلب، ونزل على نهر قُويق. ثم تحول من الغد فنزل على باب اليهود، وبذل خزائن السلاح للرعية.
وأشرف العدو في ثلاثين ألف فارس، فوقع القتال في أماكن شتى، فلما كان العصر وافى ساقة العدو في أربعين ألف راجل بالرماح، وفيهم ابن الشمشقيق، وامتدت الجيوش على النهر، وأحاطوا بسيف الدولة، فحمل عليهم، فلما ساواهم لوى رأس فرسه وقصد ناحية بالِس، وساق وراءه ابن الشمشقيق في عشرين ألفاً، فأنكى في أصحابه، وانهزمت الرَّعية الذين كانوا على النهر عندما انصرف سلطانهم، وأخذهم السيف، وازدحموا في الأبواب، وتعلق طائفة من السور بالحبال، وقتل منهم فوق الثلاثمائة، وقُتِل من الكبار أبو طالب بن داود بن حمدان وابنه وداود بن علي، وأُسِرَ كاتب سيف الدولة البياضي، وأبو نصر بن حسين بن حَمْدان.
وكان عَسْكر الملاعين ثمانين ألف فارس والسَّواد فلا يُحصى. ثم تقدم من الغد مُنتصر حاجب الدُّمُسْتُق إلى السُّور، وقال: أخرجوا إلينا شيخين تعتمدون عليهما. فخرج شيخان إلى الدُّمُسْتُق فَقَرَّبهما، وقال: إني أحببتُ أن أحقنَ دماءكم، فتخيروا إما أن تشتروا البلد أو تخرجوا عنه بأهلكم، وإنما كان ذلك حيلةً منه، فاستأذَنَاهُ في مشاورةِ النَّاس. فلما كان من الغد أتى الحاجب فقال: ليخرج إلينا عشرة منكم لنعرِف ما عَمِلَ عليه أهلُ البَلَد. وكان رأي أهل البَلَد على الخروج بالأمان، فخرج العشرة وطلبوا الأمان ويدخل القوم. فقال الدُّمُسْتُق: صَحَّ ما بلغني عنكم؟ قالوا: وما هو؟ قال: بلغني أنكم قد أقمتم [ص:10] مقاتلتكم في الأزقة مُخْتفين، فإذا خرج الحُرَم والصِّبيان، ودخل أصحابي للنهب اغتالوهم. فقالوا: ليس في البلد من يقاتل. قال: فاحلفوا. فحلفوا له. وإنما أراد أن يعرف صورةَ البَلَد. فحينئذٍ تقدم بجيوشه إلى قبالة السُّور، ولجأ الناس إلى القلعة، ونصبت الرُّوم السلالم على باب أربعين وعند باب اليهود، وصعدوا، فلم يروا مُقاتلة، فنزلوا البَلَد ووضعوا السَّيف، وفتحوا الأبواب، وقُضِي الأمر، وعَمَّ القتلُ والسَّبيُ والحريق طول النهار ومن الغَد، وبقي السُّيف يعمل فيها ستة أيام إلى يوم الأحد لثلاث بقين من ذي القَعِدة. فزحف الدُّمُسْتُق وابن الشمشقيق على القلعة، ودام القتال إلى الظُّهر، فقتل ابن الشمشقيق، من عظمائهم، ونحو مائة وخمسين من الرُّوم. وانصرف الدُّمُسْتُق إلى مُخَيمه، ونودي: من كان معه أسير فليقتله، فقتلوا خَلْقاً كثيراً. ثم عاد إلى القلعة، فإذا طلائع قد أقبلت نحو قِنَّسرين، وكانت نجدة لهم، فتوهم الدُّمُسْتُق أنها نجدة لسيف الدولة، فَتَرَحَّل خائفاً.
وفيها كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غَصَبَ فاطمةَ حقَّها من فَدَك، ومَن منع الحَسَن أن يُدفن مع جدّه، ولعنة من نفي أبا ذَرٍّ. ثم إنّ ذلك مُحي في الليل، فأراد مُعِزُّ الدولة إعادته، فأشار عليه الوزير المهلّبي أن يُكتَب مكان ما مُحي: لعن الله الظالمين لآل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصرّحوا بلعنة معاوية فقط.
وفيها أسرت الروم أبا فراس بن سعيد بن حمدان من مَنْبِج، وكان واليها.
وفيها وقع بالعراق بأرض الجامدة برد وزن البعض منه رطل ونصف بالعراقي.
وفيها تُوُفّي الوزير أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون المُهَلَّبي من بني المهلّب بن أبي صُفْرة. أقام في وزارة معزّ الدولة ثلاث عشرة سنة. وكان فاضلًا شاعرًا فصيحًا نبيلًا سمْحًا جواداً حليمًا ذا مروءة وأناة. عاش أربعًا وستّين سنة، وصادر معزُّ الدولة أولاده من بعده، ثم استوزر أبا الفضل العبّاس بن الحسن الشيرازي.
وفيها تُوُفّي المحدّث أبو محمد دَعْلَج بن أحمد بن دَعْلَج السِّجِسْتانيّ المعدّل، نزيل بغداد، والشيخ أبو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النَّقّاش [ص:11] المقرئ صاحب " التفسير "، وشيخ وقته أبو بكر محمد بن داود الدُّقّي الدَّينَوَري الزاهد نزيل الشام.(8/8)
-سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة
يوم عاشوراء، قال ثابت: ألزم معزّ الدولة الناسَ بغلْق الأسواق ومنْع الهّراسين والطبّاخين من الطبيخ، ونصبوا القباب في الأسواق وعلّقوا عليها المُسُوح، وأخرجوا نساء منشّرات الشعور مُصَخَّمات يلطمن في الشوارع ويُقِمْن المآتمَ على الحسين عليه السلام، وهذا أول يوم نِيح عليه ببغداد.
وفيها قُلِّد القضاءَ بالعراق أبو البِشْر عمر بن أكثم على أن لا يأخذ رِزْقًا، وصُرِف ابن أبي الشوارب.
وفيها قُتل ملك الروم، وصار الدُمُسْتُق هو الملك واسمه تقفور.
وفيها أصاب سيفَ الدولة فالجٌ في يده ورِجْله، وكان دخل الرومَ ووصل إلى قونية، ثم عاد، وكان هبة الله ابن أخيه ناصر الدولة عنده بحلب، ثم إنه قتل رجلًا من أعيان النصارى، وساق إلى أبيه إلى الموصل.
وفي ثامن عشر ذي الحجّة عُمل عيد غدير خُم وضُربت الدبادب، وأصبح الناس إلى مقابر قريش للصلاة هناك، وإلى مشهد الشيعة.
قال ثابت بن سنان: وأنفذ بعض بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين ملتصقين عمرهما خمس وعشرون سنة ومعهما أبوهما، والالتصاق كان في الجنب والمعدة، ولهما بطنان وسوءتان ومعدتان، وتختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبَوْلهِما، ولكلّ واحدٍ كتِفان وذِراعان ويَدان وفَخذان وساقان وإحليل، وكان أحدهما يميل إلى النساء والآخر إلى المُرْد.
قال القاضي التنوخي: ومات أحدهما وبقي أيامًا فأنْتَنَ، وأخوه حيّ، وجمع ناصر الدولة الأطبّاء على أن يقدروا على فصلهما فلم يمكن، ثم مرض الحيّ من رائحة الميت ومات. [ص:12]
وفيها تُوُفِّيت خَوْلَةُ أخت سيف الدولة بحلب، وهي التي رثاها المتنبي بقوله:
يا أخت خير أخٍ يا بنت خير أبِ.
كناية بهما عن أشرف النَّسبِ.
ومن سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة استضرت الرُّوم على الإسلام بكائنة حلب، وضَعُف أمر سيف الدولة بعد تيك الملاحم الكبار التي طَيَّر فيها لب العدو ومزَّقهم، فلله الأمر وما شاء الله كان.
وفيها عبرت الرُّوم الفرات لقصد الجزيرة، وأغلق أهل الموصل الأسواق، واجتمعوا في المسجد الجامع لذلك، ومضوا إلى ناصر الدولة، فضَمِنَ لهم العدو، ووردت الكتب من بغداد ان الرعية أغلقت الأسواق وذهبوا إلى باب الخِلافة ومعهم كتاب يشرح مُصيبة حلب وضَجُّوا، فخرج إليهم الحاجب وأوصل الكتاب إلى الخليفة، فقرأه ثم خرج إليهم فَعَرَّفهم أن الخليفة بكى وأنه يقول: قد غمَّني ما جرى، وأنتم تعلمون أن سيفي معز الدولة، وأنا أرسله في هذ، فقالوا: لا نقنع إلا بخروجك أنت، وأن تكتب إلى سائر الآفاق وتجمع الجيوش، وإلا أن تعتزل لنولي غيرك. فغاضه كلامُهم، ثم وجه إلى دار معز الدولة، فركب ومعه الأتراك وصرفوهم صرفاً قبيحاً. ثم لطف الله وجاءت الأخبار بموت طاغية الروم، وأن الخُلفَ واقع بينهم فيمن يملكونه، فطمع عسكر طرسوس، ودخلوا أرض الروم في عدةٍ وافرة، ولججوا، فالتقوا بالروم ونُصروا عليهم، وعادوا. ثم عادوا بغنائم لم يُرَ من دهر مثلها. فلما ردُّوا إلى الدرب إذا هم بابن الملابني على الدَّرب فاقتتلوا طول النَّهار، ونُصِرَ المسلمون.
وبلغ سيف الدولة أيضاً اختلاف الروم، فبادر، ودَوَّخ الأعمال، وأحرق، وحَصَّل من السبي أكثر من ألفين، ومن المواشي مائة ألف رأس، وفرح المؤمنون بالنصر والاستظهار على العدو.
ثم بعد شهر أو شهرين توجه سيف الدولة غازياً، فسار على حَرَّان، وعطف على مَلَطية، فملأ يديه سبياً وغنائم. ثم خرج إلى آمد.
وفي شعبان ورد غزاة خراسانية نحو الستمائة إلى الموصل يريدون الجهاد.(8/11)
-سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة
عُمل ببغداد يوم عاشوراء كعام أوّل إلى الضُّحى، فوقعت فتنة عظيمة بين السنة والرافضة، وجُرح جماعة ونُهب الناس.
وفيها نزل الدُمُسْتُق على المَصِّيصَة في جيش ضخم، فأقام أسبوعًا، ونقب السُّور في أماكن، وقاتَلَه أهلُها فضاقت بهم الأسعار، ثمّ رحل عنها بعد أن أهلك الضياع، وإنّما رحل لشدّة الغلاء فإنّ القحط كان بالشام والثغور.
وفيها بعثت القرامطة إلى سيف الدولة يستهدونه حديداً، فسير لهم شيئًا كثيرًا منه أبواب الرَّقَّةِ، وحمل إليهم في الفرات، ثم في البرّيّة إلى هجَر.
وفيها خرج مُعِزّ الدولة إلى الموصل غضبان على ناصر الدولة، فلما وصل في الماء إلى بلد، كان قد لحقه ذرب شديد، فخلَّف بالموصل جماعة من الأتراك لِحفّظ البلد، وقصد نَصِيبيّن، فسار ناصر الدولة إلى ميّافارقين، فساق وراءه طائفة فخرج عن ميّافارقين، ولا يُدْرَى أين ذهب، فرجعت الطائفة إلى مُعِزّ الدولة. ثم جاء ناصر الدولة إلى الموصل واقتتل مع من فيها، فظهر وانتصر، فاستأمن إليه الدَّيْلَم، واستأسر جميع التُرْك، وأخذ حواصل معزّ الدولة وثقله، فسار معزّ الدولة يريد الموصل، وجرت لهم فصول. ثم اصطلحوا، وعاد مُعِزّ الدولة إلى بغداد خائبًا.
وفيها جاء الدُمُسْتُق إلى طَرَسُوس وأهدى هدايا إلى سيف الدولة، فاحتفل وجلس على سرير وعلى رأسه تاج.
وفيها عُمل لسيف الدولة خيمة عظيمة، ارتفاع عمودها خمسون ذراعًا.
وفيها توفي بُنْدار بن الحسين الشيرازي الزاهد العارف بأرجان، وأبو بكر محمد بن أحمد بن خروف المحدّث بمصر، والحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهانيّ بها، والحافظ أبو عليّ سعيد بن عثمان بن السَكَن البغداديّ بمصر، والمحدّث أبو القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العقب الدمشقيّ بها، وأبو على محمد بن هارون بن شُعيب الأنصاري بدمشق، وأبو عيسى بكار بن أحمد، أحد القُرَّاء المُتْقِنين ببغداد.
وفي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ورد الخبر بأن الرُّوم خرجوا يريدون [ص:14] أذنة والمِصِّيصة، فاستنجد أهل أذنة بأهل طَرَسوس، فجاؤوهم في خمسة عشر ألف فارس وراجل، فالتقوا، واشتد القتالُ، وركب المسلمون أقفية الروم، وأتبعوهم، فخرج للروم كمين اقتطعَ أربعة آلاف راجل، فقاتلوا عن أنفسهم وتَحَيَّزوا إلى تل، فقاتلوهم يومين، ثم كثر عليهم جموع الروم، فاستأصلوهم. ثم نازلوا المِصِّيصة، ونقبوا سورها في مواضع، فكان المسلمون يحاربونهم في النقوب، ويُحَرِّمونهم. ثم تَرَحَّلوا لإنجاد سيف الدولة أخاه والمسلمين.
وفيها ملك المسلمون حصن اليمانية بجبلة، وهو على ثلاثة فراسخ من آمد.
وفيها جاء عسكرٌ من الروم، وكادوا أن يملكوا حِصْناً من نواحي حَلَب، فسار لحربهم عسكرُ سيف الدولة، فالتقوا فلم يفلت من الروم فيما يقال أحد، وقتل منهم خمسمائة، وتَجَرَّح المسلمون وخيولهم. ثم جاء الخبرُ بنزول الروم على المِصِّيصة مع تقفور ملك الروم، وعلى طرسوس، وأنهم في ثلاثمائة ألف، ونزلوا بقرب البرندون، وبثوا خيولهم وعاثوا وأفسدوا، ثم تَرَّحَلُوا للقحط، فتبعهم الطَّرَسوسيون، فقتلوا وأسروا طائفة، ولطف الله، وله الحمد.(8/13)
-سنة أربع وخمسين وثلاثمائة
فيها عُمل يوم عاشوراء ببغداد مأَتَمُ الحسين كالعام الماضي.
وفيها وثب غلمان سيف الدولة على غلامه نجا الكبير وضربوه بالسيوف، وكان أكبر غلمانه ومُقَدَّم جيشه. وسار سيف الدولة إلى خِلاط فملكها وكانت لنجا.
وفيها تُوُفِّيت أخت مُعِزّ الدولة ببغداد، فنزل المطيع في طيّارة إلى دار مُعِزّ الدولة يعزّيه، فخرج إليه معزّ الدولة ولم يكلّفه الصعودَ من الطيّارة، وقبّل الأرض مَرات، ورجع الخليفة إلى داره.
وفيها بنى تقفور ملك الروم قَيْساريّة، بناها قريبًا من بلاد المسلمين وسكنها ليغير كل وقت، وترك أباه بالقسطنطينية، فبعث أهل طَرَسُوس والمَصِّيصة إليه يسألونه أن يقبل منهم حِمْلًا كل سنة، ويُنْفِذ إليهم نائباً له يقيم عندهم، فأجابهم، ثم رأي أنّ أهل البلاد قد ضَعُفوا جدًّا وأنّهم لا ناصر لهم، [ص:15] وأنّهم من القحط قد أكلوا الميتة والكلاب، وأنّه يخرج كل يوم من طرسوس ثلاثمائة جنازة، فبدا له في الإجابة، ثم أحضر رسولهم وقال: مَثَلُكُمْ مِثْل الحّية في الشتاء إذا لحقها البرد ضعُفَتْ وذبلت حتى يظنّ الظانّ أنّها ميّتة، فإذا أخذها إنسان وأحسن إليها ودفّاها انتعشت ولدغته قتلته، وأنا إنْ أترككم حتى تستقيم أحوالكم تأذَّيت بكم، ثم أحرق الكتاب على رأس الرسول فاحترقت لحيته، وقال: قم، ما لهم عندي إلّا السيف. ثم سار بنفسه إلى المَصِّيصة ففتحها بالسيف في رجب، وقتل وسبى وأسر ما لا يُحصَى، ثم سار إلى طَرَسوس فحاصرها، فطلب أهلُها أمانًا، فأعطاهم، ففتحوا له، فدخلها، ولقي أهلَها بالجميل، وأمرهم بالخروج منها وأن يحمل كل واحد من ماله وسلاحه ما أطاق، ففعلوا، وبعث من يَخْفُرُهم إلى أنطاكية، وجعل الجامع إصطَبْلًا لدوابّه، وعمل فيها وفي المَصِّيصة جيشًا يحفظونهما وأمر بتحصينهما. وقيل: رجع جماعة من أهل المَصِّيصة إليها وتنصّروا.
وكان السبب في فتح المَصّيصة أنهّم هدموا سورها بالنقوب، فأشار عليهم رجل بحيث أن يُخْرِجوا الأسارى ليعطف عليهم الملك تقفور، فأخرجوهم، فعَّرفه الأسارى بعدم الأقوات، وأطمعوه في فتحها، فزحف عليها. ولقد قاتل أهلها في الشوارع حتى أبادوا من الروم أربعة آلاف، ثم غلبوهم بالكثرة وقتلوهم وأخذوا من أعيانهم مائة ضربوا رقابهم بإزاء طرسوس، فأخرج أهل طَرَسُوس مَن عندهم من الأسرى فضربوا أعناقهم على باب البلد، وكانوا ثلاثة آلاف.
وفيها حجّ الركبِ من بغداد.
وفيها تُوُفّي شاعر زمانه أبو الطيّب أحمد بن الحسين الجعفي المتنّبي عن نيّف وخمسين سنة، قُتل بين شيراز وبغداد وأُخِذ ما معه من الذهب.
وفيها اشتدّ الحصار كما ذكرنا على مدينة طَرَسُوس، وتكاثرت عليهم جموع الروم، وضعُفَتْ عزائمهم بأخذ المَصِّيصة وبما هم عليه من القِلّة والغلاء، وعجز سيف الدولة عن نجدتهم، وانقطعت الموادّ عنهم. وطال الحصار وخذلوا، فراسلوا تقفور ملك الروم في أن يُسلّموا إليه البلد بالأمان على أنفسهم وأموالهم، واستوثقوا منه بأيْمان وشرائط. [ص:16]
ودخل طائفة من وكلاء الروم فاشتروا منهم من البَزّ الفاخر والأواني المخروطة، واشتروا من الروم دوابّ كثيرة تحملهم، لأنه لم يبق عندهم دابّة إلا أكلوها، وخرجوا بحريمهم وسلاحهم وأموالهم، فوافى ثبج الثمليّ من مصر في البحر في مراكب، فاتّصل بملك الروم خبرُهُ، فقال لأهل طَرَسوُس: غدرتم! فقالوا: لا، والله، لو جاءت جيوش الإسلام كلها، فبعث إلى الثمليّ: يا هذا لا تُفْسِد على القوم أمرهم، فانصرف، ثم عمل تقفور دعوة لكبار أهل البلد وخلع عليهم، وأعطاهم جملة وخفرهم بجيش حتى حصّلوا ببغراس، وحصل منهم خمسة آلاف بأنطاكية، فأكرمهم أهلها، ثم دخلت الروم مدينة طَرَسُوس فأحرقوا المنبر وجعلوا المسجد إِصْطَبْلًا.
وأما سيف الدولة فإنه سار إلى أرْزَن وأرمينية، وحاصر بَدْلِيس وخلاط، وبها أَخَوَا نجا غلامه عَصَيَا عليه، فتملّك المواضع ورَدَّ إلى مَيّافارقين. وعمل أهل أنطاكية وطردوا نائب سيف الدولة عنهم، وقالوا: نُداري ببيت المال ملكَ الروم أو ننزح عن أنطاكية فلا مُقام لنا بعد طَرَسُوس، ثمّ إنّهم أَمَّروا عليهم رشيق النَّسَيْمِيّ الذي كان على طَرَسوس، فكاتب ملك الروم على حمل الخراج إليه عن أنطاكية، فتقّرر الأمر على حمل أربعمائة ألف درهم في السنة، وجعل على كل رأس من المسلمين والنصارى ثلاثين درهمًا. والأمر لله.
قال علي الشمشاطي: وفيها ورد الخبرُ بإجابة تقفور إلى ما طلبه منه سيف الدولة من الهُدنة والفداء على أن يُخرِجَ بدل أبي الفوارس محمد بن ناصر الدولة ومن معه من بني عَمِّه جماعة من البطارقة، وأن يفادي بغلمان سيف الدولة عدة من الروم، وأن يبتاع ما يفضل من الأسرى ببلد الروم كل واحدٍ بثمانين ديناراً. فأحضر سيف الدولة اثمان ألفي رأس، وذلك مائة وستون ألف دينار، فعاينها الرسول. وجاءت كتب الطرسوسيين إلى سيف الدولة ليأخذ منهم الأُسارى، فإنهم عجزوا عن أقواتهم للغلاء. ثم جاء من بلد الرُّوم كتاب أبي فراس بن حَمدان من الأسر بتصحيح أمر الفداء وتنفيذ شرائط ملك الروم، وفيه خط ملك الروم بالأحمر وخطوط بطارقته على أن يؤخروا عندهم ستة من بني حَمْدان، ويؤخر سيف الدولة عنده ستةً من البطارقة.
ووردت الأخبار بأن ملك الروم أرسل إلى أهل طرسوس يهادنهم على أن يخربوا سور المدينة، وأن يبنوا بيعةً كانت لهم تَخَرَّبت، فلم يجيبوه، فسار [ص:17] حتى نزل عليهم وحاصرهم، فبذلوا له ثلاثمائة ألف دينار وإطلاق ما عندهم من الأُسارى، فأبى إلا أن يخرجوا بالأمان بما قدروا على حَمْله، أو أن يكونوا في طاعته ويُخرِّبوا سورهم، فامتنعوا.
وأخذت الروم ثغر المِصِّيصة وقتلوا كل الرجال، فلم يفلت منهم إلا سبعة نفر، فما شاء الله كان.(8/14)
-سنة خمس وخمسين وثلاثمائة
أقيم المأتم يوم عاشوراء ببغداد على العادة.
وفيها ورد الخبر بأن ركْب الشام ومصر والمغرب أَخِذوا وهلك أكثرهم، ووصل الأقلُّ إلى مصر، وتمزّق الناسُ كلَّ ممزَّق، فلا حول ولا قوة إلّا بالله، أخذتهم بنو سُليم، وكان ركباً عظيماً بمرةٍ نحو عشرين ألف جَمَل معهم الأمتعة والذهب، فمما أُخِذَ لقاضي طَرَسُوس المعروف بالخواتيمي عشرون ألف دينار.
وفيها سار جيشٌ من خراسان بضعة عشر ألفًا إلى غزو الروم، فأتوا الرّيّ، فبعث إليهم ركن الدولة إقامات كثيرة، فلما كان في يوم من الأيام ركب هؤلاء الغُزاة إلى منازل قُوَّاد ركن الدولة، فقتلوا من وجدوا من الدَّيْلم، ونهبوا دار أبي الفضل بن العميد وزير ركن الدولة، فظفر بهم وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة، فانهزموا على طريق أذربَيْجان، ثم قدموا الموصل إلى الشام فغزوا في الرُّوم.
وفيها قدِم أبو الفوارس محمد ابن ناصر الدولة من الأسر إلى ميّافارقين، أخذته أخت الملك لتفادي به أخاها، فجاء ستة آلاف فنفّذ سيف الدولة أخاها في ثلاثمائة إلى حصن الهَتَّاخ. فلما شاهد بعضهم بعضًا سرّح المسلمون أسيرهم في خمسة فوارس، وسرّح الروم أسيرهم أبا الفوارس في خمسة، فالتقيا في وسط الطريق وتعانقا، ثم صار كل واحد إلى أصحابه، فترجّلوا له وقبّلوا الأرض، ثم احتفل سيف الدولة لابن أخيه وعمل له الخيل والمماليك والعْدَد التامّة، فمن ذلك مائة مملوك بمناطقهم وسيوفهم وخيولهمَ.
وفيها قُتل رشيق النُّسَيْميّ، ويقال: لم يُقتل بل أصابته هَيْضَة وضعف [ص:18] وتجرأ عليه غلام له فأمسك بعنانه فسقط من الفرس ميتًا وقُطع رأسه وحُمل إلى قرغُوَيْه. وتغلّب على أنطاكية دِزْبَرُ الدَّيْلَمي وحارب قرغُوَيْه.
وطال مقام سيف الدولة بميّافارقين فأنفق في سنة وثلاثة أشهر: نيّفًا وعشرين ألف ألف درهم ومائتين وستين ألف دينار.
وتمّ الفٍداء في رجب، فخلّص من الأسر من بين أمير إلى راجل ثلاثة آلاف ومائتان وسبعون نفسًا. وتقرّر أمر أربعة أعوام. وأرسل أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لتقرير ذلك ومعه هديّة بعشرة آلاف دينار منها ثلاثمائة مثقال مِسْك، وأنفق سيف الدولة على الفِداء ثلاثمائة ألف دينار.
ثم قدم حلب وقد عزم دِزْبَر صاحب أنطاكية على منازلة حلب، فقصده سيف الدولة ثم حمل عليه، فهرب دِزْبَر، وقاتل ديلمه ورجّالته أعظم قتال، وسيف الدولة قد شَهَرَ سيفَه يصيح في الناس، فانتصر وأسر طائفة، وغنِمَ جُنْدُه شيئًا كثيرًا، وردّ إلى حلب وصادر أعيان الأسرى الأنطاكيّين وأخذ خطوطهم بأموال عظيمة. وهرب دِزْبَر الدَّيْلَمي إلى بني كلاب فأسلموه، فوسَّطه سيف الدولة وأحرقه، وقتل وزراءه وأعوانه، وقطع أيدي جماعة، حتى قيل إنّه قتل نحو الخمسة آلاف رجل.
ثم كتب سيف الدولة يبشّر ولَدَه أبا المعالي بنصره على دِزْبَر يقول: وقد أنجز الله وعده، وأعزّ جنده، ونصر عبده، وأظفر بمن كان استشرى بالشام أمره، وعم أهله غشمه وظلمه، دزبر الدَّيْلَميّ، ومحمد بن أحمد الأهوازي، وقد استوليا على مدن الشام وكاتبا الديلم من كل صقع، وتجمّع لهما عدد كثير من العرب وخلق من الثغريّين، وجبى الأموال، واشتغلت بأمر الفداء مدّة حتى لم يبق بأيدي الكفرة أسير، ولله الحمد. ثم عبرت الفرات ونظرت في التقويم فوجدت الكسوف فتأمّلته على حسب ما أوجبه علم النجوم والمولد فكان نحسًا على أعدائنا، فقصدتهم، وهم على مرحلة من حلب بالناعور. إلى أن ذكر هزيمتهم، ثم قال: ولا شهدت عسكرًا على كثرة مشاهدتي للحرب استولى على جميع رؤسائه وأتباعه مثْل هؤلاء، ولا غنم من عسكر مثل ما غنم منهم، وقد كنت ناديت بأن من جاء بدِزْبَر والأَهوازي فله كذا وكذا، فتعاقد طوائف على ذلك وجعلوهما وكْدَهُم فأسروهما، وقُيِّدا، إلى أن قال: ولا شكّ عندي [ص:19] في أنّ ما أنفق على الفداء نحو ثلاثمائة ألف دينار، فكّ الله بها ثلاثة آلاف وخمسمائة إنسان.
وفيها جرت بالرِّيّ فتنة هائلة بين ركن الدولة وبين الخُراسانية الغُزاة، فقُتل من الفريقين نحو ثلاثة آلاف، وانتهب أهل الرِّيّ من الغزاة ألْفَيْ جملٍ محمَّلةٍ أمتعة، ثم ظفرت الغزاة ودخَلوا الرّيّ وضربوا جوانبها بالنّار، ثم طلب خلق منهم الموصل، وذهب خلق منهم فوق العشرين ألفًا إلى خُوَيّ وسَلَمَاس.
وفيها سار طاغية الروم بجيوشه إلى بلد الشام فعاث وأفسد، وأقام به نحو خمسين يومًا، فبعث سيف الدولة يستنجد أخاه ناصر الدولة يقول: إن تقفور قد عسكر بالدرب ومنع رسولنا ابن المغربيّ أن يكتب بشيء، وقال: لا أجيب سيف الدولة إلّا من أنطاكية، ليذهبْ من الشام فإنّه لنا ويمضي إلى بلده ويهادن عنه، وأنّ أهل أنطاكية راسلوا تقفور وبذلوا له الطاعة وأن يحملوا إليه مالًا، وإنّه التمس منهم يد يحيى بن زكريا عليهما السلام والكرسيّ، وأن يدخل بيعة أنطاكية ليُصَلِّي فيها ويسير إلى بيت المقدس. وكان الذي جرّ خروجه وأحنقه إحراق بيعة القدس في هذا العام.
وكان البَتْرَك كتب إلى كافور صاحب مصر يشكو قُصُورَ يده عن استيفاء حقوق البيعة، فكاتب متولّي القدس بالشدّ على يده، فجاءه من الناس ما لم يطق دفعه، فقتلوا البترك وحَرَّقُوا البَيْعَةَ وأخذوا زينتها، فراسل كافورُ طاغية الروم بأن يردّ البَيْعَةَ إلى أفضل ما كانت، فقال: بل أنا أبنيها بالسيف.
وأما ناصر الدولة فكتب إلى أخيه إنْ أحبَّ مسيرَه إليه سار، وإنْ أحبّ حِفْظَه ديارَ بكر سار إليها، وبثّ سراياه، وأصعد سيف الدولة الناس إلى قلعة حلب وشحنها، وانجفل الناس وعَظُم الخَطْبُ، وأَخْلِيتْ نَصٍيبّين.
ثم نزل عظيم الروم بجيوشه على منبج وأحرق الربض، وخرج إليه أهلها فأقرّهم ولم يؤذِهم، ثم سار إلى وادي بُطْنان.
وسار سيف الدولة متأخّرًا إلى قنسرين، ورجاله والأعراب قد ضيّقوا الخناق على الروم، فلا يتركون لهم علُوفة تخرج إلّا أوقعوا بها، وأخذت الروم أربعة ضياع بما حَوَتْ، فراسل سيفُ الدولة ملكَ الروم وبذل له مالًا يعطيه إيّاه في ثلاثة أقساط، فقال: لا أجيبه إلّا أن يُعْطيني نصفَ الشام، فإنّ طريقي إلى [ص:20] ناحية الموصل على الشام، فقال سيف الدولة: والله لا أعطيه ولا حجرًا واحدًا.
ثم جالت الروم بأعمال حلب، وتأخّر سيف الدولة إلى ناحية شيزر، وأنْكَت العُرْبان في الروم غير مرّة، وكسبوا ما لا يوصف. ونزل عظيم الروم على أنطاكية فحاصرها ثمانية أيّام ليلًا ونهارًا، وبذل الأمان لأهلها، فأبوا، فقال: أنتم كاتبتموني ووعدتموني بالطاعة، فأجابوا: إنّما كاتبنا الملك حيث كان سيف الدولة بأرمينية بعيدًا عنّا، وظننّا أنّه لا حاجة له في البلد، وكان السيف بين أَظْهُرِنا، فلما عاد سيف الدولة لم نُؤْثِر على ضبط أدياننا وبلدنا شيئًا. فناجَزَهُمُ الحربً من جوانبها، فحاربوه أشدّ حربٍ، وكان عسكره مُعْوِزًا من العلوفة.
ثم بعث نائب أنطاكية محمد بن موسى إلى قرغويه متولّي نيابة حلب بتفاصيل الأمور وبثبات الناس على القتال، وأنّا قد قتلنا جملةً من الروم، وأنّ المسلمين قد أثّروا في الروم وتشجعوا ونشطوا للقتال، وأنا ليلي ونهاري في الحرب لا أستقرّ ساعة، وأنّ اللعين قد ترحّل عنّا ونزل الجسر.
وفيها أوقع تقي السيفي بسريّة للروم فاصطلموها، ثم خرج الطاغية من الدروب وذهب.
ثم جاء الخبر بأنّ نائب أنطاكية محمد بن موسى الصُّلَحيّ أخذ الأموال التي في خزائن أنطاكية مُعَدَّة وخرج بها كأنّه متوجّه إلى سيف الدولة، فدخل بلَدَ الروم مرتدًّا، فقيل: إنه كان عزم على تسليم أنطاكية للملك فلم يمكنه لاجتماع أهل البلد على ضبطه، فخشي أن يُنَمَّ خبرُه إلى سيف الدولة فيتلفه، فهرب بالأموال.
وفيه قدم الغُزاة الخراسانية ميّافارِقين فتلقّاهم أبو المعالي ابن سيف الدولة وبالغ في إكرامهم بالأطعمة والعلوفات ورئيسهم أبو بكر محمد بن عيسى.(8/17)
-سنة ست وخمسين وثلاثمائة
عَمِلت الرافضة يوم عاشوراء ببغداد وناحت.
وفيها مات مُعِزّ الدولة بن بُوَيْه، وولي إمرة العراق ابنه عزُّ الدولة بختيار ابن أحمد بن بُوَيْه.
قال أبو القاسم التَّنوخي: حدَّثني الحُسين بن عثمان الفارقي الحنبليُ، [ص:21] قال: كنت بالرَّمْلة في سنة ست وخمسين، فقدِمَها أبو علي القِرمطيّ القَصير الثِّياب، يعني الذي تملَّك الشام، فَقَرَّبني، فكنت ليلة عنده، فقال بديهاً:
ومَجْدُولَةٍ مثل صدْر القَنَاة تَعَرَّتْ وباطنها مُكْتَسي
لها مُقْلَةٌ هي روحٌ لها وتاج على هيئة البُرْنُسِ
إذا غازَلْتهَا الصَّبا حَرَّكت لساناً من الذَّهب الأملسِ
فنحنُ من النُّور في أسعدٍ وتلك من النَّار في أنحسِ
وفي المجلس أبو نصر بن كُشَاجم، فقَبَّل الأرضَ وزاد فيها:
وليلتنا هذه لَيْلَةٌ تشَاكِلُ أشكال أقليدس
فيا ربَّةَ العُود غني الغنا ويا حامل الكأس لا تحبسِ
وفيها دخلت الخراسانية فغزوا بلد ابن مَسْلَمَة وخرجوا بالسلامة والغنائم، وتضور أهل نَصِيبّين إلى ناصر الدولة بمصادرة العمّال، فأزال ضررهم وردّ إليهم كثيرًا من أموالهم، حتى قيل: إنّه قال لهم: قد أبحت لكم دماء من ظلمكم.
وفيها رجع غزاة خُراسان إلى بلادهم، ودخل سيف الدولة إلى حلب ومعه قوم من الخراسانية. ومعهم فيل، فمات الفيل بعد أيام، فاتّهموا أنّ النّصارى سمَّتْهُ.
ومات سيف الدولة في صفر، وبُعِثَ بتابوته إلى عند قبر أمّه. وكان تُقَى مولى سيف الدولة أكبر الأمراء، وكان قد أخذ من أنطاكية مالًا كثيرًا، حتى ضجّ الناس منه، وشكوه إلى قرغُوَيْه الحاجب نائب حلب، فأحبَّ أن يبعدَهُ عن الشام، فرفق به حتى جاء إلى حلب، ونفّذه مع التابوت المذكور في سبعمائة فارس وراجل، وقال له: أقِمْ بديار بكر، فإنّها مملكة مفتقرة إلى مثلك.
وأجمع رأي أبي المعالي ابن سيف الدولة على المجيء إلى حلب، فلما وافى تُقي بالتابوت إلى ميّافارقين، خرج أبو المعالي منها لتلقّيه، فصَعُب على تُقي، كون القاضي وابن سهل الكاتب وابن جلبة لم يترجّلوا له، فلمّا نزل قبض عليهم، فاضطرب لذلك البلد، فجهّزت والدة أبي المعالي إلى كبار الغلمان ولاطفتهم ففرَّقَتْهم عن تُقى، وقالوا: ما جئنا لنخرق بابن مولانا ولا لنقاتله، واجتمعوا على مخالفة تُقى، فلما أحسّ بذلك سار في حاشيته إلى ناحية أَرْزن، فلم يمكنه عبور النهر لزيادته، فرجع وتذلّل، فقبض عليه أبو المعالي وقيّده واعتقله بحصن كافا، وأخذ منه سبعة وعشرين ألف دينار وثلاثمائة ألف درهم كانت معه. [ص:22]
وفيها قبض على الملك ناصر الدولة بن حمدان ولده أبو تغلب، لأن أخلاقه ساءت، وظلم وعسف وقتل جماعة وشتم أولاده وتزايد أمره، فقبض عليه ابنه بمشورة الدولة في جمادى الأولى ونفَّذه إلى قلعة، ورتب له كل ما يحتاج إليه، ووسّع عليه، وقال: هذا قد اختلّ مِزاجُه.
وفي رجب دخل أبو المعالي حلب وفرح الناس به.
وفي هذه الأيام نزلت الروم على رَعْبان، فسار عسكر حلب للكشف عنها، فترحل ملك الروم، ثم سار عسكر حلب فنزلوا على حصن سرجون فافتتحوه بعد أيام بالسيف بعد حرب عظيم، وأخذوا منه ما لا يوصف، وحصل من السبي خمسة آلاف آدميّ، ثم نازلوا حصن سنّ الحمراء، فافتتحوه وسبوا منه نحو الألف، وأسروا ثلاثمائة عِلْج، وأسروا سرجون لعنه الله، وهو الذي كان أسر أبا فراس بن حمدان فلله الحمد.
وغزت الخراسانية مع لؤلؤ الحجراجي من أنطاكية إلى ناحية المَصّيصة، فالتقاهم ثلاثة آلاف فارس من الروم، فنصر الله وقتلوا ألفاً من الروم، وأسروا خلقًا، وردّوا بالغنائم إلى أنطاكية، ثم عادوا غزوا فأصيبوا.
وسار نحو ألفي فارس من التُرْك إلى مصر لأنّ كافورًا راسلهم.
ودخل الثغر محمد بن عيسى رئيس الخراسانية ومعه ابن شاكر الطرسوسي، فظفروا وغنموا وردّوا بالغنائم. وتأخّر في الساقة محمد بن عيسى وابن شاكر في نحو ثمانمائة فارس، فدَهَمهُمْ جموع الروم، فقال ابن عيسى: ما أستحل أن أُوَلّيهم الدُّبُرَ بعد أن قَرُبُوا. وسار ابن شاكر يكشفهم فإذا هم فيما يقال في ثلاثين ألفًا، فرجع وقال: لا طاقة لك بهؤلاء، فلم يقبل، والتقاهم وقاتلوا أشدّ قتال، وأنكوا في الروم نكاية عظيمة، واستُشْهِد عامّة المسلمين، وبقي محمد بن عيسى في مائة وخمسين فارسًا، فقال له ابن شاكر: لا تُلْقي بيدك إلى التَهْلُكة، فقال له فقيه معه: إن وَلَّيْتَ الدُّبُرَ لحِقُوك وقتلوك وأنت فارَّ، فقاتَلَ حتى قتل أكثر أصحابه، ثم أُسِر محمد بن عيسى، وابن شاكر، ثم ورد الخبر بأن ابن عيسى اشترى نفسه بمائة ألف درهم وبمائة وعشرين عِلْجًا كانوا بأنطاكية، وبرطل فصوص فيروزج، وإنّه بعد ذلك غزا العدُوَّ وظفر، رحمه الله تعالى وغفر له.(8/20)
-سنة سبع وخمسين وثلاثمائة
عملت الرافضة بوم عاشوراء بالنَّوح وتعليق المُسُوح، وعَيَّدوا يوم الغدير، وبالغوا في الفرح.
ولم يحجّ أحدٌ من الشام ومصر.
وفيها مات ناصر الدولة، وقُتل أبو فِراس الحارث بن سعيد بن حمدان، وكان قد طمع في تملّك الشام، وجاء إليه خلقٌ من غلمان سيف الدولة، وأطمعوه، فصادر أهل حمص وغيرهم، وقتل قاضيهم أبا عمّار، وأخذ من داره ستمائة ألف درهم، فلما أحسّ بأنّ أبا المعالي ابن سيف الدولة يقصده سار فنَزل على بني كلاب، وخلع عليهم وأعطاهم الأموال، ونفَّذ حُرُمَه معهم إلى البّريّة، ثم سار أبو المعالي وقرغوَيه الحاجب إلى سَلَمْيَة، فاستأمن إلى أبي المعالي جماعة من بني عقيل، وتأخّر أبو فِراس، وقال: قد أخْلَيْتُ لهم البلد، ثم سار قرغُوَيْه وأحاط به فقاتل أشدّ قتال، وما زال يقاتل وهم يتبعونه إلى ناحية جبل سنير، فتقنطر به فرسه بعد العصر، فقتلوه. وله شعر رائق في الذروة.
ومات الخادم كافور صاحب مصر ورُدَّ أمرُها إلى الملك أبي الفوارس حسين بن علي بن طُغج الإخشيدي، فوقع الخُلْفُ بين الكافورية وبينه، وتحاربوا وعظم البلاء وقُتل بينهم خلق، ثم هزمت الإخشيديةُ الكافوريةَ وطردوهم عن مصر، فصاروا إلى الرملة وفيهم ابن محمد بن رائق، وأبو منخل، وفنّك، وفاتك الهندي، فقدموا على صاحب الرملة الحسن بن عبيد الله بن طُغج، فلم يُقْبِل عليهم، وقال: لا أحارب ابنَ عَمِّي، ثم ضاق بنفقاتهم، فتوجّهوا إلى دمشق ومتولّيها فاتك الإخشيدي، فتمّ بينهم قتال وبلاء.
وفي ذي القِعدة أقبل عظيم الروم تقفور بجيوشه إلى الشام، فخرج من الدَّرب ونازل أنطاكية، فلم يلتفتوا عليه، فهدّدهم وقال: أرحل وأَخرّب الشام كلّه وأعود إليكم من الساحل. ورحل في اليوم الثالث ونازل مَعَرَّة مَصْرِين، فأخذها وغدر بهم، وأسر منها أربعة آلاف ومائتي نسمة.
ثم نزل على مَعَرَّة النُّعمان فأحرق جامعها، وكان الناس قد هربوا في كلّ وجهٍ إلى الحصون والبراري والجبال المنيعة.
ثم سار إلى كفرطاب، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقّى بها، فأمّنهم ودخلها، فصلّى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، [ص:24] وأحرق الجامع. ثم سار إلى عِرْقَة فافتتحها، ثم سار إلى طرابلس، فأخذ بعضها. وأقام في الشام أكثر من شهرين ورجع، فأرضاه أهلُ أنطاكية بمال عظيم.
وفيها كانت فتنة الأمير أبي الحسن محمد ابن المستكفي بالله عبد الله ابن المكتفي بالله على ابن المعتضد العبّاسي؛ لما خلع أبوه المستكفي بالله وسمل، هرب هو ودخل الشام ومصر وأقام هناك عند كافور الإخشيدي، فلاذ به جماعة وأطمعوه في الأمر، وقالوا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " المهدي من بعدي يُوَاطِئُ اسمُه اسْمِي واسمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي " وإنْ أنت قدمت بغدادَ بايعك الدَّيْلَم. فتوجّه إلى بغداد ثم دخلها سرًا وبايعه جماعة من الدَّيْلم في هذه السنة، فاطَلع الملك عزّ الدولة بختيار ابن معزّ الدولة على ذلك، وكان قد ادّعى أنّ والده نصّبه للخلافة من بعده، فصحبه من أهل بغداد خلق كثير من رؤسائها وأعيانها وبايعوه سرًا، منهم أبو القاسم إسماعيل بن محمد المعروف بزنجي، وترتب له وزيرًا، فقبض عليه عزّ الدولة ثم جدع أنفه وقطع شفته العليا وشحمتي أُذُنيه، وسُجن بدار الخلافة، وكان معه أخوه علي وانّهما هربا من الدار في يوم عيد، واختلطا بالنّاس، ومضيا إلى ما وراء النهر. وروي بهراة شيئاً عن المتنبي من شعره، وله شعر وأدب، ومات بخراسان خاملاً بعده.
ووصل ملك الروم - لعنه الله - إلى حمص وملكوها بالأمان، وخافهم صاحب حلب أبو المعالي ابن سيف الدولة، فتأخّر عن حلب إلى بالس وأقام بها الأمير قرغُوَيْه، ثم ذهب أبو المعالي إلى ميَارفارقين لما تفرّق عنه جنده، وصاروا إلى ابن عمّه صاحب الموصل أبي تغلب، فبالغ في إكرامهم، ثم رد أبو المعالي إلى حلب فلم يُمكَّن من دخولها واستضعفوه، وتشاغل بحبّ جارية، فردّ إلى سَرُوج فلم يفتحوها له، ثم إلى حَرّان فلم يفتحوا له أيضًا، واستنصر بابن عمّه أبي تغلب، فكتب إليه يعرض عليه المقام بنصيبّين، ثم صار إلى ميَارفارقين في ثلاثمائة فارس وقلّ ما بيده.
ووافت الروم إلى ناحية ميافارقين وأرزن يعيثون ويقتلون، وأقاموا ببلد الأسلام خمسة عشر يومًا ورجعوا بما لا يُحصى.
وكان الحجّ في العام صعبًا إلى الغاية لِما لَحِقهم من العطش والقتْل، مات من حجّاج خراسان فوق الخمسة آلاف، وقيل: بل ثلاثة آلاف بالعطش، فلما حصلوا بمكة خرج عليهم الطلحّيون والبكْريّون فوضعوا في الحجيج السيف، وأخذوا الركْبَ بما حوى، ولم يحجّ من مصر ولا الشام أحد. وكان [ص:25] حجّاج المغرب خلقًا، فرجع معهم خلق من التُّجّار فأَخِذوا، فيقال: إنّه أَخِذ لتاجرٍ فيها متاع بنحو مائتي ألف دينار، فإنّا لله وإنا إليه راجعون.
وفي آخر العام جاءت القرامطة من البّريّة وتوثّبوا على دمشق فملكوها، وساروا إلى الرَّمْلة، فالتقاهم الحسن بن عبد الله الإخشيدي فهزموه، ثم قاتلوا أهل الرَّملة أشدّ قتال. واستباحوها بعد يومين، ثم إنّ أهلها دافعوا عن نفوسهم بمائة وعشرين ألف دينار، وسبوا من أعمال الرملة عشرة آلاف نسمة، وعزموا على قصْد مصر ليملكوها، فجاء العُبَيْدِيّون فأخذوها، وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب، ومصر، والعراق، وغير ذلك.(8/23)
-سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة
أقامت الرافضة الشعار الجاهليّ يوم عاشوراء ويوم الغدير.
وكان ببغداد قحط واسع، وأبيع الكرٌ بتسعين دينارًا.
وأغارت الروم بالشامْ فقتلوا وسبوا، وبدّعوا في حمص، والثغور، وقتلوا خلائق.
وفيها ملك جوهر القائد ديار مصر، وخطب لبني عُبَيد.
وحجّ بالناس من العراق أبو أحمد الموسوي والد المرتضى.
وفيها ولي إمرة دمشق الحسن بن عبيد الله بن طُغج الإخشيدي، فأقام شهرًا ورحل في شعبان، واستناب بها شمّول الكافوري، ثم سار إلى الرملة فالتقى العُبَيْديّين في ذي الحجّة بالرملة، فانهزم جيشه وأخذ أسيرًا، وحُمل إلى المغرب إلى المعزّ.
وأمّا ابن سيف الدولة فإنّ جُنْد حلب عصوه، فجاء من ميَارفارقين ونازل حلب، وبقي القتال عليها مدّة.
واستولى على أنطاكية الرُّعَيْلِيّ، رجل شاطر، فجاءت الروم فنزلوا على أنطاكية، وأخذوها في ليلة، وهرب الرُّعيلي من باب البحر هو وخمسة آلاف إنسان، فنجوا إلى الشام، وكان أخْذها في ذي الحجّة، وأَسر أهلها، وقُتِل جماعة من أكابرها.
وفيها جاء القائد جعفر بن فلاح إلى دمشق فحاربه أميرها ابن أبي يعلى الشريف، فانهزم الشريف ثم أسره جعفر وتملّك دمشق.(8/25)
-سنة تسع وخمسين وثلاثمائة
أقامت الشيعة ببغداد مأتم عاشوراء.
وجاء الخبر في المحرَّم أنّ الروم، لعنهم الله، وردوا مع تقفور، فأحاطوا بأنطاكية، وملكوها بالأمان فيما أحسب، فأخرجوا أهلها منها، فأطلقوا العجائز والشيوخ والأطفال، وقالوا: أُمْضُوا حيث شئتم. وأخذوا الشباب والصَّبايا والغلمان سبيًا، فكانوا أكثر من عشرين ألفاً.
وكان تقفور قد عتى وتجبّر وقهر البلاد وعظمت هيبته، وتزوّج امرأة الملك الذي قبله على كُرْهٍ منها، وكان لها ولدان، فأراد أن يخصيهما ويهديهما للبيعة ويستريح منهما لئلا يُمَلَّكا، فعلمت زوجته بذلك، فأرسلت إلى الدُّمُسْتُق ليأتي إليها في زيَّ النساء ومعه جماعة في زي النساء فجاؤوا وباتوا عندها ليلة الميلاد فقتلوه، وأَجلِس في المُلْك ولدُها الأكبر.
وفي ذي الحجّة أنقضّ بالعراق كوكب عظيم أضاءت منه الدنيا حتى صار كأنّه شعاع الشمس، وسُمع بعد انقضاضه صوتٌ كالرَّعد الشديد.
وحجّ بالناس من بغداد أبو أحمد النقيب والد المرتضى والرَّضِى.(8/26)
-سنة ستين وثلاثمائة
أقامت الرافضة رسم يوم عاشوراء من النّوْح واللَّطم والبكاء وتعليق المُسوح وغلْق الأسواق، وعملوا العيد والفرح يوم الغدير، وهو ثامن عشر ذي الحجّة.
وفي أول صفر لَحِقَ المطيعَ لله سكتة، آل الأمُر فيها إلى استرخاء جانبه الأيمن وثقل لسانه.
وفيها تقلد قضاء القضاة أبو أحمد بن معروف، وقبل شهادة أَبِي سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه السِّيرَافِي وولاّه القضاء على الجانب الشرقيّ من بغداد. ووثبت العامّة بالمطهَّر بن سليمان، ونسبوه إلى القول بخلق القرآن.
وفي صفر أعلن المؤذّنون بدمشق بحيّ على خير العمل، بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعزّ بالله، ولم يجسر أحد على مخالفته. وفي جمادى الآخرة أمرهم بذلك في الإقامة، فتألّم الناس لذلك، وهلك لعامه.(8/26)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الوفيات)(8/27)
-سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة(8/27)
1 - أحمد بن إبراهيم بن جامع، أبو العباس المصري السكّري. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ: مقدام بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة من طبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، وأبو محمد ابن النّحَاس، واحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، ومحمد بن إبراهيم بن غالب التمار، والحسين بن ميمون الصّفّار.(8/27)
2 - أحمد بن محمد بن خُلَيْع البغدادي، [المتوفى: 351 هـ]
نزيل مصر.
سَمِعَ: بِشْرَ بن موسى الأسديّ، وغيره.
قال الخطيب: كان ثقة مجَّودا.(8/27)
3 - أحمد بن محمد بن أبي دارم، أبو بكر التميمي الكوفي. [المتوفى: 351 هـ]
تُوُفِّي في المحرّم.
سَمِعَ: إبراهيم القصّار، وأحمد بن موسى الحمَّار، وموسى بن هارون وخلقًا.
رافضيّ.
وَعَنْهُ: الحاكم، وابن مردويه، ويحيى المُزكِّيّ، والحيرِيّ.(8/27)
4 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن أَبِي الموْت، أبو بكر المكيّ. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ: علي بن عبد العزيز، ويوسف بن يزيد القراطيسي، والقاسم بن [ص:28] الليث الرسعني، وأحمد بن زغبة، ومحمد بن علي الصائغ.
وَعَنْهُ: أبو محمد بن النّحّاس، ومحمد بن نظيف، وأبو العباس أحمد بن محمد بن الحاجّ، وآخرون.
تُوُفّي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة؛ توفي بمصر.(8/27)
5 - أحمد بن محمد بن عبد الله، القاضي أبو الحسين النيسابوري الحنفي، [المتوفى: 351 هـ]
قاضي الحَرَمَين وشيخ الحنفية في زمانه.
ولي قضاء الحرمين بضع عشرة سنة، ثم قدم نيسابور وتقلّد قضاءها، وبِها تُوفّي وله سبعون سنة.
تفقّه على: أبي الحسن الكرخي، وأبي طاهر ابن الدّبّاس، وبرع في المذهب،
وَسَمِعَ: أبا خليفة، والحسن بن سفيان، وولي أيضًا قضاء الموصل، وقضاء الرملة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: به وبأبي سهل الزجّاجي تفقّه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة.
وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الأبهريّ المالكي شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول: ما قدِم علينا من الخراسانيين أفقه من أبي الحُسين النيسابوري.(8/28)
6 - إبراهيم بن علي بن عبد الأعلى، أبو إسحاق الهُجَيُمي البصري. [المتوفى: 351 هـ]
تُوُفِّيَ في آخر السنة.
سَمِعَ: جعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الرحيم بن دنوقا، والحسن بن محمد بن أبي معشر، وعُبَيْد بن عبد الواحد، ومحمد بن يونس الكديمي، وجماعة.
وَعَنْهُ: طلحة بن يوسف المؤذّن، وأبو بكر محمد بن الفضل البابَسِيري، وأبو سعيد محمد بن على النقّاش، وجماعة.
وكان معْمرًا من أبناء المائة، وهو مقبول الحديث.
قال الرازي في " مشيخته ": سمعت عبد الرحيم بن أحمد البخاري يقول: رأي أبو إسحاق الهُجَيْمي أنّه تعمّم، فدوّر على رأسه مائة وثلاث دورات، فعبّر [ص:29] له أن يعيش مائة وثلاث سنين، فلم يحدّث حتى بلغ المائة، ثم حدّث فقرأ القارئ وأراد أن يختبر عقله:
إنّ الجبان حتفه من فوقه كالكلب يحمي جلدهُ برَوقِه
فقال الهجيمي: كالثور، فإنّ الكِلب لا رَوق له، ففرحوا بصحّة عقله.(8/28)
7 - إسماعيل بن بدر بن إسماعيل بن زياد، أبو بكر القرطبي. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ: بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح، ومطرّف بن قيس، والخشنيّ، وعبد الله بن مسرّة. إلّا أنّ صناعة الشعر غلبت عليه وطارت باسمه وكانت به أَلصَق، وطال عمره إلى أن سمع بعض الناس منه وتسهّلوا فيه، ووُلِّي أحكام السوق فحمدوا أمره فيها،
وَتُوُفِّي في هذه السنة، قاله ابن الفرضي.
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن بقيّ.(8/29)
8 - الحسن بن إسحاق بن بُلْبُل، أبو سعيد المَعَرِّي القاضي. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ بدمشق: محمد بن عون، ومحمد بن خريم، وببغداد يوسف القاضي، وبمصر أبا عبد الرحمن النَّسائي.
رَوَى عَنْهُ: عليّ بن المهذَّب التنوخي، وجماعة.
بقي إلى هذا العام.(8/29)
9 - الحسن بن علي بن الفضل، أبو بكر المَعَافريُّ، ابن كبَّه. [المتوفى: 351 هـ](8/29)
10 - الحسن بن محمد بن هارون، الوزير أبو محمد المُهَلَّبي. [المتوفى: 351 هـ]
توفي سنة إحدى، وقيل: سنة أثنتين وخمسين.
وقد ذكرته سنة اثنتين وخمسين.(8/29)
11 - الحسن بن محمد بن يحيى بن حسن بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ ابن زين العابدين علي بن الحسين الحُسَينيُّ. [المتوفى: 351 هـ]
حدّث ببغداد في هذا العام عن جدّه يحيى بكتاب " الأنساب ". وكان شريفًا كبير القدر جليلًا.(8/29)
12 - الحُسين بن الفتح، أبو عليّ النَّيسابوريُّ الفقيه الشافعيُّ. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ: الفريابي وغيره.
وَعَنْهُ: يوسف الميانجي، وابن جُمَيع، وأبو محمد بن النّحَاس المصري.(8/30)
13 - دَعْلَج بن أحمد بن دَعْلَج، أبو محمد السِجْزي الفقيه المُعَدَّل. [المتوفى: 351 هـ]
وُلد سنة ستين ومائتين أو قبلها،
وَسَمِعَ بعد الثمانين مِنْ: على بن عبد العزيز بمكة، وهشام بن على السِّيرافي، وعبد العزيز بن معاوية بالبصرة، ومحمد بن أيّوب، وابن الْجُنَيْد بالرّيّ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وقشمرد محمد بن عمرو الحَرَشيّ وطائفة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارميّ وغيره بهراة، ومحمد بن غالب، ومحمد بن رِبْح البَزَّاز، ومحمد بن سُليمان الباغندي وخَلْقًا ببغداد، وغيرها.
وَعَنْهُ: الدارقُطْني، والحاكم، وابن رزْقَوَيْه، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، وأبو إسحاق الإسفراييني، وعبد الملك بن بشران، وخلق.
قال الحاكم: أخذ عن ابن خُزَيمة المصنّفات، وكان يُفْتي بمذهبه. وكان شيخ أهل الحديث، له صَدَقَات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسِجِسْتان؛ سمعته يقول: تقدّم ليلة إليّ بمكة ثلاثة فقالوا: أخٌ لك بخراسان قتل أخانا ونحن نقتلك به. فقلت: اتّقُوا الله فإنّ خُراسان ليست بمدينة واحدة، فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلّوا عنّي، فهذا سبب انتقالي من مكة إلى بغداد.
وقال الحاكم: سمعت الدارَقُطْنيّ يقول: صنَّفت لدَعْلَج " الْمُسْنَدَ الكبير "، فكان إذا شكّ في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثْبَتَ منه. وسمعت عمر البَصْري يقول: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصحّ كتبًا ولا أحسن سماعًا من دَعْلَج.
قال الحاكم: اشتري دَعْلَج بمكة دار العبّاسية بثلاثين ألف دينار، قال: ويقال: لم يكن في الدنيا من التّجار أيسر من دَعْلَج.
وقال الخطيب: بلغني أنه بعث بالمُسْنَد إلى ابن عُقدَة لينظر فيه، [ص:31] وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين دينارًا.
وقال ابن حَيُّوَيْه: أدخلني دَعْلَجُ دارَه وأراني بدَرًا من المال مُعَبَّأةً وقال لي: يا أبا عمر خذ من هذا ما شئت، فشكرت له وقلت: أنا في كفاية وغِنّى عنها.
توفي دَعْلَجُ في جُمادى الآخرة، وله نيّف وتسعون سنة.
وقال أبو ذَرّ الهَرَوِيّ: بلغني أنّ معزّ الدولة أوّل مال من المواريث أُخِذ مال دَعْلَجُ، خلّف ثلاثمائة ألف دينار.
وقال أبو العلاء الواسطي: كان دَعْلَجُ يقول: ليس في الدنيا مثل داري، لأنّه ليس في الدنيا مثل بغداد، ولا ببغداد مثل القطيعة، ولا بها مثل درب أبي خلف، ولا في الدرْب مثل داري.
ونقل الخطيب أنّ رجلًا صلّى الجمعة فرأى رجلًا ناسكًا لم يصلّ وكلّمه، فقال: استر عليّ، عليّ لدَعْلَجُ خمسة آلاف درهم فلما رأيته أحدثت في ثيابي، فبلغ دعلجا فطلب الرجل إلى منزله وأبرأه منها، ووصله بخمسة آلاف لكونه روّعه.
وقال أحمد بن الحسين الواعظ: أَوْدَعَ أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار ليتيم فأنفقها، فلما كَبُرَ الصَّبي أمر السلطان بدفع المال إليه، قال ابن أبي موسى: فضاقت عليّ الدنيا فبكّرت على بغلتي إلى الكَرْخ، فوقفت على باب مسجد دَعْلَجُ، فصلَّيت خلفه الفجر، فلما انْفَتَل رحّب بي، ودخلنا داره، فقدّم هريسة فأكلنا وقصّرت، فقال: أراك منقبضًا! فأخبرته، فقال: حاجتك مقضيّة، فلما فرغنا وزن لي عشرة آلاف دينار، وقمت أطير فرحًا، ثم أعطيت الصبيّ المال، وعظَّم ثناءُ الناس عليّ، فاستدعاني أمير من أولاد الخليفة، فقال: قد رغبت في معاملتك وتضمينك أملاكي، فضمنت منه، فربحت ربحًا مُفْرِطًا حتى كسبت في ثلاثة أعوام ثلاثين ألف دينار، فحملت إلى دَعْلَجُ ذَهَبَهُ، فقال: ما خَرَجَت والله الدنانيرُ عن يدي ونويت أن آخذ عوضها، حل بها الصبيان، فقلت: أيّها الشيخ، أيّ شيء أصل هذا المال حتى تهب لي [ص:32] منه عشرة آلاف دينار؟ فقال: نشأت وحفظت القرآن وطلبت الحديث وتاجرت، فوافاني تاجر، فقال: أنت دَعْلَجُ؟ قلت: نعم، قال: قد رغبت في تسليم مالي إليك مُضارَبَةً، وسلَّم إليّ برنامجات بألف ألف درهم، وقال لي: ابسط يدك فيه ولا تعلم موضِعًا تنفقه إلا حملت منه إليه. ولم يزل يتردّد إليّ سنة بعد سنة يحمل إليّ مثل هذا، والمال يُنمّى، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا فقال لي: أنا كثير الأسفار في البحر، فإنْ قضى الله علْيَ قضاءً فهذا المال كلّه لك، على أنْ تتصدّق منه وتبني المساجد. قال دَعْلَجُ: فأنا أفعل مثل هذا، وقد ثَمَّر الله المال في يدي، فاكْتُم عليّ ما عِشْتَ. رواها الخطيب عن أبي منصور محمد بن أحمد العُكْبَري، قال: حدَّثني أحمد بن الحسين فذكرها.(8/30)
• - سَلْم بن الفضل، أبو قتيبة. [المتوفى: 351 هـ]
قد تقدّم، وقيل: توفّي فيها.(8/32)
14 - عبد الله بن أحمد بن مسعود، أبو بكر الأصبهاني المقرئ المطّرز. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ: عليّ بن جبلة، ومحمد بن العباس الأخرم، وإبراهيم بن نائلة.
روي عنه أبو بكر الذكواني، وغيره، وبالإجازة أبو نُعَيْم.(8/32)
15 - عبد الله بن أحمد بن الحسين بن رجاء، أبو القاسم الخرقي. [المتوفى: 351 هـ]
بغداديّ مستقيم الحديث،
رَوَى عَنْ: عبد الله بن روح المدائني، وتمتام، ومحمد بن يونس الكديمي.
وَعَنْهُ: علي بن أحمد الرّزاز.
تُوُفِّي في رجب.(8/32)
16 - عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورْد بن زَنْجُوَيْه، أبو محمد البغدادي ثم المصري. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ " السيرة " من عبد الرحيم بن عبد الله ابن البرقي، وَسَمِعَ: يحيى بن [ص:33] أيوب العلاّف؛ وأبا يزيد القراطيسي، وابن رشدين، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابن منده، وعبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن علي الغازي، وأبو محمد بن أبي زيد المالكي، وأبو محمد ابن النحّاس، وابن نظيف، وجماعة.
وكان من الصالحين المُسْندِين،
تُوُفِّي في رمضان.
وهو في تاريخ ابن النجار أخصَر من هذا.(8/32)
17 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي دُلَيم، أبو محمد القُرْطبي. [المتوفى: 351 هـ]
من أولاد شيوخ الأندلس،
يَرْوِي عَنْ: أسلم، وابن أبي تمام، وغيرهما.
وولي قضاء بجانة وألبيرة، وولي الشرطة بقرطبة، وصنّف كتاب " طبقات الرواة " عن مالك، وتوفّي فجاءة بقصر الزهراء.
وكان نبيلًا في الحديث، ضابطًا محقّقًا.(8/33)
18 - عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البغدادي، أبو الحسين البزّاز. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن عبد الله النُرسي، والكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الدارقطني، وأبو حفص الكتّاني، وابن رزقويه، ومحمد الحنّائي.
ووثّقه الخطيب.(8/33)
19 - عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد، أبو القاسم الدمياطي. [المتوفى: 351 هـ]
تُوُفّي في ذي الحجة.(8/33)
20 - عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق، أبو الحسين الأموي، مولاهم، البغدادي الحافظ. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإبراهيم الحربي، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن مَسْلَمَة الواسطي، وإسماعيل بن الفضل البلّخي، وخلقًا سواهم.
وَعَنْهُ: الدارقُطْني، وابن رزقوَيْه، [ص:34] وابن الفضل القطّان، وأحمد بن علي البادا، وأبو علي بْن شاذان، وعبد المُلْك بْن بِشْران، وغيرهم.
صنّف " مُعْجَم الصّحابة "، ووقع لنا بعُلوّ.
قال البرقاني: أمّا البغداديون فيُوَثَّقُونه، وهو عندي ضعيف.
وقال الدارقُطْني: كان يحفظ ولكنّه كان يخطئ ويصرّ على الخطأ.
وقال الخطيب: حدّثني الأزهري، عن أبي الحسن بن الفرات، قال: كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحوٍ من سنتين، فتركنا السماع منه، وسمع منه قوم في اختلاطه.
قال الخطيب: وُلد سنة خمس وستين ومائتين،
وَتُوفِّي في شوّال سنة إحدى.(8/33)
21 - عبد الرحمن بن إدريس بن الربيع بن فروة، أبو القاسم المؤدّب، [المتوفى: 351 هـ]
مصري.(8/34)
22 - عبد العزيز بن محمد بن سهل البغدادي اللؤلؤي، ابن قماشُوَيه. [أبو الطيب] [المتوفى: 351 هـ]
رَوَى عَنْ: إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزّاق كتاب الحدود والرِّضاع.
وَعَنْهُ: أبو عليّ بن شاذان.
قال الخطيب: لم أسمع فيه إلّا خيرًا، يُكنَى أبا الطيّب. قال لي ابن شاذان: توفي في نصف شعبان سنة إحدى وخمسين.(8/34)
23 - عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان، الرئيس أبو الحسين بن النُّعمان الكاتب البغدادي. [المتوفى: 351 هـ]
قال الخطيب: كان أحد الكُتّاب الحُذّاق، بأمور الدواوين، وله تواليف في الهزْل.
مَاَتَ في رمضان.(8/34)
24 - علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي المصري، أبو الحسن. [المتوفى: 351 هـ][ص:35]
حَدَّثَ عَنْ: النّسائيّ وغيره.(8/34)
25 - علي بن جعفر بن أحمد بن يحيى، أبو الحسن الفريابي [ابن مَمَّك] [المتوفى: 351 هـ]
توفي في شعبان، وكان يعرف بابن ممَّك.
رَوَى بمصر عَنْ: أبي مسلم الكجّي، ومحمد بن جعفر القَتَّات، والفريابي.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن نظيف، وغيره.
وثقه الخطيب.(8/35)
26 - على بن رُكَيْن، أبو الحسن المصري. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن حَمَّاد زُغْبة.(8/35)
27 - علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْن حبيب، أَبُو أَحْمَد الحَبِيبيّ المَرْوزِيّ. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ: سعيد بن مسعود، وعمار بن عبد الْجَبّار، ومحمد بن الفضل البخاري، وعبد العزيز بن حاتم، وسهل بن المتوكّل، وجماعة. وحدّث ببخارى وبمرو.
وفيه لِين، ولمّا حدّث عن سهل بن المتوكَل أنكروا عليه، وقالوا: كيف لقيته وما علامته؟ قال: كان إذا وضع كفّه على وجهه غطّاه من عرض يده، فصدّقوه.
رَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله بن منده، والحاكم، ومحمد بن أحمد غُنْجار، ومنصور بن عبد الله الذُّهْلي، وغيرهم.
وتُوُفّي بَمرْو في رجب من السنة.
قال الخليليّ: سألت الحاكم عنه فقال: هو أشهر في اللَّين من أن تسألني عنه.
قلت: هو أسند من كان بمَرْو في زمانه.
وقال الحاكم: كان يكذب مثل السكر؛ والحسنويي أحسن حالًا منه.(8/35)
28 - محمد بن أحمد بن موسى، أبو حبيب النيسابوري المَصَاحفيّ النّاسخ. [المتوفى: 351 هـ]
جاور بالجامع خمسين سنة،
وَحَدَّثَ عَنْ: سهل بن عمّار، وزكريّا بن داود الخفّاف.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقال: عاش ثلاثًا وتسعين سنة.(8/36)
29 - محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الموصلي ثم البغدادي، أبو بكر النقّاش المقرئ المفسّر. [المتوفى: 351 هـ]
كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير.
وَرَوَى عَنْ: إسحاق بن سُنَين الختلي، وأبي مسلم الكجّي، ومطّين، وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الرحمن السَّامي، والحسن بن سفيان، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن علي الصائغ. وقرأ القرآن على الحسن بن العباس بن أبي مهران، وعلى الحسن بن الحُباب ببغداد، وعلى أحمد بن أنس بن مالك، وهارون بن موسى الأخفش بدمشق، وعلى أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن أعين، وعلى أبي محمد الخيّاط، وعلى أحمد بن علي البزّاز، وجماعة سواهم. وذكر أنّ قراءته كانت على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين ومائتين.
قَرَأَ عَلَيْه: أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن الحمّامي، والقاضي أحمد بن محمد بن عبدون الشافعي، وإبراهيم ابن أحمد الطبري، وعلي بن محمد العلاف المقرئ، وأبو الفرج عبد الملك النّهرواني، وأبو الفرج الشّنبوذي، وعلى بن جعفر السعيدي، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحرّاني الشريف، وهو آخر مَن قرأ في الدنيا عَليْهِ، والحسن بن علي بن بشّار السابوري، وطائفة سواهم.
وروى عنه أبو بكر بن مجاهد، أحد شيوخه، وجعفر الخلدي وهو من أقرانه، والدارقطني، أبو حفص بن شاهين، وأبو أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الحُرفي، وآخرون.
وصنّف التفسير وسمّاه " شفاء الصدور " وصنّف في القراءات، وأكثر التطواف من مصر إلى ما وراء النهر في لقي المشايخ. وله كتاب " الإشارة في [ص:37] غريب القرآن " و" الموضح في القرآن ومعانيه " و" صد العقل " و" المناسك " و" أخبار القصّاص " و" ذمّ الحسد " و" دلائل النبوّة " و" المعجم الأوسط " و" المعجم الأصغر " و" كتاب المعجم الأكبر في أسماء القرّاء وقراءاتها " وكتاب " القراءات بعللها " وكتاب " السبعة الأوسط " وآخر لطيف، وغير ذلك.
وذكر ابن أبي الفوارس أنّ مولده سنة ستّ وستّين ومائتين.
قلت: الذي وضُح لي أنّ هذا الرجل مع جلالته ونُبله متروك ليس بثقة. وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الدّاني، قال: والنقّاش مقبول الشهادة، على أنّه قد قال: حدثنا فارس بن أحمد، قال: سمعت عبد الله بن الحسين، يقول: سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بغداد وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقّاش وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفي. ثم انصرف النقّاش وقال: قرأت على الأخفش.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقّاش يكذب في الحديث، قال: والغالب عليه القَصَص.
وقال البرقاني: كلّ حديث النقّاش مُنْكَر.
وقال هبة الله اللالكائي الحافظ: تفسير النَّقَّاش إشْفَى الصدور ليس بشفاء الصدور.
وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة.
قلت: وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ أَنَّ أَبَا غَالِبِ ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عمرو حدّثه، قال: حدثنا جَدِّي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ ". قال الدارقطني: قلت للنقّاش: هذا حديث موضوع، فرجع عنه.
قال الخطيب: قد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب.
وقال الدارقطني في كتاب " المصحّفين " له: إنّ النقّاش قال مرّة: كسرى " أبو " شروان، جعلها كنية، وقال: كان يدعو فيقول: لا رجعت يدٌ قصَدَتْكَ [ص:38] " صفراء " من عطائك، بفتحٍ وبمدّ، وصوابه صفرًا.
وقال الخطيب: سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول: حضرتُ أبا بكر النقّاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوّال سنة إحدى وخمسين فجعل يحرّك شفتيه، ثم نادى بأعلى صوته: " لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ " يردّدها ثلاثًا، ثمّ خرجت نفسُه.
قلت: قد اعتمد صاحب " التيسير " على رواياته.(8/36)
30 - محمد بن سعيد أبو بكر الحربي الزاهد. [المتوفى: 351 هـ]
بغدادي، وثّقه الخطيب.
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن رزقوَيْه.(8/38)
31 - محمد بن الشبل بن بكر القيسي، أبو بكر الأندلسي. [المتوفى: 351 هـ]
سَمِعَ بقرطبة مِنْ: يوسف بن يحيى المغامي، ورحل سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسمع بالقيروان من يحيى بن عمر، ويحيى بن عَوْن، وعمر بن يوسف. وسمع بسوسة من دارم بن مالك وطائفة. وطال عمره. ورحلوا للسماع منه.
مات سنة ثلاث وخمسين.(8/38)
32 - محمد بن علي بن الحسين، أبو حرب المَرْوَزِيّ الفقيه. [المتوفى: 351 هـ](8/38)
33 - محمد بن القاسم بن محمد بن سِياه، أبو بكر العسّال الأصبهاني. [المتوفى: 351 هـ]
يَرْوِي عَنْ: عبد الله بن محمد بن النُّعمان، وعُبيد بن الحسن الغزَّال.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، وَأَبُو نعيم الحافظ.(8/38)
34 - محمد بن محمد بن راهب، أبو بكر الكَشِّيُّ. [المتوفى: 351 هـ]
يَرْوِي عَنْ: حامد بن شادي الْكشّي، والربيع بن حسّان، ومُطَيّن، وأبي عمر القتّات.(8/39)
35 - محمد بن مؤمن، أبو بكر الكِنْدي المصري النَّحْوي المحدّث. [المتوفى: 351 هـ]
كان فاضلًا صالحًا، عاش قريبًا من ثمانين سنة.(8/39)
36 - ميمون بن إسحاق، أبو محمد البغدادي الصوّاف، [المتوفى: 351 هـ]
مولى محمد ابن الحنفية.
سَمِعَ: أحمد بن عبد الجبار العُطارِدِيّ، والحسن بن السمح، وأحمد بن هارون البرديجي.
روي عنه ابن رزقويه، والحمّامي، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: كان صدوقًا، مولده سنة ستين ومائتين.(8/39)
37 - هَمّام بن أحمد بن محمد بن مسلم، أبو عمر القاضي. [المتوفى: 351 هـ]
يَرْوِي عَنْ: أَبِيهِ، وعن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن متُّوَيْه، وإسحاق بن جميل.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي عليّ المعدل.(8/39)
38 - يحيى بن منصور بن يحيى بن عبد الملك القاضي، أبو محمد النيسابوري. [المتوفى: 351 هـ]
ولّي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ثم عزل بأبي أحمد الحنفي سنة تسع وثلاثين، وحُمدت ولايته، وكان محدّث نَيْسابور في وقته.
رَوَى عَنْ: محمد بن عمرو قشمرد، وأحمد بن سلمة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي مسلم الكجّي، وطبقتهم. وكان يحضر مجلسه أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، والزاهد أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الخرْكوشي، وسِبْطُه عنبر بن الطّيّب بن محمد العنبري، وآخرون.(8/39)
-سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة(8/40)
39 - أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن راشد، أبو جعفر المَدِيني الأصبهاني الزاهد. [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ: علي بن سعيد العَسْكَري، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك. ويُذكَر عنه أنّه كان مُجاب الدعوة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ.
تُوُفّي في شهر ربيع الأول.(8/40)
40 - أحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن سَلَمة، أبو العباس البغدادي [المتوفى: 352 هـ]
نزيل مكة.
حَدَّثَ عَنْ: البراثي.(8/40)
41 - أحمد بن عبيد بن أحمد، أبو بكر الحمصي الصّفّار. [المتوفى: 352 هـ]
توفي فيها بحمص، وذكرناه في الطبقة الماضية.
رَوَى عَنْهُ: عبد الغني المصري، وابن منده، وعدّة.(8/40)
42 - أحمد بن محمد بن السِّريّ بن يحيى بن السِّريّ، هو الحافظ أبو بكر بن أبي دارم الكوفي. [المتوفى: 352 هـ]
تُوُفّي بالكوفة في أوّلها.
وكان رافضيًّا، يروي في ثَلْب الصحابة المناكير، واتُّهِم بالوضْع.
حَدَّثَ عَنْ: موسى بن هارون الحمّال،
وقد مرّ في العام الماضي.(8/40)
43 - أحمد بن محمد بن سَهْلُويه، أبو الحسن المُزَكِّي النَّيْسابوريُّ [المتوفى: 352 هـ]
سِبْط أبي يحيى البزّاز.
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجيّ، والكجّي، وطبقتهما.
رَوَى عَنْ جدّه في تصنيفه وقرأه على النّاس،
وَرَوَى عَنْهُ: الحاكم.
قَالَ الْحَاكِمُ: حدثنا أَبو الطَّيِّبِ الْكَرَابِيسِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبو يَحْيَى الْبَزَّازُ، [ص:41] قَالَ: حدثنا أَبو الْحَسَنِ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ محمد اللَّبَّادِ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حدثنا الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا " إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ " الحديث.(8/40)
44 - أحمد بن محمود بن أحمد بن خليد، أبو الحسين الشمعي. [المتوفى: 352 هـ]
بغداديّ معروف صَدُوق.
سَمِعَ: الكديمي، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو محمد ابن النّحّاس، وأبو عبد الله بن نظيف.(8/41)
45 - أحمد بن مُطْرَف بن عبد الرحمن بن قاسم بن علقمة الأزدي [أبو عمر ابن المشّاط] [المتوفى: 352 هـ]
توفي أبوه سنة أربع وعشرين.
رَوَى أحمد عَنْ: عبيد الله بن يحيى اللَّيْثي، وابن لُبَابة، والأَعْناقي.
وولي الصلاة بقرطبة، وكان ذا وسواس في الطهارة.
وكان من فقهاء المالكية الأعيان، ويُعرف بأبي عمر ابن المشّاط، وكان مُعْتنيًا بالسُّنن زاهدًا ورِعًا؛
حَدَّثَ عَنْهُ: أحمد بن الْجَسُور، ومحمد بن إبراهيم،
وسمع الناس منه كثيرًا،
وَتُوُفِّي في ذي القعدة، رحمه الله.(8/41)
46 - أحمد بن نصر الله بن محمد بن أشكاب، أبو نصر البخاري الزّعفراني. [المتوفى: 352 هـ]
قدم بغداد وانتخب عليه الدارقُطْني.
قال الخطيب: حدثنا عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وحدّث في هذه السنة ببغداد.(8/41)
47 - إسحاق بن إبراهيم التُّجْيبي، مولاهم الطُّلَيْطِلي، أبو إبراهيم المالكي، [المتوفى: 352 هـ]
العلامة مصنّف كتاب " النصائح ".
كان فاضلًا ورِعًا مشاوراً في الأحكام، يقرئ الفقه في حانوته بسوق [ص:42] الكتّان بقُرْطُبَة.
وَحَدَّثَ عَنْ: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لُبابة.(8/41)
48 - إسماعيل بن علي بن علي بن رَزين، أبو القاسم الخزاعيّ، [المتوفى: 352 هـ]
ابن أخي دعبل الشاعر.
قيل إنّه وُلد سنة تسع وخمسين ومائتين،
وَحَدَّثَ عَنْ: عبّاس الدُّوري، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق بن إبراهيم الدبري.
وَعَنْهُ: أبو سليمان محمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، والدارقطني، وأبو الحسين بن جُمَيْع، وهلال الحفّار.
قال الخطيب: كان غير ثقة.
وتوفّي بواسط، حديثه في الثقفيّات.
قال الخطيب: روى عن أبيه، عن أخيه دِعْبِل أحاديث مُسْنَدَه.(8/42)
49 - جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء، أبو محمد الشيباني الأمير. [المتوفى: 352 هـ]
من كبار عرب الشام، وكان فارسًا شجاعاً شاعرا عارفًا باللغة، وكان خِصّيصًا بسيف الدولة، عاش نيفا وثمانين سنة، وأخوه عبد الله شاعر مجوِّد.(8/42)
50 - الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هارون، الوزير أبو محمد الْمُهَلَّبِي الأزْدي [المتوفى: 352 هـ]
من ولد قبيصة بن المهلَّب بن أبي صُفْرة.
وزر لِمُعِزّ الدولة بن بُوَيْه، وكان كبير القدر، عالي الهمّة، كامل الرياسة والعقل، مُحبّا للفُضَلاء مُقْبِلًا عليهم.
كان في أوائل شأنه قد أصابته فاقة، حتى سافر واشتهى اللحم، فلم يقدر عليه فقال:
ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا الموت ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطّعم يأتي ... يخلّصني من الموت الكريه
إذا أَبْصَرتُ قبرًا من بعيدِ ... ودِدْتُ لو أنّني صُيرت فيهِ
ألا رَحِم الْمُهَيْمِنُ نفْسَ حُرٍّ ... تَصَدَّق بالوفاة على أخيه [ص:43]
فلما سمعه رفيقه اشترى له لحماً بدرهم وطَبَخَه وأطعمه. ثمّ تقلَّبت الأحوال ووُزَّر المُهَلَّبِي، وضاقت الحال بذاك الرجل فقصد المهلَّبي وكتب إليه:
ألا قل للوزير فدته نفسي ... مقال مُذْكِرٍ ما قد نَسيهِ
أَتَذْكُر إذ تقول لضَنْكِ عَيْشٍ ... ألا موتٌ يُباع فأشتريه
فلما وقف عليها أمر له في الحال بسبعمائة درهم، ووقّع في ورقته: " مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ ". ثم دعا به فخلع عليه وولاه عملًا يرتفق به.
وللوزير المُهَلَّبي أخبار وشعر رائق، وتُوُفّي في طريق واسط، وحُمل إلى بغداد. ومن شِعْره:
قال لي مَنْ أُحِبُّ والبَيْنُ قد جـ ... ـدّ وفي مِهجتي لهيبُ الحريق
ما الذي في الطريق تَصْنَعُ بَعْدي؟ ... قلت: أبكي عَلَيك طُولَ الطّريق
توفّي المهلّبي لثلاث بقين من شعبان عن نَيَّف وستّين سنة.
ولابن الحجّاج من أبيات يرثيه:
مات الذي أَمْسَى الثناء وراءه ... والعفو عفو الله بين يديه
هَدَمَ الزَّمانُ بموته الحصنَ الذي ... كُنّا نفرّ من الزَّمان إليهِ
وللوزير المهلَّبي:
أراني الله وجهك كلّ يوم ... صباحاً للتيمّن والسّرور
وأمتع ناظريَّ بصفْحَتَيْهِ ... لأَقرا الْحُسْنَ من تلك السُّطُور
ولابن عبد الله بن الحجّاج يرثي الوزير المهلَّبي:
يا مَعْشَرَ الشعراءِ دَعْوَةَ مُوجَعٍ ... لا يُرْتَجَى فرَجُ السُّلُوِّ لَدَيْهِ
عَزُّوا الْقَوافِيَ بالوزيرِ فإِنّها ... تبكي دَمًا بَعْدَ الدُّمُوعِ عليهِ
مات الذي أمسى الثناء وراءه ... والعفو عفو الله بين يديه
هدم الزمان بموته الحصن الذي ... كُنّا نفرّ من الزَّمان إليهِ
فَلْيَعْلَمَنَّ بَنُو بُوَيْه أنّه ... فجعت به الأيّام آل بويه [ص:44]
وحكى أبو علي التنوخي: أن الوزير المهلبي مرَّ بدرب فَلَزته الإراقة، فنزل فدخل بيت إنسان ضعيف، فدعا له صاحب البيت، فقال: هذه الدار لك؟ قال: لا، قال: كم تساوي؟ قال: خمسمائة درهم. قال: وما عملك؟ قال: في الكيزان. فأعطاه ألف دِرهم، وركب. ولقد شاهدت له مجلسا في رمضان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، كأنه من مجالس البرامكة، ما شاهدتُ مثله قط، وذلك أن كاتبه عبد العزيز بن إبراهيم ابن حاجب النعمان سقط من روشن فمات بعد أيام، فجزع عليه أبو محمد، وجاء إلى أولاده وكنت معه، فعزاهم ووعدهم بالإحسان، وقال: أنا أبوكم. ثم ولى الابن الأكبر مكان أبيه، وولى الابن الآخر عملا جليلا.
ناب المهلبي في الوزارة أولا عن أبي جعفر الصيمري، فمات أبو جعفر، فاستوزره معز الدولة سنة تسع وثلاثين. ثم وزر للمطيع. ولذلك سمي وزير الدولتين. وله ترسل بليغ.
استوفى ابن النجار ترجمة المهلبي.
قال هلال بن المحسن: كان نهاية في سعة الصدر، وكمال المروءة، وبعد الهمة، والإقبال على أهل الأدب. وله شعر مليح، يملأ العيون منظره، والمسامع منطقه، والصدور هيبته، وتقبل النفوس تفصيله وجملته.(8/42)
51 - الحسن بن محمد بن رمضان بن شاكر، أبو علي الحِمْيَرِي. [المتوفى: 352 هـ]
أظُنُّه مَصْريًّا،
تُوُفِّي في ربيع الأول.(8/44)
52 - حمدون بن محمد بن حمدون بن هشام، أبو الحسن السِجستاني. [المتوفى: 352 هـ]
تُوُفّي في صفر. من شيوخ الحاكم.(8/44)
53 - خالد بن سعد، أبو القاسم الأندلسي. [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ: محمد بن فُطَيْس، وسليمان بن قريشِ، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وخَلْقًا سواهم. [ص:45]
وله كتاب في رجال الأندلس، وكان إمامًا في الحديث، حافظًا بصيرًا بالعِلل، مُتَقدَّمًا على أهل زمانه بقرطبة. وكان أحد الأذكياء؛ قيل: أنّه حفظ من سمعةٍ واحدةٍ عشرين حديثًا. وبَلَغَنَا أنّ المُستَنْصِر بالله كان يقول: إذا فاخَرَنا أهلُ المشرق بيحيى بن مَعِين فاخَرْناهم بخالد بن سعد.
وقيل: كان خالد بذيء اللسان ينال من أَعْراض النّاس.(8/44)
54 - عَبْد الله بْن أحمد بْن إبراهيم، أبو العباس التونسي المعروف بالأبياني التميمي. [المتوفى: 352 هـ]
تفقّه على يحيى بن عمر، والمغامي يوسف، وأحمد بن أبي سليمان.
وَعَنْهُ: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد عبد الله الأصيلي.
وكان فقيه إفريقية، وكان يميل إلى مذهب الشافعي، وهو بمذهب مالك أقعد.(8/45)
55 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُغيث، أبو محمد الأنصاري القرطبي الصفّار، [المتوفى: 352 هـ]
والد قاضي الجماعة أبي الوليد يونس.
رَوَى عَنْ: خَالِد بْن سعد، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن حزم، وإسماعيل بن بدر، وجماعة.
وكان أديبًا شاعرًا بارعًا بليغا كاتبًا، مع العبادة والتواضع والفضْل، وزُهدٍ في الدنيا في آخر عمره.
وَتُوُفِّي في شوّال وله ثمان وستّون سنة.
قال يونس بن عبد الله بن مغيث: سمعت أبي يقول: أوْثَقُ عملي في نفسي سلامةُ صَدْري أنّي آوي إلى فراشي ولا يأوي صدري غائلة لمسلم.
وقد صنّف للحكم المستنصر كتاب " شعراء بني أُمَيّة " فأجاد، وجاء في مجلّد واحد.
ومن شعره:
أتوا حسبة(8/45)
56 - عبيد الله بن يحيى بن إدريس القرطبي. [أبو عثمان] [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ: عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وأسلم بن عبد العزيز.
وكان متقدّمًا في ضروب العلم، وكان شاعرًا محسنا بارعاً مع معرفته للآثار والسُّنَن، وكان متواضعًا نبيلًا. وُلِّيَ الوزارة فما زاده ذلك إلا فضْلًا. وكان يؤذّن في مسجده وهو وزير. وكان ثِقَةَ، أخذ الناس عنه كثيرًا،
وَتُوفِّي في ذي القعدة.
تَرجَمَه ابن الفَرَضي، كنيته: أبو عثمان.(8/46)
57 - عبد الرحمن بْن الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بن عبيد الأسدي، أبو القاسم الهمذاني. [المتوفى: 352 هـ]
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي، ومحمد بن الضريس، وعلى بن الحسين بن الْجُنَيْد، وتكلّموا في سماعه من ابن ديزيل.
وَعَنْهُ: ابن منده، والحاكم، وأحمد بْن مُوسَى بْن مردَوَيْه، وَأَبُو بَكْر بْن لال، ومحمد بن أحمد بن الحسين المحاملي، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي، وأبو علي بن شاذان، وعبد الرحمن بن محمد بن شبانة الهمذاني، وآخرون. ولد سنة سبعين مائتين.
رماه بالكذب القاسم بن أبي صالح.
وقال صالح بن أحمد الهمذاني: ضعيف ادّعى الرواية عن إبراهيم بن الحسين فذهب علمه.(8/46)
58 - عبيد الله بن آدم بن عبيد بن خالد، أبو محمد الدمياطي. [المتوفى: 352 هـ]
يَرْوِي عَنْ: بكر بن سهل الدمياطي، وغيره.(8/46)
59 - علي بن أحمد بن أبي قيس، أبو الحسن البغدادي الرّفَاء المقرئ. [المتوفى: 352 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: ابن أبي الدنيا، وقيل كان زوج أمّه.
رَوَى عَنْهُ: أبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي. وكان يفسّر المنامات ويقرئ القرآن في داره. [ص:47]
قال ابن أبي الفوارس: كان ضعيفًا جدًّا،
تُوفِّي في جُمادى الآخرة.(8/46)
60 - على بن إسحاق بن خَلَف، أبو القاسم البغدادي المعروف بالزّاهي. [المتوفى: 352 هـ]
شاعر مُجِيد، مدح سيف الدولة بن حمدان والوزير المهلّبي، وكان قطّاناً لم يتكهّل، وهو القائل:
صُدُودك في الهوى هَتَك استتاري ... وعاونه البكاء على اشتهاري
ولم أخلع عِذاري فيك إلّا ... لما عاينت من حُسن العذارِ
وكم أبصرت من حسن ولكن ... عليك من شقوتي وقع اختياري
وله:
سفرْن بُدُورًا وانْتَقَبْن أَهِلَّةً ... ومِسْنَ غُصُونًا والتَفَتْنَ جَاذِرا
وأَطْلَعْن في الأجياد بالدرّ أنْجُمًا ... جُعلْن لحبّات الثغور ضَرَائرا(8/47)
61 - علي بن الحسين بن علي، أبو الحسن العبسي المصري الفرّاء، [المتوفى: 352 هـ]
صاحب " التاريخ ".
كذا ذكره أبو القاسم بن منده.(8/47)
62 - علي بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم الجَلَّاب. [المتوفى: 352 هـ]
يَرْوِي عَنْ: بكر بن سهل الدمياطي.
توفي في رجب.(8/47)
63 - علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور بن المنجّم، أبو الحسن البغدادي. [المتوفى: 352 هـ]
وُلد سنة ست وسبعين ومائتين بعد وفاة جدّه بسنة.
وَرَوَى عَنْ: بشر بن موسى، ومحمد بن العبّاس اليزيدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد، والحسن بن يحيى النوبختي، والمرزباني.
وكان أديباً أخبارياً، وشاعراً مُحٍسنًا، فمن شعره:
بيني وبين الدهر فيك عتابُ ... هل يُرتَجَى من غَيْبَتَيكَ إيابُ [ص:48]
لولا التَّعَلُّل بالرجاء تقطّعت ... نفسٌ عليك شِعارُها الأوصاب
لا يأس من فرجِ الإله فربَّما ... يصلُ القَطوعُ ويقدِم الغيابُ
ومن شعره إلى ابن الحُوَّاري:
كيف نال العثار من لم يزل منـ ... ـه مقيلاً في كل خطب جسيم
أم ترقّى الأذى إلى قدمٍ لم ... يَخْطُ إلّا إلى مقامٍ كريمْ
قال الخطيب: توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.(8/47)
64 - على بن يعقوب بن إسحاق، أبو الحسن [المتوفى: 352 هـ]
مؤذّن جامع أصبهان.
سَمِعَ: محمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود، والحسن بن هارون بن سليمان.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعيْم.
تُوُفّي في شهر رمضان.(8/48)
65 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري، أبو عمرو النَّحْوي المعروف بأبي عمرو الصغير، [المتوفى: 352 هـ]
رفيق أبي علي النيسابوري في الرحلة.
سَمِعَ: عبد الله بن شيرويه، وأبا القاسم البغوي، وابن جَوصا، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وابن قتيبة العسقلاني، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقال: كان كبيرًا في العلوم.(8/48)
66 - محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال، أَبُو عَبْد اللَّه القَيْسي القُرْطُبِي. [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ مِنْ: عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وجماعة.
وكان مُفْتِيًا أكثر النّاسُ عنه.(8/48)
67 - محمد بن إسحاق بن مهران، شاموخ المقرئ. [المتوفى: 352 هـ]
رَوَى عَنْ: أحمد البراثي، والحسن بن الحُباب.
رَوَى عَنْهُ: يوسف القوّاس، وأبو الحسن بن رزقويه. [ص:49]
قال الخطيب: كثير المناكير.(8/48)
68 - محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصَّلْت الأهوازي، أبو الطيّب. [المتوفى: 352 هـ]
سكن بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي خليفة، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد، وعبد الرحمن الحرفي، ومن القدماء الدارقُطْني وغيره.
قال الخطيب: كان صدوقًا.(8/49)
69 - مُحَمَّد بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن حَسَن، أبو الحسين المُعاذي النيسابوري الأديب، [المتوفى: 352 هـ]
شيخ عشيرته المعاذية.
سَمِعَ: أبا عبد الله البُوشَنْجي، وإبراهيم بن علي، وإبراهيم بن أبي طالب.
وَعَنْهُ: الحاكم وغيره، وقال: مات في رجب سنة ثنتين، وله ثلاث وثمانون سنة.(8/49)
70 - محمد بْن أحمد بْن الحُسَيْن، أبو طاهر النيسابوري السَّمسار. [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الله البوشنجي، وطبقته.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/49)
71 - محمد بن علي بن دحَيْم بن كيسان، أبو جعفر الشيباني الكوفي الصَّائغ. [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ: إبراهيم بن عبد الله العبسي القصّار، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم بن أبي غَرْزَةَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مَرْدويه، وجناح بن نذير المحاربي، ومحمد بن علي بن خشيش التميمي الكوفي، وأبو منصور الظفر بن محمد العلوي، وزيد بن أبي هاشم العلوي، وغيرهم.
حديثه في " الثقفيّات " وغيرها. وكان ثقة صدوقًا.
حدّث في هذه السنة، وما أدري هل تُوُفّي فيها أو بعدها.
أرَّخه هنا ابن حمّاد الكوفي، فقال: حدّث في سنة اثنتين وخمسين، [ص:50] قال: وكان شيخًا صالحًا صدوقًا قليل المعرفة بالحديث، كان سماعه في كتب أبيه، وكان أبوه قد شرط على جزء من مُسْنَد ابن أبي غرزة، ما كان في هذا الكتاب عليه إجازة واحدة فلم يسمعه منّي محمد وحسن وحسين، وما كان عليه جرحتان فقد سمعوه مني، وما عليه ثلاث جرحات فقد سمعوه مرّتين، فلم يضبط هذا الشرط كثير من الناس، وأصح ما أخذ عنه ما كان أبو ذر بن المنذر قرأه عليه.(8/49)
72 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بشر، أبو عبد الله المُزَني المغفلي الهروي. [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن شاذان، وأبو الحسن بن رزقويه.
ووثّقه الخطيب،
وَتُوفِّي بنَيسابور.(8/50)
73 - محمد بن علي بن حسن، أبو بكر الشرابي الرّمّاني. [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي.
وَعَنْهُ: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر ابن النحاس، وعقيل وحسين ابنا عبيد الله بن عَبَدان.
قال أبو الفتح بن مسرور: فيه لين.(8/50)
74 - مُحَمَّد بْن عمر بْن الْحَسَن بْن عُبَيْد، أبو جعفر ابن المُسْلِمة. [المتوفى: 352 هـ]
بغدادي، ثقة.
سَمِعَ: محمد بن جرير الطَّبَري، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي،
وَعَنْهُ: ابنه أبو الفرج.(8/50)
75 - محمد بْن محمد بْن أحمد بْن مالك، أبو بكر الإسكافي. [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ: موسى بن سهل الوشّاء، وجعفر بن محمد الصائغ، وأبا الأحوص العُكْبَرِي، والحارث بن أبي أسامة.
وَعَنْهُ: الدارقُطْني، وابن رزقويه، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان. [ص:51]
قال الخطيب: سمعت البرقاني يثني عليه وأمرنا أن نكتب حديثه.
وَتُوُفِّي في ذي القعدة.
قلت: له جزء معروف به.(8/50)
76 - محمد بن وسيم أبو بكر القيسي الطُّلَيْطِلي الضّرير. [المتوفى: 352 هـ]
سَمِعَ بقرطبة مِنْ: أحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن، وقاسم بن أَصْبَغ.
وكان بصيرًا بالحديث حافظًا للفقه، نحويًّا شاعرًا من الأذكياء.
توفي في ذي القعدة.(8/51)
77 - نصر بن جعفر بن علي بن حسن بن منصور بن خالد بْنُ يَزِيدَ بِنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرة، الإمام أبو منصور المهلَّبي الأزدي السمرقندي، [المتوفى: 352 هـ]
مفتي الحنفيّة وعالمهم بسمرقند.
انتهى إليه معرفة المذهب ودقائقه.
وَرَوَى عَنْ: أحمد بن يحيى، وفارس بن محمد، وأحمد بن حام البلخيّين. أخذ عنه الفقيه عبد الكريم بن محمد، وطائفة من الأنساب.
عَلَّقه ابن قاضي الحِصْن.(8/51)
78 - الوليد بن عيسى بن حارث، أبو العباس الأندلسيُّ [المتوفى: 352 هـ]
مولى بني أُمَيّة.
كان بصيراً بالشعر والأدب، شرح ديوان أبي تمّام الطّائي وشِعْر مسلم بن الوليد، وكان بعيد الصَّيت في تعليم أبناء الملوك.
تُوُفّي في شوّال.(8/51)
-سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة(8/52)
79 - أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن يزيد بن بُنْدار التَّيْمي، مولاهم الأصبهاني أبو جعفر [ابن أَفْرَجه] [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: عِمْران بن عبد الرحيم، وسَهْل بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، وإبراهيم بن فَهْد، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: علي بن عبدكويه، وأبو نُعَيم الحافظ، والحسن بن محمد بن حسنويه الكاتب، وجماعة. ويعرف بابن أَفْرَجه.(8/52)
80 - أحمد بن ثابت بن أحمد بن بقية الواسطي الكاتب. [المتوفى: 353 هـ]
حدّث ببغدادِ فِي هذا العام عن محمد بن مسلمة الواسطي، وأحمد بن أَبِي عوف البزوري، ومطيّن.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، وعبد الله بن يحيى السّكّري، وطلحة بن الصقر.(8/52)
81 - أحمد بن قاج بن عبد الله، أبو الحسين الورّاق. [المتوفى: 353 هـ]
كان من أكثر الناس سماعًا ببغداد.
سَمِعَ: إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد ابن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي.
وَعَنْهُ: الدارقُطْني، وابن رزقويه، وأبو طالب محمد بن محمد بن غيلان.
وكان ثقة.
تُوفِّي يوم عيد الفطر.
ذكر الخطيب أنه ورث سبعمائة دينار، فاشترى بجميعها كاغدًا في صفقة، ومكث دهرًا يكتب فيه الحديث، رحمه الله.(8/52)
82 - أحمد بن أبي بكر محمد ابن الزاهد الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل، أبو سعيد الحِيريّ النَّيْسابوري الشهيد الحافظ. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: أبا عمرو الخفّاف، وعبد الله بن شيرويه، والحسن بن سفيان، والهيثم بن خَلَف الدُّوري، وحامد بن شعيب، والقاسم بن الفضل الرازي، [ص:53] وخلقًا سواهم.
وصنّف " التفسير الكبير " و" الصحيح المخرَّج على صحيح مسلم " والأبواب وغير ذلك. ولما خرج إلى بغداد خرج بعسكر كبير وأموال، واجتمع عليه ببغداد خلق كثير، واستشهد بَطرَسُوس، وله خمس وستون سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم.(8/52)
83 - إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عُمارة، أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الأصبهاني. [المتوفى: 353 هـ]
قال أبو نُعَيْم فيه: أوحد زمانه في الحفظ، لم ير بعد عبد الله بن مظاهر في الحفظ مثله، جمع الشيوخ والمسند،
وَتُوفِّي في سابع رمضان. وعمارة جدّهم هو ابن حمزة بن يسّار بن عبد الرحمن بن حفص، وحفص هو أخو أبي مسلم الخُرَاساني صاحب الدولة العباسية.
سَمِعَ: أبا جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا شعيب الحرّاني، وأبا خليفة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة سواهم.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله بن منده، وقال: لم أر أحفظ منه، وأبو الحسن علي بن عبدكويه، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذكواني، وَأَبُو نُعَيم أحمد بن عبد الله، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأهل أصْبَهان.
قال أبو جعفر بن أبي السّريّ: سمعت أبا العباس بن عُقْدَةَ يقول: قَلَّ ما رأيت مثل إبراهيم بن محمد بن حمزة في الحفظ.
وقال أبو عبد الله الحاكم: قد كان في عصرنا جماعة بَلَغَ المُسْنَدُ المصنّف على التراجم لكلّ واحدٍ منهم ألف جُزْءٍ، منهم: إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني، وأبو علي الحسين بن محمد الماسرجسي.
قُلْتُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أبي منصور، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، [ص:54] قال: حدثنا أبو جعفر الحضرمي إملاء، قال: حدثنا عبادة بن زياد، قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا سَبَبِي وَنَسَبِي ". وَقَعَ لَنَا مِنْ عَالِي حَدِيثِهِ وَمِنْ عَالِي حَدِيثِ أَبِيهِ.(8/53)
84 - بكّار بن أحمد بن بكّار بن بُنان، أبو عيسى المقرئ. [المتوفى: 353 هـ]
بغدادي مشهور بالإقراء، أقرأ ستين سنة.
قَرَأَ عَلَى: عبد الله بن الصَّقر السُّكْري، وأبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف صاحب أبي حمدون، وأحمد بن يعقوب ابن أخي العرق، وأبي بكر بن مجاهد.
وَسَمِعَ الحديث مِنْ: أحمد بن علي الأَبّار، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
قَرَأَ عَلَيْه: أبو حفص الكتّاني، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: هو وابن أبي الفوارس، وأبو العلاء محمد بن الحسن الورّاق.
قال الخطيب: ثقة، وُلد سنة خمس وسبعين ومائتين،
وَتُوُفِّي في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين.
قال أبو عمرو الدّاني: ضابط مشهور ثقة.(8/54)
85 - بُكَيْر بن الحسن بن عبد الله بن مسلمة، أبو القاسم الرازي الدرهمي. [المتوفى: 353 هـ]
وُلد سنة أربع وستين ومائتين.
سَمِعَ بمصر: بكّار بن قُتَيْبَة، وعبد الله بن أبي مريم، وغيرهما.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن ابن النحّاس.(8/54)
86 - بُنْدار بن الحسين الشّيرازي، أبو الحسين الزاهد، [المتوفى: 353 هـ]
نزيل أَرّجان.
له لسان مشهور في علم الحقائق، وكان الشّبلي يعظمه. حكى عنه عبد الواحد بن محمد الأصبهاني، وغيره.
قال السُّلمي: كان بندار بن الحسين عالمًا بالأصول، ردّ على محمد بن خفيف في مسألة الإغانة وغيرها. [ص:55]
قلت: وقد روى عَنْ إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي حديثًا واحدًا، وكان ذا أموال كثيرة فأنفقها وزَهِد.
وقال محمد بن عبد الله الرازي: أنشدني بندار بن الحسين:
نوائبُ الدهر أدّبتنيِ ... وإنّما يُوعَظُ الأديبُ
قد ذُقْتُ حُلْوًا وذقت مراً ... كذاك عيش الفتى ضروب
ما مر بؤس ولا نعيم ... إلاّ ولي فيهما نصيب
قال السلمي: حدثنا عبد الواحد بن محمد، قال: سمعت بندارًا يقول: دخلت على الشّبلي ومعي تجارة بأربعين ألف دينار فنظر في المرآة، فقال: المرآة تقول: إنّ ثَمَّ سببًا. قلت: صدقت المرآة، فحملت إليه ستَّ بِدَرٍ، ثم لزِمْتُه حتى حملت جميع مالي إليه، فنظر مرّةً في المرآة وقال: المرآة تقول: ليس ثَمَّ سبب، فقلت: صدقت.(8/54)
87 - جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي المؤدّب. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن يونس الكديمي، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، وطلحة الكتّاني، وأبو على بن شاذان.
وثّقه الخطيب.(8/55)
88 - سعيد بن عثمان بن سعيد بن السَّكَن، أبو علي البغدادي ثم المصري البزّاز الحافظ. [المتوفى: 353 هـ]
وُلد سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع بمصر والشام والجزيرة والعراق وخُراسان وما وراء النهر، وكان كبير الشأن، مُكْثِرًا مُتْقِنًا، مُصَنِّفًا، بعيد الصيت، له تجارة في البَزِّ؛
سَمِعَ: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعلى بن أحمد علان، وأبا جعفر الطحاوي، وأبا القاسم البَغَوي، وابن صاعد، ومحمد بن يوسف الفَربْري، وأبا حَامد ابن الشرقي، ومكّي بن عبدان، وأبا عروبة الحّراني، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جَوْصا.
وَعَنْهُ: أبو سليمان بن زَبْر، وابْن مَنْدَه، والحافظ عَبْد الغني بْن سَعِيد، [ص:56] وعلي بن محمد الدّقّاق، وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي، وجماعة من الأندلسيّين والمصرييّن.
وقع كتابه " المنتقى الصحيح " إلى أهل الأندلس وهو كبير.
تُوُفّي في المحرّم.
وقد روى عنه صحيح البخاري ابن أسد الْجُهَني، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرّج، وأبو جعفر بن عون الله.(8/55)
89 - شجاع بن جعفر، أبو الفوارس البغدادي الورّاق الواعظ. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: أبا جعفر ابن المنادي، وأبا بكر الصّغاني، وعبّاس بن محمد الدُّوري، وأحمد بن عبد الجبّار العُطاردي، وعبد الله بن شبيب المدني، وأحمد بن ملاعب.
وَعَنْهُ: أبو حفص الكتّاني، وهلال الحفّار، وعلى بن داود الرزّاز، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم.
وكان أَسْنَد من بقي ببغداد، وحديثه بعلو في آخر " مسند " عمر للنجاد.(8/56)
90 - عبد الله بن الحسن بن بُنْدار بن ناجية بن سَدوس، أبو محمد المَديني الأصبهاني. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: أَسِيد بن عاصم، وأحمد بن مَهْدِيّ بأصبهان، ومحمد بن إسماعيل الصائغ بمكة.
وَعَنْهُ: علي بن عبدكويه، وأبو أحمد عبد الله بن عمر السّكّري، وأبو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، وَأَبُو نُعَيم الحافظ.(8/56)
91 - عبد الله بن عمر بن إسحاق، أبو جعفر المصري. [المتوفى: 353 هـ]
يَرْوِي عَنْ: ابن علاثة، وغيره.(8/56)
92 - عبد الله بن محمد بن العبّاس، أبو محمد المكّي الفاكهي. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: أبا يحيى عبد الله بن أبي مَسَرَّة وغيره.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، ومحمد بن أحمد بن حسن البزاز شيخ البَيْهَقِيّ، وأبو القاسم عبد الملك بن بِشْران، وأبو محمد ابن النحّاس، وجماعة.
وكان أَسْنَدَ من بقي بمكّة، وله كتاب " أخبار مكة " في مجلَّدَتَين عند [ص:57] صاحبنا ابن حرمي الحافظ.(8/56)
93 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو محمد الحِيريُّ، ويُعرف بالرازي الزاهد، [المتوفى: 353 هـ]
من كِبار مشايخ الصوفية.
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن محمد التُّرك، وأحمد بن نجدة الهَرَوي، ويوسف القاضي، وغيرهم. وكان من أكابر أصحاب الزاهد أبي عثمان الحيري.
قال السُّلمي: صَحِبَ الْجُنَيْدَ، وأبا عثمان، ومحمد بن الفضل، ورويماً، وسمنون، وأبا علي الجُوزجاني، ومحمد بن حامد.
وكان أبو عثمان يُكْرِمُه ويبجّله وهو من أَجَلّ مشايخ نَيْسَابُور في وقته، له من الرّياضات ما يعجز عن سماعها إلّا أهلها. وكان عالمًا بعلوم هذه الطّائفة، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة.
قلت: وروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن حمشاذ الصائغ.
قال السُّلَمي: سمعته يقول: قيل لبعض العارفين: ما الذي حَبَّبَ إليك الخلوة ونفى عنك الغفلة؟ قال: وثبة الأكياس من فخّ الدنيا.
وقال السُّلمي: هو أَجَلُّ شيخٍ رأيناه من القوم وأقدَمُهُم، وقد صحب محمد بن علي التِّرْمِذِي والكبار، ويرجع إلى فنون من العلم، وكتب الحديث الكثير. وله رياضات واجتهادات يطول ذكرها. وقد امتُحِن في آخر عمره بحَدَث من أهل نَيْسَابور، كشفت تلك المحنة عن جلالته وعِظَمِ شأنه. سمعته [ص:58] يقول: إذا رأيت المريد يحبُّ السَّماع فاعْلَمْ أنّ فيه بقيّةَ من البطالة.
قال السُّلمي: قرأت بخط أبي بكر بن داود، قال: سمعت عبد الله الرازي يقول: قال لي الجُنيد: من أين أنت؟ قلت: من نيسابور. قال: عليك أن تحكي لي عن أبي حفص. فحكيتُ له عن أبي عثمان عن أبي حفص حكايةً، فقال: أبو عثمان لا يخطئ، وأبو حفص سيد، ولكنك تخطئ فيها. فقلت: لا، ولكنه ليس حالك، فارجع وبارك هذا الحال حتى يبدو لك. فلما كان من الغد قال: يا نيسابوري ظهر لي الصواب وأنك لم تخطئ.(8/57)
94 - عبد الصمد بن الحسين بن يوسف بن يعقوب الأّزْدي القاضي. [أبو الحسين] [المتوفى: 353 هـ]
بغداديُّ يُكْنَى أبا الحسين، من بيتِ عِلْمٍ،
حَدَّثَ بمصر عَنْ: محمد بن جعفر القتّات.
وَعَنْهُ: عبد الواحد بن مسرور، ووثَّقه.(8/58)
95 - عبد الملك بن محمد، أبو مروان المدني، [المتوفى: 353 هـ]
قاضي المدينة.(8/58)
96 - عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل، أبو مروان التميمي القرطبي. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن خالد الجباب، وابن أيمن، وبمكّة ابن الأّعْرابي. ولزم العُزْلَة والزُّهْد، وكان من الراسخين في العِلْم، رضي الله عنه. وهو أخو يحيى بن هذيل الشاعر، سيأتي سنة إحدى وسبعين.(8/58)
97 - عبد الواحد بن أحمد بن علي بن أبي الخصيب، أبو علي. [المتوفى: 353 هـ]
توفي بتنّيس فِي المحرَّم.(8/58)
98 - عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم ابن الواثق ابن المعتصم، أبو محمد العباسي الهاشمي البغدادي. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: أبا مسلم الكّجي، وأبا شعيب الحّراني، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخَلَف بن عَمرو العُكْبَرِي.
وَعَنْهُ: الدارَقُطْنيّ، وأبو الحسن بن رزقويه، وابن ابنه أحمد بن عمر بن عبد العزيز، وغيرهم.
وثّقه الخطيب.(8/58)
99 - علي بن إبراهيم، أبو الحسن المُسْتَمْلِي النجّاد. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: السراج، وإمام الأئمة ابن خزيمة، والباغندي.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، وابن الفضل القطّان.(8/59)
100 - علي بن الحسن بن دُلَيل. [المتوفى: 353 هـ]
رَوَى عَنْ: يوسف القاضي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الدَّارقطني، وابن رزقويه، وغيرهما.
وثّقه الخَطيب.(8/59)
101 - علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل بن أبي العقب، أبو القاسم الهمداني الدمشقي. [المتوفى: 353 هـ]
أحد محدّثي الشام الثقات.
سَمِعَ: أبا زرعة النصري، والقاسم بن موسى الأشيب، وأحمد بن الْمُعَلَّى، والحسن بن جرير الصُّوري، وأنس بن السلم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، سمع منه في الحج. وقرأ بحرف عاصم على أحمد بن نصر بن شاكر، عن الحسين العجلي، عن يحيى بن آدم.
وقرأ عليه مظفَّر بن أحمد الدَّينوَرِي. وحدَّث عنه تمّام الرّازي، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن ياسر الْجَوْبَرِي، وعبد الواحد بن مشماس، وأبو عبد الله بن منده، ونافلته عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسين بْن الحَسَن بن علي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأبو العبّاس بن الحاج الإشبيلي. وآخر من روى عنه أبو الحسن ابن السمسار.
مولده سنة إحدى وستّين ومائتين، وله شِعْر حَسَن، وكانت وفاته في ذي الحجّة من السنة.(8/59)
102 - قاسم بن محمد بن قاسم بن سيّار، مولى الوليد بن عبد الملك، الأموي القرطبي. [أبو محمد] [المتوفى: 353 هـ]
من بيت علم وجلالة، يكنى أبا محمد.
سَمِعَ مِنْ: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وغيرهما. وكان عارفًا بمذهب مالك. [ص:60]
ولي قضاءَ أستِجَة وقَبْرَة وإشبيلية، وحُمِدَتْ سيرتُه. وكانت وفاته فجاءة.(8/59)
103 - محمد بن أحمد بن محمد بن خروف، أبو بكر المدني ثم المصري. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: محمد بن علي الصائغ، وموسى بن هارون الحمّال، والحسن بن علي بن موسى، وأحمد بن علي بن سهل المروزي.
وقع لنا جزء من حديثه.
رَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله بن نظيف، وأبو محمد ابن النحّاس، وجماعة.
توفي فِي ذي الحجّة.(8/60)
104 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أبي القاسم عبد الله بن محمد البَغَوي، أبو الفتح. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: " مُعْجَم الصّحابة " من جدّه، وروى عنه وعن بِشْر بن موسى.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، وعبد الرحمن بن عمر النحّاس.
قال الخطيب: لم يبلغني من حاله إلّا خيرًا.(8/60)
105 - محمد بن أحمد بن محمد بن عقبة، القاضي أبو أحمد المروزي الحنفي. [المتوفى: 353 هـ]
من كِبارِ الأئمة، وُلِّيَ قضاء نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة بعد يحيى بن منصور القاضي، فحكم نحوًا من سبع سنين، ثم عُزِل بقاضي الحرمين، ثم وُلِّيَ قضاءَ بُخارى حتى مات في سنة ثلاثٍ هذه.
حَدَّثَ عَنْ: عبد الله بن محمود المروزي.
وَعَنْهُ: الحاكم وأثنى عليه.(8/60)
106 - محمد بن إبراهيم بن حمش، أبو عبد الله النَّيْسَابُوري، [المتوفى: 353 هـ]
نزيل نَسًا.
سَمِعَ: البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب،
وخرّج لنفسه فخلَّط وبان [ص:61] جهلُه.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم وغيره.(8/60)
107 - محمد بن إسحاق بن أيوب بن كُوشيذ، أبو بكر الأصبهاني المقرئ. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: إبراهيم بن سَعْدَان، وأبا مسلم الكجّي، وجماعة.
وَعَنْهُ: علي بن عبدكويه، وأبو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، وَأَبُو نُعَيم أحمد بن عبد الله.(8/61)
108 - محمد بن الحسين بن عمر القرَشي، مولاهم، أبو بكر الدمشقي ويُعرف بابن مزاريب. [المتوفى: 353 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي زُرْعَة الدمشقي، وغيره.
وَعَنْهُ: تمّام الرازي، وعبد الواحد بن بكر، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.
مات في شوَّال.(8/61)
109 - محمد بن عُبَيْد اللَّه بن المرزبان الأصبهاني، أبو بكر الواعظ. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: محمد بن يحيى بن منْدَه، وإبراهيم بن متَّوَيْه، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وأبا القاسم البَغَوِي.
وكان ورعاً صالحاً، صحب أبا عبد الله الخشوعي.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيْم.(8/61)
110 - محمد بن عثمان بن سعيد، أبو عبد الله الأندلسي. [المتوفى: 353 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي خليفة في هذا العام.(8/61)
111 - محمد بن مالك بن الحسن بن مالك، أبو صخر السعدي المَرْوَزي، [المتوفى: 353 هـ]
نزيل بلْخ.(8/61)
112 - محمد بن محمد بن يحيى، أبو الفضل القرّاب الهروي. [المتوفى: 353 هـ]
توفي بسمرقند في شوّال، وحُمِل إلى هَرَاة.
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن نوح الْجُنْدَيْسَابُوري.
وَعَنْهُ: أبو الحسن الديناري.(8/61)
113 - محمد بن النعمان بن نصير، أبو بكر العَنْسيُّ [المتوفى: 353 هـ]
إمام الجامع بصُور.
سَمِعَ: محمد بن على بن حرب الرقّي، وجعفر بن محمد الهمذاني، [ص:62] وعبد الجبّار بن محمد بن كوثر.
وَعَنْهُ: تمّام الرازي، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وشهاب بن محمد الصُّوري.
حدّث في هذا العام.(8/61)
114 - محمد بن هارون بن شُعَيْب بن عبد الله بن عبد الواحد، ويقال بعد شعيب: ابن علقمة بن سعد، ويقال: ابن عبد الله بن ثمامة، من ولد أنس بن مالك، ويقال: ابن حِبان بن حكيم، أبو علي الأنصاري الدمشقي [المتوفى: 353 هـ]
من سكان قرية قَيْنِيَة غربيّ الْمُصَلَّى.
سَمِعَ: بالشام، ومصر، والعراق، وأصبهان، وصنفّ وخرّج.
سَمِعَ: عبد الرحمن بن حاتم المرادي، وأبا علاثة محمد بن عمرو، وبكر بن سهل، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وأحمد بن إبراهيم البُسري، وزكريا بن يحيى خَياط السُّنة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن خُلَيْد الحلبي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، والفِرْيابي، وأبا خليفة، وعَبْدان، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بكر ابن المقرئ، وابن مَندَه، وتمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الوهاب المَيْداني.
ووُلد في رمضان سنة ست وستين ومائتين.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان يُتَّهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ، وَمحمد بْنُ يُوسُفَ الذهبي؛ قالوا: أخبرنا مكرم بن محمد بن حمزة، قال: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السُّوسِيُّ سنة ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائة، قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي السلمي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن هارون، قال: حدثنا زكريا بن يحيى السجزي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا روح بن عبادة وعفان؛ قالا: حدثنا حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، هَدْبَ [ص:63] الأَشْفَارِ، مُشْرَبَ الْعيَنيْنِ حُمْرَةٌ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال المَيْداني وغيره: توفي سنة ثلاثٍ وخمسين.(8/62)
115 - محمد بن هارون الطَّزَريُّ، أبو سهل، [المتوفى: 353 هـ]
نزيل طَرَسُوس.
سَمِعَ: محمد بن يونس الكديمي.(8/63)
116 - محرز بن جعفر الرازي، أبو الحسن الصُّوفي الزاهد. [المتوفى: 353 هـ]
له حكايات.(8/63)
117 - مَسْلَمَة بن القاسم بن إبراهيم، أبو القاسم القُرْطُبي. [المتوفى: 353 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد، وجماعة، ورحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أحمد بن موسى التمار، وعبد الله بن محمد بن فُطَيْس، وبأطرابلس من صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ الكوفي، وبإقريطش من أحمد بن محمد بن خلف، وبمصر من محمد بن زبان، وأبي جعفر الطحاوي، وبمكة من الدّيْبُلي، وبواسط من علي بن عبد الله بن مبشّر، وبالبصرة من أبي رَوْق الهزّاني، وببغداد من أبي بكر بن زياد النَّيْسَابُوري، وبسيراف، واليمن، والشام، ورجع إلى الأندلس بعلم كثير، ثم كُفَّ بَصَره، وأكثر عنه الناس.
قال ابن الفرضيّ: وسمعت من ينسبه إلى الكذب. وقال لي محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج: لم يكن كذَّابًا، وكان ضعيف العقل، وحُفِظ عليه كلام سوء في التشبيه.(8/63)
118 - مُعَلَّى بن سعيد، أبو خازم التنوخي [الشبيبي] [المتوفى: 353 هـ]
بغدادي سكن مصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: بِشْر بن موسى، وأبي خليفة، ومحمد [ص:64]، ابن جرير الطَّبَريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم ابن الثّلاج، وعبد الغني بن سعيد الحافظ، وقال: كتبنا عنه وما كان ممن يُفْرَح به.
قلت: وهو الذي تفرّد بحكاية الهميان عن ابن جرير، وفي النفس من ثبوتها شيء. ويعرف بالشبيبي.(8/63)
119 - مكّي بن إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم البخاري، [المتوفى: 353 هـ]
قاضي بلْخ.
توفي ببخارى في ربيع الأول.(8/64)
120 - مَيْسَرة بن علي القزْويني، أبو سعيد. [المتوفى: 353 هـ]
من كبار المحدَّثين ببلده.
سَمِعَ: محمد بن أيوب الرّازي وغيره، وروى الكثير؛ يقال: إنّه كتب ثلاثة ألاف جزء.(8/64)
• - أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان الحِيري. [المتوفى: 353 هـ]
مرّ في أحمد بن محمد.(8/64)
-سنة أربع وخمسين وثلاث مائة(8/65)
121 - أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطيّة، أبو بكر بن الحداد البغدادي، [المتوفى: 354 هـ]
مولى بني الزُّبَيْر بن العَوَّام.
سَمِعَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وعبد الرحمن بن الروّاس، وأَنَس بن السلم بدمشق، وبكر بن سهْل الدَّمْياطي بدِمْياط، ويوسف القاضي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحافظ عبد الغني، وعلي بن عبد الله بن جَهْضَم، وعبد الرحمن بن عمر النحّاس، ومحمد بن نظيف.
ووثّقه الخطيب: تُوُفّي بتنّيس، وحُمِل فيما قيل إلى بغداد. عاش أربعًا وثمانين سنة.(8/65)
122 - أحمد بن إبراهيم بن حَوْصَلة الكوفي ثم البخاري، أبو الأسد. [المتوفى: 354 هـ]
سَمِعَ: صالح بن محمد جَزَرَة، وحامد بن سهل، وإبراهيم بن معقل.
تُوُفّي في ذي القعدة.(8/65)
123 - أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيّب الْجُعفيُّ الكوفيِ المتنّبي الشاعر. [المتوفى: 354 هـ]
وُلد سنة ثلاث وثلاث مائة، وأَكْثَرَ المقامَ بالبادية لاقْتباس اللغة، ونظر في فنون الأدب والأخبار وأيّام الناس، وتعاطى قوْلَ الشعر في صِغَره حتى بَلَغَ فيه الغاية، وفاق أهلَ عصره، ومدح الملوك، وسار شعره في الدنيا؛ مدح سيفَ الدولة أبا الحسن بن حمدان بالشام، والأستاذ كافور الإخشيدي بمصر، وحدّث في بغداد بديوانه.
رَوَى عَنْهُ: أبو الحسين محمد بن أحمد المَحَامليّ، وعلي بن أيوب القمّي، وأبو عبد الله بن باكويه الشّيرازي، وأبو القاسم بن حنش الحمصي، وكامل بن أحمد العزائمي، والحسن بن علي العلوي، وغيرهم؛ رَوَوْا عنه من شعره. [ص:66]
وكان أبوه سقّاءً بالكوفة يلقَّب بعَيْدان.
قال أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي: حدّثني كُتُبيُّ كان يجلس إليه المتنّبي، قال: ما رأيت أحْفَظَ من هذا الفتى ابن عَيْدان، كان اليوم عندي وقد أَحضر رجلٌ كتابًا من كُتُب الأصمعيّ نحو ثلاثين ورقة ليبيعه، فأخذ ينظر فيه طويلًا، فقال له الرجل: يا هذا أريد أن أبيعه، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون بعد شهر، فقال له ابن عَيْدان: فإنْ كنتُ قد حفظته فمالي عليك؟ قال: أَهَبُهُ لك. قال: فأخذت الدفتر من يده، فأقبل يقرأ عليّ إلى آخره، ثم استلبه فجعله في كُمَّه وقام، فَعَلِق به صاحبُهُ وطالبه بالثمن، فمنعناه منه، وقلنا: أنت شَرَطْت عَلى نفسك.
قال أبو الحسن العلوي: كان عَيْدان يذكر أنّه جعْفِيّ.
قال أبو القاسم التّنُوخيّ: وقد كان المتنبّي خرج إلى كَلْب وأقام فيهم وادّعى أَنَّه علويَّ، ثم ادّعَى بعد ذلك النُّبوَّة إلى أن شُهِد عليه بالكذِب في الدعوتين، وحُبس دهرًا وأشرف على القتل، ثم استتابوه وأطلقوه.
قال التنوخي: حدّثني أبي، قال: حدثني أبو علي بن أبي حامد قال: سمعنًا خلْقًا بحلب يحكون والمتنّبي بها إذ ذاك أنّه تنبّأ في بادية السَّمَاوَة، قال: فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قِبَل الإخشيديّة، فأسره بعد أن قاتل المتنّبي ومَن معه، وهرب مَن كان اجتمع عليه من كَلْب، وحبسه دهرًا، فاعتلّ وكاد أن يتلف، ثم استُتيب بمكتوبٍ. وكان قد قرأ على البَوَادي كلامًا ذكر أنّه قرآن أُنْزِل عليه نَسَخْتُ منه سورة فضاعَتْ وبقي أوَّلُها في حِفْظي وهو: " والنّجْمِ السَّيّار، والفلكِ الدّوّار واللّيل والنّهار، إنّ الكافر لَفِي أخطار، امْضِ على سُنَنِك واقْفُ أَثَرَ من كان قَبْلَكَ من المرسلين، فإن الله قامع بك زَيْغَ مَن أَلْحَدَ في الدّين، وضلَّ عن السبيل ". قال: وهي طويلة. قال: وكان المتنّبي إذا شُوغِبِ في مجلس سيف الدولة، ونحن إذ ذاك بحلب، يُذكر له هذا القرآن فينكره ويَجحده. وقال له ابن خالَوَيْه النحويّ يوماً في مجلس سيف الدولة: لولا أنّ [ص:67] الآخر جاهلٌ لما رضي أن يُدعى المتنّبي، لأن متنَّبي معناه كاذب، فقال: إنّي لم أرض أن أدعى به.
ومن قوله مما رواه عنه ابن باكويه، سمع منه بشيراز:
وما أنا بالباغي على الحبّ رشْوَةً ... قبيحٌ هوًى يُرجَى عليه ثوابُ
إذا نِلْتُ منك الوُدَّ فالمال هيِّنٌ ... وكلُ الذي فوق الترابِ تُرابُ
وله:
وبعين مفتقر إليك رأيَتني ... فهَجَرْتَني ورَمَيْتَ بي من حالِقِ
لَسْتَ المَلُومَ أنا المَلُومُ لأنني ... أَنزلت حاجاتي بغير الخالِق
وله شعر بالسَّنَدِ المتَّصل مما ليس في ديوانه، وما خرج من مصر حتى أساء إلى كافور وهجاه، كما ذلك مشهور.
قال المختار محمد بن عبيد الله المسبّحي: لما هرب المتنبّي من مصر وصار إلى الكوفة، ثم صار إلى ابن العميد ومدحه، فقيل: إنه وصل إليه منه ثلاثون ألف دينار، وفارَقَه ومضى إلى عَضُد الدَّولة إلى شيراز فمدحه، فوصله بثلاثين ألف دينار، ففارقه على أن يمضي إلى الكوفة يحمل عياله ويجيء، فسار حتى وصل إلى النُّعمانية بإزاء قرية، فوجد أثر خيلٍ هناك، فتنسّم خَبَرَها فإذا هي خيل قد كمنت له لأنّه قصدها، فواقَعُوه فطُعن، فوقع عن فرسه، فنزلوا فاحْتزُّوا رأسه، وأخذوا الذهب الذي معه، وقُتل معه ابنه مُحَسَّد وغلامه، وكان معه خمسة غلمان، وذلك لخمسٍ بَقِين من رمضان سنة أربعٍ وخمسين.
وقال الفرغاني: لما رحل المتنبّي من المنزلة جاءه خُفَراءُ فطلبوا منه خمسين درهمًا ليسيروا معه فمنعه الشُّحُّ والكبر، فتقدّموه، فكان من أمره ما كان.
ورثاه أبو القاسم مظفَّر بن علي الزَّوْزَنيّ بقوله:
لا رَعَى الله سِرْبَ هذا الزمانِ ... إذْ دهانا في مثل ذاك اللّسانِ
ما رأي الناسُ ثانيَ المتنبّي ... أيُّ ثانٍ يُرَى لِبِكْرِ الزّمان
كان في نفسه الكبيرة في جي ... ش وفي كِبْرياءٍ ذي سُلطْان
كان في شعره نبيًّا ولكنْ ... ظهرت مُعجزاتُه في المعاني
وقيل: إنه قال شيئًا في عَضُدِ الدولة، فدسّ عليه من قتله؛ لأنّه لما وفد [ص:68] عليه وصله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أخراس مُسْرَجَة مُحلاة وثياب مُفْتَخَرة، ثم دسّ عليه من سأله: أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة؟ فقال: هذا أجْزَل إلّا أنّه عطاءُ مُتَكَلَّفٍ، وسيف الدولة كان يُعطي طبْعًا. فغضب عَضُدُ الدولة، فلما انصرف جهّز عليه قومًا من بني ضبّة، فقتلوه بعد أن قاتل قتالًا شديدًا، ثم أنهزم، فقال له غلامه: أين قولك:
الخَيْلُ واللَّيْلُ والبَيْدَاءُ تعرِفُنيِ ... والحرب والضرب والقرطاس والقلم
فقال: قتلتني، قتلك الله، ثم قاتل حتى قُتل.
وقال ضياء الدين نصر الله ابن الأثير: سافرت إلى مصر ورأيت الناس يشتغلون بشعر المتنبّي، فسألت القاضي الفاضل، فقال: إنّ أبا الطيّب ينطق عن خواطر الناس.
وقال صاحب اليتيمة: استنشد سيفُ الدولة أبا الطيّبِ قصيدَتَه الميميّة وكانت تعجبه، فلما قال له:
وقفت وما في الموت شكُّ لِوَاقِف ... كأنَّك في جفْن الرَّدَى وهو نائمُ
تمرُّ بك الأبطالُ كَلْمَى هَزِيمةً ... ووجْهُك وضّاحٌ وثغْرُك باسِمُ
فقال: قد انتقدنا عليك من البيتين كما انْتُقِد على أمرئ القَيْس قوله:
كأنّي لم أركبُ جوادًا ولم أَقُلْ ... لخيلي كرّي كَرَّةً بعد إجفالٍ
ولم أسبأ الزّقَّ الرَّوِيَّ للذَّةٍ ... ولم أتبَطّن كاعِبًا ذات خلخالٍ
ولك أن تقول الشطر الثاني من البيت الثاني مع شطر الأول وشطره مع الثاني. فقال: أيَّدك الله إنْ صح أنّ الذي استَدْرَكَ على امرئ القَيْس أعلمُ بالشِعْر منه، فقد أخطأ امرؤ القيس وأنا، ومولانا يعرف أنّ الثوب لا يعرفه البزّاز معرفة الحائك، لأنّ البزاز يعرف جملته، والحائك يعرف جملته وتفاريقه، لأنْه هو الذي أخرجه من الغزْل إلى الثوبيّة، وإنّما قرن امرؤ القيس [ص:69] لذَّةَ النساء بلذَة الركُوب إلى الصَّيْد، وقرن السماحة في شري الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلة الأعداء. وأنا لما ذكرت الموتَ في أول البيت أتْبَعْتُه بذِكْر الرَّدَى وهو الموت لتَجَانُسِه، ولما كان وجه المنهزِم لا يخلو من أن يكون عَبُوسًا وعينه من أن تكون باكية. قلت: " ووجهُك وضّاح وثغْرُك باسِمُ " لأجمع بين الأضداد في المعنى، وإنْ لم يتَّسع اللفْظُ لجمعِها. فأُعجِب سيفُ الدولة بقوله، ووصله بخمس مائة دينار.
وكان المتنبّي آيةٌ في اللغة وغريبها، يقال: إنّ أبا عليّ الفارسيّ سأله، فقال: كم لنا من الجموع على وزن فَعْلَى؟ فقال لوقته: حِجْلَى وظِرْبَى. قال أبو علي: فطالعت كُتُب اللغة ثلاث ليالٍ على أن أجد لهذين الجمعين ثالثًا فلم أجد، وحِجْلَى جمع حَجل، وهو طائر معروف، وظربى جمع ظربان وهي دُوَيبة منتنة الرّيح.
ومن قوله الفائق:
رماني الدهْرُ بالأرْزاء حتّى ... فؤادِي في غشاء من نِبَالِ
فصرْتُ إذا أصابتني سهام ... تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ
وله في سيف الدولة:
كلّ يومٍ لك ارْتحالٌ جديدٌ ... ومَسيرٌ للمجد فيه مُقَامُ
وإذا كانت النُّفُوسُ كِبارًا ... تعِبَتْ في مُرادِها الأَجَسامُ
وله:
نَهَبْتَ من الأعمار ما لو حَوَيْتَها ... لَهُنِّئتِ الدُّنيا بأنَّك خالِدُ
ومن شعره:
قد شَرَّف الله أرْضًا أنتَ ساكِنُها ... وشرَّفَ النَّاسَ إذْ سَوَّاك إنسانا
وله: [ص:70]
أزُورُهُم وسَوَادُ اللَّيْلِ يشفعُ لي ... وأنْثَني وبياضُ الصُّبْحِ يُغْرِي بي
وله:
لولا المَشَقَّة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال
وحكي عن بعض الفُضلاء، قال: وقفت على أكثر من أربعين شرحًا لديوان المتنّبي ما بين مطوَّلٍ ومُخْتَصَرٍ.
وقال أبو الفتح بن جِني: قرأت ديوانه عليه فلما بلغت إلى قوله في كافور:
ألا ليت شِعْري هل أقول قصيدة ... ولا أشتكي فيها ولا أَتَعَتَّب
وبي ما يَذُود الشِعْر عنّي أقلّه ... ولكنّ قلبي يا ابْنَة القومٍ قُلَّب
فقلت له: يعزّ عليّ كيف هذا الشعر في غير سيف الدولة، فقال: حذّرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه:
أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك ... ولا تعطين الناس ما أنا قائل
فهو الذي أعطاني كافورًا بسوء تدبيره وقلّة تمييزه.
وبلغنا أنّ المتعمد بن عَبّاد صاحب الأندلس أنشد يومًا بيتًا للمتنّبي قوله:
إذا ظَفِرتْ مِنك العيونُ بنظرةٍ ... أثاب بها مُعيي المطيّ ورازمه
فجعل المُعْتَمِد يردّده استحسانًا له، فارتجل عبد الجليل بن وهبون وقال:
لَئنَ جاد شِعْرُ ابن الحُسَين فإنّما ... تجيد العطايا واللها تفتح اللها
تَنَبَّأ عُجْبًا بالقَرِيضِ ولو دَرَى ... بأنَّك تروي شعره لَتَأَلَّها(8/65)
124 - أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر الأصبهاني المؤدب، عُرف بابن دقّ الأديب. [المتوفى: 354 هـ]
يَرْوِي عَنْ: إسحاق بن إبراهيم بن جميل.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وابن أبي علي.(8/70)
125 - أحمد بن محمد بن أحمد بن الصباح، أبو العباس الكبشي البغدادي. [المتوفى: 354 هـ][ص:71]
سَمِعَ: أحمد بن محمد البرتي، وإبراهيم الحربي، ومُعاذ بن المُثنّى.
قال الخطيب: كان ثقة، حدثنا عنه هلال الحفّار.(8/70)
126 - أحمد بن يعقوب، أبو جعفر النحوي البغدادي، بزرُويه [المتوفى: 354 هـ]
غلام نِفطَويْه، أصله من أصبهان.
يَرْوِي عَنْ: محمد بن نُصَير، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وأبي خليفة.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان.
تُوُفّي في رجب.(8/71)
127 - إبراهيم بن محمد بن سهل، أبو إسحاق القّراب. [المتوفى: 354 هـ]
قتلته الباطنية بهراة لإنكاره المنكر، وصلّى عليه ابنه أبو بكر.
سَمِعَ: أبا خليفة الْجُمَحِي، وأبا يَعْلي المَوْصِلّي.
وَعَنْهُ: الجارودي وغيره.(8/71)
128 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن بسام، أبو إسحاق الهاشمي العباسي الرشيدي. [المتوفى: 354 هـ]
يَرْوِي عَنْ: بكر بن سهل الدمياطي، وغيره.
لا أعرفه.(8/71)
129 - بَكر بن شُعيْب بن بكر بن محمد، أبو الوليد القُرَشي. [المتوفى: 354 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، وتمّام الحافظ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عَوْن الله القُرْطُبي، وهو دمشقي.(8/71)
130 - تميم بن أحمد بن تميم بن ثابت، أبو الحُسين البُوَيْطي المِصْريُّ. [المتوفى: 354 هـ]
تُوُفّي في رجب. ومولده ببُوَيْط سنة تِسْعٍ وسبعين.
قال الطَّحَّان: حدّثونا عنه.(8/71)
131 - شاكر بن عبد الله المَصّيصي، أبو الحسن. [المتوفى: 354 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: محمد بن موسى النهرتيري، وعمر بن سعد المنبجي، والحسن بن فيل.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة، وعبد الله بن يحيى السُّكّري.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلّا خيرًا.(8/72)
132 - محمد بن أحمد بن عثمان بن عنبر المروزي. [المتوفى: 354 هـ]
حدّث في هذه السنة ببغداد عن أبي العبّاس السرّاج، وابن خُزَيْمة.
وَعَنْهُ: الدارقُطْني مع جلالته، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن يحيى السُّكّري.
وثّقه الخطيب.(8/72)
133 - محمد بن أحمد بن محمد بن قريش البزّاز المجهزّ. [المتوفى: 354 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي.
وَعَنْهُ: ابن رِزْقُويه، وابن داود الرَّزَّاز، وطلحة الكتّاني.
تُوُفّي في رجب ببغداد، وكان ثقة؛ قاله الخطيب.(8/72)
134 - محمد بن أَبان بن سيد بن أبان، أبو عبد الله اللخمي القُرْطُبي. [المتوفى: 354 هـ]
كان عارفًا باللغة والعربية والنَّسَب والأخبار، مصنَّفًا مكِينًا عند الحَكَم المُسْتَنصِر بالله.
أخذ عن أبي علي القالي.(8/72)
135 - محمد بن إبراهيم، أبو بكر الْجُوري الأديب النَّسابة، [المتوفى: 354 هـ]
أحد الأئمة.
سَمِعَ: حَمَّاد بن مدرك، وجعفر بن درستُويه.
وَعَنْهُ: الحاكم، وغيره.
مات بفارس.(8/72)
136 - محمد بن إسحاق بن أيوب، أبو العباس النَّيّسابوري، [المتوفى: 354 هـ]
أخو الإمام أبي بكر الصبغيّ، ومحمد الأسنّ. [ص:73]
قال الحاكم: لزم الفتوة إلى آخر عمره، وكان أخوه ينهانا عنه لِما كان يتعاطاه، لا لجَرحٍ في سَماعه.
سَمِعَ: إبراهيم بن عبد الله السَّعْدي، ويحيى بن محمد الذهلي، وسهل بن عمّار، ومحمد بن أيّوب بن الضريس. وعاش مائة سنة وزيادة أربع سنين، وعُقِد له مجلس الإملاء بعد وفاة أخيه.
قلت: روى عنه الحاكم.(8/72)
137 - محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن مُعَاذ بن مَعْبَد بن سهيد بن هَدِيَّة بن مُرَّة بن سعد بن يزيد بن مُرَّة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حَنْظَلة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم، أبو حاتم التميمي البُسْتي [المتوفى: 354 هـ]
الحافظ العلامة، صاحب التصانيف.
سَمِعَ: الحسين بن إدريس الهَرَوي، وأبا خليفة، وأبا عبد الرحمن النَّسائي، وعِمران بن موسى، وأبا يَعْلَى، والحسن بن سُفْيان، وابن قُتَيْبة العَسْقَلاني، والحسين بن عبد الله القطّان، وجعفر بن أحمد الدمشقي، وحاجب بن أرْكين، وأحمد بن الحسن الصوفي، وابن خُزَيْمة، والسرّاج، وهذه الطبقة بالشام، والعراق، ومصر، والجزيرة، وخراسان، والحجاز.
وَعَنْهُ: الحاكم، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله السِجِسْتاني، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزَّوزني، ومحمد بن أحمد بن منصور النَّوقاني، وجماعة.
قال أبو سعد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانًا، وكان من فقهاء الدّين وحُفّاظ الآثار، عالمًا بالطبّ والنجوم وفنون العلم. ألف " المُسْنَد الصّحيح " و" التاريخ " و" الضُّعفَاء " وفقّه الناس بسمرقند.
وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال. قدم نَيْسابور فسمع من عبد الله بن شيرَوَيْه، ورحل إلى بخارى فلقي عمر بن محمد بن بجير، ثم ورد نَيْسابور سنة أربعٍ وثلاثين، ثم خرج إلى قضاء نَسَا، ثم انصرف إلينا سنة سبعٍ وثلاثين فأقام بنيسابور وبنى الخانكاه، وقُرئ عليه جملة من مُصَنْفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين إلى وطنه. وكانت الرحلة إليه لسماع مصنّفاته. [ص:74]
وقال الخطيب: كان ثقة نبيلا فَهْمًا.
وقد ذكره ابن الصّلاح في " طبقات الشافعية "، وقال: غلط الغَلَط الفاحش في تصرُّفِهِ.
وقال ابن حبّان في كتاب " الأنواع والتقاسيم "، له: ولعلّنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ.
وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: سِألت يحيى بن عمّار عن أبي حاتم بن حبّان: هل رأيته؟ قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سِجِسْتان، كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر الحد لله، فأخرجناه.
قلت: إنكار الحد وإثباته، مما لم يأت به نصّ، والكلام منكم فضول، ومن حُسْن إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ، والأيمان بأنّ الله تعالى ليس كمثله شيء من قواعد العقائد، وكذلك الإيمان " بأنّ " الله بائن من خلقه، متميّزة ذاته المقدّسة من ذوات مخلوقاته.
وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت عبد الصمد محمد بن محمد يقول: سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبّان قوله: النّبوّة: العِلْم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة وهُجر، وكُتِب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. وسمعت غيره يقول: لذلك أخرج إلى سمرقند.
وقال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد الطبسي يقول: تُوُفّي أبو حاتم ليلة الجمعة لثمانٍ بقين من شوّال سنة أربعٍ وخمسين بمدينة بُسْت.
قلت: قوله النّبُوّة: العلم والعمل، كقوله عليه السلام: الحجّ عَرفَة، وفي ذلك أحاديث. ومعلوم أنّ الرّجل لو وقف بَعَرفَة فقط ما صار بذلك حاجًّا، وإنّما ذكر أشهر أركان الحجّ، وكذلك قول ابن حِبّان، فذكر أكمل نعوت النبي، فلا يكون العبد نبيًّا إلّا أن يكون عالمًا عاملاً، ولو كان عالماً عاملا فقط لما عُدَّ نبيًّا أبدًا، فلا حيلة لبشر في اكتساب النبوّة.(8/73)
138 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن مُقَسّم، أبو بكر البغدادي المقرئ العطّار. [المتوفى: 354 هـ][ص:75]
وُلد سنة خمسٍ وستّين ومائتين،
وَسَمِعَ: أبا مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وغيرهم. وقرأ القرآن على إدريس بن عبد الكريم، عن خلف.
وطال عمره، وأقرأ النّاس برواية حمزة؛ قرأ عليه إبراهيم بن أحمد الطّبري، وأبو الفرج عبد الملك بن بكران النَّهرواني، وأبو الحسن الحمامي، وعلي بْن أحمد بْن محمد بْن دَاوُد الرزّاز المحدّث شيخ عبد السيّد بن عتّاب في التّلاوة، وغيرهم.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أبو الحسن بن رزقويه، وابن داود الرزّاز، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم.
وهو راوي أمالي ثعلب عنه، وهو من عوالي ما يقع من طريقه، أعلى من الجزء المنسوب إليه بدرجة.
قال الخطيب: كان ثقة، وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين وأعرفهم بالقراءات. وله في التفسير والمعاني كتاب " الأنوار " وصنف في النحو والقراءات كُتُبًا، قال: وطُعن عليه بأن عَمَد إلى حروفٍ من القرآن تخالف الإجماع، فأقرأ بها، فأنكِر عليه، وارتفع أمرُه إلى الدولة، فاستُتِيب بحضرة الفقهاء والقرّاء، وكتب محضر بتوبته، وقيل: إنّه لم ينزع فيما بعد عن ذلك بل كان يُقرئ بها.
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب " البيان ": وقد نبغ في عصرنا نابغ، فزعم أنَّ كل ما صحّ عنده وجهٌ في العربية لحرف يوافق خطّ المصحف فقراءته جائزة في الصلاة.
وقال أبو أحمد الفَرَضي: رأيت كأني في المسجد أُصلِّى مع الناس، وكان ابن مُقَسّم قد وَلّي ظهره القبلة، وهو يصلّي مُسْتَدبِرَها، فأوّلْتُ ذلك ما اختاره لنفسه من القراءات.
تُوُفّي ابن مُقَسّم في ربيع الآخر.(8/74)
• - محمد بن سُليمان، أبو طاهر بن ذكوان. [المتوفى: 354 هـ]
قيل: توفي فيها، وقيل: سنة ستين، كما سيأتي.(8/75)
139 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عَبْدُوَيْه، أبو بكر الشافعي البزّاز المحدّث. [المتوفى: 354 هـ]
مولده بجَبُّل في جُمادى الأولى أو الآخرة سنة ستين ومائتين، وسكن ببغداد، فسمع محمد بن الجهم السّمَّري، ومحمد بن شدّاد المِسمعي، وموسى بن سهل الوشّاء، وأبا قلابة، وعبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي، وجماعة يطول ذكرهم.
وَعَنْهُ: الدارقطني، وابن شاهين، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان، وخلق كثير آخرهم أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب: كان ثقة، ثَبْتًا، حسن التصنيف، جمع أبوابًا وشيوخًا.
حدّثني ابن مَخْلَد أنّه رأي مجلسًا كُتِب عن الشافعي سنة ثماني عشرة وثلاث مائة، ولما مَنَعَت الدّيْلَمُ - يعني بني بُوَيْه - الناسَ عن ذِكر فضائل الصحابة وكتبوا سَبّ السّلَف على أبواب المساجد، كان أبو بكر الشافعي يتعمّد إملاء أحاديث الفضائل في الجامع، ويفعل ذلك حِسبةً وقُرْبةً.
وقال حمزة السّهْمي: سُئِل الدارقُطْني عن محمد بن عبد الله الشافعي فقال: ثقة جَبَل ما كان في ذلك الوقت أوثق منه.
وقال الدارقُطْني أيضًا: هو الثقة المأمون الذي لم يُغْمَز بحالٍ.
وقال ابن رزقويه: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة أربع.
قلت: و" الغيلانيات " هي أعلى ما يُروى في الدُّنيا من حديثه، وأعلى ما كان عند ابن الحُصَين شيخ ابن طبرزد.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَالْمُسْلِمُ بْنُ محمد، وجماعة كتابة قالوا: أخبرنا عمر بن طبرزد، قال: أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال: حدثنا أبو يعلى محمد بن شدّاد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطّان، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي [ص:77] خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ ".
قلت: غير الشافعي أعلى إسنادًا منه فإنّه ليس بين سماعه وموته إلّا ثمانية وسبعون عامًا، ومثل هذا كثير الوجود، وإنّما علا حديثه تأخّر صاحبه ابن غيلان، وصاحب صاحبه ابن الحصَين، فإنّ كلّ واحدٍ منهما عاش بعد ما سمع ثمانيًا وثمانين سنة، والله أعلم.(8/76)
140 - محمد بن محرز بن مساور الفقيه، أبو الحسن البغدادي الأدمي. [المتوفى: 354 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبيد الله بن مرزوق، ومطيناً، والمعمري.
وَعَنْهُ: أبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النعالي.
وثّقه ابن أبي الفوارس، وقال: رأيته.(8/77)
141 - محمد بن عمر بن إسماعيل، أبو بكر المصري الحطّاب. [المتوفى: 354 هـ]
سَمِعَ: يحيى بن أيّوب العلاف.(8/77)
142 - محمد بن القاسم بن عبد الرحمن الكِنْدي المصري، أبو يحيى الحذّاء. [المتوفى: 354 هـ]
سَمِعَ: بكر بن سهل الدِمياطي.(8/77)
143 - مكي بن أحمد بن سَعْدَوَيْه، أبو بكر البرذعي. [المتوفى: 354 هـ]
طوَّف وسمع البغوي، وابن صاعد، وأبا عَروُبة الحرّاني، وأبا جعفر الطّحاوي، وابن جَوصا.
وَعَنْهُ: أبو الوليد حسّان بن محمد، وهو أكبر منه، ونصر بن محمد الطُّوسي العطّار، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: تُوُفّي بالشّاش.(8/77)
144 - نعَيْم بن عبد الملك بن محمد بن عَدِيّ، أبو الحسن الإستراباذي. [المتوفى: 354 هـ]
فاضل ثقة رئيس.
رحل به أبوه وسَمَّعه مِنْ: أبي مسلم الكَجّي، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن الحسن المضري، وبكر بن سهل الدمياطي، وسمع " الجامع الصحيح " من الفِرَبْري.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وخمسين. [ص:78]
رَوَى عَنْهُ: المفتي أبو بكر محمد بن يوسف الشّالنجي الْجُرْجاني، وأبو زُرْعَة محمد بن يوسف الحافظ، وحفيدة عبد الملك بن أحمد بن نُعَيم قاضي جرجان، وآخرون.(8/77)
-سنة خمس وخمسين وثلاث مائة(8/79)
145 - أحمد بن شعيب بن صالح، أبو منصور البخاري الورّاق. [المتوفى: 355 هـ]
سَمِعَ: صالح بن محمد جَزَرَة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حُرَيْث، وأبا خليفة الْجُمَحي، وزكريا السّاجي، وعمر بن أبي غيلان.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن طلحة النّعالي، وعبد الغفّار المؤدّب. حدّث ببغداد.
وقال الخطيب: كان صالحًا ثبتًا.(8/79)
146 - أحمد بن العبّاس بن عُبَيد الله، أبو بكر البغدادي ويُعرف بابن الإمام. [المتوفى: 355 هـ]
قرأ القرآن على الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد، وكان مُجَوَّدًا حاذقًا. انتقل إلى خراسان وأقرأ هناك، وتوفّي بالرّيَ.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم وقرأ عليه لأبي عمرو، وقال: كان أوحد وقته في القراءات، دخل مَرْو وبُخارَى، وسمعتهم يذكرون أنَّ نُوح بن نصر الأمير قرأ عليه ختمة ووَصَله بأموال، ثم إنّه سار إلى فَرغانة.
وكان خليعًا يُضيّع ما يحصل له، وكان لا يُخْلي لياليه من اجتماع الصوفية والقَوَّالين. وسمعته يقول: سمعت من عبد الله بن ناجية، ومن الفِريابي، وسمعته يقول: يوم وفاتي إما سبعين جارية يصحن: واسيداه، وإما: من يكفّن الغريب، فبلغني أنّه مات وكفن كمن يكفن الغريب.
وممّن قرأ عليه أبو بكر الحِيري.(8/79)
147 - أحمد بن عبد الله بن حمشاذ، أبو نصر النيسابوري الغازي التاجر. [المتوفى: 355 هـ]
أحد الأسخياء المفضلين على الفقراء.
سَمِعَ: عبد الله الشرقي وجماعة. ومات كهلاً.
وَعَنْهُ: الحاكم وغيره.
تُوفِّي سنة خمس.(8/79)
148 - أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، أبو بكر العجلي البغدادي الدّقّاق المقرئ المعروف بالوليّ. [المتوفى: 355 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن يحيى الحلواني، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن الليث الجوهري.
وَعَنْهُ: علي بن داود الرّزّاز، وغيره.
وقد قرأ على أبي جعفر أحمد بن فرح، وعلي بن سليم بن إسحاق الخضيب، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عبد الرحمن اللّهبيّ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرّحيم الضرير من أصحاب الدُّوري.
قَرَأَ عَلَيْه: إبراهيم بن أحمد الطّبري، وإسناد تلاوته في كتاب " المستنير "، وأبو الحسن الحمامي، وجماعة.
تُوُفّي في رجب لثمانٍ بقين منه ببغداد.(8/80)
149 - أحمد بن قانع بن مرزوق، القاضي أبو عبد الله البغدادي الفَرَضيّ، [المتوفى: 355 هـ]
أخو عبد الباقي.
سَمِعَ: الحسن بن المثنى بن معاذ، وخلف بن عمرو العُكْبَري، وأبا خليفة.
وَعَنْهُ: علي بن داود الرزّاز، وأحمد بن علي البادا.
ووثّقه الخطيب.(8/80)
150 - أحمد بن محمد بن الحسين، أبو حامد الخسروجردي الخطيب الأديب. [المتوفى: 355 هـ]
سَمِعَ: داود بن الحسين البَيّهَقي، وابن الضُّرَيْس، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الحاكم.
تُوُفِّي في ربيع الأول.(8/80)
151 - أحمد بن محمد بن شارك، أبو حامد الهَرَوي الفقيه الشافعي، [المتوفى: 355 هـ]
مفتي هَرَاة وعالمها ونَحْوِيُّها.
سَمِعَ: محمد بن عبد الرحمن السَّامي، والحسن بن سفيان، وأبا يَعْلَى، وطبقتهم. أخذ عنه الحاكم أبو عبد الله، وأهل هَرَاة، وبها مات.
وسيأتي في آخر الطبقة للاختلاف في وفاته.(8/80)
152 - أحمد بن محمد بن رِزْمة، أبو الحُسين القَزْوينيُّ المُعَدَّل. [المتوفى: 355 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن علي بن محمد الطّنافسي، وموسى بن هارون بن حِبّان، ومحمد بن أيوب بن الضُّرَيس. وعاش مائة سنة.(8/81)
153 - الحسن بن محمد بن عبّاس، أبو علي الرّازي الفلاس. [المتوفى: 355 هـ]
حدّث بهَمَذان سنة خمسٍ وخمسين عن محمد بن أيُّوب بن الضُّرَيس، وإبراهيم بن يوسف.
رَوَى عَنْهُ: ابن جانجان، وأبو طاهر بن سلم.(8/81)
154 - الحسين بن أيّوب، العلامة أبو علي الصَّيْرَفي، [المتوفى: 355 هـ]
شيخ المالكية بمصر.
مات في ذي الحجّة.
قال عياض: وشيعة كافور صاحب مصر.(8/81)
155 - الحسين بن داود بن علي بن عيسى بْن محمد بْن القاسم بْن الحَسَن بْن زَيْدِ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، أبو عَبْد الله العلويُّ النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 355 هـ]
قال الحاكم في ترجمته: شيخ آل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عصره بخُراسان، وكان من أكثر الناس صَلَاةً وصَدَقَة ومَحَبَّةً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره. صَحِبْتُه بُرْهَةً من الدَّهْر فما سمعته ذكر عثمان إلا قال: الشهيد، وبكى، وما سمعته يذكر عائشة إلّا قال الصّدّيقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله، وبكى.
سَمِعَ: جعفر بن أحمد الحافظ، وابن شيروَيْه، وابن خُزَيْمة.
وكان جدّه علي بن عيسى أزهد العلويّة في عصره، وأكثرهم اجتهادًا، وكان عيسى يلقَّب الفيَّاض لكثرة عطائه وجُوده، وكان محمد بن القاسم ينادم الرشيد والمأمون، وكان القاسم راهب آل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أبوه أمير المدينة وأحد من روى عنه مالك في " الموطّأ ". قاله الحاكم.(8/81)
156 - عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن مَتُّوِيه، أبو القاسم البلْخي الزَّاهد. [المتوفى: 355 هـ]
سَمِعَ: مَعْمَر بن محمد العوفي، وإسحاق بن هيّاج، وعلي بن مكرم. وحدّث ببغداد بانتخاب محمد بن المُظَفَّر؛
رَوَى عَنْهُ: ابن رزقويه، وأبو الحسن [ص:82] الحمامي، وابن مردُوَيْه، وعلي بن داود الرزّاز.
وثّقه الخطيب.
وروى عنه الحاكم، وقال: قَلّ ما رأيت في المحدّثين أورع منه، وكان محدّث بلْخ في وقته، وقد حجّ سنة خمسين فحدّث بَنْيَسابور وبغداد.(8/81)
157 - علي بن الإخشيد [المتوفى: 355 هـ]
صاحب مصر.
مات شابا في هذه السنة كما هو مذكور في ترجمة كافور.(8/82)
158 - علي بن الحسن بن علّان الحرّاني، أبو الحسن الحافظ، [المتوفى: 355 هـ]
مؤلّف " تاريخ الجزيرة ".
سَمِعَ: أبا عُرُوبة، وأبا يَعْلَى المَوصِلِيَّ، وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن جرير الطّبري، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وسعيد بن هاشم الطّبراني، وجماعة. ورحل وطَوّف وصنّف.
وَعَنْهُ: ابن مَنْده، وتمّام، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الأشبيلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطّبّيز، وأبو العباس محمد ابن السمسار، وغيرهم.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة حافظًا نبيلًا،
تُوُفِّي يوم الأضحى.(8/82)
159 - محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بن داود بن بَهْرام، أبو بكر السُّلَمي الأصبهاني المقرئ الضَّرير. [المتوفى: 355 هـ]
رَوَى عَنْ: علي بن جَبَلَة، وموسى بن هارون، ومحمد بن إبراهيم بن نصر، ومحمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأصبهاني. وقرأ القرآن على أبي الحسن الطَّرسُوسي صاحب أبي عمر الدُّورِي، ولا أعرفه، وهو علي بن أحمد بن محمد بن زياد المسكي.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي، وقال أبو نُعَيم: قرأت عليه ختمة.
قلت: وقرأ عليه محمد بن عبد الرحمن الخلقاني، وأحمد بن محمد بن [ص:83] عبدُوَيْه القطّان، وأبو عمر الخرقي.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: محمد بن إيراهيم بن مصعب التاجر.
صنف قراءة عاصم.(8/82)
160 - محمد بن أحمد بن بِشْر المزكّي الحنفي، أبو عبد الله الفقيه [ابنُ بشْرُويْه] [المتوفى: 355 هـ]
ذكره الحاكم، فقال: شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من الصالحين فتعجّبنا من خشوعه واجتهاده.
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذُهَلي، وطبقتهما،
وكنت أَحُثُّ البغداديين على السماع منه، وكان يُعرف بابنِ بشْرُويْه.(8/83)
161 - محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور، أبو الحسن النَّيْسَابُوري التاجر المعدّل، [المتوفى: 355 هـ]
أحد مشايخ العلم هو وأبوه وعمّه عبدوس.
سَمِعَ: محمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن إبراهيم البُوشَنْجيّ، ومحمد بن أيّوب الرازي، وأبا عمر القتّات، ويوسف القاضي، وطائفة. وكتب ما لم يكتبه غيره، وكان صَدُوقًا متفنّنًا حافظًا.
وُلد سنة أربع وسبعين ومائتين، وأكثر الإنفاق على العلماء والنُّساخ.
انتخب عليه أبو علي الحافظ مع تقدُمه مائتي جزء، وصنّف الكتب على رسم ابن خُزَيمة.
قال الحاكم: سمعته يقول: عندي عن عبد الله بن ناجية، وقاسم المطرّز ألف جزء وزيادة، وخرجت إلى بُخَارى سنة خمس عشرة فكتبوا عنّي، وقد سمعِ منّي أبي وعمّي ورَوَيَا عنّي.
وقال عبد الله بن سعد الحافظ: كتبت عن أبي الحسن بن منصور أكثر من ثلاثة آلاف حديث استفدتها.
وقال الحاكم: رأيت مشايخنا يتعجّبون من حُسْن قراءة أبي الحسن للحديث، وكُفَّ بَصَرُهُ سنة تسعٍ وأربعين.(8/83)
162 - محمد بن أحمد بن زكريا، أَبُو الحسن النَّيْسَابُوري العابد. [المتوفى: 355 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن محمد القباني، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، وإبراهيم بن علي الذهلي، وأبا بكر الجارودي.
قال الحاكم: كان من أفاضل شيوخنا وأكثرهم صحبة، وصار في آخر [ص:84] عمره من العُبّاد المجتهدين، وألِفَ العُزْلَة، وعاش تسعين سنة.(8/83)
163 - محمد بن الحسن بن الوليد الكلابي، [المتوفى: 355 هـ]
أخو تبوك وعبد الوهاب.
دمشقي، حدّث في هذا العام. عن أبي عبد الرحمن النَّسائي، والقاسم بن الليث الرسعني.
وَعَنْهُ: محمد بن عوف المُزني، وغيره.(8/84)
164 - محمد بن الحسين بن علي، أبو عبد الله الأنباري الوضَّاحي [المتوفى: 355 هـ]
الشاعر المشهور، نزيل نيسابور.
سَمِعَ: أبا عبد الله المحامليّ، وأبا روق الهزاني.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقال: كان أشعر أهل وقته، فمن شعره:
لأخْمَصَيَّ على هَامِ العُلَى قَدَمُ ... وقَطْر كَفّي فِي ضرْب الطَّلَى دِيَمُ
فلَسْتُ أملِكُ مالًا لأَجُود به ... ولسْتُ أشْرب ما ليس فيه دم
يستأنس الليل بي في كلّ مُوحشةٍ ... تُخْشَى ويعرفُ شَخْصِي الغَوْرُ والأكَمُ
سَلِ الصّحائفَ عنّي والصّفَاحَ مَعًا ... تُنْبي الكُلُومُ بما تُنْبي به الكَلِمُ(8/84)
165 - محمد بن صالح، أبو عبد الله البُسْتي الكاتب. [المتوفى: 355 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الله البوشنجي وغيره.(8/84)
166 - محمد بن محمد بن عبدان، أبو سهل النَّيْسَابُوري الفقيه الشافعي الصُّوفي. [المتوفى: 355 هـ]
حجّ وطوّف وجاور.
مَاَتَ غريقًا في طريق فُراء في رجب.(8/84)
167 - محمد بن عمر بن محمد بن سلم، أبو بكر ابن الْجِعابي التميمي البغدادي الحافظ [المتوفى: 355 هـ]
قاضي المَوْصِل.
سَمِعَ: عبد الله بن محمد البلْخي، ويحيى بن محمد الحنّائي، ومحمد بن الحسن بن سماعة الحَضْرَميّ، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، وجعفر الفريابي، وخلقًا كثيرًا.
وكان حافظ زمانه؛ صحب أبا العبّاس بن عُقْدة، وصنّف في الأبواب والشيوخ والتاريخ. وتشيّعه مشهور. [ص:85]
رَوَى عَنْهُ: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وابن رزقويه، وابن الفضل القطّان، والحاكم أبو عبد الله، وأبو عمر الهاشمي، وآخرون، آخرهم وفاة أبو نُعَيم الحافظ.
مولده في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
قال أبو علي الحافظ النَّيْسَابُوري: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عَبْدان، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر بن الْجِعابي، وذاك أني حَسِبْتُهُ من البغداديين الذين يحفظون شيخًا واحدًا أو ترجمة واحدة أو بابًا واحدًا، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يومًا: يا أبا علي لا تغلط في ابن الْجِعابي فإنّه يحفظ حديثًا كثيرًا. قال: فخرجنا يومًا من عند ابن صاعد، فقلت له: يا أبا بكر أيش أسْنَدَ الثّوْريّ عن منصور؟ فمرّ في الترجمة، فقلت: أيش عند أيّوب عن الحسن؟ فمرّ في الترجمة، فما زلت أجرُّه من حديث مِصر إلى حديث الشام إلى العراق إلى أفراد الخُراسانيّين وهو يُجيب، فقلت: أيش روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هُرَيْرَةَ بالشركة، فذكر بضعة عشر حديثًا، فحيّرني حِفْظُه. رواها الحاكم عن أبي علي.
وقال محمد بن الحسين بن الفضل: سمعت ابن الجعابي يقول: دخلت الرّقّة، وكان لي ثَمّ قمطرين كُتُبٍ فأنْفَذْتُ غُلامي إلى الذي عنده كُتُبي، فرجع مغمومًا، وقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بُنَيّ لا تغتّمِ، فإنّ فيها مائتي ألف حديثٍ لا يُشْكَلُ عليّ حديث منها لا إسنادًا ولا مَتْنًا.
وقال أبو علي التنوخي: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الْجِعابي، وسمعت من يقول: إنّه يحفظ مائتي ألف حديث ويُجيب في مثلها، إلّا أنّه كان يفضل الحفاظ بأنّه كان يَسُوق المُتُون بألفاظها، وأكثر الحُفّاظ يتسمّحون في ذلك، وكان إمامًا في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال ومواليدهم ووفياتهم، وما يُطعن على كل واحدٍ منهم، ولم يبق في زمانه من يتقدّمه في الدنيا.
قال أبو ذرّ الهَرَوي: سمعت أبا بكر بن عبدان الحافظ يقول: وقع إليّ جزء من حديث الْجِعابي، فحفظت منه خمسة أحاديث، فأجابني فيها، ثم قال: من أين لك هذا؟ قلت: من جزء لك. قال: إن شئت ألق علي المتن وأجيبك [ص:86] في الإسناد أو ألْقِ عَليّ الإسناد وأُجيبك في المَتْن.
وقال أبو الحسن بن رزقويه، مما سمعه من الخطيب: كان ابن الْجِعابي يمتلئ مجلسَه وتمتلئ السّكّة التي يُملي فيها والطريق، ويحضره ابن المظفّر والدارقُطني ويُملي الأحاديث بطُرُقها من حِفْظه.
قال أبو علي النَّيْسَابُوري: قلت لأبن الْجِعابي: قد وصلت إلى الدَّيَنَور فَهَلا جئت نَيْسابور؟ قال: هممت به، ثم قلت: أَذْهَبُ إلى عَجَمٍ لا يفهمون عنّي ولا أفهم عنهم.
وقال الحاكم: قلت للدارقُطْني: يبلغني عن الْجِعابي أنّه تغيّر عمّا عهِدْناه، فقال: وأيّ تَغَيّر؟ قلت: بالله هل اتّهَمْتَه؟ قال: أيْ والله، ثم ذكر أشياء، فقلت: وصحّ لك أنّه خَلَّطَ في الحديث؟ قال: إي والله. قلت: هل اتهمته حتى خفت المذهب؟ قال: ترك الصلاة والدين.
وقال محمد بن عبيد الله المسبّحي: كان ابن الْجِعابي المحدّث قد صحِب قومًا من المتكلّمين فسقط عند كثير من أهل الحديث، وأمر قبل موته أن تُحرق دفاتره بالنّار، فأَنْكِر عليه واستُقْبح ذلك منه، وقد كان وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيد، ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشرّدوه، فخرج هاربًا.
وقال أبو حفص بن شاهين: دخلت أنا وابن المُظفّر والدارقُطْني على الْجِعابي وهو مريض، فقلت له: من أنا؟ فقال: سُبْحانَ الله، ألستم فلان وفلان، وسمّانّا، فدَعَوْنا وخرجنا فمشينا خطوات، وسمعنا الصائح بموته، فرجعنا الغد إلى داره فرأينا كُتُبَه تَلَّ رَمَاد.
وقال الأزهريّ: كانت سُكينة نائحة الرافضة تنوح مع جنازته.
قال أبو نُعَيم: قدم علينا الْجِعابي أصبهان سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مائة.
ولأبي الحسن محمد بن سُكّرة في ابن الْجِعابي:
ابن الجعابي ذو سجايا ... محمودة منه مستطابه [ص:87]
رأى الرياء والنّفاقَ حظًا ... في ذي العصابة وذي العصابةِ
يعطي الإماميّ ما اشْتَهاه ... ويثبت الأمرَ في القرابهْ
حتى إذا غاب عنه أنْحى ... يثبت الأمر في الصحابة
وإنْ خلا الشيخُ بالنّصَارَى ... رأيت سمعان أو مرابهْ
قد فطن الشيخ للمعاني ... فالغر من لامه وعابه
أنبأني المسلّم بن علان، والمؤمّل بن محمد، ويوسف بن يعقوب، أن أبا اليُمْن الكِنْدي، أخبرهم قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثني الحسن بن محمد الأشقر، قال: سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة يقول: سمعت ابن الْجِعابي يقول: أحفظ أربع مائة ألف حديث وأُذاكِر بست مائة ألف حديث.
وبه، قال الخطِيب: حدّثني الأزهري، قال: حدثنا أبو عبد الله بن بُكَيْر عن بعض أصحاب الحديث وأظنّه " ابن درّان، قال: رآني ابن الجعابي وقد جئت من مجلس ابن المظفر، فقال: كم أملى؟ فسمّيت له، فقال: أيّما أحبّ إليك، تذكر أسانيد الأحاديث وأذكر مُتُونها، أو تذكر المتونَ وأذكر أسانيدها؟ فقلت: بل المتون. فجعلت أقول: روى حديثاً متنه كذا وكذا، فيقول: حدّثكم به عن فلان عن فلان، فلم يُخطئ في جميعها.
وبه، سمعت التنوخي يقول: تقلّد ابن الْجِعابي قضاء الموصل، فلم يُحمد في ولايته.
وذكر الخطيب عن رجاله أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد.
قلت: لم يُبَيَّن ما كان يشرب هل هو نبيذ أو خمر.
وقال السّلمي: سألت عنه الدارقطني، فقال: خلّط، وذكر مذهبه في التشيّع. [ص:88]
وكذا ذكر الحاكم عن الدارقُطْني، وذكر عنه، قال: قال لي الثقة من أصحابنا ممّن كان يعاشر ابن الْجِعابي: إنّه كان نائمًا فكتبت على رِجْله، فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسّه الماء.
وبالإسناد المذكور إلى الخطيب: حدثنا الأزهري أنّ ابن الْجِعابي لما مات أوصى بأن تحرق كتبه، فأحرقت فكان معها كتب للناس، فحدّثني أبو الحسين بن البوّاب أنّه كان له عنده مائة وخمسون جزءًا، فَذَهَبَتْ في جملة ما أُحْرِق.
وقال مسعود السجزي: سمعت الحاكم يقول: سمعت الدارقُطْني يقول: أخْبرْتُ بعِلّة أبي بكر الْجِعابيّ، فقمت إليه في الوقت، فأتيته فرأيته يحرِق كُتُبَهُ بالنّار، فأقمت عنده حتى ما بقي منه سينة، ثم مات من ليلته.
قرأت على إسحاق الأسدي: أخبرك يوسف الحافظ، قال: أخبرنا أبو المكارم المعدّل، وأخبرنا أحمد بن سلامة وغيره إجازةً، عن أبي المكارم، أنّ أبا علي الحداد أخبرهم، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، قال: حدثنا محمد بن النعمان السلمي، قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا حزم بن أبي حزم، قال: سمعت الحسن يقول: بئس الرّفيق الدّينار والدّرهم لا ينفعانك حتى يفارقاك.
توفي ابن الجعابي ببغداد في رجب.(8/84)
168 - محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد بن ربيعة، الفقيه أبو إسحاق المصري المالكي [ابن القُرْطي] [المتوفى: 355 هـ]
صاحب التصانيف.
قال القاضي عِياض: هو من ولد عمّار بن ياسر رضي الله عنه، ويعرف أيضاً بابن القرطي، نسبة إلى بيع القرط.
كان رأس المالكية بمصر وأحفظهم للمذهب، مع التَفَنُّن من التاريخ والأدب مع الدّين والورع، ومع فنونه لم يكن له بصر بالنّحْو. وكان واسع الرواية. له كتاب " الزاهي الشعباني في الفقه " وهو مشهور، وكتاب " أحكام القرآن " وكتاب " مناقب مالك " وكتاب " المنسك ". [ص:89]
رَوَى عَنْهُ: محمد بن أحمد بن الخلاص التّجاني، وخَلَف بن القاسم بن سهلون، وعبد الرحمن بن يحيى العّطار، وطائفة.
تُوُفّي لأربع عشرة بقيت من جُمادى الأولى.
قلت: وكان ابن شعبان صاحب سنة كغيره من أئمة الفقه في ذلك العصر، فإنّي وقفت على تأليفه في تسمية الرواة عن مالك، قال في أوله: " بدأت فيه بحمد الله الحميد ذي الرّشد والتسديد، الحمد لله أحقّ ما بُدئ وأَولَى مَن شكر، الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد، جَلّ عن المثل، فلا شبيه له ولا عدْل، عالٍ على عرشه، فهو دان بعلمه، أحاط عِلْمُهُ بالأمور، ونفذ حُكْمُهُ في سائر المقدور "، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن بالمُتْقِن للأثر مع سعة علمه.
روى ابن حزم له في " المُحَلّى "، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الخلاص، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان المصري، قال: حدّثني إبراهيم بن عثمان بن سعيد، فذكر حديثًا ساقطًا، ثم قال ابن حزْم: ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيّين، قد تأمّلنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين والكَذِب البَحْت والوَضْع، فإمّا تغيّر حفظهما وإما اختلطت كُتْبُهما.(8/88)
169 - محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه بن عمرو، أبو عبد الله الْجُرْجاني الواعظ المقرئ، وقيل: كنيته أبو الحُسَين، ويُلقّب بِبَصَلَة. [المتوفى: 355 هـ]
كان كثير الأسفار،
سَمِعَ: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وحامد بن شعيب، وعِمران بن موسى بن مجاشع، وأبا بكر بن خُزَيْمة، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن شيروَيْه، وابن جَوْصا الدمشقي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذكواني، وَأَبُو نُعَيْم، وقال: أخرج عنه أبو الشيخ،
وَتُوُفِّي سنة خمس وخمسين وثلاث مائة.
قلت: وَهمَ الحاكمُ في قوله: تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.(8/89)
170 - محمد بن مَعْمَر بن ناصح، أبو مسلم الذُّهلي الأصبهاني الأديب. [المتوفى: 355 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر بن أبي عاصم، وأبا شعيب الحرّاني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وموسى بن هارون.
وَعَنْهُ: علي بن عبدكويه، وأبو بكر الذّكواني، وأبو نُعَيم الحافظ، وأهل أصبهان.(8/90)
171 - منذر بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحمن، أبو الحكم البَلُّوطي الكُزْني. [المتوفى: 355 هـ]
وكُزنة فخذ من البربر، قاضي القضاة بقرطبة.
سَمِعَ مِنْ: عبيد الله بن يحيى الليثي، وحجّ سنة ثمانٍ وثلاث مائة، فأخذ عن ابن المنذر كتاب " الإشراف "، وأخذ العربية عن أبي جعفر بن النحّاس.
وكان يميل إلى رأي داود الظاهريّ ويحتجّ له، وولي القضاء الثغور الشرقية؛ ثم وُلّي قضاء الجماعة سنة تسعٍ وثلاثين، وطالت أيامه وحُمدت سيرته، وكان بصيراً بالجدل والنظر والكلام، فطيناً بليغاً مفوّهاً شاعرًا. وله مُصَنَّفات في القرآن والفِقْه، أخذ النّاس عنه.
تُوُفّي فِي ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة، وقد ولي الصلاة بالمدينة الزهراء، وكان قوّالًا بالحق لا يخاف لومة لائم، وكان كثير الإنكار على الناصر لدين الله عبد الرحمن، بليغ الموعظة كبير الشأن؛ قيل: إنّ أول معرفته بالنّاصر أنّ النّاصر احتفل لدخول رسول ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قُرْطُبَة الاحتفال الذي اشتهر، فأحب أن يقوم الشعراء والخطباء بين يديه، فقدّموا لذلك أبا علي القالي ضيف الدولة، فقام وحَمَد الله تعالى وأثنى عليه، ثم ارْتُجّ عليه وبُهِت وسكت، فلما رأي ذلك منذر القاضي قام دونه بدرجة، ووصل افتتاح القالي بكلام عجيب بهر العقول جزالةً وملأ الأسماع جلالةً، فقال: أمّا بعد، فإنّ لكل حادثة مقامًا، ولكلّ مقامٍ مقالًا، وليس بعد الحقّ إلّا الضلال، وإنّي قد قمت في مقامٍ كريم، بين يدي ملك عظيم، فاصغوا إلي بأسماعكم، إنّ من الحقّ أنْ يُقال للمُحِقّ: صدَقت، وللمُبِطْلِ: كَذَبتَ، وإنّ الجليل تعالى في سمائه، وتَقدّس بأسمائه، أمر كَلِيمَه موسى أن يذكّر قومه بنعم الله عندهم، وأنا أذكّركم نِعَمَ الله عليكم، وتلافيه لكم بولاية أميركم التي آمَنَتْ سربكم [ص:91] ورفعت خوفكم، وكنتم قليلًا فكثّركم، ومُسْتَضْعَفِينَ فقوّاكم، ومُسْتَذَلّين فنصركم، ولاه الله أيّامًا ضربت الفتنة سُرادقها على الآفاق، وأحاطت بكم شُعَلُ النفاق حتى صرتم مثل حدقة البعير، مع ضيق الحال والتغيير، فاستُبْدِلتم من الشدّة بالرخاء. فناشدتُكُمُ اللَّهَ أَلم تكن الدماء مسفوكةً فَحَقَنها، والسُبُلُ مَخُوفَةً فأَمَّنها، والأموال مُنتَهَبَةً فأحرزها، والبلاد خرابًا فعمّرها، والثغور مهتَضَمَة فحماها ونصرها؟ فاذكروا آلاء الله عليكم. وذكر كلامًا طويلًا وشِعرًا، فقطّب العلج وصلّب، وتعجّب الأمير عبد الرحمن منه، وولاه خَطابة الزّهراء، ثم قضاء الجماعة بمملكته، ولم يُحفظ له قضية جَوْر، وقد استعفى غير مرّة فلم يعف.(8/90)
-سنة ست وخمسين وثلاثمائة(8/92)
172 - أحمد بن أسامة بن أحمد بن أسامة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن السّمْح بن أسامة أبو جعفر التّجَيبي، مولاهم، المصري المقرئ. [المتوفى: 356 هـ]
قرأ القرآن على إسماعيل بن عبد الله النحاس، عن أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش. وتصدّر للإقراء فقرأ عليه خَلَفُ بن إبراهيم بن خاقان شيخ أبي عمرو الدّاني وغيره. وسمع الحديث من بكر بن سهْل الدِمياطي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم يحيى بن علي ابن الطّحان في " تاريخه "، وقال: تُوُفّي في شهر رجب سنة ستٍ وخمسين.
وأمّا أبو عمرو الدّاني فروى عن خَلَف بن إبراهيم وفاته سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأنّه نَيّفَ على المائة. قال أبو عمرو: روى عنه القراءة محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس.(8/92)
173 - أحمد بن بُوَيْه بن فَنَّاخسْرُو بن تمّام بن كوهي بن شيرزيل بن شيركوه بن شيرزيل بن شيران بن شيرفنة بن شستان شاه بن سَسَن فرو بن شروزيل بن سَسْناد بن بهْرامَ جُور، [مُعِزّ الدولة، أبو الحسين] [المتوفى: 356 هـ]
أحد ملوك بني ساسان.
كذا ساق نَسَبَه القاضي شمس الدين، وَعَدَّ ما بينه وبين بهْرام ثلاثة عشر أبًا، وقابلته على نسختين، الدَّيْلمي، السلطان مُعِزّ الدولة، أبو الحسين
كان بُوَيْه يصطاد ويحترف، وكان ولده أحمد هذا رُبَّما احتطب، فآل أمره إلى المُلْك، وكان قدومه إلى بغداد سنة أربعٍ وثلاثين، وكان موته بالبَطَن فَعَهِد إلى ولده عزّ الدولة أبي منصور بَخْتيار بن أحمد.
وقيل: إنّه لمّا احتضر استحضر بعض العلماء فتاب على يده، فلما حضر وقت الصلاة خرج العالم إلى مسجد، فقال معزّ الدولة: لم لا تُصلّي هنا؟ قال: إن الصلاة في هذه الدار لا تصحّ، وسأله عن الصحابة، فذكر له سوابقهم وأنّ عليًا زوّج بنته من فاطمة بعمر رضي الله عنه، فاستعظم وقال: ما [ص:93] علمت بهذا، وتصدّق بأموال عظيمة، وأعتق غلمانه، وأراق الخمور، وردّ كثيراً من المظالم. وكان الرفض في أواخر أيامه ظاهراً ببغداد، وكان يقال: إنه بكى حتى غُشي عليه، ونَدِمَ على الظلم.
توفي في سابع عشر ربيع الآخر عن ثلاث وخمسين سنة، ومات بعلة الذرب.
وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة. وكان قد رد المواريث إلى ذوي الأرحام.
ويقال: إنه من ذرية سابور ذي الأكتاف. وهو أخو ركن الدولة وعماد الدولة، وعم عضد الدولة.
وكان يقال لمعز الدولة: الأقطع؛ لأنه كان تبعاً لأخيه عماد الدولة، فتوجه إلى كِرمان بإشارة أخيه، فلما وردها سمع صاحبها به فرحل عنها وتركها، فملكها معز الدولة، وكان بتلك الجبال طائفةٌ من الأكراد يحملون لصاحب كرمان حملا بشرط ألا يطأوا بساطه، فلما ملك هذا هادنهم، ثم غَدَر بهم وَبَيَّتهم، فعلموا وقعدوا له على مضيق، فلما دَخَلَهُ أحاطوا به وبجيشه قتلاً وأسراً، ووقع في معز الدولة عدة ضربات، وطارت يده اليسرى، وبعض إصبع اليمنى، وسقط بين القتلى، ثم سَلِم بعد ذلك. وملك بغداد بغير كلفة.
ودفن بمشهد بُنِي له بمقابر قريش، وقام بالأمر بعده ابنه عز الدولة.(8/92)
174 - أحمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن محمد بن عبد الله، أبو محمد المزنيُّ المُغَفَّليُّ الهَرَويُّ. [المتوفى: 356 هـ]
قال الحاكم: كان إمام أهل خراسان بلا مدافعة،
سَمِعَ: علي بن محمد الجكاني، وأحمد بن نجدة بن العريان، وجماعة بهراة، وإبراهيم بن أبي طالب بنيسابور، وإبراهيم بن يوسف الهِسنْجاني، وعمران بن موسى بن مجاشع، والحسن بن سفيان، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، ومُطيناً، وعبدان، وعُبيد غَنَّام، وعلي بن أحمد عَلَّان المصري، وطائفة سواهم بالشام، ومصر، والعراق.
وَعَنْهُ مِنْ شيوخه: أبو العباس بن عُقدة، وعمرو بن الربيع بن سليمان، [ص:94] ومن هو أكبر منه: أبو بكر بن إسحاق الصِّبغي.
وَرَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو بكر القَفال، وأبو عبد الله الخازن.
قال الحاكم: وقد حجَّ بالناس، وخطب بمكة وقُدِّم إليه المقام وهو قاعدٌ في جوف الكعبة. ولقد سمعتهم بمكة يذكرون أنّ هذه الولاية لم تكن قط لغيره، ومن شعره:
نزلنا مكرهين بها فَلَمَّا ... ألفناها خرجنا كارهينا
وما حُبُّ الديار بنا ولكن ... أمَرُّ العيش فرقَهُ من هَوِينا
وذكر الحاكم من عَظَمة أبي محمد المُزني أنه كان فوق الوزراء، وأنهم كانوا يَصدرون عن رأيه. وجاور مرة بمكة، قال: وكنت ببخارى أستملي له، فذكر أنه حصل له وجدٌ وشىءٌ من غشي بسبب إملاء حكاية وأبيات،
وَتُوفِّي بعد جمعة في سابع عشر رمضان سنة ست وخمسين، ورأيت الوزير أبا علي البَلْعمي وقد حَمَل في تابوته وأحضر إلى باب السلطان، يعني ببخارى، للصلاة عليه، ثم حُمِل تابوته إلى هراة فدفن بها. فسمعت ابنه بشراً يقول: آخر كلمة تكلَّمَ بها أن قبض على لحيته ورفع يده اليُمنى إلى السماء وقال: ارحم شيبة شيخٍ جاءك بتوفيقك على الفطرة.
قال الحاكم: وسمعت أبا الفضل السُّليماني، وكان صالحاً، يقول: رأيت أبا محمد المزني في المنام بعد وفاته بليلتين، وهو يتبختر في مشيته ويقول بصوت عالٍ: وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى.
وقال أبو النَّضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي في " تاريخ هراة ": أحمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن محمد بن بشر بن مُغَفَّل بن حسان بن عبد الله بن مُغَفَّل المزني الملقب بالباز الأبيض. كان إمام عصره بلا مدافعة في أنواع العلوم مع رتبة الوزارة، وعلو القدر عند السلطان. لم يذكر له مولداً، ولعله في حدود السبعين ومائتين.(8/93)
175 - أحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بن عبد الله بن صفوان، أبو بَكْر بْن أبي دُجَانة النَّصريُّ الدمشقيُّ العَدْل. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ: أباه، وعبد الملك بن محمود بن سُمَيْع، وإبراهيم بن دُحيم، [ص:95] وعبد الرحمن بن القاسم الروَّاس، والحسن بن الفرج الغَزِّي، وابن سَلْم المقدسي، ومحمد بن النَّفاح الباهلي، ومحمد بن زبَّان، وطائفة كبيرة بمصر والشام،
وَعَنْهُ: تَمَّام، وعبد الوهاب الميداني، وعبد الرحمن بن عُمر بن نصر، وعلي بن موسى السمسار. وانتقى عليه الحافظ ابن منده سبعة أجزاء.
ومولده سنة ثمانين ومائتين. وأبو زرعة هو عم أبيه.
قال الكتانيُّ: كان ثقةً مأموناً،
تُوفِّي في رمضان كالذي قبله.(8/94)
176 - أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود، الحافظ أبو بكر الرقيُّ، [المتوفى: 356 هـ]
نزيل عسكر مُكْرَم.
كذَّابٌ، زعم أنه سمع هشام بن عمار، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، والحسن بن عرفة، وعيسى بن أحمد البَلْخي، وأبا إبراهيم المُزَنِيُّ، ومحمد بن عوف الحمصي، والحسن بن محمد الزَّعفراني. وحدث عنهم؛ فروى عنه إبراهيم بن أحمد الطبري، وعلي بن الحسن الإستراباذي، وأبو عَلِيّ منصور بْن عَبْد اللَّه الخالدي، ومحمد بن أحمد الأندلسي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ. سُمِعَ منه في هذا العام فانقطع خبره.
كذبه أبو بكر الخطيب.
وقال ابن طاهر المقدسي: كان يضع الحديث ويُرَكِّبَه على الأسانيد المعروفة.
وقال أبو نعيم: حدثنا ابن الجارود وفي القلب منه.(8/95)
177 - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن صالح السَّمَرقنديُّ، أبو يحيى الكرابيسيُّ، [المتوفى: 356 هـ]
راوية محمد بن نصر المَرْوزي.
وسمع أيضاً يحيى بن أفلح، والليث بن حَبْرَويه.
وَعَنْهُ: الحاكم وأهل بخارى.
توفي في شوال.(8/95)
178 - أحمد بن محمود بن زكريا بن خُرَّزاد، القاضي أبو بكر الأهوازيُّ. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ: أبا مسلم الكجّي، وأبا جعفر الحضرمي مُطَيّنًا، ونحوهما. [ص:96]
تُوُفّي في ذي القعدة.(8/95)
179 - أحمد بن محمد بن خَلَف بن أبي حُجَيْرة، أبو بكر القرطبي. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحمد بن خالد بن الجباب، وجماعة، ورحل فسمع بمصر من محمد بن جعفر بن أعْيَن.
وكان زاهدًا متبتّلًا فقيهًا.
تُوُفِّي في جُمادى الأولى.(8/96)
180 - إبراهيم بن محمد بن شهاب، أبو علي العطّار الحنفي. [المتوفى: 356 هـ]
كان من متكلّمي المعتزلة،
رَوَى عَنْ: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلّم الكجّي.
وَعَنْهُ: محمد بن طلحة النّعاليّ.
عِدادُهُ في البغداديين. عاش بِضْعًا وثمانين سنة.(8/96)
181 - إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عَيذون، العلامة أبو علي البغدادي القالي. [المتوفى: 356 هـ]
سألوه عن هذه النسبة فقال: إنه ولد بمنازكرد، فلما انحدرنا إلى بغداد كنا في رفقة فيها جماعة من أهل قاليقلا، فكانوا يحافظون لمكانهم من الشعر، فلمّا دخلت بغداد انتسبت إلى قاليقلا، وهي قرية من قرى منازكرد، ومنازكرد من أرمينية، ورجوت أن انتفع بذلك عند العلماء، فمضى عليّ القالي.
وقيل: إن مولد سنة ثمانين ومائتين.
أخذ العربية واللغة عن ابن دريد، وابن أبي بكر ابن الأنباري، وابن دَرَسْتَوَيْه،
وَسَمِعَ مِنْ: أبي يعلى الموصلي، وأبي القاسم البَغَوِي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابن صاعد، وابن عرفة نفْطَوَيْه، وعلي بن سليمان الأخفش، وقرأ بحرف أبي عمرو علي أبي بكر بن مجاهد. وأوّل دخوله إلى بغداد سنة خمس وثلاثمائة. [ص:97]
حكى هارون بن موسى النّحْويّ، قال: كنّا نختلف إلى أبي علي بجامع الزهراء، فأخذني المطر، فدخلت وثيابي مُبْتَلّة، وحوله أعلام أهل قرطبة فقال لي: مهلًا يا أبا نصر هذا هيّن وستبدّله بثياب أُخَر، فلقد عرض لي ما أبقى بجسمي نُدُوبًا؛ كنت أختلف إلى ابن مجاهد فأدْلَجْتُ، فلما انتهيت إلى الدرب رأيته مُغْلَقًا، فقلت: أبكّر هذا البكور وتفوتني النّوُبَة؟ فنظرت إلى سَرَبٍ هناك فاقتحمته، فلما أنْ توسّطْتُه ضاق بي، ونشبت فاقتحمته أشدَّ اقتحام، فنجوت بعد أن تخرّقَت ثيابي وتزلّع جِلْدي حتى انكشف العَظْم، فأين أنت ممّا عرض لي. ثم أنشد:
دبَبتُ للمجد والسَّاعونَ قد بلغوا ... جَهْدَ النُّفُوس وألقوا دونه الأزرا
فكابَدُوا المجِدَ حتى مَلَّ أَكْثَرهُم ... وعانق المجدَ مَن أوفى ومَن صَبَرا
لا تَحْسِبِ المجدَ تمرًا أنت آكَلُه ... لن تَبْلُغَ المجدَ حتى تَلْعَقَ الصَّبْرا
قال: ودخل الأندلس في سنة ثلاثين، فقصد صاحبَها عبدَ الرحمن النّاصر لديَن الله فأكرمه، وصنف له ولولده الحَكَم تصانيف، وبثّ علومه هناك، وكان قد بحث على ابن دَرَسْتَويْه الفارسي " كتاب " سيبَويه، ودقّق النظر وانتصر للبصْرِيّين، وأملى أشياء من حفظه ككتاب " النوادر " وكتاب " الأمالي " الذي اشتهر اسمه، وكتاب " المقصور والممدود ". وله كتاب " الإبل "، وكتاب " الخيل "، وله كتاب " البارع في اللغة " نحو خمسة آلاف ورقة، لم يؤلف أحد مثله في الإحاطة والجمع لكن لم يتممّه. وولاؤه لعبد الملك بن مروان ولهذا قصد بني أمَيّة ملوك الأندلس، فَعَظُم عندهم وكانت كتبه على غاية الاتقان.
أخذ عنه عبد الله بن الربيع التميمي، وهو آخر من حدّث عنه، وأحمد بن أبان بن سيد، وأبو بكر محمد بن الحسن الزّبِيدي اللّغَوي، وغيرهم.
تُوُفّي أبو علي بقرطبة في ربيع الآخر سنة سِتٍّ وخمسين وثلاث مائة.(8/96)
182 - جعفر بن محمد بن الحارث، أبو محمد المراغي. [المتوفى: 356 هـ]
طَوَّف الأقاليم،
وَسَمِعَ: محمد بن يحيى المروزي، وأبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا خليفة، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، وأبا يَعْلَى الْمَوْصِلِيَّ، [ص:98] وطائفة بعد الثلاث مائة، وعاش نيّفًا وثمانين سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقال: كان من أصدق الناس صدوقاً في الحديث، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السرّاج، وآخرون.(8/97)
183 - جعفر بن مطر النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 356 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: محمد بن أيّوب بن الضُّريس، وأبا خليفة.
وَعَنْهُ: الحاكم وغيره.(8/98)
184 - حامد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعاذ، أبو علي الرّفَّاء الهَرَوي المحدّث الواعظ. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ: الفضل بن عبد الله اليشكري وعثمان بن سعيد الدّارمي والحسين بن إدريس ومحمد بن عبد الرحمن بهَرَاة، وبهَمَذَان محمد بن المغيرة السُّكّري ومحمد بن صالح الأشجّ، وعلي بن عبد العزيز بمكة، ومحمد بن يونس الكديمي وإبراهيم الحربي وبِشْر بن موسى ببغداد، وسمع أيضًا بَنْيسابور داود بن الحسين البَيْهَقي وطبقته، وسمع محمد بن أيّوب البجلي بالرّيّ، وبالكوفة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو علي بن شاذان، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وسعيد بن عثمان، ويحيى بن عمّار، ومحمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وهو آخر من حدّث عنه. عاش بهراة إلى سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة.
وحدّث أبو علي ببغداد بانتخاب الدارقُطْني.
وثّقه الخطيب، وغيره.
وكان موته بَهَراة في رمضان.
أَخْبَرَنَا أبو علي بن الخلال، قال: أخبرنا أبو المنجى ابن اللّتي، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن يوسف، قال: أخبرنا حامد بن محمد، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قال: حَدَّثَنَا أبو نعيم، قال: حدثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن سلمة، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا عَلَى كَلِمَةِ الْعَدْلِ وَالْهُدَى وَالصَّوَابِ، وَقِوَامِ الْكِتَابِ، هَادِينَ مَهْدِيِّينَ، [ص:99] رَاضِينَ مَرْضِيِّينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ.(8/98)
185 - سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد ربّه، أبو عثمان الفقيه [المتوفى: 356 هـ]
ابن شاعر الأندلس.
سَمِعَ: محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان مُقَدّمًا في الفتوى ثقة عالمًا، أخذ الناس عنه.(8/99)
186 - العباس بن محمد بن نصر بن السّرِيّ، أبو الفضل الرافقيُّ. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ: هلال بن العلاء، وسعيد بن يحيى بن يزيد صاحب مُصْعَب الزُّبَيْري، ومحمد بن الخَضِر بن علي، وحفص بن عمر سنجة، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، وصياح بن محمد بن صياح صاحب المُعَافَى بن سليمان، وغيرهم. ولعلّه آخر من روى عن هلال بن العلاء.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو عبد الله بن نظيف، وأحمد بن محمد بن الحاجّ، وجماعة.
وتوفي بمصر.
قال يحيى بن علي الطحان: تكلموا فيه.(8/99)
187 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن حيَّان، أبو الطيب [المتوفى: 356 هـ]
قاضي طوس.
قال الحاكم: روى عن مسدَّد بن قطن، ومحمد بن إسماعيل بن مهران، وجماعة، وخُرّجت له الفوائد. وكان من أعيان أصحاب أبي علي الثقفي.
تُوُفِّي سنة ست وخمسين.(8/99)
188 - عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن نصر، أبو محمد بن أبي رُوبا السَّقْطيُّ المُعَدَّل ببغداد. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ: محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب تمتاما، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز، وعبد الله بن يحيى السُّكّري، وطلحة الكتّاني، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النّعالي. [ص:100]
وثّقه البَرْقاني.(8/99)
189 - عثمان بن محمد بن بشر، أبو عمرو السَّقَطي البغدادي، سَنَقه. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ: محمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهم.
وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وأثنى عليه البرقاني ووثّقه؛ روي عنه ابن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعبد الله السُّكّري، وطلحة بن الصقر، ومحمد بن طلحة النّعالي.
تُوُفّي في ذي الحجّة، وله سبع وثمانون سنة.(8/100)
190 - علي بن إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق، أبو الحسن الأزدي البغدادي القاضي. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ: محمد بن يونس الكديمي، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وانتخب عليه الدارقطني.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز.
وثقه الخطيب، وقال: ولي قضاء الأهواز.(8/100)
191 - علي بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الهيثم، أبو الفرج الأموي الأصبهاني الكاتب، [المتوفى: 356 هـ]
مصنّف كتاب " الأغاني ".
سَمِعَ: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضْرمي، ومحمد بن جعفر القتّات، والحسين بن أبي الأحوص، وعلي بن العبّاس المقانعي الكوفيّين، وأبا خُبيب بن البرتي، فمن بعدهم.
والهيثم هو ابن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان الحمار بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.
رَوَى عَنْهُ: الدارقُطْني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وآخرون. [ص:101]
واستوطن بغداد من صباه، وكان من أعيان أدبائها وأفراد مصنّفيها.
روى عن طائفة كبيرة. وكان إخباريًّا نَسَّابةً شاعرًا، ظاهر التشيُّع.
قال أبو علي التنوخيّ: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والمُسْنَدات والأنساب ما لم أر قطّ من يحفظ مثله. ويحفظ سوى ذلك من علوم أُخَر، منها اللغة والنحو والمغازي والسّير، وله تصانيف عديدة، وحصل له ببلاد الأندلس كُتُب صنّفها لبني أُمَيّة ملوك الأندلس أقاربه، سيّرها إليهم سِرًّا وجاءه الإنعام سرا، فمن ذلك: " نسب بني عبد شمس "، وكتاب " أيام العرب ألف وسبع مائة يوم "، وكتاب " جَمْهرة النَّسَب "، وكتاب " نسب بني شَيْبان "، وكتاب " نسب المهالبة " لكونه كان منقطعًا إلى الوزير المُهَلّبي، وله فيه مدائح. وله كتاب " أخبار الإماء الشواعر "، وكتاب " مقاتل الطالبيين "، وكتاب " الديارات " وهذا عجيب إذ هو مروانيّ يتشيّع.
قال ابن أبي الفوارس: قد خلّط قبل أن يموت، قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وكان مولده سنة أربع وثمانين ومائتين.
قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعّفه ويتّهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمتُ فيه جرحًا إلّا قول ابن أبي الفوارس: خلّط قبل أن يموت. وقد أثنى علي كتابه " الأغاني " جماعة من جِلَّة الأدباء. ومن تواليفه كتاب " أخبار الطُفَيِليّين "، كتاب " أخبار جحظة "، كتاب " أدب السماع "، كتاب " الخمّارين ".
قال هلال بن المحسّن الصّابي: كان أبو الفرج صاحب " الأغاني " من نُدماء الوزير المهلَّبي، وكان وسِخًا قذِرًا لم يُغْسَلْ له ثوب أبدًا منذ فصّله إلى أنْ يتقطّع، وشِعْره جيّد لكنّه في الهجاء أبلغ، وكانوا يتّقون لسانه ويصبرون على مجالسته ومشاربته.
ذكر ابن الصابي أنّ أبا القاسم الْجُهَني مُحتِسب البصْرة كان من نُدَماء المهلّبي، وكان يُورِد الطّامّات من الحكايات المُنْكَرة، فجرى مرّة حديث النَّعْنَع، فقال: في البلد الفُلاني نعنع يطُول حتى يصير شجرًا، ويُعمل من شجره سلالم، فثار منه أبو الفرج الأصبهاني، وقال: نعم، عجائب الدنيا كثيرة ولا يُنكَر هذا، والقدرة صالحة، أنا عندي ما هو أغرب من هذا، زَوْج حمام يبيض بيضتين، فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مائة وسنجة خمَسين، فإذا فرغ [ص:102] زمان الحضان انفقست السنجتان عن طسْت وإبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الْجُهَنيّ لِما قصد أبو الفرج من الطنز به، وانقبض عن كثير من حكاياته.
ومن نظْم أبي الفرج وكتب به إلى صديق وأجاد:
أبا محمد المحمود بأحسن الإ ... حسان والْجُودِ يا بحرَ النّدى الطّامي
حاشاك من عَوْدِ عُوّادٍ إليك ومن ... دواء داءٍ ومن إلمام آلام(8/100)
192 - علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد، الأمير سيف الدولة أبو الحسن التغلبي الجْزري [المتوفى: 356 هـ]
صاحب حلب وغيرها وأخو ناصر الدولة الحسن.
كان مقصد الوفود، ومطلع الجود، وكعبه الأمال، ومحط الرحال، وكان أديبًا شاعرًا. ويقال: إنه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وكان يقول: عطاء الشعراء من فرائض الأمراء، وكان كلَّ من عبد الله بن الفيّاض الكاتب، وأبي الحسن على بن محمد الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت.
ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيد، وكان قبلها قد استولى على واسط ونواحيها، وتقلّبَت به الأحوال، وملك دمشق أيضًا، وكثيرًا من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنّه تَوَجّه من حلب إلى حمص فلقيه جيش الإخشيذ وعليهم كافور الإخشيذي المُتَوَفّي أيضًا في هذه السنة، فكان الظّفَر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع. وكان الإخشيذ قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قِنَّسرين، فلما يظفر أحدهما بالآخر، وتقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، ورَدَّ الإخشيذ إلى دمشق، ثم ردّ سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيذ بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها. فذكروا أنّه [ص:103] كان يساير الشريف العقيقي، فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلّا لرجلٍ واحدٍ، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير، لئن أخذتها القوابين ليتبرّأون منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافورا فجاءهم وأخرجوا سيف الدولة بعد سنة، ودخلها كافور.
وُلد سيف الدولة سنة إحدى، ويقال: سنة ثلاث وثلاث مائة، ومدحه الخالديّان بقصيدة أولها:
تَصُدُّ ودارُها صدَدُ ... ومُوعدَهٌ ولا تعِدُ
وقد قتلته ظالمَةً ... ولا عقل ولا قَوْدُ
يقولان فيه:
بوجهٍ كلّه قمرٌ ... وسائر جسمه اسَدُ
وكان موصوفًا بالشجاعة، له غزوات مشهورة مع الروم، وكان مثاغرًا لهم، ومن شعره:
وساقٍ صَبيح للصّبُوح دعوتُه ... فقام وفي أجفانه سنة الغُمْضِ
يطوف بكاساتِ العُقار كأنْجُم ... فمِنْ بين مُنْقَضٍّ علينا ومنفض
وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفاً ... على الجو دكناء والحواشي على الأرض
يُطرَّزُها قوسُ السحاب بأصفَرٍ ... على أحمرٍ في أخضر إثر مُبْيَضِّ
كأذيال خَوْدٍ أقبلت في غَلائلٍ ... مُصَبَّغةٍ، والبعضُ أقصَرُ من بعضِ
وله:
أُقَبِّلهُ على جَزعٍ ... كشُرْب الطائر الفَزعِ
رأى ماءً فأطمعه ... وخاف عواقب الطمعِ
ومما نُسب إليه:
قد جرى في دمعه دمُه ... فإلى كم أنتَ تَظْلِمُهُ
ردّ عنه الطّرفَ منك فقد ... جَرَحَتْه منكَ أسهمُهُ
كيف يسطيع التَّجَلُّدَ من ... خَطَرَاتُ الوَهْم تؤلِمُهُ؟
وزدتُ:
وبقلبي من هوى رشاء ... تائه ما الله يعلمه [ص:104]
ما دوائي غير ريقته ... خمرة للقلب مرهَمُهُ
يقال: إنّه مات بالفالج، وقيل: بعُسْر البَوْل، بحلب في عاشر صفر، وحُمل إلى ميَافارقين فدُفن عند أمّه. وكان قد جُمع من نفض الغبار الذي يجتمع عليه أيام غزواته ما جاء منه لبنة بقدر الكف، وأوصى أن يوضع خدُّه عليها في لَحده ففُعِل ذلك به، وملك بعده حلب ابنه سعد الدولة، وهلك سنة إحدى وثمانين كما يأتي.
فذكر علي بن محمد الشمشاطي في تاريخه، قال: ورد سيف الدولة إلى حلب عليلًا فأمسك كلامه ثلاثة أيام، ثم جمع قرغويه الحاجب وظفر الخادم والكبار فأخذ عليهم الأَيْمان لولده أبي المعالي بالأمر بعده، ومات على أربع ساعاتٍ من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط، وتولّى أمرَه القاضي أبو الهيثم بن أبي حُصَين، وغسّله عبد الرحمن بن سهل المالكي قاضي الكوفة، وغسّله بالسّدر ثم الصَّنْدل، ثم بالذّريرة ثم بالعنبر والكافور، ثم بماء ورد، ثم بالماء، ونُشَّف بثوب دبيقيّ بنيّف وخمسين دينارًا، أخذه الغاسل وجميع ما عليه وتحته، وصبّره بصبر ومر ومنوين كافور، وجعل على وجهه ونحره مائة مِثْقال غالية، وكُفّن في سبعة أثواب تساوي ألفَ دينار، وجُعل في التابوت مُضَرَّبة ومخدَّتان، وصلّى عليه أبو عبد الله العلوي الكوفي الأقساسي فكبّر خمسًا. وعاش أربعًا وخمسين سنة شمسية.
وخرج أبو فراس بن حمدان في الليل إلى حمص، ولما بلغ معزّ الدولة خبرُ موته جزع عليه، وقال: أنا أعلم أن أيّامي لا تطول بعده، وكذا كان.
وذكر ابن النجار أنّ سيف الدولة حضره عيد النحر، ففرّق على أرباب دولته ضحايا، وكانوا ألوفاً، فبعث إليهم ما يضحون به، فأكثر من ناله منهم مائة رأس وأقلّهم شاة، قال: ولزمه في فداء الأسارى سنة خمسٍ وخمسين وثلاث مائة ست مائة ألف دينار، وفي ذلك يقول البَبَّغَاء:
كانوا عبيد نَدَاك ثم شريتهم ... فَغَدوا عبيدك نعمة وشراء
وكان سيف الدولة شيعيًّا متظاهرًا مِفْضالًا على الشيعة والعلويّين.(8/102)
193 - علي بن محمد بن خُلَيع، أبو الحسن البغدادي الخيّاط المقرئ [ابن بنت القَلانسي] [المتوفى: 356 هـ]
أخذ القراءة عن يوسف بن يعقوب الواسطي، وزرعان بن أحمد. وتصدّر للإقراء ببغداد.
قَرَأَ عَلَيْه: الحمامي، وعبد الباقي بن الحسن، وأحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي، ومحمد بن أحمد الحربي، وآخرون، ويُعرف بابن بنت القَلانسي.
قال الداني: سمعت فارس بن أحمد يقول: قال لي عبد الباقي: بَلَغْت على أبي الحسن ابن بنت القلانسي إلى " الكوثر "، فقال لي: اخْتِمْ، فختمت. ثم إنّه سقط ذلك اليوم من سلم فتكسر ومات، وذلك في ذي القعدة، وهو في عُشْر الثمانين. رحمة الله.(8/105)
194 - عُمر بن جعفر بن محمد بن سَلْم، أبو الفتح الخُتُّليُّ البغدادي، [المتوفى: 356 هـ]
أخو أحمد.
سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة. ومحمد بْن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى، ومعاذ بن المثنى.
وَعَنْهُ: ابن زرقويه، وأبو نصر بن حسنون، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وطلحة الكناني، وعبد العزيز الستوري.
قال الخطيب: كان ثقةً صالحاً، مولده سنة إحدى وسبعين ومائتين.(8/105)
195 - كافور الخادم الأسود الحبشي، الأستاذ أبو المِسْك الإخشيدي السلطان. [المتوفى: 356 هـ]
اشتراه الإخشيذ من بعض رؤساء المصريين، وكان أسود بصّاصًا، فيقال: أنه ابتيع بثمانية عشر دينارًا، ثم إنّه تقدّم عند الإخشيذ صاحب مصر لعقله ورأيه وسَعْده إلى أن كان من كبار القوّاد، وجهّزه في جيش لحرب سيف الدولة، ثمّ إنّه لما مات أستاذه صار أتابك ولده أبي القاسم أنوجور وكان صبيًّا، فَغَلَبَ كافورُ على الأمور وبقي الاسمُ لأبي القاسم والدَّسْت لكافور حتى قال وكيله: خدمت كافور وراتبه كل يوم ثلاث عشر جراية، وتُوُفّي وقد بلغت على يدي كل يوم ثلاثة عشر ألف جراية.
وأَنُوجُور معناه بالعربي محمود. ولي مملكة مصر والشام إلّا اليسير منها بعقد الراضي بالله، والمدبّر له كافور، ومات في سنة تسع وأربعين وثلاث مائة [ص:106] عن ثلاثين سنة، وأُقيم مكانه أخوه أبو الحسن عليّ، فأخذت الروم في أيّامه حلب وطَرَسُوس والمَصّيصة وذلك الصقْع. ومات علي في أول سنة خمس وخمسين عن إحدى وثلاثين، فاستقلّ كافور بالأمر، فأشاروا عليه بإقامة الدعوة لولد لعليّ المذكور، فاحتجّ بصِغَره، وركب في الدَّسْت بخِلَعٍ أظهر أنّها جاءته من الخليفة وتقليد، وذلك في صفر سنة خمس وخمسين، وتمّ له الأمر.
وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات، وكان راغباً في الخير وأهله. ولم يبلُغْ أحدٌ من الخُدّام ما بلغ كافور، وكان ذكيًا له نظرٌ في العربيّة والأدب والعِلم. وممن كان في خدمته أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي النَّحوي صاحب الزَّجَّاج، فدخل يومًا على كافور أبو الفضل بن عيّاش، فقال: أدام الله أيّامِ سيّدنا - بخفض أيّام - فتبسّم كافور ونظر إلى النجيرمي فوثب النجريمي وقال ارتجالًا:
ومثل سيّدنا حالتْ مهابَتُه ... بين البليغ وبين القول بالحَصَرِ
فإنْ يكن خَفَضَ الأيام من دَهَشٍ ... وشدّة الخوف لا من قلّة البَصَر
فقد تَفَاءَلْتُ في هذا لسيدنا ... والفأل نأثره عن سيد البشر
بأن أيامه خفض بلا نصب ... وأن دولته صفو بلا كدر
فأمر له بثلاثمائة دينار.
وكان كافور يُدْني الشعراء ويُجِيزُهُم، وكان يُقرأ عنده كل ليلة السّيَر وأخبار الدولة الأموّية والعبّاسية، وله نُدَماء. وكان عظيم الحِمّيَة يمتنع من الأمراق، وعنده جَوَارٍ مُغَنّيات، وله من الغلمان الرُّوم والسُّود ما يتجاوز الوصف. زاد مُلْكُه على ملك مولاه الإخشيذ، وكان كريمًا كثير الخِلَع والهِبات، خبيرًا بالسياسة، فطِنًا، ذكيًّا، جيّد العقل، داهيةً، كان يُهادي المُعِزّ صاحب المغرب ويُظْهِر مَيْلَه إليه، وكذا يُذْعن بطاعة بني العباس ويُداري ويخدع هؤلاء وهؤلاء.
ولما فارق المتنّبي سيفَ الدولة مُغَاضِبًا له سار إلى كافور، وقال:
قواصدَ كافورٍ تَوَارِكَ غيرِهِ ... ومن قصد البحرَ استقَلَّ السَّوَاقيا [ص:107]
فجاءت بنا أنسانَ عين زمانه ... وخلّت بياضًا خلفها ومآقيا
فأقام عنده أربع سنين يأخذ جوائزه. وله فيه مدائح، وفارقه سنة خمسين، وهجاه بقوله:
مَن علَّم الأسود المخصي مكرمة ... أقوامه البيض أم آباؤه الصيد
وذاك أنّ الفُحُولَ البِيض عاجزةٌ ... عن الجميل فكيف الخصْية السُّود
وهرب ولم يسلك الدّرْبَ، ووُضِعت عليه العيون والخيل فلم يُدْرِكوه، وسار على البّرّية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عَضُدَ الدولة.
وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يُدعَى له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثُّغور وطَرَسُوس والمَصَّيصة، واستقلّ بمُلك مصر سنتين وأربعة أشهر.
قرأت في " تاريخ " إبراهيم بن إسماعيل، إمام مسجد الزبير - كان حيًّا في سنة بِضعٍ وسبعين وخمس مائة - قال: كان كافور شديد السَّاعد لا يكاد أحد يمدّ قوسه، فإذا جاؤوه بِرَام دعا بقومه، فإنّ أظهر العجز ضحك وقدّمه وأثبته، وإنْ قوى على مدّه واستهان به عبس ونقصت منزلتُه عنده. ثم ذكر له حكايات تدل على أنَّه مُغْرًى بالرَّمْي، قال: وكان يداوم الجلوسَ للناس غدوة وعشيّة، وقيل: كان يتهجّد ثم يمرّغ وجهه ساجدًا ويقول: اللهمّ لا تسلّط عليّ مخلوقًا.
تُوُفّي في جُمادى الأولى سنة ست، وقيل: سنة سبع وخمسين، وعاش بِضعًا وستّين سنة.
ويقال: إنّه وُجِد على ضريحه منقورًا:
ما بالُ قبرِكَ يا كافور منفرداً ... بالضحضح المرت بعد العسكر اللجب
يدوس قَبرك أفناءُ الرّجال وقد ... كانت أُسُودُ الثَّرى تخشاك في الكُتُب(8/105)
196 - محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إسحاق، أبو بكر المُعيْطي، [المتوفى: 356 هـ]
من ولد عُقبة بن أبي مُعَيط.
شاعر مشهور عاش أربعًا وسبعين سنة.(8/107)
197 - محمد بن أحمد بن حمدان بن عليّ، أبو العبّاس الزاهد، [المتوفى: 356 هـ][ص:108]
أخو أبي عمرو ومحمد، نزل خوارزم.
سَمِعَ: محمد بن أيّوب بن الضريس، ومحمد بن إبراهيم البُوشَنْجيّ، ومحمد بن عمرو قشمرد، والحسين بن أحمد القبّاني، والحسن بن السَّريّ صاحب سَعْدَوَيْه الواسطي.
وحدّث سنة ثلاثٍ وخمسين بخوارزم وغيره، وكان من الثّقات.
مات في صفر سنة ستًّ.(8/107)
198 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن الشيرجي المروزي، ثم البغدادي. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ: إبراهيم بن شريك، وجعفرا الفِرْيابي، ومحمد بن جرير.
وَعَنْهُ: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه.
وكان ثقة.(8/108)
199 - محمد بن علي بن حسين البلْخي. [المتوفى: 356 هـ]
سَمِعَ: إسحاق بن هياج، وأهلَ تِرمَذ.(8/108)
200 - موسى بن مَرْدَوَيْه بن فُورَك، أبو عِمران الأصبهاني، [المتوفى: 356 هـ]
والد الحافظ أحمد.
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن متّوَيه.
وَعَنْهُ: ابنه أبو بكر أحمد.(8/108)
201 - يوسف بن عمر بْن محمد بْن يوسف بْن يعقوب، أبو نصر القاضي [المتوفى: 356 هـ]
ابن قاضي بغداد.
وُلّي القضاء في حياة أبيه ببغداد، واستقلّ به بعد أبيه. وكان عفيفًا جميلًا متوسّطًا في الفقه، حاذقاً بالقضاء، بارعًا في الأدب، واسع العلم باللغة والشعر، تام الهيبة، ولا نعلم تقلّد القضاء أعرف في القضاء منه ومن أخيه الحسين. وكان يعقوب جدَّهم قاضي المدينة. وولي يوسف ومحمد قضاء بغداد.
ولد سنة خمس وثلاث مائة، وصُرِف عن القضاء بعد موت الرَّاضي بالله.
وذكر ابن حَزْم أنّ أبا نصر كان مالكيًا ثم رجع عن ذلك المذهب إلى [ص:109] مذهب داود بن علي الظاهري، وله في ذلك تواليف كثيرة واحتجاجات. وكان فصيحًا بليغًا شاعرًا، ولي القضاء وله عشرون سنة فكُتِبَ العَهْدُ بالقضاء على الديار المصرية بيده إلى قاضي مصر والشام من قَبله الحسين بن أبي زُرْعَة الدمشقي، فولي القضاء أربع سنين، ثم صرفه الراضي بالله سنة تسع وعوض بأخيه الحسين، وأقرّه على قضاء الجانب الشرقي، ثم مات الراضي في العام. ثم عُزل عن القضاء من الجانب الشرقي. ومن شعره:
يا محنة الله كُفّي ... أنْ لم تكُفّي فَخُفّي
ما آن أنْ ترحمينا ... من طُولِ هذا التَشَفّي
ذهبتُ أطلبُ بَخْتي ... وَجَدْتُهُ قد توفي
ومن قوله في رسالته التي يذكر فيها رجوعه عن مذهب مالك إلى مذهب داود: " لسنا نجعل من تصديره في كتبه ومسائله، بقول سعيد بن المسيب والزهري وربيعة، كمن تصديره في كتبه ومسائله بقول الله ورسوله وإجماع الأئمة، هَيْهَات هَيْهَات ".(8/108)
-سنة سبعٍ وخمسين وثلاث مائة(8/110)
202 - أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عُتبة، أبو العبّاس الرّازي ثم المصري. [المتوفى: 357 هـ]
سَمِعَ: مقدام بن داود، وأبا الزنباع روح بن الفرج، ويحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيّوب، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عبد الغني المصري، وعبد الرحمن بن عمر البزاز ابن النحاس، وشعيب بن عبد الله بن المنهال، ومحمد بن الفضل بن نظيف الفرّاء، وآخرون.
وُلد سنة ثمانٍ وستّين ومائتين، وأوّل سماعه سنة ثمانين،
وَتُوفِّي في جمادى الآخرة بمصر، وكان صدوقًا.(8/110)
203 - أحمد بن سعد بن نصر بن بكّار، أبو بكر البخاري الفقيه الزاهد. [المتوفى: 357 هـ]
قدِم بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: صالح جزرة، وحامد بن سهل.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، والحاكم، وغيرهما.(8/110)
204 - أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريّان، أبو الحسن المصري اللُّكّي. [المتوفى: 357 هـ]
حدّث بالبصرة في هذه السنة عَنْ أحمد بْن محمد البرتي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي.
وَعَنْهُ: علي بن عبدكويه، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذكواني، وَأَبُو نُعَيم، وغيرهم.
قال ابن ماكولا: فيه ضعف.
قلت: له جزء سمعناه، وفيه ما يُنكر، وقد ذكره الدارقُطْني، وقال: ضعيف.(8/110)
205 - أحمد بن محبوب، أبو الحسن البغدادي الرملي الفقيه المعروف بغلام أبي الأديان. [المتوفى: 357 هـ]
سَمِعَ: أبا مسلم الكجي، وأبا عقيل أنس بن السلم.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وابن الحاج الإشبيلي، وجاور بمكة.
قال الخطيب: ثقة.(8/111)
206 - أحمد بن محمد بن رُمَيح بن عصمة، أبو سعيد النخعي الفَسَوي ثم المَرْوَزي الحافظ. [المتوفى: 357 هـ]
طَوَّف وسمع الكثير، وصنّف،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي خليفة، وعمر بن أبي غيلان، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبي العباس السراج، ومحمد بن إسحاق ابن خزيمة، وعبد الله بن شيروَيْه، وعبد الله بن محمود المَرْوَزي، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ومكحول البيروتي، وابن قتيبة، وعلي بن أحمد علان، وطبقتهم. وصنّف وجمع وأكثر الترحال.
قال الحاكم: قدم نيسابور سنة خمسين فَعَقَدْتُ له المجلس وقرأت عليه " صحيح " البخاري، وقد أقام بصَعْدَة باليمن مدّة، ثم خرج من عندنا إلى بغداد، وقبله الناس وأكْثَرُوا عنه، وما المَثَلُ فيه إلّا كما قال عباس العَنْبري: سألت يحيى بن مَعين عن عبد الرزّاق، فقال: يا عباس والله لو تهوّد عبد الرزاق لما تركنا حديثه. سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على من أقيم، فوالله لو قدرت لم أفارق سُدَّتَك، ثم قال: ما النّاس بخُراسان اليوم إلّا كما أنشدني بعضهم:
كَفَى حُزْنًا أنَّ المُرُوءةَ عُطِّلَتْ ... وأَنَّ ذَوي الألباب في النّاس ضُيَّعُ
وأنّ مُلوكًا ليس يُحظَى لديهم ... من النّاس إلّا من يغنّي ويُصْفَعُ
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، والدارقُطني قبله، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن دُوما، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن السرّاج، واستدعاه أمير صعدة من بغداد، فأدركتْه المنَّيةُ بالبادية، فتُوُفّي بالْجُحْفَة.
وثّقه الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس. [ص:112]
وقال أبو زُرْعة محمد بن يوسف الكشّي، وأبو نُعَيم أحمد بن عبد الله: كان ضعيفًا.
وقال الخطيب: والأمر عندنا بخلاف ذلك، فإنّ ابن رُمَيْح كان ثقةً ثبتًا لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.(8/111)
207 - أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى الجرجاني، أبو الحسن الفَرَضي. [المتوفى: 357 هـ]
عَنْ: عمران بن موسى بن مجاشع، وطبقته.
كذابٌ وضاعٌ؛ قاله الحاكم.(8/112)
208 - إبراهيم بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفّق، المتّقي لله أمير المؤمنين أبو إسحاق. [المتوفى: 357 هـ]
توفي في السجن في شعبان، وقد ذكرناه في سنة ثلاثٍ وثلاثين، عامَ خلعوه وسَمَلُوا عينيه، وبقي إلى هذا العام كالميت.(8/112)
209 - إبراهيم بن عبد الله، أبو إسحاق الزبيدي الإفريقي المعروف بالقلانسي. [المتوفى: 357 هـ]
كان فاضلًا صالحًا عابدًا عارفًا بمذهب مالك، صنّف تصنيفًا في الإمامة والردّ على الرافضة، فامتُحن على يد أبي القاسم الرافضي العبيدي المقلب بالقائم، ضربه سبع مائة سوط وحبسه أربعة عشر شهرًا بسبب هذا التصنيف.
تُوُفّي سنة سبعٍ وخمسين.(8/112)
210 - إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الحسن القطّان النَّيْسَابُوري أبو إسحاق العابد. [المتوفى: 357 هـ]
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وغيره.(8/112)
211 - بكّار بن بكر بن أحمد، أبو قُتيْبة السّدُوسي العراقي. [المتوفى: 357 هـ]
حدّث بمصر، وبها وُلد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.(8/113)
212 - الحارث بن سعيد بن حمدان، الأمير أبو فراس التغلبي [المتوفى: 357 هـ]
الشاعر المشهور.
كان شجاعًا، كامل الأدب، بارع الشعر حتى كان الصاحب بن عباد يقول: بدئ الشِعر بملك وخُتم بملك، يعني بهما: أمرأ القيس، وأبا فراس. وقد أسرته الروم في وقعة وهو جريح في سنة ثمانٍ وأربعين، وأخذته إلى القسطنطينية، وفداه ابن عمّه سيف الدولة منهم بعد سبع سنين، وكانت مَنبِج إقطاعًا له. وعاش سبعًا وثلاثين سنة، وله " ديوان " مشهور.
قُتل في هذه السنة ببرّيّة تَدْمُر، وكان خرج على ابن أخته صاحب حلب.
قال أبو علي التَّنُوخيّ: كان أبو فِراس قد برع في كل فضيلة، وحُسْن خُلق وخَلْق، وفروسية تامّة، وشجاعة كاملة، وكرم مُسْتَفيض، وترسُّل، وشعْر في غاية الْجَوْدة.
وديوانه كبير. تملّك حمص.(8/113)
213 - الحسن بن محمد بن حليم، أبو محمد المروزي [المتوفى: 357 هـ]
عَنْ: أبي الموجّه محمد بن عمرو، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة.
تُوفِّي في المحرّم.(8/113)
214 - الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، أبو عبد الله البغدادي. [المتوفى: 357 هـ]
أملى بدمشق بعد موت عمّه إبراهيم، عن زكريّا بن يحيى خيّاط السنة، وغيره، وعن أحمد بن علي المروزي، وأنس بن السَّلم.
وكان ثقة؛
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وجماعة.(8/113)
215 - الحسين بن أحمد بن عتّاب السَّقطيَّ. [المتوفى: 357 هـ]
سَمِعَ: ابن قتيبة العسقلاني.
وَعَنْهُ: الدارقُطني، وأبو القاسم الثّلاج. [ص:114]
وثّقه الخطيب.(8/113)
216 - حمزة بن محمد بن علي بن العبّاس، أبو القاسم الكناني المِصري الحافظ. [المتوفى: 357 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الرحمن النّسَائي، والحسن بن أحمد بن الصَّيْقَل، وعِمران بن موسى الطبيب، ومحمد بن سعيد السرّاج، وسعيد بن عثمان الحرّاني، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي، وجماعة كثيرة.
ورحل وطوّف، وجمع وصنّف.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، والدارَقُطْنيّ، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عمر بن الخطّاب، والحُسَين بن الحسن اللَّوَّاز، والفقيه أبو الحسن علي بن محمد القابسي، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، وطائفة آخرهم علي بن عمر بن حِمَّصَة الحّراني.
وقال أبو القاسم يحيى بن علي ابن الطّحّان: تُوُفّي في ذي الحجة، وسمعت منه.
قلت: وكان حافظ ديار مصر بعد أبي سعيد بن يونس، وكان ثقةً ثبْتًا صالحًا ديَّنًا.
وقال أبو عبد الله الحاكم: حمزة المصري كان على تقدّمه في معرفة الحديث أحد مَن يذكر بالزُّهد والوَرَع والعبادة.
سَمِعَ: أبا خليفة، والنَّسَائي وأقرانهما.
وقال الحافظ عبد الغني: كل شيء لحمزة " في سنة خمس: ولد سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وأول ما سمع سنة خمس وتسعين، ورحل سنة خمس وثلاث مائة.
قال الصُّوري: كان حمزة رحمه الله ثبتاً حافظاً.
قال ابن عساكر: أخبرنا هبة الله ابن الأكفاني، قال: أخبرنا سهل بن بشر، قال: سمعت علي بن عمر الحراني، قال: سمعت حمزة بن محمد الحافظ، وجاءه غريب، فقال: إنّ عسكر المعزّ المغاربة قد وصلوا إلى [ص:115] الإسكندرية، فقال: اللَّهُمّ لا تُحْيِني حتى تُرِيني الرّايات الصُّفْر، فمات حمزة، ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام.
قال ابن زُولاق: حدّثني حمزة الحافظ، قال: رحلت سنة خمسٍ وثلاث مائة، فدخلت حلب، وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبدة، فكتبت عنه، فكان يقول: لو عرفتك بمصر لَمَلأتُ ركائبك ذهباً.
قلت: يعني لما كان على قضاء مصر، فقيل: أنّه أعطى حمزة الحافظ مائتي دينار تَرَحَّلَ بها إلى العراق.
وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب: " وسلّم "، فرأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم فِي الْمَنَامِ، فقال لي: أما تختم الصلاة عليّ في كتابك؟(8/114)
217 - دَرّاس بن إسماعيل، أبو ميمونة الفاسي. [المتوفى: 357 هـ]
سَمِعَ ببلده وبإفريقية مِنْ: ابن اللّباد، ورحل فسمع من ابن مطر كتاب ابن الموّاز.
قلت: ابن مطر هو علي بن عبد الله بن مطر الإسكندرانيّ.
وكان أبو ميمونة فقيهًا عارفًا بنصوص مالك؛ أخذ عنه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي، وأبو الفرج بن عبدوس، وخلف بن أبي جعفر، وأبو عبد الله بن الشيخ السبتي.
وكان رجلًا صالحًا، دخل الأندلس مجاهدًا وترددّ إلى الثغور رحمه الله،
وَتُوُفِّي في ذي الحجة بفاس، قاله عِيَاض.(8/115)
218 - عبد الله بن الحسين بن الحسن بن أحمد بن النَّضر بن حكيم، القاضي أبو العباس المَرْوَزِي النضري، [المتوفى: 357 هـ]
نسبة إلى جدّه النضر.
ولي قضاء مرو مدةً، وكان أسند المحدّثين بها، فإنّه سمع ببغداد في صباه الحارث بن أبي أسامة، وأبا إسماعيل الترمذي، وغيرهما.
ومولده في حدود الستّين ومائتين، وكان أبوه قد سمع من أبي داود صاحب " السُنَن "، ومن عبّاس الدُّوري، وحدّث. [ص:116]
رَوَى عَنْ: عبد الله أبو عبد الله الحاكم، وأبو غانم الكراعي المَرْوَزي، وعاش سبعًا وتسعين سنة، ومات في شعبان.(8/115)
219 - عبد الحميد ابن الإمام أبي سعيد عبد الرحمن بن الحسين، القاضي أبو الحسين النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 357 هـ]
أحد رجال الدهر علمًا ورياسة وسؤددًا.
قال الحاكم: كان من أفراد زمانه في العلم والحلم والعقل والثروة، أطال المقام بالري وأصبهان وبغداد، وعرض عليه المطيع قضاء بغداد فامتنع وراسله غير مرّة فلم يُجب.
مدحته الشعراء، وفيه يقول بعضهم:
كان عبدُ الحميد يُدْعَى أديبًا ... فامّحى ذكْرُهُ بعبد الحميدِ
ولَشَتّانَ بين ذاك وهذا ... إنْ تأَمَّلْتَ في النَّدَى والْجُودِ(8/116)
220 - عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد الرَّحْمَن بن زكريا البغدادي المعروف بأبي القاسم ابن الفامي، [المتوفى: 357 هـ]
والد المخلص.
سَمِعَ: الكديمي، وإبراهيم الحربي، وابن سُنَيْن الخُتَّلي، وأبا شُعَيب الحّراني.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن حَمَدية، وأبو نُعَيم، وهو آخر من روى عنه. وكان أصمّ أطروشًا.
وثّقه ابن أبي الفوارس، وورّخ موته في رمضان.(8/116)
221 - عبد العزيز بن محمد بن زياد بن أبي رافع العبدي البغدادي. [المتوفى: 357 هـ]
نزل مصر، وَحَدَّثَ بها عَنْ: إسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي،
وَتُوُفِّي في هذه السنة عن تسعين سنة.
وثّقه محمد بن علي الصُّوري، وأثنى عليه الحافظ عبد الغني بن سعيد.(8/116)
222 - علي بن بندار بن الحسين، أبو الحسن الصُّوفي العابد، ويُعرف بالصَّيرفي. [المتوفى: 357 هـ]
صحب مشايخ خُراسان: أبا عثمان الحِيري، ومحمد بن الفضل [ص:117] السمرقندي، وصحب ببغداد الجنيد، ورويم بن أحمد،
وَسَمِعَ: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجيّ، وأبا خليفة الجمحي.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقال: كان من الثقات في الرواية، أملى مدّة، ومات غريقًا شهيدًا، وقيل: مات سنة تسعٍ.(8/116)
223 - عَلِيّ بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن عقيل بن خُوَيْلد، أبو الحسن الخُزَاعي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 357 هـ]
سَمِعَ ببغداد: أبا شعِيب الحرّاني، ومُطَيّنًا، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله.(8/117)
224 - عمر بن أكثم بن أحمد بن حيان بن بشر، أبو بشر الأسدي القاضي. [المتوفى: 357 هـ]
من بيت قضاء ورياسة ببغداد. ولي القضاء في أيام المطيع لله نيابة، ثم ولي قضاء القضاة، وكان فقيهاً شافعيّ المذهب.
قال الخطيب: لم يل القضاء ببغداد من الشافعية أحد قبله غير أبي السائب القاضي.
تُوُفّي أبو بِشْر في عشر الثمانين، وولي قضاء العراق بعده أبو محمد عبيد الله بن معروف.(8/117)
225 - عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السَّرِيّ البصْرِي الحافظ الورّاق، أبو حفص. [المتوفى: 357 هـ]
كتب الناس بإفادته الكثير، وانتخب على جماعة شيوخ ببغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: الحسن بن المُثَنَّى، وأبي خليفة، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بن جرير الطّبري.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزّاز، وغيرهما.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت عمر بن جعفر البصري يقول: بِتُّ عند ابن عُقْدة فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه، فقلت: يا أبا العبّاس أيش عند أيّوب عن الحَسَن؟ فذكر حديثين، فَقُلْتُ: يُحْفَظُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَجُلا أَغْلَظَ لأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رسول الله دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ، فَقَالَ: مَهٍ مَا كَانَتْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَبَقِيَ، وَكَبَّرْتُ وَسَكَتُّ، [ص:118] فقال: اذكر لي سماعك، فقلت: حدثنا عبدان، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، قال: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَيُّوبَ. وَكَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ يتتبع خطأ عمر البصري فيما انتقاه على أبي بكر الشَّافِعِيِّ خَاصَّةً، وَعَمِلَ فِيهِ رِسَالَةً.
وقد كان أبو محمد الحسن ابن السبيعي يقول: هو كذاب.
وقال ابن أبي الفوارس: مولده سنة ثمانين ومائتين. قال: وحدّث بشيء يسير، وكانت كتبهَ رديّة.(8/117)
226 - الفضل بن محمد بن العبّاس، أبو العبّاس الْهَرَوِيُّ الواعظ الصالح. [المتوفى: 357 هـ]
سَمِعَ: عثمان بن سعيد الدارمي، وعاش زمانًا ولم يحدّث لاختلال عقله.(8/118)
227 - فنك الخادم، [المتوفى: 357 هـ]
مولى الأستاذ كافور ملك مصر.
خرج من مصر بعد موت مولاه في هذه السنة إلى الرملة، فبعثه الحسن بن عبد الله بن طُغْج أمير الرملة أميرًا على دمشق فدخلها وأقام بها، فلما اتصل به أنّ الروم - لعنهم الله - أخذوا حمص يوم عيد الأضحى نادى في البلد النفير إلى ثَنِيّة العُقاب، فخرج الجيش والمُطَوَّعة وغيرهم وانتشروا إلى دُومة وحَرَسْتا، وأنتهز هو الفرصة، في خُلُوِّ البلد فرحل بثقله نحو عَقَبة دُمَّر، وسار بعسكره وخواصّه، وطلب نحو الساحل، فطمع الناس فيه ونهبوا بعض أثقاله وقتلوا من تأخّر من رجاله، وذلك في آخر السنة.(8/118)
228 - كافور، الأستاذ أبو المِسْك الإخشيدي، [المتوفى: 357 هـ]
أمير مصر والشام.
قيل: تُوُفّي فيها، وقيل في الماضية كما ذكرناه، فالله أعلم.
ثم رأيت في تاريخ علي بن محمد الشمشاطي وفاته في سنة سبعٍ في ثاني عشر جُمادى الأولى.(8/118)
229 - محمد بن أحمد بن حاجب، أبو نصر الكُشّانيُّ. [المتوفى: 357 هـ]
رَوَى عَنْ: عمر بن محمد بن بجير، والفربري، ومحمد بن إبراهيم الرازي. وهو والد إسماعيل الكشّاني المشهور.(8/118)
230 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد المؤمن، أبو إسحاق الإسكافي الكاتب المعروف بالقراريطي الوزير. [المتوفى: 357 هـ][ص:119]
كان كاتبَ محمد بن رائق الأمير، ثم وزر للمتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بعد أبي عبد الله البريدي، ثم عزل بعد تسعة وثلاثين يوماً، وأخذ منه مائتان وأربعون ألف دينار. ثم وزر سنة ثلاثين، ثم قبض عليه بعد ثمانية أشهر، ثم صار إلى الشام، وكتب لسيف الدولة ابن حمدان. ثم قدم بغداد في وزارة المُهَلّبي فأكرمه ووصَلَه.
وقد روى عن علي بن سليمان الأخفش، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن أحمد المفيد، وأبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، وغيرهما آثارًا.
وكان ظالمًا عسوفًا،
تُوُفِّي في المحرّم وله ستُّ وسبعون سنة.(8/118)
231 - محمد بن أحمد بن علي بن مَخْلَد، أبو عبد الله البغدادي الجوهري المحتسِب المعروف بابن مُحْرِم الفقيه، [المتوفى: 357 هـ]
أحد تلامذة محمد بن جرير.
سَمِعَ: محمد بن يوسف ابن الطبّاع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، والحارث بن أبي أسامة، والكديمي، وأبا إسماعيل الترمذي، وكان من أسْنَدَ من بقي.
رَوَى عَنْهُ: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم الحافظ، وغيرهم.
وقال عبيد الله بن عمر بن البقال: تزوّج شيخنا ابن المُحْرِم، قال: فجلست على العادة أكتب فجاءت أمّ الزوجة في بعض الأيام فرمت بالمحبرة كسرتها، وقالت: بئس هذه شر على بنتي من ثلاثمائة ضرة.
قال ابن أبي الفوارس: لم يكن عندهم بذاك.
وقال البرقاني: لا بأس به.
تُوُفّي في ربيع الآخر من السنة، وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
قلت: وحديثه بعُلو عند أبي جعفر الصيدلاني.(8/119)
232 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شعيب بْن هارون، أبو أحمد الشُّعَيْبي النَّيْسَابُوري العدل الفقيه. [المتوفى: 357 هـ][ص:120]
سَمِعَ: البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي، ومحمد بن عبد الرحمن السامي الهروي، وطبقتهم، وجمع كتاب " الزهد " في أربعين جزءًا، و" فضل أبي حنيفة " في مُجَلَّدٍ، وكان على مذهبه.
مات في ربيع الآخر، وله اثنتان وثمانون سنة.(8/119)
233 - محمد بن الحسين بن علي، أبو سليمان الحرّاني، [المتوفى: 357 هـ]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: أبي خليفة، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة. انتخب عليه الدارقُطْني، وروى عنه أبو الحسن الحمامي، ومكّي بن علي الحريري، وأبو علي بن شاذان، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ ثقةً، حَسَنَ المذهب.
تُوُفِّي في رمضان.
قلت: وَقَعَ لنا الجزءُ الثالث من حديثه.(8/120)
234 - محمد بن علي بن محمد بن سهل، أبو بكر البغدادي، ويُعرف بابن الإمام. [المتوفى: 357 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن المعمري، وأحمد بن علي الإبّار، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: ابن رزقويه، وأبو نُعَيم الأصبهاني.
وتوفي في شعبان.
قال الخطيب: كان فيه تساهل.(8/120)
235 - محمد بن محمد بن عبد الحميد بن خالد بن إسحاق بن آدم، أبو علي الفزاري الدمشقي القاضي العدْل، [المتوفى: 357 هـ]
مولى يزيد بن عمر بن هُبَيْرة الفَزَاري.
سَمِعَ: أحمد بن علي المَرْوَزي القاضي، وأحمد بن أنس بن مالك، وعلي بن غالب السّكْسكي، ومحمد بن يحيى بن حامل كَفَنِه، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وإسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دُحَيْم، وطبقتهم بدمشق.
وَعَنْهُ: عبد الوهاب الكلابي، وتمام، وعلي بن بشر ابن العطار، [ص:121] وعبد الوهاب المَيْداني، ومحمد بن رزق الله المنيني، وأبو الحسن علي ابن السّمسار، وهو آخر من حدّث عنه.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة.(8/120)
236 - محمد بن محمد بن الحسن بن العباس بن محمد بن علي ابن الرشيد هارون ابن المهديّ، أبو العبّاس الهاشمي العبّاسي البغدادي. [المتوفى: 357 هـ]
حدّث ببُخارى وسَمَرْقند، وقد كتب الكثير.
سَمِعَ: البَغَوِي، ومحمد بن جرير، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا عَرُوبة الحرّاني.
قال أبو عبد الله غُنْجار: تُوُفّي بفرغانة سنة سبعٍ وخمسين.(8/121)
237 - محمد بن نصر، أبو صادق الطّبري. [المتوفى: 357 هـ]
حَدَّثَ في هذه السنة
عَنْ: أبي القاسم البَغَوي، وأبي عَرُوبة الحرّاني، وطائفة.
وَعَنْهُ: السّكَنُ بن جُمَيْع.(8/121)
238 - مُطرَّف بن عيسى بن لبيب، أبو القاسم الغساني. [المتوفى: 357 هـ]
إلبيري نزل غرناطة.
سَمِعَ ببجانة مِنْ: فضل بن سلمة، ومحمد بن أبي خالد.
وكان لُغَويًّا إخباريًّا، مؤرخا مصنِّفًا.(8/121)
239 - هارون بن محمد بن هارون بن أحمد، أبو موسى العنزي الطّحان الدمشقي، ويُعرف بالمَوْصِلي. [المتوفى: 357 هـ]
سَمِعَ: عبد الرحمن بن الرَّوَّاسّ، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبا عليّ إسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دُحَيْم.
وَعَنْهُ: تمّام، وابن مَنْدَه، والحافظ عبد الغني، وعبد الوهاب المَيْداني، وجماعة.(8/121)
-سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة(8/122)
240 - أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن خازم، أبو الفضل الإسماعيلي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن شيرويه، وعمر بن محمد بن بجير.
وَعَنْهُ: أبو حازم العبدويي.(8/122)
241 - أحمد بن حسن بن منده، أبو عمرو الأصبهاني الورّاق، [المتوفى: 358 هـ]
نزيل نيسابور.
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوي، والوليد بن أبان، وطبقتهما،
وكان ممّن يُضْربَ المثل بخطّه.(8/122)
242 - أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بْن عُمَر بْن محمد بْن عبد الله بن الحسين بن حفص الهمداني الذكواني، أبو علي المعدّل الأصبهاني. [المتوفى: 358 هـ]
كان صاحب سنة وصلابة في دينه،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي مسعود عبد الله بن محمد بن عبدان العسكري صاحب لُوين.
وَعَنْهُ: ابنه أبو بكر محمد بن أبي علي، وأبو نُعَيم الحافظ.(8/122)
243 - أحمد بن القاسم، أبو بكر ابن السمّاك البغدادي الدّقّاق المعدّل. [المتوفى: 358 هـ]
رَوَى عَنْ: الهيثم بن خلف، ومحمد بن المجدر.
وَعَنْهُ: أبو سعيد النقّاش، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.
قال طلحة الشاهد: تُوُفّي في سلخ ذي الحجّة.(8/122)
244 - أحمد بن محمد بن سهل، الفقيه أبو الحسين الطَّبَسِي الشافعي [المتوفى: 358 هـ]
أحد الأعلام، وصاحب أبي إسحاق المَرْوَزي.
سَمِعَ: ابن خُزَيْمة، وابن صاعد، وله " تعليقة " عظيمة في المذهب في نحو ألف جزء.
تُوُفّي بالطَّبَسين.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم.(8/122)
245 - أحمد بن يعقوب بن أحمد بن المهرجان البغدادي المعدّل. [المتوفى: 358 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: الحسن بن علوية القطّان، ومحمد بن يحيى المروزي.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، وأبو نُعَيم الحافظ.(8/123)
246 - إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أبو أسحاق القِرمِيسِيني المقرئ. [المتوفى: 358 هـ]
طوّف شرقاً وغرباً، وكتب بعدّة أقاليم،
وَسَمِعَ: محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وعبد الرحمن بن القاسم بن الروّاس، وأبا عبد الرحمن النسائي.
وَعَنْهُ: الدارقطني، والحسن بن الحسن بن المنذر، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم. وتُوُفّي بالموصل.
قال الخطيب: كان ثقة صالحًا.(8/123)
247 - إسحاق بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو الفضل الهَرَوي الْجَوزَقي الحافظ. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن عروة الفقيه، وحاتم بن محبوب، وببغداد من البَغَوي، ويحيى بن صاعد.
وكان ثقة عدْلًا من جَوْزَق هَرَاة، نزل سمرقند وحدّث بها.(8/123)
248 - ثوابه بن أحمد بن عيسى بن ثوابة، أبو الحسين الموصلي. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن عبد الله بن ذكوان بدمشق، وأبا يَعلَى بالموصل، ومحمد بن إسماعيل بن نباتة.
وَعَنْهُ: الدارقُطْني، وأبو الحسن بن رزقويه، وطلحة بن الصقر، وأبو محمد ابن النحاس، واحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
تُوُفّي بمصر.
قال الخطيب: كان صدوقًا.(8/123)
249 - جعفر بن محمد الجوهري. [المتوفى: 358 هـ][ص:124]
سَمِعَ: أحمد بن زغبة، والنّسائي.
كأنّه مصري.(8/123)
250 - الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث، الأمير ناصر الدولة، أبو محمد التغلبي [المتوفى: 358 هـ]
صاحب الموصل ونواحيها.
كان أكبر من أخيه سيف الدولة وأرفع منزلة عند الخلفاء، وكان سيف الدولة كثير التأدّب معه، وكان هو شديد المحبّة لسيف الدولة، فلما تُوُفّي سيف الدولة تغيّرت أحواله وساءت أخلاقه وضَعُف عقلُه إلى أن لم يبق له حزم عند أولاده، فقبض عليه ولده أبو تغلب الغضنفر بالموصل وحبسه مُكْرَمًا في حصن في سنة ست وخمسين، فلم يزل محبوسًا حتى تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين.
كتب إليه سيف الدولة مرة:
رضيتُ لك العَلْيا وقد كنت أهلها ... وقلت لهم بيني وبين أخي فَرْقُ
ولم يكُ بي عنها نكولٌ وإنّما ... تجافيتُ عن حقي فتمّ لك الحقُّ
ولا بدَّ لي من أن أكون مصلّيًا ... إذا كنت أرضى أن يكون لك السَّبْقُ(8/124)
251 - الحسن بن علان، أبو علي البغدادي الفامي الحطاب. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: جعفرا الفريابي، وأبا خليفة.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيم الحافظ، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وقال: كتبنا عنه أشياء، وكان ثقة،
وَتُوُفِّي في ذي الحجة.(8/124)
252 - الْحَسَن بْن محمد بن أحمد بن كَيْسان، أبو محمد الحربي النّحوي، [المتوفى: 358 هـ]
أخو علي.
سَمِعَ: إسماعيل القاضي، وبِشْر بن موسى، وموسى بن هارون.
وَعَنْهُ: أبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وغيرهما.
وكان ثقة من كبار شيوخ أبي نُعَيم،
تُوُفِّي في شوّال.(8/124)
253 - الحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى بْن الحَسَن بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بن زين العابدين علي بن الحسين، أبو محمد ابن أخي أبي طاهر، العلوي. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: إسحاق الدَّبَري وغيره من أهل اليمن.
وَعَنْهُ: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وابن شاذان، وقال: إنّه وُلد سنة ستّين ومائتين.
روى حديثًا موضوعًا عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر رَفَعَه، قال: " عليّ خير البشر فمن أبي فقد كفر ". وهذا ممّا اتُّهِم بوضعه أبو محمد هذا، وكان نسّابة شيعيًّا.(8/125)
254 - الحسن بن أحمد، أبو علي الفارسي. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: البوشنجي، وحمزة الكاتب، وابن ناجية، وعمر تسعين سنة.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/125)
255 - حيدرة بن عمر، أبو الحسن الزَّنْدَوَرْدِيّ الفقيه الظَّاهري. [المتوفى: 358 هـ]
أخذ عن عبد الله بن المغلّس الظاهري. تفقّه به البغداديون.(8/125)
256 - الخليل بن أحمد، أبو القاسم الشاعر. [المتوفى: 358 هـ]
تُوُفّي في جُمادى الأولى.(8/125)
257 - زيد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمران بن أبي بلال العجْلي الكوفي، أبو القاسم المقرئ المجوَّد، [المتوفى: 358 هـ]
نزيل بغداد.
قرأ القرآن على أحمد بن فرح بن جبريل، وابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الدّاجوني، وعبد الله بن جعفر السوّاق،
وَسَمِعَ: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وعلي بن العبّاس، وعبد الله بن زيدان، وغيرهم.
قَرَأَ عَلَيْه القرآن جماعة منهم: الحسن بن علي بن الصقر الكاتب، وبكر بن شاذان الواعظ، وعبد الله بن عمر المصاحفي، والحسن بن الفحام السامري، وأبو الحسن بن الحمامي، وعلي بن محمد بن موسى الصّابوني من شيوخ الهَرّاس، وعبد الباقي بن الحسن.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: الحمامي، وأبو نُعَيم. [ص:126]
قال الخطيب: كان صدوقًا تُوُفّي في جُمادى الأولى.(8/125)
258 - سِيَبَوَيْه المصري، الملقَّب أيضًا بالفصيح، اسمه أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكِنْدي الصَّيْرفي المعروف بابن الْجُبّي. [المتوفى: 358 هـ]
ولد سنة أربع وثمانين ومائتين،
وَسَمِعَ مِنْ: المنجنيقي، والنّسَائي، والطّحاوي، وتفقّه للشافعي، وجالس أبا بكر بن الحدّاد، وتلمذ له في الفقه.
وكان معتزليًا متظاهرًا به، ويتكلّم في الزَّهْد وفي عبارات الصوفية بعبارة حلوة. وله شِعْر وفضائل.
مَاَتَ في شهر صفر؛ قاله ابن ماكولا.(8/126)
259 - عبد الملك بن علي، أبو عمر الكازَرُوني [المتوفى: 358 هـ]
الزاهد المُجاب الدّعوة.
كان يُعدّ من الأبدال.
سَمِعَ: أبا مسلم الكجّي وغيره،
ورُحِل إليه لتفرُّده بكازَرُون؛
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم الدهّان، وأحمد بن محمد بن عبدوس النسائي.
وكان ثقة.(8/126)
260 - عبد الوهاب بن محمد بن سهل بن منصور، أبو الحسين النَّصيبيُّ المَلَطيُّ البزّاز. [المتوفى: 358 هـ]
تُوُفّي بدمياط.(8/126)
261 - علي بن عبد الله بن علي الفارسيُّ. [المتوفى: 358 هـ]
عَنْ: عبد الله بن ناجية، وزكريّا السّاجي.
وَعَنْهُ: ابنه محمد.
وكان ثقة فَرَضِيًّا.(8/126)
262 - علي بن إبراهيم بن الفُضَيْل الكُشَانيُّ. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: عمر البُجَيْري، وإبراهيم بن نصر بن عَنْبَر.(8/126)
263 - علي بن عبد الله بن مَعْن الفارسيُّ الفرضيُّ. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن ناجية، وزكريّا السّاجي.
وَعَنْهُ: ابنه محمد.
وثّقه الخطيب.(8/127)
264 - علي بن الفضل بن شَهْريار، أبو الحسن التّاجر الأصبهاني المُعَدَّل. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: محمد بن أيّوب الرازي.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم، وقال: ثقة.(8/127)
265 - علي بن محمد بن أحمد بن حماد زُغْبة بن مسلم، أبو الحسن التُّجيبي، مصري. [المتوفى: 358 هـ](8/127)
266 - محمد بن أحمد بن محمد الأبْرِيسَم، أبو بكر النَّيْسَابُوري التّاجر. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الله البوشنجي وغيره، ولم يحدّث. قال الحاكم: قصدناه غير مرّة فلم يحدّثنا.(8/127)
267 - محمد بن أحمد بن إسماعيل بن خالد، أبو بكر الصَّرّام السَّخْتِياني. [المتوفى: 358 هـ]
جُرْجانّي عالي الرواية،
رَوَى عَنْ: محمد بن أيّوب الرازي، وهميم بن همام، وابن مجاشع.
رَوَى عَنْهُ: حمزة السَّهمي، وغيره.
تُوُفّي في ربيع الآخر.(8/127)
268 - محمد بن أَحْمَد بن الحسن، أبو عمر الضبي الهيساني. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني، وغيره،
وَتُوُفِّي في عشر التسعين.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي علي.(8/127)
269 - محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الملك بن مروان القُرَشي الدمشقي، أبو عبد الله، [المتوفى: 358 هـ]
محدّث دمشق في وقته.
سَمِعَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وأحمد بن إبراهيم ابن البسري، وإسماعيل بن قيراط، وزكريّا خيّاط السنة، وأبا عُلاثة المصري، وأنس بن السَّلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: تمّام، وابن مَنْدَه، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله القاضي، وحُوَيّ بن علي السَّكْسكي. وآخر من حدّث عنه أبو الحسن ابن السمسار، وانتقى عليه أبو عبد الله بن مَنْدَه ثلاثين جزءًا، وأملى مدّةً بجامع دمشق.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة مأمونًا جوادًا،
تُوُفِّي في شوّال وهو في عشر التّسعين.(8/128)
270 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن هارون الحَضْرَميّ المصري، [المتوفى: 358 هـ]
جدّ الحافظ يحيى بن علي ابن الطحان.
رَوَى عَنْ: بكر بن سهل الدّمياطي، وأحمد بن شعيب النّسائي.
تُوُفّي في المحرَّم.(8/128)
271 - محمد بن إسماعيل، أبو بكر البغدادي ابن القاضي. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن الحسن الصوفي.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم وغيره.(8/128)
272 - محمد بن جعفر بن دُرّان، أبو الطيب المصري غُنْدَر. [المتوفى: 358 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي خليفة، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وابن جُمَيع، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
ويقال: تُوُفّي في العام الماضي.(8/128)
273 - محمد بن الحسين بن مهران أبو الحسن النَّيْسَابُوري الكاتب، [المتوفى: 358 هـ]
أخو الأستاذ أبي بكر. [ص:129]
سَمِعَ: عبد الله بن شيرويه، وابن خُزَيمة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقال: كان يصحب الملوك والوزراء، وعاش نيّفًا وثمانين سنة.(8/128)
274 - محمد بن العباس بن الوليد بن كُوذَك، أبو عمر مولى القعقاع بن خُلَيّد، العنسي الدمشقي. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: محمد بن العبّاس بن الدرَفس، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، وعبد الرحمن بن القاسم الروّاس، وجعفر بن أحمد ابن الروّاس، وإبراهيم بن دُحَيّم، والمفضل بن محمد الْجُنْدي.
وَعَنْهُ: تمام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله بن محمد، وأبو الحسن ابن السمسار.
وتوفي في آخر العام.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمحمد بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن؛ الحنبليّون قراءة، قالوا: أخبرنا محمد بن السيد بن فارس، قال: أخبرنا الْخَضِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدَانَ سنة إِحْدَى وأربعين وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي، قال: أخبرنا أَبُو نَصْرٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ، قال: أخبرنا أَبُو عُمَرَ محمد بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ كُوذَكَ، قال: حدثنا عيسى بن إدريس البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن خاله الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ ".(8/129)
275 - محمد بْن عَبْد الله بْن سَعِيد، أبو علي العسكري، [المتوفى: 358 هـ]
نزيل أصبهان.
سَمِعَ: عبدان، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا علي محمد بن سليمان [ص:130] المالكي، ومحمد بن محمد الباغندي.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم.(8/129)
276 - محمد بن عديّ بن حَمْدَوَيْه السَّجْزي الصّابوني. [أبو عبد الله] [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن إدريس وغيره، وهو جدّ أبي عثمان الصّابوني لأمّه.
وَعَنْهُ: يحيى بن عمّار وغيره.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكنيته أبو عبد الله، وهو أخو عبد الله الذي يأتي.(8/130)
277 - محمد بن محمد بن إسحاق، أبو عمرو السّرّاج الحاكم. [المتوفى: 358 هـ]
توفي بالشاش في جمادى الأخرة، وحمل إلى هراة فدُفن بها.(8/130)
278 - محمد بن معاوية بن عبد الرحمن بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله بن معاوية بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو بَكْر الأموي القرطبي المعروف بابن الأحمر. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن خمير، ورحل إلى المشرق سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، فسمع من النّسائي، وأسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وابن المنذر، وجعفر الفِريابي، ومحمد بن يحيى المَروَزي، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وأبي خليفة الجمحي، والبغوي، وطائفة. ودخل إلى أرض الهند تاجرًا، وكان يقول: خرجت من أرض الهند وأنا أقدر على ثلاثين ألف دينار، فلما قاربت أرض الأسلام غرقت وما نجوت إلّا سِباحةً لا شيء معي، ورجع إلى الأندلس، وحمل الناس عنه الكثير.
وكان شيخا جميلا ثقة صدوقا، معمّرًا،
تُوُفِّي في رجب.
روى عنه خلق منهم: محمد بن إبراهيم بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن حكم شيخا ابن عبد البَّرّ. وآخر من روى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث، وعبد الله بن الربيع التميمي.
وقال ابن حزم: كان ثقة مكثراً، لم أزل أسمع أن سبب خروجه إلى المشرق، أنه خرجت بأنفه، أو ببعض جسده قرحة، فلم يجد لها مداوياً، فخافها، فبادر إلى المشرق، فقيل: لها دواؤها بالهند، فوصل الهند، فأزالها [ص:131] طبيب هناك وشرط له إن برئت أن يقاسمه ماله. فلما عوفي أحضر له جميع ماله ليقاسمه، فقال له: والله، لا أرزؤك شيئاً، وأخذ شيئاً حسناً من آلة بيته.
واشتغل في رجوعه بالعلم والحديث، فبرع.(8/130)
279 - محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدي الأندلسي النّحوي المعروف بالرباحي. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، وبمكّة من ابن الأعرابي، وأخذ " كتاب " سيبويه عن أبي جعفر ابن النّحاس.
وكان عارفًا بالعربية، حاذقًا ذكيًّا، فقيهًا عالما، أدب المغيرة ابن النّاصر لدين الله.
تُوُفّي في رمضان.(8/131)
280 - محمد بن موسى بن عبد العزيز، أبو بكر الكِنْدي الصَّيّرفي المصري الفقيه الملقب سِيبَوَيْه، ويُعرف بابن الجبي. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وكان فقيهًا شافعيًا يُرمَى بالاعتزال. تفقّه على أبي بكر محمد بن أحمد ابن الحداد. مر.(8/131)
281 - موسى بن إبراهيم بن النّضْر، أبو القاسم العطّار المقرئ. [المتوفى: 358 هـ]
سَمِعَ: أبا مسلم الكجّي، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسن بن رزقويه.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلّا خيرًا.(8/131)
282 - منصور بن محمد بن منصور بن بحر، [المتوفى: 358 هـ]
مولى بني هاشم.
أصبهانيّ سكن بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: حمّاد بن مدرك، وإسحاق بن زيرك.
وَعَنْهُ: ابن أبي الفوارس، ومحمد بن علان.(8/131)
-سنة تسع وخمسين وثلاثمائة(8/132)
283 - أحمد بن بُنْدار بن إسحاق، أبو عبد الله الأصبهاني الشعّار الفقيه. [المتوفى: 359 هـ]
سَمِعَ: إبراهيم بن سَعْدان، وعبيد بن الحسن الغزّال، ومحمد بن زكريا، وأبا بكر بن أبي عاصم، وأكابر أهل أصبهان، مثل عُمَير بن مرداس وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابن مردويه، وعلي بن جعفر العبدكويي، وأبو بكر بن أبي علي، والحافظ أبو نعيم، وجماعة آخرهم موتا أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصّفّار. وكان شيخ أصبهان ومسندها.
قال أبو نُعَيم: درس المذهب على أبي بكر بن أبي عاصم، وسمع كتبه، وكان ثقة ظاهريّ المذهب.
قلت: وكان أبو بكر شيخه ظاهريّ المذهب مجتهدًا من طبقة داود بن علي، وتأخّر عنه قليلًا.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ الْجَمَّالِ. وَقَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنَ محمد الْكُرْدِيِّ: أخبركم يوسف بن خليل، قال: أخبرنا مسعود، قال: أخبرنا أبو علي الحدّاد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أحمد بن بندار، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا سليمان بن كراز، قال: حدثنا عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ الأَسْلَمِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الوجوه ". [ص:133]
تُوُفّي في ذي القعدة عن بضعٍ وتسعين سنة.(8/132)
284 - أحمد بن جعفر بن بلال، أبو جعفر الأصبحي المصري. [المتوفى: 359 هـ]
رَوَى عَنْ: النَّسائي.(8/133)
285 - أحمد بن السّندي بن حسن، أبو بكر البغدادي الحداد. [المتوفى: 359 هـ]
سَمِعَ: الحسن بن علوية، وموسى بن هارون.
وَعَنْهُ: أبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
قال الخطيب: كان ثقة فاضلًا.
وقال أبو نُعَيم: كان يُعَدّ من الأبدال.(8/133)
286 - أحمد بن طاهر، أبو علي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 359 هـ]
سَمِعَ: ابن جوصا، ومكحولا البيروتي، وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، ووَرّخ موته.(8/133)
287 - أحمد بن عبد العزيز بن بُدْهن المقرئ البغدادي، [أَبُو الْفتح] [المتوفى: 359 هـ]
نزيل مصر.
حَدَّثَ عَنْ: إبراهيم بن عبد الله المُخَرَّمي، وغيره.
كنيته أبو الفتح.
أَخَذَ القراءات عَرْضًا عَنْ: أحمد بن سهل الأشناني، وسعيد بن عبد الرحيم الضّرير، ومحمد بن موسى الزينبي، وأبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن الأخرم الدمشقي. وسمع الحروف من أبي خبيب بن البرتي وغيره.
رَوَى عَنْهُ: عبد المنعم بن غلبون، وابنه طاهر بن غلبون.
وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وأصحهم أداء، أقرأ الناس بمصر، وكان يصلي بالوزير جعفر ابن الفرات.
قال الدّاني: حدثنا عنه محمد بن علي بن محمد المالكي، والحسن بن سليمان، وغيرهما.(8/133)
288 - أحمد بن محمد ابن القطّان، أبو الحسين البغدادي الفقيه الشافعي [المتوفى: 359 هـ]
تلميذ ابن سُرَيج.
عُمّر وشاخ، ودرّس وأفتى، وله وجه في المذهب. وعليه تفقّه: علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي وغيره، وله مصنّفات كثيرة. [ص:134]
تُوُفّي في جُمَادى الأولى.(8/133)
289 - أحمد بْن محمد بْن يحيى، أبو بكر النَّيْسَابُوري الأشقر، [المتوفى: 359 هـ]
شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور.
قال الحاكم: صدوق في الحديث.
سَمِعَ: إبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن سوار، ويوسف بن موسى المَرْوَزي، وأقرانهم،
وتُوُفّي في آخر سنة تسعٍ وخمسين.
قلت: روى " صحيح " مسلم عن أحمد بن علي القلانسي، عنه.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو العلاء عبد الوهاب بن ماهان، وغيرهما.(8/134)
290 - أحمد بن يوسف بن خلاد بن منصور، أبو بكر النّصيبي ثم البغدادي العطّار. [المتوفى: 359 هـ]
رجل قليل الفضيلة لكنّه عالي الإسناد، رُحْلة بغداد.
سَمِعَ: محمد بن الفرج الأزرق، والكديمي، ومحمد بن غالب بن حرب، وإبراهيم الحربي، والحارث بن أبي أسامة. وتفرّد بالرواية عن غير واحد.
رَوَى عَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وابن رزقويه، وهلال الحفّار، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وأبو نعيم.
وقال الخطيب: كان لا يعرف شيئًا من العلم غير أنّ سماعه صحيح؛ سأل الدَارقُطْنيّ، فقال: أيّما أكبر الصّاع أو المُدّ؟ فقال للطلبة: أنظروا إلى شيخكم الذي تسمعون منه.
قال أبو نُعَيم: كان ثقة. وكذا وثّقه ابن أبي الفوارس، وقال: تُوُفّي في صفر ولم يكن يعرف من الحديث شيئًا.(8/134)
291 - أحمد بن يوسف، أبو حامد النَّيْسَابُوري الصّوفي الأشقر. [المتوفى: 359 هـ]
جاور بمكة زمانًا،
وَرَوَى عَنْ: ابن ناجية، والحسن بن سفيان.
وَعَنْهُ: الحاكم.
تُوُفِّي بمكة.(8/134)
292 - حبيب بن الحسن بن داود بن محمد، أبو القاسم القزّاز. [المتوفى: 359 هـ][ص:135]
بغداديّ صَدُوق،
سَمِعَ: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان العبسي، وخلف بن عمرو العكبري، والحسن بن علوية.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وابن رزقويه، والحمامي، وأبو القاسم الحرفي، وأبو نُعَيم.
وثّقه ابن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، والخطيب. وكان رجلًا صالحًا. وضعّفه البرقاني.
قال الخطيب: ما أدري ما حجّته في تضعيفه،
تُوُفِّي في جُمادي الأولى، وهو عندنا من الثّقات الصُّلَحاء.(8/134)
293 - الحسن بن أحمد بن الحسن، القاضي أبو علي البيهقي الأديب، [المتوفى: 359 هـ]
قاضي نَسَا.
سَمِعَ: ابن خُزَيمة، وابن صاعد، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الحاكم وغيره.(8/135)
294 - شمول، أبو الحسن الأمير، [المتوفى: 359 هـ]
مولى صاحب مصر كافور.
ولي نيابة دمشق في سنة ثمان وخمسين، فلما بلغه مسير جعفر بن فلاح من قِبَل جوهر المُعِزّي إلى الشام ليملكها استخلف على دمشق غلامه إقبال، وتوجّه لقتال جعفر منحازًا إلى الأمير حسن بن عبيد الله بن طُغْج والإخشيدية، والتقى الجمعان، فانهزم حسن وجنوده، وانضمّ في الحال شمول إلى جعفر بن فلاح مخامرا.
ويقال: إنه كان قد كاتَبَه فأَمّنَه واستعمله على دمشق، وبقي ينوب عنه غلامه إقبال بها. فلما كان في آخر هذه السنة، سنة تسعٍ، غلب على البلد أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشميّ، وردّ دعوة بني العبّاس، وهرب إقبال، ثم لم يدم ذلك.(8/135)
295 - صالح بن عُمَيْر العُقَيلي الأمير. [المتوفى: 359 هـ]
وُلّي دمشق نيابة للحسن بن عبيد الله بن طُغج في سنة سبعْ وخمسين حين انهزم عنها فنك الكافوري، فبعث إليه عند ذلك شيوخ دمشق، وهو يومئذ متولّي حَوْران فجاءهم وضبط البلد، فجاء ظالم بن مرهوب العقيلي ليأخذ البلد فمنعه أهل دمشق. [ص:136]
ثم بعد أيام غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي، واختفى صالح، وولي دمشق للقرامطةُ وشاح السّلمي، وسار صالح إلى الرملة، فلما رجع القرمطي إلى الإحساء وفارق الشام في صفر سنة ثمانٍ وخمسين، رجع صالح إلى دمشق، وتعصّب معه شبابها، وأخرجوا وُشاحًا، ثم جمع ظالم العُقَيلي جموعًا، ونزل داريًا وحاصر دمشق خمسين يومًا، فلما بلغه مجيء الحسن بن عبيد الله الإخشيدي سار عن البلد.
قال ابن عساكر الحافظ: بلغني أنّ صالحًا تُوُفّي بنوى سنة تسعٍ وخمسين.(8/135)
296 - طلحة بن محمد بن إسحاق، [المتوفى: 359 هـ]
أخو سعد الصَّيرفي.
قال الخطيب: سمع المعمري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. حَدَّثَنَا عَنْهُ: أبو نعيم، وكان صدوقا.
ورخه ابن الثلاج.(8/136)
297 - عبد الله بن أحمد بن إسحاق، أبو محمد الأصبهاني الفقيه. [المتوفى: 359 هـ]
تُوُفّي في رمضان.(8/136)
298 - عبد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن سَعِيد، أبو بكر المَرْوَزي الأنماطي. [المتوفى: 359 هـ]
قدم حاجًّا
وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: يحيى بن ساسويه، ومحمد بن شاذان.
وَعَنْهُ: ابن حيّويه، والحسن بن الحسن بن المنذر.
قال الخطيب: كان ثقة حافظًا.(8/136)
299 - عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، أبو مسلم المؤدّب [المتوفى: 359 هـ]
أخو أبي الشيخ الحافظ.
سَمِعَ: محمد بن زكريا، وأحمد بن عمرو البَزَّار الحافظ، وأحمد بن علي الخُزاعي.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن مردويه، والحفّاظ.
وَتُوُفِّي فجاءة.(8/136)
300 - عبد الصمد بن محمد بن حيّويه، الحافظ أبو محمد البخاري الأديب. [المتوفى: 359 هـ][ص:137]
أحد الرّحّالة، جمع على " صحيح " البخاري وجَوَّد.
سَمِعَ: السري بن سهل البخاري، وعمر بن عَلَّك المَرْوَزي،
وكتب ببغداد ونيسابور.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقال: تُوُفّي في رمضان.(8/136)
301 - علي بن بُنْدار، [المتوفى: 359 هـ]
شيخ الصوفية.
ذكرته في سنة سبع، وقيل: تُوُفّي في هذه السنة، وكأنّه الأصحّ.
وقد روى عنه أيضا: أبو يعلى حمزة المهلبي، وأبو سعد عبد الملك بن محمد، وكامل بن أحمد العزائمي.
قال الحاكم: ما رأيت في مشايخنا أصبر على الفقر منه، وقد أملى سنين. وكان من الثقات.
قال السملي: وكان ابنه أبو القاسم أوحد وقته في طريقته، سمعته يقول: سمعت الوالد يقول: يا بُنيّ إيّاك والخلاف على الخلق، فمن رضي الله به لنفسه عبدًا فارْض به أخًا.
قد ذكرنا أنّه صِحب الْجُنَيْد وطبقته وأكثر من الحديث.(8/137)
302 - علي بن محمد بن مسرور، أبو الحسن الفقيه المالكيُّ القَيْروانيُّ الدَّبَّاغ. [المتوفى: 359 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحمد بن أبي سليمان وعَوَّل عليه. أخذ عنه أبو الحسن القابسي، وعبد الرحمن بن محمد الرَّبَعي، وجماعة كثيرة من المالكية. وكان إمامًا عاقلاً كثير الحياء والورع والصيانة والتقوى.
توفي في رمضان؛ ترجمه القاضي عياض.(8/137)
303 - علي بن محمد بن سعيد، أبو الحسن المَوْصليُّ، [المتوفى: 359 هـ]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: الحسن بن عليل، وأبي يعلى، وشاهين بن السميذع، وعدّة.
وَعَنْهُ: علي بن أحمد الرزّاز، وأبو نُعَيم، وقال: هو كذّاب.
وقال ابن الفرات: مخلط غير محمود.
تُوفِّي في جُمادى الآخرة.(8/137)
304 - الفتح بن عبد الله الفقيه، أبو نَصْر الهَرَوي العابد. [المتوفى: 359 هـ][ص:138]
سَمِعَ: الحسين بن إدريس، والحسن بن سفيان، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وقال: عاش خمسًا وثمانين سنة. قرأ الفقه والكلام على أبي علي الثقفي إلى أن صار من مشايخ المتكلّمين. حدّثني بعضهم أنّه رآه ليلةً بكي إلى الصّباح.(8/137)
305 - محمد بن أحمد بن سهل، أبو عبد الله الإستراباذي، [المتوفى: 359 هـ]
خال أبي الحسن المُطرّفي.
رَوَى عَنْ: الحسن بن سفيان، والحسن بن الطيّب البلْخي.(8/138)
306 - محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق، أبو علي ابن الصّوافّ، [المتوفى: 359 هـ]
محدّث بغداد.
سَمِعَ: محمد بن إسماعيل التِرْمذِي، وإسحاق الحربي، وبِشْر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسين، وعبد الملك ابنا بِشْران، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم، وجماعة.
قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثل أبي علي ابن الصواف، وآخر بمصر نسيه ابن أبي الفوارس.
وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأمونًا ما رأيت مثله في التَّحَرز،
تُوُفِّي في شعبان وله تسعٌ وثمانون سنة.
قلت: آخر من روى حديثه بعُلُوَّ عفيفة الفارفانية، سمعت من الدَّشْتَج آخر أصحاب أبي نُعَيم.(8/138)
307 - محمد بن أحمد بن حمدون بن الحسن الذُّهْلي، أبو الطّيّب النَّيْسَابُوري المذكّر. [المتوفى: 359 هـ]
صحيح السماع، كثير الكتب، وكان يُوَرَّق.
سَمِعَ: إبراهيم بن أبي طالب، ومسدَّد بن قُطْن.
وصنّف تصانيف.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقال: عندي بخطّه زيادة على ثلاثمائة جزء، وعاش أربعًا وثمانين سنة.(8/138)
308 - محمد بن الحسين، الوزير الكبير، أبو الفضل ابن العميد، [المتوفى: 359 هـ]
وزير ركن الدولة الحسن بن بُوَيه.
كان أحد بُلَغاء الرجال ونُبلائهم،
تُوُفِّي سنة تسع.(8/139)
309 - محمد بن حاتم بن زنجويه، أبو بكر البخاريُّ الفقيه الفرَضي. [المتوفى: 359 هـ]
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ عَنْ: محمد بن أحمد بن صفوة المَصّيصي، ويعقوب بن محمد بن ثوابة، وجماعة.
وَعَنْهُ: تمّام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن محمد بن ياسر، وغيرهم.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكان إمامًا في السنة.(8/139)
310 - محمد بن طاهر بن علي، أبو يعلى الأصبهاني. [المتوفى: 359 هـ]
سَمِعَ: الوليد بن أبان، وبكر بن أحمد الشعراني، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة.
وَعَنْهُ: الحاكم ابن البيع، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السرّاج.
قال الحاكم: كان يحفظ سؤالات الشيوخ وتُوُفّي بنَيْسَابُور.(8/139)
311 - محمد بن عبد العزيز بن حسنون، أبو طاهر الإسكندراني الفقيه الشافعي. [المتوفى: 359 هـ]
شيخ جليل معمَّر.
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ عَنْ: مقدام بن داود الرعيني، وبكر بن سهل الدَّمياطي، وصالح بن شعيب، وجعفر الفريابي، وجماعة.
وَعَنْهُ: تمّام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ، ومحمد بن عبد الله المنيني، وغيرهم.
تُوُفّي في شهر رجب.(8/139)
312 - محمد بن علي بن حُبَيْش، أبو الحسين الناقد. [المتوفى: 359 هـ]
بغداديّ جليل،
سَمِعَ: أبا شعيب الحرّاني، وأحمد بن يحيى الحلواني، [ص:140] ومحمد بن عبد الله مُطَيَّنًا، والهيثم بن خَلَف الدُّوري، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم.
وقال أبو نُعَيم: ثقة. وكذا وثّقه ابن أبي الفوارس، وورّخ موته.(8/139)
313 - محمد بن عيسى بن ديزك، العلامة أبو عبد الله البَرُوجِرْدي، النحوي، [المتوفى: 359 هـ]
نزيل بغداد، ومعلّم ابن الخليفة.
سَمِعَ: عمير بن مرداس، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، وانتخب عليه ابن المظَفَّر.
رَوَى عَنْهُ: سلامة بن عمر النَّصيبي، وأبو نُعَيم وغيرهما.
وثّقه أبو نُعَيم. ويقال: إنّ أبا سعيد السّيرافي درس عليه الأدب.
قال أبو الحسن بن الفرات: كان ثقة مستورًا جميل المذهب، مات في جُمادى الآخرة.(8/140)
314 - محمد بن موسى بن أزهر، أبو بكر الأندلسي الإسِتجي. [المتوفى: 359 هـ]
رَوَى عَنْ: أبيه، وعبيد الله بن يحيى،
وكان فقيهًا شروطيًّا.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة.(8/140)
315 - المنذر بن محمد بن المنذر، أبو سعيد السُّلمي الهَرَوِي. [المتوفى: 359 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي جعفر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي.
وَعَنْهُ: أبو الفضل الجارودي.(8/140)
316 - المؤمَّل بن يحيى، أبو الحسن المصري المعدّل. [المتوفى: 359 هـ]
سَمِعَ: أبا الرقراق.(8/140)
317 - هاشم بن أحمد بن غانم، أبو خالد الغافقي القرطبي. [المتوفى: 359 هـ]
كان فقيها مشاورا، ولي نظر الأحباس أيام منذر القاضي، وكان نحويًّا شاعرا.(8/140)
-سنة ستين وثلاثمائة(8/141)
318 - أحمد بن طاهر النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 360 هـ]
سَمِعَ: ابن خُزَيْمة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا القاسم البَغَوي، وأبا عَرُوبة، وعلي بن أحمد بن علان المصري، والهيثم بن كُلَيْب الشاشي.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وقال: كان من الرحّالة المجوَّدين.(8/141)
319 - أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن خاقان، أبو العباس ابن النّجاد الدمشقي، [المتوفى: 360 هـ]
إمام جامع دمشق، وأحد الصالحين.
قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش؛ ولعله آخر من قرأ عليه.
قرأ عليه عبد القاهر الصائغ، وبقي إلى بعد سنة عشر وأربعمائة.(8/141)
320 - أحمد بن نابت بن أحمد بن الزُّبَير، أبو عمر التَّغْلِبِيُّ القُرْطُبِي. [المتوفى: 360 هـ]
سَمِعَ مِنْ عبيد الله بن يحيى، وحدّث عنه " بالموطأ ". وَسَمِعَ مِنْ: سعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: جماعة.
وكان صالحًا، ثقة،
تُوُفِّي في ذي القعدة.(8/141)
321 - إبراهيم بن يحيى الطُلَيْطِليّ، أبو إسحاق. [المتوفى: 360 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن. وولي قضاء طليطلة.
رَوَى عَنْهُ: خَلَف بن قاسم، وعبد الرحمن بن عبيد الله.
توفي في حدود الستين أو قبلها.(8/141)
322 - إبراهيم بن هارون بن خلف، ابن الزَّاهر المصمودي. [المتوفى: 360 هـ]
سَمِعَ بقرطبة مِنْ: أبن أيمن، وقاسم بن أصبغ. وحدّث.
تُوُفّي سنة ستّين.(8/141)
323 - أسد بن حيون بن منصور الجذامي، أبو القاسم الإستجي الأندلسي. [المتوفى: 360 هـ][ص:142]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن. ورحل فسمع من أبي القاسم البغوي ببغداد، ومن أبي جعفر الديبلي بمكة.
وكان بصيرًا بالطّبّ،
رَوَى عَنْهُ: إسماعيل بن إسحاق.(8/141)
324 - أسهم بن إبراهيم بن موسى، أبو نصر القُرَشي السَّهْمي الزّاهد الْجُرْجاني، [المتوفى: 360 هـ]
عمّ الحافظ حمزة بن يوسف.
رَوَى عَنْ: أَبِي نُعَيم عَبْد الملك بْن عَدِيّ، وموسى بن العباس الآزاذواري.
وَعَنْهُ: أبو بكر محمد بن يوسف الشالنجي.(8/142)
325 - جعفر بن فلاح، [المتوفى: 360 هـ]
الأمير الذي ولي دمشق للمُعِزّ العُبَيّدي، وهو أوّل أمير وليها لبني عُبَيْد.
وكان قد خرج مع القائد جَوْهَر، وافتتح معه مصر، ثم سار فغلب على الرملة سنة ثمان وخمسين، وبعد أيّام غلب على دمشق بعد أن قاتل أهلها أيّامًا، واستقر بها. ثم في سنة ستيّن هذه سار لحربه الحسن بن أحمد القرمطي، وكان مريضًا على نهر يزيد، فظفر به القرمطي وقتله وقتل من خواصّه خلقًا، وذلك في ذي القعدة.(8/142)
326 - الحسن بن علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطّحاوي. [المتوفى: 360 هـ](8/142)
327 - زيري بن مناد الحِمْيَريُّ الصِّنْهاجيُّ، [المتوفى: 360 هـ]
جدّ المُعز بن باديس.
أوّل من ملك من بيتهم، وهو الذي بنى أَشِير وحصّنها، وأعطاه المنصور تاهرت. وكان شجاعًا حَسَن السيرة. جرت بينه وبين جعفر بن علي الأندلسي حرب، قُتِل زِيري في المصافّ في رمضان، وكانت مدّة إمْرته ستًّا وعشرين [ص:143] سنة.(8/142)
328 - سعيد بن عميرة، أبو عثمان الهَرَوي. [المتوفى: 360 هـ]
يَرْوِي عَنْ: جعفر الفريابي.(8/143)
329 - سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مُطَيْر، أبو القاسم اللخمي الطّبَراني [المتوفى: 360 هـ]
الحافظ المشهور مُسْنَد الدَّنيا.
سَمِعَ: هاشم بن مرثد الطبراني، وأبا زُرْعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي، وأبا زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأحمد بن إسحاق البلدي الخشاب، وأحمد بن خُلَيد الحلبي، وأحمد بن شعيب النسائي، وإبراهيم بن بزة الصّنَعاني، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري، وإبراهيم بن سويد الشبامي، وإدريس بن جعفر العطّار صاحب يزيد بن هارون، وبِشْر بن موسى الأسدي، والحسن بن سهل المجوّز، وحفص بن عمر سنجه، وحَبُّوش بن رزق الله، وخير بن عرفة، وأبا الزنْباع رَوْح بن الفرج، وعلي بن عبد العزيز البَغَوي، وعبد الله بن محمد بن سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحسين المَصّيصي، وعمارة بن وثيمة، وعبيد الله بن رماحس، وعمرو بن ثور الجذامي، ومحمد بن حيان المازني، ومحمد بن حبان الباهلي، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزّاز، ومحمد بن زكريّا الغلابي، ومحمد بن أسد الأصبهاني، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ومقدام بن داود الرّعيني، وهارون بن مَلّول، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن أيّوب العلاف وغيرهم. وأوّل سماعه بطبرية سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين، وله ثلاث عشرة سنة. سمّعه أبوه ورحل به لأنّه كان له ماسَّة بالحديث. وقد سمع من دُحَيْم لما قدم عليهم طبريّة، وزار به أبوه القدس سنة أربع وسبعين فسمّعه من أحمد بن مسعود الخياط، حدثه عن عمرو بن أبي سَلَمَةَ التنّيسي. ثم رحل إلى قيسارية فسمع من إبراهيم بن أبي سفيان، وعمرو بن ثور أصحاب الفريابي. وسمع بعكا من أحمد اللحياني صاحب آدم بن أبي إياس. ثم إنّه رحل سنة ثمان وسبعين فسمع بحلب، وسمع بحمص وجَبَلة ودمشق والشام في هذا القرب، [ص:144] ثم حجّ ودخل اليمن مع أبيه في نحو من سنة ثمانين، فسمع كُتُب عبد الرزّاق. وسمع بمصر في رجوعه فيما أحسب أو في ذهابه من محدّثيها. وسمع بعد ذلك من أهل بغداد، والبصرة، والكوفة، وأصبهان، وغير ذلك.
وكان مولده بعكّا في صفر سنة ستين ومائتين، وكانت أمّه من عكّا.
وصنّف مُعَجَم شيوخه وهو مجلّد مرويّ، و" المعجم الكبير " في عدَّة مجلَّدات على أسماء الصّحابة، و" المعجم الأوسط " وفيه الأحاديث الأفراد والغرائب، صنّفه على ترتيب أسماء شيوخه، وصنّف كتاب " الدعاء "، وكتاب " عشرة النساء "، وكتاب " حديث الشاميّين "، وكتاب " المناسك "، وكتاب " الأوائل "، وكتاب " السنة "، وكتاب " الطوالات "، وكتاب " الرمي "، وكتاب " النوادر "، مجلّد، " ومُسْنَد أبي هريرة " كبير، وكتاب " التفسير "، وكتاب " دلائل النبوة "، وكتاب " مسند شعبة "، و" كتاب " مسند سفيان "، ومسانيد طائفة، وغير ذلك مما غاب عني ذكره أو لم أعرف به.
رَوَى عَنْهُ: أبو خليفة الفضل بن الحُباب، وأبو العبّاس بن عُقْدة، وأحمد بن محمد الصحاف، وهم من شيوخه. وأبو بكر بن مردويه، وأبو عمر محمد بن الحسين بن محمد البسطامي فقيه نيسابور، والحسين بن أحمد بن المرزبان، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَليّ الذكواني، وَأَبُو الفضلّ أحمد بن محمد الجارودي، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسين أحمد بن فاذشاه، ومحمد بن عبيد الله بن شهريار، وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد الصفّار. وآخر من حدّث عنه بالسماع أبو بكر بن رِيذَة، وبقي بعده بسنتين عبد الرحمن بن أبي بكر الذَّكْواني يروي عنه بالإجازة.
قال أبو بكر بن أبي علي: سأل والدي أبا القاسم الطبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري ثلاثين سنة.
وقال أبو نعيم: قدم الطبراني أصبهان سنة تسعين ومائتين، وخرج، ثم قدمها، فأقام بها يحدث ستّين سنة.
وذكر الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني أنّ أبا أحمد العَسَّال قاضي أصبهان، قال: إذا سمعتُ من الطَّبَراني عشرين ألف حديث، وسمع منه [ص:145] إبراهيم بن محمد بن حمزة ثلاثين ألفًا، وسمع منه أبو الشيخ أربعين ألف حديث كملنا.
قلت: وهؤلاء هم من كبار شيوخ أصبهان في أيام الطبراني.
وقال أبو نُعَيم: سمعت أحمد بن بُنْدار يقول: دخلت العسكر سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين، فحضرت مجلس عبدان، وخرج ليُمْلي فجعل المستملي يقول له: إن رأيت أن تملي فيقول: حتى يحضر الطبراني. قال: فأقبل أبو القاسم بعد ساعة متزر بإزار مرتدٍ بآخر، ومعه أجزاء، وقد تبعه نحو عشرين نفسًا من الغرباء من بلدانٍ شتّى حتى يفيدهم الحديث.
وقال أبو بكر بن مَرْدَوَيْه في " تاريخه ": لما قدم الطبراني قِدْمَتَه الثانية سنة عشرٍ وثلاثمائة إلى أصبهان قَبّله أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العامل، وضمّهْ إليه، وأنزله المدينة وأحسن معونته، وجعل له معلومًا من دار الخراج، فكان يقبضه إلى أن مات، وقد كنى ولده محمدا أبا ذَرّ، وهي كنية والده.
وقال أبو زكريا يحيى بن مَنْدَه الحافظ: سمعت مشايخنا ممّن يُعُتمد عليهم يقولون: أملى أبو القاسم الطّبراني حديث عِكّرمة في الرؤية، فأنكر عليه ابن طَبَاطَبَا العلويّ ورماه بدواة كانت بين يديه، فلما رأى الطبراني ذلك واجهه بكلام اختصرته، وقال في أثناء كلامه: ما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه حتى لا نذكر ما جرى يوم الحَرَة. فلما سمع ذلك ابن طباطبا قام واعتذر إليه وندم.
وقال ابن منده المذكور: وبلغني أنه كان حسن المشاهدة طيب المحاضرة. قرأ عليه يومًا أبو طاهر ابن لوقا حديث " كان يغسل حصى جماره " فصحّفه وقال: " يغسل خُصى حماره " فقال: وما أراد بذلك يا أبا طاهر؟ فقال: التواضع. وكان أبو طاهر هذا كالمغفّل. قال له الطبراني يومًا: أنت ولدي يا أبا طاهر فقال: وإيّاك يا أبا القاسم، يعني: وأنت.
وقال ابن مَنْده: وجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه، أخبرنا أبو عمر بن عبد الوهاب السلمي، قال: سمعت الطبراني يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب، فصب على رجله خمسمائة درهم، فلما خرج الكاتب قال لي أبو علي: ارفع هذا يا أبا القاسم، فرفعتها، فلما دخلت أم عدنان ابنته صبت على رجله خمسمائة، فقمت، فقال لي: إلى [ص:146] أين؟ فقلت: قمت لئلا يقول: جلست لهذا، فقال: ارفع هذه أيضًا، فلما كان آخر أمره، تكلّم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض الشيء، فخرجت ولم أعد إليه بعد.
وقال أحمد بن جعفر الفقيه: سمعت أبا عبد الله بن حمدان، وأبا الحسن المَدِيني وغيرهما يقولون: سمعنا الطبراني يقول: هذا الكتاب روحي، يعني " المُعْجَم الأوسط ".
وقال أبو الحسين بن فارس اللغوي: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظنّ أنّ في الدنيا حلاوة ألذ من الرياسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة الطبراني، وأبي بكر الْجِعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب بفطنته وذكائه، حتى ارتفعت أصواتهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي. فقال: هات، فقال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا سُليمان بن أيوب، وحدّث بحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيّوب ومنّي سمعه أبو خليفة، فاسمع منّي حتى يعلو فيه إسنادك، فخجل الجعابيّ، فوددت أنّ الوزارة لم تكن، وكنت أنا الطبراني، وفرحت كفرحه، أو كما قال.
أنبئت عن اللّبان، عن غانم البرجي، أنّه سمع عمر بن محمد بن الهيثم يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي السّريّ، قال: لقيت ابن عُقْدَةَ بالكوفة، فسألته يومًا أن يعيد لي فَوْتًا، فامتنع، فشدّدت عليه، فقال: من أيّ بلد أنت؟ قلت: من أصبهان. فقال: ناصبةً ينصِبُونَ العداوة لأهل البيت، فقلت: لا تقُلْ هذا فإنّه فيهم متفقّهة وفُضلاء ومتشيّعة. فقال: شيعة معاوية؟ قلت: لا والله، بل شيعة عليّ، وما فيهم أحد إلّا وعليّ أعزّ عليه من عينه وأهله، فأعاد عليّ ما فاتني، ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي؟ فقلت: لا أعرفه، فقال: يا سبحان الله!! أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه، وتؤذيني هذا الأذى بالكوفة، ما أعرف لأبي القاسم نظيرا، قد سمعت منه وسمع منّي، ثم قال: أَسَمعِت " مُسْنَدَ أبي داود "؟ فقلت: لا، قال: ضيّعت الحزم لأن منبعه من أصبهان، وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة؟ قلت: نعم. قال: قل ما رأيت مثله في الحفظ. [ص:147]
وقال الحاكم: وجدت أبا علي الحافظ سيئ الرأي في أبي القاسم اللّخْمي، فسألته عن السبب، فقال: أجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرت طرق حديث: " أُمِرْت أن أسجد على سبعة أعضاء " فقلت له: تحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس عن ابن عباس؟ قال: بلى، غندر، وابن أبي عَدِي. فقلت: من عنهما؟ قال: حدّثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنّه ما حدّث به غير عثمان بن عمر، عن شعبة.
قال الحافظ ضياء الدين: هذا وهم فيه الطبراني في المذاكرة، أمّا في جمعه حديث شعبة، فلم يروه إلّا من طريق عثمان بن عمر، ولو كان كل من وَهَمَ في حديث واحد اتُّهِم لكان هذا لا يسلم منه أحد.
وقال أبو عبد الله بن منده الحافظ: الطبراني أحد الحفّاظ المذكورين، حَدَّثَ عَنْ أحمد بن عبد الرحيم البرقي، ولم يحتمل سنُّه لُقِيّه،
تُوُفِّي أحمد بن عبد الرحيم بمصر سنة ستٍ وستين ومائتين.
قلت: كذا وَرَّخَهُ ابن يونس في موضع، وقال في موضع آخر: تُوُفّي سنة سبعين في رمضان، وعلى كلّ تقدير فلم يلقه، والذي ظهر لي أنّه سمع من ابن البرقي بلا شك، لكن من عبد الرحيم أخي أحمد المذكور، فاعتقد أنّه هو أحمد، وغلط في اسم الرجل، ويؤيّد هذا أنّ الطبراني لم يُخَرّج عن أحمد عن كبار شيوخه مثل عمرو بن أبي سَلَمَةَ ونحوه، إنّما روى عنه عن مثل عبد الملك بن هشام راوي " السيرة ". وأخرى: أنّ الطبراني لم يسمّ عبد الرحيم ولا ذكره في معجمه، وقد أدركه بيقين لما دخل مصر وسمع منه، لكنّه سمّاه باسم أخيه وهمًا منه، ولهما أخٌ حافظ، تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين من " شيوخ النّبْل "، وهذا وَهْم وَحش من الطبراني قد تكرّر في كثير من معجمه قوله: حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي، وقد تُوُفّي عبد الرحيم ابن البرقي سنة ستَّ وثمانين. وسئل أبو العبّاس أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ عن الطبراني فقال: كتبت عنه ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة، إلّا أنّه كتب عن شيخ بمصر، وكانا أخوين وغلط في اسمه.
وقال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلّبت حديث إدريس بن جعفر العطّار، عن يزيد بن هارون، ورَوْح بن عبادة، فلم أجد إلّا أحاديث [ص:148] معدودة وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيرًا.
قلت: هذا لا يدلّ على شيء، فإنّ الطبراني لما وقع له هذا الشيخ، اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به، ولم يعتن به أهل بلده.
وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذَرّ لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء لا أوائل لها، فاغتمّ لذلك وسبّ الطبراني. قال الباطرقاني: وكان ابن مردويه سيئ الرأي فيه.
وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفّظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حزمٍ، فقال أبو نُعَيم: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئًا.
قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في " تاريخ أصبهان " جماعة وضعّفهم، وذكر الطبراني فلم يضعّفه، ولو كان عنده ضعيفًا لضعفّه.
وقال أبو بكر محمد بن أبي علي المعدّل: الطبراني أشهر من أن ندل على فضله وعلمه، كان واسع العلم كثير التصانيف. وقيل: ذهبت عيناه في آخر أيّامه. فكان يقول: الزنادقة سحروني، فقال له يومًا حسن العطّار تلميذه يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السّقْف؟ فقال: لا أدري لكنّ نقش خاتمي سليمان بن أحمد.
قلت: قال له هذا على سبيل البسْط.
وقال له مرّة أخرى: من هذا الآتي؟ قال: أبو ذَرّ، يعني ابنه، وليس بالغِفَاريّ.
قال أبو نُعَيم: تُوُفّي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستّين وصلّيت عليه.
قلت: عاش الطبراني مائة سنة وعشرة أشهر، وآخر من روى حديثه عاليًا بالإجازة عندنا الزاهد القدوة أبو إسحاق ابن الواسطي، أجاز له أصحاب فاطمة الجوزدانية، التي تفرّدت بالرواية عن ابن رِيْذة صاحب الطبراني.(8/143)
330 - سهل بن أحمد بن عيسى أبو الفضل المؤذن. [المتوفى: 360 هـ]
هَرَوِيٌّ معمّر.
تُوُفِّي يوم عرفة، وصلّى عليه الخليل بن أحمد القاضي، وله مائة سنة؛ قاله ابن مَنْدَه.(8/148)
331 - عبد الله بن يحيى بن معاوية، أبو بكر التيمي الطلحي الكوفي. [المتوفى: 360 هـ]
سَمِعَ: عبيد بن غنّام، ومُطَيَّنًا، وجماعة.
وثّقه الحافظ محمد بن أحمد بن حمّاد.
وَرَوَى عَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ، وغيره.(8/149)
332 - عبيد الله بْن عُمَر بْن أحمد بْن محمد، أبو القاسم القيسي البغدادي الفقيه الشافعي، ويُعرف بعُبَيْد الفقيه، [المتوفى: 360 هـ]
نزيل قرطبة.
قال أبو الوليد الفَرَضي: قدم الأندلس، وكان قد تفقّه، وناظر عند أبي سعيد الأصطخري، والقاضي أبي عبد الله المحاملي. وقرأ القرآن على ابن مجاهد، وعلى أبي الحسن بن شنَّبوذ،
وَسَمِعَ مِنْ: أبي جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي، وأبي جعفر الطّحاوي، وأبي القاسم البَغَوي، وعبد الله بن أبي داود، وأبي الدّحداح الدمشقي، وابن صاعد. وكان عالمًا بالأصول والفروع، إمامًا في القراءات، صنّف في الفقه والقراءات والفرائض. قال: وقد ضعّفه بعضهم برواية ما لم يسمع عن بعض الدمشقيين. وُلد سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وكان المستنصر صاحب الأندلس قد أكرمه،
وَتُوُفِّي في ذي الحجّة بقرطبة.
قلت: لم يسمّ أحدًا روى عنه.
قال ابن الفَرَضي: سمعت محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك.(8/149)
333 - عمارة بن رفاعة بن عمارة بن وثيمة بن موسى، أبو العبّاس المصري. [المتوفى: 360 هـ]
تُوُفّي في ربيع الأول.(8/149)
334 - عمر بن أَحْمَد بن محمد بن حمّه الخلال، أبو حفص البغدادي المعدّل. [المتوفى: 360 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن أبي الأحوص، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة.
وثّقه الخطيب. [ص:150]
مات في ذي الحجّة، وهو والد عبد الرحمن شيخ ابن المهتدي بالله.(8/149)
335 - عيسى بن محمد بن أحمد البغداديُّ، أبو علي الطُّوماريُّ، [المتوفى: 360 هـ]
من ولد ابن جُرَيْج.
حَدَّثَ عَنْ: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن أحمد بن البراء، ومحمد بن يونس الكديمي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد الله الهاشمي، وابن داود الرّزّاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وكان قد شُهِر بصحبة ابن طومار الهاشمي.
قال ابن الفرات: لم يكن بذاك، حدّث من غير أصول في آخر أمره.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يذكر أنّ عنده " تاريخ ابن أبي خيثمة " وكُتُب ابن أبي الدنيا، ولم تكن له أصول، وكان يحفظ حكايات. وذكر أنّه قرئ عليه كتاب " الكامل " للمبّرد من غير كتابه.
وذكر أنّ مولده في المحرّم سنة اثنتين وستين ومائتين. ومات في صفر.
قلت: تفرّد بالسماع من غير واحد.(8/150)
336 - الفضل بن الفضل بن العبّاس، أبو العبّاس الكنْدي، [المتوفى: 360 هـ]
إمام جامع هَمَذان.
سَمِعَ الكثير مِنْ: عيسى بن هارون، وأبي خليفة، وزكريّا السّاجي، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحسين بن فنجويه، وأبو طاهر بن سلمة، وعبد الرحمن بن شبانة، وجماعة.
وكان صدوقا؛ قاله شيرويه، وقال: مات في ربيع الآخر.
قلت: وقع لنا حديثه في الثاني من حديث ابن شبانة.(8/150)
337 - محمد بن أحمد بن محمد، أبو علي بن زُبَارة العلوي النَّيْسَابُوري [المتوفى: 360 هـ]
شيخ الأشراف. [ص:151]
سَمِعَ: الحسين بن الفضل، وغيره.
وَعَنْهُ: الحاكم، وعاش مائة سنة، سوى شهرين.(8/150)
338 - محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني. [المتوفى: 360 هـ]
سَمِعَ: محمد بن علي الفرقدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، ووثّقه، ومحمد بن أحمد الصابوني، وعلي بن أحمد بن داود الرّزّاز.(8/151)
339 - محمد بن جعفر بن إبراهيم النيسابوري، الفقيه أبو جعفر. [المتوفى: 360 هـ]
سَمِعَ: الحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمد الفرهاذاني، ومحمد بن جرير، والباغَنْدي، وأبا عَرُوبة، والمفضّل الجندي، وعلان بن الصيقل، وابن جوصا، وطوف وأكثر التّرحال.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقال: تُوُفّي في رجب.(8/151)
340 - محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النَّيْسَابُوري، أبو عمرو بن مطر المعدّل الزاهد. [المتوفى: 360 هـ]
شيخ العدالة ببلده، ومعدن الورع، معروف بالسماع والرحلة والإتقان؛ كذا قال فيه الحاكم.
سَمِعَ: أبا عمرو أحمد المُسْتَملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وإبراهيم بن علي الذُّهلي، ومحمد بن أيّوب الرازي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي ثم البغدادي، والفريابي، وأبا خليفة، ومحمد بن جعفر بن حبيب الكوفي.
وَعَنْهُ: أبو علي الحافظ مع تقدّمه، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي المشّاط، وأبو نصر عمر بن قتادة، وآخرون. وقد روى عنه أبو العباس بن عقدة، وهو من صغار شيوخه.
قال الحاكم: وأعجب من ذلك ما حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، قال: حدثنا أبو الحسن الشافعي، عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله بدهر، وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس الأصم فأحيا الله علم الأصم بتلك الفوائد، فإن الأصم أفسد أصوله واعتمد على كتاب أبي عمرو بن مطر.
قال الحاكم: وحدّثني أبو زيد بالكوفة، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر النَّيْسَابُوري بالكوفة سنة ستَّ وثلاثمائة، قال: حدثنا سليمان بن سلام، فذكر حديثًا. [ص:152]
قال الحاكم: وقل ما رأيت أصبرَ على الفقر من أبي عمرو، فإنّه كان يتجمّل بدَسْت ثياب الجمعات وحضور المجلس، ويلبس في بيته فروًا ضعيفة، ويأكل رغيفًا وبصلة أو جزرة. وبلغني انّه كان يُحْيى الليل، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المُنْكَر، ويضرب اللّبِنَ لقبور الفقراء، ولم أر في مشايخنا له في الاجتهاد نظيرًا. وتُوُفّي في جمادي الآخرة سنة ستّين وهو ابن خمسٍ وتسعين سنة رضي الله عنه.(8/151)
341 - محمد بن أحمد بن موسى القاضي، أبو عبد الله الرازي الخازن [المتوفى: 360 هـ]
ابن أخي علي بن موسى القُمّي، فقيه أهل الرأي وشيخ الحنفية.
سَمِعَ: محمد بن أيّوب بن الضُّريْس، وإبراهيم بن يوسف.
وَعَنْهُ: الحاكم وقال: كان من أفصح من رأينا وآدبهم، ولي قضاء سمرقند وفرغانة، وكان والد قاضي الريّ.
قال الحاكم: انتقيت على أبي عبد الله نيفا وعشرين جزءًا، ومات بفرغانة في رمضان وهو على قضائها.(8/152)
342 - محمد بن جعفر بن محمد بن الهَيْثَم بن عِمْران، أبو بكر الأنباري البُنْدار، ويُعرف بابن أبي أحمد. [المتوفى: 360 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن الخليل البُرْجُلاني، ومحمد بن أحمد بن أبي العوّام، ومحمد بن إسماعيل التَّرْمِذي، وجعفر بن محمد الصائغ، وهو آخر من حدّث عنهم.
رَوَى عَنْهُ: ابن سُمَيكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وبشرى بن الفاتني، وعلي بن داود الرّزّاز، ومحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكّي، وأبو نُعَيم الحافظ، وآخرون.
ومولده في شوّال سنة سبعٍ وستين ومائتين.
قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: كان سماعه صحيحًا بخط أبيه.
وقال ابن أبي الفوارس: توفي فجاءة يوم عاشوراء. قال: وانتقى عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول جياد بخطّ أبيه.(8/152)
343 - محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة، أبو بكر البغدادي المُعَدَّل المؤدِّب. [المتوفى: 360 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وأبي مسلم الكَجّي، ومحمد بن سهل العطّار.
وَعَنْهُ: علي بن أحمد الرّزّاز، وبُشْرَى بن عبد الله الفاتني، وغيرهما.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل.
وقال محمد بن العبّاس بن الفرات: كان قريب الأمر،
وَتُوفِّي في جُمادي الأولى.
وقال ابن أبي الفوارس: تُوُفّي سنة ستّ وستيّن.(8/153)
344 - محمد بن الحسين بن محمد، أبو الفضل ابن العميد الكاتب، [المتوفى: 360 هـ]
وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بُوَيْه الدَّيْلميّ.
كان آية في الترسُّل والإنشاء، وكان متفلسفًا مُتَّهمًا برأي الأوائل، حتى كان يُسمّى الجاحظ الثاني، وكان يُقَالُ: بُدِئت الكتابة بعبد الحميد وخُتمت بابن العميد.
وقد مدحه المتنّبي وغيره وأعطى المتنّبي ثلاثة آلاف دينار.
وقيل: كان مع فنونه لا يدري الشَّرْع، فإذا تكلّم أحد بحضرته في أمر الدين شُقّ عليه وخنس، ثم قطع على المتكلّم فيه.
وكان قد ألفّ كتابًا سماه " الخَلْق والخُلُق " فلم يُبَيّضه، ولم يكن الكتاب بذاك، ولكن جعص الرؤساء خُبيص، وصُنان الأغنياء نَدّ.
وتوفي بالرّيّ.
وكان الصاحب إسماعيل بن عبّاد يلزمه ويصحبه، فلذلك قيل له: الصّاحب، وقام في الوَزَارة ابنُه بعده ست سنين، وهو الوزير أبو الفتح ذو الكفايتين.(8/153)
345 - محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر الآجُرّي، [المتوفى: 360 هـ]
مصنّف " الشريعة " في مجلّدين. [ص:154]
سَمِعَ: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، وجعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو الحسن الحمامي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر ابن النّحاس، وأبو الحسين بن بشران، وأخوه أبو القاسم عبد الملك، وأبو نعيم، وجماعة كثيرة من حجّاج المشارقة والمغاربة، لأنّه جاور بمكة مدة، وله تصانيف حسنة، وكان من أئمة السنة.
قال الخطيب: كان ثقة ديّنًا، له تصانيف،
تُوفِّي بمكة في المحرم.
قلت: وقع لنا جماعة أجزاء من جمعه.(8/153)
346 - محمد بن داود، أبو بكر الدُّقّي الدَّيَنَوري الزّاهد، [المتوفى: 360 هـ]
شيخ الصوفية بالشام.
قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي بكر الخرائطي. وصحِب جماعة وحكى عنهم، منهم: أبو بكر محمد بن الحسن الزقاق، وأبو محمد الجريري، وأبو عبد الله بن الجلاء، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي. حكى عنه عبد الوهاب الميداني، وبكير بن محمد، وأبو الحسن بن جهضم، وعبدان المنبجي، وعبد الواحد بن بكر، وطائفة كبيرة.
ذكره أبو عبد الرحمن السّلمي فقال: عُمَّر مائة سنة، وكان من أجلّ مشايخ وقته، وأحسنهم حالًا، كان من أقران الرُّوذَباري، سمعت عبد الواحد الوَرثاني يقول: سمعت الدُّقّي يقول: من ألف الاتّصال ثم ظهر له عين الانفصال تنغص عيشه، وامتحق وقته، وصار متأنّسًا في محل الوحشة، وأنشأ يقول:
لَوَ انَّ الليالي عُذَّبت بفراقنا ... محى دمع عين اللَّيْلِ نورُ الكواكب
ولو جُرّع الأيّامُ كأسَ فراقنا ... لأصبحت الأيام شهب الذوائب
وقال أبو نصر عبد الله بن علي السّراج الصُّوفي: حكى أبو بكر الدُّقّي قال: كنت بالبادية فوافيت قبيلة، فأضافني رجل، فرأيت غلامًا أسود مقيَّدًا هناك، ورأيت جِمالًا ميْتةً ثَمّ، فقال الغلام: اشفَعْ لي فإنّه لا يردّك، قلت: لا آكل حتى تحلّه، فقال: إنّه قد أفقرني. قلت: ما فعل؟ قال: له صوت طيّب [ص:155] فَحَدَا لهذه الجمال وهي مُثْقَلَةٌ، حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلما حطّ عنها ماتتِ كلّها، ولكن قد وهبته لك، فلما أصبحنا أحببت أن أسمع صوته فسألته، وكان هناك جمل يُسْتَقَى عليه، فحدا فهام الجمل على وجهه وقطع حباله، ولم أظنّ أني سمعت صوتًا أطيب منه، ووقعت لوجهي.
قال الميداني: تُوُفّي الدُّقّي في سابع جُمادي الأولى سنة ستّين.(8/154)
347 - محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن ذِكْوان، أبو طاهر البعلبكي المؤدّب [المتوفى: 360 هـ]
نزيل صيدا.
قرأ القرآن على هارون بن موسى بن شريك الأخفش،
وَسَمِعَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وزكريّا خيّاط السنة، وأحمد بن إبراهيم البسري، والحسين بن محمد بن جمعة، وغيرهم.
قَرَأَ عَلَيْه: عبد الباقي بن الحسن ابن السقاء، وجعفر بن أحمد بن الفضل.
وَرَوَى عَنْهُ: أبو الحسين بن جُمَيْع، وابنه السّكَن، وابن منده، وعلي بن عبد الله بن جَهْضَم، وصالح بن أحمد الميانجي، وآخرون.
وُلد سنة أربعٍ وستّين ومائتين،
وَتُوفِّي سنة ستين وثلاثمائة.
قال ابن عساكر: وقيل مات سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة.
قال أبو طاهر: قرأت على الأخفش بعد الثمانين ومائتين، وكان أبو طاهر يعلّم بجامع صيدا، فعل ذلك قبل موته بعامين لأنه احتاج.(8/155)
348 - محمد بن صالح بن علي، أبو الحارث الهاشمي البغدادي المالكي الفقيه، [المتوفى: 360 هـ]
قاضي نَسَا، وأخو قاضي بغداد أبي الحسن محمد بن صالح بن أمّ شَيْبان.
سَمِعَ: عبد الله بن زيدان البجلي، وأبا محمد بن صاعد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم.(8/155)
349 - محمد بن طاهر بن محمد، أبو طاهر النَّيْسابوريُّ الصُّوفيُّ الزاهد الصالح. [المتوفى: 360 هـ][ص:156]
سَمِعَ: ابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقال: كان من العُبّاد الصابرين على الفاقة.(8/155)
350 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أشْتَة، أبو بكر الأصبهاني المقرئ النّحوي، [المتوفى: 360 هـ]
أحد الأعلام.
قرأ القرآن على ابن مجاهد، ومحمد بن يعقوب المعدّل، وأبي بكر النقاش. وقرأ بأصبهان على محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وطائفة. وبرع في القراءات، وصنّف التصانيف.
قال أبو عمرو: ضابطٌ مشهورٌ، ثقةٌ، عالمٌ بالعربية، بصيرٌ بالمعاني، حسنُ التصنيف، صاحبُ سنة.
رَوَى عَنْهُ: جماعة من شيوخنا، وسمع منه عبد المنعم بن غلبون، وخَلَف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن أسد الأندلسي.
وتوفي بمصر في شعبان سنة ستّين.(8/156)
351 - محمد بن الفُرُّخان بن روزبه، أبو الطَّيّب الدُّوري. [المتوفى: 360 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أبيه، والفضل بن الحُباب أحاديث مُنْكَرَة.
وَعَنْهُ: يوسف القوّاس، وابن السّوطي.
وكان غير ثقة. وكان يحكي عن الْجُنَيْد وغيره.
تُوُفّي سنة ستّين وثلاثمائة، أو قريبًا منه.(8/156)
352 - أبو القاسم بن أبي يعلى الشريف الهاشمي. [المتوفى: 360 هـ]
قام بدمشق وقام معه خلق من الشباب وأهل الغوطة، وقطع دعوة المصريين، ولبس السواد، ودعا للمطيع لله، وذلك في ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين، واستفحل أمره ونفى عن دمشق أميرها إقبال نائب شمَّول الكافوري، فلم يلبث إلّا أيّاما حتى جاء عسكر المصريين وقاتلوا أهل دمشق، وقتل بينهم جماعة، ثم هرب أبو القاسم الشريف في الليل، فصالح أهل البلد العسكر، وطلب أبو القاسم البرّيّة يريد بغداد فلحقه ابن عليان العدوي فأسره عند تدمر وجاء به، فَشَهَّرَه جعفر بن فلاح في عسكره على جمل، وذلك في المحرَّم سنة ستّين وسيّره إلى مصر. [ص:157]
قال ابن عساكر: قرأت بخط عبد الوهاب أنّ جعفر بن فلاح وَعَدَ لمن جاء بالشريف ابن أبي يَعْلى بمائة ألف دِرْهم، فجيء به، ففرح، وطيف به على جمل، وعلى رأسه قَلَنْسُوَة لبود، وفي لِحْيَيْه ريش، وبيده قصبة، ثمّ لان له ابن فلاح، وقال: لأَكاتِبَنَّ مولانا بما يَسُرُّك، وأيش حَمَلّكَ على الخروج عن الطّاعة؟ قال: القضاء والقدر، وأغلظ لبني عدِيّ الذين جاءوا به وقال: غدرتم بالرجل. ففرح أكثر الناس بهذا، ودعوا بالخلاص لابن أبي يعلى لحمله وكرمه وجوده.(8/156)
-من لم نحفظ وفاته وله شُهرة كتبناه تقريبًا(8/158)
353 - أحمد بن إبراهيم بن جعفر، أبو بكر العطّار. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
شيخ معمَّر،
سَمِعَ: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ.(8/158)
354 - أحمد بْن إبراهيم بْن محمد، أبو العباس الكِنْدي البغدادي، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
نزيل مكة.
حَدَّثَ عَنْ: يوسف القاضي، ومحمد بن جرير الطّبري، والخرائطي.
وَعَنْهُ: أبو الحسين بن بشُران، وأخوه عبد الملك، وأبو نُعَيم.
وثّقه الخطيب.(8/158)
355 - أحمد بن إسحاق بن محمد بن شَيْبان، أبو محمد الهَرَوي الضّرير. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
بغداديّ الأصل،
سَمِعَ سنة بِضْعٍ وسبعين ومائتين مِنْ مُعاذ بن نجدة عمّ والدته، وَمِنْ علي بن محمد الْجكَّاني.
رَوَى عَنْهُ: إسحاق بن إبراهيم القراب، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وهو من كبار شيوخ القراب.
توفي في حدود الستين وثلاثمائة.
وله ترجمة في كتاب ابن النجّار، وهو المُعَاد في سنة تسعٍ وستّين.(8/158)
• - أحمد بن إسحاق. مرَّ في الطبقة الماضية، ويلقب بالجُرذ. [الوفاة: 351 - 360 هـ](8/158)
356 - أحمد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو الفتح المصري المالكي الواعظ، ويُعرف بابن الحمصي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أبي جعفر الطحاوي، وجعفر الطّيالسي.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ، وغيره.(8/158)
357 - أحمد بن صالح بن عمر، أبو بكر المقرئ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
بغداديّ نزل الرملة.
قَرَأَ عَلَى: الحسن بن الحباب، والحسن بن الحسين الصّوّاف، ومحمد بن هارون التّمّار، وابن مجاهد.
وَعَنْهُ: عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غَلْبُون، وعلي بن محمد بن بِشْر الأنطاكي، وخَلَف بن قاسم، وآخرون، بعضُهم تلاوةً.
وصفه أبو عمرو الدّاني بالثقة والضبط، وقال: مات بعد الخمسين.(8/159)
358 - أحمد بن علي بن الحسين، أبو بكر الفارسي البيضاوي النخاس. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن هارون بن المجّدر، وعبد الله بن سعد القُرَشي.
وَعَنْهُ: عمر بن أحمد البرمكي، وأبو سعيد النقّاش، والحافظ أبو نُعَيم.(8/159)
359 - أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريان اللُّكي، أبو الحسن المصري، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
نزيل البَصْرة.
شيخ معمّر.
يَرْوِي عَنْ: محمد بن يونس الكُدَيْمي، والحارث بن أبي أسامة، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري، وأحمد بن محمد البِرْتي، وعبد الله بن أبي مريم، وأبي عبد الرحمن النّسائي، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن إسحاق بن نبيط، وغيرهم.
وَعَنْهُ: علي بن عبدكويه، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذكواني، وَأَبُو نُعَيم، وغيرهم.
قال ابن ماكولا: فيه ضَعْف.
وقال حمزة السهمي: سمعت أبا محمد الحسن بن علي البصري يقول: أحمد بن محمد بن القاسم بن الرَّيّان، ليس بالمَرْضِيّ، سمعت منه.
قلت: مرّ في سنة سبع وخمسين، وهو راوي نسخة نُبْيط.(8/159)
360 - أحمد بن طاهر بن النّجْم، أبو عبد الله المَيَانَجي الحافظ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
محدّث رحّال،
سَمِعَ: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، [ص:160] ويحيى بن محمد بن البختري الحِنّائي، وأحمد بن هارون البرديجي الحافظ، وجماعة، وأخذ هذا الشأن وتخرّج بسعيد بن عمرو البردعي.
رَوَى عَنْهُ: عبد الله بن أبي زُرْعَة القَزْويني، ويعقوب بن يوسف الأردبيلي الفقيه، وجماعة. وآخر من بقي من أصحابه أحمد بن الحسين بن علي التَّرَّاسي بالمراغة.
وقال سعد بن علي الزنجاني: ومن شيوخ أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي أحمد بن طاهر بن النجم، فكان يقول عنه، إنّه ما رأي مثل نفسه، يعني ابن النّجم. قال ابن فارس: وما رأيت مثله.
قال الخليلي في " الإرشاد ": توفي بعد الخمسين وثلاثمائة.(8/159)
361 - أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل، أبو بكر البغدادي المعروف ببُكَيْر الحدّاد. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
جاور بمكّة،
وَحَدَّثَ عَنْ: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وبِشْر بن موسى، والكَجّي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وأبو محمد بن النّحّاس، وجماعة.
وثّقه الخطيب، وقال: تُوُفّي بعد الخمسين.(8/160)
362 - أحمد بن محمد بن بِشْر، أبو بكر بن الشارب المقرئ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
خُرَاسَانيّ نزل بغداد، وأَدّب بها، وقرأ بها على أبي بكر الزَّيْنبيّ، وهو من أثبت أصحابه وأنبلهم.
قَرَأَ عَلَيْه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن عمر الحمامي، وأبو بكر بن شاذان الواعظ، وغيرهم.(8/160)
363 - أحمد بن محمد بن أحمد بن السِّنْديّ، أبو الطَيّب الدُّوري [الوفاة: 351 - 360 هـ]
ابن أخت الهيثم بن خلف.
سَمِعَ: الكُدَيْمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن إِسْحَاقُ بْنُ راهَوَيْه، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الشوارب.
وَعَنْهُ: ابن رزقويه، والحسن بن الحسن بن المنذر.(8/160)
364 - أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس، أبو الحسين التميمي الأحنفي الهمذاني الكوملاذي البزاز، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
والد صالح بن أحمد الحافظ.
سَمِعَ الكثير بهمذان، وَرَحَلَ إلى بغداد فَسَمِعَ مِنْ: محمد بن حُبان الباهلي، وحمزة بن محمد الكاتب، وعلي بن طيفور النسوي، وحامد بن شعيب وطائفة في حدود الثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه، وطاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وأحمد بن تركان، وأبو الحسن بن جهضم.
وكان محدثاً صدوقاً صالحاً؛ قَالَ ابنه صالح: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمد الصفار يَقُولُ: كنا نشبه أباك أيام كنا نسمع بأحمد بْن حنبل لسكونه ووقاره، وما كان عليه رحمه الله.
ووثّقه الخطيب.
تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وخمسين.(8/161)
365 - أحمد بن محمد بن منصور، أبو بكر الأنصاري الدّامغاني الفقيه الحنفي، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
صاحب الطّحاوي.
تفقّه على الطّحاوي، ولازَمَ ببغداد حلقة أبي الحسن الكَرْخي، فلما فُلِجَ جعل الفتوى إليه. وكان كبير الشأن إمامًا ورِعًا، وُلّي مرَّة قضاء واسِط لِدُيونٍ رَكِبَته.
رَوَى عَنْهُ: أبو محمد عبد الله ابن الأكفاني، وغيره، وتفقْه به جماعة.(8/161)
366 - أحمد بن محمد بن أحمد، أبو حامد السّرَخْسِي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن جبريل بن ماح.(8/161)
367 - أحمد بن محمد بن حسنوية، أبو الحُسين النيسابوري اللباد التاجر. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
ثقة حجة،
يَرْوِي عَنْ: محمد بن محمد الباغندي، والحُسين بن إدريس، وابن خزيمة.
وعنده كتاب " الجرح والتعديل " عن ابن أبي حاتم.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقانيُّ، وغيره.(8/161)
368 - أحمد بن محمد بن سالم، أبو الحسن البْصري [الوفاة: 351 - 360 هـ]
الصوفي ابن [ص:162] الصّوفي المتكلّم، صاحب مقالة السّالمية.
له أحوال ومُجَاهَدة وأتباع ومُحِبُّون، وهو شيخ أهل البصرة في زمانه، عُمَّر دهْرًا، وأدرك سهل بن عبد الله التُسْتَرِيّ وأخذ عنه، لأنّ والده كان من تلامذة سهل، وبقي إلى قريب الستين وثلاثمائة، وكان من أبناء التسعين.
قال أبو سعيد محمد بن علي النَقّاش الحافظ: رأيته وسمعت كلامه، ولم أكتب عنه شيئًا.
قلت: وكان دخول النقّاش البصْرة سنة نيف وخمسين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْ: أبي الحسن بن سالم أبو طالب المكّي صاحب " القوت " وصَحِبَه، وأبو بكر بن شاذان الرّازي، وأبو مسلم محمد بن علي بن عوف البرجي الأصبهاني، وأبو نصر الطوسي الصّوُفي، ومنصور بن عبد الله الصوفي، ومعروف الزنجاني.
وذكره أبو نُعَيم في " الحلْية "، فقال: ومنهم أبو عبد الله محمد بْن أحمد بْن سالم البصري، صاحب سهل التُسْتَريّ وحافظ كلامه، أدركناه وله أصحاب يُنْسَبُون إليه.
قلت: هكذا سماه وكناه في " الحلية ".
وقال السَّلَمي في تاريخ الصوفيّة: محمد بن أحمد بن سالم أبو عبد الله البصْري والد أبي الحسن بن سالم، روى كلام سهل، من كبار أصحابه، أقام بالبصرة، وله بها أصحاب يُسَمّون السالميّة، هجرهم النّاسُ لألفاظٍ هُجْنة أطلقوها وذكروها.
قال أبو بكر الرازي: سمعت ابن سالم يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: لا يستقيم قلب عبد لله حتى يقطع كلّ حيلة وكلُ سببٍ غير الله. وقال: قال سهل: ما اطّلعِ الله على قلبٍ فرأي فيه همّ الدنيا إلّا مَقَتَه، والمَقْتُ أن يتركه ونفسه.
وقال أبو نصر الطُّوسي: سألت ابن سالم عن الوجل، فقال: انتصاب القلب بين يدي الله. وسألته عن العُجْب، قال: أن يستحسن العبد عمله ويرى طاعته. قلت: كيف يتهيّأ للعبد أنْ لا يستحسن صلاته وصومه وعبادته؟ قال: [ص:163] إذا علم تقصيره فيها والآفات التي تدخُلُها فلا يستحسنه. وسمعته يقول: متى تنكسر النفس بترك الطعام هيهات، هيهات. فسألته بما أستعين على كسر قوّة نفسي؟ قال: بأن تجعل نفسك موضع نظر الله إليك إنْ مدَدَت يدك قلت: لمَ، وإن مددت رجلك قلت: لمَ، وإن نطقت تقول: لمَ. هذا حبسُ النفس التي تنكسر بها قوّته وتزول سُرْبتُه، لا بترك الطعام والشراب.
قلت: السالمية لهم نِحْلَة لا أحقِّقها.(8/161)
369 - أحمد بن محمد بن شارَك، الفقيه أبو حامد الهروي الشافعي، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
مفتي هَرَاة وأديبها وعالمها ومفسّرها ومحدّثها في زمانه.
سَمِعَ: محمد بن عبد الرحمن السَّامي، والحسن بن سفيان النسوي، وعبد الله بن شيرويه النَّيْسَابُوري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وأبا يعلى الموصلي.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وأبو إبراهيم النصرآباذي.
وقال الحاكم: كان حسن الحديث،
تُوُفِّي بَهَراة سنة خمسٍ وخمسين. وكذلك قال أبو النضر الفامي. وذكره مرة أخرى، فقال: تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وخمسين، فالله أعلم.(8/163)
370 - أحمد بن مطرِّف اللغوي المغربي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
له " ديوان الكلم "، وهو أكثر من عشرين مجلدة في اللغة.
تُوفِّي بعد الخمسين ظنًّا. قاله القفطي.(8/163)
371 - إبراهيم بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن أَبِي العزائم، أبو إسحاق الكوفي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
آخر من حدّث عن أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غُرْزَةِ الغِفاري، وعن الخضِر بن أبان.
رَوَى عَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ، ومحمد بن أحمد الجواليقي الكوفي المُتَوَفّي بمصر سنة إحدى وثلاثين وغيرُهما.(8/163)
372 - إبراهيم بن محمد بن الخصيب الأصبهاني العَسَّال. [الوفاة: 351 - 360 هـ][ص:164]
سَمِعَ ببغداد مِنْ: يوسف بن يعقوب القاضي.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.(8/163)
373 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الورّاق الأصبهاني. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: محمد بن العبّاس الأخرم.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم.(8/164)
374 - الحسن بن عبد الله بن محمد بن أحمد، أبو محمد ابن الكاتب البغدادي المقرئ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
محقّق ضابط مشهور من كبار أصحاب ابن مجاهد.
قَرَأَ عَلَيْه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن محمد الحذّاء.(8/164)
375 - الحسن بن عبد الله، أبو علي النجاد الفقيه البغدادي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
من كبار الحنابلة ببغداد، صنّف في الأصول والفروع.
أَخَذَ عَنْ: أبي محمد البربَهاري، وأبي الحسن بن بشّار.
تفقّه به عبد العزيز غلام الزّجّاج، وأبو عبد الله بن حامد وجماعة.
وكان في هذا الزمان موجودًا.(8/164)
376 - الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، أبو محمد الرامَهُرْمُزِي الحافظ القاضي، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
صاحب كتاب " المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي ".
حافظ مُتِقن، واسع الرحلة.
سَمِعَ: أباه، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، وقاضي الكوفة أبا حصين الوادعي، ومحمد بن حيّان المازني، وعُبَيد بن غنّام، وأبا خليفة الْجُمَحي، ويوسف بن يعقوب القاضي، والحسن بن المثنّى العنبري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي، وعبدان الأهوازي، وموسى بن هارون، وأبا شعيب الحرّاني.
وأوّل سماعه بفارس سنة تسعين ومائتين، وأوّل رحلته سنة بضعٍ وتسعين، وهؤلاء هم كبار من لقي. رَوَى عَنْهُ من أهل فارس. ووقع لنا من تصنيفه أيضا كتاب " الأمثال ".
رَوَى عَنْهُ: القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النَّهاوندي، وأحمد بن [ص:165] موسى بن مردَوَيْه، والشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغسّاني في مُعْجَمِه، وطائفة من أهل رامَهُرْمُز وشِيرَاز.
قال أبو القاسم بن مَنْدَه في " الوَفَيَات " له: عاش إلى قريب الستين وثلاثمائة برامَهُرْمُز.(8/164)
377 - الحسن بن عبيد الله بن طُغج بن جُفّ، أبو محمد. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
وُلّي إمرة دمشق سنة ثمانٍ وخمسين، ورحل بعد أشهر، واستخلف مكانه شموَّل الإخشيدي، ثم سار إلى الرملة، فالتقي هو وجعفر بن فلاح في آخر السنة، فانهزم جيشه وأخذ الحسن أسيرًا، وحُمل إلى المغرب إلى معد بن إسماعيل العُبيْدي الخليفة الخارجي، وولَّت دولة الإخشيدية، ولعلّه قُتِل سرًّا.(8/165)
378 - سعد بن محمد بن إبراهيم النَّاقدُ الصَّيْرفيُّ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
عَنْ: محمد بن عثمان بن أبي شيبة،
وَعَنْهُ: أبو نعيم.(8/165)
379 - سهل بن إسماعيل بن سهل، أبو صالح الطَّرسُوسيُّ الجَوْهريُّ القاضي سَهْلان. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: عبد الرحمن بن الرَّوَّاس، وأنس بن السَّلْم بدمشق، ومحمد بن نُصَير بأصبهان، وأبا خليفة بالبصرة، وغيرَهُم.
وَعَنْهُ: أبو أحمد عبيد الله الفرضي، وعبد الله بن يحيى السُّكري، وأبو القاسم بن بشران، وأبو الحُسين بن جُميع، ومحمد بن طلحة النِّعالي، وغيرُهم.
وثَّقَه الخطيبُ، وتُوفِّيَ بعد الخمسين فيما أحسب.(8/165)
380 - صِدَّيق بن سعيد، أبو الفضل الصُّوناخي، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
وصُوناخ قرى من أسبيحاب إحدى مدن الترك.
قدٍم سمرقند،
وَسَمِعَ: الكُتُب من محمد بن نصر المَرْوَزي الفقيه، وببُخَارى من سهل بن شاذُويه، وحامد بن سَهْل، وصالح بن محمد جَزَرَة.
ومات بفاراب بعد الخمسين وثلاثمائة؛ قاله ابن السمعاني.(8/165)
381 - عبد الله بن أحمد بن ديزوية الفقيه، أبو عمر الدِّمشقيُّ الحنبليُّ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
حَدَّث بمصر، ودمشق عن أبي يعلى المَوْصلي، والبغوي، وابن فيل البالسي.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمد بن سدرة، ومحمد بْن أحمد بْن مفرج القُرْطُبي، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.(8/166)
382 - عبد الله بن جعفر بن إسحاق بن علي بن جابر بن الهيثم بن رشيد الجابريُّ المَوْصليُّ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: محمد بن أحمد بن أبي المثنى، وعبد الله بن المعتز، وهو آخر من حدث عنهما. عُمِّر دهراً.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ؛ سمع منه بالبصرة في أول سنة سبع وخمسين.(8/166)
383 - عَبْد الله بْن عُبَيد الله بْن يحيى، أبو القاسم العسكري المقرئ البزّاز. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
رَوَى عَنْ: أحمد بن بِشْر الطيالسي، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابن رزقُويه، وعليّ بن داود الرّزّاز.(8/166)
384 - عَبْد الله بْن عُمَر بْن أَحْمَد بن عَلَّك، أبو عبد الرحمن المَرْوزيُّ الجَوْهريُّ، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
مسند مرو في حدود الستين وثلاثمائة، ومحدثها.
رَحَلَ وَسَمِعَ: محمد بن أيوب البَجَلي، ومحمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بن حنبل، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وعبد اللَّه بْن ناجية، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو بكر البَرْقاني، وطائفة.(8/166)
385 - عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة، أبو يَعْلَى الصيداوي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: أباه، ومحمد بن المُعَافَى الصيداوي، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبة.
ووُلّي قضاء بيت المقدس.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، وتمّام الرّازي، ومُعَاذ بن محمد الصَّيداوي، وابن جُمَيْع وابنه السّكَن.(8/166)
386 - عبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم، أبو الفتح ابن الرَّوَّاس، الدمشقي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
رَوَى عَنْ: أبيه، والحسن بن الفرج الغزّي، وإسحاق المنجنيقي.
وَعَنْهُ: تمّام، ومحمد بن موسى السَّمْسار.(8/167)
387 - عثمان بن أحمد بن شَنْبك، أبو سعيد الدَّيْنَوَرِي، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
ورّاق خَيْثَمَة ونزيل طرابلس.
رَوَى عَنْ: ابن صاعد، والبغوي، وابن ذريح العكبري، وأبي علي محمد بن سعيد الحمصي، ومحمد بن الربيع الجيزي.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن جهضم، وتمّام، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جُمَيْع، وعبد المنعم بن أحمد.
بقي إلى سنة خمسٍ وخمسين.(8/167)
388 - عثمان بن حسين البغدادي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
عَنْ: جعفر الفريابي، وقاسم المطّرز، والباغَنْدي، وخلق.
وَعَنْهُ: تمام الرازي، وأبو نصر ابن الجندي، وأبو نصر بن الجبان، ومحمد بن عوف الدمشقيّون.
وكان ثقة عارفًا بالحديث؛ حدّث سنة سبعٍ وخمسين.(8/167)
389 - عثمان بن محمد بن إبراهيم بن رستم، أبو عمر المادرائي، ويُعرف بابن الأطروش. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
حَدَّثَ بِمِصْرَ عَنْ: أبيه، وأبي شُعَيْب الحرّاني، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وابن نظيف، وآخرون.(8/167)
390 - عتيق بن ماشاء الله بن محمد، أبو بكر المصري المقرئ العسّال. [الوفاة: 351 - 360 هـ][ص:168]
قَرَأ َعَلَى أَحْمَد بن عبد اللَّه بن هلال المصري.
رَوَى عَنْهُ الحروف: أبو الطّيّب بن غلبون، وابنه طاهر، وذكر أنّه سمع من ابن هلال سنة خمسٍ وتسعين ومائتين،
وَتُوُفِّي في عَشْر الستّين.(8/167)
391 - علي بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
عَنْ: محمد بن يحيى المَرْوَزي، وجعفر الفِرْيابي.
وَعَنْهُ: أبو الفضل بن دودان، وأبو نُعَيم الحافظ.(8/168)
392 - علي بن حميد الواسطي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: بِشْر بن موسى.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم.(8/168)
393 - عمر بن علي بن الحسن، أبو حفص العَتَكيُّ الأنطاكيُّ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: الحسن بن فيل، وأبا جعفر العُقَيْلي، وابن جَوْصا، ومحمد بن يوسف الهروي، والحسن بن علي بن رَوْح الكفربطناوي، وطائفة كبيرة. وقدٍم دمشق مستنفرًا لنجدة أهل أنطاكية في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وَعَنْهُ: الحافظ عبد الغني، وابن نظيف الفرّاء، وعبد الوهاب الميداني، والمسدّد الأملوكي. ولا أحسبه إلّا بقي إلى أيّام الطبقة الآتية، فإنّ الأملوكيّ متأخّر السّماع.(8/168)
394 - كَشَاجَم، أحد فحول الشعراء في عصر المتنبّي، اسمه أبو نصر محمود بن الحسين. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
قدم دمشق، وروى عنه الحسين بن عثمان الخرقي وغيره من شعره. وهو القائل:
يقولون تُبْ والكأس في كفّ أغيد ... وصوت المثاني والمَثَالِثِ عالي
فقلت لهم: لو كنت أضْمَرْتُ تَوْبَةً ... وأبْصَرتُ هذا كله لبدا لي
وله في كافور:
أكافور قُبِّحْتَ من خادِمٍ ... ولاقتك مسرعة جائحه
حكيت سَمِيّك في برده ... وأخطأك اللون والرائحة
[ص:169]
وشِعْر كشاجم سائر مُتَدَاول.(8/168)
395 - محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو بكر الشَّيْباني الأصبهاني القَمّاط. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
ثقة، صاحب أصول.
سَمِعَ: أبا بكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن نائلة، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم الأصبهانيّان.(8/169)
396 - محمد بن أحمد بن أبي مُطَيع، أبو بكر الهَرَويُّ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: عثمان بن سعيد الدّارمي.
وَعَنْهُ: أبو الفضل الجاروي، وغيره.(8/169)
397 - محمد بن أحمد بن يوسف، أبو الطّيّب البغدادي المقرئ [الوفاة: 351 - 360 هـ]
صاحب ابن شنّبوذ.
تغرّب وجال، وحدّث بجُرْجَان وأصبهان عن إدريس بن عبد الكريم الحدّاد، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو نصر الإسماعيلي، وأبو نُعَيم الحافظ.
قال أبو نُعَيم: قدم علينا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.(8/169)
398 - محمد بن إبراهيم الفروي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: أبا مسلم الكجّي.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، ووثّقه.(8/169)
399 - محمد بن إسماعيل بن موسى الرّازي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
آخر من حدّث عن أبي حاتم الرّازي.
وَعَنْهُ: علي بن أحمد بن داود الرّزّاز،
وَتُوُفِّي بعد الخمسين وثلاثمائة.(8/169)
400 - محمد بن الحسن بن الوليد بن موسى، أبو العبّاس الكلابي الدمشقيّ [الوفاة: 351 - 360 هـ]
أخو تبوك وعبد الوهاب.
سَمِعَ: القاسم بن اللَّيْث الرَّسْعَني، وإسحاق بن أحمد القطّان، وأبا عبد الرحمن النَّسَائي.
وَعَنْهُ: شُعَيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومكي بن [ص:170] محمد، ومحمد بن عوف المُزَنيّ.
سَمِعَ مِنْهُ: عبد الوهاب الميداني في سنة خمسٍ وخمسين.(8/169)
401 - محمد بن صبيح بن رجاء، أبو طالب الثقفيُّ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الله الحضرمي مطينا، وأحمد بن إبراهيم البسري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومحمد بن موسى السمسار.
وهو دمشقيّ.(8/170)
402 - محمد بن عبد الله بن بَرّزَة، أبو جعفر الرُّوَذْراوَرِي الدَاوُدي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
حدّث بهَمَذان سنة سبعٍ وخمسين عن إسماعيل القاضي، وتمتام، وعبيد بن شريك، وإبراهيم بن دِيزيل.
قال صالح بن أحمد الحافظ: ولم يثبت في ابن ديزيل، وهو شيخ حَضَرْتُهُ، ولم أحمد أَمْرَه.
قلت: روى عنه ابن لال، وأبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن جهضم، وأحمد بن الحسن الإمام، وطائفة كبيرة.
حدّث في سنة سبعٍ وخمسين بَهَمَذَان.(8/170)
403 - محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي دجانة بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصْري، أبو زُرْعَة الدمشقي، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
ابن أخي أبي زُرُعَة الكبير، وأخو أحمد.
يَرْوِي عَنْ: الحسين بن محمد بن جمعة، وإبراهيم بن دُحَيْم، وجماعة، بعد سنة ثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وأبو علي بن مهنّا.(8/170)
404 - محمد بن علي بن مسلم العَقِيليّ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
بصريّ،
سَمِعَ: محمد بن يحيى بن المنذر القزّاز.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم.(8/170)
405 - محمد بن حامد الماليني. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
عَنْ: عثمان الدارمي.
وَعَنْهُ: أبو منصور محمد بن جبريل الهَرَوِي.(8/171)
406 - محمد بن عمر بن حزم بن سلمة اللخمي القُرْطُبي المعروف بابن سرّاج. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عمر بن لُبَابة، وطبقته، ورحل فسمع بمصر من أحْمَد بْن مَسْعُود الزنبري، وجماعة.
سَمِعَ مِنْهُ: محمد بن عبد الله بن سعيد البَلَوِي، وخَلَف بن القاسم.
وكان مُغَفَّلًا قليل الفهم،
تُوُفِّي في حدود الستّين وثلاثمائة.(8/171)
407 - محمد بن عمر بن عفّان الدُّوري، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
نزيل مصر.
سَمِعَ: محمد بن جرير، وحامد بن شعيب.
وَعَنْهُ: ابن نظيف.
وثّقه الخطيب.(8/171)
408 - محمد بن علي بن محمد الحافظ، أبو أحمد الكَرَجيُّ القَصَّاب، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
أحد الأئمة.
فيقال: إنما قيل له القصاب لكثرة ما أهراق من دماء الكفّار. وله تصانيف، منها: كتاب " ثواب الأعمال "، وكتاب " عقاب الأعمال السّيّئة "، وكتاب " شرح السنة "، وكتاب " تأديب الأئمة ".
رَوَى عَنْ أبيه، وكان أبوه ممّن رحل وسمع من علي بن حرب، والرَّمادي.
وَرَوَى أيضًا أبو أحمد عَنْ: محمد بن إبراهيم الطّيالِسي، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن العبّاس بن أيوب الأخرم، ومحمد بن أحمد بن الوليد الثقفي، والحسن بن يزيد الدقاق، وطائفة كبيرة.
رَوَى عَنْهُ: ابناه أبو الحسن علي، وأبو الفرج عمّار، وأبو منصور المظفر بن محمد بن الحسين البروجردي، وغيرهم.(8/171)
409 - محمد بن عيسى بن عبد الكريم بن حُبَيْش، أبو بكر التميمي الطْرَسُوسي المعروف ببُكَيْر الخَزّاز. [الوفاة: 351 - 360 هـ][ص:172]
رَوَى عَنْ: أبي القاسم البَغَوي، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الفيْض الغسّاني، وأبي الطّيّب أحمد بن عبد الله الدّارمي، وجماعة.
ورحل وصنف،
رَوَى عَنْهُ: تمام، وابن جميع، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وعلي بن بشر ابن العطار. وسمع منه أبو نصر ابن الجندي في سنة تسعٍ وخمسين، وهو آخر العهد به.(8/171)
410 - محمد بن محمد بن أحمد بن حزّابة بن مادرة، الفقيه أبو بكر الإبريسمي السمرقندي الشافعي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
عَنْ: محمد بن صالح الكرابيسي، وأحمد بن أبي الفضائل البكري، ومحمد بن عبد الرحمن الأرزناني، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو سعد الإدريسي وورّخه قبل الستّين.(8/172)
411 - محمد بن محمد بن علي الهَرَوي، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
نزيل مكة.
شيخ مُسِنّ،
يَرْوِي عَنْ: إِسْحَاق الدَّبَريّ.
وَعَنْهُ: أَبُو منصور محمد بْن محمد الأزدي القاضي.(8/172)
412 - محمد بن محمد، أبو جعفر البغدادي المقرئ، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
نزيل البصرة.
رَوَى عَنْ: أبي شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو نعيم، وغيره.
قال الخطيب: كان ثقة.(8/172)
413 - محمد بن هارون، أبو الحسين الثقفي الزّنْجاني. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
شيخ مُعَمّر،
رَحَلَ وَسَمِعَ: علي بن عبد العزيز البَغَوي، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن شاذان الجوهري، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: الحسين الفلاكي.
حديثه بِعُلُوّ عند جعفر الهَمَداني.(8/172)
414 - محمد بن وصيف الفامي الهَرَوي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
رَوَى عَنْهُ: محمد بن سهل العتكي صاحب خلاد بن يحيى.
وَعَنْهُ: شعيب البوشنجي.(8/172)
415 - المُطّلِب بن يوسف بن مزغة، أبو محمد الهَرَوي العقبي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: عثمان بن سعيد الدارمي.
وَعَنْهُ: أبو منصور بن ماح، وأحمد بن محمد البِشْري.(8/173)
416 - مهلهل بن أحمد، أبو الحسين الوَرَّاق المقرئ [الوفاة: 351 - 360 هـ]
غلام بن مجاهد.
نسخ الكثير على طريقة ابن مُقْلة،
وَحَدَّثَ عَنْ: موسى بن هارون، والفِرْيابي.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعيد النقّاش، وأبو نُعَيم الحافظ، وغيرهما.(8/173)
417 - يعقوب بن مُسَدد القُلُوسِيُّ البصْري، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
نزيل طرابلس الشام.
رَوَى عَنْ: أبيه، وأبي يعلى الموصلي.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، والحافظ عبد الغني المصري.(8/173)
418 - يوسف بن معروف بن جُبَيْر النَّسَفِي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، وإبراهيم بن معقل النسفي وجماعة. ومات بنسف قبل الستّين بقليل.(8/173)
419 - أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، أبو جعفر القيرواني الطبيب المعروف بابن الجزّار [الوفاة: 351 - 360 هـ]
صاحب التصانيف الطبية.
صحب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وأخذ عنه بعد الثلاثمائة، وطال عمره، وكان رئيساً مُتَجَمِّلًا متصونًا، خَلّف أموالا طائلة، وكان صديق أبي طالب عمّ المُعِزّ العُبَيْدِي.
وله كتاب " زاد المسافر " في علاج الأمراض، وكتاب في الأدوية المفردة، وكتاب في الأدوية المركّبة يعرف " بالبُغْيَة "، وكتاب " العُدّة " وهو كتاب مُطَوّل في الطّبّ، ورسالة " النّفس وأقوال الأوائل فيها "، وكتاب " طبّ الفقراء "، ورسالة في التحذير من إخراج الدّم لغير حاجة، وكتاب " الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك "، وكتاب المدخل إلى [ص:174] الطّبّ، سمّاه " الوصول إلى الأصول "، وكتاب " أخبار الدولة وظهور المهدي بالمغرب ".
وبقي إلى أيام المُعِزّ بالله، ويجوز أن يكون تُوُفّي قبل الخمسين وثلاثمائة، وله مصنّفات كثيرة.(8/173)
420 - محمد بن أحمد بن عبد العزيز، أبو عبد الله السّوسي ثم البصْري الشاعر. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
كان ظريفًا ماجنًا، ذكر أنّه ورث مالًا جزيلًا من أبيه فأنفقه في أنواع اللهو واللّعِب والعِشرة، وافتقر،
وله القصيدة السائرة:
الحمد لله ليس لي بُخْتُ ... ولا ثِياب يضمها تَخْتُ
يصف فيها أنواع الحراف والتَّهَتُّك.
وقد كان بالموصل في سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاثمائة وبعدها.(8/174)
421 - أحمد بن محمد بن فرج، أبو عمرو الْجَياني الأندلسي الأديب الشاعر الإخباريّ، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
أحد الأئمة.
قيل: مات في حبس المُسْتَنْصِر الأموي.
صنّف كتاب " الحدائق " على نمط " كتاب الزهرة " لابن داود، وهو فَرْدُ في معناه، وله كتاب " القائمين بالأندلس ".
ومن شعره:
بأيّهما أنا في الشُّكر بادي ... بِشُكْرِ الطّيْفِ أم شكُر الرُّقاد
سرى وأرادني أملي ولكن ... عَفَفْتُ فلم أنلْ منه مُرَادي
وما في النّوم من حرجٍ ولكن ... جريت من العفاف على اعتيادي(8/174)
422 - علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي، أبو الحسن الورّاق، [الوفاة: 351 - 360 هـ]
نزيل دمشق.
عَنْ: أحمد بن الحسن الصّوفي، وقاسم المطّرز، وابن المجدّر، [ص:175] وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عبد الوهاب الكلابي، وتمّام الرّازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.(8/174)
423 - عمرو بن أحمد بن رُشَيْد، أبو سعيد المَذْحِجيُّ الطَّبرانيُّ. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
رَوَى عَنْ: عبد الرحمن بن القاسم ابن الرّوّاس، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الواحد بن بكر الورثاني، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيلي.(8/175)
424 - عبد الله بن علي، القاضي العلامة أبو محمد الطَّبريُّ الشَّافعيُّ، المعروف بالعراقي، وبين أهل جُرْجان بالمنجنيقي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
وُلّي قضاء جُرْجان، وكان فقيهًا إمامًا فصيحًا بليغًا على مذهب الأشعريّ في النظر.
ورد نيسابور سنة تسع وخمسين وثلاثمائة،
وَتُوُفِّي بقُرْب ذلك ببُخَارى.
وقد رَوَى عَنْ: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم.(8/175)
425 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن الحكم، أبو الحسين، ويقال: أبو سعد، القربي. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
شاميّ حدّث عن أبيه، والعبّاس بن الفضل الدَبّاج.
وَعَنْهُ: الموحّد بن البرّي، وتمّام الحافظ، وغيرهما.
ذكر له ابن عساكر حديثين ساقطين، أحدهما هو عن أبيه، عن دُحَيْم عن الوليد. وعن أبيه، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي بإسناد الصّحيحين مرفوعًا، قال: عَجّ حَجَرٌ إلى الله فقال: عبدتُك سنين ثم جعلتني أساس كَنِيف! فقال: أما ترضى أنّي عَدَلْتُ بك عن مجالس القُضاة! هذا وضعه هذا أو أبوه بيقين، رواه عنه تمّام.(8/175)
426 - أبو الحسن البلياني القاضي، شيخ المالكية بالمغرب، واسمه علي بن جعفر بن أحمد. [الوفاة: 351 - 360 هـ]
رَوَى عَنْ: ابن مطر الإسكندرانّي. أخذ عنه أبو الحسن القابسي، وغيره. [ص:176]
وقع في أسر النصارى، وحمل إلى قسطنطينية، وعرفوا محلّه من العلم، وناظره طاغية الروم.
ذكره القاضي عِياض، وما أرّخ موته.
آخر الطبقة والحمد لله.(8/175)
-الطبقة السابعة والثلاثون 361 - 370 هـ(8/177)
"صفحة فارغة"(8/178)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الحوادث)(8/179)
-سنة إحدى ستين وثلاثمائة
أقامت الشيعة بدعة عاشوراء ببغداد.
وفي صفر انقض كوكب هائل له دويّ كدويّ الرعد.
وفي جُمادي الأخرة مات أبو القاسم سعيد بن أبي سعيد الجنابي القرمطي بهَجَر، وقام بالأمر بعده أخوه يوسف، ولم يبق من أولاد أبي سعيد الجنابي غيره، وعقد القرامطة من بعد يوسف لستّة نفرٍ شركة بينهم.
وجاءت كتب الحجّاج بأنّ بني هلال اعترضتهم، فقتلوا خلقا كثيرا، وأن الحج بطل، ولم يَسْلَم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الْمُوسَوِي والد المُرْتَضَى، مضوا على طريق المدينة وحجّوا، ولم يُكادوا.
وتمّ فيها الصلح بين ركن الدولة بن بُوَيْه، وبين صاحب خُراسان ابن نوح السّاماني، على أن يحمل إليه ركن الدولة في العام مائة وخمسين ألف دينار ويزوّج ابن نوح ببنت عضد الدولة.(8/179)
-سنة اثنتين وستين وثلاثمائة
فيها حشدت الروم، لعنهم الله، وأقبلوا في عدد وعُدَّةٍ، فأخذوا نصيبيّن واستباحوها، وقتلوا، وسبوا. وقدم بغداد من نجا منهم، فاستنفروا الناس في الجوامع وكسروا المنابر، ومنعوا الخطبة، وحاولوا الهجوم على الخليفة المطيع، واقتلعوا بعض شبابيك دار الخلافة حتى غُلّقتْ أبوابها، ورماهم الغلمان بالنَّشّاب من الرّواشِن، وخاطبوا الخليفة بالتعسف وبأنّه عاجز عمّا أوجبه الله عليه من حماية حَوْزَة الإسلام، وأفحشوا القول. ووافق ذلك غيبة الملك عزّ الدولة في الكوفة للزيارة، فخرج إليه أهل العقل والدين من بغداد، وفيهم الإمام أبو بكر الرازي الفقيه، وأبو الحسن علي بن [ص:180] عيسى النحوي، وأبو القاسم الداركي، وابن الدقّاق الفقيه، وشكوا إليه ما دَهَمَ الإسلام من هذه الحادثة العُظْمى، فوعدهم بالغزو، ونادى بالنّفير في الناس، فخرج من العَوامّ خلقٌ عدد الرمل، ثم جهّز جيشًا، وغزوا فهزموا الروم، وقتلوا منهم مقتلة كبيرة، وأسروا أميرهم وجماعة من بطارقته، وأنفذت رؤوس القتلى إلى بغداد، وفرح المؤمنون بنصر الله.
وصادر بختيار بن بويه المطيع، فقال: أنا ليس لي غير الخطبة، فإن أحببتم اعتزلت، فشددوا عليه حتى باع قماشه، وحمل أربعمائة ألف درهم، فأنفقها ابن بُوَيْه في أغراضه، وأهمل الغزو، وشاع في الألسنة أنّ الخليفة صودر، كما شاع قبله أن القاهر بالله كدي يوم جمعة، فانظر إلى تقلّبات الدهر!
وفي شهر رمضان قُتل رجل من أعوان الوالي في بغداد، فبعث الرئيس أبو الفضل الشيرازي - وكان قد أقامه عزّ الدولة على الوزارة - مَن طَرَحَ النّار من النحّاسين إلى السمّاكين، فاحترق حريق عظيم لم يشهد مثله، واحترقت أموال عظيمة وجماعة كثيرة من النساء، والرجال، والصبيان، والأطفال في الدّور وفي الحمّامات، فأحصى ما أحرق من بغداد فكان سبعة عشر وثلاثمائة دكان، وثلاثمائة وعشرين دارًا، أجرة ذلك في الشهر ثلاثة وأربعون ألفا، ودخل في الجملة ثلاثة وثلاثون مسجدًا. فقال رجل لأبي الفضل الشيرازي: أيُها الوزير أريتنا قدرتك، ونحن نأمل من الله أن يرينا قدرته فيك، فلم يُجِبْه، وكَثُرَ الدَّعاء عليه. ثم أنّ عزّ الدولة قبض عليه وسلّمه إلى الشريف أبي الحسن محمد بن عمر العلوي، فأنفذه إلى الكوفة، وسُقي ذراريح، فتقرّحت مثانته، فهلك في ذي الحجّة من هذه السنة، لا رحمه الله.
وفي يوم الجمعة ثامن رمضان دخل المعزّ أبو تميم مَعدّ بن إسماعيل العُبَيدي مصر ومعه توابيت آبائه، وكان قد مهدّ له مُلْكَ الدّيار المصرية مولاه جَوْهَر، وبنى له القاهرة، وأقام بها دارا للإمرة، وتعرف بالقصرين.
وفيها أقبل الدُّمُسْتُق في جيوشه إلى ناحية ميافارقين، فالتقاه ولد ناصر الدولة بن حمدان وهزم الروم، ولله الحمد، وأسر الدُّمُسْتُق الخبيث، وبقي [ص:181] في السجن حتى هلك، ولله الحمد.
وفيها وزر ببغداد أبو طاهر بن بقيّة، ولُقّب بالنّاصح، وكان سمحا كريمًا، له راتب كل يوم من الثلج ألف رطل، وراتبه من الشمع في الشهر ألف مَنّ.
وكان عزّ الدولة قد استوزر ذاك المُدْبِر أبا الفضل الشيرازي، واسمه العبّاس بن الحسن صهر الوزير المهلّبي، ثم عزله بعد عامين من وزارته بأبي الفرج محمد بن العباس بن فسانجس، ثم عزل أبا الفرج بعد سنة، وأعاد الشيرازي إلى الوزارة، فصادر الناس وأحرق الكرخ كما ذكرنا، وكان أبو طاهر من صغار الكُتّاب، يكتب على المطبخ لعزّ الدولة، فآل أمره إلى الوزارة، فقال الناس: من الغضارة إلى الوزارة. وكان كريمًا جوادًا، فغطّى كرمُهُ عيوبه، فوزر لعزّ الدولة أربعة أعوام، ثم قتله عَضُدُ الدولة وصلبه.(8/179)
-سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
فيها تقلد قضاء القضاة أبو الحسن محمد ابن أمّ شيبان الهاشمي، وعُزل ابن معروف بحكومة ابتغى فيها وجَه الله، وسأل مع ذلك الإعفاء من القضاء، فخُوطِب أبو الحسن، فامتنع، فأُلزٍم، فأجاب وشرط لنفسه شروطًا، منها أنّه لا يرتزق على القضاء ولا يخلع عليه ولا يُسام ما لا يوجبه حكم، ولا يُشفَع إليه في إيقاف حق أو فِعْل ما لا يقتضيه شَرْع. وقرر لكاتبه في كل شهر ثلاثمائة درهم، ولحاجبه مائة وخمسون درهما، وللعارض على بابه مائة درهم، ولخازن ديوان الحكم والأعوان ستمائة درهم. وركب إلى المطيع لله حتى سلّم إليه عهده، فركب من الغد إلى الجامع، فقُرئ عهده - تولى إنشاءه أبو منصور أحمد بن عبيد الله الشيرازي صاحب ديوان الرسائل - وهو: " هذا ما عهد عبد الله الفضل المطيع لله أمير المؤمنين إلى محمد بن صالح الهاشمي حين دعاه إلى ما يتولاه من القضاء بين أهل مدينة السلام مدينة المنصور، والمدينة الشرقية من الجانب الشرقي، والجانب الغربي، والكوفة، وسقي الفرات، وواسط، وكوخى، وطريق الفرات، ودجلة، وطريق خراسان، وحلوان، وقرميسين، وديار مُضَر، وديار ربيعة، وديار [ص:182] بكر، والموصل، والحرمين، واليمن، ودمشق، وحمص، وجند قِنَّسرين، والعواصم، ومصر، والإسكندرية، وجُنْدي فلسطين، والأردن، وأعمال ذلك كلها، وما يجري من ذلك من الإشراف على من يختاره لنقائه من العباسيين بالكوفة، وسقْي الفرات، وأعمال ذلك، وما قلّده إيّاه من قضاء القضاة، وتصفّح أحوال الحكام، والاستشراف على ما يجري عليه أمر الأحكام في سائر النواحي والأمصار التي تشتمل عليها المملكة، وتنتهي إليها الدعوة، وإقرار من يحمد هَدْيَه وطريقته، والاستبدال بمن يذم سمته وسجيته نظرا لنجبة مكانه، واحتياطًا للخاصة والعامة، وحُنُوًّا على الملّة والذمّة عن علم بأنّه المقدّم في بيته وشرفه، المبرز في عفافه، المُزكّي في دينه وأمانته، الموصوف في ورعه ونزاهته، المشار إليه بالعلم والحِجى، المجتمع عليه في الحلم والنهى، البعيد من الأدناس، اللّبَاس من التُّقَى أجمل لباس، النقيّ الجيب، المخبور بصفاء الغيب، العالم بمصالح الدنيا، العارف بما يفيد سلامة العُقْبَى، آمره بتقوى الله فإنها الْجُنّة الواقية، وليجعل كتاب الله في كل ما يعمل فيه رويته، ويرتب عليه حكمه وقضيّته، إمَامَه الذي يفزع إليه، وعماده الذي يعتمد عليه، وأنْ يتّخذ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منارًا يقصده، ومثالًا يتبعه، وأن يُراعي الإجماع، وأن يقتدي بالأئمة الراشدين، وأن يُعْمِل اجتهاده فيما لا يوجد فيه كتاب ولا سنة ولا إجماع، وأن يُحْضِر مجلسًه من يستظهر بعلمه ورأيه، وأن يسوّي بين الخصمين إذا تقدّما إليه في لَحْظهِ وَلَفْظِهِ، ويُوَفّي كُلا منهما من إنصافه وعدله، حتى يأمن الضعيف من حيفه، وييأس القوي من ميله، وآمره أن يشرف على أعوانه وأصحابه، ومن يعتمد عليه من أمنائه وأسبابه، إشرافًا يمنع من التخطّي إلى السيرة المحظورة، ويدفع عن الإشفاق إلى المكاسب المحجورة ". [ص:183]
وذكر من هذا الجنس كلامًا طويلًا.
وفيها قُلَّد أبو محمد عبد الواحد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي نقابة العباسيين، وعُزل أبو تمام الزينبي.
وفيها ظهر ما كان المطيع لله يستره من مرضه وتعذُّر الحركة عليه، وثِقَل لسانه بالفالج، فدعاه حاجب عز الدولة الحاجب سبكتكين إلى خلع نفسه، وتسليم الأمر إلى ولده الطايع لله، ففعل ذلك، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة، فكانت مدّة خلافة المطيع تسعًا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يومًا. وأثبت خلْعه على القاضي أبي الحسن ابن أمّ شيبان بشهادة أحمد بن حامد بن محمد، وعمر بن محمد، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد.
وقال أبو منصور بن عبد العزيز العُكْبري: كان المطيع لله بعد أن خُلع يسمّى الشيخ الفاضل.
قلت: وكان هو وابنه مستضعفين مع بني بُوَيْه، ولم يزل أمر الخلفاء في ضَعْفٍ إلى أن استخلف المقتفي لله فانصلح أمر الخلافة قليلًا. وكان دسْت الخلافة لبني عبيد الرافضة بمصر أميز، وكلمتهم أنفذ، ومملكتهم تناطح مملكة العبّاسيين في وقتهم، فالحمد لله على انقطاع دعوتهم.
وفيها بلغ ركب العراق سَمِيراء فرأوا هلال ذي الحجّة، وعرفوا أن لا ماء في الطريق بين فَيْد إلى مكة إلّا ما لا يكفيهم، فعدلوا مساكين إلى بطن نخل يطلبون مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلوها يوم الجمعة سادس ذي الحجّة مجهودين، فعرفوا فِي مَسْجِدَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أميرهم أبو منصور محمد بن عمر بن يحيى العلوي، وقدم الركب الكوفة في أول المحرم من سنة أربعٍ، فأقاموا بالكوفة أيامًا لفساد الطريق، ثم جمعوا لمن خفرهم.
وأمّا مكة والمدينة فأقيمت الخطبة والدعوة بالبلدين لأبي تميم المُعٍزّ العُبَيْدي، وقُطِعت خطبة الطائع لله في هذا العام من الحجاز ومصر والشام والمغرب، وكان الرفض ظاهرا قائما في هذه الأقاليم، وفي العراق، والسنة خاملة مغمورة، لكنها ظاهرة بخراسان وأصبهان، فالأمر لله. [ص:184]
وفيها كان الحرب شديدًا بينهم وبين الأعراب القرامطة الذين ملكوا الشام، وحاصروا المعزّ بمصر مدة، ثم ترحلوا شبه منهزمين ودخلوا إلى بلاد الحَسَا والقطيف.
وقدم إلى الشام نائب المعز.(8/181)
-سنة أربع وستين وثلاثمائة
في المحرم أوقع العيارون حريقا بالخشابين مبدؤه من باب الشعير، فاحترق أكثر هذا السوق، وهلك شيء كثير، واستفحل أمر العيّارين ببغداد حتى ركبوا الخيل وتلقّبوا بالقوّاد، وغلبوا على الأمور وأخذوا الخفارة من الأسواق والدروب، وكان فيهم أسود الزبد كان يأوي قنطرة الزبد ويشحذ وهو عريان، فلما كثُر الفساد رأى هذا الأسود من هو أضعف منه قد أخذ السيف، فطلب الأسود سيفًا ونهب وأغار، وحفّ به طائفة وتقوّى، وأخذ الأموال، واشترى جارية بألف دينار، ثم راودها فتمنّعت، فقال: ما تكرهين منّي؟ قالت: أكرهك كلّك، قال: ما تحبّين؟ قالت: تبيعني. قال: أو خيرًا من ذلك، فحملها إلى القاضي وأعتقها، ووهبها ألف دينار، فعجب الناس من سماحته، ثم خرج إلى الشام فهلك هناك.
وقُطعت خطبة الطائع لله ببغداد وغيرها من يوم العشرين من جمادى الأولى، إلى أن أعيدت في عاشر رجب، فلم يُخطب في هذه الجمع لإمام، وذلك لأجل شغب وقع بينه وبين عَضُد الدولة.
" وكان عضد الدولة قد قدم العراق فأعجبه مُلُكُها، فعمل عليها، واستمال الجند، فشغبوا على عزّ الدولة، فأغلق بابه، وكتب عضد الدولة عن الطائع في الآفاق باستقرار الأمر لعضد الدولة، وخلع عضد الدولة على محمد بن بقية وزير عزّ الدولة، ثم اضطربت الأمور على عَضُد الدولة ولم يبق بيده غير بغداد، فنفّذ إلى والده ركن الدولة يُعْلِمُهُ أنّه قد خاطر بنفسه وجُنْده، وقد هذّب مملكة العراق واستعاد الطائع إلى داره، وأن عزّ الدولة عاصٍ لا يقيم دولة، فلما بلغه ذلك غَضِب، وقال للرسول: قل له: خرجت في نصرة أحمد ابن أخي أو في الطمع في مملكته؟ فأفرج عضد الدولة عن [ص:185] عزّ الدولة بختيار، ثم خرج إلى فارس.
وفيها تزوج الطائع شاهناز بنت عز الدولة على صداق مائة ألف دينار.
وفي رجب عُدمت الأقوات حتى أُبيع كرّ الدّقيق بمائة وسبعين دينارا، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم.
ولم يخرج وفد من بغداد بل خرجت طائفة من الخراسانيين مخاطرة فلحقتهم شدّة.
وفي سلخ ذي القعدة عزل قاضي القضاة أبو الحسن محمد ابن أمّ شيبان، ووُلّي أبو محمد بن معروف.
وفي هذه السنين وبعدها كان الرفض يغلي ويفور بمصر والشام، والمغرب والمشرق، لا سيما بالعبيدية الباطنية، قاتلهم الله.
قال مشرف بن مرجى المقدسي: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن الحسن قال: حدّثني الشيخ الصالح أبو القاسم الواسطي، قال: كنت مجاورا ببيت المقدس، فأمروا في أول رمضان بقطع التراويح، فصحت أنا وعبد الله الخادم: واإسلاماه وامحمداه، فأخذني الأعوان وحُبِست، ثم جاء الكتاب من مصر بقطع لساني فقُطِع، فبعد أسبوع رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَلَ في فمي، فانتبهت بَبرْد ريق رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ زال عنّي الألم، فتوضّأت وصلّيت وعمدت إلى المأذنة فأذّنت " الصلاة خير من النوم " فأخذوني وحُبِست وقُيّدُت، وكتبوا فيّ إلى مصر، فورد الكتاب بقطْع لساني، وبضربي خمسمائة سوط، وبصلبي، ففعل بي ذلك، فرأيت لساني على البلاط مثل الرّيّة، وكان في البرد والجليد، وصلبت واشتدّ عليّ الجليد، فبعد ثلاثة أيام عهدي بالحدّائين يقولون: نعرّف الوالي أنّ هذا قد مات، فأتوه، وكان الوالي جيش بن الصمصامة فقال: أَنْزِلوه، فألقوني على باب داود، فقوم يترحّمون عليّ وآخرون يلعنوني، فلما كان بعد العشاء جاءني أربعة فحملوني على نعش ومضوا بي ليغسّلوني في دار فوجدوني حيًّا، فكانوا يصلحون لي خزيرة بلَوْز وسُكّر أسبوعًا. ثم رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام ومعه أصحابه العشرة فقال: يا أبا بكر، ترى ما قد جرى على صاحبك؟ قال: يا رسول الله فما أصنع به؟ قال: اتْفُلْ في فيه، فتفل في فيّ، [ص:186] ومسح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدري، فزال عنّي الألم، وانتبهت ببرد ريق أبي بكر، فناديت، فقام إلي رجل، فأخبرته، فأسخن لي ماء، فتوضّأت به، وجاءني بثياب ونفقة وقال: هذا فتوح، فقمت فقال: أين تمرّ الله الله، فجئت المأذنة وأذّنْت الصُّبح: " الصلاة خير من النوم "، ثم قلت قصيدة في الصحابة، فأخذت إلى الوالي فقال: يا هذا، اذهب ولا تُقِم ببلدي، فإنّي أخاف من أصحاب الأخبار وأدخل فيك جهنّم، فخرجت وأتيت عُمان، فاكتريت مع عرب إلى الكوفة، فأتيت واسط، فوجدت بنتي تبكي عليّ وأنا كل سنة أحجّ وأسأل عن القدس لعلّ تزول دولتهم، فرأيته طلق اللسان ألثغ.
وفي المحرّم ولي إمرة دمشق بدر الشمولي الكافوري، ولي نحوًا من شهرين من قِبَل أبي محمود الكتامي نائب الشام للمعزّ، ثم عُزل بأبي الثُّريّا الكردي، ثم ولي دمشق ريّان الخادم المعزّي، ثم عُزل أيضًا بعد أيام بسبكتكين التركي.(8/184)
-سنة خمس وستين وثلاثمائة
فيها كتب ركن الدولة أبو علي بن بُويْه إلى ولده عَضُد الدولة أبي شجاع أنه قد كبرت سنه وأنّه يؤثر مشاهدته، فاجتمعا، فقسم ركن الدولة الممالك بين أولاده فجعل لعضد الدولة فارس وكرمان، ولمؤيد الدولة الري وأصبهان، ولفخر الدولة همذان والدّيَنَور، وجعل ولده أبا العبّاس في كنف عضُد الدولة.
وفي رجب عُمل مجلس الحكم في دار السلطان عز الدولة، وجلس ابن معروف وحكم، لأنّ عزّ الدولة التمس ذلك ليشاهد مجلس حكمه كيف هو.
وفيها وفي التي تليها كانت الحرب تَسْتَعِر بين هفتكين وبين جوهر المعزّي بأعمال دمشق، وعدّة الوقائع بينهما اثنتا عشرة وقعة، منها وقعة الشاغور التي كاد يتلف فيها جوهر، ثم كان بينهما عدّة وقعات بعد ذلك.(8/186)
-سنة ست وستين وثلاثمائة
في جمادى الأولى زُفّت بنت عزّ الدولة إلى الطائع لله.
وفيها جاء أبو بكر محمد بن علي بن شَاهَوَيْه صاحب القرامطة، ومعه ألف رجل منهم إلى الكوفة، وأقام الدعوة بها لعَضُد الدولة، وأسقط خطبة عزّ الدولة، وكان قدومه معونة من القرامطة لعَضُد الدولة.
وفيها كانت وقعة بين عز الدولة وعضد الدولة، أسر فيها غلام تركي لعزّ الدولة، فجنّ عليه واشتدّ حُزْنُه، وتسلّى عن كل شيء إلّا عنه، وامتنع من الأكل، وأخذ في البكاء، واحتجب عن الناس، وحرّم على نفسه الجلوس في الدّسّت، وكتب إلى عَضُد الدولة يسأله رد الغلام إليه، ويتذلّل، فصار ضحكة بين الناس، وعوتب فما ارْعَوَى، وبذل في فداء الغلام جاريتين عوديّتين، كان قد بذل له في الواحدة مائة ألف، فأبي أن يبيعها، وقال للرسول: إنْ توقّف عليك في رده فزد ما رأيت ولا تفكر فقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض، فرده عضد الدولة عليه.
وحج بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين العلوي، وحجّت جميلة بنت ناصر الدولة ابن حمدان ومعها أَخَواها إبراهيم وهبة الله، فضُرِب بحجّتها المثل، فإنها استصحبت أربعمائة جمل، وكان معها عدّة محامل لم يُعْلَم في أيها كانت، وكست المجاورين، ونثرت على الكعبة لما رأتها عشر آلاف دينار، وسقت جميع أهل الموسم السّويق بالسُّكّر والثلج - كذا قال أبو منصور الثعالبي، فمن أين لها ثلج؟ وقُتل أخوها هبة الله في الطريق، وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغنت المجاورين بالأموال.
قال أبو منصور الثعالبي: خلعت على طبقات الناس خمسين ألف ثوب، وكان معها أربعمائة عمارية لا يُدْرَى في أيّها كانت، ثم ضرب الدهر ضربانه، واستولى عَضُدُ الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، [ص:188] حتى أفضت بها الحال إلى كلّ قلّة وذِلّة، وتكشّفت عن فقر مُدْقِع. وقد كان عَضُد الدولة خطبها، فامتنعت ترفُّعًا عليه، فحقد عليها، وما زال يعنف بها حتى عرّاها وهتكها، ثم ألزمها أنْ تختلف إلى دار القُحّاب فتتكسّب ما تؤدّيه في المصادرة، فلما ضاق بها الأمر غَرّقَتّ نفسها في دِجْلَة، فلا قوة إلا بالله.(8/187)
-سنة سبع وستين وثلاثمائة
فيها جاء الخبر بهلاك أبي يعقوب يوسف بن الحسن الجنابي القُرْمُطيّ صاحب هجر، فأُغلِقَت أسواق الكوفة له ثلاثة أيام، وكان موازرًا لعَضُد الدولة.
وفيها عبر عزّ الدولة إلى الجانب الغربي على جسر عمله ورحل إلى قُطْرَبّل، وتفرّق عنه الديلم، ودخل أوائل أصحاب عضد الدولة بغداد، وخرج الطائع يتلقّاه، وضُربت له القباب المزيَّنة، ودخل البلد. ثم إنّه خرج لقتال عزّ الدولة، فالتقوا، فأخِذ عزّ الدولة أسيرًا، وقتله بعد ذلك.
وخلع الطائع على عَضُد الدولة خلعَ السلطنة وتوجه بتاج مجوهر، وطوقه، وسَوّره، وقلّده سيفًا، وعقد له لواءين بيده، أحدهما مُفضّض على رسم الأمراء، والآخر مُذَهّب على رسم وُلاةِ العهود، ولم يعقد هذا اللواء الثاني لغيرة قبله، ولقّبه تاج المِلّة، وكُتب له عهد بحضرته وقرئ بحضرته، ولم تجر العادة بذلك، إنّما كان يدفع العهد إلى الوُلاة بحضرة أمير المؤمنين، فإذا أخذه قال أمير المؤمنين: هذا عهدي إليك فاعْمل به وبعث إليه الطائع هدايا كثيرة، فبعث هو إلى الطائع تقادُمَ من جملتها خمسون ألف دينار وألف ألف درهم، وخيل، وبغال، ومِسْك، وعنبر.
وفيها زادت دجلة ببغداد حتى بلغت إحدى وعشرين ذراعًا، وكادت بغداد تغرق، وغرقت أماكن.
وفي ذي القعدة زُلْزلَت سيراف، وسقطت البيوت، وهلك أكثر من مائتي إنسان تحتها.
وفيها تمّت عدّة مَصَافّات بين هفتكين وبين العُبَيْديين، قُتل فيها خلق كثير، وطار صيت هفتكين بالشجاعة والإقدام، ولم يكن عنده عسكر كثير. [ص:189]
ثم سار إليه الحسن بن أحمد القُرْمُطي وعاضَدَه، وتحالفا، وأعانهما أحداث دمشق، وقصدوا جوهرًا، فتقهقر إلى الرملة وتحصّن بها، ثم تحوّل إلى عسقلان وحاصروه حتى آكل عسكرُهُ الْجِيَفَ، ثم خرج بهم جوهر بذمامٍ أعطاه هفتكين، ومضوا إلى مصر، فتأهب العزيز وسار بجيوشه، فالتقاه هفتكين بالرملة، فقال العزيز لجوهر: أرني هفتكين، فأراه إيّاه وهو يجول بين الصّفّين على فرس أدهم وعليه كذاغند أصفر، يطعن بالرمح تارة ويضرب باللت تارة، فبعث العزيز إليه رسولًا يقول: يا هفتكين أنا العزيز وقد أزعجتني من سرير ملكي، وأحوجتني لمباشرة الحرب بنفسي، وأنا طالب الصلح معك، ولك عهد الله علي أن أصطفيك، وأقدمك على عسكري، وأهب لك الشام بأسره، فنزل وقبّل الأرض. ثم اعتذر وقال: أما الآن فما يمكنني إلّا الحرب، ولو تقدّم هذا لأمكن، ثم حمل على الميسرة فهزمها، فحمل العزيز بنفسه، وحملت معه ميمنته، فانهزم هفتكين، والحسن القُرْمُطي، وقُتل من عسكرهما نحو عشرين ألف، ثم بذل العزيز لمن أتاه بهفتكين مائة ألف دينار.
وكان هفتكين يحب مفرّج بن دغفل بن جَرّاح، وكان مليحًا في العرب، فانهزم نحو الساحل ومعه ثلاثة، وبه جراح، وقد عطش، فصادفه مفرّج في الخيل فأكرمه، وسقاه، وحمله إلى أهله، ثم غدر به وسلّمه إلى العزيز لأجل المال، فبالغ العزيز في إكرامه، وإجلاله، وأعاده إلى رتبة الإمرة مثل ما كان. فحكى القفطي في تاريخه أنّ العزيز أمر له بضرب سرادق، وفرس، وآلات، وبإحضار كل من حصل في أسره من جُنْد هفتكين وحاشيته، فكساهم وأعطاهم، ورتّب كل واحد منهم في منزلته، وركب الجيش لتلقي هفتكين، وسار لإحضاره جوهر القائد، فلم يشكّ هفتكين أنّه مقتول، فلما وصل رأى من الكرامة ما بهره، ثم نزل في بيت المخيّم، فشاهد أصحابه وحاشيته على ما كانوا عليه، فرمى بنفسه إلى الأرض، وعفّر وجهه وبكى بكاء كثيرا، ثم اجتمع به العزيز ووانسه [ص:190]، وجعله من أكبر قوّاده، ثم سمّه بَعْدُ ابنُ كِلّس الوزير، فحزن عليه العزيز، فدارى ابن كلس عن نفسه بخمسمائة ألف دينار.(8/188)
-سنة ثمان وستين وثلاثمائة
فيها أمر الطائع لله بأن يُضرب على باب عضد الدولة الدبادب في وقت الصُّبح والمغرب والعشاء، وأَنْ يُخْطَبَ له على منابر الحضرة.
قال ابن الْجَوْزِي: وهذان أمران لم يكونا لمن قبله، ولا أطلقا لِوُلاة العُهُود. وقد كان مُعِزّ الدولة، أحَبّ أن تَضْرَب له الدَّبادب بمدينة السلام وسأل المطيعَ لله ذلك، فلم يأذن له.
قلت: وما ذاك إلّا لِضَعْف أمر الخلافة.
وفيها توثّب على دمشق قَسّام كما هو مذكور في ترجمته في سنة ست وسبعين.(8/190)
-سنة تسع وستين وثلاثمائة
في صفر قبض عَضُد الدولة على قاضي القضاة أبي محمد بن معروف، فأنفذه إلى القلعة بفارس، وقلّد أبا سعد بِشْر بن الحسين القضاء.
وفي شعبان ورد رسول العزيز صاحب مصر إلى عَضُد الدولة بكتاب، وما زال يبعث إليه رسالة بعد رسالة، فأجابه بما مضمونه صِدْق الطّوِيّة وحُسْن النيّة.
وسأل عَضُدُ الدولة الطائعَ أن يزيد في لقبه " تاج الملّة " ويجدّد الخُلع عليه ويُلّبِسه التاج، فأجابه، وجلس الطائع على السرير وحوله مائة بالسيوف والزّينة، وبين يديه مُصْحَف عثمان، وعلى كتفه البُرْدَةُ، وبيده القضيب، وهو متقلّد سيف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وضُرِبت ستارة بعثها عَضُدُ الدولة، وسأل أن تكون حجابًا للطائع، حتى لا تقع عليه عين أحدٍ من الْجُنْد قبله، ودخل الأتراك والدّيْلَم، وليس مع أحد منهم حديد، ووقف الأشراف وأصحاب المراتب من الجانبين، ثم أذِن لعَضُد الدولة فدخل، ثم رُفعت الستارة، وقبّل عضد الدولة الأرض، فارتاع زياد القائد لذلك، وقال بالفارسية: ما [ص:191] هذا أيّها الملك، أهذا هو الله عَزَّ وَجَلَّ؟ فالتفت إلى عبد العزيز بن يوسف وقال له: فَهّمْه وقل له: هذا خليفة الله في الأرض، ثم استمر يمشي ويقبّل الأرض سبع مرات، فالتفت الطائع إلى خالص الخادم وقال: استذنه، فصعد عضُدُ الدولة، فقبّل الأرض دفعتين، فقال له: ادن إلي ادن إلي، فدنا فقبل رجله، وثنى الطائع يمينه عليه، وأمره، فجلس على كُرْسيّ، بعد أن كرر عليه: اجلس، وهو يستعفي فقال له: أقسمت لتجلسن، فقبّل الكرسيّ وجلس، وقال له: ما كان أشوقنا إليك وأتوقنا إلى رؤيتك ومفاوضتك، فقال: عُذْري معلوم، وقال: نِيّتُك موثوقٌ بها، وعقيدتك مسكون إليها، فأومأ برأسه، ثم قال له الطائع: قد رأيت أن أفوض إليك ما وكل الله إليّ من أمور الرعيّة في شرق الأرض وغربها، وتدبيرها في جميع جهاتها، سوى خاصّتي وأسبابي، فَتَوَلَّ ذلك مستخيرًا بالله. قال: يعينني الله على طاعة مولانا وخِدْمته، وأريد وُجُوهَ القوّاد أن يسمعوا لفظ أمير المؤمنين. فقال الطائع: هاتوا الحسين بن موسى، ومحمد بن عمرو بن معروف، وابن أمّ شيبان، والزينبي، فقدموا، فأعاد الطائع له القول بالتفويض، ثم التفت إلى طريف الخادم، فقال: يا طريف تفاض عليه الخُلَع ويُتَوّج، فنهض إلى الرّواق وألْبِس الخُلَع، وخرج قادمًا ليقبّل الأرض، فلم يُطِقْ لكثرة ما عليه، فقال الطائع: حسبك، حسْبُك! وأمره بالجلوس، ثم استدعى الطائع تقديم ألويته، فقدّم لواءين، واستخار الله، وصلّى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعقدهما، ثم قال: يقرأ كتابه، فقرئ فقال له الطائع: خار الله لك ولنا وللمسلمين، آمرك بما أمرك الله به، وأنهاك عما نهاك الله عنه، وأبرأ إلى الله مما سوى ذلك، انهض على اسم الله، ثم أخذ الطائع سيفًا كان بين المخدَّتَيْن فقلَّده به مضافًا إلى السيف الذي قلّده مع الخلْعة، وخرج من باب الخاصّة، وسار في البلد، ثم بعث إليه الطائع هديّة فيها غلالة قصب، وصينية ذهب، وخردادين بلور فيه شراب، وعلى فم الخردادين خرقة حرير مختومة وكأس بلّور، وأشياء من هذا الفنّ، فجاء من الغد أبو نصر الخازن ومعه من الأموال نحو ما ذكرنا في دخوله الأول في السنة الماضية. وجلس للهناء، فقال أبو إسحاق الصابي قصيدة منها: [ص:192]
يا عَضُد الدّوْلة الذي علقت ... يداه من فخره بأعرقهْ
يفتخر النّعل تحت أَخْمَصِهِ ... فكيف بالتّاجِ فوق مَفْرِقهُ
وفيها تزوج الطائع لله ببنت عضُدُ الدولة على مائة ألف دينار، وكان الوكيل عن عضُدُ الدّولة أبو علي الفارسي النّحوي، والذي خطب القاضي أبو علي المُحَسّن بن علي التّنوخي.
وفي هذا الوقت كان قسّام متغلّبًا على دمشق كما هو مذكور في ترجمته.(8/190)
-سنة سبعين وثلاثمائة
فيها خرج من همذان عضُدُ الدولة وقدم بغداد، فتلقّاه الطائع، وزُيّنت بغداد.
قال عبد العزيز ابن حاجب النعمان: لم تجر عادة بخروج الخلفاء لتلقّي أحدٍ من الأمراء، فلما توفّيت فاطمة بنت مُعِزّ الدّولة ركب المطيع لله فَعزّاه، فقبّل الأرض.
قال حاجب النعمان: وجاء رسوله يطلب من الطائع أن يتلقّاه، فما وسِعَه التَّاخُّر وتلقّاه في دجلة، ثم أمر عضُدُ الدولة بأن يُنادي قبل دخوله بمنع العَوَامّ من الدعاء له والصّيْحَة، وتوعّد على ذلك بالقتل، قال: فما نطق أحد، فأعجبه ذلك من طاعة العوام له.(8/192)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الوفيات)(8/193)
-سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومن توفي فيها(8/193)
1 - أحمد ابن المحدّث محمد بن العبّاس بن نُجَيْح البغدادي، أبو الحسن، [المتوفى: 361 هـ]
رئيس المعتزلة ببغداد.
وَرّخَه طلحة في ربيع الآخر، وقال: كان رئيس المعتزلة.(8/193)
2 - أحمد بن محمد بن سعيد بن سهل بن شبّرة، بالمُعْجَمَة والتثقيل، أبو حامد النَّيْسَابُوري الصّيْرفي [المتوفى: 361 هـ]
الزّاهد الثّبْت، نزيل سمرقند.
رَوَى عَنْ: عمر البجيري، وأبن خُزَيمَةَ، والسّرّاج.
قال الإدريسي: ثقة، كتبنا عنه، ومات بسمرقند في شعبان.(8/193)
3 - أحمد بن مسور الأمير. [المتوفى: 361 هـ]
ولي دمشق للحسن بن أحمد القُرْمُطي المعروف بالسيد عند تغلّبة ثانيًا على الشام، وذلك في رمضان.
ومات بعد عشرة أشهر، أعنى أحمد.(8/193)
4 - إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البغدادي البُزُوري، أبو إسحاق المقرئ. [المتوفى: 361 هـ]
قَرَأَ عَلَى: إسحاق الخُزَاعي، والحسن بن الحسين الصّوّاف، وأحمد بن فرح، وجماعة.
وكان من أئمّة هذا الشأن،
وَحَدَّثَ عَنْ: البغوي وغيره؛ قرأ عليه محمد بن عمر بن بكير، وعلي بن محمد الحذاء، وعبد الباقي بن الحسن.
مات في ذي الحجّة.(8/193)
5 - بكّار بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو الحسن المعافري المصري الزّاهد. [المتوفى: 361 هـ]
وقد حدّث وسمع منه أبو القاسم يحيى ابن الطحّان.(8/194)
6 - حامد بن محمد بن عبد الله النَّيسابوري الحنَّاط. [المتوفى: 361 هـ]
سَمِعَ: الحسن بن سفيان، وجماعة.(8/194)
7 - الحسن بن الخضر بن عبد الله الأَسْيُوطي. [المتوفى: 361 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي عبد الرحمن النّسائيّ، وأبي يعقوب المَنْجَنيِقي، وجماعة. وكان صاحب حديث.
وَعَنْهُ: محمد بن الفضل بن نظيف، ويحيى بن علي ابن الطحّان، وأبو القاسم بن بشران، وغيرهم.
وتوفي في ربيع الأول.(8/194)
8 - خَلَف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر البخاري، أبو صالح الخيّام، [المتوفى: 361 هـ]
وهو الذي يخيط الخِيَم.
كان بندار الحديث ببخارى.
رَوَى عَنْ: صالح بن محمد جزرة، ونصر بن أحمد الكندي، وموسى بن أفلح، ومحمد بن علي بن عثمان، وعمر بن هنّاد، وفرح بن أيّوب، وحامد بن سهل، وطائفة بُبخَارى، ولم يَرْحَل.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغُنْجار، وآخرون.
وتُوُفّي في جُمادى الأولى وله ستُّ وثمانون سنة.
وقد تكلم فيه أبو سعد الإدريسي ولَيّنه.(8/194)
9 - عبد الرحمن بن أحمد بن عِمْران، أبو القاسم الدّيَنَورِي الواعظ، [المتوفى: 361 هـ]
نزيل دمشق.
سكن قرية قينية،
وَحَدَّثَ عَنْ: عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي عَرُوبة الحرّاني، وجماعة.
وَعَنْهُ: تمّام، وعبد الوهاب الميداني، وسعيد بن أحمد بن فُطَيْس، وجماعة. [ص:195]
تُوُفّي في آخرها.(8/194)
10 - عُبَيْد الله بن أحمد بن الحسين، القاضي أبو عمر ابن السّمسار الفقيه الدّاوودي الظّاهري، [المتوفى: 361 هـ]
تلميذ أبي بكر محمد بن داود الظاهري.
رَوَى عَنْ: محمد، وعن أبيه داود بن علي، وإسماعيل القاضي، وغيرهم. كذا قال ابن النجار في " تاريخه " وقد غلط إما في ذكر شيوخه أنهم هؤلاء، وإما في نقل وفاته، والأول أشبه.
قال: روى عنه المحسّن بن علي التَّنُوخيّ في " النشوار ": وعليّ بن نصر الكاتب نزيل مصر، وذكر عليّ أنّه قرأ عليه كل مصنّفات أبي بكر بن داود، وأنّه كان إمامًا كبيرًا يتردّد إلى الرؤساء.
وقال هلال بن المحسّن: تُوُفّي فجاءة في رجب.
ثم جَزَمْتُ بأنّه لم يلق داود ولا إسماعيل.(8/195)
11 - عثمان بن عمر بن خفيف، أبو عمرو المقرئ المعروف بالدرّاج. [المتوفى: 361 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: هارون بن علي المزوّق، وعلي بن حمّاد العسكري، وابن المُجَدّر.
وَعَنْهُ: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النّعالي، وجماعة.
وكان ثقة.
قال البَرْقاني: كان بَدَلًا من الأبدال.
وقال غيره: مات فجاءة في رمضان، رحمة الله عليه.(8/195)
12 - عثمان بن محمد بن إبراهيم المادرائي، أبو عمرو، [المتوفى: 361 هـ]
نزيل مصر.
سَمِعَ: أبا مسلم الكجّي.
وَعَنْهُ: أبو محمد ابن النّحاس.(8/195)
13 - علي بن أحمد بن فَرُّوخ البغدادي الواعظ، ويُعرف بغلام المصري. [المتوفى: 361 هـ][ص:196]
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومُحَمَّد بْن محمد الباغَنْدِي، وجماعة.
قال الخطيب: حدثنا عنه ابن بُكَيْر، قال: قال ابن أبي الفوارس: فيه تَسَاهُل.(8/195)
14 - فردوس بن أحمد بن محمد بن سعيد بن فردوس البزّاز، أَبُو بكر. [المتوفى: 361 هـ](8/196)
15 - محمد بن أحمد بن علي بن شاهويه، القاضي أبو بكر الفارسي الحنفي، [المتوفى: 361 هـ]
أحد الأعلام.
سَمِعَ: أبا خليفة، وزكريا الساجي،
ودرس بنيسابور، ثم درس ببخاري بمدرسة أبي حفص صاحب محمد بن الحسن مدّة.
ومات بنَيْسابور في ذي القعدة سنة إحدى وستين وثلاثمائة.(8/196)
16 - محمد بن أحمد بن موسى بن يزداد، القاضي أبو عبد الله القُمّي. [المتوفى: 361 هـ]
تُوُفّي بفَرْغانة في صفر، وحُمل تابوته إلى سمرقَنْد.
سَمِعَ: محمد بن أيّوب الرّازي، وإبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني.
وولي قضاء سمرقند.
وكان من كبار الحنفيّة، ثقة في الحديث.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الإدريسي وغيره.(8/196)
17 - محمد بن حارث بن أسد، أبو عبد الله الخُشَني القيرواني الحافظ. [المتوفى: 361 هـ]
أخذ عن أحمد بن نصر، وأحمد بن زياد. ودخل الأندلس فسمع قاسم بن أصبغ، وأحمد بن عبادة، وسكن قرطبة وتمكّن من صاحبها الحكم ابن النّاصر لدين الله، وصنّف له كُتُبًا منها كتاب " الاتفاق والاختلاف [ص:197] في مذهب مالك "، وكتاب " الفُتْيا " وكتاب " تاريخ الأندلس "، و" تاريخ الإفريقيّين "، وكتاب " النَّسَب ".
قال ابن الفَرَضيّ: بلغني أنّه صنّف للحَكَم مائة ديوان، وكان شاعراً بليغاً لكنه يلحن، وكان يتعانى الكيمياء، واحتاج بعد موت الحَكَم إلى أن جلس في حانوتٍ يبيع الأَدهان.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر بن حوئيل، وغيره. وتُوُفّي في صفر.(8/196)
18 - محمد بن الحسن بن سعيد، أبو العبّاس ابن الخشّاب المخرمي الصُّوفي الزّاهد. [المتوفى: 361 هـ]
صاحب حكايات عن الشبلي وغيره.
وَعَنْهُ: السُّلَمي، والحاكم.(8/197)
19 - محمد بن الحسين بن محمد بن الحُسين، الوزير ظهير الدين أبو شجاع، [المتوفى: 361 هـ]
حفيد الوزير أبي شجاع الروذراوري البغدادي.
وزر للمسترشد ثم عُزِل ولزم بيته دهرًا في نعمة وعافية.
مات في ذي القعدة، وقد شاخ.(8/197)
20 - محمد بن حُمَيْد بن سهل المخرمي، أبو بكر. [المتوفى: 361 هـ]
سَمِعَ: أبا خليفة، وجعفرا الفِرْيابي، والهَيْثَم بن خَلَف الدّوري، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الدَّارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، وجماعة.
قال البَرّقاني: ضعيف.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل شديد.(8/197)
21 - محمد بن عمر بن محمد بن الفضل، أبو عبد الله الْجُعْفي البغدادي. [المتوفى: 361 هـ]
سَمِعَ: أبا شُعَيْب الحرّاني، وموسى بن هارون، وأبا العبّاس بن مسروق.
وَعَنْهُ: ابن رزقَوَيْه، وأبو نُعَيم. [ص:198]
وقال ابن أبي الفوارس: كان كذّابًا.(8/197)
22 - محمد بن فارس بن حمدان، أبو بكر العطشي، يُعرف بالمَعْبَدِي، [المتوفى: 361 هـ]
يقال: إنّه من ولد أمّ مَعْبَد الخُزَاعيّة.
حَدَّثَ عَنْ: جعفر بن محمد القَلانَسي، والحسن بن علي المعمري.
رَوَى عَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نُعَيم.
قال أبو نُعَيم: كان غاليًا في الرفض غير ثقة، مات في ذي الحجة.(8/198)
23 - محمد بن يحيى بن عوانة بن عبد الرحيم التُّغْلبي القُرطُبي، أبو عبد الله. [المتوفى: 361 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحمد بن خالد الجباب، ومحمد بن قاسم، وقاسم بن أصبغ، وجماعة.
وكان ثقةً صالحًا، أمَّ بجامع قُرْطُبَة وأكثر الناسُ عنه.(8/198)
24 - نَذير بن جناح بن إسحاق المحاربي الكوفي، أبو القاسم. [المتوفى: 361 هـ](8/198)
-سنة ثنتين وستين وثلاثمائة(8/199)
25 - أحمد بن إبراهيم بن بكر القفْطي. [المتوفى: 362 هـ]
رَوَى عَنْ: النّسَائي بمصر.(8/199)
26 - أحمد بن بِشْر بن عامر، أبو حامد المَرْوَرُوذي الفقيه الشافعي، [المتوفى: 362 هـ]
نزيل البصرة.
تفقّه على أبي إسحاق المَرْوَزي، وصنّف " الجامع " في المذهب، وشرح " مختصر المُزَني " وصنّف في الأصول. وكان إمامًا لا يُشَقّ غُبارُهُ.
وَعَنْهُ: أخذ فُقَهاء البصرة.(8/199)
27 - أحمد بن عثمان، أبو سعيد البغدادي الفقيه، ويُعرف بابن البَقّال. [المتوفى: 362 هـ]
حدّث بدمشق عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أبي داود.
وَعَنْهُ: ابن جُمَيْع، وأبو نصر بن الْجَبَّان.
حدّث في هذه السنة وانقطع خبره.(8/199)
28 - أحمد بن محمد بن زكريا الأموي، مولاهم، الأندلسي الرُّصافي المالكي، [المتوفى: 362 هـ]
مفتي ناحيته ومحدّثها.
روي عن أحمد بن خالد وغيره،
وَتُوُفِّي في صفر.(8/199)
29 - أحمد بن محمد بن همّام، أبو عمرو النَّيْسَابُوري، [المتوفى: 362 هـ]
العبد الصالح.
رَحَلَ وَسَمِعَ ببغداد مِنْ: يوسف القاضي وطبقته.
وَعَنْهُ: الحاكم. وعاش بِضعًا وثمانين سنة.(8/199)
30 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عقبة بن مُضَرِّس، أبو الحسن [المتوفى: 362 هـ]
قاضي أرّجان. [ص:200]
رَوَى عَنْ: البَغَوِي، وابن صاعد.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ، وورّخه هكذا في " تاريخ أصبهان ". وقال في مُعْجَمه: قدم علينا أصبهان سنة خمس وستّين، فيُحَرَّر هذا.(8/199)
31 - أحمد بن محمد بن عُمارة بن أحمد، أبو الحارث اللّيْثي الكنانيّ، مولاهم، الدمشقي. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وزكريّا السّجْزِي، ومحمد بْن يزيد بْن عَبْد الصمد، وأحمد بْن إبراهيم البسري، وإبراهيم بن دُحَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن جُمَيع، وتمّام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، عبد الوهاب المَيْدَاني.
وتُوُفّي في ربيع الآخر في عُشْر التّسعين.(8/200)
32 - إبراهيم بن عُبَيْد الله المَعَافِري الإشبيلي. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحمد بن خالد، ومحمد بن فُطَيْس،
وكان محدّثًا لُغَوّيًا بصيرًا بالشعر؛ قاله ابن الفرضي.(8/200)
33 - إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سخْتَوْيه النَّيْسَابُوري، الشيخ أبو إسحاق المُزكّي. [المتوفى: 362 هـ]
قال الحاكم: هو شيخ نَيْسَابُور في عصره، وكان من العُبّاد المجتهدين الحجّاجين المُنْفِقِين على العلماء والفقراء.
سَمِعَ: ابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي، وأبا العبّاس الأزهري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرّازي، ومحمد بن هارون الحَضْرَمِيّ، وأبا العبّاس الدَّغُوليّ، وخلقًا سواهم. وأملى عدّة سنين، وكنّا نَعُدُّ في مجلسه أربعة عشر محدّثًا، منهم أبو العبّاس الأَصَمّ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم. [ص:201]
قلت: رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو الحسن بن رزقَوَيْه، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو بَكْر البَرْقَانيّ، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وآخر من روى عنه أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتا مُكْثِرًا مُوَاصِلًا للحجّ، انتخب عليه الدَارقُطْنيّ، وكتب النّاس عنه عِلْمًا كثيرًا مثل " تاريخ السّرّاج " وغير ذلك، و" تاريخ البخاري " وعدّة كُتُب لمسلم. وكان عند البرقاني عنه سقط أجزاءٍ وكُتُب، لكن ما رُوي عنه في " صحيحة "، قال: في نفسي منه لكثرة ما يُغْرِب. ثم إنّه قوّاه، وقال: عندي عنه أحاديث عالية كنت أخرجتها نازلة، إلّا أنّي لا أقدر على إخراجها لِكبَر السنّ.
قال الخطيب: وحدثنا الحسين بن شيطا، قال: سمعت أبا إسحاق المُزكّي يقول: أنفقت على الحديث بِدَرًا من الدنانير، وقدمت بغداد سنة ستّ عشرة ومعي بخمسين ألف درهم بضاعة، ورجعت إلى نَيْسَابور ومعي أقلّ من ثُلُثِها، أنفقت ما ذهب على أهل الحديث.
تُوُفّي في شعبان، وقد خرج من بغداد، فَنُقِلَ إلى نَيْسَابور، وعاش سبعًا وستيّن سنة. وهو والد علي، ويحيى، ومحمد، وعبد الرحمن، وقد رَوَوُا الحديث.(8/200)
34 - إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال، الأديب أبو العباس [المتوفى: 362 هـ]
شيخ خراسان ووجهها وعَيْنُها، من ولد يَزْدَجِرْد بن بهرام جور ملك الفُرْس.
استعمل المقتدر أباه على الأهواز، فاستدعى أبا بكر بن دُرَيْد لتأديب إسماعيل.
وفيه وفي أبيه يقول ابن دُرَيْد مقصورته التي يقول فيها:
إن ابن ميكال الأمير انتاشني ... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقى
ومد ضبعي أبو العباس من ... بعد انقباض الذّرع والبَاع الوَزى [ص:202]
نفسي الفدا لأميري ومن ... تحت السماء لأميريّ الفِدا
قال الحاكم: سمعت محمد بن الحسين الوضاحي يقول: سمعت أبا العبّاس يذكر صِلَة أبيه لابن دُرَيْد لما عمل هذه القصيدة، قال الوضّاحي: فقلت: ما وصل إليه من خاصّتك؟ قال: لم تصل يدي إذْ ذاك إلّا إلى ثلاثمائة دينار، وضعتها بين يديه.
سَمِعَ أبو العبّاس من عَبْدان الأهوازي كتابًا خَصَّه به، فسمعت أبا عليّ الحافظ يقول: استفدت منه أكثر من مائة حديث.
وَسَمِعَ أيضًا مِنْ: السّرّاج، وابن خُزَيْمة، وعلي بن سعيد العسكري ونحوهم. وأملى مدّةً.
رَوَى عَنْهُ: أبو علي الحافظ، وهو أسْندَ منه، وأبو الحسين الحجّاجي، وأبو عبد الله الحاكم وجماعة. وقد عُرضت عليه ولايات جليلة فامتنع.
أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ زَيْنَبَ الْشَّعْرِيَّةِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ مُظَفَّرٍ أَخْبَرَتْهَا، قالت: أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله، قال: أخبرنا عَبْدانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَالِيقِيُّ سنة ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ ومائتين، قال: حدثنا داهر بن نوح، قال: حدثنا عبد الحميد بن الحسن الكوفي، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ ".
تُوُفّي أبو العبّاس في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة.(8/201)
35 - حَفْص بن جُزّي، أبو عُمر الأندلسيُّ، [المتوفى: 362 هـ]
من أهل فحص البلّوط.
سَمِعَ مِنْ: عُبَيد الله بن يحيى، ويحيى بن عبد العزيز، وسعيد بن خُمَيْر وجماعة. وكان عارفًا بالعربية.
سَمِعَ مِنْهُ: غير واحد بقرطبة.
وعُمَّر دهرًا؛ تُوُفّي ابن ثمانٍ وتسعين سنة، سنة اثنتين أو سنة ثلاث [ص:203] وستّين.(8/202)
36 - سعيد بن القاسم بن العلاء، أبو عمرو البرذعي المُطَّوعيُّ المُرَابط، [المتوفى: 362 هـ]
نزيل مدينة طَرَاز من أول التَّرْك.
سَمِعَ: محمد بن حِبّان بن الأزهر الباهلي، وعبد الله بن الحسين الشّاماتي، وأبا خليفة الفضل بن الحباب، وسهل بن محمد بن مردَوَيه الأهوازي صاحب سليمان الشاذكُوني، وأحمد بن محمد بن ياسين الهَرَوِي، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعبدان.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن إسماعيل الورّاق، والدَارقُطْنيّ، وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: تُوُفّي غازيًا بأسْبِيجاب.(8/203)
37 - عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خُذْيان، أبو محمد الفَرْغانيُّ الجُنْديُّ. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: محمد بن جرير الطبري، وعلي بن الحسن بن سُليمان. وذيَّل على " تاريخ ابن جرير ". وحدَّث بدمشق؛
رَوَى عَنْهُ: أبو الفتح بن مسرور، وتَمَّام، وأبو سُليمان بن زَبْر، والدَّارقُطني، وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم.
وثَّقه ابن مَسْرور.
بل توفي سنة اثنتين وستين في جُمادى الأولى؛ وَرَّخه ابن الطَّحَّان.(8/203)
38 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد اللَّه بن الحسن الهمداني الذّكْواني، أبو محمد الأصبهاني القاضي. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: عَبْدان بن أحمد، وحاجب بن أركين الفَرْغَاني، وجعفر بن [ص:204] أحمد بن سِنان، وعبد الله بن محمد بن العبّاس.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي علي قرابته، وأبو نُعَيم.(8/203)
39 - عَبْد السلام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حجّاج بن رِشْدين، أبو جعفر المصري. [المتوفى: 362 هـ]
يَرْوِي عَنْ: أبيه وعمومته.(8/204)
40 - عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدّل البغدادي، أبو عمرو ابن السّقَطي. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: أبا مسلم الكجّي، ويوسف القاضي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبا بكر الفِرْيابي.
وَعَنْهُ: محمد بن أسد الكاتب، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم. وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
وشهد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة عند قاضي بغداد أبي عمرو محمد بن يوسف، وعاش خمسًا وثمانين سنة.(8/204)
41 - علي بن محمد بن إسماعيل الطُّوسي الزَّمْلَكَاني. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: الباغندي، وابن خزيمة، وجماهير.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأبو نُعَيم.
تُوفِّي بمكة.(8/204)
42 - عمر بن أحمد بن عمر، القاضي أبو عبد الله القَصَبَاني، عُرف بابن شقّ. [المتوفى: 362 هـ]
رَوَى عَنْ: علي بن العبّاس المقانعي، وابن المنذر الفقيه، وعلي بن سراج المصري.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، والبَرْقاني وقال: لا بأس به.
قلت: حدَّث في هذا العام.(8/204)
43 - عمرو بن أَحْمَد بن محمد بن الحسن، أبو أحمد الاستراباذي الفقيه. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: أباه، وهُمَيْم بن هَمّام، وعمران بن موسى بن مُجَاشِع، وأبا [ص:205] خليفة، وعبدان، وعبد الله بن ناجية، وعبد الله بن سلم المقدسي، وابن قُتَيْبَة العسقلاني. ودرس الفقه بمصر على منصور بن إسماعيل الفقيه.
روي عنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي، وقال: أنا تولَّيت الصلاة عليه.(8/204)
44 - محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد القُرْطُبي، أبو بكر، ابن الخَفَّاف [المتوفى: 362 هـ]
مصنّف كتاب " فضل العلم ".
له رواية عن أبيه وغيره.(8/205)
45 - محمد بن أحمد بن علي بن شاهَوَيْه، أبو بكر الفارسي الفقيه الشافعي، [المتوفى: 362 هـ]
قاضي بلاد فارس.
أقام مدّة ببُخارى ثم بنَيْسَابور، وبها مات. وله في المذهب وجوهٌ بعيدة تفرّد بها.
تُوُفّي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وستيّن.
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي خليفة، وزكريا السّاجي.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/205)
46 - محمد بْن أحمد بْن كثير بْن دَيْسَم، أبو سعيد الهَرَوِيّ. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن مقدام الهَرَوِيّ، وهو آخر من حدّث في الدُّنيا عنه، وعاش بعده اثنتين وتسعين سنة، ولعلّه ممّن جاوز المائة.
رَوَى عَنْهُ: ابن العالي، وغيره،
وَتُوُفِّي في جمادى الآخرة.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْهَاشِمِيِّ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رُوزْبَهْ، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن منصور ببوشنج، قال: أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَثِيرٍ بهراة، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن مقدام الهروي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سلمة بن وردان، قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: " مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِيَ لَهُ فِي رِيَاضِ [ص:206] الْجَنَّةِ. وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا. وَمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلاهَا ".
قال شيخ الإسلام في كتاب " ذمّ الكلام ": هذا الحديث أعلى حديث عندي.(8/205)
47 - محمد بن أحمد بن محمد بن طالب بن أيمن، أبو عبد الله القيسي المؤدِّب القَبْرِيُّ. [المتوفى: 362 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ بمصر مِنْ: أبي قُتَيْبة بن الفضل، وأبي محمد بن الوَرْد، والعبّاس الرافقي.
وسمع النّاس منه كثيرًا.
وقَبْرة: مدينة صغيرة بالأندلس.(8/206)
48 - محمد بن أحمد بن مُنَبِّه السّمْسار، أبو أحمد النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 362 هـ]
رَوَى عَنْ: مُطَيْن.
وَعَنْهُ: الحاكم وغيره.(8/206)
49 - محمد بن إبراهيم بن حَسْنَوَيْه، أبو بكر النَّيْسَابُوري [المتوفى: 362 هـ]
الورّاق الزّاهد العابد.
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البوشنْجي، وجعفر بن سوار.
وَعَنْهُ: الحاكم وقال: عاش خمسًا وتسعين سنة، وبكى من خشية الله حتى عُمِيَ.(8/206)
50 - محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أبروية، أبو أحمد الإستراباذي. [المتوفى: 362 هـ]
فاضل ثقة عابد، سمع الكثير ورحل،
وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي، ومحمد بن يزداد، والضَّحَّاك بن الحسين، وأحمد بن حفص السّعْدي، وجاوز التّسعين.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الإدريسي، وقال: توفي فجاءة.(8/206)
51 - محمد بن الحسن بن كوثر، أبو بحر البَرَبَهَاري. [المتوفى: 362 هـ]
بغداديّ مُعَمّر،
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن يونس [ص:207] الكديمي، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن سليمان الباغَنْدِي، وجماعة، وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابن رزقَوَيْه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو نُعيم، وعبيد الله بن أبي حفص بن شاهين.
قال أبو نُعَيم: كان يقول لنا الدَارقُطْنيّ: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه نَظَر.
وقال البَرْقَاني: حضرت يومًا عند أبي بحر، فقال لنا ابن السّرَخْسي: سأريكم أنّ الشيخ كذّاب، ثم قال له: فلان بن فلان ينزل المكان الفُلانيّ، سمعتَ منه؟ قال: نعم. قال البَرْقَانيّ: ولم يكن لذاك وجود.
قال ابن أبي الفوارس: تُوُفّي لأربع بَقِين من جُمادى الأولى. قال: ومولده سنة ستّ وستّين ومائتين قال: وكان مُخَلّطًا، وله أصول جياد، وله شيء رديء.
قلت: روى ابن عبد الدائم حديثه بعُلُوٍّ عن ابن المَعْطوش.(8/206)
52 - محمد بن أبي الهيثم خالد بن الحسن، أبو بكر المطوّعي البُخَاري. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: مُسَبِّح بن محمد، وابن خُزَيْمَة، والباغَنْدِي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الحاكم وطائفة.(8/207)
53 - محمد بن العبّاس بن أحمد، أبو بكر المسعودي الاستراباذي الفقيه. [المتوفى: 362 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: أبا يعلى المَوْصِليّ، ومحمد بن الحسين الخثعمي الكوفي، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أبو سعد الإدريسي، وقال: لا يُحْتَجّ به.
بقي إلى هذه السنة.(8/207)
54 - محمد بن عبد الله بن محمد، الفقيه أبو جعفر البَلْخي الحنفي. [الهِنْدُواني أبو حنيفة الصغير] [المتوفى: 362 هـ][ص:208]
كان يقال له من كماله في الفقه: " أبو حنيفة الصغير ".
يَرْوِي عَنْ: محمد بن عَقيل وغيره.
وتُوُفّي ببُخارى في ذي الحجّة سنة اثنتين وستّين. وقد تفقّه على أبي بكر محمد بن أبي سعيد الفقيه. أخذ عنه جماعة.
وكان يعرف بالهنْدواني من محلّة باب هندوان، وعاش اثنتين وستيّن سنة، وكان من أعلام أئمّة مذهبه.(8/207)
55 - محمد بن عبد الملك بن محمد بن عَدِيّ، أبو بكر الاستراباذي، [المتوفى: 362 هـ]
أخو نُعَيم.
نزل جُرْجَان، وكان خبيرًا بالشروط فقيهًا. رحل وسمع من البَغَوِي، وابن أبي داود.(8/208)
56 - محمد بن محمد بن داود بن سعيد، أبو بكر السجزي ثم النيسابوري العدل. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: بَهَراة محمد بن مُعَاذ الماليني، وحاتم بن محبوب، وببغداد البَغَوِي وطبقته، وبنَيْسَابور مؤمّل بن الحسن، وأبا عمرو الحيري،
وبجُرْجان أبا نُعَيم، وبالرّيّ عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وَرَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقال: كان من خيار التُّجَّار الأَمناء، ما رأينا منه إلّا ما يليق بأهل الصدق.(8/208)
57 - محمد بن موسى بن فَضَالَةَ بن إبراهيم بن فضالة بن كثير، أبو عمر القُرَشي، [المتوفى: 362 هـ]
مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم.
شيخ مُسْنِد، دمشقي.
سَمِعَ: أحمد بن أنس، وأبا قُصَيّ الْعُذْرِيَّ، والحسين بن محمد بن جمعة، وحاجب بن أركين، وعبد الرحمن بن القاسم الرّوّاس، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، والحسن بن الفرج الغزّي، ومحمد بن محمد ابن النفاخ، وأبا القاسم البَغَوِي لقيه بمكة.
وَعَنْهُ: تمَّام، وأبو نصر ابن الجندي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن رزق الله، وجماعة آخرهم محمد بن عبد السلام بن سعدان. [ص:209]
قال أبو محمد الكتّاني: تكلّموا فيه،
وَتُوُفِّي في ربيع الآخر.(8/208)
58 - محمد بن هانئ، أبو القاسم وأبو الحسن الأَزْدي الأندلُسي. [المتوفى: 362 هـ]
قيل: إنّه من ذرّية المهلّب بن أبي صُفْرَةَ.
كان أبوه شاعرًا أديبًا، وأمّا هو فحامل لواء الشعر بالأندلس، وُلد بأشبيلية، واشتغل بها. وكان حافظًا لأشعار العرب وأخبارها، اتّصل بصاحب إشبيلية وحظي عنده، فمن شعره:
ولما التقت ألحاظنا ووشاتنا ... وأعلن شوق الوشي ما الْوَشْيُ كاتمُ
تنفُس أنسيّ من الخِدْر ناشر ... فأسْعِدَ وحْشيّ من السّدر باغمُ
وقلن:
عَشِيّةَ لا آوي إلى غير ساجع ... ببَينك حتى كلُّ شيءٍ حَمائمُ
قطًا سارٍ سمعتُ حَفيفه ... فقلت: قلوب العاشقين الحوائمُ
وكان مُنْهمِكًا في اللّذّات والمُحرّمات، مُتَّهمًا بدين الفلاسفة. ولقد هَمُّوا بقتّله، فأشار عليه مخدومه بالاخُتفاء، فهرب من الأندلس إلى المغرب، واجتمع بالقائد جوهر فامتدحه، ثم اتّصل بالمعزّ أبي تميم الذي بنى القاهرة، فامتدحه، فوصله، وأنعم عليه، ثم إنّه شرب عند أناسٍ وأصبح مخنوقًا.
وقيل: لم يُعْرَف سبب موته، وهلك في رجب سنة اثنتين وستّين عن نيّفٍ وأربعين سنة.
وله " ديوان " كبير في المدْح، وقد يفضي به المديح إلى الكُفْر، وليس يلحقه أحد في الشعر من أهل الأندلس، وهو نظير المتنبي.(8/209)
59 - منصور بن محمد البغدادي المقرئ الحذّاء. [المتوفى: 362 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: البَغَوِي، وابن أبي داود. [ص:210]
قال الخطيب: حدثنا عنه أبو الفرج بن سميكة، وسمعت أبا نعيم يوثقه، ثم ورّخ وفاته.(8/209)
60 - يحيى بْن عَبْد الله بْن محمد، أبو بَكْر القُرْطُبي المعروف بالمِغيلي. [المتوفى: 362 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة. وحَجَّ فسمع من ابن الأعرابي. وكان بارعًا في الآداب، بليغاً ذا فنون.(8/210)
-سنة ثلاث وستين وثلاثمائة(8/211)
61 - أحمد بْن محمد بْن عَبْد البَرّ، أبو عثمان التُّجَيْبي القُرْطُبي، يُعرف بابن الكَشْكيناني. [المتوفى: 363 هـ]
حجّ،
وَسَمِعَ: أبا سعيد ابن الأعرابي ورجع،
وَتُوُفِّي في شوّال.(8/211)
62 - أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم النّرسي البغدادي. [المتوفى: 363 هـ]
تُوُفّي بالرملة وله إحَدى وثمانون سنة.(8/211)
63 - إبراهيم بن سليمان بن عدّي الشافعي العسكري المصري. [المتوفى: 363 هـ]
تُوُفّي في رجب.
سَمِعَ: أبا عبد الرحمن النَّسَائي.(8/211)
64 - إسماعيل بن محمد بن علان الخَوْلاني المصري المؤدّب. [المتوفى: 363 هـ]
يَرْوِي عَنْ: النّسائي، والحسن بن غُلَيْب.(8/211)
65 - أصبغ بن قاسم بن أصبغ، أبو القاسم، [المتوفى: 363 هـ]
من أهل إسْتِجة.
سَمِعَ: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الْجَبّاب، وحجّ فسمع من أبي جعفر العُقَيْلي، وابن الأعرابي، وسمع " صحيح " البخاري من صالح بن محمد الأصبهاني، عن إبراهيم بن معقل النّسَفي.
ولي قضاء إسْتِجَة، فأساء السّيرة وشَكَوه. وكان جسيمًا وسيمًا.
تُوُفّي في رمضان.(8/211)
66 - ثابت بن سِنان بن ثابت بن قُرّة، أبو الحسن الحَرّاني الأصل الصّابي، ثم البغدادي. [المتوفى: 363 هـ]
كان يلحق بأبيه في صناعة الطّبّ، وصنّف تاريخًا كبيرًا على الحوادث والوقائع التي تمّت في زمانه، وخدم بالطبّ الراضي بالله وجماعة من الخُلَفاء قبله.
وقال في " تاريخه ": لما سُلَّم أبو علي بن مُقْلَة إلى الوزير عبد الرحمن بن عيسى من جهة الراضي بالله، في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة حمله إلى داره، ثم ضُرب ابن مُقْلَة بالمَقَارع في دار عبد الرحمن، وأُخذ خطه [ص:212] بألف ألف دينار، وأنّه أُدْخِل عليه ليفصده فذكر من خبره فصلًا.
وتُوُفّي إبراهيم بن سِنان أخو ثابت في أول خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة. ولم يستكمل أربعين سنة. وكان من الأذكياء البارعين في صناعة الطّبّ كأخيه وأبيه.(8/211)
67 - الحارث بن سعيد بن حمدان، أبو فراس [المتوفى: 363 هـ]
الشاعر المشهور الأمير.
قد ذكرناه في سنة سبعٍ وخمسين. وأمّا ابن الْجَوْزي فقال في " المنتظم ": تُوُفّي هذا في سنة ثلاثٍ وستّين، ثم ذكر أنّه قُتِل وما بلغ الأربعين، وأنّ سيف الدولة رثاه.
قلت: وهذا متناقض.
فمن شعره:
المَرْءُ نُصْبَ مصائبَ لا تنقضي ... حتى يوارى جسمه في رمسه
فمؤجل يَلْقَى الرّدَى في غيره ... ومُعَجّل يَلْقَى الرَّدَى في نفسِهِ
وله:
مرام الهَوَى صَعْبٌ وسَهْلُ الهَوَى وَعْرُ ... وأوعر ما حاولته الحبّ والصّبْرُ
أواعِدَتي بالوعد والموتُ دونَهُ ... إذا متّ عطشانًا فلا نزل القَطْرُ
بدوت وأهلي حاضرون لأنّني ... أرى أن داراً لست من أهلها قفر
وما حاجتي في المال أبغي وُفُورَهُ ... إذا لم يفر عرض فلا وفر الوفر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره ... فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر
وقال أصيحابي الفِرارُ أو الرّدَى ... فقلت: هما أمران أحلاهُما مُرُّ
سيذكرني قومي إذا جَدّ جِدُّها ... وفي الليلة الظَّلْماء يُفْتَقَد البدْرُ
ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكتفوا به ... وما كان يغلو التِّبْرُ لو نَفَق الصُّفْرُ
ونحن أُناسٌ لا توسط عندنا ... لنا الصَّدْرُ دون العالمين أو القبْرُ [ص:213]
تهون علينا في المعالي نفوسُنا ... ومن خَطَبَ العلياء لم يغلها مَهْرُ(8/212)
68 - جُمَحُ بن القاسم بن عبد الوهاب، أبو العبّاس الْجُمَحي المؤذّن. [ابن أبي الحواجب] [المتوفى: 363 هـ]
دمشقيّ محدّث، يُعرف قديمًا بابن أبي الحواجب.
رَوَى عَنْ: عبد الرحمن ابن الرَّواس، وأبي قُصَيّ إسماعيل العُذْري، وإبراهيم بن دُحَيْم، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، ومحمد بن العبّاس بن الدَّرَفْس، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله بن منده، وتمام، وعبد الوهاب المَيْداني، ومحمد بن عَوْف المُزَني، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان.
وكان ثقة نبيلًا.(8/213)
69 - الحسن بن موسى بن بُنْدار، أبو محمد الدَّيْلمي. [المتوفى: 363 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، وأحمد بن الحسين بن شعبة البصري.
وَعَنْهُ: البرقاني وغيره.
وكان شابا حافظًا. حدّث في هذه السنة.(8/213)
70 - حمزة بن أحمد بن مخْلَد البغدادي القطّان. [المتوفى: 363 هـ]
سَمِعَ: أبا شُعَيْب الحَرّاني، وموسى بن هارون.
وَعَنْهُ: البَرْقاني، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر.
حدّث في هذه السنة.
صدوق.(8/213)
71 - سِيد أبيْه بن داود، أبو الأصبغ المرشاني الأندلُسي. [المتوفى: 363 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عمر بن لُبَابة، وأحمد بن خالد بن الجباب.
وكان شيخًا صالحًا موصوفًا بالفقه، وحدّث.(8/213)
72 - العبّاس بن الحسين بن الفضل الشّيرازي. [المتوفى: 363 هـ][ص:214]
وزر لعز الدولة بختيار ابن مُعِزّ الدّولة، وكان ظالمًا جبّارًا، فقبض عليه ثم قتله في حبْسه، وله تسعٌ وخمسون سنة.(8/213)
73 - عبد الله بن عديّ، أبو عبد الرحمن الصَّابوني. [المتوفى: 363 هـ]
تُوُفّي ببُخَارى في ذي الحجّة.
وله شيء في الرّدّ على أبي حاتم بن حبّانِ فيما تأول من الصفات.
أَخَذَ عَنْهُ: يحيى بن عمار وغيره.
رَوَى عَنْ: ابن خزيمة وطبقته.(8/214)
74 - عبد الحميد بن أحمد بن عيسى. [المتوفى: 363 هـ]
سَمِعَ: النّسائي،
وَتُوُفِّي في شعبان.(8/214)
75 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أُسَيد، أبو بكر المديني المعدّل. [المتوفى: 363 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن نُصَيْر، وزكريّا السّاجي.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم، وغيرهما.
تُوُفّي في سلْخ ذي القعدة.(8/214)
76 - عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر، أبو القاسم الزَّيدي البغدادي [ابن البقّال] [المتوفى: 363 هـ]
ذكره ابن أبي الفوارس، فقال: كان له مذهب خبيث، ولم يكن في الرواية بذاك. سمعت منه أجزاء فيها أحاديث رَدِيّة.
قلت: يُعرف بابن البقّال،
حَدَّثَ عَنْ: الباغَنْدي، وعلي بن العباس المقانعي.
قال التنوخي: كان من متكلمي الشيعة، له مُصَنَّفات على مذهب الزَّيدِيّة، يجمع حديثًا كثيرًا، وله أخٌ شاعر مشهور.(8/214)
77 - عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد، أبو بكر الفقيه الحنبلي، [المتوفى: 363 هـ]
غلام الخلال، شيخ الحنابلة وعالمهم المشهور.
تفقّه بأستاذه أبي بكر الخلال،
وَسَمِعَ مِنْ عبد الله بن أحمد بن حنبل [ص:215] فيما قيل، وَسَمِعَ مِنْ: محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وموسى بن هارون، والحسين بن عبد الله الخَرْقي، وأحمد بن محمد بن الْجَعْد الوشّاء، وأبي خليفة الفضل بن الحباب، وجعفر الفريابي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن الْجُنْيد الخطبي، وبِشْرى الفاتني، وغيرهما. وتفقّه عليه أبو عبد الله ابن بُطَّة، وأبو إسحاق بن شاقْلا، وأبو حفص العُكْبُري، وأبو الحسن التميمي، وأبو حفص البَرْمكي، وأبو عبد الله بن حامد.
وكان كبير القدْر، صحيح النقل، بارعًا في نقل مذهبهِ.
قال أبو حفص البرمكي: سمعت أبا بكر عبد العزيز يقول: سمع منّي شيخنا أبو بكر الخلال نحو عشرين مسألة وأثبتها في كتابه.
وقال أبو يَعْلَى القاضي: كان لأبي بكر عبد العزيز مصنّفات حَسنة منها " المقنع " وهو نحو مائة جزء، وكتاب " الشّافي " نحو ثمانين جزءًا، وكتاب " زاد المسافر " وكتاب " الخلاف مع الشافعي " وكتاب " مختصر السنة ". قال: وتوفي في شوّال سنة ثلاثٍ وستين، وله ثمانٍ وسبعون سنة في سن شيخه الخلال، وسن شيخ شيخه المروذي، وسنّ أحمد بن حنبل. ورُوي عنه أنّه قال في مرضه: أنا عندكم إلى يوم الجمعة، فمات يوم الجمعة، رحمه الله. ويذكر عنه زهد وقنوع وعبادة.
وقد ذكر أبو يَعْلَى أنّه كان مُعَظّمًا في النُّفُوس، متقدّمًا عند الدولة، بارعًا في مذهب أحمد.
أنبأنا المؤمل ابن البالسي، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثنا أحمد بن الجنيد الخطبي، قال: حدثنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا علي بن طيفور، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآَنَ وَعَلَّمَهُ ".(8/214)
78 - علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي، أبو الحسين. [المتوفى: 363 هـ]
حَدَّثَ بِمِصْرَ عَنْ: جعفر الفرِيابي، وأبي خليفة.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وعبد الغني الأزدي.(8/216)
79 - عيسى بن موسى بن أبي محمد ابن المتوكّل على الله، أبو الفضل الهاشمي العبّاسي. [المتوفى: 363 هـ]
سَمِعَ: محمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا. حدّثني الأزهري أنّ أبا الفضل لازم ابنَ أبي داود في سماع الحديث نيّفًا وعشرين سنة، ووُلد سنة ثمانين ومائتين، وأوّل سماعه من أبي بكر سنة تسعين.(8/216)
80 - غالب بن عبد الله بن موسى بن فليح، أبو بكر البزّاز. [المتوفى: 363 هـ]
مصري،
تُوُفِّي في جُمادى الأولى.(8/216)
81 - محمد بن أحمد بن سهل بن نصر، أبو بكر الرَّمْلي الشهيد المعروف بابن النّابلسي. [المتوفى: 363 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبة، ومحمد بن أحمد بن شَيْبان الرّملي.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، والدَارقُطْنيّ، وعبد الوهاب المَيْداني، وعلي بن عمر الحلبي، وغيرهم.
قال أبو ذرّ الهَرَوي: سجنه بنو عُبَيْد وصلبوه على السنة. سمعت الدَارقُطْنيّ يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يُسْلخُ: " كان ذلك في الكتاب مسطوراً ".
وقال أبو الفرج ابن الْجَوْزي: أقام جوهر لأبي تميم صاحب مصر الزّاهد أبا بكر النّابلسي، وكان ينزل الأكواخ من الشام، فقال له: بلغنا أنك [ص:217] قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وَجَبَ أنْ يرمي في الرُّوم سهمًا وفينا تسعة، فقال: ما قلت هكذا، فظنّ أنّه يرجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: إذا كان معه عشرة وَجَب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضًا، فإنّكم قد غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلهيّة. فشهّره ثم ضربه، ثم أمر يهوديًا فسلخه.
وقال هبة الله ابن الأكفاني: سنة ثلاثٍ وستين تُوُفّي العبد الصالح الزاهد أبو بكر ابن النّابلسي، كان يرى قتال المغاربة، يعني بني عُبَيْد، وكان قد هرب من الرَّمْلَة إلى دمشق، فقبض عليه متولّيها أبو محمود الكُتامي، وحبسه في رمضان، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلما وصلها قالوا له: أنت الذي قلت: لو أنّ معي عشرة أسهم لرميت تسعةً في المغاربة وواحدًا في الرّوم، فاعترف بذلك، فأمر أبو تميم بسلْخه فسُلخ، وحُشِي جلْده تبنًا، وصُلب.
وقال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: إنما حياة السنة بعلماء أهلها القائمين بنصرة الدين، الذين لا يخافون غير الله، ولو لم يكن من غُرْبة السنة إلّا ما كان من أمر أبي بكر النّابلسي لمّا ظهر المغربيّ بالشام واستولى عليها، وأظهر الدّعِوة إلى نفسه، قال: لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي الروم واحداً وإلى هذا الطاغي تسعة، فبلغ المغربيَّ مقالتُهُ، فدعاه وسأله، فقال: قد قلت ذلك لأنّك فعلتَ وفعلت، فأخبرني الثّقة أنّه سُلِخ من مفرِق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ الصدر، فرحمه السلاخ، فوكزه بالسكين في موضع القلب، فقضى عليه. وأخبرني الثّقة أنّه كان إمامًا في الحديث والفقه، صائم الدّهر، كبير الصَّوْلة عند الخاصّة والعامّة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن، فغلب المغربي بالشام وأظهر المذهب الرّديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح وصلاة الضُّحَى، وأمر بالقُنوت في الظهر في المساجد، وقُتل النابلسيّ في سنة ثلاثٍ وستين، وكان نبيلًا جليلًا، رئيس الرملة، هرب إلى دمشق فأخذ منها، وبمصر سُلخ. [ص:218]
وقيل: إنّه لما أُدخِل مصر، قال له بعض الأشراف ممّن يعانده: الحمد لله على سلامتك! فقال: الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دُنياك.
قلت: كانت محنة هؤلاء عظيمة على المسلمين، ولما استولوا على الشام هرب الصلحاء والفقراء من بيت المقدس، وأقام الزاهد أبو الفرج الطَّرَسُوسي بالأقصى، فخوّفوه منهم، فثبت، فدخلت المغاربة وعبثوا به، وقالوا: العن كيت وكيت، وسموا الصحابة، وهو يقول: لا إله إلا الله، سائر نهاره، وكفاه الله شرهم.
وذكر ابن السعساع المصري أنه رآه في النوم بعد ما قُتِل. وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال:
حباني مالكي بدوام عِزٍّ ... وواعدني بقرب الانتصارٍ
وقرّبني وأدْناني إليه ... وقال: انْعَمْ بعَيْش في جِوَارِي(8/216)
82 - محمد بن أحمد بن عيسى، أبو بكر القُمّي. [المتوفى: 363 هـ]
سَمِعَ: أبا عَرُوبة الحرّاني، ومحمد بن قُتَيْبة العسقلاني.
سَمِعَ مِنْهُ في هذا العام: السَّكن بن جُمَيْع بصيدا.(8/218)
83 - محمد بن إسحاق بن مُطَرّف، أبو عبد الله الأندلسي الإسْتِجِي. [المتوفى: 363 هـ]
سَمِعَ مِنْ: عُبَيْد الله بن يحيى، ومحمد بن عمر بن لُبابة، وأحمد بن خالد.
وكان شاعرًا عالمًا باللغة والعربية؛
رَوَى عَنْهُ: إسماعيل، وغيره.
مات في شوّال.(8/218)
84 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم، أبو الحسن الآبرّي ثم السّجسْتاني. [المتوفى: 363 هـ]
رحل وطَوّف،
وَسَمِعَ: أبا العباس السَّرَّاج، وابن خُزَيْمة، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبا عَرُوبة الحّراني، ومحمد بن يوسف الهَرَوي، وزكريّا [ص:219] ابن أحمد البلْخي، ومكحولًا البيروتي، وهذه الطبقة.
رَوَى عَنْهُ: علي بن بشرى، ويحيى بن عمار السجستانيان.
وصنف كتابا كبيرا في مناقب الشافعي.
وآبر: من قرى سجسْتان.
تُوُفِّي في شهر رجب.(8/218)
85 - محمد بن سعيد العُصْفُريُّ القرطبيُّ. [المتوفى: 363 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، وغيره.
وكان فقيهاً مفتياً.(8/219)
86 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس، أبو الحسين الشيرازي اللالكائي. [المتوفى: 363 هـ]
ثقة،
يَرْوِي عَنْ: حمّاد بن مدرك، وغيره.(8/219)
87 - محمد بن علي بن حسين، أبو بكر ابن الفأفاء الرّازي، [المتوفى: 363 هـ]
قاضي الدّيَنَور.
حدّث بهَمَذَان سنة ثلاثٍ وستّين بكتاب " الْجَرْح والتَّعديل " عن ابن أبي حاتم، وروى عن جماعة.
رَوَى عَنْهُ الكتاب: أبو طاهر بن سَلَمة، وابن فَنْجَوَيْه، وابن تُرْكان، وغيرهم.(8/219)
88 - محمد بن محمد الفَيَّاضيُّ الهَرَويُّ الإمام. [المتوفى: 363 هـ]
يَرْوِي عَنْ: أبي قريش محمد بن جمعة.
وَعَنْهُ: يحيى بن عمار السجستاني.(8/219)
89 - محمد بن موسى بن الحسين، أبو العباس ابن السّمسار الدّمشقي الحافظ، [المتوفى: 363 هـ]
أخو أبي الحسن علي.
سَمِعَ: أحمد بن عُمَير بن جَوْصا، ومحمد بن خريم، وعلي بن محمد بن كاس، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، وأبا الدّحْداح أحمد بن محمد، وعبد الله بن محمد بن السري الحمصي الحافظ، وببغداد من المحاملي، ومحمد بن مخلد.
وَعَنْهُ: أخوه أبو الحسن، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وجماعة. [ص:220]
قال المَيْدَاني: تُوُفّي في شهر رمضان.
وقال أبو محمد الكتّاني: كان ثقة نبيلًا حافظًا، كتب القناطير، وحدّث باليسير، وقد سمع أيضًا بمصر.
مَاَتَ عن بضْعٍ وستّين سنة.(8/219)
90 - مروان بن عبد الملك القُرْطُبي الزّاهد. [المتوفى: 363 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن بِشْر. وحجّ فسمع من محمد بن الصّمُوت بمصر.
وكان زاهداً عابداً خيراً،
تُوفِّي في ربيع الآخر.(8/220)
91 - المُظَفَّر بن حاجب بن مالك بن أرَّكين، أبو القاسم الفَرغاني. [المتوفى: 363 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي يعلى الموصلي، وإسماعيل بن قيراط، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وأبي عبد الرحمن النّسائي، وجعفر الفِرْيابي. رحّله أبوه واعتنى به.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، وأبو نصر بن هارون، وأبو نصر ابن الجندي، وآخرون.
حدّث في هذا العام.
قَرَأْتُ على عمر بن غدير: أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ حُضُورًا أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْمُسْلِمِ أَخْبَرَهُمْ في سنة ست وعشرين وخمسمائة، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى السمسار، قال: أخبرنا المظفر بن حاجب، قال: أخبرنا محمد بن يزيد، قال: أخبرنا موسى بن أيوب النصيبي، قال: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَكَلَ لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ فَبَدَأَ بِالْوُسْطَى، ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا، ثُمَّ الإِبْهَامِ.(8/220)
92 - نافع بن عبد الله، أبو صالح الخادم، [المتوفى: 363 هـ]
مولى القاضي عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني.
يَرْوِي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الرّازي.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
وقال أبو نُعَيم: كان يصوم النّهار، ويقوم اللّيْل، ويتصدّق بِمُغَلّه، ويقتصر في فِطْرِهِ على ما يُطْلِق له مولاه.
تُوُفِّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وستّين.(8/221)
93 - النُّعْمان بن محمد بن منصور، أبو حنيفة المَغْربيُّ القاضي. [المتوفى: 363 هـ]
قال المسبّحي في " تاريخ مصر ": كان من أهل الفقه والدّين والنُّبل، وله كتاب " أصول المذاهب ".
وقال غيره: كان المتخلف مالكياً، ثم تحول إلى مذهب الشّيعة لأجل الرياسة، ودَاخَل بني عُبَيْد، وصنّف لهم كتاب " ابتداء الدعوة "، وكتابًا في الفقه، وكُتُبًا كثيرة في أقوال القوم، وجمع في المناقب والمثالب، وردّ على الأئمة. وتصانيفة تدلّ على زندقته وانسلاخه من الدين، أو أنه منافق، نافَقَ القوم، كما ورد أنّ مغربيًّا جاء إليه فقال: قد عزم الخادم على الدّخول في الدّعوة، فقال: ما يحملك على ذلك؟ قال: الذي حمل سيّدنا. قال: يا ولدي نحن أدخلنا في هواهم حَلْواهم، فأنت لماذا تدخل؟
وللنُّعْمان كتاب " دعائم الإسلام " ثلاثون مجلداً في مذهب القوم، و" منهاج شرح الآثار " خمسون مجلّدًا، وغير ذلك. وكان ملازمًا للمعزّ أبي تميم، وولي القضاء له على مملكته، وقدم مصر معه من المغرب.
وتُوُفّي بمصر في رجب سنة ثلاثٍ وستّين، فأشرك المُعِزّ في القضاء بين ولده أبي الحسن علي، وبين الذُّهْلي أبي الطّاهر، فلما عجز الذُّهْلي وشاخ، استقل أبو الحسن بالقضاء، واستناب أخاه عبد الله.
وكان أبو الحسن شاعرًا مُحْسِنًا.(8/221)
94 - يعلى بن موسى البربري الصوفي الزاهد. [المتوفى: 363 هـ]
كان من سادات المغاربة، رأى ربَّ العِزَّةِ في المنام.
وتُوُفّي في هذه السنة. حكى أبو سعد الماليني عن رجل عنه.(8/222)
-سنة أربع وستين وثلاثمائة(8/223)
95 - أحمد بن عبيد الله بن محمود بن شابور، أبو العباس الأصبهاني الفقيه المقرئ، ولقبه خَرْطَبة. [المتوفى: 364 هـ]
كتب الكثير بأصبهان والرّيّ،
وَحَدَّثَ عَنْ: عبد الله بن محمد بن وهب الدَّيْنَورِي، ومحمد بن إبراهيم بن زياد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نعيم الحافظ.(8/223)
96 - أحمد بن القاسم بن عُبَيْد الله بن مهدي، أبو الفرج ابن الخشّاب البغدادي الحافظ، [المتوفى: 364 هـ]
نزيل ثغر طَرَسُوس.
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ عَنْ: محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والبَغَوِي، ومحمد بن الرَّبيع الجيزي، وأبي جعفر الطّحاوي، وجماعة.
وَعَنْهُ: تمّام، وعبد الوهاب المَيْداني، وبقاء الخَوْلاني، ومحمد بن عَوْف المُزنيّ، ومكّي بن الغَمْر.
وتُوُفّي في صفر سنة أربع.
قال ابن النَّقُّور: حدثنا عيسى بن الوزير، قال: كتب إليّ أحمد بن القاسم ابن الخشّاب، قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة، قال: سمعت محمد بن أبي عمران يقول: قال هلال الرأي: أَوْثَقُ المَوَدَّات ما كان في الله عزَّ وَجَلَّ.(8/223)
97 - أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي، [المتوفى: 364 هـ]
أخو القاضي يوسف.
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشّر، وعثمان بن محمد الذَّهبي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه صالح، وحمزة الأطْرَابُلُسي، وحمزة بن محمد البعلبكي، [ص:224] وأبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار.
وعاش إلى سنة أربعٍ وستّين وانقطع خبره.(8/223)
98 - أحمد بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن أسباط، مولى جعفر بن أبي طالب، أبو بكر ابن السُّنّي الدَّينَوَري الحافظ. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الرحمن النّسَائي، وعمر بن أبي غيلان البغدادي، وأبا خليفة، وزكريا السّاجي، وأبا يعقوب المَنْجَنِيقي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وجماهر بن محمد الزَّمْلَكَاني، وطبقتهم بمصر، والشّام، والعراق، والجزيرة.
وَعَنْهُ: أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني، ومحمد بن علي العلوي، وعلي بن عمر الأسداباذي، وأحمد بن الحسين الكسار.
قال القاضي أبو زرعة روح بن محمد سِبْط ابن السّنّي: سمعت عمّي علي بن أحمد بن محمد يقول: كان أبي رحمه الله يكتب الحديث، فوضع القلم في أنبوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله تعالى، فمات رحمه الله، وذلك في آخر سنة أربع وستيّن.
قلت: كان دَيِّنًا خيَّرًا، صنّف في " القناعة "، وفي " عمل يومٍ وليلة "، وغير ذلك، واختصر " سُنَنَ النَّسَائي "، وعاش بِضْعًا وثمانين سنة.(8/224)
99 - أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حامد النَّيْسَابُوري الواعظ المقرئ. [المتوفى: 364 هـ]
رجل فاضل عالم، ذكره الحاكم، فقال: كان يُعْطي كلَّ نوع من أنواع العلوم حقَّه، وكتب الحديث الكثير، ولم يحدّث تَوَرُّعًا، ولزم مسجده ثلاثين سنة، وكانت شمائله تشبه شمائل السَّلَف.
سَمِعَ: عبد الله بن شِيرَوَيْه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، وابن خُزَيْمَة، والسَرّاج.
وله مصنَّفات تدلّ على كماله.
وتوفي في شوّال، وله ستًّ وسبعون سنة. ولم يحدث قط.
قلت: روى عنه الحاكم حكاية.(8/224)
100 - أحمد بن محمد بن أيّوب، أبو بكر الفارسي الواعظ المفسر، [المتوفى: 364 هـ]
نزيل نيسابور.
كان له أتباع ومريدون، وعظ ببخارى فكثر جمعه، وخاف الحنفيّة من تغلُّبه عليهم.
كان يحضر مجلسه نحو عشرة آلاف.
كتب عنه: أبو عبد الله الحاكم.(8/225)
101 - أحمد بن محمد بن فَرْحُون، أبو القاسم الأندلُسي. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: عُبَيْد الله بن يحيى، وأيّوب بن سليمان، وطاهر بن عبد العزيز.
وحدّث.
وكان ضابطًا، وفيه لين.(8/225)
102 - أحمد بن محمد بن المُؤَمّل بن الحسن بن عيسى الماسرْجِسِيّ النَّيْسَابُوري، أبو الحسن. [المتوفى: 364 هـ]
من بيت عِلْمٍ ورواية، وكان رجلًا صالحًا.
رَوَى عَنْ: جده، وأبي عمرو أحمد بن محمد الحيري.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/225)
103 - أحمد بن مسلم بن شُعَيب، أبو العباس المديني الأديب. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: علي بن سعيد العسكري، ومحمد بن جرير الطَّبَرِي.
وَعَنْهُ: ابن أبي علي، وأبو نُعَيم.(8/225)
104 - أحمد بن هلال بن زيد، أبو عمر الأندلسي العّطار. [المتوفى: 364 هـ]
رحل،
وَسَمِعَ مِنْ: محمد بن الرّبيع الْجِيزي، وغيره.
وكان حافظاً للشروط، مفتياً عارفًا بقَوْل مالك.(8/225)
105 - أحمد بن يوسف، أبو حامد الإسْكاف النَّيْسَابُوري الأشقر، [المتوفى: 364 هـ]
أحد الزُّهاد.
صَحِب أبا عثمان الحيري، ورأى ابن عطاء، والجريري، وصحِب أبا عمر الدّمشقي وجماعة. وله سياحات وأحوال وكلام نافع. أُخْرج في آخر عمره من بخارى، فحج ومات بمكة في السنة.(8/225)
106 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء، أبو إسحاق النَّيْسَابُوري الأَبزاري الورّاق، [المتوفى: 364 هـ]
وأبزار من قُرَى نَيْسَابور.
سَمِعَ: مسدَّد بن قُطْن، وجعفر بن أحمد الحافظ، والحسن بن سفيان، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن هاشم الطَّبَراني، وهذه الطبقة.
وَعَنْهُ: ابن مَنْدَه، وأبو عبد الرحمن السُّلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: كان ممّن سَلِم المسلمون من لسانه ويده. وطلب الحديث على كِبَر السِّنّ، ورحل فيه. وسمعت أبا عليّ الحافظ يقول له: أنت يا أبا إسحاق " بهز بن أسد "، يعني لتثبته وإتقانه. وسمعت أبا علي يمازحه غير مرّة يقول: هذا الشيخ ما اغتسل من حلالٍ قط. فيقول: ولا من حرام يا أبا عليّ، وذلك أنّه ما تأهّل.
تُوُفّي في رجب، وله ستٌّ وتسعون سنة. وحدّث بَمْروِيَّاته على القبول.(8/226)
107 - إسحاق بن محمد بن إسحاق النَّعالي البغدادي، أبو يعقوب. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: أبا خليفة، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية.
قال الخطيب: حدثنا عنه البَرْقَاني، وابن أبي الفوارس، وابن دُوما النَّعالي، وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونًا.
مَاَتَ يوم النَّحْر.(8/226)
108 - إسحاق الأمير، أبو منصور ابن الإمام المتَّقي لله إبراهيم ابن المقتدر جعفر العباسي. [المتوفى: 364 هـ]
زوجه أبو بابنة ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان على مهر مائة ألف دينار.
تُوفِّي في هذا العام في المحرَّم عن إحدى وخمسين سنة. وكان ممّن ترشّح للخلافة.(8/226)
109 - إسماعيل بن أحمد بن محمد الخلالي التّاجر. [المتوفى: 364 هـ]
أحد الجوَّالين في طلب العلم؛
سَمِعَ مِنْ: عمران بن موسى بن [ص:227] مُجَاشع، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأبي يَعْلَى المَوْصِلي، والهَيْثم بن خَلَف، وأحمد بن عمرو البزّار.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأبو الفضل الجارودي، وجماعة. وقد انتقى عليه رفيقه أبو علي النَّيْسَابُوري الحافظ.
وهو جُرْجاني نزل نَيْسَابُور.(8/226)
110 - جعفر بن علي بن أحمد بن حمدان، أبو علي الأندلُسي [المتوفى: 364 هـ]
صاحب المسيلة، وأمير الزّاب من أعمال إفريقية.
كان شيخًا كثير العطاء، مُؤثِرًا للعلماء، ولابن هانئ الأندلسي فيه مدائح، ومنها:
المُدْنَفان من البريّة كلّها ... جسمي وطرفُ بابليَّ أحْوَرُ
والمُشْرِقَاتُ النَّيِّراتُ ثلاثةٌ ... الشمسُ والقمرُ المنير وجعفر
والمسيلة: مدينة من أعمال الزّاب.
وكان بين جعفر وبين زيري بن مَنَاد عداوة وحُرُوب، جرت بينهما معركة هائلة قُتِل فيها زيري، ثم قامَ بعده ابنه بُلُكّين، واستظهر على جعفر، فهرب منه إلى الأندلس، فقُتل في هذه السنة.
وأبوه علي هو الذي بنى المَسِيلَة. وزِيري: هو جَدُّ المُعِزّ بن بادِيس.(8/227)
111 - الحسن بن سعيد القُرشيُّ الدمشقيُّ. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: أصحاب هشام بن عمّار.(8/227)
112 - الحسن بن علي بن أبي السّلاسل، أبو القاسم البَجَلي. [المتوفى: 364 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أحمد بن علي القاضي المَرْوَزي.
وَعَنْهُ: تمام، وأبو نصر المري، ومحمد بن عَوْف المُزَني،
تُوُفِّي في رجب.(8/227)
113 - سُبُكْتِكِين الْأمير، حاجب مُعِزّ الدولة بْن بُوَيْه. [المتوفى: 364 هـ][ص:228]
خلع عَلَيْهِ الطائع لله وطوقه وسوره ولقبه " نصر الدولة "، فلم تَطُلْ أيّامه.
قال أبو الفرج ابن الْجَوْزِي: سقط من الفَرَس فانْكَسَرت ضِلْعُه، فاستُدْعي ابن الصَّلْت المُجَبِّر فردّ ضِلْعَه ولازمه حتى برا، فأعطاه يوم دخوله الحمّام ألف دينار وفرسا وخلعة، وبقي لا يمكنه الانحناء للرّكُوع، وكان يَقُولُ للمجبّر، إذا تذكرت عافيتي عَلَى يدك فرحتُ بك ولا أقدر عَلَى مكافأتك، وإذا ذكرتُ حصول رِجلك فوق ظَهْري اشتدّ غَيْظي منك.
تُوُفِّي في أواخر المحرَّم. وكانت مدّة إمارته شهرين ونصف، وخَلَّف ألف ألف دينار وعشرة آلاف ألف دِرْهَم، وصندوقين جواهر، وستين صُنْدُوقًا قماش، وفضيّات وتُحَف، ومائة وثلاثين سَرْجًا مُذهَّبة، منها خمسون في كلّ واحد ألف دينار حلية، وستّمائة سَرج فضّة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عدْل فيها فَرْش وبُسُط، وثلاثة آلاف رأس من الدَّوابّ، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك دارية، وأربعين خادمًا. وكان لَهُ دار هِيَ دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة. وقد غَرِمَ عليها أموالا لا تُحْصَى.
وممّا رُوي عَلِيّ بْن المحسّن التَّنُوخيّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بلغت النفقة عَلَى عمل البستان، يعنى الَّذِي للدّار، وسوْقِ الماء إِلَيْهِ خمسة آلاف ألف دِرْهَم. قَالَ: ولعلّه قد أنفق عَلَى أبنية الدّار مثل ذَلِكَ فيما أظنّ.(8/227)
114 - عبد الله بن محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل، أبو محمد الأندلُسي. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: سعيد بن حِمْيَر، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان محدثا ضابطا ثقة؛
سَمِعَ مِنْهُ: جماعة،
وَتُوُفِّي في ربيع الآخر.(8/228)
115 - عبيد الله بن محمد، أبو أحمد ابن الحريص البغدادي. [المتوفى: 364 هـ]
عَنْ: ابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي. حدّث بدمشق، [ص:229] فروى عنه أبو نصر بن الجبّان، وابن دُوما النّعالي.
أملي من حفظه في هذه السنة.(8/228)
116 - عبد الجبّار بن عبد الصّمد بن إسماعيل، أبو هاشم السّلمي المؤدّب المقرئ. [المتوفى: 364 هـ]
قرأ القرآن على أبي عُبَيْدة أحمد بن ذِكْوان،
وَسَمِعَ: محمد بن خريم، وجعفر بن أحمد بن عاصم، والقاسم بن عيسى العصار، ومحمد بن المُعافَى الصَّيْداوي، وسعيد بن عبد العزيز، وأبا شَيْبَة داود بن إبراهيم، وعلي بن أحمد علان، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر، وطائفة سواهم بالشّام، ومصر، والحجاز.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وعبد الوهاب الميداني، وأبو الحسن بن جَهْضَم، وعلي بن بِشْر بن العطّار، ومحمد بن عَوْف المُزَني.
ووُلد سنة ستَّ وثمانين ومائتين.
قال عبد العزيز الكتّاني: تُوُفّي في صفر سنة أربعٍ وستّين، وجمع من المصنّفات شيئًا كثيرًا، وكان ثقة مأمونًا، انتقى عليه أحمد بن القاسم ابن الخشّاب بدمشق.(8/229)
117 - عبد الرحمن بن الحارث ابن أبي شيخ، أبو أحمد الغَنَوِي. [المتوفى: 364 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: جعفر الفِرْيابي، وعلي بن الحسين بن حبّان، ومحمد بن جرير الطْبري.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَاني، ومحمد بن بُكَيْر، وبُشْرى الفاتني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ، بغدادي.(8/229)
118 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر، أبو بكر الأصبهاني الكسَائي. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر بن أبي عاصم.(8/229)
119 - عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن كامل، أبو محمد القُهُنْدُزي. [المتوفى: 364 هـ]
شيخ كبير،
سَمِعَ: عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا مسلم الكجّي، ويوسف القاضي.
وَعَنْهُ: أبو أحمد المعلّم، وأبو منصور الديباجي، وأهل هراة.
ذكره أبو النضر الفامي.(8/230)
120 - عبد السّلام بن محمد بن أبي موسى البغدادي، أبو القاسم المخرمي الصُّوفي. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر بن أبي داود، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وابن جَوْصا، وأحمد بن عبد الوارث العسال.
وَعَنْهُ: علي بن سعد البَغَوي، وابن جَهْضم، وأبو نُعَيم.
ووثّقه الخطيب، وجاور بمكّة مدّة، وكان شيخ الحرم في زمانه، رحمه الله، ممّن جمع بين علم الشريعة وعلم الحقيقة، جاور زمانًا.(8/230)
121 - عبد الواحد بن الحسن بن أحمد بن خَلَف الْجُنْدَيْسَابُوري، أبو الحسين. [المتوفى: 364 هـ]
وكان مولده سنة اثنتين وسبعين ومائتين.(8/230)
122 - علي بن أحمد بن علي، أبو الحَسَن المَصَّيصي. [المتوفى: 364 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أحمد بن خليد الحلبي، ومحمد بن معاذ دران.
وَعَنْهُ: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير، وعلي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وأبو نعيم، وغيرهم.
قال أبو نُعَيم: تُوُفّي، وكان فيه تساهل، في جُمادى الآخرة سنة أربعٍ وستّين.(8/230)
123 - علي بن محمد بن المُعَلَّى، أبو الحسن الشُّونيزي البغدادي. [المتوفى: 364 هـ][ص:231]
سَمِعَ: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وَعَنْهُ: ابن أبي الفوارس، والحسين بن شيطا، وأبو علي بن دوما.
قال الخطيب: كان ثقة صدوقا.(8/230)
124 - عمر بن محمد بن عبد الله، أبو القاسم ابن التَّرْمِذي البزّاز. [المتوفى: 364 هـ]
بغداديٌّ فيه ضعف،
رَوَى عَنْ: جدّه لأمّه محمد بن عبيد الله بن مرزوق الخلال صاحب عفّان، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وَعَنْهُ: محمد بن عمر بن بُكَيْر، وبُشْرَى الفاتني، ومحمد بن دِرْهَم، وأبو نُعَيم.
قال ابن أبي الفوارس: فيه نظر.(8/231)
125 - الفضل، أبو القاسم أمير المؤمنين المُطِيع لله ابن المقتدر جعفر ابن المعتضد العبّاسي الهاشمي. [المتوفى: 364 هـ]
ولي الخلافة بعد المُسْتَكْفي، وأُمُه أمّ ولد اسمها مَشْغَلَة، أدركت خلافته. بويع في سنة أربعٍ وثلاثين، ومولده في أوّل سنة إحدى وثلاثمائة.
قال ابن شاهين: وخلع نفسه غير مُكَره فيما صحّ عندي في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وستّين، ونزل عن الأمر لولده أبي بكر عبد الكريم، ولقّبوه " الطائع لله " وسنّ أبي بكر يومئذ ثمان وأربعون سنة. ثم إنّ الطائع خرج إلى واسط ومعه أبوه فمات في المحرّم سنة أربعٍ وستيّن.
أنبأنا المسلم بن محمد، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثني محمد بن يوسف القطان، قال: سمعت أبا الفضل التميمي، قال: سمعت المطيع لله، قال: سمعت شيخي ابن منيع، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذُلّ.(8/231)
126 - الفضيل بن محمد بن أبي الحسين، أبو عاصم [المتوفى: 364 هـ]
ابن الشهيد الحافظ أبي الفَضل الهَرَوِي الفقيه، وإليه يُنْسَب الفُضَيْليّون بهَرَاة.
كان فقيهًا حاذقًا.(8/232)
127 - القاسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عُبَيْد الله بن موسى بن جعفر الصّادق ابن محمد الباقر ابن زين العابدين، أبو محمد الحُسَيْني. [المتوفى: 364 هـ]
تُوُفّي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة.(8/232)
128 - محمد بن إبراهيم بن الخضر، القاضي أبو الفرج البصْري الشافعي، ويُعْرَف بابن سُكَّرَة. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: عَبْدان الأهوازي.
وتُوُفّي بمصر في ربيع الآخر، وقد ولي قضاء طبرية.(8/232)
129 - محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو طاهر الأصبهاني المحتسب، [المتوفى: 364 هـ]
ابن عمّ أبي نُعَيم الحافظ.
سَمِعَ: بمكّة محمد بن إبراهيم بن المنذر، وببغداد ابن عيّاش القطّان.(8/232)
130 - محمد بن إبراهيم بن مقبل، أبو الفتح. [المتوفى: 364 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن سعيد التستري.(8/232)
131 - محمد بن بدر الحمامي الطَّولوني، أبو بكر، [المتوفى: 364 هـ]
أمير بلاد فارس وابن أميرها.
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: بكر بن سَهْل الدَّمْياطي، وأبي عبد الرحمن النّسَائي.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وبُشْرَى الفاتني، وأبو نُعَيم.
وقال أبو نُعَيم: كان ثقة.
تُوُفّي في رجب ببغداد.
وقال محمد بن العبّاس بن الفُرات: كان له مذهب في الرفض، ما كان يدري الحديث.(8/232)
132 - محمد بن الحَسَن بن القاسم بن دُحَيْم الدمشقي، يُكْنَى أبا زُرْعَة. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: عمّ أبيه إبراهيم بن دُحَيْم، وغيره،
وَعَنْهُ: أبو نصر ابن الجبَّان، ومكي بن الغَمْر.(8/233)
133 - محمد بن يحيى بن خليل اللَّخْميُّ القرطبيُّ، المعروف بالعُصْفريِّ. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: قاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان فقيهاً مفتياً يشغل الناس ويناظرون عليه.
مات في صَفَر.(8/233)
134 - محمد بن سعيد اللَّخْميُّ الخَضِريُّ، [المتوفى: 364 هـ]
من أهل قُرُطُبة.
كان زاهدًا صالحًا.
سَمِعَ مِنْ: الحبيب بن أحمد، ومحمد بن معاوية القُرَشي.(8/233)
135 - محمد بن عبد الله بن يعقوب، الشيخ أبو بكر النَّيْسَابُوري المتكلم المعروف بالنسائي. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني، وإبراهيم بن أبي طالب. وكان يُؤَمّ في الجامع؛ قاله الحاكم، وحدّث عنه في تاريخه، وقال: مات سنة أربعٍ وستّين.(8/233)
136 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عَبْدَة، أبو الحسن التميمي السَّلِيطي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 364 هـ]
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، وجعفر بن أحمد التّرك، وإبراهيم بن علي الذّهلي، وخشنام بن بِشْر. وحجّ في آخر عمره، فأكثر عنه العراقيّون.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو الحسن بن رزقَوَيْه. [ص:234]
ووثقه الخطيب،
وَتُوفِّي في المحرم وله اثنتان وتسعون سنة. وسمع منه بهَمَذان أبو بكر بن لال، وابن تركان.(8/233)
137 - محمد بن عبد الملك بن عديّ بن زيد، أبو بكر الْجُرْجاني الفقيه الشُّرُوطي. [المتوفى: 364 هـ]
رَوَى عَنْ: أبيه، وأبي بكر بن أبي داود، والبغوي، وابن صاعد.
رَوَى عَنْهُ: القاضي أبو بكر الشَّالَنْجِي، وغيره.(8/234)
138 - محمد بن عبد الملك الخَوْلاني الأندلُسي، المعروف بالنَّحْوي. [المتوفى: 364 هـ]
كان فقيهًا مُنَاظِرًا عارفًا بالمذهب. اختصر " المُدَوَّنَة ".(8/234)
139 - محمد بن محمد بن جعفر الْجُرْجَاني الشَّيْبَاني السّرّاج، أبو الحسن. [المتوفى: 364 هـ]
رَوَى عَنْ: عِمران بن مَجَاشع.
وَعَنْهُ: أبو سعيد الماليني.(8/234)
140 - مُطَهَّر بن سليمان، أبو بكر بن أبي نواس الأنّباري الفَرَضيّ العَدْل. [المتوفى: 364 هـ]
عَنْ: أبيه، وعبد الله بن ناجية، والباغَنْدي، والفِرْيَابي، وجماعة.
وَعَنْهُ: النقّاش، وأبو نُعَيم.
تُوُفّي في ربيع الآخر، وقد رماه الدَارقُطْنيّ بالكذِب، قال: سمعته يقول: حملني أبي إلى الفِرْيابي سنة أربعٍ وثلاثمائة. والفريابي مات سنة إحدى وثلاثمائة.(8/234)
141 - هارون بن أحمد بن هارون بن بُنْدار بن الحريش، أبو سهل الإسْتِراباذي. [المتوفى: 364 هـ][ص:235]
سَمِعَ: أبا خليفة، وإسحاق بن أحمد الخُزَاعي، وأبا عمران الجوني، وجماعة. وحدّث بسمرقند ونَيْسَابُور.
قال الحاكم: صحيح الأصول.
رَوَى عَنْهُ: هو، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وقال: تُوُفّي ببخارى في رمضان، وكان شَرِهًا، حدّث من غير أصل.(8/234)
-سنة خمس وستين وثلاثمائة(8/236)
142 - أحمد بن جعفر بن أبي توبة، أبو الحسن الفَسَوي الزّاهد. [المتوفى: 365 هـ]
كان أوحد عصره في التَّصَوُّف وفي الحديث ببلده، وكانت الرّحلة إليه.
رَوَى عَنْ: علي بن سعيد الرّازي، وأحمد بن إبراهيم الرَّبَضِي، وعلي بن سميع الفارسي، وطائفة من أهل العراق والرّيّ.
تُوُفّي في ذي الحجّة. وكان وِرْدُه فيما قال ابن السمعاني في " الأنساب " في اليوم والليلة ألف ركعة، رحمه الله.(8/236)
143 - أحمد بن جعفر بن محمد بن سَلْم، أبو بكر الخُتُّليّ، [المتوفى: 365 هـ]
أخو محمد وعمر، وهو الأصغر.
سَمِعَ: أبا مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأحمد بن علي الأبّار.
قال الخطيب: وكان صالحًا ثقة ثبْتًا، كتب عنه الدارقطني، وحدثنا عنه أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وأبو نعيم، وكتب من القراءات والتفاسير أمرًا عظيمًا. ووُلد سنة ثمان وسبعين ومائتين.
أما أحمد بن جعفر بن سَلْم الفِرْسَاني الأصبهاني فشيخ من طبقة الختلي، سمع أحمد بن عمرو البزّار.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعيد النقاش، وقال: توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.(8/236)
144 - أحمد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن عُمَر، أبو العبّاس النَّيْسَابُوري المُذكّر. [المتوفى: 365 هـ]
سَمِعَ: أباه، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي.
وَعَنْهُ: الحاكم.
تُوُفّي في ربيع الآخر. من أبناء الثمانين.(8/236)
145 - أحمد بن موسى بن الحسين بن علي، أبو بكر ابن السّمْسار الدمشقي. [المتوفى: 365 هـ]
سَمِعَ: محمد بن خُرَيم، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومَكْحُول البَيْروُتي، [ص:237] وابن جَوْصَا بإفادة أخيه أبي العبّاس.
وَعَنْهُ: عبد الوهاب الميداني، ومكي بن الغمر، وأخوه أبو الحسن علي ابن السّمسار، ومحمد بن عوف الٍمزني، وغيرهم.(8/236)
146 - أحمد بن نصر بن دينار الأصبهاني. [المتوفى: 365 هـ]
عَنْ: أبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نعيم.
وَرَّخه عبد الرحمن بن مَنْدَه.(8/237)
147 - أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح، أبو بكر البغدادي الذَّارع. [المتوفى: 365 هـ]
حدّث بالنّهْرَوَان وغيرها عن الحارث بن أبي أسامة، وإسماعيل القاضي، وجدّه لأمّه صَدَقَة بن موسى بن تميم، وثعلب.
وَعَنْهُ: ابن دُوما.
قال الخطيب: في حديثه نكرة تدل على أنّه ليس بثقة.
وسمع منه ابن دوما في هذه السنة، ولم يؤرخ أحد موته فيما أعلم، وهو مُتَّهم، يأتي بالطّامّات، فَلْيُحْذَرْ منه.(8/237)
148 - إبراهيم بن عبد الله بن عُبَيْد البغدادي الثّلاج. [المتوفى: 365 هـ]
عَنْ: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.
وَعَنْهُ: أبو نصر ابن الْجَبَّان، وابن أخيه أبو القاسم عبد الله ابن الثّلاج.(8/237)
149 - إسماعيل بن نُجَيْد بن أحمد بن يوسف بن خالد، أبو عمرو السَّلَمي النَّيْسَابُوري الصوفي [المتوفى: 365 هـ]
الزاهد، شيخ عصره في التصوف والمعاملة، ومُسْنَدُ مِصْره.
قال الحاكم: ورث من آبائه أموالًا كثيرة، فأنفق سائرها على الزُّهَاد والعلماء.
وصحب أبا عثمان الحِيري، والْجُنَيْد.
وَسَمِعَ: إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن أيوب الرازي، وعلي بن الحسين بن الْجُنَيْد، وجماعة. [ص:238]
وَعَنْهُ: سبْطه أبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الصّفّار، وعبد الرحمن بن علي بن حمدان، وعبد القاهر بن طاهر الفقيه، وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قَتَادَة، وأبو العلاء صاعد بن محمد القاضي، وأبو نصر محمد بن عبدش، وطائفة، آخرهم أبو حفص عمر بن مسرور.
ومن مناقبه أنّ شيخه أبا عثمان طلب شيئًا لبعض الثّغُور، فتأخّر ذلك، فضاق صدره، وبكى على رؤوس النّاس، فجاءه أبو عمرو بن نُجَيْد بأَلْفَيْ دِرْهَم، فدعا له، ثم قال لما جلس: أيُها الناس إنّي قد رَجَوْتُ لأبي عمرو الجنّة بما فعل، فإنّه ناب عن الجماعة وحمل كذا، فقام ابن نجيد على رؤوس النّاس وقال: إنّما حملت ذلك من مال أُمّي وهي كارهة، فينبغي أن يُرَدّ عليّ لأَرُدّه عليها، فأمر أبو عثمان الحِيري بالكيس، فردّ إليه، فلما جنَّ عليه الليل، جاء بالكيس، وطلب من أبي عثمان سَتْرَ ذلك، فبكى أبو عثمان، وكان بعد ذلك يقول: أنا أخشى من همّة أبي عَمْرو.
وقال السُّلَمي: جدّي له طريقة ينفرد بها من صَوْن الحال وتلبيسه. وسمعته يقول: كلّ حال لا يكون عن نتيجة علم وإن جل فإنّ ضَرَرَه على صاحبه أكبر من نَفْعه.
وسمعته يقول: لا تَصْفُو لأحدٍ قَدَمٌ في العُبُوديّة حتى تكون أفعالهُ عنده كلّها رِياءً، وأحواله كلّها عنده دعاوي.
وقال جدّي: من قدر على إسقاط جاهه عند الخَلْق سهل عليه الإعراض عن الدّنيا وأهلها.
وسمعت أبا عمرو بن مطر، سمعت أبا عثمان الحِيري يقول - وخرج من عند ابن نجيد -: يلومني النّاس في هذا الفتى وأنا لا أعرف على طريقته سواه. ورُبّما كان أبو عثمان يقول: أبو عمرو خَلَفِي من بعدي. [ص:239]
قال لي ابن أبي ذر: قال فلان: جدّك من أوتاد الأرض.
تُوُفّي ابن نُجَيْد في ربيع الأوّل عن ثلاثٍ وتسعين سنة، وقد سمعنا جزءه بالإجازة العالية.(8/237)
150 - الحسن بن منير، أبو علي التنوخي الدمشقي. [المتوفى: 365 هـ]
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ، ومحمد بن خُرَيْم، وهذه الطبقة.
وَعَنْهُ: محمد بن عوف المزني، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان.
تُوُفّي في ربيع الأول.
قال الكتاني: كان ثقةً نبيلًا.(8/239)
151 - الحسين بن محمد بْن أحمد بْن محمد بْن الحُسين بْن عيسى بن ماسَرْجِس، أبو علي الماسَرْجِسي النَّيْسَابُوري الحافظ. [المتوفى: 365 هـ]
كان كثير السّماع والرّحلة.
سَمِعَ: جدّه أحمد بن محمد سِبْط ابن ماسَرْجس، وإليه نسبته، وابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج، وسمع بمصر، والشام. ورحل في حدود الثلاثين وثلاثمائة.
قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، رحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين، وأكثر المقام بمصر، وكتب عن أصحاب المُزَني، وأخذ بدمشق عن أصحاب هشام بن عمّار، وما صُنّف في الإسلام أكبر من مُسْنَدِه، فصنّف " المُسْنَدَ الكبير " مهذباً معللاً في ألف وثلاثمائة جُزْء. جمع حديث الزُّهْري جَمْعًا لم يسبقه إليه أحدٌ، وكان يحفظه مثل الماء. وصنّف الأبواب والشيوخ والمَغَازي والقبائل، وصنّف على البُخَاري كتابًا، وعلى مسلم كتاباً، وأدركَتُه المَنِيّة قبل الحاجة إلى إسناده، ودُفِن عِلْمٌ كبير بدفنه، وسمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحَجّاج يقول: صنَّفْتُ هذا المُسْنَد، يعني " صحيحه " من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
وقال الحاكم في موضع آخر: صنّف حديث الزُّهري، فزاد على محمد بن يحيى الذُّهْلي. وعلى التخمين، يكون مُسْنَدُه بخطوط الورّاقين [ص:240] في أكثر من ثلاثة آلاف جُزْء، إلى أن قال: تُوُفّي في رجب وله ثمان وستّون سنة.(8/239)
152 - الحَكَمُ بن عبد الرحمن بن محمد المستنصر بالله الأمَوي [المتوفى: 365 هـ]
صاحب الأندلس.
تُوُفّي في المحرّم يوم عاشوراء سنة خمس وستين بالفالج مُنْصَرِفًا من بلاد إفْرنْجَة. وقيل: تُوُفّي سنة ستَّ، كما سيأتي.(8/240)
153 - سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفيُّ. [أبو إسحاق] [المتوفى: 365 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفِرْيابي.
وَعَنْهُ: ابن أبي الفوارس، والبَرْقَاني، وأبو نُعَيم، ووثّقاه.
يُكْنَى أبا إسحاق،
تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى.(8/240)
154 - عَبْد اللَّه بْن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مِهْران الأصبهاني، أبو محمد [المتوفى: 365 هـ]
سِبْط الزّاهد محمد بن يوسف البناء، ومِهران مولى عبد الله بن معاوية بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب الجعفري.
رَحَلَ وَسَمِعَ: أبا خليفة، وعبد الله بن ناجية، وإسحاق الخُزاعي المكي، ومحمد بن يحيى بن منده، وإبراهيم بن متويه الإمام، وعَبْدان بن أحمد الأهوازي، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: ابنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وغيرهما.
وتُوُفّي في رجب. وكان مولده في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
أنبئت عن مسعود بن أبي منصور، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو خليفة سنة ثلاثمائة، قال: حدثنا أبو الوليد، فذكر حديثًا.(8/240)
155 - عبد الله بن عديّ بن عبد الله بن محمد بن مُبَارك، أبو أحمد الْجُرْجاني الحافظ، ويُعرف بابن القطان. [المتوفى: 365 هـ][ص:241]
رحل إلى الشّام ومصر رحلتين، أولاهما سنة سبع وتسعين، فسمع الكبار: عبد الرحمن بن القاسم الرّوّاس، وأبا عقيل أنس بن السُّلْم، وأبا خليفة، والحسن بن سفيان، وبهلول بن إسحاق الأنباري، ومحمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد، وعمران بن موسى بن مُجَاشع، وأبا عبد الرحمن النّسَائي، ومحمد بن يحيى المَرُوزي، وعبدان، وأبا يَعْلَى، والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى بن بكير، والحسن بن الفرج الغَزّي، وأبا عَرُوبَة، وزكريّا السّاجي، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، والباغَنْدِي، وأبا يعقوب المَنْجَنيقي، وجعفر بن محمد بن اللّيث صاحب أبي الوليد، وعلي بن العبّاس البَجَلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، وأممًا سواهم.
وَعَنْهُ: أبو العبّاس بن عُقْدَةَ، وهو من شيوخه، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبدكويه، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وأبو الحسين ابن العالي، وآخرون.
وكان مصنَّفًا حافظًا، له كتاب " الكامل في معرفة الضعفاء " في غاية الحُسْن، ذكر فيه كلَّ من تكلمَ فيه، ولو كان من رجال الصَّحيح، وذكر في كل ترجمة حديثًا، فأكثر من غرائب ذلك الرجل ومناكيره، ويتكلّم على الرّجال بكلام منصف.
قال الحافظ ابن عساكر: كان ثقةً على لَحْنٍ فيه. ولد سنة سَبْعٍ وسبعين ومائتين، وكتب الحديث ببلده سنة تسعين، وصنّف " الكامل في الضُّعفاء " نحو ستّين جُزْءًا.
قال حمزة السَّهْمي: سألت الدَارقُطْنيّ أنْ يصنّف كتابًا في الضُّعَفاء، فقال: أليس عندك كتاب ابن عَدِي؟ قلت: نعم. قال: فيه كفاية لا يُزاد عليه.
وقد صنّف ابن عَدِي على " مختصر المُزْني " كتابًا سمّاه " الانتصار ". [ص:242]
قال حمزة السَّهَمي: كان حافظًا مُتْقِنًا، لم يكن في زمانه مثله، تَفَرّد بأحاديث وهب منها لابنيه: عَدِيّ، وأبي زُرْعَة، وتَفَرَّدا بها.
وقال أبو الوليد الباجي: ابن عَدِيّ حافظ لا بأس به.
قال حمزة: تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وصلّى عَليْهِ أبو بكر الإسماعيلي.
قلت: كان لا يعرف العربية، مع عُجْمَه فيه، وأمّا في العِلَل والرّجال فحافظٌ لا يُجَارَى.(8/240)
156 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن النّاصح بن شجاع، أبو أحمد ابن المفسّر، الفقيه الشّافعي الدمشقي، [المتوفى: 365 هـ]
نزيل مصر.
سَمِعَ: أحمد بن علي بن سعيد المَرْوَزي، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرّوّاس، وعلي بن غالب السّكْسكي، ومحمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الله بن محمد بن علي البلْخي الحافظ، وجُنَيْد بن خَلَف السَّمرْقَنْدِي، لقي هؤلاء الثلاثة في الحجّ.
وانتقى عليه أبو الحسن الدَارقُطْنيّ،
وَحَدَّثَ عَنْهُ الحفّاظ: عبد الغني، وابن مَنْدَه، وأحمد بن محمد بن أبي العوّام، وأبو النّعمان تراب، وإسماعيل بن عبد الرحمن النَحّاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وعلي بن محمد بن علي الفارسي، وآخرون.
وتُوُفّي في رجب.(8/242)
157 - عبد الرحمن بن جعفر بن محمد بن داود، أبو سعيد المصريُّ الوَرَّاق البَرْذعيُّ. [المتوفى: 365 هـ]
توفي في رمضان.(8/242)
158 - عبد العزيز بن محمد بن حسن بن محمد بن أحمد بن خلاد، أبو محمد التميمي الْجَوْهَري الضّرير، قاضي الصَّعيد، ويُعرف بابن بنت نُعَيم. [المتوفى: 365 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن زبّان، وأبي جعفر الطّحاوي.
وَعَنْهُ: يحيى ابن الطّحّان، وغيره.(8/243)
159 - عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الملك، أبو عمرو العثماني، [المتوفى: 365 هـ]
أحد الضعفاء.
رَوَى عَنْ: جماعة.
أكثر عنه أبو نُعَيم الحافظ في تواليفه، وهو بصري صاحب حديث لكنّه راوية للموضوعات والعجائب.
روى بدمشق وأصبهان، عن محمد بن الحسين بن مَكْرَم، ومحمد بن عبد السلام، وخَيْثَمة بن سُلَيْمان، وأبي الحُسين الرّازي، ومحمد بن أحمد بن إسحاق، وخلق.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وتمّام الرّازي، وأبو بكر بْن مَرْدَوَيْه، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذّكواني، وآخرون.(8/243)
160 - عصام بن محمد بن أحمد، أبو عاصم القَطْريُّ المديني. [المتوفى: 365 هـ]
رَوَى عَنْ: سَلْم بن عصام، ومحمد بن عمر بن حفص الجورجيري.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم.
والقَطْريُّ: بفتح القاف.(8/243)
161 - علي بن الحسين بن إبراهيم بن سعد، أبو طالب الحمصي، [المتوفى: 365 هـ]
بالرَّمْلة.(8/243)
162 - علي بن الحسن بن عبد الرحمن، القاضي، أبو الحسن البخاري المعروف بالسَّرْدَري، [المتوفى: 365 هـ]
من كبار أصحاب أبي الحسن الكرخي.
وُلّي قضاء مَرْوَ،
وَحَدَّثَ عَنْ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن [ص:244] مخلد. حدّث عنه الحاكم، وأرّخ موته فيها.(8/243)
163 - علي بن عبد الله بن وَصِيف، أبو الحسن النّاشئ. [المتوفى: 365 هـ]
شاعر مُحْسِن، أخذ عِلْم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت، وأملى ديوان شعره بالكوفه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكان المتنبي يحضر الإملاء وهو شابّ، وقصد النّاشئ سيفَ الدَّولة وامتدحه بحلب، فأجازه، وعُمَّر، وبقي إلى هذه السنة.
وله:
كأنّ سِنان ذابِلِهِ ضميرٌ ... فليس عن القُلُوب له ذَهَابُ
وصارمه كبيعته بخم ... مقاصدها من الخَلْقِ الرَّقاب(8/244)
164 - علي بن عبد الله بن العبّاس الجوهري، أبو محمد. [المتوفى: 365 هـ]
سَمِعَ: الفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، والباغَنْدِي.
وَعَنْهُ: أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن علان.
وعاش خمسا وسبعين سنة.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ شديد.(8/244)
165 - علي بن هارون، أبو الحسن الحَرْبي السَّمْسار. [المتوفى: 365 هـ]
سَمِعَ: موسى بن هارون، ومحمد بن يحيى المَرُوزي، ويوسف القاضي.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو نُعَيم.(8/244)
166 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه الرّازي الصُّوفي المقرئ. [المتوفى: 365 هـ]
صحب يوسف بن الحسين الزّاهد، والمشايخ الكبار، وكان من أعيان المشايخ، أنفق أمواله على الفقراء، وله حكايات.(8/244)
167 - محمد بن أحمد بن محمد بن يزيد العْدل، أبو بكر الأصبهاني ثم النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 365 هـ][ص:245]
سَمِعَ: عبد الله بن شيرويه، وجعفرا الحافظ.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/244)
168 - محمد بن إبراهيم بن موسى، أبو غانم السَّهْمي الصائغ. [المتوفى: 365 هـ]
يَرْوِي عَنْ: أبي نُعَيم الإسَتِراباذي، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو سعد الماليني.(8/245)
169 - محمد بن إبراهيم بن حسن بن موسى النَّيْسَابُوري، أبو العبّاس المناشكي المَحَامِلِيّ. [المتوفى: 365 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عمرو الحَرَشِي، والمُسَيّب بن زُهَيْر، وطبقتهما.
مات في رمضان عن أربعٍ وتسعين سنة.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/245)
170 - محمد بن طاهر، أبو نصر الوزيريُّ المفسّر الأديب. [المتوفى: 365 هـ]
سَمِعَ: عبد الله ابن الشّرقي، وأبا حامد بن بلال.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم.
تُوُفّي بهَراة، وكان من أئمّة الشافعية.(8/245)
171 - محمد بن علي بن إسماعيل، الإمام أبو بكر الشّاشي الفقيه الشافعي، المعروف بالقَفَّال الكبير. [المتوفى: 365 هـ]
كان إمام عصره بما وراء النهر، وكان فقيهًا محدّثًا أُصُوليًّا، لُغَوِيًّا شاعرًا، لم يكن للشافعيّة بما وراء النهر مثله في وقته. رحل إلى خُراسان وإلى العراق والشّام، وسار ذِكْرُه، واشتهر اسمه، وصنّف في الأُصُول والفروع.
قال الحاكم: كان أعلم أهل ما وراء النّهر، يعني في عصره، بالأصول، وأكْثَرَهُمْ رِحلةً في طلب الحديث.
سَمِعَ: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمة، ومحمد بن جرير الطَّبَري، وعبد الله المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وطبقتهم.
وقد قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: إنه توفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وهذا وَهْمٌ، ولعلّه تَصَحَّفَ عليه ثلاثين بلفظة ستين، [ص:246] فإن أبا عبد الله الحاكم ذكر وفاته في آخر سنة خمسٍ وستّين بالشاش.
وكذا ورَّخُه أبو سعد السَّمْعَاني، وزاد: أنّه وُلِد سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وقال الشيخ أبو إسحاق: إنّه درس على أبي العباس بن سريج.
قلت: لم يدركه فإنّه رحل من الشاش سنة تسعٍ وثلاثمائة، وأبو العباس فقد ذكرنا وفاته سنة ستًّ وثلاثمائة.
قال أبو إسحاق: له مصنّفات كثيرة، ليس لأحدٍ مثلها، وهو أوّل من صنَّف الْجَدَل الحَسَنَ من الفقهاء، وله كتاب في أُصُول الفقه، وله " شرح الرّسالة "، وعنه انتشر فقه الشّافعيّ فيما وراء النَّهر.
قلت: ومن غرائب وجوه القفال هذا ما ذكره صاحب " الروضة " أبو زكريّا إنّ المريض يجوز له الجمع بين الصلاتين بعُذْر المرض، ومن ذلك أنه استحب أنّ الكبير يعِقّ عن نفسه، وقد قال الشافعي: لا يُعَقّ عن كبير.
وممن روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وابن منده، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو عبد الله الحليمي، وأبو نصر عمر بن قتادة، وغيرهم.
وابنه القاسم هو مصنّف " التّقريب " نقل عنه صاحب " النّهاية " وصاحب " الوسيط ".
وقال ابن السّمعاني في أبي بكر القفّال: إنّه صنّف كتاب " دلائل النبوة " وكتاب " محاسن الشريعة ".
وقال أبو زكريّا النّواوي: إذا ذُكر القَفّال الشّاشي فالمُرَاد هو، وإذا ورد القَفّال المَرُوزي، فهو القفال الصغير الذي كان بعد الأربعمائة. قال: [ص:247] ثم إنّ الشّاشي يتكرّر ذِكْرُهُ في التّفسير والحديث والأصول والكلام، وأمّا المَرْوَزي فيتكرّر ذِكْره في الفِقْهِيّات.
وقال أبو عبد الله الحليمي: كان شيخنا القَفَّال أعْلَمَ مَن لَقيتُهُ من علماء عصره.
وقال البَيْهَقيّ في " شُعَب الإيمان ": أنشدنا ابن قَتَادة، أنشدنا أبو بكر القَفَّال:
أَوَسَّع رَحْلي على مَن نَزَل ... وزادي مُبَاحٌ على من أَكَلَ
نُقَدِّمُ حاضِرَ ما عندَنا ... وإنْ لمَ يكن غير خُبْزٍ وخَلّ
فأمّا الكريم فيرضى بِهِ ... وأمّا اللّئيمُ فمن لم أَبَلْ
قال أبو الحسن الصّفّار: سمعت أبا سهل الصّعْلُوكي، وسُئل عن تفسير أبي بكر القفال، فقال: قدّسه من وجهٍ ودَنَّسَه من وجه. أي: دنسه من جهة نصرة مذهب الاعتزال.(8/245)
172 - مُطَهّر بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن مجاهد، أبو عمر الحَنْظَلي. [المتوفى: 365 هـ]
شيخ أصبهانيّ،
سَمِعَ: محمد بن العبّاس الأخرم، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، ونوح بن منصور.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم الحافظ، وقال: تُوُفّي في رجب.(8/247)
173 - مَعَدّ المُعِزّ لدين الله، أبو تميم ابن المنصور إسماعيل ابن القائم ابن المهدي العُبَيْدي. [المتوفى: 365 هـ]
صاحب المغرب، والذي بُنِيَتْ له القاهرة المعزّيَّة، وهو أول من تملّك ديار مصر من بني عُبَيْد الرّافضة المدَّعِين أنّهم عَلَويّون. وكان ولي عهد أبيه، فاستقلّ بالأمر في آخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وسار في نواحي إفريقية ليمهد مملكته، فذلّل العُصاة، واستعمل غلمانه على المدن، واستخدم الْجُنْدَ، ثم جهزّ مولاه جوهر القائد في جيش كثيف، فسار فافتتح سِجِلْمَاسَة، وسار حتى وصل إلى البحر المحيط، وصيد له من سمكه، [ص:248] وافتتح مدينة فاس، وأرسل بصاحبها وبصاحب سَبْتَة أسيرين إلى المُعّز. ووطَّد له من إفريقية إلى البحر، سوى مدينة سبّتة، فإنّها بقيت لبني أميّة أصحاب الأندلس.
وذكر القفْطي أنّ المُعِزّ عزم على تجهيز عسكر إلى مصر، فسألته أمّه تأخير ذلك لتحجّ خفية، فأجابها، وحجّت، فلمّا حصلت بمصر، أحسّ بها الأستاذ كافور الإخشيدي، فحضر وخدمها وحمل إليها هدايا، وبعث في خدمتها أجنادًا، فلمّا رجعت من حجّها منعت ولدها من غزو بلاده، فلما تُوُفّي كافور بعث المُعِزّ جيوشه، فأخذوا مصر.
قال غيره: ولما بلغ المُعِزّ موت كافور صاحب ديار مصر، جهز جوهرا المذكور إليها، فجبي جوهر القطائع التي على البربر، فكانت خمسمائة ألف دينار، وسار المُعِزّ بنفسه إلى المهديّة في الشتاء، فأخرج من قصور آبائه من الأموال خمسمائة حِمْل، ثم سار جوهر في الجيوش إلى مصر في أوّل سنة ثمانٍ وخمسين، وأنفق الأموال. وكان في أُهْبَةٍ هائلة، وصادف بمصر الغلاء والوباء، فافتتحها، وافتتح الحجاز والشام، ثم أرسل يُعَرَّف المُعِزّ بانتظام الحال، فاستخلف على إفريقية بُلُكّين بن زيري الصَّنْهاجي، وسار في خزائنه وجيوشه في سنة إحدى وستّين. ودخل الإسكندريّة في شعبان سنة اثنتين وستّين، فتلقّاه قاضي مصر أبو الطاهر الذهلي والأعيان، فطال حديثهم معه، وأعلمهم بأنّ قَصْدَه القصد المبارك من إقامة الجهاد والحق، وأنْ يختم عمره بالأعمال الصالحة، وأن يعمل بما أمره به جَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ووعظهم وطَوَّل حتى بكى بعضهم، ثم خلع على جماعة، وسار فنزل بالجيزة، فأخذ جيشه في التَّعْدِية إلى مصر، ثم دخل القاهرة، وقد بُنيت له بها دُور الإمرة. ولم يدخل مصر، وكانوا قد احتفلوا وزيّنوا مصر، فلما دخل القصر خرّ ساجدًا وصلّى ركعتين.
وكان عاقلاً، حازماً، أديباً، سرياً، جوادًا مُمَدّحًا، فيه عدل وإنصاف، فمن ذلك، قيل: إنّ زوجة الإخشيد لما زالت دولتهم أودعت [ص:249] عند يهودي بغلطاقاً كلّه جوهر، ثم فيما بعد طالبته، فأنكر، فقالت: خُذْ كُمَّ البغلطاق، فأبي، فلم تزل حتى قالت: هات الكُمَّ وخُذِ الجميع، فلم يفعل. وكان فيه بضع عشرة درّة، فأتت قصر المُعِزّ فإذِن لها، فأخبرته بأمرها، فأحضره وقرّرَه، فلم يقرّ، فبعث إلى داره من خرب حيطانها، فظهرت جرة فيها البغلطان، فلما رآه المعز تحيّر من حُسْنه، ووجد اليهوديّ قد أخذ من صدره دُرّتين، فاعترف أنّه باعهما بألف وستمّائة دينار، فسلّمه بكماله، فاجتهدت أن يأخذه هديّة أو بثمن، فلم يفعل، فقالت: يا مولانا هذا كان يصلح لي وأنا صاحبة مصر، فأمّا اليوم فلا، ثم أخذته وانصرفت.
وجاء أنّ المنجّمين، أخبروه أنّ عليه قطْعًا، وأشاروا عليه أن يتّخذ سردابًا ويتوارى فيه سنة، ففعل، فلما طالت غيبته ظنّ جُنْدُهُ المغاربة أنّه قد رُفِع، فكان الفارس منهم إذا رأى الغمام ترجّل ويقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. ثم خرج بعد السنة، وتُوُفّي بعد ذلك بيسير.
وكان قد قرأ فنوناً من العلم والأدب، والله أعلم بسريرته.
قيل: أنّه أحضر إليه بمصر كتاب فيه شهادة جدّه عُبَيْد الله بسَلَمِيّة، وكتب: " شهد عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّهِ الباهلي ". وفي الكتاب شهادة جماعة من أهل سَلَمِيَّةَ وحمص، فقال: نعم هذه شهادة جدنا، وأراد بقوله: الباهلي أنّه من أهل المُبَاهَلَة لا أنّه من باهِلَة.
وكان المُعِز أيضًا ينظر في النجوم.
وقيل: إنّه قال هذين البيتين:
أَطْلَعَ الحُسْنُ من جبينك شَمْسًا ... فوق ورْدٍ من وجنتيك أطلا
وكأن الجمال خاف على الور ... د ذُبُولًا فمدّ بالشَّعْرٍ ظلًا
وله فيما قيل:
لله ما صَنَعَتْ بنا ... تلك المحاجِرُ في المعاجر
أمضى وأقضى في النفو ... س من الخناجر في الحَناجر [ص:250]
ولقد تعبت ببَيْنِكُم ... تَعَبَ المُهاجِرِ في الهواجِرُ
تُوُفّي في ربيع الآخر سنة خمسٍ وستّين، وله ستّ وأربعون سنة، وكان مولده بالمهديّة.(8/247)
174 - منصور بن عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل، أبو صالح الأمير السَّاماني، [المتوفى: 365 هـ]
أمير بُخَارَى وسَمَرْقَنْد، وأبن أمرائها السّامانيّة.
تُوُفّي في شوّال، وتملّك بعده ولده أبو القاسم نوح إحدى وعشرين سنة.(8/250)
175 - يوسف بن يعقوب النِّجِيرميُّ. [المتوفى: 365 هـ]
حَدَّث في هذا العام.(8/250)
-سنة ست وستين وثلاثمائة(8/251)
176 - أحمد بن جعفر، أبو الفرج النّسَائي. [المتوفى: 366 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: يوسف القاضي، وجعفر الفِرْيَابي،
وَعَنْهُ: البرقاني، وأبو نعيم.
قال محمد بن العبّاس بن الفُرات: ليس بثقة.(8/251)
177 - أحمد بن الصقر، أبو الحسن المنبجي المقرئ. [المتوفى: 366 هـ]
قرأ عَلَى أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وابن مقسم.
وصنّف كتاب " الحُجَّة في القراءات السَّبْع ".
رَوَى عَنْهُ: عَبْدان بن عمر الْمَنْبِجِي، وعلي بن معيوف العين ثرماني.(8/251)
178 - أحمد بن محمد بن فرج، أبو عمر الْجَيَّاني. [المتوفى: 366 هـ]
رَوَى عَنْ: قاسم بن أصْبَغ، وغيره. وبرع في اللغة والشَّعْر؛ ألّف كتاب " الحدائق "، عارض به كتاب " الزهرة " لابن داود الطاهري.
سُجِن سنوات من قِبَل الدّولة لسِعَايةٍ لَحِقَتْه حتى مات.(8/251)
179 - أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني ثم المصري، أبو صالح. [المتوفى: 366 هـ]
تُوُفّي في شعبان.(8/251)
180 - أحمد بن محمد بن أحمد بن بُندار، أبو بكر الإستراباذي، [المتوفى: 366 هـ]
نزيل سمرقند.
شيخ صالح ورع، كثير المعروف. رحل وسمع عبد الله بن زيدان، ومحمدا الخَثْعَمي، وأبا العبّاس السّرّاج، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وَعَنْهُ: أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي.(8/251)
181 - أحمد بن محمد بن جمعة بن السّكَن، أبو الفوارس النَّسَفِي. [المتوفى: 366 هـ][ص:252]
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن معقل النّسَفي، وزكريّا بن حسين.
وَعَنْهُ: خَلَفُ بن أحمد الأمير، والحسن بن أبي الحَجَّاج، وغيرهما.
تُوُفّي أوّل السنة، وكان مُسْنَد وقته بنَسف.(8/251)
182 - أحمد بن محمد بن حمدون بن بُندار، أبو الفضل الشَّرْمَقَاني الفقيه الأديب الحافظ. [المتوفى: 366 هـ]
وشرمقان: بليدة من ناحية نَسَا.
رَحَلَ وَسَمِعَ: الحسن بن سفيان، ومسدّد بن قَطَن النَّيْسَابُوري، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَرُوبة، وابن جَوْصَا، وطائفة سواهم.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأبو سعد الماليني.
عندي مجلّد من حديثه.
قَرَأْتُ عَلَى محمد بن أبي العز بطرابلس، قال: أخبرنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة، قال: أخبرنا الخلعي، قال: أخبرنا أبو سعد الماليني، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد الشرمقاني النسائي، قال: حدثنا أبو القاسم، هو البغوي، قال: حدثنا شجاع بن مخلد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة؛ قالوا: حدثنا ابن علية، عن خالد الحذاء، قال: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عثمان، مرفوعا: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ".(8/252)
183 - أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، أبو علي ابن الزَّفْتي، الدمشقي. [المتوفى: 366 هـ]
سَمِعَ: أبا عُبَيْدة بن ذِكْوان، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومَكْحُولا البَيْرُوتي، وأبا جعفر محمد بن عمرو العُقَيْلي.
وَعَنْهُ: تمّام، وعبد الوهاب [ص:253] المَيْداني، ومكّي بن الغَمْر، وجماعة.(8/252)
184 - إبراهيم بن أحمد، أبو محمد المصري، [المتوفى: 366 هـ]
رئيس المؤذّنين بمصر.
توفي فجاءة، وقد حدّث في هذا العام عن محمد بن زبان.
وَعَنْهُ: يحيى الطّحّان، وقال: تُوُفّي في ذي الحجّة.(8/253)
185 - إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع، أبو سعيد الْجُرْجَاني الخياط. [المتوفى: 366 هـ]
عَنْ: عِمْران بن موسى بن مُجَاشِع، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وابن عبد الكريم الوزّان، وجماعة.
قال حمزة السّهْمي: كان ثقة صالحًا. ثم روى عنه في تاريخه، وقال: تُوُفّي في جُمادى الأولى.(8/253)
186 - ثابت بن إبراهيم بن زَهْرون، أبو الحسن الحَرّاني الطَّبيب. [المتوفى: 366 هـ]
من كبار الأطبّاء ببغداد، كان نظير ثابت بن سِنان، وكان أبو الحسن هذا أَسَنّ من ابن سنَان، وله إصابات عجيبة مذكورة في تاريخ الموفق ابن أبي أُصَيْبَعَة.
عاش ثنتين وثمانين سنة.(8/253)
187 - جعفر بن محمد بن جعفر، أبو محمد اليَزْدِيّ التّاجر. [المتوفى: 366 هـ]
سَمِعَ: محمد بن نُصَير، وحاجب بن أركين.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم، وأهل أصبهان.(8/253)
188 - الحارث بن عبد الْجِبّار، أبو الأصبغ الأندلسي الإستجي. [المتوفى: 366 هـ]
سَمِعَ: بإِلِبيرَة من محمد بن فُطَيْس، وبقُرْطُبة من أحمد بن خالد بن الجباب. [ص:254]
وكان ثقة.(8/253)
189 - الحسن بن أحمد بن أبي سعيد، أبو محمد الجنابي القُرْمُطي، المعروف بالأعصم. [المتوفى: 366 هـ]
مولده بالأحساء، وموته بالرَّمْلة، وله شعر جيّد وفضيلة. غلب على الشام، وكان كبير القرامطة ورأسهم في زمانه، واستناب على دمشق وشاح بن عبد الله، وقدم نائبًا إلى دمشق سنة ستّين، وكسر جيش المصريين، وقتل مُقَدَّمهم جعفر بن فلاح، وكانوا قد أخذوا دمشق، ثم إنّه توجّه إلى مصر وحاصرها شهورًا، واستخلف على دمشق ظالم بن مرهوب العقيلي، وكان يظهر طاعة أمير المؤمنين الطائع لله.
أخباره في تاريخ دمشق، وفي الحوادث.(8/254)
190 - الحسن بن بويه بن فَنّاخسْرُو، السلطان رُكْن الدولة أبو علي الدّيْلَمي، [المتوفى: 366 هـ]
صاحب أصبهان والرّيّ وهمذان وعراق العجم كلّه، والد السلطان عَضُد الدولة وفخر الدولة ومُؤيّد الدولة.
كان ملكًا جليلًا سعيدًا في أولاده، قسم عليهم الممالك، فقاموا بها أحسن قيام، وملك أربعًا وأربعين سنة وأشهرًا. وكان أبو الفضل بن العميد وزيره، فلما مات ابن العميد استوزر ولَدَه أبا الفتح بن العميد، وأمّا الصاحب إسماعيل بن عباد فكان وزير ولديه مؤيد الدولة ثم فخر الدولة.
تُوُفّي ركن الدولة في المحرّم عن نيّف وثمانين سنة بِقُولَنْجٍ أصابه، ووجد بعده عضد الدولة طريقاً إلى إظهار ما كان يُخفيه من قَصْد العراق.
وهو أخو مُعِزّ الدولة أحمد، وعماد الدّولة علي.(8/254)
191 - الحَكم المستنصر بالله، صاحب الأندلس أبو العاص ابن النّاصر لدين الله عبد الرحمن الأموي. [المتوفى: 366 هـ]
بقي في المملكة بعد أبيه ستّة عشر عامًا، وعاش ثلاثًا وستّين سنة. وكان حَسَنَ السّيرة، مُكْرِمًا للقادمين عليه. جَمَع من الكتب ما لا يحد ولا يوصف كثرة ونَفَاسةُ، مع العلم والنَّبَاهة، وحُسْن السّيرة وصفاء السريرة. [ص:255]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أصبغ، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام الخشنيّ، وزكريا بن خطاب، وأكثر عنه، وأجاز له ثابت بن قاسم، وكتب عن خلق كثير سوى هؤلاء.
وكان يستجلب المُصَنَّفات من الأقاليم والنّواحي، باذلًا فيها ما أمكن من الأموال، حتّى ضاقت عنها خزائنه، وكان ذا غرام بها، قد آثر ذلك على لذّات الملوك، فاستوسع عِلْمُهُ، ودقّ نظره، وجمّت استفادته. وكان في المعرفة بالرّجال والأنساب والأخبار أحوذياً نسيج وحده.
وكان أخوه الأمير عبد الله المعروف بالولد على هذا النَّمط من محبّة العلم، فقتل في أيّام أبيه.
وكان الحَكَم ثِقَةً فيما ينقله.
قال ابن الأبار: هذا وأضعافه فيه. وقال: عجبًا لابن الفَرَضيّ، وابن بَشْكَوال كيف لم يذكراه، كنيته أبو العاص. وولي الأمر في سنة خمسين وثلاثمائة بعد والده، وقلّ ما نجد له كتابا من خزانته إلا وله فيه قراءة أو نظر في أيّ فنّ كان، ويكتب فيه نَسَبَ المؤلّف ومَوْلِدَه ووفاته، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلّا عنده لعنايته بهذا الشأن.
تُوُفِّي بقصر قُرْطُبة في ثاني صفر، رحمه الله.
وقد شدّد في إبطال الخمور في مملكته تشديدًا مُفْرِطًا، ومات بالفالج، وولي الأمر بعده ابنه المؤيّد بالله هشام، وسِنّه يومئذٍ تسع سنين، وقام بتدبير المملكة الحاجب أبو عامر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن أَبِي عامر العامري القَحْطَاني الملقّب بالمنصور، فكان هو الكُلّ.(8/254)
192 - عبد الله بن غانم، أبو محمد الطويل النَّيْسَابُوري الصَّيْدلاني. [المتوفى: 366 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الله البُوشَنْجي، وأبا بكر الجارُودي. [ص:256]
قال الحاكم: عاش مائة وخمس سنين.(8/255)
193 - عبد الله بن موسى بن كُرَيْد، أبو الحسن السَّلاميُّ. [المتوفى: 366 هـ]
غلط من سمّى وفاته فيها، إنّما تُوُفّي سنة أربعٍ وسبعين.(8/256)
194 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زياد، أبو محمد النَّيْسَابُوري المعدّل. [المتوفى: 366 هـ]
سَمِعَ: جدّه أحمد بن إبراهيم بن عبد الله ابن بنت نصر بن زياد، وعبد الله بن محمد بن شِيرَوَيْه، وحدّث عنهما " بمُسْنَد " إسحاق وسمع من جعفر بن أحمد الحافظ، ومن مُسدّد بن قَطَن، وفي الرّحلة من أحمد بن الحسن الصوفي، والهَيْثَم بن خَلَف الدُّوري، والمُفَضّل بن محمد الْجُنْدي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله، وقال: تُوُفّي سنة ستًّ وستيّن، وله ثلاث وثمانون سنة.
وروى عنه " مُسْنَد " إسحاق أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النصرويي.(8/256)
195 - عبد الرحمن بن أحمد بن بقيّ بن مَخْلَد، أبو الحسن القُرْطُبي. [المتوفى: 366 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أبيه، ومحمد بن عمر بن لُبَابة، وأسلم، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان ثقة صالحا، ضابطًا، فصيحًا، بليغًا، وَقُورًا.
سَمِعَ النّاس منه كثيرًا.
قال ابن الفَرَضي: أخبرني مَن سمعه يقول: الإجازة عندي وعند أَبِي وجدّي كالسّماع. أريد على الصلاة بقرطبة فاستعفى من ذلك،
وَتُوُفِّي في ربيع الأوّل، وله أربعٌ وستون سنة.(8/256)
196 - عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان، أبو عيسى الخَوْلاني المصري العرُوضي. [المتوفى: 366 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب المَنْجَنِيقي.
وَعَنْهُ: علي بن منير الخلال، ويحيى بن علي الطّحّان، وقال: تُوُفّي في صَفَر.(8/257)
197 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن محبور، أبو الفرج التّميمي النَّيْسَابُوري، [المتوفى: 366 هـ]
فقيه الكراميّة، ومُحَدَّثهم.
سَمِعَ: الحسين بن محمد القَبَّاني، وأبا علي البزّاز، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وغيره.
تُوُفّي في شعبان عن ثمانٍ وثمانين سنة.(8/257)
198 - عثمان بن الحجّاج بن يعقوب بن يوسف، أبو عَمْرو الخَوْلاني المصري الشاعر. [المتوفى: 366 هـ]
تُوُفّي في صفر.(8/257)
199 - عُصم بن العبّاس، أبو محمد الضَّبّي الهَرَوي. [المتوفى: 366 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن مَخْلَد العطّار، وغيره.
وَعَنْهُ: ابنه رافع، وأبو عثمان القُرشي الهروي.(8/257)
200 - علي بن أحمد بن عبد العزيز، أبو الحسن الْجُرْجاني المُحْتَسِب، [المتوفى: 366 هـ]
نزيل نَيْسَابور.
سَمِعَ: عمر بن محمد بن بُجَيْر، وعمران بن موسى بن مُجَاشِع الحافظ، ومحمد بن يوسف الفَرَبْرِي.
وحدّث بنَيْسَابور؛ أخذ عنه أبو عبد الله الحاكم، وقال: تُوُفّي في صفر. وقال أيضًا: كثير السَّمَاع معروف بالطَّلَب، إلّا أنّه وقع إلى أبي بِشْر المصعبي الفقيه، فكانّه أخذ سيرته في الحديث، فظهرت منه المجازفة عند الحاجة إليه، فتُرِك. قال: وسمع " صحيح البُخَاري " من الفربري، وحدثنا بالعجائب عن أبي بشر المروزي، يعني: المصعبي.(8/257)
201 - علي بن أحمد بن المَرْزُبان، أبو الحسن البغدادي الفقيه الشافعي. [المتوفى: 366 هـ][ص:258]
كان إماماً بارعا ورعاً، أخذ الفقه عن أبي الحسين ابن القطان.
وَعَنْهُ: أخذ الشيخ أبو حامد الإسفراييني أوّل ما قَدِم العراق.
وهو صاحب وجهٍ في المذهب، وبلَغَنَا عنه أنّه قال: ما لأحدٍ عليّ مَظْلِمَة.
تُوُفّي في رجب من السنة.(8/257)
202 - عيسى بن العلاء بن نذير، أبو الأصبغ السبتي. [المتوفى: 366 هـ]
دخل الأندلس،
وَسَمِعَ: أحمد بن خالد ابن الجباب، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَيْمَن، وقاسم بن أصبغ.
ولي قضاء سَبْتة وخطابَتَها، وعاش ستًا وثمانين سنة.(8/258)
203 - عيسى بن عبد الرحمن بن حبيب، أبو الأصبغ المَصْمُودِي الأندلسي. [المتوفى: 366 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، ورحل فسمع عبد الرحمن بن عبد الله ابن المقرئ، وابن الأعرابي، وجماعة كثيرة.
وكان أحد الفقهاء،
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة بأُشونة.(8/258)
204 - علي بن محمد بن الحسين الصاحب الوزير أبو الفتح ابن الوزير أبي الفضل ابن العميد. [المتوفى: 366 هـ]
مات بويه سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وكان أبو الفضل وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بُوَيْه، فرتب ابنه هذا في الوزارة وله سنتان وعشرون سنة، وكان ذكياً أديباً تَيَّاهاً، قدم بغداد ولقبوه: ذا الكِفَايتين، ثم عُذِّب وقتل في ربيع الآخر سنة ست، وله نظم بديع.(8/258)
205 - القاسم بن غانم بن حَمَوَيْه، أبو محمد الطّبيب الصّيْدَلاني. [المتوفى: 366 هـ]
شيخ نَيْسَابُوريّ معْمَر،
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، والحسين بن محمد القبّاني، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقال: لم تعجبني منه رواية " تاريخ " يحيى بن بُكَير عن البُوشنجي، قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وله مائة [ص:259] وخمس سنين، فإنّي لم أزل أسمع أنّ مولده سنة ستيّن ومائتين.(8/258)
206 - محمد بن أحمد بن سَيُّوَيْة، أبو عبد الله الأصْبَهَاني الورّاق الحافظ. [المتوفى: 366 هـ]
قال أبو نُعَيم: كتب بالشّام والعراق، وحدثنا قال: حدثنا علي بن محمد بن أبي زيد بحَرَّان، قال: حدثنا هاشم بن القاسم الحَرَّاني، فذكر حديثًا.(8/259)
207 - محمد بن بَطّال بن وهب، أبو عبد الله التميمي اللُّورَقي. [المتوفى: 366 هـ]
رحل إلى المشرق مرّتين، أولاهما سنة ثمانٍ وعشرين وثلاث مائة،
فَسَمِعَ مِنْ: أبي سعيد ابن الأعرابي، وابن أبي مطر الإسكندراني، وأحمد بن مسعود الزنبري، وطبقتهم.
وعُنِي بالحديث والتَّقْييد.
سَمِعَ مِنْهُ غير واحدٍ من علماء قُرْطُبَة،
وَتُوُفِّي بِلْورَقَة، رحمه الله.(8/259)
208 - محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة، أبو بكر البغداديّ المؤدِّب. [المتوفى: 366 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي، ومحمد بن سهل العطّار.
وَعَنْهُ: علي بن أحمد الرّزّاز، وبُشْرَى الفاتني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُل، لم يكن عندي بذاك.(8/259)
209 - محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل، أبو الحسن النَّيْسَابُوري السّرّاج المقرئ الزّاهد. [المتوفى: 366 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: أبا شعيب الحراني، والحسن بن المُثَنَّى العَنْبَرِي، ومُطَيّنًا، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو سعد الماليني، وأبو الحسين بن العالي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المشّاط، والأستاذ محمد بن القاسم الماوَرْدِي القُلُوسي، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الجوري، وخَلْقٌ من النَّيْسَابُوريّين، وغيرهم. [ص:260]
قال الحاكم: قل ما رأيت أكثر اجتهادًا وعبادة منه. وكان يعلَّم القرآن، وما أشبه حاله إلا بحال أبي يونس القوي الزاهد، صلى حتى أقعد، وبكى حتى عمي. حدث أبو الحسن من أُصُول صحيحة، وتُوُفّي يوم عاشوراء. وسمعته يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فتبعته فدخل حتى وقف على قبر يحيى بن يحيى، وتقدّم، وصفّ خلفه جماعة من الصحابة فصلّى عليه، ثم التفت، فقال: هذا القبر أمان لأهل هذه المدينة.(8/259)
210 - محمد بن عبد الله بن زكرّيا بن حَيُّوَيْه، أبو الحسن القاضي النَّيْسَابُوري ثم المصري. [المتوفى: 366 هـ]
قدم مصر في صِغَره، أو وُلد بها.
وَسَمِعَ: بكر بن سهل الدَّمْياطي، وأحمد بن عمرو البزّار، وأحمد بن شُعَيْب النّسائي، وعبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخَفّاف، وغيرهم.
وهو ابن أخي يحيى بن زكريّا بن حَيَّوَيْه الحافظ الأعرج، صاحب قُتَيْبَة، وابن راهَوَيْه، فروى عن عمّه أيضًا، وأحسبه هو الذي رحل به إلى مصر.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عبد الغني المصري، وعلي بن محمد الخُراساني القيّاس، وهارون بن يحيى الطّحّان، وأبو القاسم يحيى بن علي ابن الطّحّان، ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وجماعة آخرهم محمد بن الحسين النَّيْسَابُوري المصري الطّفّال.
تُوُفّي في رجب من السنة، وكان شافعيّا رأسًا في الفرائض.
وثّقه ابن ماكولا وقال: كان ثقة نبيلًا، قال: مولدي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
قال ابن عساكر: رَوَى عَنْ: النّسَائي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وإسحاق بن إبراهيم المَنْجَنيقي، ومحمد بن جعفر بن أَعْيَن، وسمّى جماعة.
قال الدَارقُطْنيّ: كان رحمه الله لا يترك أحداً يتحدث في مجلسه، وقال: جئت إلى شيخ عنده " الموطأ " فكان يقرأ عليه وهو يتحدّث، فلما [ص:261] فرغ قلت: أيها الشيخ، نقرأ عليك الحديث وأنت تتحدّث؟ فقال: كنت أسمع، فلم أَعُدْ إليه.(8/260)
211 - محمد بن علي بن عبد الله الوَزْدُولي الْجُرْجَاني [المتوفى: 366 هـ]
قاضي النهروان.
رَوَى عَنْ: أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان، ومات ببغداد.(8/261)
212 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مَنْصُور، أَبُو منصور القَزْوِيني الفقيه. [المتوفى: 366 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: عمران بن موسى بن مُجَاشِع، وأبا يَعْلَى المَوْصلي، وعُمَر بْن أبي غَيْلان، وحامد بْن شعيب، وحدَّث ببلده.(8/261)
213 - محمد بن محمد بن يعقوب، أبو بكر المِصريُّ السَّرَّاج. [المتوفى: 366 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي يعقوب المنجنيقي، والنّسَائي.
وتُوُفّي في آخر السنة، وله ثمانون سنة.(8/261)
214 - الناشئ الصغير، هو أبو الحُسين علي بن عبد الله بن وصيف البغدادي الحَلَّاء الشيعي المتكلم. [المتوفى: 366 هـ]
من عتق الشيعة، وله شعر رائق، أخذ عن: ابن المُعْتز، والمُبَرِّد.
وَعَنْهُ: أبو الحسين أحمد بن فارس، وعبد الواحد بن أحمد العكبري، وعبد السلام بن الحُسين البصري.
وكان من كبار المتكلمين، مدح سيف الدولة، وصاحب مصر كافور، وعَضُدَ الدولة، وكان بديع الصنعة بالمرة في تخريم النُّحاس.
مات في صفر سنة ست وستين وثلاثمائة.
قال الخالع: أنشدنا الناشئ لنفسه:
بآل محمد عُرِفَ الصوابُ ... وفي أبياتهم نزل الكتاب
ومنها: [ص:262]
كأنّ سِنان ذابِلِهِ ضميرٌ ... فليس عن القُلُوب له ذهاب
وصارمه كبيعته بخم ... مقاصدها من الخلق الرقاب
لعل الناشئ مات في عشر المائة.(8/261)
215 - يحيى بن مجاهد بن عَوَانة، أبو بكر الفَزَاريُّ الأندلسيُّ الإلبيريُّ الزَّاهد. [المتوفى: 366 هـ]
قال ابن الفرضي: كان منقطع القَرين في العبادة، بعيد الاسم في الأحوال والزُّهد، حج وعني بعلم القراءات والتفسير،
وَسَمِعَ بمصر مِنْ: الأسيوطي، وأبي محمد بن الورد. وأخذ نصيباً من الفقه، ولا أعلمه حَدَّث.
تُوفِّي في ثالث جُمادى الأولى، ودفن بمقبرة الرَّبض، رضي الله عنه.(8/262)
216 - يحيى بن وصيف الخَوَّاص. [المتوفى: 366 هـ]
بغداديٌ صحيح السماع. عن: أبي شعيب الحَرَّاني، وأحمد بن علي الخَزَّاز.
وَعَنْهُ: البَرْقاني، وأبو العلاء الواسطي، وغيرهما.
وَرَّخه الخطيب.(8/262)
217 - يعقوب بن القاسم بن قَعْنب، أبو يوسف التَّميميُّ الطبريُّ. [المتوفى: 366 هـ]
قدم جرجان في سنة ست هذه، فأملى عن: عِمْران بن موسى بن مجاشع، وأبي القاسم البغوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: حمزة السَّهمي، وأبو الحسن الحَناطي، وجماعة.(8/262)
-سنة سبع وستين وثلاثمائة(8/263)
218 - أحمد بن إبراهيم بن بِشْر، أبو بكر اللّحياني المصري. [المتوفى: 367 هـ]
روي عن النّسَائي.
وَعَنْهُ: يحيى ابن الطّحّان، وقال: تُوُفّي في أوّل السنة.(8/263)
219 - أحمد بن عيسى بن النّعْمان، أبو عمرو الصّائغ. [المتوفى: 367 هـ]
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الإدريسي في " تاريخ إستراباذ "، وقال: هو محدّث ثقة،
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي وغيره، ومات سنة سبعٍ أو ثمانٍ وستّين.(8/263)
220 - أحمد بن يعقوب، أبو بكر الجرْجاني الأديب. [المتوفى: 367 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي خليفة.
كان كَذَّابًا.(8/263)
221 - إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مَحْمَوَيْه، أبو القاسم النَّصْرابَاذِيّ الواعظ الصُّوفي الزّاهد، [المتوفى: 367 هـ]
ونَصْراباذ محلّة بنَيْسَابور.
سَمِعَ: ابن خُزَيْمة، والسّرّاج، ويحيى بن صاعد، وابن جَوْصَا، ومَكْحُولا البَيْرُوتيّ، وأحمد بن عبد الوارث العسّال، وهذه الطبقة بالعراق، والشّام، ومصر.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو حازم العبدويي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
وقال السُّلَمي: كان شيخ الصُّوفيّة بنَيْسَابور، له لسان الإشارة، مقرونًا بالكتاب والسنة. كان يرجع إلى فنون من العلم، منها: حِفْظ الحديث وفهمه، وعلم التاريخ، وعلوم المعاملات والإشارة. لقي الشّبْلي، وأبا علي الرُّوذْبَاري. قال: ومع مُعْظَم حاله كم مرّة قد ضُرِب وأُهين وكم حُبس، فقيل له: إنّك تقول: الرُّوح غير مخلوق، قال: لست أقول ذا ولا أقول أنّ الرُّوح مخلوق، ولكنّ أقول ما قال الله: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي، فَجَهِدوا به، فقال: ما أقول إلّا ما قال الله.
قلت: هذا كلام زيْف، وما يَشُكُّ مسلم في خلْق الأرواح، وأمّا سؤال اليهود لنبيّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الروح فإنّما هو عن ماهيّتها وكيفيّتها لا عن خلْقِها، فإنّ [ص:264] الله خالق كلّ شيء، وخالق أرواحنا وذَوَاتِنا وموتنا وحياتنا.
قال السُّلَمي: وقيل له: إنّك ذهبت إلى النّاوُوس وطفْت به وقلتَ: هذا طوافي، فقالوا له: إنّك نقصت محلّ الكعبة، فقال: لا، ولكنّهما مخلوقان، لكن جُعِل ثَمَّ فضل ليس ههنا، وهذا كمن يكرم الكلب لأنّه خلْقُ الله، فَعُوتِبَ في ذلك سنين.
قلت: وهذه سقْطَة أخرى له، والله يغفر له، أَفَتَكُونُ قِبْلَةُ الإسلام مثل القبور التي لُعِن من اتَّخَذَها مسجداً؟
قال السلمي: وسمعت جدي ابن نجيد يقول: منذ عرفت النَّصْراباذي ما عرفت له جاهليّة.
وقال الحاكم: هو لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب الأحوال الصحيحة، وكان جَمَّاعةً للرّوايات ومن الرّحالين في الحديث، وكان يُوَرَّق قديمًا، فلما وصل إلى علم الحقيقة ترك الورَاقَةَ وغاب عن نَيْسَابُور نَيِّفًا وعشرين سنة، وكان يَعِظُ ويذكّر، ثم إنّه في سنة خمسٍ وستّين حجّ وجاور بمكّة، ثم لِزم العبادة حتى تُوُفّي بها في ذي الحجّة سنة سبعٍ، ودُفن عند الفُضَيْل بن عِيَاض.
قال الحاكم: وبِيعَت كُتُبُهُ وأنا ببغداد، وكشفتْ تلك الكتبُ عن أحوالٍ، والله أعلم، وسمعته يقول، وعُوتب في الرُّوح، فقال لمن عاتبه: إنْ كان بعد الصَّدَّيقين مُوَحّدٌ فهو الحلاج.
وقال الخطيب: كان ثقة.
وقال أبو سعد الماليني: سمعته يقول: إذا أعطاكم حباكم، وإذا لم يُعْطِكُم حماكمَ، فشَتَّان ما بين الحبا والحمى، فإذا حباك شغلك، وإذا حماك حملك.
وقال السلمي: قال النَّصْرآباذي: إذا أخبر الله عن آدم بصفة آدم، قال: وعصى آدم، وإذا أخبر عنه بفضله عليه قال: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدم. [ص:265]
وقال: أصْل التَّصَوُّف ملازمة الكتاب والسنة، وترْك الأَهْواء والبِدعَ، وتعظيم حُرْمة المشايخ، ورؤية أعْذار الخَلْق، وحُسْن صُحْبة الرُّفَقَاء، والقيام بخدمتهم، واستعمال الأخلاق الجميلة، والمداومة علي الأوراد، وترْك ارتكاب الرخص.
وقال: نهايات الأولياء بدايات الأنبياء.
وقال: المحبّة مُجَانَبَة السُّلُوِّ علي كل حال، ثم أنشد:
ومَن كان في طول الهوى ذاق سلوة ... فإني من ليلى لها غير ذائق
وأكبر شيءٍ نلتهُ من وِصَالها ... أَمَانيُّ لم تَصْدُقْ كَلَمْحَةِ بَارِقِ
قال السلمي: كان أبو القاسم النَّصْراباذي يحمل الدَّواة والوَرَق، وكلّما دخلنا بلدًا قال لي: قم حتى نسمع، وذلك في سنة ست وستين وثلاثمائة. فلما دخلنا بغداد قال: قم بنا إلى القَطِيعي، وكان له ورّاق قد أخذ من الحاجّ شيئًا ليقرأ لهم، فدخلنا، فأخطأ الورّاق غير مرّة، والنَّصْراباذي يردُّ عليه، وأهل بغداد لا يحملون هذا من الغُرَباء، فلما ردّ عليه الثالثة قال: يا رجل إنْ كنت تُحْسِن تقرأ فتعال، كالمُستهزِئ به، فقام الأستاذ أبو القاسم، وقال: تأخّر قليلًا، وأخذ الجزء فقرأ قراءة تحيّر منها القَطِيعيّ ومَن حوله، فقرأ ثلاثة أجزاء، وجاء وقت الظُّهر، فسألني الورّاق: مَن هذا؟ قلت: الأستاذ أبو القاسم النَّصْراباذي، فقام وقال: أيُّها النّاس، هذا شيخ خُراسان.
قال السُّلمي: وقد خرج بنا نسْتسقي مرّة، فعمل طعامًا كثيرًا، وأطعم الفقراء، فجاء المطر كأفواه القِرَب، وبقيتُ أنا وهو لا نقدر على المضي بحال. قال: فأوينا إلى مسجد، فكان يكفّ، وكنّا صِيامًا، فقال: لعلّك جائع؟ تريد أنْ أطلب لك من الأبواب كَسْرة؟ قلت: معاذ الله.
وكان يترنْم بهذا:
خرجوا لِيَسْتَسْقُوا فقلت لهم: قِفُوا ... دمعي ينوب لكم عن الأَنْواءِ
قالوا: صَدَقْتَ ففي دموعك مقنعُ ... لكنّها ممزوجة بِدِمَاء [ص:266]
قلت: ومن مُرِيديه أبو علي الدّقّاق شيخ أبي القاسم القشيري، رحمهم الله.(8/263)
222 - إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، أبو إسحاق السَّرْخَسي ثم الهَرَوي، [القَرَّاب] [المتوفى: 367 هـ]
والد الشيخين إسماعيل وإسحاق أبي يعقوب الحافظ،
ويُعرف بالقَرّاب.(8/266)
223 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهَرَوي الورّاق. [المتوفى: 367 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القَرْاب، وغيره.
وَعَنْهُ: شُعَيْب البوشَنْجي.(8/266)
224 - بَخْتِيَار عز الدولة ابن مُعِز الدولة أحمد بن بُوَيْه الدَّيْلمي، أَبُو منصور. [المتوفى: 367 هـ]
ولي المُلْك بالعراق بعد أبيه، وتزوّج الخليفة الطائع بابنته شاه ناز على مائة ألف دينار، وخطب وقت العَقْد القاضي أبو بكر بن قُرَيْعَة، وذلك في سنة أربعٍ وستّين.
وكان عزّ الدولة ملكًا سَرِيًّا شديد القوى، قيل: إنّه كان يُمْسِك الثَّوْر العظيم بقَرْنَيْه فيَصْرَعه، وكان متوسّعًا في النَّفقات والكُلَف. حكى بِشْر الشمعي أنّ راتبه من الشمع كان في كلّ شهر ألف مَنٍّ.
وكان بين عزّ الدَّولة وبين ابن عمّه عَضُد الدَّوْله منافسات في المُلْك أدّت إلى التَّنازع، وأفضَتْ إلى القتال بينهما، فالتقيا في شوّال من السنة، فقُتل عزّ الدّولة في المعركة، وحُمِل رأسه إلى بين يَدَيْ عَضُد الدولة، فوضع المنديل على وجهه وبكى، وتملّك بعده، واستقلّ بالممالك. وعاش عزّ الدّولة سِتًّا وثلاثين سَنَةً.
وَقَدْ مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ.(8/266)
225 - تامش بن تَكِين، أبو منصور المُعْتَمِدي. [المتوفى: 367 هـ]
حدّث بمصر.(8/266)
226 - حسن بن وليد، أبو بكر القُرْطُبي الفقيه النَّحْوي، المعروف بابن العريف. [المتوفى: 367 هـ]
كان بارعًا في النّحْو، خرج إلى مصر في أواخر عمره، ورَأس فيها، وكانت له حلقة بجامعها، وبها تُوُفّي.(8/267)
227 - دارم بن أحمد بن السَّريّ بن صقر، أبو معن الرّفّاء المصري. [المتوفى: 367 هـ]
يَرْوِي عَنْ: ابن زبّان.(8/267)
228 - رُحَيْم بن مالك، أبو سعيد الخَزْرجيُّ المُعَبَّر. [المتوفى: 367 هـ]
بمصر، قال الحافظ عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة الدِّمشقي. وكان شيخاً كبيراً.
وقال يحيى الحَضْرمي: سمعنا منه في سنة سبع وستين، فقال لنا: لي مائة سنة وسبع سنين. قال: وعاش بعد ذلك يسيراً.
وقد قيل: إنَّ ذلك قاله سنة تسع، كما يأتي.(8/267)
229 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر، أبو محمد الهاشمي الْجُرْجاني ثم النَّيْسَابُوري الغازي المرابط. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: أبا العباس السَّرّاج، وابن خُزَيْمة.
وَعَنْهُ: الحاكم. وكان من المُطَوُّعَة.(8/267)
230 - عبد الله بن علي بن حُسين، أبو محمد القُومِسيُّ الفقيه، [المتوفى: 367 هـ]
قاضي جُرْجان.
رَوَى عَنْ: أبيه، والبَغَوِي، وابن صاعد، وتفقّه على أبي إسحاق المَرْوَزي.
تُوُفّي في ربيع الآخر، وقد قارب الثمانين.(8/267)
231 - عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن عبد الله، الإمام أبو القاسم القُرَشي الحرّاني، [المتوفى: 367 هـ]
إمام جامع دمشق.
رَوَى عَنْ: محمد بن أحمد بن أبي شيخ الحَرَّاني.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وجماعة.
وكان عبدًا صالحًا،
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة، ودُفن بمقبرة باب كَيْسان.(8/268)
232 - عُبَيْد الله بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سمرة البُنْدَار البَغَوِي، ثم البغدادي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: محمد بن محمد الباغنْدِي، وطبقته.
وَعَنْهُ: البَرْقَاني ووثّقه، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان ذا معرفة وحفظ.(8/268)
233 - عبد الغفار بن عبيد الله بن السّريّ، أبو الطيّب الحُضَيْني الواسطي المقرئ النَّحْوي. [المتوفى: 367 هـ]
رأيت له مُصَنَّفًا في القراءات.
قَرَأَ عَلَى: ابن مجاهد، ومحمد بن جعفر بن الخليل، وأبي العباس أحمد بن سعيد الضَّرير.
قَرَأَ عَلَيْه: محمد بن الحسين الكارزيني، وغيره.
وَحَدَّثَ عَنْ: عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن جرير الطّبري، وأحمد بن حمّاد بن سفيان، وجماعة. حدث عنه: أبو العلاء الواسطي، والصّحناني، وإبراهيم بن سعيد الرّفاعي، وأحمد بن محمد بن علان العدل، وغيرهم.
وأصله كوفي، سكن واسطاً، وأقرأ بها الناس.
قال خميس الحوزي: أظن أنه توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة. [ص:269]
وكان ثقة.
قلت: وقرأ عليه القراءات أبو بكر أحمد بن المبارك الواسطي، وأقرأها ببغداد بعد الأربعمائة.(8/268)
234 - عبد الملك بن العبّاس، أبو علي القَزْوِيني الزّاهد. [المتوفى: 367 هـ]
قال الخليلي: سمعت شيوخنا يقولون: إنّه كان من الأبدال.
سَمِعَ: الحسن بن علي الطَّوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.(8/269)
235 - عثمان بن الحسن بن عزرة، أبو يَعْلَى البغدادي الوراق المعروف بالطوسي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: أبو القاسم البَغَوِي، والحسين بن عفير، وابن أبي دواد، وأخا أبي اللَّيْث الفرائضي.
رَوَى عَنْهُ: عبد الله بن يحيى السُّكَّري، والبرْقَاني، وقال: كان ثقةً ذا مَعرِفةٍ، وله تخريجات وجُمُوع.
تُوُفّي في ربيع الآخر.(8/269)
236 - عثمان بن أحمد بن سمعان، أبو عمرو المَجَاشي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: الحسن بن علويه، والهيثم بن خلف، وأحمد بن فرح.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن طلحة، ومحمد بن عمر بن بكير، وجماعة.
وثّقه الخطيب.(8/269)
237 - علي بْن أحمد بْن محمد بْن خَلَف، أبو القاسم البَغْداديُّ وكيع. [المتوفى: 367 هـ]
رَوَى عَنْ: البَغَوِي.(8/269)
238 - علي بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بن هارون، أبو الحسن الحَضْرَمي المصري الطّحّان، [المتوفى: 367 هـ]
والد المحدث أبو القاسم يحيى.
سَمِعَ: أحمد بن عبد الوارث، والطحاوي.(8/269)
239 - علي بن مُضَارب بن إبراهيم، أبو القاسم النَّيْسَابُوري القارئ الزّاهد. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الله البُوشَنْجي، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي، وغيرهما.
تُوُفّي في ذي الحجّة،
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/270)
240 - عمر بن محمد بن بَهْتَه، أبو حفص المناشر. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أبي مسلم الكَجّي حديثًا واحدًا،
وَسَمِعَ: أبا بكر الفِرْيَابي، ومحمد بن صالح الصائغ.
وَعَنْهُ: محمد بن عمر بن بكير، وعاش مائةً وسنتين.(8/270)
241 - عبد الله بن محمد، الشيخ القدوة أبو محمد الراسبي البغدادي الزّاهد، [المتوفى: 367 هـ]
تلميذ أبي محمد الجريري، وابن عطاء.
أخذ عنه أبو عبد الرحمن السُّلَمي، وقال: أقام بالشّام مدّةً، ثم رجع إلى بغداد ومات بها.
ومن كلامه: البلاء صُحْبَةُ مَن لا يوافِقُكَ ولا تستطيع تَرْكَهُ.
وقال: الهمومُ عقوباتُ الذُّنُوب.
وقال: المحبَّةُ إن ظَهَّرَتْ فَضَحَتْ، وإنْ كُتِمتْ قَتَلْتَ.(8/270)
242 - الغَضَنْفَر عز الدولة، أبو تَغْلب فضل الله بن ناصر الدولة، الحسن بن عبد الله بن حَمْدان التغلبيُّ. [المتوفى: 367 هـ]
وَثبَ على أبيه صاحب المَوصل، فاعتقله مُكْرماً، واستبد بالأمر، ثم جرت له مع عضُد الدولة بن بويه قضايا وأمور، وقصدَهُ عضد الدولة فهربَ إلى الشام وأتى ظاهر دمشق والغالب عليها قَسَّام العَيَّار، فكتب إلى العزيز صاحب مصر يسأله أن يوليه الشام، فأجابه في الظاهر، فنزل الرَّملة في سنة سبع في المحرم، وبها مُفَرِّج الطائي فجمع له جموعاً، والتقيا في صَفَر، فأُسر الغَضَنفر وقُتِلَ كهلاً.(8/270)
243 - القاسم بن علي بن جعفر، أبو أحمد البغدادي البَارد. [المتوفى: 367 هـ]
رَوَى عَنْ: حاجب بن أرْكين الفَرْغَاني.
وَعَنْهُ: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي. ووثّقه، والمقرئ أبو الحسن الحذّاء.
وكان مُعْتَزِلِيًّا، وَرَّخَه ابن أبي الفوارس.(8/271)
244 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بُجَيْر القاضي أبو الطّاهر الذُّهْلي البغدادي، [المتوفى: 367 هـ]
نزيل مصر وقاضيها.
ولي قضاء واسط، وقضاء جانب بغداد، وقضاء دمشق، ثم مصر معها، واستناب على دمشق أبا الحسن بن حَذْلَم، وأبا علي بن هارون.
وَحَدَّثَ عَنْ: بِشْر بن موسى، وأبي مسلم الكَجيّ، وأبي العبّاس ثعلب، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، وموسى بن هارون، ومحمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد، وأبي شُعَيْب الحرّاني، وأبي خليفة، وخلقٍ سواهم.
رَوَى عَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وتمّام، وعبد الغني بن سعيد، وابن الحاجّ الإشْبيلي، ومحمد بن نظيف، ومحمد بن الحسين الطّفّال، وآخرون.
ووثّقه الخطيب.
قال ابن ماكولا: أخبرنا أبو القاسم بن ميمون الصدفي، قال: أخبرنا عبد الغني الحافظ قال: قرأت على القاضي أبي الطّاهر كتاب " العلم " ليوسف بن يعقوب، فلما فرغ قلت: كما قُرئ عليك؟ قال: نعم، إلا اللّحنة بعد اللّحنة. قلت: أيّها القاضي فسَمِعْتَه مُعْرَبًا؟ قال: لا. قلت: هذه بهذه، [ص:272] وقمت من ليلتي، فجلست عند التميم النّحْوِي.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقضي المتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أبا طاهر محمد بن أحمد الذُّهْلي، وله أبُوّة في القضاء، سديد المذهب، متوسّط الفقه على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويناظرون بحضرته، وكان يتوسط بينهم، ويتكلّم بكلام سديد، ثم صُرِف بعد أربعة أشهر، ثم استُقْضِيَ على الشرقيّة سنة أربع وثلاثين، وعزل بعد نحو خمسة أشهر.
وقال عبد الغني: سألت أبا الطَّاهر عن أوّل ولايته القضاء، فقال: سنة عشر وثلاثمائة. وقد كان ولي البصرة، وقال لي: كتبت العلم سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين ولي تسعُ سنين.
قال: وقرأ القرآن كلّه وله ثمان سنين، وكان مُفَوَّهًا، حَسَنَ البديهة، شاعرا، حاضر الحجة، علامة، عارفاً بأيام الناس، وكان غزير الحِفْظ، لا يَمَلُّه جليسه من حُسْن حديثه، وكان كريمًا، ولي قضاء مصر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وأقام على القضاء ثماني عشرة سنة.
قال الحافظ عبد الغني: وسمعت الوزير أبا الفرج يعقوب بن يوسف يقول: قال لي الأستاذ كافور: اجتمعْ بالقاضي أبي الطاهر فسلّمْ عليه، وقُلْ له: إنّه بلغني أنّك تَنْبَسِط مع جُلَسَائك، وهذا الانبساط يُقِلُّ هَيْبَةَ الحُكم، فَأَعْلَمْتُهُ بذلك، فقال لي: قل للأستاذ: لستُ ذا مالٍ أفيض به على جُلَسائي، فلا يكون أقلّ من خُلُقي، فأخبرتُ الأستاذَ، فقال: لا تعاوِدْه، فقد وضع القَصْعَة.
قال عبد الغني: سمعت أحمد بن محمد بن سعرة، أنّه سمع أبا بكر بن مقاتل يقول: أنفق القاضي أبو الطاهر بيت مالٍ خَلَّفَه له أبوه.
قال عبد الغني: لما تلقّى أبو الطّاهر القاضي المُعِزَّ أبا تميم بالإسكندرية ساءله المُعِزّ، فقال: يا قاضي كم رأيت من خليفة؟ قال: واحدًا، قال: مَن هو؟ قال: أنت، والباقون مُلُوك، فأعجبه ذلك. ثم قال له: أحَجَجَتَ؟ قال: نعم. قال: وسلَّمت على الشَّيْخَيْن؟ قال: شغلني عنهما النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، كما شغلني أمير المؤمنين عن وليّ عهده، فازداد به المُعِزّ [ص:273] إعجابًا، وتخلّص من وليّ العهد، إذ لم يسلّم عليه بحضرة المُعِزّ، فأجازه المُعِزُّ يومئذ بعشرة آلاف دِرْهَم.
وحدّثني زيد بن علي الكاتب، قال: أنشدنا القاضي أبو الطّاهر السَّدُوسي لنفسه:
إنّي وإنْ كنتُ بأمر الهَوَى ... غِرًّا فسِتْري غيرُ مَهْتُوكِ
أكني عن الحبّ ويبكي دَمًا ... قلبي ودمعي غير مَسْفُوكِ
فظاهري ظاهرُ مُسْتملكٍ ... وباطني باطن مملوك
أخبرني أبو القاسم خمار بن علي بصُور، قال: أتيت القاضي أبا الطّاهر بأبيات قالها في ولده، فبكى وأنشدناها وهي:
يا طالباً بعد قتلـ ... ـي الحَجّ لله نُسْكًا
تَرَكْتَني فيك صَبًّا ... أبكي عليك وأبكي
وكيف أسْلُوك قُلْ لي ... أمْ كيف أصبر عَنْكا
روحي فِداؤك هذا ... جزاء عبدِك مِنْكا
حدّثني محمد بن علي الزَّيْنَبي، قال: حدثنا محمد بن علي بن نوح قال: كنّا في دار القاضي أبي الطّاهر، نسمع عليه، فلمّا قمنا صاح بي بعض من حضر: يا قاضي، وكان ابن نوح يلقّب بالقاضي، فسمع القاضي أبو الطّاهر، فأنفذ إلينا حاجبه، فقال: من القاضي فيكم؟ فأشاروا إليّ، فلمّا دخلت عليه قال لي: أنت القاضي؟ فقلت: نعم، فقال لي: فأنا ماذا؟ فسكتُّ، ثم قلتُ: هو لقب لي، فتبسّم، وقال لي: تحفظ القرآن؟ قلت: نعم، قال: تَبِيتُ عندنا الليلة أنت وأربعةُ أنْفُسٍ معك، وتواعِدُهم ممّن تَعْلَمه يحفظ القرآن والأدب، قال: ففعلت ذلك، وأتينا المغرب فقدم إلينا ألوان وحلواء، ولم يحضر القاضي، فلما قارَبْنا الفراغ خرج إلينا القاضي يزحف من تحت ستر، ومنعنا عن القيام، وقال: كُلُوا معي، فلم آكل بَعْدُ، ولا يجوز أن تَدَعُوني آكُل وحدي، فَعَرَفُنا أن الذي دعاه إلى مبيتنا عنده غَمُّهُ على ولده أبي العبّاس، وكان غائبًا بمكّة، ثم أمر من يقرأ منّا، ثمّ استحضر ابن المقارعي وأمره بأن يقول، فقام جماعة منّا وتَوَاجَدُوا بين يديه، ثم [ص:274] قال شِعْرًا في وقته، وألقاه على ابن المقارعي فغنى به، والشعر هو:
يا طالبًا بعد قتْلي
فبكى القاضي بكاءً شديدًا، وقدم ابنه بعد أيام يسيرة.
نقلت هذا وما قبله من خطّ أمين الدّين محمد بن أحمد بن شهيد، قال: وجدت بخطّ عبد الغني بن سعيد الحافظ، فذكر ذلك.
قال ابن زُولاق في " أخبار قُضاة مصر ": ولد أبو طاهر الذُّهْلي ببغداد في ذي الحجّة سنة تسعٍ وسبعين ومائتين، وكان أبوه يلي قضاءَ واسط، فصرف بابنه أبي طاهر عن واسط، وولي موضعه، واخبرني أبو طاهر أنّه كان يَخْلِف أباه على البصْرة سنة أربعٍ وتسعين. ثم قال: وولي قضاءَ دمشق من قِبَل المطيع، فأقام بها تِسْعَ سِنين، ثم دخل مصر زائرًا لكافور سنة أربعين، ثم ثار به أهل دمشق وآذوه، وعُملت عليه محاضر، فعُزل، وأقام بمصر إلى آخر أيّام ابن الخصيب وولده، فسعى في القضاء ابنُ وليد وبذل ثلاثة آلاف دينار، وحملها على يد فنك الخادم، فمدح الشهود أبا طاهر وقاموا معه، فولاه كافور، وطلب له العهد من ابن أمّ شَيْبان، فولاه القضاء، وحُمدت سيرته بمصر، واختصر " تفسير الْجُبّائي " و" تفسير البَلْخي "، ثم أنّ عبد الله بن وليد ولي قضاء دمشق. وكان أبو طاهر قد عُني به أبوه، فسمّعه سنة سبعٍ وثمانين ومائتين، فأدرك الكبار.
قال: وقد سمع من: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبِشْر بن موسى، وإبراهيم الحربي، ولم يُخَرّج عنهم شيئًا لصِغَره، وحصل للنّاس عنه، إملاء وقراءةً، نحوُ مائتي جُزْء، وحدث بكتاب " طبقات الشعراء " لمحمد بن سلام، عن أبي خليفة الْجُمَحي، عن ابن سلام. ولم يزل أمره مستقيمًا إلى أن لحقته علة عطلت شقه في سنة ست وستين وثلاثمائة، فقلد العزيز حينئذ القضاء عليّ بن النُّعمان، فكانت ولاية أبي طاهر ستَّ عشرة سنة وعشرة أشهر، وأقام عليلاً، وأصحاب الحديث ينقطعون إليه،
وَتُوفِّي في آخر يومٍ من سنة سبعٍ وستّين.
قلت: وقيل: تُوُفّي أبو الطَّاهر في سَلْخ ذي القعدة من السنة، وكان قد استعفى من القضاء قبل موته بيسير. [ص:275]
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ: أَخْبَرَكَ المسلم المازني، قال: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَانِيُّ سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قال: أخبرنا سهل بن بشر، قال: أخبرنا علي بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذُّهْلِيُّ، قال: حدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزٌ قَالَ: " وَيْحَكَ لَعلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ "؟ قَالَ: لا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنكتها؟ لا يكني، قَالَ: نَعَمْ. فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ.(8/271)
245 - محمد بن إسحاق بن منذر بن إبراهيم بن محمد بن السليم ابن الدّاخل إلى الأندلس أَبِي عكرمة جعفر، أبو بكر القُرْطُبي، [المتوفى: 367 هـ]
قاضي الجماعة.
ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وَوُلِّيَ قضاء الجماعة بالأندلس في أوّل سنة ست وخمسين.
سَمِعَ: أحْمَد بْن خَالِد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بن أيمن، وحجّ فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وبمصر من جماعة، ورجع فأقبل على التدْريس والزُّهْد والعبادة.
وكان من كبار المالكية، حافظًا للفقه، بصيرًا باختلاف العلماء، عالمًا بالحديث والعربية.
قال ابن الفَرَضِي: تُوُفّي في رمضان سنة خمسٍ وستّين. كذا نقل القاضي عِيَاض، ولم أر ابنَ الفَرَضي ذكر وفاته في تاريخه، إلّا في سنة سبعٍ في جمادى الأولى.
وقال أبو حَيّان: تُوُفّي سنة سبعٍ وستّين.(8/275)
246 - محمد بن حسّان بن محمد، أبو منصور ابن العلامة أبي الوليد الفقيه النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 367 هـ][ص:276]
كان يصوم صَوْمَ داود ثلاثين عامًا.
سَمِعَ: السّرّاج، وأبا العبّاس الماسرْجسي. وكان من كبار الفقهاء.
رَفَسَتْه دابّته فاستُشْهِد يوم الأضحى.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم. وله أخ باسمه عاش بعده مدّة.(8/275)
247 - محمد بن الحسن بن خالد، أبو بكر الصّدَفي المصري الورّاق. [المتوفى: 367 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وغيره.(8/276)
248 - محمد بن الحسن بن علي بن يقطين، أَبُو جعفر اليقطيني البغدادي البزّاز. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: أبا خليفة، وأبا يَعْلَى المَوْصلي، والباغَنْدي، وجماعة.
وسافر وكتب بالشام والجزيرة والبصْرة، وكان صَدُوقًا فهمًا، قاله الخطيب.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الآخر.(8/276)
249 - محمد بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُوري الفقيه، أبو الحسين الحنفي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: السّرّاج، وأبا عمرو الحيري.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/276)
250 - محمد بن الظَّفْر الجارُوديُّ الهَرَويُّ. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: الفقيه عبد الله بن عروة.
وَعَنْهُ: أبو عثمان سعيد القُرَشي.(8/276)
251 - محمد بن عبيد الله بن الوليد، أبو بكر المُعَيْطي القُرْطُبي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: أباه، ووهب بن مَسَرّة، وجماعة. وكان عارفًا بمذهب مالك واختلاف أصحابه، بارعًا في ذلك، زاهدًا وَرِعًا مُتَبّتلًا، ولي رتبة الشُّورى، ثم ترك ذلك، ورفض الخَلَق، ولبس الصُّوف، فصام نهارة وقام ليله، وأكل من كَدَّه وتَعَبِه. وقد صنّف في مذهب مالك.
وتُوُفّي في ذي القعدة، وعاش أقلّ من أربعين سنة.(8/276)
252 - محمد بن عبد الرحمن القاضي، أبو بكر بن قريعة البغدادي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر ابن الأنْباري، ولا تُعْرَف له رواية حديثٍ مُسْنَد.
وقد قيده ابن ماكولا بقاف مضمومة، وكذا هو مضبوط في تاريخ الخطيب.
ولاه القاضي أبو السّائب قضاء السندية وغيرها من أعمال بغداد.
وكان من عجائب الدّنيا في سُرعة الجواب في أمْلًح سجْع، وكان مختصًّا بالوزير أبي محمد المهلّبي، وله مسائل وأجوبة مدوَّنة في كتابٍ موجود، وكان الفُضَلاء يداعبونه برسائل هزْليّة، فيجيب من غير توقُّف.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة وهو في مُعْتَرَك المَنَايا، رحمه الله.(8/277)
253 - محمد بن عمر بن عبد العزيز أبو بكر ابن القُوطِيّة القُرْطُبي اللُّغَوي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: سعيد بن جابر، وأسلم بن عبد العزيز، وابن لُبَابة، ومحمد بن عبد الله الزبيدي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان علامة زمانه في اللغة والعربية، حافظًا للحديث والفقه، إخْباريًّا، لا يُلحق شَأُوُهُ، ولا يُشَقُّ غُبارُهُ، ولم يكن بالماهر في الفقه والحديث، صنّف كتاب " تصاريف الأفعال "، ففتح الباب لمن بعده، وتبعه ابن القَطَّاع، وله كتاب حافل في " المقصور والممدود "، وكان عابدًا ناسكًا خيّرًا، دقيق الشعر، إلّا أنّه تَزَهَّد عنه، وكان أبو علي القالي يبالغ في تعظيمه.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
والقوطيّة: هي جدَّة أبي جدّه، وهي سارة بنت المنذر بن خطسية، من بنات الملوك القوطية الذين كانوا بإقليم الأندلس، وهم من ذُرِّيّة قوط بن [ص:278] حام بن نوح، أبو السُّودان والهند والسَّنْد. وفَدَت سارةُ هذه على هشام بن عبد الملك إلى الشام متظلّمةً من عمها أرْطباس، فتزوَّجها بالشّام عيسى بن مُزَاحِم، مولى عمر بن عبد العزيز، رحمة الله عليه، ثم سافر معها إلى الأندلس، فولدت له إبراهيم والد عبد العزيز، كذا نقل القاضي شمس الدين بن خلّكان، والله أعلم.
وقد صنّف تاريخًا في أخبار أهل الأندلس، وكان يُمْليه عن ظهر قلبه في كثير من الأوقات. وقد طال عمره، وأخذ الناس عنه طبقةً بعد طبقة.
سَمِعَ مِنْهُ ابن الفرضي.(8/277)
254 - محمد بن فرج بن سبعون، أبو عبد الله البَجَليُّ، ويُعرف بابن أبي سهل الأندلسي البجّاني. [المتوفى: 367 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ بمكة مِنْ: ابن الأعرابي، وجماعة.(8/278)
255 - محمد بن محمد بن بقيّة بن علي، نَصِير الدولة، أبو الطّاهر [المتوفى: 367 هـ]
وزير عزّ الدَّوّلة بَخْتيار بن مُعِزّ الدَّولة.
كان أحد الأجواد والرؤساء، أصله من أَوَانا من عمل بغداد، استوزر سنة اثنتين وستيّن، وقد تقلّب به الدهر ألوانًا، حتى بلغ الوزارة، فإنّ أباه كان فلاحًا، وآل أمره إلى ما آل، ثم خَلَعَ عليه المطيع لله، واستوزره أيضًا، ولقّبه النّاصح، مُضافًا إلى نصير الدولة، فصار له لَقَبَان، وكان قليل العربيّة، ولكنّ السَّعْد والإقبال غطّى ذلك، وله أخبار في الْجُود والأَفَضال، وكان كثير التّنَعم والرَّفاهية، وله أخبار في ذلك. وقُبِض عليه بواسط في آخر سنة ست وستّين، وسَمَلُوا عينيه. وكان يُؤَلِّب لعِزّ الدَّولة على عضُدُ الدولة، فلما قُتِل عزُّ الدولة بختيار، ملك عضُدُ الدولة وأهلكه، فيقال: إنّه ألقاه تحت أرجل الفِيَلَة، ثم صُلِب عند البيمارستان العضُدِي في شوّال سنة [ص:279] سبعٍ، ويقال: إنّه خَلَعَ في وزارته في عشرين يوماً عشرين ألف خلعة.
قال بعضهم: رأيته شرب ليلة، فَخَلَعَ مائة خلعة على أهل المجلس، وعاش نيّفًا وخمسين سنة.
ورثاه أَبُو الحسن محمد بن عمر الأَنْباريّ بكلمته السّائرة:
عُلُوٌّ في الحياة وفي الممات ... بحق أنت إحدى الْمُعْجِزَاتِ
كأنّ النّاس حَوْلَكَ حين قاموا ... وفود نداك أيّام الصَّلاتِ
كأنّك قائمُ فيهم خطيبًا ... وكُلُّهُمُ قِيامٌ للصّلاة
ولما ضَاقَ بطنُ الأرض عن أنْ ... يَضُمَّ عُلاك من بعد المَمَات
أصاروا الْجَوَّ قَبْرَكَ واستنابوا ... عن الأكفان ثَوْبَ السَّافِياتِ
لِعِظَمِكَ في النُّفُوس تبيت تُرْعَى ... بحُفّاظٍ وحُرّاسٍ ثقات
ولم أر مثل جذْعِكَ قَطّ جذْعًا ... تمكَّن من عِنَاق المَكْرُمات
في أبيات أخر.
وبقي مصلوبًا إلى أن تُوُفّي عضُدُ الدولة، ولما بلغ عضُدُ الدّولة هذا الشَّعْرُ قال: عليّ بقائله، فاختفى، ثم سافر بعد عامٍ إلى الصّاحب إسماعيل بن عَبّاد، فقال: أَنْشِدْني القصيدة، فلمّا أتى هذا البيت الأخير، قام إليه وعانقه، وقبّل فاهُ، وأنفذه إلى عضد الدولة، فلما مَثُلَ بين يديه قال: ما الذي حملك على مَرْثِيّة عدُوّي؟ قال: حقوُقُ سَلَفَتْ وأيادٍ مَضَتْ، فجاش الحزنُ في قلبي، فرَثَيْت، فقال: هل يحضُرُكَ شيءُ في الشُّموع، والشُّموع تُزْهِر بين يديه، فقال:
كأنّ الشُّموعَ وقد أَظْهَرَتْ ... من النّار في كلّ رأسٍ سِنانا
أصابعُ أعدائك الخائفين ... تَضْرَعُ تَطْلُبُ منك الأَمانا
قال: فأعطاه بِدْرَةً وفَرَسًا، وهو من المقلين في الشَّعْر.(8/278)
256 - محمد بن محمود بن إسحاق النَّيْسَابُوري، أبو بكر. [المتوفى: 367 هـ]
حدّث في العام بهمذان: عن ابن خزيمة، ومحمد بن الصبّاح صاحب قتيبة بن سعيد. روي عنه: عبد الله بن عمر الصَّفَار، وأبو الحسن بن عَبْدُوس.(8/279)
257 - محمد بن يوسف بن موسى، أبو الحسن ابن الصبّاغ. [المتوفى: 367 هـ]
بغداديّ،
يَرْوِي عَنْ: أبي بكر بن أبي داود، وجماعة.
وَعَنْهُ: علي بن عبد العزيز، وقال: كان حافظًا.(8/280)
258 - محمد بن يوسف بن يعقوب الصّوّاف، أبو بكر البغدادي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: أبا عَرُوبة الحرّاني، وأبا جعفر الطّحاوي، وأحمد بن جَوْصَا.
وَعَنْهُ: البَرْقَاني، ومحمد بن عمر بن بكير.(8/280)
259 - يحيى بن زكريا، أبو سعيد المصري. [المتوفى: 367 هـ]
يَرْوِي عَنْ: أَبِي يعقوب المنجنيقي.(8/280)
260 - يحيى بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى، أبو عيسى اللَّيْثي القُرْطُبي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: " المُوَطَّأ " من عمّ أبيه عُبَيْد الله بن يحيى، وَمِنْ: محمد بن عمر بن لُبَابة، وأَسْلَم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وأبيه عبد الله، وسمع من علي بن الحسن المرّيّ بَبجَّانَةَ، ومن جماعة.
وكان قاضيًا ببجّانَةَ وإلبيرة، وكان أخوه قاضيا بقُرْطُبَة فولاه أحكام الرّدّ، وطال عمره حتى انفرد بالرواية عن عُبَيد الله، ورحل النّاس إليه من جميع كُور الأندلس.
وروى عن عُبَيْد الله سوى " المُوَطَّأ " حديث اللّيْث، وشجاع بن القاسم، " وعشرة " يحيى بن يحيى، و" تفسير " عبد الرحمن بن زيد بن أسْلم، ونُتَفًا من حديث الشيوخ.
تَرْجَمَهُ ابن الفَرَضيّ، وقال: اختلفت إليه في سماع " الموطّأ " سنة ست وستّين. وكانت الدَّولة في أيّام الجمع، فتمّ لي سماعه منه، وسمعت منه " التّفسير " لعبد الله بن نافع، ولم أَشْهَدْ بقُرْطُبة مجلسًا أكثر بِشْرًا من مجلسنا في " المُوَطّأ "، إلّا ما كان من بعض مجالس يحيى بن مالك، وهو أوّل من سمعت عليه، ثمّ اشتغلت بالعربيّة عن مواصلة الطَّلَب إلى سنة [ص:281] تسع وستين، ثم اتصل طلبي وسماعي، وسمع من يحيى أمير المؤمنين المُؤَيَّد بالله، أبقاه الله، سنة أربعٍ وستّين، وجماعةٌ من الشيوخ والكُهُول، وطبقات الناس،
وَتُوفِّي في ثامن رجب.
قلت: روى عنه: أبو عمر الطّلَمنْكِي، ويونس بن مُغيث، وأبو عبد الله محمد بن يحيى ابن الحذّاء، والحافظ أبو عبد الله بن عمر ابن الفخّار، وخَلَف بن عيسى الوشقي، وعثمان بن أحمد، وخَلْق.(8/280)
261 - يحيى بن هلال بن زكريا الأندلسي. [المتوفى: 367 هـ]
سَمِعَ: عمّه يحيى، وأحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن. وحدّث ورحل إلى بَجّانة، فسمع من سعيد بن فحلون.
وكان سَمْحًا ينشر علمه، فقيهاً بصيرا بالشُّرُوط، فسمع منه جماعة كثيرة.
تُوُفّي في جمادى الأولى.(8/281)
-سنة ثمان وستين وثلاثمائة(8/282)
262 - أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب، أبو بكر القطِيعي البغدادي، [المتوفى: 367 هـ]
كان يسكن قطيعة الرَّقيق.
سَمِعَ: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى، وأحمد بن علي الأبّار، وعبد الله بن أحمد، سَمِعَ مِنْهُ " المُسْنَد "، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني، وطائفة كبيرة.
وكان مسند العراق في زمانه،
رَوَى عَنْ عبد الله: " المسند "، و" التاريخ "، و" الزهد "، و" المسائل ".
قال الخطيب: وكان قد غرق بعض كُتُبِه، فاستحدث نُسَخًا من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس، إلا أنا لم نر أحدًا ترك الاحتجاج به.
رَوَى عَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وأبو نُعَيم، ومحمد بن الحسين بن بكير، والحسن بن علي بن المذهّب، وآخر من روى عنه في الدّنيا أبو محمد الجوهري.
ولد في أوّل سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
قال محمد بن الحسين بن بكير: سمعته يقول: كان عبد الله بن أحمد يجيئنا، فيقرأ عليه أبو عبد الله ابن الجصّاص عمّ والدتي ما يريد، ويُقعدني في حِجْره حتى يقال له: يؤلمك، فيقول: إنّي أحبه.
وقال أبو الحسن محمد بن العبّاس بن الفرات: كان القَطِيعي كثير السّماع من عبد الله بن أحمد، إلّا أنّه خَلَطَ في آخر عمره، وكُفَّ بَصَرُهُ، وخَرَّف، حتّى كان لا يعرف شيئًا مما يُقْرَأ عليه.
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك، له في بعض " المُسْنَد " أصُولُ فيها نَظَر، ذكر أنّه كتبها بعد الغَرَق، نسأل الله سَتْرًا جميلًا، وكان مستورًا صاحب سنة. [ص:283]
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن أبي بكر القطيعي، فقال: ثقة زاهد قديمٌ، سمعتُ أنه مجاب الدعوة.
وقال البَرْقاني: كان شيخًا صالحًا، وكان لأبيه اتّصال ببعض السّلاطين، فقرئ لابن ذلك السّلطان على عبد الله بن أحمد " المُسْند "، وحضر ابن مالك القَطِيعي سماعه، ثم غرقت قطعة من كُتُبه فنسخها من كتاب، ذكروا أنّه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وثَبُتَ عندي أنّه صَدُوق، وإنّما كان فيه بَلَهٍ، ولما اجتمعت مع الحاكم أبي عبد الله لَيَّنْتُ ابنَ مالك، فأنكر عليّ وقال: كان شيخي، وحسَّن حاله.
قلت: كان الحاكم قد رحل سنة سبْعٍ وستّين ثاني مرّة، وسمع " المُسْنَد " من ابن مالك القطِيعي، واحتجّ به في " الصحيح ".
وقال أبو القاسم الأزهري: تُوُفّي أبو بكر بن مالك ودُفن يوم الإثنين لسبعٍ بقين من ذي الحجّة.
قلت: ومن طبقته:(8/282)
263 - أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان السَّقَطي. [المتوفى: 367 هـ]
بصريّ معروف،
سَمِعَ: عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، والحسن بن المُثَنّى العَنْبَري.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسن بن صَخْر الأَزْدي، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيلي.
ومن طبقته:(8/283)
264 - أحمد بن جعفر بن حمدان، أبو الحسن الطّرَسُوسي. [المتوفى: 368 هـ]
حدّث بالسّاحل عن: عبد الله بن جابر الطّرَسُوسي، ومحمد بن حصن الألوسي.
وَعَنْهُ: الحسن بن محمد بن جُمَيْع، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم.(8/283)
265 - أحمد بن خالد بن يزيد بن أبي هاشم، أبو القاسم الأسدي الأندلسي، [المتوفى: 368 هـ]
خطيب بَجّانة. [ص:284]
حَدَّثَ عَنْ: فضل بن سلمة، ومحمد بن فُطَيْس.
وتُوُفّي في شوّال، رحمه الله.(8/283)
266 - أحمد بن سَيَّار، القاضي أبو بكر الصَّيْمري. [المتوفى: 368 هـ]
ولي القضاء ببعض بغداد في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وحُمدت سيرته، ثم وَلِي قضاء الحريم وغيره. وكان له يد طولى في الآداب والشعر.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي الحنفي، وأبو علي المُحَسِّن التَّنُوخي، وغيرهما. ولم يروِ شيئاً من الحديث.
قال محمد بن عيسى الجيلي: أنشدني أبو بكر بن سيار القاضي لنفسه:
لا تستهن عالماً وإن قَصُرت ... أحواله في لحاظ رامِقهِ
وانظر إليه بعين ذي أدبٍ ... مهَذَّب الرأي في طرائقه
فالمسك تيسا تراه ممتهناً ... بفهر عطّاره وساحقه
حتى تراه في عارضي ملكٍ ... أو موضع التاج من مفارقه
قال عبد الكريم بن محمد الشيرازي: سمعت أبا حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفراييني الفقيه يقول: كان ببغداد قاضٍ يُعرف بأحمد بن سَيِّار، وكان له هيئة وجثة مهولة ولحية طويلة، فَقُدِّم إليه امرأتان ادعت إحداهما على الأخرى، فقال: ما تقولين في دعواها؟ قالت: أفزع، أيد الله القاضي! قال: مماذا؟ قالت: لحية طولها ذراع ووجه طوله ذراع ودَنيّه طولها ذراع، فأخذتني هيبتها، فوضع القاضي دنيته، وغَطَّى بكمه لحيته، وقال: قد نقصتك ذراعين، أجيبي عن دعواها.
قال هلال الصابي: توفي في نصف رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمائة.(8/284)
267 - أحمد بن محمد بن صالح، أبو العبّاس البروجردي الخطيب. [المتوفى: 368 هـ][ص:285]
نزل بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: إبراهيم بن الحسين بن ديزيل.
وَعَنْهُ: هلال الحفّار، ومحمد بن عمر بن بكير، ومحمد بن محمد السّوّاق.
حدث في شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة. لم يزد الخطيب.
وقع لابن الخير جزء من حديثه عن ابن ديزيل.(8/284)
268 - أحمد بن محمد بن مهران الأصبهاني المعدّل. [المتوفى: 368 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن العبّاس الأخرم، وحاجب بن أركين.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نعيم.
وتُوُفّي في شوّال.(8/285)
269 - أحمد بن محمد بن يوسف، أبو القاسم المَعَافِريّ القُرْطُبي. [المتوفى: 368 هـ]
سَمِعَ مِنْ: عَبْد اللَّه بْن يونس، وقاسم بْن أصْبغ، وحجّ سنة اثنتين وأربعين، فسمع من أبي محمد بن الورد، وآخرين، وأدب المؤيد بالله ابن المستنصر.(8/285)
270 - أحمد بن موسى بن عيسى، أبو الحسن الْجُرْجَاني [المتوفى: 368 هـ]
الوكيل على أبواب القُضاة.
سَمِعَ: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن حفص السَّعْدِي،
وكتب الكثير، وصنّف.
وهو ضعيف، اتَّهَمَهُ بعضُهم.
وقال حمزة: له فَهْمٌ ودراية، أتي بمناكير عن شيوخٍ مجاهيل.(8/285)
271 - إبراهيم بن محمد بن سهل الْجُرْجَاني المؤدَّب. [المتوفى: 368 هـ][ص:286]
يَرْوِي عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي، وغيره.
وَعَنْهُ: حمزة السَّهمْي،
وله رحلة إلى دمشق لقي فيها ابن عتّاب الزَّفْتي.(8/285)
272 - إسحاق بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن قُولُوَيْه، أبو يعقوب الأصبهاني التاجر. [المتوفى: 368 هـ]
سَمِعَ: إبراهيم بن يوسف الهِسْنجاني، وأهل الرّيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.(8/286)
273 - جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قُولُويه، أبو القاسم السَّهْمي الشّيعي. [المتوفى: 368 هـ]
قلت: كان ابن قولويه هذا من كبار أئمة الشيعة، ومن علمائهم المشهورين بينهم، وكان من أصحاب سعد بن عبد الله، وهو شيخ الشيخ المفيد.
وقال فيه المفيد: كلما يوصف الناس به من جميلٍ وِفقْهٍ ودينٍ وثِقَةٍ، فهو فوق ذلك.
قال: وله كُتُبٌ حِسان منها: كتاب " الصّلاة "، وكتاب " الجمعة والجماعة "، كتاب " قيام الليل "، كتاب " الصداق "، وكتاب " قسمة الزكاة "، كتاب " الشُّهور والحوادث "، وغير ذلك من كُتُب الفقه.
حمل عنه الشيخ محمد بن محمد بن النّعمان المفيد، وأبو جعفر محمد بن يعقوب، وأبو الحسين يحيى بن محمد بن عبد الله الحسيني، وأحمد بن عبدون، والحسين بن عُبيد الله الغضائري، وحيدرة بن نعيم السمرقندي، ومحمد بن سليم الصابوني.
سمع عليه الصَّابُوني بمصر، وأحسبه من أهل مصر، ذكر ابن أبي طيئ وفاته في هذه السَّنة.(8/286)
274 - جعفر بن محمد، أبو العبَّاس البابويُّ الهَرَوي. [المتوفى: 368 هـ][ص:287]
رَوَى عَنْ: الحسين بن إدريس.
وَعَنْهُ: إسماعيل بن إبراهيم بن محمد المقرئ القراب.
توفي فِي جُمَادَى الآخرة.(8/286)
275 - الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بن المَرْزُبان، أبو سعيد السَّيرافي النَّحوي القاضي، [المتوفى: 368 هـ]
نزيل بغداد.
حَدَّثَ عَنْ: أبي بكر بن زياد النَّيْسَابُوري، ومحمد بن أبي الأزهر، وابن دُرَيْد.
وَعَنْهُ: علي بن أيّوب القُمي، ومحمد بن عبد الواحد بن رِزْمة، وغيرهما.
وكان أبوه مجوسياً، أسلم وسموه عبد الله.
كان أبو سعيد إمامًا كبير الشّأن، تصدّر لإقراء القراءات والنحو واللغة والفقه والفرائض والحساب والعَرُوض، وكان من أعلم النّاس بنحو البصريين، عارفاً بفقه أبي حنيفة، قرأ القرآن على أبي بكر بن مُجاهد، وأخذ اللغة عن ابن دُرَيْد، والنّحّو عن أبي بكر ابن السّرّاج.
وكان لا يأكل إلّا من كسْب يمينه تديناً؛ فكان لا يجلس للقضاء ولا للاشغال حتى يَنْسَخَ كرّاسًا يأخذ أَجْرَته عشْرة دراهم.
وقال ابن أبي الفوارس: وكان يُذْكَر عنه الاعتزال، ولم يظهر منه شيء.
قلت: ومن تصانيفه " شرح كتاب سيبويه "، وكتاب " ألفات القَطْع والوَصْل "، وكتاب " الإقناع " في النحو، لكن كملّه وَلَدُهُ يوسف، وجزء " أخبار النُّحاة ". وتُوُفّي في رجب، وله أربعٌ وثمانون سنة، وكان نحويّ العراق.
أخبرنا سُنْقُر الحلبي بها قال: أخبرنا يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد ابن الدّامغاني في رمضان سنة أربعٍ وعشرين وستّمائة، قدم علينا، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن سوار المقرئ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن رزمة، قال: أخبرنا الحسن بن عبد الله بن المرزبان، قال: حدثنا محمد بن منصور بن أبي الأزهر، قال: حدثنا الزبير [ص:288] ابن بكار، قال: حدّثني أنس بن عِيَاض، قال: حدّثني من سمع يحيى بن أبي كثير اليمامي يقول: لا يُدرَك العِلْم براحة الجِسْم.(8/287)
276 - الحسن بن عبد الله بن محمد، الإمام أبو محمد البَغْداديُّ، ويُعرف بابن الكاتب، وبابن القُريق. [المتوفى: 368 هـ]
تلا بالروايات على: ابن مجاهد، وابن بُويان، وأبي بكر النّقّاش.
قَرَأَ عَلَيْه: منصور بن محمد بن إبراهيم، وروى عنه في كتابه الملقَّب بـ " الإشارات بالقراءات " من جمعه.
قال منصور: كان من عباد الله الصالحين الفاضلين.
قلت: وروى عنه ولده أبو الفتح محمد بن الحسن بالأهواز.
مَاَتَ في ذي الحجّة سنة ثمانٍ.
ذكره ابن النَّجَّار.(8/288)
277 - الحسين بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزَّمْزام، أبو علي الدمشقي الفَرَضي. [المتوفى: 368 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن المُعَافَى، ومحمد بن خُرَيّم، وأصحاب هشام بن عمّار.
وَعَنْهُ: عبد الوهاب الدّاراني، ومحمد بن عوْف المُزَني، وعلي بن بِشْري، ومكّي بن الغَمْر، وثريّا بن أحمد الألهاني.
وثّقه عبد العزيز الكتّاني، وهو آخر من حدَّث عن محمد بن يزيد بن عبد الصّمد.(8/288)
278 - حامد بن أحمد بن العبّاس، أبو بكر الصّرّام، [المتوفى: 368 هـ]
من شيوخ همذان.
سَمِعَ ببلده ورحل إلى بغداد،
فَسَمِعَ مِنْ: محمد بن حَمْدَويْه المَرْوَزي، والقاضي المَحَاملي، وأبي بكر ابن الأنباري، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن تركان، وأبو منصور بن المحتسِب، وجماعة كثيرة.
تُوُفّي في شوّال سنة ثمانٍ وستّين.(8/288)
279 - حُمَيْدان بن حراس العُقَيْلي. [المتوفى: 368 هـ]
ولي إمرة دمشق في هذا العام للعزيز العُبَيْدي، وكان قَسّام يأخذ الأمر بالبلد، فوقع بينه وبينه، ثمّ طرده قَسّام والعَيَّارُون، ونُهِبَت داره، وهرب واستفحل شأن قَسّام.(8/289)
280 - صالح بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي، أبو بكر الحراني. [المتوفى: 368 هـ]
عَنْ: ابن قُتَيْبَة العسقلاني.(8/289)
281 - عبد الله بن إبراهيم بن يوسف، أبو القاسم الْجُرْجَاني الآبنْدُوني الحافظ، [المتوفى: 368 هـ]
وآبنْدُون: من قُرى جُرّجان، رفيق ابن عَدِيّ في الرّحلة.
سكن بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي خليفة، وأبي يَعْلَى، والحسن بن سفيان، وأبي العباس السراج، والقاسم المطرّز، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبَة.
قال الخطيب: كان ثقةً ثَبْتًا، له تصانيف، حدثنا عنه البَرْقاني، وأبو العلاء الواسطي، وكان عَسِرًا في الحديث.
وذكره الحاكم، فقال: كان أحد أركان الحديث.
وقال البرقاني، كان محدثاً زاهداً متقللاً من الدنيا، لم يكن يحدّث غير واحد، فقيل له في ذلك، فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا للسّماع تحدّثوا، وأنا لا أصبر على ذلك، وأخذ البَرْقَاني يصف أشياء من تقلله وزهده وأنه أعطاه كسرا وقال: أحملها إلى الباقلاني ليطرح عليها ماء الباقلاء، قال: فوقعت على الكسر باقلاءتان، فرفعهما وقال: هذا الشيخ يعطيني كلّ شهر دانقًا حتى أبلّ له الكِسَر.
قلت: وقد روى عنه: رفيقُهُ الإمام أبو بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن شاه المَرُوذي، وأبو نُعَيم الأصبهاني. [ص:290]
قال الحاكم: خرج الآبندوني إلى بغداد سنة خمسين، وسكنها إلى أن مات.
وقال غيره: عاش خمسًا وتسعين سنة، رضي الله عنه.(8/289)
282 - عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك الأصبهاني الواعظ، أبو محمد. [المتوفى: 368 هـ]
رَوَى عَنْ: البَغَوِي، وأبي عَرُوبة الحرّاني.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
تُوُفّي في رجب.(8/290)
283 - عبد الله بن الحسن بن سُليمان، أبو القاسم ابن النخّاس، بالمعجمة، البغدادي المقرئ. [المتوفى: 368 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصّوفي، وأبا القاسم البغوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وهو أكبر منه، وأبو الحسن الحمّامي، وأبو بكر البَرْقَاني، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
وقال أبو الحسن بن الفرات: قلّ ما رأيت في الشيوخ مثله.
وقال الخطيب: كان ثقة، وُلِد سنة تسعين ومائتين.
قلت: قرأ على الحسن بن الحسين الصّوّاف، وغيره.(8/290)
284 - عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان، أبو العبّاس الحيَّاني البُوشَنْجي الهَرَوِي. [المتوفى: 368 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن القاسم بن زكريّا الكوفي، وطائفة، كابن عُقْدَةَ، وهو سميّ أبي الشيخ وعصْريّه.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو الفضل الجارودي، وأبو عثمان سعيد بن العبّاس القُرَشي، وغيرهم.
تُوُفّي في هذا العام.(8/290)
285 - عبد الله بن محمود بن محمد الأصبهاني المارستاني الخازن. [المتوفى: 368 هـ][ص:291]
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العباس، ومحمد بن عبد الله بن رستة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نعيم، وغيرهما.(8/290)
286 - عبد الله ابن الإمام أبي زكريا يحيي بن محمد العَنْبَرِي النَّيْسَابُوري، أبو محمد. [المتوفى: 368 هـ]
رجل صالح،
رَوَى عَنْ: أبي العبّاس السّرّاج، وابن خزيمة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/291)
287 - عبد الصّمد بن محمد بن حَيَوَيْه، أبو محمد البخاري الحافظ الأديب. [المتوفى: 368 هـ]
سَمِعَ: محمد بن محمد بن حاتم السّجِسْتاني، ومَكْحُولا البَيْرُوتي.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان واسع الرّحلة، له " صحيح " مخرج على البخاري، جوده.
توفي بالدّينَوَر.
وقد روى عنه الحاكم، قال: سمعت أبا بكر بن حرب شيخ أهل الرأي ببلدنا يقول: كثيرًا ما أرى أصحابنا يظلمون أهل الحديث، كنت عند حاتم العَتَكي، فدخل عليه شيخ من أهل الرأي، فقال: أنت الذي تروي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بقراءة الفاتحة خلف الإمام؟ فقال: قد صحّ الحديث " لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب "، فقال له: كَذَبْتَ، إنّ فاتحة الكتاب لم تكن فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنّما نزلت في عهد عمر.
قلت: إسنادُها صحيح.(8/291)
288 - علي بن محمد بن صالح بن داود، أبو الحسن الهاشمي المقرئ الضّرير، [المتوفى: 368 هـ]
مقرئ البصرة.
قرأ القرآن على أبي العبّاس أحمد بن سهل الأشناني.
قَرَأَ عَلَيْه: طاهر بن غلبون.(8/291)
289 - علي بن محمد بن أحمد الْجُرْجاني الزّاهد الفقيه المعروف بأبي الحسن القصري. [المتوفى: 368 هـ][ص:292]
كان مُفْتيًا عارفًا بمذهب الشافعيّ.
رَوَى عَنْ: البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الكريم الوزان، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن.
توفي يوم عاشوراء.
رَوَى عَنْهُ: حمزة السّهمي، والْجُرْجَانيّون.(8/291)
290 - عمر بن عُبَيْد الله بن إبراهيم، أبو أحمد الإصبهانيُّ الوَرَّاق، [المتوفى: 368 هـ]
إمام الجامع.
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وأحمد بن محمد بن شَيبه.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم.(8/292)
291 - عيسى بن حامد بن بِشْر، القاضي أبو الحسين الرُّخَّجي ثم البغدادي، المعروف أيضاً بابن بنت القُنَّبيطي. [المتوفى: 368 هـ]
سَمِعَ مِنْ: جدّه محمد بن الحسين القُنَّبيطي، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية. وكان من تلامذة محمد بن جرير.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن محمد السَّوَّاق، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الطاهريّ، وأبو علي بن دُوما.
وثَقه ابن أبي الفوارس، وقال: تُوُفّي في ذي الحجَّة.(8/292)
292 - الغضنفر، أبو تغلب ابن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، التَّغْلِبِيُّ [المتوفى: 368 هـ]
صاحب المَوْصِل وابن صاحبها.
مرّ في ترجمة أبيه، وكيف قَبَض على أبيه، واستبدّ بالأمر، ثم إنّه حارب عضُدُ الدولة بن بُوَيْه، وصار إلى الرّحْبة، ثم هرب منها خوفًا من ابن عمّه سعد الدولة صاحب حلب، ومن بني كِلاب، فإنّ عضُدُ الدولة كاتبهم وجسرهم عليه، فوصل إلى مَرْج دمشق، وأراد دخولَها، فمانَعَهُ صاحبُها قَسّامُ، فأنفذ أبو تَغْلِب كاتبه إلى العزيز يستنجد به، ثم نزل بِحَوْران، وفارقه [ص:293] ابن عمه أبو الغطريف، ورد إلى خدمة عضُدُ الدولة، فجاء الخبر من كاتبه بأن يُقْدِم على العزيز، فخاف وتوقف، ثم نزل بأرض طبريّة، وبعث العزيز مولاه الفضل ليأخذ له دمشق، فاجتمع به أبو تَغْلِب، ثم تفرّقا عن وَحْشَةٍ.
وكان مُفرّج الطائي قد استولى على الرّمْلة فاتّفق مع فضْلٍ على حرب أبي تَغْلِب وانضم إلى أبي تغلب بنو عُقَيْل النّازلون بالشّام، فوقع المصَاف بظاهر الرَّملة في سنة تسعٍ، مُسْتَهل صفر، فانهزم بنو عقيل، وأسر مُفَرّج أبا تغلب، ثم قتله صبْرًا، وبعث برأسه إلى العزيز. ذكر ذلك القفْطي.
ولم يذكر ابن عساكر أبا تغلب في تاريخه، والله أعلم.(8/292)
293 - محمد بن أحمد بن علي، أبو الحَسَن الواعظ الصُّوفي، [المتوفى: 368 هـ]
صاحب ابن الجلاء.
حدّث بدمشق في هذه السنة عن: أحمد بن المُعَلّى الدّمشقي، والعبّاس بن يوسف الشّكَلي، وعبد الله البَغَوِي.
وَعَنْهُ: الحسين بن جعفر الْجُرْجاني، وعبد الوهاب المَيْداني.(8/293)
294 - محمد بن أحمد بن طاهر، أبو طاهر الصّوفيُّ [المتوفى: 368 هـ]
شيخ الملامتية.
كان كثير الاجتهاد والتأله، أنفق على الفقراء ما لا يُحْصَى.(8/293)
295 - محمد بن إبراهيم بن مُحبّ، أبو عبد الله الزُّهْري الْأندلسي. [المتوفى: 368 هـ]
سَمِعَ: ببجّانَة من سَعِيد بْن فَحْلُون، وأحمد بن جابر.
وعاش سبعين سنة.(8/293)
296 - محمد بن عبد الرحمن بن عَمْرو، أبو بكر الرّحَبي الحمصي القاضي. [المتوفى: 368 هـ]
سَمِعَ: أباه، ومحمد بن جعفر بن رزِين، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومحمد بن يوسف الهَروي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وهو من أقرانه، [ص:294] والمسدد الأملوكي، وعلي ابن السّمْسار.
حدّث أيضًا بدمشق في هذه السنة.(8/293)
297 - محمد بن عُبَيْدُون بن فهد الأندلسي القُرُطُبي. [المتوفى: 368 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أبيه، وروى عن محمد بن وَضّاح جُزءًا سمعه منه، وهو ابن إحدى عشرة سنة، ثم روى عنه " المُدَوَّنة " بالإجازة، وهو آخر من حدّث في الدّنيا عن ابن وضّاح.
قال ابن عفيف: وقد طُعِن في عدالته.
وقال ابن الفَرَضي: كان ذاهِبَ السَّمْع، لم أرْوِ عنه. وُلد سنة اثنتين وسبعين ومائتين.(8/294)
298 - محمد بن علي بن عبد الله بن إسحاق، أبو علي الْجُرْجاني الوَزْدُولي، [المتوفى: 368 هـ]
ووزْدول من قُرى جُرْجان.
نزل بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد، وأبي عَرُوبة.
وَعَنْهُ: أبو سعيد الماليني، وأحمد بن علي البادي.
سُمِعَ منه في هذا العام.(8/294)
299 - محمد بن عيسى بن عَمْرَوَيه، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الْجُلُودي الزّاهد، [المتوفى: 368 هـ]
راوي " صحيح مسلم ".
سَمِعَ: عبد الله بن شِيرَوَيْه، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيَان الفقيه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأبا بكر محمد بن زنْجَويْه القُشَيْري، ومحمد بن المسيّب الأرغَيَاني، وغيرهم بنَيْسَابور، ولم يرحل منها.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله، وأحمد بن الحسن بن بُنْدَار الرّازي، وأبو سعيد عمر بن محمد السّجْزي، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش، [ص:295] وأبو محمد ابن يوسف، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وآخرون، وآخرهم عبد الغافر.
قال الحاكم في " تاريخه ": محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد، أبو أحمد الْجُلُودي - كذا سمّي أباه وجدّه - وقال: هو من كبار عُبّاد الصُّوفية صحِب أصحاب أبي حفْص، وكان يورّق بالأجْرة، ويأكل من كسْب يده، وكان ينتحل مذهب سُفيان الثَّوْري ويعرفه.
تُوُفِّي في الرّابع والعشرين من ذي الحجّة، قال: وخُتم بوفاته سماع كتاب مُسْلم، فإنّ كل من حدّث به بعده عن إبراهيم بن سُفْيان فإنّه غير ثقة.
وقال الحاكم، وقد سُئل عن الْجُلُودي: كان من أعيان الفقراء الزّهّاد، من أصحاب المعاملات في التّصَوّف، ضاعت سماعاته من أبي سفيان، فنسخ البعض من نسخة لم يكن له فيها سماع.
وقال ابن دِحْيَة: اخْتُلِف في الْجُلُوديّ، فقيل: بفتح الجيم التفاتًا إلى ما ذكره يعقوب في " الإصلاح "، ونقله ابن قُتَيْبة في " الأدب "، وليس هذا من ذاك في شيء؛ لأنّ الذي ذكره يعقوب رجل منسوب إلى جَلُود من قرى إفريقية، بينه وبين هذا أعوام عديدة، وهذا متأخّر كان يحكم في الدار التي تباع فيها الْجُلُود للسُّلطان، وكان الصّواب عند النَّحويّين أن يقال الْجُلْدي، لأنّك إذا نَسَبْتَ إلى الجمع ردَدْت إلى الواحد، كقولك صَحْفي وفَرْضيّ.
وقال ابن نُقْطَة: رأيت نَسَبَه بخطّ غير واحد من الحُفَّاظ: محمد بن عيسى بن عَمْرَوَيْه بن منصور.
قال الحاكم: ودفن في مقبرة الحيرة، وهو ابن ثمانين سنة.(8/294)
300 - محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن حجّاج النَّيْسَابُوري، الحافظ أبو الحسين الحجّاجي المقرئ [المتوفى: 368 هـ]
العبد الصالح الصّدُوق.
قرأ القرآن ببغداد على ابن مجاهد،
وَسَمِعَ: عمر بن أبي غيلان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير الطبري، وببلده أبا العباس [ص:296] الثقفي، وأبا بكر بن خزيمة، وأحمد بن محمد الماسِرجِسي، ومحمد بن المسيّب، وبالرّيّ محمد بن جعفر بن نصر الرّازي، وبالكوفة عليّ بن العباس المَقَانِعي، وبمصر علان بن الصّيْقَل، وأُسامة بن علي الرّازي، وبدمشق أبا الجهم بن طِلاب، وابن جَوْصَا.
وصنَّف العِلَلَ والشِّيوخَ وَالأبواب.
وَعَنْهُ: أبو علي الحافظ، وهو أكبر منه، وأبو بكر ابن المقرئ، وهو من طبقته، بل أقدم منه، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، والحاكم، وأبو بكر البَرْقَاني، وأبو حازم العَبْدُويِي.
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسين، وأنا ألقّبه بعَفان لِثَبْتِهِ.
قال الحاكم: وَلَعمْرِي أنّه لَكَمَا قال الحافظ أبو علي، فإنّ فَهْمَه كان يزيد على حِفْظِه.
قال الحاكم: وكان يمتنع عن الرواية وهو كهّل، فلمّا بلغ الثمانين لازمه أصحابُنَا باللّيل والنّهار، حتى سمعوا منه كتابه في " العِلَل "، وهو نيّف وثمانون جُزْءًا. وسمعوا منه " الشيوخ " وسائر المصنفات، وصحبته نيفاً وعشرين سنة باللّيل والنّهار، فما أعلم أنّي علمت أن الملك كتب عليه خطيئة. وحدثنا أبو علي الحافظ في مجلس إملائه، قال: حدّثني أبو الحسين بن يعقوب، وهو أثبت من حدَّثنا عنه اليوم، فذكر حديثًا.
تُوُفِّي في خامس ذي الحجّة، عن ثلاثٍ وثمانين سنة.(8/295)
301 - محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود بن إسحاق، أبو حاتم الهروي الإمام. [المتوفى: 368 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن اللَّيْثِ الْقُهُنْدُزِي، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن إدريس، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أبو محمد، ومحمد بن المنتصر، وإسحاق القرّاب، وأبو عثمان سعيد القرشي.
وكان فقيهاً فاضلاً،
تُوفِّي في رجب.(8/296)
302 - هَفْتَكِين، أبو منصور التُرْكي الشَّرَّابي الأمير. [المتوفى: 368 هـ]
هرب من بغداد خوفًا من عضُدُ الدولة، ونزل بنواحي حمص، فسار إليه ظالم العُقَيْلي من بَعْلَبَكّ ليأخذه، فلم يقدر، وكاتبوا هفتكين من دمشق، فقَدِمَها وغلب عليها في سنة أربعٍ وستّين، وأقام الدَّعوة العبّاسية، وأزال دعوة بني عُبيْد، ثم تأهّب لقتالهم وتَوَجَّه في شعبان من السنة، فنزل على صيدا، وواقع جُنْدُ بَنِي عُبَيد، فقَتَلَ منهم مقتلة عظيمة، وأخذ مراكب لهم في ساحل صيدا، فسار لحربه من مصر جوهر، فحصّن هو دمشق، فنازلها جوهر المُعِزّي بجيوشه في ذي القعدة سنة خمس وستّين، وحاصرها سبعة أشهر، ثم ترحّل لمّا بلغه مجيء القُرْمُطيّ من الأَحساء، فسار هفتكين في طلب جوهر، فأدركه بعَسْقَلان، فالتقوا فكسر جوهراً وتحصن جوهر بعسقلان، فحاصره هفتكين سنة وثلاثة أشهر، ثم أَمّنه فنزل وراح إلى مصر، فصادف صاحبَ مصر العزيز نِزَارًا وقد خرج في جيوشه قاصدًا دمشق، فردّ في خدمته، فكانوا سبعين ألفًا، فالتقاهم هفتكين وثبت، ثم انكسر، وأسروه في أول سنة ثمانٍ وستّين وحُمِل إلى مصر، ثم مَنّ عليه العزيز وأطلقه، وصار له موكب، فخافه الوزير يعقوب بن يوسف بن كلّس فقتله، دسّ عليه من سقاه السُّمَّ، وقيل: بل هلك في سنة إحدى وسبعين. وكان إليه المُنْتَهَى في الشّجاعة.(8/297)
-سنة تسع وستين وثلاث مائة.(8/298)
303 - أحمد بن إسحاق بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن شيبان، أبو محمد البغدادي الشَّيْباني ثم الهَرَوي الضَّرير. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: مُعَاذ بن نَجْدَة، وعلي بن محمد الجكاني، وأقرانهما.
رَوَى عَنْهُ: أبو الفضل بن أبي عصمة، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو حازم العبدويي.
تُوُفّي في جُمادي الآخرة.(8/298)
304 - أحمد بن الحسين بن أحمد بن المؤمّل الصّيّرفي البغدادي، [المتوفى: 369 هـ]
ابن أخي أبي عُبَيْدِ بْنِ المؤمّل.
تُوُفّي في المحرّم.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه نَظَر.(8/298)
305 - أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن أبي صِدام، أبو بكر اللّهْبي الصّابوني. [المتوفى: 369 هـ]
دمشقيّ مستور الحال،
رَوَى عَنْ: سعيد بن عبد العزيز، وابن الدُّرَفْس، وجماهر الزَّمْلَكاني، ومحمد بن خريم.
وَعَنْهُ: تمام، وعبد الوهاب الميداني، وعلي ابن السمسار، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الآخر.(8/298)
306 - أحمد بْن عبد الوهاب بن يونس، أبو عمر القرطبي الفقيه الشافعي، [المتوفى: 369 هـ]
تلميذ عبيد الشافعي الفقيه.
كان ذكياً عالماً بالاختلاف، لسناً، مناظرا، نحويا، لغويا، وكان ينسب إلى الاعتزال.
توفي فيها أو في صدر سنة سبعين.(8/298)
307 - أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمد بن عطاء، أبو عبد الله الرُّوذباري الصُّوفيُّ الكبير، [المتوفى: 369 هـ]
نزيل صور.
حَدَّثَ عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن جميع، وأبنه السكن، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو عبد الله بن باكويه، وعلي بن جهضم، وعلي بن عياض الصوري، وآخرون.
قال حمزة السهمي: سمعت أبا طاهر الدقي، قال: سمعت أحمد بن عطاء يقول: كلّمني جمل في طريق مكة، رأيت الجمال والمحامل عليها، وقد مدّت أعناقها في الليل، فقلت: سبحان من يحمل عنها ما هي فيه، فالتفتَ إلى جمل فقال لي: قلْ جلّ الله، فقلتُ: جَلَّ الله.
وقال السُّلَمي: أحمد بن عطاء هو ابن أخت أبي علي الرُّوذْبَاري، يرجع إلى أنواع من العلوم، منها علم القراءات وعلم الشريعة، وعِلْمُ الْحَقِيقة، وإلى أخلاقً في التَّجْريد يختصّ بها ويُربي على أقرانه، وهو أوحد مشايخ وقته في بَابَتهِ وطريقته.
تُوُفِّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ وستّين.
وقال الخطيب: روى أحاديث غلط فيها غلطًا فاحشًا، فسمعت الصّوري يقول: حدّثونا عن الرُّوذْبَاري، عن إسماعيل الصَّفّار، عن ابن عَرَفَة أحاديث لم يُروِها الصفار، قال: ولا أظنه يتعمد الكذِب لكن شُبّه عليه.
وقال الْقُشَيْرِيُّ: كان شيخ الشام في وقته.
ومن كلام أحمد بن عطاء: الذَّوْقِ أَوّل المواجيد، فأهل الْغَيْبَةِ إذا شربوا طاشوا، وأهل الحُضُور إذا شربوا عاشوا.
وقال: ما من قبيح إلّا وأقبح منه صُوفيٌّ شحيح.
وقال: التّصَوُّف ينفي عن صاحبه البُخْل، وكتب الحديث ينفي عن [ص:300] صاحبه الجهْل، فإذا اجتمعا في شخص فناهيك به نُبْلًا.
وقال: ليس كلّ من يَصْلُحُ للمُجالسَة يَصْلُحُ للمُؤانَسَة، وليس كلّ من يَصْلُح للمؤانَسة يُؤْتَمَن على الأسرار.(8/299)
308 - أحمد بن محمد بن حَسنَوَيْهِ بْنِ يونس، أبو حامد الهَرَوِي العدْل. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن إدريس، وغيره.
وَعَنْهُ: إسحاق القرّاب، وأبو بكر البَرْقاني، وأبو حازم العبدويي، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وقال أبو النَّضْرِ الْفامي: كان ثقة.
قلت: تُوُفّي في رمضان.(8/300)
309 - أحمد بن محمد بن دلان بن هارون الفقيه، أبو حامد الزَّوْزَني. [المتوفى: 369 هـ]
تُوُفّي في جُمادى الآخرة.(8/300)
310 - أحمد بن أبي منصور، أبو حامد الأزهريُّ الهَرَويُّ. [المتوفى: 369 هـ]
لعله الذي تقدم.(8/300)
311 - إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شَاقْلا، أبو أسحاق البغدادي البزّاز، [المتوفى: 369 هـ]
شيخ الحنابلة وفقيههم.
كان إمامًا في الأصول والفروع،
سَمِعَ مِنْ: دعلج بْن أحمد، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأبي عَلِيّ ابن الصوّاف، وتفقه على أبي بكر عبد العزيز.
وكان يُشْغِل الناس، وله حلقة بجامع المنصور.
تُوُفّي في رجب، وله أربعُ وخمسون سنة رحمه الله، لم يبلغ سنُ الرواية.(8/300)
312 - إبراهيم بن ثابت، أبو إسحاق الدّعّاء المُذَكِّر. [المتوفى: 369 هـ]
يقال: إنّه لقي الْجُنَيْد.
قال السُّلمي: كان من أورع المشايخ وأزهدهم وأحسنهم حالًا، [ص:301] وألزمهم للشريعة. وكان له حلقة ببغداد، تقدمت إليه وسألته أن يدعُوَ لي، فقال: يا أخي اختيار ما جرى لك في الأَزَل خيرٌ لك من معارضة الوقت.
وكان يقول: كان الْجُنَيْدُ يَأْتي إلى دارنا.
وقال إبراهيم: دع ما تندم عليه.(8/300)
313 - الحسن بن أحمد بن دُليف الأزركاني. [المتوفى: 369 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: ابن الجارود.(8/301)
314 - الحسن بن علي بن شعبان، أبو علي المصري. [المتوفى: 369 هـ]
رَوَى عَنْ: ابن المنذر.(8/301)
315 - الحسين بن علي البصري الحنفي المعروف بالجعل [أبو عبد الله] [المتوفى: 369 هـ]
كان مقدماً في الفقه والكلام، عاش ثمانين سنة. وكان من كبار المُعْتَزِلة، وله تصانيف على قواعدهم.
ذكره أبو إسحاق في " طبقات الفقهاء "، فقال فيه: رأس المعتزلة. وكناه أبا عبد الله.
قال الخطيب: له تصانيف كثيرة في الاعتزال. قال لي أبو عبد الله الصّيْمَرِي: كان مقدّمًا في الفقه والكلام مع كثرة أماليه فيهما وتدريسه لهما. قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة. وحدّثني التَّنُوخيّ أنّه ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قيل: وصلّى عليه أبو علي الفارسي النّحّوي.(8/301)
316 - الحسين بن كَهْمَس، أبو علي الجوهري المصري المعدّل. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: أبا العلاء الكوفي،
وَتُوُفِّي في شعبان.(8/301)
317 - الحسين بن محمد بن علي، أبو سعيد الأصبهاني الزعفراني. [المتوفى: 369 هـ][ص:302]
كان - فيما ذكر أبو نُعَيم - بُندار البلد في كثرة الأصول والحديث، صاحب معرفة وإتقان، صنّف " المُسْنَد " و" التفسير " و" الشيوخ "، وله من المصنّفات شيء كثير.
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، ويحيى بن صاعد، والحسين بن علي بن زيد.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم، وأهل أصبهان.
أَخْبَرَنَا أحمد بن سلامة إجازة، عن مَسْعُودٍ الْجَمَّالِ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا الحسين بن علي بن زيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن حنان، قال: حدثنا بقية، عن أَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ أَمَانُ كُلِّ خَائِفٍ ".(8/301)
318 - خالد بن هاشم، أبو زيد القُرْطُبي الوزير. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الجباب،
وَتُوُفِّي في صفر، ووَزِر قليلًا للمؤيد بالله.(8/302)
319 - رُحَيم بن سعيد بن مالك الضّرير، أبو سعيد العابر. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: أبا زُرْعَة الدّمشقي، وهو آخر من حدّث عنه، وحاجب بن أُركين.
رَوَى عَنْهُ: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ويحيى بن علي ابن الطحان، وأحمد بن عمر الجهازي.
قال عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة.
وقال ابن الطحان: سمعنا منه سنة تسعٍ وستّين، وعاش بعد ذلك يسيرًا. قال: عُمْري مائةٌ وسَبْعُ سِنين.(8/302)
320 - سعيد بن أَبِي سعيد محمد بن أحمد بن سعيد، أبو عثمان الصُّوفي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 369 هـ]
قال الحاكم: رفيقي، لعلّه كتب بانتخابي على الشيوخ نحو مائة ألف حديث بخُراسان والعراق، فقد وصل إليّ من سماعي بخطّه الدقيق أكثر من ستّمائة جزء.
سَمِعَ: الأصمّ وغيره، وببغداد أحمد بْن كامل، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراساني، ومات كهلًا.
وروى عنه الحاكم، وأبو العلاء الواسطي.(8/303)
321 - عبد الله بن أحمد بن راشد بن شعيب، أبو محمد ابن أخت وليد البغداديّ الفقيه الظّاهري، [المتوفى: 369 هـ]
قاضي دمشق.
حَدَّثَ عَنْ: ابن قُتَيْبة العَسْقَلانِي، وعلي بن عبد الله الرملي.
وَعَنْهُ: علي بن منير، وابن نظيف الفَرَّاء، ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وغيرهم.
ذكره ابن عساكر، فقال: وكان خيّاطا فوُلّي قضاء مصر في دولة الأخشيد. قال: وقيل: كان سخيفاً خليعا يأخذ الرّشوة، وهَجَوْهُ بقصيدة. ووُلّي قضاء دمشق سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وطال عمره.
تُوفِّي في ذي القعدة، وقد ولي قضاء مصر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وعزل سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وقال أبو محمد بن حَزْم: أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن شُعَيْب المعروف بابن أخت وليد، ولي قضاء دمشق ومصر، وله مصنّفات كثيرة.
أَخَذَ عَنْ: أبي الحسن عبد الله بن أحمد بن المغلّس الدّاودي.
ثم قرأت في كتاب " قضاة مصر " لابن زُولاق، قال: كان محمد بن بدر قاضي مصر قد أوقف من الشهود عبد الله بن وليد، فدخل يومًا على محمد بن بدر، فلم يُوَسَّع له أحد، فقال ابن بدر: عندي يا أبا محمد، فأبى، وجلس قليلًا وانصرف، ثم كتب إلى بغداد إلى ابن أبي الشوارب يطلب أن يولّيه قضاء مصر، وبذل له، وأعانه جماعة ببغداد، فكتب إليه بالقضاء، فجاءه العهد في رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وكان [ص:304] قاضي الرملة الحسين بن هروان بمصر، فركب إليه ابن وليد يُعَرّفه بالأمر، وأراه عَهْدَه، والتمس معونته، فطمع ابن هروان في الأمر، وقوى قوم نفسه، فأعانه الإخشيد، ففتر أمر ابن وليد، ولم يُعِنْهِ الإِخْشيد، وتمرّض، فكان النّاس يقولون: عبد الله بن وليد أبرد من الجليد، عبد الله بن وليد تحت القضاء شديد، عبد الله بن وليد هو ذا يموت شهيد.
ثم بعد سنة ولي مصر ابن زبر فلم يلبث أن مات، وسعى ابن وليد في القضاء، فتولّى من جهة ابن هروان قاضي الرملة المذكور، وقُرئ عهد الرّاضي بالله إلى ابن هروان بقضاء مصر، ثم عُزِل ابن وليد عن الحكم بعد ستة أشهر بمحمد بن بدر، ثم مات ابن بدر بعد سنة، وحكم بعده أبو الذكر محمد بن يحيى المالكي عشرة أيام، وصُرِف، وقد وُلّي ابن وليد مرّةً ثانية وثالثة بمصر، والثالثة كانت من جهة المستكفي بالله، فكانت أجل ولاياته، ثم تكبر وتجبر، واستهان بالنّاس، وكان يَهْزِل في مجلسه ويلعب، وطالت ولايته، وخُلع المستكفي فجاءه تقليد القضاء من المُطيع.
ثم إنّ المطيع ردّ قضاء مصر إلى محمد بن الحسن الهاشمي، فكتب إلى ابن وليد بالعهد من قِبَلَه، ثم إنّه أخذ في تكثير الشُّهود وتعديل من لا يليق، فمقتوه، وكان قبل ذا تاجرًا بزّازًا كثير الأموال، ثم عُزِل ووُلّي بعد مدة قضاء دمشق، وله أخبار يطول ذكرها، نسأل الله أن يسامحه.
وحُفِظ عنه أنّه كان يقول لحاجبه: أين اليهود؟ يعني: الشُّهود، والكُمَنَاء؟ يعني: الأُمناء. وقالت له امرأة: خذ بيدي، فقال: وبرجلك.
وكان ينقم عليه هزله المقذع، وتبسطه في الأحكام والارتشاء، وكان أبو الطاهر الذّهْلي لا ينفّذ له حُكْمًا.(8/303)
322 - عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب بن مَاسِي، أبو محمد البغدادي البزّاز. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: أبا مسلم الكَجّي، وأبا شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، ويوسف القاضي، وأحمد بن أبي عَوْفٍ الْبُزُوري، وغيرهم. وَعَنْهُ: [ص:305] أبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، والبَرْقَاني، وإبراهيم بن عمر الْبَرْمَكِيُّ الفقيه، وآخرون.
ووُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبتًا، سألت البَرْقَاني: أيّما أحبّ إليك، ابن مالك القَطِيعي أو ابن مَاسِي؟ فقال: ليس هذا مما يُسأل عنه، ابن ماسي ثقة ثبت لم يتكلم فيه.
قلت: مات ابن ماسي في رجب، وله خمسٌ وتسعون سنة.(8/304)
323 - عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ [المتوفى: 369 هـ]
صاحب التصانيف.
وُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين. وسمع في صِغره جدّه لأُمَّه محمود بن الفرج الزاهد، وإبراهيم بن سعدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس أصبهان، ومحمد بن أسد المَدِيني، وأحمد بن محمد بن علي الخُزاعي، وعبد الله بن محمد بن زكريّا، وإبراهيم بن رُسُتَة، وأبا بكر أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وأبا بكر أحمد بن عمرو البزار، وإسحاق بن إسماعيل الرّمْلي.
وأوّل سماعه سنة أربعٍ وثمانين، ورحل فسمع بالبصْرة من أبي خليفة وغيره، وببغداد من أحمد بن الحسن الصوفي وطبقته، وبمكة المفضل الجندي وغيره، وبالموصل من أبي يَعْلَى، وبحرّان من أبي عَرُوبة، وبالرّيّ وأماكن أُخَر.
وكان حافظًا، عارفًا بالرّجال والأبواب، كثيَر الحديث إلى الغاية، صالحًا، عابدًا، قانتاً لله، صنف تاريخ بلده، و" التاريخ على السّنين "، وكتاب " السنة "، وكتاب " العظمة "، وكتاب " ثواب الأعمال "، وكتاب " السُّنَن ". وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الماليني، وأبو بكر بن مَرْدَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو نُعَيم، ومحمد بن علي بن سمويه المؤدّب، وسفيان بن حَسَنكَوَيْه، وأبو بكر محمد بن علي بن بهروزمرد، والفضل بن [ص:306] محمد القاساني، وحفيده محمد بن عبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرّحيم الكاتب، وخلق سواهم.
قال أبو بكر بن مردويه: ثقة مأمون، صنف " التفسير "، والكتب الكثيرة في الأحكام وغيره.
وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظا ثبتا متقنا.
وعن بعضهم، قال: ما دخلت على الطبراني إلا وهو يمزح ويضحك، وما دخلت على أبي الشيخ إلا وهو يصلي.
وقال أبو نُعَيم: كان أحد الأعلام، صنّف الأحكام والتّفسير، وكان يفيد عن الشيوخ ويصنّف لهم ستّين سنة، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن عبد الغني المعدّل في كتابه، أنّه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النَّوم كأنّي دخلت مسجد الكوفة، فرأيت في وسطه شيخاً طوالاً لم أر شيخا قطّ أحسن منه، وعليه ثياب بيض، فقيل لي: أتعرف هذا؟ قلت: لا، فقيل لي: هو أبو محمد بن حَيّان، فخرجت خلفه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حَيّان؟ قال: أنا أبو محمد بن حيان، قلت: أليس قد مُتَّ؟ قال: بلى، قلت: فبالله، ما فعل الله بك؟ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ، إلى آخر الآية، فقلت: أنا يوسف بن خليل الدّمشقي جئت لأسمع حديثك وأُحَصّل كُتُبَك، فقال: سلّمك الله، وفَّقك الله، ثمّ صافحته، فلم أر شيئًا قطّ ألْيَن من كفّه، فَقَبّلتُها ووضعتها على عيني.
تُوُفّي أبو الشيخ فيما ذكر أبو نُعَيم في سَلْخِ الْمُحَرَّم من السنة.(8/305)
324 - عبد الرحمن بن أحمد بن حَمْدَوَيْهِ، أَبُو سعيد النَّيْسَابُوري المقرئ المؤذّن. [المتوفى: 369 هـ]
كان خيُرًا مجتهدًا من أولاد المحدّثين، حجّ به أبوه سنة ثلاثمائة، [ص:307] وجاور به، فسمّعه من أحمد بن زيد بن هارون القزّاز صاحب إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومن جماعة، ثم رجع وسمع من: عبد الله بن شِيَرَوَيْه، ومحمد بن شادل، والسّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وببغداد من البَغَوِي، وجماعة. وخرّج له الحاكم فوائد، وحدّث بأصبهان وبالبصرة وغيرهما. رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو حفص بْن مسرور.(8/306)
325 - عبد الرحمن بن عبيد الله بن موسى، أبو المطرف ابن الزامر القرطبي. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن يحيى ابن الشامة، ووهب بن مَسَرَّة، ومحمد بن معاوية القُرَشي، وخلقًا، ورحل فسمع من الآجُريَّ وطبقته، وكان كثير الجمع للحديث. عاش خمسين سنة.(8/307)
326 - عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن محمد التّميمي الْجَوْهَري، أبو محمد [المتوفى: 369 هـ]
قاضي الصعيد.
يَرْوِي عَنْ: ابن زبان، وأبي جعفر الطّحاوي.(8/307)
327 - عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم، أبو أحمد الشَّطَوي. [المتوفى: 369 هـ]
بغداديّ ثقة.
سَمِعَ: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الْجَوْزي، وأحمد بن حسن الصُّوفي.
وَعَنْهُ: أبو العلاء الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو علي بن دُوما.
وقال ابن أبي الفوارس: تُوُفّي في شوّال، وكان فيه تَسَاهُل.(8/307)
328 - علي بن حَفْص بن عُمَر الأَرْدُبيلي الحافظ. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: الحسن بن علي الطُّوسي، ومحمد بن إبراهيم الأصبهاني، وجماعة.
وكان حافظًا كأبيه.(8/307)
329 - عمر بن أحمد ابن السّرّاج الشاهد، أبو حفص. [المتوفى: 369 هـ][ص:308]
بغدادي ثقة، عنده عن أبي بكر ابن الأنباري.(8/307)
330 - عمر بن أحمد بن يوسف، أبو حفص البغدادي، وكيل الخليفة المُتَّقي لله، يُعرف بأبي نُعَيم. [المتوفى: 369 هـ]
رَوَى عَنْ: أحمد بن الحسن الصُّوفي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وبُشْرَى الْفَاتني.
وثَّقه الخطيب.(8/308)
331 - محمد بن أحمد بن جعفر، أبو عَمْرو الأَرْغِيَاني المؤذّن. [المتوفى: 369 هـ]
ثقة،
حَدَّثَ بسمرقند عَنْ: أبي العبّاس السّرّاج، وعلي بن الفضل البلْخي.
وَعَنْهُ: أبو سعيد الإدريسي.
تُوُفّي بسَمَرْقَنْدَ في ذي القِعْدَة.(8/308)
332 - محمد بن أحمد بن حامد بن خميرويه، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الكرابيسي الحافظ. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: السّرّاج، ومُؤمّل بن الحسن، وطبقتهما، ورحل فسمع من ابن أبي حاتم، وابن عُقْدَةَ، وطبقتهما.
قال الحاكم: كان يرجع إلى معرفة وفهم. سمع الكثير، وصنف وحدثنا.
تُوُفِّي فِي صفر.(8/308)
333 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حامد، أبو جعفر ابن المُتَيَّم البغدادي، [المتوفى: 369 هـ]
مولى الهادي بالله.
قال ابن أبي الفوارس: كتبنا عنه، عن الفِرْيابي، وغيره، وكان لا بأس به، وكان فيه دُعابة،
تُوُفِّي في شوّال.(8/308)
334 - محمد بن سُليمان بن محمد بن سُليمان بن هارون، الإمام أبو سهل الحنفي العجلي الصُّعْلُوكي النَّيْسَابُوري الفقيه الشّافعي الأديب اللُّغَوي المتكلّم المفسّر النّحوي الشّاعر المفتي الصُّوفي. [المتوفى: 369 هـ]
حَبْرُ زمانه وبقية أقرانه، هذا قول الحاكم فيه. وقال: وُلد سنة ست وتسعين ومائتين، وأوّل سماعه سنة خمس وثلاثمائة. واختلف إلى أبي بكر بن خُزَيْمَة، ثم إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثَّقَفي، وناظَرَ وبرع، ثم استُدْعى إلى أصبهان، فلما بلغه نعيُّ عمّه أبي الطّيّب، خرج متخفياً، فورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ثم نقل أهله من أصبهان، وأفتى ودرس بنَيْسَابور نيّفًا وثلاثين سنة.
سَمِعَ: ابن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا العبّاس أحمد بن محمد الماسَرْجِسي، وأبا قريش محمد بن جمعة، وأحمد بن عمر المحمداباذي، وبالرّيّ أبا محمد بن أبي حاتم، وببغداد إبراهيم بن عبد الصمد، وأبا بكر ابن الأنباري، والمَحَاملي. وكان يمتنع من التحديث كثيرًا إلى سنة خمسٍ وستّين، فأجاب للإملاء. وقد سمعت أبا بكر بن إسحاق الصبغي غير مرّة يعود الأستاذَ أبا سهل ويقول: بارك الله فيك لا أصابك العين. وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سئل أبو الوليد الفقيه عن أبي بكر القفال وأبي سهل الصّعلوكي أيّهما أَرْجَح؟ فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل؟! وقال الفقيه أبو بكر الصيرفي: لم ير أهل خراسان مثل أبي سهل.
وقال الصّاحب إسماعيل بن عبّاد: ما رأينا مثل أبي سهل، ولا رأي مثل نفسه.
وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو سهل مفتي البلدة وفقيهها، وأَجْدل من رأينا من الشّافعيّين بخُراسان، ومع ذلك أديب، شاعر، نَحْوِيّ، كاتب، عَرُوضِيّ، مُحِبٌّ للفقراء.
وقال أبو إسحاق الشّيرازي: أبو سهل الصّعلوكي الحنفي، من بني حنيفة، صاحب أبي إسحاق المَرْوَزي، مات في آخر سنة تسعٍ وستّين. [ص:310]
وكان فقيهًا، أديبًا، شاعرًا، متكلمًا، مفسّرًا، صوفيًّا، كاتبًا.
وَعَنْهُ: أخذ ابنه أبو الطّيّب، وفُقَهاء نَيْسَابُور.
قلت: وهو صاحب وجه، ومن غرائبه أنّه قال: إذا نوى غسْلَ الْجَنَابة والجمعة معاً لا يجزئه لواحد منهما. وقال بوجوب النّية لإزالة النّجاسة. وقد نقل الماوردي، وأبو محمد البغوي الإجماع أنها لا تشترط.
وقال أبو العباس النسوي: كان أبو سهل الصّعلوكي مُقَدَّمًا في علم الصُّوفيّة، صحِب الشِّبْلِيَّ، وأبا علي الثقفي، والمُرْتَعِش، وله كلام حَسَنُ في التّصوُّف.
قلت: مناقبه جمّةٌ، ومنها ما رواه القُشَيْري أنّه سمع أبا بكر بن فورك يقول: سئل الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل، فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مُفْرِطة، والإرادة لا تتعلّق بمُحَال.
وقال السُّلَمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قطّ، وما كان لي قُفْلٌ ولا مفتاح، ولا صَرَرْتُ على فضة ولا ذهب قط. وسمعته يسأل عن التصوف، فقال: الإعراض من الاعتراض.
وسمعته يقول: من قال لشيخه: لِمَ؟ لا يفلح أبدًا. وقد حضر أبو القاسم النصراباذي وجماعة، وحضر قوال، فكان فيما غنى به، هذا: " جعلت تَنَزّهي نظري إليكا " فقال النصراباذي: قل: " جعلت "، فقال أبو سهل: بل جعلتُ، فرأينا النَّصْراباذي ألْطَفَ قولا منه في ذلك، فرأى ذلك فينا، فقال: ما لنا وللتفرقة، أليس عين الجمع أحقّ؟ فسكت النَّصْراباذي ومن حضر.
وقال لي أبو سهل: أقمت ببغداد سبع سنين، فما مرّت بي جمعة إلّا ولي علي الشِّبْلِيِّ وقفة أو سؤال، ودخل الشِّبْلِيُّ على أبي إسحاق المَرْوَزي فرآني عنده، فقال: ذا المجنون من أصحابك، لا، بل من أصحابنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ ابن تاج الأمناء، قال: أخبرنا محمد بْنُ يُوسُفَ الْحَافِظُ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أبي القاسم الشعري أخبرته. (ح) وأخبرنا أَبُو الْفَضْلِ، أَنَّهَا كَتَبَتْ إِلَيْهِ تُخْبِرُهُ، أَنَّ إسماعيل بن أبي القاسم [ص:311] أخبرها، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن مسرور، قال: حدثنا أَبُو سَهْلٍ محمد بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَنَفِيُّ إِمْلاءً، قال: حدثنا أبو قريش الحافظ، قال: حدثنا يحيى بن سليمان ابن نضلة، قال: حدثنا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ ".
وبهذا الإسناد إلى ابن مسرور، قال: أنشدنا أبو سهل لنفسه:
أنام على سَهْوٍ وتبكي الحمائم ... وليس لها جرم ومني الجرائم
كذبتُ وبيتٍ الله لو كنتَ عاقلًا ... لما سبقتني بالبكاء الحمائم
وقال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا سهل ودفع إليه مسألة، فقرأها علينا، وهي:
تمنَّيتُ شهرَ الصَّوْمِ لا لِعبادةٍ ... ولكنْ رجاءَ أنْ أرى ليلة القدر
فأدعو إله النَّاس دعوة عاشقٍ ... عسى أن يُريحَ العاشقين من الهجْر
فكتب أبو سهل في الحال:
تمنّيت ما لو نلته فَسَدَ الهَوَى ... وحلّ به للحين قاصمة الظَّهْر
فما في الهَوَى طبٌّ ولا لَذَّةٌ سوى ... مُعَاناةِ ما فيه يقاسى من الهجر
قال الحاكم: توفي أبو سهل في ذي القعدة سنة تسعٍ وستين بنَيْسَابور.(8/309)
335 - محمد بن صالح بن علي بن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبيد الله بْن عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بن عبد الله بن العبّاس القاضي، أبو الحسن الهاشمي العبّاسي البغدادي، الكوفيّ الأصل، المعروف بابن أمّ شَيْبَان [المتوفى: 369 هـ]
قاضي بغداد. [ص:312]
سَمِعَ: عبد الله بن زيدان البَجَلي، ومحمد بن محمد بن عقبة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقَاني، وغيره.
ووُلّي القضاء سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقدم بغداد من الكوفة مع أبيه وأخيه القاضي محمد الذي مر بعد الثلاثمائة. وقرأ على ابن مجاهد، ثم صاهَرَ أبا عمر محمد بن يوسف القاضي على بنت بنته.
قال طلحة بن جعفر: هو رجلّ عظيمُ القَدْر، واسعُ العلم، كثيرُ الطلب، حَسَنُ التّصنيف، ينظر في فنون، متوسّطٌ في مذهب مالك. قال: ولا أعلم هاشميًّا تقلّد قضاء بغداد غيره، جُمعت له بغداد، ثم قُلّد معها قضاء مصر، وقطعة من الشام.
وقال ابن أبي الفوارس: كان نبيلًا فاضلًا، ما رأينا في معناه مثله، وفي الصدق نهاية. مولده سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين. قال: وتُوُفّي فجأة لِلَيْلَةٍ من جُمادى الأولى.
قلت: كان من خِيار القُضاة في زمانه مع الشَّرف والعِلْم.(8/311)
336 - محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مَخْلَد، أبو عبد الله الأصبهاني الغَزَّال. [المتوفى: 369 هـ]
محدّث رحّال جوّال،
سَمِعَ: عَبْدان الأَهوازي، ومحمد بْن زبان بْن حبيب، وعَلِيّ بْن أحْمَد علان، والقاسم بن عيسى العصار الدمشقي وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذّكْواني، وَأَبُو نُعَيم الأصبهاني، وقال: هو أحد من يرجع إلى حفظ ومعروف، وله مصنّفات،
تُوُفِّي في ذي الحجَّة.
وروى عَنْهُ أيضا: أبو سعد الماليني، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد بْن الحارث الأصبهاني، وطائفة. وله تصانيف في القراءات والحديث.(8/312)
337 - محمد بن علي بن الحسن بن أحمد، أبو بكر النّقّاش الحافظ المصري [المتوفى: 369 هـ]
نزيل تنّيس.
وُلد سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وهو راوي نسخة فُلَيْح،
تُوُفِّي في شعبان.
رَوَى عَنْ: محمد بن جعفر الإمام نزيل دِمْياط صاحب إسماعيل بن أبي [ص:313] أويس، وأحد شيوخ النسائي.
وَرَوَى عَنْ: القاسم بن الليث الرسعني، شيخ للنسائي أيضًا، وأبي عبد الرحمن النّسَائي، وأبي يعقوب إسحاق المنْجَنيِقي. ورحل من مصر، فسمع بدمشق جماهر بن محمد الزملكاني، وببغداد عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، وبالمَوْصِل أبا يَعْلَى، وبالأهواز عبدان، في خلقٍ سواهم.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، والحسين بن جعفر الكللي، ويحيى بن علي ابن الطحان، وإبراهيم بن علي الغازي، والحسن بن عمر بن جماعة الإسْكَنْدَرَاني، وعلي بن الحسين بن جابر التنّيسي القاضي، وغيرهم. ورحل إليه الدَارقُطْنيّ إلى تنّيس.
تُوُفّي النّقّاش رابع شعبان، وكان أحد أئمّة الحديث.(8/312)
338 - محمد بن محمد بن إسماعيل، أبو نصر الكرابيسي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 369 هـ]
يَرْوِي عَنْ: مكي بن عَبدان، وابن الشّرقي. ما كأنّه شاخ.(8/313)
339 - محمد بن المهلّب بن محمد، أبو بكر المصري الصَّيْدلاني العدل. [المتوفى: 369 هـ]
تُوُفّي في صفر، وله مائةٌ وتسعُ سنين.(8/313)
340 - محمد بن يحيى بن عبد العزيز، أبو عبد الله القُرْطُبي ابن الخزّاز. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عمر بن لُبَابة، وعمر بن حفص، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة. وولي قضاء طليلطة وباجة، ووُلّي الصلاة بقُرطُبَة، وزَمِن في الآخر سبعة أعوام، فأكثروا عنه.
قال ابن الفَرَضي: لزِمتُهُ عامًا، وكان ثقة مأمونًا.
تُوُفِّي في شوال.(8/313)
341 - مَخْلَد بن جعفر بن مَخْلَد بن سَهْل، أَبُو علي الفارسي الدّقّاق الباقَرْحي. [المتوفى: 369 هـ][ص:314]
سَمِعَ: يحيى بن محمد بن البختري، ويوسف القاضي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، وأبا العبّاس بن مسروق، وأحمد بن يحيى الحَلَواني. وله " مَشْيَخَةٌ " سمعناها.
رَوَى عَنْهُ: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن علي العلاف، ومحمد بن الحسين بن بكير.
قال أحمد بن علي البَادَا: كان ثقةً صحيحَ السّماع، غير أنّه لم يكن يعرف شيئًا من الحديث.
وقال ابن أبي الفوارس: كان له أصول كثيرة عن الفِرْيابي، ويوسف القاضي، وغيرهما جياد بخطّه.
وقال أبو نُعَيم: بَلَغَنَا أنّه خَلّط بعد سفري.
وقال أبو الحسن محمد بن العبّاس بن الفُرَات: كان مخلد بن جعفر أصولُهُ صحيحة، ثم إنّ ابنه حمله في آخر أمره على ادّعاء أشياء منها: " المغازي " عن المَرْوَزي، و" المبتدأ " عن ابن علويه، و" تاريخ الطبري "، الكبير، وغير ذلك، فشرهت نفسه وقبل منه، واشترى هذه الكتب، فحدّث بها، فانْهَتَكَ.
وقال ابن أبي الفوارس: حدث " بالتاريخ " و" المبتدأ " من كتاب ليس فيه سماع له، أسأل الله السَّتْرَ الجميل، ولعلّ أنّه ظنّ أنّ هذا يجوز عند أصحاب الحديث، إذا سمع كتاب معروف أن يقرأه من كتاب غيره. قال: وتُوُفّي لِلَيْلَةٍ بقيت من ذي الحجّة.(8/313)
342 - يحيى بن يعقوب بن حامد، أبو زكريّا القَزْويني البزَّاز. [المتوفى: 369 هـ]
سَمِعَ: محمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وأبا خليفة الْجُمَحي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان.
وكان فقيهًا مالكيّ المذهب. عاش دهرًا، وأحسبه توفي بقزوين.(8/314)
-سنة سبعين وثلاثمائة(8/315)
343 - أحمد بن سعيد بن سعيد، أبو الحسين البغدادي الذَّهبي [المتوفى: 370 هـ]
وكيل دعلج.
رَوَى عَنْ: جعفر الخلدي، وأَبِي مُزَاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه الخاقاني، وعبد الكريم ابن النّسَائي، سمع منه كتاب والده في " الضُّعفاء "، وسمع من هذا الشيخ أبو الحسن الدَارقُطْنيّ هذا الكتاب.
وَرَوَى عَنْهُ: عبد الغني بن سعيد، وأبو بكر البَرْقاني.
وذكر البَرْقاني أنّه كان فاضلًا،
وَتُوُفِّي بطريق مكة.(8/315)
344 - أحمد بن عبد الكريم أبو بكر الحلبي [المتوفى: 370 هـ]
راوي جزء الرافقي عنه.
رَوَى عَنْهُ: المسدّد الأَمْلُوكي، وغيره.(8/315)
345 - أحمد بن علي، أبو بكر الرّازي، العلامة [المتوفى: 370 هـ]
صاحب التصانيف، وتلميذ أبي الحسن الكَرْخي.
وإليه انتهت رياسة الحنفية ببغداد، وعنه أخذ فقهاؤها. وكان مشهورًا بالزُّهْدِ وَالفقه. عُرِض عليه قضاء القضاة فامتنع منه. روى في تصانيفه عن أبي العبّاس الأصمّ، وعبد الباقي بن قانع، والطّبراني. وعاش خمسًا وستّين سنة. قدم بغداد في صباه وسكنها، وتصانيفه تدل عل حِفْظه للحديث وبصره به. وكان رأسًا في الزّهد.
قال أبو بكر الخطيب: حدثنا أبو العلاء الواسطي قال: لما امتنع القاضي أبو بكر الأبهري المالكي من أن يَلِيَ القضاء قالوا: فمن يَصْلُح؟ قال: أبو بكر الرّازي. وكان الرّازي يزيد حاله على منزلة الرّهبان في العبادة، فأُريد للقضاء فامتنع، وكان يميل إلى الاعتزال، وفي تصانيفه ما يدلّ على ذلك في مسألة الرؤية وغيرها،
وَتُوُفِّي في ذي الحجَّة.(8/315)
346 - أحمد بن محمد بن بشر، أبو بكر ابن الشّارب، المقرئ. [المتوفى: 370 هـ]
قرأ برواية قُنْبُل على أبي بكر محمد بن موسى بن محمد الهاشمي الزَّينَبِي صاحب قُنْبُل.
قَرَأَ عَلَيْه: أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارَزِيني.
تُوُفّي في المحرّم.(8/316)
347 - أحمد بن محمد، أبو العبّاس الدّارمي المَصَّيصي، الشّاعر المشهور بالنّامي. [المتوفى: 370 هـ]
أحد شعراء سيف الدّولة الخَوَاصّ، وكان تِلْوَ المتنبّي في الرُّتْبة عند سيف الدّولة. وكان عارفاً باللّغة. أملى آدابًا بحلب عن علي بن سليمان الأخفش، وابن دَرَسْتَوَيْهِ الْفارسي، وأبي بكر الصُّولِيِّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة الحلبي، وأبو الحسين أحمد بن علي أخوه، وأبو بكر الخالدي، والقاضي أَبُو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي، وجماعة.
وله في سيف الدّولة:
أميرَ العُلَى أنّ العوالي كواسب ... علاك في الدُّنيا وفي جنّة الخُلْدِ
يمرُّ عليك الحَوْلُ سيفُك في الطّلى ... وطرْفُكَ ما بين الشّكيمة واللْبد
ويمضي عليك الدّهر فعلُك للعُلى ... وقولُك للتَّقْوَى وكفُّك للرُفْدِ
وله مع المتنبّي وقائع ومعارضات في الأناشيد، وليس هو من رجال المتنّبي، ولكنّه شاخ، وبقي شيخ الأُدباء بالشام.
ذكر أبو الخَطَّاب بن عَوْن قال: دخلت عليه فوجدت رأسه كالثُغَامة بياضًا، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت: يا سيّدي في رأسك شعرة سوداء، فقال: نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها، ولي فيها:
رأيتُ في الرأس شعرةً بَقِيَتْ ... سوداءَ تَهوى العيونُ رؤيتهَا [ص:317]
فقلتُ للبيضِ إذ تُروَّعها ... بالله إلّا رحمتِ غربتها
فَقَلَّ لَبْثُ السوداء في وطَنٍ ... تكونُ فيهِ البيضاء ضَرَّتها
ثم قال لي: بيضاء واحدة تروّع ألف سوداء فكيف حال سوداء بين ألف بيضاء؟
وتُوُفّي النامي عن تسعين سنة. وشعره قليل، كان بطيء الخاطر، ربّما بقي أشهرًا في عمل القصيدة. وكان يَحْدُثُ لسيف الدّولة الحادثة أو الفتح فيُهَنّيه بذلك بعد أشهر.
والمصيصة: مدينة مجاورة لطرسوس على ساحل بحر الرُّوم، بناها صالح بن علي عمّ المنصور سنة أربعين ومائة، وهي اليوم بيد صاحب سيس.(8/316)
348 - أحمد بن محمد بن هارون، أبو بكر الرّازي الدَّيْبُلي. [المتوفى: 370 هـ]
ذكر أنّه قرأ القرآن بحرف عاصم على حسنون بن الهيثم الدُّوَيْري صاحب هُبَيْرَة،
وَسَمِعَ مِنْ: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفِرْيابي.
ومولده سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
قال أبو العلاء الواسطي: قرأت عليه القرآن، وختمت عليه في جُمادي الآخرة سنة سبعين،
وَتُوفِّي لتسع بقين من رجب في السنة. وقال لي: قرأت على حسنون في سنة ثمانٍ وثمانين، وسنة تسعٍ وثمانين ومائتين، ثلاث ختْمات،
وَتُوُفِّي سنة تسعين.
وسمع منه: أبو العلاء، وأبو علي بن دُوما، وكان يكون بالحربية.(8/317)
349 - أحمد بن منصور بن الأغَرّ اليَشْكري الدِّينَورِي. [المتوفى: 370 هـ]
سكن بغداد،
وَرَوَى عَنْ: أبي بكر بن أبي داود، وابن دُرَيْد، والصُّولي. والغالب عليه الأخبار. أدّب الأمير حسن بن عيسى بن المقْتدر فسمع منه " اليَشْكُرِيّات ".(8/317)
350 - أحمد بن نصر بن خالد، أبو عمرو الطُّليطليُّ ثم القرطبي. [المتوفى: 370 هـ][ص:318]
سَمِعَ: أحمد بن خالد، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
سَمِعَ مِنْهُ " الموطأ ": الأمير هشام، وغيره.(8/317)
351 - إبراهيم بن ثابت، الزّاهد القُدْوَة، أبو إسحاق الدّعّاء، [المتوفى: 370 هـ]
بغداديّ كبير، لقي الْجُنَيْد، وحفظ عنه.
حَكَى عَنْهُ: يوسف القوّاس، وعلي بن الحسن القَزْويني، وغيرهما.
قال السلَمي: لقي الْجُنَيْدِ وَصَحب المشايخ، وكان من أورع الشيوخ وأزهدهم وألزمهم لطريقة الشريعة. قلت له: أوَصِني، قال: دع ما تندم عليه.
وقال هلال بن المحسّن: بلغ المائة، ومات في صفر سنة سبعين.(8/318)
352 - إبراهيم بن جعفر، أبو محمود الكُتامي المغربي، [المتوفى: 370 هـ]
أحد قُوّاد المُعِزّ.
قدم دمشق مقدّمًا على جيوش المصريين في رمضان سنة ثلاثِ وستّين، فرحّل عن دمشق ظالمًا العُقَيْلي، واستعمل على البلد جيش بن الصَّمْصامة ابن أخيه، ثم عزله وولّي غيره، وعزله أيضًا، حتى قدم ريّان الخادم بعزْلِ أَبي محمود، وجرت بين أبي محمود وبين الدماشقة حروب كثيرة وفِتَن وأراجيف، فخرج إلى طبريّة، ثم إنّه ولي دمشق بعد حُمَيْدان العُقَيْلي وكان بها قَسَّام، وقد قوي بها وله أتباع وجُمُوع، فلم يكن لأبي محمود الكُتَامي معه أمر، وبقي ذليلًا مُسْتَضْعَفًا مع قسام، وكان ضعيف العقل سيئ التدبير.
تُوُفّي في صفر سنة سبعين.(8/318)
353 - إسحاق بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن مُطرَّف، أبو بكر النَّضري الأندلسي [المتوفى: 370 هـ]
من أهل إستجة. [ص:319]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن. وكان نَحْوِيًّا لُغَويًّا شاعرًا بليغا فصيحًا.
تُوُفّي في شعبان.(8/318)
354 - إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل، أبو القاسم الحلبي. [المتوفى: 370 هـ]
حدّث في هذه السنة بحمص في ذي القعدة عن: علي بن عبد الحميد الغضائري، ويعقوب بن إسحاق العسقلاني، وأبي أحمد العبّاس بن الفضل المكّي، ويحيى بن علي الكنْدي، وأبي عبد الله محمد بن يزيد الدَّوْرَقِي، لقيه بطَرَسُوس وحدّثه عن بِشْرِ بن معاذ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: المسدد بن علي الأملوكي جزءا وقع لنا عاليا.(8/319)
355 - بِشْرِ بْن أحمد بن بِشْرِ بْنِ محمود، أبو سهل الإسْفراييني الدَّهْقَان. [المتوفى: 370 هـ]
شيخ تلك النّاحية في عصره، وأحد المذكورين بالشَّهامة.
سَمِعَ: محمد بن محمد بن رجاء، وأحمد بن سهل، وجعفرا الشاماتي، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي. ورحل إلى الحسن بن سُفْيان فقرأ عليه المُسْنَد. وسمع ببغداد: محمد بن يحيى المَرُوزي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي. وسمع بالموصل من أبي يَعْلَى مُسْنَدَه، وأملى زمانًا.
قال الحاكم: انتخبتُ عليه وأملي زمانًا من أصولٍ صحيحة.
رَوَى عَنْهُ: العلاء بن محمد بن أبي سعيد، وشريك بن عبد الملك المهرجاني، ومحمد بن حُميْمٍ الْفقيه، ومحمد بن محمد بن أبي المعروف، شيوخ البيهقي، وعمر بن أحمد بن مسرور الزاهد.
توفي في شوال وله نيف وتسعون سنة.(8/319)
356 - الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، أبو محمد الأصبهاني المعّدل. [المتوفى: 370 هـ]
رحل وحدّث عن العراقييّن والشّاميّين. [ص:320]
قال أبو نُعَيم: كثير الحديث، له معرفة وإتقان، حدثنا عن: محمد بن سعيد الترخمي الحمصي، وعمر بن سهل، والحسن بن علي الشعراني الطبراني.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم، وآخرون.(8/319)
357 - الحسن بن بِشْرِ بْنِ يحيى، أبو القاسم الآمدي النَّحْوي الكاتب. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ مِنْ: إبراهيم بن عَرَفة نَفْطَوَيْهِ النّحوي وغيره، وله كتاب " المختلف والمؤتلف في أسماء الشعراء " وكتاب " نثر المنظوم " وكتاب " الموازنة بين أبي تمّام والبُحْتُرِي " وهو كتاب مشهور، وكتاب " شدّة حاجة المرء إلى أن يعرف نفسه "، وكتاب " فعلت وأفعلت " وهو كتاب نفيس في معناه، وكتاب " ديوان شعره " وله سوى ذلك من التّصانيف الأدبية.
ذكره التّنُوخي فقال: وُلد بالبصرة وأخذ ببغداد عن: الأخفش، والزَّجّاج، وابن دريد، وغيرهم، وانتهت رواية الشعر القديم والأخبار في آخر عمره إليه بالبصرة، ومات سنة سبعين وقد ولي قضاء البصرة، وكان من أئمّة الأدب.(8/320)
358 - الحسن بن رَشيق، أبو محمد العسكريُّ، عَسْكر مصر، المعدّل الحافظ. [المتوفى: 370 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي عبد الرحمن النَّسَائي، وأحمد بن حمّاد زُغَبَة، وأحمد بن إبراهيم أبي دجانة المَعَافِري، والمفضّل بن محمد الجندي، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن عثمان بن سعيد السراج، وعبد السلام بن أحمد بن سهيل، ومحمد بن رزيق بن جامع المديني، وبشير بن موسى الغزي، ومحمد بن خالد البرذعي، وأحمد بن محمد بن يحيى الأنماطي، وأبي الرَّقْراق صاحب يحيى بن بكير، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلّم، ويموت بن المُزَرَّع، وخلق كثير. [ص:321]
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وعبد الغني، وأبو محمد ابن النحاس، وإسماعيل بن عمرو المقرئ، ويحيى بن علي ابن الطّحّان، ومحمد بن مُغَلَّس الدّاودي، ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وعلي بن ربيعة التميمي، وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي، ومحمد بن الحسين ابن الطّفّال، وآخرون من المصريّين والمغاربة وأهل الأندلس.
وكان محدّث ديار مصر في زمانه.
قال أبو القاسم يحيى ابن الطّحّان في تاريخه: روى عن النّسَائي وأحمد بن حمّاد وخلقٍ لا أستطيع ذِكْرهم، ما رأيت عالمًا أكثر حديثًا منه، قال لي: وُلدت في صفر سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين،
وَتُوُفِّي في جُمادى الآخرة سنة سبعين.(8/320)
359 - الحسن بن محمد بن يحيى بن المغيرة، أبو علي الثَّقَفي الْجُرْجاني. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ: عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج.
وَعَنْهُ: القاضي أبو بكر الْجُرْجاني وحمزة السَّهْمي، وأبو الحسن الحناطيّ. وقد سمع من البَغَوِي ببغداد.(8/321)
360 - الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه، أبو عبد الله الهمذاني النَّحْوي اللّغوي. [المتوفى: 370 هـ]
قدم بغداد فأخذ عن أبي بكر ابن الأنباري وأبي بكر بن مجاهد، وقرأ عليه، وأبي عمر الزّاهد غلام ثَعْلَب، ونفْطَوَيْه، وأبي سعيد السّيرافي، وقيل: إنّه أدرك ابن دُرَيْدٍ وَأَخذ عنه، ثم إنّه قدم الشّام وصحِب سيف الدولة ابن حمدان، وأدب بعض أولاده، ونفق سوقه بحلب، واشتهر ذكره، وقصده الطُّلاب من الآفاق؛ أخذ عنه عبد المنعم بن غلبون، والحسن بن سليمان، وغيرهما.
وكان صاحب سنة. وصنّف في اللغة كتاب " ليس "، وكتاب " شرح الممدود والمقصور " وكتاب " أسماء الأسد " ذكر له خمسمائة اسم، وكتاب " البديع في القراءات " وكتاب " الْجُمَل في النّحو " وكتاب [ص:322] " الاشتقاق " وكتاب " غريب القرآن "، وله مصنّفات سوى ما ذكرنا.
ومات بحلب سنة سبعين، وقيل: سنة إحدى وسبعين.(8/321)
361 - حَكَم بن محمد بن هشام، أبو القاسم القُرَشي القَيْرَواني المقرئ. [المتوفى: 370 هـ]
قرأ بالقيروان على الهواري أبي بكر صاحب بن خَيْرُون، ثم دخل مصر فجالس بنان الحمال الزّاهد،
وسمع من الحسين بن محمد بن داود، وقرأ على قُرّائها. ودخل العراق فقرأ بها القراءات، وصحب أبا عمر الزّاهد، وقدِم الأندلس، فأكرمه المستنصِر.
وكان فيه صلابةٌ في السنة وإنكارُ على المُبْتَدِعَة. وكان يُقرئ القرآن.
تُوُفّي في ربيع الآخر، عن ثِنْتَين وثمانين سنة.(8/322)
362 - الزبير بن عبيد الله بن موسى، أبو يَعْلَى التُّوزي البغدادي، [المتوفى: 370 هـ]
نزيل نيسابور.
سَمِعَ: البَغَوِي، وابن صاعد، وطائفة، ورحل، وحصّل، وتعاني التجارة،
وَتُوُفِّي بالمَوْصِل سنة سبعين، رحمه الله.(8/322)
363 - عبد الله بن أبي حامد أحمد بن جعفر بن أحمد بن زياد بن مهران، أبو محمد الشَّيْبَاني. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة بنَيْسَابور، وقيل: مات سنة إحدى وسبعين.(8/322)
364 - عبد الله بن أحمد بن الصدّيق المَرْوَزي. [المتوفى: 370 هـ][ص:323]
سَمِعَ: حديثًا من محمد بن إبراهيم البُوشَنْجيّ، وسمع ممن بعده.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقاني، ومحمد بن عبيد الله الحنّائي، وجماعة.
من أبناء التّسعين.(8/322)
365 - عبد الله بن محمد بن أحمد الأصبهانيُّ، أبو محمد الصائغ. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن إدريس بَهَراة، وجعفرا الفِرّيابي ببغداد، وعلي بن سعيد العسكري بأصبهان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الأسود الشُّرُوطي، وغيرهما.
تُوُفّي في رجب سنة سبعين.(8/323)
366 - عَبْد الله بْن محمد بْن محمد بْن فُورَك بن عطاء، أبو بكر الأصبهانيُّ المقرئ القباب، [المتوفى: 370 هـ]
وهو الذي يعمل المحائر.
كان مُسْنَد أصبهان في عصره ومقرئها.
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم الجيراني في سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين، وأبا بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمد بن النّعمان وعلي بن محمد الثَّقَفي، وعبد الله بن محمد بن سلام، وطائفة. وقرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ.
وَعَنْهُ: أبو نعيم، والفضل بن أحمد الخياط، وعلي بن أحمد بن مهران الصّحّاف، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرّحيم الكاتب، وآخرون.
وتوفي في ذي القعدة؛ قرأ عليه أبو بكر محمد بن عبد الله بن المَرْزُبَان، وآخرون.(8/323)
367 - عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم، أبو عمر الأصبهاني القطّان. [المتوفى: 370 هـ][ص:324]
رَحَلَ وَسَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وابْن أَبِي دَاوُد.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.(8/323)
368 - عُبيد الله بن علي بن جعفر، أبو الطيّب الدّقّاق. [المتوفى: 370 هـ]
عَنْ: محمد بن سليمان الباهلي، وعبد الله بن الحسن الطيبي.
وَعَنْهُ: البرقاني، ووثقه.(8/324)
369 - عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم، أبو أحمد الشَّطَوِي. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الْجَوْزي، وأحمد بن الحسن الصّوفي.
رَوَى عَنْهُ: علي الطاهري، وأبو العلاء الواسطي، وابن بكير، وأبو علي بن دُوما.
وكان ثقة.(8/324)
370 - عبيد الله بن الحسين، أبو القاسم الحَذَّاء [المتوفى: 370 هـ]
قاضي المَوْصِل.
سَمِعَ: أبا يَعْلَى المَوْصِلي.
وَعَنْهُ: أبو القاسم التَّنُوخي، وإبراهيم بن عمر البرْمَكيّ. وهو أقدم شيوخ التَّنُوخي وفاة.(8/324)
371 - علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو الحسن البغدادي الزجاج الشاهد. [المتوفى: 370 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي العلاء الْجَوْزَجَاني، وحسنون بن موسى.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي وقَالَ: كَانَ نبيلاً، قرأ على أحمد بن سهل الأَشْنَاني.
وقال العتيقي: ثقة مأمون، مات في رجب، وله خمسٌ وسبعون سنة.(8/324)
372 - علي بن عيسى بن محمد بن المُثَنَّى، أبو الحسن الهَرَوِي الماليني. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ: الحسن بن سفيان، ومحمد بن المنذر شكر، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو يعقوب إسحاق القَرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي. وتُوُفّي في المحرَّم.(8/325)
373 - عمر بن أحمد بن بُطَّة الأصبهانيُّ. [المتوفى: 370 هـ]
تُوُفّي فِي ربيع الْأوّل.(8/325)
374 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بن جعفر، أبو الحسين الأصبهاني الواعظ الأبحّ. [المتوفى: 370 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن سهل، وأبي عمرو بن عُقْبَة، وأحمد بن محمد بن أسيد، والهُذَيْلِ بْنِ عبد الله.
وكان كثير الحديث حَسَن المعرفة به؛
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر بن أبيّ، وأبو نُعَيم.
وتُوُفّي في شعبان.(8/325)
375 - محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة، أبو منصور الهَرَوِي الأزهَرِي النَّحْوِي اللُّغَوي الشّافعي. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ: بهَرَاة من الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السّامي وطائفة. ثم رحل إلى بغداد وسمع أَبَا القاسم البَغَوِي، وأَبَا بَكْر بْن أبي داود، وإبراهيم بن عَرَفَة نفطويه، وابن السّرّاج، وأبا الفضل المُنْذِري. ولم يأخذ عن ابن دريد تديناً فإنه قال: دخلت داره غير مرّة فألفيته على كرسيه سكران.
أَخَذَ عَنْهُ أبو عبيد الهروي صاحب " الغريبين "، وَحَدَّثَ عَنْهُ: أبو يعقوب القَرّاب، وأبو ذرّ عبد بن أحمد، وأبو عثمان سعيد القرشي، والحسين الباشاني، وغيرهم.
وكان بارعًا في المذهب، ثقةً ورِعًا فاضلًا. وقيل: إنّه أُسِر فوجدوا بخطّه قال: امتُحنتُ بالأسر سنة عارَضَتُ القرامطة الحاجّ بالهبير، وكان [ص:326] القوم الذين وقعت في سهمهم عَرَبا نشأوا بالبادية يبتغون مساقط الغَيْثِ أَيام النَّجْع، ويرجعون إلى إعداد المياه في محاضرهم زمن القَيْظ، ويتكلّمون بطباعهم البدويّة، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن، أو خطأ فاحش، فبقيت في أسْرهم دهراً طويلاً، وكنا نشتي بالدهناء، ونرتبع بالصمان، واستفدت منهم ألفاظًا جَمّة.
صنّف كتاب " تهذيب اللُّغة " في عشْرِ مجلّدات، وكتاب " التقريب في التفسير "، وكتاب " تفسير ألفاظ كتاب المُزَني "، وكتاب " عِلَل القراءات "، وكتاب " الروح وما ورد فيها من الكتاب والسنه "، وكتاب " تفسير الأسماء الحُسْنَى "، وكتاب " الردّ على الليث "، وكتاب " تفسير إصلاح المنطق "، وكتاب " تفسير السبع الطوال "، وكتاب " تفسير ديوان أبي تمّام "، وله سوى ذلك من المصنفات.
أخبرنا أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى، قال: أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن حمدويه، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الأزهر إملاء، قال: حدثنا عبد الله بن عروة، قال: حدثنا محمد بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا، فَنَهَى عُثْمَانُ عَنِ الْمُتْعَةِ وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ! فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَدَعَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ.
إسناده صحيح، وهو شيء غريب، إذ فيه رواية علي بن الحسين عن مروان، وفيه تصويب مروان اجتهاد عليّ على اجتهاد عثمان، مع كون مروان عثمانياً، والله أعلم.
وتوفي في ربيع الآخر، رحمه الله، وولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.(8/325)
376 - محمد بن أحمد بن طالب، أبو الحسن البغدادي [المتوفى: 370 هـ]
نزيل طرابلس الشام.
حَدَّثَ عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي، وابن الأَنْبارِي، وحرمي بن أبي العلاء، وجماعة.
وَعَنْهُ: حمزة بن عبد الله بن الشامّ، وعُبَيْدُ اللَّهِ بن القاسم الطَّرَابُلُسِيّان.(8/327)
377 - محمد بن أحمد بن محمد بن مسوّر، أبو عبد الله، [المتوفى: 370 هـ]
مولى بني هاشم القُرْطُبي.
سَمِعَ مِنْ: جدّه محمد بن مسوّر، وأحمد بن خالد، وجماعة.
قال ابن الفَرَضي: كان شيخًا قليل العلم سمعت منه أنا وغيري،
تُوُفِّي فِي صفر.(8/327)
378 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محمد بن حمّاد بن المتيّم، أبو جعفر الهاشمي، [المتوفى: 370 هـ]
مولى الهادي.
سَمِعَ: محمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن جعفر القَتّات، والفِرّيابي.
وَعَنْهُ: البَرْقَاني، وأبو طاهر العلاف، وأبو نُعَيم.
وَرّخه ابن أبي الفوارس، وقال: كان لا بأس به.(8/327)
379 - محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الفرخان، أبو جعفر الأستراباذي الفقيه. [المتوفى: 370 هـ]
ثقة ثَبْتٌ مُتْقِن، نزل سمرقند، وبها تُوُفّي في ربيع الآخر.
رَوَى عَنْ: أبو القاسم البَغَوِي، وابْن أَبِي دَاوُد.
وَعَنْهُ: أَبُو سعد الإدريسي.(8/327)
380 - محمد بن جعفر بن الحسين، أبو بكر البغدادي الورّاق الحافظ، غُنْدَر. [المتوفى: 370 هـ][ص:328]
سَمِعَ: الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وابن دُرَيْد، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، ومَكّحُولا البَيْرُوتي، وأبا الجهم ابن طِلاب، وأبا جعفر الطّحَاوي، وطائفة سواهم.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وابن جُمَيْعٍ الْغَسّاني، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وعمر بن أبي سعد الهَرَوِي، وأبو نُعَيم.
قال الحاكم: بقي عندنا بنَيْسَابور سنتين؛ سنة ست وسبعٍ وثلاثين يُفيدنا، وخرّج لي أفراد الخُرَاسَانيّين من حديثي في سنة ستّ وستين، ودخل إلى أرض التُرْك، وكتب من الحديث ما لم يتقدّمه فيه أحدٌ كَثْرَةً، ثم استُدْعِيَ من مرو إلى الحضرة ببُخَارى ليحدّث بها، فتُوُفّي، رحمه الله، في المَفَازة سنة سبعين.
وقال الخطيب: كان حافظًا ثقة.(8/327)
381 - محمد بن الحسن، أبو جعفر الفقيه الشافعي المعروف بالباحث. [المتوفى: 370 هـ]
له ترجمة طويلة عند ابن الصَّلاح.(8/328)
382 - محمد بن خشنام، أبو عمرو النيسابوري الكاغَديُّ. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ: جعفر بن أحمد، وعبد الله بن شِيرَوَيْه.
وَعَنْهُ: الحاكم، وطائفة.(8/328)
383 - محمد بن العبّاس بن موسى بن فسانجس، الوزير الكبير أبو الفرج الشَّيرازي، [المتوفى: 370 هـ]
كاتب مُعِزّ الدولة.
ردّ إليه أمور الأموال، فلما مات المُعِز لُقّب بالوزارة من الخليفة المطيع ووزِر لعزّ الدولة، ثم عُزِل بعد سنة وحُبس.
تُوُفّي في ذي القعدة سنة سبعين، وله اثنتان وستّون سنة.(8/328)
384 - محمد بن علي بن عبد الله، أبو جعفر المَرْوَزي [الباحث] [المتوفى: 370 هـ]
أحد الشّعراء بخُراسان ويُعرف بالباحث. [ص:329]
أخذ عنه الحاكم، وقال: سمع بعد الأربعين وثلاثمائة، ومات ببُخَارى.(8/328)
385 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن بالويه، أبو الحسين المُزَكّي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ: مُسَدّد بن قَطَن، وعبد الله بن شِيرَوَيْه، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.(8/329)
386 - محمد بن عبد الله بن سعيد البَلَوِي، أبو عبد الله القُرُطُبي الغاسل. [المتوفى: 370 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ووهب بْن مَسَرَّة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وطائفة.
وكان محدّثا مُكْثِرًا، له حِفْظٌ وفَهْم، سمع منه غير واحد، وكان يقرأ للعامَة بقُرْطُبَة.(8/329)
387 - محمد بن عمرو بن سعيد، أبو عبد الله الأندلسي. [المتوفى: 370 هـ]
حجّ وسمع من ابن الأعرابي، وحدّث عنه، وكان يروي " سُنَن أبي داود " وأشياءً.(8/329)
388 - محمد بن محمد بن جعفر بن مطر، أبو بكر [المتوفى: 370 هـ]
أخو أبي أحمد محمد، وَلَد الشيخ أبي عمرو بن مطر.
سمعه أبوه من عبد الله بن شِيرَوَيْه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، والسراج، وهذه الطبقة بنَيْسَابور. ولم يكن الحديث من شأنه.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان قديمًا من أعيان الشّهود، ثم سكتوا عنه،
تُوُفِّي في رمضان سنة سبعين.(8/329)
389 - محمد بن يحيى بن خليل القُرْطُبي. [المتوفى: 370 هـ]
رَوَى عَنْ: أحمد بن خالد، وابن أيمن، وحجّ فسمع من أبي سعيد ابن الأعرابي وغيره.
ووُلّي أحكام الشرطة،
وَتُوُفِّي في رجب.(8/329)
-المتوفون في عشر السبعين وثلاثمائة تقريباً لا يقيناً(8/330)
390 - أحمد بن عبد الله البقُوليُّ الأستراباذي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
شيخ مُعَمَّر،
سَمِعَ: محمد بن جعفر بن طرخان الرّاوي عن إسماعيل ابن ابنة السُّدّي، وطبقته.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الإدريسي، ومات بعد الستين وثلاثمائة.(8/330)
391 - أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير، أبو العلاء البغدادي النحوي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ عَنْ: ابن المُجَدَّر، وحامد بن شعيب، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، وأَبِي القاسم البَغَوِي، وابن دُرَيْد.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، ومكّي ابن الغمر، وعبد الوهاب ابن الجبّان، وغيرهم. وصنّف لسيف الدولة كتابًا في أجناس العِطْرِ وأنواع الطّيب، وكتابًا سمَاه " المسلسل في اللغة " لأنّه كالسّلسلة، وله شِعْر.(8/330)
392 - أحمد بن علي بن إبراهيم، أبو الحسين الأنصاري الدمشقي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أحمد بن عامر بن المُعَمَّر، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الحافظ عبد الغني الأَزْدي، وأبو سعد الماليني، وعلي ابن السّمْسار، وغيرهم.(8/330)
393 - أحمد بن علي بن عبد الله بن سعيد، أبو الخير الحمصي الحافظ. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
قدم دمشق،
وَحَدَّثَ عَنْ: محمد بن أحمد بن الأبح، ومحمود [ص:331] الرّافقي، وأحمد بن محمد بن خالد بن خلي، ومحمد بن بركة، وأبي بكر الخرائطي، وخلق.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، وعبد الوهاب الميداني، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وآخرون.(8/330)
394 - أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الأزدي الخاركي، أبو العبّاس البصريّ. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن عمرو القطراني.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن صَخْر.(8/331)
395 - أحمد بن محمد بن العلاء، أبو الفرج الشّيرازي ثم البغدادي الصُّوفي [الوفاة: 361 - 370 هـ]
نزيل الرّيّ.
حدّث بأصبهان عن البَغَوِي، وابن صاعد، وحسين الحلاج، والشَّبْلي، وهو صاحب حكايات.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذكْواني، والقاضي زيد بن علي الرّازي، والحسين بن محمد الفلاكي الزَّنْجاني، وغيرهم.
ذكره ابن النّجار.(8/331)
396 - أحمد بن إسحاق بن محمد الحلبي القاضي، أبو جعفر الملقّب بالْجُرْذ. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
وُلّي قضاء حلب،
وَحَدَّثَ عَنْ: أحمد بن خُلَيْد الحلبي، وعمر بن سِنان المَنْبِجي، وجماعة.
وَعَنْهُ: القاضي أبو الحسن علي بن محمد الحلبي، وتمّام الرازي، وابن نظيف الفراء، وآخرون.(8/331)
397 - أحمد بن الصَّقْر، أبو الحسن المَنْبِجِي المقرئ. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
قرأ عَلَى أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وبكار بن أحمد، وأبي بكر النّقّاش. وصنّف كتاب " الحُجَّة في القراءات السّبْع ".
رَوَى عَنْهُ: عَبْدان بن عمر المنبجي، وعلي بن معيوف العين ثرماني.
نقل ابن عساكر أنّه تُوُفّي قبل الستّين وثلاثمائة، وأحسبه بقي بعد ذلك قليلًا.(8/331)
398 - أحمد بن محمد بن علي بن الحَكَم، أبو بكر النَّرْسِي. [الوفاة: 361 - 370 هـ][ص:332]
سَمِعَ: عمر بن أبي غيلان، وعبد الله المدائني، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وعبد الله بن علي بن الأخيل الحلبي.
بقي إلى سنة ست وستّين، وانتقى عليه الدَارقُطْنيّ بمصر؛
رَوَى عَنْهُ: محمد بن الحسن النّاقد، وعلي بن منير الخلال، وعبد الجبّار بن أحمد الطَّرَسُوسي.(8/331)
399 - أحمد بن محمد بن علي بن هارون، أبو العباس البرذعي الحافظ. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ عَنْ: ابن أبي داود، ومكحول البَيْرُوتي، ونَفْطَوَيْه النَّحْوي، وابن عُقْدَةَ الحافظ.
وَعَنْهُ: تمام، وأبو نصر ابن الجبّان، ومكّي بن الغَمْر، والحسن بن علي بن شوّاش.(8/332)
400 - أحمد بن محمد بن علي بن مُزاحِم، أبو عمرو الصُّوري. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
سَمِعَ: جماهر بن محمد الزَّمْلَكَاني، وأبا يعقوب المَنْجَنيقي نزيل مصر.
وَعَنْهُ: فتاه فاتك.(8/332)
401 - أحمد بن محمد بن منصور، الإمام أبو بكر الدَّامَغاني، [الوفاة: 361 - 370 هـ]
شيخ الحَنَفيَّة ببغداد.
تفقّه بمصر على الطَّحَاوي، وببغداد على أبي الحسن الكَرْخي، فلما فُلج الكَرْخي جعل الفتوى إليه، فأقام ببغداد دهرًا يدرَّس ويُفْتي. أخذ عنه القاضي أبو محمد الأَكْفاني وغيره.(8/332)
402 - إسحاق بن إبراهيم، العَلامة أبو إبراهيم الفارابي اللُّغوي، [الوفاة: 361 - 370 هـ]
مُصنّف كتاب " ديوان الأدب " في اللّغة.
كان من كبار أئمّة هذا الفن، وهو معاصر للأزهري صاحب " التهذيب ". سافر الكثير، ودخل اليمن، فعزم فُضَلاؤها على قراءة " ديوان الأدب " عليه، فَبَغَتَهُ الأَجَلُ قبل ذلك. [ص:333]
وهو خال أبي نصر الْجَوْهَري صاحب " الصِّحاح ". وهما تُرْكِيّان، قاما بضبْط لسان العرب قيامًا لم تنهض به العرب العَرْباء.
وكان الْجَوْهَرِي من أبدع أهل زمانه كتابة، فنسخ في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة نسخة " بديوان الأدب " هذا، وفيه يقول بعض الشعراء:
كتاب ديوان الأدب ... أحلى جَنًا من الضَّرَبْ
أَوْدَعَهُ مُنْشِئُه ... أَكْثَرَ ألفاظِ العَرَب
ما ضَرَّ مَن يُحْسِنُه ... خُمُولُ ذِكْرٍ في النَّسَب
وللفارابي من الكتب أيضًا كتاب " بيان الإعراب "، وكتاب " شرح أدب الكاتب ".
توفي بزبيد في هذا الحدود أو بعده رحمه الله.(8/332)
403 - إسماعيل بن علي بن محمد، أبو الطّيّب الفحّام. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
بغداديّ جليل، وثّقه البَرْقاني.
سَمِعَ: ابن ناجية، وأبا يعلى المَوْصِلي، وابن ذَرِيحْ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: البَرْقَاني، وأبو العلاء الواسطي القاضي، ومحمد بن عمر بن بكير، وغيرهم.(8/333)
404 - إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل، أبو القاسم الحلبيُّ المصريُّ الخَيَّاط المؤدب. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
كان يسكن بدمشق على باب كيسان،
رَوَى عَنْ: محمد بن أحمد الرافقي، وعدي بن أحمد الأَذَني، ومكحول البيروتي، والحسن بن فيل، وعلي بن عبد الحميد الغضائري.
وَعَنْهُ: تَمَّام، وعبد الوهَّاب المَيْداني، والمسدد الأملوكي، ومكي بن الغمر، والحسن بن شواش.
وقد ذكرنا سميَّه أبا القاسم الحلبي في سنة سبعين، وأظنه هو.(8/333)
405 - الحسن بن علي بن داود، أبو علي المصري المطرّز. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أبي شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن [ص:334] النفاح الباهلي، وعلي بن أحمد علان.
وَعَنْهُ: البَرْقَاني وجماعة. وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ سنة ثلاثٍ وستين.(8/333)
406 - الحسن بن علي بن عمر الحلبي، أبو محمد بن كَوْجَك العَبْسي الأديب. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
رَوَى عَنْ: الغضائري، وعبد الرحمن ابن أخي الإمام، ومحمد بن جعفر المَنْبجِي.
وَعَنْهُ: تمام، وعبد الوهاب الميداني، ومكي بن الغمْر، وآخرون.(8/334)
407 - الحسن بن محمود بن أَحْمَد بن محمود، أبو القاسم الرَّبعي الدَّمشقي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن خريم، وابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي.
وَعَنْهُ: تمّام، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عوف المُزَنيّ.(8/334)
408 - الحسين بن محمد بن أسد، أبو القاسم الدَّيْبلي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ عَنْ: محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، والحسن بن عَلَوِيّة القطّان، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو العباس ابن السّمْسَار.(8/334)
409 - السَّريّ بن أحمد الكِنْدي، أبو الحسن المَوْصِلي الشاعر المعروف بالرّفّاء. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
شاعر محسن له مدائح في سيف الدّولة، وكان بين الرفاء وبين الخالِدِيين هجاءٌ وأمورٌ، وآل بهما الأمر إلى أذِيَّته، حتّى قطع سيف الدّولة رسمه، فانحدر إلى بغداد، ومدح الوزير أبا محمد المهلّبي، فقدم الخالِدِيّان، وهما محمد وسعيد ابنا هاشم إلى بغداد، وشرعا يُؤْذِيانه بِكلّ ممكن، حتى يُقال: إنّه عَدِمَ القُوت، فجلس يَنْسَخُ، ويبيع شعره،
وَتُوفِّي بعد الستين وثلاثمائة. وديوانه موجود بأيدي الفُضَلاء. [ص:335]
فمن شعره:
بنفسي من أَجُود له بنفسي ... ويَبْخَلُ بالتحيّة والسلام
ويلقاني بعزّةِ مُسْتطِيلٍ ... وألقاه بذِلّة مُسْتَهَامٍ
وَحَتفي كامِنُ في مُقْلَتَيهِ ... كُمُونَ الموت في حد الحسام
وله:
بنفسي من رَدَّ التّحِيّة ضاحكًا ... فجدّدَ بعد اليأس في الوَصْلِ مَطْمَعي
وحَالَتْ دُمُوعُ العينِ بيني وبينه ... كأَنَّ دموعَ العَيْن تَعْشَقُهُ معى
وله:
ولا وَصْلَ إلّا أنْ أَرْوح ملججاً ... على أدهم من فوق أخضر مُزْبدِ
شَوائل أَذْنابٍ يُخَيل أَنَّها ... عَقَارِبُ دَبَّتْ فوق صَرْح مُمَرَّد(8/334)
410 - صالح بن إدريس بن صالح، أبو سهل البغدادي المقرئ، [الوفاة: 361 - 370 هـ]
نزيل دمشق.
قَرَأَ عَلَى: أبي بكر بن مجاهد، وعلى بن سعيد بن ذؤابة، والحسن بن حبيب الحَصَائري الدمشقي. وحدَّث عن يحيى بن صاعد، وأبي عيسى محمد بن أحمد بن قطن، قرأ عليه أبو الفتح المظفر بن برهان وعلي بن داود الدَّاراني، وعبد المنعم بن غلبون الحلبي. وحدَّث عنه تَمَّام، وعبيد الله بن أحمد بن محمد بن فُطَيْس، وغيرهما.(8/335)
411 - عبد الله بن عمر بن أيّوب، والد أبي نصر ابن الجبّان الدّمشقي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
يَرْوِي عَنْ: ابن خُرَيْم، وابن جَوْصَا، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابنه، ومحمد بن عَوْف المُزَني، ومكّي بن محمد بن الغَمْر.(8/335)
412 - عبد الله بن علي بن عبد الرحمن بن أبي العجائز، أبو محمد الأزْدي الدّمشقي. [الوفاة: 361 - 370 هـ][ص:336]
رَوَى عَنْ: أبي الجهمْ بن طِلاب، وأبي بكر الخرائطي، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الغني المصري، وأبو الحسين عبد الوهاب المَيْداني، وسعيد بن فُطَيْس.(8/335)
413 - عبد الجبّار بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ بن مهنّا الخَوْلاني الدّاراني، [الوفاة: 361 - 370 هـ]
مصنّف " تاريخ داريا ".
حَدَّثَ عَنْ: ابن جَوْصَا، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الخرائطي، والحسن بن حبيب الحصائري، وجماعة غيرهم، ورحل فسمع بالرَّمْلَة وأنطاكية.
رَوَى عَنْهُ: تمام، وعلي بن محمد بن طوق، وأبو نصر ابن الجبان، وعلي بن محمد الخُرَاساني نزيل داريّا.(8/336)
414 - عبد الرحمن بن المظفر البغدادي، [الوفاة: 361 - 370 هـ]
نزيل هَرَاة.
رَوَى عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي، وابن صاعد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانيّ ووثّقَه.(8/336)
415 - عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، أبو إسحاق الطّبري المتكلّم. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن جرير الطبري، وأخذ الكلام عن أبي الحسن الأشعري.
قال ابن عساكر: سكن دمشق ونشر بها مذهب السنة، وله مصنّف في الردّ على المبتدعة والملحدة.(8/336)
416 - عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يَعْلَى النَّسَفي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، وإبراهيم بن مَعْقِل.
وَعَنْهُ: جعفر بن محمد التوبني.(8/336)
417 - علي بن محمد بن أحمد بن عطيّة الحضْرميُّ البصْريُّ. [الوفاة: 361 - 370 هـ][ص:337]
سَمِعَ مِنْ: الحارث بن أبي أسامة.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله بن باكَوَيْه الشّيرازي.
لا أعرفه.(8/336)
418 - علي بن محمد بن أحمد القصّار الأصمّ. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
عَنْ: عبد الله بن ناجية، وغيره.
وَعَنْهُ: علي بن عبد العزيز الطّاهري، والبَرْقَانيّ، وقال: ثقة.(8/337)
419 - عمر بن أحمد بن عمر القاضي، أبو عبد الله القَصَباني. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
بغداديّ ثقة.
رَوَى عَنْ: علي المَقَانِعي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَانيّ، وابن بكيرٍ، وأبو نُعَيم، ومن الكبار الدَارقُطْنيّ ووثّقه.(8/337)
420 - عمر بن بشران بن محمد، أبو حفص البغدادي السّكْري. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
سَمِعَ: علي بن العبّاس المَقَانعي، وعبد الله بن زيدان، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، والبَغَوِي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانيّ، وقال: كان حافظًا كثير الحديث. وهو أخو جدّ أبي القاسم بن بشران.
مات قبل سنة ثمانٍ وستّين.(8/337)
421 - عمر بن نوح بن خلف بن محمد بن الخصيب، أبو القاسم البجلي البُنْدَار. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
شيخ جليل من ثقات البغداديّين.
رَوَى عَنْ: أبي خليفة الْجُمَحي، ومحمد بن أبي سُوَيْد الذّارع، وجعفر الفِرْيابي، وزكريّا السّاجي، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وبشرى الفاتني، وعلي الطاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
سئل عنه البرقاني، فقال: ذاك في قياس أبي علي الصّوّاف في الفضل والثقة. [ص:338]
قيل: مولده سنة سبع وسبعين ومائتين، ومات بعد سنة أربع وستين وثلاثمائة.(8/337)
422 - فاروق بن عبد الكبير بن عمر، أبو حفص الخَطابي البَصْري، [الوفاة: 361 - 370 هـ]
محدّث البصْرة ومُسْندها.
سَمِعَ: محمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وعبد الله بن أبي قريش، وهشام بن علي السَّيرافي، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكَجّي، وجماعة.
وبقي إلى سنة إحدى وستين أو اثنتين وستّين.
رَوَى عَنْهُ: علي بن يحيى بن عبدكويه، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم، وأحمد بن محمد بن الصَّقْر البغدادي.(8/338)
423 - فرج بن إبراهيم، أبو القاسم النّصِيبي الصُّوفي الأعمش، يُعرف بفُرَيج. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي بكر الخرائطي، وأبي سعيد ابن الأعرابي.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وأبو عبد الله بن باكَوَيْه الشّيرازي.(8/338)
424 - محمد بن أحمد بن غريب بن طريف، أبو المُنيب الطّبري الفقيه. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
قدِم أصبهان، ثم خرج إلى شِيراز،
وَحَدَّثَ عَنْ: يحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بن عبد الله بن مبشّر.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم.(8/338)
425 - محمد بن أحمد بن جعفر بن يزيد، أبو بكر بن آذين الهمذاني الفامي [الوفاة: 361 - 370 هـ]
الرّجل الصّالح.
سَمِعَ الكثير بعد الثلاثمائة بهمذان، ورحل إلى بغداد،
فَسَمِعَ مِنْ: محمد بن محمد الباغَنْدي، وحامد بن شُعَيب البَلْخي، وأبي القاسم البغوي، وطائفة كبيرة، وعُني بهذا الشأن.
رَوَى عَنْهُ: علي بْن عَبْد الله بْن عبدوس، وأبو منصور ابن المحتسب، وعبد الرحمن الإمام، وأبو العلاء رافع العدل، وعبد الله بن أحمد الغَضَائري.(8/338)
426 - محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي جُحُوش الخُرَيْميّ المُرّي الدّمشقي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
كان من أهل العلم والبيوتات.
سَمِعَ: أحمد بن أنس بن مالك، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وابن خُزَيْمَة، وأبي العبّاس السّرّاج، وخلقًا، وله رحلة إلى خراسان.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وعبد الوهاب المَيْداني. وقد ولي خطابة دمشق.
قال الميداني: كان مقصّرًا في صلاته وخطبته لأنّه مقامٌ هائل.(8/339)
427 - محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي، أبو عبد الله المتكلّم، [الوفاة: 361 - 370 هـ]
صاحب أبي الحسن الأَشْعري.
وهو بَصْريّ قدم بغداد، ودرّس بها عِلْم الكلام، وصنّف التّصانيف. وعليه درس القاضي أبو بكر ابن الطّيّب الباقِلاني هذا الفنّ.
قال الخطيب: ذكر لنا غير واحد أنه ثخين السّتْر، حَسَنَ التديّن، رحمه الله.(8/339)
428 - محمد بْن أحمد بْن عَبْد الله، أبو عبد الله النقوي اليمني الصنعاني، [الوفاة: 361 - 370 هـ]
ونقو: من قرى اليمن.
سَمِعَ: إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، وهو آخر من حدَّث عنه؛ فإنه حدَّث سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن الحسن الصَّنعاني بعد العشرين وأربعمائة بمكّة.
ذكره حمزة السّهمي أنّ رفيقه ابن دلّان رحل إلى اليمن ليسمع من النَّقَوِي في سنة سبْعٍ وستّين.
وروى عنه " جامع عبد الرّزّاق " أبو نصر أحمد بن محمد البالويي النيسابوري في سنة أربعمائة.(8/339)
429 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن بُنْدار الحافظ، أبو زُرْعَة الإسْتِراباذي المعروف باليمني [الوفاة: 361 - 370 هـ]
لسكناه اليمن مدة. [ص:340]
سَمِعَ: علي بن الحسين بن معدان الفارسي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وطبقتهم. وله رحلة واسعة ومعرفة.
تُوُفّي سنة بضعٍ وستيّن.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الإدريسي، وحمزة السَّهْميّ، وغيرهما.(8/339)
430 - محمد بن حَميد بن مَعْيُوف بن بكر، أبو بكر الهمداني البيت سَوَائي الدمشقي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
سَمِعَ: محمد بن المعافى الصيداوي، والحسن بن علي بن عوانة الكفربطناني، ومحمد بن حصن الآلوسي، ومضاء بن مقاتل الأذَني صاحب لوين، وجماعة.
وَعَنْهُ: تمّام، ومكّي بن محمد، ومحمد بن عوف المزني، وعلي بن السمسار، وأبو الحسن المَيْداني، ووصفه بالصَّلاح.(8/340)
431 - محمد بن زرعان، أبو بكر الأنماطي البغدادي. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: جعفر الفِرْيابي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَانيّ، ووثّقه.
بقي إلى سنة أربعٍ وستّين.(8/340)
432 - محمد بن زُرَيْق بن إسماعيل بن زُرَيْق، أبو منصور البَلَدِي المقرئ. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
قرأ القرآن لابن كثير على محمد بن عبد العزيز بن الصّباح،
وَسَمِعَ مِنْ: أبي يَعْلَى المَوْصِلي، وابن المنذر الفقيه، وتصدّر للإقراء بطَرَسُوس من الثّغْر.
قَرَأَ عَلَيْه: عبد الباقي بن الحسن،
وَحَدَّثَ عَنْهُ: تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصبّاغ.(8/340)
433 - محمد بن سعيد بن عبدان، أبو الفرج الفارسي ثم البغدادي، نزيل طرابلس الشام، ويُعرف بابن أبي عثمان. [الوفاة: 361 - 370 هـ][ص:341]
رَوَى عَنْ: حامد بن شُعَيْب، وعلي بن زاطيا، وعبد الله المدائني، والمفضّل الجندي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: تمّام، والحافظ عبد الغني، وأبو العبّاس ابن الحاجّ، وشهاب الصُّوري.
قال أبو الفتح بن مسرور: سألته عن مولده، فقال: سنة سبعٍ وثمانين ومائتين، وكان ثقة؛ سمعت منه سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.(8/340)
434 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي الخطّاب الحرّاني المَلَطيّ الأصل، أبو عبد الله [الوفاة: 361 - 370 هـ]
قاضي حمص.
سَمِعَ: يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن سعيد الترخمي، ومحمود بن محمد الرّافقي، وأبا عبد الله نَفْطَوَيْه، وجماعة.
وَعَنْهُ: تمّام، وعلي بن بُشْرى العطّار، وشعيب بن عبد الرحمن بن عمر، وجماعة.(8/341)
435 - مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْنِ شيرويه، أبو بكر النيسابوري، [الوفاة: 361 - 370 هـ]
نزيل نسا.
رَوَى عَنْ: أبيه، وأبوه صاحب إسحاق بن رَاهَوَيْه، وعن الحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الله الدُّوَيْرِي.
وَعَنْهُ: أبو سعد الماليني وغيره.
وثّقه ابن نُقْطَه.(8/341)
436 - محمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن الحسين، أبو بكر التميمي الْجَوْهَري الخطيب. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
صاحب التّفاسير والقراءات؛ كذا قال فيه أبو نُعَيم.
سَمِعَ: أبا خليفة، وعَبْدان الأهوازي، وأحمد بن الحسن الصّوفي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، وَأَبُو نُعَيم، وقال: تُوُفّي بعد الستّين.(8/341)
437 - محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل الهاشمي البغدادي. [الوفاة: 361 - 370 هـ][ص:342]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن محمد الباغَنْدِي، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو سعد الماليني، وأبو بكر البَرْقَانيّ، وقال البَرْقَانيّ: كان ثقةً زاهدًا.(8/341)
438 - محمد بن علي بن محمد، أبو بكر المالكيُّ الخزّاز. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
سَمِعَ: أبا مسلم الكَجّي، وحامد بن شعيب البَلْخي.
وَعَنْهُ: علي بن عبد العزيز الطَّاهري، ومحمد بن الفرج، شيخا الخطيب.
وقال الخطيب: ثقة.(8/342)
439 - محمد بن القاسم بن سعيد بن ناصح، أبو بكر الكرجيُّ [الوفاة: 361 - 370 هـ]
نزيل شيراز.
سَمِعَ: محمد بن أيوب الرَّازي.
رَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله بن باكُويه.(8/342)
440 - محمد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه، أبو الحُسين الْجُرْجاني المقرئ الحافظ بصلة. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
رحّال جوّال
سَمِعَ: عمران بن موسى بن مجاشع، وابن خُزَيْمَة، وابن جَوْصَا، وأبا العبّاس السّرّاج، وطبقتهم، وأكثر الترحال أيضاً في الشيخوخة.
رَوَى عَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ.(8/342)
441 - محمد بن محمد بن عمرو، أبو نصر النَّيْسَابُوري المحدّث الشاعر الملقَّب بالبَيْض. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
نزل حلب، ومدح سيف الدولة، وروى عن إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، والبَغَوِي، وعَبْدان الأهوازي، وأبي عروية، وزكريّا السّاجي، وابن نيروز الأنْماطي، وابن عُقدَة.
وَعَنْهُ: حمزة بن الشّامّ، وأحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الأطرابُلُسِيّان، وأبو الخير أحمد بن علي، ولاحق المقدسي، وغيرهم. [ص:343]
وهو صاحب القصيدة المطبوعة التي أوّلها:
حَبَاؤُكَ مُعْتَادٌ وأَمْرُكَ نافِذٌ ... وعبدُكِ مُحْتَاجٌ إلى ألفِ درهم
وقد أوردتها في " مختصر تاريخ دمشق ".
رأيت له مجلَّدًا في أصول الفقه سماه " المدخل إلى الاجتهاد " يدل على اعتزاله وعلى حِفْظِه للحديث وسَعَة رحلته.(8/342)
442 - مُسْلِم بْن عُبَيْدِ اللَّه بْن طاهر بْن يحيى بن الحسن، أبو جعفر العَلَوِي الحسَيني المَدَني. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
سَمِعَ مِنْ: جدّه طاهر، ومحمد بن إبراهيم الدَّيْبُلي، وأبي بِشْرٍ الدُّولابي، والخضر بن داود، سمع منه كتاب " النسب " للزبير.
رَوَى عَنْهُ: الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، ويحيى بن علي بن الطحان.
وقال الدَارقُطْنيّ: هو حافظٌ نبيل.(8/343)
443 - موسى بن عبد الرحمن، أبو عمران البَيْرُوتي الصّبّاغ المقرئ [الوفاة: 361 - 370 هـ]
إمام جامع ببيروت.
كان أَسْنَدَ من بقي بالسّاحل، فإنه قرأ القرآن على هارون بن شريك الأخفش،
وَسَمِعَ مِنْ: أبي زرعة الدمشقي، وأحمد بن عبد الوهاب الحَوْطي، وأبي مسلم الكَجّي، والحسين بن السَّمِيدَع، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن منده، وأبو الحسين بن جُمَيْع، وابنه الحسن بن جُمَيْع، وتمّام الرّازي، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الوهاب المَيْداني، وصالح بن أحمد المَيَانجِي، وغيرهم.
ويُحْتَمَل أن تكون وفاته قبل الستّين.(8/343)
444 - يوسف بن يعقوب النّجيرَمي، أبو يعقوب. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
بصْري مشهور، عالي الإسناد.
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسن بْن المُثَنَّى العنبري، والفضل بن الحُبَاب الْجُمَحي، وزكريّا بن يحيى السّاجي، ومحمد بن حيّان المازني، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو [ص:344] عبد الله محمد بن عبد الله بن باكَوَيْهِ الشّيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسّان المطوّعي، وجماعة آخرهم القاضي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن صخْرٍ الأَزْدي.
وقد حدّث في سنة خمس وستين وثلاثمائة.(8/343)
445 - أبو الحسن بن عطيّة البصْري. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
رَوَى عَنْ: الحارث بن أبي أسامة التميمي.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكَوَيْهِ الشّيرازي.(8/344)
446 - أبو الحسن الباهلي البصْري المتكلّم. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
أخذ عن الأشعري علم النظر، وبرع وتقدّم، وكان من أذكياء العالم، مع الدّين والتعبد.
قال ابن الباقلاني: كنت أنا والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، والأستاذ ابن فورك معا في درس أبي الحسن الباهلي، كان يدرّس لنا في كل جمعة مرة، وكان يرخي الستر بيننا وبينه، وكان من شدّة اشتغاله بالله مثل والِه أو مجنون، لم يكن يعرف مبلغ دَرسنا حتى نذكّره، وكنّا نسأل عن سبب الحجاب، فأجاب بأنّنا نرى السُّوقَة وهم أهل الغفلة فيروني بالعين التي ترونهم، حتى إنه كان يحتجب من جارية له تخدمه.
قال أبو إسحاق الأسفراييني: أنا في جانب الشيخ أبي الحسن الباهلي كقَطْرة في البحر.(8/344)
447 - ابن نُباته الخطيب. [الوفاة: 361 - 370 هـ]
هو الأستاذ البارع، أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباته الفارقي، ذكرته في سنة أربعٍ وسبعين، وسيأتي.
قال أبو المظفر في " المرآة ": يقال: كان يحفظ " نهج البلاغة " وعامة خُطبِه من ألفاظها ومعانيها؛ وقد أخبرنا بها الكِندي، قال: أخبرنا أبو إسحاق الغَنَوي، قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن طاهر، عن أبيه، عن جدِّه محمد بن عبد الرحيم، عن أبيه المصنف.
آخر الطبقة والحمد لله(8/344)
-الطبقة الثامنة والثلاثون 371 - 380 هـ(8/345)
"صفحة فارغة"(8/346)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الحوادث)(8/347)
-سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
فيها سُرق السّبُع الفضة الذي على زبزب عضُدُ الدولة، وعجب النّاس كيف كان هذا مع هيبة عضُدُ الدولة المُفرِطة، وكونه شديد المعاقبة على أقل جناية تكون، وقُلِبت الأرض على سارقه، فلم يوقف له على خبر. ويقال: أنّ صاحب مصر دسّ من فعل هذا.
وكان العزيز العبيدي من قبل هذا قد بعَث رسولًا إلى عضُدُ الدولة، وكتابًا أوّلُهُ: " من عبد الله نِزار العزيز بالله أمير المؤمنين، إلى عضُدُ الدولة أبي شُجاع مولى أمير المؤمنين، سلامٌ عليك، فإن أمير المؤمنين يَحْمَد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ويسأله أن يصلي على جدّه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، والكتاب مبنيّ على الاستمالة مع ما يَسرّ إليه الرسول عُتْبَةُ بن الوليد، فبعث مع الرسول رسولًا له وكتابًا فيه مَوَدّة وتَعَلَّلات مُجْمَلَةٌ.
وفي ربيع الأول وقع حريق بالكَرْخِ مِنْ حدّ دَرْبِ القراطيس إلى بعض البزّازين من الجانبين، وأتى على الأساكفة والحدّادين، واحترق فيه جماعة وبقي لهيبه أسبوعًا.
وفيها قُلد أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى كتابة الطائع لله وخُلع عليه.(8/347)
-سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة
فيها فُتح المارستان العَضْدي، أنشأه عضُدُ الدولة في الجانب الغربيّ من بغداد، ورتّب فيه الأطباء والوكلاء والخُزّان وكلَّ ما يُحتاج إليه، في ربيع الآخر.
وفي هذا الزّمان كانت الأهواء والبدع فاشيةً بمثل بغداد ومصر من الرَّفْضِ وَالاعتزال والضَّلال، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون؛ فذكر الحُمَيْدي في ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد بن سعدي الأندلسي الفقيه طامةً كُبْرى، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن الفرج بن عبد الولّي الأنصاري، قال: [ص:348] سمعت أبا محمد عبد الله بن الوليد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أبي زيد الفقيه يسأل أبا عمر أحمد بن محمد بن سعدى المالكي عند وصوله إلى القَيْرَوان من بلاد المشرق، فقال: هل حضرت مجالس أهل الكلام؟ قال: نعم، مرتيّن، ولم أعد إليها، قال: ولم؟ فقال: أمّا أوّل مجلسٍ حضرتُهُ فرأيت مجلسًا قد جمع الفِرَق من السنة والبَدَعَة والكُفّار واليهود والنصارى والدّهْريّة والمَجُوس، ولكّل فرقة رئيس يتكلَّم ويجادل عن مذهبة، فإذا جاء رئيس قاموا كلّهم له على أقدامهم، حتى يجلس، فإذا تكلّموا قال قائل من الكُفّار: قد اجتمعتم للمناظرة، فلا يحتجّ أحدُ بكتابه ولا بنبيه، فإنا لا نصدق ذلك ولا نقر به، وإنما نتناظر بالعقل والقياس، فيقولون: نعم، فلما سمعت ذلك لم أعده. ثم قيل لي: هنا مجلس آخر للكلام، فذهبت إليه فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء، فقطعت مجالس أهل الكلام. فجعل ابن أبي زيد يتعجّب من ذلك، وقال: ذهبت العلماء وذهبت حرمة العلم والإسلام.
وفي شوّال مات عَضُدُ الدولة، فكتموا موته، ثم استدعوا ولده صمصام الدولة من الغد إلى دار السّلطنة، وأخرجوا أمر عضُدُ الدولة بتولية العهد، ورُوسل الطائع وسُئل أن يولّيه، ففعل، وبعث إليه خُلَعًا ولواءً.
وخلع على أبي منصور بن أبي الفتح العلوي للخروج بالحاجّ وإقامة الموسم.
وتُوُفَّيَتِ السّيدة سارة بنت الخليفة المعتضد وأخت المكتفي. وكانت مُعَمَّرة عاشت بعد أبيها ثلاثًا وثمانين سنة.(8/347)
-سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
في ثاني عشر محرّم أَظْهِرت وفاة عضُدُ الدولة، وحُمل تابوته إلى المَشْهَد، وجلس صَمْصَام الدولة ابنه للعَزَاء، وجاءه الطائع لله مُعَزِّيا، ولُطِم عليه في الأسواق أيّامًا عديدة، ثم ركب صمصام الدولة إلى دار الخلافة، وخلع عليه الطائع سبع خُلَعٍ وتَوَّجه، وعقد له لواءين، ولُقَّب " شمس الملة ".
وفيها ورد موت مؤيد الدولة بن أبي منصور ابن رُكْنِ الدولة بجُرْجان، فجلس صمصام الدولة للعزاء وجاءه الطائع معزّيا، ولما مات كتب الصّاحب إسماعيل بن عبّاد إلى أخيه فخر الدولة علي ابن ركن الدولة بالإسراع، فقدم واستوزَرَ الصّاحبَ ورفع منزلته. [ص:349]
وكان فيها غلاء مُفْرِط بالعراق، وبلغ كرّ الحنطة أربعة آلاف وثمانمائة درهم. ومات خَلْقٌ على الطُّرق جوعًا، وعَظم الخطب.
وفيها ولي إمرة دمشق خطلو القائد للعزيز بالله العُبَيْدي.(8/348)
-سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
فيها شرع أبو عبد الله بن سعدان في الصُّلح بين صمصام الدولة وفخر الدولة.
وفيها كان عُرْسٌ ببغداد، فوقعت الدّار، وهلك كثير من النّساء، وأُخْرِجن من تحت الهدْمِ بِالْحُليّ والزّينة، فكانت المصيبة عامة.(8/349)
-سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
فيها هَمَّ صمصام الدولة أن يجعل المَكْسَ عَلَى الثّياب الحرير والقطن، مما يُنْسَج ببغداد ونواحيها، ودُفع له في ضمان ذلك ألف ألف درهم في السنة، فاجتمع النّاس في جامع المنصور، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة، وكاد البلد يفتتن، فأعفاهم من ضمان ذلك.(8/349)
-سنة ست وسبعين وثلاثمائة
فيها كثر الموت بالحُمّيّات الحادة، فهلك كثير من الناس ببغداد، وزُلْزِلَت المَوْصِل، فهُدَّمت الدُّور، وهَلَكَ خلقٌ من النّاس.
وفيها مال العسكر إلى شَرَف الدّولة أبي الفوارس شِيرَوَيْه، وكان غائبًا بكَرْمان، فلما بلغه موتُ أبيه عضُدُ الدولة ردّ إلى فارس وقبض على وزير أبيه نصر النَّصراني، وجبى الأموال، ثم ملك الأهواز، وأخذها من أخيه أحمد، وغلب على البصْرة، واستعدّ لقصْدِ بغداد وأخْذِها من أخيه صمصام الدولة، فتركوا صمصام الدولة، فانحدر مسافراً إلى شَرَف الدولة راضيا بما يعامله به، فلما وصل قبّل الأرض بين يديه مرّات، فقال له شَرَف الدولة: كيف أنت وكيف حالك في طريقك، ثم سجنه، واجتمع عسكر شَرَف الدولة من الدَّيْلَم تسعة عشر ألفًا. وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام، فاقتتلوا، فانهزم الدَّيْلم وقُتل منهم ثلاثة آلاف في رمضان، فأخذ الدّيلم يذكرون صَمْصام الدولة، فقيل لشرف الدولة: اقْتُله، فما نأَمنهم. [ص:350]
وقدِم شَرَف الدولة بغداد، فركب الطائع إليه يهنئّه بالسّلامة، ثم خفي خبر صَمْصَام الدولة، وذلك أنّه حُمل إلى القلعة، ثم نفّذ إليه شَرَف الدولة بفَرّاش ليكحّله فوصل الفرّاش وقد مات شرف الدولة، فكحّله، فالعجب إنفاذ أمر ملك قد مات.
وكان شَرَف الدولة قد ردّ على النّاس أملاكهم، ورفع المصادرة، فبَغَته الموتُ، وإنّما جرى ذلك في سنة تسعٍ وسبعين، ولكن سُقناه استطرادًا.(8/349)
-سنة سبعٍ وسبعين وثلاثمائة
كان العزيز صاحب مصر قد تهيأ وتأهب لغزو الروم، فأحرقت مراكبه، فاتهم بها ناسا، وقتل مائتي نفس. فلما دخلت سنة سبعٍ وصلت رُسُل ملك الرّوم في البحر إلى ساحل القدس بتقَادُمَ للعزيز، فدخلوا مصر يطلبون الصُّلح، فأجابهم العزيز، واشترط شروطًا شديدة التزموا بها كلّها، منها أنّهم يحلفون أنّه لا يبقي في مملكتهم أسير إلّا أطلقوه، وأن يُخْطَب للعزيز في جامع القسطنطينية كلّ جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كل سنة ما افترضه عليهم، ثم ردّهم بعقد الهدنة، فكانت سبْعَ سنين.
وفيها ورد الوزير أبو منصور محمد بن الحسن، فتلقّاه الأمراء والأعيان، فلما قارب بغداد تلقّاه السلطان شَرَف الدولة بالشّفيعي، ودخل في سادس المحرم فوصل في صحبته خزانةٍ عظيمة، منها عشرون ألف ألف درهم، وثياب وآلات كثيرة، وكان يغلب عليه الخيرُ والعدل، وكان إذا سمع الأذان ترك جميع شُغُله وتهيّأ للصّلاة، وكان لا يكاد يترك عاملًا أكثر من سنة.
وفي صَفر عُقِد مجلسُ عظيمٌ وجُدِّدَت البيعة الوثيقَة بين الطائع وشرف الدولة، وعُمِلت القِباب، وبالغوا في الزّينة، وتَوَّجَه الطائع وقرئ عهده، والطائع يسمع، ثم قام شرف الدولة فدخل إلى عند أخته أهل أمير المؤمنين، فبقي عندها إلى العصر، ولما حُمل اللّواء تخرّق ووقعت قطعة منه، فتطيّر من ذلك.
وفيها ردّ شرف الدولة على الشّريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع أملاكه، وكان مغلها في العام ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم.
وفي ربيع الأوّل بيعت الكارة الدقيق الخشكار بمائة وستين درهمًا. وجلا النّاس عن بغداد، وزاد السعر في ربيع الآخر، فبلغ ثمن الكارة الخشكار مائتين وأربعين درهمًا. [ص:351]
وفي شعبان وُلد للملك شرف الدولة توأمان سمّى أحَدَهما " أبا حرب سلار "، والآخر " أبا منصور فناخسرو ".
وفيها بعث شرف الدولة العسكر لقتال بدر بن حَسْنَوَيْه، فظفر بهم بدر، واستولى على بلاد الجبل.
ووقع الغلاء والوباء الكثير في أواخر السنة.(8/350)
-سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة
زاد غلاء الأسعار وعُدِمت الأقوات، وظهر الموت ببغداد.
وفيها أمر السلطان شرف الدولة برصْد الكواكب السّبعة في مسيرها كما فعل المأمون، فبُني بيتُ لها في الدّار في آخر البستان.
وفيها لحق الناس بالبصرة حر وسموم تساقط الناس منه، ومات طائفة في الطرق.
وفيها جاءت ريح عظيمة بفم الصَّلْح وقت العصر، لخمس بقين من شعبان، خرقت دِجْلَةَ حتّى ذُكِر أنّه بانت أرضها، وهدمت ناحيةً من الجامع، وأهلكت جماعة، وغرّقت كثيرًا من السُّفن، واحتملت زَوْرَقًا منحدرًا، وفيه دوابٌ، فطرحت ذلك في أرض جوخى، فشوهد بعد أيام.(8/351)
-سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
جاء الخبر في أوّل السنة أنّ ابن الجراح الطّائي خرج على الحاجّ بين سُمَيْراء، وفيد، ونازلهم ثم صالحهم على ثلاثمائة ألف درهم وشيء من الثّياب والمتَاع.
وفيها انتقل شرف الدولة إلى قصر مُعِزّ الدولة بباب الشماسية، لأن الأطباء أشاروا عليه به لصحة هوائه، وكان قد ابتدأ به المرض من السنة الماضية، فشغب الدَّيْلَمُ وطلبوا أرزاقهم، فعاد إلى داره وراسلهم، وأمسك جماعة.
وفيها أراد الطائع القبض على القادر بالله، وهو أمير، فهرب منه إلى البطيحة، فأقام عند مهذب الدولة وتزايد مرض شرف الدولة، ومات، وعهد إلى أخيه أبي نصر، فاجتمع العسكر وطالبوا برسم البَيْعة والنَّفَقَة، فوعدهم، فأبوا، وتردّدت بين الطائع وبين أبي نصر مراسلات، ثم حلف كلّ واحد منهما للآخر على التّصافي، ثم جاء الطائع إلى دار المملكة ليُعزّي أبا نصر فقبّل أبو [ص:352] نصر الأرض غير مرّة، ثم ركب أبو نصر إلى الطائع، وحضر الأعيان، وجلس الطائع في الرّواق، وأمر فخُلِع على أبي نصر سبُعَ خِلَعٍ؛ طاقية أعلاها سوداء وعمامة سوداء وفي عُنْقِه طوق كبير، وفي يديه سِوَاران، ومشى الحُجّاب بين يديه بالسّيوف، فلما حصل بين يدي الطائع قبل الأرض ثم أجلس على كرسيّ، وقرأ أبو الحَسَن علي بن عبد العزيز ابن حاجب النُّعمان كاتبُ أمير المؤمنين عهدَه، وقدَّم إلى الطائع لله لواءه، فعقده، ولقّبه " بهاء الدولة " و " ضياء الملة ". وأقرّ الوزير أبا منصور بن صالحان على الوزارة وخلع عليه.
وكان بهاء الدّولة من رجال بني بُوَيْه رأيا وهيبةً وجلالًا وعقلًا.
وتمالى الأتراك بفارس وتجمّعوا، وأخرجوا صمصام الدولة من مُعْتَقَلهِ. وقد قيل أنّه كُحّل، فالله أعلم بصحة ذلك.
قال أبو النصر العتبي: حمله مملوكه سعادة على عاتقه وانحدر به، فملك به فارس وما والاها، وتتبع أموالها فجباها، ثم تنكر له الذين معه وقدّموا ابن أخيه أبا عليّ، ولقبوه " شمس الدولة " فنهض صمصام الدولة لمواقعتهم، فهزمهم أقبح هزيمة، فخنسوا صاغرين إلى بغداد، وتحرّك بهاء الدولة، وأهمّه شأن الصمصام، وبرز للقتال، فتناوشا الحربَ، وخربت البصرة والأهواز، وجرت أمور يطول شرحُها، ثم حاربه السّلار بَخْتيار بالأكراد الخسروية، فناصبهم صمصام الدولة الحرب، فاختلفت به الوقائع بين تلك الفتن الثائرة والإحَن الغائرة، فكان عقباها أن أجلت عنه قتيلاً، وتذمر بهاء الدولة للحادثة عليه؛ وجهز عسكرا لقتال الأكراد.(8/351)
-سنة ثمانين وثلاثمائة
فيها زاد أمر العيارين ببغداد وصاروا فئتين، ووقعت بينهم حروب عظيمة، واتصل القتال بين أهل الكَرْخ وباب البصرة، وقُتل النّاس ونهبت الأموال، وتواترت العُملات، وأحرق بعضُهم مَحَالّ بعض وعم البلاء، ووقع حريق كبير في نهر الدَّجاج ذهب فيه شيء كثير.(8/352)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الوفيات)(8/353)
-سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة(8/353)
1 - أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس، الإمام أبو بكر الإسماعيلي الْجُرْجاني الفقيه الشافعيّ الحافظ. [المتوفى: 371 هـ]
وُلد سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين، وسمع من الزاهد محمد بن عمران المقابري الْجُرْجاني سنة تسعٍ وثمانين ومائتين، وسمع قبل ذلك.
قال حمزة السَّهْمي: سمعته يقول: لما وَرَد نَعيُّ محمد بن أيّوب الرّازي دخلت الدّار وبكيت وصرخت ومزّقت على نفسي القميص، ووضعت التُّراب على رأسي، فاجتمع عليّ أهلي ومَن في منزلي، وقالوا: ما أصابك؟ قلت: نُعِيَ إليّ محمد بن أيّوب الرّازي، منعتموني الارتحال إليه. فسَلُوا قلبي، وأذِنوا لي بالخروج عند ذلك، وأصحبوني خالي إلى نسًا إلى الحَسَن بن سُفْيان، وأشار الإسماعيلي إلى وجهه، وقال: لم يكن هاهُنا طاقة، فقدمت عليه وسألته أنّ أقرأ عليه " المُسْنَد " وغيره، فكان ذلك أوّل رحلتي في الحديث، ورجعت.
قلت: كان هذا في سنة أربعٍ وتسعين، فإنّ فيها تُوُفّي محمد بن أيّوب.
قال: ثم خرجت إلى بغداد سنة ستٍّ وتسعين، وصَحِبَني بعضُ أقربائي.
قلت: سَمِعَ: إبراهيم بن زهير الحلواني في هذه النَّوْبة، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، وأحمد بن محمد بن مسروق، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، ويحيى بن محمد الحِنّائي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وطائفة ببغداد. وسمع أيَضًا بها من يوسف بن يعقوب القاضي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي. وسمع بالكوفة من محمد بن عبد الله الحضرمي [ص:354] مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وإسماعيل بن محمد المُزني صاحب أبي نُعَيم، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وبالبصرة من محمد بن حِبّان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة الْجُمَحي، وبالأنبار من بهلول بن إسحاق التَّنُوخي، وسعيد بن عجب، وبالأهواز من عَبْدان، وبالمَوْصِل من أبي يعلى، وأشباههم.
وصنف " الصحيح " و " المعجم " وغير ذلك.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العبدويي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الحسن محمد بن علي الطّبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الْجَرْجَرائي الحافظ، وعبد الواحد بن محمد بن منير العَدْل، وأبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي سبْط الشيخ، وطائفة سواهم.
وقال حمزة: سمعت الدَارقُطْنيّ يقول: كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق.
قال حمزة: وسمعت أبا محمد الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر الإسماعيلي أن يصنّف لنفسه سنناً، ويختار على حسب اجتهاده، فإنّه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كَتَبَ، ولِغَزَارة علمه وفَهْمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع كتاب محمد بن إسماعيل؛ فإنّه كان أَجَلَّ من أن يتبع غيره، أو كما قال.
وقال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدّثين والفقهاء وأجلَّهم في الرياسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه.
قال حمزة: وسألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنف، فكنت أخبره بما صنّف من الكتب وجمع من المسانيد والمُقِلَّين، وتخريجه على كتاب البخاري، وجميع [ص:355] سيرته، فيعجب من ذلك، وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن.
قال حمزة: وسمعت جماعة منهم ابن المظّفر الحافظ يحكون جَوْدَةَ قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدَّمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأ غيره.
قال حمزة: تُوُفّي في غُرَّة رجب سنة إحدى وسبعين، وله أربعُ وتسعون سنة.
قلت: ورأيت له مجلَّدًا من مُسْنَدِ كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلّد أو أكثر، فإنّ هذا المجلّد فيه بعض مُسْنَد عمر يدلّ على إمامة، وله " مُعْجَم شيوخه " مجلّد صغير، رواه عنه أبو بكر البَرْقَانيّ، يقول فيه: كتبت في صِغَري إملاءَ بخطّي في سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنا يومئذ ابن سِتّ سنين، فضبطّتُه ضبّط مثلي ذلك الوقت، على أنّي لم أخرج من هذه البابة شيئاً فيما صنفت من السُّنَن وأحاديث الشيوخ. وقد أخذ عن أبي بكر ابنه أبو سعد، وفقهاء جُرْجان.
قال القاضي أبو الطّيّب: دخلت جُرْجَان قاصدًا إليه وهو حيّ، فمات قبل أن ألقاه.(8/353)
2 - أحمد بن سليمان بن عمرو الْجَريْري، أبو الطّيّب [المتوفى: 371 هـ]
صاحب ابن جرير الطّبري.
تُوُفّي بمصر، وكان كثير الحديث.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَنْدي، وأَبِي جعفر الطّحاوي، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن الحسن النّاقد، وأحمد بن عمر بن محفوظ المصريّان.(8/355)
3 - أحمد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرحمن بن يحيى بن جُمَيْع، أبو بكر الغَسّاني الصَّيْداوي، [المتوفى: 371 هـ]
الرّجل الصالح، والد المحدث أبو الحسين محمد.
روى " المُوَطّأ " عن محمد بن عَبْدان المكّي، عن أبي مُصْعَب، وروى عن محمد بن المُعَافَى الصَّيْداوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبنه، وحفيده الحسن بن محمد، وحسين بن جعفر الْجُرْجاني. [ص:356]
وحكى حفيده عن خادم جدّه طلحة أنّ جدّه كان يقوم اللّيل كلّه، فإذا صلّى الفجر نام إلى الضُّحَى، فإذا صلّى الظّهر صلى إلى العصر، وإذا صلّى العصرْ صلّى إلى المغرب، وإذا صلّى العشاء الأخرة، قام إلى الفجر، وكانت هذه عادته.
وقال مُنَجّى بن سليم الكاتب: قال لي السّكَن، وهو الحسن بن محمد بن جميع: إن جده صام وله اثنتا عشرة سنة، إلى أن توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.(8/355)
4 - أحمد بن محمد بن سَلَمة، أبو عبد الله المصري الخيّاش. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا يعقوب إسحاق المَنْجَنِيقي، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن الحسين الطفال، وقال: قال لنا: إن مولده سنة ثمانين ومائتين.(8/356)
5 - إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو إِسْحَاق الأنصاري القاضي المَيْمَذي. [المتوفى: 371 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: محمد بن حيّان المازني، وأبا خليفة، وأبا يَعْلَى المَوْصِلي.
وَعَنْهُ: يحيى بن عمّار السَّجِسْتاني وغيره. ودخل القيروان.
قال الخطيب: كان غير ثقة.(8/356)
6 - بِشْر بن محمد، أبو عبد الله المُزَنيُّ الهروي. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن إدريس، وأبا الحسين الجلادي.
وَعَنْهُ: أبو أسحاق القَرّاب، وأبو الفضل الجارودي، وأبو ذَرٍّ الهَرَوي، وأملي الكثير.
تُوُفّي في شعبان.(8/356)
7 - الحسن بن أحمد بن صالح، الحافظ أبو محمد الهمداني السَّبيعي الحلبي، [المتوفى: 371 هـ]
من أولاد أبي إسحاق السَّبيعي، وإليه يُنسب بحلب درب السُّبيعي.
كان حافظًا متقِنًا رحّالًا، عالي الرّواية، خبيرًا بالرّجال والعلَل، فيه تشيُّع [ص:357] يسير. رحل وسمع من محمد بن حِبّان، وعبد الله بن ناجية، ويَمُوت بن المُزَرّع، وعمر بن أيّوب السّقطي، وقاسم بن زكريّا، وعمر بن محمد الكَاغَدي، وأبي مَعْشَر الدّارمي، ومحمد بن جرير الطّبَري، وأحمد بن هارون البرديجي، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: الدارقطني، وأبو بكر البرقاني، وأبو طالب بن بُكَيْر، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو نعيم الأصبهاني، والشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان شيخ الرافضة، والشريف محمد الحراني.
وكان عسراً في الرواية زعرا، وثقة ابن أبي الفوارس.
وقال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيّين من الفضيلة إلّا أبو محمد الحسن بن أحمد السَّبيعي لَكَفَاهم؛ كان وجيهًا عند سيف الدولة، وكان يزوره في داره، وصنّف له كتاب " التَّبْصِرة في فضيلة العترة المطهرة ". وكان له في العامة سوق، وهو الذي وقف حمّام السَّبيعي على العلويّين.
تُوُفِّي السَّبِيعي في سابع عشر ذي الحجة.
قال الحاكم: سألت أبا محمد الحسن السّبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء، فقال: لهذا الحديث قصة، قرأ علينا ابن ناجية مُسْنَد فاطمة بنت قَيْس سنة ثلاثمائة، فدخلت على الباغَنْدِي، فقال: من أين جئتَ؟ قلت: من مجلس ابن ناجية. قال: إيش قرأ عليكم؟ قلت: أحاديث الشَّعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال: مرّ لكم عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي؟ فنظرت في الْجُزْء فلم أجد، فقال: أُكْتُب: ذكر أبو بكر بن أبي شَيْبَة، قلت: عن مَن؟ ومنعته من التَّدليس، فقال: حدّثني محمد بن عُبَيْدة الحافظ، قال: حدّثني محمد بن المُعَلَّى الأثرم، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا محمد بن بِشْر العَبْدِي، عن مالك بن مِغْوَلٍ، عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي، عن فاطمة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصة الطّلاق والسُّكنى والنَّفقَة. ثم انصرفتُ إلى حلب، وكان عندنا بحلب بغداديّ يُعرف بابن سَهْل، فذكرت له هذا الحديث، فخرج إلى الكوفة، وذاكر أبا العبّاس بن سعيد، فكتب أبو العباس هذا الحديث، عن ابن سهل، عنّي، عن الباغَنْدي، ثم اجتمعت مع فلان، يعني الْجِعَابي، فذاكَرْتُهُ، فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا برَمْلَة، فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا بعد سنين [ص:358] بدمشق، فاستعادَني إسنادهَ تَعجُّبًا ثم اجتمعنا ببغداد، فذكرنا هذا الباب، فقال: حدثناه علي بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا أبو بكر الأثرم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، ولم يدر أنّ هذا الأثرم غير ذاك، فذكرتُ قصّتي لفلان المفيد وأتى عليه سنُون، فحدّث بالحديث عن الباغندي، ثم قال السبيعي: المذاكرة تكشف عُوار من لا يَصْدُق.
قال الخطيب: كان ثقةً حافظًا مُكْثِرًا عسِرًا في الرّواية، ولما كان بأخرة عَزَم على التّحديث والإملاء، فتهيأ لذلك، فمات. حدثت عن الدارقطني، قال: سمعت السَّبيعي يقول: قدِم علينا الوزير أبو الفتح بن حنزابة إلى حلب، فتلقّاه النّاس، فعرف أنّي محدّث، فقال لي: تعرف إسنادًا فيه أربعة من الصّحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العُمالة، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده منزلة.(8/356)
8 - الحسن بن سعيد بن جعفر، أبو العبّاس العَبّاداني المُطَّوَّعي المقرئ المُعَمَّر [المتوفى: 371 هـ]
نزيل إصْطَخْر في آخر عمره.
سَمِعَ: الحسن بن المُثنّى، وأبا خليفة، وأبا مسلم الكجي، وأبا عبد الرحمن النسائي، وإدريس بن عبد الكريم الحَدَّاد، وجعفر بن محمد الفِريابي، وجماعة.
قال أبو نُعَيم: قدِم أصبهان سنة خمسٍ وخمسين، وكان رأسًا في القرآن وحِفْظِه، في حديثه وروايته لِينُ.
وقال أبو بكر بن مردويه: هو ضعيف.
قلت: قرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبد الرّحيم الأصبهاني، وأبي محمد الملطي، وقرأ لأبي عمرو على محمد بن محمد بن بدر الباهلي صاحب الدُّوري، والحسين بن علي الأزرق الجمّال؛ قرأ عليه برواية قالون، وقرأ برواية البَزَّي على إسحاق بن أحمد الخزاعي. وقرأ برواية قُنْبِل على ابن مجاهد. وقرأ بدمشق على أبي العبّاس محمد بن موسى الصُّوري، [ص:359] وبالإسكندرية على محمد بن القاسم بن يزيد الإسكندراني. وقرأ على ابن ذِكْوان، وقرأ على أحمد بن فرح المفسّر صاحب الدّوري، وعلى إدريس بن عبد الكريم الحدّاد صاحب خَلَف، وهو أكبر شيخ له، وقرأ على عبد الله بن الرّبيع المَلَطي إمام جامع مصر، عن يونس بن عبد الأعلى، وعلى جماعة مذكورين في " المُبْهِج " لسِبْط الخَيَّاط.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخزاعي، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن زلال النَّهاوَنْدي، والحسين بن علي بن عُبَيْد الله الرَّهَاوي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن آذربهرام الكارَزِيني.
قال الخزاعي: قلت للمطَّوعي: في أيّ سنة قرأتَ على إدريس الحدّاد؟ فقال: في السنة التي رحلت فيها إلى الرّيّ سنة اثنتين وتسعين ومائتين. فقلت للمطّوّعي: فقد قاربت المائه؟ فقال: إلّا سنَتَيْن، قال ذلك في سنة سبع وستين وثلاثمائة. قال الخزاعي: وكان أبوه واعظًا محدِّثًا.
قلت: وحدّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذّكْواني، وأبو نُعَيم الحافظ، ومحمد بن عُبَيْد الله الشيرازي، وآخرون، وهو على ضعفه آخر من روى عن أبي مسلم الكَجّي والحدّاد. وله تصانيف في القراءات.(8/358)
9 - الحسن بن علي بن الحسن بن الهيثم، أبو عبد الله ابن البادا البغدادي الشّاهدُ. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: أبا شعيب الحَرّاني، والحسن بن عَلويَه.
وَعَنْهُ: حفيده أحمد بن علي، وغيره.
وقال الخطيب: كان ثقة، بقي أعمى مُقْعَدًا مدّة خمسَ عشرةَ سنة، وعاش سبعاً وتسعين سنة.(8/359)
10 - الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن بن الغَمْر، أبو محمد المصري الفقيه. [المتوفى: 371 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: الطَّحاوي وغيره.(8/359)
11 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو سَعِيد الفَسَوي القزّاز الشّاهد. [المتوفى: 371 هـ][ص:360]
رحل مع والده إلى الشّام ومصر،
وَسَمِعَ: أبا عَرُوبة، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، وأبا الحسن بن جَوْصَا، وحدّث.
تُوُفّي في المحرَّم.(8/359)
12 - خلف بن عمر، أبو سعيد الفقيه المالكي المعروف بابن أخي هشام، [المتوفى: 371 هـ]
شيخ المالكية بإفريقية.
تفقّه بأبي نصر القيرواني وسمع منه. وكان يجتمع هو، وأبو الأزهر بن مغيث، وأبو محمد بن أبي زيد، ويتناظرون.
تُوُفّي في صفر.(8/360)
13 - سليمان بن محمد بن سليمان، أبو أيّوب الأندلسي الشَّذُوني. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس القَبْري، وجماعة، وحجّ فسمع من أبي سعيد ابن الأعرابي، وسمع من أبي محمد الفَرْغاني كُتُبَ محمد بن جرير الطّبري،
وولي خَطَابة شَريش.(8/360)
14 - عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزَّبِيبيُّ، أبو الحُسين البَغْداديُّ البَزَّاز. [المتوفى: 371 هـ]
رَوَى عَنْ: الحسن بن عَلْويه القطّان، وأحمد بن أبي عَوْف البُزُوري، والحسين بن أبي الأحوَص، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، ومحمد بن طلحة النَّعالي، والأزجي، وأبو القاسم التّنُوخي.
وثّقه الخطيب، وقال: وُلد سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين،
وَتُوُفِّي في ذي القعدة.
والزبيبي: آخر، وهو إبراهيم بن عبد الله العسكري الزبيبي، من طبقة ابن صاعد، مرّ.(8/360)
15 - عبد الله بن إسحاق، أبو محمد التبان الفقيه المالكي، [المتوفى: 371 هـ]
عالم أهل القيروان في زمانه. [ص:361]
قال القاضي عياض: ضُربت إليه آباط الإبل من الأمصار لِذَبّه عن مذهب أهل المدينة، وكان حافظًا بعيدًا من التَصَنُّع والرّياء، فصيحًا.
تُوفِّي سنة إحدى.(8/360)
16 - عبد الله بن الحسين بن إسماعيل، أبو بكر الضبيّ المحاملي. [المتوفى: 371 هـ]
ولي قضاء مَيّافارِقين وآمد، ثم ولي قضاء حلب وأنطاكية، وكان عفيفًا نزِهًا،
سَمِعَ: أباه، وأبا بكر بن زياد النَّيْسَابُوري، وغيرهما.(8/361)
17 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْباني الذُّهْلي النَّيْسَابُوري، [المتوفى: 371 هـ]
سِبْط أبي علي الثَّقَفي.
دَيِّنٌ ورِعٌ من شيوخ الحاكم؛
سَمِعَ: السّرّاج، وزَنْجَوْيه بن محمد.(8/361)
18 - عبد الله بن محمد بن نصر اللّخْمي القُرْطُبي الزّاهد. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحْمَد بْن خَالِد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بن أَيْمن، ومحمد بن قاسم. وكان صالحًا خَيِّرًا مائلًا إلى الأثر، يعقد الشُّرُوط.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضيّ وغيره.(8/361)
19 - عبد الأعلى بن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السَّجِسْتاني. [المتوفى: 371 هـ]
يَرْوِي عَنْ: أبيه.
تُوُفّي في هذه السنة تقريبًا.(8/361)
20 - عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن اللّيْث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله، أبو الحسن التّميمي، [المتوفى: 371 هـ]
أحد فُقهاء الحنابلة الأعيان.
حَدَّثَ عَنْ: أبي عبد الله بن عرفة نفطويه، وأبي بكر بن زياد النَّيْسَابُوري، وأبي عبد الله المَحَاملي.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو الفرج عبد الوهاب، وبِشْري الفاتني.
قال أبو المعالي شَيْذَلة: روى الإمام أبو عَبْد الله الحُسين بْن محمد الدَّامَغَاني، قال: لما قَدِم القاضي أبو بكر الأشعري بغداد دعاه أبو الحسن التَّميميُّ الحنبليُّ إمام عصره في مذهبه، وحضر الشيخ أبو عبد الله بن مجاهد، [ص:362] وابن سمعون، فجري مسألة الاجتهاد بين ابن مجاهد، والقاضي أبي بكر، وتعلّق الكلام بينهما إلى الفجر، وكان أبو الحسن التميمي يقول لأصحابه: تمسّكوا بهذا الرّجل فليس للسنة عنه غِنّى.
وقال القاضي أبو يَعْلَى: كان جليل القدر، له كلام في مسائل الخلاف، ومصنّف في الفرائض.
وقال أبو الحسن بن رزقَوَيْه: وضع أبو الحسن التميمي في " مُسْنَد " أحمد حديثين، وكتبوا عليه محضرًا، وكتب فيه الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين.
توفي في عشر الستين.(8/361)
21 - عبد الواحد بن أحمد ابن المصنّف أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبَة الدَّيَنَوري. [المتوفى: 371 هـ]
دخل مصر مع أبيه فسكنها،
وَحَدَّثَ عَنْ: والده بمصنّفات جدّه.(8/362)
22 - علي بن إبراهيم، الشيخ أبو الحسن الحُصْري. [المتوفى: 371 هـ]
أحد كبار الصُّوفيه وأولي الأحوال؛ حكى عن الشَّبْليّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الماليني.
ومن كلامه: لا يغرّنَّكُم صفاءُ الأوقات فإنّ تحتها آفات، ولا يَغُرّنّكم العطاء، فإنّ العطاء عند أهل الصَّفاء مَقْتٌ.
قال الخطيب: مات سنة إحدى وسبعين، وقد نيّف على الثّمانين.
قال السُّلَمي: هو سيّد وقته وشيخ العراق.(8/362)
23 - على بن عبد الله ابن المحدّث الصّالح عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلّبي الْجُرجْاني البزّاز. [المتوفى: 371 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي نُعَيم بن عدي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الماليني، وأبو الفرج.
ومات قبل الإسماعيلي بشهر.(8/362)
24 - فتح بن أصبغ، أبو نصر الطُّلَيْطِلي الفقيه الزّاهد. [المتوفى: 371 هـ]
كان ذكيًّا متفننًا ورِعًا عابدًا، كان يقال: إنّهُ مُجاب الدّعوة.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.(8/363)
25 - لَيْث بن طاهر، أبو نصر النَّيْسَابُوري العابد. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/363)
26 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفقيه، أبو زيد المَرْوَزي الشّافعي الزّاهد. [المتوفى: 371 هـ]
حَدَّثَ ببغداد، وبنَيْسَابور، ودمشق، ومكّة عَنْ: محمد بن يوسف الفَرَبْرِيّ، وعمر بن علّك المَرْوَزي، ومحمد بن عبد الله السَّعدي، وأبي العبّاس محمد الدَّغولي، وأحمد بن محمد المُنْكَدِري، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الهيثم بن أحمد الصّبّاغ، وعبد الواحد بن مشماش، وعبد الوهاب الميداني، وعلي ابن السمسار؛ الدمشقيون، والحاكم، والسلمي، وأهل نيسابور، وأبو الحسن الدَارقُطْنيّ مع تقدُّمه، وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن أحمد المحاملي، البغداديون، والفقيه أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصِيلي، وآخرون.
وقال: وُلدت سنة إحدى وثلاثمائة.
قال الحاكم: كان أحد أئمّة المسلمين، ومن أَحْفَظ النّاس لمذهب الشّافعي، وأحسنهم نَظَرًا، وأزْهَدهم في الدنيا. سمعت أبا بكر البزاز يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نَيْسَابُور إلى مكّة، فما أعلم أن الملائكة كَتَبَتْ عليه خطيئة.
وقال الخطيب: حدّث ببغداد، ثم جاور بمكّة، وحدّث هناك " بصحيح البُخَاري " عن الفَرَبْرِي. وأبو زيد أَجَلُّ من روى ذلك الكتاب.
وقال أبو إسحاق الشَّيرازي: ومنهم أبو زيد المَرْوَزي صاحب أبي إسحاق، مات بمرو في رجب سنة إحدى وسبعين. قال: وكان حافظًا للمذهب، [ص:364] حَسَن النَّظر، مشهورًا بالزُّهْد.
وَعَنْهُ: أخذ أبو بكر القفال، وفقهاء مرو.
قرأت على أبي علي الأمين، أخبركم ابن اللَّتي، قال: أخبرنا عبد الأول، قال: حدثنا أبو إسماعيل الأنصاري، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، قال: سمعت خالد بن عبد الله المروزي، قال: سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المَرْوَزي، قال: سمعت أبا زيد المروزي الفقيه يقول: كنت نائمًا بين الرُّكن والمقام، فرأيت النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أبا زيد إلى متى تدرِسّ كتاب الشّافعي ولا تدرسّ كتابي؟ فقلت: يا رسول الله وما كتابك؟ فقال: " جامع محمد بن إسماعيل " يعني البُخاري.(8/363)
27 - محمد بن أحمد بن تميم السَّرَخْسي. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: أبا لَبِيد محمد بن إدريس السامي السرخسي.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني.
وثّقه الخطيب.
تُوُفّي فيها ظَنًّا.(8/364)
28 - محمد بن أحمد بن محمود، أبو العبّاس النَّيْسَابُوري القبّاني الزّاهد النّاسخ. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: ابن خُزَيْمَة، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي.
وَعَنْهُ: الحاكم، وغيره من النَّيْسَابُوريّين.(8/364)
29 - محمد بن أحمد بن جعفر الطّوسي العابد. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.(8/364)
30 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران، أبو بكر البغدادي الصّفّار الضّرير. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: محمد بن صالح بن أبي عصمةَ الدّمشقي، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، ومحمد بن محمد ابن النّفاح الباهلي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَروُبَة الحَرّاني، وجماعة.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وحمزة السَّهْمي، وأبو بكر [ص:365] البرقاني، وأبو القاسم علي بن المحسن التّنُوخي، والحسين بن علي الجوهري، وغيرهم.
قال البَرْقَانِيّ: ثقةٌ فاضل، شاميّ الأصل، سألته عن مولده، فقال: سنة تِسْعٍ وثمانين ومائتين.
قال الخطيب: حدّث في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.(8/364)
31 - محمد بن جعفر بن محمد، أبو الفتح ابن المُرَاغي، الهَمَذاني، [المتوفى: 371 هـ]
نزيل بغداد، ومصنّف كتاب " البهجة " على مثال " الكامل " للمُبَرّد.
وكان عالمًا بالنَّحْو واللَّغَة،
رَوَى عَنْ: أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة.
وقال أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المَحَاملي: سمعنا منه سنة إحدى وسبعين.
قلت: هو والذي قبله لا أعرف وفاتهما يقينًا.(8/365)
32 - محمد بن خفيف بن إسْكفشَار، أبو عبد الله الضَّبّي الشّيرازيُّ الصُّوفي، [المتوفى: 371 هـ]
شيخ إقليم فارس.
حَدَّثَ عَنْ: حمّاد بن مُدْرِك، والنُّعمان بن أحمد الواسِطي، ومحمد بن جعفر التّمّار، والحسين المَحَامِلي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو الفضل محمد بن جعفر الخّزَاعي، والحسن بن حفص الأندلِسي، وإبراهيم بن الخَضِر الشَّيّاح، ومحمد بن عبد الله بن باكويه، وأبو بكر ابن الباقِلاني المتكلّم.
قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي: أقام بشيراز، وكانت أمه نيسابورية، وهو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزّمان، لم يبق للقوم أقدم منه سِنًّا، ولا أَتَّم حالًا. صحب رُوَيْمَ بن أحمد، وأبا العبّاس بن عطاء، ولقي الحسين بن منصور الحلاج. وهو من أعلم المشايخ بعلوم الظّاهر، متمسّكٌ بالكتاب والسنة، فقيهٌ على مذهب الشّافعي، فمن كلامه قال: ما سمعت شيئًا من سُنَن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم إلّا واستعملته، حتّى الصّلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة. [ص:366]
قال السُّلَمي: قال أحمد بن يحيى الشّيرازي: ما أرى التصوف إلا يختم بأبي عبد الله بن خفيف. وكان ابن خفيف من أولاد الأمراء، فتزهّد حتى قال: كنت أذهب وأجمع الخرق من المزابل، وأغسله، وأصلح منه ما ألبسه، وبقيت أربعين شهراً أفطر كل ليلة على كف باقلاء، فافتصدت، فخرج من عرقي شبيه ماء اللحم فغشي علي، فتحيَّر الفصَّادُ، وقال: ما رأيت جسدًا بلا دمٍ إلّا هذا.
وقال ابن باكَوَيْه: سمعت أبا أحمد الكبير يقول: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول: نُهْبتُ في البادية وجعت حتّى سقَطَتْ لي ثمانية أسنان، وانتثر شَعْري، ثم وقعتُ إلى فَيْدَ وأقمت بها، حتّى تماثلت وحججت، ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشّام، فنمت إلى جانب دُكّانِ صبّاغٍ، وبات معي في المسجد رجل به قيام، فكان يخرج ويدخل إلى الصباح، فلما أصبحنا، صاح الناس وقالوا: نُقِب دُكّان الصّبّاغ وسُرِقت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال المَبْطُون: لا أدري، غير أنّ هذا طول اللّيل كان يدخل ويخرج، وما كنت خرجتُ أنا إلّا مرَّةً، تطهّرتُ، فجرُّوني وضربوني، وقالوا: تكلّم. فاعتقدت التّسليمَ، فكانوا يغتاظون من سُكُوتي، فحملوني إلى دُكّان الصّبّاغ، وكان أثَرُ رجل اللّصّ في الرّماد، فقالوا: ضَعْ رِجْلَك فيه، فوضعت، فكان على قدْر رِجْلي، فزادهم غَيْظًا، وجاء الأمير، ونُصِبت القِدْر وفيها الزَّيت يغلي، وأُحْضِرت السكّين ومَن يقطع اليد، فرجِعْت إلى نفسي وإذا هي ساكنة، فقلت: إنْ أرادوا قَطْعَ يدي سألتهم يعفوا يميني لأكتب بها، فبقي الأمير يهدّدني ويصْول، فنظرت إليه فعرفته، وكان مملوكًا لوالدي، فكلّمني بالعربية وكلّمته بالفارسيّة، فنظر إليّ وقال: أبو الحسين، وكنتُ أُكَنَّى بها في صِباي، فضحكتُ، فعرفني، فأخذ يلطم رأسه ووجهه، واشتغل النّاس به، فإذا بضجّة عظيمة، وأنّ اللَّصوص قد مُسِكُوا، فذهبتُ والنّاسُ ورائي، وأنا ملطخ بالدماء جائع لي أيام لم آكل، فرأتني عجوزٌ فقيرة، فقالت: أدخل إلينا، فدخلتُ ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويديّ، فإذا الأمير قد أقبل يطلبني. فدخل ومعه جماعة، وجرّ من منطقته سِكّينًا، وحَلَفَ بالله، وقال: إن أمسكني إنسان لأقتلنّ نفسي، وضرب بيده رأسه ووجهه مائة صَفْعة، حتّى منعتُه أنا، ثم اعتذر، وجَهِد بي أن أقبل شيئًا، فأَبَيْتُ، وهربت ليومي من المدينة، فحدّثت بعضَ المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك، فما دخلتُ بلدًا فيه فقراء إلّا قصدتُهم. [ص:367]
قال أبو عبد الله بن باكويه: سمعت أبا عبد الله بن خفيف، وقد سأله قاسم الإصْطَخَري عن الأشعريّ، فقال: كنت مرّة بالبصرة جالسًا مع عمرو بن عَلُّويه على ساجة في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعريّ قد عَبَر وسلّم علينا وجلس، فقال: عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلّمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المَغْزَى، فأُحبّ أن تعيدوها عليّ. قلت: وفي أي شيء كنّا؟ قال: في سؤال إبراهيم عليه السّلام: " أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى "، وسؤال موسى: " أرني أنظر إليك ". فقلت: نعم. قلنا: إنّ سؤال إبراهيم هو سؤال موسى، إلّا أنّ سؤال إبراهيم سؤال متمكّن، وسؤال موسى سؤال صاحب غَلَبَةٍ وهَيَجَان، فكان تصريحًا، وكان سؤال إبراهيم تعريضًا، وذلك أنّه قال: أرني كيف تحيي الموتى، فأراه كيفية المحيى ولم يره كيفية الإحياء، لأن الإحياء صفته والمحيى قدرته، فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلّا أنّه قال في الآخر: " وَاعْلَمْ أَنَّ الله عزيز ". فالعزيز: المنيع. فقال أبو الحسن: هذا كلام صحيح. ثمّ أنّي مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجّبت من حُسن كلامه حين أجابهم.
قال أبو العباس النسوي: صنّف شيخنا ابن خفيف من الكُتُب ما لم يصنّفْه أحَدٌ، وانتفع به جماعة صاروا أئمَّةً يُقْتَدَى بهم، وعُمَّر حتى عمّ نفعُه البلدانَ.
وقال أبو الفتح عبد الرحيم بن أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله ابن خفيف يقول: سأَلنا يومًا القاضي أبو العبّاس بن شريح بشِيرَاز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبة الله فرض أو لا؟ قلنا: فرْض. قال: ما الدليل؟ فما فينا من أجاب بشيء، فسألناه، فقال: قوله تعالى: " قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم ". . . الآية. قال: فتواعدهم الله على تفضيل محبتّهم لغيره على محبتّه، والوعيد لا يقع إلّا على فرض لازم.
وقال ابن باكَوَيْه: كنت سمعت ابن خفيف يقول: كنت في بدايتي رُبَّما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف " قُلْ هُوَ الله أَحدُ "، وربّما كنت أقرأ في ركعةٍ القرآن كلّه.
وعن ابن خفيف انّه كان به وَجَعُ الخاصِرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة، فكان إذا أقيمت الصّلاة يُحمل على الظَّهْر إلى المسجد، فقيل له: لو [ص:368] خفَّفْتَ على نفسك. قال: إذا سمعتم: " حيَّ على الصّلاة " ولم تروني في الصّفّ فاطلبوني في المقابر.
وقال ابن باكَوَيْه: سمعته يقول: ما وجبت عليّ زكاة الفِطْر أربعين سنة.
وقال ابن باكويه: نظر أبو عبد الله بن خفيف يومًا إلى ابن مَكْتُوم وجماعة من أصحابه يكتبون شيئًا، فقال: ما هذا؟ قالوا: نكتب كذا وكذا. قال: اشتغلوا بتعلُّم شيءٍ ولا يغرّنّكُم كلامُ الصُّوفيّة، فإنّي كنت أخبئ مَحْبَرَتي في جيب مُرَقَّعَتي، والورق في حجزة سراويلي، وأذهب خفْيةً إلى أهل العلم، فإذا علموا بي خاصموني، وقالوا: لا تُفلح. ثم احتاجوا إلي.
حَدَّثَنَا أَبُو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا عمر بن كرم ببغداد، قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن أحمد الثقفي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن باكويه، قال: حدثنا محمد بن خفيف الضبي إملاء، قال: قرئ على حماد بن مدرك وأنا أسمع: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " إِذَا صَنَعْتَ قِدْرًا فأَكْثِرْ مَرَقَهَا وَانْظُرْ أهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُم بِمَعْرُوفٍ ".
تُوُفّي ليلة ثالث رمضان عن خمسٍ وتسعين سنة، وقيل: عاش مائة سنة وأربع سنين، وازدحم الخلق على جنازته، وكان أمرًا عظيمًا، وصلُّوا عليه نحواً من مائة مرة، رضي الله عنه.(8/365)
33 - محمد بن خلف بن محمد بن جيان، بالجيم، الفقيه أبو بكر البغدادي الخلال المقرئ. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ: عمر بن أيّوب السَّقْطي، وقاسم بن زكريّا المطّرز، وحامد بن شعيب البَلّخي، وأحمد بن سهل الأشْناني.
وَعَنْهُ: البَرْقَانِيّ، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو القاسم التَّنُوخيّ.
وثّقه الخطيب، وقال: تُوُفّي في آخر السنة.
وَرَوَى عَنْهُ: حمزة السهمي، [ص:369] وقال: كان ثقة جبلًا.(8/368)
34 - محمد بن خالد بن عبد الملك، أبو عبد الله الإسْتِجي الأندلسي الفقيه. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي دُلَيْم، وكان يعقد الوثائق.(8/369)
35 - محمد بن عثمان بن سعيد الإسْتِجي. [المتوفى: 371 هـ]
كان فقيهًا مفتياً.
سَمِعَ مِنْ: ابن أبي دليم أيضاً، ومن جماعة.
وكان يعقد الوثائق ببلده.(8/369)
36 - محمد مفرّج بن عبد الله بن مفرّج، أبو عبد الله المَعَافري القُرْطُبي، المعروف بالقُبيّ. [المتوفى: 371 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، وبمصر من أبي جعفر النّحّاس، وعبد الملك بن بحر الجلاب، وبمكّة من أبي سعيد ابن الأعرابي،
وَتُوُفِّي في رمضان.
تركوا الأخذَ عنه؛ لأنّه كان يعتقد مذهبَ ابن مَسَرَّة ويدعو إليه.(8/369)
37 - محمد بن عبد الله بن بِشْران، أبو بكر السَّكّري الشّاهد، [المتوفى: 371 هـ]
والد الشيخين مُسْندي العراق أبي الحسين علي، وأبي القاسم عبد الملك.
سَمِعَ الحديث، وأسمع وَلَديْه، ولم يْرو شيئًا،
بل رَوَى عَنْهُ: ابنه عبد الملك وجادة،
ومات في جُمادي الآخرة، وله خمسٌ وستُّون سنة، وكان من المعدّلين.(8/369)
38 - محمد بن العبّاس بن أحمد بن مسعود، أبو بكر الْجُرْجاني المسعودي الفقيه. [المتوفى: 371 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي يَعْلَى المَوْصِلي، وأبي القاسم البَغَوِي. وفيه ضَعْفٌ لكونه حدّث من غير كتابه.
بقي إلى هذه السنة، ولا أعرف متى مات.(8/369)
39 - محمد بن محمد بن العبّاس، أبو ذُهل العُصمي الهَرَوِي. [المتوفى: 371 هـ][ص:370]
تُوُفّي في صفر، من جِلِّة المشايخ.(8/369)
40 - محمد بن هشام بن جهور المرشانيُّ، [المتوفى: 371 هـ]
نزيل قُرْطُبة.
رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: الآجريّ، وأحمد بن إبراهيم الكِنْدي، وحدّث.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.(8/370)
41 - يحيى بن هُذيْل، أبو بكر الأديب. [المتوفى: 371 هـ]
شاعر عصره بالأندلس، وكان أحد الفقهاء المالكيّة المذكورين، ديناً عاقلًا نَزِهًا فصيحًا مُفَوَّهًا، طال عمره وعلا سماعه، وكان قد سمع مع أخيه أبي مروان عبد الملك من جماعة. كذا ورخه بعضهم، وسيعاد سنة تسعٍ وثمانين.
قال القاضي عِياض: كان حافظًا للفقه، راويةً للحديث. ثم ورّخه سنة إحدى هذه.(8/370)
• - هفتكين. [المتوفى: 371 هـ]
قيل: مات في أول هذا العام، وقد مرَّ سنة ثمان وستين.(8/370)
-سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة(8/371)
42 - أحمد بن إسحاق بن مروان بن جابر، أبو عمر الغافقي القُرْطُبي. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن خالد، وعبد الله بن يونس، وابن أَيْمَن، وحج، وسمع بمصر كتباً. وولي قضاء طليطلة، وبها توفي.(8/371)
43 - أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج، أبو الحسن المقرئ الخلّال. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير الطبري.
وَعَنْهُ: أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن علي البادا.
قال الخطيب: كان صالحًا ثقة،
تُوُفِّي في رمضان.(8/371)
44 - أحمد بن محمد ابن الحافظ أبي حفص عُمر بن محمد بن بُجَيْر السَّمَرْقَنْديِ البُجَيْرِي. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ مِنْ: جدّه " الصحيح " الذي له، وسمعه منه جماعة،
وَتُوُفِّي في ربيع الأوّل.(8/371)
45 - أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن يحيى القَصْري، أبو بكر السَّيبِي، الفقيه الشّافعي. [المتوفى: 372 هـ]
أحد الأئمة، درس على أبي إسحاق المَرْوَزي، ونشر الفقه ببلده قصر ابن هبيرة،
وَتُوُفِّي في رجب، وله ستٌّ وسبعون سنة.(8/371)
46 - أحمد بن عبد الله بن عمرو القيسي القُرْطُبي. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن خالد، وابن أيمن، ومحمد بن مِسْوَر. لم يُحدّث.(8/371)
47 - أحمد بن محمد بن معروف بن وليد، أبو عمر الجُذاميُّ القُرْطُبي. [المتوفى: 372 هـ][ص:372]
سَمِعَ مِنْ: أحمد بن خالد بن الجباب، وابن أَيْمَن، وعثمان بن عبد الرحمن، وحجّ فسمع من الآجري، وولي قضاء طَرْطُوشَة، وكتب عنه جماعة.(8/371)
48 - أحمد بن محمد بن يوسف، أبو القاسم القُرْطُبي القَشْطِيلِيُّ. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: أبا عيسى، والدّيَنَوري.
قال ابن عفيف: كان من أهل العلم بفنونٍ كثيرة من الفِقْه والعربيّة واللُّغة. حجّ وأدرك رجالًا بالمشرق، وأدخل الأندلسً علمًا جمًّا، وأَدَّب وَلَد الحَكَم ابن النّاصر لدين الله، وأخذ عنه النّاس مَذْهَب مالك.(8/372)
49 - إسماعيل بن أحمد بن محمد بن داود النّسّاج القِزْويني. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: إسحاق بن محمد الكَيْسَاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وسليمان بن يزيد الفامي، وحدّث.(8/372)
50 - الحسن بن علي بن عمر الصّيْدَناني القِزْويني. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: إسحاق بن محمد الكَيْسَاني، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي، وحدّث.(8/372)
51 - الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سُليمان بن محمد، الشريف أبو تمّام الزَّيْنَبي، [المتوفى: 372 هـ]
قاضي البصْرة.
قدِم بغداد مع مُعِز الدولة، واشترى دارًا بأربعةٍ وعشرين ألف دينار، ووُلّي نقابة بغداد.
وتفقّه على أبي الحسن الكَرْخي. حدّث عنه مولاه وشّاح وغيره.
مات في شوّال.(8/372)
52 - الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد بن شَمّاخ، أبو عبد الله الشّمّاخي الحافظ الهَرَوِي الصّفّار. [المتوفى: 372 هـ]
حدّث بَهَراة وبغداد ودمشق عن أحمد بن عبد الوارث المصري، وأبي [ص:373] الدَّحْداح أحمد بن محمد الدمشقي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن حفص الجويني، والحسين بن موسى الرَّسْعَني وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو بَكْر البَرْقَانِيّ، وإسحاق القرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنّه ليس بحُجّة، وضعّفه أبو عبد الله بن أبي ذُهَل الهَرَوِي.
وقال الحاكم؛ وسُئل عنه: كذّاب، لا يُشتَغَل به.
توفي في جُمادى الآخرة، وله مُسْتَخْرَجٌ على " صحيح مُسْلِم ".(8/372)
53 - الحسين بن علي بن شعبان، أبو عبد الله المصري الفقيه. [المتوفى: 372 هـ]
رَوَى عَنْهُ: محمد بن إبراهيم بن المنذر، وغيره.(8/373)
54 - حسين بن محمد بن نابل، أبو بكر القُرْطُبي. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن عمر بن لُبَابة، وحجّ، فسمع من ابن الأعرابي، وعلي بن أبي مطر الإسكندراني، وأبي الطاهر المديني، وعلي ابن الطحاوي.
وكان شيخاً صالحاً فقيهاً عارفا بالعربيّة، شاعرًا، حدّث بالكثير. وتُوُفّي في ذي الحِجّة، وهو في عَشْر الثّمانين.
وَعَنْهُ: ابن الفَرَضى.(8/373)
55 - الحسين بن محمد، أبو سعيد البسطامي الواعظ، [المتوفى: 372 هـ]
والد أبي عمر محمد بن الحسين.
قال الحاكم: كان أوحد عصره في التذكير والوعظ والانتصار للسُّنّة.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر القطّان، وأَبَا حامد بْن بلال، وطبقتهما.(8/373)
56 - خَطّاب بن مَسْلَمَة بن محمد بن سعيد، أبو المغيرة الإيادي الفقيه المالكي. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: ابن لُبَابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الْجَبّاب، وحجّ فسمع من ابن الأعرابي.
قال عنه رفيقه أبو بكر محمد بن السُّلَيْم القاضي: هو من الأبدال. [ص:374]
وقال القاضي عياض: كان زاهدا مجاب الدعوة.
وقال ابن الفرضي: كان حافظًا للرأي، بصيرًا بالنّحو تُوُفّي في شوّال، وله ثمان وسبعون سنة.(8/373)
57 - سليمان بن أحمد بن محمد بن داود القِزْويني النَّسَّاج، [المتوفى: 372 هـ]
أخو إسماعيل.
سَمِعَ: علي بن محمد بن مهرويه، وسليمان بن يزيد الفامي. وكان أَسَنَّ من أخيه، وبينهما في الموت ثلاثة أشهر.(8/374)
58 - العبّاس بن الفضل بن زكريا، أبو منصور النضرويي الهَرَوِي، [المتوفى: 372 هـ]
منسوب إلى جدّه نَضْرُوَيْه، بضادٍ مُعْجمةً.
سَمِعَ: أحمد بن نجدة والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو يعقوب القَرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي، وأبو حازم العبدويي.
وثّقه الخطيب.
وروى عنه أيضًا سِبْطُه الحسين بن علي،
وَتُوُفِّي في شعبان، وقد وَهِم صاحب " الكمال " وهْمًا قبيحًا فذكر له ترجمة، وأن ابن ماجه روى عنه.(8/374)
59 - العبّاس بن محمد بن علي، أبو الفضل القُرَشِي، [المتوفى: 372 هـ]
والد الشيخ أبي عثمان سعيد، مُسْند هَرَاة.
رَوَى عَنْ: أبي الفضل المُنْذِري، وأبي الحسن المخلدي.
رَوَى عَنْهُ: ابنه،
وَتُوفِّي في جمادى الآخرة بهراة.(8/374)
60 - عبد الله بن أحمد بن جعفر، أبو محمد بن أبي حامد الشَّيْباني النَّيْسَابُوري [الشَّعْراني] [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر بن خُزَيْمَة، وتَوَرَّع عن الرّواية عنه لصِغره، وسمع أبا العبّاس السّرّاج، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسِي، وحاتم بن محبوب السّامي، [ص:375] وأبا سعيد ابن الأعرابي، وأبا جعفر بن البَخْتَري.
رَوَى عَنْهُ: يوسف القوّاس، وإبراهيم بن مخلد الباقَرحي، وابن رزقويه؛ حدثهم ببغداد.
ووثقه الخطيب.
وروى عنه الحاكم وقال: كان من أكثر أقرانه سماعاً، وكانت له ثروة ظاهرة، فأنفق أكثرها على العلماء، وفي الحجّ والجهاد، وكان يرسل شَعْرَه فقيل له: الشَّعْراني.(8/374)
61 - عبد الله بن باز الإشبيليُّ الطَّبيب. [المتوفى: 372 هـ]
حجَّ وسمع من ابن الأعرابي، وحدَّث.(8/375)
62 - عبد الله بن محمد بن أُمَيّة بن غَلْبون الأنصاريُّ القُرْطُبيُّ، [المتوفى: 372 هـ]
نزيل طليطلة.
استقضي بطلبيرة،
وَسَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، وبمكة من ابن الأعرابي.
وكان نبيلًا ثقة،
سَمِعَ مِنْهُ: عبدوس بن محمد الثَّغرِي.(8/375)
63 - عبد الواحد بن بكر الهَمَذاني الصّوفيُّ المعروف بالورتاني. [المتوفى: 372 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ بدمشق: أبا علي محمد بن شعيب الأنصاري، وعلي بن أبي العقب، وجُمَحُ بن القاسم.
وَعَنْهُ: أبو سعد الماليني، وأبو عبد الرحمن السُّلمي، والحسن بن إسماعيل الضراب، وآخرون.
وتُوُفّي بالحجاز، وكان كثير الأسفار، من فُضَلاء الصّوفية.(8/375)
64 - عبد العزيز بن مالك الفقيه، أبو القاسم القِزْويني الشّافعيُّ. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: محمد بن مسعود، وأبا علي الطُّوسي، والعبّاس بن الفضل بن شاذان، ومحمد بن صالح الطّبري.
قال أبو يَعْلَى الخليلي: أدركته، وقُرِئ عليه وأنا حاضر.(8/375)
65 - عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو سعيد ابن الدرّاج الغسّاني الأندلسي الإلبيري. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحمد بن عمرو بن منصور، ومحمد بن فُطَيْس، وعثمان بن جرير، وأحمد بن خالد بن الجباب، وحجّ فسمع من عبد الرحمن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن أَبِي عبد الرحمن المقرئ كتاب سفيان بن عُيَيْنَة، عن جدّه محمد ابن المقرئ.
سَمِعَ مِنْهُ غير واحد،
وَتُوُفِّي في رجب.(8/376)
66 - علي بن خفيف بن عبد الله بن تميم بن سعد، مولى جعفر بن محمد بن علي، أبو الحسن الهاشمي البغدادي الدّقّاق. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، والحسين بن عفير، وعبد الله بن محمد البَغَوِي.
وَعَنْهُ: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعبد الله بن علي بن بِشْران، وغيرهما.
قال ابن أبي الفوارس: كان غير مرضيّ في الرواية.(8/376)
67 - علي بن محمد بن سعيد، أبو الحسن الكِنْديُّ البَغْداديُّ الرَّزَّاز. [المتوفى: 372 هـ]
شيخ مُعَمَّر،
سَمِعَ سنة تسعين ومائتين من أبي شُعَيْب الحَرَّاني، وَسَمِعَ مِنْ: الفِريابي، وعلي بن حَسْنُويْه.
وَعَنْهُ: العتيقي، وأبو بكر البَرْقاني، وأبو القاسم التنوخيُّ، وآخرون.
ووَثَّقه العتيقي،
وَتُوُفِّي في رمضان.(8/376)
68 - فَنّاخِسْرُو، السّلطان عضُدُ الدولة، أبو شجاع ابن السلطان رُكْن الدولة الحسن بن بُويه الدَّيْلَمِي. [المتوفى: 372 هـ]
ولي مملكة فارس بعد عمّه عماد الدولة، ثم قوي على ابن عمه عز الدولة بختيار ابن مُعِزّ الدولة، وبلغ من سَعَة المملكة والاستيلاء على الممالك، ما لم يبلغه أحد من بيته، ودانت له البلاد والعباد. وهو أوّل من خُوطب بالملك شاهٍ شاه في الإسلام، وأوّل من خُطب له على المنابر ببغداد بعد أمير المؤمنين. [ص:377]
وكان فاضلًا نحويًّا، له مشاركة في فنون، وله صنف أبو علي الفارسي " الإيضاح " و " التكملة ". وقد مدحه فُحُول الشعراء، وسافر إلى بابه المتنبّي إلى شيراز، قبل أن يملك العراق، وامتدحه بقصائد مشهورة، وقصده شاعر العراق أبو الحسن محمد بن عبد الله السّلامي، وأنشده قصيدته البديعة التي يقول فيها:
إليك طَوَى عَرْضَ البسيطة جاعِلٌ ... قُصَارَى المطايا أن يلوح لها القَصْرُ
فكنت وعزْمي في الظّلام وصَارمي ... ثلاثة أشياء كما اجتمع البشر
وبشّرت آمالي بملك هو الوَرَى ... ودارٍ هي الدنيا ويومٍ هو الدّهْرُ
وقال الثعالبي في " يتمية الدهر ": لعضد الدولة قصيدة فيها بيت لم يفلح بعده:
ليس شُرْبُ الرّاح إلّا في المَطَرْ ... وغِناءٍ من جوَارٍ في السّحَرْ
مُبْرزات الكاسِ من مَطْلِعِها ... ساقياتِ الرّاح من فاقَ البَشَرْ
عضُدُ الدولةِ وابنُ رُكْنِها ... ملكُ الأملاك غلابُ القَدَرْ
فقيل: إنّه لما احتضَر، لم ينطق لسانه إلّا بـ: " مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ "، وتُوُفّي بعلّة الصَّرَع في شوّال، سنة اثنتين وسبعين ببغداد، وله ثمان وأربعون سنة، ودُفِن بمشهد عليّ رضي الله عنه بالكوفة.
وهو الذي أظهر قبر عليّ بالكوفة وادّعى أنّه قبره. وكان شيعياً، فبنى عليه المشهد، وأقام البيمارستان العَضُدِي ببغداد، وأنفق عليه أموالًا عظيمة، وهو بيمارستان عظيم ليس في الدنيا مثل ترتيبه.
وملك العراق خمس سنين ونصفًا، ولما قدِمها خرج الطائع لله وتلقّاه، وهذا شيء لم يتهيّأ لأحد قبله، فدخل بغداد، وقد استولى الخراب عليها، وعلى سوادها بانفجار بُثُوقها، وقَطْع المفسدين طُرُقَاتها، فبعث العسكر إلى بني شَيْبَان، وكانوا يقطعون الطريق، فأوقعوا بهم وأسروا من بني شيبان ثمانمائة، وسدّ البُثُوق، وغَرَسَ الزَّاهر وهو دار أبي علي بن مُقْلَةَ، وكانت قد صارت تلا، فيقال: إنّه غرِم على نقل التراب أكثر من ألف ألف درهم، وغرس التاجي عند قطربل وحوطه على ألف وسبعمائة جريب، وعمر الطرق والقناطر والجسورة. [ص:378]
وكان متيقَّظًا شَهْمًا، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية، حتى صارت أخبار الأقاليم تنقل إليه. وكان شديد العناية بذلك، كثير البحث عن المشكلات، وافرَ العقل.
كان من أفراد الملوك لولا ظلمه، وكان سفَّاكًا للدماء، حتى أنّ جارية شغل قلبه بميله إليها، فأمر بتغْرِيقها، وأخذ غلامٌ من رجل بطّيخًا غَصْبًا، فوسّطه.
وكان يحبّ العلم والعلماء ويصِلُهم. ووُجد له في تذكرة: إذا فرغْنا من حلّ إقليدس تصدّقت بعشرين ألف درهم، وإذا فرغنا من كتاب أبي علي النحوي تصدقت بخمسين ألف درهم، وإنْ وُلِد لي ابن تصدقت بعشرة آلاف، فإنْ كان من فلانة تصدّقت بخمسين ألف درهم.
وكان قد طلب حساب دخْلِهِ في السنة، فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أريد أبلغ به إلى ثلاثمائة وستّين ألف ألف، ليكون دخْلُنا كل يوم ألف ألف درهم.
قال ابن الجوزي: وفي رواية كان يرتفع له في العام اثنان وثلاثون ألف ألف دينار، وكان له كِرْمان، وفارس، وعُمَان، وخوزِسْتان، والعراق، والمَوْصل، وديار بكر، وحَرّان، ومنبج. وكان ينافس في القيراط، وأقام مكوساً ومظالم، نسأل الله العافية.
وكان صائب الفراسة، قيل: إنّ تاجرًا قدم بغدادَ للحجّ فأودع عند عطّار عقد جوهر، فأنكره، فحار، ثم إنّه أتي عضُدُ الدولة، فقصّ عليه أمره، فقال: الْزَم الجلوس هذه الأيّام عند العطّار، ثم إنّ عضُدُ الدولة مرّ في موكبه على العطّار، فسلّم على التاجر وبالغ في إكرامه، فتعجّب الناس، فلما تعدّاه التفت العطار إلى التاجر، وقال: ما تخبرني متى أودعتني هذا العِقْد، وما صفته، لعلّي أتذكّر، قال: صفته كذا، فقام وفتّش ثم نفض برنيّه فوقع العِقْد، وقال: كنت نسيته.
وقيل: إنّ قومًا من الأكراد قُطّاع طريقٍ عجز عنهم، فاستدعى تاجرًا، ودفع إليه بغلًا، عليه صندوقان فيهما حلواء مسمومة، ومتاع ودنانير، قال: فأخذوا البغل والصندوقين، فأكلوا الحلواء فهلكوا. [ص:379]
وقد ذكر ابن الجوزي في كتاب " الأذكياء " له عدّة حكايات لعَضُد الدولة، والله أعلم.(8/376)
69 - محمد بن أحمد بن حمزة، أبو الحسن الهَرَوِي الخياط. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن نجدة بن العريان، ويحيى بن منصور، والحسين بن إدريس، وجماعة من أهل بلده.
وَعَنْهُ: أبو يعقوب القَرَّاب.(8/379)
70 - محمد بن أحمد بن حمدون، أبو بكر النَّيْسَابُوري الفرّاء الصُّوفي. [المتوفى: 372 هـ]
تُوُفّي في رمضان، وكان من العُبّاد.
سَمِعَ: ابن خُزَيْمَة وطبقته، وكان قوّالًا بالحقّ، كثيرَ المُجاهَدَة، أماراً بالمعروف. صحِب أبا عليّ الثقفي، ولقي الشَّبْلي، والكبار.(8/379)
71 - محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر، أبو بكر البغدادي الحريري المعدّل، المعروف بزوج الحُرَّة. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: محمد بن جرير، وأبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
رَوَى عَنْهُ: ابن رزقَوَيْه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن، وعبد الله ابنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
وقال البَرْقَانِيّ: ثقة جليل.
وقال أبو علي بن شاذان: كان يحضر مجلسه ابن المظفَّر، والدَارقُطْنيّ، وتُوُفّي في صفر.
قال أبو القاسم التنوخي: حدثنا أبي، قال: حدثني جعفر ابن المكتفي بالله، قال: كانت بنت بدر المُعْتَضِدي زوجة المقتدر بالله، فأقامت معه سنين، ثم قُتل، وأفلتت هي من النَّكبة، وتسلّمت أموالها، وخرجت من الدار، فكان يدخل إلى مطبخها حَدَثٌ يُعْرَف بمحمد بن جعفر بن أبي عَشْرُون، وكان حَرِكًا، فصار وكيل المطبخ، فرأته فاستكاسته، فردّت إليه وكالتها، وترقّى أمره حتى صار ينظر في ضِياعها، وصارت تكلّمه من وراء ستر، وزاد اختصاصه بها، حتى علق بقلبها فجسَّرَتْه على تزويجها، وبذلت أموالًا حتى تمّ لها ذلك، [ص:380] وأعطته نعمة ظاهرة وأموالًا، لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر، ثم هادَتِ القُضَاة بهدايا جليلة، حتى زوّجوها منه، فاعترض الأولياء، فغالبتهم بالدراهم، وأقام معها سنين، ثم ماتت، فحصل له منها نحو ثلاثمائة ألف دينار، ولذلك قيل له: " زوج الحُرَّة ".(8/379)
72 - محمد بن العبّاس بن وصيف، أبو بكر الغزّي، [المتوفى: 372 هـ]
راوي " المُوَطّأ " عن الحسن بن الفرج الغزّي صاحب يحيى بن بكير.
وَرَّخ وفاته أبو القاسم بن مَنْدَهْ. وقد روى أيضًا عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الماليني، ومحمد بن جعفر الميماسي، وآخرون. ولا أعلم فيه جرحاً.
وقد سمعنا " موطأ " ابن بكير من طريقه.(8/380)
73 - محمد بن عبد الله بن خَلَف بن بخيت، أبو بكر العُكْبَري الدّقّاق. [المتوفى: 372 هـ]
سكن بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: خلف بن عمرو العُكْبَري، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. وله جُزْء عالٍ عند أصحاب ابن طَبَرْزد.
رَوَى عَنْهُ: عبد الوهاب بن برهان، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وجماعة.
ووثّقه الخطيب.
تُوُفّي في ذي القعدة.(8/380)
74 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَميرَوَيْه بن سيّار، أبو الفضل العدْل الهَرَوِي، [المتوفى: 372 هـ]
مُسْند هَرَاة.
سَمِعَ: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني، وأحمد بن محمود بن مقاتل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل عمر بن أبي سعد، وأبو ذَرّ عبد بن أحمد، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، والحسين بن علي الباشاني، ومحمد بن الفضيل، وقاضي هراة منصور بن إسماعيل؛ الهَرَوِيّون، وغيرهم.
قال أبو بكر ابن السمعاني: شيخ ثقة.(8/380)
75 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن الصباح، أبو عبد الله المؤدّب الأصبهاني. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ: أبا خليفة، ومحمد بن الحسين بن مكرم.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ.(8/381)
76 - محمد بن علي البغدادي النّعّال. [المتوفى: 372 هـ]
حكى بمصر عن أبي خليفة الْجُمَحِي.(8/381)
77 - محمد بن علي بن الحسن بن أبي الحسين القُرْطُبي، أبو عبد الله. [المتوفى: 372 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، ورحل هو وأخوه حسن، فسمعا بمصر من عبد الله بن الورد، وابن أبي الموت، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وابن خروف، وجماعة كثيرة.
وكان محمد ضابطاً متقناً نحوياً بليغاً،
تُوفِّي في صفر، ولم يحدّث.(8/381)
78 - محمد بن علي بن الحسين، أبو علي الأسْفَراييني، الحافظ المعروف بابن السّقّاء، [المتوفى: 372 هـ]
تلميذ أبي عوانة.
رَحَلَ وَسَمِعَ: أبا عَرُوبة الحرّاني، ومحمد بن زبان المصري، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا، وخلقًا كثيرًا.
وكان شافعيًّا واعظًا صالحًا؛
رَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم وغيره. وهو والد علي شيخ البيهقي.
توفي ببلده إسفرايين، في ذي القعدة.
وقد ذكره ابن عساكر فقال: روى عنه ابنه علي، وأبو سعيد أحمد بن محمد الكرابيسي المَرْوَزي.
قال الحاكم: هو من المعروفين بكثر الرّحلة، والحديث، والتّصنيف، وصحبة الصالحين.
قلت: ومن طبقته:(8/381)
79 - محمد بن علي بن الحسين البلْخي الحافظ. [المتوفى: 372 هـ][ص:382]
رَوَى عَنْ: محمد بن المُعافَى الصيداوي.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن أحمد الجارودي الحافظ.(8/381)
80 - محمد بن القاسم، أبو بكر المصري الفقيه الشافعي المعروف بوليد. [المتوفى: 372 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي عبد الرحمن النسائي، وعباس البصري، وبنان الحمال الزّاهد.
رَوَى عَنْهُ: يحيى بن علي الطّحّان، وقال: تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وله خمس وثمانون سنة.(8/382)
81 - محمد بن مزاحم بن إسحاق، أبو العبّاس الطّائي المصري. [المتوفى: 372 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن زبّان وغيره.
وَعَنْهُ: يحيى ابن الطّحّان، ذكره في " تاريخه ".(8/382)
82 - المغيرة بن عمرو بن الوليد، أبو الحسن المكّي. [المتوفى: 372 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي سعيد المفضّل الْجَنَدي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن الحسن المكّي الشّافعي والد أبي علي، وعمر بن الخضر الثمانيني، وابن باكَوَيْه.
قَرَأْتُ فِي " الأَرْبَعِينَ " لِمحمد بْنِ مسدي: كَتَبَ إِلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ التَّاجِرُ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ مَوْهِبٍ، وَهُوَ آخر من روى عنه، قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن أنس العذري، قال: أخبرنا عمر بن الخضر، قال: حدثنا المغيرة بن عمرو، قال: حدثنا الجندي، قال: حدثنا محمد بن منصور الجواز، قال: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ فَتَوَاضَعَ للَّهِ وَآثَرَ رِضَاهُ عَلَى جَمِيعِ أُمُورِه، لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ ".
هذا أظنّه موضوع على الْجَنَدِي.
مات سنة اثنتين وسبعين.(8/382)
83 - منصور بن أحمد بن هارون الفقيه، أبو صادق النَّيْسَابُوري الحنفي المزكّي، [المتوفى: 372 هـ]
شيخ الحنفية وابن شيخهم بنَيْسَابور.
سَمِعَ: أبا العبّاس السّرّاج، وأبا عمرو الحيري، ومؤمّل بن الحسن. ولم [ص:383] يحدّث قطّ من زُهْده وورَعه.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
روى عنه الحاكم أنّه سمع ابن الشَّرْقي يقول: ما رأيت في العلماء أهْيَبَ من محمد بن يحيى الذُّهْلي - رحمه الله.(8/382)
84 - نصر بن أحمد بن محمد بن صابر بن كاتب البخاري. [المتوفى: 372 هـ]
يَرْوِي عَنْ: جدّه، ومحمد بن محمد المزدكي القَزْوينيّ.(8/383)
-سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة(8/384)
85 - أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أبو بكر العُكْبَري المعدّل. [المتوفى: 373 هـ]
سَمِعَ: أبا خليفة، وابن ذريح، والهيثم بن خلف، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أبو نصر محمد البقّال، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
ووثّقه الخطيب.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا الْحَسَنِ بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الأَسَدِيّ، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا علي بن محمد المصيصي، قال: أخبرنا أَبُو نَصْرٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ الْبَقَّالُ بِعُكْبَرَا، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا حمزة، قال: حدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ.
تُوُفّي هذا عن إحدى وتسعين سنة.(8/384)
86 - أحمد بن الحسين بن علي، أبو حامد المَرْوَزي المعروف بابن الطّبري، القاضي الحنفي. [المتوفى: 373 هـ]
سَمِعَ: أبا العبّاس الدَّغُولي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وسمع بنَيْسَابور مكّي بن عَبْدان، وأبا حامد ابن الشَّرْقي.
قال الحاكم: أمْلَى ببُخارى وأنا بها، وكان يرجع إلى معرفة بالحديث، تفقّه ببغداد على أبي الحسن الكَرْخي، وببلْخ على أبي القاسم الصفّار. وكان كبير القدر، متألَّهًا عابدًا صالحًا، عارفًا بمذهب أبي حنيفة.
ورّخه الحاكم في هذه السنة، وسيأتي في سنة سبعٍ وسبعين.
وكان ثَبْتًا في الحديث، بصيراً بالآثار له تاريخ مشهور.(8/384)
87 - أحمد بن محمد، الإمام أبو العبّاس الدَّيْبُليّ الشافعي الزّاهد الخيّاط، [المتوفى: 373 هـ]
نزيل مصر.
ذكر أبو العباس النسوي أنه كان جيد المعرفة بالمذهب، يقتات من الخياطة، فكان يعمل القميص في جمعة بدرهم وثلث. وكان حسن العيش واللّباس، طاهر اللسان، سليم القلب، صوّامًا تاليا، كثير النّظر في كتاب الربيع يعني كتاب " الأمَ " للشافعي. وكان مكاشفًا، ربما يخبر بأشياء فتوجد كما يقول. وكان مقبولاً عند الموافق والمخالف، حتى كان أهل المِلَل يتبركون بدعائه. مرض فتوليت خدمته، فشهدت منه أحوالًا سنيّة، وسمعته يقول: كلْما تَرَى أُعْطِيتُهُ ببركة القرآن والفقه. وقال لي: قيل لي: إنك تموت ليلة الأحد، فكذا كان. وما كان يصلّي إلّا في الجماعة، فكنت أصلّي به فصلّيت به ليلة الأحد المغرب، فقال لي: تَنَحَّ فإنّي أريد الْجَمْع بالعشاء لا أدري إيش يكون منّي، فجمع وأَوْتَرَ، ثم أخذ في السّياق، وهو حاضر معنا إلى نصف الليل، فنمت ساعة وقمت، فقال: أيّ وقتِ هو؟ قلت: قُرْب الصَّبّح. قال: حوّلْني إلى القبلة، وكان معي أبو سعد الماليني، فحوّلناه إلى القبلة، فأخذ يقرأ، فقرأ قدر خمسين آية، ثم قبض ومات في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، أحسبه في رمضان. وكانت جنازته شيئًا عجيبًا، ما بقي بمصر أحد من أهلها، ومن المغاربة أولياء السلطان إلّا صلُّوا عليه.
وذكره القُضَاعي، وأنّ قبره ومسجده مشهوران. قال: وكانت له كرامات مشهورة - رحمه الله -.(8/385)
88 - أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم البَجّاني الأندلسي. [المتوفى: 373 هـ]
رَوَى عَنْ: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لُبَابة. وحجّ سنة أربع عشرة، فلم يسمع.
تُوُفّي في رجب.(8/385)
89 - أحمد بن نصر، أبو بكر الشّذائي البصْري المقرئ، [المتوفى: 373 هـ]
من كبار القرّاء.
قرأ على: أبي حفص عمر بن محمد بن نصر الكاغَدي، والحسن بن علي [ص:386] ابن بشّار العلاف صاحبي الدُّوري، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وأبي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي عَبْد اللَّه إِبْرَاهِيم بن عرفة نفطويه، وأبي بكر محمد بن أحمد الدّاجوني، وأبي علي النّقّار، وأبي مُزاحم الخاقاني، وسعيد بن عبد الرّحيم الضّرير، وعبد الله بن الهيثم البلْخي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، ومحمد بن موسى الزَّيْنَبي، وجماعة. قرأ عليه بالرّوايات محمد بن الحسين الكارزيني، وغيره.
وتوفي في هذه السنة. وطرقه في كتاب " المبهج " لسِبْط الخيّاط.
وقرأ عليه أبو الفضل الخُزاعي، وأبو عمرو بن سعيد البصْري، وعلي بن أحمد الجوردكي، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، ومحمد بن عمر بن زلال النَّهاوندي، وخلق.
قال فارس بن أحمد: الكُبراء من أصحاب ابن مجاهد أربعة: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو بكر بن أشتة، وأبو بكر الشذائي، ونسي الرابع.
وقال أبو الحسن بن غلبون: لقيت الشذائي بالبصرة.
وقال فيه أبو عمرو الدّاني: مشهور بالضَّبْط والإتقان، عالم بالقراءة، بصير بالعربيّة. رحمه الله.(8/385)
90 - إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر، أبو إسحاق الأصبهاني، المعدّل، المعروف بالقصّار. [المتوفى: 373 هـ]
سَمِعَ: الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي بأصبهان، وعبد الله بن شيرَوَيْه، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، واستوطن نَيْسَابُور.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو نُعَيم، وأحمد بن علي اليزدي.
ولُقُب بالقصّار لأنّه كان يغسل الموتى تزهُّدًا ومتابعةً للسُّنّة. وعاش مائة وثلاث سنين، وإنّما سمع وقد كبر، كف بصرُه قبل موته بستّ سنين.
أكثر عنه أبو نُعَيم.(8/386)
91 - بُلُكّين بن زيرِي بن مُناد الحِمْيَري الصّنْهاجي الأمير، أبو الفُتُوح [المتوفى: 373 هـ]
جدّ الأمير باديس، من وجوه المغاربة.
استخلفه المعز ابن المنصور العُبْيدي على إفريقية عند توجُّهه إلى الديار [ص:387] المصرية في سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وسلّم إليه إقليم المغرب، فكان حَسَن السّيرة، تامّ النّظر في مصالح دولته ورعيّته.
ومات في ذي الحجّة.
وكانت له أربعمائة سَرِيّة، وذُكِر أنّ البشائر وَفَدَتْ عليه في فَرْد يوم بولادة سبعة عشر ولدًا ذَكَرًا.(8/386)
92 - بويه مؤيد الدولة، أبو منصور ابن رُكْن الدولة. [المتوفى: 373 هـ]
كان وزيره هو الصّاحب إسماعيل بن عَبّاد، فضبط مملكته وأحسن التدبير. وكان قد تزوج بنت عمه زبيدة بنت معز الدولة، فأنفق في عرسه بها سبعمائة ألف دينار.
تُوُفّي بجُرْجان في ثالث عشر شعبان، من خوانيق أصابته، وله ثلاث وأربعون سنة. وكانت دولته سبع سنين.(8/387)
93 - الحسن بن أحمد بن علي بن أحمد الصاحب أبو أحمد المادَرائي ثم المصري. [المتوفى: 373 هـ]
من أعيان الأماثل،
رَوَى عَنْ: عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، وبكر بن أحمد الشعراني وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وصالح بن رشدين، وغيرهما.
أنفق على العلم جملة وافرة، وجمع وصنّف، وعاش سبعين سنة.(8/387)
94 - الحسن بن محمد بن داود، أبو محمد الثقفي الحراني المؤدب. [المتوفى: 373 هـ]
رَوَى عَنْ: عبد الله بن محمد الأطروش، ويحيى بن علي الكِنْدي.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، وعبد الغني بن سعيد، وأبو الحسن ابن السّمسار، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان.(8/387)
95 - الحسين بن عبد الله القُرُشي، أبو القاسم المصري. [المتوفى: 373 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن محمد بن النّفّاح الباهلي، وغيره.(8/387)
96 - الحسين بن محمد بن حَبْش، أبو علي الدَّينَوَرِي المقرئ. [المتوفى: 373 هـ][ص:388]
قرأ القرآن على أبي عمران موسى بن جرير الرقي، وغيره.
قَرَأَ عَلَيْه: محمد بن المظفر بن حرب الدينوري، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن جعفر الخُزاعي. ورحل إليه.
وكان أيضًا عالي الأسناد في الحديث،
رَوَى عَنْ: أبي عمران الرّقّي.
رَوَى عَنْهُ: أبو نصر أحمد بن الحسين الكسّار جزءًا وقع لنا.
قال أبو عَمْرو الدّانيّ: أخذ القراءة عَرْضًا عَنْ موسى بن جرير وابن مجاهد، والعباس بن الفضل، وإبراهيم بن حرب وجماعة. متقدّم في علم القراءة، مشهور بالإتقان، ثقة مأمون. روى القراءة عنه إسماعيل بن محمد البرذعي، والحسين بن محمد السلماني. وسمعت فارس بن أحمد يقول: كان ابن حَبْش مقرئ الدّينَوَر، وكان يأخذ في مذاهب القُرّاء كلهم، بالتكبير من " والضُّحَى " إلى آخر القرآن تباعاً للآثار الواردة.(8/387)
97 - حُمَيْد بن الحسن الورّاق. [المتوفى: 373 هـ]
دمشقي.
رَوَى عَنْ: محمد بن خُزَيْم، ومحمود بن محمد الرافقي، وأحمد بن هشام بن عمار.
وَعَنْهُ: مكّي بن الغَمْر، وتمّام، وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم.(8/388)
98 - سعيد بن سَلام، أبو عثمان المغربي الصّوفي العارف، [المتوفى: 373 هـ]
نزيل نَيْسَابُور.
مولده بالقَيْروَان، ولقي الشّيوخ بمصر والشام، وجاور بمكّة مدة، وكان لا يظهر في الموسم.
قال الحاكم: وأنا ممّن خرج من مكّة متحسّرًا على رؤيته، ثم خرج منها لمحنةٍ لحقته، وقدم نَيْسَابُور، واعتزل النّاسَ أوّلًا، ثم كان يحضر الجامع، وسمعته يقول: وقد سُئل: الملائكة أفضل أم الأنبياء؟ فقال: القربَ القربَ هم أقرب إلى الحق وأطهر.
صحِب أبو عثمان بالشّام أبا الخير الأقْطَع، ولقي أبا يعقوب النَّهْرجوري.
قال السُّلمي: كان أوحد المشايخ في طريقه، ولم نر مثله في عُلُوّ الحال وصَوْن الوقت، امتُحِن بسبب زور نسب إليه حتى ضُرب وشُهُر على جملٍ، [ص:389] وطافوا به، فحمله على مفارقة الحَرَم والخروج منه إلى نَيْسَابُور.
وقال الخطيب: كان من كبار المشايخ، له أحوال مذكورة وكرامات مشهورة.
قال غالب بن علي: دخلت عليه يوم موته، فقلت له: كيف تجد نفسك؟ قال: أجد مولّي كريمًا، إلّا أنّ القدوم عليه شديد.
وقال السُّلَمي: سمعته يقول: تَدَبُّرْك في الخَلْق تدبُّر عبْرَةٍ، وتَدبُّرْك في نفسك تدبّر مَوْعظة، وتدبُّرْك في القرآن تدبُّر حقيقةٍ ومكاشفةٍ، قال الله تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن " جرَّأك به على تلاوَة خِطابِهِ، ولولا ذاكَ لَكَلّت الألسُنُ عن تَلاوتِهِ.
وقال: من أعطى نفسه الأماني قَطَعَها بالتَّسْوِيف والتواني.
وله كلام جليل من هذا النّوع،
وَتُوُفِّي في هذه السّنة.
وقال السُّلَمي: سمعته يقول: علوم الدّقائق علوم الشّياطين. وأسلم الطُّرُق من الاغترار لزوم الشريعة.(8/388)
99 - العباس بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الطّيّب العبّاسي، المعروف بالشّافعي. [المتوفى: 373 هـ]
مصريّ،
يَرْوِي عَنْ: محمد بن محمد الباهلي.
وَعَنْهُ: محمد بن الحسين الطّفّال، وغيره.
حديثه في " مَشْيَخَة الرّازي ".(8/389)
100 - عباس بن أحمد، أبو الفضل الأَزْدي الشّاعر. [المتوفى: 373 هـ]
شيخ الصُّوفية بالشّام وأسنّهم.
صحِب مظفَّر القِرْمِيسيني، وجماعة. له معرفة وفُتُوَّة ظاهرة.(8/389)
101 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أبو جعفر الفارسي. [المتوفى: 373 هـ]
رَوَى عَنْ: النُّعْمان بن أحمد الواسطي أحد شيوخ الطّبراني، وقيل: إنه روى [ص:390] عن يعقوب بن سُفْيان الفَسَوي جُزْءًا، وهذا بَعيد.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَانِيّ والعَتيقي.
وقال الأزهري: كان ثقة، سمعت منه سنة ثلاثٍ وسبعين في منزلنا.(8/389)
102 - عبد الله بن تمّام بن أزهر الكِنْدِي، أبو محمد الفَرَضي. [المتوفى: 373 هـ]
سَمِعَ: قاسم بن أصبغ، وجماعة، وكان مؤدباً بالحساب. كتب عنه ابن الفَرَضي وغيره.(8/390)
103 - عبد الله بن محمد بن عثمان بن المختار المزني الحافظ، أبو محمد ابن السقاء الواسطي، [المتوفى: 373 هـ]
محدّث واسط.
سَمِعَ: أبا خليفة، وزكريّا السّاجي، وأبا يَعْلَى المَوْصلي، وعَبْدان الأهوازي، وأبا عمران موسى بن سهل الْجَوْني، ومحمد بن الحسين بن مكرم، ومحمود بن محمد الواسطي، وأحمد بن يحيى بن زهير التُسْتَري، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وأبو الفتح يوسف القوّاس، وأبو العلاء محمد بن علي، وعلي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وأبو نُعَيم الحافظ.
قال أبو العلاء الواسطي: سمعت ابن المظفّر والدارقطني يقولان: لم نر مع ابن السقاء كتابًا، وإنّما حدّثنا حِفْظًا.
وقال علي بن محمد بن الطيّب الْجُلابي في " تاريخ واسط " هو من أئمّة الواسطيين الحُفّاظ المتقنين. قال: وتُوُفّي في ثاني جُمادي الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن عبد الحميد، قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ سَنَةَ ثَمَانِي عشرة وستمائة، قال: أخبرنا علي بن المبارك بن نغوبا، قال: أخبرنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري، قال: أخبرنا أحمد بن المظفر بن يزداد العطار، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن زيد بن جبير، قال: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يَجُوزُ لِي أَنْ أَعْتَمِرَ؟ قَالَ: فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرَنَ. [ص:391]
وقد قال السَّلَفي: سألت خميسًا الحَوْزِي عن ابن السّقّاء فقال: هو من مُزَيْنَة مُضَر، ولم يكن سقاء بل هو لَقَبُ له، من وُجُوه الواسطيين، وذَوِي الثّروة والحِفْظ، رَحَل به أبوه فسَمَّعه من أبي خليفة، وأبي يَعْلَى، وابن زيدان، والمفضّل بن محمد الْجَنَدي وجماعة. وبارك الله في سِنّه وعلمه، واتّفق أنّه أملى حديث الطائر فلم تحتمله أنفُسهم، فوثبوا به وأقاموه، وغسّلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، فكان لا يحدث أحداً من الواسطيين، فلهذا قل حديثه عندهم، وتُوُفّي سنة إحدى وسبعين؛ حدّثني بكلَّ ذلك شيخنا أبو الحسن المَغَازِلي.(8/390)
104 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي اللّيث، أبو سعيد التّميمي، [المتوفى: 373 هـ]
فقيه أهل قِزْوين ومقرئها.
كان كبير القدر،
سَمِعَ: الحسن بن علي الطُّوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. أدركه أبو يعلى الخليلي وذكره في " الإرشاد " له.(8/391)
105 - عُبَيْد الله بن إسماعيل، أبو الفرج الأنْباري. [المتوفى: 373 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن محمد الباغَنْدي، والبَغَوِي، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن طلحة النّعالي، وجماعة.(8/391)
106 - عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه القاضي، أبو الحسن البَرُوجَردي. [المتوفى: 373 هـ]
سَمِعَ: محمد بن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
قال الخطيب: كان صَدُوقًا، حدّث في هذا العام.
رَوَى عَنْهُ: عبد العزيز الأزجي، وعبد الملك بن عمر بن خلف، ومحمد بن عيسى الهمذاني.(8/391)
107 - عثمان بن سعيد بن البشر بن غالب، أبو الأصبغ اللّخْمي الأندلسي الشذوني. [المتوفى: 373 هـ][ص:392]
سَمِعَ: عبد الله بن أبي الوليد، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الجباب.
وكان صالحًا فاضلًا.(8/391)
108 - علي بن أحمد بن حمدون التككي. [المتوفى: 373 هـ]
مصري.
يَرْوِي عَنْ: ابن زِبّان.(8/392)
109 - علي بن إبراهيم بن موسى، أبو الحسن السَّكُوني المَوْصِلي. [المتوفى: 373 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أبي يعَلَى، وعبد الله بن أبي سفيان، وأحمد بن الحسين الْجَرادي؛ المَوَاصِلَة.
وَعَنْهُ: أبو القاسم الأزْجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وانتقى عليه ابن المُظَفَّر الحافظ.(8/392)
110 - علي بن محمد بن أَحْمَد بن كَيْسان، أبو الحسن الحَرْبي. [المتوفى: 373 هـ]
الراوي عن يوسف القاضي جزءين: " التسبيح " و" الزكاة " ليس إلّا.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسين بن جعفر السّلماسي، وعلي بن المحسّن التنُوخي، والحسن بن علي الْجَوْهَري، وهو آخر من حدّث عنه.
قال الخطيب: قال لنا التنوخي: أرانا ابن كَيْسَان بخطّ أبيه: وُلد علي ومحمد ابنا محمد في بَطْن واحدٍ في ليلة الجمعة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وقال البَرْقَانِيّ: كان ابن كَيْسَان لا يُحْسِن يحدّث، سألته أن يقرأ عليّ شيئًا من حديثه، فأخذ كتابه ولم يدر ما يقول: فقلت له: سبحان الله، حدّثكم يوسف القاضي، فقال: سبحان الله حدّثكم يوسف القاضي! قال: إلّا أنّ سماعه كان صحيحًا. سمع من أخيه.
قال الْجَوْهَري: سمعت منه في سنة ثلاثٍ وسبعين.
ولم يورخ الخطيب وفاته، وكان أبوه من كبار النُّحَاة، مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وهذا صبيّ، فطلع لا يعرف شيئًا.(8/392)
111 - عمر بن محمد بن علي بن أحمد بن سليمان، أبو بكر المصري. [المتوفى: 373 هـ][ص:393]
سَمِعَ مِنْ: جدّه علان، وأبي عبد الرحمن النّسَائي.(8/392)
112 - الفَضْل بن جعفر بن محمد بن أبي عاصم التميمي الدمشقي المؤذّن الطّرائفي، أبو القاسم. [المتوفى: 373 هـ]
كان عبدًا صالحًا.
سَمِعَ نسخة أبي مُسهِرِ من عبد الرحمن بن القاسم الرَّوَّاس، وَسَمِعَ مِنْ: جماهر بن محمد، وإبراهيم بن دحيم، وإسحاق بن أحمد الخُزاعي، وأبي شَيْبَة داود بن إبراهيم، وسعيد بن هاشم الطَّبَراني، وعبد الله بن أحمد بن أبي الحواري، وجماعة كثيرة.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، والحافظ عبد الغني بن سعيد ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وصالح بن أحمد ابن الميانجي، وأبو أسامة محمد بن أحمد الهَرَوِي، وأبو علي الحسن بن شواش، ومحمد بن يحيى بن سلوان، وخلق سواهم. وكان أسْنَدَ من بقي بدمشق.
قال أبو محمد الكَتّاني: كان ثقةً نبيلًا، حدثنا عنه عدة.(8/393)
113 - قيس بن طلحة أبو مازن الفارسي الكاتب. [المتوفى: 373 هـ]
سَمِعَ بشيراز مِنْ: محمد بن جعفر صاحب أبي كريب.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم فِي " تاريخه ".(8/393)
114 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محمد بن عُبَيْد بن الوشّاء، أبو عبد الله المصري الفقيه المالكي. [المتوفى: 373 هـ]
أخذ عن أبي شعبان، والطّبري. أخذ عنه أبو محمد الشنتجالي، وأبو عمران الفاسي، وأبو محمد بن غالب السْبتي. ورحل النّاس إليه، وكان شديد المباينة لبني عُبَيْد أصحاب مصر.(8/393)
115 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بُرْدَة البغدادي الفقيه، أبو الطّيّب الشافعي. [المتوفى: 373 هـ]
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أبي داود، وابن مجاهد، وتفقّه على أبي سعيد الأصْطَخْري، وأبي إسحاق المَرْوَزي.
قال ابن الفَرَضِي: قال لي: إنّه حجّ سنة أربعٍ وعشرين، قال: وقدِمْتُ [ص:394] مصرَ فألفيتُ بها أصحابَ المُزَني، والرَّبيع المرادي، ولقد صَغُرُوا في عيّني، لمَا كنتُ أعرفه من رجال بغداد.
قدِم أبو الطّيب قُرْطُبَة فأكرمه المستنصر بالله ورَزَقَه، وكان من أعلم الناس بمذهب الشافعي، لم يقدم علينا مثله، ولم تكن له كتب، ذهبت مع ماله، وكان يُنْسَب إلى الاعتزال، وبلغ ذلك السلطانَ فأخرجه من البلد في رجب سنة ثلاث وسبعين،
وَتُوُفِّي بتاهَرْت في ذلك العام.
وكان مولده في حدود الثلاثمائة.(8/393)
116 - محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الأزدي المؤدب الهروي. [المتوفى: 373 هـ]
توفي فيها.
سَمِعَ مِنْ: ابن خُزَيْمَة، وطبقته.
وَعَنْهُ: الحاكم.
وكان مجاهدًا متعبَّدًا خيَّرًا.(8/394)
117 - محمد بن أحمد بن إبراهيم البلْخي، أبو عبد الله. [المتوفى: 373 هـ]
وُلِد بمكة، وقرأ على محمد بن هارون صاحب البزي،
وَسَمِعَ: العُقَيْلي، والدَّيْبلي.
قَرَأَ عَلَيْه: عبد الباقي بن الحسن، وكان حيًّا في هذا العام.(8/394)
118 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، من ذرّيّة أبي حفص البُخَاري الكبير، أبو عبد الله الفقيه، [المتوفى: 373 هـ]
رئيس المطّوِّعة ببُخاري.
سَمِعَ: أباه، وجماعة، ومات ببُخاري في ربيع الأوّل. استملى عليه الحاكم.(8/394)
119 - محمد بن أحمد، أبو عبد الله الإلْبيري ابن الترّاس الزّاهد. [المتوفى: 373 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن فُطَيْس، وغيره.(8/394)
120 - محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن معاوية، أبو عبد الله القُرَشي القُرْطُبي اللُّغوي المعروف بالمصنوع، [المتوفى: 373 هـ]
تلميذ أبي علي القالي.
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان موصوفًا بالضَّبْط وحُسْن النَّقل.(8/394)
121 - محمد بن الحسن بن سليمان أبو النَّضْر الهَرَوِي السّمْسار. [المتوفى: 373 هـ]
تُوُفّي في ذي الحجّة.(8/394)
122 - محمد بن الحسن، أبو سعيد المُلْقاباذي. [المتوفى: 373 هـ]
سَمِعَ: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/395)
123 - محمد بن حَيَّوَيْهِ بن المؤمّل بن أبي روضة، أبو بكر الكرجي النَّحْوي، [المتوفى: 373 هـ]
نزيل هَمَذَان.
رَوَى عَنْ: أسيد بن عاصم الأصبهاني، وإبراهيم بن نصر الرازي، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، وإبراهيم بن دِيزِيل، ومحمد بن المغيرة السُّكَّري، ومحمد بن صالح بن علي الأشج، وأبي مسلم الكجي، وجماعة من الكبار الذين انقرض أصحابهم من قبل الخمسين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو نصر محمد بن يحيى بن بُنْدَار، وأبو طاهر بن سَلَمة، وعمر بن معروف الهَمَذَانيّون، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الفلاكي.
سأله الصَّيْقليْ عن سِنّه فذكر أنّ له مائة واثنتي عشرة سنة.
وقال الخطيب: كان غير موثق عندهم.
وورَّخ وفاته شِيروَيْه في طبقات " الهمذانّيين ".(8/395)
124 - محمد بن محمد بن شاذة، [المتوفى: 373 هـ]
أحد أئّمة الشافعيّة.(8/395)
125 - محمد بن عبد الرحيم، أبو عثمان الأصبهاني [المتوفى: 373 هـ]
الزّاهد العارف، أحد أئّمة الصُّوفيّة.
صحِب الشَّبلي، وسكن بُخَارَى مدّة، وانتفعوا به.(8/395)
126 - محمد بن محمد بن يوسف بن مكّي، أبو أحمد الْجُرْجاني. [المتوفى: 373 هـ]
حدّث " بصحيح البخاري " عن الفربْرِي ببغداد وغيرها، وروى عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، ومحمد بن إسماعيل المَرْوَزي صاحب علي بن حجر. وتنقل في النواحي؛ وروى عنه أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخُزاعي، وَأَبُو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي المغربي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذّكْوَاني، وَأَبُو الحسن محمد بن علي بن صخر، وإسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران الأهوازي شيخ الخلعي. [ص:396]
وقال أبو نُعَيم: تكلّموا فيه وضعّفوه، وسمعت منه " البخاري ".
وقال محمد بن الحسن الأهوازي: أنشدنا أبو أحمد محمد بن محمد بن مكّيّ الجرجاني القاضي لنفسه:
إذا المرء لم يُحْسِن مع النّاس عِشْرَةً ... وكان بِجَهْل منه بالمالِ مُعْجَبَا
ولم تَرَهُ يَقْضي الحُقُوقَ فإنَّهُ ... حقيق بأن يقلى وأن يتجنبا
توفي في سنة ثلاث أو أربع وسبعين وثلاثمائة؛ قاله علي بن محمد بن عبد الله الْجُرْجاني في تاريخها.(8/395)
127 - محمد بن مهدي بن أحمد بن عبد الرحيم، أبو بكر الإيادي الهَرَوِي. [المتوفى: 373 هـ]
تُوُفّي في جُمادى الأولى.(8/396)
128 - محمد بن يونس بن أحمد المصري النقاش. [المتوفى: 373 هـ]
يَرْوِي عَنْ: بنان الحمال.(8/396)
129 - هارون بن عيسى بن المطَّلب الخطيب، أبو موسى الهاشميُّ. [المتوفى: 373 هـ]
سَمِعَ: البَغَوِي، وأبن أبي داود.
وَعَنْهُ: بُشْرَى الفاتني، والأزجي، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر.(8/396)
130 - يَلْتَكين التُرْكيُّ، [المتوفى: 373 هـ]
مولى هفتِكين.
أهداه هفتكين أمير دمشق لوزير مصر يعقوب بن كلّس، وعَظُم قدرُه إلى أن جُرّد إلى الشّام في جيشٍ، ووُلّي إمرة دمشق لبني عبيد في آخر سنة اثنتين وسبعين. وكان مدبّر جيشه مُنَشّا اليهودي. وكانت دمشق إذْ ذاك مفتتنة بقَسّام المتغلّب عليها، وبها جيش بن صمصامة بعد موت عمّه أبي محمود الكُتامي، فلم يزل يَلْتكين يقاتل أهل البلد ويقاتلونه، حتى تفرّق عن قَسّام جُموعُهُ وضَعُفَ أمرُهُ واختفى، وتسلّم يَلْتَكين البلد، ثم جاءه المرسوم بتسليم البلد إلى بَكْجُور أمير حمص، وأنْ يرجع لاحتياج الوقت إليه، وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين.(8/396)
-سنة أربع وسبعين وثلاثمائة(8/397)
131 - أحمد بن جعفر بن أحمد بن مدرك، أبو عمرو الْجُرْجاني الكَوْسَج الفقيه الحنفي. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان.
رَوَى عَنْهُ: حمزة السَّهمْي، وغيره.
تُوُفّي في هذه السّنة ظنًّا من علي بن محمد المؤرّخ.(8/397)
132 - أحمد ابن القاضي أَبِي أحْمَد مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الأصبهانيُّ العَسَّال، أبو جعفر المُعَدَّل. [المتوفى: 374 هـ]
يَرْوِي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الرّازي، ومحمد بن حمزة بن عمارة.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل.
تُوُفّي بأصبهان.(8/397)
133 - أحمد بن محمد بن هارون الأُسوانيُّ، أبو جعفر المالكيُّ، الفقيه. [المتوفى: 374 هـ]
تُوُفّي في ربيع الأوّل عن سبعٍ وسبعين سنة.(8/397)
134 - أحمد بن محمد بن الحُباب بن بشّار، أبو الحسن البزّاز الهَرَوِي. [المتوفى: 374 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي بكر بن أبي داود.(8/397)
135 - أحمد بْن محمد بْن عَبْد الله أبو حامد الصّائغ. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، والبَغَوِي، وطبقتهم. وحدّث ببُخارى، ومات بها.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم وغيره.(8/397)
136 - أحمد بن محمد، أبو بكر ابن الطَّرَسُوسي، [المتوفى: 374 هـ]
شيخ الحرم.
وَرعٌ زاهدٌ كبير الشّأن. صحِب إبراهيم بن شَيْبَان، وإليه ينتمي.
وَرَّخه أبو عبد الرحمن السُّلَمي.(8/397)
137 - إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى، أبو إسحاق البغدادي الخِرَقي المقرئ. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ مِنْ: جعفر بن محمد الفِرْيابي، والهيثم بن خَلَف الدُّوري، وأبي مَعْشَر الدّارمي.
وَعَنْهُ: أبو القاسم التَّنُوخيّ، والحسن بن علي الْجَوْهَري.
قال الخطيب: كان ثقةً صالحًا.
قلت: وقرأ على عليّ بن سُلَيْم صاحب الدُّوري، وتصدّر
فَأَخَذَ عَنْهُ: أبو العلاء الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، وعلي بن طَلْحَة.(8/398)
138 - إبراهيم بن لقمان، أبو إسحاق النَّسَفي. [المتوفى: 374 هـ]
ثقة
يَرْوِي عَنْ: محمد بن عَقِيل البلْخي.
وَعَنْهُ: جعفر بن محمد المستغفري ووثقه وقال: تُوُفّي في شعبان.(8/398)
139 - إسحاق بن سعد بن الحَسَن بن سُفيان بن عامر الشَّيْبَاني النَسَوي، أبو يعقوب. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ مِنْ: جدّه، وعبد الله بن محمد بن سيّار الفَرْهَادَاني، وعبد الله بن شِيرَوَيْه النَّيْسَابُوري، ومحمد بن المجدّر، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله بن محمد البَغَوِي.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، وعبد الوهاب بن برهان الغَزّال، وأحمد بن محمد العَتِيقي، وإبراهيم بن عمر البَرْمكي، وأبو القاسم التُنوخي، وقال: هو ثقة.
تُوُفّي بنَسَا، وكان مولده سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين، وحدّث ببغداد.(8/398)
140 - أيّوب بن عبد المؤمن بن يزيد، أبو القاسم بن أبي سعد الطُّرطُوشي. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وحج فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي.
وكان فقيهاً شُرُوطيًّا، عاش خمسًا وستين سنة.(8/398)
141 - تميم بن المُعِزّ بن المنصور ابن القائم ابن المهدي العبيدي، أبو علي، [المتوفى: 374 هـ][ص:399]
وإلى والده تُنْسَب القاهرة المُعِزّيّة.
كان تميم أميرًا شاعرًا ظريفًا لطيفًا، وهو أخو العزيز.
ومن شعره:
أَمَا وَالذي لا يَمْلِكُ الأمر غيرُهُ ... ومَن هُو بالسَّر المُكَتّم أعلم
لئن كان كتمان المصائب مؤلماً ... لاعلانها عندي أشد وآلم
وبي كل ما يبكي العيونُ أقَلُّه ... وإنْ كُنْتُ منه دائمًا أتبَسَّمُ
وله:
ما بان عُذْرِي فيه حتّى عَذرَا ... ومَشَى الدّجَى في خدّه فتحيَّرا
هَمَّتْ بقبلته عقاربُ صُدْغِهِ ... فاسْتَلَّ ناظِرُهُ عليها خَنْجَرا
والله لَوْلا أنْ يُقَالَ تَغَيّرا ... وصَبَا وإنْ كان التَّصَابي أَجْدَرَا
لأَعدْتُ تُفّاحَ الخُدود بنفْسَجًا ... لَثْمًا وكافور التَّرائبِ عَنْبَرًا(8/398)
142 - جعفر بن محمد بن مكّي، أبو العبّاس البُخاري. [المتوفى: 374 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن المنذر شكر، ومحمد بن يوسف الفَرَبْرِي.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن أحمد غُنْجَار، وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفّال المَرْوَزي، وعبد الله بن أحمد المنذوراني.
ومات في رمضان.(8/399)
143 - حَباشة بن حسن، أبو محمد اليَحْصُبِيّ القَيْرَوَاني. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ مِنْ: زياد بن عبد الرحمن بن زياد، وإبراهيم بن عبد الله الزُّبَيْديّ، وسمع بالأندلس من محمد بن معاوية القُرَشي. وحجّ ورابَط بثغور الأندلس، وجاهد وتعبّد، وكان فقيهًا عالمًا بالسنن،
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة.(8/399)
144 - الحسن بن حجّاج بن غالب، أبو علي الطَّبَراني الزّيّات، [المتوفى: 374 هـ]
نزيل أنطاكية.
رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: أبي عبد الرحمن النّسَائي، وأبي طاهر بن فيل البالِسِي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمَّام الرّازي، وقال: قدم [ص:400] علينا سنة أربعٍ وسبعين. وكأنّ هذا غَلَطّ وتصحيف، ولعلّه سنة أربعٍ وأربعين.(8/399)
145 - الحُسين بن محمد بن الحُسين، أبو يَعْلَى القُرَشي الزُّبَيْري النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الحاكم، وغيره.(8/400)
146 - الخضر بن أحمد بن الخضر القِزْويني الحافظ. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: محمد بن يونس بن هارون، والحسن بن علي الطُّوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخلقًا.
وَعَنْهُ: الخليلي.
وقال: كتبت بيدي ستّة آلاف جُزء.(8/400)
147 - خَلَفُ بْن محمد بْن خَلَف، أبو القاسم الخَوْلاني القُرْطُبي المُكَتَّب. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة، وحجّ فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وابن أبي مطر الإسكندراني، وبالقَيْرَوان محمد بن محمد بن اللّبّاد.
وكان مؤدّبًا عسِرًا في التسميع، صعب الأخلاق،
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضي،
وَتُوُفِّي في ربيع الأوّل.(8/400)
148 - شِبْل بن محمد بن حُسين، أبو القاسم البغداديُّ المؤدَّب، [المتوفى: 374 هـ]
نزيل مصر.
سَمِعَ: أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وعاش اثنتين وتسعين سنة.(8/400)
149 - عبد الله بن أحمد بن ماهُبْرُذ الأصبهانيُّ، المعروف بالظَّريف. [المتوفى: 374 هـ]
نزل بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، وأَبِي القاسم البَغَوِي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَانِيّ، وعلي بن المحسّن التنُوخي.
قال البَرْقَانِيّ: صدوق. [ص:401]
وكان مُعَمَّرًا. قال: صُمْتُ ثمانية وثمانين رمضانًا، وسمعت بالبصرة من أبي خليفة، وضاع سماعي منه.(8/400)
150 - عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله التّمّار، بغداديّ يُعرف بَبرْغُوث. [المتوفى: 374 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنُوخي، وغيرهما.
حدّث في هذه السّنة.(8/401)
151 - عبد الله بن محمد بن مَنْدَوَيه بن حَجّاج الأصبهاني، أبو محمد الشُّرُوطيّ. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: إبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، وعبد الله بن محمد بن عِمران، وجماعة ببلد الرّيّ.
وكان كثير الحديث، ثقةً فَهْمًا،
تُوُفِّي في شوّال.
رَوَى عَنْهُ: أبو نُعَيم.(8/401)
152 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن زَرّ، بفتح الزّاي، الخُوَاريُّ [المتوفى: 374 هـ]
نزيل بُخارَى.
روى الكثير عن آدم بن موسى، وأحمد بن جعفر بن نصر الجمال.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد غُنْجار، وجعفر بن محمد المُستغفري، وغيرهما.
تُوُفِّي في صفر ببُخَارَى.(8/401)
153 - عبد الله بن محمد بن فَضْلوَيْه الصّوفي المعلْم. [المتوفى: 374 هـ]
من بقايا شيوخ نَيْسَابُور، صحِب أبا علي محمد بن عبد الوهاب الثّقفي، وعبد الله بن منازل.(8/401)
154 - عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي البغدادي، أبو العبّاس. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: حامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطّبَري، والحسن بن الطّيّب البلْخي، وخلقًا سواهم.
وَعَنْهُ: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو محمد [ص:402] الخلال، وأبو القاسم التَّنُوخي، والحسن بن علي الْجَوهَري.
وثّقه العتيقي وغيره.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تَسَاهُلُ.(8/401)
155 - عبد الله بن موسى بن كريد، أبو الحسن السَّلاميُّ. [المتوفى: 374 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: يحيى بن صاعد، وغيره بخُرَاسان وسَمَرْقَنْد، وفي حديثه مَنَاكير وعجائب، وكتب عمّن دبّ ودَرَج. وكان أديبًا شاعرًا.
ورَّخ موتَه الإدريسي وغُنْجَار.
وقال الخطيب: هو عبد الله بن موسى بن الحسن، وقيل: الحسين، ابن إبراهيم بن كريد السّلامي.
قال غُنْجار: روى عن محمد بن هارون الحَضْرَميّ، وَنفْطَوَيْه النَّحْوِي، ومحمد بن مَخْلَد.
قال الخطيب: حدّث في رواياته غرائب ومناكير وعجائب.
وقال الحاكم: كان من الرحالة في طلب الحديث، توفي سنة ست وستين وثلاثمائة.
قلت: الصّواب بقاؤه إلى السّاعة.
قال الإدريسي: كان أبو الحسن السّلامي أديبًا شاعرًا، جيّد الشعر، كثير الحفظ للحكايات والنَّوادر. صنّف كُتُبًا كثيرة في التواريخ والنوادر، قدم علينا سَمَرْقَنْدَ وأقام ببُخَارَى، إلى أن مات، صحيح السّماع.
كتب عمَّن دَبَّ ودَرَج.(8/402)
156 - عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر القاضي، أبو القاسم الأصبهاني. [المتوفى: 374 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن حمدون بن خالد النَّيْسَابُوري، ومكي بن عَبْدان.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم وغيره.(8/402)
157 - عبد الرحمن بن محمد بن حَسَكا، أبو سعيد الحاكم الحنفي. [المتوفى: 374 هـ][ص:403]
سكن نَيْسَابُور مدّةً، ثم دخل بُخَارَى وولي قضاء التّرْمذ، ولم يكن في أصحاب الرأي أَسْنَدَ منه.
سَمِعَ: أبا يَعْلَى بالمَوْصِل، وحامد بن شُعَيب، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح ببغداد.
وتُوُفّي في شعبان، وله اثنتان وتسعون سنة؛
رَوَى عَنْهُ: الحاكم.(8/402)
158 - عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نُبَاته، الخطيب المشهور، أبو يحيى، [المتوفى: 374 هـ]
صاحب ديوان الخُطَب.
كان من أهل مَيَّافَارِقين، ووُلّي خطابة حلب لسيف الدّولة، وبها اجتمع بالمتنبّي.
وكان خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا بديع المعاني رائق الخُطَب، رُزِق السعادة في خُطَبِهِ. وكان رجلًا صالحًا، رأى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فاستيقظ وعلى وجهه نور لم يكن قبل ذلك، وعاش بعد ذلك ثمانية عشر يومًا، وذكر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَل في فيه، فبقي تلك الأيام لا يستطعم فيها طعامًا، ولا يشرب شرابًا من أجل تلك التَفْلَة.
وذكر ابن الأزرق مولده في سنة خمسٍ وثلاثين، وأنه تُوُفّي سنة أربعٍ وسبعين.
قلت: فعُمْرُهُ تسعٌ وثلاثون سنة، وتُوُفّي بمَيّافَارِقين، وفي ولايته خَطَابَة حلب أيّام سيف الدولة نظر، أو قد غلطوا في مولده، نعم غلطوا في مولده، فإنّه ابتدأ سالف خُطَبِهِ في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وهو خطيب.(8/403)
159 - عبد العزيز بن إسماعيل، أبو القاسم الصيدلاني المصري الشافعي. [المتوفى: 374 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي الأشعث محمد بن محمد الكوفي.(8/403)
160 - عبد الغني بن محمد بن موسى أبو محمد المصري البزاز. [المتوفى: 374 هـ]
يَرْوِي عَنْ: الجندي.(8/403)
161 - عُبيد الله بن محمد بن أحمد بن معدان، أبو الحسين الأصبهاني العصفري. [المتوفى: 374 هـ]
تُوُفّي في ذي القعدة.(8/403)
162 - علي بن محمد بن الفتح بن أبي العصب، الشاعر البغدادي المِلْحي، أبو الحسن، [المتوفى: 374 هـ]
مولى المتوكّل على الله.
رَوَى عَنْ: أحمد بن أبي عَوْف البُزورِي، ومحمد بن محمد ابن الباغَنْدي.
وَعَنْهُ: أبو القاسم التنُوخي، وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري والعتيقي.
وثقّه الخطيب. حدّث في هذا العام ولم تُحْفَظْ وفاتُهُ.(8/404)
163 - علي بن النَّعْمان بن محمد بن منصور المغربيُّ ثم المِصْريُّ، [أبو الحسن] [المتوفى: 374 هـ]
قاضي ديار مصر.
وُلّي القضاء بعد أبيه، واستناب أخاه محمداً، وكان متفنَّنًا في عدّة علوم، شاعرًا مجوّدًا يُكَنّى أبا الحسن، ومن شعره:
وليِ صديقٌ ما مسني عُدْمٌ ... مُذْ وقَعَتْ عينُه على عَدَمِي
أغْنَى وأَقْنَى وما يكلّفني ... تَقْبِيل كَفٍّ له ولا قَدَم
قام بأمري لمّا قعدتُ به ... ونمتُ عن حاجتي ولم يَنَمِ
تُوُفّي في رجب وهو كهل.
وقال ابن زولاق: ولي القضاء سنة ستٍّ وستّين، وكانت أيّامه تسع سنين وخمسة أشهر، ومولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ولي بعد القاضي أبي الطّاهر الذُّهْلي. وقد روى عن أبيه تصانيفه.(8/404)
164 - عمر بن جعفر المصري الخياش، أبو جعفر. [المتوفى: 374 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن محمد الباهلي.(8/404)
165 - عمر بن محمد بن عبد الصمد، أبو محمد البغدادي المقرئ، [المتوفى: 374 هـ]
أحد الصالحين.
سَمِعَ: البَغَوِي، والحسين بن عُفَيْر.
وَعَنْهُ: عبد العزيز الأزجي، وابن بكير، والْجَوْهَري، وغيرهم.(8/404)
166 - عمر بن محمد بن سيف، أبو القاسم الكاتب. [المتوفى: 374 هـ][ص:405]
بغداديّ.
نزل البصرة،
وَحَدَّثَ عَنْ: الحسن الطّيّب البلْخي، وحامد بن شعيب البلْخي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وابن أبي داود.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد العزيز بن رزمة، وجماعة من أهل البصرة، وأبو الحسن بن صخر.(8/404)
167 - عيسى بن محمد بن إبراهيم بن حَبُّويه، أبو الأصبغ الكِنَاني القُرْطُبي. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وغيره.
ولم يكن أهلاً أن يؤخذ عنه، لمداخلته لأهل الدنيا.
وكان أديبًا شاعرًا.(8/405)
168 - الفضل بن سَهْل الأصبهاني الواعظ. [المتوفى: 374 هـ]
يَرْوِي عَنْ: الحسن الدَّاركي، وعبد الله ابن أخي أبي زُرْعَة.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم.(8/405)
169 - القاسم بن علي بن معاوية بن الوليد، أبو محمد المِصْري. [المتوفى: 374 هـ]
تُوُفّي في ربيع الآخر.(8/405)
170 - محمد بن أحمد بن بالويه، أبو علي النَّيْسَابُوري العدل. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن شِيرَوَيْه بنَيْسَابور، وأبا القاسم البغوي وطبقته ببغداد.
وَعَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله وقال: هو من أجِلاء الشُّهُود.
تُوُفِّي في سَلْخ شوّال، وله أربعٌ وتسعون، وكان يذكر مجالس محمد بن إبراهيم البوشنجي، وهو والد عبد الرحمن.
أما محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري الذي يروي عن الكديمي فقديم، توفي سنة أربعين وثلاثمائة.(8/405)
171 - محمد بن أحمد بن عمران، أبو بكر الْجُشَمي البغدادي المطرّز. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: محمد بن منصور الشّيعي، وإسماعيل الورّاق، وأبا الدّحْداح الدمشقي.
وَعَنْهُ: أبو القاسم عبيد الله الأزهري، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ. [ص:406]
حدّث في هذه السنة، ولم تُحفظ وفاتُه.(8/405)
172 - مُحَمَّد بْن أحمد بن محمد بن عبدان، أبو الفرج الأسدي الصّفّار. [المتوفى: 374 هـ]
بغداديّ سمع محمد بن محمد الباغَنْدي، وأبا بكر بن أبي داود.
وَعَنْهُ: أبو القاسم التنُوخي. ووثّقه العتيقي.(8/406)
173 - محمد بن أحمد بن يحيى، أبو علي البغدادي العطشي البزاز. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: أبا يعلى بالموصل، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، والباغَنْدِي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الواحد بن رَزْمَه، والحسن بن محمد الخلال، والحسن بن علي الْجَوْهَري.
ووثّقه الخطيب.(8/406)
174 - محمد بن جعفر بن سليمان البغدادي، أبو الفرج [المتوفى: 374 هـ]
صاحب المُصَلَّى.
سَمِعَ مِنْ: الهيثم بن خلف، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والحسن بن الطّيّب، وأبي عَروُبة الحرّاني، ومكحول البَيْروتي، وأحمد بن عمير بن جَوْصًا.
وَعَنْهُ: أبو الحسن علي بن أحمد النُّعيمي، وأبو القاسم التنُوخي أحاديث تدل على ضَعْف حاله جدًّا.
ضعَّفَه حمزة السَّهْمي.
ومولده سنة ستٍّ وتسعين ومائتين، ومات بالبصْرة.(8/406)
175 - محمد بن الحسن بن بُرْدخشاذ، أبو عبد الله الرازي السَّرَوِي. [المتوفى: 374 هـ]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: أَبِي نُعَيم عَبْد الملك بْن عَدِيّ، وابن أبي حاتم.
وَعَنْهُ: [ص:407] ابن رَزْقَوَيْه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال.
ووثّقه البَرْقَانِيّ،
تُوُفّي في ذي القعدة.(8/406)
176 - محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بريدة الأَزْدي، أبو الفتح المَوْصِلي الحافظ، [المتوفى: 374 هـ]
نزيل بغداد.
حَدَّثَ عَنْ: أبي يَعْلَى، ومحمد بن جرير الطَبري، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأبي عَرُوبة الحَرّاني، والهَيْثَم بن خَلَف الدَّوري.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو نُعَيم، وأحمد بن الفتح بن فرغان، وطائفة سواهم.
قال الخطيب: كان حافظًا، صنّف في علوم الحديث، وسألت البَرْقَانِيّ عنه فضعّفه، وحدثني أبو النجيب عبد الغفار الأرموي قال: رأيت أهلَ المَوْصِل يُوهِنونه ولا يَعُدُّونَه شيئًا.(8/407)
177 - محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب، أبو بكر الرّبعي الدّمشقي البُنْدار. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن عامر بن المعمَّر، وجُماهر بن محمد، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وحاجب بن أَرْكين، ومحمد بن الفَيْض، ومحمد بن تمّام البهراني، وخلقًا من الشاميّين.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، وَأَبُو سعد الماليني، والمسدّد بن علي الأملوكي، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عبد السّلام بن سعدان.
قال عبد العزيز الكتّاني: حدثنا عنه جماعة، وكان ثقة،
تُوُفِّي في ذي الحجة.
قلت: أخبرنا بجزء من حديثه ابنُ الفَرَّاء وغيره، قال: أخبرنا ابن أبي لقمة، قال: أخبرنا الخضر بن عبدان، قال: أخبرنا أبو القاسم المصيصي، قال: أخبرنا ابن سَعْدَان عنه.(8/407)
178 - محمد بن عبد الله بن أبي شَيْبَة، أبو القاسم الإشبيلي الفقيه. [المتوفى: 374 هـ][ص:408]
روي عن عمّه علي بن أبي شَيْبَة،
وَتُوُفِّي في أحد الرّبيعَيْن.(8/407)
179 - محمد بن فتح بن نصر، أبو عبد الله الأندلسي الإسْتجي. [المتوفى: 374 هـ]
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وأَحْمَد بْن عبادة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم.
قال ابن الفَرَضي: كان حافظًا للفقه، ثقةً صالحًا، لقيته بإستجة، وكتبت عنه.(8/408)
180 - محمد بن محمد بن يوسف بن مكّي الْجُرْجاني، أبو أحمد. [المتوفى: 374 هـ]
قيل: توفي فيها.(8/408)
181 - محمد بن هشام، أبو عبد الله الإشبيلي. [المتوفى: 374 هـ]
سَمِعَ بقُرْطُبَة مِنْ: عمر بن حفص بن غالب، وأَبَان بن محمد، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان فَهْمًا حافظًا للرأي والشُرُوط، أخذ عنه ابن الفَرَضي،
وَتُوُفِّي في شوّال.(8/408)
182 - محمد بن وازع بن محمد القُرْطُبي الضَّرير. [المتوفى: 374 هـ]
حجّ وأدرك بالبصْرة إبراهيم بن علي الهجيمي فأخذ عنه، وعن القاضي أبي بكر الأَبهَري.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضي.(8/408)
183 - هارون بن بنج بن عثمان، أبو موسى الخَوْلاني الأندلُسي الإسْتجي. [المتوفى: 374 هـ]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن خَالِد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بن أيْمَن، وقاسم بن أصبغ، وأحمد بن زياد، وجماعة.
وكان مُعْتَنيا بالآثار، مُشاركًا في الفقه، ثقةً صالحًا؛ قاله ابن الفَرَضِي، وحدّث عنه.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.(8/408)
-سنة خمس وسبعين وثلاثمائة(8/409)
184 - أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحَكَم، أبو زُرَعة الرّازي الحافظ الصّغير. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن إسماعيل المَحاملي ومحمد بن مَخْلَد ببغداد، وأبا حامد بن بلال وأبا العباس الأصم بنيسابور، وابن أبي حاتم بالرّيّ، وعلي بن أحمد الفارسي ببَلْخ، وأبا الفوارس الصّابوني بمصر، وأبا الحسين الرازي والد تمّام بدمشق.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، والحسين بن محمد الفلاكي، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو زُرْعَة رَوْح بن محمد، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو القاسم علي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وآخرون. وأقدم شيخ له عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال الخطيب: كان حافظًا مُتْقِنًا ثقةً، جمع الأبواب والتراجم.
وقال ابن المحسّن: سألته عن مولده فقال: خرجت أوّل مرّة إلى العراق سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة، ولي أربع عشرة سنة.
تُوُفّي بطريق مكّة سنة خمسٍ وسبعين.
وقد سأله حمزة عن الرجال، وله مصنّفات كثيرة يروي فيها المناكير كغيره.
فأمّا أبو زُرْعَة محمد بن يوسف الكشي فسيأتي سنة تسعين، حافظ.(8/409)
185 - أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن معدان، أبو العبّاس الأَزْدي الفقيه. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن محمود السَّعْدي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة.
وَعَنْهُ: أبو غانم الكراعي المروزي.
تُوُفّي في رمضان، وهو مَرُوزيّ.(8/409)
186 - أحمد بن عبد الله بن أحمد الهمذاني الورّاق المعروف بالأشقر. [المتوفى: 375 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن إبراهيم بن زياد الطّيالسي، ومحمد بن صالح الطّبري.
وَعَنْهُ: محمد بن عيسى، وابن روزبة الهمذانيان.(8/410)
187 - أحمد بن محمد بن جعفر بن نوح، أبو الحُسَيْن النَّيْسَابُوري البَحِيرِي. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، وأبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وببغداد محمد بن محمد الباغنْدِي وطبقته،
وعقد المجلس،
واستملى عليه أبو عبد الله الحاكم،
وَرَوَى عَنْهُ: هو، وسِبطه أبو عثمان سعيد بن محمد، وعمر بن أحمد بن مسرور، وجماعة.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ من رواية الكَنْجَرُوِذِيّ عنه؛ أخبرنا أحمد بن هبة الله، قال: أنبأنا أبو روح، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا أبو سعد، قال: أخبرنا أبو الحسين البحيري، قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، قال: حدثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلاءِ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
غريب جدًّا، رواه هكذا النّسائي في " حديث مالك " له، عن زكريّا بن يحيى، عن علي بن مَعْبَد، فوقع لنا عالياً جدًّا.(8/410)
188 - أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حامد الزُّوزَني النَّيْسَابُوري الكاتب. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: أباه، وأبا قُرَيْش محمد بن جمعة. ومات بالزُّوزَن.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم.(8/410)
189 - أحمد بن محمد بن فارس، أبو بكر البزّاز. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وكان صَدْوقًا.
رَوَى عَنْهُ: أبو محمد الْجَوْهَري، وغيره.(8/410)
190 - الحسن بن علي بن داود المصري المُطَرّز. [المتوفى: 375 هـ]
يَرْوِي عَنْ: عبّاس البصْري الحافظ، وأبي شَيْبَة داود بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد العزيز الأَبْهَرِي، ويحيى بن علي ابن الطّحّان، وأبو بكر البَرْقَانِيّ.
انتخب عليه الدَارقُطْنيّ. وعاش تسعين سنة؛ تُوُفّي في صفر.(8/411)
191 - الحسن بن علي بن عمرو ابن غلام الزُّهري الحافظ، أبو محمد البصْري. [المتوفى: 375 هـ]
كان حمزة بن يوسف السَّهْمي يسأله عن الْجَرْح والتعديل.
وَرَوَى عَنْهُ: أبو الحسن بن صخر في " أماليه ".
لم أظفر له بذكر في التَّوارِيخ التي عندي.(8/411)
192 - الحسين بن أحمد بن فهد، أبو عبد الله الأزْدي المَوْصِلي القاضي. [المتوفى: 375 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أبي يَعْلَى المَوْصِلي.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والتَّنُوخي، وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي.
قال البَرْقَانِيّ: قد كان يوثَّق.
قلتُ: حدّث في هذا العام، ولعلّه مات فيه.(8/411)
193 - الحسين بن علي بن محمد بن يحيى، أبو أحمد التميمي النَّيْسَابُوري يقال له حُسَيْنْك، ويُعرف أيضًا بابن مُنَيْنَة. [المتوفى: 375 هـ]
من بيت حشمة ورياسة، تربى في حجر الإمام أبي بكر بن خُزَيْمَة، وكان ابن خُزَيْمَة إذا تخلّف في آخر أيّامه عن مجلس السّلطان بعث بأبي أحمد نائبًا عنه، وكان يقدّمه على أولاده.
قال الحاكم: صَحِبتهُ حَضَرًا وسَفَرًا نحو ثلاثين سنة، فما رأيته يترك قيامَ الليل، ويقرأ كل ليلة سبعاً، وكانت صدقاته دارة سراً وعلانيةً، أخرج مرّة عشرة أَنْفُسٍ من الغَزَاة بآلتهم، بدلا عن نفسه، ورابط غير مرّة. وأوّل سماعه سنة خمس وثلاثمائة؛
سَمِعَ مِنْ: ابن خُزَيْمَة، وأبي العبّاس السّرّاج، ورحل [ص:412] سنة تسعٍ، فسمع عمر بن إسماعيل بن أبي غِيلان، وعبد الله بن محمد البَغَوِي، وعبد الله بن زَيْدان البَجَلي، وأبا عَوَانة الإسْفَراييني.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحاكم، وعمر بن أحمد بن مسرور، وَأَبُو سعد مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكَنْجُروذِي، وجماعة.
وقال الخطيب: كان ثقةً حُجَّةً. وتُوُفّي في ربيع الآخر، وخرج السّلطان للصّلاة عليه.
وقال الحاكم: الغالب على سماعاته الصدْقُ، وهو شيخ العرب في بلدنا، ومن ورِثَ الثَّرْوَةً القديمة، وأسلافه جِلّة.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، أَنْبَأَكَ أَبُو رَوْحٍ، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَتْ شَجَرَةٌ تَضُرُّ بِالطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ، فَنَحَّاهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَغُفِرَ لَهُ ". رواه مسلم.(8/411)
194 - الحسين بن محمد بن عُبَيْد بن أحمد بن مَخّلَد العسكري الدّقّاق، أبو عبد الله. [المتوفى: 375 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن يحيى المَرْوَزي، وأبي العبّاس بن مسروق، وحمزة بن محمد الكاتب، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة.
وَعَنْهُ: أبو القاسم الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو الفرج عبد الوهاب بن برهان الغَزّال، والحسن بن علي الْجَوْهَري.
قال العتيقي: كان ثقة أمينًا.
وقال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ. ومات في شوّال. وهو أخو أبي بكر محمد بن محمد شيخ بُشْري الفاتني.(8/412)
195 - سعيد بن محمد الفقيه، أبو أحمد المطّوّعي، [المتوفى: 375 هـ]
رئيس نَسَا. [ص:413]
سَمِعَ: أبا حامد ابن الشرقي، وجماعة، وتفقه ببغداد عَلَى: أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ.
وكان بطلًا شجاعًا، كبير القَدْر، غزير الفضْل،
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وغيره.(8/412)
196 - صالح بن محمد أبو طاهر البغدادي المقرئ. [المتوفى: 375 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي ذر ابن الباغَنْدي، وأبي بكر بن مجاهد. حدّث عنه الأزجي عبد العزيز، وأحمد بن محمد العتيقي.(8/413)
197 - عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو الحسن الشيباني المعروف بالحوشبي. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر بن أبي داود.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَانِيّ وأبو القاسم التنُوخي.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكان ثقة.(8/413)
198 - عبد الله بن علي بن الحسين، أبو بكر الهمذاني القطان. [المتوفى: 375 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وإسماعيل الوراق، والمحاملي.
وَعَنْهُ: حمد الزجّاج، ومحمد بن عيسى.
تُوُفّي فِي شعبان.(8/413)
199 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن محمد بن عَبْدُوس، أبو محمد الحيري. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: السّرّاج، ومؤمّل بن الحسن، وعدّة.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/413)
200 - عبد الله بن عبد الرحمن الزّجالي القُرْطُبي الوزير، أبو بكر. [المتوفى: 375 هـ]
وَزَرَ للمستنصِر، وكان خيّرًا كثير المعروف والفضائل، طويل الصلاة.
قال ابن الفَرَضي: بلغني أنَّ قدميه تَقَطّرتا صديدًا من طول قيامه، وكان يَصلحُ للقضاء.
تُوُفّي في جُمادى الأولى، وكان من سادات الوزراء.(8/413)
201 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مِهْران، أبو مسلم البغدادي الحافظ [المتوفى: 375 هـ][ص:414]
الثقة العابد العارف.
سَمِعَ: البَغَوِي، وابن صاعد، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا، وأبا حامد بن بلال، وسمع الكثير بخُراسان في حدود الثلاثين وثلاثمائة، ثم دخل بُخارى وسَمَرْقَنْد، فأقام هناك نحو ثلاثين سنة، وجمع " المُسْنَد على الرجال ".
قال الحاكم: دخلت مَرُو وما وراء النهر فلم نلتق، ولم أكن رأيته. وفي سنة خمس وستين. في الموسم، طَلَبْتُهُ في القوافل، فأخفى شخصه، فحججت سنة سبعٍ وستين؛ وعندي أنّه بمكّة، فقالوا: هو ببغداد فاستوحشت من ذلك، وتطلّبْتُهُ فلم أَظْفَرْ به، ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: هاهنا شيخ من الأبدال تشتهي أن تراه؟ قلت: بلى، فذهب بي، فأدخلني خان الصباغين، فقالوا: خرج. فقال أبو نصر: نجلس في هذا المسجد، فإنّه يجيء، فقعدنا، وأبو نصر لم يخبرني من الشيخ، فأقبل أبو نصر، ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء فسلم علي، فألقي إلي إلهاما أنّه أبو مسلم، فبينا نحن نحدّثه إذ قلت له: وجد الشيخ هاهنا من أقاربه أحداً؟ قال: الذين أردت لقاءهم قد انقرضوا، فقلت له: هل خَلَّف إبراهيمُ ولدًا، يعني أخاه إبراهيم الحافظ؟ فقال: ومن أين عرفت أخي إبراهيم؟ فسكتّ، فقال لأبي نصر: من هذا الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إلي وقمت إليه، وشكى شوقه وشكوتُ مثله، واشتفينا من المذاكَرَة، والتقينا بعد ذلك مجالسَ، ثم ودَّعتُه يوم خروجي، فقال: يجمعنا الموسم، فإنّ عليّ أنْ أجاور بمكّة، ثم خرج إلى مكّة سنة ثمانٍ وستّين وجاور بها حتى مات. وكان يجهد أنْ لا يظْهر للحديث ولا لغيره.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد الحذّاء، وأحمد بن محمد الكاتب.
وقال ابن أبي الفوارس: أبو مسلم بن مهران صنّف أشياء كثيرة، وكان ثقة زاهدًا، ما رأينا مثله. رحمة الله عليه.(8/413)
202 - عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد، أبو القاسم الخِرَقي. [المتوفى: 375 هـ][ص:415]
سَمِعَ: أحمد بن الحسن الصوفي، وقاسم بن زكريّا، والهَيْثم بن خَلَف، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، ومحمد بن أبي الدَّمَيْك.
وَعَنْهُ: الدَارقُطْنيّ مع جلالته، وأبو بكر البرقاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجَوهري.
وثقه ابن أبي الفوارس.(8/414)
203 - عَبْد العزيز بْن عَبْد الله بْن محمد، أبو القاسم الدَّارَكي الفقيه الإمام. [المتوفى: 375 هـ]
درّس بنَيْسَابور الفقه مدّة، ثم سكن بغداد، وكانت له حَلَقة للفتوَى.
قال الشيخ أبو حامد الإِسُفَراييني: ما رأيت أفْقَهَ من الدارَكي.
قلت: وكان أبوه من محدّثِي أصبهان. تفقّه أبو القاسم على أبي إسحاق المَرْوَزي، وعليه تفقّه الشيخ أبو حامد وجماعة. وانتهى إليه معرفة مذهب الشافعي. وله وجوهُ في المذهب، منها أنّه قال: لا يجوز السلم في الدقيق.
رَوَى عَنْ: جده لأمّه الحسن بن محمد الدّارَكي، وربما كان يجتهد في المسألة والفتوى، فيقال له في ذلك، فيقول: وَيْحَكُم، فُلانُ عن فلانٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكذا وكذا، والأَخْذُ بالحديث أوْلَى من الأخذ بقول الشافعي، وأبي حنيفة.
دَارَك: من أعمال أصبهان.
قال الخطيب: حدثنا عنه أبو القاسم الْأزهري، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ، وكان ثقة، انتقى عليه الدَارقُطْنيّ.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يُتَّهم بالإعتزال، وتُوُفّي في شوّال، وله بضع وسبعون سنة، رحمه الله إن شاء الله.(8/415)
204 - عبد العزيز بن محمد بن يوسف بن مسلم الأصبهاني ابن حَفْصَوَيْه المؤدّب، يُكَنّى أبا الحسين. [المتوفى: 375 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن نُصَيْر، وأحمد بن [ص:416] الحسن بن عبد الملك، وأحمد بن محمد بن مَصْقَلَة.
وكان فيما قال أبو نُعَيم: يرجع إلى تَعَبُّدٍ وفَضْلٍ كبير.
رَوَى عَنْهُ: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل.(8/415)
205 - عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد، أبو القاسم القرميسيني. [المتوفى: 375 هـ]
بغداديّ ثِقَة.
سَمِعَ: أبا بكر بن أبي داود، وأبا ذر ابن الباغنْدي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم التنُوخي.(8/416)
206 - عُبَيْد اللَّه بْن علي بْن عُبَيْد اللَّه بن داود، أبو القاسم الدَّاوديُّ المصريُّ القاضي، [المتوفى: 375 هـ]
شيخ أهل الظاهر في عصره.
سَمِعَ: أبا جعفر الطّحَاوي، ومحمد بن يونس الْجِيزي القاضي، وأبا عبد الله المَحَاملي، وأبا العباس بن عُقْدَة، ومحمد بن يوسف القبّاني الشّيرازي، والحسن بن حبيب الحصائري الدمشقي.
وسكن خُراسان، وولي قضاء غير مدينة مثل طُوس وتِرْمِذ.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقال: كان فقيه الداودية في عصره بخُراسان، وكان موصوفًا بالفضْل وحُسْن العِشْرة، وحفظ النُّتَف والنوادر. كتب النّاس عنه بانتخابي،
وَتُوُفِّي ببُخارى سنة خمس.
وقال غيره: توفي سنة ستٍّ وسبعين في جُمادى الأولى.
وحدّث عنه أبو عبد الله غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري.
ذكره صاحب " الأنساب ".(8/416)
207 - عُبَيْد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحوى بن العوّام بن حَوْشب، أبو الحسين الشَّيْبَانيّ الحَوْشبي البغدادي. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن عفير، وإسحاق الجلاب، وأبا بكر بن أبي داود.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو العلاء محمد بن علي، وأبو القاسم التنُوخي. [ص:417]
وثّقه الخطيب، وقال: مات في ذي القعدة.(8/416)
208 - علي بن إسماعيل بن عُبَيْد الله الأَنْبَاري. [المتوفى: 375 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: محمد بن محمد الباغَنْدي، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو محمد الْجَوْهَري. سَمِعَ مِنْهُ في هذه السنة، ولم تُؤَرَّخ وفاتُهُ.
قال الخطيب: كان صَدُوقًا.(8/417)
209 - علي بن شَيْبَان البغدادي الدَّقّاق المقرئ. [المتوفى: 375 هـ]
دخل الأندلس في هذه السنة، وكان من أصحاب ابن مجاهد، عالماً بالقرآن، بصيراً بالقراءات.
ذكره ابن الفرضي، وسمع منه شعراً.(8/417)
210 - علي بن حمزة، أبو القاسم البصري اللغوي العلامة. [المتوفى: 375 هـ]
له ردود على ابن الأعرابي، والأصْمَعي، وجماعة، ومصنَّفات مفيدة. وكان صديقًا للمتنبّي.
تُوُفّي في رمضان.(8/417)
211 - علي بن يحيى بن إسحاق، أبو الحُسين التُّجيبيُّ الواسطيُّ النَّقِيب. [المتوفى: 375 هـ]
عَنْ: ابن أبي داود، والحسن بن محمد بن شعبة، وابن مُبَشِّر الواسطي.
وَعَنْهُ: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزَجي.(8/417)
212 - عمر بن محمد بن علي بن يحيى، أبو حفص ابن الزّيّات البغدادي النّاقد. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: إبراهيم بن شَرِيك، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، وعمر بن أبي غيلان، وعمر بن محمد الكاغدي، وطائفة سواهم.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بْن محمد العَتِيقيّ، وعلي بْن المحسّن التنُوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق كثير. [ص:418]
قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مُتْقِنًا جَمَعَ أبوابًا وشيوخًا.
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة، ومولده في سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
وقال الخطيب: سألت البَرْقَانِيّ عنه، فقلت: أَكَانَ ثِقَة؟ فقال إيْ والله مُصَنَّفًا.(8/417)
213 - فُضَيْل بن الحُسين، أبو العباس المِصريُّ الكَتَّانيُّ. [المتوفى: 375 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن الربيع بن سليمان.(8/418)
214 - قاسم بن عبد الله بن صبيح الجَوْهريُّ النَّيْسابوريُّ. [المتوفى: 375 هـ]
عَنْ: ابن الشرقي، ومكي بن عبدان.
وَعَنْهُ: الحاكم، وغيره.(8/418)
215 - محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بن خاقان، الرئيس أبو عبد الله بن أبي حفص البخاري الفقيه، [المتوفى: 375 هـ]
رئيس المطوّعة بخُراسان.
سَمِعَ: أباه، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الْبُخَارِيّ، وطائفة،
وأملى وهو شاب.
قال الحاكم: كان من أحسن الناس وجهًا، نثر يوم الإملاء من أنواع النثارات حتى تحيّر الناس.(8/418)
216 - محمد بن أحمد بن عبد الله السُّكَرِي، أبو أحمد النَّيْسَابُوري المِسكيُّ. [المتوفى: 375 هـ]
عَنْ: جدّه جعفر بن أحمد الحافظ، وعبد الله بن شِيرَوَيْه.
وَعَنْهُ: الحاكم.
مات في رجب.(8/418)
217 - محمد بن أحمد بن حسنويه، أبو أحمد الحَسْنُوييُّ النَّيْسَابُوريُّ العارف. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
وَعَنْهُ: الحاكم.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.(8/418)
218 - محمد بْن الحَسَن بْن سُليمان، أبو بَكْر القِزْوِيني. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: الفِرْيابي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، ومحمد بن صالح بن ذرِيح، والبَغَوِي.
وَعَنْهُ: علي بن محمد المالكي، وغيره. [ص:419]
قال الخطيب: في أحاديثه تخليط، وكان ببغداد.
وَتُوُفِّي في شعبان.(8/418)
219 - محمد بن الحسن بن الفتح، أبو عبد الله القِزْوِيني الصَّفَّار الصّوفيُّ. [المتوفى: 375 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وأَكْثَرَ عن الشّاميين.
رَوَى عَنْهُ: أبو يعَلَى الخليلي، وقال: تُوُفّي في أوّل السنة.(8/419)
220 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح، أبو بكر التميمي الأبهري القاضي المالكي، [المتوفى: 375 هـ]
شيخ المالكية العراقيين في عصره.
سَمِعَ: محمد بن الحسين الأشناني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والبَغَوِي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خريم، ومحمد بن تمّام البَهْراني الحمصي، وأبا عَرُوبة، وأبا علي محمد بن سعيد الرّقّي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والجزيرة.
وصنّف مصنّفات في مذهبه، وتفقه ببغداد عَلَى أَبِي عُمَر محمد بْن يوسف القاضي، وعلى ابنه أبي الحسين.
قال الدَارقُطْنيّ: إمام المالكية، إليه الرَّحْلة من أقطار الدنيا، رأيت جماعةً من الأندلس والمغرب على بابه، ورأيته يُذاكِر بالأحاديث الفقهيّات وتَرَاجِم من حديث مالك. ثقة، مأمون زاهد ورع.
وقال فيه أبو إسحاق الشّيرازي: جمع بين القراءات وعُلُوّ الإسنْاد والفِقْه الجيّد، وشرح " مختصَر عبد الله بن عبد الحَكَم "، وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد.
وقال القاضي عياض: له في شرح المذهب تصانيف وردٌّ على المُخالفين. وَحَدَّثَ عَنْهُ خلق كثير وكان إمام العراقيين في زمانه، تفقه على أبي عمر القاضي، وعلى أبي بكر ابن الْجَهْم، وانتشر عنه المذهب في البلاد.
وقَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كان ثِقَةُ، انتهت إليه رياسة مذهب مالك. [ص:420]
وقال أبو العلاء الواسطي: كان مُعَظَّمًا عند سائر العلماء، لا يشهد مَحْضَرًا إلا كان هو المُقَدَّم فيه. سُئل أن يلي القضاء فامتنع.
قلت: روى عنه الدَارقُطْنيّ، وهو من أقرانه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأحمد بن محمد العَتيِقي، وأحمد بن علي البادا، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخرون.
تُوُفّي في شوّال، وقيل: في ذي القعدة، وله بِضْعٌ وثمانون سنة، رضي الله عنه.
يقع حديثه عاليا للفخر ابن البخاري.(8/419)
221 - محمد بن عبد الله بن هانئ القرطبي العّطار المعروف بابن اللّبّاد. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، ونحوه.(8/420)
222 - محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل، أبو بكر الكيّال. [المتوفى: 375 هـ]
سَمِعَ: محمد بن محمد الباغَنْدِي، وابن المجدّر.
وَعَنْهُ: الأزهري، وغيره.
وهو صَدُوق.(8/420)
223 - محمد بن نصر، أبو العباس البغدادي المعدّل، [المتوفى: 375 هـ]
ابن أخي مَكْرَم القاضي.
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وأبا محمد بن صاعد.
وَعَنْهُ: أبو محمد الخَلال، والحسن بن علي الْجَوْهَري، وجماعة.
قال البَرْقَانِيّ: كان جبلًا من الجبال، يعني في الفقه.(8/420)
224 - محمد بن يوسف بن أحمد بن غُلام، أبو عبد الله الهَرَوي. [المتوفى: 375 هـ]
مات في رمضان.(8/420)
225 - نصر بن محمد بن إبراهيم الإمام الفقيه، أبو اللَّيْث السَّمَرْقَنْدي الحنفي، [المتوفى: 375 هـ]
صاحب كتاب " الفتاوى ". [ص:421]
نقلت وفاته بخط الإمام شهاب الدين ابن قاضي الحِصْن: في جُمادى الآخرة، سنة خمسٍ وسبعين محرّرًا، مات ببَلْخ.
وهو يَرْوِي عَنْ: محمد بن الفضل بن أنيف البخاري، وأقرانه.
وفي كتابه " تنبيه الغافلين " موضوعات كثيرة؛ رواه عنه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن التِرْمِذِي.
وقع لنا من حديثه من " أربعي " أبي المظفر ابن السمعاني.(8/420)
226 - يحيى بن مالك بن عائذ، أبو زكرّيا الأندلُسي. [المتوفى: 375 هـ]
له رحلة وحِفْظٌ واشتهار،
وهو من أهل طُرْطُوشه؛ فَسَمِعَ مِنْ: أحمد بن سعيد بن مَسَرَّة وقدِم قُرْطُبَة سنة تسع عشرة، وله عشرون سنة، فسمع من أحمد بن خالد، وابن أيْمَن، وعبد الله بن يونس القبري وطائفة. ورحل سنة سبعٍ وأربعين فحجّ، وسمع من أبي محمد بن الوَرْد، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرّازي، وسَلْم بن الفضّل، وبكير الرّازي، وجماعة بمصر، ودخل بغداد فسمع بها، وبالبصْرة والأهواز.
قال ابن الفَرَضي: حدّثني أنّه سمع ببغداد من سبعمائة رجل ونيّف، وجمع عِلْمًا عظيمًا، لم يجمعه أحد قبله من أصحاب الرّحْل إلى المشرق، وتردد بالمشرق عشرين سنة، وحدث هناك. وقدِم علينا سنة تسعٍ وستّين، فسمع منه طبقات طُلاب العلم، وأبناءُ الملوك. وكان صحيح الكتاب، وكان حليمًا كريمًا جوادًا صوّامًا دَيَّنًا.
تُوُفّي في رجب.(8/421)
227 - يعقوب بن إسحاق بن زكريّا، أبو يوسف البخاري الوِيْبَرْدِيُّ، [المتوفى: 375 هـ]
ووِيْبَرد: قرية.
رَوَى عَنْ: محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن يوسف بن عاصم.(8/421)
228 - يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سَوّار، القاضي أبو بكر الميانَجي الشافعي. [المتوفى: 375 هـ][ص:422]
ناب في القضاء بدمشق عن قاضي مصر والشّام أبي الحسن علي بن النعمان المذكور في هذه الطبقة.
كان مُسْنَد الشّام في زمانه؛
سَمِعَ: أبا خليفة، وزكريّا السّاجي، وأحمد بن يحيى التُسْتَرِي، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بن جرير، والقاسم المطرّز، والباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان، وأبا العبّاس السرّاج، وحامد بن شعيب، ومحمد بن المعافى الصيداوي. وسمع قبل الثلاثمائة، ورحل، وطوّف، واستوطن دمشق.
رَوَى عَنْهُ: ابن أخيه صالح بن أحمد، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وعلي بن السّمسار، ومحمد وأحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن سَلَمَة بن كامل، وعبد الوهاب المَيْداني، وخلق كثير.
قال أبو الوليد الباجي: هو محدّث مشهور، لا بأس به.
وقال عبد العزيز الكتّاني: حدثنا عنه عدّة فوق الأربعين، وكان مولده قبل التسعين ومائتين، وكان ثقةً نبيلًا.
وقال غيره: توفي في شعبان.(8/421)
-سنة ست وسبعين وثلاثمائة(8/423)
229 - أحمد بن علي بن محمد بن قُزْقُزْ، أبو الحسن البَغْداديُّ الرَّفَّاء. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير، والباغندي، وأبا عَرُوبة الحَرَّاني.
وَعَنْهُ: عبد العزيز الأزجي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
لم تُضبط وفاته، وإنما حَدَّث في هذه السنة.(8/423)
230 - أحمد بن محمد بن علي بن هارون، أبو العباس البرذعي الحافظ. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر بن أبي داود، ونَفْطَوَيْه النَّحْوي، ومَكْحُولًا البيروتي.
وَعَنْهُ: تمّام، ومكّي بن الغَمْر، والحسن بن علي بن شواش، والدمشقيّون.
وكان من جِلَّة المحدّثين.(8/423)
231 - أحمد بن محمد بن جعفر النَّيْسَابُوري الخواريُّ الكرابيسيُّ المُعَدَّل، أبو الحسن. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: السّرّاج، وطبقته.
وَعَنْهُ: الحاكم.
مات في جمادة الأولى.(8/423)
232 - أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح، الحافظ أبو العباس المصري، ابن النحاس. [المتوفى: 376 هـ]
أول سماعه في سنة خمس وثلاثمائة. وكتب بمصر، والحجاز، والشّام، والعراق، والجبال، وأصبهان، وخُوزستان. ثم ورد على أبي نُعَيم بن عدي جرجان، وانحدر منها إلى جوين. وأدرك بنيسابور أبا حامد ابن الشرقي، ومكي بن عَبْدان، وبسَرَخْس أبا العبّاس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، وسمع بمصر علي بن أحمد علان، وأكثر بالرّيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، إلّا أنّ سماعه بالشّام والعراق ذهب كلّه. وأملى مدّة سنين بنَيْسَابور. وروى [ص:424] عمن ذكرنا، وعن أَبِي القاسم البَغَوِي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي داود، وأبي عَرُوبة الحَرّاني. وتُوُفّي في آخر سنة ستٍّ، وله خمس وثمانون سنة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو حازم العبدويي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وأبو عثمان الحيري، والحاكم، وقال: حدّث من حِفْظه بأحاديث، وكان يَتَحرَّى في مذاكراته الصِّدْقَ، وهو حافظ.(8/423)
233 - أحمد بن مسعود، أبو القاسم الأندلسي البَجَّاني. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن فُطَيْس.
تُوُفّي في نحو هذه السّنة.(8/424)
234 - أبان بن عثمان بن سعيد اللَّخْمي الأندلُسي، أبو الوليد. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، وقاسم بن أصبغ، وسعيد بن جابر.
وكان نَحْوِيَّا لُغَويَّا لطيف النظر، بصيرًا بالحُجَّة.
تُوُفّي في رجب.(8/424)
235 - إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود، أبو إسحاق البلْخي المُسْتَملي. [المتوفى: 376 هـ]
راوى " البُخاري " عن أبي عبد الله الفربري، سماعه منه في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ الكتاب: أبو ذَرّ عبد بن أحمد الهَرَوِي، وقال: كان من الثّقات المتقنين ببَلْخ.
قلت: طَوّفَ وسمع الكثير، وخَرّج لنفسه مُعْجَمًا، رواه عنه الحافظ أحمد بن محمد بن العباس البلخي.
وَرَوَى عَنْهُ بالأندلس: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ الهمداني.(8/424)
236 - جعفر بن جحَّاف، أبو بكر البَلَنْسي [المتوفى: 376 هـ]
قاضي بلنْسِية.
سَمِعَ مِنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عبد الله بن أبي دُلَيْم. [ص:425]
وكان فقيهًا.(8/424)
237 - الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضّاح، أبو سعيد السّمسار البغدادي الحربي المعروف بالحُرْفيِّ. [المتوفى: 376 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي شُعَيب الحرّاني، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن الحسن بن سماعة، ومحمد بن جعفر القتّات، وجعفر الفِرْيابي.
وَعَنْهُ: أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري، وعبد العزيز الأَزْجِي، وعلي بن المحسّن التنُوخي، وجماعة.
قال العتيقي: كان فيه تَسَاهُلْ.(8/425)
238 - الحسن بن علي، أبو سعيد الأصبهاني الصّحّاف. [المتوفى: 376 هـ]
تُوُفّي فيها.(8/425)
239 - الحسن بن محمد، أبو محمد الصِّلْحيُّ الكاتب. [المتوفى: 376 هـ]
أحد الكبار، ولي كتابة ابن رائق، وناب عنه في الحضرة، ثم ولي كتابة المطيع. حكى عنه أبو علي التَّنُوخيّ في " نشواره ".(8/425)
240 - الحُسين بن جعفر، أبو القاسم الوَزَّان الواعظ. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أبي داود.
وَعَنْهُ: عبيد الله الأزهري، وعبد العزيز الأَزْجِي.(8/425)
241 - خَصْلة بن موسى بن عمران أبو إسحاق الزَّاهد. [المتوفى: 376 هـ]
من عُبّاد أهل الأندلس،
تُوُفِّي في رجب.
قال ابن الفَرَضي: لا أعلَمُني شهدت أعظمَ حَفْلًا من جنازته. وكان زاهدًا بعيد الاسم في الخير.(8/425)
242 - رشيد بن محمد بن فتح، أبو القاسم الدّجّاج القُرْطُبي. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن خالد بن الجباب، وحجّ فسمع أبا محمد بن الورد، وابن أبي الموت، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضي، وجماعة.(8/426)
243 - عبد العزيز بن محمد بن مُقَرّن، أبو القاسم الأصبهانيُّ المعَدَّل. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: محمد بن علي بن الجارود.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم.(8/426)
244 - عبد الواحد بن علي ابن اللّحياني. [المتوفى: 376 هـ]
بغداديّ،
سَمِعَ: البَغَوِي، وابن صاعد.
وَعَنْهُ: أبو محمد الخلّال.
قال الخطيب: ثقة.(8/426)
245 - عبد الله بن داود القُرْطُبي. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد الجباب، وحدّث.(8/426)
246 - عبد الله بن فتح بن فرج بن معروف بن سلام التُّجَيبي، أبو محمد. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: وهب بن مَسَرَّة، ورحل فسمع بمصر، أبا محمد بن الورد، وابن جامع السُّكَّري، وجماعة.
تُوُفّي في شعبان بطُلَيْطِلة.(8/426)
247 - عبد الرحمن بن عامر، أبو المُطَرِّف القُرْطُبي. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامه.
وتُوُفّي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة.(8/426)
248 - عُبَيْد الله بن أحمد بن يعقوب البغداديُّ المقرئ، أبو الحسين ابن البَوَّاب. [المتوفى: 376 هـ][ص:427]
سَمِعَ: الحسن بن الحسين الصّوّاف، وإسماعيل بن موسى الحاسب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله البغوي، وجماعة سواهم.
وَعَنْهُ: الحسن بن محمد الخلال، وعُبَيْد الله الأزهري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، وَأَبُو القاسم التنُوخي.
ووثّقه الأزهري.
تُوُفّي في رمضان.
قال أبو عمرو الداني: قرأ القرآن على أحمد بن سهل الأَشْناني، وأبي بكر بن مُجاهد.(8/426)
249 - عُبَيْد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه، أبو محمد بن جَغُومَا المُخرِّمي الدّقّاق. [المتوفى: 376 هـ]
رَوَى عَنْ: جعفر الفِرْيابي، وإبراهيم بن عبد الله المُخَرِّمي، وعلي بن الحسن بن العَبْد.
رَوَى عَنْهُ: بُشْرَى الفاتني، وعبيد الله النجار، وعلي بن المحسّن التّنُوخي، وغيرهم.
أحاديثه مستقيمة؛ قاله الخطيب.(8/427)
250 - عبد الملك بن عبد الواحد بن علي بن مَحْمَوَيْه، الحافظ الإمام أبو بكر السمرقندي، [المتوفى: 376 هـ]
وكان أبوه بغداديا وجدّه مَوْصِليًّا.
حافظ مُتْقِن، جمع الأبواب والشيوخ والمُقِلّين وأكثر. وكان ثقة إمامًا.
سَمِعَ: أبا بكر الشافعي وطبقته، وسمع بما وراء النهر من أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي الجمال، ومحمد بن إسحاق العصفري، وأبي بكر بن خنب، وعلي بن محتاج. وكان حريصا على الحديث وكتبه، ولو عاش لكان له شأن.
مات سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وله إحدى وخمسون سنة.(8/427)
251 - عبيد الله بن علي بن الحسن، أبو القاسم النَّخْعيُّ الكوفيُّ ثم المِصري، [المتوفى: 376 هـ]
قاضي نسف.
وكان ظاهري المذهب.
رَوَى عَنْ: محمد بن يوسف الهروي، والشاميين، والعراقيين.
وَعَنْهُ: جعفر بن محمد المُستغفري، وهو سمَّاه ووَرَّخَه في جمادى [ص:428] الأولى من السنة. وما أبعد أن يكون: عبيد الله المذكور في السنة الماضية؛ بل هو هو، وقع اختلاف في نسبه وفي وفاته.
رَوَى عَنْهُ أيضاً أبو عبد الله غُنجار الحافظ.(8/427)
252 - علي بن الحسن بن رجاء بن طُغان، أبو القاسم الدِّمشقيُّ المحتسب. [المتوفى: 376 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن خريم، ومحمد بن جعفر بن مَلاس، ومَكْحُول البَيْرُوتي، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ومكي بن الغمر، وعلي ابن السّمسار، ومسدَّد بن علي الأملوكي، وعدّة.
وكان كثير السماع،
تُوُفِّي في شوال.(8/428)
253 - علي بن الحسن بن جعفر، أبو الحسين بن كرنيب ابن العطّار المُخَرِّميُّ. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأحمد بن حوالة، والبَغَوِي.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وعبد العزيز الأَزْجي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
قال أبو بكر الخطيب: كان يتعاطى الحِفْظ، وكان ضعيفًا. سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي يَقُولُ: كَانَ من أحفظ النّاس للمَغَازي، إلّا أنّه كان يضع الحديث ويكذب.
وقال الدَارقُطْنيّ: أَدْخَلَ على دَعْلج وغيره أشياء.(8/428)
254 - علي بن الحسن بن علي بن مُطرِّف، القاضي أبو الحسن الْجَرّاحي. [المتوفى: 376 هـ]
بغداديٌّ مُكْثِر،
رَوَى عَنْ: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والحسين بن عفير، والبَغَوِي، وخلق بعدهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم عُبَيْد الله الأزهري، والحسن بن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التَّنُوخيّ، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري. [ص:429]
وقال البَرْقَانِيّ: لم أكتب عنه شيئًا، كان يتَّهم في روايته عن حامد بن شعيب.(8/428)
255 - علي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن أبي السّرِي البكَّائي، أبو الحسن الكوفيُّ، [المتوفى: 376 هـ]
مسندُ الكوفة في زمانه.
سَمِعَ: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأبا حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي، وعبد الله بن بحر بن طيفور، وأبا جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري، وجماعة. وأول سماعه سنة تسعين ومائتين.
رَوَى عَنْهُ: أبو العلاء صاعد بن محمد البُوشَنْجيّ، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن العلوي، وأبو الحسن بن محمد بن إسحاق بن فدويه، ومحمد بن الحسن بن حمزة اليشكري، وأبو الحسين محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن بيان الدهان، وعبيد الله بن علي العجلي الحذّاء، وأبو طاهر محمد بن محمد بن عيسى البكري، وأخوه أبو الحسين محمد بن محمد، وستتّهم من شيوخ أَبَيّ النَّرْسي.
وَرَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله بن باكَوَيْه، وطائفة.
قال أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن خرجه النَّهَاوَنْدي: تُوُفّي شيخنا البكّائي في ثالث عشر ربيع الأوّل سنة ستٍّ وله تسعٌ وتسعون سنة.(8/429)
256 - علي بن محمد بن يَنال العُكْبَرِي الحافظ. [المتوفى: 376 هـ]
رَوَى عَنْ: أحمد بن الفضل بن خُزَيْمَة، ومحمد بن جعفر العسكري.
سمع وهو كبير.
رَوَى عَنْهُ: عبد العزيز الأَزْجِي.
وقال عبد الواحد بن علي الأسدي: سمع ابن يَنَال وتعلّم الخط كبيراً، ورزقه الله من المعرفة والفَهْم شيئًا كثيرًا.
تُوُفّي سنة ستٍّ.(8/429)
257 - علي بْن محمد بْن أحمد بْن علي بن رزين، أبو الحسن الباشاني الهَرَوي. [المتوفى: 376 هـ]
رَوَى عَنْ: جدّه، وعن محمد بن إبراهيم الصَّرَّام، وأبي إسحاق البزّاز.
رَوَى عَنْهُ: أبو يعقوب القَرَّاب، والحسن بن علي النّصْرُويي. [ص:430]
تُوُفّي في ربيع الأول، وكان من العدول.(8/429)
258 - عمر بن علي بن يونس القطّان. [المتوفى: 376 هـ]
حدّث ببغداد في هذه السنة عن أبي عَرُوبة الحراني.
رَوَى عَنْهُ: عبيد الله الأزهري، والحسن الْجَوْهَرِي.
وكان صَدُوقًا.(8/430)
259 - عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد بن سَبَنْك، أبو القاسم البَجَليُّ البغداديُّ. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: محمد بن حبّان الباهلي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: القاضي عبد الوهاب المالكي، وأبو القاسم عُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التنُوخي، وخلق سواهم.
وكان ثقةً. نابَ في الحُكْم بسوق الثلاثاء، وقال: أول ما كتبت سنة ثلاثمائة عن محمد بن حِبّان.
ومولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين. وهو من ذرّيّة جرير بْن عَبْد اللَّه، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.(8/430)
260 - قَسّام الحارثيّ، [المتوفى: 376 هـ]
من أهل قرية تلفيتا من جبل سَنّير.
كان ينقل التراب على الحمير، ثم اتّصل بأحمد بن الجصطار من أحداث دمشق فكان من حزبه، وتنقّلت به الأحوال، وكثُر أعوانه حتى غلب على دمشق مدة، فلم يكن لنُوّابها معه أمر، إلى أن ندبوا له من مصر جيشاً، عليهم يلتكين الذي ذكرنا ترجمته من قريب، فحارب قَسّامًا أو قوي عليه، فضَعُف أمر قَسّام، فاختفى أياماً، ثم استأمن، فقيَّدُوه وحملوه إلى مصر، فعُفِي عنه. وقد مدحه عبد المحسن الصوري بقصيدة.
وحملوه إلى مصر في هذه السنة ولم أر له ذِكرًا بعدها.
وقال القفطي: تغلّب على دمشق رجل من العيارين يعرف بقسام وتحصن [ص:431] بها، وخالف على صاحب مصر، فسار لحربه الأمير فضل من مصر، فحاصر دمشق، وضاق بأهلها الحال، فخرج قسَّامُ متنكّرًا، فأخذته الحَرَس، فقال: أنا رسول، فأحضروه إلى فضل، فقال: أنا رسول قسّام إليك لتحلف له وتُعَوّضه عن دمشق بلدًا يعيش فيه، وقد بعثني إليك سرًّا، فحلف الفَضْل له، فلمّا توثّق منه قام وقبّل يده وقال: أنا قسّام، فأعجب به الفضل، وزاد في إكرامه. فردّ إلى البلد، وسلّمه إليه، وقام له بكل ما ضمنه، وعوّضه موضعًا عاش فيه، وأحسن العزيز صِلَتَه. ذكر القفطي أنّ ذلك كان في سنة تسعٍ وستّين. ثم قال: وذكر بعضهم أنّ أَخْذَ دمشق من قسّام كان في سنة اثنتين وسبعين.
قلت: وهو الذي يتحدث الناس أنه ملك دمشق، وأنه قسيم الزبال. وكان سلمان بن جعفر بن فلاح قد قدِم دمشقَ في جيش، فنزل بظاهرها، ولم يمكنه دخولها، فبعث إليه قَسّام بخطّه: أنا مقيم على الطّاعة. فورد البريد إلى سلمان إن يترحل عن دمشق. وولي دمشق أبو محمود المغربي، ولم يكن له أيضًا مع قسّام أمر ولا حل ولا عقد، فهذا ما عندي من خبر قسّام.(8/430)
261 - محمد بن أحمد بن محمد بن شاذان بن الخليل، أبو عمرو الخَفَّافِ القُهُنْدُزي الزّاهد. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: أبا العبّاس السّرّاج، وزِنْجَوَيْه بن محمد، وجماعة.
وتُوُفّي في رمضان.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وغيره.(8/431)
262 - محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سِنَان، أبو عمرو ابن الزّاهد أبي جعفر الحيري النَّيْسَابُوري الزّاهد المقرئ المحدّث النّحوي. [المتوفى: 376 هـ]
كان المسجد فِراشَه نيّفًا وثلاثين سنة، ثم لما عُميَ وضَعُف نقلوه إلى بعض أقاربه بالحِيرة من نَيْسَابُور. رحل به أبوه.
قال الحاكم: سماعاته صحيحة، وصحِب الزُّهّاد، وأدرك أبا عثمان الحِيري الزّاهد، وسمع سنة خمسٍ وتسعين ومائتين؛
سَمِعَ: أبا بكر محمد بن زنْجَوَيْه بن الهَيْثَم، وأبا عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن أحمد الحافظ. ورحل فسمع من الحسن بن سفيان سنة تسعٍ وتسعين مُسْنَدَه، ومُسْنَدَ شيخه أبي بكر بن أبي شيبة، ومن أبي يعْلى المَوْصِلي مُسْنَده، ومن عَبدان الأهوازي، [ص:432] وعمران بن موسى بن مُجاشع، وزكريّا بن يحيى الساجي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، والهَيْثَم بن خلف الدُّوري، وحامد بن شُعَيْب، ومحمد بن جرير الطّبري، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري، وعلي بن سعيد بن عبد الله العسكري، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبي العبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهَرَوِي، وأبو حفص بْن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وَأَبُو سعد مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكَنْجَرُوذِي، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البَحِيري، وآخرون.
وهو أخو أبي العبّاس محمد نزيل خَوَارِزْم شيخ البَرْقَانِيّ.
قال الحاكم: وُلد له بنت وهو ابن تسعين سنة، وتُوُفّي وزوجته حبْلَى، فبلغني أنّها قالت له عند وفاته: قد قرُبَت ولادتي. فقال: سلمته إلى الله، فقد جاؤوا ببراءتي من السماء، وتشهد ومات في الوقت، رحمه الله.
قال: وتوفي في ذي القعدة في الثامن والعشرين منه، وهو ابن ثلاثٍ أو أربعٍ وتسعين سنة. وصلّى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ.
قلت: قد وقع لنا بالإجازة جُملةٌ من عَوَاليه، وله جُزْءُ سؤالات كان يحفظه، وقع لي أيضاً بعلو؛ قرأته على ابن عساكر، عن أبي روح، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، عنه.
وقال ابن طاهر: كان يتشيّع.(8/431)
263 - محمد بْن أحمد بْن محمد بْن أبي صالح، أبو بكر البغدادي [المتوفى: 376 هـ]
نزيل بَلْخ.
رَوَى عَنْ: أبي شُعَيْب الحَرّاني، وجماعة.
وهو مُتَكَلَّمٌ فيه.(8/432)
264 - محمد بن العبّاس بن يحيى الأموي مولاهم، الحلبي [المتوفى: 376 هـ]
نزيل الأندلس. [ص:433]
سَمِعَ: أبا الجهم بن طلاب بمشغرا، ومحمد بن عبد الله مَكحُولًا ببيروت، وأبا عروبة بحران، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي بحلب، ومحمد بن سعيد الترخمي بحمص.
ووفد على المستنصر بالله خليفة الأندلس، فروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزّبيدي، وأبو الوليد عبد الله ابن الفَرَضي، وقال: كتبت عنه وقد كُفَّ بَصَرُهُ، وتُوُفّي في هذه السنة.
قلت: هذا كان أسند من بجزيرة بالأندلس في عَصْره، ولكن لم يأخذوا عنه كما ينبغي.(8/432)
265 - محمد بن عبد اللَّه بن عبد العزيز بن شاذان، أبو بكر الرازي الواعظ، [المتوفى: 376 هـ]
والد المحدّث أبي مسعود أحمد بن محمد البجلي.
رَوَى عَنْ: يوسف بن الحسين الرازي، وأبي بكر ابن الأنباري، وأبي يعقوب النهرجوري، وأبي محمد البربهاري الحنبلي، وخير النساج، وأبي العبّاس بن عطاء.
كان قد تتبّع ألفاظ الصُّوفيه، وجمع منها الكثير.
ورد نَيْسَابُور سنة أربعين وثلاثمائة، والمشايخ متوافرون، وهو محمود عند جماعتهم في التصوّف وصحبة الفقراء.
قال الحاكم: كتبت عنه، ورأيته ببُخَارى، فلما قدِمتُ الرّيّ سنة سبعٍ وستّين صادفته بها، وقد انتسب، وأملى عليهم أنّه مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أيّوب بن يحيى بن الضّريس البَجَلي، فخلوت به وزجرته، فانزجر، وترك ذلك النّسب، ولو اشتهر ذلك بالرّيّ لآذُوه، فإنّ محمد بن أيوب لم يعقِب ولدًا ذكرا. ثم التقينا سنة سبعين، فأخذ يحدّث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدّث بالمسانيد، والله يرحمنا وإيّاه.
قلت: يروي عنه أبو عبد الرحمن السّلمي حكايات مُنْكَرَة من حكايات القوم،
وَتُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، وروى عَنْهُ أيضاُ أبو عبد الله بن باكَوَيْه، عن رجل، عن الكديمي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو حازم العبدويي، وجماعة. [ص:434]
حكى عن الشَّبْلي أيضًا، ولا تَرْكنُ النَّفْسُ إلى ما يحكيه، فإنّه جريء قليل الحياء، نسأل الله العَفْوَ.(8/433)
266 - محمد بن علي بن أبي زيد، أبو بكر الصَّدَفيُّ المِصريُّ. [المتوفى: 376 هـ]
يَرْوِي عَنْ: أبي جعفر الطّحَاوِي.(8/434)
267 - محمد بن علي بن عمر الصّيْدَناني القِزْويني. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: إسحاق بن محمد الكَيْسَاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن القاسم المحاربي الكُوفي.
وقد مرّ أخوه حسن سنة اثنتين.(8/434)
268 - محمد بن عثمان بن سعيد بن محاسن، أبو عبد الله الأندلسيُّ الشاعر. [المتوفى: 376 هـ]
مدح الخلفاء والكبار،
وَتُوُفِّي بأسْتِجَة في ذي الحجّة.(8/434)
269 - محمد بن أبي عمرو محمد بن جعفر بن مطر أبو أحمد النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ مِنْ: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج، وعاش ثمانين سنة، وخرّج له أبوه فوائد.(8/434)
270 - محمد بن نجاح بن عبد الرحمن بن علقمة، أبو القاسم القُرْطُبي. [المتوفى: 376 هـ]
رَوَى عَنْ: قاسم بن أصبغ، وغيره، ووَلِىَ قضاء طُلَيْطِلة.(8/434)
271 - هشام بن محمد بن قُرّة، أبو القاسم الرُّعَيْنيُّ المِصريُّ. [المتوفى: 376 هـ]
يَرْوِي عَنْ: ابن قُدَيْد، والطّحَاويٍ، وأبي بِشْر الدُّولابي.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكان ثقة.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عبد الغني، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطّان، ويحيى بن علي الطّحّان، وإسماعيل بن عبد الرحمن النّحّاس.(8/434)
272 - الوليد بن أحمد بن الوليد، أبو العبّاس الزوزني الواعظ العارف. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: أبا حامد ابن الشرقي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المحاملي، وأبا سعيد ابن الأعرابي، وخَيْثَمة الأطرابُلُسي.
وَعَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وَأَبُو نُعَيم.
قال الحاكم: كان من علماء الحقائق وعُبّاد الصُّوفية،
تُوُفِّي في ربيع الأوّل.
وقال النّقّاش: أبو العباس حكيم زمانه، له مصنفات لا يخفى على من نظر في كتبه قد وهب الله له من الحكمة. كتب الحديث الكثير ورواه. ثم روى عنه النقاش أحاديث ومواعظ.(8/435)
273 - يحيى بن مالك بن عائذ، أبو زكريّا الأندلسيُّ الحافظ. [المتوفى: 376 هـ]
سَمِعَ: عبد الله بن يونس المرادي، وأبا عمر أحمد بن محمد بن عبد ربّه بقُرْطُبَة، وطائفة. ورحل فسمع أبا سهل بن زياد القطّان، ودَعْلَج بن أحمد، والطبقة.
رَوَى عَنْهُ: الحسن بن رشيق أحد شيوخه، ويحيى بن علي الحضرمي ابن الطحان، ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، وأبو الوليد ابن الفَرَضي.
أملى بجامع قُرْطُبة.
قال التَّنُوخيّ في " النّشْوار ": إنّه حضر مجلس أبي الفرج صاحب " الأغاني " فقال: لم نسمع بمن مات فُجَاءَةً على المِنْبر؟ فقال شيخ أندلُسيّ قد لزم أبا الفرج اسمه يحيى بن مالك بن عائذ: إنّه شاهد في جامع بلده بالأندلُس خطيب البلد وقد صعِد يوم جُمُعَةٍ ليخطُب، فلما بلغ يسيرًا من خطبته خَرَّ مَيتًا فوق المنبر، فأُنْزِل، وطلبوا في الحال من رَقي المنبر، فخطب وصلّى الجمعة بنا.
قال الحبّال: مات ابن عائذ الأندلسي في شعبان سنة ست وسبعين.(8/435)
-سنة سبع وسبعين وثلاثمائة(8/436)
274 - أحمد بن الحُسين ابن الطبري، أبو حامد المروزيُّ الفقيه. [المتوفى: 377 هـ]
سَمِعَ: أبا العباس الدَّغُولي، وغيره. وكان من رؤوس أئمة الحنفية. وولي قضاء قضاة خراسان. وكان صالحاً عابداً مُصَنِّفاً.
ورَّخَه أبو سَعْد الإدريسي في هذه السنة، ووَرَّخه الحاكم سنة ثلاث وسبعين، كما تقدم. وله تاريخ حسن. وقد قدم بغداد وتفقَّه على أبي الحسن الكَرْخي، ثم قدمها بآخرة. انتخب عليه الدارقُطْني، وروى عنه الرُّماني.(8/436)
275 - أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون، أبو عمر الأندلُسي الزّاهد. [المتوفى: 377 هـ]
مُكْثِرٌ عن وهب بن مَسَرّة، وحجّ فسمع من أبي محمد بن الورد، وأبي علي السَّيُوطي، وخلق.
وكان ثقةً ورِعًا متعبّدًا؛
رَوَى عَنْهُ: أبو محمد بن ذنين، والصاحبان أبو إسحاق بن شنظير، وأبو جعفر بن ميمون.
ومات كهلًا، وكان مُجَاب الدَّعْوة.(8/436)
276 - أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الفضل الفارساني. [المتوفى: 377 هـ]
حدّث بجُرْجَان عن الحسن بن سفيان.
وَعَنْهُ: حمزة السّهْمي.(8/436)
277 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي، أبو الْحَسَن المناسكي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 377 هـ]
سَمِعَ: أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وطبقته.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/436)
278 - أحمد بن يوسف بن يَعْقُوبَ بن البَهْلُول، أبو الحسن التنُوخي البغدادي. [المتوفى: 377 هـ]
من بيت عِلْم وحِشْمة.
سَمِعَ: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
رَوَى [ص:437] عَنْهُ: ابنته طاهرة، وعلي بن المُحَسِّن التنُوخي، وكان صحيح السّمَاع.
وذكر ابن أبي الفوارس أنّه كان داعيةً إلى الاعتزال.
وقال غيره: كان عارفًا باللُّغة والنَّحْو والكلام، وهو من بقايا بيته.(8/436)
279 - أبيض بن محمد بن أبيض بن الأسود بن نافع، أبو العبّاس، ويقال أبو الفَضْل المِصْريُّ القُرَشِي الفَهْري. [المتوفى: 377 هـ]
آخر من روى عن أبي عبد الرحمن النَّسَائي مجلسين.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عبد الغني الأزدي، وعبد الملك بن عبد الله بن مسكين الشافعي، ويحيى بن علي بن الطّحّان.
ومولده سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
وروى أبو محمد ابن النّحّاس، عن محمد بن أبيض، عن عبد السلام بن أحمد.(8/437)
280 - إسحاق الأمير أبو محمد ابن المقتدر بالله. [المتوفى: 377 هـ]
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وعاش ستّين سنة. وتُوُفّي في ليلة الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وغسّله أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي، وصلّى عليه ابنه القادر بالله الذي استُخْلِف بعد الطائع للّه.(8/437)
281 - أَمَةُ الواحد بنت القاضي أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المَحامِلي. [المتوفى: 377 هـ]
رَوَتْ عن أبيها، وإسماعيل الورّاق، وعبد الغافر بن سلامة، وحفظت القرآن والفقه على مذهب الشافعي والفرائض والدَّور والعربية، وغير ذلك من العلوم الإسلامية. روى عنها الحسن بن محمد الخلال، وغيره.
وهي أُمّ القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المَحَاملي.
قال ابن أخيها أحمد بن عبد الله: اسمها ستيتة، وكانت من أحفظ الناس للفقه.
وقال أبو بكرالبرقاني: كانت بنت المَحَاملي تُفْتي مع أبي علي بن أبي هُرَيْرَة. [ص:438]
توفيت في رمضان.(8/437)
282 - بكر بن أحمد ابن البغدادي القِزْوِيني الشافعيُّ. [المتوفى: 377 هـ]
سَمِعَ: محمد بن أبي عَمَارة.
وَعَنْهُ: الخليلي.(8/438)
283 - جعفر ابن الخليفة المكتفي علي ابن المعتضد ابن الموفْق العبّاسي. [المتوفى: 377 هـ]
مات أبوه وله سنة، فدخل في علم الفلاسفة وبرع في التنجيم.
حكى عنه أبو علي التَّنُوخيّ في " النشوار "، وكان عضُدُ الدولة يحترمه.
توفي في صفر.(8/438)
284 - جعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البُهْلُول، أبو محمد التَّنُوخيّ الأنباري ثم البغدادي المقرئ. [المتوفى: 377 هـ]
ولد سنة ثلاث وثلاثمائة، وكان يقرئ بحرف عاصم، وحمزة، والكسَائيّ.
وَسَمِعَ هو وأخوه علي مِنْ: البَغَوِي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن المجدّر، وأبي اللَّيْث الفرائضي، وجدّه أحمد بن إسحاق.
وعُرِض عليه قضاء بغداد، فأباه تورُّعًا وتزهُّدًا.
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم التَّنُوخيّ، ومات في جمادى الآخرة.
لا أستحضر من قرأ عليه.(8/438)
285 - الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار، أبو علي الفارسي الفَسَوِي النّحوي [المتوفى: 377 هـ]
صاحب التصانيف.
عنده جُزْءٌ عالٍ رواه عن علي بن الحسين بن معدان صاحب إسحاق بن راهَوَيْه.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الْجَوْهَري.
وُلد بفَسَا، وقدِم بغداد وسكنها، وأخذ عن علمائها كالزَّجّاج، وأبي بكر السّرّاج، وأبي بكر مبرمان، وأبي بكر الخيّاط، ودخل الشام وأقام بطرابُلس، ثم بحلب، وخدم سيف الدولة، ثم رجع إلى بغداد، وأقبل على الإشغال [ص:439] والتصنيف، وعَلَتْ منزلته في النَحو حتى فَضَّله بعض تلامذته على المُبَرَّد، وخدم الملوك ونفق عليهم.
قال السلطان عضُدُ الدولة: أنا غلام أبي علي الفارسي في النَّحْو، وغلامُ أبي الحسين الرّازي في النّجوم.
ومن أصحابه: أبو الفتح عثمان بن جِني، وعلي بن عيسى الربعي.
وكان مُتَّهَمًا بالإعتزال، صنّف كتاب " التذكرة " وهو كبير، وكتاب " الإيضاح " و" التكملة " وصنّفه لعَضُد الدولة، وكتاب " الحُجَّة في القراءات وعِلَلها "، وكتاب " المقصور والممدود "، وكتاب " ما أغفله الزَّجَّاج في معاني القرآن "، وكتاب " العوامل المائة "، و" المسائل العسكرية " و" المسائل البصرية " و" المسائل المجلسيات " و" المسائل القصريات "، و" المسائل الشيرازية " و" المسائل المذهبيات " و" المسائل الكرمانية "، وغير ذلك.
وتُوُفّي ببغداد في ربيع الأوّل، وله تسعٌ وثمانون سنة.(8/438)
286 - الحسن بن محمد بن داود، أبو الحسين الإصبهاني المذكّر. [المتوفى: 377 هـ]
سَمِعَ: إبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، ومحمد بن يحيى البْصري، صاحب عبد الأعلى بن حمّاد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وأبو نُعَيم الحافظ.(8/439)
287 - الحسين بن حَلْبَس بن حَمَويْه، أبو عبد الله القِزْويني. [المتوفى: 377 هـ]
سَمِعَ: العبّاس بن الفضل بن شاذان، وأبا العباس الجمال؛ الرّازيَّيْن، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النَّيْسَابُوري.
رَوَى عَنْهُ: أبو يَعْلَى الخليلي، ووثّقه.(8/439)
288 - سليمان بن أيّوب بن سليمان بن البلكايش، أبو أيّوب القوطيُّ القُرْطبي. [المتوفى: 377 هـ]
سَمِعَ: أباه، وابن لُبَابة، وأحمد بن بَقِيّ بن مَخْلدَ، ومحمد بن أَيْمن، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان فقيهًا مالكيا زاهدًا خاشعًا بكّاءَ، روى الكثير؛ أخذ عنه ابن [ص:440] الفرضي وجماعة كثيرة، وكان من أهل العلم والنظر، بصيرًا بالاختلاف، حافظاً للمذاهب، مائلاً إلى الحُجّة والدّليل.
تُوُفّي في شعبان.(8/439)
289 - شاه بن محمد بن جبريل، أبو الحسين النَّسفي، واسمه: محمد. [المتوفى: 377 هـ]
رَوَى عَنْ: محمود بن عَنْبَر صاحب عَبْد بن حميد.
وَعَنْهُ: جعفر المُسْتَغْفِرِي.(8/440)
290 - عبد الله بن أحمد بن محمد الأبْرِيسَمي الهَرَوي. [المتوفى: 377 هـ]
سَمِعَ: حاتم بن محبوب.
وَعَنْهُ: الحاكم، وجماعة. وقد سمع من السَّرَّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبا حامد الحَضْرَمي.(8/440)
291 - عَبْد الله بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن محمد، أبو الفرج المقرئ النّاقد. [المتوفى: 377 هـ]
شيخ بغداديّ،
رَوَى عَنْ: أبي عبد الله المحَامِلي، وغيره.
وَعَنْهُ: علي بن عبد العزيز الطّاهري.(8/440)
292 - عبد الله بن محمد بن الْجُنَيْد الأصبهاني. [المتوفى: 377 هـ]
ثقة دَيَّن،
سَمِعَ: أحمد بن محمد بن السَّكَن.
وَعَنْهُ: ابن أبي علي الذّكْوَاني، وأبو نُعَيم.(8/440)
293 - عبد الواحد بن علي بن خشيش، أبو القاسم البغدادي الورّاق. [المتوفى: 377 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.
وَعَنْهُ: الحسن بن محمد الخلال، وغيره، وهو ثقة.(8/440)
294 - عُبَيْد اللَّه بن محمد بن عابد، أبو محمد البَغْداديُّ الخلال. [المتوفى: 377 هـ]
شيخ ثقة.
سَمِعَ: أحمد بن محمد البراثي، وإبراهيم بن شريك الأسدي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح.
وَعَنْهُ: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الحسن الخلال، وأحمد بن روح.
عاش ستاً وثمانين سنة.(8/440)
295 - علي بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نُصَيْر بن عَرَفَة الثَّقَفِي البغدادي، أبو الحسن بن لؤلؤ الورّاق. [المتوفى: 377 هـ][ص:441]
سَمِعَ: حمزة بن محمد الكاتب، وإبراهيم بن شَرِيك، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وإبراهيم بن هاشم البَغَوِي، وزكريَّا بن يحيى السَّاجي، ومحمد بن المُجَدَّر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو محمد الخلال، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، وَأَبُو القاسم التَّنُوخي، والحسن بن علي الْجَوهَري، وآخرون.
وُلد سنة إحدى وثمانين ومائتين.
قال البرقاني: كان ابن لؤلؤ يأخذ العِوَض على الحديث دَانِقَيْن، يعنى أنّ نَفْسَه دَنِيّة. قال: وكانت حاله حسنة من الدنيا، وهو صَدْوق، غير أنّه رديء الكتاب، أي سيئ النقل. قال: وصحف مرة: عن عتي، عن أَبَيّ قال: عن عن، عن أبيّ.
وقال عبيد الله الأزهري: ابن لؤلؤ ثقة.
وقال أبو القاسم التنوخي: حضرت عند ابن لؤلؤ مع أبي الحسين البيضاوي لنقرأ عليه حديث إبراهيم بن هاشم، وكان قد ذكر له عدد مَن يحضر، ودَفَعْنا إليه دراهم، فرأى في جملتنا واحدًا زائدًا على العدد، فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في الدَّهْليز، فجعل البيضاوي يرفع صوته ليسمع الرجل، فقال له ابن لؤلؤ: يا أبا الحسين أتعاطى عليّ وأنا بغداديّ بأبطاقي، ورّاق، صاحب حديث، شيعيّ، أزرق كوسج! ثم أمر جاريته بأن تجلس وتدق في الهَاوِن أَشْنَانًا، حتى لا يصل الصوتُ.
وقال العتيقي: توفي ابن لؤلؤ، وكان أكثر كتبه بخطه، وكان: لا يفهم الحديث إنما يجمل أمره الصدق، في محرم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.(8/440)
296 - عليَّ بن محمد بن إبراهيم بن خُشنام، أبو الحسن المالكي المقرئ. [المتوفى: 377 هـ]
قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن موسى بن محمد بن سليمان الزينبي صاحب قنبل، وعلى محمد بن يعقوب المعدّل.
قَرَأَ عَلَيْه: محمد بن الحسين الكارزيني، ومسافر بن الطّيّب، وغيرهما.(8/441)
297 - علي بن محمد بن القاسم بن بلاغ، أبو الحسن الدمشقي المقرئ، [المتوفى: 377 هـ]
إمام الجامع.
سَمِعَ: أبا الدّحْداح أحمد بن محمد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو نصر الْجَبَّان، وعلي بن موسى السّمسار، وغيرهما.
تُوُفّي في ربيع الآخر.(8/442)
298 - علي بْن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بِشْر، أبو الحسن الأنطاكي المقرئ الفقيه الشافعي. [المتوفى: 377 هـ]
قرأ ببلده على إبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكي بالرّوايات، وصنّف قراءة وَرْش، ودخل الأندلس في سنة اثنتين وخمسين، وكان بارعًا في القراءات.
قال أبو الوليد الفَرَضي: أَدْخَل الأندلس علمًا جمًّا، وكان بصيرًا بالعربيّة والحساب، وله حظّ من الفقه. قرأ الناس عليه وسمعت أنا منه، وكان رأسًا في القراءات، لا يتقدّمه أحد في معرفتها في وقته. وكان مولده بأنطاكية سنة تسعٍ وتسعين ومائتين. ومات بقُرْطُبة في ربيع الأوّل.
قلت: قرأ عليه أبو الفرج الهَيْثمَ الصّبّاغ، وإبراهيم بن مبشّر المُقْرِئان،
وَحَدَّثَ عَنْهُ: عبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني. سَمِعَ مِنْهُ لما مرّ بدمشق، وروى حديثًا كثيرًا عن الشاميّين.
وذُكِر الصّالحون مرّة عند المنصور بن أبي عامر، فقال: أفضل من هنا: أبو الحسن الأنطاكي، فكلّ من سَمَّيْتم جاء إلي إلّا هو، فما وقف لي قطّ.
وقال محمد بن عتّاب: كان عَيْش أبي الحسن من غَزْل جاريته، وكان يُجْرَى عليه في الشهر جراية، فلما مات وجدت في تَرِكَتِه مصرورة لم يحلّها، رحمة الله عليه.(8/442)
299 - علي بن محمد بن الحسين بن حاجب، أبو القاسم الكوفي. [المتوفى: 377 هـ]
يَرْوِي عَنْ: عبد الله بن زيدان البَجَلي.
تُوُفّي في صفر.(8/442)
300 - القاسم بْن الحَسَن بْن القاسم، أبو أحمد بن أبي الصّقْر الفَلَكي الهمذاني النساج. [المتوفى: 377 هـ]
رَوَى عَنْ: عبد الرحمن بن أحمد بن عباد عبدوس، وإبراهيم بن دينار، وعبد الله بن أحمد بن يوسف الإمام، وعلي بن زَنْجَوَيْه الدينوري، وأبي محمد عبد الله بن وهب الدّينَوَرِي، ومهدي بن عبد الله الأسداباذي.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عيسى، وحمد الزّجّاج، وعلي بن عطيّة، ومحمد بن إبراهيم الرَّيْحاني الهمذانيّون.
قال صالح بن أحمد: لم يكن الحديث من شأنه، تكلّموا فيه.(8/443)
301 - محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن السَّريّ بن الغطريف بن الْجَهْم، أبو أحمد الغطريفي الْجُرْجاني الرَّباطيّ. [المتوفى: 377 هـ]
كان أبوه نَيْسَابُوريًّا سكن رباط دِهِسْتَان، وكان صاحب الرَباط بها، فوُلِد له بها أبو أحمد ونشأ بجُرْجان، وسكنها إلى أن مات بها في رجب. وكانت الرَّحْلة إليه في آخر أيامه.
سَمِعَ: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عمر التاجر، وأحمد بن محمد الوزّان، وأحمد بن الحسن البلخي، والحسن بن سفيان، وأبا خليفة الجمحي، ولزمه حتى كتب جميع ما عنده. وسمع بهَمذَان من عبدوس بن أحمد، وبالرّيّ من إبراهيم بن يوسف الهسنْجَاني، وببغداد من عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، والهَيْثَم بن خلف الدوري، والإمام أبي العباس بن سريج، وبنَيْسَابور من ابن خُزَيْمَة، وهذه الطبقة.
رَوَى عَنْهُ: رفيقه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في صحيحه أكثر من مائة حديث، فمرّة يقول: حدثنا محمد بن أحمد العبدي، ومرّة يقول: محمد بن أبي حامد النَّيْسَابُوري والعَبْقَسي، والثَّغْري يدلّسه.
وكان حافظًا مُتْقِنًا صَوّامًا قوّامًا. صنّف " الصحيح على المسانيد ".
رَوَى عَنْهُ: حمزة السّهمي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، ورضيّ بن إسحاق النّصْري، وأبو العلاء السّرِيّ بن إسماعيل ابن الإمام أبي بكر الإسماعيلي، والقاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري، وآخرون. [ص:444]
وجزؤه الذي رواه ابن طَبَرْزد من أعلى الأجزاء.(8/443)
302 - محمد بْن أحمد بن عبد الرَّحْمَن، أبو الحسين المَلَطي المقرئ، الفقيه الشافعي، [المتوفى: 377 هـ]
نزيل عسقلان.
قال الداني: أخذ القراءة عَرْضَا عَنْ أُبَيِّ بكر بن مجاهد، وأبي بكر ابن الأنباري، وجماعة مشهورٌ بالثِّقة والإتقان. وسمعت إسماعيل بن رجاء يقول: كان أبو الحُسين كثير العلم كثيرَ التصنيف في الفقه، ويقول الشعر.
قلت: روى عنه إسماعيل هذا، وعمر بن أحمد الواسطي، وداود بن مصحّح العسقلاني، وعُبَيْد الله بن سَلَمة المكتّب.
وله قصيدة في نعت القراءة كالخاقانية أولها:
أقول لأهل اللب والفضل والحجر ... مقال مريد للثواب وللأجر
وقد روى الحديث عن عَدِيّ بن عبد الباقي، وخَيْثَمة بن سليمان، وأحمد بن مسعود الوزّان، وجماعة.
أَخْبَرَنَا عبد الحافظ بن بدران، قال: أخبرنا أحمد بن طاوس، قال: أخبرنا حمزة بن أحمد السلمي، قال: أخبرنا نصر بن إبراهيم الفقيه، قال: أخبرنا عمر بن أحمد الخطيب، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي إدريس الإمام بحلب، قال: حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي، قال: حدثنا عبدة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِهِنْدٍ: " خُذِي مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ ". وَكَانَتْ قَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ لَا يُعطيني ما يكفيني ويكفي بَنِيَّ فَآخُذُ مِنْ مَالِهِ وَهُوَ لا يَعْلَمُ، فهل علي منه شَيْءٍ؟
مُتَّفَقٌ عليه.(8/444)
303 - محمد بن إبراهيم الأصبهاني النّيلي المقرئ. [المتوفى: 377 هـ]
مات في شوّال.(8/444)
304 - محمد بن جعفر بن جابر، أبو بكر السُّغْديُّ الرّزْمازي الدِّهقان، [المتوفى: 377 هـ][ص:445]
ورَزْمَاز: قرية على يوم من سمرقند.
سَمِعَ: الحسن بن صاحب الشاشي، وزاهد بن عبد الله.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي.(8/444)
305 - محمد بن جعفر بن زيد، أبو الطّيّب المكتّب. [المتوفى: 377 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي.
وَعَنْهُ: ابنه عبد الغفّار.(8/445)
306 - محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان، أبو عبد الله الأبزاري [المتوفى: 377 هـ]
نزيل الكوفة.
وهو بغداديّ.
سَمِعَ: عبد الله بن ناجية، وحامد بن شعيب، وعبد الله بن الصّقْر السُّكَّري. وانتقَى عليه الدَارقُطْنيّ، وحدّث ببغداد، ثم ردّ إلى الكوفة، وبها مات في صفر.
وثّقه البَرْقَانِيّ، وروى عنه جماعة منهم: علي بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والحسن بْن علي الْجَوْهَرِي.(8/445)
307 - محمد بن محمد بن صابر بن كاتب، أبو عمرو البُخَارِي المؤذّن، [المتوفى: 377 هـ]
مُسْنِد بُخارَى.
رَوَى عَنْ: صالح بن محمد جَزَرَة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حُرَيْث، والحسين بن الحسن بن الوضّاح، والبُخَاريّين.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن أحمد غُنْجَار، وأحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو نصر أحمد بن علي البُخَاري السُّني وجماعة.
وَرَّخه أبو بكر السّمعاني في " أماليه ".(8/445)
308 - محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن مَنُّوية، أبو عبد الله الإستراباذي [المتوفى: 377 هـ]
والد أبي سعد الإدريسي.
قال ابنه: كان زاهدًا ورِعًا قوّامًا بالليل كثير التلاوة.
رَوَى عَنْ: أبي نُعَيم بن عَدِيّ، وأبي حامد بن بلال النَّيْسَابُوري وجماعة.
ومات في رمضان.(8/445)
309 - ميمون بن أحمد بن محمد بن موسى، أبو سعيد المصري المالكي الفقيه. [المتوفى: 377 هـ][ص:446]
تُوُفّي في ربيع الآخر.(8/445)
310 - هِبَةُ الله بن محمد بن يوسف بن يحيى بن علي بن المنجّم البغدادي الإخباريّ النديم. [المتوفى: 377 هـ]
سَمِعَ مِنْ: جدّه.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر بن شاذان، وأبو علي التَّنُوخيّ. وكان نديم الوزير المهلّبي.
تُوُفّي في رمضان. ذكره ابن النّجّار.(8/446)
311 - يحيى بن مروان، أبو بكر القُرْطُبي المؤذّن. [المتوفى: 377 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: ابن الأعرابي، وابن الورد،
وكتب عنه غير واحد.
تُوُفّي بقُرْطُبة في صفر.(8/446)
-سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة(8/447)
312 - أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي العلوي ابن العقيقي الدمشقي [المتوفى: 378 هـ]
صاحب الدار والحِمّام بنواحي باب البريد.
مات في هذا العام، وأغلق له البلد. وقد كان مدحه أبو الفرج محمد بن أحمد الوأواء الشاعر.(8/447)
313 - أحمد بن خالد بن عبد الله بن يبقي الْجُذَامي القُرْطُبي، أبو عمر التاجر. [المتوفى: 378 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: أبي علي الصفار، والحسين بن صفوان، وابن البختري، وأبي سعيد ابن الأعرابي. وأدخل الأندلس أشياء تفرّد بروايتها، فسمع النّاس منه، ولم يكن له فَهْم، ولا كان يقيم الهجاء، غير أنّه كان صالحًا صَدُوقًا إن شاء الله. سمعت منه أكثر ما يرويه؛ قاله ابن الفَرَضي.
تُوُفّي في ذي القعدة.(8/447)
314 - أحمد بن عُبادة، أبو عمر المرادي الإشْبِيلي. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: الحسن بن عبد الله الزّبيدي، وسعيد بن جابر، وأحمد بن خالد بن الجباب، وابن أيْمَن، وجماعة.
وولي الصّلاة بإشبيلية، وكان صالحًا وَقُورًا مسمتًا.
قال ابن الفرضي: حدثنا عن سعيد بن جابر، ومات في شوال.(8/447)
315 - أحمد بن علي بن محمد بن هارون، أبو العبّاس الهاشمي الرشيدي. [المتوفى: 378 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: ابن صاعد، وغيره.(8/447)
316 - أحمد بن عون الله بن حُدَيْر بن يحيى، أبو جعفر القُرْطُبي البزّاز. [المتوفى: 378 هـ]
حجّ وَسَمِعَ: ابن الأعرابي، وخَيْثَمَة الأطرابلسي، وأحمد بن سلمة بن الضّحّاك، وأبا يعقوب الأَذْرُعي، وجماعة كثيرة. [ص:448]
وكان صدوقًا صالحًا، شديدًا على المبتدعة، لَهِجًا بالسُّنّة، صَبُورًا على الأَذَى.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضِي، وقال: كتب النّاس عنه قديمًا وحديثًا، وقال لي: ولدت سنة ثلاثمائة. وتُوُفّي في ربيع الآخر.
قلت: ومن شيوخه قاسم بن أصبغ، وأبو الميمون بن راشد الدمشقي، وكان مُنْقَبِضًا عن المُدَاخلة، خيّرًا يسمع العلم من بُكْرَةٍ إلى عشيّة، له وقائع مشهورة مع أهل البدع، وعنه أخذ ذلك أبو عمر الطلمنكي، رحمهما اللَّه.(8/447)
317 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن أحمد، أبو العبّاس بن أبي نصر النَّيْسَابُوري الماسَرْجَسي [المتوفى: 378 هـ]
سِبْط ابن ماسرجس.
مُكْثِر عن أبي حامد ابن الشرقي، ومكي بن عَبْدان. وخرَّج له الحاكم فوائد.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.(8/448)
318 - أحمد بن موسى بن عيسى، أبو الحسن الْجُرْجاني [المتوفى: 378 هـ]
الوكيل على باب القاضي.
رَوَى عَنْ: عمران بن موسى بن مُجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان، وأحمد بن حفص السَعْدي، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن.
ذكره حمزة السّهْمي فقال: كتب الكثير من المسانيد والسُّنَن، وجمع وصنّف، وله فَهْمٌ ودِراية، وله مناكير عن شيوخ مجاهيل فأنكروا عليه.
تُوُفّي في ذي القعدة.(8/448)
319 - إبراهيم بن سليمان بن أبي زرعة، أبو إسحاق ابن الملاح المصري. [المتوفى: 378 هـ]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن زبّان بن حبيب،
وَتُوُفِّي في رجب.(8/448)
320 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح، أبو القاسم بن زنجي البغدادي الكاتب. [المتوفى: 378 هـ][ص:449]
سَمِعَ: محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي.
وَعَنْهُ: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الْجَوْهَرِي.
وقال عُبَيد الله الأزهري: لا يسوي شيئًا.(8/448)
321 - بِشْر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ياسين بْن النَّضْر بن سليمان القاضي، أبو القاسم الباهلي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 378 هـ]
من بيت الفتوى والرّواية.
قال الحاكم: كان كثير الذِكر والصّلاة.
سَمِعَ: أبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا العباس الدَّغُولي. جلس وأمْلَى، وكان مكثراً لكن ضيع أصوله.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وسمع منه الكَنْجَرُوذِي في هذه السنة.
وتُوُفّي في شهر رمضان.
وقع لي من عواليه جُزْءً، وقد وُلِد سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.(8/449)
322 - تَبُوك بن الحسن بن الوليد بن موسى، أبو بكر الكلابي الدمشقي المعدّل، [المتوفى: 378 هـ]
أخو عبد الوهاب.
رَوَى عَنْ: سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وأحمد بن جوصا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي.
وَعَنْهُ: أخوه عبد الوهاب، وتمّام، وعلي ابن السّمسار، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان.(8/449)
323 - جعفر بن أحمد، أبو القاسم النَّيْسَابُوري الصُّوفي الرّازيّ الأصل، [المتوفى: 378 هـ]
شيخ عصره في التوكُّل والزُّهد.
سَمِعَ: أبا محمد بن أبي حاتم، وجماعة. كتب عنه الحاكم وقال: تُوُفّي في شعبان.(8/449)
324 - الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن حازم، أبو عبد الله الفارسي القسطّار. [المتوفى: 378 هـ]
تُوُفّي في شعبان بمصر.(8/449)
325 - الحسين بن علي بن ثابت المقرئ. [المتوفى: 378 هـ]
صاحب المنظومة في القراءات السبعة. رواها عنه أحمد بن محمد العتيقي. وكان حافظًا ذكيا، وُلِد أعمى،
وَتُوُفِّي في رمضان، وكان يحضر مجلس ابن الأنْبَاري ويحفظ ما يُمْلَى.(8/450)
326 - الخليل بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الخليل، أبو سعيد السَّجْزي القاضي الحنفي، [المتوفى: 378 هـ]
شيخ الحنفية.
وكان من أحسن النّاس كلامًا في الوعظ والتذكير؛
سَمِعَ: السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وأَبَا القاسم البَغَوِي، ويحيى بْن صاعد، ومُحَمَّد بن إبراهيم الدّيبلي، وجماعة. وولي قضاء سمرقند، وبها تُوُفّي.
روى عنه أهل هراة ونيسابور.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو يعقوب إسحاق القَرّاب، وعبد الوهاب بن محمد بن محمد الخطابي، ومحِلّمِ بن إسماعيل الضَّبّي، وجماعة.
وقع لي حديثه بعُلْوٍّ، وفي كتاب " القند " أنّه مات بفَرْغَانَة، وأنّه وُلِد سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
وقال الحاكم: هو شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من أحسن النّاس كلامًا في الوعظ؛ ومن شعره:
سأجعل لي النّعْمانَ في الفقه قُدْوَةً ... وسُفْيَانَ في نَقْل الأحاديث سَيّدا
وفي ترْك ما لم يَعْنِني عن عقيدتي ... سأتبع يعقوب العلا ومحمدا
وأَجعلُ درسي من قراءة عاصمٍ ... وحَمْزَةَ بالتحقيق درْسًا مُؤَكّدا
وأجعلُ في النّحْوِ الكِسَائيُّ قُدْوَةً ... ومن بعده الفَرَّاءَ ما عِشْتُ سَرْمَدا
في أبيات.(8/450)
327 - زياد بن محمد بن زياد، أبو العبّاس الْخَرْجاني الأصبهاني، [المتوفى: 378 هـ]
وخرْجان من قرى أصبهان. [ص:451]
رَوَى عَنْ: الحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن أحْمَد بن عمرو الْأبهري.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نعيم.
ورخه عبد الرحمن بن محمد العبدي.(8/450)
328 - سعيد بن حمدون بن محمد القَيسي القُرْطُبي الصُّوفي أبو عثمان. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامة، وحج سنة اثنتين وأربعين، فسمع أبا محمد بْن الورد، وأَبَا بَكْر الْأجُرِّي،
ولم يزل يسمع إلى أن مات. ولم يكن له نفاذ في العلم.
مات في ذي الحجّة.(8/451)
329 - سَلَمَة بن أحمد بن سلمة، أبو نصر النَّيْسَابُوري المعاذي [المتوفى: 378 هـ]
الشاعر المشهور.
سَمِعَ: أبا حامد بن بلال، والقطان، وعدّة.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/451)
330 - سليمان بن محمد بن أحمد بن أبي أيّوب، أبو القاسم البغدادي. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البَغَوِي، وعبد الحميد بن دَرَسْتَويْه.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والْحَسَن بْن محمد الخلال، وغيرهما.
وثّقه الخطيب.(8/451)
331 - شافع بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو النَّضْر، [المتوفى: 378 هـ]
حفيد الحافظ أبي عَوَانة الإسْفِراييني.
رحل وطَوَّف إلى العراق والشام ومصر بعد وفاة جدّه.
سَمِعَ: جَدّه، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا الحافظ، وعبد الله بن الزّفتي، وأحمد بْن عَبْد الوارث العسّال، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الطّحاوي [ص:452] الفقيه، ومحمد بن إبراهيم الدَّيبْلي، والمحاملي، وطبقتهم.
روى عَنْهُ أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بن محمد الرازي، وأبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي.
وقال الحاكم: خرّجت عنه في " الصحيح "، وتُوُفّي بجرجان؛ توفي سنة ثمانٍ وسبعين.(8/451)
332 - عبد الله بن إسماعيل الرئيس، أبو محمد. [المتوفى: 378 هـ]
تُوُفّي بمكّة في ذي الحجّة.
سَمِعَ بخُراسان مِنْ: ابن الشَّرَقيّ، وغيره.(8/452)
333 - عبد الله بن علي بن محمد بن يحيى، أبو نصر السّرّاج الطُّوسي الصُّوفي، [المتوفى: 378 هـ]
مصنّف كتاب " اللمع " في التصوف.
سَمِعَ: جعفرا الخلدي، وأبا بكر محمد بن داود الدقي، وأحمد بن محمد السائح.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وغيرهما.
قال السُّلَمي: كان أبو نصر من أولاد الزُّهّاد، وكان المنظور إليه في ناحيته في الفُتُوَّة ولسان القوم، مع الاستظهار بعِلْم الشريعة، وهو بقيّة مشايخهم اليوم. ومات في رجب، ومات أبوه ساجدًا.(8/452)
334 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شريعة بن رفاعة اللَّخْمي المعروف بابن الباجي الأندلسي العلامة الحافظ، أبو محمد الإشْبِيلي. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الله بن القوق وسيد أبيه الزّاهد، وسعيد بن جابر بإشْبيلية، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وخَلْقًا بقُرْطُبَة، ومحمد بن فُطَيْس، وعثمان بن جرير بإلْبيرة.
وكان ضابطًا حافظًا متقِنًا، بصيرًا بمعاني الحديث.
قال ابن الفَرَضي: لم ألق أحدًا أَفَضَّله عليه في الضَّبط. سمعت منه الكثير بقرطبة، ورحلت إليه إلى إشبيلية مرّتين؛ سنة ثلاثٍ وسبعين، وسنة [ص:453] أربعٍ. وروى النّاس عنه كثيرًا، وسمع منه جماعة من أقرانه. وتُوُفّي في رمضان، وله سبعٌ وثمانون سنة.(8/452)
335 - عبد العزيز بن الحسن بن أبي صابر، أبو محمد البغدادي النّاقد الصيرفي. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: أبا خبيب العباس ابن البرتي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد.
وَعَنْهُ: الحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الْجَوْهَرِي.
ووثّقه عُبَيْد الله الأزهري.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة.(8/453)
336 - عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الكِسائي المقرئ. [المتوفى: 378 هـ]
تُوُفّي في رمضان.(8/453)
337 - عَبْد الغفّار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هشام بن داود بن مهران الحرّاني، أبو مسلم، [المتوفى: 378 هـ]
من أهل مصر.
تُوُفّي في شعبان، وقد قارب التّسعين.(8/453)
338 - عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري المِيغي، [المتوفى: 378 هـ]
ومِيغ: من قُرَى بُخارَى.
لم يكن في عصره مثله بسمرقند فِقْهًا وعِلْمًا، وكان عالم الحنفيّة في زمانه، وزاهدهم. أخذ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب البْخَاري الفقيه، وغيره، وروى أيضًا عن أبي القاسم الحَكَم السَّمَرْقَنْدي، ونصر المُهلّبي، ومحمد بن عمران البُخاري.
مات في جُمادى الآخرة، كتب عنه أبو سعد الإدريسي، وغيره.(8/453)
339 - عَبْد الواحد بْن محمد بْن أحمد بْن مسرور الحافظ، أبو الفتح البَلْخي. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن محمد المطبقي، وأبا بكر أحمد بن سليمان بن زبان، وأبا عمر محمد بن يوسف الكِنْدي، وأبا سعيد بن يونس، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: [ص:454] الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأحمد بن عمر بن سعيد بن قديد، وعمر بن الخضر الثمانيني، وغيرهم.
وكان حافظًا مكثِرًا، أقام بمصر مدّة،
وَتُوُفِّي في ذي الحجّة.(8/453)
340 - عبيد الله بن الحسين بن الحسن، الإمام أبو القاسم ابن الْجَلاب المالكي الفقيه. [المتوفى: 378 هـ]
تُوُفّي راجعًا من الحجّ، في آخر السنة.
نقلته من خط شيخنا أبي الحسين، وهو مذكور بكُنْيَتِهِ أيضًا.(8/454)
341 - عُبَيْد الله بن الوليد بن محمد، أبو مروان الأموي المُعَيْطِي الإمام البَرْقي ثم الأندلسي. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أبي دُلَيْم، والحسن بن سعد.
وكان فقيهًا مالِكيًّا بصيرًا بالمسائل.
تُوُفّي في أوّل السنة؛
سَمِعَ مِنْهُ: جماعة.(8/454)
342 - عَتِيقُ بن موسى بن هارون بن موسى بن الحَكَم، أبو بكر الحاتمي الأَزْدِي. [المتوفى: 378 هـ]
شيخ مُعَمّر،
سَمِعَ مِنْ أبي الرَّقْراق أحمد بن محمد بن عبد العزيز التُّجَيبي صاحب يحيى بن بُكَير " مُوَطَّأ " مالك، وَمَنْ: حسين بن حميد العَكّي صاحب عمرو بن خالد، ويحيى بن بكير.
رَوَى عَنْهُ: يحيى بن علي ابن الطّحّان، وأحمد بن علي بن محمد بن سلمة الفهمي الأنماطي شيخ أبي عبد الله الرّازي.
تُوُفّي في شعبان، وكان أسند مَن بقي بمصر.(8/454)
343 - عمر بن محمد بن السَّرِيّ بن سهل، أبو بكر الْجُنَدَيْسَابُوري الوراق. [المتوفى: 378 هـ]
وُلد سنة تسعين ومائتين، وروى عن محمد بن جرير، والباغندي، وحامد البَلْخي.
وَعَنْهُ: الأَزْجِي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وجماعة. [ص:455]
قال ابن أبي الفوارس: كان مُخَلَّطًا، يدَّعي ما لم يسمع.(8/454)
344 - القاسم بن خَلَف بن فتح بن عبد الله بن جُبَيْر الفقيه، أبو عبد الله الْجُبَيْرِي الطُرْطُوشِي [المتوفى: 378 هـ]
نزيل قُرْطُبة.
سَمِعَ: قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع بمصر والعراق.
قال ابن عفيف، كان عالمًا بالفقه والحديث، نَظّارًا موفَّقًا في المسائل، حَسَن التأليف، وله كتاب في التوسُّط بين مالك وابن القاسم، فيما خالف فيه ابنُ القاسم مالكًا. وكان ذا مَكَانَةٍ من المُسْتَنْصِر بالله الحَكَم، صاحب الأندلس. وُلّي قضاء بلنسية وقضاء طُرْطُوشة، ولحقته مع عبد الملك بن منذر البلُوطي وجماعة من العلماء التُّهْمَةُ في القيام مع عبد الله أخي المستنصِر، على هشام المؤَيّد، وصاحب دولته ابن أبي عامر، وكانت فتنة هائلة، قُتِل فيها عبد الملك البلُّوطي باعترافه، وإقراره لخدعة لحقته من ابن أبي عامر، ثم أمر بالقاسم وبالجماعة إلى المَطْبَق، فبقي القاسم إلى أن مات في المَطْبَق في هذه السنة.
وقال أبو الحسن ابن القَرّاب: كان يحفظ من الحديث جملة، وكتب الكثير بالشّام ومصر. حدّث بأحاديث عن الباغَنْدِي لا أصل لها، وكان رديء المذهب.(8/455)
345 - محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو بكر المُفيد، [المتوفى: 378 هـ]
نزيل جَرْجَرَايا.
وصفه أبو نُعَيم الأصبهاني بالحِفْظ.
قال الخطيب: وسمعت محمد بن عبد الله يحكي عنه قال: موسى بن هارون سمّاني المُفيد.
وقال محمد بن أحمد الروياني: لم أر أحفظ من المفيد.
وحدّث عنه أبو سعد الماليني ووصفه بالصّلاح.
روى المفيد عن أحمد بن عبد الرحمن السَّقْطي، وابي شُعَيْب الحَرَّاني، وعلي بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوَارب، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي [ص:456] وخلق لا يُحْصَوْن من أهل مصر والشام. وحدث بمناكير عن أقوامٍ مجَاهيل، منهم الحسن بن عُبَيْد الله العبدي، عن عفّان، وعبد الله بن رجاء، وجماعة، ومنهم أحمد بن عبد الرحمن السقطي، عن يزيد بن هارون.
وقد روى عنه البَرْقَانِيّ في " صحيحه "، واعتذر بأنّ ذلك الحديث ما وقع له إسناده إلّا عنه، وسُئِل عنه البرقاني فقال: ليس بحجة، رحلت إليه وحدثنا " بالموطأ " عن الحسن بن عبيد الله، عن القعنبي، فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف الله عليك نَفَقَتَك، فدفعت " الموطّأ " إلى بعض العامّة، وأخذت بدله بياضًا.
قلت: وآخر مَن حدث عنه الحسن بن غالب المقرئ أحد الضُّعفاء، وبقي إلى سنة ثمانٍ وخمسين وأربع مائة.
وذكر المفيد أنّه وُلدِ سنة أربعٍ وثمانين ومائتين، فيكون عمره أربعاً وتسعين سنة. وقال: سمعت من السَّقَطي ولي إحدى عشرة سنة، وكان سِنُّه وقت سماعي منه مائة وخمس سنين.
قال أبو الوليد الباجي: أبو بكر المفيد شيخ أنكرت عليه أسانيد ادَّعاها.(8/455)
346 - محمد بن أحمد بن مسعود، أبو عبد الله ابن الفخّار الأندلسي. [المتوفى: 378 هـ]
إلْبيري مُكْثِر عن محمد بن فُطَيْس، وروى عن عثمان بن جرير الكلابي، وفضل بن سلمة.
قال ابن الفَرَضي: سمع منه جماعة أنا منهم، وتُوُفّي في ذي الحجّة وقال لي: وُلِدت سنة ثلاث مائة، وكان فقيهًا.(8/456)
347 - محمد بن إسحاق بن طارق أبو بكر القطيعي النّاقد. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: محمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله بن محمد البَغَوِي، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو علي بن شاذان، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، والحسن بن محمد الخلال، وآخرون.
تُوُفّي في ربيع الْآخر.(8/456)
348 - محمد بن إسماعيل بن العبّاس البغدادي المُسْتَمْلي، أبو بكر الورّاق. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: أباه، والحسن بن الطّيّب البلْخي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الْجَوْهَري، وأحمد بن عمر القاضي، وآخرون.
مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
قال الخطيب: حدثنا أحمد بن عمر القاضي، قال: حدثنا أبو بكر الورّاق، قال: دَقَقْتُ على ابن صاعد بابَه فقال: من ذا؟ فقلت: أبو بكر بن أبي علي، أَهاهنا يحيى؟ فسمعته يقول للجارية: هاتي النَّعْلَ حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكْتَني ويسمّيني فأصفعه.
وقال أبو حفص ابن الزّيّات: حضرت عند أحمد بن الحسن الصوفي وحضر إسماعيل الورّاق مع ابنه فسمع نسخة يحيى بن مَعِين، فقام إسماعيل وأخذ بيد ابنه، وقال للجماعة: اشهدُوا أنّ ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن مَعِين.
قال الخطيب: سألت البَرْقَانِيّ عنه، فقال: ثقة ثقة.
وقال ابن أبي الفوارس: ضاعت كُتُبُه، واستحدث نُسَخًا من كتب النّاس، فيه تَسَاهُلٌ.
وقال عُبَيْد الله الأزهري: حافظ، لكنّه لَيَّن في الرّواية، يحدّث من غير أصل.
مات في ربيع الآخر.
قلت: التَّحديثُ من غير أصل، مَذْهَبُ طائفةٍ.(8/457)
349 - محمد بن بِشْر بن العبّاس، أبو سعيد البصْري الكرابيسي ثم النيسابوري. [المتوفى: 378 هـ][ص:458]
سَمِعَ: أبا لبيد محمد بن إدريس السامي، وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، وأبا القاسم البَغَوِي، وجماعة.
وكان خَتَنَ أبي الحسين الحجّاجي.
شيخ صالح مُسْنِد،
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة، وله أحد وثمانون سنة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وجماعة.(8/457)
350 - محمد بن أبي الحسام طاهر بن محمد بن طاهر، أبو عبد الله التُّدْمِيري الزّاهد. [المتوفى: 378 هـ]
أحد من رفض الدنيا وظهرت له إجابات وكرامات، وهو مشهور بالمغرب، ورُبّما كان يؤاجر نفسه بما يتقوَّتُهُ، ثم لزِم الثَّغر والرباط، ثم استُشْهِد مُقْبِلًا غير مُدْبِرٍ في جُمادى الأولى في غزوة أسرقة.(8/458)
351 - محمد بْنُ الحُسَيْن بْنِ محمد بْنِ إبراهيم بْنِ النُّعْمان، أبو عبد الله القُرَشي الفِهْرِي المقرئ. [المتوفى: 378 هـ]
قَرَأَ عَلَى: أبي الفتح بن بدهن، وأحمد بن أسامة التجيبي، وجماعة.
وسكن الأندلسَ وبرع في القراءات.
تُوُفّي في المحرّم في الكهولة، رحمه الله.
قَرَأَ عَلَيْه: أبو عمر الطّلَمَنْكِي.(8/458)
352 - محمد بن صالح القُرْطُبي المَعافِري. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع من ابن الأعرابي بمكّة، ومن خلْقٍ ببغداد وخُراسان، وسكن بخارى إلى أن مات.(8/458)
353 - محمد بن العبّاس بن محمد بن العبّاس بن أحمد بن عُصْم، الرئيس أبو عبد الله بن أبي ذُهْل الضَّبيّ الهَرَوِيّ. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: محمد بن مُعَاذ الماليني، وأبا نصر محمد بن عبد الله القيسي، وحاتم بن محبوب، وأبا عمرو الحِيري، ومؤمّل بن الحسن الماسَرْجَسي ويحيى بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأدرك البغوي في علة الموت، ولم يسمع منه. [ص:459]
رَوَى عَنْهُ: الأئمّة الكِبار؛ الدَارقُطْنيّ، وأبو الحسين الحجاجي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو يعقوب القَرّاب، وعامّةُ الهَرَوِيّين.
وكان يعاشر العلماءَ والصالحين، وله إفضال كثيرعليهم، وكان يُضرب له الدينار دينارًا ونصفًا، فيتصدّق بالدنانير التي من هذا الوزن، ويقول: إنّي لأَفْرَحُ إذا ناولت فقيرًا كاغَدَةً فيتوهّم أنّه فضّة، فيفتحه فيفرح، ثم يزنه فيفرح ثالثاً.
وقد قال مرّة: ما مسّتْ يدي دينارًا ولا درهماً من نحو ثلاثين سنة.
قال الحاكم: قد صحبت أبا عبد الله بن أبي ذُهْل حَضَرًا وسَفَرًا، فما رأيت أحسن وُضُوءًا ولا صلاةً منه، ولا رأيت في مشايخنا أَحْسَنَ تَضَرُّعًا وابتهالاً منه، ولقد سالت الولي عن أعشار غَلات أبي عبد الله كم تبلغ؟ قال: رُبّما زادت على ألفِ حمْل. وحدّثني أبو أحمد الكاتب أنّ النّسْخَة التي كانت عنده بأسماء من يقوتهم أبو عبد الله بهراة تزيد على خمسة آلاف بيت، وعُرِضَت على أبي عبد الله ولاياتٌ جليلة فامتنع. ومَوْلِده سنة أربع وسبعين ومائتين، واستشهد في صفر. فأخبرني من صحبه أنه دخل الحمام فلما خرج ألبس قميصًا ملطّخًا فانتفخ، ومات شهيدًا.
وقال أبو النّضْر عبد الرحمن الفامي: إنّه صنّف صحيحًا على " صحيح البخاري " وتفقّه ببغداد، ولم يجتمع لرئيس بهَرَاةٍ ما اجتمع له من آلات السيادة، ونَسَبُهُ هو وأبو بكر الخطيب فقالا: هو محمد بن العبّاس بن أحمد بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم، أبو عبد الله العُصَمي.
قال الخطيب: أوّل سماعه سنة تسع وثلاث مائة بهراة، وورد بغداد دفعات، وحدث بها.
رَوَى عَنْهُ: الدارقطني، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو بَكْر البَرْقَانِيّ، وغيرهم.
قلت: وقد سمع شيخ الإسلام على خلق من أصحابه.
قال الخطيب: وكان ثقة نبيلًا، من ذوي الأقدار العالية؛ قال مرّة: قد [ص:460] تُوُفّي جماعةٌ أَوْدَعُوا مصنّفاتهم عنّي. سمعت البَرْقَانِيّ يقول: كان ملك هراة تحت أمر ابن أبي ذُهْل لقَدْرِهِ وأَبُوّتِهِ.(8/458)
354 - محمد بن عبد الله بن أيّوب، أبو بكر البغدادي القطان. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ: محمد بن جرير الطبري، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو محمد الخلال والْجَوْهَرِي.
وقال عُبَيْد الله الأزهري: كان سماعه صحيحًا لكنّه كان رافِضِيا.(8/460)
355 - محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن الفتح بن الشخَّير، أبو بكر الصَّيْرَفي، [المتوفى: 378 هـ]
بغداديّ صَدُوق.
سَمِعَ: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغَنْدي، والحسن بن عنبر الوَشّاء، وعبد الله البَغَوِي، وجماعة.
وَعَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَري وجماعة.
تُوُفّي في رجب، وله بضّعٌ وثمانون سنة.(8/460)
356 - محمد بن علي الدّقيقي النَّحوِي. [المتوفى: 378 هـ]
أخذ العربية عن علي بن عيسى الرُّمّاني، وخدم عضُدُ الدولة، وصنّف كتاب " المرشد في النّحْو " وكتاب " المسموع في غريب كلام العرب ".(8/460)
357 - محمد بن فتح، أبو عبد الله القُرْطُبي اللّحّام. [المتوفى: 378 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، والحبيب بن أحمد المؤدّب. وكان أحد العُدُول.(8/460)
358 - محمد بن القاسم بن فهد، أبو بكر القاضي. [المتوفى: 378 هـ]
تُوُفّي بمصر.(8/460)
359 - محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الكرابيسي الحاكم، الحافظ، صاحب التصانيف، وهو الحاكم الكبير. [المتوفى: 378 هـ][ص:461]
سَمِعَ: محمد بن شادل، وأحمد بن محمد الماسَرْجَسي، ومحمد بن إسحاق الثَّقَفي، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة بنَيْسَابور، ومحمد بن إبراهيم الغازي بطَبَرِسْتَان، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن حميد بن المجدّر، وعبد الله البَغَوِي، وابن أبي داود ببغداد، ومحمد بن الحسين الخَثْعَمي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي بالكوفة، وأبا عَرْوبَة بحَرّان، وسعيد بن هاشم بطبريّة، ومحمد بن الفَيْض، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خُرَيْم، وابن جَوْصَا بدمشق، ومحمد بن إبراهيم الدَّيبلي بمكة، وخلقًا سواهم بالبصْرة وحلب والثغور.
رَوَى عَنْهُ: علي بن حمشاد، وهو أكبر منه، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السّلمي، ومحمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر بن مَنْجَوَيْه، وعمر بن أحمد بن مسرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد الكنجروذي، وأبو عثمان البَحِيري، وخلق.
وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصَّنْعة، وكان من الصالحين الثّابتين على سُنَن السَّلَف، ومن المُنصِفين فيما يعتقده في أهل البيت والصحابة، وقُلَّد القضاء في مُدُنٍ كثيرة، وإنَّما سمع الحديث وقد صار ابن نيّف وعشرين سنة. وصنَّف على كتابَيِ البُخَاري ومُسْلِم، وعلى " جامع " أبي عيسى التَّرمِذي. فقلتُ له: قد صنَّفتَ على كتابَيِ البُخَاري ومُسْلِم، وتتبعت على شرط الترمذي. قال: نعم، سمعتُ عمر بن علَّك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يُخَلِّف بخراسان مثل أبي عيسى في العِلْم والزُّهد والورع، بكى حتى عُمِي، رحمه الله.
قال الحاكم في تتمّة ترجمة أبي أحمد: وصنّف كتاب " الأسماء والكُنَى " وكتاب " العِلَل " و" المُخَرَّج على كتاب المُزَني " وكتاب " الشُّروط "، وكان عارفًا بها، وصنف الشيوخ والأبواب، وقلد قضاء الشاش، فحكم بها أربع سنين، ثم قضاء طُوس، فكنت أدخل عليه، والمصنَّفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرَّغ أقبل على التصنيف، ثم إنّه قدِم نَيْسَابُور سنة خمسٍ وأربعين وثلاث مائة، ولزِم مسجدَه، وأقبل على العبادة والتواليف، وأُريد غير مرّةٍ على القضاء، فامتنع، وكف بصره سنة ست وسبعين. وهو حافظاً عصره بهذه الدّيار. [ص:462] وقال السُّلَمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع الشيوخ عند أمير خُراسان نُوح بن نصر، فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصَّدَقات؟ فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان عليّ خلقان، وأنا في آخر الناس، فقلت للوزير: أنا أحفظه؟ فقال: هاهنا فتى من نيسابور يحفظه، قال: فقدِمْت فوقهم، ورويت الحديثَ، فقال: مثل هذا لا يُضَيَّع. وولاني قضاء الشاش.
وقال الحاكم أبو عبد الله: تُوُفّي في ربيع الأوَّل، وله ثلاثٌ وتسعون سنة. وكان قد تغيّر حِفْظُهُ لما كُفَّ، ولم يختلط قَطُّ.(8/460)
360 - محمد بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر بن دُوسَتلَة الهمذاني الشافعي النّجّار. [المتوفى: 378 هـ]
رَوَى عَنْ: القاسم بن القاسم السّياري، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وأهل مرو.
وَعَنْهُ: أبو بكر محمد بن إبراهيم الريحاني، ومحمد بن عيسى.
تُوُفّي في صفر.(8/462)
361 - أبو القاسم بن الجلاب المالكي الفقيه. [المتوفى: 378 هـ]
اسمه فيما ذكر أبو إسحاق الشَّيرازي " عبد الرحمن بن عُبَيْد الله ". وسمّاه القاضي عياض " محمد بن الحسين "، قال: ويقال اسمه " الحسين بن الحسن "، ويقال: " عُبَيْد الله بن الحسين ". تفقّه بالقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الأبهري، وصنَّف كتابًا جليلًا في مسائل الخلاف، وله كتاب " التفريع " في المذهب، مشهور، وغير ذلك. وكان أحفظ أصحاب الأَبْهَري وأنبلهم، وعِدادُهُ في الفُقهاء العراقيين، رحمه الله.
تُوُفّي في آخر العام راجعًا من الحجّ، ولم يخلف ببغداد في المذهب مثله.
مَاَتَ في الكهولة.(8/462)
-سنة تسع وسبعين وثلاث مائة(8/463)
362 - أحمد بن جعفر بن خُزَيْمَة، أبو محمد الطّرّازي. [المتوفى: 379 هـ]
رَوَى عَنْ: السّرّاج وغيره.
تُوُفِّي في المحرَّم.(8/463)
363 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جُلِّين، أبو بكر الدُّورِي الورّاق. [المتوفى: 379 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي بكر بن مجاهد.
وَعَنْهُ: أبو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو القاسم التنُوخي. وكان رافضيًّا مشهورًا؛ قاله الخطيب.(8/463)
364 - أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر، أبو عمر العبْسي القَرَطبي [المتوفى: 379 هـ]
أصله من إشْبِيلية، وبها وُلدِ سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين، وأخذ عن أحمد بن خالد وأحمد بن بقيّ، وحجّ فسمع من أبي جعفر العُقَيْلي، والطَّحاوي وطبقتهما.
وله مصنَّف في الفِقه سمّاه " الاقتصاد "، ومصنَّف في الزُّهد.
مات في صفر؛ أرّخه ابن بَشْكَوَال.(8/463)
365 - أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن حُبَيْش النّحْوِي. [المتوفى: 379 هـ]
بمصر،
يَرْوِي عَنْ: ابن ربيع، وابن قُدَيْد.(8/463)
366 - أحمد بن أبي طالب علي بن بابنوس، أبو جعفر البغدادي. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ: محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن خَلَفَ وكيع، والبَغَوِي.
وَعَنْهُ: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الجوهري، وكان في بعض سماعه محكك.
وثّقه أبو القاسم الأزهري.(8/463)
367 - أحمد بن محمد بن أحمد بالَوَيْه، أبو حامد وأبو العبّاس البالويي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ: محمد بن شادل، وابن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا قريش محمد بن جمعة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وعمر بن مسرور الزّاهد، وأبو سعد الكنجروذي.
قال الحاكم: تغيّر بأخرة لعلةٍ رطوبيه، وهو في الحديث صَدُوق، وتُوُفّي في شعبان.(8/464)
368 - أحمد بْن محمد بْن مكحول بْن الْفَضْلُ، الإمام أبو البديع المكحولي النَّسفيُّ. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ: أباه أبا المُعين، وهارون بن أحمد الإستراباذي، وأحمد بن حامد المقرئ.
وكان من كبار الحنفية، تفقه على عيسى، وكان يُرمى بما رُمي به عيسى.
مَاَتَ ببخارى وحُمل إلى نسف في صفر.(8/464)
369 - أحمد بن موسى بن يَنَق، أبو بكر الأندلسيُّ، [المتوفى: 379 هـ]
من مدينة الفرج.
سَمِعَ مِنْ: وهب بن مَسَرَّة، فأكثر، وكان ثقةً صالحاً.
رَوَى عَنْهُ: الصاحبان، وعبد الله بن ذُنِّين وعاش أربعاً وسبعين سنة.(8/464)
370 - إبراهيم بن أحمد بن فتح، أبو إسحاق بن الجَرَّاد الفِهْرِي، مولاهم القُرْطُبي، الفقيه. [المتوفى: 379 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، والحسن بن سعد، ومحمد بن مسور، وعبد الله بن يونس القَبْريّ. وكان عارفًا بالفقه والعربيّة، فصيحًا مُرابطًا.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضي، وقال: تُوُفّي في ربيع الآخر.(8/464)
371 - إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، أبو القاسم ابن السّاجي البغدادي الحنبلي الفقيه، [المتوفى: 379 هـ]
صاحب أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال.
سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وأبا عمرو ابن الدّقّاق.
رَوَى عَنْهُ: أبو القاسم عبد العزيز الأزجي، وأثنى عليه.
وله كتاب " البيان في الصَّفات "، وكان من كبار الأئمّة.(8/465)
372 - إبراهيم بن محمد الأَبِيوَرْدي. [المتوفى: 379 هـ]
حدّث في هذا العام بمكّة عن أبي خليفة، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومكْحُول البيروتي، والبَغَوِي.
وَعَنْهُ: أبو عمر الطَّلَمَنْكِي، وهو أعلى شيخ له، لقيه بمكّة، وكتب عنه جُزْءًا من حديثه.
لم يذكره ابن عساكر.(8/465)
373 - إسماعيل بن عبد الله بن عمر أبو منصور الكوكبي. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ: ابن الشَّرَقي، ومكّي بن عَبْدان، وحدّث.(8/465)
374 - جعفر بن محمد بن جعفر الأصبهانيُّ الرِّقاعيُّ، أبو محمد الكَرَّانيُّ. [المتوفى: 379 هـ]
يَرْوِي عَنْ: أبي العبّاس بن عُقْدَة، والمَحَامِليّ.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وغيره.(8/465)
375 - الحسن بن علي، أبو محمد المدائني النَّحْوِي. [المتوفى: 379 هـ]
تُوُفّي بمصر في جُمادى الأولى.
فيه جَهَالة.(8/465)
376 - الحسين بن أحمد بن جعفر الرّازي، أبو عبد الله [المتوفى: 379 هـ]
شيخ الصُّوفيّة، وبقيّة الزُّهاد.
صَحِب أبا علي الرُّوذْباري، وأبا بكر الكناني، والشَّبْلي، وجماعة كثيرة بالعراق والحجاز والشام ومصر، وكان حافظًا لِسيرَ القوم وحكاياتهم. أكثر عنه السُّلمي وأثنى عليه في " تاريخه ".
مات بنَيْسَابور في ربيع الأوّل.(8/465)
377 - الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار، أبو القاسم البغدادي الدَّقّاق. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ: جدّه، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود.
وَعَنْهُ: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
ووثّقه ابن أبي الفوارس.(8/466)
378 - شرف الدولة شِيرَوَيْه ابن عضد الدولة ابن ركن الدولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ، [المتوفى: 379 هـ]
سلطان بغداد وابن سلطانها.
ظفر بأخيه صَمْصام الدولة وحبسه، ثم سمله. وتملك العراق، وكان يميل إلى الخير، وأزال المصادرات.
مرض بالاستسقاء، وامتنع من الحمية، فمات في ثاني جُمادى الآخرة، عن تسعٍ وعشرين سنة، وملك سنتين وثمانية أشهر، وولي بعده أخوه أبو نصر بهاء الدولة.(8/466)
379 - صَفْوَة أَمُّ حبيب، والدة الحسن بن علي الصَّدَفي المصري. [المتوفى: 379 هـ]
تُوُفّيت في شعبان، وعندها حديث كثير، وأبوها محدث، وابنها أيضاً، وأخواتها.
قال أبو إسحاق الحبال: حدّثونا عنها.(8/466)
380 - طاهر بن محمد بن سهلويه، أبو الحسين النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 379 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن إسماعيل المَرْوَزي صاحب علي بن حجر ببغداد، وعن مكّي، وابن الشّرَقي.
وَعَنْهُ: عُبَيْد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال.
وتوفي ببغداد.
وثّقه الخطيب.(8/466)
381 - عباس بن عمرو بن هارون الكنانيُّ الصَّقِلّي الورّاق. [المتوفى: 379 هـ]
كان من الفُضَلاء بالأندلس،
رَوَى عَنْ: محمد بن معاوية القُرَشي، وجماعة. [ص:467]
كتب عنه ابن الفَرَضيّ.(8/466)
382 - عبدوس بن علي الْجُرْجَاني، [المتوفى: 379 هـ]
نزيل سمرقند.
رَوَى عَنْ: أَبِي نُعَيم عَبْد الملك بْن محمد، وغيره.(8/467)
383 - عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال الرئيس، أبو محمد الميكالي النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 379 هـ]
تقلد رياسة نَيْسَابُور سنة ستٍّ وخمسين وثلاث مائة.
قال الحاكم: كان مذكورًا بالأدب والكتابة ومعرفة الشروط، وكان صالحًا، يختم القرآن في ركعتين، وكان كثير المعروف، وعقد مجلس النّظر في حياة الأستاذ أبي الوليد، ثم تقلد الرياسة،
وَحَدَّثَ عَنْ: ابن الشَّرْقي وغيره وهو في نفسه صَدُوق، ولم يكن ممن يميّز المُخَرَّجَ له،
تُوُفِّي بمكّة في آخر أيام الموسم، رحمه الله.(8/467)
384 - علي بن أحمد بن إبراهيم بن ثابت، أبو القاسم الرَّبْعي الرّازي، ثم البغدادي الحافظ. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ بدمشق: محمد بن يوسف الهَرَوِي، والحسن بن حبيب الفقيه.
وَعَنْهُ: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وغيره، وأبو عبد الرحمن السلمي.
قال الخطيب: ثقة حافظ.(8/467)
385 - علي بن إبراهيم بن أبي عزّة البغدادي مُزكيّان العطّار. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ مِنْ: علي بن طَيْفُور، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن السّرِيّ القَنْطَرِيّ.
وَعَنْهُ: الحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وجماعة.
وثّقه الخطيب، وعاش مائة سنة.(8/467)
386 - علي بن سهل بن أبي حيّان التميمي، أبو الحسن الكْوفي. [المتوفى: 379 هـ][ص:468]
حدّث في هذه السنة ببغداد عن عبد الله بن زيدان البَجَلي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وقال: ثقة فاضل.(8/467)
387 - علي بن محمد بن السّرِيّ، أبو الحسن الهمداني البغدادي الورّاق. [المتوفى: 379 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن نصر الصائغ، والباغَنْدي.
وَعَنْهُ: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
وقال محمد بن عمر الداودي القاضي فيما حكى عنه الخطيب: كان كذاباً، يروي عمن لم يدركه.(8/468)
388 - علي بن محمد بن يعقوب، أبو الحسن المصري العطّار الورّاق. [المتوفى: 379 هـ]
قال أبو إسحاق الحبال: مشهور، سمع الكثير،
وَتُوفِّي في سَلْخ صَفَر.(8/468)
389 - عُمَر بْن محمد بْن جعفر بْن محمد أبو حفص المغازلي المعدّل [المتوفى: 379 هـ]
من أهل أصبهان.
سَمِعَ بدمشق: أبا الدّحْداح أحمد بْن محمد، ومحمد بْن إسماعيل الأيلي.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيم، وأبو طاهر بن عبد الرّحيم الكاتب.
تُوُفّي في المحرَّم.(8/468)
390 - محمد بن أحمد بن سُوَيْد، أبو عبد الله التميمي القِزْوِيني المعلّم [المتوفى: 379 هـ]
شيخ أبي يَعْلَى الخليلي.
وهو آخر أصحاب علي بن أبي طاهر القِزْويني،
وَسَمِعَ أيضًا مِنْ: عبد الله بن محمد الإسْفَراييني، وجماعة.(8/468)
391 - محمد بن أحمد بن أبي طالب بن الْجَهْم، أبو الفَيَّاض البَغْداديُّ. [المتوفى: 379 هـ][ص:469]
رَوَى عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي، ومحمد بن حمدويه المروزي.
وَعَنْهُ: أبو علي ابن المذهب، وقال: مات هو وأبوه وأمُّه في شهر ربيع الآخر في جمعة واحدة.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل.(8/468)
392 - محمد بن أحمد بن شعيب النَّيْسَابُوري الفقيه، أبو سعيد الخفّاف. [المتوفى: 379 هـ]
إمام عارف بالخلافيات.
سَمِعَ: ابن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان،
ومات في شوّال.(8/469)
393 - محمد بن أحمد بن العبّاس، أبو جعفر السُّلَمي البغدادي الجَوْهريُّ الأشعري نقّاش الفضّة. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البَغَوِي، والحسن بن محمي.
رَوَى عَنْهُ: أبو علي بن شاذان، وعُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
ووثّقه الأزهري وقال: كان أحد المتكلّمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلّم أبو علي بن شاذان عِلْم الكلام، وُلِد سنة أربعٍ وتسعين ومائتين،
وَتُوُفِّي في المحرّم.
أَخْبَرَنَا عيسى بن يحيى السبتي، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن الطفيل، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَسَدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عمر السمناني، والحسين بن الحسين الفانيذي؛ قالوا: أخبرنا الحسن بن أحمد البزاز، قال: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ الأَشْعَرِيُّ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مَحْمِيٍّ المخرمي: حدثكم إبراهيم بن عبد الله الهروي، قال: حدثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي قال: سمعت شريحاً القاضي يقول سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ أَنَا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
هَذَا لَفْظٌ مُنْكَرٌ، لَمْ يَقُلْهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَكَذَا، وَالْمُتَوَاتِرُ خلافه.(8/469)
394 - محمد بن جعفر بن العبّاس، أبو بكر النّجّار غُنْدَر. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ: محمد بن حميد بن المجدر، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضْرَمي.
وَعَنْهُ: الحسن بن محمد الخلال، وقال: ثقة تُوُفّي في المحرّم.(8/470)
395 - محمد بن الحسن بن عُبَيْد الله بن مَذحِج، أبو بكر الزُّبَيْديُّ الأندلسي النَّحْوِي. [المتوفى: 379 هـ]
كان شيخ العربية بالأندلس. اختصر كتاب " العين " وله كتاب " الواضح في العربية " وكتاب " لحن العامة ".
وكان الحكم المستنصر بالله قد طلبه من إشبيلية إلى قُرْطُبَة للاستفادة منه، فأدَّب بقُرْطُبَة جماعة، وولي قضاء إشبيلية، وأدّب المؤيَّدَ بالله ابن المستنصر، وأخذ العربية عن أبي عبد الله الرياحي، وأبي علي القالي. وأصله من الشام من حمص.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة، عن ثلاثٍ وستين سنة.
رَوَى عَنْهُ: ولده أبو الوليد محمد بن محمد، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الإفليلي،
سَمِعَ: قاسم بن أصبغ، وسعيد بن فَحْلوُن، وجماعة.
وكان ابنه أبو القاسم أحمد من جِلَّة الأُدَباء، ولي أيضًا قضاء إشبيلية بعد أبيه، وأمّا ابنه الآخر أبو الوليد محمد بن محمد، فتوفي سنة نّيفٍ وأربعين وأربع مائة عن سِنّ عالية.(8/470)
396 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر، أبو سليمان [المتوفى: 379 هـ]
ابن القاضي أبي محمد الرَّبَعي.
كان محدّث دمشق في وقته،
رَوَى عَنْ: أبيه، وأبي القاسم البَغَوِي، وجَمَاهر الزَّمْلَكَاني، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز الحلبي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومُحَمَّد بْن الربيع الجيزي، وأَبِي بَكْر بْن أبي داود السجستاني، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: تمام، وعبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن [ص:471] ابن أبي نصر، وولداه أحمد، ومحمد، ومحمد بن عوف المزني، وطائفة سواهم.
وروى عنه أبو نصر بن الجبان أنّه رأى ربَّ العِزَّة في المنام، رأى نورًا.
وقال علي بن موسى السّمسار: قال أبو سليمان بن زَبْر: كان الطّحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصنيفي، وباتت عنده، وتصفّحها فأعجبته، وقال لي: يا أبا سليمان، أنتم الصيادلة ونحن الأطباء.
وقال عبد العزيز الكتّاني: كان أبو سليمان يملي بالجامع، وحدثنا عنه عدّة، وكان ثِقةً نبيلًا مأمونًا.
تُوُفِّي في جُمادى الأولي.
قلت: وله كتاب " الوَفَيَات على السّنين "، وغير ذلك.(8/470)
397 - محمد بن عبد الرحمن بن سهل، أبو الحسن التُّسْتَري التّاجر. [المتوفى: 379 هـ]
تُوُفّي في جُمادى الأولى. ورّخه أبو إسحاق الحبّال.(8/471)
398 - محمد بْن علي بْن محمد بْن نَصْرَوَيه، أبو علي النَّصْرَوِيي النَّيْسَابُوري المقرئ المؤذّن، [المتوفى: 379 هـ]
خال أبي عبد الله الحاكم.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقال: حجّ، وغَزَا، وأنفق على العلماء، وأذّن نيّفًا وخمسين سنة، مُحْتَسِبًا.
سَمِعَ: أبا العبّاس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة،
وَتُوُفِّي في شعبان، وله مائة سنة وثلاث سنين، رحمه الله.(8/471)
399 - محمد بن محمد بن الحسن بن الأشعث، أبو أحمد النَّسفي الفقيه، [المتوفى: 379 هـ]
قاضي بخارى.
كان مسند تلك الديار.
رَوَى عَنْ: عبد الله بن محمود، ومحمد بن خالد، وإسحاق بن إبراهيم التاجر المراوزة؛ أصحاب إسحاق بن راهَوَيْه،
وَتُوُفِّي على قضاء بُخَارى.
رَوَى عَنْهُ: جعفر المستغفِري، وروى تفسير إسحاق بن راهَوَيْه، عن محمد بن خالد.(8/471)
400 - محمد بن مسعود، أبو عبد الله القُرْطُبي الخطيب. [المتوفى: 379 هـ]
سَمِعَ مِنْ: قاسم بن أصبغ، وجماعة.
وكان خطيبًا مُفَوَّهًا بليغًا شاعرًا يتقعّر في كلامه وأَسْجاعه، ويؤدّب بالعربية، ثم صار يخطب بين يدي المستنصِر بالله في العيد، وفي قُدُوم الوفود، ثم ولي قضاء يابُرة.
قال ابن الفَرَضي: سمعته يخطب مِرارًا في جامع الزهراء، ولم يحدث،
تُوفِّي يوم الفِطْر.(8/472)
401 - محمد بن المظفَّر بن موسى بن عيسى، أبو الحسين البغدادي الحافظ. [المتوفى: 379 هـ]
وُلِد ببغداد في أول سنة ست وثمانين ومائتين، وأول سماعه سنة ثلاث مائة؛
سَمِعَ: أحمد بن الحسن الصُّوفي، وحامد بن شُعَيْب، والهَيْثَم بن خَلَف، وعبد الله بن صالح البُخَاري، وقاسم بن زكريّا المطرَّز، ومحمد بن جرير الطّبري، والباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة الحَرّاني، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن زبان المصريين، ومحمد بن خريم والحسين بن محمد بن جمعة، وابن جَوْصَا، وخلقًا سواهم، بمصر، والشام، والرَّقَة، والجزيرة، والكوفة، وواسط، وبغداد.
وجمع وصنّف؛
رَوَى عَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وَأَبُو سعد الماليني، وَأَبُو بَكْر البَرْقَانِيّ، وَأَبُو نُعَيم الأصبهاني، ومحمد بن أحمد الجارودي، والحسن بن محمد الخلال، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وعبد الوهاب بن برهان، والحسن بن علي الجوهري، وخلق سواهم.
وقيل إنّه من ولد سَلَمة بن الأَكْوَع، وكان يقول: لا أعلم صحّة ذلك.
قال الخطيب: كان ابن المظفَّر فَهْمًا حافظاً صادقا.
وقال البَرْقَانِيّ: كتب الدَارقُطْنيّ عن ابن المظفَّر ألوف حديث. [ص:473]
وقال إبراهيم بن محمد الرعيني: قدم علينا ابن المظفر، وكان رجلاً أحْول أشجّ فحضر عند القَزْوينيّ، يعني عبد الله بن محمد بن جعفر، فقال له: إنّ هذا الذي تُمْليه علينا هو عندنا كثير بالعراق، نريد حديث مصر، فكان ذلك مبدأ إخراج القَزْوينيّ حديث عمرو بن الحارث، فكان منه الذي كان من تكثير الناس عليه، حتى قال الدَارقُطْنيّ: وضع القَزْوينيّ لعمرو بن الحارث أكثر من مائة حديث.
وقال ابن أبي الفوارس: سألتُ ابنَ المُظَفَّر عن حديث الباغَنْدي، عن ابن زيد المَذَاري، عن عَمرو بن عاصم، عن شُعبة، فقال: ليس هو عندي. فقلت: لعله عندك. فقال: لو كان عندي كنتُ أحفظه؛ عندي عن الباغندي مائة ألف حديث، وليس عندي هذا عنه.
وقال القاضي محمد بن عُمر الداودي: رأيتُ الدَارقُطْنيّ يُعَظِّم ابن المظفَّر ويجله، ولا يستند بحضرته.
وقال أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سألت الدَّارَقُطْنيّ عن ابن المُظَفَّر، فقال: ثقة مأمون، فقلت: يقال: إنه يميل إلى التشيع. فقال: قليلاً، مقدار ما لا يَضُر إن شاء الله.
وقال أبو الوليد الباجي: ابن المظفر حافظٌ، فيه تشيع ظاهر.
قال العَتِيقي: توفي يوم الجمعة في جُمادى الأولى.(8/472)
402 - محمد بن النَّضْر بن محمد بن سعيد، أبو الحسين المَوْصِليّ النّخاس [المتوفى: 379 هـ]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: أبي يعلى " معجم شيوخه "، وروى عن ابن زياد النَّيْسَابُوري، وعبد الغافر بن سلامة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر البَرْقانيُّ، والعَتيقي، وأبو محمد الجَوْهري.
وقال البَرْقانيُّ: كان واهياً لم يكن ثقةً.
وقال العَتِيقيُّ: فيه تساهل.(8/473)
403 - هلال بن محمد بن محمد، ابن أخي هلال الرأي، أبو بكر البصْريُّ. [المتوفى: 379 هـ]
توفي في شوال.
رَوَى عَنْ: أبي خليفة، وأبي مسلم الكَجِّي، والحسن بن المثنى، والغَلابي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عمر بن زاذان القَزْوينيُّ،.
وحديثه في " أربعي " السِّلَفي.
وَرَّخه ابن منده.
وَرَوَى عَنْهُ أيضا: أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليَزْدي، وأبو الحسين البصري المعتزلي.
قال الحسن الزُّهري: ادعى لقاء من لم يَلْقه.
وقال ابنُ الصلاح: ضعفوه.(8/474)
-سنة ثمانين وثلاث مائة(8/475)
404 - أحمد بن إبراهيم بن خازم بن الحسن بن أذْك الهَمَذَانيُّ، أبو الحسين الصَّرَّام. [المتوفى: 380 هـ]
يَرْوِي عَنْ: عبد الرحمن بن أحمد بن عَبَّاد، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، وعبد السلام بن عَبديل، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عيسى، وأبو طالب بن سعدُويه، وحَمْد بن سَهْل المؤدِّب، وآخرون.
قال شيرُويه في ترجمته: لا بأسَ به.(8/475)
405 - أحمد بن الحسين بن أحمد بن مروان بن عُبَيْد بن الحسين، أبو نصر بن أبي مروان الضَّبّي المرواني النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أبا العباس السَّرَّاج، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن شادِل، ومحمد بن حمدون بن رستم، وجماعة من نيسابور.
وَعَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو حفص بْن مسرور، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذي، وآخرون.
تُوُفّي في شعبان.(8/475)
406 - أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الصندوقي، أبو العباس النَّيْسَابُوري. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أبا العباس الثَّقَفي، وإمام الأئمة ابن خُزَيْمَة، ومحمد بن شادِل، ومحمد بن المسيّب.
قال الحاكم: تفرّد بالرواية عن بضعة عشر شيخًا،
وَتُوفِّي في شوال، وله أربع وثمانون سنة.
قلتُ: وروى عنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذي.(8/475)
407 - أحْمَد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مُقَسّم، أبو الحسن المقرئ العطَّار. [المتوفى: 380 هـ]
بغداديٌ ضعيفٌ،
رَوَى عَنْ: أحمد بن الصَّلت الحِمَّاني، ومحمد بن محمد الباغندي.
وَعَنْهُ: أبو نعيم، والعتيقي، وأبو محمد الخَلَّال. [ص:476]
قال الخطيب: كان يتنسك، ولم يكن ثقةً.
وقال حمزة السَّهمي: حَدَّث عَمَّن لم يره.
قلت: وعاش أربعاً وثمانين.
قلتُ: وهو ابن راوي أمالي ثعلب.(8/475)
408 - إبراهيم بن أحمد بن بِشْران الصَّيرفيُّ البغداديُّ، صنان. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البغوي، وأبا حامد الحضرمي.
قال عُبيد الله الأزهري: هذا الشيخ ثقةٌ كتبنا عنه بانتقاء الدَارقُطْنيّ.(8/476)
409 - بشر بن الحُسين بن مُسلم، أبو سعد، [المتوفى: 380 هـ]
قاضي قضاة شيراز.
توفي في رمضان. وكان إماماً في مذهب داود. وقد ولي قضاء القضاة ببغداد في سنة تسع وستين وثلاث مائة بجاه بني بويه، وبقي بشيراز. واستخلف علي بغداد بواباً له، فَصُرف عن ذلك في سنة اثنتين وسبعين بموت عضد الدولة.
وكان شيخاً مُسِنَّاً، حدث عن أحمد بن محمد بن الأشعث، وعبد الله بن عمرو بن بحر، وأحمد بن سَمْعان.(8/476)
410 - بكر بن محمد بن جعفر بن راهب، أبو عمرو النَّسَفي المؤذن. [المتوفى: 380 هـ]
روى " جامع البخاري " عن حمّاد بن شاكر، وروى أيضًا عن محمود بن عنبر.
رَوَى عَنْهُ: جعفر المُسْتَغْفِري، وقال: كان كثير التلاوة، شديدًا على المبتدعة، حدثنا بكتاب " الجامع " عن ابن شاكر.(8/476)
411 - الحسن بن إبراهيم بن مزاحم، أبو علي العطشي المزيِّن. [المتوفى: 380 هـ]
رَوَى عَنْ: علي بن عبد الله بن مبشّر الواسطي، والحسين المطبقي.
وَعَنْهُ: الحمّامي المقرئ، وعُبَيْد الله الأزهري، وعلي بن طلحة.
وعاش إلى سنة ثمانين.(8/476)
412 - الحسن بن الحسين بن الحسن، أبو الطَّيِّب الرَّبعي النصيبي. [المتوفى: 380 هـ][ص:477]
حدّث في هذا العام بمصر عن محمد بن إبراهيم الدَّيبلي بجزء سمعه منه أبو عمر أحمد بن محمد الطّلمَنْكِي.(8/476)
413 - الحسن بن محمد بن حبيب، أبو أحمد الحَبِيبيُّ. [المتوفى: 380 هـ]
تُوُفّي في ربيع الأوّل.(8/477)
414 - الحُسين بْن علي بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن يزيد الحَلَبيُّ، أبو العباس. [المتوفى: 380 هـ]
مات قبل والده،
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة.
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي عبد الله المَحَامِلي، وابن مَخْلَد.
هذا المذكور في حدود تسعين وثلاث مائة.(8/477)
415 - الحسين بن محمد ابن القاضي الحسين بن إسماعيل المَحَاملي، أبو بكر. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: جدّه، ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي، وأَبَا الْعَبَّاس بْن عُقْدَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو محمد الجوهري أحاديث مستقيمة؛ قاله الخطيب.
وتُوُفّي في شعبان.(8/477)
416 - رائق، مولى زينب بنت أحمد أخت الحافظ أبي سعيد بن يونس المصري، أبو صالح. [المتوفى: 380 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: عبد الله بن الورد، وابن خروف.
ورماه الجمل في طريق الحج فمات رحمه الله.(8/477)
417 - سهل بن أحمد الدِّيباجيُّ، أبو محمد. [المتوفى: 380 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي خليفة، ويَمُوت بن المُزَرَّع.
وَعَنْهُ: العتيقي، وعلي بن المحسن التَّنُوخيّ، وأبو محمد الجوهري.
وقال الأزهري: كان كذّابًا رافضيًّا، رأيت في بيته لَعْن أبي بكر وعمر مكتوبًا. [ص:478]
وقال ابن أبي الفوارس: كان آية ونكالًا في الرواية، غاليا في الرفض، ولم يكن له أصل صحيح.(8/477)
418 - طاهر بن أحمد الأَزدي المصري الخلال. [المتوفى: 380 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن زبّان،
وَتُوفِّي في ربيع الآخر.(8/478)
419 - طلحة بن أحمد بن الحسن البغدادي الخزّاز الصُّوفي. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: المَحَامِلي، ومحمد بن أحمد بن أبي مَهْزُول، ومحمد بن أحمد بن صفوة، المَصَّيصيّين.
وَعَنْهُ: أبو محمد الخلال وقال: ثقة، وعمر بن بُكَير، وأبو نُعَيم، وأحمد بن عمر بن رَوْح.
مات ببغداد.(8/478)
420 - طلحة بن محمد بن جعفر، أبو القاسم الشاهد المقرئ، [المتوفى: 380 هـ]
غلام ابن مُجاهد.
سَمِعَ: عمر بن أبي غيلان، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا صخرة الكاتب، وجماعة، وقرأ على ابن مجاهد.
قَرَأَ عَلَيْه: أبو العلاء الواسطي،
وَحَدَّثَ عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التَّنُوخيّ، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وغيرهم.
صنّف " أخبار القضاة ".
ضعفه الأزهري.
وقال ابن أبي الفوارس: إنّه كان يدعو إلى الاعتزال.
وعاش تسعين سنة. بغداديّ.(8/478)
421 - عبد الله بن أحمد بن حاجب الخَثْعَمي القرطبي. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن ثابت التغلبي، وجماعة.(8/478)
422 - عبد الله بن إسماعيل بن حرب، أبو محمد ابن الثور القرطبي. [المتوفى: 380 هـ][ص:479]
سَمِعَ: أحمد بْن سَعِيد بْن حَزْم، ومحمد بْن معاوية، وأحمد بن مُطَرَّف وجماعة، وبمصر من أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي، وببغداد من أبي علي ابن الصواف، وأمثالهم.
وكان يفهم ويدري؛
سَمِعَ مِنْهُ: جماعة،
وَتُوُفِّي في صفر.(8/478)
423 - عبد الله بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد، أبو محمد القُرْطُبي. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بن عَبْد الملك بْن أَيْمَن، وقاسم بن أصبغ، وأبيه،
ولم يحدّث.(8/479)
424 - عبد الله بن محمد بن مسرور الشّقّاق القُرْطُبي. يُعرَف بَرزِيق. [المتوفى: 380 هـ]
مُكْثِر عن قاسم بن أصبغ، وحج،
وَسَمِعَ مِنْ: جماعة، وحدّث،
وَتُوُفِّي في شوّال.(8/479)
425 - عبد الله بن محمد الأصبهاني المقرئ، أبو محمد، ويُعرف بابن ليلاف. [المتوفى: 380 هـ]
كان يُصَلي بالنّاس في الجامع في رمضان، وكان رأسًا في نَقْط المصاحف، وفي القراءات،
وَتُوُفِّي في جُمادى الآخرة؛ قاله أبو نُعَيم.(8/479)
426 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن عُقْبَة، أبو محمد القاضي البغدادي. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن زياد النَّيْسَابُوري.
وَعَنْهُ: عبيد الله الأزهري.
وكان ثقة.(8/479)
427 - عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذِكوان القاضي، أبو محمد البعلبكي. [المتوفى: 380 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي الْجَهْم بن طِلاب، وابن جَوْصَا، وأبي الدَّحْداح أحمد بن محمد، وأبي العبّاس الزّفتي، ومحمد بن أحمد بن صَفْوَة، وأبي بكر الخرائطي، وطائفة سواهم.
وَعَنْهُ: الوليد بن بكر الأندلسي، ومكّي بن الغَمْر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
قال عبد العزيز الكتاني: تكلموا فيه.(8/480)
428 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد البر، أبو محمد النَّمَرِي القُرْطُبي، الفقيه المالكي، [المتوفى: 380 هـ]
والد الإمام أبي عمر يوسف.
تفقّه على التُّجَيْبِي ولازمه،
وَسَمِعَ مِنْ: أحمد بن مُطَرَّف، وأحمد بن حَزْم.
وكان صالحًا عابدًا متهجّدًا،
تُوُفِّي في هذه السنة في ربيع الآخر، وله خمسون سنة.(8/480)
429 - عبد الرحمن بن عمر الفارسي الفقيه، أبو عمرو. [المتوفى: 380 هـ]
ولي قضاء نَسَف ثلاث مرّات، آخرها في هذه السنة.
وقد سمع ببغداد من: أبي حامد الحَضْرَمي، وابني المحاملي، لكن عُدِمت كُتُبْه.(8/480)
430 - عبد العزيز بن الحسن بن أحمد بن جَحَّاف، أبو عمر السُّلَمي المصري. [المتوفى: 380 هـ](8/480)
431 - عبد الواحد بْن محمد بْن الحَسَن بْن محمد بْن شاذان، [المتوفى: 380 هـ]
ابن عم أبي بكر أحمد بن إبراهيم.
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وكان بغداديا ثقة.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد الله الأزهري، وأبو محمد الخلال.(8/480)
432 - عُبَيْد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار، أبو عبد الله الأَرْدَسْتَاني التاجر. [المتوفى: 380 هـ][ص:481]
حدّث بأصبهان عن عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد الطّهْراني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وأبو نُعَيم.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل.(8/480)
433 - عُبَيْد اللَّه بن عبد الله بن محمد، أبو القاسم السَّرَخْسي التاجر، [المتوفى: 380 هـ]
نزيل بُخَارى.
ذكره جعفر الإدريسي، فقال: الشيخ الصالح الثقة، قدِم نَسَف سنة سبعٍ وعشرين، لسماع " الجامع " للبُخَاري، من أبي طلحة منصور بن محمد البَزْدوي.
وَرَوَى عَنْ: أبيه، وعن أبي عبد الله المَحَاملي، ومحمد بن جعفر المَطِيري، وحدّثنا ببُخَارى، ومات في رجب.
وقال الخطيب في ترجمته: سمع أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي، وجماعة. وحدّث ببغداد، فسمع منه أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، ومحمد بن طلحة النَّعالي، وأبو سعد الماليني، وكان ثقة.(8/481)
434 - عُبَيْد الله بن محمد بن عُبَيْد الله بن هاشم، أبو مروان ابن القَسّام الأموي، مولاهم، القُرْطُبي. [المتوفى: 380 هـ]
رَوَى عَنْ: أحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن أَيْمَن، وعَبْد اللَّه بن يونس.
قال ابن الفَرَضي: سمعت منه كثيرًا، وكتب لي بخطّه،
وَتُوُفِّي في رمضان.(8/481)
435 - عُبَيْد الله بن محمد بن محمد أبو أحمد الْجُرْجاني الواعظ ابن الواعظ. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أبا العباس الأَصَمّ، والمحبوبي، وتقدّم في علم الحقائق، ورُزِق فيه لساناً وبياناً.
مات فجاءة عن ثلاث وستّين سنة، رحمه الله.(8/481)
436 - عُبَيْد الله بن محمد بن مَخْلَد، أبو القاسم النوري. [المتوفى: 380 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي، ومحمد بن حَمْدَوَيْه.
وَعَنْهُ: عُبَيْد الله الأزهري.
وكان بغداديا ثقة.(8/482)
437 - علي بن عمرو بن سهل أبو الحسن الحَرِيري. [المتوفى: 380 هـ]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أبي عَرُوبة الحرّاني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأحمد بن إسحاق بن البَهْلُول.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
وثقه ابن أَبِي الفوارس.(8/482)
438 - محمد بن أحمد بن حمدون بن عيسى، أبو عبد الله الخَوْلانيُّ القُرْطُبيُّ، ويُعرف بابن الإمام. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحْمَد بْن خَالِد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بن أَيْمن، ومحمد بن قاسم، وجماعة.
وكان حافظًا للأخبار والنّسب، على مذهب ابن مَسَرّة.(8/482)
439 - محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو أحمد المَرْوَزي الزّرْقي [المتوفى: 380 هـ]
من قرية زرق.
عَنْ: عبد الله بن محمود السعدي، وأحمد بن علي الكَشْمَيْهَني راوية علي بن حجر.
حدّث في هذا العام، ولا أعلم متى مات؛
رَوَى عَنْهُ: محمد بن أحمد المَرْوَزي الترابي.(8/482)
440 - محمد بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن مُفرِّج، أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر الأندلسي القُرْطُبي، [المتوفى: 380 هـ]
مولى بني أُمَيّة.
سَمِعَ: قاسم بن أصبغ بقُرْطُبَة، وأبا سعيد ابن الأَعرابي بمكّة، ومحمد بن الصَّمُوت بمصر، وخَيثَمَة بأطْرابُلس، وأبا الميمون بن راشد بدمشق، وطبقتهم. [ص:483]
رَوَى عَنْهُ: الحافظ أبو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن يونس الصَّدَّفي شيخه، وأبو الوليد عبد الله ابن الفَرَضي، وإبراهيم بن شاكر، وعبد الله بن الربيع التميمي، وأبو عمر أحمد بن محمد الطَّلَمَنْكي، وعدّة شيوخه مائتان وثلاثون شيخًا.
اتصل بصاحب الأندلس، وكان ذا مكانةٍ عنده. صنّف له عدة كتب، فولاه القضاء، وكان حافظًا بصيرًا بالرجال، أكثر الناسُ عنه من السماع. وتُوُفّي في رجب، عن ستٍّ وستّين سنة.
قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف: كان ابن مفرّج من أعنى النّاس بالعِلم، وأحفظهم للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفنّ، من أوثق المحدّثين بالأندلس وأجْودِهم ضبْطًا.
وقال الحُمَيْدِي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل أبو بكر، حافظ جليل، صنف كُتُبًا في فِقه الحديث، وفي فِقْه التابعين، من ذلك " فقه الحَسَن البَصْري " في سبع مجلدات، و" فقه الزُّهْري " في أجزاء عديدة. وجمع " مُسْند قاسم بن أصبغ " في مجلَّدات.(8/482)
441 - محمد بن إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس، أبو بكر البغدادي، [المتوفى: 380 هـ]
قاضي دَيْر العَاقُول.
رَوَى عَنْ: جدّه، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسين الأشناني، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وعبد الله البَغَوِي.
وَعَنْهُ: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ.
وثّقه الخلال،
وَتُوُفِّي في ربيع الأوّل.
وأمّا جدُّه فيروي عن عبد الأعلى بن حماد، بقي إلى سنة ثلاثمائة.
وآخر من روى عن أبي بكر أبو محمد الجوهري.(8/483)
442 - محمد بن بكر بن خَلَف بن مُسلم، أبو بكر الوَّرَكي المطّوّعي الصّالح. [المتوفى: 380 هـ][ص:484]
حَدَّثَ عَنْ: إسحاق بن أحمد بن خَلَف، وأحمد بن محمد المُنْكَدِري، وعبد الملك بن محمد بن عَدِيّ.
وَعَنْهُ: جعفر المُسْتَغفِري.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
وَرَكَه: من قُرى بُخَارى.(8/483)
443 - محمد بن بكر بن مطروح، أبو بكر الفقيه النِّعاليُّ المِصريُّ. [المتوفى: 380 هـ]
رَوَى عَنْ: سعيد بن هاشم الطبراني، وأبي جعفر الطَّحَاوي.
تُوُفّي في رمضان.(8/484)
444 - محمد بْن الحُسين بْن موسى بن مَحْمَويْه، أبو سعيد النيسابوري السمسار. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أبا قريش محمد بن جمعة، وأبا بكر بن خُزَيْمَة.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقال: تُوُفّي في رمضان، وَأَبُو حفص بْن مسرور، وَأَبُو سعد الكنْجَرُوذي.(8/484)
445 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شيِرَوَيْه، أبو بكر النَّيْسَابُوري، [المتوفى: 380 هـ]
نزيل فَسَا من بلاد شيراز.
ثقة،
سَمِعَ: الحسن بن سفيان النسوي، وابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عبد العزيز القصّار، ثم قال: ثقة، قال لي: وُلِدت سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات سنة ثمانين.
قلت: فيكون عمره تسعًا وتسعين سنة.
قال الحافظ أبو مسعود الدمشقي: سمعت أبا عمرو بن حمدان وسئل عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن شيرويه الذي يحدّث بفَسَا، فقال: ما سمعنا " مُسْنَد الحسن بن سفيان " إلّا حين قدم والده معه، فوزن له، يعني الحسن، مائة دينار، فسمعنا معه.
وقد أرّخه ابن نُقْطَة في " التقييد " في هذه السنة.(8/484)
446 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد الله بن الحسن الهمداني الأصبهاني أخو أبي الحسن، يُكَنى أبا الحسين. [المتوفى: 380 هـ][ص:485]
حَدَّثَ عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الرازي، وأحمد بن علي بن الجارود.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم.(8/484)
447 - محمد بن عبد الله بن صُبر، أبو بكر الحنفيُّ الفقيه. [المتوفى: 380 هـ]
ولي القضاء بعسكر المهديّ، وعاش ستّين سنة، وكان مُعْتَزِليًّا مشهورًا به، رأسًا في عِلْم الكلام.
سمْى أبو بكر الخطيب أباه عبد الرحمن، وإنما هو محمد بْن عَبْد الله بْن جعفر بْن محمد بن الحسين بن الفَهْم المعروف بابن صُبَر.
ناب في القضاء عن أبي محمد بن معروف. وكان بصيرًا بكلام أبي هاشم الْجُبّائي، خبيرًا بالتفسير. وله كتاب في الردّ على اليهود، وكتاب " عُمْدَة الأدِلّة "، وكتاب " التفسير " وما أَتَمَّه.
تُوُفّي لعَشْرٍ بقين من ذي الحجّة ببغداد.
ولبِشْر بن هارون فيه:
قل للدّعِيِّ أبي صُبَر ... وهب ادّعيت فَمَنْ صَبَرْ؟
وإذا تَطَيْلَسَ للقضاء ... فَمَرْحَبًا بأبي العُرَرْ
فَقَضَاؤُهُ شَرُّ القضاء ... إذا قَضَى عَمِيَ البَصَرْ(8/485)
448 - محمد بن علي بن المؤمّل النَّيْسَابُوري الماسَرْجَسي [أبو عبد الله] [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: جدّه المؤمّل بن الحسن، وأبا حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان وغيرهم.
يكنى أبا عبد الله.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي، وطائفة.
عاقل ثِقَة.(8/485)
449 - محمد بْن محمد بْن عبد الرَّحيم بْن محمد، أبو أحمد القَيْسَراني. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر الخرائطي، ومحمد بن أحمد بن صفوة المَصّيصي، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، وجميل بن [ص:486] محمد الأَرْسُوفي، وأبو الفرج عُبَيْد الله بن محمد النّحوي، وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي، وجماعة.
وحدّث في سنة ثمانين وانقطع خبره.(8/485)
450 - منصور بن محمد بن أحمد بن حرب القاضي، أبو نصر البُخَاري. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أبا العباس الدغولي، وأبا بكر أحمد بن محمد المُنْكَدِرِي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المَحَاملي، وإبراهيم بن عبد الرزّاق الأنطاكي، وأحمد بن سليمان بن زبّان الكِنْدي.
رَوَى عَنْهُ: أردشير بن محمد الهشامي، وأبو عبد الله الحاكم، وفضل بن سهل الصّفّار.
وكان محتسب بُخَارَى، وبها تُوُفّي.(8/486)
451 - موسى بن عمران بن موسى بن هلال السلماسي. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ: أباه، ومحمد بن عبد الله مكْحُولًا البَيْرُوتي، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وابن جَوْصَا، ومحمد بن القاسم المُحَاربي الكوفي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن أخيه مهند بن المظفر، وأحمد بن حريز السلماسي، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحراني.
توفي في ربيع الآخر بأشنة.(8/486)
452 - يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن هارون بن داود بن كِلّس، الوزير البغدادي، أبو الفرج. [المتوفى: 380 هـ]
كان يهوديا خبيثًا ماكرًا فَطِنًا داهية. سافر ونزل الرَّملة، وصار بها وكيلًا، فكسر أموال التجار، وهرب إلى مصر، ثم توصّل، وجرت له أمور، فرأي منه كافور الأخشيدي فِطْنَةً وسياسة، وطمع هو في التقدُّم، فأسلم في يوم جمعة، فقصده الوزير ابن حنزابه لما فهم مرامه، فهرب إلى المغرب، واتّصل بيهودٍ كانوا في خدمة المُعِزّ، فعَظُم شأنه، ونَفَق على المُعِزّ، وجاء معه إلى مصر، فلما ولي العزيز، استوزره سنة خمسٍ وستّين، وبقي وزيره إلى أن هلك، وهو [ص:487] وزير، في هذه السنة في ذي القعدة، وله اثنتان وستون سنة.
وكان عالي الهمّة وافر الهَيْبَة، عاده في مرضه العزيز وقال له: يا يعقوب ودِدتُ أن تُباع فأشتريك بملكي، فهل من حاجةٍ؟ فبكى وقبّل يده، وقال: أمّا لنفسي فلا يحتاج مولاي وصيّة، ولكن فيما يتعلّق بك: سالم الروم ما سالموك، واقنع من بني حمدان بالدَّعْوة والشُّكْر، ولا تُبْقِ على المفرج بن دغفل متى أمكنت فيه الفرصةُ، فأمر به العزيز، فدُفِن في القصر، في قُبة بناها العزيز لنفسه، وصلّى عليه، وألْحَدَه بيده، وتأسّف عليه، وهذه المنزلة ما نالها وزير قطّ من مخدومه.
وقيل إنّه حَسُنَ إسلامُهُ، وقرأ القرآن والنَّحْوَ، وكان يجمع عنده العلماء وتُقْرأ عليه مصنّفاته ليلة الجمعة، وله إقبال زائد على العلوم على اختلافها، وقد مدحه عدة شعراء، وكان كريمًا جَوَادًا.
ومن تصانيفه كتاب في الفقه ممّا سمعه من المُعِزّ والعزيز، وجلس سنة تسعٍ وستّين مجلسًا في رمضان، فقرأ فيه الكتاب بنفسه، وسمعه خلائق، وجلس جماعة في الجامع العتيق يُفْتُون من هذا الكتاب.
قلت: هذا الكتاب يريد يكون على مذهب الرافضة، فإن القوم رافضة في الظاهر ملحدة في الباطن.
وقد اعتقله العزيز شهوراً في أثناء سنة ثلاث وسبعين، ثم رضي عنه، وردّه إلى الوزارة. وكان إقطاعه من العزيز في العام مائتي ألف دينار. ومات، فوُجِد له من المماليك والعبيد أربعة آلاف غلام إلى أشباه ذلك: ويقال: إنّه كُفّن وحُنّط بما قيمته عشرة آلاف دينار.
وقيل: إنّ العزيز بكى عليه، وقال: وَأطُول أسفي عليك يا وزير.
ويقال: إنّه رثاه مائةُ شاعر، فأخِذت قصائدُهُم وأُجِيزوا، والأصحّ أَنَّه حسُن إسلامه.(8/486)
453 - يونس بن أبي عيسى بن عتيك، أبو الوليد البَلَنسي. [المتوفى: 380 هـ]
سَمِعَ بقُرْطُبة مِنْ: أحْمَد بْن خَالِد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بن أيمن، وجماعة.(8/487)
-المتوفّون تقريبًا من أهل هذه الطبقة رحمهم الله(8/488)
454 - أحمد بن الحسن بن محمد بن سعيد، أبو العبّاس البغدادي، المخرمي الورّاق الصَّيْدَلاني، المعروف بابن بطانة. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سكن البصرة،
وَحَدَّثَ عَنْ: البَغَوِي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضْرَمي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم الحافظ، وأخوه عبد الرّزّاق، وأبو سعد الماليني، وحمزة السَّهْمي، وغيرهم.
وكان ينسخ للنّاس، ويقرأ الحديث على أبي إسحاق الهجيمي ونحوه.(8/488)
455 - أحمد بن عُبَيْد الله الكَلْوَاذانيُّ المعروف بابن قَزَعة. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أبا عبد الله المَحَامِلي، والصُّولي.
وَعَنْهُ: محمد بن عمر بن بُكَيْر، وغيره.
وكان أديبًا كثير العِلْم.(8/488)
456 - أحمد بن محمد بن محفوظ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
حدّث بما وراء النّهر عن عمر بن محمد بن بجير، وجعفر الكرميني.(8/488)
457 - أحمد بن محمد بن الحسن، أبو نصر البُخَاري. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن محمد بن الجليل، وروى عنه كتاب " الأدب " للبخاري، وعبد المؤمن بن خَلَف النَسَفي.
قال الخطيب: كان ثقة، توفي قبل سنة ثمانين.(8/488)
458 - أحمد بن محمد بن يحيى، أبو الحسين السدوسي الأنباري. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوِي، وابْن زياد النَّيْسَابُوري.
وَعَنْهُ: محمد بن محمد الأنباري.
تُوُفّي في حدود الثمانين.(8/488)
459 - أحمد بن عبيد الله بن إسحاق ابن المتوكّل على الله، أبو الحُسين العبّاسيُّ الهاشميُّ. [الوفاة: 371 - 380 هـ][ص:489]
قال ابن النّجار: لقي الْجُنَيد ورُوَيْمًا.
وَسَمِعَ مِنْ: محمد بن جرير، وأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني،
وسكن شِيرَاز، وحدّث بها سنة تسعٍ وسبعين وثلاث مائة، وجاوز المائة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عبد الصّمد، وأبو أحمد اللّبّان، ومحمد بن عبد العزيز الشيرازي القصّار.(8/488)
460 - أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو طاهر الهَرَوِيُّ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن إدريس.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ.(8/489)
461 - أحمد بن علي بن الفرج، أبو بكر الحلبي الحَبَّال الصُّوفي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، وَأَبُو سعد الماليني، ومكّي بن الغَمْر، وأبو نصر الجَبَّان، وآخرون.(8/489)
462 - أحمد بن محمد بن أحمد بن الربيع بن معيوف، أبو الحسن الهَمَداني الغُّوطيُّ العين ثرمائي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: محمد بن أحمد بن عُبَيْد بن فيّاض، والسَّلْم بن مُعَاذ، وجماعة.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، وأبو نصر بن الجبان، ومكّي بن الغَمْر.(8/489)
463 - أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار، أبو بكر الأُمويُّ الْجُرْجاني. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: الفضل بن صالح، وعَبْدان الجواليقي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عمرو الفُراتي، وأبو سعد الماليني، وأبو حازم العبدويي، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وآخرون.
قال البَيْهَقي: له أحاديث موضوعة لا أستحلّ رواية شيء منها.
قلت: له رحلة إلى الشام ومصر والعراق، دخل بغداد سنة ثلاثٍ وثلاث مائة، وجدّه هو عبد الجبّار بن يعاطر بن مُصْعَب بن سعيد ابن الأمير مَسْلَمَة بن عبد الملك بن مروان.
وقد حكى عنه محمد بن القاسم الفارسي، قال: دخلت بغداد، وبها شيخ يقال له أبو العَبَرْطَن يحدّث بالأعاجيب فإذا الدّار مملوءة بأولاد الملوك والأغنياء يكتبون عنه، وعلى رأسه خُفٌّ مقلوب، وعليه فَرْوَةٌ مقلوبة، فقال: [ص:490] حدثنا الأوّل عن الثاني عن الثالث أنّ الزّنْج سُودٌ سُود، وحدثنا خرباق عن نباق، قال: مطرُ الربيع ماءٌ كلّه. وحدثنا دُرَيْد عن رُشَيْد قال: الأعمى يمشي رُوَيْد. فتعجّبت وقصدْتُه خلْوةً، فرحّب بي، فرأيت منه جميل الأدب، فقلت: تحيّرت في أمر الشيخ، فقال: إنّ السلطان أرادني على عملٍ لم أكن أُطِيقه، فأبيتُ، فحبسني، ولم أجد وجهًا لخَلاصي، فَتَحَامَقْتُ فها أنا في أرغد عَيْش.(8/489)
464 - إسماعيل بن عمران، أبو علي السُّغْدي اللُّغوي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
أخذ عن ابن الأنباري.(8/490)
465 - الحسن بن أحمد، أبو الغادي البغدادي الزّاهد. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
من مشايخ الصُّوفيّة. كثير الأسفار. نزل مَرْو. يحكي عن إبراهيم بن شَيْبان، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو سعد الماليني، وأبو علي بن حمكان الفقيه.(8/490)
466 - الحسن بن أحمد البغدادي السَّقْطي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
عَنْ: البَغَوِي وغيره.
وَعَنْهُ: عبد العزيز الأزجي، ووثّقه.(8/490)
467 - الحسن بن أحمد بن جعفر، أبو القاسم البغدادي الصُّوفي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن زياد النَّيْسَابُوري، وإسماعيل الورّاق، وجماعة.
وَعَنْهُ: عُبَيْد الله بن أحمد الأزهري الصَّيْرَفي، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر.
تُوُفّي في حدود الثمانين وثلاث مائة.(8/490)
468 - صاعد، أبو نصر البَغْداديُّ المقرئ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
قدِم الأندلس سنة خمسٍ وسبعين،
وكان قد قرأ القرآن على ابن مجاهد، وسمع منه كتاب " السبعة ".
وكان له نصيب من العربية،
تُوفِّي سنة ستٍّ وسبعين، أو نحوها؛ قاله ابن الفرضي.(8/490)
469 - طلحة بن عمر الحذاء. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
بغداديّ،
يَرْوِي عَنْ: الباغَنْدِي، وأبي القاسم البَغَوِي.
وَعَنْهُ: بشْرى الفاتني، وعبد العزيز الأَزجي.(8/491)
470 - عبد الله بن الحسين أبو محمد ابن الشَّيْلماني الخلال. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن محمد التُمّار، صاحب يحيى بن مَعين، وأبا القاسم البَغَوِي.
وَعَنْهُ: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، والأزجي، ومحمد بن علي العشاري.
ووثقه أبو محمد الخلّال.(8/491)
471 - عبد الله بن محمد بن أيّوب بن حيّان، أبو محمد الدمشقي القطّان الحافظ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر الخرائطي، ويعقوب الْجَصَّاص، وأبا العبّاس بن عُقْدَة، ومحمد بن مَخْلدَ، وأبا سعيد ابن الأعرابي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والحجاز، والجزيرة.
وَعَنْهُ: تمام الرازي، وعبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عطيّة، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وجماعة.(8/491)
472 - عبد السلام بن حسن، أبو طالب المأموني. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
من فُحُول الشعراء، له مدائح في الصّاحب بن عَبّاد وغيره.
فمن شعره:
يا رَبْعُ لو كنتُ دمعًا فيك مُنْسَكبا ... قضيتُ نَحْبي ولم أقض الذي وَجَبَا
وعُصْبَةً بات فيها الغَيْظُ مُتَّقِدًا ... إذْ شُدْتُ لي فَوْقَ أعناقِ العدا رتبا
فكنت يوسف والأسباط هم وأبو الـ ... أسباط أنت ودعواهم دَمًا كَذِبَا(8/491)
473 - عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يَعْلى النَّسَفي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
عَنْ: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، وإبراهيم بن معقل.
وَعَنْهُ: جعفر بن محمد التوبني. [ص:492]
مات بعد الستّين.(8/491)
474 - عثمان بن عمر بن عبد الرحمن الفقيه، أبو عمرو البغدادي الشافعي، ويُعرف بابن أخي النّجّار. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سكن دمشق،
وَسَمِعَ مِنْ: ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي، وأبي الطّيّب بن عَبَادِل، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمَّام الرّازي، والحافظ عبد الغني، وأبو سعد الماليني، وغيرهم.(8/492)
475 - عثمان بن محمد، أبو عمرو العثماني البصْري. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
حدّث بدمشق وأصبهان عن محمد بن الحسين بن مكرم، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن المقرئ وهو أكبر منه، وتمّام، وابن مَرْدَوَيْه، وأبو نُعَيم، وغيرهم.(8/492)
476 - علي بن الحسن بن أحيد، أبو الحسن البلْخي القطّان. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: المَحَامِلي، وأبا العباس بن عُقْدَة، وإسحاق بن شبيب البلْخي.
وَعَنْهُ: يوسف القوّاس الزّاهد، وهو أكبر منه، وتمّام الرّازي، والحاكم.
تُوُفّي بعد السبعين وثلاث مائة.(8/492)
477 - علي بن محمد بن حبش، أبو الحسن الأَنْباري الكاتب. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
من بيت حشمة وتقدم.
رَوَى عَنْ: جعفر الفِريْابي.
وَعَنْهُ: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو العلاء الواسطي.
عاش نحوًا من تسعين سنة.(8/492)
478 - علي بن محمد بن مهدي، أبو الحسن الطَّبري المتكلّم الأَصُولي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
رحل في طلب العِلْم، وصحب أبا الحسن الأشعري بالبصْرة مدّة، وتخرّج به، وصنّف التصانيف، وتبحّر في عِلمِ الْكلام، وهو مؤلّف كتاب [ص:493] " مُشْكل الأحاديث الواردة في الصّفات ".
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الماليني، وغيره.
وهو يَرْوِي عَنْ: أصحاب محمد بن إسحاق الصَّغَاني، والعُطارِدي.(8/492)
479 - عمر بن محمد بن أحمد بن مقبل، أبو القاسم ابن الثلاج. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
شيخ بغداديّ هالك، كان كثير الأسفار. حدث في الغربة عن المحاملي.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الماليني.
قال أبو سعد الإدريسي: قدِم علينا، وكان مُتَّهَمًا بالكِذب.(8/493)
480 - لؤلؤ القَيْصريُّ مولى المقتدر بالله. [أبو محمد] [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ بدمشق وغيرها: هشام بن أحمد، والحسن بن حبيب، وقاسم بن أحمد المَلَطي، وأحمد بن إبراهيم بن غالب البلدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر البَرْقَانِيّ، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
كنيته أبو محمد.(8/493)
481 - محمد بن أحمد بن الحسن، أبو الحسين الكَرَجيُّ، [الوفاة: 371 - 380 هـ]
نزيل بيت المقدس.
سَمِعَ: أبا سعيد ابن الأعرابي، وخيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد الذهبي وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو الفرج عُبَيْد الله المراغي، وانتقي عليه الحافظ عبد الغني المصري.(8/493)
482 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهدي، أبو عبد الله الإسكافي الشاهد. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
بغداديّ فاضل
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وابن نيروز، ومحمد بن هارون الحَضْرَمي، وابن مجاهد، ونفطَوَيْه، وابن دُرَيْد، وأحمد بن علي الْجَوْزَجاني، وابن الأنباري، وابن مَخْلَد العطّار، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: أبو نُعَيم، وأبو سعيد النّقّاش الأصبهانيّان، لقياه ببغداد، وله [ص:494] تاريخ كبير على السّنين والحوادث، وما كأنّه بقي إلى هذا الوقت.
وقد ذكره ابن النّجّار، وقال: قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي بخطّه: مات أبو العبّاس محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في رجب سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة.
قلت: هذا رجل آخر، لو بقي الإسكافي إلى هذا الحين لازْدَحَمُوا عليه.(8/493)
483 - محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو الفضل العباسي المِصِّيصي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
رَوَى عَنْ: علي بن عبد الحميد الغضائري، وأبي عَرُوبة الحَرَّاني، وأبي الحسن بن جوصا. وحدَّث ببغداد فروى عنه أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن بكرون الدَّسْكَري، والحسن بن علي الْجَوْهري.
ضعّفه الخطيب.(8/494)
484 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن بُنْدار، أبو زُرعَة الأستراباذي المؤذن المعلم، المعروف باليمني. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي ببغداد، وأبا عَرُوبَة بحَرّان، وأبا العبّاس السّرّاج بنَيْسَابور، وعلي بن الحسين بن معدان بفارس، وابن جَوْصَا بدمشق.
وَعَنْهُ: حمزة السَّهمي.(8/494)
485 - محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه، أبو هُمَام الطُّوسي الحافظ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أبا العباس بن عُقْدَة، وعبد الله بن محمد الحامض، والمَحَامِلي.
وَعَنْهُ: عبد الغني بن سعيد، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وعلي ابن السّمسار، وغيرهم.(8/494)
486 - محمد بن إبراهيم بن سَلَمة، أبو الحسن الكُهَيْلي الكوفي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، وغيره.
وَعَنْهُ: الحسين بن أحمد الرّازي.(8/494)
487 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مِهران، أبو بكر الصَّفَّار البَغْداديُّ الضرير. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: محمد بن صالح بن أبي عِصْمة بدمشق، وعبد الله بن محمد بن سَلْم ببيت المقدس، ومحمد بن محمد بن النَّفاح بمصر، وأبا عروبة بحران، والبغوي ببغداد.
وَعَنْهُ: الدارقطني، وحمزة السهمي، وإبراهيم بن عُمر البَرْمكي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
وقال البَرْقاني: ثقةٌ فاضل أصله من الشام، قال لي: ولدت سنة تسع وثمانين ومائتين.
قلتُ: حَدَّث سنة إحدى وسبعين.(8/495)
488 - محمد بن إسحاق بن دارا الأهوازي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
عَنْ: أحمد بن الحسن المضري، وإبراهيم بن محمد النّاقد.
وَعَنْهُ: أبو علي الأهوازي، والحسين بن أحمد بن سهل.
قال الخطيب: غير ثقة.(8/495)
489 - محمد بن الحسن بن سليمان، أبو النَّضْر الهَرَوِي السّمسار. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: الحسين بن إدريس، وعبد الله بن عُرْوَة الفقيه.
وَعَنْهُ: أبو يعقوب القراب.(8/495)
490 - محمد بن جعفر بن محمد بن أبي كريمة، أبو علي الصيداوي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: ابن جوصا، وأبا الدحداح أحمد بن محمد، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.
وَعَنْهُ: الخصيب بن عبد الله القاضي، وأبو سعد الماليني، وصالح بن المَيَانجي، وأحمد بن الحسن الطّيّان وآخرون.(8/495)
491 - محمد بن الحسن بن علي، أبو طاهر الأنطاكي المقرئ المحقّق. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
قال أبو عمرو الدّاني: هو من أجلّ أصحاب إبراهيم بن عبد الرزاق [ص:496] الأنطاكي وأضبطهم، رَوَى عَنْهُ القراءة: جماعةٌ من نُظَرائه كابن غلبون، وقيل: إنّه تُوُفّي قبل سنة ثمانين وثلاث مائة بيسير، مُنْصَرَفَه من مصر.
وقال غيره: قرأ علي ابن عبد الرزّاق، وعتيق بن عبد الرحمن الأَذَني.
وروى عنه علي بن داود الداراني، وعلي بن محمد الحنائي، وفارس بن أحمد الضَّرير، وعبد المنعم بن غلبون، وتصدَّر للإقراء مدّة.(8/495)
492 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم أبو الحسن الآبُري السّجِسْتَاني، [الوفاة: 371 - 380 هـ]
وآبُر: من قُرَى سَجَستان.
محدّث مشهور،
سَمِعَ: أبا العباس السراج، وابن خزيمة، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وأبا نُعَيم بن عَدِيّ، ومحمد بن يوسف الهَرَوي، ومَكْحَولًا البيروتي، ومحمد بن الربيع الجيزي، وجماعة.
وَعَنْهُ: علي بن بُشْرَى اللَّيثي، ويحيى بن عمّار السِجِسْتانيّان.
وصنّف كتابًا كبيراً في مناقب الشافعي.
توفي تقريباً من سنة سبعين وثلاث مائة.(8/496)
493 - محمد بن الخضر بن زكريا بن أبي خزّام، أبو بكر البغدادي المقرئ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
ثقة،
حَدَّثَ عَنْ: أبي القاسم البَغَوِي.
وَعَنْهُ: أبو العلاء الواسطي، والتَّنُوخي.(8/496)
494 - محمد بن الطيّب بن محمد، أبو الفرج البغدادي الحافظ البلّوطي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أبا بكر بن أبي داود، وأبا ذر ابن الباغندي، ومحمد بن سليمان النعالي. وحدّث بالأهواز وغيرها؛
رَوَى عَنْهُ: ابن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني.(8/496)
495 - محمد بن عبد الله السَّيَّاري الهَرَوِي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن نجدة بن العريان.
وَعَنْهُ: أبو يعقوب القَرّاب.(8/497)
496 - محمد بن عبدون الجيلي العدوي الطبيب. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
دبّر مارستان مصر في دولة الإخشيدية، وأخذ المنطق عن أبي سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السِجِسْتاني. وعبر للأندلس سنة ستّين وثلاث مائة، وخدم المستنصر بالله وابنه المؤَيّد بالله. وكان قليل النّظير في الطّبّ، وله مصنفات.(8/497)
497 - محمد بن علي بن يحيى، أبو بكر البغدادي، العريف، البزاز. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وَعَنْهُ: العتيقي، ومحمد بن علي العُشاري.
وهو ثقة.(8/497)
498 - محمد بن عمر بن شَبوَيه، أبو علي الشَبُويي المَرْوَزي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ " صحيح البُخَارِي " سنة ستّ عشرة وثلاث مائة من الفَرَبْري.
وكان ثقة مقبولًا؛ سمع منه الكتاب أهل مَرْو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مائة، ورواه عنه سعيد بن أبي سعيد العيّار.
قال أبو بكر السمعاني: لما تُوُفّي الشَبُّويي سمع النّاس " الصحيح " من أبي الهيثم الكُشْمِيهَني.
وكان أبو علي من كبار الصُّوفيّة؛ ذكره السُّلمي فقال: كان من أصحاب أبي العبّاس السياري، له لسان ذَرِب في علوم القوم، وكان الأستاذ أبو علي الدّقّاق يميل إليه. وكان كتب الحديث، وهو الذي رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: قلت يا رسول الله: " شيبتني هود والواقعة "؛ ما الذي شيبك منهما؟ قال: " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ".(8/497)
499 - محمد بن غريب بن عبد الله، أبو بكر البغدادي البزّاز، [الوفاة: 371 - 380 هـ]
غلام ابن مجاهد.
سَمِعَ: أحمد بن محمد بن الجعد الوشَّاء، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، [ص:498] وعلي بن حمّاد الخشّاب.
وَعَنْهُ: أبو بكر البرقاني، وأبو العلاء الواسطي وعمر بن إبراهيم الفقيه.
ووثقه البَرْقاني. وهو راوي " مُوَطَّأ " سُوَيْد، عن ابن الْجَعْد الوشَّاء، عن سُوَيْد؛ وقَعَ لنا من طريقه.(8/497)
500 - محمد بن محمد بن عُبَيْد بن أحمد بن مَخْلَد، أبو بكر العسكري الدّقّاق، [الوفاة: 371 - 380 هـ]
أخو الحسين، وهو الأصغر.
سَمِعَ: أباه، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا أحمد هارون بن يوسف الشطوي، وأبا العباس بن مسروق.
رَوَى عَنْهُ: بُشْرَى الفاتني جُزْءًا سمعناه. وأبوه يروي عن زكريا بن يحيى بن أسد، وجماعة.(8/498)
501 - محمد بن محمد بن عبد الوهاب، أبو زُرْعَة بن أبي عصمة العُكْبَري القاضي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
رَوَى عَنْ: البَغَوِي وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عبد العزيز الأزجي.(8/498)
502 - محمد بن محمد بن مُعَاذ أبو بكر المقرئ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
بغداديّ مُوَثَّق،
يَرْوِي عَنْ: البَغَوِي.
وَعَنْهُ: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي.(8/498)
503 - محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو بكر الرَّقِّيّ، ويقال: أبو عبد الله. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
محدّث واسع الرّحلة،
سَمِعَ: ابن الأعرابي بمكّة، وعبد الله بن عمر بن شوذب بواسط، وإسماعيل الصّفّار ببغداد، وخَيْثَمَة بن سُلَيمان بالشام، وعبد الله بن فارس بأصبهان.
وَعَنْهُ: أبو الحسين بن جُمَيْع، وهو أكبر منه وإن كان قد عُمَّر بعده دهْرًا، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وأبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن علي الأَزْجِي، وأبو الحسن بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم. [ص:499]
رماه الخطيب بالكَذِب، وذكر له حديثًا تفرّد به عن الطَّبَراني، سنده كالشمس: " يجيء يوم القيامة المحدثون بأيديهم المحابر ". ثم قال الخطيب: الحَمْل في وضعه على الرَّقِّي.(8/498)
504 - محمد بن هاشم [بن وعلة بن عرام بن عثمان بن بلال] الخالدي المَوْصِلي [الوفاة: 371 - 380 هـ]
الشاعر المشهور، أخو سعيد بن هاشم بن وعلة بن عرام بن عثمان بن بلال الشاعر.
وكانا من شعراء هذا العصر. وقد اشتريت مرّة المجلَّد الرابع من شعر الخالديَّيْن، ونسبتهما هذه إلى قرية الخالديّة، وهي من أعمال المَوْصِل.
وكان محمد الأكبر. وكان قد قدِم دمشقَ في صُحْبة الملك سيف الدولة بن حمدان، وكانا من خَوَاصّ شُعَرائه.
وهما شاعران مُحْسِنان مُجَوَّدان متوافقان في النظم، قد اشتركا في نَظْم كثيرٍ من الشعر، وكان السري الرّفّاء يبغضهما ويبغضانه، وينال منهما سَبًّا وهِجاءً.
فلمحمد، وزعم الرفاء أنه لكشاجم:
محاسِنُ الدَّيْر تسبيحي ومِسْبَاحِي ... وخَمْرُهُ في الدُّجَى صُبْحي ومِصْبَاحي
أقَمْتُ فيه إلى أنْ صار هَيْكَلُهُ ... بيتي ومفتاحه للحُسن مُفْتَاحي
ولمحمد:
والبدر منتقب بغيم أبيض ... هو فيه بين تَخَفُّرِ وتَبَرُّج
كَتَنَفُّسِ الحسناء في المِرْآةِ إذ ... كَمُلَتْ مَحَاسِنُها ولم تَتَزَوّجِ
ولسعيد:
أَما تَرَى الغَيْمَ يا من قلبه قاسي ... كأنه أنا مقياسًا بمقياس
قَطْرٌ كَدَمْعي وبْرقٌ مثل نارِ هوى ... في القلب منّي ورِيحٌ مثل أَنفاسي
ولأبي إسحاق الصّابي في الخالديَّيْن:
أرى الشاعرين الخالديَّيْن سَيَّرا ... قصائد يفْنَى الدَّهْرُ وهي تُخَلّدُ [ص:500]
جواهر من أبكار لفظ وعربة ... يُقَصّر عنها راجِزٌ ومقصَّدُ
تنازَعَ قَوْمٌ فيهما وتناقَضُوا ... ودام جِدَالٌ بينهم متردّدُ
فطائفةٌ قالت: سعيد مُقَدَّمٌ ... وطائفة قالت لهم: بل محمد
وصاروا إلى حُكْمي فأصْلَحْتُ بينهم ... وما قلت إلّا بالتي هي أرشدُ
هما لاجْتماعٍ الفضْل روح مؤلّف ... ومَعْنَاهُما من حيث ما شئتَ مفرد
كذا فرقدا الظلماء لما تشاكلا ... علا أشكلا هل ذاك أم ذاك أَنْجَدُ(8/499)
505 - محمد بن يوسف بن نهار، أبو الحسين الحرتكي البغدادي المقرئ [الوفاة: 371 - 380 هـ]
إمام جامع البصرة.
أدركه سنة إحدى وسبعين عيسى بن سعيد بن سعدان الكوفي القُرْطُبي. وقرأ عليه أبو الحسن طاهر بن غلبون برواية حمزة بالبصْرة، عن قراءته على أبي الحسين بن بويان. وقد روى عن البَغَوِي، وابن صاعد، وابن أبي داود، وابن جَوْصَا، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن الحسين بن جرير الدشتي الأصبهاني، لقيه بالأهواز.
وأما أبو عمرو الدّاني فذكر أنّه بصري، وأنه أخذ القراءة عرضاً عن ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وابن بويان، وغيرهم. وسمع من البَغَوِي. قرأ عليه غير واحد من شيوخنا.
تُوُفِّي بعد السبعين.(8/500)
506 - منصور بن عَبْدوس، أبو رافع. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: محمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي.
وَعَنْهُ: صاعد بن محمد القاضي الهَروِي.(8/500)
507 - موسى بن محمد بن جعفر بن عَرَفة السِّمسار، أبو القاسم البَغْداديُّ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
عَنْ: محمد بن جرير، وأبي يعلى الموصلي، وعبد الله المدائني، وغيرهم.
وَعَنْهُ: القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو خازم ابن الفراء، والعتيقي.
قال ابن الفرّاء: تكلّموا فيه.(8/500)
508 - نصر بن أحمد بن هُرْمزينا النَّهْروانيُّ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
عَنْ: البغوي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم الأزهري.
حدث قبل الثمانين.(8/501)
509 - هارون بن أحمد، أبو القاسم القَطَّان. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
عَنْ: البغوي، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن المُذْهب، وعمر بن إبراهيم الفقيه.
روى حديثاً منكراً.(8/501)
510 - يحيى بن مِسْعَر بن محمد بن يحيى، أبو زكريّا التَّنُوخي المَعَرِّيُّ. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
سَمِعَ: أباه، وأبا عَرُوبَة الحرّاني، وعبد الرحمن بن عمرو الرَّحْبي، وأبا عُبَيْد بن حَرْبَوَيْه القاضي، ومحمد بن يوسف الهَروي، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وطائفة سواهم.
وَعَنْهُ: أبو بكر محمد بن علي بن حميد، وجعفر وأحمد ومحمد بنو عبد الله بن حياة، وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان؛ المَعَرّيون.
وفي " مشيخة ابن أبي الصقر الأنباري ": أخبرنا أبو العلاء، قال: حدثنا يحيى بن مسعر، قال: حدثنا أبو عَرُوبة، فذكر حديثًا.(8/501)
511 - يوسف بن محمد بن أحمد، أبو القاسم الواسطيُّ المقرئ الضّرير، [الوفاة: 371 - 380 هـ]
تلميذ يوسف بن يعقوب، إمام جامع واسط.
قَرَأَ عَلَيْه: محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
بقي إلى بعد السبعين.(8/501)
512 - أبو محمد بن مطران الشّاشي. [الوفاة: 371 - 380 هـ]
شاعر مُفْلِق، وهو القائل: [ص:502]
عَوَانٌ أَعَارَتْها المَهَا حُسْنَ مَشْيها ... كما قد أَعَارَتْها العُيُون الجآذِرُ
فمن حُسْن ذاك المَشْي جاءتْ وقَبّلَتْ ... مَواطئَ من أَقْدَامِهَنّ الضَّفَائرُ
ومن شعره:
مهفهفة لها نصف قصيف ... كَخَوْطِ البان في نصف رَداحِ
حكت لونًا ولينًا واعْتِدالًا ... ولَحْظًا قاتلًا سُمْرَ الرَّماحِ
انتهت الطبقة والحمد لله.(8/501)
-الطبقة التاسعة والثلاثون 381 - 390 هـ(8/503)
"صفحة فارغة"(8/504)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الحوادث)(8/505)
-سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة.
فيها قَبضوا على الطائع لله في داره، في تاسع عشر شعبان؛ وسببه أنّ أبا الحسن ابن المعلّم كان من خواص بهاء الدولة، فَحُبِسَ، فجاء بهاء الدولة وقد جلس الطائع لله في الرِّواق مُتَقلِّدًا سيفًا، فلما قَرُبَ بهاء الدولة قبّل الْأرض وجلس عَلَى كرسي، وتقدّم أصحاب بهاء الدولة فجذبوا الطائع بحمائل سيفه من سريره، وتكاثر عليه الدَّيْلَم، فلفُّوه في كساء وحُمِل في زبزب، وأُصعِد إلى دار المملكة، وشاش البلد، وقَدَّر أكثر الجند أن القبض على بهاء الدولة، فوقعوا في النهب وشُلِّح من حضر من الْأشراف والعُدُول، وقُبض على الرئيس علي بن عبد العزيز بن حاجب النُّعمان في جماعة، وصُودِروا، واحتيط على الخزائن والخَدَم، ورجع بهاء الدولة إلى داره. وأظهر أمر القادر باللَّه، وأنَّه الخليفة، ونُودِي له في الْأسواق. وكتب على الطائع كتابًا بخلْع نفسه، وأنَّه سلّم الْأمر إلى القادر باللَّه، وشهد عليه الْأكابر والأشْراف. ونفَّذ إلى القادر المكتوب، وحثّه على القُدُوم.
وشغب الدّيْلم والتُّرْك يطالبون برسم البَيْعَة، وبرزوا إلى ظاهر بغداد، وتردّدت الرُسُل منهم إلى بهاء الدولة، ومُنِعوا من الخُطْبة للقادر، ثم أرْضَوهم، فسكنوا، وأُقيمت الخطبة للقادر في الجمعة الْآَتية، وهي ثالث رمضان، وحوّل من دار الخلافة جميع ما فيها، حتى الخشب السّاج والرخام، ثم أبيحت للخاصة والعامة، وقلعت أبوابها وشبابيكها.
وجهّز مهذّبُ الدولة عليُّ بن نصر القادر باللَّه من البطائح وحمل إليه من الْآَلات والفَرْش ما أمكنه، وأعطاه طيّارًا كان عمله لنفسه، وشيّعه فلما وصل إلى واسط اجتمع الجنْد وطالبوه بالبَيْعَة، وجرت لهم خطوب، انتهت إلى أن وعدهم بإجرائهم مجرى البغداديين، فَرَضُوا، وساروا، وكان مقامه [ص:506] بالبطيحة منذ يوم حصل فيها إلى أن خرج عنها سنتين وأحد عشر شهرًا، وقيل: سنتين وأربعة أشهر، عند أميرها مهذَّب الدولة.
قال هلال بن المحسّن: وجدْت الكتاب الذي كتبه القادر باللَّه:
" من عبد اللَّه أحْمَد الْإمَام القادر باللَّه أمير المؤمنين، إلى بهاء الدولة وضياء الملَّة أبي نصر ابن عَضُد الدولة، مولى أمير المؤمنين، سلامٌ عليك، فإن أمير المؤمنين يَحْمَد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ويسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله، أمّا بعد، أطال اللَّه بقاءك، وأدام عزَّك وتأييدك، وأحسن إمتاعَ أمير المؤمنين بك، فإن كتابك الوارد في صُحبة الحَسَن بن محمد، رعاه اللَّه، عُرِض على أمير المؤمنين تاليا لما تقدَّمه، وشافعًا ما سبقه، ومتضمّنًا مثل ما حواه الكتاب قبله، من إجماع المسلمين قبلك بمشهد منك، على خلع العاصي المتلقّب بالطائع عن الْإمَامة، ونَزْعه عن الخلافة، لبَوَائقه المستمرّة، وسوء نيّته المدخولة، وإشهاده على نفسِه بعجزه، ونُكُوله وإبرائه الكافّة من بيعته، وانشراح صدور الناس لبيعة أمير المؤمنين. ووقف أمير المؤمنين على ذلك كلّه، ووجدك، أدام اللَّه تأييدك، قد انفردت بهذه المآثر، واستحققت بها من اللَّه جليل الْأثَرَة، ومن أمير المؤمنين سنيّ المنزلة، وعليّ المرتبة ".
وفيه: " فقد أصبحت سيف أمير المؤمنين المُبير لأعدائه، والحاظي دون غيرك بجميل رأيه، والمستبدّ بحماية حَوْزَته ورعاية رعيّته، والسّفارة بينه وبين ودائع اللَّه عنده في بريّته، وقد برزتْ راية أمير المؤمنين عن موضع الصَّليق مُتَوَجَّهه نحو سريره الذي حرسته، ومستقرّ عزّه الذي شيّدته، ودار مملكته التي أنت عِمادها ".
إلى أن قال: " فواصِل حضرةَ أمير المؤمنين بالإنهاء والمطالعة، إن شاء اللَّه، والسّلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته. وكتب لثالثة تبقى من شعبان ".
واسم القادر: أحْمَد بن إسحاق ابن المقتدر، أَبُو العباس، وأمّه تمنى مولاة عبد الواحد ابن المقتدر. وُلِد سنة ستٍّ وثلاثين وثلاث مائة، وكان حَسَنَ الطّريقة، كثير المعروف، فيه دين وخيْر.
فوصل إلى جَبُّل في عاشر رمضان، وجلس من الغد جلوسًا عامًّا، [ص:507] وهُنّئ، وأنشد بين يديه الشعراء، فمن ذلك قول الرّضيّ الشريف:
شرفُ الخلافة يا بني العباس ... اليوم جدّده أَبُو العبّاس
ذا الطّوْد بقّاه الزّمان ذخيرةً ... من ذلك الجبل العظيم الراسي
وحُمل إلى القادر بعض الْآَلات المأخوذة من الطائع، واستكتب له أَبُو الفضل محمد بن أحمد ابن عارض الدَّيْلم، وجعل اسْتَدَارَه عبد الواحد بن الحسن الشِيرازي.
وفي شوّال عُقد مجلس عظيم، وحلف القادر وبهاء الدولة كلُّ منهما لصاحبه بالوفاء، وقلَّده القادر ما وراء بابه، ممّا تُقام فيه الدَّعوة.
وكان القادر أبيض، حَسَن الجسم، كَثَّ اللحية، طويلها، يخضِب. وصفه الخطيب البغدادي بهذا، وقال: كان من الدّيانة والستر وإدامة التهجُّد، وكثرة الصَّدقات، على صفةٍ اشتهرت عنه، وقد صنَّف كتابًا في الْأصول، ذكر فيه فضائل الصحابة وإكفار المعتزلة، والقائلين بخلْق القرآن.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أنّ القادر كان يلبس زِي العَوَامّ، ويقصد الْأماكن المعروفة بالخير والبركة، كقبر معروف وغيره. وطلب من ابن القِزْوِيني الزّاهد أنْ يُنْفِذ له من طعامه الذي يأكله، فأنفَذَ إليه باذنجان مقلُوًّا بِخَلٍّ وباقِلاء ودِبْس وخُبْز بَيْتيّ، وشدّه في مئزره، فأكل منه، وفرّق الباقي، وبعث إلى ابن القَزْوينيّ مائتي دينار، فقبلها. ثم بعد أيام طلب منه طعامًا، فأنفذ إليه طبقًا جديدًا، وفيها زبادي فيها فراريج وفالُوذَج، ودجاجة مشويّة وفالوذجة، فتعجب الخليفة، وأرسل إليه يكلّمه في ذلك، فقال: ما تكلّفت، لما وُسِّعَ عليّ وُسَّعْت على نفسي، فتعجّب من عقله ودينه. ولم يزل يواصله بالعطاء.
وفي ذي الحجّة، يوم عيد الغدير جرت فتنة بين الرافضة وأهل باب البصْرة، واستظهر أهل باب البصرة، وخرَّقوا أعلام السَّلطنة، فقُتِل يومئذ [ص:508] جماعة اتُّهموا بفعل ذلك، وصُلبوا، فقامت الهيبة، وارتدع المفسد.
وفيها حجّ بالنّاس من العراق أبو الحسن محمد بن الحسين بن يحيى العلوي، وكان أميرُ مكّة الحسن بن جعفر أَبُو الفتوح العلوي، فاتفق أن أبا القاسم ابن المغربي حصّل عند حسّان بن المفرّج بن الجرّاح الطائي، فحمله على مُبَاينة صاحب مصر، وقال: لا مَغْمَز في نسب أبي الفتوح، والصواب أن ننصبه إمامًا، فوافقه، فمضى ابن المغربيّ إلى مكّة، فأطمع صاحب مكّة في الخلافة، وسهّل عليه الْأمر، فأصغى إلى قوله، وبايعه شيوخ الحَسَنِيّين، وحسن له أبو القاسم ابن المغربي أخْذَ ما على الكعبة من فضّة وضربه دراهم.
واتّفق موت رجلٍ بجُدَّة معه أموال عظيمة وودائع، فأوصى منها بمائة ألف دينار لأبي الفتوح صاحب مكّة ليصون بها تركته والودائع، فاستولى على ذلك كلّه، فخطب لنفسه، وتسمّى بالراشد باللَّه، وسار لاحقا بآل الجرّاح الطائي. فلما قَرُب من الرملة، تلقَّتْه العرب، وقبَّلوا الْأرض، وسلّموا عليه بالخلافة، وكان متقلّدًا سيفًا زعم أَنَّهُ ذو الفِقار وفي يده قضيب، ذكر أنه قضيب رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحوله جماعة من بني عمّه، وبين يديه ألف عبد أسود، فنزل الرملة، ونادى بإقامة العدْل، والأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنْكَر، فانزعج صاحب مصر، وكتب إلى حسّان الطائي مُلَطَّفًا، وبذل له أموالًا جزيلة، وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح، فولاه الحَرَمَيْن، وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالًا، فقيل إنه بعث إلى حسّان بخمسين ألف دينار مع والده حسّان، وأهدى له جارية جهّزها بمال عظيم، فأذعن بالطاعة، وعرف أَبُو الفتوح الحال، فضعف وركب إلى أبي حسّان المفرّج الطائي مُستجيرًا به فأجاره، وكتب فيه إلى العزيز، فردّه إلى مكّة.
وفيها استولى بزال على دمشق وهزم متوليّها مُنِيرًا وفرق جمعه.
وفيها أقبل بسيل طاغية الرّوم في جيوشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار إلى شيزر فنهبها، ثم نازل طرابلس مدّة، ثم رجع إلى بلاده.(8/505)
-سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة.
فمن الحوادث فيها أنَّ أبا الحسن علي بن محمد بن المعلّم الكوكبي كان قد استولى على أمور السلطان بهاء الدولة كلّها، فمنع أهل الكرْخ وباب الطاق من النَّوْح يوم عاشوراء، ومن تعليق المسوح، وكان كذلك يعمل من نحو ثلاثين سنة، ووقع أيضاً بإسقاط جميع من قبل من الشهود بعد وفاة القاضي أبي محمد بن معروف، وأن لا يقبل في الشهادة إلا من كان ارتضاه ابن معروف، وذلك لأنه لما تُوُفِي كَثُر قَبُول الشهود بالشفاعات، حتى بلغت عدة الشهود ثلاث مائة وثلاثة أنفس، ثم إنّه فيما بعد، وقّع بقبولهم في السنة.
وفيها شغبت الْجُنْد، وخرجوا بالخِيَم إلى باب الشماسية، وراسلوا بهاء الدولة يشتكون من أبي الحسن بن المعلّم، وتعديد ما يعاملهم به، وطالبوه بتسليمه إليهم. وكان ابن المعلم قد استولى على الْأمور، فالمقرِّب من قرَّبه والمُبْعَد من أبعده، فثَقُل على الْأمراء أمره، ولم يُراعهم هو، فأجابهم السلطان، ووعدهم، فأعادوا الرسالة بأنهم لا يرضون إلا بتسليمه إليهم، فأعاد الجواب بأنَّه يُبعده عن مملكته، فأبوا ذلك، إلى أن قال له الرسول: أيها الملك إن الأمرَ شديدٌ، فاخْتَر بقاءه أو بقاء دولتك، فقبض عليه حينئذ وعلى أصحابه، وأخذ حواصله، فصمّم الْجُنْدُ أنهم لا يرجعون إلا بتسليمه، فتذمم من ذلك، وركب إليهم، فلم يقم أحد منهم إليه ولا خدمه، وعاد وقد أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع إلا بعد تسليمه إلى أبي حرب خال بهاء الدولة، فسقي السم دفعتين، فلم يعمل فيه، فخُنِق بحبل.
وفي رجب، سُلِّم الطائع لله المخلوع إلى القادر باللَّه، فأنزله في حجرة ووكّل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان المخلوع يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حُمل إليه طيب من بعض العطارين، فقال: أمن هذا يتطيب أَبُو العبّاس؟ قالوا: نعم. فقال: قولوا له في الموضع الفلاني من الدار كندوج فيه طيب مما كنت أستعمله فأنفذ لي بعضه، وقدمت إليه في بعض الليالي شمعة قد أوقد نصفها، فأنكر ذلك، فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن تُوُفيّ. [ص:510]
وفيها ولد أبو الفضل محمد ابن القادر باللَّه، وهو الذي جُعل وليّ العهد، ولقب " الغالب بالله ".
واشتد في هذا الوقت القحْط ببغداد.(8/509)
-سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة.
فيها أقبل الخان بغراخان الذي يُكتب عنه مَوْلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله ممالك الترك وإلى قرب الصين، ليأخذ بخارى، فحاربه نوح بن منصور السّاماني، فانهزم نوح، وأخذ الخان بخارى، واستنجد نوح بنائبه أبي علي ابن سيمجور صاحب خُراسان، فخذله وعصى، فمرض الخان ببخارى، وراح، فمات في الطريق. وكان دينًا. وولي بلاد الترك بعده إيلك خان، ورد نوحا إلى مملكته.
وفيها شَغَب الْجُنْد لتأخّر العطاء، وقصدوا دار الوزير أبي نصر سابور، فنهبوها، وهرب من السُّطُوح، ثم أُعطوا العطاء.
وفي ذي الحجّة تزوج القادر باللَّه سُكَيْنة بنت بهاء الدولة على مائة ألف دينار، فتُوُفِّيَتْ قبل الدخول بها.
وفيها بلغ كر القمح ستة آلاف وست مائة درْهم غياثية، والكارة الدقيق مائتين وستّين درهمًا بعد أن كانت الكارة بنحو ستين درهما بالدمشقي.
وفيها ابتاع الوزير أَبُو نصر سابور بن أردشير دارًا بالكَرْخ وعمَّرها وسمَّاها " دار العلم "، ووقَفَها على العلماء، ونقل إليها كُتُبًا كثيرة.(8/510)
-سنة أربع وثمانين وثلاث مائة.
فيها قوي أمر العيارين ببغداد، وشرع القتال بين أهل الكَرْخ وأهل باب البصرة، وظهر المعروف بعُزَيْز من أهل باب البصرة واستفحل أمره، والتزق به كثير من المُؤْذِين، وطرح النّار في المحال، وطلب أصحاب الشرط. ثم صالح أهل الكرخ، وقصد سوق البزازين، وطالب بضرائب الأمتعة وجبى الأموال، وكاشف السلطان وأصحابه، وكان ينزل إلى السفن [ص:511] ويطالب بالضرائب، فأمر السلطان بطلب العيّارين، فهربوا عنه.
وفي ذي الحجة ورد الخبر برجوع الحاجّ من الطريق، وكان السبب أنهم لمَّا حصلوا بين زُبالة والثعلبية اعترض الحاج الْأصَيْفَر الْأعْرابيّ ومنعهم الجواز إلا برسمه، وتردد الْأمر إلى أن ضاق الوقت، فعادوا، ولم يحج أيضاً لأهل الشام ولا اليمن، إنّما حجّ أهل مصر.
وفيها ولي نقابة العبّاسيين أَبُو الحسن محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي.
وفيها تزوّج مهذب الدولة علي بن نصر ببنت بهاء الدولة، وعقد للأمير أبي منصور ابن بهاء الدولة على بنت مهذب الدولة كل صداق منهما بمائة ألف دينار.
واتفق ابن سيمجور والي خراسان وفائق على حرب نوح، فكتب إلى الملك سبكتكين يستنجده به، فأقبل من غَزْنَة، فالتقى الجمعان، فانهزم ابن سيمجور وتمزق جيشه، واستعمل نوح على خراسان محمود بن سبكتِكِين الذي افتتح الهند.(8/510)
-سنة خمس وثمانين وثلاث مائة.
فيها نَفَّذَ بدر بن حَسْنَويْه تسعة آلاف دينار، لتُدفع إلى الْأصَيْفر عِوَضا عمّا كان يأخذ من الركب العراقي.(8/511)
-سنة ستٍ وثمانين وثلاث مائة.
في المحرم ادَّعى أهل البصرة أنهم كشفوا عن قبرٍ عتيق، فوجدوا فيه ميتًا طريا بثيابه وسيفه، وأنه الزبير بن العوّام، فأخرجوه وكفنوه ودفنوه بالمِرْبد، وبنوا عليه، وعُمل له مسجد، ونُقِلَت إليه القناديل والبُسُط والقوَّام والحَفَظة. قام بذلك الأمير أبو المسك. فالله أعلم مَن ذاك الميت.(8/511)
-سنة سبع وثمانين وثلاث مائة.
فيها تُوُفّي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بُوَيْه بالري، ورتبوا ولده رستم في السلطنة وهو ابن أربع سنين، وكان فخر الدولة قد أقطعه أبوه [ص:512] بُلدانًا، فلما تُوُفّي أخوه بُوَيْه كتب إليه الصّاحب إسماعيل بن عَبَّاد يحثّه على الإسراع، فقدم وتملّك مكان أخيه، واستوزر ابن عبّاد.
وكان شهمًا شجاعًا، جماعًا للأموال، لقبه الطائع " ملك الْأمّة ". وكانت سلطنته أربع عشرة سنة، وعاش ستًا وأربعين سنة. ولما اشتدّ به مرضه أصعد إلى قلعة، فبقي بها أياماً يمرض، ثم مات، وكانت الخزائن مقفلة مختومة، وقد جعل مفاتيحها في كيس من حديد وسُمِّر، وحصلت عند ولده رستم، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يُكَفَّن فيه، وتعذّر النزول إلى البلد لشدّة شغب الْجُنْد، فاشتروا من قيّم الجامع ثوبًا، فلُفّ فيه، وشُدّ بالحبال، وجُرّ على دَرَج القلعة حتى تقطّع، وكان يقول: قد جمعت لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة.
وكان قد ترك ألفي ألف دينار وثمان مائة ألف وخمسة وسبعين ألف دينار، ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف، وخمس مائة قطعة، قيمتها ثلاثة آلاف ألف، ومن الْأواني الذّهب ما وزنه ألف ألف دينار، ومن أواني الفضة ثلاثة آلاف ألف درهم، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمْل، وخزانة السلاح ألفًا حمْل، وخزانة الفرش ألف وخمس مائة حمْل، إلى غير ذلك.(8/511)
-سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة.
فيها قبض القادر باللَّه على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز، وقلد كتابته أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تربك، ثم بعد شهرين ونصف عزله، وأعاد أبا الحسن.
وفي ذي الحجة جاء بَرَدُ مفْرط ببغداد، وتجلد الماء وبول الدواب والخل.
وفيها جلس القادر باللَّه للرسولين اللَّذَين من جهة أبي طالب رستم ابن فخر الدولة وأبي النّجم بدر بن حَسْنَوية، فعهد لرستم على الري وأعمالها، وأرسل إليه اللواء والخّلَع، وعهد لبدر على الجبل، ولقبه أبا طالب مجد الدولة.(8/512)
-أعجوبة:
وهي هلاك تسعة ملوك على نَسَقٍ في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين وثلاثمائة، وفيهم يقول أَبُو منصور عبد الملك بن محمد الثَّعالبيّ:
ألم تر مذ عامين أملاكَ عصْرنا ... يصيح بهم للموت والقتلِ صائحُ
فنُوحُ بن منصور طَوَتْه يدُ الرَّدَى ... على حسرات ضُمِّنَتْها الجوانحُ
ويا بُؤْسَ منصورٍ وفي يوم سرخسٍ ... تمزّق عنه مُلْكُه وهو طائحُ
وفرّق عنه الشمل بالسَّمْل فاغْتَدَى ... أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وهو أبو الحارث منصور بن نوح.
وصاحب مصر قد مضى لسبيله ... ووالي الجبال غيبته الضّرائح
هو العزيز معد بن المعز تميم، " ووالي الجبال " هو فخر الدولة علي بن بويه الدَّيلمي.
وصاحب جرجانية في ندامة ... ترصده طَرْف من الحين طامحُ
وخُوَارَزْم شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِه ... وعنّ له يومٌ من النحس كالح
هو أبو العباس مأمون بن محمد بن خوارزم شاه.
وكان علا في الْأرض يخبطها أَبُو ... عليّ إلى أن طوّحَتْه الطوائح
هو أبو عليّ محمد بن محمد بن إبراهيم بن سيمجور.
وصاحب بُسْت ذلك الضَيْغم الذي ... براثنه للمشرقين مفاتح
هو الأمير ناصر الدولة أبو منصور سبكتكين.
أناخ به من صدمة الدَّهْرِ كَلْكَلٌ ... فلم يغن عنه والمُقَدَّر سانح
جيوشٌ إذا أربت على عدد الحَصَى ... تَغُصّ بها قِيعانُها والصَّحَاصِح
ودارت على صمصام دولة بويْه ... دوائر سوء كُلَّهنَّ فوادح
هو أبو كاليجار ابن عضد الدولة فناخسرو. [ص:514]
وقد جاز والي الْجَوْزَجان قناطِرَ الـ ... ـحياة فوافته المنايا الطوائح
وفائق المجبوب قد جبّ عمره ... فأمسى ولم يندبه في الْأرض نائح
مضوا في مدى عامين واختطفتهم ... عُقابٌ إذا طارت تخرّ الجوارح
أمالَكَ فيهم عبرة مُسْتَفَادَةٌ ... بَلَى، إنّ نهج الاعتبار لَوَاضِح(8/513)
-سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
كانت قد جرت عادة الشيعة في الكَرْخ وباب الطّاق، بنصب القِباب، وإظهار الزّينة يوم الغدير، والوقيد في ليلته، فأرادت السنة أن تعمل في مقابلة هذا شيئا، فادّعت أنّ اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الذي حصل فيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ في الغار، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير، وجعلت بإزاء عاشوراء يومًا بعده بثمانية أيام، نسبته إلى مقتل مُصْعَب بن الزُبَيْر، وزارت قبره بمسكن، كما يزار قبر الحسين، فكان ابتداء ما عمل في الغار يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجة، وأقامت السنة هذا الشعار القبيح زمانًا طويلا، فلا قُوَّة إلا باللَّه.
وفيها عُزِل ملك ما وراء النهر من المملكة، وهو منصور بن نوح، وحُبس بسَرْخَس. وبُويع أخوه عبد الملك، فبقي في الملك تسعة أشهر، وحاربه إيلك الخان، وأسره، واستولى على بخارى في ذي القعدة من هذا العام. ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل.(8/514)
-سنة تسعين وثلاثمائة.
فيها ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفون من التراب الذَّهَبَ الْأحمر.
وفيها قُلِّد القاضي أَبُو عبد اللَّه الحسين بن هارون الضَّبِّي مدينة المنصور، مضافًا إلى قضاء الكوفة وغيرها، وولي القاضي أبو محمد عبد اللَّه بن محمد الْأكفاني الرَّصافَةَ وأعمالها.
وفيها وُلِّي نيابة دمشق فحل بن تميم من جهة الحاكم، فمرض ومات بعد أشهر، وولي بعده علي بن جعفر بن فلاح.(8/514)
بسم الله الرحمن الرحيم
- (الوفيات)(8/515)
-سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.(8/515)
1 - أحْمَد بن إبراهيم بن تمّام، أبو بكر السَّكْسَكيُّ المقرئ الفقيه، [المتوفى: 381 هـ]
قاضي بعْلَبَكّ.
سَمِعَ: خَيْثَمةَ الْأطْرابُلُسي، وأبا الميمون بن راشد، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن يونس الْإسكاف، وأحمد بن الحسن الطّيّان.(8/515)
2 - أحْمَد بن الحسين بن أحْمَد بن حَمُّوية، أبو نصر النيسابُوري المؤذن الوراق، المعروف بابن حسْكَوَيْه. [المتوفى: 381 هـ]
كان كثير الحديث،
سَمِعَ: السّرّاج، وابن خزيمة، والماسرجسي، ومحمد بن إبراهيم العبدويي.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وغيرهما.
تُوُفّي في شعبان.(8/515)
3 - أحْمَد بن الحسين بن مهران، أَبُو بكر الْإصبهاني ثم النيسابُوريّ المقرئ العابد، [المتوفى: 381 هـ]
مصنف كتاب " الغايات في القراءات ".
قرأ لهشام بدمشق ولابن ذِكْوَان على أبي الحسن محمد بن النَّضْر الْأخرم، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي، وابن مقسم، وأبي بكر النّقّاش، وأبي الحُسين بن بُويان، وأبي عيسى بكار بن أحْمَد، وهبة اللَّه بن جعفر، وبخراسان على غير واحد.
وسمع من أبي العباس السّرّاج، وابن خُزَيْمة، وأحمد بن محمد بن حسين الماسَرْجَسي، ومكّي بن عَبْدان.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو حفص بْن مسرور، وَأَبُو سعد الكَنْجرُوذي، وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، والمقرئ أَبُو سعد أحْمَد بن إبراهيم. [ص:516]
قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبد من رأينا من القرّاء، وكان مُجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء،
وَتُوفِّي في شوّال، وله ستُّ وثمانون سنة. وتُوُفّي في هذا اليوم أَبُو الحسن العامري صاحب الفلسفة، فحدثني عمر بن أحمد الزاهد، قال: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنّه رأى أبا بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دُفن فيها، فقلت: أيُّها الْأستاذ، ما فعل اللَّه بك؟ قال: إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال: هذا فداؤك من النّار.
وقال الحاكم: قرأنا على ابن مهران ببخارى كتاب " الشامل " له في القراءات.
وقرأت أنا كتاب " الغاية " له على أبي الفضل بن عساكر، بإجازته من المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية، قالا: أخبرنا زاهر الشحامي، قال: أخبرنا أَبُو بكر أحْمَد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، قال: أخبرنا المصنّف رحمه اللَّه، وقد قرأ عليه جماعة، منهم أبو الوفا مهدي بن طرارة شيخ الهُذْلي.(8/515)
4 - أحْمَد بن محمد بن الحارث الفقيه، أَبُو الحسين المديني الضرير. [المتوفى: 381 هـ]
حدّث في هذا العام عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وَعَنْهُ: أحمد بن علي اليزدي، وَأَبُو نصر الكسائي.(8/516)
5 - أحْمَد بن محمد بن الفضل بن الجرّاح، أبو بكر الخزّاز البغدادي. [المتوفى: 381 هـ]
سَمِعَ: أبا حامد الحَضْرمي، وأبا بكر بن دريد، ولزم ابن الأنباري، فأكثر عنه وروى تصانيفه.
وكان ثقة أديباً، ظاهر المروءة من الفرسان المذكورين؛
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو محمد الجوهري.(8/516)
6 - إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل، أَبُو إسحاق النيسابُوري. [المتوفى: 381 هـ]
شيخ محتشم، كان أحد المجتهدين في العبادة،
سَمِعَ: أبا بكر بن [ص:517] خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأحمد بن محمد الماسرجسي.
تُوُفّي في ربيع الْأوّل.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقال: رأيت أصوله صحيحة، أكثرها بخطّه.(8/516)
7 - بزال الْأمير. [المتوفى: 381 هـ]
وَلِّي حرب منير الذي كان على نيابة دمشق، فهزمه بزال، واستولى على دمشق في هذه السنة، وقد وُلِّي طرابلس أيضًا.(8/517)
8 - بكجور التركي، الْأمير أبو الفوارس، [المتوفى: 381 هـ]
مولى سيف الدولة بن حمدان.
ولي إمرة حمص، ثم ولي دمشق للعزيز العبيدي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، فجار وظلم وصادر، وخرج عن طاعة العزيز، فجهز إليه منير الخادم من مصر، في سنة ثمانٍ وسبعين، فبعث بكجور عسكرًا، فالتقوا، فانتصر منير، ثم تصالحا، وذهب بكجور إلى الرقة، وأقام بها دعوة العزيز، ثم قُتِل بنواحي حلب، في سنة إحدى هذه.(8/517)
9 - بشر بن الحسين الشيرازي، قاضي القضاة أبو سعيد. [المتوفى: 381 هـ]
قَدَّمَهُ عضد الدولة للقضاء، فولاه الطائع قضاء القضاة، سنة تسعٍ وستين. وكان فقيهًا ظاهريا متدينًا، معظمًا للآثار، وما أراه قدم بغداد، بل استناب عليها أربعة قضاة، ثم إنه عُزِل في سنة سّتٍ وسبعين.
مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرّخه ابن الخازن.
وقال أَبُو إسحاق الشيرازي في " طبقات الفقهاء " في أصحاب داود: ومنهم قاضي القضاة أَبُو سعدٍ بشْر بن الحسين، كان إمامًا، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلّس بفارس.(8/517)
10 - جوهر، أَبُو الحسن القائد الرومي المعروف بالكاتب، [المتوفى: 381 هـ]
مولى المعزّ أبي تميم. [ص:518]
قدِم من المغرب بتجهيز المُعِزّ إلى ديار مصر في الجيوش والأهبة الوافرة في سنة ثمان وخمسين، فاستولى على إقليم مصر، وابتنى القاهرة، واستمرّ عالي الْأمر نافذ الكلمة.
وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام، وأقيم في المُلْك أحْمَد بن علي بن الإخشيد وهو صغير، فكان ينوب عنه ابن عم والده الحسن بن عُبَيْد اللَّه بن طُغْج، والوزير، حينئذ جعفر بن الفرات، فقلت الْأموال على الْجُنْد، فكتب جماعة إلى المُعِزّ يطلبون منه عسكرًا ليسلّموا إليه مصر، فنفذ جوهرًا في نحو مائة ألف فارس أو أكثر، فنزل بتروجة بقرب الإسكندرية، فراسله أهل مِصر في طلب الْأمان وتقرير أملاكهم لهم، فأجابهم جوهر، وكتب لهم العهد، فعلم الإخشيديّة بذلك، فتأهبوا للقتال، فجاءتهم الكتب والعهود، فاختلفت كلمتهم. ثم أمَّروا عليهم ابن الشويزاني، وتوجّهوا للقتال نحو الجزيرة، وحفظوا الجسور، فوصل جوهر إلى الجيزة، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان، ثم سار جوهر إلى منية الصيادين، وأخذ مخاضة منية شلقان، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب، وحفظ أهل مصر البلد، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح: لهذا اليوم خبّأك المُعِزّ، فعبر عريانًا في سراويل، وهو في مركب، ومعه الرجال خوضًا، فوصلوا إليهم، ووقع القتال بينهم، فقُتل خلق كثير من الإخشيديّة، وانهزم الباقون، ثم أرسلوا يطلبون الْأمان، فأمَّنَهم جوهر، وحضر رسوله ومعه بند أبيض، وطاف بالأمان، ومنع من النهب، فسكن الناس، وفُتِحت الْأسواق، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبُنُوده، وعليه ثوب ديباج مذهّب، ونزل موضِع القاهرة اليوم، واختطّها، وحفر أساس القصر لليلته، وأرسل إلى مولاه يبشره بالفتح، وبعث إليه برؤوس القتلى، وقطع خطبة بني العبّاس، ولبس السواد، وألبس الخطباء البياض، وأن يُقال في الخطبة: " اللَّهم صلّ على محمد المصطفى، وعلى علي [ص:519] المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول، وصلّ على الْأئمة آباء أمير المؤمنين المُعِزّ باللَّه ".
ثم في ربيع الآخر سنة تسعٍ وخمسين أذَّنوا بمصر بـ " حيّ على خير العمل "، واستمر ذلك، وكتب إلى المُعِزّ يبشّره بذلك، وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين، والأغلب أنه الجامع الْأزهر.
وكان جوهر حسن السيرة في الرعية، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين، وهو على مُعْتَقَد العُبَيْدِيّة.(8/517)
11 - الحسن بْن محمد بْن جعفر بْن محمد بْن حفص المَغَازِلي الْإصبهاني. [المتوفى: 381 هـ]
في المحرّم.(8/519)
12 - الحسين بن عمر بن عِمْران بن حُبَيش، أَبُو عبد اللَّه البغدادي، الضراب ويعرف بابن الضرير. [المتوفى: 381 هـ]
سَمِعَ: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي،
وَعَنْهُ: عُبَيد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وثقة العتيقي.(8/519)
13 - الحسين بن موسى بن سعيد، أَبُو علي الخيّاط المصري، [المتوفى: 381 هـ]
إمام جامع مصر.
وعاش تسعًا وسبعين سنة.(8/519)
14 - حمدان بن أحْمَد بن شارك الهَرَوي. [المتوفى: 381 هـ]
رَوَى عَنْ: أبي إسحاق بن ياسين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القرّاب.(8/519)
15 - حيان القُرْطُبِي، أَبُو بكر الزاهد العابد. [المتوفى: 381 هـ]
من كبار الْأولياء، ومن أصحاب أبي بكر بن مجاهد الصّوفي،
تُوُفِّي بقُرْطُبة في ربيع الْأوّل من السنة.(8/519)
16 - خَلَفُ بن إبراهيم بن عصمة النِّيليُّ النيسابُوري. [المتوفى: 381 هـ]
سَمِعَ: أبا العبّاس السّرّاج وجماعة،
وَتُوفِّي في جمادى الآخرة.(8/520)
17 - شريف ابن سيف الدولة علي بن عبد اللَّه بن حمدان، الْأمير أَبُو المعالي سعد الدولة. [المتوفى: 381 هـ]
ملك حلب ونواحيها بعد أبيه، وطالت أيامه، ثم عرض له قُولَنْج أشْفَى منه على التلف، ثم تماثل، فواقع جارية فلما فرغ بطُل نصفه، فدخل إليه الطبيب فأمر أن يُسْجَر عنده الند والعنبر، فأفاق قليلاً، فقال له الطبيب: أرني يدك، فناوله يده اليسرى، فقال: هات اليمين. فقال: ما تركت لي اليمين يمينًا. وكان قد حَلَف وغدر.
وتُوُفِّي في رمضان، وله أربعون سنة وأشهرُ، وتولّى بعده ابنه أَبُو الفضائل سعد، وبموت سعد انقرض مُلك سيف الدولة.(8/520)
18 - شيبان بن محمد الضّبعي البصري. [المتوفى: 381 هـ]
لا علم متى تُوُفِّي. لقيه أَبُو ذَرّ الهَرَوي بعد الثمانين وثلاثمائة، وقال: قرأت عليه من أصل سماعه: قال: حدثنا أَبُو خليفة، فذكر أحاديث.(8/520)
19 - عبد اللَّه بن أحْمَد بن حَمَّوَيه بن يوسف بن أعين، أَبُو محمد السَّرْخسي. [المتوفى: 381 هـ]
سَمِعَ: سنة ستّ عشرة وثلاثمائة من الفَرَبرِي " صحيح البخاري "، وسمع من عيسى بن عمر بن العبّاس السمرقندي كتاب " الدارِمي "، وسمع من إبراهيم بن خزيم الشاشي " مسند " عبد " و" تفسيره ".
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ عبد بن أحْمَد الهروي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القرّاب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المَرْوَزي، وعلي بن عبد اللَّه ومحمد بن أحْمَد بن محمد بن محمود الهَرَوِيّان، وَأَبُو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي.
وقال أَبُو ذَرّ: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حِسَان.
قلت: وله جزء مفيد عدّ فيه أبواب الصحيح، وعدّ ما في كلّ كتاب [ص:521] من الْأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من " الصحيح ". وأعلى شيء يروى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة حديث الحمويي هذا، وقعت لنا الكتب المذكورة من طريقه.
وُلِد سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.(8/520)
20 - عبد اللَّه بن محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة، أَبُو محمد البصري التمار. [المتوفى: 381 هـ]
توفي في صفر. أحسبه روى عن أبيه صاحب أبي داود.
وَرَوَى عَنْ: أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرّم، والحسين بن إسماعيل المحاملي وخلق.
وَعَنْهُ: أَبُو ذر الهروي.(8/521)
21 - عبد الرحمن بن عبد اللَّه المالكي الفقيه، أَبُو القاسم المصري الجوهري. [المتوفى: 381 هـ]
توفي بمصر، وهو صاحب " مسند الموطأ " سمعه منه طائفة، منهم أبو العباس بن نفيس المقرئ، وَأَبُو بكر بن عبد الرحمن، وَأَبُو الحسن بن فهد، وآخرون.
تُوُفّي في رمضان.(8/521)
22 - عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن بُخار الفقيه. أَبُو الفضل النيسابُوري البخاري، [المتوفى: 381 هـ]
نسبة إلى جده.
كان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه، درس في حياته،
وَسَمِعَ مِنْ: أبي حامد ابن الشَّرْقي، ومكّي بن عَبْدان، وحدَّث.
تُوُفّي في جمادى الْأولى. وقد تُوُفّي سنة ثمان وأربعين والده.(8/521)
23 - عبد العزيز بن عليّ بن محمد بن إسحاق بن الفرج، أَبُو عدي المصري، ويعرف بابن الْإمَام. [المتوفى: 381 هـ]
كان مقرئًا مجودًا لقراءة وَرْش تلا بها على أبي بكر بن سيف صاحب [ص:522] أبي يعقوب الْأزرق.
قَرَأَ عَلَيْه: طاهر بن غلبون، وعبد الجبار بن أحْمَد الطَّرسُوسي، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد، وَأَبُو الفضل محمد بن جعفر الخُزَاعي، ومكي بن أبي طالب، وَأَبُو عمر الطَّلَمَنْكي، وَأَبُو العبّاس أحمد بن علي بن هاشم، وأبو الْعَبَّاس أحْمَد بْن سَعيد بْن أحْمَد بْن نفيس، وغيرهم.
وطال عمره وتفرّد بُعُلوّ هذه الطريق.
وقد حدّث عن ابن قديد، ومحمد بن زَبَّان.
رَوَى عَنْهُ: يحيى ابن الطَّحَّان.
وقال أَبُو إسحاق الحَبَّال: تُوُفّي لعَشْر خَلَوْن من ربيع الْأوّل.(8/521)
24 - عُبَيْد اللَّه بن أحْمَد بن معروف، أَبُو محمد البغدادي المعتزلي [المتوفى: 381 هـ]
قاضي القضاة.
ولي بعد أبي بِشْر عمر بن أكثم،
وَسَمِعَ مِنْ: يحيى بن صاعد، وابن نَيْرُوز، وأبي حامد محمد بن هارون الحَضْرمي، ومحمد بن نوح وجماعة.
ولد سنة ست وثلاثمائة.
قال الخطيب: كان من أجلاد الرجال وألِبّاء النّاس، مع تجربة وحنكة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية. وكان يجمع وسامة في منظره، وظرفاً في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، وبلاغة في خطابه، ونهوضًا بأعباء الْأحكام، وهيبة في القلوب قد ضرب في الْأدب بسَهْمٍ، وأخذ من علم الكلام بحظ.
وقال العتيقي: كان مجرّدًا في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير.
قلت: روى عنه الحسن بن محمد الخلال، والعتيقي، وعبد الواحد بن شيطا، وَأَبُو جعفر ابن المسلمة. ووثّقه الخطيب.
تُوُفّي في صفر، وله شِعْر رائق، فَحْل.(8/522)
25 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عُبَيْد اللَّه بن سعد بن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُهَرِي، أَبُو الفضل. [المتوفى: 381 هـ]
بغداديّ مُسْنَد كبير القدر.
سَمِعَ: جعفر بن محمد الفِرْيابي، وإبراهيم بن شريك الأسدي وعبد الله ابن المخرّمي، وعبد اللَّه بن إسحاق المدائني، ومحمد بن حميد بن المجدّر، والبَغَوِي.
وَعَنْهُ: أَبُو بكر البَرْقاني، وَأَبُو محمد الخلال، وعبد العزيز الْأزجي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة آخرهم وفاة أبو جعفر ابن المسلمة.
قال الخطيب: كان ثقة، وُلِد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال: سمعت أبا الفضل الزُهَرِي يقول: حضرت مجلس الفِرْيابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري، وجعل يبكي.
وذكره الْأزجي، فقال: شيخ ثقة، مُجَاب الدعاء.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة صاحب كتاب، وآباؤه كلّهم قد حدّثوا.
تُوُفّي في ربيع الْأول، وقيل: في ربيع الآخر. قلت: وقع لنا من روايته " صفة المنافق " للفِرْيَابي.(8/523)
26 - عتاب بن هارون بن عَتَّاب بن نَشْر، أَبُو أيوب الغافقي الْأندلسي [المتوفى: 381 هـ]
من أهل شَذُونَة.
رَوَى عَنْ: أبيه، وحج فسمع من أبي حفص عمر الْجُمَحي، وأبي الحسن الخُزاعي، وكان صالحًا عابدًا.
رحل إليه ابن الفَرَضيّ فأكثر عنه، وعاش سبعين سنة.(8/523)
27 - عثمان بن جعفر، أَبُو عمرو الجواليقي البغدادي. [المتوفى: 381 هـ]
حَدَّثَ فِي هَذِهِ السنة عَنْ: عَبْد اللَّه بن إسحاق المدائني، ومحمد بن [ص:524] محمد ابن الباغَنْدِي.
وَعَنْهُ: أَبُو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وَأَبُو طالب العشاري.
وثّقة العتيقي.(8/523)
28 - علي بن أحْمَد بن صالح بن حمّاد المقرئ القَزْوينيُّ. [المتوفى: 381 هـ]
كان قَيَّما بالقراءات، عُمِّر دهرًا،
وَسَمِعَ مِنْ: يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود الْأسدي، ويوسف بن حمدان،
وأخذ القراءات عن أبي عبد اللَّه الحسين الْأزرق، والعباس بن الفضل بن شاذان، ولقي ابن مجاهد ببغداد، وناظره، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الخليلي، ومن قوله نقلتُ ترجمته، وقال: وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين،
وَتُوُفِّي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.(8/524)
29 - علي بن محمد بن عُبَيْد اللَّه الزُّهريُّ، أَبُو الحسن الضَّرير. [المتوفى: 381 هـ]
كان ببغداد، ذكر أنّه من ولد عبد الرحمن بن عَوْف، وأنّه سمع من أبي يَعْلَى المَوْصِلي.
وَعَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان كذّابًا.(8/524)
30 - محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، أَبُو بكر بن المقرئ الحافظ، [المتوفى: 381 هـ]
مُسْنِد إصبهان.
طوف الشامَ ومصرَ والعراقَ، وسمع في قريب من خمسين مدينة.
سَمِعَ: محمد بن نُصَيْر بن أبان المديني، ومحمد بن علي الفرقدي، وإبراهيم بن مَتُّوَيْه، وطبقتهم بإصبهان، وأول سماعه بعد الثلاثمائة. وسمع أحْمَد بن الحسن الصُوفي، وحامد بن شعيب البلْخي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وطبقتهم ببغداد، وأبا يَعْلَى بالموصل، وعَبْدان بالأهواز، وأبا عَرُوبة بحَرّان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعَسقلان، وإسحاق بن أحْمَد الخُزَاعي بمكّة، وعبد اللَّه بْن زيدان البَجَلي، وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المقانعي بالكوفة، وعبد الله بن محمد بن سَلْم ببيت المقدس، وإبراهيم بن مسرور صاحب [ص:525] لُوَيْن بحلب، وأحمد بن يحيى بن زُهَيْر الحافظ بتُسْتَر، وسعيد بن عبد العزيز، وأحمد بن هشام بن عمّار، ومحمد بن خُرَيْم بدمشق، ومحمد بن المُعَافَى بصيدا، ومكْحُولا ببيروت، وميمون بن هارون بعكّا، ومحمد بن عُمَيْر صاحب هشام بن عمّار بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي بأَذَنَة، وجعفر بن أحْمَد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن رَوْح المؤدّب بعسكر مَكْرَم، ومحمد بن تمام البَهْراني، ومحمد بن يحيى بن زرين بحمص، والحسين بن عبد الله القطان الأزرق بالرَّقَّة، ومحمد بن محمد بن الْأشعث، ومحمد بن زبّان، وعلي بن أحْمَد علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال بمصر، ومحمد بن سلمة بن قربا بعسقلان.
وصنّف " معجم شيوخة "، وسمع " شرح الْأثار " للطَّحاوي منه، وخرَّج الفوائد، وجمع " مُسْنَد أبي حنيفة ".
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إسحاق بن حمزة، وَأَبُو الشيخ، وهما أكبر منه، وحمزة السَّهْمي، وأحمد بن موسى بن مردويه، وأبو نعيم، وأبو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه، ومنصور بن الحسين، وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأحمد بن محمد بن النُّعْمان، وآخرون.
قال أَبُو طاهر الثقفي: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات.
وقال رجلان: سمعنا ابن المقرئ يقول: مشيت بسبب نسخة المفضل بن فضالة سبعين مرحلة، ولو عُرِضَت على بقّال برغيف لم يأخذها.
وقال أَبُو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجج، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين، وأقمت بمكّة خمسة وعشرين شهرًا
وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطَّبراني وَأَبُو الشيخ في مدينة الرسول عليه السلام، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول [ص:526] اللَّه الجوع. فقال لي الطَّبراني: اجلس فإمّا أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وَأَبُو الشيخ، فحضر الباب عَلَوِيّ، ففتحنا له، فإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء إليكم.
وروى أبو موسى المديني في ترجمة ابن المقرئ: حدثنا معمر بن الفاخر، قال: حدثنا عمي، قال: سمعت أبا نصر بن أبي الحسن بن أبي عمر، يقول: سمعت ابن سلامة يقول: قيل للصاحب إسماعيل بن عبّاد: أنت رجل مُعْتِزِليّ وابن المقرئ محدّث، وأنت تحبّه، فقال: إنه كان صديق والدي، وقيل: مَوَدَّة الْأباء قرابة الْأبناء، ولأني كنت نائماً، فرأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم فِي الْمَنَامِ يقول لي: أنت نائم ووليّ من أولياء اللَّه على بابك، فانتبهت ودعوت البوّاب، وقلت: من بالباب؟ قال: أَبُو بكر ابن المقرئ.
وقال أَبُو عبد اللَّه بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الْأصُول مذهب أحْمَد بن حنبل وأبي زُرْعة.
قال ابن مَرْدَوَيه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول، تُوُفْي يوم الْأثنين في شوال.
وقال أَبُو نُعَيْم: محدث كبير ثقة، صاحب مسانيد، سمع ما لا يحصى كثرة،
وَتُوفِّي عن ستٍ وتسعين سنة.
قلت: وكان الصّاحب إسماعيل بن عباد يحترمه، وكان خازن كُتُب الصاحب، وقد خَرَّجْتُ من مُعْجَمه أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا، في أربعين مدينة، سميتها " أربعي البلدان لأبي بكر ابن المقرئ "، وسمعناها. وعند أبي سعد المدائني حديثه في غاية العُلُو.
مّات في شوّال.(8/524)
31 - محمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن محمد بن إبراهيم بن عَبْدة بن سَلِيط السليطي، أبو جعفر النيسابوري. [المتوفى: 381 هـ][ص:527]
عَنْ: أبي بكر الإسفراييني، وابني الشرقي، ومكّي بن عَبْدان، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الحاكم، وانتقى عليه، وأبو يعلى الصابوني، والكنجروذي وجماعة. حدث أيضا بمكّة والعراق.(8/526)
32 - محمد بن حسين بن شنظير، أَبُو عبد اللَّه الْأموي الطُلَيطليّ، [المتوفى: 381 هـ]
والد المحدث أبي إسحاق إبراهيم.
كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك،
رَوَى عَنْ: وهْب بْن مَسَرَّة، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن عيشون، وأبي بكر بن وسيم.
تُوُفْي في المحرّم، وكان ابنه غائبًا في الرحلة. وولد سنة خمس عشرة وثلاثمائة.(8/527)
33 - محمد بن حَمّ بن ناقب، أَبُو بكر البُخاريُّ الصَّفَّار. [المتوفى: 381 هـ]
رَوَى عَنْ: الحسين بن إسماعيل الفارسي، ومحمد بن سعيد، وحدَّث " بصحيح البخاري " عن الفِرَبري.
تُوُفْي بسَمَرْقَنْد في ربيع الْأوّل.(8/527)
34 - محمد بن سعيد بن قرط، أَبُو عبد اللَّه ابن الصَّابونيِّ القُرْطُبي. [المتوفى: 381 هـ]
سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بن عَبْد الملك بْن أَيْمَن، وقاسم بن أصبغ، والحسن بن سعد، ورحل فسمع من ابن الْأعرابي، وطائفة. وكان رفيق ابن السليم في رحتله، فلما وُلِّي ابن السليم القضاءَ استعمله على نظر الأوقاف، ثم عزل، وظهرت عليه أمور، ذهب فيها ماله كلّه. وبقي فقيراً.
وقد حدث بيسير،
تُوفِّي في ربيع الْأوّل.(8/527)
35 - محمد بن عبد اللَّه، أَبُو الحسن النَّحْوِي الوَرَّاق، [المتوفى: 381 هـ]
زوج بنت أبي سعيد السيرافي. [ص:528]
له " شرح مختصر الجرمي " في النَّحْو، وغير ذلك.(8/527)
36 - محمد بن عبد اللَّه بن عمرو، أَبُو جعفر الهَرَوِي الفقيه [المتوفى: 381 هـ]
صاحب التفسير.(8/528)
37 - محمد بن علي بن الحسن بن سُوَيْد، أَبُو بكر البغدادي المكتب. [المتوفى: 381 هـ]
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، وأَبِي القاسم البَغَوِي، وأبي عَرُوبَة، وطائفة كبيرة، وسافر الكثير.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بكر البَرْقَاني، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعلي بن المحسّن التنوخي.
ووثّقه البَرْقَاني.
وقال الْأزهري: صَدُوق، تكلَّموا فيه بسبب روايته عن أحْمَد بن سهل الْأشْناني كتاب " قراءة عاصم ".
تُوُفِّي في رمضان.(8/528)
38 - محمد بن القاسم بن أحْمَد بن فاذشاه، أَبُو عبد اللَّه الْإصبهاني الشافعي المتكلّم الْأشعري، المعروف بالنَّتيف. [المتوفى: 381 هـ]
ذكره أَبُو نُعَيْم، فقال: كثير المصنّفات في الأصول والفقه والأحكام، ورحل إلى البصْرة، وروى عن محمد بن سليمان المالكي، وعلي بن إسحاق المادَرَائي، وأبي علي اللؤلئي،
وَتُوفِّي في شهر ربيع الْأوّل.
قلت: ولعلّه أخذ بالبصْرة عن أبي الحسن الْأشعريّ، فإنّه أدركه.
قال أَبُو نُعَيْم: كان ينتحل مذهب الْأشعريّ.(8/528)
39 - محمد بن موسى بن مصباح بن عيسى، أَبُو بكر القُرْطُبي المؤذّن. [المتوفى: 381 هـ]
سَمِعَ: أحْمَد بْن خَالِد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بن أيمن، وجماعة. وحَجَّ فسمع من ابن الْأعْرابي، والمصريّين. وكان صالحاً مُتَهَجِّدًا بَكَّاءً.(8/528)
40 - محمد بن يَبْقَى بن زَرْب بن يزيد، أَبُو بكر القُرْطُبي الفقيه المالكي. [المتوفى: 381 هـ]
سَمِعَ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن أبي دليم، وجماعة، وتفقه عند اللؤلئي وغيره.
وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك؛ كان القاضي أَبُو بكر محمد بن السليم يقول له: لو رآك ابن القاسم لعجب منك.
ولما تُوُفِّي ابن السليم وُلّي ابن يبقى قضاء الجماعة في سنة سبع وستين وإلى أن مات، وإليه كانت الصّلاة والخَطَابة.
وصنّف كتاب " الخصال في مذهب مالك " عارض به كتاب " الخصال " لابن كاس الحنفي، فجاء في غاية الإتقان، وله كتاب " الرّدّ على ابن مَسَرَّة ".
وكان الحاجب ابن أبي عامر يُعظّمه ويُجْلِسه معه، ولما تُوُفِّي أظهر بن أبي عامر لموته غمًّا شديدًا؛ تُوُفِّي في رمضان، وكان مع فقْهه بصيرًا بالعربية والحساب، مشكور السيرة، رئيسًا، كثير المحاسن.(8/529)
41 - محمد بن يوسف بن محمد بن دُوست العلاف، أَبُو بكر البغدادي. [المتوفى: 381 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوي، وعبد الملك بن أحْمَد الدقّاق.
وَعَنْهُ: أَبُو محمد الخلال، وأبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله.
قال أحمد بن محمد العتيقي: هو صالح ثقة.
قلت: وثَمَّ مجلسٌ يرويه أَبُو اليُمْن الكِنْدِي هو لأبي عبد اللَّه، ولد هذا، لا لَهُ.(8/529)
42 - مظفر بن الحسن بن المهنَّد، أَبُو الحسن السِّلْماسي. [المتوفى: 381 هـ]
رَوَى عَنْ: أحْمَد بن جوصا، وأبي بكر بن زياد النيسابُوري.
رَوَى عَنْهُ: ابنه مهنِّد، وأبو العباس النشوي، وأحمد بن حريز السّلماسي.(8/529)
43 - مُعَاذ بن محمد بن يعقوب، أَبُو القاسم الزاهد. [المتوفى: 381 هـ][ص:530]
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة.(8/529)
44 - منير الصِّقْلَبيّ الخادم، [المتوفى: 381 هـ]
غلام الوزير يعقوب بن كِلّس.
وُلِّي إمرةَ دمشق، فقدِمها من مصر سنة ثمانٍ وسبعين، فلما كان في هذا العام، عام أحد وثمانين، قدِم بزال من طرابلس في رمضان، فانهزم منير وطلب الجبال، وقصد جُوسِية، ثم حلب، فأسره رجل من العرب، وأتى به دمشق، وقد قدمها ينجوتكين التركي نائبًا، فأركب منيرًا على جمل وطافوا به في البلد، وقُرِن معه قِرْد، ثم أُرسِل إلى مصر، فعفا عنه العزيز العُبَيْدِي.(8/530)
45 - هارون بن عتاب بن نشر، أَبُو أيوب الشذوني الغافقي الْأندلسي. [المتوفى: 381 هـ]
رحل إلى المشرق،
وَسَمِعَ مِنْ: أبي بكر الأنماطي، والطنجي وأبي محمد الطُّوسي، وبمصر من القيسي.
قال النفزي: ما كان بالأندلس أفضل منه، وكان مالكّي المذهب.(8/530)
46 - يعقوب بن موسى، أَبُو الحسين الأردبيلي. [المتوفى: 381 هـ]
سكن بغداد، وحدث بسؤالات البرذعي أبا زرعة، عن أحمد بن طاهر بن النَّجم عن البَرْذَعي.
رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنيّ مع تقدمه، وَأَبُو بكر البَرْقَاني، ووثّقه، وكان فقيهًا شافعيا.
وفيها خلع الطائع نفسه مُكْرَهًا، وبايعوا القادر بالله أحمد بن إسحاق ابن المقتدر بالله.(8/530)
-سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.(8/531)
47 - أحْمَد بن أبان بن سيد، أبو القاسم الْأندلسي اللُّغَوي، [المتوفى: 382 هـ]
صاحب شَرِطَة قُرْطُبَة.
كان مُقَدَّمًا في علم اللغة، بارعًا، سريع الكتابة، صنّف كتاب " العالم في اللغة " مائة مجلّدة على الْأجناس،
وَتُوفِّي في هذا العام.
رَوَى عَنْ: أبي علي القالي كتاب " النوادر "، وروى عن سعيد بن عامر الْأشبيلي كتاب " الكامل ". أخذ عنه أَبُو القاسم الْإفليلي وغيره.(8/531)
48 - أحْمَد بن بُندار بن محمد بن عبد اللَّه بن مهران، أَبُو زُرْعَة العيشي الْإسْتَرَاباذي الفقيه، [المتوفى: 382 هـ]
قاضي إسْتَرَاباذ.
كتب بأَرْدَبيل عن حفص بن عمر بن زيلة الحافظ، ودرس الفقه ببغداد عَلَى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، فيما يقال.(8/531)
49 - أحْمَد بن عبيد الله، أبو علي، [المتوفى: 382 هـ]
أخو القائم محمد بن المهديّ.
مات في ذي القعدة بمصر، وصلى عليه ابن ابن ابن ابن أخيه العزيز صاحب مصر.
ورّخه القفْطي، وله أربعة إخْوَة ماتوا قبله بمدّة.(8/531)
50 - أحْمَد بن عُتبة بن مكين، أَبُو العباس الدمشقي الجوبري المُطَرِّز الْأطروش. [المتوفى: 382 هـ]
رَوَى عَنْ: عبد اللَّه بن عتاب ابن الزفتي، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأبي الجهم بن طِلاب، وخلقٍ سواهم.
وَعَنْهُ: عبد الوهاب ابن الجبان، وعلي ابن السَّمْسار، وجماعة.
قال الكتّانيّ: كان ثقة نبيلا.(8/531)
51 - أحْمَد بن علي بن عمر، أَبُو الحسين البغدادي المشطاحي. [المتوفى: 382 هـ]
رَوَى عَنْ: طبقة البَغَوي.
وَعَنْهُ: أبو طاهر بن سعدون المَوْصِلي، وكان ثقة.(8/532)
52 - أحمد بن محمد بن رجاء القاضي، أبو حامد السرخسي. [المتوفى: 382 هـ]
توفي في شوال.(8/532)
53 - أحْمَد بن منصور بن ثابت، أَبُو العباس الشيرازي الحافظ. [المتوفى: 382 هـ]
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ عَنْ: القاسم بن القاسم السَّيّاري، وعبد اللَّه بْن جعفر بْن فارس الْإصبهاني، والحسن بن عبد الرحمن الرَّامَهُرْمُزِي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو نصر الإسماعيلي، وَأَبُو عبد اللَّه الحاكم، وتمّام الرّازي.
قال الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القَبُول بشيراز، بحيث يضرب به المثل.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: أحْمَد بن منصور الشيرازي، أدخل بمصر، وأنا بها، أحاديث على جماعة من الشيوخ.
قلت: ذكر يحيى بن مَنْده ما يدلّ على أنّ الذي دخل مصر، وأدخل على شيوخها رجل آخر، اسمه أحْمَد بن منصور، وقال: كانا أخَوَيْن، والغَلَطُ في اسمه.
وعن أبي العبّاس صاحب الترجمة، قال: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث.
وقال الحسين بن أحْمَد الصّفار الشيرازي: لما مات أحْمَد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبي رجلٌ فقال: رأيته في النّوم، وهو في المحراب واقف، في جامع شيراز، وعليه حلَّة، وعلى رأسه تاج مكلَّل بالجوهر، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي عَلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(8/532)
54 - الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد، أَبُو أحْمَد العسكري الْإمَام الْأديب. [المتوفى: 382 هـ]
سَمِعَ مِنْ: عبدان الْأهوازي، وأحمد بن يحيى بن زُهَير التُسْتَرِي، وأبي القاسم عبد اللَّه البَغَوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي بَكْر بْن دُرَيْد، وإبراهيم بْن عَرَفَة نفطويه، ومحمد بن جرير الطّبري، والعبّاس بن الوليد بن شجاع الْإصبهاني، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر أَحْمَد بن محمد بن جعفر اليزدي الْإصبهاني، وَأَبُو الحسن علي بن أحْمَد النُعَيْمي، وأبو سعد الماليني، وَأَبُو الحسين محمد بن الحسن الأهوازي، وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي المقرئ، وأبو نعيم الحافظ، وَأَبُو بكر محمد بن أحْمَد الوادعي، وعبد الواحد بن أحْمَد البَاطِرْقَاني، وأحمد بن محمد بن زَنْجَوَيْه، ومحمد بن منصور بن حيكان التُسْتَري، وعلي بن عمر الأيذجي، وَأَبُو سعيد الحسن بن علي بن بحر التُسْتَري السَّقَطي، وآخرون.
وقال فيه السِّلَفي: كان من الْأئمّة المذكورين بالتصرّف في أنواع العلوم، والتبحّر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف، وحُسْن التصنيف، ومن جملة تصانيفه " الحِكَم والأمثال "، وكتاب " التصحيف " وكتاب " راحة الْأرواح " وكتاب " الزّواجر والمواعظ "، وبقي حتى علا به السّنّ، واشتهر في الْأفاق، انتهت إليه رياسة التحديث والإملاء للأداب، والتدريس بقطر خُوزِسْتان، وكان يُمْلي بالعسكر وتُسُتَر ومدنٍ ناحيته.
قلت: أخبرنا بنسبه أبو علي بن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السفلي، قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري، قال: أخبرنا أَبُو سعيد الحسن بن علي السَّقَطي بالبصرة، قال: حدثنا أَبُو أحْمَد الحسن بن [ص:534] عبد اللَّه بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاءً سنة ثمانين وثلاثمائة بتستر. قال السفلي: فذكر مجالس من أماليه هي عندي.
ولما تُوُفِّي أَبُو أحْمَد رثاه الصّاحب إسماعيل بن عَبّاد، وأنشد فيه:
قالوا: مَضَى الشيخُ أَبُو أحْمَد ... وقد رَثوه بضُرُوب النُّدبْ
فقلت: ماذا فَقْدُ شيخٍ مَضَى ... لكنّه فَقْد فُنُون الْأدَبْ
ووفاته بخطّ أبي حكيم أحْمَد بْن إسماعيل بْن فَضْلان العسكري اللُّغَوي في يوم الجمعة، لسبعٍ خَلَوْن من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.(8/533)
55 - سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية، أَبُو أيوب اللَّخميُّ القُرْطُبِي المؤذّن، المعروف بابن العِجْل. [المتوفى: 382 هـ]
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية.
كتب عنه غير واحد.
تُوُفِّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وثمانين.(8/534)
56 - عبد اللَّه بن أحْمَد بن محمد بن يعقوب، أَبُو القاسم النَّسَائي الفقيه الشافعي. [المتوفى: 382 هـ]
حدّث ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فسمع منه أحْمَد بن جعفر الختلي، وَأَبُو القاسم عبد الله ابن الثلاج، وكان قد سمع من الحسن بن سفيان مُسْنَدَه، وبه ختم الرواية عن الحسن. وسمع مُسْنَد ابن رَاهَوَيْه من عبد اللَّه بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق من محمد بن محمد الباغَنْدِي وطبقته.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم وغيره.
وقال الخطيب: قال الحاكم: تُوُفِّي في شوال سنة اثنتين وثمانين بِنَسَا.
وعندي في " تاريخ " الحاكم أنّه تُوُفّي سنة أربع وثمانين، فاللَّه أعلم، قال: وكان شيخ العدالة والعلم بِنَسَا، وعاش نيّفًا وتسعين سنة. فبه [ص:535] وبمحمد بن عبد اللَّه بن محمد بن شيرويه نزيل فَسَا المذكور في سنة ثمانين ختم حديث الحسن بن سفيان.(8/534)
57 - عبد اللَّه بن عثمان بن محمد بن علي بن بيان، أَبُو محمد الصّفّار. [المتوفى: 382 هـ]
بغداديّ ثقة،
سَمِعَ: إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومُحَمَّد بن نوح الْجُنْدَيْسَابُورِي، والمَحَامِلي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحْمَد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد الخلال، وَأَبُو القاسم التنُوخي.(8/535)
58 - عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب بن نُصَيْر بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل، أَبُو سعيد القُرَشي الرّازيُّ الصوفيُّ. [المتوفى: 382 هـ]
حجّ وسافر إلى مصر والشام وجاور، وأقام بنيسابُور مدّة، فصحِبَ الزّاهد أبا علي الثقفي،
وَحَدَّثَ عَنْ: محمد بن أيّوب الرازي ابن الضُّرَيْس، ويوسف بن عاصم. وخرج في آخر عمره إلى مَرْو، ثم إلى بُخارى فتُوُفّي بها في هذه السنة. وله أربع وتسعون سنة.
ترجمَهُ الحاكم، وروى عنه هو ومحمد بن الحسن بن المؤمِّل المَوْصلي، وجماعة آخرهم أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو يَعْلَى إسحاق بن عبد الرحمن الصَّابوني، ومحمد بن عبد العزيز المَرْوَزي. وقد سمع بدمشق من ابن جَوْصَا، وببغداد من ابن صاعد.
قال الحاكم: ولم يزل كالرَّيْحَانة عند مشايخ التَّصوُّف ببلدنا.
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن ابن الضُّرَيْس، وقع لنا حديثه بعُلُوٍ، ورواياته مستقيمة، ولم أر أحدًا ضعَّفه، لكن يكون سماعه من ابن الضُّرَيْس وهو ابن خمس سنين، على ما ضبط الحاكم من سنه، انتهى إليه علو الْأسناد في وقته بخُراسان.(8/535)
59 - عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم، أَبُو حاتم المقرئ، [المتوفى: 382 هـ]
خطيب مدينة أسْتَرَاباذ ومقرئها. [ص:536]
رَوَى عَنْ: أبي نُعَيْم بن عَدِيّ، والحسن بن حموية،
وَعَنْهُ: أبو سعد الإدريسي.(8/535)
60 - عبد الواحد بن أحْمَد بن القاسم، أَبُو بكر الزُّهْري النيسابُوري الواعظ المتكلّم، ويعرف بابن أبي الفضْل. [المتوفى: 382 هـ]
سَمِعَ: أبا حامد بن بلال، وأبا بكر القطّان، والمحبوبي، وطائفة.
قال الحاكم: سمع معنا الكثير، وكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن في يومين.
تُوُفِّي في ربيع الأول بنيسابور، رحمه الله.(8/536)
61 - عَبْد الواحد بْن محمد بْن شاه الشيرازي الصّوفي، أَبُو الحسين، [المتوفى: 382 هـ]
نزيل نيسابُور.
حَدَّثَ عَنْ: إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، وأبي رَوْق الهزاني، وطبقتهما. وصحب الزُّهَّاد زمانًا، وحدّث بعد الثمانين، ولا أعلم متى مات.(8/536)
62 - عمر بن أحْمَد بن هارون، أَبُو حفص الْآجرُّيُّ البغداديُّ المقرئ. [المتوفى: 382 هـ]
سَمِعَ: أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن زياد النيسابُوري، وإسماعيل الوراق وغيرهم.
وَعَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة.
قال الخطيب الحافظ: كان ثقة صالحًا دَيِّنًا.(8/536)
63 - علي بن مكّي بن علي بن حسين، أَبُو الحسن الهَمَذَانِي الحلاويُّ. [المتوفى: 382 هـ]
رَوَى عَنْ: عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عبيد، ومحمد بن خيران. ورحل إلى بغداد فأدرك الخلدي، وأبا سهل بن زياد.
وكان حافظًا فَهْمًا.
تُوُفِّي في ذي القعدة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدّب، وعبد اللَّه بن محمد الخواري، وأحمد بن المأمون، وجماعة.(8/536)
64 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن خير، أَبُو عبد اللَّه القَيْسِي القُرْطُبِي البزّاز. [المتوفى: 382 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحمد بن خالد الجباب، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن أَيْمَن، وعَبْد اللَّه بن يونس، وجماعة. وحج سنة اثنتين وثلاثين، فسمع من ابن الْأعْرَابي، وعبد الملك بن بحر الجلاب، ومحمد بن الصَّمُوت، ثم رحل ثانيا.
وكان صدوقًا إن شاء اللَّه ضابطًا، وقد اتُّهم بمذهب ابن مَسَرَّة، ولم يصح عنه.
توفي في المحرم، وقل من كتب عنه.(8/537)
65 - محمد بن عاصم، أبو عبد الله العاصميُّ القرطبيُّ النَّحويُّ. [المتوفى: 382 هـ]
أخذ عن محمد بن يحيى الرَّباحي، وأبي علي القالي.
وكان من كبار الأدباء والنحويين بالأندلس.(8/537)
66 - محمد بن العبّاس بن محمد بن زكريّا بن يحيى، أَبُو عمر بن حَيَّوَيْهِ الخَزّاز. [المتوفى: 382 هـ]
من كبار محدّثي بغداد،
سَمِعَ: محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبد اللَّه بن إسحاق المدائني، وأبا القاسم البَغَوِي، وخَلْقًا يطول ذكرهم.
وَعَنْهُ: أَبُو بكر البَرْقاني، وَأَبُو الفتح بن أبي الفوارس، والعتيقي، والخلال، وعلي بن المحسّن التنوخي، وَأَبُو محمد الجوهري، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة، كتب طول عمره، وروى المصنفات الكبار، ومولده في سنة خمس وتسعين ومائتين. حدثني أبو القاسم الأزهري قال: كان ابن حيويه مكثرا، وكان فيه تسامح، ربما أراد أن يقرأ شيئًا، ولا يكون أصله قريباً منه فيقرأه من كتاب الحسن ابن الرزاز، لثقته [ص:538] بذلك الكتاب، وكان مع ذلك ثقة. قال: وسألت البَرْقاني عنه، فقال: ثبت حُجَّةٌ. وقال العتيقي: تُوُفِّي في ربيع الآخر.(8/537)
67 - محمد بن عبد الرحيم بن أحْمَد بن إسحاق، أبو بكر الْأزْديُّ الكاتب. [المتوفى: 382 هـ]
بغدادي ثقة،
سَمِعَ: البغَوي، وابن صاعد.
رَوَى عَنْهُ: ابنه علي، وَأَبُو محمد الخلال التنُوخي.(8/538)
68 - محمد بن علي بن محمد بن شنبويه الْإصبهاني، أَبُو بكر الغزال الكَوْسَج. [المتوفى: 382 هـ]
سَمِعَ: علي بن محمد بن مَهْرَوَيْه القِزْوِيني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم.(8/538)
69 - محمد بن الفضل بن علي، َأَبُو الحسن الحربيُّ النَّاقد. [المتوفى: 382 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه الْأزهري ووثَّقه.(8/538)
70 - محمد بن محمد بن سمعان، أَبُو منصور الحِيريُّ النيسابُوري المُذَكِّر، [المتوفى: 382 هـ]
نزيل هَرَاة.
سَمِعَ: أبا العباس السراج، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار النسوي الريَّاني، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو يعقوب القرّاب، وجماعة آخرهم موتًا أَبُو عمر عبد الواحد المليحي.
أقام بَهَراة أربعين سنة،
وَتُوفِّي في رجب من السنة.(8/538)
71 - محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي. [المتوفى: 382 هـ]
يقال: تُوُفِّي فيها.
وقد ذُكر في المُتَوَفّين تقريبًا.(8/538)
-سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.(8/539)
72 - أحْمَد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران، أَبُو بكر البغدادي البزّاز. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوي، والحسين بن محمد بن عفير، وأحمد بن محمد بن المغلّس، ويحيى بن صاعد، وأبا بكر بن دُرَيْد، وطائفة بالعراق ومصر والشام، فسمع بدمشق أحْمَد بن سليمان بن زبّان الكِنْدي.
رَوَى عَنْهُ: رفيقه الدَّارَقُطْنيّ، وابناه أَبُو علي الحسن، وعبد اللَّه ابنا أبي بكر، والحسن بن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وخلق سواهم.
وكان يتَّجِر في البَزّ إلى مصر.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا، كثير الحديث.
وُلِد في شهر ربيع الْأوّل سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثمائة.
قال أَبُو ذر الهَرَوي: ما رأيت ببغداد في الثقة مثل القوّاس، وبعده أَبُو بكر بن شاذان، فقال لأبي ذَرّ ورَّاقُهُ: ولا الدَّارَقُطْنيّ؟ قال الدَّارَقُطْنيُّ: إمام.
وقال عُبَيْد اللَّه الأزهري: سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاؤوني بجُزْءٍ فيه سماعي من محمد بن محمد الباغَنْدِي سنة تسع أو عشر وثلاثمائة ولم يكن لي به نسخة، فلم أحدّث به.
تُوُفِّي في شوال.
قال الْأزهري: كان ابن شاذان ثبتًا حُجّة.(8/539)
73 - أحْمَد بن إبراهيم بن محمد، العلامة أبو حامد البَغُولنيُّ النيسابُوري الحَنَفيُّ الزَّاهد، [المتوفى: 383 هـ]
شيخ أهل الرأي في عصره وزاهدهم.
أفتى ودرَّس نحوًا من ستين سنة، وكتب الحديث بنيسابُور والعراق وبَلْخ وتِرْمِذ، وحدّث. [ص:540]
ترجمه الحاكم، وقال: مات في رمضان واجتمع الخلق الكثير بجنازته.(8/539)
74 - أحْمَد بن عبد اللَّه بن عبد الرحيم بن كنانة، أَبُو عمر بن العَنَّان اللَّخْمي القُرْطُبي. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ مِنْ: أحْمَد بن خالد بن الجباب، وابن أَيْمن، ومحمد بن قاسم، وحجّ، فسمع من ابن الأعرابي، وأحمد بن مسعود الزنبري.
سَمِعَ الناس منه كثيرًا، وَحَدَّثَ عَنْهُ محمد بن السليم القاضي في حياته.
قال ابن الفرضي: كان ثقة، خياراً، وشيخا ضابطًا لما كتب، جيّد التقييد، وكان من أوثق من كتبنا عنه، قال لي: وُلِدْت سنة تسعٍ وتسعين ومائتين وتُوُفِّي وأنا بالمَشْرق.(8/540)
75 - أحْمَد بن جعفر بن الحسن البلديّ الواعظ. [المتوفى: 383 هـ]
قدم دمشق، وحدّث بها عن أبي يَعْلَى المَوْصِلي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبرِي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: تمّام الرّازي، وَأَبُو نصر بن الجبان، ومكّي بن الغَمْر.
قال ابن الْأكْفاني: تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
قلت: لعلّها: وستّين، فتصحَّفَتْ.(8/540)
76 - أحْمَد بن عمر بن الرَّوْبَح. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.
وَعَنْهُ: أَبُو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد العتيقي، ولَيَّنَه.(8/540)
77 - أحْمَد بن عمر بن يزيد، أبو العباس ابن الدَّوْغي الوكيل، [المتوفى: 383 هـ][ص:541]
من شيوخ هَمَدَان.
رَوَى عَنْ: جدّه محمد بن يَنَال، وعبد الرحمن بن أحْمَد بن عبّاد، ومحمد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، والحسن بن نصر الطوسي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي الليث، ومحمد بن عيسى، وعلي بن أحْمَد بن عطيّة، ويحيى بن علي أَبُو طالب الدسكري، وَأَبُو سعد يحيى بن أحْمَد الرازي،
وكان حافظًا يحسنُ هذا الشأن.
تُوُفِّي في ثامن المحرَّم.(8/540)
78 - أحْمَد بن محمد عبد اللَّه، أَبُو عمرو الزَّردي الخُرَاساني الْأديب، [المتوفى: 383 هـ]
من شيوخ الحاكم.(8/541)
79 - أحْمَد بن محمد بن إبراهيم، أَبُو سعيد النَّيْسابُوريُّ الْجُوريُّ المزكِّي الفقيه [المتوفى: 383 هـ]
تُوُفِّي عن نيّف وتسعين سنة.
سَمِعَ: إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وأبا العباس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وعبد الرحمن بن الحسين، وأبا نُعيْم بن عدِيّ، وابن شنبوذ المقرئ، ومكّي بن عبْدان.
وقد درّس وأفتى زمانًا على مذهب أبي حنيفة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو حفص بْن مسرور، وجماعة.
وكان يُقال له: الجوري. [ص:542]
توفي في رمضان، وآخر من حدث عنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذي.(8/541)
80 - أحْمَد بن محمد بن حمويه، أبو الوفاء النيسابوري المزكي. [المتوفى: 383 هـ]
كان أبوه من كبار فقهاء نيسابُور، وهو من كبار الشهود.
سَمِعَ: إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وأبا العباس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة. وحدّث في آخر عمره،
وَتُوفِّي في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وغيره.(8/542)
81 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، أَبُو علي النيسابُوري البَزَّاز. [المتوفى: 383 هـ]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: أبي حامد بن الشرقي، ومكّي بن عبْدان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بكر محمد بن عبد الملك بن بِشران، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وكان من فقهاء الحنفية وثقاتهم.(8/542)
82 - إسحاق بن محمشاذ، أَبُو يعقوب النيسابُوري، الزَّاهد الواعظ، [المتوفى: 383 هـ]
شيخ الكراميّة، ورأسهم بنيسابُور.
قال الحاكم أَبُو عبد اللَّه: يُقال: إنّه أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف نفس، وكان من العُبَّاد المجتهدين. قال: ولم أر بنيسابور جمعًا مثل جمع جنازته، ما أظن أنّه تخلف عنه أحد، وأطنب في وصفه، مما يدلّ على أنّه من الكراميّة، كما عظَّم في تاريخه محمد بن كرّام.
مات في رجب.(8/542)
83 - تمّام بن عبد اللَّه بن تمّام، أَبُو غالب المعافري الطُّليْطِلي. [المتوفى: 383 هـ]
حجّ وسمع من ابن الْأعرابي، وجماعة، ومن أبي الحسن بن أبي عيّاش، حدّثه بغزّة عن الطهراني، عن عبد الرزاق.
كتب عنه جماعة.(8/542)
84 - ثقفُ الحَبَشيُّ. [المتوفى: 383 هـ]
من كبار مشايخ الصُّوفية، سافر ولقي المشايخ، وصار خادم دويرة [ص:543] الرملة، وكان حَسَنَ التعهُّد للفقراء، ثم جاور بالحرم، وبه مات.
ومن كلامه: الحُرُّ من يُوجِب على نفسِه خدمة الْأحرار، والغنيّ من لا يرى لنفسه على أحد مِنّة، ولا يرى لنفسِه استغناء عن أحد.(8/542)
85 - جعفر بن عبد اللَّه بن يعقوب الفنّاكي، أَبُو القاسم الرازي. [المتوفى: 383 هـ]
رَوَى عَنْ محمد بن هارون الرُّويَاني " مُسْنَدَه "، وَسَمِعَ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة.
قال أَبُو يَعْلَى الخليلي: موصوف بالعدالة وحُسْن الديانة، وهو آخر من روى عن الرُّوياني، ثم ذكر وفاته في هذه السنة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو الْفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد الرّازيّ المقرئ.
أخبرنا إسماعيل بن الفراء، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن أحْمَد الفقيه سنة ستَّ عشرة وستمائة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا أحمد بن علي الطريثيثي، قال: أخبرنا هبة الله بن الحسن الحافظ، قال: أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن هارون الروياني، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى، عن أبي بكر، عن الْأعمش، عن خَيْثَمة، قال: مُرَّ على خالد بن الوليد بزِقّ خمر، فقال: أي شيء هذا؟ فقالوا: خل. فقال: جعله الله خلا، قال: فنظروا فإذا هو خلّ، وقد كان خمرًا. وهذا إسناد صحيح.(8/543)
86 - جعفر بن محمد بن علي، أَبُو محمد الطاهري البغدادي، [المتوفى: 383 هـ]
من ولد عبد اللَّه بن طاهر الْأمير.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمد العتيقي، وأبو طالب العشاري.
ووثّقه الخطيب.
وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب بن رزيق بن محمد بن عبد اللَّه بن طاهر.(8/543)
87 - الحسن بن أحْمَد بن سعيد، أَبُو علي المالكي المؤذّن. [المتوفى: 383 هـ]
وُلِد سنة اثنتين وتسعين ومائتين،
وَسَمِعَ: ببغداد أحْمَد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، وأبا عمر القاضي.
وَعَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وقال: ثقة.(8/544)
88 - حضرمي بن أحمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حمزة الحضّرميّ البَتَلْهي، أَبُو الحسين الدمشقي. [المتوفى: 383 هـ](8/544)
89 - زياد بن محمد بن زياد، أَبُو العباس الإصبهاني، [المتوفى: 383 هـ]
وأصله جُرْجانيٌّ.
رَوَى عَنْ: الحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن أحْمَد بن عمرو الْأبهري.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ.
تُوُفِّي في جُمادى الأولى.(8/544)
90 - سعيد ابن القاضي أَبِي أحْمَد مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْإصبهاني العَسَّال، أَبُو محمد. [المتوفى: 383 هـ]
رَوَى عَنْ: محمد بن علي الجارود، وعلي بن رستم.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْم.(8/544)
91 - صَقْرُ بن عبد اللَّه، أَبُو عبد اللَّه الهمذانيُّ الخَفَّاف، [المتوفى: 383 هـ]
الرجل الصالح.
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وأحمد بن عُبَيْد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عيسى، ومحمد الزجاج، وغيرها.(8/544)
92 - طاهر بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البَغْداديُّ، أَبُو عبد اللَّه الكاتب. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ: أبا حامد الحضْرمي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن عبد اللَّه المستعيني.
وَعَنْهُ: أَبُو عبد اللَّه الحاكم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وغيرهما.
مات بنيسابُور.
معدودٌ في فُقَهاء الشافعية؛ قال ابن الصّلاح: هو فيما أحسب، والد الْأستاذ أبي منصور عبد القاهر.(8/545)
93 - ظَفَرُ بن إبراهيم بن ظَفَرُ، أَبُو القاسم المِصْريُّ الزُهَيْري. [المتوفى: 383 هـ](8/545)
94 - عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب، أَبُو محمد المقرئ المُفَسِّر العَدْل. [المتوفى: 383 هـ]
دمشقي،
قَرَأَ عَلَى: أَبِي الحَسَن محمد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجعفر بن أبي داود،
وَحَدَّثَ عَنْ: ابن جَوْصا، وعلي بن عبد اللَّه الحمصي، وأبي علي الحصائري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو محمد بن أبي نصر، وطرفة الحرستاني، وعبد الله بن سوار العنسي، وأبو نصر ابن الجبان.
وكان إمام مسجد باب الجابية.
قال عبد العزيز الكتّاني: تُوُفِّي في شوّال. قال: وكان يحفظ، فيما يقال، خمسين ألف بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن وغيره، وكان ثقة. حدثنا عنه علي بن الحسن الرَّبَعي، وغيره.(8/545)
95 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن القاسم بْن حزم، أَبُو محمد الْأندلسي القَلْعِي. [المتوفى: 383 هـ]
رحّال جوّال،
سَمِعَ: أبا القاسم علي بن أبي العقب، وجماعة بدمشق، وأبا بكر الشافعي، وأبا علي بن الصوّاف ببغداد، وإبراهيم بن علي الهُجَيْمي [ص:546] بالبصرة، وأبا جعفر بن دُحَيْم بالكوفة، وعبد اللَّه بن الوَرْد بمصر، ووهب بن مَسَرَّة بالْأندلس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الوليد ابْن الفَرَضي.
وكان شيخاً جليلاً زاهدًا شجاعًا مجاهدًا، ولَّاه المستنصر باللَّه الحَكَم القضاء، فاستعفاه، فأعفاه منه، وكان فقيهًا صلبًا في الحق، ورعاً، كانوا يشبّهونه بسفيان الثَّوْرِي فِي زمانه، وكان ثقة مأمونًا، أخذ النّاس عَنْهُ الكثير، وبلغنا أنه كان يقف وحده للفئة من المشركين.
تُوُفِّي بقلعة أيّوب فِي ربيع الآخر، وله ثلاث وستّون سنة.
قَالَ ابن الفَرَضي: سَمِعْتُ منه علماً كثيراً وسمع منه شيوخنا: أحمد بن عون الله، وعبّاس بْن أصبغ، وابن مفرّج القاضي، ونفع اللَّه بِهِ عالمًا كثيرًا، وكانت الرَّحْلة إِلَيْهِ.(8/545)
96 - عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن، أَبُو غالب المأموني. [المتوفى: 383 هـ]
شاعر محسن مفلق، بديع القول، بغدادي، شريف جليل. مدح الصّاحب بْن عَبَّاد، ورؤساء نيسابور وبُخَارَى، وكان يسمو بهمّته إلى الخلافة.
أخذ عَنْهُ الثَّعَالِبي وفخّمه وأرّخه.(8/546)
97 - عَبْد الصمد بْن أحْمَد بْن خنبش، أَبُو الفتح الخَوْلاني الحمصي. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ: خَيْثَمة بْن سُلَيْمَان، وعثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي، وأَحْمَد بْن بهزاد السِّيرَافِي، وأَبَا سهل بْن زياد، ورحل إلى مصر والعراق، وحكى عَنْ أَبِي بَكْر الصَّنَوْبَرِي. كتب عَنْهُ عَبْد الغني بْن سَعِيد، وحدَّث عَنْهُ أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو عَلِيّ بْن وشّاح الزَّيْنَبِي، وجماعة.
وله شعر حَسَن. [ص:547]
حدّث فِي شوال من هذه السنة.(8/546)
98 - عُبَيْد الله بن محمد بن علي بن زياد، أَبُو مُحَمَّد ابن الجراديِّ الكاتب. [المتوفى: 383 هـ]
بغداديّ فاضل، حدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي بَكْر بْن دُرَيْد.
وَعَنْهُ: هلال الطّيّبي المؤدّب، وَأَبُو القاسم التنوخي، ومحمد بْن عَلِيّ العشاري، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة ثلاث، وقيل: سنة أربع وثمانين.(8/547)
99 - عَلِيّ بْن حسّان بْن القاسم، أَبُو الْحَسَن الجدليُّ الدِّمَمّي، [المتوفى: 383 هـ]
ودِمَمّا قرية دون الفرات.
شيخ مُسِنّ. روى عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحَضْرَمِي مُطَيِّن.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الفرّاء، وَأَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسّن، وأبو عبد الله الصيرمي، والقاضي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق القُهُسْتاني شيخ أبي صادق مرشد.
قَالَ أَبُو خازم بْن الفرّاء: تكلّموا فِيهِ.
تُوُفِّي فِي آخر سنة ثلاثٍ وثمانين.
قلت: وقع لنا قطعة من مُسْنَد عَلِيّ لمُطَيَّن من طريقه.(8/547)
100 - عليّ بن القاسم بن العباس بن الفَضْل بن شاذان الرَّازيُّ القاضي. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن خالد صاحب محمد بن حُميد الرَّازي، وأبا محمد بن أبي حاتم.
وَعَنْهُ: أبو العلاء الواسطيُّ، والعَتِيقي.
وثَّقه العَتِيقي وورخه.(8/547)
101 - مجاهد بْن أصبغ بْن حسّان بْن جرير، أَبُو الْحَسَن الْأندلسي البَجَّانِي. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ " الواضحة " من سعيد بن فحلون، و" تفسير " يحيى بن سلام من علي بن الحسن المُرِّي، وكتب الناس عَنْهُ كثيرًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ " شرح غريب المُوَطَّأ " لابن حبيب، وكتاب " طبقات الفقهاء " وكتاب " فساد الزمان " لَهُ، وكان شيخًا صالحًا طاهراً. وقال لي: ولدت سنة خمس وثلاثمائة.(8/548)
102 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أَبُو بَكْر الهاشمي الْجُرْجَاني الورّاق. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ: أَبَا يعقوب البحري إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم وعبد اللَّه بْن عدِيّ الحافظ بجُرْجان، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، ومُحَمَّد بْن يعقوب الْأصمّ بنيسابُور.
وَعَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وقَالَ: ما رَأَيْت ورَّاقًا أسرع يدًا منه، ولا أصحّ خطًأ منه، لكنه تغيّر بآخره وخلّط.(8/548)
103 - مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد، أبو عبد اللَّه الكيساني القِزْوِيني. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ: الكثير من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.(8/548)
104 - مُحَمَّد بْن حامد، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الحنفي، [المتوفى: 383 هـ]
شيخ أهل الرأي وفقيههم ببُخَارَى وأعلمهم وأزْهدهم، وألزمهم لشمائل السَّلَف.
روى عَنِ الهيثم الشاشي، وعبد اللَّه الكلاباذي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الحاكم.
أغلق البلد لموته ثلاثة أيّام.(8/548)
105 - مُحَمَّد بْن صالح بْن مُحَمَّد بْن سعْد بْن نِزار، أَبُو عَبْد اللَّه القحطاني الْأندلسي الفقيه المالكي. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ: بَكْر بْن حَمَّاد التاهَرْتي، وإسماعيل الصّفّار، وأبا سعيد ابن [ص:549] الْأعرابي وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وجماعة، ورحل إلى المشرق، وحجّ.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو القاسم بن حبيب المفسر، وأبو سهل محمد بن نصرويه المروزي.
وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي رجب.(8/548)
106 - مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَبُو بَكْر الخوارزمي الشاعر المشهور، ويقال لَهُ: الطَّبَرْخُوِيُّ، [المتوفى: 383 هـ]
لأن أباه من خُوَارِزْمِ وأمه من طَبَرِسْتَان، فركبوا لَهُ من الْأسمين نسبةً.
وقيل: إنه ابن أخت مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي، وكان مشارًا إِلَيْهِ فِي عصره. لَهُ " ديوان " شعر، وديوان رسائل، فمن شعره:
قامت تودّعُني بالأدْمُع السجم ... والصَّمْتُ بين يدٍ منها وبين فَمِ
البيْن أخْرَسَها والبيْن أَنْطَقَها ... وهذه حالةٌ فِي الناس كُلّهِمِ
قد طال ما انهزمتْ عنّا السُيُوف فلا ... تحاربينا بجيش الورد والعنم
لم يبق فِي الْأرض لي شيءٌ أهاب لَهُ ... فهل أهاب انكسارَ الْجَفْن ذي السَّقَمِ
أستغفرُ اللَّه من قولي، غلطت بَلَى ... أهاب شمس المعالي مقصِد الْأممِ
كَانَ لحظُك من سيف الْأمير ومن ... حتْم القضاء ومن عزْمي ومن كَلِمِي
وهي قصيدة طويلة طنّانة، وقد تنقّل فِي البلاد، ومدح الملوك، وأقام بحلب مدة، ثم سكن نيسابور.
قال الحاكم فِي " تاريخه ": كَانَ أوحد عصره فِي حِفْظ اللُّغَة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكُنَى، حتى يُحَيّرني حِفْظُه. سَمِعَ من إِسْمَاعِيل الصّفّار وأقرانه. ومن شعره:
بآمل موْلدي وبنو جَريرٍ ... فأخوالي ويحْكي المرءُ خالَه [ص:550]
فغيري رافضي عن تراث ... وها أنا رافضيّ عَنْ كَلالَه
وله:
مَضَت الشَّبِيبَة والحبيبةُ فالتَقَى ... دَمْعَان فِي الْأحشاء يزدحمان
ما أَنْصَفَتْني الحادثاتُ رَمَيْنَني ... بمُودّعَيْن وليس لي قَلْبان(8/549)
107 - مُحَمَّد ابن المحدث أَبِي عمرو عثمان بْن أحْمَد بْن السّمّاك، أَبُو الْحُسَيْن البغدادي. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بن أبي داود، وابْن صاعد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري. ووثَّقه الخطيب.(8/550)
108 - مُحَمَّد بْن عدِيّ بْن عَلِيّ بْن عدِيّ بْن زَحْر، أَبُو بَكْر المنقري البصْري [المتوفى: 383 هـ]
الَّذِي روى سؤالات أبي عُبَيْد الْأجُرّي أَبَا دَاوُد السَجَسْتاني عَنْ أَبِي عُبَيْد الْأجُرّي.
روى عَنْهُ هذا الكتاب بالإجازة أَبُو الْحَسَن أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي.
وَتُوفِّي فِي ذي الحجّة.(8/550)
109 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أدهم الْجَيَّاني، أَبُو عَبْد اللَّه. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أصبغ، وبمكة مِنْ: ابن الْأعرابي، وابْن الورد، وابْن جامع السُّكَّري.(8/550)
110 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى، أَبُو بَكْر الْإصبهاني السمسار. [المتوفى: 383 هـ]
سَمِعَ بفَسَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مَعْدَان، عَنْ إِسْحَاق بْن راهويه.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْم.(8/550)
111 - نصر بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن منصور أبو الفضل بْن أَبِي نصر الطُّوسي العطّار الحافظ. [المتوفى: 383 هـ][ص:551]
ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة،
وَسَمِعَ: بنيسابور أبا محمد عبد الله بْن الشَّرْقيّ، وأَبَا حامد بْن بلال، وأَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، واللَّيْث بْن مُحَمَّد المَرْوَزِي، ورحل إلى بغداد، فسمع أَبَا عَبْد اللَّه المحاملي، وابن مخلد، وطبقتهما، وبالكوفة أَبَا الْعَبَّاس بْن عقْدة، وبمكّة ابن الْأعْرابي، وبدمشق أبا علي الحصائري، وابْن زبّان الكِنّدي، وبمصر مُحَمَّد بْن وردان العامري، وعمر بْن الربيع بْن سُلَيْمَان، وبالرملة الربيع بْن سلامة، وبحلب مُحَمَّد بْن زيد، وبمنبج أحْمَد بْن يوسف، وبحَرّان أَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الحافظ وخلقًا سواهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السّلَمي، وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ النّقّاش، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
قَالَ الحاكم: هُوَ أحد أركان الحديث بخُرَاسان، مَعَ ما يرجع إليه من الدين والزهد والسخاء، والتعصب لأهل السنة. أول رحلته كانت إلى مَرْو إلى اللَّيْث، ولم يخلف يوم مات بالطابران أحسن حديثا منه، وأمّا فِي علوم الصُّوفية وأخبارهم ولُقِي شيوخهم وكثرة مجالستهم، فإنه توفي يوم تُوُفِّي ولم يخلف بخُراسَان مثلَه فِي التقدم واللُّقي.
قلت: صحِب الشِّبْليّ،
وَتُوفِّي فِي المحرم، رحمه اللَّه.(8/550)
112 - يحيى بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن، أَبُو عمرو المَخْلَدي النيسابُوري. [المتوفى: 383 هـ]
كَانَ فقيهاً إماماً، من كبار الشافعية، عابدا كثير التلاوة. حدّث عَنْ مؤمَّل بْن الْحَسَن الماسرجسي، وابني الشَّرْقي، ومكّي بْن عَبْدان، ورحل إلى الشام مَعَ أَبِي بَكْر بْن مهران، بعد الثلاثين وثلاثمائة، فسمعا منه معاً.
روى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.(8/551)
113 - يوسف بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عُمَر الهَمْدانيُّ الشذوني. [المتوفى: 383 هـ][ص:552]
سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أيْمن، وعَبْد اللَّه بْن يونس، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام، ومُحَمَّد بْن يحيى بن لبابة، ورحل إلى المشرق، فأقام بها عشر سنين، وسمع من عثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وخلق سواهم،
وقدِم قُرْطبة بعلْم جمّ.
وكان ثقةً خَيارًا، عاش ثمانين سنة؛
أَخَذَ عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ وجماعة.(8/551)
-سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.(8/553)
114 - أحْمَد بْن الْحَسَن بْن القاسم، أَبُو بَكْر الهمذاني الفَلَكيّ الحاسب. [المتوفى: 384 هـ]
قَالَ حفيده الحافظ أَبُو الفضل عَلِيّ بْن الْحُسَيْن: كَانَ جدّي جامعًا لفنون؛ كَانَ عالمًا بالأدب والنَّحْو والعَروض، وسائر العلوم، لاسيما علْم الحساب، ولقب الفَلَكيّ لهذا المعنى، حتى كان يقال: إنه لم ينشأ في الشرق والغرب أعلم بالحساب منه.
وكان هَيُوبًا، ذا حشمة ومنزلة.
سَمِعَ: علي بن سعد البزاز، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْجُهَنِي، وأَبَا بَكْر بْن سهل الدينوري الحافظ.
سَمِعَ مِنْهُ: ابناه أبو الصّقْر حسن، وحسين، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد الكرجي.
وتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله خمس وثمانون سنة.(8/553)
115 - أحْمَد بْن سهل بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو حامد الْأنْصَارِيّ النيسابُوري. [المتوفى: 384 هـ]
آخر من حدّث عَنْ مُحَمَّد بْن شادل، وأَبِي قريش مُحَمَّد بْن جمعة، وغيرهما.
قَالَ الحاكم: وأصوله صحيحة، وكان من الْأدباء المذكورين، وأول سماعه سنة سبعٍ وثلاثمائة،
وَتُوفِّي فِي ذي الحجّة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وجماعة.(8/553)
116 - أحْمَد بْن عَلِيّ بْن يحيى بْن عوف، أَبُو بَكْر المعمري القصْري. [المتوفى: 384 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد.
وَعَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال.
وهو ثقة.(8/553)
117 - أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بْن إسرائيل، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الْإسماعيلي، [المتوفى: 384 هـ]
والد عليّ وجدّ القاضي مُحَمَّد.
وهم بيت مشهور ببخارى.
سَمِعَ: أبا نُعيم عَبْد الملك بْن عدِيّ، وأَبَا بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد المُنْكَدِري،
وَتُوفِّي فِي رمضان، عَنْ ثلاثٍ وثمانين سنة.(8/554)
118 - إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن غالب، أَبُو إِسْحَاق التمّار. [المتوفى: 384 هـ]
مصريّ معروف.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الربيع الجيزي، وجعفر بْن مُحَمَّد الطُّوسي، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
قَالَ الحبَّال: هُوَ محدِّث جليل،
تُوُفِّي فِي رجب.(8/554)
119 - إِبْرَاهِيم بْن هلال بْن إِبْرَاهِيم بن زَهْرون، أَبُو إِسْحَاق الصّابي المشرِك الحرَّاني. [المتوفى: 384 هـ]
صاحب الرسائل الأدبية المشهورة، كاتب ديوان الْأنشاء لعزّ الدولة بَخْتَيَار بْن مُعِزّ الدولة بن بويه ملك العراق.
كَانَ متشددًا فِي دينه، حرص عَلَيْهِ عزّ الدولة أن يُسْلِم، فلم يفعل، وكان يصوم رمضان، ويحفظ القرآن، ويستعمله فِي رسائله، وله النَّظْم الرائق.
وُلّي ديوان الرسائل، سنة تسعٍ وأربعين، وكانت تصدر عَنْهُ مكاتبات إلى عَضُد الدولة بما يؤلمه، فلما تملّك سجنه، وعزم عَلَى قتله، فشفعوا فِيهِ فأطلقه فِي سنة إحدى وسبعين، وأمره أن يصنع لَهُ كتابًا فِي أخبار الدولة البُوَيْهِيَّة، فعمل " كتاب الباجي "، ولم يزل مبعدًا فِي أيامه.
تُوُفِّي فِي شوال، وله إحدى وسبعون سنة.
فمن شعره. قَالَ أَبُو القاسم بْن برهان: دخلت عليه، وكان قد لحقه وَجَعُ المفاصل، وقد أبلّ، والمجلس عنده حفلٌ، فأراد أن يريَهُم أَنَّهُ قادر [ص:555] عَلَى الكتابة، ففتح الدواة ليكتب، فتطاولوا للنظر إلى كتابته، فوضع القلم، وقال بديهًا.
وَجَعُ المفاصلِ وهو أيـ ... سر ما لَقيِتُ من الْأذَى
جعل الَّذِي استحسَنته ... والناس من خَطّي كَذَا
والعمرُ مثل الكاس ير ... سب فِي أواخِرِه القَذَا
ومن شعره:
رأتني أُمَيِّز خَلْطَ الخِضَاب ... وأقسم أجزاءَه بالقضيبِ
فقالت أَبِنْ لي ماذا تُريدُ ... بقسمة هذا السَّوَاد العجيبِ
فقلتُ: فَدَيْتُك مات الشبابِ ... وعزْمي أُسخِّمُ وجهَ المَشِيبِ
وكان ابنه المحسن بْن إِبْرَاهِيم من الرؤساء، مات عَلَى كفره أيضًا، وخلَّف ابنه هلال بن المحسن الأديب، فأسلم بأخرة، وروى عَنْ أَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجرّاح أدَبًا؛ قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقاً.
تُوفِّي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.(8/554)
120 - إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو القاسم بْن الطّحّان القَيسِي الحافظ القُرْطُبي المالكي الفقيه. [المتوفى: 384 هـ]
غلب عَلَيْهِ الحديث، وله فِي " المُدَوَّنَة " أخبار معروفة.
سَمِعَ: قاسم بْن أصبغ، والرُّعَيْنِي أحْمَد بن عبادة، ومحمد بن عبد السلام الحسني، وأحمد ابن دحيم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية. وألَّف تواليف حَسَنَة، وانتفع بِهِ أهل العلم، وعُمِّر دهرًا، وصنف فِي التاريخ.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه، وانتفع بِهِ أهل الكورة، وكانت فُتَيَاه بما ظهر لَهُ من الحديث.
تُوُفِّي فِي صفر، وشهده ألوف من المسلمين، وطاب الثناء عليه.(8/555)
121 - جبريل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن سندول، أَبُو القاسم الهمذاني الخِرَقيّ المعدِّل. [المتوفى: 384 هـ][ص:556]
رَوَى عَنْ: عبدوس بْن أحْمَد السّرّاج، وعَلِيّ بن الحسن بْن سعد البزّاز، وأَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي القاسم عَبْد الله بْن محمد بْن الأشقر، ومحمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطّيالسي، وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بن إبراهيم بن المنذر الفقيه، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بْن عيسى، وعَبْد اللَّه بْن عَبْدان الفقيه.
قَالَ شيرويه: ويدلّ حديثه عَلَى الصدق، وذكر وفاته فِي ذي القعدة من السنة.
قلت: هذا أسند من كَانَ فِي زمانه بهَمَذَان.(8/555)
122 - صالح بْن أحْمَد بن مُحَمَّد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن الْعَبَّاس بْن الْأحنف بْن قيس، أَبُو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ السّمسار، ويُعرف بابن الكُومَلاذي. [المتوفى: 384 هـ]
رَوَى عَنْ: أبيه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن سعد البزّاز، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عزَّون، والقاسم بن إِبْرَاهِيم، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بلبل، ومُحَمَّد بْن المرّار بْن حمّويه، وأحمد بن محمد بْن أوس، والقاسم بْن أَبِي صالح، وعَبْد السلام بْن مُحَمَّد بْن عبديل، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مهرويه القزويني، وجماعة كثيرة.
روى عَنْهُ طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وحمد الزَّجَّاج، وأَحْمَد بْن زَنْجَوَيْه العمري، وطاهر بْن أحمد الإمام، وأبو الفتح محمد بن أحمد بْن أَبِي الفوارس الحافظ، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن زنبيل النَّهَاوَنْدِي وآخرون.
وقَالَ شِيرَوَيْه الدَّيْلَمي: كَانَ ركنا من أركان الحديث، ثقة صدوقًا حافظاً ديناً ورعاً، لا يخاف فِي اللَّه لومة لائم، وله مصنفات غزيرة.
تُوُفِّي لثمان بقين من شعبان، ويُستَجاب الدعاء عند قبره، ومولده سنة ثلاث وثلاثمائة، وصلّى عَلَيْهِ ابن لال، فبَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا نترك ثلث الذُنوب من خشية اللَّه، وثُلُثَيْها حَيَاء من هذا الشَّيْخ. [ص:557]
أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي، قال: أخبرنا نصر بن جرو سنة ثلاث وعشرين وستمائة، قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلفة، قال: سمعت حمد بن نصر الحافظ بهمذان، قال سمعت علي بن حميد الذهلي، قال سمعت طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة الحافظ، قال: سَمِعْتُ حمْد بْن عُمَر الزَّجَّاج الحافظ يَقُولُ: لما أملى صالح بْن أحْمَد التميمي الحافظ بهَمَذَان، كانت لَهُ رَحًى، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها عَلَى محابر أصحاب الحديث.(8/556)
123 - الطيب بْن يُمْن المعْتَضِدِي البغداديّ. [المتوفى: 384 هـ]
سَمِعَ: البَغَوي، ومُحَمَّد بْن منصور الشيعي.
وَعَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري. وهو ثقة.(8/557)
124 - عبد اللَّه بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، أَبُو القاسم النَّسَائي الفقيه. [المتوفى: 384 هـ]
شيخ أهل العلم والعدالة بنَسَا،
تُوُفِّي بها، وله نَيِّف وتسعون سنة، وهو آخر من حدَّث عَنِ الْحَسَن بْن سفيان.
وقد ذكر أيضًا سنة اثنتين وثمانين.(8/557)
125 - عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد أبو مُحَمَّد الطلقي الْإستراباذي القاضي الحنفي. [المتوفى: 384 هـ]
من مشايخ جُرْجَان،
رَوَى عَنْ: أبي القاسم البَغَوي، وجعفر بْن شهزيل الإستراباذي.
وَعَنْهُ: أَبُو سَعد الإدريسي، وَأَبُو مُحَمَّد المُنيري.(8/557)
126 - عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر بْن شُبانة العطّار عرف بمَمَّة. [المتوفى: 384 هـ]
شيخ همذاني،
رَوَى عَنْ: ابن عبّاد السّرّاج، ومُحَمَّد بْن صالح الطَّبَرِي.
وَعَنْهُ: أَبُو الفضل بْن عَبْدان، ومُحَمَّد بْن عيسى، وأهل همذان. [ص:558]
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.(8/557)
127 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سعيد بْن محارب، أَبُو مُحَمَّد الْأنصاري الْإصْطَخْرِي، [المتوفى: 384 هـ]
نزيل بغداد.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي خليفة، وزكريا الساجي، وعبد الله بن أذران الشيرازي، وخلْق من الغُرَباء.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي والصيمري، وأكثر شيوخه مجهولون، وأحاديثه عَنْ أَبِي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دُرَيْد أشبه.
وقَالَ: وُلِدْتُ بإصْطَخْر، سنة إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أبي خليفة سنة ثلاث وثلاثمائة.
تُوُفِّي فِي هذا العام.(8/558)
128 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمدان القاضي، أَبُو مُحَمَّد الْجُرْجَاني. [المتوفى: 384 هـ]
كَانَ أبوه من همذان، وولي هو قضاء جُرْجَان، وأقام ببغداد مدّة، وسكن طُوس، ودخل بُخَارَى. وقد سمع ببغداد من ابن صاعد، وبجُرْجَان من أَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.(8/558)
129 - عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نافع، أَبُو الْعَبَّاس البشْتي الصُّوفي. [المتوفى: 384 هـ]
صحب أَبَا عَلِيّ الثقفي، وورث من آبائه أموالا كثيرة، فأنفقها فِي الخير. روى عَنْ أحْمَد بْن السريّ الشيرازي صاحب الفَسَوي.
وَعَنْهُ: أبو سعد الكَنْجَرُوذِي، وكان كثير العبادة. بقي سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا يتَّكئ عَلَى وسادة، وحجّ من نيسابُور حافيا راجلا وأقام بالقدس أشهراً، ودخل المغرب، ثم حج من المغرب، ورجع إلى بشت، وتصدق ببقية أملاكه، وعاش خمسًا وثمانين سنة.
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كانت نفقتي فِي سنة درهمين وثلاثين.
وقد ذكر الحاكم ترجمته فِي ستّ وَرَقات، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وقعت لي فترة، فدخلت هِيت، وبقيت بها أربعين يوماً، لم أَذُق طعامًا ولا [ص:559] شرابًا، حتى وجدت الطريق الَّذِي كنت سلكته.
قَالَ الحاكم: مات فِي المحرَّم، وكان يُعَد من الْأبْدال.(8/558)
130 - عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن محمُويه، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري الصُّوفي الزَّاهد. [المتوفى: 384 هـ]
من أعيان أهل البيوتات، ومن العباد الصالحين، أنفق أمواله على الصالحين والفقراء، وخرج إلى الشام وصحِب أَبَا الخير الْأقطع، وعاش ثمانيا وثمانين سنة. وسمع بمصر من أحمد بن داود الحضرمي عن يونس بْن عَبْد الْأعْلى.(8/559)
131 - عَلِيّ بْن زُهَير بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمد، أَبُو الْحَسَن المقرئ. [المتوفى: 384 هـ]
بغدادي، سكن دمشق، وأقرأ النّاس بالروايات.
قَرَأَ عَلَى: محمد بن النضر بن الْأخرم بدمشق، وعَلِيّ النّقّاش، وهبة اللَّه بْن جعفر ببغداد.
قَرَأَ عَلَيْه: الربعي وغيره.(8/559)
132 - عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُمَر، أَبُو الْحُسَيْن الهمداني الْإصبهاني المعدَّل. [المتوفى: 384 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: الْحُسَيْن بْن عيّاش القطان، وطبقته. وكان يحضر مجلسه الكبار لفضله ورياسته.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وأبو نعيم، وقال: تُوُفِّي فِي غُرَّة رمضان.(8/559)
133 - عَلِيّ بْن عَبْد الملك بْن سُلَيْمَان بْن دهثم الفقيه، أَبُو الْحَسَن الطَّرَسُوسِي، [المتوفى: 384 هـ]
نزيل نيسابُور.
كَانَ أديبًا فصيحًا، إلا أنه كانت متهاونًا بالسماع والرواية.
رَوَى عَنْ: أَبِي خليفة الجمحي، وأبي يعلى المَوْصِلي، وعمر بْن سنان المنبجي.
قَالَ أَبُو سهل الصّعلوكي: قدِم علينا الطَّرَسُوسِي بغداد سنة اثنتين [ص:560] وعشرين، فقلت لَهُ: يا أَبَا الْحَسَن، كيف رويت عَنْ هَؤُلاءِ؟ فقال: قد كَانَ أَبِي حملني إلى العراق وأنا صغير، ثم ردّني إلى طرَسُوسِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو مُعاذ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد المزكّي، وغيرهم.
قَالَ الحاكم: وكان معتزليّاً متهاونًا بالسَّماع، ولم يزل يَتَجَهَّم إلى أن هُجِر. وقد سَمِعَ من أَبِي عروبة، وابْن جَوْصا.(8/559)
134 - عَلِيّ بْن عُمَر بْن حفص بْن عَمْرو بْن نُجَيْح، أَبُو الْحَسَن الخَوْلاني الْأندلسيُّ البيريُّ الفقيه. [المتوفى: 384 هـ]
رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وسَمِعَ مِنْ: عَلِيّ بْن الْحَسَن المُرِّي، وسعيد بْن فَحْلُون ومسعود.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ " التفسير " ليحيى بن سلام، بسماعه من المري، قال: أخبرنا أحمد بن موسى بْن جرير سنة أربعٍ وسبعين ومائتين، وكان لا بأس بِهِ. وقَالَ لي: وُلِدْتُ سنة تسع وثلاثمائة.(8/560)
135 - عَلِيّ بْن عيسى بن علي، أَبُو الْحَسَن النَّحْوي المعروف بالرُّمَّاني. [المتوفى: 384 هـ]
أخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن دريد، والزجاج، وأبي بَكْر ابن السّرّاج.
رَوَى عَنْهُ: هلال بْن المحسّن، وَأَبُو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري.
وكان متفنناً في علوم كثيرة من القرآن والفقه والنَّحْو والكلام عَلَى مذهب المعتَزِلة. صنّف فِي التفسير والنَّحْو واللُّغة.
وكان متفننا في علوم كثيرة، من القرآن والفقه والنَّحْو والكلام عَلَى مذهب المعتَزِلة. صنّف فِي التفسير والنَّحْو واللُّغة.
وكان مولده سنة ستٍ وتسعين ومائتين، ومات فِي جُمادى الْأولى، وله ثمانٍ وثمانون سنة.
شرح " كتاب " سيبويه شرحًا كبيرًا، وشرح " الْجُمَل " لابن السّرّاج، وله كتاب " الاشتقاق " وكتاب " التصريف "، وكتبًا كثيرة ذكرها القفطي فِي ترجمته. قَالَ: وصنَّف فِي الكلام كتابًا سمّاه " صنعة الاستدلال " في سبع [ص:561] مجلَّدات، وكتاب " الْأسماء والصّفات لله تعالى " وكتاب " الْأكوان " وكتاب " المعلوم والمجهول "، وله نحو مائة تصنيف، وكان مَعَ اعتزاله شيعيا.
قَالَ التنوخي: وممن ذهب فِي زماننا إلى أن عليا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أفضل الناس بَعْدَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ المعتزلة: أَبُو الحسن الرماني.
قلت: كان رأساً في عدة فنون لاسيما العربية، وكان يمزج في كلامه في النحو بالمنطق، حتى قال فيه أبو عليّ الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرُّمَّاني فليس معنا منه شيء، وإن النَّحْو ما نقوله نحن، فليس معه منه شيء.
وكان يُقال: النَّحْويُّون فِي زمانهم ثلاثة، واحدٌ لا يُفهم كلامه، وهو الرُّمَّاني، وواحد يُفْهم بعض كلامه، وهو أَبُو عَلِيّ، وواحد يُفْهم جميع كلامه، وهو أَبُو سَعِيد السِّيرَافِي.
وكان أَبُو حيّان التَّوْحِيدي يبالغ فِي تعظيم الرُّمَّاني حتى قَالَ: فإنه لم يُر مثله قطّ علمًا بالنَّحْو، وغزارة فِي الكلام، وبصرًا فِي المقالات، واستخراجًا للعويص، مَعَ تألُّهٍ وتَنَزُّهٍ وفصاحة وفقاهة.
قلت: ثم وصفه بالدِّين واليقين والحِلم والرّزانة والاحتمال والوَقَار.(8/560)
136 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سهل، أَبُو الْحَسَن الْإستراباذي الفقيه الشاعر. [المتوفى: 384 هـ]
ثقة،
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي نُعَيْم عَبْد الملك.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد الإدريسي.(8/561)
137 - عُمَر بْن عبد الله بْن زاذان القِزْويني القاضي. [المتوفى: 384 هـ]
سَمِعَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومُحَمَّد بْن هارون بْن الحَجَّاج.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، والعشاري.
حدَّث فِي هذا العام، وانقطع خبره.(8/561)
138 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان، أَبُو الْحَسَن الكوفي الحافظ [المتوفى: 384 هـ]
محدّث الكوفة.
رَحَلَ إِلَيْهِ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وأبو العلاء الواسطي، وخلق.
يَرْوِي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن زيدان، وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المَقَانِعي، ومُحَمَّد بْن دليل بْن بشْر.(8/562)
139 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جِشْنِس، أَبُو بَكْر الْإصبهاني المعدِّل. [المتوفى: 384 هـ]
سَمِعَ: إِسْحَاق بْن جميل، ومُحَمَّد بْن سهل بْن الصباح، والحسن بْن دكة، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، والحسن بْن علي بن زكريا العدوي، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عمر المقرئ، وأحمد بن محمد الملحمي، وآخر من روى عَنْهُ عَائِشَة بِنْت الْحَسَن بن إبراهيم الوركاني.
توفي في عاشر رمضان.(8/562)
140 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ، أبو الْحَسَن الكَنْجَرُوذِي الصّبغي. [المتوفى: 384 هـ]
سَمِعَ: السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة.
وَعَنْهُ: الحاكم وغيره.
مات فِي شوّال.(8/562)
141 - مُحَمَّد بْن سعد البكري الطُّليْطِلي الخطيب. [المتوفى: 384 هـ]
رحل إلى مصر،
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّد بْن الورد، وابْن السَّكَن، وحدّث.(8/562)
142 - مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفُرات، أَبُو الْحَسَن البغدادي الحافظ. [المتوفى: 384 هـ]
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بن مخلد، فمن بعدهما، وجمعا ما لم يجمعه أحد فِي وقته. [ص:563]
قَالَ الخطيب: وبلغني أنّه كَانَ عنده عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ الواعظ وحده ألف جُزْء، وأنّه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ. حدثنا عنه أحمد بن علي البادا، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وَأَبُو إِسْحَاق البرمكي، وحدثني الْأزهري أن ابن الفرات خَلَّف ثمانية عشر صندوقًا مملوءة كتبًا، أكثرها بخطه، وكتابه هُوَ الحجّة فِي صحة النقل، وجَوْدة الضَّبط، ولم يزل يسمع إلى أن مات. وقَالَ لي العتيقي: هُوَ ثقة مأمون، ما رَأَيْت أحسن قراءة منه للحديث، وقَالَ غيره: مات فِي شوّال، وله بضعٌ وستون سنة.(8/562)
143 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سهل بْن مصلح الفقيه، أَبُو الْحَسَن الماسَرْجَسي [النيسابُوري الشافعي] [المتوفى: 384 هـ]
ابن بِنْت الْحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجَس النيسابُوري الشافعي، شيخ الشافعية فِي عصره.
سَمِعَ: خاله مؤمّل بْن الْحَسَن، ومكّي بْن عَبْدان، وأَبَا حامد بن الشرقي، وجماعة، ورحل في حدود الأربعين وثلاثمائة، فسمع إِسْمَاعِيل الصّفّار ببغداد، وعَبْد اللَّه بْن شَوْذب بواسط، وابْن داسة بالبصرة، وابْن الْأعْرابي بمكّة، وابْن حذْلَم بدمشق، وأصحاب يونس بْن عَبْد الْأعلْى، والمزني بمصر.
قَالَ الحاكم: كَانَ أعْرَف الْأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحِب أَبَا إِسْحَاق المروزي إلى مصر، ولزمه، وتفقه به، ثم انصرف إلى بغداد، فكان معيد أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الْأملاء، فأملى زمانًا،
وَتُوفِّي فِي جمادى الآخرة عَنْ ستٍ وسبعين سنة.
تفقه عَلَيْهِ القاضي أَبُو الطيب الطَّبري وجماعة،
وَحَدَّثَ عَنْهُ: الحاكم وَأَبُو نعيم، وأبو عثمان إسماعيل الصابوني، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي، وهو صاحب وجهٍ فِي المذهب.(8/563)
144 - مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى بْن عُبَيْد، أَبُو عُبَيْد اللَّه المَرْزُبَاني البغدادي الكاتب العلامة. [المتوفى: 384 هـ][ص:564]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بن دريد، وأبي حامد محمد بْن هارون الحَضْرَمِي ونفطَوَيْه، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وغيرهما، وكان إخباريا راوية للآداب، صنّف فِي أخبار الشعراء وفي الغَزَل، غير أن أكثر كتبه لم تكن مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أَخْبَرَنَا، ولا يبين.
وقَالَ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصَّيْمَريّ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْد اللَّه المَرْزُبَاني يَقُولُ: كَانَ فِي داري خمسون، ما بين لِحَاف ودُوَّاج معدَّة لأهل العلم الذين يبيتون عندي.
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كَانَ المَرْزُبَاني يضع المحبرة وقنّينة النبيذ، فلا يزال يكتب، ويشرب، وكان معتزليا، صنّف كتابًا فِي أخبار المعتزلة، وما كَانَ ثقة.
قَالَ الخطيب: لَيْسَ حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عِيب عَلَيْهِ المذهب، وروايته بالإجازة، ولم يبيّنها.
وقَالَ العتيقي: كان معتزلياً ثقة، مات فِي شوّال، وله ثمانٍ وثمانون سنة.
قال القِفْطيُّ: كَانَ فِي زمانه تُشَبَّه تصانيفه بتصانيف الجاحظ.
قَالَ أَبُو عَلِيّ الفارسي النَّحْوِيّ: أَبُو عُبَيْد اللَّه المَرْزُبَاني من محاسن الدُّنيا، وكان الملك عضُد الدولة مَعَ عظمته يجتاز بباب المَرْزُبَاني، فيقف حتى يخرج إِلَيْهِ المَرْزُبَاني، فيسلم عَلَيْهِ، وكانت داره مَجْمَع الفضلاء.
وكان مُسْتَهْترًا يشرب النبيذ، وكتابه فِي " أخبار الشعراء " خمسة آلاف ورقة، وله كتاب آخر فِي الشعراء المُحَدِّثين خاصّة كبير إلى الغاية، يكون عشرة آلاف ورقة. وله كتاب " أخبار النحاة " ثلاثة آلاف ورقة، و" أخبار المتكلِّمين " ألف ورقة، و" أخبار المُتَيَّمين " ثلاثة آلاف ورقة، و" أخبار الغناء [ص:565] والأصوات " ثلاثة آلاف ورقة، وله تصانيف كثيرة جدًا، أوردها القفطي.
وروى الجوهري عَنِ المَرْزُبَاني أنه أعطاه مرَّةً عضد الدولة ألف دينار، وقَالَ: إنه بلغني أنك تُؤَرِّخ، فإذا جاء اسمي فأجْمِلْ، فقلت: نعم، أُجْمِلْ، وبذكرك أتجمّل.(8/563)
145 - مُحَمَّد بْن عثمان بْن عُبَيْد بْن الخطّاب، أَبُو الطيّب البغدادي الصّيْدَلانِي. [المتوفى: 384 هـ]
سَمِعَ: البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أبي دَاوُد.
وَعَنْهُ: العتيقي، ووثقه.(8/565)
146 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو منصور ابن البياع الواعظ. [المتوفى: 384 هـ]
نيسابُوري حدَّث ببغداد عَنْ أَبِي حامد بْن بلال.
وَعَنْهُ: أبو العلاء الواسطي.(8/565)
147 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن وَهْب، أَبُو بَكْر القرطبي الفهري مولاهم. [المتوفى: 384 هـ]
سَمِعَ: أحمد بن معاوية القرشي، ومسلمة بن قاسم، وجماعة، ورحل وأقام بمصر مدة، قبل الثمانين، وكتب الكثير، وكان بارعاً في اللغة والنَّحْو وتجويد القرآن، ثقة فيما ينقله.
تُوُفِّي فِي صفر. وقد حدّث بيسير.(8/565)
148 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن عمار، أَبُو بَكْر الدِّمْياطي. [المتوفى: 384 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن زبّان، وأَبَا بَكْر بْن المنذر، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي.
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَر أحْمَد بْن محمد الطلمنكي، وسمع منه كتاب " الْأشراف " لابن المنذر، وكتاب الليث بن [ص:566] سعد رواية مُحَمَّد بْن رمح، وروى عَنْهُ أيضًا يحيى بْن عَلِيّ بْن الطّحّان، وطائفة.(8/565)
149 - المُحَسِّن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفَهْم، القاضي أَبُو عَلِيّ التَّنُوخي الْأديب. [المتوفى: 384 هـ]
وُلِد بالبصرة، فسمع بها: أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أحْمَد الْأثرم، وابْن داسة، وببغداد أَبَا بَكْر الصُّولي، وجماعة. وكان أديباً أخبارياً علامة مصنفاً متفننا شاعرًا.
رَوَى عَنْهُ ابنه أَبُو القاسم عَلِيّ، وقال: مولدي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وأوّل سماعه فِي سنة ثلاث وثلاثين.
سَمِعَ مِنْ واهب المازني صاحب نصر بْن عَلِيّ الجهضمي، وقَالَ: لم يكن عند واهب غير هذا الحديث فِي ستر المسلم.
قلت: وقع لنا الحديث عالياً في مُعجم ابن جميع. وقد ولي أَبُو عَلِيّ قضاء رامَهُرْمُز وعسكر مُكْرَم وغير ذَلِكَ، ومات فِي المحرَّم من السنة.
قَالَ الخطيب: كَانَ سماعه صحيحًا، وأوّل ما تولّى القضاء سنة تسعٍ وأربعين، من قِبَل أَبِي السائب عُتبة بْن عَبْد اللَّه.(8/566)
150 - منصور بْن جَعْفَر بْن مُلاعب، أبو القاسم البغدادي الصَّيْرفي. [المتوفى: 384 هـ]
سَمِعَ: البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
وَعَنْهُ: أَبُو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بْن رَوْح.
وثقه العتيقي، وروى الرئيس الثقفي فِي أربعينه عَنْ سُفْيَان بْن حَسَنْكَوَيْه عَنْهُ.(8/566)
151 - موحّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الفرج بْن البري الدمشقي المتعبد. [المتوفى: 384 هـ]
حكى عَنْ خاله عُمَر بْن سَعِيد البرّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المقرئ، [ص:567] والشَّيْخ أَبِي صالح صاحب المسجد الخارج باب شرقي.
رَوَى عَنْهُ: علي بن محمد الحنائي، وطلحة بْن أسد الرّقّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بن أبي المغيث، وغيرهم.(8/566)
152 - نصر بن غالب، أبو الفتح البزّاز. [المتوفى: 384 هـ]
حَدَّثَ عَنْ: البَغَوي، وابْن صاعد.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي وغيره.
وهو من أهل باب الطّاق ببغداد.(8/567)
153 - لاحق بْن الْحُسَيْن بْن عمران المقدسي، أَبُو عُمَر [ابْن أبي الورد] [المتوفى: 384 هـ]
كَانَ كذابًا يضع الْأسماء والمُتون مثل طُغْج بْن طُغان، وطرغيل بْن غربيل.
حَدَّثَ بخُراسَان وخُوَارِزْم وما وراء النَّهْر عَنْ: خَيْثَمة الأطرابلسي، والمَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد العطّار.
وَعَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو نُعَيْم، وجعفر المُسْتَغْفِري.
وتُوُفِّي بخُوَارِزْم.
وقد اتفقوا عَلَى كَذِبه، ويقال لَهُ: لاحق بْن أبي الورد.(8/567)
154 - يحيى بْن عَلِيّ بْن يحيى بْن عوف، أَبُو القاسم القصْري. [المتوفى: 384 هـ]
عَنْ: البَغَوي، وابْن صاعد.
وَعَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال.
وكان ثقة.(8/567)
155 - يعقوب بْن إِسْحَاق، أبو الفضل النسفي العدل. [المتوفى: 384 هـ]
ثقة،
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف.
كتب عَنْهُ جَعْفَر بْن محمد بن المستغفر.(8/567)
-سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.(8/568)
156 - أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سَدُوس بْن عَلِيّ، أَبُو الْحَسَن الهُذْلي العَبْدويي النيسابُوري الزّاهد، [المتوفى: 385 هـ]
أَبُو الحافظ أَبِي حازم.
سَمِعَ: أبا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة، وحاتم بْن محبوب السامي.
رَوَى عَنْهُ: ابنه، والحاكم، والكنجروذي.
تُوُفِّي فِي رمضان.(8/568)
157 - أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد الفقيه، أبو نصر النيسابُوري الشافعي، [المتوفى: 385 هـ]
أحد الأئمة.
سَمِعَ: أبا حامد بن الشرقي، وطبقته.
وَعَنْهُ: الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي جُمَادى الْأولى.(8/568)
158 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل، أَبُو بكر ابن المهندس، [المتوفى: 385 هـ]
محدث مصر فِي وقته.
سَمِعَ: أَبَا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بْن بدر الباهلي، وأَبَا بشر الدُّولابي، ومُحَمَّد بْن زبّان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قديد، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه، وجماعة كثيرة، منهم أبو القاسم البَغَوي. وانتقى عَلَيْهِ الحُفَّاظ من المشارقة والمغاربة.
روى عَنْهُ عَبْد الغني الحافظ، والفقيه أبو القاسم يحيى بْن الْحُسَيْن القفاص، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وَأَبُو أحْمَد الْعَبَّاس بْن الفضل بْن الفرات بْن حِنْزابة، وعَلِيّ بْن عَبْد الواحد النَّجِيرَمِي الكاتب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن المظفَّر الكحّال، وَأَبُو القاسم يحيى بْن عَلِيّ بْن الطّحّان، وقَالَ: كَانَ ثقة تقيا، وقَالَ غيره: عاش تسعين سنة.(8/568)
159 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس، أَبُو الْحَسَن الحاتمي الفقيه النيسابُوري. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: الْأصم، ومات كهلا فِي حياة والده.(8/568)
160 - أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوارث الزَّجَّاج. [المتوفى: 385 هـ][ص:569]
مصريٌ،
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر الطَّحاوي، والمهراني.
وَعَنْهُ: يحيى بن الطحان، وغيره.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.(8/568)
161 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الفتح المصِّيصي الجِلِّيُّ، [المتوفى: 385 هـ]
بجيم.
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: محمد بن سفيان المِصِّيصي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البطّال.
وَعَنْهُ: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وقَالَ البَرْقاني: صَدُوق.
وقَالَ غيره: كَانَ حافظًا ضريرًا. ومن شيوخه إمام جامع المصِّيصة أَبُو الماضي مُحَمَّد بْن يحيى، ومُحَمَّد بْن حاتم بْن رَوْح القزَّاز، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَبِي الخطيب، وآخر من حدث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد ابن الْأبنوسي.(8/569)
162 - إِسْمَاعِيل بْن عَبَّاد بن عباس، الصاحب أَبُو القاسم، [المتوفى: 385 هـ]
وزير مُؤَيَّد الدولة بُوَيْه ابن ركن الدولة.
أصله من الطَّالقان، وكان نادرةَ دهره وأُعجوبة عصره فِي الفضائل والمكارم.
أخذ الْأدب عَنِ الوزير أَبِي الفضل بْن العميد، وأَبِي الْحُسَيْن أحْمَد بْن فارس.
وسمع الحديث من أبيه، ومن غيره واحد، وحدّث باليسير، وأملى مجالس روى فِيهَا عَنْ: عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، وأَحْمَد بْن كامل بْن شَجَرَة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبِي الْحَسَن اللُّنباني، وسُليمان الطَّبَراني، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حَسْوَل، وعَبْد الملك بْن عَلِيّ الرّازي القطّان، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، والقاضي أَبُو الطّيّب طاهر الطَّبَرِي، وَأَبُو بَكْر ابن المقرئ ومع تقدُّمه.
وهو أوّل من سُمّي بالصاحب، لأنّه صحب مؤَيَّد الدولة من الصِّبا، وسّماه الصّاحب، فغلب عَلَيْهِ، ثم سُمّي بِهِ كلّ من وُلِّي الوزارة بعده، وقيل: لأنّه كَانَ يصحب أبا الفضل بن العميد، فقيل له صاحب ابن العميد، ثم خُفِّف فقيل: الصّاحب. [ص:570]
قَالَ فِيهِ أَبُو سَعِيد الرُّسْتُمي:
ورث الوزارة كابرًا عَنْ كابرٍ ... موصولةَ الْأسنادِ بالإسنادِ
يَروي عن العباس عباد وزا ... رته وإِسْمَاعِيل عَنْ عَبَّادِ
ولمّا تُوُفِّي مؤيَّد الدولة بويه بجُرْجَان فِي سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أَبُو الْحَسَن، فأقرّه عَلَى الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أَبُو الفتح ابن ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عَن الوزارة، ثُمَّ نصر عَلَيْهِ، وعاد إِلى الوزارة، ففي كتاب المحسّن التنوخي فِي " الفرج بعد الشدة " أن إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن سَعِيد النصيبي حدثه قال: سر أبو الفتح، فطلب النُّدماء، وهيَّأ مجلسًا عظيمًا بآلات الذّهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقيّة يومه، وعامّه ليلته، ثم عمل شعرًا وغَنَّوا بِهِ، يَقُولُ فِيهِ:
إذا بلغ المرء آماله ... فليس إلى بعدها متنزح
وكان هذا بعد تدبيره عَلَى الصّاحب، حتى أبعده عَنْ مؤيَّد الدولة، وسيَّره إلى إصبهان، وانفرد هو بالدست، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقَالَ: غطُّوا المجلس لاصطبح عَلَيْهِ غدًا، وقَالَ لنُدَمَائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيَّد الدولة فِي السَّحَر، فقبض عَلَيْهِ، وأخذ ما يملكه، ومات فِي النَّكبة، ثم عاد الصّاحب إلى الوزارة.
قلت: وبقي فِي الوزارة ثمانية عشر عامًا، وفتح خمسين قلعة، وسلمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع عشرة منها لأبيه. وكان الصّاحب عالمًا بفنون كثيرة من العلْم، لم يُدانه فِي ذَاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة الدَّيْلَمِيّة، وأغزرهم علمًا، وأوسعهم أدبًا، وأوفرهم محاسن. وقد طوَّل ابن النَّجَّار ترجمته وجوَّدها.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي منصور، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي، قال: حدثنا الصاحب إسماعيل بن عباد إملاء، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن داود القزاز، قال: حدثنا سفيان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشُونَ أَمَامَ [ص:571] السَّرِيرِ. قَالَ الصَّاحِبُ: قَدْ شَارَكْتُ الطَّبَرَانِيُّ فِي إِسْنَادِهِ.
قِيلَ: كَانَ ابن عبَّاد فصيحًا مفوهًا، لكنه يتقعر فِي خطابه، ويستعمل وحْشِي اللغة حتى في انبساطه، وكان يعيب التّيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره. وقيل: كان مشوه الصورة.
صنف الصاحب فِي اللغة كتابًا سمّاه " المحيط " فِي سبع مجلدات، وله كتاب " الكافي " فِي الترسل، وكتاب " الْأعياد "، وكتاب " الْإمَامة " ذكر فِيهِ فضائل عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعياً جلدا كآل بُوَيْه، وما أظنه يسب، لكنه معتزليّ، قيل: إنه نال من البخاري، وقال: هو حشوي لا يعول عَلَيْهِ. وله كتاب " الوزراء " وكتاب " الكشف عن مساوئ شعر المتنبي " وكتاب " أسماء اللَّه وصفاته ".
ومن ترسّله: " نحن سيدي، فِي مجلس غنى إلا عنك، شاكرًا إلا منك، قد تفتحت فِيهِ عيون النرجس، وتوردت خدود البنفسج، وفاحت مجامر الأترنج، وفتقت فارات النّارنج، وانطلقت ألْسُن العيدان، وقامت خطباء الأوتار، وهبت رياح الأقداح، ونفق سوق الأنس، وقام منادي الطرب وامتدت سماء النّدّ، فبحياتي إلا ما حضَرْت فقد أبت راحُ مجلسنا أن تصفو إلا أن تتناولها يمْناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه أذناك، فخدود نارنجه قد احمرّت خجلا لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدَّقَت تأميلا للقائك.
وله:
رقَّ الزُّجَاج ورقَّتِ الخمر ... وتشابها فتشاكل الأمر.
فكأنما خَمْرٌ ولا قَدَحٌ ... وكأنّما قَدَحٌ ولا خَمْرُ
وله يرثي الوزير أَبَا عَلِيّ كثير بن أحمد: [ص:572]
يقولون لي: أوْدى كثيرٌ بْن أحْمَد ... وذلك مَرْزُوءٌ عَلِيّ جَلِيلُ
فقلتُ: دَعُوني والبُكَا نَبْكِه مَعًا ... فمثلُ كثيرٍ فِي الرّجال قَلِيلُ
وورد أنِ الصّاحب جمع من الكتب ما كَانَ يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جَمَل، ولما عزم عَلَى الْإملاء، تاب إلى اللَّه، واتخذ لنفسه بيتًا سماه " بيت التَّوْبة " ولبث أسبوعًا عَلَى الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحّة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير، منهم القاضي عَبْد الجبار بْن أحمد.
وكان الصاحب ينفذ في السنة إلى بغداد خمسة آلاف دينار، تُفَرَّق عَلَى الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل إلي الفلسفة، ومرض بالأهواز بالإسهال، فكان إذا قام عن الطست، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم بِهِ الخدم، فكانوا يودون دوام علّته، ولما عوفي تصدَّق بنحوٍ من خمسين ألف دينار. وله ديوان شعر.
وقد مدحه أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الخازن الشاعر بقصيدته المشهورة، وهي:
هذا فؤادُك نَهْبي بين أهواء ... وذاك رأيك شأوي بين آراءِ
هَوَاكَ بين العيونِ النُّجْل مُقْتَسَمٌ ... داءٌ لعَمْرُكَ ما أَبَلاهُ من داءِ
لا يستقرُّ بأرض أو يسير إلى ... أُخرى بشخص قريب عَزْمُه نائي
يومًا بحُزْوَى ويومًا بالكثيب ويو ... ماً بالعذيب ويوماً بالخليصاء
منها:
صَبيَّة الحيّ لم تقْنَعْ بها سَكَنًا ... حتى علقَتْ صَبايا كلّ أحياءِ.
أدْعَى بأسماءَ نَبْزًا فِي قبائِلها ... كأن أسماءَ أَضْحَى بعضُ أسمائي
ثَنَتْ أنامِلَها عنّي وقد دمِيَتْ ... من مُهجتي فادَّعَتْها وَشْي حِنّاء
وهي طويلة.
وقيل: إنّ نوح بْن منصور الساماني كتب إِلَيْهِ يستدعيه ليفوض إليه وزارته، فاعتل بأنه يحتاج لنقل كتبه خاصة أربعمائة جمل، فما الظن بما يليق به من التجمّل.
ومن بديع نظْم الصّاحب بْن عباد: [ص:573]
تبسَّم إذ تبسَّم عَنْ إقَاحٍ ... وأسْفَرَ حين أسْفَرَ عَنْ صَباحِ
وألحقني بكأس من رِضابٍ ... وكأسٍ من جَنَى وردٍ وراحِ
لَهُ وجْهٌ يدِلُّ بِهِ وطَرْفٌ ... يمرِّضُه فيسكر كلَّ صَاحِ
جبينُكَ والمُقَلَّد والثَّنَايا ... صباحٌ فِي صباحٍ فِي صباحِ
ومن شعره:
الحبُّ سُكْرُ خمارُهُ التَّلَف ... يَحْسُنُ فِيهِ الذُّبُول والدَّنَفْ
عُلُوه زاد فِي تصَلُّفِه ... والحُسْنُ ثَوْبٌ طِرازُه الصَّلَفْ
وقَالَ أَبُو يوسف القزويني المعتزلي: كتب العميري قاضي قزوين إلى الصّاحب مَعَ كُتُب أهداها له:
العميري عبد كافي الكفاة ... وإن اعتد من وُجُوه القُضَاةِ
خَدَم المجلسَ الرَّفيعَ بكُتُبٍ ... مُتْرَعَاتٍ من علمها مفعمات
فأجابه الصّاحب:
قد قبِلْنا من الجميع كتابًا ... وردَدْنَا لوَقْتها الباقياتِ
لستُ أَسْتَغْنِم الكبيرَ فطَبْعي ... قولُ خُذْ لَيْسَ مذهبي قولُ هاتِ
ولد بإِصْطَخْر، وقيل: بالطَّالَقَان، في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. والطَّالَقَان: اسم لناحيةٍ من أعمال قِزْوين، وأمّا بلد الطَّالَقَان التي بخُراسَان فأُخْري، خرج منها جماعة علماء.
تُوُفِّي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمسٍ وثمانين.
ومن مراثي الصّاحب:
ثَوَى الْجُودُ والكافي معًا فِي حفيرة ... ليأنس كلُّ منهما بأخيهِ
هما اصطَحَبا حَيَّيْن ثم تَعَانَقَا ... ضجيعين في لحد بباب دزيه
إذا ارتحل الثَّاوُونَ عَنْ مُسْتَقَرِّهم ... أقاما إلى يوم القيامة فيهِ
وكان يُلقَّب " كافي الكفاة " أيضًا، وكانت وفاته بالرّيّ، ونُقِل إلى إصبهان، ودفن بمحلة باب دزيه. ولما تُوُفِّي أُغْلَقَتْ لَهُ مدينة الرّيّ، [ص:574] واجتمع الناس على باب قصره، وحضر مخدومه وسائر الْأمراء، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبّلوا الأرض، ومشى فخر الدولة ابن بُوَيْه أمام نعشه، وقعد للعزاء.
ولبعضهم فِيهِ:
كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم ... على أحد إلا عليك النَّوائحُ
لَئِن حَسُنَتْ فيك المراثي وذكْرُها ... لقد حَسُنَت من قبلُ فيك المدائحُ(8/569)
163 - إِسْمَاعِيل بن محمد بن سعيد، أبو القاسم ابن الخبّازة السِّرَقُسْطي. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن يحيى بْن لُبابة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أيمن، وسعيد بْن فحلون، ورحل فسمع بمصر من أحْمَد بْن مَسْعُود الزَّنْبِري، وبالقَيْروَان من مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ابْن اللَّبَّاد. وجمع علمًا كثيرًا، وكان شيخًا صالحًا، وقُرِئت عَلَيْهِ الكُتُب، وعاش نَيِّفًا وثمانين سنة.(8/574)
164 - أفلح، مولى الناصر عَبْد الرحمن بن مُحَمَّد أبو يحيى الْأموي القُرْطُبي. [المتوفى: 385 هـ]
رَحَلَ وَسَمِعَ: أَبَا سَعِيد ابن الْأعْرابي، وجماعة، وحدّث بيسير.(8/574)
165 - الْحُسَيْن بْن عَلِيّ، أَبُو عبَد الله النَمَري الْبَصْرِيّ، [المتوفى: 385 هـ]
صاحب التصانيف.
كَانَ شاعرًا محسنًا لُغويًّا أديبًا. قرأ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه الْأزْدِيّ، وله مصنف فِي أسماء الذهب والفضّة، وكتاب " معاني الحماسة " وكتاب " الخيل " وكتاب " اللُّمَع ".
وكان مقيمًا بالبصرة.(8/574)
166 - دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن رباح، أَبُو الْحَسَن البغدادي البزّاز. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن عبيد الله بن العلاء الكاتب.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وأَبُو القَاسِم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه العتيقي.(8/575)
167 - سعد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو طَالِب الْأزْدِيّ العراقي، المعروف بالوحيد. [المتوفى: 385 هـ]
من كبار الْأدباء وفحول الشعراء.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ التنوخي، وَأَبُو الخطّاب الجبلي.
ألّف شرحًا لديوان المتنبي، وكان فقيرًا يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي. عاش ثمانين سنة.(8/575)
168 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو المطرِّف ابن السكان المالقي. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ بقُرْطُبَة مِنْ: قاسم بْن أصبغ، ومُحَمَّد بْن معاوية. وكان حَسَن المشاركة فِي العلوم والآداب، رئيسًا.(8/575)
169 - عَبْد الواحد بْن جَعْفَر الناقد. [المتوفى: 385 هـ]
بغدادي،
رَوَى عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوِي.
وَعَنْهُ: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وقَالَ: حدثنا فِي هذه السنة، وكان ثقة.(8/575)
170 - عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، أَبُو الْحُسَين الشيرازي الصوفي، [المتوفى: 385 هـ]
نزيل نيسابُور.
سَمِعَ: إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا رَوْق الهزّاني، وصحب الزُّهّاد.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وغيره.(8/575)
171 - عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد أَبُو الحسين المهلبي الأديب. [المتوفى: 385 هـ][ص:576]
تُوُفِّي بمصر، وله فيما قِيلَ: مائة وإحدى وخمسون سنة، فالله أعلم.(8/575)
172 - عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن بُنْدار بْن عَبْد اللَّه بْن خير، القاضي أَبُو الْحَسَن الْأذَني. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الفَيْض، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز بدمشق، وعَلِيّ بن عبد الحميد الغضائري بحلب، وأَبَا عروبة بحرّان، وابْن فيل بأنطاكية، وسكن مصر؛ فروى عَنْهُ عَبْد الغني الحافظ، ومكّي بْن عَلِيّ الحمال، ويوسف بن رباح البصري، وهبة الله بن إبراهيم الصواف، وعَبْد الملك بْن مسكين الفقيه، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن نفيس المقرئ.
وتُوُفِّي فِي ربيع الْأول.
ما علمت بِهِ بأسًا.(8/576)
173 - عَلِيّ بْن عُمَر بْن أحْمَد بْن مهدي بْن مَسْعُود بْن النُّعمان بْن دينار بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن البغدادي الدَّارَقُطْنيّ، [المتوفى: 385 هـ]
الحافظ المشهور صاحب المصنفات.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، ومُحَمَّد بْن قاسم المحاربي، وأبي علي محمد بن سليمان المالكي، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي والقاسم والحسين ابني المَحَامِلي، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وأَبِي رَوْق الهزّاني، وبدر بْن الهيثم، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وعَبْد الوهاب بْن أَبِي حية، وأَحْمَد بْن القاسم الفرائضي، وأَبِي طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، وخلق كثير ببغداد، والكوفة، والبصرة، وواسط. ورحل فِي الكهولة إلى الشام ومصر، فسمع القاضي أَبَا الطاهر الذُّهْلي وهذه الطبقة.
حدّث عَنْهُ أَبُو حامد الإسْفراييني الفقيه، وأبو عَبْد اللَّه الحاكم، وعَبْد الغني بْن سَعِيد الْمَصْرِيّ، وتمام الرّازي، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد، وَأَبُو نعيم، وأحمد بن الحسن الطيان الدمشقي، وعلي ابن [ص:577] السمسار، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو طاهر بْن عَبْد الرحيم الكاتب، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو بَكْر بْن بشران، وأبو الحسن العتيقي، وحمزة السهمي، وَأَبُو الغنائم عَبْد الصمد بْن المأمون، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله، وأبو الحسين ابن الْأبنوسي، وخلق كثير.
ومولده سنة ستٍ وثلاث مائة.
قَالَ الحاكم: صار الدَّارَقُطْنيّ أوحد عصره فِي الحفظ والفهم والورع، وإمامًا فِي القرّاء والنحويين. وفي سنة سبعٍ وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكَثُر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وُصِف لي، وسألته عَنِ العلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذِكرها، وأشهد أنّه لم يخلف عَلَى أديم الْأرض مثله.
وقَالَ الخطيب: كَانَ الدَّارَقُطْنيّ فريدَ عَصْره، وقريع دهره، ونسيجَ وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الْأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مَعَ الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى علم الحديث، منها القراءات، فإن له فيها مصنفاً مختصراً، جمع الأصول في أبواب عقدها فِي أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يَقُولُ: لم يسبق أَبُو الْحَسَن إلى طريقته التي سلكها فِي عقد الْأبواب المقدمة فِي أول القراءات، وصار القرّاء بعده يسلكون ذَلِكَ، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه " السنن " يدل عَلَى ذَلِكَ. وبلغني أَنَّهُ درّس فقه الشافعي عَلَى أَبِي سَعِيد الْإصْطَخْرِي، وقيل عَلَى غيره. ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعة، فحدثني حمزة بن محمد بن طاهر إنه كَانَ يحفظ ديوان السيد الحِمْيَري، ولهذا نُسِب إلى التشيع. وحدثني الْأزهري قَالَ: بلغني أن الدَّارَقُطْنيّ حضر فِي حداثته مجلس إِسْمَاعِيل الصّفّار، فجلس ينسخ جزءًا، والصّفّار يُمْلي، فَقَالَ رَجُل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فَقَالَ الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، [ص:578] تحفظ كم أملى الشَّيْخ. قَالَ: لا. قَالَ: أملى ثمانية عشر حديثًا، الحديث الْأول عَنْ فلان عَنْ فلان ومَتْنُهُ كذا، والحديث الثاني عن فلان عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، ثم مرّ فِي ذَلِكَ حتى أتى عَلَى الْأحاديث، فتعجب الناس منه، أو كما قَالَ.
وقَالَ رجاء بْن مُحَمَّد المعدّل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟ فَقَالَ: قَالَ اللَّه تعالى: " فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ " فألححت عَلَيْهِ، فَقَالَ: لم أر أحدًا جمع ما جمعت.
وقَالَ أَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد: قلت للحاكم ابن البيع: هَلْ رَأَيْت مثل الدَّارَقُطْنيّ؟ فَقَالَ: هُوَ لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب فِي تاريخه عَنْ أَبِي الوليد الباجي، عَنْ أَبِي ذَرّ، فهذا من رواية الكبار عَنِ الصغار.
وكان عَبْد الغني الْمَصْرِيّ إذا حكى عَنِ الدَّارَقُطْنيّ يقول: قال أستاذي.
وقال الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الطيب الطَّبَرِي يَقُولُ: الدَّارَقُطْنيّ أمير المؤمنين فِي الحديث.
وقَالَ الخطيب: قَالَ لي الأزهري: كان الدارقطني ذكياً، إذا ذكر شيئًا من العلم أي نوع كَانَ وُجِد عنده منه نصيب وافر. ولقد حَدّثَنِي مُحَمَّد بن طلحة النِّعَالي أَنَّهُ حضر مَعَ الدَّارَقُطْنيّ دعوة، فجرى ذِكْر الْأكَلَة، فاندفع الدَّارَقُطْنيّ يورد أخبار الْأكَلَة ونوادرَهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك.
وقَالَ الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عَنْ علّة حديث أو اسم، ثم قال له: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.
وقَالَ البَرْقَاني: كَانَ الدَّارَقُطْنيّ يُمْلي عَليّ " العِلَل " من حفظه.
قلت: وهذا شيء مدهش كونه كان يملي " العِلَل " من حفظه، فمن [ص:579] أراد أن يعرف قدر ذَلِكَ، فليطالع كتاب " العلل " للدَّارَقُطْنيّ، ليعرف كيف كَانَ الحُفّاظ.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سَمِعْتُ الدّارَقُطْنيّ يَقُولُ: ما فِي الدُّنيا شيء أبغض إليّ من الكلام.
ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد فَقَالَ قوم: عثمان افضل، وقَالَ قوم: عَلِيّ أفضل. قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: فتحاكموا إليّ، فأمسكت، وقلت الْأمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الَّذِي جاءني مستفتيا، وقلت: قل لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا قول أهل السُّنَّة، وأول عقْد يُحِلَّ من الرفض.
قَالَ الخطيب: فسألت البَرْقَاني: هَلْ كَانَ أَبُو الْحَسَن يُمْلِي عليك " العلل " من حِفْظِه؟ قَالَ: نعم، وأنا الَّذِي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي. ثم قَالَ الخطيب: وحدثني العتيقي، قَالَ: حضرتُ الدَّارَقُطْنيّ، وجاءه أَبُو الْحُسَيْن البيضاوي بغريب ليسمع منه، فامتنع واعتلّ ببعض العلل، فقَالَ: هذا رَجُل غريب، وسأله أن يُمْلِي عَلَيْهِ أحاديث، فأملى عَلَيْهِ أبو الْحَسَن من حفظه مجلسًا تزيد أحاديثه عَلَى العشرين متون جميعها: " نِعْم الشيء الهدية أمام الحاجة " فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئًا، فقربه وأملى عَلَيْهِ من حفظه سبعة عشر حديثًا متون جميعها " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ".
وقَالَ مُحَمَّد بْن طاهر المقدسي: كَانَ للدَّارَقُطْنيّ مذهب فِي التدليس خَفِيّ، يَقُولُ فيما لم يسمعه من أَبِي القاسم البَغَوي: قرئ على أَبِي القاسم البَغَوي: حدَّثَكم فلان.
قلت: وأخذ الدَّارَقُطْنيّ عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد سماعًا، وقرأ عَلَى أَبِي بَكْر النَّقاش، وعَلِيّ بْن سَعِيد القزّاز، وأَحْمَد بْن بَويان، وأَحْمَد بْن محمد [ص:580] الديباجي، وبرع فِي القراءات، وتصدّر فِي آخر أيامه للإقراء.
وقد نقلت من خطه حديثًا، والجزء بوقف الضّيائية. ووقع لي حديثه عاليا بالإجازة، وقد أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علان أنّ أبا اليمن الكندي أخبرهم، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حَدّثَنِي أَبُو نصر عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن ماكولا، قَالَ: رَأَيْت فِي المنام فِي شهر رمضان كأني أسأل عَنْ حال الدَّارَقُطْنيّ فِي الآخرة ما آل إِلَيْهِ أمره؟ فقيل لي: ذاك يُدعى فِي الجنة الْإمَام.
قلت: تُوُفِّي فِي ثامن ذي القعدة.(8/576)
174 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن الصبّاح العطّار البغدادي، يعرف بابن المريض. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوِي، وابْن أَبِي دَاوُد.
وَعَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري.
قَالَ الخطيب: وكان صدوقًا، مات فِي رجب.(8/580)
175 - عَلِيّ بن مُحَمَّد بْن مُعَاذ، أبو سعد المعدّل الملقاباذي. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم بْن عدِيّ، ومُحَمَّد بْن حمدون.
وَعَنْهُ: الحاكم.(8/580)
176 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني القاضي. [المتوفى: 385 هـ]
تُوُفِّي بمصر.(8/580)
177 - عليّ بْن معروف البغدادي البزاز. [المتوفى: 385 هـ]
حَدَّثَ في هذه السنة، وتُوُفّي بعدها.
عَنْ: الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزجي، وجماعة.
وثّقه الخطيب.(8/580)
178 - عُمَر بْن أحْمَد بْن عثمان بْن أحْمَد بْن أيوب بْن أزداذ، الشَّيْخ أَبُو حفص بْن شاهين [المتوفى: 385 هـ]
الحافظ الواعظ، محدث بغداد ومفيدها. [ص:581]
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأَبَا خبيب العباس ابن البِرْتي، وأَبَا القاسم البَغَوي، وشعيب بْن مُحَمَّد الذارع، ومُحَمَّد بْن هارون بْن المجدّر، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المالكي. ورحل فِي الكهولة فسمع بدمشق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي ثابت، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، وطائفة سواهم.
ووُلِد سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة ثمان وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الورّاق رفيقه، وهلال الحفّار، وَأَبُو سعد الماليني، وَأَبُو بَكْر البَرْقَانِيّ، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وابنه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بن شاهين، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسين محمد بْن عَبْد اللَّه المؤدب، ومُحَمَّد بن عَبْد الوهاب بْن الشاطر النقيب، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد ابن المهتدي، وآخرون.
قَالَ ابن ماكولا: ثقة مأمون سَمِعَ بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع الْأبواب والتراجم، وصنف كثيراً.
وقال أبو الحسين ابن المهتدي بالله: قال لنا ابن شاهين: صنفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصّنفًا، أحدها " التفسير الكبير " ألف جزء، و" المسند " ألف وثلاثمائة جزء، و" التاريخ " مائة وخمسون جزءاً و" الزهد " مائة جزء، وأوّل ما حدّثتُ بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ القاضي أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حفص بْن شاهين يَقُولُ: حسبت ما اشتريت بِهِ الحبر إلى هذا الوقت، فكان سبعمائة درهم. قَالَ الداودي: وكنّا نشتري الحِبْر كلّ أربعة أرطال بدرهم.
قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كلّه بل كَانَ يستنسخ، لعل، وقد حدّثني شيخنا أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن إبراهيم الواسطي، قَالَ: كَانَ عندنا " تفسير " ابن شاهين بواسط فِي نحو ثلاثين مُجلّدًا. [ص:582]
وقَالَ الْأزهري: كَانَ ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جُزْء.
وقَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأمونًا، قد جمع وصنَّف ما لم يصنّفه أحد.
وقَالَ حمزة السَّهْمي: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: ابن شاهين يلحّ عَلَى الخطأ، وهو ثقة.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي يَقُولُ: كَانَ ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ، إلا أَنَّهُ كَانَ لَحّانًا، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرًا، كَانَ إذا ذُكِر لَهُ مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يَقُولُ: أَنَا محمدي المذهب، ورأيته يوماً اجتمع مع الدارقطني فما نطق خوف أن يخطئ بحضرة أَبِي الْحَسَن. وسمعته يَقُولُ: أَنَا أكتب ولا أعارض. قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.(8/580)
179 - عُمَر بْن مُحَمَّد بْن موسى الجلاب. [المتوفى: 385 هـ]
مصري
يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان.(8/582)
180 - قناد بْن مُحَمَّد بْن قتادة النيسابُوري. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، وعَبْد اللَّه بْن الشَّرْقي.(8/582)
181 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حم، أَبُو الفضل النيسابُوري الْجُلُودي الواعظ. [المتوفى: 385 هـ]
سَمِعَ الكثير مِنْ: أَبِي بَكْر القطّان والأصم، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وعدة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.(8/582)
182 - مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُوسَى بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن مسلمة ابن الخليفة عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو بَكْر ابن الْأزرق الْأموي الْمَصْرِيّ. [المتوفى: 385 هـ][ص:583]
صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عُبَيْد بالمهدية نحو أربعة أعوام، ثم خلّصه اللَّه، وقدِم الْأندلس فِي سنة تسعٍ واربعين، فأكرمه المستنصر، وأثبته فِي ديوان قريش.
وكان أديبًا حليمًا،
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن أَبِي مطر الإسكندراني، وخاله أحمد بن مسعود الزنبري، وابْن الصَّمُوت.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ جزءًا، وقَالَ لي: وُلِدت سنة تسع عشرة وثلاثمائة،
وَتُوفِّي في ذي القعدة. وقد حدث من حفْظه بحديث أخطأ فِيهِ.(8/582)
183 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى أَبُو بَكْر النيسابُوري الكسائي الْأديب. [المتوفى: 385 هـ]
تخرّج بِهِ جماعة فِي العربية.
قَالَ الحاكم: ثم إنه عَلَى كِبَر السّنّ حدّث " بصحيح " مُسْلِم من كتاب جديد بخطّه عَنْ إبراهيم بن سفيان الفقيه، فأنكرتُ عَلَيْهِ، فعاتبني، فقلت: لو أخرجتَ أصلكَ وأخبرتني بالحديث على وجهه، فقال: قد كَانَ والدي يُحْضِرُني مجلس ابن سُفْيَان لسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي فَقَالَ لي أَبُو أحْمَد بْن عيسى: قد كنت أرى أباك يُقِيمك فِي المجلس تسمع وأنت تنام لِصغَرِك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتبه من كتابي فإنك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحلّ لك، فقام وشكاني.
قلت: رَوَى عَنْهُ أَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي الرّازي " صحيح مُسْلِم ".
وَتُوفِّي ليلة النَّحر، ولم يرو عَنْهُ الحاكم شيئًا.(8/583)